المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

مسند الإمام أحمد ابن حنبل (164 - 241 هـ) حقق هذا الجزء - مسند أحمد - ط الرسالة - جـ ٢٧

[أحمد بن حنبل]

فهرس الكتاب

مسند الإمام أحمد ابن حنبل

(164 - 241 هـ)

حقق هذا الجزء وخرّج أحاديثه

شعيب الأرنؤوط - إبراهيم الزّيبق

الجزء السابع والعشرون

مؤسسة الرسالة

ص: 1

‌حَدِيثُ عِتْبَانَ بْنِ مَالِكٍ

(1)

16479 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ مُبَارَكٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ رَبِيعٍ، عَنْ عِتْبَانَ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ضُحًى، وَسَلَّمْنَا حِينَ سَلَّمَ، وَأَنَّهُ - يَعْنِي - صَلَّى بِهِمْ فِي مَسْجِدٍ عِنْدَهُمْ (2).

16480 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، فَسُئِلَ (3) سُفْيَانُ: عَمَّنْ؟ قَالَ: هُوَ مَحْمُودٌ إِنْ شَاءَ اللهُ: أَنَّ عِتْبَانَ بْنَ مَالِكٍ كَانَ رَجُلًا مَحْجُوبَ الْبَصَرِ، وَأَنَّهُ ذَكَرَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم التَّخَلُّفَ عَنِ الصَّلَاةِ، قَالَ:" هَلْ تَسْمَعُ النِّدَاءَ؟ " قَالَ:

(1) قال السندي: عتبان بن مالك -بكسر عينٍ مهملة، وجوز ضمها، وسكون مثناة فوفية- أنصاري، خزرجي، بدري عند الجمهور، ولم يذكره ابن إسحاق فيهم، وكان إمام قومه بني سالم، وجاء أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم آخى بينه وبين عمر، مات في خلافة معاوية وقد كَبِرَ.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه بنحوه البخاري (838) عن حبان بن موسى، عن عبد الله بن المبارك، به. وسيأتي تخريجه من طريق عبد الله بن المبارك ضمن الرواية المطولة الآتية برقم (16482).

وانظر (16481).

قال السندي: قوله: وسلمنا حين سلم، أي: فرغ من الصلاة، كأن المراد أنه حين جاء اشتغل بالصلاة، ثم توجه إلى من جاء عنده من الأنصار، لا أنه دخل البيت بلا سلام.

(3)

في (ظ 12) و (ص) و (ق): يسأل.

ص: 7

نَعَمْ، قَالَ: فَلَمْ يُرَخِّصْ لَهُ (1).

16481 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ، أَوِ الرَّبِيعِ بْنِ مَحْمُودٍ - شَكَّ يَزِيدُ - عَنْ عِتْبَانَ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: إِنِّي

(1) حديث ضعيف لشذوذه، فقد خالف فيه سفيانُ بنُ عيينة أصحابَ الزهري في روايته عن محمود بن الربيع، عن عِتْبان بن مالك من أنه صلى الله عليه وسلم أذن لعتبان أن يصلي في بيته لما أنكر بصره، وكانت السيول تحول بينه وبين مسجد قومه كما هو ظاهر في الرواية الآتية برقم (16482)، وسنتوسع هناك في بيان طرف عن الزهري، فانظره لزاماً.

وهذه الرواية أخرجها ابن سعد في "طبقاته" 3/ 500 عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وقد اختلف فيها عن سفيان كذلك.

فأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 6/ 226 من طريق عبيد الله بن محمد، عن سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن عمرة، عن عائشة إن شاء الله، عن عتبان بن مالك، به.

قلنا: عبيد الله بن محمد: هو ابن هارون الفريابي، نزيل بيت المقدس، روى عن سفيان بن عيينة، وترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 5/ 335. وجاء في مطبوع ابن عبد البر: عتبة بن مالك، وهو تحريف.

وقد ذكر ابن عبد البر أن الشافعي أنكر حديث سفيان بن عيينة هذا، وقال: حديث مالك يرده.

قلنا: سيأتي من طريق مالك عن الزهري ضمن تخريج الرواية الآتية برقم (16482).

وعدم ترخيصه صلى الله عليه وسلم بمجرد عذر البصر سلف من حديث عمرو بن أم مكتوم في الرواية رقم (15490)، وذكرنا هناك شواهده، وانظر تعليق السندي عليه.

ص: 8

رَجُلٌ ضَرِيرُ الْبَصَرِ، وَبَيْنِي وَبَيْنَكَ هَذَا الْوَادِي وَالظُّلْمَةُ، وَسَأَلْتُهُ أَنْ يَأْتِيَ فَيُصَلِّيَ فِي بَيْتِي، فَأَتَّخِذَ مُصَلَّاهُ مُصَلًّى، فَوَعَدَنِي أَنْ يَفْعَلَ، فَجَاءَ هُوَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، فَتَسَامَعَتْ بِهِ الْأَنْصَارُ، فَأَتَوْهُ، وَتَخَلَّفَ رَجُلٌ مِنْهُمْ يُقَالُ لَهُ: مَالِكُ بْنُ الدُّخْشُنِ (1)، وَكَانَ يُزَنُّ بِالنِّفَاقِ، فَاحْتُبِسُوا عَلَى طَعَامٍ، فَتَذَاكَرُوه (2) بَيْنَهُمْ، فَقَالُوا: مَا تَخَلَّفَ عَنَّا وَقَدْ عَلِمَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم زَارَنَا إِلَّا لِنِفَاقِهِ، وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي، فَلَمَّا انْصَرَفَ، قَالَ:" وَيْحَهُ، أَمَا شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ بِهَا مُخْلِصًا، فَإِنَّ اللهَ عز وجل حَرَّمَ النَّارَ عَلَى مَنْ شَهِدَ بِهَا "(3).

(1) قال الحافظ في "الإصابة" في ترجمته: مالك بن الدُّخْشُم، بضم المهملة والمعجمة، بينهما خاء معجمة، ويقال بالنون بدل الميم، ويقال كذلك بالتصغير. قلنا: ورد في هذه الرواية بالنون، وسيأتي بالميم في الرواية رقم (16482) و (16484)، وبالتصغير في الرواية رقم (16483). ونقل الحافظ عن ابن عبد البر قوله: ولا يصح عنه النفاق، فقد ظهر من حسن إسلامه ما يمنع من اتهامه في ذلك.

(2)

في (م): فتذاكروا.

(3)

حديث ضعيف بهذه السياقة، سفيان بن حسين: وهو الواسطي ضعيف الحديث عن الزهري، يروي أشياء يخالف فيها أصحاب الزهري، وسيأتي نحوه بإسناد صحيح برقم (16482). وشك يزيد في اسم محمود بن الربيع أو الربيع بن محمود يرتفع بأنه هو محمود بن الربيع، وقد رواه كذلك أصحاب الزهري عنه. وانظر ما بعده.

قال السندي: قوله: وكان يزن، بتشديد نون، على بناء المفعول: أي يتهم. =

ص: 9

16482 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ عِتْبَانَ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ السُّيُولَ تَحُولُ بَيْنِي وَبَيْنَ مَسْجِدِ قَوْمِي، فَأُحِبُّ أَنْ تَأْتِيَنِي، فَتُصَلِّيَ فِي مَكَانٍ فِي بَيْتِي أَتَّخِذُهُ مَسْجِدًا. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" سَنَفْعَلُ ". قَالَ: فَلَمَّا أَصْبَحَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم غَدَا عَلَى أَبِي بَكْرٍ، فَاسْتَتْبَعَهُ، فَلَمَّا دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" أَيْنَ تُرِيدُ؟ "، فَأَشَرْتُ لَهُ إِلَى نَاحِيَةٍ مِنَ الْبَيْتِ، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَصُفِفْنَا خَلْفَهُ، فَصَلَّى بِنَا رَكْعَتَيْنِ، وَحَبَسْنَاهُ عَلَى خَزِيرٍ صَنَعْنَاهُ، فَسَمِعَ أَهْلُ الدَّارِ - يَعْنِي أَهْلَ الْقَرْيَةِ - فَجَعَلُوا يَثُوبُونَ، فَامْتَلَأَ الْبَيْتُ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: أَيْنَ مَالِكُ بْنُ الدُّخْشُمِ، فَقَالَ رَجُلٌ: ذَاكَ مِنَ الْمُنَافِقِينَ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَقُولُهُ يَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ يَبْتَغِي بِهَا وَجْهَ اللهِ ". قَالَ: أَمَّا نَحْنُ فَنَرَى وَجْهَهُ وَحَدِيثَهُ إِلَى الْمُنَافِقِينَ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَقُولُهُ، يَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللهِ ". فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَئِنْ وَافَى عَبْدٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللهِ إِلَّا حُرِّمَ اللهُ عَلَى النَّارِ "(1). فَقَالَ مَحْمُودٌ:

= قوله: فاحتبسوا، على بناء المفعول أو الفاعل: أي حبسناهم للطعام.

قوله: "ويحه": كلمة ترحُّم.

(1)

في (س) و (ق) و (م): إلا حُرِّم على النار، والمثبت من (ظ 12) و (ص)، وأشير إليها في (س) وكذلك هي في نسخة السندي، وانظر الرواية =

ص: 10

فَحَدَّثْتُ بِذَلِكَ قَوْمًا فِيهِمْ أَبُو أَيُّوبَ، قَالَ: مَا أَظُنُّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ هَذَا. قَالَ: فَقُلْتُ: لَئِنْ رَجَعْتُ وَعِتْبَانُ حَيٌّ لَأَسْأَلَنَّهُ. فَقَدِمْتُ وَهُوَ أَعْمَى، وَهُوَ إِمَامُ قَوْمِهِ، فَسَأَلْتُهُ، فَحَدَّثَنِي كَمَا حَدَّثَنِي أَوَّلَ مَرَّةٍ، وَكَانَ (1) عِتْبَانُ بَدْرِيًّا (2).

= الآتية برقم (16483).

(1)

في (ق)، وهامش (س): قال: وكان.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الأعلى بن عبد الأعلى: هو السَّامي.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1932) والنَّسائي في "المجتبى" 2/ 105 من طريق عبد الأعلى، بهذا الإسناد.

وأخرجه مطولاً ومختصراً البخاري (686) و (838) و (839) و (840) و (6422) و (6423) و (6938)، والنسائي في "المجتبى" 3/ 64 - 65، وفي "الكبرى"(10947) و (11494) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(1108)، وفي "التفسير"(514) - وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1931)، والبيهقي في "السنن" 2/ 181 - 182 من طريق عبد الله بن المبارك، وابن سعد 3/ 550 عن الواقدي، كلاهما عن معمر بن راشد، به.

وأخرجه بنحوه مطولاً ومختصراً كذلك مالك في "الموطأ" 1/ 172 ومن طريقه أخرجه ابن سعد 3/ 550، والبخاري (667)، والنسائي في "المجتبى" 2/ 80، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 333، وابن حبان (1612)، والطبراني في "الكبير" 18/ (49) عن الزهري، به.

وأخرجه الطيالسي (1241)، والبخاري (424) و (1185) و (1186)، وابن ماجه (754)، وابن أبي عاصم (1933)، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 330 و 333 و 334، وأبو عوانة 1/ 11، والطبراني في "الكبير" 18/ (48)، والبيهقي في "السنن " 3/ 53 و 87 و 88 من طريق إبراهيم بن سعد، وأخرجه البخاري (4010) ومسلم (33)(263)[ج 1/ 455]، وابن حبان (223)، والطبراني في =

ص: 11

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= "الكبير" 18/ (51) من طريق يونس بن يزيد الأيلي، وأخرجه البخاري (425) و (4009) و (4010)، وابن خزيمة (1653) و (1673)، وفي "التوحيد" ص 335، وأبو عوانة 1/ 11، والطبراني في "الكبير" 18/ (53)، والبيهقي في "السنن" 3/ 88 من طريق عقيل بن خالد، وأخرجه مسلم (33)(265)[ج 1/ 456]، والطبراني في "الكبير" 18/ (55) من طريق الأوزاعي، وأخرجه الطبراني في "الكبير" 18/ (52) من طريق إسماعيل بن أبي أويس، والطبراني كذلك 18/ (54) من طريق عبد الرحمن بن نمر، وكذلك 18/ (56) من طريق الزبيدي، سبعتهم عن الزهري، به.

وسيأتي برقم (16483) و (16484) و 5/ 449 و 450، وانظر (16481).

قال السندي: قوله: غدا على أبي بكر: أي ذهب إلى أبي بكر ليجعله رفيقاً معه.

وقوله: على خزير، بخاء معجمة، وزاي كذلك، ثم راء مهملة: هو لحم يقطع صغاراً، ويصب عليه ماء كثير، فإذا نضج ذُرَّ عليه الدقيق، فإن لم يكن لحمٌ فهي عصيدة. وقيل: هو بحاء مهملة، وراء مكررة: معلومة.

قلنا: في "اللسان"(خزر) قيل: إن كانت من دقيق فهي حريرة، وإن كانت من نخالة فهي خزيرة.

قال السندي: وقوله: "إلا حَرَّم الله": جيء"بإلا" بالنظر إلى المعنى، كأنه قيل: ما وافى أحداً إلا حرَّم الله.

وقال الحافظ في "الفتح" 3/ 62 تعقيباً على إنكار أبي أيوب هذا الحديث، فقال: قد بيَّن أبو أيوب وجه الإنكار، وهو ما غلب على ظنه من نفي القول المذكور، وأما الباعث له على ذلك، فقيل: إنه استشكل قوله: "إن الله قد حرم النار على من قال: لا إله إلا الله" لأن ظاهره لا يدخل أحد من عصاة الموحدين النار، وهو مخالف لآيات كثيرة وأحاديث شهيرة، منها أحاديث الشفاعة، لكن الجمع يمكن أن يحمل التحريم على الخلود.

ص: 12

16483 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ عِتْبَانَ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: إِنِّي قَدْ أَنْكَرْتُ بَصَرِي. فَذَكَرَ مَعْنَاهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: مَالِكُ بْنُ الدُّخْشُنِ (1)، وَرُبَّمَا قَالَ: الدُّخَيْشِنِ (2)، وَقَالَ:" حُرِّمَ عَلَى النَّارِ "، وَلَمْ يَقُلْ: كَانَ بَدْرِيًّا (3).

16484 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ - يَعْنِي ابْنَ حَازِمٍ -، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَدِمَ أَبِي مِنَ الشَّامِ وَافِدًا وَأَنَا مَعَهُ، فَلَقِينَا مَحْمُودَ بْنَ الرَّبِيعِ، فَحَدَّثَ أَبِي حَدِيثًا، عَنْ عِتْبَانَ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ أَبِي: أَيْ بُنَيَّ، احْفَظْ هَذَا الْحَدِيثَ، فَإِنَّهُ مِنْ كُنُوزِ الْحَدِيثِ، فَلَمَّا قَفَلْنَا انْصَرَفْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ، فَسَأَلْنَا عَنْهُ، فَإِذَا هُوَ حَيٌّ، وَإِذَا شَيْخٌ أَعْمَى. قَالَ: فَسَأَلْنَاهُ عَنِ الْحَدِيثِ فَقَالَ: نَعَمْ ذَهَبَ بَصَرِي عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، ذَهَبَ بَصَرِي، وَلَا

(1) في (ظ 12) و (ق): الدُّخْشُم، وهي نسخة في (س).

(2)

في (ظ 12) و (ص): ابن الدخيشن. قلنا: وانظر تعليقنا رقم (1)، ص 9.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه"(1929)، ومن طريقه أخرجه مسلم (33)(264)[1/ 456]، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1934)، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 329 و 332 - 333، وأبو عوانة 1/ 12 - 13، والطبراني في "الكبير" 18/ (47)، وابن منده في "الإيمان"(50).

وانظر ما قبله، وسيأتي بأتم من هذا 5/ 449.

ص: 13

أَسْتَطِيعُ الصَّلَاةَ خَلْفَكَ، فَلَوْ بَوَّأْتَ فِي دَارِي مَسْجِدًا فَصَلَّيْتُ فِيهِ، فَأَتَّخِذُهُ مُصَلًّى. قَالَ:" نَعَمْ، فَإِنِّي غَادٍ عَلَيْكَ غَدًا ". قَالَ: فَلَمَّا صَلَّى مِنَ الْغَدِ الْتَفَتُّ إِلَيْهِ، فَقَامَ حَتَّى أَتَاهُ، فَقَالَ:" يَا عِتْبَانُ، أَيْنَ تُحِبُّ أَنْ أُبَوِّئَ لَكَ؟ " فَوَصَفَ لَهُ مَكَانًا، فَبَوَّأَ لَهُ، وَصَلَّى فِيهِ، ثُمَّ حُبِسَ أَوْ جَلَسَ، وَبَلَغَ مَنْ حَوْلَنَا مِنَ الْأَنْصَارِ، فَجَاؤُوا حَتَّى مُلِئَتْ عَلَيْنَا الدَّارُ، فَذَكَرُوا الْمُنَافِقِينَ وَمَا يَلْقُونَ مِنْ أَذَاهُمْ وَشَرِّهِمْ حَتَّى صَيَّرُوا أَمْرَهُمْ إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ يُقَالُ لَهُ: مَالِكُ بْنُ الدُّخْشُمِ، وَقَالُوا: مِنْ حَالِهِ وَمِنْ حَالِهِ، وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَاكِتٌ، فَلَمَّا أَكْثَرُوا قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَلَيْسَ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ؟ " فَلَمَّا كَانَ فِي الثَّالِثَةِ، قَالُوا: إِنَّهُ لَيَقُولُهُ. قَالَ: " وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ لَئِنْ قَالَهَا صَادِقًا مِنْ قَلْبِهِ لَا تَأْكُلُهُ النَّارُ أَبَدًا " قَالَ: فَمَا فَرِحُوا بِشَيْءٍ قَطُّ كَفَرَحِهِمْ بِمَا قَالَ (1).

(1) إسناده ضعيف بهذه السياقة لضعف علمي بن زيد بن جُدْعان، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي بكر بن أنس بن مالك، فقد روى له مسلم، وهو صدوق، حسنا الحديث. حسين بن محمد: هو ابن بهرام المَرُّوذي.

وأخرجه بنحوه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1936)، والطبراني في "الكبير" 18/ (45)، والحاكم 3/ 590 من طريق حماد بن زيد، عن علي ابن زيد بن جدعان، بهذا الإسناد. وقد سقط من مطبوع الحاكم متنه وشيء من إسناده.

وأخرجه بنحوه كذلك النسائي في "الكبرى"(10942) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(1103) - والطبراني في "الكبير" 18/ (46) من طريق قتادة، عن =

ص: 14

‌بَقِيَّةُ حَدِيثِ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ نِيَارٍ وَاسْمُهُ هَانِئُ بْنُ نِيَارٍ خَالُ الْبَرَاءِ

16485 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ وحُجَيْنٌ قَالَا: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ، عَنْ خَالِهِ أَبِي بُرْدَةَ أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا عَجَّلْنَا شَاةَ لَحْمٍ لَنَا. قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَقَبْلَ الصَّلَاةِ؟ "، قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: " تِلْكَ شَاةُ لَحْمٍ ". قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ عِنْدَنَا عَنَاقًا جَذَعَةً هِيَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ مُسِنَّةٍ. قَالَ:" تُجْزِئُ عَنْهُ، وَلَا تُجْزِئُ عَنْ أَحَدٍ بَعْدَهُ "(1).

= أبي بكر بن أنس، عن محمود بن عمير بن سعد أنه قال: إن عتبان بن مالك أصيب بصره .. فذكر نحوه.

قلنا: محمود بن عمير بن سعد، مجهول، انفرد بالرواية عنه أبو بكر بن أنس، ولم يؤثر توثيقه عن أحد، وقال الحافظ في "الإصابة" 3/ 387 في هذا الحديث: المشهور من رواية الزهري، عن محمود بن الربيع، عن عتبان، كذلك أخرج في "الصحيحين".

وذكر ابن عبد البر في "التمهيد" 6/ 227 أن هذا الحديث لا يحفظ إلا لمحمود بن الربيع، وهو حديث لا يعرف إلا به. وانظر الرواية التي سلفت بإسناد صحيح برقم (16482).

قال السندي: قوله: فحدَّثَ أبي، أي: حدَّث محمود أبي.

قوله: فلما كان في الثالثة: أي في المرة الثالثة، أي أنه صلى الله عليه وسلم كرَّر ذلك القول، وهم سكتوا مرتين، وأجابوا في المرة الثالثة.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق، وسماعه من جده أبي إسحاق -وهو عمرو بن عبد الله السبيعي- في =

ص: 15

16486 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ - يَعْنِي: ابْنَ سَعْدٍ - قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ: " لَا يُجْلَدُ فَوْقَ عَشْرِ جَلَدَاتٍ إِلَّا فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللهِ عز وجل "(1).

16487 -

حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرٍو، أَنَّ بُكَيْرًا حَدَّثَهُ، قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا جَالِسٌ عِنْدَ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ إِذْ جَاءَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يُحَدِّثُ سُلَيْمَانَ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا سُلَيْمَانُ، فَقَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جَابِرٍ أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا بُرْدَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَا تَجْلِدُوا فَوْقَ عَشَرَةَ أَسْوَاطٍ إِلَّا فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللهِ عز وجل "(2).

قَالَ عَبْدُ اللهِ: قَالَ أَبِي: كَذَا قَالَ لَنَا فِيهِ. قَالَ أَبِي: وَأَنَا أَذْهَبُ

= غاية الإتقان للزومه إياه، حجاج: هو ابن محمد المصيصي، وحُجَين: هو ابن المثنى اليمامى.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (507) من طريق يحيى بن آدم، عن إسرائيل، به.

وأخرجه كذلك الطبراني في "الكبير" 22/ (506) من طريق محمد بن أبان، عن أبي إسحاق، به.

وقد سلف نحوه برقم (15830)، وانظر (16490).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وقد سلف من طريق حجاج بن محمد المصيصي برقم (15832).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وزيادة جابر في هذا الإسناد سلف الكلام عليها في تخريج الرواية السالفة برقم (15832)، فانظرها =

ص: 16

إِلَيْهِ يَعْنِي الْحَدِيثَ، يَعْنِي حَدِيثَ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ نِيَارٍ.

16488 -

حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ بُكَيْرٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا بُرْدَةَ بْنَ نِيَارٍ الْأَنْصَارِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَا تَجْلِدُوا فَوْقَ عَشَرَةَ أَسْوَاطٍ إِلَّا فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللهِ عز وجل "(1).

16489 -

حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ عَمْرٍو الْكَلْبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عِيسَى، عَنْ جُمَيْعٍ، أَوْ أَبِي جُمَيْعٍ، عَنْ خَالِهِ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ نِيَارٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَأَى طَعَامًا، فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِيهِ، فَرَأَى غَيْرَ ذَلِكَ، فَقَالَ:" لَيْسَ مِنَّا مَنْ غَشَّنَا "(2).

16490 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي بُشَيْرُ بْنُ يَسَارٍ مَوْلَى بَنِي حَارِثَةَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ نِيَارٍ قَالَ: شَهِدْتُ الْعِيدَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

= لزاماً. معاوية بن عمرو: هو ابن المهلب الكوفي.

(1)

إسناده صحيح على شرط البخاري، سريج: هو ابن النعمان الجوهري من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، وهو مكرر سابقه.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، وقد سلف الكلام عليه في الرواية السالفة برقم (15833)، وقد جاء فيها جميع بن عمير دون شك.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 8/ 227 من طريق سويد بن عمرو الكلبي، بهذا الإسناد.

وقد ذكرنا شواهده في الرواية السالفة برقم (15833).

ص: 17

قَالَ: فَخَالَفَتْ امْرَأَتِي حَيْثُ غَدَوْتُ إِلَى الصَّلَاةِ إِلَى أُضْحِيَّتِي فَذَبَحَتْهَا، وَصَنَعَتْ (1) مِنْهَا طَعَامًا قَالَ: فَلَمَّا صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَانْصَرَفْتُ إِلَيْهَا، جَاءَتْنِي بِطَعَامٍ قَدْ فُرِغَ مِنْهُ، فَقُلْتُ: أَنَّى هَذَا؟ قَالَتْ: أُضْحِيَّتُكَ ذَبَحْنَاهَا، وَصَنَعْنَا لَكَ مِنْهَا طَعَامًا لِتَغَدَّى إِذَا جِئْتَ. قَالَ: فَقُلْتُ لَهَا: وَاللهِ لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ يَكُونَ هَذَا لَا يَنْبَغِي. قَالَ: فَجِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ:" لَيْسَتْ بِشَيْءٍ، مَنْ ذَبَحَ قَبْلَ أَنْ نَفْرُغَ مِنْ نُسُكِنَا فَلَيْسَ بِشَيْءٍ، فَضَحِّ "(2).

قَالَ: فَالْتَمَسْتُ مُسِنَّةً فَلَمْ أَجِدْهَا، قَالَ: فَجِئْتُهُ فَقُلْتُ: وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ، لَقَدِ الْتَمَسْتُ مُسِنَّةً فَمَا وَجَدْتُهَا. قَالَ:" فَالْتَمِسْ جَذَعًا (3) مِنَ الضَّأْنِ، فَضَحِّ بِهِ "، قَالَ: فَرَخَّصَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْجَذَعِ مِنَ الضَّأْنِ، فَضَحَّى بِهِ حين (4) لَمْ يَجِدِ الْمُسِنَّةَ (5).

(1) في (ظ 12) و (ص): فصنعت.

(2)

في (ظ 12) و (ص): يضح، وفي هامش (ق): يضحي، والمثبت من (س) و (م).

(3)

في (ظ 12) و (ص) و (ق): جذعاء.

(4)

في (م) وهامش (س): حَيْثُ.

(5)

إسناده حسن إن صح سماع بُشَيْر بن يسار من أبي بردة، فقد قال ابن عبد البر في "التمهيد" 23/ 180: يقال: إن بشير بن يسار لم يسمع من أبي بردة. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن إسحاق فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاري تعليقاً وهو حسن الحديث، وقد صرح هنا بالسماع، فانتفت شبهة تدليسه. =

ص: 18

16491 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ الْمُقْرِئُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ نِيَارٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَا يُجْلَدُ فَوْقَ عَشَرَةِ أَسْوَاطٍ فِيمَا دُونَ حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللهِ عز وجل ". قَالَ عَبْدُ اللهِ: قَالَ أَبِي: كَذَا قَالَ لَنَا، لَمْ يَقُلْ عَنْ أَبِيهِ (1).

= وأخرجه بنحوه الطبراني في "الكبير" 22/ (508) من طريق عمر بن السائب، عن بشير بن يسار، بهذا الإسناد.

وقد سلف نحوه مختصراً بإسناد صحيح برقم (16485)، وانظر (15830).

قال السندي: قوله: "من نسكنا": قد جاء ما يدل على أنَّ المراد بالنسك ها هنا الصلاة لا الأُضْحيَّة، وإن كان الظاهر أن المراد هي الأُضحية.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، عبد الله المقرئ: هو عبد الله بن يزيد أبو عبد الرحمن، وقد سلف برقم (16486)، وانظر (16487).

ص: 19

‌حَدِيثُ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ

(1)

16492 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُمَيْسٍ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ بَارَزْتُ رَجُلًا، فَقَتَلْتُهُ، فَنَفَّلَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَلَبَهُ (2).

16493 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ

(1) قال السندي: سلمة بن الأكوع: هو سلمة بن عمرو بن الأكوع، واسم الأكوع سنان بن عبد الله، أول مشاهده الحديبية، بايع فيها على الموت، وكان من الشجعان، ويسبق الفرس عدواً، نزل المدينة، ثم تحوَّل إلى الرَّبَذَة بعد قتل عثمان، وتزوَّج بها، وولد له، حتى كان قبل أن يموت بليال نزل المدينة، فمات بها، وكان ذاك سنة أربع وسبعين على الصحيح، وقيل غير ذلك.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح. وأبو عُميس: هو عتبة بن عبد الله المسعودي.

وأخرجه الدارمي 2/ 219، وابن ماجه (2836)، وأبو عوانة 4/ 123 من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وسيأتي برقم (16494)، ومطولًا بالأرقام (16519) و (16523) و (16531) و (16536).

وفي الباب من حديث أبي قتادة عند البخاري (3142)، ومسلم (1751)(41)، وسيرد 5/ 295.

وانظر حديث خالد بن الوليد الآتي 4/ 90.

قال السندي: قوله: فنفَّلني، من التنفيل، أي: أعطاني.

ص: 20

عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَأَى رَجُلًا يَأْكُلُ بِشِمَالِهِ فَقَالَ: " كُلْ بِيَمِينِكَ " فَقَالَ: لَا أَسْتَطِيعُ، فَقَالَ:" لَا اسْتَطَعْتَ " قَالَ: فَمَا رَجَعَتْ إِلَيْهِ (1).

16494 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَتَلْتُ رَجُلًا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" مَنْ قَتَلَ هَذَا؟ ". فَقَالُوا: ابْنُ الْأَكْوَعِ، فَقَالَ:" لَهُ سَلَبُهُ "(2).

16495 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، عكرمة بن عمار: هو اليمامي من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 293، ومسلم (2021)، وأبو عوانة 5/ 359 و 360، وابن حبان (6513)، والطبراني في "الكبير"(6236)، والبيهقي في "الدلائل" 6/ 238، وفي "الشُّعَب"(5839) من طرق عن عكرمة بن عمار، بهذا الإسناد، وعند ابن أبي شيبة ومن طريقه مسلم زيادة: ما منعه إلا الكِبْرُ.

وسيأتي برقم (16499) و (16530).

وفي الباب من حديث عبد الله بن عمر بنا الخطاب، سلف برقم (4537)، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.

قال السندي: قوله: لا أستطيع: قاله تكبراً واعتذاراً بالباطل، فلذلك دعا عليه صلى الله عليه وسلم بقوله:"لا استطعت" وهو على صيغة الخطاب ليوافق قوله لا أستطيع.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه.

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 372 - 373، وابن ماجه (2836) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وقد سلف برقم (16492).

ص: 21

سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم غُلَامٌ يُسَمَّى رَبَاحًا (1).

16496 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ الْحَارِثِ قَالَ: سَمِعْتُ إِيَاسَ بْنَ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ يُحَدِّثُ (2) عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنَّا نُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْجُمُعَةَ، ثُمَّ نَرْجِعُ فَلَا نَجِدُ لِلْحِيطَانِ فَيْئًا يُسْتَظَلُّ فِيهِ (3).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه.

وأخرجه الطبراني في "تهذيب الآثار"(453)، والطبراني في "الكبير"(4626) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وانظر الرواية الآتية برقم (16539).

وقد ورد ذكر رباح كذلك في حديث عمر بن الخطاب الطويل عند مسلم (1479)(30).

قال السندي: رباح، ضبط بفتح الراء، أي: فيجوز التسمية بمثل هذا الاسم، وما جاء من النهي عن مثل هذا الاسم فمحمول على التنزيه، وكان هذا بياناً للجواز، على أنه جاء أنه ما نهى، وإنما عَزَمَ على ذلك، والله تعالى أعلم.

قلنا: يشير السندي بذلك إلى حديث سمرة بن جندب عند مسلم (2136)، وسيأتي 5/ 7، وحديث جابر عند أبي داود (4960). وانظر "شرح مشكل الآثار" 4/ 439 - 447.

(2)

لفظ: يحدث، ليس في (س) و (م).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعلى بن الحارث: هو ابن حرب المحاربي.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 3/ 100، وفي "الكبرى"(1698)، وابن ماجه (1100)، والدارقطني في "السنن" 2/ 18 من طريق عبد الرحمن بن =

ص: 22

16497 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ قَالَ: حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: بَيَّتْنَا هَوَازِنَ مَعَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، وَكَانَ أَمَّرَهُ عَلَيْنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم (1).

= مهدي، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (4168)، ومسام (860)(32) وأبو داود (1085)، والدارمي 1/ 363، وابن حبان (1511)، والطبراني في "الكبير"(6257)، وفي "الأوسط"(6104)، والبيهقي في "السنن" 3/ 191 من طرق عن يعلى بن الحارث، به.

وقال الطبراني في "الأوسط": لا يروى هذا الحديث عن سلمة بن الأكوع إلا بهذا الإسناد، تفرَّد به يعلى بن الحارث.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 108، ومسلم (860)(31)، وابن خزيمة (1839)، وابن حِبّان (1512)، والبيهقي 3/ 190 من طريق وكيع، عن يعلى، به بلفظ: كنا نجمِّع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا زالت الشمس، ثم نرجع نتتبَّع الفيء.

وسيأتي برقم (16546)، وانظر حديث الزبير بن العوَّام السالف برقم (1411).

قال السندي: قوله: يُسْتَظَلَّ فيه، على بناء المفعول: يدل على قلة الفيء، ففيه بيان أن الصلاة كانت بعد الزوال بقريب.

وقال القرطبي في "المفهم" 2/ 496: يعني أنه كان يفرغ من صلاة الجمعة قبل تمكن الفيء من أن يُسْتَظَلَّ به كما قال: "ثم نرجع نتتبع الفيء"، وهذا يدلُّ على إيقاعه صلى الله عليه وسلم الجمعة في أول الزَّوال. قلنا: وانظر "الفتح" 2/ 387 - 388.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وانظر ما بعده.

ص: 23

16498 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ شِعَارُنَا لَيْلَةَ بَيَّتْنَا فِي هَوَازِنَ مَعَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ أَمَّرَهُ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَمِتْ أَمِتْ. وَقَتلْتُ بِيَدَيَّ لَيْلَتَئِذٍ سَبْعَةَ أَهْلِ أَبْيَاتٍ (1).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(8862) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.

وأخرجه مطولاً ومختصراً ابن سعد 4/ 305، وابن أبي شيبة 12/ 503، وأبو داود (2596) و (2638)، والنسائي في "الكبرى"(8665)، وابن ماجه (2840)، وابن حبان (4744) و (4747) و (4748)، والطبراني في "الكبير"(6239)، وابن عدي 5/ 1912 و 1912 - 1913، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" ص 155، والحاكم 2/ 107، والبيهقي في "السنن" 6/ 361 و 9/ 79، والبغوي في "شرح السنة"(2699) من طرق عن عكرمة، به. وعند ابن ماجه: تسعة أو سبعة أبيات، وعند الطبراني: تسعة، وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي! مع أن عكرمة بن عمار -وإن احتجَّ به مسلم- قد روى له البخاري تعليقاً.

وأخرجه الطبراني (6271)، والحاكم 2/ 107 - 108 من طريق شريك عن أبي العُمَيْس، عن إياس، به، ولفظه: كان شعار النبي صلى الله عليه وسلم أمت. وصححه الحاكم على شرط مسلم مع أن في طريقه شريك بن عبد الله النخعي، وقد روى له البخاري تعليقاً ومسلم متابعة، وهو سيئ الحفظ!.

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 503، والدارمي 2/ 219 من طريق وكيع، عن أبي العُمَيْس، عن إياس، به، ولفظه: كان شعارنا مع خالد بن الوليد: أمت.

وانظر (16502) و (16505) و (16537).

قال السندي: قوله: كان شعارنا، بكسر الشين: العلامة، والمراد ها هنا ما =

ص: 24

16499 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ الْيَمَامِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ لِرَجُلٍ يُقَالُ لَهُ: بُسْرُ بْنُ رَاعِي الْعَيْرِ أَبْصَرَهُ يَأْكُلُ بِشِمَالِهِ، فَقَالَ:" كُلْ بِيَمِينِكَ " فَقَالَ: لَا أَسْتَطِيعُ. فَقَالَ: " لَا اسْتَطَعْتَ ". قَالَ: فَمَا وَصَلَتْ يَمِينُهُ إِلَى فَمِهِ (1) بَعْدُ (2)(3). وقَالَ أَبُو النَّضْرِ فِي حَدِيثِهِ: ابْنُ

= يجعل في الحرب علامة بينهم من الكلمات لأجل الظُّلمة، يعرفُ بها الرجل رفيقه.

قوله: أَمِتْ أمِتْ: صيغة أمر من الإماتة، والمُخاطَب هو الله تعالى، فهو مع كونه شعاراً دعاء على الأعداء، أو المخاطب كل واحد من المقاتلين، فهو حثٌّ لهم على القتال.

(1)

في (ق): فيه، وهي نسخة في (س).

(2)

في (ق): بعد ذلك.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (16493)، إلا أن شيخ أحمد هنا هو بهز بن أسد العمي.

وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(388) من طريق أبي النضر هاشم ابن القاسم، عن عكرمة، بهذا الإسناد، وإلى روايته هذه أشار أحمد عقب هذا الحديث.

وأخرجه الدارمي 2/ 97، وأبو عوانة 5/ 360، وابن حبان (6512)، والطبراني في "الكبير"(6235)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(1206)، والبيهقي في "السنن" 7/ 277، وفي "الشعب"(5839)، وفي "الدلائل" 6/ 238 من طريق أبي الوليد الطيالسي، وأبو عوانة 5/ 360 من طريق أبي حذيفة موسى بن مسعود النَّهدي، وابن عدي في "الكامل" 5/ 1912 من طريق عبد الله بن بكار، وابن عدي كذلك 5/ 1914 من طريق شعبة، أربعتهم عن =

ص: 25

رَاعِي الْعَيْرِ مِنْ أَشْجَعَ.

16500 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ سَلَّ عَلَيْنَا السَّيْفَ فَلَيْسَ مِنَّا "(1).

16501 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ

= عكرمة بن عمار، به.

وسيأتي برقم (16530)، وقد سلف برقم (16493).

قال السندي: قوله: يقال له بسر بن راعي العير: هو بُسْر بضم أوله، وسكون المهملة وقيل بالمعجمة، وبذلك ذكره ابن منده، وأنكر عليه أبو نعيم، ونسبه إلى التصحيف، ولم يحكِ الدارقطني وابن ماكولا فيه خلافاً أنه بالمهملة، وأما البيهقي فحكى في "السنن " أنه بالمعجمة أصح.

والعير ضبطه النووي بفتح العين وبالمثناة.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه.

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 121، ومسلم (99)(162) والدارمي 2/ 241، وأبو عوانة 1/ 58، وابن حبان (4588)، وابن عدي في "الكامل" 5/ 1912، وابن منده في "الإيمان"(554)، والطبراني في "الكبير"(6242/ 2)، والبغوي في "شرح السنة"(2565) من طريقين عن عكرمة، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 149، والطبراني في "الكبير"(6249) من طريق سويد بن الخطاب، عن إياس، به. وسويد قال ابن معين فيه: لا شيء.

وسيأتي برقم (16541).

وقد سلف نحوه من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص برقم (6724)، وذكرنا هناك أحاديث الباب.

ص: 26

قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: كُنْتُ قَاعِدًا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَعَطَسَ رَجُلٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" يَرْحَمُكَ اللهُ "، ثُمَّ عَطَسَ أُخْرَى، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" الرَّجُلُ مَزْكُومٌ "(1).

16502 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي قُحَافَةَ؛ أَمَّرَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَيْنَا، قَالَ: غَزَوْنَا فَزَارَةَ، فَلَمَّا دَنَوْنَا مِنَ الْمَاءِ أَمَرَنَا أَبُو بَكْرٍ فَعَرَّسْنَا، قَالَ: فَلَمَّا صَلَّيْنَا الصُّبْحَ، أَمَرَنَا أَبُو بَكْرٍ فَشَنَيْنَا الْغَارَةَ، فَقَتَلْنَا عَلَى الْمَاءِ مَنْ قَتَلْنَا. قَالَ سَلَمَةُ: ثُمَّ نَظَرْتُ إِلَى عُنُقٍ مِنَ النَّاسِ فِيهِ الذُّرِّيَّةُ وَالنِّسَاءُ نَحْوَ الْجَبَلِ، وَأَنَا أَعْدُو فِي آثَارِهِمْ، فَخَشِيتُ أَنْ يَسْبِقُونِي إِلَى الْجَبَلِ، فَرَمَيْتُ بِسَهْمٍ، فَوَقَعَ

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 685، والبخاري في "الأدب المفرد"(935)(938)، ومسلم (2993)، وأبو داود (5037)، والنسائي في "الكبرى"(10051) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(223) - وابن حبان (603)، والطبراني في "الكبير"(6234)، وفي "الدعاء"(2002)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(249)، وابن عدي في "الكامل" 5/ 1911 - 1912، والبيهقي في "الشعب"(9357)، وابن عبد البر في "التمهيد" 17/ 325 - 326، والبغوي (3345)، من طرق عن عكرمة بن عمار، بهذا الإسناد.

وسيأتي من طريق يحيى بن سعيد عن عكرمة برقم (16529) وفيه: ثم عطس الثانية، والثالثة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"إنَّه مزكوم" وسيأتي الكلام عليه هناك.

ص: 27

بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْجَبَلِ. قَالَ: فَجِئْتُ بِهِمْ أَسُوقُهُمْ إِلَى أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه حَتَّى أَتَيْتُهُ عَلَى الْمَاءِ، وَفِيهِمْ امْرَأَةٌ مِنْ فَزَارَةَ عَلَيْهَا قِشْعٌ مِنْ أَدَمٍ، وَمَعَهَا ابْنَةٌ لَهَا مِنْ أَحْسَنِ الْعَرَبِ، قَالَ: فَنَفَّلَنِي أَبُو بَكْرٍ ابْنَتَهَا. قَالَ: فَمَا كَشَفْتُ لَهَا ثَوْبًا حَتَّى قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ، ثُمَّ بِتُّ فَلَمْ أَكْشِفْ لَهَا ثَوْبًا، قَالَ: فَلَقِيَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي السُّوقِ. فَقَالَ لِي: " يَا سَلَمَةُ، هَبْ لِي الْمَرْأَةَ " قَالَ (1): فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَاللهِ لَقَدْ أَعْجَبَتْنِي، وَمَا كَشَفْتُ لَهَا ثَوْبًا. قَالَ: فَسَكَتَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَتَرَكَنِي، حَتَّى إِذَا كَانَ مِنَ الْغَدِ لَقِيَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي السُّوقِ، فَقَالَ:" يَا سَلَمَةُ، هَبْ لِي الْمَرْأَةَ (1) لِلَّهِ أَبُوكَ " قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَاللهِ أَعْجَبَتْنِي (2)، مَا كَشَفْتُ لَهَا ثَوْبًا، وَهِيَ لَكَ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: فَبَعَثَ بِهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ، وَفِي أَيْدِيهِمْ أُسَارَى مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَفَدَاهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِتِلْكَ الْمَرْأَةِ (3).

(1 - 1) ما بينهما ساقط من (ظ 12) و (س).

(2)

لفظ: أعجبتني ليس في (ظ 12) و (ص).

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه مطولاً ومختصراً بألفاظ متقاربة مسلم (1755)، والنسائي في "الكبرى"(8665)، وابن ماجه (2846)، وأبو عوانة 4/ 127 - 129، 129 - 130، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3916) و (3917)، وفي "شرح معاني الآثار" 3/ 209 و 3/ 260، وابن حبان (4860)، والطبراني في "الكبير"(6237) و (6238)، والحاكم 3/ 36، والبيهقي في "السنن" 9/ 129 من طرق عن عكرمة بن عمار، بهذا الإسناد. =

ص: 28

16503 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: ابْنِ شِهَابٍ (1): أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ الْأَنْصَارِيُّ، أَنَّ سَلَمَةَ بْنَ الْأَكْوَعِ، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ خَيْبَرَ قَاتَلَ أَخِي قِتَالًا شَدِيدًا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَارْتَدَّ عَلَيْهِ سَيْفُهُ فَقَتَلَهُ، فَقَالَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي ذَلِكَ، وَشَكُّوا فِيهِ: رَجُلٌ مَاتَ بِسِلَاحِهِ، شَكُّوا فِي بَعْضِ أَمْرِهِ. قَالَ سَلَمَةُ: فَقَفَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ خَيْبَرَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَتَأْذَنُ لِي أَنْ أَرْجُزَ بِكَ، فَأَذِنَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: أَعْلَمُ مَا تَقُولُ؟ قَالَ: فَقُلْتُ:

وَاللهِ لَوْلَا اللهُ مَا اهْتَدَيْنَا

وَلَا تَصَدَّقْنَا وَلَا صَلَّيْنَا

فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " صَدَقْتَ ".

= وسيأتي برقم (16537)، ومختصراً برقم (16505) وانظر (16497).

قال السندي: قوله: فعرسنا، منا التعريس: وهو نزول المسافر آخر الليل.

قوله: فشنَّينا، أي: فرقنا النهب عليهم من جميع الجهات، والياء فيه مقلوبة من النون.

قوله: عُنُق، بضمتين: جماعة من الناس.

قوله: قشع، بكسر القاف وفتحها، وسكون الشين، أي: جلد يابس.

قوله: أَدَم، بفتحتين، أي: جلد.

قوله: فنفَّلني، بتشديد الفاء، أي: أعطاني زيادة على السهم.

قوله: فما كشفت: كناية عن عدم الجماع.

قوله: "لله أبوك"، قال أبو البقاء. هو في حكم القسم. انتهى. وتحقيقه أن النسبة إلى الله تعالى تعظيم للشيء، فالمعنى أن أباك عظيم حيث أتى بولد مثلك، فرجع في الحقيقة إلى مدح الولد.

(1)

في (م): عن ابن شهاب.

ص: 29

فَأَنْزِلَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا

وَثَبِّتِ الْأَقْدَامَ إِنْ لَاقَيْنَا

وَالْمُشْرِكُونَ قَدْ بَغَوْا عَلَيْنَا

فَلَمَّا قَضَيْتُ رَجَزِي، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" مَنْ قَالَ هَذَا؟ " قُلْتُ: أَخِي قَالَهَا. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَرْحَمُهُ اللهُ "، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَاللهِ إِنَّ نَاسًا لَيَهَابُونَ أَنْ يُصَلُّوا عَلَيْهِ، وَيَقُولُونَ: رَجُلٌ مَاتَ بِسِلَاحِهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَاتَ جَاهِدًا مُجَاهِدًا ".

قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: ثُمَّ سَأَلْتُ ابْنَ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، فَحَدَّثَنِي عَنْ أَبِيهِ مِثْلَ الَّذِي حَدَّثَنِي عَنْهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، غَيْرَ أَنَّ ابْنَ سَلَمَةَ قَالَ: قَالَ مَعَ ذَلِكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَهَابُونَ الصَّلَاةَ عَلَيْهِ، كَذَبُوا، مَاتَ جَاهِدًا مُجَاهِدًا، فَلَهُ أَجْرُهُ مَرَّتَيْنِ " وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِإِصْبَعَيْهِ (1).

(1) إسناداه صحيحان على شرط الشيخين، وقد صرح ابن جريج -وهو عبد الملك بن عبد العزيز- بالتحديث عند أبي عوانة، فانتفت شبهة تدليسه. ابن سلمة: هو إياس.

وأخرجه أبو عوانة 4/ 287 - 288 من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(6228) و (6230)، وأبو عوانة 4/ 290 - 292، من طريقين عن الزُّهْري، به.

وأخرجه مسلم (1802)(124) من طريق ابن وهب، عن يونس، عن ابن شهاب أخبرني عبد الرحمن (ونسبه غير ابن وهب فقال: ابن عبد الله بن كعب بن مالك) أن سلمة بن الأكوع، به.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(6225) من طريق الليث، والطبراني كذلك =

ص: 30

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= (6226) من طريق ابن وهب، كلاهما عن يونس، به.

وأخرجه أبو عوانة 4/ 292 من طريق أحمد بن صالح، عن ابن وهب، عن يونس، عن ابن شهاب، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك أن سلمة بن الأكوع، فذكر نحوه.

وأخرجه أبو داود (2538) -ومن طريقه البيهقي 8/ 110 - عن أحمد بن صالح، والنسائي في "المجتبى" 6/ 30 - 32، وفي "الكبرى"(10368) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(534) - عن عمرو بن سواد، وابن حبان (3196) من طريق حرملة بن يحيى، ثلاثتهم عن ابن وهب، عن يونس، عن ابن شهاب أخبرني عبد الرحمن وعبد الله بن كعب بن مالك، أن سلمة بن الأكوع، فذكر نحوه.

قال أبو داود: قال أحمد: كذا قال هو، يعني ابن وهب، وعنبسة يعني ابن خالد، جميعاً عن يونس: قال أحمد: والصواب عبد الرحمن بن عبد الله أن سلمة بن الأكوع.

وقال النسائي: وهذا عندنا خطأ، والصواب: عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب، عن سلمة بن الأكوع، والله أعلم.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(10369) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(535) - وأبو عوانة 4/ 289 - 290، من طريق سعيد بن كثير بن عُفير، عن الليث، عن ابن مسافر، عن ابن شهاب، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك الأنصاري أن سلمة بن الأكوع، فذكر نحوه.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(6227) من طريق عبد الله بن صالح، عن الليث بن سعد، عن عبد الرحمن بن خالد بن مسافر، عن ابن شهاب، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك أن سلمة بن الأكوع، فذكره.

وسيأتي بالأرقام (16511) و (16513/ 1) و (16525)(16538).

قال السندي: قوله: قاتل أخي: هو عامر بن الأكوع، والمشهور أنه عمه، وسلمة ابن الأكوع من النسبة إلى الجد، ويقال: إنه أخوه كما هو مقتضى هذه =

ص: 31

16504 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ حَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، وَسَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ؛ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُمَا، قَالَا: كُنَّا فِي غَزَاةٍ، فَجَاءَنَا رَسُولُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (1) فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " اسْتَمْتِعُوا "(2).

= الرواية، وقيل في التوفيق: لعله أخوه رضاعاً، أو أخوه من الأم على ما عليه عادة الجاهلية.

قوله: وشكوا فيه: من الشك، والجملة حال.

قوله: رجل مات بسلاحه، مقول القوم.

قوله: شكوا في بعض أمره، أي: في أمر الآخرة.

قوله: فقفل، أي: رجع.

قوله: ليهابون، بفتح الياء، أي: ليخافون.

قوله: أن يصلوا عليه، أي: يدعوا له بالرحمة.

قوله: "جاهداً مجاهداً"، من باب التأكيد، والأقرب بقوله:"له أجره مرتين" التأسيس، فيراد بجاهد، أي: مجتهداً في سبيل الخير، وبقوله: مجاهداً، أي: غازياً في سبيل الله، والله تعالى أعلم.

(1)

في (س) و (ص): فجاءنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو خطأ.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، وابن جريج -وهو عبد الملك بن عبد العزيز- قد صرح بالتحديث، فانتفت شبهة تدليسه، وحسن بن محمد بن علي: هو ابن ابي طالب المعروف أبوه بابن الحنفية.

وهو في "مصنفه" عبد الرزاق (14023)، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير"(6231).

وأخرجه البخاري (5117) و (5118)، ومسلم (1405)(14)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 24 من طرق عن عمرو بن دينار، به. =

ص: 32

16505 -

حَدَّثَنَا قُرَّانُ بْنُ تَمَّامٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ الْيَمَامِيِّ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ أَبِي بَكْرٍ فِي غَزَاةِ هَوَازِنَ، فَنَفَّلَنِي جَارِيَةً، فَاسْتَوْهَبَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَبَعَثَ بِهَا إِلَى مَكَّةَ، فَفَدَى بِهَا أُنَاسًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ (1).

16506 -

حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ "(2).

16507 -

حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ، عَنْ يَزِيدَ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي عُبَيْدٍ -

= وسيأتي برقم (16534) و (16552) وفيه النهي عنها.

وانظر تعليقنا على رواية ابن مسعود السالفة برقم (3986) ورواية سبرة بن معبد السالفة برقم (15337).

(1)

إسناده صحيح، قُرَّان بن تمام الأسدي الكوفي، روى له أبو داود والترمذي والنسائي، ووثقه أحمد وابن معين والدارقطني، ومَنْ فوقه ثقات من رجال الصحيح.

وقد سلف مطولاً برقم (16502).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. الضحاك بن مخلد: هو أبو عاصم النبيل، ويزيد بن أبي عبيد: هو الأسلمي.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(6280) من طريق الضحاك، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (109) عن مكي بن إبراهيم، عن يزيد، به.

وسيأتي برقم (16524).

وقد سلف نحوه من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص برقم (6478)، وذكرنا هناك أحاديث الباب.

ص: 33

عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ رَجُلًا مِنْ أَسْلَمَ أَنْ يُؤَذِّنَ فِي النَّاسِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ: مَنْ (1) كَانَ صَائِمًا، فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ، وَمَنْ كَانَ أَكَلَ، فَلَا يَأْكُلْ شَيْئًا، وَلِيُتِمَّ صَوْمَهُ (2).

16508 -

حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ، عَنْ يَزِيدَ - يَعْنِي: ابْنَ أَبِي عُبَيْدٍ - عَنْ سَلَمَةَ: أَنَّهُ اسْتَأْذَنَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْبَدْوِ، فَأَذِنَ لَهُ (3).

(1) في (ق): ألا من.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البخاري (1924) و (2007)، ومسلم (1135)، والدارمي 2/ 22، وابن حبان (3619)، والطبراني في "الكبير"(6288)، والحاكم 3/ 529، والبيهقي في "السنن" 4/ 288، والبغوي في "شرح السنة"(1784) من طريقين عن يزيد بن أبي عبيد الأسلمي، بهذا الإسناد. وجاء عند الحاكم: يزيد بن أبي عبيد بن غياث، وهو خطأ، وقال: قد تقدمت رواية بأن أسماء هو الرسول بذلك، وروي أنه هند.

قلنا: قد سلف حديث هند بن أسماء برقم (15962) وذكرنا هناك أحاديث الباب.

وسيأتي برقم (16512) و (16526).

قال السندي: قوله: "فلا يأكل شيئاً"، أي: آخر بعد سماع النداء لموافقة المسلمين.

قوله: "وليتم صومه"، أي: إمساكه بقية يومه، والظاهر أن هذا التأكيد إنما كان لكون الصوم يومئٍذ فرضاً، والله تعالى أعلم.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين كسابقه.

وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 4/ 306، وأبو عوانة 4/ 493 - 494 من طريق حماد بن مسعدة، بهذا الإسناد.

وأخرجه بنحوه البخاري (7087)، ومسلم (1862)، والنسائي في =

ص: 34

16509 -

حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ قَالَ: بَايَعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَعَ النَّاسِ فِي الْحُدَيْبِيَةِ (1)، ثُمَّ قَعَدْتُ مُتَنَحِّيًا، فَلَمَّا تَفَرَّقَ النَّاسُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" يَا ابْنَ الْأَكْوَعِ، أَلَا تُبَايِعُ؟ " قَالَ: قُلْتُ: قَدْ بَايَعْتُ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ:" أَيْضًا ". قُلْتُ: عَلَامَ بَايَعْتُمْ؟ قَالَ: " عَلَى الْمَوْتِ "(2).

= "المجتبى" 7/ 151، وأبو عوانة 4/ 493 من طريق حاتم بن إسماعيل، عن يزيد بن أبي عبيد، به.

وسيكرر برقم (16545) سنداً ومتناً، وانظر (16553).

قال السندي: قوله: في البدو، بفتح فسكون، أي: في سكون البادية.

(1)

في (ظ 12) و (ص) و (ق): يوم الحديبية.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين كسابقه.

وأخرجه مسلم (1860) من طريق حماد بن مسعدة، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 4/ 305 - 306، والبخاري (7208)، وأبو عوانة 4/ 282 و 4/ 493، والطبراني في "الكبير"(6281)، والبيهقي في "السنن" 8/ 146، وفي "الدلائل" 4/ 138 من طريق الضحاك بن مخلد، والبخاري (4169) و (7206)، ومسلم (1860)) (80)، والترمذي (1592)، والنسائي في "المجتبى" 7/ 141 من طريق حاتم بن إسماعيل، كلاهما عن يزيد ابن أبي عبيد، به.

وسيأتي برقم (16549)، ومختصراً برقم (16533)، وانظر (16548).

وفي الباب عن عبد الله بن زيد، وقد سلف برقم (16463).

قال السندي: قوله: "أيضاً"، أي: بايع مرة ثانية.

قوله: قلت: القائل يزيد بن أبى عبيد، والخطاب في بايعتم لسلمة وسائر أهل الحديبية تغليباً.

ص: 35

16510 -

حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ، عَنْ يَزِيدَ - يَعْنِي: ابْنَ أَبِي عُبَيْدٍ - عَنْ سَلَمَةَ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأُتِيَ بِجِنَازَةٍ، فَقَالَ:" هَلْ تَرَكَ مِنْ دَيْنٍ؟ "، قَالُوا: لَا. قَالَ: " هَلْ تَرَكَ مِنْ شَيْءٍ؟ "، قَالُوا: لَا. قَالَ: فَصَلَّى عَلَيْهِ، ثُمَّ أُتِيَ بِأُخْرَى فَقَالَ:" هَلْ تَرَكَ مِنْ دَيْنٍ؟ ". قَالُوا: لَا. قَالَ: " هَلْ تَرَكَ مِنْ شَيْءٍ؟ "، قَالُوا: نَعَمْ، ثَلَاثَةَ (1) دَنَانِيرَ. قَالَ: فَقَالَ: بِأَصَابِعِهِ ثَلَاثَ كَيَّاتٍ. قَالَ: ثُمَّ أُتِيَ بِالثَّالِثَةِ، فَقَالَ:" هَلْ تَرَكَ مِنْ دَيْنٍ؟ "، قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: " هَلْ تَرَكَ مِنْ شَيْءٍ؟ "، قَالُوا: لَا. قَالَ: " صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ " فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ: عَلَيَّ دَيْنُهُ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: فَصَلَّى عَلَيْهِ (2).

(1) في النسخ الخطية و (م): ثلاث، وهي من خطأ النُّساخ.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين كسابقه.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(6290) من طريق حاتم بن إسماعيل، عن يزيد، بهذا الإسناد. وسمى الرجل من الأنصار بأنه أبو قتادة.

قلنا: سيأتي التصريح به كذلك في الرواية الآتيه برقم (16527)، وسيأتي من حديث قتادة 5/ 297.

وأخرجه البخاري (2295) مختصراً، والبيهقي 6/ 75 من طريق أبي عاصم، عن يزيد، به. إلا أن في رواية البيهقي في قوله صلى الله عليه وسلم حين أتي بجنازة ثانية:"هل ترك من دين؟ " قالوا: نعم أو قالوا: لا، على الشك.

وأخرجه بنحوه البخاري (2289) -ومن طريقه البغوي في "شرح السنة"(2153) - عن مكي بن إبراهيم، عن يزيد، به.

وأخرجه البيهقي 6/ 72 من طريق عبد الملك بن محمد الرقاشي، عن مكي ابن إبراهيم، به، إلا أنه خالف في قوله:"هل عليه دين؟ " قالوا: لا، قال: "هل =

ص: 36

16511 -

حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ سَلَمَةَ، قَالَ: كَانَ عَامِرٌ رَجُلًا شَاعِرًا، فَنَزَلَ يَحْدُو (1) قَالَ: وَيَقُولُ:

اللهُمَّ لَوْلَا أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا

وَلَا تَصَدَّقْنَا وَلَا صَلَّيْنَا

فَاغْفِرْ فِداءً لَكَ مَا أَتَيْنَا

وَثَبِّتِ الْأَقْدَامَ إِنْ لَاقَيْنَا

وَأَلْقِيَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا

إِنَّا إِذَا صِيحَ بِنَا أَتَيْنَا

وَبِالصِّيَاحِ عَوَّلُوا عَلَيْنَا

فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ هَذَا الْحَادِي؟ " قَالُوا: ابْنُ الْأَكْوَعِ

= ترك شيئاً؟ " قالوا: نعم، فصلى عليه، ورواية البخاري من طريق مكي: "هل عليه دين؟ " قالوا: لا، قال: "فهل ترك شيئاً؟ " قالوا: لا، فصلى عليه. وعبد الملك صدوق يخطئ، قال الدارقطني: صدوق كثير الخطأ في الأسانيد والمتون، كان يحدث من حفظه فَكثُرَتِ الأوهام في روايته.

وأخرجه بنحوه مختصراً ابن أبي شيبة 3/ 371، والطبراني في "الكبير"(6258) من طريق إياس بن سلمة، عن أبيه، به.

وسيأتي برقم (16527)، وانظر حديث عبد الله بن مسعود السالف برقم (3843).

وفي الباب من حديث أبي هريرة، وقد سلف برقم (7899)، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.

(1)

في النسخ الخطية: يحدي، وكذلك هي في نسخة السندي، وقال: هكذا في النسخ، والموافق لكتب اللغة يحدو، بالواو كما في "صحيح" البخاري، أي: يسوق الإبل، ويَرْجُزُ لها.

ص: 37

قَالَ: " يَرْحَمُهُ اللهُ " قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ: وَجَبَتْ يَا رَسُولَ اللهِ لَوْلَا أَمْتَعْتَنَا بِهِ. قَالَ: فَأُصِيبَ؛ ذَهَبَ يَضْرِبُ رَجُلًا يَهُودِيًّا مِنْ إِلٍّ، فَأَصَابَ ذُبَابُ السَّيْفِ عَيْنَ رُكْبَتِهِ، فَقَالَ النَّاسُ: حَبِطَ عَمَلُهُ قَتَلَ نَفْسَهُ. قَالَ: فَجِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ أَنْ قَدِمَ الْمَدِينَةَ وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، يَزْعُمُونَ أَنَّ عَامِرًا حَبِطَ عَمَلُهُ قَالَ:" وَمَنْ يَقُولُهُ؟ " قَالَ: قُلْتُ: رِجَالٌ مِنَ الْأَنْصَارِ مِنْهُمْ فُلَانٌ وَفُلَانٌ. قَالَ: " كَذَبَ مَنْ قَالَهُ، إِنَّ لَهُ لَأَجْرَيْنِ - بِإِصْبَعَيْهِ - وَإِنَّهُ لَجَاهِدٌ مُجَاهِدٌ، وَقَلَّ عَرَبِيٌّ مَشَى (1) بِهَا يَزِيدُكَ عَلَيْهِ "(2).

(1) في (م): ما مشى، بزيادة "ما"، وهو خطأ.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين كسابقه.

وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 4/ 304 عن حماد بن مسعدة، بهذا الإسناد.

وأخرجه بنحوه البخاري (4196) و (6148)، ومسلم (1802)(123)، والطبراني في "الكبير"(6294)، والبيهقي في "السنن" 10/ 227، وفي "الدلائل" 4/ 200 - 202، و 206، والبغوي في "شرح السنة"(3805) من طريق حاتم بن إسماعيل، عن يزيد بن أبي عبيد، به، وفيه زيادة: نهيه صلى الله عليه وسلم عن لحوم الحُمُر الأهلية. وستأتي برقم (16513/ 1).

وأخرجه البخاري (6891)، وأبو عوانة 4/ 286 - 287 من طريق مكي بن إبراهيم، وأبو عوانة 4/ 285 - 286 من طريق صفوان بن عيسى، كلاهما عن يزيد، به.

قلنا: سيأتي من طريق صفوان مختصراً برقم (16513/ 1)، وقد سلف برقم (16503).

قال السندي: قوله: فاغفر فداء لك: قيل: لا يتصوَّر أن يقال مثل هذا الكلام للباري تعالى، فالخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم، أي اغفر لنا بتقصيرنا في حقك، =

ص: 38

16512 -

حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ - يَعْنِي: ابْنَ أَبِي عُبَيْدٍ - عَنْ سَلَمَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ مُنَادِيَهُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ: أَنَّ مَنْ كَانَ

= واللَّهم افتتاح كلام لا دعاء، ولا يخفى بُعْده وإباءُ قوله:"وثبت الأقدام" عنه. والأقرب أنه بتقدير المضاف، أي: لنبيك أو لدينك، أو اللام للتعليل، أي نفدي أنفسنا فداء لرضاك.

وقوله: إذا صيح بنا، أي: دعينا إلى الحق.

قوله: أتينا، من الإتيان، وفي رواية: من الإباء، فالمراد: إذا دعينا إلى غير الحق امتنعنا.

قوله: وبالصياح عولوا علينا، أي: بالصوت العالي قصدونا، واستغاثوا علينا.

قوله: وجبت، أي: الشهادة، فقد جاء أن من خصَّه بمثل هذا الدعاء وجبت له الشهادة.

قلنا: يشير بذلك إلى الرواية الآتية برقم (16538).

قوله: أمتعتنا به، أي: أبقيت لنا لنتمتع به، جاء أن القائل عمر.

قلنا: سيأتي التصريح بذلك في الرواية الآتية برقم (16538).

قوله: فأصيب: أي قتل.

قوله: ذهب: بيان لكيفية قتله.

قوله: ذباب السيف، بضم الذال المعجمة، أي: طرفه الأعلى، أو حدُّه.

قوله: عين ركبته، أي: طرف ركبته الأعلى.

قوله: "مشى بها": بأرض العرب، أو الحرب، أو خصال الخير.

قوله: "يزيدك": لعله من الزيادة، أي: يزيد عندك، مثل: يزيد بك وجهه حسناً.

قوله: "عليه"، أي: على عامر، أي: قَلَّ ما يوجد أزيد منه في الخير، والله تعالى أعلم.

ص: 39

اصْطَبَحَ فَلْيُمْسِكْ، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ يَصْطَبِحُ (1) فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ (2).

16513/ 1 - حَدَّثَنَا صَفْوَانُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ، قَالَ: لَمَّا قَدِمْنَا خَيْبَرَ، رَأَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم نِيرَانًا تُوقَدُ، فَقَالَ:" عَلَامَ تُوقَدُ هَذِهِ النِّيرَانُ؟ " قَالُوا: عَلَى لُحُومِ الْحُمُرِ الْأَهْلِيَّةِ. قَالَ: " كَسِّرُوا الْقُدُورَ، وَأَهْرِيقُوا مَا فِيهَا " قَالَ: فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ (3)، أَنُهْرِيقُ مَا فِيهَا، وَنَغْسِلُهَا؟ قَالَ:" أَوَ ذَاكَ "(4).

(1) في (م): اصطبح.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، صفوان بن عيسى من رجاله، وأخرج له البخاري تعليقاً، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وقد سلف برقم (16507).

قال السندي: قوله: "اصطبح"، أي: شرب أو أكل في الصبح.

قوله: "فليتم صومه"، أي: وإن لم ينو ليلاً، فاستدل به على من يقول بجواز النية نهاراً في الفرض، إذ الحديث يدل على أن عاشوراء كان فرضاً حينئذٍ وإلا لما أكد في صومه هذا التأكيد الأكيد، والله تعالى أعلم.

(3)

في (ظ 12) و (ص): فقال رجل من القوم: يا رسول الله.

(4)

إسناده صحيح على شرط مسلم، صفوان بن عيسى: وهو الزهري، من رجاله، وروى له البخاري تعليقاً، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه مسلم (1802) 3/ 1540 من طريق صفوان بن عيسى، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (2477)، (5497)، ومسلم (1802) 3/ 1540، وابن ماجه (3195)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 206، والطبراني في "الكبير"(6301)، والبيهقي في "السنن" 9/ 330 من طرق عن يزيد بن أبي =

ص: 40

16513/ 2 - حَدَّثَنِي مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ قَالَ: خَرَجْتُ مِنَ الْمَدِينَةِ ذَاهِبًا نَحْوَ الْغَابَةِ، حَتَّى إِذَا كُنْتُ بِثَنِيَّةِ الْغَابَةِ، لَقِيَنِي غُلَامٌ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: قُلْتُ: وَيْحَكَ، مَا لَكَ؟ قَالَ: أُخِذَتْ لِقَاحُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: قُلْتُ: مَنْ أَخَذَهَا؟ قَالَ: غَطَفَانُ وفَزَارَةُ. قَالَ: فَصَرَخْتُ ثَلَاثَ صَرَخَاتٍ أَسْمَعَتْ مَنْ بَيْنَ لَابَتَيْهَا: يَا صَبَاحَاهْ يَا صَبَاحَاهْ! ثُمَّ انْدَفَعْتُ حَتَّى أَلْقَاهُمْ وَقَدْ أَخَذُوهَا قَالَ: فَجَعَلْتُ أَرْمِيهِمْ، وَأَقُولُ:

أَنَا ابْنُ الْأَكْوَعِ

وَالْيَوْمُ يَوْمُ أَقْرَعِ (1)

= عبيد، به.

وأخرجه بنحوه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 207 من طريق سنان ابن سلمة، عن أبيه، به.

وانظر تمام تخريجه ضمن الرواية السالفة برقم (16511) من طريق حاتم ابن إسماعيل، عن يزيد، به.

وسيأتي بنحوه مطولاً برقم (16525).

وفي باب النهي عن لحوم الحمر الأهلية سلف من حديث عبد الله بن عمر ابن الخطاب برقم (4720)، وذكرنا هناك أحاديث الباب.

قال السندي: قوله: أنهريق، استفهام لطلب التخفيف.

قوله: "أو ذاك": كلمة "أو" تدل على أنه يجوز الأخذ بالأشد وإن كان فيه تلف المال مع وجود الأخف، ويحتمل أن تكون بمعنى بل، فلا يكون دليلاً على ذلك، والله تعالى أعلم.

(1)

كذا في النسخ الخطية، وعند السندي: أفزع -بالزاي- وقال: هكذا في الكتاب، أي: يوم هلاك، من هو أكثر فزعاً بوصول سهام العدو إليه، =

ص: 41

قَالَ: فَاسْتَنْقَذْتُهَا مِنْهُمْ قَبْلَ أَنْ يَشْرَبُوا، فَأَقْبَلْتُ بِهَا أَسُوقُهَا، فَلَقِيَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ الْقَوْمَ عِطَاشٌ، وَإِنِّي أَعْجَلْتُهُمْ قَبْلَ أَنْ يَشْرَبُوا، فَأَذْهَبُ فِي أَثَرِهِمْ؟ فَقَالَ:" يَا ابْنَ الْأَكْوَعِ، مَلَكْتَ فَأَسْجِحْ، إِنَّ الْقَوْمَ يُقْرَبُوْنَ فِي قَوْمِهِمْ "(1).

= والمشهور يوم الرُّضَّع، وقد أخرج البخاري في الجهاد، يعني هذا الإسناد بلفظ الرضع. قلنا: وكذلك هو في الرواية الآتية برقم (16539).

والرضع جمع راضع: وهو اللئيم، ومعناه: اليوم يوم هلاك اللئام.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البخاري (3041) عن مكي بن إبراهيم، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن سعد 4/ 305، والطبراني في "الكبير"(6284)، والبيهقي في "السنن" 10/ 236، وفي "الدلائل" 4/ 181 - 182 من طريق الضحاك بن مخلد، عن يزيد بن أبي عبيد، به.

وسيأتي برقم (16515)، ومطولاً برقم (16539).

قال السندي: قوله: ذاهباً نحو الغابة: موضع معروف.

قوله: أخذت، على بناء المفعول.

قوله: لقاح، بكسر اللام: وهي النوق القريبة النتاج.

قوله: لا بتيها: أي لا بتي المدينة، واللابة: الحَرَّة.

قوله: يا صباحاه، بفتح صاد مهملة على صورة الاستغاثة بالصباح، وهو في الحقيقة استغاثة بأهل ذلك الصباح: أي بالناس في ذلك الوقت، وقد اشتهر هذا اللفظ في الاستغاثة لاعتيادهم الإغارة في ذلك الوقت.

قوله: ثم اندفعت، أي: أسرعت في السير نحو العدو، وكان ماشياً.

قوله: أرميهم: بالسهام.

قوله: فاستنقذتها -بالقاف والذال المعجمة- أي: استخلصت اللقاح.

قوله: منهم، أي: من غطفان وفزارة.

قوله: قبل أن يشربوا، أي: الماء أو ألبانها. =

ص: 42

16514 -

حَدَّثَنَا مَكِّيٌّ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ، قَالَ: رَأَيْتُ أَثَرَ ضَرْبَةٍ فِي سَاقِ سَلَمَةَ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا مُسْلِمٍ، مَا هَذِهِ الضَّرْبَةُ؟ قَالَ: هَذِهِ ضَرْبَةٌ أُصِبْتُهَا يَوْمَ خَيْبَرَ، قَالَ: يَوْمَ أُصِبْتُهَا قَالَ النَّاسُ: أُصِيبَ سَلَمَةُ، فَأُتِيَ بِي رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَنَفَثَ فِيهِ ثَلَاثَ نَفَثَاتٍ، فَمَا اشْتَكَيْتُهَا حَتَّى السَّاعَةِ (1).

16515 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَهْدِيٍّ قَالَ: حَدَّثَنَا حَاتِمٌ - يَعْنِي ابْنَ إِسْمَاعِيلَ -، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ

= قوله: أعجلتهم: عن الماء.

قوله: فأذهب: من الإذهاب: أي أبعث جيشاً.

قوله: "ملكت": أي غلبت عليهم حتى كأنك ملكتهم.

قوله: "فأسجح" بهمزة قطع، وتقديم الجيم على الحاء المهملة: أي فَارِقْ ولا تأخذ بالشدة.

قوله: "يقربون" على بناء المفعول من التقريب، أي يكرمون بالضيافة، وفي "الصحيح" يقرون، على بناء المفعول: من القِرى، ثم جاء الخبر بأن الأمر كان كما أخبر به صلى الله عليه وسلم.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين كسابقه.

وأخرجه البيهقي في "الدلائل" 4/ 251 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (4206)، وأبو داود (3894)، وابن حبان (6510)، والبيهقي في "الدلائل" 4/ 251 من طريق مكي بن إبراهيم، به. وعند ابن حبان: يوم حنين، وهو تحريف.

قال السندي: قوله: يا أبا مسلم: هذه كنيته.

قوله: فنفث فيه: في موضع الضربة، والنفثة فوق النفخ ودون التفل، بريق خفيف أو لا.

قوله: حتى الساعة، بالجر: أي إلى هذه الساعة.

ص: 43

قَالَ: سَمِعْتُ سَلَمَةَ بْنَ الْأَكْوَعِ يَقُولُ: خَرَجْتُ، فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ مَكِّيٍّ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: وَالْيَوْمُ يَوْمُ الرُّضَّعِ. وَزَادَ فِيهِ: وَأَرْدَفَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى رَاحِلَتِهِ (1).

16516 -

حَدَّثَنَا مَكِّيٌّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ قَالَ: كُنْتُ آتِي مَعَ سَلَمَةَ الْمَسْجِدَ، فَيُصَلِّي مَعَ الْأُسْطُوَانَةِ الَّتِي عِنْدَ الْمُصْحَفِ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا مُسْلِمٍ، أَرَاكَ تَتَحَرَّى الصَّلَاةَ عِنْدَ هَذِهِ الْأُسْطُوَانَةِ؟ قَالَ: فَإِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتَحَرَّى الصَّلَاةَ عِنْدَهَا (2).

(1) حديث صحيح، إبراهيم بن مهدي: وهو المصيصي -وإن كان فيه كلام خفيف- قد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه البخاري (4194)، ومسلم (1806)(131)، والنسائي في "الكبرى"(10814) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(978) - والبيهقي في "الدلائل" 4/ 180 - 181 من طريق قتيبة بن سعيد، وابن حبان (4529) من طريق هشام بن عمار، كلاهما عن حاتم بن إسماعيل، بهذا الإسناد.

وقد سلف برقم (16513/ 2).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البيهقي في "السنن" 2/ 271 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (502)، ومسلم (509)(264) من طريق مكي بن إبراهيم، به.

وأخرجه بنحوه ابن ماجه (1430)، وابن حبان (1763)، و (2152) من طريق المغيرة بن عبد الرحمن المخزومي، عن يزيد، به.

وسيأتي نحوه برقم (16542). =

ص: 44

16517 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ رَاشِدٍ الْيَمَامِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" أَسْلَمُ سَالَمَهَا اللهُ، وَغِفَارٌ غَفَرَ اللهُ لَهَا، أَمَا وَاللهِ مَا أَنَا قُلْتُهُ وَلَكِنَّ اللهَ قَالَهُ "(1).

16518 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِيَاسٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: قَدِمْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْحُدَيْبِيَةَ وَنَحْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ مِئَةً وَعَلَيْهَا خَمْسُونَ شَاةً لَا تُرْوِيهَا، فَقَعَدَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى جبَالهَا (2)، فَإِمَّا دَعَا وَإِمَّا بَسَقَ، فَجَاشَتْ

= قال السندي: قوله: فيصلي مع الأسطوانة: أي عند الأسطوانة.

(1)

حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عمر بن راشد اليمامي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث العنبري.

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 197، والطبراني في "الكبير"(6255) من طريقين عن عمر بن راشد، بهذا الإسناد.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزَّوائد" 10/ 46، وقال: رواه أحمد والطبراني، وفيه عمر بن راشد اليمامي، وثقه العجلي وضعفه الجمهور، وبقية رجالهما رجال الصحيح.

قلنا: ويشهد له حديث أبي هريرة عند مسلم (2516)(185).

وقد سلف نحوه من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب، وذكرنا هناك أحاديث الباب.

(2)

في (ق) و (ص): حبالها، وفي (م): حيالها، وفي (ظ 12) مهملة، والمثبت من (س) وهي نسخة السندي، وقال: جبالها -بالجيم- جمع جبل، أي جبال الحديبية، أو بالحاء المهملة، أي: حبال البئر، وفي مسلم: على جبا =

ص: 45

فَسَقَيْنَا وَاسْتَقَيْنَا، قَالَ: ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم دَعَا بِالْبَيْعَةِ فِي أَصْلِ الشَّجَرَةِ، فَبَايَعَهُ (1) أَوَّلُ النَّاسِ، وَبَايَعَ وَبَايَعَ، حَتَّى إِذَا كَانَ فِي وَسَطٍ مِنَ النَّاسِ قَالَ:" يَا سَلَمَةُ بَايِعْنِي " قُلْتُ (2): قَدْ بَايَعْتُكَ فِي أَوَّلِ النَّاسِ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ:" وَأَيْضًا فَبَايِعْ " وَرَآنِي أَعْزَلًا (3)، فَأَعْطَانِي حَجَفَةً أَوْ دَرَقَةً، ثُمَّ بَايَعَ وَبَايَعَ، حَتَّى إِذَا كَانَ فِي آخِرِ النَّاسِ قَالَ:" أَلَا تُبَايِعُنِي؟ " قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، بَايَعْتُ (4) أَوَّلَ النَّاسِ وَأَوْسَطَهُمْ وَآخِرَهُمْ (5) قَالَ:" وَأَيْضًا فَبَايِعْ " فَبَايَعْتُهُ، ثُمَّ قَالَ:" أَيْنَ دَرَقَتُكَ أَوْ حَجَفَتُكَ الَّتِي أَعْطَيْتُكَ؟ " قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَقِيَنِي عَمِّي عَامِرٌ أَعْزَلًا (6)، فَأَعْطَيْتُهُ إِيَّاهَا. قَالَ:

= الركية -بفتح الجيم وتخفيف الباء الموحدة- مقصورة: هو ما حول البئر، والركي البئر، والركية لغة فيه.

(1)

كذا في النسخ الخطية و (م)، وعند مسلم: فبايعته.

(2)

في (س) و (م): قال، والمثبت من (ظ 12) و (ص) و (ق).

(3)

كذا في النسخ الخطية و (م)، وضبب فوقها في (س)، وقال السندي: والظاهر أعزل بلا تنوين: وهو من لا سلاح معه.

(4)

في (م): قد بايعت.

(5)

قال السندي: قوله: بايعت أول الناس وأوسطهم وآخرهم، هكذا في النسخ، والأقرب أن آخرهم زيادة من بعض الرواة، ولذلك لم تذكر في "صحيح" مسلم.

(6)

انظر الحاشية رقم (3).

ص: 46

فَقَالَ: " إِنَّكَ كَالَّذِي قَالَ: اللهُمَّ أبْغِنِي (1) حَبِيبًا هُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي " وَضَحِكَ. ثُمَّ إِنَّ الْمُشْرِكِينَ رَاسَلُونَا الصُّلْحَ، حَتَّى مَشَى بَعْضُنَا إِلَى بَعْضٍ. قَالَ: وَكُنْتُ تَبِيْعًا لِطَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ أَحُسُّ فَرَسَهُ، وَأَسْقِيهِ، وَآكُلُ مِنْ طَعَامِهِ، وَتَرَكْتُ أَهْلِي وَمَالِي مُهَاجِرًا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ، فَلَمَّا اصْطَلَحْنَا نَحْنُ وَأَهْلُ مَكَّةَ، وَاخْتَلَطَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ، أَتَيْتُ الشَّجَرَةَ، فَكَسَحْتُ شَوْكَهَا، وَاضْطَجَعْتُ فِي ظِلِّهَا، فَأَتَانِي أَرْبَعَةٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، فَجَعَلُوا وَهُمْ مُشْرِكُونَ يَقَعُونَ فِي رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَتَحَوَّلْتُ عَنْهُمْ إِلَى شَجَرَةٍ أُخْرَى، وَعَلَّقُوا سِلَاحَهُمْ، وَاضْطَجَعُوا، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ نَادَى مُنَادٍ مِنْ أَسْفَلِ الْوَادِي: يَا آلَ الْمُهَاجِرِينَ، قُتِلَ ابْنُ زُنَيْمٍ، فَاخْتَرَطْتُ سَيْفِي، فَشَدَدْتُ عَلَى الْأَرْبَعَةِ، فَأَخَذْتُ سِلَاحَهُمْ، فَجَعَلْتُهُ ضِغْثًا، ثُمَّ قُلْتُ: وَالَّذِي أَكْرَمَ مُحَمَّدًا، لَا يَرْفَعُ رَجُلٌ مِنْكُمْ رَأْسَهُ إِلَّا ضَرَبْتُ الَّذِي - يَعْنِي فِيهِ عَيْنَاهُ - فَجِئْتُ أَسُوقُهُمْ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَجَاءَ عَمِّي عَامِرٌ بِابْنِ مِكْرِزٍ يَقُودُ بِهِ فَرَسَهُ؛ يَقُودُ سَبْعِينَ، حَتَّى وَقَفْنَاهُمْ، فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ، فَقَالَ:" دَعُوهُمْ، يَكُونُ لَهُمْ بُدُوُّ الْفُجُورِ " وَعَفَا عَنْهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَأُنْزِلَتْ:{وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ} [الفتح: 24] ثُمَّ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ،

(1) في (ظ 12) و (ص)، وهامش (ق): القني، وفي (س): القيني.

قال السندي: هكذا في النسخ، والأقرب ما في "صحيح" مسلم أبغني، من الإبغاء -بالموحدة، والغين المعجمة- أي أعطني. قلنا: وكذلك جاءت في (م)، وفي الرواية الآتية برقم (16544). ولذلك أثبتناها.

ص: 47

فَنَزَلْنَا مَنْزِلًا يُقَالُ لَهُ: لَحْيُ جَمَلٍ. فَاسْتَغْفَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِمَنْ رَقِيَ الْجَبَلَ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ، كَأَنَّهُ (1) طَلِيعَةً لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابِهِ، فَرَقِيتُ تِلْكَ اللَّيْلَةِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً (2). ثُمَّ قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ، وَبَعَثَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِظَهْرِهِ مَعَ غُلَامِهِ رَبَاحٍ وَأَنَا مَعَهُ، وَخَرَجْتُ بِفَرَسِ طَلْحَةَ أُنَدِّيهِ (3) عَلَى ظَهْرِهِ، فَلَمَّا أَصْبَحْنَا إِذَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُيَيْنَةَ الْفَزَارِيُّ قَدْ أَغَارَ عَلَى ظَهْرِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَانتسفه (4) أَجْمَعَ، وَقَتَلَ رَاعِيَهُ (5).

(1) في (م): كان.

(2)

تحتها في (س): ثلاثاً.

(3)

في النسخ الخطية و (م): أبديه، وفوقها في (س): أنديه، قال السندي: أنديه: المشهور أنه بهمزة مضمومة ونون مفتوحة، ثم دال مكسورة مشددة، وهو أن يؤتى بالماشية إلى الماء تارة، وإلى المرعى أخرى، وقيل: أبدِّيه، بالباء الموحدة موضع النون بمعنى أخرجه إلى البادية. قلنا: وقد ورد بلفظ: أبديه بالرواية رقم (16539).

(4)

قال السندي: هكذا في "المسند"، من نسف البناء وغيره، وانتسفه إذا قلعه، أي أخذه كله، وفي "مسلم، فَاسْتَاقَهُ.

(5)

إسناده صحيح على شرط مسلم، عكرمة بن عمار من رجاله، وهذا الحديث مما انتقاه له، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه إبراهيم بن محمد بن سفيان النيسابوري في زياداته على "صحيح مسلم" بإثر الحديث (1807)، والطبراني في "الكبير"(6256) مختصراً من طريق عبد الصمد ابن عبد الوارث، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (1807)، وأبو عوانة 4/ 252 - 255، 264 - 268، والطبراني في "الكبير"(6246) مختصراً، والبيهقي في "الدلائل" 4/ 138 - 141 من طرق عن عكرمة، به. =

ص: 48

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وسيأتي مختصراً برقم (16544)، وانظر (16495) و (16502) و (16509) و (16513/ 2) و (16533) و (16539) و (16548) و (16549).

وفي الباب عن أنس سلف 3/ 122 و 124 - 125، 290.

وآخر من حديث عبد الله بن مُغَفَّل المزني، سيرد 4/ 86 - 87.

قال السندي: قوله: لا ترويها، من الإرواء، بيان لقلة ماء البئر.

