المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

مسند الإمام أحمد بن حنبل (164 - 241 هـ) حقق هذا الجزء - مسند أحمد - ط الرسالة - جـ ٢٣

[أحمد بن حنبل]

فهرس الكتاب

مسند الإمام أحمد بن حنبل

(164 - 241 هـ)

حقق هذا الجزء وخرج أحاديثه وعلق عليه

شعيب الأرنَؤوط - عَادل مُرْشِد - سعيد اللّحام

الجزء الثالث والعشرون

مؤسسة الرسالة

ص: 1

14635 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ - قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ دِينَارٍ يَقُولُ عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ كِرَاءِ الْأَرْضِ (1).

14636 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ -، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه النسائي 7/ 48 من طريق عارم محمد بن الفضل، وأبو يعلى (1996) عن عبيد الله بن عمر القواريري، كلاهما عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه الحميدي (1255)، وابن أبي شيبة 6/ 345، ومسلم ص 1177 (93)، والنسائي 7/ 48 - 49، وأبو يعلى (2064) من طريق سفيان، والنسائي 7/ 48 من طريق محمد بن مسلم الطائفي، والطحاوي 4/ 33 و 111 من طريق إبراهيم بن ميسرة، ثلاثتهم عن عمرو بن دينار، به، بلفظ: نهى عن المخابرة. والمخابرة: كراء الأرض بالثلث والربع.

وسلف بلفظ النهي عن المخابرة برقم (14358) من طريق أبي الزبير، عن جابر.

وأخرجه مسلم ص 1178 (99) من طريق النعمان بن أبي عياش، ومسلم ص 1176 و (78)، والنسائي 7/ 37، وأبو يعلى (1997) من طريق عطاء بن أبي رباح، والدارقطني 3/ 36 من طريق محمد بن المنكدر، ثلاثتهم عن جابر. بلفظ النهي عن كراء الأرض.

وانظر ما سيأتي برقم (15182) عن سريج بن النعمان، عن حماد بن زيد.

ص: 7

عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ أَحْيَا أَرْضًا مَيْتَةً، فَهِيَ لَهُ، وَمَا أَكَلَتِ الْعَافِيَةُ، فَهُوَ لَهُ صَدَقَةٌ ".

فَقَالَ رَجُلٌ: يَا أَبَا الْمُنْذِرِ - قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَبُو الْمُنْذِرِ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ - مَا الْعَافِيَةُ؟ قَالَ: مَا اعْتَفاَهَا (1) مِنْ شَيْءٍ (2).

14637 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ -، عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: أَتَانِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، فَأَطْعَمْتُهُمْ رُطَبًا، وَأَسْقَيْتُهُمْ مَاءً، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" هَذَا مِنَ النَّعِيمِ الَّذِي تُسْأَلُونَ عَنْهُ "(3).

(1) في (م): اعتافها.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البيهقي 6/ 148 من طريق محمد بن عبيد، وابن عبد البر في و"التمهيد" 22/ 281 من طريق خلف بن هشام، كلاهما عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد.

والعافية والعافي: كل طالب رزق من إنسانٍ أو بهيمةٍ أو طائر، وجمعها العوافي، يقال: عفوتُه واعتفيته، أي: أتيتُ اطلبُ معروفه.

وانظر (14271).

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه الطيالسي (1799)، وأبو يعلى (1790)، والطبري في "تفسيره" 30/ 286، وابن حبان (3411)، والبيهقي في "الشعب"(4600) من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.

وسيأتي الحديث برقم (14786) وضمن حديث مطول برقم (15206).

وفي الباب عن أبي عسيب، سيأتي 5/ 81.

وعن أبي هريرة عند مسلم (2038)، وابن ماجه (3180).

ص: 8

14638 -

حَدَّثَنَا شَاذَانُ أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: لَمَّا أَرَادَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُخَلِّفَ عَلِيًّا، قَالَ: قَالَ لَهُ عَلِيٌّ: مَا يَقُولُ النَّاسُ فِيَّ إِذَا خَلَّفْتَنِي؟ قَالَ: فَقَالَ: " أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى؟ إِلَّا أَنَّهُ لَيْسَ بَعْدِي نَبِيٌّ " أَوْ " لَا يَكُونُ بَعْدِي نَبِيٌّ "(1).

14639 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ بَيْعِ فَضْلِ الْمَاءِ (2).

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، شريك -وهو ابن عبد الله النخعي-، سيئ الحفظ، وعبد الله بن محمد بن عقيل ليس بذاك القوي.

وأخرجه الترمذي (3730) من طريق أبي أحمد الزبيري، عن شريك، بهذا الإسناد.

وفي الباب عن سعد بن أبي وقاص، سلف برقم (1463)، وإسناده صحيح.

وعن ابن عباس، سلف برقم (3061)، وإسناده حسن في الشواهد.

وعن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11272)، وإسناده ضعيف.

وعن أسماء بنت عميس، سيأتي 6/ 369، وإسناده صحيح.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم. حسن: هو ابن موسى الأشيب: وأبو الزبير: هو محمد بن مسلم بن تَدْرُس، وقد صرح بسماعه من جابر في بعض طرق حديث ابن جريج. وسيأتي مكرراً برقم (14644).

وأخرجه الحاكم 2/ 61 من طريق مسلم بن إبراهيم، عن حماد، بهذا الإسناد. وقال: حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.

وأخرجه ابن أبي شيبة 6/ 254، ومسلم (1565)(34)، وابن ماجه =

ص: 9

14640 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ وَمُوسَى بْنُ دَاوُدَ، قَالَا: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ بَيْعِ (1) الْأَرْضِ الْبَيْضَاءِ سَنَتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا (2).

= (2477)، وابن الجارود (595)، وابن حبان (4953)، والبيهقي 6/ 15 من طريق ابن جريج، عن أبي الزبير، به.

وأخرجه ضمن حديثٍ: مسلمٌ (1565)(35)، والنسائي 7/ 310، والبيهقي 5/ 339 و 5/ 16 من طريق ابن جريج، عن أبي الزبير، به. وهذا نصه: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع ضِرابِ الجمل، وعن بيع الماءِ، وبيع الأرض للحَرْث، يبيع الرجل أرضه وماءَه، فعن ذلك نهى النبي صلى الله عليه وسلم.

وأخرجه النسائي 7/ 306 - 307 من طريق أيوب، عن عطاء، عن جابر. وإسناده قوي.

وسيأتي برقم (14842) من طريق أبي الزبير، عن جابر.

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7324)، ولفظه مرفوعاً:"لا يُمنَع فضل الماء ليمنع به الكلأ". وانظر شرحه هناك.

(1)

في (ق) ونسخة في هامش (س): عن كراء.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وقد صرح أبو الزبير بسماعه من جابر في حديث ابن جريج عند ابن حبان. زهير: هو ابن معاوية الجُعْفِي.

وأخرجه الدارمي (2617) عن أبي نُعيم الفضل بن دكين، ومسلم ص 1178 (100) من طريق يحيى بن يحيى، كلاهما عن زهير بن معاوية، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن حبان (4957) من طريق ابن جريج، عن أبي الزبير، به.

وسيأتي برقم (15252) عن موسى بن داود.

قوله: "بيع الأرض البيضاء"، قال السندي: أي: كراء الأرض الخالية عن الأشجار والزروع.

ص: 10

14641 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، قَالَا: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ - قَالَ أَحْمَدُ فِي حَدِيثِهِ: حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ - قَالَ: أُتِيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِأَبِي قُحَافَةَ - أَوْ جَاءَ عَامَ الْفَتْحِ - وَرَأْسُهُ وَلِحْيَتُهُ مِثْلُ الثَّغَامِ - أَوْ مِثْلُ الثَّغَامَةِ -. قَالَ حَسَنٌ: فَأَمَرَ بِهِ إِلَى نِسَائِهِ قَالَ: " غَيِّرُوا هَذَا الشَّيْبَ ".

قَالَ حَسَنٌ: قَالَ زُهَيْرٌ: قُلْتُ لِأَبِي الزُّبَيْرِ: أَقَالَ: جَنِّبُوهُ السَّوَادَ؟ قَالَ: لَا (1).

14642 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: أَرْسَلَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مُنْطَلِقٌ إِلَى بَنِي الْمُصْطَلِقِ، فَأَتَيْتُهُ وَهُوَ يُصَلِّي عَلَى بَعِيرِهِ، فَكَلَّمَتْهُ، فَقَالَ بِيَدِهِ هَكَذَا - وَأَشَارَ زُهَيْرٌ بِكَفِّهِ -، ثُمَّ كَلَّمْتُهُ، فَقَالَ بِيَدِهِ هَكَذَا، وَأَنَا أَسْمَعُهُ يَقْرَأُ، وَيُومِئُ بِرَأْسِهِ، فَلَمَّا فَرَغَ، قَالَ: " مَا فَعَلْتَ فِي

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم من جهة حسن -وهو ابن موسى الأشيب-، وأما متابعه أحمد بن عبد الملك، فمن رجال البخاري دون مسلم.

وأخرجه الطيالسي (1753)، ومسلم (2102)(78)، وأبو عوانة 5/ 512 - 513 و 513، والبغوي في "الجعديات "(2746) من طرق عن زهير ابن معاوية، عن أبي الزبير، بهذا الإسناد- ورواية الطيالسي مختصرة.

قلنا: قد ثبت قوله صلى الله عليه وسلم: "جنِّبوه السَّواد" في حديث أبي الزبير من غير طريق زهير بن معاوية عنه، فقد ثبت في حديث ابن جريج وليث بن أبي سليم وغيرهما، انظر الحديث السالف برقم (14402).

ص: 11

الَّذِي أَرْسَلْتُكَ لَهُ؟ فَإِنَّهُ لَمْ يَمْنَعْنِي أَنْ أُكَلِّمَكَ إِلَّا أَنِّي كُنْتُ أُصَلِّي " (1).

14643 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَخْبَرَنَا حَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ كَانَ لَهُ إِمَامٌ، فَقِرَاءَتُهُ لَهُ قِرَاءَةٌ "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أبا الزبير -وهو محمد بن مسلم بن تَدْرُس-، فمن رجال مسلم، وروى له البخاري مقروناً بغيره. حسن: هو ابن موسى الأَشيب البغدادي، وزهير: هو ابن معاوية الجُعْفي الكوفي.

وسلف برقم (14345) عن هاشم بن القاسم، عن زهير.

(2)

حسن بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، حسن بن صالح -وهو حسن بن صالح بن صالح بن حي- لم يسمعه من أبي الزبير، بينهما فيه جابر بن يزيد الجعفي كما سيأتي، وهو ضعيف.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 377 عن مالك بن إسماعيل، عن حسن بن صالح، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد بن حميد (1050)، وابن ماجه (850)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 217، والدارقطني 1/ 331، وابن عدي 2/ 542، والبيهقي في "القراءة خلف الإمام"(344) و (395) من طرق عن الحسن بن صالح، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن أبي الزبير، عن جابر.

وأخرجه الطحاوي 1/ 217، وابن عدي 6/ 2107، والدارقطني 1/ 331، والبيهقي في "السنن" 2/ 160، وفي "القراءة خلف الإمام"(343) و (345) من طريق إسحاق بن منصور، والدارقطني 1/ 331، والبيهقي في "القراءة"(345) من طريق يحيى بن أبي بكير، كلاهما عن الحسن بن صالح، عن الليث بن =

ص: 12

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= أبي سليم وجابر بن يزيد الجعفي، عن أبي الزبير، عن جابر. وجابر الجعفي والليث ضعيفان.

قال ابن عدي: وهذا معروف بجابر الجعفي، عن أبي الزبير، يرويه عنه الحسن بن صالح، إلا أن إسحاق بن منصور السلولي ويحيى بن أبي بكير رويا عن الحسن بن صالح، عن ليث وجابر فجمعا بينهما.

وأخرجه الدارقطني 1/ 402، والطبراني في "الأوسط"(7899)، والبيهقي في "القراءة"(346) من طريق سهل بن العباس المروزي، عن إسماعيل ابن علية، عن أيوب السختياني، عن أبي الزبير، عن جابر. قال الدارقطني: وسهل ابن العباس، متروك.

وأخرجه البيهقي في "القراءة"(347) و (348) من طريق ابن لهيعة، عن أبي الزبير، عن جابر. وابن لهيعة سيئ الحفظ، وفي إسناده أيضاً محمد بن أشرس، وهو متروك الحديث.

وأخرج نحوه الطحاوي 1/ 228، والدارقطني 1/ 327، والبيهقي في "القراءة"(349) من طريق يحيى بن سلام، عن مالك بن أنس، عن وهب بن كيسان، عن جابر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"كل صلاة لا يقرأ فيها بأم الكتاب فهي خداج، إلا أن يكون وراء إمام"، وقال الدارقطني: يحيى بن سلام ضعيف، والصواب موقوف. ثم ساقوه من طرق أخرى عن جابر موقوفاً.

قلنا: وهو في "الموطأ" 1/ 84 عن وهب بن كيسان، عن جابر موقوفاً، وإسناده صحيح.

وأخرجه البيهقي من طريقه في "السنن" 2/ 160. قال البيهقي: هذا هو الصحيح عن جابر من قوله غير مرفوع، وقد رفعه يحيى بن سلام وغيره من الضعفاء عن مالك، وذاك مما لا يحل روايته على طريق الاحتجاج به، وقد يشبه أن يكون مذهب جابر في ذلك ترك القراءة خلف الإمام فيما يجهر فيه بالقراءة دون ما لا يجهر، فقد روى يزيد الفقير عن جابر قال: كنا نقرأ في الظهر والعصر خلف الإمام في الركعتين الأوليين بفاتحة الكتاب وسورة، وفي =

ص: 13

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الأخريين بفاتحة الكتاب، وكذلك يشبه أن يكون مذهب ابن مسعود.

وأخرجه البيهقي في "القراءة"(350) و (352) و (353) من طرق أخرى عن مالك، به. مرفوعاً. وضعف أسانيدها.

وأخرجه أبو حنيفة في "مسنده" ص 307، ومن طريقه أبو يوسف القاضي في كتاب "الآثار"(113)، ومحمد بن الحسن في "موطئه"(117)، والطحاوي 1/ 217، وابن عدي 7/ 2477، والدارقطني 1/ 323 و 324، والبيهقي في "السنن" 2/ 159، وفي "القراءة خلف الإمام"(334) و (335) عن موسى بن أبي عائشة، عن عبد الله بن شداد بن الهاد، عن جابر- وزاد بعضهم فيه قصة. قال البيهقي في "السنن": هكذا رواه جماعة عن أبي حنيفة موصولاً، ورواه عبد الله بن المبارك مرسلاً دون ذكر جابر وهو المحفوظ.

وأخرجه الدارقطني 1/ 325، ومن طريقه البيهقي في "القراءة" ص 150 من طريق أبي حنيفة، عن موسى بن أبي عائشة، عن عبد الله بن شداد، عن أبي الوليد، عن جابر. بزيادة أبي الوليد بين عبد الله بن شداد وبين جابر. وقال الدارقطني: أبو الوليد مجهول. ورجَّح البيهقي هذه الرواية على سابقتها.

وأخرجه الدارقطني 1/ 325، والبيهقي في "القراءة"(338) من طريق يونس بن بكير، عن أبي حنيفة والحسن بن عمارة، عن موسى بن أبي عائشة، عن عبد الله بن شداد، عن جابر. وقال الدارقطني: الحسن بن عمارة متروك الحديث. وذكر جماعة ممن رووه عن موسى بن أبي عائشة، وقال: رووه عنه، عن عبد الله بن شداد مرسلاً، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو الصواب.

وأخرجه ابن عدي 2/ 706 من طريق يونس بن بكير وطاهر بن مدرار، عن الحسن بن عمارة وحده، به. وقال: وهذا لم يوصله -فزاد في إسناده جابراً- غير الحسن بن عمارة وأبي حنيفة، وبأبي حنيفة أشهر منه بالحسن بن عمارة، وقد رَوَى هذا الحديثَ عن موسى بن أبي عائشة غيرُهما فأرسلوه. وذكر بعضَ الذين ذكرهم البيهقي والدارقطني وغيرهم.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 376 عن شريك بن عبد الله النخعي وجرير بن =

ص: 14

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= عبد الحميد، ومحمد بن الحسن في "موطئه"(124) عن إسرائيل بن يونس، والطحاوي 1/ 217 من طريق أبي أحمد الزبيري، عن سفيان الثوري، وابن عدي 7/ 2477 من طريق جرير بن عبد الحميد وسفيان بن عيينة وشعبة، والبيهقي في "السنن" 2/ 160، وفي "القراءة"(336) و (337) من طريق عبد الله بن المبارك، عن سفيان وشعبة وأبي حنيفة، سبعتهم (إسرائيل وشريك وجرير والثوري وابن عيينة وشعبة وأبو حنيفة) عن موسى بن أبي عائشة، عن عبد الله ابن شداد، مرسلاً. وقال البيهقي: وكذلك رواه علي بن الحسن بن شقيق، عن ابن المبارك، وكذلك رواه غيره عن سفيان بن سعيد الثوري وشعبة ابن الحجاج، وكذلك رواه منصور بن المعتمر وسفيان بن عيينة وإسرائيل بن يونس وأبو عوانة وأبو الأحوص وجرير بن عبد الحميد وغيرهم من الثقات الأثبات، ورواه الحسن بن عمارة عن موسى موصولاً، والحسن بن عمارة متروك، ونقل ابن عدي عن المقرئ، عن أبي حنيفة قوله: أنا بريء من عهدته.

وأخرجه الطحاوي 1/ 217 من طريق أبي أحمد الزبيري، عن إسرائيل، عن موسى بن أبي عائشة، عن عبد الله بن شداد، عن رجل من أهل البصرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وإسناده ضعيف لجهالة الرجل البصري.

وأخرجه الدارقطني 1/ 402، والطبراني في "الأوسط"(7899) من طريق سهل بن العباس المروزي، عن إسماعيل ابن علية، عن أيوب، عن أبي الزبير وسهل متروك.

وفي الباب عن جماعة من الصحابة، أوردها البيهقي في كتابه "القراءة خلف الإمام" ص 147 وما بعدها، وأعلَّها كلها، وقال الحافظ ابن حجر في "التلخيص" 1/ 232 وأشار إلى هذه الطرق: كلها معلولة.

وقال البيهقي في "معرفة السنن والآثار"(916): أخبرنا أبو عبد الله الحافظ (وهو الحاكم) قال: سمعت سلمةَ بن محمد الفقيه يقول: سألت أبا موسى الرازي الحافظ عن الحديث المرويِّ عن النبي صلى الله عليه وسلم: "من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة"، فقال: لم يصحَّ فيه عندنا عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء، إنما اعتمد =

ص: 15

14644 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ بَيْعِ فَضْلِ الْمَاءِ (1).

14645 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ جَابِرِ (2)، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَصَبْنَا جَرَادًا، فَأَكَلْنَاهُ (3).

= مشايخُنا فيه على الروايات عن علي وعبد الله بن مسعود والصحابة. قال أبو عبد الله: أعجبني هذا لمَّا سمعتُه، فإن أبا موسى أحفظ من رَأَيْنا من أصحاب الرأي على أَديم الأرض.

قلنا: لكن هذه الطرق وإن كانت لا تخلو من ضعف يتقوى بها الحديث ويعتضد، لا سيما أن مرسل عبد الله بن شداد صحيح من غير خلاف وأنه يتأيَّد ببعض الطرق المسندة الضعيفة التي سلفت، وبقول جابر بن عبد الله وعبد الله ابن عمر، والمرسل إذا اعتضد بالمسند الضعيف أو بقول صحابي، فإنه يتقوى.

وانظر "نصب الراية" 2/ 7 - 14 وقد سلف الكلام على مسألة القراءة خلف الإمام برقم (7270) فراجعه.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو مكرر (14639).

(2)

قوله: "عن جابر" سقط من (م)، وأثبتناه من (س) و (ق) و"أطراف المسند" 2/ 83.

(3)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف جابر: وهو ابن يزيد الجُعْفي. محمد بن علي: هو ابن الحسين بن علي أبو جعفر الباقر.

ويشهد له حديث عبد الله بن أبي أوفى مرفوعاً، وسيأتي 4/ 380: غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ست غزوات نأكل الجراد. وإسناده صحيح.

وجواز أكل الجراد سلف عن ابن عمر مرفوعاً برقم (5723): "أُحلت لنا ميتتان ودمان، فأما الميتتان: فالحوت والجراد، وأما الدمان: فالكبد والطحال".

ص: 16

14646 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُقْتَلَ شَيْءٌ مِنَ الدَّوَابِّ (1) صَبْرًا (2).

14647 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى أَنْ يَقْعُدَ الرَّجُلُ عَلَى الْقَبْرِ، أَوْ يُقَصَّصَ، أَوْ يُبْنَى عَلَيْهِ (3).

14648 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ: أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الشِّغَارِ (4).

(1) في (ق) ونسخة في (س): البهائم.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الزبير، فمن رجال مسلم. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، وابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز.

وأخرجه مسلم (1959)، وأبو عوانة 5/ 197، والبيهقي 9/ 334 من طريق حجاج بن محمد، بهذا الإسناد. وانظر (14423).

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه مسلم (970)(94)، والنسائي 4/ 87، وأبو عوانة في الجنائز كما في "إتحاف المهرة" 3/ 440، وابن حبان (3165)، والبيهقي 4/ 4 من طريق حجاج بن محمد، بهذا الإسناد. وانظر (14148).

(4)

إسناده صحيح على شرط مسلم. حجاج: هو ابن محمد المصيصي.

وأخرجه مسلم (1417)، والبيهقي 7/ 200 من طريق حجاج بن محمد، بهذا الإسناد. وانظر (14443).

ص: 17

14649 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ سَوَّارٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا يَدْخُلُ مَسْجِدَنَا هَذَا مُشْرِكٌ بَعْدَ عَامِنَا هَذَا، غَيْرَ أَهْلِ الْكِتَابِ وَخَدَمِهِمْ "(1).

14650 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ جَابِرٍ رَفَعَ الْحَدِيثَ، قَالَ:" أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، فَإِذَا قَالَوهَا، حَرُمَتْ عَلَيَّ دِمَاؤُهُمْ، وَأَمْوَالُهُمْ، وَعَلَى اللهِ حِسَابُهُمْ " أَوْ " حِسَابُهُمْ (2) عَلَى اللهِ "(3).

(1) إسناده ضعيف، الحسن -وهو البصري- لم يسمع من جابر، وشريك -وهو ابن عبد الله النخعي-، وأشعث بن سوار ضعيفان.

وأخرج عبد الرزاق (9982) و (19357)، ومن طريقه الطبري 10/ 108، وأخرجه الطبري أيضاً 10/ 108 من طريق حجاج بن محمد المصيصي، كلاهما (عبد الرزاق وحجاج) عن ابن جريج قال: أخبرني أبو الزبير: أنه سمع جابر بن عبد الله يقول في هذه الآية: {إنما المشركون نَجَسٌ فلا يقربوا المسجد الحرام} [التوبة: 28]، قال: لا، إلا أن يكون عبداً أو أحداً من أهل الجزية. وإسناده صحيح على شرط مسلم. وقال ابن كثير في "تفسيره" 4/ 73 في حديث الحسن عن جابر: تفرد به أحمد مرفوعاً، والموقوف أصح إسناداً.

وأخرجه كذلك موقوفاً الطبري 10/ 108 من طريق حجاج بن أرطاة، عن أبي الزبير، به.

وسيأتي الحديث المرفوع برقم (15221) عن حسين المروذي، عن شريك.

(2)

في (م) ونسخة في (س): أو وحسابهم.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، فيه شريك -وهو ابن عبد الله النخعي الكوفي القاضي-، وهو سيئ الحفظ، لكنه قد توبع. انظر ما سلف =

ص: 18

14651 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، فَلَا يَدْخُلِ الْحَمَّامَ إِلَّا بِمِئْزَرٍ، وَمَنْ (1) كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، فَلَا يُدْخِلْ حَلِيلَتَهُ الْحَمَّامَ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، فَلَا يَقْعُدْ عَلَى مَائِدَةٍ يُشْرَبُ عَلَيْهَا الْخَمْرُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، فَلَا يَخْلُوَنَّ بِامْرَأَةٍ لَيْسَ مَعَهَا ذُو مَحْرَمٍ مِنْهَا، فَإِنَّ ثَالِثَهُمَا الشَّيْطَانُ "(2).

= برقم (14560).

(1)

في (م) في هذا الموضع والمواضع الآتية: مَنْ، بدون واو.

(2)

حسن لغيره، وبعضه صحيح، وهنا إسناد ضعيف لسوء حفظ ابن لهيعة، وأبو الزبير لم يصرح بالتحديث.

وأخرجه مطولاً ومختصراً أبو حنيفة في "مسنده" ص 170 - 171، وأخرجه الدارمي (2092) من طريق الحسن بن أبي جعفر، والنسائي في "المجتبى" 1/ 198، وفي "الكبرى"(6741)، والحاكم 4/ 288، والبيهقي في "الشعب"(5596)، والخطيب في "تاريخه" 1/ 244 من طريق عطاء بن أبي رباح، وابن خزيمة (249)، والحاكم 1/ 162 من طريق زهير بن معاوية، والطبراني في "الأوسط"(2531) من طريق عباد بن كثير، والخطيب 1/ 244 - 245 من طريق يحيى بن راشد، ستتهم عن أبي الزبير، بهذا الإسناد.

وأخرجه الترمذي (2801)، وأبو يعلى (1925) من طريق ليث بن أبي سليم، عن طاووس، عن جابر. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه من حديث طاووس عن جابر إلا من هذا الوجه. قلنا: وليث بن أبي سليم ضعيف.

ولقوله: "لا يخلون بامرأة

إلخ". انظر ما سلف برقم (14324).

ويشهد له بهذا اللفظ حديث عمر بن الخطاب، سلف برقم (114) =

ص: 19

14652 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ. وعَنْ خَيْرِ بْنِ نُعَيْمٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ ثَمَنِ الْكَلْبِ، وَنَهَى عَنْ ثَمَنِ السِّنَّوْرِ (1).

= و (177)، وإسناده صحيح.

وحديث ابن عباس، سلف برقم (1934)، وهو متفق عليه.

وفي باب "لا يدخل الحمام إلا بمئزر"، وأيضاً "لا يُدخل حليلته الحمام" عن أبي هريرة، سلف برقم (8275)، وانظر تتمة شواهده هناك، ولا يخلو واحد منها من مقال.

ويشهد لقوله: "لا يقعد على مائدة يشرب عليها الخمر" حديث عمر بن الخطاب، سلف برقم (125). وحديث ابن عمر عند أبي داود (3775)، والبيهقي 7/ 266. وفي إسناديهما ضعف.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف من أجل عبد الله بن لهيعة، لكنه قد توبع، تابعه معقل بن عبيد الله عند مسلم وغيره كما سيأتي في التخريج وعند الحديث (15148)، وقد صرح أبو الزبير هناك بالتحديث.

وأخرجه ابن ماجه (2161) من طريق الوليد بن مسلم، والطحاوي 4/ 52 من طريق عبد الغفار بن داود، و 4/ 53 من طريق عمرو بن خالد، ثلاثتهم عن ابن لهيعة، عن أبي الزبير، به.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(1259)، والدارقطني 3/ 72 من طريق وهب الله بن راشد أبي زرعة الحجري، أخبرنا حيوة بن شريح، أخبرنا خير بن نعيم، عن أبي الزبير، عن جابر: أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ثمن السنور، وهي الهرة. وهذا إسناد حسن.

وأخرجه مسلم (1569)، وابن حبان (4940)، والبيهقي 6/ 10 من طريق معقل بن عبيد الله الجزري، عن أبي الزبير قال: سألت جابراً عن ثمن الكلب والسنور قال: زجر النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك. =

ص: 20

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه النسائي 7/ 190 - 191 و 309 من طريق حجاج بن محمد، والدارقطني 3/ 73 من طريق عبيد الله بن موسى والهيثم بن جميل، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 58 من طريق أبي نعيم، أربعتهم عن حماد بن سلمة، عن أبي الزبير، عن جابر مرفوعاً. وزادوا في آخره:"إلا كلب صيد". قال النسائي: حديث حجاج عن حماد بن سلمة ليس بصحيح، وقال مرة: منكر. وانظر لهذه الزيادة الحديث السالف برقم (14418).

وأخرجه الدارقطني 3/ 73 من طريق سويد بن عمرو، والبيهقي 6/ 6 من طريق عبد الواحد بن غياث، كلاهما عن حماد بن سلمة، عن أبي الزبير، عن جابر موقوفاً، وفيه الاستثناء:"إلا كلب صيد".

وأخرجه أبو داود (3479)، والترمذي (1279)، وابن الجارود (580)، والطحاوي 4/ 52، والطبراني في "الأوسط"(3225)، والدارقطني 3/ 72، والحاكم 2/ 34، والبيهقي 6/ 11 من طريق عيسى بن يونس، والبيهقي أيضاً من طريق حفص بن غياث، كلاهما عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر. قال الترمذي: هذا حديث في إسناده اضطراب، وقد روي هذا الحديث عن الأعمش، عن بعض أصحابه، عن جابر. وقال البيهقي: ولعل مسلماً إنما لم يخرجه في الصحيح لأن وكيع بن الجراح رواه عن الأعمش، قال: قال جابر ابن عبد الله فذكره، ثم قال: قال الأعمش: أرى أبا سفيان ذكره. فالأعمش كان يشك في وصل الحديث، فصارت رواية أبي سفيان بذلك ضعيفة.

قلنا: وأخرجه من طريق وكيع هذه ابن أبي شيبة 6/ 414، و 14/ 201، وأبو يعلى (2275).

وأخرجه الطحاوي 4/ 52 من طريق عمر بن حفص، قال: حدثنا أبي، عن الأعمش، قال: حدثني أبو سفيان، عن جابر، أثبته مرة ومرة شك في أبي سفيان، عن النبي صلى الله عليه وسلم

فذكره.

والنهي عن ثمن الكلب سلف برقم (14411) من طريق الحسن بن أبي جعفر، عن أبي الزبير، واستثنى هناك الكلب المعلَّم. =

ص: 21

14653 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَبِثَ عَشْرَ سِنِينَ يَتَّبِعُ الْحَاجَّ فِي مَنَازِلِهِمْ، فِي الْمَوْسِمِ وَبِمَِجَنَّةٍ وَبِعُكَاظٍ، وَبِمَنَازِلِهِمْ بِمِنًى [يَقُولُ] (1):" مَنْ يُؤْوِينِي، مَنْ يَنْصُرُنِي، حَتَّى أُبَلِّغَ رِسَالَاتِ رَبِّي، وَلَهُ الْجَنَّةُ " فَلَا يَجِدُ أَحَدًا يَنْصُرُهُ وَيُؤْوِيهِ، حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ يَرْحَلُ مِنْ مُضَرَ (2)، أَوْ مِنَ الْيَمَنِ إِلَى (3) ذِي رَحِمِهِ (4)، فَيَأْتِيهِ قَوْمُهُ، فَيَقُولُونَ: احْذَرْ غُلَامَ قُرَيْشٍ لَا يَفْتِنُكَ، وَيَمْشِي بَيْنَ رِحَالِهِمْ يَدْعُوهُمْ إِلَى اللهِ عز وجل يُشِيرُونَ إِلَيْهِ بِالْأَصَابِعِ، حَتَّى بَعَثَنَا اللهُ عز وجل لَهُ مِنْ يَثْرِبَ، فَيَأْتِيهِ الرَّجُلُ فَيُؤْمِنُ بِهِ فَيُقْرِئُهُ الْقُرْآنَ، فَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ فَيُسْلِمُونَ بِإِسْلَامِهِ، حَتَّى لَمْ يَبْقَ (5) دَارٌ مِنْ دُورِ يَثْرِبَ إِلَّا فِيهَا رَهْطٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يُظْهِرُونَ الْإِسْلَامَ.

= والنهي عن ثمن السنور، سيأتي برقم (14767) عن موسى بن داود، عن ابن لهيعة، وسلف برقم (14166) من طريق عمر بن زيد، عن أبي الزبير. وفي الباب عن أبي هريرة عند ابن حبان (4941)، والبيهقى 6/ 6.

(1)

زيادة من ابن حبان.

(2)

في نسخة في (س): مصر، بالصاد المهملة.

(3)

تحرفت في (م) والنسخ الخطية إلى: "أو" وصوبناها من مصادر التخريج.

(4)

تحرفت في (م) إلى: زور صمد. وفي (س) و (ق): ذو رحمة.

(5)

في (م): لايبقى.

ص: 22

ثُمَّ بَعَثَنَا اللهُ، فَأْتَمَرْنَا وَاجْتَمَعْنَا سَبْعُونَ رَجُلًا مِنَّا، فَقُلْنَا: حَتَّى مَتَى نَذَرُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُطْرَدُ فِي جِبَالِ مَكَّةَ، وَيَخَافُ؟ فَرَحَلْنَا (1) حَتَّى قَدِمْنَا عَلَيْهِ فِي الْمَوْسِمِ فَوَاعَدْنَاهُ شِعْبَ الْعَقَبَةِ، فَقَالَ عَمُّهُ الْعَبَّاسُ: يَا ابْنَ أَخِي، إِنِّي لَا أَدْرِي مَا هَؤُلَاءِ الْقَوْمُ الَّذِينَ جَاؤُوكَ، إِنِّي ذُو مَعْرِفَةٍ بِأَهْلِ يَثْرِبَ، فَاجْتَمَعْنَا عِنْدَهُ مِنْ رَجُلٍ وَرَجُلَيْنِ، فَلَمَّا نَظَرَ الْعَبَّاسُ فِي وُجُوهِنَا، قَالَ: هَؤُلَاءِ قَوْمٌ لَا أَعْرِفُهُمْ، هَؤُلَاءِ أَحْدَاثٌ. فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، عَلَامَ نُبَايِعُكَ؟ قَالَ:" تُبَايِعُونِي عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي النَّشَاطِ وَالْكَسَلِ، وَعَلَى النَّفَقَةِ فِي الْعُسْرِ وَالْيُسْرِ، وَعَلَى الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَعَلَى أَنْ تَقُولُوا فِي اللهِ لَا تَأْخُذُكُمْ فِيهِ لَوْمَةُ لَائِمٍ، وَعَلَى أَنْ تَنْصُرُونِي إِذَا قَدِمْتُ يَثْرِبَ، فَتَمْنَعُونِي مِمَّا تَمْنَعُونَ مِنْهُ أَنْفُسَكُمْ وَأَزْوَاجَكُمْ وَأَبْنَاءَكُمْ، وَلَكُمُ الْجَنَّةُ ".

فَقُمْنَا نُبَايِعُهُ، فَأَخَذَ بِيَدِهِ أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ، وَهُوَ أَصْغَرُ السَّبْعِينَ، فَقَالَ: رُوَيْدًا يَا أَهْلَ يَثْرِبَ، إِنَّا لَمْ نَضْرِبْ إِلَيْهِ أَكْبَادَ الْمَطِيِّ إِلَّا وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّهُ رَسُولُ اللهِ، إِنَّ إِخْرَاجَهُ الْيَوْمَ مُفَارَقَةُ الْعَرَبِ كَافَّةً، وَقَتْلُ خِيَارِكُمْ، وَأَنْ تَعَضَّكُمُ السُّيُوفُ، فَإِمَّا أَنْتُمْ قَوْمٌ تَصْبِرُونَ عَلَى السُّيُوفِ إِذَا مَسَّتْكُمْ، وَعَلَى قَتْلِ خِيَارِكُمْ، وَعَلَى مُفَارَقَةِ الْعَرَبِ كَافَّةً، فَخُذُوهُ وَأَجْرُكُمْ عَلَى اللهِ، وَإِمَّا أَنْتُمْ قَوْمٌ تَخَافُونَ مِنْ أَنْفُسِكُمْ خِيفَةً، فَذَرُوهُ، فَهُوَ أَعْذَرُ عِنْدَ اللهِ،

(1) في الأصل. فدخلنا، والتصويب من ابن حبان ومن "دلائل النبوة".

ص: 23

قَالَوا: يَا أَسْعَدُ بْنَ زُرَارَةَ أَمِطْ عَنَّا يَدَكَ، فَوَاللهِ لَا نَذَرُ هَذِهِ الْبَيْعَةَ، وَلَا نَسْتَقِيلُهَا، فَقُمْنَا إِلَيْهِ رَجُلًا رَجُلًا، يَأْخُذُ عَلَيْنَا بِشُرْطَةِ الْعَبَّاسِ وَيُعْطِينَا عَلَى ذَلِكَ الْجَنَّةَ (1).

14654 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِذَا أَنْسَانِي الشَّيْطَانُ شَيْئًا مِنْ صَلَاتِي، فَلْيُسَبِّحِ الرِّجَالُ، وَلْتُصَفِّقِ النِّسَاءُ "(2).

14655 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل يحيى بن سليم، وهو الطائفي. وهو مكرر (14458)، لكن لم يسق لفظه هناك.

قوله: "بشُرْطة العباس" يعني المواثيق التي أخذها العباس عليهم بالوفاء لرسول الله صلى الله عليه وسلم. انظر "سيرة ابن هشام" 2/ 84، و"طبقات ابن سعد" 1/ 222، و"الدلائل" للبيهقي 2/ 454.

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ ابن لهيعة، لكنه قد توبع، وأبو الزبير لم يصرح بالتحديث إلا في رواية ابن لهيعة الآتية برقم (14750)، وابن لهيعة سيئ الحفظ كما أسلفنا.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 341 و 14/ 212 - 213 عن حميد بن عبد الرحمن ابن حميد الرؤاسي، عن أبيه، والبزار (573 - كشف الأستار)، وأبو يعلى (2172) من طريق حجاج بن أبي عثمان الصواف، والطبراني في "الأوسط"(521) من طريق أشعث بن سوار، ثلاثتهم عن أبي الزبير، عن جابر. ورواية أبي يعلى مطولة وفيها قصة.

وسيأتي برقم (14750) و (14859).

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7285)، وهو في "الصحيحين". وانظر تتمة شواهده هناك.

ص: 24

عَنْ جَابِرٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَخَفَّ النَّاسِ صَلَاةً فِي تَمَامٍ (1).

14656 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ فَتْحِ مَكَّةَ أَهْرَاقَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْخَمْرَ، وَكَسَرَ جِرَارَهُ، وَنَهَى عَنْ بَيْعِهِ وَبَيْعِ الْأَصْنَامِ (2).

14657 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَوْ أَنَّ لِابْنِ آدَمَ وَادِيًا مِنْ مَالٍ، لَتَمَنَّى وَادِيَيْنِ، وَلَوْ أَنَّ لَهُ وَادِيَيْنِ لَتَمَنَّى ثَالِثًا، وَلَا يَمْلَأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ "(3).

14658 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ بْنُ يُونُسَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " غَفَرَ اللهُ

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ ابن لهيعة. وانظر (14623).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ ابن لهيعة. وانظر (14472).

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ ابن لهيعة، وقد توبع.

فقد أخرجه ابن حبان (3234) من طريق ابن جريج قال: أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله

فذكره. وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم.

وانظر ما سيأتي برقم (14665).

وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (3501)، وانظر تتمة شواهده هناك.

ص: 25

لِرَجُلٍ كَانَ مِنْ قَبْلِكُمْ، كَانَ (1) سَهْلًا إِذَا بَاعَ، سَهْلًا إِذَا اشْتَرَى، سَهْلًا إِذَا قَضَى، سَهْلًا إِذَا اقْتَضَى " (2).

14659 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا الحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَا يَنَامُ حَتَّى يَقْرَأَ: {الم تَنْزِيلُ} السَّجْدَةَ، وَ {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} (3).

(1) لفظة "كان" ليست في (م).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد لأجل زيد ابن عطاء بن السائب، وقد توبع.

وأخرجه المزي في ترجمة زيد بن عطاء من "تهذيب الكمال" 10/ 90 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه الترمذي (1320)، والبيهقي في "السنن" 5/ 357 - 358، وفي "الشعب"(11255) من طريق عبد الوهاب بن عطاء، به. وقال الترمذي: حسن صحيح.

وأخرجه بنحوه البخاري (2076)، وابن ماجه (2203)، وابن حبان (4903)، والطبراني في "الصغير"(672)، والبيهقي في "السنن" 5/ 357، وفي "الشعب"(11254)، والبغوي (2044) من طريق أبي غسان محمد بن مُطَرِّف، عن محمد بن المنكدر، عن جابر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"رحم الله رجلاً سمحاً إذا باع، وإذا اشترى، وإذا اقتضى".

وفي الباب عن عثمان بن عفان، سلف برقم (410).

وانظر في حسن القضاء حديث أبي هريرة السالف برقم (8897).

وانظر في حسن الاقتضاء حديث أبي هريرة أيضاً السالف برقم (7579).

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف الليث: وهو ابن أبي سليم، لكن تابعه المغيرة بن مسلم، وهو صدوق لا بأس به. وأبو الزبير لم =

ص: 26

14660 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ - يَعْنِي ابْنَ بِلَالٍ -، أَخْبَرَهُ أَوْ حَدَّثَهُ (1) جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ سَمِعَهُ مِنْهُ، قَالَ: قَدِمْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ

= يسمع هذا الحديث من جابر، وإنما سمعه من صفوان بن عبد الله بن صفوان بن أمية القرشي، عن جابر كما سيأتي في التخريج، وصفوان هذا ثقة.

وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(707)، والطبراني في "الدعاء"(268) من طريق الحسن بن صالح، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 424، وعبد بن حميد (1040)، والدارمي (3411)، والبخاري في "الأدب المفرد"(1209)، والترمذي (2892) و (3404)، وابن الضريس في "فضائل القرآن"(238)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(708)، والطبراني في "الدعاء"(266) و (267) و (269) و (270) و (271) و (272)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(675)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(2455)، والبغوي (1207) و (1208) من طرق عن ليث بن أبي سليم، به.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(1207)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(706) من طريق المغيرة بن مسلم الخراساني، عن أبي الزبير، به.

وأخرج أبو عبيد في "فضائل القرآن" ص 251 - 252، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(709)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(2705)، والحاكم 2/ 412، والبيهقي في "الشعب"(2456)، وفي "الدعوات الكبير" (361) من طريق زهير بن معاوية قال: سألت أبا الزبير: أسمعت جابراً يذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا ينام حتى يقرأ: {الم تنزيل} ، و {تبارك}؟ قال: ليس جابر حدثنيه، ولكن حدثنيه صفوان، أو ابن صفوان. وفي بعض المصادر: صفوان أو أبو صفوان. قلنا: وصفوان الذي يروي عنه أبو الزبير: هو صفوان بن عبد الله بن صفوان القرشي المكي، وهو ثقة. فالحديث صحيح إن شاء الله.

(1)

في نسخة في (س): أخبرنا أو حدثنا.

ص: 27

صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ، قَالَ: فَطَافَ سَبْعًا، وَرَمَلَ ثَلَاثًا، وَمَشَى أَرْبَعًا (1).

14661 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَدَأَ بِالْحَجَرِ، فَرَمَلَ حَتَّى عَادَ إِلَيْهِ ثَلَاثًا، وَمَشَى أَرْبَعًا (2).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير جعفر بن محمد -وهو ابن علي بن الحسين- فمن رجال مسلم. أبو سلمة الخزاعي: هو منصور بن سلمة.

وانظر ما بعده.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وهو عند مالك في "الموطأ" 1/ 294، ومن طريقه أخرجه الدارمي (1840)، ومسلم (1263)(235) و (236)، وابن ماجه (2951)، والترمذي (857)، والنسائي 5/ 230، وابن الجارود (455)، وأبو يعلى (1810)، وابن خزيمة (2718)، وأبو عوانة في الحج كما في "الإتحاف" 2/ 346، والطحاوي 2/ 182، والبيهقي 5/ 83، والبغوي (1899).

وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"(الجزء الذي نشره العمروي) ص 408، ومسلم (1219)(150)، وابن الجارود (454)، وابن خزيمة (2709) و (2717)، وأبو عوانة، والطحاوي 2/ 181، وابن حبان (3910)، والبيهقي 5/ 90، والبغوي (1901) من طرق عن جعفر بن محمد، به. واقتصر ابن أبي شيبة، والطحاوي وابن حبان وابن خزيمة في الموضع الثاني على قوله: رمل رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثاً ومشى أربعاً.

وأخرجه الحاكم 1/ 454 - 455، والبيهقي 5/ 74 من طريق محمد بن إسحاق، عن محمد بن علي، به.

وسيأتي بالأرقام (15007) و (15169) و (15243) و (15275)، وانظر ما قبله. والحديث قطعة من حديث جعفر الطويل في الحج السالف برقم (14440).

ص: 28

14662 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ قَرْمٍ، عَنْ أَبِي يَحْيَى الْقَتَّاتِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مِفْتَاحُ الْجَنَّةِ الصَّلَاةُ، وَمِفْتَاحُ الصَّلَاةِ الطُّهُورُ ".

[قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ] هَكَذَا وَقَعَ فِي الْأَصْلِ: حَسَنٌ. وَالصَّوَابُ حُسَيْنٌ (1).

14663 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ أَنَّهُ قَالَ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِيَوْمِ عَاشُورَاءَ أَنْ نَصُومَهُ، وَقَالَ: هُوَ يَوْمٌ كَانَتِ الْيَهُودُ تَصُومُهُ (2).

(1) إسناده ضعيف لضعف سليمان بن قَرْم وأبي يحيى القَتَّات، لكن للشطر الثاني منه شاهدان يقوِّيانه كما سيأتي في التخريج.

وأخرجه الترمذي (4)، والعقيلي في "الضعفاء" 2/ 137، والطبراني في "الصغير"(596) من طريق حسين بن محمد المرُّوذي، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 3/ 1107 من طريق عبد الصمد بن النعمان، عن سليمان بن قرم، به.

وأخرجه الخطيب في "الموضح" 1/ 352 من طريق سليمان بن معاذ الضبي، عن أبي يحيى القتات، به.

ويشهد للشطر الثاني منه حديث علي السالف برقم (1006). وإسناده حسن.

وحديث أبي سعيد الخدري عند الترمذي (238)، وابن ماجه (276)، والبيهقي 2/ 85 و 380، والحاكم 1/ 132. وأحد إسناديه حسن.

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ ابن لهيعة.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(2501) من طريق فضالة بن إبراهيم، عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد. =

ص: 29

14664 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ أُمَّ مَالِكٍ الْبَهْزِيَّةَ كَانَتْ تُهْدِي فِي عُكَّةٍ لَهَا سَمْنًا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَبَيْنَا بَنُوهَا يَسْأَلُونَهَا الْإِدَامَ، وَلَيْسَ عِنْدَهَا شَيْءٌ، فَعَمَدَتْ إِلَى عُكَّتِهَا الَّتِي كَانَتْ تُهْدِي فِيهَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَوَجَدَتْ فِيهَا سَمْنًا، فَمَا زَالَ يَدُومُ (1) لَهَا أُدْمُ بَنِيهَا (2) حَتَّى عَصَرَتْهُ، وَأَتَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" أَعَصَرْتِيهِ؟ " قَالَتْ: نَعَمْ. قَالَ: " لَوْ تَرَكْتِيهِ مَا زَالَ ذَلِكَ لَكِ مُقِيمًا "(3).

= وسيأتي الحديث دون قوله: "هو يوم كانت اليهود تصومه" برقم (14758) عن موسى بن داود، عن ابن لهيعة.

وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2644)، وهو في "الصحيحين".

وعن سلمة بن الأكوع، سيأتي 4/ 47.

وعن أبي موسى الأشعري، سيأتي 4/ 409.

وعن معاوية بن أبي سفيان، سيأتي 4/ 95.

وعن عائشة، سيأتي 6/ 29 - 30.

وعن الربيع بنت معوذ، سيأتي 6/ 359 - 360.

(1)

في نسخة على هامش (س): يُودِم.

(2)

في نسخة على هامش (س): بيتها، وهي رواية مسلم.

(3)

إسناده ضعيف لسوء حفظ ابن لهيعة، وقد تابعه معقل بن عبيد الله كما سيأتي في التخريج، لكن تبقى فيه عنعنة أبي الزبير.

وأخرجه مسلم (2280)، وأبو عوانة في المناقب كما في "الإتحاف" 3/ 519، والبيهقي في "الدلائل" 6/ 114 من طريق معقل بن عبيد الله، عن أبي الزبير، عن جابر.

وسيأتي الحديث برقم (14740) عن موسى بن داود، عن ابن لهيعة.

وانظر ما سلف برقم (14621). =

ص: 30

14665 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَأَلَ جَابِرًا، أَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" لَوْ كَانَ لِابْنِ آدَمَ وَادٍ، تَمَنَّى آخَرَ "؟ فَقَالَ جَابِرٌ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَوْ كَانَ لِابْنِ آدَمَ وَادٍ مِنْ نَخْلٍ، تَمَنَّى مِثْلَهُ، ثُمَّ تَمَنَّى مِثْلَهُ، حَتَّى يَتَمَنَّى أَوْدِيَةً، وَلَا يَمْلَأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ "(1).

14666 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" فِيمَا سَقَتِ السَّمَاءُ وَالْعُيُونُ الْعُشْرُ، وَفِيمَا سَقَتِ السَّانِيَةُ نِصْفُ الْعُشْرِ "(2).

= قوله: "أعصرتيه" قال السندي: الياء للإشباع، والتذكير بتأويل الإناء.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ ابن لهيعة، وقد توبع. حسن: هو ابن موسى الأشيب.

وأخرجه البزار (3636 - كشف الأستار)، وأبو يعلى (1899)، وابن حبان (3232) و (3233) من طريق الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر. وإسناده قوي.

وانظر (14657).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ ابن لهيعة، وقد توبع فيما سيأتي برقم (14667) و (14803) وصرح هناك أبو الزبير بالتحديث ايضاً. وانظر تمام تخريجه هناك.

وروي نحوه موقوفاً عن جابر من طريق ابن جريج، عن أبي الزبير، عنه، أخرجه عبد الرزاق (7231) و (7237)، وابن أبي شيبة 3/ 146.

وفي الباب عن علي بن أبي طالب، سلف برقم (1240)، وانظر تتمة شواهده هناك.

قوله: "السانية" هي الناقة التي يُستقى عليها. قاله ابن الأثير في "النهاية" =

ص: 31

14667 -

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ (1)، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يُذْكَرُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" فِيمَا سَقَتِ الْأَنْهَارُ وَالْغَيْمُ الْعُشُورُ، وَفِيمَا سَقَتِ السَّانِيَةُ نِصْفُ الْعُشُورِ "(2).

14668 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: زَجَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُبَالَ فِي الْمَاءِ الرَّاكِدِ (3).

= 2/ 149.

(1)

قوله: "ابن معروف" أثبتناه من (ق) ونسخة في (س).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الزبير -وهو محمد بن مسلم بن تَدْرُس-، فمن رجال مسلم، وروى له البخاري مقروناً ابن وهب: هو عبد الله، وعمرو بن الحارث: هو المصري.

وأخرجه مسلم (981)، وأبو داود (1597)، والنسائي 5/ 41، وابن الجارود في "المنتقى"(347)، وابن خزيمة (2309)، وأبو عوانة فى الزكاة كما في "إتحاف المهرة" 3/ 492، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 37، والدارقطني 2/ 130، والبيهقي 4/ 130 من طرق عن عبد الله بن وهب، بهذا الإسناد- وفيه عند أبي داود والنسائي، وابن الجارود، والدارقطنى:"العيون" بدل قوله: "الغيم" ومؤدَّاهما واحد.

وسيأتي برقم (14803) عن سريج بن النعمان، عن عبد الله بن وهب.

وانظر ما قبله.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ ابن لهيعة، وقد تابعه الليث بن سعد فيما سيأتي برقم (14777). حسن: هو ابن موسى الأَشيب.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 141 من طريق ابن أبي ليلى، عن أبي الزبير، عن جابر. وابن أبي ليلى -وهو محمد بن عبد الرحمن- سيئ الحفظ.

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7525). =

ص: 32

14669 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" قَالَ رَبُّنَا عز وجل: الصِّيَامُ جُنَّةٌ يَسْتَجِنُّ (1) بِهَا الْعَبْدُ مِنَ النَّارِ، وَهُوَ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ "(2).

14670 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، قَالَ: سَأَلْتُ جَابِرًا: هَلْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَا تَصُومُوا حَتَّى تَرَوْا الْهِلَالَ، فَإِنْ خَفِيَ عَلَيْكُمْ، فَأَتِمُّوا ثَلَاثِينَ "؟.

وَقَالَ جَابِرٌ: هَجَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم نِسَاءَهُ شَهْرًا، فَنَزَلَ لِتِسْعٍ وَعِشْرِينَ، وَقَالَ:" إِنَّمَا الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ "(3).

= وعن ابن عمر عند ابن ماجه (345).

(1)

في (م) و (ق) ونسخة في (س): يستجير.

(2)

حديث صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد حسن، ابن لهيعة -إن كان سيئ الحفظ-، قد روى عنه هذا الحديث عبد الله بن المبارك فيما سيأتي برقم (15264)، وروايته عنه صالحة فيما قاله بعض أهل العلم، فيحسن حديثه.

وسلف قوله: "الصيام جنة" ضمن حديث مطول برقم (14441). وإسناده قوي.

ويشهد لقوله: "الصيام جنة" حديث أبي هريرة، سلف برقم (7492). وانظر تتمة شواهده هناك.

ولقوله: "هو لي

إلخ" حديث أبي هريرة، سلف برقم (7174)، وانظر تتمة شواهده هناك.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ ابن لهيعة، وقد سلف الحديث مقطعاً برقم (14526) و (14527).

ص: 33

14671 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، قَالَ: سَأَلْتُ جَابِرًا: مَتَى كَانَ يَرْمِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ: أَمَّا أَوَّلَ يَوْمٍ فَضُحًى، وَأَمَّا بَعْدَ ذَلِكَ، فَعِنْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ (1).

14672 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِذَا أَعْجَبَتْ أَحَدَكُمُ الْمَرْأَةُ، فَلْيَعْمِدْ إِلَى امْرَأَتِهِ، فَلْيُوَاقِعْهَا، فَإِنَّ ذَلِكَ يَرُدُّ مِنْ نَفْسِهِ " (2).

14673 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، قَالَ: سَأَلْتُ جَابِرًا عَنْ شَأْنِ ثَقِيفٍ إِذْ بَايَعَتْ، فَقَالَ: اشْتَرَطَتْ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ لَا صَدَقَةَ عَلَيْهَا وَلَا جِهَادَ (3).

14674 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، قَالَ:

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، عبد الله بن لهيعة -وإن كان سيئ الحفظ-، قد روى عنه هذا الحديث عبد الله بن وهب عند البيهقي 5/ 131، وروايته عنه صالحة، فيحسن حديثه.

وانظر (14354).

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ ابن لهيعة. وانظر (14537).

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ ابن لهيعة.

وأخرج هذا الحديث مجموعاً مع الذي بعده أبو داود (3025)، ومن طريقه البيهقي في "الدلائل" 5/ 306 من طريق وهب بن منبه، عن جابر. وإسناده صحيح.

وفي الباب عن عثمان بن أبي العاص، سيأتي 4/ 218، ورجاله ثقات إلا أن فيه رواية الحسن عن عثمان بن أبي العاص، ولم يصرح بسماعه منه.

ص: 34

وَأَخْبَرَنِي جَابِرٌ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " سَيَصَّدَّقُونَ وَيُجَاهِدُونَ إِذَا أَسْلَمُوا " يَعْنِي ثَقِيفًا (1).

14675 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ بَعْدَ أَنْ رَجَعْنَا: " إِنَّ بِالْمَدِينَةِ لَأَقْوَامًا، مَا سِرْتُمْ مَسِيرًا، وَلَا هَبَطْتُمْ وَادِيًا، إِلَّا وَهُمْ مَعَكُمْ، حَبَسَهُمُ الْمَرَضُ "(2).

14676 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ: أَنَّهُمْ غَزَوْا غَزْوَةً فِيمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، فَهَاجَتْ عَلَيْهِمْ رِيحٌ شَدِيدَةٌ حَتَّى دَفَعَتِ الرِّحَالَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" هَذَا لِمَوْتِ مُنَافِقِ "(3). فَرَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ، فَوَجَدْنَاهُ مُنَافِقًا عَظِيمَ النِّفَاقِ قَدْ مَاتَ (4).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف. وانظر تخريج الحديث الذي قبله.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف.

وأخرجه عبد بن حميد (1057) عن يحيى بن إسحاق، عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد.

وانظر ما سلف برقم (14208).

(3)

في (م): المنافق.

(4)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ ابن لهيعة. وسيأتي من طريقه برقم (14732).

وانظر ما سلف برقم (14378).

ص: 35

14677 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، قَالَ: سَأَلْتُ جَابِرًا عَنِ الْعَقَبَةِ، فَقَالَ: شَهِدَهَا سَبْعُونَ، فَوَافَقَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ آخِذٌ بِيَدِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَخَذْتُ وَأَعْطَيْتُ "(1).

14678 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَيَسِيرَنَّ رَاكِبٌ فِي جَنْبِ وَادِي الْمَدِينَةِ، فَلَيَقُولَنَّ: لَقَدْ كَانَ فِي هَذِهِ مَرَّةً حَاضِرَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ كَثِيرٌ "(2).

(1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ ابن لهيعة، لكن تابعه عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن موسى بن عقبة، عن أبي الزبير فيما سيأتي برقم (15259) ضمن حديث مطول، وابن أبي الزناد حسن الحديث.

وسيأتي حديث ابن لهيعة برقم (14734).

وقد سلفت قصة بيعة العقبة مطولة برقم (14456) و (14653).

قوله: "أخذت وأعطيت" قال السندي: على صيغة المتكلم، أي: أخذتُ البيعة عنكم، أي: قبلتها، وأعطيتكم الجنة عليها جزاءً. قلنا: وهذا كقول جابر فيما سلف برقم (14456): فقمنا إليه فبايعناه فأَخَذ علينا وشرط، ويعطينا على ذلك الجنة.

(2)

حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.

وأخرجه عمر بن شبة في "تاريخ المدينة" 1/ 283 من طريق الوليد بن مسلم، عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد.

وسيأتي برقم (14736) عن موسى بن داود وقتيبة عن ابن لهيعة، وقد مشَّى بعضُ أهل العلم رواية قتيبة عن ابن لهيعة.

ورواه يحيى بن إسحاق السيلحيني، عن ابن لهيعة، عن أبي الزبير، عن =

ص: 36

14679 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، قَالَ: وأَخْبَرَنِي جَابِرٌ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَيَتْرُكَنَّهَا أَهْلُهَا مُرْطِبَةً " قَالَوا: فَمَنْ يَأْكُلُهَا يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " عَافِيَةُ الطَّيْرِ وَالسِّبَاعِ "(1).

14680 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، أَخْبَرَنِي جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَيَأْتِيَنَّ عَلَى الْمَدِينَةِ زَمَانٌ، يَنْطَلِقُ النَّاسُ مِنهَا إِلَى الْآفَاقِ، يَلْتَمِسُونَ الرَّخَاءَ، فَيَجِدُونَ رَخَاءً، ثُمَّ يَأْتُونَ. فَيَتَحَمَّلُونَ بِأَهْلِيهِمْ إِلَى الرَّخَاءِ، وَالْمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ "(2).

= جابر، عن عمر، وقد سلف في مسنده برقم (124).

ويشهد لمعنى حديث ابن لهيعة هذا حديث سليمان بن قيس عن جابر السالف برقم (14557)، ورجاله ثقات، فيتقوى به.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف.

وأخرجه ابن شبة في "تاريخ المدينة" 1/ 283 من طريق الوليد بن مسلم، عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد.

وانظر ما سلف برقم (14557).

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ ابن لهيعة. وانظر ما قبله. وله شاهد من حديث سفيان بن أبي زهير أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "تُفْتَح اليمن، فيأتي قوم يَبُسُّون، فيتحمَّلون بأهليهم ومن أطاعَهم، والمدينةُ خير لهم لو كانوا يعلمون، وتُفتَح الشام، فيأتي قوم يَبُسُّون، فيتحمَّلون بأهليهم ومن أطاعهم، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، وتُفتَح العراقُ فيأتي قوم يَبُسُّون، فيتحمَّلون بأهليهم ومَن أطاعهم، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون". أخرجه البخاري (1875)، ومسلم (1388)، وسيأتي في "المسند" =

ص: 37

14681 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، أَخْبَرَنِي جَابِرٌ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" رُؤْيَا الرَّجُلِ الْمُؤْمِنِ، جُزْءٌ مِنَ النُّبُوَّةِ "(1).

14682 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، قَالَ: سَأَلْتُ جَابِرًا عَنْ مِيثَرَةِ الْأُرْجُوَانِ، فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا أَرْكَبُهَا، وَلَا أَلْبَسُ قَمِيصًا مَكْفُوفًا بِحَرِيرٍ، وَلَا أَلْبَسُ الْقَسِّيَّ "(2).

= 5/ 220

وانظر حديث سعد بن أبي وقاص السالف برقم (1573).

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف.

وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2894)، وانظر تتمة شواهده هناك. وبعض هذه الشواهد في و"الصحيحين".

(2)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ ابن لهيعة. وسيأتي برقم (14739).

وفي باب النهي عن الميثرة والقسي، عن ابن عمر سلف برقم (5751).

وعن البراء بن عازب عند البخاري (5863)، ومسلم (2066)، وسيأتي في "المسند" 4/ 284 و 287.

وانظر تتمة شواهده عند ابن عمر، ونزيد عليه هنا حديث عمران بن حصين، سيأتي في "المسند" 4/ 442.

وفي باب النهي عن الحرير، انظر حديث البراء بن عازب وحديث عمران ابن حصين السالف ذكرهما، وحديث ابن عمر الذي سلف برقم (4713)، وانظر تتمة شواهده هناك.

قوله: "ميثرة الأرجوان" قال السندي: الميثرة: بكسر ميم وسكون ياء وفتح مثلثة: وِطاءٌ صغيرٌ مَحشُوٌّ، يُجعل على سَرْجِ الفرس أو رحل البعير، =

ص: 38

14683 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، قَالَ: سَأَلْتُ جَابِرًا عَنِ الْفَأْرَةِ تَمُوتُ فِي الطَّعَامِ أَوِ الشَّرَابِ، أَطْعَمُهُ؟ قَالَ: لَا، زَجَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ ذَلِكَ، كُنَّا نَضَعُ السَّمْنَ فِي الْجِرَارِ، فَقَالَ:" إِذَا مَاتَتِ الْفَأْرَةُ فِيهِ، فَلَا تَطْعَمُوهُ "(1).

14684 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، قَالَ: سَأَلْتُ جَابِرًا عَنِ الضَّبِّ، فَقَالَ: أُتِيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِهِ، فَقَالَ:" لَا أَطْعَمُهُ " وَقَذِرَهُ، فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ يُحَرِّمْهُ، وَإِنَّ اللهَ عز وجل لَيَنْفَعُ بِهِ غَيْرَ وَاحِدٍ، وَهُوَ طَعَامُ عَامَّةِ الرِّعَاءِ، وَلَوْ كَانَ عِنْدِي لَطَعِمْتُهُ (2).

= والأُرجوان: بضم همزة وجيمٍ بينهما راءٌ ساكنةٌ: وردٌ أحمر، والمراد: المِيثرة الحمراء، والنهي عنها لأنها ركابُ المُتكبِّرين من أهل الشَّرَف، ومفهومُ الحديث: أنها إذا لم تكن حمراء لم تحرم لقصد الاستراحة، خصوصاً للضعفاء.

وقوله: "مكفوفاً بحرير" قيل: إذا كان زائداً على أربع أصابع، وإلا فقد جاء أنه لبس جُبَّةً مكفوفةً بحرير (انظر "صحيح مسلم" 2069)، وقيل: بل القميص المكفوف مما فيه كثيرُ تَرَفُّهٍ، بخلاف الجُبة المكفوفةِ ونحوها.

و"القسِّيّ" بفتحٍ، وقد تُكسر، "وتشديد مهملة، ثيابٌ فيها حرير، يؤتى بها من مصرَ، يقال: إنها منسوبة إلى قَسّ: اسم بلاد، أو بمعنى القَزّ، والسين والزاي أختان.

(1)

إسناده ضعيف، ابن لهيعة سيئ الحفظ.

وانظر حديث أبي هريرة السالف برقم (7177).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ ابن لهيعة.

وأخرجه الطحاوي 4/ 200 من طريق أسد بن موسى، عن ابن لهيعة، بهذا =

ص: 39

14685 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَا يُقِيمُ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، ثُمَّ يُخَالِفُهُ إِلَى مَقْعَدِهِ، فَيَقْعُدُ فِيهِ، وَلَكِنْ لِيَقُولَنَّ: تَفَسَّحُوا "(1).

= الإسناد.

وأخرجه موقوفاً مسلم (1950)(49)، والبيهقي 9/ 324 من طريق معقل ابن عبيد الله، عن أبي الزبير، قال: سألت جابراً عن الضبِّ، فقال: لا تطعموه، وقذره، ثم ذكر قصة عمر.

وأخرج ابن ماجه (3239) من طريق إسماعيل ابن عُلية، عن سعيد بن أبي عَروبة، عن قتادة، عن سليمان اليشكري، عن جابر: أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحرم الضب، ولكن قذره، وإنه لطعام عامة الرعاء، وإن الله عز وجل لينفع به غير واحد، ولو كان عندي لأكلته. وبإثره أخرج عن أبي سلمة يحيى بن خلف، عن عبد الأعلى، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن سليمان اليشكري، عن جابر، عن عمر بن الخطاب، عن النبي صلى الله عليه وسلم، نحوه. ورجاله ثقات إلا أنه منقطع، فقتادة لم يسمع من سليمان اليشكري، ولعله حدث به من صحيفة سليمان عن جابر.

وأخرج قول عمرَ ابنُ أبي شيبة 8/ 271، ومسلم (1951)(50)، والبيهقي 9/ 324 من طريق أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري، عن عمر. ولم يذكر ابنُ أبي شيبة في روايته أبا سعيد الخدري، ولعله سقط من هذه النسخة المطبوعة.

وانظر الحديث السالف برقم (14460).

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، ابن لهيعة -وهو عبد الله الحضرمي المصري أبو عبد الرحمن القاضي-، سيئ الحفظ، لكنه قد توبع. حسن: هو ابن موسى الأشيب البغدادي، وأبو الزبير: هو محمد بن مسلم بن تَدْرُس المكي. =

ص: 40

14686 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، قَالَ: سَأَلْتُ جَابِرًا عَنِ الرَّجُلِ يَتَوَلَّى مَوْلَى الرَّجُلِ بِغَيْرِ إِذْنِهِ، فَقَالَ: كَتَبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى كُلِّ بَطْنٍ عُقُولَهُمْ، ثُمَّ كَتَبَ:" إِنَّهُ لَا يَحِلُّ أَنْ يُتَوَلَّى مَوْلَى رَجُلٍ مُسْلِمٍ بِغَيْرِ إِذْنِهِ "(1).

14687 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، لَعَنَ فِي صَحِيفَتِهِ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ (2).

14688 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ تَرَكَ دِينَارًا

= وأخرجه مسلم (2178)، وأبو عوانة في الاستئذان كما في "إتحاف المهرة" 3/ 519، والبيهقي 3/ 233 من طريق مَعْقِل بن عبيد الله الجَزري، عن أبي الزبير، عن جابر.

وانظر ما سلف برقم (14143).

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ ابن لهيعة.

وسيأتي برقم (14760) عن موسى بن داود، عن ابن لهيعة.

وانظر ما بعده.

وقد تابع ابنَ لهيعة عليه ابنُ جريج فيما سلف برقم (14445).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ ابن لهيعة، لكن تابعه ابن جريج كما سلف عند الحديث رقم (14445)، إلا أنه قال في حديثه: أخبرتُ أنه لعن

إلخ. وهذا من مراسيل الصحابة، ولا يضرُّ هذا الإرسال.

قوله: "من فعل ذلك"، أي: المذكور في الحديث السالف قبله.

ص: 41

فَهُوَ كَيَّةٌ " (1).

14689 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا ثُوِّبَ بِالصَّلَاةِ، فُتِحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَاسْتُجِيبَ الدُّعَاءُ "(2).

(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف.

وفي الباب عن ابن مسعود، سلف برقم (3843)، وانظر تتمة شواهده هناك.

قوله: "من ترك ديناراً" قال السندي: أي: من مات من الفقراء وترك ديناراً، والمراد أن من يملك الدينار ويُظهر الفاقة بين الناس، ولا يصرفها حتى يموت ويتركه، وأما إذا كان معروفاً بين الناس بالغنى وترك شيئاً، فهو غير داخل في هذا الوعيد، والله تعالى أعلم.

وانظر تعليقنا على حديث أبي هريرة السالف برقم و (9538).

(2)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ ابن لهيعة.

ويشهد له حديث أنس بلفظ: "إذا نودي بالصلاة فتحت أبواب السماء، واستجيب الدعاء" أخرجه الطيالسي (2106)، وأبو يعلى (4072)، والطبراني في "الدعاء"(485) و (486) و (488)، وأبو نعيم في "الحلية" 3/ 54 و 6/ 308، والبغوي (428)، بإسنادين ضعيفين.

وحديث سهل بن سعد بلفظ: "ساعتان تفتح لهما أبواب السماء، وقلَّ داعٍ تُردُ عليه دعوته: حضرة النداء للصلاة، والصف في سبيل الله"، وقد روي هذا الحديث عن سهل مرفوعاً وموقوفاً، انظر تمام تخريجه في "صحيح ابن حبان"(1720).

ويشهد له أيضاً حديث أنس بلفظ: "إن الدعاء لا يُردُّ بين الأذان والإقامة، فادْعُوا"، وسلف في مسنده برقم (12584) وإسناده صحيح.

وعن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل: "قل كما يقولون =

ص: 42

14690 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا، وَنَظَرَ إِلَى الشَّامِ، فَقَالَ:" اللهُمَّ أَقْبِلْ بِقُلُوبِهِمْ " وَنَظَرَ إِلَى الْعِرَاقِ، فَقَالَ نَحْوَ ذَلِكَ، وَنَظَرَ قِبَلَ كُلِّ أُفُقٍ، فَفَعَلَ ذَلِكَ، وَقَالَ:" اللهُمَّ ارْزُقْنَا مِنْ ثَمَرَاتِ الْأَرْضِ، وَبَارِكْ لَنَا فِي مُدِّنَا وَصَاعِنَا "(1).

14691 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ

= (يعني المؤذنين)، فإذا انتهيت فَسَلْ تُعْطَ"، وسلف في مسنده برقم (6601)، وإسناده ضعيف.

(1)

صحيح لغيره، ابن لهيعة -وإن كان سيئ الحفظ-، قد روى عنه هذا الحديث عبد الله بن وهب عند ابن عساكر في "تاريخه" 1/ ورقة 126، وروايته عنه صالحة عند أهل العلم، وأبو الزبير لم يصرح بسماعه.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(482)، ومن طريقه البزار (1184 - كشف الأستار) عن إسماعيل بن أبي أويس، قال: حدثني ابن أبي الزناد، عن موسى بن عقبة، عن أبي الزبير، عن جابر. وإسماعيل شيخ البخاري حسن في المتابعات والشواهد، وأبو الزبير لم يصرح بالتحديث أيضاً.

ويشهد له حديث أنس، لكن دون الدعاء للمدينة، عند الطبراني في "الأوسط"(3039)، وفي "الصغير"(273)، وعند البيهقي في "الدلائل" 6/ 236، وعند ابن عساكر في "تاريخه" 1/ ورقة 124 - 125 و 125، وإسناده صحيح.

وروي عن أنس، عن زيد بن ثابت، سيأتي في "مسنده" 5/ 185، وحديث زيد هذا فيه الدعاء للمدينة. وإسناده حسن.

وفي باب الدعاء للمدينة عن علي، سلف برقم (936)، وإسناده صحيح.

وعن ابن عمر، سلف برقم (6064)، وانظر تتمة شواهده هناك.

ص: 43

عَنْ جَابِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " طَيْرُ كُلِّ عَبْدٍ فِي عُنُقِهِ "(1).

14692 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ أَزْوَاجَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَأَلْنَهُ النَّفَقَةَ، فَلَمْ يُوَافِقْ عِنْدَهُ شَيْءٌ، حَتَّى أَحْجَزْنَهُ (2)، فَأَتَاهُ أَبُو بَكْرٍ، فَاسْتَأْذَنَ عَلَيْهِ، فَلَمْ يُؤْذَنْ لَهُ، ثُمَّ أَتَاهُ عُمَرُ، فَاسْتَأْذَنَ عَلَيْهِ، فَلَمْ يُؤْذَنْ لَهُ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَا بَعْدَ ذَلِكَ، فَأُذِنَ لَهُمَا، وَوَجَدَاهُ بَيْنَهُنَّ،

(1) إسناده ضعيف لسوء حفظ ابن لهيعة.

وأخرجه عبد بن حميد (1055) عن الحسن بن موسى، بهذا الإسناد.

وأخرج الطبري في "تفسيره" 9/ 50 - 51 من طريق قتادة، عن جابر بن عبد الله أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال:"لا عدوى ولا طيرة: {وكلَّ إنسان ألزمناه طائره في عنقِه} "، وفي إسناده انقطاع، قتادة لم يدرك جابراً.

وسيأتي من طريق ابن لهيعة برقم (14765) و (14878).

قوله: "طير كل عبد" قال السندي: أي نصيبه الذي يظهر إليه ويصله من العلم والعمل والمال والجاه.

"في عنقه"، أي: لازم له لزوم ما في عنقه. قال تعالى: {وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه} وهذا إشارة إلى التقدير الأزلي، والله أعلم.

(2)

في (ق) ونسخة في (س): أُحجف به. ووقع في نسخةِ السندي: أحجرنه. وقال: هكذا في كثير من النسخ، ولعله لغة في حَجَرْنه، أي: مَنَعْنَه من الخروج، أو الهمزة زائدة من الكاتب، وقيل: لعله أحْرَجْنَه من الحَرَج، بحاءٍ مُهملة وراءٍ وجيم، وقيل: أو أضجرنه: بضاد معجمة وجيم، من الضجر، وفي بعض النسخ أحجف به، بحاء وجيم وفاء، على بناء المفعول، وهذا أيضاً غير ظاهر، والله تعالى أعلم.

ص: 44

فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ ابْنَةَ زَيْدٍ سَأَلَتْنِي النَّفَقَةَ فَوَجَأْتُهَا. أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ، وَأَرَادَ بِذَلِكَ أَنْ يُضْحِكَهُ، فَضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ، وَقَالَ:" وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا حَبَسَنِي غَيْرُ ذَلِكَ " فَقَامَا إِلَى ابْنَتَيْهِمَا فَأَخَذَا بِأَيْدِيهِمَا، فَقَالَا: أَتَسْأَلَانِ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَا لَيْسَ عِنْدَهُ؟! فَنَهَاهُمَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْهُمَا، فَقَالتَا: لَا نَعُودُ (1). فَعِنْدَ ذَلِكَ نَزَلَ التَّخْيِيرُ (2).

14693 -

حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ ابْنِ أَخِي جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْمَجَالِسُ بِالْأَمَانَةِ إِلَّا ثَلَاثَةَ مَجَالِسَ: مَجْلِسٌ يُسْفَكُ فِيهِ دَمٌ حَرَامٌ، وَمَجْلِسٌ يُسْتَحَلُّ فِيهِ فَرْجٌ حَرَامٌ، وَمَجْلِسٌ يُسْتَحَلُّ فِيهِ مَالٌ مِنْ غَيْرِ حَقٍّ "(3).

(1) في (م) و (س) و (ق): نعد، وهو خطأ.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ ابن لهيعة. وانظر (14515).

(3)

إسناده ضعيف لجهالة ابن أخي جابر بن عبد الله.

وأخرجه الخرائطي في "منتقى مكارم الأخلاق"(327) من طريق صالح بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (4869)، ومن طريقه البيهقي 10/ 247 عن أحمد بن صالح، عن عبد الله بن نافع، به.

وانظر الحديث السالف برقم (14474).

ص: 45

14694 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ (1) - يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدٍ - وَعَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَطَّابِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ - يَعْنِي ابْنَ عَمْرٍو الرَّقِّيَّ -، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ، إِلَّا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ، وَصَلَاةٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَفْضَلُ مِنْ مِئَةِ أَلْفِ صَلَاةٍ " قَالَ حُسَيْنٌ: " فِيمَا سِوَاهُ "(2).

14695 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ

(1) في (م): حسن، وهو خطأ.

(2)

إسناده صحيح من جهة حُسين بن محمد، وحسنٌ من جهة عبد الجبار ابن محمد، وعبد الجبار هذا روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. عبد الكريم: هو ابن مالك الجَزَري.

وأخرجه ابن ماجه (1406) من طريق زكريا بن عدي، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(599) من طريق علي بن معبد، وابن عبد البر في "التمهيد" 6/ 27 من طريق حكيم بن سيف، ثلاثتهم عن عبيد الله بن عمرو، بهذا الإسناد. وفي رواية الطحاوي:"وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مئة صلاة فيما سواه" قال الطحاوي عقبه: كأنه يعني مسجده عليه السلام. وقال السندي: قوله: "من مئة ألف صلاة" قيل: كذا في بعض الأصول، وفي بعضها من مئة صلاة، وهاتان الروايتان في ابن ماجه أيضاً، قلت: والتوفيق بينهما بحمل مئة صلاة على أنها مئة بالنظر إلى مسجده صلى الله عليه وسلم فصارت مئة ألف بالنظر إلى المساجد الأخرى، والله تعالى أعلم.

وسيأتي برقم (15271).

وفى الباب عن سعد بن أبي وقاص، وقد سلف برقم (1605)، وانظر شواهده هناك.

ص: 46

عَقِيلٍ، قَالَ: قُلْتُ لِجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ: صَلِّ بِنَا كَمَا رَأَيْتَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي. فَصَلَّى بِنَا فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، وَشَدَّهُ تَحْتَ الثَّنْدُوَتَيْنِ (1).

14696 -

حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، حَدَّثَنِي أَبُو عَمَّارٍ، حَدَّثَنِي جَارٌ لِجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَدِمْتُ مِنْ سَفَرٍ، فَجَاءَنِي جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ يُسَلِّمُ عَلَيَّ، فَجَعَلْتُ أُحَدِّثُهُ عَنْ افْتِرَاقِ النَّاسِ، وَمَا أَحْدَثُوا، فَجَعَلَ جَابِرٌ يَبْكِي، ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّ النَّاسَ دَخَلُوا فِي دِينِ اللهِ أَفْوَاجًا، وَسَيَخْرُجُونَ مِنْهُ أَفْوَاجًا "(2).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عبد الله بن محمد بن عقيل، فحديثه حسن في المتابعات والشواهد، وقد توبع، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. حسين: هو ابن محمد بن بَهْرام المرُّوذي، وعبيد الله: هو ابن عمرو الرَّقِّي.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 314 عن شريك بن عبد الله النخعي، عن عبد الله ابن محمد بن عقيل، عن جابر قال: رأيته يصلي في ثوب مؤتزراً به.

وسيأتي الحديث عن زكريا بن عدي التيمي، عن عبيد الله بن عمرو الرقي برقم (14799).

وانظر ما سلف برقم (14120) من طريق أبي الزبير، عن جابر.

و"الثَّنْدُوَتين": مفردها الثَّنْدُوَة: بفتح أولها غير مهموز، مثال التَّرْقُوَة، فإذا ضممت الثاء همزت، قيل: هي مغرز الثدي، وقيل: هي اللحمة التي في أصله، وقيل: هي للرجل بمنزلة الثدي للمرأة.

(2)

إسناده ضعيف لجهالة جار جابر بن عبد الله. أبو إسحاق: هو إبراهيم ابن محمد بن الحارث الفزاري، وأبو عمار: هو شداد بن عبد الله القرشي. =

ص: 47

14697 -

حَدَّثَنَا سَيَّارُ بْنُ حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ - يَعْنِي ابْنَ سُلَيْمَانَ - حَدَّثَنَا الْجَعْدُ أَبُو عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: شَكَا أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَيْهِ الْعَطَشَ قَالَ: فَدَعَا بِعُسٍّ، فَصُبَّ فِيهِ شَيْءٌ مِنْ مَاءٍ، فَوَضَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِيهِ يَدَهُ، وَقَالَ:" اسْقُوا " فَاسْتَقَى النَّاسُ، قَالَ: فَكُنْتُ أَرَى الْعُيُونَ تَنْبُعُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (1).

14698 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: كُنَّا نُصِيبُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي مَغَانِمِنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ الْأَسْقِيَةَ وَالْأَوْعِيَةَ فَنَقْتَسِمُهَا، وَكُلُّهَا مَيْتَةٌ (2).

14699 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: نَهَانَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ

= وأورده السيوطي في "الدر المنثور" 8/ 664 وعزاه إلى ابن مردويه.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن لأجل سيار بن حاتم، وقد توبع.

وأخرجه الدارمي (28) عن محمد بن عبد الله بن محمد الرقاشي، وأبو يعلى (2107) عن عمار بن هارون المستملي، كلاهما عن جعفر بن سليمان، بهذا الإسناد.

وسلف بنحوه عن أنس في مسنده برقم (12032).

وانظر ما سلف برقم (14522).

والعُسُّ: القدح الكبير.

(2)

إسناده قوي، محمد بن راشد وشيخه سليمان صدوقان لا بأس بهما.

وانظر (14501).

ص: 48

نَتَمَسَّحَ بِعَظْمٍ أَوْ بَعْرٍ (1).

14700 -

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيِّ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ وَرَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي حَائِطٍ وَهُوَ يُحَوِّلُ الْمَاءَ، فَقَالَ:" عِنْدَكَ مَاءٌ بَاتَ اللَّيْلَةَ فِي شَنٍّ؟ وَإِلَّا كَرَعْنَا " فَقَالَ: عِنْدِي مَاءٌ بَائِتٌ. فَانْطَلَقَ إِلَى عَرِيشٍ، فَحَلَبَ لَهُ شَاةً، ثُمَّ صَبَّ عَلَيْهِ مَاءً بَائِتًا ثُمَّ سَقَاهُ، وَصَنَعَ بِصَاحِبِهِ مِثْلَ ذَلِكَ (2).

14701 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَهُوَ أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ - يَعْنِي ابْنَ الْغَسِيلِ -، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنْ

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. روح: هو ابن عبادة. وسيتكرر الحديث برقم (15123).

وأخرجه أبو داود (38)، وأبو عوانة 1/ 218، والبيهقي 1/ 110 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (263)، وأبو يعلى (2242)، وأبو عوانة 1/ 218 من طريق روح بن عبادة، به.

وأخرجه أبو عوانة 1/ 218 من طريق سعيد بن سلام، عن زكريا بن إسحاق، به. وانظر (14613).

قوله: "نتمسح"، أي: نستنجي.

(2)

إسناده حسن من أجل فليح بن سليمان. وانظر (14519).

ص: 49

كَانَ - أَوْ إِنْ يَكُنْ (1) - فِي شَيْءٍ مِنْ أَدْوِيَتِكُمْ خَيْرٌ، فَفِي شَرْطَةِ مِحْجَمٍ، أَوْ شَرْبَةِ عَسَلٍ، أَوْ لَذْعَةٍ بِنَارٍ، تُوَافِقُ دَاءً، وَمَا أُحِبُّ أَنْ أَكْتَوِيَ " (2).

* 14702 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ وَأَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اللهُمَّ اهْدِ ثَقِيفًا "(3).

(1) في (س) و (ق): يكون، وهو خطأ.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن ابن الغسيل: هو عبد الرحمن بن سليمان بن عبد الله بن حنظلة الأنصاري، وحنظلة هو الملقب بالغسيل، أو غسيل الملائكة.

وأخرجه ابن أبي شيبة 7/ 443، والبخاري (5683) و (5702) و (5704)، ومسلم (2205)(71)، وأبو يعلى (2100)، وأبو عوانة في الطب كما في "الإتحاف" 3/ 195، والطحاوي 4/ 322، والبيهقي 9/ 341، والبغوي (3229) من طرق عن عبد الرحمن ابن الغسيل، بهذا الإسناد.

وانظر ما سلف برقم (14252) و (14598).

وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2208).

وعن ابن عمر عند الطحاوي 4/ 320.

وعن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11146). وروايته مقتصرة على العسل. وفيه قصة.

(3)

إسناده قوي على شرط مسلم.

وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 1/ 312 من طريق محمد بن بكار بن الرَّيان، عن إسماعيل بن زكريا، عن عبد الله بن عثمان، عن عبد الرحمن بن سابط وحده، عن جابر.

وأخرجه الترمذي (3942) من طريق عبد الوهَّاب الثقفي، عن عبد الله بن =

ص: 50

قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ؛ فَذَكَرَ مِثْلَهُ.

14703 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ - يَعْنِي ابْنَ جَعْفَرٍ -، أَخْبَرَنِي دَاوُدُ بْنُ بَكْرِ بْنِ أَبِي الْفُرَاتِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَا أَسْكَرَ كَثِيرُهُ فَقَلِيلُهُ حَرَامٌ "(1).

14704 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قِرَاءَةً، حَدَّثَنِي صَدَقَةُ بْنُ يَسَارٍ، عَنْ عَقِيلِ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةِ ذَاتِ الرِّقَاعِ، فَأُصِيبَتْ امْرَأَةٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، فَلَمَّا انْصَرَفَ رَسُولُ اللهِ

= عثمان، عن أبي الزبير وحده، عن جابر قال: قالوا: يا رسول الله، أخرقتنا نبال ثقيف، فادع الله عليهم. قال:"اللهم اهد ثقيفاً". وقال: حسن صحيح غريب.

وأخرجه مرسلاً ابن أبي شيبة 12/ 201 و 14/ 508 من طريق عبد الوهاب الثقفي، عن عبد الله بن عثمان، عن أبي الزبير.

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، داود بن بكر صدوق حسن الحديث، وباقي رجال الإسناد ثقات.

وهو عند المصنف في "الأشربة"(148).

وأخرجه أبو داود (3681)، والترمذي (1865)، والطحاوي 4/ 217، والبغوي 4/ 217 من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن ماجه (3393)، وابن الجارود (860)، وابن حبان (5382)، والبيهقي 8/ 296 من طريق أبي ضمرة أنس بن عياض، عن داود بن بكر، به.

وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (5648)، وانظر تتمة شواهده هناك.

ص: 51

صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَافِلًا، وَجَاءَ زَوْجُهَا وَكَانَ غَائِبًا، فَحَلَفَ أَنْ لَا يَنْتَهِيَ حَتَّى يُهْرِيقَ دَمًا فِي أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، فَخَرَجَ يَتْبَعُ أَثَرَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَنَزَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَنْزِلًا فَقَالَ:" مَنْ رَجُلٌ يَكْلَؤُنَا لَيْلَتَنَا هَذِهِ؟ " فَانْتَدَبَ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ، وَرَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَالَا: نَحْنُ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " فَكُونُوا بِفَمِ الشِّعْبِ " قَالَ: وَكَانُوا نَزَلُوا إِلَى شِعْبٍ مِنَ الْوَادِي.

فَلَمَّا خَرَجَ الرَّجُلَانِ إِلَى فَمِ الشِّعْبِ، قَالَ الْأَنْصَارِيُّ لِلْمُهَاجِرِيِّ: أَيُّ اللَّيْلِ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَنْ أَكْفِيَكَهُ، أَوَّلَهُ أَوْ آخِرَهُ؟ قَالَ: اكْفِنِي أَوَّلَهُ. فَاضْطَجَعَ الْمُهَاجِرِيُّ، فَنَامَ، وَقَامَ الْأَنْصَارِيُّ يُصَلِّي، وَأَتَى الرَّجُلُ، فَلَمَّا رَأَى شَخْصَ الرَّجُلِ عَرَفَ أَنَّهُ رَبِيئَةُ الْقَوْمِ، فَرَمَاهُ بِسَهْمٍ، فَوَضَعَهُ فِيهِ، فَنَزَعَهُ فَوَضَعَهُ وَثَبَتَ قَائِمًا، ثُمَّ رَمَاهُ بِسَهْمٍ آخَرَ، فَوَضَعَهُ فِيهِ. فَنَزَعَهُ فَوَضَعَهُ وَثَبَتَ قَائِمًا، ثُمَّ عَادَ لَهُ بِثَالِثٍ، فَوَضَعَهُ فِيهِ، فَنَزَعَهُ فَوَضَعَهُ، ثُمَّ رَكَعَ وَسَجَدَ، ثُمَّ أَهَبَّ صَاحِبَهُ، فَقَالَ: اجْلِسْ، فَقَدْ أُتِيتَ (1). فَوَثَبَ، فَلَمَّا رَآهُمَا الرَّجُلُ عَرَفَ أَنْ قَدْ نَذَرُوا بِهِ، فَهَرَبَ، فَلَمَّا رَأَى الْمُهَاجِرِيُّ مَا بِالْأَنْصَارِيِّ مِنَ الدِّمَاءِ، قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ، أَلَا أَهْبَبْتَنِي. قَالَ: كُنْتُ فِي سُورَةٍ أَقْرَؤُهَا، فَلَمْ أُحِبَّ أَنْ أَقْطَعَهَا حَتَّى أُنْفِذَهَا، فَلَمَّا تَابَعَ الرَّمْيَ رَكَعْتُ فَأَرَيْتُكَ، وَايْمُ اللهِ، لَوْلَا أَنْ أُضَيِّعَ ثَغْرًا أَمَرَنِي

(1) في (ق): أوفيت، وفي (م) و (س): أوتيت، قال السندي: أتيت على بناء المفعول، وفي النسخ: أوتيت بالواو، وهو سهو.

ص: 52

رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِحِفْظِهِ، لَقَطَعَ نَفْسِي قَبْلَ أَنْ أَقْطَعَهَا أَوْ أُنْفِذَهَا (1).

(1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، عقيل بن جابر في عداد المجهولين، لم يرو عنه غير صدقة بن يسار، وذكره ابن حبان في "ثقاته".

وأخرجه أبو داود (198)، وابن حبان (1096)، والضياء في "المختارة" كما في "تغليق التعليق" 2/ 113 - 115 من طرق عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد.

وهو في "سيرة ابن هشام" 3/ 218 - 219 عن ابن إسحاق، به.

وأخرجه ابن خزيمة (36)، والدارقطني 1/ 223 - 224، والحاكم 1/ 156 - 157، والبيهقي 1/ 140 و 9/ 150 من طريق يونس بن بكير، وابن خزيمة (36)، والضياء في "المختارة" كما في "التغليق" 2/ 114 - 115 من طريق سلمة بن الفضل، كلاهما عن ابن إسحاق، به، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.

وعلقه البخاري في كتاب الوضوء 1/ 280 "فتح الباري" مختصراً بصيغة التمريض، فقال: ويذكر عن جابر: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في غزوة ذات الرقاع، فرمي بسهم فنزفه الدم قركع وسجد ومضى في صلاته.

وسيأتي برقم (14865).

وله شاهد عند البيهقي في "الدلائل" 3/ 378 - 379 من طريق عبد الله بن عمر، عن أخيه عبيد الله بن عمر، عن القاسم بن محمد، عن صالح بن خوات، عن أبيه خوات بن جبير الأنصاري. وإسناده ضعيف لضعف عبد الله بن عمر العمري، وسمَّى الأنصاريَّ عَبَّادَ بن بشر، والمهاجريَّ عمَّارَ بن ياسر، والسورةَ الكهفَ.

قوله: "ربيئة القوم" قال السندي: بفتح راء وكسر موحدة وياء ساكنة وهمزة بعدها، وقد تشدد الياء وتترك الهمزة تخفيفاً: هو الرقيب والجاسوس، والمراد بالقوم المسلمون.

وقوله: "أهبَّ" بتشديد الباء، أي: أيقظ.

وقوله: "نذروا به" بفتح نون وكسر ذال معجمة، أي: شعروا به وعلموا بمكانه.

ص: 53

14705 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى أَنْ يَأْكُلَ الرَّجُلُ بِشِمَالِهِ، أَوْ يَمْشِيَ فِي نَعْلٍ وَاحِدَةٍ، وَأَنْ يَشْتَمِلَ الصَّمَّاءَ، وَأَنْ يَحْتَبِيَ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ كَاشِفًا عَنْ فَرْجِهِ (1).

14706 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ هَاشِمِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ نِسْطَاسٍ يُحَدِّثُ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَحْلِفُ أَحَدٌ عَلَى مِنْبَرِي كَاذِبًا، إِلَّا تَبَوَّأَ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، وقد صرح أبو الزبير بسماعه من جابر فيما سلف عند المصنف برقم (14178). إسحاق بن عيسى: هو ابن نجيح البغدادي أبو يعقوب ابن الطباع، وأبو الزبير: هو محمد بن مسلم بن تَدْرُس المكي.

وهو في "موطأ مالك" 2/ 922، ومن طريقه أخرجه مسلم (2099)(70)، والترمذي في "الشمائل" و (78)، وأبو عوانة 5/ 506 و 507، وابن حبان (5225)، والبيهقي 2/ 224، والبغوي (3085). ورواية الترمذي مقتصرة على النهي عن الأكل بالشمال، والمشي في النعل الواحدة، وقرن أبو عوانة في الموضع الثاني من روايته بمالكٍ الليثَ بن سعد، واقتصر فيه على النهي عن اشتمال الصماء، والاحتباء في الثوب الواحد.

وانظر (14118).

(2)

إسناده قوي، عبد الله بن نِسْطاس، وإن لم يرو عنه غير هاشم بن هاشم، قد وثقه النسائي وابن عبد البر في "الاستذكار" 22/ 83، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. إسحاق: هو ابن عيسى بن نجيح البغدادي.

وهو في "الموطأ" 2/ 727، ومن طريق مالك أخرجه الشافعي 2/ 73، =

ص: 54

* 14707 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى وَأَبُو سَعِيدٍ - يَعْنِي مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ - الْمَعْنَى وَهَذَا لَفْظُ إِسْحَاقَ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْمَوَالِ الْمَدَنِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنَا الِاسْتِخَارَةَ كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنَ الْقُرْآنِ، يَقُولُ: " إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالْأَمْرِ، فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ، ثُمَّ لِيَقُلْ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ، فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلَا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلَا أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ، اللهُمَّ

= والنسائي في "الكبرى"(6018)، وأبو يعلى (1782)، وابن حبان (4368)، والحاكم 4/ 296 - 297، والبيهقي 7/ 398 و 10/ 176.

وأخرجه ابن أبي شيبة 7/ 2 - 3، وأبو داود (3246)، وابن ماجه (2325)، وابن الجارود (927)، والحاكم 4/ 296، والبيهقي 7/ 398 و 10/ 176 من طرق عن هاشم بن هاشم، به.

وسيأتي برقم (15024) من طريق عبد الرحمن بن جابر بن عبد الله، عن أبيه.

وأخرج الطبراني في "الصغير"(627) من طريق سعيد بن المسيب، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من حلف على يمينٍ كاذبةٍ يقتطع بها مال امرئٍ مسلم، لقي الله يوم القيامة وهو عليه غضبان". ولم يذكر فيه منبر النبي صلى الله عليه وسلم. قال الهيثمي في "المجمع" 4/ 180: فيه عبد الله بن بزيع، وهو ليِّن، وبقية رجاله ثقات.

وفي الباب عن ابن مسعود، وأبي هريرة، سلفا برقم (3576) و (8362)، وهما صحيحان. وليس في حديث ابن مسعود التخصيصى بالحلف عند منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وانظر تتمة الشواهد عنده.

وانظر "الاستذكار" 22/ 83 - 92.

ص: 55

فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ هَذَا الْأَمْرَ - يُسَمِّيهِ بِاسْمِهِ -، خَيْرًا لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي - قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: وَمَعِيشَتِي - وَعَاقِبَةِ أَمْرِي، فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ، ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ، اللهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُهُ شَرًّا لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي، فَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاصْرِفْهُ عَنِّي، وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ -، وَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: وَعَاقِبَةِ أَمْرِي فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي وَبَارِكْ لِي فِيهِ - اللهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُهُ شَرًّا لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي، فَاصْرِفْنِي عَنْهُ، وَاصْرِفْهُ عَنِّي، وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ " (1).

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو سعيد: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري.

وأخرجه عبد بن حميد (1089)، والبخاري في "الصحيح"(1162) و (6382) و (7390)، وفي " الأدب المفرد"(703)، وأبو داود (1538)، وابن ماجه (1383)، والترمذي (480)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 80، وفي "عمل اليوم والليلة"(498)، وأبو يعلى (2086)، وابن حبان (887)، والبيهقي في "السنن" 3/ 52، وفي "الأسماء والصفات" ص 124 و 125، والبغوي في "شرح السنة"(1016) من طرق عن عبد الرحمن بن أبي الموال، بهذا الإسناد.

وفي الباب عن أبي سعيد الخدري عند البزار (3185 - كشف)، وابن حبان (885).

وعن أبي هريرة عند ابن حبان (886).

وعن أبي أيوب الأنصاري عند الحاكم 1/ 314.

وعن ابن مسعود عند الطبراني في "الكبير"(10012) و (10052).

قوله: "أستخيرك"، قال السندي: أي أسأل منك أن تُرشِدَني إلى الخير فيما أريد بسبب أنك عالم.

وقوله: "أستقدرك"، أي: أطلب منك أن تجعلني قادراً عليه إن كان فيه =

ص: 56

قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: حَدَّثَنَاهُ مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْمَوَالِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، نَحْوَهُ (1).

14708 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنِي فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمَدَنِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيِّ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَتَى قَوْمًا مِنَ الْأَنْصَارِ يَعُودُ مَرِيضًا، فَاسْتَسْقَاهُمْ (2)، وَجَدْوَلٌ قَرِيبٌ مِنْهُ (3)، فَقَالَ:" إِنْ كَانَ عِنْدَهُمْ مَاءٌ قَدْ بَاتَ فِي شَنٍّ وَإِلَّا كَرَعْنَا "(4).

14709 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا الْمُنْكَدِرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " كُلُّ مَعْرُوفٍ

= خير.

وقوله: "فإن كنت" الترديد راجع إلى عدم علم العبد بمتعلق علمه تعالى، لا إلى أنه يحتمل أن يكون خيراً ولا يعلمه العليم الخبير.

(1)

هذا من زيادات أبي عبد الرحمن عبد الله بن أحمد على "المسند"، وإسناده صحيح رجاله ثقات رجال الصحيح.

(2)

في (م): فاستقاهم.

(3)

المثبت من (م) وهو الجادَّة، وفي (س) و (ق): قريباً، قال السندي: أي: كان قريباً.

(4)

إسناده حسن من أجل فليح بن سليمان.

وأخرجه الدارمي (2123) عن إسحاق بن عيسى، بهذا الإسناد.

وانظر (14519).

ص: 57

صَدَقَةٌ، وَمِنَ الْمَعْرُوفِ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ، وَأَنْ تُفْرِغَ مِنْ دَلْوِكَ فِي إِنَائِهِ " (1).

(1) صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف المنكدر بن محمد بن المنكدر، وقد توبع على بعضه، ولبقيته شواهد تصححه.

وأخرجه عبد بن حميد (1090) عن خالد بن مخلد، والبغوي 6/ 142 - 143 من طريق بشر بن الوليد، كلاهما عن المنكدر بن محمد بن المنكدر، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 550 من طريق عبد الحميد البصري، والبخاري في "صحيحه"(6021)، وفي "الأدب المفرد"(224)، وابن حبان (3379)، والطبراني في "الصغير"(672)، والبغوي (1642) من طريق أبي غسان محمد ابن مطرف، كلاهما عن محمد بن المنكدر، به. مختصراً:"كل معروف صدقة".

وأخرج عبد بن حميد (1083)، والدارقطني 3/ 38، والحاكم 2/ 50، والقضاعي في"مسند الشهاب"(88)، والبيهقي 10/ 242، والبغوي (1646) من طريق عبد الحميد بن الحسن الهلالي، وأبو يعلى (2040)، والبيهقي 10/ 242 من طريق مسور بن الصلت، كلاهما عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"كل معروف صدقة، وما أنفق المسلم من نفقته على نفسه وأهله، كتب له بها صدقة، وما وقى به المرء المسلم عِرْضَه، كتب له بها صدقة، وكل نفقة أنفقها المسلم، فعلى الله خَلَفُها ضامناً، إلا نفقة في بنيان، أو معصية". واقتصر القضاعي على أوله: "كل معروف صدقة".

وسيأتي الحديث برقم (14877) عن قتيبة بن سعيد، عن المنكدر.

وفي الباب عن عبد الله بن يزيد الخطمي، ولفظه:"كل معروف صدقة"، وسيأتي 4/ 307، وإسناده قوي.

وعن جابر بن سليم الهجيمي، ولفظه: "لا تحقرنَّ من المعروف شيئاً ولو =

ص: 58

14710 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ جَابِرٍ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ صَامَ رَمَضَانَ وَسِتَّةَ أَيَّامٍ مِنْ شَوَّالٍ، فَكَأَنَّمَا صَامَ السَّنَةَ كُلَّهَا "(1).

14711 -

حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيُّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" الْمُوجِبَتَانِ: مَنْ لَقِيَ اللهَ وَلَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ لَقِيَ اللهَ وَهُوَ يُشْرِكٌ، دَخَلَ النَّارَ "(2).

14712 -

حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ - يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللهِ -، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ

= أن تلقى أخاك ووجهك منبسط، ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستسقي"، وسيأتي 5/ 64، وهو صحيح بطرقه.

