المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

مسند الإمام أحمد بن حنبل (164 - 241 هـ) حقّق هذا الجزء وخرّج - مسند أحمد - ط الرسالة - جـ ٢٠

[أحمد بن حنبل]

فهرس الكتاب

مسند

الإمام أحمد بن حنبل

(164 - 241 هـ)

حقّق هذا الجزء وخرّج أحاديثه وعلّق عليه

شعيب الأرنَؤوط - عادل مُرْشِد

الجزء العشرون

ص: 1

الموسوعة الحديثية

تقدمها مؤسسة الرسالة للطبع والنشر والتوزيع

بيروت

المشرف العام على إصدار هذه الرسالة

الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي

المشرف على تحقيق هذا المسند

الشيخ شعيب الأنؤوط

شارك في تحقيق هذا المسند

شعيب الأرنؤوط - محمد نعيم عرقسُوسي- عَادل مُرشد - إبراهيم الزّيبق

محمد رضوان العرقسُوسي - كامل الخرّاط

ص: 2

بسم الله الرحمن الرحيم

ص: 3

12525 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَرْبٌ - يَعْنِي ابْنَ شَدَّادٍ -، حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَنَسٍ، أَنَّ أَنَسًا حَدَّثَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَجْمَعُ بَيْنَ هَاتَيْنِ الصَّلَاتَيْنِ فِي السَّفَرِ؛ يَعْنِي الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ (1).

12526 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُقْبِلُ وَمَا عَلَى الْأَرْضِ شَخْصٌ أَحَبَّ إِلَيْنَا مِنْهُ، فَمَا نَقُومُ لَهُ، لِمَا نَعْلَمُ مِنْ كَرَاهِيَتِهِ لِذَلِكَ (2).

12527 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا أَبُو التَّيَّاحِ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يُرْفَعَ الْعِلْمُ، وَيَثْبُتَ الْجَهْلُ، وَتُشْرَبَ الْخُمُورُ، وَيَظْهَرَ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث ابن سعيد، ويحيى: هو ابن أبي كثير.

وأخرجه البخاري (1110) من طريق عبد الصمد، بهذا الإِسناد. وانظر (12408).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد -وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم.

وانظر (12345).

ص: 7

الزِّنَى " (1).

12528 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ عَطِيَّةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُخَيِّسِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، اسْتُشْهِدَ مَوْلَاكَ فُلَانٌ. قَالَ:" كَلَّا، إِنِّي رَأَيْتُ عَلَيْهِ عَبَاءَةً، غَلَّهَا يَوْمَ كَذَا وَكَذَا "(2).

12529 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا نَافِعٌ أَبُو غَالِبٍ الْبَاهِلِيُّ، شَهِدَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، قَالَ: فَقَالَ الْعَلَاءُ بْنُ زِيَادٍ الْعَدَوِيُّ: يَا

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث ابن سعيد، وأبو التياح: هو يزيد بن حُميد الضُّبَعي.

وأخرجه البخاري في "صحيحه"(80)، وفي "خلق أفعال العباد"(341)، ومسلم (2671)، والنسائي في "الكبرى"(5905)، وأبو عوانة في العلم كما في "الإتحاف" 2/ 389، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" 1/ 151، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/ 543 من طرق عن عبد الوارث بن سعيد، بهذا الإِسناد.

وانظر ما سلف برقم (11944).

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أبي المُخَيس: وهو اليشكري، والحكم بن عطية ضعيف يعتبر به.

وسيأتي برقم (12853) عن وكيع، عن الحكم بن عطية.

ويشهد له حديث أبي هريرة عند البخاري (4234)، ومسلم (115).

وحديث عمر عند مسلم (114)، وقد سلف برقم (203).

وحديث عبد الله بن عمرو عند البخاري (3074)، وقد سلف برقم (6493). وسُمِّي فيه المولى بِكَركرة.

ص: 8

أَبَا حَمْزَةَ، بِسِنِّ (1) أَيِّ الرِّجَالِ كَانَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذْ بُعِثَ؟ قَالَ: ابْنَ أَرْبَعِينَ سَنَةً. قَالَ: ثُمَّ كَانَ مَاذَا؟ قَالَ: كَانَ (2) بِمَكَّةَ عَشْرَ سِنِينَ، وَبِالْمَدِينَةِ عَشْرَ سِنِينَ، فَتَمَّتْ لَهُ سِتُّونَ سَنَةً، ثُمَّ قَبَضَهُ اللهُ إِلَيْهِ. قَالَ: سِنُّ أَيِّ الرِّجَالِ هُوَ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: كَأَشَبِّ الرِّجَالِ، وَأَحْسَنِهِ، وَأَجْمَلِهِ، وَأَلْحَمِهِ.

قَالَ: يَا أَبَا حَمْزَةَ، هَلْ غَزَوْتَ مَعَ نَبِيِّ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: نَعَمْ، غَزَوْتُ مَعَهُ يَوْمَ حُنَيْنٍ، فَخَرَجَ الْمُشْرِكُونَ بِكَثْرَةٍ، فَحَمَلُوا عَلَيْنَا، حَتَّى رَأَيْنَا خَيْلَنَا وَرَاءَ ظُهُورِنَا، وَفِي الْمُشْرِكِينَ رَجُلٌ يَحْمِلُ عَلَيْنَا، فَيَدُقُّنَا وَيُحَطِّمُنَا، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم، نَزَلَ فَهَزَمَهُمُ اللهُ فَوَلَّوْا، فَقَامَ نَبِيُّ اللهِ حِينَ رَأَى الْفَتْحَ، فَجَعَلَ (3) يُجَاءُ بِهِمْ أُسَارَى رَجُلًا رَجُلًا، فَيُبَايِعُونَهُ عَلَى الْإِسْلَامِ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ عَلَيَّ نَذْرًا لَئِنْ جِيءَ بِالرَّجُلِ الَّذِي كَانَ مُنْذُ الْيَوْمِ يُحَطِّمُنَا لَأَضْرِبَنَّ عُنُقَهُ. قَالَ: فَسَكَتَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَجِيءَ بِالرَّجُلِ، فَلَمَّا رَأَى نَبِيَّ اللهِ، قَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، تُبْتُ إِلَى اللهِ، يَا نَبِيَّ اللهِ، تُبْتُ إِلَى اللهِ. قَالَ: فَأَمْسَكَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمْ يُبَايِعْهُ لِيُوفِيَ الْآخَرُ نَذْرَهُ، قَالَ: فَجَعَلَ يَنْظُرُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لِيَأْمُرَهُ بِقَتْلِهِ، وَجَعَلَ يَهَابُ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَقْتُلَهُ، فَلَمَّا رَأَى نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم

(1) في (م): سن.

(2)

في (ظ 4): ثم كان.

(3)

في (م): فجعل نبي الله صلى الله عليه وسلم.

ص: 9

أَنَّهُ (1) لَا يَصْنَعُ شَيْئًا بَايَعَهُ (2)، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ نَذْرِي! قَالَ: " لَمْ أُمْسِكْ عَنْهُ مُنْذُ الْيَوْمِ إِلَّا لِتُوفِيَ نَذْرَكَ ". فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، أَلَا أَوْمَضْتَ إِلَيَّ؟ فَقَالَ:" إِنَّهُ لَيْسَ لِنَبِيٍّ أَنْ يُومِضَ "(3).

12530 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: بَيْنَمَا نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي نَخْلٍ لَنَا، نَخْلٍ (4) لِأَبِي

(1) لفظة "أنه" أثبتناها من (ظ 4).

(2)

تحرَّفت لفظة "بايعه" في (م) و (س) و (ق) إلى يأتيه، والتصويب من (ظ 4) و"سنن أبي داود".

(3)

إسناده صحيح، عبد الصمد وأبوه من رجال الشيخين، ونافع أبو غالب -ويقال في اسمه أيضاً: رافع- من رجال أبي داود والترمذي وابن ماجه.

وأخرجه ابن سعد 2/ 308، والبيهقي في "الدلائل" 7/ 237 من طريق عبد الله بن عمرو أبو معمر المِنْقَري، وأبو داود (3194) عن داود بن معاذ، كلاهما عن عبد الوارث بن سعيد، بهذا الإِسناد -واقتصر ابن سعد والبيهقي على الشطر الأول، بينما خرَّج أبو داود الشطر الثاني منه، وزاد فيه صفة القيام في صلاة الجنازة على الرجل والمرأة السالفة برقم (12180).

وأخرج الشطر الأول بنحوه ابن سعد 2/ 308، وأبو يعلى (3572) و (3590) من طريق قرة بن عبد الرحمن، عن ابن شهاب، عن أنس.

ولسن النبي صلى الله عليه وسلم يوم بُعِثَ ويوم وفاته ومدة لُبْثه بمكة والمدينة انظر ما سيأتي برقم (13519).

وقد روي عن أنس من طريق آخر أن النبي صلى الله عليه وسلم توفي وهو ابن ثلاث وستين سنة، وهو أصحُّ كما سلف عند الحديث رقم (12326).

قوله "أومَضْتَ"، قال السندي: أي: أشرتَ إليَّ بالعين.

(4)

أثبتنا لفظة "نخل" من (ظ 4) ونسخة في (س).

ص: 10

طَلْحَةَ، يَتَبَرَّزُ لِحَاجَتِهِ، قَالَ: وَبِلَالٌ يَمْشِي وَرَاءَهُ، يُكَرِّمُ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَمْشِيَ إِلَى جَنْبِهِ، فَمَرَّ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِقَبْرٍ، فَقَامَ حَتَّى تَمَّ (1) إِلَيْهِ بِلَالٌ، فَقَالَ:" وَيْحَكَ يَا بِلَالُ، هَلْ تَسْمَعُ مَا أَسْمَعُ؟ " قَالَ: مَا أَسْمَعُ شَيْئًا. قَالَ: " صَاحِبُ الْقَبْرِ يُعَذَّبُ ". قَالَ: فَسُئِلَ عَنْهُ فَوُجِدَ يَهُودِيًّا (2).

12531 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ قِرَامٌ لِعَائِشَةَ، قَدْ سَتَرَتْ بِهِ جَانِبَ بَيْتِهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" مِيطِي (3) عَنَّا قِرَامَكِ هَذَا، فَإِنَّهُ لَا تَزَالُ تَصَاوِيرُهُ تَعْرِضُ لِي فِي صَلَاتِي "(4).

(1) تحرفت في (م) إلى: لم.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث ابن سعيد، وعبد العزيز: هو ابن صهيب.

وأخرجه البيهقي في "إثبات عذاب القبر"(94) من طريق عبد الله بن عمرو أبي معمر، عن عبد الوارث بن سعيد، بهذا الإِسناد.

وسيأتي برقم (13719) من طريق هلال بن علي، عن أنس. وانظر ما سلف برقم (12007).

قوله: "حتى تَمَّ إليه": من التَّمام، أي: وصل وانتهى إليه. قاله السندي.

(3)

في (م): أميطي، وكلاهما صحيح.

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد العزيز: هو ابن صهيب.

وأخرجه البخاري (374) عن أبي معمر عبد الله بن عمرو، عن عبد الوارث ابن سعيد، بهذا الإِسناد.

وسيأتي برقم (14022) عن عفان، عن عبد الوارث بن سعيد.

وسيأتي في مسند عائشة 6/ 36، وهو في البخاري (2105)، ومسلم =

ص: 11

12532 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ مَعَ ثَابِتٍ، فَقَالَ لَهُ ثَابِتٌ (1): إِنِّي اشْتَكَيْتُ. فَقَالَ: أَلَا أَرْقِيكَ بِرُقْيَةِ أَبِي الْقَاسِمِ عليه الصلاة والسلام؟ قَالَ: بَلَى. قَالَ: قُلِ: " اللهُمَّ رَبَّ النَّاسِ، مُذْهِبَ الْبَأْسِ، اشْفِ أَنْتَ الشَّافِي، لَا شَافِيَ إِلَّا أَنْتَ، اشْفِ شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا "(2).

= (2107)(96): أنها اشترت نُمْرُقَةً فيها تصاوير، فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم قام على الباب فلم يدخله، فعرفت في وجهه الكراهة، فقالت: يا رسول الله أتوب إلى الله وإلى رسوله، ماذا أذنبتُ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ما بال هذه النُّمْرُقَة؟ " قالت: اشتريتها لك لتقعد عليها وتَوَسَّدها، فقال رسول الله:"إن أصحاب هذه يوم القيامة يُعذَّبون، فيقال لهم: أَحْيُوا ما خلقتم". وقال: "إن البيت الذي فيه الصورُ لا تدخله الملائكةُ".

قال الحافظ في "الفتح" 10/ 391: وقد استُشكِل الجمعُ بين هذا الحديث (يعني حديث أنس) وبين حديث عائشة أيضاً في النمرقة، لأنه يدلُّ على أنه لم يدخل البيت الذي كان فيه الستر المصوَّر أصلاً حتى نزعه، وهذا يدلُّ على أنه أقرَّه وصلى وهو منصوب إلى أن أمر بنزعه من أجل ما ذُكِرَ من رؤيته الصورة حالة الصلاة، ولم يتعرض لخصوص كونها صورة، ويمكن الجمع بأن الأول كانت تصاويرُه من ذوات الأرواح، ولهذا كانت تصاويرُه من غير الحيوان.

قوله: "قرام"، قال السندي: بكسر القاف: ثوب ملون رقيق.

"ميطي"، أي: أزيلي وأبعدي، من ماط المتعدي، وقد جاء لازماً أيضاً.

(1)

"ثابت" ليس في (م).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البخاري (5742)، وأبو داود (3890)، والترمذي (973)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(1022)، وأبو يعلى (3917)، والبيهقي في =

ص: 12

12533 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا سِنَانٌ أَبُو رَبِيعَةَ، عَنْ (1) أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَوْ يَعْلَمُ الْمُتَخَلِّفُونَ عَنْ صَلَاةِ الْعِشَاءِ وَصَلَاةِ الْغَدَاةِ مَا لَهُمْ فِيهِمَا، لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا "(2).

12534 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا سِنَانٌ، حَدَّثَنَا أَنَسٌ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَخَذَ غُصْنًا، فَنَفَضَهُ، فَلَمْ يَنْتَفِضْ، ثُمَّ نَفَضَهُ، فَلَمْ يَنْتَفِضْ، ثُمَّ نَفَضَهُ، فَانْتَفَضَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ،

= "الدعوات الكبير"(508)، والخطيب في "تاريخه" 4/ 257 من طرق عن عبد الوارث بن سعيد، بهذا الإِسناد.

وسيأتي بنحوه برقم (13823) من طريق حميد وحماد بن أبي سليمان، عن أنس.

وفي الباب عن ابن مسعود سلف في مسنده برقم (3615)، وانظر تتمة شواهده هناك.

وقوله: "مذهب الباس" بغير همز للمؤاخاة، فإن أصله الهمزة، والبأس: الشدة والعذاب.

(1)

في (م) و (س) و (ق): حدثنا.

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد، سنان أبو ربيعة: هو ابن ربيعة الباهلي، روى له البخاري حديثاً واحداً مقروناً وروى له أبو داود والترمذي وابن ماجه، وضعفه ابن معين وأبو حاتم، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به.

ويشهد له حديث أبي هريرة السالف برقم (7226)، وهو في "الصحيحين".

ص: 13

وَاللهُ أَكْبَرُ، تَنْفُضُ الْخَطَايَا كَمَا تَنْفُضُ الشَّجَرَةُ وَرَقَهَا " (1).

12535 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ النُّمَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَا مِنْ رَجُلٍ مُسْلِمٍ يَمُوتُ لَهُ ثَلَاثَةٌ مِنْ وَلَدِهِ لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ، إِلَّا أَدْخَلَ اللهُ أَبَوَيْهِ الْجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ إِيَّاهُمْ "(2).

12536 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ

(1) إسناده حسن في المتابعات والشواهد من أجل سنان بن ربيعة، وباقي رجال الإِسناد ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(634)، والطبراني في "الدعاء"(1688) من طرق عن عبد الوارث بن سعيد، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الترمذي (3533) عن محمد بن حميد، وأبو نعيم في "الحلية" 5/ 55 من طريق معاذ بن أسد وداود بن مخراق ثلاثتهم عن الفضل بن موسى، عن الأعمش، عن أنس. وهذا إسناد منقطع، فالأعمش لم يسمع من أنس، إلا أنه رآه. فالحديث محتمل للتحسين بمجموع الطريقين.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الملك النميري، فلم نتبينه.

وأخرجه البخاري في "الصحيح"(1248) و (1381)، وفي "الأدب المفرد"(151)، والنسائي 4/ 24، وابن ماجه (1605)، وأبو يعلى (3927)، وأبو عوانة في البر والصلة كما في "الإتحاف" 2/ 118، والبيهقي 4/ 67، والبغوي (1545) من طريق عبد العزيز بن صهيب، عن أنس.

وأخرجه بنحوه البخاري في "تاريخه" 6/ 421 تعليقاً، والنسائي 4/ 23 - 24، وابن حبان (2943)، والمزي في ترجمة عمران بن نافع من "تهذيبه" 22/ 364 - 365 من طريق حفص بن عبيد الله، عن أنس.

وفي الباب عن أبي هريرة سلف برقم (7265)، وانظر تتمة شواهده هناك.

ص: 14

عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" أَوَّلُ مَنْ يُكْسَى حُلَّةً مِنَ النَّارِ إِبْلِيسُ، فَيَضَعُهَا عَلَى حَاجِبِهِ، وَيَسْحَبُهَا مِنْ خَلْفِهِ، وَذُرِّيَّتُهُ مِنْ بَعْدِهِ، وَهُوَ يُنَادِي: وَا ثُبُورَاهُ، وَيُنَادُونَ: يَا ثُبُورَهُمْ - قَالَ: عَبْدُ الصَّمَدِ: قَالَهَا مَرَّتَيْنِ - حَتَّى يَقِفُوا عَلَى النَّارِ، فَيَقُولُ: يَا ثُبُورَهُ (1)، وَيَقُولُونَ: يَا ثُبُورَهُمْ، فَيُقَالُ لَهُمْ: {لَا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدًا وَادْعُوا ثُبُورًا كَثِيرًا} [الفرقان: 14] " قَالَ عَفَّانُ: " وَذُرِّيَّتُهُ خَلْفَهُ، وَهُمْ يَقُولُونَ: يَا ثُبُورَهُمْ ". قَالَ عَفَّانُ: " حَاجِبَيْهِ "(2).

12537 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَتَبَاهَى

(1) في (م) و (ق): يا ثبوراه.

(2)

إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد: وهو ابن جدعان.

وأخرجه ابن أبي شيبة 13/ 168 و 14/ 109، وابن أبي عاصم في "الأوائل"(119)، والبزار (3495 - كشف الأستار)، والطبري في "تفسيره" 18/ 188 والطبراني في "الأوائل"(37)، والبيهقي في "البعث والنشور"(590)، والخطيب في "تاريخه" 11/ 253 من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإِسناد.

وسيأتي من هذا الطريق بالأرقام (12560) و (13603).

قوله: "واثبوراه"، قال السندي: كأنه ينادي الهلاكَ، ويقول له: هذا أوانك فالحقني.

ص: 15

النَّاسُ فِي الْمَسَاجِدِ " (1).

12538 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ يَوْمَ أُحُدٍ: " اللهُمَّ إِنَّكَ إِنْ تَشَأْ، أَنْ لَا (2) تُعْبَدَ فِي الْأَرْضِ "(3).

12539 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَمَّا خَلَقَ اللهُ آدَمَ تَرَكَهُ مَا شَاءَ اللهُ (4) أَنْ يَدَعَهُ، فَجَعَلَ إِبْلِيسُ يُطِيفُ بِهِ، يَنْظُرُ إِلَيْهِ، فَلَمَّا رَآهُ

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد -وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث، وعفان: هو ابن مسلم، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجَرْمي.

وأخرجه الدارمي (1408)، وابن حبان (1613)، والبيهقي 2/ 439، وابن حجر في "تعليق التعليق" 2/ 237 من طريق عفان وحده، بهذا الإِسناد. ولفظ ابن حبان: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتباهى الناس في المساجد.

وطريق عفان سيأتي مكرراً برقم (14020)، وأما طريق عبد الصمد فسلف برقم (12379).

(2)

في (م) ونسخة في (س): أن لا، بزيادة "أن".

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه مسلم (1743) من طريق عبد الصمد وحده، بهذا الإِسناد.

وأخرجه عبد بن حميد (1348) من طريق سليمان بن حرب، وأبو يعلى (3318) من طريق هُدبة بن خالد، كلاهما عن حماد بن سلمة، به.

وسيأتي من طريق ثابت برقم (13649). وانظر ما سلف برقم (12220).

(4)

لفظ الجلالة ليس في (ظ 4).

ص: 16

أَجْوَفَ، عَرَفَ أَنَّهُ خَلْقٌ لَا يَتَمَالَكُ " (1).

12540 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَتِ الْحَبَشَةُ يَزْفِنُونَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَيَرْقُصُونَ، وَيَقُولُونَ: مُحَمَّدٌ عَبْدٌ صَالِحٌ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا يَقُولُونَ؟ " قَالُوا: يَقُولُونَ: مُحَمَّدٌ عَبْدٌ صَالِحٌ (2).

12541 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَدْخُلُ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، فَيَبْقَى مِنْهَا مَا شَاءَ اللهُ، فَيُنْشِئُ اللهُ (3) لَهَا - يَعْنِي - خَلْقًا حَتَّى يَمْلَأَهَا "(4).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه الطيالسي (2024)، والمصنف في "الزهد" ص 48، ومسلم (2611)، وأبو يعلى (3321)، وابن حبان (6163)، والحاكم 1/ 37 من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإِسناد.

وسيأتي بالأرقام (13391) و (13516) و (13661).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه ابن حبان (5870) من طريق هدبة بن خالد، عن حماد بن سلمة، بهذا الإِسناد.

وانظر ما سيأتي برقم (12649).

وفي الباب عن عائشة، سيأتي 6/ 56.

قوله: "يزفنون"، قال السندي: كيضرب، أي: يرقصون بالسلاح.

(3)

لفظ الجلالة ليس في (ظ 4).

(4)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه عبد بن حميد (1310)، وابن أبي عاصم في "السنة"(529)، =

ص: 17

12542 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أُعْطِيتُ الْكَوْثَرَ، فَإِذَا هُوَ نَهَرٌ يَجْرِي كَذَا عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ، حَافَّتَاهُ قِبَابُ اللُّؤْلُؤِ، لَيْسَ مَشقُوقًا (1)، فَضَرَبْتُ بِيَدِي إِلَى تُرْبَتِهِ، فَإِذَا مِسْكَةٌ ذَفِرَةٌ وَإِذَا حَصَاهُ اللُّؤْلُؤُ "(2).

12543 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَى رَجُلٍ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ يَعُودُهُ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" يَا خَالُ، قُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ " فَقَالَ: أَوَ خَالٌ أَنَا، أَوْ عَمٌّ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" لَا، بَلْ خَالٌ "، فَقَالَ لَهُ:" قُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ " قَالَ (3): خَيْرٌ لِي؟ قَالَ: " نَعَمْ "(4).

= وأبو يعلى (3358)، وابن حبان (448) من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإِسناد.

وسيأتي من طريق ثابت بالأرقام (13793) و (13855). وانظر ما سلف برقم (12380).

(1)

في (م) مشفوفاً، بالفاء، وفي النسخ الخطية: مشقوق، بالرفع، والصواب ما أثبتنا، ويوضحه الرواية الآتية برقم (13578):"ولم يشق شقاً".

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه أبو يعلى (3290) عن عبد الرحمن بن سلام الجمحي، وابن حبان (6471) من طريق هدبة بن خالد، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإِسناد.

وسيأتي برقم (13578) عن عفان عن حماد. وانظر ما سلف برقم (12008).

(3)

لفظة "قال" ليست في (م) و (س) و (ق)، وأثبتناها من (ظ 4).

(4)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير =

ص: 18

12544 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: سَمِعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَصْوَاتًا، فَقَالَ:" مَا هَذَا؟ " قَالُوا: يُلَقِّحُونَ النَّخْلَ. فَقَالَ: " لَوْ تَرَكُوهُ فَلَمْ يُلَقِّحُوهُ، لَصَلُحَ " فَتَرَكُوهُ، فَلَمْ يُلَقِّحُوهُ، فَخَرَجَ شِيصًا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" مَا لَكُمْ؟ "، قَالُوا: تَرَكُوهُ لِمَا قُلْتَ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا كَانَ شَيْءٌ مِنْ أَمْرِ دُنْيَاكُمْ، فَأَنْتُمْ أَعْلَمُ بِهِ، فَإِذَا كَانَ مِنْ أَمْرِ دِينِكُمْ، فَإِلَيَّ "(1).

= حماد -وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم.

وأخرجه الضياء في "المختارة"(1640) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البزار (787 - كشف الأستار) من طريق الحجاج بن المنهال، والضياء (1641) من طريق عبد الملك بن عبد العزيز، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإِسناد.

وسيأتي من طريقين آخرين عن حماد برقم (12563) و (13826). وانظر ما سلف برقم (12061).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه ابن خزيمة في التوكل كما في "الإتحاف" 1/ 485 من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، بهذا الإِسناد.

وأخرجه مسلم (2363)، وابن خزيمة في التوكل من طريق أسود بن عامر، وابن ماجه (2471)، وأبو يعلي (3480) و (3531)، وأبو عوانة في المناقب كما في "الإتحاف" 1/ 485، وابن حبان (22) من طريق عفان، كلاهما عن حماد، عن ثابت، عن أنس- وحماد، عن عروة بن الزبير، عن =

ص: 19

12545 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم آخَى بَيْنَ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ، وَبَيْنَ أَبِي طَلْحَةَ (1).

12546 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ - يَعْنِي ابْنَ كَثِيرٍ -، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَتْ تُعْجِبُهُ الْفَاغِيَةُ، وَكَانَ أَعْجَبُ الطَّعَامِ إِلَيْهِ الدُّبَّاءَ (2).

= أبيه، عن عائشة. ورواية ابن حبان ليس فيها عفان، مع أنه روى الحديث عن أبي يعلى وهذا في روايته عفان.

وسيأتي طريق عفان هذا في مسند عائشة 6/ 123.

وفي الباب عن طلحة بن عبيد الله، سلف برقم (1395).

الشِّيصُ: التمر الذي لا يشتدُّ نواه ويَقْوى.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد، وحماد: هو ابن سلمة.

وأخرجه مسلم (2528) من طريق عبد الصمد، بهذا الإِسناد.

وأخرجه أبو يعلي (3320)، وأبو عوانة في المناقب كما في "الإتحاف" 1/ 511، والطبراني في "الكبير"(4682) من طريق هدبة بن خالد، وأبو عوانة أيضاً، والحاكم 3/ 268 من طريق فهد بن عوف، كلاهما عن حماد بن سلمة، به.

(2)

إسناده حسن من أجل سليمان بن كثير، وهو العبدي، فهو -وإن روى له الشيخان- صدوق حسن الحديث. عبد الحميد: هو ابن المنذر بن الجارود العبدي روى له ابن ماجه، وهو ثقة.

وقد سلف حديث أنس في حبه صلى الله عليه وسلم للدُّباء، وهو القرع، برقم (12052)، وهو صحيح.

والفاغية: هي نَوْر الحِنَّاء، وقيل: نَوْر الريحان، وقيل: نور كل نبت من =

ص: 20

12547 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَكُونُ فِي الصَّلَاةِ، فَيَقْرَأُ بِسُورَةٍ خَفِيفَةً مِنْ أَجْلِ الْمَرْأَةِ وَبُكَاءِ الصَّبِيِّ (1).

12548 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " كُنْتُ أَمْشِي مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَعَلَيْهِ بُرْدٌ نَجْرَانِيٌّ غَلِيظُ الْحَاشِيَةِ، فَأَدْرَكَهُ أَعْرَابِيٌّ، فَجَبَذَهُ جَبْذَةً، حَتَّى رَأَيْتُ صَفْحَ - أَوْ صَفْحَةَ - عُنُقِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ أَثَّرَتْ بِهَا حَاشِيَةُ الْبُرْدِ مِنْ شِدَّةِ جَبْذَتِهِ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَعْطِنِي مِنْ مَالِ اللهِ الَّذِي عِنْدَكَ. فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ فَضَحِكَ، ثُمَّ أَمَرَ لَهُ بِعَطَاءٍ (2).

= أنوار الصحراء التي لا تزرع، وقيل: فاغية كل نبت: نَوْرُه. قاله ابن الأثير في "النهاية" 3/ 461.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير جعفر -وهو ابن سليمان الضُّبعي- فمن رجال مسلم.

وأخرجه عبد بن حميد (1371)، ومسلم (470)، وأبو يعلى (3294) و (3294 م) و (3376) و (3436)، وابن خزيمة (1609)، وأبو عوانة 2/ 88، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" ص 74، والدارقطني 2/ 86، وأبو نعيم في "الحلية" 6/ 291، والبيهقي 2/ 393 من طرق عن جعفر بن سليمان، بهذا الإِسناد.

وسيأتي من هذا الطريق برقم (12587). وانظر ما سلف برقم (12067).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسحاق بن سليمان: هو الرازي أبو يحيى العبدي.

وأخرجه مسلم (1057) من طريق إسحاق بن سليمان، بهذا الإِسناد. =

ص: 21

12549 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ أيُّوبَ (1)، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اتَّقُوا دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ، وَإِنْ كَانَ كَافِرًا، فَإِنَّهُ لَيْسَ دُونَهَا حِجَابٌ "(2).

= وهو في "الموطأ" برواية أبي مصعب الزهري (2124)، ومن طرق عن مالك أخرجه البخاري (3149) و (5809) و (6088)، ومسلم (1057)، وابن ماجه (3553)، وأبو عوانة في الزكاة كما في "الإتحاف" 1/ 403 - 404، والبيهقي في "الدلائل" 1/ 318.

وأخرجه مسلم (1057)، وأبو عوانة، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" ص 80 من طريق عكرمة بن عمار، عن إسحاق بن عبد الله، به.

وسيأتي برقم (13194) و (13339).

(1)

قوله: "قال: أخبرني يحيى بن أيوب" سقط من (م).

(2)

إسناده ضعيف لجهالة أبي عبد الله الأسدي، ويقال: أبو عبد الغفار كما في رواية ابن معين، وسمَّاه ابنُه عبد الرحمن بن عيسى. يحيى بن أيوب: هو الغافقي.

وأخرجه ابن معين في "تاريخه" 2/ 355، ومن طريقه الدولابي في "الكنى" 2/ 73، والقضاعي في "مسند الشهاب" (960) قال: حدثنا ابنُ عفير، أنبأنا يحيى بن أيوب، عن أبي عبد الغفار عبد الرحمن بن عيسى -بصري، سمَّاه ابنه بمصر عند ابن عفير- قال: سمعت أنس بن مالك يقول:

فذكره.

وفي الباب عن أبي هريرة سلف برقم (8795) بلفظ: "دعوة المظلوم مستجابة، وإن كان فاجراً ففجوره على نفسه". وإسناده ضعيف.

وعن أبي ذر عند ابن حبان (361) ضمن حديث صحف إبراهيم الطويل: "أيها الملك المسلَّط المبتلى المغرور إني لم أبعثك لتجمع الدنيا بعضها على بعض، ولكني بعثتك لتردَّ عنِّي دعوة المظلوم، فإني لا أردُّها ولو كانت من كافرٍ" وإسناده ضعيف جداً. =

ص: 22

12550 -

وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لَا يَرِيبُكَ "(1).

12551 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، يَا سَيِّدَنَا وَابْنَ سَيِّدِنَا، وَخَيْرَنَا وَابْنَ خَيْرِنَا. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" يَا أَيُّهَا النَّاسُ عَلَيْكُمْ بِتَقْوَاكُمْ (2)، لَا يَسْتَهْوِيَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَبْدُ اللهِ (3) وَرَسُولُهُ، وَاللهِ (4) مَا أُحِبُّ أَنْ تَرْفَعُونِي فَوْقَ مَنْزِلَتِي الَّتِي أَنْزَلَنِي اللهُ "(5).

= والصحيح ما ورد عن ابن عباس برقم (2071): "واتَّقِ دعوةَ المظلوم فإنها لبس بينها وبين الله حجابٌ".

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف كسابقه، وقد سلف موقوفًا ضمن حديث مطول برقم (12099)، وإسناده صحيح.

ويشهد له حديث الحسن بن علي مرفوعاً، وقد سلف عند المصنف برقم (1723)، وإسناده صحيح.

(2)

في (ظ 4): تقواكم.

(3)

في (ظ 4): عبيد الله.

(4)

لفظ الجلالة ليس في (ظ 4).

(5)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. وسيتكرر برقم (13530).

وأخرجه الضياء في "المختارة"(1627) من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإِسناد.

وأخرجه عبد بن حميد (1309)، والبخاري في "التاريخ الأوسط" 1/ 11، =

ص: 23

12552 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ قَالَ: " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَنَا، وَسَقَانَا، وَكَفَانَا، وَآوَانَا، وَكَمْ مِمَّنْ لَا كَافِيَ لَهُ وَلَا مُؤْوِيَ "(1).

= والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(248) و (249)، وابن حبان (6240)، والبيهقي في "الدلائل" 5/ 498، والضياء (1626) من طرق عن حماد بن سلمة، به. وقرن النسائي في روايته الأولى بثابت حميداً، واقتصر البخاري على المرفوع دون القصة.

وسيأتي برقم (13529) عن مؤمل بن إسماعيل، وبرقم (13530) و (13597) عن عفان، كلاهما عن حماد، به.

وانظر ما سيأتي برقم (12826).

وفي الباب عن عمر سلف برقم (164).

وعن عبد الله بن الشخير، سيأتي 4/ 24.

قوله: "عليكم بتقواكم"، قال السندي: أي: عليكم مراعاة التقوى في الكلام وغيره.

وقوله: "لا يستهوينكم" كقوله تعالى: {كالَّذي اسْتَهوَتْه الشياطينُ} [الأنعام: 71]: أي: ذهبت بهواه أو عقله.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه عبد بن حميد (1335)، والبغوي (1318) من طريق الحسن بن موسى، بهذا الإِسناد.

وأخرجه عبد بن حميد (1351)، والبخاري في "الأدب المفرد"(1206)، ومسلم (2715)، وأبو داود (5053)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(799)، وأبو عوانة في الدعوات كما في "الإتحاف" 1/ 463، وابن حبان (5540)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(711)، وأبو نعيم في "الحلية" 6/ 260، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 15 من طرق عن حماد بن =

ص: 24

12553 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ - يَعْنِي ابْنَ مُوسَى -، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ وَحُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ عَلَى بَغْلَةٍ شَهْبَاءَ، فَمَرَّ عَلَى حَائِطٍ لِبَنِي النَّجَّارِ، فَإِذَا هُوَ بِقَبْرٍ يُعَذَّبُ صَاحِبُهُ، فَحَاصَتِ الْبَغْلَةُ، فَقَالَ:" لَوْلَا أَنْ لَا تَدَافَنُوا، لَدَعَوْتُ اللهَ أَنْ يُسْمِعَكُمْ عَذَابَ الْقَبْرِ "(1).

12554 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم اسْتَسْقَى، فَأَشَارَ بِظَهْرِ كَفَّيْهِ إِلَى السَّمَاءِ (2).

= سلمة، به.

وسيأتي الحديث برقم (12712) و (13653).

وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (5983).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم. وسيتكرر برقم (12791).

وأخرجه البيهقي في "إثبات عذاب القبر"(90) من طريق حسن بن موسى، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 272 من طريق آدم بن أبي إياس، عن حماد بن سلمة، به.

وسيأتي برقم (14031) عن عفان، عن حماد، عن ثابت وحميد، وبرقم (12791) عن مؤمل، عن حماد، عن ثابت وحده.

وقد سلف من طريق حميد وحده برقم (12007).

قوله: "فحاصت"، أي: مالت وتنفَّرت. قاله السندي.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. =

ص: 25

12555 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" جَاهِدُوا الْمُشْرِكِينَ بِأَلْسِنَتِكُمْ، وَأَنْفُسِكُمْ، وَأَمْوَالِكُمْ، وَأَيْدِيكُمْ "(1).

= وأخرجه عبد بن حميد (1338)، ومسلم (896)، والبيهقي 3/ 357 من طريق حسن بن موسى، بهذا الإِسناد.

وأخرجه بنحوه عبد بن حميد (1293)، وأبو داود (1171)، وابن خزيمة (1412)، وأبو عوانة في الاستسقاء كما في "إتحاف المهرة" 1/ 472، والبيهقي 3/ 357 من طرق عن حماد بن سلمة، به- وزادوا فيه غير عبد بن حميد: حتى رأيت بياض إبطيه.

وأخرج أبو داود (1487) من طريق عمر بن نبهان، عن قتادة، عن أنس، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو هكذا بباطن كفيه وظاهرهما.

وسيأتي برقم (13536) عن مؤمل بن إسماعيل، عن حماد. وانظر (12239) و (12867).

قال النووي في "شرح مسلم" 6/ 190: قال جماعة من أصحابنا وغيرهم: السُّنَّة في كلِّ دعاء لرفع بلاءٍ كالقحط ونحوه أن يرفع يديه ويجعل ظهر كفَّيه إلى السماء، وإذا دعا لسؤال شيء وتحصيله جعل بطن كفَّيه إلى السماء، احتَجُّوا بهذا الحديث.

وقال غيره -فيما نقله ابن حجر في "الفتح" 2/ 518 - : الحكمة في الإشارة بظهور الكفَّين في الاستسقاء دون غيره للتفاؤل بتقلُّب الحال ظَهْراً لبطنٍ، كما قيل في تحويل الرداء، أو هو إشارة إلى صفة المسؤول، وهو نزول السحاب إلى الأرض.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه الضياء في "المختارة"(1906) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإِسناد. وانظر (12246).

ص: 26

12556 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَغَدْوَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ، أَوْ رَوْحَةٌ، خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَلَقَابُ قَوْسِ أَحَدِكُمْ فِي (1) الْجَنَّةِ، خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا "(2).

12557 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَا مِنْ نَفْسٍ تَمُوتُ لَهَا عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ، فَيَسُرُّهَا (3) أَنْ تَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا، إِلَّا الشَّهِيدَ، فَإِنَّ الشَّهِيدَ يَسُرُّهُ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا، فَيُقْتَلَ، لِمَا يَرَى مِنْ فَضْلِ الشَّهَادَةِ "(4).

12558 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ فِي السَّمَاءِ السَّابِعَةِ، يَدْخُلُهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ، ثُمَّ لَا

(1) في (ظ 4): من.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه السهمي في "تاريخ جرجان"(166) من طريق عبد الواحد بن غياث، وأبو نعيم في "صفة الجنة"(55) من طريق كامل بن طلحة، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإِسناد -واقتصر أبو نعيم على القطعة الثانية منه.

وسلف مختصراً بالقطعة الأولى برقم (12350)، وانظر تخريجه هناك.

(3)

في (ظ 4): يسرها.

(4)

إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (12273).

ص: 27

يَعُودُونَ إِلَيْهِ " (1).

12559 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" حُفَّتِ الْجَنَّةُ بِالْمَكَارِهِ، وَحُفَّتِ النَّارُ بِالشَّهَوَاتِ "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. حسن: هو ابن موسى الأشيب، وثابت: هو ابن أسلم البناني.

وأخرجه عبد بن حميد (1210)، والنسائي في "الكبرى"(11530)، وأبو يعلى (3447)، والطبري في "التفسير" 27/ 17، والحاكم 2/ 468 من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإِسناد.

وأخرج الطبري 27/ 18 عن محمد بن سنان القزاز، عن موسى بن إسماعيل، عن سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لما عَرَجَ بي الملَكُ إلى السماء السابعة انتهيت إلى بناءٍ، فقلتُ للملَك: ما هذا؟ قال: هذا بناء بناه الله للملائكة يدخله كلَّ يوم سبعون ألف ملك يقدِّسون الله ويسبِّحونه، لا يعودون فيه". ومحمد بن سنان شيخ الطبري تُكُلِّم فيه، وبعضهم حسَّن القول فيه.

وسلف الحديث ضمن قصة الإسراء الطويلة من طريق ثابت، عن أنس برقم (12505).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه الدارمي (2843)، وأبو يعلى (3275)، وأبو عوانة في صفة الجنة كما فى "الإتحاف" 1/ 475، وابن حبان (716)، والآجري في "الشريعة" ص 390، والقضاعي في "مسند الشهاب"(568)، والخطيب في "تاريخه" 8/ 184 من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإِسناد.

وسيأتي برقم (13671) و (14030) من طريق ثابت مقروناً به حميدٌ. =

ص: 28

12560 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَوَّلُ مَنْ يُكْسَى حُلَّةً مِنَ النَّارِ إِبْلِيسُ، يَضَعُهَا عَلَى حَاجِبَيْهِ، وَهُوَ يَسْحَبُهَا مِنْ خَلْفِهِ، وَذُرِّيَّتُهُ مِنْ (1) خَلْفِهِ، وَهُوَ يَقُولُ: يَا ثُبُورَاهُ، وَهُمْ يُنَادُونَ: يَا ثُبُورهُمْ، حَتَّى يَقِفَ عَلَى النَّارِ، فَيَقُولُ: يَا ثُبُورَهُ (2)، فَيُنَادُونَ: يَا ثُبُورَهُمْ، فَيُقَالَ ": {لَا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدًا وَادْعُوا ثُبُورًا كَثِيرًا} [الفرقان: 14](3).

12561 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ وَيُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ وَحُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " الْمُؤْمِنُ مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ، وَالْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ السُّوءَ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَبْدٌ لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ "(4).

= وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7530).

(1)

"من" ليست في (ظ 4).

(2)

في (م) و (س) و (ق): ثبوراه.

(3)

إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان. وانظر (12536).

(4)

إسناده صحيح على شرط مسلم من جهة يونس بن عبيد وحميد، وأما علي بن زيد -وهو ابن جُدعان- فضعيف.

وأخرجه الحاكم 1/ 11 من طريق الحسن بن موسى، بهذا الإِسناد- ولم يذكر علي بن زيد.

وأخرجه البزار (21 - كشف الأستار) عن إبراهيم بن محمد، وأبو يعلى =

ص: 29

12562 -

حَدَّثَنَاهُ عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ وَيُونُسَ وَحُمَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" الْمُؤْمِنُ مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ "، فَذَكَرَ مِثْلَهُ (1).

= (4187)، وابن حبان (510)، وابن أبي الدنيا في "الصمت"(28)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(874) من طريق أبي نصر التمار، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإِسناد.

وأخرجه دون طوله: "والمهاجر

الخ" أبو يعلى (3909) من طريق المبارك بن سحيم، عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس.

وأخرج القطعة الأخيرة منه في الجار: ابنُ أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق"(341) عن أبي نصر التمار، عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد وحميد، به.

وأخرجها ابن أبي شيبة 8/ 547، والحاكم 4/ 165 من طريقين عن يزيد ابن حبيب، عن سنان بن سعد، عن أنس، بلفظ:"ما هو بمؤمن من لم يأمن جاره بوائقه".

وستأتي هذه القطعة ضمن الحديث (13048).

وانظر ما بعده.

وفي الباب دون قصة الجار عن ابن عمرو، سلف برقم (6515).

وعن أبي هريرة، سلف برقم (8931).

ويشهد لقصة الجار حديث أبي هريرة، سلف برقم (7878).

(1)

حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير علي بن زيد بن جدعان، فضعيف، وهو مرسل.

ووصله الخطيب في "تاريخه" 2/ 78 من طريق أبي نصر التمار عبد الملك بن عبد العزيز، عن حماد بن سلمة، عن حميد ويونس، عن الحسن، =

ص: 30

12563 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَادَ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ:" يَا خَالُ، قُلْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ " فَقَالَ: أَخَالٌ أَمْ عَمٌّ؟ فَقَالَ: " لَا بَلْ خَالٌ " قَالَ: فَخَيْرٌ لِي أَنْ أَقُولَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " نَعَمْ "(1).

12564 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ، وَيُعْجِبُنِي الْفَأْلُ " قَالُوا: يَا نَبِيَّ اللهِ، مَا الْفَأْلُ؟ قَالَ:" الْكَلِمَةُ الْحَسَنَةُ "(2).

12565 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: سَأَلْنَاهُ عَنِ الْوُضُوءِ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ، فَقَالَ: أَمَّا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَكَانَ يَتَوَضَّأُ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ، وَأَمَّا نَحْنُ فَكُنَّا

= عن أنس مرفوعاً. وإسناده إلى أبي نصر التمار ليس بذاك القوي.

وانظر ما قبله.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (12543).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد قوي على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الوهاب -وهو ابن عطاء الخَفَّاف- فمن رجال مسلم، وهو صدوق لا بأس به.

وسيأتي مكرراً عن عبد الوهاب برقم (12822)، وانظر (12179).

ص: 31

نُصَلِّي الصَّلَوَاتِ بِطُهُورٍ وَاحِدٍ (1).

12566 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا سُكَيْنٌ، قَالَ: ذَكَرَ ذَاكَ أَبِي، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَمْ يَلْقَ ابْنُ آدَمَ شَيْئًا قَطُّ مُذْ خَلَقَهُ اللهُ أَشَدَّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ، ثُمَّ إِنَّ الْمَوْتَ لَأَهْوَنُ مِمَّا بَعْدَهُ "(2).

12567 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ الرَّاسِبِيُّ، عَنْ قَتَادَةَ

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، شريك -وهو ابن عبد الله النخعي- سيئ الحفظ، لكنه متابَعٌ، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه أبو داود (171) من طريق محمد بن عيسى، وابن ماجه (509) من طريق سويد بن سعيد، كلاهما عن شريك، بهذا الإِسناد. وانظر (12346).

(2)

إسناده ضعيف، عبد العزيز بن قيس العبدي والد سكين جهَّله أبو حاتم وابن خزيمة، ووثقه ابن حبان والعجلي، وقال الحافظ ابن حجر في "التقريب": مقبول، يعني عند المتابعة وإلا فليِّن، وهو هنا لم يُتابَع، وأما ابنه سُكَين فمختلف فيه، فقد وثَّقه وكيع وابن معين وابن حبان والعجلي، وقال أبو حاتم وابن نمير: لا بأس به، وضعَّفه أبو داود والنسائي، وقال ابن عدي: فيما يرويه بعضُ النُّكرة، وأرجو أنه لا بأس به، لأنه يروي عن قوم ضعفاء، ولعلَّ البلاء منهم. قلنا: ومع ذلك فقد جَوَّدَ هذا الإِسناد المنذري في "الترغيب والترهيب" 4/ 390، والهيثمي في "المجمع" 10/ 334.

حسن: هو ابن موسى الأَشيب.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(1997)، وابن عدي في "الكامل" 3/ 1301، وابن الشجري في "أماليه" 2/ 308 من طريق عبد الواحد بن غياث، عن سُكَين بن عبد العزيز، بهذا الإِسناد.

ص: 32

عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَلَّمَا خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَّا قَالَ: " لَا إِيمَانَ لِمَنْ لَا أَمَانَةَ لَهُ، وَلَا دِينَ لِمَنْ لَا عَهْدَ لَهُ "(1).

12568 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنِ الْمُخْتَارِ بْنِ فُلْفُلٍ، قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسًا عَنْ ظُرُوفِ النَّبِيذِ فَقَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَمَّا زُفِّتَ مِنْ شَيْءٍ. قَالَ: وَقَالَ لِي نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " هُوَ الْمُقَيَّرُ "(2).

12569 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنِ الْمُخْتَارِ بْنِ فُلْفُلٍ، أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ حَدَّثَهُمْ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنِّي لَكُمْ إِمَامٌ، فَلَا تَسْبِقُونِي بِالرُّكُوعِ، وَلَا بِالسُّجُودِ، وَلَا بِالْقِيَامِ، فَإِنِّي أَرَاكُمْ مِنْ أَمَامِي وَمِنْ خَلْفِي.

وَايْمُ الَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَوْ رَأَيْتُمْ مَا رَأَيْتُ، لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، مَا رَأَيْتَ؟ قَالَ:" رَأَيْتُ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ "(3).

(1) حديث حسن، وسلف الكلام على إسناده برقم (12383). أبو هلال الراسبي: هو محمد بن سُليم، وحسن: هو ابن موسى الأشيب.

وأخرجه ابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق"(278) من طريق حسن بن موسى، بهذا الإِسناد.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير المختار بن فلفل، فهو من رجال مسلم. زهير: هو ابن معاوية الجُعْفي. وانظر (12099).

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (11997).

ص: 33

12570 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثُمَامَةَ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ إِلَيْهِمْ فِي رَمَضَانَ فَخَفَّفَ بِهِمْ، ثُمَّ دَخَلَ فَأَطَالَ، ثُمَّ خَرَجَ فَخَفَّفَ بِهِمْ، ثُمَّ دَخَلَ فَأَطَالَ، فَلَمَّا أَصْبَحْنَا قُلْنَا: يَا نَبِيَّ اللهِ، جَلَسْنَا اللَّيْلَةَ فَخَرَجْتَ إِلَيْنَا فَخَفَّفْتَ ثُمَّ دَخَلْتَ فَأَطَلْتَ! قَالَ:" مِنْ أَجْلِكُمْ فَعَلْتُ (1) "(2).

12571 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَتْ شَجَرَةٌ فِي طَرِيقِ النَّاسِ تُؤْذِي النَّاسَ، فَأَتَاهَا رَجُلٌ فَعَزَلَهَا عَنْ طَرِيقِ النَّاسِ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يَتَقَلَّبُ فِي ظِلِّهَا فِي الْجَنَّةِ "(3).

12572 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرٌ - يَعْنِي الْأَحْمَرَ -، عَنْ

(1) لفظة "فعلت" سقطت من (م).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. ثمامة: هو ابن عبد الله بن أنس بن مالك.

وسيأتي بالأرقام (12918) و (13213) و (13821) و (14102). وانظر ما سلف برقم (12005).

(3)

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن في الشواهد، فإن أبا هلال -وهو محمد بن سليم الراسبي- يعتبر به على ضعف فيه، وباقي رجال الإِسناد ثقات رجال الشيخين. حسن: هو ابن موسى الأَشيب. وسيأتي مكرراً برقم (13410).

وأخرجه أبو يعلى (3058) من طريق حسن بن موسى، بهذا الإِسناد.

وله شاهد من حديث أبي هريرة متفق عليه، وسلف عند المصنف برقم (10896).

ص: 34

عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " رَاصُّوا الصُّفُوفَ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ (1) يَقُومُ فِي الْخَلَلِ "(2).

12573 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ (3)، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ -، عَنْ سَلْمٍ الْعَلَوِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: دَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ وَعَلَيْهِ صُفْرَةٌ فَكَرِهَهَا، فَلَمَّا قَامَ الرَّجُلُ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِبَعْضِ أَصْحَابِهِ:" لَوْ أَمَرْتُمْ هَذَا أَنْ يَدَعَ هَذِهِ الصُّفْرَةَ ". قَالَهَا مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً.

قَالَ أَنَسٌ: وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَلَّمَا يُوَاجِهُ رَجُلًا بِشَيْءٍ يَكْرَهُهُ فِي وَجْهِهِ (4).

(1) في (م) ونسخة في (س): الشياطين.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، جعفر الأحمر -وهو ابن زياد- صدوق حسن الحديث، وكذا عطاء بن السائب، إلا أن هذا الأخير كان قد اختلط، ولم ينصَّ أحد فيما نعلم على رواية جعفر عنه أقبلَ الاختلاط هي أم بعده؟ لكنه لم ينفرد به، فقد تابعه قتادة فيما يأتي برقم (13735).

ويشهد له حديث ابن عمر السالف برقم (5724)، وإسناده صحيح.

وحديث ابن عباس عند أبي يعلى (2607)، وإسناده ضعيف.

وفي الأمر بإقامة الصفوف والتَّراصّ انظر ما سلف عن أنس أيضاً برقم (12011).

(3)

قوله: "حدثنا حسن" سقط من (م).

(4)

إسناده حسن. وقد سلف برقم (12367) عن أبي كامل عن حماد بن =

ص: 35

12574 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا عُمَارَةُ الصَّيْدَلَانِيُّ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سَائِلٌ، فَأَمَرَ لَهُ بِتَمْرَةٍ فَلَمْ يَأْخُذْهَا، أَوْ وَحَّشَ بِهَا، قَالَ: وَأَتَاهُ آخَرُ، فَأَمَرَ لَهُ بِتَمْرَةٍ، قَالَ: فَقَالَ: سُبْحَانَ اللهِ، تَمْرَةٌ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: فَقَالَ لِلْجَارِيَةِ: " اذْهَبِي إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ، فَأَعْطِيهِ الْأَرْبَعِينَ دِرْهَمًا الَّتِي عِنْدَهَا "(1).

12575 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ الْفَزَرِ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَلَا إِنَّ الْمُزَّاتِ حَرَامٌ ". وَالْمُزَّاتُ: خَلْطُ التَّمْرِ وَالْبُسْرِ (2).

= زيد.

حسن: هو ابن موسى الأشيب.

(1)

إسناده ضعيف، عمارة الصيدلاني -وهو ابن زاذان- مختلف فيه، فقد ضعَّفه جماعة وقوَّى أمره آخرون، وإنما يعتبر بحديثه في المتابعات والشواهد، وقد قال الإمام أحمد فيه: يروي عن ثابت عن أنس أحاديث مناكير.

وقد روي نحو هذا الحديث عند البيهقي في "شعب الإيمان"(9135) من طريق عباس الدُّوري، عن عبد العزيز بن السَّري، عن صالح بن بشير المُرّي، عن الحسن البصري، عن أنس. وصالح المري مجمع على ضعفه، وعبد العزيز ابن السري لم يُؤْثَر توثيقه عن أحد، ولذلك قال الحافظ في "التقريب": مقبول.

وأما حديث ثابت، فسيأتي مرة أخرى عند المصنف برقم (13731).

(2)

إسناده ضعيف لجهالة خالد بن الفزر، فقد تفرد بالرواية عنه الحسن ابن صالح الهَمْداني، وقال أبو حاتم: شيخ، وقال ابن معين: ليس بذاك، وتساهل ابن حبان فذكره في "ثقات". وأما الفَِزْر: فهو بكسر الفاء وفتحها =

ص: 36

12576 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ حُمَيْدٍ، قَالَ: رَأَيْتُ عِنْدَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَدَحًا كَانَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِيهِ ضَبَّةُ فِضَّةٍ (1).

12577 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَاصِمٍ، نَحْوَهُ (2).

12578 -

حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَسْرٌ (3)، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " طُوبَى لِمَنْ آمَنَ بِي وَرَآنِي " مَرَّةً " وَطُوبَى لِمَنْ آمَنَ بِي وَلَمْ يَرَنِي " سَبْعَ مِرَارٍ (4).

= وسكون الزاي بعدها راء، هكذا قيده الذهبي وابن ناصر الدين الدمشقي وغيرهما، انظر "توضيح المشتبه" 7/ 103، وأخطأ ابن حجر فقيده بتقديم الراء على الزاي في "التقريب"، في حين أنه تابع الذهبيَّ في "تبصير المنتبه" 3/ 1077 في تقديم الزاي على الصواب. ووقع في النسخ الخطية: الفرز، بتقديم الراء كما قيده ابن حجر، وهو خطأ.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 166، وأبو يعلى (4047) و (4048)، والبيهقي 8/ 307 من طرق عن حسن بن صالح، بهذا الإِسناد.

ويغني عن حديث خالد بن الفزر هذا ما روي عن أنس من طرق أخرى: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يُنبَذَ البسرُ والتمرُ جميعاً. انظر ما سلف برقم (12378)، وهو صحيح.

والمُزَّات: جمع مُزَّة، وهي الخمر التي فيها حموضة.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف من أجل شريك بن عبد الله النخعي. وهو مكرر (12411).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف كسابقه. وهو مكرر (12410).

(3)

تحرف في (م) و (س) و (ق) إلى: حسن، والتصويب من (ظ 4).

(4)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف جسر -وهو ابن فرقد- وقد =

ص: 37

12579 -

حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا جَسْرٌ (1)، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " وَدِدْتُ أَنِّي لَقِيتُ إِخْوَانِي " قَالَ: فَقَالَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَوَلَيْسَ نَحْنُ إِخْوَانَكَ؟ قَالَ: " أَنْتُمْ أَصْحَابِي، وَلَكِنْ إِخْوَانِي الَّذِينَ آمَنُوا بِي وَلَمْ يَرَوْنِي "(2).

12580 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ أَبُو وَهْبٍ، حَدَّثَنَا سِنَانُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنِ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ امْرَأَةً أَتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، ابْنَةٌ لِي كَذَا وَكَذَا - ذَكَرَتْ مِنْ حُسْنِهَا وَجَمَالِهَا - فَآثَرْتُكَ بِهَا. فَقَالَ:" قَدْ قَبِلْتُهَا ". فَلَمْ تَزَلْ تَمْدَحُهَا حَتَّى ذَكَرَتْ

= فات الحسينيَّ وابنَ حجر أن يترجما له، مع أنه من شرطهما، وانظر ترجمته في "الميزان" 1/ 398، و"اللسان" 2/ 104 - 105.

وأخرجه أبو يعلى (3391) من طريق أبي عبيدة الحداد، عن محتسب بن عبد الرحمن، عن ثابت، عن أنس. وإسناده ضعيف لضعف محتسب بن عبد الرحمن أبي عائذ.

وله شاهد من حديث أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11673)، وانظر تتمة شواهده هناك.

(1)

تحرف في (م) و (س) و (ق) إلى: حسن، والتصويب من (ظ 4).

(2)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.

وأخرجه أبو يعلى (3390)، والطبراني في "الأوسط"(5490) من طريق أبي عبيدة الحداد، عن محتسب بن عبد الرحمن، عن ثابت، عن أنس، وإسناده ضعيف لضعف محتسب.

وله شاهد من حديث أبي هريرة، سلف برقم (7993)، وهو صحيح.

ص: 38

أَنَّهَا لَمْ تَصْدَّعْ وَلَمْ تَشْتَكِ شَيْئًا قَطُّ، قَالَ:" لَا حَاجَةَ لِي فِي ابْنَتِكِ "(1).

12581 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ بَكْرِ بْنِ سَوَادَةَ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الْخَوْلَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ خَرَجَ إِلَيْنَا فَقَالَ:" إِنَّ فِيكُمْ خَيْرًا مِنْكُمْ - يَعْنِي رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَتَقْرَؤُونَ كِتَابَ اللهِ، فِيكُمُ الْأَحْمَرُ وَالْأَبْيَضُ، وَالْعَرَبِيُّ وَالْعَجَمِيُّ، وَسَيَأْتِي زَمَانٌ يَقْرَؤُونَ فِيهِ الْقُرْآنَ، يَتَثَقَّفُونَهُ كَمَا يَتَثَقَّفُ الْقِدْحُ، يَتَعَجَّلُونَ أُجُورَهُمْ وَلَا يَتَأَجَّلُونَهَا "(2).

12582 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ حُمَيْدٍ، قَالَ:

(1) إسناده ضعيف، سنان بن ربيعة ضعفه ابن معين فقال: ليس بالقوي، وقال أبو حاتم: شيخ مضطرب الحديث، وذكره ابن حبان في "ثقاته"، وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به! الحضرميُّ: هو ابن لاحق.

وأخرجه أبو يعلى (4234) من طريق عبد الله بن بكر، بهذا الإِسناد.

(2)

إسناده ضعيف لجهالة أبي حمزة الخولاني، فإنه لم يرو عنه غير بكر ابن سوادة وجعفر بن ربيعة فيما ذكره ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص 274، ولم يُؤْثَر توثيقه عن غير ابن حبان 5/ 578، وذكر ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 9/ 362 عن أبي زرعة أنه قال: هو مصريٌّ لا يعرف اسمه. قلنا: وقد فات الحسينيَّ وابنَ حجر أن يترجما له مع أنه من شرطهما. وفي الإِسناد أيضاً ابن لهيعة -وهو عبد الله- سيئ الحفظ. يحيى بن إسحاق: هو السَّيلَحيني.

وانظر ما سلف برقم (12484).

ص: 39

سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَقْدَمُ عَلَيْكُمْ غَدًا أَقْوَامٌ، هُمْ أَرَقُّ قُلُوبًا لِلْإِسْلَامِ مِنْكُمْ ".

قَالَ: فَقَدِمَ الْأَشْعَرِيُّونَ، فِيهِمْ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ، فَلَمَّا دَنَوْا مِنَ الْمَدِينَةِ، جَعَلُوا يَرْتَجِزُونَ يَقُولُونَ:

غَدًا نَلْقَى الْأَحِبَّهْ

مُحَمَّدًا وَحِزْبَهْ

فَلَمَّا أَنْ قَدِمُوا تَصَافَحُوا، فَكَانُوا هُمْ أَوَّلَ مَنْ أَحْدَثَ الْمُصَافَحَةَ (1).

* 12583 - حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى - قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللهِ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنَ الْحَكَمِ بْنِ مُوسَى - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الرِّجَالِ، عَنِ نُبَيْطِ بْنِ عُمَرَ (2)، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" مَنْ صَلَّى فِي مَسْجِدِي أَرْبَعِينَ صَلَاةً، لَا يَفُوتُهُ صَلَاةٌ، كُتِبَتْ لَهُ بَرَاءَةٌ مِنَ النَّارِ، وَنَجَاةٌ مِنَ الْعَذَابِ، وَبَرِئَ مِنَ النِّفَاقِ "(3).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل يحيى بن أيوب: وهو الغافقي المصري، وقد توبع، وباقي رجال الإِسناد ثقات.

وأخرجه الضياء في "المختارة"(1945) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإِسناد.

وأخرجه ابن حبان (7193) من طريق عبد الله بن وهب، عن يحيى بن أيوب، به. وانظر (12026).

(2)

تحرف في (م) إلى: عمرو.

(3)

إسناده ضعيف لجهالة نبيط بن عمر، فقد تفرد بالرواية عنه عبد الرحمن بن أبي الرجال، وتساهل ابن حبان فأورده في "ثقاته" 5/ 483. =

ص: 40

12584 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ وَحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ الدُّعَاءَ لَا يُرَدُّ بَيْنَ الْأَذَانِ وَالْإِقَامَةِ، فَادْعُوا "(1).

= وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(5440) عن محمد بن علي المديني، عن الحكم بن موسى، بهذا الإِسناد.

قلنا: ورواه من غير هذا الطريق الترمذي (241) عن أنس مرفوعاً وموقوفًا بلفظ: من صَلَّى لله أربعين يومًا في جماعة يُدرِك التكبيرَة الأولى، كُتِبَت له براءَتان: براءةٌ من النار، وبَراءةٌ من النفاق. ورجح الموقوف.

(1)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير بريد بن أبي مريم، فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد" وأصحاب السنن، وهو ثقة. أسود: هو ابن عامر الملقب شاذان، وحسين بن محمد: هو ابن بَهْرام المرُّوذي، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق، وأبو إسحاق جدُّه: هو عمرو بن عبد الله بن عبيد السَّبيعي.

وأخرجه ابن خزيمة (427) عن أحمد بن منيع، عن حسين بن محمد وحده، بهذا الإِسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 226، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(67)، وأبو يعلي (3679) و (3680)، وابن خزيمة (425)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(102)، وابن حبان (1696)، والطبراني في "الدعاء"(484)، والضياء في "المختارة"(1562)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" 1/ 375 من طرق عن إسرائيل، به.

وسيأتي الحديث عن حسين بن محمد وحده برقم (13668)، وبرقم (13357) من طريق يونس بن أبي إسحاق عن بريد بن أبي مريم.

وانظر ما سلف برقم (12200).

ص: 41

12585 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي إِسْحَاقَ -، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا سَأَلَ رَجُلٌ مُسْلِمٌ اللهَ الْجَنَّةَ ثَلَاثًا، إِلَّا قَالَتِ الْجَنَّةُ: اللهُمَّ أَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ، وَلَا اسْتَجَارَ مِنَ النَّارِ مُسْتَجِيرٌ (1) ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، إِلَّا قَالَتِ النَّارُ: اللهُمَّ أَجِرْهُ مِنَ النَّارِ "(2).

12586 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ خَيْثَمَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم نَعُودُ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ وَهُوَ يَشْتَكِي عَيْنَهُ (3) فَقَالَ لَهُ: " يَا زَيْدُ، لَوْ كَانَ بَصَرُكَ لِمَا بِهِ، كَيْفَ كُنْتَ تَصْنَعُ؟ " قَالَ: إِذًا أَصْبِرَ وَأَحْتَسِبَ. قَالَ: " إِنْ كَانَ بَصَرُكَ لِمَا بِهِ، ثُمَّ صَبَرْتَ وَاحْتَسَبْتَ، لَتَلْقَيَنَّ اللهَ وَلَيْسَ لَكَ ذَنْبٌ "(4).

(1) لفظة "مستجير" ليست في (ظ 4).

(2)

إسناده حسن من أجل يونس بن أبي إسحاق. وانظر (12170).

(3)

في (م) و (ق): عينيه.

(4)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، شريك: هو ابن عبد الله النخعي، وهو سيئ الحفظ، وجابر: هو ابن يزيد الجُعْفي، وهو ضعيف، وخيثمة: هو ابن أبي خيثمة أبو نصر، وهو ضعيف أيضاً.

وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات"(2335) عن علي بن الجعد، عن شريك النخعي، بهذا الإِسناد.

وسيأتي برقم (12636) عن عبد الرزاق، عن سفيان الثوري، عن جابر. =

ص: 42

12587 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَسْمَعُ بُكَاءَ الصَّبِيِّ مَعَ أُمِّهِ وَهُوَ فِي الصَّلَاةِ، فَيَقْرَأُ بِالسُّورَةِ الْخَفِيفَةِ. قَالَ جَعْفَرٌ: أَوْ بِالسُّورَةِ الْقَصِيرَةِ (1).

12588 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ - يَعْنِي ابْنَ خَالِدٍ -،

= وروي هذا الحديث بإسناد حسن عن زيد بن أرقم نفسه، سيأتي في مسنده 4/ 375.

وانظر في ثواب من صبر إذا فقد عينيه حديث أنس السالف برقم (12468)، وحديث أبي هريرة السالف برقم (7597).

(1)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير إبراهيم بن مهدي -وهو المِصِّيصي- فقد روى عنه أبو داود، وهو لا يروي إلا عن ثقة، وروى عنه جمع، ووثقه أبو حاتم وابن قانع وابن حبان، وارتضاه أحمد فكان يحدِّث عنه، وذكر عبد الخالق بن منصور عن يحيى بن معين أنه سئل عنه فقال: كان رجلاً مسلماً، فقيل له: أهو ثقة؟ فقال: ما أراه يكذب، وذكر عنه العقيلي في "الضعفاء" 1/ 68 أنه قال: جاء بمناكير. وذكر له حديثاً رواه عن أبي حفص الأبار، عن إسماعيل بن عبد الرحمن الأودي، عن أبي بردة بن أبي موسى، عن أبيه مرفوعاً "أول من صنعت له الحمامات سليمان بن داود"، وعدَّه من مناكيره، والصواب أن الحمل فيه على إسماعيل بن عبد الرحمن الأودي، وهو لا يعرف إلا بهذا الحديث، قال الأزدي عنه: منكر الحديث، وذكره البخاري في "تاريخه الكبير" 1/ 362 وأورد له هذا الحديث وقال: فيه نظر لا يتابع فيه. وكذلك أورده الذهبي في "الميزان" 1/ 237، فبرئ إبراهيم بن مهدي من عهدته.

ونرجع إلى حديث المصنف فنقول: قد تابع إبراهيمَ بن مهدي عليه عبدُ الصمد بن عبد الوارث وغيره كما سلف برقم (12547).

ص: 43

عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ الْمَكِّيِّ الْقُرَشِيِّ (1)، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُعَظِمَ اللهُ رِزْقَهُ، وَأَنْ يَمُدَّ فِي أَجَلِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ "(2).

(1) تحرف "القرشي" في (م) و (س) و (ق) إلى: المقرئ، والتصويب من (ظ 4) ومصادر التخريج.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، مسلم بن خالد -وهو الزَّنجي- ضعيف يعتبر به في المتابعات والشواهد، وهو في هذا الحديث متابع، وفي الإِسناد علة أخرى: وهي انقطاعه بين عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين وبين أنس، لكن تبينت الواسطة بينهما، وهو عطاء بن أبي رباح كما سيأتي.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(2432) من طريق عبد الله بن رجاء، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 244 من طريق إبراهيم بن شمَّاس، كلاهما عن مسلم بن خالد، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الدولابي في "الكنى" 1/ 108، والطحاوي في "شرح المشكل"(3071) من طريق النضر بن عبد الجبار، عن نافع بن يزيد، عن يزيد بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين، عن عطاء بن أبي رباح، عن أنس. ومحمد بن إبراهيم: هو الصراري كما قال ابن ماكولا في "الإكمال" 5/ 239 ووهَّمه، وصوب أن اسمه محمد بن عبد الله الصِّراري.

وأخرجه ابن الأعرابي في "معجمه"(166) من طريق أبي صالح عبد الله بن صالح، عن نافع بن يزيد، عن يزيد بن الهاد، عن محمد بن عبد الرحمن الصِّراري، عن عبد الله بن عبد الرحمن، به.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 129 من طريق محمد بن جعفر، والحاكم 4/ 160 - 161 من طريق الليث بن سعد، كلاهما عن يزيد بن الهاد، عن محمد بن عبد الله الصراري، به. لكن وقع الحديث في رواية الليث موقوفاً، والذي رواها عن الليث كاتبه عبد الله بن صالح، وهو سيئ الحفظ.

وأخرجه وكيع في "الزهد"(405)، وكذا هناد (1006) و (1007) من =

ص: 44

12589 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى (1) بْنُ غَيْلَانَ، حَدَّثَنَا رِشْدِينُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ بُكَيْرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ الْقُرَشِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ صَلَّى سُبْحَةَ الضُّحَى ثَمَانِ رَكَعَاتٍ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ:" إِنِّي صَلَّيْتُ صَلَاةَ رَغْبَةٍ وَرَهْبَةٍ، سَأَلْتُ رَبِّي عز وجل ثَلَاثًا فَأَعْطَانِي اثْنَتَيْنِ، وَمَنَعَنِي وَاحِدَةً: سَأَلْتُهُ أَنْ لَا يَبْتَلِيَ أُمَّتِي بِالسِّنِينَ، وَلَا يُظْهِرَ عَلَيْهِمْ عَدُوَّهُمْ، فَفَعَلَ، وَسَأَلْتُهُ أَنْ لَا يَلْبِسَهُمْ شِيَعًا، فَأَبَى عَلَيَّ "(2).

12590 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ وَخَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ، قَالَ: حَدَّثَنِي ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: إِنِّي أُحِبُّ

= طريق يزيد بن أبان الرقاشي، عن أنس. ويزيد ضعيف.

وسيأتي برقم (13401) من طريق ميمون بن سياه، و (13585) من طريق ابن شهاب الزهري، كلاهما عن أنس. وطريق الزهري متفق عليه.

وله شاهد من حديث علي بن أبي طالب، سلف برقم (1213).

وآخر من حديث أبي هريرة، سلف برقم (8868). وانظر الكلام على الحديث في هذين الموضعين.

وثالث من حديث ثوبان، سيأتي 5/ 279.

(1)

تحرف في (م) إلى: حسين.

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة الضحاك القرشي كما سلف برقم (12486)، ولضعف رِشْدين: وهو ابن سعد. بكير: هو ابن عبد الله بن الأشجِّ.

ص: 45

فُلَانًا فِي اللهِ. قَالَ: " فَأَخْبَرْتَهُ؟ " قَالَ: لَا. قَالَ: " فَأَخْبِرْهُ ". فَقَالَ: تَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّكَ فِي اللهِ. قَالَ: فَقَالَ لَهُ: فَأَحَبَّكَ الَّذِي أَحْبَبْتَنِي لَهُ.

وَقَالَ خَلَفٌ فِي حَدِيثِهِ: فَلَقِيَهُ (1).

12591 -

حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ وَيُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ قَتَادَةَ وَثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: غَلَا السِّعْرُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، لَوْ سَعَّرْتَ؟ فَقَالَ:" إِنَّ اللهَ هُوَ الْخَالِقُ الْقَابِضُ، الْبَاسِطُ الرَّزَّاقُ (2) الْمُسَعِّرُ، وَإِنِّي لَأَرْجُو أَنْ أَلْقَى اللهَ وَلَا يَطْلُبُنِي أَحَدٌ بِمَظْلَمَةٍ ظَلَمْتُهَا إِيَّاهُ فِي دَمٍ وَلَا مَالٍ "(3).

12592 -

حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ وَيُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل المبارك -وهو ابن فضالة-، وقد توبع، وباقي رجال الإِسناد ثقات. حسين: هو ابن محمد بن بَهْرام المرُّوذي. وانظر (12430).

(2)

في (م) و (س): الرازق.

(3)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. سريج: هو ابن النعمان الجَوْهري.

وسيأتي برقم (14057) عن عفان، عن حماد، عن قتادة وثابت وحميد، عن أنس. وانظر تمام تخريجه هناك.

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (8448).

وآخر عن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11809). وانظر الكلام على الحديث عنده.

ص: 46

الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَعَ امْرَأَةٍ مِنْ نِسَائِهِ، فَمَرَّ رَجُلٌ فَقَالَ:" يَا فُلَانُ، هَذِهِ امْرَأَتِي " فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَنْ كُنْتُ أَظُنُّ بِهِ فَإِنِّي لَمْ أَكُنْ أَظُنُّ بِكَ. قَالَ:" إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنْ ابْنِ آدَمَ مَجْرَى الدَّمِ "(1).

12593 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ الْبُرْجُمِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه البيهقي في "الآداب"(282)، وفي "شعب الإيمان"(6799) من طريق يونس بن محمد، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(1288)، ومسلم (2174)، وأبو داود (4719)، وأبو يعلى (3470)، وأبو عوانة في الاستئذان كما في "إتحاف المهرة" 1/ 482، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(108) من طرق عن حماد بن سلمة، به. وانظر (12262).

قوله: "يجري" قال الحافظ في "الفتح" 4/ 280: قيل: هو على ظاهره وأن الله تعالى أقدره على ذلك، وقيل: هو على سبيل الاستعارة من كثرة إغوائه، وكأنه لا يفارقه كالدم، فاشتركا في شدة الاتصال، وعدم المفارقة.

"ابن ادم" المراد جنس اولاد آدم، فيدخل فيه الرجال والنساء، كقوله تعالى:{يا بني آدم} وقوله: {يا بني إسرائيل} بلفظ المذكَّر، إلا أن العُرفَ عمَّمه فأدخل فيه النساء. ثم قال: والمحصَّل من هذه الروايات: أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم لم ينسبهما (وقع في بعض الأحاديث أنهما رجلان) إلى أنهما يظنان به سوءاً لما تقرر عنده من صدق إيمانهما، ولكن خشي عليهما أن يوسوس لهما الشيطان ذلك، لأنهما غير معصومين، فقد يُفْضي بهما ذلك إلى الهلاك، فبادَرَ إلى إعلامهما حَسْماً للمادة، وتعليماً لمن بعدهما إذا وقع له مثلُ ذلك.

وفي الحديث فوائد أخرى ذكرها الحافظ في "الفتح" 1/ 280، فانظره.

ص: 47

ثَابِتًا الْبُنَانِيَّ يُحَدِّثُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ كَانَ لَهُ ثَلَاثُ بَنَاتٍ، أَوْ ثَلَاثُ أَخَوَاتٍ، اتَّقَى اللهَ وَأَقَامَ عَلَيْهِنَّ، كَانَ مَعِي فِي الْجَنَّةِ هَكَذَا " وَأَشَارَ بِأَصَابِعِهِ الْأَرْبَعِ (1).

12594 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَرْبُ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " اللهُمَّ اغْفِرْ لِلْأَنْصَارِ، وَلِأَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ، وَلِأَزْوَاجِ الْأَنْصَارِ، وَلِذَرَارِيِّ الْأَنْصَارِ، الْأَنْصَارُ كَرِشِي وَعَيْبَتِي، وَلَوْ أَنَّ النَّاسَ أَخَذُوا شِعْبًا، وَأَخَذَتِ الْأَنْصَارُ شِعْبًا، لَأَخَذْتُ شِعْبَ الْأَنْصَارِ، وَلَوْلَا الْهِجْرَةُ، لَكُنْتُ امْرَأً مِنَ

(1) حديث صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد قابل للتحسين، محمد بن زياد البُرْجُمي روى عنه يونس بن محمد وشيبان بن فروخ وعبدان الأهوازي، وذكره ابن حبان في "ثقاته" 7/ 399، وذكر ابن عدي في ترجمة إسماعيل بن عمرو البجلي من "الكامل" 1/ 316 عن عبدان أنه قال: سألتُ الفضلَ بن سهل الأعرج وابن إشكاب عن محمد بن زياد البرجمي هذا فقالا: هو من ثقات أصحابنا. قلنا: لكن جهَّله أبو حاتم 7/ 258، والذهبي في "الميزان" 3/ 554.

وأخرجه أبو يعلي (3448) عن شيبان بن فروخ، عن محمد بن زياد البُرْجمي، به. وذكره البخاري من طريق محمد في "تاريخه" 1/ 83.

وتابعه زياد بن خيثمة عن ثابت عن أنس عند البخاري أيضاً 1/ 83 - 84، وإسناده جيد، وزياد ثقة.

ثم ذكره البخاري عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وثابت لم يدرك عائشة، فالإسناد منقطع.

وسلف بنحوه برقم (12498) عن يونس بن محمد، عن حماد بن زيد، عن ثابت، عن أنس أو غيره، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وانظر تمام تخريجه هناك.

ص: 48

الْأَنْصَارِ " (1).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حرب بن ميمون -وهو الأكبر الأنصاري أبو الخطّاب البصري- فمن رجال مسلم، له عنده حديث واحد، ووثَّقه علي ابن المديني وعمرو بن علي الفلاّس والخطيب البغدادي، وقال الساجي: صدوق.

ودعاء النبي صلى الله عليه وسلم للأنصار بالمغفرة، سلف برقم (12414) من طريق ثابت عن أنس.

وأخرجه دون قصة الدعاء هذا: الحميدي (1201) من طريق علي بن زيد ابن جُدْعان، عن أنس.

وسيأتي كذلك برقم (12952) من طريق حميد، و (13574) من طريق ثابت، كلاهما عن أنس.

وقوله: "الأنصار كرشي وعيبتي" سيأتي ضمن حديث آخر برقم (12650) من طريق ثابت، و (12802) من طريق قتادة، كلاهما عن أنس.

وقوله: "لولا الهجرة لكنت امرأً من الأنصار" سيأتي برقم (12987) من طريق إسحاق بن عبد الله وثابت، عن أنس.

وقوله: "لو أن الناس أخذوا شعباً وأخذت الأنصار شعباً، لأخذت شعب الأنصار" سيأتي في آخر أحاديث مطولة بالأرقام له (12608) و (12730) و (12766) و (12952) و (13574) و (13976) من طرق عن أنس.

ويشهد لهذا الأخير والذي قبله حديث أبي هريرة السالف برقم (8169)، وانظر تتمة شواهده هناك.

الشِّعب: الوادي أو الطريق في الجبل.

قوله: "كرِشي وعَيْبَتي"، قال الحافظ في "الفتح" 7/ 121: أي: بطانتي وخاصَّتي، قال القَزَّاز: ضُرب المثل بالكرش لأنه مستقرُّ غذاء الحيوان الذي يكون فيه نَماؤُه، ويقال: لفلانٍ كَرِشٌ منثورة، أي: عيال كثيرة، والعَيْبة -بفتح المهملة وسكون المثنَّاة بعدها موحدة-: ما يُحرز فيه الرجلُ نفيسَ ما عنده، يريد أنهم موضع سره وأمانته. قال ابن دُريد: هذا من كلامه صلى الله عليه وسلم الموجز الذي لم يسبق إليه.

ص: 49

12595 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَرْبٌ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " قَالَ اللهُ: إِذَا أَخَذْتُ بَصَرَ عَبْدِي، فَصَبَرَ عَلَيْهِ وَاحْتَسَبَ، فَعِوَضُهُ عِنْدِي الْجَنَّةُ "(1).

12596 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَرْبٌ، قَالَ: سَمِعْتُ عِمْرَانَ الْعَمِّيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِنَّ اللهَ حَيْثُ خَلَقَ الدَّاءَ، خَلَقَ الدَّوَاءَ، فَتَدَاوَوْا "(2).

12597 -

حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَعْمَرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ فَضْلَ

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه.

وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(9964) من طريق يونس بن محمد، بهذا الإِسناد.

وانظر ما سلف برقم (12468).

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، عِمران العَمِّي: هو عمران بن قدامة العَمِّي، روى عنه جمع، وذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 6/ 303، ونقل عن أبيه ويحيى بن سعيد أنهما قالا: ليس به بأس. وذكره ابن حبان في "الثقات" 5/ 224 وقال: يخطئ، وقد فات الحافظان الحسينيَّ وابن حجر أن يترجما له مع أنه من شرطهما. يونس: هو ابن محمد المؤدِّب، وحرب: هو ابن ميمون الأكبر.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 1، ومن طريقه ابن عبد البر في "التمهيد" 5/ 284 - 285 عن يونس بن محمد، بهذا الإِسناد.

وله شواهد عن غير واحد من الصحابة، انظرها عند حديث ابن مسعود السالف برقم (3578).

ص: 50

عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ، كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ (1) الطَّعَامِ " (2).

12598 -

حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، قال حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ، عَنِ الرَّبِيعِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ النُّهْبَى،

(1) لفظة "سائر" ليست في (ظ 4).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. معاوية بن عمرو: هو ابن المهلَّب الأزديُّ المعنيُّ وزائدة: هو ابن قدامة. وهو في "فضائل الصحابة" للمصنف (1645).

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (109) من طريق معاوية بن عمرو، بهذا الإِسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 131، والنسائي في "الكبرى"(6692)، وأبو يعلى (3672)، وأبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 2/ 91 من طريق حسين بن علي الجعفي، عن زائدة بن قدامة، به.

وأخرجه الدارمي (2069)، والبخاري (3770) و (5419) و (5428)، ومسلم (2446)، وابن ماجه (3281)، وأبو يعلى (3671)، والطبراني في "الكبير" 23/ (110) و (111) و (112)، وفي "الصغير"(260)، وأبو عوانة كما في "إتحاف المهرة" 2/ 91 من طرق عن عبد الله بن عبد الرحمن به. وقُرِن عند أبي عوانة في إحدى رواياته، وعند الطبراني في "الصغير" وإحدى رواياته في "الكبير" بعبد الله بن عبد الرحمن -ويُكنى أبا طُوالة- يحيى بنُ سعيد الأنصاري.

وسيأتي الحديث برقم (13785) من طريق إسماعيل بن جعفر عن عبد الله ابن عبد الرحمن.

وفي الباب عن عائشة نفسها، سيأتي في "المسند" 6/ 159.

وعن أبي موسى الأشعري، سيأتي 4/ 394. وهو متفق عليه.

ص: 51

وَقَالَ: " مَنِ انْتَهَبَ فَلَيْسَ مِنَّا "(1).

12599 -

حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ، عَنِ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ (2)، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُنْبَذَ التَّمْرُ وَالزَّبِيبُ جَمِيعًا، وَالتَّمْرُ (3) وَالْبُسْرُ جَمِيعًا (4).

12600 -

حَدَّثَنَا هَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، حَدَّثَنَا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ أَبِي حَفْصٍ حَدَّثَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ مَثَلَ الْعُلَمَاءِ فِي الْأَرْضِ، كَمَثَلِ النُّجُومِ فِي السَّمَاءِ يُهْتَدَى بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ، فَإِذَا انْطَمَسَتِ النُّجُومُ، أَوْشَكَ أَنْ تَضِلَّ الْهُدَاةُ "(5).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، أبو جعفر -وهو الرازي- قد توبع، وباقي رجال الإِسناد ثقات. الربيع: هو ابن أنس. وانظر (12422).

تنبيه: سقط هذا الحديث من (م) والنسخ المتأخرة، واستدركناه من (ظ 4) و"أطراف المسند" 1/ 392.

(2)

وقع في (م) و (س) و (ق) مكان "حميد الطويل": الربيع، وهو خطأ، والتصويب من (ظ 4) و"أطراف المسند" لابن حجر 1/ 385.

(3)

في (ظ 4): أو التمر.

(4)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، أبو جعفر الرازي قد توبع. وانظر (12423).

(5)

إسناده ضعيف جداً، رِشْدين بن سعد ضعيف، وأبو حفص صاحب أنس مجهول كما قال الهيثمي في "المجمع" 1/ 121، وعبد الله بن الوليد =

ص: 52

12601 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ شَعَرُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَا يُجَاوِزُ أُذُنَيْهِ (1).

12602 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ حُمَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " غَدْوَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ، أَوْ رَوْحَةٌ، خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا "(2).

12603 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَقَابُ قَوْسِ أَحَدِكُمْ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَلَوْ أَنَّ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ اطَّلَعَتْ إِلَى الدُّنْيَا، لَمَلَأَتْ مَا بَيْنَهُمَا رِيحَ الْمِسْكِ، وَلَطُيِّبَ مَا بَيْنَهُمَا، وَلَنَصِيفُهَا عَلَى رَأْسِهَا خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا "(3).

= -وهو التُّجيبي المصري- ذكره ابن حبان في "الثقات"، وضعَّفه الدارقطني فقال:"لا يعتبر به، وقال ابن حجر في "التقريب": لين الحديث.

وأخرجه الرامهرمزي في "الأمثال"(51)، والخطيب في "الفقيه والمتفقه" 2/ 70 من طريق الهيثم بن خارجة، بهذا الإِسناد.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد -وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث. وانظر (12389).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل يحيى بن أيوب: وهو الغافقي المصري، وقد توبع فيما سلف برقم (12436) و (12437).

يحيى بن إسحاق: هو السَّيْلَحيني.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه، وقد سلف مجموعاً معه =

ص: 53

12604 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا مَهْدِيٌّ، حَدَّثَنِي غَيْلَانُ بْنُ جَرِيرٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: إِنَّكُمْ لَتَعْمَلُونَ أَعْمَالًا هِيَ أَدَقُّ فِي أَعْيُنِكُمْ مِنَ الشَّعْرِ، إِنْ كُنَّا لَنَعُدُّهَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْمُوبِقَاتِ (1).

12605 -

حَدَّثَنَا عَارِمٌ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ. وَهِشَامُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ (2)، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ [ابْنِ] الْأَصَمِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ إِلَى عُمَرَ بْنِ

= برقم (12436) و (12437) من طريقين آخرين عن حميد، ومفرداً من طريق ثالث برقم (12492).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يحيى بن إسحاق السَّيْلَحيني، فمن رجال مسلم. مهدي: هو ابن ميمون.

أخرجه البخاري (6492)، وأبو يعلي (4207) و (4314) من طرق عن بن ميمون، بهذا الإِسناد.

سيأتي برقم (14039) من طريق علي بن زيد، عن أنس.

قد روي مثله عن أبي سعيد الخدري عند المصنف، سلف برقم (10995).

وعن عبادة بن قرط -ويقال: قرص- رضي الله عنه، وسيأتي عنده أيضاً 3/ 470 و 5/ 79.

المُوبقات: المهلكات.

(2)

قوله: "هشام بن سعيد، قال: أخبرنا أبو عوانة" لم يرد في هذا الموضع في (م) و (س) و (ق)، وأثبتناه من (ظ 4). وقد سلف طريق هشام هذا عند المصنف برقم (12441).

ص: 54

الْخَطَّابِ بِجُبَّةِ سُنْدُسٍ، فَقَالَ عُمَرُ: أَتَبْعَثُ بِهَا إِلَيَّ وَقَدْ قُلْتَ فِيهَا مَا قُلْتَ؟! قَالَ: " إِنِّي لَمْ أَبْعَثْ بِهَا إِلَيْكَ لِتَلْبَسَهَا، إِنَّمَا بَعَثْتُ بِهَا إِلَيْكَ لِتَبِيعَهَا، وَتسْتَنْفِعَ بِثَمَنِهَا "(1).

12606 -

حَدَّثَنَا عَارِمٌ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ أَنَّهُ ذُكِرَ لَهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِمُعَاذٍ: " مَنْ لَقِيَ اللهَ لَا يُشْرِكُ بِهِ، دَخَلَ الْجَنَّةَ " قَالَ يَا نَبِيَّ اللهِ، أَفَلَا أُبَشِّرُ النَّاسَ؟ قَالَ:" لَا، إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَتَّكِلُوا عَلَيْهَا " أَوْ كَمَا قَالَ (2).

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير هشام بن سعيد -وهو الطالقاني- فقد روى له البخاري في "الأدب" وأبو داود والنسائي، وهو ثقة.

عارم: هو لقب محمد بن الفضل السدوسي أبو النعمان، وأبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليَشكُري.

وسلف الحديث برقم (12441) عن هشام بن سعيد الطالقاني. وانظر تخريجه هناك.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عارم: هو لقب محمد بن الفضل السدوسي أبو النعمان: وسيأتي تصريح أنس بسماعه من معاذ في رواية همام عن قتادة عنه، والتي ستأتي في مسند معاذ 5/ 230.

وأخرجه البخاري (129)، وابن خزيمة في "التوحيد" 2/ 788، وابن منده في "الإيمان"(102) من طرق عن معتمر بن سليمان، بهذا الإِسناد.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(10974)، وابن خزيمة 2/ 789، وأبو نعيم في "الحلية" 3/ 34، وابن منده (100) و (101) من طرق عن سليمان التيمي، به. =

ص: 55

12607 -

حَدَّثَنَا عَارِمٌ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ، أَنَّ أَنَسًا قَالَ: قِيلَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: لَوْ أَتَيْتَ عَبْدَ اللهِ بْنَ أُبَيٍّ، فَانْطَلَقَ إليهَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَرَكِبَ حِمَارًا "، وَانْطَلَقَ الْمُسْلِمُونَ يَمْشُونَ، وَهِيَ أَرْضٌ سَبِخَةٌ، فَلَمَّا انْطَلَقَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِلَيْكَ عَنِّي، فَوَاللهِ لَقَدْ آذَانِي رِيحُ حِمَارِكَ. فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ: وَاللهِ لَحِمَارُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَطْيَبُ رِيحًا مِنْكَ. قَالَ: فَغَضِبَ لِعَبْدِ اللهِ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِهِ، قَالَ: فَغَضِبَ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا أَصْحَابُهُ، قَالَ: وَكَانَ بَيْنَهُمْ ضَرْبٌ بِالْجَرِيدِ وَبِالْأَيْدِي وَالنِّعَالِ، فَبَلَغَنَا أَنَّهَا نَزَلَتْ فِيهِمْ {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا، فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا} [الحجرات: 9](1).

= وأخرجه ابن منده (99) من طريق عبد ربه بن نافع، عن سليمان التيمي، عن أنس بن مالك، عن معاذ بن جبل. فجعله من مسند معاذ.

وسيأتي الشطر الأول من حديث أنس برقم (13560) عن عبد الوهاب بن عطاء عن سليمان التيمي. وانظر ما سلف برقم (12332).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وسيأتي مكرراً برقم (13292).

وأخرجه البخاري (2691)، ومسلم (1799)، وأبو يعلى (4083)، والطبري 26/ 128، وأبو عوانة 4/ 345 و 346، والبيهقي 8/ 172، والواحدي في "أسباب النزول" ص 263 من طرق عن معتمر بن سليمان، بهذا الإِسناد.

وفي الباب عن أسامة بن زيد، سيأتي 5/ 203.

قوله: "وهي أرضٌ سَبِخة" قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 5/ 298: بفتح المهملة وكسر الموحَّدة بعدها معجمة، أي: ذات سِبَاخ، وهي الأرض التي لا تنبت، وكانت تلك صفة الأرض التي مرَّ بها صلى الله عليه وسلم إذ ذاك، وذكر ذلك للتوطئة لقول عبد الله بن أُبيٍّ إذْ تأَذَّى بالغبار. =

ص: 56

12608 -

حَدَّثَنَا عَارِمٌ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: حَدَّثَنَا السُّمَيْطُ السَّدُوسِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: فَتَحْنَا مَكَّةَ، ثُمَّ إِنَّا غَزَوْنَا حُنَيْنًا، فَجَاءَ الْمُشْرِكُونَ بِأَحْسَنِ صُفُوفٍ رُئِيَتْ - أَوْ رَأَيْتَ - فَصُفَّ الْخَيْلُ، ثُمَّ صُفَّتِ الْمُقَاتِلَةُ، ثُمَّ صُفَّتِ النِّسَاءُ مِنْ وَرَاءِ ذَلِكَ، ثُمَّ صُفَّتِ الْغَنَمُ، ثُمَّ صُفَّتِ النَّعَمُ، قَالَ: وَنَحْنُ بَشَرٌ كَثِيرٌ قَدْ بَلَغْنَا سِتَّةَ آلَافٍ، وَعَلَى مُجَنِّبَةِ خَيْلِنَا خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: فَجَعَلَتْ خُيُولُنَا تَلُوذُ خَلْفَ ظُهُورِنَا، قَالَ: فَلَمْ نَلْبَثْ أَنْ انْكَشَفَتْ خَيْلُنَا (1)، وَفَرَّتِ الْأَعْرَابُ وَمَنْ تَعْلَمُ مِنَ النَّاسِ.

قَالَ: فَنَادَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَا لَلْمُهَاجِرِينَ، يَا لَلْمُهَاجِرِينَ " ثُمَّ قَالَ: " يَا لَلْأَنْصَارِ، يَا لَلْأَنْصَارِ ". قَالَ أَنَسٌ: هَذَا حَدِيثُ عِمِّيَّة قَالَ: قُلْنَا: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: فَتَقَدَّمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: وَأَيْمُ اللهِ، مَا أَتَيْنَاهُمْ حَتَّى هَزَمَهُمُ اللهُ، قَالَ: فَقَبَضْنَا ذَلِكَ الْمَالَ.

قَالَ: ثُمَّ انْطَلَقْنَا إِلَى الطَّائِفِ، فَحَاصَرْنَاهُمْ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، ثُمَّ رَجَعْنَا إِلَى مَكَّةَ، قَالَ: فَنَزَلْنَا، فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُعْطِي

= ثم قال: وفي الحديث بيان ما كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم عليه من الصَّفْح والحِلْم والصبر على الأذى في الله والدعاءِ إلى الله، وتأليف القلوب على ذلك، وفيه ما كان الصحابة عليه من تعظيم رسول الله صلى الله عليه وسلم والأدب معه والمحبة الشديدة، وأن الذي يشير على الكبير بشيء يُورِده بصورة العرض عليه لا الجزم.

(1)

في (م) و (س) و (ق): خيولنا.

ص: 57

الرَّجُلَ الْمِئَةَ، وَيُعْطِي الرَّجُلَ الْمِئَةَ، قَالَ: فَتَحَدَّثَتِ الْأَنْصَارُ بَيْنَهَا: أَمَّا مَنْ قَاتَلَهُ فَيُعْطِيهِ، وَأَمَّا مَنْ لَمْ يُقَاتِلْهُ فَلَا يُعْطِيهِ! قَالَ: فَرُفِعَ الْحَدِيثُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ أَمَرَ بِسَرَاةِ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ أَنْ يَدْخُلُوا عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ:" لَا يَدْخُلْ عَلَيَّ إِلَّا أَنْصَارِيٌّ - أَوِ الْأَنْصَارُ " قَالَ: فَدَخَلْنَا الْقُبَّةَ حَتَّى مَلَأْنَا الْقُبَّةَ، قَالَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ - أَوْ كَمَا قَالَ - مَا حَدِيثٌ أَتَانِي؟ " قَالُوا: مَا أَتَاكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " مَا حَدِيثٌ أَتَانِي؟ "، قَالُوا: مَا أَتَاكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " أَلَا تَرْضَوْنَ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالْأَمْوَالِ وَتَذْهَبُونَ بِرَسُولِ اللهِ، حَتَّى تَدْخُلُوا بُيُوتَكُمْ؟ "، قَالُوا: رَضِينَا يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَوْ أَخَذَ النَّاسُ شِعْبًا، وَأَخَذَتِ الْأَنْصَارُ شِعْبًا، لَأَخَذْتُ شِعْبَ الْأَنْصَارِ " قَالُوا: رَضِينَا يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " فَارْضَوْا " أَوْ كَمَا قَالَ (1).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير السُّميط السَّدُوسي، فقد روى عنه جمع، ووثقه ابن حبان والعجلي، وروى له مسلم هذا الحديث الواحد، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق.

وأخرجه أبو عوانة في الزكاة كما في "إتحاف المهرة" 2/ 43 عن أبي أمية، عن محمد بن الفضل عارم، بهذا الإِسناد.

وأخرجه مسلم (1059)(136)، والنسائي في "الكبرى"(8636)، وأبو عوانة، والبيهقي في "الدلائل" 5/ 171 - 172 من طرق عن معتمر بن سليمان، به.

وسيأتي نحوه برقم (12977) من طريق إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، و (12978) من طريق هشام بن زيد، كلاهما عن أنس.

وقصة الغنائم وحوار النبي صلى الله عليه وسلم مع الأنصار ستأتي برقم (12696) من طريق =

ص: 58

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= ابن شهاب الزهري، و (12730) من طريق أبي التياح، و (12766) من طريق قتادة، و (12952) من طريق حميد، و (13574) من طريق ثابت، و (13976) من طريق هشام بن زيد، ستتهم عن أنس.

ويشهد لها حديث عبد الله بن زيد بن عاصم، وسيأتي 4/ 42، وهو متفق عليه.

وانظر في قصة غزوة حنين حديث العباس بن عبد المطلب السالف برقم (1775).

وقوله: "لو أخذ الناس شعباً

" سلف ضمن حديث آخر برقم (12594) من طريق النضر بن أنس عن أنس. والشِّعب: الوادي أو الطريق في الجبل.

قوله: "حديث عمية"، قال النووي في "شرح مسلم" 7/ 155: هذه اللفظة ضبطوها على أوجه:

أحدها: "عِمِّيَّة" بكسر العين والميم وتشديد الميم والياء، قال القاضي: كذا روينا هذا الحرف عن عامَّة شيوخنا، وفُسِّر بالشِّدة.

والثاني: "عُمِّيَّة" كذلك، إلا أنه بضمِّ العين.

والثالث: "عَمِّية" بفتح العين وكسر الميم المشدَّدة وتخفيف الياء، وبعدها هاء السكت، أي: حدَّثني به عمِّي، وقال القاضي: على هذا الوجه معناه عندي: جماعتي، أي: هذا حديثهم، قال صاحب "العيْن": العَمُّ: الجماعةُ.

وأنشد عليه ابن دُريد في "الجمهرة":

أَفنيتُ عمّاً وجَبَرْتُ عمّا

قال القاضي: وهذا أشبهُ بالحديث.

والوجه الرابع كذلك، إلا أنه بتشديد الياء، وهو الذي ذكره الحميدي صاحب "الجمع بين الصحيحين"، وفسَّره بعُمومتي، أي: هذا حديث فضل أعمامي، أو هذا الحديث الذي حدثني به أعمامي، كأنه حدَّث بأول الحديث عن مشاهدة، ثم لعلَّه لم يضبط هذا الموضع لتفرُّق الناس فحدَّثه به من شهده من أعمامه أو جماعته الذي شهدوه، ولهذا قال بعده: "قال: قلنا: لبيك يا =

ص: 59

12609 -

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ هِلَالٍ - يَعْنِي ابْنَ عَلِيٍّ -، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَبَّابًا، وَلَا فَحَّاشًا، وَلَا لَعَّانًا، كَانَ يَقُولُ لِأَحَدِنَا عِنْدَ الْمُعَاتَبَةِ:" مَا لَهُ تَرِبَتْ جَبِينُهُ؟ "(1).

12610 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ - يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَوْهَبٍ - قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: لَقَدْ كُنَّا نُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَاةً لَوْ صَلَّاهَا أَحَدُكُمُ الْيَوْمَ، لَعِبْتُمُوهَا عَلَيْهِ.

فَقَالَ لَهُ شَرِيكٌ بن مُسْلِمُ (2) بْنُ أَبِي نَمِرٍ: أَفَلَا تَذْكُرُ ذَاكَ لِأَمِيرِنَا؟ وَالْأَمِيرُ يَوْمَئِذٍ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيرِ. فَقَالَ: قَدْ فَعَلْتُ (3).

= رسول الله" والله أعلم.

(1)

إسناده حسن من أجل فليح بن سليمان.

وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 1/ 369 عن موسى بن داود، بهذا الإِسناد. وانظر (12274).

(2)

في (م) و (س) و (ق): شريك ومسلم، وهو خطأ، والتصويب من (ظ 4)، وأما شريك بن مسلم هذا فلم نتبينه، ولعله محرف عن "شريك بن عبد الله بن أبي نمر" أحد الرواة عن أنس.

(3)

ضعيف، وفي الإِسناد إشكال، فإن عبيد الله بن عبد الله بن مَوْهَب -وهو مجهول الحال- لم يذكر أحد أنه روى عن أنس، وإن كان ذلك محتملاً، فإنه روى عن أبي هريرة، وكذلك لم يذكر أحد أنه روى عنه محمد ابن عبد الله بن الزبير أبو أحمد الزبيري، فبينهما بَوْن شاسع من حيث طبقة كلِّ =

ص: 60

12611 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْحَلْقَةِ وَرَجُلٌ قَائِمٌ يُصَلِّي، فَلَمَّا رَكَعَ وَسَجَدَ، جَلَسَ وَتَشَهَّدَ، ثُمَّ دَعَا فَقَالَ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدَ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْمَنَّانُ (1)، بَدِيعَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ، يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ، إِنِّي أَسْأَلُكَ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَتَدْرُونَ بِمَا دَعَا؟ "، قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَقَدْ دَعَا اللهَ بِاسْمِهِ الْعَظِيمِ، الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ، وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى ". قَالَ: عَفَّانُ: " دَعَا بِاسْمِهِ "(2).

= واحد منهما، وإن كان هو عبيد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن موهب -وهو حسن الحديث- لكن نُسِبَ إلى جدِّه، فإن ذلك محتمل من جهة أن أبا أحمد الزبيري روى عنه، لكن يبقى أنه لا يمكن أن يكون سمع من أنس لبُعدِ طبقته منه، فهو عندئذٍ منقطع أو معضل، والتصريح بالسماع خطأ من الراوي عنه.

وانظر في ثناء أنس بن مالك على صلاة عمر بن عبد العزيز ما سلف برقم (12465)، وهو حديث حسن.

(1)

المثبت من (ظ 4) ونسخة في (س)، وفي (م) و (س) و (ق): الحنَّان.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، وخلف بن خليفة -وإن كان قد اختلط بأخرة- لم ينفرد بهذا الحديث، فقد توبع، انظر ما سلف برقم (12205). حسين بن محمد: هو ابن بَهْرام المرُّوذي، وحفص بن عمر: هو حفص بن عمر بن عبد الله بن أبي طلحة ابن أخي أنس.

وأخرجه الضياء في "المختارة"(1885) من طريق عبد الله بن أحمد بن =

ص: 61

12612 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا خَلَفٌ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَالِسًا فِي الْحَلْقَةِ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ، فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَالْقَوْمِ، فَقَالَ الرَّجُلُ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ. فَرَدَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " وَعَلَيْكُمُ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ " فَلَمَّا جَلَسَ الرَّجُلُ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا، طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ كَمَا يُحِبُّ رَبُّنَا أَنْ يُحْمَدَ وَيَنْبَغِي لَهُ. فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" كَيْفَ قُلْتَ؟ "، فَرَدَّ عَلَيْهِ كَمَا قَالَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَقَدِ ابْتَدَرَهَا عَشَرَةُ أَمْلَاكٍ، كُلُّهُمْ حَرِيصٌ عَلَى أَنْ يَكْتُبَهَا، فَمَا دَرَوْا كَيْفَ يَكْتُبُوهَا (1)، حَتَّى رَفَعُوهَا (2) إِلَى ذِي الْعِزَّةِ، فَقَالَ: اكْتُبُوهَا كَمَا قَالَ عَبْدِي "(3).

= حنبل، عن أبيه، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(705)، وأبو داود (1495)، والنسائي 3/ 52، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(175)، وابن حبان (893)، والطبراني في "الدعاء"(116)، والحاكم 1/ 503 - 504، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 20، وفي "الدعوات"(106) و (200)، والخطيب في "الأسماء المبهمة" ص 346، والبغوي (1258)، والضياء (1884) من طرق عن خلف بن خليفة، به. وصححه الحاكم على شرط مسلم، فوهم، فإن حفصاً لم يخرِّج له مسلم شيئاً.

وسيأتي عن عفان وحده برقم (13570).

