المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

مسند الإمام أحمد بن حنبل (164 - 241 هـ) حقق هذا الجزء وخرج - مسند أحمد - ط الرسالة - جـ ٢٩

[أحمد بن حنبل]

فهرس الكتاب

مسند

الإمام أحمد بن حنبل

(164 - 241 هـ)

حقق هذا الجزء وخرج أحاديثه وعلق عليه

شعيب الأرنَؤُوط - عَادل مُرْشِد

عَامِر غضبَان

الجزء التاسع والعشرون

ص: 1

‌حَدِيثُ حَبِيبِ بْنِ مَسْلَمَةَ الْفِهْرِيِّ

(1)

17462 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ. وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ جَارِيَةَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ مَسْلَمَةَ - قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: التَّمِيمِيُّ، يَعْنِي: زَيْدَ بْنَ جَارِيَةَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ مَسْلَمَةَ الْفِهْرِيِّ -: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَفَّلَ الثُّلُثَ بَعْدَ الْخُمُسِ (2).

(1) في "حاشية" السندي: حبيب بن مسلمة الفِهْري، حجازيٌّ نزل الشام، قال البخاري: له صحبة، وكان يقال له: حبيب الروم لكثرة جهاده فيهم، وقال ابن معين: أهل الشام يثبتون صحبته، وأهل المدينة ينكرونها، وكان مُجابَ الدعوة، وهو الذي فتح إِرْمِينيَة، ولم يزل مع معاوية في حروبه، ووجَّهه إلى إرمينية والياً، فمات بها سنة اثنتين وأربعين.

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات، زيد بن جارية -وهو التميمي- قد ترجم له الحافظ المزي في "تهذيب الكمال" 9/ 439 في زياد بن جارية، وقال: ويقال: زيد، ويقال: يزيد، والصواب: زياد، يقال: إن له صحبة. وقال أبو حاتم: شيخ مجهول، وقال النسائي: ثقة، وذكره ابن حبان في "الثقات". فتعقبه الحافظ ابن حجر في "تهذيبه" بقوله: ذكره ابن أبي عاصم وأبو نعيم في الصحابة، وأبو حاتم قد عبَّر بعبارة "مجهول" في كثير من الصحابة، لكن جزم بكونه تابعياً ابن حبان وغيره، وتوثيق النسائي له يدل على أنّه عنده تابعي. قلنا: والصواب أنه تابعي، والله أعلم.

سفيان: هو الثوري، ويزيد بن يزيد بن جابر: هو الدمشقي، ومكحول: هو الشامي.

وهو في "مصنف" عبد الرزاق (9333)، ومن طريقه أخرجه الطبراني في =

ص: 7

17463 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ جَارِيَةَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ مَسْلَمَةَ، قَالَ: شَهِدْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَفَّلَ الثُّلُثَ (1).

= "الكبير"(3519)، وفي "الشاميين"(628)، والمزي في "تهذيب الكمال" 9/ 144.

وأخرجه ابن أبي شيبة 14/ 457، وابن ماجه (2851)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني "(852) من طريق وكيع، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو عبيد في "الأموال"(798)، والدارمي (2483)، وأبو داود (2748)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 240، والحاكم 2/ 133، والبيهقي 6/ 314 من طرق عن سفيان الثوري، به، وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي.

وسيأتي برقم (17468) عن يحيى بن سعيد، عن سفيان.

وأخرجه الحميدي (871)، وسعيد بن منصور (2701)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(848)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 190، والطبراني في "الكبير"(3520) من طريق سفيان بن عيينة، عن يزيد بن يزيد ابن جابر، به، بلفظ: أن النبي صلى الله عليه وسلم أنفل الثلث في بدأته.

قلنا: وهذا مخالف لرواية جمهور أصحاب مكحول عنه كما سيأتي عند الحديث (17463) و (17465)، وفيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم نَفَّل في بدأته الربعَ، وفي رجعته الثلث. ويأتي شرحه هناك.

(1)

إسناده صحيح، رجاله ثقات. عبد الرحمن: هو ابن مهدي.

وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه"(9331)، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير"(3518)، وفي "مسند الشاميين"(285) و (3544) عن سعيد بن عبد العزيز، به.

وأخرجه ابن أبي شيبهّ 14/ 457، وابن الجارود في "المنتقى"(1078) =

ص: 8

17464 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي زِيَادٌ - يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ - عَنْ يَزِيدَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ جَارِيَةَ التَّمِيمِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَبِيبُ بْنُ مَسْلَمَةَ قَالَ: شَهِدْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَفَّلَ الثُّلُثَ (1).

17465 -

حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ - وَهُوَ الْخَيَّاطُ -، عَنْ مُعَاوِيَةَ - يَعْنِي ابْنَ صَالِحٍ -، عَنْ الْعَلَاءِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ جَارِيَةَ

= و (1079)، وتمام في "فوائده"(891) و (892) و (893)، والبيهقي 6/ 313 من طرق عن سعيد بن عبد العزيز، به. وقال بعضهم: نفل الربع في البدأة والثلث في الرجعة.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 240، وابن عدي في "الكامل" 4/ 1592، والطبراني في "الكبير"(3526)، وفي "الشاميين"(202) و (3548) من طريق عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول، به. ولفظه عند الطحاوي: كان ينفِّل في البدأة الربع، وفي الرجعة الثلث بعد الخمس.

وأخرجه أبو عبيد فى "الأموال"(800) عن محمد بن كثير، عن سعيد بن عبد العزيز، به. بلفظ: نفَّل رسول الله صلى الله عليه وسلم في البدأة الربع وفي الرجعة الخُمس.

(1)

إسناده صحيح. ابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز، وزياد بن سعد: هو الخُراساني.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(3521)، وفي "مسند الشاميين"(629) و (3546) من طريق حجاج بن محمد، عن ابن جريج، بهذا الإسناد. وسقط من مطبوع "الشاميين" في الموضعين اسم ابن جريج.

ص: 9

عَنْ حَبِيبِ بْنِ مَسْلَمَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَفَّلَ الرُّبُعَ بَعْدَ الْخُمُسِ فِي بَدْأَتِهِ، وَنَفَّلَ الثُّلُثَ بَعْدَ الْخُمُسِ فِي رَجْعَتِهِ (1).

17466 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا مَكْحُولٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ جَارِيَةَ

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات.

وأخرجه ابن زنجويه في "الأموال"(1176)، وأبو داود (2749)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 240، والطبراني في "الكبير"(3525)، وفي "مسند الشاميين "(1518) و (3551)، والبيهقي 6/ 314 من طرق عن معاوية بن صالح، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(3524)، وفي "الشاميين (3550) من طريق الهيثم بن حميد، عن العلاء بن الحارث، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 14/ 456، وابن زنجويه (1177)، وأبو داود (2750)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 190، والطبراني في "الكبير"(3522) و (3523) و (3524) و (3527) و (3531)، وفي "الشاميين"(1365) و (3549) و (3550) و (3552)، والحاكم 2/ 133 من طرق عن مكحول، به.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(3532) من طريق عطية بن قيس، عن زياد ابن جارية، به.

قال السندي: "نَفَّل" بتشديد الفاء، أي: أعطى في النفل "بعد الخُمس"، أي: أخذ الخمسَ أولاً من تمام الغنيمة، ثم أعطى الثلث أو الربع مما بقي من الأخماس الأربعة، ثم قسم البقية بين الغانمين.

وقوله: "في بدأته"، أي: في ابتداء الغزو وذلك بأن نهضت سريَّة من العسكر وابْتَدَروا إلى العدوِّ في أول الغزو، فما غَنِموا كان يعطيهم منها الربعَ، والبقية يقسم لتمام العسكر، وإن فعل طائفة مثل ذلك حين رجوع العسكر يعطيهم ثلثَ ما غنموا، لأن فعلهم ذلك حين رجوع العسكر أشقُّ لضعف الظهر والعِدَّة والفتور، وزيادة الاشتهاء إلى الأوطان، فزاد لذلك.

ص: 10

عَنْ حَبِيبِ بْنِ مَسْلَمَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَفَّلَ الثُّلُثَ بَعْدَ الْخُمُسِ (1).

17467 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى، عَنْ زَيْدِ بْنِ جَارِيَةَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ مَسْلَمَةَ، قَالَ: شَهِدْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَفَّلَ الثُّلُثَ بَعْدَ الْخُمُسِ (2).

17468 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ جَارِيَةَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ مَسْلَمَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَفَّلَ الثُّلُثَ بَعْدَ الْخُمُسِ (3).

17469 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى، عَنْ زَيْدِ بْنِ جَارِيَةَ

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات. يحيى بن سعيد: هو القطان.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، فقد جاء في حاشية المطبوع من "تهذيب الكمال" 9/ 440 في ترجمة زياد بن جارية ما نصُّه: جاء في حواشي النسخ من تعقبات المؤلف على صاحب "الكمال": "ذكر في الرواة عنه سليمان بن موسى، وإنما يروي عن مكحول عنه، وروايته عنه مرسلة". قلنا: ورجال الإسناد كلهم ثقات سوى سليمان بن موسى الأشدق، فهو صدوق.

وسيأتي الحديث بهذا الإسناد برقم (17479) لكن بأطول مما هنا، وانظر تخريجه هناك.

(3)

إسناده صحيح، رجاله ثقات.

وأخرجه أبو عبيد في "الأموال"(798) عن يحيى بن سعيد وعبد الرحمن ابن مهدي، كلاهما أو أحدهما عن سفيان، بهذا الإسناد. وانظر (17462).

ص: 11

عَنْ حَبِيبِ بْنِ مَسْلَمَةَ، قَالَ: شَهِدْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَفَّلَ الرُّبُعَ بَعْدَ الْخُمْسِ (1) فِي الْبَدْأَةِ، وَالثُّلُثَ فِي الرَّجْعَةِ (2). قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ (3): سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: لَيْسَ فِي الشَّامِ رَجُلٌ أَصَحُّ حَدِيثًا مِنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، يَعْنِي: التَّنُوخِيَّ.

(1) قوله: "بعد الخمس" ليس في (ظ 13).

(2)

حديث صحيح، وإسناده كإسناد الرواية (17467).

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(849) و (850)، والطبراني في "الكبير"(3530)، وفي "مسند الشاميين"(324) و (325) و (3555)، والبيهقي 6/ 313 من طرق عن سعيد بن عبد العزيز، عن سليمان بن موسى، عن مكحول، عن زياد بن جارية، به. فزادوا مكحولاً في الإسناد.

وأخرجه تمام في "فوائده"(890) من طريق شعبة، عن سعيد بن عبد العزيز ومحمد بن راشد الخزاعي، عن مكحول، عن زياد بن جارية، به. لم يذكر سليمان بن موسى في الإسناد، وهو بلفظ: نفَّل رسول الله صلى الله عليه وسلم الثلث بادياً والربع راجعين، أو قال: الربع بادياً والثلث راجعين، على الشك.

وأخرجه أبو عُبيد في "الأموال"(799)، وسعيد بن منصور (2702)، وابن ماجه (2853)، وابن أبي عاصم (851)، وابن حبان (4835)، والطبراني في "الكبير"(3528) و (3529)، وفي "الشاميين"(3553) و (3554) من طرق عن سليمان بن موسى، عن مكحول، عن زياد بن جارية، به.

(3)

هو عبد الله بن أحمد بن حنبل.

ص: 12

‌حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

17470 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ - يَعْنِي: ابْنَ أَبِي مَرْيَمَ -، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ (1) صلى الله عليه وسلم، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" سَتُفْتَحُ عَلَيْكُمُ الشَّامُ، فَإِذَا خُيِّرْتُمُ الْمَنَازِلَ فِيهَا، فَعَلَيْكُمْ بِمَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا: دِمَشْقُ، فَإِنَّهَا مَعْقِلُ الْمُسْلِمِينَ مِنَ الْمَلَاحِمِ، وَفُسْطَاطُهَا مِنْهَا بِأَرْضٍ يُقَالُ لَهَا: الْغُوطَةُ "(2).

(1) وقع في (م) وبعض النسخ المتأخرة: حدثنا رجل من أصحاب محمد. بزيادة "رجل من"، وهذه الزيادة لم ترد في (ظ 13) و (س)، كذلك هي ليست في المصادر التي خرجته من طريق المصنف.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي بكر بن أبي مريم. أبو اليمان: هو الحكم بن نافع.

وأخرجه ابن الجوزي في "العلل المتناهية"(492)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 1/ ورقة 106 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن عساكر 1/ ورقة 106 من طريق بشر بن بكر التنيسي، عن أبي بكر بن أبي مريم، به.

وسيأتي في مسند الأنصار 5/ 270 عن محمد بن مصعب، عن أبي بكر ابن أبي مريم.

وأخرجه أبن عساكر 1/ لوحة 106 من طريق الوليد بن مسلم، عن أبي بكر ابن أبي مريم، عن عبد الرحمن بن جبير، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً.

ورواه صفوان بن عمرو السكسكي عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن =

ص: 13

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= أبيه، عن عوف بن مالك، ضمن حديث طويل، بلفظ:"فسطاط المسلمين يومئذ -يعني: يوم الملحمة- في أرض يقال لها: الغوطة، في مدينة يقال لها: دمشق" وسيأتي 6/ 25. وصفوان بن عمرو ثقة.

ورواه كلفظ حديث صفوان بن عمرو: زيدُ بن أرطاة، عن جبير بن نفير، عن أبي الدرداء. وسيأتي 5/ 197، وزيد بن أرطاة ثقة.

ورواه مكحول الشامي عن جبير بن نفير مرسلاً، أخرجه كذلك ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 1/ ورقة 106 من طريق ابن أبي خيثمة، عن موسى بن إسماعيل، عن محمد بن راشد المكحولي، عن مكحول، به.

ورواه أبو العلاء بُرْد بن سنان وسعيد بن عبد العزيز التنوخي، عن مكحول، ولم يذكرا جبيراً في إسناده وأرسلاه، أما حديث برد بن سنان فأخرجه أبو داود في "سننه"(4640)، ومن طريقه ابن عساكر 1/ 106 عن موسى بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، عنه.

وأما حديث سعيد بن عبد العزيز فأخرجه ابن عساكر 1/ 106 من طريق موسى بن عامر بن عمارة، عن الوليد بن مسلم قال: حدثني سعيد بن عبد العزيز عن مكحول.

ورواه أبو نصر عبد الملك بن عبد العزيز التمار عن سعيد فأسنده بذِكْر معاذ بن جبل في إسناده، إلا أنه منقطع، فإن مكحولًا لم يدرك معاذاً رضي الله عنه، أخرجه ابن عساكر 1/ ورقة 107 من طريق أبي القاسم البغوي، عن أبي نصر التمار، به.

قال السندي: "فإذا خُيِّرْتُم" من التخيير، إي: خيّركم الإمام. "مَعْقِل"، أي: محلُّ حفظهم. "من الملاحم"، أي: من كثرة القتل "وفُسطاطها" بضم الفاء: الخيمة. "الغُوطة": بلدٌ قريبٌ من دمشق. يعني: ينزل جيش المسلمين ويجتمعون هناك.

ص: 14

‌حَدِيثُ كَعْبِ بْنِ عِيَاضٍ

17471 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْعَلَاءِ الْحَسَنُ بْنُ سَوَّارٍ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ كَعْبِ بْنِ عِيَاضٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّ لكُلِّ أُمَّةٍ فِتْنَةً، وَإِنَّ فِتْنَةَ أُمَّتِي الْمَالُ "(1).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، الحسن بن سوار صدوق لا بأس به، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح غير صحابي الحديث، فقد روى له الترمذي والنسائي.

وأخرجه الترمذي (2336) عن أحمد بن منيع، عن الحسن بن سوار، بهذا الإسناد. وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/ 222، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2516) من طريق حجاج بن محمد، والنسائي في الرقائق من "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف" 8/ 309، وابن حبان (3223) من طريق آدم بن أبي إياس، كلاهما عن ليث بن سعد، به.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4325)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(1022) من طريق عبد الله بن وهب، والطبراني في "الكبير" 19/ (404)، وفي "الأوسط"(3319)، وفي "مسند الشاميين"(2027)، والحاكم 4/ 318، والقضاعي (1023)، والبيهقي في "الشعب"(10309) من طريق عبد الله بن صالح، كلاهما عن معاوية بن صالح، به. وقال الحاكم: صحيح الإسناد. ووافقه الذهبي.

قلنا وإنما يكونُ المالُ فتنةً في حق أولئك الذين يستكثرون منه استكثاراً يُفضي إلى الانصراف عن القيام بواجبات الدين في العبادات والمعاملات والأخلاق، ويجنونَه بطُرُق غير مشروعةٍ لم يأذن بها الله كالربا المجمع على =

ص: 15

17472 -

حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ الرَّبِيعِ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ الشَّامِيُّ مِنْ أَهْلِ فِلَسْطِينَ، عَنْ امْرَأَةٍ مِنْهُمْ يُقَالُ لَهَا فُسَيْلَةُ قَالَتْ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَمِنَ الْعَصَبِيَّةِ أَنْ يُحِبَّ الرَّجُلُ قَوْمَهُ؟ قَالَ: " لَا، وَلَكِنْ مِنَ الْعَصَبِيَّةِ أَنْ يُعِينَ الرَّجُلُ قَوْمَهُ عَلَى الظُّلْمِ "(1).

= تحريمه والغش والخداع والتدليس والمتاجرة بما حرمه الله.

أما من يكتسبُ المال من حِلِّه ويُنفقه في حله فهذا يكون المال بالنسبة له نعمة لا فتنة، فيقوم بإعالة أهله وأولاده ويتفقد أقاربَه والفقراءَ والمساكينَ بدفع الزكاة إليهم والصدقات، ويُقيمُ به بالتعاون مع الآخرين المصانعَ والمعاملَ والمرافقَ العامة التي يتحقق بها الاكتفاءُ الذاتي للأمة، ويتكون منها قوةً عظيمةً مرهوبةَ الجانب تردُّ كيد المعتدي الطامع فيها، وبذلك تتحقق العزة للمسلمين التي وصفهم الله بها في كتابه العزيز.

وإن المال الذي من شأنه أن يُثمر تلك الأمور الجسامَ لهو مال عظيم يباركُه الله وينميه، وعلى كل مسلم أن يعمل على الاستكثار منه وأن يتنافس المسلمون في السعي إليه والحصولِ عليه، ومن ثَمَّ استثمارُه وتسخيرُه في كلِّ ما يُحقق للأمة المسلمةِ العزة والسيادة ورفعة الشأن والعيش الرغيد.

فقد قال صلى الله عليه وسلم فيما رواه الإمام أحمد في "مسنده"(17763) من حديث عمرو بن العاص رفعه "نعم المال الصالح للرجل الصالح" وإسناده صحيح.

(1)

هو مكرر (16989).

ص: 16

‌حَدِيثُ زِيَادِ بْنِ لَبِيدٍ

(1)

17473 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ زِيَادِ بْنِ لَبِيدٍ، قَالَ: ذَكَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم شَيْئًا، فَقَالَ:" وَذَاكَ عِنْدَ أَوَانِ ذَهَابِ الْعِلْمِ " قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَكَيْفَ يَذْهَبُ الْعِلْمُ وَنَحْنُ نَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَنُقْرِئُهُ أَبْنَاءَنَا، وَيُقْرِئُهُ أَبْنَاؤُنَا أَبْنَاءَهُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ؟! قَالَ:" ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا ابْنَ أُمِّ لَبِيدٍ، إِنْ كُنْتُ لَأَرَاكَ مِنْ أَفْقَهِ رَجُلٍ بِالْمَدِينَةِ، أَوَ لَيْسَ هَذِهِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى يَقْرَؤُونَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ لَا يَنْتَفِعُونَ مِمَّا فِيهِمَا بِشَيْءٍ؟ "(2).

(1) زياد بن لَبِيد أنصاري بَيَاضيٌّ، شهد العقبة وبَدْراً، وكان عامل النبي صلى الله عليه وسلم على حضرموت، وولّاه أبو بكر قتال أهل الرِّدة من كِنْدَة.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه فلم يرو له سوى ابن ماجه. وسالم بن أبي الجعد قال فيه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 344: لا أُراه سمع من زياد، وجزم الحافظ ابن حجر في "الإصابة" 2/ 587 بأنه لم يَلْقَه، وسيأتي مكرراً برقم (17919).

وأخرجه المزي فى ترجمة زياد من "تهذيب الكمال" 9/ 508 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 536 - 537، والبخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 344، وابن ماجه (4048)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1999)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(305)، والطبراني في "الكبير"(5291) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو خيثمة زهير بن حرب في "العلم"(52)، وأخرجه الطبراني =

ص: 17

‌حَدِيثُ يَزِيدَ بْنِ الْأَسْوَدِ الْعَامِرِيِّ مِمَّنْ نَزَلَ الشَّامَ

(1)

17474 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَابِرُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ الْأَسْوَدِ الْعَامِرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: شَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَجَّتَهُ، قَالَ: فَصَلَّيْتُ مَعَهُ صَلَاةَ الْفَجْرِ فِي مَسْجِدِ الْخَيْفِ، فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ إِذَا هُوَ بِرَجُلَيْنِ فِي آخِرِ الْمَسْجِدِ لَمْ يُصَلِّيَا مَعَهُ، فَقَالَ:" عَلَيَّ بِهِمَا " فَأُتِيَ بِهِمَا تَرْعَدُ فَرَائِصُهُمَا، قَالَ:" مَا مَنَعَكُمَا أَنْ تُصَلِّيَا مَعَنَا؟ " قَالَا: يَا رَسُولَ اللهِ كُنَّا قَدْ صَلَّيْنَا فِي رِحَالِنَا. قَالَ: " فَلَا تَفْعَلَا، إِذَا صَلَّيْتُمَا فِي رِحَالِكُمَا، ثُمَّ أَتَيْتُمَا مَسْجِدَ جَمَاعَةٍ، فَصَلِّيَا مَعَهُمْ، فَإِنَّهُمَا لَكُمَا نَافِلَةٌ ".

وَرُبَّمَا قِيلَ لِهُشَيْمٍ: فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ يَحْرِفُ. فَيَقُولُ: يَحْرِفُ

= (5290)، والحاكم 3/ 590 من طريق عبد العزيز بن مسلم، كلاهما (أبو خيثمة وعبد العزيز) عن الأعمش، به. وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين. وسكت عنه الذهبي!

وأخرجه الطبراني (5293) من طريق أبي طوالة، عن زياد بن لبيد، به. وإسناده منقطع أيضاً، قاله الحافظ في "الإصابة".

ويشهد له حديث عوف بن مالك، وسيرد 6/ 26 - 27. وهو حديث صحيح.

وله شاهد آخر من حديث أبي الدرداء عند الترمذي (2653) وقال: هذا حديث حسن غريب، وصححه الحاكم 1/ 99، ووافقه الذهبي.

(1)

وذكره ابن سعد في "الطبقات" 5/ 517 فيمن نزل الطائف.

ص: 18

عَنْ مَكَانِهِ (1).

(1) إسناده صحيح، جابر بن يزيد بن الأسود روى عنه يعلى بن عطاء وعبد الملك بن عمير، ووثقه النسائي وابن حبان، وباقي رجاله ثقات، ونقل الحافظ ابن حجر في "التلخيص" 2/ 29 تصحيحه عن ابن السكن، ثم قال: وقال الشافعي في القديم: إسناده مجهول. قال البيهقي: لأن يزيد بن الأسود ليس له راو غير ابنه، ولا لابنه جابر راو غير يعلى. قال ابن حجر: يعلى من رجال مسلم، وجابر وثَّقه النسائي وغيره، وقد وجدنا لجابر بن يزيد راوياً غير يعلى، أخرجه ابن منده في "المعرفة" من طريق بقية عن إبراهيم بن ذي حماية عن عبد الملك بن عمير عن جابر.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 274 - 275، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1462)، والترمذي (219)، والنسائي 2/ 112 - 113، وابن خزيمة (1279) و (1638) و (1713)، وابن حبان (1565)، والطبراني 22/ (614)، والدارقطني 1/ 413، والبيهقي 2/ 301 من طريق هشيم، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.

وأخرجه الطبراني 22/ (612) و (614) و (616) و (617)، والدارقطني 1/ 414 من طرق عن يعلى بن عطاء، به.

وأخرجه الدارقطني 1/ 414 من طريق بقية بن الوليد، حدثني إبراهيم بن عبد الحميد بن ذي حماية، حدثني عبد الملك بن عمير، عن جابر بن يزيد، به.

وفي الباب عن محجن الدِّيلي، سلف برقم (16393).

وعن أبي ذر عند مسلم (648)، وسيأتي 5/ 147.

قال السندي: "تُرعَد" على بناء المفعول من الإرعاد، أي: ترجف وتضطرب. "فرائصهما" جمع فريصةٍ: وهي لحمة في الجَنْب ترتعد عند الفزع، والكلام كناية عن الفزع.

قال الخطابي في "معالم السنن" 1/ 164 - 165: وفي الحديث من الفقه: أن من صلّى في رحله، ثم صادف جماعة يصلون، كان عليه أن يصلي معهم =

ص: 19

17475 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْفَجْرَ بِمِنًى، فَانْحَرَفَ، فَرَأَى رَجُلَيْنِ مِنْ وَرَاءَ النَّاسِ، فَدَعَا بِهِمَا، فَجِيءَ بِهِمَا تَرْعَدُ فَرَائِصُهُمَا، فَقَالَ:" مَا مَنَعَكُمَا أَنْ تُصَلِّيَا مَعَ النَّاسِ؟ " فَقَالَا: قَدْ كُنَّا صَلَّيْنَا فِي الرِّحَالِ قَالَ: " فَلَا تَفْعَلَا، إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فِي رَحْلِهِ ثُمَّ أَدْرَكَ الصَّلَاةَ مَعَ الْإِمَامِ، فَلْيُصَلِّهَا مَعَهُ، فَإِنَّهَا لَهُ

= أيَّ صلاة كانت من الصلوات الخمس، وهو مذهب الشافعي وأحمد وإسحاق، وبه قال الحسن والزهري. وقال قوم: يعيد إلا المغربَ والصبحَ، كذلك قال النخعي، وحكى ذلك الأوزاعي، وكان مالك والثوري يكرهان أن يعيد صلاة المغرب، وكان أبو حنيفة لا يرى أن يعيد صلاة العصر والمغرب والفجر إذا كان قد صلاهن. قلت: وظاهر الحديث حجة على جماعة مَن مَنع عن شيء من الصلوات كلها، ألا تراه يقول:"إذا صلى أحدكم في رحله، ثم أدرك الإمام ولم يصل، فليصلِّ معه "ولم يستثن صلاة دون صلاة. وقال أبو ثور: لا يُعاد الفجر والعصر إلا أن يكون في المسجد، وتقام الصلاة فلا يخرج حتى يصليها.

وقوله: "فإنها نافلة" يريد الصلاة الآخرة منهما، والأولى فرضه، فأمّا نهيه صلى الله عليه وسلم عن الصلاة بعد الصبح حتى تطلع الشمس، وبعد العصر حتى تغرب، فقد تأولوه على وجهين، أحدهما: أن ذلك على معنى إنشاء الصلاة ابتداءً من غير سبب، فأمّا إذا كان لها سبب مثل أن يصادف قوماً يصلون جماعة، فإنه يعيدها معهم ليحرز الفضيلة. والوجه الآخر: أنه منسوخ، وذلك أن حديث يزيد بن جابر متأخر، لأن في قصته أنه شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة الوداع، ثم ذكر الحديث. وفي قوله:"فإنها نافلة" دليل على أن صلاة التطوع جائزة بعد الفجر قبل طلوع الشمس إذا كان لها سبب. وفيه دليل على أن صلاته منفرداً مجزئة مع القدرة على صلاة الجماعة، وإن كان ترك الجماعة مكروها.

ص: 20

نَافِلَةٌ " (1).

17476 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: حَجَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَجَّةَ الْوَدَاعِ، قَالَ: فَصَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَاةَ الصُّبْحِ أَوِ الْفَجْرِ، قَالَ: ثُمَّ انْحَرَفَ جَالِسًا، وَاسْتَقْبَلَ النَّاسَ بِوَجْهِهِ، فَإِذَا هُوَ بِرَجُلَيْنِ مِنْ وَرَاءِ النَّاسِ لَمْ يُصَلِّيَا مَعَ النَّاسِ، فَقَالَ:" ائْتُونِي بِهَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ "

(1) إسناده صحيح. سفيان: هو ابن سعيد الثوري.

وأخرجه الدارقطني 1/ 413 - 414 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق (3934)، ومن طريقه الطبراني 22/ (608) عن هشام ابن حسان وسفيان الثوري، به.

وأخرجه أبو داود (614)، والنسائي في "الكبرى"(1257) من طريق يحيى ابن سعيد، وابن خزيمة (1638)، والدارقطني 1/ 414 من طريق وكيع، والحاكم 1/ 244 - 245 من طريق الحسين بن حفص وأبى حذيفة موسى بن مسعود والأشجعي عبيد الله بن عبيد الرحمن، والبيهقي 2/ 301 من طريق الحسين بن حفص، خمستهم عن سفيان الثوري، به -واقتصر يحيى في حديثه على قوله: صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان إذا انصرف انحرف.

وخالف أصحابَ الثوريِّ أبو عاصم النبيلُ، فرواه عنه عند الدارقطني 1/ 414، ومن طريقه البيهقي 2/ 301، فقال في حديثه:"وليجعل التي صلّى في بيته نافلةً"، وهي رواية شاذَّة، خالف فيها أبو عاصم أصحابَ الثوري ومعهم أصحابُ يعلى بن عطاء منهم شعبة وهشام بن حسان وهشيم بن بشير وغيرهم.

ص: 21

قَالَ: فَأُتِيَ بِهِمَا تَرْعَدُ فَرَائِصُهُمَا، فَقَالَ:" مَا مَنَعَكُمَا أَنْ تُصَلِّيَا مَعَ النَّاسِ؟ " قَالَا: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّا كُنَّا قَدْ صَلَّيْنَا فِي الرِّحَالِ. قَالَ: " فَلَا تَفْعَلَا، إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فِي رَحْلِهِ، ثُمَّ أَدْرَكَ الصَّلَاةَ مَعَ الْإِمَامِ، فَلْيُصَلِّهَا مَعَهُ، فَإِنَّهَا لَهُ نَافِلَةٌ ".

قَالَ: فَقَالَ أَحَدُهُمَا: اسْتَغْفِرْ لِي يَا رَسُولَ اللهِ. فَاسْتَغْفَرَ لَهُ، قَالَ: وَنَهَضَ النَّاسُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَنَهَضْتُ مَعَهُمْ، وَأَنَا يَوْمَئِذٍ أَشَبُّ الرِّجَالِ وَأَجْلَدُهُ. قَالَ: فَمَا زِلْتُ أَزْحَمُ النَّاسَ حَتَّى وَصَلْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ فَوَضَعْتُهَا إِمَّا عَلَى وَجْهِي أَوْ صَدْرِي، قَالَ: فَمَا وَجَدْتُ شَيْئًا أَطْيَبَ وَلَا أَبْرَدَ مِنْ يَدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: وَهُوَ يَوْمَئِذٍ فِي مَسْجِدِ الْخَيْفِ (1).

(1) إسناده صحيح. بهز: هو ابن أَسد العَمِّي، وأبو عوانة: هو الوضاح ابن عبد الله اليشكري.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1463) عن خالد بن يوسف بن خالد، عن أبي عوانة، بهذا الإسناد.

وأخرج الشطر الأول ابن قانع في "معجم الصحابة" 3/ 222 من طريق أبي الوليد الطيالسي، والطبراني 22/ (613) من طريق حجاج بن منهال، كلاهما عن أبي عوانة، به -واقتصر ابن قانع في حديثه على قوله: صليتُ خلف النبي صلى الله عليه وسلم الصبح، فلما انصرف استقبل الناس بوجهه.

وأخرج الشطر الثاني الطبراني 22/ (619) من طريق غيلان بن جامع، عن يعلى بن عطاء، به.

وقوله: ترعد فرائصُهما. الفرائص جمع فريصة: وهي لحمة بين الكتف والصدر ترتعِدُ عند الفزع.

ص: 22

17477 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ وَشُعْبَةُ، وَشَرِيكٌ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: صَلَّيْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَاةَ الْفَجْرِ فِي مَسْجِدِ الْخَيْفِ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ.

قَالَ: قَالَ شَرِيكٌ، فِي حَدِيثِهِ: فَقَالَ أَحَدُهُمَا: يَا رَسُولَ اللهِ، اسْتَغْفِرْ لِي. قَالَ:" غَفَرَ اللهُ لَكَ "(1).

17478 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ وَأَبُو النَّضْرِ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ؛ قَالَ أَبُو النَّضْرِ: عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، وَقَالَ أَسْوَدُ: أَخْبَرَنِي يَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ يَزِيدَ بْنِ الْأَسْوَدِ السُّوَائِيَّ

(1) إسناده صحيح. شريك: هو ابن عبد الله النَّخَعي.

وأخرجه ابن خزيمة (1638)، والدارقطني 1/ 413 من طريق يزيد بن هارون. بهذا الإسناد -واقتصر ابن خزيمة على الشطر الأول منه.

وأخرج هذا الشطر ابن سعد في "الطبقات" 5/ 517 عن يزيد بن هارون، عن هشام بن حسان وحده، به.

وأخرجه كذلك عبد الرزاق (3934)، ومن طريقه الطبراني 22/ (608) عن سفيان الثوري، وهشام بن حسان، به.

وأخرجه أيضاً الطبراني 22/ (609) من طريق زائدة بن قدامة، عن هشام ابن حسان، به.

وأخرجه الطبراني أيضاً 22/ (615) من طريق يحيى الحماني، عن شريك النخعي، به.

