الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مسند الإمام أحمد بن حنبل
(164 ـ 241 هـ)
حقق هذا الجزء وخرج أحاديثه
شعيب الأرنَؤوط ـ محمد نعيم العرقسُوسي ـ إبراهيم الزّيبَق
اعتمدنا في تحقيق مسند المكيين النسخ الخطية التالية:
1 -
نسخة المكتبة الظاهرية، ورمزها (ظ 12).
2 -
نسخة دار الكتب المصرية، ورمزها (س).
3 -
نسخة مكتبة الأوقاف العامة بالموصل، ورمزها (ص).
4 -
نسخة المكتبة القادرية ببغداد، ورمزها (ق).
وضعنا رقم الجزء والصفحة من الطبعة الميمنية بحاشية هذه الطبعة، وأشرنا في الحواشي إلى أهمِّ فروقها، وما وقع فيها من سقط أو تحريف، ورمزنا إليها بـ (م).
الرموز المستعملة في زيادات عبد الله، ووجاداته، وما رواه عن أبيه وعن شيخ أبيه أو غيره:
• دائرة صغيرة سوداء لزيادات عبد الله.
° دائرة صغيرة بيضاء لوجاداته.
* نجمة مدورة لما رواه عن أبيه وعن شيخ أبيه أو غيره.
عدد الأحاديث الصحيحة والحسنة لذاتها ولغيرها في مسند المكيين: 593 حديثاً.
عدد الأحاديث الضعيفة فيه: 197 حديثاً.
عدد الأحاديث التي توقفنا في الحكم عليها: 10 أحاديث.
ترجمة صَفوان بن أمية
بقلم: السِّنْدي صَاحِب الحاشيَة على المسْنَد
قال السندي صاحب "الحاشية على المسند": هو صفوان بن أمية الجُمَحِيُّ القرشيُّ، قُتِلَ أبوه يوم بدر كافراً، وكان صفوانُ أحدَ العشرة الذين انتهى إليهم شَرَفُ الجاهليةِ، حكي أنه كان إليه أمر الأزلام في الجاهلية.
قالوا: إنه هرب يومَ فتحِ مكة، وأسلمت امرأتُه، وهي فاخِتَةُ بنتُ الوليد بن المغيرة، فأحضر له ابن عمه عُمَيْرُ بنُ وهب أماناً من النبي صلى الله عليه وسلم، فحضر، وحضر وقعةَ حُنين قبل أن يُسلم، ثم أسلم، وردَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم امرأته بعدَ أربعةِ أشهر، رواه ابن إسحاق.
وهو القائل يوم حنين: لأَنْ يَرُبَّني رَجُلٌ من قريش أحبُّ إليَّ من أن يَرُبَّني رجلٌ من هوازن.
وأعطاه النبيُّ صلى الله عليه وسلم. قال الزبير: أعطاه من الغنائم فأكثرَ، فقال: أشهدُ ما طابَتْ بهذا إلا نفسُ نبي. فأسلم.
وروى مسلم والترمذي من طريق سعيد بن المسيب، عن صفوان بن أمية، قال: والله لقد أعطاني النبيُّ صلى الله عليه وسلم وإنه لأبغضُ الناسِ إليَّ، فما زال يُعطيني حتى أنَّه لأحبُّ الناسِ إليَّ.
ومات بمكَّةَ مَقْتَل عثمان، وقيل: بَعْدَ ذلك.
وقال ابن سعد: لم يبلغْنَا أنه غزا مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم ولا بعده، وكان أحدَ المُطْعِمين في الجاهلية، والفصحاء.
مُسْنَدُ الْمَكِّيِّينَ
(1)
مُسْنَدُ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ الْجُمَحِي (2) عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
15300 -
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: زَوَّجَنِي أَبِي فِي إِمَارَةِ عُثْمَانَ، فَدَعَا نَفَرًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَجَاءَ صَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ، وَهُوَ شَيْخٌ كَبِيرٌ، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " انْهَسُوا اللَّحْمَ نَهْسًا، فَإِنَّهُ أَهْنَأُ وَأَمْرَأُ، أَوْ أَشْهَى وَأَمْرَأُ " قَالَ سُفْيَانُ: الشَّكُّ مِنِّي أَوْ مِنْهُ (3).
(1) قوله: مسند المكيين من هامش (س)، وفي (ظ 12): بسم الله الرحمن الرحيم، وبه الثقة: قُرِئَ على أبي بكرٍ أحمدَ بنِ جعفر بن حمدان بنِ مالك ابنِ شبيب بنِ عبد الله، وأنا أسمعُ: صفوان بن أمية الجمحي ....
(2)
في (م): العجمي، وهو تحريف.
(3)
حسن لغيره، وهذا إسنادٌ ضعيف لِضعف عبد الكريم: وهو ابنُ أبي المخارق أبو أُمية البصري، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الله بن الحارث: هو ابنُ نوفل القرشي الهاشِمي.
وأخرجه الحميدي (564) -ومن طريقه الطبراني في "الكبير"(7332) -، وابن سعد في "الطبقات" 5/ 25، والترمذي (1835)، والدارمي 2/ 106، والبيهقي في "الآداب"(507) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد، وقال الترمذي: وهذا حديث لا نعرفه إلا من حديث عبدِ الكريم، وقد تكلَّم بعضُ أهل العلم في عبد الكريم المُعلِّم -منهم أيوبُ السختياني- من قبل حفظه.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(7331) من طريق يوسف بن حماد المَعْنى، عن عثمانَ بنِ عبد الرحمن، عن محمد بن الفضل بن العباس قال: كانت فينا =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
وليمة، فدخل علينا صفوان بن أمية، فأُتي بطعام، فقال: انتهشوا اللحم، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول:"انتهشوا اللحم، فإنه أشهى وأهنا وأمرأ" وإسناده ضعيف لضعف عثمان بن عبد الرحمن: وهو الجمحي القرشي، ومحمد بن الفضل بن العباس، قال الذهبي في "الميزان": لا أعرفه، وقال ابن النجار: ضعفه ابن أبي الدنيا.
قلنا: وقد حَسَّنه الحافظ في "الفتح" 9/ 547 لطرقه.
وسيأتي نحوه بإسنادٍ ضعيف برقم (15309). وسيكرر سنداً ومتناً برقم (27705).
وله شاهد من حديث عائشة عند أبي داود (3778)، والبيهقي في "السنن" 7/ 280، ولفظه عند أبي داود:"لا تقطعوا اللحم بالسكين، فإنه من صنع الأعاجم، وانهسوه فإنه أهنأ وأمرأ"، وفي طريقه أبو معشر نجيح بن عبد الرحمن السندي، وهو ضعيف.
قلنا: وفي هذا الحديث التصريح بالنهي عن قطع اللحم بالسكين وهو مردود بحديث عمرو بن أمية الضمري عند البخاري (5408)، ومسلم (355)(92)، وسيرد 4/ 139. ولفظه عند أحمد، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يحتز من كتف شاة، فدعي إلى الصلاة، فطرح السكين ولم يتوضأ.
وكذلك بحديث المغيرة بن شعبة، سيرد 4/ 252.
وقال الحافظ في "الفتح" 9/ 547: وأكثر ما في حديث صفوان أن النهش أولى. قلنا: يعني من القطع بالسكين.
وقد ورد نهس اللحم مِن فعله صلى الله عليه وسلم من حديث طويل رواه أبو هريرة وأخرجه البخاري (3340)، ومسلم (194)(327)، وقد سلف 2/ 435، ولفظه عند البخاري: كنا مَعَ النبي صلى الله عليه وسلم في دعوةٍ، فرفعت إليه الذراع -وكانت تعجبه- فنهسَ منها نَهْسةً.
قال السندي: قوله: "انهسوا اللحمَ نهساً": قال السيوطي في حاشية أبي داود: هو بالسين المهملة، وهو أخذُ اللحم بالفم مِن العظم، وفي "النهاية": =
15301 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا التَّيْمِيِّ، يَعْنِي سُلَيْمَانَ (1)، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ (2) - يَعْنِي النَّهْدِيَّ -، عَنْ عَامِرِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ قَالَ:" الطَّاعُونُ، وَالْبَطْنُ، وَالْغَرَقُ، وَالنُّفَسَاءُ شَهَادَةٌ " حَدَّثَنَا (3) بِهِ أَبُو عُثْمَانَ مِرَارًا، وَقَدْ رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَرَّةً (4).
= هو بالإهمال بمقدم الفم، وبالإعجام: بالأضراس، وقيل: هما بمعنى. قلت (القائل السندي): فيجوز الإعجام هاهنا أيضاً.
قوله: "أهنأ وأمرأ": كلاهما بالهمزة، يقال: هنؤ الطعام صار هنيئاً، ومَرُؤَ صار مريئاً، وهو أن لا يثقل على المعدة، وينهضم عنها طيباً، وقيل: المراد أنه اللذيذ الموافق للغرض.
(1)
في (س) و (ق) و (م): يحيى بن سعيد التيمي، يعني سليمان وفيه نقص وتحريف، والمثبت من (ظ 12) و (ص).
(2)
في (م): يعني سليمان بن عثمان، وهو تحريف.
(3)
في (ظ 12) و (ق): قال: حدثنا به.
(4)
حديث صحيح لِغيره، وهذا إسناد ضعيف، عامر بن مالك تفرد بالرواية عنه أبو عثمان: وهو عبد الرحمن بن مل النَّهديُّ، ولم يؤثر توثيقه عن غيرِ ابن حبان، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطان، وسليمان التيمي: هو ابن طَرْخان.
وأخرجه المزيُّ في "تهذيب الكمال"(ترجمة عامر بن مالك) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(778)، والنسائي في "المجتبى" 4/ 99، والطبراني في "الكبير"(7329) من طريق يحيى، به. وعند الطبراني: لم يذكر البطن.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(7330) من طريق يزيد بن زريع، عن سليمان التيمي، به، وفيه:"الحرق" بدلاً من "البطن". =
15302 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، عَنْ أُمَيَّةَ بْنِ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ
= وسيأتي برقم (15307) و (15308)، وسيكرر سنداً ومتناً 6/ 465. وله شاهدٌ من حديث أبي هريرة، سلف برقم (8092) وإسناده صحيح.
وآخر من حديث عبادة بن الصامت، سيرد 5/ 314، وإسناده صحيح.
وثالث من حديث ربيع الأنصاري عند الطبراني في "الكبير"(4607)، أورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/ 300، وقال: رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح.
ورابع من حديث سعد بن أبي وقاص عند البزار في "الزوائد"(1719)، أورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/ 300 - 301، وقال: رواه البزار، ورجاله رجال الصحيح.
وخامس من حديث عبد الله بن بسر، أورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/ 301، وقال: رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح غير أبي صالح الفراء، وهو ثقة.
وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري (2829)، ومسلم (1914)، سلف برقم (8305).
وعن أنس عند البخاري (2830)، ومسلم (1916)، وقد سلف برقم (12519).
وعن جابر بن عتيك، سيرد 5/ 446.
وعن عائشة عند البخاري (5734).
قال السندي: قوله: "الطاعون": المراد الموت به، من ذكر السبب وإرادة المسبَّب مجازاً، وكذا البطن والغرق.
وأما قوله: "والنفساء": فبتقدير المضاف، أي: موت النفساء.
قوله: "شهادة"، أي: في حكم الآخرة والثواب فيها، لا في أحكام الدنيا من ترك الاغتسال والصلاة عند القائل بتركها في الشهداء.
عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم اسْتَعَارَ مِنْهُ يَوْمَ حُنَيْنٍ (1) أَدْرَاعًا فَقَالَ: أَغَصْبًا يَا مُحَمَّدُ (2)؟ فَقَالَ: " بَلْ عَارِيَةٌ مَضْمُونَةٌ " قَالَ: فَضَاعَ بَعْضُهَا، فَعَرَضَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَضْمَنَهَا لَهُ، فَقَالَ: أَنَا الْيَوْمَ يَا رَسُولَ اللهِ فِي الْإِسْلَامِ أَرْغَبُ (3).
(1) في النسخ الخطية و (م): يوم خيبر، وهو تحريف، وقد جاءت على الصواب في "أطراف المسند" 2/ 590، ومصادر التخريج.
(2)
في (ق): يا رسول الله! وهو خطأ، لأنه لم يكن إذ ذاك مسلماً.
(3)
حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف شريك: وهو ابن عبد الله النخعي، وجهالة حال أمية بن صفوان، فإنه لم يوثقه أحد، ولم يرو عنه غير اثنين. ولاضطرابه كما سيأتي في التخريج.
وأخرجه أبو داود (3562)، والنسائي في "الكبرى"(5779)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4455)، والدارقطني في "السنن" 3/ 39، والحاكم 2/ 47، والبيهقي في "السنن" 6/ 89، وفي "المعرفة"(11967)، والبغوي في "شرح السنة"(2161) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وقال أبو داود: وهذه رواية يزيد ببغداد، وفي روايته بواسط تغير على هذا.
وقد اختلف فيه على شريك.
فأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4454)، والطبراني في "الكبير"(7339) من طريق يحيى بن عبد الحميد الحماني، عن شريك، عن عبد العزيز بن رفيع، عن ابن أبي مليكة، عن أمية بن صفوان، به بزيادة: ابن أبي مليكة في الإسناد.
وقد اختلف فيه كذلك على عبد العزيز بن رفيع.
فأخرجه الدارقطني في "السنن" 3/ 40 من طريق قيس بن الربيع، عن عبد العزيز، عن ابن أبي مليكة، عن أمية بن صفوان، به.
وأخرجه بنحوه النسائي في "الكبرى"(5780)، والطحاوي في "شرح =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= مشكل الآثار" (4456) من طريق إسرائيل بن يونس، عن عبد العزيز، عن ابن أبي مليكة، عن عبد الرحمن بن صفوان، مرسلاً. وفي رواية الطحاوي: عن ابن صفوان، ولم يسمه.
وأخرجه ابن أبي شيبة 6/ 143 - 144، ومن طريقه أبو داود (3563)، والدارقطني في "السنن" 3/ 40، والبيهقي في "السنن" 6/ 89، 7/ 18. وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4459) من طريق أسد بن موسى، كلاهما عن جرير، عن عبد العزيز، عن أناس من آل عبد الله بن صفوان، مرسلاً.
وفي مطبوع الدارقطني، أقحم اسم عطاء بعد عبد العزيز.
وأخرجه أبو داود (3564)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4457)، والبيهقي في "السنن" 6/ 89 من طريق مسدد، عن أبي الأحوص، عن عبد العزيز، عن عطاء بن أبي رباج، عن ناس من آل صفوان، مرسلاً.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4458) من طريق مسدد، عن أبي الأحوص، عن عبد العزيز، عن عطاء بن أبي رباح، عن صفوان، به.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(5778) من طريق حجاج بن أرطاة، عن عطاء بن أبي رباح، مرسلاً.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 6/ 89 من طريق أنس بن عياض الليثي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي بن الحسين، مرسلاً.
وقد أشار إلى اضطرابه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 8، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 11/ 292 - 295، وابن التركماني في "الجوهر النقي" 6/ 90.
وسيكرر برقم 6/ 465 سنداً ومتناً.
ويشهد له حديث جابر عند الحاكم 3/ 48 - 49، والبيهقي 6/ 89، وفيه: ثم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى صفوان بن أمية، فسأله أدراعاً مئة درع، وما يُصلحها مِن عدتها، فقال: أغصباً يا محمد؟ قال: "بل عاريةٌ مضمونةٌ حتى =
15303 -
حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ، حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ صَفْوَانَ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ صَفْوَانَ بْنَ أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ قِيلَ لَهُ: هَلَكَ مَنْ لَمْ يُهَاجِرْ، قَالَ: فَقُلْتُ: لَا أَصِلُ إِلَى أَهْلِي حَتَّى آتِيَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَرَكِبْتُ رَاحِلَتِي، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، زَعَمُوا أَنَّهُ هَلَكَ مَنْ لَمْ يُهَاجِرْ؟ قَالَ:" كَلَّا أَبَا وَهْبٍ، فَارْجِعْ إِلَى أَبَاطِحِ مَكَّةَ " قَالَ: فَبَيْنَمَا (1) أَنَا رَاقِدٌ إِذْ جَاءَ السَّارِقُ، فَأَخَذَ ثَوْبِي مِنْ تَحْتِ رَأْسِي، فَأَدْرَكْتُهُ، فَأَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: إِنَّ هَذَا سَرَقَ ثَوْبِي. فَأَمَرَ بِهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُقْطَعَ، قَالَ: قُلْتُ (2): يَا رَسُولَ اللهِ، لَيْسَ هَذَا أَرَدْتُ، هُوَ عَلَيْهِ صَدَقَةٌ، قَالَ:" فَهَلَّا قَبْلَ أَنْ تَأْتِيَنِي بِهِ؟ "(3).
= نؤدِّيَها إليك" ثم خرج رسولُ الله صلى الله عليه وسلم سائراً.
وإسناده حسن، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي!
قال السندي: قوله: أغصباً: أي: أتأخذها غصباً.
قوله: "مضمونة": ظاهره أن العارية تضمن، ولعل من لا يقول به يقول: أن هذا ليس بيان أن من شأن العارية الضمان، بل هو التزام للضمان لمصلحة في تلك العارية، ولا يلزم منه أنها مضمونة على الإطلاق.
(1)
في (ظ 12)، وهامش (س) و (ص): فبينا.
(2)
في (ظ 12) و (ص) و (ق): فقلت.
(3)
حديث صحيح بطرقه وشاهده، وهذا إسناد ضعيف لاضطرابه، فقد اختلف فيه على محمد بن أبي حفصة.
فرواه سعدان بن يحيى اللخمي كما عبد الطبراني في "الكبير"(7338) و (7341) عن محمد بن أبي حفصة، عن الزهري، عن عبد الله بن صفوان بن =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= أمية، عن أبيه. يعني بإسقاط صفوان بن عبد الله بن صفوان من الإسناد.
وخالفه مالك، واختلف عليه كذلك، فرواه جمهورُ أصحابه عنه، عن الزهري، عن صفوان بن عبد الله بن صفوان أن صفوانَ بنَ أمية قيل له
…
وهذا إسناد معضل، وهو ما أخرجه يحيى الليثي في روايته عنه في "الموطأ" 2/ 834 - 835، ومن طريق مالك هذه أخرجه الشافعي في "المسند" 2/ 84 (ترتيب السندي)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2383)، والبيهقي في "السنن" 8/ 265.
وخالفهم أبو عاصم النبيل، فرواه عن مالك، عن الزهري، عن صفوان بن عبد الله بن صفوان، عن جده، وهو عند الطبراني في "الكبير"(7325).
وخالفهم شبابة بن سوار، فرواه عن مالك، عن الزهري، عن عبد الله بن صفوان، عن صفوان بن أمية، به، وروايته عن ابن ماجه (2595)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2384)، وابن عبد البر في "التمهيد" 11/ 216، وقال ابن عبد البر: ورواه أبو علقمة الفروي، عن مالك كما رواه شبابةُ عنه بإسناده سواء.
قال الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 6/ 158: وافق شبابة على هذا الإسناد في هذا الحديث أبو علقمة الفرويُّ، وإذا كان إسناد هذا الحديث كما ذكرنا، احتمل أن يكونَ الزهري قد سمعه من عبد الله بن صفوان عن أبيه، وسمعه من صفوان بن عبد الله، فحدّث به مرة هكذا ومرة هكذا، كما يفعل في أحاديثه عن غيرهما ممن يُحدِّث عنه. ثم ذكر الطحاوي إمكانَ سماع الزهري من عبد الله بن صفوان.
وقال المزي في "تحفة الأشراف" 4/ 189: المحفوظ حديث مالك، عن الزهري، عن صفوان بن عبد الله بن صفوان. قلنا: يعني روايته في "الموطأ".
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(7336) من طريق عبد الملك بن عمير، عن يزيد بن صفوان، به. ولم نقع على ترجمة يزيد هذا.
وهذا الحديث صححه ابن عبد الهادي في "التنقيح" فيما نقله عنه الزيلعي في "نصب الراية" 3/ 369، فقال: حديث صفوان حديث صحيح، رواه أبو =
15304 -
حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، أَخْبَرَنَا ابْنِ مُبَارَكٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، (1) عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ قَالَ: أَعْطَانِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ حُنَيْنٍ،
= داود والنسائي وابن ماجه، وأحمد في "مسنده" من غير وجه عنه.
وسيأتي بالأرقام (15305) و (15306) و (15310)، وسيكرر 6/ 465 سنداً ومتناً.
وقوله: "فهلا قبل أن تأتيني به":
يشهد له حديث ابن عباس أخرجه الدارقطني في "السنن" 3/ 206، والحاكم 4/ 380 من طريق زكريا بن إسحاق، عن عمرو بن دينار، عن طاووس، عن ابن عباس: أن صفوان بن أمية أتى النبي صلى الله عليه وسلم
…
، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 2/ 172 و 8/ 69، والدارمي 2/ 172، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2382)، والطبراني في "الكبير"(7327) و (11703)، وفي سنده أشعث بن سوَّار، وهو ضعيف، لكن يصلح حديثه للمتابعات.
وقوله: "كلا أبا وهب، فارجع إلى أباطح مكة"، سيأتي نحوه برقم (15306)، وذكرنا هناك شاهده.
قال السندي: قوله: قيل له: بعد فتح مكة.
قوله: "هلك من لم يُهاجر": أي: كما كان قبل الفتح.
وقال الخطابي في "معالم السنن" 3/ 307: في هذا دليل على أن الحرزَ معتبر في الأشياء حسبما تعارفه الناسُ في حرز مثلها
…
وإنما ينظر في هذا الباب إلى سيرة الناس وعاداتهم في إحراز أنواع الأموال على اختلاف أماكنها، فكل ما كان مأخوذاً من حرز مثله، وكان مبلغه ما يجبُ فيه القطعُ، وجب قطعُ يدِ سارقه.
(1)
قوله: أخبرنا ابن مبارك، عن يونس، عن الزهري، ساقط من (م).
وَإِنَّهُ لَأَبْغَضُ النَّاسِ إِلَيَّ، فَمَا زَالَ يُعْطِينِي حَتَّى صَارَ وَإِنَّهُ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ (1).
15305 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ يَعْنِي ابْنَ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ مُرَقَّعٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ أَنَّ رَجُلًا سَرَقَ بُرْدَةً، فَرَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأَمَرَ بِقَطْعِهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ قَدْ تَجَاوَزْتُ عَنْهُ. قَالَ: " فَلَوْلَا كَانَ هَذَا قَبْلَ أَنْ تَأْتِيَنِي بِهِ يَا أَبَا وَهْبٍ ". فَقَطَعَهُ رَسُولُ اللهِ
(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. زكريا بن عدي: هو ابن الصلت التيمي، ويونس: هو ابنُ يزيد الأيلي.
وأخرجه الترمذي (666)، والطبراني في "الكبير"(7340) من طريق يحيى ابن آدم، وابن حبان (4828) من طريق مسروق بن المرزبان، كلاهما عن ابن المبارك، به. وقال الترمذي: حديث صفوان رواه معمر وغيره عن الزهري، عن سعيد بن المسيب أن صفوان بن أمية قال: أعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكأن هذا الحديث أصح وأشبه، إنما هو سعيد بن المسيب أن صفوان.
قلنا: وكذلك رواه مسلم (2313)، والبيهقي في "السنن" 7/ 19 من طريق عبد الله بن وهب، عن يونس، به. وفيه: قال ابن شهاب: حدثني سعيد بن المسيب أن صفوان بن أمية، قال
…
فذكر الحديث.
وسيكرر 6/ 465 سنداً ومتناً.
قال السندي: قوله: حتى صار: أي محبوباً، فخبر "صار" محذوف، وجملة "وإنه أحب الناس إلي" لبيان ما كان عليه حال التكلم، أي: وإنه الآن أحب الناس إليّ. وهذا هو حكمة شرع إعطاء المؤلفة قلوبهم، وهذا هو الذي قيل: إن الإنسان عبد الإحسان.
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1).
(1) حديث صحيح بطرقه وشاهده، وهذا إسناد ضعيف، سعيد بن أبي عروبة قد اختلط، وسماعُ محمد بن جعفر منه بعدَ اختلاطه، وطارق بن المرقع انفرد بالرواية عنه عطاء بن أبي رباح، ولم يُؤثر توثيقه عن أحد، وقد اختلف فيه على عطاء كذلك.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/ 68، وفي "الكبرى"(7365)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2386)، والطبراني في "الكبير"(7337)، والمزي في "تهذيب الكمال"(في ترجمة طارق) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابنُ عبد البر في "التمهيد" 11/ 218 من طريق الإمام أحمد، عن محمد بن جعفر، به، إلا أنه وقع عنده شعبة بدل سعيد، والظاهر أنه تحريف، إذ ليس في المسند رواية شعبة.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/ 68، وفي "الكبرى"(7364) من طريق يزيد بن زريع، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن عطاء، عن صفوان، ابن أمية، به. لم يذكر في الإسناد طارق بن المرقع. وسماع يزيد بن زريع من سعيد قبل الاختلاط.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2385)، من طريق حماد بن سلمة، عن قتادة، عن عطاء، عن صفوان، به.
وكنالك أخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2385)، من طريق قيس وحبيب المعلم وحميد وعمارة وهو ابن ميمون، أربعتهم عن عطاء، عن صفوان، به. قلنا: وعطاء لا نعرف له سماعاً من صفوان.
وأخرجه بنحوه النسائي في "المجتبى" 8/ 68، وفي "الكبرى"(7366) من طريق الأوزاعي، والبيهقي في "السنن" 8/ 265 من طريق حبيب، كلاهما عن عطاء، مرسلاً.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/ 69، وفي "الكبرى"(7367) من طريق عكرمة، والطبراني في "الكبير"(7334) من طريق رجاء بن حيوة، كلاهما عن =
15306 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ أَنَّهُ قِيلَ لَهُ: لَا يَدْخُلُ (1) الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ هَاجَرَ، قَالَ: فَقُلْتُ: لَا أَدْخُلُ مَنْزِلِي، حَتَّى آتِيَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَسْأَلَهُ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ هَذَا سَرَقَ خَمِيصَةً لِي لِرَجُلٍ مَعَهُ، فَأَمَرَ بِقَطْعِهِ، فَقُلْتُ (2): يَا رَسُولَ اللهِ، فَإِنِّي قَدْ وَهَبْتُهَا لَهُ، قَالَ:" فَهَلَّا قَبْلَ أَنْ تَأْتِيَنِي بِهِ " قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهُمْ يَقُولُونَ: لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ هَاجَرَ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا هِجْرَةَ بَعْدَ فَتْحِ مَكَّةَ، وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ، فَإِذَا اسْتُنْفِرْتُمْ فَانْفِرُوا "(3).
= صفوان، به، وزاد الطبراني:"إن الإمام إذا انتهى إليه حد من الحدود أقامه" وعكرمة ورجاء لا نعرف لهما سماعاً من صفوان.
وقد سلف برقم (15303)، وذكرنا هناك شاهده.
(1)
في هامش (س): أنه لا يدخل، نسخة.
(2)
في (ظ 12) و (ص)، وهامش (س): فقال، نسخة.
(2)
حديث صحيح بطرقه وشاهديه. طاووس -وهو ابن كيسان اليماني- اختلف فيه: هل سمع مِن صفوان بن أمية أم لا؟ فقد نفى الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 6/ 161 أن يكون سمعه منه، فقال: وجدنا وفاة صفوان كانت بمكة عند خروج الناس إلى الجمل [يعني سنة 36 هـ]، ووجدنا وفاة طاووس كانت بمكة سنة ست ومئة، وسنه يومئذٍ بضع وسبعون سنة، فعقلنا بذلك أنه لا يحتمل أنه أخذه عن صفوان سماعاً. وجعل سماعه منه ممكناً ابنُ عبد البر في "التمهيد" 11/ 219، فقال: وسماعه -أي طاووس- من صفوان ممكن، لأنه أدرك زمن عثمان.
ثم أنه اختلف فيه على طاووس كما سيأتي في التخريج، وبقية رجاله ثقات =
15307 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا (1) سُلَيْمَانُ - يَعْنِي التَّيْمِيَّ -، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ - يَعْنِي النَّهْدِيَّ -، عَنْ عَامِرٍ - يَعْنِي ابْنَ مَالِكٍ -، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " الطَّاعُونُ شَهَادَةٌ،
= رجال الشيخين. عفان: هو ابن مسلم، ووهيب: هو ابن خالد الباهلي، وابن طاووس: هو عبد الله.
وأخرجه النسائي مختصراً في "المجتبى" 7/ 145 - 146، وفي "الكبرى"(7371)، ومن طريقه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2388) عن معلى ابن أسد، عن وهيب، بهذا الإسناد.
وتحرف معلى بن أسد في مطبوع "السنن الكبرى" إلى علي بن.
وأخرجه ابن أبي شيبة 14/ 231، وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2387) من طريق يونس، والبيهقي في "السنن" 8/ 267 من طريق الرملي، ثلاثتهم عن سفيان بن عُيينة، عن عمرو بن دينار، عن طاووس، قال: قيل لصفوان بن أمية
…
فذكر الحديث.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 8/ 265 من طريق الشافعي، عن سفيان بن عُيينة، عن عمرو بن دينار، عن طاووس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، مرسلاً، ولم يسق لفظه، بل أحال به على رواية مالك التي سلف تخريجها برقم (15303)، وقال: هذا المرسل يقوي الأول. قلنا: يعني رواية مالك المرسلة كذلك.
وقد سلف ذكر شاهده برقم (15303).
وقوله: "لا هجرة بعد فتح مكة، ولكن جهاد ونية، فإذا استنفرتم فانفروا".
له شاهد من حديث ابن عباس السالف برقم (1991)، وإسناده صحيح، وهو من رواية طاووس عن ابن عباس، وذكرنا تتمة أحاديث الباب في مسند عبد الله بن عمرو بن العاص، في الرواية رقم (7012).
(1)
في (ق) و (ص) ونسخة في (س): أخبرني.
وَالْغَرَقُ شَهَادَةٌ، وَالْبَطْنُ شَهَادَةٌ، وَالنُّفَسَاءُ شَهَادَةٌ (1) " (2).
15308 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي (3) عَدِيٍّ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ مَالِكٍ (4)، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ قَالَ:" الطَّاعُونُ وَالْبَطْنُ وَالْغَرَقُ وَالنُّفَسَاءُ شَهَادَةٌ " قَالَ سُلَيْمَانُ: حَدَّثَنَا بِهِ يَعْنِي أَبَا عُثْمَانَ مِرَارًا، وَرَفَعَهُ مَرَّةً إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم (5).
(1) لفظ "شهادة" ليس في (ظ 12) و (ص)، وأشير إليها في (س) على أنها نسخه.
(2)
حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، عامر بن مالك تفرَّد بالرواية عنه أبو عثمان النهدي، وهو عبد الرحمن بن مل، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وبقَية رجاله ثقات رجال الشيخين. سلميان التيمي: هو ابن طَرْخان.
وأخرجه الدارمي 2/ 207، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(777)، والطبراني في "الكبير"(7328) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وزاد الدارمي:"والغزو شهادة، ولم يذكر الطبراني: "الغرق".
وأخرجه ابن أبي شيبة 5/ 333 عن يزيد بن هارون، به، موقوفاً.
وقد سلف برقم (15301) وذكرنا هناك شواهده، وسيكرر 6/ 466 سنداً ومتناً. وانظر ما بعده.
(3)
لفظ "أبي": ساقط من (م).
(4)
في (ظ 12): عن مالك، وجاء في هامشها بغير خط الناسخ ما نصه: صوابه ابن مالك.
(5)
حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.
وقد سلف ذكر شواهده في الرواية برقم (15301)، وسيكرر 6/ 466 سنداً ومتناً.
15309 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ قَالَ: قَالَ صَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ: رَآنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا آخُذُ اللَّحْمَ عَنِ الْعَظْمِ بِيَدِي (1) فَقَالَ: " يَا صَفْوَانُ " قُلْتُ: لَبَّيْكَ. قَالَ: " قَرِّبِ اللَّحْمَ مِنْ فِيكَ، فَإِنَّهُ أَهْنَأُ وَأَمْرَأُ "(2).
15310 -
حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ يَعْنِي ابْنَ قَرْمٍ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ حُمَيْدِ ابْنِ أُخْتِ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ قَالَ: كُنْتُ نَائِمًا فِي الْمَسْجِدِ عَلَى خَمِيصَةٍ لِي، فَسُرِقَتْ، فَأَخَذْنَا السَّارِقَ، فَرَفَعْنَاهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأَمَرَ
(1) لفظ: بيدي، ساقط من (ص).
(2)
حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الرحمن بن معاوية: وهو الزُّرَقي، ولانقطاعه، عثمان بن أبي سليمان -وهو ابن جُبير بن مطعم- لم يسمع مِن صفوان بن أمية، وعبد الرحمن بن إسحاق: وهو ابن عبد الله بن الحارث القرشي العامري، مختلف فيه، وهو حسن الحديث. إسماعيل بن إبراهيم: هو ابنُ مِقسم الأسدي، المعروف بابن عُلَيّة.
وأخرجه أبو داود (3779)، والحاكم 4/ 12 ا- 113 من طريق إسماعيل ابن عُلَيّة، بهذا الإسناد. وقال أبو داود: عثمان لم يسمع من صفوان، وهو مرسل. قلنا: ومع ذلك فقد صححه الحاكم ووافقه الذهبي!
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(7333) من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، والبيهقي في "السنن" 7/ 280، وفي "الشعب"(5901)، وفي "الآداب"(506) من طريق ربعي ابن عُلَيّة، كلاهما عن عبد الرحمن بن إسحاق، به.
وقد سلف نحوه برقم (15300)، وسيكرر سنداً ومتناً 6/ 466.
بِقَطْعِهِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفِي خَمِيصَةٍ ثَمَنُ ثَلَاثِينَ دِرْهَمًا؟! أَنَا أَهَبُهَا لَهُ، أَوْ أَبِيعُهَا لَهُ. قَالَ:" فَهَلَّا كَانَ قَبْلَ أَنْ تَأْتِيَنِي بِهِ؟ "(1).
(1) حديث صحيح بطرقه وشاهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف سليمان بن قرم، وجهالة جعيد ابن أخت صفوان، فقد انفرد بالرواية عنه سماك بن حرب، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، ثم أنه اختلف فيه على سماك في اسم جعيد كما سيأتي في التخريج.
وأخرجه أبو داود (4394)، والنسائي في (المجتبى)، 8/ 69، وفي "الكبرى"(7369)، وابن الجارود في "المنتقى"(828)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2389)، والطبراني في "الكبير"(7335)، والدارقطني في "السنن" 3/ 204، وابن عبد البر في "التمهيد" 11/ 220، والمزي في "تهذيب الكمال" 7/ 417 من طريق أسباط بن نصر، عن سماك بن حرب، عن حميد ابن أخت صفوان، به. فسماه حميداً، وقد سكت عنه الحاكم والذهبي.
وقال أبو داود: ورواه زائدة عن سماك، عن جعيد بن حجير. قلنا: وسماه كذلك يزيد بن عطاء -فيما أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 357 من طريقه- عن سماك، عن جعيد بن حجير، فسمى أباه حجيراً كذلك.
ونقل الحافظ ابن حجر في "تهذيب التهذيب" ترجمة (حميد ابن أخت صفوان) عن البخاري قوله: أنَّ زائدة صحَّفه، فقال: جعيد بن حُجير، ولم نقف على قول البخاري.
وقد سلف برقم (15303)، وذكرنا هناك شاهده، وسيكرر 6/ 466 سنداً ومتناً.
قال السندي: قوله: أو أبيعها له: أي أبيعها منه حتى تصير ملكاً له، فما تبقى معنى السرقة.
(مُسْنَدُ)(1) حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ (2) عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
15311 -
حَدَّثَنَا هُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ، أَخْبَرَنَا (3) أَبُو بِشْرٍ (4)، عَنْ يُوسُفَ بْنِ
(1) ما بين حاصرتين من (م).
(2)
قال السندي: هو حكيمُ بن حزام بن خويلد، ابن أخي خديجة زوج النبى صلى الله عليه وسلم.
حكى الزبيرُ بن بكَّار أن حكيماً وُلِدَ في جوف الكعبة. قال: وكان من ساداتِ قريشٍ، وكان صديقَ النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثِ، وكان يُحبه بعدَ البعثة، ولكنه تأخَّر إسلامُه حتى أسلم عامَ الفتح. وجاء أنه صلى الله عليه وسلم قال يومَ الفتح:"مَن دَخَلَ دارَ حكيم بنِ حِزام، فَهُوَ آمِن".
وكان من المؤلفة، ثم حَسُنَ إسلامُه.
وقد شَهِدَ بدراً مع الكفار، ونجا مع مَنْ نجا، فكان إذا اجتهدَ في اليمين يقول قال: والذي نجَّاني يومَ بدر.
وكان يفعلُ المعروف ويَصِلُ الرحمَ.
وكانت دارُ الندوة بيده، فباعها مِن معاوية بمئة ألف درهم، فلامه ابنُ الزبير، فقال له: يا ابنَ أخي اشتريتُ بها داراً في الجنة، فتصدَّقَ بالدراهِمِ كُلِّها.
وهو ممَّن عاش مئةً وعشرين سنة، شطرُها في الجاهلية وشطرُها في الإسلام.
قال البخاري: مات سنة ستين، وقيل غير ذلك. والله تعالى أعلم.
(3)
في (ظ 12) و (ص): قال: أخبرنا.
(4)
في (س) و (م): يونس، وهو تحريف، والمثبت من (ظ 12) و (ق) و (ص)، و"أطراف المسند" 2/ 282.
مَاهَكَ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، يَأْتِينِي الرَّجُلُ يَسْأَلُنِي الْبَيْعَ، لَيْسَ عِنْدِي مَا أَبِيعُهُ، ثُمَّ أَبِيعُهُ مِنَ السُّوقِ؟ فَقَالَ:" لَا تَبِعْ مَا لَيْسَ عِنْدَكَ "(1).
(1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، يوسف بن ماهك لم يسمع من حكيم بن حزام فيما نقل العلائيُّ في "جامع التحصيل" ص 377 عن الإمام أحمد، وقال: بينهما عبد الله بن عصمة الجُشَمي الحجازي، وقد أشار إلى ذلك البخاري في "التاريخ الكبير" 5/ 158، فقال: عبد الله بن عصمة، سمع من حكيم بن حزام، سمع منه يوسف بن ماهك، وكذلك قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 5/ 126، وابن حبان في "الثقات" 5/ 27، وصرَّح بذلك أيضاً ابن عبد الهادي في "التنقيح" فيما نقله عنه الزيلعي في "نصب الراية" 4/ 33 فقال: الصحيح أن بين يوسف وحكيم فيه عبدَ الله بن عصمة، وهو الجشمي، حجازي. قلنا: وقد ورد كذلك متصلاً من رواية حسن بن موسى الأشيب عند أحمد، كما سيأتي في التخريج، وفي الرواية رقم (15316). وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو بشر: هو جعفر بن إياس أبي وحشية.
وأخرجه ابن أبي شيبة 6/ 129، والترمذي (1232)، والنسائي في "المجتبى" 7/ 289، وفي "الكبرى"(6206)، والطبراني في "الكبير"(3099)، والبيهقي في "السنن" 5/ 317 من طريق هشيم، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: وهذا حديث حسن.
وأخرجه أبو داود (3503)، والطبراني في "الكبير"(3098) من طريق أبي عوانة، عن أبي بشر، به.
قلنا: والإسناد الذي فيه عبد الله بن عصمة قد أورده الحافظ ابن حجر في "أطراف المسند" 2/ 283، ولم يرد في أيٍّ من النسخ الخطية التي عندنا! وإسناده: حدثنا حسن بن موسى، عن شيبان -وهو ابن عبد الرحمن النحوي-، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= عن يحيى بن أبي كثير، وهو الطائي، عن يعلى بن حكيم، عن يوسف بن ماهك، عن عبد الله بن عصمة، عن حكيم بن حزام، به. وهذا إسناد حسن من أجل عبد الله بن عصمة الجُشَمي، فقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ونقل ابن حجر في "تهذيب التهذيب" عن العراقي قوله: لا أعلم أحداً من أئمة الجرح والتعديل تكلم فيه، بل ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أيضاً في "التلخيص" 3/ 5: وزعم عبد الحق أن عبد الله بن عصمة ضعيف جداً، ولم يتعقبه ابن القطان، بل نقل عن ابن حزم أنه قال: هو مجهول، وهو جرح مردود، فقد روى عنه ثلاثة، واحتج به النسائي. قلنا: واختلف قول الذهبي فيه، فوثقه في "الكاشف"، وقال في "الميزان": لا يعرف، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، وقد تحرف شيبان في مطبوع الأطراف إلى سفيان!
وقد أخرجه المزي في "تهذيب الكمال"(في ترجمة عبد الله بن عصمة) من طريق الإمام أحمد، عن الحسن بن موسى، به. ولفظه عنده:"يا ابن أخي، لا تبيعن شيئاً حتى تقبِضَه".
وأخرجه البيهقي في "السنن" 5/ 313 من طريق الدوري، عن الحسن بن موسى، به، وقال: هذا إسناد حسن متصل.
وأخرجه النسائي كما في "التحفة" 3/ 76، والطبراني في "الكبير"(3108)، وابن الجارود في "المنتقى"(602)، والبيهقي في "السنن" 5/ 313 من طريقين عن شيبان، به.
وأخرجه ابن الجارود في "المنتقى"(602) من طريقين عن يحيى بن أبي كثير، به.
ويشهد له حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، وقد سلف برقم (6628)، وإسناده حسن، وبه يصح الحديث.
وسيأتي برقم (15312) و (15313) و (15315)، وسيكرر برقم (15573) سنداً ومتناً، وبنحوه برقم (15316).
قال السندي: قوله: يسألني البيع: أي: المبيع كالصيد بمعنى المصيد. =
15312 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكَ يُحَدِّثُ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ قَالَ: بَايَعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى أَنْ لَا أَخِرَّ إِلَّا قَائِمًا. قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، الرَّجُلُ يَسْأَلُنِي الْبَيْعَ، وَلَيْسَ عِنْدِي، أَفَأَبِيعُهُ؟ قَالَ:" لَا تَبِعْ مَا لَيْسَ عِنْدَكَ "(1).
= قوله: ما أبيعه: أي: ذلك المبيع الذي يطلبه.
قوله: ثم أبيعه من السوق: أي: أشتريه.
قوله: "لا تبع ما ليس عندك": قيل هو كبيع الآبق، ومال الغير، والمبيع قبل القبض، والجمهور على جواز بيع مال الغير موقوفاً [على إجازة المالك]، ومنعه الشافعي لظاهر هذا الحديث. قال الخطابي: يريد بيع العين دون بيع الصفة. انتهى. يعني: أن المراد بيع العين دون الدين كما في السَّلَم، فإن مداره على الصفة، وهذا جائز فيما ليس عند الإنسان بالإجماع، والله تعالى أعلم.
(1)
حديث صحيح لغيره دون قوله: "بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن لا أخر إلا قائماً"، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، وقد سلف الكلام عليه في الإسناد الذي قبله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وقوله: بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن لا أخِرَّ إلا قائماً.
أخرجه الطيالسي (1360)، والنسائي في "المجتبى" 2/ 205، وفي "الكبرى"(671)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(204)، والطبراني في "الكبير"(3106) من طرق عن شعبة، به.
وقوله: "لا تبع ما ليس عندك":
أخرجه ابن ماجه (2187) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1359) -ومن طريقه البيهقي في "السنن" 5/ 267 - ، والطبراني في "الكبير"(3097) من طريق عمرو بن مرزوق، كلاهما عن شعبة، به. =
15313 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكَ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ قَالَ: نَهَانِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ أَبِيعَ مَا لَيْسَ (1) عِنْدِي. قَالَ أَيُّوبُ: أَوْ قَالَ: سِلْعَةً لَيْسَتْ عِنْدِي (2).
= وسيأتي من طريق شعبة برقم (15315)، وانظر ما قبله.
قوله: "بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن لا أَخِرَّ إلا قائماً":
من الخرور وهو السقوط، يقال: خَرَّ يخِرُّ بالكسر، وخَرَّ يَخُرُّ بالضم: إذا سقط من عُلو. قال السندي في حاشيته على النسائي 2/ 205: أي: لا أسقط إلى السجود إلا قائماً، أي: أرجع من الركوع إلى القيام، ثم أخِرُّ منه إلى السجود ولا أخر من الركوع إليه، وهذا المعنى الذي فهمه الإمام النسائي من الحديث حيث ترجم له بقوله: باب كيف يخر إلى السجود وهو التأويل الأول الذي ذكره الإمام الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/ 195 واستدل له بما صح عنه من قوله صلى الله عليه وسلم: "لا تجزئ صلاة لا يُقيم الرجل فيها صلبه إذا رفع رأسه من الركوع والسجود".
وقال أبو عبيد القاسم بن سلام في "غريب الحديث" 2/ 130 - 131: قد أكثر الناسُ في معنى هذا الحديث، وما له عندي وجه إلا أنه أراد بقوله: لا أَخِرُّ: لا أموت، لأنه إذا مات، فقد سقط، وقوله: إلا قائماً: إلا ثابتاً على الإسلام، وكل من ثبت على شيء، وتمسك به، فهو قائم عليه، قال الله تعالى:{ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آياتِ الله آناء الليل وهم يسجدون} [آل عمران: 113] وإنما هذا من المواظبة على الدين والقيام به.
وهو أحد التأويلات التي ذكرها الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/ 196 واقتصر عليه البغوي في "شرح السنة" 1/ 106.
(1)
في (ظ 12) و (ص): أن أبيع شيئاً ليس عندي، وأشير إلى هذه الرواية في نسخة (س)، وفي (ق): شيئاً ما.
(2)
حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، يوسف بن ماهك =
15314 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي عَرُوبَةَ -، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْخَلِيلِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ الْهَاشِمِيِّ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا، فَإِنْ صَدَقَا وَبَيَّنَا، رُزِقَا بَرَكَةَ بَيْعِهِمَا، وَإِنْ كَذَبَا وَكَتَمَا، مُحِقَ بَرَكَةُ بَيْعِهِمَا "(1).
= لم يسمع من حكيم بن حزام، وقد سلف تفصيل ذلك في الكلام على إسناد الرواية رقم (15311). وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. إسماعيل بن إبراهيم: هو المعروف بابن عُلَيَّه، وأيوب: هو السختياني.
وأخرجه الترمذي (1233)، والطبراني في "الكبير"(3100)، والبيهقي في "السنن" 5/ 267 من طريق حماد بن زيد، وأخرجه الطبراني في "الكبير"(3102) و (3103) من طريق حماد بن سلمة، وأخرجه الترمذي (1235)، والطبراني في "الكبير"(3101)، وفي "الصغير"(770)، والبيهقي في "السنن" 5/ 339 من طريق محمد بن سيرين، وأخرجه الطبراني في "الكبير"(3104) من طريق وهيب بن خالد، وأخرجه كذلك (3105) من طريق عبد الوارث بن سعيد، وأخرجه الشافعي في "المسند" 2/ 143 (ترتيب السندي) عن إبراهيم بن أبي يحيى، ستتهم عن أيوب، به.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(14212) عن معمر، عن أيوب، عن يوسف بن ماهك، عن رجل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لحكيم بن حزام:"لا تبع ما ليس عندك".
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(3137) و (3138) و (3139) و (3140) و (3141) و (3143) و (3144) و (3145) و (3146) من طرق عن محمد بن سيرين، عن حكيم بن حزام. قال الترمذي: وهذا حديث مرسل، إنما رواه ابن سيرين عن أيوب السختياني، عن يوسف بن ماهك، عن حكيم بن حزام.
وقد سلف برقم (15311)، وذكرنا هناك شاهده.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين، سعيد بن أبي عروبة وإن اختلط =
15315 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سعيد (1)، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكَ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، يُطْلَبُ مِنِّي الْمَتَاعُ وَلَيْسَ عِنْدِي، أَفَأَبِيعُهُ لَهُ؟ قَالَ:" لَا تَبِعْ مَا لَيْسَ عِنْدَكَ "(2).
= قد سمع منه إسماعيل -وهو ابن عُلَيَّة- قبل اختلاطه، وقتادة -وهو ابن دعامة السَّدوسي- صرح بالسماعِ في الرواية رقم (15327) فانتفت شبهة تدليسه، أبو الخليل: هو صالح بن أبي مريم الضُّبَعي.
وأخرجه ابنُ حبان (4904)، والطبراني في "الكبير"(3118) من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 7/ 124، والنسائي في "المجتبى" 7/ 247، وفي "الكبرى"(6056)، والدارمي 2/ 250، والطبراني في "الكبير"(3118) من طرق عن سعيد بن أبي عروبة، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(3119) من طريق عمر بن عامر السلمي، عن قتادة، به.
وسيأتي برقم (15322) و (15324) و (15325) و (15327) و (15328)، وسيكرر برقم (15576) سنداً ومتناً.
وقد سلف في مسند عبد الله بن عمر بن الخطاب في الرواية رقم (4484)، وفي مسند عبد الله بن عمرو بن العاص، في الرواية رقم (6721)، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
(1)
في (م) يَحْيَى بْنُ آدَمَ، وهو تحريف.
(2)
حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، يوسف بن ماهَك لم يسمع من حكيم بن حزام، وقد سلف تفصيلُ ذلك في الكلام على إسناد الرواية رقم (15311)، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وقد سلف تخريجُه من طريق شعبة برقم (15312).
15316 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ يَعْنِي الدَّسْتُوَائِيَّ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ رَجُلٍ أَنَّ يُوسُفَ بْنَ مَاهَكَ أَخْبَرَهُ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَصْمَةَ أَخْبَرَهُ: أَنَّ حَكِيمَ بْنَ حِزَامٍ أَخْبَرَهُ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أَشْتَرِي بُيُوعًا، فَمَا يَحِلُّ لِي مِنْهَا، وَمَا يُحَرَّمُ عَلَيَّ؟ قَالَ:" فَإِذَا اشْتَرَيْتَ بَيْعًا، فَلَا تَبِعْهُ حَتَّى تَقْبِضَهُ "(1).
(1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل عبد الله بن عصمة وهو الجشمي الحجازي، فقد روى عنه جمعٌ، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقد سلف الكلامُ عليه في تخريج الرواية رقم (15311)، والرجل المبهم في هذا الإسناد هو يعلى بن حكيم الثقفي، كما جاء مصرحاً به في التخريج الآتي، وكما سلف في تخريج الرواية رقم (15311)، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يحيى بن أبي كثير: هو الطائي.
وأخرجه المِزي في "تهذيب الكمال"(في ترجمة عبد الله بن عصمة) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي كما في "التحفة" 3/ 76 من طريق النضر بن شُميل، وعبد الصمد بن عبد الوارث، كلاهما عن هشامٍ، به.
وأخرجه الطيالسي (1318)، وأخرجه البيهقي في "السنن" 5/ 313، وابنُ عبدِ البر في "الاستذكار"(28962) من طريق عبد الوهَّاب، كلاهما عن هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن يوسف بن ماهك، به، بإسقاط: عن رجل من الإسناد.
وكذلك أخرجه عبدُ الرزاق في المصنف (14214) عن عمر بن راشد -أو غيره-، والخطيب في "تاريخه" 11/ 425 من طريق حرب بن شداد، كلاهما عن يحيى بن أبي كثير، عن يوسف بن ماهك، به. قال البيهقي: لم يسمعه يحيى بن أبي كثير من يوسف، إنما سمعه من يعلى بن حكيم، عن يوسف.
قلنا: وبتصريح يحيي بن أبي كثير باسم يعلى بن حكيم في الإسناد أخرجه =
15317 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ (1)، عَنْ عَمْرِو (2) بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ خَيْرَ
= ابن الجارود في "المنتقى"(602) من طريق معاذ بن فضالة، عن هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن يعلى بن حكيم، عن يوسف بن ماهك، به.
وأخرجه ابن الجارود في "المنتقى"(602)، وابن حبان (4983)، والدارقطني في "السنن" 3/ 9 من طريق همام بن يحيى العوذي، وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 41، والدارقطني 3/ 8 - 9 من طريق أبان ابن يزيد العطار، كلاهما عن يحيى بن أبي كثير، عن يعلى بن حكيم، عن يوسف، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(3107) من طريق عاصم الأحول، عن يوسف، به. وقد تحرف عاصم في المطبوع إلى عامر.
وأخرجه بنحوه ابن أبي شيبة 6/ 365 - 366، والنسائي في "المجتبى" 7/ 286، وفي "الكبرى"(6195)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 38 وابن حبان (4985)، والطبراني في "الكبير"(3110) من طريق أبي الأحوص سَلَّام بن سُلَيم، عن عبد العزيز بن رفيع، عن عطاء بن أبي رباح، عن حزام بن حكيم، عن أبيه حكيم بن حزام، به. قال البخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 116 - 117 أنكر مصعب أن يكون لحكيم ابنٌ يقال له: حزام.
وانظر (15311).
وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4736)، وإسناده صحيح، وانظر (4517)، فقد ذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.
(1)
في النسخ الخطية و (م): عتبة، وهو تحريف من النساخ، والمثبت من هامش (س) و"أطراف المسند" 2/ 282.
(2)
لفظ "عن" ليس في (ظ 12) و (ص)، وقد بُيِّض موضعها.
الصَّدَقَةِ عَنْ ظَهْرِ غِنًى، وَالْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ " (1).
15318 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ أُمُورًا كُنْتُ أَتَحَنَّثُ بِهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ مِنْ عَتَاقَةٍ، وَصِلَةِ رَحِمٍ، هَلْ لِي فِيهَا أَجْرٌ؟ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" أَسْلَمْتَ عَلَى مَا سَلَفَ (2) مِنْ خَيْرٍ "(3).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن عبيد: هو الطنافسي، وعمرو بن عثمان: هو ابن عبد الله بن موهب القرشي. وموسى بن طلحة: هو ابن عبيد الله.
وأخرجه الدارمي 1/ 389، والطبراني في "الكبير"(3120)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(1227)، والبيهقي في "السنن" 4/ 180 من طريق أبي نعيم، عن عمرو بن عثمان، به.
وأخرجه مختصراً الطبراني في "الكبير"(3129) من طريق الليث بن سعد، عن أبي الزبير، عن أبي صالح مولى حكيم بن حزام، عن حكيم، به.
وسيأتي بالأرقام (15326) و (15577) و (15578)، وانظر (15321).
وقد سلف من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب في الرواية رقم (4474)، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
(2)
في (م): أسلفت.
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(19685)، ومن طريقه أخرجه ابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(594)، ومسلم (123)(195)، والطبراني في =
15319 -
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، أَنَّ حَكِيمَ بْنَ حِزَامٍ أَخْبَرَهُ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ أُمُورًا كُنْتُ أَتَحَنَّثُ بِهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ؟ فَقَالَ:" أَسْلَمْتَ عَلَى مَا أَسْلَفْتَ (1) "(2). وَالتَّحَنُّثُ: التَّعَبُّدُ.
= "االكبير"(3086)، والبيهقي في "السنن" 9/ 123 و 10/ 316، والبغوي (27).
وأخرجه البخاري (1436) من طريق هشام بن يوسف الصنعاني، عن معمر، به.
وأخرجه البخاري في "صحيحه "(2220) و (5992)، وفي "الأدب المفرد"(70)، ومسلم (123)(195)، وأبو عوانة 1/ 72 و 73، وابن حبان (329)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4364)، والطبراني في "الكبير"(3088) و (3089) من طرق عن الزهري، به.
وسيأتي برقم (15319) و (15575)، وانظر حديث عبد الله بن مسعود السالف برقم (3596).
قال السندي: قوله: أرأيت أموراً: أي: أخبرني عنها.
قوله: أتحنث، من التحنث: وهو التعبد، وأصلُه الحنث، وهو الإثم، والتحنُّث فعلُ ما يَخْرُجُ به من الإثم كيتحرَّج ويتأثم: إذا فعل ما يَخْرُجُ به من الحرج والإثم.
قوله: "على ما سلف"، أي: ما سبق. وظاهره أنه قرر له أن فيه أجراً، وظاهره أن أعمال الكافر موقوفة لا مردودة. وقيل: هذا تفضُّل من الله تعالى ابتداءً، وإلا فشرط الخبر النية وهي مفقودة في الكافر، وقيل: هذا محمول على طباع جميلة ينتفع بها في الإسلام، أو يكتسب بها ثناءً جميلاً، وإلا فشرطُ التقرب أن يكون عارفاً بالمتقرب إليه.
(1)
في (ظ 12) و (ص): ضبطت: سلَّفْتَ، وقد سقطت "ما" من (ص).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. عثمان بن عمر: هو ابن فارس =
° 15320 - قَالَ [عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ]: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّ يَدِهِ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ - يَعْنِي ابْنَ سُلَيْمَانَ -، حَدَّثَنَا عَبَّادٌ - يَعْنِي (1) ابْنَ الْعَوَّامِ -، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ بَشِيرٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الصَّدَقَاتِ أَيُّهَا أَفْضَلُ؟ قَالَ:" عَلَى ذِي الرَّحِمِ الْكَاشِحِ "(2).
= العبدي، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي.
وأخرجه أبو عوانة 1/ 72 من طريق عثمان بن عمر، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (123)(194)، وأبو عوانة 1/ 72 من طريق ابن وهب، والطبراني في "الكبير"(3087) من طريق الليث بن سعد، كلاهما عن يونس، به.
وانظر ما قبله، وسيأتي برقم (15575).
قال السندي: قوله: "على ما أسلفت"، أي: قدمت لك من خير.
(1)
لفظ "يعني" ليس في (ظ 12) و (ص).
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف سفيان بن حسين: وهو الواسطي في روايته عن الزهري، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح غير أيوب ابن بشير الأنصاري، فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد"، وأبو داود والترمذي، وهو ثقة. سعيد ابن سليمان: هو الضَّبِّي المعروف بسعدويه.
وأخرجه الدارمي 1/ 397 عن سعيد بن سليمان، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(3126)، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 2/ 13 من طريق حجاج بن أرطاة، عن الزهري، به. وحجاج ضعيف، وقيل: لم يسمع من الزهري.
وقد روي مرسلاً من طريق الزبيدي عن الزهري، عن أيوب بن بشير، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أورد هذه الطريق ابن أبي حاتم في "العلل" 1/ 223، ونقل عن أبي زرعة قوله: إنه أصح. قلنا: والزبيدي هو محمد بن الوليد من كبار أصحاب =
15321 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ جُنْدُبٍ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْمَالِ فَأَلْحَفْتُ، فَقَالَ: " يَا حَكِيمُ، مَا أَنْكَرَ (1) مَسْأَلَتَكَ يَا حَكِيمُ، إِنَّ هَذَا الْمَالَ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ، وَإِنَّمَا هُوَ مَعَ ذَلِكَ أَوْسَاخُ أَيْدِي النَّاسِ،
= الزهري.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/ 116، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير"، وإسناده حسن!
وله شاهد من حديث أم كلثوم بنت عقبة أخرجه الحميدي (328) -ومن طريقه الحاكم 1/ 406، والبيهقي 7/ 27 - ، وابن خزيمة في "صحيحه"(2386) من طريق أحمد بن عبدة، كلاهما عن سفيان بن عُيينة، عن الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أمه أم كلثوم بنت عقبة، به، وإسناده ضعيف لانقطاعه. سفيان لم يسمع هذا الحديث من الزهري كما صرح بذلك عند الحميدي.
لكن تابع سفيانَ معمرٌ فيما رواه عنه الحاكم 1/ 406، -ومن طريقه البيهقي 7/ 27 - ، عن أبي عبد الله محمد بن علي الصنعاني، عن إسحاق بن إبراهيم الصنعاني، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، به. وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا.
وآخر من حديث أبي أيوب الأنصاري، سيرد 5/ 416، وإسناده ضعيف. فيه الحجاج بن أرطاة وهو ضعيف. وحكيم بن بشير وهو مجهول.
وثالث لا يفرح به من حديث أبي هريرة في "الأموال" لأبي عبيد (913) وفي إسناده إبراهيم بن يزيد الخُوزي، وهو متروك.
قال السندي: قوله: "على ذي الرَّحِم الكاشح"، أي: القاطع المعرض، كأنه يَصْرِفُ عئك كشحَه إعراضاً، وفي "النهاية": هو العدوُّ الذي يُضمر عداوتَه ويطوي عليها كَشْحَه، أي: باطِنه. والكشحُ: الخَصْرُ.
(1)
في (م): ما أكثر!
وَيَدُ اللهِ فَوْقَ يَدِ الْمُعْطِي، وَيَدُ الْمُعْطِي فَوْقَ يَدِ الْمُعْطَى، وَأَسْفَلُ الْأَيْدِي يَدُ الْمُعْطَى " (1).
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير مسلم بن جندب، فقد أخرج له البخاري في "خلق أفعال العباد"، والترمذي، وهو ثقة. يزيد: هو ابن هارون، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن.
وأخرجه الطبري في "تهذيب الآثار"(مسند عمر بن الخطاب)(38)، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 65، والطبراني في "الكبير"(3095)، والحاكم في "المستدرك" 3/ 484 من طرق عن ابن أبي ذئب، به. وصححه الحاكم ووافقه الذهبي. وقال ابن خزيمة: مسلم بن جندب قد سمع من ابن عمر غير شيء، وقال: أمرني ابن عمر أن أشتري له بَدَنَةً، فلستُ أنكر أن يكونَ قد سمع مِن
حكيم بن حزام.
وأخرجه بنحوه الحاكم 2/ 3 من طريق خالد بن حزام أن حكيم بن حزام أعان بفرسين يوم خيبر، فأصيبا، فأتى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أُصيب فرساي يا رسولَ الله، فأعطاه ثم استزاده، فزاده، ثم استزاده، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"يا حكيمُ، أن هذا المال خَضِرَةٌ حُلْوة، ومن سأل الناسَ أعطوه، والسائل منها كالآكل ولا يشبعُ"، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
قلنا: قوله: يومَ خيبر تحريف، والصواب يوم حنين، لأن حكيماً من مسلمة الفتح.
وسيأتي نحوه برقم (15574)، وانظر (15317).
وقد سلف نحوه في مسند أبي سعيد الخدري، في الرواية رقم (11169)، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: فألحفت، أي: بالغت في المسألة.
قوله: "ما أنكرَ مسألتَك"، أي: ما أقبحها حيثُ جاوزت حدَّها.
قوله: "خضرة حلوة"، أي: مرغوب فيها من كل وجه من جهة اللون والذوق والتأنيث، باعتبار أن المرادَ بالمال الدراهم والدنانير، والأمتعة. قلنا: =
15322 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي الْخَلِيلِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا، فَإِنْ صَدَقَا، وَبَيَّنَا، بُورِكَ لَهُمَا فِي بَيْعِهِمَا، وَإِنْ كَذَبَا وَكَتَمَا، مُحِقَتْ بَرَكَةُ بَيْعِهِمَا "(1).
15323 -
حَدَّثَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ - يَعْنِي ابْنَ مُبَارَكٍ -، أَخْبَرَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ حَكِيمَ بْنَ حِزَامٍ قَالَ: كَانَ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم أَحَبَّ رَجُلٍ فِي النَّاسِ إِلَيَّ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَلَمَّا تَنَبَّأَ وَخَرَجَ إِلَى الْمَدِينَةِ، شَهِدَ حَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ الْمَوْسِمَ وَهُوَ كَافِرٌ، فَوَجَدَ حُلَّةً لِذِي يَزَنَ تُبَاعُ، فَاشْتَرَاهَا بِخَمْسِينَ دِينَارًا لِيُهْدِيَهَا لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَدِمَ بِهَا عَلَيْهِ الْمَدِينَةَ، فَأَرَادَهُ عَلَى قَبْضِهَا هَدِيَّةً، فَأَبَى. قَالَ عُبَيْدُ اللهِ: حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّا لَا نَقْبَلُ شَيْئًا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، وَلَكِنْ إِنْ شِئْتَ أَخَذْنَاهَا بِالثَّمَنِ "
= وقال الحافظ في "الفتح" 3/ 336 أنث لأن المراد الدنيا.
قوله: "أوساخ الناس": يخرج من الأيدي حالة الصرف، كما يخرج الأوساخ، ويحتمل أنه قاله، لأنه كان مال الصدقة.
(1)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم، وهو ثقة.
وأخرجه الشافعي في "مسنده" 2/ 154 - 155 (ترتيب السندي)، والطبراني في "الكبير"(3117) مختصراً من طرق عن حماد بن سلمة، به.
وقد سلف برقم (15314).
فَأَعْطَيْتُهُ حِينَ أَبَى عَلَيَّ الْهَدِيَّةَ (1).
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عتاب بن زياد، فمن رجال ابن ماجه، وعبيد الله بن المغيرة -وهو ابن معيقيب السبئي- فمن رجال الترمذي وابن ماجه، وهما ثقتان. عراك بن مالك: هو الغفاري المدني، وسماعه من حكيم بن حزام ممكن، لأنه سمع من أبي هريرة، ووفاتهما قريبة.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(592) من طريق نعيم بن حماد، عن ابن المبارك، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(3125)، والحاكم 3/ 484 - 485، من طريق عبد الله بن صالح، عن الليث، به. وفيها زيادة: فلبسها، فرأيته على المنبر، فلم أر شيئاً أحسنَ منه يومئذٍ، ثم أعطاها أسامةَ بن زيد، فرآها حكيم على أسامة، فقال: يا أسامة أنت تلبس حُلَّةَ ذي يزن؟ فقال: نعم، والله لأنا خيرٌ من ذي يزن، ولأبي خيرٌ من أبيه. قال حكيم: فانطلقتُ إلى أهل مكة أُعَجِّبُهُمْ بقول أسامة. وهذا لفظ الطبراني، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
قلنا: هذه الزيادة انفرد بها عبد الله بن صالح، وهو ضعيف.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/ 151، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير"، وإسناده جيد، رجاله ثقات!
وأخرجه بنحوه الطبراني في "الكبير"(3094) من طريق يعقوب بن محمد الزهري، عن محمد بن إبراهيم، عن ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة، عن حكيم، به.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 8/ 278، وقال: رواه الطبراني، وفيه يعقوب ابن محمد الزهري، وضعفه الجمهور، وقد وثق. قلنا: ويعل كذلك بابن لهيعة، وهو ضعيف.
وفي الباب عن عياض بن حمار المجاشعي، سيرد 4/ 162.
قال السندي: قد جاء أنه صلى الله عليه وسلم رَدَّ هدايا المشركين، وجاء أنه قبلها، فوفق بينهما بأن القبولَ متأخر، فهو ناسخ، أو أن القبول قد كان لمصلحة التأليف ونحوها، وإلا فالأصل هو الرد. =
15324 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ (1)، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي الْخَلِيلِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ (2) بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا " قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِي (3): الْخِيَارَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، " فَإِنْ صَدَقَا وَبَيَّنَا، فَعَسَى أَنْ يَرْبَحَا رِبْحًا، وَإِنْ كَذَبَا وَكَتَمَا، مُحِقَتْ بَرَكَةُ بَيْعِهِمَا "(4).
= قوله: فأعطيته، أي: بالثمن.
(1)
حدثنا عفان، ساقطة من (م).
(2)
في (ظ 12) و (ص): عبيد الله، وهو تحريف، وجاء في هامش (ظ 12): صوابه عبد الله.
(3)
في (س) و (ق) و (ص) و (م): وجدت في كتاب أبي، وهو تحريف، والمثبت من (ظ 12) وهامش (ص)، والقائل هو همام كما جاء مصرحاً به في رواية البخاري.
(4)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الطيالسي (1316)، والبخاري (2108) و (2114)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(5262)، وفي "شرح معاني الآثار" 4/ 13، والطبراني في "الكبير"(3116)، والبيهقي في "السنن" 5/ 269 من طرق عن همام، به.
وأخرجه الطيالسي (1316)، والبخاري (2114)، ومسلم (1532)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(5262)، والبيهقي في "السنن" 5/ 269 من طريق همام، عن أبي التياح، عن عبد الله بن الحارث، به.
وقول همام: الخيار ثلاث مرات، أشار إليه أبو داود في "سننه" عقب الحديث رقم (3459)، يريد أنه تفرد بذلك عن أصحاب قتادة فيما ذكر الحافظ في "الفتح" 4/ 327، وقال الحافظ: ولم يُصرح -يعني همام- بمن حدثه بهذه الزيادة، فإن ثبتت، فهي على سبيل الاختيار، وقد أخرجه =
15325 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ صَالِحٍ أَبِي الْخَلِيلِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا، فَإِنْ صَدَقَا وَبَيَّنَا، بُورِكَ لَهُمَا فِي بَيْعِهِمَا، وَإِنْ كَذَبَا وَكَتَمَا، مُحِقَ بَرَكَةُ بَيْعِهِمَا "(1).
15326 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ، مَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللهُ، وَمَنْ يَسْتَعْفَّ (2) يُعِفَّهُ اللهُ "(3).
= الإسماعيلي من وجه آخر عن حَبان بن هلال (يعني عن همام) فذكر هذه الزيادة في آخر الحديث.
وقد سلف برقم (15314).
(1)
حديث صحيح، محمد بن جعفر وإن سمع من سعيد -وهو ابن أبي عروبة بعد الاختلاط- قد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وقد سلف برقم (15314).
(2)
في (م): يستعفف.
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وهشام بن عروة: هو ابن الزبير.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 211، والبخاري (1427)، والطبري في "تهذيب الآثار" مسند عمر بن الخطاب (36)(37)، والطبراني في "الكبير"(3091) و (3092) و (3093)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(1228) و (1229)، والبيهقي في "السنن" 4/ 177 من طرق عن هشام، به.
وقد سلف نحوه برقم (15317)، وانظر حديث أبي سعيد الخدري المتقدم =
15327 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ وَابْنُ جَعْفَرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ؛ قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْخَلِيلِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا، فَإِنْ (1) صَدَقَا وَبَيَّنَا، بُورِكَ لَهُمَا فِي بَيْعِهِمَا، وَإِنْ كَذَبَا وَكَتَمَا، مُحِقَتْ (2) بَرَكَةُ بَيْعِهِمَا " وَقَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: " مُحِقَ "(3).
15328 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ (4) عَنْ (5) مِثْلِهِ قَالَ:
= برقم (10989).
(1)
في (م): قال: فإن.
(2)
في النسخ الخطية: محق، والمثبت من (م)، وهي الموافقة لرواية مسلم من طريق عبد الرحمن بن مهدي.
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (1532)(47) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1316)، والبخاري (2079) و (02082) و (2110)، ومسلم (1532)(47)، وأبو داود (3459)، والترمذي (1246)، والنسائي في "المجتبى" 7/ 244 - 245، وفي "الكبرى"(6049)، والدارمي 2/ 250، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(5261)، وفي "شرح معاني الآثار" 4/ 12، والطبراني في "الكبير"(3115)، والبيهقي في "السنن" 5/ 269، والبغوي (2051)، وابن عبد البر في "التمهيد" 14/ 22 من طرق عن شعبة، به، وقال الترمذي: هذا حديث صحيح.
وقد سلف برقم (15314).
(4)
قوله: حدثنا شعبة، سقط من (م).
(5)
لفظ "عن" ليس في (ق).
" مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا "(1).
15329/ 1 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ أَنَّ صَفْوَانَ بْنَ مَوْهَبٍ أَخْبَرَهُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ صَيْفِيٍّ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَلَمْ يَأْتِينِي (2) - أَوَ أَلَمْ يَبْلُغْنِي، أَوْ كَمَا شَاءَ اللهُ مِنْ ذَلِكَ - أَنَّكَ تَبِيعُ الطَّعَامَ " قَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " فَلَا تَبِعْ طَعَامًا حَتَّى تَشْتَرِيَهُ وَتَسْتَوْفِيَهُ "(3).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين إسناد سابقه.
(2)
في (م): يأتني، والمثبت من النسخ الخطية. قال السندي: هكذا بثبوت الياء للإشباع، أو لتنزيل المعتل منزلة الصحيح، والوجه حذفها، وفاعل هذا الفعل هو قولُه: أنك تبيعُ الطعام.
(3)
حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة حال صفوان بن موهب، وعبدُ الله بن محمد بن صيفي، فقد روى عنهما اثنان، وذكرهما ابن حبان في "الثقات" لكنهما قد توبعا، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. روح: هو ابن عُبادة، وابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز، وعطاء: هو ابن أبي رباح.
وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال"(ترجمة عبد الله بن عصمة) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مختصراً النسائي في "المجتبى" 7/ 286، وفي "الكبرى"(6196) من طريق حجاج بن محمد، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 38، والطبراني في "الكبير"(3096)، والبيهقي في "السنن" 5/ 312 من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد، وأخرجه الشافعي في "المسند" 1/ 143 (بترتيب السندي)، -ومن طريقه البيهقي في "معرفة الآثار"(11288) - عن سعيد بن سالم القداح، ثلاثتهم عن ابن جريج، به. =
15329/ 2 - قَالَ عَطَاءٌ: وَأَخْبَرَنِيهِ (1) أَيْضًا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَصْمَةَ الْجُشَمِيُّ أَنَّهُ سَمِعَ حَكِيمَ بْنَ حِزَامٍ يُحَدِّثُهُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم (2).
= وقد سلف نحوه برقم (15316)، وذكرنا هناك أحاديث الباب، وانظر (15311).
(1)
في (م): وأخبرني.
(2)
حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل عبد الله بن عصمة الجُشَمي، وقد سلف الكلامُ عليه في تخريج الرواية رقم (15311)، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، وهو موصول بالإسناد الذي قبلَه، وابن جريج -وهو عبد الملك بن عبد العزيز- صرح بالتحديثِ هنا، فانتفت شبهة تدليسه.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/ 286، وفي "الكبرى"(6194) من طريق حجاج بن محمد، وأخرجه الشافعي في "المسند" 2/ 143، والبيهقي في "معرفة الآثار"(11289) من طريق سعيد بن سالم، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 38 من طريق عثمان بن عمر، ثلاثتهم عن ابن جريج، به.
وقد سلف برقم (15316)، وانظر ما قبله.
وَمِنْ حَدِيثِ هِشَامِ بْنِ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ (1) رضي الله عنهما
15330 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ حِزَامٍ أَنَّهُ مَرَّ بِأُنَاسٍ مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ قَدْ أُقِيمُوا فِي الشَّمْسِ بِالشَّامِ، فَقَالَ: مَا هَؤُلَاءِ؟ قَالُوا: بَقِيَ عَلَيْهِمْ شَيْءٌ مِنَ الْخَرَاجِ، فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنِّي (2) سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّ اللهَ عز وجل يُعَذِّبُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الَّذِينَ يُعَذِّبُونَ النَّاسَ " قَالَ: وَأَمِيرُ النَّاسِ يَوْمَئِذٍ عُمَيْرُ بْنُ سَعْدٍ عَلَى فِلَسْطِينَ، قَالَ: فَدَخَلَ عَلَيْهِ فَحَدَّثَهُ، فَخَلَّى سَبِيلَهُمْ (3).
(1) في هامش (ق): مسند هشام بن حكيم بن حزام.
قال السندي: هو هشام بن حكيم بن حِزام بن خُويلد القرشي الأسدي، [أسلم عام الفتح]، وهو الذي وجده عمر يقرأ الفرقان على غير ما قرأها عمر فَلَبَّبَهُ بردائه، ثم استقرأه النبي واستقرأ عمر، وصوبهما، وقال:"نزل القرآن على سبعة أحرف".
قال الزهري: وكان يأمر بالمعروف في رجال معه، مات قبل أبيه، وقال أبو نعيم: استشهد بأجنادين.
(2)
في (م): إني أشهد أني.
(3)
إسناده صحيح على شرط مسلم. وابن حزام: هو هشام بن حَكيم بن حزام، نسبه إلى جده، بقرينة الرواية التالية.
وأخرجه مسلم (2613)(118) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (2613)(171) من طريق حفص بن غياث وأخرجه كذلك (118) من طريق حماد بن أسامة، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" =
15331 -
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَكِيمٍ: أَنَّهُ مَرَّ بِالشَّامِ عَلَى قَوْمٍ مِنَ الْأَنْبَاطِ، وَقَدْ أُقِيمُوا فِي الشَّمْسِ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (1).
= (600)، والطبراني في "الكبير" 22/ (439) من طريق حاتم بن إسماعيل، والطبراني في "الكبير" 22/ (437) من طريق الليث بن سعد، أربعتهم عن هشام بن عروة، به. وزاد مسلم في رواية حفص: وَصُبَّ على رؤوسهم الزيت.
وأخرجه ابن حبان (5613) من طريق حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن عروة أن حكيم بن حزام مَرَّ بعمير بن سعد .. فجعله من حديث حكيم، وقال: سمع هذا الخبر عروة، عن هشام بن حكيم بن حزام وهو يُعاتب عياض بن غنم على هذا الفعل، وسمعه أيضاً من حكيم بن حزام حيث عاتب عمير بن سعد على هذا الفعل سواء، فالطريقان جميعاً محفوظان.
وسيأتي بالأرقام (15331) و (15332) و (15333) و (15334) و (15335) و (15336) و (15846).
وفي الباب من حديث خالد بن الوليد سيرد 4/ 90.
قال السندي: قوله: قد أقيموا في الشمس: تعذيباً لهم في أخذ الجزية منهم.
قوله: من الخراج: أي الجزية.
قوله: يعذبون الناس: أي ولو كفرة، والمراد تعذيبهم بلا موجب شرعي، ومعلوم أن أخذ الجزية ليس موجباً لتعذيبهم شرعاً.
قوله: عمير بن سعد: هو الأنصاري، من بني عمرو بن عوف، ولاه عمر حمص، وكان من الزهاد.
(1)
إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (438) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وانظر ما قبله. =
15332 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ أَنَّهُمَا حَدَّثَاهُ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، أَنَّ هِشَامَ بْنَ حَكِيمٍ رَأَى نَاسًا مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ قِيَامًا فِي الشَّمْسِ، فَقَالَ: مَا هَؤُلَاءِ؟ فَقَالُوا: مِنْ أَهْلِ الْجِزْيَةِ. فَدَخَلَ عَلَى عُمَيْرِ بْنِ سَعْدٍ، وَكَانَ عَلَى طَائِفَةِ الشَّامِ، فَقَالَ هِشَامٌ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ عَذَّبَ النَّاسَ فِي الدُّنْيَا، عَذَّبَهُ اللهُ تبارك وتعالى " فَقَالَ عُمَيْرٌ: خَلُّوا عَنْهُمْ (1).
15333 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ، حَدَّثَنِي شُرَيْحُ بْنُ عُبَيْدٍ الْحَضْرَمِيُّ وَغَيْرُهُ، قَالَ: جَلَدَ عِيَاضُ بْنُ غَنْمٍ صَاحِبَ دَارَا (2) حِينَ فُتِحَتْ، فَأَغْلَظَ لَهُ هِشَامُ بْنُ حَكِيمٍ الْقَوْلَ حَتَّى غَضِبَ عِيَاضٌ ثُمَّ مَكَثَ لَيَالِيَ (3)،
= قال السندي: قوله: من الأنباط: هم فلاحو العجم. وفي "المعجم الوسيط": والأنباط شعب ساميٌّ كانت له دولة في جنوب الشام وعاصمتهم سلع، وتعرف اليوم بالبتراء، والأنباط أيضاً: المشتغلون بالزراعة، واستعمل أخيراً في أخلاط الناس من غير العرب.
(1)
إسناده صحيح على شرط مسلم، عبد الأعلى: هو ابن عبد الأعلى السَّامي.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(20443)، ومن طريقه الطبراني في "الكبير" 22/ (436)، والبيهقي في "الشعب"(5354) عن معمر، عن هشام بن عروة، عن عروة، به، وعندهم:"عذبه الله في الآخرة".
وقد سلف برقم (15330).
(2)
في (م): دار، وهو تحريف، وكذلك تحرف في بعض المصادر إلى داريا، ودارا: هي بلدة بين نصيبين وماردين.
(3)
في (ظ 12) و (س) و (ص): ليالياً، وقد ضبب فوقها في (س).
فَأَتَاهُ هِشَامُ بْنُ حَكِيمٍ، فَاعْتَذَرَ إِلَيْهِ.
ثُمَّ قَالَ هِشَامٌ لِعِيَاضٍ: أَلَمْ تَسْمَعِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ عَذَابًا أَشَدَّهُمْ عَذَابًا فِي الدُّنْيَا لِلنَّاسِ " فَقَالَ عِيَاضُ بْنُ غَنْمٍ: يَا هِشَامُ بْنَ حَكِيمٍ، قَدْ سَمِعْنَا مَا سَمِعْتَ، وَرَأَيْنَا مَا رَأَيْتَ، أَوَلَمْ تَسْمَعْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" مَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْصَحَ لِسُلْطَانٍ بِأَمْرٍ، فَلَا يُبْدِ لَهُ عَلَانِيَةً، وَلَكِنْ لِيَأْخُذْ بِيَدِهِ فَيَخْلُوَ بِهِ، فَإِنْ قَبِلَ مِنْهُ، فَذَاكَ، وَإِلَّا كَانَ قَدْ أَدَّى الَّذِي عَلَيْهِ لَهُ " وَإِنَّكَ يَا هِشَامُ لَأَنْتَ الْجَرِيءُ إِذْ تَجْتَرِئُ عَلَى سُلْطَانِ اللهِ، فَهَلَّا خَشِيتَ أَنْ يَقْتُلَكَ السُّلْطَانُ، فَتَكُونَ قَتِيلَ سُلْطَانِ اللهِ تبارك وتعالى (1).
(1) صحيح لغيره دون قوله: من أراد أن يَنْصَحَ لسلطان بأمرٍ .. فحسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، شريح بن عبيد الحضرمي لم يذكروا له سماعاً من عياض ولا من هشام، ولعل بينهما جبير بن نُفير كما في رواية ابن أبي عاصم الآتية في "السنة" رقم (1097). وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن حجاج الخولاني، وصفوان: هو ابن عمرو السكسكي.
قوله: "إن مِنْ أشدِّ النَّاس عذاباً أشدَّهم عذاباً في الدنيا للناس". سيأتي نحوه بإسنادٍ صحيح برقم (15335).
وقوله: "من أراد أن يَنْصَحَ لسلطان بأمر فلا يُبْدِ له علانية
…
" وأخرجه ابنُ أبي عاصم في "السنة" (1096) من طريق بقية بن الوليد، وابنُ عدي في "الكامل" 4/ 1393 من طريق صدقة بن عبد الله الدمشقي، كلاهما عن صفوان بن عمرو، به.
وأخرجه ابنُ أبي عاصم في "السنة"(1097) عن محمد بن عوف وهو الطائي، عن محمد بن إسماعيل بن عياش، عن أبيه، عن ضمضم بن زُرْعة، عن شريح بن عبيد، عن جبير بن نُفير، عن عياض، به. وهذا إسناد ضعيف =
15334 -
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ أَنَّهُ بَلَغَهُ
= لانقطاعه، محمد بن إسماعيل لم يسمع من أبيه.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(1098) عن محمد بن عوف الطائي، عن عبد الحميد بن إبراهيم الحمصي، عن عبد الله بن سالم وهو الأشعري، عن محمد بن الوليد الزُّبيدي، عن فُضيل بن فضالة، عن ابن عائذ، عن جُبير ابن نُفير، عن عياض، به. وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الحميد بن إبراهيم.
وأخرجه بتمامه الطبراني في "الكبير" 17/ (1007)، والحاكم 3/ 290، والبخاري مختصراً في "التاريخ الكبير" 7/ 18 - 19 من طريق إسحاق بن إبراهيم بن زِبْرِيق، عن عمرو بن الحارث الحمصي، عن عبد الله بن سالم، عن الزبيدي، عن فضيل بن فضالة، عن ابن عائذ، عن جبير بن نفير، عن عياض، به. وهذا إسناد ضعيف لضعف إسحاق بن إبراهيم. وبمجموع هذه الطرق يشتد
الحديث ويتقوَّى.
وقد تحرف الزبيدي في مطبوع الطبراني إلى الزبيري، وعند الحاكم نسب عياض بن غَنْم بالأشعري، وهو وهم، صوابه الفهري، ذكر ذلك ابن حجر في ترجمته في "الإصابة".
وأورده بتمامه الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/ 229، وقال: في الصحيح طرف منه من حديث هشام فقط. رواه أحمد ورجاله ثقات، إلا أني لم أجد لشريح من عياض وهشام سماعاً وإن كان تابعياً.
وقوله: "من أراد أن ينصح لسلطان بأمر
…
"
له شاهد موقوف من حديث عبد الله بن أبي أوفى، سيرد 4/ 382 - 383 وإسناده حسن.
قال السندي: قوله "من أراد أن ينصح لسلطان": أي نصيحة السلطان ينبغي أن تكونَ في السِّرِّ لا بين الخلق.
قوله: "فتكون قتيل سلطان"، أي: لسوء أدب منك في نصحه، وإلا فكون الإنسان قتيل السلطان للأمر بالمعروف خير لا شر، والله تعالى أعلم.
أَنَّ عِيَاضَ بْنَ غَنْمٍ رَأَى نَبَطًا (1) يُشَمَّسُونَ فِي الْجِزْيَةِ، فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّ اللهَ تبارك وتعالى يُعَذِّبُ الَّذِينَ يُعَذِّبُونَ النَّاسَ فِي الدُّنْيَا "(2).
15335 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّ هِشَامَ بْنَ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ وَجَدَ عِيَاضَ بْنَ غَنْمٍ وَهُوَ عَلَى
(1) في (ظ 12) و (ص)، وهامش (س): نبيطاً، وهو صحيح أيضاً، يقال: نبط ونبيط.
(2)
مرفوعه صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، عروة بن الزبير لم يسمعه من عياض بن غنم، وقد جُعل هنا من حديث عياض، وإنما هو من حديث هشام بن حكيم كما سلف بأسانيد صحيحة، وكما سيأتي من طريق يونس كذلك في التخريج، وانظر ما بعده، وبقية رجاله ثقات، رجال الشيخين، عثمان بن عمر: هو ابن فارس العبدي، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي.
وأخرجه البيهقي في "الشعب"(5355) من طريق عبد الله بن صالح، عن الليث ابن سعد، عن يونس، به. وعبد الله بن صالح ضعيف.
وأخرج مسلم (2613)(119)، وأبو داود (3045)، والنسائي في "الكبرى"(8771)، والبيهقي في "السنن" 05/ 29 من طريق ابن وهب عن يونس، عن الزهري، عن عروة بن الزبير أن هشام بن حكيم وجد رجلاً وهو على حمص، يُشمِّس ناساً من النَّبَط، فذكر الحديث.
وانظر ما بعده، وقد سلف نحوه برقم (15330).
قال السندي: قوله: يُشمِّسون: من التشميس، وهو بسط الشيء في الشمس.
حِمْصَ يُشَمِّسُ نَاسًا (1) مِنَ النَّبَطِ (2) فِي أَدَاءِ الْجِزْيَةِ. فَقَالَ لَهُ هِشَامٌ: مَا هَذَا يَا عِيَاضُ؟ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّ اللهَ تبارك وتعالى يُعَذِّبُ الَّذِينَ يُعَذِّبُونَ النَّاسَ فِي الدُّنْيَا "(3).
15336 -
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَمِّهِ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّ عِيَاضَ بْنَ غَنْمٍ وَهِشَامَ بْنَ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ مَرَّا بِعَامِلِ حِمْصَ، وَهُوَ يُشَمِّسُ أَنْبَاطًا فِي الشَّمْسِ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِلْعَامِلِ: مَا هَذَا يَا فُلَانُ؟ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّ اللهَ تبارك وتعالى يُعَذِّبُ الَّذِينَ يُعَذِّبُونَ النَّاسَ فِي الدُّنْيَا "(4).
(1) في (ظ 12) و (ص): أناساً.
(2)
في (ظ 12) و (ص)، وهامش (س): النبيط وهو صحيح أيضاً كما سلف.
(3)
إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو اليمان: هو الحكم بن نافع، وشعيب: هو ابن أبي حمزة.
وأخرجه ابن حبان (5612) من طريق الزبيدي، والطبراني في "الكبير" 22/ (441) من طريق معاوية بن يحيى، كلاهما عن الزهري، به.
وقد سلف برقم (15334)، وانظر (15330).
(4)
مرفوعه صحيح، ابن أخي ابن شهاب: وهو محمد بن عبد الله بن مسلم، وإن كان من رجال مسلم، وروى له البخاري متابعة إلا أنه يُخطئ في روايته عن عمه، ولا يحتج به إذا انفرد عنه، فقد جعل عامل حمص رجلاً آخر غير عياض بن غنم، وجعل الحديث لعياض بن غنم أو لهشام بن حكيم، وقد سلف من رواية شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري في الإسناد السالف برقم (15335) أن عياض بن غنم هو عامل حمص، وأن الحديث حديث هشام بن حكيم، وقد تابع شعيباً الزبيدي ومعاوية بن يحيى كما جاء في تخريجه، وقد =
حَدِيثُ سَبْرَةَ بْنِ مَعْبَدٍ (1) رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ
(2)
15337 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ رَبِيعِ بْنِ سَبْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ مُتْعَةِ النِّسَاءِ يَوْمَ الْفَتْحِ (3).
= رواه مسلم كذلك من طريق يونس عن الزهري، فصرح أن الحديث حديث هشام بن حكيم، كما جاء في تخريج الرواية برقم (15334)، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (440) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وانظر ما قبله.
(1)
قال السندي: سبرة بن معبد بفتح سين وسكون موحدة: هو سبرة بن معبد الجهني أبو ثَرِيَّة بفتح مثلثة وكسر راء وتشديد تحتية، وقيل: مصغر. صحابي نزل المدينة، وشهد الخندق وما بعدها. مات في خلافة معاوية، وكان رسول علي إلى معاوية في بيعة أهل الشام.
(2)
رضي الله تعالى عنه، من (م).
(3)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الربيع بن سبرة، فمن رجال مسلم، وصحابيه سبرة بن معبد من رجال مسلم كذلك، وأخرج له البخاري تعليقاً.
إسماعيل بن إبراهيم: هو المعروف بابن عُلَيّة. ومعمر: هو ابن راشد الأزدي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 4/ 292 - ومن طريقه مسلم (1406)(25)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2567)، والطبراني في "الكبير"(6529)، =
15338 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: تَذَاكَرْنَا عِنْدَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْمُتْعَةَ مُتْعَةَ النِّسَاءِ، فَقَالَ رَبِيعُ بْنُ سَبْرَةَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ يَنْهَى عَنْ نِكَاحِ الْمُتْعَةِ (1).
= والبيهقي في "السنن" 7/ 204 - عن إسماعيل بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1406)(26) من طريق صالح بن كيسان، و (1406)(27) من طريق يونس بن يزيد الأيلي، والباغندي في "مسند عمر بن عبد العزيز"(95) من طريق أيوب بن سويد، والطبراني في "الكبير"(6531) من طريق عقيل بن خالد الأيلي (6533) من طريق بحر السقاء، وفي "الأوسط"(1815) و (6973) من طريق أيوب بن موسى، ستتهم عن الزهري، به.
وأخرجه مسلم (1406)(28)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2569)، والنسائي في "الكبرى"(5544) و (5545)، والباغندي في "مسند عمر بن عبد العزيز"(94)، وابن حبان (4150)، والطبراني في "الكبير"(6525) و (6526)، و (6527) و (6536) و (6538)، وفي "الأوسط"(6677)، وأبو نعيم في "الحلية" 5/ 363، والبيهقي في "السنن" 03/ 27، والخطيب في "تاريخه" 4/ 328 من طريقين عن الربيع بن سبرة، به.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 26، والطبراني في "الكبير"(6535) من طريق أيوب، عن الزهري، عن رجل، عن أبيه.
وسيأتي بالأرقام (15338)(15343)(15344)(15347)(15350)، ومطولاً بالأرقام (15345)(15346)(15349)، (15351)، وانظر (3986) و (5694).
(1)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد العنبري، وإسماعيل بن أمية: هو ابن عمرو بن سعيد الأموي. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
وأخرجه أبو داود (2072) -ومن طريقه البيهقي في "السنن" 7/ 204 - والطبراني في "الكبير"(6532) من طريق مسدد بن مسرهد، عن عبد الوارث، به.
قلنا: وقد اختلف على الربيع بن سبرة في تعيين وقت تحريم نكاح المتعة. فهو في حجة الوداع كما في هذا الإسناد، ورواه كذلك معمر بن راشد الأزدي في الرواية رقم (15345)، ووكيع بن الجراح الرؤاسي في الرواية رقم (15351) كلاهما عن عبد العزيز بن عمر، عن الربيع بن سبرة، به.
وذكر أنه يوم الفتح معمر بن راشد الأزدي في روايته عن الزُّهري التي سلفت برقم (15337)، وقد تابع معمراً صالح بن كيسان، ويونس بن يزيد الأيلي، وأيوب بن سويد، وعقيل بن خالد الأيلي، وبحر السقاء، وأيوب بن موسى كما سلف في تخريجها.
وكذلك رواه عمارة بن غزية عن الربيع، كما سيأتي في الرواية رقم (15346).
قال الحافظ في "الفتح" 9/ 170: وأما حجة الوداع، فهو اختلاف على الربيع بن سبرة، والرواية عنه أنها في الفتح أصحُّ وأشهر.
وقال في "التلخيص" 2/ 156 بعد أن روى الحديث عن أبي داود من طريق الربيع بن سبرة، قال: أشهد على أبي أنه حدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عنها في حجة الوداع: ويجاب عنه بجوابين: أحدهما: أن المراد بذكر ذلك في حجة الوداع إشاعة النهي والتحريم لكثرة من حضرها من الخلائق، والثاني: احتمال أن يكون انتقل ذهن أحد رواته من فتح مكة إلى حجة الوداع، لأن أكثر الرواة عن سبرة أن ذلك كان في الفتح.
وانظر ما قبله.
تنبيه: قال الإمام ابن القيم في "زاد المعاد" 5/ 111: وأما نكاحُ المتعة، فثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه أحلَّها عامَ الفتح، وثبت عنه أنه نهى عنها عامَ الفتح، كما في صحيح مسلم (1406)(22)، واختلف: هل نهى عنها يومَ خيبر على قولين، =
15339 -
حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ سَبْرَةَ الْجُهَنِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا بَلَغَ الْغُلَامُ سَبْعَ سِنِينَ أُمِرَ بِالصَّلَاةِ، فَإِذَا بَلَغَ عَشْرًا (1) ضُرِبَ عَلَيْهَا "(2).
= والصحيح أن النهي إنما كان عامَ الفتح، وأن النهي يومَ خيبر إنما كان عن الحمر الأهلية، وإنما قال عليٌّ لابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى يوم خيبر عن متعة النساء، ونهى عن الحمر الأهلية محتجاً عليه في المسألتين، فظن بعضُ الرواة أن التقييد بيوم خيبر راجع إلى الفصلين، فرواه بالمعنى، ثم أفرد بعضهم أحد الفصلين، وقيده بيوم خيبر. وانظر الجزء الثالث من "زاد المعاد"
459 -
464 فقد فصل القول في ذلك تفصيلاً جيداً.
(1)
في (ق): عشر سنين.
(2)
إسناده حسن من أجل عبد الملك بن الربيع، فقد روى عنه جمع، ووثقة العجلي، وقال الذهبي: صدوق أن شاء الله، وأخرج له مسلم متابعة، وضعفه ابن معين، وبقية رجاله ثقات رجال مسلم.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 347، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير"(6548) عن زيد بن الحباب، به.
وقد وقع في إحدى نسخ المصنف لابن أبي شيبة: زيد بن الحسن، وهو تحريف.
وأخرجه أبو داود (494)، والطبراني في "الكبير"(6547) من طريق إبراهيم بن سعد، وأخرجه الترمذي (407)، والدارمي 1/ 333، وابن الجارود في"المنتقى"(147)، وابن خزيمة (1002)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2565)، والطبراني في "الكبير"(6546)، والحاكم في "المستدرك" 1/ 258، والبيهقي في "السنن" 2/ 14 و 3/ 83 - 84، والخطيب في "الفقيه والمتفقه" ص 47 من طريق حرملة بن عبد العزيز، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2566) من طريق إبراهيم بن سبرة بن عبد العزيز، =
15340 -
حَدَّثَنَا زَيْدٌ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ سَبْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ، فَلْيَسْتَتِرْ لِصَلَاتِهِ وَلَوْ بِسَهْمٍ "(1).
= والطبراني في "الكبير"(6549) من طريق سبرة بن عبد العزيز، أربعتهم عن عبد الملك بن الربيع، به. وقال الترمذي: حديث سبرة بن معبد الجهني حديث حسن صحيح. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي. قلنا: عبد الملك بن الربيع أخرج له مسلم متابعة، ولم يحتجَّ به.
وأخرجه الدارقطني في "السنن" 1/ 230، والحاكم 1/ 201 من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن عبد الملك بن الربيع، به. بلفظ:"إذا بلغ أولادكم سبع سنين، ففرقوا بين فرشهم، وإذا بلغوا عشر سنين، فاضربوهم على الصلاة". وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي!
وله شاهد من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، وقد سلف برقم (6689)، ولفظه:"مروا صبيانكم بالصلاة إذا بلغوا سبعاً، واضربوهم عليها إذا بلغوا عشراً، وفرقوا بينهم في المضاجع" وإسناده حسن، وبه يصح الحديث، وذكرنا ثمة بقية أحاديث الباب.
(1)
إسناده حسن كسابقه.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 278، ومن طريقه الطبراني في "الكبير"(6542) عن زيد بن الحباب، بهذا الإسناد.
وقد وقع في مطبوع الطبراني: عبد الملك بن الربيع، عن سبرة، وهو خطأ.
وأخرجه ابن خزيمة (810)، والطبراني في "الكبير"(6539)، والحاكم 1/ 252، من طريق إبراهيم بن سعد، والطبراني في "الكبير"(6540)، والحاكم 1/ 252، والبيهقي في "السنن" 2/ 270، والبغوي (502) من طريق حرملة بن عبد العزيز، والطبراني في "الكبير"(6541) من طريق سبرة بن عبد العزيز، ثلاثتهم عن عبد الملك بن الربيع، به. =
15341 -
حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ (1) بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ سَبْرَةَ الْجُهَنِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ (2) قَالَ: نَهَانَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ نُصَلِّيَ فِي أَعْطَانِ الْإِبِلِ، وَأَنْ نُصَلِّيَ فِي مُرَاحِ الْغَنَمِ (3).
= وفي مطبوع ابن خزيمة: عن عبد الملك: وهو ابن عبد العزيز بن سبرة الجهني، وعند الحاكم: عن عبد الملك بن عبد العزيز بن سبرة الجهني، وكلاهما فيه تحريف، فليس في الرواة من اسمه عبد الملك بن عبد العزيز.
ولعل الصواب: عن عبد الملك: وهو أخو عبد العزيز، فتحرفت أخو إلى ابن، وسقط الربيع من الإسناد في مطبوع ابن خزيمة وقد سقط كذلك عند الحاكم في رواية حرملة اسم عبد الملك من الإسناد.
وسيأتي برقم (15342).
وقد سلف نحوه في مسند عبد الله بن عمر بن الخطاب، في الرواية رقم (4614)، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
قال السندي: قوله "فليستتر لصلاته ولو بسهم" أي: ولو بنصب السهم بينه وبين من يمر بين يديه، والله تعالى أعلم.
(1)
في النسخ الخطية و (م): عبد الله، وهو تحريف من النساخ، فقد جاء في هامش (س) ما نصه: كذا في نسخة أخرى: عبد الله.
والظاهر أنه تحريف، فإنه في "التقريب" ورجال أحمد لم يذكروا عبد الله، وإنما هو عبد الملك. قلنا: وقد جاء على الصواب في "أطراف المسند" 2/ 427، و"تحفة الأشراف" 3/ 268.
(2)
قوله: عن أبيه عن جده، ساقط من (س) و (م).
(3)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 385 - ومن طريقه ابن ماجه (770)، والطبراني في "الكبير"(6545) - وأخرجه الدارقطني في "السنن" 1/ 276 من طريق زيد =
15342 -
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ سَبْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " سُتْرَةُ الرَّجُلِ فِي الصَّلَاةِ السَّهْمُ، وَإِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ، فَلْيَسْتَتِرْ بِسَهْمٍ "(1).
15343 -
قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ سَبْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَنَّهُ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ نُصَلِّيَ فِي أَعْطَانِ الْإِبِلِ، وَرَخَّصَ أَنْ نُصَلِّيَ فِي مُرَاحِ الْغَنَمِ، وَنَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم
= بن الحباب، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(6543)، والدارقطني 1/ 276، والبيهقي في "السنن" 2/ 449، والبغوي (502) من طريق حرملة بن عبد العزيز، وأخرجه الطبراني في "الكبير"(6544) من طريق سبرة بن عبد العزيز، وأخرجه الطبراني في "الكبير"(6553) والدارقطني 1/ 275 من طريق إبراهيم بن سعد، وأخرجه الدارقطني 1/ 275 من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد، أربعتهم عن عبد الملك بن الربيع، به.
وسيأتي برقم (15343) و (15348).
وقد سلف نحوه في مسند عبد الله بن عمرو بن العاص، في الرواية رقم (6658)، وذكرنا هناك شواهده وشرحه.
قال السندي: قوله: وأن نصلي في مراح الغنم: فيه سقط من الرواة، أي ورخص أن نصلي كما سيجيء. قلنا: انظر الرواية رقم (15343).
وقوله: المراح، بضم الميم: الموضع الذي تروح إليه، أو تأوي إليه.
(2)
إسناده حسن كسابقه.
وأخرجه أبو يعلى (941) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (15340).
عَنِ الْمُتْعَةِ (1).
15344 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ سَبْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم حَرَّمَ مُتْعَةَ النِّسَاءِ (2).
15345 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عُمَرَ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ سَبْرَةَ
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عبد الملك بن الربيع، وقد سلف الكلام عليه في الرواية رقم (15339)، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.
وقوله: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نصلي في أعطان الإبل، ورخص أن نُصلي في مراح الغنم.
أخرجه أبو يعلى (940) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (15341).
وقوله: ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المتعة
أخرج نحوه مسلم (1406)(22)، والطبراني في "الكبير"(6537)، والبيهقي في "السنن" 3/ 202 من طريقين عن إبراهيم بن سعد، به. وفيه التصريح أنه عام الفتح.
وقد سلف برقم (15337) وانظر (15338).
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(14034)، ومن طريقه أخرجه أبو داود (2073)، والطبراني في "الكبير"(6528).
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(5546) من طريق يزيد ين زريع، عن معمر، به.
وقد سلف برقم (15337).
عَنْ أَبِيهِ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْمَدِينَةِ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ حَتَّى إِذَا كُنَّا بِعُسْفَانَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ الْعُمْرَةَ قَدْ دَخَلَتْ فِي الْحَجِّ " فَقَالَ لَهُ سُرَاقَةُ بْنُ مَالِكٍ أَوْ مَالِكُ بْنُ سُرَاقَةَ - شَكَّ عَبْدُ الْعَزِيزِ - أَيْ رَسُولَ اللهِ، عَلِّمْنَا تَعْلِيمَ قَوْمٍ كَأَنَّمَا وُلِدُوا الْيَوْمَ، عُمْرَتُنَا هَذِهِ لِعَامِنَا هَذَا أَمْ لِأَبَدِ (1)؟ قَالَ:" بَلْ (2) لِأَبَدِ (1) ". فَلَمَّا قَدِمْنَا مَكَّةَ طُفْنَا بِالْبَيْتِ وَبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، ثُمَّ أَمَرَنَا بِمُتْعَةِ النِّسَاءِ، فَرَجَعْنَا إِلَيْهِ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهُنَّ قَدْ أَبَيْنَ إِلَّا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى. قَالَ:" فَافْعَلُوا " قَالَ: فَخَرَجْتُ أَنَا وَصَاحِبٌ لِي، عَلَيَّ بُرْدٌ وَعَلَيْهِ بُرْدٌ، فَدَخَلْنَا عَلَى امْرَأَةٍ، فَعَرَضْنَا عَلَيْهَا أَنْفُسَنَا، فَجَعَلَتْ تَنْظُرُ إِلَى بُرْدِ صَاحِبِي، فَتَرَاهُ أَجْوَدَ مِنْ بُرْدِي، وَتَنْظُرُ إِلَيَّ فَتَرَانِي أَشَبَّ مِنْهُ، فَقَالَتْ: بُرْدٌ مَكَانَ بُرْدٍ، وَاخْتَارَتْنِي، فَتَزَوَّجْتُهَا عَشْرًا بِبُرْدِي (3)، فَبِتُّ مَعَهَا تِلْكَ اللَّيْلَةَ، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ غَدَوْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَخْطُبُ يَقُولُ:" مَنْ كَانَ مِنْكُمْ تَزَوَّجَ امْرَأَةً إِلَى أَجَلٍ، فَلْيُعْطِهَا مَا سَمَّى لَهَا، وَلَا يَسْتَرْجِعْ مِمَّا أَعْطَاهَا شَيْئًا، وَلْيُفَارِقْهَا، فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى قَدْ حَرَّمَهَا عَلَيْكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ "(4).
(1) في (ق) و (م) للأبد، وهو الموافق لرواية عبد الرزاق في "المصنف".
(2)
في (ق) و (م): لا بل للأبد، بزيادة "لا".
(3)
في (ظ 12) و (س): ببردتي.
(4)
إسناده صحيح، على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الربيع بن سبرة، فمن رجال مسلم، وصحابيه سبرة بن معبد الجهني من رجال =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= مسلم كذلك، وأخرج له البخاري تعليقاً.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (14041) ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير"(6514).
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(6513)، والبيهقي في "السنن" 7/ 203 من طريق أبي نُعيم الفضل بن دكين، والحميدي (847)، والطبراني في "الكبير"(6515) و (6517) من طريق سفيان بن عُيينة، والبيهقي في "السنن" 7/ 203 - 204 من طريق جعفر بن عون، وأخرجه ابن أبي شيبة 4/ 292، ومن طريقه ابن ماجه (1962)، والطبراني في "الكبير"(6520)، والبيهقي في
"السنن" 7/ 203، عن عبدة بن سليمان، أربعتهم عن عبد العزيز بن عمر، به.
وأخرجه مختصراً النسائي في "الكبرى"(5541) من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري، والطبراني في "الكبير"(6516) من طريق بشر بن عبد الله بن عمر ابن عبد العزيز، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 25 من طريق أنس بن عياض، ثلاثتهم عن عبد العزيز بن عمر، به.
قلنا: تعين في هذه الرواية وقتُ تحريم نكاحِ المتعة في حجة الوداع، وهو خلاف الصحيح. وحمل البيهقي الوهم في ذلك على عبد العزيز بن عمر، فقال: وهو وهم منه، فرواية الجمهور عن الربيع بن سبرة أن ذلك كان زمن الفتح.
قلنا: وقد ذكر أنها في حجة الوداع الزهري في روايته عن الربيع فيما رواه عنه إسماعيل بن أمية كما سلف برقم (15338)، وقد ذكرنا هناك أن رواية من قال في الفتح أصح وأشهر.
وقوله: أن العمرة قد دخلت في الحج.
أخرجه أبو داود (1801) من طريق ابن أبي زائدة، والدارمي 2/ 51 من طريق جعفر بن عون، كلاهما عن عبد العزيز بن عمر، به، وهو حديث صحيح، وقد سلف نحوه في مسند عبد الله بن عمر بن الخطاب في الرواية رقم (4822)، وذكرنا هناك أحاديث الباب. =
15346 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بْنُ غَزِيَّةَ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سَبْرَةَ الْجُهَنِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَامَ (1) الْفَتْحِ، فَأَقَمْنَا خَمْسَ عَشْرَةَ مِنْ بَيْنِ لَيْلَةٍ وَيَوْمٍ. قَالَ: قَالَ: فَأَذِنَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْمُتْعَةِ. قَالَ: وَخَرَجْتُ أَنَا وَابْنُ عَمٍّ لِي فِي أَسْفَلِ مَكَّةَ، أَوْ قَالَ فِي أَعْلَى مَكَّةَ، فَلَقِيتْنَا (2) فَتَاةً مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ كَأَنَّهَا الْبَكْرَةُ الْعَنَطْنَطَةُ، قَالَ: وَأَنَا قَرِيبٌ مِنَ الدَّمَامَةِ، وَعَلَيَّ بُرْدٌ جَدِيدٌ غَضٌّ، وَعَلَى ابْنِ عَمِّي بُرْدٌ خَلَقٌ قَالَ: فَقُلْنَا لَهَا: هَلْ لَكِ أَنْ يَسْتَمْتِعَ مِنْكِ أَحَدُنَا؟ قَالَتْ: وَهَلْ يَصْلُحُ ذَلِكَ؟ قَالَ: قُلْنَا: نَعَمْ. قَالَ: فَجَعَلَتْ تَنْظُرُ إِلَى ابْنِ عَمِّي، فَقُلْتُ لَهَا: إِنَّ بُرْدِي
= وقد شك عبد العزيز بن عمر في هذه الرواية بالسائل: أهو سراقة بن مالك أو مالك بن سراقة، والصحيح أنه سراقة بن مالك، وسيرد حديثه في "المسند" 4/ 175.
وقوله: "من كان تزوج امرأةً إلى أجل، فليعطها ما سمَّى لها، ولا يسترجع مما أعطاها شيئاً، وليفارقها، فإن الله تعالى قد حرَّمها عليكم إلى يوم القيامة".
قد سلف نحوه عند مسلم (1406) و (28) من طريق عمر بن عبد العزيز، عن الربيع، به، وانظر تتمة تخريجه في الرواية رقم (15337).
قال السندي: قوله: "أن العمرة قد دخلت في الحج": أي: حلت في أيامه على خلاف ما كان عليه أمر الجاهلية.
قوله: "كأنما ولدوا اليوم": أي: بيِّن لنا بياناً وافياً في غاية الوضوح كالبيان لمن لا يعلم شيئاً قبل اليوم.
(1)
في (م): يوم.
(2)
في (ق) و (م): فلقينا، وهو الموافق لرواية ابن حبان.
هَذَا جَدِيدٌ غَضٌّ، وَبُرْدَ ابْنِ عَمِّي هَذَا خَلَقٌ مَحٌّ. قَالَتْ: بُرْدُ ابْنِ عَمِّكَ هَذَا لَا بَأْسَ بِهِ. قَالَ: فَاسْتَمْتَعَ مِنْهَا، فَلَمْ نَخْرُجْ مِنْ مَكَّةَ حَتَّى حَرَّمَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم (1).
(1) إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الصحيح، إلا أنه قد اختلف فيها على وهيب بن خالد، إذ فيها أن سبرة بن معبد الصحابي الذي روى الخبر هو الدميم، وأن المستمتع هو ابنُ عمه، وذلك على خلاف ما جاء في هذا الخبر من أن سبرة له فضل جمال على ابن عمه، وأنه هو الذي استمتع بالفتاة، وذلك في الرواية رقم (15345) و (15349) و (15351)، وقد رواها على الصواب كذلك أبو النعمان محمد بن الفضل عن وهيب بن خالد عند مسلم، وقد تابع وهيباً بِشرُ بن المفضَّل ومعتمِرُ بنُ سليمان كما سيأتي في التخريج.
فقد أخرجه مسلم (1406)(20) من طريق أبي النعمان عن وهيب، به.
وأخرجه مسلم (1406)(20)، وابن حبان (4148)، والطبراني في "الكبير"(6523)، والبيهقي في "السنن" 7/ 202 من طريق بشر بن المفضل، وأخرجه الطبراني في "الكبير"(6522) من طريق المعتمر بن سليمان، كلاهما عن عمارة بن غزية، به.
وانظر (15337).
قال السندي: قوله: البَكْرة: بفتح فسكون: أي: الفتية من الإبل، أي: الشابة القوية.
قوله: العَنَطْنَطَة: هي بعين مهملة مفتوحة، وبنونين الأولى مفتوحة، وبطاءين مهملتين، كذا قال النووي. قلت (القائل السندي): وقد ضبط بفتح النون الثانية وسكون الطاء الأولى: وهي الطويلة العنق في اعتدال وحُسْن قوام. قوله: وأنا قريب من الدمامة: هذا عكس ما في صحيح مسلم، ففيه: وهو قريب من الدمامة، وكذا ذكر عام القصة بعد هذا على عكس ما هاهنا. والدمامة: بفتح الدال المهملة، هي القبح في الصورة.
قوله: خلق، بفتحتين، أي: قريب من البالي. =
15347 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ رَبِّ بْنَ سَعِيدٍ يُحَدِّثُ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنِ الرَّبِيعِ (1) بْنِ سَبْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ يُقَالُ لَهُ السَّبْرِيُّ: عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ أَمَرَهُمْ بِالْمُتْعَةِ: قَالَ: فَخَطَبْتُ أَنَا وَرَجُلٌ امْرَأَةً، قَالَ: فَلَقِيتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ ثَلَاثٍ، فَإِذَا هُوَ يُحَرِّمُهَا أَشَدَّ التَّحْرِيمِ، وَيَقُولُ فِيهَا أَشَدَّ الْقَوْلِ، وَيَنْهَى عَنْهَا أَشَدَّ النَّهْيِ (2).
= قوله: مح، بفتح ميم، وحاء مهملة مشددة، وهو البالي، ومنه مح الكتاب: إذا بلي ودرس.
(1)
في (ظ 12) و (ص) وهامش (س): ربيع.
(2)
حديث صحيح على خطأ في إسناده، عبد رب بن سعيد، تصحف اسمه هنا، وانما هو عبد ربه بن سعيد، وهو الأنصاري، وعبيد بن محمد بن عمر بن عبد العزيز، سماه الحسيني في "الإكمال" ص 283 عُبيد الله بن محمد، وقال: ليس بمشهور، وتابعه الحافظ ابن حجر في "التعجيل" ص 273 إلا أنه ذكر أن الحسيني قال فيه: فيه نظر، وكذلك ذكره في "أطراف المسند" 2/ 426 - 427، ولم نجد له ذكراً فيما سوى هذين الكتابين من كتب الرجال، ولم نجد من ذكر أن لعمر بن عبد العزيز ولداً اسمه محمد، ويبدو لنا أنه تحريف قديم من النساخ، وأن الصواب فيه: هو عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، فقد جاء كذلك عند النسائي في "الكبرى" -كما في "التحفة" 3/ 266 - من طريق محمد بن جعفر، شيخ أحمد، وقد تابع محمداً سليمان بن حرب، ومسلم بن إبراهيم وحفص بن عمر الحوضي كما سيأتي في التخريج، وقد تابع شعبة كذلك معمر كما في الرواية التي سلفت برقم (15345)، ووكيع كما سيأتي في الرواية رقم (15351).
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(5543) من طريق محمد بن جعفر، عن =
15348 -
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ سَبْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى أَنْ يُصَلَّى فِي أَعْطَانِ الْإِبِلِ، وَرَخَّصَ أَنْ يُصَلَّى فِي مُرَاحِ الْغَنَمِ (1).
15349 -
حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ - يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ -، قَالَ: حَدَّثَنِي الرَّبِيعُ بْنُ سَبْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ سَبْرَةَ الْجُهَنِيِّ أَنَّهُ قَالَ: أَذِنَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْمُتْعَةِ قَالَ: فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَرَجُلٌ هُوَ أَكْبَرُ مِنِّي سِنًّا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَلَقِينَا (2) فَتَاةً (3) مِنْ بَنِي عَامِرٍ، كَأَنَّهَا بَكْرَةٌ عَيْطَاءُ،
= شعبة، عن عبد ربه بن سعيد، عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، عن الربيع، به.
وقد تحرف عبد العزيز بن عمر في مطبوع النسائي إلى عبيد الله بن عمر، وقد جاء على الصواب في "تحفة الإشراف" 3/ 266 وأخرجه النسائي في "الكبرى"(5542) من طريق سليمان بن حرب، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 26، وابن حبان (4144) من طريق حفص بن عمر الحوضي، والطبراني في "الكبير"(6518) من طريق مسلم بن إبراهيم، ثلاثتهم عن شعبة، عن عبد ربه بن سعيد، عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، عن الربيع، به.
وأخرجه بنحوه مسلم (1406)(21) من طريق عبد الله بن نمير، عن عبد العزيز بن عمر، به.
وقد سلف برقم (15337).
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، وهو مكرر رقم (15343).
(2)
في (س): فلقيتنا.
(3)
في (ظ 12) و (ص) وهامش (ق): إلى امرأة، بدل: فلقينا فتاة، وهو =
فَعَرَضْنَا عَلَيْهَا أَنْفُسَنَا، فَقَالَتْ: مَا تَبْذُلَانِ؟ قَالَ: كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا: رِدَائِي. قَالَ: وَكَانَ رِدَاءُ صَاحِبِي أَجْوَدَ مِنْ رِدَائِي، وَكُنْتُ أَشَبَّ مِنْهُ، قَالَ (1): فَجَعَلَتْ تَنْظُرُ إِلَى رِدَاءِ صَاحِبِي، ثُمَّ قَالَتْ: أَنْتَ وَرِدَاؤُكَ يَكْفِينِي (2)، قَالَ: فَأَقَمْتُ مَعَهَا ثَلَاثًا. قَالَ: ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ كَانَ عِنْدَهُ مِنَ النِّسَاءِ الَّتِي تَمَتَّعَ بِهِنَّ شَيْءٌ، فَلْيُخَلِّ سَبِيلَهَا ". قَالَ: فَفَارَقْتُهَا (3).
15350 -
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ سَبْرَةَ
= الموافق لرواية مسلم.
(1)
في (س) و (م): قالت.
(2)
في (م): تكفيني.
(3)
إسناده صحيح على شرط مسلم. يونس: هو ابن محمد بن مسلم البغدادي المؤدب.
وأخرجه مسلم (1406)(19)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 126 - 127، وفي "الكبرى"(5550)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 25، والطبراني في "الكبير"(6521)، والبيهقي في "السنن" 7/ 202 من طرق عن الليث، به.