(1)

المثبت من (س)، وهو الجادة، وفي (م) و (ظ 4) و (ق): يكتبوها.

(2)

في (م) و (س) و (ق): يرفعوها.

(3)

إسناده قوي، لكن خلف بن خليفة كان قد اختلط قبل موته، وهو هنا قد وهم في روايته لأول هذا الحديث، فالمحفوظ عن أنس أن الرجل قال ما =

ص: 62

12613 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ، حَدَّثَنِي حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَأْمُرُ بِالْبَاءَةِ، وَيَنْهَى عَنِ التَّبَتُّلِ نَهْيًا شَدِيدًا، وَيَقُولُ:" تَزَوَّجُوا الْوَدُودَ الْوَلُودَ، إِنِّي مُكَاثِرٌ الْأَنْبِيَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "(1).

= قاله من الحمد في أثناء الصلاة، فانظر ما سلف برقم (12034) وما سيأتي بالأرقام (12713) و (12988) و (13645) و (13844).

وأما حديث خلف، فقد أخرجه الضياء في "المختارة"(1886) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإِسناد.

وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(341)، وابن حبان (845)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(444)، والضياء في (المختارة)(1887) من طريق قتيبة بن سعيد، وابن السني أيضاً (444) من طريق محمد بن معاوية، كلاهما عنه، به.

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد قوي. وسيأتي عن عفان وحده برقم (13569). وحسَّنه الهيثمي في "المجمع" 4/ 258.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(5095) من طريق عفان بن مسلم وحده، بهذا الإِسناد.

وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه"(490) عن خلف بن خليفة، به.

وأخرجه البزار (1400 - كشف الأستار)، وابن حبان (4028)، والبيهقي 7/ 81 - 82، والضياء في "المختارة"(1888) و (1889) و (1890) من طرق عن خلف بن خليفة، به.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 4/ 219 من طريق عبد الله بن خِراش، عن العوام بن حوشب، عن إبراهيم -وهو ابن يزيد- التيمي، عن أنس. وعبد الله بن خراش ضعيف.

وله شاهد من حديث معقل بن يسار عند أبي داود (2050)، والنسائي =

ص: 63

12614 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ (1)، حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ حَفْصٍ، عَنْ عَمِّهِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ أَهْلُ بَيْتٍ مِنَ الْأَنْصَارِ لَهُمْ جَمَلٌ يَسْنُونَ عَلَيْهِ، وَإِنَّ الْجَمَلَ اسْتُصْعِبَ عَلَيْهِمْ فَمَنَعَهُمْ ظَهْرَهُ، وَإِنَّ الْأَنْصَارَ جَاؤُوا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا: إِنَّهُ كَانَ لَنَا جَمَلٌ نَسْنِي عَلَيْهِ، وَإِنَّهُ اسْتُصْعِبَ عَلَيْنَا، وَمَنَعَنَا ظَهْرَهُ، وَقَدْ عَطِشَ الزَّرْعُ وَالنَّخْلُ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِأَصْحَابِهِ:" قُومُوا " فَقَامُوا فَدَخَلَ الْحَائِطَ وَالْجَمَلُ فِي نَاحِيَتِهِ، فَمَشَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم نَحْوَهُ، فَقَالَتِ الْأَنْصَارُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهُ قَدْ صَارَ مِثْلَ الْكَلْبِ الْكَلِبِ، وَإِنَّا نَخَافُ عَلَيْكَ صَوْلَتَهُ، فَقَالَ:" لَيْسَ عَلَيَّ مِنْهُ بَأْسٌ " فَلَمَّا نَظَرَ الْجَمَلُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أَقْبَلَ نَحْوَهُ، حَتَّى خَرَّ سَاجِدًا بَيْنَ يَدَيْهِ، فَأَخَذَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِنَاصِيَتِهِ أَذَلَّ مَا كَانَتْ

= 6/ 65 - 66، وإسناده قوي، وصححه ابن حبان (4056) و (4057).

وآخر عن عبد الله بن عمرو، سلف في مسنده برقم (6598). وسنده ضعيف.

وفي "الصحيحين" عن سعد عن أبي وقاص قال: أراد عثمان بن مظعون أن يَتَبتَّلَ، فنهاه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد سلف في مسنده برقم (1514).

وفيهما أيضاً عن عبد الله بن مسعود رفعه: "يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءَةَ، فليتزوَّج

" وقد سلف برقم (3592).

والباءَة: يُطلق على الجِماع والعَقْد، وأصلها: المكان والذي يأوي إليه الإنسان، وسُمِّي النكاح بها لأن من تزوَّج امرأةً بوَّأها منزلاً. وانظر "شرح السنة" 9/ 4.

والتَّبَتُّل: هو ترك النكاح انقطاعاً إلى العبادة.

(1)

قوله: "حدثنا حسين" سقط من (م).

ص: 64

قَطُّ، حَتَّى أَدْخَلَهُ فِي الْعَمَلِ، فَقَالَ لَهُ أَصْحَابُهُ: يَا نَبِيَّ اللهِ، هَذِهِ بَهِيمَةٌ لَا تَعْقِلُ تَسْجُدُ لَكَ، وَنَحْنُ نَعْقِلُ، فَنَحْنُ أَحَقُّ أَنْ نَسْجُدَ لَكَ! فَقَالَ:" لَا يَصْلُحُ لِبَشَرٍ أَنْ يَسْجُدَ لِبَشَرٍ، وَلَوْ صَلَحَ لِبَشَرٍ أَنْ يَسْجُدَ لِبَشَرٍ، لَأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا مِنْ عِظَمِ حَقِّهِ عَلَيْهَا، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْ كَانَ مِنْ قَدَمِهِ إِلَى مَفْرِقِ رَأْسِهِ قُرْحَةٌ تَتَبجَّسُ بِالْقَيْحِ وَالصَّدِيدِ، ثُمَّ اسْتَقْبَلَتْهُ تَلْحَسُهُ، مَا أَدَّتْ حَقَّهُ "(1).

(1) صحيح لغيره دون قوله: "والذي نفسي بيده لو كان من قدمه

الخ"، وهذا الحرف تفرد به حسين المرُّوذي عن خلف بن خليفة، وخلف كان قد اختلط قبل موته.

وأخرجه الضياء في "المختارة"(1895) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البزار (2454)، وأبو نعيم في "الدلائل"(287) من طريق محمد ابن معاوية بن مالج البغدادي، عن خلف بن خليفة، به- دون قوله "لو كان من قدمه

" ومحمد بن معاوية قال النسائي ومسلمة بن القاسم: لا بأس به، وقال أبو بكر البزار: ثقة.

ويشهد لرواية محمد بن معاوية ويشدُّها حديث عبد الله بن عباس عند الطبراني في "الكبير"(12003)، وإسناده قوي.

وحديث عبد الله بن أبي أوفى عند أبي نعيم (286)، والبيهقي 6/ 29، كلاهما في "دلائل النبوة" وإسناده ضعيف.

وحديث أبي هريرة مختصراً عند البزار (2451)، وابن حبان (4162)، وإسناده حسن. وهو عند الترمذي (1159)، والبيهقي 7/ 291 من حديثه دون قصة الجمل.

وحديث عائشة، سيأتي 6/ 76. إسناده ضعيف. =

ص: 65

12615 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا خَلَفٌ، عَنْ حَفْصٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّهُ قَالَ: انْطُلِقَ بِنَا إِلَى الشَّامِ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ، وَنَحْنُ أَرْبَعُونَ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ، لِيَفْرِضَ لَنَا، فَلَمَّا رَجَعَ وَكُنَّا بِفَجِّ النَّاقَةِ صَلَّى بِنَا الظُّهْرَ رَكْعَتَيْنِ (1)، ثُمَّ سَلَّمَ وَدَخَلَ فُسْطَاطَهُ، وَقَامَ الْقَوْمُ يُضِيفُونَ إِلَى رَكْعَتَيْهِ رَكْعَتَيْنِ أُخْرَيَيْنِ. قَالَ: فَقَالَ: قَبَّحَ اللهُ الْوُجُوهَ، فَوَاللهِ مَا أَصَابَتِ السُّنَّةَ، وَلَا قَبِلَتِ الرُّخْصَةَ، فَأَشْهَدُ لَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّ أَقْوَامًا

= وأخرج من حديث خلف بن خليفة قولَ النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يصلح لبشرٍ أن يسجد لبشر

الخ" دون قصة القَرْحة: النسائيُّ في "الكبرى" (9147) عن محمد بن معاوية بن مالج، عن خلف، به.

ويشهد له حديث عبد الله بن أبي أوفى، وسيأتي في مسنده 4/ 381، وإسناده حسن، وصححه ابن حبان برقم (4171).

وحديث معاذ بن جبل، وسيأتي 5/ 227، ورجاله ثقات لكن فيه انقطاع.

وانظر "مجمع الزوائد" للهيثمي 4/ 307 - 311.

ويشهد لقصة القَرْحة حديث أبي سعيد عند ابن حبان (4164) وغيره، وفي إسناده مقال.

قوله: "يسنون عليه"، قال السندي: أي: يستقون عليه. "نسني عليه": هكذا في النسخ، ومقتضى كتب اللغة: نَسْنُوا، بالواو كما في كتب الغريب، فإن أهل الغريب نقلوا لفظ الحديث بالواو.

"لو كان" أي: الزوج. "قرحةً" بفتح قاف وسكون راءٍ، حبَّة تخرج في البدن، وهذا خبر كان.

"تتبجَّس" بموحَّدة وتشديد جيم وسين مهملة، أي: تتفجَّر.

(1)

المثبت من (ظ 4) و"المختارة" للضياء فقد خرَّجه من طريق "المسند"، وفي (م) و (س) و (ق): العصر ركعتين، ولفظة "ركعتين" سقطت من (م).

ص: 66

يَتَعَمَّقُونَ فِي الدِّينِ، يَمْرُقُونَ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ " (1).

(1) إسناده قوي، وخلف بن خليفة متابَعٌ.

وأخرجه الضياء في "المختارة"(1893) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإِسناد.

وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه"(2905) عن خلف بن خليفة، به.

وأخرجه الضياء (1894)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 5/ ورقة 180 من طريق قتيبة بن سعيد، عن خلف، به.

وأخرج القسم المرفوع منه البزار (1853 - كشف الأستار) عن محمد بن معاوية بن مالج، عن خلف بن خليفة، به.

وأخرجه أيضاً أبو يعلى (3908) من طريق مبارك بن سحيم، عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس. ومبارك متروك الحديث.

وسيأتي هذا القسم برقم (12886) و (12972) من طريق سليمان التيمي، وبرقم (13338) من طريق قتادة، كلاهما عن أنس.

وقال البخاري في "تاريخه الكبير" 2/ 360: وروى النضر بن محمد -وهو الجُرشي- عن عكرم بن عمار قال: حدثني حفص بن عمر بن أبي طلحة: صحبت أنس بن مالك إلى الشام فرأى قوما يتطوعون في السفر. والإسناد حسن.

ويشهد للقسم المرفوع منه حديث علي، وقد سلف برقم (672).

وآخر من حديث ابن مسعود، سلف برقم (3831).

وثالث من حديث أبي سعيد، سلف برقم (11579).

وانظر تتمة شواهده عند حديث ابن مسعود.

وأما قصر الصلاة في السفر، فمشهور معلوم بالضرورة.

قوله: "أنه قال" أي: حفص.

"انطلق بنا": بصيغة المعلوم، أي: أنس.

"بفجِّ الناقة": لعله اسم موضع.

والفسطاط -مثلثة الفاء وسكون السين-: خِباء من شعر أو غيره.

والرَّمِيَّة: الطَّريدة.

ص: 67

12616 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ أَبِي عَمْرٍو مَوْلَى الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَنْطَبٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِأَبِي طَلْحَةَ: " الْتَمِسْ لَنَا غُلَامًا مِنْ غِلْمَانِكُمْ يَخْدُمُنِي " فَخَرَجَ بِي أَبُو طَلْحَةَ يُرْدِفُنِي وَرَاءَهُ، وَكُنْتُ أَخْدُمُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كُلَّمَا نَزَلَ، فَكُنْتُ أَسْمَعُهُ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ:" اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ، وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَالْجُبْنِ وَالْبُخْلِ، وَضَلَعِ الدَّيْنِ، وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ ".

فَلَمْ أَزَلْ أَخْدُمُهُ حَتَّى أَقْبَلْنَا مِنْ خَيْبَرَ، وَأَقْبَلَ بِصَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ قَدْ حَازَهَا، فَكُنْتُ أَرَاهُ يُحَوِّي وَرَاءَهُ بِعَبَاءَةٍ أَوْ بِكِسَاءٍ، ثُمَّ يُرْدِفُهَا وَرَاءَهُ، حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالصَّهْبَاءِ صَنَعَ حَيْسًا فِي نِطَعٍ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَدَعَوْتُ رِجَالًا فَأَكَلُوا، فَكَانَ ذَلِكَ بِنَاءَهُ بِهَا.

ثُمَّ أَقْبَلَ حَتَّى إِذَا بَدَا لَهُ أُحُدٌ قَالَ: " هَذَا جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ " فَلَمَّا أَشْرَفَ عَلَى الْمَدِينَةِ قَالَ: " اللهُمَّ إِنِّي أُحَرِّمُ مَا بَيْنَ جَبَلَيْهَا، كَمَا حَرَّمَ إِبْرَاهِيمُ مَكَّةَ، اللهُمَّ بَارِكْ لَهُمْ فِي مُدِّهِمْ وَصَاعِهِمْ "(1).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد جيد، عمرو بن أبي عمرو -وإن روى له الشيخان- صدوق، حديثُه جيد لكنه ينحطُّ عن رتبة الصحيح. إسماعيل: هو ابن جعفر.

وأخرجه مطولاً ومختصراً البخاري (5425) و (6363)، ومسلم (1365)، والنسائي 8/ 274، وأبو يعلي (3703)، وابن خزيمة في الحج كما في "الإتحاف" 2/ 156، والطبراني في "الدعاء"(1349) من طرق عن إسماعيل =

ص: 68

12617 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي حُمَيْدٌ

= بن جعفر، بهذا الإِسناد.

وأخرجه كذلك البخاري (2235) و (2893) و (4211)، ومسلم (1365)، وأبو داود (2995)، وابن حبان (4725)، والبيهقي في "السنن" 6/ 304، و 9/ 125، وفي "الدلائل" 4/ 228، والبغوي (2677) من طريق يعقوب بن عبد الرحمن، وأبو يعلى (3704) من طريق عبد العزيز الدراوردي، كلاهما عن عمرو بن أبي عمرو، به- اقتصر البخاري وأبو داود وأبو يعلى على قصة زواجه صلى الله عليه وسلم من صفية، واقتصر ابن حبان على قصة خدمة أنس للنبي صلى الله عليه وسلم.

وأخرج منه قصة الدعاء لأهل المدينة بالبركة: مالك 2/ 884 - 885، ومن طريقه الدارمي (2575)، والبخاري (2130) و (6714) و (7331)، ومسلم (1368)، والنسائي في "الكبرى"(14269)، وأبو عوانة في الحج كما في "الإتحاف" 1/ 412، وابن حبان (3745) عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس.

وسلفت قصة خدمة أنس للنبي صلى الله عليه وسلم ونزولهم خيبر وزواجه من صفية برقم (11992) من طريق عبد العزيز بن صهيب، عن أنس.

وسلف التعوذ من الهم والحزن

الخ برقم (12225) من طريق المسعودي عن عمرو بن أبي عمرو.

وسلفت القطعة الثالثة من الحديث برقم (12510) من طريق مالك عن عمرو بن أبي عمرو.

وللدعاء لأهل المدينة بالبركة انظر ما سلف برقم (12452) من طريق الزهري عن أنس.

قوله: "وضَلَع الدَّين"، قال السندي: بفتحتين، أي: ثِقَله.

"قد حازها"، بالحاء المهملة والزاي المعجمة، أي: اختارها من الغنيمة.

"يُحَوِّي"، بتشديد الواو، أي: يجعل لها حَوِيَّةً، وهي كساء محشوَّةٌ تُدار حول الراكب.

ص: 69

عَنْ أَنَسٍ قَالَ: آخِرُ صَلَاةٍ صَلَّاهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَعَ الْقَوْمِ، صَلَّى فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ مُتَوَشِّحًا بِهِ خَلْفَ أَبِي بَكْرٍ (1).

12618 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير سليمان- وهو ابن داور الهاشمي، فقد روى له أصحاب السنن، وهو ثقة. وقد صرَّح حميد بسماعه الحديث من أنس عند البيهقي، ورواه مرة أخرى بواسطة ثابت عن أنس، فلعله سمعه من الاثنين فرواه على الوجهين. إسماعيل: هو ابن جعفر.

وأخرجه الضياء في "المختارة"(1968) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإِسناد.

وأخرجه النسائي 2/ 79، والضياء (1972) من طريق علي بن حُجْر، عن إسماعيل بن جعفر، به.

وأخرجه ابن حبان (2125) من طريق سليمان بن بلال، والبيهقي في "دلائل النبوة" 7/ 192 من طريق محمد بن جعفر بن أبي كثير، والضياء في "المختارة"(1970) من طريق معتمر بن سليمان، ثلاثتهم عن حميد الطويل، به. وصرح حميد في رواية محمد بن جعفر بالسماع من أنس.

وأخرجه بنحوه البيهقي 7/ 192 من طريق هشيم بن بشير، عن حميد، به.

وسيأتي من طريق حميد عن أنس بالأرقام (13260) و (13444) و (13556)، وانظر أيضاً من طريقه (13510) و (13702) و (13762) و (13988).

وأخرجه الترمذي (363) من طريق محمد بن طلحة، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 406، والبيهقي في "الدلائل" 7/ 192، والضياء في "المختارة"(1708) و (1709) من طريق يحيى بن أيوب، والضياء (1706) و (1707) من طريق سليمان بن بلال، ثلاثتهم عن حميد الطويل، عن ثابت، عن أنس. ورجَّح الترمذي هذه الرواية على رواية حميد عن أنس.

وانظر ما سيأتي برقم (13761) و (13763)، وما سلف برقم (12280).

ص: 70

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا غَزَا قَوْمًا لَمْ يَغْزُ بِنَا لَيْلًا حَتَّى يُصْبِحَ، فَإِنْ سَمِعَ أَذَانًا كَفَّ عَنْهُمْ، وَإِنْ لَمْ يَسْمَعْ أَذَانًا أَغَارَ عَلَيْهِمْ (1).

12619 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ، فَنَظَرَ إِلَى جُدْرَاتِ الْمَدِينَةِ، أَوْضَعَ رَاحِلَتَهُ، فَإِنْ كَانَ عَلَى دَابَّةٍ حَرَّكَهَا، مِنْ حُبِّهَا (2).

(1) إسناده صحيح كسابقه.

وأخرجه البخاري (2944) عن قتيبة بن سعيد، عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البخاري (610)، وابن حبان (4745)، والبغوي (2702) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، به. بلفظ حديث ابن أبي عدي عن حميد الآتي برقم (13140).

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 367 و 367 - 368 من طريق محمد بن طلحة، والبخاري (2943)، والبيهقي 9/ 108 من طريق أبي إسحاق الفزاري، كلاهما عن حميد الطويل، به.

وسيأتي من طريق محمد بن إسحاق عن حميد برقم (13481) و (13486).

والحديث قطعة من حديث قصة غزوة خيبر كما سيأتي برقم (13140) عن ابن أبي عدي، عن حميد. وسيأتي تمام تخريجه هناك.

وسلف هذا الحديث ضمن حديث آخر غير غزوة خيبر من طريق ثابت، عن أنس برقم (12351).

(2)

إسناده صحيح. سليمان: هو ابن داود الهاشمي، وإسماعيل: هو ابن =

ص: 71

12620 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا هَبَّتِ الرِّيحُ، عُرِفَ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ (1).

12621 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ

= جعفر بن أبي كثير.

وأخرجه البخاري (1802) و (1886)، والترمذي (3441)، والنسائي في "الكبرى"(4248)، وابن حبان (2710)، والبيهقي 5/ 260، والبغوي (2011) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإِسناد. وصرَّح حميد بسماعه من أنس عند البخاري وغيره.

وأخرجه البخاري (1802)، والبيهقي 5/ 260 من طريق محمد بن جعفر -وهو أخو إسماعيل- عن حميد، به.

وسيأتي برقم (12623) من طريق الحارث بن عمير، عن حميد.

جُدُرات: جمع جُدُرٍ، وهو جمع جِدار.

أَوضَعَ: أَسرَعَ.

(1)

إسناده صحيح.

وأخرجه ابن حبان (664) من طريق يحيى بن أيوب المقابري، عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البخاري (1034)، والبيهقي 3/ 360 من طريق محمد بن جعفر أخي إسماعيل، عن حميد، به. وصرح حميد عندهما بالسماع من أنس.

وسيأتي برقم (12621) بإثر هذا الحديث.

وفي الباب عن عائشة، وسيأتي 6/ 66، وهو متفق عليه.

قوله: "عرف ذلك" قال السندي: أي: أثره، وهو أثر الخوف بسببه، وهذا لكمال خشيته ومعرفته بعَظَمةِ الله.

ص: 72

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا هَبَّتِ الرِّيحُ، عُرِفَ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ (1).

12622 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ أَبَانَ بْنِ خَالِدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عُبَيْدَ اللهِ بْنَ رَوَاحَةَ، يَقُولُ: حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: أَنَّهُ لَمْ يَرَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى الضُّحَى قَطُّ إِلَّا أَنْ يَخْرُجَ فِي سَفَرٍ، أَوْ يَقْدَمَ مِنْ سَفَرٍ (2).

12623 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ، فَنَظَرَ إِلَى جُدُرَاتِ الْمَدِينَةِ، أَوْضَعَ نَاقَتَهُ، وَإِنْ كَانَ عَلَى دَابَّةٍ حَرَّكَهَا، مِنْ حُبِّهَا (3).

(1) حديث صحيح بسابقه، الحارث بن عمير قال الحافظ ابن حجر في "التقريب": وثَّقه الجمهور وفي أحاديثه مناكير ضعَّفه بسببها الأزدي وابن حبان وغيرهما، فلعله تغيَّر حفظه في الآخِر. وقال الذهبي في "الميزان" 1/ 440: ما أُراه إلا بيِّن الضعف. قلنا: وقد روي الحديث من غير طريقه كما سلف، فالحديث صحيح. إبراهيم بن إسحاق: هو الطَّالْقاني.

وأخرجه أبو يعلى (3790) من طريق خالد بن مخلد، عن الحارث بن عمير، بهذا الإِسناد.

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن. إبراهيم: هو ابن إسحاق الطَّالْقاني، وابن المبارك: هو عبد الله.

وقد سلف برقم (12353) عن عبد الرحمن بن مهدي، عن أبان بن خالد.

(3)

حديث صحيح بما سلف برقم (12619) من طريق إسماعيل بن جعفر، عن حميد الطويل. والحارث بن عمير سلف الكلام عليه عند الحديث (12621). =

ص: 73

12624 -

حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ - وَاسْمُهُ مُظَفَّرُ بْنُ مُدْرِكٍ -، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَصُومُ حَتَّى يُقَالَ: صَامَ صَامَ، وَيُفْطِرُ حَتَّى يُقَالَ: أَفْطَرَ أَفْطَرَ (1).

12625 -

حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، الرَّجُلُ يُحِبُّ الْقَوْمَ وَلَا (2) يَبْلُغُ عَمَلَهُمْ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ "(3).

= وأخرجه أبو يعلى (3883) عن زهير بن حرب، عن إبراهيم بن إسحاق الطَّالقاني، بهذا الإِسناد.

(1)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي كامل، فقد روى له النسائي وأبو داود في "التفرد" حديثاً، وهو ثقة.

وأخرجه الطيالسي (2037). وأخرجه مسلم (1158) من طريق بهز بن أسد، كلاهما (الطيالسي وبهز) عن حماد بن سلمة، بهذا الإِسناد.

وسيأتي برقم (13174) و (13650) من طريقين عن حماد. وانظر ما سلف برقم (12012).

(2)

في (ظ 4): ولمَّا، وفي (س): وما.

(3)

إسناده صحيح كسابقه.

وأخرجه أبو يعلى (3278) من طريق عبد الأعلى بن حماد النَّرْسي، عن حماد بن سلمة، بهذا الإِسناد.

وأخرجه أبو داود (5127)، وأبو يعلى (3280)، وابن منده في "الإيمان"(292) من طريق يونس بن عبيد، عن ثابت البُناني، به.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 361 من طريق حفص ابن أخي =

ص: 74

12626 -

حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: " صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَطَوُّعًا قَالَ: فَقَامَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ وَأُمُّ حَرَامٍ خَلْفَنَا - قَالَ ثَابِتٌ: لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا قَالَ: وَأَقَامَنِي عَنْ يَمِينِهِ - فَصَلَّيْنَا عَلَى بِسَاطٍ (1).

12627 -

حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ خِرِّيتٍ، حَدَّثَنَا أَبُو لَبِيدٍ لُمَازَةُ بْنُ زَبَّارٍ، قَالَ: أُرْسِلَتِ الْخَيْلُ زَمَنَ الْحَجَّاجِ، فَقُلْنَا: لَوْ أَتَيْنَا الرِّهَانَ. قَالَ: فَأَتَيْنَاهُ، ثُمَّ قُلْنَا: لَوْ مِلْنَا (2) إِلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ فَسَأَلْنَاهُ: هَلْ كُنْتُمْ

= أنس، عن أنس.

وسيأتي من طريق ثابت بالأرقام (13316) و (13388) و (13828).

وروي قوله: "المرء مع من أحب" ضمن حديث آخر عن ثابت، عن أنس سيأتي برقم (12715)، وانظر ما سلف برقم (12013).

(1)

إسناده صحيح. أبو كامل: هو مظفَّر بن مُدْرِك الخراساني، وحماد: هو ابن سلمة.

وأخرجه عبد بن حميد (1326) عن محمد بن الفضل وسليمان بن حرب، عن حماد بن سلمة، بهذا الإِسناد.

وسيأتي الحديث مطولاً ومختصراً من طريق ثابت بالأرقام (12914) و (13013) و (13118) و (13269) و (13271) و (13509) و (13546) و (13594).

وسيأتي من طريق موسى بن أنس عن أبيه برقم (13019). وانظر ما سلف برقم (12081).

وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2751).

(2)

في (م) و (ق): لو أتينا.

ص: 75

تُرَاهِنُونَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: فَأَتَيْنَاهُ فَسَأَلْنَاهُ، فَقَالَ: نَعَمْ لَقَدْ رَاهَنَ عَلَى فَرَسٍ لَهُ يُقَالُ لَهُ: سُبْحَةُ، فَسَبَقَ النَّاسَ، فَبَهَشَ (1) لِذَلِكَ وَأَعْجَبَهُ (2).

(1) في (م) و (س): فهشَّ. وكلاهما بمعنى، أي: فرح وارتاح.

(2)

إسناده حسن، سعيد بن زيد -وهو أخو حماد بن زيد- مختلف فيه، ضعَّفه يحيى بن سعيد وأبو حاتم والنسائي والعقيلي وغيرهم، ووثقه سليمان بن حرب ويحيى بن معين وابن سعد والعجلي، وعن أحمد قال: ليس به بأس، وقال مسلم بن إبراهيم: صدوق حافظ، وقال ابن حبان في "المجروحين" 1/ 320: وكان صدوقاً حافظاً ممن كان يخطئ في الأخبار ويهم في الآثار حتى لا يحتجَّ به إذا انفرد، وقال ابن عدي بعد أن ساق له جملة أحاديث: ولسعيد بن زيد غير ما ذكرت أحاديث حِسَان، وليس له متن منكر لا يأتي به غيره، وهو عندي في جملة من ينسب إلى الصدق. قلنا: فحديثه من باب الحسن، خاصة إذا جاء ما يشهد لحديثه. وباقي رجال الإِسناد ثقات لكن في أبي لبيدٍ كلام يسير ينزله قليلاً عن مرتبة الثقة. وقد جَوَّد هذا الإِسناد شمسُ الدين ابنُ القَيِّم في كتابه "الفروسية".

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 500 - 501، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1899)، والدارقطني 4/ 301، والبيهقي 10/ 21 من طرق عن سعيد ابن زيد، بهذا الإِسناد.

وسيأتي برقم (13689) عن عفان، عن سعيد بن زيد.

وأخرج البيهقي 10/ 21 من طريق سليمان بن حرب، عن حماد بن زيد أو سعيد بن زيد -وبعض الرواة رواه عن حماد دون شك كما أشار إلى ذلك البيهقي- عن واصل مولى أبي عيينة، عن موسى بن عبيد، قال: أصبحت في الحجر

وساق حديثاً في صلاة الغداة عن عبد الله بن عمر، ثم قال: فقالوا: يا أبا عبد الرحمن، أكنتم تراهنون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، لقد راهن على فرس له يقال لها: سبحة، فجاءت سابقة. وموسى بن عبيد في =

ص: 76

12628 -

حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا سَلْمٌ الْعَلَوِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ: رَأَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى رَجُلٍ صُفْرَةً - أَوْ قَالَ: أَثَرَ صُفْرَةٍ - قَالَ: فَلَمَّا قَامَ قَالَ: " لَوْ أَمَرْتُمْ هَذَا فَغَسَلَ عَنْهُ هَذِهِ الصُّفْرَةَ ".

قَالَ: وَكَانَ لَا يَكَادُ يُوَاجِهُ أَحَدًا فِي وَجْهِهِ بِشَيْءٍ يَكْرَهُهُ (1).

12629 -

حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَنَسٍ - قَالَ عَفَّانُ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ: أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَقَدْ تَرَكْتُمْ بِالْمَدِينَةِ رِجَالًا مَا سِرْتُمْ مِنْ مَسِيرٍ، وَلَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ، وَلَا قَطَعْتُمْ مِنْ وَادٍ، إِلَّا وَهُمْ مَعَكُمْ فِيهِ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَكَيْفَ يَكُونُونَ مَعَنَا وَهُمْ بِالْمَدِينَةِ؟ قَالَ:" حَبَسَهُمُ الْعُذْرُ "(2).

= عداد المجهولين.

وأخرج أحمد في "مسنده"(5348) من طريق نافع، عن ابن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سبَّقَ بالخيل وراهَنَ. وسنده صحيح.

قلنا: وليس في هذا الحديث اشتراط المحلِّل في السباق الذي ورد في حديث أبي هريرة السالف برقم (10557)، وإسناده ضعيف، لكن العمل عليه عند الجمهور.

وأما عدم اشتراط المحلِّل، فهو ما ذهب إليه شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيِّم وغيرهما، انظر "مجموع الفتاوى" 22/ 28، و"الفروسية" لابن القيم.

(1)

إسناده حسن. وهو مكرر (12367).

(2)

إسناد عفان صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير =

ص: 77

12630 -

حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا سَلْمٌ الْعَلَوِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قُدِّمَتْ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَصْعَةٌ فِيهَا قَرْعٌ، قَالَ: وَكَانَ يُعْجِبُهُ الْقَرْعُ، قَالَ: فَجَعَلَ يَلْتَمِسُ الْقَرْعَ بِأُصْبُعِهِ، أَوْ قَالَ: بِأَصَابِعِهِ (1).

12631 -

حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ - يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ -، حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّهُ أَبْصَرَ فِي يَدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَاتَمًا مِنْ

= حماد -وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم. وأما إسناد أبي كامل -وهو مظَفَّر بن مُدرِك- ففيه انقطاع، فإن حماداً لم يسمع من موسى بن أنس.

وأخرجه أبو يعلى (4209) من طريق عفان، عن حماد بن سلمة، عن حميد، بهذا الإِسناد.

وطريق عفان وحده سيتكرر برقم (13237).

وأخرجه البخاري معلقاً (2839)، وأبو داود (2508)، والبيهقي 9/ 24 من طريق موسى بن إسماعيل، عن حماد، عن حميد، به. وقال البخاري: والأول أصح. أي رواية حميد عن أنس، بإسقاط موسى بن أنس، وقد سلفت الرواية من هذا الوجه برقم (12009).

قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 6/ 47 تعليقاً على قول البخاري "الأول أصح": وإنما قال البخاري ذلك لتصريح حميد بتحديث أنس له كما تراه من رواية زهير عنده، وكذلك قال معتمر. قال الحافظ: ولا مانع من أن يكونا محفوظين، فلعل حميداً سمعه من موسى عن أبيه، ثم لقي أنساً فحدَّثه به، أو سمعه من أنس فثبَّته فيه ابنه موسى.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل سَلْم العلوي، وقد سلفت ترجمته عند الحديث (12366)، وباقي رجال الإِسناد ثقات.

وسيأتي برقم (13115) عن يزيد بن هارون، عن حماد بن زيد.

وانظر ما سلف برقم (12052).

ص: 78

وَرِقٍ يَوْمًا وَاحِدًا، فَصَنَعَ النَّاسُ خَوَاتِيمَ مِنْ وَرِقٍ، قَالَ: فَطَرَحَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَاتَمَهُ، وَطَرَحَ النَّاسُ خَوَاتِيمَهُمْ (1).

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي كامل -وهو مظفَّر بن مدرك- فقد روى له أبو داود في "التفرد" والنسائي، وهو ثقة. إبراهيم ابن سعد: هو ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف. وابن شهاب: هو محمد بن مسلم بن عبد الله الزهري.

وأخرجه مسلم (2093)(59)، وأبو داود (4221)، والنسائي 8/ 195، وأبو يعلى (3538) و (3565)، وأبو عوانة 5/ 488 - 489 و 489، وابن حبان (5490) من طرق عن إبراهيم بن سعد، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البخاري (5868) من طريق يونس بن يزيد، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" ص 130 من طريق ابن أخي ابن شهاب، كلاهما عن ابن شهاب الزهري، به.

وسيأتي برقم (13330) عن هاشم بن القاسم، عن إبراهيم بن سعد.

وسيأتي برقم (13141) من طريق زياد بن سعد، و (13352) من طريق شعيب ابن أبي حمزة، ثلاثتهم عن الزهري، به.

قال البيهقي في "سننه" 4/ 143: يشبه أن يكون ذِكرُ الوَرِق في هذه القصة وهماً سَبَق إليه لسانُ الزُّهري، فحُمِل عنه على الوهم، فالذي طرحه هو خاتمه من ذهب، ثم اتخذ بعد ذلك خاتمه من وَرِق، ورواية ابن عمر (وقد سلف حديثه برقم: 4677، وهو متفق عليه) تدلُّ على أن الذي جعله في يده هو خاتمه من ذهب، ثم طرحه.

وقال ابن حجر في "الفتح" 10/ 319: هكذا روى الحديثَ الزهريُّ عن أنس، واتفق الشيخان على تخريجه من طريقه، ونُسِبَ فيه إلى الغلط، لأن المعروف أن الخاتم الذي طرحه النبي صلى الله عليه وسلم بسبب اتخاذ الناس مثله إنما هو خاتم الذهب، كما صرح به في حديث ابن عمر، قال النووي تبعاً لعياض: قال جميع أهل الحديث: هذا وهمٌ من ابن شهاب، لأن المطروح ما كان إلا خاتم =

ص: 79

12632 -

حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم طَافَ عَلَى نِسَائِهِ جَمِيعًا فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ (1).

12633 -

حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ - قَالَ عَفَّانُ فِي حَدِيثِهِ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ -، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: أُقِيمَتْ صَلَاةُ الْعِشَاءِ - قَالَ عَفَّانُ: الْآخِرَةُ (2) - ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَقَامَ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ لِي

= الذهب. وانظر تتمة كلامه في إمكانية الجمع بين الروايات.

قلنا: وقد روي على الصواب عن الزهري في حديث ابن جريج عنه عند ابن حبان (5492)، فقد أخرجه من طريق إسحاق بن إبراهيم -وهو ابن راهويه- عن عبد الله بن الحارث المخزومي، عن ابن جريج قال: حدثني زياد بن سعد أن ابن شهاب أخبره: أن أنس بن مالك أخبره: أنه رأى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم في يده يوماً خاتماً من ذهب

وذكره. والإسناد صحيح على شرط مسلم.

لكن سيأتي من هذا الطريق عند المصنف برقم (13141) عن روح بن عبادة وعبد الله بن الحارث عن ابن جريج، وفيه: خاتم من فضة، كرواية الجماعة عن الزهري، ولعل المصنف هناك ساق لفظ حديث روح، ولم ينبه إلى لفظ حديث عبد الله بن الحارث، والله تعالى أعلم.

(1)

إسناده صحيح.

وأخرجه عبد بن حميد (1263) و (1325)، والدارمي (753) من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإِسناد. وانظر (12097).

(2)

في (م) و (س): "قال عفان: أو أخرت" وهو تحريف، والتصويب من (ظ 4) و (ق) ونسخة على هامش (س).

ص: 80

إِلَيْكَ حَاجَةً. فَقَامَ مَعَهُ يُنَاجِيهِ، حَتَّى نَعَسَ الْقَوْمُ - أَوْ قَالَ: بَعْضُ الْقَوْمِ - ثُمَّ صَلَّى. وَلَمْ يَذْكُرْ وُضُوءًا (1).

12634 -

حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُوسَى أَبِي الْعَلَاءِ - وَقَالَ عَفَّانُ فِي حَدِيثِهِ: حَدَّثَنَا مُوسَى أَبُو الْعَلَاءِ - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي صَلَاةَ الظُّهْرِ فِي أَيَّامَ الشِّتَاءِ، وَمَا نَدْرِي لَمَا ذَهَبَ مِنَ النَّهَارِ أَكْثَرُ أَوْ مَا بَقِيَ مِنْهُ (2).

12635 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ الْحَرَّانِيُّ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، قَالَ:

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم من جهة عفان بن مسلم، وأما متابعه أبو كامل -وهو مظفَّر بن مُدرِك- فمن رجال النسائي، وروى له أبو داود في "التفرد" حديثاً، وهو ثقة.

وأخرجه عبد بن حميد (1324)، ومسلم (376)(126)، وأبو داود (201)، وأبو يعلى (3309) و (3310)، وأبو عوانة 1/ 266 - 267، والبيهقي 1/ 120 من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإِسناد.

وسيأتي الحديث عن عفان وحده برقم (13832).

وبنحو هذا الحديث سيأتي برقم (12642) من طريق معمر، و (13503) من طريق عمارة بن زاذان، كلاهما عن ثابت. وانظر (12201).

وسلف من طريق عبد العزيز بن صهيب عن أنس برقم (11987).

قوله: "ولم يذكر وضوءاً"، قال السندي: أي: لم يذكر أن القوم توضؤوا لأجل النعاس.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة موسى أبي العلاء. وقد سلف من هذا الطريق برقم (12388).

ص: 81

سُئِلَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ عَنْ خِضَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَكُنْ شَابَ إِلَّا يَسِيرًا، وَلَكِنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ بَعْدَهُ خَضَبَا بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ. قَالَ: وَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ بِأَبِيهِ أَبِي قُحَافَةَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ يَحْمِلُهُ حَتَّى وَضَعَهُ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِأَبِي بَكْرٍ:" لَوْ أَقْرَرْتَ الشَّيْخَ فِي بَيْتِهِ لَأَتَيْنَاهُ " تَكْرُمَةً (1) لِأَبِي بَكْرٍ، فَأَسْلَمَ، وَلِحْيَتُهُ وَرَأْسُهُ كَالثَّغَامَةِ بَيَاضًا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" غَيِّرُوهُمَا، وَجَنِّبُوهُ السَّوَادَ "(2).

(1) في (م) و (س) و (ق): مكرمة، والمثبت من (ظ 4) ونسخة في (س).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن سلمة الحراني، فمن رجال مسلم. هشام: هو ابن حسان القُرْدُوسي.

وأخرجه أبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 1/ 123 - 124 عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإِسناد.

وأخرجه أبو زرعة الدمشقي في "تاريخ دمشق"(22)، والبزار (2981 - كشف الأستار)، وأبو يعلى (2831)، وأبو عوانة، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3686)، وابن حبان (5472)، والحاكم 3/ 244 من طرق عن محمد بن سلمة، به- ولم يذكر أبو زرعة في حديثه قصة أبي قحافة، في حين اقتصر عليها البزار وابن حبان والحاكم. وصحح الحاكم الإِسناد على شرط الشيخين، فوهم، فإن محمد بن سلمة من رجال مسلم دون البخاري.

وأخرجه دون قصة أبي قحافة: مسلم (2341)(100)، وأبو عوانة، والطحاوي (3685) من طريق عبد الله بن إدريس، وأبو عوانة، والطحاوي (3691) من طريق وهب بن جرير، كلاهما عن هشام بن حسان، به.

وأخرجه كذلك ابن سعد في "الطبقات" 1/ 432 و 3/ 189 و 191، والبخاري (5894)، ومسلم (2341)(101) و (102)، وأبو عوانة، والبيهقي =

ص: 82

12636 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ خَيْثَمَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: دَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، يَعُودُهُ وَهُوَ يَشْكُو عَيْنَيْهِ، قَالَ:" كَيْفَ أَنْتَ لَوْ كَانَتْ عَيْنُكَ لِمَا بِهَا؟ " قَالَ: إِذًا أَصْبِرُ وَأَحْتَسِبُ. قَالَ: " لَوْ كَانَتْ عَيْنُكَ لِمَا بِهَا، لَلَقِيتَ اللهَ عَلَى غَيْرِ ذَنْبٍ "(1).

12637 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي نَصْرٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَنَّانِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا غُلَامٌ بِبَقْلَةٍ كُنْتُ أَجْتَنِيهَا (2).

= في "دلائل النبوة" 1/ 229 - 230 من طرق عن ابن سيرين، به- وبعضهم يختصره.

وسيأتي أيضاً دون قصة أبي قحافة برقم (13143) عن روح بن عبادة، عن هشام. وانظر ما سلف برقم (11965) و (12054).

ويشهد لقصة أبي قحافة حديث جابر بن عبد الله عند مسلم (2102)، وسيأتي 3/ 316.

وحديث أسماء بنت أبي بكر، سيأتي 6/ 349 - 350، وإسناده حسن.

قال النووي في "شرح مسلم" 14/ 79: الثَّغامة بثاء مثلَّثة مفتوحة ثم غين معجمة مخفَّفة، قال أبو عبيد: هو نَبْت أبيض الزَّهْر والثَّمر، شُبِّه بياض الشيب به، وقال ابن الأعرابي: شجرة تبيَضُّ كأنها الملح.

(1)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، جابر: هو ابن يزيد الجُعْفي، وهو ضعيف، وكذا خيثمة: وهو ابن أبي خيثمة أبو نصر. سفيان: هو الثوري. وانظر (12586).

(2)

إسناده ضعيف لضعف جابر: وهو الجعفي، ولِين أبي نَصْر: وهو خيثمة بن أبي خيثمة البصري. =

ص: 83

12638 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا (1) شَيْخٌ لَنَا، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْ بَيْعِ النَّخْلِ حَتَّى يَزْهُوَ، وَالْحَبِّ حَتَّى يُفْرِكَ، وَعَنِ الثِّمَارِ حَتَّى تُطْعِمَ (2).

= سفيان: هو الثوري.

وأخرجه أبو يعلى (4057)، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 3/ ورقة 154 من طريق المعتمر بن سليمان، والطبراني في "الكبير"(656) من طريق عمرو بن محمد، كلاهما عن سفيان الثوري، بهذا الإِسناد. وانظر (12286).

(1)

في (م) ونسخة في (س): أخبرنا سفيان عن شيخ لنا.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، وشيخ سفيان -وهو الثوري- الذي لم يصرِّح باسمه في رواية عبد الرزاق هذه: هو أبان بن أبي عياش، سمَّاه الأشجعي -وهو عبيد الله بن عبيد الرحمن- في روايته عن سفيان عند البيهقي 5/ 303 - 304، وأبان مجمع على ضعفه، فلعله لذلك لم يصرِّح سفيانُ باسمه، لكنه لم ينفرد بهذا الحديث كما سيأتي.

وحديث عبد الرزاق في "مصنفه"(14321).

وأخرجه البيهقي 5/ 303 من طريق يحيى بن إسحاق السَّيلحيني وحسن بن موسى الأشيب، عن حماد بن سلمة، عن حميد الطويل، عن أنس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن تُباع الثمرةُ حتى يبين صلاحُها، تصفرُّ أو تحمرُّ، وعن بيع العنب حتى يسوَدَّ، وعن بيع الحب حتى يُفرِك. وإسناده صحيح.

والحديث سيأتي من طريق حسن الأشيب عند المصنف برقم (13314)، لكن قال فيه: وعن الحب حتى يشتدَّ. وهو الموافق لرواية جماعة عن حماد، وقوله:"يشتدّ" موافق لمعنى من قال: "يُفرِك"، أي: يصير صالحاً للفَرْك.

وقد روي الحديث من طرق أخرى عن حميد في النهي عن بيع ثمرة النخل حتى تزهو فقط، فانظر ما سلف برقم (12138).

ويشهد لحديث سفيان وحديث حماد ما أخرجه مسلم (1535) من حديث =

ص: 84

12639 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ نَاسًا أَتَوْا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مِنْ عُكْلٍ، فَاجْتَوَوْا الْمَدِينَةَ، فَأَمَرَ لَهُمْ بِذَوْدٍ لِقَاحٍ، فَأَمَرَهُمْ أَنْ يَشْرَبُوا مِنْ أَبْوَالِهَا وَأَلْبَانِهَا (1).

12640 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَطِيفُ عَلَى نِسَائِهِ فِي غُسْلٍ وَاحِدٍ (2).

= ابن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع النخل حتى يَزْهُوَ، وعن السُّنْبُل حتى يبيضَّ ويأمن العاهة. وقد سلف عند المصنف برقم (4493)، ومعنى "يبيضَّ"، أي: يشتدُّ حبُّه.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن سعيد الثوري، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السَّختياتي، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجرمي.

وهو في "مصنف عبد الرزاق"(17133).

وأخرجه بأطول مما هنا النسائي 7/ 95 من طريق محمد بن بشر، عن سفيان، بهذا الإِسناد.

وأخرجه مطولاً أيضاً عبد الرزاق (17132)، والبخاري (233) و (3018) و (6804) و (6805)، وأبو داود (4364) و (4365)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1813)، وابن حبان (4468) و (4469) من طرق عن أيوب، به. وهذا الحديث مختصر مما سيأتي برقم (12936) من طريق أبي رجاء مولى أبي قلابة، و (13045) من طريق يحيى بن أبي كثير، كلاهما عن أبي قلابة. فانظر تمام تخريج الحديث عندهما.

وسلف برقم (12042) من طريق حميد عن أنس.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو في "مصنف عبد الرزاق"(1061)، ومن طريقه أخرجه ابن خزيمة (230)، والبيهقي 7/ 192. =

ص: 85

12641 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: فُرِضَتْ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الصَّلَوَاتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ خَمْسِينَ، ثُمَّ نُقِصَتْ حَتَّى جُعِلَتْ خَمْسًا، ثُمَّ نُودِيَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّهُ لَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ، وَإِنَّ لَكَ بِهَذِهِ الْخَمْسِ خَمْسِينَ " (1).

12642 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ (2)، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَتِ الصَّلَاةُ تُقَامُ، فَيُكَلِّمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الرَّجُلَ فِي حَاجِةٍ تَكُونُ لَهُ، فَيَقُومُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ، فَمَا يَزَالُ قَائِمًا

= وأخرجه النسائي 1/ 143 - 144 من طريق ابن المبارك، عن معمر، بهذا الإِسناد.

وسيأتي برقم (12925) من طريق سفيان الثوري عن معمر.

وسيأتي برقم (12701) من طريق سعيد بن أبي عروبة، وبنحوه برقم (14109) من طريق هشام الدستوائي، كلاهما عن قتادة.

وانظر ما سلف برقم (11946).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو في "مصنف عبد الرزاق"(1786)، ومن طريقه أخرجه عبد بن حميد (1158)، والترمذي (213)، وأبو عوانة 1/ 135.

وأخرجه بأطول مما هنا ضمن حديث المعراج الطويل الذي رواه أبو ذر الغفاري: البخاري (349) و (3342)، ومسلم (163)، والنسائي في "الكبرى"(314)، وأبو عوانة 1/ 133 - 135، وابن حبان (7406)، والآجري في "الشريعة" ص 481 - 482، وابن منده في "الإيمان"(714)، والبغوي (3754) من طرق عن يونس بن يزيد، عن الزهري، عن أنس بن مالك.

وسيأتي من هذا الطريق في مسند أبي بن كعب 5/ 143 - 144.

وسلف ضمن الحديث المطول برقم (12505) من طريق ثابت عن أنس.

(2)

في (م): معمر، عن الزهري، عن ثابت. وهو خطأ.

ص: 86

يُكَلِّمُهُ، فَرُبَّمَا رَأَيْتُ بَعْضَ الْقَوْمِ يَنْعَسُ (1) مِنْ طُولِ قِيَامِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لَهُ (2).

12643 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى الظُّهْرَ حِينَ زَاغَتِ (3) الشَّمْسُ (4).

12644 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي الْعَصْرَ، فَيَذْهَبُ الذَّاهِبُ إِلَى الْعَوَالِي وَالشَّمْسُ مُرْتَفِعَةٌ (5).

(1) في (م) و (س) و (ق): لينعس، والمثبت من (ظ 4) ونسخة في (س).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو في "مصنف عبد الرزاق"(1931)، ومن طريقه أخرجه عبد بن حميد (1249)، والترمذي (518). وانظر (12633).

(3)

في (م) و (س) و (ق): زالت، والمثبت من (ظ 4) ونسخة في (س)، وكلاهما بمعنى واحد.

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو في "مصنف عبد الرزاق"(2046)، ومن طريقه أخرجه الترمذي (156)، وابن حبان (1502). وقال الترمذي: حديث صحيح.

وأخرجه الدارمي (1206)، والنسائي 1/ 246 - 247، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 186 من طرق عن الزهري، بهذا الإِسناد.

وسيأتي الحديث مطولاً برقم (12659) عن عبد الرزاق.

(5)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو في "مصنف عبد الرزاق"(2069)، ومن طريقه أخرجه أبو يعلى (3604)، وأبو عوانة 1/ 351، والبيهقي 1/ 440.

ص: 87

قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَالْعَوَالِي عَلَى مِيلَيْنِ مِنَ الْمَدِينَةِ وَثَلَاثَةٍ، أَحْسَبُهُ قَالَ: وَأَرْبَعَةٍ.

= وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 190 من طريق ابن المبارك، عن معمر، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البخاري (7329)، وابن حبان (1520)، والدارقطني 1/ 253، والبيهقي 1/ 440، وابن عبد البر في "التمهيد" 6/ 181، والبغوي (366) من طرق عن الزهري، به.

وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/ 9، ومن طريقه البخاري (551)، ومسلم (621)(193)، والنسائي 1/ 252، وأبو عوانة 1/ 351، والطحاوي 1/ 190، والدارقطني 1/ 253، والبيهقي 1/ 440، والبغوي (365) -بلفظ: فيذهب الذاهب إلى قُبَاء. قال ابن عبد البر في "التمهيد" 6/ 178: وقول مالك عندهم: إلى قباء، وهم لا شك فيه، ولم يتابعه أحد عليه في حديث ابن شهاب هذا، إلا أن المعنى في ذلك متقارب على سعة الوقت، لأن العوالي مختلفة المسافة، وأقربها إلى المدينة ما كان على ميلين أو ثلاثة، ومنها ما يكون على ثمانية أميال وعشرة، ومثل هذا هي المسافة بين قباء وبين المدينة، وقباء موضع بني عمرو بن عوف، وقد نص على بني عمرو بن عوف في حديث أنس هذا إسحاقُ بن أبي طلحة. قلنا: وهذا الطريق سيأتي تخريجه بعد قليل.

وأخرجه ابن عبد البر 6/ 179 من طريق خالد بن مخلد، عن مالك، عن الزهري، به. بلفظ العوالي، وقال: هكذا رواه خالد بن مخلد عن مالك، وسائر رواة "الموطأ" قالوا: قباء.

وأخرج مالك 1/ 8، ومن طريقه عبد الرزاق (2079)، والبخاري (548)، ومسلم (621)(194)، والنسائي 1/ 252، والطحاوي 1/ 190، وأبو عوانة 1/ 352، والدارقطني 1/ 253 عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بلفظ: كنا نصلي العصر ثم يخرج الإنسان إلى بني عمرو بن عوف فيجدهم يصلون العصر.

ص: 88

12645 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا قُرِّبَ الْعَشَاءُ وَنُودِيَ بِالصَّلَاةِ، فَابْدَؤُوا بِالْعَشَاءِ ثُمَّ صَلُّوا "(1).

12646 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " تَعَاهَدُوا هَذِهِ الصُّفُوفَ، فَإِنِّي أَرَاكُمْ مِنْ خَلْفِي "(2).

12647 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَنَعَ خَاتَمًا مِنْ وَرِقٍ، فَنَقَشَ

= وسيأتي عن الزهري بالأرقام (13235) و (13272) و (13331)، وعن عبد الرحمن بن وردان برقم (13181).

وقد سلف معنى الحديث عن أبي الأبيض، عن أنس برقم (12333)، وانظر ما سلف برقم (12311)، وما سيأتي برقم (13384) و (13482).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو عند عبد الرزاق في "المصنف"(2183)، ومن طريقه أخرجه أبو عوانة 2/ 14.

وأخرجه أبو يعلى (3602) من طريق يزيد بن زريع، عن معمر، بهذا الإِسناد. وانظر (12076).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو في "مصنف عبد الرزاق"(2427) و (2463)، وعنه أخرجه عبد بن حميد (1251).

وسيأتي بنحوه من طريق ثابت برقم (13838) و (14053).

وسلف من طريق حميد عن أنس برقم (12011).

ص: 89

فِيهِ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ، ثُمَّ قَالَ:" لَا تَنْقُشُوا عَلَيْهِ "(1).

12648 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ كَانَ اسْمُهُ زَاهِرًا، وَكَانَ يُهْدِي إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْهَدِيَّةَ مِنَ الْبَادِيَةِ، فَيُجَهِّزُهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّ زَاهِرًا بَادِيَتُنَا، وَنَحْنُ حَاضِرُوهُ " وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُحِبُّهُ، وَكَانَ رَجُلًا دَمِيمًا، فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا وَهُوَ يَبِيعُ مَتَاعَهُ، فَاحْتَضَنَهُ مِنْ خَلْفِهِ، وَلَا يُبْصِرُهُ الرَّجُلُ، فَقَالَ: أَرْسِلْنِي (2)، مَنْ هَذَا؟ فَالْتَفَتَ، فَعَرَفَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَجَعَلَ لَا يَأْلُو مَا أَلْصَقَ ظَهْرَهُ بِصَدْرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حِينَ عَرَفَهُ، وَجَعَلَ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو في "مصنف عبد الرزاق"(19465)، ومن طريقه أخرجه الترمذي (1745)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" ص 132، والبيهقي في "السنن الكبرى" 10/ 128، وفي "شعب الإيمان"(6339)، والبغوي (3173).

وأخرجه بنحوه عبد بن حميد (1359) من طريق حماد بن سلمة، عن ثابت وحميد، عن أنس.

وأخرجه بنحوه ابن سعد 1/ 474 - 475، والبخاري (3106) و (5878)، وفي "خلق أفعال العباد"(487)، والترمذي في "السنن"(1747) و (1748)، وفي "الشمائل"(86)، والطحاوي 4/ 264، وابن حبان (1414)، وأبو الشيخ (132)، والبغوي (3136) من طريق عبد الله الأنصاري، وابن حبان (5496) و (6393) من طريق عزرة بن ثابت، كلاهما عن ثمامة بن عبد الله، عن أنس.

وانظر ما سلف برقم (11989)، وما سيأتي برقم (12720).

(2)

في (م) و (س): "وهو لا يبصره، فقال الرجل: أرسلني"، والمثبت من (ظ 4) و (ق) ونسخة في (س).

ص: 90

النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ يَشْتَرِي الْعَبْدَ؟ " فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِذًا وَاللهِ تَجِدُنِي كَاسِدًا. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" لَكِنْ عِنْدَ اللهِ لَسْتَ بِكَاسِدٍ " أَوْ قَالَ: " لَكِنْ عِنْدَ اللهِ أَنْتَ غَالٍ "(1).

12649 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ، لَعِبَتِ الْحَبَشَةُ لِقُدُومِهِ بِحِرَابِهِمْ، فَرَحًا بِذَلِكَ (2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الضياء في "المختارة"(1806) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإِسناد.

والحديث في "مصنف عبد الرزاق"(19688)، ومن طريقه أخرجه الترمذي في "الشمائل"(239)، وأبو يعلى (3456)، والبزار (2735 - كشف الأستار)، وابن حبان (5790)، والبيهقي 6/ 169 و 10/ 248، والبغوي (3604)، والضياء (1805).

وأخرج البزار (2734)، والطبراني في "الكبير"(5310) من طريقين عن شاذِّ بن فياض، عن رافع بن سلمة، عن أبيه، عن سالم، عن رجل من أشجع يقال له: زاهر بن حرام الأشجعي، وكان رجلاً بدوياً لا يأتي النبيَّ صلى الله عليه وسلم إذا أتاه إلا بطرفة أو هدية

فذكره.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الضياء في "المختارة"(1781) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإِسناد.

وهو في "مصنف عبد الرزاق"(19723)، ومن طريقه أخرجه عبد بن حميد (1239)، وأبو داود (4923)، وأبو يعلى (3459)، والبغوي (3768)، والضياء (1780) و (1782).

وانظر ما سلف برقم (12540).

ص: 91

12650 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ الْأَنْصَارَ عَيْبَتِي الَّتِي أَوَيْتُ إِلَيْهَا، فَاقْبَلُوا مِنْ مُحْسِنِهِمْ، وَاعْفُوا عَنْ مُسِيئِهِمْ، فَإِنَّهُمْ قَدْ أَدَّوْا الَّذِي عَلَيْهِمْ، وَبَقِيَ الَّذِي لَهُمْ "(1).

12651 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ قَتَادَةَ (2)، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اللهُمَّ اغْفِرْ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "فضائل الصحابة" للمصنف (1440).

والحديث في "مصنف عبد الرزاق"(19911) بهذا الإِسناد، لكن وقع في المطبوع منه مكان أنس: عن أبي هريرة!

وأخرجه البخاري (3799)، والنسائي في "الكبرى"(8346)، وأبو عوانة في المناقب كما في "الإتحاف" 2/ 364، والبيهقي 6/ 371 من طريق شعبة، عن هشام بن زيد، عن أنس، مطولاً وفيه قصة.

وسيأتي قوله: "الأنصار عيبتي" ضمن حديث مطول برقم (13574) من طريق ثابت، وسلف ضمن حديث آخر برقم (12594) من طريق النضر بن أنس.

وسيأتي الحديث من طريق قتادة برقم (12802)، ومن طريق حميد برقم (12950)، ومن طريق علي بن زيد برقم (13528).

وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2629).

وعن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11842).

وعن عائشة عند ابن سعد 2/ 250 - 251.

(2)

وقع في (م): معمر، عن الزهري، عن قتادة، بزيادة الزهري، وهو خطأ.

ص: 92

لِلْأَنْصَارِ، وَلِأَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ، وَلِأَبْنَاءِ أَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ " (1).

12651 م - قَالَ مَعْمَرٌ: وَأَخْبَرَنِي أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، مِثْلَهُ (2).

12652 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا قَالَ الْإِمَامُ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقُولُوا: رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ "(3).

12653 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ السَّجْدَةِ أَوِ الرَّكْعَةِ، فَيَمْكُثُ بَيْنَهُمَا حَتَّى نَقُولَ: أَنَسِيَ (4).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو في "مصنف عبد الرزاق"(19913)، ومن طريقه أخرجه أبو يعلى (3032)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(5812).

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(8350)، وابن حبان (7280) من طريق يزيد بن زريع، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، به.

وانظر ما سلف برقم (12414).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أيوب: هو ابن أبي تَمِيمة السَّختياني، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجَرْمي.

وهو في "مصنف عبد الرزاق"(19914).

وانظر ما سلف برقم (12414).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وسيأتي قريباً مطولاً برقم (12656).

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه عبد بن حميد (1252) عن عبد الرزاق، بهذا الإِسناد. =

ص: 93

12654 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: مَا صَلَّيْتُ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَاةً أَخَفَّ مِنْ صَلَاةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فِي تَمَامِ رُكُوعٍ وَسُجُودٍ (1).

12655 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَنَتَ شَهْرًا فِي الصُّبْحِ، يَدْعُو عَلَى أَحْيَاءٍ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ: عُصَيَّةَ وَذَكْوَانَ وَرِعْلٍ وَلِحْيَانَ (2).

12656 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: سَقَطَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ فَرَسٍ فَجُحِشَ شِقُّهُ الْأَيْمَنُ، فَدَخَلُوا عَلَيْهِ، فَصَلَّى بِهِمْ قَاعِدًا، وَأَشَارَ إِلَيْهِمْ: أَنْ اقْعُدُوا، فَلَمَّا سَلَّمَ، قَالَ: " إِنَّمَا جُعِلَ الْإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ، فَإِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا، وَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا، وَإِذَا قَالَ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقُولُوا: رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ، وَإِذَا سَجَدَ فَاسْجُدُوا، وَإِذَا صَلَّى جَالِسًا فَصَلُّوا

= وسيأتي بالأرقام (12760) و (13104) و (13326) و (13369) و (13577).

وفي الباب عن البراء بن عازب، سيأتي 4/ 280.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو في "مصنف عبد الرزاق"(3718)، وعنه عبد بن حميد (1250) عن معمر، عن ثابت وأبان بن أبي عياش، عن أنس.

وسيأتي بنحوه من طريق رباح بن زيد، عن معمر برقم (13037).

وانظر ما سلف برقم (11967).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عاصم: هو ابن سليمان الأحول. وقد سلف مطولاً برقم (12064).

ص: 94

جُلُوسًا أَجْمَعُونَ " (1).

12657 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ - يَعْنِي الرَّازِيَّ -، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: مَا زَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقْنُتُ فِي الْفَجْرِ حَتَّى فَارَقَ الدُّنْيَا (2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو في "مصنف عبد الرزاق"(4078)، ومن طريقه أخرجه عبد بن حميد (1161)، ومسلم (411)(81)، وأبو عوانة 2/ 106.

وسلف مختصراً عن عبد الرزاق برقم (12652). وانظر (12074).

(2)

إسناده ضعيف، أبو جعفر الرازي -واسمه عيسى بن ماهان- سيئ الحفظ، وقد خالف رواية الثقات لهذا الحديث عن أنس، فالرواية الصحيحة عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قنت شهراً يدعو على أحياء من أحياء العرب: عصية وذكوان ورعل ولحيان. انظر (12064).

والحديث في "مصنف عبد الرزاق"(4964)، ومن طريقه أخرجه الدارقطني 2/ 39، والضياء في "المختارة"(2127).

وأخرجه بنحوه ابن أبي شيبة 2/ 312، والبزار (556 - كشف الأستار)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 244، والدارقطني 2/ 39، والبيهقي 2/ 201، والبغوي (639)، والحازمي في "الاعتبار" ص 86، والضياء (2128) من طرق عن أبي جعفر الرازي، بهذا الإِسناد.

وأخرج الطحاوي 1/ 243، والبيهقي 2/ 202 من طريق عمرو بن عبيد، عن الحسن، عن أنس قال: صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم فلم يزل يقنت في صلاة الغداة حتى فارقته، وصليت مع عمر بن الخطاب فلم يزل يقنت في صلاة الغداة حتى فارقته. وقرن البيهقي بعمرو بن عبيد إسماعيل بن مسلم المكي، وقال: لا نحتجُّ بهما. قلنا: وهما متفق على تركهما.

ص: 95

12658 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَمَّنْ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " لَا شِغَارَ فِي الْإِسْلَامِ، وَلَا إِسْعَادَ فِي الْإِسْلَامِ (1)، وَلَا حِلْفَ فِي الْإِسْلَامِ، وَلَا جَلَبَ وَلَا جَنَبَ "(2).

(1) قوله: "لا إسعاد في الإسلام" أثبتناه من (ظ 4) و"أطراف المسند" 1/ 561، و"إتحاف المهرة" 2/ 412، و"مصنف عبد الرزاق"(10437)، وسقط من (م) و (ق)، وكان مثبتاً في (س) ثم رمج!

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الراوي بين سفيان -وهو الثوري- وبين أنس.

وهو في "مصنف عبد الرزاق"(10437). لكن سقط من المطبوع شيخ المصنف وهو سفيان.

وأخرجه النسائي 6/ 111 من طريق إبراهيم بن محمد الفزاري، والضياء في "المختارة"(1964) من طريق زهير بن معاوية، كلاهما عن حميد، عن أنس -دون قوله:"لا حلف في الإسلام".

وسيأتي الحديث من طريق ثابت وأبان وغير واحد عن أنس برقم (12686) مختصراً بالنهي عن الشغار، ومن طريق ثابت وحده (13032) مطولاً، وليس فيه النهي عن الحلف. وقصة الحلف ستأتي برقم (13986) من طريق عاصم الأحول.

ويشهد له دون النهي عن الإسعاد حديث عبد الله بن عمرو، سلف برقم (7012).

وللنهي عن الشغار شاهد عن أبي هريرة، سلف برقم (7843)، وانظر تتمة شواهده عند حديث ابن عمرو (7012).

وللنهي عن الإسعاد شاهد عن أم عطية، سيأتي 6/ 407.

وللنهي عن الحلف شاهد عن جبير بن مطعم، سيأتي 4/ 83.

وعن قيس بن عاصم، سيأتي 5/ 61.

ولشواهد النهي عن الجلب والجنب انظر حديث عبد الله بن عمرو =

ص: 96

12659 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ حِينَ زَاغَتِ الشَّمْسُ، فَصَلَّى الظُّهْرَ، فَلَمَّا سَلَّمَ قَامَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَذَكَرَ السَّاعَةَ، وَذَكَرَ أَنَّ بَيْنَ يَدَيْهَا أُمُورًا عِظَامًا، ثُمَّ قَالَ:" مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَسْأَلَ عَنْ شَيْءٍ فَلْيَسْأَلْ عَنْهُ، فَوَاللهِ لَا تَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ إِلَّا أَخْبَرْتُكُمْ عَنْهُ (1) مَا دُمْتُ فِي مَقَامِي هَذَا " قَالَ أَنَسٌ: فَأَكْثَرَ النَّاسُ الْبُكَاءَ حِينَ سَمِعُوا ذَلِكَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَكْثَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَقُولَ:" سَلُونِي ".

قَالَ أَنَسٌ: فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: أَيْنَ مَدْخَلِي يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَقَالَ: " النَّارُ "، قَالَ: فَقَامَ عَبْدُ اللهِ بْنُ حُذَافَةَ، فَقَالَ: مَنْ أَبِي يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " أَبُوكَ حُذَافَةُ ".

= (6692).

قوله: "لا شغار في الإسلام" انظر شرحه عند الحديث (7012) من مسند عبد الله بن عمرو.

وقوله: "لا إسعاد في الإسلام"، قال ابن الأثير في "النهاية" 2/ 366: هو إسعاد النساء في المناحات، تقوم المرأة فتقوم معها أخرى من جاراتها فتساعدها على النياحة، وقيل: كان نساء الجاهلية يُسعِدُ بعضُهن بعضاً على ذلك سنةً فنُهِينَ عن ذلك.

وقوله: "لا حلف في الإسلام" سلف شرحه عند الحديث رقم (12089).

وقوله: "لا جلب ولا جنب" انظر شرحه عند الحديث (5654) من مسند ابن عمر.

(1)

في (م) و (س): به.

ص: 97

قَالَ: ثُمَّ أَكْثَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم (1) أَنْ يَقُولَ: "سَلُونِي" قَالَ: فَبَرَكَ عُمَرُ عَلَى رُكْبَتَيْهِ، فَقَالَ: رَضِينَا بِاللهِ رَبًّا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا. قَالَ: فَسَكَتَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ قَالَ عُمَرُ ذَلِكَ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَقَدْ عُرِضَتْ عَلَيَّ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ آنِفًا فِي عُرْضِ هَذَا الْحَائِطِ وَأَنَا أُصَلِّي، فَلَمْ أَرَ كَالْيَوْمِ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ "(2).

(1) قوله: "رسول الله صلى الله عليه وسلم" أثبتناه من (ظ 4).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو في "مصنف عبد الرزاق"(20796)، ومن طريقه أخرجه البخاري (7294)، ومسلم (2359)(136)، وأبو يعلى (3601)، والبغوي (3720). ووقع في رواية أبي يعلى وحده:"أين مدخل أبي"، ولم يسق مسلم لفظه، وأحال على حديث يونس بن يزيد عن الزهري وليس في هذا قصة الرجل الذي سأل عن مدخله، ولم يُشِر مسلم إليه في حديث معمر خلافاً لعادته في الإشارة إلى الزيادات في حديث الشيوخ عندما يسوق رواياتهم، فكأنه لم يرضَ هذا الحرف، والله تعالى أعلم.

قلنا: ولم يُسمع هذا الحرفُ في غير حديث معمر عن الزهري، فقد أخرجه البخاري في "صحيحه"(93) و (540) و (7294)، ومسلم (2359)(136) من طريق شعيب بن أبي حمزة، والبخاري في "الأدب المفرد"(1184) من طريق إسحاق بن يحيى الكلبي، ومسلم (2359)(136)، وابن حبان (106) من طريق يونس بن يزيد، ثلاثتهم عن الزهري، به- ولم يذكر فيه شعيب عند البخاري في الموضع الثاني ومسلم قصة الرجل الذي سأل عن مدخله، وروايته عند البخاري في الموضع الثالث مقرونة برواية معمر، لكن البخاري ساق في هذا الموضع لفظ معمر، وأما يونس فلم يذكر هذا الحرف أيضاً، وكذا إسحاق بن يحيى لم يذكره ولم يذكر أيضاً قصة ابن حذافة. =

ص: 98

12660 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ عَلَى أَحَدٍ يَقُولُ: اللهُ، اللهُ "(1).

= وأخرجه مسلم (2359)(134)، والنسائي في "الكبرى"(11154) من طريق موسى بن أنس، عن أبيه أنس- ولم يذكر قصة الرجل الذي سأل عن مدخله.

وسلف أول الحديث في صلاة الظهر حين زاغت الشمس، برقم (12643) من طريق الزهري.

وسيأتي الحديث بنحوه برقم (12820) من طريق قتادة، عن أنس، وقال فيه هناك راويه أبو عامر العقدي: وأحسبه قال: فقال رجل: يا رسول الله، في الجنة أنا أو في النار؟ قال:"في النار"، وهذا الحرف غير محفوظ في حديث قتادة.

وقصة ابن حذافة مع قول عمر، سلفت برقم (12044) من طريق حميد عن أنس.

وسيأتي قوله صلى الله عليه وسلم: "رأيت الجنة والنار

الخ" برقم (13289) من طريق سليمان التيمي، وبرقم (13718) من طريق هلال بن علي.

قوله: "في عُرْض هذا الحائط"، قال السندي: بضم فسكون، أي: ناحيته وجانبه.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(524) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإِسناد.

وهو في "مصنف عبد الرزاق"(20847)، ومن طريقه أخرجه عبد بن حميد (1247)، ومسلم (148)، وأبو عوانة 1/ 101، وابن حبان (6848)، وابن منده (448)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(524)، والبغوي (4284). ولفظه عند ابن حبان:"لا تقوم الساعة على أحد يقول: لا إله إلا الله".

وسيأتي من طريق ثابت برقم (13729) و (13833). وانظر ما سلف برقم =

ص: 99

12661 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ (1) إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ بْنِ كَيْسَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ وَهْبِ بْنِ مَانُوسَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَشْبَهَ بِصَلَاةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ هَذَا الْغُلَامِ - يَعْنِي عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ - قَالَ: فَحَزَرْنَا فِي الرُّكُوعِ عَشْرَ تَسْبِيحَاتٍ، وَفِي السُّجُودِ عَشْرَ تَسْبِيحَاتٍ (2).

12662 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ وَثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أَوْ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ " إِنَّ أَقْوَامًا سَيَخْرُجُونَ مِنَ النَّارِ، قَدْ أَصَابَهُمْ سَفْعٌ مِنَ النَّارِ، عُقُوبَةً بِذُنُوبٍ عَمِلُوهَا، لِيُخْرِجَنَّهُمُ (3) اللهُ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ فَيَدْخُلُونَ

= (12043).

(1)

قوله: "عبد الله بن" سقط من (م).

(2)

إسناده ضعيف، وهب بن مانوس، وقيل: مابوس، وقيل: ماهنوس، وقيل: ميناس، وقيل في نسبته: العدني، وقيل: البصري، روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات"، فهو في عِداد المجهولين، لكن قول أنس في هذا الحديث: ما رأيت أحداً أشبه

روي بأسانيد يرتقي بها إلى الصحة.

وأخرجه المزي في ترجمة عبد الله بن إبراهيم من "تهذيب الكمال" 14/ 273 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإِسناد.

وأخرجه أبو داود (888)، والنسائي 2/ 224، والبيهقي 2/ 110، والضياء

في "المختارة"(2140) و (2141) و (2142) من طريق عبد الله بن إبراهيم، به.

وقد أشار المصنف إلى هذا الحديث دون ذكر متنه في مسند ابن عباس برقم (3084). وانظر ما سلف برقم (12465).

(3)

في (م) و (س) و (ق): ليخرجهم.

ص: 100

الْجَنَّةَ " (1).

12663 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: فَزِعَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ مَرَّةً، فَرَكِبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَرَسًا، كَأَنَّهُ مُقْرِفٌ، فَرَكَضَهُ فِي آثَارِهِمْ، فَلَمَّا رَجَعَ قَالَ:" وَجَدْنَاهُ بَحْرًا "(2).

12664 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَتَمَنَّى أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ "(3).

12665 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ لِي عَبْدُ الْمَلِكِ: إِنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ: عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " يَؤُمُّ الْقَوْمَ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو في "مصنف عبد الرزاق"(20859)، ومن طريقه أخرجه أبو يعلى (3037)، وابن خزيمة في "التوحيد" 2/ 663. وانظر (12364).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو في "مصنف عبد الرزاق"(20738) و (20910). وانظر (12494).

قوله: "مُقرف"، قال ابن الأثير في "النهاية" 4/ 46: المُقرف من الخيل: الهَجِين، وهو الذي أُمُّه بِرْذَوْنة وأبوه عربي، وقيل: بالعكس، وقيل: هو الذي دانى الهُجْنةَ وقاربها.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو في "مصنف عبد الرزاق"(20640)، ومن طريقه أخرجه عبد بن حميد (1246)، وأبو يعلى (3461).

وسيأتي من طريق ثابت مطولاً بالأرقام (13020) و (13165) و (13579).

وانظر ما سلف برقم (11979).

ص: 101

أَقْرَؤُهُمْ لِلْقُرْآنِ " (1).

12666 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَمُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّهُ قَالَ: آخِرُ نَظْرَةٍ نَظَرْتُهَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ اشْتَكَى، فَأَمَرَ أَبَا بَكْرٍ فَصَلَّى لِلنَّاسِ، فَكَشَفَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سُتْرَةَ حُجْرَةِ عَائِشَةَ، فَنَظَرَ إِلَى النَّاسِ، فَنَظَرْتُ إِلَى وَجْهِهِ كَأَنَّهُ وَرَقَةُ مُصْحَفٍ، حَتَّى نَكَصَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى عَقِبَيْهِ لِيَصِلَ إِلَى الصَّفِّ، وَظَنَّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُرِيدُ أَنْ يُصَلِّيَ لِلنَّاسِ، فَتَبَسَّمَ حِينَ رَآهُمْ صُفُوفًا وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَيْهِمْ: أَنْ أَتِمُّوا صَلَاتَكُمْ، وَأَرْخَى السِّتْرَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ، فَتُوُفِّيَ مِنْ يَوْمِهِ ذَلِكَ (2).

12667 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عبد الملك شيخ ابن جريج، فقد ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 5/ 376 وذكر له حديثه هذا، ونقل عن أبيه أنه جهله.

والحديث فى "مصنف عبد الرزاق"(3810).

وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11190)، وإسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر تتمة شواهده هناك.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه أبو عوانة 2/ 118 من طريق عبد الرزاق ومحمد بن بكر البرساني، بهذا الإِسناد.

وسيأتي عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري برقم (13028). وانظر (12072).

ص: 102

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْيَهُودِ قَتَلَ جَارِيَةً مِنَ الْأَنْصَارِ عَلَى حُلِيٍّ لَهَا، ثُمَّ أَلْقَاهَا فِي قَلِيبٍ، وَرَضَخَ رَأْسَهَا بِالْحِجَارَةِ، فَأُخِذَ فَأُتِيَ بِهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَأَمَرَ بِهِ أَنْ يُرْجَمَ حَتَّى يَمُوتَ، فَرُجِمَ حَتَّى مَاتَ (1).

12668 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ نَفَرًا مِنْ عُكْلٍ وَعُرَيْنَةَ تَكَلَّمُوا بِالْإِسْلَامِ، فَأَتَوْا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَخْبَرُوهُ أَنَّهُمْ أَهْلُ ضَرْعٍ، وَلَمْ يَكُونُوا أَهْلَ رِيفٍ، وَشَكَوْا حُمَّى الْمَدِينَةِ، فَأَمَرَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِذَوْدٍ، وَأَمَرَ لَهُمْ بِرَاعٍ (2)، وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ الْمَدِينَةِ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجَرْمي.

وهو في "مصنف عبد الرزاق"(10171) و (18233) و (18525)، ومن طريقه أخرجه مسلم (1672)(16)، وأبو داود (4528)، وأبو يعلى (2818).

وأخرجه مسلم (1672)(16)، والنسائي 7/ 100 - 101 و 101، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 181، والدارقطني 3/ 169 من طريق ابن جريج، عن معمر، به- ولم يذكر النسائي في الموضع الأول معمراً.

وسيأتي الحديث من طريق قتادة برقم (12741)، ومن طريق هشام بن زيد برقم (12748)، كلاهما عن أنس.

قوله: "قَليب"، بفتح فكسر، أي: بئر.

"ورَضَخَ رأْسَها"، أي: دَقَّ رأسَها وكسره بالحجارة.

"أن يُرجَم"، أي: يُرضَخ رأسه بالحجارة كما جاء، والتعبير عنه بالرَّجْم لكونه مثله، والله تعالى أعلم. قاله السندي.

(2)

قوله: "وأمر لهم براع" سقط من (م) و (س).

ص: 103

فَيَشْرَبُوا (1) مِنْ أَلْبَانِهَا وَأَبْوَالِهَا، فَانْطَلَقُوا، فَكَانُوا فِي نَاحِيَةِ الْحَرَّةِ، فَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ، وَقَتَلُوا رَاعِيَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَسَاقُوا الذَّوْدَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَبَعَثَ الطَّلَبَ فِي آثَارِهِمْ، فَأُتِيَ بِهِمْ، فَسَمَرَ (2) أَعْيُنَهُمْ، وَقَطَّعَ أَيْدِيَهُمْ وَأَرْجُلَهُمْ، وَتُرِكُوا بِنَاحِيَةِ الْحَرَّةِ يَقْضَمُونَ حِجَارَتَهَا، حَتَّى مَاتُوا.

قَالَ قَتَادَةُ: فَبَلَغَنَا أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ فِيهِمْ: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ} [المائدة: 33](3).

12669 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: لَمَّا تَزَوَّجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم زَيْنَبَ، أَهْدَتْ إِلَيْهِ أُمُّ

(1) في (ظ 4): فيشربون.

(2)

في (م) و (س) و (ق): فسمَل. ومعناهما واحد، أي: فَقَأَها.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو في "المصنف"(18538)، ومن طريقه أخرجه أبو يعلى (3044).

وأخرجه البخاري (1501)، وابن حبان (1388) من طريق شعبة، والبيهقي 10/ 4 من طريق عمر بن عامر، كلاهما عن قتادة، به- ورواية البيهقي مختصرة.

وسيأتي من طرق عن قتادة بالأرقام (12737) و (12819) و (13443) و (14061) و (14062) و (14086).

وانظر ما سلف برقم (12042).

قوله: "يقضمون"، من قَضِمَ كسَمِع: إذا أكل شيئاً يابساً، وفي رواية البخاري: يَعَضُّون الحجارة، قال في "المشارق" 2/ 96: لشدة الألم أو لشدة العطش، إذ كانوا لا يُسقَون، وهذا مُشاهَد لِمَن اشتدَّ به الألم والوجع يَعَضُ بأسنانه على ما وجده.

ص: 104

سُلَيْمٍ حَيْسًا فِي تَوْرٍ مِنْ حِجَارَةٍ. قَالَ أَنَسٌ: فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " فَاذْهَبْ فَادْعُ مَنْ لَقِيتَ " فَدَعَوْتُ لَهُ مَنْ لَقِيتُ (1)، فَجَعَلُوا يَدْخُلُونَ، يَأْكُلُونَ وَيَخْرُجُونَ، وَوَضَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَدَهُ عَلَى الطَّعَامِ، فدَعَا فِيهِ، وَقَالَ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَقُولَ، وَلَمْ أَدَعْ أَحَدًا لَقِيتُهُ إِلَّا دَعَوْتُهُ، فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا، وَخَرَجُوا، فَبَقِيَتْ (2) طَائِفَةٌ مِنْهُمْ، فَأَطَالُوا عَلَيْهِ الْحَدِيثَ، فَجَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَسْتَحيِي مِنْهُمْ أَنْ يَقُولَ لَهُمْ شَيْئًا، فَخَرَجَ وَتَرَكَهُمْ فِي الْبَيْتِ، فَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا} حَتَّى بَلَغَ {لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ} [الأحزاب: 53](3).

(1) قوله: "فدعوت له من لقيت" سقط من (م).

(2)

في (ظ 4): وبقي.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عثمان: هو الجعد بن دينار.

وهو في "تفسير عبد الرزاق" 2/ 121، ومن طريقه أخرجه مسلم (1428)(95)، والحاكم 4/ 417 - 418.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(11416) من طريق محمد بن ثور، عن معمر، به.

وأخرجه مسلم (1428)(94)، والترمذي (3218)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 136 - 137، والطبراني 24/ (125) من طريق جعفر بن سليمان، عن الجعد أبي عثمان، به، مطوَّلاً ومختصراً. وقال الترمذي: حسن صحيح.

وعلقه البخاري (5163) فقال: وقال إبراهيم -يعني ابن طهمان- عن أبي عثمان واسمه الجعد، عن أنس بن مالك.

وأخرجه أبو يعلى (3449)، وأبو نعيم في "الدلائل"(330)، والفريابي =

ص: 105

12670 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: صَبَّحَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَيْبَرَ بُكْرَةً، وَقَدْ خَرَجُوا بِالْمَسَاحِي، فَلَمَّا نَظَرُوا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالُوا: مُحَمَّدٌ وَالْخَمِيسُ، فَرَفَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدَيْهِ وَقَالَ:" اللهُ أَكْبَرُ، خَرِبَتْ خَيْبَرُ، إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قَوْمٍ، فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ "(1).

12671 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: لَمَّا أَتَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم خَيْبَرَ، فَوَجَدَهُمْ حِينَ خَرَجُوا إِلَى زُرُوعِهِمْ وَمَعَهُمْ مَسَاحِيهِمْ، فَلَمَّا رَأَوْهُ وَمَعَهُ الْجَيْشُ، نَكَصُوا فَرَجَعُوا إِلَى حِصْنِهِمْ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" اللهُ أَكْبَرُ، خَرِبَتْ خَيْبَرُ، إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قَوْمٍ، فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ "(2).

= في "الدلائل"(9) من طريق ثابت عن أنس. دون قصة الحجاب.

وانظر ما سلف برقم (12023).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أيوب: هو ابن أبي تميمة السَّختياني.

وهو في "تفسير عبد الرزاق" 2/ 159.

وانظر (12086)، والحديث التالي.

والمِسْحَاة: المِجْرَفة من حديد.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو في "تفسير عبد الرزاق" 2/ 159، ومن طريقه أخرجه أبو يعلى (3043).

وأخرجه مسلم (1365)(122)، وأبو يعلى (2908) من طريق شعبة، وأبو =

ص: 106

12672 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بِالْبُرَاقِ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ، مُسْرَجًا مُلْجَمًا لِيَرْكَبَهُ، فَاسْتَصْعَبَ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ جِبْرِيلُ: مَا يَحْمِلُكَ عَلَى هَذَا؟ فَوَاللهِ مَا رَكِبَكَ أَحَدٌ قَطُّ أَكْرَمُ عَلَى اللهِ مِنْهُ. فَارْفَضَّ عَرَقًا (1).

12673 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " رُفِعَتْ لِي سِدْرَةُ الْمُنْتَهَى فِي السَّمَاءِ السَّابِعَةِ، نَبْقُهَا مِثْلُ قِلَالِ هَجَرَ، وَوَرَقُهَا مِثْلُ آذَانِ الْفِيَلَةِ، يَخْرُجُ مِنْ سَاقِهَا نَهْرَانِ ظَاهِرَانِ، وَنَهْرَانِ بَاطِنَانِ، فَقُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ مَا هَذَانِ؟ قَالَ: أَمَّا الْبَاطِنَانِ، فَفِي الْجَنَّةِ، وَأَمَّا

= عوانة 4/ 364 - 365 من طريق قرة بن خالد، كلاهما عن قتادة، بهذا الإِسناد. ورواية شعبة مختصرة بلفظ: لما أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر قال: "إنا إذا نزلنا بساحة قوم، فساءَ صباحُ المنذَرِين".

وانظر ما قبله، وما سلف برقم (11992).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو في "تفسير عبد الرزاق" 2/ 372. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه الترمذي (3131)، والطبري في "تفسيره" 15/ 15، وأبو يعلى (3184)، وابن حبان (46)، والآجري في "الشريعة" ص 488 - 489، والبيهقي في "دلائل النبوة" 2/ 362 - 363.

وانظر حديث الإسراء الطويل برقم (12505) من طريق ثابت البناني.

قوله: "فارفَضَّ"، أي: سال.

ص: 107

الظَّاهِرَانِ، فَالنِّيلُ وَالْفُرَاتُ " (1).

12674 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، قَالَ: لَمْ يَكُنْ مِنْهُمْ (2) أَحَدٌ أَشْبَهَ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ (3)(4).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الحاكم 1/ 81 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإِسناد. وقال: صحيح على شرط الشيخين. ووافقه الذهبي.

وهو في "تفسير عبد الرزاق" 2/ 251 - 252، ومن طريقه أخرجه أبو يعلى (3185)، والدارقطني 1/ 25.

وأخرجه ابن طهمان في "مشيخته"(119)، ومن طريق ابن طهمان أخرجه البخاري تعليقاً (5610)، وأبو عوانة 5/ 323، والطبراني في "الصغير"(1139)، والحاكم 1/ 81، وابن حجر في "التغليق" 5/ 27 - 28 عن شعبة، عن قتادة، به- دون وصف سدرة المنتهى، وزادوا فيه قصة اللبن عدا ابن طهمان في "المشيخة".

وسيأتي الحديث ضمن حديث الإسراء الطويل من طريق قتادة، عن أنس، عن مالك بن صعصعة في مسنده 4/ 207 - 210.

وانظر ما سلف برقم (12301).

وقد سلف الكلام على الأنهار في مسند أبي هريرة عند الحديث رقم (7544).

(2)

لفظة "منهم" سقطت من (م).

(3)

زاد في (م) و (س) و (ق): "وفاطمة" وهي ليست في (ظ 4) ومصادر التخريج.

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو في "مصنف عبد الرزاق"(20984)، ومن طريقه أخرجه المصنف في =

ص: 108

12675 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ فِي قَوْلِهِ عز وجل {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ}: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " هُوَ نَهَرٌ فِي الْجَنَّةِ " قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " رَأَيْتُ نَهْرًا فِي الْجَنَّةِ (1)، حَافَّتَاهُ قِبَابُ اللُّؤْلُؤِ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ:

= "الفضائل"(1369)، وعبد بن حميد (1160)، والبخاري (3752) تعليقاً، والترمذي (3776)، وأبو زرعة في "تاريخ دمشق"(1662).

وأخرجه البخاري (3752) من طريق هشام بن يوسف، وأبو يعلى (3575)، والحاكم 3/ 168 - 169 من طريق عبد الله بن المبارك، كلاهما عن معمر، بهذا الإِسناد.

وسيأتي الحديث برقم (13054) من طريق الزهري.

وسيأتي برقم (13748) من طريق محمد بن سيرين عن أنس قال: أُتِيَ عبيدُ الله بن زياد برأس الحسين، فجعل في طست، فجعل ينكِت عليه، وقال في حسنه شيئاً، فقال أنس: إنه كان أشبههم برسول الله صلى الله عليه وسلم وكان مخضوباً بالوسمة.

قال الحافظ في "الفتح" 7/ 96 - 97: ويمكن الجمع بأن يكون أنس قال ما وقع في رواية الزهري في حياة الحسن، لأنه يومئذ كان أشد شبهاً بالنبي صلى الله عليه وسلم من أخيه الحسين، وأما ما وقع في رواية ابن سيرين فكان بعد ذلك، كما هو ظاهر من سياقه، أو المراد بمن فضل الحسين عليه في الشبه من عدا الحسن، ويحتمل أن يكون كل منهما كان أشد شبهاً به في بعض أعضائه، فقد روى الترمذي [3779]، وابن حبان [6974] من طريق هانئ بن هانئ عن علي قال:"الحسن أشبه برسول الله صلى الله عليه وسلم ما بين الرأس إلى الصدر، والحسين أشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم ما كان أسفل من ذلك" -قلنا: وهو في "المسند"(774) - ووقع في رواية عبد الأعلى، عن معمر عند الإسماعيلي في رواية الزهري هذه:"وكان أشبههم وجهاً بالنبي صلى الله عليه وسلم" وهو يؤيد حديث علي هذا، والله اعلم. ثم ذكر الذين كانوا يشبهون بالنبي صلى الله عليه وسلم.

(1)

في (ظ 4): رأيت في الجنة نهراً.

ص: 109

هَذَا الْكَوْثَرُ الَّذِي أَعْطَاكَهُ (1) اللهُ " (2).

12676 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُفْطِرُ عَلَى رُطَبَاتٍ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ رُطَبَاتٌ، فَتَمَرَاتٌ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ تَمَرَاتٌ حَسَا حَسَوَاتٍ مِنْ مَاءٍ (3).

(1) في (م) و (س) و (ق): أعطاك.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو في "تفسير عبد الرزاق" 2/ 401، ومن طريقه أخرجه عبد بن حميد (1190)، والترمذي (3359)، والنسائي في التفسير من "الكبرى" كما في "التحفة" 1/ 345، وأبو يعلى (3186).

وأخرجه أبو داود (4748)، والطبري في "تفسيره" 30/ 323، والبيهقي في "البعث والنشور"(118) من طريق سليمان التيمي، والترمذي (3360) من طريق الحكم بن عبد الله، كلاهما عن قتادة، به.

وسيأتي من طرق عن قتادة بالأرقام (12989) و (13156) و (13425) و (14079).

وانظر ما سلف برقم (12008).

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير جعفر بن سليمان، فمن رجال مسلم.

وأخرجه أبو داود (2356)، والدارقطني 2/ 185، والحاكم 1/ 432، والبيهقي 4/ 239 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الترمذي (696)، والدارقطني 2/ 185، والبيهقي 4/ 239، والبغوي (1742) من طريق عبد الرزاق، به.

وأخرجه أبو يعلى (3305) من طريق أبي ثابت عبد الواحد بن ثابت، عن =

ص: 110

12677 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ - فِي قَوْلِهِ عز وجل:{وَظِلٍّ مَمْدُودٍ} [الواقعة: 30]- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِنَّ فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةً يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا مِئَةَ عَامٍ لَا يَقْطَعُهَا ".

قَالَ مَعْمَرٌ: وَأَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُهُ

= ثابت، عن أنس بلفظ: كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب أن يفطر على ثلاث تمرات، أو شيء لم تصبه النار. وإسناده ضعيف لضعف أبي ثابت هذا.

وأخرجه الترمذي (694)، والنسائي في "الكبرى"(3317)، وابن خزيمة (2066)، والحاكم 1/ 431، والبيهقي 4/ 239 من طريق شعبة، عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس مرفوعاً بلفظ:"من وَجَدَ تمراً فليفطر عليه، ومن لا، فليفطر على ماء، فإنه طهوراً".

وأخرجه ابن خزيمة (2065)، وأبو يعلى (3792)، وابن حبان (3504) و (3505) من طريق حميد، عن أنس بلفظ: ما رأيت النبيَّ قطُّ صلَّى صلاة المغرب حتى يفطر ولو كان على شربةٍ من ماء. هذا لفظ أبي يعلى وابن حبان، أما لفظ ابن خزيمة: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان صائماً، لم يُصل حتى نأتيه برطب وماء، فيأكل ويشرب إذا كان الرطب، وأما الشتاء، قلم يُصل حتى نأتيه بتمر وماء.

وأخرجه ابن خزيمة (2063)، والبزار (984 - كشف الأستار)، والحاكم 1/ 432، والبيهقي 4/ 239 من طريقين عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يصلي المغرب حتى يفطر ولو كان شربة من ماء.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(3318) من طريق بريد بن أبي مريم، عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبدأ إذا أفطر بالتمر.

وفي الباب عن سلمان بن عامر، سيأتي 4/ 17.

ص: 111

عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَيَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ: وَاقْرَؤُوا إِنْ شِئْتُمْ: {وَظِلٍّ مَمْدُودٍ} (1).

12678 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كُنْتُ رَدِيفَ أَبِي طَلْحَةَ وَهُوَ يُسَايِرُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: إِنَّ رِجْلِي لَتَمَسُّ غَرَزَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَسَمِعْتُهُ يُلَبِّي بِالْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ مَعًا (2).

12679 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ مُنَادِيَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَادَى: " إِنَّ اللهَ وَرَسُولَهُ يَنْهَيَانِكُمْ عَنْ أَكْلِ لُحُومِ الْحُمُرِ الْأَهْلِيَّةِ، فَإِنَّهَا رِجْسٌ "(3).

(1) إسناداه صحيحان على شرط الشيخين.

وهو من طريق أنس مكرر (12390)، وحديث أبي هريرة سلف في مسنده برقم (10065) من طريق حماد بن سلمة، عن محمد بن زياد، عنه. وانظر تخريجه هناك.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجَرْمي.

وأخرجه البخاري (2986)، وأبو يعلى (2814)، والبغوي (1880) من طريق عبد الوهاب الثقفي، وأبو يعلى (4044)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 153، والبغوي (1880) من طريق عبيد الله بن عمرو الرقي، كلاهما عن أيوب السختياني، بهذا الإِسناد.

وانظر ما سيأتي برقم (13831)، وما سلف برقم (11958).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو في "مصنف عبد الرزاق"(7819)، ومن طريقه أخرجه ابن ماجه =

ص: 112

12680 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ جَدَّتَهُ مُلَيْكَةَ دَعَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لِطَعَامٍ صَنَعَتْهُ لَهُ، قَالَ: فَأَكَلَ، ثُمَّ قَالَ:" قُومُوا فَلِأُصَلِّيَ لَكُمْ ". قَالَ: فَقُمْتُ إِلَى حَصِيرٍ لَنَا قَدِ اسْوَدَّ مِنْ طُولِ مَا لُبِسَ (1)، فَنَضَحْتُهُ بِمَاءٍ، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَصَفَفْتُ أَنَا وَالْيَتِيمُ وَرَاءَهُ، وَالْعَجُوزُ وَرَاءَنَا، فَصَلَّى لَنَا رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ انْصَرَفَ (2).

12681 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَكَّةَ يَوْمَ الْفَتْحِ وَعَلَيْهِ الْمِغْفَرُ، فَجَاءَ رَجُلٌ، فَقَالَ: هَذَا ابْنُ خَطَلٍ مُتَعَلِّقٌ بِالْأَسْتَارِ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اقْتُلُوهُ "(3).

12682 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ

= (3196)، وابن حبان (5274).

وأخرجه البخاري (4199) و (5528)، والبيهقي 9/ 331 من طريق عبد الوهاب الثقفي، عن أيوب، بهذا الإِسناد- ولفظه عندهم بنحو لفظ حديث هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين السالف برقم (12140).

وانظر (12086).

(1)

في (م): لبث.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو في "مصنف عبد الرزاق"(3877). وانظر (12340).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو في "مصنف عبد الرزاق"(9740). وانظر (12068).

ص: 113

عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم احْتَجَمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ عَلَى ظَهْرِ الْقَدَمِ، مِنْ وَجَعٍ كَانَ بِهِ (1).

12683 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَمَّنْ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ أَعْمَالَكُمْ تُعْرَضُ عَلَى أَقَارِبِكُمْ وَعَشَائِرِكُمْ مِنَ الْأَمْوَاتِ، فَإِنْ كَانَ خَيْرًا، اسْتَبْشَرُوا بِهِ، وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ، قَالُوا: اللهُمَّ لَا تُمِتْهُمْ حَتَّى تَهْدِيَهُمْ كَمَا هَدَيْتَنَا "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه أبو داود (1837)، والترمذي في "الشمائل"(358)، والنسائي 5/ 194، وأبو يعلى (3041)، وابن خزيمة (2659)، وابن حبان (3952)، والحاكم 1/ 453، والبيهقي 9/ 339، والبغوي (1986) من طريق عبد الرزاق، بهذا الإِسناد.

وسيأتي الحديث برقم (13816) من طريق حميد مختصراً: احتجم رسول الله صلى الله عليه وسلم من وجع كان به.

وانظر ما سلف برقم (12191).

وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (1922).

وعن جابر، سيأتي 3/ 305.

وعن عبد الله بن بُحينة، سيأتي 5/ 345.

(2)

إسناده ضعيف لإبهام الواسطة بين سفيان وأنس. وهذا الحديث تفرد به الإمام أحمد.

وفي الباب عن أبي أيوب الأنصاري عند الطبراني في "الأوسط"(148)، لكن إسناده ضعيف جداً، فيه مسلمة بن عُلَيّ الخشني، وهو متروك الحديث، فلا يفرح به.

ص: 114

12684 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ. وَعَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الدُّبَّاءِ وَالْمُزَفَّتِ (1).

12685 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: لَقِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ وَبِهِ وَضَرٌ مِنْ خَلُوقٍ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" مَهْيَمْ يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ " قَالَ: تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً مِنَ الْأَنْصَارِ. قَالَ: " كَمْ أَصْدَقْتَهَا؟ " قَالَ: وَزْنَ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " أَوْلِمْ وَلَوْ بِشَاةٍ ".

قَالَ أَنَسٌ: لَقَدْ رَأَيْتُهُ قَسَمَ لِكُلِّ امْرَأَةٍ مِنْ نِسَائِهِ، بَعْدَ مَوْتِهِ مِئَةَ أَلْفِ دِينَارٍ (2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الأعلى: هو ابن عبد الأعلى السامي.

وأخرجه أبو عوانة 5/ 311 من طريق عبد الرزاق وحده، بهذا الإِسناد. وانظر (12071).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو في "مصنف عبد الرزاق"(10410)، ومن طريقه أخرجه ابن حبان (4096).

وأخرجه عبد بن حميد (1383) من طريق عُمارة بن زاذان، عن ثابت، به. وزاد فيه قصة فيها مرفوعاً:"عبد الرحمن بن عوف لا يدخل الجنة إلا حبواً". وعمارة بن زاذان له عن ثابت مناكير كما قال الإمام أحمد، وهذه =

ص: 115

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الزيادة من مناكيره.

وأخرجه البخاري (5148)، والبيهقي 7/ 236 من طريق شعبة بن الحجاج، عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس. دون قوله:"أولم ولو بشاة".

وأخرجه مسلم (1427)(82)، والنسائي 6/ 120 من طريق شعبة بن الحجاج، عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس، قال: قال عبد الرحمن بن عوف. فجعله من حديث عبد الرحمن نفسه.

وأخرجه مسلم (1427)(83) من طريق أبي حمزة عبد الرحمن بن أبي عبد الله، والطبراني في "الأوسط"(1211) من طريق سليمان بن مهران الأعمش، كلاهما عن أنس بن مالك: أن عبد الرحمن بن عوف تزوج امرأة على وزن نواة من ذهب، واللفظ لمسلم.

وسيأتي الحديث من طريق حميد وحده بالأرقام (12976) و (13123) و (13903)، ومن طريق ثابت وحده برقم (13370)، ومن طريق ثابت وحميد (13863)، ومن طريق قتادة (13864) و (13902) و (13903) و (13904) و (13962).

ويشهد له حديث عبد الرحمن بن عوف نفسه عند البخاري (2048) و (3780)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3019) و (6013) من طريق إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه، عن جده، عن عبد الرحمن بن عوف.

وأخرجه كذلك الخطيب البغدادي في "تاريخه" 5/ 105 من طريق سفيان عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن عوف: أنه تزوج امرأة على وزن نواة من ذهب فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أولم ولو بشاة".

وفي باب الوليمة عن زهير بن عثمان، سيأتي 5/ 28.

وعن عائشة، سيأتي 6/ 113.

قوله: "وَضَر من خَلوق"، أي: لَطْخ من طيب.

وقوله: "مَهْيَم"، كلمة استفهام مبنية على السكون، تعني: ما شأنك؟ أو: ما =

ص: 116

12686 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ وَأَبَانَ وَغَيْرِ وَاحِدٍ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا شِغَارَ فِي الْإِسْلَامِ "(1).

12687 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَعْتَقَ صَفِيَّةَ، وَجَعَلَ عِتْقَهَا صَدَاقَهَا (2).

= هذا؟

وقوله: نواة من ذهب، قال ابن الأثير في "النهاية" 5/ 131: النواة اسم لخمسة دراهم، كما قيل للأربعين: أوقية، وللعشرين: نَشٌّ.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين من جهة ثابت، وأما أبان -وهو ابن أبي عياش- فمتروك.

وهو في "مصنف عبد الرزاق"(10434).

وأخرجه عبد بن حميد (1256)، وابن ماجه (1885)، والطبراني في "الأوسط"(3023) من طريق عبد الرزاق، بهذا الإِسناد- ورواية عبد بن حميد وابن ماجه عن ثابت وحده.

وسيأتي مطولاً برقم (13032) من طريق ثابت وحده.

وانظر ما سلف برقم (12658).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو في "مصنف عبد الرزاق"(13107)، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (178).

وأخرجه الطيالسي (1991)، والدارمي (2243)، ومسلم ص 1045 (85)، وأبو داود (2054)، والترمذي (1115)، والنسائي 6/ 114، وابن حبان (4091)، والطبراني في "الكبير" 24/ (179)، وفي "الأوسط"(3487) و (5354) و (9393)، وفي "الصغير"(386)، والدارقطني 3/ 285 و 286، والبيهقي 7/ 128، والبغوي (2273) من طرق عن قتادة، بهذا الإِسناد. وقرن مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن حبان بقتادة عبد العزيز بن صهيب. =

ص: 117

12688 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ (1)، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: سَأَلَ أَهْلُ مَكَّةَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم آيَةً، فَانْشَقَّ الْقَمَرُ بِمَكَّةَ مَرَّتَيْنِ، فَقَالَ:{اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ. وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ} (2).

12689 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا كَانَ الْفُحْشُ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا شَانَهُ، وَلَا كَانَ الْحَيَاءُ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا زَانَهُ "(3).

= وسيأتي الحديث من طريق قتادة عن أنس بالأرقام (12743) و (13099) و (14104)

وقد سلف برقم (11957) من طريق عبد العزيز بن صهيب.

(1)

زاد في (م) بين معمر وبين قتادة: الزهريَّ، وهو خطأ.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الحاكم 2/ 472 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإِسناد.

وهو في "تفسير عبد الرزاق" 2/ 257، ومن طريقه أخرجه عبد بن حميد (1184)، ومسلم (2802)(46)، والترمذي (3226)، والنسائي في "الكبرى"(11554)، وأبو يعلى (3187)، والبيهقي 2/ 263.

وأخرجه النسائي (11554)، والطبري في "التفسير" 27/ 87 من طريق محمد بن ثور، عن معمر، به.

وسيأتي بالأرقام (13154) و (13303) و (13918) و (13919) و (13958).

وفي الباب عن عبد الله بن مسعود، سلف برقم (3583)، وانظر تتمة شواهده هناك.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. =

ص: 118

12690 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ، (1) عَنْ أَنَسٍ قَالَ: مَا عَدَدْتُ فِي رَأْسِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَلِحْيَتِهِ، إِلَّا أَرْبَعَ عَشْرَةَ شَعَرَةً بَيْضَاءَ (2).

12691 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَقَاطَعُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا، وَلَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ

= وأخرجه الضياء في "المختارة"(1776) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإِسناد.