وأخرجه الطيالسي (1564)، وأبو داود (575) و (576)، وابن خزيمة (1638)، والطحاوي 1/ 363، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/ 222، وابن حبان (1564)، والطبراني 22/ (610) من طرق عن شعبة، به.

ص: 23

عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ صَلَّى مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الصُّبْحَ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. قَالَ: ثُمَّ ثَارَ النَّاسُ يَأْخُذُونَ بِيَدِهِ يَمْسَحُونَ بِهَا وُجُوهَهُمْ، قَالَ: فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ فَمَسَحْتُ بِهَا وَجْهِي، فَوَجَدْتُهَا أَبْرَدَ مِنَ الثَّلْجِ، وَأَطْيَبَ رِيحًا مِنَ الْمِسْكِ (1).

17479 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ صَلَّى مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَاةَ الصُّبْحِ بِمِنًى وَهُوَ غُلَامٌ شَابٌّ، فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا هُوَ بِرَجُلَيْنِ لَمْ يُصَلِّيَا، فَدَعَا بِهِمَا فَجِيءَ بِهِمَا تَرْعَدُ فَرَائِصُهُمَا، فَقَالَ لَهُمَا:" مَا مَنَعَكُمَا أَنْ تُصَلِّيَا مَعَنَا؟ " قَالَا: قَدْ صَلَّيْنَا فِي رِحَالِنَا. قَالَ: " فَلَا تَفْعَلَا، إِذَا صَلَّيْتُمْ فِي رِحَالِكُمْ ثُمَّ أَدْرَكْتُمُ الْإِمَامَ لَمْ يُصَلِّ، فَصَلِّيَا مَعَهُ، فَهِيَ لَكُمْ نَافِلَةٌ "(2).

(1) إسناده صحيح. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم.

وأخرجه الدارمي (1367) عن هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد.

وأخرج آخره ابن قانع في "معجم الصحابة" 3/ 221 من طريق سليمان بن حرب، والطبراني 22/ (618) من طريق عمرو بن مرزوق، كلاهما عن شعبة، به.

(2)

إسناده صحيح.

وأخرجه ابن خزيمة (1638) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

ص: 24

‌حَدِيثُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ

(1)

17480 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عُقَيْلِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّ جِبْرِيلَ عليه السلام أَتَاهُ فِي أَوَّلِ مَا أُوحِيَ إِلَيْهِ، فَعَلَّمَهُ الْوُضُوءَ وَالصَّلَاةَ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الْوُضُوءِ، أَخَذَ غَرْفَةً مِنْ مَاءٍ، فَنَضَحَ بِهَا فَرْجَهُ (2).

(1) قال ابن كثير في "جامع المسانيد": كان لخديجة أوّلًا، فوهبته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل النبوة، فتبنَّاه، فكان يقال له: زيد بن محمد، ولم يزل ذلك حتى أنزل الله:{ادعُوهم لآبائهم هو أَقْسَطُ عند الله} [الأحزاب: 5]، ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مرجعه من عمرة القضاء:"أنت أخونا ومولانا"(أخرجه البخاري في "صحيحه": 2699) وقد أَسلمَ زيدٌ قديماً حتى قيل: إنه أول مَن أسلم، والصحيح من الموالي، وهاجر وشهد بدراً وما بعدها، إلى أن بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم عام ثمانٍ أميراً على جيش إلى البلقاء، فلقوا الرومَ هنالك فى جمع عظيم فقُتِل هنالك عن خمس وخمسين سنة. وقد صرَّح الله سبحانه باسمْ زيد في القرآن (سورة الأحزاب، آية 37)، ولم ينصَّ على اسم رجل من الصحابة غيره. وقد كان أبيضَ أحمرَ، وكان ابنه أسامة كأمِّه أم أيمن أسودَ كالليل.

(2)

حديث ضعيف، فى إسناده ابن لهيعة وهو سيئ الحفظ، وقد اضْطُرِبَ في إسناده ومتنه كما سيأتي بيان ذلك في التخريج. قال ابن أبي حاتم في "علله" 1/ 46. قال أبي: هذا حديثٌ كذبٌ باطل.

حسن: هو ابن موسى الأشيب، وعروة. هو ابن الزبير.

وأخرجه عبد بن حميد (283) عن الحسن بن موسى، بهذا الإسناد. =

ص: 25

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه ابن أبي عاصم (258)، وابن عدي في "الكامل" 4/ 1468، والدارقطني 1/ 111 من طرق عن كامل بن طلحة الجحدري، عن ابن لهيعة، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 168، وعنه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(259) عن الحسن بن موسى، عن ابن لهيعة، عن عقيل، عن الزهري، عن عروة، عن أسامة بن زيد، عن أبيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ، ثم أخذ كفًّا من ماء فنضح به فرجه.

وأخرجه ابن ماجه (462) من طريق حسان بن عبد الله، عن ابن لهيعة، به، بلفظ:"علّمني جبريل الوضوء، وأمرني أن أنضح تحت ثوبي لما يخرج من البول بعد الوضوء".

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(4657) عن عبد الله بن أحمد، عن كامل ابن طلحة، عن ابن لهيعة، عن عقيل، عن الزهري، عن أسامة بن زيد، عن أبيه: أن جبريل عليه السلام نزل

فذكر الحديث هكذا مرسلاً.

وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 300، وأبو الحسن القطان في زياداته على "سنن ابن ماجه" عقب الحديث (462)، والطبراني (4657)، والبيهقي 1/ 161 من طريق عبد الله بن يوسف التنِّيسي، عن ابن لهيعة، مرسلاً، إلا أن أبا الحسن القطان لم يسق إسناد الحديث ومتنه.

وقد رواه رِشْدِين بن سعد -وهو ضعيف سيئ الحفظ- عن عقْيل، فجعله من حديث أسامة بن زيد، لا من حديث أبيه، ورواه عن رشدين الهيثم بن خارجة، فاختُلف عليه:

فأخرجه الإمام أحمد وابنه عبد الله كما سيأتي 5/ 203 عن الهيثم بن خارجة، عن رشدين بن سعد، عن عقيل، عن الزهري، عن أسامة بن زيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم: أن جبريل عليه السلام لما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم فعلّمه الوضوء، فلما فرغ من وضوئه أخذ حفنةً من ماء، فرشَّ بها نحو الفرج، قال: فكان النبي صلى الله عليه وسلم =

ص: 26

‌حَدِيثُ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ الْمُجَاشِعِيِّ

17481 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا خَالِدٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ أَخِيهِ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ وَجَدَ لُقَطَةً، فَلْيُشْهِدْ ذَوَيْ عَدْلٍ، وَلْيَحْفَظْ عِفَاصَهَا وَوِكَاءَهَا، فَإِنْ جَاءَ صَاحِبُهَا، فَلَا يَكْتُمْ، وَهُوَ أَحَقُّ بِهَا، وَإِنْ لَمْ يَجِئْ صَاحِبُهَا، فَإِنَّهُ مَالُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ "(1).

= يرشُّ بعد وضوئه.

وأخرجه الدارقطني 1/ 111 من طريق حمدان بن علي، عن هيثم بن خارجة، عن رشدين، عن عقيل وقرة، عن الزهري، عن عروة، عن أسامة بن زيد: أن جبريل

فذكره هكذا مرسلاً.

وفي الباب من حديث الحكم بن سفيان، قال: رأيت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم بالَ، ثم توضأَ، ونضح فرجه. وقد سلف برقم (15384)، وهو حديث ضعيف أيضاً.

قلنا: والصحيح في هذا الباب حديث علي عند مسلم (303)(19)، وقد سلف برقم (823)، وفيه أن عليّاً أرسل المقدادَ يسألُه عن المَذْي يخرج من الإنسان: كيف يفعل به؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تَوضَّأْ وانضَحْ فَرجَك".

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابي الحديث، فلم يخرج له سوى مسلم. هُشيم: هو ابن بشير السُّلمي، وخالد: هو ابن مِهران الحذَّاء.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(5808)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3137) و (4715) من طريق هشيم، بهذا الإسناد. =

ص: 27

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه الطحاوي في "شرح المشكل"(3136) و (4714)، وفي "شرح معاني الآثار" 4/ 136 من طريق عبد العزيز بن المختار، عن خالد الحذاء، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 6/ 455 - 456، وعنه ابن ماجه (2505) عن عبد الوهاب الثقفي، وأخرجه أبو داود (1709) من طريقي وهيب بن خالد وخالد ابنِ عبد الله الطحان، ثلاثتهم عن خالد الحذاء، فيه. وقالوا فيه:"ذا عدل" أو "ذوَي عدلٍ" على الشك.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (990) من طريق إسحاق بن راهويه، عن عبد الوهاب الثقفي، عن خالد الحذاء، به. وقال:"ذا عدلٍ" من غير شك.

وسيأتي 4/ 266 عن إسماعيل ابن علية، و 4/ 266 - 267 من طريق شعبة، كلاهما عن خالد الحذاء، به. وقال:"ذا عدلٍ" أو "ذَوَي عدلٍ" على الشك. واختُلف فيه على شعبة كما سيأتي بيانه في موضعه.

ورجَّح الطحاوي في "شرح المشكل" رواية من قال في الحديث: "ذوي عَدْلٍ".

ورواه بنحوه حماد بن سلمة عن خالد الحذَّاء دون ذكر الإشهاد، واختُلف عليه في إسناده:

فأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1193) عن إبراهيم بن الحجاج السامي، والنسائي في "الكبرى"(5809) من طريق أسد بن موسى، والطبراني في "الكبير" 17/ (985) من طريق حجاج بن منهال، ثلاثتهم عن حماد بن سلمة، عن خالد الحذاء، به.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3134) و (4717) من طريق موسى بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن مطرف، به.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(5809) من طريق أسد بن موسى، =

ص: 28

قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: قُلْتُ لِأَبِي: إِنَّ قَوْمًا يَقُولُونَ عِقَاصَهَا، وَيَقُولُونَ: عِفَاصَهَا! قَالَ: عِفَاصَهَا بِالْفَاءِ.

17482 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ الْمُجَاشِعِيِّ، وَكَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَعْرِفَةٌ قَبْلَ أَنْ يُبْعَثَ، فَلَمَّا بُعِثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَهْدَى لَهُ هَدِيَّةً - قَالَ: أَحْسَبُهَا إِبِلًا - فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَهَا، وَقَالَ:" إِنَّا لَا نَقْبَلُ زَبْدَ الْمُشْرِكِينَ ".

= والطحاوي (3135) و (4718) من طريق موسى بن إسماعيل، كلاهما عن حماد بن سلمة، عن سعيد الجريري، عن أبي العلاء يزيد ين عبد الله بن الشخير، عن مطرف، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم. فجعله من مسند أبي هريرة.

ورواه حماد بن زيد، عن أيوب، عن خالد الحذاء، إلا أنه لم يذكر مطرفاً في الإسناد:

فأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 236، والطبراني 17/ (991) من طريق حماد بن زيد، عن أيوب، عن يزيد أبي العلاء، عن عياض بن حمار، بلفظ:"عرِّفها، فإن وجدت صاحبها، وإلا فهي مال الله".

وفي الباب عن زيد بن خالد الجهني، سلف برقم (17046). وانظر هناك تفسير العِفاص والوكاء.

وأبو عبد الرحمن المذكور في آخر حديث عياض: هو عبد الله بن أحمد.

قال السندي: قوله: "فليُشهد" من الإشهاد، أي: على أنه أخذها ليحفظها على صاحبها، أي: لئلا يحدث له طمع في أكلها. "فإنه مال الله"، أي: فليصرف في مصارفه فإنه مال الله.

ص: 29

قَالَ: قُلْتُ (1): وَمَا زَبْدُ الْمُشْرِكِينَ؟ قَالَ: رِفْدُهُمْ، هَدِيَّتُهُمْ (2).

(1) السائل: هو ابن عون، والمجيب: هو الحسن البصري، كما جاء مبيناً في رواية وكيع عن ابن عون عند ابن أبي شيبة 12/ 469، وحماد بن زيد عنه عند حميد بن زنجويه (966)، والطحاوي في "شرح المشكل" 6/ 400. وقد يكون السائل: هو هشيم، والمجيب: هو ابن عون، فقد جاء في آخر رواية هشيم عند أبي عبيد: قال ابن عون: يعني رِفدَهم.

(2)

حديث صحيح رجاله ثقات رجال الصحيح، إلا أنه مرسل، فقوله فيه:"عن الحسن عن عياض" يعني: عن الحسن يخبر عن قصة عياض، وقد روي موصولاً عن عياض من غير طريق الحسن كما سيأتي. ابن عون: هو عبد الله بن عون بن أَرطَبان.

وأخرجه مرسلاً أيضاً أبو عبيد في "الأموال"(630)، ومن طريقه حميد بن زنجويه في "الأموال" أيضاً (963) عن هشيم، بهذا الإسناد. وقرنا بهشيم إسماعيلَ ابنَ علية.

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 469 عن وكيع، عن ابن عون، به.

وأخرجه كذلك الطيالسي (1082)، وابن زنجويه (965)، والطحاوي في "شرح المشكل"(2567) و (2568)، والطبراني في "الكبير" 17/ (998)، وفي "الأوسط"(7616)، والبيهقي في "السنن" 9/ 216 من طرق عن الحسن، به.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(70)، وفي "الصغير"(4) من طريق الصلت بن عبد الرحمن، عن سفيان الثوري، عن ابن عون، عن الحسن، عن عمران بن الحصين: أن عياض بن حمار

فذكر نحوه. والصلت بن عبد الرحمن ضعيف، ونقل ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 4/ 440 عن أبيه أنه قال: هو مجهول.

وأخرجه بنحوه عبد الرزاق (19659) عن معمر، عن رجل، عن الحسن، عن النبي صلى الله عليه وسلم. ولم يسمِّ فيه عياض بن حمار.

وأخرجه الطيالسي (1083)، وأبو داود (3057)، والترمذي (1577)، والبزار في "مسنده"(3494)، والطبراني في "الكبير" 17/ (999)، وفي =

ص: 30

17483 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، رَجُلٌ مِنْ

= "الأوسط"(2545)، والبيهقي 9/ 216، وابن عبد البر في "التمهيد" 2/ 11 - 12 من طريق عمران بن داوَر القطان، عن قتادة، عن يزيد بن عبد الله ابن الشِّخير، عن عياض بن حمار. وهذا إسناد حسن من أجل عمران القطان، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

ويشهد له ما رواه الزهري عن ابن كعب بن مالك ورجال من أهل العلم: أن ملاعب الأسنَّة -واسمه عامر بن مالك- جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم بهديَّة، فعرض عليه الإسلام، فأَبى أن يُسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"إني لا أقبل هدية مشرك".

أخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" 5/ 382، وأبو عبيد (631)، وعنه ابن زنجويه (964). قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 5/ 230: رجاله ثقات إلا أنه مرسل، وقد وصله بعضهم عن الزهري ولا يصح.

ويعارضه حديث أنس بن مالك الصحيح: أن أُكيدر دومة أهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم جُبَّة سُندُس، وفي بعض الروايات: فلبسها، وذلك قبل أن ينهى عن الحرير. وحديث أنس في "الصحيحين"، وسلف عند المصنف بالأرقام (12093) و (12223) و (13148) و (13492) من طرق عنه.

قال الحافظ في "الفتح" 5/ 231: وجمع بينها الطبري بأن الامتناع فيما أُهدي له خاصة، والقبول فيما أُهدي للمسلمين، وفيه نظر لأن من جملة أدلة الجواز ما وقعت الهدية فيه له خاصة، وجمع غيره بأن الامتناع في حق من يريد بهديته التردد والموالاة، والقبول في حق من يرجى بذلك تأنيسه وتأليفه على الإسلام، وهذا أقوى من الأول. وقيل: يحمل القبول على من كان من أهل الكتاب، والرد على من كان من أهل الأوثان. وقيل: يمتنع ذلك لغيره من الأمراء، وأن ذلك من خصائصه. ومنهم من ادعى نسخ المنع بأحاديث القبول، ومنهم من عكس. وهذه الأجوبة الثلاثة ضعيفة، فالنسخ لا يثبت بالاحتمال ولا التخصيص.

ص: 31

قَوْمِي يَشْتُمُنِي وَهُوَ دُونِي، عَلَيَّ بَأْسٌ أَنْ أَنْتَصِرَ مِنْهُ؟ قَالَ:" الْمُسْتَبَّانِ شَيْطَانَانِ، يَتَهَاذَيَانِ (1) وَيَتَكَاذَبَانِ "(2).

17484 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَطَبَ ذَاتَ يَوْمٍ، فَقَالَ فِي خُطْبَتِهِ: " إِنَّ رَبِّي أَمَرَنِي أَنْ أُعَلِّمَكُمْ مَا جَهِلْتُمْ مِمَّا عَلَّمَنِي فِي يَوْمِي هَذَا: كُلُّ مَالٍ نَحَلْتُهُ عِبَادِي حَلَالٌ. وَإِنِّي خَلَقْتُ عِبَادِي

(1) هكذا في جميع النسخ الخطية و (م): يتهاذيان، وفي هامش (ظ 13): يتهاتران، وأشير إلى أنها نسخة، وهو الموافق لجميع مصادر التخريج.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيِّ الحديث، فلم يخرج له سوى مسلم. يحيى بن سعيد: هو القطان، وسعيد: هو ابن أبي عروبة، وقتادة: هو ابن دعامة السَّدوسي، ومطَرِّف: هو ابن عبد الله بن الشِّخِّير.

وأخرجه أبن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1194)، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق"(32)، وابن حبان (5726) و (5727)، والطبراني في "الكبير" 17/ (1001) من طرق عن يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.

وأخرجه الخرائطي (33) عن عمر بن شبّة، عن يحيى القطان، عن عوف، عن الحسن، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً.

وأخرجه الطيالسي (1080)، والبيهقي 10/ 235 من طريق عمران بن داور القطان، عن قتادة، به. وزاد:"فما قالا على البادئ، حتى يعتدي المظلوم".

وسيأتي بالإرقام (17487) و (17489) و 4/ 266. وانظر (17486).

وقال ابن حبان: أطلق صلى الله عليه وسلم اسم الشيطان على المستبِّ على سبيل المجاورة، إذ الشيطان دلَّه على ذلك الفعل حتى تهاتر وتكاذب، لا أن المستبَّين يكونان شيطانين.

ص: 32

حُنَفَاءَ كُلَّهُمْ، وَإِنَّهُمْ أَتَتْهُمُ الشَّيَاطِينُ فَأَضَلَّتْهُمْ (1) عَنْ دِينِهِمْ، وَحَرَّمَتْ عَلَيْهِمْ مَا أَحْلَلْتُ لَهُمْ، وَأَمَرَتْهُمْ أَنْ يُشْرِكُوا بِي مَا لَمْ أُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا، ثُمَّ إِنَّ اللهَ نَظَرَ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ فَمَقَتَهُمْ، عَجَمِيَّهُمْ وَعَرَبِيَّهُمْ، إِلَّا بَقَايَا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ (2)، وَقَالَ: إِنَّمَا بَعَثْتُكَ لِأَبْتَلِيَكَ وَأَبْتَلِيَ بِكَ، وَأَنْزَلْتُ عَلَيْكَ كِتَابًا لَا يَغْسِلُهُ الْمَاءُ، تَقْرَؤُهُ نَائِمًا وَيَقْظَانًا، ثُمَّ إِنَّ اللهَ أَمَرَنِي أَنْ أُحَرِّقَ قُرَيْشًا، فَقُلْتُ: يَا رَبِّ إِذًا يَثْلَغُوا رَأْسِي، فَيَدَعُوهُ خُبْزَةً. فَقَالَ: اسْتَخْرِجْهُمْ كَمَا اسْتَخْرَجُوكَ، فَاغْزُهُمْ نُغْزِكَ، وَأَنْفِقْ عَلَيْهِمْ فَسَنُنْفِقَ عَلَيْكَ، وَابْعَثْ جُنْدًا نَبْعَثْ خَمْسَةً مِثْلَهُ، وَقَاتِلْ بِمَنْ أَطَاعَكَ مَنْ عَصَاكَ.

وَأَهْلُ الْجَنَّةِ ثَلَاثَةٌ: ذُو سُلْطَانٍ مُقْسِطٌ مُتَصَدِّقٌ مُوَفَّقٌ، وَرَجُلٌ رَحِيمٌ رَقِيقُ الْقَلْبِ لِكُلِّ ذِي قُرْبَى، وَمُسْلِمٍ، وَرَجُلٌ فَقِيرٌ، وَأَهْلُ النَّارِ خَمْسَةٌ: الضَّعِيفُ الَّذِي لَا زَبْرَ لَهُ، الَّذِينَ هُمْ فِيكُمْ تَبَعًا - أَوْ تُبَعَاءَ، شَكَّ يَحْيَى - لَا يَبْتَغُونَ أَهْلًا وَلَا مَالًا، وَالْخَائِنُ الَّذِي لَا يَخْفَى لَهُ (3) طَمَعٌ - وَإِنْ دَقَّ - إِلَّا خَانَهُ، وَرَجُلٌ لَا يُصْبِحُ وَلَا يُمْسِي إِلَّا وَهُوَ يُخَادِعُكَ عَنْ أَهْلِكَ وَمَالِكَ " وَذَكَرَ الْبُخْلَ

(1) جاء في هامش (ظ 13): المحفوظ فاجتالتهم، وجاء في هامش (س) ما نصُّه: في مسلم: فاجتالتهم، وفي نسخة: فاختالتهم. قال في "النهاية": فاجتالتهم، أي: بالجيم، أي: استخفتهم فجالوا معهم في الضلال.

(2)

في (ظ 13): إلا بقايا من بني إسرائيل، وهي نسخة في (س) و (ق).

(3)

في (م): عليه.

ص: 33

وَالْكَذِبَ (1) " وَالشِّنْظِيرَ الْفَاحِشَ (2).

(1) في (ظ 13): أو الكذب.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم. هشام: هو ابن أبي عبد الله الدَّستوائي.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (994) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (2865)(63) عن عبد الرحمن بن بشر العبدي، عن يحيى ابن سعيد، به. وقال فى آخره: قال يحيى: قال شعبة عن قتادة، قال: سمعتُ مطرِّفاً في هذا الحديث.

وأخرجه أبو داود الطيالسي (1079)، ومن طريقه البيهقي 9/ 20. وأخرجه مسلم (2865) (63) من طريق معاذ بن هشام، كلاهما (الطيالسي ومعاذ) عن هشام، به.

وأخرجه مسلم (2865)(64) من طريق مطر الورّاق، عن قتادة، به. وزاد:"وإن الله أوحى إليَّ: أن تواضعوا، حتى لا يفخر أحدٌ على أحد، ولا يبغي أحدٌ على أحد".

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (995)، وفي "الأوسط"(2954) من طريق أبي قلابة، عن مطرف، به.

وأخرجه بنحوه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3878)، والطبراني في "الكبير" 17/ (997) من طريق عبد الرحمن بن عائذ، عن عياض بن حمار.

وسيأتي برقم (17485) و (17490) و 4/ 266.

قوله: "نظر إلى أهل الأرض فمقتهم

" قال النووي في "شرح مسلم" 17/ 197: المَقْت: أشدُّ البغض، والمراد بهذا المقت والنظر ما قبل بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمراد ببقايا أهل الكتاب الباقون على التمسُّك بدينهم الحقِّ من غير تبديل.

قوله تعالى: "وأنزلت عليك كتاباً لا يغسله الماء

" معناه: محفوظ في الصدور، لا يتطرق إليه الذهابُ، بل يبقى على مرِّ الأزمان. وأما قوله =

ص: 34

17485 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ (1)، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ مُطَرِّفًا فِي هَذَا الْحَدِيثِ. وقَالَ عَفَّانُ فِي حَدِيثِ هَمَّامٍ: " وَالشِّنْظِيرُ الْفَاحِشُ "(2). قَالَ: وَذَكَرَ الْكَذِبَ أَوِ الْبُخْلَ (3).

17486 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: " إِثْمُ الْمُسْتَبَّيْنِ مَا قَالَا

= تعالى: "تقرؤه نائماً ويقظاناً" فقال العلماء: معناه يكون محفوظاً لك في حالَتَي النوم واليقظة، وقيل: تقرؤه في يُسْر وسهولة.

وقوله صلى الله عليه وسلم: "فقلت: يا رب، إذاً يثلغوا رأسي فيدعوه خبزةً"، هي بالثاء المثلثة، أي: يشدخوه ويشجُّوه كما يُشدَخُ الخُبزُ، أي: يكسر.

وقوله: "الذي لا زَبْرَ له" بفتح الزاي وإسكان الموحدة، أي: لا عَقْلَ له يَزبُره ويمنعه مما لا ينبغي.

قلنا: والمراد بهذا الصنف التابع الذي يخون من يُؤويه في أهله، ولا يرعى فيهم حُرْمةً.

وقوله: "والخائن الذي لا يخفى له" معناه: لا يظهر، قال أهل اللغة: يقال: خفيتُ الشيء: إذا أظهرته، وأخفيته: إذا سترته وكتمته، هذا هو المشهور، وقيل: هما لغتان فيهما جميعاً.

(1)

في (ظ 13): شعبة!

(2)

هكذا هو في النسخ جميعها، وهذه العبارة نفسها في الحديث السابق، وقد وقع في بعض المصادر التي خرجته من غير هذا الطريق:"والشنظير الفحَّاش".

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه مسلم (2865)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1196) من طريق محمد بن أبي عدي، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3875) من طريق عمر بن عمران السدوسي، كلاهما عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد.

ص: 35

عَلَى الْبَادِئِ، حَتَّى يَعْتَدِيَ الْمَظْلُومُ " أَوْ " إِلَّا أَنْ يَعْتَدِيَ الْمَظْلُومُ " شَكَّ يَزِيدُ (1).

17487 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" الْمُسْتَبَّانِ شَيْطَانَانِ، يَتَكَاذَبَانِ وَيَتَهَاتَرَانِ "(2).

17488 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ. قَالَ عَفَّانُ فِي حَدِيثِهِ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ يَزِيدَ أَخِي مُطَرِّفٍ

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (1004) من طريق أبي عامر العقدي، عن همام، بهذا الإسناد. وقد أُقحم في إسناده اسم يحيى بين همام وقتادة!

وأخرجه أيضاً في "الكبير" 17/ (1003)، وفي "الأوسط"(2546) من طريق عمران بن داور القطان، عن قتادة، به.

وسيأتي برقم (17488) و 4/ 266.

ويشهد له حديث أبي هريرة، وقد سلف برقم (7205).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم. بهز: هو ابن أسد العمِّي، وهمَّام: هو ابن يحيى العَوْذي، ويزيد: هو ابن عبد الله بن الشِّخِّير.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (1002) من طريق أبي عامر العقدي، عن همام بن يحيى، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(427)، وفي "التاريخ الكبير" 17/ (19)، والبزار في "مسنده"(3493)، والطبراني في "الأوسط"(2547)، وفي "الكبير" 17/ (1003) من طريق عمران بن داوَر القطان، والبخاري في "الأدب المفرد"(428) من طريق حجاج بن حجاج، كلاهما عن قتادة، به.

وانظر ما سلف برقم (17483).

ص: 36

عَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِثْمُ الْمُسْتَبَّيْنِ مَا قَالَا، فَعَلَى الْبَادِئِ، مَا لَمْ يَعْتَدِ ". قَالَ عَفَّانُ: أَوْ " حَتَّى يَعْتَدِيَ الْمَظْلُومُ "(1).

17489 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: وَحَدَّثَ مُطَرِّفٌ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ، أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ الرَّجُلَ يَشْتُمُنِي وَهُوَ أَنْقَصُ مِنِّي نَسَبًا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" الْمُسْتَبَّانِ شَيْطَانَانِ، يَتَهَاتَرَانِ وَيَتَكَاذَبَانِ "(2).

17490 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ فِي خُطْبَتِهِ ذَاتَ يَوْمٍ:" إِنَّ اللهَ أَمَرَنِي أَنْ أُعَلِّمَكُمْ " فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ:" الَّذِينَ هُمْ (3) فِيكُمْ تَبَعًا لَا يَبْغُونَ أَهْلًا " وَذَكَرَ الْكَذِبَ

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (17486).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم. يونس: هو ابن محمد المؤدّب، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النَّحْوي.

وأخرجه البيهقي في "السنن" 10/ (235) من طريق محمد بن عبيد الله بن أبي داود المنادي، عن يونس بن محمد، بهذا الإسناد. وزاد:"فما قالاه فهو على البادئ حتى يعتدي المظلوم".

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1195) من طريق حسين ابن محمد، عن شيبان النحوي، به.

وانظر (17483).

(3)

في (ظ 13) و (ق): هم الذين. وكذا في (س)، لكن جاء في =

ص: 37

وَالْبُخْلَ (1).

قَالَ سَعِيدٌ: قَالَ مَطَرٌ (2): عَنْ قَتَادَةَ: الشِّنْظِيرُ: الْفَاحِشُ.

= هامشها: الذين هم، وعليها علامة الصحة.

(1)

إسناده قوي على شرط مسلم. عبد الوهَّاب: هو ابن عطاء الخفاف، وسعيد: هو ابن أبي عروبة.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3876) من طريق عبد الوهاب ابن عطاء، بهذا الإسناد. وانظر (17484).

(2)

هكذا في (ظ 13)، وفي هامشها: في نسخة مطرف. وفي (م) وبقية النسخ: مطرف. وما أثبتناه هو الصواب إن شاء الله، فإن لسعيد بن أبي عروبة رواية عن مطر الوراق، بينما لم يرو عن مطرف، وقد أخرج مسلم حديث مطر الوراق في "صحيحه"(2865)(64) لكن من رواية الحسين بن واقد عنه، ولم يسق لفظه.

ص: 38

‌حَدِيثُ أَبِي رِمْثَةَ التَّمِيْمِيِّ وَيُقَالُ التَّيمِيِّ

(1)

17491 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو رِمْثَةَ التَّمِيمِيُّ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَمَعِي ابْنٌ لِي، فَقَالَ:" هَذَا ابْنُكَ؟ ". فَقُلْتُ: نَعَمْ، أَشْهَدُ بِهِ. قَالَ:" لَا يَجْنِي عَلَيْكَ، وَلَا تَجْنِي عَلَيْهِ ". قَالَ: وَرَأَيْتُ الشَّيْبَ أَحْمَرَ (2).

17492 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبْجَرَ، عَنْ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ، عَنْ أَبِي رِمْثَةَ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَعَ أَبِي، فَرَأَى الَّتِي بِظَهْرِهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَا أُعَالِجُهَا لَكَ فَإِنِّي طَبِيبٌ؟ قَالَ:" أَنْتَ رَفِيقٌ، وَاللهُ الطَّبِيبُ ". قَالَ: مَنْ هَذَا مَعَكَ؟ " فَقَالَ ابْنِي: أشْهَدُ بِهِ (3). قَالَ: " أَمَا إِنَّهُ لَا يَجْنِي عَلَيْكَ، وَلَا تَجْنِي عَلَيْهِ " (4).

(1) سلف حديث أبي رمثة في الجزء الحادي عشر، ص 673.

(2)

حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير صحابيه، فقد روى له أبو داود والترمذي والنسائي لكن في هذه الرواية أنه أبا رمثة جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم مع ابنه، والصواب أنه جاء مع أبيه كما بينا في الرواية (7106).

وسلف الحديث من طريق هشيم برقم (7113).

(3)

قوله: "أشهد به" ليس في (ظ 13).

(4)

إسناده صحيح. وقد سلف برقم (7110) من زيادات عبد الله بن أحمد من طريق حسين بن علي، عن عبد الملك بن أبجر، وخُرِّجت طريق سفيان بن عيينة هناك، ونزيد عليه هنا "الآحاد والمثاني" لابن أبي عاصم، فقد =

ص: 39

قَالَ عَبْدُ اللهِ: قَالَ أَبِي: اسْمُ أَبِي رِمْثَةَ رِفَاعَةُ بْنُ يَثْرِبِيٍّ.

17493 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ السَّدُوسِيِّ، عَنْ أَبِي رِمْثَةَ التَّمِيمِيِّ، قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ أَبِي حَتَّى أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَرَأَيْتُ بِرَأْسِهِ رَدْعَ حِنَّاءٍ، وَرَأَيْتُ عَلَى كَتِفِهِ مِثْلَ التُّفَّاحَةِ، قَالَ أَبِي: إِنِّي طَبِيبٌ، أَلَا أَبُطُّهَا لَكَ؟ قَالَ:" طَبِيْبَهَا الَّذِي خَلَقَهَا " قَالَ: وَقَالَ لِأَبِي: " هَذَا ابْنُكَ؟ " قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: " أَمَا إِنَّهُ لَا يَجْنِي عَلَيْكَ، وَلَا تَجْنِي عَلَيْهِ "(1).

17494 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ، عَنْ أَبِي رِمْثَةَ التَّمِيمِيِّ (2) قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِي، فَأَتَيْتُ (3) النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَوَجَدْنَاهُ جَالِسًا فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ وَعَلَيْهِ بُرْدَانِ أَخْضَرَانِ (4).

= أخرجه فيه برقم (1143) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وانظر (17498).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم. سفيان: هو الثوري.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1142)، والطبراني في "الكبير" 22/ (718) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. ورواية الطبراني مختصرة.

وقوله: خرجت مع أبي حتى أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأيت برأسه ردع حناء، قد سلف برقم (7104) بهذا الإسناد.

وقوله: وقال لأبي: "هذا ابنك"؟

الحديث، سلف برقم (7107) عن أبي نعيم، عن سفيان الثوري. وانظر ما قبله.

(2)

في (ظ 13): التَّيمي.

(3)

في (س): فأتينا.