قوله: بسق، بالسين لغة، والمشهور بزق أو بصق.

قوله: فجاشت، أي: فاضت.

قوله: فسقينا: الركاب.

قوله: حجفة، بالحاء المهملة، ثم الجيم المفتوحتين: الترس.

قوله: أو درقه، بفتحتين: الترس، والشك من الراوي.

قوله: تبيعاً: تابعاً.

قوله: أحس، بضم حاء وتشديد سين: أي أحك ظهره.

قوله: فكسحت، أي: كنست ما تحتها من الشوك.

قوله: قتل ابن زنيم: قال النووي: هو بضم الزاي، وفتح النون، ولم يزد على ذلك، وتبعه السيوطي، وفي الصحابة بهذا النسب ثلاثة: سارية وأنس وأَسِيد -بفتح فكسر- ويظهر من تراجمهم أنه تأخر إسلامهم عن الحديبية، فالله تعالى أعلم مَنِ المراد بهذا.

قوله: فاخترطت، أي: سللت.

قوله: ضغثاً، بكسر صاد معجمة، وسكون عين معجمة، آخره مثلثة: هو الحزمة.

قوله: مكرز، هو بميم مكسورة، ثم كاف، ثم راء مكسورة ثم زاي.

قوله: بدوُ، وفي نسخة السندي: بدء، وكلاهما بمعنى: أي ابتداءه.

ص: 49

16519 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (1) بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: نَزَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَنْزِلًا، فَجَاءَ عَيْنُ الْمُشْرِكِينَ (2)، وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ يَتَصَبَّحُونَ (3)، فَدَعَوْهُ إِلَى طَعَامِهِمْ، فَلَمَّا فَرَغَ الرَّجُلُ رَكِبَ عَلَى رَاحِلَتِهِ: ذَهَبَ مُسْرِعًا لِيُنْذِرَ أَصْحَابَهُ. قَالَ سَلَمَةُ: فَأَدْرَكْتُهُ، فَأَنَخْتُ رَاحِلَتَهُ، وَضَرَبْتُ عُنُقَهُ، فَغَنَّمَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَلَبَهُ (4).

16520 -

حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ

(1) في (م): عبد الرحمن، وهو خطأ.

(2)

في (ظ 12) و (ص): للمشركين.

(3)

في (ظ 12) وهامش (ق): يتضحُّوْن، وفي (ق) يصطبحوا، والمثبت من (س) و (ص) وكذلك هي نسخة السندي، وقال: يتصبحون، أي: يأكلون وقت الصبح. قلنا: ويتضحون: أي يتغدَّون. انظر "اللسان"(ضحا)، وكلاهما بمعنى.

(4)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وعكرمة بن عمار: وهو اليمامي من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الله بن يزيد: هو أبو عبد الرحمن المقرئ.

وأخرجه بنحوه النسائي في "الكبرى"(8677)، وأبو عوانة 4/ 122 من طريق شعيب بن حرب، عن عكرمة، بهذا الإسناد.

وسيأتي برقم (16523)، وقد سلف مختصراً برقم (16492).

قال السندي: قوله: لينذر، من الإنذار: أي ليخبرهم بما رأى ليستعدُّوا على وَفْقه.

قوله: فغنَّمني من التغنيم، أي: أعطاني.

ص: 50

مُوسَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، قَالَ: قُلْتُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَكُونُ أَحْيَانًا فِي الصَّيْدِ، فَأُصَلِّي فِي قَمِيصِي؟ فَقَالَ:" زُرَّهُ وَلَوْ لَمْ تَجِدْ إِلَّا شَوْكَةً "(1).

(1) إسناده حسن. عطاف بن خالد: صدوق حسن الحديث وكذا موسى ابن إبراهيم -وهو ابن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي، وباقي رجاله ثقات. حماد بن خالد: هو الخياط القرشي.

وعلقه البخاري في باب وجوب الصلاة في الثياب، وقد وصله الشافعي في "المسند" 1/ 63 - 64 - (ترتيب السندي) - ومن طريقه البغوي في "شرح السنة"(517) -والبخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 297 من طريق مالك بن إسماعيل، والنسائي في "المجتبى" 2/ 70، وفي "الكبرى"(841) من طريق قتيبة بن سعيد، والمزي في "تهذيب الكمال" 29/ 18 - 19، والحافظ في "التغليق" 2/ 199 - 200 من طريق خلف بن هشام البزار، والحافظ في "التغليق" 2/ 200 من طريق محمد بن سليمان بن حبيب المصيصي، والبخاري في "التاريخ الكبير" 8/ 297 من طريق عبد العزيز بن عبد الله الأويسي، خمستهم عن عطاف بن خالد، بهذا الإسناد.

وسيأتي برقم (16522) عن هاشم بن القاسم، وبرقم (16547) عن إسحاق بن عيسى، ويونس بن محمد المؤدب ثلاثتهم عن عطاف، به.

وقد تابع عطافاً الدَّراوَرْديُّ فيما أخرجه الشافعي في "مسنده" 1/ 63 - 64 (بترتيب السندي) -ومن طريقه البغوي (517) - وابن أبي شيبة 1/ 346 - ومن طريقه البيهقي في "السنن" 2/ 240، والحاكم 1/ 250 من طريق إبراهيم بن حمزة، والبخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 296، وأبو داود (632) من طريق =

ص: 51

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= عبد الله بن مسلمة القعنبي، وابن خزيمة (777) من طريق نصر بن علي و (778) من طريق أحمد بن عبدة الضبي، وابن حبان (2294)، وابن حجر في "التغليق" 2/ 198 من طريق ابن أبي عمر العدني، وابن حجر في "التغليق" 2/ 198 من طريق عمر بن محمد الناقد، ستتهم عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن موسى بن إبراهيم، عن سلمة، به. وصححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم ووافقه الذهبي، وحسن إسناده النووي في "المجموع " 3/ 174.

قلنا: وقد ورد في رواية إبراهيم بن حمزة ونصر بن علي تصريح موسى بن إبراهيم بسماعه من سلمة.

وقد اختلف عن الدراوردي.

فأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 380 من طريق يحيى بن أبي قبيلة، عن الدراوردي، عن موسى بن محمد بن إبراهيم عن أبيه، عن سلمة.

قال الحافظ في "التغليق" 2/ 201 في رواية يحيى هذه: فإن كان حفظه فللدراوردي فيه شيخان، أحدهما موسى بن إبراهيم بن أبي ربيعة، وقد سمعه من سلمة بلا واسطة كما صرح به العطاف عنه، وإن كان البخاري لم يصححه.

وثانيهما: موسى بن محمد بن إبراهيم التيمي، ولم يسمعه من سلمه، إنما سمعه من أبيه عنه، والله أعلم. ولهذا الاختلاف قال أبو عبد الله البخاري: في إسناده نظر، لأن الدراوردي لم يصرح بسماع موسى مع الاختلاف عليه، وعطاف منسوب إلى الضعف! فلذلك علقه بصيغة التمريض، وقال: في إسناده نظر.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 296 عن إسماعيل بن أبي أويس، عن أبيه عن موسى بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن أبي ربيعة المخزومي، عن أبيه، عن سلمة، به.

وذكر الحافظ في "التغليق" 2/ 201: أن موسى شيخ أبي أويس ليس هو موسى بن إبراهيم بن أبي ربيعة -كما جاء عند البخاري- بل هو موسى بن =

ص: 52

16521 -

حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ وَالْعَشَاءُ فَابْدَؤُوا بِالْعَشَاءِ "(1).

= محمد بن إبراهيم التيمي، ثم قال: فالظاهر أن الوهم فيه من أبي أويس.

وللحديث شاهد من حديث أبي هريرة سلف برقم (9017) وسنده حسن في الشواهد.

وانظر حديث أبي سعيد الخدري السالف برقم (11072)، وحديث عمر بن أبي سلمة السالف برقم (16329).

قال السندي: قوله: "زره": أي لئلا تنكشف العورة.

(1)

حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف أيوب بن عُتبة: وهو اليمامي، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(6250)، وفي "الأوسط"(868)، وابن عدي في "الكامل" 1/ 345، والخطيب في "تاريخه" 8/ 147 من طرق عن أيوب بن عتبة، بهذا الإسناد.

وقال الطبراني في "الأوسط": لا يروى هذا الحديث عن سلمة إلا بهذا الإسناد، تفرد به أيوب.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/ 46، وقال: رواه في "الكبير" و"الأوسط "، وفيه أيوب بن عتبة، وثقه أحمد ويحيى بن معين في روايةٍ عنهما، وضعفه النسائي وأحمد وابن معين في روايات عنهما.

وسيأتي برقم (16540).

وله شاهد من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب، وقد سلف برقم (4709) وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.

قال السندي: قوله: "والعَشَاء"، بالفتح، أي طعام آخر النهار.

قوله: "بالعشاء": لئلا يصلي ويكون القلب في الطعام، فإنه أن يأكل ويكون =

ص: 53

16522 -

حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَطَّافٌ، عَنْ مُوسَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ قَالَ: سَمِعْتُ سَلَمَةَ بْنَ الْأَكْوَعِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أَكُونُ فِي الصَّيْدِ، فَأُصَلِّي وَلَيْسَ عَلَيَّ إِلَّا قَمِيصٌ وَاحِدٌ. قَالَ:" فَزُرَّهُ وَإِنْ لَمْ تَجِدْ إِلَّا شَوْكَةً "(1).

16523 -

حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم هَوَازِنَ قَالَ: فَبَيْنَمَا نَحْنُ نَتَضَحَّى، وَعَامَّتُنَا مُشَاةٌ فِينَا ضَعَفَةٌ، إِذْ جَاءَ رَجُلٌ عَلَى جَمَلٍ أَحْمَرَ، فَانْتَزَعَ طَلَقًا مِنْ (2) حَقَبِهِ، فَقَيَّدَ بِهِ جَمَلَهُ - رَجُلٌ شَابٌّ (3) - ثُمَّ جَاءَ يَتَغَدَّى مَعَ الْقَوْمِ، فَلَمَّا رَأَى ضَعْفَهُمْ، وَرِقَّةَ ظَهْرِهِمْ، خَرَجَ إِلَى جَمَلِهِ، فَأَطْلَقَهُ، ثُمَّ أَنَاخَهُ، فَقَعَدَ عَلَيْهِ، فَخَرَجَ يَرْكُضُ (4) وَاتَّبَعَهُ (5) رَجُلٌ مِنْ أَسْلَمَ مِنْ صَحَابَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَلَى نَاقَةٍ وَرْقَاءَ هِيَ أَمْثَلُ ظَهْرِ الْقَوْمِ، فَأَتَّبِعُهُ. قَالَ: وَخَرَجْتُ أَعْدُو، فَأَدْرَكْتُهُ وَرَأْسُ النَّاقَةِ عِنْدَ وَرِكِ الْجَمَلِ، وَكُنْتُ عِنْدَ وَرِكِ

= القلب في الصَّلاةِ خيرٌ من أن يُصَلي ويكون القلب في الطعام.

(1)

إسناده حسن، وقد سلف الكلام عليه في الرواية السالفة برقم (16520).

(2)

في (م): عن.

(3)

في (ق): هو رجل شاب.

(4)

في (ظ 12) و (ص) وهامش (س): يركضه.

(5)

في (م): وتبعه.

ص: 54

النَّاقَةِ، ثُمَّ تَقَدَّمْتُ حَتَّى كُنْتُ عِنْدَ وَرِكِ الْجَمَلِ، ثُمَّ تَقَدَّمْتُ حَتَّى أَخَذْتُ بِخِطَامِ الْجَمَلِ، فَأَنَخْتُهُ، فَلَمَّا وَضَعَ رُكْبَتَهُ إِلَى (1) الْأَرْضِ اخْتَرَطْتُ سَيْفِي، فَأَضْرِبُ بِهِ رَأْسَهُ، فَنَدَرَ، فَجِئْتُ بِرَاحِلَتِهِ وَمَا عَلَيْهَا أَقُودُهُ، فَاسْتَقْبَلَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُقْبِلًا قَالَ:" مَنْ قَتَلَ الرَّجُلَ؟ "، قَالُوا: ابْنُ الْأَكْوَعِ قَالَ: " لَهُ سَلَبُهُ أَجْمَعُ "(2).

(1) في (ق): على.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه ابن أبي شيبة 14/ 532، وأبو داود (2654)، من طريق هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد.

وأخرجه الشافعي في "السنن"(631) مختصراً، ومسلم (1754)، وأبو داود (2654)، وأبو عوانة 4/ 119 - 120 و 120 - 121، 121، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3011)، وفي "شرح معاني الآثار" 3/ 227، وابن حبان (4843)، والطبراني في "الكبير"(6241)، والبيهقي في "السنن" 6/ 307 من طرق عن عكرمة، به. وقد سلف مختصراً برقم (16492).

قال السندي: قوله: هوازن: اسم قبيلة، والمراد غزوة حنين.

قوله: يتضحَّى: يتغدى، يقال: تضحى فلان، أي: أكل وقت الضحى.

قوله: وعامتنا، أي: غالبنا.

قوله: مشاة، بضم الميم: جمع ماشٍ.

قوله: ضعفة، بفتح فسكون، أي ضعف، أو بفتحتين جمع ضعيف.

قوله: طلقاَ، بفتحتين: هو سيرٌ يقيد به البعير.

قوله: من حقبه، أي: حَقَب الجمل، وهو بفتحتين: حَبْلٌ يُشَدُّ به الرَّحْل إلى بطن البعير.

قوله: ورقة ظهرهم، بكسر الراء وتشديد القاف. والظهر المركوب، أي: قلة المركوب.

ص: 55

16524 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ الْأَكْوَعِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَقُولُ أَحَدٌ عَلَيَّ بَاطِلًا (1) أَوْ مَا لَمْ أَقُلْ إِلَّا تَبَوَّأَ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ "(2).

16525 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ الْأَكْوَعِ، قَالَ: خَرَجْنَا إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَى خَيْبَرَ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: أَيْ عَامِرُ، لَوْ أَسْمَعْتَنَا مِنْ هُنَيَّاتِكَ قَالَ: فَنَزَلَ يَحْدُو بِهِمْ، وَيَذْكُرُ:

تَالَلَّهِ لَوْلَا اللهُ مَا اهْتَدَيْنَا

وَذَكَرَ شِعْرًا غَيْرَ هَذَا، وَلَكِنْ لَمْ أَحْفَظْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" مَنْ هَذَا السَّائِقُ؟ " قَالُوا: عَامِرُ بْنُ الْأَكْوَعِ، فَقَالَ:" يَرْحَمُهُ اللهُ "، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: يَا نَبِيَّ اللهِ، لَوْلَا مَتَّعْتَنَا بِهِ. فَلَمَّا اصَّافَّ (3)

= قوله: فندر، بنون ثم دال وراء مهملتين: أي طار رأسه عن بدنه، أو سقط والله تعالى أعلم.

(1)

في (ظ 12) و (س) و (ص): باطل، وضبب فوقها في (س)، قال السندي: باطلاً، بالنصب على المفعولية، وإفراد مفعول القول، لأن المراد به الوضع، أو لأن المراد بالباطل تمام الكلام المكذوب، فهو مفرد لفظاً، جملة معنى.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، يحيى بن سيد: هو القطان.

وقد سلف برقم (16506).

في (ظ 12) و (ص)، وهامش (ق): صافَّ. قلنا: وهو الموافق لرواية البخاري.

ص: 56

الْقَوْمُ، قَاتَلُوهُمْ، فَأُصِيبَ عَامِرُ بْنُ الْأَكْوَعِ بِقَائِمِ سَيْفِ نَفْسِهِ، فَمَاتَ، فَلَمَّا أَمْسَوْا أَوْقَدُوا نَارًا كَثِيرَةً. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" مَا هَذِهِ النَّارُ عَلَى أَيِّ شَيْءٍ تُوقَدُ؟ " قَالُوا: عَلَى حُمُرٍ إِنْسِيَّةٍ قَالَ: " أَهْرِيقُوا مَا فِيهَا وَكَسِّرُوهَا " فَقَالَ: رَجُلٌ أَلَا نُهَرِيقُ مَا فِيهَا وَنَغْسِلُهَا؟ قَالَ: " أَوْ ذَاكَ "(1).

16526 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ الْأَكْوَعِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِرَجُلٍ مِنْ أَسْلَمَ:" أَذِّنْ فِي قَوْمِكَ أَوْ فِي النَّاسِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ: مَنْ أَكَلَ فَلْيَصُمْ بَقِيَّةَ يَوْمِهِ، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ أَكَلَ فَلْيَصُمْ "(2).

16527 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ يَزِيدَ قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ الْأَكْوَعِ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأُتِيَ بِجِنَازَةٍ، فَقَالُوا: يَا نَبِيَّ اللهِ، صَلِّ عَلَيْهَا. قَالَ:" هَلْ تَرَكَ شَيْئًا؟ "

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطان.

وأخرجه البخاري (6331)، وابن حبان (5276)، والطبراني في "الكبير"(6295) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

وقد سلف برقم (16511)، ومختصراً برقم (16513/ 1) وانظر تمام تخريجه هناك.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البخاري (7265)، والنسائي في "المجتبى" 4/ 192، وابن خزيمة (2092)، وابن عبد البر في "التمهيد" 7/ 212 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

وقد سلف برقم (16507).

ص: 57

قَالُوا: لَا. قَالَ: " هَلْ تَرَكَ عَلَيْهِ دَيْنًا؟ " قَالُوا: لَا، فَصَلَّى عَلَيْهِ، ثُمَّ أُتِيَ بِجَنَازَةٍ بَعْدَ ذَلِكَ فَقَالَ:" هَلْ تَرَكَ عَلَيْهِ مِنْ دَيْنٍ؟ " قَالُوا: لَا. قَالَ: " هَلْ تَرَكَ مِنْ شَيْءٍ؟ " قَالُوا: ثَلَاثَ دَنَانِيرَ. قَالَ: " ثَلَاثُ كَيَّاتٍ " قَالَ: فَأُتِيَ بِالثَّالِثَةِ، فَقَالَ:" هَلْ تَرَكَ عَلَيْهِ مِنْ دَيْنٍ؟ " قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: " هَلْ تَرَكَ مِنْ شَيْءٍ؟ " قَالُوا: لَا، قَالَ:" صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ " فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ أَبُو قَتَادَةَ: يَا رَسُولَ اللهِ، عَلَيَّ دَيْنُهُ. فَصَلَّى عَلَيْهِ (1).

16528 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ (2)، قَالَ: حَدَّثَنِي سَلَمَةُ بْنُ الْأَكْوَعِ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى قَوْمٍ مِنْ أَسْلَمَ وَهُمْ يَتَنَاضَلُونَ فِي السُّوقِ، فَقَالَ:" ارْمُوا يَا بَنِي إِسْمَاعِيلَ، فَإِنَّ أَبَاكُمْ كَانَ رَامِيًا، ارْمُوا وَأَنَا مَعَ بَنِي فُلَانٍ " - لِأَحَدِ الْفَرِيقَيْنِ - فَأَمْسَكُوا أَيْدِيَهُمْ فَقَالَ: " ارْمُوا " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ نَرْمِي وَأَنْتَ مَعَ بَنِي فُلَانٍ؟ قَالَ:" ارْمُوا وَأَنَا مَعَكُمْ كُلُّكُمْ "(3).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين كسابقه.

وأخرجه مختصراً النسائي في "المجتبى" 4/ 65، وابن حبان (3264)، وبتمامه الطبراني في "الكبير"(6291)، والبيهقي في "السنن" 6/ 72 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

وقد سلف برقم (16510).

(2)

في (م): يزيد بن عبيد، وهو خطأ.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. =

ص: 58

‌بَقِيَّةُ حَدِيثِ ابْنِ الْأَكْوَعِ فِي الْمُضَافِ مِنَ الْأَصْلِ

16529 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ، أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ أَنَّ رَجُلًا عَطَسَ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" يَرْحَمُكَ اللهُ " ثُمَّ عَطَسَ الثَّانِيَةَ أَوِ الثَّالِثَةَ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّهُ مَزْكُومٌ "(1).

= وأخرجه البخاري (3507)، وابن حبان (4693) و (4694)، والطبراني في "الكبير"(6293)، وأبو نعيم في "الحلية" 8/ 390 - 391، والبيهقي في "السنن" 10/ 17، والبغوي في "شرح السنة"(2640) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (2899) و (3373)، والطبراني في "الكبير"(6292) من طريق حاتم بن إسماعيل، عن يزيد بن أبي عبيد، به.

وأخرجه بنحوه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2371)، والحاكم 2/ 94، والبيهقي 10/ 17 من طريق محمد بن إياس بن سلمة، عن أبيه، به.

وقد سلف نحوه من حديث ابن عباس برقم (3444)، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب، ونزيد هنا حديث أبي حدرد الأسلمي عند ابن أبي شيبة 9/ 22.

قال السندي: قوله: وهم يتناضلون، من تناضل القوم إذا رموا للسبق.

قوله: فأمسكوا: أي الفريق الآخر تأدباً من السبق على قوم معهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيه أن مراعاة الأدب خير من امتثال الأمر.

(1)

إسناده حسن من أجل عكرمة بن عمار، فإن هذه الرواية لم ينتقِها له =

ص: 59

16530 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ

= مسلم، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه الترمذي (2743)، وابن عدي في "الكامل" 5/ 1914، وابن عبد البر في "التمهيد" 17/ 326، وفي "الاستذكار"(40648) من طريق يحيى ابن سعيد، بهذا الإسناد، وفيه: فقال في الثالثة: أنت مزكوم.

وأخرجه الترمذي بإثر الحديث رقم (2743) من طريق شعبة، عن عكرمة، وقال: نحو رواية يحيى بن سعيد.

وأخرجه الترمذي كذلك (2743) من طريق عبد الله بن المبارك وعبد الرحمن بن مهدي، كلاهما عن عكرمة، به، ولفظه: ثم عطس الثانية، والثالثة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"هذا رجل مزكوم".

قلنا: ورجح الترمذي رواية يحيى على رواية ابن المبارك، فقال في رواية يحيى: هذا أصح من حديث ابن المبارك.

قال الحافظ في "الفتح" 10/ 605: وهؤلاء الأربعة رووه عن عكرمة بن عمار، وأكثر الروايات المذكورة ليس فيها تعرض للثالثة، ورجح الترمذي رواية من قال:"في الثالثة" على رواية من قال "في الثانية"

وهذا اختلاف شديد في لفظ هذا الحديث، لكن الأكثر على ترك التشميت بعد الأولى.

قلنا: وقد سلفت رواية ترك التشميت بعد الأولى برقم (16501).

وأخرجه ابن ماجه (3714) من طريق وكيع، عن عكرمة، عن إياس بن سلمة، عن سلمة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يشمت العاطس ثلاثاً، فما زاد فهو مزكوم".

قال الحافظ في "الفتح" 10/ 605: جعل الحديث كله من لفظ النبي صلى الله عليه وسلم، وأفاد تكرير التشميت، وهي رواية شاذة لمخالفة جميع أصحاب عكرمة بن عمار في سياقه، ولعل ذلك من عكرمة المذكور لما حدث به وكيعاً، فإن في حفظه مقالاً.

ص: 60

عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَأَى رَجُلًا يَأْكُلُ بِشِمَالِهِ، فَقَالَ:" كُلْ بِيَمِينِكَ " قَالَ: لَا أَسْتَطِيعُ. قَالَ: " لَا اسْتَطَعْتَ " قَالَ: فَمَا وَصَلَتْ إِلَى فِيهِ بَعْدُ (1).

16531 -

حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُمَيْسٍ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: جَاءَ عَيْنٌ لِلْمُشْرِكِينَ (2) إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَلَمَّا طَعِمَ، انْسَلَّ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " عَلَيَّ الرَّجُلِ، اقْتُلُوا " قَالَ: فَابْتَدَرَ الْقَوْمُ. قَالَ: وَكَانَ أَبِي يَسْبِقُ الْفَرَسَ شَدًّا، قَالَ: فَسَبَقَهُمْ إِلَيْهِ، قَالَ: فَأَخَذَ بِزِمَامِ نَاقَتِهِ أَوْ بِخِطَامِهَا، قَالَ: ثُمَّ قَتَلَهُ، قَالَ: فَنَفَّلَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَلَبَهُ (3).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه.

وقد سلف برقم (16493).

(2)

في (ق): عين من المشركين.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(8844)، وأبو عوانة 4/ 122 - 123 من طريق جعفر بن عون، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (3051)، وأبو داود (2653)، وأبو عوانة 4/ 122، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3012)، وفي "شرح معاني الآثار" 3/ 227، وابن حبان (4839)، والطبراني في "الكبير"(6272)، والبيهقي في "السنن" 6/ 307 و 9/ 147، والبغوي في "شرح السنة"(2709) من طريق أبي نعيم، عن أبي عُمَيْس، به.

وأخرجه بنحوه ابن سعد في "الطبقات" 4/ 306 من طريق محمد بن ربيعة الكلابي، عن أبي عميس، به. =

ص: 61

16532 -

حَدَّثَنَا صَفْوَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي الْمَغْرِبَ سَاعَةَ تَغْرُبُ الشَّمْسُ إِذَا غَابَ حَاجِبُهَا (1).

= وأخرجه الطبراني في "الكبير"(6273) من طريق قيس بن الربيع، عن أبي عُميس، به. ولفظه:"أدركوه فإنه عين".

وقد سلف مختصراً برقم (16492)، ومطولاً برقم (16523).

قال السندي: قوله: "عليَّ الرجل"، أي: ردُّوه عليَّ، ولمَّا كان المقصود من ذلك القتل، قال: اقتلوا، بياناً لذلك.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، صفوان: وهو ابن عيسى الزهري من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. ابن أبي عبيد: هو يزيد الأسلمي.

وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(386)، وأبو داود (417)، والدارمي 1/ 275، وأبو عوانة 1/ 360، وابن عبد البر في "التمهيد" 8/ 90 من طريق صفوان بن عيسى، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (636)، والترمذي (164)، وابن ماجه (688)، وأبو عوانة 1/ 361، وابن حبان (1523)، والطبراني في "الكبير"(6289)، والبيهقي في "السنن" 1/ 446 من طريقين عن يزيد بن أبي عبيد، به. وقال الترمذي: حديث سلمة بن الأكوع حديث حسن صحيح، وهو قول أكثر أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم من التابعين: اختاروا تعجيل صلاة المغرب، وكرهوا تأخيرها، حتى قال بعض أهل العلم: ليس لصلاة المغرب إلا وقت واحد، وذهبوا إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم حيث صلى به جبريل.

وهو قول ابن المبارك والشافعي.

وسيأتي بنحوه برقم (16550).

وانظر حديث أبي طريف السالف برقم و (15437)، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.

قال السندي: قوله: إذا غاب حاجبها: بيان لغروب الشمس، أي أنها =

ص: 62

16533 -

حَدَّثَنَا صَفْوَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ، قَالَ: قُلْتُ لِسَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ: عَلَى أَيِّ شَيْءٍ بَايَعْتُمْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ؟ قَالَ: بَايَعْنَاهُ عَلَى الْمَوْتِ (1).

16534 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ مُحَمَّدٍ يُحَدِّثُ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، وَسَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، قَالَا: خَرَجَ عَلَيْنَا مُنَادِي رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَنَادَى إِنَّ رَسُولَ اللهِ قَدْ أَذِنَ لَكُمْ فَاسْتَمْتِعُوا - يَعْنِي مُتْعَةَ النِّسَاءِ (2).

16535 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ زُهَيْرٍ، وَحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُصَيْفَةَ (3)

= تغرب إذا غاب حاجبها، أي طرفها الأخير.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه.

وأخرجه أبو عوانة 4/ 279 من طريق صفوان بن عيسى الزهري، بهذا الإسناد.

وقد سلف برقم (16509).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (1405)(13)، والنسائي في "الكبرى"(5539/ 2)، وابن عبد البر في "التمهيد" 10/ 110 - 111 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وقد سلف برقم (16504).

(3)

في النسخ الخطية و (م): يزيد بن أبي خصيفة، بزيادة أبي، وهو خطأ، والمثبت من "أطرف المسند" 2/ 495 ومصادر ترجمته في "التهذيب" وفروعه.

ص: 63

عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، قَالَ: كُنْتُ أُسَافِرُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَمَا رَأَيْتُهُ صَلَّى بَعْدَ الْعَصْرِ وَلَا بَعْدَ الصُّبْحِ قَطُّ (1).

16536 -

حَدَّثَنَا بَهْزُ بْنُ أَسَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم هَوَازِنَ (2)، فَبَيْنَمَا نَحْنُ

(1) زهير بن محمد: هو التيمي أبو المنذر الخراساني سكن الشام ثم الحجاز، وهو ثقة في رواية غير أهل الشام عنه، وهذا منها، وأما رواية أهل الشام عنه، فغير مستقيمة، وروى له الجماعة، ويزيد بن خصيفة: هو يزيد بن عبد الله بن خصيفة، نسب إلى جده هنا وثقة ابن معين وأحمد -في رواية الأثرم- وأبو حاتم والنسائي وابن سعد، وقول أحمد فيه في رواية أبي داود: منكر الحديث، ليس بجرح، لأن أحمد يطلق هذه اللفظة على من يُغرب على أقرانه الحديث، عُرِفَ ذلك بالاستقراء من حاله، وقد احتج بابن خصيفة مالك والأئمة كلهم. أفاده الحافظ في "مقدمة الفتح" ص 453، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

وانظر حديث عمر السالف برقم (110) وحديث ابنه عبد الله برقم (4612).

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(6304) من طريق أبي حذيفة موسى بن مسعود، عن زهير بن محمد التميمي، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(7504) من طريق سعيد بن سلمة بن أبي الحسام، عن يزيد بن خصيفة، عن ابن سلمة بن الأكوع، عن سلمة، به. فزاد في الإسناد ابن سلمة وهو إياس، إلا أن سعيد بن سلمة ضعيف، وقد تفرد بهذه الطريق. قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن ابن سلمة إلا يزيد بن خصيفة، تفرد به سعيد بن سلمة.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/ 226، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الأوسط"، ورجال أحمد رجال الصحيح.

(2)

في (م) زيادة: وغطفان.

ص: 64

كَذَلِكَ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ عَلَى جَمَلٍ أَحْمَرَ، فَانْتَزَعَ شَيْئًا مِنْ حَقَبِ الْبَعِيرِ، فَقَيَّدَ بِهِ الْبَعِيرَ، ثُمَّ جَاءَ يَمْشِي حَتَّى قَعَدَ مَعَنَا يَتَغَدَّى. قَالَ: فَنَظَرَ فِي الْقَوْمِ، فَإِذَا ظَهْرُهُمْ فِيهِ قِلَّةٌ، وَأَكْثَرُهُمْ مُشَاةٌ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَى الْقَوْمِ، خَرَجَ يَعْدُو. قَالَ: فَأَتَى بَعِيرَهُ، فَقَعَدَ عَلَيْهِ. قَالَ: فَخَرَجَ يُرْكِضُهُ، وَهُوَ طَلِيعَةٌ لِلْكُفَّارِ، فَاتَّبَعَهُ رَجُلٌ مِنَّا مِنْ أَسْلَمَ عَلَى نَاقَةٍ لَهُ وَرْقَاءَ. قَالَ إِيَاسٌ: قَالَ أَبِي: فَاتَّبَعْتُهُ أَعْدُو عَلَى رِجْلَيَّ (1) قَالَ: وَرَأْسُ النَّاقَةِ عِنْدَ وَرِكِ الْجَمَلِ. قَالَ: وَلَحِقْتُهُ فَكُنْتُ عِنْدَ وَرِكِ النَّاقَةِ، وَتَقَدَّمْتُ حَتَّى كُنْتُ عِنْدَ وَرِكِ الْجَمَلِ، ثُمَّ تَقَدَّمْتُ حَتَّى أَخَذْتُ بِخِطَامِ الْجَمَلِ، فَقُلْتُ لَهُ: أَخْ، فَلَمَّا وَضْعَ رُكْبَتَهُ الْجَمَلُ (2) إِلَى الْأَرْضِ اخْتَرَطْتُ سَيْفِي، فَضَرَبْتُ رَأْسَهُ، فَنَدَرَ، ثُمَّ جِئْتُ بِرَاحِلَتِهِ أَقُودُهَا، فَاسْتَقْبَلَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَعَ النَّاسِ قَالَ:" مَنْ قَتَلَ هَذَا الرَّجُلَ؟ " قَالُوا: ابْنُ الْأَكْوَعِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" لَهُ سَلَبُهُ أَجْمَعُ "(3).

16537 -

حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَبَا بَكْرٍ رضي الله عنه إِلَى فَزَارَةَ، وَخَرَجْتُ مَعَهُ، حَتَّى إِذَا دَنَوْنَا مِنَ الْمَاءِ عَرَّسَ أَبُو بَكْرٍ،

(1) في (ظ 12) و (ص): رِجْلٍ.

(2)

في (م): فلما وضع الجمل ركبته إلى الأرض.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وقد سلف برقم (16523)، ومختصراً برقم (16492).

ص: 65

حَتَّى إِذَا صَلَّيْنَا الصُّبْحَ، أَمَرَنَا فَشَنَنَّا الْغَارَةَ، فَوَرَدْنَا الْمَاءَ، فَقَتَلَ أَبُو بَكْرٍ مَنْ قَتَلَ وَنَحْنُ مَعَهُ. قَالَ سَلَمَةُ: فَرَأَيْتُ عُنُقًا مِنَ النَّاسِ فِيهِمُ الذَّرَارِيُّ، فَخَشِيتُ أَنْ يَسْبِقُونِي إِلَى الْجَبَلِ، فَأَدْرَكْتُهُمْ، فَرَمَيْتُ بِسَهْمٍ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْجَبَلِ، فَلَمَّا رَأَوْا السَّهْمَ قَامُوا، فَإِذَا امْرَأَةٌ مِنْ فَزَارَةَ عَلَيْهَا قَشْعٌ مِنْ أَدَمٍ مَعَهَا ابْنَةٌ مِنْ أَحْسَنِ الْعَرَبِ، فَجِئْتُ أَسُوقُهُنَّ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، فَنَفَّلَنِي أَبُو بَكْرٍ ابْنَتَهَا، فَلَمْ أَكْشِفْ لَهَا ثَوْبًا حَتَّى قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ، ثُمَّ بَاتَتْ عِنْدِي، فَلَمْ أَكْشِفْ لَهَا ثَوْبًا حَتَّى لَقِيَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي السُّوقِ (1)، فَقَالَ:" يَا سَلَمَةُ (2)، هَبْ لِي الْمَرْأَةَ " قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَقَدْ أَعْجَبَتْنِي، وَمَا كَشَفْتُ لَهَا ثَوْبًا، قَالَ: فَسَكَتَ حَتَّى إِذَا كَانَ الْغَدُ، لَقِيَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي السُّوقِ، وَلَمْ أَكْشِفْ لَهَا ثَوْبًا، فَقَالَ:" يَا سَلَمَةُ، هَبْ لِي الْمَرْأَةَ، لِلَّهِ أَبُوكَ ". قَالَ: قُلْتُ: هِيَ لَكَ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: فَبَعَثَ بِهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ، فَفَدَى بِهَا أُسَرَاءَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ كَانُوا فِي أَيْدِي الْمُشْرِكِينَ (3).

(1) في (ظ 12) و (ق): في السوق ولم أكشف، بزيادة: لم أكشف، وقد أشير إليها في (س) أنها نسخة.

(2)

قوله: فقال: يا سلمة، ساقط من (ظ 12).

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (16502) إلا أن شيخ أحمد هنا هو هاشم بن القاسم أبو النضر.

وأخرجه أبو داود (2697)، والبيهقي في "الدلائل" 4/ 291 من طريق هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد.

ص: 66

16538 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ: بَارَزَ عَمِّي يَوْمَ خَيْبَرَ مَرْحَبًا (1) الْيَهُودِيُّ، فَقَالَ مَرْحَبٌ:

قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنِّي مَرْحَبُ

شَاكِي السِّلَاحِ بَطَلٌ مُجَرَّبُ

إِذَا الْحُرُوبُ أَقْبَلَتْ تَلَهَّبُ

فَقَالَ عَمِّي عَامِرٌ:

قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ (2) أَنِّي عَامِرُ

شَاكِي السِّلَاحِ بَطَلٌ مُغَامِرُ

فَاخْتَلَفَا ضَرْبَتَيْنِ، فَوَقَعَ سَيْفُ مَرْحَبٍ فِي تُرْسِ عَامِرٍ، وَذَهَبَ يَسْفُلُ لَهُ، فَرَجَعَ السَّيْفُ عَلَى سَاقِهِ، فَقَطَعَ أَكْحَلَهُ، فَكَانَتْ فِيهَا نَفْسُهُ.

قَالَ سَلَمَةُ بْنُ الْأَكْوَعِ: فَلَقِيتُ نَاسًا (3) مِنْ صَحَابَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا: بَطَلَ عَمَلُ عَامِرٍ، قَتَلَ نَفْسَهُ. قَالَ سَلَمَةُ: فَجِئْتُ إِلَى نَبِيِّ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَبْكِي، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، بَطَلَ عَمَلُ عَامِرٍ. قَالَ:" مَنْ قَالَ ذَاكَ؟ " قُلْتُ: نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِكَ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " كَذَبَ مَنْ قَالَ ذَاكَ، بَلْ لَهُ أَجْرُهُ مَرَّتَيْنِ ". إِنَّهُ حِينَ خَرَجَ إِلَى

(1) في النسخ الخطية و (م): مرحب، وضبب فوقها في (س)، وجاء في هامشها: مرحباً، وعليها علامة الصحة.

(2)

في النسخ الخطية: قد علم الخيابر، ولا يستقيم به الوزن، والمثبت من هامش (س) و (م).

(3)

في (ظ 12) و (ص) و (ق): أناساً.

ص: 67

خَيْبَرَ، جَعَلَ يَرْجُزُ بِأَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَفِيهِمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَسُوقُ الرِّكَابَ، وَهُوَ يَقُولُ:

تَالَلَّهِ لَوْلَا اللهُ مَا اهْتَدَيْنَا

وَلَا تَصَدَّقْنَا وَلَا صَلَّيْنَا

إِنَّ الَّذِينَ قَدْ بَغَوْا عَلَيْنَا

إِذَا أَرَادُوا فِتْنَةً أَبَيْنَا

وَنَحْنُ عَنْ فَضْلِكَ مَا اسْتَغْنَيْنَا

فَثَبِّتِ الْأَقْدَامَ إِنْ لَاقَيْنَا

وَأَنْزِلَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا

فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ هَذَا؟ " قَالَ (1): عَامِرٌ، يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ:" غَفَرَ (2) لَكَ رَبُّكَ " قَالَ: وَمَا اسْتَغْفَرَ لِإِنْسَانٍ قَطُّ يَخُصُّهُ إِلَّا اسْتُشْهِدَ، فَلَمَّا سَمِعَ ذَلِكَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَوْ مَتَّعْتَنَا بِعَامِرٍ. فَقَدِمَ فَاسْتُشْهِدَ.

قَالَ سَلَمَةُ: ثُمَّ إِنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَرْسَلَنِي إِلَى عَلِيٍّ، فَقَالَ:" لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ الْيَوْمَ رَجُلًا يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ، أَوْ يُحِبُّهُ اللهُ وَرَسُولُهُ " قَالَ: فَجِئْتُ بِهِ أَقُودُهُ أَرْمَدَ، فَبَصَقَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي عَيْنِهِ، ثُمَّ أَعْطَاهُ الرَّايَةَ. فَخَرَجَ مَرْحَبٌ يَخْطِرُ بِسَيْفِهِ، فَقَالَ:

قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنِّي مَرْحَبُ

شَاكِي (3) السِّلَاحِ بَطَلٌ مُجَرَّبُ

إِذَا الْحُرُوبُ أَقْبَلَتْ تَلَهَّبُ

(1) في (ق)، وهامش (س): قالوا.

(2)

في (س): قد غفر.

(3)

في (ظ 12) و (ص) و (س): شاك.

ص: 68

فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه:

أَنَا الَّذِي سَمَّتْنِي أُمِّي حَيْدَرَهْ

كَلَيْثِ غَابَاتٍ كَرِيهِ الْمَنْظَرَهْ

أُوفِيهِمُ بِالصَّاعِ كَيْلَ السَّنْدَرَهْ

فَفَلَقَ رَأْسَ مَرْحَبٍ بِالسَّيْفِ، وَكَانَ الْفَتْحُ عَلَى يَدَيْهِ (1).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، عكرمة: هو ابن عمار اليمامي، من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجالة الشيخين. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم.

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 71 و 14/ 458 - 460، ومسلم (1807)، وابن أبي عاصم في "الجهاد"(241) وابن عبد البر في "الاستيعاب"(ترجمة 1317) من طريق أبي النضر، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (1807)، وأبو عوانة 4/ 252 - 264، و 264 - 278، 283 - 285، وإبراهيم بن محمد بن سفيان في زياداته على مسلم في "الصحيح " بإثر الحديث (1807)، وابن حبان (6935)، والطبراني في "الكبير"(6243)، والحاكم 3/ 38 - 39، والبيهقي في "السنن" 9/ 131 و 154، وفي "الدلائل" 4/ 207 - 209 من طرق عن عكرمة، به.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(6269) و (6274) من طرق عن إياس بن سلمة، به.

وقوله: "لأعطين الراية .. ".

أخرجه البخاري (2975) و (3702) و (4209)، ومسلم (2407) من طريق يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة، به.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(6303)، والبيهقي في "الدلائل" 4/ 209 - 210 من طريق بريدة بن سفيان بن فروة الأسلمي، عن أبيه، عن سلمة نحوه، وعند الطبراني دون: عن أبيه، وبريدة ضعيف.

وانظر حديث علي بن أبي طالب السالف برقم (778)، وذكرنا هناك من رواه من الصحابة كذلك. =

ص: 69

16539 -

حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ زَمَنَ الْحُدَيْبِيَةِ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَخَرَجْنَا أَنَا وَرَبَاحٌ غُلَامُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِظَهْرِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. وَخَرَجْتُ بِفَرَسٍ لِطَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، كُنْتُ أُرِيدُ أَنْ أُبْدِيَهُ مَعَ الْإِبِلِ. فَلَمَّا كَانَ بِغَلَسٍ غَارَ (1) عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُيَيْنَةَ عَلَى إِبِلِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَتَلَ رَاعِيَهَا، وَخَرَجَ يَطْرُدُهَا هُوَ وَأُنَاسٌ مَعَهُ فِي خَيْلٍ، فَقُلْتُ: يَا رَبَاحُ، اقْعُدْ عَلَى هَذَا الْفَرَسِ فَأَلْحِقْهُ بِطَلْحَةَ، وَأَخْبِرْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَدْ أُغِيرَ عَلَى سَرْحِهِ. قَالَ: وَقُمْتُ عَلَى تَلٍّ

= قال السندي: قوله: بطل مغامر، بالغين المعجمة، أي: يركب غمرات الحرب وشدائدها، ويلقي نفسه فيها.

قوله: وذهب يسفل، كينصر، أي: ذهب عامر يضربه من أسفل.

قوله: نفسه، أي: موته.

قوله: فقدم، من التقديم، أي: قدَّم إلى الآخرة، وما أخَّر إلى الدنيا.

قوله: فاستشهد: بيان للتقديم.

قوله: يخطر، بكسر الطاء: يرفعه مرة ويضعه أخرى.

قوله: حيدرة: اسم للأسد، وجاء أن أُمَّ عليٍّ سمت علياً أسداً، وكانَ أبو طالب غائباً، فلما قدم سماه عليّاً، ورأى مرحب في المنام أن أسداً يقتله، فذكَّره عليٌّ بذلك ليخيفه.

قوله: كيل السندرة: يريد: أقتل الأعداء قتلاً واسعاً ذريعاً، قالوا: السندرة: مكيال واسع.

(1)

في (ق): أغار، وهي نسخة في (س)، قال السندي: وهو المشهور، وغار لغة فيه كما يفهم من "النهاية".

ص: 70

فَجَعَلْتُ وَجْهِي مِنْ قِبَلِ الْمَدِينَةِ، ثُمَّ نَادَيْتُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ: يَا صَبَاحَاهْ، ثُمَّ اتَّبَعْتُ الْقَوْمَ مَعِي سَيْفِي وَنَبْلِي (1)، فَجَعَلْتُ أَرْمِيهِمْ، وَأَعْقِرُ بِهِمْ، وَذَلِكَ حِينَ يَكْثُرُ الشَّجَرُ، فَإِذَا رَجَعَ إِلَيَّ فَارِسٌ جَلَسْتُ لَهُ فِي أَصْلِ شَجَرَةٍ، ثُمَّ رَمَيْتُ، فَلَا يُقْبِلُ عَلَيَّ فَارِسٌ إِلَّا عَقَرْتُ بِهِ، فَجَعَلْتُ أَرْمِيهِمْ، وَأَنَا أَقُولُ:

أَنَا ابْنُ الْأَكْوَعِ

وَالْيَوْمُ يَوْمُ الرُّضَّعِ

فَأَلْحَقُ بِرَجُلٍ مِنْهُمْ، فَأَرْمِيهِ، وَهُوَ عَلَى رَاحِلَتِهِ، فَيَقَعُ سَهْمِي فِي الرَّجُلِ حَتَّى انْتَظَمْتُ كَتِفَهُ، فَقُلْتُ: خُذْهَا

وَأَنَا ابْنُ الْأَكْوَعِ

وَالْيَوْمُ يَوْمُ الرُّضَّعِ

فَإِذَا كُنْتُ فِي الشَّجَرِ أَحْرَقْتُهُمْ بِالنَّبْلِ، فَإِذَا (2) تَضَايَقَتِ الثَّنَايَا عَلَوْتُ الْجَبَلَ، فَرَدَيْتُهُمْ بِالْحِجَارَةِ، فَمَا زَالَ ذَاكَ شَأْنِي وَشَأْنَهُمْ أَتْبَعُهُمْ فَأَرْتَجِزُ، حَتَّى مَا خَلَقَ اللهُ شَيْئًا مِنْ ظَهْرِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَّا خَلَّفْتُهُ وَرَاءَ ظَهْرِي، فَاسْتَنْقَذْتُهُ مِنْ أَيْدِيهِمْ. ثُمَّ لَمْ أَزَلْ أَرْمِيهِمْ حَتَّى أَلْقَوْا أَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثِينَ رُمْحًا، وَأَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثِينَ بُرْدَةً يَسْتَخِفُّونَ مِنْهَا، وَلَا يُلْقُونَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا إِلَّا جَعَلْتُ عَلَيْهِ حِجَارَةً، وَجَمَعْتُ عَلَى طَرِيقِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى إِذَا امْتَدَّ الضُّحَى، أَتَاهُمْ عُيَيْنَةُ بْنُ بَدْرٍ الْفَزَارِيُّ مَدَدًا لَهُمْ، وَهُمْ فِي ثَنِيَّةٍ ضَيِّقَةٍ. ثُمَّ عَلَوْتُ الْجَبَلَ، فَأَنَا فَوْقَهُمْ، فَقَالَ عُيَيْنَةُ: مَا هَذَا الَّذِي

(1) في (ظ 12) و (ص): نبل، وفي (ق): نَصْلي.

(2)

في (ظ 12) و (ص): وإذا.

ص: 71

أَرَى؟ قَالُوا: لَقِينَا مِنْ هَذَا الْبَرْحَ، مَا فَارَقَنَا بِسَحَرٍ حَتَّى الْآنَ، وَأَخَذَ كُلَّ شَيْءٍ فِي أَيْدِينَا، وَجَعَلَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ. قَالَ عُيَيْنَةُ: لَوْلَا أَنَّ هَذَا يَرَى أَنَّ وَرَاءَهُ طَلَبًا لَقَدْ تَرَكَكُمْ، لِيَقُمْ إِلَيْهِ نَفَرٌ مِنْكُمْ. فَقَامَ إِلَيْهِ نَفَرٌ مِنْهُمْ أَرْبَعَةٌ، فَصَعِدُوا فِي الْجَبَلِ، فَلَمَّا أَسْمَعْتُهُمُ الصَّوْتَ قُلْتُ: أَتَعْرِفُونِي؟ قَالُوا: وَمَنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: أَنَا ابْنُ الْأَكْوَعِ، وَالَّذِي كَرَّمَ وَجْهَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم لَا يَطْلُبُنِي مِنْكُمْ رَجُلٌ فَيُدْرِكُنِي، وَلَا أَطْلُبُهُ فَيَفُوتُنِي. قَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ: إِنْ أَظُنُّ. قَالَ: فَمَا بَرِحْتُ مَقْعَدِي ذَلِكَ حَتَّى نَظَرْتُ إِلَى فَوَارِسِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتَخَلَّلُونَ الشَّجَرَ، وَإِذَا أَوَّلُهُمُ الْأَخْرَمُ الْأَسَدِيُّ، وَعَلَى أَثَرِهِ أَبُو قَتَادَةَ فَارِسُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَعَلَى أَثَرِ أَبِي قَتَادَةَ الْمِقْدَادُ الْكِنْدِيُّ، فَوَلَّى الْمُشْرِكُونَ مُدْبِرِينَ، وَأَنْزِلُ (1) مِنَ الْجَبَلِ، فَأَعْرِضُ لِلْأَخْرَمِ فَآخُذُ عِنَانِ (2) فَرَسِهِ، فَقُلْتُ: يَا أَخْرَمُ، ائْذَنِ (3) الْقَوْمَ - يَعْنِي احْذَرْهُمْ - فَإِنِّي لَا آمَنُ أَنْ يَقْطَعُوكَ، فَاتَّئِدْ حَتَّى يَلْحَقَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ، قَالَ: يَا سَلَمَةُ، إِنْ كُنْتَ تُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَتَعْلَمُ أَنَّ الْجَنَّةَ حَقٌّ وَالنَّارَ حَقٌّ، فَلَا تَحُلْ بَيْنِي وَبَيْنَ الشَّهَادَةِ. قَالَ: فَخَلَّيْتُ عِنَانَ فَرَسِهِ، فَيَلْحَقُ بِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُيَيْنَةَ، وَيَعْطِفُ عَلَيْهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، فَاخْتَلَفَا طَعْنَتَيْنِ، فَعَقَرَ الْأَخْرَمُ بِعَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَطَعَنَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَقَتَلَهُ، فَتَحَوَّلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ

(1) في (ظ 12): فنزلت.

(2)

في (ص) و (ق) و (م): بعنان.

(3)

في هامش (س): أنذر.

ص: 72

عَلَى فَرَسِ الْأَخْرَمِ، فَيَلْحَقُ أَبُو قَتَادَةَ بِعَبْدِ الرَّحْمَنِ فَاخْتَلَفَا طَعْنَتَيْنِ، فَعُقِرَ بِأَبِي قَتَادَةَ، وَقَتَلَهُ أَبُو قَتَادَةَ، وَتَحَوَّلَ أَبُو قَتَادَةَ عَلَى فَرَسِ الْأَخْرَمِ، ثُمَّ إِنِّي خَرَجْتُ أَعْدُو فِي أَثَرِ الْقَوْمِ، حَتَّى مَا أَرَى مِنْ غُبَارِ صَحَابَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم شَيْئًا، وَيُعْرِضُونَ قَبْلَ غَيْبُوبَةِ الشَّمْسِ إِلَى شِعْبٍ فِيهِ مَاءٌ يُقَالُ لَهُ: ذُو قَرَدٍ، فَأَرَادُوا أَنْ يَشْرَبُوا مِنْهُ، فَأَبْصَرُونِي أَعْدُو وَرَاءَهُمْ، فَعَطَفُوا عَنْهُ، وَاشْتَدُّوا فِي الثَّنِيَّةِ - ثَنِيَّةِ ذِي نَثْرٍ (1) - وَغَرَبَتِ الشَّمْسُ، فَأَلْحَقُ رَجُلًا، فَأَرْمِيهِ، فَقُلْتُ: خُذْهَا

وَأَنَا ابْنُ الْأَكْوَعِ

وَالْيَوْمُ يَوْمُ الرُّضَّعِ

قَالَ: فَقَالَ: يَا ثُكْلَ أُمِّ، أَكْوَعُ بُكْرَةٍ. قُلْتُ: نَعَمْ، أَيْ عَدُوَّ نَفْسِهِ. وَكَانَ الَّذِي رَمَيْتُهُ بُكْرَةً، فَأَتْبَعْتُهُ سَهْمًا آخَرَ، فَعَلِقَ بِهِ سَهْمَانِ، وَيَخْلُفُونَ فَرَسَيْنِ. فَجِئْتُ بِهِمَا أَسُوقُهُمَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ عَلَى الْمَاءِ الَّذِي حَلَّيْتُهُمْ (2) عَنْهُ ذُوْ قَرَدٍ، فَإِذَا بِنَبِيِّ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي خَمْسِ مِئَةٍ، وَإِذَا بِلَالٌ قَدْ نَحَرَ جَزُورًا مِمَّا خَلَّفْتُ، فَهُوَ يَشْوِي لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ كَبِدِهَا وَسَنَامِهَا، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، خَلِّنِي فَأَنْتَخِبَ مِنْ أَصْحَابِكَ مِئَةً، فَآخُذَ عَلَى الْكُفَّارِ بِالْعَشْوَةً، فَلَا يَبْقَى مِنْهُمْ مُخْبِرٌ إِلَّا قَتَلْتُهُ. قَالَ:" أَكُنْتَ فَاعِلًا ذَلِكَ يَا سَلَمَةُ؟ " قَالَ: نَعَمْ، وَالَّذِي أَكْرَمَكَ.

(1) في (م): بئر، والمثبت من (ظ 12) و (ص) و (ف)، وقد أهملت في (س).

(2)

في هامش (س): حلأتهم.

ص: 73

فَضَحِكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى رَأَيْتُ نَوَاجِذَهُ فِي ضُوءِ النَّارِ. ثُمَّ قَالَ: إِنَّهُمْ يُقْرَوْنَ الْآنَ بِأَرْضِ غَطَفَانَ. فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ غَطَفَانَ فَقَالَ: مَرُّوا عَلَى فُلَانٍ الْغَطَفَانِيِّ فَنَحَرَ لَهُمْ جَزُورًا. قَالَ: فَلَمَّا أَخَذُوا يَكْشِطُونَ جِلْدَهَا رَأَوْا غَبَرَةً، فَتَرَكُوهَا وَخَرَجُوا هَرَابًا. فَلَمَّا أَصْبَحْنَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" خَيْرُ فُرْسَانِنَا الْيَوْمَ أَبُو قَتَادَةَ، وَخَيْرُ رَجَّالَتِنَا سَلَمَةُ ". فَأَعْطَانِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَهْمَ الرَّاجِلِ وَالْفَارِسِ جَمِيعًا، ثُمَّ أَرْدَفَنِي وَرَاءَهُ عَلَى الْعَضْبَاءِ رَاجِعِينَ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَلَمَّا كَانَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهَا قَرِيبًا مِنْ ضَحْوَةٍ، وَفِي الْقَوْمِ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ كَانَ لَا يُسْبَقُ جَعَلَ يُنَادِي: هَلْ مِنْ مُسَابِقٍ؟ أَلَا رَجُلٌ يُسَابِقُ إِلَى الْمَدِينَةِ؟ فَأَعَادَ ذَلِكَ مِرَارًا، وَأَنَا وَرَاءَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُرْدِفِي، قُلْتُ لَهُ: أَمَا تُكْرِمُ كَرِيمًا، وَلَا تَهَابُ شَرِيفًا، قَالَ: لَا، إِلَّا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، خَلِّنِي فَلَأُسَابِقُ الرَّجُلَ. قَالَ:" إِنْ شِئْتَ " قُلْتُ: أَذْهَبُ إِلَيْكَ. فَطَفَرَ عَنْ رَاحِلَتِهِ، وَثَنَيْتُ رِجْلَيَّ فَطَفَرْتُ عَنِ النَّاقَةِ، ثُمَّ إِنِّي رَبَطْتُ عَلَيْهَا شَرَفًا أَوْ شَرَفَيْنِ، يَعْنِي اسْتَبْقَيْتُ نَفْسِي، ثُمَّ إِنِّي عَدَوْتُ حَتَّى أَلْحَقَهُ، فَأَصُكَّ بَيْنَ كَتِفَيْهِ بِيَدَيَّ، قُلْتُ: سَبَقْتُكَ وَاللهِ أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا. قَالَ: فَضَحِكَ وَقَالَ: إِنْ أَظُنُّ، حَتَّى قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ (1).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. عكرمة بن عمار: وهو اليمامي من رجال مسلم، وهذه الرواية مم انتقاها له، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه البيهقي في "الدلائل" 4/ 182 - 186 من طريق الإمام أحمد، بهذا =

ص: 74

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الإسناد.

وأخرجه ابن سعد 1/ 498، وابن أبي شيبة 14/ 533 - 538، ومسلم (1807) مطولاً، وأبو داود (2752) مختصراً، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1867) مختصراً كذلك، وابن حبان (7173)، والبيهقي في "الدلائل" 4/ 182 - 186 من طريق هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (1807)، والطبري في "تاريخه" 2/ 596 - 600، والبيهقي في "الدلائل" 4/ 186 من طريق أبي عامر العقدي، وإبراهيم بن محمد بن سفيان في زوائده على "صحيح مسلم" بإثر الحديث رقم (1807)[3/ 1441] من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، كلاهما عن عكرمة بن عمار، به.

وأخرجه مختصراً ابن سعد 4/ 306، وابن حبان (7175)، والطبراني في "الكبير"(3270) من طريق أبي الوليد الطيالسي، عن عكرمة، به.

وقد سلف نحوه برقم (16513/ 2)، وانظر (16495).

قال السندي: قوله: أن أبديه، بالموحدة، وتشديد الدال، أي: أخرجه إلى البادية.

قوله: على سرحه، بفتح فسكون، أي: ماشيته.

قوله: فلا يقبل: من الإقبالِ.

قوله: حتى انتظمت، أي: السهم، كتفه -بالنصب- يقال: طعنه فانتظمه، أي: اختلَّه.

قوله: فردَّيتهم، بتشديد الدال، أي: رميتهم.

قوله: خلفته، ضبط بتشديد اللام.

قوله: حجارة، أي: علامة على أنه استنقذه منه.

قوله: البَرْح، بفتح فسكون: أي: الشدة.

قوله: بسَحَرٍ، بفتحتين، أي: بآخر الليل.

قوله: طلباً، بفتحتين، جمع طالب كخدم وتَبَعٍ، جمع خادم وتابع.

قوله: يتخلّلون الشجرة: أي يدخلون في خلالها، أي: بينها. =

ص: 75

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= قوله: فعقر الأخرم بعبد الرحمن: أي فرسه كما في مسلم.

قوله: يقال له ذو قرد، هو بفتح القاف والراء وبالدال المهملة: وهو ماء على يوم من المدينة مما يلي بلاد غطفان.

قوله: يا ثكل أم: الثكل، بضم فسكون، أو بفتحتين: فقدان الولد. وأم، بكسر الميم لحذف الياء، وأصله أمي كما في بعض النسخ. قلنا: جاء "أمي" في (ص) وهامش (س).

قوله: أكوع بكرة، بالإضافة، وفتح بكرة لعدم انصرافه: أي أنت أكوع بكرة، أي أنت الذي كنت بكرة هذا النهار، وبكرة إذا أريد به المعين يكون غير منصرف.

قوله: الذي حليتهم عنه: هو بحاء مهملة ولام مشددة غير مهموز: أي طردتهم عنه.

قوله: بالعشوة، بفتح فسكون: هو ما بين أول الليل إلى ربعه، يقال: أخذت عليهم بالعشوة: أي بالسَّواد من الليل.

قوله: هُرَّاباً، بضم فتشديد راء: جمع هارب، كالحكام جمع حاكم.

قوله: أما تكرم كريماً، أي: كيف تطلق في الكلام من غير استثناء الكريم والشريف.

قوله: فلأسابق الرجل، الفاء زائدة، أي خلني لأسابق.

قوله: اذهب: أمر من الذهاب.

قوله: إليك، أي: متوجهاً إلى جهتك.

قوله: فطفر: وثب للنزول.

قوله: ربطت، أي: حبست.

قوله: عليها، أي: عن المسابقة.

قوله: شرفاً: هو ما ارتفع من الأرض، أي قدراً من الأرض.

قوله: استبقيت نَفَسي، بفتح الفاء، أي: لئلا يقطعني البُهْر.

قوله: فأصك: أي أضرب. =

ص: 76

16540 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ عُتْبَةَ أَبُو يَحْيَى قَاضِي الْيَمَامَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ وَالْعَشَاءُ، فَابْدَؤُوا بِالْعَشَاءِ "(1).

16541 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ عُتْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ سَلَّ عَلَيْنَا السَّيْفَ فَلَيْسَ مِنَّا "(2).

16542 -

حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ سَلَمَةَ أَنَّهُ كَانَ يَتَحَرَّى مَوْضِعَ الْمُصْحَفِ، وَذَكَرَ أَنَّ رَسُولَ

= قوله: أبغني من الإبغاء، أي: أعطني. وقال الحافظ في "الفتح" 6/ 164: والرضع، بتشديد المعجمة بصيغة الجمع، والمراد بهم اللئام: أي اليوم يوم هلاك اللئام.

(1)

حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف أيوب بن عتبة، وهو مكرر (16521) إلا أن شيخ أحمد هنا هو أبو النضر هاشم بن القاسم.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 420، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 83 من طريق هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد.

(2)

حديث صحيح، أيوب بن عتبة: وهو اليمامي -وإن كان ضعيفاً- قد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.

أبو النضر: هو هاشم بن القاسم.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(6251) من طريقين عن أيوب بن عتبة، بهذا الإسناد.

وقد سلف برقم (16500).

ص: 77

اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتَحَرَّى ذَلِكَ الْمَكَانَ، وَكَانَ بَيْنَ الْمِنْبَرِ وَالْقِبْلَةِ مَمَرُّ شَاةٍ (1).

16543 -

حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ سَلَمَةَ قَالَ: غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَبْعَ غَزَوَاتٍ، فَذَكَرَ الْحُدَيْبِيَةَ، وَيَوْمَ حُنَيْنٍ، وَيَوْمَ الْقَرَدِ، وَيَوْمَ خَيْبَرَ. قَالَ يَزِيدُ: وَنَسِيتُ بَقِيَّتَهُنَّ (2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن أبي عبيد الأسلمي.

وأخرجه ابن سعد 4/ 307، ومسلم (509)(263)، والطبراني في "الكبير"(6299) من طريق حماد بن مسعدة، بهذا الإسناد.

وقوله: وكان بين المنبر والقبلة ممر شاة.

أخرجه البخاري (497)، وأبو عوانة 2/ 56 من طريق مكي بن إبراهيم، وأبو داود (1082)، وأبو عوانة 2/ 56، والبيهقي في "السنن" 2/ 272 من طريق أبي عاصم، كلاهما عن يزيد بن أبي عبيد، به.

وقد سلف نحوه برقم (16516).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين كسابقه.

وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 4/ 305، والبخاري (4273) من طريق حماد ابن مسعدة، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(6283) من طريق نصر بن علي، عن حماد ابن مسعدة، به، إلا أنه زاد فيه: أُحداً. قال الحافظ في "الفتح" 7/ 518: فيه نظر لأنهم لم يذكروا سلمة فيمن شهد أُحداً.

وأخرجه ابن سعد 4/ 305، وأبو عوانة 4/ 367 - 368، وابن حبان (7174)، والطبراني في "الكبير"(6282)، والحاكم 3/ 218، والبيهقي في "السنن" 9/ 40 - 41 من طريق أبي عاصم النبيل، عن يزيد بن أبي عبيد، به، =

ص: 78

16544 -

حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ، عَنْ يَزِيدَ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي عُبَيْدٍ -، عَنْ سَلَمَةَ، قَالَ: جَاءَنِي عَمِّي عَامِرٌ، فَقَالَ: أَعْطِنِي سِلَاحَكَ. قَالَ: فَأَعْطَيْتُهُ، قَالَ: فَجِئْتُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَبْغِنِي سِلَاحَكَ. قَالَ:" أَيْنَ سِلَاحُكَ؟ ". قَالَ: قُلْتُ أَعْطَيْتُهُ عَمِّي

= بلفظ: غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع غزوات، ومع زيد بن حارثة تسع غزوات، أمَّره رسول صلى الله عليه وسلم علينا.

وأخرجه البخاري (4272)، والبيهقي في "الدلائل" 5/ 457 من طريق أبي عاصم، عن يزيد، به، ولفظه: غزوت مع النبي صلى الله عليه وسلم تسع غزوات، وغزوت مع ابن حارثة، استعمله علينا.

قلنا: لعله عدَّ غزوة وادي القرى التي وقعت عقب خيبر، وعدَّ أيضاً عمرة القضاء غزوة، فكمل بها التسعة، فيما ذكر الحافظ في "الفتح" 7/ 518، وقال في إبهام ابن حارثة: لعل البخاري أبهمه عمداً مخالفة بقية روايات الباب في تعيين أسامة.

وأخرجه مسلم (1815)، والبيهقي في "السنن" 9/ 40، وفي "الدلائل" 5/ 457 - 458 من طريق قتيبة بن سعيد عن حاتم بن إسماعيل، عن يزيد، به، ولفظه: غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع غزوات، وخرجتُ فيما يبعث من البعوث سبع غزوات، مرة علينا أبو بكر، ومرة علينا أسامة بن زيد.

وأخرجه البخاري (4270) من طريق قتيبة بن سعيد، ومسلم (1815)، والبيهقي في "الدلائل" 5/ 458 من طريق محمد بن عباد المكي، وأبو عوانة 4/ 368 من طريق يحيى بن غيلان، ثلاثتهم عن حاتم بن إسماعيل، عن يزيد، به، ولفظه عند مسلم: غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع غزوات، وخرجت فيما يبعث من البعوث تسع غزوات، مرة علينا أبو بكر، ومرة علينا أسامة بن زيد.

وعلقه البخاري بصيغة الجزم برقم (4271) عن عمر بن حفص بن غياث، عن أبيه، عن يزيد، به، باللفظ السالف. وقد وصله الحافظ في "التغليق" 4/ 141 من طريق إسماعيل بن عبد الله، عن عمر بن حفص، به.

ص: 79

عَامِرًا. قَالَ: " مَا أَجِدُ شَبَهَكَ إِلَّا الَّذِي قَالَ: هَبْ لِي أَخًا أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي " قَالَ: فَأَعْطَانِي قَوْسَهُ وَمَجَانَّهُ، وَثَلَاثَةَ أَسْهُمٍ مِنْ كِنَانَتِهِ (1).

16545 -

حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ سَلَمَةَ: أَنَّهُ اسْتَأْذَنَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي الْبَدْوِ، فَأَذِنَ لَهُ (2).

16546 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ الْحَارِثِ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ. وَأَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ قَالَ (3): حَدَّثَنَا يَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنِي إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنَّا نُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الْجُمُعَةَ، ثُمَّ نَرْجِعُ وَمَا لِلْحِيطَانِ فَيْءٌ يُسْتَظَلُّ بِهِ (4).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(6300) من طريق حماد بن مسعدة، بهذا الإسناد.

وقد سلف نحوه مطولاً برقم (16518).

قال السندي: قوله: ومَجانَّه، بتشديد النون، جمع مِجَنٍّ وهو الترس، وكأنه جمع أطلق على ما فوق الواحد، وذلك لأنه أعطاه ترساً أولاً فأعطاه لعامر، فأعطاه ثانياً أيضاً، فعبر عنهما بالمجان، والله تعالى أعلم.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (16508) سنداً ومتناً.

(3)

في (ظ 12) و (ص) و (ق): قالا.

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (16496) إلا أنَّ شيخي الإمام أحمد هنا هما أبو سلمة الخزاعي: وهو منصور بن سلمة، وأبو أحمد الزبيري: وهو محمد بن عبد الله بن الزبير.

ص: 80

16547 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، وَيُونُسُ، وَهَذَا حَدِيثُ إِسْحَاقَ قَالَ (1): حَدَّثَنَا عَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ الْمَخْزُومِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ - قَالَ يُونُسُ: ابْنُ أَبِي رَبِيعَةَ - قَالَ: سَمِعْتُ سَلَمَةَ بْنَ الْأَكْوَعِ - وَكَانَ إِذَا نَزَلَ يَنْزِلُ (2) عَلَى أَبِي - قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أَكُونُ فِي الصَّيْدِ وَلَيْسَ عَلَيَّ إِلَّا قَمِيصٌ، أَفَأُصَلِّي فِيهِ؟ قَالَ:" زُرَّهُ وَلَوْ لَمْ تَجِدْ إِلَّا شَوْكَةً "(3).

16548 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ رَاشِدٍ الْيَمَامِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ الْأَسْلَمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَسْتَفْتِحُ دُعَاءً إِلَّا اسْتَفْتَحَهُ بِسُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى الْعَلِيِّ الْوَهَّابِ.

وَقَالَ سَلَمَةُ: بَايَعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِيمَنْ بَايَعَهُ تَحْتَ الشَّجَرَةِ، ثُمَّ مَرَرْتُ بِهِ بَعْدَ ذَلِكَ وَمَعَهُ قَوْمٌ، فَقَالَ:" بَايِعْ يَا سَلَمَةُ " فَقُلْتُ: قَدْ فَعَلْتُ، قَالَ:" وَأَيْضًا " فَبَايَعْتُهُ الثَّانِيَةَ (4).

(1) في (ظ 12) و (ص): قالا.

(2)

في (ظ 12) و (ص): نزل.

(3)

إسناده حسن، وقد سلف الكلام عليه في الرواية السالفة برقم (16520).

(4)

إسناده ضعيف لضعف عمر بن راشد اليمامي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث العنبري.

وقوله: ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يستفتح دعاءً إلا استفتحه بسبحان ربي الأعلى العلي الوهاب.

أخرجه الحاكم 1/ 498 من طريق عبد الصمد، بهذا الإسناد، وصححه =

ص: 81

16549 -

حَدَّثَنَا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، قَالَ: بَايَعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ عَدَلْتُ إِلَى ظِلِّ شَجَرَةٍ، فَلَمَّا خَفَّ النَّاسُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" يَا ابْنَ الْأَكْوَعِ أَلَا تُبَايِعُ؟ " قُلْتُ: قَدْ بَايَعْتُ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " وَأَيْضًا " قَالَ: فَبَايَعْتُهُ الثَّانِيَةَ. قَالَ يَزِيدُ: فَقُلْتُ: يَا أَبَا مُسْلِمٍ عَلَى أَيِّ شَيْءٍ تُبَايِعُونَ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: عَلَى الْمَوْتِ (1).

16550 -

حَدَّثَنَا مَكِّيٌّ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ (2)، قَالَ: كُنَّا نُصَلِّي الْمَغْرِبَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا

= ووافقه الذهبي!

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 266، وعبد بن حميد في "المنتخب"(387)، والطبراني في "الكبير"(6253)، وفي "الدعاء"(88)، والحاكم 1/ 498، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 15 - 16 من طرق عن عمر بن راشد، به.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/ 156، وقال: رواه أحمد والطبراني بنحوه، وفيه عمر بن راشد اليمامي، وثقه غير واحد، وبقية رجاله رجال الصحيح.

وقوله: بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم فيمن بايعه تحت الشجرة

سلف نحوه ضمن حديث طويل بإسنادٍ صحيح برقم (16518) وانظر (16509).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البخاري (2960)، والبيهقي في "الدلائل" 4/ 138 من طريق مكي بن إبراهيم، بهذا الإسناد.

وقد سلف برقم (16509).

(2)

في (م): سلمة بن الأكوع.

ص: 82

تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ (1).

16551 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَطَّافُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ - وَقَالَ غَيْرُ يُونُسَ: ابْنُ رَزِينٍ - أَنَّهُ نَزَلَ الرَّبَذَةَ هُوَ وَأَصْحَابٌ لَهُ (2) يُرِيدُونَ الْحَجَّ، قِيلَ لَهُمْ: هَاهُنَا سَلَمَةُ بْنُ الْأَكْوَعِ؛ صَاحِبُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَتَيْنَاهُ، فَسَلَّمْنَا عَلَيْهِ، ثُمَّ سَأَلْنَاهُ فَقَالَ: بَايَعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِي هَذِهِ، وَأَخْرَجَ لَنَا كَفَّهُ كَفًّا ضَخْمَةً، قَالَ: فَقُمْنَا إِلَيْهِ، فَقَبَّلْنَا كَفَّيْهِ جَمِيعًا (3).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. مكي: هو ابن إبراهيم.

وأخرجه البخاري (561)، وأبو عوانة 1/ 361، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 154، والبيهقي في "السنن" 1/ 446، والبغوي في "شرح السنة"(372) من طريق مكي بن إبراهيم، بهذا الإسناد.

وقد سلف بنحوه برقم (16532).

(2)

في (م): هو وأصحابه.

(3)

إسناده محتمل للتحسين، عبد الرحمن بن رزين -وهو الغافقي- لم يذكروا في الرواة عنه غير اثنين، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقال الدارقطني: مجهول، وقال ابن حجر في "التقريب": صدوق، وعطاف: هو ابن خالد المخزومي مختلف فيه، وهو حسن الحديث يونس: هو ابن محمد ابن مسلم المؤدب.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(973)، والطبراني في "الأوسط"(661)، والمزي في "تهذيب الكمال" 17/ 92 من طريقين عن عطاف.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/ 42، وقال في الصحيح منه البيعة، ورواه الطبراني في "الأوسط"، ورجاله ثقات.

قلنا: فاته أن ينسبه إلى أحمد، وقد سلف حديث البيعة برقم (16509) و (16518).

ص: 83

16552 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُمَيْسٍ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَخَّصَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي مُتْعَةِ النِّسَاءِ عَامَ أَوْطَاسٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، ثُمَّ نَهَى عَنْهَا (1).

16553 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ غَيْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُفَضَّلُ - يَعْنِي ابْنَ فَضَالَةَ - قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ، أَنَّ سَلَمَةَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ، فَلَقِيَهُ بُرَيْدَةُ بْنُ الْحَصِيبِ، فَقَالَ: ارْتَدَدْتَ (2) عَنْ هِجْرَتِكَ يَا سَلَمَةُ؟ فَقَالَ: مَعَاذَ اللهِ، إِنِّي فِي إِذْنٍ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" ابْدُوا يَا أَسْلَمُ، فَتَنَسَّمُوا الرِّيَاحَ، وَاسْكُنُوا (3) الشِّعَابَ " فَقَالُوا: إِنَّا نَخَافُ يَا رَسُولَ اللهِ أَنْ يَضُرَّنَا ذَلِكَ فِي هِجْرَتِنَا قَالَ: " أَنْتُمْ مُهَاجِرُونَ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يونس بن محمد: هو ابن مسلم المؤدب البغدادي، وأبو عُمَيْس: هو عتبة بن عبد الله المسعودي.

وأخرجه ابن أبي شيبة 4/ 292، ومسلم (1405)(18)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 26، وابن حبان (4151)، والدارقطني في "السنن" 3/ 258، والبيهقي في "السنن" 7/ 204، وفي "الدلائل" 5/ 89 من طريق يونس بن محمد، بهذا الإسناد. وقال ابن حبان: عام أوطاس وعام الفتح وأحد. وقال البيهقي: فأوطاس وإن كانت بعد الفتح، فكانت في عام الفتح بعده بيسير، فما نهى عنه لا فرق بين أن ينسب إلى عام أحدهما أو إلى الآخر.

وقد سلف نحوه برقم (16504).

(2)

في (ظ 12): ارتدَّت.

(3)

في (ظ 12) و (ص)، وهامش (ص): اسكنوا.

ص: 84

حَيْثُ كُنْتُمْ (1) ".

16554 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ غَيْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُفَضَّلُ بْنُ فَضَالَةَ، قَالَ:

(1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، سعيد بن إياس بن سلمة، لم نقع له على ترجمة، ولم يترجمه الحسيني في "الإكمال"، ولا الحافظ في "التعجيل"، مع أنه على شرطهما، وقد توبع بأخيه محمد بن إياس إلا أنه مجهول الحال، فقد ترجم له البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 21، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"، 7/ 205 ولم يذكرا في الرواة عنه سوى عبد الرحمن بن حرملة، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 21، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2372)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1732)، والطبراني في "الكبير"(6265) من طريق سعيد بن أبي مريم، عن يحيى بن أيوب، عن عبد الرحمن بن حرملة، عن محمد بن إياس، عن أبيه، بهذا الإسناد. إلا أن عند الطبراني: عن يحيى بن أيوب وسليمان بن بلال أو عن أحدهما.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1733) من طريق أبي معشر البراء، عن ابن حرملة، عن محمد بن إياس، عن أبيه، به.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/ 253 - 254 وقال: لسلمة في الصحيح بغير هذا السياق، رواه أحمد والطبراني وفيه سعيد بن إياس، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات قلنا: أخرجه الطبراني من طريق محمد بن إياس، عن أبيه، كما سلف.

وأورده الحافظ في "الفتح" 13/ 41 وحَسَّن إسناده.

وانظر حديث جابر السالف (14892) وذكرنا هناك شواهده.

واستئذان سلمة بن الأكوع لرسول الله صلى الله عليه وسلم في البدو سلف بإسنادٍ صحيح برقم (16508)، وانظر سياق البخاري في "صحيحه" برقم (7087).

ص: 85

حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ بُكَيْرِ (1) بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ يَزِيدَ مَوْلَى سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ:" أَنْتُمْ أَهْلُ بَدْوِنَا، وَنَحْنُ أَهْلُ حَضَرِكُمْ "(2).

(1) في النسخ الخطية و (م): بكر بن عبد الله، والمثبت من "أطراف المسند" 2/ 498.

(2)

حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل يحيى بن أيوب: وهو الغافقي المصري، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. يزيد مولى سلمة: هو يزيد بن أبي عبيد.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/ 354، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح.

وله شاهد من حديث عائشة بإسنادٍ حسن سيرد 6/ 133.

ص: 86

‌حَدِيثُ عَجُوزٍ مِنْ بَنِي نُمَيْرٍ

16555 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي السَّلِيلِ، عَنْ عَجُوزٍ مِنْ بَنِي نُمَيْرٍ أَنَّهَا رَمَقَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يُصَلِّي بِالْأَبْطَحِ تُجَاهَ الْبَيْتِ قَبْلَ الْهِجْرَةِ، قَالَ: فَسَمِعَتْهُ يَقُولُ: " اللهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي، خَطَئِي وَجَهْلِي "(1).

(1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، أبو السليل: وهو ضُرَيب بن نقير، ويقال: ابن نفير، ويقال: ابن نفيل، لم يسمع من أحد الصحابة، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/ 177، وقال: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح إلا أن أبا السليل ضُرَيْب بن نفير لم يسمع من أحد من الصحابة فيما قيل.

وسيأتي 5/ 270.

وله شاهد من حديث أبي موسى الأشعري عند البخاري (6398)، وانظر حديث عثمان بن أبي العاص السالف برقم (16269).

قال السندي: قوله: أنها رمقت، من رمق -كنصر- أي لاحظت، ونظرت إليه.

ص: 87

‌حَدِيثُ عَجُوزٍ مِنَ الْأَنْصَارِ

16556 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ فَرُّوخَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُصْعَبٌ -أَدْرَكْتُ - (1) الْأَنْصَارِيّ، قَالَ: أَدْرَكْتُ عَجُوزًا لَنَا كَانَتْ فِيمَنْ بَايَعْنَ (2) النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: أَتَيْنَاهُ يَوْمًا، فَأَخَذَ عَلَيْنَا " أَنْ لَا تَنُحْنَ (3) " قَالَتِ الْعَجُوزُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ نَاسًا قَدْ كَانُوا أَسْعَدُونِي عَلَى مُصِيبَةٍ أَصَابَتْنِي، وَإِنَّهُمْ أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ، وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أُسْعِدَهُمْ، ثُمَّ إِنَّهَا أَتَتْهُ فَبَايَعَتْهُ، وَقَالَتْ: هُوَ الْمَعْرُوفُ الَّذِي قَالَ اللهُ عز وجل: {وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ} (4)[الممتحنة: 12].

(1) كذا في النسخ الخطية و (م)، ونسخة السندي، وقال: والظاهر أن "أدركت" في قوله: أدركت الأنصاري زيادة من الكاتب، وأصل اللفظ: حدثنا مصعب الأنصاري قال: أدركتُ عجوزاً. ويحتمل أن يكون بتقديرِ قال: أدركتُ الأنصاريَّ، قال: أدركت عجوزاً، فهو يروي عن أنصاري آخر يروي عن عجوز، ويؤيد الأولَ ما في "الفهرست" أن مصعب بن نوح يروي عن عجوز أنصارية، ومثله في "التعجيل"، قال: مصعب بن نوح الأنصاري، قال: أدركت عجوزاً لنا، قال أبو حاتم: مجهول، وذكره ابن حبان في "الثقات". قلت (القائل السندي): لكنه ذكره في الطبقة الثالثة، فقال: يروي المقاطيع، فكأنه عنده لم يسمع من الصحابية المذكورة، انتهى. وأيضاً على المعنى الثاني ينبغي أن يقول: أدركت أنصارياً، بالتنكير، إلا أن يقال: كان مُعَيَّناً بينه وبين عمر بن فروخ، فلذلك عَرَّف.

(2)

في (ظ 12)، و (ص)، وهامش (س): بايعت.

(3)

في (س) و (ق) و (م): ننحن، والمثبت من (ظ 12) و (ص).

(4)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة حال مصعب: وهو ابن =

ص: 88

‌حَدِيثُ: السَّائِبُ بْنُ خَلَّادٍ، أَبُو سَهْلَةَ

(1)(2)

16557/ 1 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي بَكْرِ (3) بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ خَلَّادِ بْنِ السَّائِبِ بْنِ خَلَّادٍ

= نوح الأنصاري، فقد ترجم له الحافظ في "التعجيل" 2/ 264 - 265، ونقل عن أبي حاتم قوله: مجهول، وذكره ابن حبان في "الثقات" 7/ 479، وقال: يروي المقاطيع. قال الحافظ: فكأنه عنده لم يسمع من الصحابية المذكورة. قلنا: فعلى هذا يُعَلُّ بالانقطاع كذلك. والعجوز هي أم عطية كما سيأتي مصرحاً بها في مسندها 6/ 408، وبقية رجاله ثقات. أبو سعيد: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري، وعمر بن فروخ: هو العَبْدي.

وأخرجه الطبري في "التفسير" 28/ 79 من طريق أبي نعيم، عن عمر بن فروخ، بهذا الإسناد.

وحديث أم عطية عند البخاري (4892)، ومسلم (936)(33)، وسيرد 6/ 408.

قال السندي: قوله: "أن لا تنحن": نهيٌّ بصيغة جمع الإناث من النوح.

قوله: أسعدوني: أي وافقوني وأعانوني في النوح، فلا بُدَّ من إسقاط حقهم، فأخذت البيعة على ترك النوح عن ذلك.

وانظر "الفتح" 8/ 638 - 639.

(1)

قال السندي: السائب بن خلاد أبو سهلة هو أنصاري خزرجي، قال أبو عبيد: شهد بدراً، وولي اليمن لمعاوية، مات سنة إحدى وسبعين فيما قال الواقدي.

(2)

في (م): أبي سهلة.

(3)

عبد الملك بن أبي بكر، سقط من النسخ الخطية و (م)، وهو من أوهام النساخ، وجاء على الصواب في "أطراف المسند" 2/ 417 - 418، وقد تكرر هذا الإسناد برقم (16569) وجاء فيه على الصواب كذلك.

ص: 89

عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" أَتَانِي جِبْرِيلُ عليه السلام فَقَالَ: مُرْ أَصْحَابَكَ، فَلْيَرْفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ بِالْإِهْلَالِ ". وَقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً: " أَتَانِي جِبْرِيلُ صلى الله عليه وسلم فَأَمَرَنِي أَنْ آمُرَ أَصْحَابِي أَنْ يَرْفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ بِالْإِهْلَالِ "(1).

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير خلاد بن السائب، فقد روى له أصحاب السنن، وهو ثقة.

عبد الله بن أبي بكر: هو ابن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري. وعبد الملك بن أبي بكر بن الحارث: هو المخزومي.

وأخرجه الحميدي (853)، والبخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 150، والترمذي (829)، والنسائي في "المجتبى" 5/ 162، وابن ماجه (2922)، والدارمي 2/ 34، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2153)، وابن الجارود في "المنتقى"(434)، وابن خزيمة (2625) و (2627)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(5781) و (5783)، وابن حبان (3802)، والطبراني في "الكبير"(5173) و (6627) و (6628)، والدارقطني في "السنن " 2/ 238، والحاكم 1/ 450، والبيهقي في "السنن" 5/ 42 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث خلاد عن أبيه حسن صحيح.

وقد روى نحوه أسامة بن زيد، قال: حدثني عبد الله بن أبي لبيد، عن المطلب بن عبد الله بن حنطب، قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أمرني جبريل برفع الصوت في الإهلال، فإنه من شعار الحج" وقد سلف برقم (8314).

وخالفه سفيان الثوري وغيره، فرووه عن عبد الله بن أبي لبيد، عن المطلب ابن عبد الله بن حنطب، عن خلاد بن السائب، عن زيد بن خالد الجهني، به مرفوعاً، فجعلوه من حديث زيد بن خالد، وسيأتي 5/ 192.