وأخرجه سعيد بن منصور (846)، ومسلم (1406)(23)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 25، وابن حبان (4146)، والطبراني (6524)، والبيهقي في "السنن" 7/ 203 من طرق عن الربيع، به.
وقد سلف مختصراً برقم (15337).
قال السندي: قوله: كأنها بكرة عيطاء: بفتح عين مهملة، وإسكان ياء مثناة من تحت، وبطاء مهملة وبالمد: وهي الطويلة العنق في اعتدال وحسن قوام.
عَنْ أَبِيهِ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ نِكَاحِ الْمُتْعَةِ (1).
15351 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الرَّبِيعُ بْنُ سَبْرَةَ الْجُهَنِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَلَمَّا قَضَيْنَا عُمْرَتَنَا قَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اسْتَمْتِعُوا مِنْ هَذِهِ النِّسَاءِ " قَالَ: وَالِاسْتِمْتَاعُ عِنْدَنَا يَوْمُ التَّزْوِيجِ، قَالَ: فَعَرَضْنَا ذَلِكَ عَلَى النِّسَاءِ فَأَبَيْنَ إِلَّا أَنْ نَضْرِبَ (2) بَيْنَنَا وَبَيْنَهُنَّ أَجَلًا، قَالَ: فَذَكَرْنَا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: " افْعَلُوا ". قَالَ (3): فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَابْنُ عَمٍّ لِي وَمَعَهُ بُرْدَةٌ وَمَعِي بُرْدَةٌ، وَبُرْدَتُهُ أَجْوَدُ مِنْ بُرْدَتِي، وَأَنَا أَشَبُّ مِنْهُ، فَأَتَيْنَا امْرَأَةً، فَعَرَضْنَا ذَلِكَ عَلَيْهَا، فَأَعْجَبَهَا شَبَابِي، وَأَعْجَبَهَا بُرْدُ ابْنِ عَمِّي، فَقَالَتْ: بُرْدٌ كَبُرْدٍ. قَالَ: فَتَزَوَّجْتُهَا، فَكَانَ الْأَجَلُ بَيْنِي وَبَيْنَهَا عَشْرًا. قَالَ: فَبِتُّ عِنْدَهَا تِلْكَ اللَّيْلَةَ ثُمَّ أَصْبَحْتُ غَادِيًا إِلَى الْمَسْجِدِ فَإِذَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ الْبَابِ وَالْحَجَرِ يَخْطُبُ النَّاسَ
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه الشافعي في "مسنده" 2/ 14 (بترتيب السندي)، والحميدي (846)، وسعيد بن منصور (847)، والدارمي 2/ 140، ومسلم (1406)(24)، وابن الجارود في "المنتقى"(698)، وأبو يعلى (938)، والطبراني في "الكبير"(6530) والبيهقي في "السنن" 7/ 204 من طريق سفيان بن عُيينة، بهذا الإسناد. وزاد الحميدي وسعيد بن منصور والدارمي: عام الفتح.
وقد سلف برقم (15337).
(2)
في (ق) و (م): يضرب.
(3)
لفظ "قال": ليس في (م).
يَقُولُ: " أَلَا أَيُّهَا النَّاسُ، قَدْ كُنْتُ أَذِنْتُ لَكُمْ فِي الِاسْتِمْتَاعِ مِنْ هَذِهِ النِّسَاءِ، أَلَا وَإِنَّ اللهَ تبارك وتعالى قَدْ حَرَّمَ ذَلِكَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَمَنْ كَانَ عِنْدَهُ مِنْهُنَّ شَيْءٌ، فَلْيُخَلِّ سَبِيلَهَا، وَلَا تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا "(1).
(1) رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه ابن الجارود في "المنتقى"(699)، وابن حبان (4147) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وقوله: فلما قضينا عمرتنا، يشير إلى أن ذلك كان في حجة الوداع كما سلف في الرواية رقم (15345)، وقد ذكرنا هناك أن هذا وهم، وأن الصحيح والمشهور أن التحريم كان عام الفتح.
وانظر (15338).
وقوله: "ألا أيها الناس، قد كنت أذنت لكم في الاستماع من هذه النساء، ألا وإن الله تبارك وتعالى قد حرم ذلك إلى يوم القيامة، فمن كان عنده منهن شيء فليخَلِّ سبيلها، ولا تأخذوا مما آتيتموهن شيئاً" قد سلف نحوه في الرواية رقم (15345).
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى الْخُزَاعِيِّ
(1)
15352 -
حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُمْرَانَ: رَجُلٌ (2) كَانَ بِوَاسِطٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ صَلَّى مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَكَانَ لَا يُتِمُّ التَّكْبِيرَ. يَعْنِي إِذَا خَفَضَ، وَإِذَا رَفَعَ (3).
(1) قال السندي: عبدُ الرحمن بن أبزى الخزاعيُّ مولاهم.
قال البخاري والترمذي وآخرون: له صحبة، وقال أبو حاتم: أدرك النبيَّ صلى الله عليه وسلم، وصلى خلفه.
وأخرج أبو داود بسند حسن عن عبد الرحمن بن أبزى أنه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم الحديثَ.
وقال ابن السكن: استعمله النبي صلى الله عليه وسلم على خراسان، وفي "صحيح مسلم" (817) أن عمر قال لنافع بن عبد الحارث الخزاعي: من استعملت على مكة؟ قال: عبد الرحمن بن أبزى، قال: استعملتَ عليهم مولى! قال: أنه قارئ لكتابِ الله، عالم بالفرائض، وأخرجه أبو يعلى وفيه: إني وجدته أقرأهم لكتاب الله وأفقههم في دين الله. وذكره ابن حبان في ثقات التابعين. قال مغلطاي: لم أر من وافقه على ذلك. ورده الحافظ في "الإصابة" بأن كلام أبي بكر بن أبي داود يدل على ذلك، لكن العمدة على قول الجمهور. والله تعالى أعلم.
(2)
في (م): الحسن بن عمر أن رجلاً
…
وهو تحريف.
(3)
حديث ضعيف، أعله الأئمة لنكارته، فقد تفرد به الحسن بن عمران: وهو ممن لا يحتمل تفردُه، فلم يُؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقال أبو حاتم: شيخ، وقال الحافظ في "التقريب": لين، وقال الطبري: مجهول. وقد =
15353 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ. وَحَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ يُحَدِّثُ عَنْ زُرَارَةَ. قَالَ حَجَّاجٌ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ: سَمِعْتُ زُرَارَةَ
= اضطرب في تعيين شيخه فيه كما سيأتي في التخريج.
وأخرجه الطيالسي (1287) ومن طريقه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 301، وأبو داود (837) عن شعبة، بهذا الإسناد. ولم يسمِّ ابنَ عبد الرحمن ابن أبزى.
ورواه من طريقه كذلك ابن أبي شيبة 1/ 241 - 242، والبخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 300 عن شعبة، به، وسمى ابن عبد الرحمن سعيداً. ونقل البخاري عن الطيالسي قوله في هذا الحديث: لا يصح.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 220 من طريق عمرو بن مرزوق، عن شعبة، به، ولم يسق لفظه بل أحال على رواية يحيى بن حماد، عن شعبة، الآتية برقم (15369).
وأخرجه ابن سعد 5/ 462 عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد، عن شعبة، به، واختلف عليه في متنه.
فرواه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 300 عن علي بن نصر، عن أبي عاصم، عن شعبة، به، ولفظه: صلى خلف النبي صلى الله عليه وسلم بمنى، وكبر النبي صلى الله عليه وسلم إذا خفض ورفع.
وقال أبو داود في معنى الحديث: معناه إذا رفع من الركوع وأراد أن يسجد لم يكبر، وإذا قام من السجود لم يكبر.
وقال البيهقي في "السنن" 2/ 68 في حديث عبد الرحمن بن أبزى: فقد يكون كبر ولم يسمع، وقد يكون ترك مرة ليبين الجواز، والله أعلم.
قلنا: وقد ثبت بأحاديث صحيحة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكبر في كل خفض ورفع، وقد سلف ذلك من حديث ابن مسعود (3660)، وحديث عبد الله بن عمر بن الخطاب (5402)، وذكرنا هناك أحاديث الباب، وانظر "فتح الباري" 2/ 269.
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ كَانَ يُوتِرُ بِـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} (1).
15354 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ وَزُبَيْدٍ الْإِيَامِيِّ، عَنْ ذَرٍّ، عَنِ ابْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ فِي الْوِتْرِ بِـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} وَ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} وَ {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} فَإِذَا سَلَّمَ، قَالَ:" سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ، سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ، سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ ". وَرَفَعَ بِهَا صَوْتَهُ (2).
(1) حديث صحيح، زرارة: وهو ابن أوفى العامري -وإن لم يذكروا له سماعاً من عبد الرحمن بن أبزى- متابع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 3/ 247 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 298، والنسائي في "المجتبى" 3/ 247 من طريق شبابة، عن شُعبة، عن قتادة، عن زُرارة بن أوفى، عن عِمران بن حصين.
قلنا: فجعله من حديث عمران بن حصين، قال النسائي: لا أعلم أحداً تابع شبابة على هذا الحديث.
وسيأتي مطولاً بإسناد صحيح بالأرقام (15354) و (15355) و (15357) و (15358) و (15359) و (15361) و (15362). وسيأتي من طريق زرارة برقم (15356) و (15366).
وفي الباب من حديث ابن عباس، سلف برقم (2720).
ومن حديث عبد الرحمن بن أبزى عن أبي بن كعب، سيرد 5/ 123 ومن ثَمَّ فحديثنا هذا مرسل صحابي.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. ذر: هو ابنُ عبد الله المُرْهبي =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= الهَمْداني، وابن عبد الرحمن بن أبزى: هو سعيد، كما جاء مصرحاً به في الرواية رقم (15361) و (15362).
وأخرجه النسائى في "المجتبى" 3/ 244 - 245، وفي "الكبرى"(1435) و (10573) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(737) و (738) من طريقين عن شعبة، به.
وأخرجه النسائي 3/ 250، وفي "الكبرى"(1448) و (10567) -وهو في عمل اليوم والليلة (731) - من طريق جرير بن حازم، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 292 من طريق محمد بن طلحة، كلاهما عن زبيد، عن ذر، به.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 3/ 244، وفي "الكبرى"(1430) و (10566) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(730) - وعبد الرزاق في "المصنف"(4697) من طرق عن ذر، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 298، والنسائي في "المجتبى" 3/ 245 و 250، وفي "الكبرى"(1433) و (10571) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(735) - من طريق عبد الملك بن أبي سليمان.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 3/ 246، وفي "الكبرى"(10569)، -وهو في "عمل اليوم والليلة"(733) - من طريق محمد بن جحادة.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 3/ 246 من طريق مالك بن مغول، ثلاثتهم عن زبيد، عن ابن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه، به، لم يذكروا ذراً في الإسناد.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 3/ 245، وفي "الكبرى"(10575) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(739) - من طريق منصور بن المعتمر، عن سلمةَ بنِ كُهيل، عن سعيد بنِ عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه، به، لم يذكر ذراً في الإسنادِ.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 3/ 246، وفي "الكبرى"(10568) -وهو =
15355 -
حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنْ عَزْرَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: كَانَ يَقْرَأُ فِي الْوِتْرِ بِـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} وَ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} وَ {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} وَكَانَ إِذَا سَلَّمَ، قَالَ:" سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ ". يُطَوِّلُهَا (1) ثَلَاثًا (2).
= في "عمل اليوم والليلة"(732) - من طريق يحيى بن آدم، عن مالك بنِ مِغوَلٍ، عن زبيد، عن ذرٍّ، عن ابن أبزى، مرسلاً.
وقد سلف مختصراً برقم (15353).
قال السندي: قوله: بسبح اسم ربكَ الأعلى
…
الخ، ظاهره أنه كان يوتر بثلاثٍ.
قوله: يرفع بها صوته: أي: بالتسبيحة الثالثة، أو بالتسبيحات الثلاث، إلا أن الرواية جاءت بالمعنى الأول صريحاً. قلنا: انظر الرواية رقم (15358) و (15362).
(1)
في (س): يقولها، نسخة.
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عزرة -وهو ابن عبد الرحمن الخزاعي- فمن رجال مسلم. بهز: هو ابن أسد العَمِّي. وهمام: هو ابن يحيى العوذي.
وأخرجه عبدُ الرزاق في "المصنف"(4695)، عن معمر، وأخرجه عبدُ بنُ حميد في "المنتخب"(312)، والنسائي في "المجتبى" 3/ 251، وفي "الكُبرى"(10577) و (10578) -، وهو في "عمل اليوم والليلة"(741) و (742) من طريق سعيد بن أبي عَروبة، كلاهما عن قتادة، به.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 3/ 251 من طريق هشام وهو الدّستوائي، عن قتادة، عن عزرة، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، مرسلاً. =
15356 -
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ قَالَ: سَمِعْتُ زُرَارَةَ يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُوتِرُ بِـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} وَ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} وَ {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} فَإِذَا سَلَّمَ، قَالَ:" سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ " يَقُولُهَا ثَلَاثًا (1).
15357 -
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَزْرَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى (2)، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِمِثْلِ هَذَا.
قَالَ: أَخْبَرَنِي زُبَيْدٌ وَسَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ سَمِعَا ذَرًّا يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَ (3) هَذَا (4).
= وقد سلف برقم (15354)، ومختصراً برقم (15353).
(1)
حديث صحيح، زُرارة -وهو ابن أوفى العامري، وإن لم يذكروا له سماعاً من عبد الرحمن بن أبزى- متابع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي داود: وهو الطيالسي. فمن رجال مسلم.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 3/ 247، وفي "الكبرى"(1447) و (10580) - وهو في "عمل اليوم والليلة"(744) من طريق أبي داود الطيالسي، بهذا الإسناد.
وقد سلف مختصراً برقم (15353)، وانظر ما قبله.
(2)
بن أبزى، ليست في (م).
(3)
في (ق): بمثل.
(4)
حديث صحيح، وله إسنادان عن شعبة، الأول على شرط مسلم، =
15358 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ زُبَيْدٌ وَسَلَمَةُ أَخْبَرَانِي أَنَّهُمَا سَمِعَا ذَرًّا، عَنِ ابْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُوتِرُ بِـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} وَ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} وَ {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} وَكَانَ إِذَا سَلَّمَ قَالَ (1):" سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ ". ثَلَاثًا يَرْفَعُ صَوْتَهُ بِالْآخِرَةِ (2).
15359 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَزْرَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُوتِرُ بِـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} وَ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} وَ {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} وَيَقُولُ إِذَا سَلَّمَ، قَالَ:" سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ ". ثَلَاثَ مِرَارٍ (3).
= والثاني على شرط الشيخين، وهو القائل: أخبرني زبيد كما جاء في الرواية رقم (15354)، وكما سيأتي في الرواية رقم (15358).
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 3/ 246 - 247، وفى "الكبرى"(1446) و (10579) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(743) - من طريق أبي داود الطيالسي، عن شعبة، عن قتادة، عن عزرة، به.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 3/ 41 من طريق أبي داود الطيالسي، عن شعبة، عن سلمة بن كهيل وزبيد، عن ذر، به.
وقد سلف برقم (15355)، وسلف بالإسناد الثاني برقم (15354).
(1)
في (م): يقول.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وقد سلف برقم (15354).
(3)
إسناده صحيح على شرط مسلم.
وقد سلف برقم (15357).
15360 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ (1)، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ ذَرٍّ (2)، عَنِ ابْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ أَبِيهِ (3) عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" أَصْبَحْنَا عَلَى فِطْرَةِ الْإِسْلَامِ، وَعَلَى كَلِمَةِ الْإِخْلَاصِ، وَعَلَى دِينِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، وَعَلَى مِلَّةِ أَبِينَا إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا مُسْلِمًا، وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ "(4).
(1) قوله: محمد بن جعفر، ليس في (س).
(2)
قوله: عن ذر، ليس في (ظ 12).
(3)
قوله: عن أبيه، ليس في (ظ 12).
(4)
إسناده صحيح على شرط الشيخين، ذر: هو ابن عبد الله المُرْهبي الهَمْدَاني، وابن عبد الرحمن بن أبزى: هو سعيد كما جاء مصرحاً به في الرواية رقم (15364).
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(9831)، وهو في "عمل اليوم والليلة"(3) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(10177)، وهو في "عمل اليوم والليلة"(345) من طريق شبابة بن سوار، عن شعبة، به، وفيه قصة.
وسيرد في "المسند" 5/ 123 من زوائد عبد الله بن أحمد قال: حدثني إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كهيل، عن أبيه، عن جده، عن سلمة بن كهيل، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه، عن أبي بن كعب، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا إسناد ضعيف جداً، إبراهيم بن إسماعيل ضعيف، وأبوه وجده متروكان.
وسيأتي بالأرقام (15363) و (15364) و (15367).
قال السندي: قوله: "أصبحنا": أي: دخلنا في الصباح.
قوله: "على فطرة الإسلام": أي: على السنة التي سنَّها الله تعالى لعباده، وهي الإسلام، فالإضافة بيانية.
قوله: "كلمة الإخلاص": أي: كلمة تدل على إخلاص القائل، ويصير بها =
15361 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ زُبَيْدٍ، عَنْ ذَرِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْمُرْهِبِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُوتِرُ بِـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} وَ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} وَ {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَنْصَرِفَ مِنَ الْوِتْرِ، قَالَ:" سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ ". ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ يَرْفَعُ صَوْتَهُ فِي الثَّالِثَةِ (1).
15362 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ زُبَيْدٍ، عَنْ ذَرٍّ الْهَمْدَانِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى الْخُزَاعِيِّ
= القائل من المخلصين، وهي كلمة التوحيد.
قوله: "مِلَّة أبينا"، أي: دينه.
قوله: "حنيفاً": مائلاً عن الباطل.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، وسفيان: هو الثوري.
وهو عند عبد الرزاق في "المصنف"(4696).
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 3/ 250، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 292 من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، عن سفيان الثوري، به.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 3/ 249 - 250 من طريق القاسم بن يزيد الجرمي، والنسائي في "الكبرى"(10571) - وهو في "عمل اليوم والليلة"(735) من طريق محمد بن عبيد، كلاهما عن سفيان الثوري، عن زبيد، عن سعيد، به لم يذكرا ذَرّاً في الإسناد. قال النسائي: أبو نعيم أثبت عندنا من محمد بن عبيد وقاسم بن يزيد، وأثبت أصحاب سفيان عندنا، والله أعلم.
وأخرجه ابن أبي شيبة 14/ 262، والنسائي 3/ 246 من طريق عطاء بن السَّائب، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، به.
وقد سلف برقم (11354)، ومختصراً برقم (11353).
عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُوتِرُ بِـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} وَ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} وَ {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} وَيَقُولُ إِذَا جَلَسَ فِي آخِرِ صَلَاتِهِ: " سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ ". ثَلَاثًا، يَمُدُّ بِالْآخِرَةِ صَوْتَهُ (1).
15363 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ إِذَا أَصْبَحَ وَإِذَا أَمْسَى:" أَصْبَحْنَا عَلَى فِطْرَةِ الْإِسْلَامِ، وَعَلَى كَلِمَةِ الْإِخْلَاصِ، وَعَلَى دِينِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، وَعَلَى مِلَّةِ أَبِينَا إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا مُسْلِمًا (2)، وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ "(3).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين كسابقه. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 298، و 10/ 386 - 387 عن وكيع، بهذا الإسناد.
وانظر ما قبله.
(2)
قوله: مسلماً، ليست في (م).
(3)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى، فقد أخرج له أبو داود والنسائي، وهو حسنُ الحديث. وسماعُ سلمة بن كهيل منه لا يُستبعد، فيكون سمعه منه مباشرة، وسمعه من أخيه سعيد بواسطة ذر كما سلف في رواية شعبة (15360).
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(10175) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(343) - من طريق أبي داود الحَفَري، و (10176) في "الكبرى" أيضاً -وهو في "عمل اليوم والليلة"(344) - من طريق القاسم بن يزيد الجَرْمي، والدارمي =
15364 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ ذَرٍّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ:" أَصْبَحْنَا عَلَى فِطْرَةِ الْإِسْلَامِ، وَكَلِمَةِ الْإِخْلَاصِ، وَدِينِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، وَمِلَّةِ أَبِينَا إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا (1)، وَلَمْ يَكُنْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ "(2).
15365 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ عَنْ ذَرٍّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى فِي الْفَجْرِ، فَتَرَكَ آيَةً، فَلَمَّا صَلَّى قَالَ:" أَفِي الْقَوْمِ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ؟ ". قَالَ أُبَيٌّ: يَا رَسُولَ اللهِ نُسِخَتْ آيَةُ كَذَا وَكَذَا أَوْ نُسِّيتَهَا؟ قَالَ: " نُسِّيتُهَا "(3).
= 2/ 292 من طريق محمد بن يوسف الفريابي، ثلاثتهم عن سفيان الثوري، به دون زيادة: وإذا أمسى.
قلنا: وهذه الزيادة قد تفرد بها وكيع، وهي زيادة ثقة مقبولة.
ولهذه الزيادة أورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/ 116 وقال: رواه أحمد والطبراني، ورجالهما رجال الصحيح. قلنا: وحديث عبد الرحمن بن أبزى ساقط من مطبوع الطبراني.
(1)
في (ق): حنيفاً مسلماً.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين، وقد سلف برقم (15360).
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري. وذر: هو ابن عبد الله المُرْهبي الهَمْداني.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(8240) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "القراءة خلف الإمام"(193) من طريق أبي نعيم =
15366 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ زُرَارَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُوتِرُ بِـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} (1).
15367 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَصْبَحَ يَقُولُ: " أَصْبَحْنَا عَلَى فِطْرَةِ الْإِسْلَامِ، وَكَلِمَةِ الْإِخْلَاصِ، وَدِينِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، وَمِلَّةِ أَبِينَا إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا مُسْلِمًا (2)، وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ "(3).
= الفضل بن دكين، عن سفيان، به.
وقد أورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/ 69، وقال: رواه أحمد والطبراني، ورجاله رجال الصحيح.
وسيأتي في "المسند" 5/ 123 من "زوائد" عبد الله بن أحمد قال: حدثنا يحيى بن داود الواسطي، حدثنا إسحاق بن يوسف الأزرق، عن سفيان، عن سلمة بن كهيل، عن ذر، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه، عن أُبي بن كعب، فذكر نحوه.
قال السندي: قوله: قال أُبي: يا رسول الله
…
الخ: فهم أُبيٌّ أن مراده بما قال: هو أن يعرف أنَّ أُبياً متنبه لذلك أم لا، فأجاب بأنه متنبه.
(1)
حديث صحيح، زرارة -وهو ابن أوفى العامري، وإن لم يذكروا له سماعاً من عبد الرحمن بن أبزى- متابع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وقد سلف مختصراً برقم (15353)، ومطولاً برقم (15354).
(2)
مسلماً، ليست في (م).
(3)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، سلف الكلام عليه في الرواية برقم =
15368 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُزَاعِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبْزَى: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُشِيرُ بِأُصْبُعِهِ السَّبَّاحَةِ (1) فِي الصَّلَاةِ (2).
= (15363).
وأخرجه ابن أبي شيبة 9/ 77، والنسائي في "الكبرى"(9829) - وهو في "عمل اليوم والليلة"(1)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(34)، والطبراني في "الدعاء"(294) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(9830) - وهو في "عمل اليوم والليلة"(2) عن محمد بن بشار، عن يحيى بن سعيد، عن سفيان، عن سلمة بن كهيل، عن ذر بن عبد الله، عن ابن عبد الرحمن بن أبزى، به. وفيه:"وما أنا من المشركين" وبزيادة "ذر" في الإسناد، وهي مخالفة لما رواه يحيى بن سعيد القطان في روايتنا هذه، ولرواية وكيع السالفة برقم (15363)، ورواية أبي داود الحَفَري، والقاسم بن يزيد الجَرْمي، ومحمد بن يوسف الفريابي عن سفيان، كما سلف في تخريج الرواية المذكورة.
(1)
في (ق): السبابة. قال السندي: السباحة هذا هو الاسم الإسلامي، وأما السبابة فاسم جاهلي إلا أنهم بسبب الاشتهار يطلقونها أيضاً.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، أبو سعيد الخزاعي انفرد بالرواية عنه منصور بن المعتمر، وترجم له البخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 296، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 9/ 378 ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وقد اختلف في كنيته، فقد تابع عبدَ الرحمن يحيى بنُ سعيد في روايته عن سفيان كما في "التاريخ الكبير" 3/ 296، وسماه جرير عن منصور راشداً أبا سَعْد كما سيأتي في الرواية رقم (15370)، وكذلك سماه الدولابي في "الكنى" 1/ 186، وعبد الرحمن عن منصور كما في "التاريخ الكبير" 3/ 296، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو الثوري. =
15369 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عِمْرَانَ (1)، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى
= وقد اختلف في إسناده، فزاد جرير في روايته عن منصورٍ سعيدَ بن عبد الرحمن بن أبزى في الإسناد، وروي عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى مرسلاً كما سيأتي في التخريج.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 296 من طريق يحيى بن سعيد، عن سفيان، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 296 من طريق شيبان، عن منصور، عن هلال بن يساف، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى: كان النبي صلى الله عليه وسلم
…
مرسلاً.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/ 140، وقال: رواه الطبراني في "الكبير" عن أبي سعيد الخزاعي عنه، ولم يرو عنه غير منصور بن المعتمر كما قال ابن أبي حاتم عن أبيه.
قلنا: مسند عبد الرحمن بن أبزى ساقط من مطبوع الطبراني، وقد فات الهيثمي نسبته إلى أحمد.
وسيأتي برقم (15370).
ويشهد له حديثُ عبد الله بن عمر بن الخطاب، وقد سلف برقم (6348)، وإسناده صحيح.
وآخر من حديث عبد الله بن الزبير، سيرد 4/ 3.
وثالث من حديث نمير الخزاعي، سيرد 3/ 471.
ورابع من حديث وائل بن حجر، سيرد 4/ 316.
قال السندي: وقد أخذت الأئمة كلهم بالإشارة، وإنما خالف فيها بعضُ المشايخ من علمائنا الحنفية على خلاف قولِ إمامهم بلا دليل قوي، فلا عبرة بخلافهم بعد ثبوتها في الأحاديث، واتفاق الأئمة عليها.
(1)
في (م): عن الحسن، عن ابن عمران، بزيادة "عن"، وهو خطأ.
عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ صَلَّى خَلْفَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَكَانَ لَا يُتِمُّ التَّكْبِيرَ (1).
15370 -
حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رَاشِدٍ أَبِي سَعْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا جَلَسَ فِي الصَّلَاةِ، فَدَعَا، وَضَعَ (2) يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى فَخِذِهِ، ثُمَّ كَانَ يُشِيرُ بِأُصْبُعِهِ إِذَا دَعَا (3)(4).
15371 -
حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ، عَنِ ابْنِ شَوْذَبَ (5)، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْقَاسِمِ (6)
(1) حديث ضعيف، وقد سلف الكلام فيه برقم (15352). يحيى بن حماد: هو ابن أبي زياد الشيباني.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 220، والبيهقي في "السنن" 2/ 68 من طريق يحيى بن حماد، به.
وقد سلف برقم (15352).
(2)
في (ق): ووضع.
(3)
قوله: إذا دعا، ليست في (م).
(4)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، سلف الكلام فيه في الرواية رقم (15368)، جرير: هو ابن عبد الحميد الضبي.
وقد ذكرنا هناك شواهده.
(5)
في (م): شوذر، وهو خطأ.
(6)
في النسخ الخطية و (م)، و"أطراف المسند" 4/ 253 عبد الله، عن القاسم، وهو خطأ قديم، صوابه ما أثبتناه، انظر ترجمة عبد الله بن القاسم في "تهذيب الكمال"، وفي "التاريخ الكبير" للبخاري 5/ 174.
قَالَ: جَلَسْنَا (1) إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، فَقَالَ: أَلَا أُرِيكُمْ صَلَاةَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: فَقُلْنَا: بَلَى. قَالَ: فَقَامَ، فَكَبَّرَ، ثُمَّ قَرَأَ، ثُمَّ رَكَعَ، فَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى رُكْبَتَيْهِ، حَتَّى أَخَذَ كُلُّ عُضْوٍ مَأْخَذَهُ، ثُمَّ رَفَعَ حَتَّى أَخَذَ كُلُّ عُضْوٍ (2) مَأْخَذَهُ، ثُمَّ سَجَدَ حَتَّى أَخَذَ كُلُّ عَظْمٍ (3) مَأْخَذَهُ، ثُمَّ رَفَعَ حَتَّى أَخَذَ كُلُّ عَظْمٍ مَأْخَذَهُ، ثُمَّ سَجَدَ حَتَّى أَخَذَ كُلُّ عَظْمٍ مَأْخَذَهُ، ثُمَّ رَفَعَ، فَصَنَعَ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ كَمَا صَنَعَ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى، ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا صَلَاةُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (4).
(1) في (ق): جلست. قلنا: وهي الموافقة لرواية البخاري في "تاريخه".
(2)
في (ص)، وهامش (ظ 12): عظم.
(3)
في (م): عضو.
(4)
إسناده صحيح. ضمرة: هو ابن ربيعة الفِلَسْطيني.
وأورده البخاري في "التاريخ الكبير" 5/ 174 - 175، من طريق محمد بن عبد الله العمري، عن ضمرة، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/ 130، وقال: رواه أحمد، ورجاله ثقات.
وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري (793)، ومسلم (397)، وقد سلف 2/ 437.
وعن أبي مسعود البدري، سيرد 4/ 119.
قال السندي: قوله: حتى أخذ كلُّ عَظْمٍ مأخذه: أي: استقر كل عضو في مستقره.
نَافِعِ بْنِ عَبْدِ الْحَارِثِ
(1)(2)
15372 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، حَدَّثَنِي خُمَيْلٌ (3) أَنَا وَمُجَاهِدٌ، عَنْ نَافِعِ بْنِ عَبْدِ الْحَارِثِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مِنْ سَعَادَةِ الْمَرْءِ: الْجَارُ الصَّالِحُ، وَالْمَرْكَبُ الْهَنِيءُ، وَالْمَسْكَنُ الْوَاسِعُ "(4).
(1) في (م) حديث نافع بن عبد الحارث رضي الله تعالى عنه.
(2)
قال السندي: هو نافع بنُ عبد الحارث الخزاعي، ووقع في رواية إبراهيم الحربي: نافع بن الحارث بإسقاط "عبد" والصواب إثباته. قال البخاري: يقال: أن له صحبة، وذكره ابن سعد في الصحابة وفضائلهم.
ويقال: أنه أسلم يوم الفتح، فأقام بمكة ولم يُهاجر.
وأنكر الواقدي صحبته.
وذكره في الصحابة ابن حبان والعسكري وآخرون.
(3)
في هامش (ظ 12): بضم الخاء المعجمة، وهو ابن عبد الرحمن.
قلنا: وكذلك ضبطه ابنُ ناصر الدين في "توضيح المشتبه" 2/ 445، وقد تحرف في بعض المصادر إلى جميل، وحميد.
(4)
حديث صحيح لغيره، وهذا سند حسن في الشواهد، خُميل -وهو ابن عبد الرحمن- روى عنه حبيب بن أبي ثابت، وسمع منه مجاهد هذا الحديث بحضرة حبيب بن أبي ثابت وذكره ابن حبان في "الثقات"، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو الثوري، ومجاهد: هو ابن جبر المكي.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2336)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2773) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(116) و (457)، والحاكم =
15373 -
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ خُمَيْلٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ عَبْدِ الْحَارِثِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؛ فَذَكَرَ مِثْلَهُ (1).
15374 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي
= 4/ 166 - 167 من طرق عن سفيان، به، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/ 163، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح! قلنا: خميل لم يرو له إلا البخاري في "الأدب المفرد".
وانظر ما بعده.
ويشهد له حديث سعد بن أبي وقاص عند ابن حبان (4032) بسند صحيح، ولفظه:"أربع من السعادة: المرأة الصالحة، والمسكن الواسع، والجار الصالح، والمركب الهنيء، وأربع من الشقاوة: الجار السوء، والمرأة السوء، والمسكن الضيق، والمركب السوء". وسلف نحوه في "المسند"(1445).
قال السندي: قوله: "الجار الصالح": الذي يحثه قولاً وفعلاً على الذكر والتقوى، ويوقظه من سِنَةِ الغفلة والهوى.
قوله: "الهنيء": الموافق في سبيل الله، لا يؤخره عن الرفقاء.
قوله: "الواسع": الذي يشرح فيه الصدر ولا يضيق، فإن ضيق الصدر يمنع عن الخيرات.
(1)
حديث صحيح، وقد سلف الكلام عليه آنفاً. أبو نعيم: هو الفضل بن دُكين.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(457)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2772)، والمزي في "تهذيب الكمال" 8/ 347 من طريق أبي نعيم، بهذا الإسناد.
وانظر ما قبله.
سَلَمَةَ قَالَ: قَالَ نَافِعُ بْنُ عَبْدِ الْحَارِثِ: خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى دَخَلَ حَائِطًا، فَقَالَ لِي:" أَمْسِكْ عَلَيَّ الْبَابَ ". فَجَاءَ حَتَّى جَلَسَ عَلَى الْقُفِّ، وَدَلَّى رِجْلَيْهِ فِي الْبِئْرِ، فَضُرِبَ الْبَابُ، قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: أَبُو بَكْرٍ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا أَبُو بَكْرٍ، قَالَ:" ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ ". قَالَ: فَأَذِنْتُ لَهُ وَبَشَّرْتُهُ بِالْجَنَّةِ، قَالَ: فَدَخَلَ، فَجَلَسَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْقُفِّ، وَدَلَّى رِجْلَيْهِ فِي الْبِئْرِ، ثُمَّ ضُرِبَ الْبَابُ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: عُمَرُ. فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا عُمَرُ. قَالَ:" ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ ". قَالَ: فَأَذِنْتُ لَهُ، وَبَشَّرْتُهُ بِالْجَنَّةِ، قَالَ: فَدَخَلَ، فَجَلَسَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْقُفِّ، وَدَلَّى رِجْلَيْهِ فِي الْبِئْرِ، قَالَ: ثُمَّ ضُرِبَ الْبَابُ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: عُثْمَانُ. فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ هَذَا عُثْمَانُ، قَالَ:" ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ مَعَهَا بَلَاءٌ ". فَأَذِنْتُ لَهُ، وَبَشَّرْتُهُ بِالْجَنَّةِ، فَجَلَسَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْقُفِّ، وَدَلَّى رِجْلَيْهِ فِي الْبِئْرِ (1).
(1) أبو سلمة -وهو ابن عبد الرحمن بن عوف- لم يذكروا له سماعاً من نافع بن الحارث، ومحمد بن عمرو: وهو ابن علقمة بن وقاص الليثي، تكلَّم فيه بعضهم من قبل حفظه، وقد وهم فيه، ورُوي عنه أيضاً أن الذي كان يأذن هو بلال بن رباح، وخُولِفَ فيه كذلك، فسيرد بإسناد صحيح أن أبا سلمة سمعه مِن عبد الرحمن بن نافع بن عبد الحارث، عن أبي موسى الأشعري، وهو الذي كان يأذَنُ لهم، وهو الصواب فيما قاله الحافظ في "الفتح" 7/ 37. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 55 - ومن طريقه ابن أبي عاصم في "السنة"(1147)، وفي "الآحاد والمثاني"(2337) - عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (5188) عن يحيى بن أيوب المقابري، عن إسماعيل بن جعفر، عن محمد بن عمرو، به.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(8132) عن علي بن حجر، عن إسماعيل ابن جعفر، عن محمد بن عمرو، به، إلا أنه جعل بلالاً هو الذي يأذن لهم.
وسيأتي في "المسند" 4/ 407 عن يعقوب بن إبراهيم، عن أبيه، عن صالح ابن كيسان، عن أبي الزناد، عن أبي سلمة، عن عبد الرحمن بن نافع بن عبد الحارث، عن أبي موسى الأشعري، وهذا إسناد صحيح، وقد تابع عبدَ الرحمن بن نافع أبو عثمان النهدي عند البخاري (3695)، ومسلم (2403)(28)، وسيرد 4/ 393، وسعيدُ بنُ المسيب عند البخاري (7097)، ومسلم (2403)(29).
وسيأتي برقم (15375)، وليس فيه ذكر من كان يأذن لهم.
وقد سلف نحوه من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص برقم له (6548)، وهو يحمل على تعدد القصة، والله أعلم.
قال السندي: قوله: حائطاً، أي: بستان.
قوله: "أمسك عليَّ" بتشديد الياء، أي: احفظه عليَّ حتى لا يدخل عليَّ أحد بلا إذن.
قوله: فجاء: أي: رجع من قضاء الحاجة.
قوله: على القف: بضم قاف وتشديد الفاء: حافة البئر، أو الدكة التي حولها.
قوله: ودلَّى: بتشديد اللام: أرسلهما في البئر.
قوله: فضرب الباب: على بناء المفعول، ورفع الباب.
قوله: ودلى رجليه: اقتداءً به وتأنساً وتجانساً. =
15375 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَلَمَةَ يُحَدِّثُ، وَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا عَنْ نَافِعِ بْنِ عَبْدِ الْحَارِثِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ حَائِطًا مِنْ حَوَائِطِ الْمَدِينَةِ، فَجَلَسَ عَلَى قُفِّ الْبِئْرِ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ يَسْتَأْذِنُ فَقَالَ:" ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ ". ثُمَّ جَاءَ عُمَرُ يَسْتَأْذِنُ، فَقَالَ:" ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ ". ثُمَّ جَاءَ عُثْمَانُ يَسْتَأْذِنُ، فَقَالَ:" ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ، وَسَيَلْقَى بَلَاءً "(1).
= قوله: "معها بلاء"، أي: مع البشارة أو مع الجنة.
قوله: فجلس (أي عثمان) مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على القف: المشهور أنه وجد القف قد ملئ، فجلس وجاهه، والله تعالى أعلم.
(1)
أبو سلمة لم يذكروا له سماعاً من نافع بن عبد الحارث، وقد سلف الكلام على هذا الحديث في الذي قبله، فانظره.
أَبُو مَحْذُورَةَ الْمُؤَذِّنِّ
(1)
15376 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنِي (2) ابْنُ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ السَّائِبِ مَوْلَاهُمْ، عَنْ أَبِيهِ السَّائِبِ مَوْلَى أَبِي مَحْذُورَةَ، وُعَنْ أُمِّ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي مَحْذُورَةَ أَنَّهُمَا سَمِعَاهُ مِنْ أَبِي مَحْذُورَةَ، قَالَ أَبُو مَحْذُورَةَ: خَرَجْتُ فِي عَشَرَةِ فِتْيَانٍ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ أَبْغَضُ النَّاسِ إِلَيْنَا، فَأَذَّنُوا، فَقُمْنَا (3) نُؤَذِّنُ نَسْتَهْزِئُ بِهِمْ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" ائْتُونِي بِهَؤُلَاءِ الْفِتْيَانِ " فَقَالَ: " أَذِّنُوا " فَأَذَّنُوا، فَكُنْتُ أَحَدَهُمْ (4)، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" نَعَمْ، هَذَا الَّذِي سَمِعْتُ صَوْتَهُ، اذْهَبْ فَأَذِّنْ لِأَهْلِ مَكَّةَ ". فَمَسَحَ (5) عَلَى نَاصِيَتِهِ (6)، وَقَالَ: " قُلْ: اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، مَرَّتَيْنِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ،
(1) قال السندي: اختُلِفَ في اسمه، قيل: سمرة، وقيل: غير ذلك، والأصح أنه أوس بن معيرٍ، بكسر ميم وسكون مهملة وفتح مثناة تحته.
ولم يهاجر أبو محذورة بل أقام بمكة مؤذناً إلى أن مات سنة تسع وخمسين، وقيل غير ذلك.
(2)
في (ظ 12) و (ص): أخبرنا.
(3)
في (ظ 12) و (ص): وقمنا، وهي الموافقة لرواية عبد الرزاق في "المصنف".
(4)
في "المصنَّف": آخرهم، وهي الأشبه.
(5)
في (ظ 12) و (ص): ومسح.
(6)
في (ق): ناصيتي. قلنا: وهي الموافقة لرواية الدارقطني من طريقه.
مَرَّتَيْنِ، ثُمَّ ارْجِعْ فَاشْهَدْ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، مَرَّتَيْنِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، مَرَّتَيْنِ، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، مَرَّتَيْنِ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَإِذَا أَذَّنْتَ بِالْأَوَّلِ مِنَ الصُّبْحِ، فَقُلْ: الصَّلَاةُ خَيْرٌ مِنَ النَّوْمِ، الصَّلَاةُ خَيْرٌ مِنَ النَّوْمِ، وَإِذَا أَقَمْتَ فَقُلْهَا (1) مَرَّتَيْنِ، قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ، قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ، أَسَمِعْتَ؟ " قَالَ: وَكَانَ أَبُو مَحْذُورَةَ لَا يَجُزُّ نَاصِيَتَهُ، وَلَا يُفَرِّقُهَا، لِأَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَسَحَ عَلَيْهَا (2).
(1) في (ق): فقل.
(2)
حديث صحيح بطرقه، وهذا إسناد ضعيف لجهالة حال عثمان بن السائب، وأبيه، وأم عبد الملك بن أبي محذورة، فقد انفرد ابن جريج في الرواية عن عثمان، وقال ابن القطان: غير معروف، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وأبوه السائب انفرد بالرواية عنه ابنه عثمان، وقال الذهبي: لا يُعرف، وأم عبد الملك انفرد كذلك بالرواية عنها عثمان بن السائب، ولم يؤثر توثيقها عن أحد.
وهو عند عبد الرزاق في "المصنف"(1779)، ومن طريقه أخرجه أبو داود (501)، وابن خزيمة (385)، والطبراني في "الكبير"(6734)، والدارقطني في "السنن" 1/ 235، والبيهقي في "السنن" 1/ 393 - 394. ولم يسق أبو داود وابن خزيمة لفظه، وفي رواية عبد الرزاق في "المصنف" ثم يرد فيها ذكر الترجيع.
وأخرجه أبو داود (501)، وابن خزيمة (385)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 130 و 134 من طريق أبي عاصم، وأخرجه النسائي في "المجتبى" 2/ 7، وفي "الكبرى"(1597)، والدارقطني في "السنن" 1/ 234، والبيهقي في "السنن" 1/ 418 من طريق حجاج بن محمد، كلاهما عن ابن =
15377 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ (1)، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُثْمَانُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ أُمِّ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي مَحْذُورَةَ، عَنْ أَبِي مَحْذُورَةَ قَالَ: لَمَّا رَجَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى حُنَيْنٍ، خَرَجْتُ عَاشِرَ عَشَرَةٍ. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ:" اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ "
= جريج، به.
وأخرجه ابن خزيمة (385)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 130، والبيهقي في "السنن" 1/ 417 من طريق روح بن عبادة، عن ابن جريج، عن عثمان بن السائب، عن أم عبد الملك، به. وفيه تثنية التكبيرة.
وأخرجه الدارقطني 1/ 235، والبيهقي 1/ 416 من طريق الحميدي، عن إبراهيم بن عبد العزيز بن أبي محذورة، عن جده عبد الملك، عن أبي محذورة، به دون الإقامة.
وأخرجه الدارقطني 1/ 238، والبيهقي 1/ 414 من طريق إبراهيم بن عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محذورة، عن أبيه، عن جده، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم أمره أن يشفع الأذان ويوتر الإقامة. قلنا: وإبراهيم ضعيف.
وسيأتي بالأرقام (15377) و (15378) و (15379) و (15380) و (15381) و 6/ 401 (الطبعة الميمنية).
قال السندي: قوله: ثم ارجع، صريح في الترجيع، وقد ثبت الترجيع في أذان أبي محذورة ثبوتاً لا مَرَدَّ له، كما ثبت عدمه في أذان بلال، فالوجه جواز الوجهين، والأقرب الترجيع أن كان المؤذن جديدَ الإسلام، وتركه أن كان قديم الإسلام، كأبي محذورة وبلال.
قلنا: أذان بلال سلف في حديث أنس برقم (12001).
(1)
في جميع النسخ و (م): محمد بن زكريا، وهو تحريف قديم، صوابه ما هو مثبت من "أطراف المسند" 7/ 74.
مَرَّتَيْنِ قَطْ (1). وقَالَ رَوْحٌ أَيْضًا مَرَّتَيْنِ (2).
15378 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ - قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: لَيْسَ هُوَ الْفَرَّاءَ - عَنْ أَبِي سَلْمَانَ (3)، عَنْ أَبِي مَحْذُورَةَ، قَالَ (4): كُنْتُ أُؤَذِّنُ فِي زَمَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ، فَإِذَا قُلْتُ: حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، قُلْتُ: الصَّلَاةُ خَيْرٌ مِنَ النَّوْمِ، الصَّلَاةُ خَيْرٌ مِنَ النَّوْمِ، الْأَذَانُ الْأَوَّلُ (5).
(1) في (م): فقط.
(2)
حديث صحيح بطرقه، وهذا إسناد ضعيف كسابقه. محمد بن بكر: هو البُرْساني.
وقول محمد بن بكر وروح في هذه الرواية في التكبير مرتين، سيأتي كذلك من طريق آخر عنهما برقم (15380)، وهي رواية مسلم في "صحيحه"(379)، لكن سيأتي من طريق محمد بن بكر وغيره بتربيع التكبيرات كما سيرد في تخريج الرواية المذكورة، وسيأتي التربيع مجملاً في الرواية رقم (15381) وإسنادها حسن.
قال السندي: قوله: "مرتين": قد أخذ بذلك مالك، لكن قد صح أربعة مرات، والمثبت أحفظ.
وانظر تعليق السندي في الرواية رقم (15381).
(3)
في النسخ الخطية و (م): أبي سليمان، وهو تحريف قديم، صوابه ما هو مثبت في "أطراف المسند" 7/ 75، وانظر ترجمته في "تهذيب الكمال" وفروعه.
(4)
في (ق): قلت.
(5)
حديث صحيح بطرقه، وهذا إسناد ضعيف. أبو سَلْمان: هو المؤذن، قيل: اسمه همام، لم يذكروا في الرواة عنه غير العلاء بن صالح الكوفي، وأبو جعفر الفراء، وبقية رجاله ثقات. أبو جعفر: هو الفراء خلافاً لما قال =
15379 -
حَدَّثَنَا سُرَيْجُ (1) بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي مَحْذُورَةَ، عَنْ أَبِيهِ
= عبد الرحمن، فقد تعقبه المزي بقوله:"الصحيح أنه الفراء، نسبه إسماعيل بن عمرو البجلي، عن سفيان في هذا الحديث، وذكر مسلم وغير واحد أن أبا جعفر الذي يروي عن أبي سلمان، ويروي عنه سفيان هو الفراء". عبد الرحمن: هو ابن مهدي. وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 2/ 14، وفي "الكبرى"(1612) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(1821)، والنسائي في "المجتبى" 2/ 13، 14، وفي "الكبرى"(1611) و (1612)، والطبراني في "الكبير"(6738)، والبيهقي في "السنن" 1/ 422 من طرق عن سفيان الثوري، به.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 137 عن الهيثم بن خالد بن يزيد -وهو ورّاق أبي نعيم-، والطبراني في "الكبير"(6739) من طريق يحيى الحماني، كلاهما عن أبي بكر بن عياش، عن عبد العزيز بن رُفَيْع -وهو الأَسدي- عن أبي محذورة، به. وهذا حديث صحيح، يحيى الحماني وإن كان ضعيفاً قد توبع.
وأخرجه الدارقطني في "السنن" 1/ 238 من طريق الحارث بن منصور، عن عمر بن قيس المكي، عن عبد الملك بن أبي محذورة، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يا أبا محذورة، ثَنِّ الأولى من الأذان من كل صلاة، وقل في الأولى من صلاة الغداة:"الصلاة خير من النوم". وعمر بن قيس متروك.
وانظر ما سلف برقم (15376).
قال السندي: قوله: الصلاة خير من النوم، إلى قوله: الأذان الأول: الظاهر أنه بالرفع، أي: هكذا الأذان الأول من الفجر.
(1)
في (ظ 12) و (ق): شريح، وهو تصحيف.
عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، عَلِّمْنِي سُنَّةَ الْأَذَانِ، فَمَسَحَ بِمُقَدَّمِ رَأْسِي، وَقَالَ:" قُلْ: اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، تَرْفَعُ بِهَا صَوْتَكَ، ثُمَّ تَقُولُ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، مَرَّتَيْنِ، تَخْفِضُ بِهَا صَوْتَكَ، ثُمَّ تَرْفَعُ صَوْتَكَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، مَرَّتَيْنِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، مَرَّتَيْنِ، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، مَرَّتَيْنِ، فَإِنْ كَانَ (1) صَلَاةُ الصُّبْحِ قُلْتَ: الصَّلَاةُ خَيْرٌ مِنَ النَّوْمِ، الصَّلَاةُ خَيْرٌ مِنَ النَّوْمِ، مَرَّتَيْنِ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ "(2).
(1) في (ق): كانت.
(2)
حديث صحيح بطرقه، الحارث بن عبيد: هو أبو قدامة الإيادي البصري، مختلف فيه، وهو من رجال مسلم، ومحمد بن عبد الملك بن أبي محذورة لم يذكروا في الرواة عنه غير اثنين، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي: ليس بحجة، يكتب حديثه اعتباراً، وأبوه عبد الملك روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات".
وأخرجه أبو داود (500)، وابن حبان (1682)، والطبراني في "الكبير"(6735)، والبيهقي في "السنن" 1/ 394، و 421 - 422، والبغوي (408) من طريق مُسدَّد بنِ مُسَرْهَدٍ، عن الحارث بن عبيد، وفيه رَبَّع التكبيرات.
وأخرجه أبو داود (504)، والدولابي في "الكنى" 1/ 52، والطبراني في "الكبير"(6732) و (6733) من طريق إبراهيم بن إسماعيل بن عبد الملك بن أبي محذورة، عن جده عبد الملك، به. وفيه رَبَّع التكبيرات.
وأخرجه الترمذي (191)، وابن خزيمة (378) من طريق إبراهيم بن عبد العزيز بن عبد الملك، عن أبيه وجده، عن أبي محذورة، به. وقال =
15380 -
حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي مَحْذُورَةَ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ مُحَيْرِيزٍ أَخْبَرَهُ، وَكَانَ يَتِيمًا فِي حَجْرِ أَبِي مَحْذُورَةَ - قَالَ رَوْحٌ: ابْنُ مِعْيَرٍ (1)، وَلَمْ يَقُلْهُ ابْنُ بَكْرٍ - حِينَ جَهَّزَهُ إِلَى الشَّامِ، قَالَ: فَقُلْتُ لِأَبِي مَحْذُورَةَ: يَا عَمِّ، إِنِّي خَارِجٌ إِلَى الشَّامِ وَأَخْشَى أَنْ أُسْأَلَ عَنْ تَأْذِينِكَ، فَأَخْبَرَنِي أَنَّ أَبَا مَحْذُورَةَ قَالَ لَهُ: نَعَمْ، خَرَجْتُ فِي نَفَرٍ، فَكُنَّا بِبَعْضِ طَرِيقِ حُنَيْنٍ، فَقَفَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ حُنَيْنٍ، فَلَقِيَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِبَعْضِ الطَّرِيقِ، فَأَذَّنَ مُؤَذِّنُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالصَّلَاةِ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَسَمِعْنَا صَوْتَ الْمُؤَذِّنِ وَنَحْنُ مُتَنَكِّبُونَ، فَصَرَخْنَا نَحْكِيهِ، وَنَسْتَهْزِئُ بِهِ، فَسَمِعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الصَّوْتَ، فَأَرْسَلَ إِلَيْنَا إِلَى أَنْ وَقَفْنَا بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَيُّكُمُ الَّذِي سَمِعْتُ صَوْتَهُ قَدِ ارْتَفَعَ؟ " فَأَشَارَ الْقَوْمُ كُلُّهُمْ إِلَيَّ وَصَدَقُوا، فَأَرْسَلَ كُلَّهُمْ وَحَبَسَنِي، فَقَالَ:" قُمْ فَأَذِّنْ بِالصَّلَاةِ " فَقُمْتُ وَلَا شَيْءَ أَكْرَهُ إِلَيَّ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَلَا مِمَّا يَأْمُرُنِي بِهِ، فَقُمْتُ بَيْنَ
= الترمذي: حديث أبي محذورة في الأذان حديث صحيح، وقد روي عنه من غير وجه، وعليه العمل بمكة، وهو قولُ الشافعي.
وقد سلف نحوه برقم (15376).
(1)
في (م): ابن المعين -بالنون- وهو وهم، نص عليه البخاري في "تاريخه الكبير" 4/ 177، ومِعْيَر: هو والد أبي محذورة، وضبط في (ظ 12): مَعِير، بفتح الميم وكسر العين، وهو خطأ كذلك، وقد اختلف في اسم أبي محذورة واسم أبيه، انظر "توضيح المشتبه" 8/ 195 - 196.
يَدَيْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَلْقَى إِلَيَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم التَّأْذِينَ هُوَ نَفْسُهُ، فَقَالَ:" قُلْ: اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ " ثُمَّ قَالَ لِي: " ارْجِعْ فَامْدُدْ مِنْ صَوْتِكَ " ثُمَّ قَالَ: " أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ " ثُمَّ دَعَانِي حِينَ قَضَيْتُ التَّأْذِينَ، فَأَعْطَانِي صُرَّةً فِيهَا شَيْءٌ مِنْ فِضَّةٍ، ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى نَاصِيَةِ أَبِي مَحْذُورَةَ، ثُمَّ أَمَارَّهَا (1) عَلَى وَجْهِهِ مَرَّتَيْنِ (2)، ثُمَّ مَرَّ بَيْنِ يَدَيْهِ (3)، ثُمَّ عَلَى كَبِدِهِ، ثُمَّ بَلَغَتْ يَدُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم سُرَّةَ أَبِي مَحْذُورَةَ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" بَارَكَ اللهُ فِيكَ " فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مُرْنِي بِالتَّأْذِينِ بِمَكَّةَ، فَقَالَ:" قَدْ أَمَرْتُكَ بِهِ " وَذَهَبَ كُلُّ شَيْءٍ كَانَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ كَرَاهِيَةٍ، وَعَادَ ذَلِكَ مَحَبَّةً لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَدِمْتُ عَلَى عَتَّابِ بْنِ أُسَيْدٍ؛ عَامِلِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ، فَأَذَّنْتُ مَعَهُ بِالصَّلَاةِ عَنْ أَمْرِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.
(1) قال السندي: بتشديد الراء، والظاهر أن أصله أمرَّها، والألف للإشباع.
(2)
كلمة "مرتين" ليست في (ظ 12) و (ص) و (ق)، وأشير إليها في (س) أنها نسخة.
(3)
في (م): ثم مرتين على يديه!
وَأَخْبَرَنِي ذَلِكَ مَنْ أَدْرَكْتُ مِنْ أَهْلِي مِمَّنْ أَدْرَكَ أَبَا مَحْذُورَةَ عَلَى نَحْوِ مَا أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَيْرِيزٍ (1).
15381 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا عَامِرٌ الْأَحْوَلُ، حَدَّثَنِي مَكْحُولٌ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ مُحَيْرِيزٍ حَدَّثَهُ، أَنَّ أَبَا مَحْذُورَةَ حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَّمَهُ الْأَذَانَ تِسْعَ عَشْرَةَ كَلِمَةً، وَالْإِقَامَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ كَلِمَةً، الْأَذَانُ: اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، أَشْهَدُ أَنَّ
(1) حديث صحيح بطرقه، وهذا إسناد حسن، عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محذورة روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن صحابيَّهُ لم يخرج له البخاري.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 130، وابن خزيمة (379) من طريق روح، بهذا الإسناد. ولم يسق الطحاوي لفظه، وذكر ابن خزيمة أن رواية الدورقي عن روح: قال في أول الأذان: الله أكبر، الله أكبر.
وأخرجه ابن حبان (1680) من طريق محمد بن بكر -وهو البرساني- عن ابن جريج، به، إلا أنه ربع التكبير.
وأخرجه الشافعي في "المسند" 1/ 59 - 61، وفي "الأم" 1/ 73، وأبو داود (503)، والنسائي في "المجتبى" 2/ 5 - 6، وفي "الكبرى"(1596)، وابن ماجه (708)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(791)، وابن خزيمة (379)، والطبراني في "الكبير"(6731)، والدارقطنىِ 1/ 233 - 234، والبيهقي 1/ 393، والبغوي (407) من طرق عن ابن جريج، بتربيع التكبيرات.
وأخرجه أبو داود (505) من طريق نافع بن عمر الجمحي، عن عبد الملك ابن أبي محذورة، عن عبد الله بن محيريز، به.
وقد سلف نحوه برقم (15376)، وانظر (15377).
مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ " وَالْإِقَامَةُ مَثْنَى مَثْنَى:" اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ، قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ "(1).
(1) صحيح بطرقه، وهذا إسناد حسن، عامر الأحول: وهو ابن عبد الواحد -مع كونه من رجال مسلم، وحديثُه هذا فيه من روايته- مختلف فيه، ضعفه أحمد والنسائي، ووثقه أبو حاتم وابن معين، وقال ابن عدي: لا أرى برواياته بأساً، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. عفان: هو ابن مسلم الصفار، وهمَّام: هو ابن يحيى العَوْذي، ومكحول: هو الشامي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 203، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(792)، وأبو داود (502)، والترمذي (192)، وابن ماجه (709)، وابن الجارود في "المنتقى"(162)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 130 و 135، وابن حبان (1681)، والطبراني في "الكبير"(6728)، وأبو عوانة 1/ 330 - 331 من طريق عفان، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1354)، وأبو داود (502)، والنسائي في "المجتبى" 2/ 4، وفي " الكبرى"(1594)، والدارمي 1/ 271، والدولابي في "الكنى" 1/ 52، وابن خزيمة (377)، والطحاوي 1/ 130 و 131 و 135، وأبو عوانة =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= 1/ 330 - 331، والطبراني في "الكبير"(6728)، والدارقطني 1/ 237، 238، والبيهقي 1/ 416 و 417 من طرق عن همام، به. وعند أبي عوانة دون ذكر الإقامة.
وأخرجه مسلم (379)، والنسائي 2/ 4 - 5، وفي "الكبرى"(1595)، وأبو عوانة 1/ 330 - 331، والطبراني (6729)، والدارقطني 1/ 243، والبيهقي 1/ 392 - 393 من طريق هشام الدستوائي، عن عامر، به، دون ذكر الإقامة.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(6730) من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن عامر الأحول، به، مختصراً.
وسيأتي 6/ 401، وانظر (15376).
قال السندي: قوله: "تسع عشرة كلمة
…
الخ" هذا الحديث نَصٌّ على تربيع التكبير والترجيع في الأذان، والتثنية في الإقامة، بحيث لا يبقى محل فإن العدد المذكور لا يستقيم إلا على ذلك، نعم التكبير في التفصيل في النسخ مثنى، وهذا دليل على أن ترك التربيع في التكبير من تصرفات الرواة، وقد ثبت إفراد إقامة بلال، وعدم الترجيع في أذانه، فلزم جواز الأمرين في كلٍّ من الأذان والإقامة، والله تعالى أعلم.
شَيْبَةُ بْنِ عُثْمَانَ الْحَجَبيُّ
(1)(2)
15382 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ وَاصِلٍ الْأَحْدَبِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى شَيْبَةَ بْنِ عُثْمَانَ، فَقَالَ: جَلَسَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فِي مَجْلِسَكَ هَذَا، فَقَالَ: لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ لَا أَدَعَ فِي الْكَعْبَةِ صَفْرَاءَ وَلَا بَيْضَاءَ إِلَّا قَسَمْتُهَا بَيْنَ النَّاسِ. قَالَ: قُلْتُ: لَيْسَ ذَلِكَ لَكَ، قَدْ سَبَقَكَ صَاحِبَاكَ لَمْ يَفْعَلَا ذَلِكَ، فَقَالَ: هُمَا الْمَرْآنِ يُقْتَدَى بِهِمَا (3).
(1) في (م): أحاديث شيبة بن عثمان الحجبي، رضي الله تعالى عنه.
(2)
قال السندي: هو شيبة بن عثمان بن عبد الله بن عبد العزى ابن عبد الدار. قال البخاري: وغير واحد: له صحبة.
أسلم يوم الفتح، وكان ممن ثبت يوم حنين، بعد أن أراد أن يغتال النبي صلى الله عليه وسلم، فقذف الله في قلبه الرعب، فوضع النبي صلى الله عليه وسلم يده على صدره، فثبت الإيمانُ في قلبه، وقاتل بين يديه. وفي بعض رواياته: فجئته من خلفه، فدنوت، ثم دنوت، حتى إذا لم يبق إلَّا أن أُسَوِّرَه (أي: أرتفع إليه وآخذه) بالسيف، وقع لي شهاب من نار كالبرق، فرجعت القهقرى، فالتفت إليَّ فقال:"تعال يا شيبة"، فوضع يده على صدري، فرفعت إليه بصري، وهو أحبُّ إلي من سمعي وبصري. الحديث.
وعاش إلى خلافة يزيد بن معاوية.
(3)
إسنادُه صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وسفيان: هو الثوري، وواصل الأحدب: هو ابن حيَّان الأسدي، وأبو وائل: هو: شقيق بن سلمة الأسدي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 340 عن وكيع، بهذا الإسناد.
15383 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ وَاصِلٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى شَيْبَةَ بْنِ عُثْمَانَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: جَلَسَ إِلَيَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ مَجْلِسَكَ هَذَا، فَقَالَ: لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ لَا أَدَعَ فِيهَا صَفْرَاءَ وَلَا بَيْضَاءَ إِلَّا قَسَمْتُهَا بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ، قَالَ: قُلْتُ: مَا أَنْتَ بِفَاعِلٍ. قَالَ: لِمَ؟ قُلْتُ: لَمْ يَفْعَلْهُ صَاحِبَاكَ. قَالَ: هُمَا الْمَرْآنِ يُقْتَدَى بِهِمَا (1).
= وأخرجه البخاري (1594)، والطبراني في "الكبير"(7196) من طرق عن سفيان، به.
وأخرجه بنحوه أبو داود (2031)، وابن ماجه (3116)، والطبراني في "الكبير"(7195) من طريق أبي إسحاق الشيباني، عن واصل، به.
وسيأتي برقم (15383).
قال السندي: قوله: صفراء: أي: الذهب، ولا بيضاء: أي: الفضة.
قوله: لم يفعلا ذلك: استدل بتركه صلى الله عليه وسلم وترك أبي بكر رضي الله تعالى عنه التعرض لمال الكعبة مع علمهما به وحاجتهما إليه، على أنه لا يجوز إخراجه والتعرض له، ووافقه عمرُ رضي الله تعالى عنه على ذلك، لكن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يُراعي حدثان عَهْدِهم بالجاهلية، وأبو بكر رضي الله تعالى عنه لم يتفرَّغ لأمثال هذه الأمور، وقد جاء في مسلم [(1333) (400)] أن عائشة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لولا أن قومك حديثو عهدٍ بجاهلية -أو قال: بكفر- لأنفقت كنز الكعبة في سبيل الله
…
" الحديث.
قال الحافظ في "الفتح" 3/ 457: وعلى هذا، فإنفاقه جائز كما جاز لابن الزبير بناؤها على قواعد إبراهيم لزوال سبب الامتناع.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين كسابقه. عبد الرحمن: هو ابن مهدي.
وأخرجه البخاري (7275) من طريق عبد الرحمن، بهذا الإسناد. =
أَبُو الْحَكَمِ أَوِ الْحَكَمِ بْنِ سُفْيَانَ
(1)
15384 -
حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي الْحَكَمِ (2) أَوِ الْحَكَمِ بْنِ سُفْيَانَ الثَّقَفِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَالَ، ثُمَّ تَوَضَّأَ، وَنَضَحَ فَرْجَهُ (3).
= وانظر ما قبله.
(1)
في (م): أحاديث أبي الحكم أو الحكم بن سفيان، رضي الله تعالى عنه.
(2)
في (ظ 12): عن الحكم (دون أبي).
(3)
حديث ضعيف لاضطرابه، قال الذهبي في "الميزان": اضطرب فيه منصور عن مجاهد ألواناً، وقال الحافظ ابن حجر في ترجمة الحكم: في حديثه اضطراب كثير، وقد اختلف في صحبته، فقال أبو زرعة، وإبراهيم الحربي: له صحبة، وذكر البخاري في "تاريخه الكبير" أن الحكم لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم ومثله سيأتي في الرواية رقم (15385)، وقال البخاري فيما نقله عنه الترمذي في "العلل الكبير" 1/ 125: الصحيح ما روى شعبة ووهيب، وقالا: عن أبيه، وبنحوه قال أبو حاتم في "العلل" 1/ 46، وقال أبو زرعة: الصحيح، مجاهد عن الحكم بن سفيان، وله صحبة. جرير: هو ابن عبد الحميد، ومنصور: هو ابن المعتمر، ومجاهد: هو ابن جبر المكي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(3184) من طريق جرير، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(3177) من طريق شعبة، و (3179) من طريق أبي عوانة، كلاهما عن منصور، به.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(586) و (587) -ومن طريقه عبد بن حميد في "المنتخب"(486)، والطبراني في "الكبير"(3174) و (6392) - عن معمر والثوري، والطبراني في "الكبير"(3181) من طريق مفضل بن مهلهل، ثلاثتهم عن منصور، عن مجاهد، عن الحكم بن سفيان أو سفيان بن الحكم =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= أن النبي صلى الله عليه وسلم، ومن طريق الثوري سيأتي برقم (15386).
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 168 - ومن طريقه ابن ماجه (461)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1589) -، والطبراني في "الكبير"(3180) و (3182) من طريق زكريا بن أبي زائدة، والطبراني أيضاً في "الكبير"(3175) من طريق سلام بن أبي مطيع، والطبراني في "الكبير"(3183) من طريق قيس بن الربيع، ثلاثتهم عن منصور، عن مجاهد، عن الحكم بن سفيان، دون شك، وسقط متن الحديث من مطبوع "الآحاد والمثاني".
وأخرجه الطيالسي (1268) - ومن طريقه البيهقي في "السنن" 1/ 161.
وأخرجه البيهقي أيضاً 1/ 161 من طريق حفص بن عمر، كلاهما عن شعبة، عن منصور، عن مجاهد، عن الحكم أو أبي الحكم -رجل من ثقيف-، عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم .. بزيادة: عن أبيه في الإسناد.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 1/ 86، وفي "الكبرى"(135) من طريق شعبة، والطبراني في "الكبير"(3178) من طريق وهيب، كلاهما عن منصور، عن مجاهد، عن الحكم بن سفيان، عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
وأخرجه أبو داود (168) من طريق زائدة، عن منصور، عن مجاهد، عن الحكم أو ابن الحكم، عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأخرجه أبو داود (167)، والحاكم 1/ 171 - ومن طريقه البيهقي 1/ 161 - من طريق سفيان بن عيينة، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن رجل من ثقيف، عن أبيه، قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم.
ونقل البيهقي في "السنن" 1/ 161 عن الإمام أحمد قوله: رواه ابن عيينة، عن منصور، فمرة ذكر فيه أباه، ومرة لم يذكره.
وسيأتي برقم (15386) و 4/ 179 و 5/ 408 و 409.
قال السندي: قوله: ثم توضأ ونضح فرجه: قال الخطابي: هو الاستنجاء بالماء، وعلى هذا لا يرد أن الاستنجاء مقدم على الوضوء لعدم دلالة الواو على الترتيب. وقال النووي في "شرح مسلم": هو نضح الفرج بماء قليل بعد =
15385 -
حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: قَالَ شَرِيكٌ: سَأَلْتُ أَهْلَ الْحَكَمِ بْنِ سُفْيَانَ، فَذَكَرُوا أَنَّهُ لَمْ يُدْرِكِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم (1).
° 15386 - [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ]: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّ يَدِهِ: حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ الْحَكَمُ بْنُ سُفْيَانَ أَوْ سُفْيَانُ بْنُ الْحَكَمِ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَالَ، ثُمَّ - يَعْنِي - نَضَحَ فَرْجَهُ (2).
= الوضوء لنفي الوسواس.
(1)
شريك: هو ابن عبد الله النخعي.
وأورده البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 330 فقال: وقال بعض ولد الحكم ابن سفيان: لم يدرك الحكم النبيَّ صلى الله عليه وسلم.
وقال الحافظ ابن حجر في ترجمة الحكم في "الإصابة": قال أحمد والبخاري: ليست للحكم صحبة. وقال أبو زرعة وإبراهيم الحربي: له صحبة.
وسيكرر برقم 4/ 179 و 5/ 408 - 409 سنداً ومتناً.
(2)
حديث ضعيف لاضطرابه، وقد سلف الكلام عليه في الرواية رقم (15384). سفيان: هو الثوري.
وأخرجه أبو داود (166)، والحاكم 1/ 171 - ومن طريقه البيهقي 1/ 161 - من طريق محمد بن كثير، عن سفيان الثوري، به. وفيه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، وإنما تركاه للشك فيه، وليس ذلك مما يوهنه! قلنا: أعله الأئمة بالاضطراب، وقد سلف ذلك في الرواية رقم (13584).
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 1/ 86 من طريق قاسم بن يزيد الجرمي، عن سفيان، عن منصور، عن مجاهد، عن الحكم بن سفيان (من غير شك)، وقد سلفت برقم (15384). =
عُثْمَانَ (1) بْنِ طَلْحَةَ رضي الله عنه
(2)
15387 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ وَحَسْنُ بْنُ مُوسَى، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ طَلْحَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ الْبَيْتَ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ وِجَاهَكَ، حِينَ تَدْخُلُ بَيْنَ السَّارِيَتَيْنِ (3).
(1) في (م): أحاديث عثمان.
(2)
قال السندي: هو صاحب مفتاح البيت.
أسلم في صلح الحديبية، وهاجر مع خالد بن الوليد، وشهد الفتح مع النبي صلى الله عليه وسلم. فأعطاه مفتاح الكعبة. ووقع في تفسير الثعلبي بغير سند في قوله تعالى:{إنَّ اللهَ يأْمُرُكُمْ أن تؤَدُّوا الأمانات إلى أهلها} [النساء: 58] أن عثمان المذكور إنما أسلم يوم الفتح بعد أن دفع له النبي صلى الله عليه وسلم مفتاحَ البيت. وهذا منكر، والمعروف أنه أسلم وهاجر مع عمرو بن العاص، وخالد بن الوليد. ثم سكن مكة إلى أن مات بها سنة ثنتين وأربعين.
(3)
حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، عروة بن الزبير لم يسمع من عثمان بن طلحة، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه الطيالسي (1365)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(612)، والطبراني في "الكبير"(8398)، والبيهقي في "السنن" 2/ 328 - 329 من طريقين عن حماد بن سلمة، به.
وقال البخاري في "التاريخ الكبير" 6/ 212: هو مرسل، لا يُتابع عليه حماد. وقال البيهقي: تفرد به حماد بن سلمة، وفيه إرسال بين عروة وعثمان.
وتعقبه ابن التركماني 2/ 327 بقوله: عروة سمع أباه الزبير، وحديثه عنه مخرج في "صحيح البخاري" في مواضع، والزبير أقدم موتاً من عثمان بن طلحة، فلا مانع من سماع عروة من عثمان، على أن صاحب "الكمال" صرح =
15388 -
حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، (1) أَخْبَرَنَا خَالِدٌ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ جَوْشَنٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ أَوْسٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَطَبَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، فَقَالَ:" لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ، نَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ " قَالَ (2) هُشَيْمٌ مَرَّةً أُخْرَى: " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، أَلَا إِنَّ كُلَّ مَأْثَرَةٍ كَانَتْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، تُعَدُّ وَتُدَّعَى،
= بسماعه منه.
قلنا: وهل بمثل هذا يعرف السماع؟ فالمعاصرة لا تستلزم اللقيا، وقول البخاري أعلى.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/ 294، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير"، ورجال أحمد رجال الصحيح. وقواه الحافظ في "الفتح" 1/ 501!
وقد أورد الحافظ في "أطراف المسند" 4/ 293 طريقاً آخر للحديث لم نجده في نسخنا الخطية، وهو: عفان، عن حماد، نحو حديث حسن بن موسى، وكان الحافظ قد ذكر أن قوله: وجاهك حين تدخل بين الساريتين زيادة من حسن، ولم نجد ذلك في نسخنا الخطية.
ومن هذا الطريق: أخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 392 من طريق عفان، عن حماد، به.
وقد سلف نحوه بإسنادٍ صحيحٍ من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب، برقم (4464).
قال السندي: قوله: دخل البيتَ: أي: الكعبة.
(1)
وقع في النسخ الخطية و (م): هشام، وهو تحريف، وقد جاء على الصواب ضمن متن هذا الحديث، وفي "أطراف المسند" 8/ 310 - 311.
(2)
في (ظ 12) و (ص): وقال.
وَكُلَّ دَمٍ أَوْ دَعْوَى مَوْضُوعَةٌ تَحْتَ قَدَمَيَّ هَاتَيْنِ، إِلَّا سِدَانَةَ الْبَيْتِ، وَسِقَايَةَ الْحَاجِّ، أَلَا وَإِنَّ قَتِيلَ خَطَأِ الْعَمْدِ " قَالَ هُشَيْمٌ مَرَّةً:" بِالسَّوْطِ وَالْعَصَا وَالْحَجَرِ دِيَةٌ مُغَلَّظَةٌ: مِئَةٌ مِنَ الْإِبِلِ مِنْهَا أَرْبَعُونَ فِي بُطُونِهَا أَوْلَادُهَا " وَقَالَ مَرَّةً: " أَرْبَعُونَ مِنْ ثَنِيَّةٍ إِلَى بَازِلِ عَامِهَا كُلُّهُنَّ خَلِفَةٌ "(1).
(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير القاسم بن ربيعة بن جوشن، وعقبة بن أوس هو السدوسي -ويقال: يعقوب بن أوس- فقد روى لهما أبو داود والنسائي وابن ماجه، وهما ثقتان. وهُشيم: وهو ابنُ بشير قد صرَّح بالتحديث هنا، فانتفت شُبهة تدليسه، والرجل الذي من أصحاب النبيِّ صلى الله عليه وسلم هو عبد الله بن عمرو بن العاص كما سلف بإسناد صحيح برقم (6533). خالد: هو ابن مهران الحذاء.
وأخرجه مختصراً بقصة الدية البخاري في "تاريخه" 8/ 393، والنسائي في "المجتبى" 8/ 41، وفي "الكبرى"(6997)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 185 - 186، وفي "شرح مشكل الآثار"(4945) و (5152) من طريق هشيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولاً ومختصراً عبد الرزاق في "المصنف"(17213)، والشافعي في "المسند" 2/ 108 (بترتيب السندي)، والنسائي في "المجتبى" 8/ 41 - 42، وفي "الكبرى"(6999) و (7000) و (7001)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4949) و (4950)، والدارقطني في "السنن" 3/ 103 - 104 و 105، والبيهقي في "السنن" 8/ 45 و 68 - 69 من طرق عن خالد الحذاء، به.
وأخرجه مختصراً النسائي في "المجتبى" 8/ 41، وفي "الكبرى"(6998) من طريق ابن أبي عدي، عن خالد، عن القاسم، عن عقبة بن أوس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، مرسلاً.
وسيأتي بالأرقام (15389) و (15390) و 5/ 411 - 412. =
15389 -
حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ رَبِيعَةَ أَنَّهُ قَالَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ:" وَإِنَّ (1) قَتِيلَ خَطَأِ الْعَمْدِ بِالسَّوْطِ وَالْعَصَا (2) وَالْحَجَرِ مِئَةٌ مِنَ الْإِبِلِ، مِنْهَا أَرْبَعُونَ فِي بُطُونِهَا أَوْلَادُهَا، فَمَنْ ازْدَادَ بَعِيرًا، فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ "(3).
= وقد سلف من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، برقم (6533)، وقد ذكرنا هنا شواهده وشرحه، وتكلمنا عن تعيين صحابيه. وانظر حديث عبد الله ابن عمر بن الخطاب السالف برقم (4583).
قال السندي: قوله: "وهزم الأحزاب": أي: أحزاب الشرك.
قوله: مأثرة، بفتح ميم وضم مثلثة أو فتحها: كل ما يذكر ويؤثر من مكارم أهل الجاهلية ومفاخرهم.
قوله: "موضوعة تحت قدمي": أراد إبطالها وإسقاطها.
قوله: "إلا سدانة البيت": بكسر السين، وبالدال المهملة: وهي خدمته والقيام بأمره. قال الخطابي: كانت الحجابة في الجاهلية في بني عبد الدار، والسقاية في بني هاشم، فأقرهما رسول الله صلى الله عليه وسلم، فصار بنو شيبة يحجبون البيت، وبنو العباس يسقون الحجيج.
قوله: "خطأ العمد" أي: خطأ يشبه العمد، وهو ما كان بالسوط، ونحوه.
قوله: "دية" أي: ذو دية.
قوله: "مئة من الإبل" بيانٌ للدية المغلظة.
قوله: "من ثنية": ما دخلت في السادسة.
قوله: "بازل عامها": متعلق بثنية، وذلك في ابتداء السنة التاسعة، وليس بعده اسم، بل يقال: بازل عام، وبازل عامَيْن.
قوله: "خَلِفة" بفتح فكسر: هي الناقة الحاملة إلى نصف أجلها، ثم هي عشار.
(1)
في (ظ 12) و (ص): أن، (دون واو).
(2)
في (ظ 12) و (ص)، وهامش (س): أو العصا.
(3)
حديث صحيح، وهو متصل بالإسناد الذي قبله. حميد: هو ابن أبي =
15390 -
حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنِ (1) النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِقَرِيبٍ مِنْ ذَلِكَ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ:" مِئَةٌ مِنَ الْإِبِلِ ثَلَاثُونَ حِقَّةً، وَثَلَاثُونَ جَذَعَةً، وَثَلَاثُونَ بَنَاتُ لَبُونٍ، وَأَرْبَعُونَ ثَنِيَّةً خَلِفَةً إِلَى بَازِلِ عَامِهِ "(2).
= حميد الطويل.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/ 42، وفي "الكبرى"(7003) من طريق سهل بن يوسف، عن حميد، عن القاسم، عن النبي صلى الله عليه وسلم، مرسلاً.
وأخرجه كذلك النسائي في "المجتبى" 8/ 40 - 41، وفي "الكبرى"(6995)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4947) من طريق أيوب، عن القاسم، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو مرسل.
وقد سلف مطولاً برقم (15388).
(1)
"عن" ضبب فوقها في (س).
(2)
إسناده ضعيف لانقطاعه، القاسم بن ربيعة: وهو ابن جوشن الغطفاني، يروي عن عقبة بن أوس، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، كما سلف في الرواية رقم (15388)، ويُروى كذلك عن عبد الله بن عمرو بن العاص، كما ذكرنا ذلك في الرواية رقم (6663). يونس: هو ابن عبيد بن دينار العبدي.
وقد سلف بإسنادٍ حسن من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص برقم (6663)، ولفظه: أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قضى أن من قُتِلَ خطأ، فَدِيَتُهُ مئةٌ من الإبل: ثلاثون بنت مخاض، وثلاثون بنت لَبُون، وثلاثون حِقَّة، وعشرةٌ بنو لَبُون ذكور.
وانظر ما قبله.
عَبْدِ اللهِ بْنِ السَّائِبِ
(1)(2)
15391 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ السَّائِبِ: أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ السَّائِبِ كَانَ يَقُودُ (3) عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ، وَيُقِيمُهُ عِنْدَ الشِّقَّةِ الثَّالِثَةِ، مِمَّا يَلِي الْبَابَ مِمَّا يَلِي الْحَجَرَ، فَقُلْتُ - يَعْنِي الْقَائِلُ ابْنُ عَبَّاسٍ - لِعَبْدِ اللهِ بْنِ السَّائِبِ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُومُ هَاهُنَا، أَوْ يُصَلِّي هَاهُنَا. فَيَقُولُ: نَعَمْ، فَيَقُومُ ابْنُ عَبَّاسٍ فَيُصَلِّي (4).
(1) في (م): أحاديث عبد الله بن السائب، رضي الله تعالى عنه.
(2)
قال السندي: عبد الله بن السائب بن أبي السائب صيفي بن عائذ المخزومي.
وكان من قراء القرآن، أخذ عنه مجاهد.
ووهم ابن منده، فقال: القاري من القارة، بعد أن قال فيه: المخزومي، وإنما هو القارئ بالهمز من القراءة.
مات في إمارة ابن الزبير، وصلَّى عليه ابنُ عباس.
(3)
في (م): يعود، وهو تحريف.
(4)
إسناده ضعيف لجهالة محمد بن عبد الله بن السائب، وقال أبو حاتم كما في "الجرح والتعديل" 7/ 299: واختلفت الرواية عن السائب بن عمر، فروى أبو عاصم عن السائب بن عمر، عن محمد بن عبد الرحمن، قال: كنت عند عبد الله بن السائب، فأرسل إليه ابن عباس: أين صلى النبيُّ صلى الله عليه وسلم في وجه الكعبة؟ وروى يحيى بن سعيد القطان، عن السائب بن عمر، عن محمد بن عبد الله بن السائب، عن أبيه وابن عباس (وهذا إسناد روايتنا هذه)، وروى زيد ابن الحباب، عن السائب بن عمر، عن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن، عن =
15392 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ السَّائِبِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى يَوْمَ الْفَتْحِ، فَوَضَعَ نَعْلَيْهِ عَنْ يَسَارِهِ.
قَالَ عَبْدُ اللهِ: سَمِعْتُ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ أَبِي ثَلَاثَ مِرَارٍ (1).
= عبد الله بن عباس، وعبد الله بن السائب، وبقية رجاله ثقات. السائب بن عمر: هو المخزومي.
وأخرجه وأبو داود (1900)، والنَّسائي في "المجتبى" 5/ 221، وفي "الكبرى"(3901) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
قال السندي: قوله: كان يقود عبد الله: أي: حين كف بصره.
قوله: عند الشقة: بضم شين معجمة، ويجوز كسرها، وتشديد قاف، بمعنى الناحية، وأصلها الناحية التي يقصدها المسافر.
قوله: مما يلي الباب، أي: باب البيت.
قوله: مما يلي الحجر -بفتحتين-، أي: الحجر الأسود، والمراد الناحية التي بين الحجر والباب، أي: الملتزم، والله تعالى أعلم.
(1)
إسناده صحيح على شرط مسلم، عبد الله بن سفيان: وهو أبو سلمة، مشهور بكنيته من رجاله، وبقية رجال الإسناد ثقات من رجال الشيخين، وابن جريج: وهو عبد الملك بن عبد العزيز قد صرَّح بالتحديث هنا، فانتفت شبهة تدليسه.
وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" 15/ 47 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 418، وأبو داود (648)، والنسائي في "المجتبى" 2/ 74، وفي "الكبرى"(852)، وابن ماجه (1431)، وابن خزيمة (1014) من طريق يحيى بن سعيد، به. =
15393 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادٍ الْمَخْزُومِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ السَّائِبِ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم افْتَتَحَ الصَّلَاةَ يَوْمَ الْفَتْحِ فِي الْفَجْرِ، فَقَرَأَ بِسُورَةِ الْمُؤْمِنِينَ، فَلَمَّا بَلَغَ ذِكْرَ مُوسَى وهَارُونَ، أَصَابَتْهُ سَعْلَةٌ، فَرَكَعَ (1).
= وأخرجه الفاكهي في "أخبار مكة"(273)، وابن خزيمة (1015)(1649)، والحاكم 1/ 259، والبيهقي في "السنن" 2/ 432 من طريقين عن ابن جريج، به.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(1518) من طريق ابن جريج، عن عطاء أو غيره، عن عبد الله بن السائب، به.
وسيأتي مطولاً برقم (15397).
وقد سلف نحوه من حديث أبي سعيد الخدري برقم (11153)، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: فوضع نعليه: أي: فيجوز وضع النعل، وما جاء من الأمر بقوله:"فليصل فيهما"، ليس للوجوب، وفيه أنه إذا وضع فليضع عن يساره.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، محمد بن عباد: وهو ابن جعفر المخزومي لم يسمع من جده لأمه عبد الله بن السائب، بينهما أبو سلمة عبد الله بن سفيان ومن تابعه، كما سيأتي في الإسناد رقم (15394) و (15395) و (15397)، وقد أشار إلى ذلك البخاري في "تاريخه الكبير" 5/ 8. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن ابن جريج -وهو عبد الملك ابن عبد العزيز- مدلس، وقد عنعن في هذه الرواية. وكيع: هو ابن الجراح.
وسيأتي تخريجه في الأرقام المذكورة آنفاً.
قال السندي: قوله: في الفجر، أي: في وقت الفجر.
قوله: سَعْلة -بفتح سين-: مرة من السعال، قيل: إنما أخذته بسبب البكاء.
15394 -
حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ قَالَ: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ سُفْيَانَ وَعَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وَعَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُسَيِّبِ الْعَابِدِيُّ (1)، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ السَّائِبِ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى الصُّبْحَ بِمَكَّةَ قَالَ: فَافْتَتَحَ سُورَةً الْمُؤْمِنِينَ (2)، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى ذِكْرِ مُوسَى وَهَارُونَ، أَوْ ذِكْرِ عِيسَى - مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ يَشُكُّ، فَاخْتَلَفُوا (3) عَلَيْهِ - أَخَذَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سَعْلَةٌ، فَرَكَعَ. قَالَ: وَابْنُ السَّائِبِ حَاضِرُ ذَلِكَ (4).
(1) تصحف في بعض النسخ إلى العائذي، وصوابه بالباء الموحدة والدال المهملة، انظر "توضيح المشتبه" 6/ 55.
(2)
لفظ "المؤمنين" لم يرد في (م) و (س) و (ق).
(3)
في (ظ 12): واختلفوا.
(4)
إسناده صحيح على شرط مسلم على وهم فيه، قول حجاج في عبد الله ابن عمرو: هو ابن العاص، وهم منه، تابعه فيه روح كما سيأتي في الرواية رقم (15395) و (15400)، صوابه: عبدُ الله بن عمرو بن عبد القاري، كما سيأتي عند عبد الرزاق في "مصنفه"(2707). وقد نبّه على ذلك الحافظ في "الفتح" 2/ 256، وسيأتي من طريق عبد الرزاق (15395)، وهوذة بن خليفة (15397) غير منسوب. حجاج: هو ابن محمد المصيصي.
وأخرجه مسلم (455)، وابن خزيمة (546)، وابن حبان (1815) من طريق حجاج، بهذا الإسناد.
وأخرجه الشافعي في "المسند" 1/ 85 (بترتيب السندي)، وأبو داود (649)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(707)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 347، والبغوي في "شرح السنة"(604) من طرق عن ابن جريج. إلا أن الشافعي لم يذكر عبد الله بن المسيب، وذكر الطحاوي أبا سلمة ابن سفيان وحده. =
15395 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَرَوْحٌ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ سُفْيَانَ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو - قَالَ رَوْحٌ: ابْنُ الْعَاصِ - وَعَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُسَيَّبِ الْعَابِدِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ السَّائِبِ قَالَ: صَلَّى بِنَا (1) رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الصُّبْحَ بِمَكَّةَ، فَاسْتَفْتَحَ سُورَةَ (2) الْمُؤْمِنِينَ، حَتَّى إِذَا جَاءَ ذِكْرُ مُوسَى وَهَارُونَ، أَوْ ذِكْرُ عِيسَى - قَالَ رَوْحٌ: مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ يَشُكُّ، وَاخْتَلَفُوا عَلَيْهِ - أَخَذَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سَعْلَةٌ، فَحَذَفَ، فَرَكَعَ. قَالَ: وَعَبْدُ اللهِ بْنُ السَّائِبِ حَاضِرُ ذَلِكَ (3).
= وقد اختلف فيه على ابن جريج.
فأخرجه الحميدي (821)، وابن ماجه (820) من طريق سفيان بن عيينة، عن ابن جريج، عن ابن أبي مُلَيْكة، عن عبد الله بن السائب، به. قال أبو حاتم في "العلل" 1/ 87: هذا خطأ، إنما هو ابن جريج، عن محمد بن عباد بن جعفر، عن أبي سلمة بن سفيان وعبد الله بن عمرو بن عبد القاري، عن عبد الله ابن السائب، عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو الصواب. ثم قال: لم يضبط ابنُ عيينة، ثم قال: أن كان ابن عيينة إذا حدث عن الصغار كثيراً ما يخطئ.
وعلقه البخاري في "صحيحه" بصيغة التمريض في كتاب الأذان: باب الجمع بين السورتين في الركعة، فقال: ويُذكر عن عبد الله بن السائب: قرأ النبي صلى الله عليه وسلم المؤمنون في الصبح
…
قال الحافظ في "الفتح" 2/ 256: وكان البخاري علقه بصيغة "ويذكر" لهذا الاختلاف، مع أن إسناده مما تقوم به الحجة.
وانظر ما قبله.
(1)
في (ظ 12) و (ص)، وهامش (س): لنا.
(2)
في (ق): بسورة.
(3)
إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه، وقول روح في عبد الله بن =
15396 -
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا [مُحَمَّدُ بْنُ](1) مُسْلِمِ بْنُ أَبِي الْوَضَّاحِ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِي (2)، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ السَّائِبِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي قَبْلَ الظُّهْرِ بَعْدَ الزَّوَالِ أَرْبَعًا، وَيَقُولُ:" إِنَّ أَبْوَابَ السَّمَاءِ تُفْتَحُ، فَأُحِبُّ أَنْ أُقَدِّمَ فِيهَا عَمَلًا صَالِحًا "(3).
= عمرو: هو ابنُ العاص، وهم منه، سلف الكلام عليه في الرواية السالفة.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (2707)، ومن طريقه أخرجه مسلم (455)، وأبو داود (649)، وابن خزيمة (546)، والبغوي في "شرح السنة"(604).
وأخرجه البيهقي في "السنن" 2/ 389 من طريق روح، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (15394).
قال السندي: قوله: فحذف، أي: ترك القراءة.
(1)
في النسخ الخطية و (م) سقط اسمه من الإسناد، وقد جاء على الصواب في "أطراف المسند" 3/ 24.
(2)
الجزري، ليس في (م).
(3)
إسناده صحيح، محمد بن مسلم بن أبي الوضاح، وثقه أحمد وأبو داود، وأبو زرعة، ويحيى بن معين، وغيرهم، وقد انفرد البخاري من بين الأئمة فقال: فيه نظر، وانظر لزاماً ما كتبه العلامة المحدث حبيب الرحمن عن كلمة البخاري:"فيه نظر" وأثبته العلامة الشيخ عبد الفتاح أبو غده في تعليقاته الحافلة على "الرفع والتكميل"، ص 389 - 391. فإنه غاية في النفاسة. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أن صحابيه لم يخرج له البخاري. مجاهد: هو ابن جبر المكي.
وأخرجه الترمذي (478)، وفي "الشمائل"(289)، والنسائي في "الكبرى"(331) من طريق أبي داود الطيالسي، بهذا الإسناد، وقال الترمذي: حديث عبد الله بن السائب حديث حسن غريب. =
15397 -
حَدَّثَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ: حَدَّثَنِي حَدِيثًا رَفَعَهُ إِلَى أَبِي سَلَمَةَ بْنِ سُفْيَانَ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ السَّائِبِ قَالَ: حَضَرْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْفَتْحِ، وَصَلَّى فِي قِبَلِ الْكَعْبَةِ، فَخَلَعَ نَعْلَيْهِ، فَوَضَعَهُمَا عَنْ يَسَارِهِ، ثُمَّ اسْتَفْتَحَ سُورَةَ الْمُؤْمِنِينَ، فَلَمَّا جَاءَ ذِكْرُ عِيسَى، أَوْ مُوسَى، أَخَذَتْهُ سَعْلَةٌ، فَرَكَعَ (1).
15398 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَرَوْحٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ. وَابْنُ بَكْرٍ (2) قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عُبَيْدٍ مَوْلَى السَّائِبِ أَنَّ
= وفي الصلاة قبل الظهر أربعاً.
له شاهد من حديث عائشة عند مسلم، سيرد 6/ 30.
وعن أبي أيوب الأنصاري، سيرد 5/ 416.
وعن أم حبيبة، سيرد 6/ 325.
وعن علي عند الترمذي في "الشمائل"(290)، والنسائي في "الكبرى"(332).
قال السندي: قوله: قبل الظهر بعد الزوال أربعاً: ظاهره بسلام واحد، وهي تحتمل أنها سنة الظهر القبلية، ويحتمل أنها غيرها.
(1)
حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير هوذة بن خليفة، فقد أخرج له ابن ماجه، وهو جيد الحديث، وقد توبع.
وأخرجه ابن حبان (2189) من طريق هوذة، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 2/ 176، وفي "الكبرى"(1079)، والفاكهي مختصراً في "أخبار مكة"(290) من طريق خالد بن الحارث، عن ابن جريج، به.
وقد سلفت قصة خلع نَعْليه صلى الله عليه وسلم في الرقم (15392)، وانظر (15395).
(2)
في النسخ الخطية و (م): وأبو بكر، وهو تحريف قديم، وقد جاء على الصواب في "أطراف المسند" 3/ 24، وسيأتي كذلك في الرواية رقم (15399).
أَبَاهُ أَخْبَرَهُ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ السَّائِبِ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِيمَا بَيْنَ رُكْنِ بَنِي جُمَحَ وَالرُّكْنِ الْأَسْوَدِ:" رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ "(1).
(1) إسناده محتمل للتحسين، عبيد والد يحيى: هو مولى السائب بن أبي السائب المخزومي، انفرد بالرواية عنه ولده يحيى، وهو ثقة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقد عده بعضهم صحابياً فوهم، قال الحافظ في "الإصابة" في ترجمته: عبيد تابعي، ما روى عنه إلا ابنه يحيى، والله أعلم، وبقية رجاله ثقات، وابن جريج: وهو عبد الملك بن عبد العزيز قد صرح بالتحديث هنا، فانتفت شبهة تدليسه. ابن بكر: هو محمد بن بكر البُرْساني.
هو في "مصنف" عبد الرزاق (8963)، ومن طريقه أخرجه الفاكهي في "أخبار مكة"(169)، وابن الجارود في "المنتقى"(456)، والطبراني في "الدعاء"(859).
وأخرجه الحاكم 1/ 455، والبيهقي في "الشعب"(4045) من طريق الإمام أحمد، عن محمد بن بكر، به.
وأخرجه ابن خزيمة (2721) من طريق محمد بن معمر، عن محمد بن بكر، به.
وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/ 347 (بترتيب السندي)، وفي "الأم" 2/ 147، وأبو داود (1892)، وابن خزيمة (2721)، والحاكم 1/ 455، والبيهقي في "السنن" 5/ 84، وفي "الشعب"(4045)، والبغوي في "شرح السنة"(1915) من طرق عن ابن جريج، به. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد على شرط مسلم، ووافقه الذهبي! قلنا: يحيى بن عبيد ووالده لم يخرج لهما مسلم.
وأخرجه عبد الرزاق (8966)، والبيهقي في "السنن" 5/ 84 من طريقين عن عمر أنه كان يقول في الطواف: "ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة، =
15399 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ السَّائِبِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ (1) بَيْنَ الرُّكْنِ الْيَمَانِي وَالْحَجَرِ: " رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ".
= وقنا عذاب النار".
وأخرج عبد الرزاق (8964) و (8965) من طريق أبي شعبة البكري، عن ابن عمر أنه كان يقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وبيده الخير، وهو على كل شيء قدير، فلما جاء الحجر قال:{ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} ، فلما انصرف، قلت: يا أبا عبد الرحمن، سمعتك تقول كذا وكذا، قال: سمعتني؟ قلت: نعم. قال: فهو ذلك، أثنيت على ربي، وشهدت شهادة حق، وسألته من خير الدنيا والآخرة.
وقال الشافعي في "الأم" بعد أن أخرج حديث عبد الله بن السائب: وهذا من أحبِّ ما يقال في الطواف إليَّ، وأحب أن يقال في كله. قلنا: وقد سقط اسم عبد الله من مطبوع "الأم".
وأخرج البيهقي في "السنن" 5/ 84 بسنده عن الشافعي، قال: أحب كلما حاذى به -يعني بالحجر الأسود- أن يكبر، وأن يقول في رَمَلِهِ: اللهم اجعله حجاً مبروراً، وذنباً مغفوراً، وسعياً مشكوراً، ويقول في الأطواف الأربعة: اللهم اغفر وارحم، واعف عما تعلم، وأنت الأعز الأكرم، اللهم آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النَّار.
وانظر ما بعده.
وقوله: ركن بني جُمَح. يعني الركن اليماني، ونُسِبَ إلى بني جمح -وهم بطن من قريش- لأن بيوتهم كانت إلى جهته.
(1)
"يقول" من (ق)، وفي (م): يقرأ.
قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَابْنُ بَكْرٍ وَرَوْحٌ فِي هَذَا الْحَدِيثِ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِيمَا بَيْنَ رُكْنِ بَنِي جُمَحَ وَالرُّكْنِ الْأَسْوَدِ: " رَبَّنَا آتِنَا "(1).
15400 -
حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ سُفْيَانَ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُسَيَّبِ الْعَابِدِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ السَّائِبِ قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الصُّبْحَ، فَاسْتَفْتَحَ سُورَةَ الْمُؤْمِنِينَ، حَتَّى إِذَا (2) جَاءَ ذِكْرُ مُوسَى وَهَارُونَ. أَوْ ذِكْرُ (3) عِيسَى - مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ شَكَّ، اخْتَلَفُوا عَلَيْهِ - أَخَذَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سَعْلَةٌ، فَحَذَفَ، فَرَكَعَ. قَالَ: وَابْنُ السَّائِبِ حَاضِرُ ذَلِكَ (4).
(1) إسناده محتمل للتحسين كسابقه.
وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" 19/ 253 - 254 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 4/ 108 و 10/ 367 - 368، والنسائي في "الكبرى"(3934)، وابن خزيمة (2721)، وابن حبان (3826) من طريق يحيى بن سعيد، به.
وانظر ما قبله.
(2)
لفظ إذا، ليس في النسخ الخطية، وقد أثبت من (م).
(3)
في (ظ 12) و (ص): وذكر.
(4)
إسناده صحيح على شرط مسلم على وهم فيه، هو قول روح في عبد الله بن عمرو: هو ابن العاص، وقد سلف الكلام عليه في الرواية رقم (15394)، وانظر تخريجه ثمة.
عَبْدِ اللهِ بْنِ حُبْشِيٍّ
(1)
15401 -
حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ قَالَ: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ عَلِيٍّ الْأَزْدِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ حُبْشِيٍّ الْخَثْعَمِيِّ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ: أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: " إِيمَانٌ لَا شَكَّ فِيهِ، وَجِهَادٌ لَا غُلُولَ فِيهِ، وَحَجَّةٌ مَبْرُورَةٌ " قِيلَ: فَأَيُّ الصَّلَاةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: " طُولُ الْقُنُوتِ " قِيلَ: فَأَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: " جُهْدُ الْمُقِلِّ " قِيلَ: فَأَيُّ الْهِجْرَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: " مَنْ هَجَرَ مَا حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ " قِيلَ: فَأَيُّ الْجِهَادِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: " مَنْ جَاهَدَ الْمُشْرِكِينَ بِمَالِهِ وَنَفْسِهِ " قِيلَ: فَأَيُّ الْقَتْلِ أَشْرَفُ؟ قَالَ: " مَنْ أُهَرِيقَ دَمُهُ، وَعُقِرَ جَوَادُهُ "(2).
(1) في (م): رضي الله تعالى عنه.
(2)
إسناده قوي، علي الأزدي: هو ابن عبد الله البارقي، أخرج له مسلم حديثاً واحداً، وقال ابن عدي: لا بأس به، ووثقه العجلي، وقال ابن حجر في "التقريب": صدوق، ربما أخطأ. وعُبيد بن عمير: هو ابن قتادة الليثي، ولد في زمان النبي صلى الله عليه وسلم، وسماعُه من عبد الله بن حُبْشي ممكن لأنه لا يُدَلِّس، وبقية رجاله ثقات، ابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز، صرح بالتحديث في هذا الإسناد، فانتفت شبهة تدليسه. حجاج: هو ابن محمد المِصيصي، وعثمان بن أبي سليمان: هو ابن جبير بن مطعم القرشي. وقد قوَّى الحافظ إسناده في "الإصابة" في ترجمة عبد الله بن حبشي.
وأخرجه أبو داود مختصراً ومطولاً (1325) و (1449)، وأبو نعيم في "الحلية" 2/ 14 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
وأخرجه الدارمي 1/ 331، والنسائي في "المجتبى" 5/ 58، 8/ 94، وابن أبي عاصم في "الجهاد"(26) و (40) و (234)، وفي "الآحاد والمثاني"(2520)، والبيهقي في "السنن" 3/ 9، 4/ 180 و 9/ 164 من طريق حجاج بن محمد، به.
وقد اختلف فيه على عُبيد بن عمير بما ذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 25، فقال: وقال العلاء العطاء -وهو ابنُ عبد الجبار- عن سويد أبي حاتم: وهو ابنُ إبراهيم الجحدري، عن عبد الله بن عبيد بن عمير، عن أبيه، عن جده قال: بينا أنا عند النبي صلى الله عليه وسلم سئل: ما الإيمان؟ قال: "الصبر والسماحة".
-قلنا: وهذا إسناد ضعيف لضعف سويد-.
وقال عمرو بنُ خالد، عن بكر بن خُنَيْسٍ، عن أبي بدر الحلبي، عن عبد الله بن عُبيد بن عمير، عن أبيه، عن جده: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم: ما الإيمان؟ قال: "السماحة والصبر".
-قلنا: وإسناده ضعيف لجهالة أبي بدر-.
وقال زهير بنُ حرب، عن يعقوب، قال: حدثنا أبي، عن صالح، قال: حدثنا ابن شهاب، عن عبد الله بن عبيد بن عمير، عن أبيه، عن النبي عليه الصلاة والسلام مثله. قلنا: يعني مرسلاً.
وقال الحافظ في "الإصابة" في ترجمة عبد الله بن حبشي: ذكر البخاري في "التاريخ الكبير" له علةً، وهي الاختلافُ على عبيد بن عمير في سنده على الأزدي، عنه، هكذا، وقال عبد الله بن عبيد بن عمير، عن أبيه، عن جده، واسمُ جده قَتَادَةُ الليثي، لكن لفظ المتن: قال: "السماحة والصبر"، فمن هنا يمكن أن يُقال: ليست العلةُ بقادحةٍ، وقد أخرجه هكذا موصولاً من وجهين في كلٍّ منهما مقال، ثم أورده من طريق الزهري، عن عبد الله بن عبيد، عن أبيه مرسلاً، وهذا أقوى.
قلنا: لكن أبا حاتم أعلَّ هذا المرسل -كما في "العلل" 2/ 149 - فقال: أخافُ أن لا يكون محفوظاً، أخاف أن يكون صالح بن كيسان، عن عبد الله بن =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= عبيد نفسه بلا زهري.
وأورده البخاري كذلك في "التاريخ الكبير" 3/ 143 من طريق عمران بن حدير، عن بديل، قال عبد الله بن عبيد الليثي -قال بديل: ولم يسمعه من أبيه- قال النبي صلى الله عليه وسلم "الإسلام طيب الكلام".
وأورد هذه الطريق ابن أبي حاتم في "العلل" 2/ 149، ونقل عن أبيه قوله: وحديثُ عمران بن حدير أشبهُ، لأنه بيَّن عورته، قلنا: يعني عدم سماع عبد الله بن عبيد من أبيه، ولكن البخاري في "تاريخه" 5/ 143 أثبت سماعه منه، فتبقى علته الإرسال.
وجميع هذه الطرق التي في كلٍّ منها مقال لا تعل إسنادَ هذه الرواية، وبالله التوفيق. وفي الباب في قوله: أي الأعمال أفضل؟ قال: "إيمان لا شك فيه، وجهاد لا غلول فيه، وحجة مبرورة".
من حديث أبي هريرة عند البخاري (26) و (1519)، ومسلم (83)، وقد سلف برقم (7590) و (7863).
وآخر بنحوه عند ابن حبان (4597)، وسلف برقم (7511)(9700) و (10757).
وثالث من حديث أبي ذر عند البخاري له (2518)، ومسلم (84)، وسيرد 5/ 150 و 163.
ورابع من حديث عمرو بن العاص، سيرد 4/ 204.
وخامس من حديث عبد الله بن سلام، سيرد 5/ 451.
وسادس من حديث الشفاء بنت عبد الله، سيرد 6/ 372.
وسابع من حديث ماعز، سيرد 4/ 342.
وفي الباب في قوله: أي الصلاة أفضل؟ قال: "طول القنوت".
من حديث جابر بن عبد الله عند مسلم (756)(165)، وسلف برقم (14233).
وفي الباب في قوله: فأي الصدقة أفضل؟ قال: "جهد المقل". =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= من حديث أبي هريرة، سلف برقم (8702).
وفي الباب في قوله: فأي الهجرة أفضل؟ قال: "من هجر ما حرَّم الله عليه".
من حديث جابر بن عبد الله، سلف برقم (15210).
وفي الباب في قوله: أي الجهاد أفضل؟ قال: "من جاهد المشركين بماله ونفسه" قيل: فأي القتل أشرف؟ قال: "من أُهريقَ دمه، وعقر جواده".
من حديث أبي سعيد الخدري، سلف (11125).
وآخر من حديث جابر بن عبد الله، سلف برقم (14210).
وثالث من حديث عمرو بن عبسة، سيرد 4/ 114.
قال السندي: قوله: "إيمان لا شك فيه": أي: في متعلَّقِهِ، والمراد: تصديق بلغ حد اليقين بحيث لا يبقى معه أدنى توهم لخلافه، وإلا فمع بقاء الشك لا يصلح الإيمان. أو إيمان لا يشك المرء في حصوله له بأن يتردد، هل حصل له الإيمان أم لا؟ والوجه الأول.
قوله: "لا غلول": بضم الغين: أي: لا خيانة منه في غنائمه.
قوله: "مبرورة": أي: خالية عن ارتكاب محارمها.
قوله: "طول القنوت": أي: ذات طول القنوت، أي: القيام، قيل: مطلقاً، وقيل: في الليل، وهو الأوفق بفعله صلى الله عليه وسلم.
قوله: "جهد المقل": بضم الجيم: أي: قدر ما يحتمله حال من قل له المال، والمراد: ما يعطيه المقل على قدر طاقته، ولا ينافيه حديث:"خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى" لعموم الغنى للقلبي وغنى اليد.
قوله: "من هجر": أي: هجرة من هجر.
قوله: "وعقر جواده": أي: فرسه، والمراد: قتل من صرف نفسه وماله في سبيل الله.
حَدِيثُ جَدِّ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ
(1)(2)
15402 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا عُمَرُ (3) بْنُ حَوْشَبٍ، حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ، عَنْ أَبِيهِ
(1) في (م): رضي الله تعالى عنه.
(2)
قال السندي: هو عمرو بن سعيد بن العاص أبو أمية الأموي.
قال ابن عساكر في "فهرست المسند": لا صحبة له.
وقال الحافظ في "التقريب": هو المعروف بالأشدق، تابعي، وليَ إمرة المدينة لمعاوية، ولابنه، قتله عبد الملك بن مروان سنة سبعين. ووهم من زعم أن له صحبة، وإنما لأبيه رؤية. وكان عمرو مسرفاً على نفسه، وليست له في مسلم رواية إلا في حديث واحد.
وفي "الإصابة": هو تابعي، وأبوه من صغار الصحابة. جاءت عنه رواية مرسلة، من طريق حفيده أيوب بن موسى، عن أبيه، عن جده، أخرجه الترمذي، وجدُّ أيوب الأدنى عمرو هذا، وجده الأعلى سعيد. وقد ذكر الأشدق في الصحابة -متمسكاً بكون الضمير يعود على أيوب- محمد بن طاهر في "الأطراف"، وتبعه ابن عساكر والمزي.
وقال ابن عساكر في ترجمته من "تاريخ دمشق": يقال: أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم، وتبعه عبدُ الغني والمزي، وهو من المحال المقطوع ببطلانه، فإن أباه سعيداً كان له عند موت النبي صلى الله عليه وسلم ثمان سنين، أو نحوها، فكيف يولد له.
قتل عمرو سنة سبعين من الهجرة. انتهى.
قلت: كلام ابن عساكر في "الفهرست" صريح في نفي الصحبة. وكذلك المزيُّ ذكر حديثَ: "ما نحل والدٌ ولداً
…
" في مسند سعيد أبي عمرو، لا في مسند عمرو. نعم ظاهر صنيع المصنف الإمام يوهم أن عمراً صحابي، وأن الحديث في مسنده، والله تعالى أعلم.
(3)
في (م): معمر، في الموضعين، وهو تحريف.
عَنْ جَدِّهِ قَالَ: كَانَ لَهُمْ غُلَامٌ يُقَالُ لَهُ: طَهْمَانُ أَوْ ذَكْوَانُ: فَأَعْتَقَ جَدُّهُ نِصْفَهُ، فَجَاءَ الْعَبْدُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" تُعْتَقُ (1) فِي عِتْقِكَ، وَتُرَقُّ (2) فِي رِقِّكَ " قَالَ: وَكَانَ يَخْدِمُ سَيِّدَهُ حَتَّى مَاتَ (3).
(1) في (ظ 12) و (ص) و (ق): يعتق، وهو تصحيف، قال السندي: تعتق: على بناء الفاعل، من عتق، أي: تخلَّص من الخدمة، ويحتمل أنه على بناء المفعول، من الإعتاق.
(2)
في (ظ 12) و (ص) و (ق): ويرق، وهو تصحيف. قال السندي: وترق. على بناء المفعول.
(3)
إسناده ضعيف، عمر بن حوشب: وهو الصنعاني، انفرد بالرواية عنه عبد الرزاق، وقال ابنُ القطان: لا يُعرف حاله، وذكره ابنُ حبان في "الثقات" على عادته في توثيق المجاهيل، وإسماعيل بن أمية: هو ابن عمرو بن سعيد بن العاص، القرشي، الأموي، ثقة ثبت، وأبوه أمية بن عمرو، صدوق لم يرو له غير أبي داود في "المراسيل"، وجده عمرو بن سعيد هو المعروف بالأشدق، ليست له صحبة.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(5517)، والبيهقي في "السنن" 10/ 274، من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وقد تحرف في مطبوع الطبراني حوشب إلى حبيب. وقال البيهقي: تفرد به عمر بن حوشب، وإسماعيل: هو ابن أمية بن عمرو بن سعيد بن العاص، وعمرو بن سعيد ليس له صحبة.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (16705)، ومن طريقه أخرجه أبو داود في "المراسيل"(197)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(532).
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/ 248، وقال: رواه أحمد، وهو مرسل، ورجاله ثقات!.
وعند أبي داود تفسير من أحد الرواة: يعني أنه مملوك شهراً، وحرٌّ شهراً.
قال السندي: قوله: "في عتقك": أي: في يوم هو نصيب عتقك
…
ولا =
قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: وَكَانَ عُمَرُ - يَعْنِي ابْنَ حَوْشَبٍ - رَجُلًا صَالِحًا.
15403/ 1 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَامِرُ بْنُ صَالِحِ بْنِ رُسْتُمَ الْمُزَنِيُّ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ مُوسَى بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: أَوْ ابْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا نَحَلَ وَالِدٌ وَلَدَهُ، أَفْضَلَ مِنْ أَدَبٍ حَسَنٍ "(1).
= يخفى أن حديثَ السعاية أقوى، بل في هذا الحديث إشكال، إذ لا يظهر أن يكونَ المُعتِق عَمْراً، فإنه لم يكن يومئذٍ، ولا أبوه سعيد، لأنه كان صغيراً، وإعتاق الصغير لا ينفذ، وأبوه العاص قتل يوم بدر كافراً، قتله علي رضي الله تعالى عنه.
قلنا: سلف حديث السعاية من مسند أبي هريرة برقم (7468).
(1)
إسناده ضعيف لضعف عامر بن صالح بن رستم، ولإرساله عمرو بن سعيد بن العاص، جد أيوب بن موسى بن عمرو بن سعيد ليس له صحبة، وموسى بن عمرو تفرد بالرواية عنه ابنه أيوب.
وأخرجه البخاري في "تاريخه الكبير" 1/ 422، والعقيلي في "الضعفاء"(1321)، وابن عدي في "الكامل" 5/ 1740، والحاكم 4/ 263، والبيهقي في "الشعب"(1673) و (8651)، وفي "السنن" 2/ 18 من طرق عن عامر بن صالح، به. وقال البخاري: مرسل، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وتعقبه الذهبي بقوله: بل مرسل ضعيف، في إسناده عامر بن صالح الخزاز واهٍ.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 5/ 1740 - ومن طريقه البيهقي في "الشعب"(8653) - عن محمد بن تمام بن صالح البهراني، عن محمد بن قدامة، عن أبي عبيدة الحداد، عن صالح بن رستم، عن أيوب، به، وقال ابن عدي: فصار الحديث أغرب، وصار الحديث لأبي عامر الخزاز والد عامر، =
• 15403/ 2 - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: حَدَّثَنَا بِهِ خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ الْبَزَّارُ، وَالْقَوَارِيرِيُّ قَالَا: حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ أَبِي عَامِرٍ بِإِسْنَادِهِ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ (1).
= ولم يكتب هذا الحديث على هذا إلا عن محمد بن تمام.
وأخرجه البيهقي في "الشعب"(8654) عن أحمد بن محمد السقطي، عن عمر بن حفص، عن رستم بن علي، عن أبيه، عن أيوب، به. وقال: هكذا أخبرنا به في فوائده، ورستم هو ابن عامر، وأظنه أراد صالح بن رستم، والله أعلم.
وسيأتي بالأرقام (15403/ 2)، (16710) و (16717).
قال السندي: قوله: "ما نَحَلَ"، أي: ما أعطى.
(1)
إسناده ضعيف كسابقه. عامر بن أبي عامر: هو عامر بن صالح بن رستم الخزاز.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 5/ 1740 - ومن طريقه البيهقي في "الشعب"(8652) من طريق خلف بن هشام، وعبيد الله بن عمر القواريري، بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي في "الشعب"(1673) و (8651) من طريق القواريري، به.
وانظر ما قبله، وسيكرر برقم (16710) سنداً ومتناً.
حَدِيثُ الْحَارِثِ ابْنِ بَرْصَاءَ
(1)(2)
15404 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ زَكَرِيَّا، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكِ ابْنِ بَرْصَاءَ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، يَقُولُ:" لَا يُغْزَى هَذَا - يَعْنِي - بَعْدَ الْيَوْمِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ "(3).
(1) في (م): رضي الله تعالى عنه.
(2)
قال السندي: هو ابن مالك، والبرصاء أمه.
(3)
حديث حسن. زكريا: وهو ابن أبي زائدة، يدلس عن الشعبي، وقد عنعن، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه الترمذي (1611) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد، وقال: حديث حسن صحيح، وهو حديث زكريا بن أبي زائدة عن الشعبي، فلا نعرفه إلا من حديثه.
وأخرجه ابن أبي شيبة 14/ 490، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(909)، والطبراني في "الكبير"(3334) و (3335) و (3336) و (3337)، والبيهقي في "السنن" 9/ 214، و"الدلائل" 5/ 75 من طرق عن زكريا، به.
وقد خالف زكريا عبدُ الله بن أبي سَفَر، فرواه -كما سيأتي برقم (15408) - عن عامر الشعبي، عن عبد الله بن مطيع، عن أبيه مطيع بن الأسود، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا إسناد حسن، فيه ابن إسحاق، وقد صرح بالتحديث، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.
وسيأتي بالأرقام (15405) و 4/ 343 (الطبعة الميمنية).
قال السندي: قوله: "لا يغزى هذا"، أي: البيت، بمعنى: لا يحل لأحد غزو أهله، والمراد أنه حَرَمٌ لا يحل لأحد غزو أهله، أو المراد بيان بقائهم =
15405 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي زَكَرِيَّا، عَنْ عَامِرٍ قَالَ: قَالَ الْحَارِثُ بْنُ مَالِكِ ابْنِ بَرْصَاءَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ (1) فَتْحِ مَكَّةَ وَهُوَ يَقُولُ: " لَا يُغْزَى بَعْدَهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ "(2).
= على الإيمان إلى القيامة، وعدم ارتدادهم حتى يحل غزوهم، فلا ينافي ما وقع في زمن يزيد وغيره من الحروب ظلماً، والله تعالى أعلم.
قلنا: وسيأتي الحديث من طريق سفيان بن عيينة 4/ 343، وعند الطحاوي من طريقه زيادة في تفسيره. قال: تفسيره أنهم لا يكفرون أبداً، ولا يغزون على الكفر.
(1)
في النسخ الخطية و (م): يقول يوم فتح مكة، بزيادة "يقول" إلا أنه ضرب عليها في (ظ 12).
(2)
حديث حسن، وهذا إسناد سلف الكلام عليه في الرواية رقم (15404). محمد بن عبيد: هو الطنافسي.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 2/ 145، والطبراني في "الكبير"(3337) من طريق محمد بن عبيد، بهذا الإسناد.
وانظر ما قبله.
قال السندي: قوله: "لا يغزى"، أي: البيت.
قوله: "بعدها"، أي: بعد غزوة الفتح.
حَدِيثُ مُطِيعِ بْنِ الْأَسْوَدِ
(1)(2)
15406 -
حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ أَبُو الْحَسَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ فِرَاسٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: قَالَ مُطِيعُ بْنُ الْأَسْوَدِ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْفَتْحِ: " لَا يَنْبَغِي أَنْ يُقْتَلَ قُرَشِيٌّ بَعْدَ يَوْمِهِ هَذَا صَبْرًا "(3).
15407 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُطِيعٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ: " لَا
(1) في (م): رضي الله تعالى عنه.