(4)

إسناده صحيح. وقد سلف مطولاً من زيادات عبد الله بن أحمد على =

ص: 40

17495 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ، عَنْ أَبِي رِمْثَةَ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَخْطُبُ وَيَقُولُ: " يَدُ الْمُعْطِي الْعُلْيَا، أُمَّكَ وَأَبَاكَ، وَأُخْتَكَ وَأَخَاكَ، وَأَدْنَاكَ فَأَدْنَاكَ ". قَالَ: فَدَخَلَ نَفَرٌ مِنْ بَنِي ثَعْلَبَةَ بْنِ يَرْبُوعٍ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَؤُلَاءِ النَّفَرُ الْيَرْبُوعِيُّونَ الَّذِينَ قَتَلُوا فُلَانًا. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَلَا لَا تَجْنِي نَفْسٌ عَلَى أُخْرَى " مَرَّتَيْنِ (1).

• 17496 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (2)، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ هُوَ ابْنُ الرَّيَّانِ، حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ الْأَسَدِيُّ، عَنْ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ، عَنْ أَبِي رِمْثَةَ، قَالَ: انْطَلَقْتُ مَعَ أَبِي وَأَنَا غُلَامٌ، فَأَتَيْنَا رَجُلًا فِي الْهَاجِرَةِ جَالِسًا فِي ظِلِّ بَيْتٍ عَلَيْهِ بُرْدَانِ أَخْضَرَانِ، وَشَعْرُهُ

= أبيه برقم (7112) عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن محمد بن بشر، عن علي ابن صالح، به. ونزيد على تخريجه: أن ابن أبي عاصم أخرجه في "الآحاد والمثاني"(1141) عن ابن أبي شيبة، به.

(1)

حديث صحيح. المسعودي: اسمه عبد الرحمن بن عبد الله. وسلف برقم (7105) عن عمرو بن الهيثم وأبي النضر هاشم بن القاسم، عن المسعودي، وعمرو بن الهيثم بصري، وسماع البصريين من قبل اختلاطه، وللحديث شواهد سلف ذكرها.

(2)

جاء في النسخ الخطية و (م) على أنه من رواية الإمام أحمد، إلا أنه ضُبِّب فوق قوله:"حدثني أبي" في (ظ 13)، والصواب أن الحديث من زيادات عبد الله بن أحمد كما أثبتنا، وقد سلف بإسناده ومتنه برقم (7115) على أنه من زيادات عبد الله على أبيه، وهو الموافق لما ذكر الحافظ في "أطراف المسند" 6/ 226.

ص: 41

وَفْرَةٌ، وَبِرَأْسِهِ رَدْعٌ مِنْ حِنَّاءٍ، قَالَ: فَقَالَ لِي أَبِي: أَتَدْرِي مَنْ هَذَا؟ فَقُلْتُ: لَا. قَالَ: هَذَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَهُ (1).

• 17497 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (2)، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمُخَرِّمِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو سُفْيَانَ الْحِمْيَرِيُّ سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ حَمْزَةَ، عَنْ غَيْلَانَ بْنِ جَامِعٍ، عَنْ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ، عَنْ أَبِي رِمْثَةَ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَخْضِبُ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ، وَكَانَ شَعْرُهُ يَبْلُغُ كَتِفَيْهِ أَوْ مَنْكِبَيْهِ (3).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف قيس بن الربيع. وهو مكرر (7115).

(2)

جاء في (س) و (ق) و (ص) و (م) على أنه من رواية الإمام أحمد، لكن جاء في (ظ 13) ما نصه:"حدثنا عبد الله حدثني أبي محمد بن عبد الله المخرمي " وقد ضُبِّب فوق كلمة "أبي" وذكره الحافظ في "أطراف المسند" 6/ 227 من زيادات عبد الله بن أحمد، وهو ما أثبتناه، لأن محمد بن عبد الله المخرمي هو شيخ عبد الله بن أحمد لا شيخ أبيه.

(3)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف الضحاك بن حُمْرة، وباقي رجال الإسناد ثقات.

وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 1/ 238 من طريق يعقوب بن سفيان، عن محمد بن عبد الله المخرمي، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (726)، وابن عدي في "الكامل" 4/ 1417 من طريقين عن أبي سفيان سعيد بن يحيى، به.

وسيأتي برقم (17500).

وقوله: كان النبي صلى الله عليه وسلم يخضب بالحناء والكتم، يشهد له حديث عبد الله بن زيد بن عبد ربه صاحب الأذان، وقد سلف برقم (16474)، وإسناده صحيح.

وحديث أبي ذر، سيرد 5/ 147، ولفظه: "إن أحسن ما غُيِّر به الشيب =

ص: 42

• 17498 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (1)، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ أَبُو كُرَيْبٍ الْهَمْدَانِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبْجَرَ، عَنْ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ، عَنْ أَبِي رِمْثَةَ التَّمِيمِيِّ (2)، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مَعَ أَبِي، وَلَهُ لِمَّةٌ بِهَا رَدْعٌ مِنْ حِنَّاءٍ، وَذَكَرَهُ (3).

• 17499 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (4)، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ الدُّورِيُّ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ، قَالَ:

= الحِنَّاء والكَتَم".

وانظر حديث أنس السالف برقم (12054).

وقوله: وكان شعره يبلغ كتفيه أو منكبيه، يشهد له حديث أنس بن مالك، وقد سلف برقم (12175)، ولفظه: كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم شعرٌ يضرب مَنكِبَيه. وهو في "الصحيحين".

(1)

جاء في (س) و (ص) و (ق) و (م) على أنه من رواية الإمام أحمد، والمثبت من (ظ 13) و"أطراف المسند" 6/ 227، وهو الصواب، لأن محمد بن العلاء هو شيخ عبد الله لا شيخ أحمد.

(2)

في (ظ 13): التيمي.

(3)

إسناده صحيح. ابن إدريس: هو عبد الله، وابن أبجر: هو عبد الملك ابن سعيد بن حيان.

وهذا الحديث قطعة من الحديث السالف برقم (7110) و (17496)، فانظر مصادر تخريجه هناك.

(4)

جاء هذا الحديث في (س) و (ص) و (م) من رواية عبد الله بن أحمد عن أبيه، والصواب ما أثبتناه، وهو الذي في (ظ 13) و (ق) و"أطراف المسند" 6/ 225.

ص: 43

حَدَّثَنِي أَبُو رِمْثَةَ: أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَمَعَهُ ابْنٌ لَهُ، فَقَالَ:" ابْنُكَ هَذَا؟ " قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: " أَمَا إِنَّهُ لَا يَجْنِي عَلَيْكَ، وَلَا تَجْنِي عَلَيْهِ "(1).

• 17500 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (2)، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانَ الْأَزْرَقُ، حَدَّثَنَا أَبُو سُفْيَانَ الْحِمْيَرِيُّ، حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ حَمْزَةَ، عَنْ غَيْلَانَ بْنِ جَامِعٍ، عَنْ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ، عَنْ أَبِي رِمْثَةَ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَخْضِبُ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ، وَكَانَ شَعَرُهُ يَبْلُغُ كَتِفَيْهِ أَوْ مَنْكِبَيْهِ. شَكَّ أَبُو سُفْيَانَ (3).

(1) حديث صحيح رجاله ثقات، لكن الصواب أن أبا رمثة جاء مع أبيه لا ابنه كما هو مبين في الرواية (7106)، وقد سلف برقم (17491).

العباس الدُّوري: هو العباس بن محمد بن حاتم، والشيباني: هو سليمان ابن أبي سليمان.

(2)

جاء في النسخ الخطية و (م): "حدثنا عبد الله حدثني أبي" على أنه من رواية الإمام أحمد، إلا أنه ضُرب على قوله:"حدثني أبي" في (ظ 13)، والصواب أن الحديث من زيادات عبد الله بن أحمد على أبيه، كما أثبتنا، وهو الذي ذكره الحافظ في "أطراف المسند" 6/ 227، لأن محمد بن حسان الأزرق هو شيخ عبد الله بن أحمد لا شيخ أبيه.

(3)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف الضحاك بن حُمْرة. أبو سفيان الحميري: هو سعيد بن يحيى. وانظر (17497).

ص: 44

‌حَدِيثُ أَبِي عَامِرٍ الْأَشْعَرِيِّ

(1)

17501 -

حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَلَاذٍ، عَنْ نُمَيْرِ بْنِ أَوْسٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مَسْرُوحٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ أَبِي عَامِرٍ الْأَشْعَرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" نِعْمَ الْحَيُّ الْأَسَدُ وَالْأَشْعَرِيُّونَ، لَا يَفِرُّونَ فِي الْقِتَالِ وَلَا يَغُلُّونَ، هُمْ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ ".

قَالَ عَامِرٌ: فَحَدَّثْتُ بِهِ مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ: لَيْسَ هَكَذَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، إِنَّمَا قَالَ:" هُمْ مِنِّي وَإِلَيَّ ". فَقُلْتُ: لَيْسَ هَكَذَا حَدَّثَنِي أَبِي، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَلَكِنَّهُ قَالَ:" هُمْ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ ". قَالَ: فَأَنْتَ إِذًا أَعْلَمُ بِحَدِيثِ أَبِيكَ.

17502 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي حُسَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ، عَنْ عَامِرٍ أَوْ أَبِي عَامِرٍ، أَبِي مَالِكٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَمَا هُوَ جَالِسٌ فِي مَجْلِسٍ فِيهِ أَصْحَابُهُ، جَاءَهُ جِبْرِيلُ عليه السلام فِي غَيْرِ صُورَتِهِ، يَحْسِبُهُ رَجُلًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَرَدَّ عليه السلام، ثُمَّ وَضَعَ جِبْرِيلُ يَدَهُ عَلَى رُكْبَتَيِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَقَالَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا الْإِسْلَامُ؟ قَالَ: " أَنْ تُسْلِمَ وَجْهَكَ لِلَّهِ، وَتَشْهَدَ أَنْ

(1) سلفت أحاديث أبي عامر الأشعري هذه مكررة بالأرقام (17166) - (17169)، فانظرها هناك.

ص: 45

لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ " قَالَ: فَإِذَا فَعَلْتُ ذَلِكَ فَقَدْ أَسْلَمْتُ؟ قَالَ: نَعَمْ.

ثُمَّ قَالَ: مَا الْإِيمَانُ؟ قَالَ: " أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ، وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَالْمَلَائِكَةِ، وَالْكِتَابِ، وَالنَّبِيِّينَ، وَالْمَوْتِ، وَالْحَيَاةِ بَعْدَ الْمَوْتِ، وَالْجَنَّةِ وَالنَّارِ، وَالْحِسَابِ، وَالْمِيزَانِ، وَالْقَدَرِ كُلِّهِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ " قَالَ: فَإِذَا فَعَلْتُ ذَلِكَ فَقَدْ آمَنْتُ؟ قَالَ: " نَعَمْ ".

ثُمَّ قَالَ: مَا الْإِحْسَانُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنَّكَ إِنْ كُنْتَ لَا تَرَاهُ فَهُوَ يَرَاكَ " قَالَ: فَإِذَا فَعَلْتُ ذَلِكَ فَقَدْ أَحْسَنْتُ؟ قَالَ: " نَعَمْ ". وَيَسْمَعُ رَجْعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَيْهِ وَلَا يُرَى الَّذِي يُكَلِّمُهُ، وَلَا يَسْمَعُ كَلَامَهُ.

قَالَ: فَمَتَى السَّاعَةُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " سُبْحَانَ اللهِ، خَمْسٌ مِنَ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا اللهُ {إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [لقمان: 34]. قَالَ السَّائِلُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنْ شِئْتَ حَدَّثْتُكَ بِعَلَامَتَيْنِ تَكُونَانِ قَبْلَهَا. فَقَالَ: " حَدِّثْنِي " فَقَالَ: إِذَا رَأَيْتَ الْأَمَةَ تَلِدُ رَبَّهَا (1)، وَيَطُولُ أَهْلُ الْبُنْيَانِ بِالْبُنْيَانِ، وَكَانَ الْعَالَةُ الْحُفَاةُ رُؤُوسَ النَّاسِ. قَالَ: وَمَنْ أُولَئِكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ:

(1) في (ظ 13) و (ق) ونسخة في هامش (س): ربَّتها. وسيأتي بلفظ "ربتها" في الحديث التالي.

ص: 46

الْعَرِيبُ ".

قَالَ: ثُمَّ وَلَّى، فَلَمْ يُرَ طَرِيقُهُ بَعْدُ، قَالَ:" سُبْحَانَ اللهِ - ثَلَاثًا - جَاءَ لِيُعَلِّمَ النَّاسَ دِينَهُمْ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ مَا جَاءَ لِي قَطُّ إِلَّا وَأَنَا أَعْرِفُهُ، إِلَّا أَنْ تَكُونَ هَذِهِ الْمَرَّةُ ".

17503 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ، حَدَّثَنِي شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ أَصْنَافِ النِّسَاءِ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ.

17503 م - وَذَكَرَ مُلْصِقًا بِهِ قَالَ: جَلَسَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَجْلِسًا، فَأَتَى جِبْرِيلُ عليه السلام فَجَلَسَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَقَالَ فِيهِ:" إِنْ شِئْتَ حَدَّثْتُكَ بِمَعَالِمَ لَهَا دُونَ ذَلِكَ " قَالَ: أَجَلْ يَا رَسُولَ اللهِ فَحَدِّثْنِي.

وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا رَأَيْتَ الْأَمَةَ وَلَدَتْ رَبَّتَهَا " فَذَكَرَ الْحَدِيثَ.

_________

ص: 47

‌حَدِيثُ أَبِي سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ (1) عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

17504 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ قَالَ: أَشْهَدُ عَلَى أَبِي سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّتْ بِهِ جِنَازَةٌ فَقَامَ (2).

(1) لم نقف له على ترجمة، وإنما أوردوه في أخبار الصحابة لهذا الحديث، وهو وهم يقيناً، وأن الصواب أبو سعيد الخدري كما ستقف عليه في التخريج.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف جابر: وهو ابن يزيد الجُعْفي.

وأما قوله في هذا الحديث: "أشهد على أبي سعيد بن زيد" فقد وقع فيه الخلاف، فهذه هي رواية محمد بن جعفر عند المصنف هنا وفيما سيأتي 4/ 346، ورواه عنه أيضاً هكذا أبو موسى محمد بن المثنى عند الدارقطني في "العلل" 4/ 423.

وخالفه أبو داود الطيالسي عند البزار في "مسنده"(1271)، وعمرو بن مرزوق عند الهيثم بن كليب الشاشي في "مسنده"(207) و (226)، فروياه عن شعبة، عن جابر -وهو ابن يزيد الجعفي الضعيف-، عن الشعبي قال: أشهد على سعيد بن زيد -وهو أحد العشرة-

فذكرا الحديث. وأبو داود وعمرو ابن مرزوق كلاهما ثقة.

وحكى أبو موسى المديني في "الذيل" أن الطبراني رواه عن عبد الله بن أحمد عن أبيه، فقال: عن أبي سعيد الخدري. قال ابن الأثير في "أُسد الغابة" 6/ 141: كأنه أصحُّ.

قلنا: رواية الطبراني هذه لم نقع عليها، والحديث عن أبي سعيد الخدري رواه وهب بن جرير وسعيد بن الربيع، عن شعبة، عن عبد الله بن أبي السفر، عن الشعبي، عنه. وقد سلف في "المسند" برقم (11437). =

ص: 48

‌حَدِيثُ حُبْشِيِّ بْنِ جُنَادَةَ السَّلُولِيِّ

(1)

17505 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ وَابْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حُبْشِيِّ بْنِ جُنَادَةَ - قَالَ يَحْيَى بْنُ آدَمَ: السَّلُولِيُّ - وَكَانَ قَدْ شَهِدَ يَوْمَ حَجَّةِ الْوَدَاعِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " عَلِيٌّ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ، وَلَا يُؤَدِّي عَنِّي إِلَّا أَنَا أَوْ عَلِيٌّ ".

وَقَالَ ابْنُ أَبِي بُكَيْرٍ: " لَا يَقْضِي عَنِّي دَيْنِي إِلَّا أَنَا أَوْ عَلِيٌّ "(2).

= ورواه أيضاً زكريا بن أبي زائدة، عن الشعبي، عن أبي سعيد الخدري، وسلف برقم (11506). والإسنادان صحيحان.

وسلفت أحاديث الباب في القيام للجنازة عند حديث عبد الله بن عمرو السالف برقم (6573).

(1)

قال ابن حجر في "الإصابة" 2/ 13: صحابي شهد حجة الوداع، ثم نزل الكوفة، يكنى أبا الجَنُوب

وقال العسكري: شهد مع عليٍّ مشاهده.

(2)

إسناده ضعيف ومتنه منكر، أبو إسحاق السبيعي شهر بالتدليس إضافةً إلى أنه قد تغير حفظه بأخرة، وسماعه من حُبشي بن جنادة لا يثبت من طريق صحيحة، فقد تفرد شريك بن عبد الله النخعي -كما سيأتي في الرواية التالية- بذكر التصريح بالسماع منه، فقال: فقلت لأبي إسحاق: أين سمعت منه؟ قال: وقف علينا على فرسٍ له في مجلسنا في جبانة السبيع. قلنا: وشريكٌ لا يحتمل تفرده، فهو سيئ الحفظ، لا سيما وأن البخاري قد نبّه على ذلك في "التاريخ الكبير" 3/ 127 - 128 بعد أن أورد التصريح بالسماع من طريق شريك، فقال: في إسناده نظر. قلنا: ورجال الإسناد كلهم ثقات رجال الشيخين، لكن =

ص: 49

17506 -

حَدَّثَنَا الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، مِثْلَهُ.

وحَدَّثَنَاهُ - يَعْنِي الزُّبَيْرِيَّ -، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حُبْشِيِّ بْنِ جُنَادَةَ مِثْلَهُ. قَالَ: فَقُلْتُ لِأَبِي إِسْحَاقَ: أَيْنَ (1) سَمِعْتَ مِنْهُ؟ قَالَ: وَقَفَ عَلَيْنَا عَلَى فَرَسٍ لَهُ فِي مَجْلِسِنَا فِي جَبَّانَةِ السَّبِيعِ (2).

= صحابيّ الحديث ليست له روايةٌ في "الصحيحين"، وإنما أخرج له أصحاب السنن سوى أبي داود. ابن أبي بكير: هو يحيى، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السَّبيعي.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(8147) وفي "خصائص علي"(74) من طريق يحيى بن آدم، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 2/ 848 من طريق وكيع بن الجراح، عن إسرائيل، به.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(3512) و (3513)، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 1/ 253 من طريقين عن أبي إسحاق، به.

وسيأتي بالأرقام (17506) و (17510) و (17511) و (17512).

وانظر ما علقناه على حديثي أبي بكر السالف برقم (4)، وأنس بن مالك السالف برقم (13214).

(1)

في (م) و (س) و (ق) و (ص): أَنى، وفي هامش (س): لعله أين، والمثبت من (ظ 13).

(2)

ضعيف كسابقه.

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 59، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/ 625، والترمذي (3719)، وابن ماجه (119)، وابن أبي عاصم في "السنة"(1320)، وفي "الآحاد والمثاني"(1514)، وابن عدي في "الكامل" 2/ 848، والطبراني في "الكبير"(3511) من طرق عن شريك، به، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.

ص: 50

17507 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ وَابْنُ (1) أَبِي بُكَيْرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حُبْشِيِّ بْنِ جُنَادَةَ - قَالَ يَحْيَى: وَكَانَ مِمَّنْ شَهِدَ حَجَّةَ الْوَدَاعِ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اللهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُحَلِّقِينَ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَالْمُقَصِّرِينَ؟ قَالَ:" اللهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُحَلِّقِينَ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَالْمُقَصِّرِينَ؟ قَالَ: اللهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُحَلِّقِينَ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَالْمُقَصِّرِينَ؟ قَالَ (2) فِي الثَّالِثَةِ: " وَالْمُقَصِّرِينَ " (3).

17508 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ وَيَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حُبْشِيِّ بْنِ جُنَادَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ سَأَلَ مِنْ

(1) في (م): أو ابن.

(2)

من قوله: "اللهم اغفر للمحلقين"(يعني المرة الثالثة) إلى قوله: قال، سقط من (م) و (ق).

(3)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، انظر الكلام على إسناد الحديث (17505).

وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/ 624، والطبراني في "الكبير"(3509)، وابن عدي في "الكامل" 2/ 848 من طرق عن إسرائيل، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني (3510) من طريق قيس بن الربيع، عن أبي إسحاق، به.

وقد سلفت شواهده في مسند ابن عباس برقم (3311)، وفي مسند ابن عمر برقم (4657).

ص: 51

غَيْرِ فَقْرٍ، فَكَأَنَّمَا (1) يَأْكُلُ الْجَمْرَ " (2).

17509 -

حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حُبْشِيِّ بْنِ جُنَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ سَأَلَ مِنْ غَيْرِ فَقْرٍ " فَذَكَرَ مِثْلَهُ (3).

17510 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ

(1) في (ظ 13) و (ق): فإنما.

(2)

صحيح لغيره، وإسناده كسابقه.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1513) من طريق يحيى بن آدم، بهذا الإسناد.

وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/ 632، والطبراني في "الكبير"(3506) و (3508) من طرق عن إسرائيل، به.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(3507) من طريق قيس بن الربيع، والبيهقي في "الشعب"(3517) من طريق شريك، كلاهما عن أبي إسحاق، به.

وأخرجه بنحوه الطبراني (3505) من طريق أبي حمزة -وهو الأعور- عن الشعبي، عن حُبشي. وأبو حمزة ضعيف.

وانظر ما بعده.

وفي الباب عن غير واحد من الصحابة، انظر حديث ابن مسعود السالف برقم (3675).

(3)

صحيح لغيره كسابقه. أبو أحمد الزبيري: هو محمد بن عبد الله بن الزبير.

وأخرجه الطبري في مسند عمر بن الخطاب من "تهذيب الآثار"(31)، وابن خزيمة (2446)، وابن عدي في "الكامل" 2/ 849 من طريق أبي أحمد الزبيري، بهذا الإسناد.

ص: 52

عَنْ حُبْشِيِّ بْنِ جُنَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " عَلِيٌّ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ، وَلَا يُؤَدِّي عَنِّي إِلَّا أَنَا أَوْ عَلِيٌّ "(1).

17511 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حُبْشِيِّ بْنِ جُنَادَةَ السَّلُولِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " عَلِيٌّ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ، وَلَا يُؤَدِّي عَنِّي إِلَّا أَنَا أَوْ عَلِيٌّ ".

قَالَ شَرِيكٌ: قُلْتُ لِأَبِي إِسْحَاقَ: أَيْنَ سَمِعْتَهُ مِنْهُ (2)؟ قَالَ: مَوْضِعَ كَذَا وَكَذَا لَا أَحْفَظُهُ (3).

17512 -

حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حُبْشِيِّ بْنِ جُنَادَةَ السَّلُولِيِّ - وَكَانَ قَدْ شَهِدَ حَجَّةَ الْوَدَاعِ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " عَلِيٌّ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ، وَلَا يُؤَدِّي عَنِّي إِلَّا أَنَا أَوْ عَلِيٌّ "(4).

(1) ضعيف، وانظر (17505).

(2)

في (ق) و (س): أنت سمعت منه، وفي هامش (س): أين، وعليها علامة الصحة، وفي (ص): أنت أين سمعت منه، وفي (م): أنت أين سمعت منه.

(3)

ضعيف كسابقه.

(4)

ضعيف كسابقه.

ص: 53

‌حَدِيثُ أَبِي عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ الْمِنْهَالِ

17513 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ الْمِنْهَالِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِأَيَّامِ الْبِيضِ، فَهُوَ صَوْمُ الشَّهْرِ (1).

(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عبد الملك -والصواب أن اسمه عبد الملك بن قتادة بن مِلحان القيسي كما في الرواية الآتية- قال علي ابن المديني: لم يرو عنه غير أنس بن سيرين. وقد ذكره ابن حبان في "ثقاته"! قلنا: وقد أخطأ شعبة في تسميته عبد الملك بن المنهال، قال البخاري في "التاريخ الكبير" 7/ 185: روى همام عن أنس بن سيرين، عن عبد الملك بن قتادة، عن أبيه، وقال أبو الوليد: وهم شعبة فيه، فقال: عبد الملك بن المنهال. وقال ابن ماجه: عقب الحديث (1707): أخطأ شعبة وأصاب همام. وقد ترجم الحافظ المزي في "تهذيبه" لعبد الملك بن قتادة بن ملحان وقال: ويقال: عبد الملك بن قدامة بن ملحان، ويقال: عبد الملك بن المنهال، ويقال: عبد الملك بن أبي المنهال، ويقال: ابن ملحان غير مسمى، ويقال: عبد الملك غير منسوب. قلنا: وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير صحابي الحديث، فقد روى له أصحاب السنن سوى الترمذي.

وأخرجه أبو داود الطيالسي (1225)، وعنه ابن سعد 7/ 43، وأخرجه ابن حبان (3651) من طريق أبي الوليد الطيالسي، والنسائي في "المجتبى" 4/ 224 من طريق خالد -وهو ابن الحارث الهُجيمي- ومن طريق عبد الله بن المبارك، وابن ماجه (1707)، والطبراني في "الكبير" 19/ (24) من طريق يزيد بن هارون، خمستهم (الطيالسيان وخالد وابن المبارك ويزيد) عن شعبة، بهذا الإسناد. =

ص: 54

17514 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ سِيرِينَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ قَتَادَةَ بْنِ مِلْحَانَ الْقَيْسِيِّ (1)، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَأْمُرُ بِصِيَامٍ، فَذَكَرَهُ (2).

= وعبد الملك سماه ابنُ المبارك ابن أبي المنهال، وأما خالد فقال: عن رجل يقال له عبد الملك، ولم ينسبه.

وانظر ما بعده، وسيأتي في مسند البصريين 5/ 27 و 28.

ويشهد له حديث أبي هريرة، وقد سلف برقم (8434).

وحديث جرير بن عبد الله عند النسائي 4/ 221.

وقد سلف ذكر أحاديث الباب في الحث على صيام ثلاثة أيام من كل شهر من غير تعيين وذلك في مسند عثمان بن أبي العاص برقم (16279)، ونزيد عليها هنا حديث أبي قتادة الأنصاري، وسيأتي 5/ 297. وحديث عائشة، وسيأتي 6/ 145 - 146.

والأيام البِيض: هي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كل شهر قمري.

(1)

في (م): العبسي.

(2)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف سلف الكلام عليه في الرواية السالفة. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث العنبري، وهمام: هو ابن يحيى العَوْذي.

وأخرجه ابن سعد 7/ 43، وأبو داود (2449)، وابن ماجه (1707)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1646)، والنسائي 4/ 224 - 225، والطبراني 19/ (23) من طرق عن همام، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن سعد 7/ 43 عن أبي داود الطيالسي، عن همام، عن أنس ابن سيرين، عن قتادة بن ملحان، عن أبيه. ثم قال: والحديث كأنه واحد، ولكن سليمان أبا داود اضطرب في إسناده، والحديث: ما رواه عفان وهو الثبت.

قلنا رواية عفان هي عند ابن سعد 7/ 43، والطبراني: 19/ (23).

ص: 55

‌حَدِيثُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ

(1)

17515 -

حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ: دَخَلَ الْعَبَّاسُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا لَنَخْرُجُ فَنَرَى قُرَيْشًا تَحَدَّثُ، فَإِذَا رَأَوْنَا سَكَتُوا! فَغَضِبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَدَرَّ عِرْقٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، ثُمَّ قَالَ:" وَاللهِ لَا يَدْخُلُ قَلْبَ امْرِئٍ إِيمَانٌ حَتَّى يُحِبَّكُمْ لِلَّهِ وَلِقَرَابَتِي "(2).

(1) عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمي، أُمُّه أم الحكم بنت الزبير بن عبد المطلب. قال ابن عبد البر: كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يغيِّر اسمَه فيما علمت. ولم يذكر الزبير بن بكار أن اسمه إلا المطَّلب، وذكر العسكري أن أهل النسب إنما يسمونه المطلب، وأما أهل الحديث فمنهم من يقول: المطلب، ومنهم من يقول: عبد المطلب. سكن المدينة ثم الشام في عَهْد عمر، ومات سنة إحدى وستين، وقيل: سنة اثنتين. قلنا: وسيأتي للمطَّلِب مسندٌ بعد عدة صفحات.

(2)

إسناده ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد، وهو مكرر الحديث (1773) و (1777) سنداً ومتناً.

وأخرجه ابن شبَّة في "تاريخ المدينة" 2/ 639 من طريق جرير بن عبد الحميد، به.

وقد روي الحديث من طريق إسماعيل بن أبي خالد، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الله بن الحارث، عن العباس بن عبد المطلب. وسلف برقم (1772).

وروي من حديث العباس من طريق آخر، فقد أخرجه ابن ماجه =

ص: 56

17516 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ - يَعْنِي ابْنَ عَطَاءٍ -، عَنْ يَزِيدَ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي زِيَادٍ -، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمُطَّلِبِ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَالَ: دَخَلَ الْعَبَّاسُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُغْضَبًا، فَقَالَ لَهُ:" مَا يُغْضِبُكَ؟ " قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا لَنَا وَلِقُرَيْشٍ، إِذَا تَلَاقَوْا بَيْنَهُمْ تَلَاقَوْا بِوُجُوهٍ مُبْشِرَةٍ، وَإِذَا لَقُونَا لَقُونَا بِغَيْرِ ذَلِكَ! فَغَضِبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى احْمَرَّ وَجْهُهُ، وَحَتَّى اسْتَدَرَّ عِرْقٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَكَانَ إِذَا غَضِبَ اسْتَدَرَّ، فَلَمَّا سُرِّيَ عَنْهُ، قَالَ:" وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ - أَوْ قَالَ: وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ (1) -، لَا يَدْخُلُ قَلْبَ رَجُلٍ الْإِيمَانُ حَتَّى يُحِبَّكُمْ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ "

ثُمَّ قَالَ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، مَنْ آذَى الْعَبَّاسَ، فَقَدْ آذَانِي، إِنَّمَا عَمُّ الرَّجُلِ صِنْوُ أَبِيهِ "(2).

= (140)، والحاكم 4/ 75 من طريق الأعمش، عن أبي سبرة النخعي عن محمد ابن كعب القرظي، عن العباس. وأبو سبرة النخعي روى عنه ثلاثة، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن معين: لا أعرفه. ومحمد بن كعب لم يدرك العباس.

وانظر ما بعده.

قال السندي: قوله: "تحدَّثُ" أصله: تتحدَّث بتاءين، حُذفت أحدها، أي: يتحدثون فيما بينهم علناً من غير إسرار، فليس سكوتهم لكونه شراً، بل لأنهم يكرهون حضورهم معهم.

ودَرَّ: امتلأ، وكان يُدِرُّه الغضبُ.

(1)

قوله: "أو قال: والذي نفس محمد بيده" ليس في (ظ 13).

(2)

إسناده ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد، ولضعف يزيد بن عطاء: وهو اليشكري الواسطي. حسين بن محمد: هو ابنُ بَهرام المرُّوذي.

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 108، والترمذي (3758)، والنسائي في =

ص: 57

17517 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ يَزِيدَ، عَنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنْ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَالَ: أَتَى نَاسٌ مِنَ الْأَنْصَارِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا: إِنَّا نَسْمَعُ (1) مِنْ قَوْمِكَ حَتَّى يَقُولَ الْقَائِلُ مِنْهُمْ: إِنَّمَا مِثْلُ مُحَمَّدٍ مِثْلُ نَخْلَةٍ نَبَتَتْ فِي كِبَا - قَالَ حُسَيْنٌ: الْكِبَا: الْكُنَاسَةُ -. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَيُّهَا النَّاسُ، مَنْ أَنَا؟ ". قَالُوا: أَنْتَ رَسُولُ اللهِ. قَالَ: " أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ " قَالَ: فَمَا سَمِعْنَاهُ قَطُّ يَنْتَمِي قَبْلَهَا. " أَلَا إِنَّ اللهَ خَلَقَ خَلْقَهُ، فَجَعَلَنِي مِنْ خَيْرِ خَلْقِهِ، ثُمَّ فَرَّقَهُمْ فِرْقَتَيْنِ فَجَعَلَنِي مِنْ خَيْرِ الْفِرْقَتَيْنِ، ثُمَّ جَعَلَهُمْ قَبَائِلَ فَجَعَلَنِي مِنْ خَيْرِهِمْ قَبِيلَةً، ثُمَّ جَعَلَهُمْ بُيُوتًا، فَجَعَلَنِي مِنْ خَيْرِهِمْ بَيْتًا، وَأَنَا خَيْرُكُمْ بَيْتًا وَخَيْرُكُمْ نَفْسًا "(2).

= "الكبرى"(8176)، وابن شبّة في "تاريخ المدينة" 2/ 639، والطبراني في "الكبير" 20/ (672) و (673) و (674) من طرق عن يزيد بن أبي زياد، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح!

وانظر ما قبله.

وقوله: "إنما عمّ الرجل صنو أبيه" صحيح ثابتٌ عنه صلى الله عليه وسلم، وقد سلف من حديث أبي هريرة برقم (8283)، وهو في "صحيح مسلم "(983).

وسلف من حديث علي برقم (725)، وإسناده ضعيف.

قال السندي: "فلما سُرِّي "، أي: أُزيل عنه. "صنو أبيه"، أي: مثله.

(1)

في (م) و (س): لنسمع.