وقد رجح الحافظ في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 255 رواية سفيان هذه، وقال: وهو الصواب. =

ص: 90

16557/ 2 - حَدَّثَنَا (1) أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ اللَّيْثِيُّ أَبُو ضَمْرَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ خُصَيْفَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ

= قلنا: ولا يصح في رواية أسامة بن زيد تصريح المطلب بن عبد الله بسماعه من أبي هريرة، إذ لا يعرف للمطلب سماع منه فيما ذكر البخاري في "التاريخ الأوسط" 1/ 17، وتصحيح الحافظ رواية سفيان يعكر عليه إعلال الترمذي لها، فقد قال الترمذي عقب الرواية رقم (829): وروى بعضهم هذا الحديث عن خلاد بن السائب، عن زيد بن خالد الجهني، عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يصح، والصحيح هو عن خلاد بن السائب، عن أبيه. ونقل عن البخاري مثله في "العلل الكبير" 1/ 377، ولا يُرَدُّ قول الإمامين البخاري والترمذي بما قاله ابن حبان في "صحيحه" عقب الرواية رقم (3803) من أن الطريقين محفوظان!

وقد سبق أن ذكرنا في رواية أبي هريرة السالفة برقم (8314) من أن متن الحديث صحيح من حديث زيد بن خالد الجهني، صوابه من حديث السائب ابن خلاد، فليصحح.

وسيأتي برقم (16567) و (16568)، وسيكرر برقم (16569) سنداً ومتناً، وانظر (16566).

قال السندي: قوله "مُرْ أصحابك": أي وجوباً، فإن تبليغ الشرائع واجب عليه صلى الله عليه وسلم.

قوله: "فليرفعوا": أمر ندب عند الجمهور، وأمر وجوب عند الظاهرية، وفي هذا الرفع إظهار لشعائر الإحرام، وتعليم للجاهل ما يستحب له في ذلك المقام.

قوله: "بالإهلال": أريد به التلبية على التجريد، وأصله رفع الصوت بالتلبية.

(1)

لفظ: حدثنا، سقط من النسخ الخطية و (م)، والمثبت من "أطراف المسند" 2/ 419.

ص: 91

عَنِ السَّائِبِ بْنِ خَلَّادٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ أَخَافَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ ظُلْمًا أَخَافَهُ اللهُ، وَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يَقْبَلُ اللهُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَرْفًا وَلَا عَدْلًا "(1).

16558 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَنْطَبٍ، عَنْ خَلَّادِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ زَرَعَ زَرْعًا، فَأَكَلَ مِنْهُ

(1) إسناده صحيح على قلب في اسم أحد رواته.

عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، وسيأتي على الصواب في الرواية رقم (16565).

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(6635) من طريق أنس بن عياض، بهذا الإسناد إلا أنه سقط من المطبوع اسم عبد الرحمن بن أبي صعصعة.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2152)، والطبراني في "الكبير"(6633) من طريقين عن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي صعصعة، به، وقد وقع اسمه مقلوباً عند الطبراني.

وأخرجه الدولابي في "الكنى" 1/ 123، والطبراني في "الكبير"(6632) و (6636) من طريقين عن عطاء بن يسار، به.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(6637) من طريق خلاد بن السائب، عن أبيه السائب، به.

وسيأتي برقم (16559) و (16562) و (16565).

ص: 92

الطَّيْرُ أَوِ الْعَافِيَةُ، كَانَ لَهُ بِهِ صَدَقَةٌ " (1).

(1) إسناده حسن، أسامة بن زيد -وهو الليثي- مختلف فيه، وهو حسن الحديث، وبقية رجاله ثقات.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(4134) عن طريق سَلْم بن جنادة، عن وكيع، عن المطلب بن عبد الله بن حنطب، عن خلاد بن السائب. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكره. فجعله من حديث خلاد بن السائب، وسَلْم ثقة إلا أنه ربما خالف.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(4133) من طريق محبوب بن محرز، عن أسامة بن زيد، عن محمد بن كعب القرظي، عن خلاد بن السائب، عن النبي صلى الله عليه وسلم، به، ومحبوب بن محرز لين الحديث.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2154)، والطبراني في "الكبير"(6639) من طريق عبد الله بن موسى التيمي، عن أسامة بن زيد، عن محمد بن كعب القرظي، عن السائب بن سويد، عن النبي صلى الله عليه وسلم، به. وعبد الله ابن موسى التيمي ضعيف.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/ 67، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير"، وإسناده حسن.

قلنا: وحَسَّن إسناده الحافظ في "الإصابة" في ترجمة خلاد بن السائب.

وفي الباب عن أنس بن مالك عند البخاري (6012)، ومسلم (1553)، وقد سلف 3/ 192.

وآخر من حديث جابر بن عبد الله عند مسلم (1552)، وقد سلف 3/ 391.

وثالث من حديث أبي أيوب الأنصاري، سيرد 5/ 415.

ورابع من حديث أم مبشر، سيرد 6/ 362.

وخامس من حديث أم الدرداء، سيرد 6/ 444.

قال السندي: قوله: "أو العافية": أي كل طالب للرزق، فهو تعميم بعد التخصيص.

ص: 93

16559 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي: ابْنَ سَلَمَةَ - عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ خَلَّادٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ أَخَافَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ، أَخَافَهُ اللهُ عز وجل، وَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يَقْبَلُ اللهُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَرْفًا وَلَا عَدْلًا "(1).

16560 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ غَيْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا رِشْدِينُ، قَالَ: حَدَّثَنِي

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم، وغير صحابيه فمن رجال أصحاب السنن. يحيى بن سعيد: هو الأنصاري.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(6631) من طريق حجاج بن منهال، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(4265)، والدولابي في "الكنى" 1/ 72 من طريق يحيى بن حبيب بن عربي، عن حماد بن زيد، عن يحيى بن سعيد، به.

وقد جاء حماد في "تحفة الأشراف" 3/ 255 غير منسوب، فزاد محققه بين قوسين: ابن سلمة، وقد أخطأ في ذلك؛ لأن يحيى إنما يروي عن حماد بن زيد كما في "تهذيب الكمال" وقد جاء مصرحاً به عند الدولابي.

وأورده البخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 185 - 186 عن سليمان بن حرب، عن حماد بن زيد، عن يحيى بن سعيد، عن مسلم بن أبي مريم، عن عطاء بن يسار، عن خلاد، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقال حماد بن سلمة: السائب بن خلاد.

وقال الليث، عن هشام بن عروة، عن موسى بن عقبة، عن عطاء بن يسار، عن ابن الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم:"من أخاف أهل المدينة".

قلنا: حديث عبادة بن الصامت وصله الطبراني في "الأوسط"(3613) من طريق يحيى بن بكير، عن الليث، بالإسناد المذكور. وقد أعله أبو زرعة فيما نقله عنه ابن أبي حاتم في "العلل" 1/ 267 - 268، 2/ 363 - 364، فانظره.

ص: 94

يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ - يَعْنِي ابْنَ الْهَادِ - عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ خَلَّادٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" مَا مِنْ شَيْءٍ يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ حَتَّى الشَّوْكَةِ تُصِيبُهُ إِلَّا كَتَبَ لَهُ (1) بِهَا حَسَنَةً أَوَ حَطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةً "(2).

16561 -

حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ بَكْرِ بْنِ سَوَادَةَ الْجُذَامِيِّ، عَنْ صَالِحِ بْنِ خَيْوَانَ، عَنْ أَبِي سَهْلَةَ السَّائِبِ بْنِ خَلَّادٍ، أَنَّ رَجُلًا أَمَّ قَوْمًا، فَبَسَقَ فِي الْقِبْلَةِ، وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَنْظُرُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ فَرَغَ:" لَا يُصَلِّ لَكُمْ "، فَأَرَادَ بَعْدَ ذَلِكَ أَنْ يُصَلِّيَ لَهُمْ، فَمَنَعُوهُ، وَأَخْبَرُوهُ بِقَوْلِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" نَعَمْ "،

(1) في (ق) و (م): إلا كتب الله له بها

(2)

حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف رشدين: وهو ابن سعد المهري، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير يحيى بن غيلان، فمن رجال مسلم.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/ 301، وقال: رواه أحمد، وفيه رشدين، وفيه كلام.

وله شاهد من حديث عائشة عند البخاري (5640)، ومسلم (2572)، وسيرد 6/ 88 ولفظه عند مسلم:"ما من مسلم يشاك شوكة فما فوقها إلا كتبت له بها درجة، ومحيت عنه بها خطيئة".

وقد سلف نحوه من حديث أبي سعيد برقم (11007).

وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.

ص: 95

وَحَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ: " آذَيْتَ اللهَ عز وجل "(1).

16562 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ

(1) حديث حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، صالح بن خيوان -ويقال: ابن حيوان، تفرد بالرواية عنه بكر بن سوادة الجذامي، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان والعجلي، وقال عبد الحق الإشبيلي: لا يحتج به، قال الحافظ في "التهذيب": وعاب ذلك عليه ابن القطان، وصحح حديثه.

قلنا: وسيأتي تصحيح ابن القطان له في التخريج، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه أبو داود (481)، وابن حبان (1636)، والمزي في "تهذيب الكمال " 13/ 39 من طريقين عن عبد الله بن وهب، بهذا الإسناد.

وقد صحح ابن القطان في "الوهم والإيهام"(2470) هذا الحديث مستشهداً له بحديث رواه بقي بن مخلد، عن هارون بن سعيد الأيلي، عن عبد الله بن وهب، عن حيي بن عبد الله المعافري، عن أبي عبد الرحمن -وهو الحُبُلي- عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً يصلي بالناس صلاة الظهر، فتفل في القبلة، وهو يصلي، فلما كان صلاة العصر أرسل إلى آخر، فأشفق الرجل الأول، فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، أنزل فيَّ؟ فال:"لا، ولكنك تفلت بين يديك وأنت تؤم الناس، فآذيت الله ورسوله".

قلنا: وحيي بن عبد الله المعافري قال أحمد: أحاديثه مناكير، وقال البخاري: فيه نظر، وقال النسائي: ليس بالقوي، وقال في موضع آخر: ليس ممن يعتمد عليه (الكبرى)(1958). وقال ابن معين: ليس به بأس. وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به إذا روى عنه ثقة. قلنا: وبهذا الشاهد يحسن الحديث لغيره.

قال السندي: "لا يصل لكم" فيه أن الأقرأ يقدم إذا كان يراعي آداب الشرع، وإلا فمن لا يراعي ذلك لا يستحق التقدم.

ص: 96

سَعِيدٍ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ خَلَّادٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ أَخَافَ الْمَدِينَةَ أَخَافَهُ اللهُ عز وجل، وَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يَقْبَلُ اللهُ مِنْهُ صَرْفًا وَلَا عَدْلًا "(1).

16563 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ حَبَّانَ بْنِ وَاسِعٍ، عَنْ خَلَّادِ بْنِ السَّائِبِ الْأَنْصَارِيِّ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا دَعَا جَعَلَ بَاطِنَ كَفَّيْهِ إِلَى وَجْهِهِ (2).

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن صحابيه لم يخرج له سوى أصحاب السنن.

عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد العنبري. ويحيى بن سعيد: هو الأنصاري.

وقد سلف برقم (16557).

(2)

إسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة: وهو عبد الله، وقد اختلف عليه فيه إسناداً ومتناً، وخلاد بن السائب، مختلف في صحبته، وبقية رجاله ثقات رجال مسلم.

يحيى بن إسحاق: هو السَّيْلحيني، وحَبَّان بن واسع: هو المازني.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2590) من طريق ابن أبي مريم، عن ابن لهيعة، عن حبان بن واسع، عن حفص بن هاشم بن عتبة، عن خلاد بن السائب، عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا دعا جعل راحتيه إلى وجهه. وحفص مجهول.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(6625) من طريق عمرو بن خالد، عن ابن لهيعة، عن حفص بن هاشم، عن خلاد بن السائب =

ص: 97

16564 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ حَبَّانَ بْنِ وَاسِعٍ، عَنْ خَلَّادِ بْنِ السَّائِبِ الْأَنْصَارِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا سَأَلَ جَعَلَ بَاطِنَ كَفَّيْهِ إِلَيْهِ، وَإِذَا اسْتَعَاذَ جَعَلَ ظَاهِرَهُمَا إِلَيْهِ (1).

16565 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يَزِيدُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ الْأَنْصَارِيِّ: أَنَّ عَطَاءَ بْنَ يَسَارٍ أَخْبَرَهُ: أَنَّ السَّائِبَ بْنَ خَلَّادٍ أَخَا بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ أَخْبَرَهُ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " مَنْ أَخَافَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ ظَالِمًا أَخَافَهُ اللهُ، وَكَانَتْ

= عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا دعا رفع راحتيه إلى وجهه.

وأخرجه أبو داود (1492) عن قتيبة بن سعيد، عن ابن لهيعة، عن حفص ابن هاشم بن عتبة، عن السائب بن يزيد عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دعا فرفع يديه مسح وجهه بيديه.

وسيأتي برقم (16564) عن يحيى بن إسحاق السَّيْلحيني، عن ابن لهيعة، عن حبان بن واسع، عن خلاد بن السائب الأنصاري أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان إذا سأل جعل باطن كفيه إليه، وإذا استعاذ جعل ظاهرهما إليه.

قال الحافظ في "التهذيب" في ترجمة حفص بن هاشم: أظن الغلط فيه من ابن لهيعة، لأن يحيى بن إسحاق السَّيْلحيني من قدماء أصحابه، وقد حفظ عنه حبان بن واسع، وأما حفص بن هاشم، فليس له ذكر في شيء من كتب التواريخ، ولا ذكر أحدٌ أن لابن عتبة ابناً يسمى حفصاً.

وقد ذكر الاختلاف فيه على ابن لهيعة الحافظ في "الإصابة" كذلك في ترجمة يزيد بن سعيد بن ثمامة والد السائب بن يزيد.

وانظر حديث أنس بن مالك السالف 3/ 123.

(1)

إسناده ضعيف، وقد سلف الكلام عليه في الذي قبله.

ص: 98

عَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يُقْبَلُ مِنْهُ عَدْلٌ وَلَا صَرْفٌ " (1).

16566 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي لَبِيدٍ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَنْطَبٍ، عَنْ السَّائِبِ بْنِ خَلَّادٍ، أَنَّ جِبْرِيلَ عليه السلام أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: كُنْ عَجَّاجًا ثَجَّاجًا " (2). وَالْعَجُّ: التَّلْبِيَةُ، وَالثَّجُّ: نَحْرُ

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير سليمان بن داود الهاشمي، فقد أخرج له البخاري في "خلق أفعال العباد"، وأصحاب السنن، وهو ثقة، وصحابيه لم يخرج له سوى أصحاب السنن. إسماعيل بن جعفر: هو المدني، يزيد: هو ابن عبد الله بن أسامة بن الهاد.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(4266)، والطبراني في "الكبير"(6634)، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 372 من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإسناد. وقد وقع اسم عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي صعصعة مقلوباً عند الطبراني.

وقد سلف برقم (16557/ 2).

(2)

حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف. محمد بن إسحاق، مدلس وقد عنعن، والمطلب بن عبد الله بن حنطب لا يعرف له سماع عن أحدٍ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيما ذكر البخاري وغيره، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" عقب الرواية رقم (5786) من طريق حجاج بن منهال، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(6638) من طريق يحيى بن واضح، عن محمد بن إسحاق، به.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/ 224، وقال: رواه أحمد، وفيه ابن إسحاق، وهو ثقة، ولكنه مدلس. =

ص: 99

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وانظر (16557/ 1).

وقد روى الترمذي (827)، وابن ماجه (2924)، وأبو بكر المروزي في "مسند أبي بكر"(25)، والبزار في "مسنده"(71)، وابن خزيمة (2631)، والدارقطني في "العلل" 1/ 279، وأبو يعلى (117)، والحاكم 1/ 451، والبيهقي 5/ 42، من طرق عن ابن أبي فُدَيْك، عن الضَّحَّاك بن عثمان، عن محمد بن المُنْكَدِر، عن عبد الرحمن بن يَرْبُوع، عن أبي بكر الصديق أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل: أيُّ الحج أفضل؟ قال: "العج والثج".

وقال الترمذي: حديث أبي بكر حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث ابن أبي فديك، عن الضحاك بن عثمان. ومحمد بن المنكدر لم يسمع من عبد الرحمن بن يربوع وقد روى محمد بن المنكدر عن سعيد بن عبد الرحمن، عن أبيه، غير هذا الحديث.

وبنحو حديث أبي بكر روي عن ابن عمرو جابر وابن مسعود.

فأما حديث ابن عمر، فأخرجه الترمذي (2998)، وابن ماجه (2896)، والدارقطني 2/ 217، والبيهقي 5/ 58 من طريق إبراهيم بن يزيدا الخوزي، قال: سمعت محمد بن عباد بن جعفر، يحدث عن ابن عمر قال: قام رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: من الحاج؟ قال: "الشعث التفل". فقام آخر، فقال: أي الحج أفضل يا رسول الله؟ قال: "العج والثج"، فقام آخر، فقال: ما السبيل يا رسول الله؟ قال: "الزاد والراحلة" قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث إبراهيم بن يزيد الخوزي المكي، وقد تكلم فيه من قبل حفظه.

وأما حديث جابر فقد أورده الزيلعي في "نصب الراية" 3/ 35، وقال: رواه أبو القاسم الأصبهاني في كتاب "الترغيب والترهيب" من حديث: إسماعيل بن عياش، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، عن محمد بن المنكدر، عن جابر مرفوعاً نحوه -يعني نحو حديث ابن مسعود الآتي- وإسحاق هذا متفق على تضعيفه أيضاً، فلا يحتج بحديث ابن عياش عن الحجازيين، وإسحاق مدني. والله أعلم.

وأما حديث ابن مسعود فقد أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" كما في =

ص: 100

الْبُدْنِ.

16567 -

قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ: مَالِكٌ. وحَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ - يَعْنِي ابْنَ أَنَسٍ - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ خَلَّادِ بْنِ السَّائِبِ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" أَتَانِي جِبْرِيلُ عليه السلام فَقَالَ: أَنْ آمُرَ أَصْحَابِي، أَوْ مَنْ مَعِي أَنْ يَرْفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ بِالتَّلْبِيَةِ " أَوْ: " بِالْإِهْلَالِ " يُرِيدُ أَحَدَهُمَا (1).

16568 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ. وَرَوْحٌ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ يَقُولُ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ الْحَارِثِ أَنَّهُ حَدَّثَهُ

= "نصب الراية" 3/ 35، وأبو يعلى (5086) من طريق أبي أسامة، عن أبي حنيفة، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أفضل الحج العج والثج"، فأما العج فالتلبية، وأما الثج فنحر البدن، ورجاله ثقات.

(1)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير خلاد بن السائب، فقد روى له أصحاب السنن، وهو ثقة. روح: هو ابن عبادة.

وهو عند مالك في "الموطأ" 1/ 334، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "مسنده" 1/ 306 (بترتيب السندي)، والدارمي 2/ 34، وأبو داود (1814)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(5782)، والطبراني في "الكبير"(6626)، والبيهقي في "السنن" 5/ 41 - 42، والبغوي في "شرح السنة"(1867).

وقد سلف برقم (16557/ 1).

وهذا للشك هو في اللفظ بين التلبية أو الإهلال، ولا يضر؛ لأن الإهلال هو رفع الصوت بالتلبية.

ص: 101

خَلَّادُ بْنُ السَّائِبِ بْنِ خَلَّادِ (1) بْنِ سُوَيْدٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ أَبِيهِ السَّائِبِ بْنِ خَلَّادٍ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" أَتَانِي جِبْرِيلُ عليه السلام، فَقَالَ: إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَأْمُرَ أَصْحَابَكَ أَنْ يَرْفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ بِالتَّلْبِيَةِ، وَالْإِهْلَالِ " وَقَالَ رَوْحٌ: " بِالتَّلْبِيَةِ " أَوْ " الْإِهْلَالِ "(2) قَالَ: وَلَا أَدْرِي أَيُّنَا وَهِلَ، أَنَا أَوْ عَبْدُ اللهِ أَوْ خَلَّادٌ، فِي الْإِهْلَالِ أَوِ التَّلْبِيَةِ؟ (3).

16569 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ خَلَّادِ بْنِ السَّائِبِ بْنِ خَلَّادٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" أَتَانِي جِبْرِيلُ عليه السلام، وَقَالَ: مُرْ أَصْحَابَكَ فَلْيَرْفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ بِالْإِهْلَالِ "(4).

(1) قوله: بن خلاد، ساقط من (م).

(2)

في (م): بالإهلال.

(3)

إسناده صحيح، ابن جريج -وهو عبد الملك بن عبد العزيز- قد صرح بالكتابة إليه في هذا الإسناد، فانتفت شبهة تدليسه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير خلاد بن السائب، فقد روى له أصحاب السنن، وهو ثقة.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(6629) من طريق سعيد بن سالم وهو القداح، عن ابن جريح، بهذا الإسناد.

وقد سلف برقم (16557/ 1).

(4)

إسناده صحيح، وهو مكرر (1/ 16557) سنداً ومتناً.

ص: 102

‌حَدِيثُ خُفَافِ بْنِ إِيمَاءِ بْنِ رَحَضَةَ الْغِفَارِيِّ

(1)

16570 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ، عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ عَلِيٍّ الْأَسْلَمِيِّ، عَنْ خُفَافِ بْنِ إِيمَاءِ بْنِ رَحَضَةَ الْغِفَارِيِّ، قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الصُّبْحَ، وَنَحْنُ مَعَهُ، فَلَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرَّكْعَةِ الْآخِرَةِ (2) قَالَ:" لَعَنَ اللهُ لِحْيَانًا (3) وَرِعْلًا وَذَكْوَانًا، وَعُصَيَّةَ عَصَتِ اللهَ وَرَسُولَهُ، أَسْلَمُ سَالَمَهَا اللهُ، وَغِفَارٌ غَفَرَ اللهُ لَهَا " ثُمَّ وَقَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَاجِدًا، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَرَأَ عَلَى النَّاسِ، فَقَالَ:" يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي أَنَا لَسْتُ قُلْتُهُ (4) وَلَكِنَّ اللهَ عز وجل قَالَهُ "(5).

(1) قال السندي: أما خفاف، فبضم أوله وتخفيف الفاءين، وأما إيماء، فبكسر الهمزة وسكون التحتانية والمد، وأما رحضة، فبفتح الراء والمهملة ثم المعجمة: كان إمام بني غفار وخطيبهم، شهد الحديبية، جاء أنه مات في زمن عمر.

(2)

في (ظ 12) و (ص)، وهامش (س): الأخيرة.

(3)

قال السندي: هكذا بالتنوين بتأويل الحي، أو للمجانسة ورعلاً.

(4)

في (م): إني أنا لست.

(5)

حديث صحيح، محمد بن إسحاق -وإن كان مدلساً وقد عنعن- قد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال مسلم غير يزيد بن هارون، فهو من رجال الشيخين.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 317 و 12/ 197، والطبري في "تهذيب الآثار"(565)(مسند ابن عباس)، والطبراني في "الكبير"(4173) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. =

ص: 103

16571 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَرْمَلَةَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ خُفَافٍ، عَنْ أَبِيهِ خُفَافِ بْنِ إِيمَاءِ بْنِ رَحَضَةَ الْغِفَارِيِّ قَالَ: رَكَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الصَّلَاةِ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَالَ:" غِفَارٌ غَفَرَ اللهُ لَهَا، وَأَسْلَمُ سَالَمَهَا اللهُ، وَعُصَيَّةُ عَصَتِ اللهَ وَرَسُولَهُ، اللهُمَّ الْعَنْ بَنِي لَحْيَانَ، اللهُمَّ الْعَنْ رِعْلًا وَذَكْوَانَ "(1) ثُمَّ كَبَّرَ وَوَقَعَ سَاجِدًا. قَالَ

= وأخرجه الطبراني في "الكبير"(4173) من طريق أحمد بن خالد الوهبي، عن محمد بن إسحاق، به.

وأخرجه مختصراً مسلم (2517)(186) و (679)(307)، وأبو عوانة 2/ 282، والطبراني في "الكبير"(4172)، والحاكم 3/ 592، والبيهقي في "السنن" 2/ 200 و 2/ 245 من طريق ليث بن سَعْد، عن عمران بن أبي أنس، به.

وأخرجه مختصراً كذلك البخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 215، ومسلم (679)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(995)، وأبو عوانة 2/ 282، والطبراني في "الكبير"(4169) و (4170) و (4171) من طريق عبد الرحمن بن حرملة، عن حنظلة بن علي، به.

وقوله: فلما انصرف قرأ على الناس

لم يذكر في هذه الرواية ما قرأه عليهم.

وله شاهد من حديث أنس عند البخاري (4091) بيَّن فيه ما قرأه، وفيه قال أنس: إنا قرأنا بهم قرآناً "بلغوا عنا قومنا أنا قد لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا". قال أنس ثم رفع بعد ذلك. وقد سلف برقم (12064).

وسيأتي برقم (16571).

وقوله: "لعن الله لحياناً ورعلاً وذكواناً، وعصية عصت الله ورسوله، أسلم سالمها الله وغفار غفر الله لها"، سلف من حديث ابن عمر برقم (6092)، وذكرنا هناك شواهده، ومختصراً برقم (4702)، وذكرنا هناك أحاديث الباب.

(1)

في (س) و (ق) و (م): ذكواناً، والمثبت من (ظ 12) و (ص)، وهامش (س).

ص: 104

خُفَافٌ: فَجُعِلَتْ لَعْنَةُ الْكَفَرَةِ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ (1).

(1) حديث صحيح، محمد بن إسحاق -وإن كان مدلساً وقد عنعن- قد توبع، وخالد بن عبد الله بن حرملة: هو المُدْلجي، والحارث بن خفاف، روى لهما مسلم هذا الحديث متابعة.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 267 و 3/ 214 - 215، ومسلم (679)(308)، وأبو يعلى (909)، وأبو عوانة 2/ 282، والطبراني في "الكبير"(4174)، والبيهقي في "السنن" 2/ 208، والمزي في "تهذيب الكمال" 5/ 227 من طريق إسماعيل بن جعفر، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(993)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 243، والطبراني في "الكبير"(4175) من طريق محمد بن بشر العبدي، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(994)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 243، من طريق عبد العزيز بن محمد، والطبراني في "تهذيب الآثار"(564) من طريق عبد الوهاب بن عبد المجيد، وابن حبان (1984)، والطبراني في "الكبير"(4175) من طريق يزيد بن هارون، والطحاوي 1/ 243 من طريق إسماعيل بن أبي كثير، ستَّتُهم عن محمد بن عمرو، عن خالد بن عبد الله بن حرملة، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 267، و 3/ 159 من طريق الفضل ابن موسى، عن محمد بن عمرو، عن خالد بن عبد الله، عن حرملة بن الحارث بن خفاف، عن خفاف، به.

قلنا: خالف الفضل بن موسى رواية الجمع عن محمد بن عمرو، فقال: عن خالد بن عبد الله، عن حرملة بن الحارث بدل خالد بن عبد الله بن حرملة، عن الحارث.

وأخرجه البخاري كذلك في "التاريخ الكبير" 2/ 267 و 3/ 159، والطبري في "تهذيب الآثار"(563) من طريق حماد، عن محمد بن عمرو، عن خالد ابن عبد الله بن حرملة، عن خفاف. فأسقط من الإسناد: الحارث بن خفاف.

قال السندي: قوله: فجعلت لعنة الكفرة، على بناء المفعول، أي: جعلت =

ص: 105

16572 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثْنِي - عَنْ افْتِرَاشِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَخِذَهُ الْيُسْرَى فِي وَسَطِ الصَّلَاةِ، وَفِي آخِرِهَا، وَقُعُودِهِ عَلَى وَرِكِهِ الْيُسْرَى، وَوَضْعِهِ يَدَهُ الْيُسْرَى عَلَى فَخِذِهِ الْيُسْرَى، وَنَصْبِهِ قَدَمَهُ الْيُمْنَى، وَوَضْعِهِ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى فَخِذِهِ الْيُمْنَى، وَنَصْبِهِ أُصْبُعَهُ السَّبَّابَةَ يُوَحِّدُ بِهَا رَبَّهُ عز وجل عِمْرَانُ (1) بْنُ أَبِي أَنَسٍ؛ أَخُو بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ وَكَانَ ثِقَةً، عَنْ أَبِي الْقَاسِمِ مِقْسَمٍ مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ قَالَ: صَلَّيْتُ فِي مَسْجِدِ بَنِي غِفَارٍ، فَلَمَّا جَلَسْتُ فِي صَلَاتِي افْتَرَشْتُ فَخِذِي الْيُسْرَى، وَنَصَبْتُ السَّبَّابَةَ. قَالَ: فَرَآنِي خُفَافُ بْنُ إِيمَاءِ بْنِ رَحَضَةَ الْغِفَارِيُّ، وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا أَصْنَعُ ذَلِكَ. قَالَ: فَلَمَّا انْصَرَفْتُ مِنْ صَلَاتِي قَالَ لِي: أَيْ بُنَيَّ، لِمَ نَصَبْتَ إِصْبَعَكَ هَكَذَا؟ قَالَ: وَمَا تُنْكِرُ؟ رَأَيْتُ النَّاسَ يَصْنَعُونَ ذَلِكَ. قَالَ: فَإِنَّكَ أَصَبْتَ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا صَلَّى يَصْنَعُ ذَلِكَ، فَكَانَ الْمُشْرِكُونَ يَقُولُونَ: إِنَّمَا يَصْنَعُ هَذَا مُحَمَّدٌ بِإِصْبَعِهِ يَسْحَرُ بِهَا (2) وَكَذَبُوا، إِنَّمَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَصْنَعُ ذَلِكَ يُوَحِّدُ بِهَا رَبَّهُ عَزَّ

= فيما بين الناس حيث يلعنونهم.

قوله: لذلك، أي: للعنه صلى الله عليه وسلم إياهم.

(1)

قال السندي: قوله: عمران بن أبي أنس، بالرفع، فاعل حدثني عن افتراش

إلخ في كلام ابن إسحاق.

(2)

في (س) و (م): يسحرها، والمثبت من (ظ 12) و (ص)، وفي (ق): ليسحر بها.

ص: 106

وَجَلَّ " (1).

(1) إسناده ضعيف لإبهام الرجل الراوي عن خفاف بن إيماء، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح غير محمد بن إسحاق، فقد روى له مسلم متابعة، وهو حسن الحديث. يعقوب بن إبراهيم: هو ابن سعد بن إبراهيم الزهري.

وأخرجه البيهقي في "السنن" 2/ 133 من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد.

وأخرجه مختصراً البيهقي في "السنن" 2/ 132 - 133 من طريق محمد بن مسامة، عن ابن إسحاق، به.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(4176) من طريق يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، عن عمران، عن مقسم، عن خفاف، به، وهذا إسناد منقطع. قال المزي: الصحيح أن بينهما رجلاً.

وأخرجه أبو يعلى (908) من طريق يزيد بن عياض، عن عمران بن أبي أنس، عن أبي القاسم مقسم، عن الحارث، عن خفاف، فسمى الرجل المبهم هو الحارث، ويبعد أن يكون هو ابن خفاف؛ لأن ذاك مدني وهذا غفاري. ثم إن في الإسناد يزيد بن عياض: وهو متروك.

وانظر حديث ابن عمر السالف برقم (6348).

ص: 107

‌حَدِيثُ الْوَلِيدِ بْنِ الْوَلِيدِ

(1)

16573 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَبَّانَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ الْوَلِيدِ، أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أَجِدُ وَحْشَةً، قَالَ:" إِذَا أَخَذْتَ مَضْجَعَكَ، فَقُلْ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّةِ مِنْ غَضَبِهِ (2) وَعِقَابِهِ وَشَرِّ عِبَادِهِ، وَمِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ وَأَنْ يَحْضُرُونِ، فَإِنَّهُ لَا يُضَرُّكَ، وَبِالْحَرِيِّ أَنْ لَا يَقْرَبَكَ "(3).

(1) قال السندي: الوليد بن الوليد، قرشي مخزومي، أخو خالد بن الوليد، وحضر بدراً مع المشركين، فأسر، فافتكَّه أخواه خالد وهشام، فلما افتدي أسلم، فعاتبوه على ذلك، فقال: كرهت أن يظنوا بي أني جزعت من الأسر. فلما أسلم حبسه أخواله، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو له في القنوت، ثم جاء أنه جاء هارباً منهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم بشدة، فقال: يا رسول الله، أنا ميت، فكفنِّي في فضلة ثوبك، واجعله مما يلي جسدي. ومات، فكفنه النبي صلى الله عليه وسلم في قميصه.

(2)

في (ق): من شر غضبه.

(3)

حديث محتمل للتحسين بشواهده، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، محمد بن حبان لم يدرك الوليد بن الوليد، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يحيى بن سعيد: هو الأنصاري غير أن صحابيه ليس له رواية في الكتب الستة.

وأخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة"(643) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 60، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 185 من طريقين عن يحيى بن سعيد، به. =

ص: 108

‌حَدِيثُ رَبِيعَةَ بْنِ كَعْبٍ الْأَسْلَمِيِّ

(1)

16574 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ (2)، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ كَعْبٍ الْأَسْلَمِيِّ، قَالَ: كُنْتُ أَنَامُ فِي حُجْرَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَكُنْتُ أَسْمَعُهُ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ يُصَلِّي يَقُولُ:" الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ " الْهَوِيَّ. قَالَ: ثُمَّ يَقُولُ: " سُبْحَانَ اللهِ الْعَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ " الْهَوِيَّ (3).

=وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/ 123، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح إلا أن محمد بن يحيى بن حبان لم يسمع من الوليد بن الوليد.

وسيكرر 6/ 7 سنداً ومتناً.

وله شاهد من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص سلف برقم (6696)، فانظره لزاماً. فقد بسطنا القول فيه هناك.

قال السندي: وقوله: "بالحَرَى"، بفتحتين وقصر الألف بمعنى اللياقة.

(1)

قال السندي: ربيعة بن كعب الأسلمي، قال الواقدي: كان من أصحاب الصُّفَّة، ولم يزل مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن قبض، فخرج من المدينة، فنزل في بلاد أسلم على بريد من المدينة، وبقي إلى أيام الحَرَّةَ، ومات بالحَرَّةَ سنة ثلاث وستين في ذي الحجة.

(2)

في (م): حدثنا معمر، عن الزهري. بزيادة: الزهري بالإسناد وهو خطأ.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، صحابيه من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال للشيخين.

وهو في "مصنف" عبد الرزاق (2563)، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير"(4569). =

ص: 109

16575 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ كَعْبٍ الْأَسْلَمِيُّ، قَالَ: كُنْتُ أَبِيتُ عِنْدَ بَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أُعْطِيهِ وَضُوءَهُ، فَأَسْمَعُهُ بَعْدَ هَوِيٍّ مِنَ اللَّيْلِ يَقُولُ:" سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ "، وَأَسْمَعُهُ بَعْدَ هَوِيٍّ مِنَ اللَّيْلِ يَقُولُ:" الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ "(1).

= وأخرجه عبد الله بن المبارك في "الزهد"(106) و (1236)، ومن طريقه النسائي في "المجتبى" 3/ 209، وفي "الكبرى"(318)، وابن حبان (2595) عن معمر، به. وقرن مع معمر الأوزاعي.

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 261، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(862)، وابن ماجه (3879)، وأبو عوانة: 2/ 181، 302 - 303، والطبراني في "الكبير"(4570) و (4572) و (4574) و (4575)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(757)، والبيهقي في "السنن" 2/ 486، والبغوي في "شرح السنة"(655) و (911) من طرق عن يحيى بن أبي كثير الطائي، به.

وسيأتي برقم (16575) و (16576) و (16579).

قال السندي: قوله: الهوي، بفتح فكسر، فتشديد ياء، وزنه فَعِيل: وهو الزمان الطويل، وقيل: مختص بالليل.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه، عبد الملك بن عمرو: هو أبو عامر العقدي، وهشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي.

وأخرجه الترمذي (3416) من طريق أبي عامر العقدي، بهذا الإسناد، وقال: هذا حديث حسن صحيح.

وأخرجه الطيالسي (1172)، وابن سعد في "الطبقات" 4/ 313، والبخاري في "الأدب المفرد"(1218)، والترمذي (3416)، وأبو عوانة 2/ 303، والطبراني في "الكبير"(4571)، وأبو نعيم في "الحلية" 2/ 31 من طرق عن =

ص: 110

16576 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ كَعْبٍ الْأَسْلَمِيِّ، قَالَ: كُنْتُ أَبِيتُ عِنْدَ بَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أُعْطِيهِ وَضُوءَهُ، فَأَسْمَعُهُ بَعْدَ هَوِيٍّ مِنَ اللَّيْلِ يَقُولُ:" سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ "، وَالْهَوِيِّ مِنَ اللَّيْلِ يَقُولُ:" الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ "(1).

16577 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ - يَعْنِي: ابْنَ فَضَالَةَ - قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، عَنْ رَبِيعَةَ الْأَسْلَمِيِّ، قَالَ: كُنْتُ أَخْدُمُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ لِي (2): " يَا رَبِيعَةُ، أَلَا تَزَوَّجُ؟ "، قَالَ: قُلْتُ: وَاللهِ لَا (3) يَا رَسُولَ اللهِ، مَا أُرِيدُ أَنْ أَتَزَوَّجَ، مَا عِنْدِي مَا يُقِيمُ الْمَرْأَةَ، وَمَا أُحِبُّ أَنْ يَشْغَلَنِي عَنْكَ شَيْءٌ، فَأَعْرَضَ عَنِّي، فَخَدَمْتُهُ مَا خَدَمْتُهُ، ثُمَّ قَالَ

= هشام الدستوائي، به.

وانظر ما قبله.

قال السندي: قوله: أعطيه وضوءه، بفتح الواو: الماء الذي يتوضأ به.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه. إسماعيل بن إبراهيم: هو المعروف بابن عُليَّة.

وانظر ما قبله.

(2)

لفظ "لي"، ليس في (م).

(3)

لفظ "لا" ليس في (ق) و (م)، وفي (ص) لم يرد لفظ: والله.

ص: 111

لِي الثَّانِيَةَ: " يَا رَبِيعَةُ، أَلَا تَزَوَّجُ؟ " فَقُلْتُ: مَا أُرِيدُ أَنْ أَتَزَوَّجَ، مَا عِنْدِي مَا يُقِيمُ الْمَرْأَةَ، وَمَا أُحِبُّ أَنْ يَشْغَلَنِي عَنْكَ شَيْءٌ. فَأَعْرَضَ عَنِّي، ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى نَفْسِي، فَقُلْتُ: وَاللهِ لَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِمَا يُصْلِحُنِي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ أَعْلَمُ مِنِّي، وَاللهِ لَئِنْ قَالَ: تَزَوَّجْ لَأَقُولَنَّ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ، مُرْنِي بِمَا شِئْتَ. قَالَ: فَقَالَ: " يَا رَبِيعَةُ، أَلَا تَزَوَّجُ؟ " فَقُلْتُ: بَلَى، مُرْنِي بِمَا شِئْتَ. قَالَ:" انْطَلِقْ إِلَى آلِ فُلَانٍ " - حَيٍّ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَكَانَ فِيهِمْ تَرَاخِي عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقُلْ لَهُمْ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُزَوِّجُونِي فُلَانَةَ " لِامْرَأَةٍ مِنْهُمْ، فَذَهَبْتُ، فَقُلْتُ لَهُمْ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُزَوِّجُونِي فُلَانَةَ. فَقَالُوا: مَرْحَبًا بِرَسُولِ اللهِ، وَبِرَسُولِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَاللهِ لَا يَرْجِعُ رَسُولُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَّا بِحَاجَتِهِ. فَزَوَّجُونِي وَأَلْطَفُونِي، وَمَا سَأَلُونِي الْبَيِّنَةَ، فَرَجَعْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَزِينًا، فَقَالَ لِي: " مَا لَكَ يَا رَبِيعَةُ؟ "، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَتَيْتُ قَوْمًا كِرَامًا، فَزَوَّجُونِي وَأَكْرَمُونِي وَأَلْطَفُونِي، وَمَا سَأَلُونِي بَيِّنَةً، وَلَيْسَ عِنْدِي صَدَاقٌ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَا بُرَيْدَةُ الْأَسْلَمِيُّ، اجْمَعُوا لَهُ وَزْنَ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ "، قَالَ: فَجَمَعُوا لِي وَزْنَ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ، فَأَخَذْتُ مَا جَمَعُوا لِي، فَأَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: " اذْهَبْ بِهَذَا إِلَيْهِمْ، فَقُلْ: هَذَا صَدَاقُهَا ". فَأَتَيْتُهُمْ، فَقُلْتُ: هَذَا صَدَاقُهَا. فَرَضُوهُ

_________

ص: 112

وَقَبِلُوهُ وَقَالُوا: كَثِيرٌ طَيِّبٌ. قَالَ: ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حَزِينًا، فَقَالَ:" يَا رَبِيعَةُ، مَا لَكَ حَزِيناً؟ "(1) فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا رَأَيْتُ قَوْمًا أَكْرَمَ مِنْهُمْ، رَضُوا بِمَا آتَيْتُهُمْ وَأَحْسَنُوا، وَقَالُوا: كَثِيرًا طَيِّبًا (2) وَلَيْسَ عِنْدِي مَا أُولِمُ. قَالَ: " يَا بُرَيْدَةُ، اجْمَعُوا لَهُ شَاةً " قَالَ: فَجَمَعُوا لِي كَبْشًا عَظِيمًا سَمِينًا، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" اذْهَبْ إِلَى عَائِشَةَ فَقُلْ لَهَا: فَلْتَبْعَثْ بِالْمِكْتَلِ الَّذِي فِيهِ الطَّعَامُ "، قَالَ: فَأَتَيْتُهَا، فَقُلْتُ لَهَا مَا أَمَرَنِي بِهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَقَالَتْ: هَذَا الْمِكْتَلُ فِيهِ تِسْعُ آصُعِ شَعِيرٍ، لَا وَاللهِ إِنْ أَصْبَحَ لَنَا طَعَامٌ غَيْرُهُ، خُذْهُ. فَأَخَذْتُهُ، فَأَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَأَخْبَرْتُهُ مَا قَالَتْ عَائِشَةُ، فَقَالَ:" اذْهَبْ بِهَذَا إِلَيْهِمْ، فَقُلْ: لِيُصْبِحْ هَذَا عِنْدَكُمْ خُبْزًا ". فَذَهَبْتُ إِلَيْهِمْ، وَذَهَبْتُ بِالْكَبْشِ، وَمَعِي أُنَاسٌ مِنْ أَسْلَمَ، فَقَالَ: لِيُصْبِحْ هَذَا عِنْدَكُمْ خُبْزًا وَهَذَا طَبِيخًا، فَقَالُوا: أَمَّا الْخُبْزُ فَسَنَكْفِيكُمُوهُ، وَأَمَّا الْكَبْشُ فَاكْفُونَا أَنْتُمْ. فَأَخَذْنَا الْكَبْشَ أَنَا وَأُنَاسٌ مِنْ أَسْلَمَ، فَذَبَحْنَاهُ، وَسَلَخْنَاهُ، وَطَبَخْنَاهُ، فَأَصْبَحَ عِنْدَنَا خُبْزٌ وَلَحْمٌ، فَأَوْلَمْتُ وَدَعَوْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم.

(1) في الأصل: حَزِينٌ، وقد ضبب فوقها في (س).

(2)

قال السندي: بالنصب، أي أعطيتَ كثيراً طيباً.

ص: 113

ثُمَّ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَعْطَانِي بَعْدَ ذَلِكَ أَرْضًا، وَأَعْطَى أَبَا بَكْرٍ (1) أَرْضًا. وَجَاءَتِ الدُّنْيَا، فَاخْتَلَفْنَا فِي عِذْقِ نَخْلَةٍ، فَقُلْتُ أَنَا: هِيَ فِي حَدِّي، وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: هِيَ فِي حَدِّي. فَكَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ أَبِي بَكْرٍ كَلَامٌ، فَقَالَ لِي (2) أَبُو بَكْرٍ كَلِمَةً كَرِهَهَا وَنَدِمَ، فَقَالَ لِي: يَا رَبِيعَةُ رُدَّ عَلَيَّ مِثْلَهَا حَتَّى تَكُونَ قِصَاصًا. قَالَ: قُلْتُ: لَا أَفْعَلُ. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: لَتَقُولَنَّ أَوْ لَأَسْتَعْدِيَنَّ عَلَيْكَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: مَا أَنَا بِفَاعِلٍ، قَالَ: وَرَفَضَ الْأَرْضَ، وَانْطَلَقَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَانْطَلَقْتُ أَتْلُوهُ، فَجَاءَ نَاسٌ مِنْ أَسْلَمَ، فَقَالُوا لِي: رَحِمَ اللهُ أَبَا بَكْرٍ، فِي أَيِّ شَيْءٍ يَسْتَعْدِي عَلَيْكَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ قَالَ لَكَ مَا قَالَ؟ فَقُلْتُ: أَتَدْرُونَ مَا هَذَا؟ هَذَا أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ، هَذَا ثَانِيَ اثْنَيْنِ، وَهَذَا ذُو شَيْبَةِ الْمُسْلِمِينَ، إِيَّاكُمْ لَا يَلْتَفِتُ فَيَرَاكُمْ تَنْصُرُونِي عَلَيْهِ فَيَغْضَبَ، فَيَأْتِيَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَيَغْضَبَ لِغَضَبِهِ، فَيَغْضَبَ اللهُ عز وجل لِغَضَبِهِمَا، فَيُهْلِكَ رَبِيعَةَ، قَالُوا: مَا تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: ارْجِعُوا. قَالَ: فَانْطَلَقَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَتَبِعْتُهُ وَحْدِي حَتَّى أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَحَدَّثَهُ الْحَدِيثَ كَمَا كَانَ، فَرَفَعَ إِلَيَّ رَأْسَهُ، فَقَالَ:" يَا رَبِيعَةُ، مَا لَكَ وَلِلصِّدِّيقِ؟ " قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَانَ كَذَا كَانَ

(1) في (م): وأعطاني أبو بكر.

(2)

لفظ "لي" ليس في (م).

ص: 114

كَذَا، قَالَ لِي كَلِمَةً كَرِهَهَا، فَقَالَ لِي: قُلْ كَمَا قُلْتُ حَتَّى يَكُونَ قِصَاصًا، فَأَبَيْتُ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَجَلْ، فَلَا تَرُدَّ عَلَيْهِ، وَلَكِنْ قُلْ: غَفَرَ اللهُ لَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ " فَقُلْتُ: غَفَرَ اللهُ لَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ. قَالَ الْحَسَنُ: فَوَلَّى أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه وَهُوَ يَبْكِي (1).

(1) إسناده ضعيف جداً على نكارةٍ فيه، المبارك بن فضالة يدلس ويسوي -وهو شر أنواع التدليس- وقد عنعن هنا، وتصريحه بالسماع في جميع طبقات الإسناد عند الحاكم 3/ 521 إنما هو في قطعة صغيرة منه، ولا يطمئن القلب إلى هذا التصريح، فقد رواه الحاكم كذلك 2/ 172 - 174 بتمامه بالإسناد نفسه معنعناً، ثم إنه تفرَّد به، وهو لا يحتمل تفرده، ويظهر لنا أيضاً أن أبا عمران الجوني -وهو بصري- لم يسمع من ربيعة بن كعب، لأن ربيعة سكن على بريد من المدينة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وبقي فيها حتى وفاته سنة (63 هـ)، ولا يعكر على هذا رؤيته لعمران بن حصين المتوفى سنة (52 هـ)، فقد كان عمران نزيل البصرة، ثم إنه جاء في آخر الحديث: قال الحسن، وسواء كان القائلَ المبارك ابن فضالة، أو أبو عمران، فإنه يدل على الانقطاع، وقد روي من طريق ابن سعد -كما سيأتي- مرسلاً.

وأخرجه الطيالسي (1173) و (1174)، وأخرجه الطبراني في "الكبير"(4577) و (4578) من طريق عمرو بن مرزوق، والحاكم 2/ 172 - 174 و 3/ 521 من طريق عفان بن مسلم، ثلاثتهم عن المبارك بن فضالة، بهذا الإسناد. وقال الحاكم 2/ 175: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، وتعقبه الذهبي بقوله: لم يحتج مسلم بمبارك.

وأخرجه ابن سعد 4/ 313 عن مسلم بن إبراهيم الفراهيدي، عن الحارث ابن عبيد: وهو أبو قدامة الإيادي، عن أبي عمران الجوني أن النبي صلى الله عليه وسلم، =

ص: 115

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= مرسلاً، فذكر نحو قصة الخصومة بين أبي بكر وربيعة. والحارث بن عبيد ضعيف.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/ 257 و 9/ 45 وقال: رواه أحمد والطبراني، وفيه مبارك بن فضالة، وحديثه حسن، وبقية رجال أحمد رجال الصحيح.

قال السندي: قوله: "ألا تزوج؟ ": أصله تتزوج بالتاءين حُذِفَتْ إحداهما.

قوله: أن يشغلني: يريد أن مقصوده المداومة على خدمته صلى الله عليه وسلم، وأمر المرأة يكون شاغلاً عن ذلك.

قوله: الثانيةَ، أي: المرة الثانية.

قوله: ثم رجعت إلى نفسي، أي: بالمشورة.

قوله: تراخي، أي: تأخر في الحضور عنده صلى الله عليه وسلم بأن مضت أيام وما حضروا فيها. أو المراد البعد مكاناً، أي: كانت منازلهم بعيدة، أو أنهم تأخَّروا عن الطاعة في أمرٍ، والله تعالى أعلم.

قوله: البَيِّنة: على المهر.

قوله: اجمعوا: الخطابُ له ولقبيلته.

قوله: وزن نواة: ظاهره أنه كان لهم وزن معلوم بهذا الاسم.

قوله: بما آتيتهم، بالمد، أي: بما أعطيتهم.

قوله: إن أصبح، بكسر همزة إن على أنها نافية.

قوله: فسنكفيكموه، أي: نحن نقوم بأمره، أي: نحن نخبز وأنتم اطبخوا ليتم الأمر بسهولة.

قوله: فاختلفنا، أي: أنا وأبو بكر.

قوله: في عذق نخلة، بفتح العين، هي النخلة، والإضافة للبيان.

قوله: كرهها، أي: قالها حالة الغضب، ثم ندم عليها.

قوله: ذو شيبة المسلمين، أي: ذو رياستهم. =

ص: 116

16578 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ مُجْمِرٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " سَلْنِي أُعْطِكَ " قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَنْظِرْنِي أَنْظُرْ فِي أَمْرِي. قَالَ:" فَانْظُرْ فِي أَمْرِكَ " قَالَ: فَنَظَرْتُ، فَقُلْتُ: إِنَّ أَمْرَ الدُّنْيَا يَنْقَطِعُ، فَلَا أَرَى شَيْئًا خَيْرًا مِنْ شَيْءٍ آخُذُهُ لِنَفْسِي لِآخِرَتِي، فَدَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:" مَا (1) حَاجَتُكَ؟ " فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، اشْفَعْ لِي إِلَى رَبِّكَ عز وجل، فَلْيُعْتِقْنِي مِنَ النَّارِ، فَقَالَ:" مَنْ أَمَرَكَ بِهَذَا؟ " فَقُلْتُ: لَا وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ، مَا أَمَرَنِي بِهِ أَحَدٌ، وَلَكِنِّي نَظَرْتُ فِي أَمْرِي، فَرَأَيْتُ أَنَّ الدُّنْيَا زَائِلَةٌ مِنْ أَهْلِهَا، فَأَحْبَبْتُ أَنْ آخُذَ لِآخِرَتِي. قَالَ:" فَأَعِنِّي عَلَى نَفْسِكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ "(2).

= قوله: إياكم، أي: وأن تنصروني.

قوله: لا يلتفت .. إلخ: النفي متوجه إلى المجموع، أي: لا يتحقق هذا المجموع، وهو أن يلتفت إليكم فيراكم .. إلخ.

(1)

لفظ "ما" ليس في (ظ 12)، وأشير في (س) على أنه نسخة.

(2)

حديث حسن بهذا السياق دون قوله: "فأعني على نفسك بكثرة السجود" فصحيح لغيره. إسماعيل بن عياش -وإن كان ضعيفاً في روايته عن غير أهل بلده- قد توبع، ومحمد بن إسحاق قد صرح بالتحديث في الرواية الآتية برقم (16579) فانتفت شبهة تدليسه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو اليمان: هو الحكم بن نافع الحمصي، ومحمد بن عمرو بن عطاء. هو العامري.

وأخرجه مسلم (489)(26)، وأبو داود (132)، والنسائي في "المجتبى" 2/ 227، وفي "الكبرى"(724)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" =

ص: 117

16579 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ مُجْمِرٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: كُنْتُ أَخْدُمُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَقُومُ لَهُ فِي حَوَائِجِهِ نَهَارِي أَجْمَعَ، حَتَّى يُصَلِّيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ، فَأَجْلِسَ بِبَابِهِ إِذَا دَخَلَ بَيْتَهُ أَقُولُ: لَعَلَّهَا أَنْ تَحْدُثَ (1) لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَاجَةٌ، فَمَا أَزَالُ أَسْمَعُهُ يَقُولُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" سُبْحَانَ اللهِ، سُبْحَانَ اللهِ، سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ " حَتَّى أَمَلَّ، فَأَرْجِعَ أَوْ تَغْلِبَنِي عَيْنِي، فَأَرْقُدَ. قَالَ: فَقَالَ لِي يَوْمًا لِمَا يَرَى مِنْ خِفَّتِي لَهُ وَخِدْمَتِي إِيَّاهُ: " سَلْنِي يَا رَبِيعَةُ أُعْطِكَ " قَالَ: فَقُلْتُ: أَنْظُرُ فِي أَمْرِي يَا رَسُولَ اللهِ، ثُمَّ أُعْلِمُكَ ذَلِكَ. قَالَ: فَفَكَّرْتُ فِي نَفْسِي، فَعَرَفْتُ أَنَّ الدُّنْيَا مُنْقَطِعَةٌ زَائِلَةٌ، وَأَنَّ لِي فِيهَا رِزْقًا

= (2387)، وأبو نعيم في "الحلية" 2/ 31 - 32 من طريق الأوزاعي، عن يحيى ابن أبي كثير الطائي، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن ربيعة بن كعب الأسلمي، قال: كنت أبيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتيته بوَضوئه وحاجته، فقال لي:"سل". فقلت: أسألك مرافقتك في الجنة. فقال: "أو غير ذلك؟ " قلت: هو ذلك. قال: "فأعني على نفسك بكثرة السجود"، وهذا لفظ مسلم.

وسيأتي نحوه برقم (16579).

وقد سلف نحوه من حديث خادم النبي صلى الله عليه وسلم برقم (16076)، والخادم هو ربيعة بن كعب نفسه، أبهم هناك، وصُرِّح باسمه هنا.

وقوله: "أعني على نفسك بكثرة السجود" سلف نحوه من حديث أبي فاطمة برقم (15526).

قال السندي: قوله: أنظرني، من الإنظار، أي: أمهلني.

(1)

في (ظ 12) و (ص): يحدث.

ص: 118

سَيَكْفِينِي وَيَأْتِينِي. قَالَ: فَقُلْتُ: أَسْأَلُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِآخِرَتِي، فَإِنَّهُ مِنَ اللهِ عز وجل بِالْمَنْزِلِ الَّذِي هُوَ بِهِ. قَالَ: فَجِئْتُهُ فَقَالَ: " مَا فَعَلْتَ يَا رَبِيعَةُ؟ " قَالَ: فَقُلْتُ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ، أَسْأَلُكَ أَنْ تَشْفَعَ لِي إِلَى رَبِّكَ، فَيُعْتِقَنِي مِنَ النَّارِ. قَالَ: فَقَالَ: " مَنْ أَمَرَكَ بِهَذَا يَا رَبِيعَةُ؟ ". قَالَ: فَقُلْتُ: لَا وَاللهِ الَّذِي بَعَثَكِ بِالْحَقِّ، مَا أَمَرَنِي بِهِ أَحَدٌ، وَلَكِنَّكَ لَمَّا قُلْتَ: سَلْنِي أُعْطِكَ، وَكُنْتَ مِنَ اللهِ بِالْمَنْزِلِ الَّذِي أَنْتَ بِهِ، نَظَرْتُ فِي أَمْرِي وَعَرَفْتُ (1) أَنَّ الدُّنْيَا مُنْقَطِعَةٌ وَزَائِلَةٌ، وَأَنَّ لِي فِيهَا رِزْقًا سَيَأْتِينِي، فَقُلْتُ: أَسْأَلُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِآخِرَتِي. قَالَ: فَصَمَتَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم طَوِيلًا، ثُمَّ قَالَ لِي:" إِنِّي فَاعِلٌ، فَأَعِنِّي عَلَى نَفْسِكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ "(2).

(1) في (ظ 12) و (ص): فعرفت.

(2)

حديث حسن دون قوله: "فأعني على نفسك بكثرة السجود" فصحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل ابن إسحاق: وهو محمد، وقد صرح بالتحديث هنا، فانتفت شبهة تدليسه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزهري.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(4576) من طريق محمد بن سلمة، عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد.

وقد سلف نحوه برقم (16578)، وذكرنا هناك شواهد لقوله صلى الله عليه وسلم:"فأعني على نفسك بكثرة السجود". وانظر (16574).

ص: 119

‌حَدِيثُ أَبِي عَيَّاشٍ الزُّرَقِيِّ

(1)

16580 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي عَيَّاشٍ الزُّرَقِيِّ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِعُسْفَانَ، فَاسْتَقْبَلَنَا الْمُشْرِكُونَ، عَلَيْهِمْ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَهُمْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ، فَصَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الظُّهْرَ، فَقَالُوا: قَدْ كَانُوا عَلَى حَالٍ لَوْ أَصَبْنَا غِرَّتَهُمْ، ثُمَّ قَالُوا: تَأْتِي (2) عَلَيْهِمُ الْآنَ صَلَاةٌ هِيَ أَحَبُّ إِلَيْهِمْ مِنْ أَبْنَائِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ. قَالَ: فَنَزَلَ جِبْرِيلُ عليه السلام بِهَذِهِ الْآيَاتِ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ: {وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ} [النساء: 102]. قَالَ: فَحَضَرَتْ، فَأَمَرَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَخَذُوا السِّلَاحَ، قَالَ: فَصَفَفْنَا خَلْفَهُ صَفَّيْنِ، قَالَ: ثُمَّ رَكَعَ، فَرَكَعْنَا جَمِيعًا، ثُمَّ رَفَعَ، فَرَفَعْنَا جَمِيعًا، ثُمَّ سَجَدَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِالصَّفِّ الَّذِي يَلِيهِ، وَالْآخَرُونَ قِيَامٌ يَحْرُسُونَهُمْ، فَلَمَّا سَجَدُوا وَقَامُوا، جَلَسَ الْآخَرُونَ، فَسَجَدُوا فِي مَكَانِهِمْ، ثُمَّ تَقَدَّمَ هَؤُلَاءِ

(1) قال السندي: أبو عياش -بالشين المعجمة- الزرقي الأنصاري. قيل: اسمه زيد بنا الصامت، وقيل غير ذلك، قال ابن سعد: شهد أحداً وما بعدها، ويقال: إنه عاش إلى خلافة معاوية. قال الحافظ في "الإصابة" ما حاصله: إنه الراوي لحديث صلاة الخوف، وأما الراوي لحديث: من قال إذا أصبح لا إله إلا الله، فقيل هو، وعلى ذلك جرى أبو أحمد الحاكم، وكذا وقع في "الكنى" لأبي بشر الدولابي، وقال: والذي يظهر أنه غيره. قلت (القائل السندي): ومقتضى صنيع الإمام أنه هو أيضاً، والله تعالى أعلم.

(2)

في (ظ 12) و (ص): قال: يأتي ..

ص: 120

إِلَى مَصَافِّ هَؤُلَاءِ، وَجَاءَ هَؤُلَاءِ إِلَى مَصَافِّ هَؤُلَاءِ، قَالَ: ثُمَّ رَكَعَ، فَرَكَعُوا جَمِيعًا، ثُمَّ رَفَعَ، فَرَفَعُوا جَمِيعًا، ثُمَّ سَجَدَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَالصَّفُّ الَّذِي يَلِيهِ، وَالْآخَرُونَ قِيَامٌ يَحْرُسُونَهُمْ، فَلَمَّا جَلَسَ (1)، جَلَسَ الْآخَرُونَ فَسَجَدُوا، ثُمَّ سَلَّمَ (2) عَلَيْهِمْ، ثُمَّ انْصَرَفَ، قَالَ: فَصَلَّاهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّتَيْنِ: مَرَّةً بِعُسْفَانَ، وَمَرَّةً بِأَرْضِ بَنِي سُلَيْمٍ (3).

(1) في (ظ 12) و (ص): جلسوا.

(2)

في (ق) و (م): فسلَّم، وهي نسخة في (س).

(3)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن صحابيه لم يخرج له سوى أبي داود والنسائي. منصور: هو ابن المعتمر، ومجاهد: هو ابن جبر المكي.

وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه"(4237)، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير"(5132)، والدارقطني 2/ 59 - 60.

وأخرجه الطيالسي (1347)، وأبو داود (1236)، والنسائي في "المجتبى" 3/ 177 - 178، والدولابي في "الكنى" 1/ 47، والطبري في "تفسيره"(10323) و (10324) و (10378)، وابن حبان (2876)، والطبراني في "الكبير"(5133 - 5140)، والدارقطني 2/ 160، والحاكم 1/ 337 - 338، والبيهقي في "السنن" 3/ 254 - 255 و 256 - 257، والبغوي في "شرح السنة"(1096) من طرق عن منصور بن المعتمر، به.

وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي، وجوَّد إسناده الحافظ في "الإصابة".

وقد سلف نحوه من حديث عبد الله بن مسعود برقم (3561) وذكرنا هناك أحاديث الباب.

قال السندي: قوله: بعُسْفان، بضم عين مهملة، وسكون سين مهملة: قرية =

ص: 121

16581 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي عَيَّاشٍ الزُّرَقِيِّ - قَالَ شُعْبَةُ: كَتَبَ بِهِ إِلَيَّ، وَقَرَأْتُهُ عَلَيْهِ، وَسَمِعْتُهُ مِنْهُ يُحَدِّثُ بِهِ، وَلَكِنِّي حَفِظْتُهُ مِنَ الْكِتَابِ - أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ فِي مَصَافِّ الْعَدُوِّ بِعُسْفَانَ، وَعَلَى الْمُشْرِكِينَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ، فَصَلَّى بِهِمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الظُّهْرَ، ثُمَّ قَالَ الْمُشْرِكُونَ: إِنَّ لَهُمْ صَلَاةً بَعْدَ هَذِهِ هِيَ أَحَبُّ إِلَيْهِمْ مِنْ أَبْنَائِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ، قَالَ: فَصَلَّى بِهِمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْعَصْرَ، فَصَفَّهُمْ صَفَّيْنِ خَلْفَهُ، قَالَ: فَرَكَعَ بِهِمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَمِيعًا، فَلَمَّا رَفَعُوا رُؤُوسَهُمْ سَجَدَ الصَّفُّ الَّذِي يَلِيهِ، وَقَامَ الْآخَرُونَ، فَلَمَّا رَفَعُوا رُؤُوسَهُمْ سَجَدَ الصَّفُّ الْمُؤَخَّرُ، لِرُكُوعِهِمْ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: ثُمَّ تَأَخَّرَ الصَّفُّ الْمُقَدَّمُ، وَتَقَدَّمَ الصَّفُّ الْمُؤَخَّرُ، فَقَامَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ فِي مَقَامِ صَاحِبِهِ، ثُمَّ رَكَعَ بِهِمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَمِيعًا، فَلَمَّا رَفَعُوا رُؤُوسَهُمْ مِنَ الرُّكُوعِ، سَجَدَ الصَّفُّ الَّذِي يَلِيهِ، وَقَامَ الْآخَرُونَ.

= بين مكة والمدينة.

قوله: غِرَّتهم، بكسر غين معجمة، وتشديد راء، أي: غفلتهم، أي: لو وقعنا علميهم في حال غفلتهم لكان أحسن، فجواب "لو" محذوف، أو كلمة "لو" للتمني.

قوله: هي أحب إليهم، أي: فلا يتركونها فنُصيبهم حينئذٍ، والحديث يدل على أن العصر هي الوسطى، وأن المؤمنين كانوا كثيري الاهتمام بها حتى ظهر ذلك للمشركين من حالهم.

ص: 122

ثُمَّ سَلَّمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَيْهِمْ (1).

16582 -

حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي عَيَّاشٍ الزُّرَقِيِّ، قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَاةَ الْخَوْفِ وَالْمُشْرِكُونَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ مَرَّتَيْنِ: مَرَّةً بِأَرْضِ بَنِي سُلَيْمٍ، وَمَرَّةً بِعُسْفَانَ (2).

16583 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي عَيَّاشٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ قَالَ إِذَا (3) أَصْبَحَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، كَانَ لَهُ كَعَدْلِ رَقَبَةٍ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ،

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن صحابيه لم يخرج له سوى أبي داود والنسائي.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(5134) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 465، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2179)، والنسائي في "المجتبى" 3/ 176 - 177، والطبراني في "الكبير"(5134) من طريق محمد بن جعفر، به.

وقد سلف برقم (16580).

(2)

حديث صحيح، مؤمل: وهو ابن إسماعيل، وإن كان فيه ضعف من جهة حفظه، إلا أنه ثقة في سفيان الثوري، وهو إلى ذلك متابع.

وقد سلف برقم (16580).

(3)

في (م): حين.

ص: 123

وَكُتِبَ لَهُ بِهَا عَشْرُ حَسَنَاتٍ، وَحُطَّ عَنْهُ بِهَا عَشْرُ سَيِّئَاتٍ، وَرُفِعَتْ لَهُ بِهَا عَشْرُ دَرَجَاتٍ، وَكَانَ فِي حِرْزٍ مِنَ الشَّيْطَانِ حَتَّى يُمْسِيَ، وَإِذَا أَمْسَى مِثْلُ ذَلِكَ حَتَّى يُصْبِحَ ". قَالَ: فَرَأَى رَجُلٌ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِيمَا يَرَى النَّائِمُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَبَا عَيَّاشٍ يَرْوِي عَنْكَ كَذَا وَكَذَا، قَالَ:" صَدَقَ أَبُو عَيَّاشٍ "(1).

(1) حديث صحيح على خلاف في صحابيه، هل هو الزُّرَقي أم غيره، وجرى على أنه هو: البخاري وأبو أحمد الحاكم والدولابي في "الكنى"، وهذا مقتضى صنيع الإمام أحمد هنا، وفرق بينهما الحافظ في "الإصابة"، والمزي في "تهذيب الكمال"، والخلاف في الصحابي لا يضر.

وأخرجه ابن أبي شيبة 9/ 79 - 80 و 10/ 244، والنسائي في "الكبرى"(9852) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(27) - وابن ماجه (3867) من طريق حسن بن موسى، بهذا الإسناد. وقد تحرف في مطبوع ابن أبي شيبة اسم أبي عياش إلى ابن عياش.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 381 - 382، وأبو داود (5077)، والطبراني في "الكبير"(5141)، وفي "الدعاء"(331) من طريقين عن حماد ابن سلمة، به.

وأخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة"(63) من طريق أبي هلال، عن أبي صالح، به.

وأخرجه الدولابي في "الكنى" 1/ 46 - 47 من طريق زيد بن أسلم، عن أبي عياش، به.

وأخرجه أبو داود (5077) من طريق وهيب: وهو ابن خالد، عن سهيل ابن أبي صالح، عن أبيه، عن ابن أبي عائش، به، فسماه ابن أبي عائش، وقال أبو داود: رواه إسماعيل بن جعفر وموسى الزمعي وعبد الله بن جعفر، عن سهيل، عن أبيه، عن ابن عائش. =

ص: 124

‌حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ الْقَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ

(1)

16584 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْقَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَمْرِو بْنِ الْقَارِيِّ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدِمَ، فَخَلَّفَ سَعْدًا مَرِيضًا حَيْثُ خَرَجَ إِلَى حُنَيْنٍ، فَلَمَّا قَدِمَ مِنْ جِعِرَّانَةَ مُعْتَمِرًا دَخَلَ عَلَيْهِ وَهُوَ وَجِعٌ مَغْلُوبٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ لِي مَالًا، وَإِنِّي أُورَثُ كَلَالَةً، أَفَأُوصِي بِمَالِي كُلِّهِ أَوْ أَتَصَدَّقُ بِهِ؟ قَالَ:" لَا " قَالَ: أَفَأُوصِي بِثُلُثَيْهِ؟ قَالَ: " لَا " قَالَ: أَفَأُوصِي بِشَطْرِهِ؟ قَالَ: " لَا " قَالَ: أَفَأُوصِي بِثُلُثِهِ؟ قَالَ: " نَعَمْ، وَذَاكَ كَثِيرٌ " قَالَ: أَيْ رَسُولَ اللهِ، أَمُوتُ بِالدَّارِ الَّتِي خَرَجْتُ مِنْهَا مُهَاجِرًا؟ قَالَ:" إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَرْفَعَكَ اللهُ، فَيَنْكَأَ بِكَ أَقْوَامًا، وَيَنْفَعَ بِكَ آخَرِينَ. يَا عَمْرُو بْنَ الْقَارِيِّ إِنْ مَاتَ سَعْدٌ بَعْدِي، فَهَا هُنَا فَادْفِنْهُ، نَحْوَ طَرِيقِ الْمَدِينَةِ " وَأَشَارَ بِيَدِهِ هَكَذَا (2).

= قال السندي: قوله: "كعدل رقبة"، بفتح العين، بمعنى المثل، وأما بكسر العين فبمعنى الزِّنَة، ثم الظاهر أن الكاف زائدة، والعدل اسم كان.

قوله: "إذا أمسى مثل ذلك"، أي: إذا أمسى وقال فله مثل ذلك، ففي اللفظ اختصار.

(1)

هو: عمرو بن القاري، وقيل: عمرو بن عبد الله القاري، وقيل: عمرو ابن عبد، بلا إضافة. قال خليفة: هو من بني غالب بن أثيع من الهُون بنُ خزيمة بن مُدْرِكَةَ من بني القارة. وقد استعمله رسول الله على غنائم حُنين.

(2)

إسناده ضعيف لجهالة حال عمرو بنا القاري، وهو عمرو بن عبد الله =

ص: 125

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= ابن عمرو بن عبد القاري، ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 6/ 242، والحافظ في "التعجيل"، ولم يذكرا في الرواة عنه غير عبد الله بن عثمان بن خثيم، ولم يؤثر توثيقه عن أحد، ووالده عبد الله بن عمرو ترجم له الحافظ في "التعجيل" 1/ 757، وقال: روى عنه ابنه عمرو، وذكره ابن حبان في "الثقات"، هكذا استدركه شيخنا الهيثمي، وقد ذكر في "التهذيب" وسمى جده عبداً بغير إضافة، وذكر أن بعضهم نسبه إلى جده، فقال: عبد الله بن عبد القاري، ورجح في ترجمة عبد الله بن عبد أنه أخو عبد الرحمن بن عبد القاري، وفيه نظر، فإن أخا عبد الرحمن ذكره البغوي وابن حبان في الصحابة، فالذي يظهر أنه آخر، وقد أخرج مسلم لعبد الله بن عمرو القاري حديثاً في قراءة سورة المؤمنين في الصلاة.

قلنا: الذي روى له مسلم هو عبد الله بن عمرو غير منسوب، وقد جاء في بعض طرقه عبد الله بن عمرو بن العاص، وهو وهم، وقيل: هو عبد الله بن عمرو المخزومي، وهو الأشبه.

وقد اختلف فيه على عبد الله بن عثمان بن خثيم كما سيأتي.

وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 3/ 146، والبزار (1383)(زوائد)، والبيهقي في "السنن" 9/ 18 - 19 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 6/ 311 عن القاسم بن يحيى، عن عبد الله بن خثيم، به مختصراً، وفيه: دخل على سعد يوم الفتح.

وأخرجه الفاكهي في "أخبار مكة"(2383) من طريق ابن أبي الضيف، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن عبيد الله بن عياض بن عمرو القاري، عن أبيه، عن جده عمرو بن القاري، به. وفيه: يوم الفتح.

وقال البخاري في "التاريخ الكبير" 6/ 311: وقال محمد بن يزيد: عن ابن خثيم، عن عبيد الله بن عياض، عن أبيه، عن جده عمرو القاري. قال ابن يزيد: وهو عمرو بن عبد القاري. وقال ابن جريج: حدثنا ابن خثيم، قال =

ص: 126

‌حَدِيثُ مَنْ شَهِدَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم

16585 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو الْقُرَشِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ شَهِدَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَأَمَرَ بِرَجْمِ رَجُلٍ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، فَلَمَّا أَصَابَتْهُ الْحِجَارَةُ، فَرَّ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:

= النبي صلى الله عليه وسلم لعمرو بن القاري، مثله. وفي مطبوع البخاري: عبد الله بن عياض، وهو تصحيف.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/ 212، وقال: رواه أحمد والطبراني، وفيه عياض بن عمرو القاري، ولم يجرحه أحد، ولم يوثقه.

قلنا: رواية الطبراني لم نقع عليها في المطبوع، فلعلمها في القسم المفقود منه، وقد فات الهيثمي أن ينسبه إلى البزار.

وانظر حديث سعد بن أبي وقاص، السالف برقم (1440).

قال السندي: قوله: فخلَّف، من التخليف.

قوله: مغلوب، أي: عليه المرض، وليس المراد أنه مغلوب على عقله إلا أن يقال: يمكن أن يكون مغلوباً على عقله أولاً، ثم حصل له الإفاقة بعد دخوله صلى الله عليه وسلم.

قوله: أُورَث، على بناء المفعول.

قوله: كلالةً، أي: بالنصب، أي: حال كوني كلالة ليس لي عصبة من الأولاد، وقد كان له ابنة وعصبات.

قوله: أَموت بالدار

إلخ: وهو يشبه الرجوع فيما تركه لله.

قوله: "يرفعك الله"، أي: من هذا المرض.

قوله: "فينكأ" -كيمنع -بهمزة-، أي: قتل وجرح بوجودك ناساً من الكفرة، والمشهور في هذا المعنى: نكى ينكي، كرمى.

ص: 127

" فَهَلَّا تَرَكْتُمُوهُ "(1).

16586 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ الصَّنْعَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: حَدَّثَنِي فَنَّجُ، قَالَ: كُنْتُ أَعْمَلُ فِي الدِّيْنَبَاد، وَأُعَالِجُ فِيهِ، فَقَدِمَ يَعْلَي بْنُ أُمَيَّةَ أَمِيرًا عَلَى الْيَمَنِ، وَجَاءَ مَعَهُ رِجَالٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَجَاءَنِي رَجُلٌ مِمَّنْ قَدِمَ مَعَهُ وَأَنَا فِي الزَّرْعِ أُصَرِّفُ الْمَاءَ فِي

(1) حديث حسن لغيره غير أن قوله: بين مكة والمدينة، فيه نظر كما سيأتي، وهذا إسناده ضعيف لجهالة حال عبد العزيز بن عبد الله بن عمرو القرشي، فقد انفرد بالرواية عنه سماك بن حرب، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقد اختلف على سماك باسمه، فقد رواه أبو أحمد الزبيري عن إسرائيل، عن سماك، قال: حدثني عبد العزيز بن عبد الله بن عامر، ولم ينسبه كما سيأتي في الرواية رقم (16622)، وقد خلط الحسيني بينه وبين رواة أُخر، وتعقبه الحافظ في "التعجيل" فليُنظر لزاماً، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير سماك بن حرب، فمن رجال مسلم، وهو حسن الحديث. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 6/ 267، وقال: رواه أحمد ورجاله ثقات.

وسيأتي برقم (16622) و 5/ 378 - 379، وسيكرر 5/ 374.

وقد سلف نحوه من حديث مضر بن دهر الأسلمي برقم (15555)، وذكرنا هناك شواهده.

قال السندي: قوله: أمر برجم رجل بين مكة والمدينة: المشهور أن الوقعة كانت بالمدينة، فلعل هذا وقعة أخرى غير المشهورة.

قلنا: وربما أراد خارج المدينة من جهة مكة، وبه يستقيم المعنى، والله أعلم.

ص: 128

الزَّرْعِ وَمَعَهُ فِي كُمِّهِ جَوْزٌ، فَجَلَسَ عَلَى سَاقِيَةٍ مِنَ الْمَاءِ وَهُوَ يَكْسِرُ مِنْ ذَلِكَ الْجَوْزِ، وَيَأْكُلُهُ، ثُمَّ أَشَارَ إِلَى فَنَّجَ، فَقَالَ: يَا فَارِسِيُّ، هَلُمَّ. قَالَ: فَدَنَوْتُ مِنْهُ، فَقَالَ الرَّجُلُ لِفَنَّجَ: أَتَضْمَنُ لِي غَرْسَ هَذَا الْجَوْزِ عَلَى هَذَا الْمَاءِ؟ فَقَالَ لَهُ فَنَّجُ: مَا يَنْفَعُنِي ذَلِكَ؟ فَقَالَ الرَّجُلُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ بِأُذُنَيَّ هَاتَيْنِ: " مَنْ نَصَبَ شَجَرَةً، فَصَبَرَ عَلَى حِفْظِهَا وَالْقِيَامِ عَلَيْهَا حَتَّى تُثْمِرَ، كَانَ لَهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ يُصَابُ مِنْ ثَمَرَتِهَا صَدَقَةٌ عِنْدَ اللهِ عز وجل " فَقَالَ لَهُ فَنَّجُ: آنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ فَنَّجُ: فَأَنَا أَضْمَنُهَا. قَالَ: فَمِنْهَا جَوْزُ الدِّيْنَبَادِ (1).

(1) إسناده ضعيف لجهالة حال فَنَّج، فقد انفرد بالرواية عنه عبد الله بن وهب بن مُنَبِّه، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقال الحسيني في "الإكمال": مجهول، وذكر أن حديثه هذا منكر. وعبد الله بن وهب: روى عنه جمع، وقال أبو داود: معروف، وقال الذهبي: ما علمت أحداً وثقه. قلنا: يعني مستور الحال، وداود بن قيس الصَّنْعاني، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 4/ 369 - 370 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن عبد البر في "الاستيعاب"(2087) من طريق عبد الرزاق، به.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/ 68، وقال: رواه أحمد، وفيه فَنَّج، وذكره ابن أبي حاتم، ولم يوثقه ولم يجرحه، وبقية رجاله ثقات.

وسيكرر 5/ 374 إسناداً ومتناً، وانظر (16558).

قال السندي: قوله: أصرف: ضبط من التصريف.

قلنا: والدَِّيْنَبَاد: قال ياقوت في "معجم البلدان" 2/ 545: بفتح أوله =

ص: 129

‌حَدِيثُ رَجُلٍ عَنْ عَمِّهِ

16587 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي يَزِيدَ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ طَارِقِ بْنِ عَلْقَمَةَ، أَخْبَرَهُ عَنْ عَمِّهِ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا جَاءَ مَكَانًا مِنْ دَارِ يَعْلَى - نَسَبَهُ (1) عُبَيْدُ اللهِ - اسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ، فَدَعَا. وقَالَ رَوْحٌ: عَنْ أَبِيهِ. وقَالَ ابْنُ بَكْرٍ: عَنْ أُمِّهِ (2)(3).

= وكسره، وسكون ثانيه، وبعد النون باء موحدة، وآخره ذال معجمة: من قرى مرو.

(1)

في (ظ 12) و (ص) و (ق): نسيه، والمثبت من (س)، وهو الأشبه. قال السندي: أي نسب يعلى.

(2)

في النسخ الخطية و (م): عن أبيه، وهو تحريف، والمثبت من "أطراف المسند" 8/ 298، وسيأتي من طريق البرساني 6/ 436 - 437.

(3)

إسناده ضعيف لجهالة حال عبد الرحمن بن طارق بن علقمة، فقد انفرد بالرواية عنه عبيد الله بن أبي يزيد المكي، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقد اضطرب فيه، فقال: عن أبيه، وقال: عن عمه -قال البخاري: ولا يصح- وقال: عن أمه، وهو الأشبه فيما ذكره الحافظ في "الإصابة" (ترجمة طارق بن علقمة) قلنا: وسيأتي من حديث أم عبد الرحمن بن طارق 6/ 436 - 437. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 5/ 298، وأبو داود (2007) من طريق هشام بن يوسف، عن ابن جريج، قال: أخبرني عبيد الله بن أبي يزيد، عن عبد الرحمن بن طارق بن علقمة، عن أمه، أن النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر الحديث.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 5/ 298، وابن أبي عاصم في =

ص: 130

‌حَدِيثُ رَجُلٍ مَنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

16588 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ حُمَيْدٍ الْأَعْرَجِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُعَاذٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: خَطَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم النَّاسَ بِمِنًى، وَنَزَّلَهُمْ مَنَازِلَهُمْ، وَقَالَ:" لِيَنْزِلِ الْمُهَاجِرُونَ هَاهُنَا " وَأَشَارَ إِلَى مَيْمَنَةِ الْقِبْلَةِ، " وَالْأَنْصَارُ هَاهُنَا " وَأَشَارَ إِلَى مَيْسَرَةِ الْقِبْلَةِ، " ثُمَّ لِيَنْزِلِ النَّاسُ حَوْلَهُمْ " قَالَ: وَعَلَّمَهُمْ مَنَاسِكَهُمْ، فَفُتِّحَتْ أَسْمَاعُ أَهْلِ مِنًى حَتَّى سَمِعُوهُ فِي مَنَازِلِهِمْ. قَالَ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ:" ارْمُوا الْجَمْرَةَ بِمِثْلِ حَصَى الْخَذْفِ "(1).

= "الآحاد والمثاني"(3299)، وابن الأثير في "أسد الغابة" 7/ 362 - 363 من طريق الحسن بن علي، والنسائي في "المجتبى 5/ 213 من طريق عمرو بن علي، ثلاثتهم عن أبي عاصم، عن ابن جريج، بمثل إسناد هشام بن يوسف السالف قبل هذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(8213) عن الحسن بن حماد بن فضالة الصيرفي، عن أبي حفص عمرو بن علي، عن أبي عاصم، عن ابن جريج، عن عبيد الله بن أبي يزيد، عن عبد الرحمن بن طارق بن علقمة، عن أبيه، أن النبي صلى الله عليه وسلم، فذكره

قال الحافظ في "الإصابة": واغتر الضياء المقدسي بنظافة السند، فأخرجه من طريق الطبراني في "المختارة"، وهو غلط.

وسيأتي 6/ 436 - 437 و 6/ 437: وفيه: عن أمه. وسيكرر 5/ 374 و 6/ 437 سنداً ومتناً.

(1)

إسناده ضعيف دون قوله: "ارموا الجمرة بمثل حصى الخَذْف"، فهو =

ص: 131

[قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ]: سَمِعْتُ مُصْعَبًا الزُّبَيْرِيَّ يَقُولُ: جَاءَ

= صحيح لغيره، محمد بن إبراهيم التيمي لم يسمع من الصحابة إلا من أنس بن مالك، وعبد الرحمن بن عثمان التيمي، ورأى ابن عمر من الصحابة، وعامة أحاديثه عن سائر الصحابة مراسيل. ثم إنه اختلف فيه على حميد الأعرج، فروي في هذا الإسناد من طريق معمر عنه، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن عبد الرحمن بن معاذ، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وسيأتي برقم (16589) من طريق عبد الوارث العنبري، وخالد الواسطي -كما سيأتي في تخريجه- عن حميد، عن محمد بن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن معاذ، قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، دون ذكر الرجل من الصحابة، ورواه الحميدي عن سفيان بن عيينة، عن حميد، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن رجل من قومه يقال له: معاذ أو ابن معاذ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فذكر نحوه مختصراً، وسيأتي هذا الطريق في تخريج الرواية رقم (16589)، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. معمر: هو ابن راشد الأزدي، وحميد الأعرج: هو ابن قيس.

وأخرجه بنحوه أبو داود (1951) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وسيكرر 5/ 374 سنداً ومتناً. وانظر ما بعده.

وقوله: "ارموا الجمرة بمثل حصى الخذف" يشهد له حديث ابن عباس، وقد سلف برقم (1851).

وآخر من حديث الفضل بن عباس، وقد سلف (1794).

وثالث من حديث جابر بن عبد الله، وقد سلف 3/ 301.

ورابع من حديث أم سليمان بن عمرو بن الأحوص، وقد سلف برقم (16087).

وخامس من حديث حرملة بن عمرو، سيرد 4/ 343.

وقوله: بمثل حصى الخذف، أي: صغار تشبه الحصى الذي يخذف به، والخذف: هو رميك بحصاة تأخذها بين سبابتيك وترمي بها، من خَذَفَ بالشيء يَخْذِفُ خذفاً: رمى.