وعن أبي ذر، ولفظه:"لا تحقرنَّ من المعروف شيئاً، فإن لم تجد فَالْقَ أخاك بوجه طَلْق"، وسيأتي 5/ 173، وإسناده حسن.

وعن حذيفة بن اليمان، ولفظه:"المعروف كله صدقة"، وسيأتي 5/ 383، وإسناده صحيح.

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عمرو بن جابر الحضرمي. وهو مكرر (14302).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل المبارك -وهو ابن فَضَالة البصري-، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. هاشم: هو ابن القاسم ابن مسلم البغدادي.

وانظر ما سلف برقم (14488).

ص: 59

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيًّا، وَإِنَّ حَوَارِيَّ الزُّبَيْرُ "(1).

14713 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَغْزُو فِي الشَّهْرِ الْحَرَامِ، إِلَّا أَنْ يُغْزَى، أَوْ يُغْزَوْا، فَإِذَا حَضَرَهُ أَقَامَ حَتَّى يَنْسَلِخَ (2).

14714 -

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ وَحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ - قَالَ حَسَنٌ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ - عَنْ جَابِرٍ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " غِفَارٌ غَفَرَ اللهُ لَهَا، وَأَسْلَمُ سَالَمَهَا اللهُ "(3).

14715 -

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ

(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سريج -وهو ابن النعمان-، فمن رجال البخاري. وانظر (14297).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (14583).

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ ابن لهيعة، وقد توبع، تابعه معقل بن عبيد الله عند مسلم، وابن جريج فيما سيأتي برقم (15113)، وصرح هناك أبو الزبير بالتحديث.

وأخرجه مسلم (2515) من طريق معقل بن عبيد الله الجزري، عن أبي الزبير، بهذا الإسناد.

ويشهد له حديث ابن عمر السالف برقم (4702)، وانظر تتمة شواهده هناك.

ص: 60

عَنْ جَابِرٍ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " غِلَظُ الْقُلُوبِ وَالْجَفَاءُ قِبَلَ الْمَشْرِقِ، وَالْإِيمَانُ وَالسَّكِينَةُ فِي أَهْلِ الْحِجَازِ "(1).

14716 -

حَدَّثَنَا مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَأُخْرِجَنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، حَتَّى لَا أَذَرَ فِيهَا إِلَّا مُسْلِمًا "(2).

14717 -

حَدَّثَنَا مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ بِشَهْرٍ:" تَسْأَلُونِي عَنِ السَّاعَةِ، وَإِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللهِ؟! أُقْسِمُ بِاللهِ مَا عَلَى الْأَرْضِ نَفْسٌ مَنْفُوسَةٌ الْيَوْمَ يَأْتِي عَلَيْهَا مِئَةُ سَنَةٍ "(3).

14718 -

حَدَّثَنَا مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ كَذَّابُونَ: مِنْهُمْ صَاحِبُ الْيَمَامَةِ، وَمِنْهُمْ صَاحِبُ صَنْعَاءَ الْعَنَسِيُّ، وَمِنْهُمْ صَاحِبُ حِمْيَرَ، وَمِنْهُمُ الدَّجَّالُ، وَهُوَ أَعْظَمُهُمْ فِتْنَةً ". قَالَ جَابِرٌ: وَبَعْضُ أَصْحَابِي يَقُولُ: " قَرِيبٌ مِنْ ثَلَاثِينَ

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، ابن لهيعة سيئ الحفظ، لكن تابعه ابن جريج فيما سلف برقم (14595).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ ابن لهيعة، لكن تابعه ابن جريج فيما سلف في مسند عمر برقم (201)، وانظر تمام تخريجه هناك.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف. وانظر (14451).

ص: 61

كَذَّابًا " (1).

14719 -

حَدَّثَنَا مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ يَقُولُ:" أَنَا فَرَطُكُمْ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ،، فَإِذَا لَمْ تَرَوْنِي، فَأَنَا عَلَى الْحَوْضِ قَدْرَ مَا بَيْنَ أَيْلَةَ إِلَى مَكَّةَ، وَسَيَأْتِي رِجَالٌ وَنِسَاءٌ بِقُرَبٍ وَآنِيَةٍ، فَلَا يَطْعَمُونَ مِنْهُ شَيْئًا "(2).

(1) إسناده ضعيف لسوء حفظ عبد الله ابن لهيعة.

وأخرجه البزار (3375 - كشف الأستار) عن يوسف بن موسى، عن عبد الرحمن بن مَغراء، عن مجالد بن سعيد، عن الشعبي، عن جابر. ولم يذكر فيه صاحب حمير، وإسناده ضعيف لضعف مجالد، وعبد الرحمن بن مغراء ليس بذاك القوي وعنده غرائب.

وله شاهد من حديث عبد الله بن الزبير عند أبي يعلى (6820) من طريق شريك بن عبد الله النخعي، عن أبي إسحاق السبيعي، عنه. وذكر فيه مكان صاحب حمير: المختارَ. وإسناده ضعيف، شريك النخعي سيئ الحفظ، وأبو إسحاق السبيعي الكوفي -فيما نظنُّ- لم يسمع عبد الله بن الزبير المكي مع كونه أدركه، وذلك لاختلاف داريهما، وبعد الشُّقَّة وكثرة الفتن آنذاك، والله تعالى أعلم. وتساهل الحافظ ابن حجر في "الفتح" 6/ 617 فحسَّن إسناده.

وآخر من حديث أبي بكرة، وسيأتي في "المسند" 5/ 46 من طريق طلحة ابن عبد الله بن عوف، عن عياض بن مسافع، عنه في قصة مسيلمة الكذاب فقط. وإسناده ضعيف، عياض بن مسافع هذا لا يدرى من هو.

وصحَّ من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقوم الساعة حتى يُبعَثَ دجالون كذابون، قريب من ثلاثين، كلهم يزعم أنه رسول الله" ولم يذكر أسماء، وسلف في مسنده برقم (7228).

ومن حديث جابر بن سمرة، وسيأتي 5/ 88. وهو عند مسلم (2923).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ ابن لهيعة، وقد توبع =

ص: 62

14720 -

حَدَّثَنَا مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ. قَالَ: فَيَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ (1)، فَيَقُولُ أَمِيرُهُمْ: تَعَالَ صَلِّ بِنَا. فَيَقُولُ: لَا، إِنَّ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ أَمِيرٌ، لِيُكْرِمَ اللهُ هَذِهِ الْأُمَّةَ "(2).

14721 -

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَأَلَ جَابِرًا عَنِ الْوُرُودِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم

= فيما سيأتي برقم (15120) وقد صرح هناك أبو الزبير بالتحديث.

وأخرجه الآجري في "الشريعة" ص 357 من طريق أبي صالح عبد الله بن صالح، عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد.

وفي الباب دون ذكر مساحة الحوض عن ابن مسعود، وسلف برقم (3639).

وانظر في ذِكْر مساحة الحوض حديث ابن عمر السالف برقم (6162). وحديث أنس السالف برقم (12362).

(1)

زاد هنا في (س): عليهم.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ ابن لهيعة، وقد توبع فيما سيأتي برقم (15127) وصرح هناك أبو الزبير بالتحديث.

وأخرجه أبو يعلى (2078) من طريق موسى بن عبيدة الرَّبَذي، عن أخيه، عن جابر. وموسى ضعيف.

ويشهد لشطره الأول، ما سلف عن أبي هريرة برقم (8274)، وانظر شواهده هناك.

قوله: "ليكرم" قال السندي: متعلق بقول عيسى، يقول ذلك ليُظْهِرَ به إكرامَ الله تعالى هذه الأمة.

ص: 63

يَقُولُ: " نَحْنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى كَوْمٍ فَوْقَ النَّاسِ، فَيُدْعَى بِالْأُمَمِ بِأَوْثَانِهَا وَمَا كَانَتْ تَعْبُدُ، الْأَوَّلَ فَالْأَوَّلَ، ثُمَّ يَأْتِينَا رَبُّنَا بَعْدَ ذَلِكَ، فَيَقُولُ: مَا تَنْتَظِرُونَ؟ فَيَقُولُونَ: نَنْتَظِرُ رَبَّنَا. فَيَقُولُ: أَنَا رَبُّكُمْ. فَيَقُولُونَ: حَتَّى نَنْظُرَ إِلَيْهِ. قَالَ: فَيَتَجَلَّى لَهُمْ وَهُوَ يَضْحَكُ، وَيُعْطِي كُلَّ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ، مُنَافِقٍ وَمُؤْمِنٍ، نُورًا، وَتَغْشَاهُ ظُلْمَةٌ، ثُمَّ يَتَّبِعُونَهُ مَعَهُمْ الْمُنَافِقُونَ، عَلَى جِسْرِ جَهَنَّمَ، فِيهِ كَلَالِيبُ وَحَسَكٌ، يَأْخُذُونَ مَنْ شَاءَ، ثُمَّ يُطْفَأُ نُورُ الْمُنَافِقِينَ، وَيَنْجُو الْمُؤْمِنُونَ، فَتَنْجُو أَوَّلُ زُمْرَةٍ وُجُوهُهُمْ كَالْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، سَبْعُونَ أَلْفًا لَا يُحَاسَبُونَ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ كَأَضْوَإِ نَجْمٍ فِي السَّمَاءِ، ثُمَّ ذَلِكَ حَتَّى تَحِلَّ الشَّفَاعَةُ، فَيَشْفَعُونَ حَتَّى يَخْرُجَ مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، مِمَّنْ فِي قَلْبِهِ مِيزَانُ شَعِيرَةٍ، فَيُجْعَلَ بِفِنَاءِ الْجَنَّةِ، وَيَجْعَلُ أَهْلُ الْجَنَّةِ يُهْرِيقُونَ عَلَيْهِمْ مِنَ الْمَاءِ حَتَّى يَنْبُتُونَ نَبَاتَ الشَّيْءِ فِي السَّيْلِ، وَيَذْهَبُ حَرَقُهُمْ، ثُمَّ يَسْأَلُ اللهَ حَتَّى يَجْعَلَ لَهُ الدُّنْيَا وَعَشَرَةَ أَمْثَالِهَا "(1).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف من أجل ابن لهيعة، لكن تابعه ابن جريج فيما سيأتي برقم (15115).

وأخرجه مختصراً الدارمي في "الرد على الجهمية" ص 58 عن عبد الغفار بن داود الحراني، عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد- واقتصر على أوله، إلى قوله:"فيتجلى لهم يضحك فيتبعونه".

وأخرجه الدارقطني في "الصفات"(33) من طريق يحيى بن إسحاق السيلحيني، عن ابن لهيعة، به. مختصراً بقوله:"يتجلى لهم ضاحكاً".

وانظر ما سلف برقم (14312) و (14520). =

ص: 64

14722 -

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَأَلَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ عَنْ فَتَّانِي الْقَبْرِ، فَقَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّ هَذِهِ الْأُمَّةَ تُبْتَلَى فِي قُبُورِهَا، فَإِذَا أُدْخِلَ الْمُؤْمِنُ قَبْرَهُ، وَتَوَلَّى عَنْهُ أَصْحَابُهُ، جَاءَ مَلَكٌ شَدِيدُ الِانْتِهَارِ، فَيَقُولُ لَهُ: مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ؟ فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ: أَقُولُ إِنَّهُ رَسُولُ اللهِ وَعَبْدُهُ. فَيَقُولُ لَهُ الْمَلَكُ: انْظُرْ إِلَى مَقْعَدِكَ الَّذِي كَانَ لَكَ (1) فِي النَّارِ، قَدْ أَنْجَاكَ اللهُ مِنْهُ، وَأَبْدَلَكَ بِمَقْعَدِكَ الَّذِي تَرَى مِنَ النَّارِ، مَقْعَدَكَ الَّذِي تَرَى مِنَ الْجَنَّةِ. فَيَرَاهُمَا كِلَاهُمَا، فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ: دَعُونِي أُبَشِّرْ أَهْلِي. فَيُقَالَ لَهُ: اسْكُنْ. وَأَمَّا الْمُنَافِقُ فَيُقْعَدُ إِذَا تَوَلَّى عَنْهُ أَهْلُهُ، فَيُقَالَ لَهُ: مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ؟ فَيَقُولُ: لَا أَدْرِي، أَقُولُ مَا يَقُولُ النَّاسُ. فَيُقَالَ لَهُ: لَا دَرَيْتَ، هَذَا مَقْعَدُكَ الَّذِي كَانَ لَكَ مِنَ الْجَنَّةِ، قَدْ أُبْدِلْتَ مَكَانَهُ مَقْعَدَكَ مِنَ النَّارِ ".

قَالَ جَابِرٌ: فَسَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " يُبْعَثُ كُلُّ عَبْدٍ فِي الْقَبْرِ عَلَى مَا مَاتَ: الْمُؤْمِنُ عَلَى إِيمَانِهِ، وَالْمُنَافِقُ عَلَى نِفَاقِهِ "(2).

= قوله: "حَسَكٌ"، قال السندي: بفتحتين، شوكٌ صلبٌ من حديد.

وقوله: "يأخذون من شاء"، أي: من شاءَ الله عز وجل.

(1)

لفظة "لك" ليست في (م).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ ابن لهيعة، وقد توبع، تابعه ابن جريج -وهو ثقة- عند عبد الرزاق كما سيأتي في التخريج، وقد صرح عنده أبو الزبير بالتحديث.

ص: 65

14723 -

حَدَّثَنَا مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَأَلَ جَابِرًا عَنِ الْجِنَازَةِ، قَالَ: قَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِجَنَازَةٍ مَرَّتْ وَمَنْ مَعَهُ حَتَّى تَوَارَتْ (1).

14724 -

حَدَّثَنَا مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" أَرْجُو أَنْ يَكُونَ مَنْ يَتَّبِعُنِي مِنْ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ رُبُعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ " قَالَ: فَكَبَّرْنَا، ثُمَّ قَالَ:" أَرْجُو أَنْ يَكُونُوا ثُلُثَ النَّاسِ " قَالَ: فَكَبَّرْنَا، ثُمَّ قَالَ: " أَرْجُو أَنْ

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(9072) من طرق عن عبد الله بن لهيعة، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق (6744) و (6746) عن ابن جريج، قال: أخبرني أبو الزبير، أنه سمع جابر بن عبد الله يقول

فذكره.

وسلف مختصراً: "إذا رأى ما فسح له في قبره يقول: دعوني أبشر أهلي، فيقال: اسكن" برقم (14547)، وإسناده قوي أيضاً.

وقد سلف قوله في آخره: "يبعث كل عبد

" برقم (14543) بإسناد قوي، لكن دون قوله: "في القبر".

وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11000)، وانظر تتمة شواهده هناك.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لأجل ابن لهيعة -وهو عبد الله الحضرمي المصري القاضي-، فهو سيئ الحفظ، وقد تابعه ابن جريج فيما سلف برقم (14147). موسى: هو ابن داود الضَّبِّي، وأبو الزبير: هو محمد ابن مسلم بن تَدْرُس المكي.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 486 من طريق أسد بن موسى، عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد.

ص: 66

يَكُونُوا الشَّطْرَ " (1).

14725 -

حَدَّثَنَا مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" لَا يَمْرَضُ مُؤْمِنٌ وَلَا مُؤْمِنَةٌ، وَلَا مُسْلِمٌ وَلَا مُسْلِمَةٌ، إِلَّا حَطَّ اللهُ بِهَا عَنْهُ خَطَيئَتَهُ "(2).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ ابن لهيعة، وقد تابعه ابن جريج فيما سيأتي برقم (15114)، وصرح أبو الزبير هناك بالتحديث.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(9078) من طريق منبه بن عثمان، عن ثور بن زيد، عن مجاهد، عن الشعبي، عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم:"أتحبون أن يكون لكم سدس الجنة؟ " قالوا: بلى يا رسول الله، عرضها السماوات والأرض. قال:"فخمسها؟ " قالوا: نعم. قال: "فالربع؟ " قالوا: فذاك أكثر. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أرجو أن أكون أنا النصف الباقي". ولا بأس بإسناده.

وفي الباب عن ابن مسعود، سلف برقم (3661)، وانظر تتمة شواهده هناك.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ ابن لهيعة، وقد توبع، تابعه ابن جريج وزيد بن أبي أنيسة، كما سيأتي في التخريج، لكن تبقى عنعنة أبي الزبير، وقد تابعه أبو سفيان فيما سيأتي برقم (15146).

وأخرجه البزار (758 - كشف الأستار)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2222) من طريق ابن جريج، وابن حبان (2927) من طريق زيد بن أبي أنيسة، كلاهما عن أبي الزبير، بهذا الإسناد.

وأخرج البيهقي في "السنن" 3/ 375، وفي "الشعب"(9921) من طريق عبد الرحمن بن مغراء الدوسي، عن الأعمش، عن أبي الزبير، عن جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يودُّ أهل العافية يوم القيامة أن جلودهم كانت قُرِضَت بالمقاريض مما يرون من ثواب أهل البلاء".

وفي الباب عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري، سلف برقم (8027)، وانظر تتمة شواهده عنده فيما سلف برقم (7386).

ص: 67

14726 -

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَعَا عِنْدَ مَوْتِهِ بِصَحِيفَةٍ لِيَكْتُبَ فِيهَا كِتَابًا لَا يَضِلُّونَ بَعْدَهُ. قَالَ: فَخَالَفَ عَلَيْهَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ حَتَّى رَفَضَهَا (1).

14727 -

حَدَّثَنَا مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ أَنَّهُ قَالَ: سَأَلْتُ جَابِرًا: أَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " أَفْضَلُ الْجِهَادِ مَنْ عُقِرَ جَوَادُهُ، وَأُرِيقَ دَمُهُ "؟ فَقَالَ جَابِرٌ: نَعَمْ (2).

14728 -

حَدَّثَنَا مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " أَفْضَلُ الصَّدَقَةِ صَدَقَةٌ عَنْ ظَهْرِ غِنًى، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ، وَالْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ ابن لهيعة، وقد توبع، تابعه قرة بن خالد عند أبي يعلى، لكن تبقى فيه عنعنة أبي الزبير.

وأخرجه أبو يعلى (1869) و (1871) من طريق قرة بن خالد، عن أبي الزبير، بهذا الإسناد.

وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2990)، وهو في "الصحيح".

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(1247) من طريق عبد الرحمن بن عثمان أبي بحر البكراوي، عن قرة بن خالد، عن أبي الزبير، به. وأبو بحر البكراوي ضعيف.

وسيأتي ضمن حديث برقم (15210) من طريق محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبي الزبير. وابن أبي ليلى سيئ الحفظ.

وسلف برقم (14210) من طريق أبي سفيان، عن جابر. وإسناده قوي. والحديث بمجموع هذه الطرق صحيح.

ص: 68

السُّفْلَى " (1).

14729 -

حَدَّثَنَا مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَأَلَ جَابِرًا: أَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ يُسَلِّمُ، وَالْمُؤْمِنُ يَأْكُلُ فِي مِعًى وَاحِدٍ "؟ قَالَ: نَعَمْ.

قَالَ: وَسَأَلْتُ جَابِرًا: أَسَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ فَذَكَرَ اسْمَ اللهِ حِينَ يَدْخُلُ، وَحِينَ يَطْعَمُ، قَالَ الشَّيْطَانُ: لَا مَبِيتَ لَكُمْ وَلَا عَشَاءَ هَاهُنَا، وَإِنْ دَخَلَ فَلَمْ يَذْكُرْ اسْمَ اللهِ عِنْدَ دُخُولِهِ، قَالَ: أَدْرَكْتُمُ الْمَبِيتَ، وَإِنْ لَمْ يَذْكُرْ اسْمَ اللهِ عِنْدَ مَطْعَمِهِ، قَالَ: أَدْرَكْتُمُ الْمَبِيتَ وَالْعَشَاءَ "؟ قَالَ: نَعَمْ (2).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، وابن لهيعة قد توبع، تابعه ابن جريج فيما سلف برقم (14531)، وصرح أبو الزبير هناك بالتحديث.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ ابن لهيعة، وقد توبع كما سيأتي في التخريج.

وأخرجه مختصراً الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2006) من طريق سعيد بن أبي مريم، عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد. ولفظه:"الكافر يأكل في سبعة أمعاء، والمؤمن يأكل في معىً واحدٍ". وقد سلف مختصراً بهذا اللفظ عن روح، عن ابن جريج، عن أبي الزبير، وقد صرح أبو الزبير هناك بالتحديث.

وأخرجه بنحوه دون قوله: "المؤمن يأكل في معىً واحدٍ" عبد الرزاق (19561) من طريق حرام بن عثمان، عن ابن جابر، عن جابر. وإسناده ضعيف لضعف حرام بن عثمان، ولعدم التصريح باسم ابن جابر.

وسيأتي الشطر الثاني برقم (15108) عن روح، عن ابن جريج، عن أبي الزبير، وقد صرح أبو الزبير هناك بالتحديث. =

ص: 69

14730 -

حَدَّثَنَا مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَأَلَ جَابِرًا عَنْ خَادِمِ الرَّجُلِ إِذَا كَفَاهُ الْمَشَقَّةَ وَالْحَرَّ، فَقَالَ: أَمَرَنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ نَدْعُوَهُ، فَإِنْ كَرِهَ أَحَدٌ أَنْ يَطْعَمَ مَعَهُ، فَلْيُطْعِمْهُ أُكْلَةً فِي يَدِهِ (1).

= وفي باب السلام عند دخول البيت عن أبي أمامة عند أبي داود (2494)، والبخاري في "الأدب المفرد"(1094).

وعن أبي هريرة عند البيهقي في "الشعب"(8844).

وفي باب التسمية على الطعام عن عمر بن أبي سلمة، سيأتي 4/ 26.

وعن أمية بن مخشي، سيأتي 4/ 336.

وعن حذيفة، سيأتي 5/ 382 - 383.

وعن عائشة، سيأتي 6/ 207 - 208.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ ابن لهيعة، لكنه قد توبع.

فقد أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(198) عن محمد بن سلام، قال: أخبرنا مخلد بن يزيد، قال: أخبرنا ابن جريج، قال: أخبرني أبو الزبير أنه سمعه يسأل جابراً

فذكره، وهذا إسناد صحيح رجاله ثقات رجال الصحيح.

وأخرج البخاري في "الأدب المفرد"(188) و (199) من طريق الفضل بن مبشر، قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول: كان النبي صلى الله عليه وسلم يوصي بالمملوكين خيراً، ويقول:"أطعموهم مما تأكلون، وألبسوهم من لبوسكم، ولا تعذِّبوا خلق الله". والفضل بن مبشِّر ضعيف.

وفي الباب عن ابن مسعود، سلف برقم (3680).

وعن أبي هريرة، سلف برقم (7338).

وعن أبي اليسر كعب بن عمرو عند البخاري في "الأدب المفرد"(187) و (738)، ومسلم (3007). وانظر تتمة شواهده عند حديث ابن مسعود.

ص: 70

14731 -

حَدَّثَنَا مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ أَنَّهُ قَالَ: سَأَلْتُ جَابِرًا: أَسَمِعْتَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَسْرِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ "؟ قَالَ جَابِرٌ: لَمْ أَسْمَعْهُ. قَالَ جَابِرٌ: وَأَخْبَرَنِي ابْنُ عُمْرَ (1) أَنَّهُ قَدْ سَمِعَهُ (2).

14732 -

حَدَّثَنَا مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، أَنَّ جَابِرًا أخْبَرَهُ: أَنَّهُمْ غَزَوْا غَزْوَةً بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، فَهَاجَتْ عَلَيْهِمْ رِيحٌ شَدِيدَةٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّهَا لِمَوْتِ مُنَافِقٍ ". فَرَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ، فَوَجَدْنَا مُنَافِقًا عَظِيمَ النِّفَاقِ قَدْ مَاتَ (3).

14733 -

حَدَّثَنَا مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَمَّا فُتِحَتْ حُنَيْنٌ بَعَثَ سَرَايَا، فَأَتَوْا بِالْإِبِلِ وَالشَّاءِ، فَقَسَمُوهَا فِي قُرَيْشٍ، قَالَ: فَوَجَدْنَا

(1) في (م): ابن عمرو، وهو خطأ.

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ ابن لهيعة.

وأخرجه البزار (115 - كشف الأستار)، والطبراني في "الكبير"(13304) من طريق جابر، عن عكرمة، عن ابن عباس وابن عمر وأبي هريرة. وجابر -وهو ابن يزيد الجعفي- ضعيف.

ويشهد له حديث أبي هريرة السالف برقم (7318)، وهو متفق عليه، وانظر شواهده هناك.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ ابن لهيعة. وانظر (14676).

ص: 71

أَيُّهَا الْأَنْصَارُ عَلَيْهِ، فَبَلَغَهُ ذَلِكَ فَجَمَعَنَا فَخَطَبَنَا، فَقَالَ:" أَلَا تَرْضَوْنَ أَنَّكُمْ أُعْطِيتُمْ رَسُولَ اللهِ؟ فَوَاللهِ لَوْ سَلَكَتِ النَّاسُ وَادِيًا، وَسَلَكْتُمْ شِعْبًا، لَاتَّبَعْتُ شِعْبَكُمْ " قَالَوا: رَضِينَا يَا رَسُولَ اللهِ (1).

14734 -

حَدَّثَنَا مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ قَالَ: سَأَلْتُ جَابِرًا عَنِ الْعَقَبَةِ، قَالَ: شَهِدَهَا سَبْعُونَ، فَوَافَقَهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ آخِذٌ بِيَدِهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" قَدْ أَخَذْتُ وَأَعْطَيْتُ "(2).

14735 -

حَدَّثَنَا مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " سَيَخْرُجُ أَهْلُ مَكَّةَ مِنْهَا، ثُمَّ لَا يَعْمُرُوهَا - أَوْ لَا تُعْمَرُ - إِلَّا قَلِيلًا، ثُمَّ تُعْمَرُ وَتَمْتَلِئُ وَتُبْنَى، ثُمَّ يَخْرُجُونَ مِنْهَا فَلَا يَعُودُونَ إِلَيْهَا أَبَدًا "(3).

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ ابن لهيعة.

ويشهد له حديث أنس السالف برقم (12608).

وحديث عبد الله بن زيد بن عاصم، وسيأتي 4/ 42. وهما في "الصحيحين".

(2)

حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ ابن لهيعة. وانظر (14677).

(3)

إسناده ضعيف لسوء حفظ ابن لهيعة.

وأخرجه ابن شبة في "تاريخ المدينة" 1/ 283 من طريق الوليد بن مسلم، =

ص: 72

14736 -

حَدَّثَنَا مُوسَى وَقُتَيْبَةُ، قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَيَسِيرَنَّ رَاكِبٌ فِي جِهَةِ (1) الْمَدِينَةِ - قَالَ قُتَيْبَةُ: فِي جَانِبِ الْمَدِينَةِ - فَلَيَقُولَنَّ: لَقَدْ كَانَ فِي هَذِهِ مَرَّةً حَاضِرٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ كَثِيرٌ "(2).

14737 -

حَدَّثَنَا مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، أَنَّ جَابِرًا أَخْبَرَهُ أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَا يَحِلُّ لِأَحَدٍ يَحْمِلُ فِيهَا السِّلَاحَ لِقِتَالٍ ". قَالَ قُتَيْبَةُ: يَعْنِي الْمَدِينَةَ (3).

= والبزار في "مسنده"(233) من طريق بشر بن عمر، كلاهما عن عبد الله بن لهيعة، بهذا الإسناد- لكن ذكرا في حديثهما المدينة مكان مكة.

وسلف كذلك في مسند عمر برقم (152) عن حسن بن موسى، عن ابن لهيعة.

ويغني عنه في المدينة حديث سليمان بن قيس عن جابر، السالف برقم (14557)، والحديث التالي.

(1)

جاء في هامش (س): في ثلاث نسخ: في حمة المدينة، هكذا صورته، وفي "الأطراف": في سرحة المدينة.

(2)

حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ ابن لهيعة. موسى: هو ابن داود الضبي، وقتيبة: هو ابن سعيد، وقد مشَّى بعض أهل العلم رواية قتيبة عن ابن لهيعة. وانظر (14678).

(3)

حسن لغيره وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ ابن لهيعة.

وأخرجه مسلم (1356)، والبيهقي 5/ 155 من طريق معقل بن عبيد الله الجزري، عن أبي الزبير، به- لكن جعله في مكة وليس في المدينة.

ويشهد لحديثنا في المدينة حديث أنس السالف برقم (13540) وفيه مؤمل ابن إسماعيل، وهو سيئ الحفظ. وانظر كلامنا عليه هناك. =

ص: 73

14738 -

حَدَّثَنَا مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَهْدَى إِلَيْهِ رَاهِبٌ مِنَ الشَّامِ جُبَّةً مِنْ سُنْدُسٍ، فَلَبِسَهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ أَتَى الْبَيْتَ، فَوَضَعَهَا وَأُخْبِرَ بِوَفْدٍ يَأْتِيهِ، فَأَمَرَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَنْ يَلْبَسَ الْجُبَّةَ لِقُدُومِ الْوَفْدِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" لَا يَصْلُحُ لَنَا لِبَاسُهَا فِي الدُّنْيَا، وَيَصْلُحُ لَنَا لِبَاسُهَا فِي الْآخِرَةِ، وَلَكِنْ خُذْهَا يَا عُمَرُ " فَقَالَ: أَتَكْرَهُهَا وَآخُذُهَا؟! فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " إِنِّي لَمْ (1) آمُرُكَ أَنْ تَلْبَسَهَا، وَلَكِنْ تُرْسِلُ بِهَا إِلَى أَرْضِ فَارِسَ، فَتُصِيبُ بِهَا مَالًا " فَأَبَى عُمَرُ، فَأَرْسَلَ بِهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى النَّجَاشِيِّ، وَكَانَ قَدْ أَحْسَنَ إِلَى مَنْ فَرَّ إِلَيْهِ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم (2).

14739 -

حَدَّثَنَا مُوسَى وَحَسَنٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ حَسَنٌ فِي حَدِيثِهِ: حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، وَقَالَ مُوسَى (3): عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَأَلَ جَابِرًا عَنْ مِيثَرَةٍ الْأُرْجُوَانِ، فَقَالَ جَابِرٌ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " لَا أَرْكَبُهَا، وَلَا أَلْبَسُ قَمِيصًا مَكْفُوفًا بِحَرِيرٍ، وَلَا أَلْبَسُ

= وسيأتي الحديث برقم (15233 م).

(1)

في (م) و (ق): لا.

(2)

إسناده ضعيف لسوء حفظ ابن لهيعة. وانظر (14620).

(3)

وقع في (م) و (س) و (ق): وقال ابن لهيعة، ويغلب على ظننا أن الصواب ما أثبتناه، وذلك أن الإمام أحمد رحمه الله أراد أن يذكر الخلاف الذي وقع بين شيخيه في لفظ التحمُّل، فقال أحدهما عن ابن لهيعة: حدثنا أبو الزبير، وقال الآخر: عن أبي الزبير.

ص: 74

الْقَسِّيَّ " (1).

14740 -

حَدَّثَنَا مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ الْبَهْزِيَّةِ أُمِّ مَالِكٍ كَانَتْ تُهْدِي فِي عُكَّةٍ لَهَا سَمْنًا لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَبَيْنَمَا بَنُوهَا يَسْأَلُونَهَا عَنْ إِدَامٍ وَلَيْسَ عِنْدَهَا شَيْءٌ، فَعَمَدَتْ إِلَى نِحْيِهَا الَّتِي كَانَتْ تُهْدِي فِيهِ السَّمْنَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَوَجَدَتْ فِيهِ سَمْنًا، فَمَا زَالَ يُقِيمُ لَهَا إِدَامَ بَنِيهَا حَتَّى عَصَرَتْهُ، فَأَتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" أَعَصَرْتِيهِ؟ " فَقَالَتْ: نَعَمْ. قَالَ: " لَوْ تَرَكْتِيهِ مَا زَالَ ذَلِكَ مُقِيمًا "(2).

14741 -

حَدَّثَنَا مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ أَتَاهُ رَجُلٌ يَسْتَطْعِمُهُ، فَأَطْعَمَهُ شَطْرَ وَسْقِ شَعِيرٍ، فَمَا زَالَ الرَّجُلُ يَأْكُلُ مِنْهُ هُوَ وَامْرَأَتُهُ وَوَصِيفٌ لَهُمْ، حَتَّى كَالُوهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" لَوْ لَمْ تَكِيلُوهُ، لَأَكَلْتُمْ مِنْهُ، وَلَقَامَ لَكُمْ "(3).

(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ ابن لهيعة. وانظر (14682).

(2)

إسناده ضعيف لسوء حفظ ابن لهيعة. وسلف برقم (14664) عن حسن بن موسى، عن ابن لهيعة.

والنِّحْي: السقاء من جلد.

(3)

إسناده ضعيف لسوء حفظ ابن لهيعة. موسى: هو ابن داود الضبي. وانظر (14621).

ص: 75

14742 -

حَدَّثَنَا مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ (1)، أَنَّ بَنَّةَ الْجُهَنِيَّ أَخْبَرَهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مَرَّ عَلَى قَوْمٍ فِي الْمَسْجِدِ، أَوْ فِي الْمَجْلِسِ، يَسُلُّونَ سَيْفًا بَيْنَهُمْ، يَتَعَاطَوْنَهُ بَيْنَهُمْ غَيْرَ مَغْمُودٍ، فَقَالَ:" لَعَنَ اللهُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ، أَوَ لَمْ أَزْجُرْكُمْ عَنْ هَذَا؟ فَإِذَا سَلَلْتُمُ السَّيْفَ، فَلْيَغْمِدْهُ الرَّجُلُ، ثُمَّ لِيُعْطِهِ كَذَلِكَ "(2).

14743 -

حَدَّثَنَا مُوسَى وَحَسَنٌ - وَاللَّفْظُ لَفْظُ حَسَنٍ - قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، قَالَ: سَأَلْتُ جَابِرًا: هَلْ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " الرَّجُلُ فِي صَلَاةٍ مَا انْتَظَرَ الصَّلَاةَ "؟ قَالَ: انْتَظَرْنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةً لِصَلَاةِ الْعَتَمَةِ،

(1) قوله: "حدثنا أبو الزبير" سقط من (م).

(2)

إسناده حسن، ابن لهيعة -وإن كان سيئ الحفظ-، قد روى عنه هذا الحديث عبد الله بن وهب عند ابن عبد البر في "الاستيعاب" 1/ 182 - 183، وروايته عنه صالحة عند أهل العلم.

وأخرجه ابن سعد 4/ 353، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 102، والطبراني في "الكبير"(1190)، وفي "الأوسط"(2591)، وأبونعيم في "معرفة الصحابة"(1255)، وابن عبد البر في "الاستيعاب" 1/ 182 - 183 من طرق عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد- واقتصر ابن سعد على قوله:"لا يتعاطى السيف مسلولاً"، ورواية أبي نعيم دون قوله: "فإذا سللتم السيف فليغمده

إلخ".

وأخرجه أبو نعيم (1256) من طريق رشدين بن سعد، عن عبد الله بن لهيعة وأبي عمرو التجيبي، كلاهما عن أبي الزبير، به. وإسناده ضعيف جداً.

وسيأتي الحديث برقم (14980).

وسلف مختصراً: "نهى رسول الله أن يُتعاطى السيف مسلولاً" برقم (14201)، وإسناده صحيح.

ص: 76

فَاحْتَبَسَ عَلَيْنَا حَتَّى كَانَ قَرِيبًا مِنْ شَطْرِ اللَّيْلِ، أَوْ بَلَغَ ذَلِكَ، ثُمَّ جَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَصَلَّيْنَا، ثُمَّ قَالَ:" اجْلِسُوا " فَخَطَبَنَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّ النَّاسَ قَدْ صَلَّوْا وَرَقَدُوا، وَأَنْتُمْ لَمْ تَزَالُوا فِي صَلَاةٍ مَا انْتَظَرْتُمُ الصَّلَاةَ "(1).

14744 -

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي جَابِرٌ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِذَا أَحَدُكُمْ أَعْجَبَتْهُ الْمَرْأَةُ، فَوَقَعَتْ فِي نَفْسِهِ، فَلْيَعْمِدْ إِلَى امْرَأَتِهِ فَلْيُوَاقِعْهَا، فَإِنَّ ذَلِكَ يَرُدُّ مِنْ نَفْسِهِ "(2).

14745 -

حَدَّثَنَا مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، قَالَ: سَأَلْتُ جَابِرًا عَنِ الرَّجُلِ يُوتِرُ عِشَاءً ثُمَّ يَرْقُدُ، قَالَ جَابِرٌ:

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ ابن لهيعة.

وأخرجه عبد بن حميد (1052) عن يحيى بن عبد الحميد الحمّاني، عن حماد بن شعيب الحماني، عن أبي الزبير، عن جابر. مختصراً بلفظ قوله صلى الله عليه وسلم:"المرء في صلاة ما انتظرها". وإسناده ضعيف لضعف يحيى وحماد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 402، وعبد بن حميد (1078)، وأبو يعلى (1939)، وابن حبان (1529)، والبيهقي 1/ 375 من طريق أبي نضرة، عن جابر. وإسناده صحيح على شرط مسلم.

وسيأتي الحديث من طريق أبي سفيان طلحة بن نافع عن جابر برقم (14949)، وإسناده قوي.

ويشهد له حديث أنس السالف برقم (13819).

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ ابن لهيعة. وانظر (14537).

ص: 77

سَمِعْتُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ خَافَ مِنْكُمْ أَنْ لَا يَقُومَ مِنَ اللَّيْلِ فَلْيُوتِرْ ثُمَّ لِيَرْقُدْ، وَمَنْ طَمِعَ مِنْكُمُ الْقِيَامَ، فَلْيُوتِرْ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ، فَإِنَّ قِرَاءَةَ آخِرِ اللَّيْلِ مَحْضُورَةٌ، وَذَلِكَ أَفْضَلُ "(1).

14746 -

حَدَّثَنَا مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِنَّ مِنَ اللَّيْلِ سَاعَةً لَا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللهَ خَيْرًا، إِلَّا أَعْطَاهُ، وَهِيَ كُلَّ لَيْلَةٍ "(2).

14747 -

حَدَّثَنَا مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ نُعْمَانَ بْنَ قَوْقَلٍ جَاءَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِذَا صَلَّيْتُ الْمَكْتُوبَاتِ، وَصُمْتُ رَمَضَانَ، وَحَرَّمْتُ الْحَرَامَ، وَأَحْلَلْتُ الْحَلَالَ، وَلَمْ أَزِدْ عَلَى ذَلِكَ شَيْئًا، أَفَأَدْخُلُ الْجَنَّةَ؟ قَالَ:" نَعَمْ " فَقَالَ: وَاللهِ لَا أَزِيدُ عَلَى ذَلِكَ شَيْئًا (3).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف. موسى: هو ابن داود الضبي. وانظر (14207).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف من أجل ابن لهيعة، وقد توبع، تابعه معقل بن عبيد الله عند مسلم كما سيأتي في التخريج، لكن تبقى فيه عنعنة أبي الزبير، وأبو الزبير قد توبع أيضاً فيما سلف برقم (14355).

وأخرجه البغوي (949) من طريق أبي الأسود النضر بن عبد الجبار، عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (757)(167) من طريق معقل بن عبيد الله، عن أبي الزبير، به.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف من أجل ابن لهيعة، لكنه متابع، وأبو الزبير لم يصرح بالتحديث، وقد توبع هو أيضاً.

وأخرجه مسلم (15)(18)، وابن منده في "الإيمان"(139) من طريق =

ص: 78

14748 -

حَدَّثَنَا مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ: أَنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كَانَ أَشَدَّ النَّاسِ تَخْفِيفًا فِي الصَّلَاةِ (1).

14749 -

حَدَّثَنَا مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ قَالَ: سَأَلْتُ جَابِرًا: هَلْ جَمَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ؟ قَالَ: نَعَمْ، زَمَانَ غَزْوِنَا بَنِي الْمُصْطَلِقِ (2).

14750 -

حَدَّثَنَا مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَأَلَ جَابِرًا عَنِ التَّصْفِيقِ وَالتَّسْبِيحِ، قَالَ جَابِرٌ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " التَّصْفِيقُ لِلنِّسَاءِ فِي الصَّلَاةِ، وَالتَّسْبِيحُ لِلرِّجَالِ "(3).

= معقل بن عبيد الله، عن أبي الزبير، به.

وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 3/ 145 من طريق ابن جعدبة، عن أبي الزبير، عن جابر، عن النعمان بن قوقل، وهذا إسناد ضعيف جداً، ابن جعدبة -وهو يزيد بن عياض- رُمي بالكذب.

وانظر ما سلف برقم (14394).

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ ابن لهيعة. وانظر (14623).

(2)

إسناده ضعيف لسوء حفظ ابن لهيعة. موسى: هو ابن داود الضبي. وانظر الحديث السالف برقم (14274).

(3)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف من أجل ابن لهيعة. وانظر (14654).

ص: 79

14751 -

حَدَّثَنَا مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: غَزَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سِتَّ مِرَارٍ قَبْلَ صَلَاةِ الْخَوْفِ، وَكَانَتْ صَلَاةُ الْخَوْفِ فِي السَّنَةِ السَّابِعَةِ (1).

14752 -

حَدَّثَنَا مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، قَالَ: سَأَلْتُ جَابِرًا عَنِ الْغُسْلِ، قَالَ جَابِرٌ: أَتَتْ ثَقِيفٌ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: إِنَّ أَرْضَنَا أَرْضٌ بَارِدَةٌ، فَكَيْفَ تَأْمُرُنَا بِالْغُسْلِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" أَمَّا أَنَا، فَأَصُبُّ عَلَى رَأْسِي ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ". وَلَمْ يَقُلْ

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ ابن لهيعة.

وسيأتي برقم (14928) و (14929): أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بهم صلاة الخوف في غزوة محارب خصفة، وهي غزوة ذات الرقاع، وأخرج الطحاوي هذا الحديث في "شرح معاني الآثار" 1/ 317 وفيه أنه يومئذ أنزل الله إقصار الصلاة في الخوف. وهو صحيح.

وأخرج البخاري معلقاً (4125) قال: وقال عبد الله بن رجاء: أخبرنا عمر أن القَطَّان، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن جابر بن عبد الله: أن النبي صلى الله عليه وسلم صلَّى بأصحابه في الخوف في غزوة السابعة غزوة ذات الرقاع. ووصله الحافظ في "تغليق التعليق" 4/ 114 - 115.

وقد رجح البخاري أن غزوة ذات الرقاع بعد خيبر، وأيَّد ذلك الحافظ في "الفتح" 7/ 416 - 428، وغزوة خيبر إنما كانت في السنة السادسة، وقيل: في أوائل السابعة. وانظر "الفتح" 7/ 464.

قوله: "غزا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ستَّ مِرار

"، المراد الغزوات التي وقع فيها قتال، والأولى منها: بدر، والثانية: أُحد، والثالثة: الخندق، والرابعة: قريظة، والخامسة: المريسيع، والسادسة: خيبر. الفتح 7/ 419.

ص: 80

غَيْرَ ذَلِكَ (1).

14753 -

حَدَّثَنَا مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ قَالَ: سَأَلْتُ جَابِرًا عَنِ الرَّجُلِ يُبَاشِرُ الرَّجُلَ، فَقَالَ جَابِرٌ: زَجَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْ ذَلِكَ (2).

14754 -

حَدَّثَنَا مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، قَالَ:

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة: وهو عبد الله.

وانظر ما سلف برقم (14259).

وانظر لزاماً في صفة غسله صلى الله عليه وسلم من الجنابة حديث عائشة في "صحيح مسلم"(316).

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف.

وأخرجه مجموعاً مع الحديث الذي بعده: ابن أبي شيبة 4/ 398، والحاكم 4/ 287، من طريق ابن أبي ليلى، عن أبي الزبير، عن جابر قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يباشر الرجل الرجل، والمرأة المرأة. وابن أبي ليلى -وهو محمد ابن عبد الرحمن- سيئ الحفظ.

وسيأتي بالأرقام (14836) و (15184) و (15248) من طريق ابن أبي الزناد، عن موسى بن عقبة، عن أبي الزبير، عن جابر -ولم يصرح أبو الزبير بسماعه- مرفوعاً:"لا يباشر الرجلُ الرجلَ في الثوب الواحد، ولا تباشر المرأةُ المرأةَ في الثوب الواحد".

ويشهد له حديث ابن عباس السالف في مسنده برقم (2773).

وحديث ابن مسعود السالف برقم (3609).

وحديث أبي هريرة السالف برقم و (8318).

وحديث أبي سعيد الخدري السالف برقم (11601). وبعض هذه الشواهد في "الصحيح".

ص: 81

سَأَلْتُ جَابِرًا عَنِ الْمَرْأَةِ تُبَاشِرُ الْمَرْأَةَ، قَالَ: زَجَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْ ذَلِكَ (1).

14755 -

حَدَّثَنَا مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، قَالَ: سَأَلْتُ جَابِرًا عَنِ الرَّجُلِ يُرِيدُ الصِّيَامَ، وَالْإِنَاءُ عَلَى يَدِهِ لِيَشْرَبَ مِنْهُ فَيَسْمَعُ النِّدَاءَ، قَالَ جَابِرٌ: كُنَّا نُحَدَّثُ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لِيَشْرَبْ "(2).

14756 -

حَدَّثَنَا مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَن جَابِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " تَطْلُعُ الشَّمْسُ فِي قَرْنِ (3) شَيْطَانٍ "(4).

14757 -

حَدَّثَنَا مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، قَالَ: سَأَلْتُ جَابِرًا عَنْ رُكُوبِ الْهَدْيِ، قَالَ جَابِرٌ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وانظر ما قبله.

(2)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ ابن لهيعة.

ويشهد له حديث أبي هريرة السالف برقم (9474)، وانظر كلامنا عليه هناك.

(3)

في (ق) ونسخة في (س): قرنَي، وهو الموافق لما في الرواية الآتية برقم (15232).

(4)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ ابن لهيعة.

وسيأتي الحديث برقم (15232).

ويشهد له حديث ابن عمر السالف برقم (4612)، وهو متفق عليه، وانظر تتمة شواهده هناك.

ص: 82

صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " ارْكَبْهَا بِالْمَعْرُوفِ حَتَّى تَجِدَ ظَهْرًا "(1).

14758 -

حَدَّثَنَا مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ أَنَّهُ قَالَ: أَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِيَوْمِ عَاشُورَاءَ أَنْ نَصُومَهُ (2).

14759 -

حَدَّثَنَا مُوسَى وَحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، قَالَ: سَأَلْتُ جَابِرًا عَنِ النَّحْرِ، فَقَالَ جَابِرٌ: صَلَّى بِنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ النَّحْرِ بِالْمَدِينَةِ، فَتَقَدَّمَ رِجَالٌ فَنَحَرُوا، وَظَنُّوا أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَدْ نَحَرَ، فَأَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَنْ كَانَ نَحَرَ أَنْ يُعِيدَ نَحْرًا آخَرَ، وَلَا يَنْحَرُوا حَتَّى يَنْحَرَ (3).

14760 -

حَدَّثَنَا مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، قَالَ: سَأَلْتُ جَابِرًا عَنِ الرَّجُلِ يُوَالِي مَوَالِيَ الرَّجُلِ بِغَيْرِ إِذْنِهِ، فَقَالَ: كَتَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى كُلِّ بَطْنٍ عُقُولَهُمْ، ثُمَّ كَتَبَ:" إِنَّهُ لَا يَحِلُّ أَنْ يُوَالِيَ مَوَالِيَ رَجُلٍ بِغَيْرِ إِذْنِهِ "(4).

14761 -

حَدَّثَنَا مُوسَى وَحَسَنٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " مَثَلُ الْمُؤْمِنِ كَمَثَلِ السُّنْبُلَةِ، تَخِرُّ

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف. وانظر (14413).

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ ابن لهيعة. وانظر (14663).

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف. وانظر (14130).

(4)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف. وانظر (14445).

ص: 83

مَرَّةً وَتَسْتَقِيمُ مَرَّةً، وَمَثَلُ الْكَافِرِ مَثَلُ الْأَرْزِ، لَا يَزَالُ مُسْتَقِيمًا حَتَّى يَخِرَّ وَلَا يَشْعُرَ " قَالَ حَسَنٌ:" الْأَرْزَةِ "(1).

14762 -

حَدَّثَنَا مُوسَى، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، قَالَ: سَأَلْتُ جَابِرًا عَنْ خُسُوفِ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ، قَالَ جَابِرٌ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ إِذَا خُسِفَا، أَوْ أَحَدُهُمَا، فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ، فَصَلُّوا حَتَّى يَنْجَلِيَ خُسُوفُ أَيِّهِمَا خُسِفَ "(2).

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، ابن لهيعة -وإن كان سيئ الحفظ-، قد روى عنه هذا الحديث عبد الله بن وهب عند ابن عساكر في "تاريخه" 1/ ورقة 126، وروايته عنه صالحة عند أهل العلم، لأنه روى عنه قديماً قبل احتراق كتبه.

وأخرجه عبد بن حميد (1010)، والبزار (45) و (46)"كشف الأستار"، وأبو الشيخ في "الأمثال"(340)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(1360) و (1361) و (1362) و (1363) من طريق أبي بكر بن عياش، عن الأعمش، عن عطاء، عن جابر. وإسناده حسن من أجل أبي بكر بن عياش.

وأخرجه البزار (47) من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن موسى بن عقبة، عن جابر- ولم يسق متنه، وهذا إسناد منقطع، موسى بن عقبة لم يدرك جابراً، إلا أن يكون سقط من النسخة المطبوعة أبو الزبير، فإن موسى بن عقبة غالباً ما يروي عن جابر بواسطته.

وسيأتي من طريق الحسن وحده برقم (15154)، ومن طريق موسى بن داود وحده برقم (15245).

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7192).

وعن كعب بن مالك، سيأتي في "المسند" 3/ 454.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف من أجل ابن لهيعة.

وسيأتي ضمن حديث طويل من طريق هشام الدستوائي، عن أبي الزبير =

ص: 84

14763 -

حَدَّثَنَا مُوسَى، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، قَالَ: سَأَلْتُ جَابِرًا عَنِ الْقَتِيلِ الَّذِي قُتِلَ فَأَذَّنَ فِيهِ سُحَيْمٌ، فَقَالَ جَابِرٌ: أَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم سُحَيْمًا أَنْ يُؤَذِّنَ فِي النَّاسِ أَنْ " لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا مُؤْمِنٌ ". قَالَ جَابِرٌ: وَلَا أَعْلَمُهُ قَتَلَ أَحَدًا (1)(2).

= برقم (15018).

وانظر ما سلف برقم (14417).

قوله: "إذا خسفا أو أحدهما": قال السندي: الظاهر أن "أو" للشك، وليس المراد أنه قال: خسفا جميعاً، أو خسف أحدهما، لأن خسوفهما جميعاً غير واقع. وحَمْلُ الكلام على مجرد الفرض، بمعنى أنه لو فُرِضَ خسوفُهما جميعاً، لكان الحكم هو الذي يكون إذا خَسَفَ أحدهما فقط، بعيد، والله تعالى أعلم.

(1)

في (م) و (س) و (ق): أحدٌ، والتصويب من الحديث التالي.

(2)

إسناده ضعيف، ابن لهيعة سيئ الحفظ، وقد صحَّ الحديث من غير طريقه وبغير هذه السياقة، فسيأتي في "المسند" (15429) بإسناد صحيح عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث بِشْر بن سُحَيم في أيام التشريق فأمره أن ينادي: "ألا إنه لا يدخلُ الجنَّة إلا مؤمن، وإنها أيام أكل وشرب"، هذا هو المحفوظ في قصة أمر بشر بن سحيم بالمناداة.

وأما قصة القتيل تلك، فالمشهور أن رجلاً يُدْعى بالإسلام قتل نفسه بخيبر، فأمر صلى الله عليه وسلم بلالاً فنادى في الناس:"إنه لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة، وإن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر"، روى هذه القصة أبو هريرة، وأخرجها الشيخان وأحمد فيما سلف برقم (8090).

فهاتان حادثتان مختلفتان قد خلط بينهما ابن لهيعة، وأخطأ في اسم المنادي، وهذا مما عرف عنه من سوء حفظه رحمه الله.

ويشهد لقوله: "لا يدخل الجنة إلا مؤمن" أيضاً: حديث عمر بن الخطاب، وقد سلف برقم (203). =

ص: 85

14764 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، قَالَ: سَأَلْتُ جَابِرًا عَنِ الْقَتِيلِ الَّذِي قُتِلَ فَأَذَّنَ فِيهِ سُحَيْمٌ، قَالَ: كُنَّا بِحُنَيْنٍ، فَأَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم سُحَيْمًا أَنْ يُؤَذِّنَ فِي النَّاسِ أَنْ " لَا يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مُؤْمِنٌ " قَالَ: وَلَا أَعْلَمُهُ قُتِلَ أَحَدٌ. قَالَ مُوسَى بْنُ دَاوُدَ: قَتَلَ أَحَدًا (1).

14765 -

حَدَّثَنَا مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، قَالَ: سَأَلْتُ جَابِرًا: أَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي الطِّيَرَةِ وَالْعَدْوَى شَيْئًا؟ قَالَ جَابِرٌ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: " كُلُّ عَبْدٍ طَائِرُهُ فِي عُنُقِهِ "(2).

14766 -

حَدَّثَنَا مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:" إِذَا كَفَّنَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ، فَلْيُحْسِّنْ كَفَنَهُ، وَصَلُّوا عَلَى الْمَيِّتِ أَرْبَعَ تَكْبِيرَاتٍ، فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سَوَاءً "(3).

= وحديث علي بن أبي طالب، وسلف برقم (594).

وحديث عبد الله بن مسعود، وسلف أيضاً برقم (3661).

وحديث كعب بن مالك، وسيأتي برقم (15793).

(1)

إسناده ضعيف كسابقه.

(2)

إسناده ضعيف لسوء حفظ ابن لهيعة. وانظر (14691).

(3)

إسناده ضعيف، ابن لهيعة -وهو عبد الله الحضرمي أبو عبد الرحمن المصري القاضي- سيئ الحفظ، لكن الشطر الأول منه صحيح، تابعه عليه غير واحد، انظر ما سلف برقم (14145)، وأما الشطر الثاني منه فقد سلف برقم (14617)، وانظر تتمة الكلام عليه هناك. =

ص: 86

14767 -

حَدَّثَنَا مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ ثَمَنِ السِّنَّوْرِ، وَهُوَ الْقِطُّ (1).

14768 -

حَدَّثَنَا مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ، وَجَنَازَةُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ:" اهْتَزَّ لَهَا عَرْشُ الرَّحْمَنِ "(2).

14769 -

حَدَّثَنَا مُوسَى، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" يَأْكُلُ أَهْلُ الْجَنَّةِ فِيهَا وَيَشْرَبُونَ، وَلَا يَمْتَخِطُونَ، وَلَا يَتَغَوَّطُونَ، وَلَا يَبُولُونَ، إِنَّمَا طَعَامُهُمْ جُشَاءٌ، رَشْحٌ كَرَشْحِ الْمِسْكِ، وَيُلْهَمُونَ التَّسْبِيحَ وَالتَّحْمِيدَ كَمَا يُلْهَمُونَ النَّفَسَ "(3).

= موسى: هو ابن داود الضَّبِّي الطَّرَسوسي، وأبو الزبير: هو محمد بن مسلم ابن تَدْرُس المكي.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف من أجل ابن لهيعة. وانظر (14166).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف. وانظر (14153).

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف من أجل ابن لهيعة، وقد توبع، تابعه ابن جريج فيما سيأتي برقم (15117)، وصرح أبو الزبير هناك بالتحديث.

وأخرجه أبو نعيم في "صفة الجنة"(274) من طريق قتيبة بن سعيد، عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد. واقتصر على قوله:"أهل الجنة يُلهَمون التحميد والتسبيح كما يُلهمون النفس". =

ص: 87

14770 -

حَدَّثَنَا حُجَيْنٌ وَيُونُسُ، قَالَا: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، قَالَ يُونُسُ: عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ نَهَى عَنْ اشْتِمَالِ الصَّمَّاءِ، وَالِاحْتِبَاءِ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، وَأَنْ يَرْفَعَ الرَّجُلُ إِحْدَى رِجْلَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى وَهُوَ مُسْتَلْقٍ عَلَى ظَهْرِهِ (1).

14771 -

حَدَّثَنَا حُجَيْنٌ وَيُونُسُ، قَالَا: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ

= وأخرجه أبو نعيم (334) من طريق إسماعيل بن عبد الملك، عن أبي الزبير، به. وفي إسناده رجل ضعيف.

وأخرجه أيضاً (274) من طريق وهب بن منبه، و (334) من طريق الربيع ابن أنس، كلاهما عن جابر. وصرح أبو الزبير بالتحديث في رواية وهب بن منبه، وإسنادها صحيح، وأما رواية الربيع بن أنس فإسنادها ضعيف.

وانظر ما سلف برقم (14401).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الزبير، فمن رجال مسلم، وهو وإن لم يصرح بالتحديث قد روى عنه هنا الليث بن سعد، وروايته عنه محمولة على السماع. حجين: هو ابن المثنى، ويونس: هو ابن محمد البغدادي المؤدِّب.

وأخرجه مطولاً ومختصراً مسلم (2099)(72)، وأبو داود (4865)، والترمذي (2767)، والنسائي 8/ 210، وأبو يعلى (2260)، وأبو عوانة 5/ 507 و 507 - 508، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 277، وابن حبان (5553)، والحاكم 4/ 268، والبيهقي 2/ 224 من طرق عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد. وقرن أبو عوانة في الموضع الأول بالليث مالكاً، وزاد في الموضع الثاني النهيَ عن الأكل بالشمال.

وانظر ما سلف برقم (14118).

ص: 88

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ: أَنَّ عَبْدًا لِحَاطِبٍ جَاءَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَشْتَكِي حَاطِبًا، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَيَدْخُلَنَّ حَاطِبٌ النَّارَ! فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" كَذَبْتَ، لَا يَدْخُلُهَا، فَإِنَّهُ شَهِدَ بَدْرًا وَالْحُدَيْبِيَةَ "(1).

14772 -

حَدَّثَنَا حُجَيْنٌ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ. وَإِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: جَاءَ عَبْدٌ فَبَايَعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْهِجْرَةِ، وَلَمْ يَشْعُرْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ عَبْدٌ، فَجَاءَ سَيِّدُهُ يُرِيدُهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" بِعْنِيهِ " فَاشْتَرَاهُ بِعَبْدَيْنِ أَسْوَدَيْنِ، ثُمَّ لَمْ يُبَايِعْ أَحَدًا بَعْدُ حَتَّى يَسْأَلَهُ: أَعَبْدٌ هُوَ (2)؟.

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 155، ومسلم (2195)، والترمذي (3864)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(336)، والنسائي في "الكبرى"(8296)، وأبو يعلى (2265)، وابن حبان (4799)، والطبراني في "الكبير"(3064)، والبيهقي في "الدلائل" 3/ 153 و 4/ 144 من طرق عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد. وانظر (14484).

والحُديبية، بتخفيف الباء: اسم بئر سمي المكان بها، وهي قرية قريبة من مكة أكثرها في الحرم، وهي على تسعة أميال من مكة.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه مسلم (1602)، وأبو داود (3358)، وابن ماجه (2869)، والترمذي (1239) و (1596)، والنسائي 7/ 150 و 292 - 293، وابن الجارود (613)، وابن حبان (4550)، والبيهقي 5/ 286 - 287 من طرق عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد.

وانظر ما سيأتي برقم (15000) و (15001). =

ص: 89

14773 -

حَدَّثَنَا حُجَيْنٌ وَيُونُسُ، قَالَا: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ أَنَّهُ قَالَ: رُمِيَ يَوْمَ الْأَحْزَابِ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ، فَقَطَعُوا أَكْحَلَهُ، فَحَسَمَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالنَّارِ، فَانْتَفَخَتْ يَدُهُ، فَحَسَمَهُ فَانْتَفَخَتْ يَدُهُ فَحَسَمَهُ أُخْرَى، فَانْتَفَخَتْ يَدُهُ، فَنَزَفَهُ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ، قَالَ: اللهُمَّ لَا تُخْرِجْ نَفْسِي حَتَّى تُقِرَّ عَيْنِي مِنْ بَنِي قُرَيْظَةَ. فَاسْتَمْسَكَ عِرْقُهُ، فَمَا قَطَرَ قَطْرَةً حَتَّى نَزَلُوا عَلَى حُكْمِ سَعْدٍ، فَأُرْسِلَ إِلَيْهِ، فَحَكَمَ أَنْ تُقْتَلَ رِجَالُهُمْ، وَتُسْتَحْيَا نِسَاؤُهُمْ وَذَرَارِيُّهُمْ، لِيَسْتَعِينَ بِهِمُ الْمُسْلِمُونَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَصَبْتَ حُكْمَ اللهِ فِيهِمْ " وَكَانُوا أَرْبَعَ مِئَةٍ، فَلَمَّا فُرِغَ مِنْ قَتْلِهِمْ انْفَتَقَ عِرْقُهُ فَمَاتَ (1).

= وانظر الحديث السالف برقم (14331).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الزبير، فمن رجال مسلم، وهو وإن لم يصرح بالسماع، قد روى عنه هذا الحديث الليث بن سعد، وروايته عنه محمولة على السماع. حجين: هو ابن المثنى، ويونس: هو ابن محمد المؤدب.

وأخرجه ابن سعد 3/ 429، والدارمي (2509)، والترمذي (1582)، والنسائي في "الكبرى"(7679)، والطحاوي في "شرح المعاني" 4/ 321، وفي "شرح المشكل"(3579)، وابن حبان (4784) و (6083) من طرق عن الليث ابن سعد، بهذا الإسناد. ورواية ابن سعد والطحاوي في "شرح معاني الآثار" وابن حبان الثانية مختصرة بقصة الكي.

وقد سلف هكذا مختصراً برقم (14343).

وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11168)، وانظر تتمة =

ص: 90

14774 -

حَدَّثَنَا حُجَيْنٌ وَيُونُسُ، قَالَا: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ: أَنَّ حَاطِبَ بْنَ أَبِي بَلْتَعَةَ كَتَبَ إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ يَذْكُرُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَرَادَ غَزْوَهُمْ، فَدُلَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْمَرْأَةِ الَّتِي مَعَهَا الْكِتَابُ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا، فَأُخِذَ كِتَابُهَا مِنْ رَأْسِهَا، وَقَالَ:" يَا حَاطِبُ، أَفَعَلْتَ؟ " قَالَ: نَعَمْ، أَمَا إِنِّي لَمْ أَفْعَلْهُ غِشًّا لِرَسُولِ اللهِ - وَقَالَ يُونُسُ: غِشًّا يَا رَسُولَ اللهِ - وَلَا نِفَاقًا، قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ اللهَ مُظْهِرٌ رَسُولَهُ، وَمُتِمٌّ لَهُ أَمْرَهُ، غَيْرَ أَنِّي كُنْتُ عَزِيزًا بَيْنَ ظَهْرِيهِمْ، وَكَانَتْ وَالِدَتِي مَعَهُمْ (1)، فَأَرَدْتُ أَنْ أَتَّخِذَ هَذَا عِنْدَهُمْ. فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: أَلَا أَضْرِبُ رَأْسَ هَذَا؟ قَالَ: " أَتَقْتُلُ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ، مَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ اللهَ قَدِ اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ، فَقَالَ: اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ؟ "(2).

= شواهده هناك.

(1)

في (م): منهم، وهو تحريف.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه أبو يعلى (2265)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4440)، وابن حبان (4797) من طرق عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد.

وانظر الحديث السالف برقم (14484).

وفي الباب عن علي بن أبي طالب، سلف برقم (600).

وعن ابن عمر، سلف برقم (5878).

وعن حاطب بن أبي بلتعة نفسه عند الطبراني في "الكبير"(3066)، والحاكم 3/ 301 - 302.

وعن عمر بن الخطاب عند الحاكم 4/ 77، والبزار (2695 - كشف الأستار). =

ص: 91

14775 -

حَدَّثَنَا حُجَيْنٌ وَيُونُسُ، قَالَا: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ: أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ اسْتَأْذَنَتْ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم (1) فِي الْحِجَامَةِ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَبَا طَيْبَةَ أَنْ يَحْجُمَهَا، قَالَ: حَسِبْتُ أَنَّهُ كَانَ أَخَاهَا مِنَ الرَّضَاعَةِ، أَوْ غُلَامًا لَمْ يَحْتَلِمْ (2).

14776 -

حَدَّثَنَا حُجَيْنٌ وَيُونُسُ، قَالَا: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ: أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا حَضَرُوا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالْمَدِينَةِ، فَبَعَثَ بِالْهَدْيِ، فَمَنْ شَاءَ مِنَّا أَحْرَمَ، وَمَنْ شَاءَ تَرَكَ (3).

14777 -

حَدَّثَنَا حُجَيْنٌ وَيُونُسُ، قَالَا: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي

= وعن أبي هريرة مختصراً، وسلف في مسنده برقم (7940).

قوله: "عزيزاً" قال السندي: كأنه من عَزَّ الشيءُ: إذا قَلَّ، أي: قليل المقدار لغربته، فإن المشهور أنه كان غريباً بينهم، وهو المناسب بالمقام. قلنا: وهي رواية الطحاوي وابن حبان، وأما أبو يعلى فليس في روايته هذه اللفظة.

(1)

في (م): استأذنت على رسول الله. وهو خطأ.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه مسلم (2206)، وأبو داود (2105)، وابن ماجه (3480)، وأبو يعلى (2267)، وابن حبان (5602)، والبيهقي 7/ 96 من طرق عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه النسائي 5/ 174 عن قتيبة بن سعيد، وابن حبان (3999) من طريق يزيد بن موهب، كلاهما عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد. وانظر الحديث السالف برقم (14129).

ص: 92

الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ نَهَى أَنْ يُبَالَ فِي الْمَاءِ الرَّاكِدِ (1).

14778 -

حَدَّثَنَا حُجَيْنٌ وَيُونُسُ، قَالَا: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" لَا يَدْخُلُ النَّارَ أَحَدٌ مِمَّنْ بَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ "(2).

14779 -

حَدَّثَنَا حُجَيْنٌ وَيُونُسُ، قَالَا: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " مَنْ رَآنِي فِي النَّوْمِ، فَقَدْ

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه مسلم (281)، وابن ماجه (343)، والنسائي 1/ 34، وأبو عوانة 1/ 216، وابن حبان (1250)، والبيهقي 1/ 97 من طرق عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد. وانظر (146668).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه أبو داود (4653)، والترمذي (3860)، والنسائي في "الكبرى"(11508) من طريق قتيبة بن سعيد، وأبو داود (4653)، وابن حبان (4802) من طريق يزيد بن موهب، كلاهما عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد.

وأخرج الترمذي (3863) من طريق خداش بن عياش، عن أبي الزبير، عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"ليدخلن الجنة من بايع تحت الشجرة إلا صاحب الجمل الأحمر". وخداش ليّن الحديث، قيل: صاحب الجمل الأحمر: هو الجدُّ بن قيس، انظر "تحفة الأحوذي " 4/ 360.

وقد سلف قول النبي صلى الله عليه وسلم للعبد الذي جاء يشتكي حاطباً: "كذبت لا يدخلها -أي النار- إنه قد شهد بدراً والحديبية" برقم (14484).

ص: 93

رَآنِي، إِنَّهُ لَا يَنْبَغِي لِلشَّيْطَانِ أَنْ يَتَمَثَّلَ فِي صُورَتِي ".

وَقَالَ: " إِذَا حَلَمَ أَحَدُكُمْ، فَلَا يُخْبِرَنَّ النَّاسَ بِتَلَعُّبِ الشَّيْطَانِ بِهِ فِي الْمَنَامِ "(1).

14780 -

حَدَّثَنَا حُجَيْنٌ وَيُونُسُ، قَالَا: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: " إِذَا رَأَى أَحَدُكُمُ الرُّؤْيَا يَكْرَهُهَا، فَلْيَبْزُقْ عَنْ يَسَارِهِ ثَلَاثًا - وَقَالَ يُونُسُ: فَلْيَبْسُقْ - وَلْيَسْتَعِذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ ثَلَاثًا، وَلْيَتَحَوَّلْ عَنْ جَنْبِهِ

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه مسلم (2268)(12)، وعبد بن حميد (1046)، وأبو يعلى (2262) من طرق عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد.

وأخرج الشطر الأول ابن أبي شيبة 11/ 56، وابن ماجه (3902)، والنسائي في "الكبرى"(7629) من طرق عن الليث، به.

وأخرجه كذلك مسلم (2268)(13) من طريق زكريا بن إسحاق، عن أبي الزبير، به.

وأخرج الشطر الثاني مسلم (2268)(14)، وابن ماجه (3913)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(912)، وأبو عوانة في الرؤيا كما في "الإتحاف" 3/ 499، وابن حبان (6056)، والحاكم 4/ 392 من طرق عن الليث بن سعد، به.

وذكروا فيه جميعاً -غير ابن ماجه- قصة الرجل الذي رأى أن عنقه ضُرِبَت، وقد سلف الحديث بالقصة برقم (14293).

وانظر شواهد الشطر الأول عند حديث ابن عباس السالف برقم (2525).

ص: 94

الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ " (1).

14781 -

حَدَّثَنَا حُجَيْنٌ وَيُونُسُ، قَالَا: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ أَمَرَ رَجُلًا كَانَ يَتَصَدَّقُ بِالنَّبْلِ فِي الْمَسْجِدِ أَنْ لَا يَجِيءَ بِهَا إِلَّا وَهُوَ آخِذٌ بِنُصُولِهَا (2).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه ابن أبي شيبة 11/ 70 - 71، وعبد بن حميد (1047)، ومسلم (2262)، وأبو داود (5022)، وابن ماجه (3908)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(911)، وأبو يعلى (2263)، وأبو عوانة في الرؤيا كما في "الإتحاف" 3/ 399، وابن حبان (6060). والحاكم 4/ 392، والبيهقي في "الشعب"(4761)، والبغوي (3277) من طرق عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد- وقرن البيهقي في روايته بالليث بن سعد ابنَ لهيعة.

وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11054).

وعن أبي قتادة، سيأتي 5/ 296.

وعن أبي هريرة عند ابن ماجه (3910)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(902)، والبغوي (3276).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الزبير -وهو محمد بن مسلم بن تَدْرُس- فمن رجال مسلم، وروايته عن جابر محمولة على السماع وإن لم يصرِّح به فيما رواه عنه الليث بن سعد. حجين: هو ابن المثنى اليمامي، ويونس: هو ابن محمد المؤدب.

وأخرجه مسلم (2614)(122)، وأبو داود (2586)، وابن خزيمة (1317)، وأبو عوانة في البر والصلة كما في "إتحاف المهرة" 3/ 498، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 280، وابن حبان (1648) من طرق عن =

ص: 95

14782 -

حَدَّثَنَا حُجَيْنٌ وَيُونُسُ، قَالَا: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" إِنَّ خَيْرَ مَا رُكِبَتْ إِلَيْهِ الرَّوَاحِلُ، مَسْجِدِي هَذَا، وَالْبَيْتُ الْعَتِيقُ "(1).

14783 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ شِنْظِيرٍ، حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: أَرْسَلَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَاجَةٍ، فَانْطَلَقْتُ، ثُمَّ رَجَعْتُ وَقَدْ قَضَيْتُهَا، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ، قَالَ: فَوَقَعَ فِي نَفْسِي مَا اللهُ بِهِ أَعْلَمُ، قَالَ: قُلْتُ: لَعَلَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَجَدَ عَلَيَّ أَنْ أَبْطَأْتُ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ، فَوَقَعَ فِي نَفْسِي مَا اللهُ أَعْلَمُ أَشَدُّ مِنَ الْأُولَى، ثُمَّ سَلَّمْتُ، فَرَدَّ عَلَيَّ، وَقَالَ:" أَمَا إِنَّهُ لَمْ يَمْنَعْنِي أَنْ أَرُدَّ عَلَيْكَ، إِلَّا أَنِّي كُنْتُ أُصَلِّي " فَكَانَ عَلَى رَاحِلَتِهِ مُتَوَجِّهًا لِغَيْرِ

= الليث بن سعد، بهذا الإسناد. وقرن الطحاوي في روايته بالليث بن سعد عمرَو ابن الحارث.

وانظر ما سلف برقم (14310).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه عبد بن حميد (1049)، والنسائي في "الكبرى"(11347)، وأبو يعلى (2266)، وابن خزيمة في الحج كما في "إتحاف المهرة" 3/ 501، وابن حبان (1616)، والطبراني في "الأوسط"(744) و (4427) من طرق عن الليث ابن سعد، بهذا الإسناد. وانظر (14612).

ص: 96

الْقِبْلَةِ (1).

14784 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا وَاصِلٌ مَوْلَى أَبِي عُيَيْنَةَ، حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ عُرْفُطَةَ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ نَافِعٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَارْتَفَعَتْ رِيحُ جِيفَةٍ مُنْتِنَةٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَتَدْرُونَ مَا هَذِهِ الرِّيحُ؟ هَذِهِ رِيحُ الَّذِينَ يَغْتَابُونَ الْمُؤْمِنِينَ "(2).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، كثير بن شنظير -وهو المازني البصري- وإن كان من رجال الصحيح، فيه كلام يحطُّه عن رتبة الصحيح، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه البخاري (1217)، ومسلم (540)(38)، وأبو عوانة 2/ 140 من طرق عن عبد الوارث بن سعيد، بهذا الإسناد- ولم يسق مسلم ولا أبو عوانة لفظه.

وسيأتي الحديث من طريق حماد بن زيد، عن كثير بن شنظير برقم (15166).

وانظر ما سلف برقم (14345).

(2)

إسناده حسن، واصل مولى أبي عيينة وشيخه خالد بن عرفطة صدوقان. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد العَنْبَري.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(732)، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق"(189) من طريق أبي مَعْمَر المُقْعَد عبد الله بن عمرو، عن عبد الوارث ابن سعيد، بهذا الإسناد. وسقط من مطبوع الخرائطي عبد الوارث.

وأخرجه بنحوه عبد بن حميد (1028)، والبخاري في "الأدب المفرد"(733)، وأبو عوانة في المنافقين كما في "الإتحاف" 3/ 179، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق"(187)، والبيهقي في "الشعب"(6732) من طرق عن الأعمش، عن أبي سفيان، به. وإسناده قوي.

ص: 97

14785 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ، عَنْ جَابِرٍ بْنَ عَبْدِ اللهِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابَهُ مَرُّوا بِامْرَأَةٍ فَذَبَحَتْ لَهُمْ شَاةً، وَاتَّخَذَتْ لَهُمْ طَعَامًا، فَلَمَّا رَجَعَ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا اتَّخَذْنَا لَكُمْ طَعَامًا، فَادْخُلُوا فَكُلُوا. فَدَخَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ، وَكَانُوا لَا يَبْدَؤُونَ حَتَّى يَبْتَدَأَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَأَخَذَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لُقْمَةً، فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يُسِيغَهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" هَذِهِ شَاةٌ ذُبِحَتْ بِغَيْرِ إِذْنِ أَهْلِهَا " فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ: يَا نَبِيَّ اللهِ، إِنَّا لَا نَحْتَشِمُ مِنْ آلِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ (1)، وَلَا يَحْتَشِمُونَ مِنَّا، نَأْخُذُ مِنْهُمْ وَيَأْخُذُونَ مِنَّا (2).

14786 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا عَمَّارٌ، سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: أَكَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ

(1) في (س): من آل معاذ. وهي كذلك عند الحاكم.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد -وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم. حميد: هو ابن أبي حميد الطويل، وأبو المتوكل: هو علي بن داود الناجي.

وأخرجه الحاكم 4/ 234 - 235 من طريق حجاج بن منهال، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد، وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.

وسيأتي برقم (14926) مختصراً: "أنهم كانوا لا يضعون أيديَهم في الطعام حتى يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي يبدأ".

ويتشهد له مطولاً حديث كليب بن شهاب، عن رجل من الأنصار، وسيأتي في "المسند" 5/ 293.

ص: 98

وَعُمَرُ رُطَبًا، وَشَرِبُوا مَاءً، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" هَذَا مِنَ النَّعِيمِ الَّذِي تُسْأَلُونَ عَنْهُ "(1).

14787 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ عَفَّانُ فِي حَدِيثِهِ: أَخْبَرَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، وَقَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ فِي حَدِيثِهِ: حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" رَأَيْتُ كَأَنِّي فِي دِرْعٍ حَصِينَةٍ، وَرَأَيْتُ بَقَرًا مُنَحَّرَةً، فَأَوَّلْتُ أَنَّ الدِّرْعَ الْحَصِينَةَ الْمَدِينَةُ، وَأَنَّ الْبَقَرَ نَفَرٌ، وَاللهُ خَيْرٌ (2) ".

قَالَ: فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ: " لَوْ أَنَّا أَقَمْنَا بِالْمَدِينَةِ، فَإِنْ دَخَلُوا عَلَيْنَا فِيهَا، قَاتَلْنَاهُمْ " فَقَالَوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَاللهِ مَا دُخِلَ عَلَيْنَا فِيهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَكَيْفَ يُدْخَلُ عَلَيْنَا فِيهَا فِي الْإِسْلَامِ؟! - قَالَ عَفَّانُ فِي حَدِيثِهِ: فَقَالَ: " شَأْنَكُمْ إِذًا " - قَالَ: فَلَبِسَ لَأْمَتَهُ، قَالَ: فَقَالَتِ الْأَنْصَارُ: رَدَدْنَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَأْيَهُ. فَجَاؤُوا،

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. حماد: هو ابن سلمة، وعمَّار: هو ابن أبي عمَّار مولى بني هاشم. وانظر (14637).

(2)

في (م) و (س) و (ق): "وأن البقر هو واللهِ خير". وفي نسخة في (س): "وأن البقر بَقْرٌ، والله خير" وهو الموافق لرواية ابن عباس السالفة برقم (2445). والمثبت من نسخة أخرى في (س)، وفي نسخة السندي. قال السندي:"نفر" أي: جماعة من الصحابة يُقْتَلُون.

وهذا الحرف ضبطه الحافظ ابن حجر في "الفتح" 12/ 422 في حديث "المسند" هذا كما في النسخة التي أشرنا إليها في (س) فقال: هي "بَقْر" بفتح الموحدة وسكون القاف، مصدر: بَقَره يبقره بَقْراً، ومنهم من ضبطها بفتح النون والفاء.

ص: 99

فَقَالَوا: يَا نَبِيَّ اللهِ، شَأْنَكَ إِذًا. فَقَالَ:" إِنَّهُ لَيْسَ لِنَبِيٍّ إِذَا لَبِسَ لَأْمَتَهُ أَنْ يَضَعَهَا حَتَّى يُقَاتِلَ "(1).

14788 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ وَكَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَاجَةٍ لَهُ، فَرَجَعْتُ

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد على شرط مسلم، وأبو الزبير لم يصرح بسماعه من جابر، إلا ما وقع عند الحافظ ابن حجر في "تغليق التعليق" 5/ 332، فقد أورد هذا الحديث عن "المسند" وفيه: عن أبي الزبير حدثنا جابر، وصحح الإسناد، ونصَّ هو على هذا التصريح في "الفتح" 12/ 422، وهذا التصريح لم يقع لنا في نسخنا من "المسند" التي بين أيدينا، فالله أعلم بالصواب. وعلى كلٍّ فالحديث صحيح بشاهديه كما سيأتي.

وأخرجه ابن سعد 2/ 45، وابن أبي شيبة 11/ 68 عن عفان، بهذا الإسناد- واقتصر ابن أبي شيبة على الشطر الأول.

وأخرجه الدارمي (2159) عن الحجاج بن المنهال، والنسائي في "الكبرى"(7647) من طريق أمية بن خالد، كلاهما عن حماد بن سلمة، به.

ويشهد له حديث ابن عباس عند الحاكم 2/ 128 - 129، وعنه البيهقي في "السنن" 7/ 41، وفي "الدلائل" 3/ 204 - 205، وإسناده حسن. وسلف منه الشطر الأول بالإسناد نفسه من حديثه وهو قصة الرؤيا في مسنده برقم (2445).

ويشهد لقصة الرؤيا حديث أبي موسى الأشعري عند البخاري (3622)، ومسلم (2272).

وقد ساق ابن إسحاق الحديث بطوله دون إسناد، انظر "السيرة النبوية" لابن هشام 3/ 66 - 68.

واللَّلأْمة: الدِّرع، وقيل: السلاح.

ص: 100

إِلَيْهِ وَهُوَ عَلَى رَاحِلَتِهِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ، وَرَأَيْتُهُ يَرْكَعُ وَيَسْجُدُ، فَتَنَحَّيْتُ عَنْهُ، ثُمَّ قَالَ لِي:" مَا صَنَعْتَ فِي حَاجَتِكَ؟ " فَقُلْتُ: صَنَعْتُ كَذَا وَكَذَا. فَقَالَ: " أَمَا إِنَّهُ لَمْ يَمْنَعْنِي أَنْ أَرُدَّ عَلَيْكَ، إِلَّا أَنِّي كُنْتُ أُصَلِّي "(1).

14789 -

حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْمَدَائِنِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، أَنْبَأَنَا وَرْقَاءُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ، فَانْتَهَيْنَا إِلَى مَشْرَعَةٍ، فَقَالَ:" أَلَا تُشْرِعُ يَا جَابِرُ؟ " قَالَ: فَقُلْتُ: بَلَى، قَالَ: فَنَزَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَشْرَعْتُ، قَالَ: ثُمَّ ذَهَبَ لِحَاجَتِهِ، وَوَضَعْتُ لَهُ وَضُوءًا، فَجَاءَ فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ قَامَ، فَصَلَّى فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ خَالَفَ بَيْنَ طَرَفَيْهِ، فَقُمْتُ خَلْفَهُ، فَأَخَذَ بِأُذُنِي، فَجَعَلَنِي عَنْ يَمِينِهِ (2).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث العنبري مولاهم البصري. وكثير بن هشام: هو الكلابي الرقي، وهشام: هو ابن أبي عبد الله الدَّسْتُوائي البصري.

وأخرجه أبو يعلى (2230)، والطحاوي 1/ 456، والدارقطني 1/ 396 - 397 من طرق عن هشام بن أبي عبد الله، بهذا الإسناد- وبعضهم يزيد فيه على بعض. وقرن أبو يعلى بهشامٍ زكريا بن إسحاق. وانظر (14345).

(2)

إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن جعفر المدائني، فله في مسلم هذا الحديث الواحد وهو صدوق حسن الحديث، وقد أخطأ في هذا الحديث حيث ذكر موقف جابر خلف النبي صلى الله عليه وسلم، وخالفه من هو أوثق منه -وهو الطيالسي كما سيأتي- فذكر أن موقف جابر كان عن يسار النبي =

ص: 101

14790 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنِي ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ وَقْتِ

= صلى الله عليه وسلم. ورقاء: هو ابن عمر اليَشْكُري.

وأخرجه مسلم (766) عن حجاج بن الشاعر، عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (1716)، ومن طريقه أبو عوانة 2/ 76 عن ورقاء بن عمر، عن محمد بن المنكدر أو سالم أبي النضر، أو كليهما -شكَّ ورقاء- عن جابر، قال: انتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي، فقمت عن يساره، فجعلني عن يمينه، فرأيته يصلي في ثوب واحد قد خالف بين طرفيه.

وأخرجه بنحو رواية الطيالسي ضمن حديث طويل: مسلمٌ (3010)، وأبو داود (6034)، وابن الجارود (172)، والطحاوي 1/ 307، وابن حبان (2197)، والحاكم 1/ 254، والبيهقي 2/ 239، والبغوي (827) من طريق عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت، عن جابر.

وأخرجه كذلك ابن خزيمة (1536) و (1674) من طريق عمرو بن سعيد، وفي الموضع الثاني: عمرو بن أبي سعيد، عن جابر. وانظر تعليقنا على هذا الطريق عند الحديث رقم (14496).

وسيأتي بنحوه مختصراً من طريق عبد الرحمن بن أبي الموال، عن محمد ابن المنكدر برقم (15160).

وقوله: "مَشْرَعة" المَشْرَعة بفتح الراء، والشريعة: الطريق إلى عبور الماء من حافة نهر أو بحر وغيره.

وقوله: "ألا تُشْرِع" بضم التاء، وروي: بفتحها، والمشهور في الروايات: الضم، ولهذا قال بعده: وأَشْرَعتُ، قال أهل اللغة: شَرَعْت في النهر، وأَشْرَعت ناقتي فيه، وقوله:"ألا تُشْرِع": معناه: ألا تُشرِعُ ناقتْك أو نفسك.

قاله النووي في "شرح مسلم" 6/ 53.

ص: 102

الصَّلَاةِ فَقَالَ: " صَلِّ مَعِي " فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الصُّبْحَ حِينَ طَلَعَ الْفَجْرُ، ثُمَّ صَلَّى الظُّهْرَ حِينَ زَاغَتِ الشَّمْسُ، ثُمَّ صَلَّى الْعَصْرَ حِينَ كَانَ فَيْءُ الْإِنْسَانِ مِثْلَهُ، ثُمَّ صَلَّى الْمَغْرِبَ حِينَ وَجَبَتِ الشَّمْسُ، ثُمَّ صَلَّى الْعِشَاءَ حِينَ غَيْبُوبَةِ الشَّفَقِ، ثُمَّ صَلَّى الصُّبْحَ فَأَسْفَرَ، ثُمَّ صَلَّى الظُّهْرَ حِينَ كَانَ فَيْءُ الْإِنْسَانِ مِثْلَهُ، ثُمَّ صَلَّى الْعَصْرَ حِينَ كَانَ فَيْءُ الْإِنْسَانِ مِثْلَيْهِ، ثُمَّ صَلَّى الْمَغْرِبَ قَبْلَ غَيْبُوبَةِ الشَّفَقِ، ثُمَّ صَلَّى الْعِشَاءَ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: ثُلُثَ اللَّيْلِ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: شَطْرَهُ (1).

(1) إسناده قوي، سليمان بن موسى -وهو الأشدق- صدوق لا بأس به، وباقي رجال الإسناد ثقات.

وأخرجه البيهقي 1/ 372 و 373 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي 1/ 251 - 252، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 147 من طريق عبد الله بن الحارث، به.

وأخرجه ابن خزيمة (353) من طريق أبي وهب عبيد الله بن عبيد الكلاعي، عن سليمان بن موسى، به- ولم يسق لفظه.

وأخرجه بأطول مما هنا بقصة جبريلَ: النسائي 1/ 255 - 256، والدارقطني 1/ 257، والحاكم 1/ 196، والبيهقي 1/ 368 - 369 من طريق برد بن سنان، والدارقطني 1/ 257 و 257 - 258، والحاكم 1/ 196 من طريق عبد الكريم بن أبي المخارق، كلاهما عن عطاء، به. وبرد بن سنان صدوق، وعبد الكريم ضعيف.

وأخرجه بنحوه الطحاوي 1/ 147 - 148 من طريق همام، عن عطاء، قال: حدثني رجل منهم، يعني: من الصحابة. ولعل الرجل جابراً. والله أعلم.

وانظر الحديث السالف برقم (14246).

ص: 103

14791 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ وَعَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ عُتْبَةَ - وَقَالَ عَلِيٌّ: أَخْبَرَنَا عُتْبَةُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ - حَدَّثَنِي حُصَيْنُ بْنُ حَرْمَلَةَ، عَنْ أَبِي مُصَبِّحٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ وَالنَّيْلُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَأَهْلُهَا مُعَانُونَ عَلَيْهَا، فَامْسَحُوا بِنَوَاصِيهَا، وَادْعُوا لَهَا بِالْبَرَكَةِ، وَقَلِّدُوهَا، وَلَا تُقَلِّدُوهَا بِالْأَوْتَارِ " وَقَالَ عَلِيٌّ: " وَلَا تُقَلِّدُوهَا الْأَوْتَارَ "(1).

(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة حصين بن حرملة. أبو مُصَبِّح، معروف بكنيته: وهو المَقْرئي.

وأخرجه الطحاوي في "شرح المشكل"(323) من طريق حبان بن موسى، عن ابن المبارك، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 274، والطبراني في "الأوسط"(8977) من طريق ابن لهيعة، عن عتبة بن أبي حكيم، به، وإسناده ضعيف لسوء حفظ ابن لهيعة.

وفي باب: الخيلُ معقود في نواصيها الخيرُ، عن ابن عمر، سلف برقم (4616)، وانظر تتمة شواهده هناك.

ويشهد لقوله: "وأهلها معانون عليها" حديث أبي كبشة عند الطحاوي في "شرح المعاني" 3/ 274. وإسناده صحيح.

ويشهد لقوله: "امسحوا بنواصيها، وقلِّدوها، ولا تقلِّدوها بالأوتار" حديث أبي وهب الجشمي الذي سيأتي في "المسند" 4/ 345، لكن في إسناده عقيل ابن شبيب الراوي عن أبي وهب، وهو مجهول.

ويشهد له أيضاً حديث أبي بشير الأنصاري، سيأتي 5/ 216 وهي في البخاري (3005)، ومسلم (12115 لكن ذكر هناك الإبل مكان الخيل، وهما من بابة واحدة، قال: "لا يبقين في رقبة بعير قلادة من وتر أو قلادة إلا =

ص: 104

14792 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ، وحَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَطَاءٍ، أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ جَابِرِ بْنِ عَتِيكٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" إِذَا حُدِّثَ الْإِنْسَانُ حَدِيثًا وَالْمُحَدِّثُ يَتَلَفَّتُ (1) حَوْلَهُ، فَهُوَ أَمَانَةٌ "(2).

= قطعت". قال مالك: أُرى ذلك من العين.

قوله: "لا تقلدوها الأوتار" قال أبو عبيد في "غريب الحديث" 2/ 2: معنى الأوتار هاهنا: الذُّحول (يعني الثأر) يقول: لا يطلبون عليها الذحولَ التي وُتِروا بها في الجاهلية. قال أبو عبيد: هذا معنىً يذهب إليه بعض الناس أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد: لا تطلبوا عليها الذحول، وغير هذا الوجه أشبه عندي بالصواب، قال: سمعت محمد بن الحسن يقول: إنما معناها أوتار القِسِيّ، وكانوا يقلدونها تلك فتختنق، يقال: لا تقلدوها بها، ومما يصدق ذلك حديث هشيم، عن أبي بشر، عن سليمان اليشكري، عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أن تقطع الأوتار من أعناق الخيل، قال أبو عبيد: وبلغني عن مالك بن أنس أنه قال: إنما كان يفعل ذلك بها مخافة العين عليها. قال: حدثنيه عنه أبو المنذر الواسطي: يعني أن الناس كانوا يقلدونها لئلا تصيبها العين، فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بقطعها، يُعلمهم أن الأوتار لا تَرُدُّ من أمر الله شيئاً، وهذا أشبه بما كره من التمائم. وانظر "فتح

الباري" 6/ 141 - 142.

(1)

في (م) و (ق): يلتفت.

(2)

حسن لغيره، وهذا إسناد حسن في الشواهد من أجل عبد الرحمن بن عطاء، وباقي رجال الإسناد ثقات. أبو سلمة الخزاعي: هو منصور بن سلمة.

وأخرجه الطحاوي في "شرح المشكل"(3388) من طريق سعيد بن أبي مريم، والبيهقي في "الآداب"(120)، وفي "الشعب"(11192) من طريق ابن وهب، وفي "الشعب"(11193) من طريق يحيى بن صالح، ثلاثتهم عن سليمان بن بلال، بهذا الإسناد.

وخالفهم موسى بن داود الضبي كما سيأتي برقم (15242) فرواه عن =

ص: 105

14793 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا بَكْرُ بْنُ مُضَرَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ جَابِرٍ الْحَضْرَمِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِي الطَّاعُونِ: " الْفَارُّ مِنْهُ كَالْفَارِّ يَوْمَ الزَّحْفِ، وَمَنْ صَبَرَ فِيهِ، كَانَ لَهُ أَجْرُ شَهِيدٍ "(1).

14794 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا بَكْرُ بْنُ مُضَرَ، حَدَّثَنِي عُمَارَةُ بْنُ غَزِيَّةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ رَأَى نَاسًا مُجْتَمِعِينَ عَلَى رَجُلٍ، فَسَأَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فقَالَوا: رَجُلٌ جَهَدَهُ الصِّيَامُ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَيْسَ الْبِرَّ الصِّيَامُ فِي السَّفَرِ "(2).

= سليمان بن بلال، عن عبد الرحمن بن عطاء، عن ابني جابر، عن جابر. وهذه الطريق غير محفوظة.

وانظر (14474).

(1)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عمرو بن جابر الحضرمي.

وأخرجه البزار (3038 - كشف الأستار)، وابن خزيمة في التوكل كما في "الإتحاف" 3/ 283، والطبراني في "الأوسط"(3217) و (8975)، وابن عدي في "الكامل" 5/ 1765 من طرق عن بكر بن مضر، بهذا الإسناد. وانظر (14478).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح، لكن محمد ابن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة لم يسمع من جابر، بينهما محمد بن عمرو ابن حسين بن علي، وجاء الحديث على الصواب فيما سلف برقم (14193).

وأخرجه النسائي 4/ 175، وابن حبان (3554) من طريق قتيبة بن =

ص: 106

14795 -

حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ - يَعْنِي ابْنَ عَمْرٍو الرَّقِّيَّ -، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " عُمْرَةٌ فِي رَمَضَانَ تَعْدِلُ حَجَّةً "(1).

14796 -

حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ جَاهَدْتُ فِي سَبِيلِ اللهِ بِنَفْسِي وَمَالِي حَتَّى أُقْتَلَ صَابِرًا مُحْتَسِبًا، مُقْبِلًا غَيْرَ مُدْبِرٍ، أَأَدْخُلُ الْجَنَّةَ؟ قَالَ:" نَعَمْ " فَلَمَّا وَلَّى دَعَاهُ، فَقَالَ:" إِلَّا أَنْ يَكُونَ عَلَيْكَ دَيْنٌ، لَيْسَ لَهُ عِنْدَكَ وَفَاءٌ "(2).

= سعيد، عن بكر بن مضر، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن حبان (3553) من طريق بشر بن المفضل، عن عمارة بن غزية، به.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الكريم: هو ابن مالك الجَزَري.

وأخرجه البغوي (1844) من طريق أبي الحسن عمر بن خالد الحرّاني وعبد الله بن جعفر، كلاهما عن عبيد الله بن عمرو، بهذا الإسناد.

وسيأتي برقم (14882) و (15270).

وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2025).

وعن يوسف بن عبد الله بن سلام، سيأتي 4/ 35.

وعن وهب بن خنبش، سيأتي 4/ 177.

وعن معقل بن أبي معقل الأسدي، سيأتي 4/ 210.

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، عبد الله بن محمد بن عقيل حسن =

ص: 107

14797 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (1).

14798 -

حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: جَاءَتْ امْرَأَةُ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِابْنَتَيْهَا مِنْ سَعْدٍ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَاتَانِ ابْنَتَا سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ، قُتِلَ أَبُوهُمَا مَعَكَ فِي أُحُدٍ شَهِيدًا، وَإِنَّ عَمَّهُمَا أَخَذَ مَالَهُمَا، فَلَمْ يَدَعْ لَهُمَا مَالًا، وَلَا يُنْكَحَانِ إِلَّا وَلَهُمَا مَالٌ، قَالَ: فَقَالَ: " يَقْضِي اللهُ فِي ذَلِكَ " قَالَ: فَنَزَلَتْ آيَةُ الْمِيرَاثِ، فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى عَمِّهِمَا، فَقَالَ:" أَعْطِ ابْنَتَيْ سَعْدٍ الثُّلُثَيْنِ، وَأُمَّهُمَا الثُّمُنَ، وَمَا بَقِيَ فَهُوَ لَكَ "(2).

= الحديث في المتابعات والشواهد، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه أبو يعلى (1857) عن عيسى بن سالم، عن عبيد الله بن عمرو الرقي، بهذا الإسناد. وانظر (14490).

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، شريك -وهو ابن عبد الله النخعي- سيئ الحفظ وقد توبع. وانظر ما قبله.

(2)

إسناده محتمل للتحسين من أجل ابن عقيل، وقد تفرد به، وقد صححه الترمذي من طريقه.

فقد أخرجه في "سننه"(2092) عن عبد بن حميد، عن زكريا بن عدي، بهذا الإسناد. وقال: هذا حديث صحيح لا نعرفه إلا من حديث عبد الله بن =

ص: 108

14799 -

حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: صَلَّى بِأَصْحَابِهِ فِي بَيْتِهِ، فَقُلْنَا لَهُ: صَلِّ بِنَا كَمَا رَأَيْتَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي، قَالَ: فَصَلَّى بِنَا فِي مِلْحَفَةٍ قَدْ شَدَّهَا (1) تَحْتَ الثَّنْدُوَتَيْنِ، وَقَالَ: هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي (2).

14800 -

حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ وَحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي صُفُوفِنَا فِي الصَّلَاةِ، صَلَاةِ الظُّهْرِ، أَوِ الْعَصْرِ، فَإِذَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتَنَاوَلُ شَيْئًا، ثُمَّ تَأَخَّرَ فَتَأَخَّرَ النَّاسُ، فَلَمَّا قَضَى الصَّلَاةَ قَالَ لَهُ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ: شَيْئًا صَنَعْتَهُ فِي الصَّلَاةِ لَمْ تَكُنْ تَصْنَعُهُ! قَالَ: " عُرِضَتْ

= محمد بن عقيل.

وأخرجه ابن سعد 3/ 524، والطحاوي 4/ 395، والحاكم 4/ 333 - 334 من طرق عن عبيد الله بن عمرو، به.

وأخرجه أبو داود (2891) و (2892)، وابن ماجه (2720)، وأبو يعلى (2039)، والدارقطني 4/ 78 و 79، والبيهقي 6/ 216 و 229، والواحدي في "أسباب النزول" ص 96 - 97 من طرق عن عبد الله بن محمد بن عقيل، به.

(1)

في (م): فشدَّها.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، عبد الله بن محمد بن عقيل حسن الحديث في المتابعات والشواهد، وقد توبع، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. زكريا: هو ابن عدي بن الصَّلْت التَّيمي مولاهم، وعبيد الله: هو ابن عمرو الرَّقِّي. وانظر (14695).

ص: 109

عَلَيَّ الْجَنَّةُ بِمَا فِيهَا مِنَ الزَّهْرَةِ وَالنَّضْرَةِ، فَتَنَاوَلْتُ مِنْهَا قِطْفًا مِنْ عِنَبٍ لِآتِيَكُمْ بِهِ، فَحِيلَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ، وَلَوْ أَتَيْتُكُمْ بِهِ لَأَكَلَ مِنْهُ مَنْ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا يُنْقِصُونَهُ شَيْئًا، ثُمَّ عُرِضَتْ عَلَيَّ النَّارُ، فَلَمَّا وَجَدْتُ سَفْعَهَا تَأَخَّرْتُ عَنْهَا، وَأَكْثَرُ مَنْ رَأَيْتُ فِيهَا النِّسَاءُ اللَّاتِي إِنْ اؤْتُمِنَّ أَفْشَيْنَ، وَإِنْ يُسْأَلْنَ بَخِلْنَ، وَإِنْ يَسْأَلْنَ (1) أَلْحَفْنَ - قَالَ حُسَيْنٌ: وَإِنْ أُعْطِينَ لَمْ يَشْكُرْنَ - وَرَأَيْتُ فِيهَا لُحَيٍّ (2) بْنَ يَجُرُّ قُصْبَهُ فِي النَّارِ، وَأَشْبَهُ مَنْ رَأَيْتُ بِهِ مَعْبَدُ بْنُ أَكْثَمَ الْكَعْبِيُّ " قَالَ مَعْبَدٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُخْشَى عَلَيَّ مِنْ شَبَهِهِ وَهُوَ وَالِدٌ؟ فَقَالَ:" لَا، أَنْتَ مُؤْمِنٌ وَهُوَ كَافِرٌ " قَالَ حُسَيْنٌ: وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ حَمَلَ الْعَرَبَ عَلَى عِبَادَةِ الْأَوْثَانِ. قَالَ حُسَيْنٌ: " تَأَخَّرْتُ عَنْهَا، وَلَوْلَا ذَلِكَ لَغَشِيَتْكُمْ "(3).

(1) في (س) و (ق): سألن.

(2)

كذا الأصولُ، والصواب: عمرو بن لُحي كما في نسخة السندي، ونسخة على هامش (س) وهو كذلك في "الصحيحين" من حديث عائشة. وسيأتي من حديث أبي الزبير، عن جابر برقم (15018).

وعمرو بن لحي هذا: هو أول من سيب السوائب، وبحر البحيرة، وغيَّر دين إبراهيم، ودعا إلى عبادة الأصنام.

(3)

إسناده ضعيف، فقد تفرد عبد الله بن محمد بن عقيل به بهذه السياقة، وأصل القصة صحيح تابعه في بعضها عطاء وأبو الزبير، انظر ما سلف برقم (14417)، وما سيأتي برقم (15018). وأما مقالته صلى الله عليه وسلم في النساء فقد صحت بغير هذه السياقة. انظر ما سلف برقم (14420).

وأخرجه عبد بن حميد (1036) عن زكريا بن عدي، بهذا الإسناد.

ص: 110

14801 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْجَوَّابِ، حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ رُزَيْقٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ يُقَالَ لَهُ: أَبُو شُعَيْبٍ، وَكَانَ لَهُ غُلَامٌ لَحَّامٌ، فَقَالَ لَهُ: اجْعَلْ لَنَا طَعَامًا لَعَلِّي أَدْعُو رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَادِسَ سِتَّةٍ. فَدَعَاهُمْ فَاتَّبَعَهُمْ رَجُلٌ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّ هَذَا اتَّبَعَنَا، أَفَتَأْذَنُ لَهُ؟ " قَالَ: نَعَمْ (1).