(2)
قال السندي: مطيع بن الأسود قرشي عدوي، كان اسمه العاصي فسماه النبي صلى الله عليه وسلم مطيعاً. أسلم يوم الفتح.
مات في خلافة عثمان بالمدينة، وقيل: قُتِل بالجمل.
(3)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، لم يسمع الشعبي هذا الحديث من مطيع بن الأسود، بينهما ابنه عبد الله بن مطيع، كما سيأتي في الرواية رقم (15407) و (15408) و (15409). ومعاوية بن هشام: وهو القصَّار، فيه ضعف، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. شيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي، وفراس: هو ابن يحيى الهَمْدَاني.
وانظر تخريجه في الذي بعده. وسيكرر 4/ 213 سنداً ومتناً.
قال السندي: قوله: "لا ينبغي أن يقتل
…
": هذا تفسير لحديث لا يقتل.
قال النووي في "شرح مسلم"[12/ 134]: قال العلماء: معناه الإعلام بأن قريشاً يسلمون كلهم، ولا يرتد أحد منهم كما ارتدَّ غيرهم بعده صلى الله عليه وسلم ممن حورب وقتل صبراً، وليس المراد أنهم لا يُقتلون ظلماً وصبراً، فقد جرى على قريش بعد ذلك ما هو معلوم، والله تعالى أعلم.
يُقْتَلُ قُرَشِيٌّ صَبْرًا بَعْدَ الْيَوْمِ، إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " (1).
15408 -
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ ابْنِ (2) إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي السَّفَرِ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُطِيعِ بْنِ الْأَسْوَدِ - أَخِي بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ -، عَنْ أَبِيهِ مُطِيعٍ - وَكَانَ اسْمُهُ الْعَاصُ، فَسَمَّاهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُطِيعًا - قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ أَمَرَ بِقَتْلِ هَؤُلَاءِ الرَّهْطِ بِمَكَّةَ يَقُولُ: " لَا تُغْزَى مَكَّةُ بَعْدَ هَذَا الْعَامِ أَبَدًا، وَلَا يُقْتَلُ (3) رَجُلٌ مِنْ
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، زكريا: وهو ابن أبي زائدة، يدلس عن الشعبي إلا أنه صرح بالتحديث في الرواية رقم (15409) فانتفت شبهة تدليسه. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وعامر: هو ابن شراحيل الشعبي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 14/ 490 ومن طريقه مسلم (1782)(88) عن وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 173 و 14/ 490 - ومن طريقه مسلم (1782)(88)، وابن أبي عاصم في "السنة"(1526) -، والدارمي 2/ 198، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1507)، وفي "شرح معاني الآثار" 3/ 326، والطبراني في "الكبير" 20/ (692)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 5/ 76 من طرق عن زكريا، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (695) من طريق مجالد، عن الشعبي، به.
وانظر ما قبله. وسيكرر 4/ 213 سنداً ومتناً.
(2)
في (ظ 12) و (ص) و (م): أبي إسحاق، والمثبت من (س) و (ق)، و"أطراف المسند" 5/ 283، وستأتي على الصواب كذلك في الرواية الآتية 4/ 213.
(3)
في (ظ 12) و (ص): ولا يقتلن.
قُرَيْشٍ بَعْدَ الْعَامِ صَبْرًا أَبَدًا " (1)
15409 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ زَكَرِيَّا، حَدَّثَنَا عَامِرٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُطِيعٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ يَقُولُ: " لَا يُقْتَلُ قُرَشِيٌّ صَبْرًا بَعْدَ الْيَوْمِ، (2) وَلَمْ يُدْرِكِ الْإِسْلَامُ أَحَدًا مِنْ عُصَاةِ
(1) حديث صحيح دون قوله: "لا تغزى مكة بعد هذا العام أبداً" فهو حسن. ابن إسحاق: هو محمد، صرح بالتحديث هنا، فانتفت شبهة تدليسه، وهو حسن الحديث. وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزهري القرشي.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1508)، و"شرح معاني الآثار" 3/ 331 من طريق يعقوب، بهذا الإسناد. وفي مطبوع "شرح معاني الآثار" تحرف ابن إسحاق إلى أبي إسحاق، وشعبة إلى سعيد!
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (691) من طريق أحمد بن محمد بن أيوب، عن إبراهيم بن سعد والد يعقوب، به.
وقوله: "لا تغزى مكة بعد هذا العام أبداً"، سلف من حديث الحارث بن برصاء برقم (15404).
وقوله: "لا يقتل رجل من قريش بعد العام صبراً أبداً"، سلف برقم (15406) و (15407)، وسيأتي برقم (15409). وسيكرر 4/ 213 سنداً ومتناً.
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم. زكريا: وهو ابن أبي زائدة صرح بالتحديث هنا، فانتفت شبهة تدليسه. عامر: هو ابن شراحيل الشعبي.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(826)، وابن حبان (3718)، والطبراني في "الكبير" 20/ (693)، والحاكم 4/ 275 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وفي مطبوع الطبراني تحرف يحيى بن سعيد، إلى يحيى =
قُرَيْشٍ غَيْرَ مُطِيعٍ، وَكَانَ اسْمُهُ عَاصِي فَسَمَّاهُ مُطِيعًا، - يَعْنِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم.
= ابن زكريا. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. قلنا: قد أخرجه مسلم.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(9399)، والحميدي (568)، ومسلم (1782)(89)، والطبراني في "الكبير" 20/ (694) من طرق عن زكريا، به.
وقوله: ولم يدرك الإسلام أحداً
…
هو قول عامر الشعبي كما أخرجه ابن سعد في "الطبقات" 5/ 450 عن محمد بن عبيد الظنافسي، عن زكريا، عن عامر، قوله.
وقد سلف بالأرقام (15406) و (15407) و (15408)، وسيكرر 4/ 213 سنداً ومتناً.
قال السندي: قوله: ولم يدرك الإسلام أحداً: الإسلام بالرفع، أي: ما أسلم منهم أحد.
قوله: من عصاة قريش: قال القاضي عياض: العصاة ها هنا جمع العاصي من أسماء الأعلام لا من الصفات، أي: ما أسلم ممن كان اسمه العاصي مثل ابن وائل السهمي، والعاصي ابن هشام أبو البختري، والعاصي بن سعيد بن العاصي بن أمية، والعاصي بن هشام بن المغيرة المخزومي وغيرهم سوى العاصي بن الأسود، فسماه النبي صلى الله عليه وسلم مطيعاً، وإلا فقد أسلمت عصاة قريش وعتاتهم كلهم بحمد الله تعالى.
لكنه ترك أبا جندل بن سهيل بن عمرو، وهو ممن أسلم، واسمه أيضاً العاصي، فإذا صح هذا يحمل على أن هذا ممن غلب عليه كنيته وجهل اسمه، فلم يعرفه المخبر باسمه، فما استثناه.
حَدِيثُ قُدَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمَّارٍ
(1)(2)
15410 -
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ طَارِقٍ أَبُو قُرَّةَ الزُّبَيْدِيُّ - مِنْ أَهْلِ الْحُصَيْبِ، وَإِلَى جَانِبِهَا رِمَعٌ: وَهِيَ قَرْيَةُ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ. قَالَ أَبِي: وَكَانَ أَبُو قُرَّةَ قَاضِيًا لَهُمْ بِالْيَمَنِ - قَالَ: حَدَّثَنَا أَيْمَنُ بْنُ نَابِلٍ (3) أَبُو عِمْرَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، يُقَالُ لَهُ: قُدَامَةُ - يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللهِ - يَقُولُ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ يَوْمَ النَّحْرِ. قَالَ أَبُو قُرَّةَ: وَزَادَنِي سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ فِي حَدِيثِ أَيْمَنَ هَذَا: عَلَى نَاقَةٍ صَهْبَاءَ بِلَا زَجْرٍ وَلَا طَرْدٍ، وَلَا إِلَيْكَ إِلَيْكَ (4).
(1) في (م): رضي الله تعالى عنه.
(2)
قال السندي: قدامة بن عبد الله بن عمار الكلائي. قال البخاري وابن أبي حاتم: له صحبة، وقال البغوي: سكن مكة. وقال ابن السكن: له صحبة.
يكنى أبا عبد الله، أسلم قديماً، ولم يهاجر، وكان يسكن نجداً.
(3)
في النسخ الخطية عدا (س): نائل، وهو تصحيف، انظر "توضيح المشتبه" 9/ 6.
(4)
إسناده حسن، أيمن بن نابل أبو عمران، وثقه الثوري وابن معين وابن عمار الموصلي والنسائي والحاكم والعجلي، وقال ابن عدي: أرجو أن أحاديثه لا بأسَ بها، صالحة. وقال أبو حاتم: شيخ، وقال الدارقطني: ليس بالقوي، وقال يعقوبُ بن شيبة: صدوق، وإلى الضعف ما هو. قلنا: وأخرج له البخاري متابعة، والترمذي والنسائي وابن ماجه، وبقية رجاله ثقات. وقد رواه أبو قُرة عن أيمن بن نابل دون واسطة، ورواه كذلك بواسطة سفيان الثوري عنه كما سيأتي في آخر الحديث. =
15411 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا أَيْمَنُ بْنُ نَابِلٍ قَالَ: سَمِعْتُ شَيْخًا مِنْ بَنِي كِلَابٍ يُقَالُ لَهُ: قُدَامَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمَّارٍ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ النَّحْرِ يَرْمِي الْجَمْرَةَ عَنْ نَاقَةٍ لَهُ
= وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 1/ 424 - 425 من طريق موسى بن طارق عن سفيان الثوري، عن أيمن بن نابل، به.
وأخرجه الفاكهي في "أخبار مكة"(1353)، وابن عدي في "الكامل" 1/ 425 من طرق عن سفيان الثوري، به.
وأخرجه الطيالسي (1338)، والشافعي في "مسنده" 1/ 359 (بترتيب السندي)، والترمذي (903)، والدارمي 2/ 62، وابن عدي في "الكامل" 1/ 424، والبيهقي في "السنن" 5/ 130 من طرق عن أيمن بن نابل، به. وقال الترمذي: حديث قدامة بن عبد الله حديث حسن صحيح، وإنما يعرف هذا الحديث من هذا الوجه، وهو حديث أيمن بن نابل، وهو ثقة عند أهل الحديث.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 5/ 101 من طريق عبيد الله بن موسى، وجعفر ابن عون، عن أيمن بن نابل، عن قدامة بن عبد الله بن عمار قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسعى بين الصفا والمروة على بعير، لا ضرب ولا طرد، ولا إليك إليك.
قال البيهقي: كذا قالا، ورواه جماعة عن أيمن، فقالوا في الحديث: يرمي الجمرة يوم النحر، ويحتمل أن يكونا صحيحين.
وسيأتي بالأرقام (15411) و (15412) و (15413) و (15414) و (15415).
قال السندي: قوله: "ولا إليك" اسم فعل بمعنى ابتعد وتنحَّ، ولا قول: إليك، أي: لم يكن ثَمَّ شيء من هذه الأمور التي تفعل الآن بين أيدي الأمراء، فهي محدثة ومكروهة كسائر المحدثات، وفيه بيان تواضعه صلى الله عليه وسلم، وأنه لم يكن على صفة الأمراء اليوم، والله تعالى أعلم.
صَهْبَاءَ لَا ضَرْبَ، وَلَا طَرْدَ، وَلَا إِلَيْكَ إِلَيْكَ (1).
15412 -
حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا أَيْمَنُ بْنُ نَابِلٍ، حَدَّثَنَا قُدَامَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْكِلَابِيُّ: أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَمَى الْجَمْرَةَ جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ مِنْ بَطْنِ الْوَادِي يَوْمَ النَّحْرِ، عَلَى نَاقَةٍ لَهُ صَهْبَاءَ، لَا ضَرْبَ وَلَا طَرْدَ، وَلَا إِلَيْكَ إِلَيْكَ " (2).
15413 -
حَدَّثَنَا قُرَّانٌ فِي الْحَدِيثِ قَالَ: يَرْمِي الْجِمَارَ عَلَى نَاقَةٍ لَهُ (3).
• 15414/ 1 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (4)، حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، وَمُحْرِزُ بْنُ عَوْنِ بْنِ أَبِي عَوْنٍ أَبُو الْفَضْلِ، قَالَا: حَدَّثَنَا قُرَّانُ بْنُ تَمَّامٍ الْأَسَدِيُّ، حَدَّثَنَا أَيْمَنُ
(1) إسناده حسن كسابقه. وكيع: هو ابن الجراح.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 5/ 270، وفي "الكبرى"(4067)، وابن ماجه (3035)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1499)، والطبراني في "الكبير" 19/ (78) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وانظر ما قبله.
(2)
إسناده حسن كسابقه.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (79)، وابن عدي في "الكامل" 1/ 424 من طريق أحمد الزبيري، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (15410).
(3)
إسناده حسن كسابقه، وقُرَّان شيخ أحمد هو ابن تَمَّام الأسدي الكوفي، يروي عن أيمن بن نابل، وهو موصول بالإسناد الذي قبله، وانظر ما بعده.
(4)
في (س) و (ق) و (م): حدثني أبي، وهو وَهَم، وهذا الحديث من زوائد عبد الله بن أحمد كما جاء في (ظ 12) و (ص)، و"أطراف المسند" 5/ 202.
عَنْ قُدَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى نَاقَةٍ يَسْتَلِمُ الْحَجَرَ بِمِحْجَنِهِ (1).
• 15414/ 1 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ: حَدَّثَنِي مُحْرِزُ بْنُ عَوْنٍ، وَعَبَّادُ بْنُ مُوسَى، قَالَا: حَدَّثَنَا قُرَّانُ بْنُ تَمَّامٍ، عَنْ أَيْمَنَ بْنِ نَابِلٍ، عَنْ قُدَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَرْمِي الْجِمَارَ عَلَى نَاقَةٍ، لَا ضَرْبَ، وَلَا طَرْدَ، وَلَا إِلَيْكَ إِلَيْكَ.
وَزَادَ عَبَّادٌ فِي حَدِيثِهِ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى نَاقَةٍ صَهْبَاءَ يَرْمِي الْجَمْرَةَ (2).
15415 -
حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ أَيْمَنَ بْنِ نَابِلٍ
(1) إسناده حسن من أجل أيمن: وهو ابن نابل، وقد سلف الكلامُ عليه في الرواية رقم (15410)، وبقية رجال الإسناد ثقات.
وأخرجه أبو يعلى (928) عن محرز بن عون، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (80)، وفي "الأوسط"(8024) من طريق يونس بن سريج، ومحرز بن عون، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (80) من طريق محمد بن الصباح، عن قُرَّان بن تَمَّام، به.
قال السندي: قوله: على ناقة، أي: يطوف راكباً عليها.
قوله: بمحجنه: هي عصا معوجة الرأس.
(2)
إسناده حسن كسابقه.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (80) من طريق عباد بن موسى، وهو الخُتُّلي، بهذا الإسناد.
وانظر ما قبله، وانظر الرواية رقم (15410).
عَنْ قُدَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ النَّحْرِ يَرْمِي الْجَمْرَةَ عَلَى نَاقَةٍ لَهُ صَهْبَاءَ، لَا ضَرْبَ، وَلَا طَرْدَ، وَلَا إِلَيْكَ إِلَيْكَ (1).
(1) إسناده حسن كسابقه. معتمر: هو ابن سليمان بن طرخان التيمي.
وأخرجه ابن خزيمة (2878) من طريق معتمر، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (15410).
حَدِيثُ سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الثَّقَفِيِّ
(1)
15416 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَا: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الثَّقَفِيِّ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، قُلْ لِي فِي الْإِسْلَامِ قَوْلًا لَا أَسْأَلُ عَنْهُ أَحَدًا غَيْرَكَ - قَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ: بَعْدَكَ - قَالَ: " قُلْ: آمَنْتُ بِاللهِ، ثُمَّ اسْتَقِمْ "(2).
(1) قال السندي: سفيان بن عبد الله، ثقفي، أسلم مع الوفد، وحضر قبل إسلامه حنيناً مع الكافرين.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين غير أن صحابيه لم يخرج له البخاري.
وأخرجه مسلم (38)، وابن أبي عاصم في "السنة"(21)، وفي "الآحاد والمثاني"(1584)، والبغوي في "شرح السنة"(16) من طرق عن هشام بن عروة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن حبان (5698)، والبيهقي في "الشعب"(4922) من طريق يونس عن الزهري، عن محمد بن أبي سويد، عن سفيان بن عبد الله، به.
وقال البيهقي: بلغني عن محمد بن يحيى الذهلي أنه قال: المحفوظ عندنا ما رواه معمر وشعيب والنعمان بن راشد، ولا أظن حديث يونس محفوظاً لاجتماع معمر وشعيب والنعمان على خلافه، قال: وفي حديث إبراهيم بن سعد دلالة أنه بروايتهم أشبه منه برواية يونس، وروي من وجه آخر عن سفيان الثقفي.
قلنا: رواية إبراهيم بن سعد ستأتي برقم (15418)، ورواية معمر ومن تابعه ستأتي برقم (15419)، وانظر (15417). =
15417 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ أَخْبِرْنِي بِأَمْرٍ (1) فِي الْإِسْلَامِ لَا أَسْأَلُ (2) عَنْهُ أَحَدًا بَعْدَكَ قَالَ: " قُلْ: آمَنْتُ بِاللهِ، ثُمَّ اسْتَقِمْ "، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَأَيَّ شَيْءٍ أَتَّقِي؟ قَالَ: فَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى لِسَانِهِ (3).
= قال السندي: قوله: قل لي في الإسلام: أي في بيانه.
قوله: لا أسأل عنه
…
الخ: لعله كناية عن اختصاره، وأنه لا يكون لطوله مما أنسى، فأحتاج إلى السؤال عنه آخر، أي: يكون مختصراً لا أنسى فلا أحتاج إلى سؤال أحد.
قوله: "آمنتُ بالله": قيل هو أمر بالإيمان وإظهاره باللسان وبالأركان، فاقتصر على اللسان لكونه الأصل في الإظهار، وقيل: بل هو أمر بالإيمان، وعلى التقديرين فليس المرادُ الأمر بهذا القول باللسان فقط، بل فعل الإيمان بالقلب مطلوب.
قوله: "ثم استقم": على الأول: وهو أمر بالدوام والبقاء على الإيمان والطاعة، لأنه قد اعتبر الأعمال في قوله:"قل آمنت بالله".
وعلى الثاني: هو أمر بملازمة الطاعة بما أمكن بمقتضى الإيمان. وعلى الثاني: قيل: فيه دليل على أن التكليف بالأعمال إنما هو بعد الإيمان لدلالة كلمة "ثم" على التراخي، والله تعالى أعلم.
وانظر شرح الحديث بتفصيل شاف في "جامع العلوم والحكم" لابن رجب 1/ 506 - 512.
(1)
في (م): أمراً.
(2)
في (س): نسأل.
(3)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، غير عبد الله بن سفيان، فقد أخرج له النسائي، وهو ثقة. يعلى بن عطاء: هو العامري.
وأخرجه ابن أبي شيبة 9/ 66 (مختصراً)، والبخاري في "التاريخ الكبير" =
15418 -
حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ - يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ -، حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ. وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ. عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَاعِزٍ الْعَامِرِيِّ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الثَّقَفِيِّ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ حَدِّثْنِي بِأَمْرٍ أَعْتَصِمُ بِهِ. قَالَ: " قُلْ: رَبِّيَ اللهُ، ثُمَّ اسْتَقِمْ " قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا أَكْبَرُ مَا تَخَافُ عَلَيَّ؟ قَالَ: فَأَخَذَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِلِسَانِ نَفْسِهِ، ثُمَّ قَالَ:" هَذَا ".
قَالَ يَزِيدُ فِي حَدِيثِهِ: بِطَرْفِ لِسَانِ نَفْسِهِ (1).
= 5/ 100، والنسائي في "الكبرى"(11490) من طريق محمد بن جعفر، به.
وأخرجه الدارمي 2/ 298، والطبراني في "الكبير"(6398)، والخطيب في "تاريخه" 9/ 334 و 454 من طرق عن شعبة، به.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(11489) من طريق بشر بن المفضل، عن شعبة، عن يعلى بن عطاء، عن سفيان بن عبد الله الثقفي، عن أبيه. فقلب في إسناده، وصوابه: عبد الله بن سفيان، عن أبيه، نبه على ذلك المزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة عبد الله بن سفيان.
وسيأتي 4/ 384 - 385، وانظر ما قبله.
قال السندي: قوله: أيَّ شيء -بالنصب-.
قوله. أتقي: من الاتقاء، أي: أتحفظ عنه، وأتجنب.
(1)
حديث صحيح، محمد بن عبد الرحمن بن ماعز: هو العامري، مختلف في اسمه، قيل: عبد الرحمن بن ماعز، وقيل: ماعز بن عبد الرحمن، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي كامل: وهو المظفر بن مدرك الخراساني، فقد روى له أبو داود في كتاب"التفرد"، والنسائي، وهو ثقة، وقد توبع كذلك. إبراهيم بن سعد: هو ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف القرشي، وابن شهاب: هو =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= محمد بن مسلم الزهري.
وأخرجه البيهقي في "الشعب"(4916)، وفي "الآداب"(363) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" كما في "التحفة"(4478)،- وابن ماجه (3972)، وابن أبي عاصم في "السنة"(22)، وفي "الآحاد والمثاني"(1585)، وابن حبان (5700)، والطبراني في "الكبير"(6396)، والحاكم 4/ 313 من طرق عن إبراهيم بن سعد، عن الزهري، به. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. قلنا: قد أخرجه مسلم كما سلف برقم (15416).
وقد اختلف فيه على إبراهيم بن سعد في تسمية محمد بن عبد الرحمن بن ماعز.
فأخرجه الطيالسي (1231) -ومن طريقه البيهقي في "الشعب"(4917) و (4918) - عن إبراهيم بن سعد، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن ماعز، به.
وقال البيهقي: المحفوظ عن إبراهيم رواية الجماعة، فأما من جهة غير إبراهيم بن سعد، فالمحفوظ رواية من رواه عن الزهري، عن عبد الرحمن بن ماعز.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(6397) من طريق معاوية بن يحيى، عن الزهري، عن محمد بن عبد الرحمن بن ماعز، به.
وقد اختلف في تسميته على الزهري، فسماه إبراهيم بن سعد ومعاوية بن يحيى محمدَ بن عبد الرحمن بن ماعز، كما سلف في التخريج، وسماه معمر بن راشد الأزدي عبد الرحمن بن ماعز، كما سيأتي برقم (15419)، وسماه الزبيدي ماعز بن عبد الرحمن، كما أخرجه ابن حبان (5702) من طريقه، عن الزهري، به.
وذكر البغوي -فيما نقله المزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة محمد بن عبد الرحمن- قال: والصواب -زعموا- قول إبراهيم بن سعد، والله أعلم.
15419 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ - يَعْنِي ابْنَ الْمُبَارَكِ -، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَاعِزٍ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الثَّقَفِيِّ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، حَدِّثْنِي بِأَمْرٍ أَعْتَصِمُ بِهِ، قَالَ:" قُلْ: رَبِّيَ اللهُ، ثُمَّ اسْتَقِمْ " قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا أَخْوَفُ مَا تَخَافُ عَلَيَّ؟ قَالَ: فَأَخَذَ بِلِسَانِ نَفْسِهِ، ثُمَّ قَالَ:" هَذَا "(1).
(1) حديث صحيح، عبد الرحمن بن ماعز سلف الكلام على الاختلاف في اسمه في الرواية السالفة، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح، غير علي بن إسحاق: وهو المروزي، فقد أخرج له الترمذي، وهو ثقة.
وأخرجه الترمذي (2410)، وابن أبي الدنيا في "الصمت"(7)، وابن حبان (5699)، والبيهقي في "الشعب"(4920) من طرق عن عبد الله بن المبارك، به، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وقد روي من غير وجه عن سفيان بن عبد الله الثقفي.
وأخرجه الدارمي 2/ 298 من طريق إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع، والبيهقي في "الشعب"(4919)، وفي "الآداب"(364) من طريق شعيب بن أبي حمزة، كلاهما عن الزهري، به. وقد تحرف في مطبوع الدارمي عبد الرحمن بن ماعز إلى عبد الرحمن بن معاذ!
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(20111) -ومن طريقه البيهقي في "الشعب"(4921) و (4922) عن معمر، عن الزهري أن سفيان بن عبد الله، به. وهذا إسناد منقطع.
وقد سلف برقم (15416).
حَدِيثُ رَجُلٍ، عَنْ أَبِيهِ
(1)(2)
15420 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا مِنَّا يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَرِيَّةً كُنْتُ فِيهَا، فَنَهَانَا أَنْ نَقْتُلَ الْعُسَفَاءَ وَالْوُصَفَاءَ (3).
(1) لفظ "عن أبيه" ليس في (ظ 12) و (ص).
(2)
في (م): رضي الله تعالى عنه.
(3)
صحيح، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الرجل الذي روى عنه أيوب. إسماعيل: هو ابن إبراهيم المعروف بابن عُلَيَّة، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني.
وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه"(2628)، والبيهقي في "السنن" 9/ 91 من طرق عن أيوب، به.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(9379) عن معمر، عن أيوب، أن النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا إسناد ضعيف لإعضاله.
ويشهد له حديث رباح بن الربيع الذي سيرد 3/ 488 ولفظه: "الْحَقْ خالداً فقل له: لا تقتلون ذرية ولا عسيفاً" وهو حديث صحيح.
وانظر حديث عبد الله بن عمر السالف برقم (4739).
قال السندي: قوله: العسفاء: بضم أوله والمدِّ: جمع عسيف، بمعنى الأجير، ويروى الأسفاء، جمع أسيف بمعناه. وقيل: هو الشيخ الفاني، وقيل: العبد.
قوله: "والوصفاء": بضم ومَدٍّ: جمع وصيف، بمعنى المملوك، والمراد من لا يقاتل منهما، وإلا فمن يقاتل لا يترك.
حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
15421 -
حَدَّثَنَا بَهْزٌ وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ. قَالَ عَفَّانُ فِي حَدِيثِهِ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي عِيَاضٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى أَنْ يُجْلَسَ بَيْنَ الضِّحِّ وَالظِّلِّ، وَقَالَ:" مَجْلِسُ الشَّيْطَانِ "(1).
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير كثير بن أبي كثير: وهو البصري، فقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ووثقه العجلي. بهز: هو ابن أسد العَمِّي، وعفان: هو ابن مسلم الصفار. وهمام: هو ابن يحيى العوذي، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي، وأبو عياض: هو عمرو بن الأسود العنسي.
وأخرجه الحاكم 4/ 271 - دون قوله: مجلس الشيطان- من طريق عبد الله ابن رجاء وهو الغُدَاني، عن همام، به، إلا أنه سمى الصحابي أبا هريرة، وعبد الله بن رجاء صدوق يهم قليلاً فيما قاله الحافظ في "التقريب"، فلعله وهم في تسمية الصحابي، مخالفاً في ذلك شيخي أحمد: بهز وعفان.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/ 60. وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح غير كثير بن أبي كثير، وهو ثقة.
وله شاهد من حديث بريدة -دون قوله: مجلس الشيطان- عند ابن أبي شيبة 8/ 680، وابن ماجه (3722)، وإسناده حسن.
وآخر نحوه من حديث أبي هريرة، سلف برقم (8976).
قال السندي: قوله: "الضِّحِّ" بكسر الضاد المعجمة، وتشديد الحاء، هو في الأصل ضوء الشمس، والمراد النهي عن الجلوس على وجهٍ يكون بصفة في الشمس، وبصفة في الظل، وقد جاء ما يدل على جوازه، فيحمل النهي على التنزيه.
حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
15422 -
حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا (1) حُمَيْدٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ رَجُلٍ (2) قَالَ: رَأَيْتُ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَامَ حَتَّى نَفَخَ، ثُمَّ قَامَ، فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ (3).
(1) في (ظ 12) و (ص): أنبأنا.
(2)
في (م): عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
(3)
حديث صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن عبيد: وهو ابن عمير الليثي فمن رجال مسلم. حميد: هو ابن أبي حميد الطويل.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد": 8/ 266، وقال: رواه أحمد، وإسناده جيد.
وقد سلف من حديث عبد الله بن مسعود برقم (4051)، وذكرنا هناك شواهده وشرحه.
حَدِيثُ رَجُلٍ أَدْرَكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم
15423 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَزَّاقِ وَرَوْحٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي حَسَنُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ طَاوُوسٍ، عَنْ رَجُلٍ قَدْ أَدْرَكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّمَا الطَّوَافُ صَلَاةٌ، فَإِذَا طُفْتُمْ، فَأَقِلُّوا الْكَلَامَ "(1).
قَالَ عَبْدُ اللهِ: قَالَ أَبِي: وَلَمْ يَرْفَعْهُ مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ.
(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، ابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز، وقد صرح بالتحديث هنا، فانتفت شبهة تدليسه، ولا يضره توقف محمد بن بكر وهو البرساني عن رفعه، فقد رفعه أئمة ثقات. حسن بن مسلم: هو ابن يَنَّاق المكي، وطاووس: هو ابن كيسان.
وهو عند عبد الرزاق في "المصنف"(9788)، ومن طريقه أخرجه البيهقي في "السنن" 5/ 87
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 5/ 222، وفي "الكبرى"(3945) من طريق حجاج بن محمد المصيصي، وعبد الله بن وهب، كلاهما عن ابن جريج، به.
وسيكرر برقم (16612) و 5/ 377 (الطبعة الميمنية).
قال الحافظ في "التلخيص" 1/ 130 - 131، والظاهر أن المبهم فيها هو ابن عباس، وعلى تقدير أن يكون غيره فلا يضر إبهام الصحابة.
قلنا: حديث ابن عباس: أخرجه الترمذي (960) والحاكم 1/ 459، 2/ 266 - 267، وصححه ابن خزيمة (2739)، وابن حبان (3836)، ولفظه عند ابن حبان:"الطواف بالبيت صلاة إلا أن الله أحل فيه المنطق، فمن نطق فلا ينطقْ إلا بخير".
قال السندي: قوله: "إنما الطواف صلاة .... " في الأجر، أو في التعلق بالكعبة، "فأقلوا الكلام" إذ لا يجوز في الصلاة، فينبغي أن يكون تركه أَوْلى فيما هو بمنزلتها.
حَدِيثُ رَجُلٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
15424 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ يُقَالُ لَهُ: يُوسُفُ قَالَ: كُنْتُ أَنَا وَرَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ نَلِي مَالَ أَيْتَامٍ، قَالَ: وَكَانَ رَجُلٌ قَدْ ذَهَبَ مِنِّي بِأَلْفِ دِرْهَمٍ، قَالَ: فَوَقَعَتْ لَهُ فِي يَدِي أَلْفُ دِرْهَمٍ، قَالَ: فَقُلْتُ لِلْقُرَشِيِّ: إِنَّهُ قَدْ ذَهَبَ لِي بِأَلْفِ دِرْهَمٍ، وَقَدْ أَصَبْتُ لَهُ أَلْفَ دِرْهَمٍ. قَالَ: فَقَالَ الْقُرَشِيُّ: حَدَّثَنِي أَبِي، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" أَدِّ الْأَمَانَةَ إِلَى مَنْ ائْتَمَنَكَ، وَلَا تَخُنْ مَنْ خَانَكَ "(1).
(1) مرفوعه حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لإبهام ابن الصحابي الذي روى عنه يوسف، ويوسف هو ابن ماهَك كما جاء مصرحاً به عند أبي داود. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. محمد بن أبي عدي: هو محمد بن إبراهيم ابن أبي عدي، وحميد: هو ابن أبي حميد الطويل.
وأخرجه أبو داود (3534)، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 10/ 270 من طريق يزيد بن زريع، عن حميد الطويل، عن يوسف بن ماهك، به.
وأخرجه الدارقطني 3/ 35 من طريق حميد الطويل، عن يوسف بن يعقوب، عن رجل من قريش، عن أبي بن كعب، مرفوعاً.
وله شاهد من حديث أبي هريرة بإسنادٍ حسن عند أبي داود (3535)، والترمذي (1264)، والحاكم 2/ 46، والدارقطني 3/ 35، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1831) وإسناده حسن.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.
وآخر من حديث أنس عند الطبراني في "الكبير"(760)، وفي "الصغير"(475)، والدارقطني 3/ 35، والحاكم 2/ 46، وأبي نعيم في "الحلية" 6/ 132 =
حَدِيثُ كَلَدَةَ بْنِ الْحَنْبَلِ
(1)(2)
15425 -
حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ. وَالضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ. وَعَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ، قَالَ: عَرَضَ عَلَيَّ ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ أَبِي سُفْيَانَ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ أَبِي صَفْوَانَ أَخْبَرَهُ. قَالَ الضَّحَّاكُ وَعَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ: أَنَّ عَمْرَو بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ صَفْوَانَ أَخْبَرَهُ، أَنَّ كَلَدَةَ بْنَ الْحَنْبَلِ أَخْبَرَهُ، أَنَّ صَفْوَانَ بْنَ أُمَيَّةَ بَعَثَهُ فِي الْفَتْحِ بِلِبَإٍ وَجَدَايَةٍ وَضَغَابِيسَ، وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِأَعْلَى الْوَادِي، قَالَ: فَدَخَلْتُ
= وإسناده ضعيف.
وثالث من حديث أبي أمامة عند الطبراني في "الكبير"(7580)، وفي إسناده ضعفاء ومجاهيل.
قال السندي: قوله: "أدّ": أمر من الأداء.
قوله: "ولا تخن من خانك": أي لا تقابل الخيانة بمثلها، فكأنه أخذ منه عدم جواز أن يأخذ هذا الألف في مقابلة ذاك، ورأى أن هذا من باب مقابلة الخيانة بمثلها، وهو لا يجوز، وَمَنْ جوَّز ذلك رأى أنه ليس من ذلك الباب، بل من باب أخذ الحق عند القدرة عليه، وإنما الخيانة إذا زاد على حقه، والله تعالى أعلم.
(1)
في (م): رضي الله تعالى عنه.
(2)
قال السندي: كَلَدة بن الحنبل، بفتحتين. قيل: ابن عبد الله بن الحنبل، وقيل: قيس بن الحنبل الأسلمي، أخو صفوان بن أمية لأمه، ويقال: ابن أخته.
قال يوم حنين حين وقعت هزيمة المسلمين: بطل السحر. فزجره صفوان، ثم أسلم بعد ذلك.
عَلَيْهِ وَلَمْ أُسَلِّمْ وَلَمْ أَسْتَأْذِنْ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" ارْجِعْ فَقُلِ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، آدْخُلُ؟ " بَعْدَمَا أَسْلَمَ صَفْوَانُ.
قَالَ عَمْرٌو: أَخْبَرَنِي هَذَا الْخَبَرَ أُمَيَّةُ بْنُ صَفْوَانَ وَلَمْ يَقُلْ: سَمِعْتُهُ مِنْ كَلَدَةَ. قَالَ الضَّحَّاكُ وَابْنُ الْحَارِثِ: وَذَلِكَ بَعْدَمَا أَسْلَمَ، وَقَالَ الضَّحَّاكُ وَعَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ: بِلَبَنٍ وَجَدَايَةٍ (1).
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير عمرو بن أبي سفيان: وهو الجمحي، وعمرو بن أبي صفوان وهو عمرو بن عبد الله بن صفوان، فقد روى لهما البخاري في الأدب المفرد، وأصحاب السنن، غير ابن ماجه، فإنه لم يرو لعمرو بن أبي سفيان، وهما ثقتان.
وعمرو القائل في آخر الحديث: أخبرني هذا الخبر أمية بن صفون: هو عمرو بن أبي سفيان. وابن جريج: قد صرح بالتحديث هنا، فانتفت شبهة تدليسه.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (421) من طريق أحمد، عن روح، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 5/ 457 - 458، وأبو داود (5176)، والطبراني في "الكبير" 19/ (421) من طريق الضحاك بن مخلد أبي عاصم، وروح، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(1081)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(794)، والبيهقي في "السنن" 8/ 339 من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد، به.
وأخرجه الترمذي (2710)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(664)، والبيهقي في "السنن" 8/ 339 - 340، وفي "الشعب"(8809) من طريق روح، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث ابن =
حَدِيثُ مُصَدِّقَيِ (1) النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
15426 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاقَ (2)، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي سُفْيَانَ سَمِعَهُ مِنْهُ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ ثَفِنَةَ قَالَ: اسْتَعْمَلَ ابْنُ عَلْقَمَةَ أَبِي (3) عِرَافَةَ قَوْمِهِ، فَأَمَرَهُ أَنْ يُصَدِّقَهُمْ، قَالَ: فَبَعَثَنِي أَبِي فِي طَائِفَةٍ لِآتِيَهُ بِصَدَقَتِهِمْ، قَالَ: فَخَرَجْتُ حَتَّى
= جريج.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(6735) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(315) - من طريق حجاج وهو ابن محمد المصيصي، عن ابن جريج، به.
وفي الباب عن رجل من بني عامر سيرد 5/ 368 - 369، وانظر حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب السالف برقم (4884).
قال السندي: قوله: بلبأ، بكسر لام: ما يحلب عند الولادة.
وقوله: "جداية"، بفتح الجيم وكسرها: ما بلغ ستة أشهر أو سبعة أشهر من أولاد الظباء ذكراً كان أو أنثى.
وقوله "وضغابيس": صغار الثقاء.
وقوله: "بأعلى الوادي": أي بأعلى مكة كما في رواية أبي داود. ولا يخفى أنَّ مكة حَرَمٌ بالاتفاق، فلعل وجه الحديث أن الجداية صيدت من خارج الحرم، ففي الحديث دليل لمن يقول: إن ما صِيْدَ خارج الحرم لا يحرم بإدخاله في الحرم، وأما قولُ من يقول: يصير بالإدخال من صيد الحرم، فلا يخلو عن إشكال بهذا الحديث.
(1)
في (ظ 12) و (ص): مصدق. قال السندي: مصدقي، بصيغة التثنية.
(2)
في (م): زكريا بن أبي إسحاق بزيادة: أبي، وهو خطأ.
(3)
قال السندي: أبي، بالإضافة إلى ياء المتكلم، وعرافة بالنصب.
وفي رواية: على عرافة قومه، قلنا: هي رواية النسائي.
أَتَيْتُ شَيْخًا كَبِيرًا يُقَالُ لَهُ سِعْرٌ، فَقُلْتُ: إِنَّ أَبِي بَعَثَنِي إِلَيْكَ لِتُؤَدِّيَ صَدَقَةَ غَنَمِكَ، قَالَ: يَا ابْنَ أَخِي وَأَيُّ نَحْوٍ تَأْخُذُونَ؟ قُلْتُ: نَخْتَارُ، حَتَّى إِنَّا لَنَشْبِرُ (1) ضُرُوعَ الْغَنَمِ، قَالَ: ابْنَ أَخِي، فَإِنِّي أُحَدِّثُكَ أَنِّي كُنْتُ فِي شِعْبٍ مِنْ هَذِهِ الشِّعَابِ فِي غَنَمٍ لِي عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَجَاءَنِي رَجُلَانِ عَلَى بَعِيرٍ، فَقَالَا: نَحْنُ رَسُولَا النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَيْكَ، لِتُؤَدِّيَ صَدَقَةَ غَنَمِكَ. قُلْتُ: مَا عَلَيَّ فِيهَا؟ قَالَا: شَاةٌ. فَأَعْمِدُ إِلَى شَاةٍ قَدْ عَلِمْتُ مَكَانَهَا مُمْتَلِئَةٍ مَحْضًا وَشَحْمًا، فَأَخْرَجْتُهَا إِلَيْهِمَا، فَقَالَا: هَذِهِ الشَّافِعُ الْحَابِلُ، وَقَدْ نَهَانَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ نَأْخُذَ شَافِعًا. قُلْتُ: فَأَيُّ شَيْءٍ؟ قَالَا: عَنَاقًا جَذَعَةً أَوْ ثَنِيَّةً قَالَ: فَأَعْمِدُ إِلَى عَنَاقٍ مُعْتَاطًا - قَالَ: وَالْمُعْتَاطُ الَّتِي لَمْ تَلِدْ وَلَدًا وَقَدْ حَانَ وِلَادُهَا - فَأَخْرَجْتُهَا إِلَيْهِمَا، فَقَالَا: نَاوِلْنَاهَا، فَدَفَعْتُهَا إِلَيْهِمَا، فَجَعَلَاهَا مَعَهُمَا عَلَى بَعِيرِهِمَا، ثُمَّ انْطَلَقَا.
قَالَ عَبْدُ اللهِ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: كَذَا قَالَ وَكِيعٌ: مُسْلِمُ بْنُ ثَفِنَةَ، صحَّفَ. وقَالَ رَوْحٌ: ابْنُ شُعْبَةَ، وَهُوَ الصَّوَابُ. وقَالَ (2) أَبِي: وقَالَ بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، هُوَ ذَا وَلَدُهُ هَاهُنَا - يَعْنِي مُسْلِمَ بْنَ شُعْبَةَ (3).
(1) في (ظ 12): لنسبر.
(2)
في (ظ 12) و (ص): قال، دون واو، وأشير إليها في (س) على أنها نسخة.
(3)
إسناده ضعيف، مسلم بن شعبة انفرد بالرواية عنه عمرو بن أبي =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= سفيان، وقال الذهبي في "الميزان": لا يُعرف. وقد أخطأ وكيع في هذه الرواية في اسمه، فقال: مسلم بن ثفنة، والصواب مسلم بن شعبة كما سيأتي في رواية روح برقم (15427)، نبه على ذلك الإمام أحمد في آخر هذا الحديث.
وبقية رجاله ثقات، عمرو بن أبي سفيان: هو ابن عبد الرحمن الجمحي، وقد اختلف عليه في إسناده كما سيأتي في التخريج. وسَعْر: هو ابن سوادة أو ابن ديسم، مختلف في اسم أبيه، وفي صحبته.
وأخرجه البخاري في "تاريخه الكبير" 4/ 200، وأبو داود (1581)، والنسائي في "المجتبى" 5/ 32، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(967)، والبيهقي في "السنن" 4/ 96 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وقد وقع في مطبوع البخاري: مسلم بن شعبة:
وأخرجه البخاري في "تاريخه الكبير" 4/ 200 من طريق بشر بن السري، عن زكريا، به.
وقد اختلف فيه على عمرو بن أبي سفيان.
فأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 199، وأبو عبيد في "الأموال"(1090)، وابن زنجويه في "الأموال"(1560) من طريق عبد الله بن المبارك، عن عمرو بن أبي سفيان، عن جابر بن سعر، عن سعر، قال: كنت في غنم لي ..
قلنا: وجابر بن سعر مجهول الحال.
وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/ 239 (بترتيب السندي) من طريق إسماعيل بن أمية، عن عمرو بن أبي سفيان، عن رجل سماه ابن سعر، عن سعر أخي بني عدي، قال: جاء، رجلان فقالا ..
وأخرجه البخاري في "تاريخه" 4/ 199 - 200، وابن زنجويه في "الأموال"(1561)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(966)، والطبراني في "الكبير"(6727) من طريق أبي مرارة الجهني، عن ابن سعر، عن سعر، به. =
15427 -
حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ أَبِي سُفْيَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُسْلِمُ بْنُ شُعْبَةَ: أَنَّ عَلْقَمَةَ اسْتَعْمَلَ أَبَاهُ عَلَى عِرَافَةِ قَوْمِهِ. قَالَ مُسْلِمٌ: فَبَعَثَنِي أَبِي إِلَى مُصَدِّقَةٍ فِي طَائِفَةٍ مِنْ قَوْمِي (1)، قَالَ: فَخَرَجْتُ حَتَّى آتِيَ (2) شَيْخًا يُقَالُ لَهُ: سَعْرٌ فِي شِعْبٍ مِنَ الشِّعَابِ، فَقُلْتُ: إِنَّ أَبِي بَعَثَنِي إِلَيْكَ لِتُعْطِيَنِي صَدَقَةَ غَنَمِكَ. فَقَالَ: أَيِ ابْنَ أَخِي، وَأَيَّ
= وفي النهي عن أخذ كرائم الأموال، سلف من حديث ابن عباس برقم (2071)، وإسناده صحيح، وانظر "الموطأ" 1/ 265.
قال السندي: قوله: عرافة قومه: العرافة، بكسر العين: أي القيام بأمورهم ورياستهم.
قوله: "أن يصدقهم": أي يأخذ منهم الصدقات.
قوله: "لنشبر"، من شبرت الثوب أشبره، كنصر وضرب.
قوله: "في شعب"، بكسر الشين: وادٍ بين جبلين، والشّعاب جمعه.
قوله: "ممتلئة محضاً وشحماً": أي: سمينة كثيرة اللبن، والمحض: بحاء مهملة وضاد معجمة: هو اللبن.
قوله: "الشَّافع الحابل"- بالباء الموحدة: أي الحامل، وهو تفسير الشافع.
قوله: "عناقاً"، بفتح العين: والمراد ما كان دون ذلك.
قوله: "معتاطاً"، قيل: هي التي امتنعت عن الحمل لسمنها، وهو لا يُوافق ما في الحديث، إلا أن يُراد بقوله: وقد حان ولادُها الحملَ، أي أنها لم تحمِلْ وهي في سن يحمل فيه مثلها، ولا بُدَّ من هذا التأويل، وإلا لصارت هذه أيضاً شافعاً، والله تعالى أعلمُ.
(1)
في هامش (س): لعل الصواب: أبي مصدقه: أي علقمة، وفي (ظ 12) و (ص): فبعثني أبي بصدقة طائفة من قومي.
(2)
في (ق): أتيت.
نَحْوٍ تَأْخُذُونَ؟ فَقُلْتُ: نَأْخُذُ أَفْضَلَ مَا نَجِدُ.
فَقَالَ الشَّيْخُ: إِنِّي لَفِي شِعْبٍ مِنْ هَذِهِ الشِّعَابِ فِي غَنَمٍ لِي، إِذْ جَاءَنِي رَجُلَانِ مُرْتَدِفَانِ بَعِيرًا فَقَالَا: إِنَّا رَسُولَا رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، بَعَثَنَا إِلَيْكَ لِتُؤْتِيَنَا صَدَقَةَ غَنَمِكَ. قُلْتُ: وَمَا هِيَ؟ قَالَا: شَاةٌ، فَعَمِدْتُ إِلَى شَاةٍ قَدْ عَلِمْتُ مَكَانَهَا، مُمْتَلِئَةً مَخاضًا (1) - أَوْ مَحاضًا - وَشَحْمًا، فَأَخْرَجْتُهَا إِلَيْهِمَا، فَقَالَا: هَذِهِ شَافِعٌ، وَقَدْ نَهَانَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ نَأْخُذَ شَافِعًا - وَالشَّافِعُ الَّتِي فِي بَطْنِهَا وَلَدُهَا - قَالَ: فَقُلْتُ فَأَيَّ شَيْءٍ تَأْخُذَانِ؟ قَالَا: عَنَاقًا أَوْ جَذَعَةً أَوْ ثَنِيَّةً، قَالَ: فَأَخْرَجَ لَهُمَا عَنَاقًا. قَالَ: فَقَالَا: ادْفَعْهَا إِلَيْنَا، فَتَنَاوَلَاهَا، وَجَعَلَاهَا مَعَهُمَا عَلَى بَعِيرِهِمَا (2).
(1) في (م) نخاضاً، وهو تصحيف.
(2)
إسناده ضعيف كسابقه.
وأخرجه أبو داود (1582)، والنسائي في "المجتبى" 5/ 33، والبيهقي في "السنن" 4/ 96 من طريق روح بن عبادة بهذا الإسناد، ولم يسوقوا لفظه. ووقع في مطبوع النسائي من رواية روح: مسلم بن ثفنة، وهو خطأ. فالمعروف أن روحاً قاله على الصواب: مسلم بن شعبة، ووكيع هو الذي أخطأ فيه، كما سلف برقم (15426).
قال السندي: قوله: فبعثني إلى مصدقه: لعله بعث مصدقاً أولاً، ثم أرسل ابنه إليه لِيشاركه ويُعاونه، والله تعالى أعلم.
حَدِيثُ بِشْرِ بْنِ سُحَيْمٍ
(1)(2)
15428 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ. وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، قَالَ: وَقَالَ نَافِعُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ: عَنْ بِشْرِ بْنِ سُحَيْمٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَطَبَ فِي يَوْمِ التَّشْرِيقِ - قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: فِي أَيَّامِ الْحَجِّ - فَقَالَ: " لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا نَفْسٌ مُسْلِمَةٌ، وَإِنَّ هَذِهِ الْأَيَّامَ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ "(3).
(1) في (م): رضي الله تعالى عنه.
(2)
قال السندي: بشر بن سحيم الغفاري، وقيل: النهرواني، أو الخزاعي.
روى له أحمد والنسائي وابن ماجه حديثاً واحداً في أيام التشريق، أنها أيام أكل وشرب، وصححه الدارقطني، وأبو ذر الهروي.
قال ابن سعد: كان يسكن كُرَاعَ الغَميم وحَنَجنان.
(3)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أن صحابيَّه لم يرو له إلا النسائي وابن ماجه، وقد صرح حبيب بن أبي ثابت بالتحديث في الرواية رقم (15430)، فانتفت شبهة تدليسه. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وعبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو ابن سعيد الثوري، وأورده الدارقطني في "الإلزامات" ص 116.
وأخرجه ابن أبي شيبة 4/ 20 - 21 - ومن طريقه ابن ماجه (1720)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(996) - عن وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(2892) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(1206)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(1152) من طريقين عن سفيان، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(1205) و (1208) و (1209) و (1210) =
15429 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ بَعَثَ بِشْرَ بْنَ سُحَيْمٍ، فَأَمَرَهُ أَنْ يُنَادِيَ:" أَلَا إِنَّهُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا مُؤْمِنٌ (1)، وَإِنَّهَا أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ " يَعْنِي أَيَّامَ التَّشْرِيقِ (2).
= و (1211) و (1212) و (1215) من طرق عن حبيب بن أبي ثابت، به.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(2891) من طريق خالد بن الحارث البصري، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 243 - 244 من طريق أبي عبد الرحمن المقرئ، كلاهما عن المسعودي، عن حبيب عن نافع، عن بشر بن سحيم، عن علي بن أبي طالب، مرفوعاً.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(2893) من طريق يزيد بن زياد بن أبي الجعد، عن حبيب، عن بشر، به دون ذكر نافع في الإسناد.
وسيأتي بالأرقام (15429) و (15430) و 4/ 335.
وقوله: "لا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة"، سلف في مسند جابر برقم (14763)، وانظر تتمة شواهده هناك.
وقوله: "إن هذه الأيام أيام أكل وشرب"، سلف نحوه من حديث عبد الله ابن عمر بن الخطاب برقم (4970)، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
(1)
في (م): إلا نفس مؤمن.
(2)
إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه. عمرو بن دينار: هو المكي.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(2895) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي مختصراً في "شرح معاني الآثار" 2/ 245 من طريق ابن جريج، عن عمرو، به.
وأخرجه مختصراً ابن أبي شيبة 11/ 12 - 13 عن ابن عُيينة، عن عمرو، =
15430 -
حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ أَنَّهُ سَمِعَ نَافِعَ بْنَ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ يُحَدِّثُ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُقَالُ لَهُ بِشْرُ بْنُ سُحَيْمٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَطَبَ فَقَالَ: " إِنَّهُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا مُؤْمِنٌ، وَإِنَّ هَذِهِ الْأَيَّامَ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ "(1).
= عن نافع، أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، مرسلاً.
وقد سلف برقم (15428).
(1)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه. بهز: هو ابن أسد العَمِّي
وأخرجه الطيالسي (1299) -ومن طريقه أبو نعيم في "معرفة الصحابه"(1152) - والنسائي في "الكبرى"(2894)، والبيهقي في "السنن" 4/ 298 من طرق عن شعبة، به.
وقوله: "وإن هذه الأيام أيام أكل وشرب" أخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار"2/ 245، والطبراني في "الكبير"(1207) من طرق عن شعبة، به.
وقد سلف برقم (15428).
حَدِيثُ الْأَسْوَدِ بْنِ خَلَفٍ
(1)(2)
15431 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ الْأَسْوَدِ بْنِ خَلَفٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَاهُ الْأَسْوَدَ رَأَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يُبَايِعُ النَّاسَ يَوْمَ الْفَتْحِ، قَالَ: جَلَسَ عِنْدَ قَرْنِ مَسْفَلَةَ (3)، فَبَايَعَ النَّاسَ عَلَى الْإِسْلَامِ وَالشَّهَادَةِ. قَالَ: قُلْتُ: وَمَا الشَّهَادَةُ؟ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْأَسْوَدِ بْنِ خَلَفٍ أَنَّهُ بَايَعَهُمْ عَلَى الْإِيمَانِ بِاللهِ، وَشَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ (4).
(1) في (م): رضي الله تعالى عنه.
(2)
قال السندي: الأسود بن خلف قرشي، قيل: من جمح، وقيل: زهري. أسلم يوم الفتح. وعمُّه أسود بن عبد يغوث كان أحد المستهزئين، مات كافراً.
(3)
في (ق)، وهامش (س): مصقلة، قلنا: وهي الموافقة لرواية الفاكهي وأبي نعيم وابن سعد، قال الفاكهي: هو قرن قد بقيت منه بقية بأعلى مكة في دبر دار ابن سمرة، عند موقف الغنم، هو بها بين شعب ابن عامر وطرف دار رابعة في أصله.
وقال السندي: قرن مسْفلة: في "القاموس" في مادة السين والفاء: المسفلة محلة بأسفل مكة.
(4)
إسناده محتمل للتحسين، محمد بن الأسود بن خلف، من رجال "التعجيل" روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات" وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.
وهو عند عبد الرزاق في "المصنف"(9820) و (19222)، ومن طريقه ابن سعد في "الطبقات" 5/ 459، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" =
حَدِيثُ أَبِي كُلَيْبٍ
(1)(2)
= (866) و (2721)، والحاكم 3/ 296.
وسكت عنه الحاكم والذهبي. وفي "المصنف" مسقلة، وفي "الطبقات" مصقلة، وفي "الآحاد والمثاني" مسقلة أو مسفلة.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 444، والفاكهي في "أخبار مكة"(2467)، والطبراني في "الكبير"(815)، وفي "الأوسط"(2439)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابه"(895)، والبيهقي في "الدلائل" 5/ 94 من طرق عن ابن جريج، به.
وقال الطبراني في "الأوسط": لا يروى هذا الحديث عن الأسود إلا بهذا الإسناد، تفرد به ابن جريج.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 6/ 37، وقال: رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، وأحمد باختصار، ورجاله ثقات.
وسيكرر 4/ 168.
(1)
في (م): رضي الله تعالى عنه.
(2)
قال السندي: أبو كليب، هكذا في نسخ المسند، وهو ظاهر إسناد الحديث. وأقره أبو القاسم في "الفهرست"، فقال: كليب والد غُثَيم عن أبيه.
وذكر الحافظ المزي الحديث في مسند كليب الجُهَني جد عثيم بن كثير بن كليب، وذكر بعد قول ابن جريج: أخبرت عن عثيم بن كليب، عن أبيه، عن جده: هكذا نسبه ابن جريج، وقال غيره: عثيم بن كثير بن كليب. ثم اعترض على أبي القاسم حيث ذكر الحديث في المجاهيل في ترجمة كليب والد عثيم عن أبيه، والظاهر أن المزي اعترض عليه، لأنه فعل في "الأطراف"مثل ما فعل في"الفهرست".
وذكر الحافظ ابن حجر كليب الجهني في الصحابة، ثم قال في الكنى: أبو كليب الجهني جدّ عثيم بن كليب، ذكره أبو نعيم. قال أبو موسى: أورده أبو نعيم على ظاهر الإسناد. وعثيم -أي في الإسناد- نسب إلى جده، وإنما هو =
15432 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أُخْبِرْتُ عَنْ عُثَيْمِ (1) بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ (2) أَنَّهُ جَاءَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: قَدْ أَسْلَمْتُ. فَقَالَ: " أَلْقِ عَنْكَ شَعَرَ الْكُفْرِ " يَقُولُ: احْلِقْ.
قَالَ: وَأَخْبَرَنِي آخَرُ مَعَهُ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِآخَرَ: " أَلْقِ عَنْكَ شَعَرَ الْكُفْرِ وَاخْتَتِنْ "(3).
= عثيم بن كثير بن كليب، والصحبة لجده كليب.
وفي "التقريب"، في باب العين المهملة مع المثلثة: عُثَيم، بصيغة التصغير، ابن كثير بن كليب الحضرمي، أو الجهني: حجازي، وقد ينسب لجده، مجهول.
وفي "شرح أبي داود" قال ابن القطان: هو عثيم بن كثير بن كليب، والصحابي هو كليب، وإنما نسب عثيم في الإسناد إلى جده.
قال ابن حجر: وقد وقع مبيناً في رواية الواقدي، أخرجه ابن منده في "المعرفة". وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: كليب والد عثيم بصري روى عن أبيه مرسل. انتهى.
(1)
في النسخ الخطية و (م): غنيم، وهو تحريف، وقد جاء على الصواب في "أطراف المسند" 8/ 320، وانظر "توضيح المشتبه" 6/ 188.
(2)
قوله: عن جده، ليس في (م).
(3)
إسناده ضعيف، فيه راوٍ مجهول لم يسمَّ هو شيخ ابن جُريج، وعُثيم ابن كليب، ينسب إلى جده، وهو عثيم بن كثير بن كليب الحضرمي، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "الكاشف": وثق، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول، ووالده لم نقع له على ترجمة، وبقية رجاله ثقات. وقال ابن القطان في "الوهم والإيهام" 5/ 43: إسناده غاية في الضعف مع الانقطاع الذي في قول ابن جريج أُخْبِرْتُ وذلك أن عثيم بن كليب =
حَدِيثُ مَنْ سَمِعَ مُنَادِيَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
15433 -
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ أَوْسٍ
= وأباه وجده مجهولون. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، ابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز.
وهو عند عبد الرزاق في "المصنف"(9835)، ومن طريقه أخرجه أبو داود (356)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2795)، وابن عدي في "الكامل" 1/ 223، والبيهقي في "السنن" 1/ 172.
وقال ابن عدي: وهذا الذي قاله ابن جريج في هذا الإسناد: وأخبرت عنه عُثيم بن كليب إنما حدثه إبراهيم بن أبي يحيى، فكنَّى عن اسمه.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 1/ 224 من طريق الرمادي، عن إبراهيم ابن أبي يحيى، عن عُثيم، به.
قلنا: وإبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي متروك.
وله شاهد ضعيف من حديث واثلة بن الأسقع عند الطبراني في "الكبير" 22/ (199) والصغير (880) والحاكم 3/ 750، وأبي نعيم في "الحلية" 3/ 329 قال: لما أسلمت أتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فقال لي:"اذهب فاغتسل بماء وسدر وألق عنك شعر الكفر".
وآخر مثله عن قتادة الرهاوي عند الطبراني 19/ (20) قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلمت فقال لي: "يا قتادة اغتسل بماء وسدر واحلق عنك شعر الكفر".
قال السِّنْدي: قوله: "ألق عنك شعر الكفر": حملوا الأمر على الاستحباب، فقالوا: يستحب إذا أسلم الكافر أن يزيل شعره بحَلْقٍ أو قصر، والحلق أفضل. وكذا أخذوا منه أن يغتسل، وأن يغسل ثيابه، وأخذ من الأمر بالاختتان أنه واجب إذا أَمِنَ على نفسه الهلاك، والله تعالى أعلم.
قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ مُنَادِيَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ قَامَتِ الصَّلَاةُ، أَوْ حِينَ حَانَتِ الصَّلَاةُ، أَوْ نَحْوَ هَذَا أَنْ:"صَلُّوا فِي رِحَالِكُمْ " لِمَطَرٍ كَانَ (1).
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو نُعيم: هو الفضل ابن دُكين، ومِسعر: هو ابن كِدام، عمرو بن دينار: هو المكي، وعمرو بن أوس: هو الثقفي.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 2/ 14 - 15، وفي "الكبرى"(1617)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1615) من طريق سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، به.
وفي الباب من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب، وقد سلف برقم (4478)، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
وسيأتي 4/ 167 و 346 و 5/ 370 و 373.
قال السندي: قوله: أو حين حانت: أي حضرت.
حَدِيثِ عَرِيفٍ مِنْ عُرَفَاءِ قُرَيْشٍ
(1)
15434 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ - قَالَ عَفَّانُ: ابْنُ يَزِيْدٍ (2) أَبُو زَيْدٍ -، حَدَّثَنَا هِلَالُ بْنُ خَبَّابٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَرِيفٌ مِنْ عُرَفَاءِ قُرَيْشٍ، حَدَّثَنِي أَبِي أَنَّهُ سَمِعَ مِنْ فَلْقِ فِي رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" مَنْ صَامَ رَمَضَانَ وَشَوَّالًا (3) وَالْأَرْبِعَاءَ وَالْخَمِيسَ وَالْجُمُعَةَ دَخَلَ الْجَنَّةَ "(4).
(1) في (م): رضي الله تعالى عنه.
(2)
في النسخ الخطية و (م): زيد، وهو تحريف، والمثبت من (ق).
(3)
في (ظ 12) و (ص): شوال، وكذلك في نسخة السندي، وقال: هكذا في النسخ، وقد ضبطه بعضهم بالتنوين.
(4)
إسناده ضعيف، فيه راوٍ لم يسمَّ، وهو شيخ عكرمة بن خالد المخزومي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير هلال بن خباب وهو العبدي فقد روى له أصحاب السنن، وهو ثقة.
عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث العنبري، وعفان: هو ابن مسلم الصفار، وثابت بن يزيد أبو زيد هو الأحول.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(3870) من طريق عارم عن ثابت، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/ 190، وقال: رواه أحمد، وفيه من لم يسمَّ، وبقية رجاله ثقات.
وسيأتي برقم (16714) من زوائد عبد الله بن أحمد.
قال السندي: قوله: فِلْق فِيْه: بالكسر ويفتح: من شِقِّهِ.
وظاهر اللفظ أنه يصوم تمام شوال، لكن الوارد صيام ستة من شوال.
حَدِيثُ جَدِّ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ الْمَخْزُومِيِّ
(1)
15435 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ خَالِدٍ الْمَخْزُومِيُّ، عَنْ أَبِيهِ - أَوْ عَنْ عَمِّهِ - عَنْ جَدِّهِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ:" إِذَا وَقَعَ الطَّاعُونُ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا، فَلَا تَخْرُجُوا مِنْهَا، وَإِذَا وَقَعَ وَلَسْتُمْ بِهَا، فَلَا تَقْدَمُوا عَلَيْهِ "(2).
(1) في (م): رضي الله تعالى عنه.
(2)
حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عكرمة بن خالد: وهو ابن سلمة بن العاص المخزومي، وقد أخطأ الطبراني في تعيينه، فجعله عكرمة بن خالد بن العاص بن هشام المخزومي، إذ أورده في ترجمة خالد بن العاص، والعاص بن هشام كما سيأتي في التخريج، وهذا وهم منه، لأن العاص بن هشام جد عكرمة هذا قُتِلَ يومَ بدرِ كافراً، نبه على ذلك الحافظ في "الإصابة" في ترجمة خالد بن العاص والعاص بن هشام، ورجح أن الصواب في تعيينه هو عكرمة بن خالد بن سعيد بن العاص، فيكون الحديث من مسند سعيد بن العاص، لكنه عاد في "التعجيل" 1/ 491 - 492 فجزم أنه عكرمة بن خالد بن سلمة بن العاص بن هشام، وقد أخطأ محقق "التعجيل" فلم يفهم المسألة على وجهها، وأعادها إلى قول الطبراني، وقد علمت خطأه.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 315، والطبراني في "الكبير"(4120) و 18/ (21) من طريقين عن حماد بن سلمة، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/ 306، وقال: رواه أحمد. وإسناده حسن!
وسيأتي برقم (15436) و 4/ 177 و 186 و 5/ 373.
ويشهد له حديث سعد بن أبي وقاص، وقد سلف برقم (1491).
وآخر من حديث عبد الرحمن بن عوف عند البخاري (5730) ومسلم =
15436 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ -، عَنْ عِكْرِمَةَ - يَعْنِي ابْنَ خَالِدٍ -، عَنْ أَبِيهِ، أَوْ عَنْ عَمِّهِ، عَنْ جَدِّهِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ:" إِذَا كَانَ (1) الطَّاعُونُ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا، فَلَا تَخْرُجُوا مِنْهَا (2)، وَإِذَا كَانَ بِأَرْضٍ وَلَسْتُمْ بِهَا، فَلَا تَقْرَبُوهَا "(3).
= (2219)، وقد سلف برقم (1666).
وثالث من حديث أسامة بن زيد عند البخاري (5728) ومسلم (2218)، وسيرد 5/ 206.
ورابع من حديث شرحبيل بن حسنة سيرد 4/ 195.
(1)
في (م): وقع، وهي نسخة في (س).
(2)
في (ظ 12) و (ص): عنها.
(3)
حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث العنبري.
وانظر ما قبله.
حَدِيثُ أَبِي طَرِيفٍ
(1)(2)
15437 -
حَدَّثَنَا أَزْهَرُ بْنُ الْقَاسِمِ الرَّاسِبِيُّ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ شُمَيْلَةَ، عَنْ أَبِي طَرِيفٍ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ حَاصَرَ الطَّائِفَ، وَكَانَ يُصَلِّي بِنَا صَلَاةَ البَصَرِ (3) حَتَّى لَوْ أَنَّ رَجُلًا رَمَى لَرَأَى (4) مَوْقِعَ نَبْلِهِ (5).
(1) في (م): رضي الله تعالى عنه.
(2)
قال السندي: أبو طريف الهذلي، ذكره البغوي وغيره في الصحابة، وشهد حصار الطائف.
قيل: اسمه كيسان، وقيل: سنان.
(3)
في النسخ الخطية و (م) ونسخة السندي: العصر، وهو تحريف، والمثبت من نسخة الهيثمي كما ذكر في "مجمع الزوائد"، وذكر أنها تحرفت عند الطبراني إلى (العصر) إلا أنها تصحفت في مطبوعه إلى النصر! وجاءت في "أطراف المسند" 7/ 16: صلاة المغرب، وانظر قول البيهقي الآتي في التخريج. وقد علق من تولى نشر "مجمع الزوائد" طبعة دار الفكر على هذا الموضع تعليقاً يضحك الثكلى.
(4)
في (س): تراءى.
(5)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، الوليد بن عبد الله بن شميلة -ويقال أبو شميرة، ويقال: ابن أبي سميرة- من رجال"التعجيل"، انفرد بالرواية عنه زكريا بن إسحاق: وهو المكي، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (795) من طريق الإمام أحمد، بهذا =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= الإسناد. وفيه: صلاة العصر!
وأخرجه الفاكهي في "أخبار مكة"(1966)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1075)، والدولابي في "الكنى" 1/ 41 من طريق أزهر بن القاسم، به. بلفظ: صلاة المغرب.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (796)، والدولابي في "الكنى" 1/ 40 - 41 من طريق بشر بن السري، والبيهقي في "السنن" 1/ 447 من طريق عبيد بن عقيل، كلاهما عن زكريا، به. وعند الدولابي والبيهقي: صلاة المغرب.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 178، والبيهقي في "السنن" 1/ 447 من طريق بشر بن السري، عن زكريا، به، وفيه: صلاة البصر أو البصير، وقال البيهقي: وصلاة البصر أراد بها صلاة المغرب، وإنما سميت صلاة البصر، لائها تؤدَّى قبل ظُلْمَة الليل.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/ 310، وقال: رواه أحمد
…
والطبراني في "الكبير"، فجعل مكان البصر -تصحفت في المطبوع إلى النصر- العصر، وهو وهم والله أعلم.
ويشهد له حديث رافع بن خديج عند البخاري (559) ومسلم (637)، وسيرد 4/ 141.
وآخر من حديث ابن عباس، سلف برقم (3081).
وثالث من حديث أنس، سلف برقم (12136).
ورابع من حديث جابر، سلف برقم (14246).
وخامس من حديث ناس من الأنصار، سيرد 4/ 36.
وسادس من حديث سلمة بن الأكوع 4/ 51.
وسابع من حديث زيد بن خالد، سيرد 4/ 141.
وثامن من حديث رجل من بني أسلم، سيرد 5/ 371.
وتاسع من حديث أبي أيوب، سيرد 5/ 415. =
مِنْ حَدِيثِ صَخْرٍ الْغَامِدِيِّ
(1)(2)
15438 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ حَدِيدٍ البَجْلِيِّ، عَنْ صَخْرٍ الْغَامِدِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" اللهُمَّ بَارِكْ لِأُمَّتِي فِي بُكُورِهِمْ " قَالَ: فَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا بَعَثَ سَرِيَّةً بَعَثَهَا أَوَّلَ النَّهَارِ، وَكَانَ صَخْرٌ رَجُلًا تَاجِرًا، وَكَانَ (3) لَا يَبْعَثُ غِلْمَانَهُ إِلَّا مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ، فَكَثُرَ مَالُهُ حَتَّى كَانَ لَا يَدْرِي أَيْنَ يَضَعُ مَالَهُ (4).
= وذكر الحافظ في "الفتح" 2/ 41 أن مقتضى الحديث المبادرة بالمغرب في أول وقتها، بحيث أن الفراغ منها يقع والضوء باقٍ.
(1)
في (م) رضي الله تعالى عنه.
(2)
قال السندي: هو صخر بن وداعة، وقيل: وديعة، الغامدي، نسبة إلى غامد بالمعجمة بطن من الأزد. سكن الطائف.
(3)
في (ظ 12) و (ص): فكان.
(4)
إسناده ضعيف دون قوله "اللهم بارك لأمتي في بكورهم" فهو حسن بشواهده، عمارة بن حديد البجلي، انفرد بالرواية عنه عطاء بن يعلى وهو العامري، قال ابن المديني: لا أعلم أحداً روى عنه غير يعلى بن عطاء، وقال أبو حاتم: مجهول، وقال أبو زرعة: لا يعرف، وقال الحافظ في"التقريب": مجهول، وذكره ابن حبان في "الثقات" على عادته في توثيق المجاهيل، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه الطيالسي (1246)، وعبد بن حميد في "المنتخب"(432)، والنسائي في "الكبرى"(3388)، والدارمي 2/ 214، والبغوي في "الجعديات" =
حَدِيثُ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ عَنْ أَبِيهِ
(1)(2)
15439 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، وَسُرَيْجٌ (3) الْمَعْنَى، قَالَا: حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ أُمَيَّةَ بْنِ صَفْوَانَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ. - كِلَاهُمَا قَالَ: عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ الثَّقَفِيِّ -، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ بِالنَّبَاءَةِ أَوْ النِّبَاوَةِ - شَكَّ نَافِعٌ - مِنَ الطَّائِفِ وَهُوَ يَقُولُ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّكُمْ تُوشِكُونَ أَنْ تَعْرِفُوا أَهْلَ الْجَنَّةِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ " أَوْ قَالَ: " خِيَارَكُمْ مِنْ شِرَارِكُمْ "
= (1721)، وابن حبان (4755)، والطبراني في "الكبير"(7275)، والبيهقي في "السنن" 9/ 151 - 152، وفي "الدلائل" 6/ 222، والخطيب في "تاريخه" 2/ 106، 107 و 5/ 476، والبغوي في "شرح السنة"(2673) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(7277)، والسهمي في "تاريخ جرجان"(725) من طريقين عن يعلى، به.
وسيأتي بالأرقام (15443) و (15557) و (15558) و 4/ 390 (الطبعة الميمنية).
وقوله: "اللهم بارك لأمتي في بكورهم" له شواهد تقويه، لا يخلو كلٌّ منها من مقال، وقد سلف أحدها في مسند علي بن أبي طالب برقم (1320)، وذكرناها هناك مجملة، فبها يُحَسَّنُ الحديث، وانظر ابن حبان 11/ 63 - 64.
(1)
في (م): رضي الله تعالى عنه.
(2)
قال السندي: أبو زهير الثقفي سكن الطائف. اسمه عمار بن حميد، وقيل: عمار بن رويبة.
(3)
في (ظ 12) و (ص) و (ق): شريح، وهو تصحيف.
قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ النَّاسِ: بِمَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " بِالثَّنَاءِ السَّيِّئِ، وَالثَّنَاءِ الْحَسَنِ، وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللهِ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ "(1).
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد محتمل للتحسين، أبو بكر بن أبي زهير الثقفي، روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ووالده أبو زهير ذكره ابن حبان في "الصحابة" من "الثقات" 3/ 457 وقال: كان من الوفد، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.
عبد الملك بن عمرو: هو أبو عامر العَقَدي، وسريج: هو ابن النعمان الجوهري: ونافع بن عمر: هو الجمحي، وأمية بن صفوان: هو ابن عبد الله ابن صفوان بن أميه.
وأخرجه الدولابي في "الكنى" 1/ 32، والطبراني في "الكبير" 20/ (382) من طريق سريج بن النعمان، بهذا الإسناد.
وأخرجه الفاكهي في "أخبار مكة"(2908)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1602)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3306) و (3307)، وابن حبان (7384)، والطبراني في "الكبير"20/ (382)، والحاكم 1/ 120 و 4/ 436، والبيهقي في "السنن" 10/ 123، والمزي في "تهذيب الكمال" 33/ 91 - 92 من طرق عن نافع بن عمر، به. وصححه الحاكم ووافقه الذهبي، وقال الدارقطني: غريب من حديث أبي بكر بن أبي زهير عن أبيه، تفرَّد به أمية بن صفوان عنه، وتفرَّد به نافع بن عمر، عن أمية، وقال الحافظ في "الإصابة" 11/ 147: وسنده حسن غريب.
وفي "أطراف المسند" 6/ 231 ذكر رواية أحمد عن يزيد بن هارون، عن نافع بن عمر، بهذا الإسناد.
وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" 33/ 91 من طريق الإمام أحمد، عن يزيد، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 14/ 510، وعبد بن حميد في "المنتخب"(442)، =
حَدِيثُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَوْسٍ
(1)
15440 -
حَدَّثَنَا بَهْزٌ وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَوْسٍ الثَّقَفِيِّ، قَالَ: سَأَلْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ عَنِ الْمَرْأَةِ تَطُوفُ بِالْبَيْتِ، ثُمَّ تَحِيضُ. قَالَ: لِيَكُنْ آخِرَ
= وابن ماجه (4221)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1601) من طريق يزيد بن هارون، به.
وسيكرر برقم 6/ 466 سنداً ومتناً.
وفي الباب عن أنس عند البخاري (1367) ومسلم (949) وسلف برقم (12837)، ولفظه عند البخاري: مَرُّوا بجنازة فأثنوا عليها خيراً، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"وجبت" ثم مَرُّوا بأُخرى فأثنوا عليها شراً، فقال:"وجبت" فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ما وجبت؟ قال: "هذا أثنيتم عليه خيراً فوجبت له الجنة، وهذا أثنيتم عليه شراً فوجبت له النار، أنتم شهداء الله في الأرض".
وبنحوه سلف عن أبي هريرة برقم (7552).
قال السندي: "بالثناء السَّيِّئ .... ": أي فمن أثنيتم عليه ثناء جميلاً، فهو من أصحاب الجنة. قيل: هذا مخصوص بالصحابة، وقيل: بمن كان على صفتهم في الإيمان، وقيل: هذا إذا كان الثناء مطابقاً لأفعاله، وقال النووي: الصحيح أنه على عمومه وإطلاقه، فكل مسلم مات، فألهم الله تعالى الناس أو معظمهم الثناء عليه كان ذلك دليلاً على أنه من أهل الجنة سواء كانت أفعاله تقتضي ذلك أم لا، إذ العقوبة غير واجبة، فإلهام الله الثناء عليه دليل على أنه ثناء المغفرة له، والله تعالى أعلم.
(1)
في (م): رضي الله تعالى عنه.
عَهْدِهَا الطَّوَافُ بِالْبَيْتِ. فَقَالَ الْحَارِثُ: كَذَلِكَ أَفْتَانِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَقَالَ عُمَرُ: أَرِبْتَ (1) عَنْ يَدَيْكَ، سَأَلْتَنِي عَنْ شَيْءٍ سَأَلْتُ عَنْهُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، لَكِنِّي مَا أُخَالِفُ (2).
15441 -
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَجَّاجِ وَعَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ
(1) في (س) و (م): أدبت -بالدال- وهو تحريف، والمثبت من (ظ 12) و (ق) و (ص)، قال السندي: أي سقطت من أجل مكروه يُصيب يديك من قطع أو وجع، أو سقطت بسبب يديك، أي: من جنايتهما، قيل: هو كناية عن الخجالة، والأظهر أنه دعاءٌ عليه، لكن ليس المقصود حقيقته، وإنما المقصود نسبة الخطأ إليه.
(2)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح إلا صحابيه، فإنه لم يرو له إلا أبو داود والترمذي والنسائي. بهز: هو ابن أسد العمي، وأبو عوانة: هو وضاح بن عبد الله اليشكري، ويعلى بن عطاء: هو العامري، والوليد بن عبد الرحمن: هو الجُرَشي الحِمْصي.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 232، والطبراني في "الكبير"(3353) من طريق عفان بن مسلم الصفار، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 263، وأبو داود (2004)، والنسائي في "الكبرى"(4185)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 232، والطبراني في "الكبير"(3353) من طرق عن أبي عوانة، به.
وانظر (15441) و (15442).
وقد نسخ هذا الحديث بما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في الرخصة لهن في ترك الطواف، وذلك من حديث ابن عباس، وقد سلف برقم (1990)، ومن حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب، وقد سلف برقم (5765).
قال السندي: قوله: لكني ما أخالف، أي: قصدت أن أخالِفَ، لكني ما خالفتُ.
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْبَيْلَمَانِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَوْسٍ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَوْسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوْ اعْتَمَرَ، فَلْيَكُنْ آخِرُ عَهْدِهِ بِالْبَيْتِ " فَبَلَغَ حَدِيثُهُ عُمَرَ، فَقَالَ لَهُ: خَرِرِتَ مِنْ يَدِكَ، سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَلَمْ تُخْبِرْنَا بِهِ؟! (1).
15442 -
حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبَّادٌ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ الْمُغِيرَةِ الطَّائِفِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْبَيْلَمَانِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَوْسٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ أَوْسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ حَجَّ أَوْ اعْتَمَرَ، فَلْيَكُنْ آخِرَ عَهْدِهِ الطَّوَافُ بِالْبَيْتِ " فَقَالَ لَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: خَرِرْتَ مِنْ يَدَيْكَ، سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ لَمْ تُحَدِّثْنِي؟! (2).
(1) إسناده ضعيف، لضعف الحجاج بن أرطاة وعبد الرحمن بن البيلماني، ولإرساله، عمرو بن أوس لم يسمع النبي صلى الله عليه وسلم بينهما الحارث بن أوس كما سيأتي في الرواية الآتية عقب هذه الرواية. أحمد بن الحجاج: هو المروزي، وعبد الله: هو ابن المبارك. وعمرو بن أوس: هو الثقفي.
(2)
إسناده ضعيف لضعف الحجاج: وهو ابن أرطاة، وعبد الرحمن بن البَيْلَماني، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح غير عبد الملك بن المغيرة: وهو الطائفي، فقد روى عنه جمع وذكره ابن حبان في "الثقات". عباد: هو ابن العوام.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 63، والطبراني في "الكبير"(3354) من طريق سعيد بن سليمان، عن عباد بن العوام، بهذا الإسناد. =
وَمِنْ حَدِيثِ صَخْرٍ الْغَامِدِيِّ (1) أَيْضًا
15443 -
حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ حَدِيدٍ، عَنْ صَخْرٍ الْغَامِدِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اللهُمَّ بَارِكْ لِأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا " قَالَ: فَكَانَ إِذَا بَعَثَ سَرِيَّةً أَوْ جَيْشًا بَعَثَهُمْ مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ، قَالَ: فَكَانَ صَخْرٌ رَجُلًا تَاجِرًا، وَكَانَ يَبْعَثُ تِجَارَتَهُ مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ، قَالَ: فَأَثْرَى، وَكَثُرَ مَالُهُ (2).
= وأخرجه الترمذي (946) من طريق المحاربي، والطبراني في "الكبير"(3354) من طريق عمرو بن علي، كلاهما عن حجاج بن أرطاة، به. وتحرف البيلماني في مطبوع الترمذي إلى السَّلماني!
وقال الترمذي: حديث الحارث بن عبد الله بن أوس حديث غريب، وهكذا روى غير واحد عن الحجاج بن أرطاة مثل هذا، وقد خولف الحجاج في بعض هذا الإسناد.
قلنا: قد رواه عنه عبد الله بن المبارك مرسلاً كما سلف برقم (15441).
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(3355) من طريق يزيد بن أبي زياد، عن عبد الملك، به.
وانظر ما قبله، وانظر (15440).
(1)
في (م): رضي الله تعالى عنه.
(2)
حديث ضعيف دون قوله: "اللهم بارك لأمتي في بكورها" فهو حسن بشواهده. عمارة بن حديد: هو البجلي، سلف الكلام عليه في الرواية رقم (15438)، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. هشيم: هو ابن بشير، ويعلى ابن عطاء: هو العامري.
وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه"(2382)، وابن أبي شيبة 12/ 516، =
حَدِيثُ إِيَاسِ بْنِ عَبْدٍ مِنْ أَصْحَابِ (1) النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
15444 -
حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ أَنَّ أَبَا الْمِنْهَالِ أَخْبَرَهُ أَنَّ إِيَاسَ بْنَ عَبْدٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: لَا تَبِيعُوا فَضْلَ الْمَاءِ، فَإِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ بَيْعِ الْمَاءِ، قَالَ: وَالنَّاسُ يَبِيعُونَ مَاءَ الْفُرَاتِ فَنَهَاهُمْ (2).
= وأبو داود (2606)، والترمذي (1212)، وابن ماجه (2236)، والبغوي في "الجعديات"(1721)، وابن حبان (4754)، والطبراني في "الكبير"(7276)، والخطيب في "تاريخه" 1/ 405 و 406 و 5/ 240 و 9/ 441، والبغوي في "شرح السنة"(2673) من طريق هشيم، بهذا الإسناد، وقال الترمذي: حديث صخر الغامدي حديث حسن، ولا نعرف لصخر الغامدي عن النبي صلى الله عليه وسلم غير هذا الحديث.
وقد سلف برقم (15438)، وسيكرر برقم (15557) و 4/ 390 (الطبعة الميمنية) سنداً ومتناً.
(1)
قال السندي: إياس بن عبد، أبو عوف المزني. قال البخاري وابن حبان: له صحبة. ويقال: كنيته أبو الفرات. نزل الكوفة.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين غير أن صحابِيَّهُ لم يرو له إلا أصحاب السنن، روح: هو ابن عبادة، وابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز، وقد صرح بالتحديث هنا، فانتفت شبهة تدليسه، وعمرو بن دينار: هو المكي، وأبو المنهال: هو عبد الرحمن بن مُطْعِم البُناني.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/ 307، وفي "الكبرى"(6259)، والحاكم 2/ 44، والبيهقي في "السنن" 6/ 15 من طريقين عن ابن جريج، بهذا =
حَدِيثُ كَيْسَانَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
15445 -
حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ كَثِيرٍ الْمَكِّيُّ، قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ كَيْسَانَ مَوْلَى خَالِدِ بْنِ أُسَيْدٍ (1)، قُلْتُ: أَلَا تُحَدِّثُنِي عَنْ أَبِيكَ؟ فَقَالَ: مَا سَأَلْتَنِي؟ فَقَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ مِنَ الْمَطَابِخِ حَتَّى أَتَى الْبِئْرَ، وَهُوَ مُتَّزِرٌ بِإِزَارٍ لَيْسَ عَلَيْهِ رِدَاءٌ، فَرَأَى عِنْدَ الْبِئْرِ عَبِيدًا يُصَلُّونَ، فَحَلَّ الْإِزَارَ، وَتَوَشَّحَ بِهِ، وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ لَا أَدْرِي
= الإسناد.
وأخرجه أبو داود (3478)، والترمذي (1271)، والنسائي في "المجتبى" 7/ 307، وفي "الكبرى"(6258)، والطبراني في "الكبير"(783)، والحاكم 2/ 61، والبيهقي في "السنن" 6/ 15 من طريق داود بن عبد الرحمن العطار، عن عمرو بن دينار، به. وقال الترمذي: حديث إياس حديث حسن صحيح، والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم. أنهم كرهوا بيع الماء، وهو قولُ ابنِ المبارك والشافعي وأحمد وإسحاق.
وقد سلف نحوه من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص برقم (6673) و (6722)، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
وسيأتي برقم 4/ 138.
قال السندي: قوله: "نهى عن بيع" منهم من منع بيع الماء مطلقاً بظاهر هذا الحديث، والجمهور على أن المراد ماء السماء والعيون والآبار التي لا مالك لها، فما ملكه يملأ الوعاء منه فله بيعه.
(1)
قال السندي: هو كيسان بن حرب مولى خالد بن عبد الله الأموي.
الظُّهْرَ أَوِ الْعَصْرَ (1).
15446 -
حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ الْخَيَّاطُ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ كَثِيرِ بْنِ أَفْلَحَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَيْسَانَ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبِي كَيْسَانَ: مَا أَدْرَكْتَ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: رَأَيْتُهُ
(1) إسناده محتمل للتحسين، عبد الرحمن بن كيسان، روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب": مستور، وعمرو ابن كثير المكي روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: لا بأس به، وقال ابن المديني: مكي لا يعرف، قلنا: وقد توبع. يونس ابن محمد: هو المؤدب البغدادي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (436) من طريق أبي عون الزيادي، عن عمرو بن كثير، به.
وأخرجه بنحوه ابن ماجه (1050)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2642)، والطبراني في "الكبير"(437) من طريق معروف بن مشكان، عن عبد الرحمن بن كيسان، به.
وسيأتي برقم (15446).
وصلاته صلى الله عليه وسلم في ثوب واحد، سلف من حديث أبي سعيد الخدري بإسنادٍ صحيح برقم (11072)، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: خرج من المطابخ: بموحدة وخاء معجمة: اسم موضع بمكة. وقال البكري في "معجم ما استعجم" 4/ 1237: سمِّي بذلك لأن تُبَّعاً حيث همَّ بالبيت يهدمه سَقُمَ، فنذر إن شفاه الله أن ينحر ألف بدنة، شكراً لله عز وجل، فَعُوفي بما نذر، وجعلت المطابخ هناك، ثم أطعم.
قال السندي: قوله: وتوشح به، أي: جعله بمنزلة الإزار والرداء.
يُصَلِّي عِنْدَ الْبِئْرِ الْعُلْيَا بِئْرِ بَنِي مُطِيعٍ مُلَبَّبًا فِي ثَوْبٍ الظُّهْرَ أَوِ الْعَصْرَ، فَصَلَّاهَا رَكْعَتَيْنِ (1).
(1) إسناده محتمل للتحسين كسابقه.
وأخرجه البخاري في "تاريخه الكبير" 7/ 232 من طريق حماد بن خالد الخياط، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 313 - ومن طريقه ابن ماجه (1051) - عن محمد بن بشر، عن عمرو بن كثير، به.
وانظر ما قبله.
قال السندي: قوله: سألت أبي: بالإضافة، ركيسان بدل منه.
قوله: عند البئر العُلْيا: البِئْر بالهمزة، وقد تخفف فتقلب ياء: مؤنث، وكانت بئراً معلومة.
قوله: ملبباً: بكسر الباء المشددة، أي: متحزماً به عند صدره، يقال: تلبب بثوبه: إذا جمعه عليه.
حَدِيثُ الْأَرْقَمِ بْنِ أَبِي الْأَرْقَمِ
(1)(2)
15447 -
حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ الْمُهَلَّبِيُّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْأَرْقَمِ بْنِ أَبِي الْأَرْقَمِ الْمَخْزُومِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ الَّذِي يَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَيُفَرِّقُ بَيْنَ الِاثْنَيْنِ بَعْدَ خُرُوجِ الْإِمَامِ، كَالْجَارِّ قُصْبَهُ فِي النَّارِ "(3).
(1) في (م) رضي الله تعالى عنه.
(2)
قال السندي: الأرقم بن أبي الأرقم، مخزومي، يكنى أبا عبد الله. أسلم بعد عشرة، أو سابع سبعة.
شهد بدراً وأحداً والمشاهد كلها. وكانت داره على الصفا، وهي الدار التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يجلس فيها في الإسلام، حتى تكاملوا أربعين رجلاً مسلمين، وكان آخرهم إسلاماً عمر، فلما تكاملوا أربعين رجلاً خرجوا.
توفي في خلافة معاوية، سنة خمس وخمسين، وصلى عليه سعد بوصية بذلك.
(3)
إسناده ضعيف جداً، لضعف هشام بن زياد: وهو ابن أبي يزيد القرشي، وعثمان بن الأرقم روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات".
وأخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(1009)، وابن الأثير في "أسد الغابة" 1/ 74 - 75 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(908)، والحاكم 3/ 504 من طريق عباد ابن عباد المهلبي، به، وسكت عنه الحاكم، وقال الذهبي: هشام واهٍ.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/ 178، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير"، وفيه: هشام بن زياد، وقد أجمعوا على ضعفه. =
حَدِيثُ ابْنِ عَابِسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
15448 -
حَدَّثَنَا هَاشِمُ (1) بْنُ قَاسِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ - يَعْنِي شَيْبَانَ -، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، أَنَّ ابْنَ عَابِسٍ الْجُهَنِيَّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَا ابْنَ عَابِسٍ، أَلَا أُخْبِرُكَ بِأَفْضَلِ مَا تَعَوَّذَ َمِنْهُ الْمُتَعَوِّذُونَ؟ " قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} وَ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} "(2).
= وأخرجه الطبراني في "الكبير"(8399) من طريق هشام بن زياد، عن عمار ابن سعد، عن عثمان بن الأزرق، عن النبي صلى الله عليه وسلم، مرفوعاً، فجعله من حديث عثمان بن الأزرق، وإنما هو تحريف عن عثمان بن أرقم، صحف بعض رواته في اسم أبيه وأسقط منه (يعني أسقط من السند الأرقم بن أبي الأرقم)، والصواب إسناد أحمد، والحديث للأرقم بن أبي الأرقم لا لابنه عثمان، نَبَّه على ذلك الحافظ في "الإصابة" 7/ 8.
قال السندي: قوله: كالجارِّ: من الجرِّ.
قوله: "قُصْبه" بضمٍ فسكون: المِعَى، واحد الأمعاء، ولعل التشبيه لتقبيح حاله، والله تعالى أعلم.
(1)
في النسخ الخطية و (م): هشيم، وهو تحريف، والمثبت من "أطراف المسند" 8/ 243، وهو الصواب.
(2)
إسناده ضعيف لانقطاعه، محمد بن إبراهيم -وهو ابن الحارث التيمي- لم يدرك ابن عابس -وهو عقبة بن عامر نفسه كما سيرد في مسنده في الرواية الآتية 4/ 144، فقد ذكر عبد الله بن أحمد أن عقبة بن عامر هو ابن عابس الجُهَني -بينهما أبو عبد الرحمن الشامي: وهو القاسم بن عبد الرحمن كما في =
حَدِيثُ أَبِي عَمْرَةَ الْأَنْصَارِيِّ
(1)(2)
15449 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ - يَعْنِي ابْنَ مُبَارَكٍ -، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْمُطَّلِبُ بْنُ حَنْطَبٍ الْمَخْزُومِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي عَمْرَةَ الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي غَزَاةٍ، فَأَصَابَ النَّاسَ مَخْمَصَةٌ، فَاسْتَأْذَنَ النَّاسُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي نَحْرِ بَعْضِ ظُهُورِهِمْ، وَقَالُوا: يُبَلِّغُنَا اللهُ بِهِ. فَلَمَّا رَأَى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ هَمَّ أَنْ يَأْذَنَ لَهُمْ فِي نَحْرِ بَعْضِ ظَهْرِهِمْ (3)،
= إسناد ابن عابس الآتي 4/ 144، فإن ثبت سماع أبي عبد الرحمن الشامي من عقبة بن عامر، فالحديث صحيح، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، شيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي، ويحيى بن أبي كثير: هو الطائي.
وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" ص 145 من طريق هاشم بن القاسم، به.
وأخرجه الطبراني في"الكبير" 17/ (943) من طريق الأوزاعي، والبيهقي في "الشعب"(2574) من طريق علي بن المبارك، كلاهما عن يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن إبراهيم، عن عقبة بن عامر، به.
وسيأتي في مسند عقبة بن عامر في الرواية الآتية 4/ 144.
قال السندي: قوله: "بأفضل ما تعوذ منه"، أي: به.
(1)
في (م): رضي الله تعالى عنه.
(2)
قال السندي: أبو عمرة الأنصاري، قيل: اسمه بشر، وقيل: بشير، وقيل: غير ذلك، واسم ولده عبد الرحمن.
(3)
في (ق): ظهورهم.
قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ بِنَا إِذَا نَحْنُ لَقِينَا الْقَوْمَ غَدًا جِيَاعًا رِجَالًا (1)، وَلَكِنْ إِنْ رَأَيْتَ يَا رَسُولَ اللهِ أَنْ تَدْعُوَ لَنَا بِبَقَايَا أَزْوَادِهِمْ، فَتَجْمَعَهَا، ثُمَّ تَدْعُوَ اللهَ فِيهَا بِالْبَرَكَةِ، فَإِنَّ اللهَ تبارك وتعالى سَيُبَلِّغُنَا بِدَعْوَتِكَ - أَوْ قَالَ سَيُبَارِكُ لَنَا فِي دَعْوَتِكَ - فَدَعَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِبَقَايَا أَزْوَادِهِمْ، فَجَعَلَ النَّاسُ يُجِيؤُونَ بِالْحَثْيَةِ مِنَ الطَّعَامِ وَفَوْقَ ذَلِكَ، وَكَانَ أَعْلَاهُمْ مَنْ جَاءَ بِصَاعٍ مِنْ تَمْرٍ، فَجَمَعَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَامَ فَدَعَا مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَدْعُوَ، ثُمَّ دَعَا الْجَيْشَ بِأَوْعِيَتِهِمْ، فَأَمَرَهُمْ أَنْ يَحْتَثُوا، فَمَا بَقِيَ فِي الْجَيْشِ وِعَاءٌ إِلَّا مَلَؤُوهُ، وَبَقِيَ مِثْلُهُ، فَضَحِكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ، فَقَالَ:" أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَشْهَدُ أَنِّي (2) رَسُولُ اللهِ، لَا يَلْقَى اللهَ عَبْدٌ مُؤْمِنٌ بِهَا إِلَّا حُجِبَتْ عَنْهُ النَّارُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "(3).
(1) في (م): أرجالاً، وهو تحريف، ورجالاً جمع راجل.
(2)
في (م) و (س): وأني، والمثبت من (ظ 12) و (ص) و (ق)، وهامش (س).
(3)
إسناده قوي المطلب بن حنطب: هو المطلب بن عبد الله بن المطلب بن حنطب المخزومي، روى له أصحاب السنن، وقد وثقه أبو زرعة الرازي ويعقوب بن سفيان والدارقطني وقد صرح بسماعه من عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن إسحاق: وهو المروزي، فمن رجال الترمذي، وصحابيّه لم يخرج له سوى النسائي.
وهو عند ابن المبارك في "الزهد"(917)، ومن طريقه النسائي في "الكبرى"(8793) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(1140) -. =
حَدِيثُ عُمَيْرِ بْنِ سَلَمَةَ الضَّمْرِيِّ
(1)
15450 -
حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
= وأخرجه الطبراني في "الكبير"(575)، وفي "الأوسط"(63)، والحاكم 2/ 618 - 619، والبيهقي في "الدلائل" 6/ 121 من طرق عن الأوزاعي، به، وصححه ابن حبان (221) والحاكم، ووافقه الذهبي.
وأخرجه الدولابي في "الكنى" 1/ 45 - 46، والطبراني في "الكبير"(575)، وفي "الأوسط"(63) من طريق الزهري، عن المطلب بن عبد الله بن حنطب، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/ 19 - 20، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، ورجاله ثقات، قلنا: وهذا الحديث ليس على شرطه لأنَّ النَّسائي أخرجه كما سلف.
قلنا: والحديث رواه مسلم (27)(44) من حديث أبي هريرة بهذه القصة، لكن لفظ المرفوع منه:"لا يلقى الله بهما عبد، غير شاكٍّ فيهما، إلا دخل الجنة". وبنحوه سلف في مسند أبي سعيد الخدري برقم (11080).
قال السندي: قوله: في نحر بعض ظهورهم: فيه أنه لا ينبغي للعسكر التصرف في أموالهم المتعلقة بأمر الحرب إلا بإذن الإمام.
وقوله: يُبَلِّغنا: من التبليغ، أي: إلى آخر آجالنا، أي: يُحيينا.
قوله: تدعو لنا ببقايا أزوادهم، أي: يطلب منهم إحضارها لأجلنا.
قوله: ثم قام فدعا: وهكذا جاء القيام في حديث سلمة كما رواه البخاري في كتاب الشركة (2484)، وفيه دليل على القيام للدعاء عند الشدة والاهتمام بقضاء الحاجة، كما هو عادة أهل المدينة عند الدعاء للسلطان.
قوله: "فقال: أشهد
…
الخ": تنبيهاً على أنه معجزة.
وقوله صلى الله عليه وسلم: "إلا حجبته عن النار يومَ القِيامة" مُقَيَّدٌ بما إذا لم يستوجِبْ مِن أجله دخولَ النارِ، ولم يتفضلِ المولى جل وعلا عليه بعفوه.
(1)
في (م): رضي الله تعالى عنه.
إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عِيسَى بْنُ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ سَلَمَةَ الضَّمْرِيِّ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّ بِالْعَرْجِ، فَإِذَا هُوَ بِحِمَارٍ عَقِيرٍ، فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ جَاءَ رَجُلٌ مِنْ بَهْزٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذِهِ رَمْيَتِي، فَشَأْنُكُمْ بِهَا. فَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَبَا بَكْرٍ، فَقَسَمَهُ بَيْنَ الرِّفَاقِ، ثُمَّ سَارَ حَتَّى أَتَى عَقَبَةَ أُثَايَةَ، فَإِذَا هُوَ بِظَبْيٍ فِيهِ سَهْمٌ، وَهُوَ حَاقِفٌ فِي ظِلِّ صَخْرَةٍ، فَأَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِهِ، فَقَالَ:" قِفْ هَاهُنَا حَتَّى يَمُرَّ الرِّفَاقُ، لَا يَرْمِيهِ أَحَدٌ بِشَيْءٍ "(1).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين غير أن صحابيه لم يرو له غير النسائي. هُشَيم: هو ابن بشير، ويحيى بن سعيد: هو الأنصاري، ومحمد بن إبراهيم. هو ابن الحارث التيمي.
وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 23/ 342 من طريق يزيد بن هارون وحماد بن زيد، كلاهما عن يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(972)، والنسائي في "المجتبى" 7/ 205، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 172، وابن حبان (5112)، والحاكم 3/ 623 - 624 من طريق يزيد بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، به، وسكت عنه الحاكم، وقال الذهبي: سنده صحيح.
وسيأتي برقم (15744).
قال السندي: قوله: مر بالعَرْج، بفتح فسكون: جبل بطريق مكة، وهو أول تهامة. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= قوله: "بحمار"، أي: وحشي.
قوله: "عقير"، أي: معقور.
قوله: "رميتي"، بفتح فتشديد ياء، أي: صيدي.
قوله: فشأنكم، بالنصب، أي: فافعلوا شأنكم، أو بالرفع، أي: فلكم شأنكم، والمراد: إباحتها لهم، وكان حلالاً، ولم يكن صاد لهم.
قوله: أُثاية، بضم الهمزة: موضع بين الحرمين.
قوله: "حاقف"، أي: نائم، قد انحنى في نومه.
قوله: "لا يرميه أحد": لأنهم كانوا محرمين، ولأنه سبق إليه صاحب السهم، فهو له، والله تعالى أعلم.
حَدِيثُ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ الْجُمَحِيِّ
(1)(2)
15451 -
حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَلْجٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ الْجُمَحِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " فَصْلٌ بَيْنَ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ الدُّفُّ وَالصَّوْتُ فِي النِّكَاحِ "(3).
(1) في (م): رضي الله تعالى عنه.
(2)
قال السندي. محمد بن حاطب، قرشي، جمحي، يقال: ولد بأرض الحبشة، وهاجر أبواه، ومات أبوه بها. فقدمت به أمه المدينة.
وجاء أنه أول من سمي محمداً في الإسلام.
قيل: مات سنة أربع وسبعين، أو غير ذلك.
(3)
إسناده حسن، أبو بلْج: هو الفزاري، وقد اختلف في اسمه، يقال: يحيى بن سُلَيم بن بلج، ويقال: يحيى بن أبي سُلَيم، ويقال: يحيى بن أبي الأسود، وثقه ابن معين وابن سعد والنسائي والدارقطني، وقال أبو حاتم: صالح الحديث لا بأس به، وقال البخاري: فيه نظر، وقال الجوزجاني: غير ثقة، وقال ابن حجر في "التقريب": صدوق، ربما أخطأ. هشيم: هو ابن بشير.
وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه"(629)، والترمذي (1088)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 127، وابن ماجه (1896)، والبيهقي في "السنن" 7/ 289 و 290، والبغوي في "شرح السنة"(2266) من طريق هشيم، بهذا الإسناد، وقال الترمذي: حديث محمد بن حاطب حديث حسن.
وسيأتي 4/ 259.
قال السندي: قوله: "فصل": بالتنوين، خبر لقوله: الدف، ويحتمل أن يترك بالتنوين بإضافته إلى بين، مثل:{هذا فراقُ بيني وبينك} [الكهف: 78] واللفط المشهور: فصل ما بين الحلال والحرام. =
15452 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ حَاطِبٍ: انْصَبَّتْ عَلَى يَدِي مِنْ قِدْرٍ، فَذَهَبَتْ بِي أُمِّي إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ فِي مَكَانٍ، قَالَ: فَقَالَ كَلَامًا فِيهِ: " أَذْهِبِ الْبَاسَ رَبَّ النَّاسْ " وَأَحْسِبُهُ قَالَ: " اشْفِ أَنْتَ الشَّافِي " قَالَ: وَكَانَ يَتْفُِلُ (1).
= قوله: "الدف"، بضم الدال وفتحها: معروف، والمراد إعلان النكاح بالدف، ذكره في "النهاية".
وقوله: "والصوت". قال البيهقي في "سننه": ذهب بعض الناس إلى أن المراد السماع، وهو خطأ، وإنما معناه عندنا إعلان النكاح واضطراب الصوت به، والذكر في الناس. قلت (يعني السندي): يمكن أن يكون مراده أن الاستدلال به على السماع خطأ، وهذا ظاهر، لأن الاحتمال يفسد الاستدلال، لكن قد يقال: ضم الصوت إلى الدف شاهد صدق على أن المراد هو السماع، إذ ليس المتبادر عند الضم غيره كتبادره، فصح الاستدلال، إذ ظهور الاحتمال يكفي في الاستدلال، والله تعالى أعلم بالصواب.
(1)
مرفوعه صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل سماك، وهو ابن حرب، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن صحابيه لم يرو له إلا أصحاب السنن عدا أبي داود. يحيى بن سعيد: هو القطان.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (536) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1194)، والنسائي في "الكبرى"(10863) - وهو في "عمل اليوم والليلة"(1024)، وابن حبان (2976)، والطبراني في "الكبير" 19/ (536) من طرق عن شعبة، به.
وقوله: "أذهب الباس ربَّ الناس .. " حديث صحيح سلف في مسند عبد الله ابن مسعود برقم (3615)، وذكرنا هناك شواهده. =
15453 -
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ، وَيُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ - قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْعَبَّاسِ فِي حَدِيثِهِ: ابْنُ (1) إِبْرَاهِيمَ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ - قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ، عَنْ أُمِّهِ أُمِّ جَمِيلٍ بِنْتِ الْمُجَلِّلِ، قَالَتْ: أَقْبَلْتُ بِكَ مِنْ أَرْضِ الْحَبَشَةِ، حَتَّى إِذَا كُنْتُ مِنَ الْمَدِينَةِ عَلَى لَيْلَةٍ أَوْ لَيْلَتَيْنِ طَبَخْتُ لَكَ طَبِيخًا، فَفَنِيَ الْحَطَبُ، فَخَرَجْتُ أَطْلُبُهُ، فَتَنَاوَلْتَ الْقِدْرَ فَانْكَفَأَتْ (2) عَلَى ذِرَاعِكَ، فَأَتَيْتُ بِكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاطِبٍ فَتَفَلَ فِي فِيكَ، وَمَسَحَ عَلَى رَأْسِكَ، وَدَعَا لَكَ، وَجَعَلَ يَتْفُلُ عَلَى يَدَيْكَ. وَيَقُولُ:" أَذْهِبِ الْبَأْسَ رَبَّ النَّاسْ، وَاشْفِ أَنْتَ الشَّافِي، لَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا "، فَقَالَتْ: فَمَا قُمْتُ بِكَ مِنْ عِنْدِهِ حَتَّى بَرَأَتْ يَدُكَ (3).
= وسيأتي 4/ 259، من رواية محمد بن جعفر، عن شعبة، وفيه: فانطلق بي أبي، وهو وَهَم، تفرد به محمد بن جعفر، عن شعبة.
(1)
لفظ "ابن" ساقط من (م)، وهو مثبت من (ظ 12) و (ص) وكتب في (س): صح.
(2)
في (ق): فانكفت، وهي نسخة في (س).
(3)
مرفوعه صحيح، وهذا إسناد ضعيف، عبد الرحمن بن عثمان بن إبراهيم بن محمد بن حاطب، من رجال"التعجيل"، قال أبو حاتم: ضعيف الحديث، يهولني كثرة ما يسند، وروى عن أبيه أحاديث منكرة، وأبوه عثمان من رجال"التعجيل" كذلك، وقال أبو حاتم: شيخ يكتب حديثه، وروى عنه ابنه أحاديث منكرة، وبقية رجاله ثقات. إبراهيم بن أبي العباس، ويقال: ابن العباس السامِرِي، ويونس بن محمد: هو أبو محمد المؤدب. =
15454 -
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ، قَالَ: دَبَبْتُ إِلَى قِدْرٍ وَهِيَ تَغْلِي، فَأَدْخَلْتُ يَدِي فِيهَا، فَاحْتَرَقَتْ، أَوْ قَالَ: فَوَرِمَتْ يَدِي، فَذَهَبَتْ بِي أُمِّي إِلَى رَجُلٍ كَانَ بِالْبَطْحَاءِ، فَقَالَ شَيْئًا، وَنَفَثَ، فَلَمَّا كَانَ فِي إِمْرَةِ عُثْمَانَ، قُلْتُ لِأُمِّي: مَنْ كَانَ ذَلِكَ الرَّجُلُ؟ قَالَتْ: رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم (1).
= وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 17، وابن حبان (2977)، والطبراني في "الكبير" 24/ (902)، والحاكم 4/ 62 - 63، والبيهقي في "الدلائل" 6/ 174 - 175 من طرق عن عبد الرحمن بن عثمان، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/ 112 - 113، وقال: رواه أحمد والطبراني، وفيه عبد الرحمن بن عثمان الحاطبي، ضعفه أبو حاتم.
وسيكرر 6/ 437 - 438.
وقد سلف نحوه برقم (15452).
(1)
إسناده ضعيف لضعف شريك: وهو ابن عبد الله النخعي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 43، والطبراني في "الكبير" 19/ (538) من طريقين عن شريك، به.
وسيكرر 4/ 259. وانظر (15452).
وقوله: "دببتُ"، أي: مشيتُ على هينتي، ولم أسرع.
قال السندي: قوله: إلى رجل كان بالبطحاء: ظاهره أنه كان صلى الله عليه وسلم حينئذ بمكة، وقد سبق ما يدل على أنه كان بالمدينة.
حَدِيثُ ابْنِ أَبِي يزِيْدَ
(1)
15455 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ قَالَ: حَدَّثَنِي حَكِيمُ بْنُ أَبِي يَزِيدٍ (2)، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " دَعُوا النَّاسَ يُصِيبُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ، فَإِذَا اسْتَنْصَحَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيَنْصَحْهُ "(3).
(1) في (س) و (ق) و (م): زيد وفي (م): رضي الله تعالى عنه.
(2)
في (ق) و (م): زيد.
(3)
حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة حال حكيم بن أبي يزيد، فقد انفرد بالرواية عنه عطاء بن السائب، ولم يُؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وعطاء بن السائب اختلط، وسماع عبد الوارث بن سعيد العنبري والد عبد الصمد من بعد اختلاطه، وقد اختلف فيه على عطاء كما سيأتي في التخريج.
وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(438)، والطبراني في "الكبير" 22/ (889) من طريق إسماعيل ابن عُلَيَّة، والطبراني في "الكبير" 22/ (890) من طريق همام بن يحيى، و 22/ (891) من طريق منصور بن أبي الأسود، و 22/ (892) من طريق روح بن القاسم و 22/ (888) من طريق حماد بن سلمة، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 11 من طريق وهيب بن خالد، ستتهم عن عطاء بن السائب، عن حكيم بن أبي يزيد، عن أبيه مرفوعاً. دون ذكر جد حكيم كما في إسنادنا، وكلهم سمع من عطاء بن السائب بعد الاختلاط إلا حماد بن سلمة فقد اختلفوا فيه، ورجح غير واحد ومنهم الإمام الطحاوي سماعه منه قبل الاختلاط وزاد منصور بن أبي الأسود:"ولا يبيع حاضر لباد".
وأخرجه الطيالسي (1312) -ومن طريقه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2545) - عن همام بن يحيى، عن عطاء بن السائب، عن حكيم بن =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= يزيد، عن أبيه، مرفوعاً، فسماه: حكيم بن يزيد.
وقد تحرف في مطبوع "الآحاد والمثاني" أبو داود إلى داود، ولم يتنبه إلى ذلك محقق الكتاب، فلم يخرجه عن الطيالسي!
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (887) من طريق حماد بن زيد، عن عطاء بن السائب، عن حكيم بن أبي زيد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر الحديث، وهو مرسل.
وسيأتي 4/ 259 عن عفان، عن أبي عوانة، عن عطاء بن السائب، عن حكيم بن أبي يزيد، عن أبيه، عمن سمع النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر الحديث.
وقد نبه على اضطرابه الحافظ ابن حجر في "الإصابة" في ترجمة أبي يزيد والد حكيم، وقال: الاضطراب فيه من عطاء بن السائب، فإنه كان اختلط.
وقوله صلى الله عليه وسلم: "إذا استنصح أحدكم أخاه، فلينصحه".
علقه البخاري في "صحيحه" بصيغة الجزم في كتاب البيوع، باب: هل يبيع حاضر لباد.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/ 83، وقال: رواه أحمد، وفيه عطاء ابن السائب، وقد اختلط.
وله شاهد من حديث أبي هريرة عند مسلم (2162)(5)، ولفظه: "حق المسلم على المسلم ست
…
وإذا استنصحك فانصح له .. "، وقد سلف برقم (8845).
وقوله صلى الله عليه وسلم "دعوا الناس يصيب بعضهم من بعض" له شاهد من حديث جابر عند مسلم (1522) ولفظه: "دعوا الناس يرزق بعضهم من بعض"، وقد سلف برقم (14291).
حَدِيثُ كَرْدَمِ بْنِ سُفْيَانَ
(1)(2)
15456 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنِي أَبُو الْحُوَيْرِثِ حَفْصٌ، مِنْ وَلَدِ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْلَى بْنِ كَعْبٍ، عَنْ مَيْمُونَةَ بِنْتِ كَرْدَمٍ، عَنْ أَبِيهَا كَرْدَمِ بْنِ سُفْيَانَ أَنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ نَذْرٍ نُذِرَهُ (3) فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" أَلِوَثَنٍ أَوْ لِنُصُبٍ؟ " قَالَ: لَا، وَلَكِنْ لِلَّهِ تبارك وتعالى، قَالَ:" فَأَوْفِ لِلَّهِ تبارك وتعالى مَا جَعَلْتَ لَهُ؛ انْحَرْ (4) عَلَى بُوَانَةَ، وَأَوْفِ بِنَذْرِكَ "(5).
(1) في (م): رضي الله تعالى عنه.
(2)
قال السندي: كردم بن سفيان، ويقال: كردمة، ثقفي له صحبة، عداده في أهل مكة.
(3)
في (م): نذر، وهو تصحيف.
(4)
في (ق): فانحر.
(5)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، أبو الحويرث حفص، من رجال "التعجيل" انفرد بالرواية عنه عبد الصمد بن عبد الوارث، ولم يؤثر توثيقه عن أحد، لكنه قد توبع، وعبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى بن كعب: وهو الطَّائفي، مختلف فيه. قيل: لم يسمع من ميمونة، بينهما يزيد بن مقسم الثقفي، كما سيرد 3/ 366.
وأخرجه بنحوه ابن ماجه (2131)، والطبراني في "الكبير" 25/ (74) من طريق ابن أبي شيبة، عن مروان بن معاوية الفزاري، عن عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي، عن ميمونة بنت كردم اليسارية أن أباها لقي النبي صلى الله عليه وسلم وهي رديفة له، فقال: إني نذرت أن أنحر ببوانة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هل بها وثن؟ " قال: =
حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيِّ
(1)
15457 -
حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ فَضَاءٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: نَهَى نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ تُكْسَرَ سِكَّةُ الْمُسْلِمِينَ الْجَائِزَةُ بَيْنَهُمْ إِلَّا مِنْ بَأْسٍ (2).
= لا، قال:"أوف بنذرك".
وأصل الحديث في "الصحيحين" وغيرهما من حديث عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه أنه قال: يا رسول الله، نَذَرْتُ في الجاهلية أن أعتكف ليلةً في المسجد؟ قال:"وَفِّ بنذرك"، وقد سلف برقم (4705).
وسيأتي برقم (16607) و 6/ 366.
قال السندي: قوله: "ألوثن"، أي: أنذرت لوثن، أي: صنم. "أو لنصب"، بضمتين، أو سكون الثاني: حجر كانوا ينصبونه في الجاهلية، ويذبحون عليه، ويتخذونه صنماً يعبدونه.
قوله: "فأوف": ظاهره أن الكافر إذا نذر لله ينعقد موقوفاً على إسلامه، فإن أسلم يلزمه الوفاء به، ولا مانع من القول به، وإن كان المشهور بين الفقهاء خلافه.
قوله: "على بُوَانة" بضم الموحدة وتخفيف الواو: اسم موضع بأسفل مكة، أو وراء ينبع، وفيه: أن من نذر أن يضحي في مكان لزمه الوفاء به، والله تعالى أعلم.
(1)
في (م): رضي الله تعالى عنه.
(2)
إسناده تالف، محمد بن فضاء: هو الأزدي البصري الجهضمي، ضعفه ابن معين، والنسائي، وقال العقيلي: لا يتابع على حديثه، وقال ابن حبان في "المجروحين" 2/ 274: كان قليلَ الحديث منكر الرواية، حدث بدون عشرة =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= أحاديث كلُّها مناكير، ثم يُتابع على شيء منها، فبطل الاحتجاجُ به، وكان يبيع الخمر، وكان سليمان بن حرب شديد الحمل عليه. وأبوه هو فضاء بن خالد الجهضمي، تفرد بالرواية عنه ابنه محمد، وقال الذهبي في "الميزان": فيه جهالة، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول، وبقية رجاله ثقات. معتمر بن سليمان: هو ابن طَرْخان التيمي، وعلقمة بن عبد الله: هو ابن سِنَان المُزَنِي.
وأخرجه أبو داود (3449) عن الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 7/ 215، وابن ماجه (2263)، وابن عدي في "الكامل" 6/ 2178، 2179، والحاكم 2/ 31، والبيهقي في "الشعب"(1600)، والخطيب في "تاريخه" 6/ 346 من طريق معتمر بن سليمان، به. وسكت عنه الحاكم والذهبي.
وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" 4/ 125، وابن عدي في "الكامل" 6/ 2179، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 208 - 209 من طرق عن محمد ابن فضاء، به.
وأخرجه الحاكم 2/ 31 من طريق محمد بن عبد الله الأنصاري، عن محمد ابن فضاء، عن أبيه، عن علقمة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، مرسلاً.
وقال البخاري: سمعت سليمان بن حرب يقول: وإنما ضَرَبَ السِّكَّةَ الحَجَّاج، ولم تكن في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال السندي: قوله: "أن تكسر سكة المسلمين": قيل: أراد الدراهم والدنانير المضروبة، يسمَّى كل واحد منهما سكة، لأنه طبع بسكة الحديد، أي: لا تكسر إلا مِنْ مُقْتَضٍ كرداءتها، أو شك في صحة نقدها، وإنما كره ذلك لما فيهما من اسم الله تعالى، أو لأن فيه إضاعةَ المال، وقيل: إنما نهي عن أن تعاد تِبْراً، وأما للمنفعة فلا، وقيل: كان بعضهم يقصُّ أطرافها حين كانت المعاملة بها عدداً لا وزناً، فَنُهُوا عن ذلك.
حَدِيثُ أَبِي سَلِيطٍ الْبَدْرِيِّ
(1)(2)
15458 -
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: فَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ ضَمْرَةَ الْفَزَارِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سَلِيطٍ، عَنْ أَبِيهِ أَبِي سَلِيطٍ قَالَ: أَتَانَا نَهْيُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ أَكْلِ لُحُومِ الْحُمُرِ الْأُنْسِيَّةِ، وَالْقُدُورُ تَفُورُ بِهَا فَكَفَأْنَاهَا عَلَى وُجُوهِهَا (3).
(1) في (م): رضي الله تعالى عنه.
(2)
قال السندي: أبو سليط البدري، أنصاري، يقال: اسمه أسير، وقيل غير ذلك، مشهور بكنيته.