وهو في "مصنف عبد الرزاق"(20145)، ومن طريقه أخرجه عبد بن حميد (1241)، والبخاري في "الأدب المفرد"(601)، وابن ماجه (4185)، والترمذي (1974)، وابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق"(77)، وابن حبان (551)، وابن عبد البر في "التمهيد" 9/ 257، والبغوي (3596)، والضياء (1777) و (1779). وذكر بعضهم مكان الحياءِ: الرفقَ.

وسيأتي الحديث ضمن قصة برقم (13531) عن مؤمل، عن حماد، عن ثابت بلفظ:"لم يدخل الرفق في شيء إلا زانه، ولم ينزع من شيء إلا شأنه".

(1)

في (ظ 4) و (ق) مكان ثابت: الزهري، وهو خطأ، والمثبت من (م) و (س) و"أطراف المسند" 1/ 332 وكافة مصادر التخريج.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الضياء في "المختارة"(1804) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإِسناد.

وهو في "مصنف عبد الرزاق"(20185)، ومن طريقه أخرجه عبد بن حميد (1243)، والترمذي في "الشمائل"(37)، وابن حبان (6293)، والبغوي (3653)، والضياء (1802) و (1803).

وانظر ما سلف برقم (12474) من طريق ثابت.

ص: 119

أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثٍ " (1).

12692 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَعْرَابِ أَتَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَتَى السَّاعَةُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" وَمَا أَعْدَدْتَ لَهَا؟ " فَقَالَ الْأَعْرَابِيُّ: مَا أَعْدَدْتُ لَهَا مِنْ كَبِيرٍ أَحْمَدُ عَلَيْهِ نَفْسِي، إِلَّا أَنِّي أُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" وَإِنَّكَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ "(2).

12693 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ شَعَرُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى أَنْصَافِ أُذُنَيْهِ (3).

12694 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ وَقَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: نَظَرَ بَعْضُ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَضُوءًا،

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو في "مصنف عبد الرزاق"(20222)، ومن طريقه أخرجه مسلم (2559)، وأبو عوانة في البر والصلة كما في "الإتحاف" 2/ 305، والبيهقي في "السنن الكبرى" 7/ 303، وفي "شعب الإيمان"(6616). وانظر (12073).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو في "مصنف عبد الرزاق"(20317)، ومن طريقه أخرجه مسلم (2639)(162)، وابن منده في "الإيمان"(290). وانظر (12075).

(3)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الأشعث بن عبد الله -وهو الحُدَّاني- فقد روى له البخاري تعليقاً وأصحاب السنن، وهو ثقة.

وانظر ما سلف برقم (12118).

ص: 120

فَلَمْ يَجِدُوا، قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " هَاهُنَا مَاءٌ؟ " قَالَ: فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَضَعَ يَدَهُ فِي الْإِنَاءِ الَّذِي فِيهِ الْمَاءُ، ثُمَّ قَالَ:" تَوَضَّؤُوا بِاسْمِ اللهِ " فَرَأَيْتُ الْمَاءَ يَفُورُ من (1) بَيْنَ أَصَابِعِهِ، وَالْقَوْمُ يَتَوَضَّؤُونَ، حَتَّى تَوَضَّؤُوا عَنْ آخِرِهِمْ.

قَالَ ثَابِتٌ: قُلْتُ لِأَنَسٍ: كَمْ تُرَاهُمْ كَانُوا؟ قَالَ: نَحْوًا مِنْ سَبْعِينَ (2).

12695 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَوْ عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ اللهَ وَعَدَنِي أَنْ يُدْخِلَ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي أَرْبَعَ مِئَةِ أَلْفٍ " فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: زِدْنَا يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " وَهَكَذَا " وَجَمَعَ كَفَّهُ، قَالَ: زِدْنَا يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " وَهَكَذَا " فَقَالَ عُمَرُ: حَسْبُكَ يَا أَبَا بَكْرٍ. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: دَعْنِي يَا عُمَرُ، وَمَا عَلَيْكَ أَنْ يُدْخِلَنَا اللهُ الْجَنَّةَ كُلَّنَا! فَقَالَ عُمَرُ: إِنَّ اللهَ إِنْ شَاءَ أَدْخَلَ خَلْقَهُ الْجَنَّةَ بِكَفٍّ وَاحِدٍ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " صَدَقَ

(1) في (م) و (س): "يعني" بدل: "من".

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو في "مصنف عبد الرزاق"(20535)، ومن طريقه أخرجه النسائي 1/ 61، وأبو يعلى (3036)، وابن خزيمة (144)، وابن حبان (6544)، والدارقطني 1/ 71.

والحديث سلف من طريق ثابت وحده برقم (12412)، وسيأتي من طريق قتادة وحده برقم (12742).

ص: 121

عُمَرُ " (1).

12696 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: أَنَّ نَاسًا مِنَ الْأَنْصَارِ قَالُوا يَوْمَ حُنَيْنٍ حِينَ أَفَاءَ اللهُ عَلَى رَسُولِهِ أَمْوَالَ هَوَازِنَ، فَطَفِقَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُعْطِي رِجَالًا مِنْ قُرَيْشٍ الْمِئَةَ مِنَ الْإِبِلِ كُلَّ رَجُلٍ، فَقَالُوا: يَغْفِرُ اللهُ لِرَسُولِ اللهِ، يُعْطِي قُرَيْشًا وَيَتْرُكُنَا وَسُيُوفُنَا تَقْطُرُ مِنْ دِمَائِهِمْ! قَالَ أَنَسٌ: فَحُدِّثَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِمَقَالَتِهِمْ، فَأَرْسَلَ إِلَى الْأَنْصَارِ، فَجَمَعَهُمْ فِي قُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ، وَلَمْ يَدْعُ مَعَهُمْ أَحَدًا غَيْرَهُمْ، فَلَمَّا

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، والشك فيه لا يضر، فقتادة معروف بالرواية عن النضر بن أنس وعن أنس.

وأخرجه البيهقي في "الأسماء والصفات" ص 329 من طريق عبد الرزاق، بهذا الإِسناد.

وهو في "مصنف عبد الرزاق"(20556)، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الأوسط"(3424)، وفي "الصغير"(342)، والبيهقي ص 329، والبغوي (4335) عن معمر، عن قتادة، عن النضر بن أنس -دون شك- عن أنس.

وأخرجه بنحوه البزار (3547 - كشف الأستار)، وأبو يعلى (1028) من طريق حميد، والبزار (3545) من طريق عبد العزيز بن صهيب، كلاهما عن أنس.

وفي باب سَعَة فضل الله بإدخال الأعداد الكبيرة من هذه الأمة الجنةَ: عن أبي هريرة، سلف برقم (8707).

وعن أبي أمامة الباهلي، سيأتي 5/ 250.

وعن أسماء بنت أبي بكر، سيأتي 6/ 354 - 355.

وانظر تتمة شواهده عند حديث أبي هريرة برقم (8016).

ص: 122

اجْتَمَعُوا جَاءَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: " مَا حَدِيثٌ بَلَغَنِي عَنْكُمْ؟ " فَقَالَتِ الْأَنْصَارُ: أَمَّا ذَوُو رَأْيِنَا فَلَمْ يَقُولُوا شَيْئًا، وَأَمَّا نَاسٌ حَدِيثَةٌ أَسْنَانُهُمْ، فَقَالُوا: كَذَا وَكَذَا، لِلَّذِي قَالُوا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" إِنِّي لَأُعْطِي رِجَالًا حُدَثَاءَ عَهْدٍ بِكُفْرٍ أَتَأَلَّفُهُمْ - أَوْ قَالَ أَسْتَأْلِفُهُمْ - أَفَلَا تَرْضَوْنَ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالْأَمْوَالِ، وَتَرْجِعُونَ بِرَسُولِ اللهِ إِلَى رِحَالِكُمْ؟ فَوَاللهِ لَمَا تَنْقَلِبُونَ بِهِ خَيْرٌ مِمَّا يَنْقَلِبُونَ بِهِ ". قَالُوا: أَجَلْ يَا رَسُولَ اللهِ، قَدْ رَضِينَا. فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّكُمْ سَتَجِدُونَ بَعْدِي أَثَرَةً شَدِيدَةً، فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْا اللهَ وَرَسُولَهُ، فَإِنِّي فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ ". قَالَ أَنَسٌ: فَلَمْ نَصْبِرْ (1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو في "مصنف عبد الرزاق"(19908)، ومن طريق عبد الرزاق أخرجه أبو عوانة في الزكاة كما في "إتحاف المهرة" 2/ 302، والبغوي (3974).

وأخرجه البخاري (4331) من طريق هشام بن يوسف الصنعاني، عن معمر، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البخاري (3147) و (5860) و (7441)، ومسلم (1059)(132)، والنسائي في "الكبرى"(8335)، وأبو يعلى (3594)، وأبو عوانة في الزكاة، وابن حبان (7278)، والبيهقي 6/ 337 من طرق عن الزهري، به. والموضع الثاني عند البخاري مختصر بلفظ: أرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى الأنصار فجمعهم في قبة من أدم. والموضع الأخير عنده مختصر بلفظ: "اصبروا حتى تَلْقَوا اللهَ ورسولَه فإني على الحوض".

وسيأتي مختصراً: "إنكم ستجدون أثرة شديدة

" برقم (13347) من طريق يونس، عن الزهري. وسلفت هذه القطعة برقم (12085) من طريق =

ص: 123

12697 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" يَطْلُعُ عَلَيْكُمُ الْآنَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ " فَطَلَعَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، تَنْطِفُ لِحْيَتُهُ مِنْ وُضُوئِهِ، قَدْ تَعَلَّقَ نَعْلَيْهِ فِي يَدِهِ الشِّمَالِ، فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَ ذَلِكَ، فَطَلَعَ ذَلِكَ الرَّجُلُ مِثْلَ الْمَرَّةِ الْأُولَى، فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الثَّالِثُ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَ مَقَالَتِهِ أَيْضًا، فَطَلَعَ ذَلِكَ الرَّجُلُ عَلَى مِثْلِ حَالِهِ الْأُولَى، فَلَمَّا قَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، تَبِعَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، فَقَالَ: إِنِّي لَاحَيْتُ أَبِي، فَأَقْسَمْتُ أَنْ لَا أَدْخُلَ عَلَيْهِ ثَلَاثًا، فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تُؤْوِيَنِي إِلَيْكَ حَتَّى تَمْضِيَ، فَعَلْتَ. قَالَ: نَعَمْ.

قَالَ أَنَسٌ: وَكَانَ عَبْدُ اللهِ يُحَدِّثُ أَنَّهُ بَاتَ مَعَهُ تِلْكَ اللَّيَالِي الثَّلَاثَ (1)، فَلَمْ يَرَهُ يَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ شَيْئًا، غَيْرَ أَنَّهُ إِذَا تَعَارَّ وَتَقَلَّبَ عَلَى فِرَاشِهِ ذَكَرَ اللهَ عز وجل، وَكَبَّرَ، حَتَّى يَقُومَ لِصَلَاةِ الْفَجْرِ، قَالَ عَبْدُ اللهِ: غَيْرَ أَنِّي لَمْ أَسْمَعْهُ يَقُولُ إِلَّا خَيْرًا، فَلَمَّا مَضَتِ الثَّلَاثُ لَيَالٍ، وَكِدْتُ أَنْ أَحْقِرَ (2) عَمَلَهُ، قُلْتُ: يَا عَبْدَ اللهِ، إِنِّي

= يحيى بن سعيد الأنصاري، عن أنس.

وانظر ما سلف برقم (12608).

(1)

في (ظ 4): الثلاث الليال، وفي نسخة في (ق): الثلاث ليال، والمثبت من (م) و (س) و (ق).

(2)

في (م) و (س) و (ق): احتقر.

ص: 124

لَمْ يَكُنْ بَيْنِي وَبَيْنَ أَبِي غَضَبٌ وَلَا هَجْرٌ ثَمَّ، وَلَكِنْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ لَكَ ثَلَاثَ مِرَارٍ:" يَطْلُعُ عَلَيْكُمُ الْآنَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ " فَطَلَعْتَ أَنْتَ الثَّلَاثَ مِرَارٍ، فَأَرَدْتُ أَنْ آوِيَ إِلَيْكَ، لِأَنْظُرَ مَا عَمَلُكَ، فَأَقْتَدِيَ بِهِ، فَلَمْ أَرَكَ تَعْمَلُ كَثِيرَ عَمَلٍ، فَمَا الَّذِي بَلَغَ بِكَ مَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ: مَا هُوَ إِلَّا مَا رَأَيْتَ. قَالَ: فَلَمَّا وَلَّيْتُ دَعَانِي، فَقَالَ: مَا هُوَ إِلَّا مَا رَأَيْتَ، غَيْرَ أَنِّي لَا أَجِدُ فِي نَفْسِي لِأَحَدٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ غِشًّا، وَلَا أَحْسُدُ أَحَدًا عَلَى خَيْرٍ أَعْطَاهُ اللهُ إِيَّاهُ. فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: هَذِهِ الَّتِي بَلَغَتْ بِكَ، وَهِيَ الَّتِي لَا نُطِيقُ (1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو في "مصنف عبد الرزاق"(20559)، ومن طريقه أخرجه البزار (1981 - كشف الأستار)، والبيهقي في "الشعب"(6605)، وابن عبد البر 6/ 121 - 122، والبغوي (3535).

وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(863) من طريق عبد الله بن المبارك، عن معمر، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البزار (1981) من طريق ابن لهيعة عن عقيل بن خالد، عن ابن شهاب، به. غير أنه قال في متنه: فطلع سعد، بدل قوله: فطلع رجل من الأنصار. وابن لهيعة سيئ الحفظ.

وجاءت تسمية الرجل بسعد بن مالك في حديث ابن عمر عند البزار (1982)، والبيهقي (6607). وهو ضعيف، ورواية البزار مختصرة جداً.

ص: 125

12698 -

حَدَّثَنَا مَحْبُوبُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ هِلَالِ بْنِ أَبِي زَيْنَبَ، عَنْ خَالِدٍ - يَعْنِي الْحَذَّاءَ -، عَنْ مُحَمَّدٍ - يَعْنِي ابْنَ سِيرِينَ -، قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ: هَلْ قَنَتَ عُمَرُ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَمَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْ عُمَرَ، رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، بَعْدَ الرُّكُوعِ (1).

12699 -

حَدَّثَنَا غَسَّانُ بْنُ مُضَرَ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ - يَعْنِي ابْنَ يَزِيدَ - أَبُو مَسْلَمَةَ، قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسًا: أَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يُصَلِّي فِي النَّعْلَيْنِ؟ قَالَ: نَعَمْ (2).

12700 -

حَدَّثَنَا غَسَّانُ بْنُ مُضَرَ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ - يَعْنِي ابْنَ يَزِيدَ - أَبُو مَسْلَمَةَ، قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسًا: أَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} أَوْ {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} ؟ فَقَالَ: إِنَّكَ لَتَسْأَلُنِي عَنْ شَيْءٍ مَا

(1) إسناده ضعيف لضعف محبوب بن الحسن. وسيتكرر برقم (13185).

وأخرجه أبو يعلى (2834)، ومن طريقه الحازمي في "الاعتبار" ص 89 عن سفيان بن وكيع، عن عبد الوهاب الثقفي، عن خالد الحذاء، بهذا الإِسناد. قال: سألت أنس بن مالك أقنت عمر في صلاة الصبح؟ قال: لقد قنت من هو خير من عمر، قنت النبي صلى الله عليه وسلم. ولم يذكر فيه أقنت عمر أم لا. وسفيان بن وكيع ضعيف الحديث.

وسيأتي برقم (13952) نفيُ قنوت عمر، من طريق شعبة، عن مروان الأصفر، عن أنس، وإسناده صحيح.

وانظر (12117).

(2)

إسناده صحيح. وهو مكرر (11976).

ص: 126

أَحْفَظُهُ. أَوْ مَا سَأَلَنِي أَحَدٌ قَبْلَكَ (1).

12701 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الْعَمِّيُّ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَطُوفُ عَلَى نِسَائِهِ فِي لَيْلَةٍ وَاحِدَةٍ (2).

12702 -

حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا،

(1) إسناده صحيح، غسان بن مضر من رجال النسائي، وهو ثقة، وسعيد بن يزيد من رجال الشيخين.

وأخرجه الدارقطني 1/ 316، ومن طريقه الحازمي في "الاعتبار" ص 81 - 82 من طريق غسان بن مضر، بهذا الإِسناد.

وسيأتي برقم (12974) عن إسماعيل ابن علية، عن سعيد بن يزيد، به. وأجاب أنس -بدون شك من الراوي-: إنك لتسألني عن شيء ما سألني عنه أحد. وهو الصواب لأن أنساً قد حفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر أنهم كانوا يفتتحون الصلاة بالحمد لله رب العالمين. انظر ما سلف برقم (11991).

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه أبو يعلى (3175) من طريق عبد العزيز بن عبد الصمد، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البخاري (284) و (5215)، والنسائي 6/ 53 - 54، وابن حبان (1209)، والبيهقي 7/ 54 من طريق يزيد بن زريع، عن سعيد، به. وزاد فيه: وله يومئذ تسع نسوة.

وانظر (12640).

ص: 127

فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ " (1).

12703 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدٌ - يَعْنِي الْمَقْبُرِيَّ -، عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَامَ فَحَذَّرَ النَّاسَ، فَقَامَ رَجُلٌ، فَقَالَ: مَتَى السَّاعَةُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَبَسَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي وَجْهِهِ، فَقُلْنَا لَهُ: اقْعُدْ، فَإِنَّكَ قَدْ سَأَلْتَ رَسُولَ اللهِ مَا يَكْرَهُ، ثُمَّ قَامَ الثَّانِيَةَ، فَقَالَ يَا رَسُولَ اللهِ، مَتَى السَّاعَةُ؟ قَالَ: فَبَسَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي وَجْهِهِ أَشَدَّ مِنَ الْأُولَى، قَالَ: فَأَجْلَسْنَاهُ، قَالَ: ثُمَّ قَامَ الثَّالِثَةَ، فَقَالَ يَا رَسُولَ اللهِ: مَتَى السَّاعَةُ؟ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " وَيْحَكَ، وَمَا أَعْدَدْتَ لَهَا؟ " قَالَ الرَّجُلُ: أَعْدَدْتُ لَهَا حُبَّ اللهِ وَرَسُولِهِ. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اجْلِسْ، فَإِنَّكَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. معتمر: هو ابن سليمان بن طَرْخان التَّيْمي.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(404) و (405)، والطبراني في "طرق حديث من كذب علي متعمداً"(104) من طريق معتمر بن سليمان، بهذا الإِسناد. وانظر (12154).

(2)

إسناده قوي، شريك بن أبي نَمِر صدوق لا بأس به، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي، وليث: هو ابن سعد.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(5873) عن عيسى بن حماد، عن الليث بن سعد، بهذا الإِسناد. =

ص: 128

12704 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ الرُّبَيِّعَ بِنْتَ النَّضْرِ عَمَّةَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ كَسَرَتْ ثَنِيَّةَ جَارِيَةٍ، فَعَرَضُوا عَلَيْهِمُ الْأَرْشَ، فَأَبَوْا، وَطَلَبُوا الْعَفْوَ، فَأَبَوْا، فَأَتَوْا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَأَمَرَ بِالْقِصَاصِ، فَجَاءَ أَخُوهَا أَنَسُ بْنُ النَّضْرِ، عَمُّ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَتُكْسَرُ ثَنِيَّةُ الرُّبَيِّعِ؟ لَا وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، لَا تُكْسَرُ ثَنِيَّتُهَا. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" يَا أَنَسُ، كِتَابُ اللهِ الْقِصَاصُ " قَالَ: فَعَفَا الْقَوْمُ، قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ مِنْ عِبَادِ اللهِ، مَنْ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لَأَبَرَّهُ "(1).

12705 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ

= وأخرجه ابن خزيمة (1796) من طريق إسماعيل بن جعفر، عن شريك بن أبي نمر، به.

وانظر ما سلف برقم (12013).

قوله: "بَسَر"، أي: عَبَس.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مطولاً ومختصراً البخاري (2703) و (4499) و (6894)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 176 - 177، والطبراني في "المعجم الكبير"(768) و 24/ (664)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(1002) و (1003) و (1004)، والبيهقي 8/ 25 و 64 من طريق محمد بن عبد الله الأنصاري، بهذا الإِسناد.

وانظر (12302).

الأَرْش -بالفتح-: الدِّيَة.

ص: 129

عَنْ أَنَسٍ - قَالَ (1): سَأَلْتُهُ عَنِ الْقُنُوتِ، أَقَبْلَ الرُّكُوعِ أَوْ بَعْدَ الرُّكُوعِ؟ فَقَالَ: قَبْلَ الرُّكُوعِ. قَالَ: قُلْتُ: فَإِنَّهُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَنَتَ بَعْدَ الرُّكُوعِ. فَقَالَ: كَذَبُوا، إِنَّمَا قَنَتَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم شَهْرًا يَدْعُو عَلَى نَاسٍ قَتَلُوا نَاسًا مِنْ أَصْحَابِهِ، يُقَالُ لَهُمُ: الْقُرَّاءُ (2).

12706 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: دَعَانَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِيَكْتُبَ لَنَا بِالْبَحْرَيْنِ قَطِيعَةً، قَالَ: فَقُلْنَا: لَا، إِلَّا أَنْ تَكْتُبَ لِإِخْوَانِنَا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ مِثْلَهَا. فَقَالَ:" إِنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً، فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي " قَالُوا: فَإِنَّا نَصْبِرُ (3).

12707 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي إِسْمَاعِيلَ -،

(1) القائل: هو عاصم الأحول.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 310، ومسلم (677)(301)، والطحاوي 1/ 244، والحازمي في "الاعتبار" ص 87 من طريق أبي معاوية، بهذا الإِسناد- واقتصر ابن أبي شيبة على قوله: إنما قنت

إلى آخر الحديث.

وأخرجه الدارمي (1596)، والبخاري (1002) و (3170) و (4096) و (7341)، والبيهقي 2/ 207 و 208 من طرق عن عاصم الأحول، به- وبعضهم يختصره.

وانظر ما سلف برقم (12117).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم، ويحيى بن سعيد: هو الأنصاري. وانظر (12085).

ص: 130

عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عَاصِمٍ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ بِالْكُوفَةِ، فَسَأَلْتُهُ عَنِ النَّبِيذِ، فَقَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الدُّبَّاءِ وَالْمُزَفَّتِ (1).

12708 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نُفَيْعٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ [يَقُولُ]: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى وُجُوهِهِمْ؟ قَالَ:" إِنَّ الَّذِي أَمْشَاهُمْ عَلَى أَرْجُلِهِمْ، قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُمْشِيَهُمْ عَلَى وُجُوهِهِمْ "(2).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، عمارة بن عاصم مختلف في اسمه، وهو عاصم بن عمير العنزي الذي روى له أبو داود وابن ماجه، ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال البزار: هو غير معروف. ابن نُمير هو عبد الله.

وأخرجه أبو يعلى (4344)، والطبراني في "الأوسط"(1573) من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإِسناد. وذكر أبو يعلى في روايته قصة.

وانظر ما سلف من طريق الزهري عن أنس برقم (12071).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف جداً، نفيع -وهو أبو داود الأعمى- متروك الحديث، وإسماعيل بن عمر لم نجد في هذه الطبقة من يسمى هكذا، وروى عن أبي داود الأعمى وروى عنه ابن نمير، إلا أن يكون ابنَ أبي خالدٍ الثقة، كما جاء منسوباً عند الطبري والحاكم، فقد روى عن نفيع وروى عنه ابن نمير، لكن أبا خالد قيل في اسمه: هُرمز، وقيل: سَعْد، وقيل: كثير، ولم يذكر أحد أنه يُسمَّى عمر، والله تعالى أعلم.

وأخرجه الطبري في "تفسيره" 19/ 12، والحاكم 2/ 402 من طريق يزيد ابن هارون، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن نفيع، به.

وأخرجاه أيضاً من طريقين عن سفيان الثوري، عن إسماعيل بن أبي خالد =

ص: 131

12709 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ أَعْرَابِيًّا أَتَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَضَى حَاجَتَهُ، ثُمَّ قَامَ إِلَى جَانِبِ الْمَسْجِدِ، فَبَالَ (1): فَصَاحَ بَعْضُ النَّاسِ، فَكَفَّهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ أَمَرَ بِذَنُوبٍ مِنْ مَاءٍ فَصُبَّ عَلَى بَوْلِهِ (2).

12710 -

حَدَّثَنَا يَعْلَى، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ نُفَيْعٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا مِنْ أَحَدٍ، غَنِيٍّ وَلَا فَقِيرٍ، إِلَّا يَوَدُّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنَّهُ كَانَ أُوتِيَ (3) فِي الدُّنْيَا قُوتًا "(4).

12711 -

حَدَّثَنَا يَعْلَى، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ الْأَخْنَسِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: مُرَّ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِبَدَنَةٍ - أَوْ

= قال: أخبرني من سمع أنس بن مالك

فذكره.

وسيأتي برقم (13392) من طريق قتادة عن أنس. وهو إسناد صحيح.

وله شاهد من حديث أبي هريرة، سلف في مسنده برقم (8647). وسنده ضعيف.

(1)

تحرفت في (م) و (س) و (ق) إلى: قال.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو بن سعيد الأنصاري. وانظر (12082).

(3)

في (ظ 4) و (ق): كان له.

(4)

إسناده ضعيف جداً من أجل نفيع: هو بن الحارث أبي داود الأعمى. وهو مكرر (12163).

يعلى: هو ابن عبيد الطنافسي، وإسماعيل هو ابن أبي خالد.

ص: 132

هَدِيَّةٍ - فَقَالَ لِصَاحِبِهَا: " ارْكَبْهَا " فَقَالَ: إِنَّهَا بَدَنَةٌ - أَوْ هَدِيَّةٌ -! قَالَ: " وَإِنْ "(1).

12712 -

حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ قَالَ: " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَنَا وَسَقَانَا، وَكَفَانَا وَآوَانَا، فَكَمْ مَنْ لَا كَافِيَ لَهُ وَلَا مُؤْوِيَ "(2).

12713 -

حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ -، عَنْ قَتَادَةَ وَثَابِتٍ وَحُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَجُلًا جَاءَ، وَقَدْ حَفَزَهُ النَّفَسُ، فَقَالَ: اللهُ أَكْبَرُ، الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ. فَلَمَّا قَضَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم صَلَاتَهُ، قَالَ:" أَيُّكُمُ الْمُتَكَلِّمُ بِالْكَلِمَاتِ؟ فَإِنَّهُ لَمْ يَقُلْ بَأْسًا "

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير بُكير بن الأخنس، فمن رجال مسلم. يعلى: هو ابن عبيد الطنافسي.

وأخرجه أبو عوانة في الحج كما في "الإتحاف" 1/ 436 من طريق يعلى ابن عبيد، بهذا الإِسناد.

وأخرجه مسلم (1323)(374)، وأبو عوانة في الحج من طرق عن مسعر، به.

وسيأتي الحديث من هذا الطريق برقم (12892) و (13750).

وانظر ما سلف برقم (11959).

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي كامل -هو مظفَّر بن مُدْرِك البغدادي- فقد روى له أبو داود في "التفرد" حديثاً، والنسائي، وهو ثقة. وانظر (12552).

ص: 133

فَقَالَ الرَّجُلُ: أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ، جِئْتُ (1) وَقَدْ حَفَزَنِي النَّفَسُ، فَقُلْتُهُنَّ. فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:" لَقَدْ رَأَيْتُ اثْنَيْ عَشَرَ مَلَكًا يَبْتَدِرُونَهَا أَيُّهُمْ يَرْفَعُهَا "(2).

12714 -

حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ وَثَابِتٌ وَحُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَأَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، كَانُوا يَسْتَفْتِحُونَ الْقِرَاءَةَ (3) بِالْحَمْدِ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (4).

(1) تحرفت في (م) إلى: جلست.

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي كامل، وهو ثقة.

وأخرجه أبو داود (763)، والنسائي في "المجتبى" 2/ 132، وفي "الكبرى"(974)، وأبو يعلى (2915)، وابن خزيمة (466)، وأبو عوانة 2/ 99، وابن حبان (1761)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(108) من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإِسناد- ولم يذكر ابنُ خزيمة حميداً في حديثه.

وزاد أبو داود وأبو عوانة في آخر هذا الحديث: "إذا جاء أحدكم فليمشِ نحو ما كان يمشي، فليصلِّ ما أدرك وليقض ما سَبَقه".

وستأتي هذه الزيادة ضمن الحديث رقم (13646) عن عفان، عن حماد، بهذا الإِسناد.

وسلف الحديث برقم (12034) من طريق حميد وحده، وفيه هذه الزيادة.

وسيأتي الحديث من طريق قتادة وحده برقم (12988).

(3)

تحرفت في (م) إلى: القرآن.

(4)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي كامل. =

ص: 134

12715 -

حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ قِيَامِ السَّاعَةِ؟ وَأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَاتَهُ، قَالَ:" أَيْنَ السَّائِلُ عَنِ السَّاعَةِ؟ " فَقَالَ الرَّجُلُ: هَا أَنَا ذَا يَا رَسُولَ اللهِ. فَقَالَ: " وَمَا أَعْدَدْتَ لَهَا؟ فَإِنَّهَا قَائِمَةٌ " قَالَ: مَا أَعْدَدْتُ لَهَا مِنْ كَبِيرِ عَمَلٍ، غَيْرَ أَنِّي أُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ. قَالَ: " فَأَنْتَ مَعَ مَنْ

= وأخرجه ابن حبان (1800) من طريق داود بن شبيب، عن حماد بن سلمة، بهذا الإِسناد.

وأخرجه عبد الرزاق (2598)، وأبو يعلى (3031) من طريق معمر، عن قتادة وحميد وأبان، عن أنس.

وأخرجه البخاري في "جزء القراءة "(126) من طريق سفيان الثوري، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 202 من طريق زهير بن معاوية، كلاهما عن حميد وحده، عن أنس.

وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/ 81، ومن طريقه أبو يعلى (2985)، والطحاوي 1/ 202، والبيهقي في "السنن" 2/ 51 - 52، والبغوي في "شرح السنة"(583) عن حميد وحده عن أنس- ولم يذكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم.

وقد روي من طريق مالك مرفوعاً بذكر النبي صلى الله عليه وسلم أخرجها ابن عبد البر في "التمهيد" 2/ 228 - 229، وقال: هو موقوف في "الموطأ" وأسندته طائفة عن مالك ليسوا في الحفظ بذاك، ثم قال: وليس ذلك بمحفوظ فيه عن مالك.

وسيأتي الحديث برقم (14051) عن عفان، عن حماد، بهذا الإِسناد، وفيه أن حميداً لم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم.

وسيأتي برقم (13103) عن يزيد بن هارون، عن حماد، عن قتادة وثابت دون حميد.

وسلف برقم (11991) من طريق قتادة عن أنس.

ص: 135

أَحْبَبْتَ " قَالَ: فَمَا فَرِحَ الْمُسْلِمُونَ بِشَيْءٍ بَعْدَ الْإِسْلَامِ، أَشَدَّ مِمَّا فَرِحُوا بِهِ (1).

12716 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ - يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ - قَالَ: حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ الْأَنْصَارِيُّ: أَنَّهُ كَانَ ابْنَ عَشْرِ سِنِينَ مَقْدَمَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ، قَالَ: وَكَانَ أُمَّهَاتِي يُوَطِّنَّنِي عَلَى خِدْمَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَكُنْتُ أَعْلَمَ النَّاسِ بِشَأْنِ الْحِجَابِ حِينَ أُنْزِلَ، وَكَانَ أَوَّلَ مَا أُنْزِلَ: ابْتَنَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِزَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ، أَصْبَحَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِهَا عَرُوسًا، فَدَعَا الْقَوْمَ، فَأَصَابُوا مِنَ الطَّعَامِ، ثُمَّ خَرَجُوا، وَبَقِيَ رَهْطٌ مِنْهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَطَالُوا الْمُكْثَ، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَخَرَجَ، وَخَرَجْتُ مَعَهُ، لِكَيْ يَخْرُجُوا، فَمَشَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَمَشَيْنَا مَعَهُ، حَتَّى جَاءَ عَتَبَةَ حُجْرَةِ عَائِشَةَ، وَظَنَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُمْ قَدْ خَرَجُوا، فَرَجَعَ وَرَجَعْتُ مَعَهُ، فَإِذَا هُمْ قَدْ خَرَجُوا، فَضَرَبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنِي (2)

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي كامل.

وأخرجه عبد بن حميد (1297)، وأبو يعلى (3277)، وابن حبان (565) من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإِسناد.

وأخرجه مسلم (2639)(163) من طريق جعفر بن سليمان، عن ثابت، به.

وسيأتي عن ثابت بالأرقام (13047) و (13371) و (13387) و (14073).

وانظر ما سلف برقم (12013) و (12625).

(2)

في (م) و (س) و (ق): بينه.

ص: 136

وَبَيْنَهُمْ بِسِتْرٍ، وَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل: الْحِجَابَ (1).

12717 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنَا عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَوْ أَنَّ لِابْنِ آدَمَ وَادِيًا مِنْ ذَهَبٍ، لَأَحَبَّ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَادٍ آخَرُ، وَلَا يَمْلَأُ فَاهُ إِلَّا التُّرَابُ، وَيَتُوبُ اللهُ عَلَى مَنْ تَابَ "(2).

12718 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا بُكَيْرٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج بن محمد: هو المصيصي الأعور، وعُقَيل: هو ابن خالد بن عَقيل الأَيْلي.

وأخرجه البخاري في "صحيحه"(5166)، وفي "الأدب المفرد"(1051)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 333، والبيهقي 7/ 87 من طرق عن الليث بن سعد، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البخاري في "الصحيح"(6238)، والطبري في "تفسيره" 22/ 37، والطبراني في "الكبير" 24/ (130) من طريق يونس بن يزيد، والطبري 22/ 37 من طريق سفيان بن عيينه، كلاهما عن الزهري، به.

وسيأتي من طريق صالح بن كيسان عن الزهري برقم (13478).

وانظر ما سلف برقم (12023).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وسيتكرر برقم (13587).

وأخرجه أبو عوانة في الزكاة كما في "الإتحاف" 2/ 307 من طريق حجاج ابن محمد، بهذا الإِسناد.

وأخرجه أبو عوانة أيضاً من طريق محمد بن الوليد الزُّبيدي، عن الزهري، به.

وسيأتي من طرق عن الزهري برقم (13476) و (13586).

وانظر ما سلف برقم (12228).

ص: 137

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّهُ قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِمِنًى رَكْعَتَيْنِ، وَمَعَ أَبِي بَكْرٍ رَكْعَتَيْنِ، وَمَعَ عُمَرَ رَكْعَتَيْنِ، وَمَعَ عُثْمَانَ رَكْعَتَيْنِ، صَدْرًا مِنْ إِمَارَتِهِ (1).

12719 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم جُلُوسًا فِي الْمَسْجِدِ، دَخَلَ رَجُلٌ عَلَى جَمَلٍ، فَأَنَاخَهُ فِي الْمَسْجِدِ، فَعَقَلَهُ، ثُمَّ قَالَ: أَيُّكُمْ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ (2)؟ وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُتَّكِئٌ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِمْ، قَالَ: فَقُلْنَا: هَذَا الرَّجُلُ الْأَبْيَضُ الْمُتَّكِئُ، فَقَالَ الرَّجُلُ: يَا ابْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " قَدْ أَجَبْتُكَ " فَقَالَ الرَّجُلُ: إِنِّي يَا مُحَمَّدُ، سَائِلُكَ، فَمُشَدِّدٌ عَلَيْكَ فِي الْمَسْأَلَةِ، فَلَا تَجِدْ عَلَيَّ فِي نَفْسِكَ. فَقَالَ:" سَلْ مَا بَدَا لَكَ " فَقَالَ الرَّجُلُ: نَشَدْتُكَ بِرَبِّكَ وَرَبِّ مَنْ كَانَ قَبْلَكَ، آللَّهُ أَرْسَلَكَ إِلَى النَّاسِ كُلِّهِمْ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" اللهُمَّ نَعَمْ " قَالَ: فَأَنْشُدُكَ اللهَ، آللَّهُ أَمَرَكَ أَنْ نُصَلِّيَ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ؟ قَالَ:" اللهُمَّ نَعَمْ " قَالَ: فَأَنْشُدُكَ اللهَ، آللَّهُ أَمَرَكَ أَنْ نَصُومَ هَذَا الشَّهْرَ مِنَ السَّنَةِ؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" اللهُمَّ نَعَمْ "

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، محمد بن عبد الله بن أبي سليمان، الصواب في اسمه: ابن أبي سليم كما في مصادر ترجمته ومصادر التخريج، وقد سلف الحديث من طريقه برقم (12464).

(2)

قوله: "رسول الله" ليس في (ظ 4).

ص: 138

قَالَ: أَنْشُدُكَ اللهَ، آللَّهُ أَمَرَكَ أَنْ تَأْخُذَ هَذِهِ الصَّدَقَةَ مِنْ أَغْنِيَائِنَا فَتُقَسِّمَهَا عَلَى فُقَرَائِنَا؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" اللهُمَّ نَعَمْ " قَالَ الرَّجُلُ: آمَنْتُ بِمَا جِئْتَ بِهِ، وَأَنَا رَسُولُ مَنْ وَرَائِي مِنْ قَوْمِي. قَالَ: وَأَنَا ضِمَامُ بْنُ ثَعْلَبَةَ، أَخُو بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ (1).

12720 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ. وَحَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: لَمَّا أَرَادَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَكْتُبَ إِلَى الرُّومِ، قَالُوا: إِنَّهُمْ لَا يَقْرَؤُونَ كِتَابًا إِلَّا مَخْتُومًا، قَالَ: فَاتَّخَذَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَاتَمًا مِنْ فِضَّةٍ، كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى بَيَاضِهِ فِي يَدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، نَقْشُهُ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ (2).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، شريك بن أبي نمر صدوق لا بأس به، وقد روى له الشيخان، ومن دونه ثقات من رجالهما أيضاً حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، وليث: هو ابن سعد، وسعيد بن أبي سعيد: هو المَقْبُري.

وأخرجه الشافعي 1/ 219 - 220، والبخاري (63)، وأبو داود (486)، وابن ماجه (1402)، والنسائي 4/ 122 - 123 و 123 - 124، وابن خزيمة (2358)، وابن حبان (154)، وابن منده (130)، والبغوي (3) من طرق عن الليث بن سعد، بهذا الإِسناد.

وانظر ما سلف برقم (12457).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي.

وأخرجه البخاري (7162)، ومسلم (2092)(56) من طريق محمد بن جعفر وحده، بهذا الإِسناد. =

ص: 139

12721 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" يَهْرَمُ ابْنُ آدَمَ، وَيَبْقَى مِنْهُ اثْنَتَانِ: الْحِرْصُ وَالْأَمَلُ "(1).

= وأخرجه أبو عوانة 4/ 197 - 198 و 5/ 491 من طريق الحجاج بن محمد المصيصي وحده، به.

وأخرجه ابن سعد 1/ 471، وعبد بن حميد (1173)، والبخاري في "الصحيح"(65) و (2938) و (5875)، وفي "خلق أفعال العباد"(488)، والنسائي 8/ 174 و 193، وأبو يعلى (3271) و (3272)، وأبو عوانة 4/ 198 وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(955) و (957)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" ص 131، والبيهقي 10/ 128، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة"(3131) من طرق عن شعبة، به- وبعضهم يزيد فيه على بعض.

وأخرجه مسلم (2092)(57) و (58)، والترمذي في "السنن"(2718)، وفي "الشمائل"(85) و (87)، وأبو يعلى (3009) و (3075)، وأبو عوانة 4/ 197 و 198 و 5/ 491 و 492، والطبراني في "الأوسط"(6524)، وأبو محمد البغوي (3132) من طرق عن قتادة، به- وبعضهم يزيد فيه على بعض.

وسيتكرر الحديث برقم (13916) من طريق محمد بن جعفر وحجاج، وبرقم (12864) و (13327) من طريق محمد بن جعفر وحده.

وسيأتي برقم (12864) عن وكيع، و (13327) عن هاشم بن القاسم، كلاهما عن شعبة.

وسيأتي برقم (12738) و (13046) من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة.

وانظر ما سلف برقم (12647).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (12202).

ص: 140

12722 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ: " إِنَّ الْخَيْرَ خَيْرُ الْآخِرَةِ "

أَوْ قَالَ:

" اللهُمَّ لَا خَيْرَ إِلَّا خَيْرُ الْآخِرَهْ

فَاغْفِرْ لِلْأَنْصَارِ وَالْمُهَاجِرَهْ "

قَالَ شُعْبَةُ: فَكَانَ قَتَادَةُ يَقُولُ هَذَا فِي قَصَصِهِ (1).

12723 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي صَدَقَةَ مَوْلَى أَنَسٍ - وَأَثْنَى عَلَيْهِ شُعْبَةُ خَيْرًا - قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسًا عَنْ صَلَاةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي. وسيتكرر برقم (13955).

وأخرجه البخاري (3795)، والنسائي في "الكبرى"(8314)، وأبو يعلى (3209)، وأبو عوانة 4/ 453، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(959)، والبيهقي في "الشعب"(10464) من طرق عن شعبة، بهذا الإِسناد.

وسيأتي من طريق قتادة برقم (12768) و (13923)، ومن طريق حميد برقم (12732)، ومن طريق معاوية بن قرة برقم (12757)، ومن طريق ثابت برقم (13646). وفي بعض هذه الطرق أن ذلك كان عند حفر الخندق. وسلف برقم (12178) من طريق أبي التياح، عن أنس ضمن قصة بناء المسجد.

وفي الباب عن سهل بن سعد، سيأتي 5/ 332.

وعن أم سلمة، سيأتي 6/ 289.

ص: 141

صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي الظُّهْرَ إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ، وَالْعَصْرَ بَيْنَ صَلَاتَيْكُمْ هَاتَيْنِ، وَالْمَغْرِبَ إِذَا غَرَبَتِ الشَّمْسُ، وَالْعِشَاءَ إِذَا غَابَ الشَّفَقُ، وَالصُّبْحَ إِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ إِلَى أَنْ يَنْفَسِحَ (1) الْبَصَرُ (2).

12724 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَتَى عَلَى صِبْيَانٍ وَهُمْ يَلْعَبُونَ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ (3).

12725 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: شُعْبَةُ أَخْبَرَنَاهُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ جَدِّهِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَسِمُ غَنَمًا - قَالَ هِشَامٌ: أَحْسَبُهُ قَالَ: فِي آذَانِهَا، قَالَ: ثُمَّ قَالَ:

(1) في (ظ 4): يفسَح، وفي (س) و (ق): يفتح.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد قوي من أجل أبي صدقة. وقد سلف الحديث من طريقه برقم (12311).

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن المغيرة، فمن رجال مسلم، وروى له البخاري مقروناً وتعليقاً.

وأخرجه أبو داود (5202) عن عبد الله بن مسلمة القعنبي، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(331) من طريق يحيى بن آدم، كلاهما عن سليمان بن المغيرة، بهذا الإِسناد.

وسيأتي الحديث مطولاً ضمن قصة برقم (13022) عن الحجاج مقروناً بهاشم بن القاسم.

وانظر (12337).

ص: 142

بَعْدُ: فِي آذَانِهَا، وَلَمْ يَشُكَّ (1).

12726 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ أَبِي الْأَبْيَضِ، رَجُلٍ مِنْ بَنِي عَامِرٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي الْعَصْرَ وَالشَّمْسُ بَيْضَاءُ مُحَلِّقَةٌ (2).

12727 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ - يَعْنِي ابْنَ الْمُغِيرَةِ -، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ (3): قُلْتُ: حَدِّثْنَا بِشَيْءٍ شَهِدْتَهُ مِنْ هَذِهِ الْأَعَاجِيبِ، لَا تُحَدِّثْنَا بِهِ عَنْ غَيْرِكَ. قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الظُّهْرَ، وَقَعَدَ عَلَى الْمَقَاعِدِ الَّتِي كَانَ يَأْتِيهِ عَلَيْهَا جِبْرِيلُ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البخاري (5542)، ومسلم (2119)(111)، وأبو داود (2563)، وابن ماجه (3565)، وابن خزيمة (2283)، وابن حبان (5629)، والبيهقي 7/ 36، والبغوي (2791) من طرق عن شعبة، بهذا الإِسناد- ضمن قصة تحنيك الصبي، عدا مسلم وابن ماجه فأخرجاه بدونها.

وسيأتي برقم (12750) و (13663) ضمن هذه القصة، وبرقم (13723) مختصراً دون ذكرها. وسيأتي من طريق إسحاق بن عبد الله، عن أنس برقم (14027): بعثتني أمي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء، فرأيته في يده الميسم يسم الصدقة.

وقد سلف الحديث مطولاً برقم (12028) من طريق حميد عن أنس.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد قوي. وهو مكرر (12331).

(3)

القائل: هو سليمان بن المغيرة.

ص: 143

عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: فَجَاءَ بِلَالٌ فَآذَنَهُ بِصَلَاةِ الْعَصْرِ (1)، فَقَالَ:" مَنْ كَانَ لَهُ أَهْلٌ يُعِيذُ بِالْمَدِينَةِ، فَلْيَقْضِ حَاجَتَهُ، وَيُصِبْ (2) مِنَ الْوَضُوءِ " وَبَقِيَ نَاسٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ لَيْسَ لَهُمْ أَهْلُونَ بِالْمَدِينَةِ، قَالَ: فَأُتِيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِقَدَحٍ أَرْوَحَ، فِي أَسْفَلِهِ شَيْءٌ مِنْ مَاءٍ، قَالَ: فَوَضَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَفَّهُ فِي الْقَدَحِ فَمَا وَسِعَتْ كَفَّهُ، فَوَضَعَ أَصَابِعَهُ هَؤُلَاءِ الْأَرْبَعَ، ثُمَّ قَالَ:" ادْنُوا فَتَوَضَّؤُوا " قَالَ: فَتَوَضَّؤُوا، حَتَّى مَا بَقِيَ مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلَّا تَوَضَّأَ.

فَقُلْنَا: يَا أَبَا حَمْزَةَ، كَمْ تُرَاهُمْ كَانُوا؟ قَالَ: بَيْنَ السَّبْعِينَ إِلَى الثَّمَانِينَ (3).

12728 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا عُمَارَةُ - يَعْنِي ابْنَ زَاذَانَ -، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُعْجِبُهُ الْقَرْعُ (4).

(1) في (ظ 4): بأذان العصر.

(2)

في (م) والنسخ الخطية: "ليقضي حاجته، ويصيب" والجادَّة ما أثبتناه.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن المغيرة فمن رجال مسلم، وروى له البخاري مقروناً وتعليقاً. وانظر (12412).

قوله: "آذَنه"، أي: أعلمَه.

وقوله: "يعيذ" من العَوْذ: وهو الالتجاء، والمراد هنا: السكن والإقامة.

(4)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، عمارة بن زاذان حسن في المتابعات والشواهد، وباقي رجال الإِسناد ثقات رجال الشيخين. عبد الصمد: =

ص: 144

12729 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، قَالَ: حُدِّثْتُ عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" أَطْوَلُ النَّاسِ أَعْنَاقًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْمُؤَذِّنُونَ "(1).

= هو ابن عبد الوارث.

وأخرجه أبو يعلى (3399) من طريق شيبان بن فروخ، عن عمارة بن زاذان، بهذا الإِسناد.

وأخرجه عبد بن حميد (1316) عن محمد بن الفضل، عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس.

وسيأتي الحديث مطولاً من طريق ثابت برقم (13359)، ومقروناً مع حميد برقم (12787).

وقد سلف مطولاً من طريق حميد برقم (12052).

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الواسطة بين الأعمش وأنس. زائدة: هو ابن قدامة.

وأخرجه البزار (354 - كشف الأستار) من طريق عثَّام بن علي، عن الأعمش، عن أنس، أحسبه رفعه. والأعمش لم يسمع من أنس.

وسيأتي برقم (13789) عن معاوية بن عمرو، عن زائدة.

وأخرج الطبراني في "الأوسط"(4805) من طريق جنادة بن مروان الحمصي، عن الحارث بن النعمان، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو أقسمتُ لبررت، إن أحب عباد الله إلى الله لَرُعاة الشمس والقمر -يعني المؤذنين-، وإنهم لَيُعرَفون يوم القيامة بطول أعناقهم". وجنادة بن مروان ضعيف.

وفي الباب عن معاوية بن أبي سفيان، سيأتي 4/ 95، وهو عند مسلم (387).

وعن أبي هريرة عند عبد الرزاق (1861)، والطبراني في "الأوسط"(6847). وإسناده ضعيف. =

ص: 145

12730 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ: لَمَّا فُتِحَتْ مَكَّةُ، قَالَ: قَسَمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْغَنَائِمَ فِي قُرَيْشٍ، فَقَالَتِ الْأَنْصَارُ: إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْعَجَبُ، إِنَّ سُيُوفَنَا تَقْطُرُ مِنْ دِمَائِهِمْ، وَإِنَّ غَنَائِمَنَا تُرَدُّ عَلَيْهِمْ. فَبَلَغَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَجَمَعَهُمْ، فَقَالَ:" مَا هَذَا الَّذِي بَلَغَنِي عَنْكُمْ؟ " فَقَالُوا: هُوَ الَّذِي بَلَغَكَ. وَكَانُوا لَا يَكْذِبُونَ، فَقَالَ: " أَمَا تَرْضَوْنَ أَنْ يَرْجِعَ النَّاسُ بِالدُّنْيَا، وَتَرْجِعُونَ بِرَسُولِ اللهِ إِلَى بُيُوتِكُمْ، لَوْ سَلَكَ النَّاسُ وَادِيًا - أَوْ شِعْبًا - وَسَلَكَتِ الْأَنْصَارُ وَادِيًا

= وعن زيد بن أرقم عند الطبراني في "الكبير"(5118) و (5119)، وفي "الأوسط"(2872). وإسناده ضعيف.

وعن عقبة بن عامر عند الطبراني في "الكبير" 17/ 777. وإسناده ضعيف.

وعن عيسى بن طلحة، عن رجل، عن النبي صلى الله عليه وسلم عند عبد الرزاق (1862).

قال النووي في "شرح مسلم" 4/ 91 - 92: "أطول الناس أعناقاً" هو بفتح همزة "أعناقاً"، جمع عُنُق، واختلف السلف والخلف في معناه، فقيل: معناه: أكثر الناس تشوُّفاً إلى رحمة الله تعالى، لأن المتشوِّف يُطيل عنقه إلى ما يتطلع إليه، فمعناه: كثرة ما يرونه من الثواب.

وقال النضر بن شميل: إذا ألجم الناس العرق يوم القيامة طالت أعناقهم لئلا ينالهم ذلك الكرب والعرق.

وقيل: معناه أنهم سادة ورؤساء، والعرب تصف السادة بطول العنق.

وقيل: معناه أكثر أتباعاً، وقال ابن الأعرابي: معناه أكثر الناس أعمالاً.

ورواه بعضهم: إعناقاً بكسر الهمزة، أي: إسراعاً إلى الجنة وهو من سير العَنَقِ.

ص: 146

- أَوْ شِعْبًا - لَسَلَكْتُ وَادِيَ الْأَنْصَارِ - أَوْ شِعْبَ الْأَنْصَارِ " (1).

12731 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حُمَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ: إِنَّ رَجُلًا دَعَا رَجُلًا فِي السُّوقِ، فَقَالَ: يَا أَبَا الْقَاسِمِ، فَالْتَفَتَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ الرَّجُلُ: إِنَّمَا دَعَوْتُ رَجُلًا. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " تَسَمَّوْا (2) بِاسْمِي، وَلَا تَكَنَّوْا بِكُنْيَتِي "(3).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو التياح: هو يزيد بن حميد الضُّبعي. وسيتكرر برقم (13608).

وأخرجه مسلم (1059)(134) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإِسناد. وأخرجه البخاري (3778)، والنسائي في "الكبرى"(8327)، وأبو عوانة في الزكاة كما في "إتحاف المهرة" 2/ 389، وأبو نعيم في "الحلية" 3/ 84 من طريق أبي الوليد الطيالسي، والبخاري (4332)، وأبو يعلى (3229)، وأبو نعيم 3/ 84، والبيهقي 6/ 337 - 338 من طريق سليمان بن حرب، كلاهما عن شعبة، به. ووقع عند أبي نعيم يوم حنين بدل فتح مكة.

وسيأتي عن عفان، عن شعبة برقم (13609).

وانظر ما سلف برقم (12608).

قوله: "يوم فتح مكة" قال الحافظ في "الفتح" 7/ 111: أي: عام فتح مكة، لأن الغنائم المشار إليها كانت غنائم حُنين، وكان ذلك بعد الفتح بشهرين. قلنا: وهذا ما بَيَّنه الحديث السالف برقم (12608).

(2)

في (م) و (س) و (ق): سموا.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البخاري (2120) و (3533)، وفي "الأدب المفرد"(737) و (845)، وأبو عوانة في الأسامي كما في "الإتحاف" 1/ 652، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(1511)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" =

ص: 147

12732 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حُمَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ: قَالَتِ الْأَنْصَارُ:

نَحْنُ الَّذِينَ بَايَعُوا مُحَمَّدَا

عَلَى الْجِهَادِ مَا بَقِينَا أَبَدَا

فَأَجَابَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

" اللهُمَّ إِنَّ الْخَيْرَ خَيْرُ الْآخِرَهْ

فَاغْفِرْ لِلْأَنْصَارِ وَالْمُهَاجِرَهْ " (1).

12733 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ (2). وَالْخُفَّافُ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ

= 4/ 338، والبيهقي 9/ 309 من طرق عن شعبة، بهذا الإِسناد. وانظر (12130).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البخاري (2961) و (3796)، والنسائي في "الكبرى"(8316)، وأبو عوانة 4/ 359، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(1507)، وابن حبان (5789)، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة"(3969) من طرق عن شعبة، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البخاري (2834) و (4099) و (7201)، والنسائي في "الكبرى"(8317)، والطحاوي في "المشكل"(3324) من طرق عن حميد الطويل، به.

وأخرجه البخاري (2835) و (4100)، والنسائي في "الكبرى"(8318)، والبيهقي 9/ 39 من طريق عبد الوارث بن سعيد، عن عبد العزيز بن صهيب، به.

وسيأتي من طرق عن حميد بالأرقام (12951) و (13127) و (13258).

وانظر ما سلف برقم (12722).

(2)

في (م) و (س) و (ق): شعبة، والمثبت من (ظ 4)، و"أطراف المسند" =

ص: 148

عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " أَتِمُّوا الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ، فَوَاللهِ إِنِّي لَأَرَاكُمْ مِنْ بَعْدِ ظَهْرِي إِذَا مَا رَكَعْتُمْ، وَإِذَا مَا سَجَدْتُمْ "(1).

12734 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ وأَسْبَاطٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ أَخَفِّ النَّاسِ صَلَاةً فِي تَمَامٍ (2).

= 1/ 468 وقد سلف الحديث برقم (12321) عن محمد بن جعفر وحده، عن شعبة.

(1)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الخفاف -وهو عبد الوهاب بن عطاء-، فمن رجال مسلم. سعيد: هو ابن أبي عروبة.

وأخرجه مسلم (425)(111)، والنسائي 2/ 216، وأبو يعلى (3156) و (3189)، وابن حبان في "الصلاة كما في "الإتحاف" 2/ 171 من طرق عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإِسناد. وانظر (12148).

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. أسباط: هو ابن محمد، وسعيد: هو ابن أبي عروبة.

وأخرجه أبو يعلى (3068) و (3168)، وأبو عوانة 2/ 89، والبيهقي 3/ 115 من طرق عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإِسناد.

وأخرجه مسلم (469)(189)، والترمذي (237)، والنسائي 2/ 94، وأبو يعلى (2852)، وابن خزيمة (1604)، والبيهقي 3/ 115 من طريق أبي عوانة اليشكري، وأبو يعلى (2864) من طريق محمد بن سليم أبي هلال، كلاهما عن قتادة، به.

وسيأتي من طريق قتادة بالأرقام (12773) و (12842) و (13414) و (13448) و (13449) و (13927) و (13945) و (13965).

وانظر ما سلف برقم (11967).

ص: 149

12735 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَأَى رَجُلًا يَسُوقُ بَدَنَةً، فَقَالَ:" ارْكَبْهَا " قَالَ: إِنَّهَا بَدَنَةٌ! قَالَ: " ارْكَبْهَا " قَالَ: إِنَّهَا بَدَنَةٌ (1)! قَالَ: " ارْكَبْهَا "(2).

12736 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُضَحِّي بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ، أَقْرَنَيْنِ (3)، يَذْبَحُهُمَا (4) بِيَدِهِ، وَيَطَأُ عَلَى صِفَاحِهِمَا، وَيُسَمِّي (5) اللهَ (6).

(1) في (م) مكان قوله: "قال: إنها بدنة": "قال: اركبها".

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه النسائي 5/ 176، وأبو يعلى (3167) و (3194)، وابن خزيمة (2662) من طرق عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البخاري (2754)، والترمذي (911) من طريق أبي عوانة، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 259 من طريق مسعر، كلاهما عن قتادة، به.

وسيأتي الحديث من طريق قتادة بالأرقام (12774) و (13090) و (13415) و (13456) و (13632) و (13909) و (13910) و (13931) و (14098).

وانظر ما سلف برقم (11959).

(3)

كلمة "أقرنين" أثبتناها من (ظ 4).

(4)

في (م) و (س) و (ق): يذكِّيهما، والمثبت من (ظ 4).

(5)

في (م) و (س) و (ق): ويذكر الله، والمثبت من (ظ 4) ونسخة في (ق).

(6)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. =

ص: 150

12737 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَهْطًا مِنْ عُكْلٍ وعُرَيْنَةَ (1) أَتَوْا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا كُنَّا أَهْلَ ضَرْعٍ، وَلَمْ نَكُنْ أَهْلَ رِيفٍ. فَاسْتَوْخَمُوا الْمَدِينَةَ، فَأَمَرَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِذَوْدٍ، وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَخْرُجُوا فِيهَا، فَيَشْرَبُوا مِنْ أَلْبَانِهَا وَأَبْوَالِهَا، ففعَلُوا (2)، فَقَتَلُوا رَاعِيَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَاسْتَاقُوا الذَّوْدَ، وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ، فَبَعَثَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي طَلَبِهِمْ، فَأُتِيَ بِهِمْ، فَقَطَّعَ أَيْدِيَهُمْ وَأَرْجُلَهُمْ، وَسَمَرَ أَعْيُنَهُمْ، وَتَرَكَهُمْ فِي الْحَرَّةِ حَتَّى مَاتُوا (3).

12738 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ. وَمُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ،

= وأخرجه مسلم (1966)(18)، والنسائي 7/ 231، وأبو يعلى (3166)، وابن الجارود (902)، والبيهقي 9/ 285، والبغوي (1119) من طرق عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإِسناد.

وسيأتي برقم (12968) عن إسماعيل ابن علية، عن سعيد. وانظر (11960).

(1)

في (م) و (س) و (ق): أو عرينة، والمثبت من (ظ 4) ومصادر التخريج.

(2)

لفظة "ففعلوا" سقطت من (م).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البخاري (4192) و (5727)، ومسلم (1671)(13)، والنسائي 1/ 158 - 160 و 7/ 97، وأبو يعلى (3170)، والطبري في "تفسيره" 6/ 208، وابن خزيمة (115)، وابن حبان (4472) من طرق عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإِسناد. وانظر (12668).

ص: 151

قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَمَّا أَرَادَ أَنْ يَكْتُبَ إِلَى نَاسٍ مِنْ هَذِهِ الْأَعَاجِمِ، قِيلَ لَهُ: إِنَّهُمْ لَا يَقْبَلُونَ كِتَابًا إِلَّا بِخَاتَمٍ. قَالَ: فَاتَّخَذَ خَاتَمًا مِنْ فِضَّةٍ، نَقْشُهُ - وَقَالَ ابْنُ بَكْرٍ: وَنَقْشُهُ - مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ، كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى بَصِيصِهِ - أَوْ وَبِيصِهِ (1) - فِي يَدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (2).

12739 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَزَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ تَسَحَّرَا، فَلَمَّا فَرَغَا مِنْ سُحُورِهِمَا، قَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الصَّلَاةِ فَصَلَّى. فَقُلْنَا لِأَنَسٍ: كَمْ كَانَ بَيْنَ فَرَاغِهِمَا مِنْ سُحُورِهِمَا (3) وَدُخُولِهِمَا فِي

(1) في (م) و (س) و (ق): بياضه. والوَبِيص: لَمَعان الشيء وبريقه، وكذا البَصيص.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن سعد 1/ 471 و 475، والبخاري (5872)، وأبو داود (4214) و (4215)، وابن حبان (6392)، والطحاوي 4/ 264، وأبو يعلى (3154)، وأبو عوانة 4/ 197 و 5/ 490 - 491 و 491، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(958) من طرق عن سعيد بن أبي عروبة، به- واقتصر ابن سعد على قوله: كان نقش خاتم رسول الله: محمد رسول الله.

وانظر (12720).

(3)

في النسخ الخطية: وسحورهما، والمثبت من مصادر التخريج، وهو أبين.

ص: 152

الصَّلَاةِ؟ قَالَ: كَانَ قَدْرَ مَا يَقْرَأُ رَجُلٌ خَمْسِينَ آيَةً (1).

12740 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَرَوْحٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَا تُوَاصِلُوا " فَقِيلَ: إِنَّكَ تُوَاصِلُ يَا رَسُولَ اللهِ! قَالَ: " إِنِّي لَسْتُ كَأَحَدٍ مِنْكُمْ، إِنَّ رَبِّي يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِي "(2).

12741 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ. وَمُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ يَهُودِيًّا قَتَلَ جَارِيَةً عَلَى أَوْضَاحٍ لَهَا، فَقَتَلَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم (3).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه عبد بن حميد (1190)، والبخاري (1134)، والنسائي 4/ 143، وابن حبان (1497) من طرق عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإِسناد.

وسيأتي برقم (13033) و (13460).

وسيأتي في مسند زيد بن ثابت 5/ 182 من طريق هشام عن قتادة عن أنس عن زيد بن ثابت.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الترمذي (778)، وابن حبان (3574) من طرق عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإِسناد.

وسيأتي من طرق عن قتادة بالأرقام (12776) و (13088) و (13282) و (13461) و (13582) و (13930) و (14080).

وانظر ما سلف برقم (12248).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن أبي شيبة 9/ 295، والبخاري (6885)، والنسائي 8/ 22، =

ص: 153

12742 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، أَمْلَى (1) عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ بِالزَّوْرَاءِ، فَأُتِيَ بِإِنَاءٍ فِيهِ مَاءٌ لَا يَغْمُرُ أَصَابِعَهُ، أَوْ قَدْرَ مَا يُرِي أَصَابِعَهُ (2) فَأَمَرَ أَصْحَابَهُ أَنْ يَتَوَضَّؤُوا، فَوَضَعَ كَفَّهُ فِي الْمَاءِ، فَجَعَلَ الْمَاءُ يَنْبُعُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ، وَأَطْرَافِ أَصَابِعِهِ، حَتَّى تَوَضَّأَ الْقَوْمُ.

قَالَ: فَقُلْنَا لِأَنَسٍ: كَمْ كُنْتُمْ؟ قَالَ: كُنَّا ثَلَاثَ مِئَةٍ (3).

= والبيهقي 8/ 28 من طرق عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإِسناد.

وأخرجه أبو عوانة في الحدود كما في "إتحاف المهرة" 2/ 178، وابن حبان (5991) من طريق شعبة، وأبو يعلى (3149)، والدارقطني 3/ 168 من طريق عمر بن عامر، كلاهما عن قتادة، به- والحديث عند أبي يعلى والدارقطني مطوَّل.

وسيأتي الحديث بالأرقام (12895) و (13006) و (13108) و (13756) و (13841).

وانظر ما سلف برقم (12667).

(1)

لفظة "أملى" أثبتناها من (ظ 4).

(2)

قوله: "أو قدر ما يري أصابعه" سقط من (م).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (2279)(7) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البخاري (3572)، وأبو يعلى (3193)، والبغوي (3714) من طرق عن سعيد بن أبي عروبة، به.

وأخرجه مسلم (2279)(6) من طريق هشام الدستوائي، عن قتادة، به.

وسلف برقم (12694) من طريق ثابت وقتادة.

قلنا: وقد وقع في رواية غير قتادة عن أنس تعداد المتوضئين بسبعين أو ثمانين رجلاً، واستظهر الحافظ ابن حجر في "الفتح" 6/ 584 من مجموع =

ص: 154

12743 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَعْتَقَ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ، وَجَعَلَ عِتْقَهَا صَدَاقَهَا (1).

12744 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ. وَحَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، سَمِعْتُ قَتَادَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ فَزَعٌ بِالْمَدِينَةِ، فَاسْتَعَارَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَرَسًا لَنَا، يُقَالُ لَهُ: مَنْدُوبٌ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا رَأَيْنَا مِنْ فَزَعٍ، وَإِنْ وَجَدْنَاهُ لَبَحْرًا " قَالَ حَجَّاجٌ: يَعْنِي الْفَرَسَ (2).

= الروايات أنهما قصتان في موطنين للتغاير في عدد من حَضَر، وهي مغايرة واضحة يَبْعُد الجمعُ فيها، وكذلك تعيين المكان الذي وقع ذلك فيه.

الزَّوراء: موضع بالمدينة قرب المسجد، وهو الذي زاد عليه عثمان النداء الثالث يوم الجمعة لما كَثُر الناس.

وقوله: "قدر ما يُري أصابعه"، أي: إن الماء لا يغمر أصابعه، بحيث يرى الناظر ظاهر أصابعه. وفي رواية مسلم:"أو قدر ما يواري أصابعه".

(1)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه ابن سعد 8/ 125، وأبو يعلى (3050) و (3132) و (3173) من طرق عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإِسناد.

وسيأتي من طريق يزيد بن هارون، عن سعيد بن أبي عروبة برقم (13099)، وانظر (12687).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور. =

ص: 155

12745 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي قَزَعَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كُنْتُ رَدِيفَ أَبِي طَلْحَةَ، قَالَ: وَكَانَتْ رُكْبَةُ أَبِي طَلْحَةَ تَكَادُ أَنْ تُصِيبَ رُكْبَةَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُهِلُّ بِهِمَا (1).

= وأخرجه البخاري (2857)، ومسلم (2307)(49)، والترمذي (1686)، وأبو يعلى (2998) من طريق محمد بن جعفر وحده، بهذا الإِسناد. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.

وأخرجه أبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 2/ 209 من طريق حجاج وحده، به.

وأخرجه الطيالسي (1979)، والبخاري في "الصحيح"(2627) و (2862)(2968) و (6212)، وفي "الأدب المفرد"(879)، وفي "خلق أفعال العباد"(577) و (578)، ومسلم (2307)(49)، وأبو داود (4988)، والترمذي (1685) و (1686)، وأبو يعلى (2962) و (2969) و (3242)، وأبو عوانة في المناقب، وفي الأسامي كما في "إتحاف المهرة" 2/ 209، والبيهقي 6/ 88 و 10/ 25 و 200، والبغوي (2160) من طرق عن شعبة، به.

وأخرجه البخاري (2867)، وأبو يعلى (3152) من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، به.

وسيأتي مكرراً بإسناده ومتنه برقم (13905).

وسيأتي عن وكيع ومحمد بن جعفر، عن شعبة برقم (12851)، وعن وكيع وبهز وأبي النضر، عن شعبة برقم (13907)، وعن بهز وحده، عن شعبة برقم (14100).

وانظر ما سلف برقم (12494).

(1)

إسناده على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي قَزَعة -هو سويد بن حَجير الباهلي- فمن رجال مسلم.

وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 10/ 73 من طريق محمد بن جعفر، =

ص: 156

12746 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَحَجَّاجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ زَيْدِ بْنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ جَدِّي أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ دَارَ الْحَكَمِ بْنِ أَيُّوبَ، فَإِذَا قَوْمٌ قَدْ نَصَبُوا دَجَاجَةً يَرْمُونَهَا، فَقَالَ أَنَسٌ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ تُصْبَرَ الْبَهَائِمُ (1).

12747 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَحَجَّاجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: مَرَرْنَا فَأَنْفَجْنَا (2) أَرْنَبًا بِمَرِّ الظَّهْرَانِ، فَسَعَوْا عَلَيْهَا، فَلَغَبُوا، فَسَعَيْتُ حَتَّى أَدْرَكْتُهَا، فَأَتَيْتُ بِهَا أَبَا طَلْحَةَ، فَذَبَحَهَا، فَبَعَثَ بِوَرِكِهَا، أَوْ فَخِذِهَا، إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَبِلَهُ.

قَالَ حَجَّاجٌ: قُلْتُ لِشُعْبَةَ: فَقُلْتُ: أَكَلَهُ؟ قَالَ: نَعَمْ أَكَلَهُ. قَالَ لِي بَعْدُ: قَبِلَهُ (3).

= بهذا الإِسناد.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 153 من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، عن شعبة، به.

وانظر ما سلف برقم (11958).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (1956) من طريق محمد بن جعفر وحده، بهذا الإِسناد. وانظر (12161).

(2)

في (ظ 4): فانتفجنا.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين =

ص: 157

12748 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَحَجَّاجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ يَهُودِيًّا قَتَلَ جَارِيَةً عَلَى أَوْضَاحٍ لَهَا، قَالَ: فَقَتَلَهَا بِحَجَرٍ، قَالَ: فَجِيءَ بِهَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَبِهَا رَمَقٌ، فَقَالَ لَهَا:" قَتَلَكِ فُلَانٌ؟ " فَأَشَارَتْ بِرَأْسِهَا، أَيْ لَا، ثُمَّ قَالَ لَهَا الثَّانِيَةَ، فَأَشَارَتْ بِرَأْسِهَا، أَيْ: لَا، ثُمَّ سَأَلَهَا الثَّالِثَةَ، فَقَالَتْ: نَعَمْ، وَأَشَارَتْ بِرَأْسِهَا، فَقَتَلَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ حَجَرَيْنِ (1).

12749 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ زَيْدٍ،

= وأخرجه مسلم (1953)، وابن ماجه (3243) من طريق محمد بن جعفر وحده، بهذا الإِسناد. وانظر (3243).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي.

وأخرجه البخاري (6879)، ومسلم (1672)(15)، وابن ماجه (2666)، وأبو عوانة في الحدود كما في "الإتحاف" 2/ 360، وابن حبان (5992) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البخاري (5295) تعليقاً، و (6877)، ومسلم (1672)(15)، وأبو داود (4529)، وابن ماجه (2666)، والنسائي 8/ 35، وأبو عوانة 5/ 193، وفي الحدود كما في "الإتحاف" 2/ 360، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 179، والدارقطني 3/ 168، وأبو نعيم في "المستخرج" كما في "تغليق التعليق" 4/ 473 - 474 من طرق عن شعبة، به.

وسيأتي من طريق هشام بن زيد (13107). وانظر ما سلف برقم (12667).

ص: 158

قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِلْأَنْصَارِ: " إِنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً، فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي، فَمَوْعِدُكُمُ الْحَوْضُ "(1).

12750 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يُحَدِّثُ: أَنَّ أُمَّهُ حِينَ وَلَدَتْ، انْطَلَقُوا بِالصَّبِيِّ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لِيُحَنِّكَهُ، قَالَ: فَإِذَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي مِرْبَدٍ يَسِمُ غَنَمًا. قَالَ شُعْبَةُ: وَأَكْبَرُ عِلْمِي أَنَّهُ قَالَ: فِي آذَانِهَا (2).

12751 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا التَّيَّاحِ يَزِيدَ بْنَ حُمَيْدٍ يُحَدِّثُ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْبَرَكَةُ فِي

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البخاري (3793)، ومن طريقه البغوي (3973) من طريق محمد ابن جعفر، بهذا الإِسناد.

وانظر ما سلف من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري، عن أنس برقم (12085).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (2119)(110) و (111)، وابن خزيمة (2283) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإِسناد- وقرنا بمحمد بن جعفر يحيى بنَ سعيدٍ وعبد الرحمن بنَ مهديٍّ.

وانظر (12725).

ص: 159

نَوَاصِي الْخَيْلِ " (1).

12752 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يُحَدِّثُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِأَبِي ذَرٍّ: " اسْمَعْ وَأَطِعْ، وَلَوْ لِحَبَشِيٍّ كَأَنَّ رَأْسَهُ زَبِيبَةٌ "(2).

12753 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يُخَالِطُنَا حَتَّى إِنْ كَانَ لَيَقُولُ لِأَخٍ لِي:" يَا أَبَا عُمَيْرٍ، مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ؟ ".

قَالَ: وَكَانَ إِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ، نَضَحْنَا لَهُ طَرَفَ بِسَاطٍ، ثُمَّ أَمَّنَا وَصَفَّنَا خَلْفَهُ. قَالَ شُعْبَةُ: ثُمَّ إِنَّ أَبَا التَّيَّاحِ بَعْدَمَا كَبِرَ قَالَ: ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى، وَلَمْ يَقُلْ: صَفَّنَا خَلْفَهُ، وَلَا أَمَّنَا (3).

12754 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدْخُلُ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (1874) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإِسناد. وانظر (12125).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البخاري (696) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإِسناد. وانظر (12126).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو التياح: هو يزيد بن حميد الضُّبَعي. وانظر (12199).

ص: 160

الْخَلَاءَ، فَأَحْمِلُ أَنَا وَغُلَامٌ نَحْوِي إِدَاوَةً مِنْ مَاءٍ وَعَنَزَةً، فَيَسْتَنْجِي بِالْمَاءِ (1).

12755 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ زَيْدٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَنَسًا يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: " لَا يَتَمَنَّى الْمُؤْمِنُ - أَوْ قَالَ: أَحَدُكُمْ - الْمَوْتَ، فَإِنْ كَانَ لَا بُدَّ فَاعِلًا، فَلْيَقُلْ: اللهُمَّ أَحْيِنِي مَا كَانَتِ الْحَيَاةُ خَيْرًا لِي، وَتَوَفَّنِي مَا كَانَتِ الْوَفَاةُ خَيْرًا لِي "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 152، والبخاري (152)، ومسلم (271)(70)، وأبو يعلى (3662)، وابن خزيمة (87)، والبغوي (195) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الطيالسي (2134)، وابن أبي شيبة 1/ 152، والدارمي (676)، والبخاري (150) و (151) و (500)، ومسلم (271)(70)، والنسائي 1/ 42، وابن الجارود (41)، وأبو يعلى (3662)، وابن خزيمة (85) و (86)، وابن حبان (1442)، وأبو عوانة 1/ 221، والبيهقي 1/ 105 من طرق عن شعبة، به- وبعضهم لم يذكر فيه العنزة.

وانظر (12100).

العَنَزة، قال ابن الأثير في "النهاية" 3/ 308: مثل نصف الرمح أو أكبر شيئاً، وفيها سنان مثل سنان الرمح، والعكازة قريب منها.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد: وهو ابن جدعان، ولكن تابعه جماعة من الثقات، فانظر ما سلف برقم (11979).

وأخرجه الطيالسي (2085) عن شعبة، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" =

ص: 161

12756 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" ابْنُ أُخْتِ الْقَوْمِ مِنْهُمْ "(1).

12757 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:

" اللهُمَّ لَا عَيْشَ إِلَّا عَيْشُ الْآخِرَهْ "

قَالَ شُعْبَةُ: أَوْ قَالَ:

" اللهُمَّ إِنَّ الْعَيْشَ عَيْشُ الْآخِرَهْ

فَأَصْلِحِ الْأَنْصَارَ وَالْمُهَاجِرَهْ " (2).

= (1061) من طريق أبي النضر هاشم بن القاسم، عن شعبة، بهذا الإِسناد.

وسيأتي برقم (13166) من طريق علي بن زيد مقرونًا بعبد العزيز بن صهيب، وقد سلف من طريق عبد العزيز وحده برقم (11979).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (12187).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البخاري (6413)، ومسلم (1805)(127) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البخاري (3795) عن آدم بن أبي إياس، والنسائي في "الكبرى"(8313)، وأبو عوانة 4/ 353، وأبو نعيم في "الحلية" 2/ 301 من طريق أبي النضر هاشم بن القاسم، كلاهما عن شعبة، به.

وسيأتي برقم (13191) عن سليمان بن داود، عن شعبة.

وانظر ما سلف برقم (12722).

ص: 162

12758 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ خَالِدٍ، عَمَّنْ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، إِذَا سَجَدَ رُؤِيَ - أَوْ رَأَيْتُ - بَيَاضَ إِبِطَيْهِ (1).

12759 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: مَا أَوْلَمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى امْرَأَةٍ مِنْ نِسَائِهِ، أَكْثَرَ - أَوْ أَفْضَلَ - مِمَّا أَوْلَمَ عَلَى زَيْنَبَ. فَقَالَ ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ: فَمَا أَوْلَمَ؟ قَالَ: أَطْعَمَهُمْ خُبْزًا وَلَحْمًا حَتَّى تَرَكُوهُ (2).

12760 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ ثَابِتٍ، قَالَ:

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الواسطة بين خالد -وهو ابن مِهْران الحَذَّاء- وبين أنس.

وانظر ما سلف برقم (12066).

وفي الباب عن جابر، سيأتي 3/ 294، وإسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر تتمة شواهده هناك.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (1428)(91) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البخاري (4793)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(271)، والطبري في "تفسيره" 22/ 37 من طريق عبد الوارث بن سعيد، عن عبد العزيز ابن صهيب، به- مطولاً بقصة الحجاب بنحو حديث حميد السالف برقم (12023).

وانظر ما سلف برقم (11943).

ص: 163

سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، قَالَ (1): كَانَ يَنْعَتُ لَنَا صَلَاةَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ يَقُومُ فَيُصَلِّي، فَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ، قُلْنَا: قَدْ نَسِيَ مِنْ طُولِ مَا يَقُومُ (2).

12761 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ ثَابِتٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَسِيرُ وَحَادٍ يَحْدُو بِنِسَائِهِ، فَضَحِكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَإِذَا هُوَ قَدْ تَنَحَّى بِهِنَّ، قَالَ: فَقَالَ: " يَا أَنْجَشَةُ، وَيْحَكَ، ارْفُقْ بِالْقَوَارِيرِ "(3).

(1) القائل: هو ثابت، والمراد: أن أنساً كان يصف لهم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقول، ثم يقوم فيصلي، يصفُها لهم بالفعل.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن حبان (1902) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإِسناد.

وأخرجه عبد بن حميد (1261) و (1305)، والبخاري (800)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(1403)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(5156) و (5157)، والبيهقي 2/ 97 من طرق، عن شعبة، به. وانظر (12653).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(528)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 48، والبغوي (3579) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البخاري في "الصحيح"(6209)، وفي "الأدب المفرد"(883) وأبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 1/ 540، والبيهقي 10/ 199 - 200، والبغوي (3578) من طرق، عن شعبة، به.

وأخرجه الطيالسي (2048)، وعبد بن حميد (1343)، والبخاري في "الأدب المفرد"(1264)، والبيهقي 10/ 227 من طريق حماد بن سلمة، عن =

ص: 164

12762 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، يُحَدِّثُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: مَتَى السَّاعَةُ؟ فَقَالَ: " مَا أَعْدَدْتَ لَهَا؟ " فَقَالَ: مَا أَعْدَدْتُ لَهَا مِنْ كَثِيرِ صَلَاةٍ، وَلَا صَوْمٍ، وَلَا صَدَقَةٍ، إِلَّا أَنِّي أُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ. فَقَالَ:" فَأَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ "(1).

= ثابت، به.

وسيأتي من طريق ثابت بالأرقام (12944) و (13096) و (13377) و (13670) و (14044).

وانظر ما سلف برقم (12041).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. منصور: هو ابن المعتمر.

وأخرجه أبو يعلى (3632) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإِسناد. وسقط من إسناده في المطبوع منصور.

وأخرجه الطيالسي (2131)، ومن طريقه أبو عوانة في البر والصلة كما في "الإتحاف" 2/ 17 عن شعبة، عن منصور والأعمش، به. قال أبو عوانة: غريب للأعمش جداً لم يروه إلا يونس بن حبيب [وهو راوية الطيالسي].

وأخرجه أبو عوانة في البر والصلة من طريق السَّمَيْدَع بن واهب، عن شعبة، عن منصور وعمرو بن مرة، عن سالم بن أبي الجعد، به. وقال: غريب.

وأخرجه البخاري (7153)، ومسلم (2639)(164)، وأبو يعلى (3631) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن منصور بن المعتمر، به.

وأخرجه البخاري (6171)، ومسلم (2639)(164)، وأبو عوانة في البر والصلة من طريق عثمان بن جبلة، عن شعبة، عن عمرو بن مرة، عن سالم بن أبي الجعد، به.

وسيأتي من طريق سالم بالأرقام (13157) و (13167) و (13684). =

ص: 165

12763 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ عَتَّابًا مَوْلَى ابْنِ هُرْمُزَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: بَايَعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِي هَذِهِ - يَعْنِي الْيُمْنَى - عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِيمَا اسْتَطَعْتُ (1).

12764 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ. وَهَاشِمٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَتَّابٍ - وَقَالَ هَاشِمٌ: مَوْلَى بَنِي هُرْمُزَ - قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: لَوْلَا أَنْ أَخْشَى أَنْ أُخْطِئَ لَحَدَّثْتُكُمْ بِأَشْيَاءَ سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (2)، لَكِنَّهُ قَالَ:" مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ".

قَالَ هَاشِمٌ: قَالَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أَوْ سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (3).

= وانظر ما سلف برقم (12013).

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عتاب مولى ابن هرمز، فمن رجال ابن ماجه، وهو صدوق.

وأخرجه الضياء في "المختارة"(2316) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإِسناد. وانظر (12203).

(2)

قوله: "سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم" وضع مكانه في "ظ 4" قول هاشم الذي في آخر الحديث.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عتاب مولى بني هرمز، فمن رجال ابن ماجه، وهو صدوق. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، وهاشم: هو ابن القاسم.

وأخرجه الطيالسي (2084)، والدارمي (235) و (236)، وابن عدي في =

ص: 166

12765 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ. وَحَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ (1)، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ طَعْمَ الْإِيمَانِ: مَنْ كَانَ يُحِبُّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ، وَمَنْ كَانَ اللهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَمَنْ كَانَ أَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يَرْجِعَ فِي الْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْقَذَهُ اللهُ مِنْهُ "(2).

= "الكامل" 1/ 17، والطبراني في "طرق حديث من كذب عليَّ متعمداً"(111)، وابن الجوزي في مقدمة "الموضوعات" 1/ 79 من طرق، عن شعبة، بهذا الإِسناد. وقُرِن فيه بعتاب حماد بن سلمة، وعبد العزيز بن صهيب، ورافع.

وسيأتي برقم (13189).

وانظر ما سلف برقم (11942).

(1)

قوله: "وحجاج قال: حدثني شعبة" ليس في (ظ 4).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وسيتكرر برقم (13912).

وأخرجه مسلم (43)(68)، وابن ماجه (4033)، وأبو يعلى (3000)، وابن منده في "الإيمان"(282) من طريق محمد بن جعفر وحده، بهذا الإِسناد.

وأخرجه أبو عوانة في الإيمان كما في "الإتحاف" 2/ 206 من طريق حَجَّاج ابن محمد وحده، به.

وأخرجه ابن المبارك في "الزهد"(827)، والطيالسي (1959)، والبخاري (21) و (6041)، والنسائي 8/ 96، وأبو يعلى (3001) و (3142) و (3256) و (3259)، وابن منده (282)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(1376) و (1377) و (1623) و (9003)، والبغوي (21) من طرق، عن شعبة، به.

وسيأتي من طريق قتادة بالأرقام (13151) و (13592) و (13959). =

ص: 167

12766 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ. وَحَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: جَمَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْأَنْصَارَ فَقَالَ: " أَفِيكُمْ أَحَدٌ مِنْ غَيْرِكُمْ؟ " قَالُوا: لَا، إِلَّا ابْنَ أُخْتٍ لَنَا. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" ابْنُ أُخْتِ الْقَوْمِ مِنْهُمْ - قَالَ: حَجَّاجٌ: أَوْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ - فَقَالَ: " إِنَّ قُرَيْشًا حَدِيثُ عَهْدٍ بِجَاهِلِيَّةٍ وَمُصِيبَةٍ، وَإِنِّي أَرَدْتُ أَنْ أَجْبُرَهُمْ وَأَتَأَلَّفَهُمْ، أَمَا تَرْضَوْنَ أَنْ يَرْجِعَ النَّاسُ بِالدُّنْيَا، وَتَرْجِعُونَ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى بُيُوتِكُمْ؟ لَوْ سَلَكَ النَّاسُ وَادِيًا، وَسَلَكَتِ الْأَنْصَارُ شِعْبًا، لَسَلَكْتُ شِعْبَ الْأَنْصَارِ " (1).

= وانظر ما سلف برقم (12002).

وسيأتي برقم (12814) من طريق قتادة، عن أنس رفعه:"لا يؤمن أحدُكم حتى أكون أحبَّ إليه من والده وولده والناس أجمعين".

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وسيتكرر برقم (13913).

وأخرجه البخاري (4334)، ومسلم (1059)(133)، والترمذي (3901)، وأبو يعلى (3002) من طريق محمد بن جعفر وحده، بهذا الإِسناد. ورواية البخاري دون قصة ابن أخت القوم منهم. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.

وأخرجه أبو عوانة في الزكاة كما في "إتحاف المهرة" 2/ 248 من طريق حجاج بن محمد وحده، به.

وأخرجه البخاري (3146) و (6762)، وابن حبان (4501) من طريق أبي الوليد الطيالسي، وأبو يعلى (3230) من طريق سليمان بن حرب، كلاهما عن شعبة، به- والحديث عند بعضهم مختصر.

وقصة ابن أخت القوم منهم، ستأتي من طريق قتادة بالأرقام (12777) و (12857) و (13322) و (13933) و (13940). =

ص: 168

12767 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ:" فَأَرَدْتُ أَنْ أَتَأَلَّفَهُمْ وَأَجْبُرَهُمْ "(1).

12768 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، حَدَّثَنَا أَنَسٌ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ:

" اللهُمَّ إِنَّ الْعَيْشَ عَيْشُ الْآخِرَهْ "

قَالَ شُعْبَةُ: أَوْ قَالَ:

" اللهُمَّ لَا عَيْشَ إِلَّا عَيْشُ الْآخِرَهْ

فَأَكْرِمِ الْأَنْصَارَ وَالْمُهَاجِرَهْ " (2).

12769 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ. وَحَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: مَتَى السَّاعَةُ؟ قَالَ: " مَا أَعْدَدْتَ لَهَا؟ " قَالَ: حُبَّ اللهِ

= وسلفت هذه القطعة من طريق معاوية بن قرة، عن أنس برقم (12187).

وانظر ما سلف برقم له (12608).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر ما قبله.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وسيأتي مكرراً برقم (13921).

وأخرجه مسلم (1805)(128)، والترمذي (3857)، والنسائي في "الكبرى"(8325)، وأبو يعلى (3003) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإِسناد.

وانظر (12722).

ص: 169

وَرَسُولِهِ. قَالَ: " أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ "(1).

12770 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ. وَحَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يُحَدِّثُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا وَقَدْ أَنْذَرَ أُمَّتَهُ الْأَعْوَرَ الْكَذَّابَ، أَلَا إِنَّهُ أَعْوَرُ، وَإِنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ، مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ: ك ف ر. قَالَ حَجَّاجٌ: " كَافِرٌ " (2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي. وسيأتي مكرراً برقم (13924).

وأخرجه مسلم (2639)(164)، وأبو يعلى (3024) من طريق محمد بن جعفر وحده، بهذا الإِسناد.

وأخرجه أبو عوانة الإسفراييني في البر والصلة كما في "الإتحاف" 2/ 229 من طريق حجاج بن محمد وحده، به.

وأخرجه مسلم (2639)(164)، وأبو عوانة الإسفراييني من طريق أبي عوانة الوضاح، عن قتادة، به.

وسيأتي من طريق هشام الدستوائي برقم (12823)، ومطولاً من طريق همام بن يحيى برقم (12993)، كلاهما عن قتادة. وانظر ما سلف برقم (12013).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (2933)(101)، وأبو داود (4317)، والترمذي (2245)، وأبو يعلى (3017) من طريق محمد بن جعفر وحده، بهذا الإِسناد. وسيأتي مكرراً من طريقه برقم (13925).

وأخرجه أبو عوانة في الفتن كما في "الإتحاف" 2/ 250 من طريق حجاج ابن محمد وحده، به. وانظر (12004).

ص: 170

12771 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ. وَحَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: " مَا مِنْ أَحَدٍ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ، يُحِبُّ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا، وَإِنَّ لَهُ مَا عَلَى الْأَرْضِ مِنْ شَيْءٍ غَيْرَ الشَّهِيدِ، فَإِنَّهُ يَتَمَنَّى أَنْ يَرْجِعَ فَيُقْتَلَ عَشْرَ مَرَّاتٍ، لِمَا يَرَى مِنَ الْكَرَامَةِ "(1).

12772 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ. وَحَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَخْرِجُوا مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِنَ الْخَيْرِ مَا يَزِنُ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البخاري (2817)، ومسلم (1877)(109)، والترمذي (1662)، وأبو يعلى (3020)، وابن حبان (4662) من طريق محمد بن جعفر وحده، بهذا الإِسناد.

وأخرجه أبو عوانة 5/ 32 من طريق حجاج بن محمد وحده، به.

وأخرجه ابن المبارك في "الجهاد"(28)، وأبو داود الطيالسي (1965)، وعبد بن حميد (1167)، والدارمي (2409)، وأبو يعلى (3056) و (3224) و (3260)، وأبو عوانة 5/ 32 و 33، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان"(851)، والبيهقي في "السنن" 9/ 163، وفي "شعب الإيمان"(4244) من طرق عن شعبة، به.

وأخرجه الترمذي (1661)، وأبو يعلى (3019) من طريق هشام الدستوائي، عن قتادة، به.

وانظر (12003).

ص: 171

شَعِيرَةً (1)، أَخْرِجُوا مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِنَ الْخَيْرِ مَا يَزِنُ ذَرَّةً (2)، أَخْرِجُوا مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِنَ الْخَيْرِ (3) مَا يَزِنُ بُرَّةً " (4).

(1) في (ظ 4) و (ق): ذَرَّة.

(2)

في (ظ 4) و (ق): شعيرة.

(3)

قوله: "من الخير" ليس في (ظ 4) و (ق).

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي.

وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" 2/ 700 من طريق محمد بن جعفر وحده، بهذا الإِسناد.

وأخرجه أبو عوانة 1/ 184 من طريق حجاج بن محمد وحده، به.

وأخرجه الطيالسي (1966)، ومسلم (193)(325)، والترمذي (2593)، وابن أبي عاصم في "السنة"(851)، وأبو يعلى (2956) و (3273)، وابن خزيمة في "التوحيد" 2/ 701 و 702، وأبو عوانة 1/ 184، وابن منده في "الإيمان"(872)، والبيهقي في "الاعتقاد" ص 194 من طرق عن شعبة، به.

وسيأتي مكرراً برقم (13928). وسيأتي عن يزيد بن هارون، عن شعبة برقم (13929).

وأخرجه الطيالسي (1966)، والبخاري (44)، ومسلم (193)(325)، والترمذي (2593)، وابن أبي عاصم (850) و (851)، وأبو يعلى (2927) و (2955) و (2977) و (3273)، وابن خزيمة 2/ 701، وأبو عوانة 1/ 141، والبيهقي ص 194، وابن منده (868) و (869) و (870) من طريق هشام الدستوائي، عن قتادة، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 11/ 31، ومسلم (193)(325)، وابن أبي عاصم (849)، وأبو يعلى (2889) و (2955) و (2993)، وابن خزيمة 2/ 713، وابن حبان (7484)، وابن منده (870) و (871) من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، به. وطريق سعيد هذه سلفت ضمن حديث الشفاعة الطويل برقم =

ص: 172

12773 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَا: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ أَخَفِّ النَّاسِ صَلَاةً فِي تَمَامٍ (1).

= (12153).

وأخرج البيهقي في "الاعتقاد" ص 179، والحافظ ابن حجر في "التغليق" 2/ 49 - 50 من طريق أبان بن يزيد، عن قتادة، عن أنس مرفوعاً:"يخرج من النار من قال: لا إله إلا الله، وفي قلبه من الإيمان ما يزن بُرَّة" وعلقه البخاري عن أبان بإثر الحديث (44).

وأخرج البخاري (7509)، والآجري في "الشريعة" ص 343 - 344 و 345، وابن منده في "الإيمان" بإثر (873) من طريق حميد الطويل، عن أنس مرفوعاً:"إذا كان يوم القيامة شُفِّعتُ فقلت: يا ربِّ أَدخل الجنة من كان في قلبه خَرْدَلَةً، فيدخلون، ثم أقول: أَدخلِ الجنة من كان في قلبه أدنى شيء". واللفظ للبخاري.

وأخرجه بنحوه الطبراني في "الصغير"(875) من طريق عبد الله بن الحارث، عن أنس.

وأخرج البيهقي في "الشعب"(309) من طريق سليمان التيمي، عن أنس موقوفاً: يشفع محمد صلى الله عليه وسلم حتى يُخرَج من النار من كان في قلبه مثقال شعيرة من خير، ثم يشفع محمد صلى الله عليه وسلم حتى يخرج من النار من كان في قلبه مثقال خردلة من خير، ثم يشفع محمد صلى الله عليه وسلم حتى يُخرج من النار من كان في قلبه أدنى من شطر خردلةٍ من خير.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وسيأتي مكرراً عن حجاج ويزيد برقم (13927)، وعن حجاج وآخرين =

ص: 173

12774 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ. وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ (1). وَأَسْوَدُ - يَعْنِي شَاذَانَ - قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَنْبَأَنِي قَتَادَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِرَجُلٍ يَسُوقُ بَدَنَةً: " ارْكَبْهَا " قَالَ: إِنَّهَا بَدَنَةٌ! قَالَ: " ارْكَبْهَا " قَالَ: إِنَّهَا بَدَنَةٌ! قَالَ: " ارْكَبْهَا وَيْحَكَ " فِي الثَّالِثَةِ (2).

12775 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يُحَدِّثُ قَالَ: قُلْتُ لِقَتَادَةَ: أَسَمِعْتَ أَنَسًا يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: الْبُصَاقُ

= معه برقم (13945).

وأخرجه أبو عوانة 2/ 89 من طريق حجاج بن محمد وحده، بهذا الإِسناد.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(609) من طريق يزيد بن هارون وحده، به.

وأخرجه أبو عوانة 2/ 89 من طريق عبد الله بن أبي بكر العتكي، عن شعبة، به. وانظر (12734).

(1)

في (ظ 4) زيادة: "قال: سمعت أنس بن مالك".

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أسود: هو ابن عامر الشامي، وشاذانُ: لقبُه.

وأخرجه الطيالسي (1981)، والدارمي (1913)، والبخاري (1690)، وأبو يعلى (3217) و (3218)، وابن خزيمة (2662)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 161، والبيهقي 5/ 236 من طرق عن شعبة، بهذا الإِسناد.

وسيأتي مكرراً عن يزيد بن هارون برقم (13090)، وعن حجاج بن محمد وأسود بن عامر برقم (13909). وانظر (12735).

ص: 174

فِي الْمَسْجِدِ خَطِيئَةٌ "؟ قَالَ: نَعَمْ: " وَكَفَّارَتُهُ دَفْنُهُ " (1).

12776 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا تُوَاصِلُوا " قَالُوا: إِنَّكَ تُوَاصِلُ! قَالَ: " إِنَّكُمْ لَسْتُمْ فِي ذَلِكَ مِثْلِي، إِنِّي أَظَلُّ - أَوْ قَالَ: أَبِيتُ - أُطْعَمُ وَأُسْقَى "(2).

12777 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، أَخْبَرَنِي عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ جَمَعَ الْأَنْصَارَ فَقَالَ: " هَلْ فِيكُمْ أَحَدٌ مِنْ غَيْرِكُمْ؟ " قَالُوا: لَا، إِلَّا ابْنَ أُخْتٍ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه أبو عوانة 1/ 404 من طريق حجاج بن محمد المصيصي، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الطيالسي (1988)، والدارمي (1395)، والبخاري (415)، ومسلم (552)(56)، وأبو داود (474)، وأبو يعلى (3222)، وابن خزيمة (1309)، وأبو عوانة 1/ 404، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(970)، والبيهقي 2/ 291، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة"(488) من طرق عن شعبة، به. وانظر (12062).

قوله: "وكفارته دفنه" هو من تكملة الحديث المرفوع، أي: وسمعت أنساً يقول أيضاً في الحديث يرفعه: "وكفارته دفنه".

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. بهز: هو ابن أسد العَمِّي.

وأخرجه أبو يعلى (3215) من طريق بهز بن أسد، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الدارمي (1704)، والبخاري (1961)، وأبو يعلى (2972)، وابن خزيمة (2069)، وابن حبان (3579) من طرق عن شعبة، به.

وسيأتي عن يزيد بن هارون وبهز برقم (13930). وانظر (12740).

ص: 175

لَنَا. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " ابْنُ أُخْتِ الْقَوْمِ مِنْ أَنْفُسِهِمْ " أَوْ قَالَ: " مِنَ الْقَوْمِ ".

قَالَ (1): فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِمُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، فَحَدَّثَنِي عَنْ أَنَسٍ (2).

12778 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي قَتَادَةُ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسًا قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ " قَالَ: " وَيُعْجِبُنِي الْفَأْلُ " فَقُلْتُ: مَا الْفَأْلُ؟ قَالَ: " الْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ "(3).

12779 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ

(1) القائل: هو شعبة.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. بهز: هو ابن أسد العَمِّي. وسيتكرر برقم (13933).

وأخرجه أبو يعلى (3207) من طريق بهز بن أسد، بهذا الإِسناد- وليس فيه قول شعبة في آخر الحديث.

وأخرجه البخاري (3528) و (6761) و (6762)، وأبو القاسم البغوي في " الجعديات "(971)، ومن طريقه أبو محمد البغوي في "شرح السنة"(2228) من طرق عن شعبة، به- واقتصروا على قوله:"ابن أخت القوم منهم"، وعند البخاري في الموضع الثاني:"مولى القوم من أنفسهم"، وانفرد البخاري في هذا الموضع فقرن بقتادةَ معاويةَ بنَ قرةَ.

وطريق معاوية بن قرة سلفت برقم (12187)، وطريق قتادة برقم (12766).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه أبو يعلى (3210) من طريق بهز بن أسد، بهذا الإِسناد. وانظر (12179).

ص: 176

عَنْ عِكْرِمَةَ أَنَّهُ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا. لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} [الفتح: 1 - 2](1)، قَالَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: هَنِيئًا مَرِيئًا لَكَ يَا رَسُولَ اللهِ، فَمَا لَنَا؟ فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ:{لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ} [الفتح: 5].

قَالَ شُعْبَةُ: كَانَ قَتَادَةُ يَذْكُرُ هَذَا الْحَدِيثَ فِي قَصَصِهِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ لَمَّا رَجَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْحُدَيْبِيَةِ: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا. لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} .

ثُمَّ يَقُولُ: قَالَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: هَنِيئًا

لَكَ هَذَا الْحَدِيثُ.

قَالَ: فَظَنَنْتُ أَنَّهُ كُلُّهُ عَنْ أَنَسٍ، فَأَتَيْتُ الْكُوفَةَ، فَحَدَّثْتُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ، ثُمَّ رَجَعْتُ فَلَقِيتُ قَتَادَةَ بِوَاسِطٍ، فَإِذَا هُوَ يَقُولُ: أَوَّلُهُ عَنْ أَنَسٍ، وَآخِرُهُ عَنْ عِكْرِمَةَ. قَالَ: فَأَتَيْتُهُمْ بِالْكُوفَةِ فَأَخْبَرْتُهُمْ بِذَلِكَ (2).

(1) في (م) زيادة: ثم يقول: قال

الخ.

(2)

لهذا الحديث إسنادان كما بينه شعبةُ، الأول: قتادة عن عكرمةَ مرسلاً، ورجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. والإسناد الثاني: قتادة عن أنس، وإسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه أبو يعلى (3252) من طريق حجاج بن محمد، بهذا الإِسناد. =

ص: 177

12780 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَحَجَّاجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ زَيْدٍ قَالَ: قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: إِنْ كَانَتِ الْوَلِيدَةُ مِنْ وَلَائِدِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، لَتَجِيءُ، فَتَأْخُذُ بِيَدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَا يَنْزِعُ يَدَهُ مِنْ يَدِهَا حَتَّى تَذْهَبَ بِهِ حَيْثُ شَاءَتْ (1).

= وأخرجه الطبري في "تفسيره" 26/ 70 من طريق محمد بن جعفر غندر، عن شعبة، به- دون بيان شعبة لرواية عكرمة.

وأخرجه البخاري (4172)، وأبو عوانة 4/ 250، والبيهقي في "السنن" 9/ 222 من طريق عثمان بن عمر، والحاكم 2/ 459 من طريق محمد بن أبي حفصة، كلاهما عن شعبة، عن قتادة، عن أنس. وليس في رواية الحاكم بيان شعبة لرواية عكرمة.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(11502) من طريق يحيى القطان، عن شعبة، عن قتادة، عن أنس، كرواية همام بن يحيى عن قتادة، السالفة برقم (12374). دون بيان شعبة لرواية عكرمة.

وأخرجه البخاري (4834)، وأبو عوانة 4/ 249، والطبري 26/ 70، والبيهقي في "الدلائل" 4/ 157 من طريق محمد بن جعفر، والنسائي (11498) من طريق يحيى القطان، وأبو يعلى (3253) من طريق شبابة، وأبو عوانة 4/ 249 - 250 من طريق عبد الرحمن بن زياد، و 4/ 250 - 251 من طريق هاشم أبي النضر، خمستهم عن شعبة، عن قتادة، عن أنس، قال: نزلت {إنَّا فتحنا لك فتحاً مبيناً} على رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رجع من الحُديبية.

وانظر (12226).

(1)

إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد -وهو ابن جدعان-، وقد صَحَّ الحديث بغير هذا اللفظ، انظر ما سلف برقم (11941).

وأخرجه أبو يعلى (3982)، وعنه أبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" ص 30 =

ص: 178

12781 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ - يَعْنِي الْأَنْصَارِيَّ -، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} [آل عمران: 92]، أَوْ قَالَ:{مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضًا حَسَنًا} [البقرة: 245]، جَاءَ أَبُو طَلْحَةَ بْنُ سَهْلٍ الْأَنْصَارِيُّ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، حَائِطِي الَّذِي بِمَكَانِ كَذَا وَكَذَا، وَلَوِ اسْتَطَعْتُ (1) أَنْ أُسِرَّهُ لَمْ أُعْلِنْهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" اجْعَلْهُ فِي فُقَرَاءِ قَرَابَتِكَ " أَوْ قَالَ: " فِي فُقَرَاءِ أَهْلِكَ "(2).

12782 -

حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: سَمِعْتُ هِلَالَ بْنَ أَبِي دَاوُدَ الْحَبَطِيَّ أَبَا هِشَامٍ، قَالَ: أَخِي هَارُونُ بْنُ أَبِي دَاوُدَ حَدَّثَنِي، قَالَ: أَتَيْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ فَقُلْتُ: يَا أَبَا حَمْزَةَ، إِنَّ الْمَكَانَ بَعِيدٌ، وَنَحْنُ يُعْجِبُنَا أَنْ نَعُودَكَ. فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " أَيُّمَا رَجُلٍ يَعُودُ مَرِيضًا، فَإِنَّمَا يَخُوضُ فِي الرَّحْمَةِ، فَإِذَا قَعَدَ عِنْدَ الْمَرِيضِ غَمَرَتْهُ الرَّحْمَةُ " قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ

= عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن محمد بن جعفر، بهذا الإِسناد.

وأخرجه ابن ماجه (4177)، وأبو الشيخ ص 31، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 201 و 202 من طرق عن شعبة، به.

وسيأتي عن عبد الصمد بن عبد الوارث، عن شعبة برقم (13256).

(1)

في (م) و (س) و (ق) زيادة: يا رسول الله.

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 289 و 4/ 386، والدارقطني 4/ 191 من طريق محمد بن عبد الله الأنصاري، بهذا الإِسناد. وانظر (12144).

ص: 179

اللهِ، هَذَا لِلصَّحِيحِ الَّذِي يَعُودُ الْمَرِيضَ، فَالْمَرِيضُ مَا لَهُ؟ قَالَ:" تُحَطُّ عَنْهُ ذُنُوبُهُ "(1).