14802 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أُوَيْسٍ، حَدَّثَنَا شُرَحْبِيلُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ نَهَى عَنْ ثَمَنِ الْكَلْبِ، وَقَالَ:" طُعْمَةٌ جَاهِلِيَّةٌ "(2).

= وسيأتي حديث جابر هذا في مسند أبي بن كعب 5/ 137 عن أحمد بن عبد الملك، عن عبيد الله بن عمرو الرقي، عن عبد الله بن محمد بن عقيل.

ورواه بإثره بهذا الإسناد عن عبد الله بن محمد، عن الطفيل بن أُبي بن كعب، عن أبيه.

(1)

إسناده قوي على شرط مسلم، أبو الجَوّاب: وهو أحوص بن جواب، وأبو سفيان: وهو طلحة بن نافع، صدوقان لا بأس بهما.

وأخرجه مسلم (2036)(138)، وأبو عوانة 5/ 375 من طريق أبي الجَوَّاب، بهذا الإسناد.

وسيأتي برقم (15267).

وفي الباب عن أبي مسعود الأنصاري، سيأتي في الحديث التالي برقم (15268)، وفي مسنده 4/ 120.

وروي عن أبي مسعود، عن أبي شعيب نفسه، وسيأتي 4/ 120.

(2)

صحيح دون قوله: "طعمة جاهلية"، وهذا إسناد ضعيف لضعف شرحبيل: وهو ابن سعد أبو سعد المدني، وأبو أويس -وهو عبد الله بن عبد =

ص: 111

14803 -

حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، أَنَّ أَبَا الزُّبَيْرِ حَدَّثَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَذْكُرُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" فِيمَا سَقَتِ الْأَنْهَارُ وَالسَّيْلُ (1) الْعُشُورُ، وَفِيمَا سُقِيَ بِالسَّانِيَةِ نِصْفُ الْعُشُورِ "(2).

14804 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا أَبُو شِهَابٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: جِئْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَامَ الْجِعْرَانَةِ وَهُوَ يَقْسِمُ فِضَّةً فِي ثَوْبِ بِلَالٍ لِلنَّاسِ، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، اعْدِلْ! فَقَالَ:" وَيْلَكَ، وَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ أَعْدِلْ؟! لَقَدْ خِبْتُ إِنْ لَمْ أَكُنْ أَعْدِلُ " فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ، دَعْنِي أَقْتُلْ هَذَا الْمُنَافِقَ. فَقَالَ:" مَعَاذَ اللهِ أَنْ يَتَحَدَّثَ النَّاسُ أَنِّي أَقْتُلُ أَصْحَابِي، إِنَّ هَذَا وَأَصْحَابَهُ يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ - أَوْ تَرَاقِيَهُمْ - يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ "(3).

= الله بن عبد الله بن أويس- ضعيف يعتبر به. وانظر (14411).

(1)

في (ق) و (س): الغَيْل، بالغين المعجمة: وهو السيل.

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. عمرو بن الحارث: هو ابن يعقوب الأنصاري، مولاهم المصري. وانظر (14667).

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد قوي على شرط مسلم، أبو شهاب -وهو عبد ربه بن نافع الحنّاط- صدوق لا بأس به، وأبو الزبير صرح بالسماع عند غير المصنف كما سيأتي في التخريج، وعند المصنف فيما سيأتي برقم (14819). يحيى بن سعيد: هو الأنصاري. =

ص: 112

14805 -

حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ، عَنْ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ الْحَسَنِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ حَتَّى يُعْرِبَ عَنْهُ لِسَانُهُ، فَإِذَا أَعْرَبَ عَنْهُ لِسَانُهُ، إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا "(1).

= وأخرجه مسلم (1063)، والنسائي في "الكبرى"(8087) و (8088)، وأبو عوانة في الزكاة كما في "إتحاف المهرة" 3/ 532 - 533 و 533، وابن حبان (4819)، والطبراني في "الكبير"(1753)، وفي "الأوسط"(9056)، والحاكم 2/ 121، والبيهقي 5/ 185 - 186 من طرق عن يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد- وصرح أبو الزبير بالسماع عند مسلم والنسائي.

وأخرجه الحميدي (1271)، والبخاري في "الأدب"(774) من طريق سفيان بن عيينة، ومسلم (1063)، وابن ماجه (172) من طريق قرة بن خالد، كلاهما عن أبي الزبير، به. وعند الحميدي والبخاري في "الأدب" وابن ماجه: التِّبْر، بدل الفضة، وصرح أبو الزبير بالسماع عند البخاري والحميدي.

وسيأتي الحديث برقم (14819) و (14820).

وقد سلف مختصراً برقم (14561) من طريق قرة بن خالد، عن عمرو بن دينار، عن جابر.

(1)

إسناده ضعيف، أبو جعفر -وهو عيسى بن أبي عيسى الرازي، ومشهور بكنيته- ضعيف سيئ الحفظ، وفي روايته عن الربيع بن أنس اضطراب، وفي الإسناد أيضاً عنعنة الحسن: وهو البصري.

وأخرجه اللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد"(999) من طريق هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد.

وقد صح الحديث عن أبي هريرة دون قوله: "فإذا أعرب عنه لسانه إما شاكراً وإما كفوراً"، سلف في مسنده برقم (7445).

وروي أيضاً عن الحسن، عن الأسود بن سريع، وسيأتي 3/ 435.

ص: 113

14806 -

حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ وَحُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: أَصَابَنَا عَطَشٌ بِالْحُدَيْبِيَةِ، فَجَهَشْنَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَبَيْنَ يَدَيْهِ تَوْرٌ فِيهِ مَاءٌ، فَقَالَ: بِأَصَابِعِهِ هَكَذَا فِيهَا، وَقَالَ:" خُذُوا بِاسْمِ اللهِ " قَالَ: فَجَعَلَ الْمَاءُ يَتَخَلَّلُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ، كَأَنَّهَا عُيُونٌ، فَوَسِعَنَا وَكَفَانَا. وَقَالَ حُصَيْنٌ فِي حَدِيثِهِ: فَشَرِبْنَا وَتَوَضَّأْنَا (1).

14807 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ حَجَّاجِ بْنِ أَبِي زَيْنَبَ (2)، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " نِعْمَ الْإِدَامُ الْخَلُّ، مَا

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هاشم: هو ابن القاسم اللَّيثي.

وأخرجه عبد بن حميد (1115)، والدارمي (27)، والنسائي في "الكبرى"(11506)، وأبو عوانة في الجهاد كما في "الإتحاف" 3/ 131، والبيهقي في "الدلائل" 4/ 115 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو عوانة في الجهاد أيضاً من طريق حجاج بن محمد الأعور، عن شعبة، عن عمرو بن مرة وحده، به.

وسيأتي الحديث عن عفان بن مسلم، عن شعبة، عن عمرو بن مرة وحصين برقم (14933).

وسلف من طريق عبد العزيز بن مسلم، عن حصين وحده برقم (14522).

قوله: "فَجَهَشْنا" من الجَهْش: وهو أن يَفزَعَ الإنسانُ إلى غيره، وهو مع ذلك يريد البكاءَ.

(2)

تحرف في (م) إلى: ذئب.

ص: 114

أَقْفَرَ بَيْتٌ فِيهِ خَلٌّ " (1).

14808 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: نَحَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ سَبْعِينَ بَدَنَةً، الْبَدَنَةُ عَنْ سَبْعَةٍ (2).

(1) حديث صحيح دون قوله: "ما أقفر بيت فيه خل"، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد من أجل حجاج بن أبي زينب. محمد بن يزيد: هو الكَلَاعي الواسطي، وأبو سفيان: هو طلحة بن نافع.

وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 2/ 648 من طريق محمد بن يزيد، بهذا الإسناد. دون قوله:"ما أقفر بيت فيه خل".

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 336 - 337، والنسائي في "الكبرى"(6689)، والبغوي (2868)، والمزي في "تهذيب الكمال" 5/ 439 من طريق يزيد بن هارون، عن حجاج، به.

وانظر ما سيأتي برقم (15058) عن يزيد بن هارون، عن حجاج بن أبي زينب.

وقوله: "نعم الإدام الخل" سلف من غير طريق الحجاج، عن أبي سفيان برقم (14225)، وإسناده قوي.

ويشهد لقوله: "ما أقفر بيت فيه خل" حديث أم هانئ عند الترمذي (1841) وفي إسناده ضعف، وقال الترمذي: حسن غريب.

وحديث أم سعد الأنصارية عند ابن ماجه (3318)، وإسناده ضعيف جداً.

(2)

حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن قيس فقد روى له ابن ماجه والترمذي، وهو ثقة، وسيتكرر برقم (14924). أبو بشر: هو جعفر بن أبي وحشيَّة، وروايته عن سليمان بن قيس صحيفة.

وأخرجه الطيالسي (1795) ومن طريقه الطحاوي 4/ 175 عن أبي عوانة، =

ص: 115

14809 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي وَحْشِيَّةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: دَعَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَبَا طَيْبَةَ فَحَجَمَهُ، قَالَ: فَسَأَلَهُ: " كَمْ ضَرِيبَتُكَ؟ " قَالَ: ثَلَاثَةُ آصُعٍ، قَالَ: فَوَضَعَ عَنْهُ صَاعًا (1).

14810 -

حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنْ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " السَّائِمَةُ (2)

= بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد بن حميد (1097) عن أبي الوليد الطيالسي، عن أبي عوانة، به.

وسلف برقم (14127) من طريق أبي الزبير، عن جابر، وإسناده صحيح.

(1)

حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن قيس، فقد روى له الترمذي وابن ماجه، وهو ثقة. عفان: هو ابن مسلم، وأبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري.

وأخرجه الطيالسي (1723)، وأبو يعلى (1777) و (2057)، والطحاوي 4/ 130 من طرق عن أبي عوانة، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطحاوي 4/ 130، وابن حبان (3536) من طريق أبي الزبير، عن جابر. ولا بأس بإسناده لولا عنعنة أبي الزبير، لكنه متابع من قبل سليمان بن قيس اليشكري، فيصحُّ الحديث بمجموع الطريقين.

ويشهد له حديث ابن عباس، سلف برقم (1136)، وإسناده ضعيف.

وحديث أنس بن مالك، سلف برقم (12883)، وهو متفق عليه.

(2)

في (م) و (س) و (ق): السائبة. وقد سلفت الإشارة من المصنف إلى أن رواية خلف بن الوليد: "السائمة".

ص: 116

جُبَارٌ، وَالْجُبُّ جُبَارٌ، وَالْمَعْدِنُ جُبَارٌ، وَفِي الرِّكَازِ الْخُمُسُ ".

قَالَ: وقَالَ الشَّعْبِيُّ: الرِّكَازُ: الْكَنْزُ الْعَادِيُّ (1).

14811 -

حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنْ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّكُمُ الْيَوْمَ عَلَى دِينٍ، وَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمُ الْأُمَمَ، فَلَا تَمْشُوا بَعْدِي الْقَهْقَرَى "(2).

14812 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مِقْسَمٍ، حَدَّثَنِي جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَمَرَّتْ

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف مجالد: وهو ابن سعيد. وانظر (14592).

(2)

إسناده ضعيف لضعف مجالد: وهو ابن سعيد.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(5110) من طريق حماد بن زيد، عن مجالد بن سعيد، بهذا الإسناد.

ويغني عنه حديث أنس السالف برقم (12613): "تزوجوا الودود الولود، إني مكاثر الأنبياء يوم القيامة". وانظر شواهده هناك.

وحديث أبي هريرة عند البخاري (6587) في قصة الحوض: "إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى".

وعن أسماء بنت أبي بكر عند البخاري (7048)، ومسلم (2293):"لا تدري مَشَوْا على القهقرى" واللفظ للبخاري. وانظر تتمة شواهده عند حديث أبي هريرة السالف برقم (7968).

ص: 117

بِنَا جَنَازَةٌ، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَقُمْنَا مَعَهُ، فَلَمَّا ذَهَبْنَا (1) لِنَحْمِلَهَا، إِذَا هِيَ جَنَازَةُ يَهُودِيَّةٍ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهَا جَنَازَةُ يَهُودِيَّةٍ! قَالَ:" إِنَّ لِلْمَوْتِ فَزَعًا، فَإِذَا رَأَيْتُمُ الْجِنَازَةَ، فَقُومُوا لَهَا "(2).

14813 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ وَمُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي عَطَاءٌ - وَقَالَ ابْنُ (3) مُصْعَبٍ: عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ - عَنْ جَابِرٍ قَالَ: كَانَتْ لِرِجَالٍ فُضُولُ أَرَضِينَ، فَكَانُوا يُؤَاجِرُونَهَا عَلَى الثُّلُثِ وَالرُّبُعِ وَالنِّصْفِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" مَنْ كَانَتْ لَهُ أَرْضٌ فَلْيَزْرَعْهَا، أَوْ لِيَمْنَحْهَا أَخَاهُ، فَإِنْ أَبَى فَلْيُمْسِكْ أَرْضَهُ "(4).

(1) في (م): فذهبنا.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأبو المغيرة: هو عبد القُدُّوس بن حجاج الخَوْلاني الحِمْصي، والأوزاعي: هو أبو عمرو عبد الرحمن بن عمرو.

وأخرجه أبو داود (3174)، وأبو عوانة في الجنائز كما في "إتحاف المهرة" 3/ 234، والطحاوي 1/ 487، وابن حبان (3050) من طريق الوليد ابن مسلم الدمشقي، وأبو يعلى (1950) من طريق مبشر بن إسماعيل، كلاهما عن عبد الرحمن الأوزاعي، بهذا الإسناد. وانظر (14427).

(3)

في (م): أبو.

(4)

إسناده من جهة أبي المغيرة -وهو عبد القدوس بن حجاج الخولاني- صحيح على شرط الشيخين، وأما متابعه محمد بن مصعب -وهو ابن صدقة القَرْقَساني- فحسن في المتابعات والشواهد.

وأخرجه البخاري (2340) و (2632)، ومسلم ص 1176 (89)، وابن ماجه (2451)، والنسائي 7/ 37، والطحاوي 4/ 107، وابن حبان (5189) من طرق عن الأوزاعي، بهذا الإسناد. وانظر (14242).

ص: 118

14814 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ، حَدَّثَنَا مَاعِزٌ التَّمِيمِيُّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " عَرْشُ إِبْلِيسَ فِي الْبَحْرِ، يَبْعَثُ سَرَايَاهُ فِي كُلِّ يَوْمٍ يَفْتِنُونَ النَّاسَ، فَأَعْظَمُهُمْ عِنْدَهُ مَنْزِلَةً، أَعْظَمُهُمْ فِتْنَةً لِلنَّاسِ "(1).

14815 -

حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ مَاعِزٍ التَّمِيمِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَيَأْكُلُ أَهْلُ الْجَنَّةِ؟ قَالَ: " نَعَمْ، وَيَشْرَبُونَ وَلَا يَبُولُونَ فِيهَا، وَلَا يَتَغَوَّطُونَ، وَلَا يَتَنَخَّمُونَ، إِنَّمَا يَكُونُ ذَلِكَ جُشَاءً وَرَشْحًا كَرَشْحِ الْمِسْكِ، وَيُلْهَمُونَ التَّسْبِيحَ وَالتَّحْمِيدَ كَمَا تُلْهَمُونَ النَّفَسَ "(2).

14816 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ، عَنْ مَاعِزٍ التَّمِيمِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة ماعز التميمي. صفوان: هو ابن عمرو السَّكْسَكِي.

وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(1016) من طريق أبي المغيرة، بهذا الإسناد.

وانظر ما سلف برقم (14377).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة ماعز التميمي.

وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(1019) من طريق إسماعيل بن عياش، عن صفوان بن عمرو، بهذا الإسناد.

وانظر ما سلف برقم (14401).

ص: 119

يَئِسَ أَنْ يَعْبُدَهُ الْمُصَلُّونَ، وَلَكِنْ فِي التَّحْرِيشِ بَيْنَهُمْ " (1).

14817 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ: اللهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ، وَالصَّلَاةِ الْقَائِمَةِ، آتِ مُحَمَّدًا الْوَسِيلَةَ وَالْفَضِيلَةَ، وَابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا الَّذِي أَنْتَ وَعَدْتَهُ، إِلَّا حَلَّتْ لَهُ الشَّفَاعَةُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "(2).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة ماعز التميمي.

وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/ 332، وابن أبي عاصم في "السنة"(8)، وأبو يعلى (2095)، والطبراني في "مسند الشاميين"(1015) من طريق أبي اليمان، بهذا الإسناد.

وانظر ما سلف برقم (14366).

(2)

إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عليِّ بن عياش، فمن رجال البخاري.

وأخرجه أبو داود (529)، وابن الجوزي في "مناقب الإمام أحمد" ص 120 عن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري في "صحيحه"(614) و (4719)، وفي "خلق أفعال العباد"(142)، وابن ماجه (722)، والترمذي (211)، والنسائي في "المجتبى" 2/ 26 - 27، وفي "عمل اليوم والليلة"(46)، وابن أبي عاصم (826)، وابن خزيمة (420)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 146، وابن حبان (1689)، والطبراني في "الأوسط"(4651)، وفي "الصغير"(670)، وفي "الدعاء"(430)، وفي "الشاميين"(2972)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(95)، والبيهقي في "السنن" 1/ 410، وفي "الدعوات"(49)، والبغوي (420) من طرق عن علي بن عياش، به. وعند البيهقي: =

ص: 120

14818 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ: أَنَّ أَمِيرًا مِنْ أُمَرَاءِ الْفِتْنَةِ قَدِمَ الْمَدِينَةَ، وَكَانَ قَدْ ذَهَبَ بَصَرُ جَابِرٍ، فَقِيلَ لِجَابِرٍ: لَوْ تَنَحَّيْتَ عَنْهُ فَخَرَجَ يَمْشِي بَيْنَ ابْنَيْهِ فَنُكِبَ. فَقَالَ: تَعِسَ مَنْ أَخَافَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَقَالَ ابْنَاهُ، أَوْ أَحَدُهُمَا: يَا أَبَتِ، وَكَيْفَ أَخَافَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ مَاتَ؟ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ أَخَافَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ، فَقَدْ أَخَافَ مَا بَيْنَ جَنْبَيَّ "(1).

= "اللهم إني أسالك بحق هذه الدعوة"، وزاد في آخره:"إنك لا تُخلِفُ الميعاد". وقد تفرد بهذين الحرفين محمد بن عوف الطائي -وهو ثقة- عن علي بن عياش، والجماعة رووه عن ابن عياش فلم يذكروا فيه هذين الحرفين، وقد سمَّى بعض أهل العلم مثل هذا النوع شذوذاً.

وفي الباب عن عبد الله بن عمرو بن العاص، سلف برقم (6568)، وانظر تتمة شواهده هناك.

(1)

حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن عياش، فمن رجال البخاري، وفي هذا الإسناد انقطاع، فإن زيد بن أسلم لم يسمع من جابر.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 53 من طريق موسى بن شيبة، عن محمد بن كليب، عن محمود ومحمد ابني جابر، سمعا جابراً بالمرفوع فقط. وموسى بن شيبة لين الحديث.

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 180 - 181 عن عبد الله بن نمير، عن هاشم بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص، عن عبد الله بن نسطاس (وقد تحرف فيه إلى: بسطام)، عن جابر بلفظ:"من أخاف أهل المدينة، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً، من أخافها فقد أخاف ما بين هذين"، وأشار إلى ما بين جنبيه. وإسناده قوي، عبد الله بن نسطاس لم =

ص: 121

14819 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرًا يَقُولُ: بَصَرَ عَيْنَيَّ، وَسَمِعَ أُذُنَيَّ، رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالْجِعْرَانَةِ، وَفِي ثَوْبِ بِلَالٍ فِضَّةٌ، وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقْبِضُهَا لِلنَّاسِ يُعْطِيهِمْ، فَقَالَ رَجُلٌ: اعْدِلْ! قَالَ: " وَيْلَكَ، وَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ أَكُنْ أَعْدِلُ؟! " قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: يَا رَسُولَ اللهِ، دَعْنِي أَقْتُلْ هَذَا الْمُنَافِقَ الْخَبِيثَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" مَعَاذَ اللهِ أَنْ يَتَحَدَّثَ النَّاسُ أَنِّي أَقْتُلُ أَصْحَابِي، إِنَّ (1) هَذَا وَأَصْحَابَهُ يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ، لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ "(2).

= يرو عنه غير هشام، ووثقه النسائي.

وأخرجه ابن حبان (3738) من طريق عبد الرحمن بن عطاء، عن محمد بن جابر بن عبد الله، عن أبيه بلفظ:"من أخاف أهلَ المدينة أخافه الله"، وإسناده حسن في الشواهد من أجل عبد الرحمن بن عطاء.

وسيأتي المرفوع منه فقط برقم (15225) عن حسين المرُّوذي، عن محمد ابن مطرِّف.

وفي الباب عن السائب بن خلاد، وسيأتي 4/ 55.

قوله: "فَنُكبَ" قال السندي: على بناء المفعول، أي: أصابته حجارة.

(1)

لفظة "إن" ليست في (س) و (ق).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل إسماعيل بن عياش. وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. وانظر (14804).

قوله: "بَصَر عيني" قال السندي: ضبط على لفظ المصدر المضاف إلى صيغة التثنية بالرفع، ويحتمل النصب بتقدير فعله، ويمكن أن يكون على لفظ =

ص: 122

14820 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا مُعَانُ بْنُ رِفَاعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: لَمَّا قَسَمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم غَنَائِمَ هَوَازِنَ بَيْنَ النَّاسِ بِالْجِعْرَانَةِ، قَامَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، فَقَالَ: اعْدِلْ يَا مُحَمَّدُ. فَقَالَ: " وَيْلَكَ، وَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ أَعْدِلْ؟! لَقَدْ خِبْتُ وَخَسِرْتُ إِنْ لَمْ أَعْدِلْ " قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَا أَقُومُ فَأَقْتُلَ هَذَا الْمُنَافِقَ؟ قَالَ:" مَعَاذَ اللهِ أَنْ تَتَسَامَعَ الْأُمَمُ أَنَّ مُحَمَّدًا يَقْتُلُ أَصْحَابَهُ " ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ هَذَا وَأَصْحَابًا لَهُ يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ، كَمَا يَمْرُقُ الْمِرْمَاةُ مِنَ الرَّمِيَّةِ ".

قَالَ مُعَاذٌ: فَقَالَ لِي أَبُو الزُّبَيْرِ: فَعَرَضْتُ هَذَا الْحَدِيثَ عَلَى الزُّهْرِيِّ، فَمَا خَالَفَنِي، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: النَّضِيُّ. قُلْتُ: الْقِدْحُ؟ فَقَالَ: أَلَسْتَ بِرَجُلٍ عَرَبِيٍّ؟! (1).

= الفعل، وإفراد ما بعده، والله تعالى أعلم.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل معاذ بن رفاعة. أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن الحجاج الخولاني. وانظر ما قبله.

وقول الزهري في آخره: "النَّضِيُّ" يعني: نَصْل السهم. وقيل: هو السهم قبل أن ينحت إذا كان قِدْحاً، وهو أولى، لأنه قد جاء في الحديث ذكر النَّصل بعد النَّضي. وقيل: هو من السهم ما بين الريش والسهم. قالوا: سمي نضياً، لكثرة البَرْي والنحت، فكأنه جُعل نِضْواً، أي: هزيلاً. قاله ابن الأثير في "النهاية" 5/ 73.

والمِرْماة: السهم الصغير، أو هو السهم الذي يُتعلَّم به الرمي.

ص: 123

14821 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنِي الزُّبَيْدِيُّ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ: أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " أُرِيَ اللَّيْلَةَ رَجُلٌ صَالِحٌ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ نِيطَ بِرَسُولِ اللهِ، وَنِيطَ عُمَرُ بِأَبِي بَكْرٍ، وَنِيطَ عُثْمَانُ بِعُمَرَ ". قَالَ جَابِرٌ: فَلَمَّا قُمْنَا مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قُلْنَا: أَمَّا الرَّجُلُ الصَّالِحُ فَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَمَّا ذِكْرُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ نَوْطِ بَعْضِهِمْ لِبَعْضٍ، فَهُمْ وُلَاةُ هَذَا الْأَمْرِ الَّذِي بَعَثَ اللهُ بِهِ نَبِيَّهُ صلى الله عليه وسلم (1).

(1) رجاله ثقات رجال الصحيح غير عمرو بن أبان بن عثمان، فقد ذكره الزبير بن بكار في أولاد أبان، وقال: أمه أم سعد بنت عبد الرحمن بن هشام، وذكره ابن حبان في "الثقات" 7/ 216، فقال: روى عنه الزهري وأهل المدينة، وقد روى عن جابر بن عبد الله، فلا أدري أسمع منه أم لا؟ الزبيدي: هو محمد بن الوليد بن عامر الزبيدي الحمصي.

وأخرجه الحاكم 3/ 102 من طريق يزيد بن عبد ربه، بهذا الإسناد، وقد وقع تحريف في الإسناد المطبوع منه تحريف يصحح من "الإتحاف" 3/ 282.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(1134)، وأبو داود (4636)، والطحاوي في "شرح المشكل"(3347)، وابن حبان (6913)، والحاكم 3/ 71 - 72 و 102، والبيهقي في "الدلائل" 6/ 348 - 349 من طرق عن محمد ابن حرب، بهذا الإسناد. وقال أبو داود بإثره: ورواه يونس وشعيب، ولم يذكرا عَمْرَو بن أبانٍ.

وأخرجه البيهقي في "الدلائل" 6/ 348 من طريق ابن وهب، عن يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، عن جابر، ولم يذكر عَمْرَو بن أبانٍ. وقال: تابعه شعيب بن أبي حمزة عن الزهري هكذا. قلنا: فإسنادهما منقطع، فإن ابن شهاب لم يدرك جابراً. =

ص: 124

14822 -

حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا سَيَّارٌ أَبُو الْحَكَمِ، قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمْ لَيْلًا، فَلَا يَأْتِ أَهْلَهُ طُرُوقًا، كَيْ تَسْتَحِدَّ الْمُغِيبَةُ، وَتَمْتَشِطَ الشَّعِثَةُ "(1).

14823 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَحُجَيْنٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: كُنَّا يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ أَلْفًا وَأَرْبَعَ مِئَةٍ، فَبَايَعْنَاهُ، وَعُمَرُ آخِذٌ بِيَدِهِ تَحْتَ الشَّجَرَةِ، وَهِيَ سَمُرَةٌ، وَقَالَ: بَايَعْنَاهُ عَلَى أَنْ لَا نَفِرَّ، وَلَمْ نُبَايِعْهُ عَلَى الْمَوْتِ (2).

= وانظر في هذا الباب حديث ابن عمر السالف برقم (4814).

وحديث أبي هريرة السالف برقم (8239).

وحديثي سمرة بن جندب وأبي بكرة، وسيأتيان 5/ 21 و 44.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. هاشم: هو ابن القاسم، وشعبة: هو ابن الحجاج، وسيَّار أبو الحكم: هو العَنَزي الواسطي، والشَّعْبي: هو عامر ابن شراحيل. وانظر (14184).

وقوله صلى الله عليه وسلم: "إذا دخل أحدُكم ليلاً"، أي: جاء من سفره إلى بلده، وصار بحيث قَرُبَ دخولُه في البلد، فليكن تلك الليلة خارج البلد. قاله السندي.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الزبير، فمن رجال مسلم. وهو وإن لم يصرح بالسماع، فرواية الليث -وهو ابن سعد- عنه محمولة على السماع. حجين: هو ابن المثنى اليمامي.

وأخرجه الدارمي (2454)، ومسلم (1856)(67)، والنسائي في "الكبرى"(11509)، والطبري في "تاريخه" 2/ 116، وفي "تفسيره" 26/ 87، وأبو =

ص: 125

14824 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ رُومَانَ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَوْ أَنَّ رَجُلًا أَعْطَى امْرَأَةً صَدَاقًا مِلْءَ يَدَيْهِ طَعَامًا كَانَتْ لَهُ حَلَالًا "(1).

= عوانة في الإمارة كما في "الإتحاف" 3/ 502، وابن حبان (4875)، والبيهقي في "السنن" 8/ 146، وفي "الدلائل" 4/ 98 من طرق عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد- ورواية الطبري والبيهقي في "الدلائل" مختصرة دون قصة البيعة.

وأخرجه مسلم (1856)(69) من طريق ابن جريج، عن أبي الزبير، به. وقال فيه: فبايعناه، ولم يقل على أن لا نفرَّ

إلخ.

وسيأتي الحديث مختصراً بقصة البيعة برقم (15078)، ومطولاً برقم (15259).

وسلف برقم (14317) من طريق عمرو بن دينار مختصراً بقصة عدد من حضر الحديبية، وزاد فيه:"أنتم اليوم خير أهل الأرض".

وسلف برقم (14114) من طريق سليمان بن قيس مختصراً بقصة البيعة.

(1)

إسناده ضعيف لضعف صالح بن مسلم بن رومان. يونس: هو ابن محمد المؤدب.

وأخرجه الدارقطني 3/ 243، والبيهقي 7/ 238 من طريق عباس بن محمد الدوري، عن يونس بن محمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (2110)، والدارقطني 3/ 243، والبيهقي 7/ 238، والخطيب في "تاريخ بغداد" 6/ 365 من طريق يزيد بن هارون، عن موسى بن مسلم بن رومان، عن أبي الزبير، به. قال الآجري: قال أبو داود: أخطأ يزيد ابن هارون فقال: موسى بن رومان. قلنا: يعني أن الصواب صالح بن مسلم.

وأخرجه الدارقطني 3/ 242 من طريق عبد الله بن واقد أبي قتادة، عن عبد الله بن المؤمل، عن أبي الزبير، به. بلفظ: إن كنا لننكح المرأةَ على الحفنة والحفنتين من الدقيق. وعبد الله بن واقد متروك، وعبد الله بن المؤمل ضعيف. =

ص: 126

14825 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْحَارِثِ أَوْ ابْنِ أَبِي الْحَارِثِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَرَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي حَائِطٍ وَهُوَ يُحَوِّلُ الْمَاءَ فَقَالَ: " هَلْ عِنْدَكَ مَاءٌ بَاتَ هَذِهِ اللَّيْلَةَ فِي شَنٍّ؟ وَإِلَّا كَرَعْنَا " قَالَ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ. فَانْطَلَقَ بِهِ إِلَى الْعَرِيشِ، فَحَلَبَ لَهُ شَاةً، ثُمَّ صَبَّ عَلَيْهِ مَاءً بَاتَ فِي شَنٍّ، فَشَرِبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَسَقَى صَاحِبَهُ (1).

14826 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ -، عَنْ أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَيْثُ أَفَاضَ مِنْ عَرَفَةَ، جَعَلَ يَقُولُ بِيَدِهِ:" السَّكِينَةَ عِبَادَ اللهِ، السَّكِينَةَ عِبَادَ اللهِ "(2).

= وقد صحَّ ذلك عن جابر في نكاح المتعة، انظر تخريج الحديث السالف برقم (14182).

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل فليح -وهو ابن سليمان الخزاعي- فهو وإن كان من رجال "الصحيحين" فيه كلام يحطُّه عن رتبة الصحيح، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 229 - 230، وأبو داود (3724)، وابن ماجه (3432) من طريق يونس بن محمد، بهذا الإسناد. وانظر (14519).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وقد صرح أبو الزبير بالسماع في غير هذا الموضع. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني.

وأخرجه النسائي 5/ 258، وأبو عوانة في الحج كما في "الإتحاف" =

ص: 127

14827 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى عَلَى النَّجَاشِيِّ، وَصَفَفْنَا خَلْفَهُ صَفَّيْنِ (1).

= 3/ 362 من طريق سليمان بن حرب، عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد.

وانظر (14553).

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الزبير -وهو محمد بن مسلم بن تَدْرُس المكي- فمن رجال مسلم، ولم يصرح أبو الزبير بسماعه، لكنه متابع فيما سلف برقم (14150)، وفيما سيأتي برقم (14889). يونس: هو ابن محمد البغدادي المؤدب، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السَّختياني البصري.

وأخرجه مسلم (952)(66)، وأبو يعلى (2118)، وأبو عوانة في الجنائز كما في "إتحاف المهرة" 3/ 358 من طرق عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (952)(66)، والنسائي 4/ 70 من طريق إسماعيل ابن علية، وابن حبان (3099) من طريق عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، كلاهما عن أيوب، به.

وأخرجه النسائي 4/ 70، وأبو يعلى (1864)، وابن حبان (3096) و (3097)، وابن عدي 6/ 2135، وابن حجر في "تغليق التعليق" 2/ 476 و 476 - 477 و 477 من طريق شعبة بن الحجاج، وابن عدي 3/ 1031، والخطيب في "تاريخ بغداد" 10/ 195 من طريق رباح بن أبي معروف، كلاهما عن أبي الزبير، به. قال شعبة في حديثه: صلى النبي صلى الله عليه وسلم على النجاشي، فكنت في الصف الثاني. وزاد ابن عدي في الموضعين وابن حجر في الموضع الثاني: فكبر عليه أربعاً، وهي زيادة غير محفوظة من حديث أبي الزبير عن جابر كما قال الحافظ ابن عدي، ففي إسنادها من يُضعَّف، لكنها ثابتة عن جابر من حديث سعيد بن مينا عنه كما سيأتي برقم (14889). =

ص: 128

14828 -

حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ سُلَيْمٍ الْعَنْبَرِيُّ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ الْفَقِيرُ، حَدَّثَنَا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ قَوْمًا يَخْرُجُونَ مِنَ النَّارِ يَحْتَرِقُونَ فِيهَا إِلَّا دَارَاتِ وُجُوهِهِمْ، حَتَّى يَدْخُلُوا الْجَنَّةَ "(1).

14829 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ يَزِيدَ - يَعْنِي ابْنَ الْهَادِ -، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " غَطُّوا الْإِنَاءَ، وَأَوْكُوا السِّقَاءَ، فَإِنَّ فِي السَّنَةِ لَيْلَةً يَنْزِلُ فِيهَا وَبَاءٌ، لَا يَمُرُّ بِإِنَاءٍ لَمْ يُغَطَّ، وَلَا سِقَاءٍ لَمْ يُوكَ، إِلَّا وَقَعَ فِيهِ مِنْ ذَلِكَ الْوَبَاءِ "(2).

= وعلق البخاري بإثر الحديث (1320)، عن أبي الزبير، عن جابر قال: كنت في الصف الثاني.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير قيس بن سليم، فمن رجال مسلم. أبو أحمد الزبيري: هو محمد بن عبد الله بن الزبير، ويزيد الفقير: هو يزيد بن صهيب.

وأخرجه مسلم (191)(319) من طريق أبي أحمد الزبيري، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو حنيفة في "مسنده" ص 503 - 504 و 505، ومسلم (191)(320)، وأبو عوانة 1/ 180 - 181، والآجري ص 333 - 334 و 334 من طرق عن يزيد الفقير، عن جابر- مطولاً بنحو رواية طلق بن حبيب السالفة برقم (14534).

وانظر ما سلف برقم (14312).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم. يونس: هو ابن محمد المؤدب. =

ص: 129

14830 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ يَزِيدَ - يَعْنِي ابْنَ الْهَادِ -، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ أَنَّهُ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" أَقِلُّوا الْخُرُوجَ هَدْأَةً، فَإِنَّ لِلَّهِ خَلْقًا يَبُثُّهُمْ، فَإِذَا سَمِعْتُمْ نُبَاحَ الْكَلْبِ أَوْ نُهَاقَ الْحُمَيرِ، فَاسْتَعِيذُوا بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ ".

وقَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، قَالَ: قَالَ يَزِيدُ: وَحَدَّثَنِي هَذَا الْحَدِيثَ شُرَحْبِيلُ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: إِنَّهُ سَمِعَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (1).

= وليث: هو ابن سعد.

وأخرجه البيهقي في "الشعب"(6059) من طريق يونس بن محمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد بن حميد (1140) من طريق يحيى بن إسحاق، ومسلم (2014)، وأبو عوانة 5/ 334 - 335، والبيهقي (6059)، والبغوي (3061) من طرق عن الليث بن سعد، به.

وأخرج البخاري في "الأدب المفرد"(1230) من طريق ابن عجلان، عن القعقاع بن حكيم، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إياكم والسمر بعد هدوء الليل، فإن أحدكم لا يدري ما يَبُثُّ الله من خلقه، غلِّقوا الأبواب، وأوكوا الأسقية، وأكفئوا الإناء، وأطفئوا المصابيح" وإسناده قوي على شرط مسلم.

وانظر (14434).

قلنا: والأمر بتغطية الآنية وإيكاء الأسقية ثابت في الأحاديث الصحيحة عن جابر وغيره، مطلقاً دون هذا القيد، وهو قوله: "فإن في السنة ليلة

إلخ"، فقد تفرد به جعفر بن عبد الله، عن القعقاع بن حكيم.

(1)

حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، أما من جهة عمر بن علي بن =

ص: 130

14831 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَيَّانَ أَبُو خَالِدٍ - يَعْنِي الْأَحْمَرَ -، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: رَمَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِمِثْلِ حَصَى الْخَذْفِ (1).

14832 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَيَّانَ، عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: لَا أَدْرِي بِكَمْ رَمَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم (2).

14833 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ -، عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا يَقُولُ: عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ

= الحسين فمعضل، وأما من جهة شرحبيل -وهو ابن سعد- فضعيف لضعف شرحبيل.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(1235) عن عبد الله بن صالح وعبد الله بن يوسف، وأبو داود (5104) من طريق مروان بن محمد الدمشقي، عن الليث بن سعد، بهذين الإسنادين.

وانظر ما سلف برقم (14283).

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد قوي على شرط مسلم، أبو خالد الأحمر صدوق لا بأس به. وقد توبع، وابن جريج وأبو الزبير صرحا بالتحديث فيما سلف برقم (14360).

(2)

إسناده قوي، وقد صرح ابن جريج وأبو الزبير بالتحديث فيما سيأتي برقم (15208)، ومتنه غريب، فقد صحَّ عن جابر في حديثه الطويل الذي رواه عنه محمد بن علي الباقر: أن النبي صلى الله عليه وسلم رمى بسبع حَصَياتٍ، وهو في "صحيح مسلم"(1218) وغيره، وقد سلف الحديث عند المصنف برقم (14440) من طريق محمد بن علي عن جابر، إلا أنه لم يذكر فيه هذا الحرف.

ص: 131

نَقُولُ: لَبَّيْكَ بِالْحَجِّ، فَأَمَرَنَا، فَجَعَلْنَاهَا عُمْرَةً (1).

14834 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ -، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ وَعَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: تَمَتَّعْنَا مُتْعَتَيْنِ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الْحَجِّ وَالنِّسَاءِ، فَنَهَانَا عُمَرُ عَنْهُمَا، فَانْتَهَيْنَا (2).

14835 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: إِنَّ أَوَّلَ خَبَرٍ قَدِمَ عَلَيْنَا عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّ امْرَأَةً كَانَ لَهَا تَابِعٌ، قَالَ: فَأَتَاهَا فِي صُورَةِ طَيْرٍ فَوَقَعَ عَلَى جِذْعٍ لَهُمْ، قَالَ: فَقَالَتْ: أَلَا تَنْزِلُ فَنُخْبِرَكَ وَتُخْبِرَنَا؟ قَالَ:

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البخاري (1570)، ومسلم (1217)(146)، والبيهقي 5/ 40 من طرق عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه بأطول مما هنا ابن خزيمة (2926)، والبيهقي 5/ 23 من طريق ابن أبي نجيح، عن مجاهد وعطاء، به. وسلف من طريق عطاء برقم (14238).

وأخرجه ابن ماجه (2972)، والدارقطني 2/ 258 من طريق عطاء وطاووس ومجاهد، عن جابر وابن عمر وابن عباس.

وسيأتي الحديث عن عفان، عن حماد بن زيد برقم (14931).

وانظر ما سلف برقم (14116).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم من حديث عاصم الأحول، أما متابعه علي بن زيد -وهو ابن جدعان- فضعيف. يونس: هو ابن محمد المؤدب. وانظر (14479).

ص: 132

إِنَّهُ قَدْ خَرَجَ رَجُلٌ بِمَكَّةَ، حَرَّمَ عَلَيْنَا الزِّنَى، وَمَنَعَ مِنَ الْفِرَارِ (1).

14836 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَا يُبَاشِرِ الرَّجُلُ الرَّجُلَ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ، وَلَا تُبَاشِرِ الْمَرْأَةُ الْمَرْأَةَ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ "(2).

14837 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، أَخْبَرَنِي مَوْلَايَ الْمُطَّلِبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَنْطَبٍ

(1) إسناده ضعيف، تفرد به عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر، وعبد الله إنما يعتبر به في المتابعات والشواهد. أبو المليح: هو الحسن بن عمر -أو عمرو- بن يحيى الرقي.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(769) من طريق عبد الجبار بن عاصم، عن أبي المليح، بهذا الإسناد.

قال السندي: قوله: "كان لها تابع"، أي: جنِّي.

الفِرار: بكسر الفاء، أي: الفرار من الجهاد، وفي بعض النسخ بفتح القاف، أي: كلفنا بتكاليف شاقة. وهي عندنا في (ق) ونسخة في هامش (س): القرار بالقاف.

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات غير عبد الرحمن بن أبي الزناد، فصدوق حسن الحديث، وأبو الزبير -وهو محمد بن مسلم بن تدرُس- لم يصرح بسماعه من جابر إلا في رواية ابن لهيعة عنه فيما سلف برقم (14753) و (14754)، وابن لهيعة سيئ الحفظ.

وسيأتي من طريق ابن أبي الزناد برقم (15184) و (15248).

ص: 133

أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عِيدَ الْأَضْحَى، فَلَمَّا انْصَرَفَ أُتِي بِكَبْشٍ، فَذَبَحَهُ، فَقَالَ:" بِاسْمِ اللهِ، وَاللهُ أَكْبَرُ، اللهُمَّ إِنَّ (1) هَذَا عَنِّي وَعَمَّنْ لَمْ يُضَحِّ مِنْ أُمَّتِي "(2).

(1) لفظة: "إن" ليست في (ق) و (س).

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن إن صح سماع المطلب بن عبد الله من جابر، فقد نص غير واحد من أهل العلم أنه لم يسمع منه، لكن قد جاء تصريحُه بالسماع عند الطحاوي والحاكم، والله تعالى أعلم.

وأخرجه الطحاوي 4/ 177 - 178، والحاكم 4/ 229 من طريق يحيى بن عبد الله بن سالم، عن عمرو بن أبي عمرو، بهذا الإسناد- وقرنا بالمطلب رجلاً من بني سَلِمةَ.

وسيأتي من طريق المطلب برقم (14893) و (14895).

ومن طريق أبي عياش عن جابر بنحوه برقم (15022).

وأخرج عبد بن حميد (1146)، وأبو يعلى (1792)، والطحاوي 4/ 177، والبيهقي 9/ 268 من طريق حماد بن سلمة، عن عبد الله بن محمد ابن عقيل، عن عبد الرحمن بن جابر قال: حدثني أبي: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بكبشين أملحين أقرنين، عظيمين، مَوْجوءَين، فأضجع أحدَهما، وقال:"بِاسْمِ الله، واللهُ أكبر، عن محمدٍ وآل محمد"، وقرَّب الآخر فأضجعه، وقال:"بِاسْمِ الله، واللهُ أكبرُ، عن محمدٍ وأمَّتِه، من شهد لك بالتوحيد، وشهد لي بالبلاغ". وعبد الله بن محمد بن عقيل يعتبر به في المتابعات والشواهد.

واختُلِفَ على ابن عقيل فيه فرواه شريك النخعي، وزهير بن معاوية، وعبيد الله بن عمرو الرقي عنه، عن علي بن الحسين، عن أبي رافع كما سيأتي في "المسند" 6/ 8 و 391 و 392.

ورواه سفيان الثوري عنه، عن أبي سلمة، عن عائشة أو أبي هريرة كما سيأتي في "المسند" 6/ 136 و 225.

وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11051)، وانظر تتمة =

ص: 134

14838 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ مِنْ تَحْتِ هَذَا الصُّورِ (1) رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ " قَالَ: فَطَلَعَ عَلَيْهِمْ أَبُو بَكْرٍ، فَهَنَّأْنَاهُ بِمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ لَبِثَ هُنَيْهَةً، ثُمَّ قَالَ:" يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ مِنْ تَحْتِ هَذَا الصُّورِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ " قَالَ: فَطَلَعَ عُمَرُ، قَالَ: فَهَنَّأْنَاهُ بِمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: ثُمَّ قَالَ: " يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ مِنْ تَحْتِ هَذَا الصُّورِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، اللهُمَّ إِنْ شِئْتَ جَعَلْتَهُ عَلِيًّا " ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَطَلَعَ عَلِيٌّ (2).

14839 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ وَيَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ أَحْيَا أَرْضًا مَيْتَةً، فَلَهُ فِيهَا أَجْرٌ، وَمَا أَكَلَتِ الْعَافِيَةُ مِنْهَا، فَهُوَ لَهُ صَدَقَةٌ " وَقَالَ ابْنُ أَبِي

= شواهده والكلام عليه هناك.

وقوله: عمن لم يضح من أمتي إنما هذا في من لا يجد سعة من أمته، فأما الموسر منهم، فتجب في حقه الأضحية. وهو مذهب ربيعة الرأي والأوزاعي وأبي حنيفة والليث وبعض المالكية، وانظر تعليقنا على "زاد المعاد" 2/ 324.

(1)

في (م) في هذا الموضع والموضعين التاليين: السور، بالسين وهو خطأ. والصور: بالصاد: هو الجماعة من النخل.

(2)

إسناده محتمل للتحسين من أجل عبد الله بن محمد بن عقيل. أبو المليح: هو الحسن بن عمر -أو عمرو- بن يحيى الرقي. وانظر (14550).

ص: 135

بُكَيْرٍ: " مَنْ أَحْيَا أَرْضًا مَيْتَةً، فَهِيَ لَهُ "(1).

14840 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ وَسُرَيْجَ وَعَفَّانُ، قَالَوا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ؛ قَالَ عَفَّانُ فِي حَدِيثِهِ: أَخْبَرَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: " ذَبَحْنَا يَوْمَ خَيْبَرَ الْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ، فَنَهَانَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْبِغَالِ، وَالْحَمِيرِ، وَلَمْ يَنْهَنَا عَنِ الْخَيْلِ (2).

14841 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ نَهَى عَنِ الْمُزَابَنَةِ، وَالْمُحَاقَلَةِ،

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد على شرط مسلم، وأبو الزبير لم يصرح بالسماع، لكنه قد توبع. يونس: هو ابن محمد المؤدب.

وأخرجه أبو يعلى (1805)، وابن حبان (5204)، والبيهقي 6/ 148، والبغوي (1650) من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.

وأخرج شطره الأول ضمن حديث مطوَّل الطبراني في "الأوسط"(4915) من طريق أيوب السختياني، عن أبي الزبير، به.

وانظر ما سيأتي برقم (15201)، وما سلف برقم (14271).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وأبو الزبير صرح بالتحديث فيما سلف برقم (14450). يونس: هو ابن محمد المؤدب، وسريج: هو ابن النعمان، وعفان: هو ابن مسلم، وحماد: هو ابن سلمة.

وأخرجه ابن الجارود (884) من طريق عفان وحده، بهذا الإسناد، وسيأتي عنه وحده برقم (14902).

وأخرجه أبو داود (3789)، وأبو يعلى (1787)، وابن حبان (5272)، والحاكم 4/ 235، والدارقطني 9/ 327 والبيهقي 9/ 327 من طرق عن حماد ابن سلمة، به.

ص: 136

وَالْمُخَابَرَةِ، وَالثُّنْيَا، وَالْمُعَاوَمَةِ (1).

14842 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ عَفَّانُ فِي حَدِيثِهِ: أَخْبَرَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ فِيمَا أَحْسِبُ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ بَيْعِ الْمَاءِ (2).

14843 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنِ الدُّبَّاءِ وَالْمُزَفَّتِ وَالنَّقِيرِ (3).

14844 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ مُتَوَشِّحًا بِهِ. قَالَ عَفَّانُ: قَدْ خَالَفَ بَيْنَ طَرَفَيْهِ (4).

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد على شرط مسلم، وأبو الزبير لم يصرح بالسماع. حماد: هو ابن سلمة.

وأخرجه أبو يعلى (1806) عن عبد الأعلى بن حماد، عن حماد -ولم ينسبه- بهذا الإسناد. وعبد الأعلى يروي عن حماد بن سلمة وعن حماد بن زيد، وكلاهما ثقة، وسيأتي الحديث عند المصنف برقم (14921) من طريق حماد بن زيد.

وانظر (14358).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو مكرر (14639).

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وقد صرح أبو الزبير بالسماع كما أشرنا إلى ذلك فيما سلف برقم (14267).

وأخرجه أبو يعلى (1788) عن إبراهيم بن الحجاج السامي، والطحاوي 4/ 225 من طريق روح بن عبادة، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.

(4)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وأبو الزبير قد صرح بالسماع عند =

ص: 137

14845 -

حَدَّثَنَا مَعْمَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّقِّيُّ (1)، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، الْعُمْرَةُ أَوَاجِبَةٌ هِيَ؟ قَالَ:" لَا "(2).

14846 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ بَكْرِ بْنِ خُنَيْسٍ، أَخْبَرَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، قَالَ: سُئِلَ جَابِرٌ عَمَّا يُدْعَى لِلْمَيِّتِ، فَقَالَ: مَا أَبَاحَ لَنَا فِيهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَلَا أَبُو بَكْرٍ، وَلَا عُمَرُ (3).

= غير المصنف كما سلفت الإشارة إلى ذلك عند الحديث رقم (14120).

وأخرجه أبو داود الطيالسي (1734) عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.

وقوله: "متوشحاً، وقد خالف بين طرفيه" (قال النووي في "شرح مسلم" 4/ 233: المُشتمِلُ والمتوشِّح والمخالف بين طرفيه معناها واحد هنا، قال ابنُ السِّكِّيت: التوشُّحُ: أن يأخذ طرفَ الثوب الذي ألقاه على مَنكِبِه الأيمن من تحت يده اليسرى، ويأخذ طرفَه الذي ألقاه على الأيسر من تحت يده اليمنى، ثم يعقدهما على صدره.

(1)

في (م) وحدها: "حدثنا يونس وعفان، قال: حدثنا معمر بن سليمان الرقي" وهو خطأ.

(2)

إسناده ضعيف، الحجاج -وهو ابن أَرْطَاة- مدلس وقد عنعن. وانظر (14397).

(3)

إسناده ضعيف، حجاج بن أرطاة مدلس وقد عنعن.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 294 و 415، وابن ماجه (1501) من طريق حفص بن غياث، عن الحجاج بن أرطاة، بهذا الإسناد. ولفظه: ما أباح لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أبو بكر ولا عمر في الصلاة على الميت بشيء، زاد ابن ماجه: يعني لم يُوقِّتْ. =

ص: 138

14847 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ أَبُو سُفْيَانَ - يَعْنِي الْمَعْمَرِيَّ -، عَنْ سُفْيَانَ. وَأَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ الْكَافِرَ يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ، وَالْمُؤْمِنُ يَأْكُلُ فِي مِعًى وَاحِدٍ "(1).

14848 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ رَأَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ قَدْ خَالَفَ بَيْنَ طَرَفَيْهِ (2).

= وأخرجه أبو يعلى (2179) من طريق إبراهيم بن إسماعيل بن مجمِّع، عن أبي الزبير، به بلفظ الرواية السابقة دون قوله: يعني لم يوقت. وإسناده ضعيف لضعف إبراهيم بن إسماعيل.

قوله: "ما أباح لنا" قال السندي: الظاهر أن مراده أنه ما عَيَّن لنا دعاءً لا يمكن العدول عنه إلى غيره في صلاة الجنازة، أو في الدعاء للميت بعد ذلك.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وقد صرح أبو الزبير بالسماع فيما سلف برقم (14577).

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 321، ومسلم (2061)، وأبو يعلى (2148) و (2326)، وأبو عوانة 5/ 424، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2005)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(138) من طرق عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد- وبعضهم يقرن بجابر ابنَ عمر، وانظر حديث ابن عمر في مسنده برقم (4718).

وسيأتي الحديث من طريق عبد الرزاق، عن سفيان برقم (15218).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، ابن لهيعة -وهو عبد الله الحضرمي المصري- سيئ الحفظ. يحيى بن إسحاق: هو البَجَلي السَّيْلحيني، وأبو الزبير: هو محمد بن مسلم بن تَدْرُس.

وانظر (14120) و (14844).

ص: 139

14849 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَاءُ زَمْزَمَ لِمَا شُرِبَ لَهُ "(1).

(1) حديث محتمل للتحسين، عبد الله بن المؤمَّل ضعيف، لكنه متابع، وأبو الزبير صرح بسماعه من جابر عند البيهقي في "السنن"، لكن في الإسناد إليه من لم نتبينه، وقد نقل السخاوي عن الحافظ ابن حجر أنه قال فيه: إنه باجتماع طرقه يصلح للاحتجاج به. وحسَّنه ابن القيم في "زاد المعاد" 4/ 393، والمنذري في "الترغيب والترهيب" 2/ 210.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 95، وابن ماجه (3062)، والعقيلي في "الضعفاء" 2/ 303، والطبراني في "الأوسط"(853) و (9023)، وابن عدي في "الكامل" 4/ 1455، والأزرقي في "أخبار مكة" 2/ 52، والبيهقي في "السنن" 5/ 148، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 37، والخطيب في "تاريخ بغداد" 3/ 179 من طرق عن عبد الله بن المؤمل، بهذا الإسناد.

وسيأتي من طريق عبد الله بن المؤمل برقم (14996).

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(3827)، وابن عدي في "الكامل" 4/ 1455 كلاهما عن علي بن سعيد الرازي، عن إبراهيم بن أبي داود البُرُلُّسِي، عن عبد الرحمن بن المغيرة، عن حمزة بن حبيب الزيات، عن أبي الزبير، به. وهذا إسناد رجاله ثقات غير عبد الرحمن بن المغيرة، فهو صدوق، وعلي بن سعيد الرازي متكلم فيه. ولم يصرح أبو الزبير عندهما بالسماع.

وأخرجه البيهقي في "السنن" 5/ 202 من طريق إبراهيم بن طهمان، حدثنا أبو الزبير، قال: كنا عند جابر بن عبد الله، فتحدثنا، فحضرت صلاة العصر، فقام فصلى بنا في ثوب واحد قد تَلَبَّبَ به، ورداؤه موضوع، ثم أُتِيَ بماء من ماء زمزمَ، فشرب، ثم شرب، فقالوا: ما هذا قال: هذا ماءُ زمزمَ، وقال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ماءُ زمزمَ لما شُرِبَ له". وفي إسناده أبو محمد أحمد بن إسحاق بن شيبان البغدادي، ولم نتبينه، وفيه معاذ بن نجدة، ذكره الذهبي في =

ص: 140

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= "الميزان" وقال: صالح الحال.

وأخرجه البيهقي في "الشعب"(4128)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 10/ 166 من طريق سويد بن سعيد، عن عبد الله بن المبارك، عن عبد الرحمن ابن أبي الموال، عن محمد بن المنكدر، عن جابر. وفيه قصة، قال الحافظ في "التلخيص" 2/ 268: خلط سويد بن سعيد في هذا الإسناد، وأخطأ فيه عن ابن المبارك، وإنما رواه ابن المبارك عن ابن المؤمل، عن أبي الزبير، كذلك رويناه في "فوائد أبي بكر بن المقرئ" من طريق صحيحة.

وللحديث شاهد من حديث ابن عباس عند الدارقطني 2/ 289، والحاكم 1/ 473 من طريق محمد بن حبيب الجارودي، حدثنا سفيان بن عيينة، عن عبد الله بن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس مرفوعاً ومطولاً. وقال الحاكم: صحيح الإسناد إن سلم من الجارودي. وتعقبه الحافظ في "التلخيص الحبير" 2/ 268 بقوله: الجارودي صدوق إلا أن روايته شاذة، فقد رواه حفاظ أصحاب ابن عيينة: الحميدي وابن أبي عمر وغيرهما عن ابن عيينة، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قولَه. وقال في "إتحاف المهرة" 3/ ورقة 110: المحفوظ عن ابن عيينة وقفُه.

قلنا: رواية مجاهد الموقوفة أخرجها عبد الرزاق في "مصنفه"(9124)، عن سفيان بن عيينة، وأخرجها كذلك الأزرقي في "تاريخ مكة" 2/ 50 عن جده، عن سفيان. وأخرجها عبد الرزاق (9123) عن معمر، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن مجاهد قولَه.

وهذا الأثر يعتضد به الحديث المرفوع، فمثل هذا لا يقال بالرأي.

وقد روي عن ابن عباس: أنه كان إذا شرب من زمزم قال: اللهم إني أسألك علماً نافعاً، ورزقاً واسعاً، وشفاءً من كل داء. أخرجه عبد الرزاق (9112) عن سفيان الثوري، عمن يذكر أن ابن عباس

، وأخرجه الدارقطني 2/ 288 من طريق حفص بن عمر العدني، عن الحكم بن عتيبة، عن عكرمة، عن ابن عباس. وحفص ضعيف. وأخرجه الحاكم 1/ 473 بإثر رواية =

ص: 141

14850 -

حَدَّثَنَا مِسْكِينُ بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ حَسَّانَ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: أَتَانَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم زَائِرًا فِي مَنْزِلِنَا، فَرَأَى رَجُلًا شَعِثًا فَقَالَ:" أَمَا كَانَ يَجِدُ هَذَا مَا يُسَكِّنُ بِهِ رَأْسَهُ؟! "

وَرَأَى رَجُلًا عَلَيْهِ ثِيَابٌ وَسِخَةٌ، فَقَالَ:" أَمَا كَانَ يَجِدُ هَذَا مَا يَغْسِلُ بِهِ ثِيَابَهُ "(1).

14851 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الدُّبَّاءِ وَالْمُزَفَّتِ (2).

= الجارودي المرفوعة التي ذكرناها.

وفي الباب عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه في قصة إسلامه عند المصنِّف 5/ 174 - 175، ومسلم (2473)، وفيه قول النبي صلى الله عليه وسلم عن زمزم:"إنها مباركة، إنها طعام طُعْمٍ"، وروى الطيالسي (457) هذه القطعة، وزاد فيها:"وشفاءسُقْمٍ".

وانظر "المقاصد الحسنة" للسخاوي (928).

(1)

إسناده جيد، مسكين بن بكير صدوق، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. الأوزاعي: هو عبد الرحمن بن عمرو.

وأخرجه أبو داود (4062)، من طريق مسكين بن بكير، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (4062)، وأبو يعلى (2026)، والنسائي 8/ 183 - 184، وابن حبان (5483)، والحاكم 4/ 186، والبيهقي في "الشعب"(6224) و (6225) من طرق عن الأوزاعي، به.

وفي الباب عن أبي قتادة الأنصاري عند النسائي 8/ 184.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، أبو الزبير قد صرح بالسماع كما أشرنا إلى ذلك فيما سلف برقم (14267). عبد الملك: هو ابن أبي سليمان =

ص: 142

14852 -

حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، أَخْبَرَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ (1) قَالَ: كَفَّنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حَمْزَةَ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ. قَالَ جَابِرٌ: ذَلِكَ الثَّوْبُ نَمِرَةٌ (2).

14853 -

حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ مَثَلَ هَذِهِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ كَمَثَلِ نَهَرٍ جَارٍ عَلَى بَابِ أَحَدِكُمْ، يَغْتَسِلُ فِيهِ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ، فَمَا يُبْقِي ذَلِكَ مِنَ الدَّنَسِ؟ "(3).

14854 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْيَشْكُرِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" مَنْ كَانَ لَهُ شَرِيكٌ فِي حَائِطٍ، فَلَا يَبِعْهُ حَتَّى يَعْرِضَهُ عَلَيْهِ "(4).

= العَرْزمي.

(1)

وقع هذا الإسناد في (م) كما يلي: "حدثنا محمد بن عبيد، حدثنا عبد الملك، عن أبي الزبير، عن جابر، وحدثنا معاوية بن عمرو، أخبرنا زائدة، حدثنا عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب، عن جابر بن عبد الله" فأضاف إسناد الحديث الذي قبله إلى هذا الإسناد، وهو خطأ.

(2)

إسناده حسن من أجل عبد الله بن محمد بن عقيل. وانظر (14521).

(3)

إسناده قوي على شرط مسلم. وانظر (14275).

(4)

رجاله رجال الصحيح غير سليمان اليشكري، فقد روى له الترمذي وابن ماجه، وهو ثقة، وقتادة لم يسمع منه، وذكروا أنه روى من صحيفته. سعيد: هو ابن أبي عروبة.

ص: 143

14855 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ - يَعْنِي ابْنَ عَطَاءٍ -، أَخْبَرَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: دَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْمَسْجِدَ، فَإِذَا فِيهِ قَوْمٌ يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ، قَالَ:" اقْرَؤُوا الْقُرْآنَ، وَابْتَغُوا بِهِ اللهَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ قَوْمٌ يُقِيمُونَهُ إِقَامَةَ الْقِدْحِ، يَتَعَجَّلُونَهُ وَلَا يَتَأَجَّلُونَهُ "(1).

= وأخرجه الترمذي (1312)، والحاكم 2/ 56 من طريق عيسى بن يونس، عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد.

وانظر ما سلف برقم (14157).

(1)

حديث صحيح وهذا إسناد رجاله ثقات غير أسامة بن زيد، فحسن الحديث.

وأخرجه أبو يعلى (2197) من طريق وكيع، والبيهقي في "الشعب"(2643) من طريق سليمان بن بلال، و (2644) من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، ثلاثتهم عن أسامة بن زيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق (6034) عن ابن عيينة، وابن أبي شيبة 10/ 480، والبيهقي في "الشعب"(2641) من طريق سفيان الثوري، كلاهما عن محمد ابن المنكدر، مرسلاً. قال البيهقي: هكذا رواه الثوري مرسلاً وكذلك رواه ابن عيينة عن ابن المنكدر مرسلاً.

وسيأتي الحديث برقم (15273) من طريق حميد بن قيس الأعرج، عن محمد بن المنكدر، عن جابر موصولاً وإسناده صحيح.

وفي الباب عن أنس بن مالك، سلف برقم (12484) وهو حسن في الشواهد، وفاتنا أن نذكر تحسينه هناك، فليستدرك من هنا. وعن عمران بن حُصين سيأتي 4/ 432 - 433 و 436، وعن عبد الرحمن بن شبل، وسنده قوي، وسيأتي برقم (15529) وعن أبي سعيد الخدري عن أبي عبيد في "فضائل القرآن" ص 205 - 206، والبغوي في "شرح السنة"(1182) وسلف نحوه برقم (11340) وعن سهل بن سعد عن ابن حبان (1786). =

ص: 144

14856 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا تَرْتَدُوا الصَّمَّاءَ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، وَلَا يَأْكُلْ أَحَدُكُمْ بِشِمَالِهِ، وَلَا يَمْشِ فِي نَعْلٍ وَاحِدَةٍ، وَلَا يَحْتَبِ (1) فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ "(2).

14857 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: احْتَجَمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مُحْرِمٌ مِنْ أَلَمٍ كَانَ بِظَهْرِهِ، أَوْ بِوَرِكِهِ؛ شَكَّ هِشَامٌ (3).

14858 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ بَيْعِ النَّخْلِ حَتَّى يُطْعِمَ (4).

= القِدْح: السَّهْم.

(1)

في (س): يحتبينَّ.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد قوي على شرط مسلم، وقد صرح أبو الزبير بالسماع فيما سلف برقم (14178).

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(9799) من طريق إسحاق بن يوسف الأزرق، وأبو يعلى (2254) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، وأبو عوانة 5/ 509 من طريق سعيد بن عامر، ثلاثتهم عن هشام بن أبي عبد الله الدستوائي، بهذا الإسناد.

وانظر (14118).

(3)

صحيح لغيره، وهذا الإسناد على شرط مسلم، وأبو الزبير لم يصرح بسماعه من جابر. وانظر (14280).

(4)

حديث صحيح، وأبو الزبير لم يصرح بالسماع لكنه قد توبع كما سلف =

ص: 145

14859 -

حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " التَّسْبِيحُ فِي الصَّلَاةِ لِلرِّجَالِ، وَالتَّصْفِيقُ لِلنِّسَاءِ "(1).

14860 -

حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ، حَدَّثَنِي الْأَسْوَدُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ نُبَيْحٍ الْعَنَزِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: سَافَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: فَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَمَاْ (2) فِي الْقَوْمِ مِنْ طَهُورٍ؟ " قَالَ: فَجَاءَ رَجُلٌ بِفَضْلَةٍ فِي إِدَاوَةٍ قَالَ: فَصَبَّهُ فِي قَدَحٍ، قَالَ: فَتَوَضَّأَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ أَتَوْا بَقِيَّةَ الطَّهُورِ، فَقَالَوا: تَمَسَّحُوا تَمَسَّحُوا. قَالَ: فَسَمِعَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" عَلَى رِسْلِكُمْ " قَالَ: فَضَرَبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدَهُ فِي الْقَدَحِ فِي جَوْفِ الْمَاءِ، قَالَ:، ثُمَّ قَالَ:" أَسْبِغُوا الْوُضُوءَ الطَّهُورَ " قَالَ: فَقَالَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ: وَالَّذِي أَذْهَبَ بَصَرِي - قَالَ: وَكَانَ قَدْ ذَهَبَ

= بيانه عند الحديث رقم (14350).

وأخرجه النسائي 7/ 264 من طريق خالد بن الحارث، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 25 من طريق مسلم بن إبراهيم، كلاهما عن هشام الدستوائي، بهذا الإسناد.

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 342 عن عبيدة بن حميد، بهذا الإسناد.

وانظر (14654).

(2)

في (م): إنْ.

ص: 146

بَصَرُهُ - لَقَدْ رَأَيْتُ الْمَاءَ يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمْ يَرْفَعْ يَدَهُ حَتَّى تَوَضَّؤُوا أَجْمَعُونَ؛ قَالَ الْأَسْوَدُ: حَسِبْتُهُ قَالَ: كُنَّا مِئَتَيْنِ أَوْ زِيَادَةً (1).

14861 -

حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ، حَدَّثَنِي الْأَسْوَدُ، عَنْ نُبَيْحٍ الْعَنَزِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَا جَابِرُ، أَلَكَ امْرَأَةٌ؟ " قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: " أَثَيِّبًا نَكَحْتَ أَمْ بِكْرًا؟ " قَالَ: قُلْتُ لَهُ: تَزَوَّجْتُهَا وَهِيَ ثَيِّبٌ. قَالَ: فَقَالَ لِي: " فَهَلَّا تَزَوَّجْتَهَا جُوَيْرِيَةً! " قَالَ: قُلْتُ لَهُ: قُتِلَ أَبِي مَعَكَ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا، وَتَرَكَ جَوَارِيَ، فَكَرِهْتُ أَنْ أَضُمَّ إِلَيْهِنَّ جَارِيَةً كَإِحْدَاهُنَّ، فَتَزَوَّجْتُ ثَيِّبًا تَقْصَعُ قَمْلَةَ إِحْدَاهُنَّ، وَتَخِيطُ دِرْعَ إِحْدَاهُنَّ إِذَا تَخَرَّقَ. قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " فَإِنَّكَ نِعْمَ مَا رَأَيْتَ "(2).

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير نبيح العنزي -وهو ابن عبد الله أبو عمرو الكوفي- فقد روى له أصحاب السنن، وهو ثقة.

وأخرجه ابن أبي شيبة 7/ 428، وابن خزيمة (107) عن عبيدة، بهذا الإسناد. وانظر (14115).

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير نبيح العَنَزي، فقد روى له أصحاب السنن، وهو ثقة.

وأخرجه ابن أبي شيبة 4/ 417 عن عَبيدة بن حميد، عن الأسود بن قيس، بهذا الإسناد.

وانظر ما سلف برقم (14132).

وقوله: "تقصع"، أي: تقتل، والقَصْع: الدَّلْك بالظُّفْر.

وقوله: "درع إحداهن"، أي: قميصها.

ص: 147

14862 -

حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ، حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ نُبَيْحٍ الْعَنَزِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَنْهَى أَحَدَنَا إِذَا جَاءَ مِنْ سَفَرٍ أَنْ يَطْرُقَ أَهْلَهُ. قَالَ: فَطَرَقْنَاهُنَّ بَعْدُ (1).

14863 -

حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ، حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ نُبَيْحٍ الْعَنَزِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيِّ، حَدَّثَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ أَرَادَ الْغَزْوَ، فَقَالَ:" يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ، إِنَّ مِنْ إِخْوَانِكُمْ قَوْمًا لَيْسَ لَهُمْ مَالٌ، وَلَا عَشِيرَةٌ، فَلْيَضُمَّ أَحَدُكُمْ إِلَيْهِ الرَّجُلَيْنِ أَوِ الثَّلَاثَةَ " فَمَا لِأَحَدِنَا مِنْ ظَهْرِ جَمَلِهِ إِلَّا عُقْبَةٌ كَعُقْبَةِ أَحَدِهِمْ، قَالَ: فَضَمَمْتُ اثْنَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً إِلَيَّ، وَمَا لِي إِلَّا عُقْبَةٌ كَعُقْبَةِ أَحَدِهِمْ مِنْ جَمَلِي (2).

14864 -

حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ، حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ نُبَيْحٍ الْعَنَزِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: فَقَدْتُ جَمَلِي لَيْلَةً، فَمَرَرْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَشُدُّ لِعَائِشَةَ، قَالَ: فَقَالَ لِي: " مَا لَكَ يَا

(1) إسناده صحيح كسابقه.

وأخرجه أبو عوانة 5/ 116 - 117 من طريق عَبيدة بن حُميد، بهذا الإسناد.

وانظر ما سلف برقم (14194).

(2)

إسناده صحيح كسابقه.

وأخرجه أبو داود (2534)، والحاكم 2/ 90، والبيهقي 9/ 172 من طريق عبيدة بن حميد، بهذا الإسناد.

وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11293).

وعن أبي موسى الأشعري عند البخاري (4128)، ومسلم (1816).

ص: 148

جَابِرُ؟ " قَالَ: قُلْتُ: فَقَدْتُ جَمَلِي - أَوْ ذَهَبَ جَمَلِي - فِي لَيْلَةٍ ظَلْمَاءَ. قَالَ: فَقَالَ لِي: " هَذَا جَمَلُكَ، اذْهَبْ فَخُذْهُ " قَالَ: فَذَهَبْتُ نَحْوًا مِمَّا قَالَ لِي، فَلَمْ أَجِدْهُ، قَالَ: فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ، فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ، مَا وَجَدْتُهُ. قَالَ: فَقَالَ لِي: " هَذَا جَمَلُكَ، اذْهَبْ فَخُذْهُ " قَالَ: فَذَهَبْتُ نَحْوًا مِمَّا قَالَ لِي، فَلَمْ أَجِدْهُ، قَالَ: فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ، فَقُلْتُ: بِأَبِي وَأُمِّي يَا نَبِيَّ اللهِ، لَا وَاللهِ مَا وَجَدْتُهُ. قَالَ: فَقَالَ لِي: " عَلَى رِسْلِكَ " حَتَّى إِذَا فَرَغَ، أَخَذَ بِيَدِي، فَانْطَلَقَ بِي حَتَّى أَتَيْنَا الْجَمَلَ، فَدَفَعَهُ إِلَيَّ، قَالَ:" هَذَا جَمَلُكَ " قَالَ: وَقَدْ سَارَ النَّاسُ.

قَالَ: فَبَيْنَمَا أَنَا أَسِيرُ عَلَى جَمَلِي فِي عُقْبَتِي، قَالَ: وَكَانَ جَمَلًا فِيهِ قِطَافٌ، قَالَ: قُلْتُ: يَا لَهْفَ أُمِّي، أَنْ يَكُونَ لِي إِلَّا جَمَلٌ قَطُوفٌ! قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدِي يَسِيرُ، قَالَ: فَسَمِعَ مَا قُلْتُ، قَالَ: فَلَحِقَ بِي، فَقَالَ:" مَا قُلْتَ يَا جَابِرُ قَبْلُ؟ " قَالَ: فَنَسِيتُ مَا قُلْتُ، قَالَ: قُلْتُ: مَا قُلْتُ شَيْئًا يَا نَبِيَّ اللهِ. قَالَ: فَذَكَرْتُ مَا قُلْتُ، قَالَ: قُلْتُ يَا نَبِيَّ اللهِ: يَا لَهْفَاهُ، أَنْ يَكُونَ لِي إِلَّا جَمَلٌ قَطُوفٌ! قَالَ: فَضَرَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَجُزَ الْجَمَلِ بِسَوْطٍ أَوْ بِسَوْطِي، قَالَ: فَانْطَلَقَ أَوْضَعَ - أَوْ أَسْرَعَ - جَمَلٍ رَكِبْتُهُ قَطُّ، وَهُوَ يُنَازِعُنِي خِطَامَهُ.

قَالَ: فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَنْتَ بَائِعِي جَمَلَكَ هَذَا؟ " قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: " بِكَمْ؟ " قَالَ: قُلْتُ: بِوُقِيَّةٍ. قَالَ: قَالَ

ص: 149

لِي: " بَخٍ بَخٍ، كَمْ فِي أُوقِيَّةٍ مِنْ نَاضِحٍ وَنَاضِحٍ! " قَالَ: قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ، مَا بِالْمَدِينَةِ نَاضِحٌ أُحِبُّ أَنَّهُ لَنَا مَكَانَهُ. قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " قَدْ أَخَذْتُهُ بِوُقِيَّةٍ " قَالَ: فَنَزَلْتُ عَنِ الرَّحْلِ إِلَى الْأَرْضِ، قَالَ:" مَا شَأْنُكَ؟ " قَالَ: قُلْتُ: جَمَلُكَ. قَالَ: قَالَ لِي: " ارْكَبْ جَمَلَكَ ". قَالَ: قُلْتُ: مَا هُوَ بِجَمَلِي، وَلَكِنَّهُ جَمَلُكَ. قَالَ: كُنَّا نُرَاجِعُهُ مَرَّتَيْنِ فِي الْأَمْرِ إِذَا أَمَرَنَا بِهِ، فَإِذَا أَمَرَنَا الثَّالِثَةَ، لَمْ نُرَاجِعْهُ.

قَالَ: فَرَكِبْتُ الْجَمَلَ حَتَّى أَتَيْتُ عَمَّتِي بِالْمَدِينَةِ. قَالَ: وَقُلْتُ لَهَا: أَلَمْ تَرَيْ أَنِّي بِعْتُ نَاضِحَنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِأُوقِيَّةٍ؟ قَالَ: فَمَا رَأَيْتُهَا أَعْجَبَهَا ذَلِكَ، قَالَ: وَكَانَ نَاضِحًا فَارِهًا، قَالَ: ثُمَّ أَخَذْتُ شَيْئًا مِنْ خَبَطٍ أَوْجَرْتُهُ إِيَّاهُ، ثُمَّ أَخَذْتُ بِخِطَامِهِ، فَقُدْتُهُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَوَجَدْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُقَاوِمًا رَجُلًا يُكَلِّمُهُ، قَالَ: قُلْتُ: دُونَكَ يَا نَبِيَّ اللهِ، جَمَلَكَ. قَالَ: فَأَخَذَ بِخِطَامِهِ، ثُمَّ نَادَى بِلَالًا، فَقَالَ:" زِنْ لِجَابِرٍ أُوقِيَّةً وَأَوْفِهِ " فَانْطَلَقْتُ مَعَ بِلَالٍ، فَوَزَنَ لِي أُوقِيَّةً، وَأَوْفَانِي الْوَزْنِ (1)، قَالَ: فَرَجَعْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ قَائِمٌ يُحَدِّثُ ذَلِكَ الرَّجُلَ، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: قَدْ وَزَنَ لِي أُوقِيَّةً وَأَوْفَانِي، قَالَ: فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ ذَهَبْتُ إِلَى بَيْتِي وَلَا أُشْعِرُ. قَالَ: فَنَادَى: " أَيْنَ جَابِرٌ؟ " قَالَوا: ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ، قَالَ:" أَدْرِكْ، ائْتِنِي بِهِ " قَالَ: فَأَتَانِي رَسُولُهُ يَسْعَى، قَالَ: يَا جَابِرُ، يَدْعُوكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: فَأَتَيْتُهُ، فَقَالَ:" فَخُذْ جَمَلَكَ " قُلْتُ: مَا هُوَ

(1) في (م): وأوفى من الوزن.

ص: 150

جَمَلِي، وَإِنَّمَا هُوَ جَمَلُكَ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ:" خُذْ جَمَلَكَ " قُلْتُ: مَا هُوَ جَمَلِي، إِنَّمَا هُوَ جَمَلُكَ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ:" خُذْ جَمَلَكَ " قَالَ: فَأَخَذْتُهُ. قَالَ: فَقَالَ: " لَعَمْرِي مَا نَفَعْنَاكَ لِنُنْزِلَكَ عَنْهُ " قَالَ: فَجِئْتُ إِلَى عَمَّتِي بِالنَّاضِحِ مَعِي وَبِالْوُقِيَّةِ. قَالَ: فَقُلْتُ لَهَا: مَا تَرَيْنَ، رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَعْطَانِي أُوقِيَّةً، وَرَدَّ عَلَيَّ جَمَلِي؟! (1).

14865 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير نبيح العنزي، فقد روى له أصحاب السنن، وهو ثقة. عَبيدة: هو ابن حُميد الحذَّاء أبو عبد الرحمن الكوفي.

وانظر ما سلف برقم (14199).

قوله: "في عُقبتي"، أي: في نَوْبتي.

وقوله: "وكان جملاً فيه قطاف": القِطافُ: هو تقارب الخَطْو في بطءٍ، أو ضِيقُ المشي، ومنه دابَّةٌ قَطوفٌ، أي: متقاربة الخَطْو بطيئةٌ، أو ضَيِّقةُ المشي.

وقوله: "يا لَهْفَ أمي"، و"ويا لَهْفاه": كلمةٌ يُتحسَّر بها على فائت.

وقوله: "بَخٍ بَخٍ": كلمة تقال عند المدح والرضا بالشيء.

وقوله: "كم في أوقية من ناضح وناضح" قاله صلى الله عليه وسلم إعجاباً ومدحاً مع أن ثمنه كثير يصلح أن يكون لناضحين وأكثر.

و"الناضح": هي الدابة التي يُستقى عليها الماء.

و"فارهاً"، أي: نشيطاً حادّاً قوياً.

و"الخَبَط": ورق الشجر يُنفَضُ بالمخابط، ويُجفَّفُ ويُطحَنُ، ويُخلَطُ بدَقِيقٍ أو غيره، ويُضرَبُ ويُليَّنُ بالماء، فتُوجَرُه الإبلُ.

و"أوجره": أدخله في فمه.

وقوله: "مقاوماً رجلاً"، أي: قائماً معه، يقال: قاوَمتُه قِواماً، أي: قمت معه.

ص: 151

صَدَقَةُ بْنُ يَسَارٍ، عَنْ عَقِيلِ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيِّ فِيمَا يَذْكُرُ مِنْ اجْتِهَادِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْعِبَادَةِ. قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ عَبْدُ اللهِ: قَالَ أبي: وَفِي مَوْضِعٍ آخَرَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةٍ مِنْ نَجْدٍ، فَأَصَابَ امْرَأَةَ رَجُلٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ - إِلَى نَجْدٍ، فَغَشِينَا دَارًا مِنْ دُورِ الْمُشْرِكِينَ، قَالَ: فَأَصَبْنَا امْرَأَةَ رَجُلٍ مِنْهُمْ. قَالَ: ثُمَّ انْصَرَفَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَاجِعًا، وَجَاءَ صَاحِبُهَا، وَكَانَ غَائِبًا، فَذُكِرَ لَهُ مُصَابُهَا، فَحَلَفَ لَا يَرْجِعُ حَتَّى يُهْرِيقَ فِي أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم دَمًا. قَالَ: فَلَمَّا كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِبَعْضِ الطَّرِيقِ، نَزَلَ فِي شِعْبٍ مِنَ الشِّعَابِ، وَقَالَ:" مَنْ رَجُلَانِ يَكْلَآَنَا فِي لَيْلَتِنَا هَذِهِ مِنْ عَدُوِّنَا؟ " قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ، وَرَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ: نَحْنُ نَكْلَؤُكَ يَا رَسُولَ اللهِ.

قَالَ: فَخَرَجَا إِلَى فَمِ الشِّعْبِ دُونَ الْعَسْكَرِ، ثُمَّ قَالَ الْأَنْصَارِيُّ لِلْمُهَاجِرِيِّ: أَتَكْفِينِي أَوَّلَ اللَّيْلِ، وَأَكْفِيكَ آخِرَهُ، أَمْ تَكْفِينِي آخِرَهُ وَأَكْفِيكَ أَوَّلَهُ؟ قَالَ: فَقَالَ الْمُهَاجِرِيُّ: بَلْ اكْفِنِي أَوَّلَهُ وَأَكْفِيكَ آخِرَهُ. فَنَامَ الْمُهَاجِرِيُّ، وَقَامَ الْأَنْصَارِيُّ يُصَلِّي، قَالَ: فَافْتَتَحَ سُورَةً مِنَ الْقُرْآنِ، فَبَيْنَا هُوَ فِيهَا يَقْرَؤهَا (1) إِذْ جَاءَ زَوْجُ الْمَرْأَةِ، قَالَ: فَلَمَّا رَأَى الرَّجُلَ قَائِمًا عَرَفَ أَنَّهُ رَبِيئَةُ الْقَوْمِ، فَيَنْتَزِعُ لَهُ بِسَهْمٍ، فَيَضَعُهُ فِيهِ، قَالَ: فَيَنْزِعُهُ، فَيَضَعُهُ وَهُوَ قَائِمٌ يَقْرَأُ فِي

(1) في (م): يقرأ.

ص: 152

السُّورَةِ الَّتِي هُوَ فِيهَا، وَلَمْ يَتَحَرَّكْ كَرَاهِيَةَ أَنْ يَقْطَعَهَا، قَالَ: ثُمَّ عَادَ لَهُ زَوْجُ الْمَرْأَةِ بِسَهْمٍ آخَرَ، فَوَضَعَهُ فِيهِ، فَانْتَزَعَهُ، فَوَضَعَهُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي، وَلَمْ يَتَحَرَّكْ كَرَاهِيَةَ أَنْ يَقْطَعَهَا، قَالَ: ثُمَّ عَادَ لَهُ زَوْجُ الْمَرْأَةِ الثَّالِثَةَ بِسَهْمٍ، فَوَضَعَهُ فِيهِ فَانْتَزَعَهُ، فَوَضَعَهُ ثُمَّ رَكَعَ فَسَجَدَ، ثُمَّ قَالَ لِصَاحِبِهِ: اقْعُدْ، فَقَدْ أَتِيتُ. قَالَ: فَجَلَسَ الْمُهَاجِرِيُّ، فَلَمَّا رَآهُمَا صَاحِبُ الْمَرْأَةِ، هَرَبَ وَعَرَفَ أَنَّهُ قَدْ نُذِرَ بِهِ. قَالَ: وَإِذَا الْأَنْصَارِيُّ يَمُوجُ دَمًا مِنْ رَمْيَاتِ صَاحِبِ الْمَرْأَةِ. قَالَ: فَقَالَ لَهُ أَخُوهُ الْمُهَاجِرِيُّ: يَغْفِرُ اللهُ لَكَ، أَلَا كُنْتَ آذَنْتَنِي أَوَّلَ مَا رَمَاكَ؟ قَالَ: فَقَالَ: كُنْتُ فِي سُورَةٍ مِنَ الْقُرْآنِ قَدِ افْتَتَحْتُهَا أُصَلِّي بِهَا، فَكَرِهْتُ أَنْ أَقْطَعَهَا، وَايْمُ اللهِ، لَوْلَا أَنْ أُضَيِّعَ ثَغْرًا أَمَرَنِي (1) رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِحِفْظِهِ، لَقَطَعَ نَفْسِي قَبْلَ أَنْ أَقْطَعَهَا (2).

14866 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنْ عَمِّهِ وَاسِعِ بْنِ حَبَّانَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيِّ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ بِذَلِكَ

(1) في (م) ونسخة في (س): أمرني به.

(2)

حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، عقيل بن جابر لم يوثقه غير ابن حبان، ولم يرو عنه غير صدقة بن يسار. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزهري.

وانظر (14704).

ص: 153

مِنْ كُلِّ جَادٍّ عَشَرَةُ أَوْسُقٍ مِنَ التَّمْرِ (1).

14867 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنْ عَمِّهِ وَاسِعِ بْنِ حَبَّانَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: أَمْرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ كُلِّ جَادٍّ بِعَشَرَةِ أَوْسُقٍ مِنْ تَمْرٍ بِقِنْوٍ يُعَلَّقُ فِي الْمَسْجِدِ لِلْمَسَاكِينِ (2).

(1) إسناده حسن لأجل محمد بن إسحاق، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه أبو يعلى (1781)، وابن خزيمة (2469)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 30، والبيهقي 5/ 311 من طرق عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد.

وانظر ما بعده.

قوله: "أمر بذلك"، أي: بقنو يُعَلَّق في المسجد للمساكين، كما يبينه الحديث التالي.

وقوله: "جادِّ عشرة": قال الخطابي في "معالم السنن" 2/ 75: قال إبراهيم الحربي: يريد قدراً من النخل يُجدّ منه عشرة أوسق، وتقديره تقدير مجذوذ، فاعل بمعنى مفعول.

وأراد بالقنو: العذق (القِطْف) بما عليه من الرطب والبسر يعلق للمساكين يأكلونه، وهذا من صدقة المعروف دون الصدقة التي هي فرض واجب.

(2)

إسناده حسن، محمد بن إسحاق قد صرح بالسماع في الحديث السابق، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. محمد بن سلمة: هو الحراني.

وأخرجه أبو داود (1662)، وأبو يعلى (2038)، وابن حبان (3289) من طرق عن محمد بن سلمة، عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد. =

ص: 154

14868 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنْ عَمِّهِ وَاسِعِ بْنِ حَبَّانَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ أَذِنَ لِأَصْحَابِ الْعَرَايَا أَنْ يَبِيعُوهَا بِخَرْصِهَا، يَقُولُ:" الْوَسْقَ وَالْوَسْقَيْنِ وَالثَّلَاثَةَ وَالْأَرْبَعَةَ "(1).

14869 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ الْحُصَيْنِ مَوْلَى عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ وَاقِدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِذَا خَطَبَ أَحَدُكُمُ الْمَرْأَةَ، فَقَدِرَ أَنْ يَرَى مِنْهَا بَعْضَ مَا يَدْعُوهُ إِلَيْهَا، فَلْيَفْعَلْ "(2).

14870 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ بَعْضِ أَهْلِهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ طَلْقِ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اتَّقُوا فَوْرَةَ

= وانظر ما قبله.

(1)

إسناده حسن لأجل محمد بن إسحاق، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه ابن حبان (5008) من طريق يعقوب بن إبراهيم، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو يعلى (1781)، وابن خزيمة (2469)، والطحاوي 4/ 30، والحاكم 1/ 417 من طريق حماد بن سلمة، والبيهقي 5/ 311 من طريق أحمد ابن خالد الوهبي، كلاهما عن محمد بن إسحاق، به.

وانظر ما سلف برقم (14358).

(2)

حديث حسن، وسلف الكلام على إسناده برقم (14586).

ص: 155

الْعِشَاءِ ". كَأَنَّهُ لِمَا يُخَافُ مِنَ الِاحْتِضَارِ (1).

14871 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَخِي بْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَمِّهِ: وَقَدْ حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ أخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَضَى أَنَّهُ:" مَنْ أَعْمَرَ رَجُلًا عُمْرَى لَهُ وَلِعَقِبِهِ، فَإِنَّهَا لِلَّذِي يُعْمَرُهَا قَدْ بَتَّهَا مِنْ صَاحِبِهَا الَّذِي أَعْمَرَهَا مَا وَقَعَ مِنْ مَوَارِيثِ اللهِ وَحَقِّهِ "(2).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة الذي روى عنه إبراهيم بن سعد، ولجهالة أبيه يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزهري.

وانظر ما سلف برقم (14342).

قوله: "فورة العشاء" قال السندي: بفتح فاء وسكون واو، أي: ابتداء ظلمته، والمراد: لا تُخلّو صغاركم في هذا الوقت، بل ضموهم إليكم.

"من الاحتضار"، قال: حضور الجن.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد، وابن أخي ابن شهاب: هو محمد بن عبد الله بن مسلم، وابن شهاب: هو محمد بن مسلم الزهري.

وأخرجه مالك 2/ 756، ومن طريقه الشافعي 2/ 168، ومسلم (1625)(20)، وأبو داود (3553)، والترمذي (1350)، والنسائي 6/ 275 - 276، وابن الجارود (987)، وابن حبان (5137)، والبيهقي 6/ 171 - 172، والبغوي (2196).

وأخرجه مسلم (1625)(24)، والنسائي 6/ 276، والبيهقي 6/ 172 من طريق ابن أبي ذئب، وأبو داود (3554)، والنسائي 6/ 276، من طريق صالح ابن كيسان، والنسائي 6/ 276 من طريق شعيب بن أبي حمزة، أربعتهم (مالك وابن أبي ذئب وصالح وشعيب) عن الزهري، به. وقد بين ابن أبي ذئب أن آخر الحديث مدرج من قول أبي سلمة، فقال: قال أبو سلمة: لأنه أعطى عطاءً وقعت فيه المواريث. =

ص: 156

14872 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي أَبَانُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ مُجَاهِدِ بْنِ جَبْرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ نَهَانَا عَنْ أَنْ نَسْتَدْبِرَ الْقِبْلَةَ، أَوْ نَسْتَقْبِلَهَا بِفُرُوجِنَا إِذَا أَهْرَقْنَا الْمَاءَ، قَالَ: ثُمَّ رَأَيْتُهُ قَبْلَ مَوْتِهِ بِعَامٍ يَبُولُ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ (1).

= وأخرجه الطيالسي (1689)، وابن أبي شيبة 7/ 143، ومسلم (1625)(21)، وابن ماجه (2380)، والنسائي 6/ 275 و 276 و 276 - 277، وأبو يعلى (2092) و (2093)، والطحاوي 3/ 93 - 94 و 94، وابن حبان (5135) و (5138)، والبيهقي 6/ 172 من طرق عن الزهري، بهذا الإسناد. دون قوله:"ما وقع من مواريث الله وحقه".

وأخرجه أبو داود (3552)، والنسائي 6/ 275، والبيهقي 6/ 173 من طريق الأوزاعي، عن ابن شهاب، عن عروة وأبي سلمة، عن جابر. ولفظه:"من أُعمر عمرى فهي له ولعقبه، يرثها من يرثه من عقبه".

وأخرجه أبو داود (3551)، والنسائي 6/ 274 - 275، والبيهقي 6/ 173 من طريق الأوزاعي، به. ولم يذكر أبا سلمة.

وسيأتي الحديث برقم (15290) من طريق ابن جريج، عن الزهري وفي آخره:"من أجل أنه أعطاها عطاءً وقعت فيه المواريث". فرفعه.

وانظر ما سلف برقم (14131).

(1)

إسناده حسن من أجل ابن إسحاق، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير أبان بن صالح، فقد روى له البخاري تعليقاً وأصحاب السنن، وهو ثقة.

وأخرجه ابن الجارود (31)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 234، وابن حبان (1420)، والدارقطني 1/ 58 - 59، والحاكم 1/ 154، والبيهقي 1/ 92 من طرق عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (13)، وابن ماجه (325)، والترمذي (9)، وابن خزيمة =

ص: 157

14873 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مُعَاذُ بْنُ رِفَاعَةَ الْأَنْصَارِيُّ ثُمَّ الزُّرَقِيُّ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا إِلَى سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ حِينَ تُوُفِّيَ، قَالَ: فَلَمَّا صَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَوُضِعَ فِي قَبْرِهِ وَسُوِّيَ عَلَيْهِ، سَبَّحَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَسَبَّحْنَا طَوِيلًا، ثُمَّ كَبَّرَ فَكَبَّرْنَا، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، لِمَ سَبَّحْتَ ثُمَّ كَبَّرْتَ؟ قَالَ:" لَقَدْ تَضَايَقَ عَلَى هَذَا الْعَبْدِ الصَّالِحِ قَبْرُهُ حَتَّى فَرَّجَهُ اللهُ عَنْهُ "(1).

= (58) من طريق جرير بن حازم، عن ابن إسحاق، به.

وفي الباب عن ابن عمر، وقد سلف برقم (4606)، وانظر تتمة شواهده والتعليق عليه هناك.

(1)

إسناده حسن من أجل ابن إسحاق، ومحمود -ويقال: محمد- بن عبد الرحمن لم يرو عنه غير معاذ بن رفاعة، ووثقه أبو زرعة كما في "الجرح والتعديل" 7/ 316، وذكره ابن حبان في "الثقات" 5/ 373.

والحديث في "سيرة ابن هشام" عن ابن إسحاق 3/ 263.

وأخرجه الطبراني (5346) من طريق محمد بن سلمة، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر"(113) من طريق يونس بن بكير، كلاهما عن محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد.

وأورده البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 148 مختصراً: دفن سعد بن معاذ ونحن مع النبي صلى الله عليه وسلم.

وانظر ما سيأتي برقم (15029).

وقد سلف نحوه برقم (14505) من طريق معاذ بن رفاعة، عن جابر بإسقاط محمود بن عبد الرحمن.

وفي الباب عن عائشة، سيأتي 6/ 55. =

ص: 158

14874 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" اسْتَكْثِرُوا مِنَ النِّعَالِ، فَإِنَّ الرَّجُلَ لَا يَزَالُ رَاكِبًا مَا انْتَعَلَ "(1).

14875 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ مُضَرَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ جَابِرٍ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" الْفَارُّ مِنَ الطَّاعُونِ كَالْفَارِّ مِنَ الزَّحْفِ، وَالصَّابِرُ فِيهِ لَهُ أَجْرُ شَهِيدٍ "(2).

14876 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا الْمُفَضَّلُ (3) بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ وَأَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنِ الْمُخَابَرَةِ، وَالْمُزَابَنَةِ، وَالْمُحَاقَلَةِ، وَبَيْعِ الثَّمَرِ حَتَّى يَطْعَمَ إِلَّا الْعَرَايَا (4).

= وعن ابن عباس عند الطبراني في "الكبير"(12975)، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر"(112).

وعن ابن عمر عند البيهقي (111).

(1)

إسناده ضعيف. وانظر (14626).

(2)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عمرو بن جابر. وانظر (14478).

(3)

تحرف في (م) إلى: الفضل.

(4)

إسناده صحيح، وهو من حديث عطاء -وهو ابن أبي رباح- على شرط الشيخين، ومن حديث أبي الزبير على شرط مسلم وحده.

وأخرجه النسائي 7/ 37 و 263 - 264 من طريق قتيبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (2189)، ومسلم ص 1174 (81)، والطحاوي في =

ص: 159

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= "شرح معاني الآثار" 4/ 25 و 29 و 112، والبيهقي 5/ 309 من طرق عن ابن جريج، به. بلفظ: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن بيع الثمر حتى يطيب، ولا يباع شيء منه إلا بالدينار والدرهم، إلا العرايا، عدا الموضع الأول من الطحاوي فمختصر: أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع الثمر حتى يطعم، والموضع الثالث منه مختصر: نهى عن المحاقلة والمزابنة والمخابرة. أما زيادة قوله: ولا يباع شيء منه إلا بالدينار والدرهم، فستأتي ضمن حديث ابن جريج عن أبي الزبير برقم (15215).

وأخرجه ابن أبي شيبة: 7/ 129، والحميدي (1292)، والبخاري (2381)، ومسلم ص 1174 (81) و (82)، وأبو داود (3373)، والنسائي 7/ 263 و 270، وابن ماجه (2216)، وأبو يعلى (1845)، والطحاوي 4/ 29 و 33، والبيهقي 5/ 307 و 309، والبغوي (2071) و (2075) من طرق عن ابن جريج، عن عطاء وحده، به. وبعضهم اختصره، وزاد فيه في بعض المصادر: ولا يباع شيء منه إلا بالدينار والدرهم.

وأخرجه مسلم ص 1176 (86) من طريق رباح بن أبي معروف، وأبو داود (3405)، والترمذي (1290)، والنسائي 7/ 37 - 38 و 296، والدارقطني 3/ 48، والبيهقي 5/ 304 من طريق يونس بن عبيد، كلاهما عن عطاء وحده، به. ورواية يونس بن عبيد مختصرة: نهى عن المزابنة والمحاقلة والمخابرة وزاد فيه: وعن الثنيا إلا أن يعلم، وقد سلفت هذه الزيادة ضمن حديث أبي الزبير (14358). ورواية رباح بلفظ: نهى عن كراء الأرض، وعن بيعها السنين، وعن بيع الثمر حتى يطيب. قلنا: والنهي عن كراء الأرض هو المخابرة، وقد سلف بهذا اللفظ من طريق عمرو بن دينار برقم (14635)، وبهذا المعنى سلف من طريق عطاء برقم (14242). والنهي عن بيع السنين سلف من طريق أبي الزبير برقم (14358)، وسيأتي من طريق أبي الزبير وعطاء برقم (15083).

وأخرجه مسلم ص 1175 (83)، وابن حبان (4992)، والبيهقي 5/ 301 =

ص: 160

14877 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا الْمُنْكَدِرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ، وَإِنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ، وَأَنْ تُفْرِغَ مِنْ دَلْوِكَ فِي إِنَاءِ أَخِيكَ "(1).

14878 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " طَائِرُ كُلِّ إِنْسَانٍ فِي عُنُقِهِ ". قَالَ ابْنُ لَهِيعَةَ: يَعْنِي الطِّيَرَةَ (2).

= من طريق زيد بن أبي أنيسة، عن أبي الوليد المكي، عن جابر، وقال زيد بإثره: قلت لعطاء: أسمعت جابر بن عبد الله يذكر هذا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: نعم.

وأخرجه مسلم ص 1176 (87)، والنسائي 7/ 37، وأبو يعلى (1997) من طريق مطر الوراق، عن عطاء، عن جابر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن كراء الأرض.

وأخرج مسلم ص 1176 (90) من طريق بكير بن الأخنس، عن عطاء، عن جابر قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يؤخذ للأرض أجر أو حظ.

وانظر ما سلف برقم (14358)، وما سيأتي بالأرقام (15082) و (15083) و (15084) و (15246).

(1)

صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف المنكدر بن محمد بن المنكدر.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(304)، والترمذي (1970)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(90) عن قتيبة، بهذا الإسناد.

وانظر (14709).

(2)

إسناده ضعيف لسوء حفظ ابن لهيعة. وانظر (14691).

ص: 161

14879 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَا أَحَدٌ يَدْعُو بِدُعَاءٍ إِلَّا آتَاهُ اللهُ مَا سَأَلَ، أَوْ كَفَّ عَنْهُ مِنَ السُّوءِ مِثْلَهُ، مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْمٍ، أَوْ بِقَطِيعَةِ رَحِمٍ "(1).

14880 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ: أَنَّ رَجُلًا قَدِمَ مِنْ جَيْشَانَ - وَجَيْشَانُ مِنَ الْيَمَنِ - فَسَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنْ شَرَابٍ يَشْرَبُونَهُ، يُصْنَعُ بِأَرْضِهِمْ مِنَ الذُّرَةِ، يُقَالَ لَهُ: الْمِزْرُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" أَمُسْكِرٌ هُوَ؟ ". قَالَ: نَعَمْ. قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ، وَإِنَّ عَلَى اللهِ عَهْدًا لِمَنْ يَشْرَبُ الْمُسْكِرَ أَنْ يَسْقِيَهُ مِنْ طِينَةِ الْخَبَالِ ". فَقَالَوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا طِينَةُ الْخَبَالِ؟ قَالَ:" عَرَقُ أَهْلِ النَّارِ "، أَوْ " عُصَارَةُ أَهْلِ النَّارِ "(2).

(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ ابن لهيعة.

وأخرجه الترمذي (3381) من طريق قتيبة، بهذا الإسناد.

وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11133)، وانظر تتمة شواهده هناك.

(2)

إسناده على شرط مسلم، أبو الزبير لم يصرح بالتحديث.

وأخرجه مسلم (2002)، والنسائي 8/ 327، والبيهقي في "السنن" 8/ 291 - 292، وفي "الشعب"(5579)، والبغوي (3015) من طريق قتيبة، بهذا الإسناد، ورواية البغوي مختصرة بدون قصة.

وأخرجه أبو عوانة 5/ 268 - 269 و 269 - 270، وابن حبان (5360) من =

ص: 162

14881 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمَدِينِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ السُّلَمِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَا جَابِرُ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ اللهَ عز وجل أَحْيَا أَبَاكَ، فَقَالَ لَهُ: تَمَنَّ عَلَيَّ. فَقَالَ: أُرَدُّ إِلَى الدُّنْيَا، فَأُقْتَلُ مَرَّةً أُخْرَى. فَقَالَ: إِنِّي قَضَيْتُ أَنَّهُمْ (1) إِلَيْهَا لَا يُرْجَعُونَ "(2).