(3)
حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، عبد اللّه بن عمرو بن ضمرة الفزاري -ويقال: عبيد الله كما سيرد في الرواية الآتية- من رجال"التعجيل"، انفرد بالرواية عنه محمد بن إسحاق، وقال الحسيني في "الإكمال" ص 244: مجهول، ترجم له البخاري في "التاريخ الكبير" 5/ 153 وسماه: عبد الله بن عمرو بن ضميرة -بالتصغير- ويقال: عبد الله بن ضميرة، فنسبه إلى جده، وهو ما ذكره ابن حبان في "الثقات"، ولم يؤثر توثيقه عن غيره، وعبد الله بن أبي سليط من رجال "التعجيل" كذلك، انفرد بالرواية عنه عبد الله بن عمرو بن ضمرة الفزاري، ولم يؤثر توثيقة عن غير ابن حبان، وقد ذكره كذلك في الصَّحابة، وقال: له صحبة فيما يزعمون. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزهري.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(578) من طريق هارون بن أبي عيسى، عن ابن إسحاق، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/ 49، وقال: رواه أحمد وفيه عبد الله بن عمرو بن ضميرة، ذكره ابن أبي حاتم، ولم يوثقه ولم يجرحه.
ونهيه صلى الله عليه وسلم عن لحوم الحمر الأهلية سلف من حديث عبد الله بن عمر بن =
* 15459 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ - قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَسَمِعْتُ أَنَا مِنْ ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ - قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ (1) بْنِ عَمْرِو بْنِ ضَمُرَةَ الْفَزَارِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سَلِيطٍ، عَنْ أَبِيهِ أَبِي سَلِيطٍ - وَكَانَ بَدْرِيًّا - قَالَ: أَتَانَا نَهْيُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ وَنَحْنُ بِخَيْبَرَ، فَكَفَأْنَاهَا وَإِنَّا لَجِيَاعٌ (2).
= الخطاب برقم (4720) بإسناد صحيح، وقد ذكرنا هناك أحاديث الباب، وانظر لزاماً حديث سلمة بن الأكوع الذي سيرد 4/ 48.
قال السندي: قوله: الأنسية، بكسر أو بضم فسكون، أو بفتحتين، وعلى الأول: نسبة إلى الإنس، خلاف الجن. وعلى الثاني والثالث إلى الأُنس خلاف الوحش، والمراد: الأهلية.
قوله: فكفأناها -بالهمز-: أي قلبناها.
(1)
في (ق): عبد الله، وهي نسخة في (س)، وقد وضع فوقها في (س) علامة الصحة، وانظر الاختلاف في اسمه في الإسناد الذي قبله.
(2)
إسناده ضعيف كسابقه.
وهو عند ابن أبي شيبة في "المصنف" 8/ 260، ومن طريقه أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1968)، والدولابي في "الكنى" 1/ 36، والطبراني في "الكبير"(580) وانظر ما قبله.
حَدِيثُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَنْبَشٍ
(1)
15460 -
حَدَّثَنَا سَيَّارُ بْنُ حَاتِمٍ أَبُو سَلَمَةَ الْعَنَزِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ - يَعْنِي ابْنَ سُلَيْمَانَ -، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو التَّيَّاحِ، قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَنْبَشٍ التَّمِيمِيِّ - وَكَانَ كَبِيرًا -: أَدْرَكْتَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: قُلْتُ: كَيْفَ صَنَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةَ كَادَتْهُ الشَّيَاطِينُ؟ فَقَالَ: إِنَّ الشَّيَاطِينَ تَحَدَّرَتْ تِلْكَ اللَّيْلَةَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْأَوْدِيَةِ وَالشِّعَابِ، وَفِيهِمْ شَيْطَانٌ بِيَدِهِ شُعْلَةُ نَارٍ يُرِيدُ أَنْ يُحْرِقَ بِهَا وَجْهَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَهَبَطَ إِلَيْهِ جِبْرِيلُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، قُلْ. قَالَ:" مَا أَقُولُ؟ " قَالَ: " قُلْ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّةِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ، وَذَرَأَ وَبَرَأَ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَعْرُجُ فِيهَا، وَمِنْ شَرِّ فِتَنِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ طَارِقٍ إِلَّا طَارِقًا يَطْرُقُ بِخَيْرٍ، يَا رَحْمَنُ ". قَالَ: فَطَفِئَتْ نَارُهُمْ، وَهَزَمَهُمُ اللهُ تبارك وتعالى (2).
(1) في (م): رضي الله تعالى عنه.
(2)
إسناده ضعيف، فقد قال البخاري فيما نقله عنه الحافظ في "الإصابة" 6/ 275: في إسناده نظر، قلنا: وقد تفرد به جعفر بن سليمان: وهو الضُّبعي، وهو ممن لا يحتمل تفرده، وهو وإن احتج به مسلم، فقد قال البخاري: يُخالف في بعض حديثه، وقال الذهبي في "الميزان": ينفرد بأحاديث عُدَّت مما يُنكر، وقال الجوزجاني: روى أحاديث منكرة. وسيار بن حاتم، قال أبو أحمد الحاكم: في حديثه بعض المناكير، وقال العقيلي: أحاديثه مناكير، ضعفه ابن =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= المديني، وقال الأزدي: عنده مناكير، وقال أبو داود عن القواريري: لم يكن له عقل، قلت: أيتهم بالكذب؟ قال: لا، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: كان جماعاً للرقائق. قلنا: وقد انفرد سيار عن جعفر بن سليمان في قوله عن أبي التياح: قلت لعبد الرحمن بن خَنْبَش، وهذا من أوهامه، فقد رواه عفان ومن تابعه كما سيأتي برقم (15461) عن جعفر بن سليمان، عن أبي التياح، قال: سأل رجل عبد الرحمن بن خنبش.
وأعله ابن منده فيما ذكره الحافظ في "الإصابة" بالإرسال، وتأوله الحافظ بقوله: ولعل ابن منده أراد أنه لم يصرح بسماعه لذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وله شاهد لا يفرح به من حديث عبد الله بن مسعود أخرجه الطبراني في "الأوسط"(43)، ومن طريقه أبو نعيم في "الدلائل"(138) عن أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة، قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي، قال: زعم إبراهيم بن طريف عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري، عن ابن مسعود، قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة صُرِفَ إليه النفر من الجن .. فذكر نحوه.
قلنا: وهذا منكر، فقد ورد بإسنادٍ صحيح من حديث عبد الله بن مسعود برقم (4149) أنه لم يكن مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الجن أحد من الصحابة. وأحمد ابن محمد بن يحيى بن حمزة، قال الذهبي في "الميزان": له مناكير.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/ 950 - 951 عن يحيى بن سعيد الأنصاري أنه قال: أُسْرِيَ برسول الله صلى الله عليه وسلم، فرأى عفريتاً من الجن يطلبه بشعلة من نار
…
فذكر الحديث بنحوه، وهو معضل.
وانظر ما بعده.
قال السندي: قوله: كادته الجن، أي: احتالوا لإيذائه.
قوله: تحدرت، أي: نزلت.
قوله: "كل طارق"، أي: جاء بليل، ويقال لكل آتٍ بالليل طارق، قيل: أصله من الطرق وهو الدق، والآتي بالليل يحتاج إلى دق الباب. وقيل: =
15461 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو التَّيَّاحِ، قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ خَنْبَشٍ (1): كَيْفَ صَنَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ كَادَتْهُ الشَّيَاطِينُ؟ قَالَ: جَاءَتِ الشَّيَاطِينُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْأَوْدِيَةِ، وَتَحَدَّرَتْ عَلَيْهِ مِنَ الْجِبَالِ، وَفِيهِمْ شَيْطَانٌ مَعَهُ شُعْلَةٌ مِنْ (2) نَارٍ، يُرِيدُ أَنْ يُحْرِقَ بِهَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَرَعَبَ (3) - قَالَ جَعْفَرٌ: أَحْسَبُهُ قَالَ: جَعَلَ يَتَأَخَّرُ - قَالَ: وَجَاءَ جِبْرِيلُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، قُلْ. قَالَ:" مَا أَقُولُ؟ " قَالَ: " قُلْ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ الَّتِي لَا يُجَاوِزُهُنَّ بَرٌّ وَلَا فَاجِرٌ، مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ وَذَرَأَ وَبَرَأَ (4)، وَمِنْ شَرِّ مَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَعْرُجُ فِيهَا، وَمِنْ شَرِّ مَا ذَرَأَ فِي الْأَرْضِ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَخْرُجُ مِنْهَا، وَمِنْ شَرِّ فِتَنِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ طَارِقٍ إِلَّا طَارِقًا يَطْرُقُ بِخَيْرٍ، يَا رَحْمَنُ " فَطَفِئَتْ نَارُ
= طوارق الليل ما ينوب من النوائب في الليل.
قوله: فطفئت، من طَفِئَ -بالهمز- كسمع، على بناء الفاعل.
(1)
في النسخ الخطية: عبد الرحمن بن أبي خَنْبَش، بزيادة: أبي، ولم يذكر ذلك أحد في ترجمته، وقد سلف في الإسناد السابق أنه عبد الرحمن بن خنبش، وهو المثبت في "أطراف المسند" 4/ 258، وفي (م).
(2)
لفظ "من" ليس في (ظ 12) و (ص)، وأشير إليه في (س) أنه نسخة.
(3)
في (ظ 12) و (ص): رعب.
(4)
في (ظ 12) و (ص): برأ وذرأ.
الشَّيَاطِينِ، وَهَزَمَهُمُ اللهُ عز وجل (1).
(1) إسناده ضعيف كسابقه.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 61 - 62 و 10/ 364 - 365 عن عفان بن مسلم الصفار، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو يعلى (6844)، والعقيلي فيما ذكره ابن عبد البر في "التمهيد" 24/ 113، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(637)، وأبو نعيم في "الدلائل"(137) من طريق عبيد الله بن عمر القواريري، والبيهقي في "الدلائل" 7/ 95 من طريق علي بن عبد الله، وفي "الأسماء والصفات" ص 25 من طريق يحيى بن يحيى النيسابوري، وابن عبد البر في "التمهيد" 24/ 114 من طريق إبراهيم بن مرزوق، أربعتهم عن جعفر بن سليمان، به.
وانظر ما قبله.
حَدِيثُ ابْنِ عَبْسٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
15462 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ كَثِيرٍ الدَّارِيُّ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْخٌ، أَدْرَكَ الْجَاهِلِيَّةَ، وَنَحْنُ فِي غَزْوَةِ رُودِسَ، يُقَالُ لَهُ: ابْنُ عَبْسٍ قَالَ: كُنْتُ أَسُوقُ لِآلٍ لَنَا بَقَرَةً قَالَ: فَسَمِعْتُ مِنْ جَوْفِهَا: يَا آلَ ذَرِيحْ، قَوْلٌ فَصِيحْ، رَجُلٌ يَصِيحْ: أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ. قَالَ: فَقَدِمْنَا مَكَّةَ فَوَجَدْنَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَدْ خَرَجَ (1).
(1) هذا الأثر إسناده ضعيف، تفرد به عبيد الله بن أبي زياد: وهو القَدَّاح، وهو ممن لا يحتمل تفرده، فقد قال أبو حاتم: ليس بالقوي ولا المتين، هو صالح الحديث، يكتب حديثه، وقال أبو داود: أحاديثه مناكير. وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي عندهم، وقال العقيلي: كان يروي المراسيل، ولا يقيم الحديث، وقال ابن حبان في "المجروحين" 2/ 66: كان رديء الحفظ، كثير الوهم، لم يكن في الإتقان بالحال التي يقبل ما انفرد به، ولا يجوزُ الاحتجاج بأخباره إلا بما وافق الثقات، وقال ابن حجر في "التقريب": ليس بالقوي، وقد اختلف قول ابن معين والنسائي فيه، فوثقاه مرة، وضعفاه أخرى، وانفرد أحمد بقوله: ليس به بأس، وقال يحيى بن سعيد القطان: كان وسطاً، لم يكن بذاك، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. محمد بن بكر: هو البُرْساني، ومجاهد: هو ابن جبر المكي.
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 6/ 342 من طريق أحمد، بهذا الإسناد.
وسيكرر برقم (16695) سنداً ومتناً.
ورودس: جزيرة في البحر الأبيض المتوسط تبعد عن جزيرة قبرص أربعين ميلاً، افتتحت في خلافة معاوية رضي الله عنه، ثم انصرف عنها المسلمون في عهد يزيد بن معاوية، ثم افتتحها السلطان العثماني المسلم سليمان القانوني سنة (929 هـ) الموافق (1522 م)، وقد تم احتلالها من الإيطاليين سنة =
حَدِيثُ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ
(1)(2)
15463 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " تَجِيءُ رِيحٌ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ، تُقْبَضُ فِيهَا أَرْوَاحُ كُلِّ مُؤْمِنٍ "(3).
= (1912 م) وأصبحت أخيراً لليونان سنة (1947 م) وقد ذكرت "رودس" أيضاً في "صحيح مسلم"(968).
(1)
في (م): رضي الله تعالى عنه.
(2)
قال السندي: عياش بن أبي ربيعة، مخزومي، كان من السابقين الأولين، وهاجر الهجرتين. ثم خدعه أبو جهل إلى أن رجعوه من المدينة إلى مكة، فحبسوه، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو له في القنوت، كما في "الصحيحين"، عن أبي هريرة.
وذكر العسكري أنه شهد بدراً وغلَّطوه.
مات سنة خمس عشرة بالشام، في خلافة عمر، وقيل: استشهد باليمامة، وقيل: باليرموك.
(3)
حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، نافع: وهو مولى ابن عمر لم يدرك عياش بن أبي ربيعة، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، ومعمر: هو ابن راشد الأزدي، وأيوب: هو السختياني.
وهو عند عبد الرزاق في "المصنف"(20802)، ومن طريقه أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(691)، والحاكم 4/ 489، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
قلنا: بل هو منقطع كما أسلفنا، ولم يتنبَّه إلى انقطاعه الشيخ ناصر الدين الألباني في "صحيحته" برقم (1780). فوافق الحاكم والذهبي على تصحيح =
حَدِيثُ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَبِي وَدَاعَةَ
(1)(2)
15464 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَبِي وَدَاعَةَ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَجَدَ فِي النَّجْمِ، وَسَجَدَ النَّاسُ مَعَهُ. قَالَ الْمُطَّلِبُ: وَلَمْ أَسْجُدْ مَعَهُمْ. وَهُوَ يَوْمَئِذٍ مُشْرِكٌ، فَقَالَ الْمُطَّلِبُ: فَلَا أَدَعُ السُّجُودَ فِيهَا
= سنده.
لكن يشهد له حديث عبد الله بن عمرو بن العاص عند مسلم (2940)(116) 4/ 2258 من حديث طويل، وفيه:"ثم يرسل الله ريحاً باردة من قبل الشام، فلا يبقى على وجه الأرض أحد في قلبه مثقال ذرة من خير أو إيمان إلا قبضته، حتى لو أن أحدكم دخل في كبد جبل لدخلته عليه حتى تقبضه"، وقد سلف برقم (6555).
وآخر من حديث النواس بن سمعان في آخر حديثه الطويل في الدجال ونزول عيسى عليه السلام عند مسلم (2937)(110) وفيه: "فبينما هم كذلك إذ بعث الله ريحاً طيبةً، فتأخذهم تحت آباطهم، فتقبض روح كل مؤمن وكل مسلم .. ". وسيرد 4/ 181 - 182.
وثالث من حديث حذيفة بن أسيد الغفاري عند الطبراني في "الكبير"(3037)، والحاكم 3/ 594.
قال السندي: قوله: "بين يدي الساعة"، أي: قُدَّامها.
قوله: "فيها"، أي: في زمنها، أو بها.
قوله: "أرواح": جَمَعَهُ لجمعِ المضاف إليه معنىً.
قوله: "كل مؤمن": فيه تغليب الرجال على النساء.
(1)
في (م): رضي الله تعالى عنه.
(2)
قال السندي: المطلب بن أبي وداعة قرشي سهمي، ذكر في مسلمة الفتح.
أَبَدًا (1).
15465 -
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا رَبَاحٌ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَبِي وَدَاعَةَ السَّهْمِيِّ
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، عكرمة بن خالد: وهو المخزومي، لم يسمع المطلب بن أبي وداعة، بينهما جعفر بن المطلب بن أبي وداعة كما سيأتي في الإسناد التالي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، ابن طاووس: هو عبد الله.
وأخرجه الحاكم 3/ 633 من طريق أحمد، بهذا الإسناد، وسكت عنه هو والذهبي.
وهو عند عبد الرزاق في "المصنف"(5881)، ومن طريقه أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(813)، والطبراني في "الكبير" 20/ (679)، والبيهقي في "السنن" 2/ 314.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 353 من طريق عبد الله بن المبارك، عن معمر، به.
واختلف فيه على معمر.
فرواه رباح بن زيد الصنعاني، عنه، عن ابن طاووس، عن عكرمة بن خالد، عن جعفر بن المطلب بن أبي وداعة، عن أبيه المطلب. كما سيأتي برقم (15465)، وهو الصحيح فيما قاله الدارقطني في "العلل" ج 5/ ورقة 10.
وسجوده صلى الله عليه وسلم في سورة النجم له شاهد من حديث عبد الله بن مسعود، سلف برقم (3682)، وإسناده صحيح، وذكرنا هناك تتمة شواهده.
وسيكرر 4/ 215 و 6/ 400 سنداً ومتناً.
قال السندي: قوله: فلا أدع السجود فيها أبداً: تقريع على فوته في ذلك اليوم، أي: حيث فاتني في ذلك اليوم، فكيف أترك بعده، بل ألتزم بعدُ جبراً لما فات.
عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَرَأَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ سُورَةَ النَّجْمِ، فَسَجَدَ وَسَجَدَ مَنْ عِنْدَهُ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي وَأَبَيْتُ أَنْ أَسْجُدَ. وَلَمْ يَكُنْ أَسْلَمَ يَوْمَئِذٍ الْمُطَّلِبُ، وَكَانَ بَعْدُ لَا يَسْمَعُ أَحَدًا قَرَأَهَا إِلَّا سَجَدَ (1).
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، جعفر بن المطلب بن أبي وداعة السهمي، روى عنه اثنان، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقال ابن حجر في "التقريب": مقبول، وبقية رجاله ثقات. إبراهيم بن خالد، ورباح بن زيد: هما الصنعانيان.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 2/ 160، وفي "الكبرى"(1030)، والبيهقي في "السنن" 2/ 314 من طريق أحمد، بهذا الإسناد.
وانظر ما قبله.
وسيكرر 4/ 215 و 6/ 400 سنداً ومتناً.
حَدِيثُ مُجَمِّعِ بْنِ جَارِيَةَ
(1)(2)
15466 -
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ (3) قَالَ: سَمِعْتُ مُجَمِّعَ ابْنَ جَارِيَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ذَكَرَ الدَّجَّالَ، فَقَالَ:" يَقْتُلُهُ ابْنُ مَرْيَمَ بِبَابِ لُدٍّ "(4).
(1) في (م): رضي الله تعالى عنه.
(2)
مجمع بن جارية: أنصاري أوسي.
قال الحافظ في "الإصابة": قال ابن إسحاق في "المغازي": كان مجمع بن جارية بن العطاف حدثاً قد جمع القرآن، وكان أبوه جارية ممن اتخذ مسجد الضرار، وكان مجمع يصلي بهم فيه، ثم إنه احترق، فلما كان زمن عمر بن الخطاب، كُلِّم في مجمع أن يؤم قومه، فقال: لا، أوليس بإمام المافقين في مسجد الضرار؟ فقال: والله الذي لا إلا هو ما علمت بشيء من أمرهم، فزعموا أن عمر أذن له أن يصلي بهم، ويقال: أن عمر بعثه إلى أهل الكوفة يعلمهم القرآن.
(3)
كذا في النسخ الخطية و (م)، وقد سماه سفيان بن عُيينة عبد الرحمن ابن يزيد، كما سيأتي في التخريج، وهو الصواب، وأثبته كذلك الحافظ في "أطراف المسند" 5/ 253.
(4)
حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، عبد الله بن عبيد الله بن ثعلبة الأنصاري، انفرد بالرواية عنه الزهري، واختلف عليه فيه، فقيل: عُبيد الله بن عبد الله بن ثعلبة، وقيل عبد الله بن ثعلبة كما سيرد في التخريج، وقال ابن حجر في "التقريب": شيخ للزهري لا يعرف. وبقية رجاله ثقات.
وأخرجه الحميدي (828) -ومن طريقه الطبراني في "الكبير" =
15467 -
حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ - يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ - قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ أَنَّهُ سَمِعَ عَبدَ اللهِ بْنَ ثَعْلَبَةَ الْأَنْصَارِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ الْأَنْصَارِيِّ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَمِّي مُجَمِّعَ ابْنَ جَارِيَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم
= 19/ (1077) - عن سفيان بن عيينة، عن عبد الله بن عبيد الله بن ثعلبة، عن عبد الرحمن بن يزيد، به. وعند الطبراني: عبيد الله بن عبد الله بن ثعلبة. كذلك هي في مطبوع الحميدي غيرها المحقق مخالفاً لما في أصله، قائلاً: كما عند الترمذي!
قلنا: ورواية الترمذي من غير طريق سفيان.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2124) عن الشافعي، عن سفيان، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن ثعلبة، عن عبد الرحمن ابن يزيد، به.
وأخرجه الطيالسي (1227) -ومن طريقه الطبراني في "الكبير" 19/ (1079) - عن زمعة بن صالح، والطبراني في "الكبير" 19/ (1081) من طريق عقيل بن خالد، كلاهما عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن ثعلبة، عن عبد الرحمن بن يزيد، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (1080) من طريق عبد الرحمن بن إسحاق، عن الزهري، عن عبد الله بن ثعلبة، عن عبد الرحمن بن يزيد، به.
وسيأتي برقم (15467) من طريق ليث بن سعد، وبرقم (15468) من طريق الأوزاعي، كلاهما عن الزهري، عن عبد الله بن ثعلبة، عن عبد الرحمن ابن يزيد، به.
وله شاهد من حديث النواس بن سمعان الطويل في الدجال ونزول عيسى عليه السلام عند مسلم (2937)(110)، وسيرد 4/ 181.
واللُّدّ: مدينة تقع جنوب شرق يافا، تبعد عنها مسافة 16 كيلاً.
يَقُولُ: " يَقْتُلُ ابْنُ مَرْيَمَ الدَّجَّالَ (1) بِبَابِ لُدٍّ "(2).
15468 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَمِّهِ مُجَمِّعٍ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " يَقْتُلُ ابْنُ مَرْيَمَ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ بِبَابِ لُدٍّ "(3).
(1) في (م): المسيح الدجال، بزيادة: المسيح.
(2)
حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد سلف الكلام عليه في الرواية رقم (15466).
وأخرجه الترمذي (2244) عن قتيبة، عن الليث، عن الزهري، عن عبيد الله ابن عبد الله بن ثعلبة، عن عبد الرحمن بن يزيد، به. وقال: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه ابن حبان (6811) من طريق يزيد بن موهب، عن الليث بن سعد، عن الزهري، عن عبد الله بن ثعلبة الأنصاري، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (1075) من طريق عبد الله بن صالح، عن الزهري، عن عبد الله بن عبيد الله بن ثعلبة، عن عبد الرحمن بن يزيد، به.
وانظر ما قبله.
(3)
حديث صحيح لغيره، وهذا الإسناد سلف الكلام عليه في الرواية رقم (15466). محمد بن مصعب: هو القرقساني.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (1078) من طريق بهلول بن حكيم، عن الأوزاعي، به.
وتحرف في مطبوع الطبراني عبد الله بن ثعلبة، إلى: عبيد الله بن ثعلبة.
وقد سلف برقم (15466).
قال السندي: قوله: "يقتل ابن مريم المسيح الدجال": المسيح يحتمل الرفع والنصب كما لا يخفى.
15469 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ الْأَنْصَارِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ (1)، عَنْ مُجَمِّعِ ابْنِ جَارِيَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " يَقْتُلُ ابْنُ مَرْيَمَ الدَّجَّالَ بِبَابِ لُدٍّ، أَوْ إِلَى جَانِبِ لُدٍّ "(2).
15470 -
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُجَمِّعُ بْنُ يَعْقُوبَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَمِّهِ مُجَمِّعِ ابْنِ جَارِيَةَ الْأَنْصَارِيِّ، وَكَانَ أَحَدَ الْقُرَّاءِ الَّذِينَ قَرَؤُوا الْقُرْآنَ قَالَ: شَهِدْنَا الْحُدَيْبِيَةَ، فَلَمَّا انْصَرَفْنَا عَنْهَا إِذَا النَّاسُ يُنْفِرُونَ الْأَبَاعِرَ، فَقَالَ: النَّاسُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: مَا لِلنَّاسِ؟ قَالُوا: أُوحِيَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَخَرَجْنَا مَعَ النَّاسِ نُوجِفُ حَتَّى وَجَدْنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى رَاحِلَتِهِ عِنْدَ كُرَاعِ الْغَمِيمِ، وَاجْتَمَعَ النَّاسُ إِلَيْهِ، فَقَرَأَ عَلَيْهِمْ:{إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} [الفتح: 1] فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَيْ رَسُولَ اللهِ، وَفَتْحٌ هُوَ؟
(1) كذا ورد في النسخ الخطية و (م)، والمصنف، وإنما أراد عبد الرحمن ابن يزيد الأنصاري، وقد فعل ذلك أيضاً ابن جريج في روايته عن الزهري فيما ذكر الدارقطني في "العلل" ج 5/ ورقة 5/ ب.
(2)
حديث صحيح لغيره، وهذا الإسناد سلف الكلام عليه في الرواية رقم (15466).
وهو عند عبد الرزاق في "المصنف"(20835)، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (1076). وفي مطبوع الطبراني: عبيد الله بن عبد الله ابن ثعلبة.
وقد سلف برقم (15466)، وسيكرر 4/ 226 و 390 سنداً ومتناً.
قَالَ: " أَيْ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنَّهُ لَفَتْحٌ ". فَقُسِمَتْ خَيْبَرُ عَلَى أَهْلِ الْحُدَيْبِيَةِ، لَمْ يُدْخِلْ مَعَهُمْ فِيهَا أَحَدًا، إِلَّا مَنْ شَهِدَ الْحُدَيْبِيَةَ، فَقَسَمَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى ثَمَانِيَةَ عَشَرَ سَهْمًا، وَكَانَ الْجَيْشُ أَلْفًا وَخَمْسَ مِئَةٍ، فِيهِمْ ثَلَاثُ مِئَةِ فَارِسٍ، فَأَعْطَى الْفَارِسَ سَهْمَيْنِ، وَأَعْطَى الرَّاجِلَ سَهْمًا (1).
(1) إسناده ضعيف، يعقوب بن مُجَمِّع بن جارية، والد مجمع -وإن كان حسن الحديث- انفرد به، وقد خولف فيه كما سيأتي في التخريج.
ونسبه الحافظ في "الفتح" 6/ 68 إلى أبي داود، وقال: وفي إسناده ضعف وبقية رجاله ثقات.
وأخرجه ابن أبي شيبة 14/ 437، والدارقطني في "السنن" 4/ 105 - 106 من طريق يونس بن محمد، وأبو داود (2736) و (3015)، والطبري في "التفسير" 26/ 71، والحاكم 2/ 131، والبيهقي في "السنن" 6/ 325، وفي "الدلائل" 4/ 239 من طريق محمد بن عيسى ابن الطباع، كلاهما عن مجمع ابن يعقوب، بهذا الإسناد، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي وقد سقط من مطبوع الحاكم يعقوب بن مجمع وعبد الرحمن من الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (1082)، والحاكم 2/ 459 من طريق إسماعيل بن أبي إدريس، عن مُجَمِّع بن يعقوب عن أبيه مجمع بن جارية، به دون ذكر عبد الرحمن بن يزيد، وصححه الحاكم على شرط مسلم، وتعقبه الذهبي بقوله: لم يرو مسلم لمجمِّع شيئاً ولا لأبيه، وهما ثقتان!
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (1082) -ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" 32/ 264 - من طريق محمد بن عيسى ابن الطباع، عن مجمِّع بن يعقوب، عن أبيه، قال: سمعت عمي مجمِّع بن جارية يقول
…
فذكر الحديث، وقد ضبب المزي فوق لفظ: سمعت عمي، إذ إن مجمع بن جارية والد يعقوب بن مجمع لا عَمِّه، ولم يذكر في الإسناد عبد الرحمن بن =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= يزيد، وقد وضعه محقق الطبراني بين حاصرتين، ظناً منه أنه في الإسناد، وهو وهم منه.
وقال أبو داود: حديث أبي معاوية أصح والعمل عليه، وأرى الوهم في حديث مجمِّع أنه قال: ثلاث مئة فارس، وكانوا مئتي فارس.
قلنا: حديث أبي معاوية الذي أشار إليه هو حديث ابن عمر الذي سلف برقم (4448)، وفيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أسهم للرجل ولفرسه ثلاثة أسهم، سهماً له، وسهمين لفرسه. وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
ونقل ابن القيم في "زاد المعاد" 3/ 294 عن البيهقي قوله: والذي رواه مجمع بن يعقوب بإسناده في عدد الجيش وعدد الفرسان قد خولف فيه، نفي رواية جابر وأهل المغازي: أنهم كانوا ألفاً وأربع مئة، وهم أهل الحديبية، وفي رواية ابن عباس، وصالح بن كيسان، وبُشَير بن يسار وأهل المغازي أن الخيل كانت مئتي فرس، وكان للفرس سهمان، ولصاحبه سهم، ولكل راجل سهم.
قلنا: وبحديث مجَمِّع احتج لأبي حنيفة في قوله: للفارس سهمان، فقد ذكر الحافظ في "الفتح" 6/ 68 أن محمد بن سحنون قال: انفرد أبو حنيفة بذلك دون فقهاء الأمصار، قلنا: وقد ذكر الإمامُ الحافظُ جمالُ الدين عبدُ الله بن يوسف الزيلعيُّ في كتابه العظيم "نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية" 3/ 416 - 418 الأحاديث التي اسْتُدِلَّ بها لقولِ أبي حنيفة رحمه الله، ثم تكلَّم عليها، وأبان عن عللهما وانتهى إلى ضعفها. وكذلك فعل البدرُ العيني في "البناية شرح الهداية" 5/ 719 - 723، في الأحاديث التي استدل بها صاحب "الهداية" لقول أبي حنيفة، فضعفها كُلَّها، وبيَّن أنه لا تُقاومُ حديثَ ابن عمر المتفق على صحته الذي ينص على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: جعل للفرسِ سهمين ولصاحبه سهماً.
قال السندي: قوله: ينفرون: من التنفير: أي يصرفونها عن جهة مَقْصِدِها ليجمعوها في مكانٍ واحد.
والأباعر: جمع بعير. =
حَدِيثُ جَبَّارِ بْنِ صَخْرٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
15471 -
حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو (1) أُوَيْسٍ، حَدَّثَنَا شُرَحْبِيلٌ، عَنْ جَبَّارِ بْنِ صَخْرٍ الْأَنْصَارِيِّ؛ أَحَدِ بَنِي سَلِمَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ بِطَرِيقِ مَكَّةَ:" مَنْ يَسْبِقُنَا إِلَى الْأُثَايَةِ - قَالَ أَبُو أُوَيْسٍ: هُوَ حَيْثُ نَفَّرَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَيَمْدُرَ حَوْضَهَا وَيَفْرِطَ فِيهِ، فَيَمْلَأَهُ حَتَّى نَأْتِيَهُ ".
قَالَ: قَالَ جَبَّارٌ: فَقُمْتُ فَقُلْتُ: أَنَا. قَالَ " اذْهَبْ "، فَذَهَبْتُ، فَأَتَيْتُ الْأُثَايَةَ، فَمَدَرْتُ حَوْضَهَا، وَفَرَطْتُ فِيهِ، وَمَلَأْتُهُ، ثُمَّ غَلَبَتْنِي عَيْنَايَ، فَنِمْتُ، فَمَا انْتَبَهْتُ إِلَّا بِرَجُلٍ تُنَازِعُهُ رَاحِلَتُهُ إِلَى الْمَاءِ، وَيَكُفُّهَا عَنْهُ، فَقَالَ:" يَا صَاحِبَ الْحَوْضِ " فَإِذَا رَسُولُ
= قوله: نوجف من أوجف: أي نسرع ونركض.
قوله: عند كُراع الغميم، بضم الكاف وفتح الغين المعجمة: موضع بين مكة والمدينة.
قوله: على ثمانية عشر سهماً: يعني أعطى ستة منها للفرسان، على أن يكون لكل مئةٍ منهم سهمان، وأعطى البقية وهي اثنا عشر للراجلين، وهم ألف ومئتان، فيكون لكل مئةٍ سهمٌ، فيكون للراجل سهم، وللفارس سهمان، وهذا معنى قوله: فأعطى الفارس، وبهذا الحديث قال أبو حنيفة، والله تعالى أعلم.
(1)
قال السندي: أنصاري، يكنى أبا عبد الله.
ذكره بعضهم في أهل العقبة وفي أهل بدر.
قال الحافظ في "الإصابة": قال ابن السكن وغيره: مات جبار بن صخر سنة ثلاثين في خلافة عثمان، زاد أبو نعيم: وهو ابن ثنتين وستين سنة.
(2)
لفظ "أبو" سقط من (م).
اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: فَأَوْرَدَ رَاحِلَتَهُ، ثُمَّ انْصَرَفَ فَأَنَاخَ، ثُمَّ قَالَ:" اتْبَعْنِي بِالْإِدَاوَةِ " فَتَبِعْتُهُ بِهَا، فَتَوَضَّأَ، وَأَحْسَنَ (1) وُضُوءَهُ، وَتَوَضَّأْتُ مَعَهُ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي، فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ، فَأَخَذَ بِيَدِي، فَحَوَّلَنِي عَنْ يَمِينِهِ، فَصَلَّيْنَا، فَلَمْ يَلْبَثْ (2) يَسِيرًا أَنْ جَاءَ النَّاسُ (3).
(1) في (ظ 12) و (ق) و (ص): فأحسن.
(2)
في (ظ 12) و (ص): ينشب، وفي (ق) وهامش (س): ننشب.
(3)
إسناده ضعيف لضعف شرحبيل: وهو ابن سَعْد الخَطْمي، مولى الأنصار، وأبو أويس -وهو عبد الله بن عبد الله بن أويس- صدوق سيئ الحفظ، وقال أبو أحمد الحاكم: يُخالف في بعض حديثه. حسين بن محمد: هو ابن بهرام المَرُّوذي.
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 1/ 316 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وقوله: فقمت عن يساره، فأخذ بيدي فحولني عن يمينه.
أخرجه بنحوه الطبراني في "الكبير"(2137) من طريق حسين بن محمد، به، بلفط: صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم، فأقامني عن يمينه.
قلنا: وبهذا اللفظ له شاهد من حديث ابن عباس، سلف برقم (2567)، وإسناده صحيح.
وقد سلف الحديث (15064) عن يحيى بن سعيد القطان، عن شرحبيل بن سعد، عن جابر بن عبد الله فجعله شرحبيل هناك من حديث جابر. وسلف أيضاً الحديث (14496) عن أبي بكر الحنفي، عن الضحاك بن عثمان، عن شرحبيل ابن سعد، عن جابر، وفيه قصة تحويل جابر بن عبد الله عن يساره إلى يمينه، فانظرهما لزاماً.
قال السندي: قوله: "الأُثاية"، بضم الهمزة، بعدها مثلثة، وبعد الألف ياء مثناة من تحت: موضع بطريق الجحفة، بينها وبين المدينة ستة وسبعون ميلاً. =
حَدِيثُ ابْنِ أَبِي خِزَامَةَ
(1)
15472 -
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي خُزَامَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ - وَقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَرَأَيْتَ دَوَاءً نَتَدَاوَى بِهِ، وَرُقًى نَسْتَرْقِي بِهَا، وَتُقًى نَتَّقِيهَا، أَتَرُدُّ مِنْ قَدَرِ اللهِ تبارك وتعالى شَيْئًا؟ قَالَ:" إِنَّهَا مِنْ قَدَرِ اللهِ تبارك وتعالى "(2).
= وقوله: "فيمدر" ضبط كينصر، من مدر الحوض: إذا طيَّنه وأصلحه بالمدر، وهو الطين المتماسك لئلا يخرج منه الماء.
قوله: حوضها: أي: حوض الأثاية.
قوله: ويفرط: من الإفراط، أي: يُكْثِرُ من صبِّ الماء فيه.
(1)
في (م): رضي الله تعالى عنه.
(2)
إسناده ضعيف على خطأ فيه، فقد رواه سفيان بنُ عيينة، عن الزهري، عن ابن أبي خِزَامة، عن أبيه، وهو خطأ، صوابه: عن الزهري، عن أبي خِزَامة، عن أبيه، كما سيأتي برقم (15473) و (15474)، وقد نبه عليه الدارقطني في "العلل" 1/ 252، وابن أبي حاتم في "العلل" 2/ 338، والترمذي، وأحمد كما سيأتي برقم (15475)، وفي "العلل" 1/ 168، وسيرد كذلك عن سفيان كما سيأتي في التخريج.
وأبو خِزَامة: هو ابن يعمر، أحدُ بني الحارث بن سعد، يُقال: اسمه زيد ابن الحارث، ويقال: الحارث، قال ابن حجر في "التقريب": صحابي، وقد وهم في ذلك، مع أنه أشار إلى الصواب في "التهذيب"، وذكر أنه أورده مسلم في الطبقة الأولى من أهل المدينة في التابعين 1/ 247، وقال ابنُ عبد البر: ذكره بعضهم في الصحابة لحديثٍ أخطا فيه راويه عن الزهري، وهو تابعي، وحديثه مضطرب. قلنا: انفرد بالرواية عنه الزهري. ولم يُؤثر توثيقه عن أحد.
وأخرجه الترمذي (2148)، وابن ماجه (3437)، والدولابي في "الكنى" =
15473 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنِ الزُّبَيْدِيِّ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ ابْنِ أَبِي خِزَامَةَ؛ أَحَدِ بَنِي الْحَارِثِ
= 1/ 26، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 95 من طريق ابن عُيينة، عن الزهري، بهذا الإسناد، إلا أن عندهم أنَّ رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال الترمذي: هذا حديث لا نعرفُه إلا من حديث الزهري، وقد روى غيرُ واحد هذا عن سفيان، عن الزهري، عن أبي خِزَامة، عن أبيه، وهذا أصح، هكذا قال غيرُ واحد عن الزهري، عن أبي خِزَامة، عن أبيه.
قلنا: ورواية سفيان هذه التي أشار إليها الترمذي أخرجها (2065) عن ابن أبي عمر، وسعيد بن عبد الرحمن، كلاهما عن سفيان، عن الزهري، عن أبي خِزَامة، عن أبيه، وقال: هذا حديث حسن صحيح، وقد رُوي عن ابن عيينة كلا الروايتين، وقال بعضُهم: عن أبي خِزامة، عن أبيه، وقال بعضهم: عن ابن أبي خِزامة عن أبيه، وقال بعضهم: عن أبي خِزَامة، وقد روى غيرُ ابن عيينة هذا الحديث عن الزهري، عن أبي خِزامة، عن أبيه، وهذا أصح، ولا نعرف لأبي خِزامة عن أبيه غير هذا الحديث.
وانظر ما بعده.
قال السندي: قوله: أرأيتَ: أي أخبرني عن هذه الأشياء، فإن الرؤية سببُ الإخبار، فيراد ذلك.
قوله: ورُقىً، بضم وقصر، جمع رُقْية: وهو ما يقرأ من الدعاء لطلب الشفاء.
قوله: وتُقىً، جمع تُقَاة، وأصلها: وقاة، قُلبت الواو تاء: وهو اسم ما يلتجئُ به الناسُ خوف الأعداء، من وقى يقي وقاية: إذا حَفِظَ، ويجوز أن يكون تقاة مصدراً بمعنى الاتقاء، فحينئذٍ الضميرُ في "نتقيها" للمصدر، أي نتقي تُقاة بمعنى اتقاء.
قوله: إنها من قدر الله: يعنى أنه تعالى قَدَّر الأسباب والمسبَّبات، وربط المُسَبَّبات بالأسباب، فحصولُ المُسَبَّبات عند حصول الأسباب من جملة القدر، والله تعالى أعلم.
عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ أَتَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ دَوَاءً نَتَدَاوَى بِهِ، وَرُقًى نَسْتَرْقِي بِهَا، وَتُقًى نَتَّقِيهَا (1)، هَلْ يَرُدُّ ذَلِكَ مِنْ قَدَرِ اللهِ شَيْئًا؟ قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " ذَلِكَ مِنْ قَدَرِ اللهِ تبارك وتعالى "(2).
15474 -
حَدَّثَنَا هَارُونُ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرٌو، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّ ابْنَ أَبِي خُزَامَةَ: أَحَدَ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ سَعْدِ بْنِ هُذَيْمٍ (3) حَدَّثَهُ: أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ دَوَاءً نَتَدَاوَى بِهِ، وَرُقًى نَسْتَرْقِيهَا، وَتُقًى نَتَّقِيهَا، هَلْ يَرُدُّ ذَلِكَ مِنْ قَدَرِ اللهِ تبارك وتعالى مِنْ شَيْءٍ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّهُ مِنْ قَدَرِ اللهِ عَزَّ
(1) في (ظ 12) و (ص)، وهامش (ق): نتقيه.
(2)
إسناده ضعيف كسابقه، أبو خِزَامة سلف الكلامُ عليه في الرواية رقم (15472)، وبقِيَّة بن الوليد -وإن كان مدلساً، وقد عنعن- قد توبع. علي بن عَيَّاش: هو ابن مسلم الألهاني.
وأخرجه ابنُ طهمان في "مشيخته"(86) -ومن طريقه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 95 - من طريق عباد بن إسحاق، وابنُ وهب في "الجامع" 1/ 116 - 117، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" 1/ 412، والحاكم 4/ 199، والبيهقي في "السنن" 9/ 349 من طريق يونس بن يزيد، وابنُ وهب في "الجامع" 1/ 116 - 117 من طريق ابن سمعان، وابنُ الأثير في "أسد الغابة" 1/ 395 من طريق صالح بن كيسان، أربعتهم عن الزهري، به.
وانظر ما قبله.
(3)
في (س): هزيم -بالزاي- و (م) و (ص) و (ق): هريم -بالراء- وهو تحريف، والمثبت من (ظ 12)، وانظر "المؤتلف والمختلف" للدارقطني 4/ 2300.
وَجَلَّ " (1).
15475 -
حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَيَحْيَى بْنِ أَبِي بُكَيْرٍ (2)، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ ابْنِ أَبِي خُزَامَةَ عَنْ أَبِيهِ. قَالَ أَبِي: وَهُوَ الصَّوَابُ، كَذَا قَالَ الزُّبَيْدِيُّ.
(1) إسناده ضعيف كسابقه. هارون: هو ابن معروف المروزي، ابن وهب: هو عبد الله المصري، وعمرو: هو ابن الحارث المصري.
وهو عند ابن وهب في "جامعه"(699)، ومن طريقه أخرجه الحاكم 4/ 199، والبيهقي في "السنن" 9/ 349، وفي "الاعتقاد" ص 89 - 90.
وقد سلف برقم (15472).
(2)
في النسخ الخطية و (م): حسين بن محمد بن يحيى بن أبي بكر، وهو تحريف، وجاء على الصواب عند أحمد في "العلل" 1/ 168، وابن حجر في "أطراف المسند" 8/ 340، وانظر (15472) و (15473).
حَدِيثُ قَيْسِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
(1)
15476 -
حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ أَبِي كَثِيرٍ يَقُولُ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَسْعَدَ (2) بْنِ زُرَارَةَ
(1) قال السندي: قيس بن سعد أنصاري خزرجي، كنيته أبو عبد الملك، أو أبو عبد الله، أو غير ذلك.
كان ضخماً حسناً طويلاً، إذا ركب الحمار خطت رجلاه الأرض.
وكان من دهاة العرب، من أهل الرأي والمكيدة في الحرب، مع النجدة والسخاء والشجاعة. وكان في جيشٍ، فجاع الناس، فكان ينحر ويطعم، حتى نهاه أمير الجيش أبو عبيدة، فجاء أنه صلى الله عليه وسلم قال:"الجود من شيمة أهل ذلك البيت".
ورجل استقرض منه ثلاثين ألفاً، فلما ردها عليه أبى أن يقبلها، وكان يقول: اللهم ارزقني مالاً، فإنه لا يصلح الفعال إلا بالمال.
ولم يكن في وجهه شعرة، فكان الأنصار يقولون: وددنا أن نشتري لقيس لحية بأموالنا.
شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المشاهد، وأخذ النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح الراية من أبيه، فدفعها إليه. ثم شهد مع علي مشاهده، ثم كان مع الحسن حتى صالح معاوية، فرجع إلى المدينة وأقام بها.
وكان يقول: لولا الإسلام، لمكرت مكراً لا تطيقه العرب.
مات في آخر خلافة معاوية، وقيل غير ذلك.
(2)
في (ق): سعد. قلنا: وهو صحيح أيضاً، قال المزي في "تهذيب الكمال": من قال: محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة، نسبه إلى جده لأبيه، ومن قال: محمد بن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة نسبه إلى جده لأمه.
عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: زَارَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي مَنْزِلِنَا، فَقَالَ:" السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ " قَالَ: فَرَدَّ سَعْدٌ رَدًّا خَفِيًّا. قَالَ قَيْسٌ: فَقُلْتُ: أَلَا تَأْذَنُ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟! قَالَ: ذَرْهُ يُكْثِرْ عَلَيْنَا مِنَ السَّلَامَ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ " فَرَدَّ سَعْدٌ رَدًّا خَفِيًّا (1) فَرَجَعَ (2) رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَاتَّبَعَهُ سَعْدٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، قَدْ كُنْتُ أَسْمَعُ تَسْلِيمَكَ، وَأَرُدُّ عَلَيْكَ رَدًّا خَفِيًّا لِتُكْثِرَ عَلَيْنَا مِنَ السَّلَامِ، قَالَ: فَانْصَرَفَ مَعَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَمَرَ لَهُ سَعْدٌ بِغُسْلٍ، فَوُضِعَ، فَاغْتَسَلَ، ثُمَّ نَاوَلَهُ - أَوْ قَالَ: نَاوَلُوهُ - مِلْحَفَةً مَصْبُوغَةً بِزَعْفَرَانٍ وَوَرْسٍ، فَاشْتَمَلَ بِهَا، ثُمَّ رَفَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدَيْهِ وَهُوَ يَقُولُ:" اللهُمَّ اجْعَلْ صَلَوَاتِكَ وَرَحْمَتَكَ عَلَى آلِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ ".
قَالَ: ثُمَّ أَصَابَ مِنَ الطَّعَامِ، فَلَمَّا أَرَادَ الِانْصِرَافَ، قَرَّبَ إِلَيْهِ سَعْدٌ حِمَارًا قَدْ وَطَّأَ عَلَيْهِ بِقَطِيفَةٍ، فَرَكِبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ سَعْدٌ: يَا قَيْسُ، اصْحَبْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَ قَيْسٌ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " ارْكَبْ " فَأَبَيْتُ، ثُمَّ قَالَ (3):" إِمَّا أَنْ تَرْكَبَ، وَإِمَّا أَنْ تَنْصَرِفَ " قَالَ: فَانْصَرَفْتُ (4).
(1) من قوله: قال قيس، إلى هذا الموضع سقط من (م).
(2)
في (ظ 12) و (ص): ورجع.
(3)
في نسخة في (س): فقال.
(4)
إسناده ضعيف لانقطاعه، محمد بن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة لم يثبت له سماع من قيس بن عبادة، قال المزي: الصحيح أن بينهما رجلاً، وبقية =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= رجاله ثقات رجال الشيخين. الوليد بن مسلم: هو القرشي أبو العباس الدمشقي. والأوزاعي: هو عبد الرحمن بن عمرو.
وأخرجه أبو داود (5185)، والنسائي في "الكبرى"(10157) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(325) -، والطبراني في "الكبير" 18/ (902)، والبيهقي في "الشعب"(8808) من طريق الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد.
وقد اختلف فيه على الأوزاعي.
فأخرجه النسائي في "الكبرى"(10158) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(326) - من طريق شعيب بن إسحاق الدمشقي، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن عبد الرحمن بن أسد بن زرارة، مرسلاً. لم يذكر قيس في الإسناد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(10159) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(327) - من طريق عبد الله بن المبارك، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
مرسلاً.
وسيأتي بنحوه 6/ 6 - 7.
قال السندي: قوله: فَرَدَّ سعدٌ رَدّاً خفياً: يدل على أنَّ الإسماع في الرد غير لازم، وقد قرره النبي.
قوله: ذره، أي: اتركه على حاله. وقوله: واتبعه، أي: أدركه ولحقه.
قوله: بغسل، بضم فسكون، أي: بماء يغسل به.
قوله: بزعفران وورس: فيه استعمال الثوب المصبوغ بالزعفران والورس، وقد جاء النهي عن التزعفر، فلعل ذاك النهي محمول على الاستعمال في البدن.
قلنا: بل الحديث ضعيف، ويعارضه الحديث الصحيح الذي سلف في مسند عبد الله بن عمرو بن العاص برقم (6513)، وفيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى عليه ثوبين معصفرين، قال:"هذه ثياب الكفار لا تلبسها".
قال السندي: قوله: "إما أن تركب" ظاهره أنه لا ينبغي أن يركب أحد الرفيقين ويمشي الآخر إذا كانت الدابة مطيقة، بخلاف ما إذا كانوا كثيرين، =
15477 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنِ الْقَاسِمِ ابْنِ مُخَيْمِرَةَ، عَنْ أَبِي عَمَّارٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: أَمَرَنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ نَصُومَ عَاشُورَاءَ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ صِيَامُ رَمَضَانَ، فَلَمَّا نَزَلَ صِيَامُ رَمَضَانَ، لَمْ يَأْمُرْنَا، وَلَمْ يَنْهَنَا (1)، وَنَحْنُ نَفْعَلُهُ (2).
15478 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مُلَيْلٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ، أَنَّ حَبِيبَ بْنَ مَسْلَمَةَ أَتَى قَيْسَ بْنَ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ فِي الْفِتْنَةِ الْأُولَى، وَهُوَ عَلَى فَرَسٍ، فَأَخَّرَ عَنِ السَّرْجِ، وَقَالَ: ارْكَبْ، فَأَبَى
= فركب واحد، والله تعالى أعلم.
(1)
في (س) و (ص): ينهانا. قال السندي: مبني على الإشباع، وإلا فالظاهر لم ينهنا، والله تعالى أعلم.
(2)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي عَمَّار: وهو عَرِيب بن حُمَيد الهَمْداني الدُّهْني، فقد روى له النسائي وابن ماجه، وهو ثقة.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 56 - 57، والنسائي في "الكبرى"(2841) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 74 - 75 عن شعبة، عن سلمة بن كهيل، به.
وسيأتي 6/ 6 وفيه زيادة: صدقة الفطر.
وقد سلف نحوه من حديث عبد الله بن مسعود في الرواية رقم (4024)، وذكرنا هناك أحاديث الباب، وانظر (4483).
قال السندي: قوله: أمرنا: الظاهر أن المراد أنه أمر بذلك وجوباً، وقوله فيما بعد: لم يأمرنا، أي: وجوباً، فلا ينافي أمر ندب.
فَقَالَ لَهُ قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " صَاحِبُ الدَّابَّةِ أَوْلَى بِصَدْرِهَا " فَقَالَ لَهُ حَبِيبٌ: إِنِّي لَسْتُ أَجْهَلُ مَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَلَكِنِّي أَخْشَى عَلَيْكَ (1).
(1) مرفوعه صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، عبد العزيز بن عبد الملك ابن مُلَيل: وهو البلوي، وعبد الرحمن بن أبي أمية وهو الضمري، من رجال "التعجيل"، وقد روى عنهما جمع، وذكرهما ابن حبان في "الثقات"، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أن صحابيه حبيب بن مسلمة: وهو الفهري لم يرو عنه غير أبي داود وابن ماجه. عبد الله بن يزيد أبو عبد الرحمن: هو المقرئ، وحيوة: هو ابن شُرَيح المصري.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(853)، والطبراني في "الكبير"(3534) من طريق عبد الله بن يزيد، به.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(1948) من طريق عبد الله بن وهب، عن حيوة، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 18/ (892) من طريق ابن لهيعة، عن عبد العزيز بن عبد الملك، به، إلا أن في إسناده قلباً في اسم عبد العزيز بن عبد الملك إلى عبد الملك بن عبد العزيز!
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/ 107، وقال: رواه أحمد، والطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، ورجال أحمد ثقات.
وسيأتي نحوه 6/ 6 - 7، بإسناد ضعيف.
وقد سلف من حديث أبي سعيد الخدري برقم (11282)، وذكرنا هناك شاهده.
قال السندي: قوله: في الفتنة الأولى: لعلها فتنة قتل عثمان.
قوله: فأخر: أي أخره، من التأخير: أي أشار إليه بالركوب في الآخر.
قوله: أخشى عليك: أي إن تقدمت أنت، أي فأردت أن أتقدم أنا، والله تعالى أعلم.
15479 -
حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَامِرٍ (1)، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ قَالَ: مَا مِنْ شَيْءٍ كَانَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَّا وَقَدْ رَأَيْتُهُ إِلَّا شَيْئًا وَاحِدًا، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُقَلَّسُ لَهُ يَوْمَ الْفِطْرِ. قَالَ جَابِرٌ: هُوَ اللَّعِبُ (2).
(1) في النسخ الخطية و (م): عامر بن قيس، وهو تحريف، صوابه: عامر، عن قيس كما جاء في "أطراف المسند": 5/ 208.
(2)
إسناده ضعيف لضعف جابر: وهو ابن يزيد الجُعْفي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السَّبيعي، وعامر: هو ابن شراحيل الشعبي.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1485)، وأبو الحسن ابن القطان في زياداته على ابن ماجه (1303)، والطبراني في "الكبير" 18/ (896) من طرق عن إسرائيل، به.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1485)، وأبو الحسن ابن القطان في زياداته على ابن ماجه (1303) من طريق شيبان بن عبد الرحمن النحوي، عن جابر، به.
وأخرجه ابن ماجه (1303) عن محمد بن يحيى عن أبي نُعيم الفضل بن دكين، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عامر، عن قيس، به.
واختلف فيه على أبي نعيم
فرواه أبو الحسن ابن القطان في زياداته على ابن ماجه (1303) عن إبراهيم بن نصر، عن أبي نعيم عن شريك عن أبي إسحاق عن عامر، عن قيس، به.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1484) عن محمد بن سليمان الباغندي، عن أبي نعيم، عن شريك، عن جابر، عن عامر، به.
وقد اختلف فيه كذلك على عامر بن شراحيل الشعبي فأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/ 19 - 20، وابن ماجه (1302)، =
15480 -
حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ مَنْصُورَ بْنَ زَاذَانَ يُحَدِّثُ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ أَبِي شَبِيبٍ
= والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1486) من طرق عن شريك بن عبد الله النخعي، عن المغيرة بن مقسم الضبي، عن عامر بن شراحيل الشعبي، عن عياض الأشعري، بنحوه. وعياض الأشعري، مختلف في صحبته، وشريك بن عبد الله النخعي، ضعيف، سيئ الحفظ. وقال أبو حاتم في "العلل" 1/ 209: وعياض الأشعري، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل، ليست له صحبة.
وقد اختلف فيه على شريك في اسم عياض.
فأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/ 20، قال: قال لنا علي، حدثنا يزيد، حدثنا شريك، عن مغيرة، عن الشعبي، عن زياد بن عياض الأشعري. به. فسماه زياداً.
وقد رجح أبو جعفر الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 4/ 130 حديث عياض هذا، وقال: كان أَوْلى مما رويناه قبله -يعني حديث قيس- لأن مغيرة عن الشعبي، أثبت من جابر عن الشعبي.
قال السندي: كان يُقَلَّس: على بناء المفعول، من التقليس، وهو الضرب بالدف والغناء. قيل: المقلِّس الذي يلعب بين يدي الأمير إذا قدم المصر. والتقليس: استقبال الولاة عند قدومهم بأصناف اللهو. قال السيوطي: فَسَّره بعض الرواة بأن تقعد الجواري والصبيان على أفواه الطرق يلعبون بالطبل، وغير ذلك، وقيل: هو الضرب بالدف. انتهى.
والظاهر أنهم كانوا يظهرون آثار الفرح والسرور عنده صلى الله عليه وسلم، وهو يقرهم على ذلك، كما قرر الجارية التي نذرت ضرب الدف بين يديه على ذلك، والجاريتين اللتين كانتا تغنيان عند عائشة، واللّه تعالى أعلم.
وذكر أبو جعفر الطحاوي في "شرح مشكل الآثار": 4/ 131 أن التقليس هو اللعب واللهو اللذان ليسا بمكروهين، كمثل ما أطلق في الأعراس منهما، وإن كان ما يفعل في الأعياد وفي الأعراس منهما مختلفين، وذلك -والله أعلم- إنما هو ليعلم أهل الكتابين أن في دين الإسلام سماحة.
عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ أَنَّ أَبَاهُ دَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَخْدُمُهُ فَأَتَى عَلَيَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ صَلَّيْتُ رَكْعَتَيْنِ، قَالَ: فَضَرَبَنِي بِرِجْلِهِ وَقَالَ: " أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ؟ " قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: " لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ "(1).
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، ميمون بن أبي شبيب، لم يذكروا له سماعاً من قيس ابن سعد، وهو كثير الإرسال، وقال عمرو بن علي: ليس يقول في شيء من حديثه سمعت، ولم أُخبر أنَّ أحداً يزعم أنه سمع من الصحابة، وقد ضعفه ابن معين، وقال أبو حاتم: صالح الحديث، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن حجر: صدوق، كثير الإرسال، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وهب بن جرير: هو ابن حازم الأَزْدي.
وأخرجه الترمذي (3581)، والنسائي في "الكبرى"(10187) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(355) - وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2022)، والبزار (3085)(زوائد)، والطبراني في "الكبير" 18/ (894)، وفي "الدعاء"(1660) والحاكم 4/ 290، والبيهقي في "الشعب"(660)، والخطيب في "تاريخه" 12/ 427 - 428 من طريق وهب، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: هذا حديث صحيح غريب من هذا الوجه. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. قلنا: علته الإرسال، وميمون بن أبي شبيب أخرج له البخاري في "الأدب المفرد"، ومسلم في المقدمة، وأصحاب السنن. وعند البزار:"ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة".
وأخرجه بنحوه الخطيب في "تاريخه" 12/ 428 من طريق موسى بن إسماعيل، عن جرير، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 18/ (893)، وفي "الدعاء"(893)، والخطيب في "تاريخه" 6/ 77 - 78 من طريق منصور بن المعتمر، عن ميمون، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/ 98، وقال: رواه البزار، ورجاله =
15481 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ بَكْرِ بْنِ سَوَادَةَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ رَبِّي حَرَّمَ عَلَيَّ الْخَمْرَ وَالْكُوبَةَ وَالْقِنِّينَ، وَإِيَّاكُمْ وَالْغُبَيْرَاءَ، فَإِنَّهَا ثُلُثُ خَمْرِ الْعَالَمِ "(1).
= رجال الصحيح، غير ميمون بن أبي شبيب، وهو ثقة.
وله شاهد من حديث معاذ بن جبل، سيرد في المسند 5/ 228 عن عبد الرحمن بن مهدي، عن حماد بن سلمة، عن عطاء بن السائب، عن أبي رزين، عن معاذ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"ألا أدلك على باب من أبواب الجنة؟ " قال: وما هو. قال: "لا حول ولا قوة إلا بالله". وإسناده ضعيف، أبو رزين وهو مسعود بن مالك الأسدي- لم يدرك معاذ بن جبل.
وقد سلف من حديث أبي هريرة برقم (8406) بلفظ: "لا حول ولا قوة إلا بالله، كنز من كنوز الجنة" ومثله عن أبي ذر، سيرد 5/ 145.
وعن أبي موسى الأشعري سيرد 4/ 402.
قال السندي: قوله: على باب: أي من ذكر ينال به المرء باباً.
(1)
حسن لغيره دون قوله: "فإنها ثلث خمر العالم"، وهذا إسناد ضعيف. بكر بن سوادة لم يدرك قيس بن سعد، وعبيد الله بن زَحْر: وهو الضمري، وثقه أبو زرعة والنسائي، واختلف قول أحمد فيه، فوثقه مرة وضعفه أخرى، وقال ابن معين: ليس بشيء، وقال علي ابن المديني: منكر الحديث، وقال الحاكم: لين الحديث، وقال ابنُ حجر في "التقريب": صدوق يخطئ. ويحيى بن أيوب: هو الغافقي المصري، مختلف فيه، حسن الحديث. يحيى بن إسحاق: هو السيلحيني.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 197، والبيهقي 10/ 222 من طريق يحيى بن إسحاق، بهذا الإسناد. وتحرف في مطبوع ابن أبي شيبة يحيى بن إسحاق إلى: محمد بن إسحاق، وَفُسِّر القنين في روايته بالعود. =
15482/ 1 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِيهِ ابْنُ هُبَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ شَيْخًا مِنْ حِمْيَرَ يُحَدِّثُ أَبَا تَمِيمٍ الْجَيْشَانِيَّ، أَنَّهُ سَمِعَ قَيْسَ بْنَ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ الْأَنْصَارِيَّ، وَهُوَ عَلَى مِصْرٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ كِذْبَةً
= وأخرجه الطبراني في "الكبير" 18/ 897 من طريق عمرو بن الربيع بن طارق، عن يحيى بن أيوب، به. وعنده: بدل القنين القيان.
وأخرجه البيهقي 10/ 222 من طريق ابن وهب، عن الليث بن سعد وابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عمرو بن الوليد بن عبدة، عن قيس بن سعد، به. قلنا: عمرو بن الوليد بن عبدة مجهول.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/ 54، وقال: رواه أحمد والطبراني، وفيه عبيد الله بن زحر، وثقه أبو زرعة والنسائي، وضعفه الجمهور. قلنا: فاته أن يعله بالانقطاع.
وقد سلف نحوه من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص برقم (6478)، وذكرنا هناك شواهده، وشرحنا ألفاظه.
قال السندي: والقنين، بكسر القاف، وتشديد النون: لعبة للروم يقامرون بها، وقيل: هو الطنبور بالحبشة.
وقد سلف تفسير الكوبة في حديث ابن عباس (2476) أنها النرد بلغة أهل اليمن، نقله أبو عبيد في "غريب الحديث" 4/ 278 عن محمد بن كثير العبدي، ويؤيده ما رواه البخاري في "الأدب المفرد"(788) و (1267) من طريق حريز، عن سلمان بن سمير الألهاني، عن فضالة بن عُبيد
…
بلغه أن أقواماً يلعبون بالكوبة، فقام غضبانَ ينهى عنها أشدَّ النهي، ثم قال: أن اللاعبَ بها ليأكل قُمْرَها كآكل الخنزيرِ ومتوضئٍ بالدم. وقد فسرها علي بن بذيمة أحد رواة حديث ابن عباس بأنها الطبل، وعلي بن بذيمة أصله فارسي، أبوه من سبي المدائن.
مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَضْجَعًا مِنَ النَّارِ، أَوْ بَيْتًا فِي جَهَنَّمَ " (1).
15482/ 2 - سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ أَتَى عَطْشَانًا (2) يَوْمَ الْقِيَامَةِ، أَلَا فَكُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ، وَإِيَّاكُمْ وَالْغُبَيْرَاءَ ".
قَالَ هَذَا الشَّيْخُ: ثُمَّ سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو (3) بَعْدَ ذَلِكَ يَقُولُ مِثْلَهُ،
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة: وهو عبد الله، وإبهام الشيخ من حمير، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. حسن بن موسى هو الأشيب، وابن هبيرة: هو عبد الله السبئي، وأبو تميم الجيشاني: هو عبد الله ابن مالك.
وأخرجه أبو يعلى (1436) من طريق أبي عبد الرحمن المقرئ، عن ابن لهيعة، به.
وأورده الهيثمي في موضعين في "مجمع الزوائد" 1/ 144، 5/ 70، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى، وفيه راوٍ لم يسمَّ.
وقد سلف نحوه من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص برقم (6478)، وذكرنا هناك شواهده.
قال السندي: قوله: كذبة، أي: ولو مرة واحدة.
(2)
في (ظ 12) و (ص): عَطِشاً.
(3)
في النسخ الخطية و (م): بن عمر، وهو تحريف، وقد جاء على الصواب في "أطراف المسند" 5/ 209.
وقوله: عطشاناً. كذا جاء في الأصول منوناً، والجادة أن يُمنع من الصرف، لأن الصفة إذا كانت على وزن فعلان ومؤنثها فعلى، فإنها تمنع من الصرف، عند جمهور النحاة ويخرج ما هنا إما على أن "عطشان" يجوز فيه الأمران الصرف وعدمه لأن مؤنثه جاء على فعلانة وفعلى، كما في "اللسان" وإما على لغة بني أسد الذين يصرفون كل صفة على وزن فعلان، لأنهم يؤنثونه =
فَلَمْ يَخْتَلِفَا إِلَّا فِي بَيْتٍ أَوْ مَضْجَعٍ (1).
= بالتاء مطلقاً.
(1)
صحيح لغيره، دون قوله:"من شرب الخمر أتى عطشاناً يوم القيامة". وهذا إسناد ضعيف إسناد سابقه.
وأخرجه أبو يعلى (1436)، والطبراني في "الكبير" 18/ (898) من طريق أبي عبد الرحمن المقرئ، عن ابن لهيعة، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/ 70، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى، وفيه راوٍ لم يسمَّ.
وقوله: إياكم والغبيراء، سلف برقم (15481).
وقوله: ألا فكل مسكر خمر، سلف نحوه من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص برقم (6478)، وذكرنا هناك شواهده.
حَدِيثُ وَهْبِ بْنِ حُذَيْفَةَ (1) عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
15483 -
حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ - يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللهِ -، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى بْنِ عُمَارَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمِّي وَاسِعُ بْنُ حَبَّانَ، عَنْ وَهْبِ بْنِ حُذَيْفَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" الرَّجُلُ أَحَقُّ بِمَجْلِسِهِ، وَإِنْ قَامَ مِنْهُ ثُمَّ رَجَعَ " أَيْ: فَهُوَ أَحَقُّ بِهِ (2).
(1) قال السندي: وهب بن حذيفة، غفاري أو مزني أو ثقفي. وذكره ابن سعد في طبقة أهل الخندق. وقيل: إنه كان من أهل الصفة، وعاش إلى خلافة معاوية.
(2)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير هشام بن سعيدة وهو الطالقاني، فقد روى له أبو داود والنسائي والبخاري في "الأدب المفرد"، وهو ثقة. وصحابيه لم يرو له سوى الترمذي. خالد بن عبد الله: هو الواسطي.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1595)، والترمذي (2751)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1278)، والطبراني في "الكبير": 22/ (359) من طرق عن خالد بن عبد الله الواسطي، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب.
وأخرجه الطحاوي (1279) من طريق سليمان بن بلال، عن عمرو بن يحيى، به.
وأخرجه البخاري في "تاريخه الكبير" 8/ 158 عن إسماعيل بن أبي أويس، حدثني أخي، عن سليمان، عن عمرو بن يحيى المازني، عن أبيه، عن جده، نحوه مرفوعاً.
وانظر تعليق العلامة الشيخ المعلمي رحمه الله عليه، فإنه نفيس.
وقد سلف في مسند عبد الله بن عمر بن الخطاب برقم (4874) وذكرنا =
15484 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، عَنْ عَمِّهِ وَاسِعِ بْنِ حَبَّانَ، عَنْ وَهْبِ بْنِ حُذَيْفَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا قَامَ الرَّجُلُ مِنْ مَجْلِسِهِ، فَرَجَعَ إِلَيْهِ، فَهُوَ أَحَقُّ بِهِ، وَإِنْ كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ، فَقَامَ إِلَيْهَا ثُمَّ رَجَعَ، فَهُوَ أَحَقُّ بِهِ "(1).
= هناك أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: وإن قام منه، أي: بنية الرجوع إليه في ذلك الوقت، ويعلم ذلك بقرائن، منها: أن يترك شيئاً في ذلك المحل يدل على أنه يرجع، والله تعالى أعلم.
(1)
إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين، غير صحابيه، فإنه لم يرو له سوى الترمذي. عفان: هو ابن مسلم الصفار.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1277) من طريق عفان، بهذا الإسناد.
وانظر ما قبله.
حَدِيثُ عُوَيْمِ بْنِ سَاعِدَةَ
(1)
15485 -
حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أُوَيْسٍ، حَدَّثَنَا شُرَحْبِيلٌ، عَنْ عُوَيْمِ بْنِ سَاعِدَةَ الْأَنْصَارِيِّ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ أَنَّ النَّبِيَّ أَتَاهُمْ فِي مَسْجِدِ قُبَاءَ، فَقَالَ:" إِنَّ اللهَ تبارك وتعالى قَدْ أَحْسَنَ عَلَيْكُمُ الثَّنَاءَ فِي الطُّهُورِ (2) فِي قِصَّةِ مَسْجِدِكُمْ، فَمَا هَذَا الطُّهُورُ الَّذِي تَطَّهَّرُونَ بِهِ؟ " قَالُوا: وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ مَا نَعْلَمُ شَيْئًا إِلَّا أَنَّهُ كَانَ لَنَا جِيرَانٌ مِنَ الْيَهُودِ، فَكَانُوا يَغْسِلُونَ أَدْبَارَهُمْ مِنَ الْغَائِطِ، فَغَسَلْنَا كَمَا غَسَلُوا (3).
(1) قال السندي: أنصاري أوسي، شهد العقبة وبدراً وأحداً. مات في خلافة عمر. وجاء أنه قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: مَن الذين قال الله تعالى فيهم: {رجالٌ يُحِبُّونَ أن يَتَطَهَّروا} [التوبة: 108] فقال: "نعم المرءُ منهم عويم بن ساعدة".
(2)
فتحت الطاء في (ظ 12) في الموضعين. قلنا: الطهور، بالفتح، يقع على الماء والمصدر معاً، قاله سيبويه.
(3)
حديث حسن لغيره وهذا إسناد ضعيف، أبو أويس -وهو عبد الله بن عبد الله المدني- قد تكلم فيه الأئمة من جهة حفظه، وشرحبيل: هو ابن سعد أبو سعد الخَطْمي، ضعيف، وقال ابن حجر في "تهذيب التهذيب" 2/ 158: وفي سماعه من عويم بن ساعدة نظر، لأن عويماً مات في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويقال: في خلافة عمر رضي الله عنه.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (348) من طريق حسين بن محمد المروذي، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبري في "التفسير"(17231)، وابن خزيمة (83)، والحاكم 1/ 155 من طريقين عن أبي أويس، به. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي غير أن في مطبوع الحاكم بياضاً في متن الحديث.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/ 212، وقال: رواه أحمد والطبراني في الثلاثة، وفيه شرحبيل بن سعد، ضعفه مالك وابن معين وأبو زرعة، ووثقه ابن حبان.
وله شاهد بنحوه من حديث ابن عباس عند الطبراني في "الكبير"(11065)، ولفظه: قال: لما نزلت الآية {فيه رجال يحبون أن يتطهروا} بعث النبي صلى الله عليه وسلم إلى عويم بن ساعدة، فقال:"ما هذا الطهور الدي أثنى الله عز وجل عليكم؟ " فقالوا: يا رسول الله، ما خرج منا رجل ولا امرأة من الغائط إلا غسل فرجه أو قال: مقعدته. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "هو هذا". وإسناده ضعيف. وتحرف في المطبوع منه عويم إلى عويمر.
واستنجاء أهل قباء بالماء له شاهد من حديث أبي هريرة عند أبي داود (44)، والترمذي (3100)، وابن ماجه (357). وإسناده ضعيف.
وثانٍ من حديث أبي أمامة عند الطبراني في "الكبير"(7555) وإسناده ضعيف.
وثالث من حديث محمد بن عبد الله بن سلام، سيرد 6/ 6، وإسناده ضعيف.
قال السندي: قوله: في قصة مسجدكم: ظاهره أن المراد بالمسجد الذي أسس على التقوى هو مسجد قباء، وقد صَحَّ أنه مسجد النبي صلى الله عليه وسلم الذي في المدينة بطرق، فيحتمل أن المراد: في قصة مسجد الضرار، وأضاف إليهم لكونه بني عندهم. وأما خطاب أهل مسجد قباء، فلا دلالة فيه، فإن المراد الأنصار، وهم كانوا أهل المسجدين، واتفق أن الكلام جرى هناك، والله تعالى أعلم.
حَدِيثُ قُهَيْدِ بْنِ مُطَرِّفٍ الْغِفَارِيِّ
15486 -
حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَخِي الْحَكَمُ بْنُ الْمُطَّلِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ قُهَيْدِ بْنِ مُطَرِّفٍ الْغِفَارِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَأَلَهُ سَائِلٌ: إِنْ عَدَا عَلَيَّ عَادٍ؟ فَأَمَرَهُ أَنْ يَنْهَاهُ ثَلَاثَ مِرَارٍ. قَالَ: فَإِنْ أَبَى؟ فَأَمَرَهُ بِقِتَالِهِ، قَالَ: فَكَيْفَ بِنَا؟ قَالَ: " إِنْ قَتَلَكَ فَأَنْتَ فِي الْجَنَّةِ، وَإِنْ قَتَلْتَهُ، فَهُوَ فِي النَّارِ "(1).
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد محتمل للتحسين، الحكم بن المطلب: هو ابن عبد الله بن حنطب المخزومي، من رجال"التعجيل"، روى عنه جماعة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الدارقطني: يُعتبر به. وأبوه المطلب وثقه أبو زرعة ويعقوب بن سفيان والدارقطني، لكنه كثير الإرسال، وأخطا ابن حجر، فوصفه بكثرة التدليس في "التقريب" ولم يؤثر عن أحد من أهل العلم وصفه بذلك حتى هو نفسه لم يذكره في "طبقات المدلسين" وقهيد بن مطرف الغفاري روى عنه ثلاثة، وذكره ابن حبان في "الثقات" ويقال: إن له صحبة.
وأخرجه البزار (1864)(زوائد)، والطبراني في "الكبير" 19/ (83) من طريق أبي عامر العقدي.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 8/ 336 من طريق ابن أبي أويس، عن عبد العزيز بن المطلب، به.
وقال البخاري في "تاريخه الكبير" 7/ 198 - 199: وفيما وجدت في كتاب أحمد في مسنداته، عن ابن أبي أويس، قال: حدثني عبد العزيز بن المطلب، به. فذكر تتمة الإسناد والمتن، وقال: هذا مرسل.
قلنا: طريق ابن أبي أويس لما نجده في المسند بعد.
قال السندي: قوله: إن عدا، بكسر إن على أنها شرطية، والجواب مقدر: أي إن قصد أحد قتلي أو نهب مالي، فماذا أفعل؟ =
15487 -
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُطَّلِبِ الْمَخْزُومِيُّ، عَنْ أَخِيهِ الْحَكَمِ بْنِ الْمُطَّلِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ قُهَيْدٍ الْغِفَارِيِّ قَالَ: سَأَلَ سَائِلٌ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: إِنْ عَدَا عَلَيَّ عَادٍ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " ذَكِّرْهُ " وَأَمَرَهُ بِتَذْكِيرِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ " فَإِنْ أَبَى فَقَاتِلْهُ، فَإِنْ قَتَلَكَ فَإِنَّكَ فِي الْجَنَّةِ، وَإِنْ قَتَلْتَهُ فَإِنَّهُ فِي النَّارِ "(1).
= وله طريق آخر في مسند أبي هريرة يتقوى به (8475) و (8476) و (8724).
(1)
إسناده كسابقه. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزهري.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1026) من طريق يعقوب، بهذا الإسناد.
وانظر ما قبله.
حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ يَثْرِبِيٍّ
(1)
15488 -
حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ - يَعْنِي ابْنَ حَسَنٍ الْحَارِثِيَّ -، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَارَةَ بْنَ حَارِثَةَ الضَّمْرِيَّ يُحَدِّثُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَثْرِبِيٍّ الضَّمْرِيِّ، قَالَ: شَهِدْتُ خُطْبَةَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِمِنًى، فَكَانَ فِيمَا خَطَبَ بِهِ أَنْ قَالَ:" وَلَا يَحِلُّ لِامْرِئٍ مِنْ مَالِ أَخِيهِ إِلَّا مَا طَابَتْ بِهِ نَفْسُهُ " قَالَ: فَلَمَّا سَمِعْتُ ذَلِكَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ لَوْ لَقِيتُ غَنَمَ ابْنِ عَمِّي، فَأَخَذْتُ مِنْهَا شَاةً، فَاجْتَزَرْتُهَا، هَلْ عَلَيَّ فِي ذَلِكَ شَيْءٌ؟ قَالَ:" إِنْ لَقِيتَهَا نَعْجَةً تَحْمِلُ شَفْرَةً وَزِنَادًا (2) فَلَا تَمَسَّهَا "(3).
(1) قال الحافظ في "الإصابة": عمرو بن يثربي الضَّمري، يُعد في أهل الحجاز. قال البخاري، وقال ابن السكن: له صحبة، أسلم عام الفتح.
قال ابن عبد البر: استقضاه عثمان على البصرة، وقال ابن الأثير: استقضاه عمر، وقيل: عثمان.
(2)
في (ظ 12) و (ص) و (ق): أزناداً، وهي صحيحة أيضاً.
(3)
عمارة بن حارثة الضمري، انفرد بالرواية عنه عبد الرحمن بن أبي سعيد: وهو الخدري، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وبقية رجاله ثقات. أبو عامر: هو عبد الملك بن عمرو العَقَدي.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(979)، والبيهقي في "السنن" 6/ 97، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" 1/ 332 من طريق أبي عامر، بهذا الإسناد. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرجه الدارقطني 3/ 25 من طريق زيد بن الحباب، عن عبد الملك بن الحسن، به.
وسيأتي 5/ 113 من زوائد عبد الله بن أحمد، عن محمد بن عَبَّاد المكي، عن عبد الملك بن حسن، عن عمارة بن حارثة، به دون ذكر عبد الرحمن بن أبي سعيد في الإسناد. قال الدارقطني في "السنن" 3/ 26: والأول أصح. يعني طريق زيد بن الحباب.
وسيكرر 5/ 113 سنداً ومتناً.
وله شاهد بمعناه سلف من حديث أبي هريرة برقم (7727) ولفظه "كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه".
قال السندي: قوله: "فاجتزرتها" بجيم وتقديم زاي معجمة على راء مهملة: أي: ذبحتها، يريد: إذا كان الإذن دلالة لقرابة مثلاً، فكيف الحكم؟
قوله: "نعجة": أي: الأنثى من الضأن، وهي لسمنها تكون عزيزة عند أهلها.
قوله: "تحمل": أي أنت، والجملة حال.
قوله: "شفرة": أي سكين عريضة.
قوله: "وزناد": بكسر الزاي: جمع زَنْد: العود الذي تقدح به النار. أي: إذا كانت أنثى سمينة عزيزة عند أهلها، وأنت تريد ذبحها وأكل لحمها، لا حلبها وشرب لبنها، فلا تحل لك، والحاصل أن الإذن دلالة ينفع في المُحَقِّرات، لا في الأمور العظيمة، والله تعالى أعلم.
حَدِيثُ أَبِي حَدْرَدٍ الْأَسْلَمِيِّ
(1)
15489 -
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمَدَنِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ أَبِي حَدْرَدٍ الْأَسْلَمِيِّ أَنَّهُ كَانَ لِيَهُودِيٍّ عَلَيْهِ أَرْبَعَةُ دَرَاهِمَ، فَاسْتَعْدَى عَلَيْهِ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ لِي عَلَى هَذَا أَرْبَعَةَ دَرَاهِمَ، وَقَدْ غَلَبَنِي عَلَيْهَا، فَقَالَ:" أَعْطِهِ حَقَّهُ " قَالَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا أَقْدِرُ عَلَيْهَا. قَالَ: " أَعْطِهِ حَقَّهُ " قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا أَقْدِرُ عَلَيْهَا، قَدْ أَخْبَرْتُهُ أَنَّكَ تَبْعَثُنَا إِلَى خَيْبَرَ، فَأَرْجُو أَنْ تُغْنِمَنَا شَيْئًا، فَأَرْجِعُ فَأَقْضِيهِ (2) قَالَ:" أَعْطِهِ حَقَّهُ " قَالَ: وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا قَالَ ثَلَاثًا لَمْ يُرَاجَعْ، فَخَرَجَ بِهِ ابْنُ أَبِي حَدْرَدٍ إِلَى السُّوقِ وَعَلَى رَأْسِهِ عِصَابَةٌ، وَهُوَ مُتَّزِرٌ بِبُرْدٍ، فَنَزَعَ الْعِمَامَةَ
(1) كذا في النسخ الخطية و (م): قال السندي: والصواب ابن أبي حدرد، نبَّه عليه في "الترتيب": قلنا: يعني ابن عساكر في "ترتيب أسماء الصحابة الذين أخرج حديثهم أحمد بن حنبل في المسند" ص 74 وسيأتي على الصواب كذلك في إسناد هذا الحديث، وفي "أطراف المسند" 2/ 702.
قال السندي: وهو عبد الله بن أبي حدرد، واسم أبي حدرد سلامة أو عبد -بالتكبير- أو عبيد -بالتصغير، وبلا إضافة- ابن عمير.
قال ابن منده: ولا خلاف في صحبته، وكذلك لأبيه صحبة، وأول مشاهده الحديبية ثم خيبر.
(2)
في (س) و (م) و (ق): فأقضه، والمثبت من (ظ 12) و (ص) وهامش (ق).
عَنْ رَأْسِهِ، فَاتَّزَرَ بِهَا، وَنَزَعَ الْبُرْدَةَ، فَقَالَ: اشْتَرِ مِنِّي هَذِهِ الْبُرْدَةَ. فَبَاعَهَا مِنْهُ بِأَرْبَعَةِ الدَّرَاهِمِ، فَمَرَّتْ عَجُوزٌ، فَقَالَتْ: مَا لَكَ يَا صَاحِبَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَأَخْبَرَهَا. فَقَالَتْ: هَا دُونَكَ هَذَا: بِبُرْدٍ عَلَيْهَا طَرَحَتْهُ عَلَيْهِ (1).
(1) إسناده ضعيف لانقطاعه، محمد بن أبي يحيى الأسلمي وهو والد عبد الله لم يدرك ابن أبي حدرد الأسلمي، وبقية رجاله ثقات إبراهيم بن إسحاق: هو ابن عيسى الطالقاني، وعبد الله بن محمد بن يحيى يلقب بسَحْبَل.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(4509)، وفي "الصغير"(655) من طريق قتيبة بن سعيد، عن عبد الله بن محمد بن أبي يحيى، به إلا أنه جعله من حديث أبي حدرد الأسلمي. وقد تحرف لقب عبد الله بن محمد بن أبي يحيى وهو سَحْبل إلى سهيل في "الأوسط" وإلى سُخَيل في "الصغير".
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/ 129 - 130، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الصغير" و"الأوسط"، ورجاله ثقات إلا أن محمد بن أبي يحيى لم أجد له رواية عن الصحابة، فيكون مرسلاً صحيحاً. وانظر (15791).
قال السندي: قوله: فاستعدى عليه: أي رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في روايةٍ: أي طلب منه الحكم عليه بالإعطاء.
قوله: متزر: قالوا: الصواب مُؤْتَزِرٌ -بالهمز-.
قوله: فقال: اشتر مني هذه البردة: أي لليهودي.
قولها: ها دونك هذا: أي خذ هذا، وها: للتنبيه.
حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ
(1)
15490 -
حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ، قَالَ: جِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، كُنْتُ ضَرِيرًا شَاسِعَ الدَّارِ، وَلِي قَائِدٌ لَا يُلَائِمُنِي، فَهَلْ تَجِدُ لِي رُخْصَةً أَنْ أُصَلِّيَ فِي بَيْتِي؟ قَالَ:" أَتَسْمَعُ النِّدَاءَ؟ " قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: " مَا أَجِدُ لَكَ رُخْصَةً "(2).
(1) قال السندي: عمرو بن أم مكتوم، قرشي، يقال اسمه: عبد الله. وقال ابن سعد: أهل المدينة يقولون: اسمه عبد الله، وأهل العراق يقولون: عمرو. وهو ابن قيس بن زائدة، وقيل: عمرو بن زائدة، لم يذكروا قيساً، فقيل: هذه نسبة لجده.
أسلم قديماً بمكة، وكان من المهاجرين الأولين، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستخلفه على المدينة في عامة غزواته، فصلى بالناس. قيل: استخلفه ثلاث عشرة مرة.
وجاء أنه خرج إلى القادسية، فشهد القتال، واستشهد هناك، وكان معه اللواء حينئذٍ، وقيل: بل رجع، ثم مات بالمدينة.
وهو الذي نزل فيه سورة (عبس).
(2)
حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، أبو رزين -وهو مسعود بن مالك الأسدي-، لم يسمع من ابن أم مكتوم ذكر ذلك ابن معين كما في "جامع التحصيل" ص 343، وكذلك أنكر ابن القطان سماعه منه كما في "تهذيب التهذيب"، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير عاصم: وهو ابن أبي النجود، فقد روى له البخاري ومسلم مقروناً، وهو حسن الحديث، وصحابيه مختلف في اسمه، قيل: عمرو، وقيل: عبد الله، ولم يرو له سوى أبي داود والنسائي وابن ماجه. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم. وشيبان: هو =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ابن عبد الرحمن النحوي.
وأخرجه ابن خزيمة (1480)، والحاكم 3/ 635 من طريقين عن شيبان، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (552)، وابن ماجه (792)، وابن خزيمة (1480)، والطبراني في "الصغير"(732)، والحاكم 1/ 247 و 3/ 635، والبيهقي في "السنن" 3/ 58، والبغوي في "شرح السنة"(796) من طرق، عن عاصم، به.
واختلف فيه على أبي رزين:
فقد رواه ابن أبي شيبة 1/ 346 - ومن طريقه ابن عدي في "الكامل" 3/ 1200 - والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(5089) من طريق عمرو بن مرة، عن أبي رزين، عن أبي هريرة.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(5086)، والحاكم 3/ 635 من طريق إبراهيم بن طهمان، عن عاصم، عن زر بن حُبيش، عن ابن أم مكتوم، به. وقال الحاكم: لا أعلم أحداً قال في هذا الإسناد: عن عاصم، عن زر غير إبراهيم بن طهمان، وقد رواه زائدة وشيبان وحماد بن سلمة وأبو عوانة وغيرهم عن عاصم، عن أبي رزين، عن ابن أم مكتوم.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 345 - 346 عن حماد بن أسامة، وأبو داود (553)، والنسائي في "المجتبى" 2/ 109 - 110، وفي "الكبرى"(924)، وابن خزيمة (1478)، والبيهقي في "السنن" 3/ 58 من طريق زيد بن أبي الزرقاء، والنسائي في "المجتبى" 2/ 109 - 110، وفي الكبرى (924)، والمزي في "تهذيب الكمال" 22/ 28 من طريق قاسم بن يزيد، ثلاثتهم عن سفيان الثوري، عن عبد الرحمن بن عابس، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن ابن أم مكتوم، قال: يا رسول الله إن المدينة كثيرة الهوام والسِّباع. قال: "هل تسمع حي على الصلاة حي على الفلاح؟ " قال: نعم. قال: "فحي هلا"، ولم يرخص له.
قلنا: عبد الرحمن بن أبي ليلى لم يدرك ابن أم مكتوم.
وأخرج هذه الرواية الحاكم 1/ 246 - 247 من طريق ابن خزيمة، غير أنه =
15491 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ - يَعْنِي ابْنَ مُسْلِمٍ -، حَدَّثَنَا الْحُصَيْنُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ، عَنِ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَتَى الْمَسْجِدَ، فَرَأَى فِي الْقَوْمِ رِقَّةً، فَقَالَ:" إِنِّي لَأَهُمُّ أَنْ أَجْعَلَ لِلنَّاسِ إِمَامًا، ثُمَّ أَخْرُجُ فَلَا أَقْدِرُ عَلَى إِنْسَانٍ يَتَخَلَّفُ عَنِ الصَّلَاةِ فِي بَيْتِهِ إِلَّا أَحْرَقْتُهُ عَلَيْهِ ". فَقَالَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ بَيْنِي وَبَيْنَ الْمَسْجِدِ نَخْلًا وَشَجَرًا، وَلَا أَقْدِرُ عَلَى قَائِدٍ كُلَّ سَاعَةٍ، أَيَسَعُنِي أَنْ أُصَلِّيَ فِي بَيْتِي؟ قَالَ:" أَتَسْمَعُ الْإِقَامَةَ؟ " قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: " فَأْتِهَا "(1).
= لم يذكر عبد الرحمن بن أبي ليلى في الإسناد، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، إن كان ابن عابس سمع من ابن أم مكتوم، ووافقه الذهبي!
وله شاهد من حديث أبي هريرة عند مسلم (653) قال: أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم رجل أعمى، فقال: يا رسول الله، أنه ليس لي قائد يقودني إلى المسجد، فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرخص له فيصلي في بيته، فرخَّص له، فلما ولَّى دعاه فقال:"هل تسمع النداء بالصلاة؟ " فقال: نعم، قال:"فأجب".
وآخر من حديث جابر بن عبد الله سلف برقم (14948).
وقد سلف في مسند أنس بن مالك برقم (12384) أن النبي صلى الله عليه وسلم إذن لعتبان ابن مالك بالصلاة في بيته، وسيأتي في مسنده 4/ 43 - 44.
قال السندي: ظاهر الحديث أن العمى وحده ليس بعذر لمن يسمع الأذان في ترك الحضور، وما جاء في عتبان، فإنما كان العمى مع حلول السيل كما هو معلوم.
(1)
حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد صحيح أن كان عبد الله بن شداد بن =
حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ الزُّرَقِيِّ، وَيُقَالُ عُبَيْدُ بْنُ رِفَاعَةَ الزُّرَقِيُّ
15492 -
حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَيْمَنَ الْمَكِّيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الزُّرَقِيِّ، عَنْ أَبِيهِ. وَقَالَ الْفَزَارِيُّ مَرَّةً: عَنِ ابْنِ رِفَاعَةَ الزُّرَقِيِّ، عَنْ أَبِيهِ. وَقَالَ غَيْرُ الْفَزَارِيِّ: عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ الزُّرَقِيِّ
= الهاد سمعه من ابن أم مكتوم، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن صحابيه لم يرو له سوى أبي داود والنسائي وابن ماجه. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث العنبري، وعبد العزيز بن مسلم: هو القسملي، والحصين: هو ابن عبد الرحمن السُّلَمي.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(5087) من طريق أبي عمر الحوضي، عن عبد العزيز بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن خزيمة (1479)، والدارقطني مختصراً في "السنن" 1/ 381، والحاكم 1/ 247 من طريق أبي جعفر الرازي، عن حصين بن عبد الرحمن، به. وعند ابن خزيمة والحاكم أنها صلاة العشاء.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(5088) من طريق شعبة، عن حصين، عن عبد الله بن شداد أن ابن أم مكتوم، فذكر نحوه.
وأخرجه مختصراً ابن أبي شيبة 1/ 345 من طريق حصين، عن عبد الله بن شداد، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وقوله: "إني لأَهم أن أجعل للناس إماماً
…
الخ"، له شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري (644)، ومسلم (651)، وقد سلف برقم (7328).
وآخر من حديث عبد الله بن مسعود، سلف برقم (3743) وذكرنا هنا تتمة أحاديث الباب.
وقوله: "أتسمع الإقامة
…
"
سلف نحوه برقم (15490)، وذكرنا هناك شواهده.
قال السندي: قوله: رِقَّة: أي قِلَّة.
قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ، وَانْكَفَأَ الْمُشْرِكُونَ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" اسْتَوُوا حَتَّى أُثْنِيَ عَلَى رَبِّي " فَصَارُوا خَلْفَهُ صُفُوفًا، فَقَالَ:" اللهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ كُلُّهُ، اللهُمَّ لَا قَابِضَ لِمَا بَسَطْتَ، وَلَا بَاسِطَ لِمَا قَبَضْتَ، وَلَا هَادِيَ لِمَا (1) أَضْلَلْتَ، وَلَا مُضِلَّ لِمَنْ هَدَيْتَ، وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلَا مُقَرِّبَ لِمَا بَاعَدْتَ، وَلَا مُبَاعِدَ لِمَا قَرَّبْتَ، اللهُمَّ ابْسُطْ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتِكَ وَرَحْمَتِكَ وَفَضْلِكَ وَرِزْقِكَ، اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ النَّعِيمَ الْمُقِيمَ الَّذِي لَا يَحُولُ وَلَا يَزُولُ، اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ النَّعِيمَ يَوْمَ الْعَيْلَةِ، وَالْأَمْنَ يَوْمَ الْخَوْفِ، اللهُمَّ إِنِّي عَائِذٌ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا أَعْطَيْتَنَا وَشَرِّ مَا مَنَعْتَ (2)، اللهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الْإِيمَانَ، وَزَيِّنْهُ فِي قُلُوبِنَا، وَكَرِّهْ إِلَيْنَا الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ، وَاجْعَلْنَا مِنَ الرَّاشِدِينَ، اللهُمَّ تَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ، وَأَحْيِنَا مُسْلِمِينَ، وَأَلْحِقْنَا بِالصَّالِحِينَ غَيْرَ خَزَايَا وَلَا مَفْتُونِينَ، اللهُمَّ قَاتِلِ الْكَفَرَةَ الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ رُسُلَكَ، وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِكَ، وَاجْعَلْ عَلَيْهِمْ رِجْزَكَ وَعَذَابَكَ، اللهُمَّ قَاتِلِ الْكَفَرَةَ (3)، الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ، إِلَهَ الْحَقِّ "(4).
(1) في (ظ 12) و (ص): لمن.
(2)
في (ق): منعتنا.
(3)
في (ظ 12): كفرة، وهي كذلك في نسخة السندي.
(4)
رجاله ثقات، عُبيد الله بن عبد الله الزُّرقي، إنما هو عبيد بن رِفاعة وَهِمَ في اسمه هنا مروانُ بنُ معاوية الفزاري، وقد جاء عنه على الجادة من طرق أخرى كما سيأتي في التخريج، وُلِدَ في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عنه جمع، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ووثقه العجلي والذهبي، وذكره ابن حبان في "الثقات".
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(699) عن علي ابن المديني، والنسائي في "الكبرى"(10445) - وهو في "عمل اليوم والليلة"(609)، والبزار (1800)(زوائد)، والحاكم 3/ 23 - 24 من طريق زياد بن أيوب، وابن أبي عاصم في "السنة"(381) مختصراً، والطبراني في "الكبير"(4549) من طريق دُحيم عبد الرحمن بن إبراهيم، والطبراني في "الكبير"(4549)، وفي "الدعاء"(1075) من طريق داود بن عمرو الضبي وسهل بن عثمان العسكري، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" 10/ 127 من طريق السري بن مغلس، ستتهم عن مروان بن معاوية الفزاري، عن عبد الواحد بن أيمن، عن عبيد بن رفاعة، عن أبيه، به.
وفي رواية ابن أبي عاصم: عن ابن رفاعة، دون تعيين. وصححه الحاكم على شرط الشيخين ووافقه الذهبي!
وقال البزار: لا نعلمه مرفوعاً إلا من حديث رفاعة، ولا رواه عن عبيد إلا عبد الواحد (تحرف في المطبوع: عبد الرحمن) وهو مشهور لا بأس به، روى عنه أهل العلم.
وأخرجه الحاكم 1/ 506 - 507 وعنه البيهقي في "الدعوات الكبير"(173) من طريق خلاد بن يحيى، عن عبد الواحد، عن عبيد بن رفاعة، به. وقال: صحيح على شرطهما، وتعقبه الذهبي هنا بقوله: الشيخان لم يخرجا لعبيد، وهو ثقة، والحديث مع نظافة إسناده منكر، أخاف أن يكون موضوعاً!
وقد اختلف فيه على عبد الواحد بن أيمن.
فأخرجه النسائي في "الكبرى"(10446) - وهو في "عمل اليوم والليلة"(610) من طريق أبي نعيم، عن عبد الواحد بن أيمن، عن عبيد بن رفاعة الزرقي، مرسلاً.
وقد أشار الإمام أحمد إلى إرساله في الإسناد فقال: وقال غير الفزاري: عبيد بين رفاعة الزرقي. =
حَدِيثُ رَجُلٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
15493 -
حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي مُصْعَبٍ قَالَ: قَدِمَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ شَيْخٌ، فَرَأَوْهُ مُوْثرًا فِي جَهَازِهِ، فَسَأَلُوهُ (1)، فَأَخْبَرَهُمْ أَنَّهُ يُرِيدُ الْمَغْرِبَ، وَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " سَيَخْرُجُ نَاسٌ إِلَى الْمَغْرِبِ يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وُجُوهُهُمْ عَلَى ضَوْءِ الشَّمْسِ "(2).
= وقد أورده الذهبي مطولاً في "السيرة النبوية" 1/ 419 - 420 (طبعة مؤسسة الرسالة)، وقال: هذا حديث غريب منكر!
قال السندي: قوله: "وانكفأَ": أي: انقلبوا ورجعوا إلى بيوتهم.
قوله: "حتى أُثني"، بضم الهمزة: من الثناء.
قوله: "فصاروا": أي المسلمون.
قوله: "لك الحمد كله": يدل على أن تعريف الحمد في نحو الحمد لله، للاستغراق.
قوله: "لما أضللت": فيه أن الضال كالأنعام، والمهتدون هم الناس.
قوله: "يوم العَيْلَة"، ضبط بفتح العين: أي يوم الحاجة.
قوله: "الكفرة الذين أوتوا الكتاب": أي كفرة أهل الكتاب من اليهود والنصارى، ويحتمل شمولهم للمشركين، لأنهم صاروا أهل كتاب حين نزوله عليه صلى الله عليه وسلم.
(1)
في النسخ الخطية و (م) خلا (ق): فسألهم، وقد ضبب فوقها في (س)، وجاء في هامشها: لعله: فسألوه. قلنا: هي كذلك في نسخة (ق)، ونسخة الهيثمي.
(2)
إسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة: وهو عبد الله، وأبو مصعب لم نقع =
حَدِيثُ جَدِّ أَبِي الْأَشَدِّ السُلَمِيِّ
15494 -
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ زُفَرَ الْجُهَنِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْأَشَدِّ السُّلَمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: كُنْتُ سَابِعَ سَبْعَةٍ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: فَأَمَرَنَا نَجْمَعُ (1) لِكُلِّ رَجُلٍ مِنَّا دِرْهَمًا، فَاشْتَرَيْنَا أُضْحِيَّةً بِسَبْعَةِ (2) الدَّرَاهِمِ (3)، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، لَقَدْ أَغْلَيْنَا بِهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّ أَفْضَلَ الضَّحَايَا أَغْلَاهَا وَأَسْمَنُهَا ". وَأَمَرَ (4) رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَخَذَ رَجُلٌ بِرِجْلٍ، وَرَجُلٌ بِرِجْلٍ، وَرَجُلٌ بِيَدٍ، وَرَجُلٌ بِيَدٍ، وَرَجُلٌ بِقَرْنٍ، وَرَجُلٌ بِقَرْنٍ، وَذَبَحَهَا السَّابِعُ، وَكَبَّرْنَا عَلَيْهَا جَمِيعًا (5).
= له على ترجمة، ولم يعرف به الحافظ في "التعجيل" وهو على شرطه. وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح، حسن بن موسى: هو الأشيب. والحارث بن يزيد: هو الحضرمي.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/ 281، وقال: رواه أحمد، وفيه ابن لهيعة، وحديثه حسن، وقد ضعِّف.
قال السندي: قوله: موثراً، في "القاموس": استوثر منه: استكثر فعل ذلك منه.
(1)
في (ظ 12) و (ص): فجمع.
(2)
في الأصول: بسبع الدراهم، والمثبت من "مجمع الزوائد" وهو الوجه.
(3)
في ابن سعد والحاكم والبيهقي: بسبعة الدراهم، وكلاهما صحيح.
(4)
في (ظ 12) و (ص): فأمر.
(5)
إسناده ضعيف لضعف بقية: وهو ابن الوليد، وعثمان بن زُفَر الجهني هو الدِّمشقي، روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في =
15495 -
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، حَدَّثَنَا بَحِيرُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَأَى رَجُلًا
= "التقريب": مجهول، وأبو الأسد السُّلَمي، انفرد بالرواية عنه عثمان بن زفر، وذكر ابن ماكولا 1/ 84 - 85 الاختلاف في اسمه، فقيل: أبو الأسد -بالسين المهملة- وقال: الصحيح بالشين المعجمة، وترجم له الحافظ في "التعجيل" 2/ 406، وقال: اختلف في جده، فقيل: هو أبو المعلى -نقله أبو موسى المديني عن العسكري- وقيل: هو عمرو بن عَبَسَة. قلنا: ووالده لم نقع له على ترجمة.
وأخرجه ابن سعد 7/ 423 - 424، والحاكم 4/ 231، والبيهقي 9/ 268 من طرق عن بقية، بهذا الإسناد.
وعند الحاكم: أبو الأسود السُّلَمي، وسكت عنه، وقال الذهبي: عثمان ثقة!
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/ 21، وقال: رواه أحمد، وأبو الأشد لم أجد من وثقه ولا جرحه، وكذلك أبوه، وقيل: إن جده عمرو بن عبسة.
قال السندي: قوله: كنت سابع سبعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يُدرى متى كان ذاك، هل في أول الأمر في مكة، ولم يكن ثمة أضحية، أو في بعض الغزوات، أو في المدينة، ولم يكن ثمة قلةٌ في الناس بهذا المقدار، فلعل المراد بيان قدمه في الإسلام، وكان الأمر بعد ذلك. أو المراد: سابع سبعة من الذين لا يقدرون على الأضحية بتمامها، وهذا أَظهر.
قوله: أضحية: الظاهر أنها كانت غنماً، ففيه الاشتراك في الغنم حالة الضرورة، وأن الاشتراك خير من الترك.
قلنا: لا يجوز في أضحية الشاة أن يُضَحَّى بها عن أكثر من واحد، انظر "الفتح" 9/ 595.
يُصَلِّي وَفِي ظَهْرِ قَدَمِهِ لُمْعَةٌ قَدْرُ الدِّرْهَمِ، لَمْ يُصِبْهَا الْمَاءُ، فَأَمَرَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُعِيدَ الْوُضُوءَ (1).
(1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، بقية: وهو ابن الوليد يدلس عن الضعفاء ويسوِّي، ولم يصرح بالسماع في جميع طبقات الإسناد، وبقية رجاله ثقات.
وأخرجه أبو داود (175) -ومن طريقه البيهقي في "السنن" 1/ 83 - عن حيوة بن شريح، عن بقية، بهذا الإسناد.
وقد تصحف اسم بحير في مطبوع أبي داود إلى بجير -بالجيم- وتحرف في مطبوع البيهقي إلى يحيى بن سعيد!
ويشهد له حديث عمر بن الخطاب عند مسلم (134)، ولفظه: أن رجلاً توضأَ فترك موضع ظُفُرٍ على قدمه، فأبصره النبي صلى الله عليه وسلم، فقال:"ارجع فأحسن وضوءك" فرجع ثم صلى. وقد سلف برقم (134).
وآخر من حديث أنس، سلف برقم (12487).
قال السندي: قوله: قدر لمعة، بضم اللام: أي بقعة وزناً ومعنى.
قوله: أن يعيد الوضوء: هذا يدل على وجوب الموالاة ويحتمل أنه أمره بالإعادة زجراً، والله تعالى أعلم.
حَدِيثُ عُبَيْدِ بْنِ خَالِدٍ السُّلَمِيِّ
(1)
15496 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْصُورٌ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ خَالِدٍ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَوْتُ الْفَجْأَةِ أَخْذَةُ أَسَِفٍ ". وَحَدَّثَ بِهِ مَرَّةً عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم (2).
(1) قال السندي: يكنى أبا عبد الله. قال البخاري: له صحبة. وشهد صفين مع علي، وبقي إلى أيام الحجاج.
(2)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير تميم بن سلمة هو السُّلَمي، فقد روى له البخاري تعليقاً، ومسلم، وهو ثقة، وصحابيه عبيد بن خالد: وهو السُّلَمي لم يرو له سوى أبي داود والنسائي. وقد روي مرفوعاً وموقوفاً، ومرفوعه صحيح. منصور: هو ابن المعتمر.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 2/ 649، والبيهقي في "السنن" 3/ 378 من طريق روح بن عبادة، عن شعبة، به، مرفوعاً. وقال شعبة: هكذا حدثنيه، وحدثنيه مرة أخرى فلم يرفعه، وحدث به غندر فلم يرفعه.
قلنا: رواية غندر ستأتي عقب هذا الحديث، وسيأتي 4/ 219.
قوله: "موت الفجأة" بضم فاءٍ ومَدٍّ، أو بفتح فاء وسكون جيم بلا مدّ: أي الموت بغتة من غير تقدم سبب.
قوله: "أخذة أسف" بفتح سين، أي: غضب. أو بكسرها، أي: غضبان، والمراد أنه أثر غضبه تعالى، حيث لم يتركه للتوبة، وإعداد زاد الآخرة، ولم يمرضه ليكون كفارة لذنوبه، ولذلك تعوذ صلى الله عليه وسلم منه، لكن جاء أنه في حق الكافر كذلك، وأما في حق المؤمن رحمة، لأن المؤمن غالباً مستعد لحلوله، ويريحه من نَصَب الدنيا. =
15497 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ خَالِدٍ؛ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ فِي مَوْتِ الْفَجْأَةِ:" أَخْذَةُ أَسِفٍ "(1).
= قلنا: كأن السندي يشير إلى حديث عائشة الذي سيرد 6/ 136، ولفظه:"موت الفجأة راحة للمؤمن، وأخذة أسف للفاجر"، وإسناده ضعيف.
(1)
حديث صحيح، وقد روي هنا موقوفاً، وسلف رفعه في الرواية رقم (15496).
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 2/ 649 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد موقوفاً.
وسيكرر 4/ 219 وانظر ما قبله.
حَدِيثُ أَبِي الْجَعْدِ الضَّمْرِيِّ
15498 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبِيدَةُ بْنُ سُفْيَانَ الْحَضْرَمِيُّ، عَنْ أَبِي الْجَعْدِ الضَّمْرِيِّ - وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ تَرَكَ ثَلَاثَ جُمَعٍ تَهَاوُنًا مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ، طَبَعَ اللهُ عَلَى قَلْبِهِ "(1).
(1) إسناده حسن من أجل محمد بن عمرو: وهو ابن علقمة بن وقاص الليثي، صدوق له أوهام، روى له البخاري مقروناً بغيره، ومسلم متابعة، وبقية رجاله ثقات. يحيى بن سعيد: هو القطان.
وأخرجه أبو داود (1052)، والنسائي في "المجتبى" 3/ 88، وفي "الكبرى"(1656)، وابن خزيمة (1858)، والحاكم 1/ 280 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي!
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 154، والترمذي (500)، وابن ماجه (1125)، والدارمي 1/ 369، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(975) و (976)، وأبو يعلى (1600)، والدولابي في "الكنى" 1/ 21 - 22، وابن خزيمة (1857) و (1858)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3182) وابن حبان (2786)، والحاكم 3/ 624، والبيهقي في "السنن" 3/ 172 أو 247، والبغوي في "شرح السنة"(1053) من طرق عن محمد بن عمرو، به.
وأخرجه ابن خزيمة (2857) وابن حبان و (258) من طريق سفيان الثوري، عن محمد بن عمرو، به. بلفظ:"من ترك الجمعة ثلاثاً من غير عذر، فهو منافق".
وله شاهد من حديث جابر، سلف برقم (14559). =
حَدِيثُ رَجُلٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
15499 -
حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْبَيْلَمَانِيِّ، قَالَ: اجْتَمَعَ أَرْبَعَةٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ أَحَدُهُمْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّ اللهَ يَقْبَلُ تَوْبَةَ الْعَبْدِ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ بِيَوْمٍ ".
فَقَالَ الثَّانِي: آنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: وَأَنَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّ اللهَ يَقْبَلُ تَوْبَةَ الْعَبْدِ [قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ] (1) بِنِصْفِ يَوْمٍ ".
فَقَالَ الثَّالِثُ: آنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: وَأَنَا (2) سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّ اللهَ يَقْبَلُ تَوْبَةَ الْعَبْدِ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ بِضَحْوَةٍ ".
قَالَ الرَّابِعُ: آنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: وَأَنَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّ اللهَ يَقْبَلُ تَوْبَةَ الْعَبْدِ مَا لَمْ يُغَرْغِرْ بِنَفَسِهِ "(3).
= قال السندي: قوله: "تهاوناً": أي لقلة الاهتمام بأمرها لا استخفافاً بها، فإن الاستخفاف بفرائض الله كفر.
قوله: "طبع الله على قلبه": أي: ختم عليه وغشاه، ومنعه الألطاف.
(1)
ما بين حاصرتين ليس في النسخ الخطية، والمثبت من (م).
(2)
في (ظ 12) و (ص): فأنا.
(3)
إسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن البيلماني، وبقية رجاله ثقات =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= رجال الشيخين. حسين بن محمد: هو المروذي، ومحمد بن مطرف. هو ابن داود المدني.
وأخرجه الحاكم 4/ 257 من طريق هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن عبد الرحمن بن البيلماني، قال: سمعت رجلاً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من تاب إلى الله قبل أن يموت بيوم قبل الله منه"، فذكر الحديث .. وسكت عنه هو والذهبي، وسيأتي بهذا الإسناد 5/ 362.
وأخرجه الحاكم 4/ 258 من طريق عبد العزيز بن محمد، عن زيد بن أسلم، عن عبد الرحمن بن البيلماني، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"والذي نفسي بيده ما من إنسان يتوب قبل أن يموت بيوم إلا قبل الله توبته" فأخبرت بذلك رجلاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر مثل حديث هشام سواء.
وسكت عنه الحاكم، والذهبي.
وأخرجه الحاكم 4/ 258 من طريق المؤمل بن إسماعيل، عن سفيان الثوري، قال: كتبت إلى عبد الرحمن بن البيلماني، أسأله عن حديث يحدث به عن أبيه، فكتب إلى أن أباه حدثه .. فذكر نحوه. ثم قال الحاكم: سفيان بن سعيد رضي الله عنه وإن كان أحفظ من الدراوردي وهشام بن سعد، فإنه لم يذكر سماعه في هذا الحديث من ابن البيلماني ولا زيد بن أسلم، إنما ذكره إجازة ومكاتبة، فالقول فيه من قال: عن زيد بن أسلم، عن ابن البيلماني، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
قلنا: سفيان الثوري لم يكاتب عبد الرحمن بن البيلماني كما جاء عند الحاكم، وإنما كاتب ابنه محمد بن عبد الرحمن بن البيلماني، ومحمد ضعيف كذلك.
وأخرجه الحاكم 4/ 258 من طريق عبد الله بن نافع، عن هشام بن سعد، عن زيد بن إسلم، عن عبد الرحمن بن البيلماني قال: سمعت عبد الله بن =
حَدِيثُ السَّائِبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ
(1)
15500 -
حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ - يَعْنِي ابْنَ مُهَاجِرٍ -، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: جِيءَ بِي إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ فَتْحِ
= عمرو رضي الله عنهما يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من تاب قبل موته بعام يتب عليه، حتى قال بشهر، حتى قال بيوم، حتى قال بساعة، حتى قال بفواق" فقلت: سبحان الله، أو لم يقل الله عز وجل:{وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن} فقال عبد الله: إنما أحدثك بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قلنا: وبنحو هذه الرواية سلف في مسند عبد الله بن عمرو برقم (6920)، وهو حديث حسن لغيره، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
وقوله صلى الله عليه وسلم: "إن الله تبارك وتعالى يقبل توبة العبد ما لم يغرغر بنفسه".
سلف من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب برقم (6160) بإسناد حسن.
قال السندي: قوله: "قبل أن يموت بيوم": لا عبرة بمفهوم الخلاف، فلا يعارض بمنطوق ما رواه غيره.
قوله: "بضحوة": أي: بمقدارها.
قوله: "ما لم يغرغر بنفسه": يحتمل الفتحتين، أو سكون الثاني، أي بخروج نفسه عن بَدَنه، أي ما لم تبلغ روحه حلقومه، فيصير حينئذٍ كأنه يغرغر. والغرغرة: أن يُجعل المشروب في الفم، أو يردد إلى أصل الحلق ولا يبلغ، والمقصود: ما لم يعاين أحوال الآخرة.
(1)
كذا وقع هنا في "المسند"، وفي "جامع المسانيد" لابن كثير: السائب أبو عبد الله، وهو السائب بن أبي السائب. قلنا: والسائب هذا كان شريك النبي صلى الله عليه وسلم في الجاهلية، وأسلم وبايع يوم الفتح، وذكره ابن هشام في "سيرته" 4/ 138 بإسناده عن ابن عباس فيمن أعطاه النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجعرانة في غنائم حُنين.
مَكَّةَ، جَاءَ بِي عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ وَزُهَيْرٌ، فَجَعَلُوا يَثْنُونَ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" لَا تُعْلِمُونِي بِهِ، قَدْ كَانَ صَاحِبِي فِي الْجَاهِلِيَّةِ " قَالَ: قَالَ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ، فَنِعْمَ الصَّاحِبُ كُنْتَ، قَالَ: فَقَالَ: " يَا سَائِبُ، انْظُرْ أَخْلَاقَكَ الَّتِي كُنْتَ تَصْنَعُهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَاجْعَلْهَا فِي الْإِسْلَامِ، أَقْرِ الضَّيْفَ، وَأَكْرِمِ الْيَتِيمَ، وَأَحْسِنْ إِلَى جَارِكَ "(1).
(1) إسناده ضعيف، إبراهيم بن مهاجر: وهو البجلي ضعيف، ومجاهد: هو ابن جبر المكي لم يرو عن السائب، بينهما قائد السائب كما سيأتي في الرواية رقم (15502)، وهو المحفوظ فيما ذكره المزي في "تهذيب الكمال"، وقائد السائب لم نقع على اسمه وترجمته فيما بين أيدينا من المصادر، وسيأتي مختصراً برقم (15503) مرسلاً، وبنحوه مطولاً برقم (15505)، والحديث مضطرب جداً فيما نقل الحافظ ابن حجر في "تهذيب التهذيب" في ترجمة السائب عن ابن عبد البر، فقال: الحديث فيمن كان شريكه صلى الله عليه وسلم مضطرب جداً، فمنهم من يجعله للسائب بن أبي السائب، ومنهم من يجعله لأبيه، ومنهم من يجعله لقيس بن السائب، ومنهم من يجعله لعبد الله، وهذا اضطراب شديد. أسود ابن عامر: هو الملقب شاذان، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السَّبيعي.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(692) من طريق مصعب بن المقدام، عن إسرائيل، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/ 190، وقال: رواه أبو داود باختصار، وقال: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح!
وسيأتي مختصراً برقم (15502)(15503)، وبنحوه مطولاً برقم (15505).
قال السندي: قوله: "لا تعلموني به". من التعليم.
قوله: "قد كان صاحبي"، أي: شريكي في المعاملة. =
15501 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِبْرَاهِيمُ - يَعْنِي ابْنَ مُهَاجِرٍ -، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ قَائِدِ السَّائِبِ، عَنِ السَّائِبِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" صَلَاةُ الْقَاعِدِ عَلَى النِّصْفِ مِنْ صَلَاةِ الْقَائِمِ "(1).
= قوله: "أقر الضيف": أمر من قريت الضيف: إذا أحسنتُ إليه.
(1)
حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، إبراهيم بن مهاجر: هو البجلي، ليس بذاك القوي، وقائد السائب، مجهول لم نقع له على ترجمة، وبقية رجاله ثقات، سفيان: هو الثوري.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(1367) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وقد اختلف فيه على الثوري.
فسيرد في "المسند" 6/ 61 عن أسباط، عن سفيان الثوري، عن إبراهيم بن المهاجر، عن قائد السائب، عن السائب، عن عائشة، به، فجعله من مسند عائشة، ولم يسمِّ مجاهداً.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(5233) من طريق يحيى بن عبد الحميد الحماني، عن شريك، عن إبراهيم بن مهاجر، عن مجاهد، عن مولى للسائب، عن السائب، به مرفوعاً، وفيه زيادة:"غير متربع". وهي زيادة منكرة.
واختلف فيه على شريك.
فسيرد في "المسند" 6/ 71 عن إبراهيم بن أبي العباس، عن شريك، عن إبراهيم بن مهاجر، عن مجاهد، عن السائب، عن عائشة، به مرفوعاً بالزيادة السالفة.
وسيأتي مزيد كلام عليه في مسند عائشة.
وله شاهد من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، سلف برقم (6512)، وإسناده صحيح، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
15502 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ - يَعْنِي ابْنَ مُهَاجِرٍ -، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ قَائِدِ السَّائِبِ، عَنِ السَّائِبِ أَنَّهُ قَالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كُنْتَ شَرِيكِي، فَكُنْتَ خَيْرَ شَرِيكٍ، كُنْتَ لَا تُدَارِي وَلَا تُمَارِي (1).
15503 -
حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا سَيْفٌ، قَالَ: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا يَقُولُ: كَانَ السَّائِبُ بْنُ أَبِي السَّائِبِ الْعَابِدِيُّ شَرِيكَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْجَاهِلِيَّةِ، قَالَ: فَجَاءَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، فَقَالَ: بِأَبِي وَأُمِّي، لَا تُدَارِي وَلَا تُمَارِي (2).
15504 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ - يَعْنِي أَبَا زَيْدٍ -، حَدَّثَنَا
(1) إسناده ضعيف سلف الكلام عليه برقم (15500).
عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه ابن ماجه (2287)، والطبراني في "الكبير"(6619) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (4836)، والطبراني في "الكبير"(6620)، والبيهقي في "السنن" 6/ 78 من طريق يحيى بن سعيد القطان، عن سفيان، به.
وانظر (15500).
قال السندي: قوله: كنت لا تداري: من درأ بالهمز: إذا دفع. ولا تماري: من المراء: وهو الجدال، والمراد أنه كان شريكاً موافقاً لا يخالف ولا ينازع. وأصل يداري مهموز، وجاء في الحديث غير مهموز ليزاوج يماري.
(2)
إسناده ضعيف لإرساله، وقد سلف الكلام على إسناده برقم (15500).
روح: هو ابن عبادة، وسيف: هو ابن سليمان -ويقال: ابن أبي سليمان- المخزومي المكي.
وانظر ما قبله.
هِلَالٌ يَعْنِي ابْنَ خَبَّابٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ مَوْلَاهُ أَنَّهُ حَدَّثَهُ أَنَّهُ كَانَ فِيمَنْ يَبْنِي الْكَعْبَةَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، قَالَ: وَلِي حَجَرٌ أَنَا نَحَتُّهُ بِيَدَيَّ، أَعْبُدُهُ مِنْ دُونِ اللهِ تبارك وتعالى، فَأَجِيءُ بِاللَّبَنِ الْخَاثِرِ الَّذِي أَنْفَسُهُ عَلَى نَفْسِي، فَأَصُبُّهُ عَلَيْهِ، فَيَجِيءُ الْكَلْبُ فَيَلْحَسُهُ، ثُمَّ يَشْغَرُ، فَيَبُولُ، فَبَنَيْنَا حَتَّى بَلَغْنَا مَوْضِعَ الْحَجَرِ، وَمَا يَرَى الْحَجَرَ أَحَدٌ، فَإِذَا هُوَ وَسْطَ حِجَارَتِنَا مِثْلَ رَأْسِ الرَّجُلِ يَكَادُ يَتَرَاءَى مِنْهُ وَجْهُ الرَّجُلِ. فَقَالَ بَطْنٌ مِنْ قُرَيْشٍ: نَحْنُ نَضَعُهُ. وَقَالَ آخَرُونَ: نَحْنُ نَضَعُهُ فَقَالُوا: اجْعَلُوا بَيْنَكُمْ حَكَمًا، قَالُوا: أَوَّلَ رَجُلٍ يَطْلُعُ مِنَ الْفَجِّ. فَجَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا: أَتَاكُمُ الْأَمِينُ. فَقَالُوا لَهُ، فَوَضَعَهُ فِي ثَوْبٍ، ثُمَّ دَعَا بُطُونَهُمْ، فَأَخَذُوا بِنَوَاحِيهِ مَعَهُ، فَوَضَعَهُ هُوَ صلى الله عليه وسلم (1).
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير هلال بن خباب، فمن رجال أصحاب السنن، وهو ثقة. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد، وثابت أبو زيد: هو ابن يزيد الأحول، ومولى مجاهد: هو قيس بن السائب كما نص على ذلك ابن سعد، ووقع التصريح بذلك في بعض الروايات
عن مجاهد، انظر "طبقات ابن سعد" 5/ 446، و"الآحاد والمثاني" لابن أبي عاصم (727)، و"معجم الطبراني الكبير" 18/ (931).
وإيراد هذا الحديث في مسند السائب بن أبي السائب نظن أنه وهم، وحقه أن يفرد، والله تعالى أعلم.
ومولى مجاهد، جعله الإمام أحمد السائب بن أبي السائب.
وله شاهد حسن يتقوى به عند أبي داود والطيالسي (113)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 2/ 56 من حديث علي قال: لما انهدم البيت بعد جرهم فبنته قريش، فلما أرادوا وضع الحجر تشاجروا من يضعه، فاتفقوا على أن يضعه =
15505 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ أَبِي السَّائِبِ: أَنَّهُ كَانَ يُشَارِكُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَبْلَ الْإِسْلَامِ فِي التِّجَارَةِ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْفَتْحِ جَاءَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " مَرْحَبًا بِأَخِي وَشَرِيكِي، كَانَ لَا يُدَارِي وَلَا يُمَارِي، يَا سَائِبُ، قَدْ كُنْتَ تَعْمَلُ أَعْمَالًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ لَا تُقْبَلُ مِنْكَ، وَهِيَ
= أول من يدخل من هذا الباب، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم من باب بني شيبة، فأمر بثوب فوضع فأُخذ الحجر، ووضعه في وسطه، فأمر من كل أن يأخذوا بطائفة من الثوب، فيرفعوه، وأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعه.
وآخر مرسل عن ابن شهاب الزهري في "دلائل النبوة" 2/ 57.
أورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/ 291 - 292، 8/ 229، وقال: رواه أحمد، وفيه هلال، وهو ثقة، وفيه كلام، وبقية رجاله رجال الصحيح.
وقد أخرجه الطبراني في "الكبير"(6617) بنحوه مختصراً من طريق الأعمش، عن مجاهد، به.
قال السندي: قوله: ولي حَجَر: أي صنم.
قوله: نحتُّه، بتشديد التاء: أي سويته.
قوله: الخاثر: أي الغليظ.
قوله: أنفسه، من نفس به كفَرِح، أي بخل به.
قوله: ثم يشغر، من شغر الكلب كمنع: أي: رفع إحدى رجليه.
قوله: فيبول: أي على الصنم، فهذا بطلان ما كانوا عليه.
قوله: موضع الحجر، المراد به الحجر الأسود.
قوله: أتاكم الأمين: فيه بيان اشتهاره صلى الله عليه وسلم فيهم قبل النبوة بهذا اللقب، فكأنه ساق هذا الحديث لبطلان الشرك وتحقيق النبوة، والله تعالى أعلم.
الْيَوْمَ تُقْبَلُ مِنْكَ ". وَكَانَ ذَا سَلَفٍ وَصِلَةٍ (1).
(1) إسناده ضعيف، مجاهد لم يروه عن السائب بن أبي السائب، بينهما قائد السائب، وقد سلف الكلام عليه برقم (15500).
عفان: هو ابن مسلم الصفار، ووهيب: هو ابن خالد الباهلي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 14/ 505، والحاكم 2/ 61، والبيهقي في "السنن" 6/ 78 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(10144) - وهو في "عمل اليوم والليلة"(312)، والطبراني في "الكبير"(6618) من طريقين عن وهيب، به، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي!
وانظر (15500).
حَدِيثُ السَّائِبِ بْنِ خَبَّابٍ
15506 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ حَدَّثَهُ قَالَ: رَأَيْتُ السَّائِبَ يَشُمُّ ثَوْبَهُ، فَقُلْتُ لَهُ: مِمَّ ذَاكَ؟ فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَا وُضُوءَ إِلَّا مِنْ رِيحٍ أَوْ سَمَاعٍ "(1).
(1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة -وهو عبد الله-، ومحمد بن عبد الله بن مالك، من رجال "التعجيل"، ذكر الحافظ أنه روى عنه ابن لهيعة وعطاف بن خالد وغيرهما، قلنا: وذكره ابن حبان في "الثقات"، وبقية رجاله ثقات، يحيى بن إسحاق: هو السيلحيني. ومحمد بن عمرو بن عطاء: هو العامري المدني.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 429 - ومن طريقه ابن ماجه (516) - والطبراني في "الكبير"(6622) من طريق عبد العزيز بن عبيد الله بن حمزة الحمصي، عن محمد بن عمرو بن عطاء، به. إلا أنه وقع في رواية ابن ماجه: السائب بن يزيد بدلاً من السائب بن خَبَّاب، وهو وهم، نبه عليه الحافظ في "تهذيب التهذيب" في ترجمة السائب بن خَبَّاب. وعبد العزيز بن عبيد الله ضعيف.
وفد سلف نحوه من حديث أبي سعيد الخدري برقم (11082) وذكرنا هناك شواهده قال السندي: قوله: "لا وضوء إلا من ريح": أي لا وضوء بالشك، وإنما الوضوء إذا تيقن بخروج شيء إما بريح أو بسماع صوت مثلاً.
حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ الْأَحْوَصِ
15507 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ شَبِيبِ بْنِ غَرْقَدَةَ (1) الْبَارِقِيِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: شَهِدْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ النَّاسَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ، فَقَالَ:" أَيُّ يَوْمٍ يَوْمُكُمْ؟ " فَذَكَرَ خُطْبَتَهُ يَوْمَ النَّحْرِ (2).
(1) في (م): غرقد، وهو تحريف.
(2)
حديث صحيح، سليمان بن عمرو بن الأحوص، روى عنه اثنان. وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن القطان: مجهول، وقال ابن حجر في "التقريب": مقبول، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن صحابيه لم يرو له إلا أصحاب السنن. أبو الأحوص: هو سلَّام بن سُلَيم الحنفي.
وأخرجه مطولاً ومختصراً ابن أبي شيبة 1/ 265، وأبو داود (3334)، والترمذي (2159)، والنسائي في "الكبرى"(4100) و (11213)، وابن ماجه (2669) و (3055)، والطبراني في "الكبير" 17/ (58) والبيهقي في "السنن" 8/ 27 من طرق عن أبي الأحوص، به.
وقد سلفت حجة الوداع من حديث جابر الطويل عند مسلم (1218)(147).
وانظر حديث ابن عباس السالف برقم (2036).
حَدِيثُ رَافِعِ بْنِ عَمْرٍو الْمُزَنِيِّ
(1)
15508 -
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا الْمُشْمَعِلُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ سُلَيْمٍ الْمُزَنِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَافِعَ بْنَ عَمْرٍو الْمُزَنِيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا وَصِيفٌ يَقُولُ: " الْعَجْوَةُ وَالشَّجَرَةُ مِنَ الْجَنَّةِ "(2).
(1) قال السندي: له صحبة، سكن البصرة. بعض الروايات عنه تدل على أنه عاش إلى خلافة معاوية.
(2)
إسناده قوي، رجاله ثقات. يحيى بن سعيد: هو القطان، والمشمعل: هو ابن إياس، ويقال: ابن عمرو بن إياس المزني.
وسيأتي 5/ 31 و 65، وسيكرر 5/ 31 سنداً ومتناً.
وقد سلف نحوه من حديث أبي سعيد الخدري برقم (11453)، وذكرنا هناك شواهده.
قال السندي: قوله: وأنا وصيف: أي عبد أو خادم.
قوله: "العجوة": نوع من تمر المدينة.
قوله: "والشجرة": أي شجرة ذلك النوع من التمر، وهذا المعنى هو المتبادر من هذا اللفظ.
وقال المناوي في "فيض القدير": 4/ 376: الشجرة: الكرمة، أو شجرة بيعة الرضوان.
حَدِيثُ مُعَيْقِيبٍ (1) عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
15509 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَيْقِيبٌ، قَالَ: قِيلَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: الْمَسْحُ فِي الْمَسْجِدِ يَعْنِي الْحَصَى؟ قَالَ: فَقَالَ: " إِنْ كُنْتَ لَا بُدَّ فَاعِلًا فَوَاحِدَةً "(2).
(1) قال السندي: معيقيب، ابن أبي فاطمة، دوسي، حليف بني أمية، أسلم قديماً، وشهد المشاهد.
يقال: وكان من مهاجرة الحبشة، وكان على بيت المال لعمر، وعلى الخاتم لعثمان، مات في خلافته، وقيل: عاش بعده.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطان، وهشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي، ويحيى بن أبي كثير: هو الطائي، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف الزهري.
وأخرجه مسلم (546)(48)، وابن الجارود في "المنتقى"(218) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1187)، ومسلم (546)(48)، وأبو داود (946)، وابن خزيمة (895) و (896)، وأبو عوانة 2/ 190، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1431)، والطبراني في "الكبير" 20/ (826)، والبيهقي في "السنن" 2/ 284 - 285، من طرق عن هشام الدستوائي، به.
وأخرجه الترمذي (380)، والنسائي في "المجتبى" 3/ 7، وابن ماجه (1026)، وأبو عوانة 2/ 190، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1430) و (1432)، وابن حبان (2275)، والطبراني في "الكبير" 20/ (824) و (827) و (828) من طرق عن يحيى بن أبي كثير، به. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. =
15510 -
حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ عُتْبَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ مُعَيْقِيبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ "(1).
= وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(2406) عن معمر، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، مرسلاً.
وسيأتي برقم (15511) و 5/ 425 و 425 - 426، وسيكرر 5/ 425 سنداً ومتناً.
وفي الباب، من حديث أبي ذر، سيرد 5/ 163.
وآخر من حديث حذيفة، سيرد 5/ 402.
قال السندي: قوله: "فواحدة"، بالنصب، أي فافعل مرة واحدة، أو بالرفع: أي فلك مرة واحدة.
(1)
حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف أيوب بن عتبة، وهو اليمامي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير خلف بن الوليد: وهو العتكي الجوهري، فمن رجال"التعجيل"، وهو ثقة.
وسيتكرر (5/ 425).
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (822) من طريقين عن أيوب بن عتبة، به.
وأخرجه الطبراني كذلك في "الكبير" 20/ (823) من طريق محمد بن أبي السري، عن مبشر بن إسماعيل، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي كثير، عن أبي سلمة، به. فزيد في الإسناد أبو كثير: وهو السحيمي.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/ 240، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير"، وفيه أيوب بن عتبة، والأكثر على تضعيفه.
وقد اختلف فيه على يحيى بن أبي كثير.
فسيرد في المسند 6/ 84 من طريق الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، =
15511 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَيْقِيبٌ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ فِي الرَّجُلِ يُسَوِّي التُّرَابَ حَيْثُ يَسْجُدُ: " إِنْ كُنْتَ فَاعِلًا فَوَاحِدَةً "(1).
= قال: حدثني سالم الدوسي، قال: سمعت عائشة، فذكر الحديث. وهو الصواب فيما ذكره أبو حاتم في "العلل" 1/ 73.
وقد سلف من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص برقم (6809) وذكرنا هناك شواهده.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. شيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي.
وأخرجه أبو عوانة 2/ 190 من طريق يحيى بن أبي بكير، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (1207)، ومسلم (546)(49)، وأبو عوانة 2/ 190، والطبراني في "الكبير" 20/ (825)، والبيهقي في "السنن" 2/ 284، والبغوي في "شرح السنة"(664) من طريقين عن شيبان، به.
وقد سلف برقم (15509)، وسيكرر 5/ 425 - 426 سنداً ومتناً.
حَدِيثُ مُحَرِّشٍ (1) الْكَعْبِيِّ الْخُزَاعِيِّ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ
15512 -
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ مَوْلًى لَهُمْ مُزَاحِمِ بْنِ أَبِي مُزَاحِمٍ (2)، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ أُسَيْدٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ خُزَاعَةَ يُقَالُ لَهُ: مُحَرِّشٌ أَوْ مُخَرِّشٌ - لَمْ يُثْبِتْ سُفْيَانُ اسْمَهُ -: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ مِنَ الْجِعْرَانَةِ لَيْلًا، فَاعْتَمَرَ، ثُمَّ رَجَعَ، فَأَصْبَحَ بِهَا كَبَائِتٍ (3)، فَنَظَرْتُ إِلَى ظَهْرِهِ كَأَنَّهُ سَبِيكَةُ فِضَّةٍ (4).
(1) قال السندي: محرش الكعبي، بحاء مهملة، وقيل: بمعجمة، قيل: الصواب الأول، وهو على التقديرين كمحدِّث. وفي "الإصابة": قيل: بكسر الراء المشددة، وقيل: بسكون الحاء المهملة وفتح الراء، وهو خزاعي كعبي، عِداده في أهل مكة.
(2)
في النسخ الخطية: مزاحم بن مزاحم وقد ضبب فوقها في (س)، والمثبت من مصادر ترجمته، وانظر الأسانيد التالية.
(3)
في (م): كبائت بها.
(4)
إسناده حسن، مزاحم بن أبي مزاحم: هو المكي، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ووثقه الذهبي في "الكاشف"، وقال ابن حجر في "التقريب": مقبول، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد العزيز بن عبد الله بن خالد بن أسيد، فقد روى له أصحاب السنن خلا ابن ماجه، وهو ثقة.
وأخرجه الشافعي (771)(بدائع المنن)، والحميدي (863)، وابن أبي شيبة 4/ 71 - 72، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2312)، والنسائي في "المجتبى" 5/ 200، وفي "الكبرى"(4234)، والطبراني في "الكبير" =
15513 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي مُزَاحِمُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ مُحَرِّشٍ الْكَعْبِيِّ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ مِنَ الْجِعْرَانَةِ مُعْتَمِرًا، فَدَخَلَ مَكَّةَ لَيْلًا، ثُمَّ خَرَجَ مِنْ تَحْتِ لَيْلَتِهِ، فَأَصْبَحَ بِالْجِعْرَانَةِ كَبَائِتٍ، فَلَمَّا زَالَتِ الشَّمْسُ، أَخَذَ فِي بَطْنِ سَرِفَ حَتَّى جَاءَ (1) الطَّرِيقُ طَرِيقَ الْمَدِينَةِ، قَالَ: فَلِذَلِكَ خَفِيَتْ عُمْرَتُهُ (2).
= 20/ (772)، والبيهقي في "السنن" 4/ 357 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (15513) و (15514) و (15519) وسيكرر برقم (16640) و 5/ 380 (الميمنية) سنداً ومتناً.
قال السندي: قوله: لم يثبت سفيان: ضبط، من التثبيت.
قوله: فأصبح بها: أي الجعرانة.
قوله: كبائت: أي كالبائت بالجعرانة، أي كأنه بات بها وما خرج للعُمْرة.
قوله: سبيكة فضة: أي: كصورة مسبوكة من فضة في الصفاء والبياض.
(1)
في (م): جامع، وهو تحريف.
(2)
إسناده حسن كسابقه، وابن جريج -وهو عبد الملك بن عبد العزيز- قد صرّح بالتحديث هنا، فانتفت شبهة تدليسه.
وأخرجه الترمذي (935)، والنسائي في "الكبرى"(4236) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب- كما في "تحفة الأحوذي" 4/ 4.
وأخرجه الشافعي (772)(بدائع المنن)، وابن أبي شيبة 4/ 71، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2313)، والنسائي في "المجتبى" 5/ 199، والدارمي 2/ 52، والطبراني في "الكبير" 2/ (770)، والبيهقي في "السنن" 4/ 357 من طرق عن ابن جريج، به. =
15514 -
حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُزَاحِمُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ مُحَرِّشٍ الْكَعْبِيِّ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ؛ فَذَكَرَهُ (1).
= وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (771) عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة، عن أحمد بن يونس، عن داود بن عبد الرحمن العطار، عن ابن جريج، عن مزاحم بن زفر، عن عبد العزيز بن عبد الله، به. فسمَّى أبا مزاحم زفراً.
وأخرجه بنحوه أبو داود (1996)، والنسائي في "الكبرى"(4235) من طريق سعيد بن مزاحم، عن أبيه مزاحم بن أبي مزاحم، به. وزاد النسائي: وكأني أنظر إلى بياض إبطه وجنبه، كأن بياضه قضبان فضة.
قلنا: قد سلف نحو هذه الزيادة في الرواية رقم (15512).
قال السندي: قوله: في بطن سرف: بفتح فكسر: غير منصرف، فإنه اسم موضع قرب مكة.
(1)
إسناده حسن كسابقه. وسيكرر برقم (15519).
حَدِيثُ أَبِي حَازِمٍ (1) عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
15515 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَيْسٌ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: جَاءَ وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ، فَقَامَ فِي الشَّمْسِ، فَأَمَرَ بِهِ، فَحُوِّلَ إِلَى الظِّلِّ (2).
(1) قال السندي: أبو حازم، بجلي، والد قيس، قيل: اسمه عوف، وقيل: عبد عوف.
قال محمد بن سعد: قتل أبو حازم بصفِّين.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن أبي خالد البجلي، وقيس: هو ابن أبي حازم.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(1174)، وأبو داود (4822)، وابن حبان (2800) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 94 من طريقين عن إسماعيل، به. وقد تحرف في المطبوع منه إسماعيل، عن قيس، إلى إسماعيل بن قيس.
وأخرجه الحاكم 4/ 271 عن أبي بكر بن أبي دارم، عن أحمد بن موسى ابن إسحاق التميمي، عن منجاب بن الحارث، عن على بن مسهر، عن إسماعيل ابن أبي خالد، به. وفيه: فقال: "تحوّل إلى الظل فإنه مبارك" بزيادة: لفظة "إنه مبارك".
وأخرجه نحوه كذلك الحاكم 4/ 272 من طريق إبراهيم بن مرزوق البصري، عن أبي داود -وهو الطيالسي- عن شعبة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم رضي الله عنه، قال: رأى النبي صلى الله عليه وسلم أبي وهو قاعد في الشمس، فقال:"تحول إلى الظل، فإنه مبارك"، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، وإن أرسله شعبة، فإن منجاب بن الحارث وعلي بن =
15516 -
حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا هُرَيْمٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ كَانَ فِي الشَّمْسِ فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَتَحَوَّلَ إِلَى الظِّلِّ، أَوْ يُجْعَلَ فِي الظِّلِّ (1).
15517 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، أَنَّ أَبَاهُ جَاءَ وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ، فَقَعَدَ فِي الشَّمْسِ، قَالَ: فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ - أَوْ قَالَ: أَمَرَ (2) بِهِ - أَنْ يَتَحَوَّلَ إِلَى الظِّلِّ (3).
= مسهر ثقتان، وسكت عنه الذهبي.
قلنا: وبهذا اللفظ لا يصح، فان أبا بكر بن أبي دارم، قال الحاكم فيه: هو رافضي غير ثقة، وقال الذهبي في "السير" 15/ 577: ليس بثقة في النقل، وقال أيضاً: شيخ ضال معثر.
وإبراهيم بن مرزوق البصري، قال الدارقطني: ثقة إلا أنه يخطئ، فيقال له، فلا يرجع. قلنا: وقد أخطأ في هذا الحديث، فقد رواه الطيالسي في "مسنده"(1298) عن شعبة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب، فرأى أبي في الشمس، فأمره، أو أومى إليه أن ادن إلى الظل. وسيأتي من طريق شعبة كذلك برقم (15517)، وليس فيه:"إنه مبارك". وسيأتي بالأرقام (15516) و (15517) و (15518) و 5/ 262.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. هريم: هو ابن سفيان البجلي.
وانظر ما قبله.
(2)
في (م): فأمر، وهي نسخة في (س).
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين، وظاهره الإرسال.
وقد سلف برقم (15515) متصلاً.
15518 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَآنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَخْطُبُ، فَأَمَرَ بِي، فَحُوِّلْتُ إِلَى الظِّلِّ (1).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الدولابي في "الكنى" 1/ 24، وابن خزيمة (1453) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (15515)، وسيكرر برقم 5/ 262 سنداً ومتناً.
بَقِيَّةُ حَدِيثِ مُحْرِّشٍ (1) الْكَعْبِيِّ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ
15519 -
حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُزَاحِمُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ مُحَرِّشٍ الْكَعْبِيِّ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ لَيْلًا مِنَ الْجِعْرَانَةِ حِينَ أَمْسَى مُعْتَمِرًا، فَدَخَلَ مَكَّةَ لَيْلًا، فَقَضَى عُمْرَتَهُ، ثُمَّ خَرَجَ مِنْ تَحْتِ لَيْلَتِهِ، فَأَصْبَحَ بِالْجِعْرَانَةِ كَبَائِتٍ، حَتَّى إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ خَرَجَ مِنَ الْجِعْرَانَةِ فِي بَطْنِ سَرِفَ، حَتَّى جَاءَ (1) مَعَ الطَّرِيقُ طَرِيقَ الْمَدِينَةِ بِسَرِفَ. قَالَ مُحَرِّشٌ: فَلِذَلِكَ خَفِيَتْ عُمْرَتُهُ عَلَى كَثِيرٍ مِنَ النَّاسِ (2).
(1) في (م): جامع، وهو تحريف.
(2)
إسناده حسن، وهو مكرر (15514).
وانظر (15512).
حَدِيثُ أَبِي الْيَسَرِ الْأَنْصَارِيِّ كَعْبِ بْنِ عَمْرٍو
(1)
15520 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ قَيْسٍ الزُّرَقِيِّ، عَنْ أَبِي الْيَسَرِ؛ صَاحِبِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُظِلَّهُ اللهُ فِي ظِلِّهِ، فَلْيُنْظِرْ الْمُعْسِرَ، أَوْ لِيَضَعْ عَنْهُ "(2).
(1) قال السندي: أبو اليسر، أنصاري سلمي، اسمه كعب بن عمرو، مشهور باسمه وكنيته.
شهد العقبة وبدراً. وهو الذي أسرَ العباس.
وكان قصيراً، مات بالمدينة سنة خمس وخمسين. قيل: هو آخر من مات من أهل بدر.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عبد الرحمن بن إسحاق: وهو المدني، وعبد الرحمن بن معاوية: وهو الزُّرقي، فقد اختلف فيهما، وهما حسنا الحديث، وبقية رجاله ثقات، رجال الصحيح.
إسماعيل بن إبراهيم: هو ابن عُلَيَّة.
وأخرجه ابن ماجه (2419) من طريق إسماعيل، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1914)، والطبراني في "الكبير" 19/ (376)، والبيهقي في "السنن" 6/ 27 - 28 من طريقين عن عبد الرحمن بن إسحاق، به.
وسيأتي نحوه برقم (15521).
ويشهد له حديث أبي هريرة، وقد سلف برقم (8711) وإسناده صحيح.
وآخرمن حديث سهل بن حنيف، سيأتي برقم (15986). =
15521 -
حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُعْفِيُّ، عَنْ زَائِدَةَ. وَمُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْيَسَرِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا، أَوْ وَضَعَ (1) عَنْهُ، أَظَلَّهُ اللهُ فِي ظِلِّهِ " قَالَ: قَالَ مُعَاوِيَةُ: " يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ "(2).
= وثالث من حديث أبي قتادة، سيرد 5/ 300.
ورابع من حديث ابن عمر عند الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3822).
قال السندي: قوله: "أن يظله": من أظله.
قوله: "في ظله" الإضافة للتشريف كما في بيت الله، أو لبيان أنه ظل يحتاج حصوله إلى إذنه تعالى فيه لا كظل الدنيا.
قوله: "فلينظر": من الإنظار، أي ليؤخر عنه المطالبة.
قوله: "أو ليضع عنه": أي ليسقط عنه الدين كله أو بعضه.
(1)
في (ظ 12) و (ص): ووضع.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين، زائدة: هو ابن قدامة، ورِبْعي: هو ابن حِرَاش.
وأخرجه ابن أبي شيبة 7/ 11 و 52 - ومن طريقه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1915) - عن حسين بن علي الجعفي، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" و (378)، والدارمي 2/ 261، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3817)، والطبراني في "الكبير" 19/ (372)، والقضاعي في "مسنده"(460)، والبيهقي في "الشعب"(11248)، والبغوي في "شرح السنة"(2142) من طريقين، عن زائدة، به.
وأخرجه مسلم (3006)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1917)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3815) و (3816)، وابن حبان (5044)، والطبراني في "الكبير" 19/ (379) و (380)، والحاكم 2/ 28 - 29، وأبو نعيم =
15522 -
حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ وَسُرَيْجٌ وَمُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، قَالُوا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِي الْيَسَرِ؛ صَاحِبِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مِنْكُمْ مَنْ يُصَلِّي الصَّلَاةَ كَامِلَةً، وَمِنْكُمْ مَنْ يُصَلِّي النِّصْفَ وَالثُّلُثَ، وَالرُّبُعَ، حَتَّى بَلَغَ الْعُشْرَ " قَالَ سُرَيْجٌ فِي حَدِيثِهِ: حَتَّى بَلَغَ الْعُشْرَ (1).
= في "الحلية" 2/ 19 - 20، والقضاعي في "مسنده"(462)، والبيهقي في "السنن" 5/ 357 من طريق عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت، عن أبي اليسر، به، مرفوعاً.
وأخرجه ابن أبي شيبة 7/ 11 - ومن طريقه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1916)، والطبراني في "الكبير" 19/ (374) - عن حاتم بن إسماعيل، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن أبي اليسر، به، مرفوعاً.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (375) من طريق يعقوب بن حميد، عن محمد بن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن أبي اليسر، به.
وقد سلف نحوه برقم (15520).
(1)
إسناده صحيح على شرط مسلم، عمر بن الحكم: وهو ابن رافع الأنصاري من رجاله، وصحابيه لم يرو له سوى مسلم والبخاري في "الأدب المفرد" وأصحاب السنن، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير سريج: وهو ابن النعمان الجوهري فمن رجال البخاري، وقد توبع.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(613)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1106) و (1107) من طرق عن عبد الله بن وهب، بهذا الإسناد.
وفي الباب عن عمار بن ياسر، سيرد 4/ 319.
وعن أبي هريرة عند النسائي في "الكبرى"(614). =
15523 -
حَدَّثَنَا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدٍ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي هِنْدٍ - عَنْ صَيْفِيٍّ مَوْلَى أَفْلَحَ مَوْلَى أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِي الْيَسَرِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَدْعُو بِهَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ (1) السَّبْعِ، يَقُولُ:" اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَدَمِ (2)، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ التَّرَدِّي، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْغَمِّ وَالْغَرَقِ وَالْحَرَقِ وَالْهَرَمِ، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ يَتَخَبَّطَنِي الشَّيْطَانُ عِنْدَ الْمَوْتِ، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أَمُوتَ (3) فِي سَبِيلِكَ مُدْبِرًا، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أَمُوتَ لَدِيغًا "(4).
= قال السندي: قوله: "منكم من يصلي
…
" إلخ: أي الأجر يتفاوت بتفاوت الحضور والخشوع والسنن والآداب حتى كان بعضهم يصليها كاملة، وبعضهم يصلي عُشْرها.
(1)
في (ق): الدعوات.
(2)
في (م) و (ص): الهرم، وهو تحريف.
(3)
في (م): من أن.
(4)
إسناده ضعيف لاضطرابه، فقد اختلف فيه على عبد الله بن سعيد بن أبي هند، فرواه هنا عن صيفي دون واسطة، ورواه برقم (15524) عن جده أبي هند، عن صيفي؛ بزيادة جده في الإسناد. وأبو هند لم نقع له على ترجمة فيما بين أيدينا من مصادر، وقد رجح أبو حاتم في "العلل"(2085) الرواية التي فيها هذه الزيادة.
وأخرجه أبو داود (1552)، والطبراني في "الكبير" 19/ (381) من طريق مكي بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
واختلف عليه فيه:
فرواه الحاكم 1/ 531 من طريق عبد الصمد بن الفضل المكي، عن مكي بن إبراهيم، عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند، عن جده أبي هند، عن صيفي، به، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وتعقبه الذهبي بقوله: =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= أخرجه أبو داود والنسائي بطرق، وليس فيه عن جده.
وأخرجه أبو داود (1553)، والطبراني في "الدعاء"(1363)، من طريق عيسى بن يونس، والنسائي في "المجتبى" 8/ 282 - 283 من طريق الفضل بن موسى، والطبراني في "الكبير" 19/ (381)، والمزي في "تهذيب الكمال" 13/ 252 من طريق محمد بن جعفر، ثلاثتهم عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند، به. دون ذكر جده في الإسناد. وقال عيسى بن يونس في روايته: عن
مولى لأبي أيوب، ولم يسمه.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/ 283 من طريق محمد بن جعفر، عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند، به، إلا أنه وقع اسم الصحابي في روايته:"أبو الأسود السلمي"، وهو وهم نبه عليه المِزِّي في "تحفة الأشراف" 8/ 303، فقال: هكذا رواه ابن السني عن النسائي -وهو وهم- ورواه غيره عن النسائي فقال: [عن أبي اليسر] وهو الصواب.
وسيأتي في الرواية رقم (15524) عن علي بن بحر، عن أبي ضمرة: وهو أنس بن عياض الليثي، عن عبد الله بن سعيد عن جده أبي هند، عن صيفي، عن أبي اليسر، به، بزيادة: عن جده أبي هند.
وقد أخرجه بهذه الزيادة ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1919) عن يعقوب بن حميد، والطبراني في "الدعاء"(1362) من طريق هارون بن موسى، كلاهما عن أبي ضمرة، بهذا الإسناد.
وقد اختلف عليه فيه:
فأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/ 283، والدولابي في "الكنى" 1/ 62 عن يونس بن عبد الأعلى، والطبراني في "الكبير" 19/ (381) من طريق إبراهيم بن حمزة الزبيري، كلاهما عن أبي ضمرة عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند، عن صيفي، به. دون ذكر جده في الإسناد. وزاد يونس بن عبد الأعلى في روايته:"والغم".
قال السندي: قوله: "من الهدم" بفتح فسكون، مصدر هدم البناء نقضه، =
15524 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو ضَمْرَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ جَدِّهِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ صَيْفِيٍّ، عَنْ أَبِي الْيَسَرِ السَّلَمِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَدْعُو فَيَقُولُ:" اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَدْمِ وَالتَّرَدِّي وَالْهَرَمِ وَالْغَرَقِ وَالْحَرِيقِ، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ يَتَخَبَّطَنِي الشَّيْطَانُ عِنْدَ الْمَوْتِ، وَأَنْ أُقْتَلَ فِي سَبِيلِكَ مُدْبِرًا، وَأَنْ أَمُوتَ لَدِيغًا "(1).
15525 -
قُرِئَ عَلَى يَعْقُوبَ فِي مَغَازِي أَبِيهِ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: وَحَدَّثَنِي بُرَيْدَةُ بْنُ سُفْيَانَ الْأَسْلَمِيُّ، عَنْ بَعْضِ رِجَالِ بَنِي سَلِمَةَ
= والمراد: من أن يهدم عليَّ البناء، على بناء المصدر للمفعول، أو: من أن أهدم البناء على أحد، على أنه مصدر للفاعل.
قوله: "من التردي": هو السقوط من العالي إلى السَّافل.
قوله: "والغرق": بفتحتين، وكذا الحَرَق والهرم، والمراد بالهرم أقصى الكبر الذي هو أرذل العمر.
قوله: "أن يتخبطني .. الخ": فسره الخطابي بأن يستولي عليه عند مفارقة الدنيا فيضله، ويحول بينه وبين التوبة، أو يعوقه عن صلاح شأنه والخروج عن مظلمة تكون قبله، أو يؤيسه من رحمة الله، أو يُكَرِّه له الموت، أو يُؤَسِّفه على حياة الدنيا فلا يرضى بما قضاه الله تعالى عليه من الفناء والنقلة إلى الدار الآخرة، فيختم له بالسوء، ويلقى الله وهو ساخط عليه.
قوله: "مدبراً": هذا القيد هو مدار الاستعاذة.
قوله: "لديغاً": هو الملدوغ، وهو من لدغته بعض ذوات السُّمِّ.
(1)
إسناده ضعيف لاضظرابه، وقد سلف الكلام عليه وتخريجه في الرواية السالفة برقم (15523).
قال السندي: قوله: "والحريق": أي العذاب المحرق.
عَنْ أَبِي الْيَسَرِ كَعْبِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ: وَاللهِ إِنَّا لَمَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِخَيْبَرَ عَشِيَّةً إِذْ أَقْبَلَتْ غَنَمٌ لِرَجُلٍ مِنْ يَهُودَ تُرِيدُ حِصْنَهُمْ، وَنَحْنُ مُحَاصِرُوهُمْ، إِذْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" مَنْ رَجُلٌ يُطْعِمُنَا مِنْ هَذِهِ الْغَنَمِ؟ " قَالَ أَبُو الْيَسَرِ: فَقُلْتُ: أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " فَافْعَلْ ".
قَالَ: فَخَرَجْتُ أَشْتَدُّ مِثْلَ الظَّلِيمِ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُوَلِّيًا، قَالَ:" اللهُمَّ أَمْتِعْنَا بِهِ " قَالَ: فَأَدْرَكْتُ الْغَنَمَ، وَقَدْ دَخَلَتْ أَوَائِلُهَا الْحِصْنَ، فَأَخَذْتُ شَاتَيْنِ مِنْ أُخْرَاهَا، فَاحْتَضَنْتُهُمَا تَحْتَ يَدَيَّ، ثُمَّ أَقْبَلْتُ بِهِمَا أَشْتَدُّ كَأَنَّهُ لَيْسَ مَعِي شَيْءٌ، حَتَّى أَلْقَيْتُهُمَا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَبَحُوهُمَا، فَأَكَلُوهُمَا، فَكَانَ أَبُو الْيَسَرِ مِنْ آخِرِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم هَلَاكًا، فَكَانَ إِذَا حَدَّثَ بِهَذَا الْحَدِيثِ بَكَى، ثُمَّ يَقُولُ: أُمْتِعُوا بِي، لَعَمْرِي كُنْتُ (1) آخِرَهُمْ (2).
(1) في (ظ 12) و (ص): حتى كنت.
(2)
إسناده ضعيف لضعف بريدة بن سفيان الأسلمي، ولإبهام رواته عن أبي اليَسَر. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سَعْد الزُّهْري.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 6/ 149، وقال: رواه أحمد، عن بعض رجال بني سلمة، عنه، وبقية رجاله ثقات. قلنا: فاته أن يعله بضعف بريدة بن سفيان.
قال السندي: قوله: تريد: أي الغنم، أي تقرب، -ومثله قوله تعالى {يريد أن ينقضَّ} [الكهف: 77] أو تتوجَّه، أو الإرادة حقيقية، لأن شأن الحيوان، أن يريد، ولا تختص الإرادة بالعاقل.
قوله: مثل الظليم: هو الذكر من النعام. =
حَدِيثُ أَبِي فَاطِمَةَ (1) عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
15526 -
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنْ أَبِي فَاطِمَةَ الْأَزْدِيِّ أَوِ الْأَسَدِيِّ، قَالَ: قَالَ لِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " يَا أَبَا فَاطِمَةَ، إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَلْقَانِي فَأَكْثِرِ السُّجُودَ "(2).
= قوله: مولياً: أي مدبراً للعسكر، مقبلاً على الغنم.
قوله: أُمتعوا: على بناء المفعول.
(1)
قال السندي: أبو فاطمة أزدي، وقيل: دوسي، أو ليثي. قيل: اسمه أنيس، وقيل: عبد الله بن أنيس.
(2)
حديث حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة، وهو عبد الله، وبقية رجاله ثقات. موسى بن داود: هو الضبي، ويزيد بن عمرو: هو المعافري، وأبو عبد الرحمن الحُبُلي: هو عبد الله بن يزيد.
وأخرجه الدولابي في "الكنى" 1/ 48 والطبراني في "الكبير" 22/ (812) من طريق عبد الله بن صالح كاتب الليث، عن الليث، عن يزيد بن عمرو، به. وعبد الله بن صالح ضعيف.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/ 249، وقال: رواه أحمد، وفيه ابن لهيعة، وفيه كلام.
قلنا: وقد روي نحوه في "صحيح مسلم"(489)(226) من حديث ربيعة بن كعب الأسلمي، قال: كنت أبيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتيته بوَضوئه وحاجته، فقال لي:"سل"، فقلت: أسألك مرافقتك في الجنة. قال: "أو غير ذلك؟ " قلت: هو ذاك. قال: "فأعنِّي على نفسك بكثرة السجود".
قال السندي: قوله: "فأكثر السجود": قد جاء أنه اسودت جبهته وركبتاه من كثرة السجود.
15527 -
حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ كَثِيرٍ الْأَعْرَجِ الصَّدَفِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا فَاطِمَةَ وَهُوَ مَعَنَا بِذِي الْعَوَارِي (1) يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَا أَبَا فَاطِمَةَ، أَكْثِرْ مِنَ السُّجُودِ، فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ مُسْلِمٍ يَسْجُدُ لِلَّهِ سَجْدَةً، إِلَّا رَفَعَ اللهُ لَهُ بِهَا دَرَجَةً "(2).
(1) كذا في (س)، وفي (ظ 12) و (ق) و (ص): الغُواري، وجاءت في "تهذيب الكمال" و"تهذيب التهذيب": بذي الصَّواري.
(2)
حديث صحيح، كثير الأعرج الصدفي، قال المزي: قد اختلف في نسب كثير هذا، فزعم أبو سعيد بن يونس أنه كثير بن قليب بن موهب الصدفي الأعرج، قلنا: وعلى هذا قال الذهبي في "الميزان": لا يعرف. وقال الحافظ في "تهذيب التهذيب" 3/ 464: الحديث معروف من رواية كثير بن مرة الحضرمي، عن أبي فاطمة، ومن طريقه أخرجه النسائي وابن ماجه. وقال المزي: وهو المحفوظ.
قلنا: وجمع بينهما صاحب "تاريخ حمص"، فقال: أن كثير بن مرة هو الصدفي الأعرج. قلنا: قد فرق بينهما ابن يونس، وسواء أكان كثير الأعرج هذا هو كثير بن مرة أو غيره، فقد روي الحديث من طريق كثير بن مرة كذلك، وهو ثقة. وابن لهيعة -وإن كان ضعيفاً- فقد روى الحديث عنه عبد الله بن المبارك وعبد الله بن يزيد المقرئ، وهما ممن سمع منه قديماً، وتابعهما قتيبة بن سعيد وهو صحيح السماع منه كذلك.
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد"(1296)، وأخرجه ابن سعد 7/ 508، والدولابي في "الكنى" 1/ 48 من طريق عبد الله بن يزيد المقرئ، وأبو داود- كما في "تحفة الأشراف" 9/ 240 عن قتيبة بن سعيد، ثلاثتهم عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (811) من طريق الوليد بن مسلم، حدثنا ابن لهيعة، عن الحارث بن يزيد الحضرمي، عن كثير بن مرة قال: =
15528 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ كَثِيرٍ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي فَاطِمَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَا أَبَا فَاطِمَةَ، أَكْثِرْ مِنَ السُّجُودِ، فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ رَجُلٍ يَسْجُدُ لِلَّهِ سَجْدَةً، إِلَّا رَفَعَهُ اللهُ بِهَا دَرَجَةً "(1).
= سمعت أبا فاطمة .. فذكر الحديث.
وأخرجه بنحوه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(973)، وابن ماجه (1422)، والطبراني في "الكبير" 22/ (809) من طريق مكحول، وأخرجه النسائي في "الكبرى"(8698) من طريق زيد بن واقد، والطبراني في "الكبير" 22/ (810) من طريق سليمان بن موسى ثلاثتهم عن كثير بن مرة الحضرمي، عن أبي فاطمة، به.
ويشهد له حديث ثوبان عند مسلم (488)(225)، وسيرد 5/ 276، ولفظه عند مسلم "عليك بكثرة السجود لله، فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة، وحط عنك بها خطيئة".
وآخر من حديث أبي ذر سيرد 5/ 147.
وثالث من حديث عبادة بن الصامت عند ابن ماجه (1424).
(1)
حديث صحيح، وهو مكرر ما قبله.
زِيَادَةٌ فِي حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شِبْلٍ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ
(1)
15529 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ هِشَامٍ - يَعْنِي الدَّسْتُوَائِيَّ -، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ (2)، عَنْ أَبِي رَاشِدٍ الْحَبْرَانِيِّ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شِبْلٍ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " اقْرَؤُوا الْقُرْآنَ، وَلَا تَغْلُوا فِيهِ، وَلَا تَجْفُوا عَنْهُ، وَلَا تَأْكُلُوا بِهِ، وَلَا تَسْتَكْثِرُوا بِهِ "(3).
(1) قال السندي: أنصاري أوسي، أحد النقباء، عداده في أهل المدينة، وقيل: هو ممَّن نزل حمص أو الشام من الصحابة.
وجاء أن معاوية قال له: إنك من فقهاء الصحابة وقدمائهم، فقم في الناس وعظهم.
مات في أيام معاوية.
(2)
وقع اسمه في جميع النسخ يحيى بن أبي نمير، والتصويب من "أطراف المسند" 4/ 263، وهو الموافق لمصادر التخريج.
(3)
حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أبي راشد الحُبراني، فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد"، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجه، وروى عنه جمع، ووثقه العجلي، وابن حبان، والحافظ ابن حجر في "التقريب".
إسماعيل بن إبراهيم: هو ابن عُلَيَّة. وقوّى إسناده الحافظ في "الفتح" 9/ 101.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(2595) من طريق وهيب بن خالد، عن أيوب -وهو السختياني- عن يحيى بن أبي كثير، بهذا الإسناد. قال ابن أبي =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= حاتم في "العلل" 2/ 62 - 63: سألت أبي عن حديث رواه وهيب، عن أيوب، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي راشد الحبراني، عن عبد الرحمن بن شبل، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"اقرؤوا القرآن؟ " قال أبي: رواه بعضهم، فقال: عن يحيى، عن زيد بن سلام، عن أبي سلام، عن أبي راشد الحبراني، عن عبد الرحمن بن شبل، عن النبي صلى الله عليه وسلم، كلاهما صحيح، غير أن أيوب ترك من الإسناد رجلين.
قلنا: قد ذكر هشام الدستوائي في إسناد الحاكم سماع يحيى بن أبي كثير من أبي راشد، وسنذكره في تخريج الفقرة الآتية.
وأخرجه البزار (2320)"زوائد" من طريق حماد بن يحيى، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قال البزار: هذا الحديث أخطأ فيه حماد بن يحيى، لأنه ليّن الحديث، والحديث الصحيح الذي رواه يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلام، عن أبي راشد الحبراني، عن عبد الرحمن بن شبل.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/ 295، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، ورجاله ثقات.
قلنا: حديث أبي يعلى سنذكره في موضعه في الرواية (15670)، وحديث الطبراني هو في القسم المفقود من الكتاب، فلم يرد في المطبوع منه.
وهذا الحديث مع الحديثين الآتيين رواها بعضهم في حديث واحد، كما سيرد برقم (15666)، وروى بعضهم بعض فقراته كما سيرد في تخريج الحديثين الآتيين. وهذه الفقرة سترد بالأرقام:(15535) و (15666) و (15668) و (15670) و (15671)، وذكرنا أحاديث الباب في مسند أبي سعيد الخدري في الرواية (11319).
قوله: "ولا تغلوا فيه" من الغُلوّ، وهو التجاوز عن الحد، أي: لا تجاوزوا حدَّه من حيث لفظه أو معناه بأن تتأولوه بباطل، أو المراد: لا تبذلوا جهدكم في قراءته وتتركوا غيره من العبادات. =
15530 -
وَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ التُّجَّارَ هُمُ الْفُجَّارُ " قَالَ:
قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَوَلَيْسَ قَدْ أَحَلَّ اللهُ الْبَيْعَ؟ قَالَ:" بَلَى وَلَكِنَّهُمْ يُحَدِّثُونَ فَيَكْذِبُونَ، وَيَحْلِفُونَ (1) وَيَأْثَمُونَ "(2).
= "ولا تجفوا" قال السندي: من جفا عنه، إذا بعد، أي: لا تبعدوا عن تلاوته، ولا تغلوا، بل توسَّطوا، وفيه نهيٌ عن كل الإفراط والتفريط، وأمرٌ بالتزام التوسط.
"ولا تأكلوا به" أي بالقرآن.
"ولا تستكثروا به" أي: المال، أي: لا تطلبوا دنيوياً سواءً كان حاجةً أصلية، أو زائدة كزيادة المال، وفي "سنن أبي داود" (3416) عن عبادة بن الصامت قال: علمت ناساً من أهل الصفة الكتاب والقرآن، فأهدى إلي رجل منهم قوساً، فقلت: ليس بمال وأرمي عنها في سبيل الله عز وجل، لآتين رسول الله صلى الله عليه وسلم فلأسألنه، فأتيته، فقلت: يا رسول الله رجل أهدى إليَّ قوساً، فقلت: ليست بمال وأرمي عنها في سبيل الله؟ قال: "إن كنت تحب أن تطوق طوقاً من نار فاقبلها" وفي سنده الأسود بن ثعلبة وهو مجهول، لكن تابعه جنادة بن أبي أمية عند أبي داود (3417) وله شاهد بنحوه عند ابن ماجه (2158) من حديث أبي بن كعب.
(1)
لفظ: ويحلفون، ليس في (ص).
(2)
حديث صحيح، وإسناده هو إسناد سابقه.
وأخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" في مسند علي برقم (98) من طريق إسماعيل ابن عُلية، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبري أيضاً (97) و (98)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2077)، والحاكم 2/ 6 - 7، والبيهقي في "الشعب"(4846) من طرق، عن هشام، به، ولفظه عندهم إلا الطحاويّ: ويحلفون فيأْثمون. ولفظ الطحاوي: وإنهم يقولون ويكذبون، ويحلفون ويأثمون. وقد صرح يحيى بن أبي كثير عند =
15531 -
قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ الْفُسَّاقَ هُمْ (1) أَهْلُ النَّارِ " قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَنِ الْفُسَّاقُ؟ قَالَ:" النِّسَاءُ " قَالَ: رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللهِ أَوَلَسْنَ (2) أُمَّهَاتِنَا وَأَخَوَاتِنَا وَأَزْوَاجَنَا؟ قَالَ: " بَلَى وَلَكِنَّهُمْ إِذَا أُعْطِينَ لَمْ يَشْكُرْنَ، وَإِذَا ابْتُلِينَ لَمْ يَصْبِرْنَ "(3).
= الطبري والحاكم بسماعه من أبي راشد، فقال: حدثني أبو راشد الحبراني.
قال الحاكم: صحيح الإسناد، وقد ذكر هشام بن أبي عبد الله سماع يحيى ابن أبي كثير من أبي راشد. وهشام ثقةٌ مأمون، وأدخل أبان بن يزيد العطار بينهما زيد بن سلّام، ووافقه الذهبي.
قلنا: سترد رواية أبان برقم (15669) وزاد مع زيد بن سلّام جدّه أبا سلّام.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/ 73، وقال: رواه أحمد هكذا، ثم قال: ورواه الطبراني في "الكبير"، فساق الرواية مطولة، ثم قال: ورجال الجميع ثقات. وله طريق في الأدب أطول من هذه.
قلنا: قد أورد هذه الرواية المطولة في "المجمع" 8/ 36، وقال: رواه الطبراني -واللفظ له- وأحمد، ورجالهما رجال الصحيح.
وسيأتي برقم (15669)، ومطولاً برقم (15666).
وفي الباب: عن رفاعة بن رافع الزرقي: عند الترمذي (1210) وقال: حسن صحيح، وابن ماجه (2146)، والحاكم 2/ 6 وصححه، ووافقه الذهبي.
(1)
لفظ: هم ليس في (ظ 12) و (ص).
(2)
في (ظ 12) و (ص) و (ق): أو ليس، والمثبت من (س) و (م).
(3)
حديث صحيح، وإسناده هو إسناد الحديث رقم (15529).
وأخرجه الحاكم 4/ 604 من طريق مسلم بن إبراهيم، عن هشام، بهذا الإسناد، وقال: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.
قلنا: أبو راشد الحبراني، لم يخرج له مسلم، وخرج له البخاري في "الأدب المفرد". =
15532 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ تَمِيمِ بْنِ مَحْمُودٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شِبْلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَنْهَى عَنْ ثَلَاثٍ: عَنْ نَقْرَةِ الْغُرَابِ، وَعَنْ افْتِرَاشِ السَّبُعِ، وَأَنْ يُوطِنَ الرَّجُلُ الْمَقَامَ كَمَا يُوطِنُ الْبَعِيرُ (1).
= وسيرد ضمن الرواية المطولة (15666/ 3).
وفي الباب: عن عبد الله بن مسعود، سلف برقم (3569)، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب، ولم نذكر هناك هذا الحديث، فيضاف إليها.
قال السندي: قوله: "النساء": أي ومن كان على عادتهن. أو ليس: أي النساء. أمهاتنا: أي أمهات المؤمنين، ومن جملتهم. "ولكنهم": هكذا في النسخ، وكان الضمير لهن باعتبار كونهن فسّاقاً. "أُعطين": على بناء المفعول، وكذا "ابتلين"، والله أعلم.
(1)
إسناده ضعيف، تميم بن محمود، ذكره العقيلي والدولابي وابن الجارود في الضعفاء، قال العقيلي بعد أن أورد حديثه: لا يتابع عليه، وقال البخاري: في حديثه نظر، وقال ابن حجر في "التقريب": فيه لين، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. يحيى بن سعيد: هو القطان، وعبد الحميد: هو ابن جعفر بن عبد الله بن الحكم بن رافع الأنصاري.
وأخرجه ابن ماجه (1429)، وابن خزيمة (662) و (1319) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 91، وابن ماجه (1429)، والدارمي 1/ 303، وابن خزيمة (662) و (1319)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(6179)، والعقيلي في "الضعفاء"1/ 170، وابن حبان (2277)، وابن عدي في "الكامل" 2/ 515، والحاكم 1/ 229، والبيهقي في "السنن" 12/ 18 و 3/ 238 - 239، والبغوي في "شرح السنة"(666) من طرق عن عبد الحميد بن جعفر، به. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= قال الحاكم: هذا صحيح الإسناد، ولم يخرِّجاه، لما قدمت من التفرد عن الصحابة بالرواية، ووافقه الذهبي.
وقد تحرف اسم تميم بن محمود في مطبوع البيهقي في الرواية الثانية إلى عثمان بن محمود. وقال البيهقي: تابعه يزيد بن أبي حبيب عن جعفر. قلنا: سيرد في الرواية الآتية.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 2/ 214 - 215، وفي "الكبرى"(696) من طريق سعيد بن أبي هلال، عن جعفر والد عبد الحميد، به.
والحديث سيأتي بالأرقام (15533) و (15534) و (15667).
وله شاهد من حديث عبد الحميد بن سلمة عن أبيه، سيرد 5/ 446 - 447، أخرجه أحمد عن إسماعيل، أخبرنا عثمان البتي، عن عبد الحميد بن سلمة، عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى
…
فذكر الحديث. وقد نقل الحافظ في "الإصابة" في ترجمة سلمة عن الدارقطني أن سلمة إنما هو جدُّ عبد الحميد لا أبوه، وأنه نسب إليه، وأنه عبد الحميد بن يزيد بن سلمة، نقول: وعلى هذا فعبد الحميد بن سلمة وأبوه مجهولان.
ولبعضه شاهدٌ آخر من حديث أبي هريرة سلف (7595) و (8106) من حديث أبي هريرة قال: أوصاني خليلي بثلاث، ونهاني عن ثلاث، نهاني عن نَقْرةٍ كنقرة الديك، وإقعاء كإقعاء الكلب، والتفات كالتفات الثعلب. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/ 80: وإسناده حسن. مع أن فيه يزيد بن أبي زياد الهاشمي وهو ضعيف.
وقد أخرج البخاري (822)، ومسلم (439)، وأبو داود (897)، والترمذي (276) من حديث أنس مرفوعاً، قال:"اعتدلوا في السجود، ولا يَبْسُط أحدُكم ذراعيه انبساط الكلب".
قال السندي: قوله: "عن نَقْر الغراب": هو تخفيف السجود، بحيث لا يمكث فيه إلا قدر وضع الغُراب منقارهُ فيما يُريد أكله.
"افتراش السبع": هو أن يبسط ذراعيه في السجود، ولا يرفعهما عن =
15533 -
حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ - يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ -، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، أَنَّ جَعْفَرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَكَمِ حَدَّثَهُ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ مَحْمُودٍ اللَّيْثِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شِبْلٍ الْأَنْصَارِيِّ أَنَّهُ قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى فِي الصَّلَاةِ عَنْ ثَلَاثٍ: نَقْرِ الْغُرَابِ، وَافْتِرَاشِ السَّبُعِ، وَأَنْ يُوطِنَ الرَّجُلُ الْمَقَامَ الْوَاحِدَ كَإِيطَانِ الْبَعِيرِ (1).
= الأرض، كمال يبسط السبع والكلب والذئب ذراعيه، والافتراش: افتعال من الفرش.
"وأن يوطن .. إلخ"، أي: أن يتخذ لنفسه من المسجد مكاناً معيّناً لا يُصلي إلا فيه، كالبعير لا يبرك من عطنه إلا في مبركٍ قديم، وقيل: معناه: أن يبرك على ركبتيه قبل يديه إذا أراد السجود مثل بروك البعير. ثم قال السندي: وهذا لا يوافق لفظ الحديث، والله أعلم.
قلنا: قال في "النهاية": يُقال: أوطنتُ الأرضَ ووطَّنْتُها واستوطنتها: أي: اتخذتُها وطناً ومحلاً. وقد جعل ابنُ حِبّان النهيَ عن إيطان المرء المكانَ الواحدَ في المسجد، إذا فعل ذلك لغيرِ الصلاة وذكرِ الله، ثم أورد دليلاً على ما ذهب إليه حديثَ أبي هريرة السالف برقم (8350) و (9841) من طريقين عن ابن أبي ذئب، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن سعيد بن يسار، عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"لا يُوطن الرجلُ المسجد للصلاة أو لذكر الله إلا تبشبش الله به كما يتبشبش أهلُ الغائب إذا قدم عليهم غائبُهم".
(1)
إسناده ضعيف، علّته تميم بن محمود، وقد تقدم الكلام عليه في الرواية السالفة، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين، غير جعفر -وهو ابن عبد الله بن الحكم بن رافع الأنصاري والد عبد الحميد- فمن رجال مسلم. حجّاج: هو ابن محمد المِصّيصي الأعور، وليث: هو ابن سعد. =
15534 -
حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ مَحْمُودٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شِبْلٍ؛ صَاحِبِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: نَهَانَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ ثَلَاثَةٍ؛ فَذَكَرَهُ (1).
15535 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الدَّسْتُوَائِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي رَاشِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شِبْلٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اقْرَؤُوا الْقُرْآنَ، وَلَا تَأْكُلُوا بِهِ، وَلَا تَسْتَكْثِرُوا بِهِ، وَلَا تَجْفُوا عَنْهُ، وَلَا تَغْلُوا فِيهِ "(2).
= وأخرجه أبو داود (862)، والبيهقي في "السنن" 2/ 118، و 3/ 239 من طرقٍ، عن ليث، بهذا الإسناد.
وهو مكرر الحديث الذي قبله.
(1)
إسناده ضعيف كسابقه، إلا أن شيخ أحمد هنا هو هاشم: وهو ابن القاسم أبو النّضر.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، وهو مكرر (15529)، إلا أن شيخ أحمد هنا هو وكيع.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 400 - 401 عن وكيع، بهذا الإسناد.
وقد تحرف في مطبوعه اسم عبد الرحمن بن شبل إلى: عبد الله بن شبل.
وذكرنا شرحه مع الإشارة إلى أحاديث الباب في الرواية (15529).
حَدِيثُ عَامِرِ بِنِ شَهْرٍ
(1)
15536 -
حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، يَعْنِي الْمُؤَدِّبَ (2) مُحَمَّدَ بْنَ مُسْلِمِ بْنِ أَبِي الْوَضَّاحِ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ وَالْمُجَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَامِرِ بْنِ شَهْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ كَلِمَتَيْنِ: مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كَلِمَةٌ، وَمِنَ النَّجَاشِيِّ أُخْرَى، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" انْظُرُوا قُرَيْشًا، فَخُذُوا مِنْ قَوْلِهِمْ، وَذَرُوا فِعْلَهُمْ ".
وَكُنْتُ عِنْدَ النَّجَاشِيِّ جَالِسًا، فَجَاءَ ابْنُهُ مِنَ الْكُتَّابِ، فَقَرَأَ آيَةً مِنَ الْإِنْجِيلِ، فَعَرَفْتُهَا أَوْ فَهِمْتُهَا، فَضَحِكْتُ، فَقَالَ: مِمَّ تَضْحَكُ؟! أَمِنْ كِتَابِ اللهِ تَعَالَى؟ فَوَاللهِ إِنَّ مِمَّا أَنْزَلَ اللهُ عَلَى عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ: أَنَّ اللَّعْنَةَ تَكُونُ فِي الْأَرْضِ إِذَا كَانَ أُمَرَاؤُهَا الصِّبْيَانَ (3).
(1) قال الحافظ في "الإصابة": عامر بن شهر الهَمْداني، أبو شهر، ويقال: أبو الكَنُود.
كان أولَ من اعترض على الأَسود العَنْسِيّ لمَّا ادَّعى النبوةَ، وكان عامر بن شهر أحدَ عمال النبي صلى الله عليه وآله وسلم على اليمن.
(2)
في النسخ الخطية و (م): المؤذن، وهو تحريف، وفى نسخة (ظ 12): المؤذن والمؤدب، باحتمال الوجهين، والصواب: المؤدِّب كما في "أطراف المسند"، وفي ترجمته في "التهذيب" وفروعه.
(3)
إسناده صحيح على شرط مسلم من جهة إسماعيل بن أبي خالد، غير أن صحابيه لم يخرج له سوى أبي داود، ومجالد بن سعيد -وإن كان ضعيفاً- =
حَدِيثُ مُعَاوِيَةَ اللَّيْثِيِّ
(1)
15537 -
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ - يَعْنِي الْقَطَّانَ -، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ نَصْرِ بْنِ عَاصِمٍ اللَّيْثِيِّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ اللَّيْثِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَكُونُ النَّاسُ مُجْدِبِينَ، فَيُنْزِلُ اللهُ عَلَيْهِمْ رِزْقًا مِنْ رِزْقِهِ، فَيُصْبِحُونَ مُشْرِكِينَ "
= قد توبع. أبو النَّضْر: هو هاشم بن القاسم.
وأخرجه ابن حبان (4585) من طريق عبيد الله بن عمرو، وأبو نعيم مختصراً في "أخبار أصبهان" 1/ 140 من طريق محمد بن عبيد، كلاهما عن إسماعيل بن أبي خالد، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 15/ 231، ومختصراً ابن أبي عاصم في "السنة"(1543)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3131) من طريق محمد بن بشر، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن مجالد، به.
وأخرجه أبو يعلى (6864)، وابن الأثير في "أسد الغابة" 3/ 126، ومختصراً أبو داود (4736)، وابن عدي في "الكامل" 13/ 1038 من طرق عن مجالد، به.
وسيأتي مختصراً 4/ 260.
قال السندي: قوله: "انظروا قريشاً"، أي: ملوكهم، وكان غالبهم صغاراً، فلذلك جمع عامر هذه الكلمة مع كلمة النجاشي.
قوله: "من قولهم"، أي: بعضه الموافق للدِّين.
قوله: "فعلهم"، أي: كله، ففيه أن الغالب في فعلهم المخالفة.
(1)
قال السندي: معاوية الليثي ذكره البخاري وغيره في الصحابة، عداده في أهل البصرة.
فَقِيلَ لَهُ: وَكَيْفَ ذَاكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " يَقُولُونَ مُطِرْنَا بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا "(1).
(1) إسناده حسن من أجل عمران القطان: وهو ابن داوَر، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. قتادة: هو ابن دعامة السدوسي.
وهو عند الطيالسي (1262)، ومن طريقه أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(940).
وأخرجه البخاري في "تاريخه الكبير" 7/ 329، والطبراني في "الكبير" 19/ (1043) من طريق عمرو بن مرزوق، عن عمران القطان، به.
وقد سلف نحوه من حديث أبي سعيد الخدري برقم (11042)، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: "مجدبين": اسم فاعل، من أجدب القوم، أي: أصابهم جَدْب، أي: قحط.
حَدِيثُ مُعَاوِيَةَ بْنِ جَاهِمَةَ السُّلَمِيِّ
15538 -
حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ جَاهِمَةَ: أَنَّ جَاهِمَةَ (1) جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَدْتُ الْغَزْوَ، وَجِئْتُكَ أَسْتَشِيرُكَ. فَقَالَ:" هَلْ لَكَ مِنْ أُمٍّ؟ " قَالَ: نَعَمْ. فَقَالَ: " الْزَمْهَا، فَإِنَّ الْجَنَّةَ عِنْدَ رِجْلِهَا " ثُمَّ الثَّانِيَةَ، ثُمَّ الثَّالِثَةَ فِي مَقَاعِدَ شَتَّى كَمِثْلِ (2) هَذَا الْقَوْلِ (3).
(1) عبارة: "أن جاهمة" ليست في (ص) و (م)، والمثبت من (ظ 12) و (ق) و (ص).
(2)
في (ظ 12) و (ق) و (ص): وكمثل.
(3)
إسناده حسن، محمد بن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن: هو ابن أبي بكر الصديق، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق، وحديثه عند النسائي وابن ماجه، وأبوه طلحة روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن حجر في "التقريب": مقبول، وقال الذهبي في "الكاشف": صدوق. ومعاوية بن جاهمة، قال الحافظ: لأبيه وجده صحبة، وقيل: إن له صحبة. روح: هو ابن عبادة، وابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز، وقد صرح بالتحديث هنا، فانتفت شبهة تدليسه.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 6/ 11، وابن ماجه (2781)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2132)، والحاكم 2/ 104، والبيهقي في "السنن" 6/ 29، وفي "الشعب"(7833) و (7834) من طريق حجاج بن محمد، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1371)، والطحاوي (2132)، والحاكم =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= 4/ 151 من طريق أبي عاصم، كلاهما عن ابن جريج، به.
وصححه الحاكم في الموضعين، ووافقه الذهبي.
وقد اختلف عليهما فيه: فأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2133) عن أبي أمية، قال: حدثنا أبو عاصم وحجاج بن محمد، عن محمد ابن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن معاوية بن جاهمة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله.
قلنا: وهذه رواية مرسلة، لأَنَّ صحابي الحديث هو جاهمة كما سلف.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(2202) من طريق سفيان بن حبيب، عن ابن جريج، عن محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة، عن معاوية بن جاهمة، عن جاهمة، به.
قال البيهقي: ورواية حجاج عن ابن جريج أصح، قلنا: وقد تابعه أبو عاصم، وروح بن عبادة.
وقد خالف ابنَ جريج محمدُ بنُ إسحاق:
فأخرجه ابن ماجه (2781) من طريق محمد بن سلمة الحَرَّاني، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1372) من طريق المحاربي، كلاهما عن محمد ابن إسحاق، عن محمد بن طلحة، عن أبيه، عن معاوية بن جاهمة السلمي، قال: أتيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم. فجعله من حديث معاوية، وقد وهم في ذلك.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 474 عن عبد الرحيم بن سليمان، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن طلحة، عن أبيه طلحة بن معاوية السُّلمي، قال: جئت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم .. فذكر نحوه، وجعله من حديث طلحة بن معاوية. قال الحافظ في "الإصابة": وهو غلطٌ نَشَأَ عن تصحيف وقلب، والصواب عن محمد بن طلحة، عن معاوية بن جاهمة، عن أبيه، فصحف "عن" فصارت "ابن"، وقدَّم قوله: عن أبيه، فخرج منه أن لطلحة صحبة، وليس كذلك.
قلنا: وقد وقعنا نحن في الخطأ كذلك، فذكرنا حديث طلحة بن معاوية في =
حَدِيثُ أَبِي عَزَّةَ
15539 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ بْنِ أُسَامَةَ، عَنْ أَبِي عَزَّةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ اللهَ تبارك وتعالى إِذَا أَرَادَ قَبْضَ رُوحِ عَبْدٍ بِأَرْضٍ، جَعَلَ لَهُ فِيهَا - أَوْ قَالَ: بِهَا -
= أحاديث الباب في رواية ابن عمرو بن العاص السالفة برقم (6525)، فيستدرك من هنا.
وجِماعُ القول في هذا الحديث ما قاله الحافظ في "تهذيب التهذيب" 4/ 105 (طبعة مؤسسة الرسالة) من أن الصحبة لجاهمة، وأنه هو السائل، وأن رواية معاوية ابنه عنه صواب، وروايته الأخرى مرسلة، وقولُ ابن إسحاق في روايته عن معاوية: أتيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، وهمٌ منه، لأن ابن جريج أحفظُ من ابن إسحاق وأتقن، على أن يحيى بن سعيد الأُموي قد روى عن ابن جريج مثل رواية ابن إسحاق، فوهم، وقد نبَّه على غلطه في ذلك أبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة"، والله تعالى أعلم.
قلنا: وانظر "الإصابة" في ترجمة جاهمة، فقد بسط الحافظُ ابن حجرٍ القولَ في هذا الحديث.
قال السندي: قوله: "الزَمْها": من لزمه، كسمع.
قوله: "فإن الجنة"، أي: نصيبك منها، لا يَصِلُ إليك إلا برضاها، بحيث كأنه لها وهي عليه قاعدة، فلا يصل إليك إلا من جهتها، فإن الشيء إذا صار تحت رِجْلِ أحدٍ فقد تمكن منه، واستولى عليه، بحيث لا يَصِلُ إلى الآخر إلا من جهته، والله تعالى أعلم.
قوله: ثم الثانية، أي: أعاد المرةَ الثانية.
قوله: في مقاعد، أي: في مجالس.
حَاجَةً " (1).
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه -واسمه يسار بن عبدٍ الهذلي-، فقد أخرج حديثه البخاري في "الأدب المفرد"، وأبو داود في "القدر"، والترمذي. إسماعيل: هو ابن عُلَيَّة، وأيوب: هو السَّختياني.
وأخرجه الحاكم 1/ 42 من طريق أحمد، بهذا الإسناد. وقال: هذا حديث صحيح، ورواته عن آخرهم ثقات، ووافقه الذهبي.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(780)، وفي "تاريخه الكبير" 8/ 419 - 420، والترمذي (2147)، وابن حبان (6151) من طريق إسماعيل ابن عُلَيَّة، به. وقال الترمذي: هذا حديث صحيح.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1069)، والبزار في "الزوائد"(2154)، وأبو يعلى (927)، والدولابي في "الكنى" 1/ 44، والحاكم 1/ 42، والقضاعي في "مسنده"(1392) و (1394) من طرق عن أيوب، به. وعند البزار زيادة:"فإذا بَلَغَ أقصى أثرِه قَبَضَه".
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(1282)، والطبراني في "الكبير" 22/ (707) و (708)، والقضاعي في "مسنده"(1393) من طريقين عن أيوب، عن أبي المَلِيح، عن رجل من قومه له صحبةٌ، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر الحديث.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (706) من طريق أبي قلابة، عن أبي المليح، به.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 4/ 1634، وأبو نعيم في "الحلية" 8/ 374 من طريق عبيد الله بن أبي حميد، عن أبي المليح، به. وعبيد الله ضعيف.
قال السندي: قوله: "جعل له فيها"، أي: ليذهب إليها فيموت بها.
حَدِيثُ الْحَارِثِ بْنِ زِيَادٍ
(1)
15540 -
حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْغَسِيلِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمْزَةُ بْنُ أَبِي أُسَيْدٍ، وَكَانَ أَبُوهُ بَدْرِيًّا، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ زِيَادٍ السَّاعِدِيِّ الْأَنْصَارِيِّ: أَنَّهُ أَتَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْخَنْدَقِ، وَهُوَ يُبَايِعُ النَّاسَ عَلَى الْهِجْرَةِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، بَايِعْ هَذَا. قَالَ:" وَمَنْ هَذَا؟ " قَالَ: ابْنُ عَمِّي حَوْطُ بْنُ يَزِيدَ أَوْ يَزِيدُ بْنُ حَوْطٍ. قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا أُبَايِعُكَ (2)، إِنَّ النَّاسَ يُهَاجِرُونَ إِلَيْكُمْ، وَلَا تُهَاجِرُونَ إِلَيْهِمْ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ، لَا يُحِبُّ رَجُلٌ الْأَنْصَارَ حَتَّى يَلْقَى اللهَ تبارك وتعالى، إِلَّا لَقِيَ اللهَ، وَهُوَ يُحِبُّهُ، وَلَا يَبْغُضُ رَجُلٌ الْأَنْصَارَ (3) حَتَّى يَلْقَى اللهَ، إِلَّا لَقِيَ اللهَ وَهُوَ يَبْغُضُهُ "(4).
(1) قال السندي: الحارث بن زياد، أنصاري ساعدي.
(2)
في (ظ 12) و (ص)، وهامش (س): لا أبايعكم.
(3)
في (ظ 12) و (ص): الأنصارَ رجلٌ.
(4)
إسناده قوي، عبد الرحمن ابن الغسيل: هو عبد الرحمن بن سليمان، وثقه ابن معين وأبو زرعة والدارقطني، وقال النسائي مرة: لبس به بأس، ومرة: ليس بالقوي، وقال ابن حبان: كان يخطئ ويهم كثيراً، ومَرَّض القول فيه أحمد ويحيى، وقالا: صالح، وقال الأزدي: ليس بالقوي عندهم، وقال ابن عدي: هو ممن يعتبر حديثه ويكتب. وقال الحافظ في "مقدمة الفتح": تضعيفهم له بالنسبة إلى غيره ممن هو أثبت منه من أقرانه، وقد احتج به الجماعة سوى النسائي. وبقية رجاله ثقات. يونس بن محمد: هو ابن مسلم =
حَدِيثُ شَكَلِ بْنِ حُمَيْدٍ وَهُوَ أَبُو شُتَيْرٍ
(1)
15541 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعْدُ بْنُ أَوْسٍ، عَنْ بِلَالِ بْنِ يَحْيَى - شَيْخٌ لَهُمْ - عَنْ شُتَيْرِ بْنِ شَكَلٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، عَلِّمْنِي دُعَاءً أَنْتَفِعُ بِهِ. قَالَ: " قُلْ: اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ سَمْعِي وَبَصَرِي، وَقَلْبِي
= المؤدب البغدادي.
وأخرجه مطولاً ومختصراً البخاريُّ في "تاريخه الكبير" 2/ 259، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2636) و (2637) و (2638)، والطبراني في "الكبير"(3356) و (3601) من طرق عن عبد الرحمن ابن الغسيل، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/ 38 - 39، وقال: رواه أحمد والطبراني بأسانيد، ورجال بعضها رجال الصحيح غير محمد بن عمرو وهو حسن الحديث.
قلنا: سيأتي نحوه مختصراً 4/ 221 من طريق محمد بن عمرو.
وقد سلف نحوه في مسند ابن عباس (2818)، ومسند أبي سعيد الخدري (11407)، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: "لا أبايعُك"، أي: على الهجرة.
قوله: "أن الناس"، أي: المطلوب من سائر الناس الهجرة إليكم، وليس المطلوب منكم الهجرة إليهم.
قوله: "حتى يلقى الله"، أي: إلى أن يموت. وفيه أن المعتبر هو الموتُ على الحبِّ أو البغض، لا الحب أو البغض أحياناً.
(1)
قال السندي: شَكَلُ بن حُميد، صحابيٌّ نَزَلَ الكوفةَ، وهو من رَهْطِ حُذَيفةَ بن اليَمان.
وَمَنِيِّي " (1).
15542 -
حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ (2)، حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ أَوْسٍ، عَنْ بِلَالٍ الْعَبْسِيِّ، عَنْ شُتَيْرِ بْنِ شَكَلٍ، عَنْ أَبِيهِ شَكَلِ بْنِ حُمَيْدٍ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات. وكيع: هو ابن الجراح، وسعد بن أوس وبلال بن يحيى: هما العبسيان.
وأخرجه أبو داود (1551) عن الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(663)، والنسائي 8/ 260 و 267 من طريق وكيع، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 193، والبخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 264، والنسائي 8/ 255 و 259، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1272)، والطبراني في "الكبير"(7225)، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 94 من طريقين عن سعد بن أوس، به. وزاد بعضهم على بعض.
وأخرجه الطبراني في "الدعاء"(1389) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن عقبة بن مُكْرَم العَمِّي، عن هانئ بن يحيى، عن الحسن بن أبي جعفر، عن ليث بن أبي سُلَيم، عن بلال بن يحيى، عن شُتَير بن شَكَل، عن صِلَةَ بن زُفَر وسُلَيْك بن مِسْحَل، عن حذيفة رضي الله عنه، مرفوعاً، به. وهذا إسناد ضعيف فيه الحسن بن أبي جعفر، وهو الجُفْري، وليث بن أبي سليم، وهما ضعيفان، وهانئ بن يحيى، ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: يخطئ.
وانظر ما بعده.
قال السندي: قوله: "ومَنِيِّي": هو المني المشهور، بمعنى الماء المعروف، مضافاً إلى ياء المتكلم.
(2)
وقع اسمه في (ظ 12) و (س) و (ص): ابن أحمر، وفي (ق) و (م): أحمر، بدون لفظ "ابن"، وكلاهما تحريف، والصواب ما أثبتناه، وهو ما جاء في "أطراف المسند" 2/ 581، و"سنن أبي داود"(1551).
الْحَدِيثَ (1).
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات، وهو مكرر سابقه إلا أن شيخ أحمد هنا هو أبو أحمد محمد بن عبد الله بن الزُّبير الزُّبَيري.
وأخرجه أبو داود (1551) عن الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (3492)، والحاكم 1/ 532 - 533 من طريق أبي أحمد الزبيري، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث سعد بن أوس، عن بلال بن يحيى. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
حَدِيثُ طَخْفَةَ بْنِ قَيْسٍ الْغِفَارِيِّ
(1)
15543 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ يَعِيشَ بْنِ طَخْفَةَ بْنِ قَيْسٍ الْغِفَارِيِّ، قَالَ: كَانَ أَبِي مِنْ أَصْحَابِ الصُّفَّةِ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِهِمْ، فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَنْقَلِبُ بِالرَّجُلِ، وَالرَّجُلُ بِالرَّجُلَيْنِ، حَتَّى بَقِيتُ خَامِسَ خَمْسَةٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" انْطَلِقُوا " فَانْطَلَقْنَا مَعَهُ إِلَى بَيْتِ عَائِشَةَ، فَقَالَ:" يَا عَائِشَةُ أَطْعِمِينَا " فَجَاءَتْ بِحَشِيشَةٍ فَأَكَلْنَا، ثُمَّ جَاءَتْ بِحَيْسَةٍ مِثْلَ الْقَطَاةِ، فَأَكَلْنَا، ثُمَّ قَالَ:" يَا عَائِشَةُ اسْقِينَا " فَجَاءَتْ بِعُسٍّ فَشَرِبْنَا، ثُمَّ جَاءَتْ بِقَدَحٍ صَغِيرٍ فِيهِ لَبَنٌ فَشَرِبْنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنْ شِئْتُمْ بِتُّمْ، وَإِنْ شِئْتُمْ انْطَلَقْتُمْ إِلَى الْمَسْجِدِ " فَقُلْتُ: لَا، بَلْ نَنْطَلِقُ إِلَى الْمَسْجِدِ. قَالَ: فَبَيْنَا أَنَا مِنَ السَّحَرِ مُضْطَجِعٌ عَلَى بَطْنِي، إِذَا (2) رَجُلٌ يُحَرِّكُنِي بِرِجْلِهِ، فَقَالَ:" إِنَّ هَذِهِ ضِجْعَةٌ يَبْغُضُهَا اللهُ تبارك وتعالى " فَنَظَرْتُ فَإِذَا هُوَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم (3).
(1) قال السندي: طَخْفة بن قيس، ويقال: طَهْفة، ويقال: طِغفة، غفاري، صحابي. ووقع في بعض روايات حديثه: قيس بن طَخْفة.
(2)
في (س): إذ.
(3)
النهي عن النوم على البطن فيه، حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لاضطرابه ولجهالة ابن طخفة، وقد اضطربوا في اسمه واسم أبيه، قال ابن =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= عبد البر في "الاستيعاب" في ترجمة طهفة الغفاري: اختُلف فيه اختلافاً كثيراً، واضطُرب فيه اضطراباً شديداً، فقيل: طهفة بن قيس -بالهاء-، وقيل: طخفة ابن قيس -بالخاء-، وقيل: طغفة -بالغين-، وقيل: طقفة -بالقاف والفاء-، وقيل: قيس بن طخفة، وقيل: يعيش بن طخفة عن أبيه، وقيل: عبد الله بن طخفة عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقيل: طهفة، عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وحديثهم كلُّهم واحدٌ، وكان من أصحاب الصُّفَّة، ثم قال: حديثه عن يحيى بن أبي كثير، وعليه اختلفوا فيه. اهـ. قلنا: قد ذَكَرَ اضطرابَه والاختلافَ الشديد فيه -كما سيرد- البخاريُّ في "التاريخ الكبير" 4/ 365 - 367. وقال المزي في "تهذيب الكمال" 13/ 375 في ترجمة طخفة: رواه يحيى بن أبي كثير وفيه عنه اختلاف طويل عريض، ثم سَرَدَه مفصلاً. وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير أن صحابيه لم يخرِّج له سوى أبي داود والنسائي وابن ماجه. إسماعيل بن إبراهيم: هو ابن عُلَيَّة.
وأخرجه مطولاً ومختصراً البخاريُّ في "التاريخ الكبير" 4/ 365، وفي "الأوسط" 1/ 151، وأبو داود (5040)، والنسائي في "الكبرى"(6622) من طريق معاذ بن هشام، والنسائي (6695) من طريق خالد بن الحارث، والطبراني في "الكبير"(8228) من طريق إبراهيم بن طهمان، والطبراني (8227)، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 373 - 374 من طريق حجاج بن نصير، ثلاثتهم عن هشام، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 365، وفي "الأوسط" 1/ 153 من طريق عبد الله بن المبارك، عن هشام، عن يحيى، عن أبي سلمة، عن يعيش بن طغفة الغفاري، عن أبيه، وقال: طغفة خطأ أيضاً. ووقع في المطبوع "الأوسط": يعيش بن طقفة بالقاف، وقال: وهو وهم أيضاً.
وأخرجه البخاري في "الكبير" 4/ 365، وفي "الأوسط" 1/ 153 عن معاذ ابن فضالة، عن هشام، عن يحيى، عن أبي سلمة، عن يعيش بن طخفة بن قيس الغفاري، وقال: لا يصح ابن قيس فيه. لكن جاء في "الأوسط": عن =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
يعيش بن طخفة، عن قيس الغفاري، وقال: ولا يصح فيه: عن قيس.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(1187)، وفي "تاريخه الكبير" 4/ 366، وفي "الأوسط" 1/ 152 من طريق موسى بن خلف، عن يحيى، عن أبي سلمة، عن يعيش بن طخفة الغفاري، أن أباه أخبره به. وجاء في "الأدب المفرد": ابن طخفة، بدل يعيش بن طخفة.
وأخرجه الطبراني (8229) من طريق أبي إسماعيل القَنَّاد، عن يحيى، به. وسماه: يعيش بن طهفة أو طخفة، عن أبيه.
وأخرجه الطبراني أيضاً (8231) من طريق يحيى بن عبد العزيز، عن يحيى، به. وفيه: يعيش الغفاري، عن أبيه.
وأخرجه عبد الرزاق (19802) عن معمر، عن يحيى، عن أبي سلمة، عن رجل من أصحاب الصُّفَّة لم يذكر اسمه.
وأخرجه مختصراً النسائي في "الكبرى"(6620) من طريق شعيب بن إسحاق، والطبراني (8230) من طريق ابن المبارك، كلاهما عن الأوزاعي، عن يحيى، به. وسماه شعيب: قيس بن طخفة عن أبيه، وابن المبارك: يعيش بن طهفة، عن أبيه.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(6696)، والحاكم 4/ 270 - 271 من طريق الوليد بن مزيد، عن يحيى، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي. قال النسائي: عن ابنٍ ليعيش بن طخفة، عن أبيه، وقال الحاكم: عن قيس الغفاري، عن أبيه، ولم يذكر في إسناده أبا سلمة. وقال الحاكم: هذا حديث مختلف في إسناده على يحيى بن أبي كثير، وآخره أن الصواب: قيس بن طخفة الغفاري، وشاهده حديث أبي هريرة. قلنا: ليس بشاهد بل أخطأ محمد ابن عمرو فيه كما سيرد. وقال الذهبي: هو ابن طخفة واختلف في سنده على يحيى.
وأخرجه النسائي (6697)، وابن ماجه (3723)، وابن حبان (5550) من طريق الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن يحيى، قال النسائي: عن ابن قيس =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ابن طخفة، وقال ابنُ ماجه: عن قيس بن طخفة، وقال ابن حبان: عن ابن قيس بن طغفة الغفاري، كلهم: عن أبيه، من غير ذكر لأبي سلمة ولا لمحمد ابن إبراهيم بينهما.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(6619) من طريق مبشر بن إسماعيل الحلبي، عن الأوزاعي، عن يحيى، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن عطية بن قيس، عن أبيه، وقال المزي: وهو وهم.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 366 من طريق ابن إسحاق، عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن نعيم بن محمد، عن يعيش بن طهفة، عن طهفة الغفاري.
وأخرجه البخاري في "تاريخه" 4/ 366، وفي "الأوسط" 1/ 152 من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة مرفوعاً، وقال البخاري: لا يصح أبو هريرة. قلنا: وقد سلف حديث أبي هريرة برقم (7862) فانظره.
وسيأتي برقم (15544) و (15545) و 5/ 426 و 426 - 427 و 427 (الطبعة الميمنية).
وله شاهد يحسَّن به من حديث الشَّريد بن سُويد الثقفي، سيرد 4/ 388، بلفظ: كان صلى الله عليه وسلم إذا وَجَدَ الرجلَ راقداً على وجهه ليس على عَجُزِه شيء رَكَضَه برجله، وقال:"هي أبغض الرّقْدة إلى الله عز وجل". وإسناده قوي كما قال ابن كثير في "جامع المسانيد".
قال السندي: قوله: "فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بهم"، أي: بإطعامهم.
"بقيتُ" على صيغة المتكلم.
"بحشيشة": هي ما يحش من الحبِّ، فيطبخ، والحش: طحن خفيف فوق الدقيق.
"بحَيْسة": هي أخلاط من تمر وسويق وأقط وسمن مجمع فتؤكل.
"القَطاة" -بفتح القاف-: ضرب من الحمام، وكأنه شُبه في القلة.
"بعُسٍّ" -بضم عين فتشديد سين-: قدحٌ ضخم. =
15544 -
حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ - يَعْنِي شَيْبَانَ -، حَدَّثَنَا يَحْيَى (1) - يَعْنِي ابْنَ أَبِي كَثِيرٍ -، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يَعِيشُ بْنُ طِخْفَةَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِيهِ، وَكَانَ أَبُوهُ مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَا فُلَانُ انْطَلِقْ بِهَذَا مَعَكَ " فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (2).
15545 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ - يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدٍ -، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَلْحَلَةَ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ ابْنِ طِخْفَةَ (3) الْغِفَارِيِّ قَالَ:
= "بِتُّم": من البيتوتة، فيه إكرام الفقراء والتحمل على الضيق لهم.
"على بطني": أي: على وجهي.
"ضِجعة" بالكسرة: كالجلسة للهيئة.
(1)
في (ظ 12) و (ص) وهامش (س): عن يحيى.
(2)
إسناده ضعيف لاضطرابه ولجهالة ابن طخفة، وقد سبق الكلام عليه مفصلاً في الحديث الذي قبله، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير أن صحابيه لم يخرج له سوى أبي داود والنسائي وابن ماجه. هاشم: هو ابن القاسم أبو النضر، شيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن الزهري.
وأخرجه مطولاً ومختصراً ابن أبي شيبة 9/ 115، والنسائي في "الكبرى"(6621)، وابن ماجه (752)، والطبراني في "الكبير"(8232)، والبيهقي في "الشعب"(4721)، وفي "الآداب"(839) من طرق، عن شيبان، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (15543)، وسيأتي مكرراً سنداً ومتناً 5/ 427 (الطبعة الميمنية).
(3)
وقع في النسخ: عن أبي طخفة، والتصويب من "أطراف المسند" ومصادر التخريج.
أَخْبَرَنِي أَبِي، قَالَ:(1) ضَافَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَعَ نَفَرٍ، قَالَ: فَبِتْنَا عِنْدَهُ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ اللَّيْلِ يَطَّلِعُ، فَرَآهُ مُنْبَطِحًا عَلَى وَجْهِهِ، فَرَكَضَهُ بِرِجْلِهِ، فَأَيْقَظَهُ، فَقَالَ:" هَذِهِ ضِجْعَةُ أَهْلِ النَّارِ "(2).
(1) في (م): أنه قال.
(2)
إسناده ضعيف لاضطرابه ولجهالة ابن طخفة كما سلف بيانه مفصلاً في الرواية (15543)، وباقي رجال الإسناد رجال الشيخين غير أن صحابيه لم يخرج له سوى أبي داود والنسائي وابن ماجه. زهير بن محمد -هو التميمي- أخرج له البخاري متابعة، ونعيم بن عبد الله: هو المجمر.
وأخرجه البخاري في "تاريخه الكبير" 4/ 366، وفي "الصغير" 1/ 152، والطبراني في "الكبير"(8226) من طريق أبي عامر العقدي، عن زهير بن محمد، بهذا الإسناد. وجاء عند الطبراني: بن محمد بن عمرو، بدل عن محمد بن عمرو، وهو تحريف.
وأخرجه ابن ماجه (3724) عن يعقوب بن حميد بن كاسب، عن إسماعيل ابن عبد الله -هو ابن أبي أويس- عن محمد بن نعيم بن عبد الله بن المُجمر، عن أبيه، عن ابن طخفة الغفاري، عن أبي ذر. قال المزي في "التهذيب" 13/ 376: وهو قول منكر، لا نعلم أحداً تابعه عليه. قلنا: وقع في "تهذيب الكمال": عن طهفة، بدل عن ابن طخفة. وجاء في "تحفة الأشراف" 9/ 165 - 166: طهفة، وقال: كذا فيه، وفي نسخة أخرى: عن ابن طهفة، والمحفوظ حديث طهفة عن النبي صلى الله عليه وسلم. قلنا: فيكون ابن طخفة في مطبوع ابن ماجه تصحيفاً.
وقد سلف برقم (15543).
قال السندي: قوله: "ضاف"، أي: نزل ضيفاً عليه.
"فتبنا عنده": أي: في مسجده.
"فركضه": حركه.
زِيَادَةٌ فِي حَدِيثِ أَبِي لُبَابَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُنْذِرِ الْبَدْرِيِّ
(1)
15546 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ - يَعْنِي ابْنَ عُمَرَ -، قَالَ: أَخْبَرَنِي نَافِعٌ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا لُبَابَةَ يُخْبِرُ ابْنَ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ قَتْلِ الْجِنَّان (2)(3).
(1) قال السندي. أبو لبابة، أنصاري، قيل: اسمه بَشِير، وقيل: بسير، وقيل: رفاعة.
كان أحد النقباء ليلة العقبة. قالوا: أن النبي صلى الله عليه وسلم ردّ أبا لبابة والحارث بن حاطب، بعد أن خرجا معه إلى بدر، فأمَّر أبا لبابة على المدينة، وضرب لهما بسهمهما وأجرهما مع أصحاب بدر.
(2)
في (ق) و (م): الحيات، وهي نسخة في (س)، وهي كذلك في نسخة السندي، وقال: في بعض النسخ الجِنَّان -بكسر جيم وتشديد نون- جمع جان، وهي الحية الدقيقة الخفيفة. وقيل: الدقيقة البيضاء. وفي بعض الروايات: حيات البيوت. فقيل: هو عامٌّ في جميع البيوت، وقيل: مخصوص ببيوت المدينة، وقيل: ببيوت المدن. وعلى كل حال فيقتل في البراري، وقيل: هي الحية التي تكون كأنها فضة، ولا تلتوي في مشيتها، والله تعالى أعلم.
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (2233)(133) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/ 975 - ومن طريقه أبو داود (5253) -، والدولابي في "الكنى" 1/ 51، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2933) و (2934) و (2935) و (2937)، وابن حبان (5639) من طرق عن نافع، به.
وسيأتي بالأرقام (15547) و (15748) و (15749) و (15751) و (15752). =
15547 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ - يَعْنِي ابْنَ حَازِمٍ -، قَالَ: سَمِعْتُ نَافِعًا، قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَأْمُرُ بِقَتْلِ الْحَيَّاتِ كُلِّهِنَّ، لَا يَدَعُ مِنْهُنَّ شَيْئًا حَتَّى حَدَّثَهُ أَبُو لُبَابَةَ الْبَدْرِيُّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ قَتْلِ جِنَّانِ (1) الْبُيُوتِ (2).
15548 -
حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ - يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدٍ -، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِي لُبَابَةَ الْبَدْرِيِّ ابْنِ عَبْدِ الْمُنْذِرِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " سَيِّدُ الْأَيَّامِ يَوْمُ الْجُمُعَةِ وَأَعْظَمُهَا عِنْدَهُ، وَأَعْظَمُ عِنْدَ اللهِ مِنْ يَوْمِ الْفِطْرِ وَيَوْمِ الْأَضْحَى، وَفِيهِ خَمْسُ خِلَالٍ: خَلَقَ اللهُ فِيهِ آدَمَ،
= وقد سلف في مسند عبد الله بن عمر بن الخطاب برقم (4557)، فانظره لزاماً.
(1)
في (ق): حيات، وهي نسخة في (س).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (3312) و (3313) و (4016) و (4017)، ومسلم (2233)(132)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2932) من طرق عن جرير بن حازم، بهذا الإسناد.
وانظر ما قبله.
وَأَهْبَطَ اللهُ فِيهِ آدَمَ إِلَى الْأَرْضِ، وَفِيهِ تَوَفَّى اللهُ آدَمَ (1)، وَفِيهِ سَاعَةٌ لَا يَسْأَلُ الْعَبْدُ فِيهَا شَيْئًا إِلَّا آتَاهُ اللهُ إِيَّاهُ مَا لَمْ يَسْأَلْ حَرَامًا، وَفِيهِ تَقُومُ السَّاعَةُ، مَا مِنْ مَلَكٍ مُقَرَّبٍ، وَلَا سَمَاءٍ وَلَا أَرْضٍ، وَلَا رِيَاحٍ وَلَا جِبَالٍ، وَلَا بَحْرٍ إِلَّا هُنَّ يُشْفِقْنَ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ " (2).
(1) في (ظ 12) و (ص): وفيه توفي آدم.
(2)
إسناده ضعيف، عبد الله بن محمد بن عقيل: هو ابن أبي طالب القرشي، مختلف فيه، قال الحافظ في "التلخيص الحبير" 2/ 108، هو سيئ الحفظ، يصلح حديثه للمتابعات، فأما إذا انفرد فيحسن، وأما إذا خالف فلا يقبل. قلنا: وقد خالف هو رواية نفسه كما سيأتي في التخريج، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو عامر عبد الملك بن عمرو: هو العقدي، وزهير بن محمد: هو التميمي.
وأخرجه الطبراني في "تاريخه" 1/ 113 من طريق أبي عامر، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 150، وابن ماجه (1084)، والطبراني في "الكبير"(4511)، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 366، والبيهقي في "الشعب"(2973) من طريقين عن زهير بن محمد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(4512) من طريق عمرو بن ثابت، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، به.
وقد خالف عبد الله بن محمد رواية نفسه، فسيرد في "المسند" 5/ 284، عن أبي عامر العقدي، عن زهير، عن عبد الله بن محمد، عن عمرو بن شرحبيل بن سعيد بن سعد بن عبادة، عن أبيه، عن جده، عن سعد بن عبادة، به، مرفوعاً.
وقد سلف نحوه في فضل الجمعة من حديث أبي هريرة برقم (7151) بإسنادٍ صحيح. فانظره.
وقوله: "سيد الأيام يوم الجمعة" له شاهد من حديث أبي هريرة عند الحاكم 1/ 277، وإسناده حسن! =
حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ
(1)
* 15549 - حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ - قَالَ أَبُو (2) عَبْدِ الرَّحْمَنِ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنَ الْهَيْثَمِ - حَدَّثَنَا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ أَبِي مَنْصُورٍ مَوْلَى الْأَنْصَارِ
= قال السندي: قوله: "وفيه خمس خلال": كخصال لفظاً ومعنىً.
وقوله: "وأهبط"، أي: أنزل من الجنة إلى الأرض. قيل: هذه القضايا ليست لذكر فضيلته، لأنَّ إخراج آدم وقيام الساعة لا تعد فضيلة. وقيل: بل جميعها فضائل، وخروج آدم سبب وجود الذرية من الرسل والأنبياء والأولياء، والساعة سبب تعجيل جزاء الصالحين، وموت آدم سبب لنيله إلى ما أعد له من الكرامات.
قوله: "يشفقن" من الإشفاق بمعنى الخوف، أي: لعلمهن بقيام الساعة فيه.
(1)
قال السندي: عمرو بن الجموح، من سادات الأنصار. وجاء أنه صلى الله عليه وسلم قال لبني سلمة قوم جابر:"سيدكم عمرو بن الجموح".
وكان آخرَ الأنصار إسلاماً، وكان قبل ذلك قد اتخذ في داره صنماً، فلما أسلم فتيانُ بني سلمة، منهم ابنه معاذ، كانوا يدخلون على صنمه، فيطرحونه في موضع نجس، فيجده عمرو منكباً على وجهه في العذرة، فيأخذه ويغسله، ويطيبه ويقول: لو أعلم من صنع هذا بك لأخزيته، ففعلوا ذلك مراراً، ثم جاء بسيفه فعلقه عليه، وقال: أن كان فيك خير فامتنع، فلما أمسى أخذوا كلباً ميتاً فربطوه في عنقه، وأخذوا السيف، فأصبح فوجده كذلك، فأبصر رشده، وأسلم، وقال في ذلك أبياتاً منها:
تاللهِ لو كُنْتَ إلهاً لم تكُنْ *** أنت وكلبٌ وسطَ بئرٍ في قَرَن
واستشهد بأحد.
(2)
لفظ "أبو" سقط من (م).
عَنْ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَا يَحِقُّ الْعَبْدُ حَقَّ صَرِيحِ الْإِيمَانِ حَتَّى يُحِبَّ لِلَّهِ وَيُبْغِضَ لِلَّهِ، فَإِذَا أَحَبَّ لِلَّهِ، وَأَبْغَضَ لِلَّهِ فَقَدِ اسْتَحَقَّ الْوَلَاءَ مِنَ اللهِ، وَإِنَّ أَوْلِيَائِي مِنْ عِبَادِي، وَأَحِبَّائِي مِنْ خَلْقِي الَّذِينَ يُذْكَرُونَ بِذِكْرِي، وَأُذْكَرُ بِذِكْرِهِمْ "(1).
(1) إسناده ضعيف لضعف رشدين بن سعد، وعبد الله بن الوليد -وهو ابن قيس التجيبي- ولانقطاعه، أبو منصور مولى الأنصار لم يلق عمرو بن الجموح فيما نقل الحافظ في "التعجيل" عن البخاري.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/ 89، وقال: رواه أحمد، وفيه رشدين بن سعد، وهو منقطع ضعيف.
قال السندي: قوله: "لا يحق العبد
…
إلخ"، أي: لا يستحق العبد أن يوصف بصريح الإيمان، ويقال: إنه صاحب صريح الإيمان.
قوله: "الولاء"، بفتح الواو، أي: القرب، "وإنَّ أوليائي" حكاية عن قول الله تبارك وتعالى.
قوله: "يذكرون بذكري"، على بناء المفعول، أي: من أراد أن يذكر الله تعالى يذكرهم وينظر في حالهم، وأنهم كيف كانوا يذكرون الله تعالى حتى يذكر الله تعالى كما ذكروه.
قوله: "وأُذكر بذكرهم"، أي: من ذَكَرَ أحوالَهم رَغِبَ في ذكر الله تعالى، ويحتمل أن المراد مجرد المقارنة كما في قولنا: لا إله إلا الله محمد رسول الله، ويحتمل أن المصدر مضاف إلى الفاعل في الموضعين، أي: أن الناس يذكرونهم بسبب أني أذكرهم، ويذكرونني بسبب أنهم يذكرونني، والله تعالى أعلم.
حَدِيثُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ صَفْوَانَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
15550 -
حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ صَفْوَانَ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ الْحَجَرِ وَالْبَابِ، وَاضِعًا وَجْهَهُ عَلَى الْبَيْتِ (1).
15551 -
حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ يُقَالُ لَهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَفْوَانَ، وَكَانَ لَهُ بَلَاءٌ فِي الْإِسْلَامِ حَسَنٌ، وَكَانَ صَدِيقًا لِلْعَبَّاسِ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ فَتْحِ مَكَّةَ، جَاءَ بِأَبِيهِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، بَايِعْهُ عَلَى الْهِجْرَةِ، فَأَبَى، وَقَالَ:
(1) إسناده ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد: وهو القرشي الهاشمي، وقال البخاري في "تاريخه الكبير" 3/ 247: عبد الرحمن بن صفوان، أو صفوان ابن عبد الرحمن، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قاله يزيد بن أبي زياد، عن مجاهد، ولا يصح.
وسيأتي برقم (15552) و (15553).
وله شاهد من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص عند أبي داود (1899)، وابن ماجه (2962)، وفي إسناده المثنى بن الصباح، وهو ضعيف.
وآخر من حديث ابن عباس، موقوفاً عن عبد الرزاق (9047)، وإسناده صحيح.
وانظر ما سلف برقم (15391).
قال السندي: قوله: بين الحجر والباب، أي: في المُلْتَزم.
" إِنَّهَا لَا هِجْرَةَ " فَانْطَلَقَ إِلَى الْعَبَّاسِ وَهُوَ فِي السِّقَايَةِ، فَقَالَ: يَا أَبَا الْفَضْلِ، أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِأَبِي يُبَايِعُهُ عَلَى الْهِجْرَةِ، فَأَبَى. قَالَ: فَقَامَ الْعَبَّاسُ مَعَهُ وَمَا عَلَيْهِ رِدَاءٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، قَدْ عَرَفْتَ مَا بَيْنِي وَبَيْنَ فُلَانٍ، وَأَتَاكَ بِأَبِيهِ لِتُبَايِعَهُ عَلَى الْهِجْرَةِ، فَأَبَيْتَ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّهَا لَا هِجْرَةَ " فَقَالَ الْعَبَّاسُ: أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ لَتُبَايِعَنَّهُ. قَالَ: فَبَسَطَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدَهُ، قَالَ: فَقَالَ: " هَاتِ، أَبْرَرْتُ قَسَمَ عَمِّي، وَلَا هِجْرَةَ "(1).
15552 -
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَجَّاجِ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ صَفْوَانَ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُلْتَزِمًا الْبَابَ مَا بَيْنَ الْحَجَرِ وَالْبَابِ، وَرَأَيْتُ النَّاسَ مُلْتَزِمِينَ الْبَيْتَ مَعَ
(1) إسناده ضعيف كسابقه. جرير: هو ابن عبد الحميد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(780)، والبيهقي في "السنن" 10/ 40 من طريق جرير، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (2116)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2620) من طرق عن يزيد بن أبي زياد، به.
وقوله صلى الله عليه وسلم: "لا هجرة". يعني بعد الفتح، سلف من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص برقم (7012) وهو حديث صحيح، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: بلاء في الإسلام حسن، أي: أعمال صالحة.
قوله: أقسمت عليك
…
أراد أن يخصِّصه، وكان صلى الله عليه وسلم يخص -بإذن الله- من شاء الله تعالى له ذلك.
رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (1).
15553 -
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَجَّاجِ، أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ صَفْوَانَ، قَالَ: لَمَّا افْتَتَحَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَكَّةَ، قُلْتُ: لَأَلْبَسَنَّ ثِيَابِي - وَكَانَ دَارِي عَلَى الطَّرِيقِ - فَلَأَنْظُرَنَّ مَا يَصْنَعُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَانْطَلَقْتُ، فَوَافَقْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ خَرَجَ مِنَ الْكَعْبَةِ، وَأَصْحَابُهُ قَدِ اسْتَلَمُوا الْبَيْتَ مِنَ الْبَابِ إِلَى الْحَطِيمِ، وَقَدْ وَضَعُوا خُدُودَهُمْ عَلَى الْبَيْتِ، وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَسْطَهُمْ، فَقُلْتُ لِعُمَرَ: وكَيْفَ صَنَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ دَخَلَ الْكَعْبَةَ؟ قَالَ: صَلَّى رَكْعَتَيْنِ (2).
(1) إسناده ضعيف، وقد سلف الكلام عليه في الرواية رقم (15550). أحمد بن الحجاج: هو البكري الذهلي.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(781) عن يوسف بن موسى، عن جرير بن عبد الحميد، بهذا الإسناد، وزاد: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم البيت، فلما خرج سألت من كان معه، فقالوا: صلى ركعتين عند السارية الوسطى عن يمينها.
وانظر ما سلف برقم (15550).
(2)
إسناده ضعيف كسابقه.
وأخرجه أبو داود (1898)، ومن طريقه البيهقي 5/ 92 عن عثمان بن أبي شيبة، عن جرير بن عبد الحميد، بهذا الإسناد، دون ذكر صلاته صلى الله عليه وسلم في الكعبة.
وأخرجه أبو داود (2026) -ومن طريقه البيهقي في "السنن" 2/ 328 - عن زهير بن حرب، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 391 من طريق إسحاق ابن إبراهيم الحنظلي، وأبو الوليد، ثلاثتهم عن جرير، به. بقصة الصلاة في =
حَدِيثُ وَفْدِ عَبْدِ الْقَيْسِ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
15554 -
حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْعُمَرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو سَهْلٍ عَوْفُ بْنُ أَبِي جَمِيلَةَ، عَنْ زَيْدٍ أَبِي الْقَمُوصِ، عَنْ وَفْدِ عَبْدِ الْقَيْسِ أَنَّهُمْ سَمِعُوا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" اللهُمَّ اجْعَلْنَا مِنْ عِبَادِكَ الْمُنْتَخَبِينَ (1)، الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ، الْوَفْدِ الْمُتَقَبَّلِينَ " قَالَ: فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا عِبَادُ اللهِ الْمُنْتَخَبُونَ (1)؟ قَالَ:" عِبَادُ اللهِ الصَّالِحُونَ " قَالُوا: فَمَا الْغُرُّ الْمُحَجَّلُونَ؟ قَالَ: " الَّذِينَ تَبْيَضُّ مِنْهُمْ مَوَاضِعُ الطُّهُورِ " قَالُوا: فَمَا الْوَفْدُ الْمُتَقَبَّلُونَ؟ قَالَ: " وَفْدٌ يَفِدُونَ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ مَعَ نَبِيِّهِمْ إِلَى رَبِّهِمْ تبارك وتعالى "(2).
= الكعبة فحسب، وسمى أبو الوليد في روايته الصحابيَّ عبد الله بن صفوان.
وأخرجه ابن خزيمة (3017) عن يوسف بن موسى، عن جرير، به مختصراً بلفظ: لما فتح النبي صلى الله عليه وسلم مكة قال: قلت: لألبسن ثيابي.
وأخرجه ابن خزيمة كذلك (3017)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 391 من طريقين عن يزيد بن أبي زياد، به. وقد سمى ابنُ خزيمة الصحابيَّ في روايته: صفوان بن عبد الرحمن أو عبد الرحمن بن صفوان، على الشك، وسماه الطحاوي أبا صفوان أو عبد الله بن صفوان.
وقد سلف مختصراً برقم (15550). وانظر في صلاة النبي صلى الله عليه وسلم في جوف الكعبة حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب، السالف برقم (4464).
(1)
في (ظ 12) المنتجبين، والمنتجبون، في الموضعين، وهما بمعنى.
(2)
إسناده ضعيف، محمد بن عبد الله العمري لم نعرفه، وبقية رجاله ثقات. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم. =
حَدِيثُ نَصْرِ بْنِ دَهْرٍ الْأَسْلَمِيِّ (1)(2) عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
15555 -
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ بْنِ نَصْرِ بْنِ دَهْرٍ الْأَسْلَمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَتَى مَاعِزُ بْنُ خَالِدِ بْنِ مَالِكٍ؛ رَجُلٌ مِنَّا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَاسْتَوْدَى عَلَى نَفْسِهِ بِالزِّنَى، فَأَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِرَجْمِهِ، فَخَرَجْنَا إِلَى حَرَّةِ بَنِي نِيَارٍ، فَرَجَمْنَاهُ، فَلَمَّا وَجَدَ مَسَّ الْحِجَارَةِ جَزِعَ جَزَعًا شَدِيدًا، فَلَمَّا فَرَغْنَا مِنْهُ، وَرَجَعْنَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَكَرْنَا لَهُ جَزَعَهُ، فَقَالَ:" هَلَّا تَرَكْتُمُوهُ "(3).
= وأورده الهتِثمي في "مجمع الزوائد" 10/ 174، وقال: رواه أحمد، وفيه من لم أعرفهم.
وسيكرر 4/ 207 سنداً ومتناً.
قال السندي: قوله: "المنتخبين" اسم مفعول، من الانتخاب، بمعنى الاختيار.
قوله: "المتقبلين": اسم مفعول، من التقبل، بمعنى القبول.
قوله: "يفدون"، كيعدون، أي: يذهبون، والظاهر أن المراد من يذهبون معه يوم القيامة للشفاعة.
قوله: "إلى ربهم"، أي: إلى محل العرض عليه، والله تعالى أعلم.
(1)
"الأسلمي" زيادة من (ظ 12) و (ص).
(2)
قال السندي: نصر بن دهر، أسلمي. قال البخاري: له صحبة. وقال البغوي: سكن المدينة.
(3)
حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة حال أبي الهيثم بن نصر بن دهر الأسلمي، فقد انفرد بالرواية عنه محمد بن إبراهيم بن الحارث =
15556 -
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ بْنِ نَصْرِ بْنِ دَهْرٍ الْأَسْلَمِيِّ، أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِي مَسِيرِهِ إِلَى
= التيمي، ولم يؤثر توثيقه عن أحد، يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزهري.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(7208) من طريق يعقوب، عن أبيه، بهذا الإسناد. وقد تحرف في المطبوع منه: عن أبيه عن ابن إسحاق إلى حدثنا أبو عون بن إسحاق!
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(7207)، والدارمي 2/ 177 - 178، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(434) من طريق يزيد بن زريع، عن محمد بن إسحاق، به. زاد النسائي بإثره أن ابن إسحاق استنكر هذا الحديث، ثم حدثه به عاصم بن عمر بن قتادة، عن الحسن بن محمد بن الحنفية، عن جابر بن عبد الله. وهو الحديث السالف برقم (15089).
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 770 - 78 - ومن طريقه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2381) - والنسائي في "الكبرى"(7206) من طريق أبي خالد الأحمر، عن محمد بن إسحاق، قال: أخبرني محمد بن إبراهيم، عن أبي عثمان بن نصر الأسلمي، عن أبيه، فذكر الحديث، فسماه أبا عثمان بن نصر، وهو وهم، نبه عليه الحافظ المزي في "تحفة الأشراف" 9/ 9. و"تهذيب الكمال" 34/ 383 - 384. وزاد ابن أبي شيبة والنسائي حديث جابر بن عبد الله.
وله شاهد من حديث أبي هريرة عند الترمذي (1428)، والنسائي في "الكبرى"(7204)، وابن ماجه (2554)، وقال الترمذي: هذا حديث حسن.
وثان من حديث من شهد النبي صلى الله عليه وسلم، سيرد 4/ 60.
وثالث من حديث هَزَّال، سيرد 5/ 216 - 217.
وقد سلفت قصة رجم ماعز من حديث أبي سعيد الخدري برقم (10988)، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: فاستودى على نفسه بالزِّنى: أي: أَقَرَّ به.
خَيْبَرَ لِعَامِرِ بْنِ الْأَكْوَعِ، وَهُوَ عَمُّ سَلَمَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْأَكْوَعِ، وَكَانَ اسْمُ الْأَكْوَعِ سِنَانًا:" انْزِلْ يَا ابْنَ الْأَكْوَعِ، فَاحْدُ (1) لَنَا مِنْ هُنَيَّاتِكَ " قَالَ: فَنَزَلَ يَرْتَجِزُ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:
وَاللهِ لَوْلَا اللهُ مَا اهْتَدَيْنَا
…
وَلَا تَصَدَّقْنَا، وَلَا صَلَّيْنَا
إِنَّا إِذَا قَوْمٌ بَغَوْا عَلَيْنَا
…
وَإِنْ أَرَادُوا فِتْنَةً أَبَيْنَا
فَأَنْزِلَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا
…
وَثَبِّتِ الْأَقْدَامَ إِنْ لَاقَيْنَا (2)
(1) في النسخ الخطية: فحد لنا، وضبب فوقها في (س)، قال السندي: هو أمر من حددت الإبل، بوزن ادع، حذف منه همزة الوصل خطاً، والحدو: سوق الإبل والغناء لها.
(2)
إسناده ضعيف كسابقه.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 8/ 100 - 101، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2380)، والبزار (2116)(زوائد)، والبيهقي في "السنن" 4/ 16 من طرق عن ابن إسحاق، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 6/ 148 - 149، وقال: رواه أحمد والطبراني، وزاد فيه، ورجالهما ثقات!
قلنا: رواية الطبراني وقعت في القسم المخروم منه.
ثم أورده الهيثمي 8/ 129، وقال: رواه البزار، وفيه ابن إسحاق، وهو مدلس!
قلنا: وقد أخرجه الشيخان بغير هذا السياق في "صحيحيهما" من حديث سلمة بن الأكوع، فهو عند البخاري برقم (4196)، وعند مسلم (1802)(123)(124)، وسيرد 4/ 47 - 48، ولفظه عند البخاري: عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه، قال: خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى خيبر، فسرنا ليلاً، فقال رجل من القوم لعامر: يا عامر، ألا تسمعنا من هنيهاتك؟ وكان عامر رجلاً =
تَمَامُ حَدِيثِ صَخْرٍ الْغَامِدِيِّ
(1)
15557 -
حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ حَدِيدٍ، عَنْ صَخْرٍ الْغَامِدِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اللهُمَّ بَارِكْ لِأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا " قَالَ: وَكَانَ إِذَا بَعَثَ سَرِيَّةً أَوْ جَيْشًا بَعَثَهُمْ مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ، قَالَ: وَكَانَ صَخْرٌ رَجُلًا تَاجِرًا، وَكَانَ يَبْعَثُ تِجَارَتَهُ مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ، فَأَثْرَى وَكَثُرَ مَالُهُ (2).
15558 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: يَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ أَنْبَأَنِي، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَارَةَ بْنَ حَدِيدٍ؛ رَجُلٌ مِنْ بَجِيلَةَ
= شاعراً، فنزل يحدو بالقوم يقول:
اللهم لولا أنت ما اهتدينا *** ولا تصدقنا ولا صلينا
فاغفر فِداءً لك ما اتقينا *** وثبِّتِ الأقدام أن لاقينا
وألقين سكينة علينا *** إنَّا إذا صيح بنا أبينا
وبالصياح عَوَّلوا علينا
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من هذا السائق؟ " قالوا: عامر بن الأكوع، قال: يرحمه الله. قال رجل من القوم: وجبت يا نبي الله، لولا أمتعتنا به .. فذكر تتمة الحديث.
قال السندي: قوله: "من هُنيَّاتك"، بضم هاء وفتح نون وتشديد ياء، أي: كلماتك.
(1)
في (م): رضي الله تعالى عنه.
(2)
حديث ضعيف دون قوله: "اللهم بارك لأمتي في بكورها" فهو حسن بشواهده، وهو مكرر (15443) سنداً ومتناً.
قَالَ: سَمِعْتُ صَخْرًا الْغَامِدِيَّ: رَجُلًا مِنَ الْأَزْدِ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " اللهُمَّ بَارِكْ لِأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا " قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا بَعَثَ سَرِيَّةً بَعَثَهُمْ أَوَّلَ النَّهَارِ، وَكَانَ صَخْرٌ رَجُلًا تَاجِرًا، وَكَانَ لَهُ غِلْمَانٌ، فَكَانَ يَبْعَثُ غِلْمَانَهُ مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ، قَالَ: فَكَثُرَ مَالُهُ حَتَّى كَانَ لَا يَدْرِي أَيْنَ يَضَعُهُ (1).
(1) هو مكرر سابقه إلا أن شيخ أحمد هنا هو عفان بن مسلم الصفار. وقد سلف تخريجه برقم (15438).
بَقِيَّةُ حَدِيثِ وَفْدِ عَبْدِ الْقَيْسِ
15559 -
حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَصْرِيُّ، حَدَّثَنَا شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ، أَنَّهُ سَمِعَ بَعْضَ وَفْدِ عَبْدِ الْقَيْسِ وَهُمْ يَقُولُونَ: قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَاشْتَدَّ فَرَحُهُمْ بِنَا، فَلَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَى الْقَوْمِ، أَوْسَعُوا لَنَا، فَقَعَدْنَا، فَرَحَّبَ بِنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وَدَعَا لَنَا، ثُمَّ نَظَرَ إِلَيْنَا، فَقَالَ:" مَنْ سَيِّدُكُمْ وَزَعِيمُكُمْ؟ " فَأَشَرْنَا بِأَجْمَعِنَا إِلَى الْمُنْذِرِ بْنِ عَائِذٍ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " أَهَذَا الْأَشَجُّ ". وَكَانَ أَوَّلَ يَوْمٍ وُضِعَ عَلَيْهِ هَذَا الِاسْمُ بِضَرْبَةٍ لِوَجْهِهِ بِحَافِرِ حِمَارٍ. قُلْنَا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ. فَتَخَلَّفَ بَعْضُ (1) الْقَوْمِ، فَعَقَلَ رَوَاحِلَهُمْ، وَضَمَّ مَتَاعَهُمْ، ثُمَّ أَخْرَجَ عَيْبَتَهُ، فَأَلْقَى عَنْهُ ثِيَابَ السَّفَرِ، وَلَبِسَ مِنْ صَالِحِ ثِيَابِهِ، ثُمَّ أَقْبَلَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ بَسَطَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رِجْلَهُ وَاتَّكَأَ، فَلَمَّا دَنَا مِنْهُ الْأَشَجُّ أَوْسَعَ الْقَوْمُ لَهُ، وَقَالُوا: هَاهُنَا يَا أَشَجُّ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَاسْتَوَى قَاعِدًا، وَقَبَضَ رِجْلَهُ:" هَاهُنَا يَا أَشَجُّ ". فَقَعَدَ عَنْ يَمِينِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَرَحَّبَ بِهِ، وَأَلْطَفَهُ، وَسَأَلَهُ عَنْ بِلَادِهِ، وَسَمَّى لَهُ قَرْيَةً قَرْيَةً؛ الصَّفَا وَالْمُشَقَّرَ وَغَيْرَ ذَلِكَ مِنْ قُرَى هَجَرَ، فَقَالَ: بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللهِ، لَأَنْتَ أَعْلَمُ بِأَسْمَاءِ قُرَانَا مِنَّا. فَقَالَ:" إِنِّي قَدْ وَطِئْتُ بِلَادَكُمْ، وَفُسِحَ لِي فِيهَا " قَالَ: ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى الْأَنْصَارِ،
(1) كذا في الأصول وفي (م): بعد، وهو الموافق لرواية الهيثمي في "المجمع"، وانظر تعليق السندي الآتي.