ص: 132

أَبُو طَلْحَةَ الْقَاصُّ إِلَى مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ، إِنَّ قَوْمًا قَدْ نَهَوْنِي أَنْ أَقُصَّ هَذَا الْحَدِيثَ " صَلَّى الله عَلَى إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَعَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَعَلَى أَزْوَاجِهِ " فَقَالَ (1) مَالِكٌ: حَدِّثْ بِهِ، وَقُصَّ بِهِ، وَقُولَهُ (2)(3).

(1) في (ظ 12) و (ص): له.

(2)

ضبب فوقها في (س)، وكأنه يريد: قُلْهُ، فأشبع الضمة.

(3)

هذا الأثر مقطوع، وقد أدرج هنا في غير موضعه.

وفي "الموطأ" 1/ 165 من حديث أبي حميد الساعدي أنهم قالوا: يا رسول الله كيف نُصلِّي عليك؟ فقال: "قولوا: اللهمَّ صَلِّ على محمدٍ وأزواجه وذريته كما صلَّيتَ على آل إبراهيم، وبارك على محمدٍ وأزواجه وذُريَّته كما باركتَ على آل إبراهيم إنك حميد مجيد". ورواه من طريق مالك البخاري (3369)، ومسلم (407).

ص: 133

‌حَدِيثُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُعَاذٍ التَّيْمِيِّ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ

16589 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُعَاذٍ التَّيْمِيِّ قَالَ: وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1).

(1) إسناده ضعيف، وقد سلف الكلام عليه في الرواية السالفة برقم (16588)، وأحال فيه هنا على لفظه هناك وقد بينا الصحيح منه. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد العنبري. وحميد بن قيس: هو الأعرج.

وأخرجه بنحوه أبو داود (1957)، والنسائي في "المجتبى" 5/ 249، والبيهقي في "السنن" 5/ 127 - 128 من طريقين عن عبد الوارث، بهذا الإسناد.

وأخرجه الدارمي 2/ 62 من طريق خالد: وهو ابن عبد الله الواسطي، عن حميد، به، بلفظ: كان يأمرنا أن نرمي الجمار بمثل حصى الخَذْف.

وأخرجه الحميدي (852)، والبيهقي 5/ 127 من طريق سفيان بن عُيينة، عن حميد، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن رجل من قومه يقال له معاذ أو ابن معاذ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر نحوه مختصراً.

وسيكرر 5/ 374، وانظر ما قبله.

ص: 134

‌حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

16590 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يِسَافٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" سَيَكُونُ قَوْمٌ لَهُمْ عَهْدٌ، فَمَنْ قَتَلَ رَجُلًا مِنْهُمْ لَمْ يَرَحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ، وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ سَبْعِينَ عَامًا "(1).

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير هلال بن يساف، فمن رجال مسلم، وروى له البخاري تعليقاً. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم. والأشجعي: هو عبيد الله بن عبيد الرحمن. وسفيان: هو الثوري.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 6/ 293، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح.

وسيكرر 5/ 374.

وقد سلف نحوه من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص برقم (6745)، وذكرنا هناك أحاديث الباب.

ص: 135

‌حَدِيثُ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ صَيْفِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ

16591 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ صَيْفِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: إِنَّ صُهَيْبًا قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَبَيْنَ يَدَيْهِ تَمْرٌ وَخُبْزٌ، فَقَالَ:" ادْنُ فَكُلْ " قَالَ: فَأَخَذَ يَأْكُلُ مِنَ التَّمْرِ، فَقَالَ لَهُ (1) النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّ بِعَيْنِكَ رَمَدًا " فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّمَا آكُلُ مِنَ النَّاحِيَةِ الْأُخْرَى، قَالَ: فَتَبَسَّمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم (2).

(1) في (ظ 12) و (ص) و (ق): قال: فقال له.

(2)

إسناده محتمل للتحسين، عبد الحميد بن صيفي: هو ابن صهيب بن سنان، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ووالده صيفي روى عنه جمع كذلك، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه ابن ماجه (3443) من طريق موسى بن إسماعيل، والطبراني في "الكبير"(7304)، والمزي في "تهذيب الكمال" 16/ 443 من طريق عمرو بن عون الواسطي، والحاكم 3/ 399 من طريق سعيد بن سليمان الواسطي، ثلاثتهم عن عبد الله بن المبارك، عن عبد الحميد بن صيفي، به.

وخالفهم عبد الله بن عثمان عبدان، فرواه -كما في الحاكم 4/ 411 - عن ابن المبارك، عن عبد الحميد بن صيفي بن عبد الله بن صهيب، عن أبيه، عن جده، أن صهيباً قال: قدمت

فذكره.

وخالفهم كذلك سهل بن عثمان، فرواه -كما عند البيهقي في "السنن" 9/ 344 - عن ابن المبارك، عن عبد الحميد بن زياد بن صهيب، عن أبيه، عن جده صهيب، قال: قدمت .. فذكره. =

ص: 136

‌حَدِيثُ رَجُلٍ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم

16592 -

حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سُفْيَانُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْحَضْرَمِيِّ يَقُولُ: أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّ مِنْ أُمَّتِي قَوْمًا يُعْطَوْنَ مِثْلَ أُجُورِ أَوَّلِهِمْ، فَيُنْكِرُونَ الْمُنْكَرَ "(1).

= قلنا: وعبد الحميد بن زياد هو ابن أخ عبد الحميد بن صيفي كما ذكر المزي في "التهذيب"، وسهل بن عثمان: هو ابن فارس الكندي، صدوق، له غرائب.

وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 3/ 228 من طريق الواقدي، عن عبد الله ابن جعفر، عن عبد الحكيم بن صهيب، عن عمر بن الحكم، قال: قدم صهيب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر نحوه مطولاً. والواقدي متروك.

وقال البخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 53. وقال هشام بن عمار: حدثنا يوسف بن محمد: وهو الصُّهيبي، حدثني عبد الحميد بن زياد بن صيفي. ويوسف بن محمد، قال الذهبي في "الميزان" 4/ 473، قال البخاري: فيه نظر، وقال أبو حاتم: لا بأس به، وذكره ابن حبان في "ثقاته". قلنا: وذكره ابن عدي والعقيلي والذهبي في "الضعفاء"، وقال ابن حجر: مقبول.

(1)

إسناده ضعيف، عبد الرحمن بن الحضرمي لم نقف له على ترجمة فيما بين أيدينا من كتب الرجال، فلم يتبين لنا حاله، وزيد بن الحباب ثقة إلا أنه يخطئ في حديث سفيان الثوري.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/ 261 و 271 وقال: رواه أحمد، وفيه عطاء بن السائب، سمع منه الثوري في الصحة، وعبد الرحمن بن الحضرمي لم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح.

وسيكرر 5/ 375 سنداً ومتناً. =

ص: 137

‌حَدِيثُ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

16593 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِأَصْحَابِهِ:" إِنَّ مِنْكُمْ رِجَالًا لَا أُعْطِيهِمْ شَيْئًا، أَكِلُهُمْ، مِنْهُمْ فُرَاتُ بْنُ حَيَّانَ "(1). قَالَ: مِنْ بَنِي عِجْلٍ.

= قال السندي: قوله: يعطون، على بناء المفعول.

قوله: أولهم، أي: أول الأمة وهم الصحابة.

قوله: فينكرون: كأنه نزلة العلة، أي: لأنهم ينكرون المنكر فصاروا كالأولين، حيث إن هؤلاء جاهدوا على المعاصي، والأولون جاهدوا على الكفر، والله تعالى أعلم.

(1)

حديث صحيح دون قوله: "لا أعطيهم شيئاً"، ففي زيادتها نظر، فقد رواه الثوري عن أبي إسحاق -وهو أثبت الناس فيه- دون هذه الزيادة كما سيأتي 4/ 336، وإسرائيل وإن كان سماعه من جده متقناً للزومه إياه إلا أن الثوري أوثق منه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير حارثة بن مضرب، فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد"، وأصحاب السنن، وهو ثقة.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 9/ 380 - 381، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح غير حارثة بن مضرب، وهو ثقة.

وسيكرر 5/ 375 سنداً ومتناً.

وفي الباب عن علي بن أبي طالب عند البزار (2748)(زوائد) بلفظ: "إني لأعطي أقواماً أتألفهم، وأكل قوماً إلى ما عندهم، أو ما جعل الله في قلوبهم، =

ص: 138

‌حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ بَنِي هِلَالٍ

16594 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو زُمَيْلٍ سِمَاكٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي هِلَالٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَا تَصْلُحُ الصَّدَقَةُ لِغَنِيٍّ، وَلَا لِذِي مِرَّةٍ سَوِيٍّ "(1).

= منهم فرات بن حيان".

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 9/ 381، وقال: رواه البزار، وفيه ضرار بن صُرَد، وهو ضعيف. قلنا: بل هو إلى الترك أقرب.

قال السندي: قوله: "أكلهم"، من وكل -بالتخفيف- أي: أكل أمرهم إلى ما وضع الله في قلوبهم من الخير والإيمان، فإن ذلك يصبرهم.

(1)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو عبد الرحمن عبد الله ابن يزيد: هو المقرئ. عكرمة: هو ابن عمار اليمامي، وأبو زميل سماك: هو ابن الوليد الحنفي.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/ 92، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح.

وسيكرر 5/ 375 سنداً ومتناً.

وله شاهد من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، وقد سلف برقم (6530)، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.

قال السندي: قوله: "لا تصلح الصدقة": أي سؤالها.

قوله: "لذي مرة"، بكسر ميم وتشديد راء: لذي قوة.

قوله: "سوي": صفة لذي مرة، أي: صحيح الأعضاء.

ص: 139

‌حَدِيثُ رَجُلٍ خَدَمَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم

16595 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، قَالَ: حَدَّثَنِي بَكْرُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ هُبَيْرَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ رَجُلٌ خَدَمَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثَمَانِ سِنِينَ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم إِذَا قُرِّبَ إِلَيْهِ طَعَامُهُ يَقُولُ:" بِاسْمِ اللهِ " وَإِذَا فَرَغَ مِنْ طَعَامِهِ قَالَ: " اللهُمَّ أَطْعَمْتَ وَأَسْقَيْتَ، وَأَغْنَيْتَ وَأَقْنَيْتَ، وَهَدَيْتَ وَأَحْيَيْتَ، فَلَكَ الْحَمْدُ عَلَى مَا أَعْطَيْتَ "(1).

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو عبد الرحمن: هو عبد الله بن يزيد المقرئ، وسعيد بن أبي أيوب: هو المصري، وبكر بن عمرو: هو المعافري، وعبد الله بن هبيرة وعبد الرحمن بن جبير: هما المصريان.

وأخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة"(465)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" ص 220 من طريق أبي عبد الرحمن المقرئ، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(6898) من طريق ابن وهب، عن سعيد بن أبي أيوب، به.

وسيأتي 4/ 336، وسيكرر 5/ 375 سنداً ومتناً.

قال السندي: قوله: إذا قرب، على بناء المفعول، من التقريب أو على بناء الفاعل، والضمير للخادم.

قوله: "وأقنيت"، أي: أعطيت أصل المال.

قوله: "وهديت"، أي: أعطيت ما هو كالهدية.

ص: 140

‌حَدِيثُ رَجُلٍ عَنْ رَجُلٍ

16596 -

حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ مُنِيبٍ (1)، عَنْ عَمِّهِ قَالَ: بَلَغَ رَجُلًا (2) مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ سَتَرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ فِي الدُّنْيَا، سَتَرَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " فَرَحَلَ إِلَيْهِ وَهُوَ بِمِصْرَ فَسَأَلَهُ عَنِ الْحَدِيثِ، قَالَ: نَعَمْ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" مَنْ سَتَرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ فِي الدُّنْيَا سَتَرَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " قَالَ: وَأَنَا قَدْ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (3).

(1) في (م): مسبب، وهو تصحيف.

(2)

في (م): بلغ رجلاً عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. وعند الهيثمي: بلغ رجلاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنه يحدث

(3)

مرفوعه صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، منيب، غير منسوب، قال الحسيني في "الإكمال": لا يعرف، وتابعه الحافظ في "التعجيل"، وعمُّه مبهم كذلك ولم نعرفه، ومؤمل بن إسماعيل: سيئ الحفظ. حماد: هو ابن سلمة.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/ 134، وقال: رواه أحمد، ومنيب هذا -إن كان ابن عبد الله- فقد وثقه ابن حبان، وإن كان غيره، فإني لم أر من ذكره.

وسيكرر 5/ 375 سنداً ومتناً.

وسيأتي من حديث عقبة بن عامر الجهني 4/ 153 و 159.

وقول: "من ستر أخاه المسلم في الدنيا ستره الله يوم القيامة".

له شاهد من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب، وقد سلف برقم =

ص: 141

‌حَدِيثُ جُنَادَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ، وَرِجَالٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

16597 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، أَنَّ جُنَادَةَ بْنَ أَبِي أُمَيَّةَ، حَدَّثَهُ أَنَّ رِجَالًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّ الْهِجْرَةَ قَدِ انْقَطَعَتْ، فَاخْتَلَفُوا فِي ذَلِكَ، قَالَ: فَانْطَلَقْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أُنَاسًا يَقُولُونَ: إِنَّ الْهِجْرَةَ قَدِ انْقَطَعَتْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّ الْهِجْرَةَ لَا تَنْقَطِعُ مَا كَانَ الْجِهَادُ "(1).

= (5646)، ولفظه:"من ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة" وإسناده صحيح، وذكرنا هناك حديث الباب.

قال السندي: قوله: "من ستر أخاه": بأن ألبسه الثوب وكان عارياً، أو بأن ترك التعرض لشأنه الذي لا يليق به الكشف.

قوله: فرحل إليه، أي: إلى الذي سمع أنه يحدث به، لم يُعرف أنه رحل إليه من أي محل، والأقرب أنه من المدينة، والله تعالى أعلم.

(1)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن صحابيه لم يخرج له أحد في الكتب الستة. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، وليث: هو ابن سعد. وأبو الخير: هو مرثد بن عبد الله اليَزَني.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2630) من طريق شعيب بن الليث، عن الليث، به.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/ 251، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح، قلنا. وصححه الحافظ في "الإصابة".

وسيكرر 5/ 375 سنداً ومتناً. =

ص: 142

‌حَدِيثُ إِنْسَانٍ مِنَ الْأَنْصَارِ

16598 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَسُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ إِنْسَانٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّ الْقَسَامَةَ كَانَتْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ قَسَامَةَ الدَّمِ، فَأَقَرَّهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى مَا كَانَتْ عَلَيْهِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَقَضَى بِهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ أُنَاسٍ مِنَ الْأَنْصَارِ مِنْ بَنِي حَارِثَةَ ادَّعُوهُ عَلَى الْيَهُودِ (1).

= وفي الباب عن عبد الله بن السَّعْدي، سيرد 5/ 270.

وعن حيوة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، سيرد 5/ 363.

قال السندي: قوله: "ما كان الجهاد"، أي: ما دام الكفر موجوداً فالجهاد لا بد منه، وكذا الهجرة من بلاده إلى بلاد الإسلام، أو ما جاء من أن الهجرة قد انقطعت فذاك من مكة، أي: إلى المدينة.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، صحابيه من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عُقيل: هو ابن خالد الأيلي.

وأخرجه البيهقي في "السنن" 8/ 122 من طريق يحيى بن بكير، عن الليث، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (1670) من طريق صالح بن كيسان، ومسلم (1670)(7)، والنسائي في "المجتبى" 8/ 4 - 5، وابن الجارود في "المنتقى"(797) من طريق يونس بن يزيد الأيلي، والنسائي في "المجتبى" 8/ 5، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 202 من طريق الأوزاعي، ثلاثتهم عن الزهري، به.

وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(18252) -ومن طريقه النسائي 8/ 5 - وابن أبي شيبة 9/ 376 من طريق معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، =

ص: 143

‌حَدِيثُ رَجُلٍ رَمَقَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم

16599 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عُبَيْدَ بْنَ الْقَعْقَاعِ، يُحَدِّثُ رَجُلًا مِنْ بَنِي حَنْظَلَةَ قَالَ: رَمَقَ رَجُلٌ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يُصَلِّي، فَجَعَلَ يَقُولُ فِي صَلَاتِهِ:" اللهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي، وَوَسِّعْ لِي فِي دَارِي (1)، وَبَارِكْ لِي فِيمَا رَزَقْتَنِي "(2).

= بنحوه مرسلاً.

وسيأتي برقم (23729)، وسيكرر 5/ 375 سنداً ومتناً.

وانظر حديث سهل بن أبي حثمة السالف برقم (16091).

(1)

في (ظ 12) و (ص)، وهامش (ق): ذاتي.

(2)

مرفوعه حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة حال عبيد بن القعقاع، وقد اختلف فيه على شعبة، فروي هنا مرسلاً، ورواه محمد بن جعفر -فيما سيأتي برقم (23175) - عن شعبة، عن أبي مسعود وهو سعيد بن إياس الجريري، عن ابن القعقاع، عن رجل جعل يرصد نبي الله صلى الله عليه وسلم. فزاد في الإسناد رجلاً، ولم يسمِّ ابن القعقاع، وقد سمي حميداً في رواية محمد بن جعفر كما ذكر الحافظ في "التعجيل" 1/ 477، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/ 110، وقال: رواه أحمد، وعبيد ابن القعقاع لم أعرفه.

وسيأتي 5/ 367، وسيكرر 5/ 375 سنداً ومتناً.

قلنا: وله شاهد حسن من حديث أبي موسى الأشعري سيأتي 4/ 399، ولفظه:"اللهم أصلح لي ديني، ووسِّع علي في ذاتي، وبارك لي في رزقي".

وآخر من حديث أبي هريرة عند الترمذي (3500) ولفظه: "اللهم اغفر لي ذنبي، ووسِّعْ لي في رزقي، وبارك لي فيما رزقتني". وفي إسناده عبد الحميد =

ص: 144

‌حَدِيثُ فُلَانٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

16600 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ، قَالَ: قُلْتُ لِجُنْدُبٍ: إِنِّي قَدْ بَايَعْتُ هَؤُلَاءِ - يَعْنِي ابْنَ الزُّبَيْرِ - وَإِنَّهُمْ يُرِيدُونَ أَنْ أَخْرُجَ مَعَهُمْ إِلَى الشَّامِ، فَقَالَ: أَمْسِكْ، فَقُلْتُ: إِنَّهُمْ يَأْبَوْنَ، فَقَالَ: افْتَدِ بِمَالِكَ، قَالَ: قُلْتُ: إِنَّهُمْ يَأْبَوْنَ إِلَّا أَنْ أَضْرِبَ مَعَهُمْ بِالسَّيْفِ، فَقَالَ جُنْدُبٌ:

حَدَّثَنِي فُلَانٌ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " يَجِيءُ الْمَقْتُولُ بِقَاتِلِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ سَلْ هَذَا فِيمَ قَتَلَنِي؟ " قَالَ: شُعْبَةُ: فَأَحْسِبُهُ قَالَ: " فَيَقُولُ: عَلَامَ قَتَلْتَهُ؟ فَيَقُولُ: قَتَلْتُهُ عَلَى مُلْكِ فُلَانٍ " قَالَ: فَقَالَ جُنْدُبٌ: فَاتَّقِهَا (1).

= ابن عمر الهلالي، وهو ضعيف.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، رجاله ثقات رجال الشيخين. وقول شعبة أحسبه قال

وإن كان على الشك سيأتي من غير شك من طريق حماد بن سلمة، عن أبي عمران، به برقم 5/ 373، وأبو عمران: هو عبد الملك بن حبيب الأزدي الجوني، وجندب: هو ابن عبد الله البجلي.

وأخرجه مختصراً دون القصة النسائي في "المجتبى" 7/ 84 من طريق حجاج بن محمد المصيصي، بهذا الإسناد.

وأورده بتمامه الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/ 294، وقال: رواه أحمد والطبراني، ورجاله رجال الصحيح.

وسيأتي 5/ 367 و 5/ 373، وسيكرر 5/ 376 سنداً ومتناً.

وقوله: فأحسبه قال: "فيقول علام قتلته؟ فيقول: قتلته على ملك فلان". =

ص: 145

‌حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

16601 -

حَدَّثَنَا أَبُو نُوحٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَسْكُبُ عَلَى رَأْسِهِ الْمَاءَ بِالسُّقْيَا، إِمَّا مِنَ الْحَرِّ وَإِمَّا مِنَ الْعَطَشِ وَهُوَ صَائِمٌ، ثُمَّ لَمْ يَزَلْ صَائِمًا حَتَّى أَتَى كَدِيدًا، ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ فَأَفْطَرَ، وَأَفْطَرَ النَّاسُ، وَهُوَ عَامُ الْفَتْحِ (1).

= له شاهد من حديث عبد الله بن مسعود بإسناد صحيح عند النسائي في "المجتبى" 7/ 84 بلفظ: "ويجيء الرجل آخذاً بيد الرجل فيقول: إن هذا قتلني، فيقول الله له: لم قتلته؟ فيقول: لتكون العزة لفلان. فيقول: إنها ليست لفلان، فيبوء بإثمه".

وانظر حديث عبد الله بن عباس السالف برقم (1941).

قال السندي: قوله: أمسك، أي: احبس نفسك عن الخروج معهم.

قوله: فاتَّقِها: أمر من الاتقاء، أي: فاتق هذه الحالة.

(1)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي نوح: وهو عبد الرحمن بن غزوان، فقد أخرج له البخاري متابعة، هو ثقة، وقد توبع.

وقد سلف برقم (15903)، وسيكرر 5/ 376 سنداً ومتناً.

ص: 146

‌حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

16602 -

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَامَ فِي سَفَرٍ عَامَ الْفَتْحِ، وَأَمَرَ أَصْحَابَهُ بِالْإِفْطَارِ وَقَالَ:" إِنَّكُمْ تَلْقَوْنَ (1) عَدُوًّا لَكُمْ فَتَقَوَّوْا ". فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ النَّاسَ قَدْ صَامُوا لِصِيَامِكَ، فَلَمَّا أَتَى الْكَدِيدَ أَفْطَرَ. قَالَ الَّذِي حَدَّثَنِي: فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَصُبُّ الْمَاءَ عَلَى رَأْسِهِ مِنَ الْحَرِّ، وَهُوَ صَائِمٌ (2).

(1) في (ق): إنكم غداً تلقون.

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. عثمان بن عمر: هو ابن فارس العبدي.

وقد سلف برقم (15903)، وانظر ما قبله، وسيكرر 5/ 376 سنداً ومتناً.

ص: 147

‌حَدِيثُ شَيْخٍ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ كِنَانَةَ

16603 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ أَشْعَثَ، قَالَ: حَدَّثَنِي شَيْخٌ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ كِنَانَةَ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِسُوقِ ذِي الْمَجَازِ يَتَخَلَّلُهَا يَقُولُ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ قُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ تُفْلِحُوا ". قَالَ: وَأَبُو جَهْلٍ يَحْثِي عَلَيْهِ التُّرَابَ، وَيَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، لَا يَغُرَّنَّكُمْ هَذَا عَنْ دِينِكُمْ، فَإِنَّمَا يُرِيدُ لِتَتْرُكُوا آلِهَتَكُمْ، وَتَتْرُكُوا (1) اللَّاتَ وَالْعُزَّى، قَالَ: وَمَا يَلْتَفِتُ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: قُلْنَا: انْعَتْ لَنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: بَيْنَ بُرْدَيْنِ أَحْمَرَيْنِ، مَرْبُوعٌ كَثِيرُ اللَّحْمِ، حَسَنُ الْوَجْهِ، شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعْرِ، أَبْيَضُ شَدِيدُ الْبَيَاضِ، سَابِغُ الشَّعْرِ (2).

(1) في (ظ 12) و (ص)، وهامش (س): ولتتركوا.

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو النضر: هو هاشم ابن القاسم، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي، وأشعث: هو ابن أبي الشعثاء سُلَيْم بن الأسود.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 6/ 21 - 22، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح.

وسيأتي نحوه مختصراً 5/ 371، وسيكرر 5/ 376 سنداً ومتناً، وانظر (16020).

ص: 148

‌حَدِيثُ الْأَسْوَدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ رَجلٍ

16604 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ (1)، عَنْ أَشْعَثَ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ، قَالَ: كَانَ يَقُولُ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: لَا يَمُوتُ عُثْمَانُ حَتَّى يُسْتَخْلَفَ، قُلْنَا: مِنْ أَيْنَ تَعْلَمُ ذَلِكَ؟ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ فِي الْمَنَامِ كَأَنَّهُ ثَلَاثَةٌ مِنْ أَصْحَابِي وُزِنُوا، فَوُزِنَ أَبُو بَكْرٍ، فَوَزَنَ، ثُمَّ وُزِنَ عُمَرُ، فَوَزَنَ، ثُمَّ وُزِنَ عُثْمَانُ، فَنَقَصَ صَاحِبُنَا، وَهُوَ صَالِحٌ "(2).

(1) في "أطراف المسند" 8/ 250: سفيان، وهو تحريف.

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، وجهالة الصحابي لا تضر.

وسيكرر 5/ 376 سنداً ومتناً.

قال السندي: قوله: "كأَن ثلاثة من أصحابي وزنوا"، على بناء المفعول، ولعل تخصيص الثلاثة لأن علياً رضي الله تعالى عنه ما تقرر له الأمر كما تقرر للثلاثة.

قوله: "فوزن أبو بكر"، على بناء المفعول.

قوله: "فَوَزَنَ" على بناء الفاعل، أي: رجح في الوزن.

قوله: "فنقص"، بفتحات، أي: في الوزن، لكن لا نقصاناً يخل في الصلاح، وإليه أشار بقوله:"وهو صالح".

ص: 149

‌حَدِيثُ شَيْخٍ أَدْرَكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم

16605 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ مُهَاجِرٍ أَبِي الْحَسَنِ، عَنْ شَيْخٍ أَدْرَكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ، فَمَرَّ بِرَجُلٍ يَقْرَأُ:{قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} قَالَ: " أَمَّا هَذَا فَقَدْ بَرِئَ مِنَ الشِّرْكِ " قَالَ: وَإِذَا آخَرُ يَقْرَأُ: {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " بِهَا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ "(1).

(1) حديث صحيح، المسعودي -وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة، وإن كان قد اختلط وسماع أبي النضر منه بعد اختلاطه- قد توبع. مهاجر أبو الحسن: هو التيمي الصائغ.

وأخرجه الدارمي 2/ 458 من طريق شعبة، وابن الضُّريس في "فضائل القرآن"(305)، والنَّسائي في "الكبرى"(8028) من طريق أبي عوانة، كلاهما عن مهاجر أبي الحسن، به.

وأورده الهيثم ي في "مجمع الزوائد" 7/ 145، وقال: رواه أحمد بإسنادين في أحدهما شريك، وفيه خلاف، وبقية رجاله رجال الصحيح.

قلنا: وسيأتي من طريق شريك برقم (16617)، وسيكرر 5/ 376 سنداً ومتناً.

وفي الباب من حديث نوفل الأشجعي، وسيرد 5/ 456.

وآخر من حديث أبي هريرة، وقد سلف برقم (8011).

قال السندي: قوله: "برئ"، بفتح الراء: على لغة الحجاز، وكسرها على لغة تميم.

ص: 150

* 16606 - [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ]: حَدَّثَنِي أَبِي وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَعْيَنَ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ فُلَانِ بْنِ جَارِيَةَ (1) الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ أَخَاكُمُ النَّجَاشِيَّ قَدْ مَاتَ، فَصَلُّوا عَلَيْهِ "(2).

(1) في النسخ الخطية و (م): فلان بن حارثة، وهو تحريف قديم، وقد جاء على الصواب في "أطراف المسند" 8/ 347، وهو مجمع بن جارية كما جاء مصرحاً به في رواية ابن ماجه، وكذلك أخرجه ابن أبي عاصم والطبراني في ترجمته.

(2)

حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف حمران بن أعين: وهو الكوفي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير معاوية بن هشام، فمن رجال مسلم، وهو حسن الحديث، وعبد الله بن أحمد من رجال النسائي، وهو ثقة. سفيان: هو الثوري، وأبو الطفيل: هو الصحابي الجليل عامر بن واثلة الليثي.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (1085)، والمزي في "تهذيب الكمال" 7/ 308 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وهو عند ابن أبي شيبة 3/ 362، ومن طريقه أخرجه ابن ماجه (1536)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2125)، والطبراني في "الكبير" 19/ (1085)، وابن عدي في "الكامل" 2/ 843 وعندهم زيادة من طريقه: فصففنا خلفه صفين.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 8/ 432، والخطيب في "تاريخه" 5/ 234 - 235 من طريقين عن معاوية بن هشام، به وفيه الزيادة السالفة، وهي ثابتة من حديث جابر عند مسلم (952)(66).

وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 2/ 843 من طريق عنبر، عن سفيان الثوري، به. =

ص: 151

‌حَدِيثُ بِنْتِ كَرْدَمَةَ، عَنْ أَبِيهَا

16607 -

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنِ ابْنَةِ كَرْدَمَةَ، عَنْ أَبِيهَا أَنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: إِنِّي نَذَرْتُ أَنْ أَنْحَرَ ثَلَاثَةً مِنْ إِبِلِي، فَقَالَ:" إِنْ كَانَ عَلَى جَمْعٍ مِنْ جَمْعِ الْجَاهِلِيَّةِ، أَوْ عَلَى عِيدٍ مِنْ أَعْيَادِ الْجَاهِلِيَّةِ، أَوْ عَلَى وَثَنٍ، فَلَا، وَإِنْ كَانَ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ فَاقْضِ نَذْرَكَ " قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ عَلَى أُمِّ هَذِهِ الْجَارِيَةِ مَشْيًا، أَفَأَمْشِي عَنْهَا؟ قَالَ:" نَعَمْ "(1).

= وسيكرر 5/ 376 من رواية أحمد وحده سنداً ومتناً.

وقد سلف نحوه من حديث أبي هريرة برقم (7147)، وذكرنا هناك أحاديث الباب، وانظر حديث حذيفة بن أَسِيد وقد سلف برقم (16145).

(1)

إسناده ضعيف لانقطاعه، عمرو بن شعيب لم يسمع من ابنة كردمة -ويقال: كردم- وبقية رجاله ثقات. أبو بكر الحنفي: هو عبد الكبير بن عبد المجيد البصري، وابن جعفر: هو عبد الحميد بن جعفر بن عبد الله الأنصاري.

وأخرجه أبو داود (3315) من طريق أبي بكر الحنفي، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (427) من طريق كامل بن طلحة الجحدري، عن ابن لهيعة، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو أن كردم بن سفيان الثقفي أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر الحديث بنحوه. قلنا: ابن لهيعة ضعيف.

وقوله: "فاقض نذرك"، ذكرنا في الرواية رقم (15456) أن له أصلاً في الصحيح. =

ص: 152

‌حَدِيثُ رَجُلٍ مُقْعَدٍ

16608 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ التَّنُوخِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَوْلًى لِيَزِيدَ بْنِ نِمْرَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ نِمْرَانَ، قَالَ: لَقِيتُ رَجُلًا مُقْعَدًا شَوَّال (1)، فَسَأَلْتُهُ، قَالَ: مَرَرْتُ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى أَتَانٍ أَوْ حِمَارٍ، فَقَالَ:" قَطَعَ عَلَيْنَا صَلَاتَنَا، قَطَعَ اللهُ أَثَرَهُ ". فَأُقْعِدَ (2).

= وسيكرر 5/ 376 سنداً ومتناً.

قال السندي: قوله: مشياً -بالنصب-: أي: هي نذرت الحج مشياً، أفأحج عنها مشياً، والله تعالى أعلم.

(1)

في (م): شوالاً، وجاء في هامش (س): هكذا صورته في نسختين، وهو تحريف، وصوابه بتبوك كما في أبي داود، وقال السندي: وإن صَحَّ فلعله لقيه في شهر شوال في تبوك!

(2)

إسناده ضعيف لجهالة مولى يزيد بن نمران: وهو سعيد، فقد انفرد بالرواية عنه سعيد بن عمد العزيز التنوخي، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقال الذهبي في "الميزان"، والحافظ في "التقريب": مجهول. ومولاه يزيد بن نمران، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو عاصم: هو الضَّحَّاك بن مَخْلَد.

وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" 31/ 260 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 8/ 365 و 366، وأبو داود (705) و (706)، والبيهقي في "السنن" 2/ 275، وفي "الدلائل" 6/ 241 من طرق عن سعيد بن عبد العزيز، به. =

ص: 153

‌حَدِيثُ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ صَاحِبِ بُدْنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

16609 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ - يَعْنِي: شَيْبَانَ - عَنْ لَيْثٍ، عَنْ شَهْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْأَنْصَارِيُّ، صَاحِبُ بُدْنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَمَّا بَعَثَهُ قَالَ:" رَجَعْتُ "(1)؟ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ (2) اللهِ، مَا تَأْمُرُنِي بِمَا عَطِبَ مِنْهَا؟ قَالَ: " انْحَرْهَا، ثُمَّ اصْبُغْ نَعْلَهَا فِي دَمِهَا، ثُمَّ

= وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 8/ 365، وأبو داود (707)، والبيهقي في "السنن" 2/ 275 من طريق معاوية بن صالح، عن سعيد بن غزوان عن أبيه أنه نزل بتبوك وهو حاج، فإذا هو برجل مقعد، فسأله عن أمره، فقال له: سأحدثك حديثاً فلا تحدث به ما سمعتَ أني حيٌّ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل بتبوك إلى نخلة، فقال:"هذه قبلتنا" ثم صلى إليها. فأقبلت وأنا غلام أسعى حتى مررت بينه وبينها، فقال:"قطع صلاتنا، قطع الله أثره" فأقمت عليها إلى يومي هذا. قلنا: وهذا لفظ أبي داود. وإسناده ضعيف كذلك، سعيد بن غزوان وأبوه مجهولان. قال الذهبي في "الميزان" 2/ 154 في ترجمة سعيد بن غزوان: شامي مقل، ما رأيت لهم فيه ولا في أبيه كلاماً، ولا يُدْرَى من هما ولا مَن المقعد. قال عبد الحق وابن القطان: إسناده ضعيف. قلت (القائل الذهبي): أظنه موضوعاً.

وسيكرر 5/ 376 سنداً ومتناً.

قال السندي: قوله: "أثره"، أي: مشيه.

(1)

قال السندي: قوله: قال: "رجعت"، أي: قمتُ من عنده أولاً، ثم رجعت إليه.

(2)

في (م): نعم، يا رسول الله.

ص: 154

ضَعْهَا عَلَى صَفْحَتِهَا أَوْ عَلَى جَنْبِهَا، وَلَا تَأْكُلْ مِنْهَا أَنْتَ وَلَا أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ رُفْقَتِكَ " (1).

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ليث -وهو ابن أبي سُلَيْم- وشهر: -هو ابن حوشب- وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم. وأبو معاوية شيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي. وسيأتي التصريح باسم صحابيه: وهو عمرو بن خارجة الثمالي في الرواية الآتية برقم (17683).

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/ 228، وقال: رواه أحمد، وفيه ليث بن أبي سُلَيْم، وهو ثقة، لكنه مدلس!

وسيأتي 4/ 187 و 238، وسيكرر 5/ 377 سنداً ومتناً.

وله شاهد من حديث ابن عباس بإسنادٍ صحيح، وقد سلف برقم (1869)، وذكرنا هناك أحاديث الباب.

قال السندي: قوله: عطب، بكسر الطاء، أي: هلك، أي: قارب الهلاك.

قوله: "نعلها"، أي: قلادتها.

قوله: "من أهل رفقتك"، بضم راء أو كسرها، فسكون فاء، أي: من أهل جماعتك الموافقين معك في السفر.

ص: 155

‌حَدِيثُ ابْنَةِ أَبِي الْحَكَمِ الْغِفَارِيِّ

(1)

16610 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ سُحَيْمٍ، عَنْ أُمِّهِ ابْنَةِ أَبِي الْحَكَمِ (2) الْغِفَارِيِّ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّ الرَّجُلَ لَيَدْنُو مِنَ الْجَنَّةِ حَتَّى مَا يَكُونَ (3) بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا (4) قِيدُ ذِرَاعٍ، فَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ فَيَتَبَاعَدُ مِنْهَا أَبْعَدَ مِنْ صَنْعَاءَ "(5).

(1) اختلف اسمها أمة أو أمية أو آمنة، واختلف أبوها هل هو الحكم أو أبو الصلت، وذكر الحافظ في "الإصابة" أن لها صحبة على اختلاف اسمها واسم أبيها.

(2)

في (ق): ابنة الحكم. قلنا: وهو أحد الأقوال في اسم أبيها.

(3)

في (م): حتى يكون ما بينه.

(4)

لفظ: بينها، ليس في (ظ 12).

(5)

إسناده ضعيف، محمد بن إسحاق مدلس وقد عنعن، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. ابن أبي عدي: هو محمد بن إبراهيم بن أبي عدي البصري، ينسب إلى جده.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3458)، وابن أبي الدنيا في "الصمت"(427) من طريق محمد بن أبي عدي، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 7/ 24 من طريق عبد الأعلى: وهو ابن عبد الأعلى السامي، عن ابن إسحاق، به.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/ 297، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن إسحاق، وقد وثق. =

ص: 156

‌حَدِيثُ امْرَأَةٍ

16611 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُعَاذٍ الْأَشْهَلِيِّ، عَنْ جَدَّتِهِ، أَنَّها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَا نِسَاءَ الْمُؤْمِنَاتِ لَا تَحْقِرَنَّ إِحْدَاكُنَّ لِجَارَتِهَا وَلَوْ كُرَاعَ شَاةٍ مُحْرَّقًا "(1).

= وسيكرر 5/ 377 سنداً ومتناً.

قلنا: ولابن أبي عدي عن ابن إسحاق فيه إسناد آخر أصح من هذا الإسناد، فقد صَرَّح هناك بالتحديث، فانتفت شبهة تدليسه، وقد سلف برقم (7215) من حديث أبي هريرة، بلفظ:"إن الرجل ليتكلَّمُ بالكلمة لا يرى بها بأساً، يهوي بها سبعين خريفاً في النَّار".

قال السندي: قوله: "أبعد من صنعاء": الظاهر أن المراد بُعْد صنعاء عن المدينة، إذ الظاهر أن المدينة هي مَحَلُّ الكلام.

(1)

حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عمرو بن معاذ الأشهلي، فقد انفرد بالرواية عنه زيد بن أسلم، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. روح: هو ابن عبادة.

وهو عند مالك في "الموطأ" 2/ 996، ومن طريقه أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(122)، والدارمي 1/ 395، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3390)، والطبراني في "الكبير " 24/ (559)، والبيهقي في "الشعب"(3462).

وسيكرر برقم 5/ 377 و 5/ 407 سنداً ومتناً.

وله شاهد من حديث أبي هريرة، سلف بإسنادٍ صحيح برقم (7591).

قالا السندي: قوله: "ولو كراع شاة"، بالنصب، أي: لا تحقرن شيئاً ولو كان ذلك الشيء كراع شاة.

قوله: "محرقاً" بالنصب: صفة كراع شاة.

ص: 157

‌حَدِيثُ رَجُلٍ أَدْرَكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم

16612 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي حَسَنُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ طَاوُوسٍ، عَنْ رَجُلٍ أَدْرَكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّمَا الطَّوَافُ صَلَاةٌ، فَإِذَا طُفْتُمْ، فَأَقِلُّوا الْكَلَامَ ". وَلَمْ يَرْفَعْهُ ابْنُ بَكْرٍ (1).

(1) حديث صحيح، وهو مكرر (15423) سنداً ومتناً.

ص: 158

‌حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ بَنِي يَرْبُوعٍ

16613 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الْأَشْعَثِ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي يَرْبُوعٍ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَسَمِعْتُهُ وَهُوَ يُكَلِّمُ النَّاسَ يَقُولُ:" يَدُ الْمُعْطِي الْعُلْيَا، أُمَّكَ وَأَبَاكَ، وَأُخْتَكَ وَأَخَاكَ، ثُمَّ أَدْنَاكَ فَأَدْنَاكَ " قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَؤُلَاءِ بَنُو ثَعْلَبَةَ بْنِ يَرْبُوعٍ الَّذِينَ أَصَابُوا فُلَانًا، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَلَا لَا تَجْنِي نَفْسٌ عَلَى أُخْرَى "(1).

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. يونس: هو ابن مسلم المؤدب، وأبو عوانة: هو وضاح بن عبد الله اليشكري، والأشعث بن سُلَيْم هو ابن أبي أسود المحاربي.

وأخرج القسم الأول منه، وهو "يدُ المعطي العليا" إلى قوله "وأخاك" ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1175) و (2915) عن عباس بن الوليد النرسي، وأخرج القسم الثاني منه النَّسائي في "المجتبى" 8/ 54 عن قتيبة بن سعيد، كلاهما عن أبي عوانة، به.

وأخرجه أيضاً النسائي في "المجتبى" 8/ 54 من طريق أبي الأحوص سلام ابن سُلَيْم، عن أشعث، به.

وأخرجه مطولاً ومختصراً البزار (918)(زوائد)، وابن أبي عاصم (1176) والنسائي في "المجتبى" 8/ 54 من طريق شعبة عن أشعث، عن أسود بن هلال، عن رجل من ثعلبة، به.

وأخرجه كذلك الفسوي في "المعرفة والتاريخ" 3/ 86، والبزار (917)(زوائد)، والنسائي في "المجتبى" 8/ 53، والطبراني في "الكبير"(1384) من =

ص: 159

‌حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

16614 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ الْأَزْرَقِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَوَّلُ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ صَلَاتُهُ، فَإِنْ كَانَ أَتَمَّهَا كُتِبَتْ لَهُ تَامَّةً، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ أَتَمَّهَا قَالَ اللهُ عز وجل: انْظُرُوا هَلْ تَجِدُونَ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ، فَتُكْمِلُوا بِهَا فَرِيضَتَهُ؟ ثُمَّ الزَّكَاةُ كَذَلِكَ، ثُمَّ تُؤْخَذُ الْأَعْمَالُ عَلَى حَسَبِ ذَلِكَ "(1).

= (1384) من طريق سفيان الثوري، عن أشعث، عن أسود بن هلال، عن ثعلبة ابن زهدم اليربوعي، به.

قلنا: ثعلبة بن زهدم مختلف في صحبته، قال الحافظ في "التهذيب" في ترجمته: جزم بصحبته ابن حبان وابن السكن، وأبو محمد بن حزم، وجماعة ممن صنف في الصحابة يطول تعدادُهم. وذكره البخاري في "التاريخ الكبير"[2/ 173 - 174]، وقال: قال الثوري: له صحبة، ولا يصح. وقال الترمذي في "تاريخه": أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، وعامة روايته عن الصحابة. وقال العجلي: تابعي ثقة. ذكره مسلم في الطبقة الأولى من التابعين.

وقد سلف بتمامه من حديث أبي رمثة برقم (7105) وذكرنا هناك شواهده وشرحه.

وسيكرر 5/ 377 سنداً ومتناً.

(1)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، حسن بن موسى: هو الأشيب، وأزرق بن قيس: هو الحارثي، ويحيى بن يعمر: هو البصري.

وسيأتي من طريق عثمان، عن حماد، بهذا الإسناد. 5/ 72. =

ص: 160

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وقد روي عن حماد بإسناد آخر، فقد رواه حسن بن موسى الأشيب -كما سيأتي برقم (16648) - وعفان بن مسلم -كما سيأتي 4/ 103 - كلاهما عن حماد، عن داود بن أبي هند، عن زرارة بن أوفى، عن تميم الداري، به، مرفوعاً.

وقد رُوي من حديث أبي هريرة كما سلف برقم (7902)، وفي إسناده اضطراب بيناه ثمة.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2552) من طريق عبيد الله بن محمد التميمي، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.

وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده"(506). ومن طريقه أخرجه النسائي في "المجتبى" 1/ 233 - 234، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2554)، والخطيب في "تاريخه" 6/ 80 عن النضر بن شميل، عن حماد بن سلمة، به، وقد سمى الصحابي أبا هريرة.

وأخرجه الحاكم 1/ 263 من طريق الربيع بن يحيى وسليمان بن حرب، وإبراهيم بن الحجاج، عن حماد بن سلمة، عن الأزرق بن قيس، عن رجل من الصحابة، به، ولم يذكروا يحيى بن يعمر في الإسناد.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/ 291، وقال: روى النسائي عن يحيى بن يعمر، عن أبي هريرة مثل هذا، فلا أدري أهو هذا أم لا؟ وقد ذكره الإمام أحمد في ترجمة رجل غير أبي هريرة، ورجاله رجال الصحيح.

وسيكرر 4/ 103 و 5/ 377 سنداً ومتناً.

قال السندي: قوله: "أول ما يحاسب به العبد"، أي: في حقوق الله، فلا يشكل بما جاء أنه يبدأ بالدماء، فإن ذلك في حقوق العباد.

قوله: "كتبت"، أي: قررت بالجزاء عليها، ويحتمل أن يكون هناك أيضاً كتابة وقت الحساب، ويوافقه طاهر قوله تعالى:{سنكتب ما قالوا} [آل عمران: 181].

قوله: "فتكملوا بها": ظاهره أن من فاتته الصلاة المكتوبة، وصلَّى نافلة =

ص: 161

‌حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

16615 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صُفْرَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَا أُرَاهُمُ اللَّيْلَةَ إِلَّا سَيُبَيِّتُونَكُمْ، فَإِنْ فَعَلُوا فَشِعَارُكُمْ حم لَا يُنْصَرُونَ "(1).

= يحسب عنه النافلة موضع المكتوبة. وقيل: بل ما نقص من خشوع الفريضة وأدائها يجبر بالنافلة، وَرُدَّ بأن قوله: وسائر الأعمال كذلك لا يناسبه، إذ ليس في الزكاة إلا فرض أو فضل، فكما تكمل فرض الزكاة بفضلها كذلك في الصلاة، وفضل الله أوسع، وكرمه أعم وأتم، والله تعالى أعلم.

(1)

إسناده ضعيف بهذه السياقة لضعف شريك: وهو ابن عبد الله النخعي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير المهاب بن أبي صفرة، فقد روى له أصحاب السنن سوى ابن ماجه، وهو ثقة.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(8861) و (10453) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(617) - من طريق أبي نعيم، عن شريك، بهذا الإسناد، وفيه: كان ذلك يوم الخندق.

وأخرجه الحاكم 2/ 107، والبيهقي في "السنن" 6/ 362 من طريق علي ابن حكيم الأودي، عن شريك، به، وسمى الصحابي البراء بن عازب.

وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(9467)، وأبو داود (2597)، والترمذي (1682)، وابن الجارود في "المنتقى"(1063)، والحاكم 2/ 107، والبيهقي في "السنن" 6/ 361 - 362 من طريق سفيان الثوري عن أبي إسحاق، به، ولفظه عند الترمذي:"إنْ بيَّتكم العدو فقولوا حم لا ينصرون"، وهذا إسناد =

ص: 162

‌حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ

16616 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ فَصِيْلٍ (1)، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي تَمِيمَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ، أَنَّهُ أَتَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أَوْ قَالَ: شَهِدْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَتَاهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: أَنْتَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ أَوْ قَالَ:

= صحيح، فإن سفيان الثوري أثبت الناس في أبي إسحاق. وقد قرن عبد الرزاق معمراً بالثوري في إسناده.

وأخرجه الحاكم 2/ 107 من طريق أحمد بن يونس، عن زهير -وهو ابن معاوية- عن أبي إسحاق، به. وسماع زهير من أبي إسحاق بعد اختلاطه، وقد اختلف عنه فيه.

فأخرجه النَّسائي في "الكبرى"(10454) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(618) - من طريق الحسين: وهو ابن عياش، عن زهير، عن أبي إسحاق، عن المهلب، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً.

وسيأتي 4/ 289 من طريق أجلح بن عبد الله، عن أبي إسحاق، عن البراء ابن عازب، عن النبي صلى الله عليه وسلم، دون ذكر المهلب بن أبي صفرة بالإسناد، والأجلح ضعيف.

وسيكرر 5/ 377 سنداً ومتناً.

قال السندي: "فشعاركم"، أي: علامتكم التي تتميزون أنتم فيما بينكم بها من عدوكم.

قوله: "حمَ لا ينصرون": فإنه مع كونه علامة دعاء عليهم أيضاً.

(1)

في (ظ 12) و (ص): فضيل، وهو تصحيف، انظر "توضيح المشتبه" 7/ 109.

ص: 163

أَنْتَ مُحَمَّدٌ؟ فَقَالَ: " نَعَمْ "، قَالَ: فَإِلَامَ تَدْعُو (1)؟ قَالَ: " أَدْعُو إِلَى اللهِ عز وجل وَحْدَهُ، مَنْ إِذَا كَانَ بِكَ ضُرٌّ، فَدَعَوْتَهُ، كَشَفَهُ عَنْكَ، وَمَنْ إِذَا أَصَابَكَ عَامُ سَنَةٍ فَدَعَوْتَهُ أَنْبَتَ لَكَ، وَمَنْ إِذَا كُنْتَ فِي أَرْضٍ قَفْرٍ، فَأَضْلَلْتَ، فَدَعَوْتَهُ رَدَّ عَلَيْكَ " قَالَ: فَأَسْلَمَ الرَّجُلُ، ثُمَّ قَالَ: أَوْصِنِي يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ لَهُ (2): " لَا تَسُبَّنَّ شَيْئًا " أَوْ قَالَ: " أَحَدًا " شَكَّ الْحَكَمُ قَالَ: فَمَا سَبَبْتُ بَعِيرًا وَلَا شَاةً مُنْذُ أَوْصَانِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم " وَلَا تَزْهَدْ فِي الْمَعْرُوفِ وَلَوْ مُنْبَسِطٌ وَجْهُكَ إِلَى أَخِيكَ وَأَنْتَ تُكَلِّمُهُ، وَأَفْرِغْ مِنْ دَلْوِكَ فِي إِنَاءِ الْمُسْتَسْقِي، وَاتَّزِرْ إِلَى نِصْفِ السَّاقِ، فَإِنْ أَبَيْتَ، فَإِلَى الْكَعْبَيْنِ، وَإِيَّاكَ وَإِسْبَالَ الْإِزَارِ، فَإِنَّهَا مِنَ الْمَخِيلَةِ، وَاللهُ تبارك وتعالى لَا يُحِبُّ الْمَخِيلَةَ "(3).

(1) في هامش (س): ما تدعو، نسخة.

(2)

لفظ "له" ليس في (ظ 12) و (ص)، وأشير إليه في (س) على أنه نسخة.

(3)

حديث صحيح، الحكم بن فصيل، من رجال "التعجيل"، مختلف فيه، وثقه ابن معين وأبو داود، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو زرعة: ليس بذلك، وقال الأزدي: منكر الحديث، وقال ابن عدي: تفرد بما لا يتابع عليه. قلنا: وقد توبع هنا بوهيب بن خالد كما سيأتي في الرواية 5/ 64، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو تميمة: هو طريف بن مجالد الهجيمي.

وأخرجه الدولابي في "الكنى" 1/ 20 من طريق زهير بن معاوية، عن أبي إسحاق، عن أبي تميمة أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم أو قال له رجل، فذكر الحديث. قلنا: زهير بن معاوية سمع من أبي إسحاق بعد اختلاطه.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/ 72، وقال: رواه أحمد، وفيه =

ص: 164

‌حَدِيثُ رَجُلٍ لَمْ يُسَمِّهِ

16617 -

حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ مُهَاجِرٍ الصَّائِغِ، عَنْ رَجُلٍ - لَمْ يُسَمِّهِ - مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ سَمِعَ رَجُلًا - يَعْنِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم (1) - يَقْرَأُ:{قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} قَالَ: " أَمَّا هَذَا، فَقَدْ بَرِئَ مِنَ الشِّرْكِ " وَسَمِعَ آخَرَ يَقْرَأُ: {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} فَقَالَ: " أَمَّا هَذَا فَقَدْ غُفِرَ لَهُ "(2).

= الحكم بن فصيل، وثقه أبو داود وغيره، وضعفه أبو زرعة وغيره، وبقية رجاله رجال الصحيح.

وقد سلف نحوه برقم (15955)، وسيأتي 5/ 64، وسيكرر 5/ 377 سنداً ومتناً.

قال السندي: فإلام يدعو، أي: إلى أي رب يدعو، فلذا عبَّر بـ"ما" لملاحظة معنى الوصف.

قوله: "فأضللت"، أي: راحلتك.

قوله: "فإنها"، أي: هذه الخصلة التي هي الإسبال، وهذا يقتضي أن الإسبال غالباً لا يكون إلا من المخيلة حتى جعله مطلقاً منها، والله تعالى أعلم.

(1)

يريد أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم هو الذي سمع.

(2)

حديث صحيح، شريك: وهو ابن عبد الله النخعي -وإن كان سيئ الحفظ- قد توبع، وقد بينا المتابعة في الرواية السالفة برقم (16605).

وسيكرر 5/ 377 سنداً ومتناً.

ص: 165

‌حَدِيثُ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

16618 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ (1)، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: كَوَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَعْدًا أَوْ أَسْعَدَ بْنَ زُرَارَةَ فِي حَلْقِهِ مِنَ الذُّبْحَةِ، وَقَالَ:" لَا أَدَعُ فِي نَفْسِي حَرَجًا مِنْ سَعْدٍ أَوْ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ "(2).

(1) لفظ "عن أبيه" ليس في (ظ 12)، وهو الموافق لرواية ابن سعد كما سيأتي، ويميل القلب إلى أنه هو الصَّواب لنفاسة نسخة الظاهرية، ولموافقتها لرواية ابن سعد كذلك.

(2)

إسناده ضعيف، أبو الزبير: وهو محمد بن مسلم بن تدرس المكي، مدلس وقد عنعن، وهو منقطع حسب رواية (ظ 12) ورواية ابن سعد الموافقة لها، والتي ليس فيها لفظ "عن أبيه" بعد عمرو بن شعيب.

فرواه ابن سعد في "الطبقات" 3/ 610 عن الفضل بن دكين، عن زهير: وهو ابن معاوية الجعفي، عن أبي الزبير، عن عمرو بن شعيب، عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. دون ذكر "عن أبيه".

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/ 98، وقال: رواه أحمد، ورجاله ثقات!

قلنا: وقد اختلف في متنه كذلك، فأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 3/ 610 عن يعقوب بن إبراهيم بن سعدا أزهري، عن أبيه، عن صالح بن كيسان، عن ابن شهاب، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف أنه أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عاد أسعد بن زرارة، وبه شوكة، فلما دخل عليه قال: "قاتل الله يهود، يقولون لولا دفع عنه، ولا أملك له ولا لنفسي شيئاً، لا يلوموني في أبي =

ص: 166

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= أمامة"، ثم أمر به فكوي، وحجَّر به حلقه، يعني بالكي.

قلنا: وهذا إسناد مرسل، أبو أمامة أسعد بن سهل، له رواية، ولم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم. ولم يدرك جده لأمه أسعد بن زرارة.

وأخرجه ابن ماجه (3492) من طريق شعبة، عن محمد بن عبد الرحمن ابن سعد بن زرارة الأنصاري، عن عمه يحيى بن أسعد بن زرارة يحدِّث الناس أن سعد بن زرارة -وهو جد محمد من قبل أمه- أنه أخذه وجع في حلقه، يقال له الذبحة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"لأُبْلِغَنَّ أو لأُبلين في أبي أمامة عذراً"، فكواه بيده، فمات، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"ميتة سوء لليهود، يقولون: أفلا دفع عن صاحبه؟ وما أملك له ولا لنفسي شيئاً".

قلنا: وهذا إسناد مرسل، يحيى بن أسعد بن زرارة، مختلف في صحبته، قال ابن عساكر: إن كان هو ابن سعد بن زرارة لصلبه فلا ريب في صحبته؛ لأن أباه مات في السنة الأولى من الهجرة، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، مختلف في صحبته، وقال المزي في "تحفة الأشراف" 9/ 103: الصحيح أنه لا صحبة له. وكذلك قال ابن عساكر: الأصح أن لا صحبة له.

وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 3/ 610 عن محمد بن عمر، عن ربيعة ابن عثمان، عن أبي الزبير، عن جابر، قال: كانت بأَسعد الذبحة، فكواه رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قلنا: وهذا إسناد ضعيف، محمد بن عمر: وهو الواقدي، متروك، وأبو الزبير: وهو محمد بن مسلم بن تدرس، مدلس، وقد عنعن.

وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 3/ 610 عن الفضل بن دكين، عن سفيان، عن أبي الزبير، عن جابر، قال: كواه رسول الله صلى الله عليه وسلم مرتين في أكحله.

وهذا إسناد ضعيف لعنعنة أبي الزبير.

وأخرجه ابن سَعْد 3/ 610 عن عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن منصور، عن محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة، قال: أخذت أسعد بن =

ص: 167

‌حَدِيثُ رِجَالٍ يَتَحَدَّثُونَ

16619 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ الْفَضْلِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رِجَالًا يَتَحَدَّثُونَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: " إِذَا أُعْتِقَتْ الْأَمَةُ، فَهِيَ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَطَأْهَا، إِنْ شَاءَتْ فَارَقَتْهُ، وَإِنْ وَطِئَهَا فَلَا خِيَارَ لَهَا، وَلَا تَسْتَطِيعُ فِرَاقَهُ "(1).

= زرارة الذبحة، فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:"اكتوِ، فإني لا ألوم نفسي عليك". قلنا: وهذا إسناد منقطع. محمد بن عبد الرحمن بن سَعْد بن زرارة يروي عن أولاد الصحابة الذين لم يدركوا النبي صلى الله عليه وسلم.

وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/ 944 عن يحيى بن سعيد قال: بلغني أن سعد بن زرارة اكتوى في زمان النبي صلى الله عليه وسلم، فمات.

وسيرد من طريق الزهري برقم (17238) ونخرجه من طريقه هناك.

قال السندي: قوله: من الذبحة، هي بذال معجمة وياء موحدة وحاء مهملة في "القاموس" كهُمَزَة وعِنَبة: وجع في الحلق، أو دم يخنق فيقتل، وفي "النهاية" هي بفتح باء وقد تسكَّن: وجع في الحلق من الدم، وقيل: قرحة تظهر فيه فينسدّ معها، وينقطع النفس فتقتل. والحاصل أنه داء يقتل، أي: يزال بالكي فيقال له الذبحة لذلك.

قوله: "حرجاً"، أي: ضيقاً، أي: إن تركت بعض الأدوية يضيق النفس من ذلك إن مات، فلا أفعل ذلك.

(1)

حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة: وهو عبد الله، وقد أختلف عليه فيه، فرواه هنا عن عبيد الله بن أبي جعفر، عن الفضل بن عمرو بن أمية، عن أبيه. فزاد في الإسناد: عن أبيه، وربما نسب الفضل بن =

ص: 168

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= عمرو إلى جده، ورواه حسن بن موسى الأشيب كما سيأتي في الرواية الآتية بعد هذه، فقال: عن ابن لهيعة، عن عبيد الله بن أبي جعفر، عن الفضل بن الحسن بن عمرو بن أمية الضمري، قال: سمعت رجالاً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، يتحدَّثون، فذكر نحوه. وقد تابع حسناً عبدُ الله بن وهب كما هو عند الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4382)، وهو صحيح السماع من ابن لهيعة.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4383) من طريق ابن وهب، عن الليث، عن ابن أبي جعفر، عن الضمري، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، مثله.

قلنا: وهذا إسناد ضعيف لإرساله، الضمري: وهو الفضل بن الحسن بن عمرو، تابعي لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم، وفيه انقطاع كذلك، فإن الليث بن سعد لم يسمع من عبيد الله بن أبي جعفر. ذكر ابن أبي حاتم في "المراسيل" ص 180: قال الليث بن سعد: لم أسمع من عبيد الله بن أبي جعفر، إنما كان صحيفة كتب إليَّ، ولم أعرض عليه.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(4937)، ومن طريقه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4381) من طريق مروان بن محمد الطاطري، حدثنا الليث، وذكر آخر قبله -يعني ابن لهيعة- قال: حدثنا عبيد الله بن أبي جعفر، عن الحسن بن عمرو بن أمية الضمري أنه حدثه أن رجالاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حدثوه، فذكر نحوه.

قلنا: الحسن بن عمرو لم نقف له على ترجمة، ولم يترجم له الحافظان المزي وابن حجر مع أنه على شرطهما، وقد ذكره الحافظ في "تحفة الأشراف" 11/ 138.

وانظر ما بعده.

وله شاهد من حديث عائشة في قصة بريرة عند الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4384)، وإسناده حسن، ولفظه: أن بريرة كانت تحت عبد مملوك، فلما عتقت قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنت أملك بنفسك، إن شئت أقمت مع =

ص: 169

16620 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رِجَالًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتَحَدَّثُونَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِذَا أُعْتِقَتْ الْأَمَةُ وَهِيَ تَحْتَ الْعَبْدِ، فَأَمْرُهَا بِيَدِهَا، فَإِنْ هِيَ أَقَرَّتْ حَتَّى يَطَأَهَا، فَهِيَ امْرَأَتُهُ لَا تَسْتَطِيعُ فِرَاقَهُ "(1).

= زوجك، وإن شئت فارقته ما لم يمسك".

وسيرد نحوه 6/ 45 - 46.

وآخر موقوفاً من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب، رواه مالك في "الموطأ" 2/ 562، وابن أبي شيبة 4/ 212 من طريق عبيد الله، كلاهما عن نافع، عن ابن عمر أنه كان يقول في الأمة تكون تحت العبد فتعتق: إن الأمة لها الخيار ما لم يَمَسَّها.

(1)

حديث حسن، الحسن بن موسى الأشيب -وإن كان سماعه من ابن لهيعة بعد احتراق كتبه- قد توبع بعبد الله بن وهب كما سلف عند الطحاوي في تعليقنا على الرواية السالفة برقم (16619)، وهو صحيح السماع منه. والفضل ابن الحسن بن عمرو بن أمية الضمري روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب ": صدوق، وبقية رجاله ثقات.

وانظر ما قبله.

ص: 170

‌حَدِيثُ بَعْضِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللِّهِ صلى الله عليه وسلم

16621 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ يَزِيدَ - يَعْنِي ابْنَ جَابِرٍ - عَنْ خَالِدِ بْنِ اللَّجْلَاجِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَائِشٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ عَلَيْهِمْ ذَاتَ غَدَاةٍ، وَهُوَ طَيِّبُ النَّفْسِ، مُسْفِرُ الْوَجْهِ أَوْ مُشْرِقُ الْوَجْهِ، قُلْنَا: يَا نَبِيَّ اللهِ، إِنَّا نَرَاكَ طَيِّبَ النَّفْسِ، مُسْفِرَ الْوَجْهِ أَوْ مُشْرِقَ الْوَجْهِ، فَقَالَ: " وَمَا يَمْنَعُنِي وَأَتَانِي رَبِّي عز وجل اللَّيْلَةَ فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ فَقَالَ (1): يَا مُحَمَّدُ، قُلْتُ: لَبَّيْكَ رَبِّي وَسَعْدَيْكَ. قَالَ: فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلَأُ الْأَعْلَى؟ قُلْتُ: لَا أَدْرِي أَيْ رَبِّ، قَالَ: ذَلِكَ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا. قَالَ: فَوَضَعَ كَفَّيْهِ بَيْنَ كَتِفَيَّ، فَوَجَدْتُ بَرْدَهَا بَيْنَ ثَدْيَيَّ حَتَّى تَجَلَّى لِي مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ، ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ {وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ} [الأنعام: 75] ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلَأُ الْأَعْلَى؟ قَالَ: قُلْتُ: فِي الْكَفَّارَاتِ. قَالَ: وَمَا الْكَفَّارَاتُ؟ قُلْتُ: الْمَشْيُ عَلَى الْأَقْدَامِ إِلَى الْجُمُعَاتِ (2)، وَالْجُلُوسُ فِي الْمَسْجِدِ خِلَافَ (3) الصَّلَوَاتِ، وَإِبْلَاغُ (4) الْوُضُوءِ فِي الْمَكَارِهِ. قَالَ: مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ عَاشَ بِخَيْرٍ، وَمَاتَ بِخَيْرٍ، وَكَانَ

(1) في (س) و (م): قال.

(2)

في (م): الجماعات.

(3)

في (ق): خلف.

(4)

في (س) و (ق): إسباغ. وكتب في هامشيهما: إبلاغ.

ص: 171

مِنْ خَطِيئَتِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ، وَمِنَ الدَّرَجَاتِ طِيبُ الْكَلَامِ، وَبَذْلُ السَّلَامِ، وَإِطْعَامُ الطَّعَامِ، وَالصَّلَاةُ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ. قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِذَا صَلَّيْتَ فَقُلْ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الطَّيِّبَاتِ، وَتَرْكَ الْمُنْكَرَاتِ، وَحُبَّ الْمَسَاكِينِ، وَأَنْ تَتُوبَ عَلَيَّ، وَإِذَا أَرَدْتَ فِتْنَةً فِي النَّاسِ فَتَوَفَّنِي غَيْرَ مَفْتُونٍ " (1).

(1) إسناده ضعيف لاضطرابه، وقد بيَّنَّا ذلك مفصلاً في حديث ابن عباس السالف برقم (3484). عبد الرحمن بن عائش يقال: له صحبة، وقال ابنُ عبد البر: لا تصح له صحبة، لأن حديثه مضطرب، وقال البخاري: لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم، له حديث واحد، إلا أنهم يضطربون فيه. -قلنا: ذكر له الحافظ حديثين آخرين- وروى له الترمذي، وقال: لم يسمح من النبي صلى الله عليه وسلم. وقال أبو زرعة الرازي: ليس بمعروف، وقال الذهبي في "الميزان": حديثه عجيب غريب. وخالد بن اللجلاج: هو العامري، صدوق فقيه، أخرج له أصحاب السنن سوى ابن ماجه، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير يزيد بن يزيد بن جابر -وهو الأزدي الدمشقي- فمن رجال مسلم، وهو ثقة، وزهير بن محمد -وهو التميمي- إنما أخرج له البخاري متابعة، ولا يصح عنه إلا روايةُ أهل العراق، وروايةُ أهلِ الشام عنه غير مستقيمة، فضُعِّف بسببها. وقد انقلبت هذه العبارةُ في "الإصابة" فجاء فيه:"روايةُ زهير بن محمد عن الشاميين ضعيفة"، ونقلها بعضُ المحققين دون التنبه لما فيها من الخطأ، وسيرد التنبيه عليها في موضعها في التخريج. أبو عامر: هو عبد الملك بن عمرو العَقَدي.

وأخرجه ابنُ خزيمة في "التوحيد" ص 216 - 217، وابن منده في "الرد على الجهمية"(74)، من طريق أبي عامر العقدي، بهذا الإسناد. لكن وقع في مطبوع ابن منده عبد الرحمن بن عياش بدل أبي عائش.

وأخرجه الدارمي 2/ 126، والترمذي في "العلل الكبير" 2/ 894، وابن أبي عاصم في "السنة"(467) مختصراً جداً، والمروزي في "قيام الليل" =

ص: 172

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= باختصار المقريزي ص 22، والطبراني في "الدعاء"(1418)، والدارقطني في "الرؤية"(236)، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد"(901) مختصراً من طريق الوليد بن مسلم، وقرن ابنُ أبي عاصم به صدقة بن خالد، والطبري في "التفسير" 11/ 476 (طبعة شاكر)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 298 - 299 من طريقي الوليد بن مزيد البيروتي والأوزاعي، والطبراني أيضاً (1419)، والآجري في "الشريعة" ص 497، والدارقطني في "الرؤية"(234) و (235)، واللالكائي (902) مختصراً من طريق الأوزاعي، وابنُ أبي عاصم أيضاً (388) و (467)، والدارقطني في "الرؤية"(239)، والبغوي في "شرح السنة"(924) من طريق صدقة بن خالد، والحاكم 1/ 520 - 521 من طريق محمد بن شعيب بن شابور، والدارقطني في "الرؤية"(233) من طريق عمارة ابن بشر، و (240) من طريق حماد بن مالك بن بسطام الأشجعي، سبعتهم عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر (وهو أخو يزيد)، عن خالد بن اللجلاج، عن عبد الرحمن بن عائش، قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم غير أن صدقة بن خالد لم يذكر لعبد الرحمن بن عائش سماعاً من النبي صلى الله عليه وسلم. وذكر روايةَ الوليد بن مسلم ابنُ خزيمة في "التوحيد" ص 215، وحسَّنه البغوي، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.

ونقل الترمذي في "السنن" و"العلل" عن البخاري قوله: عبد الرحمن بن عائش لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم، وحديث الوليد بن مسلم غير صحيح، وذكر أن قوله عن عبد الرحمن بن عائش: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، غير محفوظ، وأن الأصح فيه: عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وقال ابن خزيمة: قوله في هذا الخبر: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم" وهم؛ لأن عبد الرحمن بن عائش لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم.

وذكر الحافظُ في "الإصابة" في ترجمة ابنِ عائش أنه لم ينفرد الوليدُ بنُ مسلم بالتصريح المذكور، بل تابعه الوليدُ بن مزيد البيروتي والأوزاعي -وقد =

ص: 173

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= سلفت روايتهما- وقال: وهذه متابعة قوية للوليد بن مسلم، وذكر متابعتَيْ حمادِ بنِ مالك وعمارةِ بنِ بشر اللتين مرَّ ذكرهما آنفاً، وقولهما في هذا الحديث: سمح رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، ثم ذكر روايةً أخرى لشريك أخرجها الهيثمُ بنُ كليب في مسنده وابنُ خزيمة والدارقطني، وفيها يقولُ عبد الرحمن بن عائش: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: وروى هذا الحديث يزيدُ بنُ يزيد بن جابر -أخو عبد الرحمن- عن خالد، فخالف أخاه، أخرجه أحمد من طريق زهير بن محمد، عنه، عن خالد، عن عبد الرحمن بن عائش، عن رجل من الصحابة، فزاد فيه رجلاً، ولكن روايةَ زهير بن محمد عن الشاميين ضعيفة كما قال البخاري وغيره وهذا منها.

قلنا: ليست رواية زهير بن محمد عن الشاميين ضعيفة، بل الضعيف روايةُ الشاميين عنه، وهذا ما ذكره البخاري وغيره ومنهم الحافظ نفسه في "التهذيب" و"التقريب "، ولا يخفى عليه مثل هذا، لكنه وهم في هذا الموضع، فانقلبت عليه العبارة.

ثم قال الحافظ بعد أن سرد روايات أخرى فيها اختلاف: ويُستفادُ من مجموع ما ذكرتُ قوةُ رواية عبد الرحمن بن يزيد بن جابر لإتقانها، ولأنه لم يُختلف عليه فيها.

قلنا: قد ذكر البخاري -فيما نقله عنه الترمذي في "السنن"- أن أصح الطرق طريق يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلام، عن جده أبي سلام، عن عبد الرحمن بن عائش، عن مالك بن يخامر السكسكي، عن معاذ بن جبل (وسيرد في مسنده 5/ 243).

وسيكرر هذا الحديث 5/ 377 - 378.

وقد ذكرنا أحاديث الباب عقب تخريج رواية ابن عباس السالفة برقم (3484).

ص: 174

‌حَدِيثُ مَنْ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم

16622 -

حَدَّثَنَا الزُّبَيْرِيُّ مُحَمَّدُ (1) بْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَأَمَرَ بِرَجْمِ رَجُلٍ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، فَلَمَّا وَجَدَ مَسَّ الْحِجَارَةِ خَرَجَ فَهَرَبَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" فَهَلَّا تَرَكْتُمُوهُ "(2).

(1) في (م): عن محمد، بزيادة "عن"، وهو خطأ.

(2)

حديث حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرر (16585) إلا أن شيخ أحمد هنا هو الزبيري محمد بن عبد الله: وهو أبو أحمد.

ص: 175

‌حَدِيثُ رَجُلٍ

16623 -

حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ رَجُلٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَتَى جُعِلْتَ نَبِيًّا؟ قَالَ:" وَآدَمُ بَيْنَ الرُّوحِ وَالْجَسَدِ "(1).

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، وصحابيه هو ميسرة الفجر كما سيأتي مصرحاً به في الرواية 5/ 59. حماد: هو ابن سلمة.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2918)، وفي "السنة"(411) عن هدبة بن خالد، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن سعد 1/ 148 عن ابن عليَّة، وابن أبي شيبة 14/ 292 من طريق وهيب بن خالد، كلاهما عن خالد الحذاء، به.

وسيأتي 5/ 59، وسيكرر 5/ 379 سنداً ومتناً.

وفي الباب عن أبي هريرة عند الترمذي (3609)، والحاكم 2/ 609، والآجري في "الشريعة" ص 421، وأبي نعيم في "الدلائل" 1/ 53، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب.

وآخر من حديث ابن عباس عند البزار (2364)(زوائد)، والطبراني في "الكبير"(12571) و (12646).

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/ 223، وقال: رواه الطبراني في "الأوسط" والبزار، وفيه جابر بن يزيد الجُعْفي، وهو ضعيف.

قال السندي: قوله: متى جعلت نبياً، على بناء المفعول بالخطاب.

قوله: "وآدم بين الروح والجسد"، أي: قبل أن يخلق آدم، وقيل: قبل إدخال روحه في جسده، والحديث حمله الغزالي على التقدير، أي أنه قدر له وقرر له النبوة قبل أن يخلق آدم.

ص: 176

‌حَدِيثُ شَيْخٍ مِنْ بَنِي سَلِيطٍ

16624 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، أَنَّ شَيْخًا مِنْ بَنِي سَلِيطٍ أَخْبَرَهُ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أُكَلِّمُهُ فِي سَبْيٍ أُصِيبَ لَنَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَإِذَا هُوَ قَاعِدٌ وَعَلَيْهِ حَلْقَةٌ قَدْ أَطَافَتْ بِهِ، وَهُوَ يُحَدِّثُ الْقَوْمَ، عَلَيْهِ إِزَارٌ قِطْرٌ لَهُ غَلِيظٌ، قَالَ: سَمِعْتُهُ (1) يَقُولُ وَهُوَ يُشِيرُ بِإِصْبَعِهِ (2): " الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ، التَّقْوَى هَاهُنَا، التَّقْوَى هَاهُنَا " يَقُولُ: أَيْ فِي الْقَلْبِ (3).

(1) في (ظ 12) و (ص): فأول شيء سمعته يقول.

(2)

في (ص)، وهامش (س): بأصبعيه.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل المبارك: وهو ابن فَضَالة وهو -وإن كان يدلس ويسوِّي- قد صرح بالتحديث في جميع طبقات الإسناد، فانتفت شبهة تدليسه، وقد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم، والحسن: هو البصري.

وأخرجه بنحوه أبو يعلى (6228) من طريق يونس، عن الحسن، به.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/ 184، وقال: رواه أحمد بأسانيد، وإسناده حسن، ورواه أبو يعلى بنحوه.

وله شاهد من حديث أبي هريرة عند مسلم (2564)(32)، وقد سلف برقم (7727).

وآخر بنحوه من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب برقم (5357)، وذكرنا هناك أحاديث الباب.

وسيأتي بالأرقام (16644) و 5/ 24 و 25 و 380، وسيكرر 5/ 379 سنداً ومتناً.

ص: 177

‌حَدِيثُ أَعْرَابِيٍّ

16625 -

حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا - يَعْنِي ابْنَ أَبِي زَائِدَةَ - قَالَ: حَدَّثَنِي سَعْدُ بْنُ طَارِقٍ، عَنْ بِلَالِ بْنِ يَحْيَى، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَعْرَابِيٌّ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَا أَخَافُ عَلَى قُرَيْشٍ إِلَّا أَنْفُسَهَا " قُلْتُ: مَا لَهُمْ؟ قَالَ: " أَشِحَّةٌ بَجَرَةٌ، وَإِنْ طَالَ بِكَ عُمُرٌ، لَتَنْظُرَنَّ إِلَيْهِمْ يَفْتِنُونَ النَّاسَ حَتَّى تَرَى النَّاسَ بَيْنَهُمْ كَالْغَنَمِ بَيْنَ الْحَوْضَيْنِ؛ إِلَى هَذَا مَرَّةً، وَإِلَى هَذَا مَرَّةً "(1).

(1) إسناده ضعيف لجهالة عمران بن حصين: وهو الضبي، وقد سلف الكلام عليه في الرواية السالفة برقم (15904)، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. سعد بن طارق: هو ابن أشيم الكوفي.

وقد سلف مطولاً برقم (15904)، وسيكرر 5/ 379 سنداً ومتناً.

قال السندي: قوله: "بجرة" -بالباء والجيم-: جمع باجر، وهو العظيم البطن.

ص: 178

‌حَدِيثُ زَوْجِ بِنْتِ أَبِي لَهَبٍ

16626 -

حَدَّثَنَا الزُّبَيْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ مَعْبَدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَيْرٍ أَوْ عَمِيرَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي زَوْجُ ابْنَةِ أَبِي لَهَبٍ، قَالَ: دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ تَزَوَّجْتُ ابْنَةَ أَبِي لَهَبٍ، فَقَالَ:" هَلْ مِنْ لَهْوٍ؟ "(1).

(1) مرفوعه صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة معبد بن قيس وشيخِه عبدِ الله بن عُمير أو عميرة، قال الحُسيني في "الإكمال": معبد بن قيس، عن عبد الله بن عميرة، مجهولٌ عن مثله. وشيخُه عبدُ الله بن عَميرة، ذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 5/ 159 ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره في "الضعفاء" العقيليُّ وابنُ عدي، وقال الذهبي في "الميزان": فيه جهالة، قلنا: قال مسلم في "الوحدان": تفرد سماكٌ بالرواية عنه. وقال إبراهيم الحربي: لا أعرفه ومع ذلك ذكره ابن حبان في "الثقات" على عادته في توثيق المجاهيل، وبقيةُ رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين سوى سماك بن حرب، فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاري تعليقاً، وهو صدوق حسن الحديث، إلا في روايته عن عكرمة خاصة فمضطربة. الزبيري: هو أبو أحمد محمد بن عبد الله بن الزبير الأسدي، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3168) عن الفضل بن داود، والطبراني في "الكبير" 24/ (659) من طريق طاهر بن أبي أحمد الزبيري، كلاهما عن أبي أحمد الزبيري، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي عاصم (868) عن الفضل بن داود كذلك، عن أبي أحمد الزبيري، عن شريك، عن سماك، عن عبد الله بن عميرة، به. لم يذكر معبد بن قيس في الإسناد. =

ص: 179

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/ 289، ونسبه إلى أحمد والطبراني، وقال: فيه معبد بن قيس، ولم أعرفه.

وسيكرر بإسناده ومتنه 5/ 379.

ويشهد له حديث عائشة عند البخاري (5162)، وفيه أنها زفَّت امرأة إلى رجلٍ من الأنصار، فقال صلى الله عليه وسلم:"يا عائشة ما كان معكم لهو، فإن الأنصار يعجبهم اللهو". وسيرد 6/ 269.

وله شاهدٌ آخر من حديث قرظة بن كعب وأبي مسعود الأنصاري عند النسائي في "المجتبى" 6/ 135، قالا: قد رخَّص لنا في اللهو عند العرس. وفي إسناده شريك النَّخَعي.

وفي الباب أيضاً عن السائب بن يزيد، عند الطبراني في "الكبير"(6666)، قال: لقي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم جواري يتغنين يقلن: تحيونا نُحييكم، فوقف رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم دعاهنَّ فقال:"لا تقولوا هكذا، ولكن قولوا: حيانا وإياكم" فقال رجل: يا رسول الله أترخِّص في هذا؟ قال: "نعم، إنه نكاحٌ لا سفاح، أشيدوا بالنكاح" قال الهيثمي في "المجمع" 4/ 290: وفيه يزيد بن عبد الملك النوفلي، وهو ضعيف، ووثقه ابن معين في رواية.

وعن جابر عند البزار (1432)(زوائد)، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة: "أهديتم الجارية إلى بيتها؟ " قالت: نعم، قال: "فهلا بعثتم من يغنيهم يقول:

أتيناكم أتيناكم

فحيُّونا نحيِّيكم

فإن الأنصار قومٌ فيهم غزل". وسلف 3/ 391.

وعن عائشة عند الطبراني في "الأوسط"(3289) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما فعلت فلانة؟ ليتيمةٍ كانت عندها. فقلت: أهديناها إلى زوجها، قال: "هل بعثتم معها جارية تضرب بالدف وتغني"؟ قالت: نقول ماذا؟ قال: نقول:

أتيناكم أتيناكم

فحيونا نحييكم

أورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/ 289، وقال: فيه رواد بن الجراح، =

ص: 180

‌حَدِيثُ حَيَّةَ (1) التَّمِيمِيِّ

16627 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، عَنْ يَحْيَى - يَعْنِي ابْنَ أَبِي كَثِيرٍ - قَالَ: حَدَّثَنِي حَيَّةُ التَّمِيمِيُّ، أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" لَا شَيْءَ فِي الْهَامِ، وَالْعَيْنُ حَقٌّ، وَأَصْدَقُ الطِّيَرِ الْفَأْلُ "(2).

= وثقه أحمد وابن معين وابن حبان، وفيه ضعف.

وعن عبد الله بن الزبير، سلف برقم (16130) وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"أعلنوا النكاح" زاد الترمذي وابن ماجه من حديث عائشة: "واضربوا عليه بالدفِّ" وذكرنا ما فيه في تخريج حديث ابن الزبير السالف.

وعن محمد بن حاطب، سلف برقم (15451) بإسناد حسن، ولفظه:"فصلُ ما بين الحلال والحرام الدُّفُّ والصوتُ في النكاح".

قال الحافظ في "الفتح" 9/ 226: استدل بقوله: "واضربوا" على أن ذلك لا يختص بالنساء، لكنه ضعيف، والأحاديث القوية فيها الإذن في ذلك للنساء، فلا يلتحق بهن الرجال، لعموم النهي عن التشبه بهنّ.

قال السندي: قوله: "هل من لهو": فبين إباحة ذلك في الزواج.

(1)

في (ظ 12) و (ق): حبّة. قلنا: يعني بموحدة. وقد قال الذهبي في "المشتبه": كذا قال ابن أبي عاصم، وصوابه: حيّة، بالياء هو قال الحافظ في "التبصير" 1/ 402: الجمهور على أنه بالياء الأخيرة، وضبطه ابن أبي عاصم بالموحدة، وخطَّؤوه. وانظر "توضيح المشتبه" 3/ 78.

(2)

حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، حيَّة التميمي -وهو ابن حابس بن ربيعة- لم يرو عنه غير يحيى بن أبي كثير، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، إلا أن حابساً رضي الله عنه والد حية التميمي لم يخرج له سوى البخاري في "الأدب المفرد". أبو =

ص: 181

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= عامر: هو عبد الملكُ بن عَمرو العَقَدي، وعليٌّ: هو ابن المبارك الهُنائي.

وسيرد الحديث 5/ 70 بزيادة أبي هريرة في الإسناد، والأصح أنه من مسند حابس كما ذكر الحافظ في "الإصابة"، وأبو حاتم في "العلل" 2/ 250، وصنيع الإمام أحمد بإيراده الإسنادين في مسند حابس يقتضي ذلك، وسيرد تفصيل هذه المسألة هناك.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(914)، و"التاريخ الكبير" 3/ 108 من طريق أبي عامر العقدي، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري أيضاً في "التاريخ الكبير" 3/ 108 من طريق إسماعيل ابن عُلَيَّة، والترمذي (2061)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1179)، والبزار (3047)(زوائد)، والطبراني في "الكبير"(3562) من طريق أبي غسان يحيى بن كثير -وهو العنبري- كلاهما عن علي بن المبارك، به. وليس في رواية الترمذي قوله:"وأصدق الطير الفأل". قال الترمذي: حديث غريب. وقد سقط من إسناد البزار عليُّ بنُ المبارك وشيخُه يحيى بنُ أبي كثير، وتحرف فيه حابس إلى جالس، وتحرف اسم يحيى بن كثير الراوي عن علي بن المبارك في مطبوع الطبراني إلى يحيى بن أبي كثير.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/ 105 - 106، وقال: رواه الترمذي خلا قوله: "وأصدق الطير الفأل"، ثم قال: ورواه البزار وأبو يعلى، وفيه حبة ابن حابس، لم يرو عنه غير يحيى، وبقية رجاله ثقات.

وسيأتي 5/ 70.

وسيكرر بإسناده ومتنه 5/ 70 و 379.

وقوله صلى الله عليه وسلم: "لا شيء في الهام" يشهد له حديث أبي هريرة عند البخاري (5770)، ومسلم (2220)، وقد سلف برقم (7620)، ولفظه:"لا عدوى ولا صفر ولا هامة"، وقد ذكرنا بقية شواهده في مسند عبد الله بن مسعود عند تخريج الرواية (4198).

وقوله: "والعين حقّ" يشهد له حديث أبي هريرة عند البخاري (5740)، =

ص: 182

16628 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبَانُ. وَعَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: بَيْنَمَا رَجُلٌ يُصَلِّي وَهُوَ مُسْبِلٌ إِزَارَهُ، إِذْ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" اذْهَبْ فَتَوَضَّأْ " قَالَ (1): فَذَهَبَ فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ جَاءَ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" اذْهَبْ فَتَوَضَّأْ " قَالَ: فَذَهَبَ فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا لَكَ أَمَرْتَهُ (2) يَتَوَضَّأُ ثُمَّ سَكَتَّ؟ قَالَ:" إِنَّهُ كَانَ يُصَلِّي وَهُوَ مُسْبِلٌ إِزَارَهُ، وَإِنَّ اللهَ عز وجل لَا يَقْبَلُ صَلَاةَ عَبْدٍ مُسْبِلٍ إِزَارَهُ "(3).