= طرق عن عبد العزيز الدراوردي، به. ورواية أبي عوانة الأولى مطولة جداً، وروايته الثانية ورواية ابن حبان مختصرتان بدون قصة.

وفي باب قوله: "كل مسكر حرام" عن ابن عمر، سلف برقم (4644). وانظر تتمة شواهده هناك.

(1)

في (م): "إني قضيت الحكم أنهم". ولفظة "الحكم" ليست في (ق) و (س) ولا في شيء من مصادر التخريج.

(2)

إسناده حسن، عبد الله بن محمد بن عقيل يُحسن له في المتابعات والشواهد، وقد توبع كما سيأتي في التخريج. سفيان: هو ابن عيينة.

وأخرجه الحميدي (1265)، وعبد بن حميد (1039)، وأبو يعلى (2002) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه الدارمي في "الرد على الجهمية" ص 89 - 90، والحاكم 2/ 119 - 120 من طريق أبي حماد الحنفي، عن ابن عقيل، به. ورواية الحاكم مطولة.

وأخرجه ابن إسحاق في "السيرة"(سيرة ابن هشام) 3/ 127، ومن طريقه الطبري (8215) قال: وحدثني بعض أصحابنا، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، به.

وأخرجه ابن ماجه (190) و (2800)، والترمذي (3010)، وابن أبي عاصم في "السنة"(602)، وابن خزيمة في "التوحيد" 2/ 890، وابن حبان (7022)، والحاكم 3/ 203 - 204، والبيهقي في "الدلائل" 3/ 298 - 299، =

ص: 163

14882 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَطَّابِيُّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ - يَعْنِي ابْنَ عَمْرٍو الرَّقِّيَّ -، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " عُمْرَةٌ فِي رَمَضَانَ تَعْدِلُ حَجَّةً "(1).

14883 -

حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنْ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِلْيَهُودِ: " إِنِّي سَائِلُهُمْ عَنْ تُرْبَةِ الْجَنَّةِ، وَهِيَ دَرْمَكَةٌ بَيْضَاءُ ". فَسَأَلَهُمْ، فَقَالَوا: هِيَ خُبْزَةٌ يَا أَبَا الْقَاسِمِ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْخُبْزُ (2) مِنَ الدَّرْمَكِ "(3).

= والواحدي في "أسباب النزول" ص 86 من طريق طلحة بن خراش، عن جابر. وإسناده جيد.

وأخرج ابن أبي عاصم (603) من طريق الوليد بن مسلم، عن صدقة أبي معاوية، عن عياض بن عبد الله، عن جابر بن عبد الله قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أخبرك؟ " قلت: بلى. فقال: "إن أباك عُرض على ربك ليس بينه وبينه ستر، فقال: سَل تعطه". وإسناده ضعيف لضعف صدقة.

وفي الباب عن عائشة عند البزار (2706 - كشف)، والحاكم 3/ 203، والبيهقي في "الدلائل" 3/ 298. وإسناده ضعيف.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن لأجل عبد الجبار بن محمد الخطابي، فقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقد توبع. انظر (14795).

(2)

في (م): الخبزة.

(3)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف مجالد: وهو ابن سعيد. علي: هو ابن عبد الله المديني، وسفيان: هو ابن عيينة، والشعبي: هو عامر بن =

ص: 164

14884 -

حَدَّثَنِي بَهْزٌ، حَدَّثَنَا سَلِيمُ بْنُ حَيَّانَ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مِينَاءَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ بَيْعِ الثَّمَرَةِ حَتَّى تُشْقِحَ.

قَالَ: قُلْتُ لِسَعِيدٍ: مَا تُشْقِحُ؟ قَالَ: تَحْمَارُّ وَتَصْفَارُّ، وَيُؤْكَلُ مِنْهَا (1).

14885 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. وَحُمَيْدٌ، عَنِ الْحَسَنِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ

= شراحيل.

وأخرجه الترمذي (3327) عن ابن أبي عمر، وأبو نعيم في "صفة الجنة"(159) من طريق محمد بن أبي خلف، كلاهما عن سفيان، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو نعيم (152) من طريق ابن أبي نجيح، عن الزبير بن موسى، عن أبيه، عن جابر، بنحوه. وموسى -وهو ابن ميناء- والد الزبير لا يعرف.

وأخرجه أبو نعيم (153) من طريق محمد بن أبي السري، عن سفيان، بهذا الإسناد. موقوفاً، مختصراً بدون قصة.

وأخرجه أبو نعيم (156) من طريق ابن أبي نجيح، عن جابر. موقوفاً. وإسناده معضل.

ويشهد له حديث أبي سعيد الخدري السالف برقم (11002).

قوله: "درمكة" قال السندي: هو الدقيق الخالص، قيل: المراد: إنها في البياض والنعومة درمكة، وفي الطيب مِسْك.

والخبزة: هي العجين.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. بهز: هو ابن أسد.

وأخرجه مسلم (1536)(84) من طريق بهز بن أسد، بهذا الإسناد. وانظر (14438).

ص: 165

صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى أَنْ يُتَعَاطَى السَّيْفُ مَسْلُولًا (1).

14886 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ وَبَهْزٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ عَطَاءٍ، حَدَّثَنِي جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" الْعُمْرَى جَائِزَةٌ "(2).

14887 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا سَلِيمُ بْنُ حَيَّانَ، أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مِينَاءَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَثَلِي وَمَثَلُكُمْ (3)، كَمَثَلِ رَجُلٍ أَوْقَدَ نَارًا، فَجَعَلَ الْفَرَاشُ وَالْجَنَادِبُ يَقَعْنَ فِيهَا. قَالَ: وَهُوَ يَذُبُّهُنَّ عَنْهَا. قَالَ: " وَأَنَا آخِذٌ بِحُجَزِكُمْ عَنِ النَّارِ، وَأَنْتُمْ تَفَلَّتُونَ مِنْ يَدِي " (4).

(1) إسناده من جهة أبي الزبير صحيح على شرط مسلم، ومن جهة الحسن منقطع، فإنه لم يسمع من جابر. عفان: هو ابن مسلم. وحماد: هو ابن سلمة. وانظر (14201).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم. عفان: هو ابن مسلم، وبهز: هو ابن أسد العمي، وهمام: هو ابن يحيى العوذي، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي.

وأخرجه البخاري (2626) من طريق حفص بن عمرو، والبيهقي 6/ 173 من طريق هدبة بن خالد، كلاهما عن همام، بهذا الإسناد.

وسيتكرر ضمن حديث مطول برقم (14920)، وانظر (14172).

(3)

في (م) و (س) و (ق): مثلي ومثل الأنبياء. وهو انتقال نظر من الحديث الذي بعده، والصواب فيه ما أثبتناه، فسيأتي الحديث مكرراً سنداً ومتناً على الصواب برقم (15215).

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وسيتكرر برقم (15215).

وأخرجه الطيالسي (1784)، وأخرجه مسلم (2285) من طريق ابن =

ص: 166

14888 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا سَلِيمُ بْنُ حَيَّانَ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مِينَاءَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَثَلِي وَمَثَلُ الْأَنْبِيَاءِ، كَمَثَلِ رَجُلٍ ابْتَنَى دَارًا، فَأَكْمَلَهَا وَأَحْسَنَهَا إِلَّا مَوْضِعَ لَبِنَةٍ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَدْخُلُونَهَا، وَيَعْجَبُونَ، وَيَقُولُونَ: لَوْلَا مَوْضِعُ اللَّبِنَةِ ". قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " فَأَنَا مَوْضِعُ اللَّبِنَةِ، جِئْتُ فَخَتَمْتُ الْأَنْبِيَاءَ "(1).

14889 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا سَلِيمُ بْنُ حَيَّانَ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مِينَاءَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى عَلَى أَصْحَمَةَ

= مهدي، والبيهقي في "الدلائل" 1/ 367 من طريق يزيد بن هارون، ثلاثتهم (الطيالسي وابن مهدي ويزيد) عن سليم بن حيان، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو الشيخ في "الأمثال"(256) من طريق يزيد بن هارون،، عن سليم بن حيان، عن سعيد بن ميناء، عن أبي هريرة، فجعله من مسند أبي هريرة، وهو خطأ.

وفي الباب عن ابن مسعود، سلف برقم (3704).

وعن أبي هريرة، سلف برقم (7321).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن أبي شيبة 11/ 499، ومسلم (2287)(23)، وأبو عوانة في المناقب كما في "الإتحاف" 3/ 137، والبيهقي في "الدلائل" 1/ 365 - 366 من طريق عفان، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (1785)، والبخاري (3534)، ومسلم (2287)(3)، والترمذي (2862)، وأبو عوانة، والبيهقي في "الدلائل" 1/ 365 - 366، وفي "الشعب"(1485) من طرق عن سليم بن حيان، به.

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7322).

ص: 167

النَّجَاشِيِّ، فَكَبَّرَ عَلَيْهِ أَرْبَعًا " (1).

14890 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى يَوْمَ خَيْبَرَ عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ، وَأَذِنَ فِي لُحُومِ الْخَيْلِ (2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الطيالسي (1783)، وابن أبي شيبة 3/ 300 و 363، والبخاري (1334) و (3879)، ومسلم (952)(64)، وأبو يعلى (2144)، والطحاوي 1/ 494، والطبراني في "الأوسط"(7723)، والإسماعيلي في "المستخرج" كما في "التغليق" 2/ 483 من طرق عن سَليم بن حيان، بهذا الإسناد.

وسيتكرر الحديث برقم (14910).

وانظر ما سلف برقم (14150).

وللتكبير على الميت أربع تكبيرات انظر ما سلف برقم (14617).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن الجارود (885) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.

وأخرجه الدارمي (1993)، والبخاري (4219) و (5520) و (5524)، ومسلم (1941)(36)، وأبو داود (3788)، والنسائي 7/ 201، وأبو يعلى (1998)، وأبو عوانة في الصيد كما في "الإتحاف" 3/ 339، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 204، وفي "شرح مشكل الآثار"(3060)، وابن حبان (5273)، والبيهقي 9/ 326 - 327 و 329، والبغوي (2810) من طرق عن حماد، به.

وأخرجه الشافعي 2/ 172، وعبد الرزاق (8734)، وابن أبي شيبة 8/ 256 و 261، والحميدي (1254)، والترمذي (1793)، والنسائي 7/ 201، وأبو يعلى (1832) و (1975)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 204، وفي =

ص: 168

14891 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْثَرُ بْنُ الْقَاسِمِ أَبُو زُبَيْدٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: أَهْدَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْبَيْتِ غَنَمًا (1).

14892 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ غَيْلَانَ، حَدَّثَنَا الْمُفَضَّلُ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَرْهَدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا يَقُولُ لِجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ: مَنْ بَقِيَ مَعَكَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: بقِيَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، وَسَلَمَةُ بْنُ الْأَكْوَعِ. فَقَالَ رَجُلٌ: أَمَّا سَلَمَةُ، فَقَدِ ارْتَدَّ عَنْ هِجْرَتِهِ. فَقَالَ

= "شرح مشكل الآثار"(3053) و (3054) و (3055) و (3058)، وابن حبان (5268)، والدارقطني 4/ 289 و 289 - 290، والحازمي في "الاعتبار" ص 161 من طريق عمرو بن دينار، عن جابر.

وأخرجه أبو داود (3808) من طريق حجاج، عن ابن جريج، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3059) من طريق محمد بن بكر البرساني، كلاهما عن عمرو بن دينار، عن رجل، عن جابر.

قال ابن حبان: يشبه أن يكون عمرو بن دينار لم يسمع هذا الخبر عن جابر، لأن حماد بن زيد رواه عن عمرو، عن محمد بن علي، عن جابر، ويحتمل أن يكون عمرو سمع جابراً، وسمع محمد بن علي عن جابر.

وسيأتي الحديث من طريقين عن حماد برقم (15135).

وانظر ما سلف برقم (14450).

(1)

إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سفيان -وهو طلحة ابن نافع- فمن رجال مسلم، وهو صدوق لا بأس به، وغير سليمان بن داود، فقد روى له البخاري في "خلق أفعال العباد" وأصحاب السنن وهو ثقة.

ص: 169

جَابِرٌ: لَا تَقُلْ ذَلِكَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الَّلهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ لِأَسْلَمَ:" ابْدُوا يَا أَسْلَمُ " قَالَوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَإِنَّا نَخَافُ أَنْ نَرْتَدَّ بَعْدَ هِجْرَتِنَا؟ فَقَالَ:" إِنَّكُمْ أَنْتُمْ مُهَاجِرُونَ (1) حَيْثُ كُنْتُمْ "(2).

14893 -

حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ

(1) في (م): تهاجرون.

(2)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، محمد بن عبد الله بن الحصين وشيخه عمر، ويقال: عمرو بن عبد الرحمن، ويقال: عبد الله، كلاهما في عداد المجهولين.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 6/ 166، والطحاوي في "شرح المشكل"(1731) من طريق سعيد بن أبي مريم، عن يحيى بن أيوب، بهذا الإسناد.

وفي الباب عن سلمة بن الأكوع في قصته مع الحجاج عندما قال له الحجاج: ارتددت على عقبيك، تَعَرَّبْتَ؟ قال: لا، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن لي في البدو، وهو عند البخاري (7087)، ومسلم (1862)، وسيأتي 4/ 47 و 54.

وعن سلمة بن الأكوع أيضاً في قصته مع بريدة بن الحُصيب عندما قال له: ارتددت عن هجرتك يا سلمة؟ فقال: معاذ الله، إني في إذن من رسول الله صلى الله عليه وسلم، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"ابدوا يا أسلم، فتنسَّموا الرياح، واسكنوا الشعاب" فقالوا: إنا نخاف أن يضرنا ذلك في هجرتنا. قال: "أنتم مهاجرون حيث كنتم". وسيأتي 5/ 55.

وعن عائشة سيأتي 6/ 133، وفيه قول النبي صلى الله عليه وسلم عن أسلم:"إنهم ليسوا بالأعراب، هم أهل باديتنا، ونحن أهل حاضرتهم، وإذا دعوا أجابوا، فليسوا بالأعراب". وإسناده حسن.

ص: 170

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: شَهِدْتُ الْأَضْحَى مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالْمُصَلَّى، فَلَمَّا قَضَى خُطْبَتَهُ أُتِيَ بِكَبْشٍ، فَذَبَحَهُ بِيَدِهِ، وَقَالَ:" بِاسْمِ اللهِ وَبِاللهِ، اللهُمَّ إِنَّ (1) هَذَا عَنِّي وَعَمَّنْ لَمْ يُضَحِّ مِنْ أُمَّتِي "(2).

14894 -

حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ الْمُطَّلِبِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَقَالَ قُتَيْبَةُ فِي حَدِيثِهِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ -: " صَيْدُ الْبَرِّ لَكُمْ حَلَالٌ - قَالَ سَعِيدٌ: وَأَنْتُمْ حُرُمٌ - مَا لَمْ تَصِيدُوهُ أَوْ يُصَدْ لَكُمْ "(3).

(1) لفظة "إن" ليست في (ق) و (س).

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن إن صح سماع المطلب بن عبد الله من جابر.

وأخرجه البيهقي 9/ 286 - 287 من طريق سعيد بن منصور، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطحاوي 4/ 177 - 178، والحاكم 4/ 229، من طريق ابن وهب، والدارقطني 4/ 285 من طريق يحيى بن عبد الله بن بكير، كلاهما عن يعقوب بن عبد الرحمن، به. وقرنا بالمطلب رجلاً من بني سلمة.

وانظر (14837).

(3)

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن إن صح سماع المطلب بن عبد الله من جابر، وقد اختلف على عمرو في إسناد هذا الحديث كما سيأتي في التخريج.

وأخرجه أبو داود (1851)، والترمذي (846)، والنسائي 5/ 187، وابن حبان (3971) من طريق قتيبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه الشافعي 1/ 322 - 323، وابن الجارود في "المنتقى"(437)، وابن خزيمة (2641)، والطحاوي 2/ 171، والدارقطني 2/ 290، والحاكم =

ص: 171

14895 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ الْمُطَّلِبِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: شَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْأَضْحَى بِالْمُصَلَّى، فَلَمَّا قَضَى خُطْبَتَهُ نَزَلَ مِنْ مِنْبَرِهِ، وَأُتِيَ بِكَبْشٍ فَذَبَحَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ، وَقَالَ:" بِاسْمِ اللهِ، وَاللهُ أَكْبَرُ، هَذَا عَنِّي وَعَمَّنْ لَمْ يُضَحِّ مِنْ أُمَّتِي "(1).

14896 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي غَزَاةٍ، قَالَ:

= 1/ 452 و 476، والبيهقي 5/ 190، والبغوي (1981) من طرق عن عمرو بن أبي عمر، به.

وأخرجه الطحاوي 2/ 171 من طريق إبراهيم بن سويد، عن عمرو بن أبي عمرو، عن المطلب، عن أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر مثله.

وسيأتي برقم (15158) من طريق عبد العزيز الدراوردي، وبرقم (15185) من طريق ابن أبي الزناد، كلاهما عن عمرو بن أبي عمرو، عن رجل من الأنصار، وقال ابن أبي الزناد: رجل ثقة من بني سلمة. وبنو سَلِمة من الأنصار.

وفي الباب عن علي، سلف برقم (783).

وعن ابن عباس، سلف برقم (1856) وهو في الصحيح.

وعن أبي قتادة، سيأتي 5/ 296، وهو في الصحيح أيضاً.

وانظر تمام البحث في هذه المسألة في "فتح الباري" 4/ 22 - 34.

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن إن صح سماع المطلب بن عبد الله من جابر.

وأخرجه أبو داود (2810)، والترمذي (1521) عن قتيبة، بهذا الإسناد.

وانظر (14837).

ص: 172

فَاسْتَأْذَنْتُ أَتَعَجَّلُ، قُلْتُ: إِنِّي تَزَوَّجْتُ. قَالَ: " ثَيِّبًا أَمْ بِكْرًا؟ " قَالَ: قُلْتُ: ثَيِّبًا. قَالَ: " فَأَلَّا كَانَتْ بِكْرًا تُلَاعِبُهَا وَتُلَاعِبُكَ؟ " قَالَ: " انْطَلِقْ وَاعْمَلْ عَمَلًا كَيِّسًا ".

قَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَعْنِي: لَا تَطْرُقْهُنَّ لَيْلًا (1).

14897 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: نَهَانَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَمْشِيَ أَحَدُنَا فِي النَّعْلِ الْوَاحِدَةِ (2).

14898 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَبِيبٌ الْمُعَلِّمُ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " احْبِسُوا صِبْيَانَكُمْ حَتَّى تَذْهَبَ فَوْعَةُ الْعِشَاءِ، فَإِنَّهَا سَاعَةٌ تَخْتَرِقُ فِيهَا

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، أبو سفيان صدوق لا بأس به، وقد توبع، انظر ما سلف برقم (14132). أبو بكر: هو ابن عياش، والأعمش: هو سليمان بن مهران.

ولقوله صلى الله عليه وسلم: "انطلق واعمل عملاً كيساً" انظر ما سلف برقم (14184).

وتفسير أبي بكر بن عياش قولَه صلى الله عليه وسلم: "اعمل عملاً كيِّساً": بأنه عدم الطروق ليلاً، لم يتابعه عليه أحد. انظر تفسير الكَيْس عند الحديث السالف برقم (14184).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وقد صرح أبو الزبير بسماعه من جابر فيما سلف برقم (14178). أبو الزبير: هو محمد بن مسلم بن تدْرُس المكي.

وسيأتي هذا الحرف من نفس الطريق ضمن حديث برقم (14899)، ويأتي تخريجه هناك.

وانظر (14118).

ص: 173

الشَّيَاطِينُ " (1).

14899 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ نُغْلِقَ الْأَبْوَابَ، وَأَنْ نُوكِي الْأَسْقِيَةَ، وَأَنْ نُطْفِئَ الْمَصَابِيحَ، وَأَنْ نَكُفَّ فَوَاشِيَنَا حَتَّى تَذْهَبَ فَحْمَةُ الْعِشَاءِ، وَنَهَانَا أَنْ يَأْكُلَ الرَّجُلُ بِشِمَالِهِ، وَأَنْ يَمْشِيَ فِي النَّعْلِ الْوَاحِدَةِ، وَعَنِ الصَّمَّاءِ، وَالِاحْتِبَاءِ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ (2).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، حبيب المعلم صدوق لا بأس به، وروى له الشيخان، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(1231) من طريق عارم محمد بن الفضل، وأبو يعلى (1771)، وابن حبان (1276) من طريق إبراهيم بن الحجاج، كلاهما عن حماد، بهذا الإسناد.

وهو قطعة من الحديث السالف برقم (14434) فانظر تمام تخريجه عنده. وقد سلف من طريق أبي الزبير برقم (14342).

قوله: "فوعة" قال السندي: أي: أوله، وفوعة الطيب: أول ما يفوح منه. ويروى بغين، لغة فيه.

وقوله: "تخترق فيها الشياطين" قال: لعله بخاء وفاء، أي: تخطف، أي: تسلب، أصله: اخترف ثمرة النخل إذا قطعها.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وأبو الزبير قد صرح بالتحديث عند الحميدي.

وأخرجه أبو داود (4081) عن موسى بن إسماعيل، وأبو يعلى (1772) عن إبراهيم بن حجاج السامي، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. ورواية أبي داود مقتصرة على النهي عن اشتمال الصماء والاحتباء في ثوب واحد.

وأخرجه الحميدي (1273)، وأبو عوانة 5/ 331 و 331 - 332، وابن خزيمة (132)، وابن حبان (1273) و (1275) من طرق عن أبي الزبير، به- =

ص: 174

14900 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِأَرْبَعٍ خَلَوْنَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ، فَلَمَّا طُفْنَا بِالْبَيْتِ وَبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" اجْعَلُوهَا عُمْرَةً إِلَّا مَنْ كَانَ مَعَهُ الْهَدْيُ ". فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ أَهَلُّوا بِالْحَجِّ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ النَّحْرِ طَافُوا وَلَمْ يَطُوفُوا بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ (1).

= وبعضهم يزيد فيه على بعض.

وانظر ما سيأتي برقم (15256).

ولقوله: أمرنا أن نغلق الأبواب، وأن نوكي الأسقية، وأن نطفئ المصابيح. انظر (14228).

ولقوله: وان نكف فواشينا حتى تذهب فحمة العشاء، انظر (14342).

ولتتمة الحديث انظر (14118).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه أبو داود (1788) من طريق موسى بن إسماعيل، والنسائي في "الكبرى"(4171)، والطحاوي في "شرح المشكل"(2436) و (4302)، وفي "شرح المعاني" 2/ 191 من طريق حجاج بن منهال، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" 2/ 204، والدارقطني 2/ 259 من طريق رباح بن أبي معروف، والدارقطني 2/ 259 من طريق ابن جريج ومحمد ابن عبيد الله، ثلاثتهم عن عطاء مختصراً: أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لم يزيدوا على طواف واحد. وفي إحدى روايات الدارقطني: فطاف طوافاً واحداً، وسعى سعياً واحداً.

وأخرجه مختصراً بهذه القطعة أيضاً: ابن ماجه (2972)، والدارقطني 2/ 258 من طريق عطاء وطاووس ومجاهد، عن جابر وابن عمر وابن عباس. =

ص: 175

14901 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. وعَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " سَدِّدُوا وَقَارِبُوا، وَلَنْ يُنْجِيَ أَحَدًا مِنْكُمْ عَمَلُهُ " قُلْنَا: وَلَا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " وَلَا أَنَا، إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللهُ مِنْهُ بِرَحْمَةٍ "(1).

= ورواية ابن عمر سلفت في مسنده برقم (4964).

وأخرجه مختصراً النسائي 5/ 226، والدارقطني 2/ 258 من طريق هانئ ابن أيوب الحنفي، عن طاووس، عن جابر.

وأخرجه مختصراً أيضاً الدارقطني 2/ 261 من طريق عطاء بن نافع، عن ابن عُمر وجابر.

قلنا: والأسانيد التي جاء فيها: أن النبي صلى الله عليه وسلم طاف طوافين، أصح وأثبت من هذه الأسانيد.

وانظر ما سيأتي من طريق عطاء بالأرقام (14943) و (15009) و (15086) و (15181)، وما سلف من طريق عطاء برقم (14409)، ومن طريق أبي الزبير برقم (14116).

وانظر حديث ابن عمر السالف برقم (5350).

(1)

إسناد أبي هريرة صحيح على شرط الشيخين، وإسناد جابر قوي على شرط مسلم، أبو سفيان -وهو طلحة بن نافع- صدوق لا بأس به. وقد سلف حديث جابر بهذا الإسناد في مسند أبي هريرة برقم (10426) وقلنا على إسناده هناك: صحيح على شرط الشيخين، فيصحح من هنا.

وأخرجه أبو يعلى (1775)، وابن حبان (350) من طريق إبراهيم بن الحجاج، عن عبد العزيز بن مسلم، بالإسنادين جميعاً.

وأخرجه مسلم (2817) من طريق جرير، عن الأعمش، بالإسنادين =

ص: 176

14902 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: ذَبَحْنَا يَوْمَ خَيْبَرَ الْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ، فَنَهَانَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْبِغَالِ وَالْحَمِيرِ، وَلَمْ يَنْهَ (1) عَنِ الْخَيْلِ (2).

14903 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّ بِجَابِرٍ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ، قَالَ: وَقَدْ أَعْيَا بَعِيرِي، فَقَالَ:" مَا شَأْنُكَ يَا جَابِرُ؟ " فَقُلْتُ: بَعِيرِي قَدْ رَزَمَ. قَالَ: فَأَتَاهُ مِنْ قِبَلِ عَجُزِهِ - وَقَالَ عَفَّانُ: وَعَجُزُهُ سَوَاءٌ -، فَدَعَا وَزَجَرَهُ، قَالَ: فَلَمْ يَزَلْ يَقْدُمُ الْإِبِلَ، قَالَ:

= جميعاً.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(4284) من طريق حاتم بن إسماعيل بن شريك، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة وجابر. وقال: لم يرو هذا الحديث، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن جابر إلّا شريك، تفرد به حاتم بن إسماعيل.

وقد سلف الحديث في مسند أبي هريرة برقم (10425) و (10426) من طريق الأعمش بالإسنادين جميعاً.

وقد سلف برقم (14628) من طريق الأعمش، عن أبي سفيان.

(1)

في (ق) ونسخة في هامش (س): ينهنا.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وأبو الزبير -وهو محمد بن مسلم ابن تَدْرُس- صرح بسماعه من جابر فيما سلف برقم (14450).

وسلف عن عفان مقروناً مع يونس بن محمد وسريج بن النعمان برقم (14840).

ص: 177

فَأَتَى عَلَيْهِ، فَقَالَ:" مَا فَعَلَ الْبَعِيرُ؟ " قُلْتُ: مَا زَالَ يَقْدُمُهَا. قَالَ: " بِكَمْ أَخَذْتَهُ؟ " فَقُلْتُ: بِثَلَاثَةَ عَشَرَ دِينَارًا. قَالَ: " فَبِعْنِي بِالثَّمَنِ، وَلَكَ ظَهْرُهُ إِلَى الْمَدِينَةِ " قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: فَلَمَّا قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ، خَطَمْتُهُ، ثُمَّ أَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَأَعْطَانِي الثَّمَنَ، وَأَعْطَانِي الْبَعِيرَ (1).

14904 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ (2).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد -وهو ابن جُدعان التَّيْمي البصري- لكنه قد توبع عند المصنف برقم (15004)، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. عفان: هو ابن مسلم، وأبو المتوكل: هو علي ابن داود الناجي البصري.

وسلف مختصراً برقم (14480) عن عبد الصمد، عن حماد بن سلمة.

وقوله: "رَزَم"، أي: وقف وثبت بحيث لا يتحرك.

وجزمه في هذه الرواية بأن القصة وقعت في غزوة تبوك خطأ، والصواب أنها وقعت في غزوة ذات الرِّقاع كما في رواية ابن إسحاق عن وهب بن كيسان، عن جابر الآتية برقم (15026). انظر تفصيل ذلك في "الفتح" 5/ 320 - 321.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد على شرط مسلم. حماد: هو ابن سلمة، وأبو الزبير: هو محمد بن مسلم بن تَدْرُس.

وأخرجه الطيالسي (1749)، وابن أبي شيبة 8/ 422 و 14/ 493، وأبو داود (4076)، وابن ماجه (2822) و (3585)، والترمذي في "السنن"(1835)، وفي "الشمائل"(107)، والنسائي في "الكبرى"(9757)، وأبو =

ص: 178

14905 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ

= يعلى (2146)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(3439)، والطحاوي 2/ 258، وأبو نعيم في "الحلية" 9/ 19، والبيهقي 5/ 177، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة"(2007) من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن صحيح.

وأخرجه الدارمي (1939)، ومسلم (1358)، والنسائي 5/ 201 و 8/ 211، والبيهقي 5/ 177 و 7/ 59 من طريق معاوية بن عمار الدُّهْني، عن أبي الزبير، به.

وسيأتي برقم (15157) من طريق عمار الدهني عن أبي الزبير.

وفي الباب بهذا اللفظ عن ابن عمر عند ابن ماجه (3586)، وفي إسناده موسى بن عبيدة الربذي، وهو ضعيف.

وعن عمرو بن حريث: أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب الناسَ وعليه عمامة سوداء. وسيأتي عند المصنف 4/ 307، وذُكِرَ في بعض روايات الحديث عند غيره أن ذلك كان يوم الفتح، وإسناده حسن.

وسلف عن أنس برقم (12068): أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل يوم فتح مكة وعليه المِغْفَر. وهو متفق عليه.

قال الحافظ في "الفتح" 4/ 61: وزعم الحاكم في "الإكليل" أن بين حديث أنس في المِغفر وبين حديث جابر في العمامة السوداء معارضة، وتعقبوه باحتمال أن يكون أول دخوله كان على رأسه المغفر ثم أزاله ولبس العمامة بعد ذلك، فحكى كل منهما ما رآه، ويؤيده أن في حديث عمرو بن حريث: أنه خطب النّاس وعليه عمامة سوداء، أخرجه مسلم، وكانت الخطبة عند باب الكعبة وذلك بعد تمام الدخول، وهذا الجمع لعياض. وقال غيره: يجمع بأن العمامة السوداء كانت ملفوفة فوق المغفر، أو كانت تحت المغفر وقايةً لرأسه من صدإِ الحديد، فأراد أنس بذِكْر المغفر كونه دخل متهيئاً للحرب، وأراد جابر بذكر العمامة كونه دخل غير محرم.

ص: 179

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَوَى سَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ مِنْ رَمْيَتِهِ (1).

14906 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَخْطُبُ فَقَالَ: " أَصَلَّيْتَ الرَّكْعَتَيْنِ؟ " فَقَالَ: لَا. قَالَ: " فَصَلِّهِمَا ".

قَالَ: وَكَانَ جَابِرٌ يَقُولُ: إِنْ صَلَّى فِي بَيْتِهِ يُعْجِبُهُ إِذَا دَخَلَ أَنْ يُصَلِّيَهُمَا (2).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (14343).

وأخرجه ابن سعد 3/ 429 عن عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (1745)، وأخرجه أبو داود (3866) عن موسى بن إسماعيل، كلاهما (الطيالسي وموسى) عن حماد بن سلمة، به.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الزبير -وهو محمد بن مسلم بن تَدْرُس- فمن رجال مسلم، وروى له البخاري مقروناً، وقد روى عنه هذا الحديث كما سيأتي الليث بن سعد، وهو لا يروي عنه إلا ما عرف سماعه فيه من جابر. يزيد بن إبراهيم: هو التُّستَري.

وأخرجه البخاري في "القراءة خلف الإمام"(159) عن موسى بن إسماعيل، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 365 من طريق سليمان بن حرب، كلاهما عن يزيد بن إبراهيم، بهذا الإسناد.

وأخرجه الشافعي 1/ 140، والحميدي (1223)، وابن ماجه (1112)، وأبو يعلى (1970)، وابن خزيمة (1832)، وأبو عوانة في الصلاة كما في "إتحاف المهرة" 3/ 286، والطبراني في "الكبير"(6709)، والبيهقي 3/ 193 من طريق سفيان بن عيينة، عن أبي الزبير، به.

وأخرجه عبد بن حميد (1048)، ومسلم (875)(58)، والنسائي في =

ص: 180

14907 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيِّ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَعَثَهُ لِبَعْضِ حَاجَتِهِ، قَالَ: فَجَاءَ وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي عَلَى رَاحِلَتِهِ، قَالَ: فَسَلَّمَ عَلَيْهِ فَسَكَتَ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ فَسَكَتَ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ فَسَكَتَ؛ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ لَمَّا فَرَغَ: " أَمَا (1) إِنَّهُ لَمْ يَمْنَعْنِي أَنْ أَرُدَّ عَلَيْكَ إِلَّا أَنِّي كُنْتُ أُصَلِّي ". قَالَ: فَصَلَّى حَيْثُ تَوَجَّهَتْ بِهِ رَاحِلَتُهُ (2).

14908 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم احْتَجَمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ مِنْ

= "الكبرى"(1705)، وأبو عوانة في الجمعة كما في "إتحاف المهرة" 3/ 497، والطحاوي 1/ 365، والبيهقي 3/ 194 من طريق الليث بن سعد، عن أبي الزبير، به.

وأخرجه الطبراني (6702) من طريق داود بن عمرو الضبي وأسد بن موسى، و (6708) من طريق الأعمش، ثلاثتهم عن أبي الزبير، به.

وانظر ما سلف برقم (14171).

(1)

لفظة "أما" ليست في (م).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وانظر (14345).

وأخرجه الطحاوي 1/ 456 من طريق أبي الوليد الطيالسي، والبيهقي 2/ 258 من طريق سليمان بن حرب، كلاهما عن يزيد بن إبراهيم، بهذا الإسناد. وزاد أبو الوليد في حديثه: ثم أومأ بيده، بعد قوله: فسلم عليه فسكت، في المرة الأولى. وليس في حديثه: فصلى حيث توجهت به راحلته. ولفظ حديث سليمان بن حرب: أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه إلى حاجة له، فجاء والنبي صلى الله عليه وسلم يصلي، فسلم عليه فلم يرد عليه، وأومأ بيده. فلما سلم، قال:"إنه لم يمنعني أن أردَّ عليك إلا أني كنت أصلي".

ص: 181

وَثْءٍ كَانَ بِهِ " (1).

14909 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَدَقَقْتُ الْبَابَ، فَقَالَ:" مَنْ هَذَا؟ " قُلْتُ: أَنَا. قَالَ: " أَنَا أَنَا! " كَأَنَّهُ كَرِهَهُ (2).

14910 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا سَلِيمُ بْنُ حَيَّانَ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مِينَاءَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى عَلَى أَصْحَمَةَ النَّجَاشِيِّ، فَكَبَّرَ عَلَيْهِ أَرْبَعًا (3).

14911 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا مَطَرٌ، عَنْ رَجُلٍ أَحْسَبُهُ الْحَسَنَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا أُعْفِي مَنْ قَتَلَ بَعْدَ أَخْذِهِ الدِّيَةَ "(4).

(1) صحيح لغيره، وإسناده على شرط مسلم.

وأخرجه النسائي 5/ 193 من طريق أبي الوليد، عن يزيد بن إبراهيم، بهذا الإسناد. وانظر (14280).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (14185).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (14889).

(4)

إسناده ضعيف، الحسن -وهو البصري- لم يسمع من جابر، فهو منقطع، ومطر -وهو ابن طَهْمان الورَّاق- ضعفه غير واحد.

وأخرجه أبو داود (4507)، والبيهقي 8/ 54 من طريق موسى بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.

وأخرجه البيهقي 8/ 54 من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن مطر الوراق، عن الحسن مرسلاً. =

ص: 182

14912 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ، أَخْبَرَنَا لَيْثٌ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ - وَقَالَ عَفَّانُ مَرَّةً: عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ -، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ أَحْيَا أَرْضًا دَعْوَةً مِنَ الْمَصْرِ، أَوْ رَمْيَةً مِنَ الْمَصْرِ، فَهِيَ لَهُ "(1).

14913 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، حَدَّثَنَا الحَجَّاجُ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَخْرُجُ فِي الْعِيدِينِ وَيُخْرِجُ أَهْلَهُ (2).

= قال السندي: قوله: "لا أعفي" قيل: هو على بناء المفعول، من الإعفاء، بمعنى الكثرة، والكلام دعاء عليه، أي: لا كَثُرَ ماله ولا استغنى، وقيل: على صيغة المتكلم، من الإعفاء بمعنى الترك، أي: لا أدَعُه بالدية، لعِظَم جُرمه، بل أقتله، والمراد التغليظ لمباشرته الأمر الفظيع، فلم يَرَ أن يُعفَى عنه أو يُرضَى عنه بالدية، زجراً له.

(1)

إسناده ضعيف، سعيد بن يزيد هذا لم نتبيَّنه، وأبو بكر بن محمد، ويغلب على ظننا أنه أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري، فليس في هذه الطبقة سواه، ولم يذكر له أحدٌ روايةً عن جابر، وإنما يروي عن التابعين، فالإسناد منقطع. وهذا الحديث تفرد به الإمام أحمد بهذا اللفظ من هذا الطريق، وقد صحَّ عنه بغير هذا اللفظ، انظر ما سلف برقم (14271).

قال السندي: قوله: "دعوة من المِصر"، أي: قَدْر دعوة، أي: بعيدة من العمران بقدر ما يسمع فيه الصيحة وتصل إليه.

(2)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، حجاج -وهو ابن أرطاة- ليس بذاك القوي وهو مدلس، وقد عنعن، واختلف عليه فرواه عنه حفص بن غياث وعبد السلام بن حرب فجعلاه من حديثه عن عبد الرحمن بن عابس، عن ابن عباس، وقد سلف في مسنده برقم (2054).

عبد الواحد: هو ابن زياد، وعطاء: هو ابن أبي رباح. =

ص: 183

14914 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيِّ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَحَرَ الْبَدَنَةَ عَنْ سَبْعَةٍ، وَالْبَقَرَةَ عَنْ سَبْعَةٍ (1).

14915 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: مُحَارِبُ بْنُ دِثَارٍ أَخْبَرَنِي، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرًا يَقُولُ: إِنَّهُ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ، فَلَمَّا أَتَى الْمَدِينَةَ، أَمَرَهُ أَنْ يَأْتِيَ الْمَسْجِدَ، فَيُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ (2).

14916 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ وَعَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: تَمَتَّعْنَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُتْعَتَيْنِ: الْحَجَّ وَالنِّسَاءَ - وَقَدْ قَالَ حَمَّادٌ أَيْضًا: مُتْعَةَ الْحَجِّ، وَمُتْعَةَ النِّسَاءِ - فَلَمَّا كَانَ عُمَرُ، نَهَانَا عَنْهُمَا فَانْتَهَيْنَا (3).

= ويشهد له حديث أم عطية قالت: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نُخرِجَ العواتق وذوات الخدورِ والحُيَّضَ يوم الفطر ويوم النحر. متفق عليه، وسيأتي 5/ 85، وصححه ابن حبان برقم (2816).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم. حماد: هو ابن سلمة، وقيس بن سعد: هو المكي.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(4121)، والبيهقي 5/ 234 و 9/ 295 من طريق عفان، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (3808) عن موسى بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، به. وانظر (14265).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (14192).

(3)

إسناده صحيح من جهة عاصم بن سليمان الأحول، وأما متابعه علي =

ص: 184

14917 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، قَالَ: سَأَلَ سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى عَطَاءً وَأَنَا شَاهِدٌ، قَالَ: حَدَّثَكَ جَابِرٌ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى أَنْ يُنْبَذَ الْبُسْرُ وَالتَّمْرُ جَمِيعًا، وَالزَّبِيبُ وَالتَّمْرُ جَمِيعًا؟ قَالَ عَطَاءٌ: نَعَمْ (1).

14918 -

وقَالَ لَهُ سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى وَأَنَا شَاهِدٌ: حَدَّثَكَ جَابِرٌ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " مَنْ كَانَتْ لَهُ أَرْضٌ فَلْيَزْرَعْهَا، أَوْ لِيُزْرِعْهَا أَخَاهُ وَلَا يُكْرِيهَا "؟ قَالَ عَطَاءٌ: نَعَمْ (2).

14919 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا حَبِيبٌ الْمُعَلِّمُ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ رَجُلًا قَالَ يَوْمَ الْفَتْحِ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي نَذَرْتُ إِنْ فَتَحَ اللهُ عَلَيْكَ مَكَّةَ أَنْ أُصَلِّيَ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ. فَقَالَ:

= ابن زيد -وهو ابن جُدْعان- فضعيف. حماد: هو ابن سلمة، وأبو نضرة: هو المنذر بن مالك بن قطعة.

وسلف برقم (14834) عن يونس بن محمد، عن حماد بن سلمة.

وانظر (14182) و (14479).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. همام: هو ابن يحيى العَوْذي، وعطاء: هو ابن أبي رباح. وسليمان بن موسى السائل: هو الأشدق.

وانظر (14134).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم 1177 (92)، والنسائي 7/ 38، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 107 من طرق عن همام بن يحيى، بهذا الإسناد. وانظر (14242).

ص: 185

" صَلِّ هَاهُنَا " فَسَأَلَهُ، فَقَالَ:" صَلِّ هَاهُنَا " فَسَأَلَهُ، فَقَالَ:" شَأْنَكَ إِذًا "(1).

14920 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ وَبَهْزٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ؛ قَالَ بَهْزٌ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، قَالَ: قَالَ لِي سُلَيْمَانُ بْنُ هِشَامٍ: إِنَّ هَذَا - يَعْنِي الزُّهْرِيَّ - لَا يَدَعُنَا نَأْكُلُ شَيْئًا إِلَّا أَمَرَنَا أَنْ نَتَوَضَّأَ مِنْهُ؛ يَعْنِي مَا مَسَّتْهُ النَّارُ. قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: سَأَلْتُ عَنْهُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ، فَقَالَ: إِذَا أَكَلْتَهُ، فَهُوَ طَيِّبٌ، لَيْسَ عَلَيْكَ فِيهِ وُضُوءٌ، فَإِذَا خَرَجَ فَهُوَ خَبِيثٌ، عَلَيْكَ فِيهِ

(1) إسناده قوي، رجاله رجال الصحيح.

وأخرجه عبد بن حميد (1009)، والدارمي (2339)، وأبو داود (3305)، وابن الجارود (945)، وأبو يعلى (2116) و (2224)، والطحاوي 3/ 125، والحاكم 4/ 304 - 305 من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.

وأخرجه البيهقي 10/ 82 - 83 من طريق بكار بن الخصيب، عن حبيب المعلم، به.

وأخرجه عبد الرزاق (15891) من طريق إبراهيم بن يزيد، عن عطاء مرسلاً.

وفي الباب عن عمر بن عبد الرحمن بن عوف، عن رجال من الأنصار من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عند عبد الرزاق (15890)، وأبي داود (3306).

وفي هذا الحديث دليل على أن من جعل لله عليه أن يُصلي في مكانٍ، فصلى في غيره أجزأه ذلك.

قال في "بدائع الصنائع": وإن كان الشرط مقيداً لمكان بأن قال: لله عليَّ أن أصلي ركعتين في موضع كذا، أو أتصدق على فقراء في بلد كذا، يجوز أداؤه في غير ذلك المكان عند أبي حنيفة وأبي يوسف ومحمد بن الحسن.

ص: 186

الْوُضُوءُ. قَالَ (1): فَهَلْ بِالْبَلَدِ (2) أَحَدٌ؟ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، أَقْدَمُ رَجُلٍ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ عِلْمًا. قَالَ: مَنْ؟ قُلْتُ: عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ - قَالَ بَهْزٌ: فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ، فَجِيءَ بِهِ - قَالَ: فَبَعَثَ إِلَيْهِ فَقَالَ: حَدَّثَنِي جَابِرٌ: أَنَّهُمْ أَكَلُوا مَعَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ خُبْزًا وَلَحْمًا، فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ.

قَالَ: قَالَ لِعَطَاءٍ: مَا تَقُولُ - يَعْنِي فِي الْعُمْرَى؟ قَالَ: حَدَّثَنِي جَابِرٌ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " الْعُمْرَى جَائِزَةٌ "(3).

(1) القائل: هو سليمان بن هشام.

(2)

في (ق) ونسخة في (س): بالباب.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. بهز: هو ابن أسد العَمِّي، وهمام: هو ابن يحيى العَوْذي.

وأخرج الشطر الأول منه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 67 - 68 من طريق أبي عمر الحوضي، عن همام بن يحيى، بهذا الإسناد.

وأخرج قول جابر دون القصة: عبد الرزاق (647) و (664)، والطحاوي 1/ 67 و 68 من طرق عن عطاء بن أبي رباح، عن جابر.

والشطر الثاني منه سلف بهذا الإسناد برقم (14886).

سليمان بن هشام: هو سليمان بن هشام بن عبد الملك بن مروان الأموي، قال الذهبي في "تاريخ الإسلام- الطبقة الرابعة عشرة": أخذ عن عطاء وغيره. وولي غزو الروم، فلما بويع الوليد بن يزيد حَبَسه، ثم أخرجه يزيد الناقص وصيَّره من أمرائه، فلما ولي مروان هَرَب منه ثم أمَّنه، ثم خَلَع مروانَ وطمع في الخلافة، واستفحل أمرُه، وكاد أن يملك، واجتمع إليه نحوٌ من سبعين ألفاً فبعث مروانُ جيشه فهزموه، وتحصَّن بحمص، فسار إليه مروانُ بنفسه، فهرب ولحق بالضحَّاك الخارجي وبايعه، ثم ظفرت به المسوِّدة (أي: بنو العباس) فقتلوه في سنة اثنتين وثلاثين ومئة.

ص: 187

14921 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ وَسَعِيدِ بْنِ مِينَاء، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنِ الْمُحَاقَلَةِ، وَالْمُزَابَنَةِ، وَالْمُعَاوَمَةِ - وَقَالَ أَحَدُهُمَا: وَبَيْعِ السِّنِينَ - وَعَنْ الثُّنْيَا (1)، وَرَخَّصَ فِي الْعَرَايَا (2).

14922 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ مِهْرَانَ الْأَعْمَشُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سُفْيَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ يَأْكُلُونَ فِيهَا وَيَشْرَبُونَ، لَا يَبُولُونَ وَلَا يَتَغَوَّطُونَ، وَلَا يَتْفُلُونَ وَلَا يَمْتَخِطُونَ، طَعَامُهُمْ جُشَاءٌ وَرَشْحٌ كَرَشْحِ الْمِسْكِ "(3).

(1) في (م): وعن بيع الثنيا.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين من حديث سعيد بن ميناء، وأما متابعه أبو الزبير -وهو محمد بن مسلم بن تدرس- فمن رجال مسلم، وروى له البخاري مقروناً، وقد سلف الحديث من طريقه وحده برقم (14358).

وأخرجه البيهقي 5/ 304 من طريق عفان، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم ص 1175 (85)، وأبو داود (3375)، وابن ماجه (2266)، وابن الجارود (598)، والطحاوي 4/ 29، والبيهقي 5/ 304، والبغوي (2072) من طرق عن حماد بن زيد، به.

وسلف الحديث عند المصنف برقم (14841) عن يونس بن محمد عن حماد: وهو ابن سلمة.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد قوي على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سفيان -وهو طلحة بن نافع- فمن رجال مسلم، وهو صدوق لا بأس به. عبد الواحد: هو ابن زياد. وانظر (14401).

ص: 188

14923 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مُهِلِّينَ بِالْحَجِّ، فَطُفْنَا بِالْبَيْتِ، وَسَعَيْنَا بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، فَأَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ نَحِلَّ. قَالَ: فَخَرَجْنَا إِلَى الْبَطْحَاءِ، قَالَ: فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَقُولُ: عَهْدِي بِأَهْلِي الْيَوْمَ، فَقَالَ النَّاسُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" لَوِ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ مِنْهُ، لَأَحْلَلْتُ " وَلَمْ يَحِلَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِأَنَّهُ سَاقَ الْهَدْيَ، فَأَحْرَمْنَا حِينَ تَوَجَّهْنَا إِلَى مِنًى (1).

14924 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: نَحَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ سَبْعِينَ بَدَنَةً، الْبَدَنَةُ عَنْ سَبْعَةٍ (2).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه أبو يعلى (1897) من طريق جرير، عن الأعمش، بهذا الإسناد.

وسلف الحديث مختصراً بالإهلال من حديث أبي سفيان برقم (14380).

وانظر ما سلف برقم (14116).

(2)

حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن قيس، فقد روى له الترمذي وابن ماجه، وهو ثقة، وقول أبي بشر -وهو جعفر بن أبي وحشية-: أخبرنا، لعله أراد من الصحيفة، فقد ذكر بعض أهل العلم أن روايته عن سليمان من صحيفته ولم يدركه، والله تعالى أعلم، وقد سلف برقم (14808) من هذا الطريق نفسه وفيه هناك: عن سليمان، وهو أصحُّ.

عفان: هو ابن مسلم، وأبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليَشْكُري.

ص: 189

14925 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم طَلَبَ وَسَأَلَ أَهْلَهُ الْأُدْمَ، قَالَوا: مَا عِنْدَنَا إِلَّا خَلٌّ. قَالَ: فَدَعَا بِهِ. فَجَعَلَ يَأْكُلُ بِهِ، وَيَقُولُ:" نِعْمَ الْإِدَامُ (1) الْخَلُّ "(2).

14926 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ: أَنَّهُمْ كَانُوا لَا يَضَعُونَ أَيْدِيَهُمْ فِي الطَّعَامِ حَتَّى يَكُونَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم هُوَ يَبْدَأُ (3).

14927 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ: أَنَّ رَجُلًا ذَبَحَ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَتُودًا جَذَعًا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" لَا تُجْزِئُ عَنْ أَحَدٍ بَعْدَكَ " وَنَهَى أَنْ يَذْبَحُوا حَتَّى يُصَلُّوا (4).

(1) في (م) ونسخة في هامش (س): الأدم.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد قوي على شرط مسلم.

وأخرجه مسلم (2052)(166)، وأبو عوانة 5/ 406، والبيهقي 10/ 63 من طرق عن أبي عوانة، بهذا الإسناد. وانظر (14225).

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم، حميد: هو ابن أبي حميد الطويل، وأبو المتوكل: هو علي بن داود الناجي. وانظر (14785).

(4)

إسناده على شرط مسلم، وأبو الزبير لم يصرح بسماعه من جابر.

وأخرجه أبو يعلى (1779)، وعنه ابن حبان (5909) عن عبد الأعلى بن =

ص: 190

14928 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبَانُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: أَقْبَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، حَتَّى إِذَا كُنَّا بِذَاتِ الرِّقَاعِ، قَالَ: كُنَّا إِذَا أَتَيْنَا عَلَى شَجَرَةٍ ظَلِيلَةٍ تَرَكْنَاهَا لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَسَيْفُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُعَلَّقٌ بِشَجَرَةٍ، فَأَخَذَ سَيْفَ نَبِيِّ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَاخْتَرَطَهُ، ثُمَّ قَالَ لِرَسُولِ

= حماد، والطحاوي 4/ 172 من طريق الحجاج بن المنهال، كلاهما عن حماد ابن سلمة، بهذا الإسناد- ولفظ رواية أبي يعلى:

"لا يجزئ عن أحد بعدك أن يذبح حتى يصلي".

قال السندي: قوله: "عَتوداً" بفتح فضم: وهو الذي قوي على الرعي واستقلَّ بنفسه عن الأُم. "جَذَعاً" بفتحتين: وهو ما تمَّ له سنة من الغنم، وقيل دون ذلك.

قال: والظاهر أن في هذه الرواية سقطاً، والأصل: فأمره النبيُّ صلى الله عليه وسلم بالإعادة، فذَبَح عتوداً، والله تعالى أعلم.

قلنا: وهذا صحيح، ويشدُّه حديث البراء بن عازب: أن أبا بردة بن نيار -وهو خاله- ذبح قبل الصلاة، فلما سمع النبي صلى الله عليه وسلم ينهى عن ذلك، قال: يا رسول الله، إن عندي جذعةً خير من مسنَّةٍ! قال:"اجعلها مكانَها، ولن تُجزئَ عن أحد بعدَك". وحديث البراء هذا في "الصحيحين"، وسيأتي في مسنده 4/ 303، وصححه ابن حبان (5906)، وانظر تمام تخريجه هناك.

وفي الباب عن أنس بن مالك، سلف برقم (12120).

وسلف أمر النبي صلى الله عليه وسلم من كان نحر قبل الصلاة إن يعيد، برقم (14130) من طريق أبي الزبير عن جابر.

وسلف جواز أن يضحي الرجل بجذعة برقم (14348) من طريق أبي الزبير أيضاً عن جابر.

ص: 191

اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَتَخَافُنِي؟ قَالَ: " لَا " قَالَ: فَمَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي " قَالَ: " اللهُ يَمْنَعُنِي مِنْكَ " قَالَ: فَتَهَدَّدَهُ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَغْمَدَ السَّيْفَ وَعَلَّقَهُ.

فَنُودِيَ بِالصَّلَاةِ، فَصَلَّى بِطَائِفَةٍ رَكْعَتَيْنِ، وَتَأَخَّرُوا، وَصَلَّى بِالطَّائِفَةِ الْأُخْرَى رَكْعَتَيْنِ، فَكَانَتْ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَرْبَعُ رَكَعَاتٍ، وَلِلْقَوْمِ رَكْعَتَانِ (1).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبان -وهو ابن يزيد العَطَّار- فقد احتجَّ به مسلم، وروى له البخاري تعليقاً.

وأخرجه أبو نعيم في "دلائل النبوة"(146) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد، وليس فيه ذكر صلاة الخوف.

وأخرجه مطولاً ومختصراً ابن أبي شيبة 2/ 464 - 465، ومسلم (843)(311) وص 1787، وأبو عوانة 2/ 365، وابن حبان (2884)، والبيهقي في "السنن" 3/ 259، وفي "الدلائل" 3/ 275، والبغوي (1095) من طريق عفان ابن مسلم، به. وعلَّقه البخاري مطولاً برقم (4136) عن أبان.

وأخرجه دون قصة الرجل الذي اخترط السيف: الطحاويُّ في "شرح معاني الآثار" 1/ 315، وفي "شرح مشكل الآثار"(4220) من طريق موسى بن إسماعيل، عن أبان.

وأخرجه كذلك مسلم (843)(312)، وابن خزيمة (1352)، وأبو عوانة 2/ 365 - 366 من طريق معاوية بن سلام، عن يحيى بن أبي كثير، به.

وأخرج الشافعي 1/ 176 - 177، وابن أبي شيبة 2/ 464، والنسائي 3/ 178 و 179، وابن خزيمة (1353)، والدارقطني 2/ 60 و 61، والبيهقي 3/ 259 من طريق الحسن، عن جابر: أن النبي صلى الله عليه وسلم صَلَّى بطائفة مع أصحابه ركعتين ثم سلم، ثم صلى بآخرين أيضاً ركعتين ثم سلم- وبعضهم يزيد فيه على بعض.

ص: 192

14929 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَاتَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُحَارِبَ خَصَفَةَ بِنَخْلٍ، فَرَأَوْا مِنَ الْمُسْلِمِينَ غِرَّةً، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْهُمْ يُقَالَ لَهُ: غَوْرَثُ بْنُ الْحَارِثِ، حَتَّى قَامَ عَلَى رَأْسِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالسَّيْفِ، فَقَالَ: مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي؟ قَالَ: " اللهُ " فَسَقَطَ السَّيْفُ مِنْ يَدِهِ، فَأَخَذَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:" مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي؟ " قَالَ: كُنْ كَخَيْرِ آخِذٍ. قَالَ: " أَتَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ؟ " قَالَ: لَا، وَلَكِنِّي أُعَاهِدُكَ أَنْ لَا أُقَاتِلَكَ، وَلَا أَكُونَ مَعَ قَوْمٍ يُقَاتِلُونَكَ. فَخَلَّى سَبِيلَهُ. قَالَ: فَذَهَبَ إِلَى أَصْحَابِهِ، قَالَ: قَدْ جِئْتُكُمْ مِنْ عِنْدِ خَيْرِ النَّاسِ.

فَلَمَّا كَانَ الظُّهْرُ أَوِ الْعَصْرُ، صَلَّى بِهِمْ صَلَاةَ الْخَوْفِ، فَكَانَ النَّاسُ طَائِفَتَيْنِ: طَائِفَةً بِإِزَاءِ عَدُوِّهِمْ، وَطَائِفَةً صَلَّوْا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَصَلَّى بِالطَّائِفَةِ الَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ انْصَرَفُوا فَكَانُوا مَكَانَ (1) أُولَئِكَ الَّذِينَ كَانُوا بِإِزَاءِ عَدُوِّهِمْ، وَجَاءَ أُولَئِكَ فَصَلَّى بِهِمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَكْعَتَيْنِ، فَكَانَ لِلْقَوْمِ رَكْعَتَانِ رَكْعَتَانِ، وَلِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَرْبَعُ رَكَعَاتٍ (2).

= ولقصة الرجل مع النبي صلى الله عليه وسلم انظر (14335).

ولصلاة الخوف انظر ما سلف برقم (14180).

(1)

في (ق) ونسخة في (س): بمكان.

(2)

حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن قيس اليشكري، فقد روى له الترمذي وابن ماجه، وهو ثقة، وأبو بشر -وهو جعفر =

ص: 193

14930 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَتَى الْعَالِيَةَ فَمَرَّ بِالسُّوقِ، فَمَرَّ بِجَدْيٍ أَسَكَّ مَيِّتٍ، فَتَنَاوَلَهُ فَرَفَعَهُ، ثُمَّ قَالَ:" بِكَمْ تُحِبُّونَ أَنَّ هَذَا لَكُمْ؟ " قَالَوا: مَا نُحِبُّ أَنَّهُ لَنَا بِشَيْءٍ. وَمَا نَصْنَعُ بِهِ؟! قَالَ: " بِكَمْ

= ابن أبي وحشية- لم يسمع منه، وروايته عنه من صحيفته عن جابر. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري.

وأخرجه عبد بن حميد (1096)، وأبو يعلى (1778)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 315، وابن حبان (2883)، والحاكم 3/ 29، والبيهقي في "الدلائل" 3/ 375 - 376 من طرق عن أبي عوانة الوضاح، بهذا الإسناد.

وأخرجه بنحوه الطبري في "التفسير" 5/ 246، والطحاوي 1/ 317، وابن حبان (2882) من طريق قتادة، عن سليمان بن قيس اليشكري، به. وقال فيه: خرجنا نتلقى عيراً لقريش أتت من الشام حتى إذا كنا بنخل

فذكره. ورواية قتادة عن سليمان كرواية أبي بشر عنه.

وسيأتي الحديث عن سريج بن النعمان، عن أبي عوانة برقم (15192).

وأشار البخاري بإثر الحديث رقم (4136) إلى رواية أبي عوانة، عن أبي بشر.

وانظر الحديث السابق.

قال الحافظ في "الفتح" 7/ 418: خَصَفَة، بفتح الخاء المعجمة والصاد المهملة ثم الفاء: هو ابن قيس بن عيلان بن إلياس بن مُضَر، ومحارب: هو ابن خَصَفة، والمحاربيون من قيس يُنسَبون إلى محارب بن خصفة هذا، وفي مضر محاربيون أيضاً غيرهم

فلهذه النكتة أُضيفت محارب إلى خَصَفة لقصد التمييز عن غيرهم من المحاربيين، كأنه قال: محارب الذين ينسبون إلى خَصَفة، لا الذين ينسبون إلى فهر ولا غيرهم.

ونخل: هو مكان من المدينة على يومين، وهو بواد يقال له: شَدخ، وبذلك الوادي طوائف من قيس من بني فزارة وأنمار وأشجع، ذكره أبو عبيد البكري 2/ 1303.

ص: 194

تُحِبُّونَ أَنَّهُ لَكُمْ؟! " قَالَوا: وَاللهِ لَوْ كَانَ حَيًّا، لَكَانَ عَيْبًا فِيهِ أَنَّهُ أَسَكُّ، فَكَيْفَ وَهُوَ مَيِّتٌ! قَالَ: " فَوَاللهِ لَلدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللهِ مِنْ هَذَا عَلَيْكُمْ " (1).

14931 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، حَدَّثَنَا مُجَاهِدٌ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَدِمْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ نَقُولُ: لَبَّيْكَ بِالْحَجِّ، فَأَمَرَنَا فَجَعَلْنَاهَا عُمْرَةً (2).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير جعفر -وهو ابن محمد بن علي بن الحسين-، فمن رجال مسلم. وهيب: هو ابن خالد.

وأخرجه أبو عوانة في الفتن كما في "إتحاف المهرة" 3/ 333 - 334 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.

وأخرجه الحسين المروزي في "زوائده" على "زهد ابن المبارك"(983)، والبخاري في "الأدب المفرد"(962)، ومسلم (2957)، وأبو داود (186)، وابن أبي عاصم في "الزهد"(133) و (136)، وأبو عوانة 3/ 333 - 334، والبيهقي في "الشعب"(10467) من طرق عن جعفر بن محمد الصادق، به- وهو عند بعضهم مختصر.

وأخرجه ابن أبي شيبة 13/ 245 من طريق الحجاج بن أرطاة، عن أبي جعفر محمد بن علي، به.

وفي الباب عن عبد الله بن عباس، سلف برقم (3047)، وانظر تتمة شواهده هناك.

الأَسكُّ: هو مقطوع الأذنين أو صغيرهما.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أيوب: هو ابن أبي تميمة السَّخْتِياني، ومجاهد: هو ابن جبر. وانظر (14833).

ص: 195

14932 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ، حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، قَالَ: سُئِلَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ: كَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَصْنَعُ بِالْخُمُسِ؟ قَالَ: كَانَ يَحْمِلُ الرَّجُلَ مِنْهُ فِي سَبِيلِ اللهِ، ثُمَّ الرَّجُلَ ثُمَّ الرَّجُلَ (1).

14933 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي حُصَيْنٌ وَعَمْرُو بْنُ مُرَّةَ سَمِعَا سَالِمًا، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرًا قَالَ: أَصَابَنَا عَطَشٌ، فَجَهَشْنَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَوَضَعَ يَدَهُ فِي تَوْرٍ مِنْ مَاءٍ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَجَعَلَ يَثُورُ مِنْ خِلَالِ أَصَابِعِهِ كَأَنَّهَا عُيُونٌ؛ وقَالَ عَمْرٌو وَحُصَيْنٌ كِلَاهُمَا: قَالَ: " خُذُوا بِاسْمِ اللهِ " حَتَّى وَسِعَنَا وَكَفَانَا.

وقَالَ لِجَابِرٍ: كَمْ كُنْتُمْ؟ قَالَ: كُنَّا أَلْفًا وَخَمْسَ مِئَةٍ، وَلَوْ كُنَّا مِئَةَ أَلْفٍ لَكَفَانَا (2).

14934 -

حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سَلَمَةَ - يَعْنِي ابْنَ كُهَيْلٍ -، عَنْ عَطَاءٍ، وَأَبِي الزُّبَيْرِ

(1) إسناده حسن من أجل الحجاج -وهو ابن أرطاة-، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. عبد الواحد: هو ابن زياد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 435 عن عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. حصين: هو ابن عبد الرحمن السلمي، وعمرو بن مُرَّة هو ابن عبد الله بن طارق الجَمَلي المرادي الكوفي. وانظر (14806).

ص: 196

عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ رَجُلًا مَاتَ وَتَرَكَ مُدَبَّرًا وَدَيْنًا، فَأَمَرَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَبِيعُوهُ فِي دَيْنِهِ، فَبَاعُوهُ بِثَمَانِ مِئَةٍ (1).

14935 -

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، حَدَّثَنَا عَامِرٌ، حَدَّثَنِي جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ: أَنَّ أَبَاهُ تُوُفِّيَ وَعَلَيْهِ دَيْنٌ، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ أَبِي تُوُفِّيَ وَعَلَيْهِ دَيْنٌ (2)، وَلَيْسَ عِنْدِي إِلَّا مَا يُخْرِجُ نَخْلُهُ، فَلَا يَبْلُغُ مَا يَخْرُجُ سِنِينَ (3) مَا عَلَيْهِ،

(1) حديث صحيح دون قوله: "مات وترك دَيْناً"، وهذا إسناد ضعيف، شريك -وهو ابن عبد الله النخعي- سيئ الحفظ، وقد أخطأ -كما قال بعض أهل العلم- في قوله:"أن رجلاً مات وترك ديناً"، فالمحفوظ في حديث جابر: أن سيد المدبَّر كان حيّاً يوم بيعه، ولم يذكر أحد أنه كان مَديناً، وإنما ذكروا أنه لم يكن له مال غيره. انظر (14133) و (14987) و (15229).

وهذا الحديث أخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4939)، والدارقطني 4/ 139، والبيهقي 10/ 311 من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، بهذا الإسناد.

وأخرجه بنحوه الطحاوي (4938) من طريق محمد بن سعيد بن الأصبهاني، و (4940) من طريق خلف بن هشام، كلاهما عن شريك، به- ولم يذكر خلفٌ في حديثه أبا الزبير.

وأخرجه مختصراً ابن أبي شيبة 14/ 153، وعنه أبو يعلى (1932) عن شريك، به- واقتصر فيه على قوله:"أن النبي صلى الله عليه وسلم باع مدبَّراً"، وقد سلف هكذا من طريق عطاء وأبي الزبير برقم (14215) و (14216)، وانظر الإحالة على طرق الحديث في "المسند" هناك.

(2)

في (س) و (ق)؛ إن أبي عليه ديْن، والمثبت من (م) ونسخة في هامش (س).

(3)

في (م) و (س): سندس، وضبب عليها في (س)، وأشار على الهامش إلى أنه في نسخة: سنتين، وفي نسخة: سنين، وأثبتنا هذه الأخيرة لموافقتها =

ص: 197

قَالَ: فَانْطَلَقَ مَعِي لِكَيْ لَا يَفَحَّشَ عَلَيَّ الْغُرَمَاءُ. فَمَشَى حَوْلَ بَيْدَرٍ مِنْ بَيَادِرِ التَّمْرِ، ثُمَّ دَعَا وَجَلَسَ عَلَيْهِ، وَقَالَ:" أَيْنَ غُرَمَاؤُهُ؟ " فَأَوْفَاهُمُ الَّذِي لَهُمْ، وَبَقِيَ مِثْلُ الَّذِي أَعْطَاهُمْ (1).

14936 -

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ يَأْتِينِي بِخَبَرِ الْقَوْمِ يَوْمَ الْأَحْزَابِ؟ " قَالَ الزُّبَيْرُ: أَنَا. ثُمَّ قَالَ: " مَنْ يَأْتِينِي بِخَبَرِ الْقَوْمِ؟ " فَقَالَ الزُّبَيْرُ: أَنَا، قَالَ:" مَنْ يَأْتِينِي بِخَبَرِ الْقَوْمِ؟ " فَقَالَ الزُّبَيْرُ: أَنَا. قَالَ: " لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيٌّ، وَإِنَّ حَوَارِيَّ الزُّبَيْرُ "(2).

= رواية البخاري والنسائي.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو نعيم: هو الفضل بن دكين، وزكريا: هو ابن أبي زائدة، وعامر: هو ابن شراحِيل.

وأخرجه البخاري (3580) عن أبي نعيم، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي 6/ 245 من طريق إسحاق بن يوسف الأزرق، عن زكريا، به. وانظر (14359).

قوله: "فلا يبلغ ما يخرج سنينَ"، أي: في مدة سنين. "ما عليه"، أي: من الدَّيْن. قاله الحافظ في "الفتح" 6/ 593.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو نعيم: هو الفضل بن دكين، وسفيان: هو الثوري.

وأخرجه عبد بن حميد (1088)، والبخاري (2846)، والترمذي (3745)، والبيهقي في "السنن" 6/ 367 - 368 و 9/ 148، والبغوي (3918) من طريق أبي نعيم، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (4113)، ومسلم (2415)، وابن ماجه (122)، =

ص: 198

14937 -

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرًا قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: بَايِعْنِي عَلَى الْإِسْلَامِ، فَبَايَعَهُ عَلَى الْإِسْلَامِ، ثُمَّ جَاءَ مِنَ الْغَدِ مَحْمُومًا، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَقِلْنِي. فَأَبَى، ثُمَّ جَاءَ مِنَ الْغَدِ مَحْمُومًا، فَقَالَ: أَقِلْنِي. فَأَبَى، فَلَمَّا وَلَّى قَالَ:" الْمَدِينَةُ كَالْكِيرِ، تَنْفِي خَبَثَهَا، وَيَنْصَعُ طَيِّبَهَا "(1)

14938 -

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا سَقَطَتْ مِنْ أَحَدِكُمْ لُقْمَةٌ، فَلْيُمِطْ مَا أَصَابَهَا مِنَ الْأَذَى، وَلَا يَدَعْهَا لِلشَّيْطَانِ، وَلَا يَمْسَحْ يَدَهُ بِالْمِنْدِيلِ حَتَّى يَلْعَقَهَا أَوْ يُلْعِقَهَا، فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي فِي أَيِّ طَعَامِهِ الْبَرَكَةُ "(2).

14939 -

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ

= والترمذي (3745)، والنسائي في "الكبرى"(8211) و (8841)، وأبو عوانة 4/ 300 - 301، والبيهقي في "السنن" 6/ 367 - 368، وفي "الدلائل" 3/ 431 من طرق عن سفيان الثوري، به. وانظر (14297).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (14300).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الزبير -وهو محمد بن مسلم بن تَدْرُس-، فمن رجال مسلم، وقد صرح بسماعه من جابر في رواية ابن جريج عنه، وسلفت الإشارة إلى ذلك عند الحديث رقم (14221).

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(6777)، والبيهقي 7/ 278 من طريق أبي نعيم، بهذا الإسناد.

ص: 199

عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ عَرْشَ إِبْلِيسَ عَلَى الْبَحْرِ، فَيَبْعَثُ سَرَايَاهُ، فَأَعْظَمُهُمْ عِنْدَهُ، أَعْظَمُهُمْ فِتْنَةً "(1).

14940 -

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ إِبْلِيسَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يَعْبُدَهُ الْمُصَلُّونَ، وَلَكِنْ فِي التَّحْرِيشِ بَيْنَهُمْ "(2).

حَدَّثَنَاهُ وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ مَعْنَاهُ.

14941 -

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:" يُبْعَثُ كُلُّ عَبْدٍ عَلَى مَا مَاتَ عَلَيْهِ "(3).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، وقد صرح أبو الزبير بالسماع فيما سيأتي برقم (15119).

وأخرجه أبو عوانة في المنافقين وفي البعث كما في "إتحاف المهرة" 3/ 403 من طريق أبي نعيم، بهذا الإسناد. وانظر (14554).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وقد صرح أبو الزبير بالسماع فيما سيأتي برقم (15118).

وأخرجه أبو عوانة في المنافقين كما في "إتحاف المهرة" 3/ 407 من طريق أبي نعيم، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو يعلى (2154)، وابن حبان (5941) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن أبي الزبير، به.

وانظر ما سلف برقم (14366).

(3)

إسناده قوي على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي =

ص: 200

14942 -

حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ - يَعْنِي الزُّبَيْرِيَّ -، حَدَّثَنَا مَعْقِلٌ - يَعْنِي ابْنَ عُبَيْدِ اللهِ الْجَزَرِيَّ -، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حُجَّاجًا لَا نُرِيدُ إِلَّا الْحَجَّ، وَلَا نَنْوِي غَيْرَهُ، حَتَّى إِذَا بَلَغْنَا سَرِفَ، حَاضَتْ عَائِشَةُ، فَدَخَلَ عَلَيْهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهِيَ تَبْكِي، فَقَالَ:" مَا لَكِ (1) تَبْكِينَ؟ " قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَصَابَنِي الْأَذَى. قَالَ:" إِنَّمَا أَنْتِ مِنْ بَنَاتِ آدَمَ، يُصِيبُكِ مَا يُصِيبُهُنَّ ".

قَالَ: وَقَدِمْنَا الْكَعْبَةَ (2) فِي أَرْبَعٍ مَضَيْنَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ أَيَّامًا أَوْ لَيَالِيَ، فَطُفْنَا بِالْبَيْتِ، وَبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَمَرَنَا، فَأَحْلَلْنَا الْإِحْلَالَ كُلَّهُ، قَالَ: فَتَذَاكَرْنَا بَيْنَنَا، فَقُلْنَا: خَرَجْنَا حُجَّاجًا لَا نُرِيدُ إِلَّا الْحَجَّ، وَلَا نَنْوِي غَيْرَهُ، حَتَّى إِذَا لَمْ يَكُنْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ عَرَفَاتٍ إِلَّا أَرْبَعَةُ أَيَّامٍ أَوْ لَيَالٍ، خَرَجْنَا إِلَى عَرَفَاتٍ وَمَذَاكِيرُنَا تَقْطُرُ الْمَنِيَّ مِنَ النِّسَاءِ! قَالَ: فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَامَ خَطِيبًا، فَقَالَ: " أَلَا إِنَّ الْعُمْرَةَ قَدْ دَخَلَتْ فِي الْحَجِّ، وَلَوِ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ، مَا سُقْتُ الْهَدْيَ، وَلَوْلَا

= سفيان -وهو طلحة بن نافع-، فمن رجال مسلم، وهو صدوق لا بأس به.

وأخرجه عبد بن حميد (1013)، والحاكم 2/ 452 من طريق أبي نعيم، بهذا الإسناد، وصححه الحاكم على شرط مسلم.

وسلف الحديث عن أبي أحمد، عن سفيان الثوري برقم (14543).

(1)

في (م): ما بالُك.

(2)

في (ق) ونسخة في هامش (س): وقدمنا مكة.

ص: 201

الْهَدْيُ لَأَحْلَلْتُ، فَمَنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ هَدْيٌ، فَلْيَحِلَّ ".

فَقَامَ سُرَاقَةُ بْنُ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، خَبِّرْنَا خَبَرَ قَوْمٍ كَأَنَّمَا وُلِدُوا الْيَوْمَ، أَلِعَامِنَا هَذَا، أَمْ لِلْأَبَدِ؟ قَالَ:" لَا، بَلْ لِلْأَبَدِ ". قَالَ: فَأَتَيْنَا عَرَفَاتٍ وَانْصَرَفْنَا مِنْهَا، ثُمَّ إِنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أَجِدُ فِي نَفْسِي، قَدِ اعْتَمَرُوا! قَالَ:" إِنَّ لَكِ مِثْلَ مَا لَهُمْ " قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أَجِدُ فِي نَفْسِي. فَوَقَفَ بِأَعْلَى وَادِي مَكَّةَ، وَأَمَرَ أَخَاهَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي بَكْرٍ، فَأَرْدَفَهَا حَتَّى بَلَغَتِ التَّنْعِيمَ، ثُمَّ أَقْبَلَتْ (1).

14943 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَخَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَا: حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ - يَعْنِي ابْنَ صُبَيْحٍ -، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَدِمْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم صُبْحَ أَرْبَعٍ مَضَيْنَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ مُهِلِّينَ بِالْحَجِّ كُلُّنَا، فَأَمَرَنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَطُفْنَا بِالْبَيْتِ، وَصَلَّيْنَا الرَّكْعَتَيْنِ وَسَعَيْنَا بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، ثُمَّ أَمَرَنَا

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد جيد رجاله ثقات رجال الشيخين غير معقل بن عبيد الله الجزري، فمن رجال مسلم، وهو صدوق.

وأخرجه مختصراً الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4306) من طريق أبي نعيم، عن معقل بن عبيد الله، بهذا الإسناد- ولم يذكر فيه قصة عائشة وسؤال سراقة. وانظر (14279).

وقصة عائشة في أول الحديث وآخره سلف نحوها من حديث أبي الزبير، عن جابر برقم (14322).

ص: 202

فَقَصَّرْنَا، ثُمَّ قَالَ:" أَحِلُّوا " قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، حِلُّ مَاذَا؟ قَالَ:" حِلُّ مَا يَحِلُّ لِلْحَلَالِ مِنَ النِّسَاءِ وَالطِّيبِ ". قَالَ: فَغُشِيَتِ النِّسَاءُ، وَسَطَعَتِ الْمَجَامِرُ. قَالَ خَلَفٌ: وَبَلَغَهُ أَنَّ بَعْضَهُمْ يَقُولُ: يَنْطَلِقُ أَحَدُنَا إِلَى مِنًى وَذَكَرُهُ يَقْطُرُ مَنِيًّا! قَالَ: فَخَطَبَهُمْ، فَحَمِدَ اللهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ:" إِنِّي لَوْ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ، مَا سُقْتُ الْهَدْيَ، وَلَوْ لَمْ أَسُقِ الْهَدْيَ لَأَحْلَلْتُ، أَلَا فَخُذُوا مَنَاسِكَكُمْ ". قَالَ: فَقَامَ الْقَوْمُ بِحِلِّهِمْ، حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ وَأَرَادُوا التَّوَجُّهَ إِلَى مِنًى، أَهَلُّوا بِالْحَجِّ.

قَالَ: فَكَانَ الْهَدْيُ عَلَى مَنْ وَجَدَ، وَالصِّيَامُ عَلَى مَنْ لَمْ يَجِدْ، وَأَشْرَكَ بَيْنَهُمْ فِي هَدْيِهِمُ الْجَزُورَ بَيْنَ سَبْعَةٍ، وَالْبَقَرَةَ بَيْنَ سَبْعَةٍ، وَكَانَ طَوَافُهُمْ بِالْبَيْتِ وَسَعْيُهُمْ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ لِحَجِّهِمْ وَعُمْرَتِهِمْ طَوَافًا وَاحِدًا، وَسَعْيًا وَاحِدًا (1).

(1) حديث صحيح دون قوله: "طوافاً واحداً"، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد من أجل الربيع بن صبيح، فإنه يعتبر به.

وأخرجه الطيالسي (1676) عن الربيع بن صبيح، بهذا الإسناد.

وأخرجه مختصراً جداً الدارقطني 2/ 258 - 259 من طريق إسحاق بن يوسف الأزرق، عن الربيع بن صبيح، به- ولفظه: ما طاف لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا طوافاً واحداً، وسعياً واحداً، لحجته وعمرته.

وانظر ما قبله وما سلف برقم (14265) و (14900).

وانظر ما سلف برقم (14116).

وقوله: "طوافاً واحداً" خولف فيه الربيع بن صبيح، فقد ثبت عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم طاف بالبيت طوافاً آخر يوم النحر، انظر ما سلف برقم (14900)، =

ص: 203

14944 -

حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا قَطَنٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَا نَحْسِبُ إِلَّا أَنَّنَا حُجَّاجًا، فَلَمَّا قَدِمْنَا مَكَّةَ نُودِيَ فِينَا:" مَنْ كَانَ مِنْكُمْ لَيْسَ مَعَهُ هَدْيٌ، فَلْيَحِلَّ، وَمَنْ كَانَ مَعَهُ هَدْيٌ، فَلْيُقِمْ عَلَى إِحْرَامِهِ " قَالَ: فَأَحَلَّ النَّاسُ بِعُمْرَةٍ إِلَّا مَنْ كَانَ سَاقَ الْهَدْيَ، قَالَ: وَبَقِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَمَعَهُ مِئَةُ بَدَنَةٍ، وَقَدِمَ عَلِيٌّ مِنَ الْيَمَنِ، فَقَالَ لَهُ:" بِأَيِّ شَيْءٍ أَهْلَلْتَ؟ " قَالَ: قُلْتُ: اللهُمَّ إِنِّي أُهِلُّ بِمَا أَهَلَّ بِهِ نَبِيُّكَ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: فَأَعْطَاهُ نَيِّفًا عَلَى الثَّلَاثِينَ مِنَ الْبُدْنِ، قَالَ: ثُمَّ ثَبَتَا (1) عَلَى إِحْرَامِهِمَا حَتَّى بَلَغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ (2).

14945 -

حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" النَّاسُ مَعَادِنُ، فَخِيَارُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، خِيَارُهُمْ فِي الْإِسْلَامِ إِذَا فَقُِهُوا "(3).

= وهذا الطواف ركنٌ من أركان الحجِّ ثبت في الكتَاب والسنة.

(1)

في (م): ثم بقيا.

(2)

حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير قطن هذا، فلم نتبينه، وهو فيما نحسب محرف عن فطر -وهو ابن خليفة-، فقد روى عنه أبو أحمد الزبيري، فإن كان كذلك، فهو تحريف قديم، فقد وقع هكذا (قطن) في "أطراف المسند" 1/ 116، لكن للحديث طرق أخرى يصح بها.

أبو أحمد الزبيري: هو محمد بن عبد الله بن الزبير، وأبو الزبير: هو محمد ابن مسلم بن تَدْرُس المكي. وانظر (14116)، وليس فيه قصة قدوم علي، وقد سلفت هذه القصة من طريق عطاء برقم (14409).

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي =

ص: 204

14946 -

حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: دَفَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَعَلَيْهِ السَّكِينَةُ، وَأَوْضَعَ فِي وَادِي مُحَسِّرٍ، وَأَرَاهُمْ مِثْلَ حَصَى الْخَذْفِ، وَأَمَرَهُمْ بِالسَّكِينَةِ، وَقَالَ:" لِتَأْخُذْ أُمَّتِي مَنَاسِكَهَا، فَإِنِّي لَا أَدْرِي لَعَلِّي لَا أَلْقَاهُمْ بَعْدَ عَامِي هَذَا "(1).

14947 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ، حَدَّثَنَا ابْنُ مُبَارَكٍ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي الْمُصَبِّحِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ اغْبَرَّتْ قَدَمَاهُ فِي سَبِيلِ اللهِ، فَهُمَا حَرَامٌ عَلَى النَّارِ "(2).

= الزبير، فمن رجال مسلم، وقد صرَّح بالسماع من جابر فيما سيأتي برقم (15112). سفيان: هو ابن سعيد الثوري.

وله شاهد من حديث أبي هريرة في "الصحيحين"، وقد سلف عند المصنف برقم (7496).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو مكرر (14553).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة حصين: وهو ابن حرملة المهري، فإنه لم يذكر من ترجمه راوياً عنه غير عتبة بن أبي حكيم، وذكره ابن حبان في "الثقات" 6/ 213، وله ترجمة في "التاريخ الكبير" للبخاري 3/ 10، و"الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم 3/ 191، وفي "التعجيل"(212). وعتبة ابن أبي حكيم صدوق من رجال السنن، وباقي رجال الإسناد ثقات من رجال الشيخين غير أبي المُصبِّح المَقْرَائِي، فمن رجال أبي داود.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد"(113)، وأبو يعلى (2075)، والطبراني في "مسند الشاميين"(755) من طرق عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد.

وهو في كتاب "الجهاد" لابن المبارك (32) مطولاً فيه قصة لجابر مع =

ص: 205

14948 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانَ الْوَرَّاقُ أَبُو إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ جَارِيَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: أَتَى ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَنْزِلِي شَاسِعٌ، وَأَنَا مَكْفُوفُ الْبَصَرِ، وَأَنَا أَسْمَعُ

= مالك بن عبد الله الخثعمي، وأخرجه من طريقه مطولاً: الطيالسي (1772)، وابن حبان (4604)، والبيهقي 9/ 162.

وسيأتي عند المصنف 5/ 225 عن الوليد بن مسلم، حدثنا ابن جابر، أن أبا المصبِّح الأوزاعي حدثهم قال: بينا نسير في درب قَلَمْيَةَ إذ نادى الأمير مالك بن عبد الله الخثعمي رجلاً يقودُ فرسه في عراض الجبل: يا أبا عبد الله، ألا تركب؟ قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول

فذكره. وهذا إسناد صحيح، وابن جابر: هو عبد الرحمن بن يزيد بن جابر الأزدي الشامي، وأبو عبد الله الذي ناداه الأمير مالك بن عبد الله: هو الصحابي جابر بن عبد الله، وهذه كنيته.

وروي عن مالك بن عبد الله الخثعمي عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو غير محفوظ، وإسناده ليس بالقائم، سيأتي عند المصنف 5/ 226.

وله شاهد من حديث أبي عَبْس عند البخاري (907) و (2811)، وسيأتي 3/ 479.

وآخر من حديث أبي الدرداء، سيأتي 6/ 443 - 444.

وثالث من حديث أبي بكر الصديق عند المروزي في "مسند أبي بكر"(21)، والبزار في "مسنده"(22)، وابن أبي عاصم في "الجهاد"(115).

ورابع من حديث عثمان بن عفان عند ابن أبي عاصم (116) و (117)، والبزار في "مسنده"(388).

وخامس من حديث أبي أمامة عند ابن أبي عاصم (118)، وابن عدي في "الكامل" 2/ 587، والطبراني في "الكبير"(4782).

قلنا: وأسانيد هذه الشواهد -عدا حديث أبي عَبْس- ضعيفة.

وانظر في الباب حديث أبي هريرة السالف برقم (7480).

ص: 206

الْأَذَانَ. قَالَ: " فَإِنْ سَمِعْتَ الْأَذَانَ، فَأَجِبْ، وَلَوْ حَبْوًا " أَوْ " زَحْفًا "(1).

(1) إسناده ضعيف، عيسى بن جارية. قال ابن معين: ليس بذاك عنده مناكير، وقال أبو داود: منكر الحديث، وذكره العقيلي والساجي في الضعفاء، وقال ابن عدي: أحاديثه غير محفوظة، وقال أبو زرعة: لا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب": فيه لِينٌ. يعقوب: هو ابن عبد الله بن سعد القُمِّي، قال الحافظ: صدوق يهم.

وأخرجه عبد بن حميد (1148)، وأبو يعلى (1803) و (1885) و (2073)، وابن حبان (2063)، والطبراني في "الأوسط"(3738) من طرق عن يعقوب القمي، بهذا الإسناد.

قلنا: وقد روي الحديث عن ابن أم مكتوم نفسه، لكن دون قوله:"ولو حبواً أو زحفاً" فهي لفظه منكرة، وسيأتي عند المصنف برقم (15490) و (15491).

وفي الباب عن أبي هريرة عند مسلم (653)، والنسائي 2/ 109، وأبىِ عوانة 2/ 6، والبيهقي 3/ 57، قال: أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم رجلٌ أعمى، فقال: يا رسول الله، إنه ليس لي قائد يقودني إلى المسجد. فسأَل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرخِّصَ له فيصليَ في بيته، فرخَّص له، فلما ولَّى دعاه فقال:"هل تسمع النداءَ بالصلاة؟ " فقال: نعم. قال: "فأَجِبْ".

قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 2/ 126: قد ذهب إلى كون صلاة الجماعة فرض عين: عطاءٌ، والأوزاعيُّ، وأحمد، وجماعة من محدثي الشافعية كأبي ثور، وابن خزيمة، وابن المنذر، وبالغ داود ومن تبعه، فجعلها شرطاً في صحة الصلاة، وقال أحمد: إنها واجبة غير شرط. وظاهر نصِّ الشافعي أنها فرض كفاية، وعليه جمهور المتقدمين من أصحابه، وقال به كثيرٌ من الحنفية والمالكية. والمشهور عند الباقين أنها سنة مؤكدة.

وقال الشوكاني في "نيل الأوطار" 3/ 158: وأعدل الأقوال وأقربها إلى =

ص: 207

14949 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْجَوَّابِ، حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ رُزَيْقٍ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: جَهَّزَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَيْشًا لَيْلَةً حَتَّى ذَهَبَ نِصْفُ اللَّيْلِ، أَوْ بَلَغَ ذَلِكَ، ثُمَّ خَرَجَ، فَقَالَ:" قَدْ صَلَّى النَّاسُ وَرَقَدُوا، وَأَنْتُمْ تَنْتَظِرُونَ هَذِهِ الصَّلَاةَ، أَمَا إِنَّكُمْ لَنْ تَزَالُوا فِي صَلَاةٍ مَا انْتَظَرْتُمُوهَا "(1).

14950 -

حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ أَرَادَ أَنْ يَصُومَ، فَلْيَتَسَحَّرْ بِشَيْءٍ "(2).

= الصواب أن الجماعة من السنن المؤكدة التي لا يُخلُّ بملازمتها ما أمكن إلا محروم أو مشؤوم، وأما أنها فرض عين أو كفاية، أو شرط لصحة الصلاة، فلا.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد قوي على شرط مسلم. أبو الجوَّاب: هو أحوص بن جَوَّاب، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو سفيان: هو طلحة ابن نافع.

وأخرجه أبو يعلى (1936)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 157 من طريق زائدة بن قدامة، عن الأعمش، بهذا الإسناد.

وانظر ما سلف برقم (14743).

(2)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، شريك -وهو ابن عبد الله النخعي- سيئ الحفظ، وعبد الله بن محمد بن عقيل ضعيف وكلاهما يعتبر به. أبو أحمد الزبيري: هو محمد بن عبد الله بن الزبير.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 8، وعنه أبو يعلى (1930) عن محمد بن عبد =

ص: 208

14951 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيِّ أَنَّهُ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَمْشِيَ أَحَدُنَا فِي النَّعْلِ الْوَاحِدَةِ (1).

14952 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: رُمِيَ رَجُلٌ بِسَهْمٍ فِي صَدْرِهِ - أَوْ قَالَ: فِي جَوْفِهِ (2) - فَمَاتَ، فَأُدْرِجَ فِي ثِيَابِهِ كَمَا هُوَ، وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (3).

= الله الزبيري، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(3769) من طريق أبي غسان مالك بن إسماعيل النهدي، عن شريك، به بلفظ:"تسحروا ولو بشيء". وسيأتي برقم (15051).

وفي الباب عن أبي سعيد، سلف برقم (11086)، وانظر تتمة شواهده هناك.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد قوي على شرط مسلم، وأبو الزبير -وهو محمد بن مسلم بن تَدْرُس المكي- صرح بالسماع فيما سلف برقم (14178).

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 416 عن وكيع بن الجراح الرؤاسي، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1359) من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد، كلاهما عن إبراهيم بن طهمان، بهذا الإسناد- وهو عند ابن أبي شيبة موقوف.

وانظر (14118).

(2)

في (س): حلقه.

(3)

إسناده على شرط مسلم، وأبو الزبير لم يصرح بسماعه من جابر. =

ص: 209

14953 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ أَنَّهُ قَالَ: أَفَاءَ اللهُ عز وجل خَيْبَرَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَقَرَّهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَمَا كَانُوا، وَجَعَلَهَا بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ، فَبَعَثَ عَبْدَ اللهِ بْنَ رَوَاحَةَ فَخَرَصَهَا عَلَيْهِمْ، ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: يَا مَعْشَرَ الْيَهُودِ، أَنْتُمْ أَبْغَضُ الْخَلْقِ إِلَيَّ، قَتَلْتُمْ أَنْبِيَاءَ اللهِ عز وجل، وَكَذَبْتُمْ عَلَى اللهِ، وَلَيْسَ يَحْمِلُنِي بُغْضِي إِيَّاكُمْ عَلَى أَنْ أَحِيفَ عَلَيْكُمْ، قَدْ خَرَصْتُ عِشْرِينَ أَلْفَ وَسْقٍ مِنْ تَمْرٍ، فَإِنْ شِئْتُمْ فَلَكُمْ، وَإِنْ أَبَيْتُمْ فَلِي. فَقَالَوا: بِهَذَا قَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ، قَدْ أَخَذْنَا، فَاخْرُجُوا عَنَّا (1).

14954 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ أَبِي

= وأخرجه أبو داود (3133) من طريق معن بن عيسى وعبد الرحمن بن مهدي، والبيهقي 4/ 14 من طريق معن بن عيسى، كلاهما عن إبراهيم بن طهمان، بهذا الإسناد.

وانظر حديث جابر السالف برقم (14189).

وفي الباب عن ابن عباس، وقد سلف برقم (2217)، وسنده ضعيف.

(1)

إسناده قوي على شرط مسلم، محمد بن سابق صدوق لا بأس به، وأبو الزبير قد صرح بسماعه من جابر فيما سلف برقم (14161).

وأخرجه أبو داود (3414)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 247، والدارقطني 2/ 133 - 134، والبيهقي 4/ 123 من طريق محمد بن سابق، بهذا الإسناد- ورواية الطحاوي مختصرة.

وأخرجه الطحاوي 2/ 38 - 39 و 3/ 247 من طريق أبي عون الزيادي، عن إبراهيم بن طهمان، به. والموضع الثاني مختصر ليس فيه قول ابن رواحة.

ص: 210

الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم " يَخْرُجُ الدَّجَّالُ فِي خَفْقَةٍ مِنَ الدِّينِ، وَإِدْبَارٍ مِنَ الْعِلْمِ، فَلَهُ أَرْبَعُونَ لَيْلَةً يَسِيحُهَا فِي الْأَرْضِ، الْيَوْمُ مِنْهَا كَالسَّنَةِ، وَالْيَوْمُ مِنْهَا كَالشَّهْرِ، وَالْيَوْمُ مِنْهَا كَالْجُمُعَةِ، ثُمَّ سَائِرُ أَيَّامِهِ كَأَيَّامِكُمْ هَذِهِ.

وَلَهُ حِمَارٌ يَرْكَبُهُ، عَرْضُ مَا بَيْنَ أُذُنَيْهِ أَرْبَعُونَ ذِرَاعًا.

فَيَقُولُ لِلنَّاسِ: أَنَا رَبُّكُمْ، وَهُوَ أَعْوَرُ، وَإِنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ، مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ - ك ف ر مُهَجَّاةٌ - يَقْرَؤُهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ كَاتِبٌ وَغَيْرُ كَاتِبٍ.

يَرِدُ كُلَّ مَاءٍ وَمَنْهَلٍ إِلَّا الْمَدِينَةَ وَمَكَّةَ، حَرَّمَهُمَا اللهُ عَلَيْهِ، وَقَامَتِ الْمَلَائِكَةُ بِأَبْوَابِهَا.

وَمَعَهُ جِبَالٌ مِنْ خُبْزٍ، وَالنَّاسُ فِي جَهْدٍ إِلَّا مَنْ تَبِعَهُ، وَمَعَهُ نَهْرَانِ أَنَا أَعْلَمُ بِهِمَا مِنْهُ: نَهَرٌ يَقُولُ: الْجَنَّةُ، وَنَهَرٌ يَقُولُ: النَّارُ، فَمَنْ أُدْخِلَ الَّذِي يُسَمِّيهِ الْجَنَّةَ، فَهُوَ النَّارُ، وَمَنْ أُدْخِلَ الَّذِي يُسَمِّيهِ النَّارَ، فَهُوَ الْجَنَّةُ ".

قَالَ: " وَيَبْعَثُ اللهُ مَعَهُ شَيَاطِينَ تُكَلِّمُ النَّاسَ، وَمَعَهُ فِتْنَةٌ عَظِيمَةٌ، يَأْمُرُ السَّمَاءَ فَتُمْطِرُ فِيمَا يَرَى النَّاسُ، وَيَقْتُلُ نَفْسًا ثُمَّ يُحْيِيهَا فِيمَا يَرَى النَّاسُ، لَا يُسَلَّطُ عَلَى غَيْرِهَا مِنَ النَّاسِ، وَيَقُولُ: أَيُّهَا النَّاسُ، هَلْ يَفْعَلُ مِثْلَ هَذَا إِلَّا الرَّبُّ ".

ص: 211

قَالَ: " فَيَفِرُّ الْمُسْلِمُونَ إِلَى جَبَلِ الدُّخَانِ بِالشَّامِ، فَيَأْتِيهِمْ فَيُحَاصِرُهُمْ، فَيَشْتَدُّ حِصَارُهُمْ، وَيُجْهِدُهُمْ جَهْدًا شَدِيدًا، ثُمَّ يَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ فَيُنَادِي مِنَ السَّحَرِ، فَيَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ مَا يَمْنَعُكُمْ أَنْ تَخْرُجُوا إِلَى الْكَذَّابِ الْخَبِيثِ؟ فَيَقُولُونَ: هَذَا رَجُلٌ جِنِّيٌّ. فَيَنْطَلِقُونَ، فَإِذَا هُمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ، فَتُقَامُ الصَّلَاةُ فَيُقَالَ لَهُ: تَقَدَّمْ يَا رُوحَ اللهِ. فَيَقُولُ: لِيَتَقَدَّمْ إِمَامُكُمْ فَلْيُصَلِّ بِكُمْ. فَإِذَا صَلَّى صَلَاةَ الصُّبْحِ، خَرَجُوا إِلَيْهِ " قَالَ: " فَحِينَ يَرَى الْكَذَّابُ، يَنْمَاثُ كَمَا يَنْمَاثُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ، فَيَمْشِي إِلَيْهِ فَيَقْتُلُهُ، حَتَّى إِنَّ الشَّجَرَةَ وَالْحَجَرَ يُنَادِي: يَا رُوحَ اللهِ، هَذَا يَهُودِيٌّ. فَلَا يَتْرُكُ مِمَّنْ كَانَ يَتْبَعُهُ أَحَدًا إِلَّا قَتَلَهُ "(1).

(1) إسناده على شرط مسلم، وأبو الزبير لم يصرح بسماعه من جابر. وانظر بسط أحاديث الدجال في كتاب "النهاية" لابن كثير 1/ 103 وما بعدها.

وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" 1/ 102 من طريق أبي عامر العقدي، والحاكم 4/ 530 من طريق حفص بن عبد الله السلمي، كلاهما عن إبراهيم بن طهمان، بهذا الإسناد- ولم يسق ابن خزيمة لفظه، ووقف الحاكم فيه إلى قوله:"وقامت الملائكة بأبوابها".

قال السندي: قوله: "في خفقة من الدِّين"، أي: في حال من ضعفٍ في الدِّين، وقلَّة أهله، من خَفَقَ الليلُ: إذا ذهب، أو خَفَقَ: إذا اضطرب، أو خَفَقَ: إذا نعس.

"ومَنهَل": هو من المياه ما يكون على الطريق، وما كان على غير طريق لا يُقال له: منهل.

"في جَهْد" بالفتح، أي: في مشقة.

"يَنْماث"، أي: يذوب.

ص: 212

14955 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ امْرَأَةً مِنَ الْيَهُودِ بِالْمَدِينَةِ وَلَدَتْ غُلَامًا مَمْسُوحَةٌ عَيْنُهُ، طَالِعَةٌ نَاتِئَةٌ، فَأَشْفَقَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَكُونَ الدَّجَّالَ، فَوَجَدَهُ تَحْتَ قَطِيفَةٍ يُهَمْهِمُ، فَآذَنَتْهُ أُمُّهُ، فَقَالَتْ: يَا عَبْدَ اللهِ، هَذَا أَبُو الْقَاسِمِ قَدْ جَاءَ، فَاخْرُجْ إِلَيْهِ. فَخَرَجَ مِنَ الْقَطِيفَةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" مَا لَهَا قَاتَلَهَا اللهُ، لَوْ تَرَكَتْهُ لَبَيَّنَ " ثُمَّ قَالَ: " يَا ابْنَ صَائِدٍ، مَا تَرَى؟ " قَالَ: أَرَى حَقًّا، وَأَرَى بَاطِلًا، وَأَرَى عَرْشًا عَلَى الْمَاءِ. قَالَ: فَلُبِسَ عَلَيْهِ. فَقَالَ: " أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللهِ؟ " فَقَالَ هُوَ: أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " آمَنْتُ بِاللهِ وَرُسُلِهِ "، ثُمَّ خَرَجَ وَتَرَكَهُ.

ثُمَّ أَتَاهُ مَرَّةً أُخْرَى، فَوَجَدَهُ فِي نَخْلٍ لَهُ يُهَمْهِمُ، فَآذَنَتْهُ أُمُّهُ، فَقَالَتْ: يَا عَبْدَ اللهِ، هَذَا أَبُو الْقَاسِمِ قَدْ جَاءَ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" مَا لَهَا قَاتَلَهَا اللهُ، لَوْ تَرَكَتْهُ لَبَيَّنَ " قَالَ: فَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَطْمَعُ أَنْ يَسْمَعَ مِنْ كَلَامِهِ شَيْئًا فَيَعْلَمُ هُوَ هُوَ، أَمْ لَا، قَالَ:" يَا ابْنَ صَائِدٍ مَا تَرَى؟ " قَالَ: أَرَى حَقًّا، وَأَرَى بَاطِلًا، وَأَرَى عَرْشًا عَلَى الْمَاءِ. قَالَ:" أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللهِ؟ " قَالَ هُوَ: أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " آمَنْتُ بِاللهِ وَرَسُلِهِ (1) "، فَلُبِسَ عَلَيْهِ، ثُمَّ خَرَجَ، فَتَرَكَهُ.

(1) في (م) ونسخة في (س): ورسوله.

ص: 213

ثُمَّ جَاءَ فِي الثَّالِثَةِ أَوِ الرَّابِعَةِ وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فِي نَفَرٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ، وَأَنَا مَعَهُ، قَالَ: فَبَادَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ أَيْدِينَا، وَرَجَا أَنْ يَسْمَعَ مِنْ كَلَامِهِ شَيْئًا، فَسَبَقَتْهُ أُمُّهُ إِلَيْهِ، فَقَالَتْ: يَا عَبْدَ اللهِ، هَذَا أَبُو الْقَاسِمِ قَدْ جَاءَ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" مَا لَهَا قَاتَلَهَا اللهُ، لَوْ تَرَكَتْهُ لَبَيَّنَ " فَقَالَ: " يَا ابْنَ صَائِدٍ، مَا تَرَى؟ " قَالَ: أَرَى حَقًّا، وَأَرَى بَاطِلًا، وَأَرَى عَرْشًا عَلَى الْمَاءِ. قَالَ:" أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللهِ؟ " قَالَ: أَتَشْهَدُ أَنْتَ أَنِّي رَسُولُ اللهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " آمَنْتُ بِاللهِ وَرُسُلِهِ " فَلُبِسَ عَلَيْهِ.

فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَا ابْنَ صَائِدٍ، إِنَّا قَدْ خَبَّأْنَا لَكَ خَبِيئًا، فَمَا هُوَ؟ " قَالَ: الدُّخُّ، الدُّخُّ. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" اخْسَأْ، اخْسَأْ " فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: ائْذَنْ لِي فَأَقْتُلَهُ يَا رَسُولَ اللهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنْ يَكُنْ هُوَ، فَلَسْتَ صَاحِبَهُ، إِنَّمَا صَاحِبُهُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ، وَإِنْ لَا يَكُنْ، فَلَيْسَ لَكَ أَنْ تَقْتُلَ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْعَهْدِ ". قَالَ: فَلَمْ يَزَلْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُشْفِقًا أَنَّهُ الدَّجَّالُ (1).

(1) إسناده على شرط مسلم، وأبو الزبير -هو محمد بن مسلم بن تَدْرُس- لم يصرح بسماعه من جابر.

وأورده ابن كثير في "النهاية" 1/ 116 - 118 من رواية أحمد هذه، وقال: هذا سياق غريب جداً.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2942) عن أبي أمية الطرسوسي، والبغوي في "شرح السنة"(4274) من طريق عباس الدوري، =

ص: 214

14956 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ يُحَدِّثُ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَتَزَوَّدُ لُحُومَ الْأَضَاحِيِّ إِلَى الْمَدِينَةِ (1).

= كلاهما عن محمد بن سابق، بهذا الإسناد.

وأخرجه بأخصر مما هنا مسلم (2926)، وابن حبان (6784) من طريقين عن معتمر بن سليمان التيمي، عن أبيه، عن أبي. نضرة، عن جابر بن عبد الله قال: لقي نبيُّ الله صلى الله عليه وسلم ابن صائدٍ، ومعه أبو بكر وعمر، قال: وابنُ صائد مع الغلمان، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أتشهد أني رسول الله؟ " قال: أتشهد أني رسول الله؟ فقال نبيُّ الله: "آمنتُ بالله وبرسوله"، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما ترى؟ " قال: أرى عَرْشاً على الماء، فقال صلى الله عليه وسلم:"ترى عرش إبليس على البحر" قال: "انظر، ما ترى؟ " قال: أرى صادقين وكاذبين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لُبِسَ على نفسه فدعاه".

وخالف سليمانَ التيميَّ سعيدٌ الجريريُّ فرواه عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري، أخرجه من طريقه مسلم (2925).

وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (6360).

وعن ابن مسعود مختصراً، سلف برقم (3610)، وانظر شرحه وشواهده هناك.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن حبان (5931) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه الدارمي (1961) عن سعيد بن الربيع، والنسائي في "الكبرى"(4155) من طريق خالد بن الحارث، كلاهما عن شعبة، به.

وخالفهم عن شعبة أبو داود الطيالسي عند أبي القاسم البغوي في "الجعديات"(1701) فجعله من حديثه عن عمرو بن دينار، عن عطاء، عن ابن عباس، وهو غير محفوظ.

وتابع شعبةَ في حديث جابرٍ سفيانُ بن عيينة، وقد سلف برقم (14319).

ص: 215

14957 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: كُنَّا نَفْعَلُهُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؛ يَعْنِي الْعَزْلَ.

قَالَ: قُلْتُ لِعَمْرٍو: أَنْتَ سَمِعْتَهُ مِنْ جَابِرٍ؟ قَالَ: لَا (1).

14958 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرًا يُحَدِّثُ: أَنَّ رَجُلًا أَعْتَقَ مَمْلُوكًا لَهُ عَنْ دُبُرٍ مِنْهُ، فَدَعَا بِهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَبَاعَهُ (2).

(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، والواسطة في هذا الحديث بين عمرو بن دينار وبين جابر هو عطاء بن أبي رباح كما سلف بيانه عند الحديث رقم (14318).

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(9092) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (1697)، ومن طريقه البغوي في "الجعديات"(1665) عن شعبة، به.

وأخرجه البغوي أيضاً (1665) من طريق أبي النضر هاشم بن القاسم، عن شعبة، به.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(4997)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4937) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد- ووقع عندهما: سمعت جابراً عن رجل من قومه أنه أعتق

والمعنى: سمعت جابراً يحدِّث عما حصل مع رجل من قومه. =

ص: 216

14959 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرًا يُحَدِّثُ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَطَبَ فَقَالَ: " إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمْ، وَقَدْ خَرَجَ الْإِمَامُ، فَلْيُصَلِّ رَكْعَتَيْنِ "(1).

14960 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرًا يَقُولُ: كَانَ مُعَاذٌ يُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ يَرْجِعُ فَيَؤُمُّ قَوْمَهُ، قَالَ: فَصَلَّى بِهِمْ مَرَّةً الْعِشَاءَ، فَقَرَأَ سُورَةَ الْبَقَرَةِ، فَعَمَدَ رَجُلٌ فَانْصَرَفَ، فَكَانَ (2) مُعَاذٌ يَنَالُ مِنْهُ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:" فَتَّانٌ فَتَّانٌ " أَوْ قَالَ: " فَاتِنٌ فَاتِنٌ فَاتِنٌ ". وَأَمَرَهُ بِسُورَتَيْنِ مِنْ أَوْسَطِ الْمُفَصَّلِ، قَالَ عَمْرٌو: لَا أَحْفَظُهُمَا (3).

= وأخرجه بنحوه الدارمي (2573)، والبخاري (2534)، والنسائي في "الكبرى"(4998)، والبغوي في "الجعديات"(1665)، والبيهقي 10/ 309 من طرق عن شعبة، به.

وانظر (14133).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (875)(54) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (1695)، والدارمي (1551)، والبخاري (1166)، والنسائي 3/ 101، وأبو عوانة في الصلاة كما في "إتحاف المهرة" 3/ 286، والطبراني في "الكبير"(7601)، والدارقطني 2/ 14 و 14 - 15 و 15 من طرق عن شعبة، به. وانظر (14309).

(2)

في (ق) ونسخة في (س): فكاد.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. =

ص: 217

14961 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَلَا جَارِيَةٌ تُلَاعِبُهَا وَتُلَاعِبُكَ "(1).

14962 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَمَّا بَلَغَهُ مَوْتُ النَّجَاشِيِّ، قَالَ:" صَلُّوا عَلَى أَخٍ لَكُمْ مَاتَ بِغَيْرِ بِلَادِكُمْ ". قَالَ: فَصَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَصْحَابُهُ.

قَالَ جَابِرٌ: فَكُنْتُ فِي الصَّفِّ الثَّانِي أَوِ الثَّالِثِ. قَالَ: وَكَانَ اسْمُهُ صَحْمَةَ (2).

= وأخرجه البخاري (701) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (1694)، والدارمي (1296)، والبخاري (700)، وأبو عوانة 2/ 157، والبيهقي 3/ 85 من طرق عن شعبة، به -واقتصروا فيه- غير الدارمي- على قوله: إن معاذ بن جبل كان يصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم يرجع فيؤم قومه. وانظر (14307).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البخاري (5080)، والبيهقي 7/ 80، والبغوي (2245) من طريق آدم بن أبي إياس، ومسلم ص 1087 (55) من طريق معاذ بن معاذ العنبري، كلاهما عن شعبة، بهذا الإسناد. وقد ذكروا جميعاً هذا الحرف بإسناده بعد أن ساقوا الحديث من طريق شعبة عن محارب بن دثار، عن جابر. وسيأتي هكذا عند المصنف برقم (15193).

وانظر (14306).

(2)

في (م) و (ق) ونسخة في (س): أصحمة، والمثبت من (س) ومما =

ص: 218

14963 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: وُلِدَ لِرَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ غُلَامٌ، فَأَرَادَ أَنْ يُسَمِّيَهُ مُحَمَّدًا، فَانْطَلَقَ بِهِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَسَأَلُوهُ فَقَالَ:" سَمُّوا بِاسْمِي، وَلَا تَكَنَّوْا بِكُنْيَتِي، فَإِنِّي بُعِثْتُ قَاسِمًا أَقْسِمُ بَيْنَكُمْ "(1).

14964 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ: أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ وُلِدَ لَهُ غُلَامٌ، فَأَرَادَ أَنْ يُسَمِّيَهُ مُحَمَّدًا، فَكَأَنَّهُمْ كَرِهُوهُ، فَحَمَلَهُ عَلَى عَاتِقِهِ، فَأَتَى بِهِ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" تَسَمَّوْا بِاسْمِي، وَلَا تَكَنَّوْا بِكُنْيَتِي "(2).

= سلف برقم (14151).

والحديث إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. سعيد: هو ابن أبي عروبة.

وقد سلف برقم (14151) عن عبد الوهاب بن عطاء الخَفَّاف، عن سعيد ابن أبي عروبة.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. حصين: هو ابن عبد الرحمن السلمي.

وأخرجه مسلم (2133)(7) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (6196)، ومسلم (2133)(7)، والطحاوي 4/ 337 - 338، والحاكم 4/ 277، والبيهقي 9/ 308 من طرق عن شعبة، به. وانظر (14183).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. منصور: هو ابن المعتمر. =

ص: 219

14965 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، أَنَّهُ سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ أَبِي كَرْبٍ، أَوْ شُعَيْبَ بْنَ أَبِي كَرْبٍ (1)، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ وَهُوَ عَلَى جَمَلٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " وَيْلٌ لِلْعَرَاقِيبِ مِنَ النَّارِ "(2).

14966 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: جَاءَ رَجُلٌ وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْمِنْبَرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ يَخْطُبُ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " أَرَكَعْتَ

وأخرجه مسلم (2133)(7) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري في "الصحيح"(3114) و (3538)، وفي "الأدب المفرد"(839)، ومسلم (2133)(7)، والحاكم 4/ 277، والطحاوي 4/ 377 من طرق عن شعبة، به.

وأخرجه مسلم (2133)(3)، وأبو يعلى (1915)، والبيهقي 9/ 308 من طريق جرير بن عبد الحميد، عن منصور بن المعتمر، به. وانظر (14183).

(1)

وقع في الموضعين في (م): كريب، وهو تحريف.

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سعيد بن أبي كرب، فقد روى له ابن ماجه، وسلفت ترجمته عند الحديث رقم (14119). أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله بن عبيد السَّبيعي.

وأخرجه الطيالسي (1797)، وابن أبي شيبة 1/ 26، وابن ماجه (454)، وأبو يعلى (2065) و (2145)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 38، والطبراني في "الأوسط"(2851) و (5646)، والمزي في ترجمة سعيد بن أبي كرب من "التهذيب" 11/ 43 من طرق عن أبي إسحاق السبيعي، بهذا الإسناد.

وسيأتي برقم (15195) و (15226). وقُرِنَ في الموضع الثاني بسعيدٍ عبدُ الله بنُ مَرثَد.

وانظر ما سلف برقم (14392).

ص: 220

رَكْعَتَيْنِ؟ " فَقَالَ: لَا. فَقَالَ " ارْكَعْ " (1).

14967 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، حَدَّثَنَا مَطَرٌ (2)، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ كَانَتْ لَهُ أَرْضٌ فَلْيَزْرَعْهَا، فَإِنْ عَجَزَ عَنْهَا، فَلْيُزْرِعْهَا أَخَاهُ، وَإِلَّا فَلْيَدَعْهَا وَلَا يُكَارِيهَا "(3).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو في "مصنف" عبد الرزاق (5513)، ومن طريقه أخرجه مسلم (875)(56)، وابن خزيمة (1834)، وأبو عوانة في الصلاة كما في "إتحاف المهرة" 3/ 286، والطبراني في "الكبير"(6700).

وأخرجه النسائي 3/ 103 من طريق حجاج بن محمد، وابن خزيمة (1833)، وابن المنذر في "الأوسط" 4/ 93، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 365 من طريق أبي عاصم النبيل، كلاهما عن ابن جريج، بهذا الإسناد.

وسيأتي عن محمد بن بكر، عن ابن جريج برقم (15067). وانظر (14309).

(2)

في (م): "حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، حدثنا مطرف"، وهو تحريف، والتصويب من نسخنا الخطية.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد- من أجل مطر: وهو ابن طهمان الورَّاق، ورواية مسلم له متابعة. سعيد: هو ابن أبي عروبة، وعطاء: هو ابن أبي رباح.

وأخرجه مسلم 3/ 1176 (88) من طريق مهدي بن ميمون، وأخرجه ابن ماجه (2454)، والنسائي 7/ 37، والطحاوي 4/ 107 من طريق عبد الله بن شوذب، كلاهما عن مطر الوراق، بهذا الإسناد. وانظر (14242).

وقوله: ولا يُكاريها كذا الأصوال بإثبات الياء، والجادة حذفها ليكون ذلك علامة جزمه، لكن الإثبات إشباعٌ على حد قوله تعالى (إنه من يتقي ويصبر) =

ص: 221

14968 -

قَالَ: وَنَهَى نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ خَلِيطِ الْبُسْرِ وَالتَّمْرِ، وَالزَّبِيبِ وَالتَّمْرِ (1).

14969 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ (2) بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: قَدِمَ الْحَجَّاجُ الْمَدِينَةَ، فَسَأَلْنَا جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، فَقَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي الظُّهْرَ بِالْهَاجِرَةِ، وَالْعَصْرَ وَالشَّمْسُ نَقِيَّةٌ، وَالْمَغْرِبَ إِذَا وَجَبَتْ، وَالْعِشَاءَ أَحْيَانًا يُؤَخِّرُهَا وَأَحْيَانًا يُعَجِّلُ، وَكَانَ إِذَا رَآهُمْ قَدِ اجْتَمَعُوا عَجَّلَ، وَإِذَا رَآهُمْ قَدْ أَبْطَؤُوا أَخَّرَ، وَالصُّبْحَ قَالَ: كَانُوا، أَوْ قَالَ: كَانَ يُصَلِّيهَا بِغَلَسٍ (3).

= فيمن قرأ بإثبات الياء وهي قراءة ابن كثير المكي.

(1)

حديث صحيح، وإسناده حسن في المتابعات والشواهد كسابقه. وانظر (14134).

(2)

تحرف في (م) إلى: سعيد.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سعد بن إبراهيم: هو سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 318، والبخاري (560)، ومسلم (646)(233)، والنسائي 1/ 264 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه تاماً ومختصراً الطيالسي (1722)، والدارمي (1184)، والبخاري (565)، ومسلم (646)(234)، وأبو داود (397)، وأبو يعلى (2029) و (2103)، وأبو عوانة 1/ 367، وابن المنذر في "الأوسط"(1002)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 154 و 177 و 184، وابن حبان (1528). والبيهقي 1/ 449، والبغوي (351) من طرق عن شعبة، به.

وانظر ما سلف برقم (14246). =

ص: 222

14970 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: أَعْتَقَ أَبُو مَذْكُورٍ غُلَامًا لَهُ يُقَالَ لَهُ: يَعْقُوبُ الْقِبْطِيُّ عَنْ دُبُرٍ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" أَلَهُ مَالٌ غَيْرُهُ؟ " قَالَوا: لَا. قَالَ: " مَنْ يَشْتَرِيهِ مِنِّي؟ ". فَاشْتَرَاهُ نُعَيْمُ بْنُ النَّحَّامِ خَتَنُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ بِثَمَانِ مِئَةٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" أَنْفِقْهَا عَلَى نَفْسِكَ، فَإِنْ كَانَ فَضْلٌ، فَعَلَى أَهْلِكَ، فَإِنْ كَانَ فَضْلٌ، فَعَلَى أَقَارِبِكَ، فَإِنْ كَانَ فَضْلٌ (1) فَهَاهُنَا وَهَاهُنَا وَهَاهُنَا "(2).

= الحَجَّاج: هو ابن يوسف الثقفي، وكان يؤخِّر الصلاةَ كما في بعض روايات الحديث عند مسلم وغيره، وكان الحجاج قَدِمَ أميراً على المدينة من قِبَل عبد الملك بن مروان سنة أربع وسبعين، وذلك عَقِبَ قتل عبد الله بن الزبير رضي الله عنه، فأَمَّره عبدُ الملك على الحرمين وما معهما، ثم نقله بعد هذا إلى العراق. "فتح الباري" 2/ 42.

(1)

في (س) و (ق) في المواضع الثلاثة: فضلاً، والمثبت من (م) و"المصنف".

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الزبير -وهو محمد بن مسلم بن تَدْرُس-، فمن رجال مسلم، وقد صرح بالسماع في بعض المصادر كما سلفت الإشارة إليه عند الحديث السالف برقم (14273). سفيان: هو ابن سعيد الثوري.

وهو عند عبد الرزاق في "المصنف" برقم (16664).

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4930) من طريق أبي حذيفة النهدي، وابن حبان (4931) من طريق محمد بن يوسف الفريابي، كلاهما عن سفيان الثوري، به.

ص: 223

14971 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: كُنَّا نُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الْمَغْرِبَ، ثُمَّ نَرْجِعُ إِلَى مَنَازِلِنَا وَهِيَ مِيلٌ وَأَنَا أُبْصِرُ مَوَاقِعَ النَّبْلِ (1).

14972 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ جَابِر بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: بَلَغَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِهِ أَعْتَقَ عَبْدًا لَهُ عَنْ دُبُرٍ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ مَالٌ غَيْرُهُ، فَبَاعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْعَبْدَ بِثَمَانِ مِئَةٍ (2) وَدَفَعَهُ إِلَى مَوَالِيهِ (3).

(1) إسناده حسن، عبد الله بن محمد بن عقيل يعتبر به في المتابعات والشواهد، فيُحسَّن حديثه، ومَن دونه ثقات من رجال الشيخين. وانظر (14246).

(2)

في (ق) ونسخة في (س): بثمان مئة درهم.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن عبيد: هو الطَّنافسي، إسماعيل: هو ابن أبي خالد.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(5003)، والبيهقي 10/ 310 من طريق محمد بن عبيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (7186)، وأبو داود (3955)، والبيهقي 10/ 310 من طريقين عن إسماعيل بن أبي خالد، به.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/ 246، وفي "الكبرى"(5004) من طريق الأعمش، عن سلمة بن كهيل، به.

وأخرجه بنحوه عبد بن حميد (1005)، والبخاري (2141) و (2403)، ومسلم ص 1290 (59)، وأبو داود (3955) و (3956)، والنسائي في "الكبرى" =

ص: 224

14973 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: وُلِدَ لِرَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ غُلَامٌ، فَسَمَّاهُ الْقَاسِمَ، فَقَالَتِ الْأَنْصَارُ: وَاللهِ لَا نُكَنِّيكَ بِهِ أَبَدًا. فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَثْنَى عَلَى الْأَنْصَارِ خَيْرًا، ثُمَّ قَالَ:" تَسَمَّوْا بِاسْمِي، وَلَا تَكَنَّوْا (1) بِكُنْيَتِي "(2).

14974 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: جَاءَ أَبُو حُمَيْدٍ الْأَنْصَارِيُّ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِقَدَحٍ فِيهِ لَبَنٌ، يَحْمِلُهُ مَكْشُوفًا، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" أَلَا كُنْتَ خَمَّرْتَهُ، وَلَوْ بِعُودٍ تَعْرِضُهُ عَلَيْهِ "(3).

= (4999) و (5000) و (5001) و (5005)، وأبو يعلى (2166) و (2236)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4919) و (4920) و (4921) و (4922)، وابن حبان (4933)، والبيهقي 10/ 310 و 311 من طرق عن عطاء، به- وبعضهم يزيد فيه على بعض. وانظر (14216).

(1)

في (س): تكتنوا. وما أثبتناه من (م) و (ق) ونسخة في (س).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، ومعمر: هو ابن راشد الأزدي، ومنصور: هو ابن المعتمر.

وهو عند عبد الرزاق في "المصنف" برقم (19867)، ومن طريقه أخرجه عبد بن حميد (1112)، وأبو عوانة في الأسامي كما في "إتحاف المهرة" 3/ 130.

وانظر (14183).

(3)

إسناده قوي على شرط مسلم من أجل أبي سفيان: وهو طلحة بن =

ص: 225

14975 -

حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ شُعْبَةُ: أَخْبَرَنَا عَنْ مُخَوَّلٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا اغْتَسَلَ أَفْرَغَ عَلَى رَأْسِهِ ثَلَاثًا. قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ: إِنَّ شَعْرِي كَثِيرٌ. فَقَالَ جَابِرٌ: شَعْرَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ أَكْثَرَ مِنْ شَعْرِكَ وَأَطْيَبَ (1).

= نافع. الأعمش: هو سليمان بن مهران.

وهو عند عبد الرزاق (19870)، ومن طريقه أخرجه عبد بن حميد (1021)، وأبو عوانة 5/ 328.

وأخرجه البخاري (5605)، ومسلم (2011)(95)، وأبو يعلى (2005)، وأبو عوانة 5/ 329 من طريق جرير بن عبد الحميد، عن الأعمش، بهذا الإسناد، لكن قُرِنَ بأبي سفيان أبو صالح السمان.

وأخرجه البخاري (5606)، ومن طريقه البغوي (3063) من طريق حفص ابن غياث، عن الأعمش، قال: سمعت أبا صالح يذكر، أُراه عن جابر

فذكر الحديث، وقال بإثره: وحدثني أبو سفيان، عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا. هكذا رواه البخاري، وأورد رواية أبي سفيان ليقوي رواية أبي صالح التي شك فيها، ولم يذكر عند البغوي شك أبي صالح، ولا رواية أبي سفيان في آخره.

وقد سلف من طريق أبي صالح وحده برقم (14367)، لكن بسياقة أخرى، وفيه النبيذ بدل اللبن.

وأخرجه أبو يعلى (1774) من طريق عبد العزيز بن مسلم القسملي، والإسماعيلي في "المستخرج" كما في "الفتح" 10/ 72 من طريق حفص بن غياث، كلاهما عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر. وعن أبي صالح، عن أبي هريرة.

وانظر ما سلف برقم (14137).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. مخوَّل: هو ابن راشد النهدي =

ص: 226

14976 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ يَزِيدَ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي زِيَادٍ -، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" يُجْزِئُ مِنَ الْوَضُوءِ الْمُدُّ مِنَ الْمَاءِ، وَمِنَ الْجَنَابَةِ الصَّاعُ ". فَقَالَ رَجُلٌ: مَا يَكْفِينِي. فَقَالَ جَابِرٌ: قَدْ كَفَى مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ وَأَكْثَرُ شَعْرًا: رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم (1).

14977 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَعَنَ اللهُ الْيَهُودَ، حُرِّمَتْ عَلَيْهِمْ شُحُومُهَا (2) فَأَكَلُوا أَثْمَانَهَا "(3).

= الكوفي.

وأخرجه أبو يعلى (2227)، والبيهقي 1/ 176 من طريق سعيد بن عامر، بهذا الإسناد. وانظر (14188).

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن عاصم -وهو الواسطي-، ولضعف يزيد بن أبي زياد، لكنهما قد توبعا.

وأخرجه أبو عبيد في "الأموال"(1570) من طريق علي بن عاصم، بهذا الإسناد. بلفظ: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغتسل بالصاع، ويتوضأ بالمد. ولم يذكر قصة الرجل في آخره. وانظر (14250).

قوله: "يجزئ من الوضوء" قال السندي: لأجل الوضوء.

(2)

في (ق): فباعوها وأكلوا، وفي نسخة في (س): فباعوها فأكلوا، والمثبت من (م) و (س).

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد على شرط مسلم، أبو الزبير من رجاله، لكنه لم يصرِّح بسماعه من جابر، وقد توبع ومحمد بن سابق صدوق لابأس به. =

ص: 227

14978 -

حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، حَدَّثَنَا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ نُصَلِّي الْجُمُعَةَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، إِذْ أَقْبَلَتْ عِيرٌ تَحْمِلُ طَعَامًا قَالَ: فَالْتَفَتُوا إِلَيْهَا حَتَّى مَا بَقِيَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَّا اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ:{وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا} [الجمعة: 11](1).

14979 -

حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " بَيْنَ الْعَبْدِ وَبَيْنَ الْكُفْرِ - أَوِ الشِّرْكِ - تَرْكُ الصَّلَاةِ "(2).

= وأخرجه البغوي في "الجعديات"(3442)، ومن طريقه ابن عبد البر في "التمهيد" 17/ 403 عن علي بن الجعد، حماد بن سلمة، عن أبي الزبير، به.

وقد سلف ضمن حديث مطول برقم (14472) من طريق عطاء بن أبي رباح، عن جابر، فانظره.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. معاوية بن عمرو: هو ابن المهلب الأزدي المعني، وزائدة: هو ابن قدامة، وحصين: هو ابن عبد الرحمن السلمي.

وأخرجه البخاري (936) عن معاوية بن عمرو، بهذا الإسناد.

وأخرجه هو أيضاً (2058) عن طلق بن غنام، عن زائدة بن قدامة، به.

وانظر (14356).

(2)

إسناده قوي على شرط مسلم من أجل أبي سفيان، واسمه طلحة بن نافع. أبو إسحاق: هو إبراهيم بن محمد بن الحارث الفزاري. =

ص: 228

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 8/ 256 من طريق معاوية بن عمرو، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 11/ 34، وعبد بن حميد (1022)، ومسلم (82)، والترمذي (2618) و (2619)، ومحمد بن نصر المروزي في "تعظيم قدر الصلاة"(886)، وأبو يعلى (1953) و (2102)، وأبو عوانة 1/ 61 و 62، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3175)، وابن حبان (1453)، والطبراني في "الصغير"(799)، وابن منده في "الإيمان"(219)، والبيهقي 3/ 365 - 366، والخطيب في "تاريخه" 10/ 180 من طرق عن الأعمش، به. وصححه الترمذي.

وأخرجه المروزي (892)، وأبو يعلى (1783)، والآجري في "الشريعة" ص 133، والطبراني في "الصغير"(374)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(266)، والبيهقي 3/ 366 من طريق عمرو بن دينار، عن جابر.

وأخرجه أبو يعلى (2191) من طريق الحسن البصري، عن جابر.

وأخرجه المروزي (889) من طريق وهب بن منبه، عن جابر، وفيه قصة مطولة.

وأخرج المروزي أيضاً (892) من طريق مجاهد بن جبر، قال: قلت لجابر: ما كان يفرق بين الكفر والإيمان عندكم من الأعمال في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: الصلاة.

وسيأتي برقم (15183) من طريق أبي الزبير، عن جابر.

وفي الباب عن بريدة، وسيأتي 5/ 346.

وعن أنس عند ابن ماجه (1080) وفي إسناده يزيد بن أبان الرقاشي، وهو متروك.

وعن عبد الله بن شقيق العقيلي -وهو تابعي- عند الترمذي (2622) أنه قال: كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئاً من الأعمال تركه كفر غير الصلاة. ورجاله ثقات. =

ص: 229

14980 -

حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّ بِقَوْمٍ فِي مَجْلِسٍ يَسُلُّونَ سَيْفًا يَتَعَاطَوْنَهُ بَيْنَهُمْ غَيْرَ مَغْمُودٍ، فَقَالَ:" أَلَمْ أَزْجُرْكُمْ عَنْ هَذَا؟ فَإِذَا سَلَّ أَحَدُكُمُ السَّيْفَ، فَلْيُغْمُِدْهُ ثُمَّ لِيُعْطِهِ أَخَاهُ "(1).

= قال ابن حبان في "صحيحه" 4/ 324: أطلق المصطفى صلى الله عليه وسلم اسم الكفر على تارك الصلاة، إذ تَرْكُ الصلاة أول بداية الكفر، لأن المرء إذا ترك الصلاة واعتاده، ارتقى منه إلى ترك غيرها من الفرائض، وإذا اعتاد ترك الفرائض، أداه ذلك إلى الجحد، فأطلق صلى الله عليه وسلم اسم النهاية التي هي آخر شُعب الكفر على البداية التي هي أول شُعبها، وهي ترك الصلاة.

وقال البغوي في "شرح السنة" 2/ 179: اختلف أهل العلم في تكفير تارك الصلاة المفروضة عمداً، فذهب إبراهيم النخعي وابن المبارك وأحمد وإسحاق إلى تكفيره

وذهب الآخرون إلى أنه لا يكفَّر، وحملوا الحديث على ترك الجحود، وعلى الزجر والوعيد. وقال حماد بن زيد ومكحول ومالك والشافعي: تارك الصلاة يُقتل كالمرتد، ولا يخرج به عن الدِّين. وقال الزهري: وبه قال أصحاب الرأي: لا يقتل، بل يحبس ويضرب حتى يصلي، كما لا يقتل تارك الصوم والزكاة والحج.

وقال السندي: قوله: "بين العبد المؤمن وبين الكفر"، كما أن المانع يوصف بأنه بين الشيئين لكونه يمنع أحدهما عن الآخر، كذلك الوسيلة الموصلة أحدهما إلى الآخر يوصف بأنه بينهما، فيقال: بيني وبين السلطان الوزير، وبيني وبين مرادي الاجتهاد، وليس المراد هاهنا المانع، بل الوسيلة، فكأنه قيل: المعصية الموصلة للعبد إلى الكفر هي ترك الصلاة. والله تعالى أعلم.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد منقطع، فإن سليمان بن موسى -وهو الأشدق- لم يسمح من جابر، لكن تابعه أبو الزبير كما في الحديث الآتي =

ص: 230

14981 -

حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ (1)، قَالَ: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ: أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرًا يُحَدِّثُ ذَلِكَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم (2).

14982 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْحَجَّاجِ الصَّوَّافِ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ الطُّفَيْلَ بْنَ عَمْرٍو الدَّوْسِيَّ (3) أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلْ لَكَ فِي حِصْنٍ حَصِينَةٍ وَمَنْعَةٍ؟ - قَالَ: فَقَالَ: حِصْنٌ كَانَ لِدَوْسٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ - فَأَبَى ذَلِكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِلَّذِي ذَخَرَ اللهُ عز وجل لِلْأَنْصَارِ.

فَلَمَّا هَاجَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ، هَاجَرَ إِلَيْهِ الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو، وَهَاجَرَ مَعَهُ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِهِ، فَاجْتَوَوْا الْمَدِينَةَ، فَمَرِضَ،

= بعده. أبو إسحاق: هو إبراهيم بن محمد بن الحارث الفزاري.

وأخرجه البزار (3335 - كشف الأستار) من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد النبيل، عن ابن جريج، بهذا الإسناد.

وانظر ما بعده وما سلف برقم (14201).

(1)

في (م): ابن إسحاق، وهو تصحيف.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الزبير -واسمه محمد بن مسلم بن تَدْرُس- فمن رجال مسلم، وقد صرح بالتحديث، فانتفت شبهة تدليسه.

وأخرجه البزار (3335 - كشف الأستار)، وابن حبان (5943) من طريق أبي عاصم، عن ابن جريج، بهذا الإسناد.

وانظر ما قبله.

(3)

في (ق): السدوسي، وهو خطأ.

ص: 231

فَجَزِعَ، فَأَخَذَ مَشَاقِصَ (1) لَهُ، فَقَطَعَ بِهَا بَرَاجِمَهُ، فَشَخَبَتْ يَدَاهُ حَتَّى مَاتَ، فَرَآهُ الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو فِي مَنَامِهِ، فَرَآهُ فِي هَيْئَةٍ حَسَنَةٍ، وَرَآهُ مُغَطِّيًا يَدَهُ، فَقَالَ لَهُ: مَا صَنَعَ بِكَ رَبُّكَ؟ قَالَ: غَفَرَ لِي بِهِجْرَتِي إِلَى نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: فَمَا لِي أَرَاكَ مُغَطِّيًا يَدَكَ (2)؟ قَالَ: قِيلَ لِي (3): لَنْ نُصْلِحَ مِنْكَ مَا أَفْسَدْتَ. قَالَ: فَقَصَّهَا الطُّفَيْلُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" اللهُمَّ وَلِيَدَيْهِ فَاغْفِرْ "(4).

(1) المثبت من (م) ونسخة في (س): وهو الجادة، وفي (س) و (ق): مشاقصاً، مصروف، وأشار لذلك السندي فقال: والوجه ترك التنوبن كما في بعض النسخ.

(2)

في نسخة في (س): يديك.

(3)

في (م): قال لي.

(4)

إسناده على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الزبير -وهو محمد بن مسلم بن تَدْرُس- فمن رجال مسلم، ولم يصرح بالسماع، وقد صحح حديثه هذا مسلم وابن حبان والحاكم، وكذلك الحافظ في "الفتح" 11/ 142.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(614)، وفي "رفع اليدين"(90 - جلاء العينين)، ومسلم (116)، وأبو عوانة 1/ 47، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(198)، وابن منده في "الإيمان"(652)، والخطابي في "غريب الحديث" 1/ 220، والبيهقي في "السنن" 8/ 17، وفي "الدلائل" 5/ 364 من طريق سليمان بن حرب، بهذا الإسناد.

وأخرجه الحاكم 4/ 76، وابن منده (652) من طريق محمد بن الفضل الملقب بعارم، عن حماد بن زيد، به.

وأخرجه أبو يعلى (2175)، وابن حبان (3017) من طريق إسماعيل ابن =

ص: 232

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= علية، عن حجاج الصواف، به.

قوله: "هل لك في حصن" أي: هل لك رغبة فيها؟ يريد أن يرغبه.

ومنعة: بفتح الميم، وبفتح النون وإسكانها، لغتان، وهي العز والامتناع ممن يريده، أي: جماعة يمنعونك ممن يقصدك بمكروه.

فاجتووا المدينة، أي: كرهوا المقام بها لعدم موافقة هوائها لهم.

مَشاقص: جمع مِشْقَص، بكسر الميم وفتح القاف، قال الخليل وابن فارس وغيرهما: هو سهم فيه نصل عريض، وقال آخرون: سهم طويل ليس بالعريض، وقال الجوهري: المشقص: ما طال وعرض، وهذا هو الظاهر هنا لقوله: قطع بها براجمه.

براجمه: مفاصل الأصابع.

فشخبت يداه: بفتح الشين والخاء المعجمتين، أي: سال دمهما، وقيل: سال بقوة.

قال النووي: في هذا الحديث حجة لقاعدة عظيمة لأهل السنة: أن من قتل نفسه، أو ارتكب معصيةً غيرها ومات من غير توبة فليس بكافر، ولا يقطع له بالنار، بل هو في حكم المشيئة، وهذا الحديث شرح للأحاديث الموهم ظاهرها تخليد قاتل النفس وغيره من أصحاب الكبائر في النار، وفيه إثبات عقوبة بعض أصحاب المعاصي، فإن هذا عوقب في يديه، ففيه رد على المرجئة القائلين بأن المعاصي لا تضر. والله أعلم.

وقال السندي: ويحتمل أنه غفر له لكونه فعل قبل العلم بالوعيد، أو ما قصد قتل نفسه، ودعاء النبي صلى الله عليه وسلم له بالمغفرة يدل على أن كلمة "لن" ليس للتأبيد، وإلا لما دعا له. والله تعالى أعلم. "شرح مسلم" للنووي 2/ 131 - 132، و"حاشية السندي".

والطفيل بن عمرو الدوسي: صاحب النبي صلى الله عليه وسلم، كان سيداً مطاعاً من أشراف العرب، أسلم قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم للمدينة كما هو بيّن في سياق حديثنا، ثم قدم عليه بعد هجرته صلى الله عليه وسلم إلى المدينة مع جمع من دوس، وصَحِبَهُ، =

ص: 233

14983 -

حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا رَبَاحٌ الْمَكِّيُّ، عَنِ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَمَرَهُمْ أَنْ يَرْمُوا الْجِمَارَ مِثْلَ (1) حَصَى الْخَذْفِ (2).

14984 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُومُ فَيَخْطُبُ، فَيَحْمَدُ اللهَ، وَيُثْنِي عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، وَيَقُولُ:" مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، إِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ ".

وَكَانَ إِذَا ذَكَرَ السَّاعَةَ احْمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ، وَعَلَا صَوْتُهُ، وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ، كَأَنَّهُ مُنْذِرُ جَيْشٍ صَبَّحَكُمْ مَسَّاكُمْ.

" مَنْ تَرَكَ مَالًا فَلِلْوَرَثَةِ (3)، وَمَنْ تَرَكَ ضَيَاعًا أَوْ دَيْنًا فَعَلَيَّ وَإِلَيَّ، وَأَنَا وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ (4) "(5).

= وشهد معه فتح مكة، قيل: استشهد باليمامة، وقيل: باليرموك، وقيل: بأجنادين. انظر "سير أعلام النبلاء" 1/ 344 - 347، و"الإصابة" 3/ 521 - 523.

(1)

في (ق) ونسخة في (س): بمثل.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف رباح المكي -وهو ابن أبي معروف- لكنه قد توبع. أبو داود: هو سليمان بن داود الطيالسي صاحب "المسند". وانظر (14219).

(3)

في (ق) ونسخة في (س): فلورثته.

(4)

في (ق) ونسخة في (س): وأنا أولى بالمؤمنين.

(5)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير =

ص: 234

14985 -

حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ الْوَصَّافِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: دَخَلَ عَلَى جَابِرٍ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَدَّمَ إِلَيْهِمْ خُبْزًا

= جعفر -وهو ابن محمد الصادقُ- فقد روى له البخاري في "الأدب"، واحتج به مسلم. وكيع: هو ابن الجراح، وسفيان: هو ابن سعيد الثوري، وأبو جعفر: هو محمد بن علي الباقر.

وأخرجه مسلم (867)(45)، وابن ماجه (2416)، وابن أبي عاصم في "السنة"(24) و (259)، والبيهقي في "السنن" 3/ 214، وفي "الأسماء والصفات" ص 82 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. والحديث عند ابن ماجه وابن أبي عاصم مختصر وزاد فيه البيهقي في "الأسماء" بعد قوله "وكل محدثة بدعة":"وكل ضلالة في النار". وليست هذه الزيادة في طريق وكيع، فإن البيهقي قد قرن بإسناد وكيع إسنادَ عبد الله بن المبارك عن سفيان، وأورد لفظه.

وأخرجه النسائي في الصلاة من "المجتبى" 3/ 188 - 189، وفي العلم من "الكبرى"(5892)، وابن خزيمة (1785)، وأبو نعيم في "الحلية" 3/ 189 من طريق عتبة بن عبد الله اليحمدي، والآجري في "الشريعة" ص 45، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 82 من طريق حبان بن موسى، كلاهما عن عبد الله ابن المبارك، عن سفيان، به. وزادوا جميعاً فيه:"وكل ضلالة في النار". وعتبة ابن عبد الله وحبان بن موسى ثقتان.

قلنا: وهذا الحرف "كل ضلالة في النار" لم يُرْوَ في هذا الحديث إلا من طريق عبد الله بن المبارك عن سفيان الثوري، وأما من غير حديث جابر فقد روي عن ابن مسعود موقوفاً عند اللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد"(85)، والبيهقي ص 189، وإسناد البيهقي ضعيف، أما إسناد اللالكائي ففيه أيوب بن الوليد، وهو مترجم في "تاريخ بغداد" 7/ 10، ولم يأثر الخطيب فيه جرحاً ولا تعديلاً، وانظر (14334).

ص: 235

وَخَلًّا. فَقَالَ: كُلُوا، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" نِعْمَ الْإِدَامُ الْخَلُّ، إِنَّهُ هَلَاكٌ بِالرَّجُلِ أَنْ يَدْخُلَ عَلَيْهِ النَّفَرُ مِنْ إِخْوَانِهِ، فَيَحْتَقِرَ مَا فِي بَيْتِهِ أَنْ يُقَدِّمَهُ إِلَيْهِمْ، وَهَلَاكٌ بِالْقَوْمِ أَنْ يَحْتَقِرُوا مَا قُدِّمَ إِلَيْهِمْ "(1).

(1) إسناده ضعيف، عبيد الله بن الوليد الوصافي متفق على ضعفه، وقد اضطرب في إسناد هذا الحديث، فرواه هنا عن عبد الله بن عبيد بن عمير عن جابر، ورواه في الموضع الآتي برقم (14988) عن محارب بن دثار، عن جابر، ولم يذكر فيه هناك قوله في آخر الحديث: "إنه هلاك

" الحديث.

وقوله صلى الله عليه وسلم: "نعم الإدام الخل" صحيح من غير هذا الطريق، انظر ما سلف برقم (14225).

وأخرجه البيهقي في "السنن" 7/ 279 - 280، وفي "الآداب"(505) من طريق أسباط، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو يعلى (1981) و (2201)، والدولابي في "الكنى" 2/ 16، وأبو عوانة 5/ 406، وابن حبان في "المجروحين" 2/ 118، وابن عدي 7/ 2689، والقضاعي في "مسند الشهاب"(1320) و (1321)، والبيهقي في "الشعب"(5872) من طريق أبي طالب القاص -وهو يحيى بن يعقوب خال أبي يوسف القاضي- عن محارب بن دثار، عن جابر. ولم يذكر الدولابي قوله: "إنه هلاك

". وهذا إسناد ضعيف، أبو طالب القاص، قال عنه البخاري في "التاريخ الكبير": منكر الحديث، وقال في "الضعفاء": يتكلمون فيه، وذكره أبو زرعة الرازي والعقيلي وابن عدي في جملة الضعفاء، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يخطئ، وذكره في "المجروحين"، وقال: لا يجوز الاحتجاج به! وانفرد أبو حاتم فقال: محله الصدق، لم يرو شيئاً منكراً، وهو ثقة في الحديث.

وأخرجه ابن عدي 4/ 1534 من طريق عبد الله بن محمد بن مغيرة، عن مسعر بن كدام، عن محارب بن دثار، قال: أضافني جابر، فقرب إليَّ خبزاً =

ص: 236

14986 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: لَمَّا مَاتَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أُبَيٍّ أَتَى ابْنُهُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّكَ إِنْ لَمْ تَأْتِهِ لَمْ نَزَلْ نُعَيَّرُ بِهَذَا. فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَوَجَدَهُ قَدْ أُدْخِلَ فِي حُفْرَتِهِ، فَقَالَ:" أَفَلَا قَبْلَ أَنْ تُدْخِلُوهُ! ". فَأُخْرِجَ مِنْ حُفْرَتِهِ، فَتَفَلَ عَلَيْهِ مِنْ قَرْنِهِ إِلَى قَدَمِهِ، وَأَلْبَسَهُ قَمِيصَهُ (1).

= وخلًّا، فقال: كل فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "حسب المرء أن يحقِّر ما قدِّم إليه" وسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "نعم الإدام الخل". وهذا إسناد ضعيف أيضاً لضعف عبد الله بن محمد بن مغيرة، وقد تفرد بهذه السياقة عن مسعر.

قلنا: وقد روي الحديث من طريق مسعر وغيره، عن محارب بن دثار، عن جابر دون قوله في آخر الحديث: "إنه هلاك

".

وسيأتي برقم (14988)، ويخرج هناك.

وأخرجه بنحوه الطبراني في "الأوسط"(5062)، والبيهقي في "الشعب"(9607) من طريق أبي بكر محمد بن أحمد بن النضر، عن يزيد بن عبد الرحمن المعني، عن عبد الرحمن بن محمد المحاربي، عن عبد الواحد بن أيمن الحبشي، عن أبيه، عن جابر. وهذا إسناد حسن إن كان عبد الرحمن المحاربي سمعه من عبد الواحد بن أيمن، فإن عبد الرحمن رمي بالتدليس.

قال المنذري في "الترغيب والترهيب" 1/ 374: لعل قوله: "إنه هلاك بالرجل

إلخ" من كلام جابر، مدرج غير مرفوع، والله أعلم.

وقال السندي: قوله: "إنه هلاك" الضمير للشأن، و"هلاك" خبر مقدم، و"أن يدخل" مبتدأ. وهو نهي عن احتقار تقديم ما عنده، وعن احتقارهم ذاك الذي قدم إليهم، وبيان أنه يؤدي إلى الهلاك.

(1)

حديث صحيح، وإسناده على شرط مسلم، عبد الملك: هو ابن أبي سليمان العرزمي، وأبو الزبير: هو محمد بن مسلم بن تدرس المكي، وهما =

ص: 237

14987 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي عُذْرَةَ يُقَالَ لَهُ: أَبُو مَذْكُورٍ، وَكَانَ لَهُ عَبْدٌ قِبْطِيٌّ فَأَعْتَقَهُ عَنْ دُبُرٍ مِنْهُ، وَكَانَ ذَا حَاجَةٍ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ ذَا حَاجَةٍ فَلْيَبْدَأْ بِنَفْسِهِ ". قَالَ: فَأَمَرَهُ أَنْ يَسْتَنْفِعَ بِهِ، فَبَاعَهُ مِنْ نُعَيْمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ النَّحَّامِ الْعَدَوِيِّ بِثَمَانِ مِئَةِ دِرْهَمٍ (1).

= ثقتان من رجال مسلم، وأبو الزبير لم يصرح بالسماع، لكن تابعه عمرو بن دينار فيما سيأتي برقم (15075). ومحمد بن عبيد -وهو الطنافسي- ثقة من رجال الشيخين.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(966.5)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(74) و (75) من طرق عن عبد الملك بن أبي سليمان، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن ماجه (1524)، والطبري في "تفسيره" 10/ 205، والطحاوي (71) من طريق مجالد بن سعيد، عن عامر بن شراحيل الشعبي، عن جابر بن عبد الله قال. مات رأس المنافقين بالمدينة، فأوصى أن يصلي عليه النبي صلى الله عليه وسلم، وأن يكفنه في قميصه، فلما مات كفنه في قميصه، وصلى عليه، وقام على قبره، فأنزل الله تعالى:{ولا تصلِّ على أحد منهم مات أبداً ولا تقم على قبره} [التوبة: 84]. ومجالد بن سعيد ضعيف.

وفي الباب عن عمر، سلف برقم (95).

وعن ابن عمر، سلف برقم (4680).

قال السندي: قوله: "إن لم تأته"، أي: إن لم تحضر دفنه.

وقوله: "فتفل" إما رجاء أن ينفعه، أو للتأليف.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن إسحاق، وقد صرح بالتحديث عند البيهقي، فانتفت شبهة تدليسه. محمد بن عبيد: هو =

ص: 238

14988 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، قَالَ: دَخَلَ إِلَى جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ أُنَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَرَّبَ إِلَيْهِمْ خُبْزًا وَخَلًّا، فَقَالَ: كُلُوا فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " نِعْمَ الْإِدَامُ (1) الْخَلُّ "(2).

= الطنافسي، ومجاهد: هو ابن جبر المكي.

وأخرجه الطحاوي في. "شرح مشكل الآثار"(4923) و (4924)، والبيهقي 10/ 312 من طرق عن محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد. وتحرف عند البيهقي ابن إسحاق إلى: أبي إسحاق، وقرن في روايته بعبد الله بن أبي نجيح أبانَ بن صالح.

وأخرجه الطحاوي (4925)، والطبراني في "الأوسط"(2132) من طريق جرير بن حازم، عن ابن أبي نجيح، به.

وانظر ما سلف برقم (14133) و (14273).

(1)

في نسخة في (س): الأُدمُ.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبيد الله بن الوليد الوصَّافي، لكن تابعه عليه غير واحد، وقد رواه بإسناد آخر وسياقة أخرى فيما سلف برقم (14985)، ومتابعوه على هذه الرواية التي هنا أكثر وأوثق.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 337، وأبو داود (3820)، والترمذي في "السنن"(1839) و (1842)، وفي "الشمائل"(155)، وأبو عوانة 5/ 406، والعقيلي في "الضعفاء" 4/ 226، والطبراني في "الأوسط"(8812)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(1319)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 3/ 246

من طريق سفيان الثوري، وابن ماجه (3317)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 335 من طريق قيس بن الربيع، والطبراني (8812)، والقضاعي (1319) من طريق مسعر بن كدام، والطبراني (625)، والخطيب 8/ 188 من طريق حفص بن سليمان، والقضاعي (1319)، والخطيب 10/ 344 من طريق شعبة ابن الحجاج، وأبو عوانة 5/ 406 من طريق عبد الرحمن بن عبد الله =

ص: 239

14989 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: مَرِضَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ مَرَضًا، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم طَبِيبًا، فَكَوَاهُ عَلَى أَكْحَلِهِ (1).

14990 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ النَّحْرِ، فَقَالَ:" أَيُّ يَوْمٍ أَعْظَمُ حُرْمَةً؟ " فَقَالَوا: يَوْمُنَا هَذَا. قَالَ: " فَأَيُّ شَهْرٍ أَعْظَمُ حُرْمَةً؟ " قَالَوا: شَهْرُنَا هَذَا. قَالَ: " أَيُّ بَلَدٍ أَعْظَمُ حُرْمَةً؟ " قَالَوا: بَلَدُنَا هَذَا. قَالَ: " فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا. هَلْ بَلَّغْتُ؟ " قَالَوا: نَعَمْ. قَالَ: " اللهُمَّ اشْهَدْ "(2).

= المسعودي، وأبو حنيفة في "مسنده" ص 266 - 267، كلهم عن محارب بن دثار، به.

وانظر ما سلف برقم (14225) و (14985).

(1)

إسناده قوي على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سفيان، وهو طلحة بن نافع، فمن رجال مسلم، وروى له البخاري مقروناً. الأعمش: هو سليمان بن مهران.

وأخرجه عبد بن حميد (1018)، وابن ماجه (3493) من طريق محمد بن عبيد، بهذا الإسناد. وقرن عبد بن حميد بمحمد بن عبيد أخاه يعلى، وجاء اسمه في مطبوعة ابن ماجه: عبيد الطنافسي، سقط منها "محمد بن".

وانظر (14252).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو صالح: هو ذكوان السمان.

وقد سلف الحديث بهذا الإسناد في مسند أبي سعيد الخدري برقم (11763)، وانظر (14365) والحديث الآتي بعده.

ص: 240

14991 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (1).

14992 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ جَابِرٍ بْنِ عَبْدِ اللهِ أَنَّهُ قَالَ: أَرَادَ بَنُو سَلِمَةَ أَنْ يَبِيعُوا دِيَارَهُمْ، يَنْتَقِلُونَ قُرْبَ الْمَسْجِدِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" دِيَارَكُمْ، فَإِنَّمَا (2) تُكْتَبُ آثَارُكُمْ "(3).

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن بحر: وهو ابن بري القطان، فقد روى له البخاري تعليقاً وأبو داود والنسائي، وهو ثقة. عيسى بن يونس: هو ابن أبي إسحاق السبيعي. وهو من حديث أبي سعيد الخدري، وقد سلف في مسنده برقم (11762).

وأخرجه ابن ماجه (3931) عن هشام بن عمار، عن عيسى بن يونس، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 159 من طريق حفص بن غياث، عن الأعمش قال: سمعت أبا صالح يحدث عن أبي سعيد الخدري أو أبي هريرة، وأُراه أبا سعيد الخدري

فذكره.

وانظر ما قبله.

(2)

في (م): إنما.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، أبو نضرة -وهو المنذر بن مالك- من رجاله، وروى له البخاري تعليقاً، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. الجريري: هو سعيد بن إياس، وقد اختلط بأخرة، لكن شعبة روى عنه قبل =

ص: 241

14993 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ - يَعْنِي ابْنَ حَازِمٍ -، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ وَلِيَ أَخَاهُ، فَلْيُحْسِّنْ كَفَنَهُ "(1).

14994 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنِي شِبْلٌ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ دِينَارٍ يَقُولُ: عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ وَابْنِ عُمَرَ وَابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ بَيْعِ الثَّمَرِ حَتَّى يَبْدُوَ صَلَاحُهُ (2).

= الاختلاط.

وأخرجه بنحوه أبو عوانة 1/ 387 - 388 من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، بهذا الإسناد.

وأخرجه بنحوه أبو يعلى (2157)، وأبو عوانة 1/ 387 - 388 من طرق عن شعبة، به.

وانظر (14566).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الزبير -وهو محمد بن مسلم بن تَدْرُس المكي- فقد أخرج له البخاري في المتابعات، واحتج به مسلم، وقد صرح بالسماع فيما سلف برقم (14145). حسين بن محمد: هو ابن بَهْرام التميمي المرُّوذي، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السَّخْتِياني.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 3/ 14، والخطيب في "تاريخ بغداد" 9/ 52 - 53 من طريق حسين بن محمد المرُّوذي، بهذا الإسناد.

(2)

إسناده صحيح على شرط الصحيح. شبل: هو ابن عباد المكي، وهو من رجال البخاري، وعبد الله بن الحارث: هو ابن عبد الملك المخزومي، وهو من رجال مسلم، وعمرو بن دينار من رجال الشيخين. =

ص: 242

14995 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ - يَعْنِي الْعَدَنِيَّ -، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَيُّ الْإِسْلَامِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: " أَنْ يَسْلَمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِكَ، وَيَدِكَ ".

وحَدَّثَنَاهُ وَكِيعٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ (1).

= وأخرجه الطبراني في "الكبير"(11187) عن عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي 7/ 48 - 49 من طريق سفيان، عن عمرو بن دينار، عن ابن عمر وجابر. وفيه زيادة: ونهى عن المخابرة: كراء الأرض بالثلث والربع.

وأخرجه مسلم (1536)، والطحاوي 4/ 23، والبيهقي 5/ 301 من طريق زكريا بن إسحاق، عن عمرو بن دينار، عن جابر وحده. ورواية مسلم فيها زيادة.

وحديث ابن عباس سلف برقم (2247) من طريق زكريا بن إسحاق، عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس.

وحديث ابن عمر سلف برقم (4525) من طريق نافع مولاه، عنه.

وحديث جابر سلف برقم (14350) من طريق أبي الزبير، عنه.

(1)

حديث صحيح، وإسناده قوي، أبو سفيان -واسمه طلحة بن نافع- من رجال مسلم، وهو صدوق لا بأس به. سفيان: هو ابن سعيد الثوري، والأعمش: هو سليمان بن مهران.

وأخرجه ابن أبي شيبة 9/ 64، وابن أبي عاصم في "الزهد"(11)، وأبو يعلى (2273) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو عوانة في الإيمان كما في "إتحاف المهرة" 3/ 185 من طريق محمد بن كثير ومؤمل بن إسماعيل، كلاهما عن سفيان، به.

وأخرجه الطيالسي (1777)، والدارمي (2712)، وأبو عوانة، والطبراني =

ص: 243

14996 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَاءُ زَمْزَمَ لِمَا شُرِبَ مِنْهُ (1) "(2).

14997 -

حَدَّثَنَا أَزْهَرُ بْنُ الْقَاسِمِ الرَّاسِبِيُّ بِمَكَّةَ وَكَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ (3) أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ بَيْعِ النَّخْلِ حَتَّى يُطْعِمَ (4).

= في "الصغير"(713) من طرق عن الأعمش، به. وعند الطيالسي زيادة: قال: يا رسول الله، فأي الشهادة أفضل؟ قال:"أن يعقر جوادك، ويهراق دمك" قال: فأي الصلاة أفضل؟ قال: "طول القنوت"، وقد سلفت هذه الزيادة في "المسند" برقم (14233). وعند الطبراني زيادة قصة أفضل الجهاد، وعنده أيضاً: قيل: فأي الهجرة أفضل؟ قال: "أن تهجر ما كره ربك".

وسيأتي مطولاً -وفيه قصة أفضل الشهادة وأفضل الصلاة وأفضل الهجرة- من طريق أبي الزبير برقم (15210).

(1)

في (ق) ونسخة في (س): "لما شرب له"، والمثبت من (م) و (س).

قال السخاوي في "المقاصد الحسنة" ص 357: رواه أحمد بلفظ: "لما شرب منه".

(2)

حديث محتمل للتحسين، عبد الله بن المؤمل ضعيف، لكنه متابع، انظر (14849).

(3)

تحرفت في (م) إلى: بن.

(4)

حديث صحيح، وهذا إسناد على شرط مسلم، أبو الزبير من رجال مسلم، وهو مدلس ولم يصرح فيه بالتحديث، لكنه متابع، وكثير بن هشام من رجال مسلم أيضاً، وروى له البخاري في "الأدب"، ومتابعه أزهر بن القاسم =

ص: 244

14998 -

حَدَّثَنَا أَزْهَرُ بْنُ الْقَاسِمِ وَكَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: اشْتَكَيْتُ وَعِنْدِي سَبْعُ أَخَوَاتٍ لِي، فَدَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَنَضَحَ فِي وَجْهِي فَأَفَقْتُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أُوصِي لِأَخَوَاتِي بِالثُّلُثَيْنِ؟ قَالَ:" أَحْسِنْ " قُلْتُ: بِالشَّطْرِ؟ قَالَ: " أَحْسِنْ " قَالَ: ثُمَّ خَرَجَ وَتَرَكَنِي، ثُمَّ رَجَعَ، فَقَالَ:" يَا جَابِرُ، إِنِّي لَا أَرَاكَ مَيِّتًا مِنْ وَجَعِكَ هَذَا، فَإِنَّ اللهَ عز وجل قَدْ أَنْزَلَ فَبَيَّنَ الَّذِي لِأَخَوَاتِكَ، فَجَعَلَ لَهُنَّ الثُّلُثَيْنِ " قَالَ: فَكَانَ جَابِرٌ يَقُولُ: نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ فِيَّ: {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ} [النساء: 176](1).

= روى له أبو داود والنسائي وابن ماجه. وهشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي، وهو ثقة من رجال الشيخين.

وانظر (14350).

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد على شرط مسلم، كثير بن القاسم وأبو الزبير من رجال مسلم، وأبو الزبير لم يصرح بالتحديث، لكن تابعه محمد بن المنكدر فيما سلف برقم (14186)، وأزهر بن القاسم روى له أصحاب السنن إلا الترمذي، وهشام -وهو ابن أبي عبد الله الدستوائي- من رجال الشيخين.

وأخرجه عبد بن حميد (1064)، وأبو داود (2887) من طريق كثير بن هشام وحده، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (1742)، والنسائي في "الكبرى"(6324) و (7513)، والطبري في تفسيره 6/ 41، وأبو يعلى (2180)، والبيهقي 6/ 231، والواحدي في "أسباب النزول" ص 125 من طرق عن هشام الدستوائي، به.

ورواية أبي يعلى مختصرة بلفظ: اشتكيت فدخل عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنفخ في =

ص: 245

14999 -

حَدَّثَنَا أَزْهَرُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ أَبِي الْأَخْضَرِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَضَى بِالشُّفْعَةِ مَا لَمْ تُقْسَمْ أَوْ يُوقَفْ حُدُودُهَا (1).

15000 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: جَاءَ عَبْدٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَبَايَعَهُ، فَجَاءَهُ مَوْلَاهُ فَعَرَفَهُ، فَاشْتَرَاهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْهُ، فَأَعْتَقَهُ، ثُمَّ لَمْ يَكُنْ يُبَايِعُ (2)

= وجهي فأفقت. واقتصر الطيالسي على آخر الحديث: "يا جابر إني لا أراك

إلخ".

وأخرجه الحميدي (1230) عن سفيان، عن أبي الزبير، به. وقال: ولم يسمعه سفيان من أبي الزبير.

قوله: "أحسن"، أي: أحسن في الوصية.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات، فيه صالح بن أبي الأخضر، وهو ضعيف يعتبر به، وقد تابعه معمر فيما سلف برقم (14157). الزهري: اسمه محمد ابن مسلم بن شهاب، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف.

وأخرجه أبو داود الطيالسي (1691)، ومن طريقه البيهقي 6/ 103، وأخرجه البيهقي أيضاً 6/ 103 من طريق حماد بن زيد وعبد العزيز بن المختار، ثلاثتهم (الطيالسي، وحماد، وعبد العزيز بن المختار) عن صالح بن أبي الأخضر، بهذا الإسناد.

قوله: "أو يوقف حدودها" قال السندي: أي يعلم بالإفراز والتمييز.

(2)

المثبت من (م)، وفي (س) و (ق): ثم لم يبايعْ.

ص: 246

أَحَدًا بَعْدَ ذَلِكَ حَتَّى يَسْأَلَهُ: حُرٌّ أَوْ عَبْدٌ؟ (1).

15001 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: اشْتَرَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَبْدًا بِعَبْدَيْنِ (2).

15002 -

حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي سَلَمَةَ -، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " رَأَيْتُنِي دَخَلْتُ الْجَنَّةَ، فَإِذَا أَنَا بِالرُّمَيْصَاءِ امْرَأَةِ أَبِي طَلْحَةَ. قَالَ: وَسَمِعْتُ خَشْفًا أَمَامِي، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَذَا بِلَالٌ. قَالَ: وَرَأَيْتُ قَصْرًا أَبْيَضَ، بِفِنَائِهِ جَارِيَةٌ، قَالَ: قُلْتُ لِمَنْ هَذَا الْقَصْرُ؟ قَالَ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. فَأَرَدْتُ أَنْ أَدْخُلَ فَأَنْظُرَ إِلَيْهِ، قَالَ: فَذَكَرْتُ غَيْرَتَكَ " فَقَالَ عُمَرُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللهِ، أَوَعَلَيْكَ أَغَارُ؟! (3).

(1) إسناده صحيح على شرط الصحيح، أبو الزبير: اسمه محمد بن مسلم ابن تدرس، وهو من رجال مسلم، وقد روى هذا الحديث عنه الليث بن سعد، وبذلك أُمِن تدليسه، وأبو سعيد مولى بني هاشم -وهو عبد الرحمن بن عبد الله ابن عبيد البصري- ثقة من رجال البخاري. وانظر (14772).

(2)

إسناده صحيح كسابقه.

والعبد الذي اشتراه النبي صلى الله عليه وسلم هو المذكور في الحديث السالف قبله. انظر (14772).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد العزيز بن أبي سلمة: هو عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون.

وأخرجه الطيالسي (1715) و (1719)، والبخاري (3679)، ومسلم =

ص: 247

15003 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، حَدَّثَنَا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم

فَذَكَرَ مَعْنَاهُ، قَالَ:" فَسَمِعْتُ خَشْفًا أَمَامِي " يَعْنِي صَوْتًا (1).

15004 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَقِيلٍ - يَعْنِي بَشِيرَ بْنَ عُقْبَةَ الدَّوْرَقِيَّ -، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُتَوَكِّلِ النَّاجِيُّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: سَافَرْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ - وَأَحْسِبُهُ قَالَ: غَازِيًا -، فَلَمَّا أَقْبَلْنَا قَافِلِينَ، قَالَ:" مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَتَعَجَّلَ، فَلْيَتَعَجَّلْ " وَأَنَا عَلَى جَمَلٍ أَرْمَكَ لَيْسَ فِي الْجُنْدِ مِثْلُهُ، فَانْدَفَعْتُ عَلَيْهِ، فَإِذَا النَّاسُ خَلْفِي، فَبَيْنَا أَنَا كَذَلِكَ،

= (2457)، والنسائي في "الكبرى"(8124) و (8235) و (8385)، وأبو يعلى (2063)، وأبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 3/ 554، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1962)، وابن حبان (7084)، والبغوي (3950) من طرق عن عبد العزيز بن أبي سلمة، بهذا الإسناد- وبعضهم يزيد فيه على بعض.

وقد سلفت قصة عمر بن الخطاب رضي الله عنه برقم (14321) مقروناً فيها بمحمدِ بن المنكدر عمرو بن دينار. وسيأتي الحديث بتمامه برقم (15003) و (15189).

وفي باب قصة الغميصاء، عن أنس سلف برقم (11955).

وفي باب قصة بلال، عن أبي هريرة، سلف برقم (8403).

(1)

إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سعيد -وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد مولى بني هاشم- فمن رجال البخاري. وانظر ما قبله.

ص: 248

إِذْ قَامَ جَمَلِي، فَجَعَلَ لَا يَتَحَرَّكُ، فَإِذَا صَوْتُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" مَا شَأْنُ جَمَلِكَ يَا جَابِرُ؟ " قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَا أَدْرِي مَا عَرَضَ لَهُ! قَالَ:" اسْتَمْسِكْ، وَأَعْطِنِي السَّوْطَ " فَأَعْطَيْتُهُ السَّوْطَ، فَضَرَبَهُ ضَرْبَةً، فَذَهَبَ بِيَ الْبَعِيرُ كُلَّ مَذْهَبٍ، فَقَالَ لِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ ذَلِكَ:" يَا جَابِرُ، أَتَبِيعُنِي جَمَلَكَ؟ " قُلْتُ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " اقْدَمِ الْمَدِينَةَ " فَقَدِمَ الْمَدِينَةَ، فَدَخَلَ فِي طَوَائِفَ مِنْ أَصْحَابِهِ الْمَسْجِدَ، فَعَقَلْتُ بَعِيرِي، فَقُلْتُ: هَذَا جَمَلُكَ يَا رَسُولَ اللهِ. فَخَرَجَ، فَجَعَلَ يُطِيفُ بِهِ وَيَقُولُ:" نِعْمَ الْجَمَلُ جَمَلِي " فَقَالَ: " يَا فُلَانُ، انْطَلِقْ فَأْتِنِي بِأَوَاقٍ مِنْ ذَهَبٍ " فَقَالَ: " أَعْطِهَا جَابِرًا " فَقَبَضْتُهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" اسْتَوْفَيْتَ (1) الثَّمَنَ؟ " قُلْتُ: نَعَمْ، يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ:" فَلَكَ الثَّمَنُ، وَلَكَ الْجَمَلُ " أَوْ " لَكَ الْجَمَلُ، وَلَكَ الثَّمَنُ "(2).

(1) في (س): آستوفيت، بالمد.

(2)

إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سعيد -وهو عبد الرحمن بن عبد الله البصري مولى بني هاشم- فمن رجال البخاري. أبو المتوكل الناجي: هو علي بن داود البصري.

وأخرجه مطولاً ومختصراً البخاري (2470) و (2861) عن مسلم بن إبراهيم، ومسلم ص 1223 (114) من طريق يعقوب بن إسحاق، كلاهما عن أبي عقيل، بهذا الإسناد.

وانظر (14480).

وقوله: "جمل أَرْمَك": الأَرمك من الجمال ما خالط حمرته سواد، أو ما كان في لون الرماد.

ص: 249

15005 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَقِيلٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُتَوَكِّلِ، قَالَ: أَتَيْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ فَقُلْتُ: حَدِّثْنِي بِحَدِيثٍ شَهِدْتَهُ (1) مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَقَالَ: تُوُفِّيَ وَالِدِي وَتَرَكَ عَلَيْهِ عِشْرِينَ وَسْقًا تَمْرًا دَيْنًا، وَلَنَا تُمْرَانٌ شَتَّى (2) وَالْعَجْوَةُ لَا تَفِي بِمَا عَلَيْنَا مِنَ الدَّيْنِ، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَبَعَثَ إِلَى غَرِيمِي، فَأَبَى إِلَّا أَنْ يَأْخُذَ الْعَجْوَةَ كُلَّهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" انْطَلِقْ فَأَعْطِهِ " فَانْطَلَقْتُ إِلَى عَرِيشٍ لَنَا أَنَا وَصَاحِبَةٌ لِي، فَصَرَمْنَا تَمْرَنَا، وَلَنَا عَنْزٌ نُطْعِمُهَا مِنَ الْحَشَفِ قَدْ سَمُنَتْ، إِذَا أَقْبَلَ رَجُلَانِ إِلَيْنَا، إِذَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَعُمَرُ، فَقُلْتُ: مَرْحَبًا يَا رَسُولَ اللهِ (3)، مَرْحَبًا يَا عُمَرُ. فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" يَا جَابِرُ، انْطَلِقْ بِنَا حَتَّى نَطُوفَ فِي نَخْلِكَ هَذَا " فَقُلْتُ: نَعَمْ.

فَطُفْنَا بِهَا، وَأَمَرْتُ بِالْعَنْزِ فَذُبِحَتْ، ثُمَّ جِئْنَا بِوِسَادَةٍ، فَتَوَسَّدَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِوِسَادَةٍ مِنْ شَعْرٍ حَشْوُهَا لِيفٌ، فَأَمَّا عُمَرُ فَمَا وَجَدْتُ لَهُ مِنْ وِسَادَةٍ، ثُمَّ جِئْنَا بِمَائِدَةٍ لَنَا عَلَيْهَا رُطَبٌ وَتَمْرٌ وَلَحْمٌ،

(1) في (ق) ونسخة في (س): سمعته.

(2)

المثبت من (م) ونسخة في (س)، ومعناه: أنواع مختلفة من التمور ومعها العجوة، تُمرانٌ: جمع تمر، على وزن قضبان، وفي (س) و (ق): تَمرانِ شني، وهو تحريف، وفي رواية الحديث عند ابن عساكر في "تاريخه" 3/ ورقة 634 - 635: ولنا تمر يسير العجوة.

(3)

في هذا الموضع في نسخة في (س) زيادة: وقلت لعمر.

ص: 250

فَقَدَّمْنَاهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَعُمَرَ، فَأَكَلَا، وَكُنْتُ أَنَا رَجُلًا مِنْ نِشْوَتِي (1) الْحَيَاءُ، فَلَمَّا ذَهَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَنْهَضُ قَالَتْ صَاحِبَتِي: يَا رَسُولَ اللهِ، دَعَوَاتٌ مِنْكَ. قَالَ:" نَعَمْ، فَبَارَكَ اللهُ لَكُمْ " قَالَ: " نَعَمْ، فَبَارَكَ اللهُ لَكُمْ "(2).

ثُمَّ بَعَثْتُ بَعْدَ ذَلِكَ إِلَى غُرَمَائِي، فَجَاءُوا بِأَحْمِرَةٍ وَجَوَالِيقَ، وَقَدْ وَطَّنْتُ نَفْسِي أَنْ أَشْتَرِيَ لَهُمْ مِنَ الْعَجْوَةِ أُوفِيهِمُ الْعَجْوَةَ الَّذِي عَلَى أَبِي، فَأَوْفَيْتُهُمْ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ عِشْرِينَ وَسْقًا مِنَ الْعَجْوَةِ، وَفَضَلَ فَضْلٌ حَسَنٌ، فَانْطَلَقْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أُبَشِّرُهُ بِمَا سَاقَ اللهُ عز وجل إِلَيَّ، فَلَمَّا أَخْبَرْتُهُ قَالَ:" اللهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ، اللهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ " فَقَالَ لِعُمَرَ: " إِنَّ جَابِرًا قَدْ أَوْفَى غَرِيمَهُ " فَجَعَلَ عُمَرُ يَحْمَدُ اللهَ (3).

(1) في (م) ونسخة في (س): نشوي، والمثبت من (س)، ومعناه: عادتي، يقال: نشا بالشيء: عاوده مرة بعد أخرى. "القاموس".

(2)

قوله: قال: "نعم فبارك الله لكم" ذكر في (ق) مرة واحدة، وهو في (س) ونسخة السندي مكرر كما أثبتناه، قال السندي: كرر الدعاء لهم، فنقل بالتكرار.

(3)

إسناده صحيح على شرط البخاري كسابقه.

وأخرجه ابن عساكر في "تاريخه" 3/ ورقة 634 - 635 من طريق يعقوب بن إسحاق الحضرمي، عن أبي عقيل، بهذا الإسناد.

وانظر ما سلف برقم (14359).

قوله: "بأَحمرةٍ": جمع حمار.

الجواليق: جمع جُوالِقَ، وهو كيس يصنع من ليف ونحوه، يوضع فيه التمر =

ص: 251

15006 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ كَانَتْ لَهُ أَرْضٌ، فَلْيَزْرَعْهَا، أَوْ لِيَمْنَحْهَا أَخَاهُ "(1).

15007 -

حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَمَلَ مِنَ الْحَجَرِ إِلَى الْحَجَرِ (2).

= والحبوب وغيرها؟

(1)

إسناده قوي، أبو سفيان -وهو طلحة بن نافع- من رجال مسلم، وعبد الله بن الوليد -وهو العدني- روى له البخاري تعليقاً وأبو داود والترمذي والنسائي، وهما صدوقان لا بأس بهما. سفيان: هو الثوري، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وهما ثقتان من رجال الشيخين.

وأخرجه البغوي (2181) من طريق محمد بن كثير، عن سفيان، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم ص 1178 (97) من طريق أبي عوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري، عن الأعمش، به. ولفظه:"فليَهَبْها أو ليُعِرْها".

وأخرجه أيضاً ص 1178 (98) من طريق عمار بن رزيق، عن الأعمش، به. ولفظه:"فليَزرعها أو فليُزرعها رجلاً".

وانظر ما سلف برقم (14242).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن خالد -وهو الخياط- فمن رجال مسلم. جعفر: هو ابن محمد بن علي بن الحسين.

وأخرجه أبو يعلى (1882) و (2202) من طريق محمد بن جعفر بن محمد ابن علي، عن أبيه، بهذا الإسناد. وانظر (14661).

ص: 252

15008 -

حَدَّثَنَا حَمَّادٌ الْخَيَّاطُ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ أَضْحَى (1) يَوْمًا مُحْرِمًا مُلَبِّيًا حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ، غَرَبَتْ بِذُنُوبِهِ كَمَا وَلَدَتْهُ أُمُّهُ "(2).

(1) في (ق) ونسخة في (س): من أصبح.

(2)

إسناده ضعيف، عاصم بن عمر: هو ابن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب، وعاصم بن عبيد الله: هو ابن عاصم بن عمر بن الخطاب، وهما ضعيفان، رقد اضطربا في إسناده كما سنبينه.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 9/ 229 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 5/ 1871 - 1872، والبيهقي في "السنن الكبرى" 5/ 43 من طريق حماد الخياط، به.

وأخرجه ابن ماجه (2925)، والعقيلي في "الضعفاء" 3/ 335 من طرق عن عاصم بن عمر، به.

وأخرجه العقيلي 3/ 335 من طريق عبد الله بن عمر العمري، عن عاصم بن عبيد الله، به. قلنا: وعبد الله بن عمر العمري أخو عاصم بن عمر، وهو ضعيف أيضاً، وقد رواه على وجه آخر كما سيأتي.

وقد روي بإدخال عبد الله بن دينار بين عاصم بن عبيد الله وعبد الله بن عامر، أخرجه كذلك ابن عدي 5/ 1872 من طريق عبد الله بن نافع، عن عاصم بن عمر، عن عاصم بن عبيد الله، عن عبد الله بن دينار، عن عبد الله بن عامر، به.

وروي عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن أبيه عامر بن ربيعة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أخرجه البيهقي في "السنن" 5/ 43 من طريق عاصم بن عمر، عن عاصم ابن عبيد الله، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة.

ص: 253

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وتابع عاصماً في هذه الرواية أخوه عبد الله بن عمر العمري وسفيان الثوري، فقد أخرجه البيهقي في "السنن" من طريق سفيان الثوري، وفي "الشعب"(4028) من طريق سفيان وعبد الله بن عمر العمري، كلاهما عن عاصم بن عبيد الله، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن أبيه.

وله شاهد من حديث سهل بن سعد عند الطبراني في "الأوسط"(6161)، قال الهيثمي في "المجمع" 3/ 209: وفيه من لم أعرفه. قلنا: وشيخ الطبراني فيه محمد بن حنيفة الواسطي، قال الدارقطني: ليس بالقوي.

وشاهد ثان من حديث أبي هريرة عند البيهقي في "الشعب"(4029)، والخطيب البغدادي في "تاريخه" 3/ 79 بلفظ:"ما أهل مهل إلا آبت الشمس بذنوبه" وفي إسناده ضعف واضطراب.

وقد أخرج حديثَ أبي هريرة هذا الطبراني في "الأوسط"(7775) بلفظ: "ما أهل مهل قط إلا بُشِّرَ، ولا كبر مكبر قط إلا بُشِّرَ" قيل: يا رسول الله، بالجنة؟ قال:"نعم". أورده الهيثمي في "المجمع" 3/ 223 وقال: رواه الطبراني في "الأوسط" بإسنادين رجال أحدهما رجال الصحيح. قلنا: الحديث الذي قال عنه الهيثمي: رجاله رجال الصحيح، هو عند الطبراني برقم (5451)، ولفظه:"ما سبح الحاج من تسبيحةٍ، ولا كبر من تكبيرةٍ إلا بشر بها بشرى" ليس فيه ذكر الجنة، وأما الحديث الذي فيه ذكر الجنة ففي إسناده زيد ابن عمر بن عاصم، عن سهيل بن أبي صالح، وزيد هذا ذكره الذهبي في "الميزان" وقال: زيد بن عمر بن عاصم عن سهيل بن أبي صالح بخبر منكر.

وثالث من حديث عبد الله بن مسعود بلفظ: "ما من مؤمن يظل يومه محرماً إلا غابت الشمس بذنوبه" أورده ابن الأثير في "جامع الأصول" 9/ 461، والمنذري في "الترغيب والترهيب" 2/ 188، ونسباه للترمذي، قال المنذري: وليس في بعض نسخ الترمذي: "وما من مؤمن

" قلنا: وأصل هذا الحديث عند الترمذي في المطبوع من "سننه" برقم (810)، ولم نجد فيه هذه القطعة. وقد سلف هذا الحديث في مسند عبد الله بن مسعود برقم =

ص: 254

15009 -

حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابَهُ حِينَ قَدِمُوا، لَمْ يَزِيدُوا عَلَى طَوَافٍ وَاحِدٍ (1).

15010 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ جَاهَدْتُ فِي سَبِيلِ اللهِ بِنَفْسِي، وَمَالِي حَتَّى أُقْتَلَ صَابِرًا مُحْتَسِبًا، مُقْبِلًا غَيْرَ

= (3669)، وليس فيه هذه الزيادة، ولم نجدها عند أي ممن خرجه. ويغني عن هذه الأحاديث قوله صلى الله عليه وسلم:"تابعوا بين الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد"، وقوله صلى الله عليه وسلم:"من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كهيئته يوم ولدته أمه، وقوله صلى الله عليه وسلم: "الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة"، وهي أحاديث صحيحة. انظر ما سلف في مسند ابن مسعود برقم (3669)، وفي مسند أبي هريرة برقم (7136) و (7354).

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل حجاج -وهو ابن أرطاة- وقد صرح بالتحديث عند الدارقطني.

وأخرجه الدارقطني 2/ 259 من طريق سهل بن يوسف، بهذا الإسناد.

وأخرجه الدارقطني أيضاً من طريق عمر بن حفص بن غياث، أخبرنا حجاج، حدثنا عطاء، به.

ولم يذكر فيه الدارقطني لفظة "حين قدموا" فجاء لفظ الحديث مطلقاً، والصواب ما في رواية "المسند" التي هنا، وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم طاف يوم النحر طواف الإفاضة، وهو غير طوافه الذي طافه عند قدومه مكة، وطواف الإفاضة ركن ثابت في الكتاب والسنة.

وسيأتي الحديث برقم (15181).

وانظر (14900).

ص: 255

مُدْبِرٍ، أَأَدْخُلُ الْجَنَّةَ؟ قَالَ:" نَعَمْ، إِلَّا أَنْ تَدَعَ دَيْنًا لَيْسَ عِنْدَكَ وَفَاءٌ لَهُ (1) "(2).

15011 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: جَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَعُودُنِي لَيْسَ بِرَاكِبٍ بَغْلًا وَلَا بِرْذَوْنًا (3).

(1) في (ق): وفاؤه.

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، عبد الله بن محمد بن عقيل حسن الحديث في المتابعات والشواهد، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. زهير بن محمد: هو التميمي العنبري.

وأخرجه البزار (1337) من طريق أبي عامر العقدي، عن زهير بن محمد، بهذا الإسناد.

وانظر (14490).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري.

وأخرجه الحاكم 1/ 341 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (3096) عن أحمد بن حنبل، به.

وأخرجه البخاري (5664)، ومسلم (1616)(7)، والترمذي في "السنن"(3851)، وفي "الشمائل"(331)، والنسائي في "الكبرى"(7501)، وأبو يعلى (2140) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، به. وحديث مسلم مطول مثل الرواية السالفة برقم (14186)، وفي أوله: عادني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا مريض، ومعه أبو بكر، ماشيين.

والبرذون: قال القاضي عياض في "المشارق": البراذين هي الخيل غيرُ العرابِ والعتاقُ.

ص: 256

15012 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، أَخْبَرَنِي إِسْحَاقُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ أَبِي مِقْسَمٍ - يَعْنِي عُبَيْدَ اللهِ بْنَ مِقْسَمٍ -، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ فِي الْبَحْرِ:" هُوَ الطَّهُورُ مَاؤُهُ، الْحِلُّ مَيْتَتُهُ "(1).

15013 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ سُلَيْمَانَ - يَعْنِي التَّيْمِيَّ -، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ

(1) حديث صحيح وهذا إسناد حسن، إسحاق بن حازم صدوق، وأبو القاسم بن أبي الزناد لا بأس به، وعبيد الله بن مقسم ثقة من رجال الشيخين.

وأخرجه الإمام أحمد في "العلل"(780)، ومن طريقه أخرجه ابن ماجه (388)، وابن الجارود (879)، وابن خزيمة (112)، وابن حبان (1244)، والدارقطني 1/ 34، والبيهقي 1/ 251 - 252، والخطيب في "المتفق والمفترق"(812).

وأخرجه الدارقطني 1/ 34 من طريق عبد العزيز بن أبي ثابت، عن إسحاق ابن حازم، عن وهب بن كيسان، عن جابر بن عبد الله، عن أبي بكر الصديق مرفوعاً. فجعله من مسند أبي بكر، وجعل وهب بن كيسان مكان عبيد الله بن مقسم. قلنا: عبد العزيز بن أبي ثابت متروك، فروايته هذه غلط، والصواب رواية الإمام أحمد.

وقد روي من طريق آخر عن جابر أخرجه الطبراني في "الكبير"(1759)، والدارقطني 1/ 34، والحاكم 1/ 143 من طريق ابن جريج، عن أبي الزبير، عن جابر. قال الحافظ في "التلخيص" 1/ 11: وإسناده حسن ليس فيه إلا ما يخشى من التدليس.

وانظر ما سلف برقم (14256).

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7233)، وانظر عنده أحاديث الباب.

ص: 257

عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: كُنْتُ أَسِيرُ عَلَى نَاضِحٍ لِي فِي أُخْرَيَاتِ (1) الرِّكَابِ (2)، فَضَرَبَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ضَرْبَةً - أَوْ قَالَ: فَنَخَسَهُ نَخْسَةً - قَالَ: فَكَانَ بَعْدَ ذَلِكَ يَكُونُ فِي أَوَّلِ الرِّكَابِ إِلَّا مَا كَفَفْتُهُ، قَالَ: فَأَتَانِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" أَتَبِيعُنِيهِ بِكَذَا وَكَذَا، وَاللهُ يَغْفِرُ لَكَ؟ " قَالَ: قُلْتُ: هُوَ لَكَ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: فَزَادَنِي، قَالَ:" أَتَبِيعُنِيهِ بِكَذَا وَكَذَا، وَاللهُ يَغْفِرُ لَكَ؟ " قَالَ: قُلْتُ: هُوَ لَكَ يَا رَسُولَ اللهِ - قَالَ سُلَيْمَانُ: فَلَا أَدْرِي كَمْ مِنْ مَرَّةٍ قَالَ: " أَتَبِيعُنِيهِ بِكَذَا وَكَذَا؟ " - ثُمَّ قَالَ: " هَلْ تَزَوَّجْتَ بَعْدَ أَبِيكَ؟ " قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: " أَبِكْرًا أَمْ ثَيِّبًا؟ " قَالَ: قُلْتُ: ثَيِّبًا. قَالَ: " أَلَا تَزَوَّجْتَهَا بِكْرًا تُلَاعِبُكَ وَتُلَاعِبُهَا، وَتُضَاحِكُكَ وَتُضَاحِكُهَا! "(3).

(1) معناها: الدابة التي في آخر الركب، الأخراة مؤنث من الآخر والأخير. وقد أُثبت هذا الحرف كذلك في (س)، وصحح عليه، وإما في (ق) فتصحفت إلى: أحراث.

(2)

في (ق) ونسخة في (س): الركبان.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي نَضْرةَ -وهو منذر بن مالك بن قِطْعة العَوَقي-، فمن رجال مسلم. محمد بن أبي عدي: هو ابن إبراهيم أبو عمرو البصري، وسليمان التيمي: هو ابن طَرْخان.

وأخرجه ابن حجر في "تغليق التعليق" 3/ 408 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.

وأخرجه مطولاً ومختصراً مسلم ص 1089 (58)، والنسائي 7/ 299 - 300، وابن حبان (7140) من طريق المعتمر بن سليمان، عن أبيه، به. =

ص: 258

15014 -

حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ هِشَامٍ (1)، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ أَكْلِ الْبَصَلِ وَالْكُرَّاثِ، فَغَلَبَتْنَا الْحَاجَةُ فَأَكَلْنَا مِنْهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" مَنْ أَكَلَ مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ الْمُنْتِنَةِ، فَلَا يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنَا، فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَتَأَذَّى مِمَّا يَتَأَذَّى مِنْهُ الْإِنْسُ "(2).

= وأخرجه مختصراً مسلم ص 1223 (112)، وابن ماجه (2205)، والطحاوي في "شرح المشكل"(4414) من طريق سعيد بن إياس الجُرَيْرِي، وابن حبان (7141) من طريق عبد الملك بن أبي نضرة، كلاهما عن أبي نضرة، به. وفي حديثهم جميعاً سوى مسلم:"أتبيع ناضحك بدينار؟ " وفيه: فما زال يزيدني حتى بلغ عشرين ديناراً.

وعلقه البخاري بإثر الحديث (2718) عن أبي نضرة، عن جابر قال: اشتراه بعشرين ديناراً.

وانظر لقصة الجمل وبيعه ما سلف برقم (14195).

وانظر لقصة السؤال عن التزويج ما سلف برقم (14132).

(1)

قوله: "حدثنا هشام" سقط من (م).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، كثير بن هشام وأبو الزبير كلاهما من رجال مسلم، وأبو الزبير قد صرح بالسماع عند أبي عوانة 1/ 411، وقد تابعه أيضاً عطاء كما سيأتي. هشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي، وهو ثقة من رجال الشيخين.

وأخرجه مسلم (564) من طريق كثير بن هشام، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو يعلى (2226)، وابن حبان (2086) و (2090)، والبيهقي 3/ 76 من طرق عن هشام الدستوائي، به.

وأخرجه الحميدي (1299)، وعبد بن حميد (1068)، وابن ماجه (3365)، والنسائي في "الكبرى"(6687)، وابن خزيمة (1668)، وأبو يعلى (2321)، =

ص: 259

15015 -

حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " أَغْلِقُوا الْأَبْوَابَ بِاللَّيْلِ، وَأَطْفِئُوا السُّرُجَ، وَأَوْكُوا الْأَسْقِيَةَ، وَخَمِّرُوا الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ، وَلَوْ

= وأبو عوانة 1/ 411، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 240، وابن حبان (1646)، والطبراني في "الصغير"(37) من طرق عن أبي الزبير، به. ورواية عبد بن حميد وأبي يعلى من طريق أيوب السختياني، عن أبي الزبير، وفيها زيادة ذكر الثوم وشموله بالنهي، ورواية الطبراني في "الصغير" فيها زيادة الثوم والفجل، وفي إسنادها يحيى بن راشد البراء، وهو ضعيف، وأما في روايتي ابن خزيمة وأبي عوانة فجاءت زيادة قول جابر: ولم يكن ببلدنا يومئذ الثوم.

وقد أخرج قول جابر هذا عبد الرزاق في "المصنف"(1741)، والحميدي (1278)، كلاهما عن سفيان بن عيينة، عن أبي الزبير، قال: سمعت جابر بن عبد الله وسئل عن الثوم فقال: ما كان بأرضنا يومئذ ثوم، وإنما الذي نهي عنه البصل والكراث. لفظ الحميدي، وأما لفظ عبد الرزاق فهو: عن ابن عيينة، عن صفوان بن سليم، عن عطاء بن يسار، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من أكل من هذه الشجرة الخبيثة فلا يؤذينا في مسجدنا، وليقعد في بيته" قال ابن عيينة: فسمعت أبا الزبير يحدث عن جابر قال: ما كان الثوم بأرضنا إذ ذاك. قلنا: ليس عند عبد الرزاق التصريح بنفي ورود الثوم في الحديث. وقد ثبت النهي عن الثوم في حديث جابر من طريق عطاء بن أبي رباح.

وأخرج ابن حبان (2087)، والطبراني في "الصغير"(148) من طريق داود ابن أبي هند، عن أبي الزبير، عن جابر: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينهى عن أكل الكراث والبصل، زاد الطبراني وحده: عند دخول المسجد.

وسيأتي من طريق أبي الزبير برقم (15159) و (15274)، والموضع الثاني قُرن فيه بأبي الزبير عطاء، وهو مقتصر على النهي المذكور في أول الحديث، وسيأتي من طريق عطاء بن أبي رباح برقم (15069).

وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4619)، وانظر شواهده هناك.

ص: 260

أَنْ تَعْرُضُوا عَلَيْهِ بِعُودٍ " (1).

15016 -

حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ لَقِيَ اللهَ عز وجل لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ لَقِيَ اللهَ يُشْرِكُ بِهِ، دَخَلَ النَّارَ "(2).

15017 -

حَدَّثَنَا كَثِيرٌ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" أَمْسِكُوا عَلَيْكُمْ أَمْوَالَكُمْ، وَلَا تُعْمِرُوهَا، فَإِنَّهُ مَنْ (3) أَعْمَرَ شَيْئًا حَيَاتَهُ، فَهُوَ لَهُ حَيَاتَهُ وَبَعْدَ مَوْتِهِ "(4).

15018 -

حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ صَاحِبُ الدَّسْتُوَائِيِّ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، كثير بن هشام وأبو الزبير من رجال مسلم، وأبو الزبير قد صرح بالسماع عند غير المصنف. وهشام الدستوائي من رجال الشيخين. وانظر (14228).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وقد صرح أبو الزبير بالسماع عند غير المصنف. وانظر (14488).

(3)

في (م): فإن من.

(4)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وقد صرح أبو الزبير عند غير المصنف.

وأخرجه الطيالسي (1743)، وأخرجه النسائي 6/ 274 من طريق خالد بن الحارث، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 93 من طريق وهب بن جرير، ثلاثتهم (الطيالسي وخالد ووهب) عن هشام، بهذا الإسناد.

وانظر (14126).

ص: 261

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: خَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي يَوْمٍ شَدِيدِ الْحَرِّ، فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِأَصْحَابِهِ فَأَطَالَ الْقِيَامَ حَتَّى جَعَلُوا يَخِرُّونَ، ثُمَّ رَكَعَ فَأَطَالَ الرُّكُوعَ (1) ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَأَطَالَ، ثُمَّ رَكَعَ فَأَطَالَ، ثُمَّ (2) رَفَعَ فَأَطَالَ، ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ قَامَ فَصَنَعَ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ جَعَلَ يَتَقَدَّمُ، ثُمَّ جَعَلَ يَتَأَخَّرُ، فَكَانَتْ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، وَأَرْبَعَ سَجَدَاتٍ. ثُمَّ قَالَ:" إِنَّهُ عُرِضَ عَلَيَّ كُلُّ شَيْءٍ تُوعَدُونَهُ، فَعُرِضَتْ عَلَيَّ الْجَنَّةُ حَتَّى لَوْ تَنَاوَلْتُ مِنْهَا قِطْفًا أَخَذْتُهُ " - أَوْ قَالَ: " تَنَاوَلْتُ مِنْهَا قِطْفًا فَقَصُرَتْ يَدِي عَنْهُ " شَكَّ هِشَامٌ - " وَعُرِضَتْ عَلَيَّ النَّارُ، فَجَعَلْتُ أَتَأَخَّرُ رَهْبَةَ أَنْ تَغْشَاكُمْ، فَرَأَيْتُ فِيهَا امْرَأَةً حِمْيَرِيَّةً سَوْدَاءَ طَوِيلَةً، تُعَذَّبُ فِي هِرَّةٍ لَهَا رَبَطَتْهَا، فَلَمْ تُطْعِمْهَا، وَلَمْ تَسْقِهَا، وَلَمْ تَدَعْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الْأَرْضِ، وَرَأَيْتُ أَبَا ثُمَامَةَ عَمْرَو بْنَ مَالِكٍ يَجُرُّ قُصْبَهُ فِي النَّارِ، وَإِنَّهُمَا (3) آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ يُرِيكُمُوهَا، فَإِذَا خَسَفَتْ فَصَلُّوا حَتَّى تَنْجَلِيَ "(4).

(1) لفظة "الركوع" أثبتناها من (م) و (ق) ونسخة في هامش (س)، ولم ترد في متنها.

(2)

في (م): ثم رفع رأسه.

(3)

في نسخة في (س): وإنما هما.

(4)

حديث صحيح، وهذا إسناد على شرط مسلم، كثير بن هشام وأبو الزبير من رجال مسلم، وأبو الزبير لم يصرح بالسماع، لكن تابعه عطاء بن أبي رباح فيما سلف برقم (14417)، وهشام الدستوائي من رجال الشيخين.

وأخرجه الطيالسي (1754)، ومسلم (904)(9)، وأبو داود (1179)، =

ص: 262

15019 -

حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي نَخْلٍ، فَصَلَّى بِأَصْحَابِهِ صَلَاةَ الظُّهْرِ، قَالَ: فَهَمَّ بِهِمُ الْمُشْرِكُونَ، قَالَ: فَقَالُوا (1): دَعُوهُمْ فَإِنَّ لَهُمْ صَلَاةً بَعْدَ هَذِهِ هِيَ أَحَبُّ إِلَيْهِمْ مِنْ أَبْنَائِهِمْ. قَالَ: فَنَزَلَ جِبْرِيلُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَهُ، فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِأَصْحَابِهِ، فَصَفَّهُمْ صَفَّيْنِ، وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ، فَكَبَّرُوا جَمِيعًا، ثُمَّ سَجَدَ الَّذِينَ يَلُونَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَالْآخَرُونَ قِيَامٌ، فَلَمَّا رَفَعَ الَّذِينَ سَجَدُوا رُؤُوسَهُمْ سَجَدَ الْآخَرُونَ، فَلَمَّا قَامُوا فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ تَأَخَّرَ الَّذِينَ يَلُونَ الصَّفَّ الْأَوَّلَ،

= والنسائي 3/ 136، وابن خزيمة (1380) و (1381)، وأبو عوانة 2/ 372 - 373، والبيهقي 3/ 324 من طرق عن هشام الدستوائي، بهذا الإسناد - وبعضهم اختصره. ووقع في إحدى الروايات عند مسلم: امرأة من بني إسرائيل، بدل امرأة حميرية.

وقد سلفت قصة صاحبة الهرة من طريق ابن لهيعة عن أبي الزبير برقم (14602)، وستأتي صفة صلاة الكسوف في أول الحديث عن أبي قطن، عن هشام الدستوائي برقم (15098). وانظر ما سلف برقم (14417).

قوله: "فكانت أربع ركعات": المراد بالركعة هنا الركوع.

وقوله: "عمرو بن مالك" صوابه: عمرو بن لحي، كما في الأحاديث الأخرى، وفي بعض الروايات: عمرو بن عامر. وانظر "فتح الباري" 6/ 547 - 549، و"شرح مسلم" للنووي 18/ 188، و"شرح سنن النسائي" للسيوطي 3/ 132.

(1)

في (م): فقال.

ص: 263

فَقَامَ أَهْلُ الصَّفِّ الثَّانِي، وَتَقَدَّمَ الْآخَرُونَ إِلَى الصَّفِّ الْأَوَّلِ، فَرَكَعُوا جَمِيعًا، فَلَمَّا رَفَعُوا رُؤُوسَهُمْ مِنَ الرُّكُوعِ سَجَدَ الَّذِينَ يَلُونَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَالْآخَرُونَ قِيَامٌ، فَلَمَّا رَفَعُوا رُؤُوسَهُمْ سَجَدَ الْآخَرُونَ (1).

15020 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ:

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، أبو الزبير قد صرح بالسماع عند أبي عوانة وابن حبان، وقد تابعه على هذه الرواية عطاء بن أبي رباح فيما سلف برقم (14436). هشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي.

وأخرجه الطيالسي (1738). وأخرجه الطبري في "التفسير" 5/ 257 من طريق حماد بن مسعدة ومن طريق إسماعيل بن إبراهيم، وأبو عوانة 2/ 361 من طريق أبي علي الحنفي، أربعتهم (الطيالسي وحماد وإسماعيل وأبو علي) عن هشام الدستوائي، بهذا الإسناد.

وعلقه البخاري (4130) فقال: وقال معاذ: حدثنا هشام، عن أبي الزبير، عن جابر قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم بنخل، فذكر صلاة الخوف.

وأخرجه مطولاً ومختصراً عبد الرزاق (4238)، وابن أبي شيبة 2/ 463، ومسلم (840)(308)، والنسائي 3/ 176، وابن ماجه (1260)، والطبري 5/ 257، وابن خزيمة (1350)، وأبو عوانة 2/ 360 و 360 - 361، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 319، وابن حبان (2874) و (2877)، والبيهقي 3/ 258 من طرق عن أبي الزبير، به. زاد عند بعضهم في آخر الحديث: كما

يفعل أمراؤكم هؤلاء.

وانظر ما سلف برقم (14180).

ص: 264

دَخَلْتُ عَلَى جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيِّ أَخِي بَنِي سَلِمَةَ، وَمَعِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ وَأَبُو الْأَسْبَاطِ مَوْلًى لِعَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ، كَانَ يَتَّبَّعُ الْعِلْمَ، قَالَ: فَسَأَلْنَاهُ عَنِ الْوُضُوءِ مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ مِنَ الطَّعَامِ، فَقَالَ: خَرَجْتُ أُرِيدُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي مَسْجِدِهِ، فَلَمْ أَجِدْهُ، فَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَقِيلَ لِي: هُوَ بِالْأَسْوَافِ (1) عِنْدَ بَنَاتِ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ أَخِي بَلْحَارِثِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، يَقْسِمُ بَيْنَهُنَّ مِيرَاثَهُنَّ مِنْ أَبِيهِنَّ، قَالَ: وَكُنَّ أَوَّلَ نِسْوَةٍ وَرِثْنَ مِنْ أَبِيهِنَّ فِي الْإِسْلَامِ، قَالَ: فَخَرَجْتُ حَتَّى جِئْتُ الْأَسْوَافَ - وَهُوَ مَالُ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ - فَوَجَدْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي صُورٍ مِنْ نَخْلٍ قَدْ رُشَّ لَهُ فَهُوَ فِيهِ، قَالَ: فَأُتِيَ بِغَدَاءٍ مِنْ خُبْزٍ وَلَحْمٍ قَدْ صُنِعَ لَهُ، فَأَكَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَكَلَ الْقَوْمُ مَعَهُ.

قَالَ: ثُمَّ بَالَ، ثُمَّ تَوَضَّأَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِلظُّهْرِ، وَتَوَضَّأَ الْقَوْمُ مَعَهُ، قَالَ: ثُمَّ صَلَّى بِهِمُ الظُّهْرَ، قَالَ: ثُمَّ قَعَدَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَعْضِ مَا بَقِيَ مِنْ قِسْمَتِهِ لَهُنَّ حَتَّى حَضَرَتِ الصَّلَاةُ وَفَرَغَ مِنْ أَمْرِهِ مِنْهُنَّ (2) قَالَ: فَرَدُّوا عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَضْلَ غَدَائِهِ مِنَ الْخُبْزِ وَاللَّحْمِ، فَأَكَلَ وَأَكَلَ الْقَوْمُ مَعَهُ، قَالَ: ثُمَّ نَهَضَ فَصَلَّى بِنَا

(1) في (م) و (ق): الأسواق، وهو تصحيف.

(2)

في (ق) ونسخة في (س): فيهن.

ص: 265

الْعَصْرَ، وَمَا مَسَّ مَاءً وَلَا أَحَدٌ مِنَ الْقَوْمِ (1).

15021 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي بَشِيرُ (2) بْنُ أَبِي بَشِيرٍ مَوْلَى آلِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ يَسْأَلُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيَّ أَخَا بَنِي سَلِمَةَ عَنِ الْغُسْلِ مِنَ الْجَنَابَةِ، فَقَالَ جَابِرٌ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَغْرِفُ عَلَى رَأْسِهِ ثَلَاثَ غَرَفَاتٍ بِيَدَيْهِ، ثُمَّ يُفِيضُ الْمَاءَ عَلَى جِلْدِهِ. قَالَ: فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ: إِنَّ شَعْرَ رَأْسِي كَثِيرٌ، وَأَخْشَى أَنْ لَا تَغْسِلَهُ ثَلَاثُ غَرَفَاتٍ بِيَدَيَّ. فَقَالَ لَهُ جَابِرٌ: رَأْسُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ أَكْثَرَ وَأَطْيَبَ مِنْ رَأْسِكَ (3).

(1) إسناده محتمل للتحسين، عبد الله بن محمد بن عقيل حديثه حسن في المتابعات والشواهد، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن إسحاق، فهو صدوق. يعقوب شيخ المصنف: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري.

وقد سلف برقم (14299) أن النبي صلى الله عليه وسلم أكل لحماً ثم صلى ولم يتوضأ، ولم تذكر فيه قصة ميراث بنات سعد بن الربيع، وقد سلفت هذه القصة برقم (14798)، وكلاهما من طريق عبد الله بن محمد بن عقيل، فانظرهما، وانظر أيضاً ما سيأتي من طريقه برقم (15162).

الأسواف: موضع بالمدينة قرب البقيع.

قوله: "صَوْر من نخل" قال ابن الأثير: الصَّوْرُ: الجماعة من النخل، ولا واحد له من لفظه، ويجمع على صِيران.