فَقَالَ: " يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ، أَكْرِمُوا إِخْوَانَكُمْ، فَإِنَّهُمْ أَشْبَاهُكُمْ فِي الْإِسْلَامِ. أَشْبَهُ شَيْءٍ (1) بِكُمْ أَشْعَارًا وَأَبْشَارًا، أَسْلَمُوا طَائِعِينَ غَيْرَ مُكْرَهِينَ، وَلَا مَوْتُورِينَ، إِذْ أَبَى قَوْمٌ أَنْ يُسْلِمُوا حَتَّى قُتِلُوا "(2).
قَالَ: فَلَمَّا أَنْ أَصْبَحُوا قَالَ: " كَيْفَ رَأَيْتُمْ كَرَامَةَ إِخْوَانِكُمْ لَكُمْ وَضِيَافَتَهُمْ إِيَّاكُمْ؟ " قَالُوا: خَيْرَ إِخْوَانٍ، أَلَانُوا فِرَاشَنَا (3)، وَأَطَابُوا مَطْعَمَنَا، وَبَاتُوا وَأَصْبَحُوا يُعَلِّمُونَا كِتَابَ رَبِّنَا تبارك وتعالى، وَسُنَّةَ نَبِيِّنَا صلى الله عليه وسلم. فَأَعْجَبَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَفَرِحَ بِهَا، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا رَجُلًا رَجُلًا، يَعْرِضُنَا عَلَى مَا (4) تَعَلَّمْنَا وَعَلِمْنَا، فَمِنَّا مَنْ عَلِمَ التَّحِيَّاتِ، وَأُمَّ الْكِتَابِ، وَالسُّورَةَ وَالسُّورَتَيْنِ وَالسُّنَنَ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ، فَقَالَ:" هَلْ مَعَكُمْ مِنْ أَزْوَادِكُمْ شَيْءٌ؟ "(5) فَفَرِحَ الْقَوْمُ بِذَلِكَ، وَابْتَدَرُوا رِحَالَهُمْ، فَأَقْبَلَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ مَعَهُ صَبُرَةٌ مِنْ تَمْرٍ، فَوَضَعُوهَا عَلَى نِطْعٍ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَأَوْمَأَ بِجَرِيدَةٍ فِي يَدِهِ كَانَ يَخْتَصِرُ بِهَا فَوْقَ الذِّرَاعِ وَدُونَ الذِّرَاعَيْنِ، فَقَالَ: " أَتُسَمُّونَ
(1) قال السندي: الظاهر أنه بالجرِّ بالإضافة. قلنا: وفي (ص): أشياء.
(2)
في هامش (ق): قوتلوا.
(3)
في (ظ 12) و (ص): فرشنا.
(4)
في (س) و (ق) فعرضنا عليه على ما تعلمنا، وفي (م) فعرضنا عليه بإسقاط "على"، والمثبت من (ظ 12) و (ص) وهامش (س) و"غاية المقصد" للهيثمي ورقة 242.
(5)
في النسخ الخطية: شيئاً -بالنصب- وضبب فوقها في (س)، وفي (م): شيء -بالرفع- قال السندي: الظاهر رفعه، فإن نُصِبَ فبتقدير: فهل أبقيتم معكم ..
هَذَا التَّعْضُوضَ؟ " قُلْنَا: نَعَمْ. ثُمَّ أَوْمَأَ إِلَى صَبُرَةٌ أُخْرَى، فَقَالَ: " أَتُسَمُّونَ هَذَا الصَّرَفَانَ؟ " قُلْنَا: نَعَمْ. ثُمَّ أَوْمَأَ إِلَى صَبُرَةٌ، فَقَالَ: " أَتُسَمُّونَ هَذَا الْبَرْنِيَّ؟ " قُلْنَا: نَعَمْ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَمَا إِنَّهُ خَيْرُ (1) تَمْرِكُمْ وَأَنْفَعُهُ لَكُمْ " قَالَ: فَرَجَعْنَا مِنْ وِفَادَتِنَا تِلْكَ، فَأَكْثَرْنَا الْغَرْزَ مِنْهُ، وَعَظُمَتْ رَغْبَتُنَا فِيهِ حَتَّى صَارَ عُظْمَ (2) نَخْلِنَا وَتَمْرِنَا الْبَرْنِيُّ.
فَقَالَ: الْأَشَجُّ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَرْضَنَا أَرْضٌ ثَقِيلَةٌ وَخِمَةٌ، وَإِنَّا إِذَا لَمْ نَشْرَبْ هَذِهِ الْأَشْرِبَةَ هِيجَتْ أَلْوَانُنَا، وَعَظُمَتْ بُطُونُنَا. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" لَا تَشْرَبُوا فِي الدُّبَّاءِ وَالْحَنْتَمِ وَالنَّقِيرِ، وَلْيَشْرَبْ أَحَدُكُمْ فِي سِقَاءٍ يُلَاثُ عَلَى فِيهِ " فَقَالَ لَهُ الْأَشَجُّ: بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللهِ، رَخِّصْ لَنَا فِي مِثْلِ هَذِهِ، وَأَوْمَأَ بِكَفَّيْهِ، فَقَالَ:" يَا أَشَجُّ، إِنِّي إِنْ رَخَّصْتُ لَكَ فِي مِثْلِ هَذِهِ - وَقَالَ بِكَفَّيْهِ هَكَذَا - شَرِبْتَهُ (3) فِي مِثْلِ هَذِهِ - وَفَرَّجَ يَدَيْهِ وَبَسَطَهَا، يَعْنِي أَعْظَمَ مِنْهَا - حَتَّى إِذَا ثَمِلَ أَحَدُكُمْ مِنْ شَرَابِهِ قَامَ إِلَى ابْنِ عَمِّهِ، فَهَزَرَ سَاقَهُ بِالسَّيْفِ " وَكَانَ فِي الْوَفْدِ رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَضَلٍ يُقَالُ لَهُ الْحَارِثُ، قَدْ هُزِرَتْ سَاقُهُ فِي شَرَابٍ لَهُمْ فِي بَيْتٍ تَمَثَّلَهُ مِنَ الشِّعْرِ فِي امْرَأَةٍ مِنْهُمْ، فَقَامَ بَعْضُ أَهْلِ ذَلِكَ الْبَيْتِ فَهَزَرَ سَاقَهُ
(1) في (ظ 12) و (ص) و (ق): من خير.
(2)
في (ق) و (م): معظم، وهي نسخة في (س).
(3)
في نسخة في (س): شربتم.
بِالسَّيْفِ. فَقَالَ الْحَارِثُ: لَمَّا سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَعَلْتُ أَسْدُلُ ثَوْبِي، فَأُغَطِّي الضَّرْبَةَ بِسَاقِي، وَقَدْ أَبْدَاهَا اللهُ تبارك وتعالى (1).
(1) إسناده ضعيف، يحيى بن عبد الرحمن العَصَري -وعصر: بطن من عبد القيس- لم يروِ عنه سوى اثنين، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، وقال ابن حجر في "التقريب": مقبول. أي: ضعيف يقبل في المتابعات وشهاب بن عباد -وهو العَصَري كذَلك- روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، وقال الدارقطني: صدوق زائغ، وذكره الذهبي في "المغني في الضعفاء". يونس ابن محمد: هو ابن مسلم المؤدِّب البغدادي.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(1198) عن موسى بن إسماعيل، عن يحيى بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/ 177 - 178، وقال: رواه أحمد، ورجاله ثقات.
وسيكرر 5/ 206 - 207 سنداً ومتناً.
قلنا: وقوله صلى الله عليه وسلم: "لا تشربوا في الدُّباء والحنتم والنقير، وليشرب أحدكم في سقاء يلاثُ على فيه"، سلف بإسنادٍ صحيح على شرط مسلم من حديث أبي سعيد الخدري برقم (11175). وانظر حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب السالف برقم (4629) و (4465).
قال السندي: قوله: فتخلف بعض القوم: شروع في ذكر ما فعل حين جاء، والفاء للدلالة على أن الشروع في بيان حاله ينبغي أن يكون بعد جري ذكره، ويحتمل أن الفاء للتعليل، أي: أشاروا إليه، لأنه فَعَلَ فِعْلَ السَّادات حيث تخلَّف عن بعض القوم، أي: تأخر عنهم، فإنهم استعجلوا في المجيء إليه صلى الله عليه وسلم، وهذا تأخر عنهم، فأصلح أمورهم، وراعى أدب مجلس العظماء في =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= تحسين الثياب.
قوله: عيبته، بفتح مهملة، وسكون مثناة تحتية، فموحدة: ما يوضع فيه الثياب.
قوله: والمُشَقَّر، بضم ميم وفتح قاف مشدَّدة: حصن بالبحرين قديم.
قوله: "أشعاراً"، بفتح الهمزة: جمع شعر الإنسان، وكذا الأبشار، بالفتح جمع بشرة، بمعنى ظاهر الجلد، أي: إنهم أمثالكم من كلِّ وجه.
قوله: "ولا موتورين": الموتور من قتل له قتيل، فلم يدرك بدمه، وجاء: وترت الرجل: إذا أَفْزَعْته وأدركته بمكروه.
قوله: "إذا أبى قوم"، أي: أسلموا إذ أبى قوم، والمراد كل قوم، أي: غالبهم، فالنكرة في الإثبات للعموم كما في {عَلِمَتْ نَفْسٌ} [الانفطار:5]، والحكم باعتبار الغالب.
قوله: "حتى قتلوا" على بناء المفعول.
قوله: ألانوا، من الإلانة.
قوله: فأعجبت، أي: هذه القصة، أو الكرامة أو الخصلة.
قوله: "صبرة"، بضم فسكون: ما جُمع من الطعام بلا كيل ووزن.
قوله: يختصر بها، أي: يأخذها.
قوله: التعضوض، بفتح فسكون: تمر أسود حلو، واحدته بهاء.
قوله: وخمة، بفتح فكسر أو سكون: ثقيلة الأمراض.
قوله: هيجت، بكسر الهاء، أي: تغيَّرت.
قوله: "يلاث": على بناء المفعول، أي: يربط.
قوله: "في مثل هذه"، أي: في الصغيرة.
قوله: "إلى ابن عمه" أي: الذي هو أحب شخص إليه، فكيف غيره.
قوله: "فهزر"، بتقديم الزاي المعجمة على الراء المهملة، كضرب لفظاً ومعنى.
قوله: من بني عضل: ضبط بفتحتين.
مِنْ مُسْنَدِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ (1)(2) رضي الله عنه
15560 -
حَدَّثَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " غَدْوَةٌ أَوْ رَوْحَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا "(3).
(1) من هنا وحتى الحديث رقم (15573) خرم في (ظ 12) و (ص).
(2)
قال السندي: سهل بن سعد الساعدي، أنصاري خزرجي، من مشاهير الصحابة. وهو آخر من مات من الصحابة بالمدينة، مات سنة إحدى وتسعين.
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، وأبو حازم: هو سلمة بن دينار الأعرج.
وأخرجه ابن أبي شيبة 5/ 284، ومسلم (1881)(114)، وابن أبي عاصم في "الجهاد"(63)، وفي "الزهد"(240)، وأبو عوانة 5/ 47، والبغوي في "الجعديات"(2953)، والطبراني في "الكبير"(5967) و (5968) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (2794)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 15، والدارمي 2/ 202، وأبو عوانة 5/ 47، والبغوي في "الجعديات"(2954)، والطبراني في "الكبير"(5969) من طرق عن سفيان، به.
وأخرجه ابن ماجه (2756)، وأبو عوانة 5/ 47، والطبراني في "الكبير"(5856) و (6004) من طرق عن أبي حازم، به.
وسيأتي بالأرقام (15563) و (15565) و (15566) و (15567) و (15569) و (15570) و (15571) و (15572).
وسيكرر 5/ 335 (الطبعة الميمنية) سنداً ومتناً.
وفي الباب عن ابن عباس، سلف (2317). =
15561 -
حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: رَأَيْتُ الرِّجَالَ تَقِيلُ وَتَتَغَدَّى يَوْمَ الْجُمُعَةِ (1).
= وعن أبي هريرة عند مسلم (1882)، وسلف برقم (10883).
وعن أنس عند البخاري (2792)، ومسلم (1880)، وسلف برقم (12350).
وعن أبي أيوب عند مسلم (1883) وسيرد 5/ 422.
وعن أبي أمامة، سيرد 5/ 266.
وعن معاوية بن خديج. سيرد 5/ 266.
قال السندي: قوله: "غدوة"، أي: سير ساعة من أول النهار أو آخره.
قوله: "خير من الدنيا"، أي: من إنفاقها، أو هو على اعتقادهم الخير في حصول الدنيا.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 106 عن بشر بن المفضل، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(454)، والبخاري (939) و (941) و (2349) و (5403) و (6248) و (6279)، ومسلم (859)، وأبو داود (1086)، والترمذي (525)، وابن ماجه (1099)، وابن خزيمة (1875) و (1876)، والطبراني في "الكبير"(5787) و (5865) و (5902) و (5965) و (6006) و (6019)، والبيهقي في "السنن" 3/ 241 من طرق عن أبي حازم، به. وفي بعض روايات البخاري قصة.
وسيأتي 5/ 336 (الطبعة الميمنية).
وفي الباب عن أنس، سلف برقم (13489).
وعن جابر بن عبد الله، سلف برقم (14541).
قال السندي: قوله: تقيل، من القيلولة، وهي الاستراحة عند الزوال. وتتغدى: من الغداء: وهو الطعام أول النهار.
قوله: يوم الجمعة، أي: بعد صلاة الجمعة كما جاء، والمراد المبادرة إلى الجمعة، وتأخير الأمور الضرورية إلى ما بعد الصلاة، وقيل: المراد أنهم كانوا =
15562 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: رَأَيْتُ الرِّجَالَ عَاقِدِي أُزُرِهِمْ فِي أَعْنَاقِهِمْ، أَمْثَالَ الصِّبْيَانِ مِنْ ضِيقِ الْأُزُرِ خَلْفَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الصَّلَاةِ، فَقَالَ قَائِلٌ: يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ لَا تَرْفَعْنَ رُؤُوسَكُنَّ حَتَّى يَرْفَعَ الرِّجَالُ (1).
= يصلون قبل الزوال، والجمهور على الأول.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 53 - 54، ومسلم (441)، وأبو داود (630)، وأبو عوانة 2/ 60، والبيهقي في "السنن" 2/ 241 من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (362) و (814) و (1215)، والنسائي في "المجتبى" 2/ 70، وفي "الكبرى"(842)، وابن خزيمة (763)، وأبو عوانة 2/ 60، وابن حبان (2301)، والطبراني في "الكبير"(5964)، والبيهقي في "السنن" 2/ 241 من طرق عن سفيان الثوري، به.
وأخرجه أبو يعلى (7541) و (7542)، وابن خزيمة (1695)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 382 - 383، وابن حبان (2216)، والطبراني في "الكبير"(5937) من طريقين عن أبي حازم، به.
وسيأتي 5/ 331.
قال السندي: قوله: عاقدي أُزْرهم، بضم فسكون، جمع إزار.
قوله: من ضيق، أي: لأجل الضيق، متعلق بعاقدي أزرهم.
قوله: لا ترفعن: خوفاً من أن ينكشف لهن شيء من عوراتهم.
وقال الحافظ في "الفتح" 1/ 473: "قال الكرماني: فاعل قال هو النبي صلى الله عليه وسلم، كذا جزم به .. وفي رواية وكيع، فقال قائل: يا معشر النساء، فكان النبي صلى الله عليه وسلم أمر من يقول لهن ذلك، ويغلب على الظن أنه بلال، وإنما نهى النساء عن ذلك، لئلا يلمحن عند رفع رؤوسهن من السجود شيئاً من عورات الرجال =
• 15563 - [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ]: حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ الْجَحْدَرِيُّ فُضَيْلُ بْنُ الْحُسَيْنِ، أَمْلَاهُ عَلَيَّ مِنْ كِتَابِهِ الْأَصْلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ السَّاعِدِيَّ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَغَدْوَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ أَوْ رَوْحَةٌ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَلَمَوْضِعُ سَوْطِ أَحَدِكُمْ فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا "(1).
= بسبب ذلك عند نهوضهم، وعند أحمد وأبي داود التصريح بذلك من حديث أسماء بنت أبي بكر، ولفظه:"فلا ترفع رأسها حتى يرفع الرجال رؤوسهم كراهية أن يرين عورات الرجال".
(1)
إسناده صحيح، عمر بن علي: هو ابن عطاء بن المقدم المقدمي، يدلس، وقد صرح بالتحديث هنا، فانتفت شبهة تدليسه، وقال الحافظ في "مقدمة الفتح" 431: لم أر له في "الصحيح" إلا ما توبع عليه، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح، وهذا الحديث من زوائد عبد الله بن أحمد، لأن أبا كامل الجحدري من شيوخه، وقد جاء في (س) و (ق): حدثني أبي، حدثنا أبو كامل الجحدري، وهو وهم من الناسخ، ولم يرد هذا الحديث في "أطراف المسند".
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(5959) من طريق سهل بن عثمان، عن عمر بن علي، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(456)، وأبو يعلى (7534)، والطبراني في "الكبير"(5861) من طريقين عن أبي حازم، به.
وقوله: "لغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها" سلف برقم (15560).
وقوله: "لموضع سوط أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما فيها":
له شاهد من حديث أبي هريرة، وقد سلف برقم (8167).
وآخر من حديث أنس عند البخاري (6568)، وسلف برقم (12436).
قال السندي: قوله: لموضع سوط أحدكم، أي: مقدار السوط.
15564 -
قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَوْضِعُ سَوْطٍ فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا "(1).
• 15565 - [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ]: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ خَالِدٍ الْبَلْخِيُّ أَبُو بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَغَدْوَةٌ أَوْ رَوْحَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا "(2).
• 15566 - [قَالَ عَبْدُ اللهِ بن أحمد]: حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ الْمُقَدَّمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ أَبِي حَازِمٍ الْمَدَنِيِّ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " غَدْوَةٌ
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الحميدي (930)، والبخاري (3250)، وأبو يعلى (7514)، والطبراني في "الكبير"(5917) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(5489) و (5490) من طريق ابن الهاد، عن أبي حازم، به.
وسيكرر 5/ 330 سنداً ومتناً، وانظر ما قبله.
(2)
إسناده صحيح. الليث بن خالد البلخي أبو بكر، ثقة من رجال "التعجيل"، ومن شيوخ عبد الله بن أحمد بن حنبل، وهذا الحديث من زوائده، وقد جاء في (س): حدثني أبي، حدثني الليث، وهو وهم من الناسخ، ولم يرد هذا الحديث في "أطراف المسند"، وعمر بن علي سلف الكلام عليه في الرواية رقم (15563).
وقد سلف برقم (15560).
أَوْ رَوْحَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَمَوْضِعُ سَوْطِ أَحَدِكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا " (1).
• 15567 - [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ]: حَدَّثَنِي سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَأَبُو إِبْرَاهِيمَ التَّرْجُمَانِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَوْضِعُ سَوْطٍ فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَلَغَدْوَةٌ يَغْدُوهَا الْعَبْدُ فِي سَبِيلِ اللهِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا، وَمَا فِيهَا "(2).
(1) إسناده صحيح، أبو بشر عاصم بن عمر بن علي المقدمي: ثقة من رجال"التعجيل"، وهو من شيوخ عبد الله بن أحمد، وهذا الحديث من زوائده، وقد جاء في (س) و (ق): حدثني أبي، حدثنا أبو بشر عاصم بن عمر بن علي المقدمي، وهو وهم من الناسخ، ولم يرد هذا الحديث في "أطراف المسند". وعمر بن علي المقدمي سلف الكلام عليه في الرواية رقم (15563)، وانظر تخريجه ثمة.
وانظر (15560).
(2)
حديث صحيح، سويد بن سعيد: هو ابن سهل الهروي، قال الذهبي في "الميزان": احتج به مسلم، وكان صاحب حديث وحفظ، لكنه عمّر وعمي، فربما لقن ما ليس من حديثه، وهو صادق في نفسه، صحيح الكتاب، وكان أحمد ينتقي عليه لولديه، وقال أبو حاتم: صدوق، كثير التدليس، ووثقه الدارقطني، وقال أبو زرعة: أما كتبه فصحاح، وقال البخاري: حديثه منكر، وضعفه النسائي، أما ابن معين فكذبه وسَبَّه. قلنا: وقد توبع، وأبو إبراهيم: وهو إسماعيل بن إبراهيم بن بسام البغدادي، وهو ثقة من رجال النسائي. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. وهذا الحديث هو من زوائد عبد الله بن أحمد. لأن سويد بن سعيد وأبا إبراهيم من شيوخه، وقد جاء في (س) و (ق): حدثني أبي، حدثنا سويد بن سعيد وأبو إبراهيم، وهو وهم من =
• 15568 - [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ]: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ النُّمَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" غَدْوَةٌ أَوْ رَوْحَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا "(1).
15569 -
حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَقُولُ: " غَدْوَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَرَوْحَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَمَوْضِعُ سَوْطٍ فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ
= الناسخ، ولم يرد هذا الحديث في "أطراف المسند".
وأخرجه البخاري (6415)، ومسلم (1881)(113)، وابن أبي عاصم في "الجهاد"(65)، وفي "الزهد"(241)، والطبراني في "الكبير"(5892)، والبيهقي في "السنن" 9/ 158 من طرق عن عبد العزيز بن أبي حازم، به.
وقد سلف برقم (15563)، وانظر (15560).
(1)
حديث صحيح، فضيل بن سليمان النميري، وإن روى له الجماعة، لكن ليس له في البخاري سوى أحاديث توبع عليها، وقال أبو حاتم والنسائي: ليس بالقوي، وقال أبو زرعة: لين الحديث، وقال ابن معين: ليس بثقة- قلنا: وقد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن أحمد فمن رجال النسائي، وهو ثقة، وهذا الحديث من زوائده، لأن محمد بن أبي بكر المقدَّمي من شيوخه، ولم يرد هذا الحديث في "أطراف المسند".
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(5954) من طريق الصلت بن مسعود الجحدري، عن فضيل بن سليمان، به.
وقد سلف برقم (15560).
مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا " (1).
15570 -
حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ، وَهُوَ أَبُو غَسَّانَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" رَوْحَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا " فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (2).
15571 -
حَدَّثَنَا عِصَامُ بْنُ خَالِدٍ وَأَبُو النَّضْرِ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْعَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل العطاف بن خالد: وهو ابن عبد الله المخزومي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يونس بن محمد: هو ابن مسلم البغدادي المؤدب.
وأخرجه الترمذي (1648)، والطبراني في "الكبير"(5835) و (5836) و (6004)، وأبو نعيم في "صفة الجنة"(54) من طرق عن عطاف بن خالد، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وقد سلف برقم (15563)، وانظر (15560)، وسيكرر 5/ 337 (الطبعة الميمنية) سنداً ومتناً.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. حسين بن محمد: هو ابن بهرام المَرُّوذي.
وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات"(2952) و (2955)، والطبراني في "الكبير"(5778) و (5797)، والبغوي في "شرح السنة"(2615) من طريقين عن محمد بن مُطَرِّف، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (15563)، وسيكرر 5/ 337 سنداً ومتناً، وانظر (15560).
يَقُولُ: " غَدْوَةٌ (1) فِي سَبِيلِ اللهِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَرَوْحَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَمَوْضِعُ سَوْطٍ فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا "(2).
• 15572 - [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ](3): حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ أَبِي هُرَيْرَةَ أَمْلَاهُ مِنْ كِتَابِهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُمَحِيُّ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ:" رَوْحَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ أَوْ غَدْوَةٌ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا " وَأَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم (4) قَالَ: " مَوْضِعُ سَوْطٍ فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا "(5).
(1) في النسخ الخطية و (م): غزوة، وهو تحريف، وستأتي على الصواب في "مسند الأنصار"(22931)، إذ إن هذا الحديث مكرر هناك سنداً ومتناً.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل العطاف بن خالد: وهو المخزومي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير عصام بن خالد: وهو الحضرمي، فمن رجال البخاري، وهو ثقة. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم.
وقد سلف برقم (15563)، وانظر (15560)، وسيكرر 5/ 338 - 339 سنداً ومتناً.
(3)
في (م): حدثني أبي، حدثني جعفر بن أبي هريرة، وهو خطأ.
(4)
من قوله: "روحة
…
" إلى هنا سقط من (م).
(5)
حديث صحيح. وهذا إسناد ضعيف، جعفر بن أبي هريرة ترجم له الحسيني في "الإكمال" ص 67، وقال: مجهول، وتعقبه الحافظ في "التعجيل" 1/ 390، فقال: وهذا غلط نشأ عن تصحيف، وإنما هو جعفر: وهو ابن عبد الرحمن الأنصاري، عن أبي هريرة. ثم أحال على ترجمته في "التعجيل" 1/ 388، فقال: جعفر بن عبد الرحمن الأنصاري، عن أبي هريرة، وعنه عبد الله ابن عثمان بن خُثَيم، ذكره ابن حبان في "الثقات"، واستدركه شيخنا الهيثمي على "الإكمال". =
حَدِيثُ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
15573 -
حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكَ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ، قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ، يَأْتِينِي الرَّجُلُ يَسْأَلُنِي الْبَيْعَ، لَيْسَ عِنْدِي مَا أَبِيعُهُ مِنْهُ، ثُمَّ أَبِيعُهُ مِنَ السُّوقِ؟ فَقَالَ:" لَا تَبِعْ مَا لَيْسَ عِنْدَكَ "(1).
15574 -
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، سَمِعَ عُرْوَةَ وَسَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يَقُولَانِ: سَمِعْنَا حَكِيمَ بْنَ حِزَامٍ يَقُولُ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَعْطَانِي، ثُمَّ سَأَلْتُهُ فَأَعْطَانِي، ثُمَّ سَأَلْتُهُ فَأَعْطَانِي، ثُمَّ قَالَ:" إِنَّ هَذَا الْمَالَ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ، فَمَنْ أَخَذَهُ بِحَقِّهِ بُورِكَ لَهُ فِيهِ، وَمَنْ أَخَذَهُ بِإِشْرَافِ نَفْسٍ لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيهِ، وَكَانَ (2) كَالَّذِي يَأْكُلُ وَلَا يَشْبَعُ، وَالْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى "(3).
= قلنا: كلام الحافظ هذا ليس بمسلَّم له، إذ يستبعد أن يروي عبد الله بن أحمد بن حنبل عن جعفر بن عبد الرحمن الأنصاري، وكلام الحسيني هو الأقرب للصواب، فقد ذكر المزي في الرواة عن سعيد بن عبد الرحمن الجمحي جعفرَ بن أبي هريرة. وسعيد بن عبد الرحمن مختلف فيه، حسن الحديث.
وقد سلف برقم (15563).
(1)
حديث صحيح لغيره، وهو مكرر (15311) سنداً ومتناً.
(2)
في النسخ الخطية: كان (بدون واو).
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين، سفيان: هو ابن عُيينة، وعروة: هو ابن الزبير.
وأخرجه الحميدي (553)، وابن أبي شيبة 3/ 211، والبخاري (6441)، ومسلم (1035)(96)، والنسائي في "المجتبى" 5/ 60، وابن أبي عاصم في =
15575 -
قُرِئَ عَلَى سُفْيَانَ: سَمِعْتُ هِشَامًا (1)، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ، قَالَ: أَعْتَقْتُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَرْبَعِينَ مُحَرَّرًا فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَسْلَمْتَ عَلَى مَا سَبَقَ لَكَ مِنْ خَيْرٍ "(2).
= "الآحاد والمثاني"(595)، وابن حبان (3406)، والطبراني في "الكبير"(3079) من طريق سفيان، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 5/ 100 - 101 من طريق سفيان، عن الزهري، عن عروة، به. دون ذكر سعيد.
وأخرجه مطولاً ومختصراً ابن المبارك في "الزهد"(503)، وعبد الرزاق في "المصنف"(20041)، والبخاري (1472) و (2750) و (3143)، والترمذي (2463)، والنسائي في "المجتبى" 5/ 101 - 102، والدارمي 1/ 388 و 2/ 310، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(596)، وفي "الزهد"(149) و (150)، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 68 - 69، وابن حبان (3220) و (3402)، والطبراني في "الكبير"(3078) و (3080) و (3081)، والبيهقي 4/ 196 والبغوي (1619) من طرق عن الزهري، به.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 5/ 101 من طريق الأوزاعي، عن الزهري، عن سعيد، به دون ذكر عروة.
وأخرجه بنحوه الطبراني في "الكبير"(3082) و (3083) من طريق الأوزاعي، عن الزهري، عن عروة، به دون ذكر سعيد.
وقد سلف نحوه برقم (15321).
(1)
في النسخ: هشام، وضبب فوقها في (س).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عُيينة، وهشام: هو ابن عروة بن الزبير.
وأخرجه الحميدي (554) -ومن طريقه الطبراني في "الكبير"(3084) - عن سفيان، بهذا الإسناد.
وقد سقط اسم سفيان من الإسناد في مطبوع الحميدي. =
15576 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْخَلِيلِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ الْهَاشِمِيِّ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا، فَإِنْ صَدَقَا وَبَيَّنَا رُزِقَا بَرَكَةَ بَيْعِهِمَا، وَإِنْ كَذَبَا وَكَتَمَا مُحِقَ بَرَكَةُ بَيْعِهِمَا "(1).
15577 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ مُوسَى بْنَ طَلْحَةَ، أَنَّ حَكِيمَ بْنَ حِزَامٍ حَدَّثَهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " خَيْرُ الصَّدَقَةِ - أَوْ أَفْضَلُ الصَّدَقَةِ - مَا أَبْقَتْ غِنًى، وَالْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ "(2).
= وأخرجه بنحوه البخاري (2538)، ومسلم (123)(195)(196)، وأبو عوانة 1/ 73، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4363)، والطبراني في "الكبير"(3085)، والحاكم 3/ 483، 484، والبيهقي في "السنن" 10/ 316 من طرق عن هشام، به.
وقد سلف برقم (15318) و (15319).
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (15314) سنداً ومتناً.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطان، وعمرو بن عثمان: هو ابن عبد الله بن موهب القرشي، وموسى بن طلحة: هو ابن عبيد الله.
وأخرجه مسلم (1034)، والنسائي في "المجتبى" 5/ 69، والبيهقي في "السنن" 4/ 180، وفي "شعب الإيمان" من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. =
15578 -
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ (1). عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " الْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى، وَلْيَبْدَأْ أَحَدُكُمْ بِمَنْ يَعُولُ، وَخَيْرُ الصَّدَقَةِ مَا كَانَ عَنْ ظَهْرِ غِنًى، وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللهُ، وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللهُ " فَقُلْتُ: وَمِنْكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " وَمِنِّي ".
قَالَ حَكِيمٌ: قُلْتُ: لَا تَكُونُ (2) يَدِي تَحْتَ يَدِ رَجُلٍ مِنَ الْعَرَبِ أَبَدًا (3).
15579 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الشُّعَيْثِيُّ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَدَنِيِّ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تُقَامُ الْحُدُودُ فِي الْمَسَاجِدِ، وَلَا يُسْتَقَادُ فِيهَا "(4).
= وقد سلف برقم (15317).
(1)
قوله: بن عروة، عن أبيه، ساقط من النسخ الخطية و (م)، وهو سقط قديم، وقد استدرك من "أطراف المسند" 2/ 282.
(2)
في (س): لا تكن، نسخة، وكتب في هامشها: لا تكون، وفوقها علامة الصحة.
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وقد سلفت رواية هشام برقم (15326)، وانظر (15317).
قال السندي: قوله: فقلت: ومنك، أي: لا ينبغي السؤال وإن سأل منك.
(4)
إسناده ضعيف لجهالة العباس بن عبد الرحمن المدني، فقد ترجم له الحسيني في "الإكمال" ص 226، وقال: مجهول، ونقل الحافظ ابن حجر في "لسان الميزان" 3/ 242، عن ابن القطان قوله: لا يعرف، وقد فات الحافظ ما =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ذكره في "اللسان"، فقال في "التعجيل" ص 210 - 211 بعد أن ذكر قول الحسيني فيه: وهو غلط قبيح، والذي في مسند حكيم بن حزام من "مسند" أحمد عن وكيع، عن محمد بن عبد الله الشعيثي، عن القاسم بن عبد الرحمن المزني، عن حكيم .. ثم قال: وفي الجملة فليس للعباس بن عبد الرحمن في حديث حكيم مدخل في "مسند" أحمد، والله أعلم. قلنا: يعني الحافظ أن الراوي عن حكيم هو القاسم بن عبد الرحمن المزني، وقد تحرف عند الحسيني إلى العباس بن عبد الرحمن المدني! وقول الحافظ هذا وهم نشأ من تحريف وقع في نسخته من المسند، والتي بنى عليها كتابه "أطراف المسند" 2/ 280، فقد جاء فيه كذلك أنه القاسم بن عبد الرحمن، والصواب أن العباس بن عبد الرحمن والقاسم بن عبد الرحمن راويان اثنان، كلاهما يروي عنهما محمد ابن عبد الله الشعيثي، إلا أن الذي يروي عن حكيم بن حزام هو العباس بن عبد الرحمن المدني كما جاء في "تهذيب الكمال"، وفي جميع نسخنا الخطية، وفي مصادر التخريج التي روت الحديث من طريق وكيع وغيره. وبقية رجاله ثقات.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 42، والطبراني في "الكبير"(3131)، والدارقطني في "السنن" 3/ 86 من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن حزم في "المُحَلَّى" 11/ 123 من طريق موسى بن معاوية، عن محمد بن عبد الله، به.
وسيأتي موقوفاً برقم (15580).
وله شاهد من حديث ابن عباس عند الترمذي (1401)، وابن ماجه (2599)، وفي إسناده إسماعيل بن مسلم المكي، وهو ضعيف، وأخرجه الحاكم 4/ 369، وفي إسناده عبيد بن شريك، ولم نقع له على ترجمة، وسكت عنه الحاكم والذهبي.
وآخر من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص عند ابن ماجه (2600)، وفي إسناده ابن لهيعة، وهو ضعيف.
وثالث من حديث جبير بن مطعم عند البزار (1565)، وفي إسناده =
15580 -
حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا الشُّعَيْثِيُّ، عَنْ زُفَرَ بْنِ وَثِيمَةَ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ، قَالَ: الْمَسَاجِدُ لَا تُنْشَدُ فِيهَا الْأَشْعَارُ، وَلَا تُقَامُ فِيهَا الْحُدُودُ، وَلَا يُسْتَقَادُ فِيهَا.
قَالَ أَبِي: لَمْ يَرْفَعْهُ. يَعْنِي حَجَّاجٌ (1).
= الواقدي، وهو متروك، وقال البزار: هذا أحسن إسناد يروى في ذلك، ولا نعلمه بإسناد متصل من وجه صحيح، وقد تكلم بعض أهل العلم في محمد بن عمر (يعني الواقدي)، وضعفوا حديثه.
قال السندي: قوله: "لا يستقاد فيها"، أي: لا يؤخذ القصاص فيها، فإن كلًّا من الحَدِّ والقصاص وإن كان إجراءً لحكمه تعالى، لكنه يؤدي إلى تلويث المسجد ورفع الأصوات فيه، وهو غير لائق بالمسجد، والله تعالى أعلم.
(1)
إسناده ضعيف لانقطاعه، زفر بن وثيمة لم يلق حكيم بن حزام، وقد روي مرفوعاً كذلك، وبقية رجاله ثقات. حجاج: هو ابن محمد المصيصي.
وأخرجه أبو داود (4490)، والطبراني في "الكبير"(3130)، والدارقطني في "السنن" 3/ 85 من طريق صدقة بن خالد، والدارقطني 3/ 85 - 86، والبيهقي في "السنن" 8/ 328 من طريق عمر بن علي بن المقَدَّم، والحاكم 4/ 378 من طريق زهير بن هنيد، ثلاثتهم عن محمد بن عبد الله الشعيثي، بهذا الإسناد مرفوعاً. وسكت عنه الحاكم.
وأورده ابن حجر في "بلوغ المرام" ص 97، وقال: رواه أحمد وأبو داود بسند ضعيف.
وقد سلف مختصراً برقم (15579).
والنهي عن تناشد الأشعار، سلف في مسند عبد الله بن عمرو بن العاص بإسناد حسن في الرواية رقم (6676)، وانظر تعليقنا عليه.
حَدِيثُ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ عَنْ أَبِيهِ
(1)
15581 -
حَدَّثَنَا حَسَنٌ - يَعْنِي الْأَشْيَبَ - وَأَبُو النَّضْرِ، قَالَا: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ قُشَيْرٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ أَبِيهِ. قَالَ أَبُو النَّضْرِ فِي حَدِيثِهِ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا عُرْوَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ قُشَيْرٍ أَبُو مَهَلٍ الْجُعْفِيّ (2)، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي رَهْطٍ مِنْ مُزَيْنَةَ، فَبَايَعْنَاهُ وَإِنَّ قَمِيصَهُ لَمُطْلَقٌ، قَالَ: فَبَايَعْنَاهُ (3)، ثُمَّ أَدْخَلْتُ يَدِي فِي جَيْبِ قَمِيصِهِ فَمَسِسْتُ الْخَاتَمَ.
قَالَ عُرْوَةُ: فَمَا رَأَيْتُ مُعَاوِيَةَ وَلَا ابْنَهُ - قَالَ حَسَنٌ: يَعْنِي أَبَا إِيَاسٍ - فِي شِتَاءٍ قَطُّ وَلَا حَرٍّ إِلَّا مُطْلِقَيْ أزْرَارِهِمَا (4) لَا يَزُرَّانِهِ أَبَدًا (5).
(1) قال السندي: قرة بن إياس المزني، جد إياس بن معاوية، القاضي المشهور بالذكاء.
ذكره ابن سعد في طبقة من شهد الخندق. قتل في حرب الأزارقة في زمن معاوية.
(2)
في النسخ الخطية و (م): الحنفي، وفي مصادر ترجمته الجُعْفي، وهو الصواب.
(3)
في نسخة في (س): فبايعته. قلنا: وهو الموافق لرواية أبي داود.
(4)
في (ظ 12) و (ق): إزارهما.
(5)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عروة بن عبد الله بن قشير الجُعْفي، فقد روى له أبو داود والترمذي في "الشمائل"، وابن ماجه، وهو ثقة، وصحابي الحديث قرة بن إياس، روى له البخاري في "الأدب المفرد" وأصحاب السنن. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم، وزهير: هو ابن =
15582 -
حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ قُرَّةَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَاسْتَأْذَنْتُهُ أَنْ أُدْخِلَ يَدِي فِي جُرُبَّانِهِ، وَإِنَّهُ لَيَدْعُو لِي فَمَا مَنَعَهُ أَنْ أَلْمِسَهُ أَنْ دَعَا لِي قَالَ: فَوَجَدْتُ عَلَى نُغْضِ كَتِفِهِ مِثْلَ السِّلْعَةِ (1).
= معاوية بن حُدَيج الجعفي.
وأخرجه الطيالسي (1072)، وابن أبي شيبة 8/ 385 - 386، وأبو داود (4082)، والترمذي في "الشمائل"(57)، وابن ماجه (3578)، والطبراني في "الكبير" 19/ (41) من طرق عن زهير، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه مختصراً الطبراني في "الكبير" 19/ (42) و (64) من طريقين، عن معاوية بن قرة، به.
وسيأتي برقم (16243) من طريق أبي النضر وحده، وسيكرر 5/ 35، وانظر ما بعده.
قال السندي: قوله: لَمُطْلَق، بفتح اللام، أي: غير مزرور إزراره.
قلنا: قول عروة: فما رأيت معاوية ولا ابنه، فسره حسن بن موسى الأشيب في هذه الرواية بأنه يعني أبا إياس، وهي كنية معاوية بن قرة، ولا يستقيم ذلك، وفسره في الرواية الآتية 5/ 35 فقال: أراه يعني إياساً، قلنا: وهو أياس بن معاوية القاضي المشهور، وهو الأشبه، وسيأتي من رواية أبي النضر كذلك برقم (16243) دون تفسير.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين غير أن صحابيه لم يرو له إلا البخاري في "الأدب المفرد" وأصحاب السنن. روح: هو ابن عبادة، وقُرَّة بن خالد هو السدوسي.
وأخرجه الطيالسي (1071) -ومن طريقه البيهقي في "الدلائل" 1/ 264 - ، وأخرجه النسائي في "الكبرى"(7307)، والطبراني في "الكبير" 19/ (50) من طريق وهب بن جرير، كلاهما عن قرة بن خالد، به. =
15583 -
حَدَّثَنَا (1) وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِيَاسٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَدَعَا لَهُ، وَمَسَحَ رَأْسَهُ (2).
= وأخرجه بنحوه مختصراً الطبراني في "الكبير" 19/ (49) من طريق زيد بن الحباب، عن قرة بن خالد، به.
وسيكرر 5/ 35 سنداً ومتناً، وانظر ما قبله.
وقد سلف وصف خاتم النبوة من حديث أبي سعيد الخدري برقم (11656)، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: في جربانه، بضم جيم وراء، وتشديد موحدة: جيب القميص.
قوله: فما منعه: أي ما عَدَّه قلة أدب حتى يمنعه ذاك من الدعاء لي، أو ما شغله ذاك عن الدعاء لي حتى يقطع الدعاء.
قوله: نغض، بضم نون وفتحها، وسكون غين معجمة، وضاد معجمة: أي أعلى الكتف، وقيل: عظم رقيق على طرفه.
قوله: السلعة، بكسر سين: زيادة تحدث في الجسد كالغدة، تكون من قدر الحمصة إلى قدر البطيخة، وقيل: هي غدة تظهر بين الجلد واللحم، إذا غمزت اليد تحركت.
(1)
عقب الحديث السالف جاء في (س) و (ق) و (م): حديث أبي إياس، وهو كذلك في نسخة السندي، وقد عقب عليه بقوله: أبو إياس هو معاوية بن قرة، فهو من تتمة حديث قرة لا أنه صحابي آخر. قلنا: ولم تأت هذه العبارة في (ظ 12) و (ص)، ولذلك آثرنا حذفها خوفاً من الالتباس.
(2)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن صحابيه لم يرو له إلا البخاري في "الأدب المفرد"، وأصحاب السنن. أبو إياس: هو معاوية بن قرة ابن إياس المُزَني.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (57) من طريق شبابة بن سوار، عن شعبة، بهذا الإسناد. =
15584 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ (1)، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ فِي صِيَامِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنَ الشَّهْرِ:" صَوْمُ الدَّهْرِ وَإِفْطَارُهُ "(2).
= وسيأتي بالأرقام (15593) و (16248) و 5/ 34 (الطبعة الميمنية)، وموقوفاً برقم (16520)، وسيكرر 5/ 35 (الطبعة الميمنية) سنداً ومتناً.
(1)
في (م): وهب، وهو تحريف.
(2)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أن صحابيه لم يخرج له سوى البخاري في "الأدب المفرد"، وأصحاب السنن.
وأخرجه أبو داود الطيالسي (1074)، والدارمي 2/ 19، والطبراني في "الكبير" 19/ (53) من طريق أبي الوليد الطيالسي، والبزار في (زوائده)(1059) من طريق محمد بن جعفر، ثلاثتهم عن شعبة، بهذا الإسناد.
وروي عن يحيى القطان، عن شعبة، به إلا أنه اختلف عليه في لفظه، فرواه البزار في (زوائده)(1059) من طريق عمرو بن علي الفلاس، عن يحيى ابن سعيد القطان -وقرن به محمد بن جعفر- عن شعبة، به.
ورواه ابن حبان (3652) من طريق عبيد الله بن عمر القواريري، عن يحيى ابن سعيد، عن شعبة، به، بلفظ:"صوم ثلاثة أيام من كل شهر صيام الدهر وقيامه"، وقال ابن حبان: قال وكيع، عن شعبة، في هذا الخبر:"وإفطاره". وقال يحيى القطان عن شعبة: "وقيامه"، وهما جميعاً حافظان متقنان.
قلنا: رواية وكيع سترد برقم (15594)، وقد تابعه عفان في هذه الرواية، والطيالسيان ومحمد بن جعفر، كما سلف في التخريج.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/ 196، وقال: رواه أحمد والبزار والطبراني في "الكبير"، ورجال أحمد رجال الصحيح.
وسيكرر برقم (16249) سنداً ومتناً.
وقد سلف نحوه في مسند عبد الله بن عمرو بن العاص برقم (6766).
قال السندي: قوله: "صوم الدهر": حيث أن كل صوم يومٍ بعشرة. =
حَدِيثُ الْأَسْوَدِ بْنِ سَرِيعٍ
(1)
15585 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ سَرِيعٍ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي قَدْ حَمِدْتُ رَبِّي تبارك وتعالى بِمَحَامِدَ وَمِدَحٍ، وَإِيَّاكَ. قَالَ:" هَاتِ مَا حَمِدْتَ بِهِ رَبَّكَ عز وجل " قَالَ: فَجَعَلْتُ أُنْشِدُهُ، فَجَاءَ رَجُلٌ أَدْلَمُ، فَاسْتَأْذَنَ. قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " بَيْنَ بَيْنَ " قَالَ: فَتَكَلَّمَ سَاعَةً، ثُمَّ خَرَجَ، قَالَ: فَجَعَلْتُ أُنْشِدُهُ، قَالَ: ثُمَّ جَاءَ، فَاسْتَأْذَنَ، قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " بَين بَين " فَفَعَلَ ذَاكَ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَنْ هَذَا الَّذِي اسْتَنْصَتَّنِي لَهُ؟ قَالَ:" هَذَا (2) عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، هَذَا رَجُلٌ لَا يُحِبُّ الْبَاطِلَ "(3).
= قوله: "وإفطاره"، أي: إفطار الدهر، أي: غالبه حقيقةً، فصاحبه من حيث الأجر صائم، ومن حيث الراحة مفطر، فهذا ترغيب فيه.
(1)
قال السندي: الأسود بن سريع، تميمي سعدي، شاعر مشهور، وكان في الإسلام قاضياً، وهو أول من قضى بمسجد البصرة.
توفي زمن معاوية، وقيل: فُقِد أيام الجمل، وقيل: لما قُتِل عثمان، ركب الأسود سفينة، وحمل معه أهله وعياله، فانطلق، فما رؤي بعد.
(2)
لفظ "هذا" سقط من (م).
(3)
إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد: وهو ابن جُدْعان، وعبد الرحمن ابن أبي بكرة: وهو الثقفي، ذكر ابن منده أنه لا يصح سماعه من الأسود، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. =
15586 -
حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ الْأَسْوَدِ بْنِ سَرِيعٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَا أُنْشِدُكَ مَحَامِدَ حَمِدْتُ بِهَا رَبِّي تبارك وتعالى؟ قَالَ:" أَمَا إِنَّ رَبَّكَ عز وجل يُحِبُّ الْحَمْدَ "(1).
= وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(342)، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 46، من طريق الحجاج بن منهال، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه الطبراني في "الكبير"(844)، والحاكم 3/ 615، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 46 من طريق معمر بن بكار السعدي، عن إبراهيم بن سعد، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، به. وصححه الحاكم، وتعقبه الذهبي بقوله: معمر له مناكير.
وأخرجه بنحوه الطبراني في "الكبير"(50) و (819)، ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" 1/ 47 من طريق مبارك بن فضالة، عن الحسن، عن الأسود بن سريع، به. وفيه أن الذي أمر الأسود الإنصات رجل غير النبي صلى الله عليه وسلم. قلنا: وإسناده ضعيف كذلك، الحسن لم يسمع من الأسود.
وسيأتي بالأرقام (15586) و (15590) و (15591) و (16300).
قال السندي: قوله: وإياك: عطف على ربي.
قوله: "أدلم": أسود طويل.
قوله: "بين بين"، أي: اقطع بين بين، أو اجعله بين بين، أي: بيني وبينك لا تسمع هذا الجائي. قيل: ولعله تصحيف بَسْ بَسْ -بفتح باء وسكون سين- صوت يستعمل للإسكات.
قوله: "استنصتني"، على صيغة الخطاب، من الاستنصات، بمعنى طلب السكوت.
قوله: "لا يحب الباطل": كأن فيه إشارة أن الشعر لا يخلو عن شيء.
(1)
إسناده ضعيف لانقطاعه، الحسن: وهو البصري لم يسمع من الأسود ابن سريع، كما سنبين ذلك في الرواية رقم (15588)، وبقية رجاله ثقات =
15587 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ، حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ وَالْمُبَارَكُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ سَرِيعٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بِأَسِيرٍ فَقَالَ: اللهُمَّ إِنِّي أَتُوبُ إِلَيْكَ وَلَا أَتُوبُ إِلَى مُحَمَّدٍ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " عَرَفَ الْحَقَّ لِأَهْلِهِ "(1).
= رجال الشيخين. روح: هو ابن عبادة، وعوف: هو ابن أبي جميلة الأعرابي.
وأخرجه ابن سعد 7/ 42، والبخاري في "الأدب المفرد"(859) و (861) و (868)، والنسائي في "الكبرى"(7745)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1159)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 298، والطبراني في "الكبير"(820) و (821) و (822) و (823) و (824) و (825)، والحاكم 3/ 614، والسهمي في "تاريخ جرجان" ص 413، والبيهقي في "الشعب"(4366) من طرق عن الحسن، به. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي!
وقد سلف نحوه من حديث عبد الله بن مسعود بإسنادٍ صحيح برقم (3616): بلفظ: "ولا أحد أحب إليه المدح من الله عز وجل".
وانظر (15590).
(1)
إسناده ضعيف لانقطاعه، الحسن: وهو البصري لم يسمع من الأسود ابن سريع كما سنبين في الرواية رقم (15588). محمد بن مصعب: هو ابن صدقة القَرْقَسانيّ، والمبارك: هو ابن فضالة القرشي العدوي، وسلام بن مسكين: هو ابن ربيعة الأزدي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(839) و (840)، والحاكم 4/ 255، والبيهقي في "الشعب"(4425) من طريق محمد بن مصعب، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم، وتعقبه الذهبي بقوله: ابن مصعب ضعيف.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/ 199، وقال: رواه أحمد والطبراني، وفيه محمد بن مصعب، وثقه أحمد وضعَّفه غيره، وبقية رجاله رجال الصحيح. =
15588 -
حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا أَبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ سَرِيعٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ سَرِيَّةً يَوْمَ حُنَيْنٍ، فَقَاتَلُوا الْمُشْرِكِينَ، فَأَفْضَى بِهِمُ الْقَتْلُ إِلَى الذُّرِّيَّةِ، فَلَمَّا جَاؤُوا (1) قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" مَا حَمَلَكُمْ عَلَى قَتْلِ الذُّرِّيَّةِ؟ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّمَا كَانُوا أَوْلَادَ الْمُشْرِكِينَ. قَالَ:" أَوَهَلْ خِيَارُكُمْ إِلَّا أَوْلَادُ الْمُشْرِكِينَ؟ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ مَا مِنْ نَسَمَةٍ تُولَدُ إِلَّا عَلَى الْفِطْرَةِ حَتَّى يُعْرِبَ عَنْهَا لِسَانُهَا "(2).
= قال السندي: قوله: "عرف الحق لأهله"، أي: التوبة حق له تعالى، فمن قال ذلك فقد عرفها لمستحقها.
(1)
في (ظ 12) و (ص)، وهامش (س) و (ق): جاوزوا.
(2)
رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أن الحسن -وهو البصري- لم يسمع من الأسود بن سريع فيما ذكره علي ابن المديني في "العلل" ص 59، فقد سئل عن هذا الحديث فقال: إسناده منقطع
…
والحسن عندنا لم يسمع من الأسود لأن الأسود خرج من البصرة أيام علي، وكان الحسن بالمدينة. قلنا: وقد تابعه على ذلك البزار كما في "نصب الراية" 1/ 90، وابن أبي حاتم في "المراسيل" -فقد ذكره في جملة الصحابة الذين لم يسمع منهم الحسن-، وابن منده فيما ذكره المزي في "تهذيب الكمال"، وهو ما رجحه الحافظ في "تهذيب التهذيب" كما سيأتي.
وقد اختلف في سنة وفاة الأسود بن سريع، فقد ذكر علي ابن المديني أنه قتل أيام الجمل يعني سنة (36 هـ)، وتابعه على ذلك ابن السكن، وأبو داود وأبو حاتم وأبو سليمان بن زبر وابن حبان، قال بعضهم: قتل، وقال بعضهم: فُقد فيما ذكر الحافظ ابن حجر في "تهذيب التهذيب". ونقل عن أحمد وابن معين أنه توفي سنة (42 هـ)، وإليه ذهب البخاري في "التاريخ الكبير"، لكن قال: قال علي: قتل أيام الجمل. وقد نقل الحافظ ابن حجر في "تهذيب =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= التهذيب" عن الباوردي قوله في "معرفة الصحابة" عن الحسن، قال: لما قتل عثمان ركب الأسود سفينة، وحمل معه أهله وعياله، فما رئي بعد. ثم عقب الحافظ بقوله: وكل هذا يدل على أن الحسن وأقرانه لم يلحقوه.
قلنا: ويعكر على هذا أن الحسن قد صرح في بعض الأسانيد بسماعه من الأسود بن سريع، فقد أخرج النسائي في "الكبرى"(8616)، والحاكم 2/ 123 من طريق هشيم، عن يونس بن عبيد، عن الحسن، قال: حدثنا الأسود بن سريع، فذكر الحديث.
وأخرج الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" الحديث من طريق السري بن يحيى، عن الحسن، قال: حدث الأسود بن سريع وذلك برقم (1394) و (1395)، ومن طريق الأشعث بن عبد الملك، عن الحسن أن الأسود بن سريع حدثهم
…
فذكر الحديث، وذلك برقم (1396) وهو ما مال إليه الطحاوي في تصحيح سماع الحسن من الأسود.
وأورده البخاري في "تاريخه الكبير" 1/ 445 من طريق السري بن يحيى عن الحسن، قال: حدثنا الأسود بن سريع، فذكر الحديث. وسيأتي من طريق السري برقم (16303).
ولعل صيغة السماع التي وردت عند الطحاوي تؤيد ما ذهب إليه البزار فيما نقله عنه الزيلعي في "نصب الراية" 1/ 90، وذلك في تأويله لقول الحسن: حدثنا الأسود، فقال: وكذلك قال -يعني الحسن-: حدثنا الأسود بن سريع، والأسود قدم يوم الجمل فلم يره، ولكن معناه حدث أهل البصرة.
وقد ذكر قريباً منها قول الحسن: خطبنا ابن عباس بالبصرة، فقد أنكر عليه، لان ابن عباس كان بالبصرة أيام الجمل، وقدم الحسن أيام صفين، فلم يدركه بالبصرة، وتأول قوله: خطبنا، أي: خطب أهل البصرة.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(833)، والحاكم 2/ 123، والبيهقي في "السنن" 9/ 130 من طريق يونس بن محمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1162)، والطحاوي في =
15589 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ سَرِيعٍ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَغَزَوْتُ مَعَهُ، فَأَصَبْتُ ظَهْرًا، فَقَتَلَ النَّاسُ يَوْمَئِذٍ حَتَّى قَتَلُوا الْوِلْدَانَ - وَقَالَ مَرَّةً: الذُّرِّيَّةَ -، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" مَا بَالُ أَقْوَامٍ، جَاوَزَهُمُ الْقَتْلُ الْيَوْمَ حَتَّى قَتَلُوا الذُّرِّيَّةَ؟! " فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّمَا هُمْ أَوْلَادُ الْمُشْرِكِينَ، فَقَالَ:" أَلَا إِنَّ خِيَارَكُمْ أَبْنَاءُ الْمُشْرِكِينَ " ثُمَّ
= "شرح مشكل الآثار"(1397) من طريق شيبان، عن قتادة، به.
وأخرجه مطولاً ومختصراً عبد الرزاق في "المصنف"(20090)، وابن أبي شيبة 12/ 386، وأبو يعلى (942)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1396)، والطبراني في "الكبير"(826) و (828) و (830) و (831) و (832) و (834) و (835)، وفي "الأوسط"(2005) من طرق عن الحسن، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/ 216، وقال: رواه أحمد بأسانيد، والطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، وبعض أسانيد أحمد رجاله رجال الصحيح.
وسيأتي بالأرقام (15589) و (16299) و (16303).
ونهيه صلى الله عليه وسلم عن قتل الذرية يشهد له حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب السالف برقم (4739)، وقد ذكرنا هناك أحاديث الباب.
وقوله صلى الله عليه وسلم: "ما من نسمة تولد إلا على الفطرة حتى يعرب عنها لسانها" يشهد له حديث أبي هريرة عند البخاري (1358)، ومسلم (2658)، وسلف 2/ 393، ولفظه عند البخاري:"ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه".
قال السندي: قوله: "أو هل خياركم إلا أولاد المشركين"، أي: أتقولون ذاك وترون أن أولاد المشركين مشركون مع أنهم من أخيار المسلمين، فإنهم مع إسلامهم ما أذنبوا قط. ويحتمل أن تكون اللفظة المذكورة "أو" بمعنى "بل".
قوله: "نَسَمة"، بفتحتين، أي: نفس.
قَالَ: " أَلَا لَا تَقْتُلُوا ذُرِّيَّةً، أَلَا لَا تَقْتُلُوا ذُرِّيَّةً - قَالَ -: كُلُّ نَسَمَةٍ تُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ حَتَّى يُعْرِبَ عَنْهَا لِسَانُهَا، فَأَبَوَاهَا يُهَوِّدَانِهَا وَيُنَصِّرَانِهَا "(1).
15590 -
حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، أَنَّ الْأَسْوَدَ بْنَ سَرِيعٍ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي قَدْ حَمِدْتُ رَبِّي تبارك وتعالى بِمَحَامِدَ وَمِدَحٍ، وَإِيَّاكَ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَمَا إِنَّ رَبَّكَ تَعَالَى يُحِبُّ الْمَدْحَ، هَاتِ مَا امْتَدَحْتَ بِهِ رَبَّكَ تَعَالَى " قَالَ: فَجَعَلْتُ أُنْشِدُهُ، فَجَاءَ رَجُلٌ، فَاسْتَأْذَنَ، أَدْلَمُ أَصْلَعُ، أَعْسَرُ أَيْسَرُ، قَالَ: فَاسْتَنْصَتَنِي لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَوَصَفَ لَنَا أَبُو سَلَمَةَ (2) كَيْفَ اسْتَنْصَتَهُ، قَالَ:
(1) رجاله ثقات رجال الشيخين لكن سماع الحسن من الأسود بن سريع لا يثبت عند بعضهم. إسماعيل: هو ابن عُلَيَّة، ويونس: هو ابن عبيد العبدي.
وأخرجه الحازمي في "الاعتبار" ص 213 من طريق إسماعيل، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1160)، والنسائي في "الكبرى"(8616)، والدارمي 2/ 223، والطبراني في "الكبير"(829) و (832)، والحاكم 2/ 123، والبيهقي في "السنن" 9/ 77 من طرق عن يونس ابن عبيد، به.
وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي!
وانظر ما قبله.
(2)
في (ص) و (ق): ابن سلمة، وتحتمل الوجهين في (س). قلنا: وكلاهما صواب، فأبو سلمة هي كنية حماد بن سلمة، وقائل ذلك هو حسن ابن موسى الأشيب راوي الحديث عنه.
كَمَا صَنَعَ بِالْهِرِّ - (1) فَدَخَلَ الرَّجُلُ، فَتَكَلَّمَ سَاعَةً، ثُمَّ خَرَجَ، ثُمَّ أَخَذْتُ أُنْشِدُهُ أَيْضًا. ثُمَّ رَجَعَ بَعْدُ، فَاسْتَنْصَتَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَوَصَفَهُ أَيْضًا، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَنْ ذَا الَّذِي اسْتَنْصَتَّنِي (2) لَهُ؟ فَقَالَ:" هَذَا رَجُلٌ لَا يُحِبُّ الْبَاطِلَ، هَذَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ "(3).
15591 -
حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ سَرِيعٍ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم؛ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (4).
(1) كأنه قال: بس بس، انظر تعليق السندي على الرواية رقم (15585).
(2)
في (ظ 12) و (ص)، وهامش (س): تستنصتني.
(3)
إسناده ضعيف، وقد سلف الكلام عليه في الرواية رقم (15585).
وقوله: "أما إنَّ ربك تعالى يحبُّ المدح"، سلف نحوه بإسنادٍ صحيح من حديث عبد الله بن مسعود برقم (3616)، ولفظه:"ولا أحدَ أحبُّ إليه المدحُ من الله عز وجل".
قال السندي: أعسر أيسر، أي: بين الشدة واللين.
(4)
إسناده ضعيف كسابقه.
بَقِيَّةُ حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ
15592 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ مِخْرَاقٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي لَأَذْبَحُ الشَّاةَ وَأَنَا أَرْحَمُهَا، أَوْ قَالَ: إِنِّي لَأَرْحَمُ الشَّاةَ أَنْ أَذْبَحَهَا، فَقَالَ:" وَالشَّاةُ إِنْ رَحِمْتَهَا رَحِمَكَ اللهُ، وَالشَّاةُ إِنْ رَحِمْتَهَا رَحِمَكَ اللهُ (1) "(2).
(1) العبارة ليست مكررة في (م).
(2)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير زياد بن مخراق: وهو المزني، فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد" وأبو داود، وصحابيه أخرج له البخاري في "الأدب المفرد" وأصحاب السنن.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(373)، والطبراني في "الكبير" 19/ (45)، والحاكم 4/ 231 من طريق مسدد بن مسرهد، والبزار (1221)(زوائد) من طريق محمد بن عبد الله بن بزيع، ومؤمل بن هشام، والطبراني في "الكبير" 19/ (45) من طريق أبي بكر بن أبي شيبة، وإسحاق بن راهويه، عن إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي.
وخالفهم محمد بن الصَّبَّاح الدولابي فذكر رجلاً مبهماً في الإسناد بين إسماعيل وزياد بن مخراق، وقد أخرجه البيهقي في "الشعب"(11069) من طريق محمد بن غالب بن تمام، عن محمد بن الصباح الدولابي، عن إسماعيل، عن رجل، عن زياد بن مخراق، به. ولم يتابع عليه.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 527 - 528 عن سفيان بن عيينة، والطبراني في "الكبير" 19/ (46)، وفي "الصغير"(301)، وأبو نعيم في "الحلية" 2/ 302 =
15593 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَسَحَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى رَأْسِي (1).
15594 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " صِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ صِيَامُ الدَّهْرِ وَإِفْطَارُهُ "(2).
= و 6/ 343 من طريق مالك بن أنس، كلاهما عن زياد بن مخراق، به. وفي رواية مالك أن المخاطب لرسول الله صلى الله عليه وسلم هو قرة نفسه.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (44)، وأبو نعيم في "الحلية" 2/ 302 من طريق حجاج بن الأسود وعبد الله بن المختار، كلاهما عن معاوية بن قرة، به.
وأخرجه البزار (1222)(زوائد)، والحاكم 3/ 586 - 587، والبيهقي في "الشعب"(11067) من طريق عدي بن الفضل، عن يونس بن عبيد، عن معاوية بن قرة، به. وسكت عنه الحاكم، وقال الذهبي: عدي هالك.
وسيكرر 5/ 34 سنداً ومتناً.
وفي الباب عن أبي أمامة عند البخاري في "الأدب المفرد"(371)، والطبراني في "الكبير"(7913).
قال السندي: قوله: أن أذبحها، بفتح أن، أي: وقت ذبحها، أو بكسرها على الشرط.
قوله: "والشاة إن رحمتها" بالنصب، أي: ارحمها، أو بالرفع.
(1)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه فلم يرو له إلا البخاري في "الأدب المفرد"، وأصحاب السنن.
وقد سلف برقم (15583)، وسيكرر 5/ 34 سنداً ومتناً.
(2)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير صحابيه فلم يخرج له سوى البخاري في "الأدب المفرد"، وأصحاب السنن.
وأخرجه ابن حبان (3653) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. =
15595 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَجُلًا كَانَ يَأْتِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَمَعَهُ ابْنٌ لَهُ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم:" أَتُحِبُّهُ؟ " فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَحَبَّكَ اللهُ كَمَا أُحِبُّهُ. فَفَقَدَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ (1): مَا فَعَلَ ابْنُ فُلَانٍ؟ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ مَاتَ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِأَبِيهِ: " أَمَا تُحِبُّ أَنْ لَا تَأْتِيَ بَابًا مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ إِلَّا وَجَدْتَهُ يَنْتَظِرُكَ؟ " فَقَالَ رَجُلٌ (2): يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَهُ خَاصَّةً أَمْ لِكُلِّنَا؟ قَالَ: " بَلْ لِكُلِّكُمْ " (3).
= وسيكرر 5/ 34 (الطبعة الميمنية) سنداً ومتناً، وقد سلف برقم (15584).
(1)
في نسخة في (س) و (ق): فقال لي.
(2)
في (س) و (ق) و (م): الرجل.
(3)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه فلم يخرج له سوى البخاري في "الأدب المفرد"، وأصحاب السنن.
وأخرجه الطيالسي (1075)، وابن أبي شيبة 3/ 354، والنسائي في "المجتبى" 4/ 22 - 23، والطبراني في "الكبير" 19/ (54)، والحاكم 1/ 384، والبيهقي في "الآداب"(924) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
وأخرجه بنحوه النسائي في "المجتبى" 4/ 118، والطبراني في "الكبير" 19/ (66) من طريق خالد بن ميسرة، عن معاوية بن قُرَّة، به.
وسيكرر 5/ 34 - 35 بإسناده ومتنه، وسيأتي أيضاً 5/ 35.
قال السندي: قوله: أحبك الله: بيان شدة محبته بابنه، أو أنه كان يعرف قدر محبة الله تعالى لعباده المؤمنين فضلاً عن الأنبياء صلوات الله تعالى وسلامه عليهم أجمعين، فضلاً عن سيد ولد آدم عليه الصلاة والسلام.
قوله: "أما تحب": قاله تسلية له، وحثاً له على الصبر على فقده.
15596 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا فَسَدَ أَهْلُ الشَّامِ، فَلَا خَيْرَ فِيكُمْ، وَلَا يَزَالُ أُنَاسٌ (1) مِنْ أُمَّتِي مَنْصُورِينَ (2) لَا يُبَالُونَ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ "(3).
(1) في (ظ 12) و (ص): ناس.
(2)
في النسخ الخطية عدا (م): منصورون، وقد ضبب فوقها في (س)، قال السندي: والظاهر: منصورين، كما في ابن ماجه.
(3)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه، فقد أخرج له البخاري في "الأدب المفرد"، وأصحاب السنن.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 190 - ومن طريقه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1101)، وابن حبان (7303) عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. ورواية ابن أبي شيبة وابن حبان مختصرة.
وأخرجه الطيالسي (1076) -ومن طريقه الترمذي (2192) -، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" 2/ 295 و 296، والطبراني في "الكبير" 19/ (55) و (56)، والحاكم في "معرفة علوم الحديث" ص 2، والخطيب في "تاريخه" 8/ 417 - 418، و 10/ 182، وفي "شرف أصحاب الحديث"(11) و (44) و (45) من طرق عن شعبة، به. وقال الترمذي: وهذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه مختصراً أبو نعيم في "الحلية" 7/ 230 من طريق إياس بن معاوية، عن أبيه معاوية بن قرة، به.
وسيأتي برقم (15597) و 5/ 34 (الطبعة الميمنية)، وسيكرر 5/ 35 سنداً ومتناً.
وفي الباب في قوله: "ولا يزال أناس من أمتي منصورين لا يبالون من خذلهم حتى تقوم الساعة".
وعن أبي هريرة، سلف برقم (8274).
وعن جابر بن عبد الله عند مسلم (1923)، وسلف برقم (14720). =
15597 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا فَسَدَ أَهْلُ الشَّامِ، فَلَا خَيْرَ فِيكُمْ، وَلَنْ تَزَالَ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي مَنْصُورِينَ (1) لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ "(2).
= وعن عقبة بن عامر، عند مسلم (1924).
وعن معاوية بن أبي سفيان عند البخاري (3641)، ومسلم (1037) 3/ 1524، وسيرد 4/ 101.
وعن المغيرة بن شعبة عند البخاري (3640)، ومسلم (1921)، وسيرد 4/ 244.
وعن ثوبان عند مسلم (1920)، وسيرد 5/ 278.
وعن جابر بن سمرة عند مسلم (174)، وسيرد 5/ 92.
وعن عمران بن حصين، سيرد 4/ 437.
وعن أبي أمامة، سيرد 5/ 269.
قال السندي: قوله: "إذا فسد أهل الشام"، أي: بالخروج عن طاعة الإمام.
قوله: "فلا خير فيكم": الخطاب لأهل ذاك الوقت، بمعنى كثرة الفتن بينهم حينئذٍ، فهذا إشارة إلى زمان علي ومعاوية رضي الله عنهما، ويحتمل أن المراد: فسادهم بكثرة المعاصي والطغيان وترك الجهاد، فقوله:"فلا خير فيكم" خطاب للناس عموماً لا لأهل ذلك الوقت الذين كان بعضهم حاضرين عنده.
(1)
انظر تعليقنا على هذه اللفظة في الحديث السابق.
(2)
إسناده صحيح كسابقه.
وأخرجه مختصراً ابن حبان (7302) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.
وانظر ما قبله.
حَدِيثُ مَالِكِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ
(1)
15598 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ قَالَ: أَتَيْنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ شَبَبَةٌ مُتَقَارِبُونَ، فَأَقَمْنَا عِنْدَهُ (2) عِشْرِينَ لَيْلَةً، قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَحِيمًا رَفِيقًا، فَظَنَّ أَنَّا قَدِ اشْتَقْنَا أَهْلَنَا، فَسَأَلَنَا عَمَّنْ تَرَكْنَا فِي أَهْلِنَا، فَأَخْبَرْنَاهُ، فَقَالَ:" ارْجِعُوا إِلَى أَهْلِيكُمْ، فَأَقِيمُوا فِيهِمْ، وَعَلِّمُوهُمْ، وَمُرُوهُمْ إِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ، فَلْيُؤَذِّنْ لَكُمْ أَحَدُكُمْ، ثُمَّ لِيَؤُمَّكُمْ أَكْبَرُكُمْ "(3).
(1) قال السندي: مالك بن الحويرث، ليثي، سكن البصرة، مات سنة أربع وستين.
(2)
في (م): معه.
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. أيوب: هو السختياني، أبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجَرْمي.
وأخرجه البخاري في "صحيحه"(6008)، وفي "الأدب المفرد"(213)، ومسلم (674)(292)، والنسائي في "المجتبى" 2/ 9، وفي "الكبرى"(1599)، وابن خزيمة (398)، وابن حبان (1658) و (1872) و (2131)، والدارقطني 1/ 272 - 273، والبيهقي في "السنن" 2/ 17 و 3/ 54، من طريق إسماعيل بن إبراهيم المعروف بابن علية، بهذا الإسناد. وعند البخاري وغيره زيادة:"وصلوا كما رأيتموني أصلي".
وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/ 108 (بترتيب السندي)، والبخاري (628) و (631) و (7246)، ومسلم (674)، والدارمي 1/ 286، وابن خزيمة =
15599 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ قَالَ: جَاءَ أَبُو سُلَيْمَانَ مَالِكُ بْنُ الْحُوَيْرِثِ إِلَى مَسْجِدِنَا، فَقَالَ: وَاللهِ إِنِّي لَأُصَلِّي وَمَا أُرِيدُ الصَّلَاةَ، وَلَكِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُرِيَكُمْ كَيْفَ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي، قَالَ: فَقَعَدَ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى حِينَ رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ السَّجْدَةِ الْأَخِيرَةِ، ثُمَّ قَامَ (1).
= (397) و (586)، وأبو عوانة 1/ 331 - 332، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1725) و (6076)، والطبراني في "الكبير" 19/ (635) و (636)، والدارقطني في "السنن" 1/ 273، والبيهقي في "السنن" 1/ 273 و 3/ 120، والبغوي في "شرح السنة"(432) من طرق عن أيوب، به.
وسيأتي برقم (15601) و 5/ 53 (الطبعة الميمنية).
قال السندي: قوله: متقاربون، أي: في السن.
قوله: رفيقاً، من الرفق، وروي بقافين، من الرقة.
قوله: "أحدكم": صغيراً كان أو كبيراً.
قوله: "أكبركم"، أي: سناً، قال ذلك لتقاربهم في العلم وغيره مما يستحق به التقدم في الإمامة ما عدا السن لاستوائهم في الإقامة عنده صلى الله عليه وسلم والأخذ منه.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين كسابقه.
وأخرجه أبو داود (843)، والنسائي في "المجتبى" 2/ 223 - 234، وفي "الكبرى"(737)، والدارقطني في "السنن" 1/ 345 - 346 من طريق إسماعيل ابن عُلَيَّة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/ 94 (بترتيب السندي) عن عبد الوهَّاب الثقفي، عن أيوب، به.
وأخرجه بنحوه الشافعي في "مسنده" 1/ 94 (بترتيب السندي)، وابن أبي شيبة 1/ 396، والنسائي في "المجتبى"2/ 234، وفي "الكبرى"(739)، وابن خزيمة (687)، وابن حبان (1935)، والطبراني في "الكبير" 19/ (642)، والبيهقي في =
15600 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ نَصْرِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ، أَنَّهُ رَأَى نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي صَلَاتِهِ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنْ رُكُوعِهِ (1)، وَإِذَا سَجَدَ، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنْ سُجُودِهِ حَتَّى يُحَاذِيَ بِهمَا فُرُوعَ أُذُنَيْهِ (2).
= "السنن" 2/ 124 من طريق عبد الوهَّاب الثقفي، وابن الجارود في "المنتقى"(204) من طريق وهيب بن خالد، كلاهما عن خالد بن مهران الحذاء، عن أبي قلابة، به.
وأخرجه البخاري (823)، وأبو داود (844)، والترمذي (287)، والنسائي في "المجتبى" 2/ 234، وفي "الكبرى"(738)، وابن خزيمة (686)، وابن حبان (1934)، والدارقطني في "السنن" 1/ 346، والبيهقي في "السنن" 2/ 123، والبغوي في "شرح السنة"(668) من طريق هشيم، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، قال: أخبرنا مالك بن الحويرث الليثي أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يصلي، فإذا كان في وتر من صلاته لم ينهض حتى يستوي قاعداً. وهذا لفظ البخاري، وقال الترمذي: حديث مالك بن الحويرث حديث حسن صحيح، والعمل عليه عند بعض أهل العلم، وبه يقول إسحاق وبعض أصحابنا.
وسيأتي نحوه 5/ 53 - 54.
قال السندي: قوله: وما أُريد الصلاة، أي: وحدها، أو أصالة، بل مع التعليم، أو لأجل التعليم، فلا يرد أن الصلاة بلا نية لا تجوز.
قوله: فقعد إلخ، أي: جلس للاستراحة بين الركعتين.
(1)
في (ص): إذا ركع، وإذا رفع رأسه من ركوعه.
(2)
رجاله ثقات رجال الصحيح إلا أن فيه عنعنة قتادة ومتنه صحيح، دون قوله:"وإذا سجد، وإذا رفع رأسه من سجوده" فشاذ. سعيد -وهو ابن أبي عروبة، وإن روى عنه محمد بن أبي عدي بعد الاختلاط- قد توبع. نصر بن عاصم: هو الليثي.
وأخرجه مسلم (391)(26) من طريق محمد بن أبي عدي، بهذا الإسناد، =
15601 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ
= لكن لم يذكر منه إلا قوله: حتى يحاذي بهما فروع أذنيه.
وأخرجه البيهقي 2/ 25 و 71 من طريق محمد بن أبي عدي، به، دون ذكر الجملة الشاذة.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 2/ 206 من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، عن سعيد، به.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 2/ 205، وفي "الكبرى"(672) من طريق محمد بن أبي عدي، عن شعبة، عن قتادة، به، بتمامه.
وأخرجه دون قوله: وإذا سجد وإذا رفع رأسه من سجوده البخاري (737)، ومسلم (391)(24) من طريق خالد الحذّاء، عن أبي قلابة، عن مالك بن الحويرث، به.
وسيأتي برقم (15604) و 5/ 53 (ميمنية).
وقد سلف في تخريج الرواية (2308) من مسند ابن عباس ذكر الحديث الذي فيه أن ابن عمر نفى أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم رفع يديه في شيء من السجود -وقد سلف في "المسند" برقم (4540) - وبينا هناك أن الأحاديث التي فيها ذكر رفع اليدين للسجود وللرفع منه ضعيفة، ونزيد منها هنا: أنَّ ما أخرجه ابنُ ماجه (860) من حديث أبي هريرة في ذلك إسناده ضعيف، لرواية إسماعيل بن عياش عن غير الشاميين.
وما أخرجه ابن ماجه أيضاً (861) من حديث عمير بن حبيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه مع كل تكبيرة في الصلاة المكتوبة، فإسناده ضعيف أيضاً فيه رفدة بن قضاعة، وهو ضعيف، وعبد الله بن عبيد بن عمير لم يسمع من أبيه.
وفي الباب في رفع اليدين عند الركوع والرفع منه عن عدد من الصحابة، سردناهم في تعليقنا على الرواية (4540).
قال السندي: قوله: فروع أذنيه، أي: أعاليهما، وقد جمع بين الروايات بأن يجعل إبهاميه محاذيين لشحمتي أذنيه، فتصير الأصابع محاذية للفروع.
عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهُ وَلِصَاحِبٍ لَهُ: " إِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ فَأَذِّنَا وَأَقِيمَا " وَقَالَ مَرَّةً: " فَأَقِيمَا، ثُمَّ لِيَؤُمَّكُمَا أَكْبَرُكُمَا ".
قَالَ خَالِدٌ: فَقُلْتُ لِأَبِي قِلَابَةَ: فَأَيْنَ الْقِرَاءَةُ؟ قَالَ: إِنَّهُمَا كَانَا مُتَقَارِبَيْنِ (1).
15602 -
حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ - يَعْنِي الْحَدَّادَ -، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبَانُ - قَالَ: الْعَطَّارُ -، عَنْ بُدَيْلٍ، عَنْ أَبِي عَطِيَّةَ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ قَالَ: زَارَنَا فِي مَسْجِدِنَا، قَالَ: فَأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَقَالُوا: أُمَّنَا رَحِمَكَ اللهُ، فَقَالَ: لَا، يُصَلِّي رَجُلٌ مِنْكُمْ، قَالَ: فَلَمَّا قَضَى الصَّلَاةَ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو داود (589)، والنسائي في "المجتبى" 2/ 21، وفي "الكبرى"(1633)، وابن خزيمة (1510)، وابن حبان (2129) و (2130)، والطبراني في "الكبير" 19/ (640) و (641)، والبيهقي في "السنن" 3/ 120 من طريق إسماعيل ابن عُلَيَّة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 217، والبخاري (630) و (658) و (7246)، ومسلم (674) و (293)، وأبو داود (589)، والترمذي (205)، والنسائي في "المجتبى" 2/ 8 - 9 و 77، وفي "الكبرى"(856) و (1598)، وابن ماجه (979)، وابن خزيمة (395) و (396) و (1510)، وأبو عوانة 1/ 332، وابن حبان (2128)، والطبراني في "الكبير" 19/ (637) و (638) و (639)، والبيهقي في "السنن" 1/ 411 و 3/ 67 و 120، والبغوي في "شرح السنة"(431) من طرق عن خالد الحذاء، به.
وقد سلف نحوه برقم (15998).
قَالَ: " إِذَا زَارَ رَجُلٌ قَوْمًا فَلَا يَؤُمَّهُمْ؛ يَؤُمُّهُمْ رَجُلٌ مِنْهُمْ "(1).
15603 -
حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ الْعَطَّارُ، عَنْ بُدَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ الْعُقَيْلِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَطِيَّةَ؛ مَوْلًى مِنَّا، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ، قَالَ: كَانَ يَأْتِينَا فِي مُصَلَّانَا، فَقِيلَ لَهُ: تَقَدَّمْ فَصَلِّ، فَقَالَ: لِيُصَلِّ بَعْضُكُمْ حَتَّى أُحَدِّثَكُمْ لِمَ لَمْ أُصَلِّ بِكُمْ. فَلَمَّا صَلَّى الْقَوْمُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا زَارَ أَحَدُكُمْ قَوْمًا، فَلَا يُصَلِّ بِهِمْ، لِيُصَلِّ بِهِمْ رَجُلٌ مِنْهُمْ "(2).
(1) إسناده ضعيف لجهالة أبي عطية مولى بنى عقيل، قال أبو حاتم: لا يعرف ولا يسمى، وقال ابن المديني: لا يعرفونه، وقال أبو الحسن القطان: مجهول. وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو عبيدة الحداد: هو عبد الواحد ابن واصل، وأبان العطار: هو ابن يزيد، وبديل: هو ابن ميسرة العُقَيلي.
وأخرجه أبو داود (596)، والنسائي في "المجتبى" 2/ 80، وفي "الكبرى"(862)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(924) و (925)، وابن خزيمة (1520)، والطبراني في "الكبير"19/ (632)، والبيهقي في "السنن" 3/ 126 من طرق عن أبان العطار، بهذا الإسناد. وقد تحرّف في مطبوع الطبراني بديل إلى: يزيد.
وسيأتي برقم (15603) و 5/ 53.
قلنا: وله أصل في "الصحيح" عند مسلم (673) من حديث أبي مسعود البدري، ولفظه:"لا يَؤُمَّنَّ الرجلُ الرجلَ في سُلْطانه"، وسيرد 4/ 118.
قال السندي: قوله: لا، أي: لا أئم.
قوله: يصلي، أي: ليصل.
(2)
إسناده ضعيف كسابقه. وهو مكرر ما قبله، إلا أن شيخ أحمد هنا هو يونس بن محمد بن مسلم المؤدب البغدادي.
15604 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ (1)، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ نَصْرِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ، أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَرْفَعُ يَدَيْهِ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ السُّجُودِ حَتَّى يُحَاذِيَ بِهِمَا فُرُوعَ أُذُنَيْهِ (2).
(1) في "أطراف المسند" 5/ 245: شعبة.
(2)
هو مكرر (15600) غير أن شيخ أحمد هنا هو محمد بن جعفر.
حَدِيثُ هُبَيْبِ بْنِ مُغْفِلٍ (1) الْغِفَارِيِّ
(2)
* 15605 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، يَعْنِي عَبْدَ اللهِ بْنَ وَهْبٍ الْمِصْرِيَّ - قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ هَارُونَ - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَسْلَمَ أَبِي عِمْرَانَ، عَنْ هُبَيْبِ بْنِ مُغْفِلٍ الْغِفَارِيِّ أَنَّهُ رَأَى مُحَمَّدًا الْقُرَشِيَّ (3) قَامَ يَجُرُّ إِزَارَهُ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ هُبَيْبٌ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ وَطِئَهُ خُيَلَاءَ وَطِئَهُ فِي النَّارِ "(4).
(1) هو بسكون الغين المعجمة مع كسر الفاء، وقد تصحف في (م) إلى "معقل".
(2)
قال السندي: يقال: إن مغفلاً جد أبيه، نسب إليه.
كان بالحبشة، وأسلم، وهاجر، وشهد فتح مصر وسكنها.
قال الحافظ في "الإصابة": وذكر ابن يونس أنه اعتزل في الفتنة بعد قتل عثمان، في وادٍ بين قَرْيُوط والفَيُّوم، فصار ذلك يعرف به، ويقال له: وادي هبيب.
(3)
قال السندي: هو محمد ابن عُلَبة القرشي، قيل: له صحبة، ولذلك جاء في بعض الروايات أن هُبيباً قال له: أما سمعتَ -بالخطاب- رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ويل للأعقاب من النار.
وذكره الإمام الذهبي في "المشتبه" فقال: محمد بنُ علبة، نزل مصر، قيل: له صُحبة.
قال ابن ناصر الدين في "توضيح المشتبه": جزم المصنف (يعني الذهبي) في "التجريد" بصحبته، ولم يذكر خلافاً، كما جزم عبد الغني بن سعيد، وأبو بكر الخطيب، وابن ماكولا وابن الجوزي.
(4)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أسلم أبي عمران: وهو ابن يزيد التجيبي، فقد روى له أصحاب السنن خلا ابن ماجه، وهو ثقة. =
15606 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَسْلَمُ أَبُو عِمْرَانَ، عَنْ هُبَيْبٍ الْغِفَارِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ وَطِئَ عَلَى إِزَارِهِ خُيَلَاءَ، وَطِئَ فِي (1) نَارِ جَهَنَّمَ "(2).
= وعبد الله بن أحمد من رجال النسائي وقد توبع.
وأخرجه أبو يعلى (1542) عن هارون بن معروف، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1022)، والطبراني في "الكبير" 22/ (544) من طريق قرة بن عبد الرحمن، عن يزيد بن أبي حبيب، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/ 124 - 125، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني، ورجال أحمد رجال الصحيح، خلا أسلم أبا عمران، وهو ثقة.
وسيأتي برقم (15606) و (15607) و 4/ 237 و 237 - 238 (الطبعة الميمنية). وسيكرر 4/ 237 سنداً ومتناً.
وقد سلف نحوه من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب برقم (4489)، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: "وطئه": بكسر الطاء، وظاهر "القاموس" يقتضي جواز الفتح أيضاً، والضمير للإزار.
(1)
في (ق): على، وهي نسخة في (س).
(2)
حديث صحيح، ابن لهيعة: وهو عبد الله -وإن كان ضعيفاً- قد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. يحيى بن إسحاق: هو السَّيْلحيني.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ 543 من طريق يحيى بن إسحاق، به.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1021) من طريق محمد بن يوسف، عن ابن لهيعة، به.
وسيكرر 4/ 237 سنداً ومتناً، وانظر ما قبله.
15607 -
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَسْلَمَ، أَنَّهُ سَمِعَ هُبَيْبَ بْنَ مُغْفِلٍ؛ صَاحِبَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَرَأَى رَجُلًا يَجُرُّ رِدَاءَهُ (1) خَلْفَهُ وَيَطَؤُهُ، فَقَالَ: سُبْحَانَ اللهِ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" مَنْ وَطِئَهُ مِنَ الْخُيَلَاءِ وَطِئَهُ فِي النَّارِ "(2).
(1) في (ق): إزاره.
(2)
حديث صحيح، ابن لهيعة -وإن كان ضعيفاً- قد توبع، ثم إن سماع قتيبة بن سعيد منه صحيح، لأنه كتب حديثه من كتب ابن وهب، وهو صحيح السماع منه.
وسيتكرر 4/ 237 - 238 سنداً ومتناً. وقد سلف برقم (15605).
حَدِيثُ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ قَيْسٍ (1) أَخِي أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ
15608 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، حَدَّثَنَا كُرَيْبُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي مُوسَى، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ قَيْسٍ أَخِي أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اللهُمَّ اجْعَلْ فَنَاءَ أُمَّتِي فِي سَبِيلِكَ بِالطَّعْنِ وَالطَّاعُونِ "(2).
(1) قال السندي: أبو بردة بن قيس، أشعري، اشتهر بكنيته كأخيه أبي موسى، يقال: اسمه عامر. سكن الكوفة.
(2)
إسناده حسن، كريب بن الحارث بن أبي موسى، من رجال "التعجيل"، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه البخاري في "الكنى" 9/ 14، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2503)، والدولابي في "الكنى" 1/ 18، وابن حبان في "الثقات" 7/ 357، والطبراني في "الكبير" 22/ (792) و (793)، والحاكم 2/ 93، والبيهقي في "الدلائل" 6/ 384 من طرق عن عبد الواحد بن زياد العبدي، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي. وفي مطبوع الثقات: عن أبي بردة، عن أبي موسى، وهو خطأ.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/ 312، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير"، ورجال أحمد ثقات.
وسيكرر 4/ 138 (الطبعة الميمنية) سنداً ومتناً.
وفي الباب من حديث أبي موسى الأشعري، سيرد 4/ 395.
وآخر من حديث عائشة، سيرد 6/ 133. =
حَدِيثُ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ الْجُهَنِيِّ
(1)
15609 -
حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ وَحَسَنٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ زَبَّانَ - قَالَ حَسَنٌ فِي حَدِيثِهِ: حَدَّثَنَا زَبَّانُ بْنُ فَائِدٍ - عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ تَخَطَّى الْمُسْلِمِينَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، اتُّخِذَ جِسْرًا إِلَى جَهَنَّمَ "(2).
= قال السندي: قوله: "اللهم اجعل فناء أمتي
…
إلخ": دعاءٌ لهم بالشهادة، والثبات على الدين، فإن سبيل الله هو دينه.
(1)
قال السندي: معاذ بن أنس، جهني شامي، حليف الأنصار، قيل: كان بمصر والشام، وذكر بعضهم ما يدل على أنه بقي إلى خلافة عبد الملك بن مروان.
(2)
إسناده ضعيف لضعف زبان بن فائد: وهو المصري، وابن لهيعة: وهو سيِّئ الحفظ، وسهل بن معاذ في روايات زَبَّان عنه. وبقية رجاله ثقات. أبو سعيد مولى بني هاشم: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد. وحسن: هو ابن موسى الأشيب.
وأخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص 298، والطبراني في "الكبير" 20/ (418)، وابن عدي في "الكامل" 3/ 1012 من طرق عن ابن لهيعة، به.
وأخرجه الترمذي (513)، وابن ماجه (1116)، وأبو يعلى (1491)، وابن عدي 3/ 1012، والبغوي في "شرح السنة"(1086) من طريق رشدين بن سعد، عن زبَّان، به. وقال الترمذي: حديث سهل بن معاذ بن أنس الجهني حديثٌ غريب، لا نعرفه إلا من حديث رشدين بن سعد. والعمل عليه عند أهل العلم: كرهوا أن يتخطى الرجل رقاب الناس يوم الجمعة، وشددوا في ذلك، وقد تكلَّم بعض أهل العلم في رشدين بن سعد، وضعَّفه من قبل حفظه. =
15610 -
حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: وَحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ غَيْلَانَ، حَدَّثَنَا رِشْدِينُ، حَدَّثَنَا زَبَّانُ بْنُ فَائِدٍ الْحمْرَاوِيُّ (1)، عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ الْجُهَنِيِّ، عَنْ أَبِيهِ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ الْجُهَنِيِّ؛ صَاحِبِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ قَرَأَ {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} حَتَّى يَخْتِمَهَا عَشْرَ مَرَّاتٍ بَنَى اللهُ لَهُ قَصْرًا فِي الْجَنَّةِ " فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: إِذًا نَسْتَكْثِرَ (2) يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اللهُ أَكْثَرُ وَأَطْيَبُ "(3).
= قال السندي: قوله: "اتخذ" على بناء المفعول.
قوله: "جسراً"، أي: يجعل يوم القيامة جسراً يُمَرُّ عليه إلى جهنم مجازاة له بمثل عمله. وجوز بناء الفاعل، أي: اتخذ لنفسه بصنيعه ذاك طريقاً يؤديه إلى جهنم، أو اتخذ نفسه جسراً لأهل جهنم إلى جهنم بذلك الفعل، والثالث أبعد الوجوه.
(1)
في النسخ الخطية و (م): الحبراني، والمثبت من مصادر ترجمته.
(2)
في (م): أستكثر، وهي نسخة في (س).
(3)
إسناده ضعيف لضعف زَبَّان بن فائد، وسهل بن معاذ في رواية زَبَّان عنه، وابن لهيعة ورشدين -وهو ابن سَعْد- ضعيفان، ولكنَّ أحدهما قد تابع الآخر، وبقية رجاله ثقات.
وأخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص 295، والعقيلي في "الضعفاء" 2/ 96، والطبراني في "الكبير" 20/ (397)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(698) من طرق عن ابن لهيعة، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (398) من طريق محمد بن أبي السري، عن رشدين، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/ 145، وقال: رواه الطبراني وأحمد، وفي إسنادهما رشدين بن سعد وزبان، وكلاهما ضعيف، وفيهما توثيق =
15611 -
حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ. قَالَ: وحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ غَيْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَبَّانَ، عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " مَنْ قَرَأَ أَلْفَ آيَةٍ فِي سَبِيلِ
= لين.
وله شاهد لا يُفرح به من حديث أبي هريرة، وقد اختلف في رفعه وإرساله فرواه الطبراني في "الأوسط"(283) عن أحمد بن رشدين، قال: حدثنا هانئ بن المتوكل الإسكندراني، قال: حدثنا خالد بن حميد المهري، عن زهرة بن معبد، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"من قرأ {قل هو الله أحد} عشر مرات بني له قصر في الجنة، ومن قرأها عشرين مرة بني له قصران، ومن قرأها ثلاثين مرة بني له ثلاثة".
قلنا: شيخ الطبراني أحمد بن رشدين، قال ابن عدي: كذبوه، وهانئ بن المتوكل، قال ابن حبان: كان تدخل عليه المناكير، وكثرت، فلا يجوز الاحتجاج به بحال. وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن زهرة بن معبد متصل الإسناد إلا خالد بن حميد، تفرد به هانئ بن المتوكل.
وقد روي مرسلاً عن سعيد بن المسيب، أخرجه الدارمي 2/ 459 عن عبد الله بن يزيد، حدثنا حيوة، قال: أخبرني أبو عقيل وهو زهرة بن معبد أنه سمع سعيد بن المسيب يقول: إن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: "من قرأ: {قل هو الله أحد} عشر مرات بني له بها قصر في الجنة، ومن قرأ عشرين مرة بني له بها قصران في الجنة، ومن قرأها ثلاثين مرة بني له بها ثلاثة قصور في الجنة" فقال عمر بن الخطاب: والله يا رسول الله إذن لنكثرن قصورنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"الله أوسع من ذلك" وهذا إسناد صحيح إلى سعيد.
قال السندي: قوله: إذاً نستكثر، أي: نطلب من الله تعالى الأجر الكثير بأن نقرأ العشرات مراراً.
قوله: "الله أكثر"، أي: أجره أكثر مما تستحقونه بأعمالكم، أو من كل كثير، وأطيب من كل طيب، فاستكثروا منه.
اللهِ تبارك وتعالى، كُتِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ، وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى " (1).
(1) إسناده ضعيف كسابقه.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (399) من طريق أسد بن موسى، عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو يعلى (1489)، وابن عدي في "الكامل" 3/ 1012 من طريق مُحْرز بن عون، والطبراني في "الكبير" 20/ (400) من طريق محمد بن أبي السري، كلاهما عن رشدين، به.
وأخرجه الحاكم 2/ 87 - 88، والبيهقي في "السنن" 9/ 172 من طريق يحيى بن أيوب، عن زبان، به، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي!
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (401) عن يحيى بن عثمان بن صالح: وهو السهمي، عن سعيد بن أبي مريم، عن نافع بن يزيد: وهو الكلاعي، عن يحيى بن أبي أَسِيْد، عن سهل بن معاذ، به، وهذا إسناد ضعيف كذلك. يحيى ابن عثمان بن صالح، قال ابن أبي حاتم: تكلَّموا فيه، وقال ابن يونس: حدث بما لم يكن يوجد عند غيره، وقال مسلمة بن قاسم: كان صاحب وراقة، يحدث من غير كتبه، فطعن فيه لأجل ذلك، وانفرد الذهبي في "الميزان" بقوله: هو صدوق إن شاء الله. وبقية رجاله ثقات غير يحيى بن أبي أَسِيْد: وهو المِصْري، فقد ترجم له البخاري في "التاريخ الكبير" 8/ 261، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 9/ 129، وروى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات" 9/ 251، فهو حسن الحديث.
وأورده الهيثمي في موضعين في "مجمع الزوائد" 2/ 269 و 7/ 162، وقال في الموضع الأول: رواه أبو يعلى والطبراني في "الكبير"، وفيه ابن لهيعة، عن زَبَّان، وفيهما كلام. وقال في الموضع الثاني: رواه أحمد، وفيه زبان بن فائد، وهو ضعيف.
قال السندي: قوله: "كتب يوم القيامة"، أي: كتب أن يكون يوم القيامة، =
15612 -
حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا زَبَّانُ. وَحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ غَيْلَانَ، حَدَّثَنَا رِشْدِينُ، عَنْ زَبَّانَ، عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" مَنْ حَرَسَ مِنْ وَرَاءِ الْمُسْلِمِينَ فِي سَبِيلِ اللهِ تبارك وتعالى مُتَطَوِّعًا لَا يَأْخُذُهُ سُلْطَانٌ، لَمْ يَرَ النَّارَ بِعَيْنَيْهِ إِلَّا تَحِلَّةَ الْقَسَمِ، فَإِنَّ اللهَ تبارك وتعالى يَقُولُ: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} [سورة مريم: 71] (1) ".
= أو جعل يوم القيامة، عبر عن الجعل بالكتابة، لكونها أثرها، وإلا فالكتابة إنما هي إذا عمل لا يوم القيامة.
(1)
إسناده ضعيف كسابقه.
وأخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص 296، والطبراني في "الكبير" 20/ (402) من طريقين، عن ابن لهيعة، به.
وأخرجه أبو يعلى (1490)، وابن عدي في "الكامل" 3/ 1012 من طريق محرز بن عون، وابن عبد الحكم ص 296، والطبراني في "الكبير" 20/ (403) من طريق محمد بن أبي السري، كلاهما عن رشدين، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/ 287، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني، وفي أحد إسنادي أحمد ابن لهيعة، وهو أحسن حالاً من رشدين.
قال السندي: قوله: "من وراء": بكسر الميم حرف جر، أي: حرس المسلمين من ورائهم، أي: حرس كلَّهم.
قوله: "لا يأخذه سلطان"، أي: لم يكن مما أخذه السلطان للحراسة بأجرة، فالجملة بيان للتطوع.
قوله: "لم ير النار": كناية عن عدم دخولها، أو الرؤية بمعنى الذوق، وإلا فمن دخلها وهو أعمى لا يراها أيضاً، لكن المعنى الثاني يرده قوله بعينيه.
قوله: "فإن الله
…
إلخ" تعليل الاستثناء.
15613 -
حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ. قَالَ: وَحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ غَيْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا رِشْدِينُ [حَدَّثَنَا زَبَّانَ](1)، عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ الذِّكْرَ فِي سَبِيلِ اللهِ تَعَالَى يُضَعَّفُ فَوْقَ النَّفَقَةِ بِسَبْعِ مِئَةِ ضِعْفٍ " قَالَ يَحْيَى فِي حَدِيثِهِ: " بِسَبْعِ مِئَةِ أَلْفِ ضِعْفٍ "(2).
15614 -
حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا زَبَّانُ، عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّ رَجُلًا سَأَلَهُ فَقَالَ: أَيُّ الْجِهَادِ أَعْظَمُ أَجْرًا؟ قَالَ: " أَكْثَرُهُمْ لِلَّهِ تبارك وتعالى ذِكْرًا " قَالَ: فَأَيُّ الصَّائِمِينَ أَعْظَمُ أَجْرًا؟ قَالَ: " أَكْثَرُهُمْ لِلَّهِ تبارك وتعالى ذِكْرًا " ثُمَّ ذَكَرَ لَنَا الصَّلَاةَ، وَالزَّكَاةَ، وَالْحَجَّ، وَالصَّدَقَةَ كُلُّ ذَلِكَ رَسُولُ اللهِ
(1) قوله: حدثنا زبان، ساقط من النسخ الخطية و (م)، وقد أُشير إليه في "أطراف المسند" 5/ 285 إلى أنه إسناد الحديث (15610).
(2)
إسناده ضعيف كسابقه.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (405) من طريقين عن ابن لهيعة، به.
وأخرجه أبو داود (2498)، والحاكم 2/ 78، والبيهقي في "السنن" 9/ 172 من طريقين عن زبان بن فائد، به، بلفظ:"أن الصلاة والصيام والذكر تضاعف على النفقة في سبيل الله بسبع مئة ضعف" وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي!
وسيأتي نحوه برقم (15647).
قال السندي: قوله: "إن الذكر في سبيل الله"، أي: وهو بسبيل الله، أي: في الجهاد، ويحتمل أن المراد فيه الإخلاص.
قوله: "يضعف": من التضعيف أو الإضعاف، أي: يزاد أجره.
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " أَكْثَرُهُمْ لِلَّهِ تبارك وتعالى ذِكْرًا " فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ لِعُمَرَ: يَا أَبَا حَفْصٍ، ذَهَبَ الذَّاكِرُونَ بِكُلِّ خَيْرٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَجَلْ "(1).
15615 -
حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا زَبَّانُ، عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" حَقٌّ (2) عَلَى مَنْ قَامَ عَلَى مَجْلِسٍ أَنْ يُسَلِّمَ عَلَيْهِمْ، وَحَقٌّ عَلَى مَنْ قَامَ مِنْ مَجْلِسٍ أَنْ يُسَلِّمَ " فَقَامَ رَجُلٌ وَرَسُولُ اللهِ يَتَكَلَّمُ، فَلَمْ يُسَلِّمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ
(1) إسناده ضعيف كسابقه.
وأخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص 298، والطبراني في "الكبير" 20/ (407) من طريقين، عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/ 74، وقال: رواه أحمد والطبراني، وفيه زبان بن فائد، وهو ضعيف، وقد وثق، وكذلك ابن لهيعة، وبقية رجال أحمد ثقات.
قال السندي: قوله: "أكثرهم لله تعالى ذكراً"، أي: جهاد أكثرهم، أي: أكثر المجاهدين ذكراً، أي: من أكثر ذكر الله تعالى في جهاده، فجهاده أكثر أجراً، وهكذا الصوم وغيره، والله تعالى أعلم.
(2)
في (ظ 12) و (ص) و (ق): حقاً -بالنصب- وهي كذلك في النسخ التي اعتمد عليها السندي، وقال: هكذا بالنصب في النسخ، أي: حق حقاً.
بمعنى ثبت ثبوتاً في الدِّين، وهو أعمُّ من الوجوب. وحق: ظاهره الرفع على أنه خبر لقوله أن يسلِّم، ويحتمل النصب لما عرف من مسامحة أهل الحديث في الخطِّ، وهو أوفق بما سبق.
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا أَسْرَعَ مَا نَسِيَ "(1).
15616 -
حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا زَبَّانُ، عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" مَنْ بَنَى بُنْيَانًا مِنْ غَيْرِ ظُلْمٍ وَلَا اعْتِدَاءٍ، أَوْ غَرَسَ غَرْسًا فِي غَيْرِ ظُلْمٍ وَلَا اعْتِدَاءٍ، كَانَ لَهُ أَجْرٌ جَارٍ مَا انْتُفِعَ بِهِ مِنْ خَلْقِ اللهِ تبارك وتعالى "(2).
(1) إسناده ضعيف كسابقه.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (408) من طريق أسد بن موسى، عن ابن لهيعة، به.
وأخرجه كذلك 20/ (409) من طريق رشدين، عن زبان، به.
وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/ 35، وقال: رواه أحمد والطبراني، وقيه ابن لهيعة وزَبَّان بن فائد، وقد ضُعِّفا، وحُسِّن حديثهما.
(2)
إسناده ضعيف كسابقه.
وأخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص 298، والطبراني في "الكبير" 20/ (410) من طريقين، عن ابن لهيعة، به.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(957)، والطبراني في "الكبير" 20/ (411) من طريق يحيى بن أيوب، عن زبَّان، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/ 70، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير"، وفيه زبان بن فائد، ضعَّفه أحمد وغيره، ووثقه أبو حاتم.
قال السندي: قوله: "بنياناً"، أي: لله تعالى كالرِّباط ونحوه، أو ولو بيتاً لنفسه وأهله.
قوله: "ما انتفع": على بناء الفاعل.
قوله: "من خلق الله"، أي: أحد منهم، أو من زائدة، ويحتمل أن تكون موصولة.
قلنا: وقد ذُكر الفاعل وهو "أحد" عند كل من خرج هذا الحديث.
15617 -
حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ زَبَّانَ، عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" مَنْ أَعْطَى لِلَّهِ تَعَالَى، وَمَنَعَ لِلَّهِ تَعَالَى، وَأَحَبَّ لِلَّهِ تَعَالَى، وَأَبْغَضَ لِلَّهِ تَعَالَى، وَأَنْكَحَ لِلَّهِ تَعَالَى، فَقَدِ اسْتَكْمَلَ إِيمَانَهُ "(1).
15618 -
حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَبَّانُ، عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" أَفْضَلُ الْفَضَائِلِ أَنْ تَصِلَ مَنْ قَطَعَكَ، وَتُعْطِيَ مَنْ مَنَعَكَ، وَتَصْفَحَ عَمَّنْ شَتَمَكَ "(2).
(1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (412) من طريق أسد بن موسى، عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد. وليس فيه:"وأنكح لله".
وسيأتي برقم (15638) بإسناد حسن.
وله شاهد من حديث أبي أمامة عند أبي داود (4681) دون قوله: "وأنكح لله"، وإسناده حسن كذلك.
قال السندي: قوله: "من أعطى لله .. إلخ"، أي: من انقطع إلى الله تعالى عن غيره حتى صار يأتي بهذه الأفعال التي غالباً يحمل الطبع عليها لله فهو كامل الإيمان.
(2)
إسناده ضعيف كسابقه.
وأخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص 295 - 296، والطبراني في "الكبير" 20/ (413) من طريقين، عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 48، والطبراني في "الكبير" 20/ (414) من طريق رشدين، عن زَبَّان، به. =
15619 -
حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا زَبَّانُ، عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" مَنْ كَظَمَ غَيْظَهُ وَهُوَ يَقْدِرُ عَلَى أَنْ يَنْتَصِرَ، دَعَاهُ اللهُ تبارك وتعالى عَلَى رُؤُوسِ الْخَلَائِقِ حَتَّى يُخَيِّرَهُ فِي حُورِ الْعِينِ أَيَّتَهُنَّ شَاءَ، وَمَنْ تَرَكَ أَنْ يَلْبَسَ صَالِحَ الثِّيَابِ، وَهُوَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ، تَوَاضُعًا لِلَّهِ تبارك وتعالى، دَعَاهُ اللهُ تبارك وتعالى عَلَى رُؤُوسِ الْخَلَائِقِ حَتَّى يُخَيِّرَهُ اللهُ تَعَالَى فِي حُلَلِ الْإِيمَانِ أَيَّتَهُنَّ شَاءَ "(1).
= وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/ 189، وقال: رواه أحمد والطبراني، وفيه زبان بن فائد، وهو ضعيف.
قال السندي: قوله: "تصفح"، أي: تعرض.
(1)
حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (415)، وأبو نعيم في "الحلية" 8/ 48 من طريق أسد بن موسى، عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني 20/ (416) من طريق رشدين، والحاكم مختصراً 1/ 61، والبيهقي في "الشعب"(6149) من طريق يحيى بن أيوب، كلاهما عن زَبَّان، به.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 8/ 48 من طريق خير بن نُعيم، عن سهل بن معاذ، به.
وأخرجه بنحوه الطبراني في "الأوسط"(9252)، وفي "الصغير"(1112)، ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" 8/ 47 من طريق كثير بن عُبيد الحَذَّاء، عن بقية بن الوليد، قال: حدثنا إبراهيم بن أدهم، عن محمد بن عجلان، عن فروة ابن مجاهد، عن سهل بن معاذ، به. وفيه زيادة:"ومن أنكح عبداً وضع الله على رأسه تاج الملك يوم القيامة" وهذا إسناد ضعيف، بقية مدلس تدليس =
15620 -
حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا زَبَّانُ، عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: " إِذَا سَمِعْتُمُ الْمُنَادِيَ
= تسوية، ولم يصرح بالسماع في جميع طبقات الإسناد، وقد اختلف عنه كذلك.
فأخرجه أبو نعيم 8/ 47 من طريق محمد بن عمرو بن حَنَان الكلبي، عن بقية بن الوليد، عن إبراهيم بن أدهم أنه سمع رجلاً يحدث عن محمد بن عجلان، عن فروة بن مجاهد، عن سهل بن معاذ، به. فزاد رجلاً مبهماً بين إبراهيم بن أدهم ومحمد بن عجلان.
وبهذه الزيادة أورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/ 276، وقال: رواه الطبراني في "الصغير" و"الأوسط"، وفيه بقية مدلس.
وقوله: "من كظم غيظه .. إلخ"، سيرد (15637) بإسناد حسن.
وقوله: "من ترك أن يلبس صالح الثياب" .. إلخ، سيرد (15631) بإسنادٍ حسن.
قال السندي: قوله: "من كظم غيظه"، أي: حبس نفسه عن إجراء مقتضاه.
قوله: "وهو يقدر .. إلخ"، أي: وهو قادر على أن يأتي بمقتضاه، وفيه أنه إنما يحمد القادر على إجراء مقتضاه، وغيره يكظم جبراً، لكن إن ترك الانتقام لميل طبعه إلى المسامحة والتحمل حتى لو قدر لترك أيضاً -لا لعدم القدرة- فهو ممن يرجى له ذلك.
قوله: "صالح الثياب"، أي: جميلها التي تعد زينة.
قوله: "تواضعاً" متعلق بالترك.
قوله: "في حُلَلِ الإيمان"، أي: حلل أهله.
يُثَوِّبُ بِالصَّلَاةِ، فَقُولُوا كَمَا يَقُولُ " (1).
15621 -
حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ زَبَّانَ، عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ:" الضَّاحِكُ فِي الصَّلَاةِ، وَالْمُلْتَفِتُ، وَالْمُفَقِّعُ أَصَابِعَهُ بِمَنْزِلَةٍ وَاحِدَةٍ "(2).
(1) إسناده ضعيف كسابقه.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (436)، وابن عدي في "الكامل" 3/ 1011 من طريق رشدين بن سعد، عن زبَّان، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/ 331، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير"، وفيه ابن لهيعة، وفيه ضعف.
وله شاهد لا يُفرح به من حديث أبي أمامة عند أبي داود (528)، وفى إسناده محمد بن ثابت العبدي، وشهر بن حوشب، وهما ضعيفان، ورجل مجهول.
قلنا: وقد سلف برقم (6568) من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص إجابة المؤذن لا المقيم، وذلك في قوله صلى الله عليه وسلم:"إذا سمعتم مؤذناً فقولوا مثل ما يقول"، وإسناده صحيح، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: "يثوب"، أي: يقيم، أي: ينبغي إجابة الإقامة كما ينبغي إجابة الأذان.
(2)
إسناده ضعيف كسابقه.
وأخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص 296، والطبراني في "الكبير" 20/ (419)، والدارقطني في "السنن" 1/ 175 من طرق عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن عبد الحكم ص 296، والطبراني في "الكبير" 20/ (420) من طريق رشدين بن سعد، والبيهقي في "السنن" 2/ 289 من طريق الليث بن سعد، كلاهما عن زبَّان، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/ 79، وقال: رواه أحمد والطبراني =
15622 -
حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا زَبَّانُ، حَدَّثَنَا سَهْلٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ أَمَرَ أَصْحَابَهُ بِالْغَزْوِ، وَأَنَّ رَجُلًا تَخَلَّفَ، وَقَالَ لِأَهْلِهِ: أَتَخَلَّفُ حَتَّى أُصَلِّيَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الظُّهْرَ، ثُمَّ أُسَلِّمَ عَلَيْهِ، وَأُوَدِّعَهُ، فَيَدْعُوَ لِي بِدَعْوَةٍ تَكُونُ شَافِعَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ. فَلَمَّا صَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَقْبَلَ الرَّجُلُ مُسَلِّمًا عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَتَدْرِي بِكَمْ سَبَقَكَ أَصْحَابُكَ؟ " قَالَ: نَعَمْ، سَبَقُونِي بِغَدْوَتِهِمْ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ سَبَقُوكَ بِأَبْعَدِ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقَيْنِ وَالْمَغْرِبَيْنِ فِي الْفَضِيلَةِ "(1).
15623 -
حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا زَبَّانُ، عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذٍ
= في "الكبير"، وفيه ابن لهيعة، وفيه كلام، عن زبان بن فائد، وهو ضعيف.
قال السندي: قوله: "المفقع"، بتقديم الفاء على القاف، أي: مصوتهما.
قوله: "بمنزلة واحدة"، أي: كله اشتغال عن الصلاة، والله تعالى أعلم.
(1)
إسناده ضعيف كسابقه.
وأخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص 298، والطبراني في "الكبير" 20/ (423) من طريقين، عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد.
وأخرجه كذلك 20/ (424) من طريق رشدين بن سعد، عن زبَّان، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/ 284، وقال: رواه أحمد، وفيه زبان بن فائد، وثقه أبو حاتم، وضعَّفه جماعة، وبقية رجاله ثقات.
وقد سلف نحوه من حديث ابن عباس برقم (1966)، وإسناده ضعيف.
عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" مَنْ قَعَدَ فِي مُصَلَّاهُ حِينَ يُصَلِّي الصُّبْحَ حَتَّى يُسَبِّحَ الضُّحَى لَا يَقُولُ إِلَّا خَيْرًا؛ غُفِرَتْ لَهُ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ أَكْثَرَ مِنْ زَبَدِ الْبَحْرِ "(1).
15624 -
حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا زَبَّانُ بْنُ فَائِدٍ، عَنْ سَهْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" أَلَا أُخْبِرُكُمْ لِمَ سَمَّى اللهُ تبارك وتعالى إِبْرَاهِيمَ خَلِيلَهُ الَّذِي وَفَّى، لِأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ كُلَّمَا أَصْبَحَ وَأَمْسَى: {فَسُبْحَانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ} حَتَّى يَخْتِمَ الْآيَةَ "(2)[سورة الروم: 17].
(1) إسناده ضعيف كسابقه.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (442) من طريق عبد الله بن يوسف، عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص 296، وأبو داود (1287)، والبيهقي في "السنن" 3/ 49 من طريق يحيى ابن أيوب، والطبراني في "الكبير" 20/ (442) من طريق رشدين بن سعد، كلاهما عن زَبَّان بن فائد، به.
قال السندي: قوله: "في مصلاه": ظاهره المحل الذي صلى فيه من المسجد أو البيت، ويحتمل أن المراد به المسجد أو البيت كله.
قوله: "خطاياه": خصوصاً بالصغائر.
(2)
إسناده ضعيف كسابقه.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (427) من طريق أسد بن موسى، عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبري في "التفسير"(1938) و 27/ 73، وفي "التاريخ" 1/ 286، والطبراني 20/ (428)، وابن عدي في "الكامل" 3/ 1011 من طريق رشدين =
15625 -
حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا زَبَّانُ، عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ إِذَا تَعَزَّ (1):" {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ} إِلَى آخِرِ السُّورَةِ [الإسراء: 111] "(2).
= ابن سعد، عن زبان، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/ 117، وقال: رواه الطبراني، وفيه ضعفاء، وثقوا.
قلنا: فاته أن ينسبه إلى أحمد.
(1)
في (ظ 12) و (ص): تعرَّ، وفي (ق): قعد. وفي (س) ليست واضحة، وفي (م): نفر، وفي نسخة السندي: تعز، وقال: هكذا في النسخ، فلعل أصله: تعزَّى بمعنى دعا أو تصبَّر، وحَذْفُ حرف العِلَّة للتخفيف وارد، ومنه قوله تعالى:{والليل إذا يَسْرِ} [سورة الفجر: 4].
أو هو بالياء التحتية من عَزَّ إذا غلب، ومنه قوله:{وَعَزَّني في الخطاب} [سورة ص: 23].
وقيل: ولعل أصله تعزز، أي: طلب العِزَّة، أي: القوة من الله تعالى، فقد جاء أن هذه الآية آية العِزّ. قلنا: ستأتي هذه الرواية برقم (15634).
أو لعل أصله تعارَّ، أي: استيقظ من نومه في الليل، والله تعالى أعلم. قلنا: وقد أثبتنا ما اتفقت عليه نسخ السندي.
(2)
إسناده ضعيف كسابقه.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (429)، وفي "الدعاء"(1732) من طريق أسد بن موسى، عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/ 52 و 10/ 96، وقال في الموضع الأول: رواه أحمد من طريقين: في إحداهما رشدين بن سعد، وفي الأخرى ابن لهيعة، وهو أصلح منه، وكذلك الطبراني.=
15626 -
حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا زَبَّانُ، عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" مَنْ قَرَأَ أَوَّلَ سُورَةِ الْكَهْفِ وَآخِرَهَا، كَانَتْ لَهُ نُورًا مِنْ قَدَمِهِ إِلَى رَأْسِهِ، وَمَنْ قَرَأَهَا كُلَّهَا، كَانَتْ لَهُ نُورًا مَا بَيْنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ (1) "(2).
15627 -
حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا زَبَّانُ، حَدَّثَنَا (3) سَهْلٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" الْجَفَاءُ كُلُّ الْجَفَاءِ، وَالْكُفْرُ وَالنِّفَاقُ مَنْ سَمِعَ مُنَادِيَ اللهِ يُنَادِي بِالصَّلَاةِ يَدْعُو إِلَى الْفَلَاحِ وَلَا يُجِيبُهُ "(4).
= قلنا: رواية رشدين سترد برقم (15634).
(1)
في (ظ 12) و (ص) وهي نسخة في هامش (س): ما بين الأرض إلى السماء.
(2)
إسناد ضعيف كسابقه.
وأخرجه البغوي في "شرح السنة"(1205) من طريق أبي الأسود، عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (443) من طريق رشدين بن سعد، عن زبَّان، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/ 52، وقال: رواه أحمد والطبراني، وفي إسناده أحمد بن لهيعة، وهو ضعيف، وقد يُحسَّن حديثه.