(2)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف راوييه: يزيد بن عطاء: هو اليشكري الواسطي، وشيخه يزيد: هو ابن أبي زياد الهاشمي مولاهم أبو =

ص: 58

17518 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنْ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ: أَنَّهُ هُوَ وَالْفَضْلُ أَتَيَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِيُزَوِّجَهُمَا وَيَسْتَعْمِلَهُمَا عَلَى الصَّدَقَةِ، فَيُصِيبَانِ مِنْ ذَلِكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّ هَذِهِ الصَّدَقَةَ إِنَّمَا هِيَ أَوْسَاخُ النَّاسِ، وَإِنَّهَا لَا تَحِلُّ لِمُحَمَّدٍ وَلَا لِآلِ مُحَمَّدٍ ". ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِمَحْمِيَةَ الزُّبَيْدِيِّ: " زَوِّجِ الْفَضْلَ " وَقَالَ لِنَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ: " زَوِّجْ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ بْنَ رَبِيعَةَ " وَقَالَ لِمَحْمِيَةَ بْنِ جَزْءٍ الزُّبَيْدِيِّ - وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَسْتَعْمِلُهُ عَلَى الْأَخْمَاسِ - فَأَمَرَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصْدِقُ عَنْهُمَا مِنَ الْخُمُسِ شَيْئًا

= عبد الله الكوفي، وقد اضطرب الأخير في إسناد هذا الحديث، فمرة يرويه عن عبد الله بن الحارث عن عبد المطّلب بن ربيعة كما هو عند المصنف هنا، ومرة يرويه عن عبد الله بن الحارث عن المطلب بن أبي وداعة عن العباس، ومرة أخرى يسقط منه العباس، ومرة يسقط المطَّلب بن أبي وداعة، انظر ما سلف في مسند العباس برقم (1788).

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (675) من طريق سعيد بن سليمان الواسطي ومحمد بن أبان، كلاهما عن يزيد بن عطاء، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 11/ 430 - 431، ومن طريقه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(439)، وفي "السنة"(1497)، والطبراني 20/ (676)، والبيهقي في "الدلائل" 1/ 168 - 169 عن محمد بن فضيل، عن يزيد بن أبي زياد، به. لكن وقع اسم صحابي الحديث في رواية البيهقي: ربيعة بن الحارث ابن عبد المطلب، بإسقاط عبد المطلب.

وفي الباب عن واثلة بن الأسقع عند مسلم (2276)، وقد سلف برقم (16986).

ص: 59

لَمْ يُسَمِّهِ عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ. وَفِي أَوَّلِ هَذَا الْحَدِيثِ: أَنَّ عَلِيًّا لَقِيَهُمَا فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَا يَسْتَعْمِلُكُمَا. فَقَالَا: هَذَا حَسَدُكَ. فَقَالَ: أَنَا أَبُو حَسَنِ الْقَوْمِ (1)، لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَنْظُرَ مَا يَرُدُّ عَلَيْكُمَا. فَلَمَّا كَلَّمَاهُ سَكَتَ، فَجَعَلَتْ زَيْنَبُ تُلَوِّحُ بِثَوْبِهَا: أَنَّهُ فِي حَاجَتِكُمَا (2).

(1) هكذا هي في (م) و (س) و (ص): القوم، وفي (ظ 13) و (ق): اليوم! قلنا: وفي رواية مسلم وأبي داود وغيرهما: "القَرْم". قال الخطابي في "معالم السنن" 3/ 24: قوله: "أنا أبو الحسن القَرْم" هو في أكثر الروايات: القوم، وكذلك رواه لنا ابن داسة بالواو، وهذا لا معنى له، وإنما هو القَرْم، وأصل القَرْم في الكلام فَحْل الإبل، ومنه قيل للرئيس: قرم، يريد بذلك أنه المقدَّم بالرأي والمعرفة بالأمور، فهو فيهم بمنزلة القرم في الإبل.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابي الحديث، فلم يخرج له سوى مسلم. ابن مبارك: هو عبد الله، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي.

وأخرجه مطولاً ومختصراً حميد بن زنجويه في "الأموال"(1241) و (2124)، ومسلم (1072)(168)، وأبو داود (2985)، والنسائي 5/ 105، وابن خزيمة (2342)، والبيهقي في "السنن" 7/ 32 من طرق عن يونس، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن خزيمة (2343) من طريق عقيل بن خالد، عن الزهري، به.

وأخرجه بنحوه الطبراني في "الكبير" 20/ (678) من طريق محمد بن فضيل، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الله بن الحارث، به.

وأخرجه أيضاً 20/ (677) من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، عن يزيد ابن أبي زياد، عن عبد الله بن الحارث، عن عبد الله بن ربيعة، عن عبد المطلب بن ربيعة.

وقوله: "إنها لا تحل لمحمد ولا لآل محمد" سلفت أحاديث هذا الباب =

ص: 60

17519 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ وَسَعْدٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيدِ اللهِ (1) بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَخْبَرَهُ أَنَّ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ بْنَ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَخْبَرَهُ: أَنَّهُ اجْتَمَعَ رَبِيعَةُ بْنُ الْحَارِثِ وَعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَقَالَا: وَاللهِ لَوْ بَعَثْنَا هَذَيْنِ الْغُلَامَيْنِ - فَقَالَ لِي وَلِلْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ - إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَمَّرَهُمَا عَلَى هَذِهِ الصَّدَقَاتِ، فَأَدَّيَا مَا يُؤَدِّي النَّاسُ، وَأَصَابَا مَا يُصِيبُ النَّاسُ مِنَ الْمَنْفَعَةِ، فَبَيْنَمَا هُمَا فِي ذَلِكَ، جَاءَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، فَقَالَ: مَاذَا تُرِيدَانِ؟ فَأَخْبَرَاهُ بِالَّذِي أَرَادَا، قَالَ: فَلَا تَفْعَلَا، فَوَاللهِ مَا هُوَ بِفَاعِلٍ، فَقَالَ: لِمَ تَصْنَعُ هَذَا؟ فَمَا هَذَا مِنْكَ إِلَّا نَفَاسَةٌ عَلَيْنَا، لَقَدْ صَحِبْتَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَنِلْتَ صِهْرَهُ، فَمَا نَفِسْنَا ذَلِكَ عَلَيْكَ. قَالَ: فَقَالَ: أَنَا أَبُو حَسَنٍ، أَرْسِلُوهُمَا. ثُمَّ اضْطَجَعَ.

قَالَ: فَلَمَّا صَلَّى الظُّهْرَ، سَبَقْنَاهُ إِلَى الْحُجْرَةِ، فَقُمْنَا عِنْدَهَا حَتَّى مَرَّ بِنَا، فَأَخَذَ بِأَيْدِينَا، ثُمَّ قَالَ:" أَخْرِجَا مَا تُصَرِّرَانِ " وَدَخَلَ فَدَخَلْنَا مَعَهُ، وَهُوَ حِينَئِذٍ فِي بَيْتِ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ، قَالَ: فَكَلَّمْنَاهُ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، جِئْنَاكَ لِتُؤَمِّرَنَا عَلَى هَذِهِ

= في مسند أبي هريرة عند الحديث (7758).

وزينب المذكورة في آخر الحديث هي بنت جحش أم المؤمنين رضي الله عنها.

(1)

هكذا وقع في النسخ الخطية و (م): عبيد الله، ووقع في "أطراف المسند":"عبد الله". وقال أبو حاتم: ويقال: عبيد الله، وعبد الله أصح.

ص: 61

الصَّدَقَاتِ فَنُصِيبَ مَا يُصِيبُ النَّاسُ مِنَ الْمَنْفَعَةِ، وَنُؤَدِّي إِلَيْكَ مَا يُؤَدِّي النَّاسُ. قَالَ: فَسَكَتَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى سَقْفِ الْبَيْتِ حَتَّى أَرَدْنَا أَنْ نُكَلِّمَهُ، قَالَ: فَأَشَارَتْ إِلَيْنَا زَيْنَبُ مِنْ وَرَاءِ حِجَابِهَا كَأَنَّهَا تَنْهَانَا عَنْ كَلَامِهِ، وَأَقْبَلَ فَقَالَ:" أَلَا إِنَّ الصَّدَقَةَ لَا تَنْبَغِي لِمُحَمَّدٍ وَلَا لِآلِ مُحَمَّدٍ، إِنَّمَا هِيَ أَوْسَاخُ النَّاسِ. ادْعُوا لِي مَحْمِيَةَ بْنَ جَزْءٍ - وَكَانَ عَلَى الْعُشْرِ - وَأَبَا سُفْيَانَ بْنَ الْحَارِثِ " فَأَتَيَا، فَقَالَ لِمَحْمِيَةَ:" أَصْدِقْ عَنْهُمَا مِنَ الْخُمُسِ "(1).

17520 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ:

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابي الحديث فلم يخرج له سوى مسلم، وغير سعد: وهو ابن إبراهيم بن سعد الزهري، فقد روى له البخاري مقروناً بأخيه والنسائي، وهو ثقة. صالح: هو ابن كيسان.

وأخرجه ابن حبان (4526) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (1072)(167)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 7 - 8، والبيهقي في "السنن" 7/ 31 من طريق مالك، عن الزهري، به. وقالوا فيه: عبد الله بن عبد الله بن الحارث بن نوفل، لكن وقع قلب في اسمه في مطبوع "صحيح مسلم" ومطبوع "شرح معاني الآثار" فوقع فيه عبد الله بن عبد الله بن نوفل بن الحارث، إلا أن المزي أورد رواية مسلم هذه في "تحفة الأشراف" 7/ 219 على الصواب.

وذِكرُ أبي سفيان بن الحارث في هذا الحديث لم يَرِدْ إلا في رواية صالح ابن كيسان عن الزهري، وقد خالفه في ذلك يونس بن يزيد ومالك، ففي روايتهما ذكر مكانه نوفل بن الحارث بن عبد المطلب.

قوله: "ما تصرِّران"، قال السندي: أي ما تكتمان وما تُضمران من الكلام، أو ما تجمعانه في صدوركما.

ص: 62

حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ (1)، عَنْ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: اجْتَمَعَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَابْنُ رَبِيعَةَ (2) بْنِ الْحَارِثِ فِي الْمَسْجِدِ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (3).

(1) هكذا وقع في النسخ الخطية و (م)، وهو قلبٌ في اسمه، والصواب: محمد بن عبد الله بن الحارث بن نوفل، كما في "أطراف المسند" 4/ 280، و"التهذيب" وفروعه.

(2)

كذا في نسخنا الخطية، والصواب: ربيعة بن الحارث كما في الروايات الأخرى.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن إسحاق، ومحمد بن عبد الله بن الحارث بن نوفل روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وهو متابع، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. وانظر ما قبله.

ص: 63

‌حَدِيثُ عَبَّادِ بْنِ شُرَحْبِيلَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

17521 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبَّادَ بْنَ شُرَحْبِيلَ - وَكَانَ مِنَّا مِنْ بَنِي غُبَرَ - قَالَ: أَصَابَتْنَا سَنَةٌ، فَأَتَيْتُ الْمَدِينَةَ، فَدَخَلْتُ حَائِطًا مِنْ حِيطَانِهَا، فَأَخَذْتُ سُنْبُلًا فَفَرَكْتُهُ، وَأَكَلْتُ مِنْهُ وَحَمَلْتُ فِي ثَوْبِي، فَجَاءَ صَاحِبُ الْحَائِطِ، فَضَرَبَنِي وَأَخَذَ ثَوْبِي، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" مَا عَلَّمْتَهُ إِذْ كَانَ جَاهِلًا، وَلَا أَطْعَمْتَهُ إِذْ كَانَ سَاغِبًا، أَوْ جَائِعًا ". فَرَدَّ عَلَيَّ الثَّوْبَ، وَأَمَرَ لِي بِنِصْفِ وَسْقٍ أَوْ وَسْقٍ (1).

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه، فقد أخرج له أصحاب السنن سوى الترمذي، وليس له سوى هذا الحديث. أبو بشر: هو جعفر بن إياس أبي وحشيَّة. وصحح هذا الإسناد الحافظ ابن حجر في "الإصابة" 3/ 615.

وأخرجه أبو داود (2621)، وابن ماجه (2298)، وابن عبد البر في "الاستذكار"(40846) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (1169)، وابن أبي شيبة 6/ 86 - 87، وأبو داود (2620)، وابن ماجه (2298)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1654)، وبحشل في "تاريخ واسط" ص 48، والحاكم 4/ 133، والبيهقي 10/ 2، وابن عبد البر في "الاستذكار"(22328)، وابن الأثير في "أسد الغابة" 3/ 153 من طرق عن شعبة، به، وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي.

وأخرجه ابن سعد 7/ 54، وبحشل ص 48 من طريق أشعث بن سعيد، =

ص: 64

‌حَدِيثُ خَرَشَةَ بْنِ الْحَارِثِ (1) وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

17522 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ خَرَشَةَ بْنِ الْحَارِثِ - وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا يَشْهَدَنَّ أَحَدُكُمْ قَتِيلًا، لَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ قُتِلَ (2) ظُلْمًا فَيُصِيبَهُ السَّخَطُ "(3).

= والنسائي 8/ 240 من طريق سفيان بن حسين، كلاهما عن أبي بشر، به.

قال السندي: قوله: "أصابتنا سنة"، أي: قَحْطٌ، "ففركته"، أي: أخرجت ما فيه من الحبوب، "ما علَّمته"، أي: أنه كان جاهلاً جائعاً، فاللائق بك تعليمه أولاً بأن لك ما سقط، وإطعامه بالمسامحة عما أخذ ثانياً، وأنت ما فعلت شيئاً من ذلك. "ساغباً": جائعاً.

قال الخطابي: قلت هذا في المضطر الذي لا يجد طعاماً وهو يخاف على نفسه التلف، فإذا كان ذلك جاز له أن يفعل هذا الصنيع، وذهب بعض أصحاب الحديث إلى أن هذا شيء قد ملكه النبي صلى الله عليه وسلم إياه، فهو له مباح لا يلزمه قيمة، وذهب أكثر الفقهاء إلى أن قيمته لازمة له يؤديها إليه إذا قدر عليها.

(1)

مراديٌّ من بني زُبَيْد، وَفَدَ على النبي صلى الله عليه وسلم وشهد فتح مصر. قاله ابن يونس كما في "الإصابة" 2/ 273.

(2)

في (م): قد قتل.

(3)

إسناده ضعيف، ابن لهيعة، سيئ الحفظ. حسن: هو ابن موسى الأشيب.

وأخرجه البزار (3337 - كشف الأستار)، والطبراني في "الكبير"(4181) من طريق عمرو بن خالد، عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد.

ص: 65

‌حَدِيثُ الْمُطَّلِبِ (1) عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

17523 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ رَبِّهِ بْنَ سَعِيدٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَنَسِ بْنِ أَبِي أَنَسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ نَافِعِ ابْنِ الْعَمْيَاءِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ الْمُطَّلِبِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" الصَّلَاةُ مَثْنَى مَثْنَى، وَتَشَهَّدُ فِي كُلِّ رَكْعَتَيْنِ، وَتَبَاءَسُ، وَتَمَسْكَنُ، وَتُقْنِعُ يَدَكَ وَتَقُولُ: اللهُمَّ اللهُمَّ، فَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ، فَهِيَ خِدَاجٌ " وَقَالَ حَجَّاجٌ: " وَتُقْنِعُ يَدَيْكَ "(2).

(1) المطَّلِب هذا قيل في اسمه أيضاً: عبد المطلب، وهو ابن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب القرشي الهاشمي، وقد سلف قريباً قبل بضع صفحات.

(2)

إسناده ضعيف لجهالة عبد الله بن نافع بن العمياء، وقال البخاري في "التاريخ الكبير" 5/ 213: لم يصح حديثه، وقال الدارقطني: ضعيف. وقال الترمذي بإثر الحديث (385) من "سننه" سمعت محمد بن إسماعيل -أي البخاري- يقول: روى شعبةُ هذا الحديثَ عن عبد ربه بن سعيد فأخطأ في مواضع، فقال:"عن أنس بن أبي أنس" وهو "عمران بن أبي أنس"، وقال:"عن عبد الله بن الحارث" وإنما هو "عبد الله بن نافع بن العمياء عن ربيعة بن الحارث"، وقال شعبة:"عن عبد الله بن الحارث عن المطلب عن النبي صلى الله عليه وسلم" وإنما هو "عن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب عن الفضل بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم"، وحديث الليث بن سعد أصح من حديث شعبة. قلنا: وسيأتي حديث الليث على الصواب برقم (17525) عن سعيد بن عبد ربه، ورجَّح رواية الليث هذه أيضاً الإمام أحمد وأبو حاتم الرازي وغيرهما.

وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 5/ 190 من طريق عبد الله بن أحمد =

ص: 66

17524 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ رَبِّهِ بْنَ سَعِيدٍ، يُحَدِّثُ عَنْ أَنَسِ بْنِ أَبِي أَنَسٍ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ نَافِعِ ابْنِ الْعَمْيَاءِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ الْمُطَّلِبِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" الصَّلَاةُ مَثْنَى مَثْنَى "، فَذَكَرَ مِثْلَهُ (1).

= ابن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (1366)، والبخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 284، وأبو داود (1296)، والترمذي في "العلل الكبير" 1/ 258، والنسائي في "الكبرى"(616) و (1441)، وابن ماجه (1325)، وابن خزيمة (1212)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1093)، والعقيلي في "الضعفاء" 2/ 311، والدارقطني 1/ 418، والبيهقي في "السنن" 2/ 488، وابن عبد البر في "التمهيد" 13/ 246، والمزي في ترجمة أنس بن بن أبي أنس من "تهذيب الكمال" 3/ 345 من طرق عن شعبة، به. ووقع اسم الصحابي في رواية ابن ماجه والطحاوي: المطلب بن أبي وداعة، وهو وهم كما قال المزي في ترجمة المطلب بن ربيعة من "تهذيبه " 28/ 78.

وانظر ما بعده.

قال السندي: قوله: "وتَشهَّد" يحتمل أن يكون مصدراً أو أمراً أو مضارعاً بأن كان أصله "تتشهَّد" بتاءَين، والأخير أقرب، لأن قوله:"وتُقنع" لا يحتمل وجهاً آخر غير المضارع.

"وتباءَسُ" تفاعل، من البُؤس، ومعناه إظهار الفاقة والفقر بالدعاء.

"وتُقنعُ" من الإقناع: وهو رفع اليدين في الدعاء.

والخِداج: النقصان.

(1)

إسناده ضعيف كسابقه. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(479)، والطحاوي في =

ص: 67

17525 -

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عِمْرَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" الصَّلَاةُ مَثْنَى مَثْنَى، تَشَهَّدُ فِي كُلِّ رَكْعَتَيْنِ، وَتَضَرَّعُ، وَتَخَشَّعُ، وَتَسَّاكَنُ، ثُمَّ تُقْنِعُ يَدَيْكَ - يَقُولُ: تَرْفَعُهُمَا - إِلَى رَبِّكَ مُسْتَقْبِلًا بِبُطُونِهِمَا وَجْهَكَ، وَتَقُولُ: يَا رَبِّ، يَا رَبِّ - ثَلَاثًا - فَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ، فَهِيَ خِدَاجٌ "(1).

قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: هَذَا هُوَ عِنْدِي الصَّوَابُ.

17526 -

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنَا يَزِيدُ

= "شرح مشكل الآثار"(1092) من طريق حجاج، بهذا الإسناد.

وسيتكرر بإسناده ومتنه برقم (17528).

(1)

إسناده ضعيف كسابقيه. عمران: هو ابن أبي أنس.

وقد سلف هذا الحديث في مسند الفضل بن العباس برقم (1799) من طريق ابن المبارك، عن الليث، بهذا الإسناد. وقد ذكرنا هناك تخريجه، إلا أننا نزيد عليه هنا:

فهو عند ابن المبارك أيضاً في "الزهد"(1152)، وأخرجه من طريقه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1095).

وأخرجه الطحاوي (1094)، والطبراني في "الأوسط"(8627) من طريق عبد الله بن صالح، عن ليث بن سعد، به.

وأخرجه الطحاوي (1096) من طريق ابن لهيعة، عن عبد ربه بن سعيد، به.

وانظر (17523).

ص: 68

ابْنُ عِيَاضٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي (1) أَنَسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ نَافِعِ بْنِ الْعَمْيَاءِ (2)، عَنْ الْمُطَّلِبِ بْنِ رَبِيعَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" صَلَاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، وَإِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلْيَتَشَهَّدْ فِي كُلِّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ لِيُلْحِفْ فِي الْمَسْأَلَةِ، ثُمَّ إِذَا دَعَا فَلْيَتَسَاكَنْ، وَلْيَتَبَاءَسْ، وَلْيَتَضَعَّفْ، فَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ، فَذَاكَ الْخِدَاجُ " أَوْ " كَالْخِدَاجِ "(3).

17527 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنِي شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَوْسٍ، عَنْ رَجُلٍ، حَدَّثَهُ مُؤَذِّنُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: نَادَى مُنَادِي النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي يَوْمِ مَطَرٍ: " صَلُّوا (4) فِي الرِّحَالِ "(5).

(1) لفظة "أبي" سقطت من (م).

(2)

كذا في أصولنا الخطية: بن أبي العمياء، والمعروف في اسمه: بن العمياء، بإسقاط "أبي".

(3)

إسناده ضعيف جداً لجهالة عبد الله بن نافع بن العمياء، ولضعف يزيد ابن عياض -وهو ابن جُعدُبة- وقد كذبه مالك وغيره.

وانظر ما قبله.

(4)

في (م) و (س) و (ق): ألا صلُّوا.

(5)

حديث صحيح، ورواية شعبة هذه توهم أن عمرو بن أوس روى هذا الحديث عن تابعي مبهم عن مؤذن النبي صلى الله عليه وسلم، ويُوضحها رواية مسعر بن كدام وسفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار كما سلف عند الحديث (15433)، ورواية ابن جريج عن عمرو بن دينار كما سيأتي 5/ 373، ففي هذه الروايات: أن عمرو بن أوس سمعه من الرجل -وهو من ثقيف- الذي سمعَ مؤذِّن النبي صلى الله عليه وسلم، وعليها فإن ذلك الرجل المبهم هو صحابيٌّ، وعمرو بن أوس تابعيٌّ كبير، =

ص: 69

17528 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: شُعْبَةُ أَخْبَرَنِي عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ، مِنْ أَهْلِ مِصْرَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ الْمُطَّلِبِ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" الصَّلَاةُ مَثْنَى مَثْنَى، وَتَشَهَّدُ، وَتُسَلِّمُ فِي كُلِّ رَكْعَتَيْنِ، وَتَبَاءَسُ، وَتَمَسْكَنُ، وَتُقْنِعُ يَدَيْكَ وَتَقُولُ: اللهُمَّ اللهُمَّ، فَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ، فَهِيَ خِدَاجٌ "(1).

17529 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ ابْنِ أَبِي أَنَسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ نَافِعِ ابْنِ الْعَمْيَاءِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ الْمُطَّلِبِ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" الصَّلَاةُ مَثْنَى مَثْنَى، تَشَهَّدُ فِي كُلِّ رَكْعَتَيْنِ، وَتَبَاءَسُ، وَتَمَسْكَنُ، وَتُقْنِعُ يَدَيْكَ وَتَقُولُ: اللهُمَّ اللهُمَّ، فَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ، فَهِيَ خِدَاجٌ ".

قَالَ شُعْبَةُ: فَقُلْتُ: صَلَاتُهُ خِدَاجٌ؟ قَالَ: نَعَمْ. فَقُلْتُ لَهُ: مَا الْإِقْنَاعُ؟ فَبَسَطَ يَدَيْهِ كَأَنَّهُ يَدْعُو (2).

= وبذلك يصحُّ إسناد الحديث، والله تعالى أعلم.

وسيأتي الحديث عن حجاج 4/ 346 و 5/ 370.

(1)

إسناده ضعيف. وهو مكرر (17524).

(2)

إسناده ضعيف كسابقه. روح: هو ابن عبادة.

ص: 70

‌حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ ثَقِيفٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

17530 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا مُفَضَّلُ بْنُ مُهَلْهِلٍ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ شِبَاكٍ، عَنْ الشَّعْبِيِّ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ ثَقِيفٍ قَالَ: سَأَلْنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثَلَاثًا، فَلَمْ يُرَخِّصْ لَنَا، فَقُلْنَا: إِنَّ أَرْضَنَا أَرْضٌ بَارِدَةٌ، فَسَأَلْنَاهُ أَنْ يُرَخِّصَ لَنَا فِي الطُّهُورِ، فَلَمْ يُرَخِّصْ لَنَا، وَسَأَلْنَاهُ أَنْ يُرَخِّصَ لَنَا فِي الدُّبَّاءِ، فَلَمْ يُرَخِّصْ لَنَا فِيهِ سَاعَةً، وَسَأَلْنَاهُ أَنْ يَرُدَّ إِلَيْنَا أَبَا بَكْرَةَ، فَأَبَى، وَقَالَ:" هُوَ طَلِيقُ اللهِ وَطَلِيقُ رَسُولِهِ ". وَكَانَ أَبُو بَكْرَةَ خَرَجَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حِينَ حَاصَرَ الطَّائِفَ فَأَسْلَمَ (1).

• 17531 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (2)، حَدَّثَنَا الْوَرَكَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ،

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير شِباك -وهو الضبي الكوفي الأعمى- فقد روى له أصحاب السنن سوى الترمذي، وهو ثقة. مغيرة: هو ابن مِقْسَم الضَّبِّي، والشعبي: هو عامر بن شَراحيل.

وأخرج منه قصة أبي بكرة الطحاويُّ في "شرح مشكل الآثار"(4273)، وفي "شرح معاني الآثار" 3/ 278 - 279 من طريق يحيى بن آدم، بهذا الإسناد.

وأخرجها مرسلةً ابنُ سعد 7/ 16 عن يحيى بن حماد، عن أبي عوانة، عن المغيرة، عن شباك، عن الشعبي: أن ثقيفاً سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يردّ إليهم أبا بكرة عبداً، فقال:"لا، هو طليق الله وطليق رسوله". ورجاله ثقات.

ويشهد لقصة أبي بكرة حديث ابن عباس، السالف برقم (2176).

ومرسل عبد الله بن المكرم الثقفي عند البيهقي 9/ 229 (في المطبوع: عبد الله بن المكدم).

(2)

في (م) و (ق) و (ص) بزيادة "حدثني أبي" والصواب أنه من زيادات =

ص: 71

عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ شِبَاكٍ، عَنْ الشَّعْبِيِّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ ثَقِيفٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، نَحْوَهُ (1).

= عبد الله، وكذلك هو في (ظ 13) و (س) و"أطراف المسند" 8/ 288، لأن الوَرَكاني -واسمه محمد بن جعفر- من شيوخ عبد الله بن أحمد لا من شيوخ أبيه.

(1)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير شباك -وهو الضبي الكوفي الأعمى- فقد روى له أصحاب السنن سوى الترمذي، وهو ثقة. الوركاني: هو محمد بن جعفر بن زياد، وأبو الأحوص: هو سلَّام بن سُلَيم.

وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه"(2808) عن أبي الأحوص، بهذا الإسناد.

وأخرج قصة أبي بكرة ابنُ سعد 7/ 15 عن الفضل بن دكين، عن أبي الأحوص، عن مغيرة، عن شِباك، عن رجل من ثقيف. لم يذكر الشعبيَّ في الإسناد.

ص: 72

‌حَدِيثُ أَبِي إِسْرَائِيلَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

17532 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ. وَمُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي إِسْرَائِيلَ قَالَ: دَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْمَسْجِدَ وَأَبُو إِسْرَائِيلَ يُصَلِّي، فَقِيلَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: هُوَ ذَا يَا رَسُولَ اللهِ، لَا يَقْعُدُ، وَلَا يُكَلِّمُ النَّاسَ، وَلَا يَسْتَظِلُّ، وَهُوَ يُرِيدُ الصِّيَامَ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" لِيَقْعُدْ، وَلْيُكَلِّمِ النَّاسَ، وَلْيَسْتَظِلَّ، وَلْيَصُمْ "(1).

(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه، فلم يخرِّج له أحد من أصحاب الكتب الستة، وقول الراوي في هذا الحديث: عن أبي إسرائيل، معناه -والله أعلم- يخبر عن قصة أبي إسرائيل، فيكون الحديث مرسلاً، وهو هكذا في المصادر التي خرَّجته. محمد بن بكر: هو البُرْساني، وابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز، وابن طاووس: هو عبد الله.

والحديث عند عبد الرزاق في "مصنفه"(15818) عن ابن جريج، عن ابن طاووس، عن أبيه قال: دخل النبي صلى الله عليه وسلم

فذكره مرسلاً.

وأخرجه كذلك عبد الرزاق (15817) عن معمر، عن ابن طاووس، عن أبيه مرسلاً.

وأخرجه الشافعي 2/ 75، ومن طريقه البيهقي 10/ 75 عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن طاووس مرسلاً.

وأخرجه الطبراني 22/ (973) من طريق ليث بن أبي سُليم، عن طاووس، عن أبي إسرائيل قال: رآه النبي صلى الله عليه وسلم وهو قائم

فوصله، وليث ضعيف.

وقصة أبي إسرائيل هذه رواها عكرمة عن ابن عباس، أخرجها البخاري في "صحيحه"(6704).

ص: 73

‌حَدِيثُ فُلَانٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

(1)

17533 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَمْزَةَ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: وَنَالَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ عِنْدَهُ، فَأَخَذَ كَفًّا مِنْ حَصًى لِيَحْصِبَهُ. ثُمَّ قَالَ عِكْرِمَةُ: حَدَّثَنِي فُلَانٌ، مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّ تَمِيمًا ذُكِرُوا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ رَجُلٌ: أَبْطَأَ هَذَا الْحَيُّ مِنْ تَمِيمٍ عَنْ هَذَا الْأَمْرِ. فَنَظَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى مُزَيْنَةَ، فَقَالَ:" مَا أَبْطَأَ قَوْمٌ هَؤُلَاءِ مِنْهُمْ ".

وَقَالَ رَجُلٌ يَوْمًا: أَبْطَأَ هَؤُلَاءِ الْقَوْمُ مِنْ تَمِيمٍ بِصَدَقَاتِهِمْ، قَالَ: فَأَقْبَلَتْ نَعَمٌ حُمْرٌ وَسُودٌ لِبَنِي تَمِيمٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" هَذِهِ نَعَمُ قَوْمِي ".

وَنَالَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا، فَقَالَ:" لَا تَقُلْ لِبَنِي تَمِيمٍ إِلَّا خَيْرًا، فَإِنَّهُمْ أَطْوَلُ النَّاسِ رِمَاحًا عَلَى الدَّجَّالِ "(2).

(1) هذا العنوان من (م) وهامش (س) فقط.

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات، وعمر بن حمزة -وهو الضبِّي- ليست له رواية في أيٍّ من الكتب الستة، ولم يورده الحافظ في "التعجيل" مع أنه من شرطه، وترجم له البخاري في "التاريخ الكبير" 6/ 148، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 6/ 104، وقال: ذكر أبي عن إسحاق بن منصور عن يحيى ابن معين أنه قال: عمر بن حمزة الضبي ثقة. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث =

ص: 74

‌حَدِيثُ الْأَسْوَدِ بْنِ خَلَفٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

17534 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ الْأَسْوَدِ بْنِ خَلَفٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَاهُ الْأَسْوَدَ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يُبَايِعُ النَّاسَ يَوْمَ الْفَتْحِ، قَالَ: جَلَسَ عِنْدَ قَرْنِ مَسْفَلَةَ (1)، فَبَايَعَ النَّاسَ عَلَى الْإِسْلَامِ وَالشَّهَادَةِ.

قُلْتُ: وَمَا الشَّهَادَةُ؟ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْأَسْوَدِ - يَعْنِي ابْنَ خَلَفٍ - أَنَّهُ بَايَعَهُمْ عَلَى الْإِيمَانِ بِاللهِ، وَشَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ (2).

= العنبري، وعكرمة بن خالد: هو ابن العاص بن هشام المخزومي.

وفي الباب عن أبي هريرة، وهو حديث صحيح، سلف برقم (9068)، وفيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "هذه صدقة قومي، وهم أشدُّ الناس على الدَّجّال"، يعني بني تميم.

قوله: "عن هذا الأمر" أي: الإسلام.

(1)

في (م) وحدها: مصقلة، بالصاد والقاف.

(2)

إسناده محتمل للتحسين. وهو مكرر (15431).

ص: 75

‌حَدِيثُ سُفْيَانَ بْنِ وَهْبٍ الْخَوْلَانِيِّ (1) عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

17535 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي أَبُو عُشَّانَةَ، أَنَّ سُفْيَانَ بْنَ وَهْبٍ الْخَوْلَانِيَّ حَدَّثَهُ: أَنَّهُ كَانَ تَحْتَ ظِلِّ رَاحِلَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ حَجَّةِ الْوَدَاعِ، أَوْ أَنَّ رَجُلًا حَدَّثَهُ ذَلِكَ وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" هَلْ بَلَّغْتُ؟ " فَظَنَنَّا أَنَّهُ يُرِيدُنَا، فَقُلْنَا: نَعَمْ. ثُمَّ أَعَادَهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، وَقَالَ فِيمَا يَقُولُ:" رَوْحَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا، وَغَدْوَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا، وَإِنَّ الْمُؤْمِنَ عَلَى الْمُؤْمِنِ حَرَامٌ: عِرْضُهُ وَمَالُهُ وَنَفْسُهُ، حَرَّمَهُ كَمَا حَرَّمَ هَذَا الْيَوْمِ (2) "(3).

(1) قال أبو حاتم: له صحبة. وقال ابن يونس: وَفَدَ على النبي صلى الله عليه وسلم، وشَهِدَ فتح مصر وولي إمرة إفريقية في زمن عبد العزيز بن مروان، ومات سنة اثنتين وثمانين. وقال ابن حبان: مَن زعم أن له صحبة فقد وهم. كذا قال في التابعين من "الثقات" 4/ 319، وقال قبل ذلك في الصحابة 3/ 183: سكن مصر، له صحبة. وقال العجلي: تابعي ثقة.