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، هارون بن أبي داود -وهو الحَبَطي- تفرد بالرواية عنه أخوه هلال، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ولم يوثقه غيره، وترجم له البخاري في "التاريخ الكبير"، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" فسمياه مروان بن أبي داود، ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وترجم له ابن حبان مرتين في هارون ومروان.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(8846) من طريق أسد بن موسى، والبيهقي في "الشعب"(9181) من طريق مسلم بن إبراهيم، كلاهما عن هلال ابن أبي داود، بهذا الإِسناد. وسقط من إسناد "الشعب" هارونُ بن أبي داود.

وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن هارون إلا أخوه هلال.

وسيأتي مكرراً برقم (13673) عن الحسن بن موسى.

وأخرج الطبراني في "الصغير"(519) من طريق إبراهيم بن الحكم بن أبان، عن أبيه، عن عكرمة، عن أنس مرفوعاً:"من عاد مريضاً خاض في الرحمة حتى يبلغه، فإذا قعد عنده غمرته الرحمةُ" فلما قال النبي صلى الله عليه وسلم ما قال، قلت: يا رسول الله، هذا لعائد المريض، فما للمريض؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"إذا مَرِضَ العبدُ ثلاثة أيام، خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمُّه". وقال: لم يروه عن عكرمة إلا الحكم، تفرد به إبراهيم. قلنا: وإبراهيم ضعيف.

ويشهد لقصة عيادة المريض حديث علي، وقد سلف برقم (612).

وحديث جابر، سيأتي 3/ 304، وصححه ابن حبان برقم (2956).

وحديث كعب بن مالك، سيأتي 3/ 460.

وعن ثوبان، سيأتي 5/ 276، وهو عند مسلم (2568).

وعن أبي أمامة، سيأتي 5/ 268.

وعن عمرو بن حزم عند عبد بن حميد (288)، والطبراني في "الأوسط"(5292). =

ص: 180

12783 -

حَدَّثَنَا الْمُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ بِهِنَّ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ: أَنْ يَكُونَ اللهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا وَأَنْ يَكْرَهَ الْعَبْدُ أَنْ يَرْجِعَ عَنِ الْإِسْلَامِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ، وَأَنْ يُحِبَّ الْعَبْدُ الْعَبْدَ (1) لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ (2).

= وعن ابن عباس عند الطبراني في "الكبير"(11481).

وعن أبي هريرة عند الطبراني في "الصغير"(139).

ويشهد لقصة حطِّ الذنوب عن المريض حديث أبي هريرة السالف برقم (7386)، وذكرنا شواهده هناك، ونزيد عليها هنا: حديث سعد بن أبي وقاص، سلف برقم (1607).

وحديث جابر، سيأتي 3/ 346.

(1)

في (ظ 4): العبد، مرة واحدة.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم من جهة عفان -وهو ابن مسلم-، وأما متابعه مؤمل بن إسماعيل، فقد روى له البخاري تعليقاً، وأبو داود في القدر وبقية أصحاب السنن، وهو سيئ الحفظ، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم.

وأخرجه أبو عوانة في "الإيمان" كما في "الإتحاف" 1/ 476 من طريق عفان ابن مسلم، بهذا الإِسناد.

وأخرجه عبد بن حميد (1328)، ومسلم (43) و (68)، وأبو يعلى (3279)، وأبو عوانة، وابن حبان (237)، وابن منده (283)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(1624) من طرق عن حماد بن سلمة، به.

وسيأتي عن يونس بن محمد وحسن بن موسى برقم (13407)، وعن =

ص: 181

12784 -

حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ وَأَنَا ابْنُ تِسْعِ سِنِينَ، فَانْطَلَقَتْ بِي أُمِّي (1) أُمُّ سُلَيْمٍ إِلَى نَبِيِّ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا ابْنِي اسْتَخْدِمْهُ. فَخَدَمْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم تِسْعَ سِنِينَ، فَمَا قَالَ لِي لِشَيْءٍ فَعَلْتُهُ (2): لِمَ فَعَلْتَ كَذَا وَكَذَا؟ وَمَا قَالَ لِي لِشَيْءٍ لَمْ أَفْعَلْهُ: أَلَا فَعَلْتَ كَذَا وَكَذَا؟

وَأَتَانِي ذَاتَ يَوْمٍ وَأَنَا أَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ - أَوْ قَالَ: مَعَ الصِّبْيَانِ - فَسَلَّمَ عَلَيْنَا، ثم دَعَانِي، فَأَرْسَلَنِي فِي حَاجَةٍ، فَلَمَّا رَجَعْتُ قَالَ:" لَا تُخْبِرْ أَحَدًا ". فَاحْتَبَسْتُ عَلَى أُمِّي، فَلَمَّا أَتَيْتُهَا قَالَتْ: يَا بُنَيَّ، مَا حَبَسَكَ؟ قُلْتُ: أَرْسَلَنِي (3) رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَاجَةٍ لَهُ. قَالَتْ: وَمَا هِيَ؟ قُلْتُ: إِنَّهُ قَالَ: " لَا تُخْبِرْن بِهَا أَحَدًا " قَالَتْ: أَيْ بُنَيَّ، فَاكْتُمْ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم سِرَّهُ (4).

= عفان برقم (14070)، ثلاثتهم عن حماد بن سلمة.

وانظر ما سلف برقم (12002).

(1)

لفظة "أمي" ليست في (م) و (س) و (ق).

(2)

في (ظ 4) زيادة: "لم فعلته"!

(3)

في (ظ 4): بعثني.

(4)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، مؤمل -وهو ابن إسماعيل- سيئ الحفظ، لكنه قد توبع.

وسيأتي شطره الأول من طريق سليمان بن المغيرة، عن ثابت برقم (13021)، ويأتي تخريجه هناك، وانظر ما سلف برقم (11974).

وأخرج الشطر الثاني منه الطيالسيُّ (2032)، وأخرجه مسلم (2482) =

ص: 182

12785 -

حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ أَبَا طَيْبَةَ حَجَمَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَأَمَرَ لَهُ بِصَاعٍ مِنْ تَمْرٍ، وَكَلَّمَ أَهْلَهُ، فَوَضَعُوا عَنْهُ مِنْ خَرَاجِهِ (1).

12786 -

حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِأَصْحَابِهِ: " سَلُونِي " فَقَامَ رَجُلٌ،

= (145) من طريق بهز بن أسد، وأبو عوانة في الاستئذان كما في "إتحاف المهرة" 1/ 466 من طريق أسد بن موسى، ثلاثتهم (الطيالسي وبهز وأسد) عن حماد بن سلمة، بهذا الإِسناد.

وأخرجه مختصراً عبد بن حميد (1375)، وأبو يعلى (3366)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" ص 64 من طريق الحارث بن عبيد، عن ثابت، به. بلفظ: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم في حاجة فمررت بصبيان فقعدت معهم فأبطأت عليه، فخرج فرآني مع الصبيان فسلم عليهم. وإسناده ضعيف لضعف الحارث ابن عبيد. وقرن عبد بن حميد بثابتٍ أبا عمران الجوني.

وسيأتي الشطر الثاني منه من طريق ثابت بالأرقام (13022) و (13380) و (13654).

وسلف هذا الشطر من طريق حميد عن أنس برقم (12060).

وسلف الحديث فقط بقصة سلامه صلى الله عليه وسلم على الصبيان من طريق ثابت البناني برقم (12337).

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، مؤمل -وهو ابن إسماعيل- سيئ الحفظ.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(2681) من طريق مؤمل بن إسماعيل، بهذا الإِسناد. وقال: لم يروه عن ثابت إلا حماد، تفرد به مؤمل.

وسيأتي الحديث بنحوه من طريق حميد الطويل، عن أنس برقم (12883)، ويأتي تخريجه وشواهده هناك.

ص: 183

فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَنْ أَبِي؟ قَالَ:" أَبُوكَ حُذَافَةُ " لِلَّذِي كَانَ يُنْسَبُ إِلَيْهِ، فَقَالَتْ لَهُ أُمُّهُ: يَا بُنَيَّ، لَقَدْ قُمْتَ بِأُمِّكَ مَقَامًا عَظِيمًا. قَالَ: أَرَدْتُ أَنْ أُبَرِّئَ صَدْرِي مِمَّا كَانَ يُقَالُ. وَقَدْ كَانَ يُقَالُ فِيهِ (1).

12787 -

حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ وَحُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُعْجِبُهُ الْقَرْعُ، فَكَانَ إِذَا جِيءَ بِمَرَقَةٍ فِيهَا قَرْعٌ، جُعِلَتِ الْقَرْعُ مِمَّا يَلِيهِ (2).

12788 -

حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ عِتْبَانَ بْنَ مَالِكٍ ذَهَبَ بَصَرُهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَوْ جِئْتَ صَلَّيْتَ فِي دَارِي - أَوْ قَالَ: فِي بَيْتِي - لَاتَّخَذْتُ مُصَلَّاكَ مَسْجِدًا. فَجَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَصَلَّى فِي دَارِهِ - أَوْ قَالَ: فِي بَيْتِهِ - وَاجْتَمَعَ قَوْمُ عِتْبَانَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَذَكَرُوا مَالِكَ بْنَ الدُّخْشُمِ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهُ وَإِنَّهُ، يُعَرِّضُونَ بِالنِّفَاقِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" أَلَيْسَ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللهِ؟ " قَالُوا: بَلَى. قَالَ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَا يَقُولُهَا عَبْدٌ صَادِقٌ بِهَا إِلَّا حُرِّمَتْ عَلَيْهِ النَّارُ "(3).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.

وانظر ما سلف برقم (12044).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف كسابقه. وانظر (12728).

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف. وانظر (12384).

ص: 184

12789 -

حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ وَفْدًا مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ قَدِمُوا عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأَرَادَ أَنْ يَبْعَثَ مَعَهُمْ رَجُلًا فَقَالُوا: ابْعَثْ مَعَنَا رَجُلًا، فَقَالَ:" أَبْعَثُ مَعَكُمْ أَمِينَ هَذِهِ الْأُمَّةِ " فَبَعَثَ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ.

وَفِي مَوْضِعٍ آخَرَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، ابْعَثْ مَعَنَا رَجُلًا يُعَلِّمُنَا، فَأَخَذَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ، فَقَالَ:" لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينٌ، وَهَذَا أَمِينُ هَذِهِ الْأُمَّةِ "(1).

12790 -

حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَسْأَلُهُ، فَأَعْطَاهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم غَنَمًا بَيْنَ جَبَلَيْنِ، فَأَتَى الرَّجُلُ قَوْمَهُ فَقَالَ: أَيْ قَوْمِي، أَسْلِمُوا، فَوَاللهِ إِنَّ مُحَمَّدًا لَيُعْطِي عَطِيَّةَ رَجُلٍ مَا يَخَافُ الْفَاقَةَ. أَوْ قَالَ: الْفَقْرَ.

قَالَ: وَحَدَّثَنَاهُ ثَابِتٌ قَالَ: قَالَ أَنَسٌ: إِنْ كَانَ الرَّجُلُ لَيَأْتِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يُسْلِمُ مَا يُرِيدُ إِلَّا أَنْ يُصِيبَ (2) عَرَضًا مِنَ الدُّنْيَا - أَوْ قَالَ: دُنْيَا يُصِيبُهَا - فَمَا يُمْسِي مِنْ يَوْمِهِ ذَلِكَ، حَتَّى يَكُونَ دِينُهُ

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، مؤمل -وهو ابن إسماعيل- سيئ الحفظ، وقد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وانظر (12261).

(2)

قوله: "أن يصيب" ليس في (ظ 4).

ص: 185

أَحَبَّ إِلَيْهِ - أَوْ قَالَ: أَكْبَرَ عَلَيْهِ - مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا (1).

12791 -

حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ وَحَسَنٌ الْأَشْيَبُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ. قَالَ حَسَنٌ: عَنْ ثَابِتٍ وَحُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّ عَلَى بَغْلَتِهِ الشَّهْبَاءِ بِحَائِطٍ لِبَنِي النَّجَّارِ، فَسَمِعَ أَصْوَاتَ قَوْمٍ يُعَذَّبُونَ فِي قُبُورِهِمْ، فَحَاصَتِ الْبَغْلَةُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" لَوْلَا أَنْ لَا تَدَافَنُوا، لَسَأَلْتُ اللهَ أَنْ يُسْمِعَكُمْ عَذَابَ الْقَبْرِ "(2).

12792 -

حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ غُلَامًا يَهُودِيًّا كَانَ يَضَعُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَضُوءَهُ، وَيُنَاوِلُهُ

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، مؤمل -وإن كان سيئ الحفظ- متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه عبد بن حميد (1323) و (1355)، ومسلم (2312)(58)، وأبو يعلى (3302)، وأبو عوانة في المناقب كما في "الإتحاف" 1/ 481، وابن حبان (4502) و (6373)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" ص 50، والبيهقي 7/ 19، والبغوي (3691) من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإِسناد.

وسيأتي عن أسود بن عامر برقم (13730)، وعن عفان برقم (14029) كلاهما عن حماد بن سلمة.

وانظر ما سلف برقم (12051).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم من جهة حسن الأشيب، وأما متابعه مؤَمَّل -وهو ابن إسماعيل- فسيئ الحفظ، لكنه يتقوى به.

وأخرجه الآجري في "الشريعة ص 360 - 361 من طريق مؤمل بن إسماعيل، بهذا الإِسناد.

وسلف الحديث مكرراً عن حسن بن موسى الأشيب برقم (12553).

ص: 186

نَعْلَيْهِ، فَمَرِضَ، فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَدَخَلَ عَلَيْهِ وَأَبُوهُ قَاعِدٌ عِنْدَ رَأْسِهِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" يَا فُلَانُ، قُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ " فَنَظَرَ إِلَى أَبِيهِ، فَسَكَتَ أَبُوهُ (1)، فَأَعَادَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَنَظَرَ إِلَى أَبِيهِ، فَقَالَ أَبُوهُ: أَطِعْ أَبَا الْقَاسِمِ. فَقَالَ الْغُلَامُ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّكَ رَسُولُ اللهِ. فَخَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَقُولُ:" الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَخْرَجَهُ بِي مِنَ النَّارِ "(2).

12793 -

حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ (3)، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ، مِثْلَهُ (4).

(1) لفظة "أبوه" ليست في (ظ 4).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، مؤمل -وإن كان سيئ الحفظ- متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد -وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم. وسيأتي في الحديث التالي عن مؤمل، عن حماد بن زيد.

(3)

قوله: "ابن زيد" سقط من (م) و (س) و (ق).

(4)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.

وأخرجه أبو يعلى (3350) وابن حبان (2960) و (4884)، والخطيب في "تاريخه" 4/ 138 من طرق عن حماد بن زيد، بهذا الإِسناد.

وسيأتي برقم (13375) و (13978) عن يونس بن محمد، و (13977) عن سليمان بن حرب، كلاهما عن حماد بن زيد.

وسيأتي من طريق عبد الله بن جَبر عن أنس برقم (13736).

وفي الباب عن بريدة الأسلمي عند ابن السني في "عمل اليوم والليلة"(554).

قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 3/ 221: في الحديث جواز استخدام المشرك، وعيادته إذا مرض، وفيه حسن العهد، واستخدام الصغير، وعَرْض الإسلام على الصبي، ولولا صحته منه ما عرضه عليه، وفي قوله: "أنقذه بي =

ص: 187

12794 -

حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: حَضَرَتِ الصَّلَاةُ، فَقَامَ جِيرَانُ الْمَسْجِدِ إِلَى مَنَازِلِهِمْ يَتَوَضَّؤُونَ، وَبَقِيَ فِي الْمَسْجِدِ نَاسٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ، مَا بَيْنَ السَّبْعِينَ إِلَى الثَّمَانِينَ، فَدَعَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِمَاءٍ، فَأُتِيَ بِمِخْضَبٍ مِنْ حِجَارَةٍ فِيهِ مَاءٌ، فَوَضَعَ أَصَابِعَ يَدِهِ الْيُمْنَى فِي الْمِخْضَبِ، فَجَعَلَ يَصُبُّ عَلَيْهِمْ وَهُمْ يَتَوَضَّؤُونَ وَيَقُولُ:" تَوَضَّؤُوا، حَيَّ عَلَى الْوُضُوءِ " حَتَّى تَوَضَّؤُوا جَمِيعًا، وَبَقِيَ فِيهِ نَحْوٌ مِمَّا كَانَ فِيهِ (1).

12795 -

حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: انْطَلَقْتُ بِعَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ (2) وُلِدَ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ فِي عَبَاءَةٍ يَهْنَأُ بَعِيرًا لَهُ، فَقَالَ لِي:" أَمَعَكَ تَمْرٌ؟ " قُلْتُ: نَعَمْ. فَتَنَاوَلَ تَمَرَاتٍ، فَأَلْقَاهُنَّ فِي فِيهِ، فَلَاكَهُنَّ ثُمَّ حَنَّكَهُ فَفَغَرَ الصَّبِيُّ فَاهُ، فَأَوْجَرَهُ الصَّبِيَّ،

= من النار" دلالة على أنه صحَّ إسلامُه.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم من جهة عفان -وهو ابن مسلم-، وأما متابعه مؤمَّل، فسيئ الحفظ.

وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 1/ 178 عن عفان وحده، بهذا الإِسناد.

وسيأتي عن عفان وحده برقم (13595).

وانظر ما سلف برقم (12412).

(2)

في الأصول الخطية: حيث، وصححت على هامش (س): حين، وكذا هي في (م).

ص: 188

فَجَعَلَ الصَّبِيُّ يَتَلَمَّظُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَبَتِ الْأَنْصَارُ إِلَّا حُبَّ التَّمْرِ " وَسَمَّاهُ عَبْدَ اللهِ (1).

12796 -

حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ أَصْحَابَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالُوا لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: إِنَّا إِذَا كُنَّا عِنْدَكَ فَحَدَّثْتَنَا، رَقَّتْ قُلُوبُنَا، فَإِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِكَ، عَافَسْنَا النِّسَاءَ وَالصِّبْيَانَ، وَفَعَلْنَا وَفَعَلْنَا. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّ تِلْكَ السَّاعَةَ لَوْ تَدُومُونَ عَلَيْهَا، لَصَافَحَتْكُمُ الْمَلَائِكَةُ "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم من جهة عفان -وهو ابن مسلم-، وأما متابعه مؤمل -وهو ابن إسماعيل- فسيئ الحفظ.

وأخرجه عبد بن حميد (1321)، والبخاري في "الأدب المفرد"(1254)، ومسلم (2144)(22)، وأبو داود (4951)، وأبو يعلى (3283)، وأبو عوانة 5/ 468، وابن حبان (4531)، والبيهقي 9/ 305 من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإِسناد.

وسيأتي عن عفان بن مسلم مكرراً مطولاً برقم (14065).

وسيأتي مطولاً ومختصراً من طريق ثابت بالأرقام (13026) و (13210) و (14066) و (14088).

وانظر ما سلف برقم (12028).

قوله: "فَغَر الصبيُّ فاه"، أي: فتحه.

"فأَوجَرَه"، أي: أَلقَمَه إياه.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، مؤمل -وهو ابن إسماعيل- سيئ الحفظ، لكنه قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(2717) من طريق مؤمل بن إسماعيل، =

ص: 189

12797 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ - يَعْنِي ابْنَ إِبْرَاهِيمَ ابْنِ عُلَيَّةَ -، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ - يَعْنِي ابْنَ صُهَيْبٍ -، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَأَى صِبْيَانًا ونِّسَاءً (1) مُقْبِلِينَ - قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ: حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ: مِنْ عُرْسٍ - فَقَامَ نَّبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُمْثِلًا (2) فَقَالَ: " اللهُمَّ أَنْتُمْ مِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ، اللهُمَّ أَنْتُمْ مِنْ أَحَبِّ

= بهذا الإِسناد. وقال: لم يروه عن ثابت إلا حماد، تفرد به مؤمل!

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 37 عن موسى بن إسماعيل التبوذكي، عن غسان بن بُرْزين، عن ثابت البناني، به. قلنا: وهذا إسناد صحيح.

وأخرجه بنحوه البزار (3234 - كشف الأستار)، وأبو يعلى (3035)، وابن حبان (344)، والبغوي (90) من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة، عن أنس. ومن طريق معمر علقه البخاري في "التاريخ" 3/ 36 - 37. وقال البزار: لا نعلم رواه عن قتادة، عن أنس إلا معمر.

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (8043).

وعن حنظلة الكاتب، سيأتي 4/ 178، وهو عند مسلم (2750).

قوله: "عافَسْنا" من المعافسة، وهي المعالجة، كناية عن الملاعبة والملامسة.

"لصافحتكم الملائكة" قال السندي: يريد أن المداومة على الحالة الواحدة في الطاعة وعدم الفُتور فيها من شأن الملائكة، لا من شأن البشر، ولو فُرِضَ حصولُها للبشر لكان مجانساً للملائكة حتى ظهرت له الملائكة وصافحته، ففَقْدُ المداومة لا يضرُّكم، والله تعالى أعلم.

(1)

في (م): الصبيان والنساء.

(2)

في (ظ 4): مقبلاً، وضبب عليها.

ص: 190

النَّاسِ إِلَيَّ، اللهُمَّ أَنْتُمْ مِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ " يَعْنِي الْأَنْصَارَ (1).

12798 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، حَدَّثَنَا أَنَسٌ قَالَ: عَطَسَ رَجُلَانِ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَشَمَّتَ أَحَدَهُمَا - أَوْ قَالَ: فسَمَّتَ أَحَدَهُمَا - وَتَرَكَ الْآخَرَ، فَقِيلَ: هُمَا رَجُلَانِ عَطَسَا، فَشَمَّتَّ - أَوْ قَالَ: فَسَمَّتَّ - أَحَدَهُمَا وَتَرَكْتَ الْآخَرَ! فَقَالَ: " إِنَّ هَذَا حَمِدَ اللهَ، وَإِنَّ هَذَا لَمْ يَحْمَدِ اللهَ " قَالَ سُلَيْمَانُ: أُرَاهُ نَحْوًا مِنْ هَذَا (2).

12799 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (2508) من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البخاري (3785) و (5180) من طريق عبد الوارث بن سعيد، عن عبد العزيز بن صهيب، به.

وانظر ما سلف برقم (12522).

قوله: "مُمْثِلاً"، قال النووي في "شرح مسلم" 16/ 67 - 68: هو بضم الميم الأولى وإسكان الثانية، وبفتح الثاء المثلثة وكسرها، كذا رُوِيَ بالوجهين وهما مشهوران، ومعناه: قائماً منتصباً.

وقوله: "اللهم أنتم من أحب الناس إلي"، قال السندي: ذَكَر "اللهم" للإشهاد على قوله، أي: اللهم أنت شاهدٌ على صدق ما أقول، ثم شَرَعَ في ذلك القول، فقال:"أنتم" أي: معشر الأنصار "من أحب الناس إلي".

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن إبراهيم ابن عُليَّة، وسليمان التيمي: هو ابن طَرْخان.

وأخرجه أبو يعلى (4073)، والبغوي (3344) من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإِسناد. وانظر (11962).

ص: 191

حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: كَانَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ مَعَ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَأَتَى عَلَيْهِنَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم (1) وَهُنَّ (2) يَسُوقُ بِهِنَّ سَوَّاقٌ، فَقَالَ لَهُ:" يَا أَنْجَشَةُ، رُوَيْدَكَ بِالْقَوَارِيرِ "(3).

12800 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ " مُتَعَمِّدًا (4)، حَدَّثَنَا بِهِ هَكَذَا مَرَّتَيْنِ (5).

وَحَدَّثَنَا بِهِ مَرَّةً أُخْرَى فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ "(6).

(1) قوله: "فأَتى عليهن النبي صلى الله عليه وسلم" سقط من (م).

(2)

في (م) و (س) و (ق): وهو، وهو خطأ.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه أبو يعلى (4075) من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإِسناد. وانظر (12090).

(4)

هكذا هي في (ظ 4)، وهو الصواب الموافق للرواية السالفة برقم (12154)، ورواية النسائي المذكورة في التخريج، وأثبتت في (ق) ونسخة في (س) في صلب الحديث بعد قوله:"من كذب علي"، وسقطت من (م) و (س). وكُرِّر قوله:"فليتبوّأ مقعده من النار" في (م) و (س) و (ق) مرتين.

(5)

في (م) و (س) و (ق): "حدثنا عبد الله حدثني أبي هكذا مرتين" والصواب ما أثبتناه من (ظ 4)، فالقائل: حدثنا به، هو سليمان التيمي يأثره عن أنس كما جاء موضحاً في رواية النسائي.

(6)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(5914) عن علي بن حجر، وأبو يعلى (4070) و (4076) و (4077) عن أبي خيثمة زهير بن حرب، كلاهما عن =

ص: 192

12801 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ. وَحَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ - أَوْ لِجَارِهِ - مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ " وَلَمْ يَشُكَّ حَجَّاجٌ (1).

= إسماعيل ابن عُلية، بهذا الإِسناد. وانظر (12154).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور. وسيأتي مكرراً برقم (13874).

وأخرجه مسلم (45)(71)، وابن ماجه (66)، وأبو يعلى (3182)، وابن منده في "الإيمان"(296) من طريق محمد بن جعفر وحده، بهذا الإِسناد.

وأخرجه أبو عوانة 1/ 33 من طريق حجاج بن محمد وحده، به.

وأخرجه ابن المبارك في "الزهد"(677)، وعبد بن حميد (1174)، والدارمي (2740)، والبخاري (13)، والترمذي (2515)، والنسائي 8/ 115، وأبو يعلى (3257)، وأبو عوانة 1/ 33، وابن منده (296)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(889)، والبيهقي في "الشعب"(11125) من طرق، عن شعبة، به.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(8288) من طريق عمران بن طليق، وفيه (8854)، وفي "مسند الشاميين"(2592) من طريق سعيد بن بشير، كلاهما عن قتادة، به.

وسيأتي من طريق قتادة بالأرقام (13146) و (13629) و (13875) و (13963) و (14082)، وزاد في الموضع الثالث:"وحتى يحبَّ المرءَ لا يحبُّه إلا لله".

قوله: "لا يؤمن أحدُكم حتى يحب

" قال السندي: أي: لا يَكمُلُ إيمانُه بدون هذا، وليس المراد أن هذا وحده يُوجِبُ كمالَ الإيمان، بل لا بدَّ =

ص: 193

12802 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ. وَحَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ الْأَنْصَارَ كَرِشِي وَعَيْبَتِي، وَإِنَّ النَّاسَ سَيَكْثُرُونَ وَيَقِلُّونَ، فَاقْبَلُوا مِنْ مُحْسِنِهِمْ، وَاعْفُوا عَنْ مُسِيئِهِمْ ". وَقَالَ حَجَّاجٌ: عَنْ مُسِنِّهِمْ (1).

12803 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ - فَلَا أَدْرِي أَشَيْءٌ أُنْزِلَ أَوْ كَانَ يَقُولُهُ -: " لَوْ أَنَّ لِابْنِ آدَمَ وَادِيَيْنِ مِنْ مَالٍ، لَتَمَنَّى - أَوْ لَابْتَغَى - وَادِيًا ثَالِثًا، وَلَا يَمْلَأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا

= من سائر الواجبات وغيرها، وتَرْك المعاصي.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وسيتكرر برقم (13879).

وهو في "فضائل الصحابة" للمصنف برقم (1464).

وأخرجه البخاري (3801)، ومسلم (2510)، والترمذي (3907)، والنسائي في "الكبرى"(8325)، وأبو يعلى (2994)، وابن حبان (7265)، والبغوي (3972) من طريق محمد بن جعفر وحده، بهذا الإِسناد. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.

وأخرجه أبو يعلى (3208)، وأبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 2/ 218 من طريق حجاج بن محمد وحده، به.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(8324) من طريق حَرَمي بن عُمارة، عن شعبة، عن قتادة، عن أنس، عن أُسيد بن حُضَير.

وانظر ما سلف برقم (12650).

ص: 194

التُّرَابُ، وَيَتُوبُ اللهُ عَلَى مَنْ تَابَ " (1).

12804 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: - فَلَا أَدْرِي أَشَيْءٌ أُنْزِلَ عَلَيْهِ -؛ فَذَكَرَهُ (2).

12805 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ. وَحَدَّثَنَي حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، قَالَ (3): سَمِعْتُ قَتَادَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بِرَجُلٍ قَدْ شَرِبَ الْخَمْرَ، فَجَلَدَهُ بِجَرِيدَتَيْنِ نَحْوَ الْأَرْبَعِينَ، قَالَ: وَفَعَلَهُ أَبُو بَكْرٍ، فَلَمَّا كَانَ عُمَرُ اسْتَشَارَ النَّاسَ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: أَخَفُّ الْحُدُودِ ثَمَانُونَ. قَالَ: " فَأَمَرَ بِهِ عُمَرُ "(4).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (1048)(116)، وأبو يعلى (3181)، وأبو عوانة في الزكاة كما في "الإتحاف" 2/ 227 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإِسناد.

وسيتكرر برقم (13873). وانظر (12228).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي.

وأخرجه أبو يعلى (3266)، وأبو عوانة في الزكاة كما في "الإتحاف" 2/ 227 من طريق حجاج بن محمد، بهذا الإِسناد.

وسيتكرر برقم (13873). وانظر ما قبله.

(3)

قوله: "حدثني شعبة، قال" سقط من (م) و (س).

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وسيأتي مكرراً عن محمد بن =

ص: 195

12806 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ. وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: أَلَا أُحَدِّثُكُمْ بِحَدِيثٍ (1) سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ لَا يُحَدِّثُكُمْ أَحَدٌ بَعْدِي سَمِعَهُ مِنْهُ: " إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ: أَنْ يُرْفَعَ الْعِلْمُ، وَيَظْهَرَ الْجَهْلُ، وَيَفْشُوَ الزِّنَى،

= جعفر وحده برقم (13880).

وأخرجه مسلم (1706)(35)، والترمذي (1443)، والنسائي في "الكبرى"(5275) من طريق محمد بن جعفر وحده، بهذا الإِسناد.

وأخرجه أبو عوانة في الحدود كما في "الإتحاف" 2/ 225 - 226 من طريق حجاج بن محمد وحده، به.

وأخرجه الدارمي (2311)، والبخاري (6773)، ومسلم (1706)(35)، والنسائي في "الكبرى"(5274) و (5276)، وأبو يعلى (3053) و (3219)، وابن الجارود (829)، وأبو عوانة، والطحاوي 3/ 157 - 158، وابن حبان (4450)، والبيهقي في "السنن الكبرى" 8/ 319، والبغوي (2604) من طرق عن شعبة، به. ورواية البخاري والبغوي والنسائي (5274) مختصرة.

وأخرجه النسائي (5273)، وابن الجارود (830) من طريق شبابة بن سوَّار، عن شعبة، عن قتادة، عن الحسن البصري، عن أنس. بزيادة الحسن بين قتادة وشعبة، قال الحافظ في "الفتح" 12/ 63 عن إسناد قتادة، عن أنس: في رواية لمسلم والنسائي: "سمعت أنساً" أخرجاها من طريق خالد بن الحارث، عن شعبة، وهو يدل على أن رواية شبابة عن شعبة بزيادة الحسن بين قتادة، وبين أنس التي أخرجها النسائي من المزيد في متصل الأسانيد.

وانظر (12139).

(1)

في (ظ 4) ونسخة في (س): حديثاً.

ص: 196

وَيُشْرَبَ الْخَمْرُ، وَيَذْهَبَ الرِّجَالُ وَتَبْقَى النِّسَاءُ حَتَّى يَكُونَ لِخَمْسِينَ امْرَأَةً قَيِّمٌ وَاحِدٌ " (1).

12807 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: لَأُحَدِّثَنَّكُمْ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ مِثْلَهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ:" يَذْهَبُ الرِّجَالُ، وتَبْقَى النِّسَاءُ "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (2671)(9)، وابن ماجه (4045)، والنسائي في "الكبرى"(5906)، وأبو يعلى (3178) من طريق محمد بن جعفر وحده، بهذا الإِسناد.

وأخرجه أبو عوانة في العلم والقدر كما في "الإتحاف" 2/ 247 من طريق يزيد بن هارون، به.

وسيأتي عن محمد بن جعفر وحده برقم (13882)، وعن يزيد بن هارون وحده برقم (13095). وانظر (11944).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي.

وأخرجه أبو عوانة في العلم والقدر كما في "الإتحاف " 2/ 247 من طريق حجاج بن محمد، بهذا الإِسناد.

وسيتكرر برقم (13946).

قوله: "إلا أنه قال: يذهب الرجال، وتبقى النساء" لم نتبيَّن وجه التكرار لهذا الحرف، والذي يغلب على ظننا أن الأصل في رواية يزيد بن هارون السابقة أن تكون بلفظ:"ويَقِلَّ الرجال وتكثر النساء" كما سيأتي من طريقه عند المصنف برقم (13095)، ورواية محمد بن جعفر تبع له، وهي رواية جماعة عن قتادة، وحينئذ يتوجه التنبيه على الاختلاف في لفظة هذه الرواية، والله تعالى أعلم.

ص: 197

12808 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ. وَيَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَوْلَا أَنْ لَا تَدَافَنُوا، لَدَعَوْتُ اللهَ أَنْ يُسْمِعَكُمْ عَذَابَ الْقَبْرِ "(1).

12809 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ. وَحَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاةٍ، فَإِنَّهُ يُنَاجِي رَبَّهُ، فَلَا يَبْزُقَنَّ - قَالَ حَجَّاجٌ: - يَبْصُقَنَّ - بَيْنَ يَدَيْهِ، وَلَا عَنْ يَمِينِهِ، وَلَكِنْ عَنْ شِمَالِهِ وَتَحْتَ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد: هو ابن جعفر، ويزيد: هو ابن هارون.

وأخرجه أبو عوانة في البعث كما في "الإتحاف" 2/ 152 عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإِسناد.

وأخرجه مسلم (2868)، وأبو يعلى (2996)، وأبو عوانة، وابن حبان (3131) من طريق محمد بن جعفر وحده، به. وسيتكرر عن محمد بن جعفر برقم (13888).

وأخرجه عبد بن حميد (1171)، وأبو عوانة، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر"(92) من طريق يزيد بن هارون وحده، به.

وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 2/ 92 من طريق محمد بن بكر، عن شعبة، به.

وقوله أن لا تدافنوا أصله: أن لا تتدافنوا فحذفت إحدى التاءين، وفي الكلام حذف تقديره: لولا مخافة أن لا تتدافنوا.

وانظر ما سلف برقم (12007).

ص: 198

قَدَمِهِ " (1).

12810 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ. وَحَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ، فَلَمْ أَسْمَعْ أَحَدًا مِنْهُمْ يَقْرَأُ: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.

قَالَ حَجَّاجٌ: قَالَ شُعْبَةُ: قَالَ قَتَادَةُ: سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ: بِأَيِّ شَيْءٍ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَسْتَفْتِحُ الْقِرَاءَةَ؟ فَقَالَ: إِنَّكَ لَتَسْأَلُنِي عَنْ شَيْءٍ مَا سَأَلَنِي عَنْهُ أَحَدٌ (2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور. وسيأتي مكرراً عند المصنف برقم (13889).

وأخرجه البخاري (1214)، ومسلم (551) من طريق محمد بن جعفر غُندَر وحده، بهذا الإِسناد.

وأخرجه أبو عوانة 1/ 405 من طريق حجاج بن محمد وحده، به.

وأخرجه إبراهيم بن طهمان في "مشيخته"(121)، والبخاري (412) و (413)، وأبو يعلى (2968) و (3221)، وأبو عوانة 1/ 405، وابن حبان (2267)، والبيهقي 2/ 292 من طرق عن شعبة، به. وانظر (12063).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وسيأتي مكرراً برقم (13892).

وأخرجه مسلم (399)(50)، وأبو يعلى (3005)، وابن خزيمة (494)، والدارقطني 1/ 315 من طريق محمد بن جعفر وحده، بهذا الإِسناد.

وأخرجه أبو عوانة 2/ 122 من طريق حجاج بن محمد وحده، به.

وأخرجه مسلم (399)(51)، والنسائي 2/ 135، وأبو يعلى (3245)، وابن الجارود (183)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(953) و (954) =

ص: 199

12811 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ. وَحَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ يُحَدِّثُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُحِبُّ الدُّبَّاءَ - قَالَ حَجَّاجٌ: الْقَرْعَ - قَالَ: فَأُتِيَ بِطَعَامٍ - أَوْ دُعِيَ لَهُ -، قَالَ أَنَسٌ: فَجَعَلْتُ أَتَتَبَّعُهُ فَأَضَعُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ لِمَا أَعْلَمُ أَنَّهُ يُحِبُّهُ (1).

= و (2071)، وابن حبان (1799)، والدارقطني 2/ 314 - 315 و 315 و 316، والبيهقي 2/ 51 من طرق عن شعبة، به.

وأخرجه النسائي 2/ 135، وابن الجارود (181)، وابن خزيمة (496)، وأبو القاسم البغوي (953) و (2071)، والطحاوي 1/ 202، وابن حبان (1799)، والدارقطني 1/ 314 - 315 و 316 من طرق عن قتادة، به.

وأخرجه بنحوه النسائي 2/ 134 - 135 من طريق منصور بن زاذان، وابن حبان (1802) من طريق أبي قلابة، وابن خزيمة (498)، والطحاوي 1/ 203، والطبراني في "الكبير"(739)، وفي "الأوسط"(8273)، والضياء في "المختارة"(1877) و (1878) من طريق الحسن البصري، ثلاثتهم عن أنس.

وسلف الحديث من طريق قتادة عن أنس برقم (11991)، ولفظه: أن النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر وعثمان كانوا يفتتحون القراءة بالحمد لله ربِّ العالمين.

وفي الباب عن عبد الله بن مغفل، سيأتي 4/ 85.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وسيأتي مكرراً برقم (13894).

وأخرجه الترمذي في "الشمائل"(161)، والنسائي في "الكبرى"(6664)، وأبو يعلى (3006)، والبغوي (2861) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الدارمي (2051)، والترمذي في "الشمائل"(161)، وأبو يعلى (3201)، والبغوي (2861) من طرق عن شعبة، به.

وسيأتي بهذا اللفظ وبلفظ آخر عن قتادة بالأرقام (12861) و (13643) =

ص: 200

12812 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ. وَحَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" اعْتَدِلُوا فِي السُّجُودِ، وَلَا يَبْسُطْ أَحَدُكُمْ ذِرَاعَيْهِ انْبِسَاطَ الْكَلْبِ "(1).

12813 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ. وَحَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " سَوُّوا صُفُوفَكُمْ، فَإِنَّ تَسْوِيَةَ الصُّفُوفِ (2) مِنْ تَمَامِ الصَّلَاةِ "(3).

= و (13966) و (14085) و (14092).

وانظر ما سلف برقم (12052).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور.

وأخرجه البخاري (822)، ومسلم (493) من طريق محمد بن جعفر وحده، بهذا الإِسناد.

وسيأتي برقم (13896) عن محمد بن جعفر وحجاج ووكيع ويحيى بن سعيد. وانظر (12066).

(2)

في (م) ونسخة على هامش (س): الصفوف.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وسيتكرر برقم (13899).

وأخرجه مسلم (433)، وأبو يعلى (2997)، وابن خزيمة (1543) من طريق محمد بن جعفر وحده، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الطيالسي (1982)، والدارمي (1363)، والبخاري (723)، وأبو داود (668)، وابن ماجه (993)، وأبو يعلى (3055) و (3137) و (3213)، وابن خزيمة (1543)، وأبو عوانة 2/ 38 و 38 - 39، وابن حبان (2171) و (2174)، والبيهقي 3/ 99 - 100 من طرق عن شعبة، به. وانظر (12231).

ص: 201

12814 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ. وَحَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ "(1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وسيتكرر برقم (13911).

وأخرجه مسلم (44)(70)، وابن ماجه (67)، وابن منده في "الإيمان"(284) من طريق محمد بن جعفر وحده، بهذا الإِسناد.

وأخرجه أبو عوانة 1/ 33 من طريق حجاج بن محمد وحده، به.

وأخرجه عبد بن حميد (1175)، والدارمي (2741)، والبخاري (15)، والنسائي 8/ 114 - 115، وأبو يعلى (3049) و (3258)، وأبو عوانة 1/ 33، وابن حبان (179)، وابن منده (284)، والبيهقي في "الشعب"(1374)، والبغوي (22) من طرق عن شعبة، به.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(8854) من طريق سعيد بن بشير، عن قتادة، به.

وسيأتي بأطول مما هنا من طريق قتادة برقم (13151) و (13959)، ومن طريق طلق بن حبيب، عن أنس برقم (13152) و (13960).

وأخرجه البخاري (15)، ومسلم (44)(69)، والنسائي 8/ 115، وأبو يعلى (3895)، وابن منده (285) و (286)، والبيهقي في "الشعب"(1375) من طريق عبد العزيز بن صهيب، عن أنس.

وانظر ما سلف من طريق قتادة عن أنس برقم (12765).

وفي الباب عن عبد الله بن هشام، سيأتي 4/ 233.

وعن أبي هريرة عند البخاري (14)، والنسائي 8/ 115، وابن منده (287)، والبيهقي في "الشعب"(1383).

ص: 202

12815 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَلْعَقُ أَصَابِعَهُ الثَّلَاثَ إِذَا أَكَلَ، وَقَالَ:" إِذَا وَقَعَتْ لُقْمَةُ أَحَدِكُمْ، فَلْيُمِطْ عَنْهَا الْأَذَى وَلْيَأْكُلْهَا، وَلَا يَدَعْهَا لِلشَّيْطَانِ، وَلْيَسْلُِتْ أَحَدُكُمُ الصَّحْفَةَ، فَإِنَّكُمْ لَا تَدْرُونَ (1) فِي أَيِّ طَعَامِكُمُ الْبَرَكَةَ "(2).

(1) في (ظ 4) و (ق): فلا تدرون.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. عبد الرحمن: هو ابن مهدي.

وأخرجه مسلم (2035)، وأبو يعلى (3377) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإِسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 294، وعبد بن حميد (1352)، والدارمي (2028)، ومسلم (2034)، وأبو داود (3845)، وأبو يعلى (3312)، وأبو عوانة 5/ 336 و 366 - 367 و 369، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(3475) و (3476)، وابن حبان (5249) و (5252)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" ص 194، والبيهقي في "السنن" 7/ 278، وفي "الآداب"(498)، وفي "الشعب"(5858) و (5859)، والخطيب 1/ 315، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة"(2873)، من طرق عن حماد بن سلمة، به- والحديث عند بعضهم مختصر، ورواية الدارمي مختصرة بلفظ:"إذا سقطت لقمة أحدكم فليمسح عنها التراب، وليسمِّ الله وليأكلها".

وسيأتي عن عفان، عن حماد برقم (14089).

وسلف مختصراً من طريق حميد الطويل عن أنس برقم (11964).

وفي باب لعق الأصابع، انظر حديث ابن عمر السالف برقم (4514)، وانظر تتمة شواهده هناك.

قوله: "يلعق أصابعه الثلاث" قال السندي: اختصاص الثلاث لأجل أنه صلى الله عليه وسلم =

ص: 203

12816 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا يَقُولُ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَحْتَجِمُ، وَلَمْ يَكُنْ يَظْلِمُ أَحَدًا أَجْرَهُ (1).

12817 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الزُّبَيْرِ - يَعْنِي ابْنَ عَدِيٍّ -، قَالَ: شَكَوْنَا إِلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ مَا نَلْقَى مِنَ الْحَجَّاجِ، فَقَالَ:" اصْبِرُوا، فَإِنَّهُ لَا يَأْتِي عَلَيْكُمْ عَامٌ - أَوْ يَوْمٌ - إِلَّا الَّذِي بَعْدَهُ شَرٌّ مِنْهُ حَتَّى تَلْقَوْا رَبَّكُمْ " سَمِعْتُهُ مِنْ نَبِيِّكُمْ صلى الله عليه وسلم (2).

12818 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى الظُّهْرَ بِالْمَدِينَةِ

= كان يأكل بها.

"فليمط" مِن أماط: إذا أزال وأبعد.

"وليَسلُِت" من سلت القصعة كنصر وضرب: إذا مسحها بأصبعه، وجاء فيه أَسلَت أيضاً.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري، وعمرو بن عامر: هو الأنصاري.

وأخرجه أبو يعلى (3709) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإِسناد.

وأخرجه أبو عوانة في الطب كما في "الإتحاف" 2/ 155 من طريق أبي أمية، عن سفيان الثوري، به.

وانظر (12206).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (12347).

ص: 204

أَرْبَعًا، وَصَلَّى الْعَصْرَ بِذِي الْحُلَيْفَةِ رَكْعَتَيْنِ (1).

12819 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ سَنْبَرٍ الْجَحْدَرِيُّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ نَاسًا أَتَوْا الْمَدِينَةَ فَاجْتَوَوْا الْمَدِينَةَ، فَأَمَرَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِإِبِلٍ وَرَاعِيهَا، وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَشْرَبُوا مِنْ أَبْوَالِهَا وَأَلْبَانِهَا، قَالَ: فَقَتَلُوا الرَّاعِيَ، وَأَطْرَدُوا الْإِبِلَ، فَبَعَثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي طَلَبِهِمْ فَجِيءَ بِهِمْ، فَقَطَّعَ أَيْدِيَهُمْ وَأَرْجُلَهُمْ، وَسَمَرَ (2) أَعْيُنَهُمْ، وَطَرَحَهُمْ فِي الشَّمْسِ حَتَّى مَاتُوا (3).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن حبان (2748) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإِسناد.

وأخرجه عبد الرزاق (4316)، وابن أبي شيبة 2/ 443، والبخاري (1089)، وأبو عوانة 2/ 347 من طرق عن سفيان الثوري، به.

وأخرجه الدارمي (1507) عن محمد بن يوسف، وأبو يعلى (3635) من طريق مؤمل بن إسماعيل، كلاهما عن سفيان الثوري، عن محمد بن المنكدر وحده، به.

وأخرجه الطحاوي 1/ 418 من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، عن الثوري، عن إبراهيم بن ميسرة وحده، به. وانظر (12079).

(2)

في (م) و (س): سمل، وكلاهما بمعنى، أي: فقأَ أعينهم.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشام بن أبي عبد الله: هو الدستوائي.

وأخرجه الطيالسي (2002)، وأبو داود (4368)، وأبو عوانة في الحدود كما في "الإتحاف" 2/ 165، والبيهقي 9/ 69 من طرق عن هشام الدستوائي، بهذا =

ص: 205

12820 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: سَأَلَ النَّاسُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى أَحْفَوْهُ بِالْمَسْأَلَةِ، فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ ذَاتَ يَوْمٍ، فَقَالَ:" لَا تَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ إِلَّا بَيَّنْتُهُ لَكُمْ " قَالَ أَنَسٌ: فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ يَمِينًا وَشِمَالًا، فَإِذَا كُلُّ إِنْسَانٍ لَافٌّ (1) رَأْسَهُ فِي ثَوْبِهِ يَبْكِي.

قَالَ: وَأَنْشَأَ رَجُلٌ كَانَ إِذَا لَاحَى، يُدْعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَنْ أَبِي؟ قَالَ:" أَبُوكَ حُذَافَةُ " - قَالَ أَبُو عَامِرٍ: وَأَحْسَبُهُ قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، فِي الْجَنَّةِ أنا (2) أَوْ فِي النَّارِ؟ قَالَ:" فِي النَّارِ " -، قَالَ: ثُمَّ أَنْشَأَ عُمَرُ فَقَالَ: رَضِينَا بِاللهِ رَبًّا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا، نَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شَرِّ الْفِتَنِ. قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا رَأَيْتُ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ كَالْيَوْمِ قَطُّ، إِنَّهُ صُوِّرَتِ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ حَتَّى رَأَيْتُهُمَا دُونَ الْحَائِطِ "(3).

= الإِسناد. وانظر (12668).

قوله: "اطَّردوا الإبل" قال السندي: ضبط بتشديد الطاء، أي: ساقوها.

(1)

تحرف في (م) إلى: لاو.

(2)

لفظة "أنا" سقطت من (م).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي.

وأخرجه أبو يعلى (3135) من طريق أبي عامر عبد الملك بن عمرو، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البخاري (6362) و (7089)، ومسلم (2359)(137)، وأبو عوانة في المناقب كما في "الإتحاف" 2/ 212، والطبراني في "الأوسط"(2719) من =

ص: 206

12821 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" أَتِمُّوا الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ، فَوَاللهِ إِنِّي لَأَرَاكُمْ مِنْ بَعْدِ ظَهْرِي إِذَا مَا رَكَعْتُمْ، وَإِذَا مَا سَجَدْتُمْ "(1).

12822 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ وَعَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَا: حَدَّثَنَا هِشَامٌ. وَعَبْدُ الْوَهَّابِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ، وَيُعْجِبُنِي الْفَأْلُ " قَالَ: قِيلَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، مَا الْفَأْلُ؟ قَالَ: " الْكَلِمَةُ

= طرق عن هشام الدستوائي، به.

وأخرجه البخاري (7091)، ومسلم (2359)(137)، وأبو يعلى (3134)، وأبو عوانة، وابن حبان (6429) من طريق سليمان بن طرخان التيمي، عن قتادة، به.

وسيأتي الحديث من طريق قتادة برقم (13666) و (13667).

وانظر ما سلف برقم (12044).

والحرف الذي شك فيه عبد الملك بن عمرو وهو قوله: "وأحسبه قال: فقال رجل: يا رسول الله

الخ" غير محفوظ في حديث قتادة، وقد جاء من حديث الزهري عن أنس فيما سلف برقم (12659)، وانظر كلامنا عليه هناك.

قوله: "حتى أَحفَوْه بالمسألة"، قال السندي: من أَحفَى فلاناً: ألحَّ عليه، أي: أكثروا عليه في المسألة وأتعبوه بها.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الطيالسي (1995)، ومسلم (425)(111)، وأبو عوانة 2/ 138، والبيهقي 2/ 117 من طرق عن هشام الدستوائي، بهذا الإِسناد. وانظر (12148).

ص: 207

الْحَسَنَةُ ". قَالَ أَبُو عَامِرٍ: أَوْ قَالَ: " الْكَلِمَةُ الصَّالِحَةُ (1) " (2).

12823 -

حَدَّثَنَا (3) عَبْدُ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ - أَوْ أَعْرَابِيٌّ - إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَتَى السَّاعَةُ؟ قَالَ:" وَمَا أَعْدَدْتَ لَهَا؟ " قَالَ: مَا أَعْدَدْتُ لَهَا إِلَّا أَنِّي أُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ. فَقَالَ: " أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ ". قَالَ أَنَسٌ: فَمَا رَأَيْتُ الْمُسْلِمِينَ فَرِحُوا بِشَيْءٍ بَعْدَ الْإِسْلَامِ أَشَدَّ مَا (4) فَرِحُوا يَوْمَئِذٍ (5).

(1) في (م) و (س): الطيبة.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين من غير طريق عبد الوهاب -وهو ابن عطاء الخفاف- فإنه من رجال مسلم، وسلف الحديث من طريقه برقم (12564).

وأخرجه أبو يعلى (3026)، وابن خزيمة في التوكل كما في "الإتحاف" 2/ 260 - 261 من طريق عبد الملك بن عمرو وحده، بهذا الإِسناد. وانظر (12179).

(3)

أُقحم في (م) قبل: "حدثنا عبد الملك": حدثنا هشام، وهو خطأ.

(4)

في (م) و (س) و (ق): ما.

(5)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الملك: هو ابن عمرو أبو عامر العقدي، وهشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(352)، وأبو عوانة في البر والصلة كما في "الإتحاف" 2/ 229، والبغوي (3477) من طريق مسلم بن إبراهيم، ومسلم (2639)(164)، وأبو يعلى (3023) و (3072)، وابن حبان (8) من طريق معاذ بن هشام، كلاهما عن هشام الدستوائي، بهذا الإِسناد. وانظر (12769).

ص: 208

12824 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا حَرْبُ بْنُ مَيْمُونٍ أَبُو الْخَطَّابِ الْأَنْصَارِيُّ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنِّي لَقَائِمٌ أَنْتَظِرُ أُمَّتِي تَعْبُرُ (1) الصِّرَاطِ، إِذْ جَاءَنِي عِيسَى، فَقَالَ: هَذِهِ الْأَنْبِيَاءُ قَدْ جَاءَتْكَ يَا مُحَمَّدُ يَسْأَلُونَ (2) - أَوْ قَالَ: يَجْتَمِعُونَ إِلَيْكَ -، وَيَدْعُونَ اللهَ أَنْ يُفَرِّقَ بَيْنَ (3) جَمْعِ الْأُمَمِ إِلَى حَيْثُ يَشَاءُ اللهُ لِغَمِّ مَا هُمْ فِيهِ، فَالْخَلْقُ مُلْجَمُونَ فِي الْعَرَقِ، فَأَمَّا الْمُؤْمِنُ فَهُوَ عَلَيْهِ كَالزَّكْمَةِ، وَأَمَّا الْكَافِرُ فَيَتَغَشَّاهُ الْمَوْتُ " قَالَ: قَالَ: " عِيسَى، انْتَظِرْ حَتَّى أَرْجِعَ إِلَيْكَ " قَالَ: " فَذَهَبَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى قَامَ تَحْتَ الْعَرْشِ، فَلَقِيَ مَا لَمْ يَلْقَ مَلَكٌ مُصْطَفًى، وَلَا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ، فَأَوْحَى اللهُ إِلَى جِبْرِيلَ: أَنِ اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ، فَقُلْ لَهُ: ارْفَعْ رَأْسَكَ، سَلْ تُعْطَ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ " قَالَ: " فَشُفِّعْتُ فِي أُمَّتِي: أَنْ أُخْرِجَ مِنْ كُلِّ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ إِنْسَانًا، وَاحِدًا " قَالَ: فَمَا زِلْتُ أَتَرَدَّدُ عَلَى رَبِّي، فَلَا أَقُومُ مَقَامًا إِلَّا شُفِّعْتُ، حَتَّى أَعْطَانِي اللهُ مِنْ ذَلِكَ، أَنْ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَدْخِلْ مِنْ أُمَّتِكَ مِنْ خَلْقِ اللهِ مَنْ شَهِدَ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ يَوْمًا وَاحِدًا مُخْلِصًا، وَمَاتَ عَلَى ذَلِكَ " (4).

(1) في (م) و (س) و (ق): تعبر على.

(2)

في (م) و (س) و (ق): يشتكون، والمثبت من (ظ 4) و"تفسير ابن كثير" 5/ 104 فقد أورده من طريق "المسند".

(3)

لفظة "بين" أثبتناها من (ظ 4) و (ق) و"تفسير ابن كثير".

(4)

رجاله رجال الصحيح، وفي متن هذا الحديث غرابة. =

ص: 209

12825 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا حَرْبُ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: سَأَلْتُ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أَنْ يَشْفَعَ لِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، قَالَ: قَالَ: " أَنَا فَاعِلٌ (1) " قَالَ: فَأَيْنَ أَطْلُبُكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَا نَبِيَّ اللهِ؟ قَالَ: " اطْلُبْنِي أَوَّلَ مَا تَطْلُبُنِي عَلَى الصِّرَاطِ " قَالَ: قُلْتُ: فَإِذَا لَمْ أَلْقَكَ عَلَى الصِّرَاطِ؟ قَالَ: " فَأَنَا عِنْدَ الْمِيزَانِ ". قَالَ: قُلْتُ: فَإِنْ لَمْ أَلْقَكَ عِنْدَ الْمِيزَانِ؟ قَالَ: " فَأَنَا عِنْدَ الْحَوْضِ، لَا أُخْطِئُ هَذِهِ الثَّلَاثَ مَوَاطِنَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "(2).

= وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" 2/ 616 - 617 من طريق يونس بن محمد، بهذا الإِسناد. وأنظر ما سلف برقم (12153).

قوله: "تعبر الصراط" قال السندي: الظاهر أن المراد بهذه الأمة من لا حساب عليهم، فأُذن لهم في الدخول إلى الجنة.

"أن يفرق" من التفريق.

"إلى حيث يشاء"، أي: من الجنة أو النار.

"كالزُّكْمة" ضبط بضم زاي، فسكون كاف.

"قال: عيسى انتظر حتى أرجع إليك" الأقرب أن هذا من كلامه صلى الله عليه وسلم، فعيسى منادى بحذف حرف النداء، وصيغة "انتظر" للأمر.

"فلقي"، أي: من الكرامة.

(1)

في (م): فاعل بهم، وهو خطأ.

(2)

رجاله رجال الصحيح، ومتنه غريب.

وأخرجه الترمذي (2433) عن عبد الله بن الصباح، عن بدل بن المحبَّر، عن حرب بن ميمون، بهذا الإِسناد. وقال: حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.

ص: 210

12826 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مُخْتَارِ بْنِ فُلْفُلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: يَا خَيْرَ الْبَرِيَّةِ. قَالَ: " ذَاكَ إِبْرَاهِيمُ "(1).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير المختار بن فلفل، فمن رجال مسلم. سفيان: هو الثوري.

وأخرجه أبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 2/ 331، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1014) و (1015) و (1016)، وفي "شرح معاني الآثار" 4/ 315، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 2/ 156 - 157 من طرق عن سفيان الثوري، بهذا الإِسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 11/ 518، ومسلم (2369)، وأبو داود (4672)، والنسائي في "الكبرى"(11692)، وأبو يعلى (3948) و (3949)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1017)، وفي "شرح معاني الآثار" 4/ 315، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 1/ 128، والبيهقي في "الدلائل" 5/ 497 من طرق عن المختار بن فلفل، به.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(1404)، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 247، من طريق عمرو بن عامر، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 1/ 267 من طريق عيينة بن الغصن كلاهما عن أنس. وزاد أبو نعيم في الرواية الثانية: قال: يا أعبد الناس، قال:"ذاك داود".

وسيأتي الحديث عن عبد الرحمن بن مهدي برقم (12907)، وعن أبي نعيم الفضل بن دكين برقم (12908) كلاهما عن سفيان الثوري.

وانظر الحديث السالف برقم (12551).

قال النووي في "شرح مسلم" 15/ 121: قال العلماء: إنما قال صلى الله عليه وسلم هذا تواضعاً واحتراماً لإبراهيم صلى الله عليه وسلم لخُلَّته وأُبوَّته، وإلا فنبيُّنا صلى الله عليه وسلم أفضل كما قال صلى الله عليه وسلم:"أنا سيدُ ولد آدم"(انظر حديث ابن عباس السالف برقم: 2546) ولم يقصد به الافتخار ولا التطاول على مَن تقدَّمه، بل قاله بياناً لما أمر ببيانه وتبليغه، ولهذا =

ص: 211

12827 -

حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ يُوسُفَ - يَعْنِي الْمِسْمَعِيَّ -، عَنْ حُمَيْدٍ. وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ، وَلِأَهْلِ الْمَدِينَةِ يَوْمَانِ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا، فَقَالَ:" قَدِمْتُ عَلَيْكُمْ وَلَكُمْ يَوْمَانِ تَلْعَبُونَ فِيهِمَا، فَإِنَّ اللهَ قَدْ أَبْدَلَكُمْ يَوْمَيْنِ خَيْرًا مِنْهُمَا: يَوْمَ الْفِطْرِ، وَيَوْمَ النَّحْرِ "(1).

12828 -

حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ حُمَيْدٍ، قَالَ: سُئِلَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: هَلْ خَضَبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: لَا، لَمْ يَشِنْهُ الشَّيْبُ. قَالَ: فَقِيلَ: يَا أَبَا حَمْزَةَ، وَشَيْنٌ هُوَ؟ قَالَ: فَقَالُ (2): كُلُّكُمْ يَكْرَهُهُ، وَخَضَبَ أَبُو بَكْرٍ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ، وَخَضَبَ عُمَرُ بِالْحِنَّاءِ (3).

= قال صلى الله عليه وسلم: "ولا فخر" لينفي ما قد يتطرق إلى بعض الأفهام السخيفة.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين من جهة يزيد بن هارون، وأما متابعه سهل بن يوسف، فمن رجال البخاري وأصحاب السنن.

وأخرجه عبد بن حميد (1392)، وأبو يعلى (3841)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1489)، والبيهقي 3/ 277، والبغوي بإثر (1098)، والضياء في "المختارة"(1910) من طريق يزيد بن هارون وحده، بهذا الإِسناد. وانظر (12006).

(2)

في (م): يقال.

(3)

إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهل بن يوسف -وهو الأنماطي البصري- فمن رجال البخاري. وانظر (11965) و (12054).

ص: 212

12829 -

حَدَّثَنَا سَهْلٌ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَجُلًا اطَّلَعَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنْ خَلَلٍ، فَسَدَّدَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِمِشْقَصٍ، فَأَخْرَجَ الرَّجُلُ رَأْسَهُ (1).

12830 -

حَدَّثَنَا سَهْلٌ، عَنْ حُمَيْدٍ. وَعَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُضَحِّي بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ. قَالَ ابْنُ بَكْرٍ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ضَحَّى بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ.

أَسْنَدَاهُ جَمِيعًا عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ (2).

12831 -

حَدَّثَنَا سَهْلٌ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم شُجَّ يَوْمَ أُحُدٍ، وَكَسَرُوا رَبَاعِيَتَهُ، فَجَعَلَ يَمْسَحُ الدَّمَ عَنْ وَجْهِهِ، وَهُوَ يَقُولُ:" كَيْفَ يُفْلِحُ قَوْمٌ خَضَّبُوا وَجْهَ نَبِيِّهِمْ بِالدَّمِ وَهُوَ يَدْعُوهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ ". فَأُنْزِلَتْ: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ

(1) إسناده صحيح على شرط البخاري كسابقه. وانظر (12055).

(2)

إسناده صحيح على شرط البخاري من جهة سهل: وهو ابن يوسف، وصحيح على شرط الشيخين من جهة عبد الله بن بكر: وهو السَّهْمي.

وأخرجه عبد بن حميد (1385)، وأبو عوانة 5/ 192 عن عبد الله بن بكر وحده، بهذا الإِسناد. زاد أبو عوانة في روايته: ووضع رجله على صِفَاحِهما، وسمَّى وكبَّر.

وأخرجه النسائي 7/ 219 - 220 من طريق خالد الطحان، عن حميد، به.

وانظر ما سلف برقم (11960).

ص: 213

فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ} [آل عمران: 128](1).

12832 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ حُمَيْدٍ، قَالَ: سُئِلَ أَنَسٌ: عَنْ صَوْمِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَطَوُّعًا، قَالَ: كَانَ يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ: لَا يُفْطِرُ، وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ: لَا يَصُومُ (2).

12833 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ:" اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَلِ وَالْبُخْلِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ "(3).

12834 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " دَخَلْتُ الْجَنَّةَ، فَرَأَيْتُ قَصْرًا مِنْ ذَهَبٍ، قُلْتُ: لِمَنْ هَذَا الْقَصْرُ؟ قَالُوا: لِشَابٍّ مِنْ قُرَيْشٍ،

(1) إسناده صحيح على شرط البخاري. وانظر (11956).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطان. وانظر (12012).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 194، وحفص الدُّوري في "القراءات"(31)، والترمذي (3485)، والنسائي 8/ 257 و 260 و 271، وابن حبان (1010)، والطبراني في "الدعاء"(1351) من طرق عن حميد الطويل، به- وبعضهم يزيد فيه على بعض.

وسيأتي الحديث من طريق حميد بالأرقام (13076) و (13133) و (13472) و (13782).

وانظر ما سلف برقم (12113).

ص: 214

فَظَنَنْتُ أَنِّي أَنَا هُوَ، قَالُوا: لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ " (1).

12835 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ أَبَا مُوسَى اسْتَحْمَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَوَافَقَ مِنْهُ شُغْلًا قَالَ: " وَاللهِ لَا أَحْمِلُكُمْ " فَلَمَّا قَفَّى دَعَاهُ، فَقَالَ: حَلَفْتَ لَا تَحْمِلُنَا. قَالَ: " وَأَنَا أَحْلِفُ لَأَحْمِلَنَّكُمْ "، فَحَمَلَهُمْ (2).

12836 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ (3)، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ حُمَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا: أَنَّ أَبَا مُوسَى قَالَ: اسْتَحْمَلْنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَحَلَفَ لَا يَحْمِلُنَا، ثُمَّ حَمَلَنَا، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّكَ حَلَفْتَ لَا تَحْمِلُنَا؟ قَالَ:" وَأَنَا أَحْلِفُ لَأَحْمِلَنَّكُمْ "(4).

12837 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ جَنَازَةً مَرَّتْ بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقِيلَ لَهَا خَيْرًا، وَتَتَابَعَتِ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو في "فضائل الصحابة" للمصنف برقم (715). وانظر (12046).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (12056).

قوله: "قَفَّى" بالتشديد، أي: أدبر.

(3)

وقع في (م) مكان قوله: "حدثنا عفان": حدثنا يحيى بن سعيد. وهو خطأ.

(4)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. وسيتكرر برقم (13620).

وسيأتي الحديث في مسند أبي موسى من غير هذا الطريق 4/ 398.

وانظر الحديث السالف.

ص: 215

الْأَلْسُنُ لَهَا بِالْخَيْرِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" وَجَبَتْ " ثُمَّ مَرَّتْ جَنَازَةٌ أُخْرَى فَقَالُوا لَهَا شَرًّا، وَتَتَابَعَتِ الْأَلْسُنُ لَهَا بِالشَّرِّ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" وَجَبَتْ، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللهِ فِي الْأَرْضِ "(1).

12838 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الزُّبَيْرُ بْنُ عَدِيٍّ، قَالَ: أَتَيْنَا أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ نَشْكُو إِلَيْهِ الْحَجَّاجَ، فَقَالَ:" لَا يَأْتِي عَلَيْكُمْ يَوْمٌ - أَوْ زَمَانٌ - إِلَّا الَّذِي بَعْدَهُ شَرٌّ مِنْهُ " سَمِعْتُهُ مِنْ نَبِيِّكُمْ صلى الله عليه وسلم (2).

12839 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عِيسَى، عَنْ ابْنِ جَبْرِ بْنِ عَتِيكٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " يُجْزِئُ فِي الْوُضُوءِ رَطْلَانِ مِنْ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الترمذي (1058)، وأبو يعلى (3760) و (3854)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3301) من طرق عن حميد الطويل، به. ورواية الترمذي مختصرة.

وسيأتي من طريق عبد العزيز بن صهيب برقم (12938)، ومن طريق ثابت البناني برقم (12939).

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7552)، وذُكِرت شواهده هناك.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطان، وسفيان: هو الثوري.

وأخرجه الترمذي (2206) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإِسناد. وانظر (12162).

ص: 216

مَاءٍ " (1).

12840 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اعْتَدِلُوا فِي السُّجُودِ، وَلَا يَبْسُطْ أَحَدُكُمْ ذِرَاعَيْهِ انْبِسَاطَ السَّبُعِ "(2).

(1) إسناده ضعيف، شريك -وهو ابن عبد الله النخعي- سيئ الحفظ. وكيع: هو ابن الجراح، وعبد الله بن عيسى: هو ابن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وابن جَبْر: هو عبد الله بن عبد الله بن جبر.

وأخرجه الترمذي (609) ومن طريقه البغوي في "شرح السنة"(278) عن هناد بن السري، عن وكيع، بهذا الإِسناد. وقال الترمذي: غريب لا نعرفه إلا من حديث شريك على هذا اللفظ.

وسيأتي بنحوه من طريق شريك النخعي برقم (12843).

وأخرج الدارقطني 1/ 94 و 2/ 153 من طريق جرير بن يزيد، عن أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتوضأ برطلين، ويغتسلُ بالصاع ثمانية أرطال. وقال بإثره: تفرد به موسى بن نصر، وهو ضعيف الحديث. قلنا: وجرير بن يزيد لم نجد له ترجمة، وضعَّف هذه الرواية أيضاً البيهقي في "سننه" 4/ 172.

وأخرج الدارقطني أيضاً 2/ 154 من طريق ابن أبي ليلى، ذكره عن عبد الكريم بن رشيد، عن أنس، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ بمد رطلين، ويغتسل بصاع ثمانية أرطال. وقد ضعف البيهقي هذا الإِسناد أيضاً، وهو كما قال.

وانظر ما سلف برقم (12105).

ويشهد له حديث عائشة عند الطبراني في "الأوسط"(341)، والدارقطني 2/ 153. وقال بإثره: لم يروه عن منصور غير صالح، وهو ضعيف الحديث. وضعفه أيضاً البيهقي 4/ 171.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 259، وعنه مسلم (493) عن شعبة، بهذا =

ص: 217

12841 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَقِيمُوا صُفُوفَكُمْ، فَإِنَّ مِنْ حُسْنِ الصَّلَاةِ إِقَامَةَ الصَّفِّ "(1).

12842 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ أَخَفِّ النَّاسِ صَلَاةً فِي تَمَامٍ (2).

12843 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ شَاذَانُ (3)، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عِيسَى، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَبْرٍ (4)، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَتَوَضَّأُ بِإِنَاءٍ يَكُونُ

= الإِسناد. وتحرف شعبة في المطبوع من "مصنف ابن أبي شيبة" إلى سعيد.

وسيأتي عن وكيع وغير واحد برقم (13896)، وانظر (12066).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 351، وابن خزيمة (1543) من طريق وكيع، بهذا الإِسناد.

وسيتكرر برقم (13900). وانظر (12231).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 55، وأبو عوانة 2/ 89 من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الطيالسي (1997) عن هشام الدستوائي، به. وانظر (12734).

(3)

في (م): حدثنا شاذان، وهو خطأ، فإن شاذان لقب أسود بن عامر.

(4)

تحرف في (م) إلى: جُبير.

ص: 218

رَطْلَيْنِ، وَيَغْتَسِلُ بِالصَّاعِ (1).

12844 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْعُمَرِيُّ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى عَلَى حَصِيرٍ (2).

12845 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَخَلْفَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ، فَكَانُوا لَا يَجْهَرُونَ: بِبِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3).

12846 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنِي سُفْيَانُ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَنْصَرِفُ عَنْ يَمِينِهِ (4).

(1) إسناده ضعيف، شريك -وهو ابن عبد الله النخعي- سيئ الحفظ. عبد الله بن عيسى: هو ابن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وعبد الله بن جَبْر: هو عبد الله بن عبد الله بن جبر بن عَتيك.

وأخرجه أبو داود (95) عن محمد بن الصباح، عن شريك النخعي، بهذا الإِسناد. وانظر (12839).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف العُمَري: واسمه عبد الله ابن عمر بن حفص بن عاصم.

وقد سلف هذا الحرف ضمن حديث بسند صحيح برقم (12340).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وسيتكرر برقم (13915).

وأخرجه ابن خزيمة (495)، والدارقطني 1/ 315 من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإِسناد. وانظر (12810).

(4)

إسناده حسن لأجل السُّدي: واسمه إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي =

ص: 219

12847 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ وَرْدَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: خَطَبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْمِنْبَرِ (1).

12848 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ [ابْنِ] الْأَصَمِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ لَا يَنْقُصُونَ التَّكْبِيرَ (2).

12849 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: إِنَّمَا قَنَتَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم شَهْرًا يَدْعُو بَعْدَ الرُّكُوعِ (3).

= كريمة.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 305، وعنه مسلم (708) عن وكيع، بهذا الإِسناد. وانظر (12359).

قوله: "كان ينصرف"، أي: من الصلاة.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف سلمة بن وردان.

وانظر ما سيأتي برقم (13363).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الرحمن ابن الأصم، فمن رجال مسلم.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 420، وأبو يعلى (4280) من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإِسناد. وانظر (12259).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشام: هو ابن أبي عبد الله الدَّستُوائي.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 309 و 310، وأبو يعلى (3057) و (3082) من =

ص: 220

12850 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ الضُّبَعِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ، وَهُوَ يُنَاوِلُ (1) أَصْحَابَهُ وَهُمْ يَبْنُونَ الْمَسْجِدَ:

" أَلَا إِنَّ الْعَيْشَ عَيْشُ الْآخِرَهْ

فَاغْفِرْ لِلْأَنْصَارِ وَالْمُهَاجِرَهْ " (2)

12851 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ وَابْنُ جَعْفَرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ بِالْمَدِينَةِ فَزَعٌ، فَاسْتَعَارَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَرَسًا لِأَبِي طَلْحَةَ يُقَالُ لَهُ: مَنْدُوبٌ، فَرَكِبَهُ، ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ:" مَا رَأَيْنَا مِنْ فَزَعٍ، وَإِنْ وَجَدْنَاهُ لَبَحْرًا "(3).

12852 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ

= طريق وكيع، بهذا الإِسناد. وقرن أبو يعلى بهشامٍ سعيدَ بن أبي عروبة.

وانظر (12150).

(1)

تحرف في (م) إلى: ينادي.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. أبو التياح: هو يزيد بن حميد. وسلف مطولاً عن وكيع برقم (12178).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن جعفر: هو محمد المعروف بغُنْدَر وسلف عنه برقم (12744)، وسيتكرر عن وكيع وحده برقم (13907)

وأخرجه مسلم (2307)(49)، والنسائي في "الكبرى"(8821)، وأبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 2/ 209، وابن حبان (5798) من طريق وكيع وحده، بهذا الإِسناد.

ص: 221

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ مَكَّةَ عَامَ الْفَتْحِ وَعَلَيْهِ مِغْفَرٌ (1).

12853 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي الْمُخَيِّسِ الْيَشْكُرِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، قَدِ اسْتُشْهِدَ مَوْلَاكَ فُلَانٌ. قَالَ:" كَلَّا، إِنِّي رَأَيْتُ عَلَيْهِ عَبَاءَةً غَلَّهَا يَوْمَ كَذَا وَكَذَا "(2).

12854 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادٍ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ أَبَا طَلْحَةَ سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنْ أَيْتَامٍ فِي حِجْرِهِ وَرِثُوا خَمْرًا، أَيَجْعَلُهَا (3) خَلًّا؟ فَكَرِهَ ذَلِكَ. وَقَالَ وَكِيعٌ مَرَّةً: أَفَلَا أَجْعَلُهَا (4)؟ (5).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه أبو يعلى (3542) من طريق وكيع، بهذا الإِسناد. وانظر (12068).

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أبي المخيس، وضعف الحكم بن عطية.

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 492 عن وكيع، بهذا الإِسناد. وانظر (12528).

(3)

في (م) و (س): أن يجعلها.

(4)

تحرفت في (م) إلى: يجعلها.

(5)

إسناده حسن من أجل السُّدي -وهو إسماعيل بن عبد الرحمن- وهو وان كان من رجال مسلم، فيه كلام ينزله عن رتبة الصحيح، وباقي رجاله =

ص: 222

12855 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُعَزِّرُ فِي الْخَمْرِ بِالنِّعَالِ وَالْجَرِيدِ، قَالَ: ثُمَّ ضَرَبَ أَبُو بَكْرٍ أَرْبَعِينَ، فَلَمَّا كَانَ زَمَنُ عُمَرَ، وَدَنَا النَّاسُ مِنَ الرِّيفِ وَالْقُرَى، اسْتَشَارَ فِي ذَلِكَ النَّاسَ، وَفَشَا ذَلِكَ فِي النَّاسِ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: أَرَى أَنْ تَجْعَلَهُ كَأَخَفِّ الْحُدُودِ. فَضَرَبَ عُمَرُ ثَمَانِينَ (1).

12856 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَرَرْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي عَلَى قَوْمٍ تُقْرَضُ شِفَاهُهُمْ بِمَقَارِيضَ مِنْ نَارٍ، قُلْتُ: مَا هَؤُلَاءِ؟ قَالَ: هَؤُلَاءِ خُطَبَاءُ (2) مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا، كَانُوا (3) يَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ

= ثقات رجال الصحيح. وهو مكرر (12189).

سفيان: هو ابن سعيد الثوري، ويحيى بن عباد: هو ابن شيبان الأنصاري.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشام: هو ابن أبي عبد الله الدَّستُوائي.

وأخرجه مسلم (1706)(37)، وابن ماجه (2570)، والبيهقي 8/ 319 من طريق وكيع، بهذا الإِسناد. ورواية ابن ماجه مختصرة. وانظر (12139).

قوله: "يُعزِّر" قال السندي: من التعزير بمعنى التأديب، وظاهره أنه لم يكن حدّاً مقرراً، وإنما كان تعزيراً مفوَّضاً إلى رأي الإمام، والله تعالى أعلم.

(2)

في (م) و (س) و (ق): "خطباء أمتك"، بزيادة لفظة "أمتك"، وهي غير موجودة في (ظ 4)، وهو الموافق لما في الموضع السالف برقم (12211)، فهو مكرره.

(3)

في (ظ 4) و (ق): الذين كانوا.

ص: 223

وَيَنْسَوْنَ أَنْفُسَهُمْ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ، أَفَلَا يَعْقِلُونَ؟ " (1).

12857 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " ابْنُ أُخْتِ الْقَوْمِ مِنْهُمْ "(2).

12858 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَابْنُ جَعْفَرٍ - يَعْنِي غُنْدَرًا - قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بِلَحْمٍ تُصُدِّقَ بِهِ عَلَى بَرِيرَةَ، فَقَالَ:" هُوَ لَهَا صَدَقَةٌ، وَهُوَ لَنَا هَدِيَّةٌ "(3).

12859 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعُمَيْسِ، عَنْ أَبِي طَلْحَةَ الْأَسَدِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَوْ تَعْلَمُونَ مَا

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف من أجل علي بن زيد بن جدعان، لكنه قد توبع. وهو مكرر (12211).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه النسائي 5/ 106 من طريق وكيع، بهذا الإِسناد.

وقد سلف ضمن قصة الأنصار في غزوة حنين برقم (12766).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البخاري (1495)، ومسلم (1074)(170)، والنسائي 6/ 280، وأبو يعلى (2919) و (3078) من طريق وكيع بن الجراح وحده، بهذا الإِسناد. ولفظ رواية أبي يعلى في الموضع الثاني: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اشووا لنا منه، فقد بلغ محلَّه".

وقد سلف الحديث من طريق محمد بن جعفر وحده برقم (12324)، وانظر (12159).

ص: 224

أَعْلَمُ، لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا، وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا " (1).

12860 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ سُلَيْمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: بَعَثَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي حَاجَةٍ، فَجِئْتُ وَهُوَ يَأْكُلُ تَمْرًا وَهُوَ مُقْعٍ (2).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، أبو طلحة الأسدي روى عنه جمع، ولم يُؤثَر فيه جرح ولا تعديل، لذا قال الحافظ في "التقريب": مقبول، أي: حيث يتابع، وإلا فهو لين الحديث، وقد تابعه في هذا الحديث غير واحد، وباقي رجال الإِسناد ثقات رجال الشيخين. أبو العميس: هو عتبة بن عبد الله المسعودي الكوفي.

والحديث في "الزهد" للمصنف ص 27، وفي "الزهد" لوكيع (17).

وأخرجه البيهقي في "الشعب"(781) من طريق وكيع، بهذا الإِسناد.

وهو قطعة من الحديث السالف برقم (11997) من طريق المختار بن فلفل، وسيأتي برقم (13009) من طريق قتادة، وبرقم (13190) من طريق موسى بن أنس، ثلاثتهم عن أنس.

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7499)، وذُكِرت شواهده هناك.

(2)

إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير مصعب بن سليم، فقد روى له مسلم هذا الحديث احتجاجاً، ووثقه ابن معين في رواية عنه والنسائي وابن حبان، وقال ابن معين في رواية أخرى وأبو زرعة: لا بأس به، وقال أبو حاتم: صالح.

وأخرجه أبو داود (3771)، والنسائي في "الكبرى"(6744)، وأبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 2/ 336 من طريق وكيع، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الحميدي (1221)، وابن أبي شيبة 8/ 307، والدارمي (2062)، ومسلم (2044)، والترمذي في "الشمائل"(144)، وأبو يعلى (3647)، وأبو عوانة في المناقب، والبيهقي في "السنن" 7/ 283، وفي "شعب الإيمان" =

ص: 225

12861 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ خَيَّاطًا دَعَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم إِلَى طَعَامٍ، فَأَتَاهُ بِطَعَامٍ وَقَدْ جَعَلَهُ بِإِهَالَةٍ سَنِخَةٍ وَقَرْعٍ، فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَتْبَعُ (1) الْقَرْعَ مِنْ الصَّحْفَةِ. قَالَ أَنَسٌ: فَمَا زِلْتُ يُعْجِبُنِي الْقَرْعُ مُنْذُ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُعْجِبُهُ (2).

12862 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ:

= (5973)، وفي "الآداب"(537)، والبغوي في "شرح السنة"(2842)، والمزي في ترجمة مصعب من "تهذيب الكمال" 28/ 27 - 28 من طرق عن مصعب بن سليم، به- وبعضهم يزيد فيه على بعض. ولفظه في إحدى الروايات عند مسلم: أُتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بتمر، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقسمه وهو محتفز، يأكل منه أكلاً ذريعاً.

وسيأتي برقم (13101) عن محمد بن الحسن الواسطي، عن مصعب بن سليم.

قوله: "مقعٍ"، قال في "النهاية" 4/ 89: أراد أنه كان يجلس عند الأكل على وركيه مستوفزاً غير متمكن. قلنا: وهو المقصود بقوله: "محتفز" في رواية مسلم وغيره.

(1)

في (ظ 4) ونسخة في (س): يتتبع.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. همام: هو ابن يحيى العَوْذي.

وأخرجه أبو يعلى (2883)، وابن حبان (5293) من طريق همام بن يحيى، بهذا الإِسناد. وانظر (12811) و (13201).

قوله: "إهالة سَنِخة"، قال ابن الأثير في "النهاية" 1/ 84: كل شيء من الأَدْهان مما يُؤْتدَم به إهالةٌ، وقيل: هو ما أُذِيب من الأَلْيةِ والشحم، وقيل: الدسم الجامد. والسَّنِخة: المتغيرة الريح.

ص: 226

سَمِعْتُ أَنَسًا قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ صَبْرِ الْبَهِيمَةِ (1).

12863 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: رُخِّصَ لِلزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ وَلِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ فِي لُبْسِ الْحَرِيرِ لِحِكَّةٍ كَانَتْ بِهِمَا. قَالَ شُعْبَةُ: وَقَالَ: رَخَّصَ لَهُمَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم (2).

12864 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ. وَابْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ - الْمَعْنَى - عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَرَادَ أَنْ يَكْتُبَ كِتَابًا إِلَى الرُّومِ، فَقِيلَ لَهُ: إِنْ لَمْ يَكُنْ مَخْتُومًا لَمْ يُقْرَأْ كِتَابُكَ. فَاتَّخَذَ خَاتَمًا مِنْ وَرِقٍ، وَنَقَشَ فِيهِ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ. فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى بَيَاضِهِ فِي كَفِّهِ (3).

12865 -

قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي هَذَا الْحَدِيثَ، وَجَدَهُ فَأَقَرَّ بِهِ، وَحَدَّثَنَا بِبَعْضِهِ فِي مَكَانٍ آخَرَ: قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هِلَالٍ الْعَبْدِيُّ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: تَزَوَّجَ أَبُو طَلْحَةَ أُمَّ سُلَيْمٍ، وَهِيَ أُمُّ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن ماجه (3186) من طريق وكيع، بهذا الإِسناد. وانظر (12161).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البخاري (5839)، ومسلم (2076)(25)، والبيهقي 3/ 268 من طريق وكيع، بهذا الإِسناد. وانظر (12230).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (12720).

ص: 227

أَنَسٍ وَالْبَرَاءِ. قَالَ: فَوَلَدَتْ لَهُ بُنَيًّا، قَالَ: فَكَانَ يُحِبُّهُ حُبًّا شَدِيدًا، قَالَ: فَمَرِضَ الْغُلَامُ مَرَضًا شَدِيدًا، فَكَانَ أَبُو طَلْحَةَ يَقُومُ صَلَاةَ الْغَدَاةِ يَتَوَضَّأُ، وَيَأْتِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَيُصَلِّي مَعَهُ، وَيَكُونُ مَعَهُ إِلَى قَرِيبٍ مِنْ نِصْفِ النَّهَارِ، فَيَجِيءُ فَيَقِيلُ وَيَأْكُلُ، فَإِذَا صَلَّى الظُّهْرَ تَهَيَّأَ وَذَهَبَ، فَلَمْ يَجِئْ إِلَى صَلَاةِ الْعَتَمَةِ.

قَالَ: فَرَاحَ عَشِيَّةً، وَمَاتَ الصَّبِيُّ، قَالَ: وَجَاءَ أَبُو طَلْحَةَ، قَالَ: فَسَجَّتْ (1) عَلَيْهِ ثَوْبًا، وَتَرَكَتْهُ، قَالَ: فَقَالَ لَهَا أَبُو طَلْحَةَ: يَا أُمَّ سُلَيْمٍ، كَيْفَ بَاتَ بُنَيَّ (2) اللَّيْلَةَ؟ قَالَتْ: يَا أَبَا طَلْحَةَ، مَا كَانَ ابْنُكَ مُنْذُ اشْتَكَى أَسْكَنَ مِنْهُ اللَّيْلَةَ. قَالَ: ثُمَّ جَاءَتْهُ بِالطَّعَامِ، فَأَكَلَ وَطَابَتْ نَفْسُهُ، قَالَ: فَقَامَ إِلَى فِرَاشِهِ، فَوَضَعَ رَأْسَهُ. قَالَتْ: وَقُمْتُ أَنَا فَمَسِسْتُ شَيْئًا مِنْ طِيبٍ، ثُمَّ جِئْتُ حَتَّى دَخَلْتُ مَعَهُ الْفِرَاشَ، فَمَا هُوَ إِلَّا أَنْ وَجَدَ رِيحَ الطِّيبِ، كَانَ مِنْهُ مَا يَكُونُ مِنَ الرَّجُلِ إِلَى أَهْلِهِ.

قَالَ: ثُمَّ أَصْبَحَ أَبُو طَلْحَةَ يَتَهَيَّأُ كَمَا كَانَ يَتَهَيَّأُ كُلَّ يَوْمٍ، قَالَ: فَقَالَتْ لَهُ: يَا أَبَا طَلْحَةَ، أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ رَجُلًا اسْتَوْدَعَكَ وَدِيعَةً فَاسْتَمْتَعْتَ بِهَا، ثُمَّ طَلَبَهَا فَأَخَذَهَا مِنْكَ، تَجْزَعُ مِنْ ذَلِكَ؟ قَالَ: لَا. قَلَتْ: فَإِنَّ ابْنَكَ قَدْ مَاتَ. قَالَ أَنَسٌ: فَجَزِعَ عَلَيْهِ جَزَعًا

(1) تحرفت في (م) إلى: نسجت.

(2)

في (ظ 4): ابني.

ص: 228

شَدِيدًا، وَحَدَّثَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِمَا كَانَ مِنْ أَمْرِهِ (1) فِي الطَّعَامِ وَالطِّيبِ، وَمَا كَانَ مِنْهُ إِلَيْهَا. قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " هِيهِ (2)، فَبِتُّمَا عَرُوسَيْنِ وَهُوَ إِلَى جَنْبِكُمَا! " قَالَ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " بَارَكَ اللهُ لَكُمَا فِي لَيْلَتِكُمَا ".

قَالَ: فَحَمَلَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ تِلْكَ اللَّيْلَةَ، قَالَ: فَتَلِدُ غُلَامًا، قَالَ: فَحِينَ أَصْبَحْنَا قَالَ لِي أَبُو طَلْحَةَ: احْمِلْهُ فِي خِرْقَةٍ حَتَّى تَأْتِيَ بِهِ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَاحْمِلْ مَعَكَ تَمْرَ عَجْوَةٍ. قَالَ: فَحَمَلْتُهُ فِي خِرْقَةٍ، قَالَ: وَلَمْ يُحَنَّكْ، وَلَمْ يَذُقْ طَعَامًا وَلَا شَيْئًا. قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَلَدَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ. قَالَ:" اللهُ أَكْبَرُ، مَا وَلَدَتْ؟ " قُلْتُ: غُلَامًا. قَالَ: " الْحَمْدُ لِلَّهِ "، فَقَالَ:" هَاتِهِ إِلَيَّ " فَدَفَعْتُهُ إِلَيْهِ، فَحَنَّكَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم.

ثُمَّ قَالَ لَهُ: " مَعَكَ تَمْرُ عَجْوَةٍ؟ " قُلْتُ: نَعَمْ، فَأَخْرَجْتُ تَمَرًا (3)، فَأَخَذَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَمْرَةً، وَأَلْقَاهَا فِي فِيهِ، فَمَا زَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَلُوكُهَا حَتَّى اخْتَلَطَتْ بِرِيقِهِ، ثُمَّ دَفَعَ الصَّبِيَّ، فَمَا هُوَ إِلَّا أَنْ وَجَدَ الصَّبِيُّ (4) حَلَاوَةَ التَّمْرِ. جَعَلَ يَمُصُّ َ حَلَاوَةِ (5)

(1) في (م): من أمرها.

(2)

لفظة "هيه" سقطت من (م).

(3)

في (م) و (ق): تمرات.

(4)

لفظة "الصبي" ليست في (ظ 4) و (س).

(5)

في (م): بعض حلاوة.

ص: 229

التَّمْرِ وَرِيقَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَكَانَ أَوَّلُ مَا تفَتَّحَتْ (1) أَمْعَاءُ ذَلِكَ الصَّبِيِّ عَلَى رِيقِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" حُبُّ الْأَنْصَارِ التَّمْرَ ". فَسُمِّيَ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي طَلْحَةَ. قَالَ: فَخَرَجَ مِنْهُ رَجُلٌ كَثِيرٌ، قَالَ: وَاسْتُشْهِدَ عَبْدُ اللهِ بِفَارِسَ (2).

12866 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ الْحَبْحَابِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَعْتَقَ صَفِيَّةَ، وَجَعَلَ عِتْقَهَا صَدَاقَهَا، أَوْ مَهْرَهَا. قَالَ يَحْيَى: أَوْ أَصْدَقَهَا عِتْقَهَا (3).

(1) في (م): من فتح، بدل: ما تفتحت.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل موسى بن هلال العبدي، وقد سلف الحديث مختصراً برقم (12031).

وقول عبد الله بن أحمد في هذا الحديث: وحدثنا ببعضه في مكان آخر، يحتمل أن يكون قصد به الحديث السالف برقم (12031)، لكن ذكر في ذلك الموضع هشاماً بدل همام، ويغلب على ظننا أن أحد الموضعين خطأ، ولم يُمكنّا ترجيحُ أحد الاحتمالين، لكن الحافظ ابن حجر لم يذكر في "الأطراف" 1/ 509، وفي "إتحاف المهرة" 2/ 279 سوى إسناد همام، والله أعلم بالصواب. وعلى كل حال فإن كلاً من هشام بن حسان وهمام بن يحيى ثقة من رجال الشيخين.

وقوله صلى الله عليه وسلم: "هِيه" قال السندي: كأنها كلمة تعجب. وقال الزَّبيدي في "شرح القاموس" 9/ 434: هي كلمة استزادة، بالكسر والفتح، بمنزلة "إيه" و"أَيه" تقول للرجل: إيهِ وهيهِ، بغير تنوين: إذا استزدته من الحديث المعهود بينكما، فإن نوَّنت استزدته من حديثٍ ما غير معهود.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطان، =

ص: 230

12867 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ أَنَسًا حَدَّثَهُمْ قَالَ: لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي شَيْءٍ مِنْ دُعَائِهِ - وَقَالَ يَحْيَى مَرَّةً: مِنَ الدُّعَاءِ - إِلَّا فِي

= وهشام بن أبي عبد الله: هو الدَّستُوائي.

وأخرجه ابن الجارود (721) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإِسناد. ووقع عنده: عن هشام يعني ابن حسان، ولعله وهم من بعض الرواة، لأن المحفوظ في هذا الحديث أنه من رواية هشام بن أبي عبد الله الدستوائي، والله أعلم.

وأخرجه الطيالسي (1190)، وأخرجه مسلم ص 1045 (85)، وأبو يعلى (4163) من طريق معاذ بن هشام، كلاهما (الطيالسي ومعاذ) عن هشام الدستوائي، به.

وأخرجه ابن سعد 8/ 125، والبخاري (5169)، ومسلم ص 1045 (85)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 114 - 115، وفي "الكبرى"(6600)، وأبو يعلى (4164) و (4167) و (4168)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 20، وابن حبان (4063)، والطبراني في "الكبير" 24/ (180) و (181)، وفي "الأوسط"(6686)، وفي "الصغير"(1093)، والبغوي (2274) من طرق عن شعيب بن الحبحاب، به. وزاد البخاري والنسائي في "الكبرى" وابن حبان والبغوي في آخره: وأَولَم عليها بحَيسٍ. والحيس طعامٌ يتخذ من التمر والأقط والسمن.

وأخرجه عبد الرزاق (13110) من طريق يونس بن عبيد، عن شعيب بن الحبحاب مرسلاً.

وسيأتي من طريق حماد بن زيد عن شعيب وثابت وعبد العزيز بن صهيب برقم (13506)، ومن طريق حماد بن سلمة عن شعيب وعبد العزيز برقم (14104).

وانظر ما سلف برقم (11957).

ص: 231

الِاسْتِسْقَاءِ، فَإِنَّهُ كَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ حَتَّى يُرَى بَيَاضُ إِبِطَيْهِ (1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البخاري (1031)، ومسلم (895)(7)، والنسائي في "المجتبى" 3/ 158، وفي "الكبرى"(1817)، وأبو يعلى (2966) و (2988) و (3067)، والدارقطني 2/ 68 - 69، والبيهقي 3/ 356 - 357، والبغوي (1163) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإِسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 486 و 10/ 378، والدارمي (1535)، والبخاري (1031) و (3565)، ومسلم (895)(7)، وأبو داود (1170)، والنسائي في "الكبرى"(1438) و (1819)، وابن ماجه (1180)، وأبو يعلى (2935) و (2958) و (2987) و (3066)، وابن خزيمة (1791)، وأبو عوانة كما في "إتحاف المهرة" 2/ 174، وابن حبان (2863)، والدارقطني 2/ 68 - 69، والبيهقي 3/ 356 - 357، والبغوي (1163) من طرق عن سعيد بن أبي عروبة، به.

وقال البخاري بإثر الحديث (3565): وقال أبو موسى -يعني الأشعري-: دعا النبي صلى الله عليه وسلم ورفع يديه. يشير بذلك إلى الحديث رقم (4323) في "صحيحه".

وسيأتي الحديث برقم (14006) عن محمد بن جعفر عن سعيد بن أبي عروبة.

وأخرجه أبو عوانة من طريق أبي عبيدة مُجَّاعةَ بن الزبير، عن قتادة، به.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 3/ 249، وفي "الكبرى"(1436)، وابن خزيمة (1411)، والحاكم 1/ 327 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن شعبة، عن ثابت، عن أنس. وزادوا في آخره: وقال شعبة: فقلت لثابت: أأنت سمعته من أنس؟ قال: سبحان الله! قلت: أأنت سمعته من أنس؟ قال: سبحان الله! وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي، وفي مطبوعته سقْط استدركناه من "إتحاف المهرة" 1/ 538.

وقد خالف عبدَ الرحمن بن مهدي في هذه الرواية أبو داود الطيالسي وعبد الصمد بن عبد الوارث، فقد روياه عن شعبة، عن ثابت، عن أنس بلفظ: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفع يديه في الدعاء حتى يُرى بياضُ إبطيه. قال شعبة: فذكرت =

ص: 232

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= ذلك لعلي بن زيد، فقال: إنما ذاك في الاستسقاء. قلت: أسمعته من أنس؟ قال: سبحان الله! قلت: أسمعته منه؟ قال: سبحان الله! وستأتي هاتان الروايتان برقم (13187) و (13257)، وتابعهما عليهما وهبُ بن جرير عند النسائي في "الكبرى"(1437).

وسيأتي عن وكيع عن شعبة برقم (12903)، لكن دون قصة سؤال شعبة لعلي بن زيد.

وأخرجه البخاري في "رفع اليدين"(87) من طريق حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه في الاستسقاء.

وسلف برقم (12019) من طريق حميد الطويل قال: سئل أنس: هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يرفع يديه؟ فقال: قيل له يوم جمعة: يا رسول الله، قَحَطَ المطرُ، وأَجدبت الأرض، وهلك المال. قال: فرفع يديه حتى رأيت بياض إبطيه، فاستسقى

وقد روي عن أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم رفع يديه في غير الاستسقاء، وهو دعاؤه صلى الله عليه وسلم بعرفة. فقد أخرج البزار (3148 - كشف الأستار) من طريق الأعمش، عن أنس قال: رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه بعرفة يدعو، فقال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: هذا الابتهال. ثم حاصت به الناقة، ففتح إحدى يديه فأخذها، وهو رافع الأخرى. وإسناده منقطع.

وأما من غير حديث أنس فقد روي نفي رفع اليدين عن سهل بن سعد، وسيأتي حديثه في مسنده 5/ 337، ولفظه: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم شاهراً يديه قط يدعو على منبر ولا غيره، ما كان يدعو إلا يضع يديه حَذْو منكبيه، ويشير بأصبعه إشارة. وإسناده ضعيف.

وأما رفع اليدين في الدعاء فقد رويت فيه أحاديث كثيرة صحيحة، وقد عقد له البخاري باباً في "صحيحه- فتح الباري" 11/ 141 في الدعوات: باب رفع الأيدي في الدعاء، وأورد فيه عن أبي موسى الأشعري وابن عمر وأنس تعليقاً، وصلها في أماكن أخرى من "صحيحه"، وكذلك بوَّب مثل هذا الباب =

ص: 233

12868 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِرَجُلٍ: " أَسْلِمْ " قَالَ: إِنِّي أَجِدُنِي كَارِهًا. قَالَ: " وَإِنْ كُنْتَ كَارِهًا "(1).

12869 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كُنْتُ أَسْقِي أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ وَأُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ وَسُهَيْلَ ابْنَ بَيْضَاءَ وَنَفَرًا مِنْ أَصْحَابِهِ عِنْدَ أَبِي طَلْحَةَ، وَأَنَا أَسْقِيهِمْ حَتَّى كَادَ الشَّرَابُ أَنْ يَأْخُذَ فِيهِمْ، فَأَتَى آتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَقَالَ: أَوَمَا شَعَرْتُمْ أَنَّ الْخَمْرَ قَدْ حُرِّمَتْ؟ فَمَا قَالُوا: حَتَّى نَنْظُرَ وَنَسْأَلَ، فَقَالُوا: يَا أَنَسُ، أَكْفِئْ مَا بَقِيَ فِي إِنَائِكَ. قَالَ: فَوَاللهِ مَا عَادُوا فِيهَا، وَمَا هِيَ إِلَّا التَّمْرُ وَالْبُسْرُ، وَهِيَ خَمْرُهُمْ

= في "الأدب المفرد" برقم (276)، وروى بضعة أحاديث في "رفع اليدين" ص 175 وما بعدها، وصححها كلها، وقد سرد النووي بعض هذه الأحاديث في "الأذكار"، وفي "المجموع" 3/ 507 - 511، وأفردها كلٌّ من المنذري والسيوطي في جزء.

قال النووي في "شرح مسلم" 6/ 190: ويُتأوَّل حديث أنس على أنه لم يرفع الرفع البليغ بحيث يُرى بياضُ إبطيه إلا في الاستسقاء، أو أن المراد: لم أره رفع، وقد رآه غيره رفع، فيقدَّم المثبتون في مواضع كثيرة، وهم جماعات، على واحد لم يحضر ذلك، ولا بد من تأويله لما ذكرناه، والله أعلم. وانظر "فتح الباري" 11/ 142 - 143.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. حميد: هو ابن أبي حميد الطويل.

وأخرجه الضياء في "المختارة"(1991) من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإِسناد. وانظر (12061).

ص: 234

يَوْمَئِذٍ (1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو عند المصنف في "الأشربة"(154).

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 184، وأحمد في "الأشربة"(136)، وأبو عوانة 5/ 256، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 213 و 213 - 214، وابن حبان (5361) و (5363)، والدارقطني 4/ 155 من طرق عن حميد الطويل، بهذا الإِسناد- وقرن بعضهم بحميد ثابتاً البناني.

وأخرجه النسائي 8/ 288 من طريق عبد الله بن المبارك، عن حميد، عن أنس قال: حرمت الخمر حين حرمت وإنها لشَرابهم: البسر والتمر.

وأخرجه بنحوه مالك في "الموطأ" 2/ 846 - 847، ومن طريقه الشافعي 2/ 94، وأحمد في "الأشربة"(186)، والبخاري (5582) و (7253)، ومسلم (1980)(9) وأبو عوانة 5/ 252، وابن حبان (5364)، والبيهقي 8/ 286، والبغوي (2043) عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس.

وأخرجه أبو عبيد في "غريب الحديث" 2/ 177، وأحمد في "الأشربة"(156)، والبخاري (4617)، ومسلم (1980)(4)، والبيهقي 8/ 295 من طريق إسماعيل ابن علية، وأبو يعلى (3903) من طريق هشيم، كلاهما عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس. وسمى فيه أنس شرابهم الذي كانوا يشربونه: الفَضيخ. والفضيخ: هو البُسر المشدوخ. وروايتا أبي عبيد والبيهقي مختصرتان.

وأخرجه البخاري (5584) من طريق سعيد بن عبيد الله الجبيري، عن بكر ابن عبد الله المزني، عن أنس- واقتصر على قول أنس: إن الخمر حرمت، والخمر يومئذ البسر والتمر.

وأخرجه مسلم (1982)(10) من طريق جعفر بن عبد الله بن الحكم، عن أنس أنه قال: لقد أنزل الله الآية التي حرم الله فيها الخمر، وما بالمدينة شراب يشرب إلا من تمر.

وأخرج ابن أبي شيبة 8/ 178، والطحاوي 4/ 213 من طريق بُريد بن أبي =

ص: 235

12870 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ حُمَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَبَّيْكَ بِعُمْرَةٍ وَحَجٍّ "(1).

12871 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنِ الشُّرْبِ قَائِمًا. قُلْتُ: فَالْأَكْلُ؟ قَالَ: ذَاكَ أَشَدُّ (2).

= مريم، عن أنس قال: كنا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ننبذ الرطب والبسر، فلما نزل تحريم الخمر أهرقناهما من الأوعية، ثم تركناهما.

وسيأتي نحو حديث حميد من طريق سليمان التيمي برقم (12888)، وبرقم (13275) من طريق ثابت وقتادة.

وانظر ما سلف برقم (12378).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (11958).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وسيتكرر برقم (13943).

وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" 1/ 152 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإِسناد.

وأخرجه أبو عوانة 5/ 342، والبيهقي في "الشعب"(5980) من طريق يحيى بن سعيد، به. ووقع في المطبوع من "الشعب" من إسناد البيهقي سقط.

وأخرجه أبو عوانة 5/ 341 - 342، والعقيلي 1/ 152 من طريق بكر بن بكار القيسي، عن شعبة، به. وقد خطَّأ العقيلي بكراً في هذه الرواية. وقال: هذا حديث يحيى القطان، لم يأت به غيره، ولا يُحفَظ عن شعبة إلا عنه. قلنا: وبكر بن بكار ضعيف، وقد روي الحديث عنه، عن هشام الدستوائي، عن قتادة. أخرجه أبو عوانة 5/ 340.

وسلف الحديث من طريق هشام، عن قتادة برقم (12185).

ص: 236

12872 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ حُمَيْدٍ. وَيَزِيدَ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَقْدَمُ عَلَيْكُمْ أَقْوَامٌ أَرَقُّ مِنْكُمْ أَفْئِدَةً ". فَقَدِمَ الْأَشْعَرِيُّونَ فِيهِمْ أَبُو مُوسَى، فَجَعَلُوا لَمَّا دَنَوْا مِنَ الْمَدِينَةِ (1) يَرْتَجِزُونَ:

غَدًا نَلْقَى الْأَحِبَّهْ

مُحَمَّدًا وَحِزْبَهْ (2)

12873 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: سَمِعَ الْمُسْلِمُونَ بِبَدْرٍ وَهُوَ يُنَادِي - يَعْنِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: " يَا أَبَا جَهْلِ بْنَ هِشَامٍ، يَا شَيْبَةُ بْنَ رَبِيعَةَ، يَا عُتْبَةُ بْنَ رَبِيعَةَ، يَا أُمَيَّةُ بْنَ خَلَفٍ، هَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ (3) رَبُّكُمْ حَقًّا؟ فَإِنِّي وَجَدْتُ مَا وَعَدَنِي رَبِّي حَقًّا " قَالُوا: كَيْفَ تُكَلِّمُ قَوْمًا قَدْ جَيَّفُوا - أَوْ: لَا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يُجِيبُوا -؟! قَالَ:

(1) في (م): لما قدموا المدينة.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، ويزيد: هو ابن هارون.