(3)
في (ظ 12) و (ص)، وهامش (س): عن.
(4)
إسناده ضعيف كسابقه.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"20/ (394) من طريق أسد بن موسى، عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد.=
15628 -
حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا زَبَّانُ، عَنْ سَهْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" لَا تَزَالُ الْأُمَّةُ عَلَى الشَّرِيعَةِ مَا لَمْ يَظْهَرْ فِيهَا ثَلَاثٌ، مَا لَمْ يُقْبَضِ الْعِلْمُ مِنْهُمْ، وَيَكْثُرْ فِيهِمْ وَلَدُ الْحِنْثِ (1)، وَيَظْهَرْ فِيهِمُ الصَّقَّارُونَ " قَالَ: وَمَا الصَّقَّارُونَ أَوِ الصَّقْلَاوُونَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " نَشَْءٌ (2) يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ تَحِيَّتُهُمْ بَيْنَهُمُ التَّلَاعُنُ "(3).
= وأخرجه كذلك 20/ (395) من طريق رشدين بن سعد، عن زبان، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/ 42، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير"، وفيه زبان بن فائد، ضعفه ابن معين، ووثقه أبو حاتم.
قال السندي: قوله: "مَنْ سمع"، أي: فعل من سمع، وفيه التشديد في ترك الحضور ما لا يخفى.
(1)
في (ظ 12) و (ص): الخنث، وهو تصحيف.
(2)
في الأصول الخطية و (م): بشر، وهو تصحيف، والمثبت من "فتوح مصر" و"معجم الطبراني" و"مجمع الزوائد". قال في "النهاية": والنشء يروى بفتح الشين، جمع ناشئ كخادم وخدم يريد جماعة أحداثاً، قال أبو موسى: والمحفوظ بسكون الشين كأنه تسمية بالمصدر.
(3)
إسناده ضعيف كسابقه.
وأخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص 297 عن النضر بن عبد الجبار، عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (439)، وابن عدي في "الكامل" 3/ 1011 من طريق رشدين بن سعد، والحاكم 4/ 444 من طريق يحيى بن أيوب، كلاهما عن زبَّان، به، وصححه الحاكم على شرطهما، وتعقبه الذهبي بقوله: منكر، وزبان لم يخرجا له.
قلنا: وكذلك لم يخرجا لسهل بن معاذ. =
15629 -
حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا زَبَّانُ، عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ مَرَّ عَلَى قَوْمٍ وَهُمْ وُقُوفٌ عَلَى دَوَابَّ لَهُمْ وَرَوَاحِلَ، فَقَالَ لَهُمْ:" ارْكَبُوهَا سَالِمَةً وَدَعُوهَا سَالِمَةً، وَلَا تَتَّخِذُوهَا كَرَاسِيَّ لِأَحَادِيثِكُمْ فِي الطُّرُقِ وَالْأَسْوَاقِ، فَرُبَّ مَرْكُوبَةٍ خَيْرٌ مِنْ رَاكِبِهَا، وَأَكْثَرُ ذِكْرًا لِلَّهِ تبارك وتعالى مِنْهُ "(1).
= قال السندي: قوله: "ويكثر فيهم": بالجزم، أي: ولم يكثر فيهم.
قوله: "ولد الحنث": بكسر حاء مهملة، وسكون نون، أي: ولد الزنى، وأصل الحنث الذنب، ويروى بخاء معجمة وموحدة.
قوله: "الصقارون"، ضبط بتشديد القاف، والصقلاوون بسكونها، والحديث ذكره في "النهاية" في السين والصاد جميعاً، فقال في السين: السقار والصقار: اللَّعان لمن لا يستحق اللعن سُمِّي بذَلك لأنه يضرب الناس بلسانه، من الصَّقْر، وهو ضَرْبُك الصخرة بالصَّاقور، وهو المِعْول. وقد جاء ذكر السقارين في حديث آخر، وجاء تفسيره في الحديث أنهم الكذابون. وقيل: سموا به لخبث ما يتكلمون به. وقال في الصاد: ورواه مالك، وفسره بالنَّمَّام، ويجوز أن يكون أراد به ذا الكِبْر، لأنه يميل بخدِّه.
قوله: "بشر"، بفتحتين قال السندي: هكذا في نسخ "المسند"، وفي "النهاية" ذكره بلفظ نَشْء، وذكره في النون مع الشين والهمزة في حديث آخر: نَشَأ: يُرْوى بفتح الشين جمع ناشئ كخَدَم وخادم، يريد جماعة أحداثاً. قال أبو موسى: المحفوظ سكون الشين كأنه تسمية بالمصدر. قلنا: وهو الصواب كما سلف.
قوله: "تحيتهم": كلامهم، موضع التحية، وهو أول ما يبدؤون به عند الملاقاة.
(1)
حديث حسن إلى قوله: ولا تتخذوها كراسي، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.
وأخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص 296 من طريق الليث بن =
15630 -
حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ (1)، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو مَرْحُومٍ عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ الْجُهَنِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ نَهَى عَنِ الْحُِبْوَةِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ (2).
= سعد، والطبراني في "الكبير" 20/ (432) من طريق رشدين، كلاهما عن زَبَّان، بهذا الإسناد. ورواية الأول مختصرة إلى قوله: ولا تتخذوها كراسي.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/ 107، وقال: رواه أحمد والطبراني، وأحد أسانيد أحمد رجاله رجال الصحيح غير سهل بن معاذ بن أنس، وثقه ابن حبان، وفيه ضعف.
قلنا: رواية أحمد التي يشير الهيثمي إليها بأن رجال إسنادها رجال الصحيح هي بلفظ: "اركبوا هذه الدواب سالمة وايتدعوها سالمة ولا تتخذوها كراسيَّ". وإسنادها حسن، وستأتي برقم (15639).
وسيأتي برقم (15650)، وسيكرر برقم (15646) سنداً ومتناً، وانظر (15640) و (15641).
قال السندي: قوله: "ولا تتخذوها كراسيَّ" بتشديد الياء، جمع كرسي، أي: مواضع الجلوس.
قوله: "فرب مركوبة"، أي: بهيمة مركوبة.
قوله: "خير": لعدم المعصية.
قوله: "منه"، أي: من الراكب.
(1)
في النسخ الخطية و (م): حدثنا يزيد، بين عبد الله بن يزيد، وسعيد بن أبي أيوب، وهي زيادة مقحمة من الناسخ، وضبِّبَ عليها في (س)، ولم ترد في "أطراف المسند" 5/ 288.
(2)
إسناده حسن من أجل أبي مرحوم عبد الرحيم بن ميمون: وهو المعافري، وسهل بن معاذ، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه، =
15631 -
حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو مَرْحُومٍ عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ الْجُهَنِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ تَرَكَ اللِّبَاسَ وَهُوَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ تَوَاضُعًا لِلَّهِ تبارك وتعالى، دَعَاهُ اللهُ تبارك وتعالى يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رُؤُوسِ الْخَلَائِقِ حَتَّى يُخَيِّرَهُ فِي حُلَلِ الْإِيمَانِ أَيَّهَا شَاءَ "(1).
15632 -
حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو
= فقد أخرج له البخاري في "الأدب المفرد"، وأصحاب السنن ما عدا النَّسائي.
وأخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص 297، وأبو داود (1110)، والترمذي (514)، وأبو يعلى (1492) و (1496)، وابن خزيمة (1815)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2905)، والطبراني في "الكبير" 20/ (384)، والحاكم 1/ 289، والبيهقي في "السنن" 3/ 235 من طريق عبد الله بن يزيد المقرئ، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
وأخرجه ابن عبد الحكم ص 297، والطبراني في "الكبير" 20/ (385) من طريق زبان بن فائد، عن سهل، به.
قال السندي: قوله: "عن الحُِبوة"، بكسر الحاء وضمها: اسم من الاحتباء، قيل: نهى عنه لانه يجلب النوم، ويعرض طهارته للانتقاض.
(1)
إسناده حسن كسابقه.
وأخرجه الترمذي (2481) والحارث بن أبي أسامة (567)(زوائد)، وأبو يعلى (1484) و (1499)، والحاكم 4/ 183 - 184، وأبو نعيم في "الحلية" 8/ 47 - 48، والبيهقي في "الشعب"(6148)، وفي "الآداب"(595) من طريق أبي عبد الرحمن المقرئ، بهذا الإسناد، وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
وقد سلف مطولاً برقم (15619).
مَرْحُومٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ الْجُهَنِيِّ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ أَكَلَ طَعَامًا، ثُمَّ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَنِي هَذَا، وَرَزَقَنِيهِ مِنْ غَيْرِ حَوْلٍ مِنِّي وَلَا قُوَّةٍ، غَفَرَ اللهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ "(1).
15633 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ غَيْلَانَ، حَدَّثَنَا رِشْدِينُ، عَنْ زَبَّانَ، عَنْ سَهْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّ امْرَأَةً أَتَتْهُ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ،
(1) إسناده حسن كسابقه.
وأخرجه الترمذي (3458)، والطبراني في "الدعاء"(900)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(468) من طريق أبي عبد الرحمن المقرئ، بهذا الإسناد، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.
وأخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص 297 عن محمد بن يحيى، والبخاري في "تاريخه الكبير" 7/ 361 عن إسحاق -وهو ابن راهويه-، وأبو يعلى (1488) عن أبي الربيع الزهراني، و (1498) عن أحمد بن إبراهيم الدورقي، والطبراني في "الكبير" 20/ (389) عن بشر بن موسى، والحاكم 1/ 507 من طريق عبد الصمد بن الفضل البلخي -ومن طريقه البيهقي في "الشعب"(6285)، وفي "الآداب"(639) - ستتهم عن أبي عبد الرحمن. المقرئ، وزادوا:"ومن لبس ثوباً، فقال: الحمد لله الذي كساني هذا ورزقنيه من غير حولٍ مني ولا قوة غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه".
وخالفهم نصير بن الفرج، فتفرد عنهم بزيادة لفظة:"وما تأخر" وهي زيادة منكرة، وقد أخرجه عنه أبو داود (4023)، ومن طريقه البيهقي في "الشعب"(6285) عن أبي عبد الرحمن المقرئ، به.
وأخرجه الحاكم 4/ 192 - 193 من طريق أبي عبد الرحمن المقرئ، عن يحيى بن أيوب، عن أبي مرحوم، به. وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، وتعقبه الذهبي بقوله: أبو مرحوم ضعيف، وهو عبد الرحيم بن ميمون.
انْطَلَقَ زَوْجِي غَازِيًا، وَكُنْتُ أَقْتَدِي بِصَلَاتِهِ إِذَا صَلَّى، وَبِفِعْلِهِ كُلِّهِ، فَأَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُبْلِغُنِي عَمَلَهُ حَتَّى يَرْجِعَ. فَقَالَ لَهَا:" أَتَسْتَطِيعِينَ أَنْ تَقُومِي وَلَا تَقْعُدِي، وَتَصُومِي وَلَا تُفْطِرِي، وَتَذْكُرِي اللهَ تبارك وتعالى وَلَا تَفْتُرِي، حَتَّى يَرْجِعَ؟ " قَالَتْ: مَا أُطِيقُ هَذَا يَا رَسُولَ اللهِ. فَقَالَ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ طُوِّقْتِيهِ مَا بَلَغْتِ الْعُشْرَ مِنْ عَمَلِهِ حَتَّى يَرْجِعَ "(1).
15634 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ غَيْلَانَ، حَدَّثَنَا رِشْدِينُ، عَنْ زَبَّانَ، عَنْ سَهْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" آيَةُ الْعِزِّ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا} الْآيَةَ كُلَّهَا "[الإسراء: 111] " (2).
(1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، سلف الكلام على رجاله في إسناد الحديث رقم (15610).
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (441) من طريق محمد بن أبي السري، عن رشدين، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (440)، والحاكم 2/ 73 من طريق عبد الله بن وهب، عن سعيد بن أبي أيوب، عن خير بن نعيم، عن سهل، به. وهذا إسناد حسن، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/ 274، وقال: رواه أحمد والطبراني، وفيه رشدين بن سعد، وثقه أحمد، وضعَّفه جماعة.
قلنا: لم يشر الهيثمي إلى طريق عبد الله بن وهب عند الطبرانى وهو كما ترى أنظف إسناداً.
(2)
إسناده ضعيف كسابقه.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (430) من طريق أبى كريب، عن رشدين بن سعد، بهذا الإسناد. =
15635 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ غَيْلَانَ، حَدَّثَنَا رِشْدِينُ، عَنْ زَبَّانَ، عَنْ سَهْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ النَّاسُ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ "(1).
15636 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا رِشْدِينُ، عَنْ زَبَّانَ، عَنْ سَهْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" إِنَّ لِلَّهِ تبارك وتعالى عِبَادًا لَا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ " قِيلَ لَهُ: مَنْ أُولَئِكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " مُتَبَرٍّ مِنْ وَالِدَيْهِ رَاغِبٌ عَنْهُمَا، وَمُتَبَرٍّ مِنْ وَلَدِهِ، وَرَجُلٌ أَنْعَمَ عَلَيْهِ قَوْمٌ، فَكَفَرَ نِعْمَتَهُمْ، وَتَبَرَّأَ
= وقد سلف نحوه برقم (15625).
(1)
حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (444) من طريق محمد بن أبي السري، عن رشدين، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/ 54، بلفظ:"أن السالم .. "، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير"، وفي إسناده ابن لهيعة عن زبان، وكلاهما ضعيف، وقد وثق زبان أبو حاتم، ورواه زبان أيضاً، فقال: "إن المسلم
…
" بدل السالم، وليس فيه ابن لهيعة.
قلنا: ستأتي رواية ابن لهيعة برقم (15644).
ويشهد له حديث عبد الله بن عمرو بن العاص السالف برقم (6515)، ولفظه:"المسلم من سَلِم المسلمون من لسانه ويده". وذكرنا هناك أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: "المسلم من سلم
…
إلخ"، أي: شأن المسلم أن لا يتعرَّض لأحدٍ ظلماً، لا باللسان ولا باليد، وخُصَّا لأَنَّ التعرُّض غالباً يكون بهما، وإلا فالمطلوب ترك التعرض بكل وجه.
مِنْهُمْ " (1).
15637 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، حَدَّثَنَا أَبُو مَرْحُومٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ كَظَمَ غَيْظًا وَهُوَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنْفِذَهُ، دَعَاهُ اللهُ تبارك وتعالى عَلَى رُؤُوسِ الْخَلَائِقِ حَتَّى يُخَيِّرَهُ مِنْ أَيِّ الْحُورِ شَاءَ "(2).
(1) إسناده ضعيف كسابقه.
وأخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص 297 من طريق ابن لهيعة، والطبراني في "الكبير" 20/ (437) من طريق يحيى بن أيوب، كلاهما عن زَبَّان ابن فائد، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/ 15، وقال: رواه أحمد والطبراني، وزاد: ولهم عذاب أليم، وفيه زبان بن فائد، ضعفه أحمد وابن معين، وقال أبو حاتم: صالح.
قلنا: الزيادة التي ذكرها الهيثمي ليست في مطبوع الطبراني.
قال السندي: قوله: "لا يكلمهم الله": كناية عن شدة الغضب.
قوله: "ولا يزكيهم"، أي: لا يطهرهم من دنس المعاصي، أو لا يثني عليهم.
قوله: "ولا ينظر إليهم"، أي: نظر رحمة، وإلا فلا أحد يغيب عن نظره.
قوله: "متبر": اسم فاعل من التبري.
(2)
إسناده حسن، وقد سلف الكلام عليه في الرواية رقم (15630).
وأخرجه الترمذي (2021) و (2493)، وأبو يعلى (497)، وأبو نعيم في "الحلية" 8/ 47 - 48 من طريق عبد الله بن يزيد أبي عبد الرحمن المقرئ، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (4777)، وابن ماجه (4186)، والبيهقي في "السنن" 8/ 161، وفي "الشعب"(8303) من طريق ابن وهب، عن سعيد بن أبي =
15638 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ بِحِفْظِهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ أَبُو يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو مَرْحُومٍ عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذٍ الْجُهَنِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ أَعْطَى لِلَّهِ تَعَالَى، وَمَنَعَ لِلَّهِ، وَأَحَبَّ لِلَّهِ، وَأَبْغَضَ لِلَّهِ، وَأَنْكَحَ لِلَّهِ، فَقَدِ اسْتَكْمَلَ إِيمَانَهُ "(1).
15639 -
حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، أَخْبَرَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنِ ابْنِ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِيهِ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ ذَكَرَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " ارْكَبُوا هَذِهِ الدَّوَابَّ سَالِمَةً، وَايْتَدِعُوهَا (2) سَالِمَةً،
= أيوب، به.
وقد سلف مطولاً برقم (15619).
(1)
إسناده حسن كسابقه.
وأخرجه الترمذي (2521)، وأبو يعلى (1485) و (1500)، والحاكم 2/ 164، والبيهقي في "الشعب"(15) من طريق عبد الله بن يزيد المقرئ، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. قلنا: أبو مرحوم عبد الرحيم بن ميمون وسهل بن معاذ، لم يخرج لهما الشيخان.
وقد سلف برقم (15617).
(2)
في النسخ الخطية و (م)، عدا (ق): وابتدعوها، وهي كذلك في نسخة السندي: وقال: والظاهر: دعوها. قلنا: وهي كذلك في (ق). وكله تصحيف: والصواب: ايْتَدِعوها، قال ابن الأثير في "النهاية"، أي: اتركوها، ورفِّهوا عنها إذا لم تحتاجوا إلى ركوبها، وهو افتعل من وَدُع -بالضم- وداعة ودَعَةً، أي: سكن وتَرَفَّه، وايتدع فهو مُتَّدِع، أي: صاحب دَعَةٍ، أو من ودع، إذا ترك، يقال: اتَّدَع وايْتَدَعَ، على القلب والإدغام والإظهار.
وَلَا تَتَّخِذُوهَا كَرَاسِيَّ " (1).
15640 -
حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي زَبَّانُ بْنُ فَائِدٍ، عَنِ ابْنِ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِثْلَ ذَلِكَ (2).
15641 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنِ ابْنِ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِيهِ، وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " ارْكَبُوا هَذِهِ الدَّوَابَّ سَالِمَةً وَايْتَدِعُوهَا (3) سَالِمَةً، وَلَا تَتَّخِذُوهَا
(1) إسناده حسن، ابن معاذ: هو سهل، لا بأس به، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن صحابي الحديث وابنه سهل إنما روى لهما البخاري في "الأدب المفرد"، وأصحاب السنن ما عدا النسائي. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور.
وأخرجه الدارمي 2/ 286، وابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص 296، وابن خزيمة (2544)، وابن حبان (5619)، والطبراني في "الكبير" 20/ (431)، والحاكم 1/ 444 و 2/ 100، والبيهقي في "السنن" 5/ 255 من طرق عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(40) من طريق عبد الله بن وهب، عن الليث، عن سهل بن معاذ، به.
ولفظه: "اركبوا هذه الدواب سالمة أو ايتدعوها سالمة، ولا تتخذوها كراسيَّ".
وقد سلف نحوه برقم (15629).
(2)
حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، لضعف زَبَّان بن فائد، وقد توبع.
وانظر ما قبله.
(3)
انظر التعليق (2) في الصفحة السابقة.
كَرَاسِيَّ " (1).
15642 -
حَدَّثَنَا حَسَنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا زَبَّانُ، عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" مَنْ كَانَ صَائِمًا، وَعَادَ مَرِيضًا، وَشَهِدَ جَنَازَةً، غُفِرَ لَهُ مِنْ بَأْسٍ (2) إِلَّا أَنْ يُحْدِثَ مِنْ بَعْدُ "(3).
15643 -
حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا (4) زَبَّانُ، عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: " لَأَنْ أُشَيِّعَ مُجَاهِدًا فِي
(1) إسناده حسن، وهو مكرر (15639) إلا أن شيخ أحمد هنا هو أبو الوليد الطيالسي، وهو: هشام بن عبد الملك.
(2)
لفظ: من بأس، هكذا جاء في جميع النسخ و (م)، وضبب فوقه في (س) و (ظ 12)، وكذلك جاء في نسخة السندي، وقال: من بأس: أي ذنب. ولم يرد في "مجمع الزوائد"، ولا في مصدري التخريج.
(3)
إسناده ضعيف، وقد سلف الكلام على رجاله بالرواية رقم (15609).
وأخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص 296، والبغوي في "شرح السنة"(1648) من طريق أبي الأسود النضر بن عبد الجبار، عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/ 163، وقال: رواه أحمد، وفيه زبان بن فائد، وثقه أبو حاتم، وضعَّفه غيره.
قال السندي: قوله: "يحدث": من الإحداث، والمراد: إتيان ما لا يليق، أو إحداث البدع، أو الارتداد، نعوذ بالله منها.
(4)
في (ظ 12) و (ص)، وهامش (س): عن.
سَبِيلِ اللهِ، فَأَكْتَفَهُ عَلَى رَاحِلَةٍ غَدْوَةً أَوْ رَوْحَةً أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا " (1).
15644 -
حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا زَبَّانُ، عَنْ سَهْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" إِنَّ السَّالِمَ مَنْ سَلِمَ النَّاسُ مِنْ يَدِهِ وَلِسَانِهِ "(2).
15645 -
حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا زَبَّانُ، عَنْ سَهْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ قَالَ سُبْحَانَ اللهِ الْعَظِيمِ، نَبَتَ لَهُ غَرْسٌ فِي الْجَنَّةِ، وَمَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ فَأَكْمَلَهُ وَعَمِلَ
(1) إسناده ضعيف كسابقه.
وأخرجه ابن ماجه (2824) من طريق أبي الأسود، والطبراني في "الكبير" 20/ (421) من طريق أسد بن موسى، كلاهما عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني أيضاً 20/ (422) من طريق رشدين بن سعد، والحاكم 2/ 98، والبيهقي في "السنن" 9/ 173 من طريق يحيى بن أيوب، كلاهما عن زبان بن فائد، به. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي!
قال السندي. قوله: "فأكتفه": لعله من الكف بمعنى المنع، أي: أحرسه، فإن فيه منعاً له من العدو، ووقع في بعض نسخ ابن ماجه: فأكففه، فلعله بمعناه أيضاً، وفي بعض النسخ: فأكْفِهِ من الكفاية. بحذف الياء تخفيفاً، كما في قوله تعالى:{والليل إذا يسر} [سورة الفجر: 4]، وبالجملة ففيه ترغيب للناس في خدمة المجاهدين ومعونتهم، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه.
قلنا: الصواب: فأَكْنُفُه، بالنون كما في رواية البيهقي، يقال: كَنَفَه يكْنُفُه: إذا حفظه وأعانه، ويقوي هذا التفسير رواية الطبراني، ولفظها: فأَعينه.
(2)
إسناده ضعيف كسابقه، وقد سلف نحوه برقم (15635).
بِمَا فِيهِ، أَلْبَسَ وَالِدَيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تَاجًا هُوَ أَحْسَنُ مِنْ ضَوْءِ الشَّمْسِ فِي بُيُوتٍ مِنْ بُيُوتِ الدُّنْيَا لَوْ كَانَتْ فِيهِ، فَمَا ظَنُّكُمْ بِالَّذِي عَمِلَ بِهِ " (1).
(1) حديث حسن لغيره دون قوله: "ومن قرأ القرآن فأكمله
…
" وهذا إسناد ضعيف كسابقه.
وأخرجه مختصراً أبو داود (1453) من طريق يحيى بن أيوب، والطبراني في "الكبير" 20/ (445) من طريق رشدين بن سعد، كلاهما عن زبان بن فائد، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/ 161 - 162، وقال: روى أبو داود بعضه، ورواه أحمد، وفيه زبان بن فائد، وهو ضعيف.
وأورد كذلك قوله: "من قال سبحان الله نبت له غرس في الجنة" 10/ 95، وقال: رواه أحمد، وإسناده حسن!
قلنا: ولهذا الطرف شاهد من حديث جابر عند ابن أبي شيبة 10/ 290، والترمذي (3464) و (3465)، وقال: حسن غريب. والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(827)، وابن حبان (826)، والحاكم 1/ 501، 512، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي!
قلنا: في إسناده أبو الزبير، وقد عنعن.
وآخر من حديث أبي هريرة عند ابن ماجه (3807)، والحاكم 1/ 512، وصححه ووافقه الذهبي. قلنا: في إسناده عيسى بن سنان الحنفي، وهو مختلف فيه، حسن الحديث.
وثالث من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص عند ابن أبي شيبة 1/ 2960، والبزار (3079)(زوائد)، وفي إسناد ابن أبي شيبة انقطاع بين عمرو بن شعيب وعبد الله بن عمرو، وعند البزار متصل، وكلاهما من طريق يونس بن الحارث، وهو مختلف فيه، حسن الحديث.
وبمجموع هذه الطرق يتقوى الحديث. =
15646 -
حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا زَبَّانُ، عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ مَرَّ عَلَى قَوْمٍ وَهُمْ وُقُوفٌ عَلَى دَوَابَّ لَهُمْ وَرَوَاحِلَ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" ارْكَبُوهَا سَالِمَةً وَدَعُوهَا سَالِمَةً، وَلَا تَتَّخِذُوهَا كَرَاسِيَّ لِأَحَادِيثِكُمْ فِي الطُّرُقِ وَالْأَسْوَاقِ، فَرُبَّ مَرْكُوبَةٍ خَيْرٌ مِنْ رَاكِبِهَا، هِيَ أَكْثَرُ ذِكْرًا لِلَّهِ تَعَالَى مِنْهُ "(1).
15647 -
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ خَيْرِ بْنِ نُعَيْمٍ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ الْجُهَنِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَفْضُلُ الذِّكْرُ عَلَى النَّفَقَةِ فِي سَبِيلِ اللهِ تبارك وتعالى بِسَبْعِ مِئَةِ أَلْفِ ضِعْفٍ "(2).
= قال السندي: قوله: "ألبس": على بناء الفاعل، أي: ذلك الشخص أو عمله، والإسناد مجازي.
قلنا: وفي (س) ضبب على والديه، وفي "غاية المقصد"، أُلْبِسَ والداه، على بناء المفعول، ورفع "والداه".
(1)
حديث حسن إلى قوله: "ولا تتخذوها كراسيَّ"، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرر (15629) سنداً ومتناً.
(2)
إسناده ضعيف، ابن لهيعة -وإن سمع منه إسحاق بن عيسى وهو ابن الطباع قبل احتراق كتبه- إلا أن هذا الحديث مما تفرد به سهل بن معاذ، وهو ممن لا يحتمل تفرده، وقد اختلف عنه فيه.
فرواه عنه زبان بلفظين، فمن رواية ابن لهيعة عنه:"بسبع مئة ضعف"، وفي رواية رشدين عنه:"بسبع مئة ألف ضعف"، وقد سلفت برقم (15613)، ورواه عنه يحيى بن أيوب وسعيد بن أبي أيوب كما عند أبي داود (2498)، والحاكم 2/ 78 بلفظ: "إن الصلاة والصيام والذكر تضاعف على النفقة في =
15648 -
حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَسِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْخَثْعَمِيِّ، عَنْ فَرْوَةَ بْنِ مُجَاهِدٍ اللَّخْمِيِّ، عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذٍ الْجُهَنِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: نَزَلْنَا عَلَى حِصْنِ سِنَانٍ بِأَرْضِ الرُّومِ مَعَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، فَضَيَّقَ النَّاسُ الْمَنَازِلَ، وَقَطَعُوا الطَّرِيقَ، فَقَالَ مُعَاذٌ: أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّا غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم غَزْوَةَ كَذَا وَكَذَا، فَضَيَّقَ النَّاسُ الطَّرِيقَ، فَبَعَثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مُنَادِيًا فَنَادَى:" مَنْ ضَيَّقَ مَنْزِلًا، أَوْ قَطَعَ طَرِيقًا، فَلَا جِهَادَ لَهُ "(1).
= سبيل الله بسبع مئة ضعف".
ورواه عنه خير بن نعيم الحضرمي -كما في هذه الرواية-: "بسبع مئة ألف ضعف"، ورواه عنه ابن لهيعة، واختلف عنه، فقد رواه يحيى بن بكير، عن ابن لهيعة، به بلفظ:"الذكر يفضل على النفقة في سبيل الله مئة ضعف"، وقد أخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (404).
(1)
إسناده حسن من أجل سهل بن معاذ، وبقية رجاله ثقات. وإسماعيل ابن عياض ثقة في روايته عن أهل بلده، وهذا منها.
وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه"(2468)، وأبو داود (2629)، وأبو يعلى (1483)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(45)، والطبراني في "الكبير" 20/ (434)، والبيهقي في "السنن" 9/ 152 من طرق عن إسماعيل بن عياض، بهذا الإسناد. وقد سقط من مطبوع الطبراني اسم فروة بن مجاهد.
وأخرجه أبو داود (2630)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(44)، والطبراني في "الكبير" 20 / (435)، والبيهقي في "السنن" 9/ 152 من طريق الأوزاعي، عن أسيد بن عبد الرحمن، به.
وأخرجه البيهقي 9/ 152 من طريق الأوزاعي، عن أسيد، عن رجل من جُهينة، عن أبيه، مرفوعاً.
15649 -
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَجَّاجِ وَيَعْمَرُ بْنُ بِشْرٍ - قَالَ أَحْمَدُ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ (1)، وَقَالَ يَعْمَرُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ - قَالَ: أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سُلَيْمَانَ أَنَّ إِسْمَاعِيلَ بْنَ يَحْيَى الْمَعَافِرِيَّ أَخْبَرَهُ، عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ الْجُهَنِيِّ، عَنْ أَبِيهِ (2)، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ حَمَى مُؤْمِنًا مِنْ مُنَافِقٍ يَعِيبُهُ (3) بَعَثَ اللهُ تبارك وتعالى مَلَكًا يَحْمِي لَحْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ، وَمَنْ بَغَى مُؤْمِنًا بِشَيْءٍ يُرِيدُ بِهِ شَيْنَهُ، حَبَسَهُ اللهُ تَعَالَى عَلَى جِسْرِ جَهَنَّمَ حَتَّى يَخْرُجَ مِمَّا قَالَ "(4).
(1) في هامش (س): هو ابن المبارك.
(2)
عبارة: عن أبيه، ساقطة من (س) و (م).
(3)
ضبطت في (ظ 12): يُعيبه، وفي هامشها: كذا بخط ابن بكير مضبوط يُعيبه. قلنا: فتكون على ذلك يُعَيِّبه من عيَّبه وتعيَّبه: نسبه إلى العيب، وجعله ذا عَيْب. وقال السندي: يعيبه: من العيب.
(4)
إسناده ضعيف، إسماعيل بن يحيى المعافري، روى عنه عبد الله بن سليمان: وهو الطويل المصري، ويحيى بن أيوب: وهو الغافقي المصري، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقال الذهبي في "الميزان": فيه جهالة، وذكر هذا الحديث من غرائبه، ويحيى بن أيوب، مختلف فيه، حسن الحديث، إلا أن له غرائب ومناكير يتجنبها أصحاب الصحاح، وينقون حديثه، فيما ذكر الذهبي في "السير"، وعبد الله بن سليمان، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وبقية رجاله ثقات. أحمد بن الحجاج: هو البكري المروزي، ويعمر بن بشر: هو الخراساني، وعبد الله: هو ابن المبارك.
وهو عند ابن المبارك في "الزهد"(686)، ومن طريقه أخرجه أبو داود (4883)، والطبراني في "الكبير" 20/ (433)، وأبو نعيم في "الحلية" 8/ 188، والبيهقي في "الشعب"(7631)، والبغوي في "شرح السنة"(3527)، بهذا =
15650 -
حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنِ ابْنِ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا تَتَّخِذُوا الدَّوَابَّ كَرَاسِيَّ، فَرُبَّ مَرْكُوبَةٍ عَلَيْهَا هِيَ أَكْثَرُ ذِكْرًا لِلَّهِ تَعَالَى مِنْ رَاكِبِهَا "(1).
= الإسناد.
وأخرجه مختصراً البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 377 من طريق ابن المبارك، عن يحيى بن أيوب، عن إسماعيل بن يحيى المعافري، به. ولم يذكر في الإسناد عبد الله بن سليمان الطويل.
قال السندي: قوله: "من بغى"، أي: طلب.
قوله: "حتى يخرج مما قال"، أي: من عهدته أو ذنبه، والله تعالى أعلم.
(1)
حديث حسن دون قوله: "فرب مركوبة عليها هي أكثر ذكراً لله تعالى من راكبها"، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة، وهو عبد الله وقد توبع على الحديث دون هذا الحرف، كما سلف تخريجه عند الحديث رقم (15639).
حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
15651 -
حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو وَأَبُو سَعِيدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا السَّائِبُ بْنُ حُبَيْشٍ الكَلَاعِيُّ، عَنْ أَبِي الشَّمَّاخِ الْأَزْدِيِّ، عَنِ ابْنِ عَمٍّ لَهُ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَتَى مُعَاوِيَةَ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ، فَقَالَ (1): سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ وَلِيَ أَمْرًا مِنْ أَمْرِ النَّاسِ، ثُمَّ أَغْلَقَ بَابَهُ دُونَ الْمِسْكِينِ وَالْمَظْلُومِ أَوْ ذِي الْحَاجَةِ، أَغْلَقَ اللهُ تبارك وتعالى دُونَهُ أَبْوَابَ رَحْمَتِهِ عِنْدَ حَاجَتِهِ وَفَقْرِهِ أَفْقَرُ مَا يَكُونُ إِلَيْهَا "(2).
(1) في (ص) و (ظ 12): وقال.
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، أبو الشَّمَّاخ الأزدي، قال الحسيني: مجهول، وقال الحافظ في "التعجيل": لم يذكره الحاكم أبو أحمد ولا ابن أبي حاتم. قلنا: ولا ذكره الدولابي في "الكنى"، والسائب بن حُبَيش الكَلاعي، روى عنه اثنان، ووثقه العجلي، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الدارقطني: صالح الحديث من أهل الشام. وسُئل عنه الإمام أحمد -كما في "العلل"(4445) - هو ثقة؟ قال: لا أدري. وقال الذهبي في "الكاشف": صدوق. وبقية رجاله ثقات. معاوية بن عَمرو: هو ابن المهلَّب الأزدي، وأبو سعيد: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عُبيد مولى بني هاشم البصري، وزائدة: هو ابن قدامة الثقفي.
وأخرجه أبو يعلى (7378)، والبيهقي في "الشعب"(7384) من طريقين عن زائدة، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/ 210، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى، وأبو الشماخ لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. قلنا: قد تصحف أبو =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= الشماخ فيه وفي مطبوع "الشعب" إلى أبي السماح، بمهملتين.
وأخرجه بنحوه مع تسمية صحابيِّه أبو داود (2948)، والترمذي (1333) ولم يسق لفظه، وابن سعد 7/ 437، والحاكم 4/ 93 - 94، والبيهقي في "السنن" 10/ 101 - 102 من طرف عن يزيد بن أبي مريم، عن القاسم بن مخيمرة، أن أبا مريم الأزدي أخبره قال: دخلت على معاوية قال: ما أنعمنا بك أبا فلان -وهي كلمة تقولها العرب- فقلت: حديثاً سمعتُه أُخبرك به، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"من ولَّاه الله عز وجل شيئاً من أمر المسلمين فاحتجب دون حاجتهم وخَلَّتهم وفقرهم، احتجب الله عنه دون حاجته وخلته وفقره". قال: فجعل رجلاً على حوائج الناس. وإسناده صحيح.
وذكر الترمذي أن أبا مريم هذا اسمه عمرو بن مرة الجهني، وسماه كذلك البخاري في "التاريخ الكبير" 6/ 308، والبغوي فيما نقله عنه الحافظ في "الإصابة" في ترجمة أبي مريم الأزدي، فقال الحافظ بعد أن أورد حديث عمرو بن مرة الجهني بإسناده عند الترمذي: وفيه نظر (يعني في جعلهما واحداً) فإن سند الحديثين مختلف، وكذا سياق المتن، وقد جزم غير واحد بأنه غيره.
قلنا: وممن جزم بأنه غيره الحاكم، فقد جعل حديث عمرو بن مرة الجهني شاهداً لحديث أبي مريم الأزدي في "المستدرك" 4/ 94، وفرق بينهما كذلك الذهبي في "تجريد أسماء الصحابة".
وحديث عمرو بن مرة الجهني أورده الإمام أحمد في "مسنده" 4/ 231، وصنيعه في إيراد حديثيهما في مسندين مستقلين يظهر أن الراجح عنده أنهما اثنان، لأنه قال في الأول: حديث رجل من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يصرح باسمه، وقال في الثاني: حديث عمرو بن مرة الجهني، فليس من قبيل تكرار المسانيد.
ويكون إذن شاهداً لحديثنا، غير أن في إسناده أبا الحسن الجزري، قال الذهبي في "الميزان": تفرد عنه علي بن الحكم البناني، يعني فهو مجهول، =
حَدِيثُ رَجُلٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
15652 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاتِهِ، فَلَا يَرْفَعْ بَصَرَهُ إِلَى السَّمَاءِ أَنْ يُلْتَمَعَ بَصَرُهُ "(1).
= وكذلك قال الحافظ في "التقريب".
وله شاهد آخر بنحوه من حديث معاذ بن جبل، سيرد عند أحمد 5/ 238 - 239، وفي إسناده شريك النخعي.
قال السندي: قوله: "دون المسكين" إلخ، أي: منع أرباب الحوائج أن يدخلوا عليه ويعرضوا حوائجهم لديه. "أغلق الله تبارك وتعالى"، أي: عامله بمثل فعله يوم القيامة، وقيل: لا يستجيب دعاءه إذا سأل.
(1)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير علي بن إسحاق -وهو السُّلمي أبو الحسن المَرْوَزي- فقد روى له الترمذي، وهو ثقة. عبد الله: هو ابن المبارك، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي، وابن شهاب: هو محمد بن مسلم الزهري، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود: هو أبو عبد الله المدني الأعمى، أحد الفقهاء السبعة بالمدينة.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 3/ 7 عن سويد بن نصر، عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(3257) عن معمر، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، مرسلاً.
وأخرجه عبد الرزاق أيضاً (3258) عن ابن جريج قال: أخبرني عبيد الله بن =
حَدِيثُ عُبَادَةَ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ عَنْ أَبِيهِ
15653 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَيَّارٍ وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَاضِي، أَنَّهُمَا سَمِعَا عُبَادَةَ بْنَ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، أَمَّا سَيَّارٌ، فَقَالَ: عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَأَمَّا يَحْيَى فَقَالَ: عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: بَايَعْنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي عُسْرِنَا وَيُسْرِنَا، وَمَنْشَطِنَا وَمَكْرَهِنَا، وَالْأَثَرَةِ عَلَيْنَا، وَأَنْ لَا نُنَازِعَ الْأَمْرَ أَهْلَهُ، وَنَقُومَ بِالْحَقِّ حَيْثُ كَانَ، وَلَا نَخَافَ فِي اللهِ لَوْمَةَ
= عبد الله، أن رجلاً حدثه عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(5436)، و"الأوسط"(321) من طريق ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن الزهري، عن عُبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن أبي سعيد، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إذا كان أحدكم يصلي فلا يرفع بصره إلى السماء، لا يُلْتَمع" فسمى الصحابي أبا سعيد، غير أن في الإسناد ابن لهيعة.
قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن الزهري، عن عبيد الله، عن أبي سعيد إلا يزيد بن أبي حبيب، تفرد به ابن لهيعة.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 2/ 82، وقال: رواه الطبراني في "الأوسط" و"الكبير"، وفيه ابن لهيعة، وفيه ضعف.
وسيأتي 5/ 295 (الطبعة الميمنية).
وفي الباب: عن أبي هريرة، سلف برقم (8408)، وذكرنا بقية أحاديث الباب هناك.
قال السندي: قوله: "أن يُلتَمَع بصرُه" على بناء المفعول، أي: خشية أن يُختلس ويُختطف بسرعة، أو لئلا يُختلس.
لَائِمٍ (1).
(1) إسناده من طريق يحيى بن سعيد صحيح على شرط الشيخين. شعبة: هو ابن الحجاج، وسيار: هو أبو الحكم العَنَزي، ويحيى بن سعيد القاضي: هو الأنصاري.
وقولُ سيار في روايته عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت: عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم. ذكر ابنُ عبد البر في "التمهيد" 23/ 272 أن من رواه هكذا ولم يذكر عبادة بن الصامت زعم أن البيعة المذكورة في هذا الحديث ليست بيعة العقبة، وأن الوليد بن عبادة له صحبة، وأنه ممكنٌ أن يُشاهد هذه البيعة، لأنها كانت على الحرب، وذلك بالمدينة. ثم قال: وهذا عندي غلط، والصحيح فيه إن شاء الله: يحيى بن سعيد، عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت، عن أبيه، عن جده. وقال فيه أيضاً 23/ 276: فهذا شُعبة قد جَوَّده، ففرَّقَ بين رواية سيار وروايةِ يحيى بن سعيد، فدلَّ ذلك على صحة من جَعَلَ حديث يحيى بن سعيد عن عبادة بن الوليد بن عبادة، عن أبيه، عن جده.
قلنا: قد تأوّل الحافظُ ابنُ حجر قولَه عن أبيه في "الإصابة"، فقال: لعل المراد بقوله: عن أبيه، جَدَّه، وجزم بذلك في "أطراف المسند" 2/ 650، فقال: عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت، عن جده، وسمعه من أبيه، عن جده. أخذه من رواية المسند الآتية 5/ 295 من طريق سفيان بن عيينة، عن يحيى، عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت، قال سفيان: سمعه من جده، ثم قال الإمام أحمد: وقال سفيان مرة: عن جده عبادة. وقال الحافظ -مؤيداً أن المُراد بأبيه هنا جدُّه-: لم يذكر سيار جَدَّه، فصار ظاهرُه أنه من مسند الوليد بن عبادة، وهو وهم. قلنا: ذلك لأن حديث هذه البيعة إنما هو من مسند عبادة بن الصامت جزماً، وولده الوليد إنما ولد في آخر عهد النبي صلى الله عليه وسلم -فيما قاله ابنُ سعد- فلم يكن وقتَ البيعة موجوداً أصلاً، لكن هل سمع عبادةُ بن الوليد من جَدِّه عبادة بن الصامت؟. قد ورد التصريح بسماعه في الرواية الآتية 5/ 295 (ميمنية) على تردد، حيث قال الإمام أحمد: وقال سفيان مرة: عن جده، يعني لم يُثبت سماعه منه، ولا أثبته البخاري في "التاريخ =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= الكبير" 6/ 94، والخطب في هذا هين، فقد جاء الإسناد متصلاً قطعاً من طريق يحيى ابن سعيد، عن عبادة بن الوليد، عن أبيه، عن جده. وإن صح سماع عبادة من جده يكون هذا الثاني من المزيد في متصل الأسانيد.
وانظر "فتح الباري" 1/ 66 - 67.
والحديث أخرجه النسائي في "المجتبى" 7/ 139، وفي "الكبرى"(8690)، وابن عبد البر في "التمهيد" 23/ 275 - 276 من طريق محمد بن جعفر، بالإسنادين معاً.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(1032) من طريق عتّاب، عن شعبة، عن سيَّار، عن عبادة بن الوليد، عن أبيه، عن جده، به.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/ 445 - 446، ومن طريقه البخاري (7199) و (7200)، والنسائي في "المجتبى" 7/ 138، وفي "الكبرى"(8692)، والبيهقي 8/ 145، والبغوي في "شرح السنة"(2456)، وأخرجه ابن أبي شيبة 15/ 57، ومسلم 3/ 1470 (1709)(41)، والنسائي في "المجتبى" 7/ 139، وابن ماجه (2866)، وابن أبي عاصم (1029)، والبيهقي 8/ 145 من طريق عبد الله بن إدريس، وأخرجه النسائي 7/ 138، وفي "الكبرى"(8688) عن عيسى بن حماد، عن الليث، ثلاثتهم عن يحيى بن سعيد، بالإسناد الثاني، وعندهم جميعاً: حيث كنا أو حيثما كنا بدل حيث كان.
وأخرجه ابن أبي شيبة 15/ 57، ومسلم 3/ 1470 (1709)(41)، وابن ماجه (2866)، وابن أبي عاصم (1029) و (1030)، والبيهقي 8/ 145 من طرق عن عبادة بن الوليد، عن أبيه، عن جده.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/ 137 - 138، وفي "الكبرى"(8689) عن قتيبة بن سعيد، عن الليث، عن يحيى بن سعيد، عن عبادة بن الوليد، عن عبادة بن الصامت (دون واسطة أبيه الوليد).
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(8693) عن قتيبة بن سعيد، عن مالك، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= عن يحيى بن سعيد، عن عبادة بن الوليد قال: أخبرني أبي قال: بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
وأخرجه البخاري (7055 - 7056) من طريق جنادة بن أبي أمية قال: دخلنا على عبادة بن الصامت وهو مريض، قلنا: أصلحك الله، حدِّث بحديث ينفعك الله به سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم، قال: دعانا النبي صلى الله عليه وسلم فبايعناه، فقال فيما أخذ علينا أن بايعنا على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا وأثرةٍ علينا وأن لا ننازع الأمر أهله، إلا أن تروا كفراً بَواحاً عندكم من الله فيه برهان.
وسيأتي 5/ 314 و 316 و 318 و 319 و 321.
قال السندي: قوله: "على السمع والطاعة" صلةُ بايعنا، بتضمين معنى العهد، أي: على أن نسمع كلامك ونطيعك في مرامِك، وكذا من يقوم مقامك من الخلفاء من بعدك.
"ومنشطنا ومكرهنا" مَفْعَل، بفتح ميم وعين، من النشاط والكراهة، وهما مصدران، أي: في حالة النشاط والكراهة، أي: حالة انشراح صدورنا وطيب قلوبنا وما يضاد ذلك، أو اسما زمان، والمعنى واضح، أو اسما مكان، أي: فيما فيه نشاطهم وكراهتهم، كذا قيل، ولا يخفى أن ما ذكره من المعنى على تقدير كونهما اسمي مكان بعيد.
"والأثرة علينا" بفتحتين أو بضم فسكون، أي: على تفضيل غيرنا علينا، والمراد: أي على الصبر إن فُضِّل أحدٌ علينا، فالمطلوب الصبر عند الأثرة، لا نفس الأثرة.
"الأمر"، أي: أمر الإمارة، أو كل أمر.
"أهله" الضمير للأمر، أي: إذا وكل الأمر إلى من هو أهله، فليس لنا أن نجره إلى غيره، سواء أكان أهلاً أم لا.
"بالحق"، أي: بإظهاره وتبليغه.
"ولا نخاف"، أي: لا نترك قول الحقّ لخوف ملازمتهم عليه، وأما الخوف =
15654 -
[قَالَ عَبْدُ اللهِ]: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: وَقَالَ شُعْبَةُ: سَيَّارٌ لَمْ يَذْكُرْ هَذَا الْحَرْفَ " وَحَيْثُ مَا كَانَ "، وَذَكَرَهُ يَحْيَى. قَالَ شُعْبَةُ: إِنْ كُنْتُ ذَكَرْتُ فِيهِ شَيْئًا، فَهُوَ عَنْ سَيَّارٍ أَوْ عَنْ يَحْيَى (1).
= من غير أن يؤديَ إلى ترك، فليس بمنهيٍّ عنه، بل ولا في قدرة الإنسان الاحتراز عنه.
(1)
ذكرنا في التعليق السابق أن غير شعبة ممن رواه عن يحيى بن سعيد قال: حيث كنا، أو حيثما كنا.
حَدِيثُ التَّنُوخِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
15655 -
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ (1)، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي رَاشِدٍ، قَالَ: لَقِيتُ التَّنُوخِيَّ رَسُولَ هِرَقْلَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِحِمْصَ، وَكَانَ جَارًا لِي شَيْخًا كَبِيرًا قَدْ بَلَغَ الْفَنَدَ أَوْ قَرُبَ، فَقُلْتُ: أَلَا تُخْبِرُنِي عَنْ رِسَالَةِ هِرَقْلَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَرِسَالَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى هِرَقْلَ؟ فَقَالَ: بَلَى، قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَبُوكَ، فَبَعَثَ دِحْيَةَ الْكَلْبِيَّ إِلَى هِرَقْلَ، فَلَمَّا أَنْ جَاءَهُ كِتَابُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم دَعَا قِسِّيسِي الرُّومِ وَبَطَارِقَتَهَا، ثُمَّ أَغْلَقَ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ بَابًا (2)، فَقَالَ: قَدْ نَزَلَ هَذَا الرَّجُلُ حَيْثُ رَأَيْتُمْ، وَقَدْ أَرْسَلَ إِلَيَّ يَدْعُونِي إِلَى ثَلَاثِ خِصَالٍ: يَدْعُونِي إِلَى أَنْ أَتَّبِعَهُ عَلَى دِينِهِ، أَوْ عَلَى أَنْ نُعْطِيَهُ مَالَنَا عَلَى أَرْضِنَا، وَالْأَرْضُ أَرْضُنَا، أَوْ نُلْقِيَ إِلَيْهِ الْحَرْبَ. وَاللهِ لَقَدْ عَرَفْتُمْ فِيمَا تَقْرَؤُونَ مِنَ الْكُتُبِ لَيَأْخُذَنَّ مَا تَحْتَ قَدَمَيَّ، فَهَلُمَّ نَتَّبِعْهُ عَلَى دِينِهِ، أَوْ نُعْطِيهِ مَالَنَا عَلَى أَرْضِنَا. فَنَخَرُوا نَخْرَةَ رَجُلٍ وَاحِدٍ حَتَّى خَرَجُوا مِنْ بَرَانِسِهِمْ، وَقَالُوا: تَدْعُونَا إِلَى أَنْ نَدَعَ (3) النَّصْرَانِيَّةَ، أَوْ نَكُونَ عَبِيدًا لِأَعْرَابِيٍّ جَاءَ مِنَ الْحِجَازِ!
(1) وقع في النسخ الخطية و (م): سليمان بدل سليم، وهو خطأ، صوَّبناه من "أطراف المسند" 8/ 277، وجاء على الصواب في مصادر التخريج.
(2)
في "غاية المقصد" ورقة 285: الدار.
(3)
في (ص) و (ظ 12): نذر.
فَلَمَّا ظَنَّ أَنَّهُمْ إِنْ خَرَجُوا مِنْ عِنْدِهِ، أَفْسَدُوا عَلَيْهِ الرُّومَ رَفَأَهُمْ وَلَمْ يَكَدْ، وَقَالَ: إِنَّمَا قُلْتُ ذَلِكَ لَكُمْ لِأَعْلَمَ صَلَابَتَكُمْ عَلَى أَمْرِكُمْ، ثُمَّ دَعَا رَجُلًا مِنْ عَرَبِ تُجِيبَ كَانَ عَلَى نَصَارَى الْعَرَبِ، فَقَالَ: ادْعُ لِي رَجُلًا حَافِظًا لِلْحَدِيثِ، عَرَبِيَّ اللِّسَانِ، أَبْعَثْهُ إِلَى هَذَا الرَّجُلِ بِجَوَابِ كِتَابِهِ، فَجَاءَ بِي، فَدَفَعَ إِلَيَّ هِرَقْلُ كِتَابًا، فَقَالَ: اذْهَبْ بِكِتَابِي إِلَى هَذَا الرَّجُلِ، فَمَا ضَيَّعْتُ مِنْ حَدِيثِهِ فَاحْفَظْ لِي مِنْهُ ثَلَاثَ خِصَالٍ: انْظُرْ هَلْ يَذْكُرُ صَحِيفَتَهُ الَّتِي كَتَبَ إِلَيَّ بِشَيْءٍ، وَانْظُرْ إِذَا قَرَأَ كِتَابِي فَهَلْ يَذْكُرُ اللَّيْلَ، وَانْظُرْ فِي ظَهْرِهِ هَلْ بِهِ شَيْءٌ يَرِيبُكَ؟ فَانْطَلَقْتُ بِكِتَابِهِ حَتَّى جِئْتُ تَبُوكَ، فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ أَصْحَابِهِ مُحْتَبِيًا عَلَى الْمَاءِ، فَقُلْتُ: أَيْنَ صَاحِبُكُمْ؟ قِيلَ: هَا هُوَ ذَا، فَأَقْبَلْتُ أَمْشِي حَتَّى جَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَنَاوَلْتُهُ كِتَابِي، فَوَضَعَهُ فِي حَجْرِهِ، ثُمَّ قَالَ:" مِمَّنْ أَنْتَ؟ " فَقُلْتُ: أَنَا أَحَدُ تَنُوخَ، قَالَ:" هَلْ لَكَ فِي الْإِسْلَامِ الْحَنِيفِيَّةِ مِلَّةِ أَبِيكَ إِبْرَاهِيمَ؟ " قُلْتُ: إِنِّي رَسُولُ قَوْمٍ، وَعَلَى دِينِ قَوْمٍ، لَا أَرْجِعُ عَنْهُ حَتَّى أَرْجِعَ إِلَيْهِمْ. فَضَحِكَ، وَقَالَ:{إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} [القصص: 56] يَا أَخَا تَنُوخَ، إِنِّي كَتَبْتُ بِكِتَابٍ إِلَى كِسْرَى فَمَزَّقَهُ، وَاللهُ مُمَزِّقُهُ وَمُمَزِّقُ مُلْكِهِ، وَكَتَبْتُ إِلَى النَّجَاشِيِّ بِصَحِيفَةٍ فَخَرَّقَهَا، وَاللهُ مُخْرِّقُهُ وَمُخْرِّقُ مُلْكِهِ (1)، وَكَتَبْتُ إِلَى صَاحِبِكَ
(1) من قوله: بصحيفة إلى هنا لم يرد في (ق).
بِصَحِيفَةٍ فَأَمْسَكَهَا، فَلَنْ يَزَالَ النَّاسُ يَجِدُونَ مِنْهُ بَأْسًا مَا دَامَ فِي الْعَيْشِ خَيْرٌ ". قُلْتُ: هَذِهِ إِحْدَى الثَّلَاثَةِ الَّتِي أَوْصَانِي بِهَا صَاحِبِي، وَأَخَذْتُ سَهْمًا مِنْ جَعْبَتِي، فَكَتَبْتُهَا فِي جِلْدِ سَيْفِي، ثُمَّ إِنَّهُ نَاوَلَ الصَّحِيفَةَ رَجُلًا عَنْ يَسَارِهِ. قُلْتُ: مَنْ صَاحِبُ كِتَابِكُمُ الَّذِي يُقْرَأُ لَكُمْ؟ قَالُوا: مُعَاوِيَةُ. فَإِذَا فِي كِتَابِ صَاحِبِي: تَدْعُونِي إِلَى جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ، فَأَيْنَ النَّارُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" سُبْحَانَ اللهِ أَيْنَ اللَّيْلُ إِذَا جَاءَ النَّهَارُ؟ " قَالَ: فَأَخَذْتُ سَهْمًا مِنْ جَعْبَتِي، فَكَتَبْتُهُ فِي جِلْدِ سَيْفِي، فَلَمَّا أَنْ فَرَغَ مِنْ قِرَاءَةِ كِتَابِي، قَالَ:" إِنَّ لَكَ حَقًّا، وَإِنَّكَ رَسُولٌ، فَلَوْ وُجِدَتْ عِنْدَنَا جَائِزَةٌ (1) جَوَّزْنَاكَ بِهَا، إِنَّا سَفْرٌ مُرْمِلُونَ " قَالَ: فَنَادَاهُ رَجُلٌ مِنْ طَائِفَةِ النَّاسِ، قَالَ: أَنَا أُجَوِّزُهُ، فَفَتَحَ رَحْلَهُ فَإِذَا هُوَ يَأْتِي بِحُلَّةٍ صَفُّورِيَّةٍ، فَوَضَعَهَا فِي حِجْرِي، قُلْتُ: مَنْ صَاحِبُ الْجَائِزَةِ؟ قِيلَ لِي: عُثْمَانُ.
ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَيُّكُمْ يُنْزِلُ هَذَا الرَّجُلَ؟ " فَقَالَ فَتًى مِنَ الْأَنْصَارِ: أَنَا، فَقَامَ الْأَنْصَارِيُّ، وَقُمْتُ مَعَهُ، حَتَّى إِذَا خَرَجْتُ مِنْ طَائِفَةِ الْمَجْلِسِ، نَادَانِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَالَ:" تَعَالَ يَا أَخَا تَنُوخٍ " فَأَقْبَلْتُ: أَهْوِي إِلَيْهِ، حَتَّى كُنْتُ قَائِمًا فِي مَجْلِسِي الَّذِي كُنْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَحَلَّ حَبْوَتَهُ عَنْ ظَهْرِهِ، وَقَالَ:" هَا هُنَا امْضِ لِمَا أُمِرْتَ لَهُ " فَجُلْتُ فِي ظَهْرِهِ، فَإِذَا أَنَا بِخَاتَمٍ فِي
(1) ضبطت في (ظ 12) و (ص): فلو وجدت عندنا جائزةً.
مَوْضِعِ غُضُونِ (1) الْكَتِفِ مِثْلِ الْحَجْمَةِ الضَّخْمَةِ (2).
(1) في "غاية المقصد" ورقة 285 و"مجمع الزوائد": غضروف، وسيأتي في "المسند" 4/ 74 - 75. بهذا اللفظ. وغضروف الكتف: رأس لوجه.
(2)
حديث غريب، وإسناده ضعيف، لجهالة سعيد بن أبي راشد، فلم يرو عنه غيرُ عبد الله بن عثمان بن خثيم، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وباقي رجاله عدا التنوخي رجال الصحيح، غير أن يحيى بن سُليم -وهو الطائفي القرشي- وابنَ خُثَيم فيهما كلام ينزلهما عن رتبة الصحيح. إسحاق بن عيسى: هو ابن نَجيح البغدادي ابن الطبَّاع، والتنوخي كان كافراً حين لقي النبيَّ صلى الله عليه وسلم، ويضربُ علماءُ الحديث هذا الحديث مثلاً للمرسل المتصل، وهو فيمن لقي في حال كفره رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمع منه شيئاً، ثم أسلم بعد وفاته، وحدث بما سمعه، فإنه مع كونه تابعياً محكومٌ لما سمعه بالاتصال لا الإرسال.
وأخرجه مختصراً أبو عبيد في "الأموال"(625)، وحميد بن زنجويه في "الأموال"(961) عن إسحاق بن عيسى، بهذا الإسناد.
وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 3/ 276 - 277، ومن طريقه البيهقي في "دلائل النبوة" 1/ 266 عن الحميدي، عن يحيى بن سُلَيم، به، مختصراً أيضاً.
وأورده ابن كثير في "البداية والنهاية" 5/ 15 - 16 وعزاه إلى أحمد، ثم قال: هذا حديث غريب، وإسناده لا بأس به! تفرد به الإمام أحمد.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/ 234 - 236، وقال: رواه عبد الله بن أحمد وأبو يعلى، ورجال أبي يعلى ثقات، ورجال عبد الله بن أحمد كذلك.
قلنا: رواية عبد الله بن أحمد ستأتي 4/ 74 - 75 و 75. وفات الهيثمي نسبته إلى الإمام أحمد.
قال السندي: قوله: "قد بلغ الفَنَد" بفتحتين، أي: ضعف الرأي من الكِبَر.
"فبعث دحية": ظاهره أنه بعث من تبوك، والمعروف أنه كان آخر سنة ست، بعد أن رجع من الحديبية، وغزوة تبوك كانت سنة تسع، فلعله أعاد ذلك مرة ثانية.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= "قِسِّيسي الروم" بكسر قافٍ وتشديد مهملة، جمع قِسِّيس: وهو العالم في لغة الرومٍ.
"وبَطَارقتها" بفتحتين، جمع بِطْريق، بكسر الباء، كالتلامذة جمع تِلميذ، وهم خواص الدولة.
"أن أتبعه" من تبع أو اتبع، بتشديد التاء.
"مالنا"، أي: لأُمرائنا من الخراج.
"ليأخذن"، أي: يملك الموضع الذي أنا جالس فيه.
"نتَّبِعْه" بالجزم على أنه جواب هلُمَّ، فإنه أمر معنى.
"فنخروا" كضَرَبَ أو نصر، والنَّخْرُ: مدّ الصوت في الخياشيم.
"برانسهم": ثيابهم المعلومة.
"رفَّأَهُم" بتشديد الفاء بعدها همزة، في "القاموس" رفأ الرجل: سكّنه، وقيل: قال لهم: بارك الله فيكم، والرفاء: النماء والبركة.
"ولم يكد" أي: لم يكد يرفئهم لشدة شكيمتهم.
"من عرب تُجيبٍ" ضبط بضم تاءٍ وكسر جيمٍ.
"فما ضيعتَ": "ما": شرطية، أي: أيّ شيءٍ ضيَّعت فلا تضيّع هذه الخصال الثلاث.
"الحنيفية" أي: الملة الحنيفية.
"فمزّقه" من التمزيق.
"إلى النجاشي" غير الذي أسلم وصلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم.
"خرَّقها" من التخريق.
"فلن يزال" أي: يبقى ملكه، فكان كما قال.
"جَعْبتي" بفتح الجيم المعجمة: وعاء السهام.
"تدعوني" على الخطأ مع النبي صلى الله عليه وسلم.
"فأين النار" إذا كانت الجنة تستوعب المكان كله، فأين النار.
"أين الليل" يحتمل أنه إشارة إلى أن الجنة فوق النار، كما أن النهار طلع =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= فوق الليل، فاستتر الليل به، فإذا فُرض أن الجنة تحت العرش فوق السماوات كلها، وأن سعتها سعة السماوات والأرض، وأن النار تحتها حيث شاء الله تعالى، فلا إشكال، أو إشارة إلى أنه تعالى قادر على أن يجمع الأجسام الكثيفة في مكان واحد، كما يجمع اللطيفة فيه كالأنوار والظلم، فانظر كيف يجتمع أنوار شموع متعددة في بيت واحد بلا مزاحمة بينها، مع أن نور كل واحدٍ منها يملأ البيت، فكما أن النور لا يُزاحم الهواء الذي في البيت، كذلك الأنوار لا يُزاحم بعضها بعضاً، فالقادرُ على ذلك يُمكن له أن يجمع بين الأجسام الكثيفة كما يجمع بين الأنوار والظلم ونحو ذلك، وبالجملة فهذا الحديثُ يدل على أن الليل أمر موجود يستتر عند طلوع النهار ويظهر عند غروبه، وهو الموافق لظاهر قوله تعالى:{وآيةٌ لهم الليل نَسْلَخُ منه النهارَ فإذا هم مظلمون} [يس: 37]، والله تعالى أعلم.
"مرملون": اسم فاعل من أرمل، إذا نَفِدَ زادُه، كأنه لَصِقَ بالرمل.
"صَفّورية" بفتح صادٍ وتشديد فاء، بلدٌ بالأردن.
"الذي كنت بين يديه" أي: كنت فيه بين يديه.
"حبوته" بالضم أو بالكسر.
"لِما أُمرتَ له" بالخطاب على بناء المفعول، وفيه معجزة له صلى الله عليه وسلم.
"فَجُلْتُ" بالجيم، من الجولان، كذا في أصلي، أي: نظرت، وفي بعض النسخ بالحاء المهملة.
"غُضون الكتِف" في "الصحاح": هي مكاسر الجلد.
"مثل الحجمة" لعله بتقديم الجيم، بمعنى العين، والله أعلم.
قلنا: الصواب: الحَجْمَةُ، بتقديم الحاء على الجيم كما في الأصول، وهي المرة من الحجامة، وسيأتي الحديث في "المسند" 4/ 74 - 75 بلفظ "فرأيت غضروف كتفه مثلَ المِحْجَمِ الضَّخْمِ" شبه صورة خاتم النبوة الناتئ على كتفه صلى الله عليه وسلم وعليه خيلان بصورة النتوء الضخم الذي يحصل إلصاق المحجمة -وهي القارورة- في ظهر المحجوم.
حَدِيثُ قُثَمِ بْنِ تَمَّامٍ أَوْ تَمَّامِ بْنِ قُثَمٍ عَنْ أَبِيهِ
15656 -
حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي عَلِيٍّ الصَّيْقَلِ، عَنْ قُثَمِ بْنِ تَمَّامٍ أَوْ تَمَّامِ بْنِ قُثَمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَتَيْنَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: " " مَا بَالُكُمْ تَأْتُونِي قُلْحًا لَا تَسَوَّكُونَ، لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَفَرَضْتُ عَلَيْهِمُ السِّوَاكَ كَمَا فَرَضْتُ عَلَيْهِمُ الْوُضُوءَ " (1).
(1) إسناده ضعيف، أبو علي الصَّيقل -وهو الحسن الزرَّاد- قال أبو علي ابن السكن وغيره: مجهول. نقل ذلك الذهبي في "الميزان"، والحافظ في "التعجيل" وفي "لسان الميزان" 7/ 83، وقال في "اللسان" 3/ 101 في ترجمة سليمان بن كران: لا يُعرف حاله. وقال في "اللسان" 7/ 83: ورواية الثوري عنه في "مسند الإمام أحمد"، وكأنَّ منصوراً سقط من السند، فإن الحديث مشهور عن منصور.
ثم إن إسناده مضطرب، فقد قال الحافظ في "التعجيل" 1/ 362 في ترجمة تمام بن العباس بن عبد المطلب: اختُلف في حديثه على منصور بن المعتمر عن أبي علي الحسن الزرَّاد الصَّيقل. فقال الثوري في المشهور عنه -ووافقه أكثر أصحاب منصور عنه- عن أبي علي، عن جعفر بن تمام بن العباس، عن أبيه. وشذَّ معاوية بن هشام، فقال: عن الثوري، عنه، عن أبي علي الصَّيقل، عن قُثَم بن تمام، أو تمام بن قُثم، عن أبيه. وقال عمر بن عبد الرحمن الأبار، عن منصور، عن أبي علي، عن تمام بن العباس، عن أبيه. وقال أبو حنيفة: عن منصور، عن الحسن الزرَّاد، عن تمام بن جعفر بن أبي طالب، عن أبيه. وقال شيبان بن عبد الرحمن: عن منصور، عن أبي علي، عن جعفر بن العباس، عن =
حَدِيثُ حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ
(1)
= أبيه.
وهذا اضظراب شديد، ولعل أرجحها ما رواه الأكثر عن الثوري، فإنه أحفظهم، وروايةُ معاوية بن هشام عنه بخلاف القوم شاذة، وهو موصوفٌ بسوء الحفظ، والله أعلم.
قلنا: كذا نقل الحافظُ رواية عُمر بن عبد الرحمن الأبّار، وروايته عند البزار (498)، والحاكم 1/ 146 عن منصور، عن أبي علي الصَّيقل، عن جعفر بن تمام، عن أبيه، عن جده العباس.
وثمة طريق آخر أيضاً: فقد أخرجه البيهقي في "السنن" 1/ 36 من طريق الأشجعي، عن سفيان، عن أبي علي الصَّيقل، عن ابن تمام، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال: وهو حديث مختلف في إسناده.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/ 221، وقال: رواه أحمد، وفيه أبو علي الصَّيقل، قيل فيه: إنه مجهول.
وقد سلف الحديث برقم (1835) من طريق إسماعيل بن عمر، عن سفيان، عن أبي علي الزرّاد، عن جعفر بن تمام بن عباس، عن أبيه.
قال السندي: قوله: "قُلحاً": بضم قافٍ وسكون لامٍ آخره حاء مهملة، جمع أقلح، من القَلَح بفتحتين: وهو صفرة الأسنان.
(1)
قال السندي: حسان بن ثابت، أنصاري خزرجي، ثم نجاري، شاعر رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد قال فيه صلى الله عليه وسلم:"اللهم أيده بروح القدس".
وكان جباناً، حتى إنه كان مع النساء والصبيان في بعض الأيام، فمر يهودي، فجعل يطيف بالحصن، فقالت صفية أم الزبير: لا آمن هذا اليهودي أن يدل على عوراتنا، فانزل إليه فاقتله، فقال: يغفر الله لك يا بنت عبد المطلب، لقد عرفت ما أنا بصاحب هذا، فأخذت صفية عموداً، ونزلت من الحصن حتى قتلت اليهودي، فقالت: يا حسان انزل فاسلبه، فقال: ما لي بسَلَبه من حاجة. =
15657 -
حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ. وحَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ بَهْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم زَوَّارَاتِ الْقُبُورِ (1).
= قيل: عاش في الإسلام ستين، وفي الجاهلية ستين، ومات وهو ابن عشرين ومئة.
(1)
حديث حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة حال عبد الرحمن بن بهمان، فإنهم لم يذكروا في الرواة عنه سوى عبد الله بن عثمان بن خُثَيْم القاريُّ، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقال ابن المديني: لا نعرفه، وقال الحافظ في "التقريب" مقبول. معاوية بن هشام: هو القصار، وقبيصة: هو ابن عقبة، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 345، وابن ماجه (1574)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2071)، والطبراني في "الكبير"(3591)، والبيهقي في "السنن" 4/ 78 من طريق قبيصة بن عقبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (1574)، والطبراني في "الكبير"(3591) و (3592) والحاكم 1/ 374 من طرق عن سفيان الثوري، به.
وقد سلف من حديث أبي هريرة (8449) بإسناد حسن. وسلف الكلام عليه في رواية ابن عباس السالفة برقم (2603)، فانظرها لزاماً.
وقال السندي: قوله "زوارات القبور": قد جاء النهي عن الزيارة، ثم الإذن، فتخصيص النساء إما لأن الإذن للرجال فقط، أو لأن النهي كان في حَقِّهِنَّ أشدَّ حين كان، وهذا الكلام كان حينئذٍ، والأول أقرب، وعلى الأول يمكن جعل الزوارات صفة للنفوس، وعلى التقديرين فالظاهر أن اللعن كان للإكثار في الزيارة، لأن صيغة الزَّوَّار للمبالغة، والله تعالى أعلم.
حَدِيثُ بِشْرٍ أَوْ بُسْرٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
15658 -
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ أَبُو جَعْفَرٍ، عَنْ رَافِعِ بْنِ بِشْرٍ هُوَ أَبُو بِسْرٍ السُّلَمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" يُوشِكُ أَنْ تَخْرُجَ نَارٌ مِنْ حُبْسِ سَيَلٍ، تَسِيرُ سَيْرَ (1) بَطِيئَةِ الْإِبِلِ، تَسِيرُ النَّهَارَ وَتُقِيمُ اللَّيْلَ، تَغْدُو وَتَرُوحُ، يُقَالُ: غَدَتِ النَّارُ أَيُّهَا النَّاسُ فَاغْدُوا، قَالَتِ النَّارُ أَيُّهَا النَّاسُ، فَأَقِيلُوا (2)، رَاحَتِ النَّارُ أَيُّهَا النَّاسُ، فَرُوحُوا. مَنْ أَدْرَكَتْهُ أَكَلَتْهُ "(3).
(1) في (ظ 12) و (ص)، وهامش (س): بسير.
(2)
في (س): فأقبلوا، وضبب فوقها، والمثبت من (ظ 12) و (ص) و (م) و (ق) من القيلولة، قال السندي: وهو أظهر.
(3)
رافع بن بشر من رجال التعجيل، وترجم له البخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 304، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 3/ 481، روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات" وأبوه بشر، ويقال: بشير، ويقال: بسر، ترجم له في الصحابة أبو عمر بن عبد البر، وابن الأثير، وابن حجر في الإصابة، وتناقض فيه ابن حبان، فأخرج حديثه في "صحيحه"، وذكره في "الثقات" 4/ 73 في قسم التابعين، وقال: يروي المراسيل، روى عنه ابنه رافع ابن بشير، ومن زعم أن له صحبة فقد وهم، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الحميد بن جعفر -وهو الأنصاري- مختلف فيه، حسن الحديث. محمد بن على أبو جعفر: هو الباقر.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1414)، وأبو يعلى (934)، وابن حبان (6840)، والحاكم 4/ 442 - 443 من طريق عثمان بن =
حَدِيثُ سُوَيْدٍ الْأَنْصَارِيِّ
15659 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُقْبَةُ بْنُ سُوَيْدٍ الْأَنْصَارِيُّ
= عمر، بهذا الإسناد. وقال الذهبي في "التلخيص": رافع مجهول.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 131 - 132، والطبراني في "الكبير"(1229) من طريق أبي عاصم، عن عبد الحميد، عن عيسى بن علي، عن رافع، به. وزاد الطبراني: تضيء أعناق الإبل ببصرى.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 8/ 12، وقال: رواه أحمد والطبراني، ورجال أحمد رجال الصحيح غير رافع، وهو ثقة!
وفي الباب عن عاصم بن عدي عند الحاكم 4/ 443 وصححه، وتعقبه الذهبي بقوله: منكر. وأورده الهيثمي في "المجمع" 8/ 12، وقال: رواه الطبراني، وفيه إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع، وهو ضعيف.
قلنا: وفي "الصحيحين" في خروج النار من حديث أبي هريرة عند البخاري (7118) ومسلم (2902)(42)، ولفظه "لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز تضيء أعناق الإبل ببصرى".
قال السندي: قوله "من حِبس سيل"، ضبط بكسر حاء وسكون باء، وفتح سين وياء، والأظهر بفتح سين، فسكون ياء. في "النهاية": الحبس، بالكسر: خشب أو حجارة تُبْنى في وجه الماء ليجتمع، فيشرب منه القوم، ويسقوا إبلهم. وقيل: هو فلوق في الحَرَّة، تجمع ماء، لو وردت عليه أمة لوسعتهم، ويقال للمصنعة التي يجمع فيها الماء حبس أيضاً. وحبس سيل: اسم موضع بحرة بني سليم، بينها وبين السَّوارقيَّة مسيرة يوم، وقيل: إن حبس سيل -بضم حاء وكسر باء- هو موضع بمكة.
قوله: "سير بطيئة الإبل" بإضافة السير إلى ما بعده، وإضافة البطيئة إلى ما بعده.
أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: قَفَلْنَا مَعَ نَبِيِّ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ غَزْوَةِ خَيْبَرَ، فَلَمَّا بَدَا لَهُ أُحُدٌ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" اللهُ أَكْبَرُ، جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ "(1).
(1) حديث صحيح، عقبة بن سويد، ويقال: عتبة بن سويد، من رجال "التعجيل"، قال الحسيني في "الإكمال": مجهول، وتعقبه الحافظ بقوله: قد روى عنه أيضاً ربيعة الرأي وعبد العزيز
…
وصحح ابن عبد البر حديثه. قلنا: ترجم له البخاري في "التاريخ الكبير" 6/ 433، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 6/ 311، ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً. وبقية رجاله ثقات من رجال الشيخين. أبو اليمان: هو الحكم بن نافع الحمصي، وشعيب: هو ابن أبي حمزة.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 141، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2123)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 384، والطبراني في "الكبير"(6469) من طريق أبي اليمان، بهذا الإسناد. وعند الفسوي: حنين، وهي رواية يونس عن الزهري كما أشار إلى ذلك البخاري.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(6467) من طريق بشر بن شعيب، عن أبيه شعيب، به.
وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 384 عن حجاج بن أبي منيع، عن جده عبيد الله بن أبي زياد الرصافي، عن الزهري، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/ 14، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير"، وعقبة ذكره ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحاً، وبقية رجاله رجال الصحيح.
ويشهد له حديث أنس عند البخاري (4083)، ومسلم (1393)، وسلف 3/ 140.
وآخر من حديث أبي حميد الساعدي، سيرد 5/ 424 - 425.
حَدِيثُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي قُرَادٍ
(1)
15660 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْخَطْمِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بْنُ خُزَيْمَةَ وَالْحَارِثُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي قُرَادٍ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حَاجًّا، فَرَأَيْتُهُ خَرَجَ مِنَ الْخَلَاءِ، فَاتَّبَعْتُهُ بِالْإِدَاوَةِ أَوِ الْقَدَحِ، فَجَلَسْتُ لَهُ بِالطَّرِيقِ، وَكَانَ إِذَا أَتَى حَاجَتَهُ أَبْعَدَ (2).
(1) قال السندي: هو أنصاري أو سلمي، عداده في أهل الحجاز.
(2)
إسناده صحيح، رجاله ثقات. عفان: هو ابن مسلم الصفار، ويحيى ابن سعيد: هو القطان: وأبو جعفر الخطمي: هو عمير بن يزيد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 106 مختصراً، والنسائي في "المجتبى" 1/ 17، وفي "الكبرى"(17)، وابن ماجه (334)، وابن خزيمة (51) من طرق عن يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.
وسيأتي 4/ 224 (الطبعة الميمنية)، ومطولاً برقم (15661) و 4/ 237 (ميمنية).
وفي الباب من حديث المغيرة بن شعبة، سيرد 4/ 248.
ومن حديث يعلى بن مُرَّة عند ابن ماجه (333).
ومن حديث جابر عند ابن ماجه (335).
قال السندي: قوله: خرج من الخلاء، أي: لأجله. فمِنْ للتعليل، وإلا فالظاهر أن المراد خرج إليه.
قوله: أبعد، أي: حاجته عن أعين الناس، وقيل: إنه جاء لازماً أيضاً، فلا حاجة إلى تقدير المفعول.
15661 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ عُمَيْرُ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَارِثُ بْنُ فُضَيْلٍ وَعُمَارَةُ بْنُ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي قُرَادٍ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَاجًّا قَالَ: فَنَزَلَ مَنْزِلًا، وَخَرَجَ مِنَ الْخَلَاءِ، فَاتَّبَعْتُهُ بِالْإِدَاوَةِ أَوِ الْقَدَحِ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَرَادَ حَاجَةً أَبْعَدَ، فَجَلَسْتُ لَهُ بِالطَّرِيقِ حَتَّى انْصَرَفَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، الْوَضُوءَ. فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَيَّ، فَصَبَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى يَدِهِ فَغَسَلَهَا، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ، فَكَفَّهَا، فَصَبَّ عَلَى يَدِهِ وَاحِدَةً، ثُمَّ مَسَحَ عَلَى رَأْسِهِ، ثُمَّ قَبَضَ الْمَاءَ قَبْضًا بِيَدِهِ، فَضَرَبَ بِهِ عَلَى ظَهْرِ قَدَمِهِ، فَمَسَحَ بِيَدِهِ عَلَى قَدَمِهِ، ثُمَّ جَاءَ، فَصَلَّى لَنَا الظُّهْرَ (1).
(1) إسناده صحيح كسابقه.
وانظر حديث ابن عباس السالف برقم (2072) و (2416). وانظر كذلك تعليقنا على حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، السالف برقم (6684).
قال السندي: قوله: الوضوء، بفتح الواو، وهو بالنصب، أي: خذه.
قوله: فكفها: لعل المراد ضم الأصابع حتى لا يسقط الماء.
قوله: فمسح بيده، أي: أمرَّ الماء بيده ليعمَّ القدم كله، والظاهر أنه غَسَلَ، إذِ المسح لا يحتاج إلى قبض الماء، والله تعالى أعلم.
حَدِيثُ مَوْلًى لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم
15662 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبَانُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ، عَنْ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" بَخٍ بَخٍ لَخَمْسٌ (1) مَا أَثْقَلَهُنَّ فِي الْمِيزَانِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، وَسُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَالْوَلَدُ الصَّالِحُ يُتَوَفَّى فَيَحْتَسِبُهُ وَالِدُهُ ".
وَقَالَ: " بَخٍ بَخٍ لِخَمْسٍ، مَنْ لَقِيَ اللهَ مُسْتَيْقِنًا بِهِنَّ دَخَلَ الْجَنَّةَ: يُؤْمِنُ بِاللهِ، وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَبِالْجَنَّةِ وَالنَّارِ، وَالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ، وَالْحِسَابِ "(2).
(1) في (م): خمس.
(2)
حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، والمولى الذي لم يسمَّ هو أبو سلمى راعي رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما سيأتي في التخريج، وزيد: هو ابن سلَّام بن أبي سلام الحبشي، وأبو سلَّام: هو ممطور الحبشي.
وأورده بتمامه الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/ 49، وقال: رواه أحمد، ورجاله ثقات، وأورده كذلك 10/ 88، وقال: والصحابي الذي لم يسمَّ هو ثوبان إن شاء الله.
قلنا: وقد أخطأ في ذلك الهيثمي، والصحيح أنه أبو سلمى راعي رسول الله صلى الله عليه وسلم كما سيأتي، وحديث ثوبان أخرجه البزار (3072)(زوائد) عن العباس ابن عبد العظيم الباشاني، عن زيد بن يحيى بن عبيد أبي عبد الله الدمشقي، عن عبد الله بن العلاء بن زبر، عن أبي سلام، عن ثوبان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر القسم الأول من الحديث. وقال البزار: وإسناده حسن. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= قلنا: العباس بن عبد العظيم الباشاني شيخ البزار لم نقع له على ترجمة، وقد تحرف الإسناد في المطبوع إلى: حدثنا العباس بن عبد العظيم الباشاني، حدثنا عبيد الله الدمشقي، حدثنا عبد الله بن العلاء، عن العلاء بن زبر، عن أبي سلام.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/ 88، وقال: رواه البزار، وحَسَّن إسناده، إلا أن شيخه العباس بن عبد العظيم الباشاني لم أعرفه.
قلنا: وأبو سلام لم يسمع من ثوبان فيما ذكر ابن معين وابن المديني وأحمد، وتوقف أبو حاتم في ذلك.
وأخرج الشطر الأول منه كذلك ابن سعد في "الطبقات" 6/ 58 و 7/ 433، والنسائي في "الكبرى"(9995) -وفي "عمل اليوم والليلة"(167) -، وابن أبي عاصم في "السنة"(781)، وفي "الآحاد والمثاني"(470)، والدولابي في "الكنى" 1/ 36، وابن حبان (833)، والطبراني في "الكبير" 22/ (873)، والحاكم 1/ 511 - 512 من طريق الوليد بن مسلم، حدثني عبد الرحمن بن يزيد ابن جابر وعبد الله بن العلاء بن زبر، حدثنا أبو سلام، حدثني أبو سلمى راعي رسول الله صلى الله عليه وسلم، به. وقال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وقال المزي في "تحفة الأشراف" 9/ 220: وكأن حديث الوليد بن مسلم أشبه بالصواب، والله أعلم.
قلنا: وقد صرح الوليد بن مسلم بالتحديث، فانتفت شبهة تدليسه.
وأخرج الشطر الأول منه كذلك الطبراني في "الأوسط"(5148) من طريق النضر بن محمد الحرشي، عن عكرمة بن عمار، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلام، عن سفينة. وقال: لا يروى هذا الحديث عن سفينة إلا بهذا الإسناد، وتفرد به النضر بن محمد.
قلنا: ويحيى بن أبي كثير لم يسمع من أبي سلام، بينهما زيد بن سلام.
وروى الشطر الأول كذلك ابن أبي شيبة 10/ 295 من حديث أبي الدرداء.
وسيأتي بنحوه 5/ 366، وسيكرر برقم 4/ 237 سنداً ومتناً. =
حَدِيثُ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَكَمِ
(1)
15663 -
حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَكَمِ السُّلَمِيِّ أَنَّهُ قَالَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَرَأَيْتَ أَشْيَاءَ كُنَّا نَفْعَلُهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، كُنَّا نَتَطَيَّرُ؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" ذَلِكَ شَيْءٌ تَجِدُهُ فِي نَفْسِكَ فَلَا يَصُدَّنَّكُمْ (2) ". قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، كُنَّا نَأْتِي الْكُهَّانَ قَالَ:" فَلَا تَأْتِ الْكُهَّانَ "(3).
= قال السندي: قوله: بخ بخ، يقال عند المدح والرضا بالشيء، ويكرر للمبالغة، مبنية على السكون فإن وصلت جررت ونوّنت، وربما شددت.
قوله: يتوفى، على بناء المفعول، والتقييد بالصالح لعظم المصيبة بموته، وفيه أن الأجر لا يتوقف على أن يموت صغيراً.
قوله: بالجنة والنار: هما واحد من الخمس.
(1)
قال السندي: معاوية بن الحكم السلمي، كان يسكن في بني سليم، ونزل المدينة.
(2)
في (م) ونسخة من (س): فلا يصدنك. قلنا: وهو الموافق لرواية السندي.
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين غير أن صحابيه لم يخرج له سوى مسلم. حجاج: هو ابن محمد المصيصي، وليث: هو ابن سعد، وعقيل: هو ابن خالد الأيلي، وابن شهاب: هو الزهري.
وأخرجه مسلم (537)(121) و 4/ 1749 من طريق حجين بن المثنى، عن ليث، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم 4/ 1748 - 1749، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" =
حَدِيثُ أَبِي هَاشِمِ بْنِ عُتْبَةَ
(1)
15664 -
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ
= (1402)، وابن عبد البر في "التمهيد" 22/ 79 من طريق يونس، ومسلم 4/ 1749، وابن عبد البر في "التمهيد" 22/ 79 من طريق مالك، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1401) من طريق ابن أخي الزهري، وابن عبد البر في "التمهيد" 22/ 79 من طريق عبد الله بن زياد بن سمعان، أربعتهم عن الزهري، به.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1400) من طريق عطاء بن يسار، عن معاوية بن الحكم، به.
وسيأتي 5/ 447 و 447 - 448 و 449، ومطولاً 5/ 447 و 448 وسيكرر 5/ 449 سنداً ومتناً.
وفي الباب في النهي عن إتيان الكهان من حديث أبي هريرة، سلف (9290).
وآخر من حديث صفية زوج النبي صلى الله عليه وسلم عند مسلم (2230)، وسيرد 4/ 68.
وانظر حديث ابن عمر برقم (6405).
قال السندي: قوله: "فلا يصدنك"، أي: لا يمنعك عما أنت فيه، ولا يخفى أن التفريع على هذا المعنى يكون بعيداً.
قوله: "الكهان": جمع كاهن، والنهي عن إتيانهم لأنهم يتكلمون في مغيبات قد يصادف بعضها الإصابة، فيخاف الفتنة على الإنسان بذلك، ولأنهم يُلَبِّسون على الناس كثيراً من الشرائع، وإتيانهم حرام بالإجماع كما ذكروا.
(1)
قال السندي: أبو هاشم بن عتبة، قيل: اسمه خالد، وقيل: شيبة، وقيل: اسمه كنيته.
أسلم يوم فتح مكة، ونزل الشام إلى أن مات في خلافة عثمان.
قَالَ: دَخَلَ مُعَاوِيَةُ عَلَى خَالِهِ أَبِي هَاشِمِ بْنِ عُتْبَةَ يَعُودُهُ، قَالَ: فَبَكَى. قَالَ: فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ: مَا يُبْكِيكَ يَا خَالُ، أَوَجَعًا يُشْئِزُكَ أَمْ حِرْصًا عَلَى الدُّنْيَا؟ قَالَ: فَقَالَ: فَكُلًّا لَا، وَلَكِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَهِدَ إِلَيْنَا، فَقَالَ:" يَا أَبَا هَاشِمٍ، لَعَلَّكَ أَنْ (1) تُدْرِكَ أَمْوَالًا يُؤْتَاهَا أَقْوَامٌ، وَإِنَّمَا يَكْفِيكَ مِنْ جَمْعِ الْمَالِ خَادِمٌ وَمَرْكَبٌ فِي سَبِيلِ اللهِ تبارك وتعالى " وَإِنِّي أُرَانِي قَدْ جَمَعْتُ (2).
(1) في الأصول: إنها علَّها، وضبت عليها الحافظ المزي في "تهذيب الكمال" والمثبت من الرواية التي ستأتي 5/ 290.
(2)
إسناده ضعيف لانقطاعه، شقيق: وهو ابن سلمة لم يسمع هذا الحديث من أبي هاشم بن عتبة، بينهما سَمُرَة بن سَهْم الأسدي -كما سيأتي في الرواية 5/ 290 - وهو مجهول. وقد نقل الحافظ في "الإصابة" في ترجمة أبي هاشم قول ابن منده: الصحيح أن أبا وائل روى عن سمرة، عنه. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران.
وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" 34/ 360 - 361 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 13/ 219، وهناد في "الزهد"(565)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(559)، والدولابي في "الكنى" 1/ 60، وابن عبد البر في "الاستيعاب" 12/ 166 من طريق أبي معاوية، به.
وأخرجه بنحوه الطبراني في "الكبير"(7201) من طريق عاصم بن بهدلة، عن أبي وائل، به.
وسيأتي برقم (15665) و 5/ 290.
وقوله: "إنما يكفيك من جمع المال خادم ومركب في سبيل الله تبارك وتعالى". له شاهد من حديث بريدة الأسلمي، سيرد 5/ 360، وفي إسناده عبد الله =
15665 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ وَمَنْصُورٍ (1)، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: دَخَلَ مُعَاوِيَةُ عَلَى أَبِي هَاشِمِ بْنِ عُتْبَةَ وَهُوَ مَرِيضٌ يَبْكِي؛ فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (2).
= بن مَوَلَة، قال الذهبي: ما روى عنه سوى أبي نضرة، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. قلنا: فيعتضد به، ويحسن.
قال السندي: قوله: أوجعاً: هكذا بالنصب في نسخ المسند، والحديث رواه غيره بالرفع، وهو الظاهر، ولعله نصبه بتقدير: أكان وجعاً.
قلنا: قد جاء الرفع في المواطن الثلاثة: "أوجعٌ""أو حرصٌ""كُلٌ" في عامة المصادر، وكذلك جاءت بالرفع في الرواية الآتية عند المصنف 5/ 290، وهو الوجه، وما هنا له وجه بأن تكون منصوبة بنزع الخافض، والتقدير: أتبكي من وجع، أم بسبب حرصك على الدنيا؟ فقال: لا أبكي على كلِّ ذلك.
قوله: يشئزك، من أشأزه -بهمزة- أي: أقلقه.
قوله: أموالاً: من أموال بيت المال.
قوله: يؤتاها أقوام، أي: تقسم بينهم.
(1)
وقع في الأصول: عن الأعمش. وعن سفيان أو منصور عن أبي وائل. وقد ضبب عليها في (س) وكتب في هامشها: صوابه: عبد الرزاق، عن سفيان، عن الأعمش ومنصور، عن أبي وائل. قلنا: وكذلك جاء على الصواب عند المزي في "تهذيب الكمال"، وعند ابن حجر في "أطراف المسند" 7/ 130.
(2)
إسناده ضعيف كسابقه.
وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" 34/ 361 من طريق الإمام أحمد، عن عبد الرزاق، أخبرنا سفيان، عن الأعمش ومنصور، عن أبي وائل، به.
وأخرجه الترمذي (2327)، والنسائي في "الكبرى"(9810) من طريق عبد الرزاق، عن سفيان، عن منصور والأعمش، عن أبي وائل، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(7200) من طريق أبي حذيفة، عن سفيان، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= عن منصور والأعمش، عن أبي وائل، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(7200)، والحاكم 3/ 638 من طريق الفريابي، عن سفيان، عن منصور، عن أبي وائل، به، وسكت عنه الحاكم والذهبي.
وانظر ما قبله.
حَدِيثُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شِبْلٍ
15666/ 1 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ سَلَّامٍ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: كَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شِبْلٍ أَنْ عَلِّمِ النَّاسَ مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَجَمَعَهُمْ، فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " تَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ، فَإِذَا عَلِمْتُمُوهُ، فَلَا تَغْلُوا فِيهِ (1)، وَلَا تَجْفُوا عَنْهُ، وَلَا تَأْكُلُوا بِهِ، وَلَا تَسْتَكْثِرُوا بِهِ "(2).
(1) في (ص): به.
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير زيد بن سلّام وجده -وهو أبو سلّام ممطور الحبشي- فمن رجال مسلم. عبد الرزاق: هو ابن همّام الصنعاني، ومعمر: هو ابن راشد البصري.
والحديث جاء في أربع فقرات رواه بعضهم بتمامه، وروى آخرون بعض فقراته كما سيرد.
وهو بتمامه عند عبد الرزاق في "المصنف"(19444)، ومن طريقه أخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(314).
وهذا القسم الأول أخرجه البيهقي في "السنن" 2/ 170 من طريق عبد الرزاق، به.
وأورده بتمامه الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/ 36، وقال: رواه الطبراني، واللفظ له، وأحمد، ورجالهما رجال الصحيح.
قلنا: ورواية الطبراني في "الكبير" هي في الجزء المفقود من الكتاب، وليست في المطبوع منه.
وانظر (15529)، وأشرنا إلى أحاديث الباب هناك.
15666/ 2 - ثُمَّ قَالَ: " إِنَّ التُّجَّارَ هُمُ الْفُجَّارُ ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَيْسَ قَدْ أَحَلَّ اللهُ الْبَيْعَ، وَحَرَّمَ الرِّبَا؟ قَالَ:" بَلَى وَلَكِنَّهُمْ يَحْلِفُونَ وَيَأْثَمُونَ "(1).
15666/ 3 - ثُمَّ قَالَ: " إِنَّ الْفُسَّاقَ هُمْ أَهْلُ النَّارِ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ وَمَنِ الْفُسَّاقُ؟ قَالَ: " النِّسَاءُ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ أَلَسْنَ (2) أُمَّهَاتِنَا وَبَنَاتِنَا وَأَخَوَاتِنَا؟ قَالَ: " بَلَى وَلَكِنَّهُنَّ إِذَا أُعْطِينَ لَمْ يَشْكُرْنَ، وَإِذَا ابْتُلِينَ لَمْ يَصْبِرْنَ "(3).
(1) إسناده هو إسناد سابقه.
وأخرجه الطبري في "تهذيب الآثار"(مسند علي) برقم (100)، والبيهقي في "السنن" 5/ 266، وفي "الشعب"(4844) من طريق علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبري أيضاً (99) من طريق معمر، عن يحيى بن أبي كثير، به، إلا أنه لم يذكر أبا سلام جد زيد بن سلام.
وسيرد برقم (15669) من طريق أبان بن يزيد العطار، عن يحيى، به.
وقد سلف برقم (15530) من طريق يحيى بن أبي كثير، عن أبي راشد الحبراني، عن عبد الرحمن بن شبل.
(2)
في (ظ 12) و (س) و (ق) أليس، والمثبت من (م) وهامش (س).
(3)
إسناده صحيح كإسناد (15666/ 1).
وأخرجه الحاكم 2/ 190 - 191 من طريق عبد الرزاق، بالإسناد المشار إليه، وصححه على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.
وأخرجه البيهقي في "الشعب"(9803) من طريق علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (15531) من طريق يحيى بن أبي كثير، عن أبي راشد الحبراني، عن عبد الرحمن بن شبل. وذكرنا هناك شرحه.
15666/ 4 - ثُمَّ قَالَ: " يُسَلِّمُ الرَّاكِبُ عَلَى الرَّاجِلِ، وَالرَّاجِلُ عَلَى الْجَالِسِ، وَالْأَقَلُّ عَلَى الْأَكْثَرِ، فَمَنْ أَجَابَ السَّلَامَ كَانَ لَهُ، وَمَنْ لَمْ يُجِبْ فَلَا شَيْءَ لَهُ "(1).
15667 -
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ. وَمُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ تَمِيمِ بْنِ مَحْمُودٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شِبْلٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ ثَلَاثٍ: عَنْ نَقْرَةِ الْغُرَابِ، وَعَنْ افْتِرَاشِ السَّبُعِ، وَأَنْ يُوَطِّنَ الرَّجُلُ الْمُقَامَ - قَالَ عُثْمَانُ -:" فِي الْمَسْجِدِ كَمَا يُوَطِّنُ الْبَعِيرُ "(2).
15668 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ (3)، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ زَيْدِ بْنِ سَلَّامٍ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي رَاشِدٍ الْحُبْرَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شِبْلٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " اقْرَؤُوا الْقُرْآنَ، وَلَا تَغْلُوا فِيهِ، وَلَا تَجْفُوا عَنْهُ، وَلَا تَأْكُلُوا بِهِ، وَلَا
(1) إسناده صحيح كإسناد (15666/ 1).
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(992) من طريق علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/ 36 مطولاً بالفقرات السابقة، وقال: رواه الطبراني -واللفظ له- وأحمد، ورجالهما رجال الصحيح.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف 2/ 314 و 325.
(2)
إسناده ضعيف، وهو مكرر الحديث (15532)، إلا أن شيخ أحمد هنا هو عثمان بن عمر: وهو ابن فارس العبدي، ومحمد بن بكر: وهو البُرساني.
وسلف الكلام عن الحديث هناك.
(3)
هذا الحديث لم يرد في (ظ 12).
تَسْتَكْثِرُوا بِهِ " (1).
15669 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبَانُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ، عَنْ أَبِي رَاشِدٍ الْحُبْرَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شِبْلٍ الْأَنْصَارِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ التُّجَّارَ هُمُ الْفُجَّارُ " قَالَ رَجُلٌ: يَا نَبِيَّ اللهِ أَلَمْ يُحِلَّ اللهُ الْبَيْعَ؟ قَالَ: " إِنَّهُمْ يَقُولُونَ فَيَكْذِبُونَ، وَيَحْلِفُونَ وَيَأْثَمُونَ "(2).
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير زيد بن سلام، وجده -وهو أبو سلام ممطور الحبشي- فمن رجال مسلم، وغير أبي راشد الحبراني، فمن رجال الأربعة سوى النسائي، وروى له البخاري في "الأدب المفرد"، وهو ثقة. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث العنبري، وهمّام: هو ابن يحيى العَوْذي.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4332)، وفي "شرح معاني الآثار" 3/ 18 من طريق علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2116) من طريق معاوية ابن سلّام، عن أخيه زيد بن سلام، به. وفيه قصة.
وقد سلف برقم (15529).
(2)
حديث صحيح، وإسناده هو إسناد سابقه، إلا أن شيخ أحمد هنا هو عفان: وهو ابن مسلم، وشيخه أبان: هو ابن يزيد العطار.
وأخرجه البيهقي في "الشعب"(4845) من طريق محمد بن العباس المؤدب، عن عفان، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2078)، والطبراني في "الكبير" 19/ (711) من طريق أبي سلمة موسى بن إسماعيل المنقري، عن أبان، به. وقد وهم الطبراني فجعله من مسند معاوية من حديث عبد الرحمن بن =
15670 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبَانُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ، عَنْ أَبِي رَاشِدٍ الْحُبْرَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شِبْلٍ الْأَنْصَارِيِّ، أَنَّ مُعَاوِيَةَ قَالَ لَهُ: إِذَا أَتَيْتَ فُسْطَاطِي فَقُمْ فَأَخْبِرْ مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " اقْرَؤُوا الْقُرْآنَ، وَلَا تَغْلُوا فِيهِ، وَلَا تَجْفُوا عَنْهُ، وَلَا تَأْكُلُوا بِهِ، وَلَا تَسْتَكْثِرُوا بِهِ "(1).
15671 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ خَلَفٍ أَبُو خَلَفٍ - وَكَانَ يُعَدُّ مِنَ الْبُدَلَاءِ -، وَذَكَرَ حَدِيثًا آخَرَ نَحْوَهُ (2).
= شبل عنه، وإنما هو من مسند عبد الرحمن بن شبل، كما هو ظاهر.
وأخرجه الحاكم 2/ 7 من طريق محمد بن عيسى بن السكن، عن عفان، بهذا الإسناد. إلا أنه لم يذكر فيه أبا سلام.
قلنا: ولم يذكر أبا سلام أيضاً معمر عند الطبري في "تهذيب الآثار"(99) كما سبق في تخريج الحديث برقم (15666/ 2).
وقد سلف برقم (15530)، ومطولاً برقم (15666/ 2).
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، وهو مكرر سابقه غير أن شيخ أحمد هنا هو عفان: وهو ابن مسلم، وشيخه أبان: هو ابن يزيد العطار.
وأخرجه أبو يعلى (1518)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 18، والبيهقي في "السنن" 2/ 17، وفي "الشعب"(2624) من طرق، عن أبان، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (15529) وذكرنا هناك مكرراته.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، وهو مكرر سابقه، غير أن شيخ عفان هنا هو موسى بن خلف: وهو العمّي البصري، روى له البخاري في "الصحيح" استشهاداً، وهو حسن الحديث.
وقد سلف برقم (15529).
حَدِيثُ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ
(1)
15672 -
حَدَّثَنَا سَكَنُ بْنُ نَافِعٍ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ أَبِي الْأَخْضَرِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي فِي السُّبْحَةِ (2) بِاللَّيْلِ فِي السَّفَرِ عَلَى ظَهْرِ رَاحِلَتِهِ حَيْثُ تَوَجَّهَتْ بِهِ (3).
(1) قال السندي: عامر بن ربيعة العنزي، حليف بني عدي، كان أحدَ السابقين الأولين، وهاجر إلى الحبشة، ثم إلى المدينة، وشهد بدراً وما بعدها.
وقام عامر يُصلي من الليل أيام فتنة عثمان، فنام، فأتاه آت فقال له: قم فسل الله أن يعيذك من الفتنة، فقام فصلى، ثم اشتكى، فما خرج إلا جنازته.
(2)
كذا في الأصول بزيادة "في" ورواية مسلم، ونسخة (هـ) من "أطراف المسند" بإسقاطها، على الجادة، وسيأتي في "المسند" بلفظ "رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يُصلي على ظهر راحلته بالنوافل".
(3)
حديث صحيح، صالح بن أبي الأخضر، وسكن بن نافع قد توبعا، وثانيهما من رجال "التعجيل"، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين، الزهري: هو محمد بن مسلم ابن شهاب.
وأخرجه مسلم (701) من طريق ابن وهب، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 358 من طريق الليث، كلاهما عن يونس بن يزيد، عن الزهري، بهذا الإسناد.
وعلقه البخاري في "صحيحه"(1104) فقال: وقال الليث: حدثني يونس، عن ابن شهاب، به.
وذكر الحافظ في "الفتح" 2/ 579، وفي "تغليق التعليق" 2/ 425 أن رواية الليث هذه وصلها الذهلي في الزهريات عن أبى صالح، عنه.
قلنا: ووصلها أيضاً يعقوب بن سفيان في "المعرفة" كما تقدم، عن أبي =
15673 -
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ - يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيَّ -، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ التَّيْمِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِقَبْرٍ، فَقَالَ:" مَا هَذَا الْقَبْرُ؟ " قَالُوا: قَبْرُ فُلَانَةَ. قَالَ: " أَفَلَا آذَنْتُمُونِي؟ " قَالُوا: كُنْتَ نَائِمًا، فَكَرِهْنَا أَنْ نُوقِظَكَ، قَالَ:" فَلَا (1) تَفْعَلُوا، فَادْعُونِي (2) لِجَنَائِزِكُمْ " فَصَفَّ عَلَيْهَا، فَصَلَّى (3).
= صالح عنه.
وسيأتي بالأرقام (15684) و (15686) و (15695) و (15701).
وفي الباب عن عبد الله بن عمر بن الخطاب، سلف برقم (4470)، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.
(1)
في (ص) و (ظ 12): لا.
(2)
في (ص): وادعوني.
(3)
إسناده صحيح على شرط مسلم. رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد العزيز بن محمد الدراوردي فمن رجال مسلم، وروى له البخاري متابعة. محمد بن زيد: هو ابن المهاجر بن قنفذ.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 361 - 362، وابن ماجه (1529)، وابن عبد البر في "التمهيد" 6/ 267 و 268 و 268 - 269 من طرق عن عبد العزيز الدراوردي، بهذا الإسناد.
وفي الباب عن ابن عباس عند البخاري (1247)، وسلف برقم (1962).
وعن أبي هريرة عند البخاري (1337)، وسلف برقم (8634).
وعن أنس عند مسلم (955)، وسلف برقم (12318).
وعن يزيد بن ثابت عند ابن حبان (3087)، وسيرد 4/ 388.
وعن جابر عند النسائي 4/ 85.
وعن بريدة عند ابن ماجه (1532). =
15674 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا رَأَيْتَ جَنَازَةً، فَقُمْ حَتَّى تُجَاوِزَكَ (1) - أَوْ قَالَ: قِفْ حَتَّى تُجَاوِزَكَ ". -
قَالَ: وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ إِذَا رَأَى جَنَازَةً قَامَ حَتَّى تُجَاوِزَهُ، وَكَانَ إِذَا خَرَجَ مَعَ جَنَازَةٍ، وَلَّى ظَهْرَهُ الْمَقَابِرَ (2).
15675 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِذَا رَأَى أَحَدُكُمُ
= وعن سهل بن حنيف عند ابن شيبة 3/ 361.
(1)
في (ظ 12): تجاوز.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. وابن عون: هو عبد الله، ونافع: هو مولى ابن عمر.
وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(315) عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (958)(75)، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 486 من طريقين، عن ابن عون، به.
وسيأتي من طرق بالأرقام (15675) و (15677) و (15682) و (15683) و (15685) و (15687) و (15699).
وقد ذكرنا أحاديث الباب والكلام عليه في مسند عبد الله بن عمرو بن العاص برقم (6573)، ويُزاد عليها حديث أبي سعيد الخدري السالف برقم (1195).
قال السندي: قوله: "ولّى ظهره المقابر": لعل المراد أنه يتقدم الجنازة، ثم يستقبلها إذا بعد عنها، ينظرُ قُربها، والله تعالى أعلم.
الْجَنَازَةَ وَلَمْ يَكُنْ مَاشِيًا مَعَهَا، فَلْيَقُمْ حَتَّى تُجَاوِزَهُ أَوْ تُوضَعَ " (1).
15676 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَجُلًا مِنْ بَنِي فَزَارَةَ تَزَوَّجَ امْرَأَةً عَلَى نَعْلَيْنِ، فَأَجَازَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم نِكَاحَهُ (2).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وعبيد الله: هو ابن عمر العمري.
وأخرجه مسلم (958)(75) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 356 من طريق عبدة، عن عبيد الله، به. وتحرف فيه اسم عامر بن ربيعة، إلى: عامر بن الربيع.
وأخرجه البخاري (1308)، ومسلم (958)(74)، والترمذي (1042)، والنسائي في "المجتبى" 4/ 44، وابن ماجه (1542)، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 486، والبيهقي في "السنن" 4/ 25 من طرق عن الليث، عن نافع، به. وقال الترمذي: حديث عامر بن ربيعة حديث حسن صحيح.
وقد سلف برقم (15674).
(2)
إسناده ضعيف لضعف عاصم بن عبيد الله -وهو العمري- وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه ابن أبي شيبة 4/ 186 - 187، وابن ماجه (1888)، وأبو يعلى (7197) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 5/ 1868، والبيهقي في "السنن" 7/ 238 - 239 من طريق محمد بن كثير، عن سفيان، به.
وقال البيهقي: عاصم بن عبيد الله بن عاصم بن عمر بن الخطاب تكلموا فيه، ومع ضعفه روى عنه الأئمة.
وقال الرازي في "العلل" 1/ 424: سألت أبي عن عاصم بن عبيد الله فقال: =
15677 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَابْنُ بَكْرٍ (1) قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: سَمِعْتُ نَافِعًا يَقُولُ: كَانَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ يَأْثُرُ، عَنْ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا رَأَى
= منكر الحديث، يقال: إنه ليس له حديث يعتمد عليه. قلت: ما أنكروا عليه؟ قال: روى عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن أبيه أن رجلاً تزوج امرأة على نعلين، فأجازه النبي صلى الله عليه وسلم، وهو منكر.
وسيأتي مكرراً سنداً ومتناً برقم (15691)، وبأتمَّ منه برقم (15679).
وفي باب تخفيف المهور عن عمر عند الترمذي (1114/م) بلفظ: "ألا لا تغلوا صُدُقَ النساء
…
" وقال: حسن صحيح، وسلف برقم (285) و (340).
وعن أبي هريرة عند مسلم (1424)(75) بلفظ: "على أربع أواق! كأنما تنحتون الفضة من عرض هذا الجبل".
وعن أنس عند البخاري (5148)، ومسدم (1427) بلفظ: يا رسول الله إني تزوجت امرأة على وزن نواة من ذهب، قال:"فبارك الله لك أولم ولو بشاة". وسلف برقم (12685).
وعن جابر عند أبي داود (2110) بلفظ: "من أعطى في صداق امرأة ملء كفيه سويقاً أو تمراً فقد استحل". وسلف برقم (14824).
وعن أبي حدرد الأسلمي، سيرد برقم (15706) ولفظه:"لو كنتم تغرفون من بطحان ما زدتم". وإسناده ضعيف.
وعن سهل بن سعد الساعدي عند البخاري (5149)، ومسلم (1425)، بلفظ:"التمس ولو خاتماً من حديد". وسيرد 5/ 336.
وعن عائشة، سيرد 6/ 82 بلفظ:"إن أعظم النكاح بركة أيسره مؤنة".
قال السندي: قوله: "على نعلين": الظاهر أنهما كانا هو المهر، ومن لا يرى ذلك يؤول مثله بالحمل على المهر المعجل، والله تعالى أعلم.
(1)
وقع في النسخ: "أبو بكر"، وصوابه:"ابن بكر" كما جاء في "أطراف المسند" 2/ 635.
أَحَدُكُمُ الْجِنَازَةَ، فَلْيَقُمْ حِينَ يَرَاهَا حَتَّى تُخَلِّفَهُ، إِذَا كَانَ غَيْرَ مُتَّبِعِهَا " (1).
15678 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ. وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَا لَا أَعُدُّ وَمَا لَا أُحْصِي يَسْتَاكُ وَهُوَ صَائِمٌ. وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: مَا لَا أُحْصِي يَتَسَوَّكُ وَهُوَ صَائِمٌ (2).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام، وابن بكر: هو محمد البرساني، وابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز، وقد صرَّح بالسماع هنا، ونافع: هو مولى ابن عمر.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(6308)، ومن طريقه أخرجه مسلم (958) (75). ولفظ عبد الرزاق:"إذا رأيتم الجنازة فقوموا حتى تخلفكم".
وقد سلف برقم (15674).
قوله: "حتى تُخَلِّفه" بضم أوله، وفتح الخاء المعجمة وتشديد اللام المكسورة بعدها فاء، أي: تتركه وراءها.
(2)
إسناده ضعيف لضعف عاصم بن عبيد الله: وهو ابن عاصم بن عمر بن الخطاب، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح، وعبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه ابن خزيمة (2007)، والدارقطني 2/ 202 من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (725)، والدارقطني 2/ 202، والبغوي في "شرح السنة"(1757) من طريق عبد الرحمن، بهذا الإسناد. وصححه ابن خزيمة (2007) أيضاً، وحسَّن إسناده الحافظ في "التلخيص" 1/ 62، لكنه عاد فقال فيه 1/ 68: وفيه عاصم بن عبيد الله، وهو ضعيف، وقال الدارقطني: عاصم بن =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= عبيد الله غيره أثبت منه. وقال البيهقي في "السنن" 4/ 272: ليس بالقوي.
وقال الزيلعي في "نصب الراية" 2/ 459: قال ابن القطان في كتابه: ولم يمنع من صحة هذا الحديث إلا اختلافهم في عاصم بن عبيد الله.
وأخرجه الطيالسي (1144)، وعبد الرزاق في "المصنف"(7479) و (7484) وعبد بن حميد (318)، وأبو يعلى (7193)، والدارقطني 2/ 202، وابن عدي في "الكامل" 5/ 1867 - 1868، والبيهقي في "السنن" 4/ 272 من طرق عن سفيان الثوري، به.
وأخرجه الحميدي (141)، وابن خزيمة (2007) من طريق سفيان بن عيينة، وابن أبي شيبة 3/ 35، وأبو داود (2364)، والدارقطني 2/ 202 من طريق شريك، كلاهما عن عاصم، به.
قال الترمذي: حديث عامر بن ربيعة حديث حسن، والعملُ على هذا عند أهل العلم، لا يرون بالسواك للصائم بأساً، إلا أن بعض أهل العلم كرهوا السواك للصائم بالعود الرطب، وكرهوا له السواك آخر النهار، ولم ير الشافعي بالسواك بأساً أول النهار ولا آخره، وكره أحمد وإسحاق السواك آخر النهار.
وعلَّقه البخاري في "صحيحه" 4/ 158 عن عامر بن ربيعة بصيغة التمريض، فقال: ويذكر عن عامر بن ربيعة قال
…
قال الحافظ في "الفتح" 4/ 158: ومناسبته للترجمة إشعاره بملازمة السواك، ولم يخص رطباً من يابس. وهذا على طريقة المصنف في أن المطلق يُسلك به مسلك العموم، أو أن العام في الأشخاص عام في الأحوال، وقد أشار إلى ذلك بقوله في أواخر الترجمة المذكورة:"ولم يخص صائماً من غيره"، أي: ولم يخص أيضاً رطباً من يابس، وبهذا التقرير تظهر مناسبة جميع ما أورده في هذا الباب للترجمة، والجامع لذلك كله قوله في حديث أبي هريرة:"لأمرتهم بالسواك عند كل وضوء"، فإنه يقتضي إباحته في كل وقت وعلى كل حال، قال ابن المنير في "الحاشية": أخذ البخاري شرعية السواك للصائم بالدليل الخاص، ثم انتزعه من الأدلة العامة التي تناولت أحوال متناول =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= السواك وأحوال ما يستاك به، ثم انتزع ذلك من أعم من السواك وهو المضمضة إذ هي أبلغ من السواك الرطب.
وقال في "التلخيص" 1/ 62: وهذا (يعني السواك أول النهار وآخره للصائم) اختيار أبي شامة وابن عبد السلام والنووي، وقال: إنه قول أكثر العلماء ومنهم المزني.
وسيأتي برقم (15688).
وفي الباب عن عائشة مرفوعاً عند ابن ماجه (1677)، والدارقطني 03/ 22 بلفظ:"من خير خصال الصائم السواك". قال في "الزوائد": في إسناده مجالد، وهو ضعيف، لكن له شاهد من حديث عامر بن ربيعة رواه البخاري وأبو داود والترمذي، وقال الدارقطني: مجالد غيره أثبت منه. قلنا: قوله: رواه البخاري، فيه تجوز، فالبخاري إنما علَّقه عنه بصيغة التمريض كما سبق.
وعن معاذ بن جبل عند الطبراني 20/ (133) من طريق عبد الرحمن بن غنم قال: سألت معاذ بن جبل: أتسوكُ وأنا صائم؟ قال: نعم. قلت: أيَّ النهارِ أتسوك؟ قال: أيَّ النهار شئت، إن شئت غدوة، وإن شئت عشية. قلت: إن الناس يكرهونه عشية، قال: ولم؟ قلت: يقولون: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لخُلُوف فم الصائم أطيبُ عند الله من ريح المسك" فقال: سبحان الله، لقد أمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسواك حين أمرهم وهو يعلم أنه لا بد أن يكون بفم الصائم خُلُوف وإن استاك، وما كان بالذي يأمرهم أن يُنتنوا أفواههم عمداً، ما في ذلك من الخير شيءٌ، بل فيه شرٌّ، إلا من ابتُلي ببلاءٍ لا يَجِدُ منه بداً. قلت: والغبار في سبيل الله أيضاً كذلك، إنما يؤجر فيه من اضطر إليه ولم يجد عنه محيصاً؟ قال: نعم، وأما من ألقى نفسه في البلاء عمداً فما له من ذلك من أجر.
وقد جود إسناده الحافظ في "التلخيص" 2/ 202، وأورده الهيثمي في "المجمع" 3/ 165، وقال: وفيه بكر بن خنيس، وهو ضعيف، وقد وثقه ابن مَعِين في رواية. قلنا: ولذا فإسناده محتمل للتحسين. =
15679 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ. وَحَجَّاجٌ، قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَامِرٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَجُلًا تَزَوَّجَ امْرَأَةً عَلَى نَعْلَيْنِ، قَالَ: فَأَتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ ذَاكَ لَهُ، فَقَالَ:" أَرَضِيتِ مِنْ نَفْسِكِ وَمَالِكِ بِنَعْلَيْنِ؟ " قَالَتْ: نَعَمْ. قَالَ شُعْبَةُ (1): فَقُلْتُ لَهُ: كَأَنَّهُ أَجَازَ ذَلِكَ (2)؟ قَالَ: كَأَنَّهُ أَجَازَهُ. قَالَ شُعْبَةُ: ثُمَّ لَقِيتُهُ، فَقَالَ:
= وعن أنس مرفوعاً عند الدارقطني 2/ 202، والبيهقي في "السنن" 4/ 272 من طريق أبي إسحاق الخوارزمي، قال: سألت عاصماً الأحول، فقلت: أيستاك الصائم؟ فقال: نعم، فقلت: برطب السواك ويابسه؟ قال: نعم، قلت: أول النهار وآخره؟ قال: نعم، قلت: عمن؟ قال: عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال البيهقي: فهذا ينفرد به أبو إسحاق إبراهيم بن بيطار، ويقال: إبراهيم بن عبد الرحمن قاضي خوارزم، حدث ببَلْخ عن عاصمٍ الأحول بالمناكير، لا يُحتج به. وزاد الحافظ في "التلخيص" 1/ 68: قال ابن حبان: لا يصح، ولا أصل له من حديث النبي صلى الله عليه وسلم، ولا من حديث أنس. وذكره ابن الجوزي في "الموضوعات".
وعن ابن عمر مرفوعاً أورده ابن حبان في "الضعفاء" 1/ 144 من طريق أحمد بن عبد الله بن ميسرة الحراني، عن شجاع بن الوليد، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستاك آخر النهار وهو صائم. وأعلَّه ابن حبان بابن ميسرة، وذكر أن الصحيح أنه من فعل ابن عمر. وقد أخرجه موقوفاً عليه البيهقي في "السنن" 4/ 273.
قال المباركفوري في "التحفة" 3/ 420: كفى ثبوته عن ابن عمر، مع تعدد الضعيف فيه، مع عمومات الأحاديث الواردة في فضل السواك.
(1)
عبارة "قال شعبة" لم ترد في (ص).
(2)
عبارة: "كأنه أجاز ذلك" سقطت من (ق).
" أَرَضِيتِ مِنْ نَفْسِكِ وَمَالِكِ بِنَعْلَيْنِ؟ " فَقَالَتْ: رَأَيْتُ ذَاكَ، فَقَالَ:" وَأَنَا أَرَى ذَاكَ "(1).