(2)

في (م): حرمة كحرمة هذا اليوم.

(3)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف من أجل عبد الله بن لهيعة، فهو سيئ الحفظ.

وأخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص 307 عن أبي الأسود النضر ابن عبد الجبار، عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد.

وأخرجه مختصراً ابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 315 - 316 من طريق محمد ابن حرب، عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد -واقتصر على فضل الغُدوِّ والرواح في =

ص: 76

‌حَدِيثُ حِبَّانَ بْنِ بُحٍّ الصُّدَائِيِّ (1) عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

17536 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ سَوَادَةَ، عَنْ زِيَادِ بْنِ نُعَيْمٍ، عَنْ حِبَّانَ بْنِ بُحٍّ الصُّدَائِيِّ صَاحِبِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ قَوْمِي كَفَرُوا، فَأُخْبِرْتُ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم جَهَّزَ إِلَيْهِمْ جَيْشًا، فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: إِنَّ قَوْمِي عَلَى الْإِسْلَامِ. فَقَالَ: " أَكَذَلِكَ؟ " فَقُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: فَاتَّبَعْتُهُ لَيْلَتِي إِلَى الصَّبَاحِ، فَأَذَّنْتُ بِالصَّلَاةِ لَمَّا أَصْبَحْتُ، وَأَعْطَانِي إِنَاءً تَوَضَّأْتُ مِنْهُ، فَجَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَصَابِعَهُ فِي الْإِنَاءِ،

= سبيل الله.

وأخرجه كذلك الطبراني في "الكبير"(6404) من طريق ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن أبي عشانة، به.

ويشهد لهذا القسم منه غير ما حديث، انظرها عند حديث أبي هريرة السالف برقم (10883).

ويشهد لقصة تحريم دم المؤمن وغيره على المؤمن حديث أبي هريرة السالف برقم (7727).

وحديث واثلة بن الأسقع السالف برقم (16019).

وحديث أبي سعيد الخدري، وقد سلف برقم (11762)، وانظر تتمة شواهده هناك.

(1)

قال ابن الأثير في "أسد الغابة" 1/ 437: حِبَّان، بكسر الحاء، وقيل: بفتحها، والكسر أكثر وأصحُّ، وبالباء الموحَّدة والنون، وقيل: حَيَّان، بالياء تحتها نقطتان وآخره نون، وَفَد على النبي صلى الله عليه وسلم، وشهد فتح مصر.

ص: 77

فَانْفَجَرَ عُيُونًا، فَقَالَ:" مَنْ أَرَادَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَوَضَّأَ فَلْيَتَوَضَّأْ " فَتَوَضَّأْتُ وَصَلَّيْتُ، وَأَمَّرَنِي عَلَيْهِمْ، وَأَعْطَانِي صَدَقَتَهُمْ، فَقَامَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: فُلَانٌ ظَلَمَنِي. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " لَا خَيْرَ فِي الْإِمْرَةِ لِمُسْلِمٍ ".

ثُمَّ جَاءَ رَجُلٌ يَسْأَلُ صَدَقَةً، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّ الصَّدَقَةَ صُدَاعٌ فِي الرَّأْسِ، وَحَرِيقٌ فِي الْبَطْنِ - أَوْ دَاءٌ - " فَأَعْطَيْتُهُ صَحِيفَتِي، أَوْ صَحِيفَةَ إِمْرَتِي وَصَدَقَتِي، فَقَالَ:" مَا شَأْنُكَ؟ " فَقُلْتُ: كَيْفَ أَقْبَلُهَا وَقَدْ سَمِعْتُ مِنْكَ مَا سَمِعْتُ؟ فَقَالَ: " هُوَ مَا سَمِعْتَ "(1).

(1) إسناده ضعيف من أجل ابن لهيعة، وباقي رجال الإسناد ثقات. حسن: هو ابن موسى الأشيب.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(3575) من طريق حسن بن موسى، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص 311 - 312 عن سعيد بن أبي مريم، عن ابن لهيعة، به.

وروى هذا الحديث أبو عبد الرحمن المقرئ، عن عبد الرحمن بن زياد ابن أنعم الإفريقي، عن زياد بن نعيم، عن زياد بن الحارث الصُّدائي. فجعله من حديث زياد بن الحارث الصدائي، لكن إسناده ضعيف أيضاً لضعف عبد الرحمن بن زياد الإفريقي. وانظر تخريج هذه الطريق في حديث زياد بن الحارث التالي.

ص: 78

‌حَدِيثُ زِيَادِ بْنِ الْحَارِثِ الصُّدَائِيِّ

17537 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ نُعَيْمٍ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ زِيَادِ بْنِ الْحَارِثِ الصُّدَائِيِّ: أَنَّهُ أَذَّنَ، فَأَرَادَ بِلَالٌ أَنْ يُقِيمَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" يَا أَخَا صُدَاءٍ، إِنَّ الَّذِي أَذَّنَ، فَهُوَ يُقِيمُ "(1).

(1) إسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن زياد: وهو الإفريقي. سفيان: هو الثوري، وزياد بن نعيم: هو زياد بن ربيعة بن نُعيم، وقد ينسب إلى جده.

وأخرجه عبد الرزاق (1833)، وابن سعد في "الطبقات" 1/ 326 - 327، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 142، والطبراني في "الكبير"(5286) من طرق عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. ووقع في رواية الطحاوي: عبد الله ابن الحارث الصدائي، بدل: زياد بن الحارث الصُّدائي، ورواية ابن سعد مطولة.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 216، والبخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 344، وأبو داود (514)، والترمذي (199)، وابن ماجه (717)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 142، والحازمي في "الاعتبار" ص 66، وابن الأثير في "أسد الغابة" 2/ 269 من طرق عن عبد الرحمن بن زياد الإفريقي، به.

وأخرجه ضمن حديث مطول جداً: ابنُ عبد الحكم في "فتوح مصر" ص 312 - 313، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/ 445 - 448، والطبراني في "الكبير"(5285)، والبيهقي في "السنن الكبرى" 1/ 380 - 381، وفي "دلائل النبوة" 5/ 355 - 357، والمزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة زياد بن الحارث الصدائي 9/ 445 - 448 من طريق أبي عبد الرحمن المقرئ عبد الله بن يزيد، عن عبد الرحمن بن زياد، به. وبعض هذا الحديث الطويل في الحديث السابق. =

ص: 79

17538 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا الْإِفْرِيقِيِّ (1)، عَنْ زِيَادِ بْنِ نُعَيْمٍ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ زِيَادِ بْنِ الْحَارِثِ الصُّدَائِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَذِّنْ يَا أَخَا صُدَاءٍ " قَالَ: فَأَذَّنْتُ، وَذَلِكَ حِينَ أَضَاءَ الْفَجْرُ، قَالَ: فَلَمَّا تَوَضَّأَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ، فَأَرَادَ بِلَالٌ أَنْ

= وأخرجه أبو نعيم الأصبهاني في "حلية الأولياء" 7/ 114، وفي "أخبار أصبهان" 1/ 265 - 266 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري، عن إسماعيل بن عياش، عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، عن زياد بن الحارث الصدائي، عن النبي صلى الله عليه وسلم، مختصراً بدون قصة:"من أَذَّن فهو أحقُّ أن يقيم".

وانظر ما بعده.

وللحديث شواهد ضعيفة: عن ابن عمر عند عبد بن حميد (811)، والطرسوسي في "مسند عبد الله بن عمر"(25)، والعقيلي في "الضعفاء" 2/ 105، والبيهقي 1/ 399. وإسناده ضعيف.

وعن ابن عباس عند ابن عدي في "الكامل" 6/ 2173. وإسناده ضعيف.

قال الحازمي في "الاعتبار" ص 66: واتفق أهلُ العلم في الرجل يؤَذِّنُ ويُقيم غيرُه على أَنَّ ذلك جائز، واختلفوا في الأَولَوية، فذهبَ أكثرُهم إلى أَنَّه لا فرق، وأن الأمر مُتَّسع، وممن رأى ذلك مالكٌ وأكثرُ أهل الحجاز، وأبو حنيفة وأكثرُ أهل الكوفة وأبو ثور، وذهب بعضُهم إلى أن الأَولى: أن مَن أذَّنَ فهو يقيم. وقال سفيان الثوري: كان يقال: مَن أذَّنَ فهو يقيم. ورُوِّينا عن أبي مَحذورة: أنه جاء وقد أَذَّنَ إنسانٌ، فأَذّنَ وأقام. وإلى هذا ذهب أحمدُ، وقال الشافعي في رواية الربيع عنه: وإذَا أَذَّنَ الرجلُ، أحببتُ أن يتولى الإقامة، لشيء يُروى فيه: أَنَّ من أَذَّنَ فهو يُقيم.

(1)

في (م) و (س): حدثنا محمد بن يزيد الواسطي الإفريقي، بإسقاط "حدثنا" وهو خطأ، والصواب ما أثبتنا من (ظ 13).

ص: 80

يُقِيمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" يُقِيمُ أَخُو صُدَاءٍ، فَإِنَّ مَنْ أَذَّنَ، فَهُوَ يُقِيمُ "(1).

(1) إسناده ضعيف كسابقه.

وأخرجه مختصراً عبد الرزاق (1817)، ومن طريقه الطبراني في "الكبير"(5287) عن يحيى بن العلاء، عن عبد الرحمن بن زياد، عن زياد بن نعيم، عن زياد بن الحارث الصدائي، قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر، فحضرت صلاة الصبح، فقال لي:"أَذَّن يا أخا صُداء" فأذنت وأنا على راحلتي.

وانظر ما قبله.

ص: 81

‌حَدِيثُ بَعْضِ عُمُومَةِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ وَهُوَ ظُهِيرٌ (1) عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

17539 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، قَالَ: كُنَّا نُحَاقِلُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الثُّلُثِ، وَالرُّبُعِ (2)، أَوْ طَعَامٍ مُسَمًّى، قَالَ: فَأَتَانَا بَعْضُ عُمُومَتِي، فَقَالَ: نَهَانَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ أَمْرٍ كَانَ لَنَا نَافِعًا، وَطَوَاعِيَةُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَرْفَعُ لَنَا وَأَنْفَعُ. قَالَ: قُلْنَا: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: قَالَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ كَانَتْ لَهُ أَرْضٌ فَلْيَزْرَعْهَا، أَوْ لِيُزْرِعْهَا أَخَاهُ، وَلَا يُكَارِهَا بِثُلُثٍ، وَلَا رُبُعٍ، وَلَا بِطَعَامٍ مُسَمًّى ".

قَالَ قَتَادَةُ: وَهُوَ ظُهِيرٌ (3).

(1) قال السندي: هو ظُهير -بالتصغير- بن رافع، أنصاري أوسي حارثي، شهد بدراً، وذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق فيمن شهد العَقَبة.

(2)

في (ظ 13): أو الربع.

(3)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه ابن أبي شيبة 6/ 350، ومسلم (1548)(113)، وأبو داود (3395)، وابن ماجه (2465)، والنسائي 7/ 42، والطحاوي 4/ 109، والطبراني في "الكبير"(4281)، والبيهقي 6/ 131 من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن يعلى بن حكيم، به. ولم يذكر فيه قتادة، وذكره فيه من المزيد في متصل الأسانيد. =

ص: 82

‌حَدِيثُ أَبِي جُهَيْمِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الصِّمَّةِ

(1)

17540 -

قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، أَنَّ زَيْدَ بْنَ خَالِدٍ الْجُهَنِيَّ أَرْسَلَهُ إِلَى أَبِي جُهَيْمٍ يَسْأَلُهُ: مَاذَا سَمِعَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَارِّ بَيْنَ يَدَيِ الْمُصَلِّي، مَاذَا عَلَيْهِ؟ قَالَ أَبُو الْجُهَيْمِ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَوْ يَعْلَمُ الْمَارُّ بَيْنَ يَدَيِ الْمُصَلِّي مَاذَا عَلَيْهِ، لَكَانَ أَنْ يَقِفَ أَرْبَعِينَ، خَيْرًا لَهُ مِنْ أَنْ يَمُرَّ بَيْنَ يَدَيْهِ ".

قَالَ أَبُو النَّضْرِ: لَا أَدْرِي أَقَالَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، أَوْ أَرْبَعِينَ شَهْرًا، أَوْ أَرْبَعِينَ سَنَةً (2).

= وقد سلف برقم (15823) من طريق أيوب السختياني، عن يعلى بن حكيم.

(1)

هو من الأنصار من بني النجار. وقيل في اسمه: عبد الله، وقيل: الحارث بن الصمة. قلنا: وسيأتي حديثه أيضاً في آخر مسند الأنصار 6/ 29.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وأبو النضر: هو سالم بن أبي أمية.

وهو في "الموطأ" 1/ 154 - 155، ومن طريق مالك أخرجه عبد الرزاق (2322)، والدارمي (1417)، والبخاري (510)، ومسلم (507)، وأبو داود (701)، والترمذي (336)، والنسائي 2/ 66، وأبو عو انة 2/ 44، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(85)، وابن حبان (2366)، والطبراني في "الكبير"(5235)، والبيهقي 2/ 268، والبغوي (543). =

ص: 83

17541 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجُ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَيْرًا مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَقْبَلْتُ أَنَا وَعَبْدُ اللهِ بْنُ يَسَارٍ مَوْلَى مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، دَخَلْنَا عَلَى أَبِي جُهَيْمِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الصِّمَّةِ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ أَبُو جُهَيْمٍ: أَقْبَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ نَحْوِ بِئْرِ جَمَلٍ، فَلَقِيَهُ رَجُلٌ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى أَقْبَلَ عَلَى الْجِدَارِ، فَمَسَحَ بِوَجْهِهِ وَيَدَيْهِ، ثُمَّ رَدَّ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم (1).

= وقد سلف في مسند زيد بن خالد الجهني برقم (17051).

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (8837)، وإسناده ضعيف.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف من أجل ابن لهيعة، وقد توبع. عبد الرحمن الأعرج: هو ابن هُرْمُز.

وأخرجه البخاري في "الصحيح"(337)، وأبو داود (329)، والنسائي في "المجتبى" 1/ 165، وفي "الكبرى"(307)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2175)، وابن خزيمة (274)، والدارقطني 1/ 176، والبيهقي في "الكبرى" 1/ 205، وابن الأثير في "أسد الغابة" 6/ 59 من طريق جعفر بن ربيعة، عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، بهذا الإسناد.

وعلقه مسلم في "صحيحه"(369)(114) قال: وروى الليث بن سعد، عن جعفر بن ربيعة، عن عبد الرحمن بن هرمز

فذكره.

وأخرجه الشافعي 1/ 44، والبيهقي 1/ 205، والبغوي (310) من طريق أبي الحويرث عبد الرحمن بن معاوية، والدارقطني 1/ 177 من طريق موسى ابن عقبة، كلاهما عن الأعرج، عن أبي جهيم، به. ووقع فيه عندهم: أن الذي ألقى السلام هو أبو جهيم نفسه، وأن النبي صلى الله عليه وسلم مسح وجهه وذراعيه. ولفظة:"ذراعيه" منكرة من حديث أبي جهيم، أبو الحويرث ضعيف، ورواه عن موسى بن عقبة أبو عصمة نوح بن أبي مريم وخارجة بن مصعب، وهما =

ص: 84

17542 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ خُصَيْفَةَ، أَخْبَرَنِي بُسْرُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو جُهَيْمٍ: أَنَّ رَجُلَيْنِ اخْتَلَفَا فِي آيَةٍ مِنَ الْقُرْآنِ، فَقَالَ هَذَا: تَلَقَّيْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَالَ الْآخَرُ: تَلَقَّيْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَسَأَلَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" الْقُرْآنُ يُقْرَأُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، فَلَا تُمَارُوا فِي الْقُرْآنِ، فَإِنَّ مِرَاءً فِي الْقُرْآنِ كُفْرٌ "(1).

= متروكان وبعضهم اتهمهما بالكذب، ثم هو إسناد منقطع، فالأعرج لم يسمعه من أبي جهيم وإنما سمعه من عمير مولى ابن عباس، عن أبي جهيم.

والمسح إلى المرفقين في التيمم روي عن غير واحد من الصحابة، لكن بأسانيد معلولة، انظر تفصيل ذلك في "التلخيص الحبير" 1/ 151 - 153، و"الفتح" 1/ 444 - 446.

وفي باب كراهة ردّ السلام على غير طهارة حديث عبد الله بن جابر الآتي برقم (17597). وذكرنا شواهده هناك.

قوله: "من نحو بئر جمل" قال السندي: أي: من جانب بئر جمل، وهو اسم موضع بالمدينة.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو سلمة الخزاعي: هو منصور ابن سلمة.

وأخرجه الطبري في "تفسيره" 1/ 19 من طريق عبد الله بن وهب، عن سليمان بن بلال، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" ص 337 و 354 عن إسماعيل بن جعفر، عن يزيد بن خصيفة، به.

ولقصة الرجلين شاهد من حديث عمر بن الخطاب، سلف برقم (158).

ويشهد للمرفوع منه غير ما حديث، انظرها عند حديثي أبي هريرة السالفين برقم (7508) و (7989).

ص: 85

‌حَدِيثُ أَبِي إِبْرَاهِيمَ الْأَنْصَارِيِّ عَنْ أَبِيهِ

17543 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبَانُ - يَعْنِي ابْنَ يَزِيدَ الْعَطَّارَ -، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي إِبْرَاهِيمَ شَيْخٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، عَنْ أَبِيه: أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا صَلَّى عَلَى الْجِنَازَةِ قَالَ: " اللهُمَّ اغْفِرْ لِحَيِّنَا وَمَيِّتِنَا، وَكَبِيرِنَا وَصَغِيرِنَا، وَذَكَرِنَا وَأُنْثَانَا، وَشَاهِدِنَا وَغَائِبِنَا "(1).

17544 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِي الصَّلَاةِ

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، أبو إبراهيم وأبوه لا يعرفان. وقد اختُلف فيه على يحيى بن أبي كثير، وسلف الكلام عليه في مسند أبي هريرة عند الحديث (8809).

وأخرجه المزي في ترجمة أبي إبراهيم الأشهلي من "تهذيب الكمال" 33/ 6 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه الترمذي (1024)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2187)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(1084)، والطبراني في "الدعاء"(1167) و (1168) و (1170)، والبيهقي في "السنن" 4/ 41 من طرق عن يحيى بن أبي كثير، به.

وسيأتي 5/ 412 عن يحيى بن سعيد القطان، عن هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي إبراهيم الأنصاري، عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يذكر فيه أباه.

ص: 86

عَلَى الْمَيِّتِ: " " اللهُمَّ اغْفِرْ لِحَيِّنَا وَمَيِّتِنَا، وَشَاهِدِنَا وَغَائِبِنَا، وَذَكَرِنَا وَأُنْثَانَا، وَصَغِيرِنَا وَكَبِيرِنَا " (1).

17545 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبَانُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، حَدَّثَنَا شَيْخٌ مِنَ الْأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ: أَبُو إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا صَلَّى عَلَى الْمَيِّتِ قَالَ: " اللهُمَّ اغْفِرْ لِحَيِّنَا وَمَيِّتِنَا، وَشَاهِدِنَا وَغَائِبِنَا، وَذَكَرِنَا وَأُنْثَانَا، وَصَغِيرِنَا وَكَبِيرِنَا ".

قَالَ يَحْيَى، وَحَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بِهَذَا الْحَدِيثِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم (2)، وَزَادَ فِيهِ:" اللهُمَّ مَنْ أَحْيَيْتَهُ مِنَّا فَأَحْيِهِ عَلَى الْإِسْلَامِ، وَمَنْ تَوَفَّيْتَهُ فَتَوَفَّهُ عَلَى الْإِيمَانِ "(3).

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث، وهشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي.

وأخرجه ابن الجارود في "المنتقى"(541) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 291 - 292 و 10/ 409 - 410، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2188)، والنسائي في "المجتبى" 5/ 74، وفي "عمل اليوم والليلة"(1085)، والدولابي في "الكنى والأسماء" 1/ 14 - 15، والطبراني في "الدعاء"(1166) من طرق عن هشام الدستوائي، به.

(2)

قوله: "عن النبي صلى الله عليه وسلم" ليس في (ظ 13) و (ص).

(3)

صحيح لغيره، وإسناد الموصول ضعيف كسابقه، وأما المرسل فرجاله ثقات. وانظر تخريج المرسل والكلام عليه عند الحديث رقم (8809) من مسند أبي هريرة.

وسيتكرر بهذين الإسنادين في مسند أبي قتادة 5/ 308.

ص: 87

17546 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ شَهِدَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى عَلَى مَيِّتٍ، فَسَمِعَهُ يَقُولُ:" اللهُمَّ اغْفِرْ لِحَيِّنَا وَمَيِّتِنَا، وَشَاهِدِنَا وَغَائِبِنَا، وَصَغِيرِنَا وَكَبِيرِنَا، وَذَكَرِنَا وَأُنْثَانَا ".

قَالَ: وَحَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بِهَؤُلَاءِ الثَّمَانِ كَلِمَاتٍ (1) وَزَادَ كَلِمَتَيْنِ: " مَنْ أَحْيَيْتَهُ مِنَّا فَأَحْيِهِ عَلَى الْإِسْلَامِ، وَمَنْ تَوَفَّيْتَهُ مِنَّا فَتَوَفَّهُ عَلَى الْإِيمَانِ "(2).

17547 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ،، حَدَّثَنَا أَبَانُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم (3)، بِنَحْوِهِ (4).

(1) في (م): الكلمات.

(2)

إسناد الموصول منهما رجاله ثقات رجال الشيخين، لكن اختلف فيه على يحيى بن أبي كثير كما سلف بيانه في مسند أبي هريرة عند الحديث (8809)، وكذلك سلف الكلام على المرسل منهما هناك.

وأخرجه المزي في ترجمة أبي إبراهيم الأشهلي من "تهذيب الكمال" 33/ 7 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(1086)، والطبراني في "الدعاء"(1171)، والبيهقي في "السنن" 4/ 41 من طرق عن همام، به.

وسيتكرر في مسند أبي قتادة 5/ 308.

(3)

وقع في (م) و (ص): عن إبراهيم، عن النبي صلى الله عليه وسلم. والمثبت من (ظ 13) و (س) و (ق) و"الأطراف" 8/ 333، لكن أُشير على لفظة "أبيه" في (س) أنها نسخة.

(4)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، وقد سلف بهذا الإسناد برقم =

ص: 88

‌حَدِيثُ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ الثَّقَفِيِّ (1) عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

17548 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثَلَاثًا، مَا رَآهَا أَحَدٌ قَبْلِي، وَلَا يَرَاهَا أَحَدٌ بَعْدِي، لَقَدْ خَرَجْتُ مَعَهُ فِي سَفَرٍ حَتَّى إِذَا كُنَّا بِبَعْضِ الطَّرِيقِ مَرَرْنَا بِامْرَأَةٍ جَالِسَةٍ، مَعَهَا صَبِيٌّ لَهَا، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا صَبِيٌّ (2)، أَصَابَهُ بَلَاءٌ، وَأَصَابَنَا مِنْهُ بَلَاءٌ، يُؤْخَذُ فِي الْيَوْمِ، مَا أَدْرِي كَمْ مَرَّةً، قَالَ:" نَاوِلِينِيهِ " فَرَفَعَتْهُ إِلَيْهِ، فَجَعَلتْهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ وَاسِطَةِ الرَّحْلِ، ثُمَّ فَغَرَ فَاهُ، فَنَفَثَ فِيهِ ثَلَاثًا، وَقَالَ:" بِسْمِ اللهِ، أَنَا عَبْدُ اللهِ، اخْسَأْ عَدُوَّ اللهِ " ثُمَّ نَاوَلَهَا إِيَّاهُ، فَقَالَ:" الْقَيْنَا فِي الرَّجْعَةِ فِي هَذَا الْمَكَانِ، فَأَخْبِرِينَا مَا فَعَلَ " قَالَ: فَذَهَبْنَا وَرَجَعْنَا، فَوَجَدْنَاهَا فِي ذَلِكَ الْمَكَانِ، مَعَهَا شِيَاهٌ ثَلَاثٌ، فَقَالَ:" مَا فَعَلَ صَبِيُّكِ؟ " فَقَالَتْ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، مَا حَسَسْنَا مِنْهُ شَيْئًا حَتَّى السَّاعَةِ، فَاجْتَرِرْ هَذِهِ الْغَنَمَ.

= (17545).

(1)

قال السندي: يعلى بن مرة الثقفي أبو المَرَازم، بفتح الميم والراء، وكسر الزاي المنقوطة بعد الألف، شهد حنيناً وبيعة الشجرة والفتح وهوازن والطائف، وكان من أفاضل الصحابة، أمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يقطع أعناب ثقيف فقطعها.

(2)

لفظة "صبي" ليست في (ظ 13).

ص: 89

قَالَ: " انْزِلْ فَخُذْ مِنْهَا وَاحِدَةً، وَرُدَّ الْبَقِيَّةَ ".

قَالَ: وَخَرَجْنَا (1) ذَاتَ يَوْمٍ إِلَى الْجَبَّانَةِ، حَتَّى إِذَا بَرَزْنَا قَالَ:" انْظُرْ وَيْحَكَ، هَلْ تَرَى مِنْ شَيْءٍ يُوَارِينِي؟ " قُلْتُ: مَا أَرَى شَيْئًا يُوَارِيكَ إِلَّا شَجَرَةً مَا أُرَاهَا تُوَارِيكَ. قَالَ: " فَمَا قُرْبُهَا (2)؟ " قُلْتُ: شَجَرَةٌ مِثْلُهَا، أَوْ قَرِيبٌ مِنْهَا. قَالَ:" فَاذْهَبْ إِلَيْهِمَا، فَقُلْ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَأْمُرُكُمَا أَنْ تَجْتَمِعَا بِإِذْنِ اللهِ " قَالَ: فَاجْتَمَعَتَا، فَبَرَزَ لِحَاجَتِهِ، ثُمَّ رَجَعَ، فَقَالَ:" اذْهَبْ إِلَيْهِمَا، فَقُلْ لَهُمَا: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَأْمُرُكُمَا أَنْ تَرْجِعَ كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْكُمَا إِلَى مَكَانِهَا ".

قَالَ: وَكُنْتُ مَعَهُ (3) جَالِسًا ذَاتَ يَوْمٍ إِذْ جَاءَ (4) جَمَلٌ يَخْبُبُ، حَتَّى ضَرَبَ بِجِرَانِهِ بَيْنَ يَدَيْهِ، ثُمَّ ذَرَفَتْ عَيْنَاهُ، فَقَالَ:" وَيْحَكَ، انْظُرْ لِمَنْ هَذَا الْجَمَلُ، إِنَّ لَهُ لَشَأْنًا " قَالَ: فَخَرَجْتُ أَلْتَمِسُ صَاحِبَهُ، فَوَجَدْتُهُ لِرَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَدَعَوْتُهُ إِلَيْهِ، فَقَالَ:" مَا شَأْنُ جَمَلِكَ هَذَا؟ " فَقَالَ: وَمَا شَأْنُهُ؟ قَالَ: لَا أَدْرِي وَاللهِ مَا شَأْنُهُ، عَمِلْنَا عَلَيْهِ، وَنَضَحْنَا عَلَيْهِ، حَتَّى عَجَزَ عَنِ السِّقَايَةِ، فَأْتَمَرْنَا الْبَارِحَةَ أَنْ نَنْحَرَهُ، وَنَقْسِمَ لَحْمَهُ. قَالَ:" فَلَا تَفْعَلْ، هَبْهُ لِي، أَوْ بِعْنِيهِ " فَقَالَ: بَلْ هُوَ لَكَ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: فَوَسَمَهُ بِسِمَةِ

(1) المثبت من (ظ 13)، وفي (م) وباقي النسخ: خرجت.

(2)

في (م) و (ق) ونسخة في (س): بقربها.

(3)

في (م) وهامش (س): عنده، وفي (ص): وكنت عنده معاً.

(4)

في (م): جاءَه، وأشير إلى الهاء في (س) بأنها نسخة.

ص: 90

الصَّدَقَةِ، ثُمَّ بَعَثَ بِهِ (1).

(1) إسناده ضعيف لجهالة عبد الرحمن بن عبد العزيز.

وأخرجه بطوله ابن أبي شيبة 11/ 488 - 490 عن عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد.

وفي الباب عن جابر عند ابن أبي شيبة 11/ 490 - 492، والدارمي (17)، وابن عبد البر في "التمهيد" 1/ 223، والبيهقي في "الدلائل" 6/ 18 - 19 وإسناده ضعيف.

وأخرج القصة الأولى منه ابن أبي شيبة 8/ 44 و 54 - 55، ومن طريقه أبو نعيم في "دلائل النبوة"(394)، عن عبد الله بن نمير، به.

وفي الباب عن ابن عباس، سلف في مسنده برقم (2288).

وعن أسامة بن زيد عند العقيلي 3/ 81، والبيهقي في "الدلائل" 6/ 24 - 26.

وعن عثمان بن أبي العاص عند ابن ماجه (3548)، والطبراني في "الكبير"(8347)، وأبي نعيم في "الدلائل"(396)، والبيهقي في "الدلائل" 5/ 307 - 308 و 308 بألفاظ متقاربة. وانظر حديثه الآتي برقم (17897).

وعن الوازع -وقيل: الزارع- بن عامر العبدي عند الطبراني في "الكبير"(5314)، وهو في "المسند" لكن سقط من المطبوع، انظر "الأطراف" 5/ 445. وفي أسانيدها مقال.

وأخرج قصة البعير الطبراني في "الكبير" 22/ (694) من طريق عبد الله بن نمير، به. وروايته مختصرة.

ويشهد لها حديث عبد الله بن جعفر السالف برقم (1745)، وحديث أنس ابن مالك السالف برقم (12614). وانظر تتمة شواهده هناك.

وفي باب قصة الشجرتين عن جابر بن عبد الله عند مسلم (3012).

وعن أسامة بن زيد عند أبي نعيم في "الدلائل"(298).

وعن غيلان بن سلمة، عند أبي نعيم في "الدلائل"(295).

وعن ابن مسعود عند البيهقي في "الدلائل" 6/ 20 وجمع إلى قصة =

ص: 91

17549 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِيهِ - قَالَ وَكِيعٌ مُرَّةَ: يَعْنِي الثَّقَفِيَّ، وَلَمْ يَقُلْ مُرَّةَ: عَنْ أَبِيهِ -: أَنَّ امْرَأَةً جَاءَتْ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَعَهَا صَبِيٌّ لَهَا بِهِ لَمَمٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" اخْرُجْ عَدُوَّ اللهِ، أَنَا رَسُولُ اللهِ " قَالَ: فَبَرَأَ. فَأَهْدَتْ إِلَيْهِ كَبْشَيْنِ، وَشَيْئًا مِنْ أَقِطٍ، وَشَيْئًا مِنْ سَمْنٍ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " خُذِ الْأَقِطَ وَالسَّمْنَ وَأَحَدَ الْكَبْشَيْنِ، وَرُدَّ عَلَيْهَا الْآخَرَ "(1).

= الشجرتين قصة الجمل.

وانظر ما سيأتي بالأرقام (17549) و (17559) و (17563) و (17564) و (17565) و (17567).

"ففغر فاه"، أي: فتحه.

"يخبب": ضَرْب من العَدْو.

"ضَرَبَ بِجِرانِه": يقال للبعير إذا بَرَكَ.

وقوله: "وَسَمه بسِمَة الصدقة"، أي: أعلَمهُ بعلامة إبل الصدقة.

(1)

إسناده ضعيف لانقطاعه، المنهال بن عمرو لم يسمع يعلى بن مرة.

وسيأتي الحديث مرة أخرى عن وكيع برقم (17563) ولم يقل فيه: عن أبيه.

وأخرجه وكيع في "الزهد"(508)، ومن طريقه هناد في "الزهد"(1338)، والبيهقي في "الدلائل" 6/ 21 - 22 و 22، بهذا الإسناد. والحديث عندهم إلا الموضع الثاني للبيهقي مطول بنحو حديث عبد الرحمن بن عبد العزيز عن يعلى بن مرة السالف برقم (17548). ولم يقولوا فيه: عن أبيه، إلا البيهقي في الموضع الأول.

وقال البيهقي عن الرواية الثانية: هذا أصح، والأول وهم، قاله البخاري، يعني روايته "عن أبيه" وهم، إنما هو عن يعلى نفسه، وهم فيه وكيع مرة، =

ص: 92

17550 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عَمْرُو بْنِ يَعْلَى الثَّقَفِيِّ، عَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ مَسَحَ وُجُوهَ أَصْحَابِهِ قَبْلَ أَنْ يُكَبِّرَ، فَأَصَبْتُ شَيْئًا مِنْ خَلُوقٍ، فَمَسَحَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وُجُوهَ أَصْحَابِهِ وَتَرَكَنِي، قَالَ: فَرَجَعْتُ وَغَسَلْتُهُ، ثُمَّ جِئْتُ إِلَى الصَّلَاةِ الْأُخْرَى، فَمَسَحَ وَجْهِي، وَقَالَ:" عَادَ لِخَيْرِ (1) دِينِهِ الْعَلَاء، تَابَ وَاسْتَهَلَّتِ السَّمَاءُ "(2).

= ورواه على الصحة مرة. ثم استدرك البيهقي على البخاري فقال: وقد وافقه فيما زعم البخاري أنه وهمٌ يونسُ بنُ بكير، فيحتمل أن يكون الوهمُ من الأعمش، والله أعلم.

قلنا: وحديث يونس أخرجه هناد في "الزهد"(1339)، والحاكم 2/ 617، والبيهقي في "الدلائل" 6/ 20 - 21. والحديث عندهم مطول.