(2)

في (م): بشر، وهو تحريف.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، بشير بن أبي بشير لم يرو عنه =

ص: 266

15022 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ الْمِصْرِيُّ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ، عَنْ أَبِي عَيَّاشٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيِّ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَبَحَ يَوْمَ الْعِيدِ كَبْشَيْنِ، ثُمَّ قَالَ حِينَ وَجَّهَهُمَا:" إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ، بِاسْمِ اللهِ واللهُ أَكْبَرُ (1)، اللهُمَّ مِنْكَ وَلَكَ عَنْ مُحَمَّدٍ وَأُمَّتِهِ "(2).

= غير ابن إسحاق، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، فهو في عداد المجهولين، لكنه قد توبع، انظر ما سلف برقم (14113).

(1)

في (م): بسم الله الله اكبر.

(2)

إسناده محتمل للتحسين، أبو عياش -وهو ابن النعمان المعافري المصري- روى عنه ثلاثة، وقال الذهبي: شيخ. وصحح ابن خزيمة والحاكم والذهبي حديثه هذا وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح غير ابن إسحاق، وهو صدوق حسن الحديث.

وأخرجه الحاكم 1/ 467 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه بهذا الإسناد. وصححه على شرط مسلم، ووافقه الذهبي، فوهما.

وأخرجه ابن خزيمة (2899) من طريق يعقوب بن إبراهيم، به.

وأخرجه الحاكم 1/ 467 من طريق يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، به.

وأخرجه الدارمي (1946)، والطحاوي 4/ 177، والبيهقي 9/ 287 من طريق أحمد بن خالد، وأبو داود (2795)، والبيهقي 9/ 287 من طريق عيسى ابن يونس، وابن ماجه (3121) من طريق إسماعيل بن عياش، والمزي في ترجمة أبي عياش من "تهذيب الكمال" 34/ 163 - 164 من طريق يزيد بن زريع، أربعتهم عن محمد بن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي =

ص: 267

15023 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ قَالَ: سَمِعْتُهُ يَذْكُرُ - يَعْنِي أَبَاهُ -، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِكْرِمَةَ (1)، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، وَعَنْ حَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، أَنَّهُمَا دَخَلَا عَلَى جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ السَّلَمِيِّ وَهُوَ يُصَلِّي مُلْتَحِفًا وَرِدَاؤُهُ عَلَى جُدُرِ مَسْجِدِهِ، فَصَلَّى، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَيْنَا، فَقَالَ لَنَا: إِنِّي (2) إِنَّمَا صَلَّيْتُ لِتَرَيَانِي، إِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي هَكَذَا (3).

= عياش، به. لم يذكروا في الإسناد خالد بن أبي عمران. ووقع عند ابن ماجه: أبو عياش الزرقي بدل المعافري، وهو وهم، فإن أبا عياش الزرقي مدني، ويزيد بن أبي حبيب مصري، ولم يذكر أنه روى عن أبي عياش المدني، والراوي عن يزيد عند ابن ماجه هو إسماعيل بن عياش، وهو ضعيف في غير الشاميين، فلعل الوهم منه. وفي رواية عيسى بن يونس زيادة: كبشين أملحين أقرنين مَوْجُوءَين، أي: مخصيين.

وقد سلف برقم (14837) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عندما ذبح أضحيته: "اللهم إن هذا عني وعمن لم يضح من أمتي" دون بقية الدعاء في هذا الحديث.

قال السندي: قوله: "وأنا أول المسلمين" قالوا: ينبغي لغيره: وأنا من المسلمين، بإسقاط الأول، فإنه صلى الله عليه وسلم أول هذه الأمة وأسبقهم إسلاماً، بخلاف غيره.

(1)

وقع هنا في "أطراف المسند" 2/ 6 و"إتحاف المهرة" 3/ 108: "مُحَمَّدِ بْنِ عِكْرِمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عِكْرِمَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ"، وأشار في هامش (س) إلى أنه كذلك في بعض الأصول الخطية، ولم يذكر أحد ممن ترجم لعبد الله بن عكرمة أن له رواية عن إبراهيم ابن عبد الرحمن، ولا أنه روى عنه أخوه محمد بن عكرمة.

(2)

لفظة: "إني" ليست في (م).

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، محمد بن عكرمة -وهو ابن =

ص: 268

15024 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِكْرِمَةَ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ جُهَيْنَةَ وَنَحْنُ مَعَ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَابِرٍ (1)، عَنْ أَبِيهِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" أَيُّمَا امْرِئٍ مِنَ النَّاسِ حَلَفَ عِنْدَ مِنْبَرِي هَذَا عَلَى يَمِينٍ كَاذِبَةٍ يَسْتَحِقُّ بِهَا حَقَّ مُسْلِمٍ، أَدْخَلَهُ اللهُ النَّارَ، وَإِنْ عَلَى سِوَاكٍ أَخْضَرَ "(2).

15025 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ (3) بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ إِذَا

= عبد الرحمن بن الحارث المخزومي- معروف النسب مجهول الحال، لم يرو عنه سوى إبراهيم بن سعد، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجال إسناده ثقات رجال الشيخين غير إبراهيم بن عبد الرحمن، فقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال مغلطاي في "الإكمال" 1/ ورقة 59: قال ابن خلفون: هو ثقة مشهور، وصحح الحاكم حديثه في "مستدركه". قلنا: وله في "صحيح البخاري" حديث واحد في كتاب الأطعمة برقم (5443). يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزهري المدني.

وانظر ما سلف برقم (14120).

(1)

وقع في هذا الإسناد في (م) و (ق) سقط وإقحام، وأثبتناه على الصواب من (س) و"أطراف المسند" 2/ 52.

(2)

حديث قوي، وهذا إسناد ضعيف لجهالة محمد بن عكرمة، والرجل من جهينة.

وقد سلف برقم (14706) بإسناد قوي.

(3)

تحرف في (م) إلى: عمرو.

ص: 269

ذُكِرَ أَصْحَابُ أُحُدٍ: " أَمَا وَاللهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي غُودِرْتُ مَعَ أَصْحَابِ نُحْصِ الْجَبَلِ (1) " يَعْنِي سَفْحَ الْجَبَلِ (2).

15026 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي وَهْبُ بْنُ كَيْسَانَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةِ ذَاتِ الرِّقَاعِ مُرْتَحِلًا عَلَى جَمَلٍ لِي ضَعِيفٍ، فَلَمَّا قَفَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، جَعَلَتِ الرِّفَاقُ تَمْضِي، وَجَعَلْتُ أَتَخَلَّفُ حَتَّى أَدْرَكَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" مَا لَكَ يَا جَابِرُ؟ " قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَبْطَأَ بِي جَمَلِي هَذَا. قَالَ:" فَأَنِخْهُ " وَأَنَاخَ رَسُولُ اللهِ

(1) تصحفت في (س) إلى: نُحضِ، بإعجام الضاد، وصوبناها من "زوائد المسند" للهيثمي ورقة 330، ومن "أطراف المسند" 2/ 52. والعبارة في "زوائد المسند":"مع أصحابي نُحصَ الجبل"، وفي (ق):"مع أصحابي بحضنِ الجبل". ونُحصُ الجبل: هو سفحه كما بين في آخر الحديث.

(2)

إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن إسحاق -وهو محمد بن إسحاق بن يسار صاحب المغازي- فهو صدوق حسن الحديث.

وأخرجه الحاكم 2/ 76 و 3/ 28، وعنه البيهقي في "الدلائل" 3/ 304 من طريق يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد.

قال السندي: قوله: "إذا ذكر" يحتمل أنه على بناء الفاعل، والضمير له صلى الله عليه وسلم، أو على بناء المفعول، أي: ذكر عند أصحاب أحد.

قوله: "أني غودرت" من المغادرة، وهي الترك، أي: ليتني تُركت مع قتلى أحد، وأُبقيت فيهم، أي: ليتني استشهدت معهم، وفي "النهاية" 3/ 343: المراد قتلى أحد أو غيرهم. وهو خلاف ظاهر الرواية كما لا يخفى. وفيه دلالة على زيادة شرف شهداء أحد من بين الشهداء، والله تعالى أعلم.

ص: 270

صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ:" أَعْطِنِي هَذِهِ الْعَصَا (1) مِنْ يَدِكَ " أَوْ قَالَ: " اقْطَعْ لِي عَصًا مِنْ شَجَرَةٍ " قَالَ: فَفَعَلْتُ، قَالَ: فَأَخَذَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَنَخَسَهُ بِهَا نَخَسَاتٍ، ثُمَّ قَالَ:" ارْكَبْ " فَرَكِبْتُ، فَخَرَجَ - وَالَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ - يُوَاهِقُ نَاقَتَهُ مُوَاهَقَةً، قَالَ: وَتَحَدَّثَ مَعِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" أَتَبِيعُنِي جَمَلَكَ هَذَا يَا جَابِرُ؟ " قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، بَلْ أَهَبُهُ لَكَ. قَالَ:" لَا، وَلَكِنْ بِعْنِيهِ " قَالَ: قُلْتُ: فَسُمْنِي بِهِ. قَالَ: " قَدْ أَخَذْتُهُ (1) بِدِرْهَمٍ " قَالَ: قُلْتُ: لَا. إِذًا يَغْبِنُنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: " فَبِدِرْهَمَيْنِ " قَالَ: قُلْتُ: لَا. قَالَ: فَلَمْ يَزَلْ يَرْفَعُ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى بَلَغَ الْأُوقِيَّةَ، قَالَ: قُلْتُ: فَقَدْ رَضِيتُ. قَالَ: " قَدْ رَضِيتَ؟ "، قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ " نَعَمْ (2) " قُلْتُ: هُوَ لَكَ. قَالَ: " قَدْ أَخَذْتُهُ ".

قَالَ: ثُمَّ قَالَ لِي: " يَا جَابِرُ، هَلْ تَزَوَّجْتَ بَعْدُ؟ " قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " أَثَيِّبًا أَمْ بِكْرًا؟ " قَالَ: قُلْتُ: بَلْ ثَيِّبًا. قَالَ: " أَفَلَا جَارِيَةً تُلَاعِبُهَا وَتُلَاعِبُكَ؟! " قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنْ أَبِي أُصِيبَ يَوْمَ أُحُدٍ، وَتَرَكَ بَنَاتٍ لَهُ سَبْعًا، فَنَكَحْتُ امْرَأَةً جَامِعَةً تَجْمَعُ رُؤُوسَهُنَّ، وَتَقُومُ عَلَيْهِنَّ. قَالَ: " أَصَبْتَ إِنْ

(1) المثبت من (م) ونسخة في (س)، وفي متن (س) و (ق): العصاة، ولها وجه، قال في "لسان العرب" 5/ 64: قال الأزهري: يقال للعصا: عصاة، بالهاء، يقال: أخذت عصاته، قال: ومنهم من كره هذه اللغة.

(1)

في (م): قد قلت: أخذته.

(2)

قوله: "قال: نعم" سقط من (م).

ص: 271

شَاءَ اللهُ " قَالَ: " أَمَا إِنَّا لَوْ قَدْ جِئْنَا صِرَارًا (1)، أَمَرْنَا بِجَزُورٍ فَنُحِرَتْ، وَأَقَمْنَا عَلَيْهَا يَوْمَنَا ذَلِكَ، وَسَمِعَتْ بِنَا، فَنَفَضَتْ نَمَارِقَهَا " قَالَ: قُلْتُ: وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ مَا لَنَا مِنْ نَمَارِقَ. قَالَ: " إِنَّهَا سَتَكُونُ، فَإِذَا أَنْتَ قَدِمْتَ، فَاعْمَلْ عَمَلًا كَيِّسًا ".

قَالَ: فَلَمَّا جِئْنَا صِرَارًا، أَمَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِجَزُورٍ فَنُحِرَتْ، فَأَقَمْنَا عَلَيْهَا ذَلِكَ الْيَوْمَ، فَلَمَّا أَمْسَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، دَخَلَ وَدَخَلْنَا، قَالَ: فَأَخْبَرْتُ الْمَرْأَةَ الْحَدِيثَ وَمَا قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَتْ: فَدُونَكَ، فَسَمْعًا وَطَاعَةً.

قَالَ: فَلَمَّا أَصْبَحْتُ أَخَذْتُ بِرَأْسِ الْجَمَلِ، فَأَقْبَلْتُ بِهِ حَتَّى أَنَخْتُهُ عَلَى بَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ جَلَسْتُ فِي الْمَسْجِدِ قَرِيبًا مِنْهُ، قَالَ: وَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَرَأَى الْجَمَلَ، فَقَالَ:" مَا هَذَا؟ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا جَمَلٌ جَاءَ بِهِ جَابِرٌ. قَالَ:" فَأَيْنَ جَابِرٌ؟ " فَدُعِيتُ لَهُ، قَالَ:" تَعَالَ أَيْ ابْنَ أَخِي، خُذْ بِرَأْسِ جَمَلِكَ، فَهُوَ لَكَ " قَالَ: فَدَعَا بِلَالًا، فَقَالَ:" اذْهَبْ بِجَابِرٍ، فَأَعْطِهِ أُوقِيَّةً " فَذَهَبْتُ مَعَهُ، فَأَعْطَانِي أُوقِيَّةً، وَزَادَنِي شَيْئًا يَسِيرًا، قَالَ: فَوَاللهِ مَازَالَ يَنْمِي عِنْدَنَا، وَنَرَى مَكَانَهُ مِنْ بَيْتِنَا حَتَّى أُصِيبَ أَمْسِ فِيمَا أُصِيبَ النَّاسُ. يَعْنِي: يَوْمَ الْحَرَّةِ (2).

(1) تحرفت في (ق) إلى: مراراً.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن لأجل محمد بن إسحاق -وهو ابن يسار القرشي مولاهم المدني- فهو حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال =

ص: 272

15027 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: لَمَّا اسْتَقْبَلْنَا وَادِيَ حُنَيْنٍ، قَالَ: انْحَدَرْنَا فِي وَادٍ مِنْ أَوْدِيَةِ تِهَامَةَ أَجْوَفَ حَطُوطٍ، إِنَّمَا نَنْحَدِرُ فِيهِ انْحِدَارًا، قَالَ: وَفِي عَمَايَةِ الصُّبْحِ، وَقَدْ كَانَ الْقَوْمُ كَمَنُوا لَنَا فِي

= الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزُّهْري المدني، ووهب ابن كيسان: هو القرشي مولاهم أبو نعيم المدني المُعلِّم.

وأخرجه ابن خزيمة في الحج كما في "إتحاف المهرة" 3/ 592 من طريق يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد.

وأخرجه مطولاً ومختصراً البخاري (2097)، ومسلم (715)(73) وص 1089 (57)، وأبو عوانة 1/ 416 - 417، وابن حبان (2717) و (6518) و (7143) من طريق عبيد الله بن عمر العمري، عن وهب، به. وليس في المطول عندهم ذكر قصة نحر الجزور، ولا النمارق، ولا قوله صلى الله عليه وسلم:"فإذا أنت قدمت، فاعمل عملاً كيساً". وزاد بعضهم أمره صلى الله عليه وسلم لجابر بالصلاة ركعتين في المسجد.

ولقصة الجمل وبيعه انظر ما سلف برقم (14195).

ولقصة السؤال عن التزويج، والنمارق انظر ما سلف برقم (14132).

ولقوله صلى الله عليه وسلم: "فاعمل عملاً كيساً" انظر ما سلف برقم (14184).

ولقصة نحر الجزور انظر ما سلف برقم (14213).

وقوله: "يُواهِقُ ناقتَه مواهقة" أي: يباريها في السير ويماشيها، ومواهقة الإبل: مَدُّ أعناقها في السير. قاله السندي.

وقوله: "نمارقها" مفردها: نمرقة -بضم النون والراء، وبكسرهما، وبغير هاء-، وهي الوسادة.

وصرار: موضع بظاهر المدينة على ثلاثة أميال منها من جهة المشرق.

ص: 273

شِعَابِهِ وَفِي أَحْنَائِهِ (1) وَمَضَايِقِهِ، قَدْ أَجْمَعُوا وَتَهَيَّؤُوا وَأَعَدُّوا، قَالَ: فَوَاللهِ مَا رَاعَنَا وَنَحْنُ مُنْحَطُّونَ إِلَّا الْكَتَائِبُ قَدْ شَدَّتْ عَلَيْنَا شَدَّةَ رَجُلٍ وَاحِدٍ، وَانْهَزَمَ النَّاسُ (2) رَاجِعِينَ، فَاسْتَمَرُّوا لَا يَلْوِي أَحَدٌ مِنْهُمْ (3) عَلَى أَحَدٍ.

وَانْحَازَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ الْيَمِينِ، ثُمَّ قَالَ:" إِلَيَّ أَيُّهَا النَّاسُ، هَلُمُّوا إِلَيَّ، أَنَا رَسُولُ اللهِ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ " قَالَ: فَلَا شَيْءَ، احْتَمَلَتْ الْإِبِلُ بَعْضُهَا بَعْضًا، فَانْطَلَقَ النَّاسُ، إِلَّا أَنَّ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَهْطًا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ غَيْرَ كَثِيرٍ، ثَبَتَ مَعَهُ صلى الله عليه وسلم أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، وَمِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَالْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَابْنُهُ الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ، وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ، وَرَبِيعَةُ بْنُ الْحَارِثِ، وَأَيْمَنُ بْنُ عُبَيْدٍ، وَهُوَ ابْنُ أُمِّ أَيْمَنَ، وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ.

قَالَ: وَرَجُلٌ مِنْ هَوَازِنَ عَلَى جَمَلٍ لَهُ أَحْمَرَ، فِي يَدِهِ رَايَةٌ لَهُ سَوْدَاءُ فِي رَأْسِ رُمْحٍ طَوِيلٍ لَهُ أَمَامَ النَّاسِ، وَهَوَازِنُ خَلْفَهُ، فَإِذَا أَدْرَكَ طَعَنَ بِرُمْحِهِ، وَإِذَا فَاتَهُ النَّاسُ رَفَعَهُ لِمَنْ وَرَاءَهُ فَاتَّبَعُوهُ.

(1) في (م) و (س) و (ق): أجنابه، وما أثبتناه من "سيرة ابن هشام" 4/ 85، و"النهاية" لابن الأثير 1/ 455. والأحناء: جمع حِنْوٍ، وهو المنعطف.

(2)

في (ق): وانهزم القوم.

(3)

لفظة "منهم" لم ترد في متن نسخة (س)، وأثبتت من (م) و (ق) ونسخة بهامش (س).

ص: 274

قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ، وَحَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ (1) بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ أَبِيهِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: بَيْنَا ذَلِكَ الرَّجُلُ مِنْ هَوَازِنَ صَاحِبُ الرَّايَةِ عَلَى جَمَلِهِ ذَلِكَ يَصْنَعُ مَا يَصْنَعُ، إِذْ هَوَى لَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَرَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ يُرِيدَانِهِ، قَالَ: فَيَأْتِيهِ عَلِيٌّ مِنْ خَلْفِهِ، فَضَرَبَ عُرْقُوبَيِ الْجَمَلِ، فَوَقَعَ عَلَى عَجُزِهِ، وَوَثَبَ الْأَنْصَارِيُّ عَلَى الرَّجُلِ، فَضَرَبَهُ ضَرْبَةً أَطَنَّ قَدَمَهُ بِنِصْفِ سَاقِهِ، فَانْجَعَفَ (2) عَنْ رَحْلِهِ وَاجْتَلَدَ (3) النَّاسُ، فَوَاللهِ مَا رَجَعَتْ رَاجِعَةُ النَّاسِ مِنْ هَزِيمَتِهِمْ حَتَّى وَجَدُوا الْأَسْرَى مُكَتَّفِينَ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (4).

(1) تحرف في (م) إلى: عمرو.

(2)

في (م) و"مجمع الزوائد" 6/ 180: فانعجف، وهو تحريف.

(3)

قال السندي: في بعض النسخ: واجَّلدَ، بتشديد الجيم، بقلب التاء جيماً، وإدغام الجيم في الجيم. قلنا: وكذا هي في (س): واجلد، لكن صححت في هامشها: واجْتَلَدَ. وفي (م) و (ق) أيضاً: واجتلد.

(4)

إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن إسحاق، فهو صدوق حسن الحديث، وقد صرح بالتحديث في "سيرة ابن هشام"، و"مسند أبي يعلى" فانتفت شبهة تدليسه.

والحديث في "سيرة ابن هشام" 4/ 85 - 86 و 87 - 88. وزاد عنده فيمن ثبت مع النبي صلى الله عليه وسلم ابناً لأبي سفيان بن الحارث، وذكر هناك أن أيمن بن أم أيمن قتل يومئذ.

وأخرجه البزار (1834) من طريق يحيى بن سعيد، وأبو يعلى (1862) و (1863)، وابن حبان (4774) من طريق عبد الأعلى، والبيهقي في "الدلائل" =

ص: 275

15028 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ مِينَاءَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: عَمِلْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْخَنْدَقِ، قَالَ: فَكَانَتْ عِنْدِي شُوَيْهَةُ عَنْزٍ جَذَعٌ سَمِينَةٌ، قَالَ: فَقُلْتُ: وَاللهِ لَوْ صَنَعْنَاهَا لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: فَأَمَرْتُ امْرَأَتِي فَطَحَنَتْ لَنَا شَيْئًا مِنْ شَعِيرٍ، وَصَنَعَتْ لَنَا مِنْهُ خُبْزًا، وَذَبَحَتْ تِلْكَ

= 5/ 126 - 128 و 129 من طريق يونس بن بكير، ثلاثتهم عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد. ولم يذكره أحد منهم بتمامه غير البيهقي.

وفي الباب عن العباس بن عبد المطلب، سلف برقم (1775).

وعن ابن مسعود، سلف برقم (4336).

وعن البراء بن عازب وأبي عبد الرحمن الفهري، سيأتيان 4/ 280 و 5/ 286.

قوله: "واد أجوف" أي: واسع كبير القعر.

حَطوط: بفتح حاء، صيغة مبالغة من الحط، وهو النزول والتسفل.

عَماية الصبح: هي بقية ظلمة الليل.

كمنوا، أي: اختفوا.

أجمعوا، أي: عزموا.

وانحاز، أي: تنحى.

فلا شيء، أي: فلا أحد يسمع ذاك الكلام.

فإذا أدرك، أي: أحداً من المسلمين.

هوى، أي: مال وقصد.

أطنَّ: بتشديد النون، وهو من الطنين، وهو صوت الشيء الصلب، أي: جعلها تطن من صوت القطع.

فانجعف، أي: انقلع.

ص: 276

الشَّاةَ، فَشَوَيْنَاهَا لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.

قَالَ: فَلَمَّا أَمْسَيْنَا وَأَرَادَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الِانْصِرَافَ عَنِ الْخَنْدَقِ، قَالَ: وَكُنَّا نَعْمَلُ فِيهِ نَهَارًا، فَإِذَا أَمْسَيْنَا رَجَعْنَا إِلَى أَهْلِنَا، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، قَدْ صَنَعْتُ لَكَ شُوَيْهَةً كَانَتْ عِنْدَنَا، وَصَنَعْنَا مَعَهَا شَيْئًا مِنْ خُبْزِ هَذَا الشَّعِيرِ، فَأُحِبُّ أَنْ تَنْصَرِفَ مَعِي إِلَى مَنْزِلِي. وَإِنَّمَا أُرِيدُ أَنْ يَنْصَرِفَ مَعِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَحْدَهُ، قَالَ: فَلَمَّا قُلْتُ لَهُ ذَلِكَ قَالَ: " نَعَمْ " ثُمَّ أَمَرَ صَارِخًا فَصَرَخَ: أَنْ انْصَرِفُوا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى بَيْتِ جَابِرٍ. قَالَ: قُلْتُ: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ.

فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَقْبَلَ النَّاسُ مَعَهُ، قَالَ: فَجَلَسَ وَأَخْرَجْنَاهَا إِلَيْهِ، قَالَ: فَبَرَكَ وَسَمَّى ثُمَّ أَكَلَ، وَتَوَارَدَهَا النَّاسُ، كُلَّمَا فَرَغَ قَوْمٌ قَامُوا وَجَاءَ نَاسٌ، حَتَّى صَدَرَ أَهْلُ الْخَنْدَقِ عَنْهَا (1).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل ابن إسحاق، وقد تابعه حنظلة بن أبي سفيان، وهو ثقة من رجال الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم ابن سعد الزهري.

وأخرجه بنحوه البخاري (3070) و (4102)، ومسلم (2039)، وأبو عوانة 4/ 355 - 358 و 5/ 378 - 380، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" ص 254، والحاكم 3/ 30 - 31، والبيهقي في "دلائل النبوة" 3/ 425 - 426 من طريق حنظلة بن أبي سفيان، عن سعيد بن ميناء، بهذا الإسناد. والموضع الأول عند البخاري مختصر. ورواية أبي الشيخ مقتصرة على قول النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه:"قوموا قد صنع لكم جابر سُوراً". والسُّور: هو الطعام الذي يدعى إليه الناس، =

ص: 277

15029 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مُعَاذُ بْنُ رِفَاعَةَ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: لَمَّا دُفِنَ سَعْدٌ وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَبَّحَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَسَبَّحَ النَّاسُ مَعَهُ طَوِيلًا، ثُمَّ كَبَّرَ، فَكَبَّرَ النَّاسُ، ثُمَّ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، مِمَّ (1) سَبَّحْتَ؟ قَالَ:" لَقَدْ تَضَايَقَ عَلَى هَذَا الرَّجُلِ الصَّالِحِ قَبْرُهُ، حَتَّى فَرَّجَهُ اللهُ عَنْهُ "(2).

15030 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، قَالَ: بَلَغَنِي عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا طَبَخْتُمُ اللَّحْمَ، فَأَكْثِرُوا الْمَرَقَ - أَوِ الْمَاءَ -، فَإِنَّهُ أَوْسَعُ - أَوْ أَبْلَغُ - لِلْجِيرَانِ "(3).

= وهي لفظة فارسية.

وأخرجه الدارمي (42)، والبخاري (4101)، وأبو عوانة 4/ 355، والبيهقي في "الدلائل" 3/ 415 - 417 و 422 - 424 من طريق عبد الواحد بن أيمن المكي، عن أبيه، عن جابر. قلنا: وانظر ما سلف برقم (14211). وأخرجه البيهقي في "الدلائل" 3/ 424 - 425 من طريق أبي الزبير، عن جابر.

وفي الباب عن أنس بن مالك، سلف برقم (12491)، وسلفت عنده أحاديث الباب.

قوله في آخر الحديث: "صَدَرَ أهل الخندق"، أي: رجعوا.

(1)

المثبت من (م) و (س)، وفي (ق): بمَ، وفي نسخة بهامش (س): لمَ.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. وقد سلف بهذا الإسناد برقم (14873) فانظره.

(3)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، فالأعمش لم يسمعه من =

ص: 278

15031 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَيُّمَا عَبْدٍ تَزَوَّجَ بِغَيْرِ إِذْنِ سَيِّدِهِ، فَهُوَ عَاهِرٌ "(1).

= جابر كما بيَّن هو في هذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة كما في "إتحاف المهرة" 3/ 148 عن أبي معاوية محمد بن خازم الضرير، عن الأعمش، عن بعض أصحاب جابر، عن جابر. وأخرجه البزار (1901) من طريق عبد الرحمن بن مَغراء، والطبراني في "الأوسط"(3615) من طريق أبي مسلم عبيد الله بن سعيد الجعفي قائد الأعمش، كلاهما عن الأعمش، عن أبي سفيان طلحة بن نافع، عن جابر.

قلنا: وهذه الرواية بذكر أبي سفيان بين الأعمش وجابر خطأ، والصواب أن الأعمش أبهم الواسطة بينه وبين جابر، فإن يحيى بن سعيد الأموي وأبا معاوية هما اللذان روياه عن الأعمش بإبهام الواسطة، وهما ثقتان، بل إن أبا معاوية من أثبت أصحاب الأعمش، أما عبد الرحمن بن المغراء فهو أقل منهما، واستنكرت أحاديثه عن الأعمش، وعبيد الله بن سعيد ضعيف.

وله شاهد من حديث أبي ذر الغفاري، سيأتي 5/ 149، وقد أخرجه مسلم ص 2025.

وشاهد ثان من حديث عبد الله بن سنان المزني عند الترمذي (1832)، والحاكم 4/ 130، وإسناده ضعيف.

(1)

إسناده ضعيف، فقد تفرد به عبد الله بن محمد بن عقيل، وهو ضعيف إذا لم يتابع. ابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج الأُموي، مولاهم المكي.

وأخرجه الترمذي (1112) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق (12979) عن ابن جريج، به.

وانظر (14212).

ص: 279

15032 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرًا وَسُئِلَ عَنْ الْعَزْلِ، فَقَالَ: قَدْ كُنَّا نَصْنَعُهُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (1).

15033 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَفْصَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: حُبِسَ الْوَحْيُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي أَوَّلِ أَمْرِهِ، وَحُبِّبَ إِلَيْهِ الْخَلَاءُ، فَجَعَلَ يَخْلُو فِي حِرَاءٍ، فَبَيْنَمَا هُوَ مُقْبِلٌ مِنْ حِرَاءٍ: " إِذَا أَنَا بِحِسٍّ مِنْ فَوْقِي، فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَإِذَا الَّذِي أَتَانِي بِحِرَاءٍ فَوْقَ رَأْسِي عَلَى كُرْسِيٍّ، قَالَ: فَلَمَّا رَأَيْتُهُ جُئِثْتُ عَلَى الْأَرْضِ، فَلَمَّا أَفَقْتُ أَتَيْتُ أَهْلِي مُسْرِعًا، فَقُلْتُ: دَثِّرُونِي دَثِّرُونِي، فَأَتَانِي جِبْرِيلُ فَقَالَ: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ. قُمْ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وابن جريج مدلس، وقد عنعنه هنا، لكن سيأتي تصريحه بالسماع برقم (15072). عطاء: هو ابن أبي رباح المكي.

وأخرجه البخاري (5207) من طريق يحيى بن سعيد القطان، وأبو يعلى (2193) من طريق روح بن عبادة، كلاهما عن ابن جريج، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 4/ 217، والحميدي (1257)، والبخاري (5208) و (5209)، ومسلم (1440)(136)، وابن ماجه (1927)، والترمذي (1137)، والنسائي في "الكبرى"(9093)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 35، والبيهقي 7/ 228 من طريق عمرو بن دينار، ومسلم (1440)(137) من طريق معقل بن يسار، كلاهما عن عطاء، به.

وسيأتي من طريق ابن جريج عن عطاء برقم (15072)، وانظر ما سلف برقم (14318).

ص: 280

فَأَنْذِرْ. وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ. وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ. وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} [المدثر: 1 - 5] " (1).

15034 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: قَالَ أَبُو سَلَمَةَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يُحَدِّثُ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَمَّا كَذَّبَتْنِي قُرَيْشٌ حِينَ أُسْرِيَ بِي إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ، قُمْتُ فِي الْحِجْرِ، فَجَلَا اللهُ لِي بَيْتَ الْمَقْدِسِ، فَطَفِقْتُ أُخْبِرُهُمْ عَنْ آيَاتِهِ وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَيْهِ "(2).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن أبي حفصة، وهو متابع. روح: هو ابن عبادة القيسي.

وأخرجه ابن أبي شيبة 14/ 294 عن محمد بن أبي حفصة، بهذا الإسناد.

وانظر (14287).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزهري، وصالح: هو ابن كيسان، وابن شهاب: هو محمد بن مسلم بن عبيد الله الزهري.

وأخرجه أبو يعلى (2091)، وأبو عوانة 1/ 124 - 125 من طريق يعقوب، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (3886)، ومسلم (170)، والترمذي (3133)، والنسائي في "الكبرى"(11282)، وأبو عوانة 1/ 131، والطحاوي في "شرح المشكل"(4853)، وابن منده (739)، والبيهقي في "الدلائل" 2/ 359 من طريق عُقيل ابن خالد، والبخاري (4710)، والطحاوي (4852)، وأبو عوانة 1/ 125، وابن حبان (55)، والبغوي (3762) من طريق يونس بن يزيد، كلاهما عن ابن شهاب، به. =

ص: 281

15035 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ: قَالَ الزُّهْرِيُّ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يُحَدِّثُ عَنْ فَتْرَةِ الْوَحْيِ، فَقَالَ فِي حَدِيثِهِ:" فَبَيْنَا أَنَا أَمْشِي، سَمِعْتُ صَوْتًا مِنَ السَّمَاءِ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي، فَإِذَا الْمَلَكُ الَّذِي جَاءَنِي بِحِرَاءٍ جَالِسٌ عَلَى كُرْسِيٍّ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، فَجُثِثْتُ (1) مِنْهُ رُعْبًا، فَرَجَعْتُ فَقُلْتُ: زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي. فَدَثَّرُونِي، فَأَنْزَلَ اللهُ: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ. قُمْ} (2) إِلَى قَوْلِهِ: {وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ}، قَبْلَ أَنْ تُفْرَضَ الصَّلَاةُ " وَهِيَ الْأَوْثَانُ (3).

= وانظر ما سيأتي برقم (15035 م).

وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2819).

وعن أبي هريرة عند مسلم (182).

(1)

في (م): فجئثت، وكلتاهما بمعنى: فزعت وخفت.

(2)

في (م) ذكرت الآيات: {قم فأنذر، وربك فكبر} .

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، ومعمر: هو ابن راشد.

وهو في "مصنف" عبد الرزاق 5/ 323 - 324، ومن طريقه أخرجه البخاري (4925)، ومسلم (161)(256)، والترمذي (3325)، والحاكم 2/ 251، والبيهقي في "الدلائل" 2/ 138.

وانظر (14287).

قوله في آخر الحديث: وهي الأوثان، هو من قول أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، يفسر به قوله تعالى:{الرُّجز} . وقد بُيَّن في الرواية السالفة برقم (14483). وجاء عند الحاكم 2/ 251 تفسير الرجز بالأوثان =

ص: 282

15035 م - قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَأَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " فَقُمْتُ فِي الْحِجْرِ حِينَ كَذَّبَنِي قَوْمِي، فَرُفِعَ لِي بَيْتُ الْمَقْدِسِ حَتَّى جَعَلْتُ أَنْعَتُ لَهُمْ آيَاتِهِ "(1).

15036 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ - يَعْنِي ابْنَ خَالِدٍ -، حَدَّثَنَا رَبَاحٌ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: جَاءَ شَابٌّ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: أَتَأْذَنُ لِي فِي الْخِصَاءِ؟ فَقَالَ: " صُمْ وَسَلِ اللهَ مِنْ فَضْلِهِ "(2).

= مصرحاً برفعه، وهو من طريق محمد بن كثير بن أبي عطاء الثقفي عن معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن جابر. ومحمد بن كثير ضعيف، فلا يعتد بروايته هذه.

(1)

إسناده متصل بالإسناد الذي قبله، وهو صحيح على شرط الشيخين. ومتنه قطعة من متن الحديث السالف برقم (15034).

وهو في "مصنف عبد الرزاق " 5/ 329، ومن طريقه أخرجه أبو عوانة 1/ 124 - 125، وابن منده (738).

وانظر (15034).

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة راويه عن جابر بن عبد الله. إبراهيم بن خالد: هو القرشي الصنعاني، ورباح: هو ابن زيد، ومعمر: هو ابن راشد.

وسيأتي برقم (15105).

وله شاهد من حديث سعد بن أبي وقاص، سلف برقم (1514)، ولفظه: أراد عثمان بن مظعون أن يتبتل، فنهاه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولو أجاز له ذلك =

ص: 283

15037 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا رَبَاحٌ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ مِقْسَمٍ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ حَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، فَسَأَلَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ عَنْ غُسْلِ الْجَنَابَةِ، فَقَالَ: تَبُلُّ الشَّعْرَ، وَتَغْسِلُ الْبَشَرَ. قَالَ: رَأْسِي كَثِيرُ الشَّعْرِ. قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَحْثُو عَلَى رَأْسِهِ ثَلَاثَ حَثَيَاتٍ مِنَ الْمَاءِ. قَالَ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ: رَأْسِي كَثِيرُ (1). قَالَ: كَانَ رَأْسُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَكْثَرَ وَأَطْيَبَ (2).

15038 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٍ (3)، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ،

= لاختصينا. وهو متفق عليه.

وشاهد ثان من حديث عبد الله بن مسعود، سلف برقم (3592)، ولفظه:"يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وِجاء". وهو متفق عليه أيضاً، والوجاء هو قطع شهوة الحيوان بدق خصيتيه، أي أن الصوم يعالج الشهوة كما يعالجها الوجاء.

وشاهد ثالث من حديث عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6612).

ويشهد له أيضاً أحاديث النهي عن التبتل، وقد سلف منها حديث سعد الذي أشرنا إليه، وحديث أنس برقم (12613)، وحديثا سمرة بن جندب وعائشة، وسيأتيان 5/ 17 و 6/ 25.

(1)

في (م): كثير الشعر.

(2)

إسناده صحيح. إبراهيم: هو ابن خالد، ورباح: هو ابن زيد، وهما ثقتان روى لهما أبو داود والنسائي، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه عبد الرزاق (1006) عن معمر، بهذا الإسناد.

وانظر (14113).

(3)

في (م) ونسخة في (س): عن معمر.

ص: 284

عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي عَلَى رَاحِلَتِهِ تَطَوُّعًا حَيْثُ تَوَجَّهَتْ بِهِ فِي السَّفَرِ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يُصَلِّيَ الْمَكْتُوبَةَ، نَزَلَ عَنْ رَاحِلَتِهِ، وَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ (1).

15039 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ وَهُوَ يُخْبِرُ عَنْ حَجَّةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: فَأَمَرَنَا بَعْدَمَا طُفْنَا أَنْ نَحِلَّ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" فَإِذَا أَرَدْتُمْ أَنْ تَنْطَلِقُوا إِلَى مِنًى، فَأَهِلُّوا ". فَأَهْلَلْنَا مِنَ الْبَطْحَاءِ (2).

15040 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الظُّهْرَ بِالْمَدِينَةِ أَرْبَعًا، وَصَلَّى الْعَصْرَ بِذِي الْحُلَيْفَةِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ بَاتَ بِذِي الْحُلَيْفَةِ حَتَّى أَصْبَحَ، فَلَمَّا رَكِبَ رَاحِلَتَهُ وَاسْتَوَتْ بِهِ أَهَلَّ (3).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، ومعمر: هو ابن راشد.

وهو في "مصنف" عبد الرزاق (4510) و (4516).

وانظر (14272).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه ابن خزيمة (2794)، وابن حبان (3796) من طريق محمد بن بكر، بهذا الإسناد.

وانظر (14418).

(3)

هذا الحديث من مسند أنس رضي الله عنه، وإسناده صحيح على شرط =

ص: 285

15041 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَرْمِي عَلَى رَاحِلَتِهِ يَوْمَ النَّحْرِ، يَقُولُ:" لِتَأْخُذُوا مَنَاسِكَكُمْ، فَإِنِّي لَا أَدْرِي لَعَلِّي أَنْ لَا أَحُجُّ (1) بَعْدَ حَجَّتِي هَذِهِ "(2).

15042 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ. وَحَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ

= الشيخين.

وأخرجه أبو داود (1773) عن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق (4320)، والبخاري (1546)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 417 - 418 و 2/ 122 من طرق عن ابن جريج، به. ولفظ عبد الرزاق: أنه صلى -أي أنس- مع النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة أربعاً، وصليت معه بذي الحليفة العصر ركعتين والنبي صلى الله عليه وسلم يريد مكة. واقتصر الطحاوي في الموضع الأول على قصة الصلاة، وقرن في إحدى روايات هذا الموضع بابن جريج عمرو بن الحارث وأسامة بن زيد، واقتصر في الموضع الثاني على قصة الإهلال.

وسلفت قصة الصلاة برقم (12079) من طريق محمد بن المنكدر وإبراهيم ابن ميسرة، عن أنس، وسلفت قصة الإهلال من ذي الحليفة ضمن الحديث (13153) من طريق الحسن البصري، عن أنس. وانظر أيضاً قصة إهلال النبي صلى الله عليه وسلم من ذي الحليفة ضمن حديث جابر الطويل في الحج السالف برقم (14440).

(1)

في (م): لعلي لا أحج.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه ابن خزيمة (2877) من طريق محمد بن بكر، بهذا الإسناد. وانظر (14419).

ص: 286

أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: كُنَّا لَا نَأْكُلُ مِنَ الْبُدْنِ إِلَّا ثَلَاثَ مِنًى، فَأَرْخَصَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" كُلُوا وَتَزَوَّدُوا ". وقَالَ حَجَّاجٌ: فَأَكَلْنَا وَتَزَوَّدْنَا (1).

15043 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ. وَرَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: اشْتَرَكْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ كُلُّ سَبْعَةٍ فِي بَدَنَةٍ، فَنَحَرْنَا سَبْعِينَ بَدَنَةً يَوْمَئِذٍ (2).

15044 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ وَرَوْحٌ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرًا يَقُولُ: نَحَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم (3) عَنْ عَائِشَةَ بَقَرَةً فِي

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور. وانظر (14412).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه ابن خزيمة (2900) من طريق محمد بن بكر، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو عوانة في الحج كما في "الإتحاف" 3/ 448 من طريق روح بن عبادة، به.

وأخرجه مسلم (1318)(353)، وابن الجارود (479)، وابن خزيمة (2900)، وأبو عوانة، والطحاوي 4/ 175، والبيهقي 9/ 295 من طرق عن ابن جريج، به.

وأخرجه الطحاوي 4/ 175 من طريق يحيى بن أيوب، عن ابن جريج، عن عمرو بن دينار، عن جابر.

وانظر ما سيأتي برقم (15045)، وما سلف برقم (14127).

(3)

وقع في (م) و (س) في هذا الموضع زيادة لفظة "نحر"، وهو تكرار لا =

ص: 287

حِجَّتِهِ (1).

15045 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ وَرَوْحٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يُحَدِّثُ عَنْ حَجَّةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَأَمَرَنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَحْلَلْنَا أَنْ نُهْدِيَ، وَيَجْتَمِعُ النَّفَرُ مِنَّا فِي الْهَدِيَّةِ (2)، وَذَلِكَ حِينَ أَمَرَهُمْ أَنْ يَحِلُّوا مِنْ حَجَّتِهِمْ (3).

= وجه له.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الزبير، فمن رجال مسلم. محمد بن بكر: هو البرساني، وروح: هو ابن عبادة، وابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز.

وأخرجه مسلم (1319)(357) من طريق محمد بن بكر البرساني وحده، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو عوانة في الحج كما في "إتحاف المهرة" 3/ 448 - 449 من طريق روح وحده، به.

وأخرجه مسلم (1319)(356)، والبيهقي 5/ 238 من طريق يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، ومسلم (1319)(357) من طريق يحيى بن سعيد الأموي، وأبو عوانة من طريق أبي عاصم النبيل، ثلاثتهم عن ابن جريج، به. ورواية يحيى بن سعيد: نحر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نسائه. لم يخصص عائشة.

وفي الباب عن عائشة رضي الله عنها، سيأتي 6/ 39.

وعن أبي هريرة عند أبي داود (1751)، والنسائي في "الكبرى"(4128)، وابن ماجه (3133)، وصححه ابن خزيمة (2903)، وابن حبان (4008)، والحاكم 1/ 467، ووافقه الذهبي.

(2)

في (م) ونسخة في (س): البدنة، والمثبت من (س) و (ق).

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم. =

ص: 288

15046 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْوَسْمِ فِي الْوَجْهِ، وَالضَّرْبِ فِي الْوَجْهِ (1).

15047 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ قَالَ: زَوَّدَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم جِرَابًا مِنْ تَمْرٍ، فَكَانَ يَقْبِضُ لَنَا قَبْضَةً قَبْضَةً، ثُمَّ تَمْرَةً تَمْرَةً، فَنَمُصُّهَا وَنَشْرَبُ عَلَيْهَا الْمَاءَ حَتَّى اللَّيْلِ، فَأَلْقَى الْبَحْرُ حُوتًا مَيِّتًا، فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: غُزَاةٌ وَجِيَاعٌ فَكُلُوا. فَأَكَلْنَا، فَذَكَرْنَاهُ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" رِزْقٌ (2) أَخْرَجَهُ اللهُ لَكُمْ، فَإِنْ كَانَ مَعَكُمْ شَيْءٌ فَأَطْعِمُونَا ". فَكَانَ مَعَنَا مِنْهُ شَيْءٌ، فَأَرْسَلَ بِهِ إِلَيْهِ بَعْضُ الْقَوْمِ، فَأَكَلَ مِنْهُ (3).

= وأخرجه مسلم (1318)(354) من طريق محمد بن بكر، بهذا الإسناد.

والحديث قطعة من حديث أبي الزبير الطويل في الحج السالف برقم (14116). وانظر (15043).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه مسلم (2116)(106)، وابن خزيمة (2551) من طريق محمد ابن بكر، بهذا الإسناد.

وانظر (14424).

(2)

في (م) و (س): رزقاً. والمثبت من (ق) ونسخة في (س) ومن الموضع السالف برقم (14337).

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم. وقد سلف من هذا الطريق مطولاً برقم (14337).

ص: 289

15048 -

حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ اللَّيْثِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، حَدَّثَنِي جَابِرٌ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّ أَقْوَامًا يَخْرُجُونَ مِنَ النَّارِ بَعْدَمَا مُحِشُوا فِيهَا، فَيُنْطَلَقُ بِهِمْ إِلَى نَهْرٍ فِي الْجَنَّةِ يُقَالُ لَهُ: نَهْرُ الْحَيَاةِ، فَيَغْتَسِلُونَ فِيهِ، فَيَخْرُجُونَ مِنْهُ أَمْثَالَ الثَّعَارِيرِ "(1).

15049 -

حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ وَأَبُو أَحْمَدَ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" النَّاسُ تَبَعٌ لِقُرَيْشٍ (2) فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ "(3).

(1) إسناده قوي، الحسين بن واقد روى له البخاري تعليقاً، ومسلم متابعةً، وأصحاب السنن، وهو صدوق لا بأس به، وزيد بن الحباب وأبو الزبير ثقتان من رجال مسلم. وانظر (14491).

قوله: "بعدما محشوا" قال السندي: على بناء المفعول، أي: أُحرِقوا.

"أمثال الثعارير": هي القثاء الصغار، ووجه الشبه سرعة النماء.

(2)

في (م): "لقريش تبع".

(3)

إسناده قوي على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سفيان -واسمه طلحة بن نافع- فمن رجال مسلم، وهو صدوق لا بأس به. أبو أحمد: هو محمد بن عبد الله بن الزبير الأسدي. سفيان: هو الثوري، والأعمش: هو سليمان بن مهران.

وأخرجه البغوي في "شرح السنة"(3847) من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين وحده، بهذا الإسناد.

وقد سلف برقم (14545) عن أبي أحمد الزبيري وحده. وانظر ما بعده.

ص: 290

15050 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ (1) أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" النَّاسُ تَبَعٌ لِقُرَيْشٍ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ "(2).

15051 -

حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ وَمُوسَى بنُ دَاوُدَ، قَالَا: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ أَرَادَ أَنْ يَصُومَ، فَلْيَتَسَحَّرْ بِشَيْءٍ ". وَقَالَ مُوسَى: " وَلَوْ بِشَيْءٍ "(3).

15052 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا اغْتَسَلَ مِنْ جَنَابَةٍ يَصُبُّ عَلَى رَأْسِهِ ثَلَاثَ حَفَنَاتٍ. فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ: إِنَّ شَعْرِي

(1) قوله: عن جابر سقط من (م).

(2)

إسناده قوي على شرط مسلم. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي.

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 167، وابن أبي عاصم في "السنة"(1510)، وأبو يعلى (2272)، وابن حبان (6263) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وتحرف أبو سفيان عند ابن أبي شيبة إلى: أبي سعيد.

وانظر ما قبله.

(3)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، شريك -وهو ابن عبد الله النخعي- سيئ الحفظ، وعبد الله بن محمد بن عقيل ضعيف يعتبر به، وأبو أحمد الزبيري وموسى بن داود ثقتان.

وأخرجه البزار (979 - كشف الأستار) من طريق موسى بن داود، بهذا الإسناد.

وانظر (14950).

ص: 291

كَثِيرٌ. قَالَ: يَا ابْنَ أَخِي، كَانَ شَعَرُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَكْثَرَ مِنْ شَعْرِكَ وَأَطْيَبَ (1).

15053 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ بُرْدٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: كُنَّا نَغْزُو مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَنُصِيبُ مِنْ آنِيَةِ الْمُشْرِكِينَ وَأَسْقِيَتِهِمْ، فَنَسْتَمْتِعُ بِهَا (2)، فَلَا يُعَابُ عَلَيْنَا (3).

15054 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير جعفر -وهو ابن محمد الصادق- فمن رجال مسلم. عبد الوهاب الثقفي: هو ابن عبد المجيد، وأبو جعفر: هو محمد بن علي الباقر.

وأخرجه مسلم (329)(57)، والبيهقي 1/ 176 من طريق عبد الوهاب، بهذا الإسناد.

وانظر (14430).

(2)

في (م): بهم.

(3)

إسناده قوي، بُرْد: هو ابن سنان الشامي، روى له البخاري في "الأدب" وأصحاب السنن، وهو صدوق لا بأس به، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الأعلى: هو ابن عبد الأعلى السَّامي، وعطاء: هو ابن أبي رباح.

وأخرجه أبو داود (3838)، والبيهقي 1/ 32 و 10/ 11 من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 279 و 12/ 251، وأبو داود (3838)، والبيهقي 1/ 32 و 10/ 11 من طرق عن برد بن سنان، به.

وانظر (14501).

ص: 292

وَهُوَ يُصَلِّي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ (1)(2).

15055 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي يَوْمَ الْعِيدِ، ثُمَّ يَخْطُبُ (3).

15056 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ - يَعْنِي التَّيْمِيَّ -، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِأَصْحَابِهِ:" مَا مِنْكُمْ مِنْ نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ، يَأْتِي عَلَيْهَا مِئَةُ سَنَةٍ وَهِيَ حَيَّةٌ يَوْمَئِذٍ "(4).

(1) لفظة "واحد" سقطت من (م).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح غير حجاج -وهو ابن أرطاة النخعي- فقد روى له البخاري في "الأدب" ومسلم مقروناً وأصحاب السنن، وهو حسن الحديث إلا أنه مدلس وقد عنعنه، لكنه قد توبع، وأبو الزبير -وهو محمد بن مسلم بن تَدْرُس المكي- سلف تصريحه بالسماع عند المصنف برقم (14136) لكن ذكر هناك أن جابراً هو الذي رأى النبيَّ صلى الله عليه وسلم، وهو كذلك في (14120) يزيد: هو ابن هارون.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير حجاج -وهو ابن أرطاة النخعي الكوفي القاضي-، فقد روى له البخاري في "الأدب" ومسلم مقروناً وأصحاب السنن، وهو حسن الحديث إلا أنه مدلس، وقد عنعنه، لكنه قد توبع، انظر (14163). يزيد: هو ابن هارون، وعطاء: هو ابن أبي رباح.

(4)

إسناده صحيح على شرط مسلم، أبو نضرة: اسمه المنذر بن مالك بن قطعة، وقد روى له البخاري تعليقاً، ومسلم احتجاجاً، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه الحافظ المزي في ترجمة عبد الرحمن بن آدم من "تهذيب الكمال" =

ص: 293

15057 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ صَاحِبِ السِّقَايَةِ. عَنْ جَابِرٍ بِمِثْلِهِ، فَفَسَّرَ جَابِرٌ: نُقْصَانٌ مِنَ الْعُمُرِ (1).

15058 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَجَّاجٌ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي زَيْنَبَ -، قَالَ:

= 16/ 508 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 15/ 170، ومسلم (2538)(218)، وأبو يعلى (2217)، وأبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 3/ 575، وابن حبان (2990) من طريق يزيد بن هارون، به.

وانظر (14281)، والحديث الآتي بعد هذا الحديث.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، عبد الرحمن صاحب السقاية هو ابن آدم مولى أم بُرْثُن، روى له مسلم هذا الحديث متابعة، وهو صدوق، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه الحافظ المزي في ترجمة عبد الرحمن صاحب السقاية من "تهذيب الكمال" 16/ 508 عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 15/ 169، ومسلم (2538)(218)، وأبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 3/ 575 من طريق يزيد، به.

وأخرجه مسلم أيضاً من طريق المعتمر، عن سليمان، به. وجاء عنده التفسير بنقصان العمر من قول عبد الرحمن صاحب السقاية، وليس من قول جابر.

وانظر ما قبله.

قال السندي: قوله: ففسر جابر: نقصان من العمر، أي: قال: هو نقصان، أي: بيان نقصان من العمر، والظاهر أنه إظهار معجزة يكون للآتين بعده إذا علموا بصدق خبره.

ص: 294

سَمِعْتُ طَلْحَةَ بْنَ نَافِعٍ أَبَا سُفْيَانَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: كُنْتُ فِي ظِلِّ دَارِي، فَمَرَّ بِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا رَأَيْتُهُ وَثَبْتُ إِلَيْهِ، فَجَعَلْتُ أَمْشِي خَلْفَهُ، فَقَالَ:" ادْنُ ". فَدَنَوْتُ مِنْهُ، فَأَخَذَ بِيَدِي، فَانْطَلَقْنَا حَتَّى أَتَى بَعْضَ حُجَرِ نِسَائِهِ، أُمِّ سَلَمَةَ أَوْ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ، فَدَخَلَ ثُمَّ أَذِنَ لِي، فَدَخَلْتُ وَعَلَيْهَا الْحِجَابُ، فَقَالَ:" أَعِنْدَكُمْ غَدَاءٌ؟ " فَقَالُوا: نَعَمْ. فَأُتِيَ بِثَلَاثَةِ أَقْرِصَةٍ، فَوُضِعَتْ عَلَى نَفِيٍّ (1) فَقَالَ:" هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ أُدُمٍ؟ ". فَقَالُوا: لَا إِلَّا شَيْءٌ مِنْ خَلٍّ. قَالَ: " هَاتُوهُ ". فَأَتَوْهُ بِهِ، فَأَخَذَ قُرْصًا فَوَضَعَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَقُرْصًا بَيْنَ يَدَيَّ، وَكَسَرَ الثَّالِثَ بِاثْنَيْنِ (2)، فَوَضَعَ نِصْفًا بَيْنَ يَدَيْهِ، وَنِصْفًا بَيْنَ يَدَيَّ (3).

(1) في الأصول: نقي، بالقاف. قال السندي: هي في بعض الأصول بنون وفاء، وفي بعضها بالقاف، وقد حصل الاختلاف في "صحيح مسلم" في ضبط هذا اللفظ، وفي "القاموس" في مادة النون والفاء والياء: والنَّفْية، بالفتح، وكغَنِيَّة: سُفْرَة من خُوص. فالظاهر أنه حذف منه التاء. قلنا: وقد أشير في حاشية نسخة (س) إلى ورودها بالفاء في نسخ أخرى. ولفظ مسلم: فوضعه على نييّءٍ قال النووي: هكذا هو في أكثر الأصول بني بنون مفتوحة بم باء مكسورة ثم ياء مشددة، وفسروه بمائدة من خوص، ونقل القاضي عياض عن كثير من الرواة أو الأكثرين: أنه بتّي، والبت كساء من وبر أو صوف، فلعله منديل وضع عليه هذا الطعام، قال: ورواه بعضهم بني قال القاضي الكناني: هذا هو الصواب وهو طبق من خوص.

(2)

في (ق) ونسخة في (س): باثنتين.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، حجاج بن أبي زينب روى له مسلم هذا الحديث متابعة، وهو حسن الحديث في المتابعات، وقد تابعه أبو =

ص: 295

15059 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُنْبَذُ لَهُ فِي سِقَاءٍ، فَإِذَا لَمْ يَكُنْ سِقَاءٌ نُبِذَ لَهُ فِي تَوْرٍ مِنْ بِرَامٍ (1).

15060 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الدُّبَّاءِ وَالنَّقِيرِ وَالْمُزَفَّتِ وَالْحَنْتَمِ (2).

= بشر جعفر بن أبي وحشية فيما سلف برقم (14925)، وفيما سيأتي برقم (15186) و (15191)، والمثنى بن سعيد فيما سيأتي برقم (15293)، وأبو سفيان طلحة بن نافع من رجال مسلم، وهو صدوق لا بأس به.

وأخرجه مسلم (2052)(169)، وأبو يعلى (2218)، وأبو عوانة 5/ 404 - 405، و 405 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وزاد عندهم جميعاً غير أبي عوانة في الموضع الأول قول النبي صلى الله عليه وسلم عن الخل:"نعم الأدم هو". ووقع عند أبي عوانة في الموضع الثاني مكان الحجاج بن أبي زينب: الحجاج بن حسان!

وقد سلف قول النبي صلى الله عليه وسلم: "نعم الإدام الخل" من طريق الحجاج بن أبي زينب، عن أبي سفيان، عن جابر برقم (14807).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، عبد الملك: هو ابن أبي سليمان العرزمي، وأبو الزبير: هو محمد بن مسلم بن تدرس المكي، وهما ثقتان من رجال مسلم، وأبو الزبير قد صرح بالسماع في مواضع أخرى في "المسند"، ويزيد -وهو ابن هارون- من رجال الشيخين.

وأخرجه الدارمي (2107) عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وانظر (14267).

وقوله: تور من برام، أي: قدر متخذة من حجارة، معروفة بالحجاز واليمن.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه. =

ص: 296

15061 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ - يَعْنِي الثَّوْرِيَّ -، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: بَعَثَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِحَاجَةٍ، فَجِئْتُ وَهُوَ يَسِيرُ عَلَى رَاحِلَتِهِ، وَوَجْهُهُ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ، وَهُوَ يُومِئُ إِيمَاءً، فَكَلَّمْتُهُ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ، فَلَمَّا انْصَرَفَ، قَالَ:" إِنِّي كُنْتُ أُصَلِّي "(1).

15062 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ. وَأَبُو عَامِرٍ: عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ جَابِرِ بْنِ عَتِيكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا حَدَّثَ الرَّجُلُ حَدِيثًا، فَالْتَفَتَ، فَهِيَ أَمَانَةٌ ". قَالَ أَبُو عَامِرٍ: " فِي مَجْلِسِهِ بِحَدِيثٍ "(2).

15063 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ فِي الْحَيَوَانِ، اثْنَانِ بِوَاحِدٍ: " لَا

= وانظر (14267).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الزبير -وهو محمد بن مسلم بن تَدْرُس المكي- فمن رجال مسلم، وقد صرح بسماعه من جابر فيما سلف برقم (14156). يزيد: هو ابن هارون السُّلمي مولاهم الواسطي.

(2)

حسن لغيره، وهذا إسناد حسن في الشواهد من أجل عبد الرحمن بن عطاء، وباقي رجال الإسناد ثقات. يزيد: هو ابن هارون، وأبو عامر: هو عبد الملك بن عمرو العقدي، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة.

وأخرجه أبو يعلى (2212) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وقد سلف عن أبي عامر وحده برقم (14474).

ص: 297

بَأْسَ بِهِ يَدًا بِيَدٍ، وَلَا يَصْلُحُ نَسَاءً " (1).

15064 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ (2)، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، أَنَّ شُرَحْبِيلَ بْنَ سَعْدٍ أَخْبَرَهُ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: أَقْبَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم زَمَنَ الْحُدَيْبِيَةِ (3) حَتَّى نَزَلْنَا السُّقْيَا، فَقَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ: مَنْ يَسْقِينَا فِي أَسْقِيَتِنَا؟ قَالَ جَابِرٌ: فَخَرَجْتُ فِي فِتْيَةٍ (4) مِنَ الْأَنْصَارِ حَتَّى أَتَيْنَا الْمَاءَ الَّذِي بِالْأُثَايَةِ، وَبَيْنَهُمَا قَرِيبٌ مِنْ ثَلَاثَةٍ وَعِشْرِينَ مِيلًا، فَسَقَيْنَا فِي أَسْقِيَتِنَا، حَتَّى إِذَا كَانَ بَعْدَ عَتَمَةٍ إِذَا رَجُلٌ يُنَازِعُهُ بَعِيرُهُ إِلَى الْحَوْضِ، فَقَالَ:" أُوْرِدْ؟ "، فَإِذَا هُوَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَأَوْرَدَ، ثُمَّ أَخَذْتُ بِزِمَامِ نَاقَتِهِ فَأَنَخْتُهَا، فَقَامَ فَصَلَّى الْعَتَمَةَ - وَجَابِرٌ فِيمَا ذَكَرَ إِلَى جَنْبِهِ - ثُمَّ صَلَّى بَعْدَهَا ثَلَاثَ عَشْرَةَ

(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، الحجاج: هو ابن أرطاة، وأبو الزبير: هو محمد بن مسلم بن تدرس، وهما مدلسان، ولم يصرحا بالسماع.

وأخرجه أبو يعلى (2223) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وسيتكرر برقم (15094)، وانظر (14331).

(2)

قوله: "حدثنا يزيد" سقط من (م).

(3)

في (م): من الحديبية.

(4)

المثبت من (س)، وفي (م) و (ق): فئةٍ.

ص: 298

سَجْدَةً (1).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف شرحبيل بن سعد -وهو الخطمي المدني مولاهم الأنصاري-، وعلى ضعفه قد اختلف عليه فيه، فرواه عنه يحيى بن سعيد الأنصاري وغيره كما هو هنا، ورواه عنه أبو أويس عبد الله ابن عبد الله بن أويس فجعله من مسند جَبَّار بن صخر، كما سيأتي برقم (15471)، ويحيى بن سعيد ثقة، أما أبو أويس فضعيف، وقد توبع شرحبيل في روايته عن جابر كما سنبينه، فهي الرواية الصحيحة.

وأخرجه محمد بن نصر المروزي في "مختصر قيام الليل" ص 52، وأبو يعلى (2216)، وابن حبان (2628) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. ورواية محمد بن نصر مختصرة.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 491 عن أبي خالد الأحمر، والبزار (72 - كشف الأستار)، وابن خزيمة (1165) من طريق يحيى بن سعيد الأموي، كلاهما عن يحيى بن سعيد الأنصاري، به. واقتصر يحيى بن سعيد الأموي على قوله: صلى النبي صلى الله عليه وسلم بعد العتمة ثلاث عشرة ركعة.

وأخرجه عبد الرزاق (4705) عن ابن جريج، قال: حدثني يحيى بن سعيد، عن مولى للأنصار، عن جابر بن عبد الله. قلنا: ومولى الأنصار المذكور في إسناده هو شرحبيل بن سعد نفسه، فهو مولاهم.

وأخرج ابن خزيمة (1075)، وابن حبان (2629) من طريق سليمان بن بلال، عن شرحبيل بن سعد، قال: سمعت جابر بن عبد الله قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أناخ راحلته، ثم نزل فصلى عشر ركعات، وأوتر بواحدة، صلى ركعتين ركعتين، ثم أوتر بواحدة، ثم صلى ركعتي الفجر، ثم صلى بنا الصبح.

وأخرجه بنحوه مسلم (3010)، وابن حبان (2197) من طريق عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت، عن جابر، ضمن حديث طويلَ. وعبادة بن الوليد ثقة من رجال الشيخين.

وأخرجه ابن خزيمة (1536) و (1674) من طريق عمرو أبي سعيد، عن جابر. وعمرو هذا ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 6/ 271، ولم =

ص: 299

15065 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: " يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ رَجُلٌ - أَوْ قَالَ: يَدْخُلُ عَلَيْكُمْ (1) رَجُلٌ - مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ " فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه، ثُمَّ قَالَ:" يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ - أَوْ يَدْخُلُ عَلَيْكُمْ شَابٌّ؛ يُرِيدُ: رَجُلٌ - مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ " قَالَ: فَجَاءَ عُمَرُ رضي الله عنه، ثُمَّ قَالَ:" يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، اللهُمَّ اجْعَلْهُ عَلِيًّا، اللهُمَّ اجْعَلْهُ عَلِيًّا ". قَالَ: فَجَاءَ عَلِيٌّ رضي الله عنه (2).

= يأثر فيه جرحاً ولا تعديلاً. وقد وقع في مطبوع ابن خزيمة في الموضع الأول: عمرو بن سعيد، وفي الموضع الثاني: عمرو بن أبي سعيد! وكذلك جاء في "إتحاف المهرة" 3/ 306.

وقد جاء عند جميع من خرجه أن الذي قال: من يَسقينا .. ؟ هو النبي صلى الله عليه وسلم، وليس معاذ بن جبل، وهو الصواب.

وانظر ما سلف برقم (14789).

السقيا وأثاية: اسمان لموضعين على الطريق بين مكة والمدينة من جهة الجُحْفة، وبين الأثاية والمدينة ستة وسبعون ميلاً كما قال القاضي عياض في "المشارق" 1/ 57.

والأثاية ضبطت الهمزة فيها بالفتح والضم.

وقوله صلى الله عليه وسلم: "أُورد؟ " قاله يستأذن به للسقاية، كما بيّن في الروايات الأخرى.

(1)

في (م) و (ق) في هذا الموضع زيادة: يريد رجل. وهو خطأ.

(2)

حديث محتمل للتحسين، وهذا إسناد ضعيف لضعف شريك بن عبد الله =

ص: 300

15066 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: أُتِيَ بِضَبٍّ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأَبَى أَنْ يَأْكُلَهُ، وَقَالَ:" لَا أَدْرِي، لَعَلَّهُ مِنَ الْقُرُونِ الْأُولَى الَّتِي مُسِخَتْ "(1).

15067 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا (2) ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: جَاءَ رَجُلٌ وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْمِنْبَرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ يَخْطُبُ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" أَرَكَعْتَ رَكْعَتَيْنِ؟ ". قَالَ: لَا. قَالَ: " فَارْكَعْ "(3).

15068 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، قَالَ:

= -وهو النخعي-، لكنه متابع، وعبد الله بن محمد بن عقيل حديثه حسن في الشواهد والمتابعات.

وهو عند المصنف في "فضائل الصحابة"(977).

وانظر (14550).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، أبو الزبير من رجاله، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

وانظر (14460).

قوله صلى الله عليه وسلم: "لعله من القرون الأولى" قاله على وجه الاحتمال قبل أن يعلم أن الممسوخ لا يبقى، كما يدل عليه قوله:"لعله". قاله السندي.

(2)

في (م): أنبأنا.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (14309).

ص: 301

سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: لَمَّا بُنِيَتِ الْكَعْبَةُ كَانَ الْعَبَّاسُ وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَنْقُلَانِ حِجَارَةً، فَقَالَ الْعَبَّاسُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: اجْعَلْ إِزَارَكَ - قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ - عَلَى رَقَبَتِكَ مِنَ الْحِجَارَةِ. فَخَرَّ إِلَى الْأَرْضِ، وَطَمَحَتْ عَيْنَاهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَقَامَ فَقَالَ:" إِزَارِي، إِزَارِي ". فَقَامَ فَشَدَّهُ عَلَيْهِ (1).

15069 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: زَعَمَ لِي عَطَاءٌ قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ أَكَلَ هَذِهِ الشَّجَرَةَ - قَالَ: يُرِيدُ الثُّومَ - فَلَا يَغْشَنَا فِي مَسْجِدِنَا "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (340)(76)، والبيهقي 2/ 227 من طريق محمد بن بكر، بهذا الإسناد.

وانظر (14140).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، وعطاء: هو ابن أبي رباح المكي.

وهو في "مصنف" عبد الرزاق (1736)، ومن طريقه أخرجه مسلم (564) (75). وزاد عبد الرزاق في "مصنفه": أراه يعني النِّيَّة التي لم تطبخ.

وأخرجه البخاري (854)، ومسلم (564)(74) و (75)، والترمذي (1806)، والنسائي 2/ 43، وفي "الكبرى"(786) و (6685) و (6686)، وابن خزيمة (1665)، وأبو عوانة 1/ 411 - 412 و 412، وابن حبان (1644)، والبيهقي 3/ 76 من طرق عن ابن جريج، بهذا الإسناد. زاد عند البخاري في آخره: قلت: ما يعني به؟ قال: ما أراه يعني إلا نيئة، وقال مخلد بن يزيد عن ابن جريج: إلا نتنة، وزاد عند بعضهم: وقال مرة: الثوم والبصل والكراث. =

ص: 302

15070 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو الزُّبَيْرِ: قَالَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَيْسَ عَلَى الْمُنْتَهِبِ قَطْعٌ، وَمَنْ انْتَهَبَ نُهْبَةً مَشْهُورَةً، فَلَيْسَ مِنَّا ". وَقَالَ: " لَيْسَ عَلَى الْخَائِنِ قَطْعٌ "(1).

= وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 510 و 8/ 303، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 237 من طريق ابن أبي ليلى، وأبو يعلى (1889) و (2322) من طريق ليث بن أبي سليم، كلاهما عن عطاء، عن جابر.

وسيأتي برقم (15274) من طريق الربيع بن صبيح، وبرقم (15299) من طريق الزهري، كلاهما عن عطاء، به.

وانظر ما سلف برقم (15014).

(1)

إسناده على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الزبير، فمن رجال مسلم، وهو وابن جريج قد عنعنا، لكن ابن جريج قد صرح بسماعه من أبي الزبير عند غير واحد ممن خرجه، وقيل: لم يسمعه منه، ثم هو متابع كما سنبينه.

وأخرجه أبو داود (4391) و (4392) من طريق محمد بن بكر، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق (18844) و (18858) و (18860)، وابن أبي شيبة 10/ 45 و 47، والدارمي (2310)، وأبو داود (4393)، وابن ماجه (2591) و (3935)، والترمذي (1448)، والنسائي في "المجتبى" 8/ 88 و 89، وفي "الكبرى"(7463) و (7464) و (7465) و (7466)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 171، وفي "شرح مشكل الآثار"(1314)، وابن حبان (4456) و (4457)، والدارقطني 3/ 187، وابن حزم في "المحلى" 11/ 359 - 360، والبيهقي 8/ 279، والخطيب في "تاريخه" 1/ 256 و 11/ 153، وابن الجوزي في "العلل المتناهية"(1326) من طرق عن ابن =

ص: 303

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= جريج، به- وبعضهم يزيد فيه على بعض، لم يذكره أحد منهم بتمامه، ومعظمهم زاد فيما لا قطع فيه المختلس، وتفرد ابن حبان في إسناده فقرن بأبي الزبير عمرو بن دينار، وقال الترمذي: حسن صحيح، والعمل على هذا عند أهل العلم.

قلنا: وقد ذكر بعض أهل العلم أن ابن جريج لم يسمعه من أبي الزبير، وأن بينهما ياسين بن معاذ الزيات، وممن قال ذلك أحمد بن حنبل، وأبو زرعة وأبو حاتم الرازيان كما في "العلل" لابن أبي حاتم 1/ 450، والنسائي، ونقل ذلك أبو داود والخطيب وابن عدي في "الكامل" 7/ 2642، والبيهقي، لكن هذا مردود بأن ابن جريج قد صرح بسماعه عند عبد الرزاق (18844)، والدارمي، والنسائي في "الكبرى"(7463)، والخطيب البغدادي 1/ 256، وابن الجوزي، فلا وجه بعد ذلك لاعتبار عنعنة ابن جريج علة قادحة فيه.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/ 88، وفى "الكبرى"(7461) و (7462)، وابن حبان (4458)، والخطيب 9/ 135 من طريق سفيان الثوري، والنسائي في "المجتبى" 8/ 89، وفي "الكبرى"(7467) و (7468)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 171، والبيهقي 8/ 279 من طريق المغيرة بن مسلم، وعبد الرزاق (18845) و (18859)، وابن عدي في "الكامل" 7/ 2641 - 2642 من طريق ياسين الزيات، ثلاثتهم عن أبي الزبير، به. قلنا: سفيان الثوري ثقة إمام، لكن قال النسائي: لم يسمعه من أبي الزبير، والمغيرة ابن مسلم صدوق حسن الحديث، لكن قال النسائي: ليس بالقوي في أبي الزبير. وكذلك استنكر أحاديثه عن أبي الزبير يحيى بنُ معينٍ في رواية عنه. وأما ياسين الزيات فضعيف، لكن هذه الطرق الثلاثة مجتمعة تصلح لتقوية حديث ابن جريج.

وقوله صلى الله عليه وسلم: "من انتهب نهبة مشهورة فليس منا"، سلف برقم (14351) من طريق زهير بن معاوية، عن أبي الزبير، وهذه متابعة أخرى قوية لابن جريج.

وقد وقع في طريق ياسين الزيات عند عبد الرزاق (18859) تصريح أبي =

ص: 304

15071 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيَّ (1) يَقُولُ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ عَلَى رَاحِلَتِهِ يُصَلِّي النَّوَافِلَ فِي كُلِّ وَجْهٍ، وَلَكِنَّهُ يَخْفِضُ السَّجْدَتَيْنِ مِنَ الرَّكْعَةِ، وَيُومِئُ إِيمَاءً (2).

= الزبير بسماعه من جابر، لكن ياسين ضعيف، فلا يعتمد عليه في تثبيت سماع أبي الزبير من جابر.

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 47، والنسائي في "المجتبى" 8/ 89، و"الكبرى"(7469) من طريق أشعث بن سوار، عن أبي الزبير، عن جابر موقوفاً. وأشعث بن سوار ضعيف.

وأخرجه مرفوعاً الطبراني في "الأوسط"(3864) من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن جابر. وإسناده ضعيف جداً، لا يصلح للمتابعة.

وللنهي عن الاختلاس انظر ما سلف برقم (14463).

وله شاهد من حديث أنس بن مالك عند الطبراني في "الأوسط"(513)، ورجال إسناده ثقات.

ولقصة المختلس شاهد من حديث عبد الرحمن بن عوف عند ابن ماجه (2592)، وصححه الحافظ في "التلخيص" 4/ 66.

قوله: "على منتهب" النهب: الأخذ على وجه العلانية والقهر.

وقوله: "على خائن": الخائن هو الآخذ مما في يده على وجه الأمانة.

وأما الاختلاس فهو أخذ الشيء من ظاهر بسرعة. "حاشية النسائي" للسندي.

وانظر "شرح السنة" 10/ 323، و"المغني" 2/ 416.

(1)

في (م): وذكروا الأنصاري.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه ابن خزيمة (1270)، ومن طريقه ابن حبان (2523) من طريق محمد بن بكر، بهذا الإسناد. وقالا في حديثهما: من الركعتين، بدلاً: من =

ص: 305

15072 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، وَذَكَرُوا الْعَزْلَ، فَقَالَ: كُنَّا نَصْنَعُهُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (1).

15073 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ: قَالَ عَطَاءٌ: حِينَ قَدِمَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ مُعْتَمِرًا، فَجِئْنَاهُ فِي مَنْزِلِهِ، فَسَأَلَهُ الْقَوْمُ عَنْ أَشْيَاءَ، ثُمَّ ذَكَرُوا لَهُ الْمُتْعَةَ، فَقَالَ: نَعَمْ، اسْتَمْتَعْنَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، حَتَّى إِذَا كَانَ فِي آخِرِ خِلَافَةِ عُمَرَ رضي الله عنه (2).

15074 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَجَّاجَ بْنَ أَرْطَاةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم غَابَتْ لَهُ الشَّمْسُ بِسَرِف،

= الركعة.

وانظر (14156).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو عند عبد الرزاق في "المصنف"(12566). وانظر (15032).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو في "مصنف" عبد الرزاق (14021) ضمن حديث طويل.

وأخرجه مسلم (1405)(15) من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد.

وانظر ما سلف برقم (14268).

وقوله في آخر الحديث: حتى إذا كان في آخر خلافة عمر، أي: نُهينا عنها عند ذلك، كما في الرواية السالفة برقم (14268).

ص: 306

فَلَمْ يُصَلِّ الْمَغْرِبَ حَتَّى أَتَى مَكَّةَ (1).

15075 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، سَمِعَهُ مِنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ: أَتَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَبْدَ اللهِ بْنَ أُبَيٍّ بَعْدَ مَا أُدْخِلَ فِي حُفْرَتِهِ، فَوَضَعَهُ عَلَى رُكْبَتِهِ، وَأَلْبَسَهُ قَمِيصَهُ، وَنَفَثَ عَلَيْهِ مِنْ رِيقِهِ (2).

(1) إسناده ضعيف، الحجاج بن أرطاة وأبو الزبير مدلسان، وقد عنعنا، وقد خالف الحجاج بن أرطاة في متن هذا الحديث، فرواه مقلوباً، وصوابه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج من مكة عند غروب الشمس، ثم لم يصلِّ المغرب حتى أتى سرف، وقد سلف على الصواب برقم (14274).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الحميدي (1247)، والبخاري (1270) و (1350) و (5795)، ومسلم (2773)(2)، والنسائي 4/ 37 - 38 و 38 و 84، وابن الجارود (524)، وأبو يعلى (1828)، والطبري في "التفسير" 10/ 205، وأبو عوانة في الجنائز والمنافقين كما في "إتحاف المهرة" 3/ 289، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(73)، وابن حبان (3174)، والبيهقي في "السنن" 3/ 402، وفي "الدلائل" 5/ 286، والبغوي في "التفسير" 2/ 317 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وعند البخاري (1270)، والبغوي زيادة في آخره: وكان كَسا عباساً قميصاً

ثم ذكر قصة، وانظر تفصيل هذه القصة عند البخاري (3008).

وأخرجه مسلم (2773) من طريق عبد الملك بن جريج، والنسائي 4/ 84 من طريق الحسين بن واقد، كلاهما عن عمرو بن دينار، به. زاد في رواية الحسين بن واقد: وصلى عليه. وهي زيادة شاذة في حديث جابر، وقد قيل في الحسين بن واقد: إنه قد يتفرد بزيادات في أحاديثه. وزادها أيضاً في حديث جابر مجالد بن سعيد كما سلف عند الحديث رقم (14986)، ومجالد =

ص: 307

15076 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: سَمِعَ عَمْرٌو، جَابِرًا يَقُولُ: سَمِعَتْ أُذُنَايَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " قَوْمٌ يَخْرُجُونَ مِنَ النَّارِ فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ "(1).

15077 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ: أَنَّ أَمِيرًا كَانَ بِالْمَدِينَةِ يُقَالُ لَهُ: طَارِقٌ، قَضَى بِالْعُمْرَى لِلْوَارِثِ عَنْ (2) قَوْلِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (3).

15078 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، سَمِعَ جَابِرًا يَقُولُ: لَمْ نُبَايِعِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْمَوْتِ، إِنَّمَا بَايَعْنَاهُ عَلَى أَنْ لَا نَفِرَّ (4).

= ضعيف، لكن ثبت في حديث عمر السالف برقم (95)، وحديث ابنه السالف برقم (4680)، وكلاهما متفق عليه: أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على عبد الله بن أُبي.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (14312).

(2)

في (م): على.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة الهلالي، وعمرو: هو ابن دينار. وقد سلف تخريج هذا الحديث عند الحديث السالف برقم (14197)، فانظره لزاماً.

(4)

إسناده صحيح على شرط مسلم، أبو الزبير من رجال مسلم، وسفيان -وهو ابن عيينة- من رجال الشيخين.

وأخرجه الحميدي (1275)، ومسلم (1856)(68)، والترمذي (1594)، والنسائي 7/ 140 - 141، وأبو يعلى (1838)، وأبو عوانة 4/ 487 من طريق سفيان، بهذا الإسناد.

وانظر (14823).

ص: 308

15079 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، سَمِعَ جَابِرًا يَقُولُ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عَنْ كَسْبِ الْحَجَّامِ، فَقَالَ:" اعْلِفْهُ نَاضِحَكَ "(1).

15080 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَقِيلٍ، عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَكَلَ خُبْزًا وَلَحْمًا، فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ (2).

15081 -

حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ أَحْيَا أَرْضًا مَيْتَةً، فَهِيَ لَهُ، وَمَا أَكَلَتِ الْعَافِيَةُ مِنْهُ، فَهُوَ لَهُ صَدَقَةٌ (3) "(4).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه. وهو مكرر (14290).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، عبد الله بن محمد بن عقيل حسن الحديث في المتابعات والشواهد، وقد تابعه عليه محمد بن المنكدر وعمرو بن دينار.

وأخرجه الحميدي (1266)، وابن ماجه (489)، والترمذي في "السنن"(80)، وفي "الشمائل"(181)، وأبو يعلى (2017) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وهو عندهم جميعاً غير ابن ماجه ضمن حديث مطول، وقرن الترمذي وأبو يعلى بعبد الله بن محمد بن عقيل محمدَ بن المنكدر، وقرن به ابن ماجه محمد بن المنكدر وعمرو بن دينار.

وانظر ما سلف برقم (14299).

(3)

في (م) ونسخة في (س): "له به صدقة".

(4)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عبيد الله بن عبد الرحمن بن =

ص: 309

15082 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا، أَخْبَرَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ عَطَاءٍ وَعَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى أَنْ يُبَاعَ مَا فِي رُؤُوسِ النَّخْلِ بِتَمْرٍ كَيْلًا (1)(2).

15083 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا، أَخْبَرَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ عَطَاءٍ وَعَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى أَنْ تُبَاعَ الثِّمَارُ حَتَّى يَبْدُوَ صَلَاحُهَا، وَأَنْ تُبَاعَ سَنَتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا (3).

= رافع، فقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات" وهو متابع.

وأخرجه الدارمي (2607) من طريق حماد بن أسامة، بهذا الإسناد. بلفظ:"فله فيها أجر" مكان قوله: "فهي له". وقد سلف بلفظ: "له فيها أجر" برقم (14361).

(1)

في (س): مكيل، والمثبت من (م) و (ق) ونسخة في هامش (س).

(2)

حديث صحيح، حجاج -وهو ابن أرطاة- مدلس، وقد عنعنه، لكنه متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الزبير، فمن رجال مسلم.

وأخرجه عبد بن حميد (1074) من طريق يحيى بن زكريا، بهذا الإسناد.

وسيتكرر برقم (15084)، وقد سلف برقم (14358) من طريق أبي الزبير وحده، وبرقم (14876) من طريق أبي الزبير وعطاء، لكن بلفظ: النهي عن المزابنة، وهو نفسه.

(3)

حديث صحيح كسابقه.

وأخرجه ابن أبي شيبة 6/ 508 عن يحيى بن زكريا، بهذا الإسناد، ولم يذكر قصة بيع السنين.

وأخرجه مسلم ص 1176 (86) من طريق رباح بن أبي معروف، عن عطاء وحده، به، وزاد فيه النهي عن الكراء. =

ص: 310

15084 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ عَطَاءٍ وَعَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى أَنْ يُبَاعَ مَا فِي رُؤُوسِ النَّخْلِ بِتَمْرٍ مَكِيلٍ (1).

15085 -

حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: شَهِدْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي يَوْمِ عِيدٍ، بَدَأَ بِالصَّلَاةِ قَبْلَ الْخُطْبَةِ بِغَيْرِ أَذَانٍ وَلَا إِقَامَةٍ (2).

15086 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، عَنِ الْمُثَنَّى، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم طَافَ طَوَافًا وَاحِدًا (3).

= وسلفت قصة النهي عن بيع التمر حتى يبدو صلاحه من طريق عطاء وأبي الزبير برقم (14876)، ومن طريق أبي الزبير وحده برقم (14350).

وسلفت قصة النهي عن بيع السنين من طريق أبي الزبير برقم (14371)، وانظر في هذا الباب ما سيأتي من طريق عطاء برقم (15246)، وما سلف برقم (14320) من طريق سليمان بن عتيق.

(1)

حديث صحيح، وهو مكرر (15082).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الملك -وهو ابن أبي سليمان العرزمي- فمن رجال مسلم. عطاء: هو ابن أبي رباح.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 168 و 169، ومن طريقه الفريابي في "أحكام العيدين"(5) و (96) عن عبدة بن سليمان، بهذا الإسناد.

وسيتكرر من هذا الطريق نفسه برقم (15101).

وانظر (14163).

(3)

إسناده ضعيف، المثنى -وهو ابن الصباح- ضعيف، ويحيى بن يمان =

ص: 311

15087 -

حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، حَدَّثَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: إِنَّ أَخِي مَاتَ، فَكَيْفَ أُكَفِّنُهُ؟ قَالَ:" أَحْسِنْ كَفَنَهُ "(1).

15088 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ قَيْسٍ الْيَشْكُرِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ حَاطَ حَائِطًا عَلَى أَرْضٍ، فَهِيَ لَهُ "(2).

= شيخ أحمد ليس بذاك القوي.

وأخرجه الدارقطني 2/ 259 من طريق يحيى بن يمان، بهذا الإسناد. ولفظه بتمامه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قرن من بين أصحابه، وطاف طوافاً واحداً، وأحلَّ أصحابه بعمرة.

وانظر (14900).

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، رجاله ثقات رجال الصحيح غير حسين بن واقد، فقد استشهد به البخاري، وروى له مسلم حديثين متابعة، وهو صدوق لا بأس به.

أبو الزبير: هو محمد بن مسلم بن تَدْرُس. وانظر (14145).

(2)

رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن قيس اليشكري، فقد روى له الترمذي وابن ماجه، وهو ثقة، لكن رواية قتادة عنه صحيفة، ولم يسمع منه.

وأخرجه عبد بن حميد (1095)، والطحاوي 3/ 268 من طريق محمد بن =

ص: 312

15089 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، قَالَ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ: قُلْتُ لِجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ (1)، فَقَالَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ: يَا ابْنَ أَخِي، أَنَا أَعْلَمُ النَّاسِ بِهَذَا الْحَدِيثِ: كُنْتُ فِيمَنْ رَجَمَ الرَّجُلَ - يَعْنِي مَاعِزًا -، إِنَّا لَمَّا رَجَمْنَاهُ، وَجَدَ مَسَّ الْحِجَارَةِ، فَقَالَ: أَيْ قَوْمِ، رُدُّونِي إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَإِنَّ قَوْمِي هُمْ قَتَلُونِي وَغَرُّونِي مِنْ نَفْسِي، وَقَالُوا: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم غَيْرُ قَاتِلِكَ. قَالَ: فَلَمْ نَنْزَعْ عَنِ الرَّجُلِ حَتَّى فَرَغْنَا مِنْهُ. قَالَ: فَلَمَّا رَجَعْنَا إِلَى رَسُولِ

= بشر العبدي، بهذا الإسناد.

وروي هذا الحديث عن قتادة، عن الحسن البصري، عن سمرة بن جندب، وسيأتي 5/ 12، وفي سماع الحسن من سمرة خلاف.

ويشهد له حديث أنس عند ابن عدي في "الكامل" 4/ 1645، والبيهقي 6/ 148، وفي إسناده عباد بن منصور، وفيه ضعف.

وقد سلف في الحديث (14271) قول النبي صلى الله عليه وسلم: "من أحيا أرضاً ميتة فله منها أجر" وفي رواية: "فهي له".

قال القاري في "مرقاة المفاتيح" 3/ 369: قال التوربشتي: يستدل به من يرى التمليك بالتحجير، ولا يقوم به حجة، لأن التمليك إنما هو بالإحياء، وتحجير الأرض وإحاطته بالحائط ليس من الإحياء في شيء. قلنا: وانظر "المغني" 8/ 151 - 152، و"بذل المجهود" 14/ 31.

(1)

كذا وقع عند المصنف بإسقاط مَقُول القول، وثبت عند غيره، وهو: إن رجالاً من أسلم يحدِّثون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لهم حين ذكروا له جَزَعَ ماعزٍ من الحجارة حين أصابته: "ألَّا تركتموه" وما أعرف الحديثَ! فقال له جابر: يا ابن أخي

فذكره.

ص: 313

اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَكَرْنَا لَهُ قَوْلَهُ، فَقَالَ:" أَلَا تَرَكْتُمُ الرَّجُلَ وَجِئْتُمُونِي بِهِ ". إِنَّمَا أَرَادَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَتَثَبَّتَ فِي أَمْرِهِ (1).

15090 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْوَاسِطِيُّ - يَعْنِي الْمُزَنِيَّ -، حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ الْحَجَّاجُ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي زَيْنَبَ الصَّيْقَلَ -، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِرَجُلٍ وَهُوَ يُصَلِّي، وَقَدْ وَضَعَ يَدَهُ الْيُسْرَى عَلَى الْيُمْنَى، فَانْتَزَعَهَا وَوَضَعَ الْيُمْنَى عَلَى الْيُسْرَى (2).

(1) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن إسحاق، فهو صدوق، وقد صرح بالسماع عند غير المصنف فانتفت شبهة تدليسه.

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 77 - 78، والنسائي في "الكبرى"(7206) من طريق أبي خالد الأحمر، وأبو داود (4420)، والنسائي (7207) من طريق يزيد بن زريع، كلاهما عن محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد. وعند ابن أبي شيبة والنسائي أن ابن إسحاق استنكر هذا الحديث بعد أن سمعه من أبي الهيثم ابن نصر بن دهر الأسلمي، عن أبيه، فسأل عنه عاصم بن عمر بن قتادة.

ورواية أبي الهيثم بن نصر هذه ستأتي في "المسند" 3/ 431.

وانظر ما سلف برقم (14462).

(2)

إسناده ضعيف، الحجاج بن أبي زينب الصيقل فيه ضعف، وقد اضطرب في إسناد هذا الحديث، فرواه في هذا الإسناد من حديث جابر، ورواه عن أبي عثمان عبد الرحمن بن مل النهدي، عن ابن مسعود، ورواه عن أبي عثمان مرسلاً.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(7853)، وابن عدي في "الكامل" 2/ 648، والدارقطني في "السنن" 2/ 287 من طريق محمد بن الحسن، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (755)، والنسائي 2/ 126، وابن ماجه (811)، =

ص: 314

15091 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا كُنْتُمْ فِي الْخِصْبِ، فَأَمْكِنُوا الرَّكْبَ أَسِنَّتَهَا، وَلَا تَعْدُوا الْمَنَازِلَ، وَإِذَا كُنْتُمْ فِي الْجَدْبِ فَاسْتَنْجُوا (1)، وَعَلَيْكُمْ بِالدُّلْجَةِ، فَإِنَّ الْأَرْضَ تُطْوَى بِاللَّيْلِ، فَإِذَا تَغَوَّلَتْ لَكُمُ (2) الْغِيلَانُ فَبَادِرُوا بِالْأَذَانِ، وَلَا تُصَلُّوا عَلَى جَوَادِ الطُّرُقِ، وَلَا تَنْزِلُوا عَلَيْهَا، فَإِنَّهَا مَأْوَى الْحَيَّاتِ

= والعقيلي في "الضعفاء" 1/ 283 - 284، وابن عدي في "الكامل" 2/ 647، والدارقطني في "السنن" 2/ 286 - 287، والبيهقي 2/ 28 من طريق هشيم بن بشير، والدارقطني 2/ 287 من طريق محمد بن يزيد الواسطي، كلاهما عن حجاج بن أبي زينب، عن أبي عثمان النهدي، عن ابن مسعود: أنه كان يصلي، فوضع يده اليسرى على اليمنى، فرآه النبي صلى الله عليه وسلم فوضع يده اليمنى على اليسرى. قال الدارقطني في "العلل" 5/ 339: قول هشيم أصح، وحَسَّن الحافظ هذا الإسناد في "الفتح" 2/ 224.

وأخرجه مرسلاً ابن عدي 2/ 648 من طريق يزيد بن هارون، عن حجاج، عن أبي عثمان: أن النبي صلى الله عليه وسلم مر برجل وهو قائم يصلي

فذكر نحوه.

وفي باب وضع اليمنى على اليسرى في الصلاة عن علي بن أبي طالب، سلف برقم (875).

وعن سهل بن سعد، سيأتي 5/ 336، وأخرجه البخاري (740).

وعن وائل بن حجر، سيأتي 4/ 316، وأخرجه مسلم (401).

وعن الحارث بن غضيف، وهلب الطائي، وسيأتيان 4/ 105 و 5/ 226.

وعن عبد الله بن الزبير عند أبي داود (754).

وعن عبد الله بن عباس عند ابن حبان (1770).

(1)

في نسخة في هامش (س): فانجوا. وهي رواية عند ابن خزيمة.

(2)

في (م) و (ق): بكم.

ص: 315

وَالسِّبَاعِ، وَلَا تَقْضُوا عَلَيْهَا الْحَوَائِجَ، فَإِنَّهَا الْمَلَاعِنُ " (1).

15092 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ، عَنْ (2) عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ

(1) صحيح لغيره دون قصة الغيلان، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، فإن الحسن -وهو البصري- لم يسمع من جابر.

وأخرجه أبو داود (2570)، وابن ماجه (3372)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(955)، وأبو يعلى (2219) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وأخرج قصة الغيلان مفردة ابن أبي شيبة 10/ 397 عن يزيد بن هارون، به.

وانظر (14277).

قوله: "أسِنَّتها" قال السندي: قال أبو عبيد: إن كان الحديث محفوظاً فكأنها جمع أسنان، يقال لما تأكله الإبل وترعاه من العشب: سن، وجمعه أسنان ثم أسنة. قلت (أي: السندي): كأنهم ما وجدوا جمع الأسنان بالمعنى المتعارف أَسِنَّة، وإلا فالحمل على ذلك أقرب وأوفق للروايات. وقال غيره: الأسنة جمع سنان، وهو القوة، لا جمع الأسنان، واستصوب الأزهري القولين معاً.

وقال الفراء: السن: الأكل الشديد، يقال: أصابت الأبل سِنّاً من الرعي، إذا أخذت أخذاً صالحاً، ويجمع السن بهذا المعنى: أسناناً وأسنةً، مثل كنٍّ وأكنانٍ وأكِنَّةٍ. ذكره الأزهري.

وقال الزمخشري: أعطوها ما تمتنع به من النحر، لأن صاحبها إذا أحسن رعيها حتى سمنت حسنت في عينه، فيبخل بها من أن تنحر، فشبه ذلك بالأسنة في وقوع الامتناع بها. قال في "النهاية": هذا على أن المراد بالأسنة جمع سنان، وإن أريد بها جمع سن فالمعنى: أمكنوها من الرعي. قلت: وهذا المعنى أحسن إن صح جمع سن على أسنة، والقياس لا يستبعده، والله تعالى أعلم.

وقوله: فاستنجوا، أي: اطلبوا النجاة.

(2)

تحرفت في (م) إلى: بن.

ص: 316

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " أَيُّمَا عَبْدٍ تَزَوَّجَ بِغَيْرِ إِذْنٍ - أَوْ قَالَ: نَكَحَ بِغَيْرِ إِذْنِ أَهْلِهِ - فَهُوَ عَاهِرٌ "(1).

15093 -

قَالَ: وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي، عَمَلُ قَوْمِ لُوطٍ "(2).

(1) إسناده ضعيف، تفرد به عبد الله بن محمد بن عقيل، ولم يتابع عليه، ومثله لا يقبل عند التفرد، والقاسم بن عبد الواحد -وهو المكي- قال الحافظ في "التقريب": مقبول، أي: حيث يتابع، وقد تابعه غير واحد، انظر (14212)، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه ابن أبي شيبة 4/ 261، والبيهقي 7/ 127 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو يعلى (2000) و (2256)، والحاكم 2/ 194 من طريق عبد الوارث بن سعيد، عن القاسم بن عبد الواحد، به.

وأخرجه ابن ماجه (1959) من طريق عبد الوارث بن سعيد، عن القاسم ابن عبد الواحد، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن ابن عمر. قال الترمذي في "العلل الكبير" 1/ 434: سألت محمد بن إسماعيل البخاري عن هذا الحديث، فقال: عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر أصح. وصحح الترمذي حديث جابر أيضاً في "سننه" بإثر الحديث (111).

وانظر (14212).

(2)

إسناده ضعيف، القاسم بن عبد الواحد وعبد الله بن محمد بن عقيل يقبل حديثهما عند المتابعة، وقد تفردا بهذا الحديث، فلم يتابعهما عليه أحد.

وأخرجه الترمذي (1457) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وأخرجه الحاكم 4/ 357 من طريق عمرو بن عاصم، عن همام، به. وفي المطبوع منه سقط استدركناه من "إتحاف المهرة" 3/ 211.

وأخرجه ابن ماجه (2563)، وأبو يعلى (2128)، والمزي في "تهذيب الكمال" 23/ 394 من طريق عبد الوارث بن سعيد، عن القاسم بن عبد =

ص: 317

15094 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ فِي الْحَيَوَانِ اثْنَانِ بِوَاحِدٍ: " لَا بَأْسَ بِهِ يَدًا بِيَدٍ، وَلَا خَيْرَ فِيهِ نَسَاءٌ (1) "(2).

15095 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ (3)، أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ مُزَارَعَةٌ (4) فَأَرَادَ أَنْ يَبِيعَهَا، فَلْيَعْرِضْهَا عَلَى صَاحِبِهِ، فَهُوَ أَحَقُّ بِهَا بِالثَّمَنِ "(5).

= الواحد، به.

وأخرجه عبد الرزاق (13493) عن إبراهيم بن محمد، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن عروة بن الزبير، عن عائشة. وهذه الرواية خطأ، قال الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 50: الصواب حديث جابر.

وله شاهد لا يُفرح به من حديث ابن عباس عند ابن عدي في "الكامل" 2/ 596، وإسناده ضعيف جداً، فيه الجارود بن يزيد، وهو ضعيف جداً، ومتهم بالكذب.

(1)

في نسخة بهامش (س): نسيئاً.

(2)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، الحجاج: هو ابن أرطاة، وهو وأبو الزبير مدلسان، ولم يصرحا بالسماع. وهو مكرر (15063).

(3)

قوله: "حدثنا يزيد" سقط من (م).

(4)

في نسخة على هامش (س): مزرعة، وهي كذلك في حاشية السندي، وقال في تفسيرها: أي أرض للزرع مشتركة بينهما.

(5)

حديث صحيح، وهذا الإسناد فيه عنعنة الحجاج بن أرطاة وأبي الزبير، لكن حجاجاً قد توبع، وأبا الزبير قد صرح بالسماع عند غير المصنف، =

ص: 318

15096 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: كُنَّا نُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَغْرِبَ، ثُمَّ نَأْتِي بَنِي سَلِمَةَ وَنَحْنُ نُبْصِرُ مَوَاقِعَ النَّبْلِ (1).

15097 -

حَدَّثَنَا أَبُو قَطَنٍ وَكَثِيرُ بنُ هِشَامٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم احْتَجَمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ مِنْ وَثْءٍ كَانَ بِوَرِكِهِ أَوْ ظَهْرِهِ (2).

15098 -

حَدَّثَنَا أَبُو قَطَنٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ

= وانظر (14292) و (14326).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير القعقاع بن حكيم، فقد روى له البخاري في "الأدب"، واحتج به مسلم. يزيد: هو ابن هارون، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة، والمقبري: هو سعيد بن أبي سعيد.

وأخرجه الطيالسي (1771)، والشافعي 1/ 54، وابن خزيمة (337)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 213 من طرق عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد.

وانظر ما سلف برقم (14246).

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد على شرط مسلم، أبو قطن -وهو عمرو بن الهيثم بن قطن- وكثير بن هشام وأبو الزبير ثقات من رجال مسلم، لكنَّ أبا الزبير لم يصرح بالسماع. هشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي، وهو من رجال الشيخين.

وقد سلف برقم (14280) عن أبي قطن وروح بن عبادة، عن هشام.

ص: 319

عَنْ جَابِرٍ قَالَ: خَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي يَوْمٍ شَدِيدِ الْحَرِّ، فَصَلَّى بِأَصْحَابِهِ فَأَطَالَ الْقَيَّامَ، حَتَّى جَعَلُوا يَخِرُّونَ، ثُمَّ رَكَعَ فَأَطَالَ، ثُمَّ رَفَعَ فَأَطَالَ، ثُمَّ رَكَعَ فَأَطَالَ، ثُمَّ رَفَعَ فَأَطَالَ، ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ قَامَ فَصَنَعَ نَحْوًا مِنْ ذَلِكَ، فَكَانَتْ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ وَأَرْبَعَ سَجَدَاتٍ (1).

15099 -

حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ - يَعْنِي الْأَحْوَلَ -، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ تُزَوَّجَ الْمَرْأَةُ عَلَى عَمَّتِهَا أَوْ عَلَى خَالَتِهَا (2).

15100 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: أَرْخَصَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي رُقْيَةِ الْحُمَةِ لِبَنِي عَمْرٍو (3).

(1) حديث صحيح وهذا إسناد على شرط مسلم، أبو قطن وأبو الزبير من رجال مسلم، وأبو الزبير قد عنعنه، لكنه متابع. انظر (15018).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبدة بن سليمان: هو الكلابي الكوفي، وعاصم: هو ابن سليمان الأحول البصري، وعامر: هو ابن شراحيل الشعبي. وانظر (14633).

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الزبير، فمن رجال مسلم. روح: هو ابن عبادة القيسي، وابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز.

وأخرجه مسلم (2199)(61)، وأبو عوانة في الطب كما في "إتحاف المهرة" 3/ 472 من طريق روح، بهذا الإسناد. وقرن بمتنه عند مسلم قصة =

ص: 320

15101 -

حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي يَوْمِ عِيدٍ، بَدَأَ بِالصَّلَاةِ قَبْلَ الْخُطْبَةِ بِغَيْرِ أَذَانٍ وَلَا إِقَامَةٍ (1).

15102 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: لَدَغَتْ رَجُلًا مِنَّا عَقْرَبٌ، وَنَحْنُ جُلُوسٌ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرْقِيهِ؟ فَقَالَ:" مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَنْفَعَ أَخَاهُ فَلْيَنْفَعْهُ "(2).