= ومسلم (2187)، وقد سلف برقم (8245)، وذكرنا بقية شواهده في مسند عبد الله بن عمرو عند تخريج الرواية (7070).

وقوله: "وأصدق الطير الفأل" يشهد له حديث أبي هريرة عند البخاري (5754)، ومسلم (2223)، ولفظه:"لا طيرة، وخيرها الفأل"، وسلف برقم (7618)، وذكرنا هناك أحاديث الباب.

قال السندي: قوله: "لا شيء في الهام"، بتخفيف الميم، واحد هامة، وهو طائر كانوا يتشاءمون به.

(1)

لفظ "قال" ليس في (ظ 12) و (ص).

(2)

في (م): مالك يا رسول الله، مالك أمرته.

(3)

إسناده ضعيف لجهالة أبي جعفر -وهو الأنصاري المدني- كما صرح البيهقي في "السنن" 2/ 242، وفي "التهذيب" أنه روى عن أبي هريرة، ولم يرو عنه سوى يحيى بن أبي كثير، قال الحافظ: قال الدارمي: أبو جعفر هذا رجل من الأنصار، وبهذا جزم ابن القطان، وقال: إنه مجهول. ثم رد الحافظ على ابن حبان أن جعله محمد بن علي بن الحسين، ثم قال: وعند أبي داود في الصلاة عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي جعفر غير منسوب، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة. وأظنه هذا، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، =

ص: 183

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= غير أبان -وهو ابن يزيد العطار- فمن رجال مسلم. يونس بن محمد: هو المؤدب، وعبد الصمد: هو ابن عبد الوارث العنبري، وهشام: هو ابن أبي عبد الله الدَّستوائي، وورد عند أبي داود من طريق أبان العطار أن صحابي الحديث هو أبو هريرة.

وأخرجه مختصراً دون القصة النسائي في "الكبرى"(9703) من طريق خالد -وهو ابن الحارث الهُجيمي- عن هشام، بهذا الإسناد. بلفظ:"إنه لا تقبل صلاة رجلٍ مسبلٍ إزاره".

وأخرجه بتمامه أبو داود (638) و (4086)، والبيهقي في "السنن" 2/ 241 من طريق موسى بن إسماعيل، عن أبان، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي جعفر، به. وسمى الصحابيَّ فيه أبا هريرة.

قال البيهقي: هكذا رواه أبان العطار، عن يحيى، وخالفه حرب بن شداد في إسناده، فرواه (فيما أخرجه هو عنه)، عن يحيى بن أبي كثير، قال: حدثني إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، أن أبا جعفر المدني حدثه، أن عطاء بن يسار حدثه، أن رجلاً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثه.

قلنا: وهذا من المزيد في متصل الأسانيد.

ثم قال البيهقي: رواه هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن عطاء ابن يسار، أن رجلاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حدثه، فأسقط مَن بين يحيى وعطاء.

قلنا: لم يسقطه كما في رواية المسند هذه.

والحديث سيكرر بإسناد هو متنه 5/ 379.

وفي الباب: عن ابن مسعود عند أبي داود (637) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من أسبل إزاره في صلاته خيلاء، فليس من الله في حلٍّ ولا حرام" قال أبو داود: روى هذا جماعةٌ عن عاصم موقوفاً على ابن مسعود، منهم حماد بن سلمة، وحماد بن زيد، وأبو الأحوص، وأبو معاوية. قلنا. أورده موقوفاً على =

ص: 184

‌حَدِيثُ ذِي الْغُرَّةِ

(1)

• 16629 - [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ](2): حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ النَّاقِدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ الضَّبِّيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ (3) بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ ذِي الْغُرَّةِ (1) قَالَ: عَرَضَ أَعْرَابِيٌّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَسِيرُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، تُدْرِكُنَا الصَّلَاةُ وَنَحْنُ فِي أَعْطَانِ الْإِبِلِ، أَفَنُصَلِّي فِيهَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" لَا ". قَالَ:

= ابن مسعود الحافظ في "الفتح" 10/ 257، ونسبه إلى الطبراني، وحسَّن إسناده، ثم قال: ومثل هذا لا يقال بالرأي، فعلى هذا لا مانع من حمل الحديث على ظاهره.

وفي باب النهي عن الإسبال مطلقاً سلف من حديث ابن عباس برقم (2955) بلفظ: "إن الله لا ينظر إلى مسبل" وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.

قال السندي: قوله: "وإن الله لا يقبل صلاة عبد مسبل إزاره"، أي: فقلت له: توضأ، ليفهم أنه بإسباله الإزار مثل المحدث المحتاج إلى الطهارة، وأن إسبال الإزار مثل الحدث، والله تعالى أعلم.

(1)

تحرف في (م) إلى: "العزة" بزاي بدل الراء.

(2)

هذا الحديث من زوائد عبد الله بن أحمد، وقد وقع في (م) و (ق) من حديث الإمام أحمد، وهو خطأ، فعمرو بن محمد الناقد من شيوخ عبد الله بن أحمد لا من شيوخ أبيه.

(3)

وقع في (م) والنسخ الخطية: "عن عُبيد الله بن عبد الله"، وهو خطأ، وسيأتي على الصواب في الرواية 5/ 112، وهو مكرر هذه الرواية، وجاء على الصواب في "أطراف المسند" 2/ 322، و"إتحاف المهرة" 4/ 460.

ص: 185

أَفَنَتَوَضَّأُ مِنْ لُحُومِهَا؟ قَالَ: " نَعَمْ ". قَالَ: أَفَنُصَلِّي فِي مَرَابِضِ الْغَنَمِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " نَعَمْ ". قَالَ: أَفَنَتَوَضَّأُ مِنْ لُحُومِهَا؟ قَالَ: " لَا "(1).

(1) هو صحيح لكن من حديث البراء بن عازب لا من حديث ذي الغُرَّة هذا، فقد قال ابنُ أبي حاتم في "العلل" 1/ 25: سألت أبي عن حديث رواه عُبيدة الضبِّيُّ، عن عبد الله بن عبد الله الرازي، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن ذي الغُرَّة الطائي، عن النبي صلى الله عليه وسلم في الوضوء من لحم الإبل، قال: توضؤوا. ورواه جابر الجُعفي عن حبيب بن أبي ثابت، عن ابن أبي ليلى، عن سليك الغطفاني، عن النبي صلى الله عليه وسلم وحدثنا سعدويه قال: حدثنا عباد بن العوام، عن الحجاج بن أرطاة، عن عبد الله، عن ابن أبي ليلى، عن أسيد بن حضير، عن النبي صلى الله عليه وسلم. قات لأبي: فأيها الصحيح؟ قال: ما رواه الأعمش، عن عبد الله ابن عبد الله الرازي، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن البراء، عن النبي صلى الله عليه وسلم، والأعمش أحفظ.

قلنا: سيرد من حديث البراء بن عازب 4/ 288 بإسناد صحيح.

وهذا الإسناد رجاله ثقات، غير أنه قد سقط منه عُبيدة الضَّبي وهو ابن مُعتِّب بين عَبيدة بن حميد وعبد الله بن عبد الله الرازي، وثبت في إسناد الرواية المكررة الآتية 5/ 112، وهو سقطٌ قديمٌ في هذا الموضع في جميع النسخ، ويؤكد أنه لابدَّ من إثبات عُبيدة بن معتب الضبّي هذا أنه رواه من طريقه عن عبد الله الرازي ابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2667)، وابنُ عبد الهادي في "تنقيح التحقيق" 1/ 501، وجزم الحافظ في "الإصابة" في ترجمة ذي الغُرّة أن الراوي له عن عبد الله الرازي عُبيدة بن مُعتِّب، وقال: وهو ضعيف. قلنا: ولذلك رجح أبو حاتم -فيما سلف- حديث الأعمش عليه؛ لأنه أحفظ. ويؤكد إثباته أيضاً أن المزي ذكر في "تهذيب الكمال" في ترجمة عبد الله بن عبد الله الرازي أن الراوي عنه إنما هو عُبيدة بن معتّب الضبِّي، وذكر في كلٍّ من ترجمة عَبيدة بن حميد وعُبيدة بن مُعتِّب الضبِّي أن عَبيدة بن حُميد يروي عن عُبَيْدة =

ص: 186

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= ابن مُعتِّب الضَبِّي. وقول ابن أبي حاتم -فيما نقلناه عنه آنفاً-: رواه عبيدة الضبِّي، عن عبد الله بن عبد الله الرازي، يشير إلى ذلك أيضاً؛ لأن الضبي هو ابن معتِّب، وكذلك نسب في الرواية الآتية، ولم يفطن الحافظ إلى ذكره في الموضع الآخر، فلم يثبته في "أطراف المسند" 2/ 322، ولا في "إتحاف المهرة" 4/ 460، مع أنه جزم به في "الإصابة" كما ذكرنا آنفاً.

وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 2/ 175 - 176 من طريق عبد الله بن أحمد، بهذا الإسناد. مع سقط عُبيدة الضَّبِّي منه.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2667) من طريق عُبيدة بن مُعتِّب الضبِّي، عن عبد الله بن عبد الله الرازي، به.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (709) من طريق عيسى بن أبي ليلى، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، به. وسمَّى ذا الغُرَّة يعيشاً الجُهَني.

وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/ 250، وقال: رواه عبد الله بن أحمد، والطبراني في "الكبير" وسماه يعيشاً الجهني، ويُعرف بذي الغُرّة، ورجال أحمد موثقون.

وسيكرر 5/ 112.

ويشهد له حديث جابر بن سمرة، وهو عند مسلم (360)، وسيرد 5/ 98.

وحديث أسيد بن حضير الذي أشار إليه أبو حاتم فيما سلف، سيرد في "المسند" 4/ 352.

وحديث سُليك الغطفانيِّ هو عند الطبراني في "الكبير"(6713).

وقد سلف ذكر أحاديث الباب في جواز الصلاة في مرابض الغنم والنهي عنها في أعطان الإبل في مسند عبد الله بن عَمرو عند الرواية (6658).

قال السندي: ذو الغرة: بضم الغين المعجمة، جهني، ويقال: هلالي، روى عبد الله في زيادات المسند حديثه، وفي إسناد حديثه تكلم، لكن معناه صحيح جاء في مسلم، ولذلك قال أحمد بالوضوء من لحم الجزور، ورجح =

ص: 187

‌حَدِيثُ ذِي اللِّحْيَةِ الْكِلَابِيِّ

• 16630 - [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ](1): حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ - يَعْنِي الْحَدَّادَ - قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَنْصُورٍ، عَنْ ذِي اللِّحْيَةِ الْكِلَابِيِّ، أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَنَعْمَلُ فِي أَمْرٍ مُسْتَأْنَفٍ أَوْ أَمْرٍ قَدْ فُرِغَ مِنْهُ؟ قَالَ:" لَا، بَلْ فِي أَمْرٍ قَدْ (2) فُرِغَ مِنْهُ "، قَالَ: فَفِيمَ نَعْمَلُ إِذًا؟ قَالَ: " اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ "(3).

= بعض المحققين قوله.

(1)

هذا الحديث من زيادات عبد الله، ووقع في (م) و (ق) من حديث الإمام أحمد، وهو خطأ.

(2)

لفظ "قد" ليس في (ص).

(3)

حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل يزيد بن أبي منصور، قال أبو حاتم: ليس به بأس، وقال الذهبي: صدوق، وذكره ابن حبان في ثقات أتباع التابعين، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير أبي عُبيدة الحداد -وهو عبد الواحد بن واصل السدوسي- فمن رجال البخاري، وهو ثقة. وصحابيُّ الحديث، إنما روى له أبو داود في "القدر". عبد العزيز ابن مسلم: هو القَسْمَلي.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(4236)، وابن الأثير في "أسد الغابة" 2/ 177، والمزي في "تهذيب الكمال " في ترجمة ذي اللحية الكلابي من طريق عبد الله بن أحمد، بهذا الإسناد.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/ 194، وقال: رواه ابن أحمد، والطبراني، ورجاله ثقات. =

ص: 188

• 16631 - [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ](1): حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْبَصْرِيُّ، حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ أَسْلَمَ الْعَدَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي مَنْصُورٍ، عَنْ ذِي اللِّحْيَةِ الْكِلَابِيِّ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَنَعْمَلُ فِي أَمْرٍ مُسْتَأْنَفٍ، أَوْ فِي أَمْرٍ قَدْ فُرِغَ مِنْهُ؟ قَالَ:" بَلْ فِي أَمْرٍ قَدْ فُرِغَ مِنْهُ "، قَالَ: فَفِيمَ الْعَمَلُ؟ قَالَ: " اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ "(2).

= وسيأتي أيضاً في الرقم الذي يليه.

وقد سلف من حديث علي برقم (621) بإسناد صحيح على شرط الشيخين، وذكرنا أحاديث الباب في مسند عبد الله بن مسعود عند تخريج الرواية (3553).

قال السندي: قوله: في أمر مستأنف، أي: في تحصيل فائدة جديدة ما سبق بها قَدَرٌ.

ففيم العمل، أي: ففي تحصيل أي فائدة العمل، فإن الفائدة حاصلة لا محالة لسبق القدر بها وإن لم نعمل، فما بقي العمل إلا مجرد التعب.

(1)

هذا الحديث من زيادات عبد الله بن أحمد، ووقع في (ق) و (م) من حديث أبيه أحمد، وهو خطأ.

(2)

صحيح لغيره، وهو مكرر سابقه، غير أن شيخ عبد الله فيه هو أبو عبد الله البصري، واسمه ميمون، روى له أصحاب السنن سوى أبي داود، وهو ضعيف لكنه توبع في الرواية السالفة، وشيخه هو سهل بن أسلم العدوي، روى له الترمذي، وهو صدوق.

وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة ذي اللحية الكلابي من طريق عبد الله بن أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 265 - 266، والطبراني في "الكبير"(4235) من طريق خليفة بن خياط شباب العصفري، عن يزيد بن أبي =

ص: 189

‌حَدِيثُ ذِي الْأَصَابِعِ

• 16632 - [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ:](1) حَدَّثَنِي أَبُو صَالِحٍ الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ، عَنْ ذِي الْأَصَابِعِ، قَالَ: قُلْتُ (2): يَا رَسُولَ اللهِ، إِنْ ابْتُلِينَا بَعْدَكَ بِالْبَقَاءِ أَيْنَ تَأْمُرُنَا؟ قَالَ:" عَلَيْكَ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَلَعَلَّهُ أَنْ يَنْشَأَ (3) لَكَ ذُرِّيَّةٌ يَغْدُونَ إِلَى ذَلِكَ الْمَسْجِدِ وَيَرُوحُونَ "(4).

= منصور، به.

وانظر الرواية السابقة.

(1)

هذا الحديث من زيادات عبد الله بن أحمد، ووقع في (ق) و (م) من رواية أبيه أحمد، وهو خطأ.

(2)

في هامش (س): قلنا. (نسخة).

(3)

ضبط في (ظ 12) و (س): يَنْشُؤُ. وكلاهما صحيح. يقال: نَشَأَ ونَشُؤَ.

(4)

إسناده ضعيف لضعف عثمان بن عطاء -وهو ابن أبي مسلم الخراساني- وقد اختُلف عليه فيه كما سيرد، وباقي رجال الإسناد ثقات غير أن أبا عمران -وهو الأنصاري الشامي مولى أم الدرداء، قيل: اسمه سليمان، وقيل: سليم بن عبد الله- قال أبو حاتم: صالح، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(4238)، وابن الأثير في "أسد الغابة" 2/ 170 من طريق عبد الله بن أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 264 عن الهيثم بن خارجة، عن ضمرة بن ربيعة، ولم يسق لفظه، وقال: إسناده ليس بالقائم. =

ص: 190

‌حَدِيثُ ذِي الْجَوْشَنِ الضِّبَابِيِّ

• 16633 - [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ:](1) حَدَّثَنِي أَبُو صَالِحٍ الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، قَالَ: أَبِي أَخْبَرَنَا عَنْ أَبِيهِ، عَنْ ذِي الْجَوْشَنِ الضِّبَابِيِّ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ أَنْ فَرَغَ مِنْ أَهْلِ (2) بَدْرٍ بِابْنِ فَرَسٍ لِي يُقَالُ لَهَا: الْقَرْحَاءُ، فَقُلْتُ: يَا

= ورواه الوليد بن مسلم عن عثمان بن عطاء، عن أبيه عطاء، عن أبي عمران، بزيادة عطاء، عند ابن سعد في "الطبقات" 7/ 424، ولم يصرح الوليد بالتحديث إلا عن شيخه عثمان بن عطاء، وحقُّه أن يصرح بالتحديث في جميع طبقات الإسناد ليبرأ من تدليس التسوية.

ورواه محمد بن شعيب بن شابور، عن عثمان بن عطاء، عن زياد بن أبي سودة، عن أبي عمران، به، فجعل بين عثمان وبين أبي عمران زياداً هذا، أخرجه من طريقه الطبراني في "الكبير"(4237)، والبغوي في "شرح السنة"(4010)، وابن الجوزي في "فضائل القدس" ص 93، والضياء المقدسي في "فضائل بيت المقدس"(38)، وهذا الإسناد أولى بالصواب، كما ذكر الحافظ في "الإصابة"، ورواية محمد بن شعيب بن شابور هذه تُشير إلى الانقطاع الواقع في رواية ضمرة بن ربيعة، والتي ذكر البخاري أن إسنادها ليس بالقائم.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/ 7، وقال: رواه الطبراني في "الكبير"، وعبد الله في زياداته على أبيه، وفيه عثمان بن عطاء، وثقه دحيم، وضعفه الناس.

قال السندي: قوله: "أن ينشأ لك": من نَشَأَ بهمزة في آخره، كمَنَع أو كَرُم، أي: يولد لك.

(1)

هذا الحديث من زيادات عبد الله بن أحمد، ووقع في (ق) و (م) من رواية أبيه أحمد، وهو خطأ.

(2)

لفظ "أهل" ليس في (ق).

ص: 191

مُحَمَّدُ، إِنِّي قَدْ جِئْتُكَ بِابْنِ الْقَرْحَاءِ لِتَتَّخِذَهُ، قَالَ:" لَا حَاجَةَ لِي فِيهِ، وَإِنْ أَرَدْتَ أَنْ أَقِيضَكَ بِهِ (1) الْمُخْتَارَةَ مِنْ دُرُوعِ بَدْرٍ فَعَلْتُ "، فَقُلْتُ: مَا كُنْتُ لِأَقِيضَهُ الْيَوْمَ بِغُرَّةٍ (2). قَالَ: " لَا حَاجَةَ لِي فِيهِ " ثُمَّ قَالَ: " يَا ذَا الْجَوْشَنِ، أَلَا تُسْلِمُ، فَتَكُونَ مِنْ أَوَّلِ أَهْلِ هَذَا الْأَمْرِ؟ " فَقُلْتُ: لَا، قَالَ:" لِمَ؟ " قُلْتُ: إِنِّي رَأَيْتُ قَوْمَكَ قَدْ (3) وَلِعُوا بِكَ، قَالَ:" فَكَيْفَ بَلَغَكَ عَنْ مَصَارِعِهِمْ بِبَدْرٍ؟ " قُلْتُ: قَدْ بَلَغَنِي، قَالَ:" فَإِنَّا نُهْدِي لَكَ "، قُلْتُ: إِنْ تَغْلِبْ عَلَى الْكَعْبَةِ وَتَقْطُنْهَا، قَالَ:" لَعَلَّكَ إِنْ عِشْتَ تَرَى ذَلِكَ ". ثُمَّ قَالَ: " يَا بِلَالُ خُذْ حَقِيبَةَ الرَّجُلِ، فَزَوِّدْهُ مِنَ الْعَجْوَةِ " فَلَمَّا أَدْبَرْتُ، قَالَ:" أَمَا إِنَّهُ مِنْ خَيْرِ فُرْسَانِ بَنِي عَامِرٍ ". قَالَ: فَوَاللهِ إِنِّي بِأَهْلِي بِالْغَوْرِ إِذْ أَقْبَلَ رَاكِبٌ، فَقُلْتُ: مَا فَعَلَ النَّاسُ؟ قَالَ: قَدْ وَاللهِ (4) غَلَبَ مُحَمَّدٌ عَلَى الْكَعْبَةِ وَقَطَنَهَا، فَقُلْتُ: هَبِلَتْنِي أُمِّي، وَلَوْ أُسْلِمُ يَوْمَئِذٍ ثُمَّ أَسْأَلُهُ الْحِيرَةَ لَأَقْطَعَنِيهَا (5).

(1) في (س): بها. وفي (ق): بهذا. وفي (م): فيها.

(2)

في (م): بعده. وقد نقلنا شرحها عن السندي في الرواية السالفة برقم (15965).

(3)

لفظ "قد" ليس في (م).

(4)

في (م): والله قد.

(5)

إسناده ضعيف، وهو مكرر الحديث (15965)، لكنه هناك من رواية الإمام أحمد، عن عصام بن خالد، عن عيسى بن يونس، به. وقد بسطنا شرحه هناك.

قال السندي: قوله: "أن أقيضك": من قاض يقيض، أن أعوضك. =

ص: 192

• 16634 - [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ](1): حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ أَبُو مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ - يَعْنِي ابْنَ حَازِمٍ - عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيِّ قَالَ: قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ذُو الْجَوْشَنِ، وَأَهْدَى لَهُ فَرَسًا، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ مُشْرِكٌ، فَأَبَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَقْبَلَهُ، ثُمَّ قَالَ:" إِنْ شِئْتَ بِعْتَنِيهِ - أَوْ هَلْ لَكَ أَنْ تَبِيعَنِيهِ - بِالْمُتَخَيَّرَةِ مِنْ دُرُوعِ بَدْرٍ " ثُمَّ قَالَ لَهُ صلى الله عليه وسلم: " هَلْ لَكَ أَنْ تَكُونَ أَوَّلَ مَنْ يَدْخُلُ فِي هَذَا الْأَمْرِ؟ "، فَقَالَ: لَا، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" مَا يَمْنَعُكَ مِنْ ذَلِكَ؟ " قَالَ: رَأَيْتُ قَوْمَكَ قَدْ كَذَّبُوكَ وَأَخْرَجُوكَ وَقَاتَلُوكَ، فَانْظُرْ مَا تَصْنَعُ، فَإِنْ ظَهَرْتَ عَلَيْهِمْ، آمَنْتُ بِكَ وَاتَّبَعْتُكَ، وَإِنْ ظَهَرُوا عَلَيْكَ، لَمْ أَتَّبِعْكَ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" يَا ذَا الْجَوْشَنِ لَعَلَّكَ إِنْ بَقِيتَ " وَذَكَرَ الْحَدِيثَ نَحْوًا مِنْهُ (2).

• 16635 - [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ]: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ،

= بغرة: في "القاموس" الغُرُّ بالضم، أي: بضم العين المعجمة، وتشديد الراء: الغلام، وبهاء: الجارية، فكأنَّ المراد ما أعوضه بجارية، فضلاً عن الدرع.

"فإنا نهدي لك"، أي: نُبين لك ونكشِفُ عن شبهتك بما ذكرنا لك.

(1)

وقع هذا الحديث في (ق) و (م) من رواية الإمام أحمد، وهو خطأ، بل هو من زيادات ابنه عبد الله.

(2)

إسناده ضعيف، وهو مكرر ما قبله. وشيبان بن أبي شيبة: هو شيبان ابن فروخ.

وأخرجه ابن سعد 6/ 47 عن يزيد بن هارون، عن جرير بن حازم، به.

ص: 193

قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ ذِي الْجَوْشَنِ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ أَنْ فَرَغَ مِنْ بَدْرٍ بِابْنِ فَرَسٍ لِي يُقَالُ لَهَا: الْقَرْحَاءُ، فَقُلْتُ: يَا مُحَمَّدُ. وَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1).

(1) إسناده ضعيف، وهو مكرر الحديث (15966)، إلا أن عبد الله بن أحمد قرن هناك بأبي بكر بنِ أبي شيبة الحكمَ بن موسى.

ص: 194

‌حَدِيثُ أُمِّ عُثْمَانَ ابْنَةِ سُفْيَانَ، وَهِيَ أُمُّ بَنِي شَيْبَةَ الْأَكَابِرِ

16636 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّهِ: عَنْ أُمِّ عُثْمَانَ ابْنَةِ سُفْيَانَ، وَهِيَ أُمُّ بَنِي شَيْبَةَ الْأَكَابِرِ - قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: وَقَدْ بَايَعَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَعَا بِشَيْبَةَ فَفَتَحَ، فَلَمَّا دَخَلَ الْبَيْتَ وَرَجَعَ وَفَرَغَ وَرَجَعَ شَيْبَةُ إِذَا رَسُولُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ أَجِبْ، فَأَتَاهُ فَقَالَ:" إِنِّي رَأَيْتُ فِي الْبَيْتِ قَرْنًا فَغَيِّبْهُ " قَالَ مَنْصُورٌ: فَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسَافِعٍ، عَنْ أُمِّي، عَنْ أُمِّ عُثْمَانَ بِنْتِ سُفْيَانَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهُ فِي الْحَدِيثِ:" فَإِنَّهُ لَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ فِي الْبَيْتِ شَيْءٌ يُلْهِي الْمُصَلِّينَ "(1).

(1) حديث صحيح بإسناد الرواية التالية، والصواب ما جاء فيها أنّ الذي دعاه النبي صلى الله عليه وسلم هو عثمان بن طلحة، لا شيبة -كما في هذه الرواية- وهذا إسناد ضعيف لضعف محمد بن عبد الرحمن -وهو ابن طلحة الحَجَبي أخو منصور- قال ابن عدي: ضعيف يسرف الحديث، وقال الدارقطني: متروك. ولجهالة حال عبد الله بن مُسافع -وهو الحَجَبي- فقد روى عنه اثنان، ولم يؤثر توثيقه عن أحد. وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير علي بن إسحاق -شيخ أحمد- وهو السلمي المروزي، فمن رجال الترمذي، وهو ثقة. وأم عثمان بنت سفيان رضي الله عنها لم يخرج لها سوى أبي داود. عبد الله: هو ابن المبارك، وشيبة: هو ابن عثمان بن أبي طلحة العبدري الحجبي، وهو ابن عم عثمان بن طلحة الآتي ذكره في الرواية التي بعد هذه. =

ص: 195

‌حَدِيثُ امْرَأَةٍ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ

16637 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْصُورٌ، عَنْ خَالِهِ مُسَافِعٍ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ أُمِّ مَنْصُورٍ، قَالَتْ: أَخْبَرَتْنِي امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ وَلَّدَتْ عَامَّةَ أَهْلِ دَارِنَا، أَرْسَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى عُثْمَانَ بْنِ طَلْحَةَ. وَقَالَ مَرَّةً: إِنَّهَا سَأَلَتْ عُثْمَانَ بْنَ طَلْحَةَ: لِمَ دَعَاكَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: " إِنِّي كُنْتُ رَأَيْتُ قَرْنَيِ الْكَبْشِ حِينَ دَخَلْتُ الْبَيْتَ، فَنَسِيتُ أَنْ آمُرَكَ أَنْ تُخَمِّرَهُمَا، فَخَمِّرْهُمَا، فَإِنَّهُ لَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ فِي الْبَيْتِ شَيْءٌ يَشْغَلُ الْمُصَلِّيَ ". قَالَ سُفْيَانُ: لَمْ تَزَلْ قَرْنَا (1) الْكَبْشِ فِي الْبَيْتِ حَتَّى احْتَرَقَ الْبَيْتُ فَاحْتَرَقَا (2).

= وسيكرر بإسناده ومتنه برقم 5/ 379.

قال السندي: قوله: "قرنا": هو قرن الكبش الذي فُدي به إسماعيل عليه السلام.

(1)

في النسخ الخطية: "قرني "، وضبب فوقها في (س).

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير مُسافع: وهو ابن عبد الله الحَجَبي، فمن رجال مسلم، وهو ثقة. سفيان: هو ابن عُيينة.

وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه"(9083)، والحميدي (565)، وابن أبي شيبة 2/ 46، وأبو داود (2030)، والبيهقي في "السنن" 2/ 438 من طريق سفيان بن عُيينة، بهذا الإسناد.

وانظر ما قبله. =

ص: 196

‌حَدِيثُ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

16638 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنْ صَفِيَّةَ، عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ أَتَى عَرَّافًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ أَرْبَعِينَ يَوْمًا "(1).

= وسيكرر بإسناده ومتنه برقم 5/ 380.

قال السندي: قوله: ولَّدت: من التوليد، أي: كانت قابلةٌ لأهل الدار.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير صفية -وهي بنت أبي عبيد بن مسعود الثقفية امرأة عبد الله. بن عمر بن الخطاب- فقد روى لها مسلم وحده. يحيى بن سعيد: هو القطان، وعبيد الله: هو ابن عمر العُمري، ونافع: هو مولى ابن عمر.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الصغير" 2/ 59 - 60، ومسلم (2230)، وأبو نعيم في "الحلية" 10/ 406 - 407، وفي "تاريخ أصبهان" 2/ 236، والبيهقي في "السنن" 8/ 138 من طرق عن يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد هو لفظه:"من أتى عرافاً فسأله عن شيءٍ لم تقبل له صلاة أربعين ليلة".

وأخرجه البخاري أيضاً 2/ 59 - 60 من طريق عبيد الله بن رجاء، عن عبيد الله، به.

وأخرجه أيضاً 2/ 60، والطبراني في "الأوسط"(1424) من طريق الدراوردي، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وأوردها الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/ 118 من حديث ابن عمر، وقال: رواه الطبراني في "الأوسط"، ورجاله ثقات. =

ص: 197

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= قال ابن أبي حاتم في "العلل" 2/ 269: سألت أبي عن حديثٍ رواه العمري عبد الله، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من أتى عرافاً

" الحديث. قال أبي: الصواب ما رواه عبد العزيز الدراوردي عن أبي بكر بن نافع، عن أبيه، عن صفية بنت أبي عبيد، قالت: سمعت عمر بن الخطاب يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول.

قلنا: قد أخرجه من طريق الدراوردي هذه البخاري في "التاريخ الأوسط" 2/ 59، والطبراني في "الأوسط "(9168) عن مصعب بن إبراهيم بن حمزة، كلاهما (البخاري ومصعب) عن إبراهيم بن حمزة، عن الدراوردي، بالإسناد المذكور.

وأورده من حديث عمر الهيثميُّ في "المجمع" 5/ 117 - 118، وقال: رواه الطبراني في "الأوسط" عن شيخه مصعب بن إبراهيم بن حمزة الدهري، ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح.

قلنا: لكن تابع مصعباً هذا البخاريُّ كما ذكرنا آنفاً.

والحديث سيكرر بإسناده ومتنه برقم 5/ 380.

وفي الباب عن أبي هريرة بلفظ: "من أتى كاهناً أو عرافاً فصدَّقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد"، وقد سلف برقم (9536). وهو حديث حسن.

وعن جابر عند البزار (3045)"زوائد"، وفيه:"من أتى كاهناً".

وعن ابن مسعود عند الطبراني في "الكبير"(1005)، وفي "الأوسط"(1476)، ولفظه:"من أتى عرافاً أو ساحراً أو كاهناً فسأله فصدّقه بما يقول فقد كفر بما انزل على محمد صلى الله عليه وسلم".

قال السندي: قوله: "من أتى عرافاً": في "القاموس" كشَدَّاد: الكاهن، وفي "النهاية": العَرَّاف هاهنا: المنجم، والذي يدَّعي علم الغيب، وعدمُ قبول صلاته عبارة عن عدم الثواب، لا عن وجوب القضاء، والكاهن يخبر عن كوائن في المستقبل.

ص: 198

‌حَدِيثُ امْرَأَةٍ

16639 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ - يَعْنِي ابْنَ إِبْرَاهِيمَ - قَالَ: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ ذَكْوَانَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ امْرَأَةٍ مِنْهُمْ قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا آكُلُ بِشِمَالِي، وَكُنْتُ امْرَأَةً عَسْرَاءَ، فَضَرَبَ يَدِي، فَسَقَطَتِ اللُّقْمَةُ، فَقَالَ:" لَا تَأْكُلِي بِشِمَالِكِ وَقَدْ جَعَلَ اللهُ تبارك وتعالى لَكِ يَمِينًا " أَوْ قَالَ: " قَدْ أَطْلَقَ اللهُ عز وجل لَكِ يَمِينَكِ " قَالَ: فَتَحَوَّلَتْ شِمَالِي يَمِينًا، فَمَا أَكَلْتُ بِهَا بَعْدُ (1).

(1) عبد الله بن محمد، هكذا وقع غير منسوب، ولم نعرفه، ورفع الهيثمي نسبه في "مجمع الزوائد" 5/ 26، فقال: عبد الله بن محمد بن عبد الله بن زيد، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. إسماعيل بن إبراهيم: هو ابن علية، وحسين بن ذكوان: هو المعلم المكتب.

وقد نسبه الهيثمي إلى أحمد والطبراني، وقال: ورجال أحمد ثقات!

قلنا: ولم نقف عليه عند الطبراني.

والأمر بالأكل باليمين سلف من حديث ابن عمر برقم (4537)، وذكرنا هناك أحاديث الباب.

وسيكرر 5/ 380 سنداً ومتناً.

قال السندي: قوله: فتحولت شمالي يميناً، أي: كما كانت يميني مما لم آكل به، صارت الشمال كذلك.

ص: 199

‌حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ خُزَاعَةَ

16640 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ مَوْلًى لَهُمْ يَعْنِي (1) يُقَالُ لَهُ: مُزَاحِمُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ أَسِيدٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْهُمْ مِنْ خُزَاعَةَ، يُقَالُ: لَهُ مُخَرِّشٌ أَوْ مُحَرِّشٌ- لَمْ يَكُنْ سُفْيَانُ يُقِيمُ عَلَى اسْمِهِ، وَرُبَّمَا قَالَ: مُحَرِّشٌ (2) وَلَمْ أَسْمَعْهُ أَنَا -: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ مِنَ الْجِعِرَّانَةِ لَيْلًا (3)، فَاعْتَمَرَ ثُمَّ رَجَعَ، وَأَصْبَحَ بِهَا كَبَائِتٍ، فَنَظَرْتُ إِلَى ظَهْرِهِ كَأَنَّهُ سَبِيكَةُ فِضَّةٍ (4).

(1) لفظ "يعني "ليس في (م).

(2)

وقع في (م): محرس.

(3)

في (ق) و (م)، وهامش (س): ليلة.

(4)

إسناده حسن، وهو مكرر (15512) سنداً ومتناً.

ص: 200

‌حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ ثَقِيفٍ، عَنْ أَبِيهِ

(1)

16641 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ ثَقِيفٍ، عَنْ أَبِيهِ (1)، " أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَالَ وَنَضَحَ (2) فَرْجَهُ (3).

(1) قوله: "عن أبيه" مكرر في (م)، وهو خطأ.

(2)

في (ق) و (س) و (م): فنضح. وكتب في هامش (س): ونضح.

(3)

حديث ضعيف لاضطرابه، وقد استوفينا تخريجه والكلام عليه برقم (15384) سفيان: هو ابن عُيينة، وابن أبي نجيح: هو عبد الله.

وسيكرر بإسناده ومتنه 5/ 380.

ص: 201

‌حَدِيثُ أَبِي جَبِيرَةَ بْنِ الضَّحَّاكِ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ عُمُومَةٍ (1) لَهُ

16642 -

حَدَّثَنَا حَفْصُ بنُ غِيَاثٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أَبِي جَبِيرَةَ بْنِ الضَّحَّاكِ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ عُمُومَةٍ لَهُ: قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنَّا إِلَّا لَهُ لَقَبٌ أَوْ لَقَبَانِ (2)، قَالَ: فَكَانَ إِذَا دَعَا بِلَقَبِهِ قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ هَذَا يَكْرَهُ هَذَا، قَالَ: فَنَزَلَتْ: {وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ} (3)[الحجرات: 11].

(1) قال السندي: أبو جَبيرة، بفتح أوله: ابن الضَّحَّاك، لا يُعرف اسمه، قيل: له صحبة، وقيل: لا صحبة له، ومال الحافظ في "الإصابة" إلى الأول بحديث: نزلت فينا هذه الآية: {ولا تنابزوا بالألقاب} بناءً على أن هذا الحديث رواه أصحاب السنن عن أبي جبيرة بلا ذكر العمومة في السند، لكن إذا نظرنا إلى ذكر العمومة، كما في "المسند" سقط الاستدلال، كما لا يخفى.

(2)

في (ظ 12) و (ص): لقباً ولقبين، وفي (س) و (ق): لقب أو لقبين، وضبب فوق "لقبين" في (س). والمثبت من (م). قال السندي: قوله: لقب أو لقبين، الظاهر: لقبان، وكأنه عطف بحسب المعنى، أي: إلا لقب بلقب أو لقبين.

(3)

رجاله ثقات رجال الشيخين غير داود بن أبي هند، فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاري تعليقاً، وهو ثقة، وقد انفرد حفص بن غياث، فجعل الحديث عن عمومة أبي جَبيرة بن الضحاك، وجعله غيره -ممن سيرد ذكرهم في الرواية 4/ 260 - من مسند أبي جَبيرة بن الضحاك، وأبو جَبيرة أورده الحافظ في "الإصابة"، وحكى عن أبي أحمد الحاكم أنه قال: قال بعضهم: له صحبة، وقال بعضهم: لا صحبة له. وكذا قال ابنُ عبد البر، وقال ابنُ أبي حاتم عن أبيه: لا أعلم له صحبة، وذكره البخاري في كنى "التاريخ الكبير"، ولم يذكر له صحبة، إنما اكتفى بالإشارة إلى أن له رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم، وجزم بصحبته المزي والذهبي، وعليه فالحديث صحيح إن صحت صحبة أبي جَبيرة، =

ص: 202

‌حَدِيثُ مُعَاذِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ خُبَيْبٍ

16643 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ (1) شَيْخٌ صَالِحٌ حَسَنُ الْهَيْئَةِ مَدِينِيٌّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ خُبَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ (2)، عَنْ عَمِّهِ، قَالَ: كُنَّا فِي مَجْلِسٍ، فَطَلَعَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَهُ (3).

= وإلا فمرسل.

وسيرد تخريجه في الرواية 4/ 260 الآتية.

وسيكرر بإسناده ومتنه 5/ 380.

قال السندي: ولا تنابزوا، أي: لا يَدْعُ بعضكم بعضاً بسوء الألقاب، والنبز مختص بالسوء عرفاً.

(1)

وقع اسمه في النسخ الخطية و (م): عبد الله بن، أبي سليمان، بإقحام كلمة "أبي"، والتصويب من "التاريخ الكبير" و"التهذيب" ومن مصادر التخريج، وقد صوبه الحافظ في "أطراف المسند" 8/ 289.

(2)

قوله: "عن أبيه" ساقط من النسخ الخطية و (م)، وقد استدرك من "أطراف المسند" 8/ 289 ومصادر التخريج، ومن الرواية الآتية 5/ 372.

(3)

قد ذكره الإمام أحمد في الرواية 5/ 372 ولفظه: كنا في مجلسٍ فطَلَعَ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى رأسه أثرُ ماءٍ، فقلنا: يا رسولَ الله نراك طيِّبَ النفس، فقال:"أجل". قال: ثم خاض القومُ في ذكر الغنى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لا بأس بالغِنى لمَن اتقى الله، والصحةُ لمن اتقى الله خيرٌ من الغنى، وطيبُ النفس من النِّعَمِ" وإسناده حسن، عبد الله بن سليمان: هو ابن أبي سلمة الأسلمي القبائي، روى له البخاري في "الأدب" والنسائي وابن ماجه، ووثقه ابن معين، وقال أبو حاتم وأبو عامر العقدي: لا بأس به، وقال الذهبي في "الكاشف": صدوق، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وتفرد بقوله: يخطئ. =

ص: 203

‌حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ بَنِي سَلِيطٍ

16644 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ رَاشِدٍ -، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي سَلِيطٍ، أَنَّهُ مَرَّ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ قَاعِدٌ عَلَى بَابِ مَسْجِدِهِ مُحْتَبٍ، وَعَلَيْهِ ثَوْبٌ لَهُ قِطْرٌ، لَيْسَ عَلَيْهِ ثَوْبٌ غَيْرَهُ وَهُوَ يَقُولُ:" الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ " ثُمَّ أَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى صَدْرِهِ يَقُولُ: " التَّقْوَى هَاهُنَا التَّقْوَى هَاهُنَا "(1).

= ومعاذ بن عبد الله بن خبيب، روى له البخاري في "الأدب" وأصحاب السنن، ووثقه ابن معين وأبو داود وابن حبان، وقال الدارقطني: ليس بذاك، وأبوه وعمه صحابيان، روى لها البخاري في "الأدب" وأصحاب السنن. أبو عامر: هو عبد الملك بن عمرو العقدي وذكر الحاكم أن صحابي الحديث اسمه يسار ابن عبد الله الجُهني.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(301)، وفي "التاريخ الكبير" 5/ 22، وابن ماجه (2141)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2566)، والحاكم 2/ 3، والبيهقي في "الشعب"(1245) و (1246)، وفي "الآداب"(965)، والمزي في "تهذيب الكمال" 14/ 450 - 451 من طرق عن عبد الله بن سليمان، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.

وقال البوصيري في "زوائد ابن ماجه": إسناده صحيح، رجاله ثقات.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، عباد بن راشد: هو البصري، مختلف فيه، حسن الحديث، وقد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو عامر: عبد الملك بن عمرو العَقَدي. =

ص: 204

‌حَدِيثُ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ

16645 -

حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الرُّكَيْنُ بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ عُمَيْلَةَ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" الْخَيْلُ ثَلَاثَةٌ: فَرَسٌ يَرْبِطُهُ الرَّجُلُ فِي سَبِيلِ اللهِ عز وجل، فَثَمَنُهُ أَجْرٌ، وَرُكُوبُهُ أَجْرٌ، وَعَارِيَتُهُ أَجْرٌ، وَعَلَفُهُ أَجْرٌ، وَفَرَسٌ يُغَالِقُ عَلَيْهِ الرَّجُلُ وَيُرَاهِنُ، فَثَمَنُهُ وِزْرٌ، وَعَلَفُهُ وِزْرٌ، وَفَرَسٌ لِلْبِطْنَةِ، فَعَسَى أَنْ يَكُونَ سَدَادًا مِنَ الْفَقْرِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى "(1).

= وقد سلف برقم (16624)، وسيكرر 5/ 380 سنداً ومتناً.

قال السندي: قوله: وعليه ثوب له قطر: في "القاموس": القطر، بالكسر: ضرب من البرود كالقطرية، وفي "النهاية": القطر، بكسر القاف: ضرب من البرود فيه حُمْرة، ولها أعلام فيها بعض الخشونة، وقيل: حُلَل جياد تُحمل من البحرين، من قرية تسمى قَطْر، أي: بفتح فسكون، وأحسب الثياب القطرية نسبة إليها، فكسر القاف للنسبة.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر الحديث (3757) سنداً ومتناً.

ص: 205

‌حَدِيثُ يَحْيَى بْنِ حُصَيْنِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ جَدَّتِهِ

16646 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حُصَيْنِ بْنِ عُرْوَةَ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي جَدَّتِي، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " وَلَوْ اسْتُعْمِلَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ (1) يَقُودُكُمْ بِكِتَابِ اللهِ عز وجل، فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا "(2).

(1) في (ظ 12) و (ص): عبداً.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير يحيى بن حُصين وجدَّته أمِّ الحصين، فلم يخرّج لهما سوى مسلم.

وأخرجه الطيالسي (1654)، ومسلم (1838)، والنسائي في "المجتبى" 7/ 154، والطبراني في "الكبير" 25/ (384)، والبيهقي في "السنن" 8/ 155 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد، وفي بعض هذه الطرق زيادة لفظ:"حبشيّ".

وأخرجه مسلم (1838) أيضاً من طريق زيد بن أبي أنيسة، عن يحيى ابن حُصين، به. بلفظ:"إن أُمِّر عليكم عبدٌ مجدَّعٌ (حسبتها قالت:) أسود".

وسيأتي 4/ 147 و 148 من طرق عن شعبة، به.

وسيأتي بالأرقام (16649) و 5/ 381 و 6/ 402 عن وكيع، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن يحيى بن حصين، به.

وسيأتي 6/ 402 و 402 - 403 و 403 من طرق عن يونس بن أبي إسحاق، عن العيزار بن حريث، عن أم الحصين، به.

وسيكرر بإسناده ومتنه في 5/ 381 و 6/ 402. =

ص: 206

16647 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ حُصَيْنٍ، عَنْ جَدَّتِهِ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " يَرْحَمُ اللهُ الْمُحَلِّقِينَ " قَالُوا فِي الثَّالِثَةِ: وَالْمُقَصِّرِينَ؟ قَالَ: " وَالْمُقَصِّرِينَ "(1).

= وانظر تخريج الرواية 6/ 402.

وفي الباب عن أنس بن مالك عند البخاري (696)، وسلف 3/ 114.

وعن أبي ذر عند مسلم (1837)، وسيرد 5/ 161.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه ابن أبي شيبة (ص 216 - الجزء الذي نشره العمروي)، وعنه مسلم (1303)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3290) عن وكيع، بهذا الإسناد. ولفظه: دعا للمحلقين ثلاثاً وللمقصرين مرة.

وأخرجه الطيالسي (1655)، ومن طريقه ابن أبي شيبة (ص 216 - الجزء الذي نشره العمروي)، ومسلم (1303)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3290)، وأخرجه النسائي في "الكبرى"(4117) من طريق عبد الرحمن -وهو ابن مهدي- والطبراني في "الكبير" 25/ (384) من طريق مسلم بن إبراهيم، ثلاثتهم عن شعبة، به.

وعند الطيالسي في غير مسنده: أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع.

ولفظ النسائي: "اللهم اغفر للمحلقين"، قالوا: والمقصرين؟ قال: "اللهم اغفر للمحلقين"، قالوا: والمقصرين؟ قال: "والمقصرين".

وسيأتي في 6/ 402 و 403.

وسيكرر بإسناده ومتنه 5/ 381 و 6/ 402.

وقد سلفت أحاديث الباب في مسند ابن عباس برقم (3311)، وفي مسند ابن عمر برقم (4657).

ص: 207

‌حَدِيثُ ابْنِ نَجَادٍ، عَنْ جَدَّتِهِ

16648 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ حَيَّانَ الْأَسَدِيِّ، عَنِ ابْنِ نَجَّادٍ، عَنْ جَدَّتِهِ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " رُدُّوا السَّائِلَ وَلَوْ بِظِلْفٍ مُحْتَرِقٍ أَوْ مُحْرَّقٍ "(1).

(1) إسناده حسن على وهم في تسمية أحد رواته، وهو ابن نجاد، فقد وهم فيه بعض الرواة فقال كذلك، وصوابه ابن بجيد، وقد وقعت رواية الوهم هذه عند ابن أبي شيبة، ومن طريقه ابن أبي عاصم، وذكرها البخاري في "التاريخ الكبير"، وسيكرر ذكرها الإمام أحمد في مسند أم بُجيد 6/ 383، وابن بُجيد هذا هو كما قال ابن خزيمة: عبد الرحمن بن بُجيد، وهو مختلف في صحبته، وذكر الحافظ في "التقريب" أن له رؤية، وقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير منصور بن حيان، فمن رجال مسلم، وهو ثقة.

وأخرجه ابنُ أبي شيبة 3/ 111 - ومن طريقه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3388)، والطبراني في "الكبير" 24/ (221) - عن أبي خالد الأحمر، والبخاري في "التاريخ الكبير" 5/ 262 عن خلاد، عن سفيان الثوري، كلاهما عن منصور بن حيان، بهذا الإسناد. لكنه عند الطبراني ابن بجيد، مع أنه من طريق ابن أبي شيبة.

وأخرجه ابنُ خزيمة (2472) من طريق أبي خالد (هو الأحمر، وتصحف فيه إلى الأحمسي)، والطبراني في "الكبير" 24/ (561) من طريق عبد الرزاق، عن سفيان الثوري، كلاهما عن منصور بن حيان، عن ابن بُجَيد، به.

وسيأتي 6/ 382 و 434 - 435 و 435. =

ص: 208

‌حَدِيثُ يَحْيَى بْنِ حُصَيْنٍ، عَنْ أُمِّهِ

16649 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الحُصَيْنِ، عَنْ أُمِّهِ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ يَقُولُ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا اللهَ (1) وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَإِنْ أُمِّرَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ مُجَدَّعٌ مَا أَقَامَ فِيكُمْ كِتَابَ اللهِ عز وجل "(2).

= وسيكرر بإسناده ومتنه 5/ 381 و 6/ 435.

قال السندي: قوله: "ردوا السائل"، أي: عن بابكم، أي: إذا جاء السائل إلى بابكم، فلا تردوه خلواً، بل ردوه بشيء ولو كان ظلفاً محترقاً، والمطلوب المبالغة، وإلا فالظلف المحترق لا ينتفع به عادة.

(1)

لفظ الجلالة لم يرد في (ظ 12) و (ص).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أن يحيى بن حُصين وأمَّه -يعني جدته أم الحصين- لم يخرج لهما سوى مسلم. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي: وسماعه من جده في غاية الإتقان للزومه إياه، واسم أبي إسحاق السبيعي: عمرو بن عبد الله.

وأخرجه أبو يوسف في "الخراج" ص 9، وعبد بن حميد في "المنتخب"(1560)، والطبراني في "الكبير" 25/ (377) من طريق إسرائيل، بهذا الإسناد.

وفي رواية عبد بن حميد والطبراني: يخطب بمنىً.

وأخرجه الطبراني 25/ (378) من طريق زهير -وهو ابن معاوية- و (379) من طريق أبي الأحوص، و (381) من طريق أبي بكر بن عياش، ثلاثتهم عن أبي إسحاق، به. =

ص: 209

‌حَدِيثُ امْرَأَةٍ

16650 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ ابن ضَمْرَةَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ جَدَّتِهِ، عَنِ امْرَأَةٍ مِنْ نِسَائِهِمْ (1)، قَالَ: وَقَدْ كَانَتْ صَلَّتِ الْقِبْلَتَيْنِ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لِي:" اخْتَضِبِي، تَتْرُكُ إِحْدَاكُنَّ الْخِضَابَ حَتَّى تَكُونَ يَدُهَا كَيَدِ الرَّجُلِ " قَالَتْ: فَمَا تَرَكَتِ الْخِضَابَ حَتَّى لَقِيَتِ اللهَ عز وجل، وَإِنْ كَانَتْ لَتَخْتَضِبُ وَإِنَّهَا لَابْنَةُ ثَمَانِينَ (2).

= وفي رواية أبي بكر بن عياش: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشيةَ عرفة

فسمعته يقول.

وسلف برقم (16646).

وسيكرر بإسناده ومتنه 5/ 381 و 6/ 402.

(1)

في النسخ: نسائه، والتصويب من الرواية نفسها التي كررها الإمام أحمد 5/ 381 و 6/ 437، وهي التي أثبتها الحافظ في "أطراف المسند" 9/ 489.

(2)

إسناده ضعيف لعنعنة ابن إسحاق، وابن ضمرة بن سعيد، كذا وقع في النسخ عندنا، وفي نسخة الحسيني التي ذكرها في "الإكمال" ص 571، فقال الحافظ في "التعجيل" في ترجمة ابن ضمرة: كذا وقع في نسخته، (يعني نسخة الحسيني)، وفي النسخ المعتمدة: محمد بن إسحاق، عن ضمرة بن سعيد، ليس فيه "ابن"، وهو الصواب، قلنا: ولم يثبت الحافظ لفظ "ابن" في "أطراف المسند"، وضمرة بن سعيد من رجال "التهذيب"، لكن جدته لم نعرفها.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/ 171، وقال: رواه أحمد، وفيه مَن لم أعرفهم، وابن إسحاق وهو مدلس.

قال السندي: قوله: فما تركت الخضاب، بالغيبة، أي قالت جدة ابن =

ص: 210

‌حَدِيثُ رَبَاحِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُوَيْطِبٍ، عَنْ جَدَّتِهِ

* 16651 - حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ. قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَقَدْ سَمِعْتُهُ أَنَا مِنَ الْهَيْثَمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنِ ابْنِ حَرْمَلَةَ، عَنْ أَبِي ثِفَالٍ الْمُرِّيِّ أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَبَاحَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُوَيْطِبٍ يَقُولُ: حَدَّثَتْنِي جَدَّتِي، أَنَّها سَمِعَتْ أَبَاهَا يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَا وُضُوءَ لَهُ، وَلَا وُضُوءَ لِمَنْ لَمْ يَذْكُرِ اللهَ تَعَالَى، وَلَا يُؤْمِنُ بِاللهِ مَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِي، وَلَا يُؤْمِنُ بِي مَنْ لَا يُحِبُّ الْأَنْصَارَ "(1).

= ضمرة: فما تركت تلك المرأة الصحابية التي دخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم الخضاب حتى ماتت.

(1)

إسناده ضعيف لضعف أبي ثِفال المرّي -واسمه ثُمامة بن وائل بن حُصين- قال الحافظ في "تلخيص الحبير" 1/ 74: وأما أبو ثِفال فروى عنه جماعة، وقال البخاري: في حديثه نظر، وهذه عادته فيمن يضعفه، وذكره ابن حبان في "الثقات"، إلا أنه قال: ليس بالمعتمد على ما تفرد به، فكأنه لم يوثقه. قلنا: لفظ ابن حبان في "الثقات" 8/ 157 - 158: لكن في القلب من هذا الحديث، لأنه قد اختلف على أبي ثفال فيه

وجاء كذلك على الصواب في "تهذيب التهذيب" لابن حجر، وقد ذكره الذهبي في "الميزان" 4/ 508 وقال: ما هو بقوي، ولا إسناده بمرضي. وقال ابن أبي حاتم في "العلل" 1/ 52: سمعت أبي وأبا زرعة وذكرت لهما حديثاً رواه عبد الرحمن بن حرملة، فذكره بإسناده، وقال: فقالا: ليس عندنا بذلك الصحيح، أبو ثفال مجهول ورباح مجهول. قلنا: بل هما معروفان، فأما أبو ثفال فقد تقدم ذكره، وأما رباح بن عبد الرحمن -وهو ابن أبي سفيان بن حويطب، وقد ينسب إلى جد أبيه- فقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات". وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح، غير أن جدة رباح لم يخرج لها سوى الترمذي =

ص: 211

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وابن ماجه، واسمها أسماء بنت سعيد بن زيد، كما سيرد في الرواية الآتية (16652)، وكذلك سماها الترمذي والحاكم والبيهقي، وقد ترجم لها الحافظ في "الإصابة" -في القسم الأول منه- وقال في "تقريبه": يقال: إن لها صحبة، وقال في "تلخيص الحبير" 1/ 74: وإن لم يثبت لها صحبة، فمثلها لا يُسأل عن حالها ابن حرملة: هو عبد الرحمن الأسلمي أبو حرملة المدني. وقد اختُلف في إسناد هذا الحديث، لكن الصحيح من أسانيده -يعني بالنسبة إلى من خالفها- هذا الإسناد -كما ذكر أبو حاتم في "العلل" 2/ 357 - على ضعفه كما تقدم، وقد نقل الحافظ في "التلخيص" 1/ 74 عن ابن القطان قوله: الحديث ضعيف جداً، وعن البزار قولَه: الخبر من جهة النقل لا يثبت، ونقل الذهبي عن الأثرم أنه سأل الإمام أحمد عن هذا الحديث، فقال: لا يثبت.

وأخرجه الترمذي (25)، والدارقطني 1/ 72 - 73 و 73، والبيهقي في "السنن" 1/ 43 من طرق عن عبد الرحمن بن حرملة، بهذا الإسناد. ورواية الترمذي مختصرة، وهي بلفظ:"لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه"، وقال: لا أعلم في هذا الباب حديثاً له إسناد جيد. وقال: قال محمد بن إسماعيل -أي: البخاري- أحسن شيءٍ في الباب حديث رباح بن عبد الرحمن.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 27، والحاكم 4/ 60 من طريق سليمان بن بلال، عن أبي ثفال، عن رباح، عن جدته، عن النبي صلى الله عليه وسلم. لم يُذكر أبوها في الإسناد. وتصحف اسم أبي ثفال في مطبوع الحاكم إلى أبي بقال.

وأخرجه الطحاوي 1/ 27 من طريق الدراوردي، عن ابن حرملة، عن أبي ثفال، عن رباح، عن ابن ثوبان، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وقد ذكر الحافظ في "التلخيص" 1/ 74 أنه ليس في هذا الإسناد "أبو هريرة"، وأنه من طريق ابن ثوبان مرسلاً. على أن الإسناد غير صحيح كما =

ص: 212

• 16652 - [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ](1): حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ أَبِي ثِفَالٍ بِهَذَا الْحَدِيثِ، وَقَالَ: سَمِعَتْ أَبَاهَا سَعِيدَ بْنَ زَيْدٍ (2).

= نقلنا عن أبي حاتم فيما سلف، ونقله أيضاً الحافظ في "التلخيص" عن الدارقطني.

والحديث سيأتي بالأرقام (16652) و 6/ 382.

وسيكرر بإسناده ومتنه 5/ 381 و 6/ 382.

وقوله: "لا صلاة لمن لا وضوء له، ولا وضوء لمن لم يذكر الله تعالى" سلفت أحاديث الباب فيه في مسند أبي هريرة عند تخريج الرواية (9418).

وقوله: "لا يؤمن بي من لا يحب الأنصار" سلف من حديث ابن عباس برقم (2818) بلفظ: "لا يبغض الأنصار رجل يؤمن بالله ورسوله"، وذكرنا هناك أحاديث الباب.

(1)

هذا الحديث من زوائد عبد الله بن أحمد، وقد وقع في (م) من رواية أبيه الإمام أحمد، وهو خطأ.

(2)

إسناده ضعيف، وهو مكرر سابقه. شيبان -شيخ عبد الله بن أحمد- هو ابن فَرُّوخ، صدوقٌ من رجال مسلم. ويزيد بن عياض: هو ابن جُعْدُبة الليثي، وروى له الترمذي وابن ماجه، وضعفه جمع، وكذبه مالك والنسائي في رواية عنه.

وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" 9/ 46 من طريق عبد الله بن أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه مختصراً الترمذي (26)، وابن ماجه (398) من طريق يزيد بن هارون، عن يزيد بن عياض، به. ولم يسق الترمذي لفظه، بل أحال على الحديث الذي قبله عنده، وهو بلفظ:"لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه"، وزاد ابن ماجه:"ولا صلاة لمن لا وضوء له".

ص: 213

‌حَدِيثُ أَسَدِ بْنِ كُرْزٍ، جَدِّ خَالِدٍ الْقَسْرِيِّ

• 16653 - [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ]: حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَيَّارٌ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْقَسْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِجَدِّهِ يَزِيدَ بْنِ أَسَدٍ:" أَحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ "(1).

(1) حديث حسن، وهذا إسناد فيه ضعف وانقطاع، والد خالد القسري -وهو عبد الله بن يزيد بن أسد- لم يروِ عنه سوى ابنه خالد، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وهو من رجال "التعجيل"، وقد رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً، وسيرد متصلاً برقم (16656). خالد بن عبد الله القسري روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "المغني": صدوق، لكنه

ناصبيٌّ جلد، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. أبو معمر: هو إسماعيل بن إبراهيم الهُذلي القطيعي، وهُشيم: هو ابن بشير السُّلمي، وسيَّار: هو أبو الحكم العَنَزي.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/ 186، وقال: رواه عبد الله والطبراني في "الكبير" و"الأوسط" بنحوه، ورجاله ثقات.

وسيأتي برقمي (16655) و (16656).

وفي الباب: عن أبي هريرة، بلفظ:"أحبّ للناس ما تحبُّ لنفسك تكن مسلماً"، وهو جزء من حديث طويل سلف برقم (8095).

وعن أنس: بلفظ: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه"، وهو عند البخاري (13)، ومسلم (45)، وسلف 3/ 176.

قال السندي: قوله: "أحِبَّ ": صيغة أمر من الإحباب.

"ما تحب لنفسك"، أي: من الخير، أي: كما تحب لنفسك الخير فأحِبَّ لغيرك أيضاً الخير، ولا يلزم منه اتحاد الخير، فقد لا يكون ذاك قابلاً للمشاركة، وقد يكون خيراً لأحدهما دون الآخر.

ص: 214

• 16654 - [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ]: حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ الْعَمِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سَلْمُ بْنُ قُتَيْبَةَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَوْسَطَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ جَدِّهِ أَسَدِ بْنِ كُرْزٍ، سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" الْمَرِيضُ تَحَاتُّ خَطَايَاهُ كَمَا يَتَحَاتُّ وَرَقُ الشَّجَرِ "(1).

(1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه بين خالد بن عبد الله -وهو ابن يزيد بن أسد القسري- وبين جد أبيه أسد بن كرز، وهو المراد بقوله: عن جده، ذكر ذلك الحافظ ابن حجر في "الإصابة" وفي "التعجيل" -في ترجمة أسد بن كرز- ورجال الإسناد ثقات رجال الصحيح غير خالد بن عبد الله، وقد سلف الكلام عليه في الرواية السابقة، وإسماعيل بن أوسط -وهو ابن إسماعيل البجلي أمير الكوفة- قال الذهبي في "الميزان": وهو الذي قدَّم سعيد بن جبير للقتل، لا ينبغي أن يُروى عنه، وثقه ابن معين وغيره، وذكره ابن حبان في "الثقات". قال الحافظ في "اللسان": صدر الترجمة نقلها المصنف (يعني الذهبي) من كتاب الأزدي، وقال الساجي: كان ضعيفاً. قلنا: وهو من رجال "التعجيل". سلم بن قتيبة: هو الشَّعيري، أبو قتيبة الخراساني، وعقبة بن مُكْرَم: هو العمِّي، أبو عبد الملك البصري.

وأخرجه ابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2543) و (2793)، والطبراني في "الكبير"(1002) من طريق عقبة بن مُكْرَم، بهذا الإسناد. وجاء اسم أسد بن كرز في الموضع الثاني من "الآحاد والمثاني" أسد بن كُريز.

وأخرجه الطبراني (1002)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(893) من طرق عن سلم بن قتيبة، به.

ونسبه الحافظ في "الإصابة" إلى أبي يعلى والبغوي.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/ 301، ونسبه إلى أحمد -وهو وهمٌ منه إنما هو من زيادات ابنه- ونسبه أيضاً إلى الطبراني في "الكبير" وقال: إسناده حسن! =

ص: 215

• 16655 - [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ](1): حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الرُّزِّيُّ (2) أَبُو جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَيَّارٌ (3) أَنَّهُ سَمِعَ خَالِدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ الْقَسْرِيَّ - وَهُوَ يَخْطُبُ عَلَى الْمِنْبَرِ - وَهُوَ يَقُولُ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَتُحِبُّ الْجَنَّةَ؟ ". قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ:" فَأَحِبَّ لِأَخِيكَ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ "(4).

= وله شاهد من حديث جابر بن عبد الله عند مسلم (2575) بلفظ: "لا تسُبِّي الحمّى، فإنها تُذْهِبُ خطايا بني آدم كما يُذْهِبُ الكيرُ خبث الحديد".

وآخر من حديث أبي سعيد الخدري بإسناد حسن، سلف برقم (11007) بلفظ:"إن المؤمن لا يصيبه وصبٌ ولا نصبٌ ولا حَزَن ولا سقم ولا أذى حتى الهم يهمه إلا يكفر الله عنه من سيئاته" وذكرنا بقية شواهده هناك.

(1)

هذا الحديث من زوائد عبد الله بن أحمد، وقد وقع في (ق) و (م) من رواية أبيه الإمام أحمد، وهو خطأ.

(2)

تحرف في (ق) و (م) إلى: الرازي.

(3)

تحرف في (م) إلى: يسار.

(4)

حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف روح بن عطاء بن أبي ميمونة، ضعفه ابن معين وابن الجارود والساجي، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال أبو حاتم: لين الحديث، وقال البزار: ليس بالقوي، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: يخطئ. ولم يذكره الحسيني في "الإكمال"، ولا الحافظ في "التعجيل" وهو على شرطهما، وعبد الله القس. والد خالد سلف الكلام عليه في الرواية (16653)، وبقية رجال الإسناد سلف الكلام عليهم هناك أيضاً سوى محمد بن عبد الله الرزي شيخ عبد الله، وهو ثقة من رجال مسلم.

وأخرجه الحاكم 4/ 168 من طرق عن روح بن عطاء، بهذا الإسناد. =

ص: 216

• 16656 - [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ](1): حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِالْكُوفَةِ سَنَةَ ثَلَاثِينَ وَمِئَتَيْنِ وَيَعْقُوبُ الدَّوْرَقِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا هُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ. قَالَ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: أَخْبَرَنَا سَيَّارٌ (2) قَالَ: سَمِعْتُ خَالِدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ الْقَسْرِيَّ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي يَزِيدَ بْنِ أَسَدٍ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَا يَزِيدُ بْنَ أَسَدٍ، أَحِبَّ لِلنَّاسِ الَّذِي (3) تُحِبُّ لِنَفْسِكَ "(4).

= وقال: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي!

وقد سلف برقم (16653).

قال السندي: قوله. "فأحبَّ"، أي: فطريق تحصيل الجنة أن تحب لأخيك ما تحب لنفسك.

(1)

وقع هذا الحديث في (م) و (ق) من رواية الإمام أحمد، وهو خطأ، بل هو من زيادات ابنه عبد الله.

(2)

تحرَّف في (م) إلى: يسار.

31) في (ق) و (م): "ما" بدل: "الذي".

(4)

حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف بيناه في الرواية (16653)، غير أن هذه الرواية متصلة.

وأخرجه ابن سعد 7/ 428، وأبو يعلى (911)، وابن الأثير في "أسد الغابة" 5/ 475 - 476 من طريق عثمان بن أبي شيبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه الخطيب في "المؤتلف والمختلف" 4/ 1927 - 1928 من طريق يعقوب الدورقي، به.

وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(434)، والبخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 49 و 8/ 317، والطبراني في "الكبير" 22/ (625) من طريقين عن هُشيم، به.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(4025) من طريق عبد الرحمن بن شيبة الجدّي، عن هشيم، عن ابن شُبْرمة، عن خالد القَسري، به. بلفظ: "يا يزيد =

ص: 217

‌بَقِيَّةُ حَدِيثِ الصَّعْبِ بْنِ جَثَّامَةَ

• 16657 - [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ]: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ - وَهُوَ الْمُقَدَّمِيُّ - قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَابِتٍ الْعَبْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الصَّعْبِ بْنِ جَثَّامَةَ، أَنَّهُ أَهْدَى إلِى رَسُولِ اللهِ (1) صلى الله عليه وسلم لَحْمَ صَيْدٍ فَلَمْ يَقْبَلْهُ، فَرَأَى ذَلِكَ فِي وَجْهِ الصَّعْبِ، فَقَالَ:" إِنَّهُ لَمْ يَمْنَعْنَا أَنْ نَقْبَلَ مِنْكَ إِلَّا أَنَّا كُنَّا حُرُمًا "،

قَالَ: وَسُئِلَ عَنِ الْخَيْلِ يُوطِؤُونَهَا أَوْلَادَ الْمُشْرِكِينَ بِاللَّيْلِ، فَقَالَ:" هُمْ - يَعْنِي - مِنْ آبَائِهِمْ " وَقَالَ: " لَا حِمَى إِلَّا لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ "(2).

= ابن أسد، لا تأتي إلى الناس إلا ما تحبُّ أن يؤتى إليك".

وقال: لم يروِ هذا الحديث عن هشيم، عن ابن شبرمة إلا عبد الرحمن. ورواه الناس عن هشيم، عن سيار، عن خالد بن عبد الله. وسلف برقم (16653)

(1)

في (م): لِرَسُولِ اللهِ.

(2)

حديث صحيح غير أنَّ قوله: أهدى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لحم صيد، الأثبت أنه هدى إليه حماراً وحشياً كما سلف بيانه في تخريج الرواية (16422)، وهذا إسناد ضعيف لضعف محمد بن ثابت العبدي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن أحمد، فمن رجال النسائي، وهو ثقة، وهذا الحديث من زوائده.

وقوله: أهدى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لحم صيد، فلم يقبله.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(7435) من طريقين عن محمد بن ثابت العبدي، به.

وقوله: "لا حمى إلا لله ولرسوله". =

ص: 218

• 16658 - [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ]: حَدَّثَنِي أَبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ الصَّعْبِ بْنِ جَثَّامَةَ قَالَ: مَرَّ بِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا بِالْأَبْوَاءِ أَوْ بِوَدَّانَ، فَأَهْدَيْتُ لَهُ لَحْمَ حِمَارِ وَحْشٍ وَهُوَ مُحْرِمٌ، فَرَدَّهُ عَلَيَّ. فَلَمَّا رَأَى فِي وَجْهِي الْكَرَاهِيَةَ قَالَ:" لَيْسَ بِنَا رَدٌّ عَلَيْكَ، وَلَكِنَّا حُرُمٌ " قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: " لَا حِمَى إِلَّا لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ ". قَالَ: وَسُئِلَ عَنْ أَهْلِ الدَّارِ مِنَ الْمُشْرِكِينَ يُبَيَّتُونَ، فَيُصَابُ مِنْ نِسَائِهِمْ وَذَرَارِيِّهِمْ، قَالَ:" هُمْ مِنْهُمْ "(1).

• 16659 - [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ]: حَدَّثَنَا مُصْعَبٌ هُوَ الزُّبَيْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ (2) عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ

= أخرجه الطبراني كذلك في "الكبير"(7448) من طريق يحيى بن دُرُسْت، عن محمد بن ثابت العبدي، به.

وقد سلف الكلام عليه وتخريجه في الرواية السالفة برقم (16422)، فانظرها لزاماً.

قال السندي: قوله: يوطؤونها: ضمير الفاعل للناس أو للفرسان، وضمير المفعول للخيل، وأولاد المشركين بالنصب مفعول ثانٍ، أي: يجعلون، أي: الناس أو الفرسان للخيل واطئة لأولاد المشركين.

(1)

حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن أحمد، فمن رجال النسائي، وهو ثقة، وقد خالف سفيان بن عيينة الرواة عن الزهري في قوله: لحم حمار وحش، والمحفوظ عن الزهري: أهديت له حمار وحش، وقد سلف بيان ذلك في الرواية رقم (16422).

(2)

في النسخ الخطية و (م): بن، وهو تحريف قديم، وقد جاء على الصواب في "أطراف المسند" 2/ 588، و"إتحاف المهرة" 6/ 284.

ص: 219

عَبْدِ اللهِ بْنِ عَيَّاشٍ الْمَخْزُومِيُّ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الصَّعْبِ بْنِ جَثَّامَةَ اللَّيْثِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَمَى النَّقِيعَ (1)، وَقَالَ:" لَا حِمَى إِلَّا لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ "(2).

(1) في (ظ 12) و (ص) و (ق): البقيع -بالباء- وهو تصحيف، والمثبت من (س) و (م)، قال السندي: النقيع -بالنون- اسم موضع.

(2)

حديث صحيح دون قوله: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حمى النقيع، فقد تفرد بوصله عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله بن عيَّاش المخزومي، وهو ضعيف يعتبر به، ولا يحتمل تفرده، والصحيح أنه من بلاغات الزهري، وقد أخرجه البخاري عقب الرواية رقم (2370) من طريق يونس، عن الزهري، قال: بلغنا أن النبي صلى الله عليه وسلم حمى النقيع، وبقية رجاله ثقات. عبد العزيز بن محمد: هو الدراوردي.

وأخرجه أبو داود (3084)، والحاكم 2/ 81، والبيهقي في "السنن" 6/ 146 من طريق سعيد بن منصور، عن عبد العزيز بن محمد، بهذا الإسناد.

وقال الحاكم: قد اتفقا على حديث يونس عن الزهري بإسناده، بلفظ:"لا حمى إلا لله ولرسوله"، ولم يخرجاه هكذا، وهو صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي.

قلنا: حديث يونس عن الزهري أخرجه البخاري وحده، وسيأتي من هذه الطريق برقم (16666).

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 269 من طريق سعيد بن منصور، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن عبد الرحمن بن الحارث، به.

وأخرجه أبو نعيم دون قوله: حمى النقيع، في "أخبار أصبهان" 1/ 326 - 327 من طريق سفيان الثوري، عن عبد الرحمن بن الحارث، به.

وقوله: وحمى النقيع، سلف من حديث ابن عمر بإسنادٍ ضعيف برقم (5655)، وذكرنا هناك أن له شاهداً من حديث الصعب بن جثامة، والصواب =

ص: 220

• 16660 - [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ]: حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الصَّعْبِ بْنِ جَثَّامَةَ اللَّيْثِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ أَهْدَى لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِمَارًا وَحْشِيًّا وَهُوَ بِالْأَبْوَاءِ أَوْ بِوَدَّانَ، فَرَدَّهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا رَأَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَا فِي وَجْهِي، قَالَ:" إِنَّا لَمْ نَرُدَّهُ عَلَيْكَ إِلَّا أَنَّا حُرُمٌ "(1).

• 16661 - [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ]: حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ مُزَاحِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُوَيْسٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ أُوَيْسٍ، سَمِعْتُ مِنْهُ فِي خِلَافَةِ الْمَهْدِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الصَّعْبِ بْنِ جَثَّامَةَ، قَالَ: أَهْدَيْتُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حِمَارًا عَقِيرًا وَحْشِيًّا بِوَدَّانَ، أَوْ قَالَ: بِالْأَبْوَاءِ قَالَ: فَرَدَّهُ عَلَيَّ، فَلَمَّا رَأَى شِدَّةَ ذَلِكَ فِي وَجْهِي قَالَ:" إِنَّا إِنَّمَا رَدَدْنَاهُ عَلَيْكَ لِأَنَّا حُرُمٌ "(2).

= أنه من بلاغات الزهري، فليصحح من هنا.

وسيأتي بالأرقام (16663) و (16666) و (16679) و (16682) و (16689)، وقد سلف برقم (16422).

(1)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن أحمد، فمن رجال النسائي، وهو ثقة، مصعب بن عبد الله -وهو الزبيري- فمن رجال النسائي وابن ماجه، وهو ثقة.

وقد سلف من طريق مالك برقم (16423)، وانظر (16422).

(2)

حديث صحيح، دون قوله: عقيراً، فقد خالف فيها أبو أويس عبدُ الله ابن عبد الله بن أويس المدني الرواةَ عن الزهري، وهو ضعيف، والمحفوظ عن الزهري: حمار وحش، وقد سلف بيان ذلك في الرواية (16422).

ص: 221

• 16663 - [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ]: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ صَالِحَ بْنَ كَيْسَانَ يُحَدِّثُ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الصَّعْبِ بْنِ جَثَّامَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَمَا هُوَ بِوَدَّانَ إِذْ أَتَاهُ الصَّعْبُ بْنُ جَثَّامَةَ - أَوْ رَجُلٌ - بِبَعْضِ حِمَارِ وَحْشٍ، فَرَدَّهُ عَلَيْهِ، فَقَالَ:" إِنَّا حُرُمٌ لَا نَأْكُلُ الصَّيْدَ "(1).

• 16663 - [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ]: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الصَّعْبِ بْنِ جَثَّامَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَا حِمَى إِلَّا

(1) رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن أحمد، فمن رجال النسائي، وهو ثقة.

وقد رواه حماد بن زيد هكذا، عن صالح بن كيسان، عن عبيد الله بن عبد الله، لم يذكر بينهما في الإسناد الزُّهْريَّ، وقال: أو رجل على الشك، وقال: ببعض حمار وحش.

وسيأتي برقم (16671) من طريق صالح بن كيسان، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، به. وفيه: أن الصعب بن جثامة هو الذي أهدى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، دون شك، وأنه أهداه حمار وحش. قال ابن عبد البر في "التمهيد" 9/ 55: وهو أولى بالصَّواب عند أهل العلم.

وأخرجه الدارمي 2/ 39 عن محمد بن عيسى، والنسائي في "المجتبى" 5/ 184 عن قتيبة بن سعيد، كلاهما عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد. وعند الدارمي: بلحم حمار وحش، وعند النسائي: رأى حمار وحش.

وقد سلف برقم (16422) و (16423)، فانظراه لزاماً.

ص: 222

لِلَّهِ وَرَسُولِهِ " (1).

• 16664 - [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ]: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا عَمْرٌو، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الصَّعْبِ بْنِ جَثَّامَةَ قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ خَيْلَنَا أَوْطَتْ (2) أَوْلَادَ الْمُشْرِكِينَ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" هُمْ مِنْ آبَائِهِمْ "(3).

• 16665 - [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ]: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن أحمد فمن رجال النسائي، وهو ثقة.

وقد سلف برقم (16422) من طريق الزهري عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، عن الصَّعْب بن جثامة، به. قال ابن عبد البر في "التمهيد" 9/ 55: وهو أولى بالصواب عند أهل العلم.

وانظر (16659).

(2)

في (ق): أوطأت.

(3)

حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن أحمد، فمن رجال النسائي، وهو ثقة. وقد سلف من طريق عمرو بن دينار عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، عن الصعب، به، برقم (16424)، وطريق الزهري أولى بالصَّواب عند أهل العلم، فيما ذكره ابن عبد البر في "التمهيد" 9/ 55.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(7449) من طريقين عن حماد بن زيد، عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس. قال: قالوا: يا رسول الله. فذكره .. ولم يُذْكر الصعب في الإسناد.

وقد سلف برقم (16422).

ص: 223

عَنِ الصَّعْبِ بْنِ جَثَّامَةَ، قَالَ: أُتِيَ (1) رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِوَدَّانَ بِحِمَارِ وَحْشٍ فَرَدَّهُ، وَقَالَ:" إِنَّا حُرُمٌ لَا نَأْكُلُ الصَّيْدَ "(2).

16666 -

حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ صَالِحٍ الزُّبَيْرِيُّ سَنَةَ ثَمَانِينَ وَمِئَةٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ (3)، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الصَّعْبِ بْنِ جَثَّامَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَا حِمَى إِلَّا لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ "(4).

(1) في (ظ 12) و (م): أوتي.

(2)

حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن أحمد، فمن رجال النسائي، وهو ثقة.

وقد روي هذا الحديث من طرق عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عَبَّاس، عن الصعب، به، وقد سلفت طرقه برقم (16422) و (16423). قال ابن عبد البر في "التمهيد" 9/ 55: وهو أولى بالصواب عند أهل العلم.

وسيأتي برقم (16676).

(3)

لفظ. ابن مسعود، ليس في (م).

(4)

حديث صحيح، عامر بن صالح الزبيري متروك الحديث، لكنه توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يونس بن يزيد: هو الأيلي.

وأخرجه أبو عبيد في "الأموال"(728)، والبخاري (2370)، والطبراني في "الكبير"(7420)، والبيهقي في "السنن" 6/ 146 و 7/ 59 من طريق ليث، وأبو داود (3083)، والدارقطني 4/ 238 من طريق ابن وهب، كلاهما عن يونس بن يزيد، بهذا الإسناد.

وزاد البخاري: وقال: بلغنا أن النبي صلى الله عليه وسلم حمى النقيع.

قلنا: وهذه الزيادة هي من بلاغات الزهري، نص على ذلك الحافظ في =

ص: 224

• 16667 - [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ]: حَدَّثَنِي أَبُو حُمَيْدٍ الْحِمْصِيُّ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ سَيَارٍ (1)، قَالَ: حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: لَمَّا فُتِحَتْ إِصْطَخْرُ نَادَى مُنَادٍ: أَلَا إِنَّ الدَّجَّالَ قَدْ خَرَجَ. قَالَ: فَلَقِيَهُمُ الصَّعْبُ بْنُ جَثَّامَةَ، قَالَ: فَقَالَ: لَوْلَا مَا تَقُولُونَ، لَأَخْبَرْتُكُمْ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" لَا يَخْرُجُ الدَّجَّالُ حَتَّى يَذْهَلَ النَّاسُ عَنْ ذِكْرِهِ، وَحَتَّى تَتْرُكَ الْأَئِمَّةُ ذِكْرَهُ عَلَى الْمَنَابِرِ "(2).

= "الفتح" 5/ 45، وقد سلفت من حديث الصعب بن جثامة ولكن بإسنادٍ ضعيف برقم (16659)، ونبهنا على الصواب هناك.

وقد سلف برقم (16422).

(1)

في (م) و (ق): يسار، وهو تحريف، وفي هامش (ق): سيار.

(2)

إسناده ضعيف، راشد بن سَعْد: هو المَقْرائي الحمصي، لم يدرك الصعب بن جَثَّامة، وبقية: وهو ابن الوليد يدلس ويسوِّي، وهو وإن صرح بسماعه من شيخه صفوان بن عمرو عند ابن أبي عاصم، فإن مثله يحتاج إلى التصريح في جميع طبقات الإسناد، ثم إنه انفرد به وهو ممن لا يحتمل تفرده. وقد أعله الحافظ في "الإصابة" في ترجمة الصعب بالإرسال. وبقية رجاله ثقات. حيوة: هو ابن شريح بن يزيد الحمصي، وصفوان بن عمرو: هو ابن هرم السكسكي.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(907) عن عبد الوهَّاب بن نجدة، عن بقية بن الوليد، بهذا الإسناد.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/ 335، وقال: رواه عبد الله بن أحمد من رواية بقية عن صفوان بن عمرو، وهي صحيحة كما قال ابن معين، وبقية رجاله ثقات!

ص: 225

• 16668 - [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ]: حَدَّثَنِي أَبُو حُمَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ نَجْدَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الصَّعْبِ بْنِ جَثَّامَةَ اللَّيْثِيِّ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الدَّارِ مِنْ دُورِ الْمُشْرِكِينَ نَغْشَاهَا بَيَاتًا، فَكَيْفَ بِمَنْ يَكُونُ تَحْتَ الْغَارَةِ مِنَ الْوِلْدَانِ؟ قَالَ:" هُمْ مِنْهُمْ "(1).

• 16669 - [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ]: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ الْكَوْسَجُ مِنْ أَهْلِ مَرْوَ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ وَمِئَتَيْنِ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ - يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللهِ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أخْبَرَهُ الصَّعْبُ بْنُ جَثَّامَةَ: سُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْ أَهْلِ الدَّارِ مِنَ الْمُشْرِكِينَ يُبَيَّتُونَ فَيُصَابُ مِنْ نِسَائِهِمْ وَذَرَارِيِّهِمْ، قَالَ: " هُمْ

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، محمد بن إسحاق، مدلس وقد عنعن، وإسماعيل بن عياش: وهو الحمصي، وإن كان مخلطاً في روايته عن غير أهل بلده، وهذه منها، وجعفر بن الحارث -وهو أبو الأشهب النخعي الواسطي، وقد ترجم له الحافظ في "التهذيب" تمييزاً، وإن كان إلى الضعف أقرب- قد توبعا، وبقية رجاله ثقات. أبو حميد: هو أحمد بن محمد بن المغيرة الحمصي.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(7454) من طريق أحمد بن خالد الوهبي وعلي بن مسهر وجرير بن عبد الحميد ثلاثتهم، عن محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد.

وقد سلف نحوه بإسنادٍ صحيح برقم (16422).

ص: 226

مِنْهُمْ " (1).

• 16670 - [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ]: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الصَّعْبِ بْنِ جَثَّامَةَ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا نُصِيبُ فِي الْبَيَاتِ مِنْ ذَرَارِيِّ الْمُشْرِكِينَ، قَالَ:" هُمْ مِنْهُمْ "(2).

• 16671 - [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ]: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ - يَعْنِي: ابْنَ سَعْدٍ - قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ - يَعْنِي: ابْنَ كَيْسَانَ - عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ عُبَيْدَ اللهِ بْنَ عَبْدِ اللهِ أخْبَرَهُ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّ الصَّعْبَ بْنَ جَثَّامَةَ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ أَهْدَى لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِمَارَ وَحْشٍ وَهُوَ بِوَدَّانَ، فَرَدَّهُ عَلَيْهِ. قَالَ: فَلَمَّا رَأَى مَا فِي وَجْهِي، قَالَ:" إِنَّا لَمْ نَرُدَّهُ عَلَيْكَ إِلَّا أَنَّا حُرُمٌ "(3).

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن أحمد، فمن رجال النسائي، وهو ثقة.

وقد سلف من طريق سفيان بن عُيينة، بهذا الإسناد برقم (16422).

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن أحمد، فمن رجال النسائي، وهو ثقة. وقد سلف من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد برقم (16426).

(3)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن أحمد، فمن رجال النسائي، وهو ثقة. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزهري.