وأخرجه دون قوله "عن أبيه": الطبراني في "الكبير" 22/ (679) من طريق يحيى بن عيسى، و (680) من طريق محاضر بن المورع، كلاهما عن الأعمش، به. لكن وقع الإسناد عنده في الموضع الأول: عن المنهال بن عمرو، قال: حدثني ابن يعلى بن مرة، عن أبيه.

وانظر ما سلف برقم (17548).

(1)

في (م) و (ص): بخير.

(2)

إسناده ضعيف، عمرو -وهو ابن عثمان- بن يعلى، وقد ينسب إلى جده، قال ابن القطان: لا يعرف حاله، ثم هو منقطع، فعمرو لا تعرف له رواية عن جده يعلى. المسعودي: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (689) من طريق أبي نعيم، عن المسعودي، بهذا الإسناد.

وانظر الأحاديث الخمسة التالية و (17570) و (17571). =

ص: 93

17551 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ يُونُسَ بْنِ خَبَّابٍ عَنْ ابْنِ (1) يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَمْسَحُ وُجُوهَنَا فِي الصَّلَاةِ وَيُبَارِكُ عَلَيْنَا. قَالَ: فَجَاءَ ذَاتَ يَوْمٍ فَمَسَحَ وُجُوهَ الَّذِينَ عَنْ يَمِينِي وَعَنْ يَسَارِي وَتَرَكَنِي، وَذَلِكَ أَنِّي كُنْتُ دَخَلْتُ عَلَى أُخْتٍ لِي، فَمَسَحْتُ وَجْهِي بِشَيْءٍ مِنْ صُفْرَةٍ، فَقِيلَ لِي: إِنَّمَا تَرَكَكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِمَا رَأَى بِوَجْهِكَ. فَانْطَلَقْتُ إِلَى بِئْرٍ، فَدَخَلْتُ فِيهَا،

= والخَلوق، قال السندي: بفتح الخاء، طِيبٌ مركب من الزعفران وغيره تغلب عليه الحُمْرة والصفرة من طيب النساء.

وقوله: "العلاء" قال السندي: بالمد، فاعل "عاد"، أَطلقَ على اليعلى العلاء لموافقة السماء.

وقوله: "تاب" بيان لعاد، أي: تاب عما كان عليه من الأمر المكروه، وعاد إلى دينه الذي هو خير دين.

"واستهلت"، أي: سالت عليه السماء بالتوفيق والتأييد الإلهي، حتى عاد، قال تعالى:{ثم تابَ عليهم ليتوبوا} [التوبة: 118] فاستهلال السماء كناية عن توبة الله تعالى عليه، والله تعالى أعلم.

قلنا: وفي باب النهي عن التطيب بالخلوق أو الزعفران أو ما له لون للرجال حديث أبي هريرة السالف برقم (10978).

وحديث أنس السالف برقم (11978).

وحديث الوليد بن عقبة السالف برقم (16379).

وحديث رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم السالف برقم (17013).

وحديث عمار بن ياسر، سيأتي 4/ 319.

وحديث أبي موسى الأشعري، سيأتي 4/ 320.

(1)

لفظة "ابن" ليست في (ظ 13).

ص: 94

فَاغْتَسَلْتُ، ثُمَّ إِنِّي حَضَرْتُ صَلَاةً أُخْرَى، فَمَرَّ بِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَمَسَحَ وَجْهِي وَبَرَّكَ عَلَيَّ، وَقَالَ:" عَادَ بِخَيْرِ دِينِهِ الْعَلَاء، تَابَ وَاسْتَهَلَّتِ السَّمَاءُ "(1).

17552 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ حَفْصٍ، أَوْ أَبِي حَفْصِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ قَالَ: رَأَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَيَّ خَلُوقًا فَقَالَ: " أَلَكَ امْرَأَةٌ؟ " قَالَ: قُلْتُ: لَا. قَالَ: " فَاذْهَبْ فَاغْسِلْهُ، ثُمَّ لَا تَعُدْ "(2).

(1) إسناده ضعيف، ابن يعلى: إما أن يكون عبد الله وإما عثمان، وعبد الله ابن يعلى، قال البخاري: فيه نظر، وذكره العقيلي وابن عدي في الضعفاء. وأما عثمان فهو مجهول. ويونس بن خباب قد ضُعِّف.

(2)

إسناده ضعيف لجهالة أبي عمرو بن حفص. وقد اختلف في اسمه: فقيل: حفص بن عبد الله، وقيل: عبد الله بن حفص.

وأخرجه الترمذي (2816)، والنسائي 8/ 152، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 128، والطبراني في "الكبير" 22/ (683)، وابن عبد البر في "التمهيد" 2/ 184، والبغوي (3161)، وابن الأثير في "أسد الغابة" 5/ 525 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن.

وأخرجه عبد الرزاق (7937)، والحميدي (822)، وابن أبي شيبة 4/ 412، وابن أبي عاصم في "الأحاد والمثاني"(1569)، والنسائي 8/ 152 - 153، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/ 216، والطبراني في "الكبير" 22/ (684) و (686) و (687) و (688) من طرق عن عطاء بن السائب، به.

وأخرجه النسائي 8/ 152 من طريق أبي داود الطيالسي، عن شعبة، عن =

ص: 95

17553 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَبِي رَدْعٌ مِنْ زَعْفَرَانٍ، قَالَ:" اغْسِلْهُ، ثُمَّ اغْسِلْهُ، ثُمَّ اغْسِلْهُ (1)، ثُمَّ لَا تَعُدْ " قَالَ: فَغَسَلْتُهُ ثُمَّ لَمْ أَعُدْ (2).

17554 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَعَلَيَّ صُفْرَةٌ مِنْ زَعْفَرَانٍ، فَقَالَ:" اغْسِلْهُ، ثُمَّ اغْسِلْهُ، ثُمَّ لَا تَعُدْ " قَالَ: فَغَسَلْتُهُ، ثُمَّ لَمْ أَعُدْ (3).

= عطاء بن السائب، عن ابن عمرو، عن رجل، عن يعلى.

وأخرجه الطحاوي 2/ 128 من طريق أبي عامر عن شعبة، عن عطاء، عن رجل من ثقيف، عن يعلى.

وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 2/ 184 من طريق عبد الوارث بن سعيد، عن عطاء بن السائب، عن يعلى. ثم قال: هكذا في كتاب قاسم بن أصبغ.

وانظر (17550).

(1)

في (ظ 13): أغسله، ثم اغسله. ولم يذكر الثالثة.

(2)

إسناده ضعيف كسابقه. عفان: هو ابن مسلم، وحماد: هو ابن سلمة.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ 685 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.

(3)

إسناده ضعيف كسابقه. وقد تكرر هذا الحديث في (م) وسائر الأصول =

ص: 96

17555 -

حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ (1)، حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: اغْتَسَلْتُ وَتَخَلَّقْتُ بِخَلُوقٍ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَمْسَحُ وُجُوهَنَا، فَلَمَّا دَنَا مِنِّي جَعَلَ يُجَافِي يَدَهُ عَنِ الْخَلُوقِ، فَلَمَّا فَرَغَ، قَالَ:" يَا يَعْلَى، مَا حَمَلَكَ عَلَى الْخَلُوقِ؟ أَتَزَوَّجْتَ؟ " قُلْتُ: لَا. قَالَ لِي: " اذْهَبْ فَاغْسِلْهُ " قَالَ: فَمَرَرْتُ عَلَى رَكِيَّةٍ، فَجَعَلْتُ أَقَعُ فِيهَا، ثُمَّ جَعَلْتُ أَتَدَلَّكُ بِالتُّرَابِ حَتَّى ذَهَبَ. قَالَ: ثُمَّ جِئْتُ إِلَيْهِ، فَلَمَّا رَآنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" عَادَ بِخَيْرِ دِينِهِ الْعَلَاءُ، تَابَ وَاسْتَهَلَّتِ السَّمَاءُ "(2).

17556 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي اللَّيْثِ، حَدَّثَنَا الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ الثَّقَفِيِّ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ عَلَيْهِ خَاتَمٌ مِنَ الذَّهَبِ عَظِيمٌ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" أَتُزَكِّي هَذَا؟ " فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَمَا زَكَاةُ هَذَا؟! فَلَمَّا أَدْبَرَ الرَّجُلُ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" جَمْرَةٌ عَظِيمَةٌ عَلَيْهِ "(3).

= الخطية سنداً ومتناً وكتب عليه في (ظ 13): معاد، وفي (س): مكرر.

(1)

في (م): عن حميد، وهو خطأ.

(2)

إسناده ضعيف، عمر بن عبد الله بن يعلى وأبوه ضعيفان.

وأخرجه ابن خزيمة (2675) من طريق عبيدة بن حميد، بهذا الإسناد. وانظر (17550).

(3)

إسناده ضعيف جداً، إبراهيم بن أبي الليث كذبه غير واحد، سلفت ترجمته تحت الحديث رقم (419)، وليس له في المسند غير هذين الحديثين، =

ص: 97

* 17557 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ - قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَفْصٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ: أَنَّهُ كَانَ عِنْدَ زِيَادٍ جَالِسَا، فَأُتِيَ بِرَجُلٍ شَهِدَ فَغَيَّرَ شَهَادَتَهُ، فَقَالَ: لَأَقْطَعَنَّ لِسَانَكَ. فَقَالَ لَهُ يَعْلَى: أَلَا أُحَدِّثُكَ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

= وقد توبع، وعمرو -وهو ابن عثمان بن يعلى- قال ابن القطان: لا يعرف حاله كوالده. الأشجعي: هو أبو عبد الرحمن عبيد الله بن عبيد الرحمن الكوفي، وسفيان: هو الثوري.

وأخرجه الخطيب في "تاريخه" 6/ 191 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه البيهقي 4/ 145 من طريق إبراهيم بن أبي الليث، بهذا الإسناد. ووقع في إسناده عمرُ بدل عمرو. وإن يكن عُمر، فهو عمر بن عبد الله بن يعلى بن مرة، وهو ضعيف.

وأخرجه ابن الجارود (353) من طريق حفص بن عبد الرحمن، عن سفيان الثوري، عن عمرو بن يعلى، به. وحفص بن عبد الرحمن، قال فيه أبو حاتم: صدوق مضطرب الحديث.

وأخرجه البيهقي 4/ 145 من طريق الوليد بن مسلم، عن عمر بن يعلى، عن أبيه، عن جده، فقال: عمر بدل عمرو.

وأخرجه الطبراني (677) من طريق الوليد بن مسلم، عن سفيان الثوري، عن ابن يعلى، عن أبيه.

وأخرجه الطبراني أيضاً (678) من طريق يحيى بن يمان، عن سفيان الثوري، عن عمران الثقفي، عن أبيه، عن جده، ولعله تحرف عن عمرو.

وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 3/ 220 من طريق الوليد بن مسلم، عن سفيان، عن عمرو بن يعلى، عن أبيه. ولم يذكر جده.

ص: 98

" قَالَ اللهُ عز وجل: لَا تُمَثِّلُوا بِعِبَادِي ". قَالَ: فَتَرَكَهُ (1).

17558 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَهُوَ أَبُو إِبْرَاهِيمَ الْمُعَقِّبُ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ - يَعْنِي الْفَزَارِيَّ -، حَدَّثَنَا أَبُو يَعْفُورٍ (2)، عَنْ أَبِي ثَابِتٍ، قَالَ: سَمِعْتُ يَعْلَى بْنَ مُرَّةَ الثَّقَفِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ أَخَذَ أَرْضًا بِغَيْرِ حَقٍّ (3)، كُلِّفَ أَنْ يَحْمِلَ تُرَابَهَا إِلَى الْمَحْشَرِ "(4).

(1) إسناده ضعيف لجهالة عبد الله بن حفص. ثم إن عطاء كان قد اختلط بأخرة، ورواية محمد بن فضيل -وهو ابن غزوان- عنه بعد الاختلاط.

وهو في "مصنف" ابن أبي شيبة 9/ 423 دون ذكر القصة.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (698) من طريق ورقاء بن عمر و (699) من طريق جرير بن عبد الحميد، كلاهما عن عطاء، عن غير واحد من ثقيف -قال جرير: عن أناس من قومه-، عن يعلى بن مرة. قلنا: وعطاء ابن السائب ثقفي.

وسيأتي برقم (17568).

ويغني عنه في باب النهي عن المثلة حديث ابن عباس السالف برقم (2728).

وحديث المغيرة بن شعبة، سيأتي 4/ 246.

وحديث عبد الله بن يزيد الأنصاري، سيأتي 4/ 307.

وحديث عمران بن حصين، سيأتي 4/ 428.

وحديث سمرة بن جندب، سيأتي 4/ 428 و 5/ 12.

وانظر تتمة أحاديث الباب عند حديث ابن عباس.

(2)

تحرف في (م) و (س) و (ص) إلى: "أبو يعقوب".

(3)

في (م) و (س) و (ص): حقها.

(4)

إسناده حسن، أبو ثابت -وهو أيمن بن ثابت الكوفي- روى عنه =

ص: 99

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= جمع، وقال أبو داود: لا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجال الإسناد ثقات. إسماعيل بن محمد شيخ المصنف سلفت ترجمته عند الحديث رقم (942). وأبو يعفور: هو عبد الرحمن بن عبيد بن نسطاس.

وأخرجه الدولابي في "الكنى والاسماء" 1/ 54، والطبري في "تهذيب الآثار- مسند علي"(284)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(6151)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/ 215 من طرق عن مروان بن معاوية الفزاري، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 6/ 565، ومن طريقه عبد بن حميد (406)، وابن حبان في "الثقات" 4/ 48، والطبراني في "الكبير" 22/ (691) عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن أبي يعفور، به.

وأخرجه الطبري (285) من طريق عبد الواحد بن زياد العبدي، عن أبي يعفور، به.

وأخرجه أبو يعلى في "معجم شيوخه"(111)، والدولابي 1/ 133، والطبري (286) و (287) و (288)، والطحاوي في "شرح المشكل"(6149)، وابن قانع 3/ 215، والطبراني في "الكبير" 22/ (693)، وفي "الأوسط"(5746)، وفي "الصغير"(1054) من طريق الشعبي، والدولابي 1/ 132 - 133 من طريق إسماعيل بن أبي خالد السبيعي، كلاهما عن أيمن بن ثابت أبي ثابت، به. وقد وقع تحريف في "الأوسط" للطبراني: عن أبي ثابت وهو يعلى ابن مرة.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (695) من طريق جابر، عن موسى التغلبي، عن يعلى بن مرة. وإسناده ضعيف لضعف جابر، وهو: ابن يزيد الجعفي. وموسى التغلبي لم نتبيَّنْه.

وسيأتي الحديث برقم (17569) و (17571).

وأصل الحديث بغير هذا اللفظ من حديث سعيد بن زيد وغيره: "من ظَلم من الأرض شيئاً طُوِّقَهُ من سبع أرضين" انظرها عند حديث ابن مسعود السالف =

ص: 100

17559 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي جُبَيْرَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ سِيَابَةَ، قَالَ: " كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي مَسِيرٍ لَهُ، فَأَرَادَ أَنْ يَقْضِيَ حَاجَةً، فَأَمَرَ وَدِيَّتَيْنِ، فَانْضَمَّتْ إِحْدَاهُمَا إِلَى الْأُخْرَى، ثُمَّ أَمَرَهُمَا فَرَجَعَتَا إِلَى مَنَابِتِهِمَا.

وَجَاءَ بَعِيرٌ فَضَرَبَ بِجِرَانِهِ إِلَى الْأَرْضِ، ثُمَّ جَرْجَرَ حَتَّى ابْتَلَّ مَا حَوْلَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" أَتَدْرُونَ مَا يَقُولُ الْبَعِيرُ؟ إِنَّهُ يَزْعُمُ أَنَّ صَاحِبَهُ يُرِيدُ نَحْرَهُ " فَبَعَثَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: " أَوَاهِبُهُ أَنْتَ لِي؟ " فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا لِي مَالٌ (1) أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهُ. قَالَ:" اسْتَوْصِ بِهِ مَعْرُوفًا " فَقَالَ: لَا جَرَمَ، لَا أُكْرِمُ مَالًا لِي كَرَامَتُهُ يَا رَسُولَ اللهِ.

وَأَتَى عَلَى قَبْرٍ يُعَذَّبُ صَاحِبُهُ، فَقَالَ:" إِنَّهُ يُعَذَّبُ فِي غَيْرِ كَبِيرٍ " فَأَمَرَ بِجَرِيدَةٍ، فَوُضِعَتْ عَلَى قَبْرِهِ، فَقَالَ:" عَسَى أَنْ يُخَفَّفَ عَنْهُ مَا دَامَتْ رَطْبَةً "(2).

= برقم (3767).

(1)

في (ظ 13) و (س) و (ص): مالاً.

(2)

إسناده ضعيف لجهالة حبيب بن أبي جبيرة. أبو سلمة الخزاعي: هو منصور بن سلمة، ويعلى ابن سيابة: هو يعلى بن مرة، وسيابة اسم أمه.

وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 3/ 221، والطبراني في "الكبير" 22/ 705 من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد، ولم يذكر ابن قانع قصة البعير.

وأخرج قصة القبر فقط البيهقي في "الدلائل" 7/ 42 من طريق عمر بن =

ص: 101

17560 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي جُبَيْرَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ سِيَابَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مَرَّ بِقَبْرٍ، فَقَالَ:" إِنَّ صَاحِبَ هَذَا الْقَبْرِ يُعَذَّبُ فِي غَيْرِ كَبِيرٍ " ثُمَّ دَعَا بِجَرِيدَةٍ، فَوَضَعَهَا عَلَى قَبْرِهِ، فَقَالَ:" لَعَلَّهُ أَنْ يُخَفَّفَ عَنْهُ مَا دَامَتْ رَطْبَةً "(1).

17561 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي رَاشِدٍ، عَنْ يَعْلَى الْعَامِرِيِّ: أَنَّهُ خَرَجَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى طَعَامٍ

= عبد الله بن يعلى بن مرة، عن أبيه.

وانظر ما بعده، وما سلف برقم (17548).

وفي باب قصة القبر عن ابن عباس، وعن أبي هريرة سلفا برقم (1980) و (9686).

وعن أبي بكرة، سيأتي 5/ 35 - 36.

وعن أبي أمامة، سيأتي 5/ 266.

وعن أنس بن مالك، عند البيهقي في "إثبات عذاب القبر"(127).

قوله: "وديتين" قال السندي: هما نخلتان صغيرتان.

وقوله: جرجر: قال: أي: ردد صوت البكاء في الحلق.

(1)

إسناده ضعيف كسابقه.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 376، وعبد بن حميد (404)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" 3/ 242، والطبراني في "الكبير" 22/ (705)، والبيهقي في "عذاب القبر"(126) من طريق سليمان بن حرب، بهذا الإسناد. ورواية الطبراني مطولة بالقصص الثلاث، انظر ما قبله.

ص: 102

دُعُوا لَهُ، قَالَ: فَاسْتَمْثَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ عَفَّانُ: قَالَ وُهَيْبٌ: فَاسْتَقْبَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَمَامَ الْقَوْمِ، وَحُسَيْنٌ مَعَ غِلْمَانٍ يَلْعَبُ، فَأَرَادَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَأْخُذَهُ. قَالَ: فَطَفِقَ الصَّبِيُّ يَفِرُّ (1) هَاهُنَا مَرَّةً، وَهَاهُنَا مَرَّةً، فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُضَاحِكُهُ حَتَّى أَخَذَهُ. قَالَ: فَوَضَعَ إِحْدَى يَدَيْهِ تَحْتَ قَفَاهُ، وَالْأُخْرَى تَحْتَ ذَقْنِهِ، فَوَضَعَ فَاهُ عَلَى فِيهِ، فَقَبَّلَهُ وَقَالَ:" حُسَيْنٌ مِنِّي وَأَنَا مِنْ حُسَيْنٍ، أَحَبَّ اللهُ مَنْ أَحَبَّ حُسَيْنًا، حُسَيْنٌ سِبْطٌ مِنَ الْأَسْبَاطِ "(2).

(1) لفظة "يفر" سقطت من (م).

(2)

إسناده ضعيف لجهالة سعيد بن أبي راشد، فقد انفرد بالرواية عنه عبد الله بن عثمان بن خثيم، ولم يوثقه غير ابن حبان. عفان: هو ابن مسلم. وهيب: هو ابن خالد.

وهو في "فضائل الصحابة" للمصنف (1361).

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 102، والبخاري في "التاريخ الكبير" 8/ 415، وابن حبان (6971)، والطبراني في "الكبير" 22/ (702)، والحاكم 3/ 177، والمزي في ترجمة سعيد بن أبي راشد من "تهذيب الكمال" 10/ 426 - 427 من طريق عفان، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.

وأخرجه ابن ماجه (144) وما بعده بدون رقم، والترمذي (3375)، والدولابي 1/ 88، والطبراني في "الكبير"(2589) و 22/ (702) من طرق عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، به. وقال الترمذي: حديث حسن.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 8/ 414 - 415، وفي "الأدب المفرد"(364)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 308 - 309، والطبراني في "الكبير"(2586) و 22/ (701)، وفي "مسند الشاميين"(2043) من طريق أبي صالح عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح، عن راشد بن سعد، عن يعلى بن مرة. وأبو صالح سيئ الحفظ.

ص: 103

17562 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي رَاشِدٍ، عَنْ يَعْلَى الْعَامِرِيِّ: أَنَّهُ جَاءَ حَسَنٌ وَحُسَيْنٌ يَسْتَبِقَانِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَضَمَّهُمَا إِلَيْهِ، وَقَالَ:" إِنَّ الْوَلَدَ مَبْخَلَةٌ مَجْبَنَةٌ، وَإِنَّ آخِرَ وَطْأَةٍ وَطِئَهَا الرَّحْمَنُ بِوَجٍّ "(1).

(1) إسناده ضعيف كسابقه.

وهو في "فضائل الصحابة" للمصنف. دون قوله: "وإن آخر وطأة

".

وأخرجه دونها أيضاً الحاكم 3/ 164 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وزاد: محزنة. وتحرف فيه اسم الصحابي إلى يعلى بن أمية الثقفي.

وأخرجه دونها أيضاً ابن أبي شيبة 12/ 97، وابن ماجه (3666)، والطبراني في "الكبير" 22/ (703)، والرامهرمزي في "الأمثال"(140)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(25)، والبيهقي في "السنن" 10/ 202 من طريق عفان، به. زاد ابن أبي شيبة والطبراني: اللهم إني أحبهما فأحبهما. وزاد البيهقي: محزنة.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(2587) و 22/ (703) و (704)، والقضاعي (26)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 461 من طريق يحيى بن أبي سليم، عن ابن خثيم، به.

وفي الباب عن خولة بنت حكيم، سيأتي 6/ 409.

وعن أبي سعيد الخدري، عند البزار (1892 - كشف الأستار)، وأبي يعلى (1032).

وعن الأسود بن خلف، عند البزار (1891)، والحاكم 3/ 296، ولا يصح إسناد واحد منها.

قوله: "وإن آخر وطأة وطئها الرحمن بوج" قال البيهقي في "الأسماء =

ص: 104

17563 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ أَتَتْهُ امْرَأَةٌ بِابْنٍ لَهَا قَدْ أَصَابَهُ لَمَمٌ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" اخْرُجْ عَدُوَّ اللهِ، أَنَا رَسُولُ اللهِ " قَالَ: فَبَرَأَ، فَأَهْدَتْ لَهُ كَبْشَيْنِ وَشَيْئًا مِنْ أَقِطٍ وَسَمْنٍ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" يَا يَعْلَى، خُذِ الْأَقِطَ وَالسَّمْنَ، وَخُذْ أَحَدَ الْكَبْشَيْنِ، وَرُدَّ عَلَيْهَا الْآخَرَ ".

وقَالَ وَكِيعٌ مَرَّةً: عَنْ أَبِيهِ، وَلَمْ يَقُلْ:" يَا يَعْلَى "(1).

17564 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ، فَنَزَلَ مَنْزِلًا، فَقَالَ لِيَ:" ائْتِ تِلْكَ الْأَشَاءَتَيْنِ، فَقُلْ لَهُمَا: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَأْمُرُكُمَا أَنْ تَجْتَمِعَا " فَأَتَيْتُهُمَا، فَقُلْتُ لَهُمَا ذَلِكَ، فَوَثَبَتْ إِحْدَاهُمَا إِلَى الْأُخْرَى، فَاجْتَمَعَتَا، فَخَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَاسْتَتَرَ بِهِمَا، فَقَضَى حَاجَتَهُ، ثُمَّ وَثَبَتْ كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا إِلَى

= والصفات": الوطأة المذكورة في هذا الحديث عبارة عن نزول بأسه به. قال أبو الحسن علي بن محمد بن مهدي: معناه عند أهل النظر أن آخر ما أوقع الله سبحانه وتعالى بالمشركين بالطائف، وكان آخر غزاة غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتل فيها العدو، ووج واد بالطائف. قال: وكان سفيان بن عيينة يذهب في تأويل هذا الحديث إلى ما ذكرناه، قال: وهو مثل قوله صلى الله عليه وسلم: "اللهم اشدد وطأتك على مضر، اللهم اجعلها عليهم سنين كسني يوسف".

(1)

إسناده ضعيف، المنهال بن عمرو لم يسمع من يعلى بن مرة، وهو مكرر (17549).

ص: 105

مَكَانِهَا (1).

17565 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَفْصٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ الثَّقَفِيِّ، قَالَ: ثَلَاثَةُ أَشْيَاءَ رَأَيْتُهُنَّ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: بَيْنَا نَحْنُ نَسِيرُ مَعَهُ إِذْ مَرَرْنَا بِبَعِيرٍ يُسْنَى عَلَيْهِ، فَلَمَّا رَآهُ الْبَعِيرُ جَرْجَرَ وَوَضَعَ جِرَانَهُ، فَوَقَفَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" أَيْنَ صَاحِبُ هَذَا الْبَعِيرِ؟ " فَجَاءَ، فَقَالَ:" بِعْنِيهِ " فَقَالَ: لَا، بَلْ أَهَبُهُ لَكَ. فَقَالَ:" لَا، بِعْنِيهِ " قَالَ: لَا، بَلْ نَهَبُهُ لَكَ، وَإِنَّهُ لِأَهْلِ بَيْتٍ مَا لَهُمْ مَعِيشَةٌ غَيْرُهُ. قَالَ: " أَمَا إِذْ ذَكَرْتَ هَذَا مِنْ أَمْرِهِ، فَإِنَّهُ

(1) إسناده ضعيف كسابقه.

وأخرجه أبو نعيم في "دلائل النبوة"(292) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن ماجه (339)، وأبو نعيم (292)، وابن عبد البر في "التمهيد" 1/ 221، والبيهقي في "الدلائل" 6/ 21 - 22 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. ورواية البيهقي مطولة بنحو حديث عبد الرحمن بن عبد العزيز، عن يعلى بن مرة السالفة برقم (17548).

وأخرجه مطولاً أيضاً الطبراني في "الكبير" 22/ (679) من طريق يحيى بن عيسى، و 22/ (680) من طريق محاضر بن المورع، والبيهقي في "الدلائل" 6/ 20 - 21 من طريق يونس بن بكير، ثلاثتهم عن الأعمش، به. ولم يقل محاضر: عن أبيه. ووقع إسناد رواية يحتص بن عيسى في المطبوع من الطبراني: المنهال بن عمرو، حدثني ابن يعلى بن مرة، عن أبيه.

قوله: "الأَشاءتين" قال السندي: بفتح همزة وشين ممدودة، والأشاءتان: الصغيرتان من النخل، الواحدة الأشاءة بالمد والهمزة.

ص: 106

شَكَا كَثْرَةَ الْعَمَلِ، وَقِلَّةَ الْعَلَفِ، فَأَحْسِنُوا إِلَيْهِ ".

قَالَ: ثُمَّ سِرْنَا فَنَزَلْنَا مَنْزِلًا، فَنَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَجَاءَتْ شَجَرَةٌ تَشُقُّ الْأَرْضَ، حَتَّى غَشِيَتْهُ (1)، ثُمَّ رَجَعَتْ إِلَى مَكَانِهَا، فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ ذَكَرْتُ لَهُ. فَقَالَ:" هِيَ شَجَرَةٌ اسْتَأْذَنَتْ رَبَّهَا في (2) أَنْ تُسَلِّمَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَذِنَ لَهَا ".

قَالَ: ثُمَّ سِرْنَا فَمَرَرْنَا بِمَاءٍ فَأَتَتْهُ امْرَأَةٌ بِابْنٍ لَهَا بِهِ جِنَّةٌ، فَأَخَذَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِمَنْخَرِهِ، فَقَالَ:" اخْرُجْ، إِنِّي مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ ". قَالَ: ثُمَّ سِرْنَا فَلَمَّا رَجَعْنَا مِنْ سَفَرِنَا مَرَرْنَا بِذَلِكَ الْمَاءِ، فَأَتَتْهُ الْمَرْأَةُ بِجُزُرٍ (3) وَلَبَنٍ فَأَمَرَهَا أَنْ تَرُدَّ الْجُزُرَ (4)، وَأَمَرَ أَصْحَابَهُ، فَشَرِبُوا (5) مِنَ اللَّبَنِ، فَسَأَلَهَا عَنِ الصَّبِيِّ، فَقَالَتْ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، مَا رَأَيْنَا مِنْهُ رَيْبًا (6) بَعْدَكَ (7).

(1) في (س) و (ص): غَشَّته.

(2)

لفظة "في" ليست في (م).

(3)

في (ص) و (ق) وهامش (س): بجزور.

(4)

في (ق) وهامش (س): الجزور.

(5)

في (م) وسائر النسخ عدا (ق): فشرب.

(6)

في (ق) وهامش (س): رئياً، ولم تعجم في (ظ 13).

(7)

إسناده ضعيف لجهالة عبد الله بن حفص، وعطاء بن السائب كان قد اختلط.

وأخرج قصة البعير منه أبو نعيم في "الدلائل"(283) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرج قصة الشجرة منه أبو نعيم (293) من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، به. =

ص: 107

17566 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَعْلَى، عَنْ جَدَّتِهِ حُكَيْمَةَ، عَنْ أَبِيهَا يَعْلَى، - قَالَ يَزِيدُ: فِيمَا يَرْوِي يَعْلَى بْنُ مُرَّةَ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنِ الْتَقَطَ لُقَطَةً يَسِيرَةً، دِرْهَمًا أَوْ حَبْلًا أَوْ شِبْهَ ذَلِكَ، فَلْيُعَرِّفْهُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، فَإِنْ كَانَ فَوْقَ ذَلِكَ فَلْيُعَرِّفْهُ سِتَّةَ أَيَّامٍ (1) "(2).

= وأخرجه بطوله عبد بن حميد في "المنتخب"(405)، والبيهقي في "الدلائل" 6/ 23 - 24 من طريق عبد الرزاق، به. ووقع في إسناد البيهقي زيادة مقحمة، وهي:"عن عبد الله بن السائب" بين عطاء بن السائب وبين عبد الله ابن حفص، وهو خطأ.

وانظر ما سلف برقم (17548).

قوله: يُسنى عليه: من السانية، وهي الإبل التي يُستقى عليها.

(1)

في (م): فليعرفه سنة.

(2)

إسناده ضعيف لضعف عمر بن عبد الله بن يعلى، وجدته حكيمة لا تُعرف، لم يرو عنها غيره. وذكر في ترجمتها أنها بنت يعلى بن مرة، وعلى هذا فيُشكل قول عمر بن عبد الله: عن جدته، فإنها إن كانت بنت يعلى فهي عمته. وقد ذكر المزي في "التهذيب" 21/ 418 في ترجمة عمر أنه يروي عن جدته حكيمة امرأة يعلى بن مرة، وعلى هذا يُشكل قوله هنا: عن أبيها. والله أعلم بالصواب.

وأخرجه ابن حبان في "الثقات" 4/ 195، والبيهقي في "السنن" 6/ 195 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (700) من طريق عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، به. وزاد في آخره: فمان جاء صاحبها وإلا فليتصدق بها، فإن جاء صاحبها فليخبره.

وانظر في اللقطة حديث زيد بن خالد، سلف برقم (17050). =

ص: 108

17567 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ يَعْلَى قَالَ: مَا أَظُنُّ أَنَّ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ رَأَى مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَّا دُونَ مَا رَأَيْتُ، فَذَكَرَ أَمْرَ الصَّبِيِّ، وَالنَّخْلَتَيْنِ، وَأَمْرَ الْبَعِيرِ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ:" مَا لِبَعِيرِكَ يَشْكُوكَ، زَعَمَ أَنَّكَ سَنَأْتَه (1)، حَتَّى إِذَا كَبُرَ تُرِيدُ أَنْ تَنْحَرَهُ " قَالَ: صَدَقْتَ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ نَبِيًّا، قَدْ أَرَدْتُ ذَلِكَ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَا أَفْعَلُ (2).

17568 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ الثَّقَفِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " قَالَ اللهُ: لَا تُمَثِّلُوا بِعِبَادِي "(3).

= وحديث عياض بن حمار، سلف برقم (17481).

(1)

في (م) وحدها: سانيه، والمثبت من كافة الأصول.

(2)

إسناده ضعيف لانقطاعه. المنهال بن عمرو لم يسمع من يعلى بن مرة.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (680)، والبيهقي في "الدلائل" 6/ 20 - 21 و 21 - 22 من طريق الأعمش، عن المنهال بن عمرو، بهذا الإسناد. إلا أن البيهقي زاد: عن أبيه.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (679) من طريق ابن يعلى، عن أبيه يعلى بن مرة.

وانظر ما سلف برقم (17548).

قوله: سنأته، أي: اتخذته للسقاية عمره. قال السندي: الصواب لغةً: سنوته، فإنه ناقص واوي لا مهموز.