= خال جابر الآتية بعد حديث واحد برقم (15102)، وعند أبي عوانة قصة أسماء بنت عميس السالفة برقم (14583).

وأخرجه مسلم (2198) و (2199)(61)، والبيهقي 9/ 348 من طرق عن ابن جريج، به. وقرن بمتنه عند مسلم في الموضع الأول قصة أسماء بنت عميس، وفي الموضع الثاني قصة خال جابر.

وانظر ما سلف برقم (14382)، وما سلف برقم (15235).

قوله: "حمة" قال في "النهاية" 1/ 446: الحمة بالتخفيف: السم، وقد يشدد، وأنكره الأزهري، ويطلق على إبرة العقرب للمجاورة، لأن السم منها يخرج، وأصلها: حُمَوٌ، أو حُمَيٌ بوزن صُرَدٍ، والهاء فيها عوض من الواو المحذوفة أو الياء. قلنا: ورواية مسلم والبيهقي: حية بدل حمة.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الملك -وهو ابن أبي سليمان العرزمي- فمن رجال مسلم. وهو مكرر (15085).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، أبو الزبير من رجاله، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه مسلم (2199)(61)، وأبو عوانة في الطب كما في "إتحاف =

ص: 321

15103 -

حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَا عَدْوَى، وَلَا صَفَرَ، وَلَا غُولَ "(1).

وسَمِعْتُ أَبَا الزُّبَيْرِ يَذْكُرُ أَنَّ جَابِرًا فَسَّرَ لَهُمْ قَوْلَهُ: " لَا صَفَرَ " فَقَالَ أَبُو الزُّبَيْرِ (2): الصَّفَرُ: الْبَطْنُ. قِيلَ لِجَابِرٍ: كَيْفَ؟ فَقَالَ: كَانَ يُقَالُ: دَوَابُّ الْبَطْنِ. قَالَ: وَلَمْ يُفَسِّرِ الْغُولَ. قَالَ أَبُو

= المهرة" 3/ 471، والبيهقي 9/ 348 من طريق روح، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (2199)(61) من طريق يحيى بن سعيد الأموي، وابن حبان (532) من طريق أبي عاصم، كلاهما عن ابن جريج، به. وذُكِرَ عند مسلم في أوله الحديثُ السالف برقم (15100).

وانظر (14584).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه.

وأخرجه مسلم (2222)(109) من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(268)، والطبري في مسند عليٍّ من "تهذيب الآثار" ص 13، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 308، وفي "شرح مشكل الآثار"(784)، وابن حبان (6128) من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد النبيل، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 308 من طريق يحيى بن أيوب، كلاهما عن ابن جريج، به.

وانظر (14117).

(2)

قول أبي الزبير هذا وما بعده إلى نهاية الحديث وقع فيه اضطراب وتحريف في (م) و (ق) وأثبتناه من نسخة (س) ومن "صحيح مسلم".

وقال النووي: قال جمهور العلماء: كانت العرب تزعم أن الغيلان في الفلوات وهي جنس من الشياطين فتتراءى للناس وتغول تغولاً، أي: تتلون تلوناً فتضلهم عن الطريق فتهلكهم، فأبطل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك.

ص: 322

الزُّبَيْرِ مِنْ قِبَلِهِ: هَذَا الْغُولُ الَّتِي تَغُولُ، الشَّيْطَانَةُ الَّتِي يَقُولُونَ.

15104 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " طَعَامُ الْوَاحِدِ يَكْفِي الِاثْنَيْنِ، وَطَعَامُ الِاثْنَيْنِ يَكْفِي الْأَرْبَعَةَ، وَطَعَامُ الْأَرْبَعَةِ يَكْفِي الثَّمَانِيَةَ "(1).

15105 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ: أَنَّ رَجُلًا شَابًّا أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَسْتَأْذِنُهُ فِي الْخِصَاءِ، فَقَالَ:" صُمْ، وَسَلِ اللهَ مِنْ فَضْلِهِ "(2).

15106 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: سَلَّمَ نَاسٌ مِنَ الْيَهُودِ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا: السَّامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا الْقَاسِمِ. فَقَالَ: " وَعَلَيْكُمْ "

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه مسلم (2059)(179)، وأبو عوانة 5/ 423، والبيهقي في "الآداب"(560)، وفي"الشعب"(5634)، والبغوي (2882) من طريق روح، بهذا الإسناد.

وأخرجه الدارمي (2044)، وابن ماجه (3254)، وأبو عوانة 5/ 423، وابن حبان (5237) من طرق عن ابن جريج، به.

وانظر (14222).

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة راويه عن جابر. حسين المعلم: هو حسين بن ذكوان العوذي. وانظر (15036).

ص: 323

فَقَالَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها وَغَضِبَتْ: أَلَمْ تَسْمَعْ مَا قَالُوا؟ قَالَ " بَلَى " قال (1): " بَلَى قَدْ سَمِعْتُ فَرَدَدْتُهَا عَلَيْهِمْ، إِنَّا نُجَابُ عَلَيْهِمْ، وَلَا يُجَابُونَ عَلَيْنَا "(2).

15107 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: لَبِسَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَومًا (3) قَبَاءً مِنْ دِيبَاجٍ أُهْدِيَ لَهُ، ثُمَّ أَوْشَكَ أَنْ يَنْزِعَهُ، وَأَرْسَلَ بِهِ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَقِيلَ: قَدْ أَوْشَكْتَ مَا نَزَعْتَهُ يَا رَسُولَ اللهِ. فَقَالَ: " نَهَانِي عَنْهُ جِبْرِيلُ " فَجَاءَهُ عُمَرُ يَبْكِي، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَرِهْتَ أَمْرًا وَأَعْطَيْتَنِيهِ، فَمَا لِي؟ فَقَالَ:" لَمْ أُعْطِكَهُ لِتَلْبَسَهُ، إِنَّمَا أَعْطَيْتُكَهُ تَبِيعُهُ " فَبَاعَهُ بِأَلْفَيْ دِرْهَمٍ (4).

(1) لفظة "قال" لم ترد في (م).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، أبو الزبير من رجاله، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(1110) من طريق مخلد بن يزيد، ومسلم (2166)، وأبو عوانة في الاستئذان كما في "إتحاف المهرة" 3/ 456، والبيهقي في "الشعب"(9101) من طريق حجاج بن محمد، كلاهما عن ابن جريج، بهذا الإسناد.

وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4563)، وانظر تتمة شواهده هناك.

(3)

لفظة "يوماً" ليست في (م).

(4)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الزبير، فمن رجال مسلم. روح: هو ابن عبادة القيسي.

وأخرجه مسلم (2070)(16)، وابن حبان (5428) من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد. =

ص: 324

15108 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ، فَذَكَرَ اللهَ عِنْدَ دُخُولِهِ وَعِنْدَ طَعَامِهِ، قَالَ الشَّيْطَانُ: مَا مِنْ مَبِيتٍ وَلَا عَشَاءٍ هَاهُنَا، وَإِذَا دَخَلَ، وَلَمْ يَذْكُرِ اللهَ عِنْدَ دُخُولِهِ، قَالَ الشَّيْطَانُ: أَدْرَكْتُمُ الْمَبِيتَ، فَإِنْ لَمْ يَذْكُرِ اللهَ عِنْدَ طَعَامِهِ، قَالَ: أَدْرَكْتُمُ الْمَبِيتَ (1) وَالْعَشَاءَ "(2).

= وأخرجه النسائي 8/ 200 من طريق حجاج بن محمد المصيصي، عن ابن جريج، به.

وانظر (14620).

وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4713)، وانظر تتمة شواهده هناك.

قوله: "ثم أوشك أن ينزعه" قال السندي: ليس المراد: ثم قارب أن ينزعه، بل المراد أنه ما لبث بعد ذلك إلا قليلاً حتى نزعه، أي: ثم عن قريب نزعه، وعن قليل خلعه، والمتبادر من اللفظ هو المعنى الأول، لكن المقام لا يساعده، وإنما يساعده المعنى الثاني، فيحمل عليه على أنه مجاز، والله تعالى أعلم.

قلنا: يوضحه رواية مسلم: ثم أوشك أن نزعه، ورواية ابن حبان: ثم نزعه دون قوله: "أوشك".

(1)

قوله: "فإن لم يذكر الله عند طعامه، قال: أدركتم المبيت" سقط من (م).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه مسلم (2018)(103) من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(1099)، ومسلم (2018)(103)، وأبو داود (3765)، وابن ماجه (3887)، وأبو عوانة 5/ 358، وابن حبان (819)، والبيهقي في "الشعب"(5829) من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(178)، وأبو عوانة 5/ 357 من طريق حجاج بن محمد المصيصي، كلاهما عن ابن جريج، به. وانظر (14729).

ص: 325

15109 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَوْمَ الْفَتْحِ، وَهُوَ بِالْبَطْحَاءِ، أَنْ يَأْتِيَ الْكَعْبَةَ، فَيَمْحُوَ كُلَّ صُورَةٍ فِيهَا، وَلَمْ يَدْخُلِ الْبَيْتَ حَتَّى مُحِيَتْ كُلُّ صُورَةٍ فِيهِ (1).

15110 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: إِنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ أَنَّ رَأْسِي قُطِعَ، فَهُوَ يَتَجَحْدَلُ، وَأَنَا أَتْبَعُهُ! فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" ذَاكَ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ رُؤْيَا يَكْرَهُهَا، فَلَا يَقُصَّهَا عَلَى أَحَدٍ، وَلْيَسْتَعِذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ "(2).

15111 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " النَّاسُ تَبَعٌ

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه أبو عوانة في اللباس كما في "إتحاف المهرة" 3/ 446 من طريق روح، بهذا الإسناد- وهو عنده مطول بنحو الحديث السالف برقم (14596).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الزبير، فمن رجال مسلم.

وانظر (14293).

قوله: "يتجحدل" قال السندي: بتقديم الجيم على الحاء المهملة، وفي "النهاية": هكذا جاء في "مسند أحمد"، قال: والمعروف في الرواية يتدحرج، فإن صحت الرواية، فالذي جاء في اللغة أنَّ "جَحْدَلْتُه"، بمعنى: صَرعتُه.

ص: 326

لِقُرَيْشٍ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ " (1).

15112 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " خِيَارُ النَّاسِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، خِيَارُهُمْ فِي الْإِسْلَامِ إِذَا فَقُِهُوا "(2).

15113 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " غِفَارٌ غَفَرَ اللهُ لَهَا، وَأَسْلَمُ سَالَمَهَا اللهُ "(3).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه مسلم (1819) من طريق روح، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو عوانة 4/ 393، والبيهقي في "السنن" 8/ 141 من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد، وأبو عوانة 4/ 392 من طريق حجاج بن محمد، كلاهما عن ابن جريج، به.

وأخرجه البزار (1577 - كشف الأستار) من طريق سفيان الثوري، عن أبي الزبير، عن جابر. ووقع في المطبوع منه: الزبير بدل أبي الزبير، وهو خطأ.

وانظر ما سلف برقم (14545).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (14945).

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه مسلم (2515) من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (2515)، وأبو عوانة في المناقب كما في "الإتحاف" 3/ 477 من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد، وأبو عوانة أيضاً من طريق حجاج بن محمد المصيصي، كلاهما عن ابن جريج، به. وانظر (14714).

ص: 327

15114 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " أَرْجُو أَنْ يَكُونَ مَنْ يَتَّبِعُنِي مِنْ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ رُبْعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ " قَالَ: فَكَبَّرْنَا، قَالَ:" أَرْجُو أَنْ يَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ " قَالَ: فَكَبَّرْنَا، قَالَ:" أَرْجُو أَنْ يَكُونُوا الشَّطْرَ "(1).

15115 -

حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَسْأَلُ عَنِ الْوُرُودِ، قَالَ: نَحْنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى كَذَا وَكَذَا - انْظُرْ، أَيْ: ذَلِكَ فَوْقَ النَّاسِ - قَالَ: فَتُدْعَى الْأُمَمُ بِأَوْثَانِهَا وَمَا كَانَتْ تَعْبُدُ، الْأَوَّلَ فَالْأَوَّلَ، ثُمَّ يَأْتِينَا رَبُّنَا بَعْدَ ذَلِكَ، فَيَقُولُ: مَنْ تَنْتَظِرُونَ؟ فَيَقُولُونَ: نَنْتَظِرُ رَبَّنَا. فَيَقُولُ: أَنَا رَبُّكُمْ. فَيَقُولُونَ: حَتَّى نَنْظُرَ إِلَيْكَ. فَيَتَجَلَّى لَهُمْ يَضْحَكُ ".

قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " فَيَنْطَلِقُ بِهِمْ وَيَتَّبِعُونَهُ، وَيُعْطَى كُلُّ إِنْسَانٍ مُنَافِقٍ أَوْ مُؤْمِنٍ نُورًا، ثُمَّ يَتَّبِعُونَهُ، عَلَى جِسْرِ جَهَنَّمَ كَلَالِيبُ، وَحَسَكٌ تَأْخُذُ مَنْ شَاءَ اللهُ، ثُمَّ يُطْفَأُ نُورُ الْمُنَافِقِ، ثُمَّ يَنْجُو الْمُؤْمِنُونَ، فَتَنْجُو أَوَّلُ زُمْرَةٍ، وُجُوهُهُمْ كَالْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، سَبْعُونَ أَلْفًا، لَا يُحَاسَبُونَ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ كَأَضْوَإِ نَجْمٍ فِي

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه البزار (3533 - كشف الأستار) من طريق أبي عاصم، عن ابن جريج، بهذا الإسناد. وانظر (14724).

ص: 328

السَّمَاءِ، ثُمَّ كَذَلِكَ، تَحِلُّ الشَّفَاعَةُ حَتَّى يَخْرُجَ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَكَانَ فِي قَلْبِهِ مِنَ الْخَيْرِ مَا يَزِنُ شَعِيرَةً، فَيُجْعَلُونَ بِفِنَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَيَجْعَلُ أَهْلُ الْجَنَّةِ يَرُشُّونَ عَلَيْهِمُ الْمَاءَ، حَتَّى يَنْبُتُوا نَبَاتَ الشَّيْءِ فِي السَّيْلِ، ثُمَّ يَسْأَلُ حَتَّى يُجْعَلَ لَهُ الدُّنْيَا وَعَشَرَةُ أَمْثَالِهَا مَعَهَا " (1).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه مسلم (191)، وأبو عوانة 1/ 139 - 140 من طريق روح، بهذا الإسناد. وزاد أبو عوانة فيه ألفاظاً منكرة.

وأخرجه أبو عوانة 1/ 139 من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد، و 1/ 139 - 140 من طريق حجاج بن محمد، كلاهما عن ابن جريج، به. ورواية أبي عاصم مختصرة.

وانظر (14721).

قوله: "نحن يوم القيامة على كذا وكذا، انظر، أي: ذلك فوق الناس" قال النووي في "شرح مسلم" 3/ 47 - 48: هكذا وقع هذا اللفظ في جميع الأصول من "صحيح مسلم"، واتفق المتقدمون والمتأخرون على أنه تصحيف وتغيير واختلاط في اللفظ، قال الحافظ عبد الحق في كتابه "الجمع بين الصحيحين": هذا الذي وقع في كتاب مسلم تخليط من أحد الناسخين، أو كيف كان. وقال القاضي عياض: هذه صورة الحديث في جميع النسخ، وفيه تغيير كثير وتصحيف، قال: وصوابه: نجيء يوم القيامة على كوم، هكذا رواه بعض أهل الحديث -قلنا: هي رواية حديثنا السالف برقم (14721) - وفي كتاب ابن أبي خيثمة من طريق كعب بن مالك: يُحشر الناس يوم القيامة على تل وأمتي على تل، وذكر الطبري في "التفسير" من حديث ابن عمر: فيرقى هو، يعني: محمداً صلى الله عليه وسلم وأمته على كوم فوق الناس، وذكر من حديث كعب بن مالك: يُحشر الناس يوم القيامة، فأكون أنا وأمتي على تل. قال القاضي: فهذا كله =

ص: 329

15116 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ قَدْ دَعَا بِهَا فِي أُمَّتِهِ، وَخَبَّأْتُ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لِأُمَّتِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " يَعْنِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم (1).

15117 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

= يبين ما تغير من الحديث، وأنه كان أظلمَ هذا الحرفُ على الراوي، أو امّحى، فعبّر عنه بكذا وكذا، وفسره بقوله: أي: فوق الناس، وكتب عليه: انظر، تنبيهاً، فجمع النقلة الكل ونسقوه على أنه من متن الحديث كما تراه. هذا كلام القاضي، وقد تابعه عليه جماعة من المتأخرين، والله أعلم.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الزبير -وهو محمد بن مسلم بن تَدْرُس- فمن رجال مسلم. روح: هو ابن عبادة، وابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج.

وأخرجه مسلم (201)، وأبو يعلى (2237)، وأبو عوانة 1/ 91، وابن منده في "الإيمان"(919) من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" 2/ 630، وابن حبان (6460) من طريق أبي عاصم، عن ابن جريج، به.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(3067) من طريق رحمة بن مصعب، عن عزرة بن ثابت، عن أبي الزبير، به. ورحمة قال ابن معين: ليس بشيء.

وانظر ما سيأتي برقم (15263).

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7714)، وانظر تتمة شواهده هناك.

ص: 330

" يَأْكُلُ أَهْلُ الْجَنَّةِ فِيهَا وَيَشْرَبُونَ، وَلَا يَتَمَخَّطُونَ (1)، وَلَا يَتَغَوَّطُونَ، وَلَا يَبُولُونَ، وَيَكُونُ طَعَامُهُمْ ذَلِكَ جُشَاءً، وَيُلْهَمُونَ التَّسْبِيحَ وَالْحَمْدَ كَمَا يُلْهَمُونَ النَّفَسَ "(2).

15118 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ (3): " قَدْ يَئِسَ الشَّيْطَانُ أَنْ يَعْبُدَهُ الْمُسْلِمُونَ، وَلَكِنْ فِي التَّحْرِيشِ بَيْنَهُمْ "(4).

15119 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنِ جُرَيْجٍ (5)، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " عَرْشُ إِبْلِيسَ عَلَى الْبَحْرِ، ثُمَّ يَبْعَثُ سَرَايَاهُ، فَيَفْتِنُونَ النَّاسَ، فَأَعْظَمُهُمْ عِنْدَهُ، أَعْظَمُهُمْ فِتْنَةً "(6).

(1) في (س): يمتخطون.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه الدارمي (2828)، ومسلم (2835)(19)، وابن حزم في "المحلى" 1/ 12 من طريق أبي عاصم، ومسلم (2835)(20) من طريق يحيى ابن سعيد الأموي، كلاهما عن ابن جريج، بهذا الإسناد.

وانظر (14769).

(3)

قوله: "سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول" سقط من (م).

(4)

إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (14940).

(5)

قوله: "حدثنا ابن جريج" سقط من (م).

(6)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه أبو عوانة في المنافقين وفي البعث كما في "إتحاف المهرة" =

ص: 331

15120 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، وَلَمْ يَرْفَعْهُ:" أَنَا فَرَطُكُمْ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُونِي، فَأَنَا عَلَى الْحَوْضِ، وَالْحَوْضُ قَدْرُ مَا بَيْنَ أَيْلَةَ إِلَى مَكَّةَ، وَسَيَأْتِي رِجَالٌ وَنِسَاءٌ، فَلَا يَذُوقُونَ مِنْهُ شَيْئًا " مَوْقُوفٌ وَلَمْ يَرْفَعْهُ (1).

15121 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَنَا عَلَى الْحَوْضِ أَنْظُرُ مَنْ يَرِدُ عَلَيَّ. قَالَ: فَيُؤْخَذُ نَاسٌ دُونِي، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ، مِنِّي وَمِنْ أُمَّتِي. قَالَ: فَيُقَالُ: وَمَا يُدْرِيكَ مَا عَمِلُوا بَعْدَكَ؟ مَا بَرِحُوا بَعْدَكَ يَرْجِعُونَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ ".

قَالَ جَابِرٌ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْحَوْضُ مَسِيرَةُ شَهْرٍ، وَزَوَايَاهُ سَوَاءٌ - يَعْنِي عَرْضُهُ مِثْلُ طُولِهِ - وَكِيزَانُهُ مِثْلُ نُجُومِ

= 3/ 459 و 469 من طريق حجاج بن محمد، عن ابن جريج، بهذا الإسناد.

وانظر (14554).

(1)

إسناده صحيح، وهو مرفوع وإن كان صورته صورة الوقف، فمثله لا يمكن أن يقوله إلا النبي صلى الله عليه وسلم.

وقد أخرجه مرفوعاً البزار (3481 - كشف الأستار)، وابن حبان (6449)، والآجري في "الشريعة" ص 357 من طريق أبي عاصم، والطبراني في "الأوسط"(753) من طريق حجاج بن محمد، كلاهما عن ابن جريج، بهذا الإسناد. وأبو عاصم -وهو الضحاك بن مخلد- وحجاج ثقتان. وانظر (14719).

ص: 332

السَّمَاءِ، وَهُوَ أَطْيَبُ رِيحًا مِنَ الْمِسْكِ، وَأَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ، مَنْ شَرِبَ مِنْهُ لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَهُ أَبَدًا " (1).

15122 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ نَبِيذِ الْجَرِّ وَالْمُزَفَّتِ وَالدُّبَّاءِ وَالنَّقِيرِ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا لَمْ يَجِدْ لَهُ شَيْئًا يُنْبَذُ لَهُ فِيهِ، نُبِذَ لَهُ فِي تَوْرٍ مِنْ حِجَارَةٍ (2).

15123 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: نَهَانَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ نَتَمَسَّحَ بِعَظْمٍ أَوْ بَعْرٍ (3).

15124 -

حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ سَعْدٍ

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الزبير، فمن رجال مسلم.

وللشطر الأول، انظر ما قبله.

ويشهد له حديث ابن مسعود السالف برقم (3639).

ويشهد للشطر الثاني حديث عبد الله بن عمرو عند البخاري (6579)، ومسلم (2292)(27). وانظر تتمة شواهده عند حديث ابن عمر السالف برقم (6162).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (14267).

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو مكرر (14699).

ص: 333

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَأَنْ يُمْسِكَ أَحَدُكُمْ يَدَهُ عَنِ الْحَصْبَاءِ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَهُ مِئَةُ نَاقَةٍ كُلُّهَا سُودُ الْحَدَقَةِ، فَإِنْ غَلَبَ أَحَدَكُمُ الشَّيْطَانُ، فَلْيَمْسَحْ مَسْحَةً وَاحِدَةً "(1).

15125 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَزْعُمُ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنِ الصُّوَرِ فِي الْبَيْتِ، وَنَهَى الرَّجُلَ أَنْ يَصْنَعَ ذَلِكَ (2).

15126 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، وَإِنِّي اشْتَرَطْتُ عَلَى رَبِّي عز وجل: أَيُّ عَبْدٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ سَبَبْتُهُ أَوْ شَتَمْتُهُ، أَنْ يَكُونَ لَهُ ذَلِكَ زَكَاةً وَأَجْرًا "(3).

15127 -

حَدَّثَنِي حَجَّاجٌ، قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ

(1) إسناده ضعيف لضعف شرحبيل بن سعد. ابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن الحارث. وهو مكرر (14514).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم. حجاج: هو ابن محمد المصيصي.

وأخرجه البيهقي 5/ 158 من طريق حجاج بن محمد، بهذا الإسناد. وانظر (14596).

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه مسلم (2602)، والبيهقي 7/ 61 من طريق حجاج بن محمد، بهذا الإسناد. وانظر (14570).

ص: 334

أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ، ظَاهِرِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ. قَالَ: فَيَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ، فَيَقُولُ أَمِيرُهُمْ: تَعَالَ صَلِّ بِنَا. فَيَقُولُ: لَا إِنَّ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ أُمَرَاءُ، تَكْرِمَةَ اللهِ هَذِهِ الْأُمَّةَ "(1).

15128 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ بِشَهْرٍ: " تَسْأَلُونِي عَنِ السَّاعَةِ، وَإِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللهِ؟! وَأُقْسِمُ بِاللهِ، مَا عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ مِنْ نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ الْيَوْمَ يَأْتِي عَلَيْهَا مِئَةُ سَنَةٍ "(2).

15129 -

حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ - يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ -، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، حَدَّثَنِي جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ قَالَ: كَسَعَ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ رَجُلًا

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه مسلم (156) و (1923)، وابن الجارود (1031)، وأبو عوانة 1/ 106، وابن حبان (6819)، وابن منده في "الإيمان"(418) من طرق عن حجاج بن محمد، بهذا الإسناد. وانظر (14720).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه مسلم (2538)(218)، وابن حبان (2987)، والبيهقي في "الدلائل" 6/ 500 - 501 من طريق حجاج بن محمد، بهذا الإسناد. وانظر (14451).

ص: 335

مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ: يَا لَلْأَنْصَارِ، وَقَالَ الْمُهَاجِرِيُّ: يَا لَلْمُهَاجِرِينَ (1). فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَلَا مَا بَالُ دَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ - دَعْوَى الْكَسْعَةَ - فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ "(2).

15130 -

حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الطُّفَيْلِ - قَالَ عَبْدُ اللهِ: وسَمِعْتُ أَبِي مَرَّةً يَقُولُ: حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الطُّفَيْلِ الْبَكَّائِيُّ الْعَامِرِيُّ - حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: وُلِدَ لِرَجُلٍ مِنَّا غُلَامٌ فَسَمَّاهُ مُحَمَّدًا، فَقُلْنَا: لَا نَدَعُكَ تُسَمِّيهِ مُحَمَّدًا بِاسْمِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. فَأَتَى الرَّجُلُ بِابْنِهِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهُ وُلِدَ لِي غُلَامٌ وَإِنِّي سَمَّيْتُهُ بِاسْمِكَ، فَأَبَى قَوْمِي أَنْ يَدْعُونِي. قَالَ:" بَلَى سَمَّوْا (3) بِاسْمِي، وَلَا تُكَنُّوْا بِكُنْيَتِي، فَإِنِّي قَاسِمٌ أَقْسِمُ بَيْنَكُمْ "(4).

15131 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، فَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ، وَثِيَابٌ لَهُ عَلَى السَّرِيرِ، أَوِ الْمِشْجَبِ، فَقَامَ مُتَوَشِّحًا بِثَوْبِهِ، ثُمَّ صَلَّى، ثُمَّ قَالَ:

(1) في (س): يا آل الأنصار

يا آل المهاجرين.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن رجاله رجال الصحيح، سعيد بن زيد حسن الحديث، وقد تابعه أخوه حماد بن زيد فيما سلف برقم (14632).

(3)

في (م): تسمَّوا.

(4)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير زياد بن عبد الله البكائي، فقد روى له البخاري حديثاً واحداً مقروناً بغيره، واحتج به مسلم، وفيه كلام ينزله عن رتبة الصحيح. وانظر (14183).

ص: 336

لَهُمْ حِينَ انْصَرَفَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى هَكَذَا (1).

15132 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا الْفُضَيْلُ (2) - يَعْنِي ابْنَ سُلَيْمَانَ -، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي يَحْيَى، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيِّ: أَنَّ قَوْمًا قَدِمُوا الْمَدِينَةَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَبِهَا مَرَضٌ، فَنَهَاهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَخْرُجُوا حَتَّى يَأْذَنَ لَهُمْ، فَخَرَجُوا بِغَيْرِ إِذْنِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّمَا الْمَدِينَةُ كَالْكِيرِ، تَنْفِي الْخَبَثَ كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ "(3).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف عاصم بن عبيد الله. حسين بن محمد: هو ابن بَهْرام المرُّوذي، ومحمد بن مُطَرَّف: هو الليثي أبو غسان المدني.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 381 من طريق سعيد بن أبي مريم المصري، عن محمد بن مطرف، بهذا الإسناد. وتحرف فيه "عبيد الله" إلى:"عبد الله".

وانظر ما سلف برقم (14120) و (15023).

و"المِشْجَب"، قال في "النهاية": هو بكسر الميم: عِيدان تُضَمُّ رؤوسها، ويُفَرَّج بين قوائمها، وتوضع عليها الثياب، وقد تعلق عليها الأسقية لتبريد الماء.

(2)

تحرف في (م) و (ق) إلى: الفضل.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد محتمل للتحسين، الحارث بن أبي يزيد روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات" 4/ 136.

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 180 عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن أبي يحيى، بهذا الإسناد. وعلقه البخاري من هذا الطريق مختصراً في ترجمة الحارث بن أبي يزيد من "تاريخه" 2/ 285.

وانظر ما سلف برقم (14284).

ص: 337

15133 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ: أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، ذَبَحْتُ قَبْلَ أَنْ أَرْمِيَ قَالَ:" ارْمِ، وَلَا حَرَجَ " قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، حَلَقْتُ قَبْلَ أَنْ أَذْبَحَ. قَالَ:" اذْبَحْ، وَلَا حَرَجَ "(1).

15134 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: فَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ سَهْلِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَهْلٍ أَخُو بَنِي حَارِثَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: خَرَجَ مَرْحَبٌ الْيَهُودِيُّ مِنْ حِصْنِهِمْ قَدْ جَمَعَ سِلَاحَهُ يَرْتَجِزُ وَيَقُولُ:

قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنِّي مَرْحَبُ

شَاكِي السِّلَاحِ بَطَلٌ مُجَرَّبُ

أَطْعَنُ أَحْيَانًا وَحِينًا أَضْرِبُ

إِذَا اللُّيُوثُ أَقْبَلَتْ تَلَهَّبُ

إِنَّ حِمَايَ لِلَحِمَى لَا يُقْرَبُ (2)

وَهُوَ يَقُولُ: مَنْ مُبَارِزٌ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ لِهَذَا؟ "

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. قيس بن سعد: هو المكي.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(4105) من طريق عفان وحده، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (1684)، والطحاوي 2/ 237، وابن حبان (3878)، والبيهقي 5/ 143 من طريق حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وانظر (14498).

(2)

في (م): كان حماي لحمىً لا يقرب، وفي (س): كان حِمامي، وفيها وفي (ق): الحمى لا يقرب، والمثبت من "سيرة ابن هشام" 2/ 347، وهو أصحُّ.

ص: 338

فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ: أَنَا لَهُ يَا رَسُولَ اللهِ، وَأَنَا وَاللهِ الْمَوْتُورُ الثَّائِرُ، قَتَلُوا أَخِي بِالْأَمْسِ. قَالَ:" فَقُمْ إِلَيْهِ، اللهُمَّ أَعِنْهُ عَلَيْهِ " فَلَمَّا دَنَا أَحَدُهُمَا مِنْ صَاحِبِهِ دَخَلَتْ بَيْنَهُمَا شَجَرَةٌ عُمْرِيَّةٌ مِنْ شَجَرِ الْعُشَرِ، فَجَعَلَ أَحَدُهُمَا يَلُوذُ بِهَا مِنْ صَاحِبِهِ، كُلَّمَا لَاذَ بِهَا مِنْهُ اقْتَطَعَ بِسَيْفِهِ مَا دُونَهُ، حَتَّى بَرَزَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا لِصَاحِبِهِ، وَصَارَتْ بَيْنَهُمَا كَالرَّجُلِ الْقَائِمِ، مَا فِيهَا فَنَنٌ، ثُمَّ حَمَلَ مَرْحَبٌ عَلَى مُحَمَّدٍ فَضَرَبَهُ فَاتَّقَاهَا (1) بِالدَّرَقَةِ، فَوَقَعَ سَيْفُهُ فِيهَا فَعَضَّتْ بِهِ فَأَمْسَكَتْهُ، وَضَرَبَهُ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ حَتَّى قَتَلَهُ (2).

(1) في (م): فاتقى.

(2)

إسناده حسن، رجاله رجال الصحيح غير ابن إسحاق، فقد روى له أصحاب السنن، ومسلم في المتابعات، وهو حسن الحديث.

والحديث في "سيرة ابن هشام" 3/ 347 و 348 عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو يعلى (1861) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، والحاكم 3/ 436 - 437، والبيهقي في "السنن" 9/ 131، وفي "الدلائل" 4/ 215 - 216 من طريق يونس بن بكير، كلاهما عن ابن إسحاق، به.

وأخرجه البيهقي في "الدلائل" 4/ 216 من طريق الفضل بن عبيد الله بن رافع بن خديج، عن جابر مختصراً: أن محمد بن مسلمة قتل مرحباً. وإسناده ضعيف.

وفي الباب عن سلمة بن الأكوع عند مسلم (1807)، وسيأتي 4/ 51 - 52.

وعن بريدة الأسلمي، وسيأتي 5/ 358 - 359.

وفيهما أن الذي قتل مرحباً اليهودي هو علي بن أبي طالب.

قال النووي في "شرح مسلم" 12/ 186: هذا هو الأصحُّ: أن عليّاً هو قاتل مرحب، وقيل: إنَّ قاتل مرحب هو محمد بن مسلمة، قال ابن عبد البر =

ص: 339

15135 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى وَسُرَيْجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ - قَالَ سُرَيْجٌ: الْأَهْلِيَّةُ - يَوْمَ خَيْبَرَ، وَأَذِنَ فِي لُحُومِ الْخَيْلِ (1).

15136 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَمْسِكُوا عَلَيْكُمْ أَمْوَالَكُمْ وَلَا تَقْسِمُوهَا، فَإِنَّهُ مَنْ أَعْمَرَ عُمْرَى، فَهِيَ لِلَّذِي أَعْمَرَهَا حَيًّا وَمَيِّتًا

= في كتابه "الدرر في مختصر السير": قال محمد بن إسحاق: إنّ محمد بن مسلمة هو قاتله، قال: وقال غيره: إنما كان قاتله عليّاً. قال ابن عبد البر: هذا هو الصحيح عندنا، ثم روى ذلك بإسناده عن سلمة وبريدة.

قال ابن الأثير: الصحيح الذي عليه أكثر أهل الحديث وأهل السير أن علياً هو قاتله، والله أعلم.

قال السندي: "شاكي السلاح"، أي: تامُّ السلاح، من الشوكة بمعنى القوة.

"الموتور"، أي: الذي أُفرِدَ عن أخيه، من وُتِرَ فلان أهلَه، على بناء المفعول ونصب الأهل، أي: أُفرد عنهم.

"عُمْرية" ضُبِط بضم فسكون، كان المراد قديمة.

"العُشَر" ضُبِط بضم ففتح، وهو شجر له صمغ، وهو العِضاهُ.

"فنن"، أي: غصن.

"الدَّرَقة": التُّرس من جلد وخشب.

(1)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سريج -وهو ابن النعمان- فمن رجال البخاري. محمد بن علي: هو محمد بن علي بن الحسين ابن علي أبو جعفر الباقر. وانظر (14890).

ص: 340

وَلِعَقِبِهِ (1) " (2).

15137 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ (3)، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تُرْسِلُوا فَوَاشِيَكُمْ وَصِبْيَانَكُمْ إِذَا غَابَتِ الشَّمْسُ حَتَّى تَذْهَبَ فَحْمَةُ الْعِشَاءِ، فَإِنَّ الشَّيَاطِينَ تَعْبَثُ (4) إِذَا غَابَتِ الشَّمْسُ حَتَّى تَذْهَبَ فَحْمَةُ الْعِشَاءِ "(5).

15138 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ مُتَوَشِّحًا بِهِ.

فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ لِأَبِي الزُّبَيْرِ وَأَنَا أَسْمَعُ: الْمَكْتُوبَةَ؟ قَالَ: الْمَكْتُوبَةُ وَغَيْرُ الْمَكْتُوبَةِ (6).

(1) في (م): ولعقبه تقسموها.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (14341).

(3)

قوله: "حدثنا حسن" سقط من (م).

(4)

في نسخة في (س): تعيث.

(5)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الزبير -وهو محمد بن مسلم بن تدرُس- فمن رجال مسلم، وروى له البخاري مقروناً، وقد صرح بالسماع عند غير المصنف. حسن: هو ابن موسى الأشيب، وزهير: هو ابن معاوية. وانظر (14342).

(6)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الزبير -وهو محمد بن مسلم بن تدرس المكي- فمن رجال مسلم، وروى له البخاري مقروناً، وقد صرح بالسماع عند غير المصنف. وانظر (14120).

ص: 341

15139 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى وَمُوسَى بْنُ دَاوُدَ، قَالَا: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: أَكَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لُحُومَ الْأَضَاحِيِّ وَتَزَوَّدْنَا حَتَّى بَلَغْنَا بِهَا الْمَدِينَةَ (1).

15140 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِنَّ لِي جَارِيَةً وَهِيَ خَادِمُنَا وَسَانِيَتُنَا (2)، أَطُوفُ عَلَيْهَا، وَأَنَا أَكْرَهُ أَنْ تَحْمِلَ. فَقَالَ:" اعْزِلْ عَنْهَا إِنْ شِئْتَ، فَإِنَّهُ سَيَأْتِيهَا مَا قُدِّرَ لَهَا " قَال: فَلَبِثَ الرَّجُلُ، ثُمَّ أَتَاهُ، فَقَالَ: إِنَّ الْجَارِيَةَ قَدْ حَمَلَتْ. قَالَ: " قَدْ أَخْبَرْتُكَ أَنَّهُ سَيَأْتِيهَا مَا قُدِّرَ لَهَا "(3).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد على شرط مسلم، وأبو الزبير لم يصرح بالسماع.

وأخرجه أبو عوانة 5/ 237، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(2695) من طرق عن زهير بن معاوية، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (1740) عن حرب بن أبي العالية، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 186 من طريق خالد بن يزيد، كلاهما عن أبي الزبير، وانظر ما سلف برقم (14319)، وانظر أيضاً (15168).

(2)

في (م) و (ق): خادمتنا وسائستنا، والمثبت من (س). قال السندي:"وسائستنا"، أي: مصحلتنا بحفظ البيت وغيره، وفي بعض النسخ:"وسانيتنا"، أي:"تأتينا بالماء".

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد على شرط مسلم، وقد سلف الحديث برقم (14346) عن هاشم بن القاسم عن زهير.

ص: 342

15141 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَبِيعُ حَاضِرٌ لِبَادٍ، دَعُوا النَّاسَ يَرْزُقُ اللهُ بَعْضَهُمْ مِنْ بَعْضٍ "(1).

15142 -

حَدَّثَنَاهُ مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، مِثْلَهُ بِإِسْنَادِهِ (2).

15143 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ وَابْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنِ النَّقِيرِ وَالْمُزَفَّتِ وَالدُّبَّاءِ (3).

15144 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: رُمِيَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ فِي أَكْحَلِهِ، فَحَسَمَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ بِمِشْقَصٍ، قَالَ: ثُمَّ وَرِمَتْ، قَالَ: فَحَسَمَهُ الثَّانِيَةَ (4).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو مكرر (14340).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر ما قبله.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وقد صرح أبو الزبير بسماعه من جابر وابن عمر فيما سلف في مسند ابن عمر برقم (4914). حسن: هو ابن موسى الأشيب، وزهير: هو ابن معاوية الجُعْفيُّ، وأبو الزبير: هو محمد بن مسلم بن تَدْرُس.

وأخرجه مسلم (1998)(59)، والبيهقي 8/ 309 من طريق أحمد بن يونس، ومسلم (1998)(59)، والطحاوي 4/ 225 من طريق يحيى بن يحيى، كلاهما عن زهير بن معاوية، بهذا الإسناد. وانظر (14267).

(4)

إسناده صحيح على شرط مسلم. وقد سلف برقم (14343) عن هاشم بن القاسم، عن زهير بن معاوية.

وأخرجه أبو عوانة في الطب كما في "إتحاف المهرة" 3/ 390 من طريق =

ص: 343

15145 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَغْلِقُوا الْأَبْوَابَ، وَأَوْكُوا الْأَسْقِيَةَ، وَخَمِّرُوا الْإِنَاءَ، وَأَطْفِئُوا السُّرُجَ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَفْتَحُ غَلَقًا، وَلَا يَحُلُّ وِكَاءً، وَلَا يَكْشِفُ إِنَاءً، فَإِنَّ الْفُوَيْسِقَةَ تُضْرِمُ عَلَى أَهْلِ الْبَيْتِ "(1).

15146 -

حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ - يَعْنِي ابْنَ عَمْرٍو -، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ - يَعْنِي الْفَزَارِيَّ -، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا مِنْ مُسْلِمٍ وَلَا مُسْلِمَةٍ، وَلَا مُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ، يَمْرَضُ مَرَضًا، إِلَّا حَطَّ اللهُ عَنْهُ مِنْ خَطَايَاهُ "(2).

= حسن بن موسى، بهذا الإسناد.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وقد صرح أبو الزبير بسماعه في رواية سفيان بن عيينة عنه عند الحميدي (1273).

وأخرجه مسلم (2012)، وأبو عوانة 5/ 329 و 332 من طرق عن زهير بن معاوية، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات"(2694)، ومن طريقه أبو محمد البغوي في "شرح السنة"(3057) عن علي بن الجعد، عن زهير -وهو ابن معاوية-، عن أبي الزبير، به. وقد سقط علي بن الجعد من المطبوع من "شرح السنة"، وقد وقع فيه "زهير بن حرب" وهو خطأ، والصواب أنه زهير ابن معاوية.

وانظر (14228).

(2)

إسناد قوي على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سفيان -وهو طلحة بن نافع-، فمن رجال مسلم، وهو صدوق لا بأس به. =

ص: 344

15147 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ سَوَادَةَ، أَنَّ مَوْلًى لِجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ أَخْبَرَهُ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّ بِهِمْ وَهُمْ يَجْتَنُونَ أَرَاكًا، فَأَعْطَاهُ رَجُلٌ جَنَى أَرَاكٍ، فَقَالَ:" لَوْ كُنْتُ مُتَوَضِّئًا أَكَلْتُهُ "(1).

15148 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، قَالَ: سَأَلْتُ جَابِرًا عَنْ ثَمَنِ الْكَلْبِ وَالسِّنَّوْرِ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم زَجَرَ عَنْ ذَلِكَ (2).

= معاوية بن عمرو: هو ابن المهلَّب بن عمرو الأزدي، وأبو إسحاق الفزاري: هو إبراهيم بن محمد بن الحارث، والأعمش: هو سليمان بن مهران.

وأخرجه الطيالسي (1773) عن سلام بن سليم، والبخاري في "الأدب المفرد"(508) من طريق حفص بن غياث، وأبو يعلى (2305)، والخطيب البغدادي في "تاريخه" 5/ 39 - 40 من طريق محاضر بن المورع، ثلاثتهم عن الأعمش، بهذا الإسناد. وصرح الأعمش بسماعه من أبي سفيان في حديث حفص بن غياث.

وسيأتي برقم (15297) من طريق عيسى بن يونس، عن الأعمش.

وانظر ما سلف برقم (14725).

(1)

إسناده ضعيف لسوء حفظ عبد الله بن لهيعة، ولجهالة مولى جابر.

وقد تفرد الإمام أحمد بهذا الحديث، والله أعلم.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، ابن لهيعة سيئ الحفظ، لكن تابعه في هذا الحديث معقل بن عبيد الله الجزري، وهو لا بأس به من رجال مسلم.

وأخرجه مسلم (1569)، وابن حبان (4940)، والبيهقي 6/ 10 من طريق =

ص: 345

15149 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، أَخْبَرَنِي جَابِرٌ: أَنَّ امْرَأَةً مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ سَرَقَتْ، فَعَاذَتْ بِأُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ حِبِّ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَتَى بِهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" لَوْ كَانَتْ فَاطِمَةَ، لَقَطَعْتُ يَدَهَا " فَقَطَعَهَا (1).

= معقل بن عبيد الله الجزري، عن أبي الزبير، قال: سألت جابراً

فذكره.

وانظر (14652).

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، ابن لهيعة سيئ الحفظ، لكن تابعه معقل بن عبيد الله وموسى بن عقبة كما سيأتي، وأبو الزبير لم يصرح بسماعه من جابر.

وأخرجه مسلم (1689)، والنسائي 8/ 71، والبيهقي 8/ 281 من طريق معقل بن عبيد الله الجزري عن أبي الزبير، عن جابر. وفيه: "أنها عاذت بأم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(7832) من طريق أشعث بن سوار، عن أبي الزبير، به. ولم يذكر فيه بمن عاذت.

وسيأتي برقم (15247) من طريق ابن أبي الزناد، عن موسى بن عقبة، عن أبي الزبير، عن جابر. وفيه: أنها عاذت بربيب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وذكر ابن أبي الزناد في آخره أن ربيب النبي صلى الله عليه وسلم كان سلمة بن أبي سلمة وعمر بن أبي سلمة، فعاذت بأحدهما.

وفي الباب عن عائشة عند البخاري (6788)، ومسلم (1688)، وسيأتي 6/ 162، وفي حديثها: أن قريشاً استشفعوا فيها إلى النبي صلى الله عليه وسلم بأسامة بن زيد.

قلنا: ولا تضادَّ بين هذه الأحاديث إن شاء الله، فإن أمر المرأة المخزومية هذه كان قد أهمَّ قريشاً كما قالت عائشة، فلا يبعد أن يكون هؤلاء كلهم قد استشفعوا لها، وأم سلمة وابناها سلمة وعمر من بني مخزوم.

وفي الباب أيضاً عن ابن عمر، سلف برقم (6383). =

ص: 346

15150 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، قَالَ: سَأَلْتُ جَابِرًا عَنِ الرَّجُلِ يُطَلِّقُ امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضٌ، فَقَالَ: طَلَّقَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضٌ، فَأَتَى عُمَرُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَهُ ذَلِكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" لِيُرَاجِعْهَا، فَإِنَّهَا امْرَأَتُهُ "(1).

15151 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، قَالَ: سَأَلْتُ جَابِرًا: هَلْ رَجَمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ: نَعَمْ، رَجَمَ رَجُلًا مِنْ أَسْلَمَ، وَرَجُلًا مِنَ الْيَهُودِ، وَامْرَأَةً، وَقَالَ لِلْيَهُودِيِّ:" نَحْنُ نَحْكُمُ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ "(2).

15152 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ أَنَّهُ قَالَ: زَجَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ تَصِلَ الْمَرْأَةُ بِرَأْسِهَا

= وعن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6657).

ومن حديث أخت مسعود بن العجماء عن أبيها، سيأتي 5/ 409 و 6/ 329.

(1)

إسناده ضعيف، عبد الله بن لهيعة سيئ الحفظ.

ويغني عنه في هذه القصة حديث ابن عمر نفسه السالف في مسنده برقم (4500).

(2)

حديث صحيح دون قوله: وقال لليهودي: "نحن نحكم عليكم اليوم"، وهذ الإسناد ضعيف من أجل عبد الله بن لهيعة، فهو سيئ الحفظ.

وقد سلف الحديث برقم (14447) من طريق ابن جريج، عن أبي الزبير دون قوله: وقال لليهودي

إلخ.

ص: 347

شَيْئًا (1).

15153 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى أَنْ يَأْكُلَ الرَّجُلُ بِشِمَالِهِ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْكُلُ بِشِمَالِهِ (2).

15154 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَثَلُ الْمُؤْمِنِ مَثَلُ السُّنْبُلَةِ، تَسْتَقِيمُ مَرَّةً وَتَخِرُّ مَرَّةً، وَمَثَلُ الْكَافِرِ مَثَلُ الْأَرْزَةِ، لَا تَزَالُ مُسْتَقِيمَةً حَتَّى تَخِرَّ وَلَا تَشْعُرُ "(3).

15155 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، قَالَ: سَأَلْتُ جَابِرًا: كَمْ طَافَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ الصَّفَا والْمَرْوَةِ؟ فَقَالَ: مَرَّةً وَاحِدَةً (4).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف من أجل ابن لهيعة، لكن تابعه ابن جريج عند المصنف فيما سلف برقم (14155).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لأجل ابن لهيعة، لكنه قد توبع فيما سلف برقم (14587).

(3)

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، ابن لهيعة -وإن كان سيئ الحفظ- قد روى عنه هذا الحديث عبد الله بن وهب عند ابن عساكر في "تاريخه" 1/ ورقة 126، وروايته عنه صالحة عند أهل العلم. وانظر (14761).

(4)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ ابن لهيعة. وقد سلف نحوه ضمن حديث طويل برقم (14116) من طريق زهير بن معاوية، عن أبي الزبير.

ص: 348

15156 -

حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِكِتَابٍ أَصَابَهُ مِنْ بَعْضِ أَهْلِ الْكُتُبِ (1)، فَقَرَأَهُ عَلَى (2) النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَغَضِبَ وَقَالَ:" أَمُتَهَوِّكُونَ فِيهَا يَا ابْنَ الْخَطَّابِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَقَدْ جِئْتُكُمْ بِهَا بَيْضَاءَ نَقِيَّةً، لَا تَسْأَلُوهُمْ عَنْ شَيْءٍ فَيُخْبِرُوكُمْ بِحَقٍّ فَتُكَذِّبُوا بِهِ، أَوْ بِبَاطِلٍ فَتُصَدِّقُوا بِهِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْ أَنَّ مُوسَى كَانَ حَيًّا، مَا وَسِعَهُ إِلَّا أَنْ يَتْبَعَنِي "(3).

(1) في (ق) ونسخة في (س): الكتاب.

(2)

لفظة "على" سقطت من (م).

(3)

إسناده ضعيف لضعف مجالد: وهو ابن سعيد. ونقل ابن حجر في ترجمة عبد الله بن ثابت من "الإصابة" 4/ 30 عن البخاري أنه قال: قال مجالد عن الشعبي عن جابر: إن عمر أتى بكتاب، ولا يصحُّ. قلنا: وقوله: "ولا يصح" لم يرد في المطبوع من "التاريخ الكبير" للبخاري 5/ 39.

وأخرجه أبو عبيد في "غريب الحديث" 3/ 28 - 29، وابن أبي شيبة 9/ 47، وابن أبي عاصم في "السنة"(50)، والبزار (124 - كشف الأستار)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(177)، والبغوي في "شرح السنة"(126)، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" 2/ 42 من طرق عن هشيم بن بشير، بهذا الإسناد. وتحرف "هشيم " في المطبوع من "مصنف ابن أبي شيبة" و"شرح السنة" إلى: هشام.

وأخرجه بنحوه الدارمي (435) من طريق ابن نمير، عن مجالد، به.

وسلف من طريق حماد بن زيد، عن مجالد برقم (14631).

وسيأتي قريبٌ منه في "المسند" 4/ 265 من طريق جابر الجعفي، عن عامر الشعبي، عن عبد الله بن ثابت قال: جاء عمر بن الخطاب إلى النبي صلى الله عليه وسلم

=

ص: 349

15157 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ يَوْمَ الْفَتْحِ مَكَّةَ وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ (1).

= فذكر نحوه، وهذا إسناد ضعيف، جابر بن يزيد الجعفي ضعيف.

وأخرج ابن الضريس في "فضائل القرآن"(89)، وأبو عبيد في "غريب الحديث" 3/ 29، ومن طريقه البيهقي في "الشعب" (178) عن الحسن البصري: أن عمر بن الخطاب قال: يا رسول الله، إن أهل الكتاب يحدثوننا بأحاديث قد أخذت بقلوبنا وقد هممنا أن نكتبها، فقال:"يا ابن الخطاب أمتهوِّكون أنتم كما تهوكت اليهود والنصارى؟ أما والذي نفس محمد بيده لقد جئتكم بها بيضاء نقية، ولكني أعطيت جوامع الكلم، واختصر لي الحديث اختصاراً"، ورجاله ثقات إلا أنه من مراسيل الحسن البصري.

وأخرج نحوه العقيلي في "الضعفاء" 2/ 21 من طريق علي بن مسهر، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن خليفة بن قيس، عن خالد بن عرفطة، عن عمر ابن الخطاب قال: انتسخت كتاباً من أهل الكتاب

فذكره. وهذا إسناد ضعيف، عبد الرحمن بن إسحاق -وهو أبو شيبة الواسطي- ضعيف، وخليفة بن قيس مجهول، وقال البخاري في ترجمته من "التاريخ" 3/ 192: لم يصحَّ حديثه. يعني هذا الحديث كما يُفهَم من ترجمته عند العقيلي.

وفي الباب عن أبي الدرداء، قال: جاء عمر بجوامع من التوراة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم

فذكره. أورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/ 174 وقال: رواه الطبراني في "الكبير" وفيه أبو عامر القاسم بن محمد الأسدي ولم أَرَ مَن ترجمه، وبقية رجاله موثَّقون.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، شريك -وهو ابن عبد الله النخعي- =

ص: 350

15158 -

حَدَّثَنَا الْخُزَاعِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " كُلُوا لَحْمَ الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ، مَا لَمْ تَصِيدُوهُ أَوْ يُصَدْ لَكُمْ "(1).

15159 -

حَدَّثَنَا الْخُزَاعِيُّ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى زَمَنَ خَيْبَرَ عَنِ الْبَصَلِ وَالْكُرَّاثِ،

= سيئ الحفظ، ورواية مسلم له في المتابعات، وهو متابع، وأبو الزبير لم يصرح بسماعه في شيء من المصادر التي خرجت هذا الحديث، وسلف من طريقه برقم (14904). أبو سلمة الخزاعي: هو منصور بن سلمة بن عبد العزيز.

وأخرجه مسلم (1358)، والنسائي 8/ 211، والطحاوي 2/ 258 من طرق عن شريك، بهذا الإسناد.

وأخرجه الترمذي (1679) عن محمد بن إسماعيل البخاري قال: حدثنا غير واحد، عن شريك، وذكره.

(1)

صحيح لغيره، وقد اختلف على عمرو بن أبي عمرو -وهو مولى المطلب- في إسناد هذا الحديث، انظر ما سلف برقم (14894).

وأخرجه الشافعي 1/ 323، ومن طريقه الدارقطني 2/ 290 - 291، والبيهقي 5/ 190. وأخرجه الطحاوي 2/ 171 من طريق أسد بن موسى، كلاهما (الشافعي وأسد بن موسى) عن عبد العزيز بن محمد، بهذا الإسناد- وقال فيه عند الشافعي ومن طريقه البيهقي: عن رجل من بني سلمة، وبنو سلمة من الأنصار.

وأخرجه الدارقطني 2/ 290، والحاكم 1/ 476 من طريق سليمان بن بلال، عن عمرو بن أبي عمرو، عن رجل من بني سلمة، عن جابر.

وسيأتي برقم (15185) من طريق ابن أبي الزناد، عن عمرو بن أبي عمرو، أخبرني رجل ثقة، عن جابر.

ص: 351

فَأَكَلَهُمَا قَوْمٌ، ثُمَّ جَاؤُوا إِلَى الْمَسْجِدِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" أَلَمْ أَنْهَ عَنْ هَاتَيْنِ الشَّجَرَتَيْنِ الْمُنْتِنَتَيْنِ؟ " قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، وَلَكِنْ أَجْهَدَنَا الْجُوعُ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" مَنْ أَكَلَهُمَا فَلَا يَحْضُرْ مَسْجِدَنَا، فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَتَأَذَّى مِمَّا يَتَأَذَّى مِنْهُ بَنُو آدَمَ "(1).

15160 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْمَوَالِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، قَالَ: دَخَلْتُ (2) عَلَى جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ وَهُوَ يُصَلِّي مُلْتَحِفًا فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ وَرِدَاؤُهُ مَوْضُوعٌ، فَقُلْنَا لَهُ: تُصَلِّي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ وَرِدَاؤُكَ مَوْضُوعٌ؟! قَالَ: لِيَدْخُلَ عَلَيَّ مِثْلُكَ، فَيَرَانِي أُصَلِّي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، إِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي هَكَذَا (3).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، وقد صرح أبو الزبير بسماعه من جابر في حديث ابن جريج عنه عند أبي عوانة 1/ 411. الخزاعي: هو منصور ابن سلمة بن عبد العزيز أبو سلمة، وأبو الزبير: هو محمد بن مسلم بن تَدْرُس.

وانظر (15014).

(2)

في (ق) ونسخة في هامش (س): دخلنا.

(3)

إسناده صحيح على شرط البخاري. أبو سعيد مولى بني هاشم: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري.

وأخرجه البخاري (353) و (370) عن مطرف بن عبد الله الأصم وعبد العزيز بن عبد الله، والبيهقي في "السنن" 2/ 237 من طريق إسماعيل بن أبي أويس، ثلاثتهم عن عبد الرحمن بن أبي الموال، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (352) من طريق واقد بن محمد، عن محمد بن المنكدر، قال: صلى جابر في إزار قد عقده من قِبَل قَفاه وثيابُه موضوعة على المِشْجَب، قال له قائل: تصلي في إزار واحد؟! فقال: إنما صنعت ذلك =

ص: 352

15161 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " خَيْرُ صُفُوفِ الرِّجَالِ الْمُقَدَّمُ، وَشَرُّهَا الْمُؤَخَّرُ، وَخَيْرُ صُفُوفِ النِّسَاءِ الْمُؤَخَّرُ، وَشَرُّهَا الْمُقَدَّمُ، يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ، إِذَا سَجَدَ الرِّجَالُ، فَاغْضُضْنَ أَبْصَارَكُنَّ، لَا تَرَيْنَ عَوْرَاتِ الرِّجَالِ مِنْ ضِيقِ الْأُزُرِ "(1).

15162 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ (2)، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: مَشَيْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى امْرَأَةٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَذَبَحَتْ لَنَا شَاةً، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" لَيَدْخُلَنَّ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ". فَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ، فَقَالَ:" لَيَدْخُلَنَّ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ". فَدَخَلَ عُمَرُ، فَقَالَ: " لَيَدْخُلَنَّ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ

= ليراني أحمق مثلك، وأينا كان له ثوبان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم. وسلف من مسند أنس بن مالك برقم (12280) من طريق عبد الرحمن بن أبي الموال، عن موسى بن إبراهيم بن أبي ربيعة، عن أبيه، عن أنس.

وانظر ما سلف بالأرقام (14120) و (14518) و (14594).

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد من أجل عبد الله بن محمد بن عقيل. أبو سعيد: هو عبد الرحمن بن عبد الله البصري مولى بني هاشم، وزائدة: هو ابن قدامة الثقفي.

وانظر (14123).

(2)

"أبو سعيد" سقط من (م) و (س) و (ق)، ثم استدرك على هامش (س).

ص: 353

الْجَنَّةِ ". فَقَالَ: اللهُمَّ إِنْ شِئْتَ فَاجْعَلْهُ عَلِيًّا ". فَدَخَلَ عَلِيٌّ.

ثُمَّ أُتِينَا بِطَعَامٍ، فَأَكَلْنَا، فَقُمْنَا إِلَى صَلَاةِ الظُّهْرِ وَلَمْ يَتَوَضَّأْ أَحَدٌ مِنَّا، ثُمَّ أُتِينَا بِبَقِيَّةِ الطَّعَامِ، ثُمَّ قُمْنَا إِلَى الْعَصْرِ، وَمَا مَسَّ أَحَدٌ مِنَّا مَاءً (1).

15163 -

حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مُهِلِّينَ بِالْحَجِّ، فَقَدِمْنَا مَكَّةَ فَطُفْنَا بِالْبَيْتِ وبِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَحِلُّوا وَاجْعَلُوهَا عُمْرَةً، إِلَّا مَنْ سَاقَ الْهَدْيَ ". قَالَ: فَسَطَعَتْ الْمَجَامِرُ، وَوُوُقِعَتِ (2) النِّسَاءُ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ، أَهْلَلْنَا بِالْحَجِّ. قَالَ

(1) إسناده محتمل للتحسين من أجل عبد الله بن محمد بن عقيل، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.

وأخرج الشطر الأول منه الطيالسيُّ (1674) عن زائدة بن قدامة، بهذا الإسناد.

وأخرجه كذلك ابن أبي شيبة 12/ 15 عن حسين بن علي، والحاكم 3/ 136 من طريق معاوية بن عمرو، كلاهما عن زائدة بن قدامة، به.

وأخرج الشطر الثاني الطيالسيُّ (1670)، وعنه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 65، عن زائدة، به.

وللشطر الأول انظر (14550)، وللشطر الثاني انظر (14299) و (15020).

(2)

كتبت هذه الكلمة في (م) و (س) و (ق): ووقعت، بواوين، وما أثبتناه هو الصواب إن شاء الله، فالواو الأولى للعطف، والكلمة مبنية للمجهول من واقع المرأةَ: إذا جامَعَها، ويقال أيضاً: وَقَعَ عليها، متعدياً بحرف الجر.

ص: 354

سُرَاقَةُ بْنُ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ: يَا رَسُولَ اللهِ، عُمْرَتُنَا هَذِهِ، أَلِعَامِنَا أَمْ لِلْأَبَدِ؟ قَالَ:" لَا بَلْ لِلْأَبَدِ "(1).

15164 -

حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنْ عِشْتُ - إِنْ شَاءَ اللهُ - نَهَيْتُ أَنْ يُسَمَّى بَرَكَةُ وَيَسَارٌ "(2).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف مؤمل: وهو ابن إسماعيل. سفيان: هو الثوري. وانظر (14116).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، مؤمل -وهو ابن إسماعيل- سيئ الحفظ، لكنه قد توبع، وأبو الزبير قد صرح بالسماع في حديث ابن جريج عنه، وسلف تخريج هذا الطريق عند الحديث السالف برقم (14606)، ثم أبو الزبير متابع أيضاً.

وأخرجه الحاكم 4/ 274 من طريق مؤمل بن إسماعيل، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطحاوي في "شرح المشكل"(1738)، والحاكم 4/ 274 من طريق محمد بن كثير العبدي، والحاكم 4/ 274 من طريق أبي حذيفة النهدي، عن سفيان، به.

وأخرجه ابن ماجه (3729)، والترمذي (2835)، وابن حبان (5841)، والحاكم 4/ 274 من طريق أبي أحمد الزبيري، عن سفيان، عن أبي الزبير، عن جابر قال: قال عمر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لئن عشت -إن شاء الله- لأنهين أن يسمى

" قال الترمذي: هذا حديث غريب، هكذا رواه أبو أحمد، عن سفيان، عن أبي الزبير، عن جابر، عن عمر، ورواه غيره عن سفيان، عن أبي الزبير، عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو أحمد ثقة حافظ، والمشهور عند الناس، هذا الحديث عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وليس فيه عن عمر. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، ولا أعلم أحداً رواه عن الثوري يذكر عمر في إسناده غير أبي أحمد، ووافقه الذهبي. =

ص: 355

15165 -

حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا عَلِيٌّ - يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ -، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِابْنِ صَائِدٍ: " مَا تَرَى؟ " قَالَ: أَرَى عَرْشًا عَلَى الْمَاءِ - أَوْ قَالَ: عَلَى الْبَحْرِ - حَوْلَهُ حَيَّاتٌ. قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " ذَاكَ عَرْشُ إِبْلِيسَ "(1).

15166 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ -، عَنْ كَثِيرِ بْنِ شِنْظِيرٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: بَعَثَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي حَاجَةٍ، فَلَمَّا رَجَعْتُ، سَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ، فَلَمَّا فَرَغَ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، سَلَّمْتُ عَلَيْكَ، فَلَمْ تَرُدَّ عَلَيَّ! قَالَ:" إِنِّي كُنْتُ أُصَلِّي ". وَهُوَ عَلَى رَاحِلَتِهِ مُتَوَجِّهًا لِغَيْرِ الْقِبْلَةِ (2).

= وانظر (14606).

(1)

صحيح دون قوله: "حوله حيات"، وهذا إسناد ضعيف لضعف مؤمل: وهو ابن إسماعيل، ولضعف علي بن زيد: وهو ابن جدعان. حماد: هو ابن سلمة، وأبو نضرة: هو منذر بن مالك بن قطعة. وهو مكرر الحديث (11630) السالف في مسند أبي سعيد الخدري.

وأخرجه بنحوه مطولاً مسلم (2926)(88)، وأبو عوانة في الفتن كما في "إتحاف المهرة" 3/ 573، وابن حبان (6784) من طريق سليمان بن طرخان، عن أبي نضرة، عن جابر.

وانظر ما سلف برقم (14955).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، كثير بن شنظير -وهو المازني البصري-، وإن كان من رجال الصحيح إلا أن فيه كلاماً ينزله عن رتبة الصحيح، وباقي رجاله ثقات من رجال الصحيح. إسحاق بن عيسى: هو ابن الطباع. =

ص: 356

15167 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ شِنْظِيرٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " خَمِّرُوا الْآنِيَةَ، وَأَوْكُوا الْأَسْقِيَةَ، وَأَجِيفُوا الْبَابَ، وَأَطْفِئُوا الْمَصَابِيحَ عِنْدَ الرُّقَادِ، فَإِنَّ الْفُوَيْسِقَةَ رُبَّمَا اجْتَرَّتِ الْفَتِيلَةَ فَأَحْرَقَتِ الْبَيْتَ، وَاكْفِتُوا صِبْيَانَكُمْ عِنْدَ الْمَسَاءِ، فَإِنَّ لِلْجِنِّ انْتِشَارًا وَخَطْفَةً "(1).

= وأخرجه عبد بن حميد (1007)، ومسلم (540)(38)، وأبو عوانة 2/ 140، والمزي في ترجمة كثير بن شنظير من "تهذيبه" 24/ 125 من طرق عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد. وليس في حديثهم جميعا:"يا رسول الله، سلمت عليك، فلم تردّ عليّ"، وقالوا في حديثهم جميعاً غير أبي عوانة:"إنه لم يمنعني أن أرد عليك إلا أني كنت أصلي".

وانظر (14783).

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه.

وأخرجه أبو يعلى (2130) عن إسحاق بن عيسى، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (3316) و (6295)، وأبو داود (3733)، والترمذي (2857)، وأبو عوانة 5/ 334، والبيهقي في "الشعب"(6062)، والبغوي (3059) من طرق عن حماد بن زيد، به. وبعضهم يختصره.

وانظر (14434) و (14898).

قوله: "أوكوا" من الوكاء، وهو ما يسدُّ به فم القربة.

" أجيفوا"، أي: أغلقوا.

"اكفتوا" بهمزة وصل وكسر الفاء ويجوز ضمها، بعدها مثناة، أي: ضموهم إليكم، والمعنى: امنعوهم من الحركة في ذلك الوقت.

"خطفة" بفتح الخاء المعجمة والطاء المهملة والفاء، ويجوز في الطاء الكسر والتسكين، وهو استلاب الشيء وأخذه بسرعة.

ص: 357

15168 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ أَكْلِ لُحُومِ الْأَضَاحِيِّ بَعْدَ ثَلَاثٍ، ثُمَّ قَالَ بَعْدَ ذَلِكَ:" كُلُوا وَتَزَوَّدُوا وَادَّخِرُوا "(1).

15169 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، أَخْبَرَنِي مَالِكٌ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَمَلَ مِنَ الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ، حَتَّى انْتَهَى إِلَيْهِ، ثَلَاثَةَ أَطْوَافٍ (2).

15170 -

قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ ح وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ خَرَجَ مِنَ الْمَسْجِدِ، وَهُوَ يُرِيدُ الصَّفَا، وَهُوَ يَقُولُ: " نَبْدَأُ بِمَا بَدَأَ اللهُ

(1) صحيح، وهذا إسناد على شرط مسلم، أبو الزبير لم يصرح بسماعه من جابر، لكنه قد توبع، تابعه عطاء بن أبي رباح فيما سلف برقم (14412).

وهو في "الموطأ" 2/ 484، ومن طريقه أخرجه مسلم (1972)(29)، والنسائي 7/ 233، والطحاوي 4/ 186، وأبو عوانة 5/ 236، وابن حبان (5925)، والبيهقي 9/ 290 - 291، والبغوي (1133).

وأخرجه الطحاوي 4/ 186، وأبو عوانة 5/ 236 من طريق عمرو بن الحارث، عن أبي الزبير، به.

وانظر (15139).

وسيأتي الحديث في مسند قتادة بن النعمان 4/ 15 عن محمد بن بكر، عن ابن جريج، عن أبي الزبير، عن جابر.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم. جعفر: هو ابن محمد بن علي بن الحسين، الملقَّب بالصادق، والملقَّب أبوه بالباقر. وانظر (14661).

ص: 358

بِهِ " (1).

15171 -

قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ ح وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا وَقَفَ عَلَى الصَّفَا يُكَبِّرُ ثَلَاثًا، وَيَقُولُ:" لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ".

وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: يَصْنَعُ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، وَيَدْعُو، وَيَصْنَعُ عَلَى الْمَرْوَةِ مِثْلَ ذَلِكَ (2).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. عبد الرحمن- وهو ابن مهدي، وإسحاق: هو ابن عيسى ابن الطباع.

وهو عند مالك في "الموطأ" 1/ 372، ومن طريقه أخرجه النسائي 5/ 239.

وأخرجه النسائي 5/ 239، والدارقطني 2/ 254 من طرق عن جعفر بن محمد، بهذا الإسناد.

وسيأتي الحديث برقم (15243). وهو قطعة من حديث جعفر الطويل في الحج السالف برقم (14440).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وهو عند مالك في "الموطأ" 1/ 173، ومن طريقه أخرجه النسائي 5/ 240، وأبو عوانة في الحج كما في "الإتحاف" 3/ 347، وابن حبان (3842)، والبغوي (1919).

وأخرجه النسائي 5/ 239 و 240 و 243 و 244، وأبو عوانة من طرق عن جعفر بن محمد، بهذا الإسناد. وزاد النسائي في روايته الأخيرة قصة السعي إذا انصبَّت قدماه في الوادي، وهي الرواية الآتية. =

ص: 359

15172 -

قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ (ح) حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا نَزَلَ مِنَ الصَّفَا مَشَى، حَتَّى إِذَا انْصَبَّتْ قَدَمَاهُ فِي بَطْنِ الْوَادِي، سَعَى حَتَّى يَخْرُجَ مِنْهُ (1).

15173 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَحَرَ بَعْضَ هَدْيِهِ بِيَدِهِ، وَبَعْضُهُ نَحَرَهُ غَيْرُهُ (2).

15174 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ وَمَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: إِنَّ لِي جَارِيَةً، وَأَنَا أَعْزِلُ عَنْهَا. فَقَالَ لَهُ:" مَا يُقَدَّرْ يَكُنْ " فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ حَمَلَتْ، فَجَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، أَلَمْ تَرَ أَنَّهَا

= والحديث قطعة من حديث جعفر الطويل في الحج السالف برقم (14440).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وهو عند مالك في "الموطأ" 1/ 374، ومن طريقه أخرجه النسائي 5/ 243. وانظر (14571).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه النسائي 7/ 231 من طريق مالك، بهذا الإسناد.

وانظر (14549).

ص: 360

حَمَلَتْ؟! فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " مَا قَضَى اللهُ لِنَفْسٍ أَنْ تَخْرُجَ، إِلَّا هِيَ كَائِنَةٌ "(1).

15175 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: بَعَثَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِحَاجَةٍ، فَجِئْتُ وَهُوَ يُصَلِّي نَحْوَ الْمَشْرِقِ، وَيُومِئُ إِيمَاءً عَلَى رَاحِلَتِهِ، السُّجُودُ أَخْفَضُ مِنَ الرُّكُوعِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ، قَالَ: فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ، قَالَ:" مَا فَعَلْتَ فِي حَاجَةِ كَذَا وَكَذَا؟ إِنِّي كُنْتُ أُصَلِّي "(2).

15176 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ. وَأَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَمْسِكُوا عَلَيْكُمْ أَمْوَالَكُمْ، وَلَا تُعْطُوهَا أَحَدًا، فَمَنْ أُعْمِرَ شَيْئًا، فَهُوَ لَهُ "(3).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر.

وهو في "مصنف" عبد الرزاق (12551).

وأخرجه الطحاوي 3/ 35 من طريق مؤمل بن إسماعيل، عن سفيان الثوري، عن منصور وحده، بهذا الإسناد. وانظر (14362).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وهو في "مصنف" عبد الرزاق (4522). وانظر (14345).

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الزبير، فمن رجال مسلم، وقد صرح بالسماع عند غير المصنف. أبو نعيم: هو الفضل بن دكين.

وأخرجه الطحاوي 4/ 92 من طريق أبي نعيم، بهذا الإسناد. =

ص: 361

15177 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ التَّمْرِ وَالزَّبِيبِ، وَالرُّطَبِ وَالْبُسْرِ. يَعْنِي أَنَّ يُنْبَذَا (1).

15178 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا سَجَدَ أَحَدُكُمْ فَلْيَعْتَدِلْ، وَلَا يَفْتَرِشْ ذِرَاعَيْهِ افْتِرَاشَ الْكَلْبِ "(2).

15179 -

قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ خَافَ مِنْكُمْ أَنْ لَا

= وسلف عن عبد الرزاق وحده برقم (14126).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وأبو الزبير قد سمعه من جابر لأن الليث بن سعد قد رواه عن أبي الزبير كما سيأتي في التخريج، ورواية الليث عن أبي الزبير عن جابر محمولة على السماع، ثم أبو الزبير متابع، تابعه عطاء بن أبي رباح فيما سلف برقم (14134).

وهو في "مصنف" عبد الرزاق برقم (16968)، ومن طريقه أخرجه أبو عوانة 5/ 281.

وأخرجه عبد الرزاق (16967)، وابن أبي شيبة 8/ 182، ومسلم (1986)(19)، وابن ماجه (3395)، والنسائي 8/ 291، وأبو عوانة 5/ 279 و 280 من طرق عن أبي الزبير، بهذا الإسناد.

(2)

إسناده قوي على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سفيان -وهو طلحة بن نافع- فمن رجال مسلم، وهو صدوق لا بأس به. سفيان: هو الثوري، والأعمش: هو سليمان بن مهران.

وهو في "مصنف" عبد الرزاق (2930) و (4623).

وانظر (14276).

ص: 362

يَسْتَيْقِظَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ، فَلْيُوتِرْ مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ، ثُمَّ لِيَرْقُدْ، وَمَنْ طَمِعَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَيْقِظَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ، فَلْيُوتِرْ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ، فَإِنَّ قِرَاءَةَ آخِرِ اللَّيْلِ مَحْضُورَةٌ، وَذَلِكَ أَفْضَلُ " (1).

15180 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ السُّلَيْكِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمْ إِلَى الْجُمُعَةِ، وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ، فَلْيُصَلِّ رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ "(2).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي كسابقه.

وهو في "مصنف" عبد الرزاق برقم (4623).

وأخرجه أبو يعلى (2106) من طريق مؤمل بن إسماعيل، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وانظر (14381).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد قوي.

وأخرجه أبو عوانة في الجمعة كما في "الإتحاف" 6/ 5، والدارقطني 2/ 14 من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق (5514)، ومن طريقه الطبراني في "الكبير"(6697) عن معمر والثوري، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر ليس فيه: عن سليك. ويغلب على ظننا أن هذه الرواية رواية معمر، والمحفوظ عن عبد الرزاق، عن الثوري ذكر سليك فيه. قال البخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 206: قال بعضهم: عن جابر، عن سليك، عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يصح. يعني: لا يصح ذكر سليك فيه. قلنا: وسلف الحديث عن أبي معاوية، عن الأعمش، به، دون ذكر سليك برقم (14405).

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 365، والطبراني في "الكبير"(6712) من طريق هشام بن حسان، عن الحسن، عن سليك أنه جاء =

ص: 363

15181 -

حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ -، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَاةَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَدِمْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَطُفْنَا بِالْبَيْتِ وَبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ النَّحْرِ، لَمْ نَقْرَبِ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ (1).

15182 -

حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ -، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ كِرَاءِ الْأَرْضِ (2) فَذَكَرَ ذَلِكَ لِابْنِ عُمَرَ، فَقَالَ رَجُلٌ: أَنَا رَأَيْتُ ابْنَ جَابِرٍ يَطْلُبُ أَرْضًا مُخَابَرَةً. فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: انْظُرُوا إِلَى هَذَا، إِنَّ أَبَاهُ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ نَهَى عَنْ كِرَاءِ الْأَرْضِ، وَهُوَ يَطْلُبُ أَرْضًا يُخَابِرُهَا (3).

= ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم يخطب على المنبر، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أركعت ركعتين؟ " قال: لا، قال:"فصلِّ ركعتين تجوَّز بهما".

وأخرجه الطبراني (6711) من طريق منصور بن زاذان، عن الحسن، عن جابر ليس فيه: عن سليك.

وانظر ما سلف برقم (14171).

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل حجاج بن أرطاة، وقد صرح بالتحديث في رواية الدارقطني 2/ 259. سريج: هو ابن النعمان الجوهري. وانظر (15009).

(2)

قوله: "عن كراء الأرض" سقط من (م).

(3)

في (م): يخابر بها.

والحديث إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين =

ص: 364

15183 -

حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ - أَوِ الْكُفْرِ - تَرْكُ الصَّلَاةِ "(1).

15184 -

وسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَا تُبَاشِرِ الْمَرْأَةُ الْمَرْأَةَ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ، وَلَا يُبَاشِرِ الرَّجُلُ الرَّجُلَ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ ".

قَالَ: فَقُلْنَا لِجَابِرٍ: أَكُنْتُمْ تَعُدُّونَ الذُّنُوبَ شِرْكًا؟ قَالَ: مَعَاذَ

= غير سريج -وهو ابن النعمان الجوهري- فمن رجال البخاري. عمرو: هو ابن دينار. وانظر (14635).

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل ابن أبي الزناد -واسمه عبد الرحمن بن عبد الله بن ذكوان-، لكنه قد توبع، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح، وأبو الزبير قد صرح بالسماع عند مسلم وغيره ممن أخرج الحديث.

وأخرجه ابن أبي شيبة 11/ 33، وعبد بن حميد (1043)، والدارمي (1233)، ومسلم (82)، وأبو داود (4678)، وابن ماجه (1078)، والترمذي (2620)، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة"(887) و (888) و (890) و (891)، والنسائي في "المجتبى" 1/ 232، وهو في بعض نسخه كما أشار في هامش المطبوع، وأبو عوانة 1/ 61، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3176) و (3177) و (3178)، والآجري في "الشريعة" ص 133، والدارقطني 2/ 53، وابن منده في "الإيمان"(217) و (218)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(267)، والبيهقي في "السنن" 3/ 366، وابن عبد البر في "التمهيد" 4/ 229 و 229 - 230، والبغوي في "شرح السنة"(347) من طرق عن أبي الزبير، عن جابر.

وسلف برقم (14979) من طريق أبي سفيان عن جابر.

ص: 365

اللهِ (1).

15185 -

حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، أَخْبَرَنِي رَجُلٌ ثِقَةٌ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَحْمُ الصَّيْدِ حَلَالٌ لِلْمُحْرِمِ، مَا لَمْ يَصِدْهُ أَوْ يُصَدْ لَهُ "(2).

15186 -

حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى بَعْضِ أَهْلِهِ، فَقَالَ:" هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ إِدَامٍ؟ " فَقَالُوا: لَا، إِلَّا شَيْءٌ مِنْ خَلٍّ. فَقَالَ:" هَلُمُّوا ". فَجَعَلَ يَصْطَبِغُ بِهِ، وَيَقُولُ: " نِعْمَ الْإِدَامُ

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح غير ابن أبي الزناد -وهو عبد الرحمن- فصدوق حسن الحديث، علق له البخاري، وروى له مسلم في مقدمة "صحيحه"، واحتج به الباقون، وأبو الزبير لم يصرح بسماعه من جابر.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(5214) من طريق داود بن عمرو الضبي، والحاكم 4/ 287 من طريق سليمان بن داود الهاشمي، كلاهما عن ابن أبي الزناد، به دون قول جابر. وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه! قلنا: إنما أخرج مسلم لابن أبي الزناد في المقدمة. وقال الطبراني: لم يروه عن موسى بن عقبة إلا ابن أبي الزناد.

وانظر (14836).

(2)

صحيح لغيره، وقد اختلف في إسناد هذا الحديث على عمرو بن أبي عمرو كما سلف عند الحديث رقم (14894). وانظر (15158).

ص: 366

الْخَلُّ " (1).

15187 -

حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ مَا بَيْنَ مِنْبَرِي إِلَى حُجْرَتِي، رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ، وَإِنَّ مِنْبَرِي عَلَى تُرْعَةٍ مِنْ تُرَعِ الْجَنَّةِ "(2).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح، وهشيم -وهو ابن بشير- وإن كان مدلساً وقد رواه بالعنعنة، متابع. أبو بشر: هو جعفر ابن إياس أبي وحشية.

وسلف الحديث برقم (14261) عن هشيم مقتصراً على قوله: "نعم الإدام الخل".

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد: وهو ابن جدعان.

وأخرجه أبو يعلى (1784) و (1964)، والبزار (1196 - كشف الأستار)، والطحاوي في "شرح متشكل الآثار"(2883)، والخطيب في "تاريخه" 3/ 360 من طرق عن هشيم بن بشير، بهذا الإسناد. وبعضهم يختصره.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 3/ 26، والبيهقي في "الشعب"(4163)، والخطيب 11/ 390 من طريق محمد بن يونس الكديمي، حدثنا عبد الله ابن يونس بن عبيد، حدثني أبي، عن محمد بن المنكدر، به. وقال أبو نعيم: غريب من حديث يونس، تفرد به الكديمي، عن عبد الله، عن أبيه. ومحمد بن يونس الكديمي ضعيف.

وأخرجه الخطيب 11/ 228 من طريق محمد بن كثير الكوفي، عن سفيان الثوري، عن أبي الزبير، عن جابر. وقال الدارقطني: تفرد به محمد بن كثير. قلنا: وهو ضعيف. =

ص: 367

15188 -

حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ - يَعْنِي ابْنَ رَاشِدٍ -، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: كُنَّا نُصِيبُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي مَغَانِمِنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ الْأَسْقِيَةَ وَالْأَوْعِيَةَ، فَيَقْسِمُهَا، وَكُلُّهَا مَيْتَةٌ (1).

15189 -

حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي سَلَمَةَ -، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أُرِيتُنِي دَخَلْتُ الْجَنَّةَ، فَإِذَا أَنَا بِالرُّمَيْصَاءِ امْرَأَةِ أَبِي طَلْحَةَ، وَسَمِعْتُ خَشْفَةً أَمَامِي، قُلْتُ: مَنْ هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَذَا بِلَالٌ ". قَالَ: " وَرَأَيْتُ قَصْرًا أَبْيَضَ بِفِنَائِهِ جَارِيَةٌ، فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا الْقَصْرُ؟ قَالَ (2): هَذَا لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. فَأَرَدْتُ أَنْ أَدْخُلَهُ فَأَنْظُرَ إِلَيْهِ، فَذَكَرْتُ غَيْرَتَكَ ". فَقَالَ عُمَرُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللهِ،

= وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7223)، وذكر شرحه وشواهده هناك.

قوله: "تُرعة" بضم تاء وسكون راء وبعين مهملة، قيل: هي في الأصل الروضة على المكان المرتفع، وقيل: الترعة: الدرجة، وقيل: الباب. قاله السندي.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل سليمان بن موسى -وهو الأموي مولاهم-، وقد توبع في الحديث الآتي برقم (15053)، وباقي رجال الإسناد ثقات. محمد بن راشد: هو المكحولي الخزاعي الدمشقي. وانظر (14501).

(2)

في (م) و (س): قالت. والمثبت من (ق) ونسخة في (س).

ص: 368

أَوَعَلَيْكَ أَغَارُ؟ (1).

15190 -

حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَاتَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُحَارِبَ بْنَ خَصَفَةَ (2)، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْهُمْ يُقَالُ لَهُ: غَوْرَثُ بْنُ الْحَارِثِ حَتَّى قَامَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالسَّيْفِ، فَقَالَ: مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي؟ قَالَ: " اللهُ " فَسَقَطَ السَّيْفُ مِنْ يَدِهِ، فَأَخَذَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي؟ " قَالَ: كُنْ كَخَيْرِ آخِذٍ. قَالَ: " أَتَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللهِ؟ " قَالَ: لَا، وَلَكِنْ أُعَاهِدُكَ عَلَى أَنْ لَا أُقَاتِلَكَ، وَلَا أَكُونَ مَعَ قَوْمٍ يُقَاتِلُونَكَ. فَخَلَّى سَبِيلَهُ، فَأَتَى قَوْمَهُ، فَقَالَ: جِئْتُكُمْ مِنْ عِنْدِ خَيْرِ النَّاسِ.

فَلَمَّا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ، صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَاةَ الْخَوْفِ، فَكَانَ النَّاسُ طَائِفَتَيْنِ: طَائِفَةً بِإِزَاءِ عَدُوِّهِمْ (3)، وَطَائِفَةً صَلَّوْا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَصَلَّى بِالطَّائِفَةِ الَّذِينَ مَعَهُ رَكْعَتَيْنِ، وَانْصَرَفُوا، فَكَانُوا بِمَكَانِ أُولَئِكَ الَّذِينَ بِإِزَاءِ عَدُوِّهِمْ، وَانْصَرَفَ الَّذِينَ بِإِزَاءِ عَدُوِّهِمْ، فَصَلَّوْا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَكْعَتَيْنِ فَكَانَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سريج -وهو ابن النعمان- فمن رجال البخاري. وانظر (15002).

(2)

في (م) ونسخة في (س): محارب بن خصفة.

(3)

في (م) ونسخة في (س): العدو.

ص: 369

أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، وَلِلْقَوْمِ رَكْعَتَيْنِ (1) رَكْعَتَيْنِ (2).

15191 -

حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ - يَعْنِي ابْنَ النُّعْمَانِ -، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَأَلَ أَهْلَهُ الْإِدَامَ (3)، قَالُوا: مَا عِنْدَنَا إِلَّا الْخَلُّ. قَالَ: فَدَعَا بِهِ، فَجَعَلَ يَأْكُلُ (4) وَيَقُولُ:" نِعْمَ الْإِدَامُ الْخَلُّ، نِعْمَ الْإِدَامُ الْخَلُّ "(5).

15192 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عُثْمَانَ - يَعْنِي ابْنَ الْمُغِيرَةِ -، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَعْرِضُ نَفْسَهُ عَلَى النَّاسِ بِالْمَوْقِفِ، فَيَقُولُ:" هَلْ مِنْ رَجُلٍ يَحْمِلُنِي إِلَى قَوْمِهِ؟ فَإِنَّ قُرَيْشًا قَدْ مَنَعُونِي أَنْ أُبَلِّغَ كَلَامَ رَبِّي " فَأَتَاهُ رَجُلٌ مِنْ هَمْدَانَ فَقَالَ: " مِمَّنْ أَنْتَ؟ " فَقَالَ الرَّجُلُ: مِنْ هَمْدَانَ. قَالَ: " فَهَلْ عِنْدَ

(1) كذا في الأصول، ويخرَّج على أن اسم كان يعود على مجموع الركعات.

(2)

حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير سليمان بن قيس -وهو اليشكري- فقد روى له الترمذي وابن ماجه، وهو ثقة، وأبو بشر -وهو جعفر بن أبي وحشية- لم يسمع من سليمان. وانظر (14929).

(3)

في (س) وحدها: الأدم.

(4)

في (م) و (ق): يأكل به.

(5)

إسناده قوي، رجاله رجال الصحيح، أبو سفيان -وهو طلحة بن نافع- صدوق لا بأس به. وانظر (14225).

ص: 370

قَوْمِكَ مِنْ مَنَعَةٍ؟ " قَالَ: نَعَمْ. ثُمَّ إِنَّ الرَّجُلَ خَشِيَ أَنْ يُخْفِرَهُ (1) قَوْمُهُ، فَأَتَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: آتِيهِمْ فَأُخْبِرُهُمْ، ثُمَّ آتِيكَ مِنْ عَامٍ قَابِلٍ. قَالَ: " نَعَمْ ". فَانْطَلَقَ وَجَاءَ وَفْدُ الْأَنْصَارِ فِي رَجَبٍ (2).

15193 -

حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيَّ، قَالَ: تَزَوَّجْتُ، فَقَالَ لِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" مَا تَزَوَّجْتَ؟ " قَالَ: قُلْتُ: تَزَوَّجْتُ ثَيِّبًا. فَقَالَ: " مَالَكَ وَلِلْعَذَارَى وَلِعَابِهَا! ".

(1) تصحفت في (م) و (ق) إلى: يحقره.

(2)

إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عثمان بن المغيرة، فمن رجال البخاري. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي.

وأخرجه ابن أبي شيبة 14/ 310، والدارمي (3354)، والبخاري في "خلق أفعال العباد"(86) و (205)، وأبو داود (4734)، وابن ماجه (201)، والترمذي (2925)، وعثمان الدارمي في "الرد على الجهمية" ص 85، والنسائي في "الكبرى"(7727)، والحاكم 2/ 612 - 613، وأبو نعيم في "الدلائل"(217)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 187، وفي "الشعب"(168)، وفي "دلائل النبوة" 2/ 413 - 414 من طرق عن إسرائيل بن يونس، بهذا الإسناد. وبعضهم يختصره.

وانظر ما سلف برقم (14456).

قوله: "أن يخفره" قال السندي: من الإخفار، أي: أن ينقضوا أمانه وعهده.

ص: 371

قَالَ شُعْبَةُ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، فَقَالَ: سَمِعْتُ جَابِرًا يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " أَفَهَلَّا جَارِيَةً تُلَاعِبُهَا وَتُلَاعِبُكَ؟! ".

حَدَّثَنَاهُمَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ - يَعْنِي شَاذَانَ - الْمَعْنَى (1).

15194 -

حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، قَالَ: قَالَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ: أَرَدْنَا أَنْ نَبِيعَ دُورَنَا، وَنَتَحَوَّلَ قَرِيبًا مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ أَجْلِ الصَّلَاةِ، قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: " يَا فُلَانُ - لِرَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ - دِيَارَكُمْ، فَإِنَّهَا تُكْتَبُ آثَارُكُمْ "(2).

(1) إسناداه صحيحان على شرط الشيخين.

وأخرجه البخاري (5080)، والبيهقي 7/ 80، والبغوي (2245) من طريق آدم بن أبي إياس، ومسلم ص 1087 (55) من طريق معاذ بن معاذ العنبري، كلاهما عن شعبة، بهذا الإسناد.

وقد سلف الحديث من طريق محارب بن دثار برقم (14176)، ومن طريق عمرو بن دينار برقم (14306) و (14961).

وانظر ما سلف برقم (14132).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي نضرة -وهو المنذر بن مالك العبدي- فمن رجال مسلم. هاشم: هو ابن القاسم، والجريري: هو سعيد بن إياس.

وأخرجه أبو عوانة 1/ 387 - 388 من طريق أبي النضر هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد.

وانظر (14566).

ص: 372

15195 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي كَرْبٍ (1)، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: رَأَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي رِجْلِ رَجُلٍ مِنَّا مِثْلَ الدِّرْهَمِ، لَمْ يَغْسِلْهُ، فَقَالَ:" وَيْلٌ لِلْعَقِبِ مِنَ النَّارِ "(2).

15196 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ رَجُلًا دَبَّرَ عَبْدًا لَهُ، وَعَلَيْهِ دَيْنٌ، فَبَاعَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي دَيْنِ مَوْلَاهُ (3).

15197 -

حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْقَاصُّ - وَهُو أَبُوالْمُغِيرَةِ -، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إِلَّا وَهُوَ يُحْسِنُ بِاللهِ الظَّنَّ، فَإِنَّ قَوْمًا قَدْ أَرْدَاهُمْ سُوءُ ظَنِّهِمْ بِاللهِ، فَقَالَ اللهُ (4): {وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ

(1) تحرف في (م) إلى: كريب.

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سعيد بن أبي كَرِب، فقد روى له ابن ماجه، وهو ثقة. إسرائيل: هو ابن يونس بن عمرو بن عبد الله السبيعي، وأبو إسحاق جده.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 38 من طريق أبي نعيم، عن إسرائيل، بهذا الإسناد. وانظر (14965).

(3)

حديث صحيح دون قوله: وعليه دين

إلخ، وهذا إسناد ضعيف، شريك -وهو ابن عبد الله النخعي- سيئ الحفظ. وانظر (14934).

(4)

لفظة "فقال الله" سقطت من (م).

ص: 373

مِنَ الْخَاسِرِينَ} [فصلت: 23] " (1).

15198 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يُعَذَّبُ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ التَّوْحِيدِ فِي النَّارِ، حَتَّى يَكُونُوا حُمَمًا فِيهَا، ثُمَّ تُدْرِكُهُمُ الرَّحْمَةُ فَيُخْرَجُونَ، فَيُلْقَوْنَ عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ، فَيَرُشُّ عَلَيْهِمْ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْمَاءَ، فَيَنْبُتُونَ كَمَا يَنْبُتُ الْغُثَاءُ فِي حِمَالَةِ السَّيْلِ، ثُمَّ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ "(2).

(1) حديث صحيح دون قوله: "فإن قوماً قد أرداهم

" إلخ وهذا إسناد ضعيف لضعف النضر بن إسماعيل، وابن أبي ليلى -وهو محمد بن عبد الرحمن- سيئ الحفظ.

وأخرجه ابن أبي الدنيا في "حسن الظن بالله"(4) من طريق النضر بن إسماعيل، بهذا الإسناد.

وانظر (14481).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد قوي على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سفيان -وهو طلحة بن نافع- فمن رجال مسلم، وهو صدوق لا بأس به. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير.

وأخرجه هناد في "الزهد"(206)، وعنه الترمذي (2597) عن أبي معاوية، بهذا الإسناد. وقال: حديث حسن صحيح.

وسلف ضمن حديث مطول برقم (14721) من طريق أبي الزبير، عن جابر.

وانظر ما سلف برقم (14312).

قوله: "الغثاء" بضم الغين: هو ما يحمله السيل من عيدان وورق وبزور وغيرها، والتقدير هنا: فينبتون كما ينبت ما يحمله الغثاء من بزور في حِمالة =

ص: 374

15199 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اللهُمَّ أَيُّمَا مُؤْمِنٍ سَبَبْتُهُ، أَوْ لَعَنْتُهُ، أَوْ جَلَدْتُهُ، فَاجْعَلْهَا لَهُ زَكَاةً وَأَجْرًا "(1).

15200 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا الْمُوجِبَتَانِ؟ قَالَ:" مَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا، دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ مَاتَ يُشْرِكُ بِاللهِ، دَخَلَ النَّارَ "(2).

= السيل، وهي الطمي الذي يكون على أطراف السيل وجوانبه. وضبطت بالكسر في نسخة (س).

وقد جاءت العبارة واضحة في حديث أبي سعيد الخدري عند مسلم (184): فينبتون فيه كما تنبت الحِبة إلى جانب السيل، وفي لفظ: كما تنبت الغُثاءة في جانب السيل، وفي لفظ آخر: كما تنبت الحبة في حَمِئَةٍ، أو حميلة السيل.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد قوي على شرط مسلم كسابقه.

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 339، ومسلم (2602)، وأبو يعلى (2271) والبيهقي 7/ 61 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 339، والدارمي (2766)، ومسلم (2602)، وأبو يعلى (2271)، من طريق عبد الله بن نمير، عن الأعمش، به.

وسيأتي برقم (15295).

وسلف من طريق أبي الزبير برقم (14570).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد قوي على شرط مسلم.

وأخرجه مسلم (93)(151)، وأبو عوانة 1/ 17 - 18 من طريق أبي معاوية محمد بن خازم، بهذا الإسناد. =

ص: 375

15201 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ غَرَسَ غَرْسًا، أَوْ زَرَعَ زَرْعًا (1)، فَأَكَلَ مِنْهُ إِنْسَانٌ، أَوْ طَيْرٌ، أَوْ سَبُعٌ، أَوْ دَابَّةٌ، فَهُوَ لَهُ صَدَقَةٌ "(2).

= وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" 2/ 851 و 855، وأبو عوانة 1/ 17 - 18 و 18، وابن منده في "الإيمان"(77) من طرق عن الأعمش، به.

وسيأتي برقم (15202) عن محمد بن عبيد عن الأعمش.

وسلف من طريق أبي الزبير برقم (14488).

(1)

قوله: "أو زرع زرعاً" ليس في (م) و (ق).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سفيان -وهو طلحة بن نافع- فمن رجال مسلم، وهو صدوق لا بأس به.

وأخرجه الطيالسي (1775) عن سلام بن سليم، ومسلم (1552)(11) من طريق حفص بن غياث، كلاهما عن الأعمش بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد بن حميد (1011)، ومسلم (1552)(7)، وأبو يعلى (2213)، وابن خزيمة في التوكل كما في "الإتحاف" 3/ 260، والبيهقي 6/ 137 من طريق عطاء بن أبي رباح، والحميدي (1274)، ومسلم (1552)(8) و (9)، وأبو يعلى (2245)، وابن خزيمة في التوكل كما في "الإتحاف" 3/ 410 و 459، وابن حبان (3368) و (3369)، والبيهقي 6/ 138 من طريق أبي الزبير، كلاهما عن جابر- وذكر أبو الزبير فيه قصة.

وأخرجه مسلم (1552)(10) عن أحمد بن سعيد بن إبراهيم، عن روح ابن عبادة، عن زكريا بن إسحاق، عن عمرو بن دينار، عن جابر. وذكر أيضاً القصة.

وخالفه أبو غسان مالك بن عبد الواحد المِسْمَعي عند ابن خزيمة في التوكل كما في "الإتحاف" 3/ 385، فرواه عن روح، عن زكريا، عن أبي الزبير، عن جابر. =

ص: 376

15202 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا الْمُوجِبَتَانِ؟ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1).

15203 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ نُبَيْحٍ الْعَنَزِيِّ (2)، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَطْرُقَنَّ أَحَدُكُمْ أَهْلَهُ لَيْلًا "(3).

15204 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا سَلِيمُ بْنُ حَيَّانَ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مِينَاءَ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْمُزَابَنَةِ، وَالْمُحَاقَلَةِ،

= وسيأتي الحديث عن معاوية، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، عن أم مبشر في مسندها 6/ 362.

وانظر ما سلف برقم (14271).

وفي الباب عن أنس، سلف برقم (12495)، وانظر تتمة شواهده هناك.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد قوي على شرط مسلم. محمد بن عبيد: هو الطنافسي.

وأخرجه أبو يعلى (2278)، وابن خزيمة في "التوحيد" 2/ 851، وابن منده في "الإيمان"(76)، والبيهقي في "الاعتقاد" ص 187 - 188 من طريق محمد بن عبيد، بهذا الإسناد. وانظر (15200).

(2)

تحرفت في (م) إلى: العنبري.

(3)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير نبيح العنزي -وهو ابن عبد الله الكوفي- فقد احتج به أصحاب السنن، وهو ثقة. عفان: هو ابن مسلم، وأبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري.

وانظر (14194).

ص: 377

وَالْمُخَابَرَةِ (1).

15205 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ (2)، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ يُصَلِّي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ قَدْ خَالَفَ بَيْنَ طَرَفَيْهِ (3).

15206 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قُتِلَ أَبِي يَوْمَ أُحُدٍ، وَتَرَكَ حَدِيقَتَيْنِ، وَلِيَهُودِيٍّ عَلَيْهِ تَمْرٌ، وَتَمْرُ الْيَهُودِيِّ يَسْتَوْعِبُ مَا فِي الْحَدِيقَتَيْنِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" هَلْ لَكَ أَنْ تَأْخُذَ الْعَامَ بَعْضًا، وَتُؤَخِّرَ بَعْضًا إِلَى قَابِلٍ؟ " فَأَبَى، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِذَا حَضَرَ الْجِدَادُ فَآذِنِّي " قَالَ: فَآذَنْتُهُ، فَجَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، فَجَعَلْنَا نَجِدُّ، وَيُكَالُ لَهُ مِنْ أَسْفَلِ النَّخْلِ، وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدْعُو

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الطيالسي (1782)، ومسلم ص 1175 (84)، وأبو يعلى (2141)، والطحاوي 4/ 112، والبيهقي 5/ 301 من طرق عن سَليم بن حيان، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم ص 1175 (83)، وابن حبان (4992)، والبيهقي 5/ 301 من طريق زيد بن أبي أُنيسة، عن أبي الوليد المكي، عن جابر. وأبو الوليد المكي، قيل: هو سعيد بن ميناء، وقيل غيره. وانظر (14921).

(2)

زاد في (م) هنا بعد عفان: حدثنا سليم بن حيان، وهو خطأ ليس في شيء من أصولنا الخطية، وهو انتقال نظر من الحديث السابق.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم. عفان: هو ابن مسلم، وحماد: هو ابن سلمة، وأبو الزبير: هو محمد بن مسلم بن تدرس. وانظر (14120).

ص: 378

بِالْبَرَكَةِ، حَتَّى أَوْفَيْنَاهُ جَمِيعَ حَقِّهِ مِنْ أَصْغَرِ الْحَدِيقَتَيْنِ - فِيمَا يَحْسِبُ عَمَّارٌ - ثُمَّ أَتَيْنَاهُمْ بِرُطَبٍ وَمَاءٍ، فَأَكَلُوا وَشَرِبُوا، ثُمَّ قَالَ:" هَذَا مِنَ النَّعِيمِ الَّذِي تُسْأَلُونَ عَنْهُ "(1).

15207 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: أَفَاضَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَعَلَيْهِ السَّكِينَةُ، وَأَمَرَهُمْ بِالسَّكِينَةِ، وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَرْمُوا بِمِثْلِ حَصَى الْخَذْفِ، وَأَوْضَعَ فِي وَادِي مُحَسِّرٍ (2).

15208 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: وَلَا أَدْرِي بِكَمْ رَمَى الْجَمْرَةَ (3).

15209 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ أَجْلَحَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه النسائي 6/ 246، والبيهقي في "الشعب"(4599) من طريق يونس ابن محمد، وأبو يعلى (2161) من طريق هدبة بن خالد، كلاهما عن حماد ابن سلمة، بهذا الإسناد.