وأخرجه مسلم (1193)(51)، والطبراني في "الكبير"(7440) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد. =

ص: 227

• 16672 - [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ]: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: حَدَّثَنِا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ - يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ - قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ - يَعْنِي ابْنَ كَيْسَانَ - عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ عُبَيْدَ اللهِ بْنَ عَبْدِ اللهِ أخْبَرَهُ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ أخْبَرَهُ، أَنَّ الصَّعْبَ بْنَ جَثَّامَةَ أخْبَرَهُ، أَنَّهُ أَهْدَى لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِمَارَ وَحْشٍ وَهُوَ بِوَدَّانَ، فَرَدَّهُ عَلَيْهِ، فَلَمَّا رَأَى مَا فِي وَجْهِي قَالَ:" إِنَّا لَمْ نَرُدَّهُ عَلَيْكَ إِلَّا أَنَّا حُرُمٌ "(1).

• 16673 - [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ]: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَمِّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ كَانَ يَقُولُ: سَمِعْتُ الصَّعْبَ بْنَ جَثَّامَةَ بْنِ قَيْسٍ اللَّيْثِيَّ يَقُولُ: أَهْدَيْتُ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِمَارَ وَحْشٍ بِالْأَبْوَاءِ فَرَدَّهُ عَلَيَّ، فَلَمَّا عَرَفَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي وَجْهِي الْكَرَاهِيَةَ (2) قَالَ:" إِنَّهُ لَيْسَ بِنَا رَدٌّ عَلَيْكَ وَلَكِنَّا حُرُمٌ "(3).

= وقد سلف برقم (16423)، وانظر (16422).

(1)

إسناده صحيح، وهو مكرر سابقه سنداً ومتناً.

(2)

في (م): كراهية رده.

(3)

حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن أحمد، فمن رجال النسائي، وهو ثقة، وابن أخي ابن شهاب: هو محمد بن عبد الله بن مسلم، فقد روى له البخاري متابعة، ومسلم احتجاجاً، وهو جيد الحديث، وقد توبع.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(7439) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا =

ص: 228

• 16674 - [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ]: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْيَمَانِ الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ الصَّعْبَ بْنَ جَثَّامَةَ اللَّيْثِيَّ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يُخْبِرُ أَنَّهُ أَهْدَى لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حِمَارَ وَحْشٍ بِالْأَبْوَاءِ أَوْ بِوَدَّانَ وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مُحْرِمٌ، فَرَدَّهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم. قَالَ الصَّعْبُ: فَلَمَّا عَرَفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي وَجْهِي رَدَّهُ هَدِيَّتِي، قَالَ:" لَيْسَ بِنَا رَدٌّ عَلَيْكَ وَلَكِنِّي حُرُمٌ "(1).

• 16675 - [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ]: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ حَبِيبٍ لُوَيْنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الصَّعْبِ بْنِ جَثَّامَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَقْبَلَ حَتَّى إِذَا كَانَ بِوَدَّانَ

= الإسناد.

وانظر ما قبله.

(1)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن أحمد، فمن رجال النسائي، وهو ثقة. إسحاق بن منصور: هو الكوسج. شعيب: هو ابن أبي حمزة.

وأخرجه البخاري (2596)، والبيهقي في "السنن" 5/ 191 - 192 من طريق أبي اليمان الحكم بن نافع، به.

وانظر ما قبله.

ص: 229

أَهْدَى لَهُ أَعْرَابِيٌّ لَحْمَ صَيْدٍ، فَرَدَّهُ، وَقَالَ:" إِنَّا لَا نَأْكُلُ الصَّيْدَ "(1).

• 16676 - [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ]: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الصَّعْبِ بْنِ جَثَّامَةَ: أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِحِمَارِ وَحْشٍ، فَرَدَّهُ عَلَيْهِ، وَقَالَ:" إِنَّا حُرُمٌ لَا نَأْكُلُ الصَّيْدَ "(2).

• 16677 - [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ]: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عْنِ الصَّعْبِ بْنِ جَثَّامَةَ، أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، نَغْشَى الدَّارَ

(1) رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن أحمد، فقد روى له النسائي، ومحمد بن سليمان، فقد روى له أبو داود والنسائي، وهما ثقتان.

وقد رواه حماد هكذا، عن صالح بن كيسان، عن عبيد الله بن عبد الله، لم يذكر بينهما في الإسناد الزهري، وقال: أهدى له أعرابي لحم صيد.

وقد سلف برقم (16671) من طريق صالح بن كيسان، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، وفيه: أن الصعب بن جثامة هو الذي أهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد أهداه حمار وحش. قال ابن عبد البر في "التمهيد" 9/ 55: وهو أولى بالصواب عند أهل العلم.

وقد سلف برقم (16662)، وانظر (16422).

(2)

حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن أحمد، فقد روى له النسائي، ومحمد بن سليمان: وهو ابن لوين، فقد روى له أبو داود والنسائي، وكلاهما ثقة.

وقد سلف الكلام على هذا الإسناد برقم (16665)، فانظره لزاماً.

ص: 230

أَوِ الدِّيَارَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ لَيْلًا مَعَهُمْ صِبْيَانُهُمْ وَنِسَاؤُهُمْ، فَنَقْتُلُهُمْ؟ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" هُمْ مِنْهُمْ "(1).

• 16678 - حَدَّثَنَا (2) أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الزَّنْجِيِّ، قَالَ: رَأَيْتُ الزُّهْرِيَّ صَابِغًا رَأْسَهُ بِسَوَادٍ (3)(4).

(1) حديث صحيح، مسلم بن خالد: هو الزَّنْجي -وإن كان ضعيفاً- قد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح غير عبد الله بن أحمد، فمن رجال النَّسائي، وهو ثقة. الحكم بن موسى: هو أبو صالح القنطري.

وأخرجه أبو عوانة 4/ 96 من طريق ابن وهب، عن مسلم بن خالد، بهذا الإسناد.

وقد سلف بإسنادٍ صحيح برقم (16422).

(2)

هذا الأثر ليس في (س).

(3)

في (م) و (ق): بالسواد.

(4)

هذا الأثر صحيح، الزنجي: وهو مسلم بن خالد -وإن كان ضعيفاً- قد توبع.

وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(20184) عن معمر، عن الزهري، قال: كان الحسين بن علي يخضب بالسواد. قال معمر: رأيت الزهري يغلف بالسواد، وكان قصيراً.

وأخرج عبد الرزاق (20176) عن معمر، عن الزهري قال: أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالأصباغ، فأحلكها أحب إلينا، يعني: أسودها.

قلنا: وهذا مذهب الزهري، وقد سلف نهيه صلى الله عليه وسلم عن السواد من حديث أنس برقم (12635)، وجابر (14402) وهو حديث صحيح.

قال النووي في "شرح مسلم" 14/ 80: ومذهبنا استحباب خضاب الشيب للرجل والمرأة بصفرة أو حمرة، ويحرم خضابه بالسواد على الأصح، وقيل: يكره كراهة تنزيه، والمختار التحريم لقوله صلى الله عليه وسلم:"واجتنبوا السواد"، هذا مذهبنا

وخضب جماعة بالسواد روي ذلك عن عثمان والحسن والحسين =

ص: 231

• 16679 - [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ]: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ الْكَوْسَجُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ شُمَيْلٍ - يَعْنِي: النَّضْرَ - قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ - هُوَ ابْنُ عَمْرٍو، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الصَّعْبِ بْنِ جَثَّامَةَ اللَّيْثِيِّ قَالَ: كَانَ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَحَادِيثَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا حِمَى إِلَّا لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ "(1).

16680 -

قَالَ: وَأَهْدَيْتُ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِمَارَ وَحْشٍ وَهُوَ مُحْرِمٌ، فَرَدَّهُ عَلَيَّ، فَعَرَفَ ذَلِكَ فِي وَجْهِي، فَقَالَ:" إِنَّا لَمْ نَرُدَّهُ عَلَيْكَ إِلَّا أَنَّا حُرُمٌ "(2).

= ابني علي وعقبة بن عامر وابن سيرين وأبي بردة وآخرين. قال القرطبي في "المفهم" 5/ 419: ولا أدري عذر هؤلاء عن حديث أبي قحافة ما هو؟ فأقل درجاته الكراهة، كما ذهب إليه مالك.

(1)

حديث صحيح، محمد بن عمرو: وهو ابن علقمة الليثي. أخرج له البخاري مقروناً، ومسلم متابعةً، وهو صدوق، حسن الحديث، وقد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن أحمد، فمن رجال النسائي، وهو ثقة.

وأخرجه حميد بن زنجويه في "الأموال"(45) و (1087)، وابن حبان (137)، والطبراني في "الكبير"(7423) من طرق عن محمد بن عمرو، بهذا الإسناد.

وقد سلف مطولاً برقم (16422).

(2)

حديث صحيح، محمد بن عمرو: وهو ابن علقمة الليثي، أخرج له البخاري مقروناً، ومسلم متابعةً، وهو صدوق، حسن الحديث، وقد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن أحمد، فمن رجال النسائي، وهو ثقة. =

ص: 232

16681 -

وَسَأَلْتُهُ عَنْ أَوْلَادِ الْمُشْرِكِينَ فَقَالَ: " اقْتُلْهُمْ مَعَهُمْ "، قَالَ: وَقَدْ نَهَى عَنْهُمْ يَوْمَ خَيْبَرَ (1).

• 16682 - [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ]: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ - يَعْنِي الْحُمَيْدِيَّ - قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: أَخْبَرَنِي الصَّعْبُ بْنُ جَثَّامَةَ اللَّيْثِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم

= وأخرجه الطبراني في "الكبير"(7436) من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، عن محمد بن عمرو، به.

وقد سلف برقم (16674).

(1)

حديث صحيح، وإسناده إسناد سابقه برقم (16679)، والقائل: وقد نهى عنهم يوم خيبر: هو الزهري كما هو مبين في الرواية السالفة برقم (16422) إلا أن في لفظ: خيبر تحريف قديم إذ جاء في رواية ابن حبان (137) يوم حنين، وهو الصواب، قال الحافظ في "الفتح" 6/ 147: ويؤيد كون النهي في غزوة حنين ما سيأتي من حديث رَبَاح بن الربيع الآتي: فقال لأحدهم: "الحق خالداً فقل له لا تقتل ذرية ولا عسيفاً" .. وخالد أول مشاهده مع النبي صلى الله عليه وسلم غزوة الفتح، وفي ذلك العام كانت غزوة حنين.

قلنا: وقد سلف حديث رَباح بن الربيع برقم (15992) وإسناده قوي.

وأخرجه حميد بن زنجويه في "الأموال"(145)، وأبو عوانة 4/ 96 من طريق يعلى بن عبيد، وابن حبان (137) من طريق محمد بن عُبيد وكذلك برقم (4787) من طريق الفضل بن موسى، ثلاثتهم عن محمد بن عمرو بن علقمة، بهذا الإسناد. وفي روايتي ابن حبان: يوم حنين.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(7450) من طريق أبي النضر عن المسعودي، عن إسحاق بن راشد، عن الزهري، به.

وقد سلف برقم (16422).

ص: 233

وَسُئِلَ عَنْ أَهْلِ الدَّارِ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، فَيُبَيَّتُونَ، فَيُصَابُ مِنْ نِسَائِهِمْ وَذَرَارِيِّهِمْ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" هُمْ مِنْهُمْ "(1).

• 16683 - وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَا حِمَى إِلَّا لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ "(2).

• 16684 - وَأَهْدَيْتُ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَحْمَ حِمَارِ وَحْشٍ وَهُوَ بِالْأَبْوَاءِ أَوْ بِوَدَّانَ، فَرَدَّهُ عَلَيَّ، فَلَمَّا رَأَى الْكَرَاهِيَةَ فِي وَجْهِي، قَالَ:" إِنَّهُ لَيْسَ مِنَّا رَدٌّ عَلَيْكَ، وَلَكِنَّا حُرُمٌ "(3).

• 16685 - قَالَ سُفْيَانُ: فَحَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، بِحَدِيثِ الصَّعْبِ هَذَا، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَبْلَ أَنْ نَلْقَاهُ، فَقَالَ فِيهِ:" هُمْ مِنْ آبَائِهِمْ ". فَلَمَّا قَدِمَ عَلَيْنَا الزُّهْرِيُّ تَفَقَّدْتُهُ فَلَمْ يَقُلْ، وَقَالَ: هُمْ خَيْرٌ مِنْهُمْ (4).

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن أحمد، فمن رجال النسائي، وهو ثقة.

وقد سلف من طريق سفيان بن عيينة، برقم (16422).

(2)

إسناده صحيح، إسناد سابقه.

وهو عند الحميدي في "مسنده برقم (782).

وقد سلف من طريق سفيان بن عيينة برقم (16422).

(3)

حديث صحيح، إلا أن سفيان بن عيينة قد خالف الرواة عن الزهري في قوله: لحم حمار وحش، والمحفوظ عن الزهري: أهديت له حمار وحش وقد سلف بيان ذلك في الرواية رقم (16422).

(4)

إسناده صحيح، وهو موصول بالإسناد السالف برقم (16682) إلا أن سفيان بن عيينة يرويه هنا عن عمرو بن دينار، عن الزهري، به. =

ص: 234

• 16686 - [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ]: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو أَبُو سُلَيْمَانَ الضَّبِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ الصَّعْبَ بْنَ جَثَّامَةَ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، الدَّارُ مِنْ دُورِ الْمُشْرِكِينَ نُصَبِّحُهَا لِلْغَارَةِ، فَنُصِيبُ الْوِلْدَانَ تَحْتَ بُطُونِ الْخَيْلِ وَلَا نَشْعُرُ؟ فَقَالَ:" إِنَّهُمْ مِنْهُمْ "(1).

• 16687 - [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ]: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الصَّعْبِ بْنِ جَثَّامَةَ اللَّيْثِيِّ، أَنَّهُ أَهْدَى لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ

= وقد سلف طريق عمرو بن دينار برقم (16424). والقائل: "هم خير منهم" هو الزهري، وهو إشارة منه إلى نسخ هذا الحكم.

انظر "فتح الباري" 6/ 147.

وانظر (16422).

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، عبد الرحمن بن أبي الزناد وعبد الرحمن بن الحارث: وهو ابن عبد الله بن عياش المخزومي ضعيفان، ثم إن في الإسناد انقطاعاً، عبد الرحمن بن الحارث لم يسمع من عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، بينهما الزهري كما سيأتي في التخريج، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح غير عبد الله بن أحمد، فمن رجال النسائي، وهو ثقة.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(7456) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو عوانة 4/ 97، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 222 من طريق سريج بن النعمان، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن عبد الرحمن بن الحارث، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، به.

وقد سلف نحوه بإسنادٍ صحيح برقم (16422).

ص: 235

بِالْأَبْوَاءِ أَوْ بِوَدَّانَ حِمَارًا وَحْشِيًّا، فَرَدَّهُ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا رَأَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَا فِي وَجْهِي، قَالَ:" إِنَّا لَمْ نَرُدَّهُ عَلَيْكَ إِلَّا أَنَّا حُرُمٌ "(1).

• 16688 - [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ]: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، مِثْلَهُ. يَعْنِي: عَنْ مَالِكٍ. وَقَالَ رَوْحٌ: وَجْهِهِ (2).

• 16689 - [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ]: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الصَّعْبِ بْنِ جَثَّامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا حِمَى إِلَّا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ "(3).

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن أحمد، فمن رجال النسائي، وهو ثقة، إسحاق بن منصور: هو الكوسج.

وعبد الله بن مسلمة: هو القعنبي.

وقد سلف من طريق مالك برقم (16423).

(2)

إسناده صحيح، وهو مكرر سابقه.

(3)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن أحمد، فمن رجال النسائي، وهو ثقة. إسحاق: هو ابن منصور الكوسج، وأبو نعيم: هو الفضل بن دكين.

وقد سلف برقم (16422).

ص: 236

‌حَدِيثُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَنَّةَ

(1)

• 16690 - [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ]: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ جَدَّتِهِ مَيْمُونَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَنَّةَ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" بَدَأَ الْإِسْلَامُ غَرِيبًا، ثُمَّ يَعُودُ غَرِيبًا كَمَا بَدَأَ، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ " قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَنِ الْغُرَبَاءُ؟ قَالَ:" الَّذِينَ يَصْلُحُونَ إِذَا فَسَدَ النَّاسُ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيَنْحَازَنَّ الْإِيمَانُ إِلَى الْمَدِينَةِ كَمَا يَحُوزُ السَّيْلُ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيَأْرِزَنَّ الْإِسْلَامُ إِلَى مَا بَيْنَ الْمَسْجِدَيْنِ كَمَا تَأْرِزُ الْحَيَّةُ إِلَى جُحْرِهَا "(2).

(1) قال السندي: عبد الرحمن بن سنة -بفتح المهملة وتشديد النون، وحكى فيه ابن السكن المعجمة ثم الموحدة: أسلمي، مدني.

(2)

إسناده ضعيف جداً بهذه السياقة، إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، متروك، ويوسف بن سليمان ترجم له الحسيني في "الإكمال"، والبخاري في "التاريخ الكبير" 8/ 381، ولم يذكرا في الرواة عنه سوى إسحاق، وقال الحسيني: مجهول. وقال الحافظ في "التعجيل" 1/ 800 في ترجمة عبد الرحمن بن سنة: وفي سنده إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، وهو واهٍ. قال ابن السكن: لا يعتمد عليه، وقال البخاري: حديثه ليس بالقائم، وقال ابن حبان في "الصحابة": له رؤية.

قلنا: وفي إسناده كذلك إسماعيل بن عياش، وهو مخلط في غير روايته عن أهل بلده، وهذه منها.

وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 3/ 457 من طريق عبد الله بن أحمد، بهذا الإسناد. =

ص: 237

‌حَدِيثُ سَعْدٍ الدَّلِيلِ

(1)

• 16691 - [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ]: حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ هُوَ الزُّبَيْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ فَائِدٍ مَوْلَى عَبَادِلَ، قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، فَأَرْسَلَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِلَى (2) ابْنِ سَعْدٍ، حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالْعَرْجِ أَتَانَا ابْنٌ لِسَعْدٍ - وَسَعْدٌ الَّذِي دَلَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى طَرِيقِ رَكُوبِهِ - فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: أَخْبِرْنِي مَا حَدَّثَكَ أَبُوكَ؟ قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: حَدَّثَنِي أَبِي: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَتَاهُمْ وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ،

= وأخرجه مختصراً محمد بن وضاح القرطبي في "البدع والنهي عنها" ص 65 من طريق أسد بن موسى، عن إسماعيل بن عياش، به.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/ 278، وقال: رواه عبد الله والطبراني، وفيه إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، وهو متروك.

قلنا: وقد سلف نحوه بإسنادٍ جيد من حديث سعد بن أبي وقاص برقم (1604)، ولفظه:"إن الإيمان بدأ غريباً، وسيعود كما بدأ، فطوبى يومئذٍ للغرباء إذا فسد النَّاس، والذي نفس أبي القاسم بيده ليأرزن الإيمان بين المسجدين كما تأرز الحية في جحرها". وذكرنا هناك أحاديث الباب.

(1)

قال السندي: سَعْد الدليل، قد دَلَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم في الهجرة من العَرْج إلى المدينة، وهو أسلمي، ويقال له العرجي؛ لأنه اجتمع بالنبي صلى الله عليه وسلم بالعرج وهو يريد المدينة، فأسلم.

(2)

لفظ "إلى" ليس في (م).

ص: 238

وَكَانَتْ (1) لِأَبِي بَكْرٍ عِنْدَنَا بِنْتٌ مُسْتَرْضَعَةٌ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَرَادَ الِاخْتِصَارَ فِي الطَّرِيقِ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ: هَذَا الْغَائِرُ مِنْ رَكُوبَةٍ، وَبِهِ لِصَّانِ مِنْ أَسْلَمَ يُقَالُ لَهُمَا الْمُهَانَانِ، فَإِنْ شِئْتَ أَخَذْنَا عَلَيْهِمَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" خُذْ بِنَا عَلَيْهِمَا " قَالَ سَعْدٌ: فَخَرَجْنَا حَتَّى إِذَا (2) أَشْرَفْنَا إِذَا أَحَدُهُمَا يَقُولُ لِصَاحِبِهِ: هَذَا الْيَمَانِي. فَدَعَاهُمَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَعَرَضَ عَلَيْهِمَا الْإِسْلَامَ فَأَسْلَمَا، ثُمَّ سَأَلَهُمَا عَنْ أَسْمَائِهِمَا، فَقَالَا: نَحْنُ الْمُهَانَانِ، فَقَالَ:" بَلْ أَنْتُمَا الْمُكْرَمَانِ " وَأَمَرَهُمَا أَنْ يَقْدَمَا عَلَيْهِ الْمَدِينَةَ (3)، فَخَرَجْنَا حَتَّى أَتَيْنَا ظَاهِرَ قُبَاءَ، فَتَلَقَّى (4) بَنُو عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" أَيْنَ أَبُو أُمَامَةَ أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ؟ " فَقَالَ سَعْدُ بْنُ خَيْثَمَةَ: إِنَّهُ أَصَابَ قَبْلِي يَا رَسُولَ اللهِ، أَفَلَا أُخْبِرُهُ لَكَ؟ ثُمَّ مَضَى حَتَّى إِذَا طَلَعَ عَلَى النَّخْلِ، فَإِذَا الشَّرْبُ مَمْلُوءٌ (5)، فَالْتَفَتَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه، فَقَالَ: " يَا أَبَا بَكْرٍ، هَذَا الْمَنْزِلُ رَأَيْتُنِي

(1) في (م): وكان.

(2)

لفظ "إذا" ليس في (م).

(3)

لفظ "المدينة" ليس في (ظ 12) ولا (ص)، وأشير إليها في (س) على أنها نسخة، وفي (ق): أن يقدما المدينة.

(4)

في (ق): فتلقانا.

(5)

في النسخ الخطية: مملوءاً.

ص: 239

أَنْزِلُ إلَى (1) حِيَاضٍ كَحِيَاضِ بَنِي مُدْلِجٍ " (2).

(1) في (م): على.

(2)

إسناده ضعيف، عبد الله بن مصعب بن ثابت والد مصعب بن عبد الله، من رجال "التعجيل"، وضعفه ابن معين، وقال أبو حاتم كما في "الجرح والتعديل": هو شيخٌ بابَة عبد الرحمن بن أبي الزناد. أي: أنه يكتب حديثه للمتابعة ولا يحتج به. وابن سعد، سمي في رواية الحارث بن أبي أسامة: عبد الله، ولم نقع له على ترجمة، وبقية رجاله ثقات.

وأخرجه مختصراً الحارث بن أبي أسامة (531)(زوائد) من طريق هاشم ابن عامر الأسلمي، عن عبد الله بن سعد، عن أبيه، قال: كنت دليل رسول الله صلى الله عليه وسلم من العَرْج إلى المدينة، فرأيته يأكل متكئاً.

وأورده الحافظ في "الإصابة" في ترجمة سعد العرجي، والهيثمي في "مجمع الزوائد" 6/ 58 - 59، وقال: رواه عبد الله بن أحمد، وابن سعد اسمه عبد الله، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات!

قال السندي: قوله: على طريق ركوبة، ضبط بفتح الراء، وضم الكاف، وسكون الواو: وهي ثنية معروفة بين مكة والمدينة عند العرج سلكها النبي صلى الله عليه وسلم.

قوله: الاختصار، أي: أن يسلك طريقاً قريباً إلى المقصد.

قوله: إنه أصاب، أي: أصابه الخير، قاله تعجباً من تأخره في الحضور.

قوله: فإذا الشَّرَب، بفتحتين: حويض حوله النخلة يسع ريّها.

ص: 240

‌حَدِيثُ مُسَوَّرِ بْنِ يَزِيدَ

(1)

• 16692 - [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ]: حَدَّثَنِي سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ كَثِيرٍ الْكَاهِلِيِّ، عَنْ مُسَوَّرِ بْنِ يَزِيدَ الْأَسَدِيِّ، قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَتَرَكَ آيَةً، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ (2): يَا رَسُولَ اللهِ، تَرَكْتَ آيَةَ كَذَا وَكَذَا، قَالَ:" فَهَلَّا ذَكَّرْتَنِيهَا "(3).

(1) قال السندي: مسور بن يزيد، بضم أوله وفتح السين وتشديد الواو: كذا ضبطه عبد الغني وغيره، وظاهر كلام البخاري أنه بكسر الميم وسكون السين، وهو أسدي مالكي، من بني مالك.

(2)

في (ظ 12) و (ص) و (ق): فقال رجل.

(3)

إسناده ضعيف لضعف يحيى بن كثير الكاهلي، وبقية رجاله ثقات. سريج بن يونس: هو البغدادي، ومروان بن معاوية: هو الفزاري.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 8/ 40، وفي "القراءة خلف الإمام"(194)، وأبو داود (907)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(872) و (1059) و (2699)، وابن خزيمة (1648)، وابن حبان (2240) و (2241)، والطبراني في "الكبير" 20/ (34)، والبيهقي في "السنن " 3/ 211، وابن الأثير في "أسد الغابة" 5/ 177 من طرق عن مروان بن معاوية الفزاري، بهذا الإسناد، وزاد بعضهم: قال: ظننت أنها قد نسخت، قال:"فإنها لم تنسخ".

وانظر حديث عبد الرحمن بن أبزى السالف برقم (15365).

ص: 241

‌حَدِيثُ رَسُولِ قَيْصَرَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

• 16693 - [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ]: حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ مِنْ كِتَابِهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ - يَعْنِي الْمُهَلَّبِيَّ - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي رَاشِدٍ - مَوْلًى لِآلِ مُعَاوِيَةَ - قَالَ: قَدِمْتُ الشَّامَ فَقِيلَ لِي: فِي هَذِهِ الْكَنِيسَةِ رَسُولُ قَيْصَرَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: فَدَخَلْنَا الْكَنِيسَةَ، فَإِذَا أَنَا بِشَيْخٍ كَبِيرٍ، فَقُلْتُ لَهُ: أَنْتَ رَسُولُ قَيْصَرَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ: نَعَمْ. قَالَ: قُلْتُ: حَدِّثْنِي عَنْ ذَلِكَ. قَالَ: إِنَّهُ لَمَّا غَزَا تَبُوكَ، كَتَبَ إِلَى قَيْصَرَ كِتَابًا، وَبَعَثَ بِهِ مَعَ رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ دِحْيَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، فَلَمَّا قَرَأَ كِتَابَهُ وَضَعَهُ مَعَهُ عَلَى سَرِيرِهِ، وَبَعَثَ إِلَى بَطَارِقَتِهِ وَرُؤُوسِ أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ قَدْ بَعَثَ إِلَيْكُمْ رَسُولًا، وَكَتَبَ إِلَيْكُمْ كِتَابًا يُخَيِّرُكُمْ إِحْدَى ثَلَاثٍ: إِمَّا أَنْ تَتَّبِعُوهُ عَلَى دِينِهِ، أَوْ تُقِرُّوا لَهُ بِخَرَاجٍ يَجْرِي لَهُ عَلَيْكُمْ وَيُقِرَّكُمْ عَلَى هَيْئَتِكُمْ فِي بِلَادِكُمْ (1)، أَوْ أَنْ تُلْقُوا إِلَيْهِ بِالْحَرْبِ. قَالَ: فَنَخَرُوا نَخْرَةً حَتَّى خَرَجَ بَعْضُهُمْ مِنْ بَرَانِسِهِمْ، وَقَالُوا: لَا نَتَّبِعُهُ عَلَى دِينِهِ، وَنَدَعُ دِينَنَا وَدِينَ آبَائِنَا، وَلَا نُقِرُّ (2) لَهُ بِخَرَاجٍ يَجْرِي لَهُ عَلَيْنَا، وَلَكِنْ نُلْقِي إِلَيْهِ الْحَرْبَ. فَقَالَ: قَدْ كَانَ

(1) في (ظ 12): بلادهم.

(2)

في (ظ 12): ولا نفي.

ص: 242

ذَاكَ، وَلَكِنِّي كَرِهْتُ أَنْ أَفْتَاتَ دُونَكُمْ بِأَمْرٍ. قَالَ عَبَّادٌ: فَقُلْتُ لِابْنِ خُثَيْمٍ: أَوَلَيْسَ قَدْ كَانَ قَارَبَ وَهَمَّ بِالْإِسْلَامِ فِيمَا بَلَغَنَا ؟ قَالَ: بَلَى لَوْلَا أَنَّهُ رَأَى مِنْهُمْ، قَالَ: فَقَالَ: ابْغُونِي رَجُلًا مِنْ الْعَرَبِ أَكْتُبْ مَعَهُ إِلَيْهِ جَوَابَ كِتَابِهِ. قَالَ: فَأَتَيْتُ وَأَنَا شَابٌّ، فَانْطُلِقَ بِي إِلَيْهِ، فَكَتَبَ جَوَابَهُ، وَقَالَ لِي: مَهْمَا نَسِيتَ مِنْ شَيْءٍ فَاحْفَظْ عَنِّي ثَلَاثَ خِلَالٍ: انْظُرْ إِذَا هُوَ قَرَأَ كِتَابِي هَلْ يَذْكُرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ، وَهَلْ يَذْكُرُ كِتَابَهُ إِلَيَّ، وَانْظُرْ هَلْ تَرَى فِي ظَهْرِهِ عَلَمًا، قَالَ: فَأَقْبَلْتُ حَتَّى أَتَيْتُهُ وَهُوَ بِتَبُوكَ فِي حَلْقَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ مُنْتَجِينَ. فَسَأَلْتُ، فَأُخْبِرْتُ بِهِ، فَدَفَعْتُ إِلَيْهِ الْكِتَابَ، فَدَعَا مُعَاوِيَةَ فَقَرَأَ عَلَيْهِ الْكِتَابَ، فَلَمَّا أَتَى عَلَى قَوْلِهِ: دَعَوْتَنِي إِلَى جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ، فَأَيْنَ النَّارُ؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِذَا جَاءَ اللَّيْلُ فَأَيْنَ النَّهَارُ؟ " قَالَ: فَقَالَ: " إِنِّي قَدْ كَتَبْتُ إِلَى النَّجَاشِيِّ (1) فَخَرَّقَهُ، فَخَرَّقَهُ اللهُ مُخَرَّقَ الْمُلْكِ " قَالَ عَبَّادٌ: فَقُلْتُ لِابْنِ خُثَيْمٍ: أَلَيْسَ قَدْ أَسْلَمَ النَّجَاشِيُّ ، وَنَعَاهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالْمَدِينَةِ إِلَى أَصْحَابِهِ، فَصَلَّى عَلَيْهِ؟ قَالَ: بَلَى، ذَاكَ فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ وَهَذَا فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ. قَدْ ذَكَرَهُمْ ابْنُ خُثَيْمٍ جَمِيعًا وَنَسِيتُهُمَا: " وَكَتَبْتُ إِلَى كِسْرَى كِتَابًا، فَمَزَّقَهُ، فَمَزَّقَهُ اللهُ مُمَزَّقَ الْمُلْكِ (2). وَكَتَبْتُ إِلَى قَيْصَرَ كِتَابًا، فَأَجَابَنِي فِيهِ، فَلَمْ يَزَلِ النَّاسُ يَخْشَوْنَ مِنْهُمْ بَأْسًا مَا

(1) في (ق): إلى النجاشي كتاباً.

(2)

في (ظ 12): فمزَّقه تمزيق الملك.

ص: 243

كَانَ فِي الْعَيْشِ خَيْرٌ " ثُمَّ قَالَ لِي: " ممَّنْ (1) أَنْتَ؟ " قُلْتُ: مِنْ تَنُوخٍ. قَالَ: " يَا أَخَا تَنُوخٍ، هَلْ لَكَ فِي الْإِسْلَامِ؟ " قُلْتُ: لَا، إِنِّي أَقْبَلْتُ مِنْ قِبَلِ قَوْمٍ وَأَنَا فِيهِمْ عَلَى دِينٍ، وَلَسْتُ مُسْتَبْدِلًا بِدِينِهِمْ حَتَّى أَرْجِعَ إِلَيْهِمْ. قَالَ: فَضَحِكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَوْ تَبَسَّمَ. فَلَمَّا قَضَيْتُ حَاجَتِي، قُمْتُ، فَلَمَّا وَلَّيْتُ دَعَانِي، فَقَالَ:" يَا أَخَا تَنُوخٍ، هَلُمَّ فَامْضِ لِلَّذِي أُمِرْتَ بِهِ " قَالَ: وَكُنْتُ قَدْ نَسِيتُهَا (2)، فَاسْتَدَرْتُ مِنْ وَرَاءِ الْحَلْقَةِ، وَألْقَى بُرْدَةً كَانَتْ عَلَيْهِ عَنْ ظَهْرِهِ، فَرَأَيْتُ غُضْرُوفَ كَتِفِهِ مِثْلَ الْمِحْجَمِ الضَّخْمِ (3).

• 16694 - [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ]: حَدَّثَنِي أَبُو عَامِرٍ حَوْثَرَةُ بْنُ أَشْرَسَ إِمْلَاءً عَلَيَّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي رَاشِدٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ قَيْصَرَ جَارًا لِي زَمَنَ

(1) في (م): من.

(2)

في (ظ 12) و (س) و (ص): وكنت نسيتها، وجاء في هامش (س): قد نسيتها، بزيادة "قد"، وهي نسخة.

(3)

إسناده ضعيف لجهالة سعيد بن أبي راشد، كما ذكرنا في الرواية (15655)، وبقية رجاله -عدا التنوخي- رجال الصحيح، وقد سلف الكلام عليه في الرواية (15655).

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/ 234 - 236، وقال: رواه عبد الله بن أحمد وأبو يعلى، ورجال أبي يعلى ثقات، ورجال عبد الله بن أحمد كذلك.

وقد سلف الحديث بنحوه برقم (15655) من رواية الإمام أحمد.

وسيأتي مختصراً برقم (16694) من زوائد عبد الله أيضاً.

ص: 244

يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ، فَقُلْتُ لَهُ: أَخْبِرْنِي عَنْ كِتَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى قَيْصَرَ. فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَرْسَلَ دِحْيَةَ الْكَلْبِيَّ إِلَى قَيْصَرَ، وَكَتَبَ مَعَهُ إِلَيْهِ كِتَابًا - فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ عَبَّادِ بْنِ عَبَّادٍ، وَحَدِيثُ عَبَّادٍ أَتَمُّ وَأَحْسَنُ اقْتِصَاصًا لِلْحَدِيثِ، وَزَادَ - قَالَ: فَضَحِكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ دَعَاهُ إِلَى الْإِسْلَامِ، فَأَبَى أَنْ يُسْلِمَ، وَتَلَا هَذِهِ الْآيَةَ {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} [القصص: 56] ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّكَ رَسُولُ قَوْمٍ وَإِنَّ لَكَ حَقًّا، وَلَكِنْ جِئْتَنَا وَنَحْنُ مُرْمِلُونَ " فَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ: أَنَا أَكْسُوهُ حُلَّةً صَفُورِيَّةً، وَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ: عَلَيَّ ضِيَافَتُهُ (1).

(1) إسناده ضعيف، لجهالة سعيد بن أبي راشد، وباقي رجاله رجال الصحيح، غير حوثرة بن أشرس، فمن رجال "التعجيل"، وقد روى عنه جمع، ولم يوثقه غير ابن حبان. ورسول قيصر هو التنوخي، سلف الكلام عليه في الرواية (15655).

وأخرجه مطولاً أبو يعلى (1597) عن حوثرة بن أشرس، بهذا الإسناد.

وأخرجه مطولاً أيضاً حميد بن زنجويه في "الأموال"(104) من طريق روح بن أسلم، عن حماد، به. وروح هذا ضعيف.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 8/ 234 - 236، وقال: رواه عبد الله بن أحمد وأبو يعلى، ورجال أبي يعلى ثقات، ورجال عبد الله بن أحمد كذلك.

وقد سلف مطولاً برقم (16693) من رواية عبد الله أيضاً.

وسلف من رواية الإمام أحمد مطولاً برقم (15655).

ص: 245

‌حَدِيثُ ابْنِ عَبْسٍ، شَيْخٌ أَدْرَكَ الْجَاهِلِيَّةَ

16695 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الْبُرْسَانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ (1) بْنُ أَبِي زِيَادٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ كَثِيرٍ الدَّارِيُّ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْخٌ أَدْرَكَ الْجَاهِلِيَّةَ، وَنَحْنُ فِي غَزْوَةِ رُودِسَ يُقَالُ لَهُ: ابْنُ عَبْسٍ. قَالَ: كُنْتُ أَسُوقُ لِآلٍ لَنَا بَقَرَةً قَالَ: فَسَمِعْتُ مِنْ جَوْفِهَا: يَا آلَ ذَرِيحٍ، قَوْلٌ فَصِيحٌ، رَجُلٌ يَصِيحُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، قَالَ: فَقَدِمْنَا مَكَّةَ، فَوَجَدْنَا النَّبِيَّ قَدْ خَرَجَ بِمَكَّةَ (2).

(1) في (س) و (ق) و (م): عبد الله، وهو تحريف.

(2)

هذا الأثر إسناده ضعيف، وهو مكرر (15462) سنداً ومتناً.

ص: 246

‌حَدِيثُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَبَّابٍ السُّلَمِيِّ

(1)

• 16696 - [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ:](2) حَدَّثَنِي أَبُو مُوسَى الْعَنْزِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَكَنُ بْنُ الْمُغِيرَةِ قَالَ: حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ أَبِي هِشَامٍ، عَنْ فَرْقَدٍ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَبَّابٍ السُّلَمِيِّ، قَالَ: خَطَبَ (3) رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَحَثَّ عَلَى جَيْشِ الْعُسْرَةِ، فَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ: عَلَيَّ مِئَةُ بَعِيرٍ بِأَحْلَاسِهَا وَأَقْتَابِهَا. قَالَ: ثُمَّ حَثَّ، فَقَالَ عُثْمَانُ: عَلَيَّ مِئَةٌ أُخْرَى بِأَحْلَاسِهَا وَأَقْتَابِهَا. قَالَ: " ثُمَّ نَزَلَ مَرْقَاةً مِنَ الْمِنْبَرِ ثُمَّ حَثَّ. فَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ: عَلَيَّ مِئَةٌ أُخْرَى بِأَحْلَاسِهَا وَأَقْتَابِهَا. قَالَ: فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ بِيَدِهِ هَكَذَا يُحَرِّكُهَا - وَأَخْرَجَ عَبْدُ الصَّمَدِ يَدَهُ كَالْمُتَعَجِّبِ -: " مَا عَلَى عُثْمَانَ مَا عَمِلَ بَعْدَ هَذَا " (4).

(1) قال السندي: عبد الرحمن بن خباب السلمي، ذكره ابن حبان من الأنصار، فإن صَحَّ، فالسَّلمي -بفتح السين- وهو نزيل البصرة، وجاء في رواياته أنه سَمِعَ من النَّبي صلى الله عليه وسلم. قيل: إنه ابن خباب بن الأرت، وَرُدَّ بأن خباب ابن الأرت تميمي، وهذا أسلمي، وليس له حديث غير هذا الحديث الذي ذكره الإمام.

(2)

في (م) حدثنا عبد الله، حدثني أبي. يعني جعله من حديث أحمد، وهو خطأ.

(3)

في (م): خرج، وهو تحريف.

(4)

إسناده ضعيف لجهالة فرقد أبي طلحة، فقد انفرد بالرواية عنه الوليد ابن أبي هشام، وقال علي بن المديني: لا أعرفه، وقال ابن حجر في =

ص: 247

• 16697 - [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ](1): حَدَّثَنِي أَبُو مُوسَى الْعَنَزِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَكَنُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ أَبِي هِشَامٍ، عَنْ فَرْقَدٍ أَبِي طَلْحَةَ (2)، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَبَّابٍ السُّلَمِيِّ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ

= "التقريب": مجهول، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح غير سكن بن المغيرة: وهو القرشي الأموي، فقد أخرج له الترمذي، وهو صدوق، وغير عبد الله بن أحمد، فقد أخرج له النسائي، وهو ثقة. أبو موسى العنزي: هو محمد بن المثنى.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1419)، وفي "السنة"(1280) عن أبي موسى العنزي، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (1189)، وابن سعد 7/ 78، وعبد بن حميد في "المنتخب"(311)، والبخاري في "التاريخ الكبير" 5/ 246، والترمذي (3700)، والدولابي في "الكنى" 2/ 17، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" 1/ 289، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 58 - 59، والبيهقي في "الدلائل" 5/ 214، وابن الأثير في "أسد الغابة" 3/ 441 - 442 من طرق عن سكن بن المغيرة، به.

وقال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه لا نعرفه إلا من حديث السكن بن المغيرة، وفي الباب عن عبد الرحمن بن سمرة.

قلنا: حديث عبد الرحمن بن سمرة سيرد 5/ 63.

(1)

في (م): حدثنا عبد الله، حدثني أبي، يعني جعله من حديث أحمد، وهو وهم.

(2)

في النسخ الخطية و (م): حدثنا الوليد بن هشام وطلحة، عن عبد الرحمن بن خباب السلمي، وهو تحريف قديم، وقد جاء على الصواب في "أطراف المسند" 4/ 257 - 258.

ص: 248

صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ، فَحَضَّ عَلَى جَيْشِ الْعُسْرَةِ، فَذَكَرَهُ (1).

(1) إسناده ضعيف، وهو مكرر سابقه إلا أن شيخ أبي موسى العنزي: هو عثمان بن عمر بن فارس العبدي.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1420) عن أبي موسى العنزي، بهذا الإسناد.

وانظر ما قبله.

ص: 249

‌بَقِيَّةُ حَدِيثِ أَبِي الْغَادِيَةِ

(1)

• 16698 - [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ]: حَدَّثَنِي أَبُو مُوسَى الْعَنَزِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ كُلْثُومِ بْنِ جَبْرٍ، قَالَ: كُنَّا بِوَاسِطِ الْقَصَبِ عِنْدَ عَبْدِ الْأَعْلَى بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: فَإِذَا عِنْدَهُ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: أَبُو الْغَادِيَةِ اسْتَسْقَى مَاءً (2)، فَأُتِيَ بِإِنَاءٍ مُفَضَّضٍ، فَأَبَى أَنْ يَشْرَبَ، وَذَكَرَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَ هَذَا الْحَدِيثَ " لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا أَوْ ضُلَّالًا " - شَكَّ ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ - " يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ " فَإِذَا رَجُلٌ يَسُبُّ فُلَانًا، فَقُلْتُ: وَاللهِ لَئِنْ أَمْكَنَنِي اللهُ مِنْكَ فِي كَتِيبَةٍ. فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ صِفِّينَ إِذَا أَنَا بِهِ وَعَلَيْهِ دِرْعٌ قَالَ: فَفَطِنْتُ إِلَى الْفُرْجَةِ فِي جُرُبَّانِ الدِّرْعِ.

(1) قال السندي: أبو الغادية، جهني، اسمه يسار بن سَبُع، سكن الشام ونزل واسط، وقد سمع من النبي صلى الله عليه وسلم قولَه "لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض"، وكان محباً لعثمان، ولأجله قتل عماراً، فإنه سمع منه يقع في عثمان بالمدينة، فتوعَّده بالقتل، وقال: لئن أمكنني الله منك لأفعلن. وكان إذا استأذن على معاوية وغيره يقول: قاتل عمار بالباب؛ يتبجَّح بذلك، وانظر إلى العجب روى عن النبي صلى الله عليه وسلم النهي عن القتل، ثم يقتل مثل عمار.

قال الحافظ في "الإصابة" في ترجمته: والظن بالصحابة في تلك الحروب أنهم كانوا متأولين، وللمجتهد المخطئ أجر، وإذا ثبت هذا في حق آحاد الناس، فثبوته للصحابة بطريق الأَوْلى.

(2)

في (ق): الماء، وهي نسخة في (س).

ص: 250

فَطَعَنْتُهُ، فَقَتَلْتُهُ، فَإِذَا هُوَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ، قَالَ: قُلْتُ: وَأَيَّ يَدٍ كَفَتَاهُ يَكْرَهُ أَنْ يَشْرَبَ فِي إِنَاءٍ مُفَضَّضٍ وَقَدْ قَتَلَ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ (1).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، كلثوم بن جبر هو البصري، مختلف فيه، فقد وثقه أحمد وابن معين والعجلي، وقال النسائي: ليس بالقوي، وذكره ابن حبان في "لثقات"، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن أحمد، فمن رجال النسائي، وهو ثقة، وصحابيه ليس له رواية في الكتب الستة.

وقد شك ابن عون في هذه الرواية بين قوله: كفاراً أو ضلالاً، وقد روي من طرق عن كلثوم بن جبر:"كفاراً" دون شك كما سيأتي في التخريج، وهي الرواية الصحيحة، وقد سلفت من حديث عبد الله بن مسعود برقم (3815)، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.

وأخرجه البخاري مختصراً في "التاريخ الأوسط" 1/ 160 من طريق محمد ابن أبي عدي، بهذا الإسناد.

وأخرجه مطولاً ومختصراً البخاري في "التاريخ الأوسط" 1/ 237، والدولابي في "الكنى" 1/ 47، والطبراني في "الكبير" 22/ (912) و (913) من طرق عن كلثوم بن جبر، دون شك.

وأورد بعضه الهيثمي في "مجمع الزوائد" 9/ 298، وقال: رواه كله الطبراني، وعبد الله باختصار، ورجال أحد إسنادي الطبراني رجال الصحيح.

وانظر ما بعده.

قال السندي: قوله: فلاناً: أي عثمان.

قوله: لئن أمكنني الله: الجزاء مقدر: أي لأقتلنَّك.

قوله: إلى الفرجة، ضبط بفتح فسكون: وهي التفصي من الهم: أي: التخلص منه. أي رأيت أن الذي يخلصني من هَمِّ قتله هو الطعن في جُرُبَّان الدرع، وفي "القاموس": الفرجه، مثلثة: التفصي من الهم. =

ص: 251

16699 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَبِيعَةُ ابْنُ كُلْثُومٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِي غَادِيَةَ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْعَقَبَةِ فَقَالَ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ إِلَى أَنْ تَلْقَوْا رَبَّكُمْ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ؟ " قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: " اللهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ؟ "(1).

= وأما الفرجه، بضم فسكون: فهو بمعنى الانفراج كفرجة الحائط، وهذا يمكن أن يكون بهذا المعنى.

قوله: جربان الدرع، بضمتين وتشديد الباء: قِرَابُهُ.

قوله: وأي يد كفتاه: الكاف للتشبيه، والمضاف مقدر: أي كيَدِ فتى، ويحتمل أن المراد باليد القويُّ، فلا حاجة إلى تقدير مضاف. أي: أيُّ رجل مثلك تراعي الدين على هذا الوجه وقد قتلت عماراً الذي وقع في عثمان، كأنه يمدحه، والله تعالى أعلم.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، ربيعة بن كلثوم: هو ابن جبر البصري مختلف فيه حسن الحديث، وثقه ابن معين والعجلي، وذكره ابن حبان وابن شاهين في "الثقات"، وقال أحمد بن حنبل: صالح، واختلف قول النسائي فيه، فقال مرة: ليس به بأس، وقال أُخرى: ليس بالقوي. ووالده كلثوم بن جبر، حسن الحديث كذلك، وقد سلف الكلام عليه في الرواية السالفة برقم (16698).

وأخرجه الطبراني مطولاً برقم 22/ (912) من طريق مسلم بن إبراهيم، عن ربيعة بن كلثوم، بهذا الإسناد.

وانظر ما بعده

وقد سلف نحوه من حديث أبي سعيد الخدري بإسنادٍ صحيح برقم (11762) وذكرنا هناك أحاديث الباب.

ص: 252

16700 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا غَادِيَةَ الْجُهَنِيَّ قَالَ: بَايَعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْعَقَبَةِ، فَقَالَ:" يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ دِمَاءَكُمْ " فَذَكَرَ مِثْلَهُ (1).

• 16701 - [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ:](2) حَدَّثَنِي صَلْتُ (3) بْنُ مَسْعُودٍ الْجَحْدَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطُّفَاوِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْعَاصِ بْنَ عَمْرٍو الطُّفَاوِيَّ (4)، قَالَ: خَرَجَ أَبُو الْغَادِيَةِ وَحَبِيبُ بْنُ الْحَارِثِ، وَأُمُّ الْغَادِيَةِ (5) مُهَاجِرِينَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَسْلَمُوا، فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ: أَوْصِنِي يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ:" إِيَّاكِ وَمَا يَسُوءُ (6) الْأُذُنَ "(7).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، وهو مكرر سابقه إلا أن شيخ أحمد هو عفان بن مسلم الصفار.

وسيأتي من طريق عفان 5/ 68.

(2)

في (س) و (ق) و (م) وقع هذا الحديث من رواية الإمام أحمد، وجاء أنه من زوائد عبد الله في (ظ 12) و (ص) و"أطراف المسند" 7/ 41، وهو الصواب.

(3)

في (ق) و (م): الصلت.

(4)

قوله: سمعت العاص بن عمرو الطفاوي، سقط من النسخ الخطية و (م)، وقد استدرك من "أطراف المسند" 7/ 41، وانظر ترجمته في "تعجيل المنفعة" 1/ 696.

(5)

في النسخ الخطية و (م): أم أبي العالية، وهو تحريف، وقد جاء على الصواب في "أطراف المسند" 7/ 40.

(6)

في (ظ 12) وهامش (ق): وما يشق.

(7)

إسناده ضعيف لجهالة حال العاص بن عمرو الطفاوي، فقد ترجم له =

ص: 253

‌حَدِيثُ ضِرَارِ بْنِ الْأَزْوَرِ

(1)

• 16702 - [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ]: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ

= البخاري في "التاريخ الكبير" 7/ 92، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 7/ 42، وفي "التعجيل" 1/ 696 ولم يذكروا في الرواة عنه غير اثنين، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، ومحمد بن عبد الرحمن الطفاوي فيه كلام من جهة حفظه، وهو حسن الحديث، وبقية رجاله ثقات.

وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 6/ 238 من طريق أحمد بن أبي عوف، عن الصلت بن مسعود، بهذا الإسناد.

وأخرجه بنحوه ابن سعد 8/ 312، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3489) من طريق تمام بن بزيع، عن العاص بن عمرو الطفاوي، به.

وقد اختلف فيه على تمام.

فأخرجه ابن أبي عاصم (1260) من طريق معلى بن أسد، عن تمام بن بزيع، عن الغاضرة بن عمير الطفاوي، قال: سمعت عمي، فذكر نحوه. قلنا: وتمام، قال البخاري: يتكلمون فيه، وقال الدارقطني: متروك.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/ 95، وقال: رواه عبد الله والطبراني إلا أنه قال: عن العاص بن عمرو الطفاوي، قال: حدثتني عمتي قالت: دخلت .. الحديث، وفيه العاص بن عمرو الطفاوي، وهو مستور، وبقية رجال السند رجال الصحيح.

قال السندي: قوله: "وما يسوء الأذن": أي والكلام القبيح الذي تتأذى به الأذن.

(1)

قال السندي: ضرار بن الأزور، صحابي مشهور، واسم الأزور مالك ابن أوس، سكن الكوفة، وقال البغوي: لا أعلم لضرار غير هذين الحديثين. ذكرهما الإمام، قيل: استشهد باليمامة، وقيل غير ذلك.

قلنا: بل ذكرهما ابنه عبد الله، فهما من زوائده على مسند أبيه.

ص: 254

بَحِيرٍ، عَنْ ضِرَارِ بْنِ الْأَزْوَرِ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مَرَّ بِهِ وَهُوَ يَحْلِبُ، فَقَالَ:" دَعْ دَاعِيَ اللَّبَنِ "(1).

(1) إسناده ضعيف لجهالة حال يعقوب بن بَحِيْر، فقد ترجم له البخاري في "التاريخ الكبير" 8/ 389، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 9/ 205، والحافظ في "التعجيل" 2/ 385، ولم يذكروا في الرواة عنه سوى الأعمش، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان. وقال الذهبي في "الميزان": لا يُعرف، تفرد عنه الأعمشُ، وقد ساق حديثه بإسناده: ثم قال: غريب فرد، والأعمش فمدلس، وما ذكر سماعاً، ولا يعقوب ذكر سماعه من ضرار، ولا أعرف لضرار سواه. وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح غير عبد الله بن أحمد فمن رجال النسائي، وهو ثقة، وصحابيه ليست له رواية في الكتب الستة.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 338 - 339، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" 2/ 654، والطبراني في "الكبير"(8131)، والحاكم 3/ 1237 من طرق عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد، وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ولا يحفظ لضرار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم غير هذا.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 339، والطبراني في "الكبير"(8129) من طريق عبد الله بن داود، وأخرجه الدارمي 2/ 88، والبيهقي في "السنن" 8/ 14، وابن الأثير في "أسد الغابة" 3/ 53، والذهبي في "الميزان" 4/ 449 من طريق يعلى بن عبيد، وأخرجه الفسوي 2/ 654 من طريق جرير ابن عبد الحميد وداود بن نصير الطائي، والطبراني في "الكبير"(8130) من طريق حفص بن غياث، خمستهم عن الأعمش، به.

وخالفهم سفيان الثوري كما سيأتي 4/ 311 فرواه عن الأعمش، عن عبد الله بن سنان، عن ضرار بن الأزور، وسيأتي الحديث عن هذه الرواية هناك.

وسيرد برقم (16704) و 4/ 322 و 339. وسيكرر 4/ 339 سنداً ومتناً. =

ص: 255

• 16703 - [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ]: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ (1) جَارُنَا، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الْبَاهِلِيُّ الْأَثْرَمُ الْبَصْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْقَارِئُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمُ ابْنُ بَهْدَلَةَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ ضِرَارِ بْنِ الْأَزْوَرِ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ (2): امْدُدْ يَدَكَ أُبَايِعْكَ عَلَى الْإِسْلَامِ، قَالَ ضِرَارٌ: ثُمَّ قُلْتُ:

تَرَكْتُ الْقِدَاحَ وَعَزْفَ الْقِيَا

نِ وَالْخَمْرَ تَصْلِيَةً وَابْتِهَالَا

وَكَرِّي الْمُحَبَّرَ فِي غَمْرَةٍ

وَحَمْلِي عَلَى الْمُشْرِكِينَ الْقِتَالَا

فَيَا رَبِّ لَا أُغْبَنَنْ سُفْعَتِي (3)

فَقَدْ بِعْتُ مَالِي وَأَهْلِي ابْتِدَالَا

فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " مَا غُبِنَتْ سُفْعَتَكَ (4) يَا ضِرَارُ "(5).

= قال السندي: قوله: "دع داعيَ اللَّبن"، بالنصب على المفعولية إن أريد به الفصيل، أي: اتركه ليرضع، وعلى النداء إن أريد به ضرار، والله تعالى أعلم.

(1)

في (س) و (ص) و (ق) و (م): أبو بكر بن محمد بن عبد الله، بزيادة "بن" وهي زيادة مقحمة، وقد جاء على الصواب في (ظ 12) و"أطراف المسند" 2/ 606، و"إتحاف المهرة" 6/ 334، و"تعجيل المنفعة" في ترجمته.

(2)

في (ظ 12) و (ص): فقال.

(3)

في (ظ 12) و (ص): سفقتي.

(4)

في (ظ 12) و (ص) و (ق): سفقتك.

(5)

إسناده ضعيف، محمد بن سعيد الباهلي، من رجال "التعجيل"، قال أبو حاتم: منكر الحديث، مضطرب الحديث، ووهاه أبو زرعة، فقال: ليس بشيء. قلنا: والذي ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 7/ 264 - 265 ونسبه قرشياً، فإن كان هو نفسه وينسب تارة إلى قريش وتارة =

ص: 256

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= إلى باهلة مما يدل على جهالته، فهو ذلك، وإن كان غيره، فإننا لم نقع على ترجمةٍ للباهلي فيما بين يدينا من المصادر. وسلام بن سليمان -وهو المزني- وعاصم بن بهدلة، كلاهما صدوق، حسن الحديث. وأبو بكر محمد بن عبد الله، روى عنه جمع، وذكر الحافظ في "التعجيل" أن عبد الله ما كان يكتب إلا عمن أذن له أبوه في الكتابة عنه. أبو وائل: هو شقيق بن سلمة.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(8132)، والحاكم 3/ 620 من طريقين عن محمد بن سعيد الأثرم، بهذا الإسناد.

وأخرجه بحشل مختصراً في "تاريخ واسط" ص 174 من طريق عثمان بن مخلد، عن سلام، به. بلفظ: أتيت نبي الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: بايعني على الإسلام، فبايعني على الإسلام. قلنا: وعثمان بن مخلد ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 6/ 170، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وبحشل في "تاريخ واسط" 174 ولم يذكروا في الرواة عنه غير اثنين.

وأخرجه بنحوه الطبراني في "الكبير"(8133) من طريق عبد العزيز بن عمران، عن ماجد بن مروان، عن أبيه، عن جده، عن ضرار، به. قلنا: عبد العزيز بن عمران ضعيف، وماجد بن مروان وأبوه وجده لم نقف على ترجمتهم.

وله شاهد لا يفرح به من حديث ابن عباس عند الحاكم 3/ 238 من طريق يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، عن داود بن الحصين، عن عكرمة، عن ابن عباس أن ضرار بن الأزور، فذكر نحوه، ومحمد بن إسحاق مدلس وقد عنعن، وداود بن حصين منكر الحديث في روايته عن عكرمة، قال علي ابن المديني: ما روى عن عكرمة فمنكر الحديث. وقد صححه الذهبي في مختصره على "المستدرك" مع أن الحاكم سكت عليه!

قال السندي: قوله: تركت القداح: هي السهام التي كانوا يستكشفون بها الغيب.

قوله: عزف القيان، أي: صوت المغنيات من الجواري. =

ص: 257

• 16704 - [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ](1): حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ بَحِيرٍ، عَنْ ضِرَارِ بْنِ الْأَزْوَرِ قَالَ: بَعَثَنِي أَهْلِي بِلَقُوحٍ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأَمَرَنِي أَنْ أَحْلِبَهَا، فَحَلَبْتُهَا، فَقَالَ:" دَعْ دَاعِيَ اللَّبَنِ "(2).

= قوله: تصلية، بالنصب على العلية، أي: استغفاراً، أي: طلباً للمغفرة.

قوله: وابتهالاً، أي: تضرعاً إليه تعالى، والمراد أني فعلت ذلك توبةً إلى الله تعالى وإنابةً إليه.

قوله: وكري، بفتح فتشديد راء: مصدر كَرَّ عليه إذا عطف، وهو مصدر مضاف إلى الفاعل.

قوله: المحبر، بالنصب كالمعظم: اسم فرس ضرار بن الأزور، مفعول الكر.

وقوله: في غمرة، أي: في شدة، والجار والمجرور خبر لقوله: كري. وكذا قوله: على المشركين خبر لقوله حملي، وقوله: القتالا: عِلَّة لمقدر، أي: أحمل عليهم لأجل القتال.

قوله: سفعتي، أي: في تغيري مما كنت عليه من الحال والجمال، واختياري خلاف ذلك.

قوله: ابتهالاً، أي: لطلب بدل من الله تعالى، وهو ثوابه. في "الإصابة" يقال: إنه كان له ألف بعير برعاتها، فترك جميع ذلك.

(1)

في (س) و (ق) و (م) من حديث الإمام أحمد، وهو خطأ، والمثبت من (ظ 12) و (ص) و"أطراف المسند" 2/ 605.

(2)

إسناده ضعيف لجهالة حال يعقوب بن بحير، وقد سلف الكلام عليه في الرواية السالفة (16702). وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي.

وأخرجه الفسوي في "المعرفة والتاريخ" 2/ 654، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1060) عن محمد بن عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد.

وهو عند وكيع في "الزهد"(495)، ومن طريقه أخرجه الفسوي في =

ص: 258

• 16705 - [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ]: حَدَّثَنِي أَبُو (1) صَالِحٌ الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَوْ عَنْ عَمِّهِ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِعَرَفَةَ، فَأَخَذْتُ بِزِمَامِ نَاقَتِهِ أَوْ خِطَامِهَا (2)، فَدَفَعْتُ عَنْهُ، فَقَالَ:" دَعُوهُ فَأَرَبٌ مَا جَاءَ بِهِ " فَقُلْتُ: نَبِّئْنِي بِعَمَلٍ يُقَرِّبُنِي مِنَ الْجَنَّةِ (3) وَيُبَاعِدُنِي (4) مِنَ النَّارِ. قَالَ: فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، ثُمَّ قَالَ:" لَئِنْ (5) كُنْتَ أَوْجَزْتَ فِي الْخُطْبَةِ لَقَدْ أَعْظَمْتَ وَأَطْوَلْتَ (6)، تَعْبُدُ اللهَ لَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَتَحُجُّ الْبَيْتَ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ، وَتَأْتِي إِلَى النَّاسِ مَا تُحِبُّ أَنْ يَأْتُوهُ (7) إِلَيْكَ، وَمَا كَرِهْتَ لِنَفْسِكَ فَدَعِ النَّاسَ مِنْهُ، خَلِّ عَنْ زِمَامِ النَّاقَةِ "(8).

= "المعرفة والتاريخ" 2/ 654، وابن حبان (5283).

وسيأتي من طريق وكيع 4/ 322 و 339.

وانظر الرواية السالفة برقم (16702).

(1)

لفظ "أبو" ليس في (م).

(2)

في (م): بخطامها.

(3)

في (ق) و (م): إلى الجنة.

(4)

في (م): ويبعدني.

(5)

في (ظ 12) و (س) و (ص): لأن.

(6)

في (م): أو أطولت.

(7)

في (م): يؤتوه.

(8)

إسناده ضعيف، وقد سلف الكلام عليه في تخريج الحديث رقم (15583)، فانظره لزاماً.

ص: 259

‌حَدِيثُ يُونُسَ بْنِ شَدَّادٍ

• 16706 - [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ]: حَدَّثَنِي أَبُو مُوسَى الْعَنَزِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَثْمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الشَّعْثَاءِ، عَنْ يُونُسَ بْنِ شَدَّادٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ صَوْمِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ (1).

(1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، قتادة: وهو ابن دعامة السدوسي، رواه بالعنعنة وقال يحيى بن معين وأحمد بن حنبل: لم يسمع من أبي قِلابة، وسعيد بن بشير -هو الأزدي- ضعيف، يعتبر به، ولا يحتمل تفرده، وقد تفرد بهذا الإسناد، ويونس بن شداد، ترجم له الحسيني في "الإكمال" ص 481، وقال: غير معروف، وجهله كذلك أبو حاتم في "العلل" 1/ 283، ونقل ابن الأثير في "أسد الغابة" 5/ 530 عن ابن منده وأبي نعيم أنه مجهول، وترجم له الحافظ في "التعجيل" 2/ 392 وقال: وقد ذكره غير واحد في الصحابة منهم، وبَيَّضَ له، ولم يذكر أحداً ذَكَرَه في الصحابة، ثم إنه ذكره في "الإصابة" في القسم الثاني مما يدل على عدم جزمه في صحبته. قلنا: ولا تثبت الصحبة بمثل هذا الإسناد. محمد بن عثمة: هو محمد بن خالد بن عثمة، صدوق، حسن الحديث، وبقية رجاله ثقات.

وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 5/ 530 من طريق عبد الله بن أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه البزار (1068)(زوائد) عن محمد بن المثنى أبي موسى العنزي، به، وقال: لا نعلم أسند يونس بن شداد إلا هذا، ولا نعلم له إسناداً إلا هذا، ولم يتابع محمد بن خالد عليه.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/ 203، وقال: رواه عبد الله بن أحمد =

ص: 260

‌حَدِيثُ ذِي الْيَدَيْنِ

(1)

• 16707 - [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ]: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْدِيُّ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعَيْثُ (2) بْنُ مُطَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ مُطَيْرٍ، ومُطَيْرٌ حَاضِرٌ يُصَدِّقُهُ مَقَالَتَهُ، قَالَ: كَيْفَ كُنْتُ أَخْبَرْتُكَ؟ قَالَ: يَا أَبَتَاهُ أَخْبَرْتَنِي أَنَّكَ لَقِيَكَ ذُو الْيَدَيْنِ بِذِي خُشُبٍ، فَأَخْبَرَكَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى بِهِمْ إِحْدَى صَلَاتَيِ الْعَشِيِّ - وَهِيَ الْعَصْرُ - فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، وَخَرَجَ سَرَعَانُ النَّاسِ وَهُمْ يَقُولُونَ: أَقَصُرَتِ الصَّلَاةُ أَقَصُرَتِ الصَّلَاةُ؟ فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَاتَّبَعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رضي الله عنهما وَهُمَا مُبْتَدَّيِه، فَلَحِقَهُ ذُو الْيَدَيْنِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ أَقَصُرَتِ الصَّلَاةُ أَقَصُرَتِ الصَّلَاةُ أَمْ نَسِيتَ؟ فَقَالَ: " مَا قَصُرَتْ الصَّلَاةُ (3)، وَلَا نَسِيتُ " ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللهُ

= والبزار، وفيه سعيد بن بشير، وهو ثقة، لكنه اختلط. قلنا: وانظر "العلل" لابن أبي حاتم: 1/ 283.

وقد سلفت شواهده في حديث ابن عمر بن الخطاب برقم (4970).

(1)

قال السندي: ذو اليدين السلمي، يقال: هو الخِرْباق، وفرق بينهما ابن حبان. وروى ابن أبي شيبة من طريق عمرو بن مهاجر أن محمد بن سويد أفطر قبل الناس بيوم، فأنكر عليه عمر بن عبد العزيز، فقال: شهد عندي فلان أنه رأى الهلال. فقال عمر: أَوَ ذو اليدين هو؟

(2)

تصحف في النسخ الخطية و (م): إلى شعيب، وكذلك هو في بعض المصادر، وجاء على الصواب في "أطراف المسند" 2/ 325، وفي "تعجيل المنفعة"، و"المؤتلف والمختلف" 3/ 1355، و"توضيح المشتبه" 5/ 341.

(3)

لفظ: الصلاة، ليس في (م).

ص: 261

عَنْهُمَا فَقَالَ: " مَا يَقُولُ ذُو الْيَدَيْنِ؟ " فَقَالَا: صَدَقَ يَا رَسُولَ اللهِ، فَرَجَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَثَابَ النَّاسُ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ سَلَّمَ، ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيِ السَّهْوِ (1). قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ: حَدَّثْتُ سِتَّ سِنِينَ

(1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف. معدي بن سليمان هو أبو سليمان صاحب الطعام، ضعيف، وشعيث بن مطير من رجال "التعجيل"، انفرد بالرواية عنه معدي بن سليمان، ولم يؤثر توثيقه عن أحد، وقال أبو حاتم فيما نقله عنه ابنه في "الجرح والتعديل" 4/ 386: شعيث ومطير أعرابيان كانا يكونان في بعض قرى المدينة. قلنا: وأبوه مطير هو ابن سُلَيْم الوادي، فرق البخاري في "التاريخ الكبير" بينه وبين الراوي عن ذي الزوائد، وقال أبو حاتم: هما واحد، وهو ما ذهب إليه الحافظان المزي وابن حجر، ولم يذكرا في الرواة عنه غير اثنين، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول الحال. محمد بن المثنى: هو أبو موسى العَنَزي.

وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 2/ 180 من طريق عبد الله بن أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2655)، والطبراني في "الكبير"(4224)، والدارقطني في "المؤتلف والمختلف" 3/ 1355 - 1356، وابن عبد البر في "التمهيد" 1/ 367 من طرق عن محمد بن المثنى، به.

وأخرجه ابن أبي عاصم (2656) عن محمد بن المثنى، عن بدل بن المُحَبَّر، عن معدي بن سليمان، به، فزاد في الإسناد بدل بن المحبر بين محمد بن المثنى ومعدي بن سليمان.

وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" 4/ 250 - 251، والبيهقي في "السنن" 2/ 366 - 367 و 367، وابن عبد البر في "التمهيد" 1/ 367 من طرق عن معدي ابن سليمان، به. وقال العقيلي: هذا يروى من حديث أبي هريرة وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم بأسانيد جياد.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/ 150 - 151، وقال: رواهما عبد الله =

ص: 262

أَوْ سَبْعَ سِنِينَ: ثُمَّ سَلَّمَ، وَشَكَكْتُ فِيهِ، وَهُوَ أَكْثَرُ حِفْظِي.

• 16708 - [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ]: حَدَّثَنِي نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَعْدِيُّ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: أَتَيْتُ مُطَيْرًا لِأَسْأَلَهُ عَنْ حَدِيثِ ذِي الْيَدَيْنِ، فَأَتَيْتُهُ فَسَأَلْتُهُ فَإِذَا هُوَ شَيْخٌ كَبِيرٌ لَا يُنْفِذُ الْحَدِيثَ مِنَ الْكِبَرِ. فَقَالَ ابْنُهُ شُعَيْثٌ: بَلَى يَا أَبِه (1)، حَدَّثَتْنِي أَنَّ ذَا الْيَدَيْنِ لَقِيَكَ بِذِي خُشُبٍ، فَحَدَّثَكَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ

= ابن أحمد مما زاده على المسند، وفيه معدي بن سليمان، قال أبو حاتم: شيخ، وضعفه النسائي.

وانظر ما بعده.

وله شاهد من حديث أبى هريرة بإسناد صحيح سلف برقم (7201) وذكرنا هناك أحاديث الباب.

قال السندي: قوله: بذي خُشُب، ضبط بضمتين: وادٍ بالمدينة على مسيرة ليلة منها.

قوله: أقصرت الصلاة: بفتح قاف وضم صاد على بناء الفاعل، أو بضم قاف، فكسر صاد، على بناء المفعول، والهمزة للاستفهام، أي يتساءلون فيما بينهم، ويحتمل أن يكون الاستفهام للتقرير.

قوله: وهما مبتدَّيه، بتشديد الدال: في "القاموس": ابتدَّاه ابتداداً: أخذاه من جانبيه، ونصب مبتدَّيه على الحال، والخبر مقدر، أي هما يتبعانه أو يمشيان معه مبتدّيه.

قوله: "ما قصرت ولا نسيت": أي ما وقع شيء منهما في ظني، وهذا صدق بلا ريب.

قوله: صدق: أي في زعمه أن أحدهما واقع، وإلا فكلامه استفهام لا يوصف بصدق أو كذب.

قوله: وثاب الناس: أي رجعوا.

(1)

في (ق) و (م): يا أبت.

ص: 263

صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى بِهِمْ إِحْدَى صَلَاتَيِ الْعَشِيِّ - وَهِيَ الْعَصْرُ - رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ سَلَّمَ، فَخَرَجَ سَرَعَانُ النَّاسِ، فَقَالَ: أَقَصُرَتِ الصَّلَاةُ؟ وَفِي الْقَوْمِ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، فَقَالَ ذُو الْيَدَيْنِ: أَقَصُرَتِ الصَّلَاةُ أَمْ نَسِيتَ؟ قَالَ: " مَا قَصُرَتِ الصَّلَاةُ وَلَا نَسِيتُ " ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رضي الله عنهما، فَقَالَ:" مَا يَقُولُ ذُو الْيَدَيْنِ؟ " فَقَالَا: صَدَقَ يَا رَسُولَ اللهِ. فَرَجَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَثَابَ النَّاسُ، وَصَلَّى بِهِمْ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ سَلَّمَ، ثُمَّ سَجَدَ (1) سَجْدَتَيِ السَّهْوِ (2).

• 16709 - [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ]: حَدَّثَنِي أَبُو مَعْمَرٍ، عَنْ ابْنِ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، فَقَالَ: مَا كَانَ مَنْزِلَةُ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ: كَمَنْزِلَتِهِمَا (3) السَّاعَةَ (4).

(1) في (ق) و (م): سجد بهم.

(2)

إسناده ضعيف، وهو مكرر سابقه إلا أن شيخ عبد الله بن أحمد هو بصر بن علي الجهضمي، وهو ثقة من رجال الشيخين.

وأخرجه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 4/ 386، والبيهقي في "السنن" 2/ 367 من طريق نصر بن علي، بهذا الإسناد.

وانظر ما قبله.

قال السندي: قوله: أقصرت الصلاة: أي: فقال القائل منهم.

(3)

في (م): منزلتهما.

(4)

هذا الأثر إسناده ضعيف، ابن أبي حازم، لم نعرفه، فإن كان عبد العزيز بن أبي حازم سلمة بن دينار فالإسناد منقطع؛ لأنه لم يدرك علي بن =

ص: 264

‌حَدِيثُ جَدِّ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ

• 16710 - [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ]: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ، وَخَلَفُ بْنُ هِشَامٍ قَالَا: حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ أَبِي عَامِرٍ الْخَزَّازُ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا نَحَلَ وَالِدٌ وَلَدَهُ نُحْلًا أَفْضَلَ مِنْ أَدَبٍ حَسَنٍ "(1).

= الحسين. وبقية رجاله ثقات، أبو معمر: هو إسماعيل بن إبراهيم بن معمر القطيعي الهروي.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 9/ 54، وقال: رواه عبد الله والطبراني، وابن أبي حازم لم أعرفه، وشيخ عبد الله ثقة.

(1)

إسناده ضعيف، وهو مكرر (15403/ 2) سنداً ومتناً.

ص: 265

‌حَدِيثُ أَبِي حَسَنٍ الْمَازِنِيِّ (1)" بَلَغَنِي أَنَّ لَهُ صُحْبَةً "

• 16711 - [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ]: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ، قَالَ: عَمْرُو بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنِي، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُمَارَةَ، عَنْ جَدِّهِ أَبِي حَسَنٍ، قَالَ: دَخَلْتُ الْأَسْوَافَ (2)، َقَالَ (3): فَأَثَرْتُ - وَقَالَ الْقَوَارِيرِيُّ مَرَّةً: فَأَخَذْتُ - دُبْسَتَيْنِ، قَالَ: وَأُمُّهُمَا تُرَشْرِشُ عَلَيْهِمَا، وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ آخُذَهُمَا، قَالَ: فَدَخَلَ عَلَيَّ أَبُو حَسَنٍ، فَنَزَعَ مِتِّيخَةً، قَالَ: فَضَرَبَنِي بِهَا، فَقَالَتْ لِي امْرَأَةٌ مِنَّا، يُقَالُ لَهَا مَرْيَمُ: لَقَدْ تَعِسْتَ مِنْ عَضِدِهِ؛ مِنْ (4) تَكْسِيرِ الْمِتِّيْخَةِ، قَالَ (5): فَقَالَ لِي: أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَرَّمَ مَا بَيْنَ لَابَتَيْ الْمَدِينَةِ! (6).

(1) قال السندي: أبو حسن المازني، هو أنصاري مازني، مشهور بكنيته، اسمه غيم بن عمرو، وقيل غير ذلك، وهو بدري .. قال الذهبي: بقي إلى زمن علي بن أبي طالب.

(2)

في النسخ و (م) ما عدا (س): الأسواق، وهو تحريف. والأسواف قال السندي: هو بالفاء: موضع بالمدينة.

(3)

في (م): وقال.

(4)

في (م): ومن

(5)

لفظ "قال" ليس في (ق) و (م).

(6)

إسناده حسن من أجل عبد العزيز بن محمد الدراوردي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن أحمد، فمن رجال النسائي وهو ثقة، =

ص: 266

• 16712 - [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ]: حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، قَالَ: وَحَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ ضُمَيْرَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى الْمَازِنِيِّ، عَنْ جَدِّهِ أَبِي حَسَنٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَكْرَهُ نِكَاحَ السِّرِّ حَتَّى يُضْرَبَ بِدُفٍّ، وَيُقَالَ:

أَتَيْنَاكُمْ أَتَيْنَاكُمْ

فَحَيُّونَا نُحَيِّيكُمْ (1)

= وصحابيه لم يرو له أصحاب الكتب الستة. وأبو حسن هو جد يحيى بن عمارة.

وقد اختلف فيه على عمرو بن يحيى.

فأخرجه الطبراني مختصراً في "الكبير" 22/ (981) من طريق محمد بن فليح، عن عمرو بن يحيى، عن أبيه، عن عمارة بن أبي الحسن، قال فذكره. قلنا: ومحمد بن فليح هو ابن سليمان الخزاعي ضعيف يعتبر به.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/ 303، وقال: رواه عبد الله بن أحمد، والطبراني في "الكبير"، ورجال المسند رجال الصحيح.

وفي تحريمه صلى الله عليه وسلم ما بين لابتي المدينة سلف من حديث أبي هريرة برقم (7218)، وذكرنا هناك أحاديث الباب.

قال السندي: قوله: فأثرت، من الإثارة.

قوله: دبسيتين، بضم دال: طائر لونه بين السواد والحمرة، قيل: هو نسبة إلى دبس الرطب، وضم داله من تغيير النسبة.

قوله: ترشرش، من الرشرشة، وهي الرخاوة، والإطافة ممن تخافه.

قوله: متيخة: قيل بكسر ميم وفتحها وتشديد تاء، وبكسر ميم وسكون تاء قبل ياء، وبكسر ميم وسكون ياء ثم تاء، كلها أسماء لجرائد النخل.

قوله: تعست، ضبط بكسر العين على صيغة الخطاب، أي أتعبت عضده.

(1)

إسناده مظلم، حسين بن عبد الله بن ضُميرة من رجال "التعجيل"، وقد =

ص: 267

• 16713 - [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ]: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَاتِمٍ الطَّوِيلُ، وَكَانَ ثِقَةً رَجُلًا صَالِحًا، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ - يَعْنِي الدَّرَاوَرْدِيَّ - عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ أَوْ عَمِّهِ، قَالَ: كَانَتْ لِي جُمَّةٌ كُنْتُ إِذَا سَجَدْتُ

= كذبه مالك، وقال أحمد: لا يساوي شيئاً متروك الحديث، وقال أبو حاتم الرازي: متروك الحديث كذاب، وقال ابن معين: ليس بثقة ولا مأمون، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال أبو زرعة: ليس بشيء، اضرب على حديثه، وقال البخاري في "التاريخ الأوسط": تركه علي وأحمد، وقال ابن حبان: روى عن أبيه عن جده نسخة موضوعة، وقال الدارقطني: متروك، وقال أبو داود: ليس بشيء. وقال النسائي: ليس بثقة ولا يكتب حديثه، وقال الأويسي: لما خرج إسماعيل بن أبي أويس إلى حسين بن عبد الله بن ضميرة هجره مالك أربعين يوماً. وابن أبي أويس وهو إسماعيل بن عبد الله ضعيف يعتبر به خارج صحيح البخاري، وما كان فيه فهو قوي، لأن البخاري رحمه الله انتقى من حديثه ما صح عنده، وأبو الفضل المروزي أختلف في تعيينه، فجزم الحسيني في "الإكمال" 544 أنه هو حاتم بن الليث الجوهري، ولكن حين نقل عنه الحافظ في "التعجيل" قال: لعلَّه حاتم بن الليث الجوهري، وتعقبه الحافظ بقوله: ولا أستبعد أن يكون عباس بن محمد الدوري.

قلنا: وعمرو بن يحيى المازني لم يدرك جده الأعلى أبا حسن.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/ 288 - 289، وقال: رواه ابن أحمد، وفيه حسين بن عبد الله بن ضميرة، وهو متروك.

وفي استحباب إعلان النكاح سلف من حديث عبد الله بن الزبير برقم (16130)، وانظر حديث محمد بن حاطب برقم (15451)، وحديث زوج ابن أبي لهب برقم (16626).

ص: 268

رَفَعْتُهَا، فَرَآنِي أَبُو حَسَنٍ الْمَازِنِيُّ، فَقَالَ: تَرْفَعُهَا لَا يُصِيبُهَا التُّرَابُ! وَاللهِ لَأَحْلِقَنَّهَا. فَحَلَقَهَا (1).

(1) هذا الأثر ضعيف للشك بين والد عمرو بن يحيى أو عَمِّه، ولم يتبيَّن لنا مَنْ هو، وبقية رجاله ثقات غير عبد العزيز بن محمد الدَّراوردي فقد اختلف فيه، وهو حسن الحديث.

ص: 269

‌حَدِيثُ عَرِيفٍ مِنْ عُرَفَاءِ قُرَيْشٍ، عَنْ أَبِيهِ

• 16714 - [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ]: حَدَّثَنِي أَبُو مَالِكٍ الْحَنَفِيُّ كَثِيرُ بْنُ يَحْيَى بْنِ كَثِيرٍ الْبَصْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ أَبُو زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِلَالُ بْنُ خَبَّابٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ الْمَخْزُومِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَرِيفٌ مِنْ عُرَفَاءِ قُرَيْشٍ، عَنْ أَبِيهِ، سَمِعَهُ مِنْ فِلْقِ فِي رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ صَامَ رَمَضَانَ وَشَوَّالَ وَالْأَرْبِعَاءَ وَالْخَمِيسَ دَخَلَ الْجَنَّةَ "(1).

(1) إسناده ضعيف، فيه راوٍ لم يسمَّ، وهو شيخ عكرمة بن خالد المخزومي، وكثير بن يحيى -وإن كان فيه ضَعْفٌ- قد توبع، وبقية رجاله ثقات.

وقد سلف برقم (15434).

ص: 270

‌حَدِيثُ قَيْسِ بْنِ عَائِذٍ

(1)

• 16715 - [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ]: حَدَّثَنِي سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، مِنْ كِتَابِهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ الْمُؤَدِّبُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عَائِذٍ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ (2) عَلَى نَاقَةٍ خَرْمَاءَ، وَعَبْدٌ حَبَشِيٌّ مُمْسِكٌ بِخِطَامِهَا (3).

(1) قال السندي: قيس بن عائذ، أحمسي، أبو كاهل، مشهور بكنيته، له صحبة، وعداده في أهل الكوفة. قلنا: وذكر الحافظ في "الإصابة" في ترجمته في الكنى أنه يسمى كذلك عبد الله بن مالك.

(2)

في (ق) وهامش (س): زيادة كلمة: الناس.

(3)

حديث ضعيف، إسماعيل بن أبي خالد لم يسمع من قيس بن عائذ، بينهما أخو إسماعيل كما صرح بذلك في رواية وكيع، قال: رأيت أبا كاهل، وكانت له صحبة، فحدثني أخي عنه، وقد أبهم أخوه في روايته، وأختلف عنه فيه.

فأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 189، وابن ماجه (1284) والفسوي في "المعرفة والتاريخ" 2/ 225، والطبراني في "الكبير" 18/ (924) من طريق وكيع، والنسائي في "المجتبى" 3/ 185 من طريق ابن أبي زائدة، كلاهما عن إسماعيل ابن أبي خالد، عن أخيه، عن قيس بن عائذ.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/ 142، والنسائي في "الكبرى"(4096)، والطبراني في "الكبير" 18/ (925) من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أخيه، عن قيس بن عائذ، به.

وعينه الحافظان المزي وابن حجر في رواية النسائي وابن ماجه أنه سعيد ابن أبي خالد.

وأخرجه الدولابي في "الكنى" 1/ 50 من طريق أبي أسامة، عن إسماعيل =

ص: 271

وَهَلَكَ قَيْسٌ أَيَّامَ الْمُخْتَارِ (1).

= ابن أبي خالد، عن أخيه أشعث بن أبي خالد، عن قيس بن عائذ، به.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/ 142 من طريق عيسى بن يونس، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أخيه سعيد، عن قيس بن عائذ، به.

وأخرجه الدولابي في "الكنى" 1/ 150 من طريق عيسى بن يونس عن إسماعيل بن أبي خالد، بالإسناد السالف إلا أنه سماه أشعث بن أبي خالد.

وسعيد بن أبي خالد من رجال التهذيب، انفرد بالرواية عنه أخوه إسماعيل ابن أبي خالد، ولم يؤثر توثيقه عن غير العجلي وابن حبان، فهو مجهول الحال. وأخوه أشعث ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 2/ 272 وقد انفرد بالرواية عنه أخوه إسماعيل كذلك، ولم يؤثر توثيقه عن أحد، فهو مجهول الحال كذلك.

وسيأتي 4/ 177.

قال السندي: قوله: خرماء: أي مثقوبة الأُذُن.

(1)

هو المختار بن أبي عبيد الثقفي، وكان كما يصفه الذهبي: من كبراء ثقيف وذوي الرأي والفصاحة والشجاعة وقلة الدين، ادّعى أن الوحيَ يأتيه وأنه يعلمُ الغيبَ، وكان ممن خرج على علي بن أبي طالب في المدائن، ثم صار مع ابن الزبير بمكة، فولّاه الكوفة فغلب عليها، ثم خلع ابن الزبير، وشرع يطالب بدم الحسين، فالتفت عليه الشيعة، ثم جهز عسكراً مع إبراهيم بن الأشتر إلى عبيد الله بن زياد، فقتله سنة خمس وستين، ثم توجه بعد ذلك مصعب بن الزبير إلى الكوفة، فقاتله وقتل المختارَ وأصحابَه، وكان قتله سنة سبع وستين.

ص: 272

‌حَدِيثُ أَسْمَاءَ بْنِ حَارِثَةَ

• 16716 - [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ]: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ الْبَرَاءُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ حَرْمَلَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ هِنْدِ بْنِ حَارِثَةَ، عَنْ أَبِيهِ - وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْحُدَيْبِيَةِ، وَأَخُوهُ الَّذِي بَعَثَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَأْمُرُ قَوْمَهُ بِصِيَامِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ، وَهُوَ أَسْمَاءُ بْنُ حَارِثَةَ -: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَهُ، فَقَالَ:" مُرْ قَوْمَكَ فَلْيَصُومُوا هَذَا الْيَوْمَ " قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ وَجَدْتُهُمْ قَدْ طَعِمُوا؟ قَالَ " فَلْيُتِمُّوا آخِرَ يَوْمِهِمْ "(1).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف على خطأ فيه، يحيى بن هند بن حارثة، مجهول، وقد سلف الكلام عليه في الرواية (15963)، وأبو معشر البَرّاء -وهو يوسف بن يزيد البصري- صدوق، روى له البخاري ومسلم متابعة، ولم يحتجا به، وقد أخطأ هنا، فقال: عن يحيى بن هند بن حارثة، عن أبيه، فزاد "عن أبيه"، وأنقص عبدُ الله بن أحمد من الإسناد قوله:"فحدثني يحيى بن هند، عن أسماء بن حارثة"، وقد ورد في رواية ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2855).