وهو عند المصنف في "فضائل الصحابة"(1655) من طريق يحيى القطان وحده، بهذا الإِسناد.

وأخرجه عبد بن حميد (1410)، وابن أبي شيبة 12/ 122 وأبو يعلى (3845)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(806)، وابن حبان (7192)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 5/ 351، والضياء في "المختارة"(1942) و (1943) من طريق يزيد بن هارون وحده، به. وانظر (12026).

(3)

في (ظ 4): وعدكم.

ص: 237

" مَا أَنْتُمْ بِأَسْمَعَ لِمَا أَقُولُ مِنْهُمْ "(1).

12874 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: لَمَّا رَجَعْنَا مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّ بِالْمَدِينَةِ أَقْوَامًا مَا قَطَعْتُمْ وَادِيًا، وَلَا سِرْتُمْ مَسِيرًا، إِلَّا شَرَكُوكُمْ فِيهِ " قَالُوا: وَهُمْ بِالْمَدِينَةِ؟! قَالَ: " حَبَسَهُمْ الْعُذْرُ "(2).

12875 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: عَنْ وَقْتِ صَلَاةِ الصُّبْحِ، فَصَلَّى حِينَ طَلَعَ الْفَجْرُ، ثُمَّ صَلَّى الْغَدَ (3) بَعْدَ مَا أَسْفَرَ، ثُمَّ قَالَ:" أَيْنَ السَّائِلُ عَنْ وَقْتِ صَلَاةِ الصُّبْحِ؟ مَا بَيْنَ هَذَيْنِ "(4).

12876 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ بَنِي سَلِمَةَ أَرَادُوا أَنْ يَتَحَوَّلُوا مِنْ دِيَارِهِمْ إِلَى قُرْبِ الْمَسْجِدِ، فَكَرِهَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُعْرَى الْمَسْجِدُ، فَقَالَ:" يَا بَنِي سَلِمَةَ، أَلَا تَحْتَسِبُونَ آثَارَكُمْ؟ " فَأَقَامُوا.

[قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ]: قَالَ أَبِي: أَخْطَأَ فِيهِ يَحْيَى بْنُ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (12020).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (12009).

(3)

في سائر الأصول: الغداة، لكن ضُبِّب على الألف والتاء في (ظ 4) و (س)، والصواب ما أثبتناه.

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (12119).

ص: 238

سَعِيدٍ، وَإِنَّمَا هُوَ: أَنْ تُعْرَى الْمَدِينَةُ (1)، فَقَالَ يَحْيَى: الْمَسْجِدَ. وَضَرَبَ عَلَيْهِ أَبِي هَاهُنَا، وَقَدْ حَدَّثَنَا بِهِ فِي كِتَابِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ (2).

12877 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سَمِعَ بُكَاءَ صَبِيٍّ فِي الصَّلَاةِ، فَخَفَّفَ، فَظَنَنَّا أَنَّهُ خَفَّفَ مِنْ أَجْلِ أُمِّهِ فِي الصَّلَاةِ (3) رَحْمَةً لِلصَّبِيِّ (4).

12878 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ حُمَيْدٍ

(1) في (م): يُعروا المدينةَ.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (12033).

وقوله: "أخطأ فيه يحيى بن سعيد، وإنما هو: أن تُعرى المدينةُ" قال السندي: هكذا المشهور، وأما رواية "أن يُعرى المسجد" فهي خلاف الرواية المشهورة، مع عدم ظهور معناها، ولكن إن صحت تحمل على أن المراد مسجدهم لا مسجد النبي صلى الله عليه وسلم.

(3)

قوله: "في الصلاة" سقط من (م).

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه أبو يعلى (3724) من طريق يحيى القطان، بهذا الإِسناد.

وأخرجه أبو يعلى (3725) من طريق يزيد بن هارون، عن حميد الطويل، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 57، ومن طريقه أبو يعلى (3723) عن هشيم، والترمذي (376)، ومن طريقه البغوي (846) من طريق مروان الفزاري، كلاهما عن حميد، عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"والله إني لأسمع بكاء الصبي وأنا في الصلاة، فأخفف مخافة أن تفتَتِنَ أمُّه". وصححه الترمذي.

وسيأتي من طريق حميد بالأرقام (12955) و (13701) و (13132) وقرن في الموضع الثاني بحميد علي بن زيد بن جدعان. وانظر ما سلف برقم (12067) و (12547).

ص: 239

عَنْ أَنَسٍ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَتَمَّ صَلَاةً مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَلَا أَوْجَزَ (1).

12879 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا أَشْعَثُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسٍ، نَحْوَهُ مِثْلَهُ (2).

12880 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ حُمَيْدٍ، قَالَ: سُئِلَ أَنَسٌ: هَلْ اتَّخَذَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم خَاتَمًا؟ قَالَ: نَعَمْ، أَخَّرَ لَيْلَةً الْعِشَاءَ إِلَى شَطْرِ اللَّيْلِ، فَقَالَ:" إِنَّ النَّاسَ قَدْ صَلَّوْا وَرَقَدُوا، وَإِنَّكُمْ لَمْ تَزَالُوا فِي صَلَاةٍ مَا انْتَظَرْتُمُوهَا ". فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى وَبِيصِ خَاتَمِهِ (3).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (11967).

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أشعث -وهو ابن عبد الملك الحمراني- فقد روى له البخاري تعليقاً وأصحاب السنن، وهو ثقة. الحسن: هو البصري.

وأخرجه أبو يعلى (2787) من طريق ابن أبي عدي، عن أشعث، بهذا الإِسناد. وانظر ما قبله.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان.

وأخرجه البخاري (572) و (661) و (5869)، وابن ماجه (692)، والنسائي 1/ 268، وأبو يعلى (3800)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 157 و 157 - 158 و 158 من طرق عن حميد الطويل، بهذا الإِسناد- وبعضهم ثم يذكر فيه قصة الخاتم.

وعلقه البخاري بإثر الحديث (572) من طريق يحيى بن أيوب، عن حميد، به.

وسيأتي من طريق حميد عن أنس برقم (12962) و (13069). وسلفت قصة الخاتم من طريقه برقم (11951). =

ص: 240

12881 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَجِيٌّ لِرَجُلٍ حَتَّى نَعَسَ - أَوْ كَادَ يَنْعَسُ - بَعْضُ الْقَوْمِ (1).

12882 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ حُمَيْدٍ، قَالَ: سُئِلَ أَنَسٌ عَنْ صَلَاةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِاللَّيْلِ، فَقَالَ: مَا كُنَّا نَشَاءُ أَنْ نَرَاهُ مُصَلِّيًا إِلَّا رَأَيْنَاهُ، وَلَا نَائِمًا إِلَّا رَأَيْنَاهُ (2).

12883 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ حُمَيْدٍ، قَالَ: سُئِلَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ عَنْ كَسْبِ الْحَجَّامِ، قَالَ: احْتَجَمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، حَجَمَهُ أَبُو طَيْبَةَ، فَأَمَرَ لَهُ بِصَاعَيْنِ (3) مِنْ شَعِيرٍ،

= وسيأتي من طريق ثابت عن أنس برقم (13819).

وأخرجه البخاري (600)، وابن حبان (2033) من طريق الحسن عن أنس، دون قصة الخاتم.

وأخرجه مسلم (640)(223)، والنسائي 8/ 174 و 193 - 194، وأبو عوانة 1/ 363، والبيهقي 1/ 375 من طريق قتادة، عن أنس. واقتصر النسائي في الموضع الثاني على قول أنس: كأني انظر إلى بياض خاتم النبي صلى الله عليه وسلم في أصبعه اليسرى. وقصة الخاتم وحدها سلفت من طريق قتادة برقم (12720).

وفي باب تأخير صلاة العشاء عن ابن مسعود، سلف برقم (3760)، وعن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11015). وانظر تتمة شواهده عند حديث ابن مسعود.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (12128).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (12129).

(3)

في (م): بصاع.

ص: 241

وَكَلَّمَ مَوَالِيَهُ أَنْ يُخَفِّفُوا عَنْهُ ضَرِيبَتَهُ، وَقَالَ:" أَمْثَلُ مَا تَدَاوَيْتُمْ بِهِ الْحِجَامَةُ وَالْقُسْطُ الْبَحْرِيُّ "(1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الشافعي 2/ 176، وعبد بن حميد (1403)، والبخاري (5696)، ومسلم (1577)(62) و (63)، والترمذي (1278)، وأبو يعلى (3758) و (3850)، والبيهقي 9/ 337 من طرق عن حميد الطويل، به- وبعضهم يزيد فيه على بعض.

وأخرج الشطر الأول منه: مالك في "الموطأ" 2/ 974، والدارمي (2622)، والحميدي (1217)، والبخاري (2102) و (2210) و (2277)، وأبو داود (3424)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 131، والبيهقي 9/ 337 من طرق عن حميد، به.

وسلف هذا الشطر برقم (11966)، وسيأتي برقم (14003) من طريق حميد، وسلف برقم (12785) من طريق ثابت عن أنس، وبنحوه مختصراً برقم (12206) من طريق عمرو بن عامر عن أنس.

وأخرج الطحاوي 4/ 130 - 131، والطبراني في "الأوسط"(3608) من طريق القاسم بن مالك، عن عاصم الأحول، عن أنس: أن أبا طيبة حَجَم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعطاه أَجره، ولو كان حراماً لم يُعطِه.

وأخرج ابن ماجه (2164)، وأبو يعلى (2835)، والطحاوي 4/ 130، وابن حبان (5151) من طريق يونس بن عبيد، عن محمد بن سيرين، عن أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وأعطى الحجام أجره.

وأخرج الشطر الثاني: النسائي في الطب من "الكبرى" كما في "التحفة" 1/ 208، والبغوي في "الجعديات"(2802)، والبيهقي 9/ 339، والخطيب في "تاريخ بغداد" 8/ 10 من طرق عن حميد، به.

وسلف هذا الشطر برقم (12045).

ويشهد للشطر الأول حديث علي السالف برقم (1136). =

ص: 242

12884 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَقْبَلَ عَلَى أَصْحَابِهِ، فَقَالَ:" أَقِيمُوا صُفُوفَكُمْ وَتَرَاصُّوا، فَإِنِّي أَرَاكُمْ مِنْ بَعْدِ ظَهْرِي "(1).

12885 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يُحَدِّثُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَرَادَ أَنْ يَكْتُبَ كِتَابًا (2) لِنَاسٍ مِنَ الْأَنْصَارِ إِلَى الْبَحْرَيْنِ، فَقَالُوا: لَا إِلَّا أَنْ تَكْتُبَ لِإِخْوَانِنَا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ مِثْلَهَا. فَدَعَاهُمْ، فَأَبَوْا، قَالَ:" أَمَا إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً، فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي "(3).

12886 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: ذُكِرَ لِي أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ - وَلَمْ أَسْمَعْهُ مِنْهُ -: " إِنَّ فِيكُمْ قَوْمًا يَعْبُدُونَ وَيَدْأَبُونَ، حَتَّى يُعْجَبَ بِهِمُ

= وحديث ابن عباس السالف برقم (3457).

وحديث جابر بن عبد الله، وسيأتي 3/ 353.

وفي باب التداوي بالحجامة عن جابر، سيأتي 3/ 335.

وعن عقبة بن عامر، سيأتي 4/ 146.

وعن سمرة بن جندب، سيأتي 5/ 9.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (12011).

(2)

لفظة "كتاباً" زدناها من (ظ 4).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى شيخ المصنف: هو ابن سعيد القطان، وشيخه: هو يحيى بن سعيد الأنصاري.

وأخرجه ابن حبان (7275) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإِسناد. وانظر (12085).

ص: 243

النَّاسُ، وَتُعْجِبَهُمْ نُفُوسُهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ " (1).

12887 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ، كَانُوا يَفْتَتِحُونَ الْقِرَاءَةَ بِالْحَمْدِ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2).

12888 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا التَّيْمِيُّ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كُنْتُ قَائِمًا عَلَى الْحَيِّ أَسْقِيهِمْ مِنْ فَضِيخِ تَمْرٍ، قَالَ: فَجَاءَ رَجُلٌ، فَقَالَ: إِنَّ الْخَمْرَ قَدْ حُرِّمَتْ. قَالُوا: أَكْفِئْهَا يَا أَنَسُ. فَأَكْفَأْتُهَا.

قُلْتُ: مَا كَانَ شَرَابُهُمْ؟ قَالَ: الْبُسْرُ وَالرُّطَبُ. وقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَنَسٍ: كَانَتْ خَمْرَهُمْ يَوْمَئِذٍ. وَأَنَسٌ يَسْمَعُ، فَلَمْ يُنْكِرْهُ، وقَالَ بَعْضُ مَنْ كَانَ مَعَنَا: قَالَ أَنَسٌ: كَانَتْ خَمْرَهُمْ يَوْمَئِذٍ (3).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، والتيمي: هو سليمان بن طَرْخان.

وأخرجه أبو يعلى (4066) من طريق خالد بن الحارث، عن سليمان التيمي، بهذا الإِسناد.

وسيأتي برقم (12972). وانظر ما سلف برقم (12615).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي. وهو مكرر (12136).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو عند المصنف في "الأشربة"(180).

وأخرجه الحميدي (1210)، البخاري (5583) و (5622)، ومسلم =

ص: 244

12889 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّ بِرَجُلٍ وَهُوَ يُهَادَى بَيْنَ ابْنَيْهِ، قَالُوا: نَذَرَ أَنْ يَمْشِيَ. قَالَ: " إِنَّ اللهَ عَنْ تَعْذِيبِ هَذَا نَفْسَهُ لَغَنِيٌّ "(1) فَأَمَرَهُ أَنْ يَرْكَبَ (2).

12890 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ. وَوَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" التَّفْلُ فِي الْمَسْجِدِ خَطِيئَةٌ، وَكَفَّارَتُهَا (3) أَنْ يُوَارِيَهُ "(4).

= (1980)(6)، وأبو عوانة 5/ 253 و 253 - 254 و 254، وابن حبان (5352) و (5362)، والبيهقي 8/ 290 من طرق عن سليمان التيمي، بهذا الإِسناد. وفي رواية الحميدي ذكر النضر بن أنس مكان أبي بكر بن أنس.

وسيأتي من طريق سليمان التيمي برقم (12973). وانظر ما سلف برقم (12869).

قول أنس في هذا الحديث: فضيخ تمر، سمى به شراب البسر والتمر، قال القاضي عياض في "المشارق" 2/ 160: الفضيخ: هو البسر يُشْدَخُ ويُفضَخ [أي يشق ويكسر] ويلقى عليه الماء لتسرع شدَّتُه، وفي الأثر أنه يلقى عليه الماء والتمر، وقيل: يفضخ التمر وينبذ في الماء، وعليه يدل الحديث، وكل بمعنى متقارب.

(1)

وقع الحديث في (م): إن الله لغني عن تعذيب هذا نفسه.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (12127).

(3)

في (م) و (س) و (ق): وكفارته، والمثبت من (ظ 4)، وفي (م): وَكَفَّارَتُهُ هُوَ.

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشام: هو ابن أبي عبد الله الدَّستُوائي. =

ص: 245

12891 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ مِثْلَهُ، وَقَالَ:" كَفَّارَتُهَا دَفْنُهَا "(1).

12892 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ الْأَخْنَسِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: مُرَّ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِهَدِيَّةٍ - أَوْ بَدَنَةٍ - فَقَالَ: " ارْكَبْهَا " فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهَا هَدِيَّةٌ - أَوْ بَدَنَةٌ -! قَالَ:" وَإِنْ "(2).

12893 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ذَبَحَ، فَسَمَّى وَكَبَّرَ (3).

= وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 365، وابن خزيمة (1309) من طريق وكيع وحده، بهذا الإِسناد.

وأخرجه أبو عوانة 1/ 404 - 405 من طريق يحيى بن عباد، عن هشام الدستوائي، به.

وانظر (12062).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن عُليَّة.

وأخرجه ابن خزيمة (1309) من طريق إسماعيل ابن عُلية، بهذا الإِسناد. وانظر ما قبله.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير بكير بن الأخنس، فمن رجال مسلم.

وأخرجه مسلم (1323)(374) من طريق وكيع، بهذا الإِسناد. وانظر (12711).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وسيتكرر برقم (13956)، وانظر الحديث التالي.

قوله: "فسمى وكبر" في (ظ 4) ونسخة في هامش (ق): أو كبر.

ص: 246

12894 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ. وَابْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُضَحِّي بِكَبْشَيْنِ أَقْرَنَيْنِ أَمْلَحَيْنِ، قَالَ: وَرَأَيْتُهُ (1) يَذْبَحُهُمَا بِيَدِهِ، قَالَ: وَرَأَيْتُهُ وَاضِعًا قَدَمَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا، قَالَ: وَسَمَّى وَكَبَّرَ (2).

12895 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ يَهُودِيًّا رَضَخَ رَأْسَ امْرَأَةٍ بَيْنَ حَجَرَيْنِ، فَقَتَلَهَا، فَرَضَخَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَأْسَهُ بَيْنَ حَجَرَيْنِ (3).

(1) زاد في (م) لفظة "قيل" بين "قال" و"رأيته"، وهو خطأ.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن ماجه (3120) و (3155)، وابن خزيمة (2895) من طريق محمد بن بشار، عن محمد بن جعفر وحده، بهذا الإِسناد.

وسلف برقم (12183) عن وكيع وحده مختصراً: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يذبح أضحيته بيده، وسيأتي برقم (13681) عن محمد بن جعفر وحده، وبرقم (13876) عن محمد بن جعفر مقروناً بحجاج بن محمد ويحيى بن سعيد. وانظر ما قبله وما سلف برقم (11960).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن ماجه (2665) من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الطيالسي (1986)، والبخاري (2413) و (2746) و (6876) و (6884)، ومسلم (1672)(17)، وأبو داود (4527) و (4535)، وابن أبي عاصم في "الديات" ص 59، وابن الجارود (838)، وأبو يعلى (2866)، وأبو عوانة كما في "إتحاف المهرة" 2/ 178، والطحاوي 3/ 179 و 190، وابن حبان (5993)، والبيهقي 8/ 42 من طرق عن همام بن يحيى، به- وبعضهم =

ص: 247

12896 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ حُبَيِّبٍ الْقَيْسِيِّ (1)، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: مَرَّ عَلَيْنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ نَلْعَبُ، فَقَالَ:" السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا صِبْيَانُ "(2).

12897 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ - وَكَانَ دَبَّاغًا، وَكَانَ حَسَنَ الْهَيْئَةِ، عِنْدَهُ أَرْبَعَةُ أَحَادِيثَ - قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَدْخُلُ نَاسٌ الْجَحِيمَ حَتَّى إِذَا كَانُوا حُمَمًا أُخْرِجُوا، فَأُدْخِلُوا الْجَنَّةَ، فَيَقُولُ أَهْلُ الْجَنَّةِ: هَؤُلَاءِ الْجَهَنَّمِيُّونَ "(3).

12898 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَبَّيْكَ بعُمْرَةٍ وَحَجَّةٍ مَعًا "(4).

= يزيد فيه على بعض. وقُرن بهمام بن يحيى عند أبي عوانة شعبة بن الحجاج.

وانظر (12741).

(1)

وقع في (م): حبيب عن قيس، وهو خطأ.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، حُبيِّب -بالتشديد مصغراً- القيسي: هو ابن حُجْر، روى عن جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات". وانظر (12337).

(3)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يزيد بن أبي صالح، وهو ثقة، وقد سلفت ترجمته عند الحديث رقم (12258).

(4)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، ابن أبي ليلى -وهو محمد بن عبد الرحمن- سيئ الحفظ، لكنه قد توبع فيما سيأتي برقم (13349).

وأخرجه أبو يعلى (3407) من طريق وكيع، بهذا الإِسناد.

وأخرجه أبو عوانة في الحج كما في "الإتحاف" 1/ 555 من طريق مالك =

ص: 248

12899 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ سُلَيْمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا يَقُولُ: أَهَلَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِحَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ (1).

12900 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ سَهْلِ (2) أَبِي الْأَسَدِ، عَنْ بُكَيْرٍ الْجَزَرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كُنَّا فِي بَيْتِ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَجَاءَ رسول الله صلى الله عليه وسلم حَتَّى وَقَفَ، فَأَخَذَ بِعِضَادَتَي (3) الْبَابِ، فَقَالَ:" الْأَئِمَّةُ مِنْ قُرَيْشٍ، وَلَهُمْ عَلَيْكُمْ حَقٌّ، وَلَكُمْ مِثْلُ ذَلِكَ، مَا إِذَا اسْتُرْحِمُوا رَحِمُوا، وَإِذَا حَكَمُوا عَدَلُوا، وَإِذَا عَاهَدُوا وَفَوْا، فَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ مِنْهُمْ، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ "(4).

= ابن سُعير، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 153 من طريق أبي شهاب عبد ربه بن نافع الحناط، كلاهما عن ابن أبي ليلى، به.

وانظر ما سلف برقم (11958).

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، مصعب بن سليم -وهو الأسدي مولى آل أبي الزبير- صدوق لا بأس به.

وأخرجه الحميدي (1216)، وأبو يعلى (3646) من طريق سفيان بن عيينة، وأبو يعلى (3648) عن ابن أبي شيبة، كلاهما عن مصعب بن سليم، بهذا الإِسناد.

وانظر ما سلف برقم (11958).

(2)

في (م) و (س) و (ق): سهل بن أبي الأسد، بزيادة "ابن" وهو خطأ، وسلف الكلام عليه عند الحديث (12307).

(3)

في (م): بعضادة.

(4)

حديث صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف لجهالة بكير الجزري. =

ص: 249

12901 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَمَّنْ سَمِعَ أَنَسًا يَقُولُ: مَرَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِسَعْدٍ وَهُوَ يَدْعُو بِأُصْبُعَيْنِ، فَقَالَ:" أَحِّدْ يَا سَعْدُ "(1).

= وأخرجه الضياء في "المختارة"(1576) من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإِسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 169 - 170، وابن أبي عاصم في "السنة"(1120)، وأبو يعلى (4033)، وأبو عمرو الداني في "الفتن وغوائلها"(201) من طريق وكيع بن الجراح، به.

وذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 113 و 4/ 100 من طريق وكيع بن الجراح، به- واقتصر على أوله ولم يسقه بتمامه.

وأخرجه البخاري 2/ 113 و 4/ 99، والبيهقي 8/ 143 - 144 من طرق عن الأعمش، عن سهل أبي الأسد، عن بكير الجزري، به.

وأخرجه بنحوه البخاري في "التاريخ" 2/ 113، وأبو يعلى (4032)، وأبو عمرو الداني في "الفتن"(200) من طريق جرير، عن الأعمش، عن بكير، عن سهل أبي الأسد، عن أنس. وانظر ما قاله.

وأخرجه الطبراني في "الدعاء"(2121) من طريق مسعر بن كدام، عن سهل أبي الأسد، عن بكير الجزري، عن أنس.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(6606)، وفي "الدعاء"(2120) من طريق الفضيل بن عياض، عن الأعمش، عن أبي صالح الحنفي، عن بكير الجزري، به.

وانظر (12307).

قوله: "بعِضادتي الباب": هما الخشبتان المنصوبتان عن يمين الداخل منه وشماله، وتثبتان على الحائط.

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الراوي عن أنس.

وهذا الحديث لم نجد من أخرجه عن أنس غير المؤلف. =

ص: 250

12902 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنْ قَامَتْ عَلَى أَحَدِكُمُ الْقِيَامَةُ، وَفِي يَدِهِ فَسِيلَةٌ، فَلْيَغْرِسْهَا "(1).

12903 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: قَالَ شُعْبَةُ: سَمِعْتُ ثَابِتًا، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى رُئِيَ بَيَاضُ إِبِطَيْهِ (2).

= ويشهد له حديث أبي هريرة السالف برقم (9439)، وهو حديث صحيح.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. هشام: هو ابن زيد بن أنس بن مالك.

وأخرجه الطيالسي (2068)، وعبد بن حميد (1216)، والبخاري في "الأدب المفرد"(479)، والبزار (1251 - كشف الأستار) من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإِسناد.

وأخرجه ابن الأعرابي في "معجمه"(180) من طريق وكيع بن الجراح، وابن عدي في "الكامل" 5/ 1696 من طريق عمر بن حبيب القاضي، كلاهما عن شعبة، عن هشام بن زيد، به.

وسيأتي برقم (12981).

والفَسيلة: النخلة الصغيرة.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 379، وعبد بن حميد (1304)، ومسلم (895)(5)، والنسائي في "الكبرى"(1437)، وأبو يعلى (3502)، وأبو عوانة في الاستسقاء كما في "الإتحاف" 1/ 538، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(1414)، وابن حبان (877)، والبيهقي 3/ 357 من طرق عن شعبة، بهذا الإِسناد. وعند عبد بن حميد والنسائي وأبي القاسم البغوي زيادة: قال شعبة: فأتيت علي بن زيد فذكرت ذلك له، فقال: إنما يريد في الاستسقاء. فقلت له: أسمعته من أنس؟ قال: سبحان الله! قلت: أسمعته من أنس؟ قال: سبحان =

ص: 251

12904 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَرْحَمُ أُمَّتِي (1) أَبُو بَكْرٍ، وَأَشَدُّهَا فِي دِينِ اللهِ عُمَرُ، وَأَصْدَقُهَا حَيَاءً عُثْمَانُ، وَأَعْلَمُهَا بِالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَأَقْرَؤُهَا لِكِتَابِ اللهِ أُبَيٌّ، وَأَعْلَمُهَا بِالْفَرَائِضِ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينٌ، وَأَمِينُ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ "(2).

= الله.

وسيأتي حديث شعبة مع هذه الزيادة برقم (13187) و (13257)، ودونها برقم (13726).

وهذا الحديث طرف من قصة الاستسقاء السالف برقم (12019). وانظر ما سلف برقم (12867).

(1)

كذا في الأصول بحذف بأمتي، وفي أكثر المصادر التي خرَّجته من طريق سفيان:"أرحم أمتي بأمتي".

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن سعيد الثوري.

وأخرجه ابن ماجه (155)، وابن أبي عاصم في "السنة"(1281)، والضياء في "المختارة"(2242) من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإِسناد. وزاد ابن ماجه فضلاً لعلي بن أبي طالب، فقال:"وأقضاهم علي"، واقتصر ابن أبي عاصم على قوله:"أشد أمتي حياءً عثمان".

وأخرجه ابن سعد 3/ 499 و 586 و 7/ 388، وابن أبي عاصم (1281) و (1282)، والطحاوي في "المشكل"(809) و (810)، والبيهقي 6/ 210، والبغوي (3930)، والضياء في "المختارة"(2241) من طرق عن سفيان الثوري، به. وقُرن بخالد الحذاء عاصمٌ الأحولُ عند ابن أبي عاصم وأبي نعيم والبيهقي والضياء، واقتصر ابن سعد في الموضع الأول على قوله:"أقرأ أمتي أبي ابن كعب"، وفي الثاني والثالث على قوله "أعلم أمتي بالحلال والحرام معاذ". =

ص: 252

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 8 عن ابن علية، وابن ماجه (154)، والترمذي (3791)، والنسائي في "الكبرى"(8287)، وابن حبان (7131) و (7137) و (7252)، والحاكم 3/ 422 و 4/ 335، والبيهقي 6/ 210 من طريق عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، كلاهما عن خالد الحذاء، به- واقتصر ابن أبي شيبة على قوله:"أرحم أمتي بأمتي أبو بكر"، بينما زاد ابن ماجه:"أقضاهم علي"، ولم يُذكر عثمان عند النسائي، واقتصر الحاكم في الموضع الثاني على قوله:"أفرض أمتي زيد بن ثابت".

وأخرجه الترمذي (3790) من طريق معمر، وابن أبي عاصم (1252) و (1283) من طريق سعيد بن أبي عروبة، كلاهما عن قتادة، عن أنس. واقتصر ابن أبي عاصم في الموضع الأول على قوله:"أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدُّهم في دين الله عمر بن الخطاب"، وفي الثاني على قوله:"أرحم أمتي أبو بكر، وأصدقهم حياء عثمان". قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه من حديث قتادة إلا من هذا الوجه، وقد رواه أبو قلابة عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه، والمشهور حديث أبي قلابة.

وسيأتي الحديث برقم (13990) من طريق وهيب بن خالد، عن خالد الحذاء.

وقوله صلى الله عليه وسلم في حق أبي عبيدة: "أمين هذه الأمة" سلف ضمن حديث آخر برقم (12261) من طريق ثابت، عن أنس.

وفي الباب عن جابر عند أبي نعيم في "تاريخ أصبهان" 2/ 13. وإسناده ضعيف.

وعن عمر موقوفاً عند البيهقي 6/ 210 أنه خطب الناس بالجابية، فقال: مَن أراد أن يسأل عن القرآن، فليأت أُبيَّ بن كعب، ومن أراد أن يسأل عن الفرائض، فليأت زيد بن ثابت، ومن أراد أن يسأل عن الفقه، فليأت معاذ بن جبل، ومن أراد أن يسأل عن المال، فليأتني، فإن الله تعالى جعلني له خازناً وقاسماً. وإسناده ضعيف أيضاً.

ص: 253

12905 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: قُلْتُ لِأَنَسٍ: أَيُّ اللِّبَاسِ كَانَ أَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: الْحِبَرَةُ (1).

12906 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ شُرَيْحٍ (2)، عَنْ أَبِي بَحْرٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " عَجِبْتُ لِلْمُؤْمِنِ، إِنَّ اللهَ لَا يَقْضِي لِلْمُؤْمِنِ قَضَاءً إِلَّا كَانَ خَيْرًا لَهُ "(3).

أَبُو بَحْرٍ: اسْمُهُ ثَعْلَبَةُ.

12907 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْمُخْتَارِ بْنِ فُلْفُلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: يَا خَيْرَ الْبَرِيَّةِ. قَالَ: " ذَاكَ إِبْرَاهِيمُ "(4).

12908 -

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْمُخْتَارِ بْنِ فُلْفُلٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: يَا خَيْرَ الْبَرِيَّةِ. قَالَ: " ذَاكَ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (12377).

(2)

تحرف في (م) إلى: القاسم بن شعيب.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في الشواهد. وانظر (12160).

(4)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير مختار بن فلفل، فمن رجال مسلم. عبد الرحمن: هو بن مهدي، وسفيان: هو الثوري.

وأخرجه مسلم (2369)، والترمذي (3352)، وأبو يعلى (3950) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإِسناد. وانظر (12826).

ص: 254

إِبْرَاهِيمُ أَبِي (1) " (2).

12909/ 1 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا رَقَدَ أَحَدُكُمْ عَنِ الصَّلَاةِ، أَوْ غَفَلَ عَنْهَا، فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا، فَإِنَّ اللهَ يَقُولُ: {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} [طه: 14] "(3).

12909/ 2 - قَالَ: وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا غَزَا قَالَ: " اللهُمَّ أَنْتَ عَضُدِي، وَأَنْتَ نَصِيرِي، وَبِكَ أُقَاتِلُ "(4).

(1) لفظة "أبي" ليست في (ظ 4).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو نعيم: هو الفضل بن دُكين، وسفيان: هو الثوري.

وأخرجه أبو عوانة في المناقب كما في "الإتحاف" 2/ 331 من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، بهذا الإِسناد. وانظر ما قبله.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه أبو يعلى (3192)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 70 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإِسناد. وضم البيهقي إليه الحديث التالي.

وأخرجه مسلم (684)(316)، وأبو عوانة 1/ 385 و 2/ 252 - 253، والبيهقي في "السنن" 2/ 456، وفي "الأسماء والصفات" ص 70 من طرق عن المثنى بن سعيد، به. وانظر (11972).

(4)

إسناده صحيح كسابقه.

وأخرجه البيهقي في "الأسماء والصفات" ص 70، والضياء في "المختارة"(2361) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإِسناد.

وأخرجه أبو داود (2632)، والترمذي (3584)، والنسائي في "عمل اليوم =

ص: 255

12910 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا يَقُولُ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نُضِحَ لَهُ حَصِيرٌ فَصَلَّى عَلَيْهِ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: رَأَيْتُهُ يُصَلِّي الضُّحَى؟ قَالَ: " لَمْ أَرَهُ إِلَّا ذَلِكَ الْيَوْمَ (1).

12911 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَنَتَ شَهْرًا بَعْدَ الرُّكُوعِ (2).

12912 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ أَبِي الْأَبْيَضِ

= والليلة" (604)، وأبو عوانة في الجهاد كما في "الإتحاف" 2/ 204، وابن حبان (4761)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 70، وفي "الدعوات الكبير" (425)، والضياء (2360) و (2362) من طرق عن المثنى بن سعيد، به.

وفي الباب عن صهيب، سيأتي 6/ 16.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد سلف مطولاً برقم (12329).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم.

وأخرجه الطيالسي (2099)، ومسلم (677)(300)، وأبو داود (1445)، وأبو عوانة 2/ 286 من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإِسناد. ولم يذكر فيه قوله:"بعد الركوع" إلا أبو عوانة.

وسيأتي الحديث برقم (13602) عن عفان، عن حماد.

وانظر ما سلف برقم (12118).

ص: 256

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي الْعَصْرَ وَالشَّمْسُ بَيْضَاءُ مُحَلِّقَةٌ، فَأَرْجِعُ إِلَى أَهْلِي وَعَشِيرَتِي مِنْ نَاحِيَةِ الْمَدِينَةِ، فَأَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ صَلَّى، فَقُومُوا فَصَلُّوا (1).

12913 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: إِنْ كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لَيُصِيبُ التَّمْرَةَ، فَيَقُولُ:" لَوْلَا أَنِّي أَخْشَى أَنَّهَا مِنَ الصَّدَقَةِ لَأَكَلْتُهَا "(2).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، أبو الأبيض: وهو رجل من بني عامر، سلفت ترجمته عند الحديث رقم (12331). ربعي: هو ابن حِراش.

وأخرجه البزار (373) من طريق مؤمل عن سفيان، بهذا الإِسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 326، والبزار (373)، والنسائي 1/ 253، وابن عبد البر في "التمهيد" 1/ 298 من طريق جرير بن عبد الحميد، وأبو يعلى (4318)، والدارقطني 1/ 254، وابن عبد البر 1/ 299، والمزي في ترجمة أبي الأبيض من "تهذيب الكمال" 33/ 11 - 12 من طريق فضيل بن عياض، كلاهما عن منصور بن المعتمر، به.

وسلف مختصراً بلفظ "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي العصر والشمس بيضاء محلقة" برقم (12331).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم.

وأخرجه أبو داود (1651)، وأبو يعلى (2862) من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإِسناد.

وأخرجه أبو داود (1652) من طريق خالد بن قيس، عن قتادة، به.

وسيأتي بنحوه من طريق قتادة بالأرقام (13005) و (13706) و (14110).

وانظر ما سلف برقم (12190).

ص: 257

12914 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى فِي بَيْتِ أُمِّ حَرامٍ عَلَى بِسَاطٍ (1).

12915 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: رَأَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَبْلًا مَمْدُودًا بَيْنَ سَارِيَتَيْنِ، فَقَالَ:" لِمَنْ هَذَا؟ " قَالُوا: لِحَمْنَةَ بِنْتِ جَحْشٍ، تُصَلِّي (2)، فَإِذَا عَجَزَتْ تَعَلَّقَتْ بِهِ. فَقَالَ:" لِتُصَلِّي مَا أطَاقَتْ (3)، فَإِذَا عَجَزَتْ فَلْتَقْعُدْ "(4).

12916 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، مِثْلَهُ (5).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (12626).

(2)

لفظة "تصلي" سقطت من (م).

(3)

في (م) و (س) و (ق): طاقت، بدون همزة في أوله، وكلاهما جائز.

(4)

حديث صحيح، وإسناده هنا مرسل، رجاله ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه أبو يعلى (3831) عن إبراهيم بن الحجاج، والخطيب في "الأسماء المبهمة" ص 410 - 411 من طريق أبي سلمة موسى بن إسماعيل، كلاهما عن حماد، بهذا الإِسناد. وقد بين الخطيب بعد أن ساق الحديث أن رواية عبد الرحمن مرسلة.

وسيأتي مرسلاً مرةً أخرى برقم (13690)، وموصولاً من طريق حميد، عن أنس برقم (12916)، وسلف موصولاً أيضاً برقم (11986) من طريق عبد العزيز بن صهيب عن أنس.

(5)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه أبو يعلى (3831)، والخطيب في "الأسماء المبهمة" ص 410 من =

ص: 258

12917 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ سِيرِينَ (1)، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ (2) مِنَ الْأَنْصَارِ ضَخْمٌ، لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُصَلِّيَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: إِنِّي لَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أُصَلِّيَ مَعَكَ. فَصَنَعَ لَهُ طَعَامًا، وَدَعَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَبَسَطُوا لَهُ حَصِيرًا، وَنَضَحُوهُ، فَصَلَّى عَلَيْهِ رَكْعَتَيْنِ.

فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ آلِ الْجَارُودِ: أَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي الضُّحَى؟ قَالَ: مَا رَأَيْتُهُ صَلَّاهَا إِلَّا يَوْمَئِذٍ (3).

12918 -

حَدَّثَنَا بَهْزُ بْنُ أَسَدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا ثُمَامَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ

= طريق أبي سلمة موسى بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، به. وقرنا بهذه الرواية رواية عبد الرحمن بن أبي ليلى المرسلة.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 337، وعبد بن حميد (1404)، وأبو يعلى (3786) و (3843)، والطحاوي في "شرح المشكل"(3439)، وابن حبان (2493) و (2587)، والبيهقي 3/ 19 من طريق عن حميد، به. ولم يسم أحد منهم المرأة.

وسيأتي برقم (13121) عن معاذ بن معاذ وابن أبي عدي، عن حميد، ولم يسم المرأة، وقال فيه: فلانة، وبرقم (13691) عن عفان، عن حماد، ولم يذكر لفظه وعزاه إلى حديث عبد الرحمن بن أبي ليلى الذي قبله كما هي صورته هنا.

وانظر ما قبله، وما سلف برقم (11986).

(1)

تحرف في (م) إلى: سليم.

(2)

لفظة "رجل" سقطت من (م).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وسيتكرر برقم (14101)، وانظر (12329).

ص: 259

ابْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَاءَهُ أَصْحَابُهُ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَخَرَجَ فَصَلَّى بِهِمْ فَخَفَّفَ، ثُمَّ دَخَلَ بَيْتَهُ، فَأَطَالَ، ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى بِهِمْ فَخَفَّفَ، ثُمَّ دَخَلَ بَيْتَهُ، فَأَطَالَ، فَلَمَّا أَصْبَحَ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، صَلَّيْتَ، فَجَعَلْتَ تُطِيلُ إِذَا دَخَلْتَ بَيْتَكَ (1)، وَتُخَفِّفُ إِذَا خَرَجْتَ! قَالَ:" مِنْ أَجْلِكُمْ مَا فَعَلْتُ "(2).

12919 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ هَمَّامٍ. وَبَهْزٍ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِأُبَيٍّ: " إِنَّ اللهَ أَمَرَنِي أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ " فَقَالَ أُبَيٌّ: آللَّهُ سَمَّانِي لَكَ؟ قَالَ: " اللهُ سَمَّاكَ لِي ". قَالَ بَهْزٌ فِي حَدِيثِهِ: فَجَعَلَ يَبْكِي (3).

(1) لفظة "بيتك" زدناها من (ظ 4).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد -وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم. وسيأتي مكرراً برقم (14102) وانظر (12570).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وبهز: هو ابن أسد، وهمام: هو ابن يحيى العَوْذي.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 9/ 59 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البخاري (4960) من طريق حسان بن حسان، ومسلم (799)(245) وص 1915 (121)، وأبو يعلى (2843)، وابن حبان (7144)، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 251 من طريق هدبة بن خالد، كلاهما عن همام، به.

وانظر (12320).

ص: 260

12920 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ رَبِيعَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: مَا كَانَ فِي رَأْسِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَلِحْيَتِهِ عِشْرُونَ شَعَرَةً بَيْضَاءَ (1).

12921 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَتَّابٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ: بَايَعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، فِيمَا اسْتَطَعْتُ (2).

12922 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ. وَأَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَحْسَنَ النَّاسِ، وَأَشْجَعَ النَّاسِ، وَأَجْوَدَ النَّاسِ، كَانَ فَزَعٌ بِالْمَدِينَةِ، فَخَرَجَ النَّاسُ قِبَلَ الصَّوْتِ، فَاسْتَقْبَلَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ سَبَقَهُمْ فَاسْتَبْرَأَ الْفَزَعَ عَلَى فَرَسٍ لِأَبِي طَلْحَةَ عُرْيٍ، مَا عَلَيْهِ سَرْجٌ، فِي عُنُقِهِ السَّيْفُ، فَقَالَ:" لَمْ تُرَاعُوا " وَقَالَ لِلْفَرَسِ: " وَجَدْنَاهُ بَحْرًا " أَوْ " إِنَّهُ لَبَحْرٌ "(3).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري، وربيعة: هو ابن أبي عبد الرحمن الملقب بربيعة الرأي.

وأخرجه أبو يعلى (3638) و (3640) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإِسناد. وانظر (12326).

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن لأجل عتاب مولى بني هرمز. وانظر (12203).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين من جهة عبد الرحمن بن مهدي، =

ص: 261

12923 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنِ أَبِي عِصَامٍ (1)، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَتَنَفَّسُ فِي الْإِنَاءِ ثَلَاثًا، وَيَقُولُ:" هُوَ أَهْنَأُ، وَأَمْرَأُ، وَأَبْرَأُ "(2).

12924 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا عَزْرَةُ بْنُ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَنَسٍ، أَنَّ أَنَسًا كَانَ يَتَنَفَّسُ فِي الْإِنَاءِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، قَالَ: وَزَعَمَ أَنَسٌ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَتَنَفَّسُ فِي الْإِنَاءِ ثَلَاثًا (3).

12925 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم طَافَ عَلَى نِسَائِهِ فِي غُسْلٍ

= وأما متابعه أبو كامل -وهو مُظَفَّر بن مُدْرِك- فقد روى له النسائي وأبو داود في "التفرد"، وهو ثقة. وانظر (12494).

(1)

تحرف في (م) و (س) إلى: أبي عاصم.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن لأجل أبي عصام.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 9/ 57 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإِسناد.

وأخرجه أبو نعيم 9/ 46، والبغوي (3037) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، به. وانظر (12186).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن ماجه (3416)، والترمذي (1884)، وفي "الشمائل"(214) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإِسناد. وانظر (12133).

ص: 262

وَاحِدٍ (1).

12926 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم طَافَ عَلَى نِسَائِهِ فِي لَيْلَةٍ وَاحِدَةٍ (2)، فِي غُسْلٍ وَاحِدٍ (3).

12927 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا سَلِيمُ بْنُ حَيَّانَ، قَالَ: سَمِعْتُ مَرْوَانَ الْأَصْفَرَ يُحَدِّثُ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ عَلِيًّا قَدِمَ مِنَ الْيَمَنِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" بِمَ أَهْلَلْتَ؟ "، قَالَ: أَهْلَلْتُ بِمَا أَهَلَّ بِهِ نَبِيُّ اللهِ. قَالَ: " فَإِنِّي لَوْلَا أَنَّ مَعِي الْهَدْيَ لَأَحْلَلْتُ "(4).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري.

وأخرجه ابن ماجه (588) والنسائي في "الكبرى"(9036)، وأبو يعلى (3129) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإِسناد.

وأخرجه ابن ماجه (588)، والترمذي (140)، وأبو يعلى (2942)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 129، والعقيلي في "الضعفاء" 4/ 454 من طرق عن سفيان، به. وانظر (12640).

(2)

في (ظ 4) ونسخة في (ق): في يوم واحد.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه عبد بن حميد (1263) و (1325)، والدارمي (753) و (754)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 129 من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإِسناد. وانظر (12097).

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن حبان (3776) من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإِسناد.

وأخرجه مسلم (1250) من طريق بهز بن أسد، به. =

ص: 263

12928 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سَلِيمُ بْنُ حَيَّانَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةً يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا مِئَةَ عَامٍ لَا يَقْطَعُهَا "(1).

قَالَ: فَحَدَّثْتُ بِهِ أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يُحَدِّثُهُ (2).

12929 -

قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّهُ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ بَعْدَ الظُّهْرِ فَقَامَ يُصَلِّي الْعَصْرَ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ ذَكَرْنَا تَعْجِيلَ الصَّلَاةِ - أَوْ ذَكَرَهَا - فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " تِلْكَ صَلَاةُ الْمُنَافِقِينَ، تِلْكَ صَلَاةُ الْمُنَافِقِينَ، يَجْلِسُ أَحَدُهُمْ حَتَّى إِذَا اصْفَرَّتِ الشَّمْسُ، وَكَانَتْ بَيْنَ قَرْنَيْ الشَّيْطَانِ - أَوْ عَلَى قَرْنِ الشَّيْطَانِ - قَامَ، فَنَقَرَ أَرْبَعًا، لَا يَذْكُرُ اللهَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا "(3).

= وأخرجه البخاري (1558)، ومسلم (1250)، والترمذي (956)، والبيهقي 5/ 15 من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، ومسلم (1250) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، كلاهما عن سليم بن حيان، به.

وانظر ما سلف برقم (11958).

وفي الباب عن ابن عمر سلف برقم (4822)، وانظر تتمة شواهده فيه.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (12070).

(2)

في (م): يحدث. وسلف الكلام على طريق أبي هريرة هذا عند الحديث (12070).

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير العلاء بن عبد الرحمن، فمن رجال مسلم وانظر (11999).

ص: 264

12930 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" رُؤْيَا الْمُؤْمِنِ - أَوِ الْمُسْلِمِ - جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ "(1).

12931 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، مِثْلَهُ (2).

12932 -

قَرَأْتُ عَلَى (3) عَبْدُ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ مَكَّةَ عَامَ الْفَتْحِ، وَعَلَى رَأْسِهِ الْمِغْفَرُ، فَلَمَّا نَزَعَهُ، جَاءَهُ رَجُلٌ، وَقَالَ: ابْنُ خَطَلٍ مُتَعَلِّقٌ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ. فَقَالَ: " اقْتُلُوهُ "(4).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهذا الحديث من مسند عبادة بن الصامت، وسيأتي مكرراً في مسنده 5/ 319، وانظر تخريجه هناك.

وانظر ما بعده.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (2264) من طريق معاذ بن معاذ العنبري، وأبو عوانة في الرؤيا كما في "إتحاف المهرة" 1/ 540 من طريق أسود بن عامر، كلاهما عن شعبة، بهذا الإِسناد.

وسيتكرر بإسناده ومتنه في مسند عبادة بن الصامت 5/ 319.

وسيأتي عن عبد العزيز بن المختار، عن ثابت برقم (13849).

وانظر ما سلف برقم (12037).

(3)

في (م) و (س) و (ق): حدثنا بدل قوله: قرأت على.

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (12068).

ص: 265

قَالَ مَالِكٌ: وَلَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَئِذٍ مُحْرِمًا، وَاللهُ أَعْلَمُ.

12933 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَعْتَقَ صَفِيَّةَ وَتَزَوَّجَهَا. قَالَ: فَقَالَ لَهُ ثَابِتٌ: مَا أَصْدَقَهَا؟ قَالَ: نَفْسَهَا، أَعْتَقَهَا وَتَزَوَّجَهَا (1).

12934 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى الظُّهْرَ بِالْمَدِينَةِ أَرْبَعًا، وَصَلَّى الْعَصْرَ بِذِي الْحُلَيْفَةِ رَكْعَتَيْنِ (2).

12935 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَتَى عَلَى أَزْوَاجِهِ وَسَوَّاقٌ يَسُوقُ بِهِنَّ يُقَالُ لَهُ: أَنْجَشَةُ، فَقَالَ: " وَيْحَكَ يَا أَنْجَشَةُ، رُوَيْدَكَ (3) سَوْقَكَ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل بن إبراهيم: هو ابن عُليَّة.

وأخرجه ابن سعد 8/ 124، والبيهقي 7/ 58 من طريق إسماعيل بن إبراهيم، بهذا الإِسناد.

وسلف ضمن قصة خيبر عن إسماعيل ابن علية برقم (11992).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل هو ابن علية، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السَّختياني، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجَرْمي.

وأخرجه البخاري (1715)، ومسلم (690)(10)، وابن حبان (2747) من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإِسناد. وانظر (12083).

(3)

في (ظ 4) ونسخة في (ق) و (س): رويداً.

ص: 266

بِالْقَوَارِيرِ ".

قَالَ أَبُو قِلَابَةَ: تَكَلَّمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِكَلِمَةٍ، لَوْ تَكَلَّمَ بِهَا بَعْضُكُمْ لَعِبْتُمُوهَا عَلَيْهِ؛ يَعْنِي قَوْلَهُ:" سَوْقَكَ بِالْقَوَارِيرِ "(1).

12936 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ، حَدَّثَنِي أَبُو رَجَاءٍ مَوْلَى أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ (2)، قَالَ: أَنَا أُحَدِّثُكُمْ حَدِيثَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ إِيَّايَ، حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: أَنَّ نَفَرًا مِنْ عُكْلٍ، ثَمَانِيَةً، قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَبَايَعُوهُ عَلَى الْإِسْلَامِ، فَاسْتَوْخَمُوا الْأَرْضَ، فَسَقِمَتْ أَجْسَامُهُمْ، فَشَكَوْا ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:" أَلَا تَخْرُجُونَ مَعَ رَاعِينَا فِي إِبِلِهِ، فَتُصِيبُونَ مِنْ أَبْوَالِهَا وَأَلْبَانِهَا " قَالُوا: بَلى. فَخَرَجُوا، فَشَرِبُوا مِنْ أَبْوَالِهَا وَأَلْبَانِهَا، فَصَحُّوا، فَقَتَلُوا الرَّاعِيَ، وَاطَّرَدُوا النَّعَمَ. فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَرْسَلَ فِي آثَارِهِمْ فَأُدْرِكُوا، فَجِيءَ بِهِمْ، فَأَمَرَ بِهِمْ فَقُطِّعَتْ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ، وَسُمِرَتْ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البخاري في "صحيحه"(6149)، وفي "الأدب المفرد"(264)، ومسلم (2323)(71)، وأبو يعلى (2810) من طرق عن إسماعيل ابن علية، بهذا الإِسناد.

وأخرجه ابن سعد 8/ 430 - 431 من طريق عبيد الله بن عمرو، والبخاري (6202) من طريق وهيب بن خالد، كلاهما عن أيوب، به.

وسيأتي برقم (13377).

وانظر ما سلف برقم (12041).

(2)

قوله: "عن أبي قلابة" سقط من (م) و (س) و (ق).

ص: 267

أَعْيُنُهُمْ، ثُمَّ نُبِذُوا فِي الشَّمْسِ حَتَّى مَاتُوا (1).

12937 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ، قَالَ: سُئِلَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ عَنِ الثُّومِ، فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ أَكَلَ مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ شَيْئًا، فَلَا يَقْرَبَنَّ - أَوْ لَا يُصَلِّيَنَّ - مَعَنَا "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو رجاء: اسمه سلمان.

وأخرجه البخاري (6899)، ومسلم (1671)(10)، وأبو يعلى (2816)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1816)، وابن حبان (4470) من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإِسناد. ورواية البخاري مطولة جداً.

وأخرجه ابن أبي شيبة 14/ 197 - 198 والبخاري (4193)، والنسائي 7/ 93 - 94 من طرق عن الحجاج بن أبي عثمان، به.

وأخرجه البخاري (4193)، ومسلم (1671)(11) من طريق أيوب، والبخاري (4610)، ومسلم (1671)(12) من طريق عبد الله بن عون، كلاهما عن أبي رجاء، به.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 180، وفي "شرح مشكل الآثار"(1810) من طريق سفيان، عن أيوب السختياني، عن أبي قلابة، به مختصراً:{إنَّما جَزاءُ الذين يُحاربون اللهَ ورسولَه} [المائدة: 33] قال: هم قوم من عُكْل قطع النبي أيديهم وأرجلهم، وسمر أعينهم.

وقد سلف الحديث مختصراً برقم (12639) من طريق سفيان، عن أيوب.

قوله: "واطَّردوا"، أي: ساقوا.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (562)(70)، وأبو عوانة 2/ 19 من طريق إسماعيل بن إبراهيم ابن علية، بهذا الإِسناد- وفيه:"فلا يقربنَّا ولا يصلِّين معنا". =

ص: 268

12938 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: مَرُّوا بِجِنَازَةٍ فَأُثْنِيَ (1) عَلَيْهَا خَيْرًا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" وَجَبَتْ، وَجَبَتْ، وَجَبَتْ " وَمُرَّ (2) بِجَنَازَةٍ فَأُثْنِي عَلَيْهَا شَرًّا، فَقَالَ نَّبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" وَجَبَتْ، وَجَبَتْ، وَجَبَتْ " فَقَالَ عُمَرُ: فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي، مُرَّ بِجَنَازَةٍ فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا خَيْرًا، فَقُلْتَ:" وَجَبَتْ، وَجَبَتْ، وَجَبَتْ (3) " وَمُرَّ بِجَنَازَةٍ، فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا شَرًّا، فَقُلْتَ:" وَجَبَتْ، وَجَبَتْ، وَجَبَتْ (3) " فَقَالَ: " مَنْ أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ خَيْرًا، وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ، وَمَنْ أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ شَرًّا، وَجَبَتْ لَهُ النَّارُ، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللهِ فِي الْأَرْضِ، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللهِ فِي الْأَرْضِ، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللهِ فِي الْأَرْضِ "(4).

= وأخرجه كذلك البخاري (856) و (5451)، وأبو عوانة 2/ 16، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 237، والبيهقي 3/ 76 من طريق عبد الوارث بن سعيد، عن عبد العزيز بن صهيب، به.

وأخرجه أبو يعلى في "المسند"(4291)، وفي "المقصد العلي"(227)، من طريق سلام بن أبي خبزة، عن حنظلة السدوسي، عن أنس. وهذا إسناد ضعيف جداً.

وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4619)، وانظر تتمة شواهده هناك.

(1)

في (م): فأثنوا.

(2)

في (م): ومروا.

(3)

قول عمر في الموضعين في المرة الثالثة: وجبت، ليست في (ظ 4).

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (949)، والنسائي 4/ 49 - 50، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(1491) من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإِسناد. =

ص: 269

12939 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ -، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: مُرَّ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (1) بِجِنَازَةٍ، فَأَثْنَى الْقَوْمُ خَيْرًا، فَقَالَ:" وَجَبَتْ " ثُمَّ مُرَّ بِجَنَازَةٍ أُخْرَى فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا شَرًّا، فَقَالَ:" وَجَبَتْ " فَقَالُوا: قُلْتَ لِهَذَا: " وَجَبَتْ " وَلِهَذَا " وَجَبَتْ "؟! قَالَ: " شَهَادَةُ الْقَوْمِ، وَالْمُؤْمِنُونَ شُهَدَاءُ اللهِ فِي الْأَرْضِ "(2).

12940 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ -، عَنْ ثَابِتٍ، وَعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ

= وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 367 - 368، وأبو القاسم البغوي (1490) من طريق هشيم بن بشير، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3304) من طريق عبد الوارث بن سعيد، كلاهما عن عبد العزيز بن صهيب، به. وتحرف أنس في مطبوع "المصنَّف" إلى: الحسن!

وسيأتي من طريق شعبة عن عبد العزيز برقم (13996).

وانظر ما سلف برقم (12837).

(1)

قوله: "على رسول الله صلى الله عليه وسلم" سقط من (م).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه عبد بن حميد (1382)، والبخاري (2642)، ومسلم (949)، وابن ماجه (1491)، وأبو يعلى (3352) و (3366)، وابن حبان (3025)، والبيهقي 10/ 123 و 209 من طرق عن حماد بن زيد، بهذا الإِسناد.

وأخرجه مسلم (949)، وأبو نعيم في "الحلية" 6/ 291 من طريق جعفر بن سليمان، عن ثابت البناني، به.

وسيأتي من طريق ثابت بالأرقام (13039) و (13203) و (13572).

وانظر ما سلف برقم (12837).

ص: 270

عَنْ أَنَسٍ قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الصُّبْحَ بِغَلَسٍ، ثُمَّ قَالَ:" اللهُ أَكْبَرُ، خَرِبَتْ خَيْبَرُ، إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قَوْمٍ، فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ " قَالَ: فَخَرَجُوا يَسْعَوْنَ فِي السِّكَكِ، وَهُمْ يَقُولُونَ: مُحَمَّدٌ وَالْخَمِيسُ. قَالَ: فَظَهَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَيْهِمْ فَقَتَلَ مُقَاتِلَتَهُمْ، وَسَبَى ذَرَارِيَّهُمْ، وَصَارَتْ صَفِيَّةُ لِدِحْيَةَ الْكَلْبِيِّ، ثُمَّ صَارَتْ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدُ، فَتَزَوَّجَهَا وَجَعَلَ صَدَاقَهَا عِتْقَهَا.

قَالَ: فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، أَنْتَ سَأَلْتَ أَنَسًا: مَا أَمْهَرَهَا؟ فَقَالَ لَكَ أَنَسٌ: أَمْهَرَهَا نَفْسَهَا؟ فَضَحِكَ ثَابِتٌ، وَقَالَ: نَعَمْ (1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يونس: هو ابن محمد المؤدب.

وأخرجه البخاري (947)، والنسائي في "الكبرى"(8660)، وأبو يعلى (3932)، وأبو عوانة 4/ 362 من طرق عن حماد بن زيد، بهذا الإِسناد- ولم يذكر أبو عوانة في حديثه قصة صفية.

وأخرجه ابن سعد 2/ 109، والبخاري (4200)، والنسائي في "المجتبى" 1/ 271 - 272، وفي "الكبرى"(8597)، وأبو عوانة 4/ 363 - 364 من طريق سليمان بن حرب، عن حماد بن زيد، عن ثابت وحده، به. ولم يذكر ابن سعد والنسائي في "المجتبى" قصة صفية أيضاً.

وسيأتي الحديث من طريق حماد بن سلمة، عن ثابت وحده برقم (13575). وسلف عن عبد العزيز بن صهيب بأطول مما هنا برقم (11992).

وقصة صفية وحدها ستأتي برقم (13545) عن سريج بن النعمان، عن حماد بن زيد، عنهما، وسلفت عن عبد العزيز بن صهيب وحده برقم (11957).

وسيأتي دون قصة صفية برقم (13864) من طريق سليمان بن المغيرة، عن =

ص: 271

12941 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ -، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم اتَّخَذَ خَاتَمًا مِنْ فِضَّةٍ، وَنَقَشَ فِيهِ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنِّي قَدْ اتَّخَذْتُ خَاتَمًا مِنْ فِضَّةٍ، وَنَقَشْتُ فِيهِ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ، فَلَا تَنْقُشُوا عَلَيْهِ "(1).

12942 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ -، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الرِّجَالَ عَنِ الْمُزَعْفَرِ (2).

= ثابت وحده. وانظر (13023).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البخاري في "صحيحه"(5877)، وفي "خلق أفعال العباد"(490)، ومسلم (2092)، وأبو يعلى (3896) و (3936)، وأبو عوانة 5/ 500، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" ص 115، والبيهقي 10/ 128 من طرق عن حماد بن زيد، بهذا الإِسناد. وانظر (11989).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (2101)، وأبو داود (4179)، والترمذي (2815)، والنسائي 5/ 142، وأبو يعلى (3934) و (3889)، وابن خزيمة (2673)، وأبو عوانة 2/ 66 - 67 و 5/ 512، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 127، والبيهقي في "شعب الإيمان"(3625)، وابن عبد البر في "التمهيد" 2/ 182 من طرق عن حماد بن زيد، بهذا الإِسناد. وانظر (11978).

ص: 272

12943 -

حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ يَحْيَى الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَيْدٍ (1)، حَدَّثَنَا مَكْحُولٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَتَى نَدَعُ الِائْتِمَارَ بِالْمَعْرُوفِ، وَالنَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ؟ قَالَ:" إِذَا ظَهَرَ فِيكُمْ مَا ظَهَرَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ: إِذَا كَانَتِ الْفَاحِشَةُ فِي كِبَارِكُمْ، وَالْمُلْكُ فِي صِغَارِكُمْ، وَالْعِلْمُ فِي رُذَّالِكُمْ "(2).

(1) تحرف في (م) و (س) و (ق) إلى: أبو سعيد.

(2)

إسناده قوي، أبو مُعيد -وهو حفص بن غيلان- صدوق لا بأس به، وباقي رجاله ثقات.

وأخرجه ابن ماجه (4015) من طريق زيد بن يحيى بن عبيد، عن الهيثم ابن حميد، عن حفص بن غيلان، بهذا الإِسناد. فزاد الهيثم بن يحيى، وهذا من المزيد في متصل الأسانيد.

وأخرجه ابن وضاح في "البدع" ص 71 - 72، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3350)، وأبو نعيم في "الحلية" 5/ 185، والبيهقي في "الشعب"(7555) من طريق الهيثم بن حميد، عن حفص بن غيلان أبي معيد، بهذا الإِسناد- وفي رواية ابن ماجه:"إذا ظهر فيكم ما ظهر في الأمم قبلكم".

ولفظه عندهم جميعاً غير ابن ماجه: "إذا ظهر الإدهان في خياركم، والفاحشة في شراركم

"، ولم يذكر المُلْك في رواية أبي نعيم والبيهقي.

وفي الباب عن حذيفة عند الطبراني في "الأوسط"(144). وإسناده ضعيف.

قوله: "إذا كانت الفاحشة في كباركم"، قال السندي: أي إذا شاع الزنى حتى إن الكبار لا يستنكفون منها، والمراد بالكبار ذوو الأسنان.

وقوله: "في رُذَّالكم"، أي: في الأراذل في الدِّين، وهم لا يتَّقون الله، ولا يعملون بالعلم.

ص: 273

12944 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ فِي مَسِيرٍ، وَكَانَ حَادٍ يَحْدُو بِنِسَائِهِ - أَوْ سَائِقٌ - قَالَ: فَكَانَ نِسَاؤُهُ يَتَقَدَّمْنَ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ:" يَا أَنْجَشَةُ، وَيْحَكَ ارْفُقْ بِالْقَوَارِيرِ "(1).

12945 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْمَدِينَةِ، فَجَعَلَ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ، حَتَّى رَجَعَ. قَالَ يَحْيَى: فَقُلْتُ لِأَنَسٍ: كَمْ أَقَامَ؟ قَالَ: عَشْرًا (2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي.

وسيتكرر برقم (13096)، وانظر (12761).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن أبي إسحاق: هو الحضرمي مولاهم البصري.

وأخرجه ابن ماجه (1077) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، بهذا الإِسناد.

وأخرجه عبد الرزاق (4336)، وابن أبي شيبة 2/ 453، والدارمي (1510)، والبخاري (1081) و (4297)، ومسلم (693)، وابن ماجه (1077)، والترمذي (548)، وأبو داود (1233)، والنسائي 3/ 118 و 121، وابن خزيمة (956) و (2996)، وأبو عوانة 2/ 347، والطحاوي 1/ 418، وابن حبان (2754)، والطبراني في "الأوسط"(5004)، وابن حزم في "المحلى" 5/ 26، والبيهقي 3/ 136 و 145 و 153، والبغوي (1027) من طرق عن يحيى بن أبي إسحاق، به- وفي رواية الدارمي من طريق سفيان =

ص: 274

12946 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى مَكَّةَ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ:" لَبَّيْكَ عُمْرَةً وَحَجَّةً "(1).

= الثوري عن يحيى: وذلك في حجة الوداع.

وسيأتي (12975) و (14001)، وفي الموضع الثاني من طريق شعبة عن يحيى أن ذلك كان في الحج.

وانظر ما سلف برقم (12079).

وفي الباب عن ابن عباس سلف بالأرقام (1852) و (1958) و (2159).

وعن جابر، سيأتي 3/ 295.

وعن أبي جحيفة السوائي، سيأتي 4/ 307.

وعن عمران بن حصين، سيأتي 4/ 430.

وعن جبير بن نفير عند مسلم (692)(13).

قال النووي في "شرح مسلم" 5/ 202 تعليقاً على هذا الحديث: هذا معناه أنه أقام في مكة وما حواليها، لا في نفس مكة فقط، والمراد في سفره صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع، فَقَدِم مكة في اليوم الرابع، فأقام بها الخامسَ والسادسَ والسابعَ، وخرج منها في الثامن إلى مِنى، وذهب إلى عرفاتٍ في التاسع، وعاد إلى مِنى في العاشر، فأقام بها الحادي عشر والثاني عشر، ونفر في الثالث عشر إلى مكة، وخرج منها إلى المدينة في الرابع عشر، فمدة إقامته صلى الله عليه وسلم في مكة وحواليها عشرة أيام، وكان يَقصُر الصلاة فيها كلها، ففيها دليل على أن المسافر إذا نَوَى إقامة دون أربعة أيام سوى يومي الدخول والخروج يقصر، وأنَّ الثلاثة ليست إقامة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أقام هو والمهاجرون ثلاثاً بمكة، فدَلَّ على أن الثلاثة ليست إقامة شرعية، وأن يومي الدخول والخروج لا يُحسبان منها، وبهذه الجملة قال الشافعي وجمهور العلماء، وفيها خلاف منتشر للسلف. وانظر "المغني" 3/ 147 - 150، و"المجموع" 4/ 359 - 365.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن أبي إسحاق =

ص: 275

12947 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى (1)، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: أَقْبَلْنَا مِنْ خَيْبَرَ أَنَا وأَبُو طَلْحَةَ وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَصَفِيَّةُ رَدِيفَتُهُ، قَالَ: فَعَثَرَتْ نَاقَةُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَصُرِعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَصُرِعَتْ صَفِيَّةُ، قَالَ: فَاقْتَحَمَ أَبُو طَلْحَةَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، جَعَلَنِي اللهُ فِدَاكَ - قَالَ: أَشُكُّ قَالَ ذَاكَ أَمْ لَا - أَضُرِرْتَ؟ قَالَ: " لَا، عَلَيْكَ الْمَرْأَةَ " قَالَ: فَأَلْقَى أَبُو طَلْحَةَ عَلَى وَجْهِهِ الثَّوْبَ، فَانْطَلَقَ إِلَيْهَا فَمَدَّ ثَوْبَهُ عَلَيْهَا، ثُمَّ أَصْلَحَ لَهَا رَحْلَهَا، فَرَكِبْنَا، ثُمَّ اكْتَنَفْنَاهُ، أَحَدُنَا عَنْ يَمِينِهِ وَالْآخَرُ عَنْ شِمَالِهِ، فَلَمَّا أَشْرَفْنَا عَلَى الْمَدِينَةِ، أَوْ كُنَّا بِظَهْرِ الْحَرَّةِ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" آيِبُونَ، تَائِبُونَ، عَابِدُونَ، لِرَبِّنَا حَامِدُونَ " فَلَمْ يَزَلْ يَقُولُهُنَّ حَتَّى دَخَلْنَا الْمَدِينَةَ (2).

= الحضرمي.

وأخرجه ابن ماجه (2968) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، بهذا الإِسناد. وانظر له (11958).

(1)

قوله: "حدثنا عبد الأعلى" سقط من (م).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الأعلى: هو ابن عبد الأعلى السَّامي.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 520، والبخاري (3085) و (3086) و (5968) و (6185)، ومسلم (1345)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(551)، وابن خزيمة وأبو عوانة كلاهما في الحج كما في "إتحاف المهرة" 2/ 373، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(526)، والبغوي (2682) من طرق عن يحيى ابن أبي إسحاق، بهذا الإِسناد. ورواية كل من ابن أبي شيبة ومسلم والبغوي =

ص: 276

12948 -

حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَسَّانَ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، فَدَعَا بِإِنَاءٍ وَفِيهِ ثَلَاثُ ضَبَّاتِ حَدِيدٍ، وَحَلْقَةٌ مِنْ حَدِيدٍ، فَأُخْرِجَ مِنْ غِلَافٍ أَسْوَدَ، وَهُوَ دُونَ الرُّبُعِ وَفَوْقَ نِصْفِ الرُّبُعِ، فَأَمَرَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ فَجُعِلَ لَنَا فِيهِ مَاءٌ، فَأُتِينَا بِهِ فَشَرِبْنَا وَصَبَبْنَا عَلَى رُؤُوسِنَا وَوُجُوهِنَا، وَصَلَّيْنَا عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم (1).

12949 -

حَدَّثَنَا عُبَيْدَةُ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، قَالَ: سُئِلَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ عَنْ رَفْعِ الْأَيْدِي، فَقَالَ: قَامَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْجُمُعَةِ بَعْضُ الْمُسْلِمِينَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، قَحَطَ الْمَطَرُ، أَجْدَبَتِ الْأَرْضُ، هَلَكَ الْمَالُ. قَالَ: فَاسْتَسْقَى، فَرَفَعَ

= مختصرة دون قصة الصَّرعة.

وسيأتي عن إسماعيل ابن علية، عن إسحاق برقم (12969)، وفيه مكان قوله:"أضُرِرْتَ""هل ضرَّك شيء؟ ".

وفي باب قوله: "آيبون تائبون

" عن ابن عمر، سلف برقم (4496)، وانظر تتمة شواهده هناك.

(1)

إسناده قوي، حجاج بن حسان صدوق لا بأس به.

ورواية حجاج هذه لم نقع عليها عند غير المصنف.

وقد أخرج الترمذي في "الشمائل"(196) من طريق عيسى بن طهمان، عن ثابت، قال: أخرج إلينا أنس بن مالك قَدَحَ خشب غليظاً مضبَّباً بحديد، فقال: يا ثابت، هذا قدح رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفيه حسين بن الأسود البغدادي شيخ الترمذي، فيه ضعف.

وانظر في قدح النبي صلى الله عليه وسلم ما سلف برقم (12410).

ص: 277

يَدَيْهِ حَتَّى رَأَيْتُ بَيَاضَ إِبْطَيْهِ، وَمَا نَرَى فِي السَّمَاءِ سَحَابَةً، فَقَامَ فَصَلَّى حَتَّى جَعَلَ يُهِمُّ الْقَرِيبُ الدَّارِ الرُّجُوعَ إِلَى أَهْلِهِ مِنْ شِدَّةِ الْمَطَرِ، قَالَ: فَمَكَثْنَا سَبْعًا، فَلَمَّا كَانَتِ الْجُمُعَةُ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، تَهَدَّمَتِ الْبُيُوتُ، وَاحْتَبَسَ الرُّكْبَانُ. قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اللهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلَا عَلَيْنَا " قَالَ: فَتَكَشَّفَتْ عَنِ الْمَدِينَةِ (1).

12950 -

حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: خَرَجَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَتَلَقَّتْهُ الْأَنْصَارُ بَيْنَهُمْ، فَقَالَ:" وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، إِنِّي لَأُحِبُّكُمْ، إِنَّ الْأَنْصَارَ قَدْ قَضَوْا مَا عَلَيْهِمْ، وَبَقِيَ الَّذِي عَلَيْكُمْ، فَأَحْسِنُوا إِلَى مُحْسِنِهِمْ، وَتَجَاوَزُوا عَنْ مُسِيئِهِمْ "(2).

12951 -

حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي غَدَاةٍ قَرَّةٍ - أَوْ

(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبيدة -وهو ابن حميد- فمن رجال البخاري. وانظر (12019).

(2)

إسناده صحيح على شرط البخاري.

وأخرجه ابن سعد 2/ 252، والنسائي في "الكبرى"(8328)، وأبو يعلى (3770) و (3798)، وابن حبان (7266) و (7271)، والبغوي (3977) من طرق عن حميد الطويل، بهذا الإِسناد.

وسيأتي برقم (13137) عن ابن أبي عدي، عن حميد.

وانظر ما سلف برقم (12650).

وقوله: "والذي نفسي بيده، إني لأحبكم" سلف وحده من طريق ثابت، عن أنس برقم (12522).

ص: 278

بَارِدَةٍ - فَإِذَا الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ يَحْفِرُونَ الْخَنْدَقَ، فَقَالَ:

" اللهُمَّ إِنَّ الْخَيْرَ خَيْرُ الْآخِرَهْ

فَاغْفِرْ لِلْأَنْصَارِ وَالْمُهَاجِرَهْ

فَأَجَابُوهُ:

نَحْنُ الَّذِينَ بَايَعُوا مُحَمَّدَا

عَلَى الْجِهَادِ مَا بَقِينَا أَبَدَا (1)

12952 -

حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: أَعْطَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ غَنَائِمِ حُنَيْنٍ عُيَيْنَةَ وَالْأَقْرَعَ وَغَيْرَهُمَا، فَقَالَتِ الْأَنْصَارُ: أَيُعْطِي غَنَائِمَنَا مَنْ تَقْطُرُ سُيُوفُنَا مِنْ دِمَائِهِمْ - أَوْ تَقْطُرُ دِمَاؤُهُمْ مِنْ سُيُوفِنَا -؟ فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَدَعَا الْأَنْصَارَ، فَقَالَ:" يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ، أَمَا تَرْضَوْنَ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالدُّنْيَا، وَتَذْهَبُونَ بِمُحَمَّدٍ إِلَى دِيَارِكُمْ؟ " قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَوْ سَلَكَ النَّاسُ وَادِيًا، وَسَلَكَتْ الْأَنْصَارُ شِعْبًا (2)، لَسَلَكْتُ شِعْبَ الْأَنْصَارِ، الْأَنْصَارُ كَرِشِي وَعَيْبَتِي، وَلَوْلَا الْهِجْرَةُ، لَكُنْتُ امْرَأً مِنَ

(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبيدة بن حميد، فمن رجال البخاري. وانظر (12732).

(2)

في (ظ 4) ونسخة في (س): شُعبة. وكلاهما بمعنى واحد: وهو الوادي.

ص: 279

الْأَنْصَارِ " (1).

12953 -

حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: جَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى أُمِّ سُلَيْمٍ، فَقَرَّبَتْ إِلَيْهِ سَمْنًا وَتَمْرًا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" أَعِيدُوا سَمْنَكُمْ فِي سِقَائِكُمْ، وَتَمْرَكُمْ فِي وِعَائِكُمْ، فَإِنِّي صَائِمٌ " ثُمَّ قَامَ، فَصَلَّى فِي نَاحِيَةِ الْبَيْتِ، فَصَلَّيْنَا بِصَلَاتِهِ، ثُمَّ دَعَا لِأُمِّ سُلَيْمٍ وَأَهْلِهَا، ثُمَّ قَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ لِي خُوَيْصَّةً. قَالَ:" وَمَا هِيَ؟ " قَالَتْ: أَنَسٌ. قَالَ: فَمَا تَرَكَ يَوْمَئِذٍ مِنْ خَيْرِ آخِرَةٍ وَلَا دُنْيَا إِلَّا دَعَا بِهِ، مِنْ قَوْلِهِ:" اللهُمَّ ارْزُقْهُ مَالًا وَوَلَدًا، وَبَارِكْ لَهُ فِيهِمْ ".

قَالَ: فَقَالَ أَنَسٌ: حَدَّثَتْنِي ابْنَتِي: أَنَّهُ دُفِنَ مِنْ صُلْبِي عِشْرُونَ (2) وَمِئَةٌ وَنَيِّفٌ (3)، وَإِنِّي لَمِنْ أَكْثَرِ الْأَنْصَارِ مَالًا (4).

12954 -

حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ

(1) إسناده صحيح على شرط البخاري.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(8326)، وابن حبان (7268)، والبغوي (3976) من طريق إسماعيل بن جعفر، عن حميد، بهذا الإِسناد- واقتصر النسائي على قوله: "والذي نفسي بيده لو أخذ الناس وادياً

الخ"، وزاد ابن حبان والبغوي قصة ابن أخت القوم منهم كما سيأتي من طريق يزيد بن هارون عن حميد برقم (13084).

وانظر ما سلف برقم (12608).

(2)

في سائر النسخ: عشرين، وهو خطأ.

(3)

لفظة "نيف" ليست في (ظ 4).

(4)

إسناده صحيح على شرط البخاري، وانظر (12053).

ص: 280

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: اسْتَشَارَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَخْرَجَهُ إِلَى بَدْرٍ، فَأَشَارَ عَلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ اسْتَشَارَ عُمَرَ، فَأَشَارَ عَلَيْهِ عُمَرُ، ثُمَّ اسْتَشَارَهُمْ، فَقَالَ بَعْضُ الْأَنْصَارِ: إِيَّاكُمْ يُرِيدُ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ. فَقَالَ قَائِلُ الْأَنْصَارِ: تَسْتَشِيرُنَا يَا نَبِيَّ اللهِ؟ إِنَّا (1) لَا نَقُولُ لَكَ كَمَا قَالَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ لِمُوسَى عليه السلام: اذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا، إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ، وَلَكِنْ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، لَوْ ضَرَبْتَ أَكْبَادَهَا إِلَى بِرْكٍ - قَالَ ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ: إِلَى بِرْكِ الْغُِمَادِ - لَاتَّبَعْنَاكَ (2).

12955 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ - يَعْنِي الْأَنْصَارِيَّ -، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: سَمِعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم نِدَاءَ صَبِيٍّ وَهُوَ فِي الصَّلَاةِ، فَخَفَّفَ، فَظَنَنَّا أَنَّهُ إِنَّمَا فَعَلَ ذَلِكَ رَحْمَةً لِلصَّبِيِّ، إِذْ عَلِمَ أَنَّ أُمَّهُ مَعَهُ فِي الصَّلَاةِ (3).

12956 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّهُ سُئِلَ: هَلِ (4) اخْتَضَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: لَمْ يَشِنْهُ الشَّيْبُ (5).

(1) في (ظ 4): إذاً، مكان "إنَّا".

(2)

إسناده صحيح على شرط البخاري، وقد سلف الحديث عن ابن أبي عدي برقم (12022).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (12877).

(4)

لفظة "هل" سقطت من (م).

(5)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. =

ص: 281

12957 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَدْخُلُ عَلَى أُمِّ سُلَيْمٍ، وَلَهَا ابْنٌ مِنْ أَبِي طَلْحَةَ يُكْنَى أَبَا عُمَيْرٍ، وَكَانَ يُمَازِحُهُ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ، فَرَآهُ حَزِينًا، فَقَالَ:" مَالِي أَرَى أَبَا عُمَيْرٍ حَزِينًا " فَقَالُوا: مَاتَ نُغَرُهُ الَّذِي كَانَ يَلْعَبُ بِهِ. قَالَ: فَجَعَلَ يَقُولُ: " أَبَا عُمَيْرٍ، مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ؟ "(1).

12958 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ وَلَدَتْ غُلَامًا مِنْ أَبِي طَلْحَةَ، فَبَعَثَتْ بِهِ مَعَ ابْنِهَا أَنَسٍ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَحَنَّكَهُ (2).

12959 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: رَأَى نُخَامَةً فِي قِبْلَةِ الْمَسْجِدِ، فَشَقَّ عَلَيْهِ حَتَّى

= وأخرجه ابن سعد بنحوه في "الطبقات" 1/ 431 و 3/ 189 عن محمد بن عبد الله الأنصاري، بهذا الإِسناد. وزاد في الموضع الثاني: ولكن خضب أبو بكر بالحناء وخضب عمر بالحناء.

وانظر (11965) و (12054).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه أبو عوانة في الأسامي كما في "إتحاف المهرة"1/ 658، والبيهقي في "السنن" 5/ 203، وفي "الآداب"(407) من طريق محمد بن عبد الله الأنصاري، بهذا الإِسناد. وانظر (12137).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مطولاً ابن سعد 5/ 75 و 8/ 431، وأبو نعيم في "الحلية" 2/ 57 من طريق محمد بن عبد الله، بهذا الإِسناد. وانظر (12028).

ص: 282

عَرَفْنَا (1) ذَاكَ فِي وَجْهِهِ، فَحَكَّهُ وَقَالَ:" إِنَّ أَحَدَكُمْ - أَوِ الْمَرْءَ - إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ، فَإِنَّهُ يُنَاجِي رَبَّهُ - أَوْ رَبَّهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ (2) - فَلْيَبْزُقْ، إِذَا بَزَقَ، عَنْ يَسَارِهِ أَوْ تَحْتَ قَدَمِهِ " وَأَوْمَأَ هَكَذَا، كَأَنَّهُ فِي ثَوْبِهِ.

قَالَ: وَكُنَّا نَقُولُ لِحُمَيْدٍ، فَيَقُولُ: " سُبْحَانَ اللهِ! مَنْ هُوَ؟ يَعْنِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَلَا يَزِيدُنَا عَلَيْهِ (3).

12960 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ

(1) في (م) و (س) و (ق): عُرِفَ.

(2)

في (ظ 4): قبلته.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه عبد الرزاق (1692)، والحميدي (1219)، والبخاري تعليقاً بإثر (241)، وموصولاً (405) و (417)، وابن الجارود (59)، والبيهقي 1/ 255 و 2/ 292، والبغوي (491) من طرق عن حميد الطويل، به.

وأخرج ابن ماجه (762)، والنسائي 2/ 52 - 53، وابن خزيمة (1296) من طريق عائذ بن حبيب، عن حميد، عن أنس قال: رأى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم نُخامةً في قِبْلة المسجد، فغضب حتى احمرَّ وجهُه، فقامت امرأة من الأنصار فحكَّتْها وجعلت مكانها خَلُوقاً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ما أحسن هذا". وهذا إسناد حسن.

وسيأتي الحديث من طريق حميد، عن أنس برقم (13066)، ومختصراً من طريق ثابت عن أنس برقم (13216).

وانظر ما سلف برقم (12063) من طريق قتادة عن أنس.

قوله في آخر الحديث: "وكنا نقول لحميد

"، قال السندي: أي: مَن الذي رأى نُخامة في قِبلة المسجد؟

ص: 283

عَنْ أَنَسٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ أَسْرَعَ الْمَشْيَ، فَانْتَهَى إِلَى الْقَوْمِ وَقَدِ انْبَهَرَ، فَقَالَ حِينَ قَامَ فِي الصَّلَاةِ: الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، فَلَمَّا قَضَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الصَّلَاةَ قَالَ:" مَنِ الْمُتَكَلِّمُ؟ - أَوْ مَنِ الْقَائِلُ؟ -" قَالَ: فَسَكَتَ الْقَوْمُ، فَقَالَ:" مَنِ الْمُتَكَلِّمُ؟ - أَوْ مَنِ الْقَائِلُ؟ - فَإِنَّهُ قَالَ خَيْرًا " أَوْ " لَمْ يَقُلْ بَأْسًا " فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي انْتَهَيْتُ إِلَى الصَّفِّ وَقَدِ انْبَهَرْتُ - أَوْ حَفَزَنِي النَّفَسُ -. قَالَ صلى الله عليه وسلم:" لَقَدْ رَأَيْتُ اثْنَيْ عَشَرَ مَلَكًا يَبْتَدِرُونَهَا أَيُّهُمْ يَرْفَعُهَا " ثُمَّ قَالَ: " إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمْ إِلَى الصَّلَاةِ، فَلْيَمْشِ عَلَى هِينَتِهِ، فَلْيُصَلِّ مَا أَدْرَكَ، وَيَقْضِ مَا سُبِقَهُ "(1).

12961 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: نَادَى رَجُلٌ: يَا أَبَا الْقَاسِمِ، فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَمْ أَعْنِكَ، إِنَّمَا دَعَوْتُ فُلَانًا. قَالَ:" تَسَمَّوْا بِاسْمِي، وَلَا تَكَنَّوْا بِكُنْيَتِي "(2).

12962 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، قَالَ: سُئِلَ أَنَسٌ: هَلْ اتَّخَذَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم خَاتَمًا؟ قَالَ: نَعَمْ، أَخَّرَ لَيْلَةً

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البيهقي 3/ 228 من طريق محمد بن عبد الله، بهذا الإِسناد.

وانظر ما سلف برقم (12034).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 338 من طريق محمد بن عبد الله الأنصاري، بهذا الإِسناد. وانظر (12130).

ص: 284

صَلَاةَ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ إِلَى قَرِيبٍ مِنْ شَطْرِ اللَّيْلِ، فَلَمَّا صَلَّى، أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ، فَقَالَ:" النَّاسُ قَدْ صَلَّوْا وَنَامُوا، وَلَمْ تَزَالُوا فِي صَلَاةٍ مَا انْتَظَرْتُمُوهَا ". قَالَ أَنَسٌ: كَأَنِّي أَنْظُرُ الْآنَ إِلَى وَبِيصِ خَاتَمِهِ (1).

12963 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْ وَقْتِ صَلَاةِ الْغَدَاةِ، فَصَلَّى حِينَ طَلَعَ الْفَجْرُ، ثُمَّ أَسْفَرَ بِهِمْ حَتَّى أَسْفَرَ، فَقَالَ:" أَيْنَ السَّائِلُ عَنْ وَقْتِ صَلَاةِ الْغَدَاةِ؟ " قَالَ: " مَا بَيْنَ هَذَيْنِ وَقْتٌ "(2).

12964 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كُنَّا نُصَلِّي الْمَغْرِبَ، ثُمَّ يَنْطَلِقُ الْمُنْطَلِقُ مِنَّا إِلَى بَنِي سَلِمَةَ، وَهُوَ يَرَى مَوَاقِعَ نَبْلِهِ (3).

12965 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَزِيدَ - وَهُوَ أَبُو مَسْلَمَةَ (4) - قَالَ: قُلْتُ لِأَنَسٍ: أَصَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي نَعْلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ (5).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (12880).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (12119).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (12136).

(4)

تحرف في (م) و (س) و (ق) إلى: سلمة.

(5)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الترمذي (400)، وابن خزيمة (1010) من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإِسناد. وانظر (11976).

ص: 285

12966 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، قَالَ: قَالَ أَنَسٌ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينًا، وَإِنَّ أَمِينَنَا أَيَّتُهَا الْأُمَّةُ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ "(1).

12967 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم طَافَ عَلَى نِسَائِهِ فِي لَيْلَةٍ وَاحِدَةٍ بِغُسْلٍ وَاحِدٍ (2).

12968 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُضَحِّي بِكَبْشَيْنِ أَقْرَنَيْنِ، يَطَأُ عَلَى صِفَاحِهِمَا، وَيَذْبَحُهُمَا بِيَدِهِ، وَيُسَمِّي وَيُكَبِّرُ (3).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن إبراهيم ابن عُلية، وخالد الحذّاء: هو ابن مِهْران، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجَرْمي.

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 135، ومسلم (2419)(53)، وأبو يعلى (2808) من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإِسناد. وانظر (12357).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 147، وأبو داود (218)، والنسائي 1/ 143، وأبو عوانة 1/ 280، وأبو يعلى (3719) و (3886)، وابن حبان (1206)، والبيهقي 1/ 204 من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإِسناد. وانظر (11946).

(3)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. إسماعيل: هو ابن علية، وسعيد: هو ابن أبي عروبة.

وأخرجه أبو يعلى (2974) من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإِسناد. =

ص: 286

12969 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ (1) أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: قَالَ أَنَسٌ: أَقْبَلْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَا وَأَبُو طَلْحَةَ، وَصَفِيَّةُ رَدِيفَتُهُ عَلَى نَاقَتِهِ، فَبَيْنَا نَحْنُ نَسِيرُ إِذْ عَثَرَتْ نَاقَةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَصُرِعَ وَصُرِعَتِ الْمَرْأَةُ، فَاقْتَحَمَ أَبُو طَلْحَةَ عَنْ نَاقَتِهِ (2)، قَالَ: فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، هَلْ ضَرَّكَ شَيْءٌ؟ قَالَ:" لَا، عَلَيْكَ بِالْمَرْأَةِ " فَأَلْقَى أَبُو طَلْحَةَ ثَوْبَهُ عَلَى وَجْهِهِ، ثُمَّ قَصَدَ الْمَرْأَةَ، فَسَدَلَ الثَّوْبَ عَلَيْهَا، فَقَامَتْ فَشَدَّ لَهُمَا عَلَى رَاحِلَتِهِمَا، فَرَكِبَا، وَرَكِبْنَا نَسِيرُ، حَتَّى إِذَا كُنَّا بِظَهْرِ الْمَدِينَةِ قَالَ:" آيِبُونَ تَائِبُونَ، لِرَبِّنَا حَامِدُونَ " قَالَ: فَلَمْ يَزَلْ يَقُولُ ذَلِكَ حَتَّى قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ (3).

12970 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ سَلَامٍ بَلَغَهُ مَقْدَمُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ، فَأَتَاهُ فَسَأَلَهُ عَنْ أَشْيَاءَ، قَالَ: إِنِّي سَائِلُكَ عَنْ أَشْيَاءَ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا نَبِيٌّ. قَالَ: مَا أَوَّلُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ؟ وَمَا أَوَّلُ طَعَامٍ يَأْكُلُهُ أَهْلُ

= وسلف برقم (12736) عن محمد بن جعفر، عن سعيد. وانظر (11960).

(1)

تحرفت في (م) إلى: عن.

(2)

في (ظ 4) ونسخة على هامشي (س) و (ق): راحلته.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (1345) من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإِسناد- مختصراً دون قصة الصَّرْعة.

وانظر (12947).

ص: 287

الْجَنَّةِ؟ وَمَا بَالُ الْوَلَدِ يَنْزِعُ إِلَى أَبِيهِ، وَالْوَلَدِ يَنْزِعُ إِلَى أُمِّهِ؟ قَالَ:" أَخْبَرَنِي بِهِنَّ جِبْرِيلُ آنِفًا " قَالَ ابْنُ سَلَامٍ: فَذَلِكَ عَدُوُّ الْيَهُودِ مِنَ الْمَلَائِكَةِ. قَالَ: " أَمَّا أَوَّلُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ، فَنَارٌ تَحْشُرُهُمْ مِنَ الْمَشْرِقِ إِلَى الْمَغْرِبِ، وَأَوَّلُ طَعَامٍ يَأْكُلُهُ أَهْلُ الْجَنَّةِ زِيَادَةُ كَبِدِ حُوتٍ، وَأَمَّا الْوَلَدُ: فَإِذَا سَبَقَ مَاءُ الرَّجُلِ مَاءَ الْمَرْأَةِ، نَزَعَ الْوَلَدَ، وَإِذَا سَبَقَ مَاءُ الْمَرْأَةِ مَاءَ الرَّجُلِ، نَزَعَتِ الْوَلَدَ "(1).

12971 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا خَالِدٌ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، قَالَ أَنَسٌ: أُمِرَ بِلَالٌ أَنْ يَشْفَعَ الْأَذَانَ، وَيُوتِرَ الْإِقَامَةَ. فَحَدَّثْتُ بِهِ أَيُّوبَ، فَقَالَ: إِلَّا الْإِقَامَةَ (2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 6/ 260 من طريق إسماعيل ابن عُليَّة، بهذا الإِسناد. وانظر (12057).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن عُليَّة، وخالد: هو ابن مِهْران الحَذَّاء، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجَرْمي.

وأخرجه البخاري (607)، ومسلم (378)، وأبو داود (509)، وأبو عوانة 1/ 328، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 133، والدارقطني 1/ 240، والبيهقي 1/ 390 و 412 من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإِسناد.

وأخرجه عبد الرزاق (1795)، وابن أبي شيبة 1/ 205، والطيالسي (2095)، والدارمي (1194)، والبخاري (603) و (606) و (3457)، ومسلم (378)، والترمذي (193)، وابن ماجه (729) و (730)، وأبو يعلى (2793)، وابن خزيمة (366) و (367) و (368) و (369)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 132 و 133، وأبو عوانة 1/ 327، وابن حبان (1676) و (1678)، والدارقطني 1/ 240، والحاكم 1/ 198، والبيهقي 1/ 390 و 412 من طرق عن =

ص: 288

12972 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: ذُكِرَ لِي أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ، وَلَمْ أَسْمَعْهُ مِنْهُ:" إِنَّ فِيكُمْ قَوْمًا يَعْبُدُونَ وَيَدْأَبُونَ - يَعْنِي - يُعْجِبُونَ النَّاسَ، وَتُعْجِبُهُمْ أَنْفُسُهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ "(1).

12973 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: إِنِّي لَقَائِمٌ عَلَى الْحَيِّ أَسْقِيهِمْ مِنْ فَضِيخٍ لَهُمْ، إِذْ جَاءَ رَجُلٌ، فَقَالَ: إِنَّهَا قد حُرِّمَتِ الْخَمْرُ، فَقَالُوا: أَكْفِئْهَا يَا أَنَسُ. فَكْفَأْتُهَا.

فَقُلْتُ لِأَنَسٍ: مَا هِيَ؟ قَالَ: بُسْرٌ وَرُطَبٌ. قَالَ: فَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَنَسٍ: كَانَتْ خَمْرَهُمْ يَوْمَئِذٍ. قَالَ: وَحَدَّثَنِي رَجُلٌ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّهُ قَالَ ذَلِكَ أَيْضًا (2).

12974 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ سَعِيدُ بْنُ يَزِيدَ أَخْبَرَنَا، قَالَ:

= خالد الحذاء، به.

وسلف الحديث من طريق أيوب عن أبي قلابة برقم (12001)، لكن دون قوله:"إلا الإقامة"، فانظر تمام تخريجه هناك.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (12886).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو عند المصنف في "الأشربة"(18).

وأخرجه مسلم (1980)(5) من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإِسناد.

وانظر (12888).

ص: 289

قُلْتُ لِأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَسْتَفْتِحُ الْقِرَاءَةَ بِبِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، أَوْ بِالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ؟ فَقَالَ: إِنَّكَ لَتَسْأَلُنِي عَنْ شَيْءٍ مَا سَأَلَنِي عَنْهُ أَحَدٌ (1).

12975 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ عَنْ قَصْرِ الصَّلَاةِ، فَقَالَ: سَافَرْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى مَكَّةَ، فَصَلَّى بِنَا رَكْعَتَيْنِ حَتَّى رَجَعْنَا. فَسَأَلْتُهُ: هَلْ أَقَامَ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، أَقَمْنَا بِمَكَّةَ عَشْرًا (2).

12976 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ الْمَدِينَةَ، آخَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَهُ وَبَيْنَ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ، فَقَالَ: أُقَاسِمُكَ مَالِي نِصْفَيْنِ، وَلِي امْرَأَتَانِ، فَأُطَلِّقُ إِحْدَاهُمَا، فَإِذَا انْقَضَتْ عِدَّتُهَا فَتَزَوَّجْهَا. فَقَالَ: بَارَكَ اللهُ لَكَ فِي أَهْلِكَ وَمَالِكَ، دُلُّونِي عَلَى السُّوقِ. فَدَلُّوهُ. فَانْطَلَقَ، فَمَا رَجَعَ إِلَّا وَمَعَهُ شَيْءٌ مِنْ أَقِطٍ وَسَمْنٍ قَدِ اسْتَفْضَلَهُ، فَرَآهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ ذَلِكَ وَعَلَيْهِ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سعيد بن يزيد: هو أبو مَسْلمة الأَزدي. وانظر (12700).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن إبراهيم ابن عُليَّة، ويحيى بن أبي إسحاق: هو الحضرمي.

وأخرجه مسلم (693)(15)، والنسائي في "الكبرى"(4210)، وابن خزيمة (956)، وابن حبان (2751) من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإِسناد. وانظر (12945).

ص: 290

وَضَرٌ مِنْ صُفْرَةٍ، فَقَالَ:" مَهْيَمْ؟ " قَالَ: تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً مِنَ الْأَنْصَارِ. قَالَ: " مَا أَصْدَقْتَهَا؟ " قَالَ: نَوَاةً مِنْ ذَهَبٍ - قَالَ حُمَيْدٌ: أَوْ وَزْنَ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ -. فَقَالَ: " أَوْلِمْ وَلَوْ بِشَاةٍ "(1).

12977 -

حَدَّثَنَا بَهْزُ بْنُ أَسَدٍ أَبُو الْأَسْوَدِ الْعَمِّيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ هَوَازِنَ جَاءَتْ يَوْمَ حُنَيْنٍ بِالصِّبْيَانِ وَالنِّسَاءِ، وَالْإِبِلِ وَالنَّعَمِ، فَجَعَلُوهُمْ صُفُوفًا يُكَثِّرُونَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا الْتَقَوْا وَلَّى الْمُسْلِمُونَ مُدْبِرِينَ، كَمَا قَالَ اللهُ عَزَّ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه أبو عبيد في "غريب الحديث" 2/ 190، والترمذي (1933)، والنسائي في "الكبرى"(6595)، وفي "عمل اليوم والليلة"(26)، والبغوي (2310) من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإِسناد- وهو عند بعضهم مختصر.

وأخرجه مالك 2/ 545، والشافعي في "مسنده" 2/ 7، وعبد الرزاق (10411)، وأبو عبيد 2/ 190، وعبد بن حميد (1390)، وابن سعد 3/ 125، والبخاري (2049) و (2293) و (3781) و (5153) و (6082)، ومسلم (1427)(81)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 119 - 120 و 129 و 137، وفي "الكبرى"(8322)، وابن الجارود (726)، وأبو يعلى (3836)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3020) و (5054) و (6014)، وابن حبان (4060)، والطبراني في "الكبير"(728)، والبيهقي 7/ 237 و 258، والبغوي (2308) من طرق عن حميد، به- وهو عند بعضهم مختصر أيضاً.

وسيأتي الحديث من طريق حميد برقم (13123) و (13903).

وانظر ما سلف برقم (12685).

ص: 291

وَجَلَّ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" يَا عِبَادَ اللهِ، أَنَا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ، أَنَا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ " فَهَزَمَ اللهُ الْمُشْرِكِينَ - قَالَ عَفَّانُ: وَلَمْ يَضْرِبُوا بِسَيْفٍ، وَلَمْ يُطْعَنْ (1) بِرُمْحٍ - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَئِذٍ:" مَنْ قَتَلَ كَافِرًا، فَلَهُ سَلَبُهُ " فَقَتَلَ أَبُو طَلْحَةَ يَوْمَئِذٍ عِشْرِينَ رَجُلًا، وَأَخَذَ أَسْلَابَهُمْ.

قَالَ: وَقَالَ أَبُو قَتَادَةَ: يَا رَسُولَ اللهِ، ضَرَبْتُ رَجُلًا عَلَى حَبْلِ الْعَاتِقِ، وَعَلَيْهِ دِرْعٌ، فَأُجْهِضْتُ عَنْهُ، فَانْظُرْ مَنْ أَخَذَهَا. فَقَامَ رَجُلٌ، فَقَالَ: أَنَا أَخَذْتُهَا، فَأَرْضِهِ مِنْهَا، وَأَعْطِنِيهَا. قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَا يُسْأَلُ شَيْئًا إِلَّا أَعْطَاهُ، أَوْ سَكَتَ، فَسَكَتَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ عُمَرُ: لَا وَاللهِ، لَا يُفِيئُهَا اللهُ عَلَى أَسَدٍ مِنْ أُسْدِهِ وَيُعْطِيكَهَا. فَضَحِكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَقَالَ:" صَدَقَ عُمَرُ ".

قَالَ: وَكَانَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ مَعَهَا خِنْجَرٌ، فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ: مَا هَذَا مَعَكِ؟ قَالَتْ: اتَّخَذْتُهُ إِنْ دَنَا مِنِّي بَعْضُ الْمُشْرِكِينَ أَنْ أَبْعَجَ بِهِ بَطْنَهُ. فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَا تَسْمَعُ مَا تَقُولُ أُمُّ سُلَيْمٍ؟! قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، اقْتُلْ (2) مَنْ بَعْدَنَا مِنَ الطُّلَقَاءِ، انْهَزَمُوا بِكَ. قَالَ:" إِنَّ اللهَ قَدْ كَفَانَا وَأَحْسَنَ يَا أُمَّ سُلَيْمٍ "(3).

(1) في (م): ولم يضربوا بسيف، ولم يطعنوا.

(2)

في (ظ 4): قَتِّل.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم. وطريق عفان التي أشار إليها المصنف أثناء الحديث ستأتي برقم (13975).

وأخرجه مسلم (1809) من طريق بهز بن أسد، بهذا الإِسناد- واقتصر على =

ص: 292

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= قصة أم سليم.

وأخرجه مطولاً ومختصراً الطيالسي (2079)، وأبو داود (2718)، وأبو عوانة 4/ 318 - 319، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4786)، وابن حبان (4826) و (4838)، وأبو نعيم في "الحلية" 2/ 60، والبيهقي في "السنن الكبرى" 6/ 306 - 307، وفي "دلائل النبوة" 5/ 150، والضياء في "المختارة"(1521) من طرق عن حماد بن سلمة، به.

وسيأتي مختصراً برقم (13041) من طريق أبي أيوب الإفريقي، عن إسحاق بن عبد الله.

وسلف الحديث برقم (12131) و (12236) مختصراً: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم حنين: "من قتل رجلاً فله سلبه" فقتل أبو طلحة عشرين رجلاً فأخذ أسلابهم.

وسلف مختصراً بقصة أم سليم برقم (12058) من طريق حميد.

وستأتي قصة أبي قتادة في مسنده 5/ 295 من حديثه.

قوله: "ولَّى المسلمون مدبرين، كما قال الله عز وجل" يشير إلى قوله تعالى في الآية 25 من سورة التوبة: {لقد نَصَركم اللهُ في مواطن كثيرة ويومَ حنينٍ} - إلى قوله: {ثم وَلَّيْتُم مُدْبِرينَ} .

وقوله: "ولم يُضرَب بسيف ولم يُطعَن برمح" قال السندي: على بناء المفعول، يحتمل أن المراد لم يَضرب أحدٌ من المسلمين، يريد أنهم رَمَوْا بالسهام، وما ضربوا بالسيوف ولا طعنوا بالرماح، أو المراد أن الله تعالى هزمهم بلا ضربٍ بالسيف ولا طعن بالرمح، والمراد تقليل القتال من المسلمين.

وقوله: "على حبل العاتق" موضع الرِّداء من العنق، وقيل: عرق أو عصب هناك.

وقوله: "فأُجهِضْتُ عنه" على بناء المفعول من الإجهاض، بمعنى الإزالة والإزلاق، أي: بُعِّدتُ عنه. اهـ.

والباء في قول أم سلمة: "انهزموا بك" بمعنى "عن" على حَدِّ قوله تعالى: =

ص: 293

12978 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا سُلَيْمُ بْنُ أَخْضَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ (1)، قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسٍ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ حُنَيْنٍ، وَجَمَعَتْ هَوَزِانُ وَغَطَفَانُ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَمْعًا كَثِيرًا، وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي عَشْرَةِ آلَافٍ أَوْ أَكْثَرَ، وَمَعَهُ الطُّلَقَاءُ، فَجَاؤُوا بِالنَّعَمِ وَالذُّرِّيَّةِ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (2).

12979 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنِي مُثَنَّى (3) بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَزُورُ أُمَّ سُلَيْمٍ، وَلَهَا ابْنٌ صَغِيرٌ، يُقَالُ لَهُ: أَبُو عُمَيْرٍ، وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" يَا أَبَا عُمَيْرٍ، مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ؟ "، قَالَ: نُغَرٌ يَلْعَبُ بِهِ،

وَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَزُورُ

= {فاسأل به خبيراً} .

(1)

تحرف في (م) إلى: عوف.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سُلَيم بن أخضر، فمن رجال مسلم. وقوله في آخره: فذكر الحديث يُوهِمُ بأنه ذكر مثل الحديث الذي قبله، في حين أنه حديث آخر في قصة حنين، وسيتكرر هذا الحديث عن عفان عند المصنف برقم (13976)، وسيسوق هناك لفظه بتمامه بإثر حديث إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة السابق.

وأخرجه ابن أبي شيبة 14/ 522 - 523، وأبو عوانة في الزكاة كما في "إتحاف المهرة" 2/ 362 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البخاري (4333) من طريق أزهر بن القاسم، وهو عنده أيضاً (4337)، ومسلم (1059)(135)، وابن حبان (4796) من طريق معاذ بن معاذ، كلاهما عن ابن عون، به.

وانظر ما سلف برقم (12608).

(3)

تحرف في (م) و (س) و (ق) إلى: موسى.

ص: 294

أُمَّ سُلَيْمٍ أَحْيَانًا، وَيَتَحَدَّثُ عِنْدَهَا، فَتُدْرِكُهُ الصَّلَاةُ، فَيُصَلِّي عَلَى بِسَاطٍ، وَهُوَ حَصِيرٌ يَنْضَحُهُ بِالْمَاءِ (1).

12980 -

حَدَّثَنَا بَهْزُ بْنُ أَسَدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ أُسَيْدَ بْنَ حُضَيْرٍ وَعَبَّادَ بْنَ بِشْرٍ كَانَا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي لَيْلَةٍ ظَلْمَاءَ حِنْدِسٍ، قَالَ: فَلَمَّا خَرَجَا مِنْ عِنْدِهِ، أَضَاءَتْ عَصَا أَحَدِهِمَا، فَكَانَا يَمْشِيَانِ بِضَوْئِهَا، فَلَمَّا تَفَرَّقَا أَضَاءَتْ عَصَا هَذَا وَعَصَا هَذَا (2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. بهز: هو ابن أسد العَمِّي.

وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(336) من طريق أزهر بن القاسم، عن المثنى بن سعيد، بهذا الإِسناد. بنحوه دون قصة الصلاة.

وانظر (12199).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيِخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم.

وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 3/ 151 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإِسناد.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(8245) من طريق بهز بن أسد، به.

وأخرجه ابن سعد 3/ 606، والطيالسي (2035)، وابن حبان (2032)، وأبو نعيم في "دلائل النبوة"(503) من طرق عن حماد بن سلمة، به. وسقط أنس من المطبوع من الطيالسي.

وعلقه البخاري (3805) من هذا الطريق، ووصله الحافظ في "التغليق" 4/ 79.

وانظر (12404).

والحِنْدِس: الشديدةُ الظُّلمة.

ص: 295

12981 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنْ قَامَتِ السَّاعَةُ وَبِيَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ، فَإِنْ اسْتَطَاعَ أَنْ لَا يَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَهَا، فَلْيَفْعَلْ "(1).

12982 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ جَدِّي دَارَ الْإِمَارَةِ، فَإِذَا دَجَاجَةٌ مَصْبُورَةٌ تُرْمَى، فَكُلَّمَا أَصَابَهَا سَهْمٌ صَاحَتْ، فَقَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ تُصْبَرَ الْبَهَائِمُ (2).

12983 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ وَحُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" دَخَلْتُ الْجَنَّةَ، فَرَأَيْتُ قَصْرًا مِنْ ذَهَبٍ، فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا؟ قَالُوا: لِفَتًى مِنْ قُرَيْشٍ، فَظَنَنْتُهُ لِي، فَإِذَا هُوَ لِعُمَرَ " قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: مَا مَنَعَنِي يَا أَبَا حَفْصٍ أَنْ أَدْخُلَهُ، إِلَّا مَا أَعْرِفُ مِنْ غَيْرَتِكَ " قَالَ: قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَنْ كُنْتُ أَغَارُ عَلَيْهِ، فَإِنِّي لَمْ أَكُنْ لِأَغَارَ (3) عَلَيْكَ (4).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (12902).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (12161).

(3)

في (م) و (س) و (ق): أغار.

(4)

إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو عمران الجوني: هو عبد الملك بن حبيب.

وأخرجه الضياء في "المختارة"(2076) من طريق عبد الله بن أحمد بن =

ص: 296

12984 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ عَمِّهِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَاعِدًا (1) فِي الْمَسْجِدِ وَأَصْحَابُهُ مَعَهُ، إِذْ جَاءَ أَعْرَابِيٌّ، فَبَالَ فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ أَصْحَابُهُ: مَهْ، مَهْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" لَا تُزْرِمُوهُ، دَعُوهُ " ثُمَّ دَعَاهُ، فَقَالَ لَهُ:" إِنَّ هَذِهِ الْمَسَاجِدَ لَا تَصْلُحُ لِشَيْءٍ مِنَ الْقَذَرِ وَالْبَوْلِ وَالْخَلَاءِ " أَوْ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّمَا هِيَ لِقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ وَذِكْرِ اللهِ وَالصَّلَاةِ " فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِرَجُلٍ مِنَ الْقَوْمِ: " قُمْ فَأْتِنَا بِدَلْوٍ مِنْ مَاءٍ، فَشُنَّهُ عَلَيْهِ " فَأَتَاهُ (2) بِدَلْوٍ مِنْ مَاءٍ فَشَنَّهُ عَلَيْهِ (3).

= حنبل، عن أبيه، بهذا الإِسناد.

وأخرجه أبو يعلى (3736) عن إبراهيم بن الحجاج، والضياء (2075) من طريق موسى بن إسماعيل، كلاهما عن حماد، به.

وأخرجه أبو يعلى (4182)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1961)، وابن حبان (54) من طريق أبي نصر التمار، عن حماد بن سلمة، عن أبي عمران الجوني وحده، به.

وقد سلف الحديث من طريق حميد وحده برقم (12046).

(1)

في (م) و (س): جالساً، والمثبت من (ظ 4) و (ق) ونسخة في (س).

(2)

في (ظ 4) و (س): فأُتي، والمثبت من (م) و (ق) ونسخة في (س).

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن لأجل عكرمة بن عمار، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه ابن خزيمة (293) من طريق بهز بن أسد، بهذا الإِسناد.

وأخرجه مسلم (285)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" ص 70 - 71، =

ص: 297

12985 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ قَائِمًا يُصَلِّي فِي بَيْتِهِ، فَجَاءَ رَجُلٌ فَاطَّلَعَ فِي الْبَيْتِ - وَقَالَ عَفَّانُ: فِي بَيْتِهِ - فَأَخَذَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِهِ، فَسَدَّدَهُ نَحْوَ عَيْنَيْهِ حَتَّى انْصَرَفَ (1).

12986 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ

=والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 13، وأبو عوانة 1/ 214، وابن حبان (1401)، والبيهقي 2/ 412 - 413 و 413 و 10/ 103، والبغوي (500) من طرق عن عكرمة بن عمار، به.

وأخرجه البخاري (219)، والبيهقي 2/ 428 من طريق همام بن يحيى، عن إسحاق بن عبد الله، به- مختصراً.

وانظر ما سلف برقم (12082).

قوله: "لا تُزْرِمُوه"، أي: لا تقطعوا عليه بَوْلَه.

وقوله: "فشنَّه"، الشَّنُّ: هو الصبُّ المتفرِّق، وضُبِطَ بالسين المهملة: وهو الصبُّ المتصل.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(1069) من طريق حجاج، عن حماد بن سلمة، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البخاري في "الأدب"(1091)، والنسائي 8/ 60، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(937)، والبيهقي 8/ 338، والضياء في "المختارة"(1530) و (1531) من طريق يحيى بن أبي كثير، عن إسحاق بن عبد الله، به.

وانظر ما سلف برقم (12055).

ص: 298

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَجِيءُ الدَّجَّالُ فَيَطَأُ الْأَرْضَ، إِلَّا مَكَّةَ وَالْمَدِينَةَ، فَيَأْتِي الْمَدِينَةَ، فَيَجِدُ بِكُلِّ نَقْبٍ مِنْ أَنْقَابِهَا (1) صُفُوفًا مِنَ الْمَلَائِكَةِ، فَيَأْتِي سَبْخَةَ الْجُرْفِ، فَيَضْرِبُ رُِوَاقَهُ، فَتَرْجُفُ الْمَدِينَةُ ثَلَاثَ رَجَفَاتٍ، فَيَخْرُجُ إِلَيْهِ كُلُّ مُنَافِقٍ وَمُنَافِقَةٍ "(2).

12987 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللهِ وَثَابِتٌ

(1) في (م) و (س) و (ق): نقابها.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 181 و 15/ 143، ومسلم (2943) من طريق يونس بن محمد، عن حماد بن سلمة، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البخاري (1881)، ومسلم (2943)(123)، والنسائي في "الكبرى"(4274)، وابن حبان (6803)، والبغوي (2022) من طريق أبي عمرو الأوزاعي، عن إسحاق بن عبد الله، به. وعند البخاري دون قوله:"فيأتي سبخة الجرف فيضرب رواقه"، وعند البقية:"فينزل السبخة" ولم يقل: "فيضرب رواقه"، وفيه عندهم جميعاً:"فيخرج إليه كل كافر ومنافق".

وسيأتي برقم (13495) من طريق يحيى بن أبي كثير، عن إسحاق بن عبد الله.

وانظر ما سلف برقم (12244).

قوله: "بكل نقب"، النَّقْب: الطريق في الجبل.

قوله: "سبخة الجرف": السبخة: الأرض المالحة. والجرف: قال ياقوت: ما تَجَرَّفته السيول فأكلته من الأرض

والجرف: موضع على ثلاثة أميال من المدينة نحو الشام.

وقوله: "فيضرب رُِواقه"، قال ابن الأثير في "النهاية" 2/ 278: فُسطاطه وقُبَّته وموضع جلوسه.

ص: 299

عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَوْلَا الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَأً مِنَ الْأَنْصَارِ "(1).

12988 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي الصَّلَاةِ فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ. فَلَمَّا قَضَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الصَّلَاةَ، قَالَ:" أَيُّكُمُ الْقَائِلُ كَذَا وَكَذَا؟ " قَالَ: فَأَرَمَّ الْقَوْمُ، قَالَ: فَأَعَادَهَا ثَلَاثَ مِرَارٍ، فَقَالَ رَجُلٌ: أَنَا قُلْتُهَا، وَمَا أَرَدْتُ بِهَا (2) إِلَّا الْخَيْرَ. قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " لَقَدِ ابْتَدَرَهَا اثْنَا عَشَرَ مَلَكًا، فَمَا دَرَوْا كَيْفَ يَكْتُبُونَهَا حَتَّى سَأَلُوا رَبَّهُمْ عز وجل، قَالَ: اكْتُبُوهَا كَمَا قَالَ عَبْدِي "(3).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.

وهو في "فضائل الصحابة" للمصنف (1420).

وانظر ما سلف برقم (12594).

(2)

لفظة "بها" ليست في (م) و (س).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. بهز: هو ابن أسد، وهمام: هو ابن يحيى. وسيتكرر برقم (13844) وقرن هناك ببهزٍ عفان.

وأخرجه أبو داود الطيالسي (2001)، وأخرجه عبد بن حميد (1195)، من طريق أبي الوليد الطيالسي، وابن خزيمة (466) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، ثلاثتهم (أبو داود، وأبو الوليد، وعبد الصمد) عن همام، بهذا الإِسناد.

وقد سلف الحديث برقم (12713) من طريق قتادة مقروناً بثابت وحميد.

قوله: "فأَرمَّ القومُ"، أي: سكتوا.

ص: 300

12989 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" بَيْنَمَا أَنَا أَسِيرُ فِي الْجَنَّةِ، فَإِذَا أَنَا بِنَهَرٍ، حَافَّتَاهُ قِبَابُ الدُّرِّ الْمُجَوَّفِ، قَالَ: فَقُلْتُ: مَا هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَذَا الْكَوْثَرُ الَّذِي أَعْطَاكَ رَبُّكَ " عز وجل. قَالَ: " فَضَرَبْتُ بِيَدِي (1)، فَإِذَا طِينُهُ مِسْكٌ أَذْفَرُ ". وَقَالَ عَفَّانُ: " الْمُجَوَّفُ "(2).

12990 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَنَتَ شَهْرًا ثُمَّ تَرَكَهُ (3).

12991 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ. وحَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ

(1) في (ظ 4): فضرب بيده، وفي (س) و (ق): فضرب بيدي. والمثبت من (م) ومما سيأتي برقم (14079) عن بهز وحده.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البيهقي في "البعث"(117) من طريق عفان وحده، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البخاري (6581)، والبيهقي في "البعث"(117) من طريق أبي الوليد الطيالسي وهدبة بن خالد، وأبو يعلى (2876) من طريق هدبة وحده، كلاهما عن همام، به.

وانظر (12675).

وقول المصنف في آخر الحديث: وقال عفان: "المجوف"، يشير إلى أن كلمة المجوَّف وقعت في رواية عفان دون بهز، وسيتكرر الحديث من رواية بهز دونها برقم (14079).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (12150).

ص: 301

عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اعْتَدِلُوا فِي السُّجُودِ، وَلَا يَبْسُطْ أَحَدُكُمْ ذِرَاعَيْهِ كَالْكَلْبِ، وَلَا يَبْزُقْ بَيْنَ يَدَيْهِ وَلَا عَنْ يَمِينِهِ، فَإِنَّمَا (1) يُنَاجِي رَبَّهُ، وَلَكِنْ عَنْ يَسَارِهِ أَوْ تَحْتَ (2) قَدَمِهِ "(3).

12992 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، وَحَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ؛ قَالَ عَفَّانُ فِي حَدِيثِهِ: قالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، أَنَّ أَنَسًا أَخْبَرَهُ: أَنَّ الزُّبَيْرَ وَعَبْدَ الَّرحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ شَكَوَا إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الْقَمْلَ، فَاسْتَأْذَنَا فِي غَزَاةٍ لَهُمَا، فَرَخَّصَ لَهُمَا فِي قَمِيصِ الْحَرِيرِ. قَالَ بَهْزٌ: قَالَ أَنَسٌ: فَرَأَيْتُ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا قَمِيصًا مِنْ حَرِيرٍ (4).

(1) في (ظ 4): فإنه.

(2)

في (ظ 4): وتحت، بالواو.

(3)

إسناداه صحيحان على شرط الشيخين. يزيد بن إبراهيم: هو التُّسْتَري.

وأخرجه البخاري (532) عن حفص بن عمر، عن يزيد بن إبراهيم، بهذا الإِسناد.

وأخرج قصة النهي عن البزاق فقط أبو يعلى (2884) عن هدبة بن خالد، عن همام، به.

وسلف أوله في السجود من طريق قتادة برقم (12066)، وباقيه من طريقه أيضاً برقم (12063).

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وسيتكرر عن عفان وحده برقم (13640).

وأخرجه مسلم (2076)(26)، والبغوي (3106) من طريق عفان، بهذا الإِسناد. وانظر (12230).

ص: 302

12993 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، وَحَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ؛ قَالَ عَفَّانُ: حَدَّثَنَا، وَقَالَ بَهْزٌ: أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: مَتَى السَّاعَةُ؟ قَالَ: " وَيْلَكَ، وَمَا أَعْدَدْتَ لِلسَّاعَةِ؟ " قَالَ: مَا أَعْدَدْتُ لَهَا شَيْئًا، إِلَّا أَنِّي أُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ. قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " فَإِنَّكَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ " قَالَ: قَالَ أَصْحَابُهُ: نَحْنُ كَذَلِكَ؟ قَالَ: " نَعَمْ، وَأَنْتُمْ كَذَلِكَ " قَالَ: فَفَرِحُوا يَوْمَئِذٍ فَرَحًا شَدِيدًا. قَالَ: فَمَرَّ غُلَامٌ لِلْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ أَنَسٌ: وَكَانَ مِنْ أَقْرَانِي، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" إِنْ يُؤَخَّرْ هَذَا، فَلَنْ يُدْرِكَهُ الْهَرَمُ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ ".

وَقَالَ عَفَّانُ: فَفَرِحْنَا بِهَا يَوْمَئِذٍ فَرَحًا شَدِيدًا (1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (2953)(139) من طريق عفان وحده، بهذا الإِسناد- واقتصر على قصة الغلام في آخره.

وأخرجه البخاري (6167) عن عمرو بن عاصم، وأبو عوانة في البر والصلة كما في "الإتحاف" 2/ 229 من طريق أبي الوليد الطيالسي، كلاهما عن همام، به.

وأخرجه مسلم (2953)(138) من طريق معبد بن هلال، عن أنس- واقتصر على قصة الغلام.

وقد سلف الحديث دون قصة الغلام برقم (12769) عن محمد بن جعفر وحجاج، عن شعبة، عن قتادة.

وستأتي هذه القصة فقط برقم (13386) من طريق ثابت عن أنس.

ويشهد لها حديث عائشة عند البخاري (6511)، ومسلم (2952) من طريق هشام، عن أبيه، عنها قالت: كان رجال من الأعراب جفاة، يأتون النبي =

ص: 303

12994 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ: أَخَضَبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: لَمْ يَبْلُغْ ذَلِكَ، إِنَّمَا كَانَ شَيْءٌ فِي صُدْغَيْهِ، وَلَكِنَّ أَبَا بَكْرٍ خَضَبَ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ (1).

= صلى الله عليه وسلم، فيسألونه: متى الساعة؟ فكان ينظر إلى أصغرهم، فيقول:"إنْ يَعِشْ هذا لا يدركه الهرم حتى تقوم عليكم ساعتُكم". قال البخاري: قال هشام: يعني: موتهم.

قال الحافظ في "الفتح" 10/ 556: وقال الإسماعيلي بعد أن قرر أن المراد بالساعة ساعة الذين كانوا حاضرين عند النبي صلى الله عليه وسلم، وأن المراد موتهم، وأنه أطلق على يوم موتهم اسم الساعة لإفضائه بهم إلى أمور الآخرة، ويؤيد ذلك أن الله استأثر بعلم وقت قيام الساعة العظمى كما دلت عليه الآيات والأحاديث الكثيرة. قال: ويحتمل أن يكون المراد بقوله: "حتى تقوم الساعة" المبالغة في تقريب قيام الساعة لا التحديد، كما قال في الحديث الآخر:"بعثت أنا والساعة كهاتين" ولم يرد أنها تقوم عند بلوغ المذكور الهرم. قال: وهذا عمل شائع للعرب يستعمل للمبالغة عند تفخيم الأمر وعند تحقيره وعند تقريب الشيء وعند تبعيده.

وقال الداوودي: المحفوظ أنه صلى الله عليه وسلم قال ذلك للذين خاطبهم بقوله: تأتيكم ساعتكم، يعني بذلك موتهم. قال الحافظ: وكأنه أشار إلى حديث عائشة. قلنا: وانظر "شرح مشكل الآثار" 1/ 347 - 351 و 414 - 416.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 3/ 190، والبخاري (3550)، والترمذي في "الشمائل"(36)، والنسائي 8/ 140 - 141، وأبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 2/ 262، والبغوي (3652) من طرق عن همام بن يحيى، بهذا الإِسناد- واقتصر ابن سعد على قصة خضاب أبي بكر، ورواية البخاري والنسائي دونها. =

ص: 304

12995 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ يَهُودِيًّا مَرَّ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابِهِ، فَقَالَ: السَّامُ عَلَيْكُمْ. فَرَدَّ عَلَيْهِ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: إِنَّمَا قَالَ: " السَّامُ عَلَيْكُمْ " فَأُخِذَ الْيَهُودِيُّ، فَجِيءَ بِهِ، فَاعْتَرَفَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" رُدُّوا عَلَيْهِمْ مَا قَالُوا "(1).

12996 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ (2)، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ: " لَوْ أَنَّ لِابْنِ آدَمَ وَادِيَيْنِ مِنْ مَالٍ، إِذًا (3) لَابْتَغَى وَادِيًا ثَالِثًا، وَلَا يَمْلَأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ ". قَالَ عَفَّانُ: " ثُمَّ يَتُوبُ اللهُ عَلَى مَنْ

= وأخرج هذه القصة ابن سعد أيضاً 3/ 190 من طريق سعيد بن أبي عروبة، و 191 من طريق شعبة، كلاهما عن قتادة، به.

وسيأتي الحديث من طريق قتادة بالأرقام (13263) و (13630) و (13808) و (13809) و (13810). وانظر ما سلف برقم (11965) و (12054).

والصُّدْغ: ما بين العين والأذن.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(1105) عن عمرو بن عاصم، وأبو يعلى (3089) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، كلاهما عن همام، بهذا الإِسناد. وانظر (12427).

(2)

قوله: "حدثنا قتادة" سقط من (م) و (س).

(3)

لفظة "إذاً" سقطت من (م).

ص: 305

تَابَ " (1).

12997 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ قَتَادَةَ، عَنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لَوْ كَانَ لِابْنِ آدَمَ وَادِيَاْنِ (2) " فَذَكَرَ مِثْلَهُ (3).

12998 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، وَحَدَّثَنِي بَهْزٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ - وَقَالَ عَفَّانُ: عَنْ قَتَادَةَ - عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" يَهْرَمُ ابْنُ آدَمَ وَيَشِبُّ مِنْهُ اثْنَتَانِ: الْحِرْصُ عَلَى الْمَالِ، وَالْحِرْصُ عَلَى الْعُمُرِ "(4).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبان ابن يزيد -وهو العطار- فمن رجال مسلم، وروى له البخاري تعليقاً. وانظر (12228).

(2)

في سائر الأصول: واديين، وهو خطأ.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عوانة: هو الوَضّاح بن عبد الله اليَشْكُري.

وأخرجه مسلم (1048)، وأبو يعلى (2849) و (2858)، وأبو عوانة في الزكاة كما في "الإتحاف" 2/ 227، وأبو الشيخ في "الأمثال"(78) من طرق عن أبي عوانة، بهذا الإِسناد. وانظر (12228).

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وسيتكرر عن عفان وحده برقم (13694).

وأخرجه مسلم (1047)(115)، والترمذي (2339) و (2445)، وابن ماجه (4234)، وأبو يعلى (2857)، وابن حبان في "الصحيح"(2339)، وفي "روضة العقلاء" ص 129، والقضاعي في "مسند الشهاب"(598)، والبيهقي في "الآداب"(972)، وفي "شعب الإيمان"(10261)، والبغوي (4087) من =

ص: 306

12999 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، وَحَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبَانُ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ نَخْلًا لِأُمِّ مُبَشِّرٍ، امْرَأَةٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ:" مَنْ غَرَسَ هَذَا الْغَرْسَ؟ أَمُسْلِمٌ أَمْ كَافِرٌ؟ " قَالُوا: مُسْلِمٌ. قَالَ: " لَا يَغْرِسُ مُسْلِمٌ غَرْسًا، فَيَأْكُلُ مِنْهُ إِنْسَانٌ أَوْ دَابَّةٌ أَوْ طَائِرٌ، إِلَّا كَانَ لَهُ صَدَقَةً "(1).

13000 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَوَّامِ الْقَطَّانُ - وَهُوَ عِمْرَانُ بْنُ دَاوَرَ وَهُوَ أَعْمَى - حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم اسْتَخْلَفَ ابْنَ أُمِّ مَكْتُومٍ عَلَى الْمَدِينَةِ مَرَّتَيْنِ، يُصَلِّي بِهِمْ وَهُوَ أَعْمَى (2).

13001 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَحْتَجِمُ ثَلَاثًا: وَاحِدَةً عَلَى كَاهِلِهِ، وَاثْنَتَيْنِ عَلَى الْأَخْدَعَيْنِ (3).

= طرق عن أبي عوانة، بهذا الإِسناد. وانظر (12142).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبان -وهو ابن يزيد العطار- فمن رجال مسلم.

وأخرجه البخاري (2320) تعليقاً، ومسلم (1553)(13)، والبيهقي 6/ 137 من طريق مسلم بن إبراهيم، عن أبان العطار، بهذا الإِسناد. وانظر (12495).

(2)

إسناده حسن من أجل عمران القطان. وانظر (12344).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (12191).

ص: 307

13002 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ قَالَ: قُلْتُ لِأَنَسٍ: كَيْفَ كَانَتْ قِرَاءَةُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: كَانَ يَمُدُّ صَوْتَهُ مَدًّا (1).

13003 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، وَحَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ:" اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ قَوْلٍ لَا يُسْمَعُ، وَعَمَلٍ لَا يُرْفَعُ، وَقَلْبٍ لَا يَخْشَعُ (2)، وَعِلْمٍ لَا يَنْفَعُ "(3).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وسيتكرر برقم (14076)، وانظر (12198).

(2)

تحرفت في (ظ 4) إلى: يشبع.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم من جهة بهز -وهو ابن أسد-، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم، وأما أبو كامل -وهو مظَفَّر بن مدرك- فقد روى له النسائي وأبو داود في "التفرد".

وأخرجه الطيالسي (2007)، وأبو خيثمة في "العلم"(165)، وأبو يعلى (2845) و (2846)، وابن حبان (83)، وأبو نعيم في "الحلية" 6/ 252، والبيهقي في " الدعوات"(309)، وفي "المدخل"(482)، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" 1/ 161، والضياء في "المختارة"(2372) و (2373) و (2374) من طرق عن حماد بن سلمة، به- زاد ابن عبد البر في آخره:"ونفس لا تَشبع، ومن الجوع، فإنه بئس الضجيع".

وسيأتي برقم (13764) عن الحسن بن موسى الأشيب، عن حماد.

وأخرجه ابن حبان (1015)، والطبراني في "الدعاء"(1370) من طريق معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن أنس- وزاد ابن حبان: "اللهم إني أعوذ بك =

ص: 308

13004 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ وَحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْبَرَصِ، وَالْجُنُونِ، وَالْجُذَامِ، وَمِنْ سَيِّئِ الْأَسْقَامِ "(1).

= من نفس لا تشبع، ومن صلاة لا تنفع". وقوله:"من صلاة لا تنفع" أخرجه أبو داود (1549) من طريق المعتمر بن سليمان، عن أبيه، عن أنس. وقال في آخره: وذكر دعاءً آخر.

ورواية الطبراني مختصرة بلفظ: "اللهم إني أعوذ بك من دعاء لا يُسمع".

وأخرجه عبد الرزاق (19635)، والطبراني في "الدعاء"(1368) و (1369)، والبغوي (1359) من طرق عن أبان بن أبي عياش، عن أنس. وأبان متروك.

وأخرجه الطبراني في "الدعاء"(1372) من طريق العلاء بن زياد، عن أنس. وفيه سيف بن مسكين، وهو ضعيف.

وسيأتي من طريق حفص بن عمر، عن أنس برقم (14023).

وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6557)، وانظر تتمة شواهده هناك.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد -وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم.

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 188 عن الحسن بن موسى، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الطيالسي (2008) عن حماد بن سلمة، به.

وأخرجه أبو داود (1554)، وابن حبان (1017)، والطبراني في "الدعاء"(1342) من طريق موسى بن إسماعيل، وأبو يعلى (2897) عن إبراهيم بن الحجاج، كلاهما عن حماد، به.

وأخرجه النسائي 8/ 270 من طريق همام بن يحيى، وابن حبان (1023)، والطبراني في "الصغير"(316)، وفي "الدعاء"(1343)، والحاكم 1/ 530، =

ص: 309

13005 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَمُرُّ بِالتَّمْرَةِ، فَمَا يَمْنَعُهُ مِنْ أَخْذِهَا، إِلَّا مَخَافَةُ أَنْ تَكُونَ صَدَقَةً (1).

13006 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ جَارِيَةً وُجِدَ رَأْسُهَا بَيْنَ حَجَرَيْنِ، فَقِيلَ لَهَا: مَنْ فَعَلَ بِكِ هَذَا؟ أَفُلَانٌ؟ أَفُلَانٌ؟ حَتَّى سَمَّى الْيَهُودِيَّ، فَأَوْمَأَتْ بِرَأْسِهَا: نَعَمْ، فَأُخِذَ الْيَهُودِيُّ، فَاعْتَرَفَ، فَأَمَرَ بِهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَرُضَّ رَأْسُهُ بِالْحِجَارَةِ (2).

13007 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" وَعَدَنِي رَبِّي أَنْ يُدْخِلَ لي (3) مِنْ أُمَّتِي الْجَنَّةَ مِئَةَ أَلْفٍ " فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللهِ، زِدْنَا. قَالَ

= والبيهقي في "الدعوات"(297) من طريق شيبان بن عبد الرحمن النحوي، كلاهما عن قتادة، به، ورواية شيبان ضمن حديث مطول في الدعاء.

الجُذَام: عِلَّة تتآكل منها الأعضاء وتتساقط.

وسيِّئ الأسقام: قال السندي: تعميم بعد تخصيص، وهي العاهات التي يصير المرء بها مُهاناً بين الناس، تتنفَّر عنه الطباع، ومقتضاه أنه لا يطلب السلامة من الأمراض مطلقاً، ولكن يطلب العافية، ويتعوَّذ من هذه العاهات الشنيعة.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (12913).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (12741).

(3)

لفظة "لي" ليست في (م).

ص: 310

لَهُ: " وَهَكَذَا " وَأَشَارَ بِيَدِهِ، قَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، زِدْنَا. فَقَالَ:" وَهَكَذَا " وَأَشَارَ بِيَدِهِ، قَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، زِدْنَا. فَقَالَ:" وَهَكَذَا " فَقَالَ لَهُ (1) عُمَرُ: قَطْكَ يَا أَبَا بَكْرٍ. قَالَ: مَا لَنَا وَلَكَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ. قَالَ لَهُ عُمَرُ: إِنَّ اللهَ قَادِرٌ أَنْ يُدْخِلَ النَّاسَ الْجَنَّةَ كُلَّهُمْ بِحَفْنَةٍ وَاحِدَةٍ. قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " صَدَقَ عُمَرُ "(2).

13008 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَزَالُ الْعَبْدُ بِخَيْرٍ مَا لَمْ يَسْتَعْجِلْ " قَالُوا: يَا نَبِيَّ اللهِ، كَيْفَ يَسْتَعْجِلُ؟ قَالَ:" يَقُولُ: دَعَوْتُ رَبِّي فَلَمْ يَسْتَجِبْ لِي "(3).

(1) لفظة "له" ليست في (م).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد، أبو هلال -وهو محمد بن سُلَيم الراسبي- حسن الحديث في المتابعات والشواهد، وقد تابعه معمر عن قتادة فيما سلف برقم (12695).

وأخرجه البزار (3548 - كشف الأستار) من طريق أبي عوانة، عن أبي هلال، بهذا الإِسناد. وانظر (12695).

(3)

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن في الشواهد، يشهد له حديث أبي هريرة السالف برقم (10312).

وهذا الحديث أخرجه المصنف من هذا الطريق في "الزهد" ص 46.

وأخرجه أبو يعلى (2865)، والطبراني في "الأوسط"(2518) و (5918)، وفي "الدعاء"(81)، وابن عدي في "الكامل" 6/ 2219 من طرق عن أبي هلال الراسبي، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البزار (3137 - كشف الأستار) من طريق الحسن، وأبو نعيم في "الحلية" 6/ 309 من طريق يزيد الرقاشي، كلاهما عن أنس. وإسناداهما =

ص: 311

13009 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ، لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا، وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا "(1).

13010 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا أَبَانُ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ:" بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ "، وَرَفَعَ أُصْبُعَيْهِ السَّبَّابَةَ وَالْوُسْطَى: فَضَّلَ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى (2).

13011 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، وَحَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ - قَالَ عَفَّانُ: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ - قَالَ أَنَسٌ: كُنَّا نُهِينَا فِي الْقُرْآنِ أَنْ نَسْأَلَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ شَيْءٍ، قَالَ: وَكَانَ يُعْجِبُنَا أَنْ يَجِيءَ الرَّجُلُ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ،

= ضعيفان.

وسيأتي برقم (13198) عن عبد الصمد، عن أبي هلال.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن حبان (5792)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 12/ 376 من طريق يحيى القطان، عن شعبة، عن قتادة، بهذا الإِسناد. وقُرن بقتادة عند ابن حبان موسى بنُ أنس، ورواية موسى بن أنس ستأتي برقم (13190).

وسيأتي الحديث من طريق قتادة بالأرقام (13197) و (13631) و (13837). وانظر ما سلف برقم (12859).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبان -وهو ابن يزيد العطار- فمن رجال مسلم، وروى له البخاري تعليقاً. وانظر (12245).

ص: 312

الْعَاقِلُ، يَسْأَلُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَجَاءَ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَتَانَا رَسُولُكَ، وَزَعَمَ لَنَا أَنَّكَ تَزْعُمُ أَنَّ اللهَ أَرْسَلَكَ! قَالَ:" صَدَقَ ". قَالَ: فَمَنْ خَلَقَ السَّمَاءَ؟ قَالَ: " اللهُ ". قَالَ: فَمَنْ خَلَقَ الْأَرْضَ؟ قَالَ: " اللهُ ". قَالَ: فَمَنْ نَصَبَ هَذِهِ الْجِبَالَ؟ قَالَ: " اللهُ " قَالَ: فَبِالَّذِي خَلَقَ السَّمَاءَ، وَخَلَقَ الْأَرْضَ، وَنَصَبَ الْجِبَالَ، آللَّهُ أَرْسَلَكَ؟ قَالَ:" نَعَمْ ".

قَالَ: وَزَعَمَ رَسُولُكَ أَنَّ عَلَيْنَا خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي يَوْمِنَا وَلَيْلَتِنَا! قَالَ: " صَدَقَ " قَالَ: فَبِالَّذِي أَرْسَلَكَ، آللَّهُ أَمَرَكَ بِهَذَا؟ قَالَ:" نَعَمْ ".

قَالَ: وَزَعَمَ رَسُولُكَ أَنَّ عَلَيْنَا زَكَاةً فِي أَمْوَالِنَا! قَالَ: " صَدَقَ " قَالَ: فَبِالَّذِي أَرْسَلَكَ، آللَّهُ أَمَرَكَ بِهَذَا؟ قَالَ:" نَعَمْ ".

قَالَ: وَزَعَمَ رَسُولُكَ أَنَّ عَلَيْنَا صَوْمَ شَهْرِ رَمَضَانَ فِي سَنَتِنَا! - قَالَ عَفَّانُ: قَالَ: " صَدَقَ " - قَالَ: فَبِالَّذِي أَرْسَلَكَ، آللَّهُ أَمَرَكَ بِهَذَا؟ قَالَ:" نَعَمْ ".

وَزَعَمَ رَسُولُكَ أَنَّ عَلَيْنَا الْحَجَّ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا! قَالَ: " صَدَقَ " قَالَ: فَبِالَّذِي أَرْسَلَكَ، آللَّهُ أَمَرَكَ بِهَذَا؟ قَالَ:" نَعَمْ " - قَالَ عَفَّانُ: ثُمَّ وَلَّى -، ثُمَّ قَالَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، لَا أَزْدَادُ (1) وَلَا أَنْتَقِصُ مِنْهُنَّ شَيْئًا. قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَئِنْ صَدَقَ،

(1) في (م) و (س): أزيد.

ص: 313

لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ " (1).

13012 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، وَحَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ - الْمَعْنَى -، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي فِي رَمَضَانَ، فَجِئْتُ فَقُمْتُ خَلْفَهُ، قَالَ: وَجَاءَ رَجُلٌ فَقَامَ إِلَى جَنْبِي، ثُمَّ جَاءَ آخَرُ حَتَّى كُنَّا رَهْطًا، فَلَمَّا أَحَسَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّا خَلْفَهُ تَجَوَّزَ فِي الصَّلَاةِ، ثُمَّ قَامَ، فَدَخَلَ مَنْزِلَهُ، فَصَلَّى صَلَاةً لَمْ يُصَلِّهَا عِنْدَنَا، قَالَ: فَلَمَّا أَصْبَحْنَا قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفَطِنْتَ بِنَا اللَّيْلَةَ؟ قَالَ:" نَعَمْ، فَذَاكَ الَّذِي حَمَلَنِي عَلَى الَّذِي صَنَعْتُ ".

قَالَ: ثُمَّ أَخَذَ يُوَاصِلُ وَذَاكَ فِي آخِرِ الشَّهْرِ، قَالَ: فَأَخَذَ رِجَالٌ يُوَاصِلُونَ مِنْ أَصْحَابِهِ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا بَالُ رِجَالٍ يُوَاصِلُونَ، إِنَّكُمْ لَسْتُمْ مِثْلِي، أَمَا وَاللهِ لَوْ مُدَّ لِي الشَّهْرُ لَوَاصَلْتُ وِصَالًا يَدَعُ الْمُتَعَمِّقُونَ تَعَمُّقَهُمْ "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن المغيرة، فمن رجال مسلم. بهز: هو ابن أسد العَمِّي.

وأخرجه مسلم (12)(11)، وابن منده في "الإيمان"(129)، والبغوي (4) من طريق بهز وحده، بهذا الإِسناد.

وأخرجه أبو عوانة 1/ 2 - 3 من طريق عفان وحده، به. وانظر (12457).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن المغيرة، فمن رجال مسلم. حجاج: هو ابن محمد المصيصي.

وأخرجه عبد بن حميد (1266)، ومسلم (1104)(59) من طريق هاشم ابن القاسم، عن سليمان بن المغيرة، بهذا الإِسناد. =

ص: 314

13013 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، وَحَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ: دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَمَا هُوَ إِلَّا أَنَا وَأُمِّي وَأُمُّ حَرَامٍ خَالَتِي، قَالَ: فَقَالَ: " قُومُوا فَلِأُصَلِّي لَكُمْ " فِي غَيْرِ وَقْتِ صَلَاةٍ - قَالَ حَجَّاجٌ، قَالَ: فَصَلَّى بِنَا صَلَاةً. قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ لِثَابِتٍ: أَيْنَ جَعَلَ أَنَسًا؟ قَالَ: جَعَلَهُ عَلَى يَمِينِهِ - قَالَ: ثُمَّ دَعَا لَنَا - أَهْلَ الْبَيْتِ - بِكُلِّ خَيْرٍ مِنْ خَيْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، قَالَ: قَالَتْ أُمِّي: يَا رَسُولَ اللهِ، خُوَيْدِمُكَ، ادْعُ اللهَ لَهُ. قَالَ: فَدَعَا لِي بِكُلِّ خَيْرٍ - قَالَ بَهْزٌ: بِخَيْرٍ (1) - وَكَانَ فِي آخِرِ مَا دَعَا بِهِ لِي، قَالَ:" اللهُمَّ أَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ، وَبَارِكْ لَهُ فِيهِ "(2).

= والشطر الثاني منه سلف برقم (12248) من طريق حميد عن ثابت.

وأما الشطر الأول فقد سلف برقم (12005) من طريق حميد عن أنس دون واسطة.

(1)

لفظة "بخير" سقطت من (م)، ووقعت في النسخ الخطية: خير، دون باء، والصواب ما أثبتناه، أي: أن بهزاً قال في حديثه: فدعا لي بخير مكان قوله: "فدعا لي بكل خير".

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه الطيالسي (2027)، وعبد بن حميد (1267)، والبخاري في "الأدب المفرد"(88)، ومسلم (660) و (268) و (2481)(142)، والنسائي 2/ 86، وأبو يعلى (3328)، وأبو عوانة 2/ 76 - 77، والبيهقي 3/ 53 - 54 و 95 - 96 من طرق عن سليمان بن المغيرة، بهذا الإِسناد. ورواية مسلم الثانية مختصرة بالدعاء لأنس، ورواية النسائي مختصرة بالصلاة.

وأخرجه عبد بن حميد (1255) من طريق جعفر بن سليمان الضبعي، عن =

ص: 315

13014 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ. وَحَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، قَالَ عَفَّانُ: حَدَّثَنَا، ثَابِتٌ، حَدَّثَنَا أَنَسٌ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " وُلِدَ لِي اللَّيْلَةَ غُلَامٌ فَسَمَّيْتُهُ بِاسْمِ أَبِي إِبْرَاهِيمَ " قَالَ: ثُمَّ دَفَعَهُ إِلَى أُمِّ سَيْفٍ - امْرَأَةِ قَيْنٍ يُقَالُ لَهُ: أَبُو سَيْفٍ - بِالْمَدِينَةِ.

قَالَ: فَانْطَلَقَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَأْتِيهِ، وَانْطَلَقْتُ مَعَهُ، فَانْتَهَى (1) إِلَى أَبِي سَيْفٍ وَهُوَ يَنْفُخُ بِكِيرِهِ، وَقَدِ امْتَلَأَ الْبَيْتُ دُخَانًا، قَالَ: فَأَسْرَعْتُ الْمَشْيَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَقُلْتُ: يَا أَبَا سَيْفٍ، جَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: فَأَمْسَكَ، قَالَ: فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَدَعَا بِالصَّبِيِّ فَضَمَّهُ إِلَيْهِ. قَالَ أَنَسٌ: فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَكِيدُ بِنَفْسِهِ، قَالَ: فَدَمَعَتْ عَيْنَا رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " تَدْمَعُ الْعَيْنُ، وَيَحْزَنُ الْقَلْبُ، وَلَا نَقُولُ إِلَّا مَا يُرْضِي رَبَّنَا، وَاللهِ إِنَّا بِكَ يَا إِبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ "(2).

= ثابت، عن أنس. مختصراً.

وسيأتي مختصراً برقم (13269) عن حماد بن خالد، وبرقم (13271) عن شبابة بن سوار، كلاهما عن سليمان بن المغيرة، ومطولاً برقم (13594) من طريق حماد، عن ثابت.

وقد سلف مختصراً من طريق حماد بقصة الصلاة برقم (12626)، ومطولاً برقم (12053) من طريق حميد.

(1)

في (م) و (س): فانتهيت.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير =

ص: 316

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= سليمان بن المغيرة، فمن رجال مسلم. بهز: هو ابن أسد العَمِّي، وهاشم: هو ابن القاسم.

وأخرجه أبو عوانة في المناقب كما في "الإتحاف" 1/ 527 من طريق عفان وهاشم بن القاسم، بهذا الإِسناد.

وأخرجه ابن سعد 1/ 136 و 140 من طريق عفان بن مسلم وحده، به. وروايته الثانية مختصرة: "رأيت إبراهيم وهو يكيد بنفسه

إلخ".

وأخرجه البيهقي في السنن 4/ 69 من طريق أبي النضر هاشم بن القاسم وحده، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 393، وعبد بن حميد (1287)، ومسلم (2315)(62)، وأبو داود (3126)، وأبو يعلى (3288)، وأبو عوانة، وابن حبان (2902)، والبيهقي في "الدلائل" 5/ 430، وابن حجر في "تغليق التعليق" 2/ 472 من طرق عن سليمان بن المغيرة، به.

وعلقه البخاري بأثر الحديث (1303) قال: رواه موسى عن سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس، بنحوه.

وأخرجه بنحوه البخاري (1303)، والبيهقي في "الشعب"(10162)، والبغوي (1528) من طريق قريش بن حيان، عن ثابت، عن أنس.

وأخرج ابن ماجه (1475) من طريق محمد بن الحسن، عن أبي شيبة، عن أنس قال: لما قُبِضَ إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم قال لهم: "لا تُدرِجُوه في أكفانه حتى أَنْظُرَ إليه" فأتاه فانكبَّ عليه، وبكى. قال البوصيري ورقة 95: هذا إسناد ضعيف، أبو شيبة اسمه يوسف بن إبراهيم، قال ابن حبان: روى عن أنس بن مالك ما ليس من حديثه، لا تحل الرواية عنه، وقال البخاري: صاحب عجائب، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، منكر الحديث، عنده عجائب.

وأخرج ابن سعد 1/ 135 من طريق إسماعيل بن مسلم، عن يونس بن عبيد، عن أنس، قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أصبح فقال: "إنه وُلِدَ لي الليلةَ غلام، وإني سمَّيته باسم أبي إبراهيم". وفيه انقطاع، يونس بن عبيد =

ص: 317

13015 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، وَحَدَّثَنَا هَاشِمٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، قَالَ: قَالَ أَنَسٌ: عَمِّي - قَالَ هَاشِمٌ: أَنَسُ بْنُ النَّضْرِ - سُمِّيتُ بِهِ لَمْ يَشْهَدْ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ بَدْرٍ، قَالَ: فَشَقَّ عَلَيْهِ وَقَالَ: فِي أَوَّلِ مَشْهَدٍ شَهِدَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم غِبْتُ عَنْهُ! لَئِنْ أَرَانِي اللهُ مَشْهَدًا فِيمَا بَعْدُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيَرَيَنَّ اللهُ مَا أَصْنَعُ. قَالَ: فَهَابَ أَنْ يَقُولَ غَيْرَهَا، قَالَ: فَشَهِدَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ، قَالَ: فَاسْتَقْبَلَ سَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ أَنَسٌ: يَا أَبَا عَمْرٍو، أَيْنَ؟ قَالَ: وَاهًا لِرِيحِ الْجَنَّةِ أَجِدُهُ دُونَ أُحُدٍ. قَالَ: فَقَاتَلَهُمْ حَتَّى قُتِلَ، فَوُجِدَ فِي جَسَدِهِ بِضْعٌ وَثَمَانُونَ مِنْ ضَرْبَةٍ، وَطَعْنَةٍ، وَرَمْيَةٍ، قَالَ: فَقَالَتْ أُخْتُهُ عَمَّتِي الرُّبَيِّعُ بِنْتُ النَّضْرِ: فَمَا عَرَفْتُ أَخِي إِلَّا بِبَنَانِهِ. وَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} [الأحزاب: 23]، قَالَ: فَكَانُوا يَرَوْنَ

= لم يسمع من أنس، لكنه يصح بطريق ثابت عند المصنف وغيره.

وقصة رضاع إبراهيم سلفت برقم (12102) من طريق عمرو بن سعيد، عن أنس.

وفي الباب عن أسماء بنت يزيد عند ابن ماجه (1589). وإسناده ضعيف.

قوله: "قَيْن": هو الحداد، ويطلق على كل صانعٍ.

وقوله: "وهو يكيد بنفسه"، قال السندي: كناية عن كونه في الموت.

وقوله: "إلا ما يرضى ربنا" قال: من الرضا ورفع كلمة "ربنا"، أو من الإرضاء ونصبها.

ص: 318

أَنَّهَا نَزَلَتْ فِيهِ وَفِي أَصْحَابِهِ (1).

13016 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، وَحَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، قَالَ: قَالَ أَنَسٌ: إِنِّي لَقَاعِدٌ عِنْدَ الْمِنْبَرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ، إِذْ قَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْمَسْجِدِ: يَا رَسُولَ اللهِ، حُبِسَ الْمَطَرُ، هَلَكَتِ الْمَوَاشِي، ادْعُ اللهَ أَنْ يَسْقِيَنَا. قَالَ أَنَسٌ: فَرَفَعَ

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن المغيرة، فمن رجال مسلم.

وأخرجه مسلم (1903)(148)، والواحدي في "أسباب النزول" ص 237 - 238 من طريق بهز بن أسد وحده، بهذا الإِسناد.

وأخرجه أبو عوانة 5/ 38 من طريق أبي النضر هاشم بن القاسم وحده، به.

وأخرجه الترمذي (3200)، والنسائي في "الكبرى"(8291)، وابن حبان (7023) من طريق عبد الله بن المبارك، والطيالسي (2044)، ومن طريقه النسائي في "الكبرى" كما في "التحفة" 1/ 135، وأبو عوانة 4/ 306 - 307 و 307 و 5/ 37 - 38 و 38، كلاهما (الطيالسي وابن المبارك) عن سليمان بن المغيرة، به.

وأخرجه البخاري (4783)، والواحدي ص 238 من طريق عبد الله بن المثنى الأنصاري، عن ثمامة بن عبد الله، عن جده أنس قال: نُرى هذه الآيةَ نزلت في أنس بن النضر: {من المؤمنين رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه} .

وسيأتي الحديث من طريق حماد، عن ثابت برقم (13658)، ومن طريق حميد عن أنس برقم (13085).

قوله: "واهاً"، قال في "القاموس" في فصل الواو من باب الهاء ص 1621: واهاً له، وبترك تنوينه: كلمة تعجُّب من طِيبِ كل شيء، وكلمةُ تلهُّف.

والبَنَان: الأصابع أو أطرافها.

ص: 319

يَدَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَمَا أَرَى فِي السَّمَاءِ مِنْ سَحَابٍ، فَأُلِّفَ بَيْنَ السَّحَابِ - قَالَ حَجَّاجٌ: فَأَلَّفَ اللهُ بَيْنَ السَّحَابِ -، فَوَبَلَتْنَا (1) - قَالَ حَجَّاجٌ: سَعَيْنَا (2) - حَتَّى رَأَيْتُ الرَّجُلَ الشَّدِيدَ تَهُمُّهُ نَفْسُهُ أَنْ يَأْتِيَ أَهْلَهُ، فَمُطِرْنَا سَبْعًا، وَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ فِي الْجُمُعَةِ الْمُقْبِلَةِ، إِذْ قَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْمَسْجِدِ: يَا رَسُولَ اللهِ، تَهَدَّمَتِ الْبُيُوتُ، حُبِسَ السُّفَّارُ، ادْعُ اللهَ أَنْ يَرْفَعَهَا عَنَّا. قَالَ: فَرَفَعَ يَدَيْهِ، فَقَالَ:" اللهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلَا عَلَيْنَا " قَالَ: فَتَقَوَّرَ مَا فَوْقَ رَأْسِنَا مِنْهَا، حَتَّى كَأَنَّا فِي إِكْلِيلٍ، يُمْطَرُ مَا حَوْلَنَا وَلَا نُمْطَرُ (3).

(1) في (م) و (س) و (ق): فوَألْنا، ومعناه: التجأنا إلى ملجأٍ يَقِينا من المطر، من الوَأْل: وهو الموئِل، والمثبت من (ظ 4) وهو كذلك عند عبد بن حميد والطحاوي، والوَبْل: المطر الشديد الضخمُ القَطْرِ.

(2)

في (ظ 4): سَبْعاً، والمثبت من (م) و (س) و (ق)، ويغلب على ظننا أنه الصواب إن شاء الله تعالى، والمراد أن حجاجاً قال في حديث مكان قوله "فوبلتنا": فسَعَيْنا. من السَّعْي: وهو العَدْوُ، والله أعلم.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن المغيرة، فمن رجال مسلم.

وأخرجه عبد بن حميد (1282)، ومسلم (897)(11)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 322، والسهمي في "تاريخ جرجان" ص 246 من طرق عن سُليمان بن المغيرة، به.

وأخرجه مطولاً ومختصراً البخاري (932) و (3582)، وأبو داود (1174)، والبيهقي في "الدلائل" 6/ 140 من طريق يونس بن عبيد، والبخاري (1021)، ومسلم (897)(10)، والنسائي 3/ 160، وأبو يعلى (3334)، وابن خزيمة (1423)، وابن حبان (2858)، والبيهقي في "السنن" 3/ 353 - 354 من طريق عبيد الله بن عمر، كلاهما عن ثابت، به. =

ص: 320

13017 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: أُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِقَدَحٍ مِنْ مَاءٍ فَتَوَضَّأَ. قَالَ: فَقُلْتُ لِأَنَسٍ: أَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَتَوَضَّأُ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: قُلْتُ: فَأَنْتُمْ؟ قَالَ: كُنَّا نُصَلِّي الصَّلَوَاتِ بِوُضُوءٍ وَاحِدٍ. قَالَ: ثُمَّ سَأَلْتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ فَقَالَ: مَا لَمْ نُحْدِثْ (1).

13018 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَبْلَ أَنْ يُبْنَى الْمَسْجِدَ يُصَلِّي فِي مَرَابِضِ الْغَنَمِ (2).

= وسيأتي من طريق حماد، عن ثابت برقم (13867). وانظر ما سلف برقم (12019).

قوله: "فتقوَّر"، قال السندي: أي: تفرَّق وتقطَّع فِرَقاً مستديرة.

وقوله: "في إكليل" بكسر الهمزة وسكون الكاف وكسر اللام: يُطلَق على كل محيط بالشيء، أي: السحاب في الأطراف صار كالمحيط بالمدينة.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وسيتكرر برقم (13734).

وأخرجه الطيالسي (2117)، والنسائي 1/ 85، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 42 و 45، وابن خزيمة (126)، والطبري في "تفسيره" 6/ 114، والحازمي في "الاعتبار" ص 35 من طرق عن شعبة، بهذا الإِسناد. وانظر (2346).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (12335).

ص: 321

13019 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: شُعْبَةُ حَدَّثَنَا، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ الْمُخْتَارِ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَنَسٍ يُحَدِّثُ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّهُ كَانَ هُوَ وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَأُمُّهُ أوَ خَالَتُهُ، فَصَلَّى بِهِمْ فَجُعِلَ أَنَسًا عَنْ يَمِينِهِ، وَأُمُّهُ وَخَالَتُهُ خَلْفَهُمَا (1).

قَالَ شُعْبَةُ: كَانَ عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُخْتَارِ أَشَبَّ مِنِّي.

13020 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" لَا يَتَمَنَّى أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ لِضُرٍّ أَصَابَهُ، فَإِنْ كَانَ لَا بُدَّ فَاعِلًا فَلْيَقُلْ: اللهُمَّ أَحْيِنِي مَا كَانَتِ الْحَيَاةُ خَيْرًا لِي، وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتِ الْوَفَاةُ خَيْرًا لِي "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن المختار، فمن رجال مسلم. حجاج: هو ابن محمد المصِّيصي الأعور.

وأخرجه مسلم (660)(269)، وأبو داود (609)، والنسائي 2/ 86، وابن خزيمة (1538)، وابن حبان (2206) من طرق عن شعبة، بهذا الإِسناد.

وسيأتي الحديث من هذا الطريق برقم (13709) و (13746).

وانظر ما سلف بالأرقام (12053) و (12081) و (12626).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه عبد بن حميد (1372)، والبخاري (5671)، ومسلم (2680)(10)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(1402)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(563)، والطبراني في "الصغير"(208)، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 1/ 140، والبيهقي في "السنن الكبرى" 3/ 377، وفي "الآداب"(919)، وفي "شعب الإيمان"(10148)، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة"(1444) من طرق عن شعبة، بهذا الإِسناد. =

ص: 322

13021 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: خَدَمْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَشْرَ سِنِينَ، وَمَا كُلُّ أَمْرِي كَمَا يُحِبُّ صَاحِبِي أَنْ يَكُونَ، مَا قَالَ لِي فِيهَا: أُفٍّ، وَلَا قَالَ لِي: لِمَ فَعَلْتَ هَذَا؟ وَأَلَا فَعَلْتَ هَذَا (1).

= وأخرجه ابن طهمان في "مشيخته"(54)، والنسائي 4/ 3 - 4 من طريق يونس بن عبيد، عن ثابت، به.

وقوله: "لا يتمنى" كذا في الأصول بإثبات الألف، والجادة حذفها كما في الرواية الآتية برقم (13165).

وسيأتي برقم (13579)، وسلف مختصراً برقم (12664). وانظر ما سلف برقم (11979).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان -وهو ابن المغيرة- فمن رجال مسلم، وروى له البخاري مقروناً وتعليقاً. حجاج: هو ابن محمد المصيصي.

وأخرجه عبد بن حميد (1361)، وابن المبارك في "الزهد"(616)، والبخاري في "الأدب"(277)، وأبو داود (4774)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" ص 36، والبغوي في "شرح السنة"(3665) من طرق عن سليمان ابن المغيرة، بهذا الإِسناد.

وسيأتي عن هاشم بن القاسم، عن سليمان في آخر الحديث (13317).

وأخرجه بنحوه أبو يعلى (3449)، وأبو الشيخ ص 32 من طريق محمد بن عيسى، وابن حبان (2893) من طريق أبي عامر الخزاز، كلاهما عن ثابت، به. ورواية أبي يعلى ضمن حديث طويل.

وسيأتي من طرق عن ثابت بالأرقام (13034) و (13373) و (13675)، وسيأتي عنه مقروناً بعبد العزيز بن صهيب برقم (13797)، وسلف من طريقه بأطول مما هنا برقم (12784).

وانظر ما سلف برقم (11974).

ص: 323

13022 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ وَهَاشِمٌ - الْمَعْنَى -، قَالَا: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: خَدَمْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا حَتَّى إِذَا رَأَيْتُ أَنِّي قَدْ فَرَغْتُ مِنْ خِدْمَتِهِ (1) قُلْتُ: يَقِيلُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَخَرَجْتُ إِلَى صِبْيَانٍ يَلْعَبُونَ، قَالَ: فَجِئْتُ أَنْظُرُ إِلَى لَعِبِهِمْ، قَالَ: فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَسَلَّمَ عَلَى الصِّبْيَانِ وَهُمْ يَلْعَبُونَ، فَدَعَانِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَبَعَثَنِي إِلَى حَاجَةٍ لَهُ، فَذَهَبْتُ فِيهَا وَجَلَسَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي فَيْءٍ حَتَّى أَتَيْتُهُ، وَاحْتَبَسْتُ عَلى أُمِّي عَنِ الْإِبَّانِ (2) الَّذِي كُنْتُ آتِيهَا فِيهِ، فَلَمَّا أَتَيْتُهَا قَالَتْ: مَا حَبَسَكَ؟ قُلْتُ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ فِي حَاجَةٍ لَهُ. قَالَتْ: وَمَا هِيَ؟ قُلْتُ: هُوَ سِرٌّ لِرَسُولِ اللهِ قَالَتْ: فَاحْفَظْ عَلَى رَسُولِ اللهِ سِرَّهُ.

قَالَ ثَابِتٌ: قَالَ لِي أَنَسٌ: لَوْ حَدَّثْتُ بِهِ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ - أَوْ (3) كُنْتُ مُحَدِّثًا بِهِ - لَحَدَّثْتُكَ بِهِ يَا ثَابِتُ (4).

(1) في (م): خدمتي.

(2)

في (م) و (س) و (ق): عن أمي عن الإتيان، والمثبت من (ظ 4). والإبَّان: الحين والوقت.

(3)

في (م) و (س): أو لو.

(4)

إسناده صحيح على شرط مسلم. حجاج: هو ابن محمد، وهاشم: هو ابن القاسم، وسليمان: هو ابن المغيرة.

وأخرجه عبد بن حميد (1270) عن هاشم بن القاسم وحده، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الطيالسي (2032)، والبخاري في "الأدب المفرد"(1154)، وأبو =

ص: 324

13023 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَنَسٌ قَالَ: صَارَتْ صَفِيَّةُ لِدِحْيَةَ فِي مَقْسَمِهِ، وَجَعَلُوا يَمْدَحُونَهَا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: وَيَقُولُونَ: مَا رَأَيْنَا فِي السَّبْيِ مِثْلَهَا. قَالَ: فَبَعَثَ إِلَى دِحْيَةَ فَأَعْطَاهُ بِهَا مَا أَرَادَ، ثُمَّ دَفَعَهَا إِلَى أُمِّي فَقَالَ:" أَصْلِحِيهَا " قَالَ: ثُمَّ خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ خَيْبَرَ حَتَّى إِذَا جَعَلَهَا فِي ظَهْرِهِ نَزَلَ، ثُمَّ ضَرَبَ عَلَيْهَا الْقُبَّةَ، فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَ صلى الله عليه وسلم:" مَنْ كَانَ عِنْدَهُ فَضْلُ زَادٍ فَلْيَأْتِنَا بِهِ " قَالَ: فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَجِيءُ بِفَضْلِ التَّمْرِ، وَفَضْلِ السَّوِيقِ، وَبِفَضْلِ السَّمْنِ، حَتَّى جَعَلُوا مِنْ ذَلِكَ سَوَادًا حَيْسًا، فَجَعَلُوا يَأْكُلُونَ مِنْ ذَلِكَ الْحَيْسِ، وَيَشْرَبُونَ مِنْ حِيَاضٍ إِلَى جَنْبِهِمْ مِنْ مَاءِ السَّمَاءِ.

قَالَ: فَقَالَ أَنَسٌ: " فَكَانَتْ تِلْكَ وَلِيمَةَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَيْهَا، وَانْطَلَقْنَا حَتَّى إِذَا رَأَيْنَا جُدُرَ الْمَدِينَةِ هَشِشْنَا إِلَيْهَا فَرَفَعْنَا مَطِيَّنَا، وَرَفَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَطِيَّتَهُ، قَالَ: وَصَفِيَّةُ خَلْفَهُ قَدْ أَرْدَفَهَا، قَالَ: فَعَثَرَتْ مَطِيَّةُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَصُرِعَ وَصُرِعَتْ، قَالَ: فَلَيْسَ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ يَنْظُرُ إِلَيْهِ وَلَا إِلَيْهَا حَتَّى قَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَسَتَرَهَا،

= عوانة في اللباس 5/ 469، وفي الاستئذان كما في "إتحاف المهرة" 1/ 528، وفي المناقب كما في "الإتحاف" أيضاً 1/ 532، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3381) من طرق عن سليمان بن المغيرة، به.

وسلف الحديث مختصراً بقصة السلام على الصبيان برقم (12724) عن حجاج وحده، به.

وسلف بطوله برقم (12784) من طريق حماد، عن ثابت.

ص: 325

قَالَ: فَأَتَيْنَاهُ فَقَالَ: " لَمْ نُضَرَّ " قَالَ: فَدَخَلَ الْمَدِينَةَ، فَخَرَجَ جَوَارِي نِسَائِهِ يَتَرَاءَيْنَهَا، وَيَشْمَتْنَ لِصَرْعَتِهَا (1).

13024 -

حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَلِيمَةً، مَا فِيهَا خُبْزٌ وَلَا لَحْمٌ، قَالَ (2): صَارَتْ صَفِيَّةُ لِدِحْيَةَ الْكَلْبِيِّ فِي مَقْسَمِهِ، فَجَعَلُوا يَمْدَحُونَهَا، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (3).

13025 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ وَهَاشِمٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنِ ثَابِتٍ، عَنِ أَنَسٍ قَالَ: لَمَّا انْقَضَتْ عِدَّةُ زَيْنَبَ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِزَيْدٍ:" اذْهَبْ فَاذْكُرْهَا عَلَيَّ ". قَالَ: فَانْطَلَقَ حَتَّى أَتَاهَا، قَالَ: وَهِيَ تُخَمِّرُ عَجِينَهَا، فَلَمَّا رَأَيْتُهَا عَظُمَتْ فِي صَدْرِي حَتَّى مَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَنْظُرَ إِلَيْهَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَكَرَهَا - قال هاشم: حِينَ عَرَفْتُ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَطَبَهَا (4) - فَوَلَّيْتُهَا ظَهْرِي،

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان -وهو ابن المغيرة- فمن رجال مسلم. بهز: هو ابن أسد العَمِّي. وهو مكرر (12241). والمقسم -بكسر الميم وفتحها-: النصيب.

(2)

في (م) و (س) و (ق) مكان لفظة "قال": حين، والمثبت من (ظ 4) و"مسند عبد بن حميد".

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه.

وأخرجه عبد بن حميد (1283) عن هاشم بن القاسم، بهذا الإِسناد. وانظر ما قبله.

(4)

تأخر قول هاشم هذا في (م) والنسخ الخطية إلى ما بعد قوله: الخبز واللحم، وهو خطأ، والصواب ما أثبتنا.

ص: 326

وَنكصْتُ (1) عَلَى عَقِبَيَّ، فَقُلْتُ: يَا زَيْنَبُ أَبْشِرِي، أَرْسَلَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَذْكُرُكِ. قَالَتْ: مَا أَنَا بِصَانِعَةٍ شَيْئًا حَتَّى أُؤَامِرَ رَبِّي عز وجل. فَقَامَتْ إِلَى مَسْجِدِهَا، وَنَزَلَ - يَعْنِي الْقُرْآنَ - وَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَدَخَلَ عَلَيْهَا بِغَيْرِ إِذْنٍ.

قَالَ: وَلَقَدْ رَأَيْتُنَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَطْعَمَنَا عليها الْخُبْزَ وَاللَّحْمَ، - قَالَ هَاشِمٌ فِي حَدِيثِهِ: لَقَدْ رَأَيْتُنَا حِينَ أُدْخِلَتْ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أُطْعِمْنَا الْخُبْزَ وَاللَّحْمَ - فَخَرَجَ النَّاسُ وَبَقِيَ رِجَالٌ يَتَحَدَّثُونَ فِي الْبَيْتِ بَعْدَ الطَّعَامِ، فَخَرَجَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَاتَّبَعْتُهُ، فَجَعَلَ يَتَتَبَّعُ حُجَرَ نِسَائِهِ، فَجَعَلَ (2) يُسَلِّمُ عَلَيْهِنَّ وَيَقُلْنَ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ وَجَدْتَ أَهْلَكَ؟ قَالَ: فَمَا أَدْرِي أَنَا أَخْبَرْتُهُ أَنَّ الْقَوْمَ قَدْ خَرَجُوا أَوْ أُخْبِرَ، قَالَ: فَانْطَلَقَ حَتَّى دَخَلَ الْبَيْتَ، فَذَهَبْتُ أَدْخُلُ مَعَهُ، فَأَلْقَى السِّتْرَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ، وَنَزَلَ الْحِجَابُ. قَالَ: وَوُعِظَ الْقَوْمُ بِمَا وُعِظُوا بِهِ. قَالَ هَاشِمٌ فِي حَدِيثِهِ: {لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ

وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ} [الأحزاب: 53](3).

(1) تحرف في (م) و (س) و (ق): وركضت.

(2)

لفظة "فجعل" ليست في (ظ 4) و (ق).

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم. بهز: هو ابن أسد العَمِّي، وهاشم: هو ابن القاسم.

وأخرجه مسلم (1428)(89) من طريق بهز وهاشم، بهذا الإِسناد. =

ص: 327

13026 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: مَاتَ ابْنٌ لِأَبِي طَلْحَةَ مِنْ أُمِّ سُلَيْمٍ، فَقَالَتْ لِأَهْلِهَا: لَا تُحَدِّثُوا أَبَا طَلْحَةَ بِابْنِهِ حَتَّى أَكُونَ أَنَا أُحَدِّثُهُ. قَالَ: فَجَاءَ فَقَرَّبَتْ إِلَيْهِ عَشَاءً، فَأَكَلَ وَشَرِبَ، قَالَ: ثُمَّ تَصَنَّعَتْ لَهُ أَحْسَنَ مَا كَانَتْ تَصَنَّعُ قَبْلَ ذَلِكَ، فَوَقَعَ بِهَا، فَلَمَّا رَأَتْ أَنَّهُ قَدْ شَبِعَ، وَأَصَابَ مِنْهَا، قَالَتْ: يَا أَبَا طَلْحَةَ، أَرَأَيْتَ أَنَّ قَوْمًا أَعَارُوا عَارِيَتَهُمْ أَهْلَ بَيْتٍ، وَطَلَبُوا عَارِيَتَهُمْ، أَلَهُمْ أَنْ يَمْنَعُوهُمْ؟ قَالَ: لَا. قَالَتْ: فَاحْتَسِبْ ابْنَكَ. فَانْطَلَقَ حَتَّى أَتَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَخْبَرَهُ بِمَا كَانَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" بَارَكَ اللهُ لَكُمَا فِي غَابِرِ لَيْلَتِكُمَا " قَالَ: فَحَمَلَتْ.

قَالَ: فَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ وَهِيَ مَعَهُ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَتَى الْمَدِينَةَ مِنْ سَفَرٍ لَا يَطْرُقُهَا طُرُوقًا، فَدَنَوْا مِنَ الْمَدِينَةِ، فَضَرَبَهَا الْمَخَاضُ، وَاحْتَبَسَ عَلَيْهَا أَبُو طَلْحَةَ، وَانْطَلَقَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ: يَا رَبِّ، إِنَّكَ لَتَعْلَمُ أَنَّهُ يُعْجِبُنِي أَنْ أَخْرُجَ مَعَ رَسُولِكَ إِذَا خَرَجَ، وَأَدْخُلَ مَعَهُ إِذَا دَخَلَ، وَقَدِ احْتَبَسْتُ بِمَا تَرَى. قَالَ: تَقُولُ أُمُّ سُلَيْمٍ: يَا أَبَا طَلْحَةَ، مَا أَجِدُ

= وأخرجه ابن سعد 8/ 105 عن عمرو بن عاصم، وأبو يعلى (3332) عن هدبة بن خالد، كلاهما عن سليمان بن المغيرة، به.

وسيأتي مختصراً من طريق حماد بن زيد، عن ثابت برقم (13378)، وسيأتي في آخر الحديث (13575) من طريق حماد بن سلمة، عن ثابت.

وانظر ما سلف برقم (12023).

ص: 328

الَّذِي كُنْتُ أَجِدُ. فَانْطَلَقْنَا، قَالَ: وَضَرَبَهَا الْمَخَاضُ حِينَ قَدِمُوا، فَوَلَدَتْ غُلَامًا، فَقَالَتْ لِي أُمِّي: يَا أَنَسُ، لَا يُرْضِعَنَّهُ أَحَدٌ حَتَّى تَغْدُوَ بِهِ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.

قَالَ: فَلَمَّا أَصْبَحْتُ احْتَمَلْتُهُ وَانْطَلَقْتُ بِهِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَصَادَفْتُهُ وَمَعَهُ مِيسَمٌ، فَلَمَّا رَآنِي قَالَ:" لَعَلَّ أُمَّ سُلَيْمٍ وَلَدَتْ؟ " قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: فَوَضَعَ الْمِيسَمَ، قَالَ: فَجِئْتُ بِهِ فَوَضَعْتُهُ فِي حِجْرِهِ، قَالَ: وَدَعَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِعَجْوَةٍ مِنْ عَجْوَةِ الْمَدِينَةِ، فَلَاكَهَا فِي فِيهِ حَتَّى ذَابَتْ، ثُمَّ قَذَفَهَا فِي فِي الصَّبِيِّ، فَجَعَلَ الصَّبِيُّ يَتَلَمَّظُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" انْظُرُوا إِلَى حُبِّ الْأَنْصَارِ التَّمْرَ " قَالَ: فَمَسَحَ وَجْهَهُ وَسَمَّاهُ عَبْدَ اللهِ (1).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن المغيرة، فمن رجال مسلم.

وأخرجه مسلم ص 1909 (107) من طريق بهز بن أسد، بهذا الإِسناد.

وأخرجه مسلم ص 1909 (107)، وأبو نعيم في "الحلية" 2/ 58، والبيهقي في "السنن" 4/ 65 من طرق عن سليمان بن المغيرة، به.

وأخرجه بنحوه الطيالسي (2056)، وابن سعد 8/ 431، وعبد الرزاق (20140)، وعبد بن حميد (1240)، وأبو يعلى (3398)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(618)، وابن حبان (7187) و (7188)، والبيهقي في "السنن" 4/ 65 - 66، وفي "دلائل النبوة" 6/ 198 من طرق عن ثابت، به.

وانظر (12795) و (14065).

ولقصة الطروق ليلاً انظر حديث إسحاق بن عبد الله عن أنس، السالف برقم =

ص: 329

13027 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَاصِمُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَجَدَ عَلَى شَيْءٍ قَطُّ، مَا وَجَدَ عَلَى أَصْحَابِ بِئْرِ مَعُونَةَ أَصْحَابِ سَرِيَّةِ الْمُنْذِرِ بْنِ عَمْرٍو، فَمَكَثَ شَهْرًا يَدْعُو عَلَى الَّذِينَ أَصَابُوهُمْ فِي قُنُوتِ صَلَاةِ الْغَدَاةِ، يَدْعُو عَلَى رِعْلٍ، وَذَكْوَانَ، وَعُصَيَّةَ، وَلِحْيَانَ، وَهُمْ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ (1).

13028 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ: قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَأَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ الِاثْنَيْنِ، كَشَفَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سِتْرَ الْحُجْرَةِ، فَرَأَى أَبَا بَكْرٍ وَهُوَ يُصَلِّي بِالنَّاسِ، قَالَ: فَنَظَرْتُ إِلَى وَجْهِهِ كَأَنَّهُ وَرَقَةُ مُصْحَفٍ، وَهُوَ يَتَبَسَّمُ، قَالَ:

= (12263).

قوله: "غابر ليلتكما"، أي: ما مضى منها.

والمِيسَم: هي الآلة التي يُكوى بها الحيوان، من الوَسْم: وهو العلامة.

ويتلمَّظ، أي: يتتبَّع بلسانه بقيتها ويمسح بها شفتيه.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو في "مصنف عبد الرزاق"(9742)، ومن طريقه أخرجه أبو عوانة 2/ 285، والبيهقي 2/ 199.

وأخرجه البخاري (1300)، وأبو عوانة 2/ 285 من طريق محمد بن فضيل، والبخاري (6394)، وأبو عوانة 2/ 285، والبغوي (635) من طريق أبي الأحوص، كلاهما عن عاصم الأحول، به.

وانظر (12087) و (12655) و (12705).

ص: 330

وَكِدْنَا أَنْ نُفْتَتَنَ فِي صَلَاتِنَا فَرَحًا لِرُؤْيَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَرَادَ أَبُو بَكْرٍ أَنْ يَنْكُصَ، فَأَشَارَ إِلَيْهِ: أَنْ كَمَا أَنْتَ، ثُمَّ أَرْخَى السِّتْرَ، فَقُبِضَ مِنْ يَوْمِهِ ذَلِكَ.

فَقَامَ عُمَرُ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَمُتْ، وَلَكِنَّ رَبَّهُ أَرْسَلَ إِلَيْهِ كَمَا أَرْسَلَ إِلَى مُوسَى، فَمَكَثَ عَنْ قَوْمِهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، وَاللهِ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَعِيشَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، حَتَّى يَقْطَعَ أَيْدِي رِجَالٍ مِنَ الْمُنَافِقِينَ وَأَلْسِنَتَهُمْ، يَزْعُمُونَ - أَوْ قَالَ: يَقُولُونَ - إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ مَاتَ (1).

13029 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ - وَكَانَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَخَدَمَهُ وَصَحِبَهُ -: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ كَانَ يُصَلِّي لَهُمْ فِي وَجَعِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ، حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمُ الِاثْنَيْنِ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو في "مصنف عبد الرزاق"(9754)، ومن طريقه أخرجه عبد بن حميد (1163)، ومسلم (419)(99)، وأبو عوانة 2/ 118، وابن حبان (6875).

وأخرجه ابن سعد 2/ 269، وابن حبان (6620) من طريق عبد الله بن المبارك، عن معمر ويونس، به- ورواية ابن سعد دون الشطر الأول. وانظر (12072).

ينكُص، أي: يَرجِع.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو اليمان: هو الحكم بن نافع، وشعيب: هو ابن أبي حمزة.

وأخرجه البخاري (680)، والبيهقي في "السنن" 3/ 75، وفي "دلائل =

ص: 331

13030 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، قَالَ: قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ كَانَ يُصَلِّي بِهِمْ فِي وَجَعِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ، حَتَّى إِذَا (1) كَانَ يَوْمُ الِاثْنَيْنِ، وَهُمْ صُفُوفٌ إِلَى الصَّلَاةِ، قَالَ: كَشَفَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سِتْرَ الْحُجْرَةِ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (2).

13031 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ فَاطِمَةَ بَكَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: يَا أَبَتَاهُ مِنْ رَبِّهِ مَا أَدْنَاهُ، يَا أَبَتَاهُ إِلَى جِبْرِيلَ أَنْعَاهُ، يَا أَبَتَاهُ جَنَّةُ الْفِرْدَوْسِ مَأْوَاهُ (3).

= النبوة" 7/ 194 من طريق أبي اليمان الحكم بن نافع، بهذا الإِسناد.

وانظر ما قبله.

(1)

قوله: "حتى إذا" سقط من (م).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزهري.

وأخرجه ابن سعد 2/ 266، ومسلم (419)(98)، وأبو عوانة 2/ 119 من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإِسناد- ورواية ابن سعد دون قصة الصلاة.

وانظر ما قبله.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الحاكم 3/ 59 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإِسناد. وصححه على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.

وهو في "مصنف عبد الرزاق"(6673)، ومن طريقه أخرجه النسائي 4/ 12 - 13، وابن حبان (6621)، والطبراني في "الصغير"(1082)، والبيهقي =

ص: 332

13032 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: أَخَذَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى النِّسَاءِ حِينَ بَايَعَهُنَّ أَنْ لَا يَنُحْنَ، فَقُلْنَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ نِسَاءً أَسْعَدْنَنَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، أَفَنُسْعِدُهُنَّ فِي الْإِسْلَامِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" لَا إِسْعَادَ فِي الْإِسْلَامِ، وَلَا شِغَارَ، وَلَا عَقْرَ فِي الْإِسْلَامِ، وَلَا جَلَبَ فِي الْإِسْلَامِ، وَلَا جَنَبَ، وَمَنْ انْتَهَبَ فَلَيْسَ مِنَّا "(1).

= 4/ 71.

وأخرجه الطبراني في "الصغير"(1082) من طريق ابن جريج، عن معمر، به.

وأخرجه ضمن حديثٍ الدارميُّ (87)، وابن سعد 2/ 311 والبخاري (4462)، وابن ماجه (1630)، وأبو يعلى (3380)، وابن حبان (6622)، والبيهقي في "الدلائل" 7/ 212 - 213 من طريق حماد بن زيد، عن ثابت، به.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو في "مصنف عبد الرزاق"(6690)، ومن طريقه أخرجه مقطعاً عبد بن حميد (1253)، وأبو داود (3222)، والترمذي (1601)، والنسائي 4/ 16، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1895)، وابن حبان (3146)، والبيهقي 4/ 62.

والنهي عن الشِّغار سلف من هذا الطريق برقم (12686)، وشُرح معناه هناك.

وسلف النهي عن النهبة من طريق الربيع بن أنس وحميد، كلاهما عن أنس برقم (12422).

وانظر أيضاً ما سلف برقم (12658).

وفي باب مبايعة النبي صلى الله عليه وسلم النساء على عدم النياحة، انظر ما سيأتي في مسند أم عطية 6/ 407. =

ص: 333

13033 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَذَلِكَ فِي السَّحَرِ:" يَا أَنَسُ، إِنِّي أُرِيدُ الصِّيَامَ، فَأَطْعِمْنِي شَيْئًا " قَالَ: فَجِئْتُهُ بِتَمْرٍ وَإِنَاءٍ فِيهِ مَاءٌ بَعْدَ مَا أَذَّنَ بِلَالٌ، فَقَالَ:" يَا أَنَسُ، انْظُرْ إِنْسَانًا يَأْكُلُ مَعِي " قَالَ: فَدَعَوْتُ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي شَرِبْتُ شَرْبَةَ سَوِيقٍ، وَأَنَا أُرِيدُ الصِّيَامَ. قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" وَأَنَا أُرِيدُ الصِّيَامَ " فَتَسَحَّرَ مَعَهُ، وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ خَرَجَ فَأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ (1).

13034 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ثَابِتٍ، عَنِ أَنَسٍ قَالَ: خَدَمْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، عَشْرَ سِنِينَ، لَا وَاللهِ مَا

= قوله: "ولا عَقْر" قال السندي: العَقْر: ضرب قوائم البعير أو الشاة بالسيف وهو قائم، وكانوا يعقرون الإبل على قبور الموتى، أي: ينحرونها، ويقولون: صاحب القبر كان يعقر للأضياف، فنكافئه بمثله. وبقية الحديث قد سبقت شروحه، انظر (12658).

(1)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين.

وهو في "مصنف عبد الرزاق"(7605)، ومن طريقه أخرجه النسائي 4/ 147.

وأخرجه بنحوه أبو يعلى (2943) من طريق حماد بن سلمة، عن قتادة، به. وانظر (12739).

قوله: "بعدما أذَّن بلالٌ"، قال السندي: أي: بعد الأذان الأول الذي كان بالليل.

ص: 334

سَبَّنِي سَبَّةً قَطُّ، وَلَا قَالَ لِي: أُفٍّ قَطُّ، وَلَا قَالَ (1) لِشَيْءٍ فَعَلْتُهُ: لِمَ فَعَلْتَهُ؟ وَلَا لِشَيْءٍ لَمْ أَفْعَلْهُ: أَلَا فَعَلْتَهُ (2).

13035 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: نَزَلَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم {لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} [الفتح: 2] مَرْجِعَنَا مِنَ الْحُدَيْبِيَةِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" لَقَدْ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ آيَةٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا عَلَى الْأَرْضِ " ثُمَّ قَرَأَهَا عَلَيْهِمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا: هَنِيئًا مَرِيئًا يَا رَسُولَ اللهِ، لَقَدْ بَيَّنَ اللهُ عز وجل لَكَ مَاذَا يَفْعَلُ بِكَ، فَمَاذَا يَفْعَلُ بِنَا؟ فَنَزَلَتْ عَلَيْهِمْ:{لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ} حَتَّى بَلَغَ {فَوْزًا عَظِيمًا} [الفتح: 5](3).

13036 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا رَبَاحٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " يَكُونُ فِي أُمَّتِي اخْتِلَافٌ

(1) في (م) و (ق) ونسخة في (س): ولا قال لي.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق"(17946). وانظر (13021).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو في "تفسير عبد الرزاق" 3/ 225، ومن طريقه أخرجه الترمذي (3263) وأبو يعلى (3045).

وأخرجه الطبري في "تفسيره" 26/ 70 من طريق محمد بن ثور، عن معمر، به- لم يتجاوز به قتادة.

وانظر (12226).

ص: 335

وَفُرْقَةٌ، يَخْرُجُ مِنْهُمْ قَوْمٌ يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ، لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، سِيمَاهُمُ الْحَلْقُ وَالتَّسْبِيتُ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمْ فَأَنِيمُوهُمْ " (1).

التَّسْبِيتُ يَعْنِي: اسْتِئْصَالَ الشَّعْرِ الْقَصِيرِ.

13037 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا رَبَاحٌ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: أَلَا أُصَلِّي لَكُمْ صَلَاةَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَصَلَّى بِهِمْ صَلَاةً حَسَنَةً لَمْ يُطَوِّلْ فِيهَا (2).

13038 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي دَارِنَا فَحُلِبَ لَهُ دَاجِنٌ فَشَابُوا لَبَنَهَا بِمَاءِ الدَّارِ، ثُمَّ نَاوَلُوهُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَشَرِبَ وَأَبُو بَكْرٍ عَنْ يَسَارِهِ، وَأَعْرَابِيٌّ عَنْ يَمِينِهِ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَعْطِ أَبَا بَكْرٍ عِنْدَكَ. وَخَشِيَ أَنْ يُعْطِيَهُ الْأَعْرَابِيَّ،

(1) إسناده صحيح. إبراهيم بن خالد: هو الصنعاني، ورباح: هو ابن زيد الصنعاني.

وأخرجه أبو داود (4766)، وابن ماجه (175) من طريق عبد الرزاق، والحاكم 2/ 147 من طريق هشام بن يوسف، كلاهما عن معمر، بهذا الإِسناد. وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.

وسيأتي بأطول مما هنا برقم (13338) من طريق الأوزاعي عن قتادة.

وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11018).

قوله: "فأَنِيموهم"، أي: اقتلوهم.

(2)

إسناده صحيح. وانظر الحديث السالف برقم (12654).

ص: 336

قَالَ: فَأَعْطَاهُ الْأَعْرَابِيَّ ثُمَّ قَالَ: " الْأَيْمَنَ فَالْأَيْمَنَ "(1).

13039 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ (2)، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: مُرَّ بِجِنَازَةٍ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" أَثْنُوا عَلَيْهَا "(3) فَقَالُوا: كَانَ - مَا عَلِمْنَا - يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ، وَأَثْنَوْا عَلَيْهِ خَيْرًا، فَقَالَ:" وَجَبَتْ " ثُمَّ مُرَّ عَلَيْهِ بِجِنَازَةٍ أُخْرَى، فَقَالَ:" أَثْنُوا عَلَيْهَا " فَقَالُوا: بِئْسَ الْمَرْءُ كَانَ فِي دِينِ اللهِ. فَقَالَ: " وَجَبَتْ، أَنْتُمْ شُهُودُ (4) اللهِ فِي الْأَرْضِ "(5).

13040 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ. وَرَوْحٌ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ مَرْوَانَ مَوْلَى هِنْدِ ابْنَةِ الْمُهَلَّبِ، قَالَ رَوْحٌ: أَرْسَلَتْنِي هِنْدٌ إِلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - وَلَمْ يَقُلْ رَوْحٌ: النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم (6) - فِي حَاجَةٍ،

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو في "مصنف عبد الرزاق"(19582). وانظر (12077).

(2)

زاد في (م) بين معمر وثابت: الزهريَّ، وهو خطأ.

(3)

في (ظ 4) و (ق) في الموضعين: عليها خيراً، ثم ضُبِّب على لفظة "خيراً".

(4)

في (م): شهداء.

(5)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو في "مصنف عبد الرزاق"(19672)، ومن طريقه أخرجه البيهقي 4/ 75، والبغوي (1508). وانظر (12939).

(6)

يقصد بهذه العبارة المعترضة أن في رواية روح أن أنساً حدَّث أصحابه أنه نُهِيَ عن الوصال، ولم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم، والله أعلم.

ص: 337

فَسَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ أَصْحَابَهُ: أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنِ الْوِصَالِ (1).

13041 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو أَيُّوبَ الْإِفْرِيقِيُّ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ حُنَيْنٍ: " مَنْ تَفَرَّدَ بِدَمِ رَجُلٍ فَقَتَلَهُ، فَلَهُ سَلَبُهُ ". فَجَاءَ أَبُو طَلْحَةَ بِسَلَبِ أَحَدٍ وَعِشْرِينَ رَجُلًا (2).

13042 -

حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: جَاءَ أَبُو طَلْحَةَ يَوْمَ حُنَيْنٍ يُضْحِكُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ أُمِّ سُلَيْمٍ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَمْ تَرَ إِلَى أُمِّ سُلَيْمٍ مُتَقَلِّدَةً خِنْجَرًا؟! فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" مَا تَصْنَعِينَ بِهِ يَا أُمَّ سُلَيْمٍ؟ " قَالَتْ: أَرَدْتُ إِنْ دَنَا مِنِّي أَحَدٌ مِنْهُمْ طَعَنْتُهُ بِهِ (3).

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير مروان مولى هند، وكنيته أبو لبابة، فقد روى له الترمذي والنسائي، وهو ثقة.

وانظر ما سلف برقم (12248).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل أبي أيوب الإفريقي -واسمه عبد الله بن علي الأزرق- وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه البيهقي 6/ 307 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإِسناد. وقرن به يحيى بن معين، واقتصر على المرفوع منه فقط.

وأخرجه ابن حبان (4841) من طريق يحيى بن زكريا، به وانظر (12131).

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، سليمان بن المغيرة روى له البخاري مقروناً وتعليقاً، ومسلم احتجاجاً، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وهو =

ص: 338

13043 -

حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي هِلَالُ بْنُ سُوَيْدٍ أَبُو مُعَلَّى، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ وَهُوَ يَقُولُ: أُهْدِيَتْ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثَلَاثَةُ طَوَائِرَ، فَأَطْعَمَ خَادِمَهُ طَائِرًا، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ أَتَتْهُ بِهِ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَلَمْ أَنْهَكِ أَنْ تَرْفَعِي شَيْئًا لِغَدٍ (1)؟ فَإِنَّ اللهَ يَأْتِي بِرِزْقِ كُلِّ غَدٍ "(2).

= مكرر (12108).

(1)

لفظة "لغد" ليست في (م) و (س).

(2)

إسناده ضعيف، هلال بن سويد أبو المعلى الأحمري -وهو والد المعلى ابن هلال الكذاب- ذكره البخاري في "التاريخ الأوسط"(المطبوع باسم "الصغير") 2/ 59، وقال: روى عن أنس: "لا يُدَّخَر شيء لغد" ولا يتابع عليه. وذكره ابن حبان في "الثقات" 5/ 505، وعدَّه العُقيلي وابن عدي في الضعفاء، وترجم له الحافظ ابن حجر في "اللسان" 6/ 201، ونقل عن أبي أحمد الحاكم قوله فيه: ليس بالمتين عندهم. وذَهَلَ ابنُ حبان في "المجروحين" 3/ 85 فجعله وأبا ظلال القَسْمَلي واحداً، وتابعه السمعاني في "الأنساب" 1/ 145، والصواب أنهما اثنان، وكلاهما ضعيف. وقد فات الحافظين الحسيني وابن حجر أن يترجما له في كتابيهما، مع أنه من شرطهما.

والحديث عند المصنف في "الزهد" ص 8، وأخرجه من طريقه أبو نعيم في "الحلية" 10/ 243، والبيهقي في "الشعب"(1348)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 14/ 314 - 315 و 315.

وأخرجه أبو يعلى (4223)، والدولابي في "الكنى" 2/ 124، وابن حبان في "المجروحين" 3/ 86، وابن عدي في "الكامل" 7/ 2581 و 2582، والبيهقي في "الشعب"(1347) و (1465) من طرق عن مروان بن معاوية الفزاري، بهذا الإِسناد.

ص: 339

13044 -

حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا حَنْظَلَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ السَّدُوسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَحَدُنَا يَلْقَى صَدِيقَهُ، أَيَنْحَنِي لَهُ؟ قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا " قَالَ: فَيَلْتَزِمُهُ وَيُقَبِّلُهُ؟ قَالَ: " لَا " قَالَ: فَيُصَافِحُهُ؟ قَالَ: " نَعَمْ، إِنْ شَاءَ "(1).

(1) إسناده ضعيف لضعف حنظلة بن عبد الله السدوسي، وقيل: ابنُ عبيد الله، وقيل: ابن عبد الرحمن، وقيل: ابن أبي صفية، وقد استنكر الإمام أحمد له هذا الحديث كما في "الجرح والتعديل" 3/ 241.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 619، وعبد بن حميد (1217)، والترمذي و (2728)، وابن ماجه (3702)، وأبو يعلى (4287)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 281، وابن عدي في "الكامل" 2/ 828، والبيهقي في "السنن" 7/ 100، وابن عبد البر في "التمهيد" 21/ 15 و 16، والمزي في ترجمة حنظلة من "تهذيب الكمال" 7/ 450 من طرق عن حنظلة السدوسي، بهذا الإِسناد. وحسنه الترمذي!

وأخرجه ابن عدي 6/ 2086 من طريق كثير بن عبد الله الأبلي أبي هاشم، عن أنس. وهذا إسناد ضعيف جداً لا يصلح للمتابعة، كثير بن عبد الله قال فيه البخاري وأبو حاتم والنسائي وأبو أحمد الحاكم: منكر الحديث. زاد أبو حاتم: ضعيف الحديث جداً، شبه المتروك. وقال النسائي أيضاً: متروك.

وذكر الألبانيُّ في "صحيحته"(160) لهذا الحديث طريقين آخرين من "المنتقى" للضياء، وهما ضعيفان جداً لا يصلحان للمتابعة:

الأول: من طريق أبي بلال الأشعري، عن قيس بن الربيع، عن هشام بن حسان، عن شعيب بن الحبحاب، عن أنس. ولم يسق الإِسناد ممن دون أبي بلال.

ص: 340

13045 -

حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو قِلَابَةَ الْجَرْمِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ثَمَانِيَةُ نَفَرٍ مِنْ

= وأبو بلال هذا: اسمه مرداس بن محمد بن الحارث بن عبد الله بن أبي بردة، ذكره ابن حبان في "الثقات" 9/ 199، وقال: يغرب ويتفرد، وضعَّفه الدارقطني في "السنن" 1/ 220، وقال ابن القطان في "الوهم والإيهام" 3/ 227: لا يعرف البتة. يعني في باب التوثيق، ونقل ابن حجر في "لسان الميزان" 6/ 14 عن الحاكم أنه ليَّنه، وذكره الذهبي في "الميزان" 4/ 88 واستنكر له خبره في التسمية على الوضوء. قلنا: والحديث لا يحفظ إلا من طريق حنظلة.

الثاني: من طريق عبد العزيز بن أبان، عن إبراهيم بن طهمان، عن المهلب ابن أبي صفرة، عن أنس.

وعبد العزيز هذا متفق على تركه، واتهمه غير واحد بالوضع.

قلنا: لكن ثبتت مشروعية المصافحة عن أنس في غير هذا الحديث، فقد أخرج البخاري (6263)، والترمذي (2729)، وأبو يعلى (2871)، وابن حبان (792)، والبيهقي 7/ 99 من طريق قتادة: قلت لأنس: أكانت المصافحة في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(97) بلفظ: كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا تلاقوا تصافحوا، وإذا قدموا من سفر تعانقوا.

وسلف في الحديث (12582) أن الأشعريين حين قدموا المدينة كانوا أولَ من أحدث المصافحة، وانظر أيضاً ما سلف برقم (12451).

وفي الباب عن أبي ذر الغفاري، سيأتي 5/ 162.

وعن عطاء بن أبي مسلم الخراساني مرسلاً رواه عنه مالك في "الموطأ" 2/ 908. ولفظه: "تصافحوا يذهب الغل، وتهادوا تحابوا، وتذهب الشحناء".

قال شعيب: كنت حسَّنتُ حديث أنس هذا في "شرح السنة" 12/ 290، وقد تبيَّن لي الآن أنه لا يمكن أن يرقى إلى الحسن بهذه الطرق، فيستدرك.

ص: 341

عُكْلٍ، فَأَسْلَمُوا وَاجْتَوَوْا الْمَدِينَةَ، فَأَمَرَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَأْتُوا إِبِلَ الصَّدَقَةِ، فَيَشْرَبُوا (1) مِنْ أَبْوَالِهَا وَأَلْبَانِهَا، فَفَعَلُوا فَصَحُّوا، فَارْتَدُّوا، وَقَتَلُوا رُعَاتَهَا - أَوْ رِعَاءَهَا - وَسَاقُوهَا، فَبَعَثَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي طَلَبِهِمْ قَافَةً، فَأُتِيَ بِهِمْ، فَقَطَّعَ أَيْدِيَهُمْ، وَأَرْجُلَهُمْ، وَلَمْ يَحْسِمْهُمْ حَتَّى مَاتُوا، وَسَمَلَ أَعْيُنَهُمْ (2).

13046 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ حَدَّثَهُمْ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَرَادَ أَنْ يَكْتُبَ إِلَى الْأَعَاجِمِ، فَقِيلَ: إِنَّهُمْ لَا يَقْبَلُونَ كِتَابًا إِلَّا بِنَقْشٍ، فَاتَّخَذَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَاتَمًا مِنْ فِضَّةٍ، وَنَقَشَ فِيهِ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ (3).

(1) في (ظ 4) و (ق): فيشربون.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البخاري (6802) و (6803)، وأبو داود (4366)، والنسائي 7/ 94، والطبري في "تفسيره" 6/ 208، وابن حبان (4467)، وأبو عوانة في الحدود كما في "إتحاف المهرة" 2/ 81، والبغوي في "تفسيره" 2/ 32 من طرق عن الوليد بن مسلم، بهذا الإِسناد.

وأخرجه مسلم (1671)(12)، والنسائي 7/ 95، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 311، وفي "شرح مشكل الآثار"(1812)، وأبو عوانة من طرف عن الأوزاعي، به.

وانظر (12936).

قوله: "لم يَحسِمهم"، أي: لم يَكْوِ عروقهم المقطَّعة لئلاّ يسيل الدمُ.

السَّمْل: فَقْءُ العين.

(3)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. محمد بن بشر: هو العبدي. وانظر (12720).

ص: 342

13047 -

حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، قَالَ: حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَتَى السَّاعَةُ؟ قَالَ:" مَا قَدَّمْتَ لَهَا؟ " قَالَ: حُبَّ اللهِ وَرَسُولِهِ. قَالَ: " أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ "(1).

13048 -

حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَاهِلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَسْتَقِيمُ إِيمَانُ عَبْدٍ حَتَّى يَسْتَقِيمَ قَلْبُهُ، وَلَا يَسْتَقِيمُ قَلْبُهُ حَتَّى يَسْتَقِيمَ لِسَانُهُ، وَلَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ رَجُلٌ (2) لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ "(3).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، حسين بن واقد روى له البخاري تعليقاً، ومسلم متابعةً، وهو صدوق لا بأس به، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير زيد بن الحباب، فمن رجال مسلم. وانظر (12715).

(2)

في (م): لا يدخل رجل الجنة، وفي (ظ 4): لا رجل يدخل الجنة، والمثبت من (س) و (ق).

(3)

إسناده ضعيف لضعف علي بن مسعدة الباهلي، وقد سلفت ترجمته عند الحديث (12381).

وأخرجه ابن أبي الدنيا في "الصمت"(9)، وفي "مكارم الأخلاق"(342)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(887) من طريق زيد بن الحباب، بهذا الإِسناد. وهو عند ابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق" مختصر بقصة الجار فقط، ولم تذكر هذه القصة عند القضاعي.

وأخرج الطبراني في "الأوسط"(6559)، وفي "الصغير"(964)، والقضاعي (893)، والبيهقي في "الشعب"(5006) من طريق محمد بن =

ص: 343

13049 -

حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَاهِلِيُّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " كُلُّ ابْنِ (1) آدَمَ خَطَّاءٌ، فَخَيْرُ (2) الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ. وَلَوْ أَنَّ لِابْنِ آدَمَ وَادِيَيْنِ مِنْ مَالٍ، لَابْتَغَى لَهُمَا ثَالِثًا، وَلَا يَمْلَأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ "(3).

= سيرين، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يستكمل عبد حقيقة الإيمان حتى يَخْزُنَ من لسانهِ". وإسناد الطبراني فيه داود بن هلال، ذكره ابن أبي حاتم ولم يأثر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وشيخ الطبراني فيه لم نتبينه، وأما إسناده عند البيهقي والقضاعي فضعيف جداً.

وأخرج البيهقي (5005) من طريق ابن عون، عن عطاء البزاز، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يصيب أحدكم حقيقة الإيمان حتى يَخْزُن لسانَه". وعطاء البزاز قال ابن معين: ليس بشيء، ثم إن هذا الإِسناد معلول، فقد أخرج البيهقي (5004) من طريق ابن عون، عن عطاء الواسطي، عن أنس قوله: لا يتقي عبدٌ حق تقاته حتى يخزن من لسانه. وأخرجه (5004) أيضاً من طريق ابن عون، عن عطاء، عن رجل من أهل البصرة، عن أنس، موقوفاً.

وقد سلفت قصة الجار بإسناد صحيح برقم (12561).

وللحديث شاهد من حديث عبد الله بن مسعود برقم (3672)، وهو مختلف في رفعه ووقفه، وصحح الدارقطني وقفه.

وشاهد ثان من حديث الحسن البصري، عن بعض أصحابه، عن النبي صلى الله عليه وسلم عند البيهقي في "الشعب"(8). وإسناد رجاله ثقات غير العباس بن الفضل الأسفاطي، فقد روى عنه ابن خزيمة والطبراني، ولم نجد فيه جرحاً ولا تعديلاً، فهو مجهول.

(1)

في (ظ 4): بني.

(2)

في (ظ 4): فأَخْيَرُ.

(3)

إسناده ضعيف، فيه علي بن مسعدة الباهلي، وهو ضعيف، وانظر =

ص: 344

13050 -

حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ قَالَ: حَدَّثَنِي جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ الْأَزْدِيُّ أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ قِرَاءَةَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَتْ مَدًّا (1).

13051 -

حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعِيدٍ - وَهُوَ أَبُو أَحْمَدَ الطَّالَقَانِيُّ -، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مَكْحُولًا يُحَدِّثُ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمْ يَبْلُغْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الشَّيْبِ مَا يَخْضِبُ، وَلَكِنَّ أَبَا بَكْرٍ كَانَ يَخْضِبُ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ حَتَّى يَقْنَأَ شَعَرُهُ (2).

= ترجمته عند الحديث (12381)، وقوله صلى الله عليه وسلم في آخر الحديث: "لو كان لابن آدم

" روي بأسانيد أخرى صحيحة عن قتادة، عن أنس، وسلف برقم (12228).

وأما الشطر الأول فقد أخرجه المزي في ترجمة علي بن مسعدة من "تهذيب الكمال" 21/ 131 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإِسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 13/ 187، وعبد بن حميد (1197)، والترمذي (2499)، وابن ماجه (4251)، وأبو يعلى (2922)، وابن حبان في "المجروحين" 2/ 111، والحاكم 4/ 244 من طريق زيد بن الحباب، به. وقال الترمذي: غريب. وصححه الحاكم، وتعقبه الذهبي بقوله: عليٌّ ليِّن.

وأخرجه الدارمي (2727)، وابن عدي 5/ 1850، والبيهقي في "الشعب"(7127) من طريق مسلم بن إبراهيم، عن علي بن مسعدة، به.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير زيد ابن الحباب، فمن رجال مسلم. وانظر (12198).

(2)

إسناده قوي، محمد بن راشد -وهو المكحولي- صدوق لا بأس به، وباقي رجاله ثقات.

وأخرجه الطيالسي (2072)، وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" =

ص: 345

° 13052 - قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّ يَدِهِ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ حَمْزَةَ، حَدَّثَنَا خَلَفٌ أَبُو الرَّبِيعِ إِمَامُ مَسْجِدِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ هَذَا الدِّينَ مَتِينٌ، فَأَوْغِلُوا فِيهِ بِرِفْقٍ "(1).

= (3687) من طريق أحمد بن خالد الوَهْبي، كلاهما (الطيالسي والوهبي) عن محمد بن راشد، بهذا الإِسناد.

وسيأتي من طريق موسى بن أنس برقم (13329) و (13757). وانظر ما سلف برقم (11965) و (12054).

قوله "حتى يقنأَ" كيَمْنَع، آخره همزة، أي: تشتد حُمرَتُه، وفيه لغة أخرى بترك الهمز، يقال: قنا، يقنو، فهو قانٍ. قاله ابن الأثير في "النهاية" 4/ 111.

(1)

حسن بشواهده، وهذا إسناد ضعيف، عمرو بن حمزة ذكر له البخاري هذا الحديث وحديثاً آخر في ترجمة خلف أبي الربيع من "تاريخه" 3/ 193 - 194 وقال: لا يتابع عمرو في حديثه. وقال فيه ابن عدي: مقدار ما يرويه غير محفوظ، وضعفه الدارقطني، وذكره العقيلي في "الضعفاء" وقال: لا يتابع على حديثه. وخلف أبو الربيع: هو خلف بن مهران العدوي البصري، وهو ثقة، وفرق البخاري وابن أبي حاتم بين خلف أبي الربيع إمام مسجد سعيد بن أبي عروبة، وخلف بن مهران العدوي إمام مسجد بني عدي بن يَشْكُر، والصواب أنهما واحد كما قال الحافظ ابن حجر في "تهذيب التهذيب"، ونصره الشيخ أحمد شاكر في "المسند" عند حديث أبي هريرة رقم (7503) من طبعته.

وأخرجه الضياء في "المختارة"(2115) من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإِسناد.

وله شاهد من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص عند البيهقي 3/ 19 من طريق محمد بن عجلان، عن مولى لعمر بن عبد العزيز، عن عبد الله بن عمرو =

ص: 346

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= ابن العاص بلفظ حديث أنس. وفيه زيادة: "ولا تُبغِّض إلى نفسك عبادةَ ربك، فإن المُنْبَتَّ لا سفراً قطع، ولا ظهراً أبقى، فاعمل عمل امرئ يظن أن لن يموت أبداً، واحذر حذراً تخشى أن تموت غداً". ومولى عمر بن عبد العزيز لا يعرف، وفي إسناده عبد الله بن صالح كاتب الليث، وهو سيِّئ الحفظ. وقد أخرجه ابن المبارك في "الزهد"(1334) عن محمد بن عجلان، عن عبد الله بن عمرو موقوفاً. ولم يذكر بين ابن عجلان وعبد الله بن عمرو أحداً، فهو منقطع.

وله شاهد ثان من حديث محمد بن المنكدر عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً، أخرجه وكيع بن الجراح في "الزهد"(234)، والحسين المروزي في زوائده على "زهد ابن المبارك"(1178). وإسناد الحسين المروزي رجاله ثقات. وقد روي موصولاً عن ابن المنكدر، تارةً عن جابر بن عبد الله، وتارة عن عائشة. ولا يصح وصله.

وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري (39). ولفظه: "إن الدِّين يُسْرٌ، ولن يُشَادَّ الدينَ أحدٌ إلا غلبه، فسددوا وقاربوا، وأبشروا، واستعينوا بالغَدْوة والرَّوْحة وشيءٍ من الدُّلْجَةِ".

وعن ابن عباس، سلف برقم (1851)، وفيه:"إياكم والغلوَّ في الدِّين، فإنما هَلَكَ من كان قبلكم بالغُلُوِّ في الدين". وإسناده صحيح على شرط مسلم.

وعن بريدة الأسلمي، سيأتي 5/ 350، ولفظه:"عليكم هدياً قاصداً، عليكم هدياً قاصداً، عليكم هدياً قاصداً، فإن من يشادَّ هذا الدين يغلبه". وإسناده صحيح.

قوله: "أَوْغِلُوا فيه برفق" قال السندي: في "القاموس": أَوْغَلَ في البلاد والعلم: ذهب وبالغ وأبعد، كتوغل، وكل داخل مستعجلاً مُوغِلٌ. وفي "المجمع": هو من: أوغل القومُ وتوغَّلوا، إذا أمعنوا في السير. يريد: سِر فيه برفق، وابلُغ الغاية القصوى منه بالرفق، لا على سبيل التهافت والخُرْقِ، ولا تكلف نفسك ما لا تطيقه، فتعجز وتترك الدينَ والعملَ.

ص: 347

13053 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَقَاطَعُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَلَا تَحَاسَدُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا، وَلَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ "(1).

13054 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنِ مَعْمَرٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ أَشْبَهَهُمْ وَجْهًا بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (2).

13055 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ سَأَلَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: تَرَى الْمَرْأَةُ مَا يَرَى الرَّجُلُ فِي مَنَامِهَا؟ فَقَالَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا رَأَتْ مَا يَرَى الرَّجُلُ - يَعْنِي الْمَاءَ - فَلْتَغْتَسِلْ " قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: أَوَ يَكُونُ (3)؟ فَقَالَ نَّبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " نَعَمْ، مَاءُ الرَّجُلِ غَلِيظٌ أَبْيَضُ، وَمَاءُ الْمَرْأَةِ رَقِيقٌ أَصْفَرُ، فَمِنْ أَيِّهِمَا سَبَقَ - أَوْ عَلَا، قَالَ سَعِيدٌ: نَحْنُ نَشُكُّ - يَكُونُ الشَّبَهُ "(4).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. معمر: هو ابن راشد. وانظر (12073).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه أبو يعلى (3585) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، بهذا الإِسناد. وانظر (12674).