(3)

إسناده ضعيف لانقطاعه، عطاء بن السائب لم يسمع من يعلى بن =

ص: 109

17569 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا أَبُو يَعْفُورٍ (1)، حَدَّثَنَا أَبُو ثَابِتٍ، قَالَ: سَمِعْتُ يَعْلَى بْنَ مُرَّةَ الثَّقَفِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ أَخَذَ أَرْضًا بِغَيْرِ حَقِّهَا، كُلِّفَ أَنْ يَحْمِلَ تُرَابَهَا إِلَى الْمَحْشَرِ "(2).

17570 -

حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ: عَبْدُ اللهِ بْنُ حَفْصٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: رَآنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا مُتَخَلِّقٌ بِالْخَلُوقٍ، فَقَالَ لِي:" يَا يَعْلَى، مَا هَذَا الْخَلُوقُ؟ أَلَكَ امْرَأَةٌ؟ " قَالَ: قُلْتُ: لَا. قَالَ: " فَاذْهَبْ فَاغْسِلْهُ عَنْكَ، ثُمَّ اغْسِلْهُ، ثُمَّ

= مرة، وقد عُرفت الواسطة بينهما فيما سلف برقم (17557) وهو عبد الله بن حفص، وهو مجهول.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (697) من طريق خالد الواسطي، عن عطاء، بهذا الإسناد.

(1)

في (ق) و (ص): أبو يعقوب، وهو تحريف. ووقع في (م): أبو يعقوب عبد الله جدي، وهو خطأ.

(2)

إسناده حسن من أجل أبي ثابت، سلف الكلام عليه عند الحديث رقم (17558).

وأخرجه الطحاوي في "المشكل"(6150) من طريق عفان، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبري في "تهذيب الآثار"(285) من طريق أبي هشام المخزومي، والطبراني في "الكبير" 22/ (690) من طريق مسلم بن إبراهيم، كلاهما عن عبد الواحد بن زياد، بهذا الإسناد. وقال الطبراني: أبو يعقوب، وهو خطأ.

ص: 110

اغْسِلْهُ، وَلَا تَعُدْ " (1).

* 17571 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ - قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ الرَّبِيعِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَيْمَنَ بْنِ ثابت (2)، عَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " أَيُّمَا رَجُلٍ ظَلَمَ شِبْرًا مِنَ الْأَرْضِ، كَلَّفَهُ اللهُ عز وجل أَنْ يَحْفِرَهُ حَتَّى يَبْلُغَ آخِرَ سَبْعِ أَرَضِينَ، ثُمَّ يُطَوَّقَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ "(3).

(1) إسناده ضعيف لجهالة عبد الله بن حفص. وانظر (17552).

(2)

في (م) وسائر النسخ الخطية: ابن نَابِلٍ، وكانت في (ظ 13): ابن ثابت ثم حولت إلى ابن نابل. وهو في الموضع الأول السالف برقم (17558) وسائر مصادر التخريج عدا عبد بن حميد: ابن ثابت. ولم يذكر أحد ممن ترجم ابن نابل في الرواة عنه الربيع بن عبد الله، بينما ذكر أبو حاتم في "الجرح والتعديل" 2/ 319 في ترجمة أيمن بن ثابت أنه روى عنه الربيع بن عبد الله. ونقل الحافظ في "التعجيل" في ترجمة الربيع بن عبد الله عن ابن حبان في "الثقات" 6/ 299 أنه قال: يروي عنه أيمن بن ثابت، وصوبه.

(3)

إسناده ضعيف لجهالة الربيع بن عبد الله. عبد الله بن محمد: هو ابن أبي شيبة، وحسين بن علي: هو ابن الوليد الجعفي، وزائدة: هو ابن قدامة.

وأخرجه عبد بن حميد (407)، وابن حبان (5164)، والطبراني في "الكبير" 22/ (692) من طريق ابن أبي شيبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبري في "تهذيب الآثار- مسند علي"(289) عن ابن وكيع، عن حسين بن محمد، عن زائدة، عن رجل ذكره، عن أيمن بن ثابت أو ابن أبي ثابت.

وانظر (17558).

ص: 111

17572 -

حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَفْصِ بْنَ (1) عَمْرٍو، أَوْ أَبَا عَمْرِو بْنَ حَفْصٍ الثَّقَفِيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ يَعْلَى بْنَ مُرَّةَ الثَّقَفِيَّ قَالَ: رَآنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُخَلَّقًا فَقَالَ: " أَلَكَ امْرَأَةٌ؟ " قُلْتُ: لَا. قَالَ: " اغْسِلْهُ، ثُمَّ اغْسِلْهُ، ثُمَّ اغْسِلْهُ، وَلَا تَعُدْ "(2).

17573 -

حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مَيْمُونِ بْنِ الرَّمَّاحِ، عَنْ أَبِي سَهْلٍ كَثِيرِ بْنِ زِيَادٍ الْبَصْرِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ بْنِ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم انْتَهَى إِلَى مَضِيقٍ هُوَ وَأَصْحَابُهُ، وَهُوَ عَلَى رَاحِلَتِهِ، وَالسَّمَاءُ مِنْ فَوْقِهِمْ، وَالْبَلَّةُ مِنْ أَسْفَلَ مِنْهُمْ، فَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ، فَأَمَرَ الْمُؤَذِّنَ، فَأَذَّنَ وَأَقَامَ، ثُمَّ تَقَدَّمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى رَاحِلَتِهِ، فَصَلَّى بِهِمْ يُومِئُ إِيمَاءً، يَجْعَلُ السُّجُودَ أَخْفَضَ مِنَ الرُّكُوعِ، أَوْ يَجْعَلُ سُجُودَهُ أَخْفَضَ مِنْ رُكُوعِهِ (3).

(1) لفظة "ابن" ليست في (ظ 13).

(2)

إسناده ضعيف لجهالة أبي حفص بن عمرو.

وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 6/ 40، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 128 من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد.

وانظر (17552).

(3)

إسناده ضعيف، قال ابن القطان: عمرو بن عثمان لا يعرف كوالده.

وأخرجه الترمذي (411)، والطبراني في "الكبير" 22/ (663)، والدارقطني 1/ 380 - 381، والبيهقي 2/ 7، والخطيب في "تاريخه" 11/ 182 - 183، وابن العربي في "عارضة الأحوذي" 2/ 201 - 202 من طرق عن عمر بن ميمون بن =

ص: 112

‌حَدِيثُ عُتْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

(1)

17574 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ الْعَدَوِيِّ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عُمَيْرٍ، رَجُلٍ مِنْهُمْ، قَالَ: سَمِعْتُ عُتْبَةَ بْنَ غَزْوَانَ يَقُولُ: لَقَدْ رَأَيْتُنِي سَابِعَ سَبْعَةٍ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَا لَنَا طَعَامٌ إِلَّا وَرَقُ الْحُبْلَةِ (2) حَتَّى قَرِحَتْ أَشْدَاقُنَا (3).

= الرماح، بهذا الإسناد.

قلنا: وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة على راحلته حيث توجهت به، وذلك في النافلة. وليس في الفرض. انظر ما سلف في مسند ابن عمر (4470) و (4518).

(1)

قال السندي: عتبة بن غزوان: بفتح المعجمة وسكون الزاي: من السابقين الأولين، هاجر إلى الحبشة، ثم رجع فهاجر إلى المدينة رديفاً للمقداد، وشهد بدراً وما بعدها، وولاه عمر في الفتوح، فاختط البصرة، وفتح فتوحاً، وكان طُوَالاً جميلاً، قال ابن سعد وغيره: قدم على عمر يستعفيه من الإمرة، فأبى، فرجع فمات. في الطريق سنة سبع عشرة، وقيل: سنة عشرين، وقيل: قبل ذلك، وعاش سبعاً وخمسين سنة.

(2)

في (م): الجنة.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير خالد بن عمير وعتبة بن غزوان صحابي الحديث، فهما من رجال مسلم.

وهو عند الإمام أحمد في "الزهد" ص 31، وأخرجه من طريقه الطبراني في "البهير" 17/ 281، والحاكم 3/ 261، وابن الأثير في "أسد الغابة" 3/ 566، والحديث عند الطبراني والحاكم مطولٌ بنحو رواية بهز بن أسد الآتية برقم =

ص: 113

17575 -

حَدَّثَنَا بَهْزُ بْنُ أَسَدٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ - يَعْنِي ابْنَ هِلَالٍ -، عَنْ خَالِدِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: خَطَبَ عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ - قَالَ بَهْزٌ: وَقَالَ قَبْلَ هَذِهِ الْمَرَّةِ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ الدُّنْيَا قَدْ آذَنَتْ بِصُرْمٍ، وَوَلَّتْ حَذَّاءَ، وَلَمْ يَبْقَ مِنْهَا إِلَّا

= (17575).

وهو عند وكيع في "الزهد"(120)، وأخرجه من طريقه ابن أبي شيبة 13/ 376، ومسلم (2967)(15)، والطبراني 17/ (281) وهو عند ابن أبي شيبة والطبراني مطول.

وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 340، والطبراني 17/ (281)، والحاكم 3/ 261، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 171 من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، عن قرة بن خالد، به. والحديث عندهم غير يعقوب بن سفيان مطول.

وأخرجه بنحو رواية المصنف الطبراني 17/ (285)، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 171 - 172 من طريق قيس بن أبي حازم، والطبراني 17/ (279) من طريق أبي نصر، كلاهما عن عتبة بن غزوان.

والحديث قطعة من خطبة عتبة بن غزوان عندما دخل البصرة، وسيأتي من طريق وكيع 5/ 61.

وانظر ما بعده.

قوله: إلا ورق الحُبْلة: بضم فسكون: نوع من شجر البادية.

قوله: قرحت أشداقنا: قال السندي: في "القاموس": قرح كمنع: جرح، وسَمِع: جرحت به القروح، فهاهنا: بكسر الراء. والأشداق: جوانب الفم. قال النووي: أي: صار فيها قروح وجراح من خشونة الورق الذي نأكله وحرارته.

ص: 114

صُبَابَةٌ كَصُبَابَةِ الْإِنَاءِ، يَتَصَابُّهَا صَاحِبُهَا، وَإِنَّكُمْ مُنْتَقِلُونَ مِنْهَا إِلَى دَارٍ لَا زَوَالَ لَهَا، فَانْتَقِلُوا بِخَيْرِ مَا بِحَضْرَتِكُمْ، فَإِنَّهُ قَدْ ذُكِرَ لَنَا أَنَّ الْحَجَرَ يُلْقَى مِنْ شَفِيرِ (1) جَهَنَّمَ فَيَهْوِي فِيهَا سَبْعِينَ عَامًا مَا يُدْرِكُ لَهَا قَعْرًا، وَاللهِ لَتَمْلَؤُنَّهُ، أَفَعَجِبْتُمْ؟ وَاللهِ لَقَدْ ذُكِرَ لَنَا أَنَّ مَا بَيْنَ مِصرَاعَيِ (2) الْجَنَّةِ مَسِيرَةَ أَرْبَعِينَ عَامًا، وَلَيَأْتِيَنَّ عَلَيْهِ يَوْمٌ كَظِيظُ الزِّحَامِ.

وَلَقَدْ رَأَيْتُنِي (3) سَابِعَ سَبْعَةٍ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَا لَنَا طَعَامٌ إِلَّا وَرَقَ الشَّجَرِ، حَتَّى قَرِحَتْ أَشْدَاقُنَا، وَإِنِّي الْتَقَطْتُ بُرْدَةً فَشَقَّقْتُهَا بَيْنِي وَبَيْنَ سَعْدٍ، فَاتَّزَرَ بِنِصْفِهَا، وَاتَّزَرْتُ بِنِصْفِهَا، فَمَا أَصْبَحَ مِنَّا أَحَدٌ الْيَوْمَ إِلَّا أَصْبَحَ أَمِيرَ مِصْرٍ مِنَ الْأَمْصَارِ، وَإِنِّي أَعُوذُ بِاللهِ أَنْ أَكُونَ فِي نَفْسِي عَظِيمًا وَعِنْدَ اللهِ صَغِيرًا.

وَإِنَّهَا لَمْ تَكُنْ نُبُوَّةٌ قَطُّ إِلَّا تَنَاسَخَتْ، حَتَّى يَكُونَ عَاقِبَتُهَا مُلْكًا، وَسَتَبْلُونَ - أَوْ سَتَخْبُرُونَ (4) - الْأُمَرَاءَ بَعْدَنَا (5).

(1) في (ظ 13): شفة.

(2)

في (م): مصارع.

(3)

في (ظ 13) و (س): رأيتني أنا، وضرب على لفظة "أنا" في (س).

(4)

في (ظ 13) و (ق): أو ستجربون.

(5)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه ابن المبارك في "الزهد"(534)، والطيالسي (1276)، ومسلم (2967)(14)، والنسائي في "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف" 7/ 234، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(300)، وابن حبان (7121)، والطبراني في "الكبير" 17/ (280)، والبيهقي في "الشعب"(10327)، وفي "البعث =

ص: 115

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= والنشور" (536)، وابن عبد البر في "الاستيعاب" 3/ 116، والمزي في "تهذيب الكمال" 8/ 145 - 146 من طرق عن سليمان بن المغيرة، بهذا الإسناد، ولم يقل أحد منهم: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. والحديث عند بعضهم مختصر. وتحرف اسم سليمان بن المغيرة في مطبوع الحاكم إلى سليمان بن موسى.

وأخرجه مطولاً ومختصراً ابن سعد 7/ 5 - 6، وهناد في "الزهد"(770)، والترمذي (2575)، والطبراني 17/ (278) و (284) و (286)، والخطيب في "تاريخه" 1/ 155 - 156 من طرق عن عتبة بن غزوان، به.

وسلف مختصراً في الرواية السابقة.

وفي باب قوله في مصاريع الجنة شاهد من حديث معاوية بن حيدة، سيأتي برقم (20045)، وانظر تتمة شواهده هناك.

قال السندي: قوله: آذنت، بمد، أي: أعلمت.

وقوله: بصرم، بضم الصاد وسكون الراء، أي: بانقطاع وذهاب.

وقوله: حذاء، بفتح حاء مهملة وتشديد ذال معجمة ومد ألف، أي: مسرعة.

وقوله: صُبابة، بضم الصاد: البقية اليسيرة من الشراب تبقى في أسفل الإناء.

وقوله: يتصابها، بتشديد الباء، أي: يشربها.

وقوله: لتملأنه، على بناء المفعول، أي: لتُملأ مع هذه السعة، والهاء للسكت.

وقوله: كظيظ الزحام، هكذا في النسخ، وفي "صحيح مسلم": وهو كظيظ، وهو الظاهر، فيقدر ها هنا أيضاً، هو، أي: الباب، والكظيظ: الممتلئ، ويمكن أن يجعل صفه اليوم على المجاز.

وقوله: بيني وبين سعد، هو: سعد بن أبي وقاص.

ص: 116

‌حَدِيثُ دُكَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ الْخَثْعَمِيِّ (1) عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

17576 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ دُكَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ (2) الْخَثْعَمِيِّ، قَالَ: أَتَيْنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ أَرْبَعُونَ وَأَرْبَعُ مِئَةٍ، نَسْأَلُهُ الطَّعَامَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِعُمَرَ:" قُمْ فَأَعْطِهِمْ "(3) قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا عِنْدِي إِلَّا مَا يُقَيِّظُنِي وَالصِّبْيَةَ - قَالَ وَكِيعٌ: الْقَيْظُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ: أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ - قَالَ: " قُمْ فَأَعْطِهِمْ " قَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ، سَمْعًا وَطَاعَةً. قَالَ: فَقَامَ عُمَرُ وَقُمْنَا مَعَهُ، فَصَعِدَ بِنَا إِلَى غُرْفَةٍ لَهُ، فَأَخْرَجَ الْمِفْتَاحَ مِنْ حُجْزَتِهِ، فَفَتَحَ الْبَابَ. قَالَ دُكَيْنٌ: فَإِذَا فِي الْغُرْفَةِ مِنَ التَّمْرِ شَبِيهٌ بِالْفَصِيلِ الرَّابِضِ، قَالَ: شَأْنَكُمْ. قَالَ: فَأَخَذَ كُلُّ رَجُلٍ مِنَّا حَاجَتَهُ مَا شَاءَ، قَالَ: ثُمَّ الْتَفَتُّ وَإِنِّي لَمِنْ آخِرِهِمْ وَكَأَنَّا لَمْ نَرْزَأْ مِنْهُ تَمْرَةً (4).

(1) دكين بن سعيد الخثعمي، ووقعت نسبته في بعض روايات الحديث: المزني، نسبة إلى مزينة، وذكره ابن سعد في "طبقاته" 1/ 291 في قصة وفد مزينة، ويؤيده أن القصة المذكورة في حديثه قد رواها أيضاً النعمان بن مقرن المزني. فيما سيأتي 5/ 445. والله أعلم.

(2)

في (س) و (ص): سعد. وكلاهما جائز في اسمه.

(3)

في (ظ 13) و (ق) ونسخة في (س): قم فأطعمهم.

(4)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه، فقد روى له أبو داود حديثه هذا. وكيع: هو ابن الجراح، وإسماعيل: هو ابن أبي خالد، وقيس: هو ابن أبي حازم.

وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 2/ 161 - 162، والمزي في "تهذيب =

ص: 117

17577 -

حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ دُكَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ الْمُزَنِيِّ، قَالَ: أَتَيْنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَرْبَعِينَ رَاكِبًا وَأَرْبَعَ مِئَةٍ، نَسْأَلُهُ الطَّعَامَ، فَقَالَ لِعُمَرَ:" اذْهَبْ فَأَعْطِهِمْ " فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا بَقِيَ إِلَّا آصُعٌ مِنْ تَمْرٍ، مَا أَرَى أَنْ يُقَيِّظَنِي. قَالَ:" اذْهَبْ فَأَعْطِهِمْ " قَالَ: سَمْعًا وَطَاعَةً. قَالَ: فَأَخْرَجَ عُمَرُ الْمِفْتَاحَ مِنْ حَجُزَتِهِ، فَفَتَحَ الْبَابَ، فَإِذَا شِبْهُ الْفَصِيلِ الرَّابِضِ مِنْ تَمْرٍ، فَقَالَ لَنَا: خُذُوا. فَأَخَذَ كُلُّ رَجُلٍ مِنَّا مَا أَحَبَّ، ثُمَّ الْتَفَتُّ، وَكُنْتُ مِنْ آخِرِ الْقَوْمِ، وَكَأَنَّا لَمْ نَرْزَأْ تَمْرَةً (1).

17578 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ قَيْسٍ

= الكمال" 8/ 492 - 493 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه الحميدي (893)، والبخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 255 - 256، وأبو داود (5238)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1077) و (1109) و (1110)، وابن حبان (6528)، والطبراني في "الكبير"(4207) و (4208) و (4209)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" 1/ 365، وفي "دلائل النبوة"(333) من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد، به. وبعضهم يرويه مختصراً.

وقد روى هذه القصة النعمان بن مقرن المزني، سيأتي عند أحمد 5/ 445.

قال السندي: قوله: ما يقيظني، بالتشديد، أي: ما يكفيني والصغارَ زمان شدة الحر.

وقوله: الفصيل الرابض: ولد الناقة الجالس المقيم.

وقوله: ثم نرزأ، بتقديم الراء على الزاي، آخره همزة، أي: لم نُنقص أو لم نُصب.

(1)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه فقد روى له أبو داود هذا الحديث.

ص: 118

عَنْ دُكَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ الْخَثْعَمِيِّ، قَالَ: أَتَيْنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ أَرْبَعُونَ وَأَرْبَعُ مِئَةٍ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1).

17579 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ دُكَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: أَتَيْنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (2).

17580 -

حَدَّثَنَا يَعْلَى وَمُحَمَّدٌ ابْنَا عُبَيْدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ دُكَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ الْمُزَنِيِّ، قَالَ: أَتَيْنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (3).

(1) إسناده صحيح، وهو مكرر (17576).

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه فقد روى له أبو داود هذا الحديث.

(3)

إسناده صحيح.

ص: 119

‌حَدِيثُ سُرَاقَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ

(1)

17581 -

حَدَّثَنَا يَعْلَى، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ - يَعْنِي ابْنَ إِسْحَاقَ -، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمِّهِ سُرَاقَةَ بْنِ جُعْشُمٍ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ الضَّالَّةِ مِنَ الْإِبِلِ تَغْشَى حِيَاضِي، هَلْ لِي مِنْ أَجْرٍ أَسْقِيهَا؟ قَالَ:" نَعَمْ، في (2) كُلِّ ذَاتِ كَبِدٍ حَرَّى (3) أَجْرٌ"(4).

(1) قال السندي: سراقة بن مالك بن جعشم مدلجي، يكنى أبا سفيان، أسلم يوم الفتح.

(2)

في (م): "من" بدل "في".

(3)

في (م) و (ق): "حرّاء".

(4)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، وابن إسحاق قد صرح بسماعه في "السيرة" وغيرها من مصادر التخريج، ومالك بن جعشم -والد عبد الرحمن منسوب إلى جدِّه، واسم أبيه مالك أيضاً- لم يرو عنه غير ابنه عبد الرحمن، وذكره ابن حبان في ثقات التابعين، وقد خرَّج له البخاري حديثه في الهجرة، وقال ابن حجر في "الإصابة" 6/ 275: له إدراك إن لم يكن له صحبة. قلنا: وقد توبع.

والحديث في سيرة ابن هشام عن ابن إسحاق 2/ 133 - 135 في آخر قصة سراقة مع النبي صلى الله عليه وسلم في الهجرة، وهي القصة الآتية برقم (17591).

وأخرجه ابن ماجه (3686)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1032)، والطحاوي في "شرح المعاني" 4/ 134، وأبو نعيم في "الدلائل"(236) من طرق عن محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد. ووقع في إسناد ابن ماجه، عن جده سراقة، والصواب: عن عمه، كما في "التحفة" 3/ 270.

وأخرجه الحميدي (902)، وابن أبي عاصم (1031)، والقضاعي (112)، =

ص: 120

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= والطبراني في "الكبير"(6598) و (6599) و (6602)، والبيهقي في "الدلائل" 2/ 487 - 489، والمزي في "تهذيب الكمال" 17/ 380 - 381 في ترجمة عبد الرحمن بن مالك من طرق عن الزهري، به. ورواية الطبراني الأخيرة والبيهقي والمزي مطولة بقصة سراقة مع النبي صلى الله عليه وسلم في الهجرة. ووقع في الحميدي والقضاعي شك في الراوي، هل هو ابن سراقة أو غيره، فقال الحميدي: عن ابن سراقة أو عن ابن أخي سراقة. وقال القضاعي: عن ابن سراقة أو غيره. قلنا: وابن سراقة: هو محمد بن سراقة، يروي عن أبيه، كما ذكر المزي في "التهذيب" 10/ 215 في ترجمة سراقة بن مالك. ولم نتبينه.

وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" 4/ 134 من طريق عبد الرزاق، عن سفيان بن عيينة، عن وائل بن داود، عن الزهري، عن محمد بن سراقة، عن أبيه سراقة. وقد تحرف في مطبوع الطحاوي اسم محمد بن سراقة إلى ابن سلقة.

وأخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 18، وابن حبان (542) من طريق ابن وهب، عن يونس، عن ابن شهاب، عن محمود بن الربيع، عن سراقة. وإسناده قوي على شرط مسلم.

وأخرجه الطبراني (6600)، والحاكم 3/ 619 من طريق حسان بن غالب، عن ابن لهيعة، عن يونس بن يزيد، عن محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن عبد الله بن كعب بن مالك، عن أبيه، عن سراقة بن مالك. وابن لهيعة سيئ الحفظ.

وأخرجه الحاكم 3/ 619 - 620 عن محمد بن صالح بن هانئ، عن الحسن بن الفضل، عن شبابة بن سوار، عن المغيرة بن مسلم، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، عن عمه سراقة بن مالك.

وأخرجه البيهقي في "السنن" 4/ 186 من طريق محمد بن الجهم عن يعلى بن عبيد، عن محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب، عن عمه سراقة بن مالك بن جعشم. والمحفوظ عن يعلى: عبد الرحمن بن مالك كما عند المصنف. =

ص: 121

17582 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ طَاوُوسٍ، عَنْ سُرَاقَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ، قَالَ: قَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَطِيبًا فِي الْوَادِي، فَقَالَ:" أَلَا إِنَّ الْعُمْرَةَ دَخَلَتْ فِي الْحَجِّ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ "(1).

= قلنا: وقد وهم من قال في اسمه عبد الرحمن بن كعب بن مالك، والصواب أنه عبد الرحمن بن مالك بن جعشم.

وسيأتي الحديث من طريق عبد الرحمن بن مالك، عن أبيه برقم (17584) و (17587). ومن طريق عروة بن الزبير، عن سراقة برقم (17588).

ويشهد له حديث ابن عمرو السالف برقم (7075).

وحديث أبي هريرة السالف برقم (8874).

(1)

صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الصحيح إلا أن فيه انقطاعاً، طاووس لم يسمعه من سراقة كما جاء مصرحاً به في الحديث الآتي برقم (17590).

وأخرجه ابن ماجه (2977)، والطبراني في "الكبير"(6595) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني (6595) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، عن إسحاق بن يوسف، عن مسعر بن كدام، به.

وأخرجه الطبراني (6596)، والحاكم 3/ 619 من طريق إدريس الأودي، عن عبد الملك بن ميسرة، عن طاووس، به. وزاد في إسناد الطبراني عطاءً بين عبد الملك بن ميسرة وبين طاووس، وهو من المزيد في متصل الأسانيد.

وسيأتي الحديث بنحوه برقم (17589) و (17590).

وأخرجه الطبراني (6562)، والدارقطني 2/ 283 من طريق روح بن القاسم، عن أبي الزبير، عن جابر، عن سراقة بن مالك قال: يا رسول الله أخبرنا عن عمرتنا هذه، لعامنا هذا أم للأبد؟ قال: "لا، بل للأبد، دخلت =

ص: 122

17583 -

حَدَّثَنِي مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ - يَعْنِي ابْنَ يَزِيدَ - قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ الزَّرَّادَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّزَّالَ بْنَ سَبْرَةَ (1) صَاحِبَ عَلِيٍّ يَقُولُ:

= العمرة في الحج إلى يوم القيامة" وزاد الطبراني سؤالاً آخر عن العمل. وقد سلف الحديث بهذه السياقة من حديث محمد بن علي الباقر، عن جابر برقم (14440)، وبنحوه من طريق أبي الزبير برقم (14116)، ومن طريق عطاء برقم (14283).

وأخرجه الطبراني (6561) من طريق حبيب بن أبي ثابت، عن طاووس، عن ابن عباس، عن سراقة بن مالك. وانظر ما سلف في مسند ابن عباس برقم (2274).

وأخرجه مطولاً الشافعي 1/ 372، والطبراني (6594) من طرق عن طاووس، مرسلاً.

وقد سلف ضمن حديث سبرة بن معبد برقم (15345).

وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4822). وانظر تتمة شواهده هناك.

قوله: "دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة" قال المُناوي في "فيض القدير" 3/ 522: أي: دخلت في وقت الحج وشهوره، هذا هو المناسب للحال، وقيل: معناه: دخل عمل العمرة في عمل الحج إذا قرن بينهما، وقيل: معناه إن العمرة نفسها داخلة في الحج وفي الإتيان به، وأن فرضها ساقط بوجوب الحج وفرضه، وهو قول من لا يرى وجوب العمرة كأبي حنيفة ومالك، كذا قرر البيضاوي. وقال ابن العربي رداً على مذهب المالكية: تعلق علماؤنا بقوله: دخلت العمرة في الحج على عدم وجوبها، فقالوا: لما حكم بدخولها فيه سقط وجوبها. قلنا: لو كان المراد لسقط فعلها رأساً، وإنما معناه: دخلت في زمن الحج رداً على العرب الزاعمين أن العمرة في زمن الحج من أفجر الفجور، فحكم بدخولها معه في زمانه كما تدخل معه في قرانه، وهذا بديع.

(1)

في (م): النزال بن يزيد بن سبرة، بزيادة يزيد، وهو خطأ.

ص: 123

سَمِعْتُ سُرَاقَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " دَخَلَتِ الْعُمْرَةُ فِي الْحَجِّ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ". قَالَ: وَقَرَنَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ (1).

17584 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمِّهِ سُرَاقَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ الضَّالَّةِ مِنَ الْإِبِلِ تَغْشَى حِيَاضِي، قَدْ لُطْتُهَا للِإِبِلٍ (2)، هَلْ لِي مِنْ أَجْرٍ فِي شَأْنِ مَا أَسْقِيهَا؟ قَالَ:" نَعَمْ، فِي كُلِّ ذَاتِ كَبِدٍ حَرَّى (3) أَجْرٌ "(4).

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف داود بن يزيد الأودي، لكنه قد توبع. انظر ما قبله.

وأخرجه الطحاوي في: شرح المعاني" 2/ 154 من طريق مكي بن إبراهيم، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(6597) من طريق يونس بن بكير، عن داود ابن يزيد، به.

ويشهد لقوله: وقرن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع حديث أنس السالف برقم (11958)، وانظر تتمة شواهده هناك.

(2)

في (م): من الإبل.

(3)

في (م): حَرّاء، وهو خطأ.

(4)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. انظر الكلام عليه فيما سلف برقم (17581).

وأخرجه البيهقي في "الشعب"(3373) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

ص: 124

17585 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: بَلَغَنِي عَنْ سُرَاقَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ الْمُدْلِجِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهُ: " يَا سُرَاقَةُ، أَلَا أُخْبِرُكَ بِأَهْلِ الْجَنَّةِ وَأَهْلِ النَّارِ؟ " قَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " أَمَّا أَهْلُ النَّارِ، فَكُلُّ جَعْظَرِيٍّ جَوَّاظٍ مُسْتَكْبِرٍ، وَأَمَّا أَهْلُ الْجَنَّةِ الضُّعَفَاءُ الْمَغْلُوبُونَ "(1).

17586 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: بَلَغَنِي عَنْ سُرَاقَةَ بْنِ مَالِكٍ يَقُولُ: أَنَّهُ حَدَّثَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهُ: " يَا سُرَاقَةُ، أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى أَعْظَمِ الصَّدَقَةِ " أَوْ " مِنْ أَعْظَمِ الصَّدَقَةِ؟ " قَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " ابْنَتُكَ مَرْدُودَةٌ إِلَيْكَ، لَيْسَ لَهَا كَاسِبٌ غَيْرَكَ "(2).

(1) صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الصحيح غير أن عُلي بن رباح لم يسمعه من سراقة في رواية عبد الله بن يزيد المقرئ هنا، ورواه غيره عن موسى بن علي، عن أبيه، عن سراقة موصولاً.

وأخرجه الحاكم في "المستدرك" 1/ 60 - 61 من طريق زيد بن الحباب، والحاكم أيضاً 3/ 619، والطبراني في "الكبير"(6589)، وفي "الأوسط"(3181) من طريق عبد الله بن صالح، كلاهما عن موسى بن علي، عن أبيه، عن سراقة موصولاً.

وفي الباب عن ابن عمرو، سلف برقم (6580) و (7010)، وانظر تتمة شواهده هناك.

(2)

رجاله ثقات رجال الصحيح، غير أن عُلي بن رباح لم يسمعه من =

ص: 125

17587 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ؛ وَحَدَّثَ ابْنُ شِهَابٍ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَالِكٍ أَخْبَرَهُ (1) أَنَّ سُرَاقَةَ بْنَ جُعْشُمٍ دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي وَجَعِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ، قَالَ: فَطَفِقْتُ أَسْأَلُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى مَا أَذْكُرُ مَا أَسْأَلُهُ عَنْهُ. فَقَالَ: اذْكُرْهُ. قَالَ: وَكَانَ مِمَّا سَأَلْتُهُ عَنْهُ: أَنْ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، الضَّالَّةُ تَغْشَى حِيَاضِي وَقَدْ مَلَأْتُهَا مَاءً لِإِبِلِي، هَلْ

= سراقة في رواية عبد الله بن يزيد المقرئ هنا، ورواه غيره عن موسى بن عُلَيٍّ، عن أبيه، عن سراقة موصولاً.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(80) و (81)، وابن ماجه (3667)، والطبراني في "الكبير"(6591) و (6592)، والحاكم في "المستدرك" 4/ 176 من طرق عن موسى بن عُلَيٍّ، بهذا الإسناد، إلا أن البخاري في الرواية الأولى قال: عن موسى بن عُلَيٍّ، عن أبيه أن النبي قال لسراقة. مرسلاً، وقال في الثانية: سمعت أبي عن سراقة. وقال ابن ماجه والطبراني في الأولى والحاكم:

سمعت أبي يذكر عن سراقة. وقال الطبراني في الثانية: سمعت أبي يحدث عن سراقة.

وفي باب الإحسان إلى البنات والنفقة عليهن عن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11384)، وانظر تتمة شواهده هناك.

قال السندي: ابنتك، بالرفع، أي: صدقة ابنتك، أي: الصدقة عليها، أو بالنصب، أي: أعط ابنتك.

مردودةً: بالنصب: بطلاق زوجها أو موته، فإن رجوعها إلى بيت الأب بعد أن صرف عليها ما صرف ثقيل على الأب، فلذلك عظم أجر الإنفاق عليها.

(1)

زاد في (م) و (س) و (ق) في هذا الموضع: أن أباه أخبره. والصواب حذفها كما في (ظ 13)، وهو الموافق لما في "أطراف المسند" 2/ 429، و"إتحاف المهرة" 5/ 67، و"جامع المسانيد" 20/ ورقة 71.

ص: 126

لِي مِنْ أَجْرٍ أَنْ أَسْقِيَهَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " نَعَمْ، فِي سَقْيِ كُلِّ كَبِدٍ حَرَّى (1) أَجْرٌ لِلَّهِ "(2).