وسلف الحديث مختصراً جدا بقصة الأكل والشرب برقم (14637).

وسلفت قصة الدَّين من حديث الشعبي برقم (14359).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وأبو الزبير صرح بالسماع عند المصنف في غير هذا الموضع. روح: هو ابن عبادة. وانظر (14553).

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (14832).

ص: 379

، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِعَائِشَةَ: " أَهَدَيْتُمُ الْجَارِيَةَ إِلَى بَيْتِهَا؟ " قَالَتْ: نَعَمْ. قَالَ: " فَهَلَّا بَعَثْتُمْ مَعَهَا (1) مَنْ يُغَنِّيهِمْ، يَقُولُ:

أَتَيْنَاكُمْ أَتَيْنَاكُمْ

فَحَيُّونَا نُحَيَّاكُمْ (2)

فَإِنَّ الْأَنْصَارَ قَوْمٌ فِيهِمْ غَزَلٌ " (3).

(1) في (م): معهم.

(2)

المثبت من نسخة على هامش (س) ومن رواية البزار، وفي (م) و (س): فحيونا نحياكم! وفي (ق): فحيونا وحياكم. وعند النسائي وابن ماجه والبيهقي: فحيانا وحياكم.

(3)

حسن لغيره وهذا إسناد ضعيف، أجلح -وهو ابن عبد الله بن حُجَيَّة- ضعيف يعتبر به، وأبو الزبير لم يصرح بسماعه من جابر.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(5566) من طريق يعلى بن عبيد، والبزار (1432 - كشف الأستار) من طريق عمر بن علي، كلاهما عن الأجلح، عن أبي الزبير، به. وقال البزار: لا نعلم رواه عن أبي الزبير إلا الأجلح.

وأخرجه ابن ماجه (1900)، والطحاوي في "شرح المشكل"(3321) من طريق جعفر بن عون، عن الأجلح، عن أبي الزبير، عن ابن عباس.

وأخرجه البيهقي 7/ 289 من طريق أبي عوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري، عن الأجلح، عن أبي الزبير، عن جابر، عن عائشة.

وفي الباب عن عائشة عند الطبراني في "الأوسط"(3289). وفي سنده رواد بن الجراح، وشريك النخعي، وهما ممن يكتب حديثه للاعتبار.

وأصل الحديث ثابت في الصحيح، فقد أخرجه البخاري (5162) من طريق عروة، عن عائشة: أنها زفت امرأة إلى رجل من الأنصار، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم:"يا عائشة، ما كان معكم لهو؟ فإن الأنصار يعجبهم اللهو". قلنا: وسيأتي =

ص: 380

15210 -

حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الصَّلَاةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ:" طُولُ الْقُنُوتِ ".

قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَأَيُّ الْجِهَادِ أَفْضَلُ؟ قَالَ:" مَنْ عُقِرَ جَوَادُهُ، وَأُرِيقَ دَمُهُ ".

قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الْهِجْرَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ:" مَنْ هَجَرَ مَا كَرِهَ اللهُ ".

قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَأَيُّ الْمُسْلِمِينَ أَفْضَلُ؟ قَالَ:" مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ، وَيَدِهِ ".

قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَمَا الْمُوجِبَتَانِ؟ قَالَ: " مَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا، دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ مَاتَ يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا، دَخَلَ

= نحوه في "المسند" 6/ 269.

وانظر حديث الربيَّع بنت معوذ 6/ 359.

وفي الباب عن أبي حسن المازني، سيأتي برقم (16712) قال الهيثمي في "المجمع" 4/ 288 - 289: وفيه حسين بن عبد الله بن ضمير، وهو متروك.

قال السندي: قوله: "أهديتم الجارية" أي: أرسلتموها إلى بيت بعلها. وقيل: يجيء الفعل هدى وأهدى مجرداً ومزيداً فيه، من باب الإفعال، فالهمزة تحتمل أن تكون للاستفهام، وتحتمل أن تكون من بناء الفعل، والهاء على الثاني ساكنة، ويحتاج الكلام إلى تقدير الهمزة للاستفهام.

"فيهم غزل" بفتحتين، اسم من المغازلة بمعنى: محادثة النساء، ومثلهم لا يخلو عن حب التغني.

ص: 381

النَّارَ " (1).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، النضر بن إسماعيل ليس بالقوي، وابن أبي ليلى -وهو محمد بن عبد الرحمن- سيئ الحفظ، وكلاهما متابع.

وأخرجه عبد بن حميد (1060) عن عبيد الله بن موسى، عن ابن أبي ليلى، بهذا الإسناد.

وأخرجه المروزي في "تعظيم قدر الصلاة"(646) من طريق حجاج بن أرطاة، عن أبي الزبير، به.

وأخرج القطعة الأولى الحميدي (1276)، والترمذي (387)، والطحاوي 1/ 299، والبغوي (659) من طريق سفيان بن عيينة، ومسلم (756)(164)، وابن ماجه (1421)، والطحاوي 1/ 299، والبيهقي 3/ 8 من طريق ابن جريج، كلاهما عن أبي الزبير، به. وزاد الحميدي في روايته: وأفضل الصدقة جهد المُقل وما تصدق به عن ظهر غنى.

وأخرج القطعة الثانية الحميدي (1276)، وأبو يعلى (2081) عن سفيان ابن عيينة، عن أبي الزبير، به.

وأخرج القطعة الرابعة ابن أبي الدنيا في "الصمت"(29) من طريق النضر ابن إسماعيل، عن ابن أبي ليلى، به.

وأخرجها أيضاً مسلم (41)، وابن حبان (197)، وابن منده في "الإيمان"(314)، والحاكم 1/ 10 والبيهقي 10/ 187 من طريق ابن جريج، عن أبي الزبير، به.

وأخرج القطعة الأولى والثالثة والرابعة ضمن حديثٍ المروزيُّ (647) من طريق الحسن البصري، عن جابر. والحسن لم يسمع من جابر.

وسلفت القطعة الأولى من طريق أبي سفيان برقم (14233).

وسلفت القطعة الثانية من طريق أبي الزبير برقم (14727)، ومن طريق أبي سفيان (14210).

وسلفت القطعة الرابعة من طريق أبي سفيان برقم (14995).

وسلفت القطعة الخامسة من طريق أبي الزبير برقم (14488)، ومن طريق =

ص: 382

15211 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" مَنْ كَانَتْ لَهُ أَرْضٌ، فَلْيَزْرَعْهَا، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَزْرَعَهَا وَعَجَزَ عَنْهَا، فَلْيَمْنَحْهَا أَخَاهُ الْمُسْلِمَ وَلَا يُؤَاجِرْهَا "(1).

15212 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" الْعُمْرَى جَائِزَةٌ لِأَهْلِهَا " أَوْ " مِيرَاثٌ لِأَهْلِهَا "(2).

15213 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا سَلِيمُ بْنُ حَيَّانَ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مِينَاءَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَثَلِي وَمَثَلُكُمْ، كَمَثَلِ رَجُلٍ أَوْقَدَ نَارًا، فَجَعَلَ الْفَرَاشُ وَالْجَنَادِبُ يَقَعْنَ فِيهَا، وَهُوَ يَذُبُّهُنَّ عَنْهَا، وَأَنَا آخِذٌ بِحُجَزِكُمْ عَنِ النَّارِ، وَأَنْتُمْ

= أبي سفيان برقم (15200).

وفي الباب عن عبد الله بن حبشي، سيأتي 2/ 411 - 412.

وعن عمرو بن عبسة، سيأتي 4/ 385.

وانظر حديث عبد الله بن عمرو السالف برقم (6487).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الملك -وهو ابن أبي سليمان العرزمي- فمن رجال مسلم. عطاء: هو ابن أبي رباح. وهو مكرر (14269).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سعيد: هو ابن أبي عروبة. وانظر (14172).

ص: 383

تَفَلَّتُونَ مِنْ يَدِي " (1).

15214 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبَانُ الْعَطَّارُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَيُّ الْقُرْآنِ نَزَلَ أَوَّلَ؟ قَالَ: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} قُلْتُ: فَإِنِّي أُنْبِئْتُ أَنَّ أَوَّلَ سُورَةٍ نَزَلَتْ: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} .

قَالَ جَابِرٌ: لَا أُحَدِّثُكَ إِلَّا كَمَا حَدَّثَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " جَاوَرْتُ فِي حِرَاءٍ، فَلَمَّا قَضَيْتُ جِوَارِي، نَزَلْتُ فَاسْتَبْطَنْتُ الْوَادِيَ، فَنُودِيتُ، فَنَظَرْتُ بَيْنَ يَدَيَّ وَخَلْفِي، وَعَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمَالِي، فَلَمْ أَرَ شَيْئًا، فَنُودِيتُ أَيْضًا فَنَظَرْتُ بَيْنَ يَدَيَّ وَخَلْفِي، وَعَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمَالِي، فَلَمْ أَرَ شَيْئًا، فَنَظَرْتُ فَوْقِي فَإِذَا أَنَا بِهِ قَاعِدٌ عَلَى عَرْشٍ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، فَجُئِثْتُ (2) مِنْهُ، فَأَتَيْتُ مَنْزِلَ خَدِيجَةَ فَقُلْتُ: دَثِّرُونِي وَصُبُّوا عَلَيَّ مَاءً بَارِدًا. قَالَ: فَنَزَلَتْ عَلَيَّ: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ. قُمْ فَأَنْذِرْ. وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ} [المدثر: 1 - 3] "(3).

15215 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ الصَّغَانِيُّ (4) مُحَمَّدُ بْنُ مُيَسَّرٍ (5)، حَدَّثَنَا ابْنُ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم. وانظر (14887).

(2)

في (س): فجثثت، وكلاهما بمعنى.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو مكرر (14288).

(4)

تصحف الصغاني في هذا الحديث والذي يليه في (م) إلى: الصنعاني.

(5)

تحرف في (م) إلى: ميسرة.

ص: 384

جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ (1) وَأَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْمُحَاقَلَةِ، وَالْمُزَابَنَةِ، وَالْمُخَابَرَةِ، وَأَنْ يُبَاعَ الثَّمَرُ حَتَّى يُطْعِمَ إِلَّا بِدَنَانِيرَ أَوْ دَرَاهِمَ، إِلَّا الْعَرَايَا (2).

15216 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ الصَّغَانِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ ابْتَاعَ طَعَامًا، فَلَا يَبِيعُهُ حَتَّى يَسْتَوْفِيَهُ "(3).

15217 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَبَايَعَهُ عَلَى

(1)"عطاء" سقط من (م).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف من أجل أبي سعد الصغاني، لكنه قد توبع في الحديث السالف برقم (14876).

قوله: "وأن يباع الثمر حتى يطعم إلا بدنانير أو دراهم إلا العرايا" قال النووي في "شرح مسلم" 10/ 193 - 194: معناه لا يباع الرطب بعد بدوِّ صلاحه بتمر، بل يباع بالدينار والدرهم وغيرهما، والممتنع إنما هو بيعه بالتمر إلا العرايا، فيجوز بيع الرطب فيها بالتمر بشرطه.

(3)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه، وأبو الزبير قد صرح بسماعه من جابر في الحديث السالف برقم (14510).

وأخرجه مسلم (1529)، وابن حبان (4978)، والطحاوي 4/ 38 و 39، والبيهقي 5/ 312 من طرق عن ابن جريج، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق (14229) و (14235) عن ابن جريج، بهذا الإسناد، موقوفاً.

ص: 385

الْإِسْلَامِ، فَجَاءَ مِنَ الْغَدِ مَحْمُومًا، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَقِلْنِي. فَأَبَى، فَجَاءَهُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مُتَوَالِيَةٍ، كُلُّ ذَلِكَ يَقُولُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَقِلْنِي. فَيَأْبَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا وَلَّى، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّ الْمَدِينَةَ كَالْكِيرِ، تَنْفِي خَبَثَهَا، وَيَنْصَعُ طَيِّبَهَا "(1).

15218 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" الْكَافِرُ يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ، وَالْمُؤْمِنُ يَأْكُلُ فِي مِعًى وَاحِدٍ "(2).

15219 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا دُعِيَ أَحَدُكُمْ فَلْيُجِبْ، فَإِنْ شَاءَ طَعِمَ، وَإِنْ شَاءَ تَرَكَ "(3).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، وابن المنكدر: هو محمد.

وهو في "مصنف" عبد الرزاق برقم (17164). وانظر (14284).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الزبير، فمن رجال مسلم، وقد صرح بسماعه من جابر فيما سلف برقم (14577).

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وقد صرح ابن جريج وأبو الزبير بالسماع في روايةالطحاوي.

وأخرجه عبد بن حميد (1066)، ومسلم (1430)، وأبو داود (3740)، والنسائي في "الكبرى"(6610)، والطحاوي في "شرح المشكل"(3028) و (3029)، والبيهقي 7/ 264، والبغوي (2316) من طرق عن سفيان، بهذا الإسناد. =

ص: 386

15220 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ - يَعْنِي ابْنَ صَالِحٍ -، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَبِيعَنَّ حَاضِرٌ لِبَادٍ، دَعُوا النَّاسَ يَرْزُقُ اللهُ بَعْضَهُمْ مِنْ بَعْضٍ "(1).

15221 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ الْأَشْعَثِ - يَعْنِي ابْنَ سَوَّارٍ -، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَدْخُلُ مَسْجِدَنَا هَذَا بَعْدَ عَامِنَا هَذَا مُشْرِكٌ، إِلَّا أَهْلُ الْعَهْدِ وَخَدَمُكُمْ (2) "(3).

15222 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: اشْتَرَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنِّي بَعِيرًا عَلَى

= وأخرجه مسلم (1430)، وابن ماجه (1751)، والطحاوي (3030)، وابن حبان (5303) من طريق ابن جريج، عن أبي الزبير، به. ولفظ رواية ابن ماجه:"من دعي إلى طعام وهو صائم، فليُجب، فإن شاء طعم، وإن شاء ترك".

وسلف الحديث بلفظ الصيام من حديث أبي هريرة برقم (7749).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وأبو الزبير قد صرح بالسماع فيما سلف برقم (14291). الحسن بن صالح: هو ابن صالح بن حي الهمْداني.

(2)

في (م) و (ق) ونسخة في (س): وخدمهم، والمثبت من (س)"وتفسير" ابن كثير 4/ 73 (طبعة الشعب)، فقد أورده عن "المسند" من هذا الطريق.

وسلف الحديث برقم (14649) عن أسود بن عامر، عن شريك بلفظ:"وخدمهم".

(3)

إسناده ضعيف، شريك -هو ابن عبد الله النخعي- والأشعث ابن سوّار ضعيفان، والحسن -وهو البصري- لم يسمع من جابر. حسين: هو ابن محمد بن بهرام المروذي. وانظر (14649).

ص: 387

أَنْ يُفْقِرَنِي ظَهْرَهُ سَفَرَهُ أَوْ سَفَرِي ذَلِكَ، ثُمَّ أَعْطَانِي الْبَعِيرَ وَالثَّمَنَ (1).

15223 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ - يَعْنِي ابْنَ عُيَيْنَةَ -، عَنْ عَمْرٍو، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةٍ، قَالَ: يَرَوْنَ أَنَّهَا غَزْوَةُ بَنِي الْمُصْطَلِقِ، فَكَسَعَ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ: يَا لَلْأَنْصَارِ،

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف شريك، لكنه قد توبع. المغيرة: هو ابن مقسم الضبي مولاهم، وعامر: هو ابن شراحيل الشعبي.

وأخرجه الطيالسي (1788). وأخرجه الطحاوي في "شرح المشكل"(4413) من طريق عاصم بن علي، كلاهما (الطيالسي وعاصم) عن شريك، بهذا الإسناد.

وأخرجه مطولاً ومختصراً البخاري موصولاً (2385) و (2967)، ومعلقاً بإثر الحديث (2718)، ومسلم ص 1221 - 1222 (110)، والبيهقي 5/ 337 من طريق جرير بن عبد الحميد، والبخاري (2406)، والنسائي 7/ 298 من طريق أبي عوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري، وأبو يعلى (2123) من طريق هشيم بن بشير، والبخاري معلقاً بإثر الحديث (2718)، ووصله البيهقي 5/ 337 من طريق شعبة، أربعتهم عن المغيرة بن مقسم، به. وفي حديث جرير عند مسلم والبخاري في الموضع الثاني زيادة. وقال أبو عوانة في حديثه:"بعنيه ولك ظهرُه إلى المدينة" وفي حديثه زيادة أيضاً. وقال شعبة في حديثه: أفقرني رسول الله صلى الله عليه وسلم ظهره إلى المدينة.

وانظر (14195).

وقوله: "على أن يُفْقِرَني ظهرَه"، أي: يُعِيرني، والإفقارُ: هو أن يعطي الرجلُ الرجلَ دابَّتَة، فيركبها ما أحبَّ في سفر، ثم يردها عليه، مأخوذ من ركوب فَقَارِ الظهر، وهو خَرَزَاتُه، الواحدةُ فَقَارَة.

ص: 388

وَقَالَ الْمُهَاجِرِيُّ: يَا لَلْمُهَاجِرِينَ (1)، فَسَمِعَ ذَلِكَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:" مَا بَالُ دَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ " فَقِيلَ: رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ: كَسَعَ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " دَعُوهَا، فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ ". قَالَ جَابِرٌ: وَكَانَ الْمُهَاجِرُونَ حِينَ قَدِمُوا الْمَدِينَةَ أَقَلَّ مِنَ الْأَنْصَارِ، ثُمَّ إِنَّ الْمُهَاجِرِينَ كَثُرُوا، فَبَلَغَ ذَلِكَ عَبْدَ اللهِ بْنَ أُبَيٍّ، فَقَالَ: فَعَلُوهَا، وَاللهِ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ، فَسَمِعَ ذَلِكَ عُمَرُ، فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، دَعْنِي أَضْرِبُ عُنُقَ هَذَا الْمُنَافِقِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" يَا عُمَرُ، دَعْهُ لَا يَتَحَدَّثُ النَّاسُ أَنَّ مُحَمَّدًا يَقْتُلُ أَصْحَابَهُ "(2).

15224 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ بِلَعْقِ الْأَصَابِعِ وَالصَّحْفَةِ، وَقَالَ:

(1) في (س) و (ق): يا آل الأنصار

يا آل المهاجرين، والمثبت من (م) ومصادر التخريج.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عمرو: هو ابن دينار.

وأخرجه الطيالسي (1708)، وعبد الرزاق (18041)، والحميدي (1239)، والبخاري (4905) و (4907)، ومسلم (2584)(63)، والترمذي (3315)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(977)، وفي "الكبرى"(11599)، وأبو يعلى (1824) و (1957)، وأبو عوانة في البر والصلة كما في "الإتحاف" 3/ 296، والطحاوي في "شرح المشكل"(3208) و (3209) و (3210)، وابن حبان (5990) و (6582)، والبيهقي في "الدلائل" 4/ 53 - 54 من طرق عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وانظر (14632).

وانظر قصة عبد الله بن أبي في حديث زيد بن أرقم 4/ 373.

ص: 389

" لَا يَدْرِي أَحَدُكُمْ فِي أَيِّ ذَلِكَ الْبَرَكَةَ "(1).

15225 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ (2): " مَنْ أَخَافَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ، فَقَدْ أَخَافَ مَا بَيْنَ جَنْبَيَّ "(3).

15226 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي كَرْبٍ وَعَبْدِ اللهِ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " وَيْلٌ لِلْعَرَاقِيبِ مِنَ النَّارِ "(4).

15227 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا أَبُو أُوَيْسٍ، حَدَّثَنَا شُرَحْبِيلُ بْنُ سَعْدٍ الْأَنْصَارِيُّ مَوْلَى بَنِي خَطْمَةَ

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، وقد صرح أبو الزبير بسماعه من جابر عند الحميدي. سفيان: هو ابن عيينة.

وأخرجه الحميدي (1234)، وابن أبي شيبة 8/ 296، ومسلم (2033)(133)، وأبو يعلى (1836)، وأبو عوانة 5/ 365 - 366، والبيهقي في "الشعب"(5857) من طرق عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وزاد أبو عوانة في أوله:"إذا أكل أحدكم طعاماً فلا يمسح يده حتى يَلْعقها أو يُلعقها". وانظر (14221).

(2)

في (س): قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

(3)

حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، لكن زيد بن أسلم لم يسمع من جابر. وانظر (14818).

(4)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سعيد بن أبي كرب، فمن رجال ابن ماجه، وهو ثقة، وعبد الله بن مرثد متابع سعيد، مجهول تفرد بالرواية عنه أبو إسحاق السبيعي، له ترجمة في "التعجيل" وانظر (14965).

ص: 390

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَأَنْ يَكُفَّ أَحَدُكُمْ يَدَهُ عَنِ الْحَصَى، خَيْرٌ لَهُ مِنْ مِئَةِ نَاقَةٍ، كُلُّهَا سُودُ الْحَدَقَةِ، فَإِنْ غَلَبَ أَحَدَكُمُ الشَّيْطَانُ، فَلْيَمْسَحْ مَسْحَةً وَاحِدَةً "(1).

15228 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ شُرَحْبِيلَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَأَنْ يُمْسِكَ أَحَدُكُمْ يَدَهُ عَنِ الْحَصَى " فَذَكَرَ مِثْلَهُ (2).

15229 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ: أَنَّ رَجُلًا أَعْتَقَ عَبْدًا (3)، لَيْسَ لَهُ غَيْرُهُ، فَرَدَّهُ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَابْتَاعَهُ مِنْهُ نُعَيْمُ بْنُ النَّحَّامِ (4).

(1) إسناده ضعيف لضعف شرحبيل بن سعد. أبو أويس: هو عبد الله بن عبد الله بن أويس الأصبحي. وانظر (14204).

(2)

إسناده ضعيف لضعف شرحبيل: وهو ابن سعد. ابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة. وانظر ما قبله.

(3)

في (م) و (ق): عبداً له.

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. حسين: هو ابن محمد المرّوذي، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة.

وأخرجه البخاري (2415)، والنسائي في "الكبرى"(5008)، والدارقطني 4/ 138، والبيهقي 10/ 313 من طرق عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد، ورواية الدارقطني مختصرة.

وأخرجه الطحاوي في "شرح المشكل"(4927)، والبيهقي 10/ 312 من طريق سعيد بن سلمة المدني، عن محمد بن المنكدر.

وانظر ما سلف برقم (14133).

ص: 391

15230 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَتَى مَسْجِدَ - يَعْنِي - الْأَحْزَابَ، فَوَضَعَ رِدَاءَهُ وَقَامَ، وَرَفَعَ يَدَيْهِ مَدًّا يَدْعُو عَلَيْهِمْ، وَلَمْ يُصَلِّ، قَالَ: ثُمَّ جَاءَ وَدَعَا عَلَيْهِمْ وَصَلَّى (1).

15231 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ الْأَشْيَبُ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ أَخْبَرَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَضَى فِي الْعُمْرَى: أَنَّهَا لِمَنْ وُهِبَتْ لَهُ (2).

15232 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، سَأَلْتُ جَابِرًا عَنِ الطَّوَافِ بِالْكَعْبَةِ، فَقَالَ: كُنَّا نَطُوفُ فَنَمْسَحُ الرُّكْنَ الْفَاتِحَةَ وَالْخَاتِمَةَ، وَلَمْ نَكُنْ نَطُوفُ بَعْدَ صَلَاةِ الصُّبْحِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، وَلَا بَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ، وَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " تَطْلُعُ الشَّمْسُ فِي (3) قَرْنَيِ الشَّيْطَانِ "(4).

(1) إسناده ضعيف لإبهام الراوي عن جابر. وانظر ما سلف برقم (14563).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البخاري (2625) عن أبي نعيم الفضل بن دكين، عن شيبان بن عبد الرحمن النحوي، بهذا الإسناد. وانظر (14243).

(3)

في (م): على قرني شيطان.

(4)

المرفوع منه صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة: وهو عبد الله. ورواه الإمام مالك في "الموطأ" 1/ 369 عن أبي الزبير -ولم =

ص: 392

15233 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، قَالَ: وَأَخْبَرَنِي جَابِرٌ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَثَلُ الْمَدِينَةِ كَالْكِيرِ، وَحَرَّمَ إِبْرَاهِيمُ مَكَّةَ، وَأَنَا أُحَرِّمُ الْمَدِينَةَ، وَهِيَ كَمَكَّةَ حَرَامٌ مَا بَيْنَ حَرَّتَيْهَا وَحِمَاهَا كُلُّهُ (1)، لَا يُقْطَعُ مِنْهَا شَجَرَةٌ، إِلَّا أَنْ

= يجاوزه- أنه قال: لقد رأيت البيت يخلو بعد صلاة الصبح، وبعد صلاة العصر ما يطوف به أحد. قال ابن عبد البر في "الاستذكار" 12/ 176: هذا خبر منكر يدفعه كل من رأى الطواف بعد الصبح والعصر، ولا يرى الصلاة حتى تغرب الشمس.

ولقوله: كنا نطوف، فنمسح الركن، الفاتحة والخاتمة، انظر ما سلف برقم (15007).

ولقوله: "تطلع الشمس في قرني الشيطان" انظر (14756).

قوله: "فنمسح الركن الفاتحة": قال السندي: أي: المرة الأولى.

قال ابن عبد البر في "الاستذكار" 12/ 176: للمسألة في هذا الباب ثلاثة أقوال: أحدها: إجازة الطواف بعد الصبح وبعد العصر، وتأخير الركعتين حتى تطلع الشمس أو تغرب، وهو مذهب عمر بن الخطاب ومعاذ بن عفراء وجماعة، وهو قول مالك وأصحابه.

القول الثاني: كراهة الطواف وكراهة الركوع له بعد الصبح وبعد العصر، قاله سعيد بن جبير ومجاهد وجماعة.

والثالث: إباحة ذلك كله وجوازه بعد الصبح وبعد العصر، وبه قال عبد الله ابن عمر وابن عباس وابن الزبير والحسن والحسين وعطاء وطاووس والقاسم وعروة، وبه قال الشافعي. وانظر "الفتح" 3/ 488 - 490.

(1)

وقع في (م) و (س) و (ق): كلها، والصواب ما أثبتناه إن شاء الله، فالحمى مذكر وليس مؤنثاً، وجاء على الصواب كما أثبتناه في حديث على السالف برقم (959).

ص: 393

يَعْلِفَ رَجُلٌ مِنْهَا، وَلَا يَقْرَبُهَا - إِنْ شَاءَ اللهُ - الطَّاعُونُ وَلَا الدَّجَّالُ، وَالْمَلَائِكَةُ يَحْرُسُونَهَا عَلَى أَنْقَابِهَا وَأَبْوَابِهَا " (1).

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف من أجل ابن لهيعة، وقد توبع.

وأخرجه عبد بن حميد (1076)، ومسلم (1362)، والنسائي في "الكبرى"(4284)، وابن خزيمة في الحج كما في "الإتحاف" 3/ 401، والطحاوي 4/ 192، والبيهقي 5/ 198 من طريق سفيان الثوري، عن أبي الزبير، به. ولم يصرح أبو الزبير بالسماع، ولفظه: "إن إبراهيم حرّم مكة، وإني حرّمت المدينة ما بين لابتيها، لا يقطع عِضاهها، ولا يُصاد صيدها، وانظر (14616).

وأخرج عبد بن حميد (1131)، والبزار (1190 - كشف الأستار) من طريق يعلى بن عبيد، عن أبي بكر الفضل بن مبشر، عن جابر. ولفظه:"المدينة حرام كحرام مكة، والذي أُنزل على محمد إن على أنقابها ملائكةً يحرسونها من الشيطان". ولفظه عند البزار: حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة بريداً من نواحيها. قلنا: والفضل لَيِّن.

وقوله: "المدينة كالكير" سلف ضمن حديث برقم (14284).

وفي باب تحريم مكة والمدينة، عن سعد بن أبي وقاص برقم (959).

وعن أنس بن مالك، سلف برقم (12510).

وعن عبد الله بن زيد، سيأتي 4/ 40.

وعن رافع بن خديج، سيأتي 4/ 141.

وفي باب تحريم المدينة عن علي، سلف برقم (615).

وعن ابن عباس، سلف برقم (2920).

وعن أبي هريرة، سلف برقم (7218).

وعن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11177).

ولقوله: "ولا يقربها إن شاء الله الطاعون ولا الدجال والملائكة يحرسونها" انظر ما سلف برقم (14112) ويشهد له حديث أبي هريرة السالف برقم =

ص: 394

15233 م - قَالَ: وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " وَلَا يَحِلُّ لِأَحَدٍ يَحْمِلُ فِيهَا سِلَاحًا لِقِتَالٍ "(1).

15234 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ وَمُوسَى بْنُ دَاوُدَ، قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، قَالَ: سَأَلْتُ جَابِرًا عَنِ الرُّقْيَةِ، فَقَالَ: أَخْبَرَنِي خَالِي، أَحَدُ الْأَنْصَارِ أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرْقِي مِنَ الْعَقْرَبِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَنْفَعَ أَخَاهُ بِشَيْءٍ، فَلْيَفْعَلْ "(2).

15235 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ عَمْرَو بْنَ حَزْمٍ دُعِيَ لِامْرَأَةٍ بِالْمَدِينَةِ لَدَغَتْهَا حَيَّةٌ لَيَرْقِيَهَا، فَأَبَى، فَأُخْبِرَ بِذَلِكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَدَعَاهُ فَقَالَ عَمْرٌو: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّكَ تَزْجُرُ عَنِ الرُّقَى، فَقَالَ:" اقْرَأْهَا عَلَيَّ " فَقَرَأَهَا عَلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" لَا بَأْسَ، إِنَّمَا هِيَ مَوَاثِيقُ، فَارْقِ بِهَا "(3).

= (7234)، وانظر تتمة شواهده هناك.

(1)

حديث حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ ابن لهيعة. وانظر (14737).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ ابن لهيعة، لكنه قد توبع. وانظر (14584).

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.

وأخرجه الطحاوي 4/ 328 من طريق أسد بن موسى الأموي، عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد.

وقد سلف مختصراً من طريق أبي الزبير برقم (15100). وعنده: "بني عمرو بن حزم" بدل "عمرو بن حزم". =

ص: 395

15236 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، حَدَّثَنِي جَابِرٌ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" لَا يُدْخِلُ أَحَدَكُمُ الْجَنَّةَ عَمَلُهُ، وَلَا يُنَجِّيهِ عَمَلُهُ مِنَ النَّارِ " قِيلَ: وَلَا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " وَلَا أَنَا، إِلَّا بِرَحْمَةِ اللهِ "(1).

15237 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ فَسَقَطَتْ لُقْمَتُهُ، فَلْيُمِطْ مَا أَرَابَهُ مِنْهَا، ثُمَّ لِيَطْعَمْهَا وَلَا يَدَعْهَا لِلشَّيْطَانِ، وَلَا يَمْسَحْ أَحَدُكُمْ يَدَهُ بِالْمِنْدِيلِ حَتَّى يَلْعَقَ يَدَهُ، فَإِنَّ الرَّجُلَ لَا يَدْرِي فِي أَيِّ طَعَامِهِ يُبَارَكُ لَهُ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَرْصُدُ ابْنَ آدَمَ عِنْدَ كُلِّ شَيْءٍ، حَتَّى عِنْدَ طَعَامِهِ "(2).

= وسلف كذلك من طريق أبي سفيان، عن جابر برقم (14231)، وفي هذه الرواية: الرقية من العقرب، بدل: الرقية من الحية، وبعضهم خرَّجه من طريق أبي سفيان بنحو رواية ابن لهيعة هذه.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، ابن لهيعة سيئ الحفظ، وقد توبع، وباقي رجال الإسناد ثقات، وأبو الزبير لم يصرح بالسماع من جابر، وقد توبع أيضاً.

وأخرجه بنحوه مسلم (2817)(77) من طريق معقل بن عبيد الله، عن أبي الزبير، به.

وسلف برقم (14628) من طريق أبي سفيان، عن جابر.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، فرواية قتيبة بن سعيد عن ابن لهيعة مقبولة عند بعض أهل العلم، على أن ابن لهيعة متابع، وأبو الزبير قد صرح بالسماع في رواية ابن جريج كما سلف عند الحديث (14552).

وأخرجه الترمذي (1802) من طريق قتيبة بن سعيد، عن ابن لهيعة، بهذا =

ص: 396

15238 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" اجْتَنِبُوا الْكَبَائِرَ، وَسَدِّدُوا، وَأَبْشِرُوا "(1).

15239 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَنْهَى عَنِ الْخَرْصِ وَقَالَ: " أَرَأَيْتُمْ إِنْ هَلَكَ الثَّمْرُ، أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ مَالَ أَخِيهِ بِالْبَاطِلِ "(2).

= الإسناد. وانظر (14552).

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف من أجل ابن لهيعة، وقد سلف عن حسن بن موسى برقم (14605) لكن دون قوله:"اجتنبوا الكبائر".

ويشهد لهذا الحرف حديث عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6884).

(2)

حديث صحيح دون قوله: "ينهى عن الخرص"، فقد تفرد به ابن لهيعة، وهو سيئ الحفظ، وقد ثبت خلافه عن النبي صلى الله عليه وسلم، انظر ما سلف برقم (14161)، وأما تتمة الحديث فصحيحة، فقد تابع ابن لهيعة عليها سفيان بن عيينة وابن جريج عن أبي الزبير، وسلف تخريج هاتين الطريقين عند الحديث (14320).

قوله: "الخرص" قال ابن الأثير في، "النهاية" 2/ 22 - 23: خرصَ النخلة والكرمة يخرصها خرصاً: إذا حزر ما عليها من الرطب تمراً، ومن العنب زبيباً، فهو من الخرص بمعنى الظن، لأن الحَزْر إنما هو تقدير بظن، والاسم الخِرْص، بالكسر.

قال ابن قدامة في "المغني" 4/ 173: وينبغي أن يبعث الإمامُ ساعيَه إذا بدا صلاحُ الثمار، لِيخرصها، ويعرِفَ قدرَ الزكاة، ويُعرِّف المالكَ ذلك، وممن كان يرى الخَرْصَ: عمرُ وسهلُ بن أبي حثمة، والقاسم والحسن وعطاء والزهري =

ص: 397

15240 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" الْعَبْدُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ "(1).

15241 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، فَإِذَا قَالُوهَا، عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّهَا، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللهِ "(2).

15242 -

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنَيْ جَابِرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا رَأَى الْمُحَدَّثُ الْمُحَدِّثَ يَتَلَفَّتُ، فَهِيَ أَمَانَةٌ "(3).

= وعمرو بن دينار ومالك والشافعي وأكثر أهل العلم. وحُكِيَ عن الشعبي أن الخرص بدعة. وقال أهلُ الرأي: الخرص ظن وتخمين لا يلزم به حكمٌ، وإنما كان الخرص تخويفاً للأَكَرَةِ (الحُرَّاث) لئلا يخونوا، فأما أن يلزَمَ به حكم فلا. قلنا: انظر حديث سهل بن أبي حثمة الآتي برقم (15713).

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف من أجل ابن لهيعة. وهو مكرر (14604).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، شريك -وهو ابن عبد الله النخعي- سيئ الحفظ، وقد توبع. وانظر (14560).

(3)

حسن لغيره، وسلف برقم (14792) من طريق سليمان بن بلال، عن عبد الرحمن بن عطاء، عن عبد الملك بن جابر بن عتيك، وهو المحفوظ. =

ص: 398

15243 -

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَمَلَ ثَلَاثَةَ أَطْوَافٍ، مِنَ الْحَجَرِ إِلَى الْحَجَرِ، وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ عَادَ إِلَى الْحَجَرِ، ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى زَمْزَمَ، فَشَرِبَ مِنْهَا، وَصَبَّ عَلَى رَأْسِهِ، ثُمَّ رَجَعَ فَاسْتَلَمَ الرُّكْنَ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الصَّفَا، فَقَالَ:" أَبْدَأُ (1) بِمَا بَدَأَ اللهُ بِهِ "(2).

15244 -

حَدَّثَنَا حُجَيْنُ بْنُ الْمُثَنَّى وَيُونُسُ، قَالَا: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: أَقْبَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُهِلِّينَ بِالْحَجِّ مُفْرَدًا، فَأَقْبَلَتْ عَائِشَةُ مُهِلَّةً بِعُمْرَةٍ، حَتَّى إِذَا كَانَتْ بِسَرِفَ عَرَكَتْ، حَتَّى إِذَا قَدِمْنَا طُفْنَا بِالْكَعْبَةِ وَالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، وَأَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَحِلَّ مِنَّا مَنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ هَدْيٌ، قَالَ: فَقُلْنَا: حِلُّ مَاذَا؟ قَالَ: " الْحِلُّ كُلُّهُ " فَوَاقَعْنَا النِّسَاءَ، وَتَطَيَّبْنَا بِالطِّيبِ،

= وانظر تعليقنا عليه هناك.

(1)

في (م): ابدؤوا.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم. جعفر: هو ابن محمد بن علي بن الحسين.

وسيأتي مختصراً بالسعي برقم (15170).

ولطوافه صلى الله عليه وسلم انظر (14661).

وسلفت صلاته في المقام، والسعي في الحديث الطويل برقم (14440).

وأما قوله: ثم ذهب إلى زمزم فشرب منها، وصب على رأسه، فقد تفرد به موسى بن داود.

ص: 399

وَلَيْسَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ عَرَفَةَ إِلَّا أَرْبَعُ لَيَالٍ، ثُمَّ أَهْلَلْنَا يَوْمَ التَّرْوِيَةِ.

ثُمَّ دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى عَائِشَةَ، فَوَجَدَهَا تَبْكِي، فَقَالَ:" مَا شَأْنُكِ؟ " قَالَتْ: شَأْنِي أَنِّي حِضْتُ، وَقَدْ حَلَّ النَّاسُ، وَلَمْ أَحْلِلْ، وَلَمْ أَطُفْ بِالْبَيْتِ، وَالنَّاسُ يَذْهَبُونَ إِلَى الْحَجِّ الْآنَ. فَقَالَ:" فَإِنَّ هَذَا أَمْرٌ كَتَبَهُ اللهُ عَلَى بَنَاتِ آدَمَ، فَاغْتَسِلِي ثُمَّ أَهِلِّي بِالْحَجِّ " فَفَعَلَتْ وَوَقَفَتِ الْمَوَاقِفَ كُلَّهَا، حَتَّى إِذَا طَهُرَتْ، طَافَتْ بِالْكَعْبَةِ وَبِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، ثُمَّ قَالَ:" قَدْ حَلَلْتِ مِنْ حَجِّكِ وَعُمْرَتِكِ جَمِيعًا " فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أَجِدُ فِي نَفْسِي أَنِّي لَمْ أَطُفْ بِالْبَيْتِ حَتَّى حَجَجْتُ. قَالَ:" فَاذْهَبْ بِهَا يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي بَكْرٍ، فَأَعْمِرْهَا مِنَ التَّنْعِيمِ " وَذَلِكَ لَيْلَةَ الْحَصْبَةِ (1).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. يونس: هو ابن محمد المؤدِّب.

وأخرجه مسلم (1213)(136)، وأبو داود (1785)، والنسائي 5/ 164 - 165، وابن خزيمة (3025) و (3026)، والطحاوي 2/ 140 و 201، والحاكم 1/ 480، والبغوي (1888) من طرق عن الليث، بهذا الإسناد. ورواية بعضهم مختصرة.

وأخرجه مسلم (1213)(137) من طريق مطر، عن أبي الزبير، به.

ولقصة إهلالهم بالحج انظر (14116)، ولقصة عائشة انظر (14322).

قوله: "بسرف" موضع قرب التنعيم.

قو له: "عركت"، أي: حاضت.

"يوم التروية": هو الثامن من ذي الحجة.

"ليلة الحصبة"، أي: في ليلة نزولهم المحصَّب، وهو موضع رمي الجمار =

ص: 400

15245 -

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَثَلُ الْمُؤْمِنِ مَثَلُ السُّنْبُلَةِ، مَرَّةً تَسْتَقِيمُ، وَمَرَّةً تَمِيلُ وَتَعْتَدِلُ، وَمَثَلُ الْكَافِرِ مَثَلُ الْأَرْزَةِ مُسْتَقِيمَةً، لَا يَشْعُرُ بِهَا حَتَّى تَخِرَّ "(1).

15246 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ غَيْلَانَ، حَدَّثَنَا الْمُفَضَّلُ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، أَنَّهُ سَمِعَ عَطَاءً: أَنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ بَاعَ ثَمَرَ أَرْضٍ لَهُ ثَلَاثَ سِنِينَ، فَسَمِعَ بِذَلِكَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيُّ، فَخَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ فِي نَاسٍ، فَقَالَ فِي نَاسِ (2) الْمَسْجِدِ: مَنَعَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ نَبِيعَ الثَّمَرَةَ حَتَّى تَطِيبَ (3).

= بمنى.

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، ابن لهيعة -وإن كان سيئ الحفظ- قد روى عنه هذا الحديث عبد الله بن وهب عند ابن عساكر في "تاريخه" 1/ ورقة 126، وروايته عنه صالحة. وهو مكرر (14761).

(2)

قوله: "في ناس" سقط من (م).

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يحيى بن غيلان -وهو ابن عبد الله الخزاعي أو الأسلمي- فمن رجال مسلم. المفضل: هو ابن فضالة بن عبيد المصري، وخالد بن يزيد: هو أبو عبد الرحيم الجمحي المصري.

وأخرجه الطحاوي 4/ 25 من طريق يحيى بن عبد الله بن بكير، عن المفضل بن فضالة، بهذا الإسناد. =

ص: 401

15247 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: أُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِامْرَأَةٍ قَدْ سَرَقَتْ، فَعَاذَتْ بِرَبِيبِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" وَاللهِ لَوْ كَانَتْ فَاطِمَةَ، لَقَطَعْتُ يَدَهَا " فَقَطَعَهَا.

قَالَ ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ: وَكَانَ رَبِيبُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم سَلَمَةَ بْنَ أَبِي سَلَمَةَ وَعُمَرَ بْنَ أَبِي سَلَمَةَ، فَعَاذَتْ بِأَحَدِهِمَا (1).

15248 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَنْهَى أَنْ يُبَاشِرَ الرَّجُلُ

= وأخرجه البخاري (1487) من طريق الليث بن سعد، عن خالد بن يزيد، به. بلفظ: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن بيع الثمار حتى يبدو صلاحها.

وأخرج عبد الرزاق (14330) عن ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، سمعت جابر بن عبد الله يقول: قد نهيت ابن الزبير عن بيع النخل مُعاومةً.

وانظر (14876) و (15083).

قوله: "ابن الزبير" هو عبد الله.

(1)

صحيح لغيره، ولهذا إسناد رجاله ثقات غير عبد الرحمن بن أبي الزناد، فحسن الحديث، وأبو الزبير لم يصرح بالسماع.

وأخرجه أبو عوانة في الحدود كما في "الإتحاف" 3/ 523، والحاكم 4/ 379 من طريق سليمان بن داود، بهذا الإسناد. وانظر (15149).

ص: 402

الرَّجُلَ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، وَالْمَرْأَةُ الْمَرْأَةَ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ (1).

15249 -

وَقَالَ: " إِذَا أَعْجَبَتْ أَحَدَكُمُ الْمَرْأَةُ، فَلْيَقَعْ عَلَى أَهْلِهِ، فَإِنَّ ذَلِكَ يَرُدُّ مِنْ نَفْسِهِ "(2).

15250 -

وقَالَ جَابِرٌ: نَهَانَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الطُّرُوقِ إِذَا جِئْنَا مِنَ السَّفَرِ (3).

15251 -

حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمَدَائِنِيُّ، أَخْبَرَنَا وَرْقَاءُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: وُثِئَتْ رِجْلُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ، فَخَرَجَ إِلَيْنَا، أَوْ وَجَدْنَاهُ فِي حُجْرَتِهِ جَالِسًا بَيْنَ يَدَيْ غُرْفَةٍ، فَصَلَّى جَالِسًا، وَقُمْنَا خَلْفَهُ فَصَلَّيْنَا، فَلَمَّا قَضَى الصَّلَاةَ، قَالَ:" إِذَا صَلَّيْتُ جَالِسًا، فَصَلُّوا جُلُوسًا، وَإِذَا صَلَّيْتُ قَائِمًا، فَصَلُّوا قِيَامًا، وَلَا تَقُومُوا كَمَا تَقُومُ فَارِسُ لِجَبَابِرَتِهَا " أَوْ " لِمُلُوكِهَا "(4).

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات غير عبد الرحمن بن أبي الزناد، فحسن، لكن أبا الزبير لم يصرح بالسماع.

وأخرجه الحاكم 4/ 287 من طريق سليمان بن داود، بهذا الإسناد، وصححه على شرط مسلم، ووافقه الذهبي! مع أن عبد الرحمن بن أبي الزناد لم يحتجَّ به مسلم وإنما روى له في مقدمة "صحيحه". وانظر (14836).

(2)

صحيح لغيره، وإسناده إسناد سابقه. وانظر (14537).

(3)

حديث صحيح، وإسناده كسابقه. وانظر (14327).

(4)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل أبي جعفر محمد بن جعفر المدائني، وهو متابع، وباقي رجال الإسناد ثقات من رجال الشيخين. ورقاء: هو ابن عمر اليشكري، ومنصور: هو ابن المعتمر. =

ص: 403

15252 -

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ بَيْعِ الْأَرْضِ الْبَيْضَاءِ السَّنَتَيْنِ وَالثَّلَاثَةَ (1).

15253 -

حَدَّثَنَا مُوسَى وَيَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَا: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ لَمْ يَجِدْ نَعْلَيْنِ، فَلْيَلْبَسْ خُفَّيْنِ، وَمَنْ لَمْ يَجِدْ إِزَارًا، فَلْيَلْبَسْ سَرَاوِيلَ "(2).

15254 -

حَدَّثَنَا مُوسَى، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ انْتَهَبَ نُهْبَةً، فَلَيْسَ مِنَّا ".

حَدَّثَنَاهُ يَحْيَى بْنُ آدَمَ وَأَبُو النَّضْرِ أَيْضًا (3).

= وأخرجه ابن خزيمة (1487) من طريق قبيصة بن عقبة، عن ورقاء بن عمر، بهذا الإسناد.

وانظر ما سلف برقم (14205).

قوله: "وثئت" بمثلثة وهمزة على بناء المفعول، أي: أصابها وهن دون انكسر. قاله السندي.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو مكرر (14640).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير موسى ابن داود وأبي الزبير فمن رجال مسلم، ولم يصرح الأخير منهما بالتحديث، وقد توبع. وسلف الحديث عن يحيى بن آدم وهاشم بن القاسم برقم (14465).

(3)

صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح لكنّ أبا الزبير =

ص: 404

15255 -

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ بَيْعِ الثَّمَرِ حَتَّى يَطِيبَ. حَدَّثَنَاهُ أَبُو النَّضْرِ (1).

15256 -

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَغْلِقُوا الْأَبْوَابَ، وَأَوْكُوا الْأَسْقِيَةَ، وَخَمِّرُوا الْآنِيَةَ، وَأَطْفِئُوا السُّرُجَ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَفْتَحُ غَلَقًا، وَلَا يَحُلُّ وِكَاءً، وَلَا يَكْشِفُ إِنَاءً، وَإِنَّ الْفُوَيْسِقَةَ تُضْرِمُ عَلَى أَهْلِ الْبَيْتِ، وَلَا تُرْسِلُوا فَوَاشِيَكُمْ وَصِبْيَانَكُمْ، إِذَا غَابَتِ الشَّمْسُ حَتَّى تَذْهَبَ فَحْمَةُ الْعِشَاءِ، فَإِنَّ الشَّيَاطِينَ تُبْعَثُ إِذَا غَابَتِ الشَّمْسُ، حَتَّى تَذْهَبَ فَحْمَةُ الْعِشَاءِ "(2).

= لم يصرح بالسماع. وسلف الحديث عن يحيى بن آدم وأبي النضر هاشم بن القاسم برقم (14464).

(1)

حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، وأبو الزبير -وإن لم يصرح بالسماع- متابع.

وسلف الحديث عن أبي النضر هاشم بن القاسم برقم (14466).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وأبو الزبير قد صرح بالسماع عند الحميدي.

وأخرجه الحميدي (1273) عن سفيان بن عيينة، وابن خزيمة (132)، وابن حبان (1275) من طريق فطر بن خليفة، كلاهما عن أبي الزبير، بهذا الإسناد.

والشطر الأول سلف برقم (14228). =

ص: 405

15257 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ أَبِي يَزِيدَ (1)، حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: قَالَ لِي جَابِرٌ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَبِي تَرَكَ دَيْنًا لِيَهُودَ (2)، فَقَالَ:" سَآتِيكَ يَوْمَ السَّبْتِ إِنْ شَاءَ اللهُ " وَذَلِكَ فِي زَمَنِ التَّمْرِ مَعَ اسْتِجْدَادِ النَّخْلِ، فَلَمَّا كَانَ صَبِيحَةُ يَوْمِ السَّبْتِ، جَاءَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيَّ فِي مَالِي (3)، دَنَا إِلَى الرَّبِيعِ، فَتَوَضَّأَ مِنْهُ، ثُمَّ قَامَ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ دَنَوْتُ بِهِ إِلَى خَيْمَةٍ لِي، فَبَسَطْتُ لَهُ بِجَادًا مِنْ شَعْرٍ، وَطَرَحْتُ خُدِّيَّةً مِنْ قَتَبٍ مِنْ شَعْرٍ، حَشْوُهَا مِنْ لِيفٍ، فَاتَّكَأَ عَلَيْهَا، فَلَمْ أَلْبَثْ إِلَّا قَلِيلًا، حَتَّى طَلَعَ أَبُو بَكْرٍ، فَكَأَنَّهُ نَظَرَ إِلَى مَا عَمِلَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَتَوَضَّأَ وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، فَلَمْ أَلْبَثْ إِلَّا قَلِيلًا، حَتَّى جَاءَ عُمَرُ، فَتَوَضَّأَ وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، كَأَنَّهُ نَظَرَ إِلَى صَاحِبَيْهِ، فَدَخَلَا، فَجَلَسَ أَبُو بَكْرٍ عِنْدَ رَأْسِهِ، وَعُمَرُ عِنْدَ رِجْلَيْهِ (4).

= والشطر الثاني سلف برقم (14342).

وانظر (14899).

والغَلَق: المِغْلاق، وهو ما يُغلَق به الباب.

(1)

تحرف في (م) و (ق) إلى: عمر بن سلمة، حدثنا ابن أبي يزيد.

(2)

في (ق) ونسخة في (س): ليهودي.

(3)

في (م): في ماءٍ لي.

(4)

إسناده ضعيف، عمر بن سلمة بن أبي يزيد. وأبوه مجهولان، انظر =

ص: 406

15258 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (1). وَعَتَّابٌ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ أَبِي يَزِيدَ الْمَدِينِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: اسْتُشْهِدَ أَبِي بِأُحُدٍ، فَأَرْسَلَنِي (2) أَخَوَاتِي إِلَيْهِ بِنَاضِحٍ لَهُنَّ، فَقُلْنَ: اذْهَبْ فَاحْتَمِلْ أَبَاكَ عَلَى هَذَا الْجَمَلِ، فَادْفِنْهُ فِي مَقْبَرَةِ بَنِي سَلِمَةَ. قَالَ: فَجِئْتُهُ وَأَعْوَانٌ لِي، فَبَلَغَ ذَلِكَ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ جَالِسٌ بِأُحُدٍ، فَدَعَانِي، فَقَالَ:" وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَا يُدْفَنُ إِلَّا مَعَ إِخْوَتِهِ ". فَدُفِنَ مَعَ أَصْحَابِهِ بِأُحُدٍ (3).

15259 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ

= ترجمتهما في "التاريخ الكبير" 4/ 76، و"الجرح والتعديل" 4/ 176 - 177، و"ثقات" ابن حبان 4/ 318.

واصل القصة صحيح، انظر ما سلف برقم (15005).

قوله: "الربيع"، قال السندي: أي: النهر الصغير الذي يجري في البستان.

"بجاداً" بكسر الباء، أي: كساءً.

"خدَّيَّة" بتشديد الدال والياء، نسبة إلى الخدّ، والمراد الوسادة.

"من قتب" بفتحتين: الرَّحْل الصغير، وكان المراد هاهنا ما يجعل عليه.

(1)

تحرف عبد الله في (م) و (س) و (ق) إلى: عبد الوهاب، والتصويب من "أطراف المسند" 2/ 20، و"إتحاف المهرة" 3/ 141، وهو عبد الله بن المبارك.

(2)

في (م): فأرسلنني، وفي (ق): فأرسلتني.

(3)

إسناده ضعيف كسابقه.

أورده الحافظ ابن كثير في "البداية والنهاية" 4/ 44، وقال: تفرد به أحمد.

وانظر ما سلف برقم (14169).

ص: 407

عَنِ جَابِرٍ قَالَ: كَانَ الْعَبَّاسُ آخِذًا بِيَدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُوَاثِقُنَا، فَلَمَّا فَرَغْنَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَخَذْتُ وَأَعْطَيْتُ " قَالَ: فَسَأَلْتُ جَابِرًا: يَوْمَئِذٍ، كَيْفَ بَايَعْتُمْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أَعَلَى الْمَوْتِ؟ قَالَ: لَا، وَلَكِنْ بَايَعْنَاهُ عَلَى أَنْ لَا نَفِرَّ. قُلْتُ لَهُ: أَفَرَأَيْتَ يَوْمَ الشَّجَرَةِ؟ قَالَ: كُنْتُ آخِذًا بِيَدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ حَتَّى بَايَعْنَاهُ. قُلْتُ: كَمْ كُنْتُمْ؟ قَالَ: كُنَّا أَرْبَعَ عَشْرَةَ مِئَةً، فَبَايَعْنَاهُ كُلُّنَا إِلَّا الْجَدَّ بْنَ قَيْسٍ اخْتَبَأَ تَحْتَ بَطْنِ بَعِيرٍ، وَنَحَرْنَا يَوْمَئِذٍ سَبْعِينَ مِنَ الْبُدْنِ، لِكُلِّ سَبْعَةٍ جَزُورٌ (1).

(1) إسناده حسن من أجل عبد الرحمن بن أبي الزناد، وقد صرح أبو الزبير بالسماع في غير هذا الطريق، لكن وقع لابن أبي الزناد فيه وهمان: الأول: قوله: "بايعناه على أن لا نفر" والمحفوظ أن هذا كان في الحديبية يوم الشجرة، ولم يكن في بيعة العقبة، كما سيأتي في التخريج وكما في الحديث السالف برقم (14823). والثاني: قوله: "كنت آخذاَ بيد عمر حتى بايعناه" والمحفوظ أن عمر كان آخذاً بيد النبي صلى الله عليه وسلم كما سيأتي في التخريج، وكما في الحديث السالف برقم (14823).

وأخرجه مختصراً الحميدي (1277)، وأبو عوانة 4/ 486 - 487 من طريق سفيان بن عيينة، عن أبي الزبير، عن جابر، قال: لما دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس إلى البيعة، وجد رجلاً منا يقال له: الجد بن قيس مختبئاً تحت إبط بعيره. زاد أبو عوانة: قال: ولم نبايعه على الموت، ولكن بايعناه على أن لا نفر.

وأخرجه مختصراً أيضاً مسلم (1856)(69) من طريق ابن جريج، أخبرني أبو الزبير سمع جابراً يُسأل: كم كانوا يوم الحديبية؟ قال: كنا أربع عشر مئة، فبايعناه، وعمر آخذ بيده (يعني النبي صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة -وهي سمرة- فبايعناه، غير جد بن قيس الأنصاري، اختبأ تحت بطن بعيره.

وأخرجه أبو يعلى (1908) من طريق أبي سفيان، عن جابر بلفظ: ما =

ص: 408

15260 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ السَّلَمِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ يُصَلِّي، فَلَا يَبْصُقْ أَمَامَهُ، وَلَا عَنْ يَمِينِهِ، وَلْيَبْصُقْ عَنْ يَسَارِهِ أَوْ تَحْتَ قَدَمَيْهِ "(1).

15261 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: كَانَ فِي الْكَعْبَةِ صُوَرٌ، فَأَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَنْ يَمْحُوَهَا، فَبَلَّ عُمَرُ ثَوْبًا وَمَحَاهَا بِهِ، فَدَخَلَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَمَا فِيهَا مِنْهَا شَيْءٌ (2).

= بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم زمن الحديبية على الموت، ولكن بايعناه على أن لا نفر، غير الجد بن قيس اختبأ في إبط بعيره.

وأخرجه على الصواب بتمامه دون قصة العباس ابنُ سعد في "الطبقات" 2/ 100 من طريق وهب بن منبه، عن جابر.

ولقصة أخذ العباس بيد النبي صلى الله عليه وسلم في العقبة، انظر (14677).

ولقصة نحر البدن انظر (14127).

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات غير عبد الرحمن -وهو ابن أبي الزناد- فحسن الحديث، وقد توبع، وأبو الزبير لم يصرح بالسماع. سليمان بن داود: هو الهاشمي.

وسلف برقم (14470) من طريق ابن جريج، عن أبي الزبير، وفيه: تحت قدمه اليُسرى.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. وأبو الزبير قد صرح بالسماع فيما سلف برقم (14596).

ص: 409

15262 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنِي الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَنْ يَدْخُلَ النَّارَ رَجُلٌ شَهِدَ بَدْرًا وَالْحُدَيْبِيَةَ "(1).

15263 -

حَدَّثَنَا يَعْمَرُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَذْكُرُ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ فَدَعَا بِهَا، وَإِنِّي اسْتَخْبَأْتُ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لِأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ "(2).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن.

وأخرج ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(335) من طريق جرير بن حازم، وأبو يعلى (1900) من طريق جرير بن عبد الحميد، كلاهما عن الأعمش، بهذا الإسناد: أن عبد حاطب أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم يشتكي حاطباً، فقال: يا رسول الله ليدخلن حاطب النار. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كلَّا إنه شهد بدراً والحديبية".

وانظر (14484).

وسيأتي الحديث من طريق أبي سفيان، عن جابر، عن أم مبشر الأنصارية 6/ 362.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات، لكن الحسن -وهو البصري- لم يسمع جابراً. يعمر: هو ابن بشر الخراساني، وعبد الله: هو ابن المبارك، وهشام: هو ابن حسان القردوسي.

وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" 2/ 637 من طريق عبد الأعلى بن =

ص: 410

15264 -

حَدَّثَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّمَا الصِّيَامُ جُنَّةٌ، يَسْتَجِنُّ بِهَا الْعَبْدُ مِنَ النَّارِ، هُوَ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ "(1).

15265 -

حَدَّثَنَا عَتَّابٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا أَطَالَ أَحَدُكُمُ الْغَيْبَةَ، فَلَا يَطْرُقَنَّ أَهْلَهُ لَيْلًا "(2).

15266 -

حَدَّثَنَا عَتَّابٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ أَبِي

= عبد الأعلى، عن هشام بن حسان، بهذا الإسناد.

وانظر ما سلف برقم (15116).

(1)

حديث صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد حسن، ابن لهيعة -وإن كان سيئ الحفظ- فإن رواية عبد الله -وهو ابن المبارك- عنه صالحة. وانظر (14669).

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عتاب -وهو ابن زياد الخراساني- فقد روى له ابن ماجه، وهو ثقة.

وأخرجه البخاري (5244) من طريق محمد بن مقاتل، عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 524، ومسلم ص 1528 (183)، والنسائي في "الكبرى"(9142) و (9143)، وأبو يعلى (1891)، وابن خزيمة في الحج كما في "إتحاف المهرة" 3/ 197، وأبو عوانة 5/ 115 من طرق عن عاصم بن سليمان الأحول، به.

وانظر (14184).

ص: 411

يَزِيدَ، حَدَّثَنِي أَبِي (1)، قَالَ: قَالَ لِي جَابِرٌ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَعَمَدْتُ إِلَى عَنْزٍ لِأَذْبَحَهَا فَثَغَتْ، فَسَمِعَ ثَغْوَتَهَا، فَقَالَ:" يَا جَابِرُ، لَا تَقْطَعْ دَرًّا وَلَا نَسْلًا " فَقُلْتُ (2): يَا نَبِيَّ اللهِ، إِنَّمَا هِيَ عَتُودَةٌ، عَلَفْتُهَا الْبَلَحَ وَالرُّطَبَةَ حَتَّى سَمِنَتْ (3).

15267 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: كَانَ لِأَبِي شُعَيْبٍ غُلَامٌ لَحَّامٌ، فَلَمَّا رَأَى مَا بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْجَهْدِ، أَمَرَ غُلَامَهُ أَنْ يَجْعَلَ لَهُ طَعَامًا يَكْفِي خَمْسَةً، فَأَرْسَلَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ ائْتِنَا خَامِسَ خَمْسَةٍ، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَاتَّبَعَهُ رَجُلٌ، فَلَمَّا انْتَهَى (4) إِلَى بَابِهِ قَالَ: " إِنَّكَ

(1) قوله: "حدثني أبي" سقط من (م).

(2)

في (م): فقال.

(3)

إسناده ضعيف، عمر بن سلمة وأبوه مجهولان.

ويغني عنه ما رواه مسلم (2038) من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي الهيثم بن التيهان الأنصاري الذي أراد أن يذبح لهم: "إياك والحلوب"، وفي رواية الترمذي (2369):"لا تذبحن ذات دَرٍّ".

قوله: "فثغت" الثغاء: صوت الغنم.

"لا تقطع دراً ولا نسلاً"، أي: لا تذبح حلوباً ولا ذات نسل.

"عتودة" هي من أولاد المعز ما رعى وقوي، وأتى عليه حول.

"الرطبة" بفتح الراء وسكون الطاء: الحشيش الرَّطب.

(4)

في (م): انتهيا.

ص: 412

أَرْسَلْتَ إِلَيَّ أَنْ آتِيَكَ خَامِسَ خَمْسَةٍ، وَإِنَّ هَذَا قَدِ اتَّبَعَنَا، فَإِنْ أَذِنْتَ لَهُ دَخَلَ، وَإِلَّا رَجَعَ " قَالَ: فَإِنِّي قَدْ أَذِنْتُ لَهُ يَا رَسُولَ اللهِ. فَدَخَلَ (1).

15268 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم نَحْوَهُ (2).

15269 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا الْخَطَّابُ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا اسْتَقَرَّتْ النُّطْفَةُ فِي

(1) إسناده قوي على شرط مسلم، رجاله ثقات غير أبي سفيان -وهو طلحة بن نافع- فصدوق لا بأس. زهير: هو ابن معاوية الجعفي.

وأخرجه أبو عوانة 5/ 375، والبيهقي 7/ 265 من طريق أحمد بن عبد الملك، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (2036)(138) من طريق الحسن بن أعين، وأبو عوانة 5/ 375، والبيهقي 7/ 265 من طريق عبد الله بن محمد النفيلي، كلاهما عن زهير بن معاوية، به. وانظر (14801).

(2)

إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أحمد بن عبد الملك فمن رجال البخاري. أبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي، وأبو مسعود: هو الصحابي الجليل عقبة بن عمرو بن ثعلبة الأنصاري البدري.

وأخرجه أبو عوانة 5/ 376 من طريق أحمد بن عبد الملك الحراني، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (2036) من طريق الحسن بن أَعْيَن، عن زهير بن معاوية، بهذا الإسناد. وستأتي تتمة تخريجه في مسنده 4/ 120.

وانظر ما قبله.

ص: 413

الرَّحِمِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا - أَوْ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً - بَعَثَ إِلَيْهَا مَلَكًا فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، مَا رِزْقُهُ؟ فَيُقَالُ لَهُ. فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، مَا أَجَلُهُ؟ فَيُقَالُ لَهُ. فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، ذَكَرٌ أَوْ أُنْثَى؟ فَيُعْلَمُ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، شَقِيٌّ أَمْ سَعِيدٌ؟ فَيُعْلَمُ " (1).

15270 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " عُمْرَةٌ فِي رَمَضَانَ، تَعْدِلُ حَجَّةً "(2).

15271 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ عَطَاءٍ

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، خصيف -وهو ابن عبد الرحمن الجزري- سيئ الحفظ.

وأخرجه بنحوه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2665) و (2666) من طريق غياث بن بشير، عن خصيف، بهذا الإسناد.

ويشهد له حديث حذيفة بن أسيد عند مسلم (2645)، وسيأتي في "المسند"4/ 6 - 7.

وفي الباب عن ابن مسعود، سلف برقم (3624)، وانظر تتمة شواهده هناك.

(2)

إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أحمد بن عبد الملك، فمن رجال البخاري. عبد الله بن عمرو: هو ابن أبي الوليد الرقي، وعبد الكريم: هو ابن مالك الجزري، وعطاء: هو ابن أبي رباح.

وأخرجه ابن ماجه (2995) عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن أحمد بن عبد الملك، بهذا الإسناد. وانظر (14795).

ص: 414

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا، أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ، إِلَّا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ، وَصَلَاةٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، أَفْضَلُ مِنْ مِئَةِ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ "(1).

15272 -

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: مَرَّ بِنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْغَائِطِ، فَدَعَوْنَاهُ إِلَى عَجْوَةٍ بَيْنَ أَيْدِينَا عَلَى تُرْسٍ، فَأَكَلَ مِنْهَا، وَلَمْ يَكُنْ تَوَضَّأَ قَبْلَ أَنْ يَأْكُلَ مِنْهَا (2).

15273 -

حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ حُمَيْدٍ الْأَعْرَجِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ نَقْرَأُ الْقُرْآنَ، وَفِينَا الْعَجَمِيُّ، وَالْأَعْرَابِيُّ، قَالَ: فَاسْتَمَعَ فَقَالَ: " اقْرَؤُوا فَكُلٌّ حَسَنٌ، وَسَيَأْتِي قَوْمٌ يُقِيمُونَهُ كَمَا يُقَامُ الْقِدْحُ،

(1) إسناده صحيح على شرط البخاري كسابقه. وانظر (14694).

(2)

إسناده ضعيف، ابن لهيعة -وهو عبد الله- سيئ الحفظ، لكنه قد توبع، وباقي رجال الإسناد ثقات، لكنّ أبا الزبير -وهو محمد بن مسلم بن تدرس- لم يصرح بسماعه من جابر.

وأخرجه أبو داود (3762)، والبيهقي في "السنن" 7/ 68 من طريق خالد ابن يزيد، وابن حبان (1160)، والبيهقي في "السنن" 7/ 68 من طريق عمرو ابن الحارث، وفي "الشعب"(5888) من طريق زهير، ثلاثتهم عن أبي الزبير، بهذا الإسناد.

ص: 415

يَتَعَجَّلُونَهُ وَلَا يَتَأَجَّلُونَهُ " (1).

15274 -

حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ - يَعْنِي ابْنَ صَبِيحٍ -، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ الْمَكِّيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَانَا عَنْ أَكْلِ الْكُرَّاثِ وَالْبَصَلِ.

قَالَ الرَّبِيعُ: فَسَأَلْتُ عَطَاءً عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: حَدَّثَنِي جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْهُ (2).

15275 -

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَمَلَ مِنَ الْحَجَرِ حَتَّى عَادَ إِلَيْهِ (3).

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير خلف بن الوليد شيخ أحمد، وهو ثقة، وثقة ابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم. وقد رواه السفيانان عن محمد بن المنكدر مرسلاً، كما سلف بيانه عند الحديث برقم (14855).

وأخرجه أبو داود (830)، ومن طريقه البغوي (609) عن وهب بن بقية، وأخرجه البيهقي في "الشعب"(2642) من طريق أبي سعيد الحداد وأحمد بن داود، كلاهما عن خالد بن عبد الله الطحان، بهذا الإسناد.

وله شاهد من حديث عبد الرحمن بن شبل بإسناد قوي، سيأتي برقم (15529).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، الربيع بن صبيح سيئ الحفظ، وقد توبع، وأبو الزبير قد صرح بالسماع عند غير المصنف، وقد توبع أيضاً.

وسلف الحديث من طريق أبي الزبير برقم (15014)، ومن طريق عطاء برقم (15069).

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم. مالك: هو ابن أنس، وجعفر: هو =

ص: 416

15276 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهُ: " قَدْ أَخَذْتُ جَمَلَكَ بِأَرْبَعَةِ الدَّنَانِيرِ، وَلَكَ ظَهْرُهُ إِلَى الْمَدِينَةِ "(1).

15277 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَخَطَّ خَطًّا هَكَذَا أَمَامَهُ، فَقَالَ:" هَذَا سَبِيلُ اللهِ " وَخَطَّيْنِ عَنْ يَمِينِهِ، وَخَطَّيْنِ عَنْ شِمَالِهِ، قَالَ:" هَذِهِ سَبِيلُ الشَّيْطَانِ " ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ فِي الْخَطِّ الْأَوْسَطِ (2)، ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا

= ابن محمد الباقر بن علي بن الحسين. وانظر (14661).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الله بن محمد: هو أبو بكر ابن شيبة، وابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز، وعطاء: هو ابن أبي رباح.

وهو في "مصنف" ابن أبي شيبة 14/ 275، ومن طريقه أخرجه مسلم ص 1224 (117)، والبيهقي 5/ 337.

وعلقه البخاري بإثر الحديث (2718) عن عطاء وغيره، عن جابر.

وأخرجه موصولاً ومطولاً البخاري (2309) عن المكي بن إبراهيم، عن جريج، عن عطاء بن أبي رباح وغيره -يزيد بعضهم على بعض، ولم يُبَلِّغْه كلَّه رجلٌ واحد منهم- عن جابر.

وأخرجه مطولاً أيضاً الطحاوي في "شرح المشكل"(4412) من طريق هشام بن سليمان المخزومي، عن ابن جريج، به.

وانظر ما سلف برقم (14195).

(2)

تحرف في (م) إلى: الأسود.

ص: 417

فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ، وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [الأنعام: 153] (1).

* 15278 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ - قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ - حَدَّثَنَا حَفْصٌ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: نَهَانَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ نَدْخُلَ عَلَى الْمُغِيبَاتِ (2).

15279 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي (3) بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ كَانَ شَرِيكًا فِي رَبْعَةٍ

(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف مجالد -وهو ابن سعيد- واختلف عليه فيه. أبو خالد الأحمر: هو سليمان بن حيان.

وأخرجه عبد بن حميد (1141)، وابن أبي عاصم في "السنّة"(16) عن أبي بكر بن أبي شيبة عبد الله بن محمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن ماجه (11)، والآجري في "الشريعة" ص 12 من طريق عبد الله ابن سعيد الأشج، وابن نصر في "السنّة"(13) عن علي بن الحسين، كلاهما عن أبي خالد الأحمر، به.

وأخرجه اللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد"(95) من طريق حفص بن غياث، عن مجالد، به.

وأخرجه ابن نصر (14) عن أبي حاتم الرازي، عن سعيد بن سليمان، عن حفص بن غياث، عن مجالد، عن الشعبي، عن ابن عباس! وقال عن أبي حاتم بإثره: وحدثناه سعيد في موضع آخر عن جابر.

ويشهد له حديث ابن مسعود السالف برقم (4142).

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف مجالد بن سعيد. حفص: هو ابن غياث. وانظر (14324).

(3)

لفظة "أبي" سقطت من هذا الحديث والذي يليه في (م) و (ق).

ص: 418

أَوْ نَخْلٍ، فَلَيْسَ لَهُ أَنْ يَبِيعَ حَتَّى يُؤْذِنَ شَرِيكَهُ، فَإِنْ رَضِيَ أَخَذَ، وَإِنْ كَرِهَ تَرَكَ " (1).

15280 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ، فَمُطِرْنَا، فَقَالَ:" مَنْ شَاءَ مِنْكُمْ فَلْيُصَلِّ فِي رَحْلِهِ "(2).

15281 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ نُبَيْحٍ الْعَنَزِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى الْمُشْرِكِينَ لِيُقَاتِلَهُمْ، وَقَالَ لِي أَبِي عَبْدُ اللهِ: يَا جَابِرُ، لَا عَلَيْكَ أَنْ تَكُونَ فِي نَظَّارِي أَهْلِ الْمَدِينَةِ حَتَّى تَعْلَمَ إِلَى مَا يَصِيرُ أَمْرُنَا، فَإِنِّي وَاللهِ لَوْلَا أَنِّي أَتْرُكُ بَنَاتٍ لِي بَعْدِي، لَأَحْبَبْتُ أَنْ تُقْتَلَ بَيْنَ يَدَيَّ.

قَالَ: فَبَيْنَمَا أَنَا فِي النَّظَّارِينَ، إِذْ جَاءَتْ عَمَّتِي بِأَبِي وَخَالِي عَادِلَتَهُمَا عَلَى نَاضِحٍ، فَدَخَلَتْ بِهِمَا الْمَدِينَةَ لِتَدْفِنَهُمَا فِي مَقَابِرِنَا، إِذْ لَحِقَ رَجُلٌ يُنَادِي: أَلَا إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَرْجِعُوا

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الزبير -وهو محمد بن مسلم بن تدرس- فمن رجال مسلم، وقد صرح بالتحديث عند غير المصنف. زهير: هو ابن معاوية الجعفي. وانظر (14292).

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد على شرط مسلم. وهو مكرر (14503).

ص: 419

بِالْقَتْلَى، فَتَدْفِنُوهَا فِي مَصَارِعِهَا حَيْثُ قُتِلَتْ. فَرَجَعْنَا بِهِمَا فَدَفَنَّاهُمَا حَيْثُ قُتِلَا.

فَبَيْنَمَا أَنَا فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، إِذْ جَاءَنِي رَجُلٌ فَقَالَ: يَا جَابِرُ بْنَ عَبْدِ اللهِ، وَاللهِ لَقَدْ أَثَارَ أَبَاكَ عُمَّالَ (1) مُعَاوِيَةَ، فَبَدَا، فَخَرَجَ طَائِفَةٌ مِنْهُ. فَأَتَيْتُهُ، فَوَجَدْتُهُ عَلَى النَّحْوِ الَّذِي دَفَنْتُهُ، لَمْ يَتَغَيَّرْ إِلَّا مَا لَمْ يَدَعِ الْقَتْلُ - أَوِ الْقَتِيلُ - فَوَارَيْتُهُ.

قَالَ: وَتَرَكَ أَبِي عَلَيْهِ دَيْنًا مِنَ التَّمْرِ، فَاشْتَدَّ عَلَيَّ بَعْضُ غُرَمَائِهِ فِي التَّقَاضِي، فَأَتَيْتُ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ، إِنَّ أَبِي أُصِيبَ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا، وَتَرَكَ عَلَيْهِ (2) دَيْنًا مِنَ التَّمْرِ، وَ قدِ اشْتَدَّ عَلَيَّ بَعْضُ غُرَمَائِهِ فِي التَّقَاضِي، فَأُحِبُّ أَنْ تُعِينَنِي عَلَيْهِ، لَعَلَّهُ أَنْ يُنَظِّرَنِي طَائِفَةً مِنْ تَمْرِهِ إِلَى هَذَا الصِّرَامِ الْمُقْبِلِ. فَقَالَ:" نَعَمْ، آتِيكَ إِنْ شَاءَ اللهُ قَرِيبًا مِنْ وَسَطِ النَّهَارِ " وَجَاءَ مَعَهُ حَوَارِيُّوهُ (3)، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ، فَدَخَلَ، وَقَدْ قُلْتُ لِامْرَأَتِي: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم جَاءَنِي الْيَوْمَ وَسَطَ النَّهَارِ، فَلَا أَرَيَنَّكِ، وَلَا تُؤْذِي رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِي بِشَيْءٍ، وَلَا تُكَلِّمِيهِ. فَدَخَلَ، فَفَرَشَتْ لَهُ فِرَاشًا وَوِسَادَةً، فَوَضَعَ رَأْسَهُ، فَنَامَ. قَالَ: وَقُلْتُ لِمَوْلًى لِيَ: اذْبَحْ هَذِهِ الْعَنَاقَ - وَهِيَ

(1) في (م): عمل.

(2)

في (م): عليَّ.

(3)

في (م) و (س) و (ق): "حواريه" بالإفراد، والمثبت من نسخة على هامش (س) صُحح عليها، ومن "مجمع الزوائد" 4/ 136.

ص: 420

دَاجِنٌ سَمِينَةٌ - وَالْوَحَى وَالْعَجَلَ، افْرُغْ مِنْهَا قَبْلَ أَنْ يَسْتَيْقِظَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا مَعَكَ. فَلَمْ نَزَلْ فِيهَا حَتَّى فَرَغْنَا مِنْهَا، وَهُوَ نَائِمٌ، فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا اسْتَيْقَظَ يَدْعُو بِالطَّهُورِ، وَإِنِّي أَخَافُ إِذَا فَرَغَ أَنْ يَقُومَ، فَلَا يَفْرَغَنَّ مِنْ وُضُوئِهِ حَتَّى تَضَعَ الْعَنَاقَ بَيْنَ يَدَيْهِ. فَلَمَّا قَامَ قَالَ:" يَا جَابِرُ، ائْتِنِي بِطَهُورٍ " فَلَمْ يَفْرُغْ مِنْ طُهُورِهِ حَتَّى وَضَعْتُ الْعَنَاقَ عِنْدَهُ، فَنَظَرَ إِلَيَّ فَقَالَ:" كَأَنَّكَ قَدْ عَلِمْتَ حُبَّنَا لِلَّحْمِ، ادْعُ لِي أَبَا بَكْرٍ " قَالَ: ثُمَّ دَعَا حَوَارِيِّيْهِ الَّذِيْنَ مَعَهُ، فَدَخَلُوا، فَضَرَبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ وَقَالَ:" بِاسْمِ اللهِ، كُلُوا " فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا، وَفَضَلَ لَحْمٌ مِنْهَا كَثِيرٌ.

قَالَ: وَاللهِ إِنَّ مَجْلِسَ بَنِي سَلِمَةَ لَيَنْظُرُونَ إِلَيْهِ، وَهُوَ أَحَبُّ إِلَيْهِمْ مِنْ أَعْيُنِهِمْ، مَا يَقْرُبُهُ رَجُلٌ مِنْهُمْ مَخَافَةَ أَنْ يُؤْذُوهُ، فَلَمَّا فَرَغُوا (1) قَامَ وَقَامَ أَصْحَابُهُ، فَخَرَجُوا بَيْنَ يَدَيْهِ، وَكَانَ يَقُولُ:" خَلُّوا (2) ظَهْرِي لِلْمَلَائِكَةِ " وَاتَّبَعْتُهُمْ حَتَّى بَلَغُوا أُسْكُفَّةَ الْبَابِ. قَالَ: وَأَخْرَجَتْ امْرَأَتِي صَدْرَهَا، وَكَانَتْ مُسْتَتِرَةً بِسَفِيفٍ (3) فِي الْبَيْتِ، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، صَلِّ عَلَيَّ وَعَلَى زَوْجِي صَلَّى الله عَلَيْكَ. فَقَالَ:" صَلَّى الله عَلَيْكِ وَعَلَى زَوْجِكِ ".

ثُمَّ قَالَ: " ادْعُ لِي فُلَانًا " لِغَرِيمِي الَّذِي اشْتَدَّ عَلَيَّ فِي الطَّلَبِ.

(1) في (م): فرغ.

(2)

في (س): خلّ.

(3)

في (م): بسقيف، وهو خطأ.

ص: 421

قَالَ: فَجَاءَ فَقَالَ: " أَيْسِرْ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ - يَعْنِي إِلَى الْمَيْسَرَةِ - طَائِفَةً مِنْ دَيْنِكَ الَّذِي عَلَى أَبِيهِ، إِلَى هَذَا الصِّرَامِ الْمُقْبِلِ " قَالَ: مَا أَنَا بِفَاعِلٍ. وَاعْتَلَّ، وَقَالَ: إِنَّمَا هُوَ مَالُ يَتَامَى. فَقَالَ: " أَيْنَ جَابِرٌ؟ " فَقَالَ: أَنَا ذَا يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " كِلْ لَهُ، فَإِنَّ اللهَ سَوْفَ يُوَفِّيهِ " فَنَظَرْتُ إِلَى السَّمَاءِ، فَإِذَا الشَّمْسُ قَدْ دَلَكَتْ. قَالَ:" الصَّلَاةَ يَا أَبَا بَكْرٍ " فَانْدَفَعُوا إِلَى الْمَسْجِدِ، فَقُلْتُ: قَرِّبْ أَوْعِيَتَكَ، فَكِلْتُ لَهُ مِنَ الْعَجْوَةِ، فَوَفَّاهُ اللهُ، وَفَضَلَ لَنَا مِنَ التَّمْرِ كَذَا وَكَذَا، فَجِئْتُ أَسْعَى إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي مَسْجِدِهِ كَأَنِّي شَرَارَةٌ، فَوَجَدْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ صَلَّى، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَمْ تَرَ أَنِّي كِلْتُ لِغَرِيمِي تَمْرَهُ فَوَفَّاهُ اللهُ، وَفَضَلَ لَنَا مِنَ التَّمْرِ كَذَا وَكَذَا. فَقَالَ:" أَيْنَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ؟ " فَجَاءَ يُهَرْوِلُ، فَقَالَ:" سَلْ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ عَنْ غَرِيمِهِ وَتَمْرِهِ؟ " فَقَالَ: مَا أَنَا بِسَائِلِهِ، قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ اللهَ سَوْفَ يُوَفِّيهِ، إِذْ أَخْبَرْتَ أَنَّ اللهَ سَوْفَ يُوَفِّيهِ. فَكَرَّرَ عَلَيْهِ هَذِهِ الْكَلِمَةَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، كُلُّ ذَلِكَ يَقُولُ: مَا أَنَا بِسَائِلِهِ. وَكَانَ لَا يُرَاجِعُ بَعْدَ الْمَرَّةِ الثَّالِثَةِ، فَقَالَ: يَا جَابِرُ، مَا فَعَلَ غَرِيمُكَ وَتَمْرُكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: وَفَّاهُ اللهُ، وَفَضَلَ لَنَا مِنَ التَّمْرِ كَذَا وَكَذَا.

فَرَجَعَ إِلَى امْرَأَتِهِ، فَقَالَ: أَلَمْ أَكُنْ نَهَيْتُكِ أَنْ تُكَلِّمِي رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَتْ: أَكُنْتَ تَظُنُّ أَنَّ اللهَ يُورِدُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَيْتِي، ثُمَّ يَخْرُجُ وَلَا أَسْأَلُهُ الصَّلَاةَ عَلَيَّ وَعَلَى زَوْجِي قَبْلَ أَنْ

ص: 422

يَخْرُجَ؟! (1).

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير نبيح العنزي، فقد روى له أصحاب السنن، وهو ثقة، وقول الحافظ عنه في "التقريب": مقبول! غير مقبول. عفان: هو ابن مسلم، وأبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري.

وأخرجه الحاكم 4/ 110 - 111 من طريق عفان، بهذا الإسناد. ولم يسقه بتمامه، وصحح إسناده.

وأخرجه الدارمي (45)، وأبو داود (1533)، وإسماعيل القاضي في "فضل الصلاة على النبي"(77)، وأبو يعلى (2077)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2074)، وابن حبان (918) و (3184)، والبيهقي 2/ 152 - 153 من طرق عن أبي عوانة، به. ورواية أبي داود وإسماعيل وأبي يعلى والبيهقي والموضع الأول من ابن حبان مختصرة بلفظ: أن امرأة قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: صَلِّ عَلَيَّ وعلى زوجي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"صلى الله عليك وعلى زوجك"، ورواية الطحاوي مختصرة بقصة:"خلوا ظهري للملائكة"، ورواية ابن حبان الثانية مقتصرة على أول الحديث إلى قوله: إن النبي يأمركم أن ترجعوا بالقتلى فتدفنوها في مصارعها حيث قتلت.

وسلف الحديث مُقطعاً من طريق نبيح العنزي بالأرقام (14169) و (14170) و (14236) و (14245).

وانظر ما سلف برقم (15005) من طريق أبي المتوكل، عن جابر.

قال السندي: قوله: "نظاري أهل المدينة" بفتح نون وتشديد ظاء، أي: في جملة النظارين لعاقبة الأمر من أهل المدينة.

"أن تقتل" أي: ليس المقصود البخل بك، وإنما المقصود الشفقة على البنات، بأن تكون لهن بعدي.

"ما لم يدع القتل"، أي: إلا ما غيره القتل.

"يُنظِرني في طائفة"، أي: يؤخر مطالبتها.

"إلى هذا الصرام" بكسر الصاد، أي: إلى قطع التمر في السنة الآتية.

"والوحى" و"العَجَل" الوحى: السرعة، يُمد ويُقصر، وينصب على الإغراء. =

ص: 423

15282 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَسَنِ بْنِ عَلِىٍّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَأَى رَجُلًا قَدْ ظُلِّلَ عَلَيْهِ، قَالَ:" لَيْسَ مِنَ الْبِرِّ أَنْ يَصُومَ فِي السَّفَرِ "(1).

15283 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا سَلِيمُ بْنُ حَيَّانَ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مِينَاءَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ كَانَ لَهُ فَضْلُ أَرْضٍ أَوْ مَاءٍ، فَلْيَزْرَعْهَا أَوْ لِيُزْرِعْهَا أَخَاهُ، وَلَا تَبِيعُوهَا ".

فَسَأَلْتُ سَعِيدًا: مَا " لَا تَبِيعُوهَا "، الْكِرَاءُ؟ قَالَ: نَعَمْ (2).

= "مجلس بني سلمة"، أي: أهل جابر، وهم قبيلته.

"سفيف" بفاءين: ما ينسج من الخوص.

"قد دَلَكت"، أي: زالت.

"كأني شرارة"، أي: في السرعة.

"وكان لا يُراجع" على بناء المفعول، أي: ولذلك قال عمر بعد المرة الثالثة: يا جابر ما فعل غريمك

إلخ.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم. وانظر (14193).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم ص 1177 (94) من طريق عبيد الله بن عبد المجيد، وأبو يعلى (2142) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، والطحاوي 4/ 107 من طريق أبي داود الطيالسي، ثلاثتهم عن سليم بن حيان، بهذا الإسناد. وقد روي بهذا اللفظ من غير طريق عن جابر، انظر ما سلف برقم (14242).

وقد سلف برقم (15204) من طريق سعيد بن ميناء بلفظ: نهى عن المزابنة والمحاقلة والمخابرة. والمخبر هي كراء الأرض بجزء مما يخرج =

ص: 424

15284 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ (1)، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " يَا كَعْبُ بْنَ عُجْرَةَ، أُعِيذُكَ بِاللهِ مِنْ إِمَارَةِ السُّفَهَاءِ " قَالَ: وَمَا ذَاكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " أُمَرَاءٌ سَيَكُونُونَ مِنْ بَعْدِي، مَنْ دَخَلَ عَلَيْهِمْ فَصَدَّقَهُمْ بِحَدِيثِهِمْ، وَأَعَانَهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ، فَلَيْسُوا مِنِّي وَلَسْتُ مِنْهُمْ، وَلَمْ يَرِدُوا عَلَيَّ الْحَوْضَ، وَمَنْ لَمْ يَدْخُلْ عَلَيْهِمْ وَلَمْ يُصَدِّقْهُمْ بِحَدِيثِهِمْ، وَلَمْ يُعِنْهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ، فَأُولَئِكَ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ، وَأُولَئِكَ يَرِدُونَ عَلَيَّ الْحَوْضَ.

يَا كَعْبُ بْنَ عُجْرَةَ، الصَّلَاةُ قُرْبَانٌ، وَالصَّوْمُ جُنَّةٌ، وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ.

يَا كَعْبُ بْنَ عُجْرَةَ، لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ نَبَتَ لَحْمُهُ مِنْ سُحْتٍ، النَّارُ أَوْلَى بِهِ.

يَا كَعْبُ بْنَ عُجْرَةَ، النَّاسُ غَادِيَانِ: فَغَادٍ بَائِعٌ نَفْسَهُ وَمُوبِقٌ رَقَبَتَهُ، وَغَادٍ مُبْتَاعٌ نَفْسَهُ وَمُعْتِقٌ رَقَبَتَهُ " (2).

= منها كالثلث والربع.

(1)

وقع في (م): حدثنا وهيب، حدثنا عبد الله بن وهيب، حدثنا عبد الله ابن عثمان بن خثيم. بإقحام عبد الله بن وهيب، وهو خطأ، وليس في الرواة من اسمه عبد الله بن وهيب.

(2)

إسناده قوي على شرط مسلم، رجاله ثقات غير ابن خثيم، فصدوق لا بأس به. وانظر (14441).

ص: 425

15285 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي الْأَسْوَدُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ نُبَيْحٍ الْعَنَزِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمْ لَيْلًا، فَلَا يَطْرُقَنَّ أَهْلَهُ طُرُوقًا "(1).

15286 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ، حَدَّثَنِي نَصْرُ بْنُ رَاشِدٍ سَنَةَ مِئَةٍ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: نَهَى (2) رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ تُجَصَّصَ الْقُبُورُ، أَوْ يُبْنَى عَلَيْهَا (3).

15287 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ، حَدَّثَنِي نَصْرُ بْنُ رَاشِدٍ، عَمَّنْ

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير نبيح العنزي -وهو ابن عبد الله أبو عمرو الكوفي- فقد أخرج له أصحاب السنن، وهو ثقة. عفان: هو ابن مسلم، وشعبة: هو ابن الحجاج، والأسود بن قيس: هو العبدي الكوفي.

وانظر ما سلف برقم (14194).

(2)

في (م): نهانا.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة نصر بن راشد وإبهام الراوي عن جابر. المبارك: هو ابن فضالة البصري.

وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 13/ 213 من طريق الحسن بن موسى، عن مبارك بن فضالة، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود الطيالسي (1796) وأخرجه الخطيب 13/ 212 - 213 من طريق محمد بن عرعرة، و 13/ 213 من طريق غسان بن عبيد، ثلاثتهم (الطيالسي ومحمد وغسان) عن مبارك بن فضالة، عن نصر بن راشد، عن جابر.

وانظر ما سلف برقم (14148).

ص: 426

حَدَّثَهُ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: تُوُفِّيَ رَجُلٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ بَنِي عُذْرَةَ، فَقُبِرَ لَيْلًا، فَنَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُقْبَرَ الرَّجُلُ بِاللَّيْلِ (1) حَتَّى يُصَلَّى عَلَيْهِ، إِلَّا أَنْ يَضْطَرُّوا إِلَى ذَلِكَ (2).

15288 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" رَأَيْتُ كَأَنِّي أَتَيْتُ بِكُتْلَةِ تَمْرٍ، فَعَجَمْتُهَا فِي فَمِي، فَوَجَدْتُ فِيهَا نَوَاةً آذَتْنِي، فَلَفَظْتُهَا، ثُمَّ أَخَذْتُ أُخْرَى، فَعَجَمْتُهَا فَوَجَدْتُ فِيهَا نَوَاةً، فَلَفَظْتُهَا، ثُمَّ أَخَذْتُ أُخْرَى فَعَجَمْتُهَا، فَوَجَدْتُ فِيهَا نَوَاةً، فَلَفَظْتُهَا " فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: دَعْنِي فَلْأَعْبُرْهَا؟ قَالَ: قَالَ: " اعْبُرْهَا " قَالَ: هُوَ جَيْشُكَ الَّذِي بَعَثْتَ، يَسْلَمُ وَيَغْنَمُ، فَيَلْقَوْنَ رَجُلًا، فَيَنْشُدُهُمْ ذِمَّتَكَ، فَيَدَعُونَهُ، ثُمَّ يَلْقَوْنَ رَجُلًا، فَيَنْشُدُهُمْ ذِمَّتَكَ،

(1) في (م) ونسخة في (س): ليلاً.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة نصر بن راشد وإبهام الراوي عن جابر.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 513 من طريق مسلم بن إبراهيم، عن مبارك بن فضالة، عن نصر بن راشد، عن جابر: أن رجلاً من بني عذرة دفن ليلاً، ولم يصل عليه النبي صلى الله عليه وسلم، فنهى عن الدفن ليلاً.

وانظر ما سلف برقم (14145).

ص: 427

فَيَدَعُونَهُ، ثُمَّ يَلْقَوْنَ رَجُلًا فَيَنْشُدُهُمْ ذِمَّتَكَ، فَيَدَعُونَهُ، قَالَ:" كَذَلِكَ قَالَ الْمَلَكُ "(1).

15289 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَضَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالشُّفْعَةِ فِي كُلِّ مَا لَمْ يُقْسَمْ، فَإِذَا وَقَعَتِ الْحُدُودُ، وَصُرِّفَتِ الطُّرُقُ، فَلَا شُفْعَةَ (2).

15290 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَمُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ حَدِيثِ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيِّ أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَضَى " أَيُّمَا رَجُلٍ أَعْمَرَ عُمْرَى لَهُ وَلِعَقِبِهِ، فَقَالَ: قَدْ أَعْطَيْتُكَهَا وَعَقِبَكَ مَا بَقِيَ مِنْكُمْ أَحَدٌ، فَإِنَّمَا هِيَ - قَالَ أَبُو بَكْرٍ -: لِمَنْ أُعْطَاهَا، وَقَالَ

(1) إسناده ضعيف لضعف مجالد: وهو ابن سعيد. علي بن عبد الله: هو ابن المديني، وسفيان: هو الثوري، والشعبي: هو عامر بن شراحيل.

وأخرجه الحميدي (1296) عن سفيان، بهذا الإسناد.

وأخرجه الدارمي (2162) من طريق عبيدة بن الأسود، عن مجالد، به.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البخاري (2214) و (2257) و (2496)، والطحاوي 4/ 122، والبيهقي 6/ 102، والبغوي (2171) من طريق مسدد، والبخاري (2214) من طريق محمد بن محبوب، وابن حبان (5187) من طريق بشر بن معاذ العقدي، ثلاثتهم عن عبد الواحد بن زياد، بهذا الإسناد.

وانظر (14157).

ص: 428

عَبْدُ الرَّزَّاقِ: لِمَنْ أُعْطِيَهَا، وَإِنَّهَا لَا تَرْجِعُ إِلَى صَاحِبِهَا مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ أَعْطَاهَا عَطَاءً وَقَعَتْ فِيهِ الْمَوَارِيثُ " (1).

15291 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ -، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ يَوْمَ النَّحْرِ ضُحًى، وَرَمَى فِي سَائِرِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ بَعْدَمَا زَالَتِ الشَّمْسُ (2).

15292 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " صَلُّوا عَلَى أَخٍ لَكُمْ مَاتَ بِغَيْرِ أَرْضِكُمْ ". قَالُوا: مَنْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " النَّجَاشِيُّ: صَحْمَةُ ".

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو عند عبد الرزاق (16897)، ومن طريقه أخرجه مسلم (1625)(22)، والبيهقي 6/ 172. وسقط من الإسناد عند البيهقي عبد الرزاق.

وانظر (14871).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وقد صرح أبو الزبير بالسماع فيما سلف برقم (14435).

وأخرجه الطحاوي 2/ 220 من طريق حجاج بن المنهال، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.

وأخرجه أيضاً 2/ 220 من طريق سليمان بن حرب، عن حماد، عن أبي الزبير، به.

وانظر (14354).

ص: 429

قَالَ: فَقُلْتُ: فَصَفَفْتُمْ عَلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، كُنْتُ فِي الصَّفِّ الثَّالِثِ (1).

15293 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا مُثَنَّى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ: أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَخَذَ بِيَدِهِ إِلَى مَنْزِلِهِ، فَلَمَّا انْتَهَى قَالَ:" مَا مِنْ غَدَاءٍ؟ " أَوْ " عَشَاءٍ " شَكَّ طَلْحَةُ. قَالَ: فَأَخْرَجُوا فَلْقًا مِنْ خُبْزٍ، قَالَ:" أَمَا مِنْ أُدْمٍ؟ " قَالُوا: لَا، إِلَّا شَيْءٌ مِنْ خَلٍّ. قَالَ:" أَدْنِيهِ (2)، فَإِنَّ الْخَلَّ نِعْمَ الْأُدْمُ هُوَ "

قَالَ جَابِرٌ: مَا زِلْتُ أُحِبُّ الْخَلَّ مُنْذُ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. وقَالَ طَلْحَةُ: مَا زِلْتُ أُحِبُّ الْخَلَّ مُنْذُ سَمِعْتُهُ مِنْ جَابِرٍ (3).

15294 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أن الواسطة بين يزيد بن هارون وقتادة سقطت من النسخ التي بين أيدينا، وهذا الطريق قد فات الحافظ ابن حجر، فلم يذكره في "أطراف المسند" 2/ 62، ولا في "إتحاف المهرة" 3/ 272، ولم نقع على طريق يزيد عند غير المصنف، وقد روى هذا الحديث عن قتادة غيرُ واحد من أصحابه الثقات. انظر (14150) و (14151).

(2)

في (ق) و (س): أرونيه.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد قوي على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير طلحة بن نافع، فمن رجال مسلم، وهو صدوق لا بأس به. بهز: هو ابن أسد العمي. وقد سلف الحديث مطولاً ومختصراً، انظر (14225).

ص: 430

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اللهُمَّ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، فَأَيُّمَا رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ سَبَبْتُهُ، أَوْ جَلَدْتُهُ، أَوْ لَعَنْتُهُ، فَاجْعَلْهَا لَهُ زَكَاةً وَأَجْرًا "(1).

15295 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ، حَدَّثَنَا عِيسَى، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ مِثْلَهُ، غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ:" زَكَاةً وَرَحْمَةً "(2).

15296 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ مِثْلَهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا اسْتَجْمَرَ أَحَدُكُمْ، فَلْيَسْتَجْمِرْ ثَلَاثًا "(3).

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن بحر، فقد روى له البخاري تعليقاً وأبو داود والترمذي، وهو ثقة.

وأخرجه مسلم (2602) عن إسحاق بن إبراهيم، عن عيسى بن يونس، به.

وقد سلف الحديث في مسند أبي هريرة برقم (9070). وانظر ما بعده.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، رجاله رجال الصحيح غير علي بن بحر، فقد روى له البخاري تعليقاً وأبو داود والترمذي، وهو ثقة، وأبو سفيان -وهو طلحة بن نافع- صدوق لا بأس به.

وأخرجه مسلم (2602) عن إسحاق بن إبراهيم، عن عيسى بن يونس، بهذا الإسناد. وانظر (15199).

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد قوي كسابقه.

وأخرجه ابن خزيمة (76) من طريق عيسى بن يونس، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 155، وابن خزيمة (76)، والبيهقي =

ص: 431

15297 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ، حَدَّثَنَا عِيسَى، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَا مِنْ مُسْلِمٍ وَلَا مُسْلِمَةٍ، وَلَا مُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ، يُصِيبُهُ مَرَضٌ، إِلَّا حَطَّ اللهُ عَنْهُ مِنْ خَطَايَاهُ "(1).

15298 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قِرَاءَةً عَلَيْنَا مِنْ كِتَابِهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَالِسًا فَقُدَّ قَمِيصُهُ مِنْ جَيْبِهِ حَتَّى أَخْرَجَهُ مِنْ رِجْلَيْهِ، فَنَظَرَ الْقَوْمُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:" إِنِّي أَمَرْتُ بِبُدْنِي الَّتِي بَعَثْتُ بِهَا أَنْ تُقَلَّدَ الْيَوْمَ، وَتُشْعَرَ الْيَوْمَ عَلَى مَاءِ كَذَا وَكَذَا، فَلَبِسْتُ قَمِيصًا وَنَسِيتُ، فَلَمْ أَكُنْ أُخْرِجُ قَمِيصِي مِنْ رَأْسِي ". وَكَانَ قَدْ بَعَثَ بِبُدْنِهِ مِنَ الْمَدِينَةِ (2) وَأَقَامَ بِالْمَدِينَةِ (3).

15299 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا أَبُو صَفْوَانَ، وسَمَّاهُ فِي غَيْرِ

= 1/ 103 - 104 من طرق عن سليمان الأعمش، به.

وانظر ما سلف برقم (14128).

(1)

إسناده قوي. وانظر (15146).

(2)

قوله: "من المدينة" ليس في (س) و (ق) وأثبتناه من (م) ونسخة على هامش (س).

(3)

إسناده ضعيف، سلف الكلام عليه عند الحديث رقم (14129).

وأخرجه الطحاوي 2/ 138 و 264 من طريق أسد بن موسى، عن حاتم بن إسماعيل، عن عبد الرحمن بن عطاء، بهذا الإسناد.

ص: 432

هَذَا الْحَدِيثِ عَبْدَ اللهِ بْنَ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، حَدَّثَنِي عَطَاءٌ، أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ زَعَمَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ أَكَلَ ثُومًا أَوْ بَصَلًا، فَلْيَعْتَزِلْنَا - أَوْ قَالَ: فَلْيَعْتَزِلْ مَسْجِدَنَا - وَلْيَقْعُدْ فِي بَيْتِهِ "(1).

(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن عبد الله -وهو ابن المديني- فمن رجال البخاري. ابن شهاب: هو محمد بن مسلم بن عبيد الله الزهري، وعطاء: هو ابن أبي رباح.

وأخرجه البخاري (5452) عن علي بن عبد الله، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (855) و (7359)، ومسلم (564)(73)، وأبو داود (3822)، والنسائي في "الكبرى"(6679)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 240، وأبو عوانة 1/ 410، والطبراني في "الصغير"(1126)، والبيهقي 3/ 76، والبغوي في "شرح السنة"(496) من طرق عن يونس بن يزيد، بهذا الإسناد. وزاد بعضهم فيه قصة.

وأخرجه ابن خزيمة (1664) من طريق عُقيل بن خالد، عن ابن شهاب الزهري، بهذا الإسناد.

وانظر (15069).

ص: 433