(3)

في (ظ 4): أو يكون هذا؟

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سعيد: هو ابن أبي عروبة. =

ص: 348

13056 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، فَإِذَا شَهِدُوا، وَاسْتَقْبَلُوا قِبْلَتَنَا، وَأَكَلُوا ذَبِيحَتَنَا، وَصَلَّوْا صَلَاتَنَا، فَقَدْ حَرُمَتْ عَلَيْنَا دِمَاؤُهُمْ وَأَمْوَالُهُمْ، إِلَّا بِحَقِّهَا، لَهُمْ مَا لِلْمُسْلِمِينَ، وَعَلَيْهِمْ مَا عَلَيْهِمْ "(1).

= وأخرجه ابن ماجه (601)، وأبو يعلى (3164) من طريق عبد الأعلى، بهذا الإِسناد. وقرنا بعبد الأعلى محمدَ بن أبي عدي. وانظر (12222).

(1)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن إسحاق -وهو السلمي مولاهم المروزي- فمن رجال الترمذي، وهو ثقة. عبد الله: هو ابن المبارك. وسيتكرر الحديث برقم (13348) مقروناً فيه بعلي بن إسحاق الحسنُ بن يحيى.

وهو في "مسند ابن المبارك"(240)، ومن طريقه أخرجه ابن أبي شيبة 12/ 380، والبخاري (392)، وأبو داود (2641)، والترمذي (2608)، والنسائي 7/ 76 و 8/ 109، ومحمد بن نصر المروزي في "تعظيم قدر الصلاة"(9)، وابن حبان (5895)، والدارقطني 1/ 232، وابن منده في "الإيمان"(192)، وأبو نعيم في "الحلية" 8/ 173، والبيهقي 2/ 3، والخطيب في "تاريخ بغداد" 10/ 464، والبغوي (34)، وابن حجر في "تغليق التعليق" 2/ 221 - واقتصر ابن أبي شيبة على قوله صلى الله عليه وسلم:"أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله". وقال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه.

تنبيه: رواية البخاري في المطبوع مسندة بلفظ: حدثنا نعيم بن حماد، عن عبد الله بن المبارك. وقال الحافظ في "الفتح" 1/ 497: وقع في رواية حماد بن شاكر عن البخاري: قال نعيم بن حماد. وفي رواية كريمة والأصيلي: قال ابن =

ص: 349

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= المبارك، بغير ذكر نعيم. قلنا: وقد أخرجه البغوي من طريق البخاري ووقع عنده: قال لي نعيم.

وأخرجه أبو داود (2642)، ومحمد بن نصر (10)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 215، والدارقطني 1/ 232، وابن منده في "الإيمان"(191)، والبيهقي 3/ 92 من طريق يحيى بن أيوب، والنسائي 7/ 75 - 76، والدارقطني 1/ 232، وابن منده (193) من طريق محمد بن عيسى بن سميع، كلاهما عن حميد الطويل، بهذا الإِسناد.

وعلقه البخاري (393) من طريق يحيى بن أيوب، عن حميد، به. وعنده تصريح حميد بسماعه من أنس.

وأخرجه البخاري (393) معلقاً من طريق خالد بن الحارث، والنسائي 7/ 76 موصولاً من طريق محمد بن عبد الله الأنصاري، كلاهما عن حميد: قال: سأل ميمون بن سياه أنس بن مالك قال: يا أبا حمزة، وما يحرم دم العبد وماله؟ فقال: من شهد أن لا إله إلا الله، واستقبل قبلتنا، وصلَّى صلاتنا

فذكره هكذا موقوفاً. وقد أعلّ الإسماعيلي رواية حميد عن أنس بهذه الرواية، واعتبر أن حميداً دلّسه على أنس، والواسطة بينهما هو ميمون بن سياه كما دلت عليه هذه الرواية. ورد الحافظ قوله هذا في الفتح" 1/ 497 - 498.

وقد رواه ميمون بن سياه، عن أنس مرفوعاً، أخرجه البخاري (391)، والنسائي 8/ 105، وابن عدي 6/ 2409، وابن منده (195)، والبيهقي 2/ 3 من طريق منصور بن سعد، عن ميمون، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم:"من صلى صلاتنا، واستقبل قبلتنا، وأكل ذبيحتنا، فذلك المسلم الذي له ذمة الله وذمة رسوله، فلا تُخْفِرُوا الله في ذمته". قلنا: وميمون بن سياه حديثه حسن في المتابعات. وقد روى له البخاري هذا الحديث متابعة، ولم يرو له غَيرَه.

وأخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط"(3245) من طريق سليمان بن حيان أبي خالد الأحمر، عن حميد الطويل، عن أنس بن مالك قال: قال =

ص: 350

13057 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ أَبُو عُبَيْدَةَ، عَنْ سَلَّامٍ أَبِي الْمُنْذِرِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" حُبِّبَ إِلَيَّ النِّسَاءُ وَالطِّيبُ، وَجُعِلَ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ "(1).

= رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أُمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فإن قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقِّها" قيل: وما حقها؟ قال: "زِنىً بعد إحصان، أو كفرٌ بعد إسلام، أو قتلُ نفس، فيقتل به". وفي إسناده عمرو بن هاشم البيروتي، وبكر بن سهل، وحديثهما حسن في المتابعات.

وأخرج البزار في "مسنده"(38)، وأبو بكر المروزي في "مسند أبي بكر"(77) و (140)، ومحمد بن نصر في "تعظيم قدر الصلاة"(5)، والنسائي 6/ 6 - 7 و 7/ 76 - 77، وأبو يعلى (68)، وابن خزيمة (2247) من طريق عمران ابن داور القطان، قال: حدثنا معمر، عن الزهري، عن أنس بن مالك قال: لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتدَّت العرب، فقال معمر: يا أبا بكر، كيف تقاتل العرب؟ فقال أبو بكر: إنما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أُمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأنِّي رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة" واللهِ لو منعوني عَنَاقاً مما كانوا يعطون رسولَ الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم عليه. قال عمر: فلما رأيت رأي أبي بكر علمت أنه الحق. وقد خَطَّأ عمرانَ القطان في هذه الرواية البزارُ وأبو زرعة كما في "العلل" لابن أبي حاتم 2/ 159 - 160، والترمذي بإثر الحديث (2607) من "سننه"، والنسائي في "المجتبى" 6/ 7، والدارقطني في "العلل" 1/ 164، وقالوا: الصواب حديثُ الزهري، عن عبيد الله ابن عبد الله بن عتبة، عن أبي هريرة، قال: قال عمر

قلنا: وهو السالف برقم (67) في مسند أبي بكر.

وفي الباب عن أبي هريرة أيضاً، سلف برقم (8163)، وانظر تتمة أحاديث الباب هناك.

(1)

إسناده حسن من أجل سلام أبي المنذر، وهو سلام بن سليمان المزني القارئ. وهو مكرر (12293).

ص: 351

13058 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ أَبُو عُبَيْدَةَ الْحَدَّادُ، حَدَّثَنَا الْمُعَلَّى بْنُ جَابِرٍ - يَعْنِي اللَّقِيطِيَّ -، قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ إِذَا قَامَ الْمُؤَذِّنُ فَأَذَّنَ صَلَاةَ الْمَغْرِبِ فِي الْمَسْجِدِ بِالْمَدِينَةِ (1)، قَامَ مَنْ شَاءَ فَصَلَّى حَتَّى تُقَامَ الصَّلَاةُ، وَمَنْ شَاءَ رَكَعَ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ قَعَدَ، وَذَلِكَ بِعَيْنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم (2)(3).

13059 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، عَنْ حُمَيْدٍ

(1) في (م) والأصول الخطية: في مسجدٍ بالمدينة، والمثبت من نسخة على هامش (س).

(2)

في (م): بعيني النبي صلى الله عليه وسلم.

(3)

رجاله ثقات رجال الصحيح غير المعلى بن جابر اللقيطي، روى عنه جمع، وذكره البخاري في "تاريخه" 7/ 394، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 8/ 332. وفرَّقا بين المعلى بن جابر، والمعلى اللقيطي، ورواية الإمام أحمد تشير إلى أنهما واحد، ولم يذكر البخاري وابن أبي حاتم فيه جرحاً ولا تعديلاً، وقال أبو زرعة ابن العراقي في "ذيل الكاشف" ص 274: ذكره ابن حبان في "الثقات". قلنا: وقد سقط من المطبوع منه، ويؤيد كونه فيه أن الهيثمي قد ذكره في "ترتيب الثقات" له، ومثل هذا حديثه يحتمل التحسين، وقد تفرد المعلى في هذا الحديث بذكر أن بعض الصحابة رضي الله عنهم كانوا يستمرون في تطوعهم حتى تقام الصلاة المكتوبة، ولم يتابعه في ذلك أحد.

والحديث من هذا الطريق تفرد به الإمام أحمد. وانظر ما سلف برقم (12310).

قوله: "قام من شاء فصلى" قال السندي: أي صلاة التطوع فوق الركعتين.

"ركع ركعتين"، أي: اقتصر عليهما.

"بعين النبي صلى الله عليه وسلم"، أي: بمرأى منه صلى الله عليه وسلم يراهم على ذلك ويُقِرُّهم.

ص: 352

عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كُنَّا نُصَلِّي الْمَغْرِبَ مَعَ نَبِيِّ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ يَنْطَلِقُ الرَّجُلُ إِلَى بَنِي سَلِمَةَ وَهُوَ يَرَى مَوْقِعَ سَهْمِهِ (1).

13060 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَخَرَجَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَعَرَضَ لَهُ رَجُلٌ، فَحَبَسَهُ حَتَّى كَادَ بَعْضُ الْقَوْمِ أَنْ يَنْعُسَ (2).

13061 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ سَلْمٍ الْعَلَوِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهُ:" يَا بُنَيَّ "(3).

13062 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم زَجَرَ عَنِ الشُّرْبِ قَائِمًا. قَالَ: فَقِيلَ لِأَنَسٍ: فَالْأَكْلُ؟ قَالَ: ذَاكَ أَشَدُّ - أَوْ أَشَرُّ (4).

(1) إسناده صحيح على شرط البخاري. عبد الواحد -وهو ابن واصل الحداد- من رجال البخاري، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وانظر (12136).

(2)

إسناده صحيح على شرط البخاري كسابقه. وانظر (12128).

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل سَلْم العلوي.

وقد سلف من طريق سَلْم بأطول مما هنا برقم (12366).

(4)

إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الواحد -وهو ابن واصل الحداد- فمن رجال البخاري. همام: هو ابن يحيى العوذي، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي.

وأخرجه الدارمي (2127)، ومسلم (2024)(112)، وأبو يعلى (2867)، وأبو عوانة 5/ 340 و 341، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2096) و (2098)، وفي "شرح معاني الآثار" 4/ 272، وابن حبان (5321) و (5323)، والبيهقي في "السنن الكبرى" 7/ 281 - 282، وفي "الآداب" =

ص: 353

13063 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا عَاصِمٌ، قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ: أَحَرَّمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ هِيَ حَرَامٌ، حَرَّمَهَا اللهُ وَرَسُولُهُ، لَا يُخْتَلَى خَلَاهَا، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (1).

= (532) من طرق عن همام، بهذا الإِسناد. وانظر (12185).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيِخين. عاصم: هو ابن سليمان الأحول.

وأخرجه مسلم (1367)، وأبو يعلى (4027)، وابن خزيمة، وأبو عوانة، كلاهما في الحج كما في "إتحاف المهرة" 2/ 64، والبيهقي 5/ 197 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البخاري (1867) و (7306)، ومسلم (1366)، وأبو عوانة، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 193، والبيهقي 5/ 197 من طرق عن عاصم الأحول، به. ولفظه بتمامه:"المدينة حرم من كذا إلى كذا، لا يقطع شجرها، ولا يُحدَثُ فيها حَدَث، من أحدث فيها حدثاً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين" واللفظ للبخاري، وزاد مسلم في روايته: أن أنساً عندما وصل إلى قوله صلى الله عليه وسلم: "من أحدث فيها حدثاً"، قال: هذه شديدة. وعنده في آخر الحديث قول عاصم: فقال ابن لأنس: أو آوى محدثاً. يعني أن أنساً قال ذلك في حديثه. قلنا: وهذا يدل على أن في رواية يزيد بن هارون اختصاراً، فالمقصود بالوعيد في قوله:"عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين" هو مَن أحدث في المدينة حدثاً أو آوى مُحْدِثاً، يؤكِّد ذلك تخصيص أنس لذكر المُحدِث بقوله: هذه شديدة، ولم يرد في روايات الحديث عن أنس أو غيره الوعيد باللعنة لمن اختلى خَلَى المدينة أو قطع شجرها.

وسيأتي من طريق عاصم الأحول برقم (13499) و (13540)، وقُرن به في الموضع الثاني حميد الطويل.

وانظر ما سلف برقم (12510).

قوله: "لا يُختلى خَلاها" هو بالقصر: النبات الرقيق ما دام رطباً. واختلاؤه =

ص: 354

13064 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُحِبُّ أَنْ يَلِيَهُ الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ فِي الصَّلَاةِ لِيَأْخُذُوا عَنْهُ (1).

13065 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ ذَاتَ لَيْلَةٍ يُصَلِّي فِي حُجْرَتِهِ، فَجَاءَ أُنَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فَصَلَّوْا بِصَلَاتِهِ، فَخَفَّفَ، ثُمَّ دَخَلَ الْبَيْتَ، ثُمَّ خَرَجَ، فَفَعَلَ ذَلِكَ مِرَارًا، كُلُّ ذَلِكَ يُصَلِّي وَيَنْصَرِفُ، فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، صَلَّيْنَا مَعَكَ الْبَارِحَةَ، وَنَحْنُ نُحِبُّ أَنْ تَمُدَّ فِي صَلَاتِكَ. فَقَالَ:" قَدْ عَلِمْتُ بِمَكَانِكُمْ، وَعَمْدًا فَعَلْتُ ذَلِكَ "(2).

13066 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ

= قَطْعُه. قاله السندي.

وقوله في الرواية المطولة: "من أحدث فيها حدثاً"، قيل في معنى الحدث: الظلم، وقيل: الإثم، وقيل: الجنايات، وقيل: الحدث في الدين والأمر المخالف للكتاب والسنة. انظر "مشارق الأنوار" 1/ 174، و"شرح مسلم" للنووي 9/ 140، و"فتح الباري" 4/ 84.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه عبد بن حميد (1407)، والضياء في "المختارة"(1923)، والبيهقي 3/ 97 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإِسناد. وانظر (11963).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه عبد بن حميد (1409)، وأبو يعلى (3859)، والبيهقي 3/ 110 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإِسناد. وانظر (12005).

ص: 355

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَأَى نُخَامَةً فِي قِبْلَةِ الْمَسْجِدِ فَحَكَّهَا، فَرُئِيَ فِي وَجْهِهِ شِدَّةُ ذَلِكَ عَلَيْهِ، فَقَالَ:" إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا قَامَ يُصَلِّي، فَإِنَّمَا يُنَاجِي رَبَّهُ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ، فَإِذَا بَصَقَ أَحَدُكُمْ فَلْيَبْصُقْ عَنْ يَسَارِهِ، أَوْ تَحْتَ قَدَمِهِ الْيُسْرَى، أَوْ يَفْعَلْ هَكَذَا " وَأَخَذَ طَرَفَ رِدَائِهِ فَبَصَقَ فِيهِ، ثُمَّ دَلَكَ بَعْضَهُ بِبَعْضٍ (1).

13067 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ أَخَذَتْ بِيَدِهِ مَقْدَمَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا أَنَسٌ ابْنِي، وَهُوَ غُلَامٌ كَاتِبٌ. قَالَ أَنَسٌ: فَخَدَمْتُهُ تِسْعَ سِنِينَ، فَمَا قَالَ لِي لِشَيْءٍ صَنَعْتُهُ: أَسَأْتَ، أَوْ بِئْسَ مَا صَنَعْتَ (2).

13068 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ. وَالْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ - الْمَعْنَى -، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: إِنْ كَانَ لَيُعْجِبُنَا الرَّجُلُ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ، يَجِيءُ فَيَسْأَلُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَجَاءَ أَعْرَابِيٌّ، فَقَالَ:

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الدارمي (1396)، والبيهقي 1/ 255 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإِسناد.

وأخرجه مختصراً بقصة البصق في الرداء البخاري (241)، وأبو داود (390)، والنسائي 1/ 163، والبيهقي 1/ 255 من طرق عن حميد، به.

وأخرجه كذلك أبو داود (389)، وابن ماجه (1024) من طريق ثابت، عن أنس.

وانظر (12959).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (12251).

ص: 356

يَا رَسُولَ اللهِ، مَتَى السَّاعَةُ؟ قَالَ: وَأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَنَهَضَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَصَلَّى، فَلَمَّا قَضَى الصَّلَاةَ قَالَ:" أَيْنَ السَّائِلُ عَنِ السَّاعَةِ؟ " فَقَامَ الرَّجُلُ فَقَالَ: أَنَا. فَقَالَ: " وَمَا أَعْدَدْتَ لَهَا؟ " قَالَ: مَا أَعْدَدْتُ لَهَا مِنْ كَثِيرِ صَلَاةٍ، وَلَا صِيَامٍ، إِلَّا أَنِّي أُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ ". قَالَ: فَمَا رَأَيْتُ الْمُسْلِمِينَ فَرِحُوا بِشَيْءٍ بَعْدَ الْإِسْلَامِ فَرَحَهُمْ بِذَلِكَ.

وَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ: مِنْ كَبِيرِ عَمَلٍ، صَلَاةٍ وَلَا صَوْمٍ (1).

13069 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: سُئِلَ (2) هَلِ اصْطَنَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَاتَمًا؟ قَالَ: نَعَمْ، أَخَّرَ لَيْلَةً صَلَاةَ (3) الْعِشَاءِ إِلَى شَطْرِ اللَّيْلِ، ثُمَّ صَلَّى، فَلَمَّا صَلَّى أَقْبَلَ بِوَجْهِهِ، فَقَالَ:" إِنَّ النَّاسَ قَدْ صَلَّوْا وَنَامُوا، وَإِنَّكُمْ لَمْ تَزَالُوا فِي صَلَاةٍ مُنْذُ انْتَظَرْتُمُ الصَّلَاةَ ". قَالَ: فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى وَبِيصِ خَاتَمِهِ (4).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. الأنصاري: هو محمد بن عبد الله ابن المثنى. وانظر (12013).

(2)

أي: أنس بن مالك، والقائل: هو حميد.

(3)

في (م) و (س) و (ق): "أخر ليلة الصلاة صلاة" بزيادة لفظة "الصلاة"، وكانت كذلك في (ظ 4) ثم رمجت.

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البخاري (847)، والبيهقي 1/ 374، والبغوي (376) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإِسناد. وانظر (12880).

ص: 357

13070 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَاصَلَ فِي آخِرِ الشَّهْرِ، فَوَاصَلَ نَاسٌ مِنَ النَّاسِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" لَوْ مُدَّ لَنَا الشَّهْرُ، لَوَاصَلْتُ وِصَالًا يَدَعُ الْمُتَعَمِّقُونَ تَعَمُّقَهُمْ، إِنِّي لَسْتُ مِثْلَكُمْ، إِنِّي أَبِيتُ يُطْعِمُنِي رَبِّي وَيَسْقِينِي "(1).

13071 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم انْفَكَّتْ قَدَمُهُ، فَقَعَدَ فِي مَشْرُبَةٍ لَهُ دَرَجَتُهَا مِنْ جُذُوعٍ، وَآلَى مِنْ نِسَائِهِ شَهْرًا، فَأَتَاهُ أَصْحَابُهُ يَعُودُونَهُ، فَصَلَّى بِهِمْ قَاعِدًا وَهُمْ قِيَامٌ، فَلَمَّا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ الْأُخْرَى، قَالَ لَهُمْ:" ائْتَمُّوا بِإِمَامِكُمْ، فَإِذَا صَلَّى قَائِمًا فَصَلُّوا قِيَامًا، وَإِذَا (2) صَلَّى قَاعِدًا فَصَلُّوا مَعَهُ قُعُودًا ". قَالَ: وَنَزَلَ فِي تِسْعٍ وَعِشْرِينَ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّكَ آلَيْتَ شَهْرًا! قَالَ:" الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ "(3).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه أبو يعلى (3501)، وأبو عوانة في الصيام كما في "إتحاف المهرة" 1/ 517، والبيهقي 4/ 282، والبغوي (1739) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإِسناد. وانظر (12248).

(2)

في (م) و (س) و (ق): وإن، والمثبت من (ظ 4) ونسخة في (س).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 85، والبخاري (378) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإِسناد. ورواية ابن أبي شيبة مختصرة بقصة الإيلاء.

ص: 358

13072 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: أَوْلَمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِزَيْنَبَ، فَأَشْبَعَ الْمُسْلِمِينَ خُبْزًا وَلَحْمًا، ثُمَّ خَرَجَ كَمَا كَانَ يَصْنَعُ إِذَا تَزَوَّجَ، فَيَأْتِي حُجَرَ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ، فَيُسَلِّمُ عَلَيْهِنَّ، وَيَدْعُو لَهُنَّ، وَيُسَلِّمْنَ عَلَيْهِ، وَيَدْعُونَ لَهُ، ثُمَّ رَجَعَ وَأَنَا مَعَهُ، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى الْبَابِ إِذَا رَجُلَانِ قَدْ جَرَى بَيْنَهُمَا الْحَدِيثُ فِي نَاحِيَةِ الْبَيْتِ، فَلَمَّا أَبْصَرَهُمَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم انْصَرَفَ، فَلَمَّا رَأَى الرَّجُلَانِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَدْ رَجَعَ، وَثَبَا فَزِعَيْنِ فَخَرَجَا، فَلَا أَدْرِي أَنَا أَخْبَرْتُهُ، أَوْ مَنْ أَخْبَرَهُ، فَرَجَعَ النَّبِيُّ

= وأخرجه بنحوه أبو يعلى (3825) من طريق حماد بن سلمة، عن حميد، به.

وأخرجه مختصراً بقصة الصلاة الطحاوي 1/ 404 من طريق هشيم، عن حميد، به.

وأخرجه مختصراً بقصة الإيلاء البخاري (1911) و (2469) و (5201) و (5289) و (6684)، والترمذي (690)، والنسائي 6/ 166 - 167، وأبو يعلى (3728)، والطحاوي 3/ 123، وابن حبان (4277)، والبيهقي 7/ 381، والبغوي (2344) من طرق عن حميد، به.

وقد سلف الحديث دون قصة الإيلاء برقم (12074) من طريق الزهري، عن أنس.

وهذه القصة سلفت عن ابن عباس في مسند عمر برقم (222)، وفي مسنده برقم (2103).

وسلفت عن أبي هريرة برقم (7963).

وستأتي عن جابر 3/ 329، وعن عائشة 6/ 33، وعن أم سلمة 6/ 315.

قوله: "في مشربة" بفتح الميم وضم الراء وفتحها: الغرفة.

وقوله: "آلى من نسائه"، أي: حلف أن لا يدخل عليهن.

ص: 359

صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1).

13073 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَتْ صَلَاةُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُتَقَارِبَةً، وَأَبُو بَكْرٍ، حَتَّى كَانَ عُمَرُ فَمَدَّ فِي صَلَاةِ الْغَدَاةِ (2).

13074 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: مَا شَمِمْتُ رِيحًا قَطُّ مِسْكًا وَلَا عَنْبَرًا أَطْيَبَ مِنْ رِيحِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَلَا مَسِسْتُ قَطُّ خَزًّا وَلَا حَرِيرًا أَلْيَنَ مِنْ كَفِّ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (3).

13075 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن سعد 8/ 107 عن يزيد بن هارون، بهذا الإِسناد. وانظر (12023).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه أبو يعلى (3844) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإِسناد. وانظر (12116).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن سعد 1/ 413 - 414، وابن أبي شيبة 11/ 472، وأبو يعلى (3866) عن يزيد بن هارون، بهذا الإِسناد.

وأخرجه ابن سعد 1/ 413 - 414، والبخاري ضمن الحديث (1973)، والبغوي (3658) من طريقين عن حميد الطويل، به.

وأخرج الشطر الأول أبو يعلى (2784) من طريق الحسن البصري، عن أنس. وانظر (12048).

ص: 360

عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ الْمُهَاجِرُونَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا رَأَيْنَا مِثْلَ قَوْمٍ قَدِمْنَا عَلَيْهِمْ أَحْسَنَ مُوَاسَاةً فِي قَلِيلٍ، وَلَا أَحْسَنَ بَذْلًا فِي (1) كَثِيرٍ، لَقَدْ كَفَوْنَا الْمَؤُنَةَ، وَأَشْرَكُونَا فِي الْمَهْنَأِ، حَتَّى لَقَدْ حَسِبْنَا أَنْ يَذْهَبُوا بِالْأَجْرِ كُلِّهِ. قَالَ:" لَا، مَا أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِمْ، وَدَعَوْتُمُ اللهَ لَهُمْ "(2).

13076 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ. وحَدَّثَنَا الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَلِ وَالْهَرَمِ، وَالْجُبْنِ وَالْبُخْلِ، وَفِتْنَةِ الدَّجَّالِ، وَعَذَابِ الْقَبْرِ "(3).

(1) في (ظ 4) ونسخة في (س): من.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الترمذي (2487)، وأبو يعلى (3773)، والبيهقي 6/ 183 من طرق عن حميد، به.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(217)، وأبو داود (4812)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(181)، والحاكم 2/ 63، والبيهقي 6/ 183 من طريق حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس.

وسيأتي عن معاذ بن معاذ، عن حميد برقم (13122).

(3)

إسناداه صحيحان على شرط الشيخين. الأنصاري: هو محمد بن عبد الله بن المثنى.

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 191 - 192 عن يزيد بن هارون، بهذا الإِسناد.

وسيتكرر عن محمد بن عبد الله الأنصاري برقم (13472)، وانظر (12833).

ص: 361

13077 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ ابْنًا لِأُمِّ سُلَيْمٍ صَغِيرًا كَانَ يُقَالُ لَهُ: أَبُو عُمَيْرٍ، وَكَانَ لَهُ نُغَيْرٌ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا دَخَلَ عَلَيْهَا (1)، ضَاحَكَهُ، فَرَآهُ حَزِينًا، فَقَالَ:" مَا بَالُ أَبِي عُمَيْرٍ؟ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، مَاتَ نُغَيْرُهُ، قَالَ: فَجَعَلَ يَقُولُ: " يَا أَبَا عُمَيْرٍ، مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ؟ "(2).

13078 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ، قَالَ: سُئِلَ أَنَسٌ: أَخَضَبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ: لَمْ يَشِنْهُ الشَّيْبُ. قِيلَ: أَوَشَيْنٌ هُوَ؟ قَالَ: كُلُّكُمْ يَكْرَهُهُ، إِنَّمَا كَانَتْ شُعَيْرَاتٌ فِي مُقَدَّمِ لِحْيَتِهِ (3).

وَأَشَارَ حُمَيْدٌ إِلَى مُقَدَّمِ لِحْيَتِهِ (4).

(1) في (م): عليه.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه عبد بن حميد (1415) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإِسناد.

وأخرجه ابن الأعرابي في "معجمه"(623) من طريق يزيد بن هارون، عن حميد الطويل، عن أنس، عن أم سليم.

وانظر (12137).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 1/ 431، وعبد بن حميد (1414) عن يزيد بن هارون، بهذا الإِسناد. وانظر (11965) و (12054).

(4)

إشارة حميد إلى مقدم لحيته أثبتناها من (ظ 4)، وسقطت من (م) وبقية النسخ.

ص: 362

13079 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا " قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا نَنْصُرُهُ مَظْلُومًا، فَكَيْفَ نَنْصُرُهُ ظَالِمًا؟ قَالَ:" تَمْنَعُهُ مِنَ الظُّلْمِ "(1).

13080 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مَرَّ بِنَخْلٍ لِبَنِي النَّجَّارِ، فَسَمِعَ صَوْتًا، فَقَالَ:" مَا هَذَا؟ " قَالُوا: قَبْرُ رَجُلٍ دُفِنَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَوْلَا أَنْ لَا تَدَافَنُوا، لَدَعَوْتُ اللهَ أَنْ يُسْمِعَكُمْ عَذَابَ الْقَبْرِ "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه أبو يعلى (3838)، والبيهقي 10/ 9 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البخاري (2443)، والترمذي (2255)، وابن حبان (5167) و (5168)، والطبراني في "الصغير"(576)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" 10/ 405، وفي "تاريخ أصبهان" 2/ 15، والقضاعي في "مسند الشهاب"(646)، والبيهقي 6/ 94، والبغوي (3516)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 2/ 39 و 5/ 331 من طرق عن حميد، به.

وأخرجه عبد بن حميد (1401) عن يزيد بن هارون، عن سليمان التيمي، عن الحسن وحميد، عن أنس.

وقد سلف الحديث عن الحسن مقروناً بعبيد الله بن أبي بكر برقم (11949).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه أبو يعلى (3727)، وابن الأعرابي في "معجمه"(629) من طريق يزيد ابن هارون، بهذا الإِسناد. وقرن أبو يعلى بيزيد يحيى القطان. وانظر (12007).

ص: 363

13081 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم (1) قَالَ:" إِنَّ الدَّجَّالَ مَمْسُوحُ الْعَيْنِ الْيُسْرَى، عَلَيْهَا ظَفَرَةٌ، مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ: كَافِرٌ "(2).

13082 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى لَا يُقَالَ فِي الْأَرْضِ: اللهَ اللهَ "(3).

13083 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم شُجَّ فِي وَجْهِهِ يَوْمَ أُحُدٍ وَكُسِرَتْ رَبَاعِيَتُهُ، وَرُمِيَ رَمْيَةً عَلَى كَتِفِهِ فَجَعَلَ الدَّمُ يَسِيلُ عَلَى وَجْهِهِ وَهُوَ يَمْسَحُهُ عَنْ وَجْهِهِ، وَهُوَ يَقُولُ: " كَيْفَ تُفْلِحُ أُمَّةٌ فَعَلُوا هَذَا

(1) قوله: "أن النبي صلى الله عليه وسلم" سقط من (ظ 4).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن أبي شيبة 15/ 132، وأبو يعلى (3846)، والآجري في "الشريعة" ص 375، والضياء في "المختارة"(2021) من طريق يزيد بن هارون، به. وانظر (12145).

وظفرة: هي بفتح الظاء والفاء: لحمة تنبتُ عند المآقي، وقد تمتد إلى السواد فتغشيه.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه عبد بن حميد (1412) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإِسناد. وانظر (12043).

تنبيه: سقط هذا الحديث من (ظ 4)، وأُلحق إلحاقاً في (س).

ص: 364

بِنَبِيِّهِمْ، ونَبِيُّهُمْ (1) يَدْعُوهُمْ إِلَى اللهِ؟! فَأَنْزَلَ:{لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ} إِلَى آخِرِ الْآيَةَ [آل عمران: 128](2).

13084 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: أَعْطَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ غَنَائِمِ حُنَيْنٍ الْأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ مِئَةً مِنَ الْإِبِلِ، وَعُيَيْنَةَ بْنَ حِصْنٍ مِئَةً مِنَ الْإِبِلِ، فَقَالَ نَاسٌ مِنَ الْأَنْصَارِ: يُعْطِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم غَنَائِمَنَا نَاسًا تَقْطُرُ سُيُوفُهُمْ مِنْ دِمَائِنَا - أَوْ تَقْطُرُ سُيُوفُنَا مِنْ دِمَائِهِمْ - فَبَلَغَهُ ذَلِكَ، فَأَرْسَلَ إِلَى الْأَنْصَارِ فَقَالَ:" هَلْ فِيكُمْ مِنْ غَيْرِكُمْ؟ " قَالُوا: لَا، إِلَّا ابْنُ أُخْتٍ لَنَا. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" ابْنُ أُخْتِ الْقَوْمِ مِنْهُمْ، أَقُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا؟ أَمَا تَرْضَوْنَ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالدُّنْيَا وَتَذْهَبُونَ بِمُحَمَّدٍ إِلَى دِيَارِكُمْ؟ " قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْ أَخَذَ النَّاسُ وَادِيًا - أَوْ (3) شِعْبًا -، أَخَذْتُ وَادِيَ الْأَنْصَارِ - أَوْ شِعْبَهُمْ -، الْأَنْصَارُ كَرِشِي وَعَيْبَتِي، وَلَوْلَا الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَأً مِنَ

(1) في (م) و (س): وَهُوَ.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. حميد: هو ابن أبي حميد الطويل.

وأخرجه الترمذي (3003)، وابن حبان (6574) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإِسناد. وقرن ابن حبان بيزيد هشيماً.

وسلف الحديث عن هشيم برقم (11956).

(3)

في (ظ 4) في الموضعين: وَ.

ص: 365

الْأَنْصَارِ " (1).

13085 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ عَمَّهُ غَابَ عَنْ قِتَالِ بَدْرٍ فَقَالَ: غِبْتُ عَنْ أَوَّلِ قِتَالٍ قَاتَلَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْمُشْرِكِينَ، لَئِنِ اللهُ أَشْهَدَنِي قِتَالًا لِلْمُشْرِكِينَ، لَيَرَيَنَّ اللهُ مَا أَصْنَعُ. فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ انْكَشَفَ الْمُسْلِمُونَ، فَقَالَ: اللهُمَّ إِنِّي أَعْتَذِرُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ هَؤُلَاءِ - يَعْنِي أَصْحَابَهُ -، وَأَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا جَاءَ بِهِ هَؤُلَاءِ - يَعْنِي الْمُشْرِكِينَ -. ثُمَّ تَقَدَّمَ فَلَقِيَهُ سَعْدٌ لِأُخْرَاهَا دُونَ أُحُدٍ - وَقَالَ يَزِيدُ بِبَغْدَادَ: بِأُخْرَاهَا دُونَ أُحُدٍ - فَقَالَ سَعْدٌ: أَنَا مَعَكَ. قَالَ سَعْدٌ: فَلَمْ أَسْتَطِعْ أَنْ أَصْنَعَ مَا صَنَعَ. فَوُجِدَ فِيهِ بِضْعٌ وَثَمَانُونَ مِنْ بَيْنِ ضَرْبَةٍ بِسَيْفٍ، وَطَعْنَةٍ بِرُمْحٍ، وَرَمْيَةٍ بِسَهْمٍ، قَالَ: فَكُنَّا نَقُولُ: فِيهِ وَفِي أَصْحَابِهِ نَزَلَتْ: {فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ} [الأحزاب: 23](2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 160 عن يزيد بن هارون، بهذا الإِسناد- مختصراً بلفظ:"الناس دِثَار والأنصار شِعَار، الأنصار كَرشِي وعيبتي، ولولا الهجرة لكنت امرأً من الأنصار".

وسلف الحديث برقم (12952) عن عبيدة بن حميد، عن حميد- دون قصة ابن أخت القوم، وهذه القصة سلفت من طريق معاوية بن قرة، عن أنس برقم (12187).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن أبي شيبة 5/ 312 - 313 و 14/ 395، وعبد بن حميد (1396)، والترمذي (3201)، والنسائي في "الكبرى"(11403) من طريق =

ص: 366

13086 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ (1)، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى - يَعْنِي ابْنَ أَبِي كَثِيرٍ -، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا أَفْطَرَ عِنْدَ نَاسٍ قَالَ: " أَفْطَرَ عِنْدَكُمُ الصَّائِمُونَ، وَأَكَلَ طَعَامَكُمُ الْأَبْرَارُ، وَتَنَزَّلَتْ عَلَيْكُمُ الْمَلَائِكَةُ "(2).

13087 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ. ومُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ أَصْحَابَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالُوا لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ يُسَلِّمُونَ عَلَيْنَا، فَكَيْفَ نَرُدُّ عَلَيْهِمْ؟ قَالَ:" قُولُوا: وَعَلَيْكُمْ "(3).

= يزيد بن هارون، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البخاري (2805) و (4048)، والطبري في "التفسير" 21/ 147، والطبراني (769)، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 121، والبيهقي في "الدلائل" 3/ 244 - 245، والبغوي في "التفسير" 3/ 520، وابن الأثير في "أسد الغابة" 1/ 155 من طرق عن حميد الطويل، به. وانظر (13015).

(1)

تحرف في (م) إلى: زيد.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، يحيى بن أبي كثير لم يسمع من أنس، وقد سلف الحديث موصولاً عن أنس من غير هذا الطريق برقم (12406). يزيد: هو ابن هارون، وهشام: هو ابن أبي عبد الله الدَّستُوائي.

وأخرجه عبد بن حميد (1234)، والدارمي (1772)، وأبو يعلى (4321)، وابن الأعرابي في "معجمه"(389) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإِسناد. وانظر (12177).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. =

ص: 367

13088 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا تُوَاصِلُوا " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّكَ تُوَاصِلُ! قَالَ:" إِنِّي لَسْتُ كَأَحَدِكُمْ، إِنِّي أَبِيتُ أُطْعَمُ وَأُسْقَى "(1).

13089 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" الْمَدِينَةُ يَأْتِيهَا الدَّجَّالُ، فَيَجِدُ الْمَلَائِكَةَ يَحْرُسُونَهَا، فَلَا يَقْرَبُهَا الدَّجَّالُ وَلَا الطَّاعُونُ إِنْ شَاءَ اللهُ "(2).

13090 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى رَجُلٍ وَهُوَ يَسُوقُ بَدَنَةً، قَالَ:" ارْكَبْهَا " قَالَ: إِنَّهَا بَدَنَةٌ! قَالَ: " ارْكَبْهَا وَيْحَكَ "(3).

13091 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لِيَعْتَدِلْ أَحَدُكُمْ فِي

= وسلف الحديث عن محمد بن جعفر وآخرين برقم (12141)، وسيأتي عن يزيد بن هارون برقم (13934).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (12740).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون. وهو مكرر (12244).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (12774).

ص: 368

صَلَاتِهِ، وَلَا يَفْتَرِشْ ذِرَاعَيْهِ كَالْكَلْبِ " (1).

13092 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ كَثِيرِ بْنِ خُنَيْسٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّهُ حَدَّثَهُمْ: أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَخْطُبُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَتَى السَّاعَةُ؟ فَقَالَ:" وَمَا أَعْدَدْتَ لِلسَّاعَةِ؟ " قَالَ: حُبَّ اللهِ وَرَسُولِهِ. قَالَ: " أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ "(2).

13093 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ - يَعْنِي ابْنَ حُسَيْنٍ -، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: لَمَّا مَرِضَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَرَضَهُ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ، أَتَاهُ بِلَالٌ يُؤْذِنُهُ بِالصَّلَاةِ، فَقَالَ بَعْدَ مَرَّتَيْنِ:" يَا بِلَالُ، قَدْ بَلَّغْتَ، فَمَنْ شَاءَ فَلْيُصَلِّ، وَمَنْ شَاءَ فَلْيَدَعْ ". فَرَجَعَ إِلَيْهِ بِلَالٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، مَنْ يُصَلِّي بِالنَّاسِ؟ قَالَ:" مُرْ أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ ".

فَلَمَّا أَنْ تَقَدَّمَ أَبُو بَكْرٍ، رُفِعَتْ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم السُّتُورُ، قَالَ: فَنَظَرْنَا إِلَيْهِ كَأَنَّهُ وَرَقَةٌ بَيْضَاءُ عَلَيْهِ خَمِيصَةٌ، فَذَهَبَ أَبُو بَكْرٍ يَتَأَخَّرُ، وَظَنَّ أَنَّهُ يُرِيدُ الْخُرُوجَ إِلَى الصَّلَاةِ، فَأَشَارَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وسيتكرر برقم (13897).

وقال غير يزيد بن هارون فيه عن شعبة: "اعتدلوا في السجود"، انظر (13896) و (13898). وانظر ما سلف برقم (12066).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. يزيد: هو ابن هارون، ومحمد بن عمرو: هو ابن علقمة بن وقاص الليثي.

وانظر ما سلف برقم (12013).

ص: 369

إِلَى أَبِي بَكْرٍ أَنْ يَقُومَ فَيُصَلِّيَ، فَصَلَّى أَبُو بَكْرٍ بِالنَّاسِ، فَمَا رَأَيْنَاهُ بَعْدُ (1).

13094 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ دُورِ الْأَنْصَارِ؟ " قَالُوا: بَلَى. قَالَ: " دُورُ بَنِي النَّجَّارِ " قَالَ: " أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِالَّذِينَ يَلُونَهُمْ؟ " قَالُوا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " دُورُ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ، أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِالَّذِينَ يَلُونَهُمْ؟ "(2) قَالُوا: نَعَمْ (3) يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " دُورُ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزرَجِ، أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِالَّذِينَ يَلُونَهُمْ؟ " قَالُوا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " دُورُ بَنِي سَاعِدَةَ " قَالَ: ثُمَّ رَفَعَ صَوْتَهُ فَقَالَ: " فِي كُلِّ دُورِ الْأَنْصَارِ خَيْرٌ "(4).

(1) إسناده ضعيف، سفيان بن حسين ضعيف في الزهري ثقة في غيره، وقد تفرد بالشطر الأول من الحديث عن الزهري، وأما الشطر الثاني فصحيح، وقد روي من غير طريقه عنه، انظر (12072).

وأخرج الحديث ابن أبي شيبة 2/ 330، وأبو يعلى (3567) من طريق يزيد ابن هارون، بهذا الإِسناد.

(2)

من قوله: "قالوا: نعم" إلى هنا سقط من (م).

(3)

في (م) و (س): بلى، والمثبت من (ظ 4) و (ق).

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو الأنصاري.

وأخرجه أبو يعلى (3650) و (3855) من طريق يزيد بن هارون، عن حميد ويحيى بن سعيد الأنصاري، به.

وأخرجه عبد بن حميد (1400) عن يزيد بن هارون، عن حميد ويحيى =

ص: 370

13095 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: لَأُحَدِّثَنَّكُمْ بِحَدِيثٍ لَا يُحَدِّثُكُمْ بِهِ أَحَدٌ بَعْدِي سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يُرْفَعَ الْعِلْمُ، وَيَظْهَرَ الْجَهْلُ، وَيُشْرَبَ الْخَمْرُ (1)، وَيَظْهَرَ الزِّنَى، وَيَقِلَّ الرِّجَالُ، وَيَكْثُرَ النِّسَاءُ، حَتَّى يَكُونَ قَيِّمَ خَمْسِينَ امْرَأَةً رَجُلٌ وَاحِدٌ "(2).

13096 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ فِي مَسِيرٍ لَهُ وكَانَ حَادٍ يَحْدُو بِنِسَائِهِ، أَوْ سَائِقٌ. قَالَ: فَكَانَ نِسَاؤُهُ يَتَقَدَّمْنَ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ:" يَا أَنْجَشَةُ، وَيْحَكَ، ارْفُقْ بِالْقَوَارِيرِ "(3).

= الصواف، عن أنس. ويغلب على ظننا أن "يحيى الصواف" محرف عن يحيى الأنصاري.

وأخرجه الحميدي (1197)، والبخاري (5300)، ومسلم (2511)(177)، والترمذي (3910)، والنسائي في "الكبرى"(8336)، وأبو نعيم في "الحلية" 6/ 354 من طرق عن يحيى بن سعيد الأنصاري، به.

وسلف الحديث من طريق حميد برقم (12025).

(1)

في (ظ 4): الخمور.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (12806).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي. وهو مكرر (12944).

وقول شعبة في آخره: "هذا في الحديث من نحو قوله: وإن وجدناه لَبحراً"، أي: هو من قبيل المجاز، يعني قوله صلى الله عليه وسلم:"ارفق بالقوارير"، أراد =

ص: 371

قَالَ شُعْبَةُ: هَذَا فِي الْحَدِيثِ مِنْ نَحْوِ قَوْلِهِ: " وَإِنْ وَجَدْنَاهُ لَبَحْرًا ".

13097 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَرَوْحٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ؛ قَالَ رَوْحٌ: عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ دِهْقَانَ، وَقَالَ يَزِيدُ: عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ دِهْقَانَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَأْكُلَ الرَّجُلُ بِشِمَالِهِ، أَوْ يَشْرَبَ بِشِمَالِهِ. قَالَ رَوْحٌ فِي حَدِيثٍ: وَيَشْرَبَ بِشِمَالِهِ (1).

= النساء شبههن بالقوارير، لأنه يسرع إليها الكسر، فإن الإبل إذا سمعت الحُداء، أسرعت في المشي واشتدت، فأزعجت الراكب وأتعبته، فنهاه عن ذلك، لأن النساء يضعفن عن شدة الحركة. قاله في "النهاية". وهذا الحديث الذي أشار إليه شعبة قد جاء عند المصنف من طريقه عن قتادة، عن أنس برقم (12744).

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عبد الله -أو عُبيد الله- بن دِهْقان، وله ترجمة في "تعجيل المنفعة".

وأخرجه الضياء في "المختارة"(2273) من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإِسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 292، وأبو يعلى (4273) من طريق يزيد بن هارون، به- ولفظه عند أبي يعلى:"إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه وليشرب بيمينه، فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله".

وأخرجه أبو يعلى (4272) و (4274) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، والطبراني في "الأوسط"(1275)، والضياء في "المختارة"(2272) من طريق أسد بن عبيدة البَجَلي، كلاهما عن هشام بن حسان، به.

وانظر ما بعده.

وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4537)، وانظر تتمة شواهده هناك.

ص: 372

13098 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ دِهْقَانَ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى أَنْ يَأْكُلَ الرَّجُلُ بِشِمَالِهِ (1).

13099 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَعْتَقَ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ، وَجَعَلَ ذَلِكَ صَدَاقَهَا (2).

13100 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ وَأَبُو قَطَنٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ". وَلَمْ يَقُلْ أَبُو قَطَنٍ: مُتَعَمِّدًا (3).

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عبد الله بن دِهْقان، وسيتكرر برقم (13665). وانظر ما قبله.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وسعيد: هو ابن أبي عروبة.

وأخرجه ابن سعد 8/ 125 عن يزيد بن هارون، بهذا الإِسناد.

وسلف من طريق سعيد، عن قتادة برقم (12743)، وانظر (12687).

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الصحيح غير حماد -وهو ابن أبي سليمان- فقد روى له مسلم مقروناً، والبخاري في "الأدب"، وأصحاب السنن وهو صدوق. يزيد: هو ابن هارون، وأبو قَطَن: هو: عمرو بن الهيثم.

وأخرجه أبو يعلى (3716) من طريق خالد بن الحارث، و (4001) من طريق سعيد بن الربيع، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(407)، وابن الجوزي في مقدمة "الموضوعات" 1/ 78 من طريق عثمان بن عمر، ثلاثتهم عن شعبة، بهذا الإِسناد. =

ص: 373

13101 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْوَاسِطِيُّ - وَهُوَ الْمُزَنِيُّ - قَالَ: حَدَّثَنِي مُصْعَبُ بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: أُهْدِيَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَمْرٌ، فَجَعَلَ يَقْسِمُهُ بِمِكْتَلٍ وَاحِدٍ، وَأَنَا رَسُولُهُ بِهِ حَتَّى فَرَغَ مِنْهُ، قَالَ: فَجَعَلَ يَأْكُلُ وَهُوَ مُقْعٍ أَكْلًا ذَرِيعًا، فَعَرَفْتُ فِي أَكْلِهِ الْجُوعَ (1).

13102 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ لِنَعْلَيْهِ قِبَالَانِ (2).

13103 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ قَتَادَةَ وَثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ كَانُوا يَسْتَفْتِحُونَ الْقِرَاءَةَ بِالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (3).

= وسيأتي برقم (13188) عن سليمان بن داود، عن شعبة، عن حماد بن أبي سليمان، مقروناً بعبد العزيز بن صهيب وعتاب ورافع.

وسيأتي في زيادات عبد الله بن أحمد على "المسند" برقم (13961) من طريق حرمي بن عمارة، عن شعبة، عن حماد بن أبي سليمان، مقروناً بقتادة وسليمان التيمي.

وانظر ما سلف برقم (11942).

(1)

إسناده قوي، مصعب بن سليم: صدوق لا بأس به. وقد سلف مختصراً برقم (12860).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وهمام: هو ابن يحيى العَوْذي. وهو مكرر (12229).

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. =

ص: 374

13104 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ قَامَ، حَتَّى نَقُولَ: قَدْ أَوْهَمَ، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ السَّجْدَةِ جَلَسَ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ حَتَّى نَقُولَ: قَدْ أَوْهَمَ (1).

13105 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَصَوْتُ أَبِي طَلْحَةَ فِي الْجَيْشِ أَشَدُّ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مِنْ فِئَةٍ "(2).

= وأخرجه البخاري في "القراءة خلف الإمام"(122) عن موسى بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، بهذا الإِسناد. وانظر (12714).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات"(3470) عن علي بن الجعد، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(5158) من طريق حبان بن هلال، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإِسناد.

وسيأتي الحديث بأطول مما هنا عن عفان بن مسلم، عن حماد بن سلمة برقم (13577)، وانظر تتمة تخريجاته هناك.

وانظر (12653).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 463، وعنه عبد بن حميد (1384) عن يزيد بن هارون، بهذا الإِسناد.

وانظر ما سلف برقم (12095).

ولفظ الحديث في (ظ 4) وابن أبي شيبة: "لصوت أبي طلحة في الجيش خير من فئة"، وهو الموافق لما سلف برقم (12095). ولفظه في (م) و (س) و (ق) وعبد بن حميد كما هو مثبت.

ص: 375

13106 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ - يَعْنِي ابْنَ حَازِمٍ -، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: قُلْتُ لِأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: كَيْفَ كَانَ شَعَرُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: كَانَ شَعَرًا رَجِلًا، لَيْسَ بِالسَّبْطِ وَلَا بِالْجَعْدِ، بَيْنَ أُذُنَيْهِ وَعَاتِقَيْهِ (1).

13107 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ جَارِيَةً خَرَجَتْ عَلَيْهَا أَوْضَاحٌ، فَأَخَذَهَا يَهُودِيٌّ، فَرَضَخَ رَأْسَهَا وَأَخَذَ مَا عَلَيْهَا، فَأُتِيَ بِهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَبِهَا رَمَقٌ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" مَنْ قَتَلَكِ؟ فُلَانٌ؟ " فَقَالَتْ بِرَأْسِهَا: لَا، فَقَالَ:" فُلَانٌ؟ " فَقَالَتْ بِرَأْسِهَا: لَا، قَالَ:" فَفُلَانٌ الْيَهُودِيُّ؟ " فَقَالَتْ بِرَأْسِهَا: نَعَمْ، فَأَخَذَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَرَضَخَ رَأْسَهُ بَيْنَ حَجَرَيْنِ (2).

13108 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، بِمِثْلِ حَدِيثِ شُعْبَةَ، إِلَّا أَنَّ قَتَادَةَ قَالَ فِي حَدِيثِهِ: فَاعْتَرَفَ الْيَهُودِيُّ (3).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن سعد 1/ 428، وابن أبي شيبة 8/ 450، وابن ماجه (3634) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإِسناد. وانظر (12382).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البيهقي 8/ 42 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإِسناد. وانظر (12748).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الترمذي (1394)، والنسائي 8/ 22، والدارقطني 3/ 169، =

ص: 376

13109 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا رِبْعِيُّ بْنُ الْجَارُودِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ التَّمِيمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ أَبِي الْحَجَّاجِ، عَنِ الْجَارُودِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَرَادَ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَى رَاحِلَتِهِ تَطَوُّعًا اسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ، فَكَبَّرَ لِلصَّلَاةِ، ثُمَّ خَلَّى عَنْ رَاحِلَتِهِ، فَصَلَّى حَيْثُمَا تَوَجَّهَتْ بِهِ (1).

13110 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا خَرَجَ لِلْغَائِطِ

= والبغوي (2528) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإِسناد. وقال الترمذي: حسن صحيح. وانظر (12741).

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، ربعي بن عبد الله بن الجارود وجده صدوقان حسنا الحديث.

وأخرجه الضياء في "المختارة"(1839) من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإِسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 494، وعبد بن حميد (1233)، والضياء (1838) من طريق يزيد بن هارون، به.

وأخرجه الطيالسي (2114)، وأبو داود (1225)، والدارقطني 1/ 395 - 396 و 396، والبيهقي 2/ 5، والضياء (1840) و (1841)، والمزي في ترجمة الجارود بن أبي سبرة من "تهذيبه" 4/ 476 من طرق عن رِبعي بن الجارود بن أبي سبرة، به.

وانظر ما سلف برقم (12277).

ص: 377

أَتَيْتُهُ أَنَا وَغُلَامٌ بِإِدَاوَةٍ وَعَنَزَةٍ، فَاسْتَنْجَى (1).

13111 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا صَدَقَةُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: وَقَّتَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي قَصِّ الشَّارِبِ، وَتَقْلِيمِ الْأَظَافِرِ، وَحَلْقِ الْعَانَةِ فِي كُلِّ أَرْبَعِينَ يَوْمًا مَرَّةً (2).

13112 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يُؤْتَى بِأَنْعَمِ أَهْلِ الدُّنْيَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُصْبَغُ فِي النَّارِ صَبْغَةً، ثُمَّ يُقَالُ لَهُ: يَا ابْنَ آدَمَ، هَلْ رَأَيْتَ خَيْرًا قَطُّ؟ هَلْ مَرَّ بِكَ نَعِيمٌ قَطُّ؟ فَيَقُولُ: لَا وَاللهِ يَا رَبِّ. وَيُؤْتَى بِأَشَدِّ النَّاسِ فِي الدُّنْيَا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَيُصْبَغُ فِي الْجَنَّةِ صَبْغَةً، فَيُقَالُ لَهُ: يَا ابْنَ آدَمَ هَلْ رَأَيْتَ بُؤْسًا قَطُّ؟ هَلْ مَرَّ بِكَ شِدَّةٌ قَطُّ؟ فَيَقُولُ: لَا وَاللهِ يَا رَبِّ، مَا مَرَّ بِي بُؤْسٌ قَطُّ، وَلَا رَأَيْتُ شِدَّةً قَطُّ "(3).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الدارمي (675)، وأبو يعلى (3659)، وأبو عوانة 1/ 195 و 221 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإِسناد. وانظر (12100).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف صدقة بن موسى الدقيقي، لكنه قد توبع. وهو مكرر (12232).

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير =

ص: 378

13113 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ، قَالَ: تَلَقَّيْنَا أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ حِينَ (1) قَدِمَ مِنَ الشَّامِ، فَلَقِينَاهُ بِعَيْنِ التَّمْرِ وَهُوَ يُصَلِّي عَلَى دَابَّتِهِ لِغَيْرِ الْقِبْلَةِ، فَقُلْنَا لَهُ: إِنَّكَ تُصَلِّي إِلَى غَيْرِ الْقِبْلَةِ. فَقَالَ: لَوْلَا أَنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَفْعَلُ ذَلِكَ مَا فَعَلْتُ (2).

= حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم.

وأخرجه مسلم (2807)، وأبو عوانة في القدر كما في "إتحاف المهرة" 1/ 466، والبيهقي في "البعث والنشور"(436)، والبغوي (4404) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإِسناد.

وأخرجه المصنف في "الزهد" ص 24، وعبد بن حميد (1313)، وأبو عوانة، والبيهقي (436) من طرق عن حماد بن سلمة، به.

وأخرجه ابن المبارك في "الزهد"(622) عن حميد الطويل، عن ثابت، قال: أُراه ذكره عن أنس.

وأخرجه ابن ماجه (4321) من طريق محمد بن إسحاق، عن حميد، عن أنس.

وسيأتي برقم (13660) عن عفان، عن حماد بن سلمة.

(1)

في (ظ 4) ونسخة في (س): حيث.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه أبو عوانة 2/ 345 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البخاري (1100)، ومسلم (702)(41)، والبيهقي 2/ 5 من طرق عن همام بن يحيى، به.

وعلقه البخاري بإثر الحديث (1100) وقال: رواه إبراهيم بن طهمان، عن حجاج، عن أنس بن سيرين، عن أنس بن مالك.

وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/ 151، وابن أبي شيبة 2/ 495، والنسائي =

ص: 379

13114 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا أَبُو غَالِبٍ الْخَيَّاطُ، قَالَ: شَهِدْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ صَلَّى عَلَى جِنَازَةِ رَجُلٍ، فَقَامَ عِنْدَ رَأْسِهِ، فَلَمَّا رُفِعَتْ (1) أُتِيَ بِجِنَازَةِ امْرَأَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ - أَوْ مِنَ الْأَنْصَارِ - فَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا حَمْزَةَ، هَذِهِ جِنَازَةُ فُلَانَةَ ابْنَةِ فُلَانٍ، فَصَلِّ عَلَيْهَا. فَصَلَّى عَلَيْهَا، فَقَامَ وَسَطَهَا، وَفِينَا الْعَلَاءُ بْنُ زِيَادٍ الْعَدَوِيُّ، فَلَمَّا رَأَى اخْتِلَافَ قِيَامِهِ عَلَى الرَّجُلِ وَالْمَرْأَةِ، قَالَ: يَا أَبَا حَمْزَةَ، هَكَذَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يصنع (2)؟ يَقُومُ مِنَ الرَّجُلِ حَيْثُ قُمْتَ؟ وَمِنَ الْمَرْأَةِ حَيْثُ قُمْتَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَالْتَفَتَ إِلَيْنَا الْعَلَاءُ فَقَالَ: احْفَظُوا (3).

13115 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ سَلْمٍ الْعَلَوِيِّ

= 2/ 60 من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري، عن أنس. ورواية مالك وابن أبي شيبة مختصرة دون المرفوع منها: لولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك ما فعلتُ. ورواية النسائي بلفظ: أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلَّي على حمارٍ، وهو راكب إلى خيبر، والقبلة خلفه. قال النسائي: وحديث يحيى بن سعيد عن أنس الصواب موقوف.

وانظر (12277).

(1)

في (م): رفع.

(2)

لفظة "يصنع" زدناها من (ظ 4).

(3)

إسناده صحيح. أبوغالب: اسمه نافع أو رافع الباهلي مولاهم.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 491 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإِسناد. وانظر (12180).

ص: 380

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ الْقَرْعُ مِنْ أَحَبِّ الطَّعَامِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَوْ كَانَ الْقَرْعُ يُعْجِبُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، شَكَّ يَزِيدُ - فَأُتِيَ بِقَصْعَةٍ فِيهَا قَرْعٌ، فَرَأَيْتُهُ يُدْخِلُ أُصْبُعَيْهِ فِي الْمَرَقِ يَتَتَبَّعُ بِهِمَا الْقَرْعَ، السَّبَّابَةَ وَالْوُسْطَى، فَرَّقَ بَيْنَهُمَا ثُمَّ ضَمَّهُمَا (1).

13116 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ عَتَّابًا مَوْلَى ابْنِ هُرْمُزَ، يَقُولُ: صَحِبْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ فِي سَفِينَةٍ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: بَايَعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِي (2) هَذِهِ - وَأَشَارَ بِيَمِينِهِ (3) - عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِيمَا اسْتَطَعْتُ (4).

13117 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، قَالَ أَنَسٌ: فَلَمَّا دَفَنَّا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَرَجَعْنَا، قَالَتْ فَاطِمَةُ: يَا أَنَسُ: أَطَابَتْ أَنْفُسُكُمْ أَنْ دَفَنْتُمْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي التُّرَابِ وَرَجَعْتُمْ (5).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل سَلْم العلوي. وانظر (12630).

(2)

في (ظ 4): بيده.

(3)

في (م) و (س) و (ق): بيده، والمثبت من (ظ 4) ونسخة في (س)، وهو الصواب أن شاء الله.

(4)

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل عتَّاب.

وأخرجه الضياء في "المختارة"(2317) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإِسناد. وانظر (12203).

(5)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. =

ص: 381

13118 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ (1)، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِ أُمِّ حَرَامٍ، فَأَقَامَنِي عَنْ يَمِينِهِ، وَأُمَّ حَرَامٍ خَلْفَنَا (2).

13119 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ وَعَفَّانُ، قَالَا: أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ - قَالَ عَفَّانُ [عَنْ] هَمَّامٍ (3): أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ ابْنُ أَخِي أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَا يَطْرُقُ أَهْلَهُ لَيْلًا، كَانَ يَقْدَمُ غُدْوَةً أَوْ عَشِيَّ (4).

= وأخرجه الطيالسي (1374)، وابن سعد 2/ 311، وعبد بن حميد (1364)، والدارمي (87)، والبخاري (4462)، وابن ماجه (1630)، وأبو يعلى (3379) و (3380)، وابن حبان (6622)، والحاكم 1/ 381 - 382، والبيهقي في "دلائل النبوة" 7/ 212 - 213، والخطيب 6/ 262، والبغوي (3831) من طرق عن حماد بن زيد، بهذا الإِسناد- بأطول مما هنا عدا رواية أبي يعلى الأولى.

(1)

تحرف في (م) إلى: زيد.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. وانظر (12626).

(3)

في (م) والنسخ الخطية: "قال عفان وهمام" ولم نتبين وجه الجمع بينهما، فعفان روى هذا الحديث عن همام، ولعل ما أثبتناه هو الصواب، ووجهه أن يزيد قال في حديثه عن همام: عن إسحاق، بينما قال عفان فيه عنه: أخبرنا إسحاق.

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (1928)، والنسائي في "الكبرى"(9146)، والبيهقي 5/ 259 - 260 من طريق يزيد بن هارون وحده، بهذا الإِسناد. وانظر =

ص: 382

13120 -

حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ أَبُو الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَنَتَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم شَهْرًا بَعْدَ الرُّكُوعِ، يَدْعُو عَلَى رِعْلٍ وَذَكْوَانَ (1).

13121 -

حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ. وَابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَرَأَى حَبْلًا مَمْدُودًا بَيْنَ سَارِيَتَيْنِ - قَالَ ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ: فِي الْمَسْجِدِ - فَسَأَلَ عَنْهُ، فَقَالُوا: فُلَانَةُ تُصَلِّي، فَإِذَا غُلِبَتْ تَعَلَّقَتْ بِهِ. فَقَالَ:" لِتُصَلِّ مَا عَقَلَتْ، فَإِذَا غُلِبَتْ فَلْتَنَمْ "(2).

13122 -

حَدَّثَنَا مُعَاذٌ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ

= (12263).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو مجلز: هو لاحق بن حُميد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 310، والبيهقي في "الدلائل" 3/ 350 - 351 من طريق معاذ بن معاذ، بهذا الإِسناد. وانظر (12152).

تنبيه: وقع في (م) و (ق) ونسخة في (س) في متن الحديث: "يدعو على رعل وذكوان وعُصية" والمحفوظ في حديث سليمان التيمي ما أثبتناه من (ظ 4) و (س)، وزاد بعض الرواة عنه -كما سلف برقم (12152) -: وقال: "عُصَيَّةُ عصت الله ورسوله".

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الخطيب في "الأسماء المبهمة" ص 410 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإِسناد. وانظر (12916).

ص: 383

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَتِ الْمُهَاجِرُونَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا رَأَيْنَا مِثْلَ قَوْمٍ قَدِمْنَا عَلَيْهِمْ أَحْسَنَ بَذْلًا مِنْ كَثِيرٍ، وَلَا أَحْسَنَ مُوَاسَاةً فِي قَلِيلٍ، قَدْ كَفَوْنَا الْمَؤُنَةَ، وَأَشْرَكُونَا فِي الْمَهْنَأِ، فَقَدْ خَشِينَا أَنْ يَذْهَبُوا بِالْأَجْرِ كُلِّهِ. قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " كَلَّا مَا أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِمْ بِهِ (1)، وَدَعَوْتُمُ اللهَ لَهُمْ "(2).

13123 -

حَدَّثَنَا مُعَاذٌ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ مُهَاجِرًا، آخَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَهُ وَبَيْنَ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ، فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ: لِي مَالٌ، فَنِصْفُهُ لَكَ، وَلِي امْرَأَتَانِ، فَانْظُرْ أَحَبَّهُمَا إِلَيْكَ حَتَّى أُطَلِّقَهَا، فَإِذَا انْقَضَتْ عِدَّتُهَا تَزَوَّجْتُهَا (3)، قَالَ: فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: بَارَكَ اللهُ لَكَ فِي أَهْلِكَ، وَمَالِكَ، دُلُّونِي عَلَى السُّوقِ. قَالَ: فَمَا رَجَعَ يَوْمَئِذٍ حَتَّى رَجَعَ بِشَيْءٍ قَدْ أَصَابَهُ مِنَ السُّوقِ.

قَالَ: وَفَقَدَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَيَّامًا، ثُمَّ أَتَاهُ وَعَلَيْهِ وَضَرُ صُفْرَةٍ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" مَهْيَمْ؟ " قَالَ: تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً مِنَ الْأَنْصَارِ. قَالَ: " مَا سُقْتَ إِلَيْهَا؟ " قَالَ: نَوَاةً مِنْ ذَهَبٍ - أَوْ قَالَ: وَزْنَ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ -. قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ

(1) لفظة "به" ليست في (ظ 4).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن أبي شيبة 9/ 18 من طريق معاذ بن معاذ، بهذا الإِسناد. وانظر (13075).

(3)

في (م): تَزَوَّجْها.

ص: 384

صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَوْلِمْ وَلَوْ بِشَاةٍ "(1).

13124 -

حَدَّثَنَا مُعَاذٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ: كَانَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ إِذَا حَدَّثَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَدِيثًا، فَفَرَغَ مِنْهُ، قَالَ: أَوْ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم (2).

13125 -

حَدَّثَنَا مُعَاذٌ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ كَانُوا يَسْتَفْتِحُونَ قِرَاءَتَهُمْ فِي صَلَاتِهِمْ بِالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (3).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن سعد 3/ 125، وأبو يعلى (3781) و (3824)، والبيهقي 7/ 236 - 237 من طريق معاذ بن معاذ، بهذا الإِسناد- وقرن ابن سعد بمعاذ يزيد ابن هارون، واقتصر على أوله في مؤاخاة النبي صلى الله عليه وسلم بين عبد الرحمن وسعد بن الربيع.

وانظر (12976).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن عون: هو عبد الله بن عون بن أرطبان، ومحمد: هو ابن سيرين.

وأخرجه ابن ماجه (24) من طريق معاذ بن معاذ، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الدارمي (676) من طريق حماد بن زيد، عن ابن عون، به.

وأخرجه الدارمي أيضاً (677) من طريق أيوب السختياني، عن محمد بن سيرين، به.

وسيأتي عن عمرو بن الهيثم أبي قطن، عن ابن عون برقم (13464).

ومن طريق حميد، سيأتي برقم (13614).

(3)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. معاذ: هو ابن معاذ أبو المثنى العنبري.

وأخرجه أبو عوانة 2/ 122، وأبو يعلى (2982) من طريق معاذ بن معاذ، =

ص: 385

13126 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ أَخَفِّ - أَوْ أَتَمِّ - النَّاسِ صَلَاةً وَأَوْجَزِهِ (1).

13127 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَالْمُهَاجِرُونَ يَحْفِرُونَ الْخَنْدَقَ فِي غَدَاةٍ بَارِدَةٍ - قَالَ أَنَسٌ: وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ خَدَمٌ - فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

" اللهُمَّ إِنَّمَا الْخَيْرُ خَيْرُ الْآخِرَهْ

فَاغْفِرْ لِلْأَنْصَارِ وَالْمُهَاجِرَهْ "

قَالَ: فَأَجَابُوهُ:

نَحْنُ الَّذِينَ بَايَعُوا مُحَمَّدَا

عَلَى الْجِهَادِ مَا بَقِينَا أَبَدَا

أوْ: لَا نَفِرُّ (2).

= بهذا الإِسناد. وقرن أبو عوانة بمعاذ أسباط بن محمد بن عبد الرحمن.

وانظر (11991).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (11967).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن أبي عدي: هو محمد بن إبراهيم. وانظر (12732).

قوله: "أو: لا نفر" كذا في (ظ 4)، أي: مكان قوله: ما بقينا. وهو في (م) و (س): ولا نفر ولا نفر ولا نفر، دون شك وكل ذلك ليس في (ق).

ص: 386

13128 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: أَسْلَمَ نَاسٌ مِنْ عُرَيْنَةَ، فَاجْتَوَوْا الْمَدِينَةَ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" لَوْ خَرَجْتُمْ إِلَى ذَوْدٍ لَنَا، فَشَرِبْتُمْ مِنْ أَلْبَانِهَا " - قَالَ حُمَيْدٌ: وَقَالَ قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ:" وَأَبْوَالِهَا " - فَفَعَلُوا، فَلَمَّا صَحُّوا كَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ، وَقَتَلُوا رَاعِيَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُؤْمِنًا - أَوْ مُسْلِمًا - وَسَاقُوا ذَوْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَهَرَبُوا مُحَارِبِينَ، فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي آثَارِهِمْ، فَأُخِذُوا، فَقَطَّعَ أَيْدِيَهُمْ وَأَرْجُلَهُمْ، وَسَمَرَ أَعْيُنَهُمْ، وَتَرَكَهُمْ فِي الْحَرَّةِ حَتَّى مَاتُوا (1).

13129 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَدِمَ رَهْطٌ مِنْ عُرَيْنَةَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَاجْتَوَوْا الْمَدِينَةَ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ.

وَذَكَرَ أَيْضًا فِي حَدِيثِهِ: قَالَ حُمَيْدٌ: فَحَدَّثَ قَتَادَةُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: " وَأَبْوَالِهَا "(2).

13130 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (12042).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه أبو عوانة في الحدود كما في "الإتحاف" 1/ 606، والبغوي (2569) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإِسناد.

وانظر ما قبله.

ص: 387

عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَتْ صَلَاةُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُتَقَارِبَةً (1)، وَصَلَاةُ أَبِي بَكْرٍ، حَتَّى بَسَطَ عُمَرُ فِي صَلَاةِ الْغَدَاةِ (2).

13131 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كُنَّا نُصَلِّي الْمَغْرِبَ فِي مَسْجِدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ نَأْتِي بَنِي سَلِمَةَ وَأَحَدُنَا يَرَى مَوَاقِعَ نَبْلِهِ (3).

13132 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي إِذْ سَمِعَ بُكَاءَ صَبِيٍّ، فَتَجَوَّزَ فِي صَلَاتِهِ، فَظَنَنَّا أَنَّهُ إِنَّمَا خَفَّفَ مِنْ أَجْلِ الصَّبِيِّ أَنَّ أُمَّهُ كَانَتْ فِي الصَّلَاةِ (4).

13133 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، قَالَ: سُئِلَ أَنَسٌ: عَنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، فَقَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَتَعَوَّذُ، يَقُولُ:" اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَلِ وَالْهَرَمِ، وَالْجُبْنِ وَالْبُخْلِ، وَفِتْنَةِ الدَّجَّالِ، وَعَذَابِ الْقَبْرِ "(5).

13134 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ

(1) في (ظ 4): مقاربة.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن أبي عدي: هو محمد بن إبراهيم. وانظر (12116).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (12136).

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (12877).

(5)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (12833).

ص: 388

عَنْ أَنَسٍ قَالَ: أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، وَعَرَضَ رَجُلٌ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَحَبَسَهُ (1) بَعْدَمَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، حَتَّى نَعَسَ بَعْضُ الْقَوْمِ (2).

13135 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُحِبُّ أَنْ يَلِيَهُ فِي الصَّلَاةِ (3) الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ، لِيَحْفَظُوا عَنْهُ (4).

13136 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ وَكَانَ بَيْنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَبَيْنَ نِسَائِهِ شَيْءٌ، فَجَعَلَ يَرُدُّ بَعْضُهُنَّ عَنْ (5) بَعْضٍ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ: احْشُ (6) يَا رَسُولَ اللهِ فِي أَفْوَاهِهِنَّ التُّرَابَ، وَاخْرُجْ إِلَى الصَّلَاةِ (7).

13137 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ

(1) في (م): فحدثه فحبسه، وفي نسخة (س):"فحدثه بعدما" دون "فحبسه".

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (12128).

(3)

قوله: "في الصلاة" ليس في (ظ 4).

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن حبان (7258) من طريق محمد بن أبي عدي، بهذا الإِسناد. وانظر (11963).

(5)

في (م) و (س): على، والمثبت من (ظ 4) و (ق) ومما سلف برقم (12014) من هذا الطريق.

(6)

المثبت من (ظ 4)، وهي كذلك فيما سلف، وهكذا كانت في (س) ثم كشطت وحولت إلى: احث، وفي (م) و (ق) أيضاً: احث.

(7)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (12014).

ص: 389

عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ ذَاتَ يَوْمٍ وَهُوَ مَعْصُوبُ الرَّأْسِ، قَالَ: فَتَلَقَّاهُ الْأَنْصَارُ وَنِسَاؤُهُمْ وَأَبْنَاؤُهُمْ، فَإِذَا هُوَ بِوُجُوهِ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ:" وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنِّي لَأُحِبُّكُمْ " وَقَالَ: " إِنَّ الْأَنْصَارَ قَدْ قَضَوْا مَا عَلَيْهِمْ، وَبَقِيَ مَا عَلَيْكُمْ، فَأَحْسِنُوا إِلَى مُحْسِنِهِمْ، وَتَجَاوَزُوا عَنْ مُسِيئِهِمْ "(1).

13138 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ، كُسِرَتْ رَبَاعِيَةُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَشُجَّ فِي وَجْهِهِ، قَالَ: فَجَعَلَ الدَّمُ يَسِيلُ عَلَى وَجْهِهِ، فَجَعَلَ يَمْسَحُ الدَّمَ عَنْ وَجْهِهِ، وَيَقُولُ:" كَيْفَ يُفْلِحُ قَوْمٌ خَضَبُوا وَجْهَ نَبِيِّهِمْ بِالدَّمِ، وَهُوَ يَدْعُوهُمْ إِلَى اللهِ؟! ". قَالَ: فَأَنْزَلَ اللهُ: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ} [آل عمران: 128](2).

13139 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ أَبُو طَلْحَةَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَرْفَعُ رَأْسَهُ مِنْ خَلْفِهِ يَنْظُرُ إِلَى مَوَاقِعِ نَبْلِهِ. قَالَ: فَيَتَطَاوَلُ أَبُو طَلْحَةَ بِصَدْرِهِ يَقِي بِهِ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَيَقُولُ: يَا

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (12950).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الطبري في "التفسير" 4/ 86 من طريق محمد بن أبي عدي، بهذا الإِسناد. وانظر (11956).

ص: 390

رَسُولَ اللهِ، نَحْرِي دُونَ نَحْرِكَ (1).

13140 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: سَارَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى خَيْبَرَ فَانْتَهَى إِلَيْهَا لَيْلًا، قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا طَرَقَ لَيْلًا لَمْ يُغِرْ عَلَيْهِمْ حَتَّى يُصْبِحَ، فَإِنْ سَمِعَ أَذَانًا أَمْسَكَ، وَإِنْ لَمْ يَكُونُوا يُصَلُّونَ أَغَارَ عَلَيْهِمْ.

قَالَ: فَلَمَّا أَصْبَحْنَا رَكِبَ وَرَكِبَ الْمُسْلِمُونَ، قَالَ: فَخَرَجَ أَهْلُ الْقَرْيَةِ إِلَى حُرُوثِهِمْ، مَعَهُمْ مَكَاتِلُهُمْ وَمَسَاحِيهِمْ، فَلَمَّا رَأَوْا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَالْمُسْلِمِينَ قَالُوا: مُحَمَّدٌ وَاللهِ وَالْخَمِيسُ. قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، خَرِبَتْ خَيْبَرُ، إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قَوْمٍ، فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ ". قَالَ أَنَسٌ: وَإِنِّي لَرَدِيفُ أَبِي طَلْحَةَ، وَإِنَّ قَدَمِي لَتَمَسُّ قَدَمَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (12024).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/ 468 - 469، ومن طريقه البخاري (2945) و (4197)، والترمذي (1550)، والنسائي في "الكبرى"(8598)، وابن حبان (4746)، والبيهقي 9/ 79 عن حميد، بهذا الإِسناد. وليس في روايته: فإن سمع أذاناً أمسك، وأن لم يكونوا يصلون أغار عليهم، ولا قول أنس.

وأخرجه الشافعي 2/ 116، ومن طريقه البيهقي 9/ 80، وأخرجه أبو يعلى (3804) من طريق معتمر بن سليمان، كلاهما (الشافعي ومعتمر) عن حميد، به.

وسلف شطره الأول من طريق إسماعيل بن جعفر عن حميد برقم (12618)، وروي عنه الحديث أيضاً مطولاً بشطريه كرواية ابن أبي عدي، وسلف تخريجه هناك. =

ص: 391

13141 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ. وَعَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي زِيَادٌ - يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ -، أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ أخْبَرَهُ: أَنَّهُ رَأَى فِي يَدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَاتَمًا مِنْ وَرِقٍ يَوْمًا وَاحِدًا، ثُمَّ إِنَّ النَّاسَ اضْطَرَبُوا الْخَوَاتِيمَ مِنْ وَرِقٍ وَلَبِسُوهَا، فَطَرَحَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم خَاتَمَهُ، فَطَرَحَ النَّاسُ خَوَاتِيمَهُمْ (1).

13142 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا زُرَارَةُ بْنُ أَبِي الْحَلَالِ الْعَتَكِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَأْكُلُ، وَبَيْنَ يَدَيْهِ مَرَقَةٌ فِيهَا دُبَّاءٌ، فَجَعَلَ يَتَتَبَّعُهُ يَأْكُلُهُ (2).

= وسيأتي شطره الثاني عن عبد الله بن بكر عن حميد برقم (13771).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين من جهة روح -وهو ابن عبادة-، وأما متابعه عبد الله بن الحارث -وهو ابن عبد الملك المخزومي- فمن رجال مسلم. ابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز.

وأخرجه مسلم (2093)(60)، وأبو عوانة 5/ 490 من طريق روح وحده، بهذا الإِسناد.

وأخرجه ابن حبان (5492) من طريق عبد الله بن الحارث المخزومي وحده، به.

وأخرجه مسلم (2093)(60)، وأبو عوانة 5/ 490، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" ص 131 من طرق عن ابن جريج، به. وانظر (12631).

قوله: "اضْطَربوا الخواتيم"، أي: أمروا أن تُضرَبَ لهم وتُصاغ، وهو افتَعَل من الضرب: الصياغةِ، والطاء بدل من التاء. قاله ابن الأثير.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، زرارة بن أبي الحلال العتكي -واسم أبي الحلال ربيعةُ بن زرارة- روى عنه جمعٌ، وذكره ابن حبان وابن خلفون في الثقات. =

ص: 392

13143 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ: هَلْ خَضَبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: لَمْ يَكُنْ رَأَى - يَعْنِي مِنَ الشَّيْبِ - إِلَّا يَسِيرًا، وَقَدْ خَضَبَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ - أَحْسِبُ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ (1).

13144 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا زُرَارَةُ بْنُ أَبِي الْحَلَالِ الْعَتَكِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " يَا أَنْجَشَةُ، كَذَاكَ سَيْرُكَ بِالْقَوَارِيرِ "(2).

13145 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ. وَعَبْدُ الْوَهَّابِ، أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ

= وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(1376)، وأبو نعيم في "الحلية" 3/ 105 - 106 من طريق روح بن عبادة، بهذا الإِسناد. وقال: لم يروه عن زرارة إلا روح.

وانظرما سلف برقم (12052).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. روح: هو ابن عبادة القَيْسي، وهشام: هو ابن حسان القُرْدُوسي. وسلف مطولاً برقم (12635).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل زرارة بن أبي الحلال، وسلف الكلام عليه عند الحديث السالف برقم (13142).

وأخرجه أبونعيم في "الحلية" 3/ 106 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(1375) من طريق روح بن عبادة، به. وقال: لم يروه عن زرارة إلا روح.

وانظر ما سلف برقم (12041).

قوله: "كَذَاك"، أي: حَسْبُك أو كفاك.

ص: 393

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ قَائِلًا مِنَ النَّاسِ قَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، أَمَا يَرِيدُ (1) الدَّجَّالُ الْمَدِينَةَ؟ قَالَ:" إِنَّهُ (2) لَيَعْمِدُ إِلَيْهَا، وَلَكِنَّهُ يَجِدُ الْمَلَائِكَةَ صَافَّةً بِنِقَابِهَا وَأَبْوَابِهَا، يَحْرُسُونَهَا مِنَ الدَّجَّالِ ".

قَالَ عَبْدُ الْوَهَّابِ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ قَتَادَةُ: حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " " مَكْتُوبٌ (3) بَيْنَ عَيْنَيْهِ: ك ف ر - يُهَجَّاهُ - يَقْرَؤُهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ أُمِّيٍّ أَوْ كَاتِبٍ " (4).

13146 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَا يُؤْمِنُ عَبْدٌ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ مِنَ

(1) في (م) و (س) و (ق): يرد.

(2)

في (م) و (ق): أما إنه.

(3)

في (م): إنه مكتوب.

(4)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين من جهة روح بن عبادة، وأما متابعه عبد الوهاب -وهو ابن عطاء الخَفَّاف- فمن رجال مسلم. سعيد: هو ابن أبي عروبة.

وأخرج شطره الأول أبو يعلى (2940) من طريق يزيد بن زريع، عن سعيد ابن أبي عروبة، بهذا الإِسناد.

وأخرجه كذلك أبو يعلى في آخر حديث (3016) و (3073) من طريق هشام الدستوائي، عن قتادة، به.

ولهذا الشطر انظر (12244).

وأخرج الشطر الثاني ابن حبان (6794) من طريق يزيد بن زريع، عن سعيد بن أبي عروبة، به.

ولهذا الشطر انظر (12004).

ص: 394

الْخَيْرِ " (1).

13147 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُوسَى بْنُ أَنَسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَنْ أَبِي؟ قَالَ:" أَبُوكَ فُلَانٌ " فَنَزَلَتْ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} إِلَى تَمَامِ الْآيَةَ [المائدة: 101](2).

13148 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ (3)، عَنْ قَتَادَةَ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: أَنَّ أُكَيْدِرَ دُومَةَ أَهْدَى إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم جُبَّةَ سُنْدُسٍ، أَوْ دِيبَاجٍ - شَكَّ فِيهِ سَعِيدٌ - قَبْلَ أَنْ يَنْهَى عَنِ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. روح: هو ابن عبادة، وحسين المعلِّم: هو ابن ذكوان.

وأخرجه أبو عوانة 1/ 33، وابن منده في "الإيمان"(294)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(888) من طريق روح بن عبادة، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البخاري (13)، ومسلم (45)(72)، والنسائي 8/ 115، وأبو يعلى (2967) و (3081) و (3151) و (3183)، وابن حبان (235)، وابن منده (295) من طرق عن حسين بن ذكوان المعلم، به. وانظر (12801).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البخاري (7295)، ومسلم (2359)(135)، والترمذي (3056) من طريق روح بن عبادة، بهذا الإِسناد.

وأخرجه مطولاً البخاري (4621)، ومسلم (2359)(134)، والنسائي في "الكبرى"(11154) من طريقين عن شعبة، به.

وانظر ما سلف برقم (12044).

(3)

تحرف في (م) إلى: شعبة.

ص: 395

الْحَرِيرِ، فَلَبِسَهَا فَتَعَجَّبَ (1) النَّاسُ مِنْهَا، فَقَالَ:" وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَمَنَادِيلُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فِي الْجَنَّةِ أَحْسَنُ مِنْهَا "(2).

13149 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ أَنْبَأَهُمْ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ بَيْنَ عَيْنَيْهِ مَكْتُوبٌ: ك ف ر - أَيْ: كَافِرٌ - يَقْرَؤُهَا الْمُؤْمِنُ أُمِّيٌّ وَكَاتِبٌ "(3).

13150 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا أَشْعَثُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّهُ قَالَ: مَا صَلَّيْتُ خَلْفَ أَحَدٍ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ

(1) في (ظ 4): فعجب.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سعيد: هو ابن أبي عروبة.

وأخرجه أبو عوانة في المناقب كما في "الإتحاف" 2/ 216، والطحاوي 4/ 247، وابن حبان (7038) من طريق محمد بن سواء، عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإِسناد.

وعلَّق طرفاً من أوله البخاري (2616) عن سعيد، به.

وأخرجه مسلم (2469)(127)، والبزار (2702 - كشف الأستار)، وأبو عوانة من طريق عمر بن عامر، عن قتادة، به- ورواية البزار فيها زيادة.

وسيأتي الحديث من طريق قتادة بالأرقام (13188) و (13395) و (13455) و (13938).

وانظر ما سلف برقم (12093).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه أبو عوانة في الفتن كما في "الإتحاف" 2/ 250 من طريق روح بن عبادة، عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإِسناد. وانظر (12004).

ص: 396

صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْجَزَ صَلَاةً، وَلَا أَتَمَّ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (1).

13151 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ أَنَّهُ قَالَ:" لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يَكُونَ اللهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَحَتَّى يُقْذَفَ فِي النَّارِ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ (2) نَجَّاهُ اللهُ مِنْهُ، وَلَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ وَوَالِدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ "(3).

13152 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ مَنْصُورًا، قَالَ: سَمِعْتُ طَلْقَ بْنَ حَبِيبٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، بِمِثْلِهِ (4).

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أشعث -وهو ابن عبد الملك الحُمْراني- فقد روى له البخاري تعليقاً وأصحاب السنن، وهو ثقة. وانظر (12879).

(2)

في (م) و (س): أنْ.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وسيتكرر برقم (13959).

وانظر (12765) و (12814).

(4)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير طلق بن حبيب، فمن رجال مسلم. منصور: هو ابن المعتمر.

وأخرجه النسائي 8/ 94 - 95 من طريق جرير بن عبد الحميد، عن منصور ابن المعتمر، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 2/ 199 من طريق سفيان الثوري، عن أبيه، عن طلق بن حبيب، به. ولفظه عندهما:"ثلاث من كنَّ فيه وجد بهن حلاوة الإيمان وطعمه: أنْ يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب في الله، وأن يبغض في الله، وأن تُوقَدَ نارٌ عظيمة فيقع فيها أحبُّ إليه من أن يشرك بالله شيئاً". =

ص: 397

13153 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا أَشْعَثُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى الظُّهْرَ، ثُمَّ رَكِبَ رَاحِلَتَهُ، فَلَمَّا عَلَا جَبَلَ الْبَيْدَاءِ أَهَلَّ (1).

13154 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: أَنَّ أَهْلَ مَكَّةَ سَأَلُوا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُرِيَهُمْ آيَةً، فَأَرَاهُمْ انْشِقَاقَ الْقَمَرِ مَرَّتَيْنِ (2).

= وسيأتي مكرراً برقم (13960).

(1)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أشعث -وهو ابن عبد الملك الحمراني- فقد روى له البخاري تعليقاً وأصحاب السنن، وهو ثقة.

وأخرجه الضياء في "المختارة"(1846) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإِسناد.

وأخرجه أبو داود (1774) عن أحمد بن حنبل، به.

وأخرجه الدارمي (1807)، والنسائي 5/ 127 و 162 من طريق النضر بن شميل، عن أشعث بن عبد الملك، به- ولفظ الدارمي: أن النبي صلى الله عليه وسلم أحرم وأهلَّ في دُبُر الصلاة، وعند النسائي: أهلَّ بالحج والعمرة.

وأخرجه البزار (1088 - كشف الأستار) من طريق قتادة، عن أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم أحرم في دبر الصلاة.

وسلف الحديث مطولاً من طريق الحسن البصري برقم (12447).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. شيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي.

وأخرجه البخاري (3637) و (4867)، ومسلم (2802)(46)، وأبو يعلى (3113)، وأبو عوانة في البعث كما في "إتحاف المهرة" 2/ 195، والبيهقي في "دلائل النبوة" 2/ 262 من طريق يونس بن محمد، بهذا الإِسناد- وليس فيه عند البخاري: مرتين.

وانظر (12688).

ص: 398

13155 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ فِي الْجَنَّةِ لَشَجَرَةً (1) يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا مِئَةَ عَامٍ لَا يَقْطَعُهَا "(2).

13156 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: حَدَّثَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: بَيْنَا أَنَا أَسِيرُ فِي الْجَنَّةِ، إِذْ عَرَضَ لِي نَهَرٌ حَافَّتَاهُ قِبَابُ اللُّؤْلُؤِ الْمُجَوَّفِ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَذَا الْكَوْثَرُ الَّذِي أَعْطَاكَ رَبُّكَ. قَالَ: فَأَهْوَى الْمَلَكُ بِيَدِهِ، فَأَخْرَجَ مِنْ طِينِهِ مِسْكًا أَذْفَرَ " (3).

13157 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: أَقْبَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَمْشِي، حَتَّى انْتَهَى إِلَى الْمَسْجِدِ قَرِيبًا مِنْهُ، قَالَ: أَتَاهُ شَيْخٌ - أَوْ رَجُلٌ - قَالَ: مَتَى السَّاعَةُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " وَمَا أَعْدَدْتَ لَهَا؟ " فَقَالَ الرَّجُلُ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، مَا أَعْدَدْتُ لَهَا مِنْ كَثِيرِ صَلَاةٍ وَلَا صِيَامٍ، وَلَكِنِّي أُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ. قَالَ: " فَأَنْتَ مَعَ مَنْ

(1) في (م) و (س): شجرة.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (12071).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البخاري (4964)، والطبري في "تفسيره" 30/ 323 من طريق آدم ابن أبي إياس، عن شيبان النحوي، بهذا الإِسناد. وانظر (12675).

ص: 399

أَحْبَبْتَ (1) " (2).

13158 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَنَتَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عِشْرِينَ يَوْمًا (3).

13159 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَرَخَ بِهِمَا جَمِيعًا، أَوْ لَبَّى بِهِمَا جَمِيعًا (4).

(1) في (ظ 4): تحب.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي بكر بن عياش، فمن رجال البخاري، وفيه كلام يحطّه عن رتبة الصحيح. منصور: هو ابن المعتمر.

وأخرجه أبو عوانة في البر والصلة كما في "الإتحاف" 2/ 17، عن أحمد بن عبد الجبار العطاردي، عن أبي بكر بن عياش، بهذا الإِسناد. وانظر (12762).

(3)

إسناده حسن كسابقه، وهذا الحديث من غرائب أبي بكر بن عياش، فالمحفوظ عن أنس من غير ما طريق عنه في قنوت النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان شهراً، وهو ما خرَّجه صاحبا الصحيح، ولم يخرَّجا غيره، لكن تابعه في أن قنوته صلى الله عليه وسلم كان أقل من شهر عَبيدةُ بن حميد، عن حميد الطويل فيما يأتي برقم (13462) ففيه: خمسة عشر يوماً، وعَبيدة لا بأس به، ووثقه غير واحد، فلعل الوهم ممَّن فوقهما، والله تعالى أعلم. وانظر ما سلف برقم (12064).

وأما حديث أبي بكر بن عياش هذا، فقد أخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 244 من طريق أحمد بن يونس، عنه، بهذا الإِسناد.

وسيأتي عن أسود بن عامر مطولاً بقصة قتل القُرّاء برقم (13463) ولم يسق لفظه.

(4)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. =

ص: 400

13160 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ وَعَفَّانُ - الْمَعْنَى -، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ فَتًى مِنَ الْأَنْصَارِ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أُرِيدُ الْجِهَادَ، وَلَيْسَ لِي مَالٌ أَتَجَهَّزُ بِهِ. فَقَالَ:" اذْهَبْ إِلَى فُلَانٍ الْأَنْصَارِيِّ، فَإِنَّهُ قَدْ كَانَ تَجَهَّزَ وَمَرِضَ، فَقُلْ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ يُقْرِئُكَ السَّلَامَ، وَيَقُولُ لَكَ: ادْفَعْ إِلَيَّ مَا تَجَهَّزْتَ بِهِ " فَقَالَ لَهُ ذَلِكَ، فَقَالَ: يَا فُلَانَةُ، ادْفَعِي إِلَيْهِ مَا جَهَّزْتِنِي بِهِ، وَلَا تَحْبِسِي عَنْهُ شَيْئًا، فَإِنَّكِ وَاللهِ إِنْ حَبَسْتِ عَنْهُ شَيْئًا، لَا يُبَارَكُ (1) لَكِ فِيهِ.

قَالَ عَفَّانُ: إِنَّ فَتًى مِنْ أَسْلَمَ (2).

13161 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ

= وأخرجه ابن سعد 2/ 175، وأبو عوانة في الحج كما في "الإتحاف" 2/ 222 من طرق عن سعيد، بهذا الإِسناد.

وأخرجه أبو يعلى (3025)، وأبو عوانة من طريق هشام الدستوائي، وأبو عوانة من طريق عبد الرحمن الأوزاعي، كلاهما عن قتادة، به.

وانظر ما سلف برقم (11958).

(1)

في (م) و (ق): لا يبارك الله، بزيادة لفظ الجلالة.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد -وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم.

وأخرجه مسلم (1894)، وأبو عوانة 4/ 60، والبيهقي 9/ 28 من طريق عفان بن مسلم وحده، بهذا الإِسناد.

وأخرجه عبد بن حميد (1330)، ومسلم (1894)، وأبو داود (2780)، وابن أبي عاصم في "الجهاد"(109)، وأبو يعلى (3293)، وابن حبان (4730)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(237)، والبغوي (3309) من طرق عن حماد بن سلمة، به.

ص: 401

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" لَغَدْوَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ أَوْ رَوْحَةٌ (1)، خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَلَقَابُ قَوْسِ أَحَدِكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ، خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا "(2).

13162 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يُؤْتَى بِالرَّجُلِ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَيَقُولُ لَهُ: يَا ابْنَ آدَمَ، كَيْفَ وَجَدْتَ مَنْزِلَكَ؟ فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ خَيْرُ مَنْزِلٍ. فَيَقُولُ: سَلْ وَتَمَنَّ. فَيَقُولُ: مَا أَسْأَلُ وَأَتَمَنَّى إِلَّا أَنْ تَرُدَّنِي إِلَى الدُّنْيَا، فَأُقْتَلَ فِي سَبِيلِكَ عَشْرَ مَرَّاتٍ، لِمَا يَرَى مِنْ فَضْلِ الشَّهَادَةِ.

وَيُؤْتَى بِالرَّجُلِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، فَيَقُولُ لَهُ: يَا ابْنَ آدَمَ، كَيْفَ وَجَدْتَ مَنْزِلَكَ؟ فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ شَرُّ مَنْزِلٍ. فَيَقُولُ لَهُ: أَتَفْتَدِي مِنْهُ بِطِلَاعِ الْأَرْضِ ذَهَبًا؟ فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ نَعَمْ. فَيَقُولُ: كَذَبْتَ، قَدْ سَأَلْتُكَ أَقَلَّ مِنْ ذَلِكَ وَأَيْسَرَ فَلَمْ تَفْعَلْ. فَيُرَدُّ إِلَى النَّارِ " (3).

(1) في (ظ 4): أو لروحة.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه.

وأخرجه أبو عوانة في الجهاد كما في "الإتحاف" 1/ 501 من طريق عفان وحده، بهذا الإِسناد. وانظر (12350).

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه عبد بن حميد (1329)، وأبو يعلى (3497)، وابن حبان (7350)، والحاكم 2/ 75، وأبو نعيم في "الحلية" 6/ 253 - 254، والبيهقي في "البعث"(600) من طرق عن حماد بن سلمة، به- واقتصر ابن حبان على =

ص: 402

13163 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ (1) يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ فِي دُعَائِهِ: " اللهُمَّ آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ".

قَالَ شُعْبَةُ: فَقُلْتُ لِثَابِتٍ: عَنِ (2) النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: نَعَمْ (3).

13164 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَمَى الْجَمْرَةَ ثُمَّ نَحَرَ الْبُدْنَ، وَالْحَجَّامُ جَالِسٌ، ثُمَّ قَالَ لِلْحَجَّامِ - وَوَصَفَ هِشَامٌ ذَلِكَ

= الشطر الثاني منه.

وسيأتي الحديث بتمامه برقم (13511) عن حسن الأشيب، عن حماد بن سلمة.

وسلف الشطر الأول برقم (12342) من طريق ثابت، والثاني برقم (12289) من طريق أبي عمران الجَوْني، كلاهما عن أنس.

(1)

في (م) و (س): كان النبي.

(2)

في (م) و (س) و (ق): أسمعه عن.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الطيالسي (2036)، وعبد بن حميد (1303) و (1373)، والبخاري في "الأدب المفرد"(677)، ومسلم (2690)(27)، وأبو عوانة في الدعوات كما في "الإتحاف" 1/ 541، والطبراني في "الدعاء"(121) من طرق عن شعبة، بهذا الإِسناد.

وسيأتي الحديث من طريق ثابت بالأرقام (13186) و (13580) و (13936).

وانظر ما سلف برقم (11981).

ص: 403

وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى ذُؤَابَتِهِ - فَحَلَقَ أَحَدَ شِقَّيْهِ، الْأَيْمَنَ، وَقَسَمَهُ بَيْنَ النَّاسِ، وَحَلَقَ الْآخَرَ، فَأَعْطَاهُ أَبَا طَلْحَةَ (1).

13165 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ ثَابِتًا الْبُنَانِيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: " لَا يَتَمَنَّ أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ مِنْ ضُرٍّ أَصَابَهُ، فَإِنْ كَانَ لَا بُدَّ فَاعِلًا، فَلْيَقُلْ: اللهُمَّ أَحْيِنِي مَا كَانَتِ الْحَيَاةُ خَيْرًا لِي، وَتَوَفَّنِي إِذَا (2) كَانَتِ الْوَفَاةُ خَيْرًا لِي "(3).

13166 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ زَيْدٍ وَعَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ صُهَيْبٍ، قَالَا: سَمِعْنَا أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يُحَدِّثُ بِمِثْلِهِ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ:" مِنْ ضُرٍّ نَزَلَ بِهِ "(4).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشام: هو ابن حسان القُرْدُوسي، ومحمد: هو ابن سيرين. وانظر (12092).

الذٌّؤَابَة: الضَّفيرة من الشَّعر.

(2)

في (م) و (س) و (ق): ما.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (2680)(10)، وأبو عوانة في الدعوات كما في "الإتحاف" 1/ 541 من طريق روح بن عبادة، بهذا الإِسناد. وانظر (13020).

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين من جهة عبد العزيز بن صهيب، وأما متابعه علي بن زيد -وهو ابن جدعان- فضعيف.

وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات"(1483) من طريق روح بن عبادة، بهذا الإِسناد -لكن لم يذكر فيه عليَّ بن زيد. =

ص: 404

13167 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ مَنْصُورًا قَالَ: سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ أَبِي الْجَعْدِ يُحَدِّثُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: مَتَى السَّاعَةُ؟ فَقَالَ: " مَا أَعْدَدْتَ لَهَا؟ " قَالَ: مَا أَعْدَدْتُ لَهَا مِنْ كَثِيرِ صِيَامٍ وَلَا صَلَاةٍ وَلَا صَدَقَةٍ، وَلَكِنِّي أُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ. قَالَ:" أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ "(1).

13168 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: مَا أَعْرِفُ شَيْئًا مِمَّا عَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْيَوْمَ. فَقَالَ أَبُو رَافِعٍ: يَا أَبَا حَمْزَةَ، وَلَا الصَّلَاةَ؟ فَقَالَ: أَوَلَيْسَ قَدْ عَلِمْتُمْ (2) مَا صَنَعَ الْحَجَّاجُ فِي الصَّلَاةِ؟! (3).

= وأخرجه الطيالسي (2061)، وأبو يعلى (3892)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(9920)، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة"(1444) من طرق عن شعبة، عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس.

وأخرجه الطيالسي (2003)، والطبراني في "الدعاء"(1432) من طريق شعبة، عن علي بن زيد وعبد العزيز بن صهيب وقتادة، عن أنس.

وسلف برقم (11979) من طريق عبد العزيز بن صهيب وحده، وبرقم (12755) من طريق علي بن زيد وحده.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. منصور: هو ابن المعتمر.

وأخرجه أبو عوانة في البر والصلة كما في "الإتحاف" 2/ 17 من طريق روح بن عبادة، بهذا الإِسناد. وانظر (12762).

(2)

في (م) و (س): علمت.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف عثمان بن سعد -وهو التميمي البصري- وقد صَحَّ الحديث من غير ما طريق عن أنس، انظر ما سلف =

ص: 405

13169 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ وَعَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَا: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّهُ مَشَى إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِخُبْزِ شَعِيرٍ، وَإِهَالَةٍ سَنِخَةٍ، وَلَقَدْ رَهَنَ دِرْعَهُ (1) لَهُ عِنْدَ يَهُودِيٍّ، فَأَخَذَ شَعِيرًا لِأَهْلِهِ، وَلَقَدْ سَمِعْتُهُ ذَاتَ يَوْمٍ يَقُولُ - قَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ: يَقُولُ ذَلِكَ مِرَارًا -: " مَا أَمْسَى عِنْدَ آلِ مُحَمَّدٍ صَاعُ بُرٍّ، وَلَا صَاعُ حَبٍّ " وَإِنَّ عِنْدَهُ تِسْعَ نِسْوَةٍ حِينَئِذٍ (2).

13170 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةً قَدْ دَعَا بِهَا فِي أُمَّتِهِ، وَإِنِّي اخْتَبَأْتُ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لِأُمَّتِي "(3).

= برقم (11977).

(1)

في (م) و (س): درعاً له.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (12360).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وسيتكرر برقم (13932).

وأخرجه مسلم (200)(342)، وأبو يعلى (3233)، وأبو عوانة 1/ 91، والآجري في "الشريعة" ص 342، وابن منده في "الإيمان"(915)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(1043)، والبيهقي 10/ 190 من طريق روح بن عبادة، بهذا الإِسناد.

وأخرجه أبو يعلى (2928) و (2970)، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 605، وابن حبان (6196)، وابن منده (915)، والقضاعي (1044) من طرق عن شعبة، به. وانظر (12376).

ص: 406

13171 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَيُصِيبَنَّ نَاسًا سَفْعٌ مِنَ النَّارِ، عُقُوبَةً بِذُنُوبٍ عَمِلُوهَا، ثُمَّ لَيُدْخِلُهُمُ (1) اللهُ الْجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ، يُقَالُ لَهُمُ: الْجَهَنَّمِيُّونَ "(2).

13172 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ (3)، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: " اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَالْبُخْلِ وَالْجُبْنِ، وَالْهَرَمِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا، وَفِتْنَةِ الْمَمَاتِ "(4).

(1) في (ظ 4) و (س) و (ق): ليدخلهم، والتصويب من (م).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه أبو يعلى (3054) من طريق روح بن عبادة، بهذا الإِسناد. وانظر (12361).

(3)

قوله: "حدثنا روح" سقط من (م).

(4)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 375 و 10/ 190، والنسائي 8/ 257 و 260، وأبو يعلى (3018) و (3074)، وأبو عوانة في الدعوات كما في "الإتحاف" 2/ 202، وابن عبد البر في "التمهيد" 6/ 65 - 66 من طرق عن هشام الدستوائي، بهذا الإِسناد.

وسيأتي من طريق قتادة برقم (13233) و (13417).

وسلف من طريق سليمان التيمي عن أنس برقم (12113).

وأخرج الطبراني في "الدعاء"(1343)، وفي "الصغير"(316)، وابن حبان (1023)، والحاكم 1/ 530، والبيهقي في "الدعوات الكبير"(297) من طريق شيبان بن عبد الرحمن النحوي، عن قتادة، عن أنس مرفوعاً: "اللهم إني أعوذ بك =

ص: 407

13173 -

حَدَّثَنَا حُجَيْنُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ سَأَلَ اللهَ الْجَنَّةَ ثَلَاثًا، قَالَتِ الْجَنَّةُ: اللهُمَّ أَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ (1)، وَمَنْ اسْتَعَاذَ بِاللهِ مِنَ النَّارِ ثَلَاثًا، قَالَتِ النَّارُ: اللهُمَّ أَعِذْهُ مِنَ النَّارِ "(2).

= من العجز والكسل، والجبن والهرم، والقسوة والغفلة، والعيلة والذلة والمسكنة، وأعوذ بك من الفقر والكفر والفسوق، والشقاق والنفاق، والسمعة والرياء، وأعوذ بك من الصمم والبكم، والجنون والجذام والبرص، وسيئ الأسقام".

وسلف آخر هذا الحديث من طريق حماد، عن قتادة برقم (13004).

(1)

لفظة "الجنة" ليست في (ظ 4).

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير بريد بن أبي مريم، فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد" وأصحاب السنن، وهو ثقة. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق، وأبو إسحاق جدٌّه: هو ابن عمرو بن عبد الله السبيعي.