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2855) من طريق المقدمي، بهذا الإسناد بذكر ما أنقصه عبد الله بن أحمد كما ذكرنا آنفاً.

قال ابن أبي عاصم: رواه وهيب بن خالد، ولم يقل: عن ابن هند، عن أبيه.

قلنا: قد سلف من طريق وهيب بن خالد دون زيادة "عن أبيه" في الرواية (15963)، وقد ذكرنا شواهده التي يصح بها في الرواية (15962).

ص: 273

‌بَقِيَّةُ حَدِيثُ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى

• 16717 - [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ]: حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ وَعَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ أَبُو يَحْيَى النَّرْسِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ أَبِي عَامِرٍ الْخَزَّازُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا نَحَلَ وَالِدٌ وَلَدًا أَفْضَلَ مِنْ أَدَبٍ حَسَنٍ "(1).

(1) إسناده ضعيف، سلف الكلام على إسناده في الرواية رقم (15403). عامر بن أبي عامر الخزاز: هو عامر بن صالح بن رستم.

وأخرجه الترمذي (1952)، وابن عدي في "الكامل" 5/ 1740، والبيهقي في الشعب (8652) من طريق نصر بن علي الجهضمي، به. وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث عامر بن أبي عامر الخزاز، وهو عامر بن صالح بن رستم الخزاز، وأيوب بن موسى: هو ابن عمرو بن سعيد ابن العاصي، وهذا عندي حديثٌ مرسل.

وقد سلف برقم (15403).

ص: 274

‌حَدِيثُ قُطْبَةَ بْنِ قَتَادَةَ

• 16718 - [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ]: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ ثَعْلَبَةَ بْنِ سَوَاءٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَوَاءٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُمْرَانُ بْنُ يَزِيدَ الْعُمَري، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي سَدُوسٍ، عَنْ قُطْبَةَ بْنِ قَتَادَةَ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُفْطِرُ إِذَا غَرَبَتِ الشَّمْسُ (1).

(1) إسناده ضعيف لإبهام الرجل الراوي عن قطبة بن قتادة، ومحمد بن ثعلبة بن سواء شيخ عبد الله، مستور الحال، روى عنه جمع ولم يؤثر توثيقه عن أحد، وقال أبو حاتم: أدركته ولم أكتب عنه، وحمران بن يزيد، نُسب في هذا الإسناد بالعمري، وجاء دون نسبة في الإسناد التالي برقم (16719): ولم أر مَن نسبه هذه النسبة، وقد نسب سدوسياً عن المزي في ذكره شيوخ محمد ابن سواء، وكذلك ترجمه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 81، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل " 3/ 265، وقد روى عنه جمع، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، ولم يترجم له الحسيني في "الإكمال" ولا الحافظ في "التعجيل"، وهو على شرطهما، وبقية رجاله ثقات.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (38) عن محمد بن يحيى بن سهل السكري، عن محمد بن ثعلبة بن سواء، عن عمه محمد بن سواء، عن عمران القطان، عن قتادة، به، فأدخل في الإسناد عمران القطان بدلاً من حمران بن يزيد، قلنا: محمد بن يحيى بن سهل السكري شيخ الطبراني لم نقف له على ترجمة.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/ 154، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير"، وفيه رجل لم يُسَمَّ.

قلنا: بل هو من زيادات عبد الله بن أحمد. =

ص: 275

• 16719 - [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ]: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ ثَعْلَبَةَ بْنِ سَوَاءٍ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ سَوَاءٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي حُمْرَانُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي سَدُوسٍ، عَنْ قُطْبَةَ بْنِ قَتَادَةَ قَالَ: بَايَعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَلَى ابْنَتِي الْحَوْصَلَةِ، وَكَانَ يُكَنَى بِأَبِي الْحَوْصَلَةِ (1).

= وإفطار الصائم إذا غربت الشمس سلف بإسنادٍ صحيح من حديث عمر بن الخطاب برقم (192)، وسيأتي من حديث عبد الله بن أبي أوفى 4/ 380.

(1)

إسناده ضعيف كسابقه.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/ 191، والطبراني في "الكبير" 19/ (37) من طريق عون بن كهمس بن الحسن، عن عمران بن حدير، عن رجل يقال له مقاتل، عن قطبة، بهذا الإسناد. وعند الطبراني: حويصلة، بالتصغير.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/ 27 - 28، وقال: رواه الطبراني في "الكبير"، وفي إسناده رجل مجهول، وهو مقاتل الذي روى عنه قطبة.

قلنا: فاته أن ينسبه إلى أحمد، وقد تحرف في مطبوع الطبراني مقاتل إلى قتادة!

ص: 276

‌حَدِيثُ الْفَاكِهِ بْنِ سَعْدٍ

• 16720 - [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ]: حَدَّثَنِي نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ (1) الْخَطْمِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُقْبَةَ بْنِ الْفَاكِهِ، عَنْ جَدِّهِ الْفَاكِهِ بْنِ سَعْدٍ - وَكَانَتْ (2) لَهُ صُحْبَةٌ - أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَغْتَسِلُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَيَوْمَ عَرَفَةَ، وَيَوْمَ الْفِطْرِ، وَيَوْمَ النَّحْرِ. قَالَ: وَكَانَ الْفَاكِهُ بْنُ سَعْدٍ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالْغُسْلِ فِي هَذِهِ الْأَيَّامِ (3).

(1) في (م): يوسف بن جعفر.

(2)

في (ص): وكان.

(3)

إسناده تالف من أجل يوسف بن خالد -وهو ابن عُمير السَّمتي- فقد كذبه ابن معين، وأبو داود، والفلاس، وقال البخاري: سكتوا عنه، وقال النسائي: متروك الحديث، وقال أيضاً: ليس بثقة ولا مأمون، وقال أبو حاتم وأبو زرعة: ذاهب الحديث، وضعفه ابن سعد والشافعي، وقال ابن حبان: كان يضع الحديث، لا تحلّ الرواية عنه بحيلة، ولا الاحتجاج به بحال، ولجهالة عبد الرحمن بن عقبة بن الفاكه، فقد تفرد بالرواية عنه أبو جعفر الخطمي، ولم يؤثر توثيقه عن أحد، وبقية رجاله ثقات. نصر بن علي: هو الجَهْضمي، وأبو جعفر الخَطْمي: هو عمير بن يزيد بن عمير.

وأخرجه ابن ماجه (1316)، والدولابي في "الكنى" 1/ 85، والطبراني في "الكبير" 18/ (828) من طريق نصر بن علي، به.

وأخرجه ابن قانع في "معجمه" 2/ 336، والطبراني 18/ (828) من طريقين عن يوسف بن خالد، به. =

ص: 277

‌حَدِيثُ عُبَيدَةَ بْنِ عَمْرٍو الْكِلَابِيِّ

• 16721 - [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ]: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ (1) أَبُو مَعْمَرٍ الْهُذَلِيُّ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ خُثَيْمٍ الْهِلَالِيُّ قَالَ: حَدَّثَتْنِي جَدَّتِي أُمُّ أَبِي رَبِيعَةُ (2) بِنْتُ عِيَاضٍ الْكِلَابِيَّةُ

= والأمر بالاغتسال يوم الجمعة ثبت بأحاديث صحيحة منها حديث ابن عمر السالف برقم (4466)، وذكرنا هناك أحاديث الباب.

وأما الغسل في العيدين، فقد ورد من حديث ابن عباس عند ابن ماجه (1315)، ولفظه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغتسل يوم الفطر والأضحى. وفي إسناده جُبارة بن مُغَلِّس وحجاج بن تميم، وهما ضعيفان.

ومن حديث ابن عمر موقوفاً عند مالك في "الموطأ" 1/ 177 أخرجه عن نافع، أن ابن عمر كان يغتسل يوم الفطر قبل أن يغدو إلى المصلّى، وإسناده صحيح.

ومن حديث علي موقوفاً أيضاً عند الشافعي في "السنن" 1/ 37 (بترتيب السندي) قال: أخبرنا ابن عُليَّة، عن شعبة، عن عمرو بن مرة، عن زاذان قال: سأل رجل علياً رضي الله عنه عن الغسل، فقال: اغتسل كل يوم إن شئت، فقال: الغسل الذي هو الغسل، قال: يوم الجمعة، ويوم عرفة، ويوم النحر، ويوم الفطر. وإسناده صحيح.

وذكر الحافظ في "التلخيص" 2/ 81 أنه روي أيضاً عن عروة بن الزبير أنه اغتسل للعيد، وقال: إنه السنة.

والاغتسال يوم عرفة قد ورد ضمن حديث علي الموقوف المذكور آنفاً.

(1)

في (ظ 12) و (ص) و (ق): إسماعيل بن إبراهيم بن معمر. قلنا: وكلاهما صواب، فهو ابن معمر بن الحسن الهذلي، أبو معمر القطيعي، من رجال الشيخين.

(2)

تحرف في (ق) و (م) إلى ربيعة.

ص: 278

عَنْ جَدِّهَا عُبَيدَةَ بْنِ عَمْرٍو الْكِلَابِيِّ، قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَتَوَضَّأُ فَأَسْبَغَ الطُّهُورَ (1).

وَكَانَتْ هِيَ إِذَا تَوَضَّأَتْ، أَسْبَغَتِ الطُّهُورَ حَتَّى تَرْفَعَ الْخِمَارَ، فَتَمْسَحَ عَلَى (2) رَأْسِهَا.

• 16722 - [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ]: حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ خُثَيْمٍ الْهِلَالِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ جَدَّتِي رَبِيعَةَ بِنْتَ عِيَاضٍ، عَنْ جَدِّهَا عُبَيدَةَ بْنِ عَمْرٍو الْكِلَابِيِّ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ، فَأَسْبَغَ الْوُضُوءَ. قَالَ: وَكَانَتْ رَبِيعَةُ إِذَا تَوَضَّأَتْ، أَسْبَغَتِ الْوُضُوءَ (3).

• 16723 - [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ]: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ النَّاقِدُ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ خُثَيْمٍ الْهِلَالِيُّ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي جَدَّتِي رَبِيعَةُ ابْنَةُ عِيَاضٍ الْكِلَابِيَّةُ، عَنْ جَدِّهَا عُبَيدَةَ بْنِ عَمْرٍو الْكِلَابِيِّ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتَوَضَّأُ، فَأَسْبَغَ الطُّهُورَ. قَالَ: وَكَانَتْ هِيَ - يَعْنِي جَدَّتَهُ - إِذَا

(1) إسناده محتمل للتحسين، ربيعة بنت عياض الكلابية، تكلمنا عنها في الرواية (15950).

(2)

لفظ "على" ليس في (م).

وقد سلف الحديث برقم (15950) من رواية الإمام أحمد وابنه عبد الله، وأشرنا هناك إلى أحاديث الباب في إسباغ الوضوء.

(3)

إسناده محتمل للتحسين، وهو مكرر الحديث (15950)، وسلف هناك من رواية الإمام أحمد أيضاً.

ص: 279

أَخَذَتِ الطَّهُورَ أَسْبَغَتْ (1).

(1) إسناده محتمل للتحسين، ربعية ابنة عياض الكلابية، ذكرنا حالها في الرواية (15950).

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 5/ 440 من طريق عمرو بن محمد، بهذا الإسناد.

وقد سلف الحديث برقم (15950) من رواية الإمام أحمد وابنه عبد الله.

ص: 280

‌حَدِيثُ مَالِكِ بْنِ هُبَيْرَةَ

16724 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْيَزَنِيِّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ هُبَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا مِنْ مُؤْمِنٍ يَمُوتُ، فَيُصَلِّي عَلَيْهِ أُمَّةٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَبَلَغُوا (1) أَنْ يَكُونُوا ثَلَاثَ صُفُوفٍ إِلَّا غُفِرَ لَهُ ". قَالَ: فَكَانَ مَالِكُ بْنُ هُبَيْرَةَ يَتَحَرَّى إِذَا قَلَّ أَهْلُ جَنَازَةٍ (2) أَنْ يَجْعَلَهُمْ ثَلَاثَ صُفُوفٍ (3).

(1) في (م): بلغوا.

(2)

في (ظ 12) و (ص) و (ق)، وهامش (س): الجنازة.

(3)

إسناده ضعيف، محمد بن إسحاق مدلس، وقد عنعن، وقد تفرَّد به، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن صحابيه لم يخرج له سوى أبي داود والترمذي وابن ماجه.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/ 303، والطبراني في "الكبير" 19/ (665) من طريق عارم، وأبو داود (3166) من طريق محمد بن عبيد، والمزي في "تهذيب الكمال" 27/ 166 من طريق إسحاق بن إبراهيم المروزي، ثلاثتهم عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 321 - 322، وابن ماجه (1490)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2816) من طريق عبد الله بن نمير، والترمذي (1028) من طريق عبد الله بن المبارك ويونس بن بكير، والحاكم من طريق يزيد بن هارون وإسماعيل ابن عُلَيَّة، خمستهم عن ابن إسحاق، به.

وقد اختلف فيه على ابن إسحاق، فأدخل بعضهم بين مرثد ومالك رجلاً، سماه ابن منده فيما ذكر الحافظ في "الإصابة" الحارث بن مالك، وسماه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/ 302 - 303 الحارث بن مُخَلَّد، وقال المزي في =

ص: 281

‌حَدِيثُ الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ

(1)

• 16725 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ قَالَ: قَالَ لِي عَلِيٌّ: سَلْ رَسُولَ اللهِ

= "تحفة الأشراف" 8/ 349: قيل: إن الرجل الذي أُدخل بينهما الحارث بن مُخَلَّد. قال الترمذي: حديث مالك بن هبيرة حديث حسن! هكذا رواه غير واحد عن محمد بن إسحاق، وروى إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق هذا الحديث، وأدخل بين مرثد ومالك بن هبيرة رجلاً، ورواية هؤلاء أصح عندنا.

قلنا: وقد صح في الصلاة على الجنازة والشفاعة للميت حديث عائشة عند مسلم (947)، ولفظه:"ما من مَيِّت يصلي عليه أمةٌ من المسلمين يبلغون مئة، كلُّهم يشفعون له إلا شُفِّعوا فيه"، وسيرد 6/ 32.

وآخر من حديث ابن عباس عند مسلم (948)، ولفظه:"ما من رجل مسلم يموت، فيقوم على جنازته أربعون رجلاً، لا يشركون بالله شيئاً إلا شَفَّعهم الله فيه"، وقد سلف (2509).

قال السندي: قوله: "يبلغوا أن يكونوا": حذف النون من "يبلغوا" لمجرد التخفيف، وهو وارد. وهذا اللفظ يقتضي أن كونهم ثلاثة صفوف غير مقصود، بل بلوغهم ذلك المقدار يكفي، ومقتضى التحرِّي أنه لابد من كونهم ثلاثة صفوف، واللفظ السابق الذي نقلنا أنسب بالتحري، فلعله الثابت، والله تعالى أعلم.

(1)

قال السندي: المقداد بن عمرو، كندي تبنَّاه الأسود، فاشتهر بالنسبة إليه، أسلم قديماً، وهاجر الهجرتين، وشهد بدراً والمشاهد بعدها، وكان فارساً يوم بدر، حكي أنه لم يثبت أنه كان فيها على فرس غيره.

ص: 282

صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الرَّجُلِ يُلَاعِبُ امْرَأَتَهُ، فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَذْيُ مِنْ غَيْرِ مَاءِ الْحَيَاةِ؟ قَالَ:" يَغْسِلُ فَرْجَهُ وَيَتَوَضَّأُ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ "(1).

(1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، محمد بن إسحاق مدلس وقد عنعن، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يزيد: هو ابن هارون.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (564) من طريق يزيد، بهذا الإسناد.

وسيأتي 4/ 6 و 5 وانظر 4/ 320 - 321، وسيكرر 5/ 456 سنداً ومتناً.

وله شاهد من حديث علي عند البخاري (178)، ومسلم (303)، وقد سلف (606).

وانظر حديث سهل بن حُنَيْف السالف برقم (15973).

قال السندي: قوله: من غير ماء الحياة، أي: من غير خروج المني، سمي ماء الحياة؛ لأنه يُخلق منه الحيّ.

ص: 283

‌حَدِيثُ سُوَيْدِ بْنِ حَنْظَلَةَ

(1)

16726 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ بْنُ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ جَدَّتِهِ، عَنْ أَبِيهَا سُوَيْدِ بْنِ حَنْظَلَةَ، قَالَ: خَرَجْنَا نُرِيدُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَمَعَنَا وَائِلُ بْنُ حُجْرٍ، فَأَخَذَهُ عَدُوٌّ لَهُ، فَتَحَرَّجَ النَّاسُ أَنْ يَحْلِفُوا، وَحَلَفْتُ: أَنَّهُ أَخِي، فَخَلَّى عَنْهُ، فَأَتَيْنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ:" أَنْتَ كُنْتَ أَبَرَّهُمْ وَأَصْدَقَهُمْ، صَدَقْتَ الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ "(2).

(1) قال السندي: سويد بن حنظلة، قيل: هو جُعْفي، وله حديث واحد لا نعلم غيره.

(2)

جدة إبراهيم بن عبد الأعلى، لم نجد لها ترجمة، ومع أنه روى لها أبو داود وابن ماجه، فإنه لم يترجم لها في "تهذيب الكمال" وفروعه، وسويد ابن حنظلة ليس له سوى هذا الحديث الواحد، قال ابن عبد البر: لا أعلم له نسباً، وقال الأزدي: ما روى عنه إلا ابنته، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 140، وأبو داود (3256)، وابن ماجه (2119)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1874)، والطبراني في "الكبير"(6464) و (6465)، والحاكم 4/ 299 - 300، والبيهقي في "السنن" 10/ 65، والمزي في "تهذيب الكمال" 12/ 247 من طرق عن إسرائيل بن يونس، بهذا الإسناد، ولم يذكروا قوله:"أنت كنت أبرهم وأصدقهم". وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.

وسيأتي برقم (16727).

وقوله: "المسلم أخو المسلم " سلف من حديث عبد الله بن عمر بن =

ص: 284

16727 -

حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ الْقَاسِمِ وَأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ جَدَّتِهِ، عَنْ أَبِيهَا سُوَيْدِ بْنِ حَنْظَلَةَ، قَالَ: خَرَجْنَا نُرِيدُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَذَكَرَهُ (1).

= الخطاب برقم (5357)، وذكرنا هناك أحاديث الباب.

قال السندي: قوله: "صدقت المسلم أخو المسلم": يدل على أن التورية في الحلف مؤثرة إذا لم يكن للمستحلف حق الاستحلاف، وما جاء أن اليمين على نية المستحلف فذاك فيما إذا كان له حق الاستحلاف، والله تعالى أعلم.

(1)

سلف الكلام على إسناده في الرواية السالفة برقم (16726)، والوليد ابن القاسم هو الهَمْدَاني، صدوق يخطئ، وقد توبع.

ص: 285

‌حَدِيثُ سَعْدِ (1) بْنِ أَبِي ذُبَابٍ

(2)

16728 -

حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُنِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي ذُبَابٍ، قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَسْلَمْتُ، قُلْتُ (3): يَا رَسُولَ اللهِ، اجْعَلْ لِقَوْمِي مَا أَسْلَمُوا عَلَيْهِ مِنْ أَمْوَالِهِمْ . فَفَعَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَاسْتَعْمَلَنِي عَلَيْهِمْ، ثُمَّ اسْتَعْمَلَنِي أَبُو بَكْرٍ رضى الله عنه مِنْ بَعْدِهِ (4) ثُمَّ اسْتَعْمَلَنِي عُمَرُ مِنْ بَعْدِهِ (5).

(1) في النسخ الخطية و (م): سعيد، ويبدو أنه تحريف قديم، وقد جاء على الصواب في "أطراف المسند" 2/ 431، وهو كذلك في "تعجيل المنفعة" 1/ 571، وفي كل مصادر ترجمته.

(2)

قال السندي: قال ابن حبان: له صحبة، وقال البغوي: لا أعلم له غير هذا الحديث، أي المذكور في "المسند".

(3)

في (ظ 12) و (ص): وقلت.

(4)

قوله: من بعده، ليست في (م).

(5)

إسناده ضعيف لجهالة حال منير بن عبد الله ووالده، منير من رجال "التعجيل"، وقد انفرد بالرواية عنه الحارث بن عبد الرحمن: وهو ابن أبي ذباب، وضعفه الأزدي، وقال الذهبي في "الميزان": فيه جهالة، ولم يوثقه غير ابن حبان على عادته في توثيق المجاهيل، وقال ابن عبد البر: إسناده مجهول، ونقل البيهقي في "السنن" 4/ 127 بإسناده عن البخاري قوله: عبد الله والد منير عن سعد بن أبي ذباب لم يصحَّ حديثه، وعن ابن المديني قولَه: منير هذا لا نعرفه إلا في هذا الحديث. والحارث بن عبد الرحمن، مختلف فيه حسن =

ص: 286

‌حَدِيثُ حَمَلِ بْنِ مَالِكٍ

16729 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، أَنَّهُ سَمِعَ طَاوُوسًا يُخْبِرُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عُمَرَ رضي الله عنه: أَنَّهُ نَشَدَ قَضَاءَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي ذَلِكَ، فَجَاءَ حَمَلُ بْنُ مَالِكِ بْنِ النَّابِغَةِ، فَقَالَ: كُنْتُ بَيْنَ بَيْتَيْ

= الحديث، وقد اختلف عليه فيه كما سيأتي.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(5458) من طريق الإمام أحمد، وفيه قصة زكاة العسل.

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 466، وأبو عبيد في "الأموال"(1487)، وابن زنجويه في "الأموال"(2017)، والبخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 271 و 4/ 46، والبزار (878)(زوائد)، والطبراني في "الكبير"(5458)، والبيهقي في "السنن" 4/ 127 من طريق صفوان بن عيسى، بهذا الإسناد، وفيه ذكر زكاة العسل.

وقد اختلف فيه على الحارث بن عبد الرحمن.

فأخرجه الشافعي في "المسند" 1/ 230، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 4/ 127 عن أنس بن عياض، عن الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب، عن أبيه، عن سعد بن أبي ذباب، به.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 271 عن الصلت، عن أنس بن عياض، عن الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب، عن منير بن عبد الله، عن أبيه، عن سعد، به، وفيه قصة العسل.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 271 عن القعنبي، عن يزيد بن زريع، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن ابن أبي ذباب، عن أبيه، عن جده. قال البخاري: والأول أصح. قلنا: يعني طريق صفوان بن عيسى.

ص: 287

امْرَأَتَيَّ، فَضَرَبَتْ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى بِمِسْطَحٍ، فَقَتَلَتْهَا وَجَنِينَهَا، فَقَضَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي جَنِينِهَا بِغُرَّةٍ وَأَنْ تُقْتَلَ بِهَا. قُلْتُ لِعَمْرٍو: لَا أَخْبَرَنِي عَنْ أَبِيهِ بِكَذَا وَكَذَا، قَالَ: لَقَدْ شَكَّكْتَنِي (1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (3439) سنداً ومتناً.

وقوله: أن تقتل. لفظة شاذة لم ترد في غير هذه الرواية، والمحفوظ: أنه قضى بديتها على عاقلة القاتلة.

ص: 288

‌حَدِيثُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِيهِ

• 16730 - [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ]: حَدَّثَنِي أَبُو خَالِدٍ هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جَمْرَةَ الضُّبَعِيُّ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ صَلَّى الْبَرْدَيْنِ، دَخَلَ الْجَنَّةَ "(1).

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن أحمد، فمن رجال النسائي، وهو ثقة. أبو بكر: هو ابن أبي موسى عبد الله بن قيس الأشعري، وأبو جمرة الضُّبَعي: هو نصر بن عمران.

وأخرجه البخاري (574)، ومسلم (635)(215)، وأبو يعلى (7265)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(998)، والرامهرمزي في "الأمثال"(127)، والبيهقي في "السنن" 1/ 466 من طريق هدبة بن خالد، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (574)، ومسلم (635)، والدارمي 1/ 331 - 332، وأبو عوانة 1/ 377، والرامهرمزي في "الأمثال"(127)، والبيهقي في "السنن" 1/ 465 - 466 من طرق عن همام بن يحيى، به.

وعلقه البخاري بصيغة الجزم بإثر الرواية رقم (574) عن ابن رجاء، عن همام، به. وقد وصله البغوي في "شرح السنة"(381)، والحافظ في "تغليق التعليق" 12/ 261 - 262 من طريق محمد بن يحيى الذهلي، عن عبد الله بن رجاء، به.

وأخرجه أبو عوانة 1/ 377 عن الصائغ، عن عفان، عن همام، به، وزاد الصائغ: قال عفان: كان همام قال لنا: عن أبي بكر بن أبي موسى، فقال لي بلبل وعلي ابن المديني: إنما هو عن أبي بكر بن عمارة بن رويبة عن أبيه، فانا أقول: أبو بكر عن أبيه. =

ص: 289

‌حَدِيثُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ

(1)

16731 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ رُكَانَةَ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ إِلَّا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ "(2).

= قلنا: وكذلك رواه ابن حبان (1739) عن عمران بن موسى بن مجاشع، عن هدبة بن خالد، عن همام بن يحيى، عن أبي جمرة الضبعي، عن أبي بكر ابن عمارة، عن أبيه فذكره. وهو خطأ، قال الحافظ في "الفتح" 2/ 53: اجتمعت الروايات عن همام بأن شيخ أبي جمرة هو أبو بكر بن عبد الله، فهذا بخلاف من زعم أنه ابن عمارة بن رويبة، وحديث عمارة أخرجه مسلم وغيره من طريق أبي بكر بن عمارة عن أبيه، لكن لفظه:"لن يلج النَّارَ أحدٌ صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها". وهذا اللفظ مغاير للفظ حديث أبي موسى وإن كان معناهما واحداً، فالصواب أنهما حديثان.

قلنا: سيرد حديث عمارة بن رويبة 4/ 261.

قال السندي: قوله: "من صلى البَرْدَين" بفتح موحدة، وسكون راء، والبردان والأبردان: الغداة والعشي، وقيل: ظلالهما، والمراد: صلاة الفجر والعصر، لأنهما في برد النهار، ولعل المعنى مَنْ دام عليهما دخل الجنة ابتداءً، ولعل من لا يقضى له بذلك لا يوفق للمداومة عليهما، والله تعالى أعلم.

(1)

قال السندي: جبير بن مطعم، قرشي نوفلي، كان من أكابر قريش وعلماء النسب، قدم على النبي صلى الله عليه وسلم في فداء أسارى بدر، فسمعه يقرأ الطور، فكان ذلك أول ما دخل الإيمان في قلبه، وأسلم بين الحديبية والفتح، وقيل: في الفتح، وكان أنسب قريش والعرب قاطبة، وقال جبير: أخذت النسب عن أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه، وكان أبو بكر أنسب العرب.

(2)

حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، محمد بن طلحة =

ص: 290

16732 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَاطِعٌ "(1).

= ابن ركانة لم يدرك جبير بن مطعم، روايته عنه مرسلة، نبه على ذلك المزي في ترجمته في "تهذيب الكمال"، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 211، والبزار (423)، والطبراني في "الكبير"(1606) من طريق هشيم بن بشير، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (950)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(600) من طريق أبي الأحوص سلام بن سُلَيْم، والطبراني في "الكبير"(1604) من طريق سليمان بن كثير العَبْدي، وأبو يعلى (7411) والطبراني في "الكبير" 2/ (1607) من طريق عبد العزيز بن مسلم، والفاكهي في "أخبار مكة"(1187)، والطبراني في "الكبير"(1605) من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، أربعتهم عن حُصَيْن، به. وزاد الطيالسي:"أو مئة".

وخالفهم حصين بن نمير، فرواه -كما عند الطبراني في "الكبير" 2/ (1558) - عن حصين بن عبد الرحمن، عن محمد بن جبير، عن أبيه، به. وقال الدارقطني في "العلل" 4/ ورقة 104: وقولهم أشبه بالصواب.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(1562) من طريق يحيى الحِمَّاني، عن عبد الملك بن عمير، عن نافع بن جبير بن مطعم، عن أبيه، به، ويحيى ضعيف.

وقد سلف بإسنادٍ صحيح من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب برقم (4646).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الحميدي (557)، ومسلم (2556)(18)، وأبو داود (1696)، والترمذي (1909)، وأبو يعلى (7391) و (7394)، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 363 و 364، والطبراني في "الكبير"(1511)، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 308، والبيهقي في "السنن" 7/ 27، وفي "الشعب"(7951)، وفي =

ص: 291

16733 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَوْ كَانَ الْمُطْعِمُ بْنُ عَدِيٍّ حَيًّا فَكَلَّمَنِي فِي هَؤُلَاءِ النَّتْنَى (1) أَطْلَقْتُهُمْ "(2) يَعْنِي أُسَارَى بَدْرٍ.

= "الآداب"(7) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وقال الحميدي: قال سفيان: تفسيره قاطع رحم. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

وأخرجه البخاري في "صحيحه"(5984)، وفي "الأدب المفرد"(64)، ومسلم (2556)(19)، وأبو يعلى (7392)، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 365، وابن حبان (454)، والطبراني في "الكبير"(1510) و (1513) و (1514) و (1516) و (1517) و (1518) و (1519)، والبيهقي في "الشعب"(7952) من طرق عن الزهري، به.

وسيأتي برقم (16763) و (16772).

وقد سلف نحوه من حديث أبي سعيد الخدري برقم (11107).

قال السندي: قوله: "لا يدخل الجنة قاطع"، أي: قاطع رحمه بلا موجب، والله تعالى أعلم.

(1)

رسمت في النسخ الخطية: البتين، وضبب فوقها في (ظ 12)، وجاء في (م): النتنين، والمثبت من هامش (س) وقد وضع عليها علامة الصحة. قال السندي: قوله: النتنى، بفتح فسكون: لنجاسة شركهم.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين كسابقه.

وأخرجه الحميدي (558)، وابن الجارود في "المنتقى"(1091)، وأبو يعلى (7416)، والطبراني في "الكبير"(1505)، والبيهقي في "السنن" 6/ 320، وفي "الشُعب"(9124)، والبغوي في "شرح السنة"(2713) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (3139) و (4024)، وأبو داود (2689)، والطبراني في "الكبير"(1504) و (1506) و (1508)، والبيهقي في "السنن" 6/ 319 و 9/ 67 من طرق عن الزهري، به. =

ص: 292

16734 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ لِي أَسْمَاءً، أَنَا مُحَمَّدٌ، وَأَنَا أَحْمَدُ، وَأَنَا الْحَاشِرُ الَّذِي يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى قَدَمِي، وَأَنَا الْمَاحِي الَّذِي يُمْحَى بِيَ الْكُفْرُ، وَأَنَا الْعَاقِبُ " وَالْعَاقِبُ: الَّذِي لَيْسَ بَعْدَهُ نَبِيٌّ (1).

= وأخرجه الطبراني في "الكبير"(1507) من طريق سفيان بن حسين، عن الزهري، به، بلفظ:"لو أتاني في هؤلاء النتنى لشفَّعْتُهُ"، يعني المُطْعِم بن عدي، فأسلم عند ذلك جبير.

قلنا: سفيان بن حسين الواسطي ضعيف في روايته عن الزهري، ولم يتابعه أحد على هذه الزيادة. وقد سلف في ترجمة جبير أنه أسلم بين الحديبية والفتح، وقيل: في الفتح.

قال السندي: قوله: "أطلقتهم"، أي: بلا فداء، يريد أنه كان له يد عنده صلى الله عليه وسلم حيث دخل مكة: في جواره حين رجوعه من الطائف، فلو شفع لقبل شفاعته مكافأة ليده، وقد جاء أن المُطْعِم يومئذٍ أمر أربعة من أولاده، فلبسوا السلاح، وقام كلُّ واحد منهم عند ركن من الكعبة، فبلغ ذلك قريشاً، فقالوا له: أنت الرجل الذي لا تخفر ذمته.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين كسابقه.

وأخرجه الحميدي (555)، وابن سعد 1/ 105، وابن أبي شيبة 11/ 457، ومسلم (2354)(124)، والترمذي في "جامعه"(2840)، وفي "الشمائل"(360)، والفاكهي في "أخبار مكة"(1871)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(473)، وأبو يعلى (7395)، والدولابي في "الكنى" 1/ 2، والطبراني في "الكبير"(1522)، والآجري في "الشريعة" ص 462، وأبو نعيم في "الدلائل"(19)، وابن عبد البر في "التمهيد" 9/ 153، والبغوي في "شرح السنة"(3629) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. =

ص: 293

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه البخاري (4896)، ومسلم (2354)، والدارمي 2/ 317 - 318، والطبراني في "الكبير"(1521) و (1527)، والبيهقي في "الدلائل" 1/ 152 من طريق شعيب بن أبي حمزة، ومسلم (2354)(125)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1150)، وابن حبان (6313)، والطبراني في "الكبير"(1525)، والبيهقي في "الدلائل" 1/ 154 من طريق يونس بن يزيد، ومسلم كذلك (2354)، والطبراني (1523) من طريق عقيل بن خالد، وابن شبة في "تاريخ المدينة" 2/ 631، والطبراني في "الكبير"(1526) من طريق سفيان بن حسين، وابن شبة كذلك 2/ 631 من طريق إبراهيم بن سعد، والطبراني (1524) من طريق سليمان بن كثير و (1528) من طريق الزبيدي، والبيهقي في "الدلائل " 1/ 154 من طريق محمد بن ميسرة، ثمانيتهم عن الزهري، به.

وأخرجه ابن سعد 1/ 105، والبخاري (3532)، وابن عبد البر في "التمهيد" 9/ 153 من طريق معن بن عيسى، والطبراني في "الكبير"(1529) من طريق محمد بن عبد الرحيم بن شروس، والطبراني كذلك (1530) وابن عبد البر في "التمهيد" 9/ 152 من طريق عبد الله بن نافع الصائغ، وابن عبد البر 9/ 152 من طريق محمد بن المبارك الصوري، أربعتهم عن مالك، عن الزهري، به.

وخالفهم يحيى بن يحيى الليثي فرواه عن مالك في "الموطأ" 2/ 1004 عن الزهري، عن محمد بن جبير بن مطعم، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً.

قال ابن عبد البر 9/ 151: هكذا رواه يحيى مرسلاً، ولم يقل فيه: عن أبيه، وتابعه على ذلك أكثر الرواة للموطأ، وممن تابعه على ذلك القعنبي وابن بكير، وابن وهب، وابن القاسم، وعبد الله بن يوسف، وابن أبي أُويس، وأسنده عن مالك: معن بن عيسى، ومحمد بن المبارك الصوري، ومحمد بن عبد الرحيم، وعبد الله بن مسلم الدمشقي، وإبراهيم بن طهمان، وحبيب، ومحمد بن حرب، وأبو حذافة، وعبد الله بن نافع، وأبو المصعب، كل هؤلاء رواه عن مالك مسنداً عن ابن شهاب، عن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه. =

ص: 294

16735 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِي الْمَغْرِبِ بِالطُّورِ (1).

= قلنا: وقوله: العاقب الذي ليس بعده نبي، ظاهره من كلام الزهري كما سيأتي مصرحاً به في الرواية رقم (16771)، لكن جاء عند الترمذي (2840) من طريق سفيان بن عيينة عن الزهري، به "وأنا العاقب الذي ليس بعدي نبيٌّ"، قال الحافظ في "الفتح" 6/ 557: وهو محتمل للرفع والوقف.

وسيأتي برقم (16748) و (16770).

وفي الباب من حديث أبي موسى الأشعري، سيرد 4/ 395.

وآخر من حديث حذيفة بن اليمان، سيرد 5/ 405.

قال السندي: قوله: "إن لي أسماءً": وكثرة الأسماء تدل على عظم المسمّى، فلذا يقال عند التحقير: هذا شيء لا يعرف له اسم ونحوه، وقد جاء أنه له أسماء أُخر، فلعله خص هذه لشهرتها.

قوله: "محمد": هو بمنزلة المبالغة للمحمود، والمحمود يقال لمن كثرت خصاله المحمودة، وبالجملة فهو صلى الله عليه وسلم أحمد عباد الله، أي: أكثرهم لله تعالى حمداً، فجوزي بجزاء من جنس عمله، فجُعل محمداً، والله تعالى أعلم.

وقوله "على قدمي"، ضبط بتخفيف الياء على الإفراد، وبتشديدها على التثنية، والمراد أنه المقدم والناس أتباعه في الحشر.

قوله "يمحى" على بناء المفعول.

قوله: "بي": يريد أنه بمنزلة الآلة، والماحي حقيقة هو الله تعالى.

قوله: "العاقب": الذي جاء عقب الأنبياء.

وانظر "فتح الباري" 6/ 555 - 558.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين كسابقه.

وأخرجه الحميدي (556)، وابن أبي شيبة 1/ 357، والبخاري (4854)، ومسلم (463)، والدارمي 1/ 296، وابن خزيمة (514)، وابن ماجه (832)، وأبو يعلى (7393)، وأبو عوانة 2/ 153، والطبراني في "الكبير"(1494)، =

ص: 295

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= والبيهقي في "السنن" 2/ 193، وابن عبد البر في "التمهيد" 19/ 147 - 148، 148 من طريق سفيان بن عيينة. وعن الحميدي زيادة: قال سفيان: قالوا في هذا الحديث: إن جبيراً قال: سمعتها من النبي صلى الله عليه وسلم وأنا مشرك فكاد قلبي أن يطير، ولم يقله لنا الزهري.

وبنحو هذه الزيادة وردت عند البخاري في الرواية (4854) وقد صرح فيها سفيان بأنه لم يسمعها من الزهري كذلك.

وأخرجه مسلم (463)، وأبو عوانة 2/ 154، والطبراني في "الكبير"(1495) و (1496) و (1497) و (1500) و (1501) و (1503)، وابن حبان (1833) من طرق عن الزهري، به.

وخالفهم أسامة بن زيد الليثي فرواه -كما عند الطبراني (1498) - عن الزهري، به، ولفظه: أنه جد في فداء أسارى بدر، قال: فوافقت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في صلاة المغرب {والطُّورِ. وكتابٍ مَسْطُورٍ. في رَقٍّ مَنْشُورٍ} [الطور: 1 - 3] قال: فأخذني من قراءته الكرب، فكان ذلك أول ما سمعت من أمر الإسلام.

قلنا: وأسامة لا يحتمل تفرده، وقد صرح لنا سفيان بن عيينة بالمقدار الذي سمعه من الزهري في الإسناد السالف.

وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 9/ 149 من طريق ابن لهيعة، عن يزيد ابن أبي حبيب، عن ابن شهاب، به، وفيه: قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم في فداء أسارى بدر، فسمعته يقرأ في العتمة بالطور. وابن لهيعة ضعيف.

وأخرجه أبو عبيد في "الأموال"(302)، وابن زنجويه في "الأموال"(462)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 212، والطبراني في "الكبير"(1499)، وابن عبد البر في "التمهيد" 9/ 149 من طريق هشيم، عن سفيان بن حسين، عن الزهري -وقال هشيم: ولا أظنني إلا وقد سمعته عن الزهري- عن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه، قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم لأكلمه في أسارى بدر، فوافقته وهو يصلي بأصحابه المغرب أو العشاء (العتمة عند ابن عبد البر)، فسمعته وهو يقول -أو قال يقرأ- وقد خرج صوته من المسجد {إنَّ عذابَ رَبِّكَ لَواقعٌ. مَا لَهُ مِنْ دَافِع. يَومَ تَمورُ السَّماءُ مَوْرًا} [الطور: 7 - 9] =

ص: 296

16736 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بَابَاهُ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ، لَا تَمْنَعُنَّ أَحَدًا طَافَ بِهَذَا الْبَيْتِ أَوْ صَلَّى أَيَّ سَاعَةٍ مِنْ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ "(1).

= قال: فكأنما صدع قلبي، فلما فرغ من صلاته، كلمته في أسارى بدر، فقال: "شيخ لو كان أتانا فيهم

".

قلنا: وهشيم في روايته عن الزهري يُضَعَّفُ، وكذلك سفيان بن حسين.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(1502) من طريق إبراهيم بن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه، عن جده، به.

وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(2693) من طريق عثمان بن أبي سليمان بن جبير بن مطعم، عن جبير بن مطعم، به.

وسيأتي بالأرقام (16762) و (16765) و (16773) و (16783) و (16785).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، عبد الله بن باباه، ويقال: ابن بابيه، ويقال: ابن بابي، من رجاله، وكذلك ابن الزبير: وهو محمد بن مسلم بن تدرس، وروى له البخاري مقروناً، وقد صرح بالتحديث في الرواية (16774)، فانتفت شبهة تدليسه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة.

وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/ 57 - 58 (ترتيب السندي)، والحميدي (561)، وابن أبي شيبة 14/ 257، والدارمي 2/ 70، وأبو داود (1894)، وابن ماجه (1254)، والترمذي (868)، والنسائي 1/ 284 و 5/ 223، وفي "الكبرى"(1561)، والفاكهي في "أخبار مكة"(487)، وللفسوي في "المعرفة والتاريخ" 2/ 206، وأبو يعلى (7396) و (7415)، وابن خزيمة (1280)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 186، وابن حبان (1552) و (1554)، والطبراني في "الكبير"(1600)، والدارقطني 1/ 423، والحاكم 1/ 448، وابن حزم في "المحلى" 7/ 181، والبيهقي في "السنن" 2/ 461 و 5/ 92، =

ص: 297

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= والخطيب في "الفقيه والمتفقه" 1/ 109، وابن عبد البر في "التمهيد" 13/ 44 - 45، والبغوي في "شرح السنة"(780) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد وزاد بعضهم:"يا بني عبد المطلب"، وبعضهم:"إن كان إليكم من الأمر شيء". وهذه الزيادة ستأتي برقم (16774).

وقال الترمذي: حديث جبير حديث حسن صحيح، قلنا: وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.

وأخرجه الفاكهي في "أخبار مكة"(488)، وابن حبان (1553)، والطبراني في "الكبير"(1601) من طريق عمرو بن الحارث، عن أبي الزبير، به.

وقد اختلف فيه على أبي الزبير.

فأخرجه الدارقطني في "السنن" 1/ 424 من طريق الحجاج بن منهال عن أبي الزبير، عن نافع بن جبير، عن أبيه، به.

وأخرجه البزار (1111)، والدارقطني 1/ 424 من طريق أيوب، والدارقطني كذلك 1/ 424 من طريق معقل بن عبيد الله، كلاهما عن أبي الزبير، عن جابر، مرفوعاً.

وقال البزار: هكذا حدثناه أبو موسى مع سنة ثمانٍ وأربعين في دار بني عمير، ثم إنه حدث به مرة أخرى، فقال: حدثنا عبد الوهَّاب، عن أيوب، عن أبي الزبير، ولم يقل عن جابر، وهو الصواب من حديث أيوب، وإنما كان سبقه لسانه عندنا، إنما يعرف عن أبي الزبير، عن عبد الله بن باباه، عن جبير ابن مطعم.

وقال الدارقطني في "العلل" 4/ ورقة 107: الصحيح من حديث أيوب المرسل.

وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 273 من طريق ثمامة بن عبدة، عن أبي الزبير، عن علي بن عبد الله بن عباس، عن أبيه مرفوعاً.

وأخرجه الدارقطني في "السنن" 1/ 424 من طريق عكرمة بن خالد، و 1/ 425 من طريق عطاء وعمرو بن دينار، ثلاثتهم عن نافع بن جبير بن =

ص: 298

16737 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ (1) مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَضْلَلْتُ بَعِيرًا لِي بِعَرَفَةَ، فَذَهَبْتُ أَطْلُبُهُ، فَإِذَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَاقِفٌ، قُلْتُ: إِنَّ هَذَا مِنَ الْحُمْسِ، مَا شَأْنُهُ هَاهُنَا؟!

وَقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً: عَنْ عَمْرٍو، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ

= مطعم، عن أبيه.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(1603) من طريق مجاهد، عن جبير بن مطعم، به.

وذكر الحافظ في "التلخيص" 1/ 190: أنَّ المحفوظ عن أبي الزبير، عن عبد الله بن باباه، عن جُبير.

قلنا: وسيأتي من طريق عبد الله بن أبي نجيح عن عبد الله بن باباه في الرقم (16753) و (16769)، وهو محفوظ كذلك، وقد أشار إلى ذلك الدارقطني في "العلل" 4/ ورقة 107، فقال: يرويه عبد الله بن أبي نجيح وأبو الزبير المكي عن عبد الله بن باباه.

وسيأتي برقم (16743) و (16753) و (16769) و (16774).

قال السندي: قوله: "لا تمنعن"، بخطاب الجمع مع النون الثقيلة، واستدلَّ به من يقول بأن الصلاة في مكة لا تكره أصلاً في وقت من الأوقات، لكن الظاهر أن المعنى: لا تمنعوا أحداً دخل المسجد للطواف والصلاة الدخولَ أية ساعة يريد، فقوله:"أي ساعة"، ظرف لقوله: لا تمنعن أحداً طاف أو صلى، ففي دلالة الحديث على المطلوب بحث، والظاهر أن الطواف وصلاة التطوع حين يصلي الإمام إحدى المكتوبات الخمس غير مأذون فيهما للرجال، والله تعالى أعلم.

(1)

في النسخ الخطية و (م): عمرو بن محمد بن جبير بن مطعم، وهو وهم، وقد جاء على الصواب في "أطراف المسند" 2/ 184، و"إتحاف المهرة" 4/ 37، وعمرو: هو ابن دينار، وانظر الإسناد بعده.

ص: 299

عَنْ أَبِيهِ قَالَ: ذَهَبْتُ أَطْلُبُ بَعِيرًا لِي بِعَرَفَةَ، فَوَجَدْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَاقِفًا، قُلْتُ: هَذَا مِنَ الْحُمْسِ، مَا شَأْنُهُ هَاهُنَا؟! (1).

16738 -

حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ - يَعْنِي ابْنَ إِسْحَاقَ -، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالْخَيْفِ مِنْ مِنًى، فَقَالَ:

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(1556) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه الحميدي (559)، والبخاري (1664)، ومسلم (1220)(153)، والدارمي 2/ 56، والنسائي في "المجتبى" 5/ 255، والفاكهي في "أخبار مكة"(2789)، وابن خزيمة (3060)، وابن حبان (3849)، والطبراني في "الكبير"(1556)، والبيهقي في "السنن " 5/ 113 من طريق سفيان بن عيينة،

به وسيأتي برقم (16757)، وانظر (16776).

قال السندي: قوله: واقف: أي بعرفهّ، الظاهر أن هذا كان قبل النبوة.

وقال الحافظ في "الفتح" 3/ 516: وأفادت هذه الرواية أن رواية جبير له لذلك كانت قبل الهجرة، وذلك قبل أن يسلم جبير، وهو نظير روايته أنه سمعه يقرأ في المغرب بالطور، وذلك قبل أن يسلم جبير أيضاً كما تقدَّم.

قلنا: سلف ذلك برقم (16735).

قوله: من الحُمْس، بضم فسكون: أي من قريش، وكانت قريش تقف بمزدلفة، وسائر العرب كانوا يقفون بعرفة، وكان صلى الله عليه وسلم بتأييد الله تعالى إياه كان موفَّقاً للصواب، فوقف بعرفة. والحُمس، جمع أحمس من الحماسة، وهي الشجاعة، وكانوا يشدِّدون في أمر الدين، فسمُّوا بذلك.

قلنا: والفرق بين روايتي سفيان أن جبيراً في الأولى كان واقفاً في عرفة، وأنه في الثَّانية إنما جاء إلى عرفة ليطلب بعيره، لا ليقف بها.

ص: 300

" نَضَّرَ اللهُ امْرَأً (1) سَمِعَ مَقَالَتِي، فَوَعَاهَا، ثُمَّ أَدَّاهَا إِلَى مَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا، فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَا فِقْهَ لَهُ، وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ، ثَلَاثٌ لَا يُغِلُّ عَلَيْهِمْ (2) قَلْبُ الْمُؤْمِنِ: إِخْلَاصُ الْعَمَلِ، وَالنَّصِيحَةُ لِوَلِيِّ الْأَمْرِ، وَلُزُومُ الْجَمَاعَةِ، فَإِنَّ دَعْوَتَهُمْ تَكُونُ مِنْ وَرَائِهِ "(3).

(1) في (ظ 12) و (ص)، وهامش (ق): عبداً. قلنا: وهو الموافق للرواية الآتية برقم (16754).

(2)

هكذا في النسخ الخطية و (م). قال السندي: والمشهور: عليهن. قلنا: وهو الموافق للرواية الآتية برقم (16754).

(3)

حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، محمد بن إسحاق مدلس، وقد عنعن، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه ابن ماجه مختصراً (231)، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 2/ 10 - 11، وابن حبان في "المجروحين" 1/ 4 - 5، والحكم 1/ 87 من طريق يعلى بن عبيد الطنافسي، بهذا الإسناد.

وأخرجه مطولاً ومختصراً الدارمي 1/ 74 - 75، وابن ماجه (231)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1601)، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 2/ 10، والطبراني في "الكبير"(1541)، والحاكم 1/ 87، والقضاعي في "مسند الشهاب"(1421)، والخطيِب في "شرف أصحاب الحديث"(25)، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" ص 47 من طرق عن ابن إسحاق، به.

وأخرجه مطولاً ومختصراً كذلك ابن ماجه (231) و (3056)، والفاكهي في "أخبار مكة"(2604)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1602)، والطبراني في "الكبير"(1542) من طريق ابن نمير، وأبو يوسف في "الخراج" 9 - 10، كلاهما عن ابن إسحاق، عن عبد السلام بن أبي الجنوب، عن =

ص: 301

16739 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مِسْعَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِي التَّطَوُّعِ: " اللهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا - ثَلَاثَ مِرَارٍ - وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا - ثَلَاثَ مِرَارٍ - وَسُبْحَانَ اللهِ

= الزهري، به. وهو الأشبه فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 4/ ورقة 104، قلنا: وعبد السلام متروك الحديث.

وأخرجه ابن عبد البر في "جامع بيان العلم" ص 48 من طريق القدامي، عن مالك بن أنس، عن الزهري، به. وقال: القدامي ضعيف، وله عن مالك أشياء انفرد بها لم يتابع عليها.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/ 139، وقال: رواه الطبراني في "الكبير" وأحمد، وفي إسناده ابن إسحاق، عن الزهري، وهو مدلس، وله طريق عن صالح بن كيسان، عن الزهري، ورجاله موثقون!

قلنا: طريق صالح بن كيسان سيأتي في تخريج الرواية رقم (16754)، وسنبين علته هناك.

وله شاهد من حديث زيد بن ثابت، سيرد 5/ 183، وإسناده صحيح.

وآخر من حديث أنس بن مالك، وقد سلف 3/ 225.

وانظر حديث عبد الله بن مسعود السالف برقم (4157)، وذكرنا هناك أحاديث الباب.

قال السندي: قوله: "لا يغل"، بكسر الغين المعجمة وتشديد اللام على المشهور، والياء تحتمل الضم والفتح، فعلى الأول: مِن أغلَّ: إذا خان، وعلى الثاني من غل: إذا صار ذا حقد وعداوة. و"عليهن" في موضع الحال، أي: ثلاث خصال: لا يخون قلب المؤمن، أو لا يدخل فيه الحقد كائناً عليهن، أي: ما دام المؤمن على هذه الخصال لا يدخل في قلبه خيانة أو حقد يمنعه من تبليغ العلم، فينبغي له الثبات على هذه الخصال حتى لا يمنعه شيء من التبليغ.

ص: 302

بُكْرَةً وَأَصِيلًا - ثَلَاثَ مِرَارٍ - اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، مِنْ هَمْزِهِ وَنَفْثِهِ وَنَفْخِهِ " قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا هَمْزُهُ وَنَفْثُهُ وَنَفْخُهُ؟ قَالَ:" أَمَّا هَمْزُهُ فَالْمُوتَةُ الَّتِي تَأْخُذُ ابْنَ آدَمَ، وَأَمَّا نَفْخُهُ الْكِبْرُ، وَنَفْثُهُ الشِّعْرُ "(1).

(1) حديث حسن لغيره وهذا إسناد ضعيف لضعف الراوي عن نافع بن جبير، وقد اختلف في اسمه على عمرو بن مرة، ففي رواية مسعر عنه كما في هذه الرواية والرواية الآتية برقم (16740) أبهمه ولم يسمِّه، وسماه في رواية حصين بن عبد الرحمن السلمي الآتية برقم (16760) عباد بن عاصم، وسماه في رواية شعبة عنه كما سيأتي برقم (16784) عاصماً العنزي. وهو الصواب فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 4/ ورقة 105، وعاصم هذا هو ابن عمير العَنَزِي، لم يذكروا في الرواة عنه غير اثنين، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقال البزار: غير معروف، وقال البخاري في "تاريخه الكبير" 6/ 489: لا يصح، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. مسعر: هو ابن كِدَام، وعمرو بن مُرَّة: هو الجملي المُرَادي.

وأخرجه أبو داود (765) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(1569) من طريق محمد بن بشر، عن مسعر، به.

وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 210 من طريق نائل بن نجيح، عن مسعر، عن عمرو بن مرة، عن نافع بن جبير، به مختصراً، وأسقط من الإسناد عاصماً.

وسيأتي بالأرقام (16740) و (16760) و (16784).

وقوله: "الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله بكرةً وأصيلاً".

سلف نحوه من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب برقم (4627) وإسناده صحيح، وذكرنا هناك أحاديث الباب.

وقوله: "اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم من همزه ونفثه، ونفخه". =

ص: 303

16740 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ عَنَزَةَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ:" اللهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا، وَسُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ (1) بُكْرَةً وَأَصِيلًا، اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ مِنْ هَمْزِهِ وَنَفْخِهِ وَنَفْثِهِ " قَالَ: قُلْتُ: مَا هَمْزُهُ؟ قَالَ: فَذَكَرَ كَهَيْئَةِ الْمُوتَةِ، يَعْنِي يُصْرَعُ. قُلْتُ: فَمَا نَفْخُهُ؟ قَالَ: " الْكِبْرُ " قُلْتُ: فَمَا نَفْثُهُ؟ قَالَ: " الشِّعْرُ "(2).

16741 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، قَالَ: لَمَّا قَسَمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَهْمَ الْقُرْبَى مِنْ خَيْبَرَ بَيْنَ بَنِي هَاشِمٍ وَبَنِي الْمُطَّلِبِ جِئْتُ أَنَا وَعُثْمَانُ بْنُ

= قد سلف نحوه من حديث عبد الله بن مسعود برقم (3828) وإسناده محتمل للتحسين.

وآخر من حديث أبي سعيد الخدري، وقد سلف برقم (11473) وإسناده ضعيف.

وقد سلف شرح ألفاظ الحديث أنها من كلام ابن مسعود برقم (3828)، وجاءت في الرواية (16760) أنها من تفسير حصين، وفي الرواية (16784) أنها من تفسير عمرو بن مرة، فهي إذاً مدرجة في هذا الحديث.

(1)

قوله: "وبحمده": ليس في (ق) و (م).

(2)

حديث حسن وهذا إسناد ضعيف، وقد تقدم الكلام عليه في الرواية السالفة برقم (16739). وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(1569)، والخطيب في "تاريخه" 13/ 436 - 437 من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

ص: 304

عَفَّانَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَؤُلَاءِ بَنُو هَاشِمٍ لَا يُنْكَرُ (1) فَضْلُهُمْ لِمَكَانِكَ - الَّذِي وَصَفَكَ (2) اللهُ عز وجل بِهِ - مِنْهُمْ، أَرَأَيْتَ إِخْوَانَنَا مِنْ بَنِي الْمُطَّلِبِ أَعْطَيْتَهُمْ وَتَرَكْتَنَا، وَإِنَّمَا نَحْنُ وَهُمْ مِنْكَ بِمَنْزِلَةٍ وَاحِدَةٍ. قَالَ:" إِنَّهُمْ لَمْ يُفَارِقُونِي فِي جَاهِلِيَّةٍ وَلَا إِسْلَامٍ، وَإِنَّمَا هُمْ بَنُو هَاشِمٍ وَبَنُو الْمُطَّلِبِ شَيئاً وَاحِداً (3) "(4) قَالَ: ثُمَّ شَبَّكَ بَيْنَ

(1) في (ظ 12) و (ك): لا ننكر.

(2)

في (ظ 12) و (ق): وضعك.

(3)

ضبب فوقهما في (س)، وقال السندي: بالنصب، بتقدير: كانوا.

(4)

إسناده حسن، محمد بن إسحاق -وإن كان مدلساً وقد عنعن- قد صرح بالتحديث عند الطبري والبيهقي، فانتفت شبهة تدليسه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه أبو عبيد في "الأموال"(842)، والنسائي في "المجتبى" 7/ 130 - 131، والفاكهي (2406)، وأبو يعلى (7399)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 283، والطبراني في "الكبير"(1591) من طريق يزيد ابن هارون، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو يوسف في "الخراج" ص 20 مختصراً، والشافعي في "مسنده" 2/ 126 (بترتيب السندي)، وابن أبي شيبة 14/ 460 - 461، وأبو داود (2980)، والطبري في "تفسيره"(16119)، والطبراني في "الكبير"(1592)، والبيهقي في "السنن" 6/ 341 من طرق عن ابن إسحاق، به.

وأخرجه الشافعي 2/ 126 - ومن طريقه البغوي في "شرح السنة"(2736) -، والبخاري (3140) و (3502)، وابن زنجويه في "الأموال"(1242)، والبيهقي في "السنن" 6/ 340، والطبراني في "الكبير"(1594) من طرق عن الزهري، به.

وأخرجه الشافعي 2/ 125 - ومن طريقه البيهقي 6/ 341 - والبغوي في =

ص: 305

أَصَابِعِهِ.

16742 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَزْهَرِ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ لِلْقُرَشِيِّ مِثْلَيْ قُوَّةِ الرَّجُلِ مِنْ غَيْرِ قُرَيْشٍ " فَقِيلَ لِلزُّهْرِيِّ: مَا عَنَى بِذَلِكَ؟ قَالَ: نُبْلَ الرَّأْيِ (1).

= "شرح السنة"(2735) من طريق مطرف بن مازن، عن معمر بن راشد، والطبراني في "الكبير"(1540)، والبيهقي في "السنن" 6/ 341 من طريق إبراهيم بن إسماعيل بن مُجَمِّع، كلاهما عن الزهري، عن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه، به. قال البيهقي: إبراهيم بن إسماعيل ومطرف بن مازن ضعيفان، وفي رواية الجماعة عن الزهري، عن ابن المسيب، عن جبير كفاية. وقال الدارقطني في "العلل" 4/ ورقة 106: الصحيح قول من قال: عن ابن المسيب.

وسيأتي برقم (16768) و (16782).

قال السندي: قوله: لمكانك، أي: لوجودك منهم.

وقوله: الذي وصفك الله، بتقدير: وأنت الذي وصفك الله، جملة معترضة.

قوله: "إنهم لم يفارقوني"، أي أنهم وصلوا القرابة فَوُصِلُوا، وأنتم قطعتم فَقُطِعْتُم.

(1)

إسناده صحيح على شرط البخاري، طلحة بن عبد الله بن عوف من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن أحد صحابيَّيْه وهو عبد الرحمن بن الأزهر لم يرو له سوى أبي داود. يزيد: هو ابن هارون، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة.

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 168، وابن أبي عاصم في "السنة"(1508)، =

ص: 306

16743 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عمر (1)، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ بَابَيْهِ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: " خَيْرُ عَطَاءٍ هَذَا - يَا بَنِي

= وأبو يعلى (7400) من طريق يزيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (951)، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" 1/ 368، والبزار (2785)(زوائد)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3130)، وابن حبان (6265)، والطبراني في "الكبير"(1490)، والحاكم 4/ 72، وأبو نعيم في "الحلية" 9/ 64، والبيهقي في "السنن" 1/ 386، والخطيب في "تاريخه" 3/ 166، والبغوي في "شرح السنة"(3850) من طرق عن ابن أبي ذئب، به. وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي! قلنا: طلحة بن عبد الله لم يخرّج له مسلم.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/ 178 و 10/ 26، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني، ورجال أحمد وأبي يعلى رجال الصحيح.

وسيكرر برقم (16766) سنداً ومتناً.

قال السندي: قوله: نبل الرأي، بضم فسكون، بمعنى الذكاء والنجابة، ويمكن أن يكون بفتح فسكون، أي: سهم الرامي، أي: سهام رأي القرشي تصيب ضعف ما تصيب سهام رأي غيره، يريد أن رأية أقل خطأ، وكأنه لذلك خُصُّوا بالإمامة الكبرى.

وقال الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 8/ 153 - 154: تأملنا هذا، فكان معناه عندنا -والله أعلم- أن على القرشي ذي الرأي، لا على من سواه من غير أهل الرأي وإن كان قرشياً، وذلك أن الشيء إذا وُصِفَ به رجل من قوم ذوي عدد، جاز أن تضاف الصفة إلى أولئك القوم جميعاً، وإن كان المراد بهم خاصاً منهم.

(1)

في (م): عَمْرٍو.

ص: 307

عَبْدِ مَنَافٍ وَيَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ - إِنْ كَانَ إليُكُمْ (1) مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ فَلَأَعْرِفَنَّ (2) مَا مَنَعْتُمْ أَحَدًا يَطُوفُ بِهَذَا الْبَيْتِ أَيَّ سَاعَةٍ مِنْ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ " (3).

16744 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الْبُلْدَانِ شَرٌّ؟ قَالَ: فَقَالَ: " لَا أَدْرِي " فَلَمَّا أَتَاهُ جِبْرِيلُ عليه السلام قَالَ: " يَا جِبْرِيلُ، أَيُّ الْبُلْدَانِ شَرٌّ؟ " قَالَ: لَا أَدْرِي حَتَّى أَسْأَلَ رَبِّي عز وجل. فَانْطَلَقَ جِبْرِيلُ عليه السلام، ثُمَّ مَكَثَ (4) مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَمْكُثَ، ثُمَّ جَاءَ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّكَ سَأَلْتَنِي أَيُّ الْبُلْدَانِ شَرٌّ، فَقُلْتُ: لَا أَدْرِي، وَإِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي عز وجل: أَيُّ الْبُلْدَانِ شَرٌّ؟ فَقَالَ: أَسْوَاقُهَا (5).

(1) في (م): لكم.

(2)

في "المصنف" وابن خزيمة: فلا أعرفن.

(3)

حديث صحيح، محمد بن عمر، هكذا ورد غير منسوب في جميع النسخ الخطية، ولم يذكر هذا الإسناد في "أطراف المسند"، ولم يترجم الحافظ في "التعجيل" لمن اسمه محمد بن عمر، وهو من شيوخ أحمد.

ومن ثَمَّ لم نستطع تعيينه، والراجح أنه محمد بن بكر: وهو البرساني، وقد تحرف، وستجيء روايته برقم (16774) وهي مثل هذه الرواية.

وقد سلف نحوه برقم (16736).

(4)

في (ظ 12) و (ص): فمكث.

(5)

إسناده ضعيف، لضعف عبد الله بن محمد بن عقيل: وهو ابن أبي =

ص: 308

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= طالب الهاشمي، فقد ضعفه مالك بن أنس، ويحيى بن سعيد القطان، ويحيى ابن معين وعلي ابن المديني، وأحمد بن حنبل، ويعقوب بن شيبة، وسفيان بن عيينة، وابن سعد، والجوزجاني، وأبو زرعة وأبو حاتم الرازيان، والنسائي، وابن خزيمة، وأبو داود، وابن حبان، والدارقطني، وما حسّن الرأي فيه سوى الترمذي وشيخه البخاري، فقال الأول: صدوق؟ وقال الثاني: مقارب الحديث، وقد خالف هنا في لفظ الحديث كما سيأتي في التخريج. وزهير بن محمد: هو التميمي، له مناكير، وعَدَّ الإمام الذهبي في تلخيصه "للمستدرك" 2/ 7 هذا الحديث منها، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو عامر: هو عبد الملك بن عمرو العَقَدي.

وأخرجه البزار (1252)(زوائد)، وأبو يعلى (7403) من طريق أبي عامر العقدي، بهذا الإسناد. وقال البزار: لا نعلمه عن جبير إلا بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(1546)، والحاكم 1/ 89 و 2/ 7، والخطيب في "الفقيه والمتفقه 2/ 170 من طريق أبي حذيفة موسى بن مسعود، عن زهير بن محمد، به. قال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وقد رواه قيس بن الربيع وعمرو بن ثابت بن أبي المقدام، عن عبد الله بن محمد بن عقيل

وتعقبه الذهبي بقوله: زهير ذو مناكير، هذا منها، وابن عقيل فيه لين.

قلنا: من طريق قيس بن الربيع أخرجه الطبراني في "الكبير"(1545)، ومن طريق عمرو بن ثابت أخرجه الحاكم 1/ 90، كلاهما عن عبد الله بن محمد بن عقيل، به، وهما ضعيفان.

وأخرجه ابن حبان (1599)، والحاكم 1/ 90، والبيهقي 3/ 65 من طريق جرير بن عبد الحميد، عن عطاء بن السائب، عن محارب بن دثار، عن ابن عمر أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم: أي البقاع شر؟ قال: "لا أدري حتى أسأل جبريل"، فسأل جبريل، فقال: لا أدري حتى أسأل ميكائيل، فجاءه فقال: خير البقاع المساجد، وشرها الأسواق. وهذا لفظ ابن حبان. وإسناده ضعيف، =

ص: 309

16745 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" يَنْزِلُ اللهُ عز وجل فِي كُلِّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَأُعْطِيَهُ؟ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ؟ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ "(1).

= عطاء بن السَّائب اختلط، وسماع جرير بن عبد الحميد منه بعد الاختلاط.

والذي يصح في هذا الباب ما أخرجه مسلم (671) من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أحب البلاد إلى الله مساجدها، وأبغض البلاد إلى الله أسواقها".

قال السندي: قوله: أي البلدان، أي: أيُّ أجزائها.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، حماد بن سلمة من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أسود بن عامر: هو الملقب بشاذان.

وأخرجه الدارمي 1/ 347، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 133، والنسائي في "الكبرى"(10321) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(487) - وابن أبي عاصم في "السنة"(507)، والبزار (3152)(زوائد)، وأبو يعلى (7408) و (7409)، والطبراني في "الكبير"(1566)، وفي "الدعاء"(136)، والآجري في "الشريعة" ص 312 و 313، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 451 من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.

وأخرجه البزار (3153)(زوائد)، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 133 من طريق سفيان بن عُيينة، عن عمرو بن دينار، عن نافع بن جبير، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، به.

قال البزار: لا نعلمه يروى عن جبير إلا من هذا الوجه، ولا نعلم أحداً سمَّى مَنْ بعد نافع بن جبير إلا حماد.

وقال ابن خزيمة في "التوحيد" ص 134: ليس رواية سفيان بن عيينة مما توهن رواية حماد بن سلمة، لأن جبير بن مطعم هو رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وقد يشك المحدث في بعض الأوقات في بعض رواية الخبر، ويستيقن =

ص: 310

16746 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ، فَقَالَ:" مَنْ يَكْلَؤُنَا اللَّيْلَةَ لَا نَرْقُدُ عَنْ صَلَاةِ الْفَجْرِ؟ " فَقَالَ بِلَالٌ: أَنَا. فَاسْتَقْبَلَ مَطْلَعَ الشَّمْسِ، فَضُرِبَ عَلَى آذَانِهِمْ، فَمَا أَيْقَظَهُمْ إِلَّا حَرُّ الشَّمْسِ، فَقَامُوا فَأَدَّوْهَا، ثُمَّ تَوَضَّؤُوا فَأَذَّنَ بِلَالٌ، فَصَلَّوْا الرَّكْعَتَيْنِ، ثُمَّ صَلَّوْا الْفَجْرَ (1).

= في بعض الأوقات، وربما شك سامع الخبر من المحدث في اسم بعض الرواة، فلا يكون شكُّ مَنْ شَكَّ في اسم بعض الرواة مما يوهن من حفظ اسم الراوي، حماد بن سلمة رحمه الله قد حفظ اسم جبير بن مطعم في هذا الإسناد، وإن كان ابن عيينة شكَّ في اسمه، فقال: عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.

وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" ص 131، والنسائي في "الكبرى"(10320) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(486) - وابن أبي عاصم في "السنة"(503) من طريق القاسم بن عباس، عن نافع بن جبير، عن أبي هريرة، نحوه مرفوعاً إلا أن فيه:"حتى ترجَّل الشمس" وهي رواية شاذة فيما ذكر الحافظ في "الفتح" 3/ 31.

وسيأتي برقم (16747)

وقد سلف من حديث عبد الله بن مسعود برقم (3673) وذكرنا هناك أحاديث الباب، وانظر حديث أبي هريرة السالف برقم (7509).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، حماد بن سلمة من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث العنبري.

وأخرجه أبو يعلى (7410) من طريق عفان بن مسلم الصفار، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 1/ 298، وابن أبي عاصم في "الآحاد =

ص: 311

16747 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" يَنْزِلُ اللهُ عز وجل كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَأُعْطِيَهُ؟ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ؟ "(1).

16748 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي وَحْشِيَّةَ - وَقَالَ أَحَدُهُمَا: جَعْفَرُ بْنُ إِيَاسٍ - عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " أَنَا مُحَمَّدٌ وَأَحْمَدُ وَالْحَاشِرُ وَالْمَاحِي وَالْخَاتِمُ وَالْعَاقِبُ "(2).

= والمثاني" (474)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 401، والطبراني في "الكبير" (1565) من طرق عن حماد بن سلمة، به.

وقد سلف نحوه من حديث عبد الله بن مسعود برقم (3657)، وذكرنا هناك أحاديث الباب.

قال السندي: قوله "من يكلؤنا"، أي: من يحفظنا بحيث لا يفوت علينا الصلاة.

قوله: فضرب على آذانهم، على بناء المفعول: وهو كناية عن شدة النوم، أي: كأن النوم عند غلبته بمنزلة حجاب مضروب على الأذن يمنع الإنسان من سماع أصوات من في الكون حتى يقوم بسببها، وإلا فالكون لا يخلو عن أصوات.

قوله: ثم توضؤوا: تفصيل لكيفية الأداء، "ثم" بمنزلة فاء التفصيل.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (16745) إلا أن شيخ أحمد هنا هو عفان بن مسلم الصفار.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، حماد بن سلمة من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. حسن: هو ابن موسى الأشيب: وعفان: هو ابن =

ص: 312

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= مسلم الصفار.

وأخرجه ابن سعد 1/ 104 عن عفان، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني (1563)، والبيهقي في "الدلائل" 1/ 155 من طريق حجاج بن محمد، والطبراني كذلك (1563) من طريق هدبة بن خالد، والحاكم 2/ 604 من طريق موسى بن إسماعيل، ثلاثتهم عن حماد بن سلمة، به، وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي. قلنا: عند الحاكم "والمقفي"، بدل:"والماحي".

وخالفهم الطيالسي (942) فرواه عن حماد بن سلمة، عن أبي بشر جعفر، عن نافع بن جبير بن مطعم، عن أبيه، قال. سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:"أنا محمد وأحمد والحاشر ونبي التوبة ونبي الملحمة". قلنا: وسيأتي بنحو هذا اللفظ من حديث أبي موسى الأشعري 4/ 395 وحديث حذيفة بن اليمان، وسيرد 5/ 405.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(1564) من طريق أبي الحويرث المدني، عن نافع، به، ولم يذكر:"الخاتم"، وأبو الحويرث ضعيف.

وأخرجه بنحوه مطولاً ابن سعد 1/ 105، والبخاري في "التاريخ الأوسط" 1/ 10، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" 3/ 266، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1151)، والآجري في "الشريعة" ص 462 - 463، والبيهقي في "الدلائل" 1/ 156 من طريق عتبة بن مسلم، عن نافع أنه دخل على عبد الملك ابن مروان، فقال: أتحصي أسماء رسول الله صلى الله عليه وسلم التي كان جبير بن مطعم يَعدُّها؟ قال: نعم، هي ستة: محمد وأحمد وخاتم وحاشر وعاقب وماحٍ، فأما الحاشر فبعث مع الساعة نذيراً لكم بين يدي عذاب شديد، وأما عاقب، فإنه أعقب الأنبياء صلوات الله عليهم، وأما ماحٍ فإن الله عز وجل محا به سيئات من اتبعه.

وقد تحرف عتبة إلى عقبة عند الفسوي والآجري والبيهقي.

وقد سلف برقم (16734) وسيأتي من طريق حماد بن سلمة برقم (16770).

ص: 313

16749 -

حَدَّثَنَا حُجَيْنُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدٍ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، قَالَ: تَذَاكَرْنَا غُسْلَ الْجَنَابَةِ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَمَّا أَنَا فَآخُذُ مِلْءَ كَفِّي ثَلَاثًا، فَأَصُبُّ عَلَى رَأْسِي، ثُمَّ أُفِيضُهُ بَعْدُ عَلَى سَائِرِ جَسَدِي "(1).

16750 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: انْشَقَّ الْقَمَرُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَصَارَ فِرْقَتَيْنِ: فِرْقَةً عَلَى هَذَا الْجَبَلِ، وَفِرْقَةً عَلَى هَذَا الْجَبَلِ، فَقَالُوا:

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وإسرائيل: وهو ابن يونس بن إسحاق السبيعي، وسماعه من جده أبي إسحاق -وهو عمرو بن عبد الله السبيعي- في غاية الإتقان للزومه إياه.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(1483) من طريقين عن إسرائيل، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 64، والبخاري (254)، ومسلم (327)(54)، وأبو داود (239)، والنسائي في "المجتبى" 1/ 135، وابن ماجه (575)، والطبراني في "الكبير"(1482) و (1484) و (1485) و (1486) و (1487) و (1488) و (1489)، والبيهقي في "السنن" 1/ 176 من طرق عن أبي إسحاق السبيعي، به. دون قوله:"ثم أفيضه بعد على سائر جسدي".

وفي الباب من حديث أبي هريرة، وقد سلف برقم (7418) وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.

قال السندي: قوله: "فأصب على رأسي": جاء تفصيله بأن يصب في اليمين مرة، وفي اليسار أخرى، وفى الوسط أخرى، فرجع هذا إلى الاستيعاب مرة، لا إلى التثليث، فلا وجه للاستدلال به على التثليث، والله تعالى أعلم.

ص: 314

سَحَرَنَا مُحَمَّدٌ، فَقَالُوا: إِنْ كَانَ سَحَرَنَا فَإِنَّهُ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَسْحَرَ النَّاسَ كُلَّهُمْ (1).

(1) إسناده ضعيف، حصين بن عبد الرحمن: وهو السلمي لم يسمع هذا الحديث من محمد بن جبير بن مطعم، بينهما جبير بن محمد بن جبير كما سيأتي في التخريج، وهو مجهول، وسليمان بن كثير: وهو العبدي، روى له البخاري عن حصين بن عبد الرحمن متابعة، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه الترمذي (3289)، والطبراني في "الكبير"(1559)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 2/ 268 من طريق محمد بن كثير العبدي، به.

وأخرجه الطبري في "تفسيره" 27/ 86، وابن حبان (6497) من طريق محمد بن فضيل، والفاكهي (2431) من طريق حصين بن نمير، والطبري في "تفسيره" 27/ 86 من طريق خارجة، ثلاثتهم عن حصين، به.

قال الترمذي: وقد روى بعضهم هذا الحديث عن حصين، عن جبير بن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه، عن جده جبير بن مطعم نحوه.

قلنا: قد رواه من هذا الطريق الطبراني في "الكبير"(1560) من طريق أبي جعفر الرازي، والحاكم 2/ 472 من طريق هشيم، والبيهقي في "الدلائل" 2/ 268 من طريق إبراهيم بن طهمان وقرنه بهشيم، ثلاثتهم عن حصين بن عبد الرحمن، عن جبير بن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه، عن جده، به. وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي!

قلنا: جبير بن محمد بن جبير لم يرو له سوى أبي داود، وهو مجهول الحال. وذكر الدارقطني في "العلل" 4/ ورقة 104 أن هذه الطريق أشبه. وقال البيهقي: أقام إسناده إبراهيم بن طهمان وهشيم وأبو كريب والمفضل بن يونس، عن حصين.

وله أصل في "الصحيحين"، وقد سلف من حديث عبد الله بن مسعود برقم (3583)، ولفظه: انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم شقتين، حتى نظروا إليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اشهدوا". قلنا: وانظر هناك شرحه وأحاديث الباب.

ص: 315

16751 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " كُلُّ عَرَفَاتٍ مَوْقِفٌ، وَارْفَعُوا عَنْ بَطْنِ عُرَنَةَ (1)، وَكُلُّ مُزْدَلِفَةَ مَوْقِفٌ، وَارْفَعُوا عَنْ مُحَسِّرٍ، وَكُلُّ فِجَاجِ مِنًى مَنْحَرٌ، وَكُلُّ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ ذَبْحٌ (2).

(1) في (ظ 12)، وهامش (س): عرنات، وفي (ق): بطون عرنات.

(2)

حديث صحيح لغيره وهذا إسناد ضعيف، سليمان بن موسى -وهو الأموي المعروف بالأشدق- لم يدرك جبير بن مطعم، وقد اضطرب فيه ألواناً كما سيأتي في التخريج، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن الحجاج الخولاني، وسعيد بن عبد العزيز: هو التنوخي.

وأخرجه البيهقي في "السنن" 5/ 239 و 9/ 295 من طريق أبي المغيرة، بهذا الإسناد مختصراً، وقال: مرسل.

وأخرجه البزار (1126)(زوائد)، وابن حبان (3854)، وابن عدي في "الكامل" 3/ 1118، والبيهقي في "السنن" 9/ 295 - 296، وفي "المعرفة"(19114)، وابن حزم في "المحلَّى" 7/ 188، من طريق أبي نصر التمار عن سعيد بن عبد العزيز، عن سليمان بن موسى، عن عبد الرحمن بن أبي حسين، عن جبير بن مطعم، به. فجعل عبد الرحمن بن أبي حسين في الإسناد، وهو ضعيف كذلك لجهالة حال عبد الرحمن بن أبي حسين، فقد انفرد بالرواية عنه سليمان بن موسى، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(1583)، والدارقطني في "السنن" 4/ 284، والبيهقي في "السنن" 5/ 239 و 9/ 296، من طريق سويد بن عبد العزيز، عن سعيد بن عبد العزيز، عن سليمان بن موسى، عن نافع بن جبير، عن أبيه، فجعل نافع بن جبير في الإسناد، وسويد بن عبد العزيز ضعيف.

وأخرجه الدارقطني مختصراً في "السنن" 4/ 284، ومن طريقه البيهقي 9/ 296 من طريق أبي مُعَيْد حفص بن غيلان، عن سليمان بن موسى أن عمرو =

ص: 316

16752 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ مِثْلَهُ، وَقَالَ:" كُلُّ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ ذَبْحٌ "(1).

16753 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بَابَاهُ مَوْلَى آلِ حُجَيْرِ بْنِ

= ابن دينار حدثه عن جبير بن مطعم، وعمرو بن دينار لم يدرك جبير بن مطعم.

وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(1556) من طريق حفص بن غيلان، عن سليمان بن موسى، عن محمد بن المنكدر، عن جبير، به.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/ 251، وقال: رواه أحمد والبزار، والطبراني في "الكبير" إلا أنه قال:"وكل فجاج مكة منحر" ورجاله موثقون!

قلنا: فاته أن يعله بالانقطاع والاضطراب.

وانظر ما بعده.

وله شاهد من حديث ابن عباس عند ابن خزيمة (2816)، والحاكم 1/ 462، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1194)، والبيهقي 5/ 115، وإسناده صحيح.

وآخر من حديث علي بن أبي طالب بنحوه سلف (562) وإسناده حسن.

وانظر حديث جابر السالف 3/ 321 و 326.

(1)

إسناده كسابقه.

وأخرجه البيهقي في "السنن" 9/ 295 من طريق أبي اليمان الحكم بن نافع الحمصي، بهذا الإسناد.

وانظر عن أيام التشريق "الاستذكار" 15/ 197 - 206 لابن عبد البر، و"المغني" 13/ 386 لابن قدامة المقدسي.

ص: 317

أَبِي إِهَابٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جُبَيْرَ بْنَ مُطْعِمٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ، لَأَعْرِفَنَّ مَا مَنَعْتُمْ طَائِفًا يَطُوفُ بِهَذَا الْبَيْتِ سَاعَةً مِنْ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ "(1).

16754 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: فَذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ شِهَابٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ جُبَيْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَخْطُبُ النَّاسَ بِالْخَيْفِ: " نَضَّرَ اللهُ عَبْدًا سَمِعَ مَقَالَتِي، فَوَعَاهَا، ثُمَّ أَدَّاهَا إلِى مَنْ لَمْ (2) يَسْمَعْهَا، فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَا فِقْهَ لَهُ، وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ. ثَلَاثٌ لَا يُغِلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ الْمُؤْمِنِ: إِخْلَاصُ الْعَمَلِ، وَطَاعَةُ ذَوِي الْأَمْرِ، وَلُزُومُ الْجَمَاعَةِ؛ فَإِنَّ دَعْوَتَهُمْ تَكُونُ مِنْ وَرَائِهِ ".

وَعَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ أَبِي عَمْرٍو مَوْلَى الْمُطَّلِبِ، عَنْ

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن إسحاق، وقد صرح بالتحديث، فانتفت شبهة تدليسه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن باباه، فمن رجال مسلم، يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزهري.

وأخرجه الفسوي في "المعرفة والتاريخ" 2/ 206، والبيهقي في "السنن" 5/ 110 من طريقين عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد.

وقد سلف برقم (16736)، وسيأتي برقم (16769).

(2)

في (م): لِمَنْ لَمْ.

ص: 318

عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، مِثْلَ حَدِيثِ ابْنِ شِهَابٍ، لَمْ يَزِدْ وَلَمْ يَنْقُصْ (1).

16755 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جُبَيْرٍ، أَنَّ أَبَاهُ جُبَيْرَ بْنَ مُطْعِمٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ امْرَأَةً أَتَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم،

(1) حديث صحيح لغيره، وله إسنادان ضعيفان، وفي الإسناد الأول: لم يصرح ابن إسحاق بسماعه من الزهري.

وفي الإسناد الثاني، وإن كان صرح بالسماع من شيخه عمرو بن أبي عمرو إلَّا أن في طريقه عبدَ الرحمن بن الحويرث، وهو ضعيف. عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب، مختلف فيه، حسن الحديث.

وأخرجه الحاكم 1/ 87 من طريق الإمام أحمد، عن يعقوب، عن أبيه، عن ابن إسحاق، عن الزهري، به.

وأخرجه أبو يعلى (7413) ومن طريقه الحاكم 1/ 87 من طريق يعقوب، عن أبيه، عن ابن إسحاق، عن الزهري، به.

وخالفه نعيم بن حماد، فرواه -كما عند الطبراني في "الكبير"(1544)، والحاكم 1/ 86 - 87 - عن إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كيسان، عن الزهري، به. ونعيم ضعيف.

وأخرجه الحاكم 1/ 87 - 88 من طريق الإمام أحمد، عن يعقوب، عن أبيه، عن ابن إسحاق، عن عمرو بن أبي عمرو، به.

وأخرجه الرازي في "الجرح والتعديل" 2/ 10، والطبراني في "الكبير"(1543) من طريق يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، عن عمرو بن أبي عمرو، به.

وأخرجه الدارمي 1/ 75 من طريق إسماعيل بن جعفر، عن عمرو بن أبي عمرو، به.

وقد سلف برقم (16738)، وذكرنا هناك شواهده.

ص: 319

فَكَلَّمَتْهُ فِي شَيْءٍ، فَأَمَرَهَا بِأَمْرٍ، فَقَالَتْ: أَرَأَيْتَ يَا رَسُولَ اللهِ إِنْ لَمْ أَجِدْكَ؟ قَالَ: " إِنْ لَمْ تَجِدِينِي فَأْتِي أَبَا بَكْرٍ "(1).

16756 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: أَخْبَرَنِي عُمَرُ (2) بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ، أَنَّهُ بَيْنَا هُوَ يَسِيرُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَمَعَهُ النَّاسُ مُقْبِلًا مِنْ حُنَيْنٍ، عَلِقَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْأَعْرَابُ يَسْأَلُونَهُ حَتَّى اضْطَرُّوهُ إِلَى سَمُرَةٍ، فَخَطِفَتْ رِدَاءَهُ، فَوَقَفَ رَسُولُ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.

وأخرجه البخاري (7360)، ومسلم (2386)، والترمذي (3676) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (944)، والشافعي في "السنن"(467)، والبخاري (3659) و (7220) و (7360)، ومسلم (2386)، وابن أبي عاصم في "السنة"(1151)، وابن حبان (6656) و (6872)، والطبراني في "الكبير"(1557)، والبيهقي في "السنن" 8/ 153، والبغوي في "شرح السنة"(3868) من طرق عن إبراهيم بن سعد، به.