15680 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ. وَحَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ يَقُولُ: " مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً، لَمْ تَزَلِ الْمَلَائِكَةُ تُصَلِّي عَلَيْهِ مَا صَلَّى عَلَيَّ، فَلْيُقِلَّ عَبْدٌ مِنْ ذَلِكَ أَوْ لِيُكْثِرْ "(2).
(1) إسناده ضعيف كسابقه (15676). حجاج شيخ أحمد: هو ابن محمد المصيصي الأعور، وشعبة: هو ابن الحجاج.
وأخرجه الترمذي (1113) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد بأخصر منه. وقال: حديث حسن صحيح.
وأخرجه الطيالسي (1143)، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 7/ 239، وأخرجه الترمذي (1113) أيضاً، وأبو يعلى (7194) من طريق يحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي، وابن عدي في "الكامل" 5/ 1868 من طريق علي بن الجعد، والبيهقي 7/ 138 من طريق عمرو بن مرزوق، كلهم عن شعبة، به. قال أبو يعلى: وفي حديث عبد الرحمن: "أرضيت من نفسه وماله بنعلين".
قال الترمذي: واختلف أهل العلم في المهر، فقال بعضهم: المهر على ما تراضَوْا عليه، وهو قول سفيان الثوري والشافعي وأحمد وإسحاق. وقال مالك ابن أنس: لا يكون المهر أقل من ربع دينار، وقال بعضُ أهل الكوفة: لا يكون المهر أقل من عشرة دراهم.
(2)
حديث حسن، عاصم بن عبيد الله توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الاعور.
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد"(1026)، والطيالسي (1142)، وعبد بن =
15681 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَاصِمُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّهَا سَتَكُونُ مِنْ بَعْدِي أُمَرَاءُ يُصَلُّونَ الصَّلَاةَ لِوَقْتِهَا، وَيُؤَخِّرُونَهَا عَنْ وَقْتِهَا، فَصَلُّوهَا مَعَهُمْ، فَإِنْ صَلَّوْهَا لِوَقْتِهَا وَصَلَّيْتُمُوهَا مَعَهُمْ، فَلَكُمْ وَلَهُمْ، وَإِنْ أَخَّرُوهَا عَنْ وَقْتِهَا فَصَلَّيْتُمُوهَا مَعَهُمْ، فَلَكُمْ وَعَلَيْهِمْ، مَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً، وَمَنْ نَكَثَ الْعَهْدَ وَمَاتَ (1) نَاكِثًا لِلْعَهْدِ، جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا حُجَّةَ لَهُ ".
= حميد في "المنتخب"(317)، وابن ماجه (907)، والقاضي إسماعيل بن إسحاق في "فضل الصلاة على النبي"(6)، وأبو يعلى (7196)، وابن عدي في "الكامل" 5/ 1868، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 180، والبيهقي في "الشعب"(1557)، والبغوي في "شرح السنة"(688) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وقال البوصيري في "الزوائد": إسناده ضعيف، لأن عاصم بن عبيد الله قال فيه البخاري وغيره: منكر الحديث.
وقال المنذري في "الترغيب والترهيب" برقم (2480): حسن في المتابعات.
وأخرجه البيهقي في "الشعب" أيضاً (1558) من طريق يزيد بن هارون، عن شعبة، به، بلفظ:"من صلَّى عليَّ صلاة صلى الله بها عشراً، فليُكثر عليَّ عبدٌ من الصلاة أو ليُقِلَّ".
وأخرجه عبد الرزاق (3115)، ومن طريقه أبو نعيم 1/ 180 عن عبد الله بن عمر، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن أبيه رفعه بلفظ:"من صلى عليَّ صلاة، صلى الله عليه عشراً، فأكثروا أو أقلوا" ورجاله ثقات غير عبد الله بن عمر العمري فهو ضعيف.
وله شاهد عند إسماعيل القاضي (3) وفي سنده ضعف.
(1)
في (ظ 12): مات. يعني دون واو قبله.
قُلْتُ لَهُ: مَنْ أَخْبَرَكَ هَذَا الْخَبَرَ؟ قَالَ: أَخْبَرَنِيهِ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ (1)، يُخْبِرُ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم (2).
(1) عبارة "عن أبيه عامر بن ربيعة" ليست في (ق).
(2)
بعضه صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عاصم بن عبيد الله وهو ابن عاصم بن عمر بن الخطاب، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، وابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (3779)، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو يعلى (7201) و (7203)، والخطيب مختصراً في "الفقيه والمتفقه" 1/ 163 من طرق عن ابن جريج، به.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 1/ 324 وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير" بنحوه، وفيه عاصم بن عبيد الله وهو ضعيف، إلا أن مالكاً روى عنه.
وسيأتي برقم (15693)، وانظر (15696).
وقوله: "من فارق الجماعة" له شاهد من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب، سلف برقم (5386)، وذكرنا هناك بقية شواهده.
والقسم الأول من الحديث منكر يخالف الروايات الصحيحة، منها ما رواه ابن مسعود في الحديث السالف برقم (3601) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لعلكم ستدركون أقواماً يصلون صلاة لغير وقتها، فإذا أدركتموهم فصلوا في بيوتكم في الوقت الذي تعرفون، ثم صلوا معهم، واجعلوها سبحة". وما رواه أبو ذر عند مسلم (648) قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كيف أنت إذا كانت عليك أمراء يؤخرون الصلاة عن وقتها، أو يميتون الصلاة عن وقتها؟ " قال: قلت: فما تأمرني؟ قال: "صل الصلاة لوقتها، فإن أدركتها معهم، فصل، فإنها لك نافلة"، وسيرد 5/ 149، وذكرنا تتمة أحاديث الباب في تخريج حديث ابن مسعود السالف برقم (3601)، وذكرنا هناك خطأً حديثَ عامر بن ربيعة هذا فليُحذف.
قال السندي: قوله: "يصلون الصلاة لوقتها"، أي: أحياناً. "ويؤخرونها"، =
15682 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا رَأَى أَحَدُكُمُ الْجِنَازَةَ، فَلْيَقُمْ حَتَّى تُخَلِّفَهُ أَوْ تُوضَعَ "(1).
= أي: أحياناً، والظاهر أن المراد التأخير عن الوقت المندوب أو المباح إلى وقت الكراهة، لا إخراجها عن الوقت، وقد قيل: إن شأن المروانيين كان هو التأخير، لا الإخراج، فليس فيه إذنٌ في إخراج الصلاة عن الوقت تبعاً للإمام، والظاهر أنه يُصلي حينئذ لنفسه، ثم يصلي مع الإمام نفلاً.
"ميتة جاهليَّة": بكسر الميم، وفيه حث على موافقة المؤمنين.
وأخرجه عبد الرزاق (3115)، ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" 1/ 180 من طريق عبد الله بن عمر، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن أبيه، به، بلفظ:"من صلى عليَّ صلاة، صلى الله عليه عشراً، فأكثروا أو أقلوا". وسقط: عبد الرحمن بن القاسم من إسناد عبد الرزاق.
وهذا تابع فيه عبدُ الرحمن بن القاسم عاصم بن عبيد الله، لكنه من طريق عبد الله بن عمر العمري الضعيف، وبلفظ آخر.
وسلف ذكر أحاديث الباب في مسند عبد الله بن عمرو بن العاص برقم (6568).
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" برقم (6305)، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (958)(74)، والترمذي (1042)، والنسائي في "المجتبى" 4/ 44 من طريقين عن الزهري، به. وزاد مسلم:"أن لم يكن ماشياً معها". وأخرجه عبد الرزاق (6306)، ومن طريقه الطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 486 عن ابن جريج، عن الزهري، عن سالم، عن نافع، به. قلنا: كذا وقع فيهما: عن سالم، عن نافع، ونرجح أن الصواب عن سالم ونافع، أو عن سالم وعن نافع، كما ذكر ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" 1/ 251. =
15683 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ (1)، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَهُ (2).
15684 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي عَلَى ظَهْرِ رَاحِلَتِهِ النَّوَافِلَ فِي كُلِّ جِهَةٍ (3).
15685 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا رَأَيْتَ جَنَازَةً فَإِنْ لَمْ تَكُ مَاشِيًا مَعَهَا فَقُمْ لَهَا حَتَّى تُخَلِّفَكَ أَوْ تُوضَعَ ".
= وسيرد من طريق سفيان عن الزهري، به برقم (15687).
وقد سلف (15674)، وانظر (15677).
(1)
هذا الحديث لم يرد في (ق).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين كسابقه. أيوب: هو السختياني. وهو في "مصنف عبد الرزاق"(6307)، بهذا الإسناد، إلا أنه سقط من إسناده عامر بن ربيعة.
وأخرجه مسلم (958)(75) من طريقين عن أيوب، به.
وقد سلف برقم (15674). وانظر (15685).
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، ومعمر: هو ابن راشد، والزهري: هو محمد بن مسلم ابن شهاب.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(4517)، ومن طريقه أخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(319)، وأبو عوانة 2/ 345، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (15672).
قَالَ: فَكَانَ ابْنُ عُمَرَ رُبَّمَا تَقَدَّمَ الْجِنَازَةَ فَقَعَدَ، حَتَّى إِذَا رَآهَا قَدْ أَشْرَفَتْ قَامَ حَتَّى تُوضَعَ، وَرُبَّمَا سَتَرَتْهُ (1).
15686 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي عَلَى رَاحِلَتِهِ حَيْثُ تَوَجَّهَتْ بِهِ (2).
15687 -
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا رَأَيْتُمُ الْجِنَازَةَ، فَقُومُوا لَهَا حَتَّى تُخَلِّفَكُمْ أَوْ تُوضَعَ "(3).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن عُلَيَّة، وأيوب: هو السختياني.
وأخرجه مسلم (958)(75) من طريق إسماعيل، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (15674) و (15675)، وانظر (15677).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (15684) غير أن شيخ أحمد هنا هو عبد الأعلى.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 496، والبخاري (1093)، وابن خزيمة (1265)، وأبو عوانة 2/ 344 من طرقٍ عن عبد الأعلى، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (15672).
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. وسفيان: هو ابن عيينة.
وأخرجه الشافعي 1/ 213 (بترتيب السندي)، والحميدي (142)، وابن أبي شيبة 3/ 356، والبخاري (1307)، ومسلم (957)(73)، وأبو داود (3172)، وابن ماجه (1542)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(324)، وأبو يعلى (7200)، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 486، والبيهقي =
15688 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَسْتَاكُ مَا لَا أَعُدُّ وَلَا أُحْصِي وَهُوَ صَائِمٌ (1).
15689 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا صَلَّى عَلَيَّ أَحَدٌ (2) صَلَاةً إِلَّا صَلَّتْ عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ مَا دَامَ يُصَلِّي عَلَيَّ، فَلْيُقِلَّ عَبْدٌ مِنْ ذَلِكَ أَوْ لِيُكْثِرْ "(3).
15690 -
حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَاصِمُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ يُحَدِّثُ
= في "السنن" 4/ 25، والبغوي في "شرح السنة"(1484) من طريق سفيان، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (15674). وانظر (15677).
(1)
حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرر (15678)، إلا أن شيخ أحمد هنا هو يحيى بن سعيد القطان.
وأخرجه أبو داود (2364)، وابن خزيمة (2007) من طريق يحيى، بهذا الإسناد.
وسلف ذكر شواهده في الرواية (15678).
(2)
في (ص) و (ظ 12): أحد علي.
(3)
حديث حسن، وهو مكرر (15680) غير أن شيخ أحمد هنا هو وكيع: هو ابن الجراح.
وأخرجه ابن أبي شيبة 11/ 507 عن وكيع، بهذا الإسناد.
عَنْ أَبِيهِ - وَكَانَ بَدْرِيًّا - عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " مَنْ صَلَّى علَيَّ صَلَاةً " فَذَكَرَهُ (1).
15691 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَجُلًا مِنْ بَنِي فَزَارَةَ تَزَوَّجَ امْرَأَةً عَلَى نَعْلَيْنِ، فَأَجَازَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم (2).
15692 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ أَبِيهِ - وَكَانَ بَدْرِيًّا - قَالَ: لَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَبْعَثُنَا فِي السَّرِيَّةِ - يَا بُنَيَّ - مَا لَنَا زَادٌ إِلَّا السَّلْفُ مِنَ التَّمْرِ، فَيَقْسِمُهُ قَبْضَةً قَبْضَةً، حَتَّى يَصِيرَ إِلَى تَمْرَةٍ تَمْرَةٍ، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَتِ وَمَا عَسَى أَنْ تُغْنِيَ التَّمْرَةُ عَنْكُمْ؟ قَالَ: لَا تَقُلْ ذَلِكَ يَا بُنَيَّ (3)، فَبَعْدَ أَنْ فَقَدْنَاهَا، فَاخْتَلَلْنَا إِلَيْهَا (4).
(1) حديث حسن، وهو مكرر ما قبله، غير أن شيخ أحمد هنا هو شعيب ابن حرب المدائني من رجال البخاري.
وانظر (15680).
(2)
مكرر (15676) سنداً ومتناً.
(3)
لفظ "يا بني" ليس في (ظ 12).
(4)
إسناده ضعيف، فيه المسعودي -وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة- قد اختلط، ويزيد -وهو ابن هارون- قد سمع منه بعد الاختلاط، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. أبو بكر بن حفص: اسمه عبد الله.
وأخرجه البزار (3679) من طريق يزيد، بهذا الإسناد. =
15693 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَاصِمُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" سَيَكُونُ أُمَرَاءُ بَعْدِي يُصَلُّونَ الصَّلَاةَ لِوَقْتِهَا وَيُؤَخِّرُونَهَا، فَصَلُّوهَا مَعَهُمْ، فَإِنْ صَلَّوْهَا لِوَقْتِهَا وَصَلَّيْتُمُوهَا مَعَهُمْ، فَلَكُمْ وَلَهُمْ، وَإِنْ أَخَّرُوهَا عَنْ وَقْتِهَا وَصَلَّيْتُمُوهَا مَعَهُمْ، فَلَكُمْ وَعَلَيْهِمْ، مَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً، وَمَنْ نَكَثَ الْعَهْدَ فَمَاتَ نَاكِثًا لِلْعَهْدِ، جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا حُجَّةَ لَهُ ".
قُلْتُ: مَنْ أَخْبَرَكَ هَذَا الْخَبَرَ؟ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ،
= وأخرجه أبو يعلى (7199) من طريق عاصم بن علي، والطبراني في "الأوسط"(8869) من طريق أسد بن موسى، كلاهما عن المسعودي، به. وعلي بن عاصم سمع من المسعودي بعد الاختلاط، وأما أسد بن موسى فلم يتبين لنا أمره أسمع منه قبل الاختلاط أم بعده.
قال الطبراني في "الأوسط": لم يرو هذا الحديث عن عبد الله بن عامر بن ربيعة إلا أبو بكر بن حفص، تفرد به المسعودي، ولا يروى عن عامر بن ربيعة إلا بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/ 319، وقال: رواه أحمد والبزار، والطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، وفيه المسعودي وقد اختلط، وكان ثقة.
قال السندي: قوله: "مالنا زاد إلا السَّلْف من التمر" ضبط بفتح فسكون، وفي "النهاية" بسكون اللام: الجراب الضخم، والجمع سلوف، ويروى: إلا السف من التمر، وهو الزَّبيلُ من الخوص.
"فاختللنا"، أي: احتجنا.
عَنْ أَبِيهِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ يُخْبِرُ (1) عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم (2).
15694 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " تَابِعُوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ، فَإِنَّ مُتَابَعَةً بَيْنَهُمَا تَنْفِي الْفَقْرَ وَالذُّنُوبَ كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ "(3).
(1) جاءت العبارة في (ص) و (ظ 12): عن أبيه عامر يخبر عامر بن ربيعة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
(2)
هو مكرر (15681) إلا أن شيخ أحمد هنا هو محمد بن بكر بن عثمان البرساني.
(3)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عاصم بن عبيد الله، وهو ابن عاصم بن عمر بن الخطاب، وقد اضطَرَب في هذا الحديث، فتارة يرويه عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، كما في هذه الرواية، وتارة يرويه عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن أبيه، عن عمر، وتارة يرويه عن عبد الله بن عامر، عن عمر، لا يذكر عامر بن ربيعة، كما سلف في مسند عمر برقم (167)، ومرة يقفه على عمر. وقد بيَّن هذا الاضطراب مع ذكر أسانيد الروايات الدارقطني في "العلل" 2/ 127 - 131 وقال: فبان الاضطرابُ في الإسناد من قِبَل عاصم بن عبيد الله لا من قِبَل من رواه عنه، ثم نقلَ الدارقطني عن سفيان بن عيينة قوله -بعد أن بين اضطرابه-: وأكثر ذلك كان يقولُه عن عبد الله بن عامر، عن أبيه، عن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قلنا: وابن جُريج -وهو عبد الملك بن عبد العزيز- لم يصرح هنا بالسماع.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(8796).
وسيرد برقم (15697) من طريق شريك، عن عاصم، وبرقم (15698) من طريق ابن عيينة، عن عاصم. =
15695 -
حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، أَنَّ عَامِرَ بْنَ رَبِيعَةَ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُسَبِّحُ (1) وَهُوَ عَلَى الرَّاحِلَةِ وَيُومِئُ بِرَأْسِهِ قِبَلَ أَيِّ وَجْهٍ تَوَجَّهَ، وَلَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَصْنَعُ ذَلِكَ فِي الصَّلَاةِ الْمَكْتُوبَةِ (2).
15696 -
حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ وَحُسَيْنٌ (3) قَالَا: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرٍ - يَعْنِي (4) ابْنَ رَبِيعَةَ - عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ مَاتَ وَلَيْسَتْ عَلَيْهِ
= وله شاهد من حديث ابن مسعود، سلف بإسناد حسن برقم (3669)، وذكرنا بقية شواهده هناك، ومما ذكرنا هناك حديثي عمر وعامر بن ربيعة، وإنما هما حديث واحد مضطرب الإسناد كما سلف.
(1)
لفظ "يسبح" لم يرد في (ظ 12).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، وليث: هو ابن سعد، وعُقيل: هو ابن خالد الأيلي، والزهري: هو محمد بن مسلم ابن شهاب.
وأخرجه البخاري (1097)، والدارمي 1/ 356، والبيهقي في "السنن" 2/ 7 من طريقين عن الليث، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو يعلى (7202) من طريق النعمان بن راشد، عن الزهري، به. دون قوله: ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع ذلك في المكتوبة.
وقد سلف برقم (15672).
(3)
وقع في (ق) و (م) و (س): حسن، والمثبت من (ظ 12) و (ص) وهامش (س)، و"أطراف المسند" 2/ 632، وهو الصواب.
(4)
كلمة "يعني" ليست في (ظ 12) و (ص).
طَاعَةٌ، مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً، فَإِنْ (1) خَلَعَهَا مِنْ بَعْدِ عَقْدِهَا فِي عُنُقِهِ، لَقِيَ اللهَ تبارك وتعالى، وَلَيْسَتْ لَهُ حُجَّةٌ.
أَلَا لَا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ لَا تَحِلُّ لَهُ، فَإِنَّ ثَالِثَهُمَا الشَّيْطَانُ، إِلَّا مَحْرَمٍ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ مَعَ الْوَاحِدِ، وَهُوَ مِنَ الِاثْنَيْنِ أَبْعَدُ، مَنْ سَاءَتْهُ سَيِّئَتُهُ، وَسَرَّتْهُ حَسَنَتُهُ، فَهُوَ مُؤْمِنٌ " قَالَ حُسَيْنٌ (2):" بَعْدَ عَقْدِهِ إِيَّاهَا فِي عُنُقِهِ "(3).
(1) في (ظ 12) و (ص): وإن.
(2)
انظر التعليق رقم (2).
(3)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، لضعف عاصم بن عبيد الله، وهو ابن عاصم بن عمر بن الخطاب، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير شريك ابن عبد الله النخعي، فقد روى له مسلم متابعة، والبخاري تعليقاً، وهو سيئ الحفظ، حسين: هو ابن محمد المروذي، وأبو النضر: هو هاشم بن القاسم.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 385 مختصراً، والبزار (1636)، وابن عدي في "الكامل" 5/ 1869 من طرق عن شريك، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 5/ 223 - 224 وقال: رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني في رواية عنده: "بعد عقده إياها في عنقه"، وفيه عاصم بن عبيد الله وهو ضعيف.
وقوله: "من مات وليست عليه طاعة"، سلف ذكر شواهده برقم (15681).
والنهي عن الخلوة بالمرأة إلى آخر الحديث له شاهد من حديث عمر بن الخطاب، سلف برقم (114) بإسناد صحيح.
وفي باب النهي عن الخلوة بالمرأة أيضاً عن جابر، سلف برقم (14651) بلفظ:"من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فلا يخلون بامرأة ليس معها ذو محرم، فإن الشيطان ثالثهما". وفي إسناده ابن لهيعة. =
15697 -
حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ أَسْوَدُ: وَرُبَّمَا ذَكَرَ (1) شَرِيكٌ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " تَابِعُوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ، فَإِنَّ مُتَابَعَةً بَيْنَهُمَا تَزِيدُ فِي الْعُمُرِ وَالرِّزْقِ، وَتَنْفِيَانِ الذُّنُوبَ، كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ "(2).
= وعن عقبة بن عامر عند البخاري (5232)، ومسلم (2172)، وسيرد 4/ 149.
وعن ابن عباس عند البخاري (5233)، ومسلم (1341).
وفي الباب أيضاً في قوله: "من ساءته سيئته وسرته حسنته فهو مؤمن":
عن أبي موسى الأشعري عند البزار (79)، وسيرد 4/ 398، وقال الهيثمي 1/ 86: رواه أحمد والبزار والطبراني في "الكبير"، ورجاله رجال الصحيح، ما خلا المطلب بن عبد الله، فإنه ثقة لكنه لم يسمع من أبي موسى، فهو منقطع.
وعن أبي أمامة عند ابن حبان (176)، وسيرد 5/ 252، وإسناده صحيح. وانظر (15681).
قال السندي: قوله: "فإن الشيطان مع الواحد": الظاهر أنه علة أنه لا يخالف الجماعة، فحقه أن يكون قبل قوله:"ألا لا يخلون رجل إلخ".
(1)
في (ظ 12) و (ص): ذكره.
(2)
صحيح لغيره، دون قوله:"تزيد في العمر والرزق"، وهذا إسناد ضعيف علته عاصم -وهو ابن عبيد الله- لم يكن بالحافظ، وقد اضطرب فيه كما بينا مفصلاً في الرواية (15694). وشريك -وهو ابن عبد الله النخعي- سيئ الحفظ.
وقوله: عن أبيه، يعني عن أبي عبد الله بن عامر بن ربيعة، يريد أن عاصماً ذكر هنا عامر بن ربيعة، ولذا قال أسودُ بنُ عامر بعد ذلك: وربما ذكر شريك عن عاصم، عن عبد الله بن عامر، عن أبيه. وقد بينا في الرواية السالفة أن =
15698 -
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ يُحَدِّثُ عَنْ عُمَرَ يَبْلُغُ بِهِ، وَقَالَ مَرَّةً: عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " تَابِعُوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ، فَإِنَّ مُتَابَعَةً بَيْنَهُمَا يَنْفِيَانِ الذُّنُوبَ وَالْفَقْرَ كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ الْخَبَثَ ". قَالَ سُفْيَانُ: لَيْسَ فِيهِ: أَبُوهُ " وَيَزِيدُ فِي الْعُمُرِ " مَئَةَ مَرَّةٍ (1).
= عاصماً اضطرب في إسناد هذا الحديث، فمرة ينقص من إسناده عامراً، ومرة يزيده فيه، وانظر الرواية الآتية.
وأورده الدارقطني في "العلل" 2/ 129 وقال: رواه شريك بن عبد الله، عن عاصم، واختُلف عنه، فأسنده يحيى بن طلحة عن شريك، وجوَّد إسناده. وخالفه أسباط بن محمد عن شريك، فلم يذكر في الإسناد عامراً. وقال عثمان ابن أبي شيبة: عن شريك، عن عاصم، عن عبد الله بن عامر، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يذكر عمر.
قلنا: وهذه متابعة من عثمان بن أبي شيبة لأسود بن عامر في رواية أحمد هذه.
وقد سلف برقم (15698)، وذكرنا هناك شواهده.
(1)
صحيح لغيره دون قوله: "ويزيد في العمر"، وهو مكرر (167) سنداً ومتناً السالف في مسند عمر بن الخطاب لكن دون هذه الزيادة.
ونزيد في تخريجه هنا:
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 5/ 1868 من طريق سفيان، بهذا الإسناد. يعني لم يذكر عامر بن ربيعة، وفيه زيادة: ويزيدان في العمر.
وأخرجه الحميدي (17)، ومن طريقه البيهقي في "الشعب"(4095)، وأخرجه مختصراً جداً البيهقي في "الشعب"(4094) من طريق علي بن حرب الموصلي، كلاهما عن سفيان، به. لكن زاد فيه عاصمٌ: عامرَ بن ربيعة. وعند =
15699 -
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَمِّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ أَحَدُ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا رَأَيْتُمُ الْجِنَازَةَ فَقُومُوا لَهَا حَتَّى تُخَلِّفَكُمْ "(1).
15700 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عِيسَى، عَنْ أُمَيَّةَ بْنِ هِنْدِ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: انْطَلَقَ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ وَسَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ يُرِيدَانِ الْغُسْلَ، قَالَ: فَانْطَلَقَا يَلْتَمِسَانِ الْخَمَرَ. قَالَ: فَوَضَعَ عَامِرٌ جُبَّةً كَانَتْ عَلَيْهِ مِنْ
= الحميدي: "فإن متابعة بينهما يزيدان في الأجل".
ونقل الحُميدي عقب الحديث عن سفيان قوله: هذا الحديثُ حدَّثَناه عبدُ الكريم الجَزَري عن عَبْدة، عن عاصم، فلما قدم عبدةُ أتيناه لنسأله عنه، فقال: إنما حَدَّثنيه عاصم، وهذا عاصمٌ حاضر، فذهبنا إلى عاصم، فسألناه، فحدثنا به هكذا، ثم سمعتُه منه بعد ذلك، فمرة يقفه على عمر ولا يذكر فيه عن أبيه، وأكثر ذلك كان يحدثه عن عبد الله بن عامر، عن أبيه، عن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ثم قال سفيان: وربما سكتنا عن هذه الكلمة: "يزيدان في الأجل" فلا نحدث بها مخافة أن يحتج بها هؤلاء، يعني: القدرية، وليس لهم فيها حجة.
وسلف برقم (15694)، وذكرنا هناك اضطرابه مفصلاً، وذكرنا شواهده.
(1)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير ابن أخي الزهري -وهو محمد بن عبد الله بن مسلم ابن شهاب- فمن رجال مسلم، وروى له البخاري متابعة. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم ابن عبد الرحمن بن عوف، وسالم: هو ابن عبد الله بن عمر.
وقد سلف برقم (15694)، وسلف لأول مرة برقم (15674)، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
صُوفٍ، فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ، فَأَصَبْتُهُ بِعَيْنِي، فَنَزَلَ الْمَاءَ يَغْتَسِلُ، قَالَ: فَسَمِعْتُ لَهُ فِي الْمَاءِ فَرْقَعَةً، فَأَتَيْتُهُ فَنَادَيْتُهُ ثَلَاثًا، فَلَمْ يُجِبْنِي، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَأَخْبَرْتُهُ، قَالَ: فَجَاءَ يَمْشِي فَخَاضَ الْمَاءَ، كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى بَيَاضِ سَاقَيْهِ، قَالَ: فَضَرَبَ صَدْرَهُ بِيَدِهِ، ثُمَّ قَالَ:" اللهُمَّ أَذْهِبْ عَنْهُ حَرَّهَا وَبَرْدَهَا وَوَصَبَهَا " قَالَ: فَقَامَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مِنْ أَخِيهِ، أَوْ مِنْ نَفْسِهِ، أَوْ مِنْ مَالِهِ مَا يُعْجِبُهُ، فَلْيُبَرِّكْهُ، فَإِنَّ الْعَيْنَ حَقٌّ "(1).
(1) قوله: "العين حق" صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، مع وهم فيه، أمية بن هند بن سهل بن حنيف -وهو أمية بن هند بن سعد بن سهل بن حنيف- روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات" غير أنه جعله اثنين، وقال ابن معين: لا أعرفه، فقال الذهبي في "الميزان": روى عنه سعيد بن أبي هلال وغيره، يعني كأنَّه ردَّه، لكنه يبقى مجهول الحال، وهو من رجال النسائي وابن ماجه، وباقي رجاله رجال الصحيح. والد وكيع: هو الجرَّاح بن مليح الرؤاسي، وعبد الله بن عيسى: هو ابن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري. والوهم فيه هو ما ورد في متنه: أن عامراً وضع جبة كانت عليه من صوف، والصواب: سهل بن حُنَيف، لا عامر، كما هو في جميع مصادر التخريج، وفي مسند سهل بن حُنيف نفسه برقم (15980).
وأخرجه البخاري في "تاريخه" 2/ 9، والحاكم 4/ 215 من طريق وكيع، بهذا الإسناد، ولم يسق البخاري لفظه بتمامه، وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي!
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 57 - 58، والنسائي في "الكبرى"(7511) و (10039) و (10872) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(211) و (1033) -، وابن ماجه (3506)، وأبو يعلى (7195)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2901)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(206) من طريق معاوية بن =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= هشام، والحاكم 4/ 215 مختصراً بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا رأى أحدكم من نفسه وأخيه ما يعجبه
…
" من طريق أبي الجوَّاب، كلاهما عن عمار بن رُزَيق، عن عبد الله بن عيسى، به. ولفظ المرفوع عندهم: "إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو أخيه
…
" يعني بتقديم: "من نفسه أو ماله" على "من أخيه".
وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه بذكر البركة، ووافقه الذهبي!
قال الحافظ في "أطراف المسند" 2/ 545 في مسند سهل بن حنيف: وقع هذا الحديث في مسند عامر بن ربيعة، وهو بمسند سهل أشبه، وفيه زيادة ومخالفة للأحاديث السابقة. قلنا: يعني بالأحاديث السابقة ما ورد في مسند سهل بن حُنَيف من أمر النبي صلى الله عليه وسلم عامراً أن يتوضأ ويغسل وجهه ويديه وركبتيه وداخلة إزاره ويصب عليه.
ثم أن قوله: "إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو أخيه ما يحب
…
" جاء بغير هذا السياق فيما أخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (205) من طريق يحيى بن عبد الحميد الحماني، حدثنا عبد الرحمن بن سليمان ابنُ الغسيل، حدثنا مسلمةُ بنُ خالد الأنصاري، عن أبي أُمامة بن سهل بن حُنَيف، عن أبيه رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما يمنع أحدكم إذا رأى من أخيه ما يعجبه في نفسه وماله فليُبَرِّك عليه، فإن العين حق". ومسلمة بن خالد الأنصاري تفرد بالرواية عنه ابنُ الغسيل، فقال أبو حاتم: مجهول، وتابعه الذهبي في "الميزان"، وقد نسبه ابن أبي حاتم إلى خالد بن عبد الله بن سماك ابن خرشة الأنصاري، وذكره ابن حبان في "الثقات". وبقية رجال الإسناد ثقات من رجال الشيخين، سوى يحيى الحماني، فليس له رواية في كتب الستة، وفيه ضعف، وقد وهم الحافظ ابن حجر، فرقم له في "التقريب" برمز مسلم، وإنما له ذكر في "صحيح مسلم " في ضبط اسمٍ.
ويؤكد هذا السياق الأخير ما جاء في مسند سهل بن حنيف فيما أخرجه ابن أبي شيبة 8/ 58 - 59، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(209)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2896)، والطبراني (5573) و (5578) من طرق عن =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= الزهري، عن أبي أمامة بن سهل بن حُنَيف، عن أبيه، بلفظ:"علامَ يقتل أحدُكم أخاه، إذا رأى ما يُعجبه فليدع بالبركة". وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر عامراً أن يتوضأ له، ويصب عليه. وهو حديث صحيح، وسيرد 3/ 486 - 487.
وقوله: "العين حق" سلف ذكر شواهد في مسند عبد الله بن عمرو بن العاص برقم (7070)، وهو حديث مستفيض.
وقد جمع الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 7/ 340 بين حديث عامر بن ربيعة الذي فيه الاكتفاء بالدعاء، وبين حديث سهل بن حُنَيف الذي فيه أمرُ عامرٍ بالاغتسال له، بأنه يحتمل أن يكون قد جمعهما له جميعاً، أو يكون كان ذلك مرتين، ففعل له رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل واحدة منهما ما فعل فيها من دعاء ومن أمرٍ باغتسال، ويحتمل أن يكون الاغتسالُ كان ثم نُسخ بغيره، ثم أورد الطحاوي حديث أبي سعيد الخدري برقم (2902)، وفيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتعوَّذ من عين الجان وعين الإنس، فلما نزلت المعوِّذتان أخذهما، وترك ما سوى ذلك. وإسناده صحيح إن كان عباد بن العوام فيه قد سمع من الجُريري قبل الاختلاط.
وأورد بعده حديث عائشة برقم (2903) قالت: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أسترقي من العين. وهو حديث صحيح عند البخاري (5738)، ومسلم (2195)(56)، وسيرد 6/ 63 و 138. وحديثَ أبي سعيد الخدري برقم (2904) قال: اشتكى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فرقاه جبريلُ عليه السلام، فقال: بسم الله أرقيك من كل شيء يُؤذيك، ومن كل حاسد وعين. وهو حديث صحيح عند مسلم (2186) وغيره. ثم قال الطحاوي: ففي هذه الآثار الاكتفاء بالمعوذتين وبالرقى، وفي ذلك ما قد دَلَّ على نسخ الغسل
…
قال السندي: قوله: "يلتمسان الخَمَر" بفتحتين: كلُّ ما سَتَرك من شجرٍ أو بناءٍ أو غيره.
"فسمعت له في الماء قرقعة": هكذا بقافين في نسخ "المسند"، وفي الترتيب بالفاء موضع القاف الأولى، وعلى الوجهين ما وجدتُ له معنى قريباً فيما عندي من الكتب. قلنا: قد جاء عند ابن أبي شيبة والنسائي والطحاوي: =
15701 -
حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ جُرْجَةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: رَأَى عَامِرٌ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي عَلَى ظَهْرِ رَاحِلَتِهِ (1).
15701 م - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَسُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، قَالَا: حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أَبِيهِ - قَالَ سُرَيْجٌ: ابْنِ رَبِيعَةَ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْعُمْرَةُ إِلَى الْعُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا مِنَ الذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا، وَالْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا الْجَنَّةَ "(2).
= "قعقعة": وهي الاضطراب والتحرك نحو الموت، كما في "النهاية". وجاء عند ابن السني: فأخذته نافضة، وهي الحمى.
ثم قال السندي:"حرها"، أي: حر العين.
"فليُبَرِّكْه": بالتشديد، من التبريك، أي: فليدع له بالبركة.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، يحيى بن جُرجة قال أبو حاتم -كما في الجرح 9/ 133 - : شيخ. وقال ابن عدي في "الكامل" 7/ 2685: ويحيى بن جُرجة هذا يشبه أن يكون مكياً، وقد حدث عنه ابن جريج وجماعة، وأرجو أنه لا بأس بحديثه. قلنا: وذكره ابن حبان في "الثقات" 7/ 599، وقال الذهبي في "الميزان": ما روى عنه غير ابن جريج. وهو متعقب بقول الحسيني في "الإكمال": عنه ابن جريج وقزعة بن سويد، وبقول ابن عدي السابق، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، وابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز، صرح بالتحديث عن يحيى، فانتفت شبهة تدليسه، والزهري: هو محمد بن مسلم ابن شهاب.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 4/ 2684 من طريق حجاج، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (15672).
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عاصم بن عبيد الله. وباقي =
حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرٍ
(1)
15702 -
حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ مَوْلًى لِعَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ الْعَدَوِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرٍ أَنَّهُ قَالَ: أَتَانَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِنَا وَأَنَا صَبِيٌّ، قَالَ: فَذَهَبْتُ أَخْرُجُ لِأَلْعَبَ، فَقَالَتْ أُمِّي: يَا عَبْدَ اللهِ تَعَالَ أُعْطِكَ (2). فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " وَمَا أَرَدْتِ أَنْ تُعْطِيَهُ؟ " قَالَتْ: أُعْطِيهِ تَمْرًا. قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَمَا إِنَّكِ لَوْ لَمْ تَفْعَلِي كُتِبَتْ عَلَيْكِ كَذْبَةٌ "(3).
= رجاله ثقات رجال الشيخين غير سريج بن النعمان فمن رجال البخاري، وفليح -وهو ابن سليمان- فيه كلام من قِبَل حفظه. يونس بن محمد: هو المؤدب.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 3/ 378 وقال: رواه أحمد، وفيه عاصم بن عبيد الله، وهو ضعيف.
ويشهد له حديث أبي هريرة عند البخاري (1773)، ومسلم (1349)، وسلف برقم (9948).
(1)
قال السندي: يكنى أبا محمد، ذكره الترمذي في الصحابة، وقد جاء أنه كان ابن خمس، وقيل: أربع، عند وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وعده بعضهم في التابعين.
مات سنة بضع وثمانين، وقيل: خمس وثمانين، والله تعالى أعلم.
(2)
في (ظ 12): أعطيك، وهي نسخة في (س).
(3)
حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لإبهام مولى عبد الله بن عامر، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن عجلان، فقد أخرج له مسلم =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= متابعة، وهو حسن الحديث. هاشم: هو ابن القاسم أبو النضر، وليث: هو ابن سعد.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 8/ 593، وأبو داود (4991)، والبخاري في "التاريخ الكبير" 5/ 11، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 33، والبيهقي في "السنن" 10/ 198، وفي "شعب الإيمان"(4822) من طرق عن ليث بن سعد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 10/ 198 - 199 من طريق يحيى بن أيوب، عن محمد بن عجلان، به، وسمى مولى عبد الله بن عامر زياداً، ولم نعرفه كذلك.
وله شاهد من حديث أبي هريرة مرفوعاً، سلف برقم (9836)، إلا أنه من رواية الزهري عن أبي هريرة، ولم يسمع منه. ولفظه:"من قال لصبي: تعال هاكَ، ثم لم يُعطه فهي كذبة". ووقع هناك خطأ فحُكِمَ على إسناده بالصحة على شرط الشيخين! وسببه انتقال نظر إلى الحديث الذي قبله.
وذكر العراقي في تخريج أحاديث "الإحياء" 3/ 135 أن له شاهداً آخر من حديث ابن مسعود، وإن رجاله ثقات.
قلنا: يريد حديثه السالف برقم (3896) موقوفاً، بلفظ:"لا يَعِدُ الرجلُ صبياً ثم لا يُنجز له"، وإسناده صحيح على شرط مسلم.
وذكرنا هناك أنه أخرجه مرفوعاً ابنُ ماجه برقم (46) لكن من طريق موسى ابن عقبة، عن أبي إسحاق السبيعي. ولم يذكر فيمن سمع منه قبل التغير.
قال السندي: قوله: "لو لم تفعلي"، أي: لو لم تعطي شيئاً، فيدلُّ الحديث على أن من لم يَفِ بالوعد فهو كاذب، وعلى أن الوعد بالصغير كالوعد بالكبير، وقد قيل: أن اللازم في الوعد أن يكون ناوياً للوفاء إذا وعد، وعدمُ الوفاء به بعده لا يضر، وحينئذ ليمكن أن يقال: معنى: "لو لم تفعلي" أي: لو ما نويت الوفاء. والله تعالى أعلم.
حَدِيثُ سُوَيْدِ بْنِ مُقَرِّنٍ
(1)
15703 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا شُعْبَةَ يُحَدِّثُ عَنْ سُوَيْدِ بْنِ مُقَرِّنٍ: أَنَّ رَجُلًا، لَطَمَ جَارِيَةً لِآلِ سُوَيْدِ بْنِ مُقَرِّنٍ، فَقَالَ لَهُ سُوَيْدٌ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الصُّورَةَ مُحَرَّمَةٌ، لَقَدْ رَأَيْتُنِي سَابِعَ سَبْعَةٍ مَعَ إِخْوَتِي، وَمَا لَنَا إِلَّا خَادِمٌ وَاحِدٌ، فَلَطَمَهُ أَحَدُنَا، فَأَمَرَنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ نُعْتِقَهُ (2).
(1) قال السندي: سويد بن مقرن، مزني، يكنى أبا عائذ، نزل الكوفة.
(2)
حديث صحيح، أبو شعبة -وهو المُزني الكوفي مولى سويد بن مقرن، وإن لم يرو عنه غير محمد بن المُنكدر، ولم يُؤثر توثيقه عن غير ابن حبان- توبع، وقد أخرج له مسلم متابعة، وبقيةُ رجالِ الإسناد ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه الطَّيَالسي (1263)، ومسلم (1658)(33)، والبخاري في "الأدب المفرد"(179)، والنسائي في "الكبرى"(5012)، والطبراني في "الكبير"(6453)، والبيهقي في "السنن" 8/ 11، من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (15705) و 5/ 445 (الطبعة الميمنية).
وفي الباب عن ابن عمر سَلَف برقم (4784)، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: "إن الصورة محرمة" أي: تغييرها محرم، أو ضربها محرم، والمراد بها الوجه، وتحريم ضربها للإكرام له، أو لأنَّ فيه محاسنَ الإنسان وأعضاءَه اللطيفة الشريفة، وإذا حصل فيه شين كان أقبح.
"إلا خادم": يُطلق على الجارية، كما يُطلق على الرجل، وروايات مسلم تدل على أنها كانت جارية كرواية الكتاب الثانية.
أن نعتقه: أي ندباً إزالةً لإثم الظلم.
15704 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ هِلَالًا (1) رَجُلًا (2) مِنْ بَنِي مَازِنٍ يُحَدِّثُ عَنْ سُوَيْدِ بْنِ مُقَرِّنٍ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِنَبِيذٍ فِي جَرٍّ، فَسَأَلْتُهُ عَنْهُ، فَنَهَانِي عَنْهُ، فَأَخَذْتُ الْجَرَّةَ، فَكَسَرْتُهَا (3).
(1) كلمة "هلالاً" ليست في (م).
(2)
في (س) و (ق): رجل، وضبب فوقها في (س).
(3)
إسناده ضعيف، هلال المازني ذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 8/ 203 - 204، وابنُ أبي حاتِم في "الجرح والتعديل" 9/ 73، وابنُ حبان في "الثقات" 5/ 504، ولم يذكروا في الرواة عنه غير أبي حمزة جار شعبة، وأورد البخاري في ترجمته هذا الحديث، وقد ذكر ابنُ حبان راوياً آخر اسمه هلالُ بنُ يزيد المازني، وقال: روى عنه قَتَادة ويحيى بن يعمر المازني وأهلُ البصرة، ثم قال: وأحسب أنَّ صاحبَ أبي حمزة هو هذا. اهـ. قلنا: فجزم به صاحبُ "التهذيب" وذكر في الرواة عن سويد بن مقرن هلال بن يزيد المازني. وقد وهم الحافظ في "التعجيل" ص 434، فقد نقل قول ابن حِبَّان في هلال بن يزيد المازني: وأحسب أنه صاحب أبي حمزة، ثم قال: يعني ابن حصن المتقدم. قلنا: بل يريد هلالاً المازني المذكور أولاً. وإن صح أن هلالاً المازني هو هلال بن يزيد فالإسناد ضعيف لجهالة حال أبي حمزة الرواي عنه -وهو عبد الرحمن بن عبد الله جار شعبة- فلم يذكر في الرواة عنه سوى اثنين، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقد أخرج له مسلم متابعة لا احتجاجاً.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 123 - 124، ومن طريقه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1084) عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1264)، وأخرجه البيهقي في "السنن" 8/ 302 من طريق عثمان بن عمر، كلاهما عن شعبة، به.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 5/ 57، وقال: رواه أحمد ورجاله رجال =
15705 -
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ سُوَيْدٍ قَالَ: لَطَمْتُ مَوْلًى لَنَا، ثُمَّ جِئْتُ وَأَبِي فِي الظُّهْرِ، فَصَلَّيْتُ (1) مَعَهُ، فَلَمَّا سَلَّمَ أَخَذَ بِيَدِي، فَقَالَ: امْتَثِلْ (2) مِنْهُ. فَعَفَا، ثُمَّ أَنْشَأَ يُحَدِّثُ قَالَ: كُنَّا وَلَدَ مُقَرِّنٍ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَبْعَةً لَيْسَ لَنَا إِلَّا خَادِمٌ وَاحِدَةٌ، فَلَطَمَهَا أَحَدُنَا، فَبَلَغَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" أَعْتِقُوهَا ". فَقَالُوا: لَيْسَ لَنَا خَادِمٌ غَيْرُهَا، قَالَ:" فَلْيَسْتَخْدِمُوهَا، فَإِذَا اسْتَغْنَوْا فَلْيُخَلُّوا سَبِيلَهَا "(3).
= الصحيح، خلا هلال المازني وهو ثقة!
وسيكرر 5/ 445.
والنهي عن نبيذ الجر ثابت في الأحاديث الصحيحة، منها حديث ابن عمر سلف برقم (4837)، وذكرنا أحاديث الباب في مسنده أيضاً برقم (4465)، لكنه منسوخ كماهو مبين في محله.
(1)
في نسخة في (س): فصلَّينا.
(2)
في (م) اتئد.
(3)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير صحابيه فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاري في "الأدب المفرد". ابنُ نمير: هو عبد الله، وسفيان: هو الثوري، وسلمة: هو ابن كهيل.
وأخرجه مسلم (1658)(31)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1086) والبيهقي في "السنن" 8/ 12 من طريقين عن ابن نمير، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(17937)، والبخاري في "الأدب المفرد"(178)، وأبو داود (5167)، والنسائي في "الكبرى"(5011)، والطبراني في "الكبير"(6448)، والحاكم 3/ 295 من طريق سفيان الثوري، به.
وأخرجه الطبراني أيضاً (6449) و (6450) من طريق شعبة، عن سلمة، =
حَدِيثُ أَبِي حَدْرَدٍ الْأَسْلَمِيِّ
15706 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي حَدْرَدٍ الْأَسْلَمِيِّ، أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَسْتَفْتِيهِ فِي مَهْرِ امْرَأَةٍ، فَقَالَ:" كَمْ أَمْهَرْتَهَا؟ " قَالَ: مِئَتَيْ دِرْهَمٍ. فَقَالَ: " لَوْ كُنْتُمْ تَغْرِفُونَ مِنْ بُطْحَانَ مَا زِدْتُمْ "(1).
= به.
وقد سلف برقم (15703).
قال السندي: قوله: فقال -أي للمولى-: "امتثل منه": أي خذ القصاص منه.
(1)
إسناده ضعيف لانقطاعه، محمد بن إبراهيم التيمي لم يسمع من أبي حدرد، فقد نقل يعقوبُ بنُ سفيان في "المعرفة" 1/ 436 عن البخاري قوله: سألتُ علياً (يعني ابن المديني): لقي محمدُ بنُ إبراهيم التيمي أحداً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: أنس بن مالك، ورأى ابن عمر. اهـ. وقال ابنُ محرز -كما في "سؤالاته" الورقة 13 - : قيل ليحيى بن معين: لقي أحداً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال: لم أسمعه. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح، وسفيان: هو الثوري، ويحى بن سعيد: هو الأنصاري.
وأخرجه ابنُ الأثير في "أسد الغابة" 6/ 70 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (882) من طريق أبي نعيم، عن سفيان، به. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرجه الطيالسي (1300)، وسعيد بن منصور في "السنن"(604)، وابن أبي شيبة 4/ 189، وابن سعد في "الطبقات" 4/ 310، والطبراني في "الكبير" 22/ (883)، والحاكم 2/ 178، والبيهقي في "السنن" 7/ 235 من طرق عن يحيى بن سعيد، به. وعند من تقدم جميعاً وفي "أطراف المسند" 6/ 125: يستعينه بدل يستفتيه الوارد في نسخ "المسند" عندنا، قال السندي: قوله: يستفتيه، كذا في نسخ "المسند" من الاستفتاء، وفي غير "المسند": يستعينه من الاستعانة، وهو الأظهر.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(7559)، وفي "الكبير" 22/ (884) من طريق عمر بن سهل المازني، عن عمر بن صهبان، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي حدرد، به، وفيه أن أصدق خمسة أواق. قال الطبراني في "الأوسط": لم يرو هذا الحديث عن زيد بن أسلم إلا عمر بن صهبان، تفرد به عمر بن سهل. والمشهور من حديث يحيى بن سعيد الأنصاري، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن أبي حدرد. قلنا: عمر بن صهبان متروك الحديث.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/ 282، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، ورجال أحمد رجال الصحيح.
وقد ذكر الحافظ في "أطراف المسند" 6/ 125 أن الصواب أن الذي استعان في مهر امرأته إنما هو ابنُ أبي حدرد لا أبوه، ونقل ذلك ابنُ سعد عن الواقدي، وأن ذكر أبي حدرد خطأ.
وسترد رواية ابن أبي حدرد 6/ 11 - 12 (الطبعة الميمنية).
وفي الرواية الآتية برقم (15707) أن الذي جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يستعينه في مهر امرأة، إنما هو رجل آخر لا أبو حدرد ولا ابنه، وروى ذلك أبو حدرد نفسه، ولم يشر إلى ذلك الحافظ في "أطراف المسند" 6/ 126.
وتقدم ذكر أحاديث تخفيف المهور في مسند عامر بن ربيعة الرواية (15676). =
15707 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَدْرَدٍ الْأَسْلَمِيُّ أَنَّ رَجُلًا جَاءَ؛ فَذَكَرَ مِثْلَهُ (1).
= قال السندي: "تغرفون" كيضرب وينصر: أي تأخذون الدراهم بأيديكم كما يؤخذ الماء.
"من بُطْحان" بضم باء وسكون طاء في رواية أهل الحديث، وقيده أهل اللغة بفتح فكسر: واد في المدينة.
"ما زدتم": أي: ما كان لائقاً بكم أن تزيدوا، فكيف تزيدون وهي لا تحصل إلا بتعب. ويحتمل أن تكون "ما" استفهامية، أي: لزدتم أي زيادة.
(1)
إسناده منقطع، وهو إسناد الذي قبله، إلا أن شيخ أحمد هنا هو عبد الرزاق، والحديث في "مصنفه" برقم (10409)، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (882) لكنه لم يذكر فيه أن الرجل هو الذي جاء يستعين برسول الله صلى الله عليه وسلم في مهر امرأة، إذ جمع إسناد عبد الرزاق مع إسناد سفيان عن يحيى بن سعيد الذي فيه أن أبا حدرد هو الذي جاء رسولَ الله صلى الله عليه وسلم.
وانظر تفصيل ذلك فيما قبله.
حَدِيثُ مِهْرَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم
15708 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، قَالَ: أَتَيْتُ أُمَّ كُلْثُومٍ ابْنَةَ عَلِيٍّ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّدَقَةِ، فَرَدَّتْهَا، وَقَالَتْ: حَدَّثَنِي مَوْلًى النَّبِيِّ (1) صلى الله عليه وسلم يُقَالُ لَهُ: مِهْرَانُ - أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِنَّا (2) آلُ مُحَمَّدٍ لَا تَحِلُّ لَنَا الصَّدَقَةُ، وَمَوْلَى الْقَوْمِ مِنْهُمْ (3).
(1) في (م): للنبي. وكلاهما صحيح.
(2)
في (م): إن.
(3)
حديث صحيح بشواهده، وهذا إسنادٌ حسن، أمُّ كلثوم بنت علي بن أبي طالب هي الصغرى، وأمُّها أم ولد، عُمِّرت وسمع منها عطاء بن السائب، ولم يذكر في الرواة عنها غيره، وهي غير أم كلثوم الكبرى التي أمها فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم، ذكر ذلك الحافظ في "تعجيل المنفعة" ص 563، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير عطاء بن السائب، فقد روى له أصحاب السنن والبخاري متابعة، وهوَ وإن وُصِفَ بالاختلاط -فالراوي عنه وهو سفيان الثوري- قد روى عنه قبل الاختلاط. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي.
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 5/ 281 من طريق الإمام أحمد بهذا الإسناد.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 3/ 215، ومن طريقه ابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(465) مختصراً عن وكيع، به.
وسيرد بنحوه برقم (16399).
وللحديث بتمامه شاهدٌ من حديث أبي رافع عند أبي داود (1650)، والترمذي (657)، والنسائي 5/ 107، والحاكم 1/ 404، أخرجوه من طرق عن =
حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ أَسْلَمَ
15709 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَسْلَمَ، أَنَّهُ لُدِغَ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" لَوْ أَنَّكَ قُلْتَ حِينَ أَمْسَيْتَ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ، لَمْ يَضُرَّكَ ".
قَالَ سُهَيْلٌ: فَكَانَ أَبِي، إِذَا لُدِغَ أَحَدٌ (1) مِنَّا يَقُولُ: قَالَهَا؟ فَإِنْ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: كَأَنَّهُ يَرَى أَنَّهَا لَا تَضُرُّهُ (2).
= شعبة، عن الحكم بن عتيبة، عن عبيد الله بن أبي رافع، عنه، وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين. وسيرد 6/ 8 و 10.
وقوله: "إنا آل محمد لا تحل لنا الصدقة" له شاهد من حديث الحسن بن علي، سلف بالأرقام (1723) و (1724) و (1725) بأسانيد صحيحة.
وآخر من حديث أبي هريرة عند البخاري (1485)، ومسلم (1069)، سلف برقم (7758)
وثالث من حديث أنس عند مسلم (1071)، سلف برقم (12190).
وقوله: "مولى القوم منهم" له شاهد من حديث أنس عند البخاري (6761).
وآخر من حديث رفاعة بن رافع سيرد 4/ 340.
قال السندي: آلَ محمد: بالنصب على الاختصاص، والحكم شامل له بالأولى.
(1)
في نسخة في (س): أحدنا.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل بن أبي صالح، فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاري مقروناً، وقد اختلف عنه =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= في صحابي هذا الحديث، فقد رواه شعبة ووهيب بن خالد وأسد بن موسى في آخرين، كما سيرد من حديث رجل من أسلم، ورجحه الدارقطني، ورواه مالك والثوري وغيرهما من حديث أبي هريرة، ورجحه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/ 27، وذكر الحافظ في "أمالي الأذكار" فيما نقله عنه ابن علان في "الفتوحات الربانية" 3/ 95 أن مالكاً أحفظ لحديث المدنيين من غيره، وأن الدارقطني كأنه رجح حديث الرجل من أسلم بالكثرة، ثم قال: والذي يظهر لي أنه كان عند سهيل على الوجهين.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(10432) - وهو في "عمل اليوم والليلة"(596)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(28) من طريق أسد بن موسى، والطحاوي أيضاً (25) من طريق وهب بن جرير، كلاهما عن شعبة، بهذا الإسناد، وقَرَنَ أسدُ بنُ موسى في روايته مع سهيل أخاه، ولفظُ روايةِ وهبِ بنِ جرير:"من قال حين يمسي: أَعوذُ بكلمات الله التامَّات من شرِّ ما خلق، ثلاث مرات، لم يَضُرَّه حُمَةٌ في تلك الليلة".
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(19834) عن معمر، وأبو داود (3898)، والنسائي في "الكبرى"(10430) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(594) -، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(26) من طريق زهير بن معاوية، والنسائي في "الكبرى"(10429) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(593) -، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(29) من طريق وهيب بن خالد، والطحاوي أيضاً (27) من طريق أبي عوانة، والنسائي في "الكبرى"(10431) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(596) -، والطحاوي (24) من طريق سفيان بن عيينة، خمستهم عن سهيل بن أبي صالح، به. وفي رواية معمر وزهير وأبي عوانة وابن عيينة ذكر الرجلُ الأسلمي أنَّ الذي لُدغ رجلٌ غيره من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
وأخرجه النسائى في "الكبرى"(10433) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(597) - عن أحمد بن سليمان، عن عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل بن =
حَدِيثُ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ
(1)
15710 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ خَوَّاتٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ، أَمَّا عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَرَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَأَمَّا يَحْيَى فَذَكَرَ عَنْ سَهْلٍ قَالَ: " يَقُومُ الْإِمَامُ وَصَفٌّ خَلْفَهُ، وَصَفٌّ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَيُصَلِّي بِالَّذِي خَلْفَهُ رَكْعَةً وَسَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ يَقُومُ قَائِمًا حَتَّى يُصَلُّوا (2) رَكْعَةً أُخْرَى، ثُمَّ يَتَقَدَّمُونَ إِلَى مَكَانِ أَصْحَابِهِمْ، ثُمَّ يَجِيءُ أُولَئِكَ فَيَقُومُونَ مَقَامَ هَؤُلَاءِ، فَيُصَلِّي بِهِمْ
= يونس، عن عبد العزيز بن رفيع، عن أبي صالح، مرسلاً.
وسيكرر بإسناده ومتنه 5/ 430 (الطبعة الميمنية).
وقد سلف من حديث أبي هريرة برقم (8798).
وفي الباب عن خولة بنت حكيم عند مسلم (2708)، سيرد 6/ 377.
(1)
قال السندي: سهل بن أبي حثمة، أنصاري، أوسي، قيل: اسم أبيه عبد الله، وقيل: عامر، وكنيته أبو يحيى، وقيل: أبو محمد.
وكان من صغار الصحابة، وكان له عند وفاة النبي صلى الله عليه وسلم سبع سنين، أو ثمان سنين. وما جاء أنه شهد المشاهد إلّا بدراً، وأنه بايع تحت الشجرة، وكان دليل النبي صلى الله عليه وسلم ليلة أحد، فقد قالوا: ذاك أبو حثمة لا سهل، والله تعالى أعلم.
(2)
في النسخ: يصلون. وضبب فوقها في (س).
رَكْعَةً وَسَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ يَقْعُدُ حَتَّى (1) يَقْضُوا (2) رَكْعَةً أُخْرَى، ثُمَّ يُسَلِّمُ عَلَيْهِمْ (3) " (4).
(1) في (ق). ثم، بدل حتى.
(2)
في هامش (س): يقضون. وعليها علامة الصحة.
(3)
قوله: "ثم يسلم عليهم" ليس في (ص) و (ظ 12).
(4)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. شعبة: هو ابن الحجاج، ويحيى ابن سعيد: هو الأنصاري، وصالح بن خوَّات: هو ابن جبير بن النعمان الأنصاري.
وذكر الحافظ في "الفتح" 7/ 425: أن أهل العلم بالأخبار اتفقوا على أن سهل بن أبي حثمة كان صغيراً في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه يوم مات النبي صلى الله عليه وسلم كان ابن ثماني سنين، وعلى هذا، فتكون روايته لقصة صلاة الخوف مرسل صحابي.
والحديث مرفوع من طريق عبد الرحمن بن القاسم، وموقوف من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري.
فأخرجه بالإسنادين مرفوعاً وموقوفاً: الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4219) من طريق عثمان بن جبلة، عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه مرفوعاً البخاري (4131)، والترمذي (566)، والنسائي في "المجتبى" 3/ 170 - 171، وفي "الكبرى"(1924)، وابن ماجه (1259)، والدارمي 1/ 358، وابن خزيمة (1357)، والطبري في "تفسيره"(10351)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 310، والطبراني في "الكبير"(5632)، والبيهقي في "السنن" 23/ 53 - 254 و 254 من طريق يحيى بن سعيد القطان، ومسلم (841)، وأبو داود (1237)، وأبو عوانة 2/ 364، والطبري في "تفسيره"(10346)، والبيهقي في "السنن" 3/ 253، وفي "معرفة الآثار"(6710)، وفي "الدلائل" 3/ 377 من طريق معاذ العنبري، وأبو عوانة 2/ 363 =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= من طريق عثمان بن جبلة، ثلاثتهم عن شعبة، عن عبد الرحمن بن القاسم، به. وقال الترمذي: حسن صحيح. ولفظ مسلم وأبي داود: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلَّى بأصحابه في الخوف، فصفَّهم صفَّين ....
وأخرجه موقوفاً البخاري (4131)، والطبراني في "الكبير"(5631) من طريق يحيى بن سعيد القطان، عن شعبة، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، به.
وأخرجه موقوفاً أيضاً البخاري (4131)، والترمذي (565)، والنسائي في "المجتبى" 3/ 178 - 179، وفي "الكبرى"(1941)، وابن ماجه (1259)، والدارمي 1/ 358، والطبري في "تفسيره"(10350)، وابن خزيمة (1356)، وأبو عوانة 2/ 362 - 363، والبيهقي في "السنن" 3/ 253 من طريق يحيى بن سعيد القطان، وابن أبي شيبة 2/ 466، والطبري في "تفسيره"(10349) من طريق يزيد بن هارون، وعبد الرزاق (4247)، والطحاوي في "معاني الآثار" 1/ 313، والبيهقي في "السنن" 3/ 254، وفي "معرفة الآثار"(6713) من طريق الثوري، والبخاري (4131) من طريق ابن أبي حازم، والطبري في "تفسيره"(10348) من طريق عبد الوهاب، كلهم عن يحيى بن سعيد الأنصاري، به. وسقط من مطبوع البيهقي في "السنن" يحيى بن سعيد القطان.
وسيأتي برقم (15711) موقوفاً، و (15712) مرفوعاً، و 5/ 370 (الطبعة الميمنية) عن صالح، عن من صلَّى مع النبي، والمراد بمن صلَّى مع النبي صلى الله عليه وسلم خَوَّات بن جبير والد صالح.
وقال الترمذي 2/ 454: وفي الباب عن جابر وحذيفة، وزيد بن ثابت، وابن عباس، وأبي هريرة، وابن مسعود، وسهل بن أبي حثمة، وأبي عياش الزرقي، وأبي بكرة.
وقال: وقد ذهب مالك بن أنس في صلاة الخوف إلى حديث سهل بن أبي حثمة، وهو قول الشافعي. وقال أحمد: قد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم صلاةُ الخوف على أوجهٍ، وما أعلم في هذا الباب إلا حديثاً صحيحاً، وأختار حديث سهل ابن أبي حثمة. وهكذا قال إسحاق بن إبراهيم. انتهى. =
15711 -
حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ وَمَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ (1)، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ خَوَّاتٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ:" يُصَلِّي بِالَّذِينَ خَلْفَهُ رَكْعَةً وَسَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ يَقْعُدُ مَكَانَهُ حَتَّى (2) يَقْضُوا رَكْعَةً وَسَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ يَتَحَوَّلُوا إِلَى مَقَامِ أَصْحَابِهِمْ، ثُمَّ يَتَحَوَّلَ أَصْحَابُهُمْ إِلَى مَكَانِ (3) هَؤُلَاءِ ". فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (4).
15712 -
حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ خَوَّاتٍ
= قلنا: قد سلف ذكر أحاديث الباب في مسند ابن مسعود برقم (3561).
(1)
قوله: "عن يحيى بن سعيد" وقع في (س): عن يحيى، عن ابن سعيد، ووقع في (م): عن يحيى، عن أبي سعيد، وكلاهما خطأ، وجاء على الصواب في (ص) و (ق) و (ظ 12) و"أطراف المسند" 2/ 541.
(2)
في (ق): "ثم"، بدل:"حتى".
(3)
في (ق): "مقام"، بدل:"مكان".
(4)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. روح: هو ابن عبادة، والقاسم بن محمد: هو ابن أبي بكر الصديق.
وأخرجه ابن خزيمة (1358)، وابن حبان (2885) من طريق روح، بهذا الإسناد.
وهو عند مالك في "الموطأ" 1/ 183 - 184، ومن طريقه أخرجه أبو داود (1239)، وأبو عوانة 2/ 362، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 313، والبيهقي في "السنن" 3/ 254، وفي "معرفة الآثار"(6716).
وقال مالك في "الموطأ" 1/ 185: قال القاسم: وحديث القاسم بن محمد، عن صالح بن خوات، أحبُّ ما سمعت إليَّ في صلاة الخوف.
وسيأتي مرفوعاً برقم (15712)، وسلف برقم (15710).
عَنْ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، مِثْلَ هَذَا (1).
15713 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي خُبَيْبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَسْعُودِ بْنِ نِيَارٍ قَالَ: جَاءَ سَهْلُ بْنُ أَبِي حَثْمَةَ إِلَى مَجْلِسِنَا، فَحَدَّثَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا خَرَصْتُمْ، فَجُدُّوا (2) وَدَعُوا؛ دَعُوا الثُّلُثَ، فَإِنْ لَمْ تَجُدُّوا وَتَدَعُوا، فَدَعُوا الرُّبُعَ "(3).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن بن القاسم: هو ابن محمد بن أبي بكر الصديق.
وأخرجه أبو عوانة 2/ 363، وابن خزيمة (1359)، وابن حبان (2886) من طريق روح، بهذا الإسناد.
وسلف موقوفاً برقم (15711)، ومرفوعاً وموقوفاً برقم (15710).
(2)
في (ق): فجذُّوا، بالذال المعجمة، وهو الواقع في مطبوع "سنن" أبي داود، وقال المعلق عليه في "الحاشية": وفي نسخة أخرى من "السنن": [فخذوا] بالخاء المعجمة، وهي التي شرح عليها الخطابي، وفي بعض النسخ: فجدوا، بالدال.
(3)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، عبد الرحمن بن مسعود بن نيار، قال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، تفرد عنه خبيب بن عبد الرحمن. ونقل الحافظ في "التهذيب" عن ابن القطان قوله: لا يُعرف حاله. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. عفّان: هو ابن مسلم.
وأخرجه الطيالسي (1234)، وابن أبي شيبة 3/ 194، وأبو عُبيد في "الأموال"(1448)، وابن زنجويه في "الأموال"(1992) و (1993)، وأبو داود (1605)، والترمذي (643)، والدارمي 2/ 271 - 272، وابن الجارود (352)، وابن خزيمة (2320)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 39، وابن حبان (3280)، والطبراني (5626)، والحاكم 1/ 402، والبيهقي في "السنن" =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= 4/ 123، والمزي في "تهذيب الكمال"(ترجمة عبد الرحمن بن مسعود بن نيار) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد، ولفط أكثرهم:"إذا خرصتم فخذوا ودعوا الثلث، فإن لم تدعوا الثلث فدعوا الربع"، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي! وقال النووي في "المجموع" 5/ 463: وإسناده صحيح إلا عبد الرحمن فلم يتكلموا فيه بجرح ولا تعديل ولا هو مشهور، ولم يضعفه أبو داود، والله أعلم.
وله شاهد عند الحاكم في "المستدرك" 1/ 402 - 403 أخرجه عن أبي بكر ابن إسحاق -وهو الصِّبْغي- عن أبي المُثَنّى -وهو معاذ بن المُثَنّى العنبري- عن مسدد، عن حماد بن زيد، عن يحيى بن سعيد -وهو الأنصاري- عن بُشَير بن يسار، عن سهل بن أبي حَثْمة أن عُمر بن الخطاب رضي الله عنه بعثه إلى خَرْص التمر، وقال: إذا أتيتَ أرضاً فاخرُصْها، ودع لهم قَدْرَ ما يأكلون. وهذا إسناد رجاله ثقات، مسدد من رجال البخاري، ومن فوقه من رجال الشيخين. وصححه الحاكم، وقال: إسناده متفق على صحته، ووافقه الذهبي.
قال الحافظ في "التلخيص" 2/ 172: ومن شواهده ما رواه ابن عبد البر [في "التمهيد" 6/ 472] عن ابن لهيعة، عن أبي الزبير، عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"خففوا في الخرص، فإن في المال العرية والواطية والأكلة والوصية والعامل والنوائب". قلنا: في إسناده ابن لهيعة وهو ضعيف.
قال الترمذي: وفي الباب عن عائشة وعتاب بن أسيد وابن عباس وهي في ذكر الخرص فحسب دون تقدير لكمية منها.
قلنا: وروى ابن أبي شيبة 3/ 194 عن أبي خالد الأحمر، عن يحيى بن سعيد، عن بُشَير بن يسار أن عمر كان يبعث أبا خيثمة خارصاً للنخل، فقال: إذا أتيت أهل البيت في حائطهم، فلا تخرص عليهم مقدار ما يأكلون، ورجاله ثقات.
وروي عن ابن مبارك، عن معمر، عن ابن طاووس، عن أبيه، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بعث الخارص =
حَدِيثُ عِصَامٍ الْمُزَنِيِّ
(1)
= أمره لعلها أن يخرص النخل إلا العرايا، ورجاله ثقات، لكنه مرسل.
قال السندي: قوله: "إذا خرصتم فجدُّوا" هكذا لفظ الحديث في نسخ "المسند" بجيم ودال مشددة من الجد، بمعنى القطع، أي: اقطعوا الثمار، وبتكرار "دعوا"، والذي في الترمذي وغيره:"إذا خرصتم فخذوا ودعوا الثلث، فإن لم تدعوا الثلث، فدعوا الربع"، بلفظ الأمر من الأخذ، وبلا تكرار وهو أظهر.
وقوله: "وتدعوا" أي الثلث، ولفظه "دعوا" أمر من ودع، بمعنى ترك. والخرص: تقدير ما على النخل من الرطب تمراً، وما على الكرم من العنب زبيباً ليعرف مقدار عُشره، ثم يخلى بينه وبين مالكه، ويؤخذ ذلك المقدار وقت قطع الثمار، وفائدته التوسعة على أرباب الثمار في التناول منها، وهو جائز عند الجمهور، خلافاً للحنفية لإفضائه إلى الربا، وحملوا أحاديث الخرص على أنها كانت قبل تحريم الربا، وقد سبق في مسند جابر حديث في النهي عنه.
"ودعوا الثلث": أي من القدر الذي قررتم بالخرص، وبظاهره قال أحمد وإسحاق وغيرهما، وحمل أبو عبيدة الثلث على قدر الحاجة، وقال: يترك قدر احتياجهم، ومشهورُ مذهب الشافعي ومالك أن لا يترك لهم. وقال ابن العربي: المتحصل من صحيح النظر أن يُعمل بالحديث. وقال الخطابي: إذا أخذ الحقَّ منهم مستوفى أضرَّ بهم، فإنه يكون منها الساقطة والهالكة وما يأكله الطير والناس. وقيل: معنى الحديث: إن لم يرضوا بخرصكم فدعوا لهم الثلث أو الربع ليتصرفوا فيه ويضمنوا لكم حقه، وتتركوا الباقي إلى أن يجف فيؤخذ حقه، لا أنه يترك لهم بلا خرص ولا إخراج. وقيل: اتركوا لهم ذلك ليتصدقُوا على جيرانهم ومن يطلب منهم، لا أنه لا زكاة عليهم في ذلك، والله تعالى أعلم.
(1)
قال السندي: عصام المزني، قال البخاري: له صحبة، وذكره ابن سعد في طبقة أهل الخندق.
15714 -
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: ذَكَرَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ نَوْفَلِ بْنِ مُسَاحِقَ - قَالَ سُفْيَانُ: وَجَدُّهُ بَدْرِيٌّ - عَنْ رَجُلٍ مِنْ مُزَيْنَةَ يُقَالُ لَهُ: ابْنُ عِصَامٍ، عَنْ أَبِيهِ - وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا بَعَثَ السَّرِيَّةَ يَقُولُ: " إِذَا رَأَيْتُمْ مَسْجِدًا أَوْ سَمِعْتُمْ مُنَادِيًا فَلَا تَقْتُلُوا أَحَدًا ". قَالَ ابْنُ عِصَامٍ، عَنْ أَبِيهِ: بَعَثَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي سَرِيَّةٍ (1).
(1) إسناده ضعيف، لجهالة ابن عصام المزني، قال الذهبي في "الكاشف": تفرد عنه عبد الملك بن نوفل، وقال الحافظ في "التقريب": لا يُعرف حاله. قلنا: ولم يؤثر توثيقه عن أحد. وعبد الملك بن نوفل بن مساحق لم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان. سفيان: هو ابن عينية.
وأخرجه مطولاً الطبراني في "الكبير" 17/ (467) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الشافعي في "المسند" 2/ 116 (بترتيب السندي)، والحميدي (820) مطولاً، وسعيد بن منصور في "السنن"(2385)، وأبو داود (2635)، والترمذي (1549)، والنسائي في "الكبرى"(8831) والبزار (1731)"زوائد" مطولاً، والطبراني 17/ (467) مطولاً، والبيهقي في "السنن" 9/ 182، والبغوي في "شرح السنة"(2703)، وابنُ الأثير في "أسد الغابة" 4/ 36، والمزي في "تهذيب الكمال" 18/ 430 من طرق عن سفيان بن عينية، به. قال الترمذي في مطبوع "السنن": هذا حديث غريب، وهو حديث ابن عينية، قلنا: لكن نقل المنذري في "مختصر سنن أبي داود" 3/ 432، والمزي في "تهذيب الكمال" 18/ 430، و"تحفة الأشراف" 7/ 296 أنه قال: حسن غريب، ونقل تحسين الترمذي له أيضاً الهيثمي في "المجمع" كما سيرد.
وأورده الهيثمي لروايته المطولة في "المجمع" 5/ 324 و 6/ 210، وقال في الموضع الأول: رواه الطبراني والبزار، وقد حسَّن الترمذي هذا الحديث، =
حَدِيثُ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ
(1)
15715 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنِي الزُّبَيْدِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ: أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يُقَصُّ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ
= وإسنادهما أفضل من إسناده. قلنا: إنما رووه جميعاً من طريق سفيان بن عيينة، به، كما تقدم، فما ندري ما هو وجه أفضلية إسنادهما! والترمذي رواه مختصراً، وقال في الموضع الثاني: رواه الطبراني والبزار، وإسنادهما حسن!
وقول عصام في آخر هذه الرواية: بعثنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في سرية، هو طرف الرواية المطولة التي أخرجها الحميدي والبزار والطبراني، وفيها: فأمرنا بذلك، فخرجنا قِبَلَ تهامة، فأدركنا رجلاً يسوق بظعائن، فقلنا له: أسلم، فقال: وما الإسلام
…
إلخ القصة.
وقد ذكر الحافظ في "الإصابة" في ترجمة مساحق جد عبد الملك بن نوفل، أن أبا بكر بن المقرئ أخرج في "فوائده" هذا الحديث لكن من طريق ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن عبد الملك بن نوفل بن مساحق، عن أبيه، عن جده مساحق، مطولاً. ثم قال الحافظ: وهذا الحديث يعرف من رواية عبد الملك بن نوفل، عن ابن عصام، عن أبيه. وذكره أبو موسى، وأشار إلى أن هذه الرواية (يعني رواية مساحق) شاذة، ولكن يحتمل إن كان راويها حفظها أن يكون لسفيان فيه إسنادان.
قال السندي: قوله: "إذا رأيتم مسجداً"، أي: في قريةٍ أحداً من تلك القرية خوفاً من أن تقتلوا مسلماً، ومنه يوجد تغليب الحرام عند الاشتباه.
(1)
قال السندي: السائب بن يزيد، كندي، وقيل: أزدي أو كناني. قال الزهري: أزدي حالف بني كنانة، له ولأبيه صحبة.
مات سنة اثنتين وثمانين، وقيل غير ذلك.
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا أَبِي بَكْرٍ، وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ قَصَّ تَمِيمٌ (1) الدَّارِيُّ، اسْتَأْذَنَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَنْ يَقُصَّ عَلَى النَّاسِ قَائِمًا، فَأَذِنَ لَهُ عُمَرُ (2).
(1) في (م): تميماً.
(2)
إسناده ضعيف من أجل بقية بن الوليد الحمصي، فهو مدلس تدليس التسوية، وهو شر أنواع التدليس، ويشترط في مثله أن يصرح بالسماع في كل طبقات الرواة، وهو هنا لم يصرح بالتحديث إلا عن شيخه الزُّبيدي، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين سوى يزيد بن عبد ربه فمن رجال مسلم، وهو ثقة. الزبيدي: هو محمد بن الوليد بن عامر الحمصي القاضي، والزهري: هو محمد بن مسلم ابن شهاب.
وأخرجه ابن الجوزي في "كتاب القصاص والمذكرين"(22) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(6656) من طريق إسحاق بن راهويه ومحمد بن مصفى، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(1262) من طريق إسحاق ابن راهويه، كلاهما عن بقية، به.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 1/ 190 وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير"، وفيه بقية بن الوليد، وهو ثقة مدلس.
وقال الحافظ في "أطراف المسند" 2/ 421: رواه إسحاق في "مسنده" عن بقية بلفظ: فلما كان زمن عمر استأذنه تميم الداري في القصص، فاشار إليه أنه الذبح.
وله شاهد من حديث ابن عباس عند ابن أبي شيبة 8/ 745 أخرجه عن أبي معاوية، عن الحجاج -وهو ابن أرطاة- عن عطاء -وهو ابن أبي رباح-، عنه. وهذا إسناد ضعيف لضعف الحجاج.
وآخر من حديث نافع أخرجه ابن المبارك في "الزهد"(1449)، ومن طريقه ابن الجوزي في "القصاص والمذكرين"(40) عن عبد العزيز بن أبي رواد، عنه أن تميماً الداري استأذن عمر بن الخطاب في القصص، فقال: إنه =
15716 -
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ الزُّهْرِيُّ
= على مثل الذبح، فقال: إني أرجو العافية، فأذن له عمر. وعبد العزيز بن أبي رواد. قال ابن حبان في "المجروحين" 2/ 136 - 137: روى عن نافع أشياء لا يَشُكُّ مَنِ الحديثُ صناعتُه إذا سمعها أنها موضوعة، كان يحدث بها توهماً لا تعمداً. قلنا: ثم إنَّ نافعاً لم يُدرك تميماً الداري ولا عُمر.
وثالث من حديث عمرو بن دينار عند الطبراني في "الكبير"(1249) أن تميماً الداري استأذن عمر في القصص فأبى أن يأذن له، ثم استأذنه فأبى أن يأذن له
…
وأورده الهيثمي في "المجمع" 1/ 190 وقال: عمرو بن دينار لم يسمع من ابن عمر.
ورابع من حديث الزهري عند العسكري في "الأوائل" 2/ 127، والزهري لم يدرك تميماً الداري ولا عمر.
ويُعارض هذا الحديثَ ما أخرجه ابن سعد في "الطبقات" 5/ 463، ومن طريقه ابن الجوزي في "القصاص والمذكرين"(23) عن عفان بن مسلم، عن حماد بن سلمة، عن ثابت، قال: أول من قصَّ عُبيد بن عمير على عهد عمر ابن الخطاب. وهذا إسناد صحيح، فيُجمع بينه وبين الروايات المتقدمة أن عبيد ابن عمير أول من قصَّ من التابعين، وأن تميماً الداريَّ أولُ من قص من الصحابة.
وقد أخرج ابن حبان (6261)، وابن الجوزي في "القصاص والمذكرين "(25) من طريقين عن الفريابي، عن سفيان الثوري، عن عبيد اللّه بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر قال: لم يُقَصَّ في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا أبي بكر ولا عمر ولا عثمان، إنما كان القصص زمن الفتنة، وإسناده صحيح.
ويُجمع بين حديث ابن عمر هذا وبين الروايات السابقة بما ذكره ابنُ الجوزي في "القصاص والمذكرين" ص 179 حيث قال: إنما أشار ابن عمر إلى اشتهار القصص، وإلا فقد روينا أن عمر أذن لتميم الداري في القصص.
قال السندي: قوله: "فأذن له عمر" أي: بعد المراجعة.
عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ ابْنِ أُخْتِ نَمِرٍ، قَالَ: لَمْ يَكُنْ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَّا مُؤَذِّنٌ وَاحِدٌ فِي الصَّلَوَاتِ كُلِّهَا فِي الْجُمُعَةِ وَغَيْرِهَا، يُؤَذِّنُ وَيُقِيمُ. قَالَ: كَانَ بِلَالٌ يُؤَذِّنُ إِذَا جَلَسَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْمِنْبَرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَيُقِيمُ إِذَا نَزَلَ، وَلِأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ حَتَّى كَانَ عُثْمَانُ (1).
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن إسحاق، وقد صرَّح بالتحديث عن الزهري، وهو متابع. وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري.
وأخرجه أبو داود (1090)، والنسائي في "المجتبى" 3/ 101، وفي "الكبرى"(1702)، والطبراني في "الكبير"(6652) من طريقين عن يعقوب بن إبراهيم، عن أبيه، عن صالح بن كيسان، عن الزهري، به.
وأخرجه أبو داود (1088) و (1089)، وابن ماجه (1135)، وابن خزيمة (1837)، والطبراني في "الكبير"(6642) و (6643) و (6644) من طرق عن ابن إسحاق، به.
وتحرف اسم ابن إسحاق في مطبوع ابن خزيمة إلى "أبو إسحاق".
وأخرجه بنحوه الشافعي في "المسند" 1/ 136 (بترتيب السندي)، والبخاري (913) و (915) و (916)، وأبو داود (1087)، والنسائي في "المجتبى" 3/ 100 - 101 و 101، وفي "الكبرى"(1700) و (1701)، والطبراني في "الكبير"(6646) و (6648) و (6649) و (6650) و (6651)، والبيهقي في "السنن" 3/ 192 و 205 من طرق عن الزهري، به. بألفاظ متقاربة.
وسيأتي برقم (15723) و (15728).
قال السندي: قوله: "إلا مؤذن واحد" كانه أراد به من يؤذن للصلوات في وقتها، فلا يراد أنه جاء في الصبح أذانان، لأن أحدهما كان قبل الوقت.
"ولأبي بكر"، أي: كذلك مؤذن واحد، "حتى"، أي: استمر ذلك حتى =
* 15717 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ. - قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ هَارُونَ - قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ الْأَسْوَدِ الْقُرَشِيُّ، أَنَّ يَزِيدَ بْنَ خُصَيْفَةَ حَدَّثَهُ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا تَزَالُ أُمَّتِي عَلَى الْفِطْرَةِ مَا صَلَّوْا الْمَغْرِبَ قَبْلَ طُلُوعِ النُّجُومِ "(1).
= كان عُثمان فجعل للجمعة أذانين.
(1)
حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عبد الله بن الأسود القرشي، قال أبو حاتم كما في "الجرح والتعديل" 2/ 5: شيخ لا أعلم روى عنه غيرُ ابنِ وهب، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وهو من رجال "التعجيل". وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن أحمد فمن رجال النسائي، وهو ثقة. ابن وهب: هو عبد الله المصري.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 1/ 448، والخطيب في "تاريخه" 14/ 14 من طريق الإمام أحمد وابنه عبد الله، بهذا الإسناد.
وقال الخطيب: هذا حديث غريب من حديث يزيد بن خصيفة، لا أعلم رواه عنه غير عبد الله بن الأسود، ولا عن عبد الله إلا ابن وهب.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(6671) من طريق أصبغ بن الفرج، عن ابن وهب، به.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 1/ 310 وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير" ورجاله موثقون.
وله شاهد من حديث أبي أيوب عند أبي داود (418) أخرجه عن عبيد الله ابن عمر -وهو ابن ميسرة القواريري-، عن يزيد بن زريع، عن محمد بن إسحاق، حدثه يزيد بن أبي حبيب، عن مرثد بن عبد الله اليزني المصري، عنه، بلفظ:"لا تزال أمتي بخير -أو قال على الفطرة- ما لم يؤخروا المغرب إلى أن تشتبك النجوم". وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن إسحاق، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين، وأخرجه الحاكم 1/ 190 - 191 من طريق الإمام =
15718 -
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ مُحَمَّدٍ - يَعْنِي ابْنَ يُوسُفَ -، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: حُجَّ بِي مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ وَأَنَا ابْنُ سَبْعِ سِنِينَ (1).
= أحمد، عن ابن علية، عن ابن إسحاق، به، وصححه على شرط مسلم، ووافقه الذهبي مع أن ابن إسحاق إنما أخرج له مسلم متابعة، وسيرد 5/ 417.
وآخر من حديث العباس بن عبد المطلب عند ابن ماجه (689) أخرجه عن محمد بن يحيى -وهو الذهلي-، عن إبراهيم بن موسى -وهو ابن يزيد التميمي-، عن عباد بن العوام، عن عمر بن إبراهيم، عن قتادة، عن الحسن، عن الأحنف بن قيس، عنه، باللفظ السابق، وإسناده ضعيف، عمر بن إبراهيم -وهو العبدي- في حديثه عن قتادة ضعف، لكن تابعه معمر عند الحاكم 1/ 191، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وصححه ابن خزيمة (340)، والحاكم 1/ 191، ووافقه الذهبي!
وثالث من حديث أبي عبد الرحمن الصنابحي عند الطبراني (7418)، أورده الهيثمي في "المجمع" 1/ 310 وقال: رواه الطبراني في "الكبير"، ورجاله ثقات. وسيرد في "المسند" 4/ 349.
ورابع من حديث أنس عند ابن عدي 3/ 968.
وفي الباب أيضاً: عن أنس بن مالك، وعن أبي طريف، سلفا برقم (12136) و (15437)، ولفظ حديث أنس: كنا نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المغرب، ثمَّ يجيء أحدنا إلى بني سلمة وهو يرى مواقع نبله" وانظر عندهما تتمة أحاديث هذا الباب.
وعن سلمة بن الأكوع عند البخاري (561)، ومسلم (636) بلفظ:"كنا نصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم المغرب إذا توارت بالحجاب".
قال السندي: قوله: "على الفطرة"، أي: على الدين.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن يوسف: هو ابن عبد الله =
15719 -
حَدَّثَنَا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا الْجُعَيْدُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُصَيْفَةَ (1)
= ابن يزيد الكندي ابن بنت السائب بن يزيد.
وأخرجه الترمذي (925) و (2161)، والطبراني في "الكبير"(6678) -ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" 27/ 51 - ، والحاكم 3/ 637 من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد. ولفظه عند الترمذي (925): حجَّ بي أبي. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. ولفظ "حُجَّ بي" وقع في مطبوع سنن الترمذي (2161)"حجَّ يزيد"، وفي مطبوع "المستدرك":"حج أبي".
وأخرجه البخاري (1858)، والبيهقي في "السنن" 5/ 156 من طريقين عن حاتم بن إسماعيل، به. ولم يقل البخاري:"في حجة الوداع".
وأخرجه الفاكهي في "أخبار مكة"(815) من طريق يحيى بن راشد، عن محمد بن يوسف، به. ولفظه: "حج بي أبي مع النبي
…
" ولم يقل: في حجة الوداع.
وأخرجه البخاري (1859) من طريق الجعيد بن عبد الرحمن، قال: سمعتُ عمر بن عبد العزيز يقول للسائب بن يزيد، وكان قد حُجَّ به في ثَقَل النبي صلى الله عليه وسلم، قلنا: والثقل: متاع المسافر.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(6681)، والبيهقي في "السنن" 5/ 156 من طريق الجعيد بن عبد الرحمن، عن السائب قال: حُجَّ بي في زمان النبي صلى الله عليه وسلم وأنا غلام.
وقال الحافظ في "الفتح" 4/ 72: وقال ابن سعد، عن الواقدي، عن حاتم:"حجَّت بي أمي"، وللفاكهي، من وجه آخر عن محمد بن يوسف، عن السائب:"حجَّ بي أبي" ويجمع بينهما بأنه كان مع أبويه.
قال الترمذي: وقد أجمع أهلُ العلم أن الصبي إذا حجَّ قبل أن يدرك فعليه الحج إذا أدرك، لا تجزئ عنه تلك الحجةُ عن حجة الإسلام.
(1)
في النسخ و (م): بن أبي خُصيفة، بزيادة لفظ "أبي"، وهو خطأ، وورد على الصواب في "أطراف المسند".
عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: كُنَّا نُؤْتَى (1) بِالشَّارِبِ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَفِي إِمْرَةِ أَبِي بَكْرٍ وَصَدْرًا مِنْ إِمْرَةِ عُمَرَ، فَنَقُومُ إِلَيْهِ، فَنَضْرِبُهُ بِأَيْدِينَا وَنِعَالِنَا وَأَرْدِيَتِنَا، حَتَّى كَانَ صَدْرًا (2) مِنْ إِمْرَةِ عُمَرَ فَجَلَدَ فِيهَا أَرْبَعِينَ، حَتَّى إِذَا عَتَوْا فِيهَا وَفَسَقُوا، جَلَدَ ثَمَانِينَ (3).
(1) في (ق) و (م): نأتي.
(2)
كذا في الأصول وفي "جامع المسانيد"، وضبب عليها في (س) لأن كان هنا تامة، والجادة رفع "صدراً".
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. الجعيد -ويقال: الجعد- هو ابن عبد الرحمن بن أوس الكندي، وهو قد سمع هذا الحديث أيضاً من السائب من غير واسطة يزيد بن خصيفة -كما سيرد عند النسائي والطبراني- ورواه هنا من طريق يزيد عن السائب. قال الحافظ في "الفتح" 12/ 68: فعلى هذا فإدخال يزيد بن خصيفة بينهما إما من المزيد في متصل الأسانيد، وإما أن يكون الجعيد سمعه من السائب، وثَبَّتَه فيه يزيد، ثم ظهر لي السبب في ذلك، وهو أن رواية الجعيد المذكورة عن السائب مختصرة، فكأنه سمع الحديث تاماً من يزيد عن السائب، فحدث بما سمعه من السائب عنه من غير ذكر يزيد، وحدث أيضاً بالتام، فذكر الواسطة.
وأخرجه البخاري (6779)، والنسائي في "الكبرى"(5280)، والحاكم 4/ 374، والبيهقي في "السنن" 8/ 319 من طريق مكي بن إبراهيم، بهذا الإسناد. وقد تحرف اسم الجُعيد في مطبوع "الكبرى" إلى:"المعلى".
وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. فقال الذهبي: قلت: ذا في البخاري.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(5278) و (5279)، والطبراني في "الكبير"(6683) من طريقين عن الجعيد بن عبد الرحمن، قال: سمعت السائب بن يزيد.
وسلف ذكر أحاديث الباب في مسند أبي سعيد الخدري برقم (11277).
15720 -
حَدَّثَنَا مَكِّيٌّ، حَدَّثَنَا الْجُعَيْدُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُصَيْفَةَ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، أَنَّ امْرَأَةً جَاءَتْ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" يَا عَائِشَةُ، أَتَعْرِفِينَ هَذِهِ؟ " قَالَتْ: لَا يَا نَبِيَّ اللهِ. فَقَالَ: " هَذِهِ قَيْنَةُ بَنِي فُلَانٍ، تُحِبِّينَ أَنْ تُغَنِّيَكِ؟ " قَالَتْ: نَعَمْ. قَالَ: فَأَعْطَاهَا طَبَقًا، فَغَنَّتْهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" قَدْ نَفَخَ الشَّيْطَانُ فِي مَنْخِرَيْهَا "(1).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. مكي: هو ابن إبراهيم، والجعيد: هو ابن عبد الرحمن بن أوس الكندي.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(8960)، وفي "عشرة النساء"(74) من طريق هارون بن عبد الله، عن مكي، بهذا الإسناد. دون قوله:"فأعطاها طبقاً" وقوله: "قد نفخ الشيطان في منخريها".
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(6686) من طريق علي بن بحر، عن مكي، به، دون ذكر يزيد بن خصيفة في الإسناد. وذكرنا في الحديث المتقدم أن الجعيد قد سمع من السائب. ولم يرد في روايته قولُه:"فأعطاها طبقاً".
وأورده الهيثمي في "المجمع" 8/ 130 وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير" ورجال أحمد رجال الصحيح.
قال السندي: قوله: "قينة بني فلان" أي: جاريتهم المغنية.
"أن تُغَنِّيك" بالتشديد، وفيه جواز ذلك على قلةٍ من غير عُرس وعيد، كما يجوز فيهما ويحتمل أنها كانت أيام عيد.
"قد نفخ": أي فلذلك اتَّخذتْ ذلك عادةً، وأما التغني أحياناً، فجائز، فلا منافاة بين هذا وبين الإذن السابق الدال على الجواز، وفيه حسن المعاشرة مع الأهل.
15721 -
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ الصِّبْيَانِ إِلَى ثَنِيَّةِ الْوَدَاعِ نَتَلَقَّى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ. وَقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً: أَذْكُرُ مَقْدِمَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ تَبُوكَ (1).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عُيينة، والزهري: هو محمد بن مسلم ابن شهاب.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(6653) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (3083) و (4426) و (4427)، وأبو داود (2779)، والترمذي (1718)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 358، والدولابي في "الكنى" 1/ 84، وابن حبان (4792)، والطبراني في "الكبير"(6653)، والبيهقي في "السنن" 9/ 175، وفي "الدلائل" 5/ 265، والبغوي في "شرح السنة"(2760) من طرق عن سفيان، به.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(6688) من طريق أبي مودود عبد العزيز بن أبي سليمان، عن السائب، به.
وانظر حديث ابن عباس السالف برقم (2146)، وحديث عبد الله بن جعفر (1743).
ونقل الحافظ في "الفتح" 8/ 128 عن الداوودي -وتبعه ابن القيم- قوله: ثنية الوداع من جهة مكة لا من جهة تبوك، بل هي مقابلها كالمشرق والمغرب.
قال: إلا أن يكون هناك ثنية أخرى في تلك الجهة، والثنية: ما ارتفع في الأرض وقيل: الطريق في الجبل. قلت: لا يمنع كونها من جهة الحجاز أن يكون خروج المسافر إلى الشام من جهتها، وهذا واضح كما في دخول مكة من ثنية والخروج منها من أخرى، وينتهي كلاهما إلى طريق واحدة.
15722 -
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ (1)، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ خُصَيْفَةَ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ إِنْ شَاءَ اللهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ظَاهَرَ بَيْنَ دِرْعَيْنِ يَوْمَ أُحُدٍ. وَحَدَّثَنَا بِهِ مَرَّةً أُخْرَى فَلَمْ يَسْتَثْنِ فِيهِ (2).
(1) قوله: "حدثنا سفيان" سقط من (م).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(6669) من طريق الإمام أحمد بهذا الإسناد. دون استثناء.
وأخرجه الترمذي في "الشمائل"(104)، والنسائي في "الكبرى"(8583)، وابن ماجه (2806)، والبغوي في "شرح السنة"(2658) و (2659) من طرق عن سفيان، به. ولم يذكر الاستثناء إلا ابن ماجه. وتحرف اسم شيخه هشام ابن عمار إلى هشام بن سوار.
وأخرجه أبو داود (2590) عن مسدد، عن سفيان قال: حسبت أني سمعت يزيد بن خصيفة يذكر عن السائب عن يزيد عن رجل قد سمَّاه أن رسول الله
…
وفي الباب عن الزبير بن العوام أخرج حديثه الترمذي (1692) و (3738)، وفي "الشمائل"(103) عن أبي سعيد الأشج، والحاكم 3/ 25 من طريق أحمد ابن عبد الجبار العطاردي، كلاهما عن يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، عن الزبير. وهذا إسناد ضعيف، فيه محمد بن إسحاق مدلس وقد عنعن، ومع ذلك قال الترمذي في الموضع الأول: حسن غريب، وفي الموضع الثاني: حسن صحيح غريب! وورود تصريح ابن إسحاق بالتحديث عند الحاكم لا يقبل لأنه من طريق أحمد ابن عبد الجبار العطاردي، قال الذهبي في "الميزان": ضعفه غير واحد، وقد صححه الحاكم على شرط مسلم ووافقه الذهبي مع أن أحمد ابن عبد الجبارالعطاردي لم يرو له مسلم، ويونس بن بكير روى له متابعة لا احتجاجاً.
قال السندي: قوله: "ظاهر بين درعين" أي أوقع الظهار بينهما، بأن جعل أحدهما ظِهاراً للأخرى، أو الظهار بمعنى المعاونة، والمراد أنه لبسهما، وفيه =
15723 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ وَأَبُو شِهَابٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ ابْنِ أُخْتِ نَمِرٍ، قَالَ: مَا كَانَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَّا مُؤَذِّنٌ وَاحِدٌ يُؤَذِّنُ إِذَا قَعَدَ عَلَى الْمِنْبَرِ، وَيُقِيمُ إِذَا نَزَلَ، وَأَبُو بَكْرٍ كَذَلِكَ وَعُمَرُ كَذَلِكَ رضي الله عنهما (1).
15724 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ مُبَارَكٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ: أَنَّ شُرَيْحًا الْحَضْرَمِيَّ ذُكِرَ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: " ذَاكَ رَجُلٌ لَا يَتَوَسَّدُ الْقُرْآنَ "(2).
= أن التوكل لا يقتضي ترك مراعاة الأسباب.
(1)
حديث صحيح، محمد بن إسحاق صرح بالتحديث في الرواية (15716) وهو متابع كما سلف، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. ابن إدريس: هو عبد الله بن إدريس الأودي، وأبو شهاب: هو عبد ربه بن نافع الكناني الحَنَّاط.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 222 ومن طريقه الطبراني في "الكبير"(6645) عن ابن إدريس، بهذا الإسناد.
وسلف برقم (15716)، وسيأتي برقم (15728).
قال السندي: قوله: "إلا مؤذن واحد" أي يومَ الجمعة.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن مبارك: هو عبد الله، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي، والزهري: هو محمد بن مسلم ابن شهاب.
وأخرجه ابن عبد البر في "الاستيعاب" 5/ 69 من طريق يحيى بن آدم، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 3/ 256 - 257، وفي "الكبرى"(1305)، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= والطبراني في "الكبير"(6654)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 264، وابن عبد البر في "الاستيعاب" 5/ 70 من طرق عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد. وصححه الحافظ في "الإصابة" 5/ 70.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(6654) من طريق ابن وهب، عن يونس، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(6655) من طريق النعمان بن راشد، عن الزهري، به، لكن فيه أن الذي ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم مخرمةُ بن شريح الحضرمي. والنعمان بن راشد سيئ الحفظ، ولذلك قال الحافظ في "الإصابة" 5/ 70: وهو وهم منه. وذكر أن أكثر أصحاب الزهري إنما ذكروا شُريحاً، ثم نقل عن أبي نعيم أنه الصواب. ثم ذكر الحافظ أن البغوي رواه من طريق الليث، عن يونس، كما قال النعمان بن راشد، ثم قال الحافظ: فالله أعلم.
قلنا: إنما رواه عن الليث عبدُ الله بن صالح، وهو كاتب الليث -فيما نقل المزي في "تحفة الأشراف" 3/ 262 - وهو كثير الغلط. ويبقى الصواب ما قاله أبو نعيم عند ذكر رواية أحمد هذه.
وسيأتي مكرراً سنداً ومتناً برقم (15725)، وبرقم (15726).
قال السندي: "لا يتوسَّد القرآن" بنصب القرآن على المفعولية. في "الصحاح": وسَّدتُه الشيء -أي بتشديد السين- فتوسده: إذا جعله تحت رأسه. وفي "القاموس" يحتمل كونه مدحاً: أي لا يمتهنه، ولا يطرحه، بل يُجِلُّه ويُعَظِّمه، وذمَّاً: أي لا يُكِبُّ على تلاوته إكباب النائم على وسادة، ومن الأول قولُه صلى الله عليه وسلم:"لا توسَّدوا القرآن"، ومن الثاني أنَّ رجلاً قال لأبي الدرداء: إني أُريد أن أطلب العلم فأخشى أن أُضَيِّعَه، فقال: لأن تتوسَّدَ العلم خيرٌ لك من أن تتوسَّد الجهل. انتهى. وكلام "النهاية" و"المجمع" يفيد أن التوسُّد لازم، والقرآن مرفوعٌ على الفاعلية، والتقدير: لا يتوسد القرآنُ معه، فقالا: أراد بالتوسد النوم، والكلامُ يحتمل المدحَ، أي: لا ينامُ الليل عن القرآن فيكون القرآنُ متوسِّداً معه، بل هو يُداوم على قراءته، ويُحافظ عليها، والذمَّ بمعنى أن =
15725 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ مُبَارَكٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، أَنَّ شُرَيْحًا الْحَضْرَمِيَّ ذُكِرَ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:" ذَاكَ رَجُلٌ لَا يَتَوَسَّدُ الْقُرْآنَ "(1).
15726 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي السَّائِبُ بْنُ يَزِيدَ؛ فَذَكَرَ مِثْلَهُ (2).
15727 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، حَدَّثَنَا شُعَيْبٌ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي السَّائِبُ بْنُ يَزِيدَ ابْنُ أُخْتِ نَمِرٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا عَدْوَى وَلَا صَفَرَ وَلَا هَامَةَ "(3).
= لا يحفظ من القرآن شيئاً، ولا يديم قراءته، فإذا نام لم يتوسد معه القرآن. انتهى. والوجه هو الأول، والله تعالى أعلم.
(1)
هو مكرر ما قبله سنداً ومتناً.
(2)
إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن إسحاق، وهو السلمي، فمن رجال الترمذي، وهو ثقة.
وهو مكرر (15724).
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو اليمان: هو الحكم بن نافع، وشعيب: هو ابن أبي حمزة الأموي الحمصي، والزهري: هو محمد بن مسلم ابن شهاب.
وأخرجه مسلم (2220)(103)، والطحاوي في "شرح المعاني" 4/ 309، والطبراني في "الكبير"(6658) من طريق أبي اليمان، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(271)، والطبراني في "الكبير"(6658) من طريق بشر بن شعيب، عن أبيه شعيب بن أبي حمزة، به. =
15728 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: كَانَ الْأَذَانُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رضي الله عنهما أَذَانَانِ (1)، حَتَّى كَانَ زَمَنُ عُثْمَانَ، فَكَثُرَ النَّاسُ، فَأَمَرَ بِالْأَذَانِ الْأَوَّلِ بِالزَّوْرَاءِ (2).
= وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(270)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 358، والطبراني في "الكبير"(6657) و (6659) من طرق عن الزهري، به.
وفي الباب عن ابن مسعود سلف برقم (4198)، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: "ولا صَفَر" بفتحتين، أريد الشهر المشهور، وكانوا يتشاءمون به، أو أنهم يجعلونه محرماً، ويحلون المحرم، فنُهوا عن ذلك، وقيل: أُريد غير ذلك.
"ولا هامة" بتخفيف ميم، طائر كانوا يتشاءمون به.
(1)
كذا في النسخ الخطية: أذانان. قال السندي: ورفع "أذانان" بناء على أن "كان" فيه ضمير الشأن. قلنا: وجاء في (م): أذانين على الجادة.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجرّاح، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث.
وأخرجه ابن خزيمة (1774) عن سلم بن جنادة، عن وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (912)، والترمذي (516)، وابن حزيمة (1773)، وابن الجارود (290)، وابن حبان (1673)، والطبراني في "الكبير"(6647)، والبيهقي في "السنن" 3/ 192، والبغوي في "شرح السنة"(1071) من طرق عن ابن أبي ذئب، به. وقال الترمذي: حسن صحيح.
وقد سلف برقم (15716)، و (15723).
قال السندي: قوله: كان الأذان: أي النداء. =
15729 -
حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ يَزِيدَ - يَعْنِي ابْنَ الْهَادِ -، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " مَا مِنْ إِنْسَانٍ يَكُونُ فِي مَجْلِسٍ، فَيَقُولُ حِينَ يُرِيدُ أَنْ يَقُومَ: سُبْحَانَكَ اللهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ، إِلَّا غُفِرَ لَهُ مَا كَانَ فِي ذَلِكَ الْمَجْلِسِ " فَحَدَّثْتُ هَذَا الْحَدِيثَ يَزِيدَ بْنَ خُصَيْفَةَ، قَالَ: هَكَذَا حَدَّثَنِي السَّائِبُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (1).
= أذانان: أي الأذان والإقامة، ولم يكن يوم الجمعة نداء ثالث.
قلنا: والزوراء: -كما جاء في "صحيح مسلم"(2278)(7) من حديث أنس بن مالك- بالمدينة عند السوق والمسجد فيما ثمَّة.
(1)
إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين غير إسماعيل بن عبد الله بن جعفر -وهو ابن أبي طالب- فمن رجال ابن ماجه، وهو ثقة. يونس: هو ابن محمد المؤدب، وليث: هو ابن سعد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 289، والطبراني في "الكبير"(6673) من طريقين عن ليث، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/ 141، وقال: رواه أحمد والطبراني، ورجالهما رجال الصحيح.
وفي الباب: عن أبي هريرة سلف برقم (10415).
وعن أبي برزة الأسلمي عند ابن أبي شيبة 10/ 256، وأبي داود (4859)، والحاكم 1/ 537، وسيرد 4/ 420 و 425.
وعن عائشة عند النسائي 3/ 71، والحاكم 1/ 496 - 497 وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، وسيرد 6/ 77.
وعن عبد الله بن عمرو عند أبي داود (4857)، وصححه ابن حبان (593). =
حَدِيثُ أَبِي سَعِيدِ بْنِ الْمُعَلَّى عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
15730 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدِ بْنِ الْمُعَلَّى، قَالَ: كُنْتُ أُصَلِّي، فَمَرَّ بِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَدَعَانِي، فَلَمْ آتِهِ حَتَّى صَلَّيْتُ، ثُمَّ أَتَيْتُهُ، فَقَالَ: " مَا
= وعن أنس عند البزار (3123)، والطبراني في "الدعاء"(1916)، وفي "الأوسط"(5910)، وقال: لا يروى هذا الحديث عن أنس إلا بهذا الإسناد، تفرد به عثمان بن مطر. وقال الهيثمي في "المجمع" 10/ 141: رواه البزار والطبراني في "الأوسط"، وفيه عثمان بن مطر، وهو ضعيف.
وعن رافع بن خديج عند النسائي في "عمل اليوم والليلة"(427)، والطبراني في "الكبير"(4445)، وفي "الأوسط"(4464)، وفي "الصغير"(620)، والحاكم 1/ 537. وقال في "المجمع" 1/ 141: رواه الطبراني في الثلاثة، ورجاله ثقات.
وعن ابن مسعود عند الطبراني في "الكبير"(10333)، وفي "الأوسط" (1249). وقال الهيثمي في "المجمع" 10/ 141: رواه الطبراني في "الأوسط" و"الكبير"، وفيه عطاء بن السائب، وقد اختلط.
وعن الزبير بن العوام عند الطبراني في "الصغير"(970)، وفي "الأوسط"(6912)، وقال الهيثمي في "المجمع" 10/ 141: رواه الطبراني في "الصغير" و"الأوسط"، وفيه من لم أعرفه.
وعن جبير بن مطعم عند النسائي 3/ 71 - 72، والطبراني في "الكبير"(1586)، والحاكم 1/ 537، وصححه على شرط مسلم، ووافقه الذهبي. وقال الهيثمي في "المجمع" 10/ 142: رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح.
مَنَعَكَ أَنْ تَأْتِيَنِي؟ " فَقَالَ: إِنِّي كُنْتُ أُصَلِّي. قَالَ: " أَلَمْ يَقُلِ اللهُ تبارك وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ} [الأنفال: 24] ".
ثُمَّ قَالَ: " أَلَا أُعَلِّمُكُمْ أَعْظَمَ سُورَةٍ فِي الْقُرْآنِ قَبْلَ أَنْ أَخْرُجَ مِنَ الْمَسْجِدِ؟ " قَالَ: فَذَهَبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِيَخْرُجَ فَذَكَّرْتُهُ، فَقَالَ:" {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} هِيَ السَّبْعُ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنُ الْعَظِيمُ الَّذِي أُوتِيتُهُ "(1).
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري.
وأخرجه البخاري (4703)، وابن ماجه (3785)، وابن خزيمة (863)، والطبراني في "الكبير" 22/ (769) من طريقين عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. إلا أن ابن ماجه رواه دون ذكر قصة الصلاة.
وأخرجه الطيالسي (1266)، والبخاري (4647)، وأبو داود (1458)، والنسائي في "المجتبى" 2/ 139، وفي "الكبرى"(985) و (10981)، والدارمي 1/ 350 و 2/ 445، والطبراني في "الكبير"22/ (768)، والبيهقي في "السنن" 2/ 368 من طرق عن شعبة، به.
وسيأتي 4/ 211.
وقد روى مالك في "الموطأ" 1/ 83 أن هذه القصة وقعت لأُبي بن كعب، فأخرج عن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب، عن أبي سعيد مولى عامر بن كُريز أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نادى أبي بن كعب وهو يصلي، فلما فرغ من صلاته لحقه، فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على يده وهو يريد أن يخرج من باب المسجد، فقال:"إني لأرجو أن لا تخرج من المسجد حتى تعلم سورة ما أنزل الله في التوراة ولا في الإنجيل، ولا في القرآن مثلها". قال أُبي: فجعلت أُبْطي في المشي رجاء ذلك. ثم قلت: يا رسول الله، السورةَ التي وعدتني؟ قال:"كيف تقرأ إذا افتتحت الصلاة؟ " قال: فقرأتُ: {الحمد لله رب =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= العالمين} حتى أتيت على آخرها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"هي هذه السورة، وهي السبع المثاني والقرآن العظيم، الذي أعطيت"، وإسناده مرسل، وقد اختُلف فيه على العلاء، فأخرجه أحمد فيما سلف برقم (9345) من طريق عبد الرحمن بن إبراهيم، والترمذي (3125) من طريق الدراوردي، والنسائي في "الكبرى"(11205) من طريق روح بن القاسم، وابن خزيمة (861) من طريق حفص بن ميسرة، كلهم عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم على أبي بن كعب وهو يصلي .. فذكر الحديث.
وأخرجه عبد الله بن أحمد في زياداته على "المسند" 5/ 114، والترمذي (3125) أيضاً، والنسائي 2/ 139، وابن خزيمة (500)، وابن حبان (775) من طريق عبد الحميد بن جعفر، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن أبي ابن كعب، أي من حديث أبي بن كعب، وأخرجه من حديث أبي أيضاً الحاكم 1/ 558 من طريق شعبة، عن العلاء، عن أبيه، عنه. قال الحافظ في "الفتح" 8/ 157: ورجح الترمذي كونه من مسند أبي هريرة، وقد أخرجه الحاكم أيضاً 1/ 558 من طريق الأعرج، عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم نادى أبي بن كعب، وهو يقوي ما رجحه الترمذي، قلنا: ويقويه أيضاً أن أحمد أخرجه في مسند أبي هريرة برقم (8682)، عن سليمان بن داود، عن إسماعيل بن جعفر، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ عليه أُبيُّ أمَّ القرآن، فقال
…
قال الحافظ: وجمع البيهقي بأن القصة وقعت لأبي بن كعب، ولأبي سعيد ابن المعلى ويتعين المصير إلى ذلك لاختلاف مخرج الحديثين، واختلاف سياقهما.
وفي باب أن الفاتحة أفضل القرآن أيضاً:
عن أنس عند النسائي في "الكبرى"(8011)، وصححه ابن حبان (774)، =
حَدِيثُ الْحَجَّاجِ بْنِ عَمْرٍو الْأَنْصَارِيِّ
(1)
15731 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ - يَعْنِي الصَّوَّافَ (2) -، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ عَمْرٍو الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ. وَإِسْمَاعِيلُ قَالَ: أَخْبَرَنِي الْحَجَّاجُ بْنُ
= والحاكم 1/ 560 على شرط مسلم، ووافقه الذهبي، ولفظه: قال: "ألا أخبرك بأفضل القرآن؟ " قال: فتلا عليه الحمد لله رب العالمين.
وعن عبد الله بن جابر، سيرد 4/ 177، ولفظه:"ألا أخبرك يا عبد الله بن جابر بخير سورة في القرآن"، قلت: بلى يا رسول الله، قال:"اقرأ الحمد لله رب العالمين، حتى تختمها". وأورده الهيثمي في "المجمع" 6/ 311 وقال: رواه أحمد، وفيه عبد الله بن محمد بن عقيل، وهو سيئ الحفظ، وحديثه حسن، وبقية رجاله ثقات.
قال السندي: قوله: "قال: ألم يقل الله تبارك وتعالى إلخ .. " فإن قلت: الأمرُ لا يقتضي الفور، قلت: ذاك إذا خلا عن قرائن الفور، وهذا معه قرينة الفور، وهي قوله تعالى:{إذا دعاكم} .
"هي السبع المثاني"، أي: هي المرادةُ بقوله تعالى: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم} ، والحديثُ يدلُّ على أن "من" في قوله:{من المثاني} بيانية، وعلى هذا فالقرآنُ العظيمُ هي الفاتحة كالسبع المثاني، والعطف بينهما كعطف بعض الصفات على بعض مع اتحاد الذات، ويحتمل أن يكون {القرآنُ العظيمُ} مبتدأً خبرُه "الذي أوتيته" أي: القرآنُ هو الكتابُ الذي أوتيتُه، والسبعُ المثاني منه هي الفاتحة، وعلى التقديرين فالحديثُ يدل على جواز التفضيل في القرآن بين أجزائه، والله تعالى أعلم.
(1)
قال السندي: الحجاج بن عمرو: أنصاري خزرجي، قيل: هو ضرب مروان يوم الدار حتى سقط. وقال أبو نعيم: كان يوم صفين مع علي، وهو صحابي، وقيل: تابعي.
(2)
في (ق): حجاج بن الصواف. وهو صحيح أيضاً.
أَبِي عُثْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، أَنَّ عِكْرِمَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ حَدَّثَهُ قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَجَّاجُ بْنُ عَمْرٍو الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ كُسِرَ أَوْ عَرِجَ فَقَدْ حَلَّ، وَعَلَيْهِ حَجَّةٌ أُخْرَى ".
قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِابْنِ عَبَّاسٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ، فَقَالَا: صَدَقَ. قَالَ إِسْمَاعِيلُ: فَحَدَّثْتُ بِذَاكَ ابْنَ عَبَّاسٍ وَأَبَا هُرَيْرَةَ، فَقَالَا: صَدَقَ (1).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، غير أن صحابيّه لم يروِ له الشيخان، وإنما روى له أصحاب السنن. يحيى بن سعيد: هو القطَّان، وإسماعيل: هو ابن عُلَيَّة، وحجاج الصوّاف: هو ابن أبي عثمان. ويحيى بن أبي كثير قد صرح بالتحديث عند ابن أبي شيبة.
وأخرجه ابن أبي شيبة -في جزء العمروي- (85)، ومن طريقه ابن ماجه (3077)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2155)، والطبراني في "الكبير"(3211) عن يحيى بن سعيد وإسماعيل ابن عُلَيَّة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (1862)، والنسائي في "المجتبى" 5/ 198 - 199، وفي "الكبرى"(3844)، والطبراني (3212)، وابن عبد البر في "التمهيد" 15/ 208 من طرق عن يحيى بن سعيد، به.
وأخرجه ابن عبد البر 15/ 209 من طريق إسماعيل ابن علية، به.
وأخرجه الترمذي (940)، والنسائي 5/ 198، وفي "الكبرى"(3843)، والدارمي 2/ 61، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(615) و (616)، وفي "شرح معاني الآثار" 2/ 249، والطبراني (3211) و (3212)، والدارقطني 2/ 277 - 278، والحاكم 1/ 470 و 482 - 483، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 357 - 358، والبيهقي في "السنن" 5/ 220 من طرق عن حجاج الصوّاف، به.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. =
حَدِيثُ أَبِي سَعِيدٍ الزُّرَقِيِّ
15732 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي الْفَيْضِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ مُرَّةَ يُحَدِّثُ
وقال الحاكم: صحيح على شرط البخاري، ووافقه الذهبي.
وأخرجه أبو داود (1863)، والترمذي عقب الحديث (940)، وابن ماجه (3078)، والطبراني (3213)، والحاكم 1/ 483، والبيهقي 5/ 220 من طريق عبد الرزاق، عن معمر، وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(617)، وفي "شرح معاني الآثار" 2/ 249 من طريق معاوية بن سلّام، والطبراني (3214) من طريق سعيد بن يوسف، ثلاثتهم عن يحيى بن أبي كثير، عن عكرمة، عن عبد الله بن رافع مولى أم سلمة، عن الحجاج بن عمرو، به. فأدخلوا بين عكرمة والحجاج بن عمرو عبد الله بن رافع. وهذا من المزيد في متصل الأسانيد. قال الترمذي: وسمعت محمداً يقول: رواية معمر ومعاوية بن سلّام أصح. قلنا: ونقل البيهقي عن علي ابن المديني قوله: الحجاج الصواف عن يحيى بن أبي كثير أثبت.
قال السندي: قوله: "من كُسِرَ" على بناء المفعول. و"أو عَرَج" على بناء الفاعل، قال في "الصحاح": بفتح الراء، إذا أصابه شيءٌ في رجله فجعل يمشي مشية العرجان، وبالكسر إذا كان ذلك خلقةً. وفي "النهاية": وكذا إذا صار أعرج، أي: من أحرم ثم حدث له بعد الإحرام مانعٌ من المعنى على مقتضى الإحرام، غير إحصار العدو، بأن كان أحدٌ كسر رجله، أو صار أعرج من غير صنعٍ من أحد، يجوز له أن يترك الإحرام، وإن لم يشترط التحلُّل، وقيّده بعضهم بالإشراط، ومن يرى أنه من باب الإحصار، يقول: معنى حلَّ: كاد أن يحل قبل أن يصل إلى نسكه، بأن يبعث الهدي مع أحدٍ ويواعده يوماً بعينه يذبحها فيه في الحرم، فيتحلّل بعد الذبح.
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الزُّرَقِيِّ، أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَشْجَعَ سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْعَزْلِ، فَقَالَ: إِنَّ امْرَأَتِي تُرْضِعُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّ مَا يُقَدَّرُ فِي الرَّحِمِ فَسَيَكُونُ "(1).
(1) صحيح بشواهده، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عبد الله بن مرة -وهو الزرقي الأنصاري-، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الفيض، وهو موسى بن أيوب -ويقال: ابن أبي أيوب- المهري الحمصي، فقد روى له الأربعة سوى ابن ماجه، وهو ثقة.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 6/ 108، وفي "الكبرى"(5487)، والدولابي في "الكنى" 1/ 35 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1244)، والبخاري في "التاريخ" 5/ 192، وابن أبي عاصم في "السنة"(367)، وفي "الآحاد والمثاني"(2190)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 34، والطبراني في "الكبير" 22/ (791)، والمزي في "تهذيب الكمال" 16/ 116 من طرق عن شعبة، به.
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11078)، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.