وأخرجه الطبراني في "الدعاء"(1310)، والحاكم 1/ 534 - 535، والضياء في "المختارة"(1560) من طرق عن إسرائيل بن يونس، به. وقال الحاكم: صحيح الإِسناد، ولم يخرجاه.

وأخرجه هناد في "الزهد"(173)، وابن ماجه (4340)، والترمذي (2572)، والنسائي في "المجتبى" 8/ 279، وفي "عمل اليوم والليلة"(110)، والطبراني (1311)، وابن حبان (1034)، والآجري في "الشريعة" ص 393، والخطيب في "تاريخه" 11/ 378، والضياء (1558) و (1559) من طريق أبي الأحوص، عن أبي إسحاق، به.

قال الترمذي: وقد رُوي عن أبي إسحاق، عن بُريد، عن أنس قوله موقوفاً. قلنا: والموقوف من هذا الوجه لم نقف عليه.

وانظر (12170).

ص: 408

13174 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَصُومُ حَتَّى يُقَالَ: قَدْ صَامَ، وَيُفْطِرُ حَتَّى يُقَالَ (1): قَدْ أَفْطَرَ (2).

13175 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، سَمِعْتُ أَبَا التَّيَّاحِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: " يَسِّرُوا وَلَا تُعَسِّرُوا، وَسَكِّنُوا (3) وَلَا تُنَفِّرُوا "(4).

13176 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ سَلْمٍ الْعَلَوِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كُنْتُ أَخْدُمُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَكُنْتُ أَدْخُلُ عَلَيْهِ بِغَيْرِ إِذْنٍ، فَجِئْتُ ذَاتَ يَوْمٍ فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ:" يَا بُنَيَّ، إِنَّهُ قَدْ حَدَثَ أَمْرٌ، فَلَا تَدْخُلْ عَلَيَّ إِلَّا بِإِذْنٍ "(5).

(1) في (ظ 4): نقول.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد -وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم. روح: هو ابن عُبَادة.

وأخرجه مسلم (1158)، وأبو يعلى (3535) من طريق روح بن عبادة، بهذا الإِسناد. وانظر (12624).

(3)

في (م) و (ق): وأسكنوا.

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو التياح: هو يزيد بن حميد الضُّبَعي.

وأخرجه أبو عوانة 4/ 82 - 83 من طريق روح بن عبادة، بهذا الإِسناد. وانظر (12333).

(5)

إسناده حسن من أجل سَلْم -وهو ابن قيس- العَلَوي، وقد سبق الكلام فيه فيما سلف برقم (12366). =

ص: 409

13177 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ وَعَبْدُ الْوَهَّابِ، قَالَا: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم (1) قَالَ:" لَوْ أُهْدِيَ إِلَيَّ كُرَاعٌ لَقَبِلْتُ، وَلَوْ دُعِيتُ - قَالَ عَبْدُ الْوَهَّابِ: إِلَيْهِ، وَقَالَ رَوْحٌ: عَلَيْهِ - لَأَجَبْتُ "(2).

= وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(807)، والطحاوي 4/ 333، والبيهقي في "شعب الإيمان"(7795) من طرق عن جرير بن حازم، بهذا الإِسناد. وانظر (12366).

(1)

قوله: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم" سقط من (م).

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين من جهة روح بن عبادة، وأما متابعه عبد الوهاب -وهو ابن عطاء- فمن رجال مسلم.

وأخرجه الترمذي في "السنن"(1338)، وفي "الشمائل"(330) من طريق بشر بن المفضل، وابن حبان (5292) من طريق يزيد بن زريع، كلاهما عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإِسناد.

وأخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" ص 234، والبيهقي 6/ 169 من طريق سعيد بن بشير، عن قتادة، به- وزادا: وكان يأمر بالهدية صلةً بين الناس، وقال:"لو أسلم الناس لتَهَادَوْا من غير جوع". وسعيد بن بشير ضعيف.

وأخرجه ابن سعد 1/ 371 عن عمر بن حبيب العدوي، عن شعبة، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أنس، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقعدُ على الأرض، ويأكل على الأرض، ويجيب دعوة المملوك، ويقول:"لو دُعيت إلى ذراع لأجبت، ولو أُهدي إليَّ كُراع لقبلت" وكان يَعقِلُ شاتَه. وعمر بن حبيب هذا ضعيف.

وأخرجه البزار (1937 - كشف الأستار)، والطبراني في "الأوسط"(1549)، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 2/ 91 من طريق عائذ بن شريح، عن أنس مرفوعاً: "يا معشر الأنصار تهادَوْا، فإن الهدية تسُلُّ السَّخيمةَ، ولو أُهدي إليَّ =

ص: 410

13178 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي قَوْلِهِ عز وجل:{فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ} [الأعراف: 143] قَالَ: فَأَوْمَأَ بِخِنْصَرِهِ، قَالَ: فَسَاخَ (1).

13179 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَقَاطَعُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَحَاسَدُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا "(2).

= كُراع لقبلت، ولو دُعِيت إلى ذراع لأجبت". وعائذ بن شريح ضعيف.

وأخرجه البغوي (3674) من طريق رَوَّاد بن الجَرّاح، عن الحسن بن عمارة، عن ثابت البناني، عن أنس قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يركب الحمار العُرْي، ويجيب دعوة المملوك، وينام على الأرض، ويجلس على الأرض، ويأكل على الأرض، ويقول:"لو دُعيت إلى كُراعٍ جئتُ، ولو أُهدي إليَّ ذراع لقبلت". وروَّاد والحسن ضعيفان.

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (9485)، وانظر شرحه هناك.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد -وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم.

وأخرجه الضياء في "المختارة"(1674) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإِسناد. وانظر (12260).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وسيتكرر برقم (12935).

وأخرجه أبو عوانة في البر والصلة كما في "الإتحاف" 2/ 267، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(456) من طريق روح بن عبادة، بهذا الإِسناد.

وأخرجه مسلم (2559)(24)، وأبو يعلى (2361)، وأبو عوانة، والبيهقي في "الشعب"(6603) من طريق وهب بن جرير، ومسلم (2559)(24) من =

ص: 411

13180 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ وَزَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَقَاطَعُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَلَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ "(1).

13181 -

حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ وَرْدَانَ، مَدِينِيٌّ، قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ فِي رَهْطٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، فَقَالَ: صَلَّيْتُمْ؟ - يَعْنِي الْعَصْرَ - قَالُوا: نَعَمْ. قُلْنَا: أَخْبِرْنَا أَصْلَحَكَ اللهُ: مَتَى كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي هَذِهِ الصَّلَاةَ؟ قَالَ: كَانَ يُصَلِّيهَا وَالشَّمْسُ بَيْضَاءُ نَقِيَّةٌ (2).

= طريق أبي داود الطيالسي، كلاهما عن شعبة، به.

وسيأتي برقم (14016) من طريق أبان عن قتادة.

وانظر ما سلف برقم (12073).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(455)، وابن الأعرابي في "معجمه"(934) من طريق روح بن عبادة، بهذا الإِسناد.

وأخرجه أبو عوانة في البر والصلة كما في "الإتحاف" 2/ 305 من طريق أبي عاصم النبيل، عن ابن جريج وزكريا بن إسحاق، به.

وأخرجه أبو عوانة من طريق حجاج بن محمد، عن ابن جريج وحده، به.

وانظر (12073).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عبد الرحمن بن وردان. =

ص: 412

13182 -

حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ حَدَّثَهُمْ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" النُّخَاعَةُ فِي الْمَسْجِدِ خَطِيئَةٌ، وَكَفَّارَتُهَا دَفْنُهَا "(1).

13183 -

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم اتَّخَذَ خَاتَمًا مِنْ وَرِقٍ لَهُ فَصٌّ حَبَشِيٌّ، وَنَقَشَهُ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ (2).

= الضحاك بن مخلد: هو أبو عاصم النبيل.

وعلقه البخاري في "تاريخه" 5/ 358 من طريقين عن عبد الرحمن بن وردان، به.

وقوله: "كان يصليها والشمس بيضاء نقية"، سلف برقم (12912) بلفظ:"بيضاء محلقة". وانظر ما سلف برقم (12644)، وما سيأتي برقم (13239).

(1)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. وانظر (12062).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عثمان بن عمر: هو ابن فارس العبدي، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي.

وأخرجه ابن سعد 1/ 472، وابن أبي شيبة 8/ 463، وابن ماجه (3641)، والنسائي 8/ 172 - 173، وأبو يعلى (3544) من طريق عثمان بن عمر، بهذا الإِسناد. وليس في رواية ابن أبي شيبة: نقشه محمد رسول الله.

وأخرجه مسلم (2094)(62)، وابن ماجه (3646)، وأبو يعلى (3536)، وابن حبان (6394)، والبغوي (3145) من طريق سليمان بن بلال، ومسلم (2094)(62)، والنسائي 8/ 173، وأبو يعلى (3584)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" 129 - 130، والبغوي (3141) من طريق طلحة بن يحيى، كلاهما عن يونس بن يزيد، به. وزادوا فيه: كان يجعل فصَّه مما يلي كفه. ولم يذكروا النقشَ. =

ص: 413

13184 -

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَبْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: إِنْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيَغْتَسِلُ وَالْمَرْأَةُ مِنْ نِسَائِهِ مِنَ الْإِنَاءِ الْوَاحِدِ (1).

13185 -

حَدَّثَنَا مَحْبُوبُ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ خَالِدٍ - يَعْنِي الْحَذَّاءَ -، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ: هَلْ قَنَتَ عُمَرُ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَمَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْ عُمَرَ: رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، بَعْدَ الرُّكُوعِ (2).

13186 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ ثَابِتٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُكْثِرُ أَنْ يَدْعُوَ، يَقُولُ:" اللهُمَّ آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ "(3).

= وسيأتي الحديث من طريق عبد الله بن وهب، عن يونس بن يزيد برقم (13358).

وانظر ما سلف برقم (11951) و (12631).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 25 من طريق عثمان بن عمر، بهذا الإِسناد. وسلف مطولاً برقم (12105).

(2)

إسناده ضعيف لضعف محبوب بن الحسن. وهو مكرر (12698).

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن داود -وهو الطيالسي- فمن رجال مسلم.

وأخرجه أبو داود الطيالسي (2036)، ومن طريقه عبد بن. حميد (1262)، =

ص: 414

13187 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ ثَابِتٍ، سَمِعَ أَنَسًا قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي الدُّعَاءِ حَتَّى يُرَى بَيَاضُ إِبِطَيْهِ.

فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِعَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، فَقَالَ: إِنَّمَا ذَاكَ فِي الِاسْتِسْقَاءِ. قَالَ: قُلْتُ: أَسَمِعْتَهُ مِنْ أَنَسٍ؟ قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ! قَالَ: قُلْتُ: أَسَمِعْتَهُ مِنْهُ؟ قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ! (1).

13188 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بِثَوْبٍ حَرِيرٍ، فَجَعَلُوا يَمَسُّونَهُ وَيَنْظُرُونَ، فَقَالَ: " أَتَعْجَبُونَ مِنْ هَذَا؟ لَمَنَادِيلُ سَعْدٍ - أَوْ مِنْدِيلُ

= والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(1054)، وأبو يعلى (3274) و (3455)، وابن حبان (937)، والبغوي (1382).

ووقع عندهم جميعاً: قال شعبة: فذكرت ذلك لقتادة فقال: كان أنس يدعو به. إلا رواية الطيالسي، فقد وقع في المطبوع منه: كان أنس يدعو به ولم يرفعه. وهذا خطأ، فقد سلف الحديث من طريق قتادة عن أنس مرفوعاً برقم (11981)، وسيتكرر الحديث عن أبي داود الطيالسي برقم (13936)، وفيه قول شعبة لقتادة.

وانظر (13163).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم من حديث ثابت، وعلي بن زيد المذكور: هو ابن جُدْعان، وهو ضعيف.

وهو في "مسند الطيالسي"(2047)، ومن طريقه أخرجه أبو عوانة في الاستسقاء كما في "الإتحاف" 1/ 538. وانظر (12903).

ص: 415

سَعْدِ - بْنِ مُعَاذٍ فِي الْجَنَّةِ، خَيْرٌ مِنْ هَذَا " أَوْ " أَلْيَنُ مِنْ هَذَا " (1).

13189 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حَمَّادٍ وَعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ وَعَتَّابٍ مَوْلَى هُرْمُزَ (2)، وَرَابِعٍ (3) أَيْضًا، سَمِعُوا أَنَسًا يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ".

قَالَ عَبْدُ اللهِ: قَالَ أَبِي: كَذَا قَالَ لَنَا، أَخْطَأَ فِيهِ، وَإِنَّمَا هُوَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ (4).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن داود -وهو الطيالسي- فمن رجال مسلم.

وهو في "مسنده"(1990)، ومن طريقه أخرجه مسلم (2468)، وأبو يعلى (3226)، وأبو عوانة في المناقب كما في "الإتحاف" 2/ 215 - 216، وابن حبان بإثر (7036). وسيتكرر برقم (13938).

وأخرجه مسلم (2468) من طريق أمية بن خالد، وأبو عوانة، والطبراني في "الكبير"(5348) من طريق عمرو بن مرزوق، كلاهما عن شعبة، به. وانظر (13148).

(2)

في (م): مولى ابن هرمز. وكلاهما صحيح.

(3)

تحرفت في (م) والأصول الخطية إلى: رافع، بالفاء، والتصويب من "أطراف المسند" 1/ 354، و"إتحاف المهرة" 1/ 602، والراوي الرابع هو سليمان التَّيْمي كما في رواية الدارمي الآتي تخريجها.

(4)

حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير حماد -وهو ابن أبي سليمان- فقد روى له مسلم مقروناً وأصحاب السنن، وهو صدوق حسن الحديث، وغير عتاب مولى هرمز، فقد روى له ابن ماجه، وهو صدوق حسن الحديث.

وأخرجه الدارمي (236) من طريق أبي داود الطيالسي عن شعبة، عن عبد العزيز (غير منسوب)، وحماد بن أبي سليمان، وعتاب، والتيمي (وهو =

ص: 416

13190 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ وَأَبُو سَعِيدٍ - يَعْنِي مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَنَسٍ، سَمِعَ أَنَسًا عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ، لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا، وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا "(1).

= الراوي الرابع) عن أنس.

وأخرجه الطيالسي في "مسنده"(2084) عن شعبة، عن عتاب وحده، به.

وأخرجه البغوي في "الجعديات"(1475) من طريق الطيالسي، عن شعبة، عن عبد العزيز بن صهيب -على الصواب-، به.

وأخرجه القضاعي في "مسند الشهاب "(552) من طريق عمرو بن مرزوق، عن شعبة، عن عبد العزيز بن صهيب وحده، به.

وسلف الحديث من طريق حماد بن أبي سليمان برقم (13100)، ومن طريق عبد العزيز بن صهيب برقم (11942)، ومن طريق عتاب برقم (12764)، ومن طريق سليمان التيمي برقم (12154).

(1)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. سليمان: هو ابن داود أبو داود الطيالسي، وأبو سعيد مولى بني هاشم: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عُبيد البصري.

وهو في "مسند الطيالسي"(2071).

وأخرجه الدارمي (2735)، والبخاري (4621) و (6486)، ومسلم (2359)، والنسائي في الرقائق من "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف" 1/ 413، وفي "التفسير" من "الكبرى"(11154)، وأبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 2/ 348، وابن حبان (5792)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(1430) و (1432)، والبيهقي في "الشعب"(782)، والبغوي (4171) من طرق عن شعبة، بهذا الإِسناد. وقرن ابن حبان بموسى بن أنس قتادة بن دِعامة السدوسيَّ.

ورواية البخاري (4621)، ومسلم والنسائي ضمن قصة نزول الآية: {يا =

ص: 417

13191 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ وَهُمْ يَحْفِرُونَ الْخَنْدَقَ:

" اللهُمَّ لَا خَيْرَ إِلَّا خَيْرَ الْآخِرَهْ

فَأَصْلِحِ الْأَنْصَارَ وَالْمُهَاجِرَهْ " (1)

13192 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" يَقُولُ اللهُ: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ إِذَا دَعَانِي "(2).

= أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء

} الآية [المائدة: 101]. وسلفت هذه القصة دون حديثنا برقم (13147) عن روح، عن شعبة.

وسيأتي الحديث عن عفان، عن شعبة برقم (13836). وانظر ما سلف برقم (12859).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان -وهو ابن داود أبو داود الطيالسي- فمن رجال مسلم.

وأخرجه أبو عوانة 4/ 353 من طريق أبي داود الطيالسي، بهذا الإِسناد. وانظر (12757).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان -وهو الطيالسي- فمن رجال مسلم. وسيتكرر برقم (13939).

وأخرجه أبو يعلى (3232) من طريق أبي داود الطيالسي، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الطبراني في "الدعاء"(17) من طريق عمرو بن مرزوق، عن شعبة، به.

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7422)، وانظر تتمة شواهده هناك.

ص: 418

13193 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَنَسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا يَقُولُ: جَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ، فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: السَّامُ عَلَيْكُمْ. فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَا أَضْرِبُ عُنُقَهُ؟ قَالَ:" لَا، إِذَا سَلَّمُوا عَلَيْكُمْ، فَقُولُوا: وَعَلَيْكُمْ "(1).

13194 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَعَلَيْهِ بُرْدٌ نَجْرَانِيٌّ غَلِيظُ الْحَاشِيَةِ، وَأَعْرَابِيٌّ يَسْأَلُهُ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ حَتَّى انْتَهَى إِلَى بَعْضِ حُجَرِهِ، فَجَذَبَهُ جَذْبَةً حَتَّى انْشَقَّ الْبُرْدُ، وَحَتَّى تَغَيَّبَتْ حَاشِيَتُهُ فِي عُنُقِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ مِنْ تَغْيِيرِ (2) رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ أَمَرَ لَهُ بِشَيْءٍ فَأُعْطِيَهُ (3).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.

وهو في "مسند الطيالسي"(2069)، ومن طريقه أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(385).

وأخرجه البخاري (6926) من طريق عبد الله بن المبارك، عن شعبة، به.

وسيأتي عن روح بن عبادة، عن شعبة برقم (13284). وانظر ما سلف برقم (11948).

(2)

لم تُعجَم هذه الكلمة في (ظ 4)، وفي (س) و (ق): تغير، وفي نسخة في (س): تغبير، وضبب عليها.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. همام: هو ابن يحيى العَوْذي، وإسحاق: هو ابن عبد الله بن أبي طَلْحة.

وأخرجه مسلم (1057) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، بهذا الإِسناد. =

ص: 419

13195 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَمَّا بَعَثَ حَرَامًا خَالَهُ، أَخَا (1) أُمِّ سُلَيْمٍ، فِي سَبْعِينَ رَجُلًا، فَقُتِلُوا يَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ، وَكَانَ رَئِيسُ الْمُشْرِكِينَ يَوْمَئِذٍ عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ، وَكَانَ هُوَ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: اخْتَرْ مِنِّي ثَلَاثَ خِصَالٍ: يَكُونُ لَكَ أَهْلُ السَّهْلِ، وَيَكُونُ لِي أَهْلُ الْوَبَرِ، أَوْ أَكُونُ خَلِيفَةً مِنْ بَعْدِكَ، أَوْ أَغْزُوكَ بِغَطَفَانَ، أَلْفِ أَشْقَرَ وَأَلْفِ شَقْرَاءَ. قَالَ: فَطُعِنَ (2) فِي بَيْتِ امْرَأَةٍ مِنْ بَنِي فُلَانٍ، فَقَالَ: غُدَّةٌ كَغُدَّةِ الْبَعِيرِ فِي بَيْتِ امْرَأَةٍ مِنْ بَنِي فُلَانٍ، ائْتُونِي بِفَرَسِي. فَأُتِيَ بِهِ فَرَكِبَهُ، فَمَاتَ وَهُوَ عَلَى ظَهْرِهِ.

فَانْطَلَقَ حَرَامٌ أَخُو أُمِّ سُلَيْمٍ وَرَجُلَانِ: رَجُلٌ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ (3)، وَرَجُلٌ أَعْرَجُ، فَقَالَ لَهُمْ: كُونُوا قَرِيبًا مِنِّي حَتَّى آتِيَهُمْ، فَإِنْ آمَنُونِي وَإِلَّا كُنْتُمْ قَرِيبًا، فَإِنْ قَتَلُونِي أَعْلَمْتُمْ أَصْحَابَكُمْ. قَالَ: فَأَتَاهُمْ حَرَامٌ، فَقَالَ: أَتُؤْمِنُونِي أُبَلِّغْكُمْ رِسَالَةَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

= وأخرجه أبو عوانة في الزكاة كما في "الإتحاف" 1/ 404 من طريق مسلم ابن إبراهيم، عن همام بن يحيى، به. وانظر (12548).

قوله: "من تغيير"، المراد به -والله أعلم- أن النبي صلى الله عليه وسلم احتمل أذى هذا الأعرابيِّ وكَظَم غيظه، فلم يتغيَّر منه شيء، بل زاد على ذلك أنه أمر له بشيء من المال، وهذا من كمال خُلُقه صلى الله عليه وسلم.

(1)

في الأصول: أخو، وضبب عليها في (س)، والمثبت من (م).

(2)

أي: عامر بن الطفيل.

(3)

تفرد عبد الصمد عن همام فقال: من بني أمية، وقال غيره عنه: من بني فلان، ولم يشتهر عند أهل السير أنه كان في هذه السرية أحد من بني أمية.

ص: 420

إِلَيْكُمْ؟ قَالُوا: نَعَمْ، فَجَعَلَ يُحَدِّثُهُمْ، وَأَوْمَئُوا إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ مِنْ خَلْفِهِ، فَطَعَنَهُ حَتَّى أَنْفَذَهُ بِالرُّمْحِ، قَالَ: اللهُ أَكْبَرُ، فُزْتُ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ. قَالَ: ثُمَّ قَتَلُوهُمْ كُلَّهُمْ غَيْرَ الْأَعْرَجِ، كَانَ فِي رَأْسِ جَبَلٍ.

قَالَ أَنَسٌ: فَأُنْزِلَ عَلَيْنَا وَكَانَ مِمَّا يُقْرَأُ، فَنُسِخَ:" أَنْ بَلِّغُوا قَوْمَنَا أَنَّا لَقِينَا رَبَّنَا فَرَضِيَ عَنَّا، وَأَرْضَانَا ".

قَالَ: فَدَعَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا: عَلَى رِعْلٍ، وَذَكْوَانَ، وَبَنِي لِحْيَانَ، وَعُصَيَّةَ الَّذِينَ عَصَوْا اللهَ وَرَسُولَهُ (1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث، وهمام: هو ابن يحيى العَوْذي، وإسحاق: هو ابن عبد الله بن أبي طلحة.

وأخرجه البخاري (2801) و (4091)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 244، والبيهقي في "الدلائل" 3/ 345 - 347 من طرق عن همام، بهذا الإِسناد- واقتصر الطحاوي على الفقرة الأخيرة من الحديث. واختلف على همام في مدة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم على هذه الأحياء، فرُوي عنه أربعين كما هو هنا ورُوي سبعين كما في أحد طريقي البيهقي، ورُوي ثلاثين صباحاً، وهو

الصحيح المحفوظ عن أنس.

وسيأتي برقم (13255) و (14074). وانظر ما سلف برقم (12064).

قوله: "عامر بن الطفيل"، قال السندي: هو العامري، مات كافراً، وليس هو عامر بن الطفيل الأسلمي الصحابي.

"أهل السهل" أراد به المدن والقرى، أي: كن أميراً لأهل البلدان، وأكون أميراً لأهل البوادي.

"ألف أشقر" قيل: الشُّقْرة كل لون يخالف معظم لون الفرس وغيره، والظاهر أنه أراد بالأول أهل الخيل، والثاني أهل النُّوق، ويحتمل أنه أراد =

ص: 421

13196 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى أَنْ يُنْبَذَ الْبُسْرُ وَالتَّمْرُ جَمِيعًا (1).

13197 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ، لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا، وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا "(2).

13198 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا يَزَالُ الْعَبْدُ بِخَيْرٍ مَا لَمْ يَسْتَعْجِلْ " قَالُوا: وَكَيْفَ يَسْتَعْجِلُ؟ قَالَ: " يَقُولُ: قَدْ دَعَوْتُ رَبِّي فَلَمْ يَسْتَجِبْ لِي "(3).

= بالأول أهل الجمال، وبالثاني أهل النوق، والله تعالى أعلم.

"فَطُعِنَ" على بناء المفعول، أي: أصابه الطاعون.

"من بني فلان": من بني سَلُول.

"غُدَّة" ضبط بالرفع، أي: هي، أي: القرحة، غُدَّة، وقيل بالنصب، بتقدير: أُغَدُّ غدةً، من أغدَّ البعيرُ: صار ذا غدة. اهـ.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (12378).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن ماجه (4191) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، بهذا الإِسناد. وانظر (13009).

(3)

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن في الشواهد من أجل أبي هلال الراسبي: وهو محمد بن سليم. وانظر (13008).

ص: 422

13199 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ وَحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: مَا خَطَبَنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَّا قَالَ: " لَا إِيمَانَ لِمَنْ لَا أَمَانَةَ لَهُ، وَلَا دِينَ لِمَنْ لَا عَهْدَ لَهُ "(1).

13200 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ أُمَّ حَارِثَةَ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنْ كَانَ حَارِثَةُ أَصَابَ خَيْرًا وَإِلَّا أَكْثَرْتُ الْبُكَاءَ! قَالَ:" يَا أُمَّ حَارِثَةَ، إِنَّهَا جِنَانٌ كَثِيرَةٌ، وَإِنَّهُ لَفِي الْفِرْدَوْسِ الْأَعْلَى "(2).

(1) حديث حسن. وسلف عن حسن بن موسى وحده برقم (12567).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد من أجل أبي هلال -وهو محمد بن سليم الراسبي- وقد توبع.

وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" 2/ 873 من طريق سليمان بن حرب، عن أبي هلال الراسبي، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الترمذي (3174)، والطبري في "تفسيره" 16/ 38، وابن خزيمة 2/ 874، وابن حبان (958)، والطبراني في "الكبير"(3235) و 24/ (665) من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، به- واقتصر الطبري وابن حبان والطبراني في الموضع الأول على المرفوع منه، وزاد ابن حبان والطبراني:"وإذا سألتم الله فسلوه الفردوس".

ووقع في رواية الترمذي: "اجتهدت في الدعاء" وهو خطأ قديم، صوابه: اجتهدت في البكاء، كما في روايتي ابن خزيمة والطبراني في الموضع الثاني، وأشار إليه الحافظ في "الفتح" 6/ 27.

وسيأتي الحديث من طريق شيبان النحوي برقم (13741)، ومن طريق أبان =

ص: 423

13201 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا أَبَانُ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ يَهُودِيًّا دَعَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم إِلَى خُبْزِ شَعِيرٍ وَإِهَالَةٍ سَنِخَةٍ، فَأَجَابَهُ (1).

13202 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُضَحِّي بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ، يَذْبَحُهُمَا بِيَدِهِ، وَيَضَعُ رِجْلَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا، وَيُسَمِّي وَيُكَبِّرُ (2).

= ابن يزيد برقم (14015)، كلاهما عن قتادة.

وانظر ما سلف برقم (12252).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبان -وهو ابن يزيد العطار- فمن رجال مسلم.

وسيأتي عن عفان، عن أبان برقم (13860).

وسيأتي برقم (13435) من طريق هشام الدستوائي، عن قتادة، عن أنس قال: ذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بخبز شعير وإهالة سَنِخَة.

وانظر ما سلف برقم (12861).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي.

وأخرجه البخاري (7399)، والبيهقي 9/ 259 من طريق حفص بن عمر، وأبو داود (2794) عن مسلم بن إبراهيم، كلاهما عن هشام الدستوائي، بهذا الإِسناد.

وأخرجه أبو داود الطيالسي (1968)، ومن طريقه أبو يعلى (3247) عن هشام وشعبة، به.

وسيأتي برقم (13234) عن عبد الملك بن عمرو، عن هشام. وانظر =

ص: 424

13203 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: مُرَّ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِجِنَازَةٍ، فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا خَيْرًا، فَقَالَ:" وَجَبَتْ " وَمُرَّ بِجِنَازَةٍ فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا شَرًّا، فَقَالَ:" وَجَبَتْ "(1).

13204 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: لَمْ يَخْرُجْ إِلَيْنَا نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثَلَاثًا، فَأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَذَهَبَ أَبُو بَكْرٍ يَتَقَدَّمُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِالْحِجَابِ فَرَفَعَهُ، فَلَمَّا وَضَحَ لَنَا وَجْهُ نَّبِيِّ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَا نَظَرْنَا مَنْظَرًا قَطُّ كَانَ أَعْجَبَ إِلَيْنَا مِنْ وَجْهِ نَبِيِّ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ وَضَحَ لَنَا، فَأَوْمَأَ بِيَدِهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى أَبِي بَكْرٍ أَنْ يَتَقَدَّمَ، وَأَرْخَى نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْحِجَابَ، فَلَمْ (2) يُقْدَرْ عَلَيْهِ حَتَّى مَاتَ (3).

= (11960).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان -وهو ابن المغيرة القيسي مولاهم- فمن رجال مسلم.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3302) من طريق موسى بن إسماعيل، عن سليمان بن المغيرة، بهذا الإِسناد.

وسلف مطولاً من طريق حماد بن زيد، عن ثابت برقم (12939).

(2)

في (م): فلن.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث ابن سعيد العنبري.

وأخرجه مسلم (419)(100)، وأبو عوانة 2/ 119 - 120 من طريق =

ص: 425

13205 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: أَقْبَلَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ وَهُوَ مُرْدِفٌ أَبَا بَكْرٍ، وَأَبُو بَكْرٍ شَيْخٌ يُعْرَفُ، وَنَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم شَابٌّ لَا يُعْرَفُ، قَالَ: فَيَلْقَى الرَّجُلُ أَبَا بَكْرٍ، فَيَقُولُ: يَا أَبَا بَكْرٍ، مَنْ هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْكَ؟ فَيَقُولُ: هَذَا الرَّجُلُ يَهْدِينِي السَّبِيلَ (1). فَيَحْسِبُ الْحَاسِبُ أَنَّهُ إِنَّمَا يَهْدِيهِ الطَّرِيقَ، وَإِنَّمَا يَعْنِي سَبِيلَ الْخَيْرِ، فَالْتَفَتَ أَبُو بَكْرٍ فَإِذَا هُوَ بِفَارِسٍ قَدْ لَحِقَهُمْ، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، هَذَا فَارِسٌ قَدْ لَحِقَ بِنَا. قَالَ: فَالْتَفَتَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: " اللهُمَّ اصْرَعْهُ " فَصَرَعَتْهُ فَرَسُهُ، ثُمَّ قَامَتْ تُحَمْحِمُ، قَالَ: ثُمَّ قَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، مُرْنِي بِمَا شِئْتَ. قَالَ:" قِفْ مَكَانَكَ، لَا تَتْرُكَنَّ أَحَدًا يَلْحَقُ بِنَا ". قَالَ: فَكَانَ أَوَّلُ النَّهَارِ جَاهِدًا عَلَى نَبِيِّ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ آخِرُ النَّهَارِ مَسْلَحَةً لَهُ.

قَالَ: فَنَزَلَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَانِبَ الْحَرَّةِ، ثُمَّ بَعَثَ إِلَى الْأَنْصَارِ

= عبد الصمد بن عبد الوارث، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البخاري (681)، وأبو يعلى (3924)، وابن خزيمة (1488)، وبإثر (1650)، وابن حبان (2065)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 7/ 195 من طرق عن عبد الوارث بن سعيد، به.

وانظر ما سلف برقم (12072).

قوله: "فلم يقدر عليه" قال السندي: أي: فما قدرنا على مشاهدته ومطالعة جماله مرة ثانية.

(1)

في (م): يهديني إلى السبيل.

ص: 426

فَجَاؤُوا نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَسَلَّمُوا عَلَيْهِمَا، وَقَالُوا: ارْكَبَا آمِنَيْنِ مُطَاعَيْنِ (1). قَالَ: فَرَكِبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ وَحَفُّوا حَوْلَهُمَا بِالسِّلَاحِ، قَالَ: فَقِيلَ بِالْمَدِينَةِ: جَاءَ نَبِيُّ اللهِ. فَاسْتَشْرَفُوا نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ، وَيَقُولُونَ: جَاءَ نَبِيُّ اللهِ. فَأَقْبَلَ يَسِيرُ حَتَّى نَزَلَ (2) إِلَى جَانِبِ دَارِ أَبِي أَيُّوبَ. قَالَ: فَإِنَّهُ لَيُحَدِّثُ أَهْلَهُ (3)، إِذْ سَمِعَ بِهِ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلَامٍ وَهُوَ فِي نَخْلٍ لِأَهْلِهِ يَخْتَرِفُ لَهُمْ مِنْهُ، فَعَجِلَ أَنْ يَضَعَ (4) الَّذِي يَخْتَرِفُ فِيهَا، فَجَاءَ وَهِيَ مَعَهُ، فَسَمِعَ مِنْ نَبِيِّ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَرَجَعَ إِلَى أَهْلِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَيُّ بُيُوتِ أَهْلِنَا أَقْرَبُ؟ " قَالَ: فَقَالَ أَبُو أَيُّوبَ: أَنَا يَا نَبِيَّ اللهِ، هَذِهِ دَارِي، وَهَذَا بَابِي. قَالَ:" فَانْطَلِقْ فَهَيِّئْ لَنَا مَقِيلًا ". قَالَ: فَذَهَبَ فَهَيَّأَ لَهُمَا مَقِيلًا، ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، قَدْ هَيَّأْتُ لَكُمَا مَقِيلًا، فَقُومَا عَلَى بَرَكَةِ اللهِ فَقِيلَا.

فَلَمَّا جَاءَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَاءَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلَامٍ، فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللهِ حَقًّا، وَأَنَّكَ جِئْتَ بِحَقٍّ، وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْيَهُودُ أَنِّي سَيِّدُهُمْ، وَابْنُ سَيِّدِهِمْ، وَأَعْلَمُهُمْ وَابْنُ أَعْلَمِهِمْ، فَادْعُهُمْ فَاسْأَلْهُمْ. فَدَخَلُوا عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَا مَعْشَرَ الْيَهُودِ، وَيْلَكُمْ، اتَّقُوا اللهَ، فَوَالَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ إِنَّكُمْ لَتَعْلَمُونَ

(1) في (م): مطمئنين.

(2)

في (م): حتى جاء.

(3)

في (م): أهلها.

(4)

في (م) و (س) و (ق): يصنع، وهو خطأ.

ص: 427

أَنِّي رَسُولُ اللهِ حَقًّا، وَأَنِّي جِئْتُكُمْ بِحَقٍّ، أَسْلِمُوا ". قَالُوا: مَا نَعْلَمُهُ، ثَلَاثًا (1).

13206 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ الْحَبْحَابِ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البخاري (3911)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 2/ 528 من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البيهقي 2/ 526 - 528 من طريق أبي معمر عبد الله بن عمرو، عن عبد الوارث بن سعيد، به. وقصة إسلام عبد الله بن سلام عندهما مطولة. وسلفت قصة إسلامه من طريق حميد الطويل عن أنس برقم (12057).

وسلف الحديث مختصراً من طريق ثابت برقم (12234)، وسيأتي كذلك من طريقه برقم (13318).

وفي الباب في قصة الهجرة عن أبي بكر الصديق، سلف برقم (3).

وعن سراقة بن مالك، سيأتي 4/ 175 - 176.

قوله: "وأبو بكر شيخ

الخ" ظاهره أن أبا بكر كان أسنَّ من النبي صلى الله عليه وسلم، وليس كذلك، ويريد أن أبا بكر قد شاب، وقوله: "يُعرَف"، أي: لأنه كان يمرُّ على أهل المدينة في سفر التجارة، بخلاف النبي صلى الله عليه وسلم في الأمرين، فإنه كان بعيد العهد بالسفر من مكة، ولم يَشِب، وإلا ففي نفس الأمر كان هو عليه الصلاة والسلام أسنَّ من أبي بكر، وصحَّ عن أنس أنه لم يكن في الذين هاجروا أشمطَ غير أبي بكر. "الفتح" 7/ 250 - 251.

وقوله: "هذا فارسٌ" هو سراقة بن مالك الجُعْشُمي.

وقوله: "مسلحة له" بفتح الميم، قال السندي: أي: حافظاً له من العدو، يقال له: المسلحة، لأنه عادة يكون ذا سلاح أو لأنه يَسْكُنُ المسلحة، وهي كالثغور، يكون فيه أقوام يرقبون العدو لئلا يطرقهم على غفلة.

"يخترف": يجتني التمر.

ص: 428

عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" الدَّجَّالُ مَمْسُوحُ الْعَيْنِ، مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ: كَافِرٌ (1) - يُهَجَّاهَا - يَقْرَؤُهُ كُلُّ مُسْلِمٍ: ك ف ر "(2).

13207 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا أَبُو عِصَامٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتَنَفَّسُ فِي الشَّرَابِ ثَلَاثًا، وَيَقُولُ:" إِنَّهُ أَرْوَأُ (3)، وَأَبْرَأُ، وَأَمْرَأُ ". قَالَ أَنَسٌ: وَأَنَا أَتَنَفَّسُ ثَلَاثًا (4).

(1) في (م) و (س): ك ف ر.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه أبو عوانة في الفتن كما في "الإتحاف" 2/ 54 من طريق عبد الصمد ابن عبد الوارث، بهذا الإِسناد.

وأخرجه أبو داود (4318)، وابن منده في "الإيمان"(1053) من طريق مسدد، عن عبد الوارث بن سعيد، به.

وأخرجه ابن خزيمة في التوحيد 1/ 104 - 105 من طريق أبي بكر بن شعيب، عن أبيه، به. وزاد في أوله:"أُنذِركم الدجال، أما إنه أعورُ عين اليمنى، وإن ربكم ليس بأعور".

وسيأتي من طريق شعيب بن الحبحاب برقم (13599)، ومن طريق شعيب وحميد الطويل برقم (13385) و (13621).

(3)

تحرف في (م) إلى: أدوأ.

(4)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن لأجل أبي عصام: وهو المزني البصري.

وأخرجه مسلم (2028)(123)، والترمذي في "السنن"(1884)، وفي "الشمائل"(211)، والنسائي في "الكبرى"(6888)، وأبو عوانة 5/ 347 و 347 - 348، والحاكم 4/ 138، والبغوي (3039) من طرق عن عبد الوارث =

ص: 429

13208 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا أَبُو التَّيَّاحِ يَزِيدُ بْنُ حُمَيْدٍ الضُّبَعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ (1) نَزَلَ فِي عُلُوِّ الْمَدِينَةِ فِي حَيٍّ يُقَالُ لَهُ: بَنُو عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، فَأَقَامَ فِيهِمْ أَرْبَعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً، ثُمَّ إِنَّهُ أَرْسَلَ إِلَى مَلَأِ بَنِي (2) النَّجَّارِ، قَالَ: فَجَاؤُوا مُتَقَلِّدِينَ سُيُوفَهُمْ، قَالَ: فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى رَاحِلَتِهِ وَأَبُو بَكْرٍ رِدْفُهُ وَمَلَأُ بَنِي النَّجَّارِ حَوْلَهُ، حَتَّى أَلْقَى بِفِنَاءِ أَبِي أَيُّوبَ، قَالَ: فَكَانَ يُصَلِّي حَيْثُ أَدْرَكَتْهُ الصَّلَاةُ، وَيُصَلِّي فِي مَرَابِضِ الْغَنَمِ، ثُمَّ إِنَّهُ أَمَرَ بِالْمَسْجِدِ، فَأَرْسَلَ إِلَى مَلَأِ بَنِي (3) النَّجَّارِ، فَجَاؤُوا فَقَالَ:" يَا بَنِي النَّجَّارِ، ثَامِنُونِي حَائِطَكُمْ هَذَا " قَالُوا: لَا (4) وَاللهِ، لَا نَطْلُبُ ثَمَنَهُ إِلَّا إِلَى اللهِ.

قَالَ: وَكَانَ فِيهِ مَا أَقُولُ لَكُمْ، كَانَتْ فِيهِ قُبُورُ الْمُشْرِكِينَ، وَكَانَ فِيهِ خِرَبٌ (5)، وَكَانَ فِيهِ نَخْلٌ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِقُبُورِ

= ابن سعيد، بهذا الإِسناد. والحديث عن بعضهم مختصر. وتحرف أبو عصام في مطبوع النسائي إلى: أبي همام.

وانظر (12186).

(1)

لفظة "المدينة" أثبتناها من (ظ 4).

(2)

في (م) و (س) و (ق): ملأ من بني النجار.

(3)

في (م) و (ق): ملأ من بني النجار.

(4)

لفظة (لا) سقطت من (م).

(5)

تصحفت في (م) إلى: حرث في الموضعين، وهي هكذا محفوظة من رواية حماد بن سلمة عن أبي التياح، قال الحافظ في "الفتح" 1/ 526: قد بيَّن =

ص: 430

الْمُشْرِكِينَ فَنُبِشَتْ، وَبِالْخِرَبِ فَسُوِّيَتْ، وَبِالنَّخْلِ فَقُطِعَ، قَالَ: فَصَفُّوا النَّخْلَ إِلَى قِبْلَةِ الْمَسْجِدِ، وَجَعَلُوا عِضَادَتَيْهِ حِجَارَةً، قَالَ: وَجَعَلُوا يَنْقُلُونَ ذَلِكَ الصَّخْرَ وَهُمْ يَرْتَجِزُونَ وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَعَهُمْ يَقُولُ:

" اللهُمَّ إِنَّهُ (1) لَا خَيْرَ إِلَّا خَيْرُ الْآخِرَهْ

فَانْصُرِ الْأَنْصَارَ وَالْمُهَاجِرَهْ " (2)

13209 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو التَّيَّاحِ

= أبو داود أن رواية عبد الوارث بالمعجمة والموحدة، ورواية حماد بن سلمة عن أبي التياح بالمهملة والمثلثة. قلنا: وسلفت رواية حماد برقم (12242)، وستأتي برقم (13561).

(1)

لفظة "إنه" سقطت من (م).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البخاري (2774) و (3932) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، بهذا الإِسناد. والرواية الأولى مختصرة.

وأخرجه مطولاً ومختصراً الطيالسي (2085)، والبخاري (428) و (1868) و (2106) و (2771) و (2779) و (3932)، ومسلم (524)(9) و (1805)(129)، وأبو داود (453) وبإثر (454)، والنسائي 2/ 39 - 40، وأبو يعلى (4180)، وابن خزيمة (788)، وأبو عوانة 1/ 397 - 398 و 4/ 353، وابن حبان (2328)، وأبو نعيم في "الحلية" 3/ 83 - 84، والبيهقي 2/ 438، والبغوي (3765) من طرق عن عبد الوارث بن سعيد، به. وسلف الحديث مختصراً من طريق حماد بن سلمة، عن أبي التياح برقم (12178).

قوله: "عضادتيه حجارة" هما حجارة توضع عن يمين الداخل من الباب وشماله.

ص: 431

حَدَّثَنَا أَنَسٌ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَحْسَنَ النَّاسِ خُلُقًا، وَكَانَ لِي أَخٌ يُقَالُ لَهُ: أَبُو عُمَيْرٍ - قَالَ: أَحْسِبُهُ قَالَ: فَطِيمًا - فَقَالَ: وَكَانَ إِذَا جَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَرَآهُ قَالَ: " أَبَا عُمَيْرٍ، مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ؟ " قَالَ: نُغَرٌ كَانَ يَلْعَبُ بِهِ، قَالَ: فَرُبَّمَا تَحْضُرُهُ الصَّلَاةُ وَهُوَ فِي بَيْتِنَا، فَيَأْمُرُ بِالْبِسَاطِ الَّذِي تَحْتَهُ فَيُكْنَسُ، ثُمَّ يُنْضَحُ بِالْمَاءِ، ثُمَّ يَقُومُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَنَقُومُ خَلْفَهُ فَيُصَلِّي بِنَا، قَالَ: وَكَانَ بِسَاطُهُمْ مِنْ جَرِيدِ النَّخْلِ (1).

13210 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِعَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ حِينَ وُلِدَ وَهُوَ يَهْنَأُ بَعِيرًا لَهُ، وَعَلَيْهِ عَبَاءَةٌ، فَقَالَ:" مَعَكَ تَمْرٌ؟ " فَنَاوَلْتُهُ تَمَرَاتٍ، فَأَلْقَاهُنَّ فِي فِيهِ فَلَاكَهُنَّ، ثُمَّ فَغَرَ فَاهُ، ثُمَّ أَوْجَرَهُنَّ إِيَّاهُ، فَجَعَلَ يَتَلَمَّظُ الصَّبِيُّ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" حُبُّ الْأَنْصَارِ التَّمْرَ " وَسَمَّاهُ عَبْدَ اللهِ (2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث ابن سعيد العنبري، وأبو التياح: هو يزيد بن حميد.

وأخرجه مطولاً ومختصراً البخاري (6203)، ومسلم (659)(267) و (2150)(30)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" ص 32 - 33، والبيهقي في "السنن" 5/ 203 و 9/ 310، وفي "الدلائل " 1/ 312 من طرق عن عبد الوارث ابن سعيد، بهذا الإِسناد.

وسيأتي الحديث عن عفان، عن عبد الوارث مختصراً بلفظ:"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقاً" برقم (13856)، وانظر (12199).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير =

ص: 432

13211 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ قَتَادَةَ وَالْقَاسِمِ جَمِيعًا، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا سَلَّمَ عَلَيْكُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ فَقُولُوا: عَلَيْكُمْ " وَقَالَ الْآخَرُ: " وَعَلَيْكُمْ "(1).

13212 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" أَتَاكُمْ أَهْلُ الْيَمَنِ، وَهُمْ أَرَقُّ قُلُوبًا مِنْكُمْ " وَهُمْ أَوَّلُ مَنْ جَاءَ بِالْمُصَافَحَةِ (2).

13213 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنِي ثُمَامَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ أَصْحَابَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَتَوْهُ لَيْلَةً فِي رَمَضَانَ، وَصَلَّى لَهُمْ فَخَفَّفَ، ثُمَّ دَخَلَ فَأَطَالَ الصَّلَاةَ، ثُمَّ

= حماد -وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم. ثابت: هو ابن أسلم البناني.

وانظر (12795).

(1)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير القاسم -وهو ابن يزيد الرحال- وهو ثقة.

وسلف الحديث عن قتادة وحده برقم (12427).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد -وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم.

وهو في "فضائل الصحابة"(1657) للمصنف.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(967) عن حجاج بن منهال، وأبو داود (5213) عن موسى بن إسماعيل، كلاهما عن حماد بن سلمة، به.

وسيأتي الحديث عن عفان، عن حماد برقم (13624) وفيه بيان أن القائل: هم أول من جاء بالمصافحة، هو أنس رضي الله عنه. وانظر (12026).

ص: 433

خَرَجَ فَصَلَّى بِهِمْ، ثُمَّ دَخَلَ فَأَطَالَ الصَّلَاةَ، فَفَعَلَ ذَلِكَ مِرَارًا، فَلَمَّا أَصْبَحَ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَتَيْنَاكَ فَفَعَلْتَ كَذَا وَكَذَا! فَقَالَ:" مِنْ أَجْلِكُمْ فَعَلْتُ ذَلِكَ "(1).

13214 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، الْمَعْنَى، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ بِبَرَاءَةٌ مَعَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، فَلَمَّا بَلَغَ ذَا الْحُلَيْفَةِ؛ قَالَ عَفَّانُ:" لَا يُبَلِّغُهَا إِلَّا أَنَا، أَوْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي " فَبَعَثَ بِهَا مَعَ عَلِيٍّ (2).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. ثمامة: هو ابن عبد الله بن أنس بن مالك. وانظر (12570).

(2)

إسناده ضعيف لنكارة متنه، سماك -وهو ابن حرب بن أوس- ليس بذاك القوي، وقد استنكر الحديثَ الخطابيُّ وابنُ تيمية كما نقلناه عنهما عند الحديث السالف في مسند أبي بكر برقم (4)، والجورقانيُّ في "الأباطيل" 1/ 131، وابنُ كثير في "تفسيره" 4/ 48.

وسيأتي مكرراً من طريق عفان وحده برقم (14019).

وأخرجه الترمذي (3090)، والنسائي في "خصائص علي"(75) من طريق عفان وعبد الصمد بن عبد الوارث، بهذا الإِسناد. وقال الترمذي: حديث حسن غريب من حديث أنس.

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 84 - 85، وأبو يعلى (3095)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3589) من طريق عفان وحده، به.

وأخرجه أبو بكر القطيعي في زوائده على "الفضائل" للمصنف (946) و (1090)، والجورقاني (128) من طريق محمد بن عبد الله الخزاعي، والطحاوي =

ص: 434

13215 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ أُمَّ أَيْمَنَ بَكَتْ لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقِيلَ لَهَا: مَا يُبْكِيكِ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَتْ: إِنِّي قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سَيَمُوتُ، وَلَكِنْ إِنَّمَا أَبْكِي عَلَى الْوَحْيِ الَّذِي رُفِعَ عَنَّا (1).

= في "شرح مشكل الآثار"(3588) من طريق عثمان بن عمر بن فارس، كلاهما عن حماد بن سلمة، به.

وفي الباب عن أبي بكر الصديق، سلف برقم (4) بسند ضعيف.

وعن علي سلف برقم (1297)، وسنده ضعيف أيضاً.

قلنا: وقد ثبت إرسال علي رضي الله عنه ببراءة من غير هذا الوجه، انظر حديث أبي هريرة السالف برقم (7977).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد -وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم.

وسيأتي عن عفان، عن حماد برقم (13591).

وأخرجه مسلم (2454)، وابن ماجه (1635)، وأبو يعلى (69) من طريق سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس قال: قال أبو بكر بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر: انطلق بنا إلى أمِّ أيمن نزورها كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزورها، فلما انتهينا إليها بَكَتْ. فقالا لها: ما يبكيك؟ ما عند الله خير لرسوله صلى الله عليه وسلم. فقالت: ما أبكي أن لا أكون أعلم أن ما عند الله خير لرسوله صلى الله عليه وسلم، ولكن أبكي أن الوحي قد انقطع من السماء. فهيَّجَتْهما على البكاء، فجعلا يبكيان معها.

وأخرج ابن سعد 8/ 226، والطبراني في "الكبير" 25/ (227) من طريق سفيان الثوري، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، قال: لما قُبِضَ النبي صلى الله عليه وسلم بكت أم أيمن، فقيل لها: ما يبكيك، فقالت: أبكي على خبر السماء.

ص: 435

13216 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَأَى نُخَاعَةً فِي قِبْلَةِ الْمَسْجِدِ، فَحَكَّهَا بِيَدِهِ (1).

13217 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ أَهْلُ الْيَمَنِ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالُوا: ابْعَثْ مَعَنَا رَجُلًا يُعَلِّمُنَا كِتَابَ رَبِّنَا وَالسُّنَّةَ. قَالَ: فَأَخَذَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِيَدِ أَبِي عُبَيْدَةَ فَدَفَعَهُ إِلَيْهِمْ، وَقَالَ:" هَذَا أَمِينُ هَذِهِ الْأُمَّةِ "(2).

13218 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَمَّا أَرَادَ أَنْ يَحْلِقَ رَأْسَهُ، قَبَضَ أَبُو طَلْحَةَ عَلَى أَحَدِ شِقَّيْ رَأْسِهِ، فَلَمَّا حَلَقَهُ الْحَجَّامُ أَخَذَهُ، فَجَاءَ بِهِ أُمَّ سُلَيْمٍ، فَجَعَلَتْ تَجْعَلُهُ فِي طِيبِهَا (3).

13219 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ وَحَسَنٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " رَأَيْتُ كَأَنِّي اللَّيْلَةَ فِي

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد -وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم.

وسيأتي من طريقين آخرين عن حماد بن سلمة برقم (13500) و (13647).

وانظر ما سلف من طريق حميد برقم (12959).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (12261).

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (12483).

ص: 436

دَارِ رَافِعِ بْنِ عُقْبَةَ - قَالَ حَسَنٌ: فِي دَارِ عُقْبَةَ بْنِ رَافِعٍ -، فَأُوتِينَا بِتَمْرٍ مِنْ تَمْرِ ابْنِ طَابٍ، فَأَوَّلْتُ أَنَّ لَنَا الرِّفْعَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْعَاقِبَةَ فِي الْآخِرَةِ، وَأَنَّ دِينَنَا قَدْ طَابَ " (1).

13220 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي بَكْرٍ (2) - الْمُزَنِيَّ، حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ أَبِي مَيْمُونَةَ، قَالَ: وَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا عَنْ أَنَسٍ قَالَ: مَا رُفِعَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَمْرٌ فِيهِ الْقِصَاصُ، إِلَّا أَمَرَ فِيهِ بِالْعَفْوِ (3).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد -وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث، وحسن: هو ابن موسى الأشيب.

وأخرجه عبد بن حميد (1314)، ومسلم (2270)، وأبو داود (5025)، والنسائي في "الكبرى"(7644)، وأبو عوانة في الرؤيا كما في "إتحاف المهرة" 1/ 548، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/ 337، والبغوي (3284) من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإِسناد.

وسيأتي الحديث عن عفان، عن حماد بن سلمة برقم (14052).

قوله "ابن طاب"، قال السندي: نوع من التمر.

"أن لنا الرفعة" أخذه من اسم رافع.

"العاقبة" من اسم عقبة، والحديث يدل على أن التعبير قد يُؤْخَذ من الأسماء.

(2)

في (م): ابن أبي بكر، وهو خطأ.

(3)

إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن بكر المزني، فقد روى له أصحاب السنن غير الترمذي، وهو صدوق لا بأس به.

وأخرجه أبو داود (4497)، وابن ماجه (2692)، والنسائي 8/ 37 و 37 - 38، والبيهقي 8/ 54، والمزي في ترجمة عبد الله بن بكر من "تهذيب =

ص: 437

13221 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُثَنَّى، عَنْ ثُمَامَةَ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا تَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ رَدَّدَهَا (1) ثَلَاثًا، وَإِذَا أَتَى قَوْمًا فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ عَلَيْهِمْ سَلَّمَ (2) ثَلَاثًا (3).

= الكمال" 14/ 345 من طرق عن عبد الله بن بكر المزني، بهذا الإِسناد.

وسيأتي الحديث عن عفان، عن عبد الله بن بكر برقم (13644).

(1)

في (ظ 4) و (س) و (ق): ردَّها، والمثبت من (م).

(2)

في (م) و (ق): سلم عليهم.

(3)

إسناده حسن، عبد الله بن المثنى -وإن كان من رجال البخاري- فيه كلام ينزله عن رتبة الصحيح، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. ثمامة: هو ابن عبد الله بن أنس بن مالك.

وأخرجه البخاري (94) و (95) و (6244)، والترمذي في "الجامع"(2723)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" ص 92 من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، بهذا الإِسناد. وقال الترمذي: حسن صحيح غريب.

وسيأتي عن أبي سعيد مولى بني هاشم، عن عبد الله بن المثنى بنحوه برقم (13308).

وأخرجه الترمذي في "الجامع"(3640)، وفي "الشمائل"(224)، والحاكم 4/ 273، والسهمي في "تاريخ جرجان" ص 412، والخطيب في "تاريخ بغداد" 3/ 416، وفي "الفقيه والمتفقه" 2/ 126 من طريق أبي قتيبة سلم بن قتيبة، عن عبد الله بن المثنى، به. ولفظه: كان رسول الله يعيد الكلمةَ ثلاثاً لتعقل عنه. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب، إنما نعرفه من حديث عبد الله بن المثنى. ووهم الحاكم إذا قال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، فإن البخاري أخرجه كما ترى.

وفي ترديد الكلام ثلاثاً عن أبي أمامة عند الطبراني في "الكبير"(8095)، وحسَّن إسناده الهيثمي في "المجمع" 1/ 129.

وفي باب طرح السلام ثلاثاً عن قيس بن سعد، عند أبي داود (5185)، =

ص: 438

13222 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا بِسْطَامُ بْنُ حُرَيْثٍ، عَنْ أَشْعَثَ الْحِدَّانِيِّ (1)، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " شَفَاعَتِي لِأَهْلِ الْكَبَائِرِ مِنْ أُمَّتِي "(2).

= وسيأتي 3/ 421، ورجاله ثقات، لكن فيه انقطاع.

قوله: "إذا تكلَّم بكلمة"، أي: بجملة مفيدة، وكان يرددها ثلاثاً حتى تُفهَمَ عنه كما جاء في بعض الروايات.

وقوله: "سلَّم ثلاثاً"، فالمراد به سلام الاستئذان على ما رواه أبو موسى الأشعري وغيره، وأما أن يمرَّ المارُّ مسلِّماً، فالمعروف عدم التكرار. قاله الإسماعيلي كما في "الفتح" 1/ 189، قال الحافظ ابن حجر: وقد فهم المصنف هذا بعينه، فأورد هذا الحديث مقروناً بحديث أبي موسى في قصته مع عمر في الاستئذان (6244).

(1)

تحرف في (م) إلى: الحراني.

(2)

إسناده صحيح. أشعث الحُدَّاني: هو ابن عبد الله بن جابر.

وأخرجه أبو داود (4739)، وابن خزيمة في "التوحيد" 2/ 652، والآجري في "الشريعة" ص 338، والحاكم 1/ 69، والبيهقي 10/ 190 من طريق سليمان ابن حرب، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الطيالسي (2026)، والترمذي (2435)، وابن أبي عاصم في "السنة"(831) و (832)، والبزار (3469 - كشف الأستار)، وأبو يعلى (3284) و (4105) و (4115)، وابن خزيمة في "التوحيد" 2/ 651 و 653 و 656، وابن حبان (6468)، والطبراني في "الصغير"(448) و (1101)، والآجري في "الشريعة" ص 338 و 339، والحاكم 1/ 69، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 261 من طرق عن أنس. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وصححه الحاكم على شرط الشيخين.

وانظر ما سلف برقم (12376). =

ص: 439

13223 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا عَمَّارٌ أَبُو هَاشِمٍ صَاحِبُ الزَّعْفَرَانِ (1)، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ فَاطِمَةَ نَاوَلَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كِسْرَةً مِنْ خُبْزِ شَعِيرٍ، فَقَالَ:" هَذَا أَوَّلُ طَعَامٍ أَكَلَهُ أَبُوكِ مِنْ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ "(2).

13224 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ الْقَطَّانُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ

= وفي الباب عن جابر عند ابن ماجه (4310)، والترمذي (2436)، وصححه ابن حبان (6467).

وعن ابن عمر عند ابن أبي عاصم في "السنة"(830)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 8/ 11.

وعن ابن عباس عند الطبراني في "الكبير"(11454).

وعن كعب بن عجرة عند الآجري في "الشريعة" ص 338.

قوله: "شفاعتي لأهل الكبائر

الخ"، قال علي القاري في "مِرقاة المفاتيح" 5/ 277: أي: شفاعتي في العفو عن الكبائر من أمتي خاصة دون غيرهم من الأمم. وانظر "شرح مسلم" للنووي 3/ 35.

(1)

في (م): الزعفراني.

(2)

حديث حسن، وهذا إسناد منقطع، فإن عماراً أبا هاشم -وهو ابن عمارة- لم يسمع من أنس، لكن عُرفت الواسطة بينهما كما سيأتي.

والحديث في "الزهد" للمصنف ص 39. لكن تحرف فيه "عمار أبو هاشم" إلى: عمارة بن هشام.

وأخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" ص 264 من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، عن عمار أبي هاشم، عن محمد بن سيرين، عن أنس. فذكر الواسطة بين عمار وأنس، وهو ابن سيرين.

وأخرجه ابن سعد 1/ 400، والعقيلي في "الضعفاء" 3/ 324، والطبراني في "الكبير"(750) من طريق أبي الوليد الطيالسي، عن أبي هاشم صاحب الزعفراني، عن محمد بن عبد الله صاحب أنس، عن أنس. وهذا إسناد قوي.

ص: 440

عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ أَعْرَابِيًّا سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ قِيَامِ السَّاعَةِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" مَا أَعْدَدْتَ لَهَا؟ " قَالَ: لَا، إِلَّا أَنِّي أُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ. قَالَ:" الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ " ثُمَّ قَالَ: " أَيْنَ السَّائِلُ عَنِ السَّاعَةِ؟ " قَالَ: وَثَمَّ غُلَامٌ، فَقَالَ:" إِنْ يَعِشْ هَذَا فَلَنْ يَبْلُغَ الْهَرَمَ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ "(1).

13225 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَرْبُ بْنُ شَدَّادٍ، بَصْرِيٌّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى - يَعْنِي ابْنَ أَبِي كَثِيرٍ -، قَالَ عَمْرُو بْنُ زُنَيْبٍ الْعَنْبَرِيُّ (2): إِنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ حَدَّثَهُ: أَنَّ مُعَاذًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَيْنَا أُمَرَاءُ لَا يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِكَ، وَلَا يَأْخُذُونَ بِأَمْرِكَ، فَمَا

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عمران القطان -وهو ابن داور- وهو متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. والحسن -وهو البصري- قد صرح بالتحديث في الرواية الآتية برقم (14012).

وأخرجه مختصراً الترمذي (2386)، وأبو يعلى (2777) من طريق أشعث بن سَوّار، والطبراني في "الأوسط"(2299) و (7461)، وفي "الصغير"(154) من طريق يونس بن عبيد، وفي "الأوسط"(9399)، وفي "الصغير"(1133)، والإسماعيلي في "المعجم" 1/ 410 من طريق محمد بن جحادة، ثلاثتهم عن الحسن البصري، به. وقال الترمذي: حسن غريب من حديث الحسن عن أنس.

وسيأتي من طريق مبارك بن فضالة، عن الحسن برقم (13362) و (14012).

وانظر ما سلف برقم (12013).

(2)

لفظة "العَنْبري" أثبتناها من (م) و (س) و (ق)، وهي كذلك في "التاريخ الكبير"، وفي (ظ 4) و"ثقات" ابن حبان: الغُبري، والله أعلم بالصواب.

ص: 441

تَأْمُرُ فِي أَمْرِهِمْ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا طَاعَةَ لِمَنْ لَمْ يُطِعِ اللهَ "(1).

13226 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي يَزِيدَ، قَالَ: سَمِعْتُ مُوسَى بْنَ أَنَسٍ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ الْأَنْصَارَ اشْتَدَّتْ عَلَيْهِمُ السَّوَانِي، فَأَتَوْا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لِيَدْعُوَ لَهُمْ أَوْ يَحْفِرَ لَهُمْ نَهْرًا، فَأُخْبِرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِذَلِكَ، فَقَالَ:" لَا يَسْأَلُونِي الْيَوْمَ شَيْئًا إِلَّا أُعْطُوهُ " فَأُخْبِرَتِ الْأَنْصَارُ بِذَلِكَ، فَلَمَّا سَمِعُوا مَا قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَالُوا: ادْعُ اللهَ لَنَا بِالْمَغْفِرَةِ. فَقَالَ:

(1) إسناده محتمل للتحسين، عمرو بن زُنَيْب -وقيل: زُبَيْب- روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات".

وأخرجه الضياء في "المختارة"(2342) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 6/ 332 - 333 و 333 تعليقاً، وأبو يعلى (4046)، والضياء في "المختارة"(2341) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، به.

وذكره البخاري في "التاريخ الكبير" أيضاً 6/ 333 من طريق علي بن المبارك عن يحيى بن أبي كثير، به.

وذكره أيضاً 6/ 332 من طريق حجاج بن حجاج، عن عمرو بن زنيب، به.

وفي الباب عن علي بن أبي طالب، سلف برقم (724).

وعن ابن مسعود، سلف برقم (3889).

وعن عمران بن حصين، سيأتي 4/ 426.

وعن الحكم بن عمرو الغفاري، سيأتي 5/ 66.

وعن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، سيأتي 5/ 70.

ص: 442

" اللهُمَّ اغْفِرْ لِلْأَنْصَارِ، وَلِأَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ وَلِأَبْنَاءِ أَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ "(1).

13227 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِنْ أَحَدِكُمْ أَنْ يَسْقُطَ عَلَى بَعِيرِهِ، وَقَدْ أَضَلَّهُ بِأَرْضٍ فَلَاةٍ "(2).

(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن أبي يزيد -وهو المازني- فقد روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات".

وأخرجه البزار (2809 - كشف الأستار)، والحاكم 4/ 80 من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، بهذا الإِسناد. وقال الحاكم: صحيح الإِسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي! وقال البزار: قد روي عن أنس من غير وجه بألفاظ، ولا نعلمه يروى عن موسى بن أنس إلا من حديث ابن أبي يزيد.

وانظر ما سلف برقم (12414).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عمر بن إبراهيم -وهو العبدي- وهو متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(8495) من طريق شاذِّ بن الفياض، عن عمر بن إبراهيم، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البخاري (6309)، ومسلم (2747)(8)، وأبو عوانة في التوبة كما في "إتحاف المهرة" 2/ 259، وابن حبان (617) من طريق همام بن يحيى، وأبو عوانة من طريق حماد بن سلمة وشيبان النحوي، ثلاثتهم عن قتادة، به.

وأخرجه بأطول مما هنا مسلم (2747)(7)، وأبو عوانة في التوبة كما في "الإتحاف" 1/ 409، والبيهقي في "شعب الإيمان"(7105)، والبغوي (1303) من طريق إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس.

وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 12/ 446 من طريق حميد، عن أنس.

قلنا: وحديث شهر -وهو ابن حوشب- عن أبي هريرة الذي أشار إليه المصنف لم يقع لنا من طريقه، وشهر ضعيف، وسلف الحديث في مسند أبي =

ص: 443

وَحَدَّثَ بِذَلِكَ شَهْرٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.

13228 -

حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ ثَابِتًا الْبُنَانِيَّ يُحَدِّثُ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَعْرِضُ لَهُ الرَّجُلُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ بَعْدَمَا يَنْزِلُ مِنَ الْمِنْبَرِ، فَيُكَلِّمُهُ، ثُمَّ يَدْخُلُ فِي الصَّلَاةِ (1).

13229 -

حَدَّثَنَا وَهْبٌ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ حُمَيْدَ بْنَ هِلَالٍ يُحَدِّثُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّهُ قَالَ: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى غُبَارِ مَوْكِبِ جِبْرِيلَ سَاطِعًا فِي سِكَّةِ بَنِي غَنْمٍ، حِينَ سَارَ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ (2).

= هريرة من غير طريق طريق ما عنه، انظر (8192).

وفي الباب عن ابن مسعود، سلف برقم (3627)، وذُكِرَت شواهده هناك.

قوله: "من أحدكم أن يسقط على بعيره"، أي: يجد بعيره، ومنه قولهم: على الخبير سقطت، أي: وجدت الخبير. قاله السندي.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهب بن جرير: هو ابن حازم.

وأخرجه عبد بن حميد (1260) عن وهب بن جرير، بهذا الإِسناد. وانظر (12201).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البخاري (3214) من طريق وهب بن جرير، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البخاري أيضاً (3214) و (4118) عن موسى بن إسماعيل، عن جرير بن حازم، به.

وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 2/ 77 ضمن قصة طويلة من طريق سليمان بن المغيرة، عن حميد بن هلال- وليس فيه أنس.

قوله: "إلى غبار موكب جبريل"، قال السندي: الموكب نوع من السير =

ص: 444

13230 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا هِشَامٌ - يَعْنِي ابْنَ سَنْبَرٍ أَبِي عَبْدِ اللهِ - عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: لَأُحَدِّثَنَّكُمْ بِحَدِيثٍ لَا يُحَدِّثُكُمُوهُ أَحَدٌ سَمِعَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدِي (1)، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يُرْفَعَ الْعِلْمُ، وَيَظْهَرَ الْجَهْلُ، وَيُشْرَبَ الْخَمْرُ، وَيَظْهَرَ الزِّنَى، وَتَقِلَّ الرِّجَالُ، وَيَكْثُرَ النِّسَاءُ، حَتَّى يَكُونَ فِي الْخَمْسِينَ امْرَأَةً الْقَيِّمُ الْوَاحِدُ "(2).

13231 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَشْرَبَ الرَّجُلُ

= وجماعة الفرسان، أو جماعة ركاب يسيرون برفق.

"ساطعاً" حال من الغبار، أي: مرتفعاً.

"حين سار"، أي: رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في رواية البخاري.

وقوله: "كأني انظر" إشارة إلى استحضار أنس للقصة، كأنه ينظر إليها.

(1)

في (م): أحد بعدي سمعته من رسول الله.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الملك بن عمرو: هو أبو عامر العقدي، وهشام: هو الدستوائي.

وأخرجه الخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع"(1284) من طريق عبد الملك بن عمرو، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الطيالسي (1984)، والبخاري في "الصحيح"(5231) و (5577)، وفي "خلق أفعال العباد"(343)، وأبو عوانة في العلم كما في "الإتحاف" 2/ 247، وأبو نعيم في "الحلية" 6/ 280 من طرق عن هشام، به.

وانظر (11944).

ص: 445

قَائِمًا (1).

13232 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" اعْتَدِلُوا فِي السُّجُودِ، وَلَا يَسْجُدْ أَحَدُكُمْ بَاسِطًا ذِرَاعَيْهِ كَالْكَلْبِ "(2).

13233 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ. وَعَبْدُ الْوَهَّابِ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ:" اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَالْجُبْنِ وَالْبُخْلِ، وَالْهَرَمِ، وَعَذَابِ (3) الْقَبْرِ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ ". قَالَ عَبْدُ الْوَهَّابِ: " وَالْبُخْلِ وَالْجُبْنِ "(4).

13234 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ضَحَّى بِكَبْشَيْنِ أَقْرَنَيْنِ أَمْلَحَيْنِ،

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (12185).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 6/ 280 من طريق بكر بن بكار، عن هشام الدستوائي، بهذا الإِسناد. وعنده:"في الركوع والسجود". وانظر (12066).

(3)

في (م) و (ق): ومن عذاب

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين من جهة عبد الملك -وهو ابن عمرو العقدي-، وأما متابعه عبد الوهاب -وهو ابن عطاء الخفاف- فمن رجال مسلم، وهو صدوق لا بأس به، هشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي.

وأخرجه أبو عوانة في الدعوات كما في "الإتحاف" 2/ 202، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 333 من طريق عبد الوهاب الخفاف، بهذا الإِسناد. وانظر (13172).

ص: 446

ذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ وَسَمَّى وَكَبَّرَ، وَوَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا (1).

13235 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي الْعَصْرَ وَالشَّمْسُ بَيْضَاءُ حَيَّةٌ، ثُمَّ يَذْهَبُ الذَّاهِبُ إِلَى العَوَالِي فَيَأْتِيهَا وَالشَّمْسُ مُرْتَفِعَةٌ (2).

13236 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى نَاسٍ وَهُمْ يُصَلُّونَ قُعُودًا مِنْ مَرَضٍ، فَقَالَ:" إِنَّ صَلَاةَ الْقَاعِدِ عَلَى النِّصْفِ مِنْ صَلَاةِ الْقَائِمِ "(3).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وسلف برقم (13202) عن عبد الصمد، عن هشام. وانظر (11960).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة.

وأخرجه الطيالسي (2093)، والشافعي 1/ 53، والدارمي (1208)، وأبو يعلى (3605)، وابن حبان (1518)، وأبو نعيم في "الحلية" 3/ 111 من طرق عن ابن أبي ذئب، بهذا الإِسناد. وانظر (12644).

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن جعفر -وهو ابن عبد الرحمن بن المسور المَخْرَمي- فمن رجال مسلم. إسماعيل بن محمد: هو ابن سعد بن أبي وقاص.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(1364) من طريق عبد الملك بن عمرو، =

ص: 447

13237 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَقَدْ تَرَكْتُمْ بِالْمَدِينَةِ رِجَالًا، مَا سِرْتُمْ مِنْ مَسِيرٍ، وَلَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ، وَلَا قَطَعْتُمْ مِنْ وَادٍ، إِلَّا كَانُوا (1) مَعَكُمْ فِيهِ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَكَيْفَ يَكُونُونَ مَعَنَا وَهُمْ بِالْمَدِينَةِ؟ قَالَ:" حَبَسَهُمُ الْعُذْرُ "(2).

13238 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ حُمَيْدٍ، أَنَّ أَنَسًا سُئِلَ عَنْ شَعَرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: " مَا رَأَيْتُ شَعَرًا أَشَبَهَ بِشَعْرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنْ شعر (3) قَتَادَةَ. فَفَرِحَ يَوْمَئِذٍ قَتَادَةُ (4).

= بهذا الإِسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 52 - 53، وابن ماجه (1230)، وأبو يعلى (4336) من طرق عن عبد الله بن جعفر، به.

وسيأتي من طريق عبد الله بن جعفر برقم (13517)، وانظر ما سلف برقم (12395).

(1)

في (م): إلا وهم معكم.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. وهو مكرر (12629).

(3)

لفظة "شعر" سقطت من (م).

(4)

إسناده صحيح على شرط مسلم. وسيتكرر برقم (13858).

وأخرجه أبو يعلى (3870) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإِسناد.

وأخرجه أبو يعلى (3785) من طريق إبراهيم بن الحجاج، عن حماد بن =

ص: 448

13239 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا خَارِجَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، مِنْ وَلَدِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: انْصَرَفْنَا مِنَ الظُّهْرِ مَعَ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ، فَدَخَلْنَا عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، فَقَالَ: يَا جَارِيَةُ، انْظُرِي هَلْ حَانَتْ؟ قَالَ: قَالَتْ: نَعَمْ. فَقُلْنَا لَهُ: إِنَّمَا انْصَرَفْنَا مِنَ الظُّهْرِ الْآنَ مَعَ الْإِمَامِ! قَالَ: فَقَامَ فَصَلَّى الْعَصْرَ، ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا كُنَّا نُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (1).

= سلمة، به. ولفظه: كان شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يجاوز أُذُنيه كأنه شعر قتادة- ففرح قتادة يومئذ، وكان شعر قتادة رَجِلاً.

وأخرجه بنحو هذا اللفظ أبو عوانة في المناقب كما في "الإتحاف" 1/ 478 من طريق حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس. وانظر ما سلف برقم (12389).

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، عبد الله والد خارجة -هو ابن سليمان بن زيد بن ثابت الأنصاري- لم يرو عنه غير ابنه خارجة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، فهو معروف النسب مجهول الحال، وأما ابنه خارجة، فحديثه حسن في المتابعات والشواهد.

وأخرجه البخاري (549)، ومسلم (623)، والنسائي 1/ 253، وأبو عوانة 1/ 352 - 353، وابن حبان (1517)، والبيهقي 1/ 443 من طريق أبي بكر بن عثمان بن سهل بن حنيف، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، قال: صلينا مع عمر بن عبد العزيز الظهر، ثم خرجنا حتى دخلنا على أنس بن مالك فوجدناه يصلي العصر، فقلت: يا عم، ما هذه الصلاة التي صليت؟ قال: العصر، وهذه صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي كنا نصلي معه.

وأخرجه بنحوه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 187، وابن حبان (1514) من طريق خلاد بن خلاد الأنصاري، عن أنس. =

ص: 449

13240 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ يَهُودِيًّا أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مَعَ أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: السَّامُ عَلَيْكُمْ. فَرَدَّ عَلَيْهِ الْقَوْمُ، فَقَالَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَتَدْرُونَ مَا قَالَ؟ " قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: السَّامُ عَلَيْكُمْ. قَالَ: " رُدُّوا عَلَيَّ الرَّجُلَ " فَرَدُّوهُ، فَقَالَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" قُلْتَ: كَذَا وَكَذَا؟ " قَالَ: نَعَمْ. فَقَالَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا سَلَّمَ عَلَيْكُمْ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ فَقُولُوا: عَلَيْكَ " أَيْ: عَلَيْكَ مَا قُلْتَ (1).

13241 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي طَرِيقٍ مَعَهُ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَلَقِيَتْهُ امْرَأَةٌ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً. فَقَالَ:" يَا أُمَّ فُلَانٍ، اجْلِسِي فِي أَيِّ نَوَاحِي السِّكَكِ شِئْتِ، أَجْلِسْ إِلَيْكِ " فَفَعَلَتْ، فَجَلَسَ إِلَيْهَا حَتَّى قَضَتْ حَاجَتَهَا (2).

= وأخرجه النسائي 1/ 253 - 254 من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة ابن عبد الرحمن عن أنس.

وانظر ما سلف برقم (13181)، وانظر أيضاً (11999).

(1)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الله بن بكر: هو ابن حبيب السَّهْمي، وسعيد: هو ابن أبي عروبة. وانظر (12427).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 5/ ورقة 330 من طريقِ عبد الله بن بكر، بهذا الإِسناد. وانظر (11941).

ص: 450

13242 -

حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمَّا حَلَقَ، بَدَأَ بِشِقِّ رَأْسِهِ الْأَيْمَنِ فَحَلَقَهُ، ثُمَّ نَاوَلَهُ أَبَا طَلْحَةَ، قَالَ: ثُمَّ حَلَقَ شِقَّ رَأْسِهِ الْأَيْسَرَ، فَقَسَمَهُ بَيْنَ النَّاسِ (1).

13243 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاتِهِ، فَلَا يَتْفُلْ أَمَامَهُ وَلَا عَنْ يَمِينِهِ، فَإِنَّهُ يُنَاجِي رَبَّهُ، وَلْيَتْفُلْ عَنْ يَسَارِهِ أَوْ تَحْتَ قَدَمِهِ "(2).

13244 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: أُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِإِنَاءٍ فِيهِ مَاءٌ قَدْرَ مَا يَغْمُرُ أَصَابِعَهُ - أَوْ لَا يَغْمُرُ أَصَابِعَهُ، شَكَّ سَعِيدٌ - فَجَعَلُوا يَتَوَضَّؤُونَ، وَالْمَاءُ يَنْبُعُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ. قَالَ: قُلْنَا لِأَنَسٍ: كَمْ كُنْتُمْ؟ قَالَ: ثَلَاثَ مِئَةٍ (3).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشام: هو ابن حسان القُرْدُوسي، ومحمد: هو ابن سيرين.

وأخرجه ابن الجارود (484) عن سليمان بن شعيب، وأبو عوانة في الحج كما في "إتحاف المهرة" 2/ 280 عن محمد بن عبد الملك الدقيقي، كلاهما عن وهب بن جرير، بهذا الإِسناد. وانظر (12092).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن بكر: هو البُرْساني، وسعيد: هو ابن أبي عروبة. وانظر (12063).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر ما سلف برقم (12694).

ص: 451

13245 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" تَسَحَّرُوا، فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً "(1).

13246 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ. وَعَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا. لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} [الفتح: 1 - 2] مَرْجِعَهُ مِنَ الْحُدَيْبِيَةِ وَهُمْ مُخَالِطُهُمُ الْحُزْنُ وَالْكَآبَةُ، وَقَدْ نَحَرَ الْهَدْيَ بِالْحُدَيْبِيَةِ، فَقَالَ:" لَقَدْ أُنْزِلَتْ آيَةٌ، هِيَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا جَمِيعًا ".

قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، قَدْ عَلِمْنَا مَا يُفْعَلُ بِكَ، فَمَا يُفْعَلُ بِنَا؟ فَأُنْزِلَتْ:{لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِنْدَ اللهِ فَوْزًا عَظِيمًا} [الفتح: 5].

قَالَ عَبْدُ الْوَهَّابِ فِي حَدِيثِهِ: وَأَصْحَابُهُ مُخَالِطُو الْحُزْنِ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه أبو يعلى (3130)، وأبو عوانة في الصيام كما في "إتحاف المهرة" 2/ 211 من طريق يزيد بن زريع، وأبو يعلى (3130) و (3150) من طريق خالد بن الحارث، كلاهما عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإِسناد.

وسيأتي من طريق قتادة برقم (13551)، ومن طريق قتادة وعبد العزيز بن صهيب برقم (13390). وسلف من طريق عبد العزيز برقم (11950).

ص: 452

وَالْكَآبَةِ. وَقَالَ فِيهِ: فَقَالَ قَائِلٌ: هَنِيئًا مَرِيئًا لَكَ يَا رَسُولَ اللهِ، قَدْ بَيَّنَ اللهُ مَاذَا يَفْعَلُ بِكَ (1).

13247 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" أَتِمُّوا الصَّفَّ الْأَوَّلَ، وَالَّذِي يَلِيهِ، فَإِنْ كَانَ نَقْصٌ (2)، فَلْيَكُنْ فِي الصَّفِّ الْآخِرِ "(3).

13248 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّهُ حَدَّثَهُمْ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَرْخَصَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَالزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ فِي قُمُصٍ مِنْ حَرِيرٍ فِي سَفَرٍ، مِنْ حكَّةٍ كَانَتْ بِهِمَا (4).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين من جهة محمد بن بكر -وهو البرساني-، وأما متابعه عبد الوهاب -وهو ابن عطاء الخفاف- فمن رجال مسلم، وهو صدوق لا بأس به.

وأخرجه مسلم (1786)، وأبو يعلى (2932) و (3202) و (3204)، والطبري في "تفسيره" 26/ 69 و 69 - 70، وابن حبان (370)، والبيهقي 9/ 222، والواحدي في "أسباب النزول" ص 256 من طرق عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإِسناد- وبعضهم يزيد فيه على بعض. وانظر (12226).

(2)

في النسخ الخطية: نقصاً، والصواب ما أثبتناه من (م)، على أن "كان" تامَّة.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (12352).

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 355، والبخاري (2919)، ومسلم (2076)(24)، وأبو داود (4056)، وابن ماجه (3592)، والنسائي 8/ 202، وأبو =

ص: 453

13249 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، أَخِي يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَرَأَهَا {وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنُ بِالْعَيْنِ} نَصَبَ النَّفْسَ، وَرَفَعَ الْعَيْنَ (1).

= عوانة في اللباس كما في "الإتحاف" 2/ 197، والبيهقي في "السنن" 3/ 268 و 268 - 269، وفي "الآداب"(579)، والبغوي (3105) من طرق عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإِسناد. وانظر (12230).

(1)

إسناده ضعيف، أبو علي بن يزيد -وهو ابن أبي النجاد الأيلي- تفرد بالرواية عنه أخوه يونس بن يزيد، وجهَّله أبو حاتم كما في "العلل" 2/ 79، وذكره ابن حبان في "الثقات".

وأخرجه أبو عمر الدوري في "قراءا ت النبي"(37)، والبخاري في "التاريخ الكبير" 9/ 52، وأبو داود (3976) و (3977)، والترمذي (2929)، وأبو يعلى (3566)، والطبراني في "الأوسط"(153)، والحاكم 2/ 236، والمزي في ترجمة أبي علي بن يزيد من "التهذيب" 34/ 103 من طرق عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإِسناد. وسقط من مطبوع الدوري: أبو علي بن يزيد. وتحرف يونس في المطبوع من "تاريخ البخاري" إلى: ثوير.

وقال الترمذي: حديث حسن غريب، وقال: قال محمد (يعني البخاري): تفرد ابنُ المبارك بهذا الحديث عن يونس بن زيد، وهكذا قرأ أبو عُبيد:{والعينُ بالعين} لهذا الحديث.

وقال أبو حاتم في "العلل" 2/ 79: هذا حديث منكر،

ويرويه عُقيل عن الزهري، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأهاب هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم جداً.

وقال الطبراني: لم يروه عن الزهري إلا أبوعلي بن يزيد، ولا عن أبي علي إلا يونس، تفرد به ابن المبارك. ومع هذا فقد صحح الحاكم إسناده!.

وأخرجه الحاكم 2/ 236 - 237 من طريق محمد بن معاوية النيسابوري، =

ص: 454

13250 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: انْطَلَقَ حَارِثَةُ ابْنُ عَمَّتِي (1) نَظَّارًا، مَا انْطَلَقَ لِلْقِتَالِ، فَأَصَابَهُ سَهْمٌ، فَقَتَلَهُ، فَجَاءَتْ أُمُّهُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، ابْنِي حَارِثَةُ، إِنْ يَكُ فِي الْجَنَّةِ أَصْبِرْ وَأَحْتَسِبْ؟! فَقَالَ:" يَا أُمَّ حَارِثَةَ، إِنَّهَا جِنَانٌ كَثِيرَةٌ، وَإِنَّ حَارِثَةَ فِي الْفِرْدَوْسِ الْأَعْلَى "(2).

= عن ابن المبارك، به، ولفظه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ: {أن النفسَ بالنفسِ والعينُ بالعينِ والأنفُ بالأنفِ والأذنُ بالأذنِ والسنُّ بالسنِّ والجروحُ قِصاصٌ} ، وقال محمد بن معاوية ليس من شرط هذا الكتاب. قلنا: وهو متروك.

وأخرجه أبو عمر الدوري (38) من طريق عباد بن كثير الثقفي، عن عُقيل ابن خالد، عن الزهري، به. قلنا: وعباد متروك.

وأخرج الفراء في "معاني القرآن" 1/ 310 عن إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي، عن أبان بن أبي عياش، عن أنس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ: {والعينُ بالعين} رفعاً. قلنا: إبراهيم وأبان متروكان.

قلنا: والرفع هي قراءة الكسائي من القراء السبعة، وانظر توجيهها في "الدر المصون" للسمين الحلبي 4/ 273 - 277.

(1)

تحرف في (م) والنسخ الخطية إلى: "بن عُمير"، وعمَّة أنس: هي الرُّبيِّع بنت النضر، وجاء على الصواب فيما يأتي برقم (14011).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان -وهو ابن المغيرة- فمن رجال مسلم. عبد الله بن يزيد: هو أبو عبد الرحمن المقرئ.

وأخرجه ابن المبارك في "الجهاد"(83)، والطيالسي (2029)، وابن أبي شيبة 14/ 380 - 381، والنسائي في "الكبرى"(8232)، وابن حبان (4664)، والحاكم 3/ 208 من طرق عن سليمان بن المغيرة، بهذا الإِسناد، وصححه =

ص: 455

13251 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي أَيُّوبَ -، قَالَ: حَدَّثَنِي الضَّحَّاكُ بْنُ شُرَحْبِيلَ، عَنْ أَعْيَنَ الْبَصْرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ تَرَكَ مَالًا فَلِأَهْلِهِ، وَمَنْ تَرَكَ دَيْنًا، فَعَلَى اللهِ وَعَلَى رَسُولِهِ "(1).

13252 -

حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: رَخَّصَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِلزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ وَلِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ فِي لُبْسِ الْحَرِيرِ فِي السَّفَرِ، مِنْ حِكَّةٍ كَانَتْ بِهِمَا (2).

13253 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَحْتَجِمُ، وَلَا يَظْلِمُ أَحَدًا أَجْرَهُ (3).

= الحاكم على شرط مسلم. وانظر (12252).

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أعين البصري.

وأخرجه أبو يعلى (4343)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 285 من طريق عبد الله بن يزيد المقرئ، بهذا الإِسناد.

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7861)، وانظر تتمة شواهده هناك.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (12230).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن عبيد: هو الطَّنافسي.

وأخرجه أبو عوانة في الطب كما في "الإتحاف" 2/ 155، والبيهقي 9/ 337 من طريق محمد بن عبيد، بهذا الإِسناد. وانظر (12206).

ص: 456

13254 -

حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: سَدَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَاصِيَتَهُ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَسْدُِلَهَا، ثُمَّ فَرَّقَ بَعْدُ (1).

13255 -

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم دَعَا عَلَى الَّذِينَ قَتَلُوا أَهْلَ بِئْرِ مَعُونَةَ ثَلَاثِينَ صَبَاحًا، عَلَى رِعْلٍ وَذَكْوَانَ (2) وَلِحْيَانَ وَبَنِي

(1) رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن خالد فمن رجال مسلم. والصواب في هذا الحديث الإرسال كما جاء في "الموطأ" 2/ 948 عن مالك، عن زياد بن سعد، عن ابن شهاب أنه سمعه يقول: سدل

، وقد قال ابن عبد البر في "التمهيد" 6/ 69 تعليقاً على رواية مالك هذه: هكذا رواه الرواةُ كلهم عن مالك مرسلاً، إلا حماد بن خالد الخياط، فإنه وصله وأسنده، وجعله عن مالك، عن زياد بن سعد، عن الزهري، عن أنس، فأخطأ فيه، والصواب فيه من رواية مالك الإرسال، كما في "الموطأ" لا من حديث أنس، وهو الذي يصححه أهل الحديث. ثم نقل عن الإمام أحمد قوله في هذا الحديث: هذا خطأ، وإنما هو عن ابن عباس. قلنا: ورواية ابن عباس سلفت في "المسند" برقم (2209) من طريق الزهري عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس.

وأخرجه الحاكم 2/ 606، وأبو نعيم في "الحلية" 9/ 221، وابن عبد البر في "التمهيد" 6/ 69 - 70 و 70 - 71 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإِسناد.

(2)

"ذكوان" ليست في (ظ 4) و (س)، وأثبتناها من (م) و (ق) ونسخة في (س).

ص: 457

عُصَيَّةَ، عَصَتِ اللهَ وَرَسُولَهُ، وَنَزَلَ فِي ذَلِكَ قُرْآنٌ، فَقَرَأْنَاهُ:" بَلِّغُوا عَنَّا قَوْمَنَا أَنَّا قَدْ لَقِينَا رَبَّنَا فَرَضِيَ عَنَّا وَأَرْضَانَا "(1).

13256 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: إِنْ كَانَتِ الْخَادِمُ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ - وَهِيَ أَمَةٌ - تَأْخُذُ بِيَدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَمَا يَنْزِعُ يَدَهُ مِنْهَا حَتَّى تَذْهَبَ بِهِ حَيْثُ شَاءَتْ (2).

13257 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي الدُّعَاءِ حَتَّى يُرَى بَيَاضُ إِبِطَيْهِ.

قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِعَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، فَقَالَ: إِنَّمَا ذَلِكَ فِي الِاسْتِسْقَاءِ. قَالَ: قُلْتُ: أَنْتَ سَمِعْتَهُ مِنْ أَنَسٍ؟ قَالَ: سُبْحَانَ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عثمان بن عمر: هو ابن فارس العبدي.

وأخرجه ابن المبارك في "الجهاد"(82)، وابن سعد 2/ 54، والبخاري (2814) و (4095)، ومسلم (677)(297)، وأبو عوانة 2/ 285 - 286، والبيهقي في "الدلائل" 3/ 347 - 348 من طرق عن مالك بن أنس، بهذا الإِسناد. وانظر (13195).

(2)

إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان، لكنه صح بنحو هذا اللفظ، انظر ما سلف برقم (11941).

وأخرجه ابن ماجه (4177) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، بهذا الإِسناد، وقرن بعبد الصمد سلمة بن قتيبة. وانظر (12780).

ص: 458

اللهِ! (1).

13258 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ وَهُوَ فِي رَحْلٍ لَهُ:

" لَبَّيْكَ لَا عَيْشَ إِلَّا عَيْشَ الْآخِرَهْ

فَاغْفِرْ لِلْأَنْصَارِ وَالْمُهَاجِرَهْ "

تَوَاضُعًا فِي رَحْلِهِ (2).

13259 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي نَعَامَةَ الْحَنَفِيِّ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ لَا يَقْرَؤُونَ. يَعْنِي: لَا يَجْهَرُونَ (3).

(1) إسناد حديث ثابت صحيح على شرط الشيخين. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد العنبري، والقائل ذكرت ذلك لعلي بن زيد: هو شعبة، وعلي بن زيد: هو ابن جُدْعان، وهو ضعيف.

وانظر (12903).

(2)

إسناده قوي، عبد الله بن الوليد -وهو ابن ميمون العَدَني- صدوق لا بأس به. سفيان: هو الثوري. وانظر (12732).

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، عبد الله بن الوليد صدوق لا بأس به. أبو نعامة: هو قيس بن عَبَاية، روى له البخاري في "جزء القراءة" وأصحاب السنن، وهو ثقة.

وأخرجه البيهقي 2/ 52 من طريق عبد الله بن الوليد، بهذا الإِسناد.

وأخرجه ابن حبان (1802) من طريق يحيى بن آدم، عن سفيان، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أنس!! =

ص: 459

13260 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ آخِرُ صَلَاةٍ صَلَّاهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَيْهِ بُرْدٌ مُتَوَشِّحًا بِهِ وَهُوَ قَاعِدٌ (1).

13261 -

حَدَّثَنَا أَزْهَرُ بْنُ الْقَاسِمِ وَعَبْدُ الْوَهَّابِ، قَالَا: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَثَلُ مَا بَيْنَ نَاحِيَتَيْ حَوْضِي مَثَلُ مَا بَيْنَ صَنْعَاءَ وَالْمَدِينَةِ " أَوْ " مَثَلُ مَا بَيْنَ الْمَدِينَةِ وَعَمَّانَ " قَالَ

= وقد اختُلِف فيه على أبي نَعامة، فأخرجه النسائي 2/ 135، والبيهقي في "السنن" 2/ 52، وفي "المعرفة"(729) من طريق عثمان بن غياث، أخبرني أبو نعامة، حدثنا يزيد بن عبد الله بن مغفَّل، عن عبد الله بن مغفَّل قال: صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخلف أبي بكر، وخلف عمر، فما سمعتُ أحداً منهم قرأ: بسم الله الرحمن الرحيم. ويزيد بن عبد الله بن مغفل مجهول.

وانظر ما سلف برقم (11991).

قوله: "لا يقرؤون"، أي: لا يجهرون بالبسملة.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، عبد الله بن الوليد -وهو ابن ميمون العدني- صدوق لا بأس به، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو ابن سعيد الثوري.

وأخرجه الضياء في "المختارة"(1966) من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه أحمد بن حنبل، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الضياء (1969) من طريق قاسم بن يزيد، عن سفيان، به- دون قوله:"وهو قاعد".

وانظر (12617).

ص: 460

عَبْدُ الْوَهَّابِ: شَكَّ هِشَامٌ (1).

13262 -

حَدَّثَنَا أَزْهَرُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الرَّجُلِ يَرْقُدُ عَنِ الصَّلَاةِ، أَوْ يَغْفُلُ عَنْهَا، قَالَ:" لِيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا "(2).

13263 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَخْضِبْ قَطُّ، وَإِنَّمَا كَانَ الْبَيَاضُ فِي مُقَدَّمِ لِحْيَتِهِ، وَفِي الْعَنْفَقَةِ، وَفِي الرَّأْسِ، وَفِي الصُّدْغَيْنِ، شَيْئًا لَا يَكَادُ يُرَى، وَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ خَضَبَ بِالْحِنَّاءِ (3).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، عبد الوهاب -وهو ابن عطاء الخفاف- صدوق لا بأس به، ومتابعه أزهر بن القاسم صدوق حسن الحديث. هشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي.

وأخرجه أبو عوانة في المناقب كما في "الإتحاف" 2/ 232 من طريق عبد الوهاب الخفاف وحده، به.

وهو مكرر (12362) من رواية أزهر مقروناً بأبي عامر العقدي، وسيتكرر من رواية عبد الوهاب برقم (13294).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، أزهر بن القاسم صدوق حسن الحديث. وانظر (11972).

(3)

إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سعيد -وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري- فمن رجال البخاري. المثنى: هو ابن سعيد الضُّبَعي.

وأخرجه مسلم (2341)(104)، والنسائي 8/ 141، وابن حبان (6296) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، ومسلم (2341)(104) من طريق علي بن نصر الجهضمي، كلاهما عن المثنى بن سعيد، بهذا الإِسناد. =

ص: 461

13264 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مَعْبَدٍ، ابْنُ أَخِي حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْحِمْيَرِيِّ قَالَ: ذَهَبْتُ مَعَ حُمَيْدٍ إِلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ فَقَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا بَايَعَهُ النَّاسُ، أَوْ كُنَّا إِذَا بَايَعْنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُلَقِّنُنَا، أَوْ (1) يَقُولَ لَنَا:" فِيمَا اسْتَطَعْتَ "(2). [قَالَ عَبْدُ اللهِ]: قَالَ أَبِي: لَيْسَ هُوَ حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ.

13265 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَنَتَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم شَهْرًا يَدْعُو عَلَى رِعْلٍ، وَذَكْوَانَ، وَبَنِي لِحْيَانَ، وَعُصَيَّةَ، عَصَوْا اللهَ وَرَسُولَهُ (3).

= وسيأتي الحديث برقم (13809) و (13810)، وانظر (12994).

العَنْفقة: شعيرات بين الشَّفَة السُّفلى والذَّقَن.

(1)

في (م): أَنْ.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد قابل للتحسين، جعفر بن معبد روى عنه شعبة وسلام بن مسكين، وقال أبو حاتم: صالح، وذكره ابن حبان في "الثقات".

وأخرجه الضياء في "المختارة"(1842) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البخاري في "تاريخه" 2/ 200 عن أبي الوليد وحفص بن عمر، عن شعبة، به.

وسيأتي من طريق جعفر بن معبد برقم (14025). وسلف برقم (12203) من طريق عتاب مولى ابن هرمز، عن أنس.

(3)

إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سعيد -وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري- فمن رجال البخاري. =

ص: 462

13266 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَزْمٌ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ ذَاتَ يَوْمٍ لِبَعْضِ مَخَارِجِهِ، وَمَعَهُ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَانْطَلَقُوا يَسِيرُونَ، فَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ، فَلَمْ يَجِدِ الْقَوْمُ مَاءً يَتَوَضَّؤُونَ بِهِ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَاللهِ مَا نَجِدُ مَا نَتَوَضَّأُ بِهِ. وَرَأَى فِي وُجُوهِ أَصْحَابِهِ كَرَاهِيَةَ ذَلِكَ، فَانْطَلَقَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ (1)، فَجَاءَ بِقَدَحٍ مِنْ مَاءٍ يَسِيرٍ، فَأَخَذَهُ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَتَوَضَّأَ مِنْهُ، ثُمَّ مَدَّ أَصَابِعَهُ الْأَرْبَعَةَ عَلَى الْقَدَحِ، ثُمَّ قَالَ:" هَلُمُّوا فَتَوَضَّؤُوا " فَتَوَضَّأَ الْقَوْمُ حَتَّى أَبْلَغُوا فِيمَا يُرِيدُونَ.

قَالَ: سُئِلَ كَمْ بَلَغُوا؟ قَالَ: سَبْعِينَ، أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ (2).

= وسيتكرر برقم (13952).

وأخرجه الطيالسي (1989)، ومن طريقه النسائي 2/ 203، وأبو يعلى (3028) و (3029) عن شعبة، بهذا الإِسناد- زاد أبو يعلى في الرواية الأولى: بعد الركوع.

وأخرجه الطحاوي 1/ 243 من طريق سعيد بن بشير، عن قتادة، به. وانظر (12150).

(1)

قوله: "من القوم" ليس في (ظ 4).

(2)

إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حَزْم -وهو ابن أبي حزم مِهْران القُطَعِي- فمن رجال البخاري. يونس: هو ابن محمد المؤدب.

وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 1/ 178 - 179، والبخاري (3574)، والفريابي في "دلائل النبوة"(41)، وأبو يعلى (2759) من طرق عن حزم بن مهران القُطعي، بهذا الإِسناد. =

ص: 463

13267 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا يَقُولُ: قَلَّ لَيْلَةٌ تَأْتِي عَلَيَّ إِلَّا وَأَنَا أَرَى فِيهَا خَلِيلِي صلى الله عليه وسلم. وَأَنَسٌ يَقُولُ ذَلِكَ وَتَدْمَعُ عَيْنَاهُ (1).

13268 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا شَدَّادٌ أَبُو طَلْحَةَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: أَتَتِ الْأَنْصَارُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِجَمَاعَتِهِمْ، فَقَالُوا: إِلَى مَتَى نَنْزَعُ مِنْ هَذِهِ الْآبَارِ؟ فَلَوْ أَتَيْنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَدَعَا اللهَ لَنَا فَفَجَّرَ لَنَا مِنْ هَذِهِ الْجِبَالِ عُيُونًا. فَجَاؤُوا بِجَمَاعَتِهِمْ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا رَآهُمْ قَالَ:" مَرْحَبًا وَأَهْلًا، لَقَدْ جَاءَ بِكُمْ إِلَيْنَا حَاجَةٌ " قَالُوا: إِي وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ. فَقَالَ: " فَإِنَّكُمْ لَنْ تَسْأَلُونِي الْيَوْمَ شَيْئًا إِلَّا أُوتِيتُمُوهُ، وَلَا أَسْأَلُ اللهَ شَيْئًا إِلَّا أَعْطَانِيهِ " فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، فَقَالُوا: الدُّنْيَا تُرِيدُونَ؟ اطْلُبُوا الْآخِرَةَ. فَقَالُوا بِجَمَاعَتِهِمْ: يَا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ اللهَ لَنَا أَنْ يَغْفِرَ لَنَا. فَقَالَ:" اللهُمَّ اغْفِرْ لِلْأَنْصَارِ، وَلِأَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ، وَلِأَبْنَاءِ أَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ " قَالُوا: يَا

= وانظر ما سلف برقم (12032).

(1)

إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سعيد -وهو مولى بني هاشم- فمن رجال البخاري. المثنى: هو ابن سعيد الضُّبَعي الذَّارِع.

وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 7/ 20 عن مسلم بن إبراهيم، عن المثنى ابن سعيد الذارع قال: سمعتُ أنس بن مالك يقول: ما من ليلة إلا وأنا أرى فيها حبيبي. ثم يبكي.

ص: 464

رَسُولَ اللهِ، وَأَوْلَادِنَا مِنْ غَيْرِنَا. قَالَ:" وَأَوْلَادِ الْأَنْصَارِ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَوَالِينَا. قَالَ:" وَمَوَالِي الْأَنْصَارِ "(1).

13268 م - قَالَ: وَحَدَّثَتْنِي أُمِّي، عَنْ أُمِّ الْحَكَمِ بِنْتِ النُّعْمَانِ بْنِ صُهْبَانَ (2)، أَنَّهَا سَمِعَتْ أَنَسًا يَقُولُ: عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، مِثْلَ هَذَا، غَيْرَ أَنَّهُ زَادَ فِيهِ:" وَكَنَائِنِ الْأَنْصَارِ "(3).

13269 -

حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا وَأُمِّي وَخَالَتِي، فَقَالَ:" قُومُوا أُصَلِّي بِكُمْ " فِي غَيْرِ حِينِ صَلَاةٍ.

قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ لِثَابِتٍ: أَيْنَ جَعَلَ أَنَسًا مِنْهُ؟ قَالَ: عَلَى يَمِينِهِ، وَالنِّسْوَةَ خَلْفَهُ (4).

(1) إسناده قوي، شداد -وهو ابن سعيد- صدوق لا بأس به، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه المزي في ترجمة أم الحكم بنت النعمان من "تهذيبه" 35/ 349 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإِسناد.

وانظر ما سلف برقم (12414).

(2)

في (م) و (س) و (ق): صهباء.

(3)

إسناده ضعيف، أم الحكم بنت النعمان، والراوية عنها، لا يعرف حالهما.

وقوله: "حدثتني أمي" يغلب على ظننا أن القائل هو عبيد الله بن أبي بكر.

وهو في "تهذيب الكمال" في ترجمة أم الحكم 35/ 349 من طريق "المسند"، بإثر الحديث السابق.

(4)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن خالد الخياط، فمن رجال مسلم. وانظر (12626).

ص: 465

13270 -

حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ - يَعْنِي الْعُمَرِيَّ -، قَالَ: سَمِعْتُ أُمَّ يَحْيَى، قَالَتْ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: مَاتَ ابْنٌ لِأَبِي طَلْحَةَ، فَصَلَّى عَلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقَامَ أَبُو طَلْحَةَ خَلْفَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَأُمُّ سُلَيْمٍ خَلْفَ أَبِي طَلْحَةَ، كَأَنَّهُمْ عُرْفُ دِيكٍ، وَأَشَارَ بِيَدِهِ (1).

13271 -

حَدَّثَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَنَا مَعَهُ وَأُمُّ سُلَيْمٍ، فَجَعَلَنِي عَنْ يَمِينِهِ، وَأُمَّ سُلَيْمٍ مِنْ خَلْفِنَا (2)(3).

(1) إسناده ضعيف لجهالة أم يحيى، ذكرها الحسيني في "التذكرة في رجال العشرة" ورقة 290، وقال: مجهولة، وعبد الله العمري: وهو ابن عمر ابن حفص بن عاصم، ضعيف.

وقد سلفت قصة وفاة ابن أبي طلحة مطولة دون قصة الصلاة عليه برقم (12028).

(2)

قوله: "من خلفنا" جاء في (ظ 4): "خلفي"، وفي (ق):"من خلفه".

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (12626).

ص: 466