وسيأتي برقم (16767).

قال السندي: قوله: إن لم أجدك: كناية عن الموت.

قوله: "فأْتي أبا بكر": إخبار بأنه المتولي للأمر بعده صلى الله عليه وسلم، ففيه معجزة له حيث صار الأمر كذلك.

(2)

في (س) و (م): عمرو، وهو تحريف، والمثبت من (ظ 12) و (ص) و (ق)، وهو الصواب.

ص: 320

اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَالَ:" أَعْطُونِي رِدَائِي، فَلَوْ كَانَ عَدَدُ هَذِهِ الْعِضَاهِ نَعَمًا لَقَسَمْتُهُ، ثُمَّ لَا تَجِدُونِي بَخِيلًا وَلَا كَذَّابًا وَلَا جَبَانًا "(1).

16757 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ عَمِّهِ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ جُبَيْرٍ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ عَلَيْهِ، وَإِنَّهُ لَوَاقِفٌ عَلَى بَعِيرٍ لَهُ بِعَرَفَاتٍ مَعَ النَّاسِ حَتَّى يَدْفَعَ مَعَهُمْ مِنْهَا؛ تَوْفِيقًا مِنَ اللهِ لَهُ (2).

(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، عمر بن محمد بن جبير بن مطعم من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزهري، وصالح: هو ابن كيسان، وابن شهاب: هو محمد بن مسلم الزهري.

وأخرجه البخاري (3148) عن عبد العزيز بن عبد الله الأويسي، عن إبراهيم ابن سَعْد، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(1552) و (1553) و (1554)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" ص 53 - 54 من طرق عن ابن شهاب الزهري، به.

وسيأتي برقم (16775) و (16777) و (16778).

وقد سلف نحوه مطولاً من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص برقم (6729)، وذكرنا هناك أحاديث الباب.

قال السندي: قوله علقت، كسمعت: أي تعلقت برسول الله صلى الله عليه وسلم الأعراب.

قوله: فخطفت، كسمعت: أي سلبت السمرة.

قوله: هذه العضاه: أي التي بذلك الوادي، وكان ذلك الوادي كثير العضاه.

(2)

إسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق، وقد صرح بالتحديث، =

ص: 321

16758 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي ذُبَابٍ - إِنْ شَاءَ اللهُ - عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَقَالَ:" أَتَاكُمْ أَهْلُ الْيَمَنِ كَقِطَعِ السَّحَابِ خَيْرُ أَهْلِ الْأَرْضِ " فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِمَّنْ كَانَ عِنْدَهُ: وَمِنَّا يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ كَلِمَةً خَفِيَّةً: " إِلَّا أَنْتُمْ "(1).

= فانتفت شبهة تدليسه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير عثمان بن أبي سليمان، فمن رجال مسلم، وروى له البخاري تعليقاً. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزهري.

وأخرجه الفاكهي في "أخبار مكة"(2788)، وابن خزيمة (3057) و (2823)، والطبراني في "الكبير"(1577) و (1578)، والحاكم 1/ 464 من طرق عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد، وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي! قلنا: ابن إسحاق روى له البخاري تعليقاً، ومسلم متابعةً.

وقال ابن خزيمة: وقوله: قبل أن ينزل عليه: يشبه أن يكون أراد قبل أن ينزل عليه {ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس} [البقرة: 199] أو من قبل أن ينزل عليه جميع القرآن.

وقد سلف نحوه بإسنادٍ صحيح برقم (16737).

(1)

حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة، وقد اختلف عليه فيه، فرواه عنه هنا يحيى بن إسحاق -وهو السَّيْلَحيني، وهو من قدماء أصحابه فيما ذكر الحافظ ابن حجر في "تهذيب التهذيب" في ترجمة حفص بن هاشم ابن عتبة- عن الحارث بن يزيد: -وهو الحضرمي- عن الحارث بن أبي ذُباب، عن محمد بن جبير بن مطعم، به. =

ص: 322

16759 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ النُّعْمَانُ بْنُ سَالِمٍ: أَخْبَرَنِي عَنْ رَجُلٍ سَمَّاهُ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، قَالَ: أُرَاهُ قَدْ سَمِعَهُ مِنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ النَّاسَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُ لَيْسَ لَنَا أُجُورٌ بِمَكَّةَ، قَالَ: فَأَحْسَبُهُ قَالَ: " كَذَبُوا، لَتَأْتِيَنَّكُمْ أُجُورُكُمْ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي جُحْرِ ثَعْلَبٍ "(1).

= ورواه أبو عبد الرحمن المقرئ -وهو عبد الله بن يزيد- كما عند الطبراني في "الكبير"(1550) - عنه، عن الحارث بن يزيد الحضرمي، عن الحارث بن أبي ذئب. هكذا ورد اسمه في مطبوعه، وإنما هو الحارث بن عبد الرحمن العامري القرشي خال ابن أبي ذئب، وعبد الله بن يزيد المقرئ هو أحد العبادلة الذين يصح سماعهم من ابن لهيعة، ولكن يعكر عليه أن الحاكم أبا أحمد وغيره ذكروا أن الحارث بن عبد الرحمن العامري لا يُعلم له راوٍ غير ابن أخته محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب، وسيأتي من طريقه برقم (16779)، فانظره لزاماً.

وانظر حديث أبي هريرة السالف برقم (7202).

قال السندي: قوله: "كقطع السحاب": أي جماعات مزدحمة كقطع السحاب.

(1)

إسناده ضعيف لإبهام الراوي عن جبير بن مطعم، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير النعمان بن سالم -وهو الطائفي- فقد روى له مسلم وأصحاب السنن.

وأخرجه أبو يعلى (7405)، والبيهقي في "السنن" 9/ 17 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن شعبة، بهذا الإسناد.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/ 252، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى، وفيه رجل لم يُسَمَّ.

وسيأتي برقم (16764) و (16781). =

ص: 323

* 16760 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ حُصَيْنٍ. قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ إِدْرِيسَ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَاصِم، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ افْتَتَحَ الصَّلَاةَ، قَالَ:" اللهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا - ثَلَاثًا - الْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا (1)، سُبْحَانَ اللهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا - ثَلَاثًا - اللهُمَّ، إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّيْطَانِ مِنْ هَمْزِهِ وَنَفْثِهِ وَنَفْخِهِ " قَالَ حُصَيْنٌ: هَمْزُهُ الْمُوتَةُ الَّتِي تَأْخُذُ صَاحِبَ الْمَسِّ، وَنَفْثُهُ الشِّعْرُ، وَنَفْخُهُ الْكِبْرُ " (2).

= قال السندي: قوله: أنه ليس لنا أجور بمكة: لأنها بلدة تركها رسول الله صلى الله عليه وسلم.

(1)

في (م): الحمد لله كثيراً، ثلاثاً.

(2)

حديث حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وقد سلف الكلام عليه في الرواية السالفة برقم (16739)، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير عبد الله ابن أحمد، فمن رجال النسائي، وهو ثقة، وقد توبع. عبد الله بن محمد: هو أبو بكر بن أبي شيبة، عبد الله بن إدريس: هو الأموي، وحصين: هو ابن عبد الرحمن السلمي.

وهو عند ابن أبي شيبة في "المصنف" 1/ 231.

وأخرجه البخاري في "تاريخه" 6/ 489 عن يحيى بن موسى، وابن خزيمة (469) من طريق عبد الله بن سعيد الأشج، كلاهما عن ابن إدريس، به.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(1570) من طريق يحيى الحماني، عن عبد الله بن إدريس، عن حصين، عن عمرو بن مرة، قال: حدثني عمار بن عاصم، عن نافع بن جبير، به.

وأخرجه البخاري في "تاريخه الكبير" 6/ 489 من طريق أبي عوانة، عن =

ص: 324

16761 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ وَأَبُو أُسَامَةَ، عَنْ زَكَرِيَّا، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا حِلْفَ فِي الْإِسْلَامِ، وَأَيُّمَا حِلْفٍ كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ لَمْ يَزِدْهُ الْإِسْلَامُ إِلَّا شِدَّةً "(1).

= حصين، عن عمرو قال: سمع عمار بن عاصم، عن نافع، به.

وأخرجه البخاري في "تاريخه الكبير" 6/ 489 من طريق عمرو، وابن خزيمة (469) من طريق هارون بن إسحاق وابن فضيل، ثلاثتهم عن حصين، عن عمرو، عن عباد بن عاصم، عن نافع، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 231 عن ابن فضيل، عن حصين، عن عمرو بن مرة، عن ابن جبير بن مطعم، به. وأسقط من الإسناد عباد بن عاصم.

وقّد سلف برقم (16739).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الله بن محمد: هو أبو بكر ابن أبي شيبة، وابن نمير: هو عبد الله، وأبو أسامة: هو حصاد بن أسامة، وزكريا: هو ابن أبي زائدة، وسعد بن إبراهيم: هو ابن عبد الرحمن بن عوف.

وأخرجه مسلم (2530)(206) من طريق أبي بكر بن أبي شيبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (2925)، والطبراني في "الكبير"(1597)، والبيهقي في "السنن" 6/ 262 من طريق ابن نمير وأبي أسامة، ومحمد بن بشر، وكذلك الطبري في "تفسيره"(9295) من طريق محمد بن بشر، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1614) و (5990)، وابن حبان (4371) من طريق يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، أربعتهم عن زكريا، به.

وقد اختلف فيه على زكريا

فرواه النسائي في "الكبرى"(6418)، وأبو يعلى (7406)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1615) و (5991)، وابن حبان (4372)، والطبراني في "الكبير"(1580)، والبيهقي في "السنن" 6/ 262 من طريق إسحاق بن يوسف =

ص: 325

16762 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: سَمِعْتُ بَعْضَ إِخْوَتِي، عَنْ أَبِي، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ: أَنَّهُ أَتَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي فِدَى بَدْرٍ - قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: فِي فِدَى الْمُشْرِكِينَ - وَمَا أَسْلَمَ يَوْمَئِذٍ، فَدَخَلْتُ الْمَسْجِدَ وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي الْمَغْرِبَ، فَقَرَأَ بِالطُّورِ، فَكَأَنَّمَا صُدِعَ عَنْ قَلْبِي حِينَ سَمِعْتُ الْقُرْآنَ. قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: فَكَأَنَّمَا صُدِعَ قَلْبِي حَيْثُ سَمِعْتُ الْقُرْآنَ (1).

= الأزرق، وأخرجه الحاكم 2/ 220 من طريق عبيد الله بن موسى، كلاهما عن زكريا، عن سعد بن إبراهيم، عن نافع بن جبير، عن أبيه، به. وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.

وذكر الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 4/ 297 أن الذي تميل إليه القلوب فيه ما رواه عليه يحيى بن زكريا لثبته وحفظه وجلالة مقداره في العلم. قلنا: يعني طريق زكريا عن سعد بن إبراهيم، عن أبيه، عن جبير بن مطعم.

وقال ابن حبان عقب الحديث رقم (4372): سمع هذا الخبر سعد بن إبراهيم عن أبيه، عن جبير، وسمعه من نافع بن جبير، عن أبيه، فالإسنادان محفوظان.

وقد سلف نحوه من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص برقم (6692)، وذكرنا هناك أحاديث الباب، وانظر حديث عبد الله بن عباس السالف برقم (2909).

(1)

صحيح دون قوله: فكأنما صدع عن قلبي حين سمعت القرآن، وهذا إسناد ضعيف لإبهام أخي سعد بن إبراهيم الذي سمع منه هذا الحديث، ونحو هذه الزيادة وردت بأسانيد ضعيفة في تخريج الرواية رقم (16735)، وقد بينا حالها هناك، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. سعد بن إبراهيم: هو ابن عبد الرحمن بن عوف. =

ص: 326

16763 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ - يَعْنِي: ابْنَ حُسَيْنٍ - قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ حَدَّثَ (1) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَاطِعٌ "(2).

16764 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهُمْ يَزْعُمُونَ

= وأخرجه الطيالسي (943)، وأبو يعلى (7407) من طريق حجاج بن محمد الأعور، والطبراني في "الكبير"(1595) من طريق عمرو بن مرزوق، ثلاثتهم عن شعبة، بهذا الإسناد.

وخالفهم أبو الوليد الطيالسي، فرواه -كما عند الطبراني (1596) - عن شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن أبيه، عن جبير، به، فأسقط من الإسناد: بعض إخوة سعد.

وأخرجه أبو يعلى (7418) من طريق النضر بن شميل، عن شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن بعض إخوته، عن جبير، به. فأسقط من الإسناد: عن أبيه، يعني: إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.

وقد سلف برقم (16735)، وسيأتي برقم (16785). وانظر (16773).

(1)

في (ظ 12) و (ص) و (ق): يحدِّث.

(2)

حديث صحيح، سفيان بن حسين: وهو الواسطي -وإن كان ضعيفاً في روايته عن الزهري- قد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(1512) من طريق محمد بن كثير، وأخرجه كذلك (1515)، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 159 من طريق أبي الوليد، كلاهما عن شعبة، بهذا الإسناد، إلا أن أبا نعيم قرن مع سفيان محمدَ بنَ إسحاق.

وقد سلف برقم (16732)، وسيأتي برقم (16772).

ص: 327

أَنَّهُ لَيْسَ لَنَا أَجْرٌ بِمَكَّةَ؟ قَالَ: " لَتَأْتِيَنَّكُمْ أُجُورُكُمْ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي جُحْرِ ثَعْلَبٍ " قَالَ: فَأَصْغَى إِلَيَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِرَأْسِهِ، فَقَالَ:" إِنَّ فِي أَصْحَابِي مُنَافِقِينَ "(1).

16765 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي فِدَى أَهْلِ بَدْرٍ، فَقَامَ فَصَلَّى بِالنَّاسِ صَلَاةَ الْمَغْرِبِ، فَقَرَأَ بِالطُّورِ (2).

16766 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَزْهَرِ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ لِلْقُرَشِيِّ مِثْلَيْ قُوَّةِ الرَّجُلِ مِنْ غَيْرِ قُرَيْشٍ " فَقِيلَ لِلزُّهْرِيِّ: مَا يَعْنِي بِذَلِكَ؟ قَالَ: نُبْلَ الرَّأْيِ (3).

(1) إسناده ضعيف لإبهام الراوي عن جبير بن مطعم، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.

وقد سلف نحوه برقم (16759).

(2)

حديث صحيح، محمد بن عمرو: وهو ابن علقمة الليثي -وإن تكلم بعض الأئمة في حفظه- قد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. محمد ابن عبيد: هو الطنافسي.

وأخرجه ابن حبان (1834)، والطبراني في "الكبير"(1493) من طريقين عن محمد بن عمرو، بهذا الإسناد.

وقد سلف برقم (16735).

(3)

إسناده صحيح على شرط البخاري، وهو مكرر (16742) سنداً ومتناً.

ص: 328

16767 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ امْرَأَةً أَتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم تَسْأَلُهُ شَيْئًا (1)، فَقَالَ لَهَا:" ارْجِعِي إِلَيَّ " فَقَالَتْ: فَإِنْ رَجَعْتُ فَلَمْ أَجِدْكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ - تُعَرِّضُ بِالْمَوْتِ - فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " فَإِنْ رَجَعْتِ فَلَمْ تَجِدِينِي فَالْقَيْ أَبَا بَكْرٍ "(2).

16768 -

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: حَدَّثَنَا جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَقْسِمْ لِبَنِي عَبْدِ شَمْسٍ (3) وَلَا لِبَنِي نَوْفَلٍ مِنَ الْخُمُسِ شَيْئًا كَمَا كَانَ يَقْسِمُ لِبَنِي هَاشِمٍ وَبَنِي الْمُطَّلِبِ، وَأَنَّ أَبَا بَكْرٍ كَانَ يَقْسِمُ الْخُمُسَ نَحْوَ قَسْمِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم غَيْرَ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يُعْطِي قُرْبَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَمَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُعْطِيهِمْ، وَكَانَ عُمَرُ يُعْطِيهِمْ وَعُثْمَانُ مِنْ بَعْدِهِ مِنْهُ (4).

(1) في (ق): عن شيء، وكذلك هي في (س)، إلا أنها صححت في هامشها إلى "شيئاً".

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه أبو يعلى (7402)، وابن حبان (6871) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وقد سلف برقم (16755).

(3)

في (م): لم يقسم لعبد شمس.

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عثمان بن عمر: هو ابن فارس =

ص: 329

16769 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ - يَعْنِي ابْنَ إِسْحَاقَ - قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بَابَيْهِ، قَالَ: سَمِعْتُ جُبَيْرَ بْنَ مُطْعِمٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ (1): " لَأَعْرِفَنَّ يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ مَا مَنَعْتُمْ طَائِفًا يَطُوفُ بِهَذَا الْبَيْتِ سَاعَةً مِنْ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ "(2).

16770 -

حَدَّثَنَا بَهْزُ بْنُ أَسَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي وَحْشِيَّةَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" أَنَا مُحَمَّدٌ، وَأَحْمَدُ، وَالْحَاشِرُ، وَالْمَاحِي، وَالْخَاتِمُ، وَالْعَاقِبُ "(3).

16771 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ

= العبدي، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي.

وأخرجه أبو داود (2979) من طريق عثمان بن عمر، بهذا الإسناد.

وسيأتي برقم (16782).

(1)

لفظ: يقول، ليس في (ظ 12)، وأشير إليه في هامش (س) على أنه نسخة.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن إسحاق، وقد صرح بالتحديث، فانتفت شبهة تدليسه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن باباه، فمن رجال مسلم. محمد بن عبيد: هو الطنافسي.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(1602) من طريق محمد بن عبيد، بهذا الإسناد.

وقد سلف برقم (16753) و (16736).

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (16748) إلا أن شيخ أحمد هاهنا هو بهز بن أسد: وهو العَمِّي.

ص: 330

مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّ لِي أَسْمَاءً، أَنَا أَحْمَدُ، وَأَنَا مُحَمَّدٌ، وَأَنَا الْمَاحِي الَّذِي يَمْحُو اللهُ بِي الْكُفْرَ، وَأَنَا الْحَاشِرُ الَّذِي يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى قَدَمِي، وَأَنَا الْعَاقِبُ "(1) قَالَ مَعْمَرٌ: قُلْتُ لِلزُّهْرِيِّ: مَا الْعَاقِبُ؟ قَالَ: الَّذِي لَيْسَ بَعْدَهُ نَبِيٌّ صلى الله عليه وسلم.

16772 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَاطِعٌ "(2).

16773 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو عند عبد الرزاق في "المصنف"(19657)، ومن طريقه أخرجه مسلم (2354)، والطبراني في "الكبير"(1520)، والآجري في "الشريعة" ص 462، والبيهقي في "الدلائل" 1/ 153، والبغوي في "شرح السنة"(3630).

وقد سلف برقم (16734).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو في "مصنف" عبد الرزاق برقم (20238)، ومن طريقه أخرجه مسلم (2556)(20)، والطبراني في "الكبير"(1509)، والبيهقي في "السنن" 7/ 27، والبغوي في "شرح السنة"(3437).

وقد سلف برقم (16732).

ص: 331

عَنْ أَبِيهِ - وَكَانَ جَاءَ فِي فِدَى الْأُسَارَى يَوْمَ بَدْرٍ - قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِي الْمَغْرِبِ بِالطُّورِ (1).

16774 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَابْنُ بَكْرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ بَابِيهِ، يُخْبِرُ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:" خَيْرُ (2) عَطَاءٍ هَذَا. يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ، إِنْ كَانَ إِلَيْكُمْ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ فَلَأَعْرِفَنَّ مَا مَنَعْتُمْ أَحَدًا يُصَلِّي عِنْدَ هَذَا الْبَيْتِ أَيَّ سَاعَةٍ شَاءَ مِنْ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ " وَقَالَ ابْنُ بَكْرٍ: " أَنْ يَطُوفَ بِهَذَا الْبَيْتِ "(3).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو عند عبد الرزاق في "المصنف"(2692). ومن طريقه أخرجه البخاري (3050) و (4023)، ومسلم (463)، وأبو عوانة 2/ 154، والطبراني في "الكبير"(1491)، والبيهقي في "السنن" 2/ 194، بهذا الإسناد. وعند البخاري زيادة: وذلك أوَّلَ ما وَقَرَ الإيمان في قلبي.

قلنا: وهذه الزيادة هي الصحيحة من قول جبير بن مطعم، وقد سلفت بألفاظ أُخرى في تخريج الرواية (16735)، وفي الرواية (16762)، وفي إسنادها ضعف بينَّاه هناك.

وقد سلف برقم (16735).

(2)

في (ظ 12) و (س) و (ق) و (م): حين، وفي (م): حين عطاء هذا يا بني عبد المطلب، وهو تحريف متراكب، والمثبت من (س).

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، عبد الله بن بابيه، ويقال: ابن باباه، وابن بابي، فمن رجاله، وكذلك أبو الزبير، وهو محمد بن مسلم بن تدرس، وروى له البخاري مقروناً، وقد صرح بالتحديث فانتفت شبهة تدليسه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، وابن بكر: =

ص: 332

16775 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ بَيْنَا هُوَ يَسِيرُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَمَعَهُ النَّاسُ (1) مَقْفَلَهُ مِنْ حُنَيْنٍ عَلِقَهُ الْأَعْرَابُ يَسْأَلُونَهُ، فَاضْطَرُّوهُ (2) إِلَى سَمُرَةٍ، فَخَطِفَتْ رِدَاءَهُ وَهُوَ عَلَى رَاحِلَتِهِ، فَوَقَفَ، فَقَالَ:" رُدُّوا عَلَيَّ رِدَائِي، أَتَخْشَوْنَ عَلَيَّ الْبُخْلَ؟ فَلَوْ كَانَ عَدَدُ هَذِهِ الْعِضَاهِ نَعَمًا لَقَسَمْتُهُ بَيْنَكُمْ، ثُمَّ لَا تَجِدُونِي بَخِيلًا وَلَا جَبَانًا وَلَا كَذَّابًا "(3).

= هو محمد البرساني.

وهو عند عبد الرزاق في "المصنف"(9004)، ومن طريقه أخرجه ابن خزيمة (1280)، والطبراني في "الكبير" (1599) ولفظ "المُصَنَّف" وابن خزيمة: فلا أعرفن.

وأخرجه ابن خزيمة (1280) من طريق محمد بن بكر، بهذا الإسناد.

وقد سلف برقم (16736).

(1)

في (م): ناس.

(2)

في (ق): فاضطر، قلنا: وهو الموافق لرواية عبد الرزاق في "المصنف".

(3)

إسناده صحيح على شرط البخاري، على خطأ في نسب أحد رواته وهو عمر بن محمد، فهو ابن جبير بن مطعم، وقد جاء على الصواب في رواية عبد الرزاق في "المصنف"، فدعوى أبي عبد الرحمن وهو عبد الله بن أحمد المذكورة في عقب الحديث من أن معمراً أخطأ في نسبه مردودة بما جاء في رواية "المصنف"، ومن أخرجه من طريقه كما سيأتي!

فهو عند عبد الرزاق في "المصنف"(9497)، ومن طريقه أخرجه ابن حبان (4820)، والطبراني في "الكبير"(1551)، والبغوي في "شرح السنة"(3689). وقد سقط من مطبوع "شرح السنة" اسم محمد بن جبير بن مطعم من الإسناد.

وقد سلف برقم (16756).

ص: 333

قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَخْطَأَ مَعْمَرٌ فِي نَسَبِ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، وَهُوَ: عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ.

16776 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ قَالَ: أَضْلَلْتُ جَمَلًا لِي يَوْمَ عَرَفَةَ، فَانْطَلَقْتُ إِلَى عَرَفَةَ أَبْتَغِيهِ، فَإِذَا أَنَا بِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم وَاقِفٌ فِي النَّاسِ بِعَرَفَةَ عَلَى بَعِيرِهِ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ، وَذَلِكَ بَعْدَمَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ. (1).

16777 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُمَرُ (2) بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ جُبَيْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ أَنَّهُ بَيْنَا هُوَ يَسِيرُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. فَذَكَرَ

(1) إسناده ضعيف، ابن جريج -وهو عبد الملك بن عبد العزيز- أبهم في هذا الإسناد مَنْ سمع منه عن جبير، وقد جاء في "أطراف المسند" 2/ 184 و"إتحاف المهرة" 4/ 37 أنه عمرو بن دينار، ويبقى الإسناد منقطعاً، لأن عمرو ابن دينار لم يدرك جبير بن مطعم، بينهما محمد بن جبير بن مطعم كما في الرواية رقم (16737)، وجاء عند ابن خزيمة في "صحيحه"(3059) أنه والد ابن جريج وهو عبد العزيز بن جريج، وهو ضعيف. قال البخاري: لا يتابع في حديثه.

وقوله: بعدما أنزل عليه، يعارضه ما سلف بإسناد حسن برقم (16757)، وفيه: قبل أن ينزل عليه.

وقد سلف بإسناد صحيح بغير هذه السياقة برقم (16737).

قال السندي: قوله: واقف، أي: وهو واقف، ويمكن أن ينصب.

(2)

في (م): عمرو، وهو تحريف.

ص: 334

الْحَدِيثَ. يَعْنِي نَحْوَ حَدِيثِ مَعْمَرٍ (1).

16778 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَمِّهِ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُمَرُ (2) بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ جُبَيْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ، أَنَّهُ بَيْنَا هُوَ يَسِيرُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَقْفَلَهُ مِنْ حُنَيْنٍ. فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (3).

16779 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِطَرِيقِ مَكَّةَ إِذْ قَالَ: " يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ أَهْلُ الْيَمَنِ كَأَنَّهُمُ السَّحَابُ، هُمْ خِيَارُ مَنْ فِي الْأَرْضِ ". فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ: وَلَا نَحْنُ يَا رَسُولَ اللهِ؟

(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، عمر بن محمد بن جبير بن مطعم من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو اليمان: هو الحكم بن نافع الحمصي، وشعيب: هو ابن أبي حمزة.

وأخرجه البخاري (2821)، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" 1/ 364، والطبراني في "الكبير"(1555) من طريق أبي اليمان، بهذا الإسناد.

وقد سلف طريق معمر برقم (16775)، وانظر (16756).

(2)

في (س) و (ص) و (ق) و (م): عمرو، وهو تحريف.

(3)

حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. ابن أخي ابن شهاب: هو محمد بن عبد الله بن مسلم الزهري.

وأخرجه أبو يعلى (7404) من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزهري، بهذا الإسناد.

وقد سلف برقم (16756).

ص: 335

فَسَكَتَ. قَالَ: وَلَا نَحْنُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَسَكَتَ، قَالَ: وَلَا نَحْنُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَقَالَ فِي الثَّالِثَةِ كَلِمَةً ضَعِيفَةً: " إِلَّا أَنْتُمْ "(1).

16780 -

حَدَّثَنَا وَكِيعُ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ (2)، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدٍ

(1) إسناده حسن، الحارث بن عبد الرحمن هو القرشي العامري خال ابن أبي ذئب: وهو محمد بن عبد الرحمن، انفرد بالرواية عنه ابن أخته ابن أبي ذئب، ولا يعلم له راوٍ غيره فيما ذكر أبو أحمد الحاكم وغيره، وهو صدوق، حسن الحديث، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 183 - 184، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2258)، وأبو يعلى (7401)، والطبراني في "الكبير"(1549) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (945) -ومن طريقه البزار (2838)(زوائد) - عن شعبة، عن ابن أبي ذئب، به بنحوه. وقد سقط اسم شعبة من مطبوع البزار، وقال البزار: لا نعلمه بهذا اللفظ إلا من هذا الوجه، ولا له عن جبير إلا هذا الطريق.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/ 54، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى إلا أنه قال: فقال رجل من الأنصار: إلا نحن، والبزار والطبراني، وأحد إسنادي أحمد وإسناد أبي يعلى والبزار، رجاله رجال الصحيح.

قلنا: الحارث بن عبد الرحمن خال ابن أبي ذئب لم يرو له إلا أصحاب السنن.

وقد سلف نحوه برقم (16758).

(2)

في (س) و (ق) و (م): وكيع بن عبد الرحمن، وضبب فوق لفظ "بن" في (س). وقد جاءت كذلك في (ظ 12) لكن صححت فوقها بـ "واو"، وجاءت على الصواب في "أطراف المسند" 2/ 187.

ص: 336

عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، قَالَ: تَذَاكَرْنَا الْغُسْلَ مِنَ الْجَنَابَةِ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" أَمَّا أَنَا فَأُفِيضُ عَلَى رَأْسِي ثَلَاثًا ".

وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: ذُكِرَتِ الْجَنَابَةُ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: " أَمَّا أَنَا فَآخُذُ بِكَفِّي ثَلَاثًا، فَأُفِيضُ عَلَى رَأْسِي "(1).

16781 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا النُّعْمَانُ بْنُ سَالِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ إِنْسَانًا لَا أَحْفَظُ اسْمَهُ يُحَدِّثُ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أُنَاسًا يَزْعُمُونَ أَنَّهُ لَيْسَتْ (2) لَنَا أُجُورٌ بِمَكَّةَ؟ قَالَ:" لَتَأْتِيَنَّكُمْ أُجُورُكُمْ وَلَوْ كَانَ أَحَدُكُمْ فِي جُحْرِ ثَعْلَبٍ "(3).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، وسماعه من أبي إسحاق -وهو عمرو بن عبد الله السَّبيعي- قبل الاختلاط.

وأخرجه أبو يعلى (7397)، وأبو عوانة 1/ 297 من طريق وكيع بن الجراح الرؤاسي، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(995) -ومن طريقه الطبراني في "الكبير"(1480) - عن سفيان، به، وفيه: ثم أشار بيديه كأنه يفيض بهما على الرأس.

وقد سلف برقم (16749).

(2)

في (ق): ليس، وهي نسخة في (س).

(3)

إسناده ضعيف، وهو مكرر (16759) غير أن شيخ أحمد ها هنا هو بهز بن أسد العمي.

ص: 337

16782 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: حَدَّثَنِي جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ أَنَّهُ جَاءَ وَعُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ يُكَلِّمَانِ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِيمَا قَسَمَ مِنْ خُمُسِ حُنَيْنٍ بَيْنَ بَنِي هَاشِمٍ وَبَنِي الْمُطَّلِبِ، فَقَالَا: يَا رَسُولَ اللهِ، قَسَمْتَ لِإِخْوَانِنَا بَنِي الْمُطَّلِبِ وَبَنِي عَبْدِ مَنَافٍ، وَلَمْ تُعْطِنَا شَيْئًا، وَقَرَابَتُنَا مِثْلُ قَرَابَتِهِمْ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّمَا أَرَى هَاشِمًا وَالْمُطَّلِبَ شَيْئًا وَاحِدًا " قَالَ جُبَيْرٌ: وَلَمْ يَقْسِمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِبَنِي عَبْدِ شَمْسٍ وَلَا لِبَنِي نَوْفَلٍ مِنْ ذَلِكَ الْخُمُسِ كَمَا قَسَمَ لِبَنِي هَاشِمٍ وَبَنِي الْمُطَّلِبِ (1).

16783 -

قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ. وَحَدَّثَنِي حَمَّادٌ الْخَيَّاطُ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه أبو عبيد في "الأموال"(845)، وأبو داود (2978)، والبيهقي في "السنن" 6/ 342 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.

وأخرجه الشافعي 2/ 125، عن داود بن عبد الرحمن العطار، عن ابن المبارك، به.

وأخرجه أبو عبيد في "الأموال"(843)، وابن زنجويه في "الأموال"(1243)، والبخاري (4229)، والطبراني في "الكبير"(1593)، والبيهقي في "السنن" 2/ 149 و 6/ 341 من طريق الليث، والنسائي في "المجتبى" 7/ 130 من طريق نافع بن يزيد، وابن ماجه (2881) من طريق أيوب بن سويد، وابن حبان (3298) من طريق ابن وهب، كلهم عن يونس، به.

وقد سلف برقم (16768)، وانظر (16741).

ص: 338

عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَرَأَ بِالطُّورِ فِي الْمَغْرِبِ. وَقَالَ حَمَّادٌ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَرَأَ (1).

16784 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَاصِمٍ الْعَنَزِيِّ، عَنِ ابْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ. وقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ دَخَلَ فِي صَلَاةٍ، فَقَالَ:" اللهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، اللهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، اللهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، الْحَمْدُ لِلَّهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا - ثَلَاثًا - سُبْحَانَ اللهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا - ثَلَاثًا - اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، مِنْ هَمْزِهِ وَنَفْخِهِ وَنَفْثِهِ " قَالَ عَمْرو: هَمْزُهُ: الْمُوتَةُ، وَنَفْخُهُ: الْكِبْرُ، وَنَفْثُهُ: الشِّعْرُ (2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد الخياط -وهو ابن خالد- فمن رجال مسلم، وقد توبع. عبد الرحمن: هو ابن مهدي.

وهو عند مالك في "الموطأ" 1/ 78، ومن طريقه أخرجه الطيالسي (946)، والشافعي 1/ 86، والبخاري (765)، ومسلم (463)(174)، وأبو داود (811)، والنسائي في "المجتبى" 2/ 169، وفي "التفسير"(549)، وابن خزيمة (514)، وأبو عوانة 2/ 154، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 211، والطبراني في "الكبير"(1492)، والبيهقي في "السنن" 2/ 392، والبغوي في "شرح السنة"(597).

وقد سلف برقم (16735).

(2)

حسن لغيره وهذا إسناد ضعيف، وقد سلف الكلام عليه في الرواية رقم (16739).

وقوله: قال يزيد بن هارون: عن نافع بن جبير، عن أبيه، يعني رواه =

ص: 339

16785 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَبَهْزٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: سَمِعْتُ بَعْضَ إِخْوَتِي يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي فِدَى الْمُشْرِكِينَ - وَقَالَ بَهْزٌ: فِي فِدَى أَهْلِ بَدْرٍ - وَقَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ (1): وَمَا أَسْلَمَ يَوْمَئِذٍ - قَالَ: فَانْتَهَيْتُ إِلَيْهِ وَهُوَ يُصَلِّي الْمَغْرِبَ، وَهُوَ يَقْرَأُ فِيهَا بِالطُّورِ، قَالَ: فَكَأَنَّمَا صُدِعَ قَلْبِي حَيْثُ سَمِعْتُ الْقُرْآنَ - وَقَالَ بَهْزٌ فِي حَدِيثِهِ - فَكَأَنَّمَا صُدِعَ قَلْبِي حِينَ سَمِعْتُ الْقُرْآنَ (2).

16786 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا

= يزيد، عن شعبة، عن عمرو بن مرة، عن عاصم، عن نافع بن جبير، به، سمَّى ابنَ جبير نافعاً.

وأخرجه الحاكم 1/ 235 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن ماجه (807)، وابن خزيمة (468)، وابن حبان (1779) و (2601) من طريق محمد بن جعفر، به.

وأخرجه البيهقي في "السنن" 2/ 35 من طريق يزيد بن هارون عن شعبة، به، وقرن مع شعبة مسعراً.

وأخرجه الطيالسي (947)، والبخاري في "التاريخ الكبير" 6/ 488، وابن خزيمة (468)، وأبو داود (764)، وابن الجارود (180)، وأبو يعلى (7398)، وابن حبان (1780)، والطبراني في "الكبير"(1568)، والحاكم 1/ 235، وابن حزم في "المحلى" 3/ 248، والبيهقي 2/ 35، والبغوي في "شرح السنة"(575) من طرق عن شعبة، به، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي!

(1)

في (م): وقال جعفر، وهو وهم.

(2)

حديث صحيح دون قوله: فكأنما صدع قلبي حيث سمعت القرآن، وهو مكرر (16762)، وقد سلف الكلام عليه هناك.

ص: 340

إِسْحَاقَ، يُحَدِّثُ أَنَّهُ سَمِعَ سُلَيْمَانَ بْنَ صُرَدٍ يُحَدِّثُ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ ذُكِرَ عِنْدَهُ الْغُسْلُ مِنَ الْجَنَابَةِ فَقَالَ:" أَمَّا أَنَا فَأُفْرِغُ عَلَى رَأْسِي ثَلَاثًا "(1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وشعبة: وهو ابن الحجاج قد سمع من أبي إسحاق: وهو عمرو بن عبد الله السبيعي قبل الاختلاط.

وأخرجه مسلم (327)(55) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (948)، وأبو عوانة 1/ 297، والطبراني في "الكبير"(1481) من طريق شعبة، به.

وقد سلف برقم (16749).

ص: 341

‌حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ الْمُزَنِيِّ (1)، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

16787 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ إِيَاسٍ الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عَبَايَةَ، عَنِ ابْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ، يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: سَمِعَنِي أَبِي وَأَنَا أَقُولُ: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، فَقَالَ: أَيْ بُنَيَّ، إِيَّاكَ - قَالَ: وَلَمْ أَرَ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ أَبْغَضَ إِلَيْهِ حَدَثًا فِي الْإِسْلَامِ مِنْهُ - فَإِنِّي قَدْ صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَمَعَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَمَعَ عُثْمَانَ، فَلَمْ أَسْمَعْ أَحَدًا مِنْهُمْ يَقُولُهَا، فَلَا تَقُلْهَا، إِذَا أَنْتَ قَرَأْتَ فَقُلْ: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2).

(1) هو عبد الله بن مغفل بن عبد نَهْم بن عفيف بن أسحم بن ربيعة بن عدي بن ثعلبة المُزَني، أبو سعيد، ويقال: أبو عبد الرحمن. سكن المدينة ثم تحوَّل إلى البصرة. وهو من أصحاب الشجرة، وكان أحد العشرة الذين بعثهم عمرُ يفقِّهون الناس، وكان من فقهاء الصحابة. مات في البصرة سنة (57) وقيل بعد ذلك.

(2)

إسناده حسن في الشواهد، ابن عبد الله بن مغفل: سمي في رواية أحمد هنا يزيد، وقد روى عنه ثلاثة، ولم يؤثر توثيقه عن أحد، وقد حسَّن له الترمذي هذا الحديث، ووافقه الزيلعي في "نصب الراية" 1/ 333، وباقي رجاله ثقات، ويشهد له حديث أنس السالف برقم (12810).

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 410، وابن ماجه (815)، والترمذي (244)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 202 من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد.

وأخرجه بنحوه البخاري في "القراءة خلف الإمام"(116) من طريق يزيد ابن هارون، عن سعيد بن إياس الجريري، به.

ص: 342

16788 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَوْلَا أَنَّ الْكِلَابَ أُمَّةٌ مِنَ الْأُمَمِ لَأَمَرْتُ بِقَتْلِهَا، فَاقْتُلُوا مِنْهَا الْأَسْوَدَ الْبَهِيمَ. وَأَيُّمَا قَوْمٍ اتَّخَذُوا كَلْبًا لَيْسَ بِكَلْبِ حَرْثٍ أَوْ صَيْدٍ (1) أَوْ مَاشِيَةٍ نَقَصُوا مِنْ أُجُورِهِمْ (2) كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطًا ".

قَالَ: وَكُنَّا نُؤْمَرُ أَنْ نُصَلِّيَ فِي مَرَابِضِ الْغَنَمِ، وَلَا نُصَلِّيَ فِي أَعْطَانِ الْإِبِلِ، فَإِنَّهَا خُلِقَتْ مِنَ الشَّيَاطِينِ (3).

(1) في (ق): ولا صيد.

(2)

في (ظ 12) و (ص) وهامش (س) و (ق): أجرهم.

(3)

إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين، والحسن البصري قد سمع عبد الله بن مغفل كما ذكر الإمام أحمد -فيما حكاه عنه ابن أبي حاتم في "المراسيل" ص 45، وقد صرح بسماعه هذا الحديث منه عند ابن حبان (5656). إسماعيل: هو ابن عُلَيَّة، ويونس: هو ابن عبيد العبدي.

وأخرجه بتمامه ابنُ حبان (5657) من طريق يزيد بن زُريع، عن يونس بن عبيد، بهذا الإسناد.

والقسم الأول منه -وهو في قتل الكلاب-:

أخرجه أبو داود (2845)، والترمذي (1486)، والنسائي في "المجتبى" 7/ 185، وابن ماجه (3205) من طرق عن يونس، به.

وقال الترمذي: حسن صحيح.

وأخرجه الترمذي (1486) و (1489)، وابن عدي في "الكامل" 3/ 1179، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 111، والخطيب في "تاريخه" 3/ 304، والبغوي في "شرح السنة"(2780)، وفي "التفسير" 2/ 132 من طرق عن الحسن، به.

وسيأتي 5/ 54 و 56.

وفي الباب: عن جابر عند ابن أبي شيبة 5/ 406، ومسلم (1572)، وابن =

ص: 343

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= حبان (5658)، وقد سلف 3/ 333.

وعن عائشة عند الطبراني في "الأوسط "(5159)، وقد ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/ 43، وقال: رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه ليث بن أبي سليم، وهو ثقة، لكنه مدلس.

وعن علي عند الطبراني في "الأوسط"(7895)، وذكره الهيثمي في "المجمع" 1/ 286، وقال: رواه الطبراني في "الأوسط" من طريق الجارود عن إسرائيل، والجارود لم أعرفه.

وعن ابن عباس بنحوه عند أبي يعلى (2442)، والطبراني في "الكبير"(11979)، وفي "الأوسط"(2740). ذكره الهيثمي في "المجمع" 4/ 43، وقال: رواه أبو يعلى، والطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، وإسناده حسن.

والقسم الثاني منه -وهو في قصة اتخاذ الكلاب-:

أخرجه النسائي 7/ 185 من طريق يزيد بن زريع، وابن ماجه (3205) من طريق أبي شهاب الحنّاط، وابن حبان (5650) من طريق حماد بن سلمة، ثلاثتهم عن يونس، به.

وفي رواية ابن ماجه: "قيراطان".

وأخرجه الترمذي (1489) من طريق إسماعيل بن مسلم، وابن عدي في "الكامل" 3/ 1179، والخطيب في "تاريخه" 3/ 304 من طريق أبي حرّة، والنسائي 7/ 188 - 189 من طريق عوف الأعرابي، ثلاثتهم عن الحسن، به.

وقال الترمذي: حديث حسن. وفي رواية ابن عدي والخطيب: "ضرع" بدلاً من "صيد".

وسيأتي 5/ 56 و 57.

وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4479)، وذكرنا بقية أحاديث الباب هناك.

والقسم الثالث منه -وهو في الصلاة في مرابض الغَنَم-:

أخرجه ابنُ أبي شيبة 1/ 384 و 14/ 449، وابن ماجه (769)، وابن حبان =

ص: 344

16789 -

حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَذْكُرُ، عَنْ أَبِي إِيَاسٍ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ الْمُزَنِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقْرَأُ - يَعْنِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْفَتْحِ، فَلَوْلَا أَنْ يَجْتَمِعَ النَّاسُ عَلَيَّ لَحَكَيْتُ لَكُمْ قِرَاءَةَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: قَرَأَ سُورَةَ الْفَتْحِ، قَالَ (1): لَوْلَا أَنْ يَجْتَمِعَ النَّاسُ عَلَيَّ لَحَكَيْتُ لَكُمْ مَا قَالَ عَبْدُ اللهِ - يَعْنِي ابْنَ مُغَفَّلٍ - كَيْفَ قَرَأَ رَسُولُ

= (1702)، والبيهقي في "السنن" 2/ 449، وابن عبد البر في "التمهيد" 5/ 302 - 303 من طريق هشيم بن بشير، عن يونس، بهذا الإسناد.

وتحرف اسم هشيم في مطبوع ابن ماجه إلى أبي نعيم، وانظر "تحفة الأشراف" 7/ 174، و"تهذيب الكمال" 32/ 519.

وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(1602) من طريق عمرو بن عبيد، عن الحسن، به.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 2/ 56، وفي "الكبرى"(814) من طريق أشعث، عن الحسن، به. بلفظ: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة في أعطان الإبل.

وسيأتي بالأرقام (16799) و 5/ 54 و 55.

وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6658) وذكرنا بقية أحاديث الباب هناك.

ومرابض الغنم: مأواها التي تربض فيه، من رَبَضَ في المكان: إذا لصق به، وأقام ملازماً له، وأعطان الإبل: مباركها حيث كانت.

وقوله: فإنها خلقت من الشياطيِن قال الخطابي: يريد أنها لما فيها من النفور والشرود ربما أفسدت على المصلي صلاته، والعرب تسمي كل مارِدٍ شيطاناً، وقال القرطبي في "تفسيره" 1/ 90: وسمي الشيطان شيطاناً لبُعده عن الحق وتمرده، وذلك أن كُلَّ عاتٍ متمرِّدٍ من الجن والإنس والدواب شيطانٌ.

(1)

يعني: معاوية بن قرة المزني.

ص: 345

اللهِ صلى الله عليه وسلم. وقَالَ بَهْزٌ وَغُنْدَرٌ قَالَ: فَرَجَّعَ فِيهَا (1).

16790 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا كَهْمَسٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنِ ابْنِ مُغَفَّلٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" بَيْنَ كُلِّ أَذَانَيْنِ صَلَاةٌ لِمَنْ شَاءَ "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (794)(237) عن ابن أبي شيبة، والنسائي في "الكبرى"(8055) عن عبد الله بن سعيد، كلاهما عن عبد الله بن إدريس، بهذا الإسناد، ولفظه عند مسلم: قرأ النبي صلى الله عليه وسلم عام الفتح في مسيرٍ له سورة الفتح على راحلته، فرجّع في قراءته.

ولفظه عند النسائي: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة بسورة الفتح، فما سمعت قراءةً أحسن منها، يرجّع.

وأخرجه بنحوه الطيالسي (212)، وأبو عبيد في "فضائل القرآن" ص 75، والبخاري في "صحيحه"(4281) و (4835) و (5034) و (5047)، وفي "خلق أفعال العباد" ص 55، ومسلم (794)(239)، وأبو داود (1467)، والترمذي في "الشمائل"(312)، والنسائي في "الكبرى"(8054) و (8062)، والبيهقي في "السنن" 2/ 53، والبغوي في "شرح السنة"(1215) من طرق عن شعبة، به.

وسيأتي بنحوه في 5/ 54 و 55.

والترجيع: ترديد القارئ الحرف في الحلق، أي: أنه كان يحسن الصوت بالقراءة وترتيلها.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطان، وكهمس: هو ابن الحسن البصري.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 2/ 28 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (627)، ومسلم (838)(304)، وابن ماجه (1162)، =

ص: 346

16791 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ وَبَهْزٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُغَفَّلٍ قَالَ (1): قَالَ: دُلِّيَ جِرَابٌ مِنْ شَحْمٍ يَوْمَ خَيْبَرَ. قَالَ: فَالْتَزَمْتُهُ. قُلْتُ: لَا أُعْطِي أَحَدًا مِنْهُ شَيْئًا. قَالَ: فَالْتَفَتُّ، فَإِذَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتَبَسَّمُ. قَالَ بَهْزٌ: إِلَيَّ (2).

16792 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو التَّيَّاحِ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنِ ابْنِ مُغَفَّلٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَمَرَ بِقَتْلِ الْكِلَابِ، ثُمَّ قَالَ:" مَا لَهُمْ وَلَهَا " فَرَخَّصَ فِي كَلْبِ الصَّيْدِ وَفِي كَلْبِ الْغَنَمِ، قَالَ:

= وابن خزيمة (1287)، وأبو عوانة 2/ 31 و 264، وابن حبان (1559) و (1561) و (5804)، والدارقطني 1/ 266، والبيهقي في "السنن" 2/ 474 و 474 - 475 وه 47، والبغوي في "شرح السنة"(430) من طرق عن كهمس، به.

وسيأتي 5/ 54 و 56 و 57.

(1)

لفظ "قال" هذا ليس في (ص).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن المغيرة، فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاري مقروناً وتعليقاً. يحيى بن سعيد: هو القطان، وبهز: هو ابن أسد العمِّي.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/ 236 من طريق يعقوب بن إبراهيم، عن يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (917)، ومسلم (1772)(72)، وأبو داود (2702)، والدارمي 2/ 234، وأبو عوانة 4/ 109 - 110 و 110، والبيهقي في "السنن" 9/ 59 و 10/ 9، وفي "الدلائل" 4/ 241 من طرق عن سليمان بن المغيرة، به.

وسيأتي بنحوه في 5/ 55 و 56 من طريق شعبة عن حميد بن هلال.

وفي باب جواز الأكل من طعام الغنيمة عن ابن عمر عند البخاري (3154).

ص: 347

" وَإِذَا (1) وَلَغَ الْكَلْبُ فِي الْإِنَاءِ فَاغْسِلُوهُ سَبْعَ مِرَارٍ وَالثَّامِنَةَ عَفِّرُوهُ بِالتُّرَابِ "(2).

16793 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِشَامٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنِ التَّرَجُّلِ إِلَّا غِبًّا (3).

(1) في (ظ 12) و (ص): فإذا.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وشعبة: هو ابن الحجاج العتكي، وأبو التياح: هو يزيد بن حميد الضَّبعي، ومطرِّف: هو ابن عبد الله بن الشِّخِّير.

وأخرجه أبو داود (74)، والبغوي في "شرح السنة"(2781) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (280)، والبيهقي في "السنن" 1/ 251 من طريق يحيى بن سعيد، به. وزاد مسلم: كلب زرع، وأخرجه مطولاً ومختصراً ابن أبي شيبة 1/ 174 وه/ 405 - 406 و 14/ 204، ومسلم (280) و (1573)، والنسائي في "المجتبى" 1/ 54 و 177، وفي "الكبرى"(70)، وابن ماجه (365) و (3200) و (3201)، والدارمي 1/ 188 و 2/ 90، وأبو عوانة 1/ 208، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4670)، وفي "شرح معاني الآثار" 1/ 23 و 4/ 56، وابن حبان (1298)، والبيهقي 1/ 241 - 242 و 6/ 10 من طرق عن شعبة، به.

وعند ابن ماجه في الرواية (3201): ثم رخص لهم في كلب الزرع وكلب العِين. قال بندار: العِين: حيطان المدينة.

وسيأتي برقم 5/ 56.

والترخيص في كلب الصيد وكلب الغنم سلف من حديث ابن عمر برقم (4479)، وذكرنا هناك أحاديث الباب.

(3)

صحيح لغيره، رجاله ثقات وجال الشيخين لكن فيه عنعنة =

ص: 348

16794 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَ: حَدَّثَنِي كَهْمَسٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنِ ابْنِ مُغَفَّلٍ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْخَذْفِ، وَقَالَ:" إِنَّهَا لَا يُنْكَأُ بِهَا عَدُوٌّ، وَلَا يُصَادُ بِهَا صَيْدٌ "(1).

= الحسن. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وهشام: هو ابن حسان الأزدي القردوسي.

وأخرجه أبو داود (4159)، والترمذي في "جامعه"(1756)، وفي "الشمائل"(34)، والحربي في "غريب الحديث" ص 415، وابن حبان (5484)، والبغوي في "شرح السنة"(3165) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.

وأخرجه الترمذي (1756)، والنسائي في "المجتبى" 8/ 132، والطبراني في "الأوسط"(2457)، وأبو نعيم في "الحلية" 6/ 276، والبيهقي في "الآداب"(697) من طريقين، عن هشام بن حسان، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 580 من طريق أبي خزيمة، و 8/ 580، والنسائي 8/ 132 من طريق قتادة، كلاهما عن الحسن، به مرسلاً دون ذكر الصحابي.

وله شاهد من حديث رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، من طريق حميد بن عبد الرحمن الحميري عنه، سيرد 4/ 111 بإسناد صحيح، ولفظه: نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يمتشط أحدنا كل يوم. وهو جزءٌ من حديث.

وآخر من حديث رجلٍ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، عند النسائي 8/ 132 أخرجه عن إسماعيل بن مسعود -وهو الجحدري-، عن خالد بن الحارث، عن كهمس -وهو ابن الحسن البصري التميمي-، عن عبد الله بن شقيق قال: كان رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عاملاً بمصر، فأتاه رجل من أصحابه، فإذا هو شَعِث الرأس مُشْعانٌ، قال: ما لي أراك مُشْعانَّاً وأنت أمير؟ قال: كان نبي الله صلى الله عليه وسلم ينهانا عن الإرفاه، قلنا: وما الإرفاه؟ قال: الترجل كل يوم. وإسناده صحيح.

قال ابن الأثير في "النهاية" 2/ 203: الترجل والترجيل: تسريح الشعر وتنظيفه وتحسينه، كأنه كره كثرة الترفُّه والتنعُّم.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجرّاح الرؤاسي، =

ص: 349

16795 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، عَنِ الْفُضَيْلِ (1) بْنِ زَيْدٍ الرَّقَاشِيِّ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ، قَالَ: فَتَذَاكَرْنَا الشَّرَابَ، فَقَالَ: الْخَمْرُ حَرَامٌ. قُلْتُ لَهُ: الْخَمْرُ حَرَامٌ فِي كِتَابِ اللهِ عز وجل. قَالَ: فَأَيشْ تُرِيدُ، تُرِيدُ مَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَنْهَى عَنِ الدُّبَّاءِ وَالْحَنْتَمِ وَالْمُزَفَّتِ. قَالَ: قُلْتُ: مَا الْحَنْتَمُ؟ قَالَ: كُلُّ خَضْرَاءَ وَبَيْضَاءَ. قَالَ: قُلْتُ: مَا الْمُزَفَّتُ؟ قَالَ: كُلُّ مُقَيَّرٍ مِنْ زِقٍّ أَوْ غَيْرِهِ (2).

= وكهمس: هو ابن الحسن البصري.

وأخرجه مطولاً البخاري (5479) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وسيأتي بالأرقام (16808) و 5/ 54 و 55 و 56 و 57 وفي بعضها قصة.

(1)

تحرف في (م) إلى: الفضل.

(2)

إسناده صحيح، الفضيل بن زيد الرقاشي ذكره الحسيني في "الإكمال" وقال: قال ابن معين: رجل صدق ثقة بصري، وقال ابن حبان: كان من قرّاء أهل البصرة. وذكر أنه روى عنه عاصم الأحول وغيره. (قد تحرف فيه اسم عاصم إلى عامر، وجاء على الصواب في كلام ابن حجر). وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. يونس بن محمد: هو المؤدب، وعبد الواحد: هو ابن زياد العبدي، وعاصم الأحول: هو ابن سليمان.

وأخرجه مختصراً الطبراني في "الأوسط"(5276) من طريق معمر بن راشد عن عاصم الأحول، به. وقال: لم يرو هذا الحديث عن عاصم الأحول إلا معمر. قلنا: بل رواه غيره كما هو ظاهر في هذه الرواية والرواية الآتية (16807).

وأورده الهيثمي بهذا اللفظ في "المجمع" 5/ 58، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير" و"الأوسط" بعضه، ورجال أحمد رجال الصحيح خلا =

ص: 350

16796 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَبِي نَعَامَةَ: أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ مُغَفَّلٍ سَمِعَ ابْنًا لَهُ يَقُولُ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْفِرْدَوْسَ وَكَذَا، وَأَسْأَلُكَ كَذَا. فَقَالَ: أَيْ بُنَيَّ سَلِ اللهَ الْجَنَّةَ، وَتَعَوَّذْ بِاللهِ مِنَ النَّارِ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" يَكُونُ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ قَوْمٌ يَعْتَدُونَ فِي الدُّعَاءِ وَالطَّهُورِ "(1).

= الفضيل بن زيد، وهو ثقة.

وسيأتي مطولاً في الروايتين (16807) و 5/ 57، وانظر (16804).

وقد سلفت أحاديث الباب في مسند ابن عمر عند الرواية (4465).

(1)

حديث حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف يزيد الرقاشي، وهو ابن أبان، ثم إن أبا نعامة: وهو قيس بن عباية الحنفي، لم يسمع من عبد الله ابن مُغَفَّل، بينهما ابنه يزيد بن عبد الله بن مغفل كما سلف في الرواية رقم (16787)، وقد أشار إلى هذا الانقطاع الذهبي في "تلخيصه" للمستدرك 1/ 162، فقال: فيه إرسال.

وقد اختلف فيه على حماد بن سلمة، فرواه هنا عن يزيد الرقاشي، ورواه عن سعيد الجريري كما في الرواية الآتية برقم (16801).

وقد اختلف فيه على حماد كذلك في روايته عن سعيد الجريري، فرواه عنه، عن أبي نعامة كما في الرواية الآتية برقم (16801)، ورواه عنه عن أبي العلاء: وهو يزيد بن عبد الله بن الشخير كما عند ابن حبان (6763).

وسماع حماد بن سلمة من الجريري قبل الاختلاط، وقد ذكر ابن حبان عقب الرواية رقم (6764) أن الجريري سمع هذا الخبر من يزيد بن عبد الله بن الشخير وأبي نعامة، فالطريقان محفوظان.

قلنا: ولكن طريق أبي نعامة منقطع كما سلف بيان ذلك، وأما طريق يزيد ابن عبد الله فمظنة الاتصال، وإن كان ظاهره الانقطاع؛ لأن يزيد محتمل =

ص: 351

16797 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَعَبْدُ الْأَعْلَى، قَالَا: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" يَقْطَعُ الصَّلَاةَ الْمَرْأَةُ وَالْكَلْبُ وَالْحِمَارُ "(1).

= للسماع من عبد الله بن المُغَفَّل.

وقد سلف نحوه من حديث سعد بن أبي وقاص برقم (1483) من طريق شعبة، عن زياد بن مخراق، قال: سمعت أبا عباية -وهو قيس بن عباية، ويقال له أبو نعامة- عن مولى لسعد أن سعداً سمع ابناً له يدعو

فذكره. وهذا إسناد ضعيف كما بينا هناك، وزياد بن مخراق لم يقم إسناده كما ذكر الإمام أحمد.

وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(500)، والطبراني في "الدعاء"(58) من طرق عن حماد بن سلمة، عن يزيد الرقاشي، بهذا الإسناد.

وسيأتي برقم (16801) و 5/ 55.

قال السندي: قوله: "يعتدون"، أي: يتجاوزون الحد.

(1)

صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الشيخين، محمد بن جعفر -وإن سمع من سعيد: وهو ابن أبي عروبة بعد الاختلاط- قد تابعه عبد الأعلى: وهو ابن عبد الأعلى السَّامي، وهو ممن سمع من سعيد قبل الاختلاط، وفيه عنعنة الحسن، وقد اختلف فيه على قتادة، وبيَّنا بعض أوجه الاختلاف في رواية أبي هريرة السالفة برقم (7983).

وأخرجه ابن ماجه (951)، وابن حبان (2386) من طريق عبد الأعلى، عن سعيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 458 من طريق معاذ بن معاذ، عن سعيد بن أبي عروبة، به.

وسيكرر 5/ 57 سنداً ومتناً.

وقد سلف من حديث ابن عباس برقم (3241)، ومن حديث أبي هريرة =

ص: 352

16798 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ تَبِعَ جِنَازَةً حَتَّى يُصَلِّيَ عَلَيْهَا، فَلَهُ قِيرَاطٌ، وَمَنْ انْتَظَرَهَا حَتَّى يُفْرَغَ مِنْهَا فَلَهُ قِيرَاطَانِ "(1).

16799 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " صَلُّوا فِي مَرَابِضِ الْغَنَمِ، وَلَا تُصَلُّوا فِي أَعْطَانِ الْإِبِلِ، فَإِنَّهَا خُلِقَتْ مِنَ الشَّيَاطِينِ "(2).

= برقم (7983)، وقد بسطنا فيهما الكلام في طرق هذا وشواهده ومعارضيه وشرحه، فانظرهما لزاماً.

(1)

صحيح لغيره، المبارك: وهو ابن فضالة -وإن كان يدلس- صحيح الرواية عن الحسن البصري. قال أحمد: ما روى عن الحسن يُحتج به. وهذا مقيَّد بما إذا صرَّح بالسماع منه، وقد تابعه أشعث بن عبد الملك الحُمْراني في الرواية الآتية 5/ 57، وهو ثقة. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1270) من طريق سليمان بن حرب، عن المبارك بن فضالة، بهذا الإسناد.

وسيأتي 5/ 57.

وقد سلف نحوه في مسند عبد الله بن عمر بن الخطاب برقم (4453) وإسناده صحيح، وذكرنا هناك أحاديث الباب.

(2)

حديث صحيح، وهو مختصر الحديث (16788)، مبارك بن فضالة -وإن كان مدلساً- قد توبع، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم. =

ص: 353

16800 -

حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، قَالَ: حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ الْمُزَنِيِّ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالْحُدَيْبِيَةِ فِي أَصْلِ الشَّجَرَةِ الَّتِي قَالَ اللهُ تَعَالَى فِي الْقُرْآنِ، وَكَانَ يَقَعُ مِنْ أَغْصَانِ تِلْكَ الشَّجَرَةِ عَلَى ظَهْرِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَسُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِعَلِيٍّ رضي الله عنه:" اكْتُبْ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ". فَأَخَذَ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو بِيَدِهِ، فَقَالَ: مَا نَعْرِفُ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1)، اكْتُبْ فِي قَضِيَّتِنَا مَا نَعْرِفُ، قَالَ:" اكْتُبْ بِاسْمِكَ اللهُمَّ ". فَكَتَبَ: " هَذَا مَا صَالَحَ عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَهْلَ مَكَّةَ ". فَأَمْسَكَ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو بِيَدِهِ، وَقَالَ: لَقَدْ ظَلَمْنَاكَ إِنْ كُنْتَ رَسُولَهُ، اكْتُبْ فِي قَضِيَّتِنَا مَا نَعْرِفُ. فَقَالَ:" اكْتُبْ هَذَا مَا صَالَحَ عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَأَنَا (2) رَسُولُ اللهِ "، فَكَتَبَ. فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ خَرَجَ عَلَيْنَا ثَلَاثُونَ شَابًّا عَلَيْهِمُ السِّلَاحُ، فَثَارُوا فِي وُجُوهِنَا، فَدَعَا عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَخَذَ اللهُ عز وجل بِأَبْصَارِهِمْ،

= وأخرجه الطيالسي (913) عن مبارك بن فضالة، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 384 من طريق أبي عاصم، عن مُبارك، به. دون قوله:"فإنها خُلِقت من الشياطين".

وسلف مطولاً برقم (16788).

(1)

في (م): بسم الله الرحمن الرحيم.

(2)

في (ظ 12) و (ص): وأما، وهو تحريف، والمثبت من (س) و (ق) و (م). وقال السندي: قوله: "وأنا رسول الله"، لبيان أن هذا لا ينافي ذلك.

ص: 354

فَقَدِمْنَا إِلَيْهِمْ، فَأَخَذْنَاهُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" هَلْ جِئْتُمْ فِي عَهْدِ أَحَدٍ، أَوْ هَلْ جَعَلَ لَكُمْ أَحَدٌ أَمَانًا؟ " فَقَالُوا: لَا، فَخَلَّى سَبِيلَهُمْ، فَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا} [الفتح: 24] (1).

قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: قَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ. وَقَالَ حُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ: عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ، وَهَذَا

(1) حديث صحيح، حسين بن واقد: وهو المروزي، مختلف فيه، وهو حسن الحديث، وقال أحمد: في أحاديثه زيادة، ما أدري أي شيء هي. ونفض يده. وقد أخرج له مسلم متابعة، وقد خالف في هذا الحديث حماد بن سلمة في روايته عن ثابت، عن أنس كما سلف 3/ 122، 268، وحماد أثبت الناس في ثابت، وثابت أثبت أصحاب أنس بعد الزهري. وترجيح عبد الله بن أحمد عقب هذا الحديث رواية حسين بن واقد هو ترجيح مردود بما قدَّمنا، والله أعلم.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(11511) -وهو في "التفسير"(531) - والطبري في "التفسير" 26/ 94 و 93 - 94، والحاكم 2/ 460 - 461، والبيهقي في "السنن" 6/ 319 من طرق عن حسين بن واقد، بهذا الإسناد، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، إذ لا يبعد سماع ثابت من عبد الله بن مغفل، وقد اتفقا على إخراج حديث معاوية بن قرة وحميد بن هلال عن ابن مغفل، وثابت أسن منهما، ووافقه الذهبي! قلنا: حسين بن واقد لم يحتج به البخاري، وإنما أخرج له تعليقاً، وروى له مسلم متابعة.

وأورده الحافظ في "الفتح" 5/ 351 مختصراً، وقال: إسناده صحيح!

وقد سلف حديث أنس 3/ 122، 268، وهو عند مسلم (1784) و (1808).

وانظر حديث عبد الله بن عباس السالف برقم (3187).

ص: 355

الصَّوَابُ عِنْدِي إِنْ شَاءَ اللهُ.

16801 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَعَامَةَ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ مُغَفَّلٍ سَمِعَ ابْنًا لَهُ يَقُولُ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْقَصْرَ الْأَبْيَضَ مِنَ الْجَنَّةِ إِذَا دَخَلْتُهَا عَنْ يَمِينِي. قَالَ: فَقَالَ لَهُ: يَا بُنَيَّ سَلِ اللهَ الْجَنَّةَ، وَتَعَوَّذْهُ مِنَ النَّارِ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" سَيَكُونُ بَعْدِي قَوْمٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ يَعْتَدُونَ فِي الدُّعَاءِ وَالطَّهُورِ "(1).

16802 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ وَحُمَيْدٌ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: " إِنَّ اللهَ عز وجل

(1) حديث حسن لغيره، وهذا إسناد سلف الكلام عليه مفصلاً في الرواية السالفة برقم (16796).

وأخرجه أبو داود (96)، وابن حبان (6764)، والطبراني في "الدعاء"(59)، والحاكم 1/ 162 و 540، والبيهقي في "السنن" 1/ 196 - 197 من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم في الموضعين، وتعقبه الذهبي في الموضع الأول بقوله: فيه إرسال، ولكن وافقه على تصحيحه في الموضع الثاني!

وأخرجه ابن حبان (6763) من طريق أبي الوليد الطيالسي، عن حماد بن سلمة، عن الجريري، عن أبي العلاء -وهو يزيد بن عبد الله بن الشِّخِّير- عن ابن مُغَفَّل، به.

ص: 356

رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ، وَيُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لَا يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ " (1).

16803 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ - يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ - عَنْ

(1) صحيح لغيره، وهذا سند رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة فمن رجال مسلم، لكن فيه عنعنة الحسن. عفان: هو ابن مسلم الصفار، ويونس: هو ابن عبيد بن دينار العبدي، وحميد: هو الطويل.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 512، والطبراني في "مكارم الأخلاق"(23) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(504)، والبخاري في "الأدب المفرد"(472)، وأبو داود (4807)، والدارمي 2/ 323، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1091)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 51 - 52 من طرق عن حماد بن سلمة، به.

وأخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 77 من طريق أبي سلمة موسى ابن إسماعيل التبوذكي، عن حماد بن سلمة، عن حميد، به.

وسيأتي برقم (16805).

وقد سلف من حديث علي بن أبي طالب برقم (902)، وذكرنا هناك أحاديث الباب.

قال السندي: قوله: "رفيق"، أي: يعامل الناس بالرفق واللطف، ويكلفهم بقدر الطاقة.

وقوله: "يحب الرفق": من العبد.

قوله: "على الرفق": من جزيل الثواب.

قوله: "على العنف": بضم فسكون: ضد الرفق، أي: من يدعو الناس إلى الهدى برفقٍ ولطف خير من الذي يدعو بعنف وشدة إذا كان المحل يقبل الأمرين، وإلا يتعين ما يقبله المحل، والله تعالى أعلم بحقيقة الحال.

ص: 357

عَبِيدَةَ بْنِ أَبِي رَائِطَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ الْمُزَنِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَصْحَابِي لَا تَتَّخِذُوهُمْ غَرَضًا بَعْدِي، فَمَنْ أَحَبَّهُمْ فَبِحُبِّي أَحَبَّهُمْ، وَمَنْ أَبْغَضَهُمْ فَبِبُغْضِي أَبْغَضَهُمْ، وَمَنْ آذَاهُمْ فَقَدْ آذَانِي، وَمَنْ آذَانِي فَقَدْ آذَى اللهَ، وَمَنْ آذَى اللهَ أَوْشَكَ أَنْ يَأْخُذَهُ "(1).

(1) إسناده ضعيف، عبد الله بن عبد الرحمن، مختلف في اسمه، فيقال: عبد الرحمن بن زياد -قال البخاري: وفيه نظر- ويقال: عبد الرحمن بن عبد الله، انفرد بالرواية عنه عَبيدة بن أبي رائطة، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقال ابن معين: لا أعرفه، وكذلك قال الذهبي في "الميزان": لا يعرف. وجاء في "تهذيب التهذيب" في ترجمته: عبد الرحمن بن زياد ابن أبيه بقي إلى أيام الحجاج، وهو الذي ذكره الطبري، وليس هو فيما أظن راوي الحديث المذكور. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبيدة بن أبي رائطة، فقد روى له الترمذي، وهو صدوق. يونس: هو ابن محمد المؤدب البغدادي، وإبراهيم بن سعد: هو عبد الرحمن بن عوف الزهري.

وهو في "فضائل الصحابة" للمصنف (3).

وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(992)، وعبد الله بن أحمد في زوائده على "الفضائل"(4)، والعقيلي في "الضعفاء" 2/ 272، وابن حبان (7256)، وابن عدي في "الكامل" 4/ 1485، وأبو نعيم في "الحلية" 8/ 287 من طرق عن إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد.

وأخرجه العقيلي 2/ 272 من طريق الأزرقي عن إبراهيم بن سعد، به. وسماه عبد الرحمن بن أبي زياد!

وأخرجه الترمذي (3862)، والبيهقي في "الاعتقاد" ص 207، والبغوي في "شرح السنة"(3860)، والمزي في "تهذيب الكمال" 17/ 112 من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن عبيدة بن أبي رائطة، به، وسماه: =

ص: 358

16804 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، أَوْ عَنْ غَيْرِهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ الْمُزَنِيِّ قَالَ: أَنَا شَهِدْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ نَهَى عَنْ نَبِيذِ الْجَرِّ، وَأَنَا شَهِدْتُهُ حِينَ رَخَّصَ فِيهِ، قَالَ:" وَاجْتَنِبُوا الْمُسْكِرَ "(1).

= عبد الرحمن بن زياد. وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.

وسيأتي 5/ 54 و 57.

قال السندي: قوله: "غرضاً"، أي: مَرْمَى، أي: محلاً للطعن والسَّبِّ.

(1)

إسناده ضعيف، أبو جعفر الرازي، مشهور بكنيته، وقد اختلف في اسمه، فقيل: عيسى بن أبي عيسى، واسم أبي عيسى ماهان، وقيل: عيسى بن عبد الله بن ماهان، وقد اختلف فيه، وهو إلى الضعف أقرب لسوء حفظه، ولا يحتمل تفرده، قال ابن حبان في "المجروحين" 2/ 120: كان ممن ينفرد بالمناكير عن المشاهير، لا يعجبني الاحتجاج بخبره إلا فيما وافق الثقات، ولا يجوز الاعتبار بروايته إلا فيما لم يخالف الأثبات. والربيع بن أنس: وهو الخراساني ثقة، روى له أصحاب السنن إلا أن الناس يتقون من حديثه ما كان من رواية أبي جعفر عنه؛ لأن في أحاديثه عنه اضطراباً كثيراً فيما نقل ابن حجر عن ابن حبان في "تهذيب التهذيب". قلنا: وهذه منها. وقد شك في الراوي عن عبد الله بن مغفل كذلك. أبو العالية: هو رفيع بن مهران الرياحي.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 110 عن وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 229 من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، عن أبي جعفر، به.

ويغني عنه حديث بريدة عند مسلم (977) رفعه: "ونهيتكم عن النبيذ إلا في سقاء، فاشربوا في الأسقية كُلِّها، ولا تشربوا مسكراً".

وانظر (16807).

ص: 359

16805 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ اللهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ وَيَرْضَاهُ، وَيُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لَا يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ "(1).

16806 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ، أَنَّ رَجُلًا لَقِيَ امْرَأَةً كَانَتْ بَغِيًّا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَجَعَلَ يُلَاعِبُهَا حَتَّى بَسَطَ يَدَهُ إِلَيْهَا، فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ: مَهْ، فَإِنَّ اللهَ عز وجل قَدْ ذَهَبَ بِالشِّرْكِ - وَقَالَ عَفَّانُ مَرَّةً: ذَهَبَ بِالْجَاهِلِيَّةِ - وَجَاءَنَا بِالْإِسْلَامِ. فَوَلَّى الرَّجُلُ، فَأَصَابَ وَجْهَهُ الْحَائِطُ، فَشَجَّهُ، ثُمَّ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ:" أَنْتَ عَبْدٌ أَرَادَ اللهُ بِكَ خَيْرًا. إِذَا أَرَادَ اللهُ عز وجل بِعَبْدٍ خَيْرًا عَجَّلَ لَهُ عُقُوبَةَ ذَنْبِهِ، وَإِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ شَرًّا أَمْسَكَ عَلَيْهِ بِذَنْبِهِ حَتَّى يُوَافِى (2) بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُ عَيْرٌ "(3).

(1) صحيح لغيره، وقد سلف الكلام على إسناده برقم (16802).

(2)

في (م): يوفّى.

(3)

صحيح لغيره رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. يونس: هو ابن عبيد بن دينار العبدي.

وأخرجه ابن حبان (2911)، والحاكم 1/ 349 و 4/ 376 - 377، والبيهقي في "الشعب"(9817)، وفي "الأسماء والصفات" ص 153 - 154، وفي =

ص: 360

16807 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنِي ثَابِتُ بْنُ يَزِيدَ أَبُو زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ زَيْدٍ الرَّقَاشِيِّ، وَقَدْ غَزَا سَبْعَ غَزَوَاتٍ فِي إِمْرَةِ (1) عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه، أَنَّهُ أَتَى عَبْدَ اللهِ بْنَ مُغَفَّلٍ، فَقَالَ: أَخْبِرْنِي بِمَا حَرَّمَ عَلَيْنَا (2) مِنْ هَذَا الشَّرَابِ، فَقَالَ: الْخَمْرَ. قَالَ: هَذَا فِي الْقُرْآنِ، [قَالَ:] (3) أَفَلَا أُحَدِّثُكَ [مَا] سَمِعْتُ مُحَمَّدًا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ بَدَأَ بِالِاسْمِ أَوْ بِالرِّسَالَةِ - قَالَ: شَرْعِي (4)، أَنِّي اكْتَفَيْتُ؟! قَالَ: نَهَى عَنِ الدُّبَّاءِ

= "الآداب"(899) من طريق عفان بن مسلم الصفار، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.

وأخرجه أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" من طريق زياد بن أبي زياد الجَصَّاص، عن الحسن، به.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/ 191، وقال: رواه أحمد والطبراني، ورجال أحمد رجال الصحيح، وكذلك أحد إسنادي الطبراني.

وفي الباب عن أنس عند الترمذي (2396)، والحاكم 4/ 608، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 154، وقال الترمذي: حديث حسن غريب.

وآخر من حديث عمار بن ياسر، أورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/ 192، وقال: رواه الطبراني، وإسناده جيد، فالحديث صحيح بهذين الشاهدين.

قوله: "كأنه عَيْر"، أي: كأن ذنوبه مثلُ عَيْر، وهو جبل بالمدينة.

(1)

في (ق): إمارة.

(2)

في (م): حرم الله علينا، وكذلك هي نسخة في (س).

(3)

ما بين حاصرتين مستدرك من "مسند الطيالسي"، ولا بد منه لتمام المعنى.

(4)

في (ظ 12) و (ص) و (ق): شرعتي، وهو خطأ، والمثبت من (م) و (س).

ص: 361

وَالْحَنْتَمِ وَالنَّقِيرِ وَالْمُقَيَّرِ. قَالَ: ومَا الْحَنْتَمُ؟ قَالَ: الْأَخْضَرُ وَالْأَبْيَضُ. قَالَ: مَا الْمُقَيَّرُ؟ قَالَ: مَا لُطِخَ بِالْقَارِ مِنْ زِقٍّ أَوْ غَيْرِهِ. قَالَ: فَانْطَلَقْتُ إِلَى السُّوقِ، فَاشْتَرَيْتُ أَفِيقَةً، فَمَا زَالَتْ مُعَلَّقَةً فِي بَيْتِي (1).

16808 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ، فَخذف (2)

(1) إسناده صحيح، وهو مطول الحديث (16795)، وقد سلف الكلام على فضيل بن زيد الرقاشي هناك، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. عفان: هو ابن مسلم، وثابت بن يزيد: هو الأحول البصري.

وأخرجه الطيالسي (918)، والدارمي مختصراً (2112) عن أبي النعمان، كلاهما عن ثابت بن يزيد، بهذا الإسناد.

وأخرج ابن سعد في "الطبقات" 7/ 129 عن عفان بن مسلم، بهذا الإسناد عن فضيل بن زيد، وقد غزا مع عمر سبع غزوات في إمرة عمر بن الخطاب.

وأخرجه كذلك 7/ 129 من طريق سفيان الثوري، عن عاصم، به.

وسيأتي 5/ 57.

قال السندي: قوله: "أفيقة" بفتحٍ فكسر فاءٍ وسكون ياء، أي: سقاء.

وقوله: "شَرْعي"، أي حَسْبي، قاله الخطّابي في "غريب الحديث" 2/ 501، وابن الأثير في "النهاية".

وقوله: "الأخضر والأبيض" يعني الجرار المدهونة الخُضْر، كانت تُحمل الخمر فيها إلى المدينة، ثم اتُّسِعَ فيها، فقيل للخزف كله: حنتم، واحدتها حَنْتَمة، وإنما نُهي عن الانتباذ فيها لأنها تُسرع الشدةُ فيها لأجل دَهْنها. قاله ابن الأثير في "النهاية". قلنا: وقد نسخ ذلك بحديث بريدة عند مسلم (977) بإباحة الانتباذ في كل الأوعية، وتحريم شرب المسكر.

(2)

في النسخ: فحدث، وهو خطأ، وجاء على الصواب في "أطراف =

ص: 362

رَجُلٌ عِنْدَهُ مِنْ قَوْمِهِ

فَذَكَرَ الْحَدِيثَ.

قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَخْطَأَ فِيهِ مَعْمَرٌ لِأَنَّ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ لَمْ يَلْقَ عَبْدَ اللهِ بْنَ مُغَفَّلٍ (1).

= المسند" 4/ 244 وهي رواية عبد الرزاق في "المصنف".

(1)

حديث صحيح، وهذا الإسناد منقطع، وهم معمرٌ بذكر لفظٍ يثبت اتصاله، كما ذكر أبو عبد الرحمن وهو عبد الله بن أحمد. وقد ذكر أيضاً أن رواية ابن جبير عن ابن مغفل منقطعة أبو داود فيما حكاه عنه المزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة عبد الله بن مغفل، ولم يذكرها ابن أبي حاتم في "المراسيل" فتستدرك من هنا، وقد روى أيوب السختياني هذا الحديث كما سيرد 5/ 55 عن سعيد بن جبير، فلم يذكر فيه التقاءه بعبد الله بن المغفل.

وقد سلف متصلاً من طريق عبد الله بن بُريدة عن عبد الله بن مغفل برقم (16794)، وسيأتي متصلاً كذلك من طريق عقبة بن صهبان 5/ 54. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني.

وهو عند عبد الرزاق في "المصنف"(20497)، وأخرجه من طريقه البغوي في "شرح السنة"(2575).

وأخرجه الطيالسي (919)، والدارمي (439)، ومسلم (1954)(56)، وابن ماجه (17)، وأبو عوانة 5/ 186 - 187 من طرق عن أيوب، بهذا الإسناد.

ص: 363

‌حَدِيثُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَزْهَرِ (1)، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

16809 -

حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَزْهَرَ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتَخَلَّلُ النَّاسَ يَوْمَ حُنَيْنٍ يَسْأَلُ عَنْ مَنْزِلِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ، فَأُتِيَ بِسَكْرَانَ، فَأَمَرَ مَنْ كَانَ مَعَهُ أَنْ يَضْرِبُوهُ بِمَا كَانَ فِي أَيْدِيهِمْ (2).

(1) قال السندي: عبد الرحمن بن الأزهر، يكنى أبا جُبَيْر، قيل: هو ابن عم عبد الرحمن بن عوف، وقيل: هو وهم، والصواب أنه ابن أخيه، له صحبة.

(2)

حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، الزهري لم يسمع هذا الحديث من عبد الرحمن بن الأزهر، بينهما عبد الله بن عبد الرحمن بن الأزهر، وهو مجهول الحال كما سيأتي في التخريج، وقد نص على ذلك الإمام أحمد فيما نقله عنه ابن أبي حاتم في "المراسيل" 190 - 191، وقد وهم أسامة بن زيد الليثي في ذكره تصريح الزهري بسماعه من عبد الرحمن بن الأزهر كما سيأتي في الرواية رقم (16810).

وأخرجه مطولاً ابن أبي شيبة 14/ 504، وأبو داود (4487)، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" 1/ 283 - 284، والبيهقي في "السنن" 8/ 320 من طرق عن أسامة بن زيد: وهو الليثي، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (4488)، والنسائي في "الكبرى"(5283)، والبيهقي في "السنن" 8/ 320 من طريق عقيل بن خالد، عن الزهري، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أزهر، عن أبيه عبد الرحمن بن أزهر، به. فزاد في الإسناد عبد الله بن عبد الرحمن وهو مجهول الحال، فقد انفرد بالرواية عنه الزهري، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان.

ص: 364

16810 -

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَزْهَرَ يَقُولُ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم غَزَاةَ الْفَتْحِ (1) وَأَنَا غُلَامٌ شَابٌّ يَتَخَلَّلُ النَّاسَ يَسْأَلُ عَنْ مَنْزِلِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ، فَأُتِيَ بِشَارِبٍ، فَأَمَرَهُمْ، فَضَرَبُوهُ بِمَا فِي أَيْدِيهِمْ، فَمِنْهُمْ مَنْ ضَرَبَهُ بِعَصًا، وَمِنْهُمْ مَنْ ضَرَبَهُ بِسَوْطٍ، وَحَثَا عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم التُّرَابَ (2).

= وأخرجه ابن أبي شيبة 9/ 546 - 547، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(638)، والنسائي في "الكبرى"(5284) و (5285) و (5286)، والحاكم 4/ 374 من طرق عن محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عبد الرحمن بن الأزهر، به. وقرن بعضهم بأبي سلمة محمد بن إبراهيم التيمي ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي. قلنا: وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عمرو بن علقمة، فقد اختلف فيه، وهو حسن الحديث، روى له البخاري مقروناً، ومسلم متابعة.

وسيأتي بالأرقام (16810) 4/ 350 و 351، وسيكرر إسناداً ومتناً 4/ 350، وانظر (16811).

وفي باب ضرب السكران بما في الأيدي، سلف من حديث أبي هريرة بإسناد صحيح برقم (7985).

وآخر من حديث عقبة بن عمر، سلف برقم (16150).

(1)

في (م) و (ق): غزاة يوم الفتح.

(2)

حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، سلف الكلام عليه في الرواية السالفة برقم (16809).

وأخرجه أبو داود (4489)، والبيهقي في "السنن" 8/ 320 من طريق =

ص: 365

16811 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْأَزْهَرِ يُحَدِّثُ أَنَّ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، جُرِحَ يَوْمَئِذٍ وَكَانَ عَلَى الْخَيْلِ: خَيْلِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.

قَالَ ابْنُ الْأَزْهَرِ: قَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدَمَا هَزَمَ اللهُ الْكُفَّارَ، وَرَجَعَ الْمُسْلِمُونَ إِلَى رِحَالِهِمْ يَمْشِي فِي الْمُسْلِمِينَ، وَيَقُولُ:" مَنْ يَدُلُّ عَلَى رَحْلِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ؟ " قَالَ: فَمَشَيْتُ - أَوْ قَالَ: فَسَعَيْتُ - بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنَا مُحْتَلِمٌ، أَقُولُ: مَنْ يَدُلُّ عَلَى رَحْلِ خَالِدٍ، حَتَّى حَلَلْنَا عَلَى رَحْلِهِ، فَإِذَا خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ مُسْتَنِدٌ إِلَى مُؤْخِرَةِ رَحْلِهِ، فَأَتَاهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَنَظَرَ إِلَى جُرْحِهِ. قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَحَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ: وَنَفَثَ فِيهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم (1).

= عثمان بن عمر بن فارس العبدي، بهذا الإسناد.

وسيكرر 4/ 350 سنداً ومتناً، وانظر ما قبله.

(1)

إسناده ضعيف لانقطاعه، الزهري لم يسمع من عبد الرحمن بن الأزهر، كما بينا في الرواية السالفة برقم (16809)، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وهو عند عبد الرزاق في "المصنف"(9741)، ومن طريقه أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(639)، وأبو عوانة 4/ 203، وابن حبان (7090)، والبيهقي في "الدلائل" 5/ 139 - 140.

وأخرجه الشافعي في "مسنده" 2/ 90 (بترتيب السندي) -ومن طريقه البيهقي في "السنن" 8/ 319 - عن معمر، به.

وأخرجه أبو عوانة 4/ 203 من طريق يونس، عن الزهري، به.

وسيأتي مختصراً 4/ 351، وسيكرر 4/ 350 سنداً ومتناً، وانظر (16809).

ص: 366