17588 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ سُرَاقَةَ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّهُ جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي وَجَعِهِ، فَقَالَ: أَرَأَيْتَ الضَّالَّةَ تَرِدُ عَلَى حَوْضِ إِبِلِي، هَلْ لِي أَجْرٌ أَنْ أَسْقِيَهَا؟ فَقَالَ:" نَعَمْ، فِي الْكَبِدِ الْحَرَّى (3) أَجْرٌ "(4).

17589 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ طَاوُوسٍ، عَنْ سُرَاقَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ عُمْرَتَنَا هَذِهِ، لِعَامِنَا هَذَا أَمْ لِلْأَبَدِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" بَلْ لِلْأَبَدِ "(5).

(1) في (م): حرّاء، وهو خطأ.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد مرسل، عبد الرحمن بن مالك لم يشهد القصة، فهو تابعي، وإنما رواها عن أبيه مالك بن مالك، عن عمه سراقة بن مالك، كما سلف برقم (17581). صالح: هو ابن كيسان.

وانظر ما بعده.

(3)

في (م): الحرّاء، وهو خطأ.

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو في "مصنف عبد الرزاق"(19692).

وأخرجه الطبراني (6587)، والبيهقي 4/ 186، والبغوي (1667) من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد.

(5)

صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الصحيح إلا أن فيه انقطاعاً، =

ص: 127

17590 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، قَالَ: سَمِعْتُ طَاوُوسًا يُحَدِّثُ عَنْ سُرَاقَةَ بْنِ جُعْشُمٍ الْكِنَانِيِّ - وَلَمْ يَسْمَعْهُ مِنْهُ، كَذَا فِي الْحَدِيثِ - أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، عُمْرَتُنَا هَذِهِ لِعَامِنَا هَذَا (1)، أَوْ لِلْأَبَدِ؟ قَالَ:" لِلْأَبَدِ "(2).

17591 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي

= طاووس لم يسمعه من سراقة كما جاء مصرحاً به في الرواية التالية.

وأخرجه النسائي 5/ 178 - 179 عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه البغوي في "الجعديات"(465) عن علي بن الجعد، عن شعبة، به.

وأخرجه النسائي 5/ 179 حدثنا هناد بن السري، عن عبدة، والطبراني في "الكبير"(6604) حدثنا عبد الله، عن أبيه أحمد بن حنبل، عن محمد بن جعفر، كلاهما عن سعيد بن أبي عروبة، عن مالك بن دينار، عن عطاء بن أبي رباح، عن سراقة بن مالك قال: تمتع رسول الله صلى الله عليه وسلم وتمتعنا معه، فقلنا: ألنا خاصة أو لأبد قال: "بل لأبد". وفي رواية الطبراني: فقيل بدل فقلنا. والأصوب أن السائل هو سراقة نفسه كما في رواية جابر. وقوله: "تمتع رسول الله صلى الله عليه وسلم" غير محفوظ، والصواب أن النبي صلى الله عليه وسلم أهل بالحج والعمرة جميعاً، انظر رواية أنس السالفة برقم (11958).

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(6562)، والدارقطني 2/ 283 من طريق روح بن القاسم، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله، عن سراقة. وفي إسناده من لم نتبينه. وسؤال سراقة للنبي صلى الله عليه وسلم سلف من طريق أبي الزبير عن جابر من مسنده برقم (14116) وهو صحيح.

وانظر ما بعده، وما سلف برقم (17582).

(1)

لفظة "هذا" ليست في (ظ 13).

(2)

صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الصحيح إلا أنه منقطع. وانظر ما قبله.

ص: 128

عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَالِكٍ الْمُدْلِجِيُّ، وهُوَ ابْنُ أَخِي سُرَاقَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ (1)، أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ سُرَاقَةَ يَقُولُ: جَاءَنَا رُسُلُ كُفَّارِ قُرَيْشٍ، يَجْعَلُونَ فِي رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَفِي أَبِي بَكْرٍ دِيَةَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا لِمَنْ قَتَلَهُمَا، أَوْ أَسَرَهُمَا، فَبَيْنَا أَنَا جَالِسٌ فِي مَجْلِسٍ مِنْ مَجَالِسِ قَوْمِي، بَنِي مُدْلِجٍ، أَقْبَلَ رَجُلٌ مِنْهُمْ حَتَّى قَامَ عَلَيْنَا، فَقَالَ: يَا سُرَاقَةُ، إِنِّي رَأَيْتُ آنِفًا أَسْوَدَةً بِالسَّاحِلِ، إِنِّي أُرَاهَا مُحَمَّدًا وَأَصْحَابَهُ. قَالَ سُرَاقَةُ: فَعَرَفْتُ أَنَّهُمْ هُمْ. فَقُلْتُ: إِنَّهُمْ لَيْسُوا بِهِمْ، وَلَكِنْ رَأَيْتَ فُلَانًا وَفُلَانًا انْطَلَقَا آنِفًا. قَالَ: ثُمَّ لَبِثْتُ فِي الْمَجْلِسِ سَاعَةً، حَتَّى قُمْتُ، فَدَخَلْتُ بَيْتِي، فَأَمَرْتُ جَارِيَتِي أَنْ تُخْرِجَ لِي فَرَسِي، وَهِيَ مِنْ وَرَاءِ أَكَمَةٍ، فَتَحْبِسَهَا عَلَيَّ، وَأَخَذْتُ رُمْحِي، فَخَرَجْتُ بِهِ مِنْ ظَهْرِ الْبَيْتِ، فَخَطَطْتُ بِرُمْحِي الْأَرْضَ، وَخَفَضْتُ عَالِيَةَ الرُّمْحِ حَتَّى أَتَيْتُ فَرَسِي، فَرَكِبْتُهَا، فَرَفَعْتُهَا تُقَرِّبُ بِي، حَتَّى رَأَيْتُ أَسْوِدَتَهُمَا.

فَلَمَّا دَنَوْتُ مِنْهُمْ حَيْثُ يُسْمِعُهُمُ الصَّوْتُ، عَثَرَتْ بِي فَرَسِي، فَخَرَرْتُ عَنْهَا، فَقُمْتُ، فَأَهْوَيْتُ بِيَدَيَّ إِلَى كِنَانَتِي، فَاسْتَخْرَجْتُ مِنْهَا الْأَزْلَامَ، فَاسْتَقْسَمْتُ بِهَا، أَضُرُّهُمْ أَمْ لَا؟ فَخَرَجَ الَّذِي أَكْرَهُ: أَنْ لَا أَضُرَّهُمْ، فَرَكِبْتُ فَرَسِي، وَعَصَيْتُ الْأَزْلَامَ، فَرَفَعْتُهَا تُقَرِّبُ

(1) في (ظ 13): سراقة بن جعشم، قال السندي: هكذا في غالب روايات البخاري وهو نسبة إلى الجد، وفي رواية: سراقة بن مالك بن جعشم.

ص: 129

بِي، حَتَّى إِذَا دَنَوْتُ مِنْهُمْ، عَثَرَتْ بِي فَرَسِي، فَخَرَرْتُ عَنْهَا، فَقُمْتُ، فَأَهْوَيْتُ بِيَدَيَّ إِلَى كِنَانَتِي، فَأَخْرَجْتُ الْأَزْلَامَ، فَاسْتَقْسَمْتُ بِهَا، فَخَرَجَ الَّذِي أَكْرَهُ: أَنْ لَا أَضُرَّهُمْ، فَعَصَيْتُ الْأَزْلَامَ، وَرَكِبْتُ فَرَسِي، فَرَفَعْتُهَا تُقَرِّبُ بِي، حَتَّى إِذَا سَمِعْتُ قِرَاءَةَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ لَا يَلْتَفِتُ، وَأَبُو بَكْرٍ يُكْثِرُ الِالْتِفَاتَ سَاخَتْ يَدَا فَرَسِي فِي الْأَرْضِ حَتَّى بَلَغَتِ الرُّكْبَتَيْنِ، فَخَرَرْتُ عَنْهَا، فَزَجَرْتُهَا، فَنَهَضَتُ، فَلَمْ تَكَدْ تُخْرِجُ يَدَيْهَا، فَلَمَّا اسْتَوَتْ قَائِمَةً إِذَا لِأَثَرِ يَدَيهَا (1) عُثَانٌ سَاطِعٌ فِي السَّمَاءِ مِثْلُ الدُّخَانِ.

قَالَ مَعْمَرٌ: قُلْتُ لِأَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلَاءِ: مَا الْعُثَانُ؟ فَسَكَتَ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: هُوَ الدُّخَانُ مِنْ غَيْرِ نَارٍ.

قَالَ الزُّهْرِيُّ فِي حَدِيثِهِ: فَاسْتَقْسَمْتُ بِالْأَزْلَامِ، فَخَرَجَ الَّذِي أَكْرَهُ: أَنْ لَا أَضُرَّهُمْ، فَنَادَيْتُهُمَا بِالْأَمَانِ، فَوَقَفَا، فَرَكِبْتُ فَرَسِي حَتَّى جِئْتُهُمْ، فَوَقَعَ فِي نَفْسِي - حِينَ لَقِيتُ مَا لَقِيتُ مِنَ الْحَبْسِ عَنْهُمْ - أَنَّهُ سَيَظْهَرُ أَمْرُ رَسُولِ اللهِ. فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ قَوْمَكَ قَدْ جَعَلُوا فِيكَ الدِّيَةَ، وَأَخْبَرْتُهُمْ مِنْ أَخْبَارِ سَفَرِهِمْ، وَمَا يُرِيدُ النَّاسُ بِهِمْ، وَعَرَضْتُ عَلَيْهِمُ الزَّادَ وَالْمَتَاعَ، فَلَمْ يَرْزَؤُونِي شَيْئًا، وَلَمْ يَسْأَلُونِي، إِلَّا أَنْ: أَخْفِ عَنَّا، فَسَأَلْتُهُ أَنْ يَكْتُبَ لِي كِتَابَ مُوَادَعَةٍ آمَنُ بِهِ، فَأَمَرَ عَامِرَ بْنَ فُهَيْرَةَ، فَكَتَبَ لِي فِي رُقْعَةٍ مِنْ

(1) في (م): إذ لا أثر بها، وهو تحريف.

ص: 130

أَدِيمٍ، ثُمَّ مَضَى (1).

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، مالك المدلجي -وهو ابن مالك بن جعشم والدُ عبد الرحمن- لم يرو عنه غير ابنه عبد الرحمن، وذكره ابن حبان في ثقات التابعين، وقال الحافظ ابن حجر: له إدراك إن لم يكن له صحبة. وأخرج له البخاري هذا الحديث. ولم يخرج له غيره. وباقي رجاله ثقات.

وهو عند عبد الرزاق في "المصنف"(9743) في قصة طويلة في الهجرة وتآمر المشركين

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1030)، وابن حبان (6280)، والطبراني في "الكبير"(6601) من طرق عن عبد الرزاق، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي عاصم أيضاً (1030)، والحاكم 3/ 6 من طريق عبد الله ابن معاذ، عن معمر، به.

وأخرجه ابن هشام في "السيرة" 2/ 133 - 135، والبخاري (3906)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 395، وابن أبي عاصم (1029)، والطبراني (6602) و (6603)، والحاكم 3/ 67، وأبو نعيم في "دلائل النبوة"(236)، والبيهقي في "الدلائل" 2/ 485 - 487 و 487 - 489، والبغوي في "شرح السنة" 13/ 358 - 360، والمزي في "تهذيب الكمال" 17/ 380 - 381 في ترجمة عبد الرحمن بن مالك من طرق عن الزهري، به.

وأخرجه بنحوه ابن أبي شيبة 14/ 331 من طريق علي بن زيد، عن الحسن، عن سراقة بن مالك بنحوه. وإسناده ضعيف لضعف علي بن زيد -وهو ابن جدعان، ثم هو مرسل، فالحسن لم يسمع من سراقة.

ويشهد له حديث أبي بكر السالف برقم (3)، وحديث أنس السالف برقم (13205)، وحديث البراء بن عازب السالف 4/ 280 وأسانيدها صحيحة.

ويشهد له أيضاً حديث أسماء بنت أبي بكر عند الطبراني في "الكبير"(284)، وإسناده حسن في المتابعات والشواهد.

قال السندي: دية كل واحد منهما هي مئة من الإبل. قلنا: ورد مصرحاً بها في رواية أسماء بنت أبي بكر. =

ص: 131

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= أسودة: أشخاصاً.

إنهم ليسوا بهم، أي: لئلا يشاركني أحد في الدِّية.

أكمة: بفتحات، وهي دون الجبل وأعلى من الرابية.

فخططت: بالخاء المعجمة، وجاء بالإهمال (قلنا: جاء بالإهمال في س، ولم يُعجم في ظ 13) والمراد: أنه جعل نصل الرمح إلى الارض حتى لا يَظهرَ بَريقُه للبعيد، خوفاً من المشاركة.

فرفعتها، أي: أسرعت بها السير.

تقرب: من التقريب، أي: تقربني إليهما بالجري، وقيل: التقريب: السير دون العَدْو وفوق العادة. وقيل: هو أن ترفع الفرسُ يديها معاً وتضعهما معاً.

الأزلام: قال ابن الأثير في "النهاية" 2/ 311 في حديث الهجرة: "قال سراقة: فأخرجت زُلَماً" وفي رواية: "الأزلام": الزُّلَم والزَّلَم واحد الأزلام: وهي القداح التي كانت في الجاهلية، عليها مكتوب الأمر والنهي، افعل ولا تفعل، كان الرجل منهم يضعها في وعاء له، فإذا أراد سفراً أو زواجاً أو أمراً مهماً أدخل يده فأخرج منها، فإن خرج الأمر مضى لشأنه، وإن خرج النهي كفَّ عنه ولم يفعله.

الاستقسام: قال ابن الأثير 4/ 63: طلب القسم الذي قسم له وقدر مما لم يقسم ولمْ يُقدَّر.

قال السندي: ساخت يدا فرسي، أي: غاصتا في الأرض، جاء أن ذلك كان بعد أن قال النبي صلى الله عليه وسلم:"اللهم اكفناهم بما شئت".

عُثان: بضم مهملة بعدها مثلثة خفيفة آخره نون، أي: دخان، والمراد: غبار كما في روايةٍ.

بالأمان، أي: بأنكما في أمان.

يرزؤوني: بتقديم الراء المهملة على الزاء المعجمة آخره همزة، أي: لم ينقصوني شيئاً بأن يأخذوه من مالي.

موادعة: مصالحة.

آمن: بالمد، أي: أكون في أمن إن حصل له صلى الله عليه وسلم ظَفَر.

ص: 132

‌حَدِيثُ ابْنِ مَسْعَدَةَ صَاحِبِ الْجُيُوشِ

(1)

17592 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَا: أَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عُثْمَانُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ ابْنِ مَسْعَدَةَ صَاحِبِ الْجَيْشِ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنِّي قَدْ بَدَّنْتُ، فَمَنْ فَاتَهُ رُكُوعِي أَدْرَكَهُ فِي بُطْءِ قِيَامِي ". وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: " فِي بَطِيءِ قِيَامِي "(2).

(1) قال السندي: ابن مسعدة: هو عبد الله بن مسعدة الفزاري صاحب الجيوش، لأنه كان يؤمَّر على الجيوش في غزوة الروم أيام معاوية، وهو من صغار الصحابة، وكان عبد الله في سبي بني فزارة، فوهبه النبي صلى الله عليه وسلم لابنته فاطمة، فأعتقته، وكان صغيراً، فتربى عندها.

(2)

صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الصحيح غير أن عثمان بن أبي سليمان لم يسمع من ابن مسعدة. انظر الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/ 77، وابن حجر في "الإصابة" 4/ 230.

وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(2869)، وذكره عنه ابن سعد في "الطبقات" 7/ 432 عن ابن جريج، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 8/ 446 (3643) من طريق الوليد ابن مسلم، عن ابن جريح، به.

ويشهد له حديث معاوية بن أبي سفيان السالف برقم (16838)، وانظر تتمة شواهده هناك.

قوله: "بدنت" قال السندي: بالتشديد، أي: كبرت، وقيل: بالتخفيف مع ضم الدال، أي: كَثُر لحمي، ورُدَّ بأنه غير مناسب، إذ كثر اللحم لم تكن من صفته، وأجيب بأنه قد جاء عن عائشة: فلما أسن وأخذه اللحم. وبالجملة فالمقصود ثقل الجسم.

ص: 133

‌حَدِيثُ أَبِي عَبْدِ اللهِ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

17593 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ -، حَدَّثَنَا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ: أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يُقَالُ لَهُ: أَبُو عَبْدِ اللهِ، دَخَلَ عَلَيْهِ أَصْحَابُهُ يَعُودُونَهُ وَهُوَ يَبْكِي، فَقَالُوا لَهُ: مَا يُبْكِيكَ؟ أَلَمْ يَقُلْ لَكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " خُذْ مِنْ شَارِبِكَ، ثُمَّ أَقِرَّهُ حَتَّى تَلْقَانِي "؟ قَالَ: بَلَى، وَلَكِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" إِنَّ اللهَ قَبَضَ بِيَمِينِهِ قَبْضَةً، وَأُخْرَى بِالْيَدِ الْأُخْرَى، وَقَالَ: هَذِهِ لِهَذِهِ، وَهَذِهِ لِهَذِهِ، وَلَا أُبَالِي " فَلَا أَدْرِي فِي أَيِّ الْقَبْضَتَيْنِ أَنَا (1).

(1) إسناده صحيح، رجاله رجال الصحيح غير صحابيه فقد جاء هكذا مُكنّى غير مسمى.

وأخرج البزار (2142 - كشف الأستار) من طريق النمر بن هلال، عن الجريري، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في القبضتين: هذه في الجنة ولا أبالي، وهذه في النار ولا أبالي. ونمر هذا قال فيه أبو حاتم: شيخ، وقال البزار: ليس به بأس. قلنا: والجريري كان قد اختلط، ولم يذكر أحد أن نمراً روى عنه قبل الاختلاط.

وانظر ما بعده، وسيأتي في مسند البصريين 5/ 68.

وفي الباب عن عبد الرحمن بن قتادة، سيأتي (17660).

وعن معاذ بن جبل، سيأتي 5/ 239.

وعن أبي الدرداء، سيأتي 6/ 441.

وعن أنس عند أبي يعلى (3422).

ص: 134

17594 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ قَالَ: مَرِضَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَدَخَلَ عَلَيْهِ أَصْحَابُهُ يَعُودُونَهُ، فَبَكَى، فَقِيلَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ؟ أَلَمْ يَقُلْ لَكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " خُذْ مِنْ شَارِبِكَ، ثُمَّ أَقِرَّهُ حَتَّى تَلْقَانِي "؟ قَالَ: بَلَى، وَلَكِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" إِنَّ اللهَ قَبَضَ قَبْضَةً بِيَمِينِهِ، وَقَالَ: هَذِهِ لِهَذِهِ، وَلَا أُبَالِي. وَقَبَضَ قَبْضَةً أُخْرَى بِيَدِهِ الْأُخْرَى، فَقَالَ: هَذِهِ لِهَذِهِ، وَلَا أُبَالِي " فَلَا أَدْرِي فِي أَيِّ

= وعن أبي موسى الأشعري عند البزار (2143).

وانظر حديث عمر السالف برقم (311).

قوله: "ثم أقره"، قال السندي: أي: أثبته وأَدِمْه، وفي رواية الباوردي: ثم اصبر حتى تلقاني، كذا في "الإصابة"، أي: فقَد بُشِّرت بلقاء النبي صلى الله عليه وسلم فأي خوف عليك.

وقوله: "هذه لهذه"، أي: أحدهما للجنة والأخرى للنار.

وقوله: "فلا أدري"، أي: فلا يتم شرط البشارة مني إلا إذا كنت في قبضة الجنة، وإلا فلا بد يحصل فيه خلل مني، وبالجملة فالنظر في التقدير يُنسي البشارة لجواز كونها مقيدة بقيد غير مذكور، أو لجواز فوات المذكور ونحو ذلك.

قلنا: وليس في هذا الحديث وما كان من بابته ما يدل على أن الإنسان مجبور على أعماله التكليفية، وإنما يفيد أن الله يعلم الأشياء قبل وقوعها، وأن من كان في قبضته اليمنى علم الله أنه سيكون مؤمناً مطيعاً مخبتاً، فجعله من أهل اليمين، ومن كان في قبضته اليسرى علم أنه سوف يكفر بآيات الله، ويعبد من سواه، وينقاد إلى هواه، فجعله من أهل الشمال. والعلم صفة كاشفة غير مؤثرة كما هو مبين في محله.

ص: 135

الْقَبْضَتَيْنِ أَنَا (1).

(1) إسناده صحيح، رجاله رجال الصحيح غير صحابيه فقد جاء هكذا غير مسمى.

وانظر ما قبله.

تنبيه: هذا الحديث ليس في (ظ 13)، وأُلحق ألحاقاً في هامش (س) وصحح عليه، وسيأتي في مسند البصريين بإسناده ومتنه 5/ 68.

ص: 136

‌حَدِيثُ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ الْمَخْزُومِيِّ عَنْ أَبِيهِ أَوْعَنْ عَمِّهِ عَنْ جَدِّهِ

17595 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ - عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَوْ عَنْ عَمِّهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ:" إِذَا كَانَ الطَّاعُونُ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا، فَلَا تَخْرُجُوا عَنْهَا، وَإِذَا كَانَ بِأَرْضٍ وَلَسْتُمْ بِهَا، فَلَا تَقْرَبُوهَا "(1).

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عكرمة بن خالد. وقد سلف في مسند المكيين برقم (15436).

ص: 137

‌حَدِيثُ رَبِيعَةَ بْنِ عَامِرٍ (1) عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

17596 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ حَسَّانَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا حَسَنَ الْفَهْمِ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " أَلِظُّوا بِيَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ "(2).

(1) قال السندي: ربيعة بن عامر أزدي، ويقال ديلمي، يُعَدُّ في أهل فلسطين.

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات. إبراهيم بن إسحاق: هو ابن عيسى الطالقاني، ويحى بن حسان: هو البكري الفلسطيني.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 280، والنسائي في "الكبرى"(7716) و (11563)، والطبراني في "الكبير"(4594)، وفي "الدعاء"(92)، والحاكم 1/ 498 - 499، والبيهقي في "الدعوات"(196)، والقضاعي في "مسنده"(693)، والمزي في ترجمة ربيعة من "التهذيب" 9/ 120 من طرق عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد. وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي.

وفي الباب عن أنس عند الترمذي (3524) و (3525)، والطبراني في "الدعاء"(93) و (94).

ومن حديث أبي هريرة عند الحاكم 1/ 499.

قوله: "ألظوا" قال السندي: بفتح الهمزة وكسر اللام وتشديد الظاء المنقوطة، أي: الزموا ذلك.

ص: 138

‌حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَابِرٍ

(1)

17597 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا هَاشِمٌ - يَعْنِي ابْنَ الْبَرِيدِ - قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ ابْنِ جَابِرٍ، قَالَ: انْتَهَيْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ أَهْرَاقَ الْمَاءَ، فَقُلْتُ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ. فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ، فَقُلْتُ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ. فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ، فَقُلْتُ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ. فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ، فَانْطَلَقَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَمْشِي، وَأَنَا خَلْفَهُ، حَتَّى دَخَلَ رَحْلُهُ (2)، وَدَخَلْتُ أَنَا إِلَى الْمَسْجِدَ، فَجَلَسْتُ كَئِيبًا حَزِينًا، فَخَرَجَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ تَطَهَّرَ، فَقَالَ:" عَلَيْكَ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللهِ، وَعَلَيْكَ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللهِ، وَعَلَيْكَ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللهِ ".

ثُمَّ قَالَ: " أَلَا أُخْبِرُكَ يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ جَابِرٍ بِخَيْرِ سُورَةٍ فِي الْقُرْآنِ؟ " قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " اقْرَأِ {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} حَتَّى تَخْتِمَهَا "(3).

(1) قال السندي: عبد الله بن جابر أنصاري بياضي، له صحبة.

(2)

في (م): على رحله.

(3)

إسناده حسن في المتابعات والشواهد من أجل عبد الله بن محمد بن عقيل، وباقي رجال الإسناد ثقات.

وفي باب كراهة رد السلام على غير طهارة حديث ابن عمر عند مسلم (370). وعن أبي جهيم ابن الصمة، سلف برقم (17541).

وعن المهاجر بن قنفذ، سيأتي 4/ 345 و 5/ 80. =

ص: 139

‌حَدِيثُ مَالِكِ بْنِ رَبِيعَةَ (1) عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

17598 -

حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنِي أَوْسُ بْنُ عَبْدِ اللهِ أَبُو مُقَاتِلٍ السَّلُولِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي بُرَيْدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ أَبِيهِ مَالِكِ بْنِ رَبِيعَةَ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَقُولُ:" اللهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُحَلِّقِينَ، اللهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُحَلِّقِينَ " قَالَ: يَقُولُ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: وَالْمُقَصِّرِينَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الثَّالِثَةِ، أَوْ فِي الرَّابِعَةِ:" وَالْمُقَصِّرِينَ ". ثُمَّ قَالَ: وَأَنَا يَوْمَئِذٍ مَحْلُوقُ الرَّأْسِ، فَمَا يَسُرُّنِي بِحَلْقِ رَأْسِي حُمْرُ النَّعَمِ، أَوْ خِطْرًا عَظِيمًا (2).

= وعن أبي هريرة عند ابن ماجه (351).

وعن جابر عنده أيضاً (352).

وفي باب فضل سورة الفاتحة عن أبي هريرة، سلف برقم (8682)، وذكرنا شواهده هناك.

قوله: "وقد أهراق الماء" قال السندي: كناية عن البول. وحاصل الحديث أنه كان يحب الظهارة لرد السلام.

(1)

قال السندي: مالك بن ربيعة أبو مريم السلولي مشهور بكنيته، قال ابن معين: له صحبة، وكذا للبخاري في "التاريخ"، وجاء أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا له أن يبارك له في ولده، فوُلِدَ له ثمانون ذكراً، وقال يحيى بن معين: شهد الشجرة مع النبي صلى الله عليه وسلم.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل أوس بن عُبيد الله -وقيل: عبد الله-، فقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحسيني: محله الصدق. وباقي رجال الإسناد ثقات.

وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 5/ 25 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد. =

ص: 140

‌حَدِيثُ وَهْبِ بْنِ خَنْبَشٍ الطَّائِيِّ (1) عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

17599 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ الزَّعَافِرِيُّ، عَنْ الشَّعْبِيِّ، عَنْ ابْنِ خَنْبَشٍ الطَّائِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " عُمْرَةٌ فِي رَمَضَانَ تَعْدِلُ حَجَّةً "(2).

= وأخرجه ابن أبي شيبة (ص 217 في الجزء الذي نشره العمروي)، والدولابي في "الكنى والأسماء" 1/ 89، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 342 - 343، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/ 30 من طرق عن أوس بن عبيد الله، به. ورواية الدولابي مختصرة على قوله:"اللهم اغفر للمحلقين"، ووقع في مطبوع "المصنف" تحريف وسقط.

وأخرجه الدولابي في "الكنى والأسماء" 1/ 89، وابن قانع 3/ 31، والطبراني في "الكبير" 19/ (604)، وفي "الأوسط"(2935) من طريق حِبَّان ابن يسار أبو روح الكلابي، عن بُرَيد بن أبي مريم، به. بنحوه. وتصحف بريد في معظم مصادر التخريج إلى يزيد.

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7158)، وذكرنا شواهده هناك.

قوله: "خطراً عظيماً" قال السندي: بالنصب بتقدير: أو أن يكون خطراً عظيماً، أو: إن أُعطِيتُ خطراً عظيماً، وفي "القاموس": الخِطْر بالكسر -أي والسكون-: الإبل الكثيرة، أو أربعون، أو مئتان، أو ألف منها، ويفتح. اهـ.

(1)

قال ابن الأثير في "أسد الغابة" 5/ 457: وهب بن خنبش، وقيل: هرم بن خنبش الطائي، وهو تصحيف صحفه داود الأودي [وهو ضعيف] عن الشعبي، والصحيح: وهب، قاله الترمذي وأبو عمر وابن ماكولا.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف داود الزعافري -وهو ابن يزيد الأودي- لكنه قد توبع كما في الحديث الآتي برقم (17601)، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. =

ص: 141

17600 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ الْأَوْدِيُّ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ هَرِمِ بْنِ خَنْبَشٍ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَتَتْهُ امْرَأَةٌ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، فِي أَيِّ الشُّهُورِ أَعْتَمِرُ؟ قَالَ:" اعْتَمِرِي فِي رَمَضَانَ، فَإِنَّ عُمْرَةً فِي رَمَضَانَ تَعْدِلُ حَجَّةً "(1).

* 17601 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبِي وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ - وَقَالَ مَرَّةً وَكِيعٌ: وَقَالَ سُفْيَانُ - عَنْ بَيَانٍ وَجَابِرٍ، عَنْ الشَّعْبِيِّ، عَنْ وَهْبِ بْنِ خَنْبَشٍ الطَّائِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

= وأخرجه الحميدي (932)، ومن طريقه ابن قانع في "معجم الصحابة" 3/ 178 عن سفيان بن عيينة، والبخاري في "التاريخ الكبير" 8/ 158 عن أبي نعيم الفضل بن دكين، كلاهما عن داود بن يزيد، بهذا الإسناد.

وسيأتي بالأرقام (17600) و (17601) و (17661).

وفي الباب عن يوسف بن عبد الله بن سلام، سلف برقم (16404)، وذكرت شواهده هناك.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف داود الأودي -وهو ابن يزيد-. وأخطأ داود في تسمية الصحابي فسماه هرماً، والجادة وهب كما سلف بيانه في الترجمة.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 8/ 158، وابن ماجه (2992)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2799)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/ 209، وابن عدي في "الكامل" 3/ 948، وابن الأثير في "أسد الغابة" 5/ 457 من طريق سفيان بن عيينة، وابن ماجه (2992) من طريق وكيع بن الجراح، كلاهما عن داود بن يزيد الأودي، بهذا الإسناد. وزاد ابن قانع وابن عدي في روايتيهما:"معي"، أي: كحجة مع النبي صلى الله عليه وسلم.

وانظر ما قبله.

ص: 142

عُمْرَةٌ فِي رَمَضَانَ تَعْدِلُ حَجَّةً " (1).

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات غير جابر -وهو ابن يزيد الجعفي- لكن تابعه بيان -وهو ابن بشر الأحمسي-. سفيان: هو الثوري، وعامر: هو الشعبي.

وأخرجه ابن ماجه (2991) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(4225)، وابن قانع 3/ 177 - 178 من طريق يحيى بن آدم، والطبراني في "الكبير" 22/ (357) من طريق الفريابي، كلاهما عن الثوري، به. رواية النسائي: عن بيان وآخر.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (358)، و"الأوسط"(372) من طريق عبد العزيز بن أبان، عن الثوري، عن فراس بن يحيى وبيان بن بشر، كلاهما عن الشعبي، به.

وأخرجه ابن قانع 3/ 177 من طريق قيس بن الربيع، عن جابر بن يزيد، به.

وسيتكرر برقم (17661)، وانظر (17599).

ص: 143

‌حَدِيثُ قَيْسِ بْنِ عَائِذٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

17602 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ - يَعْنِي: ابْنَ أَبِي خَالِدٍ -، عَنْ قَيْسِ بْنِ عَائِذٍ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ النَّاسَ عَلَى نَاقَةٍ (1)، وَحَبَشِيٌّ مُمْسِكٌ بِخِطَامِهَا (2).

(1) في (ظ 13) و (ص) ونسخة في (س): ناقته.

(2)

ضعيف، إسماعيل بن أبي خالد لم يسمع من قيس بن عائذ، بينهما أخو إسماعيل بن أبي خالد. وسلف الكلام على الحديث مفصلاً فيما سلف برقم (16715).

وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 4/ 435 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.

تنبيه: تكرر بإثر هذا الحديث الحديث السالف برقم (16715) في (م) و (ص) و (ق)، ولم يرد في (ظ 13) و (س)، ولذلك حذفناه.

ص: 144

‌حَدِيثُ أَيْمَنَ بْنِ خُرَيْمٍ (1) عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

17603 -

حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ فَاتِكِ بْنِ فَضَالَةَ، عَنْ أَيْمَنَ بْنِ خُرَيْمٍ، قَالَ: قَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَطِيبًا، فَقَالَ:" يَا أَيُّهَا النَّاسُ، عَدَلَتْ شَهَادَةُ الزُّورِ إِشْرَاكًا بِاللهِ " ثَلَاثًا، ثُمَّ قَرَأَ:{فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ} [الحج: 30](2).

(1) قال السندي: أيمن بن خريم أسدي، قيل: له صحبة، وقال ابن عبد البر: أسلم يوم الفتح وهو غلام يافع، وقيل: كان يسمى خليل الخلفاء، لإعجابهم به في تحديته، لفصاحته وعلمه.

(2)

إسناده ضعيف، فاتك بن فضالة -وهو ابن شريك- مجهول، وأيمن ابن خُريم -وهو ابن فاتك الأسدي- مختلف في صحبته. سفيان بن زياد: هو أبو الورقاء العصفري.

وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 53، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" 2/ 374 - 375 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد، مختصراً.

وأخرجه الترمذي (2299)، والطبري في "تفسيره" 17/ 154، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" 2/ 374 - 375 من طريق مروان بن معاوية، به. وقال الترمذي عقبه: حديث غريب، واختلفوا في رواية هذا الحديث عن سفيان بن زياد، ولا نعرف لأيمن بن خريم سماعاً من النبي صلى الله عليه وسلم، وقد اختلفوا في رواية هذا الحديث عن سفيان بن زياد.

وسيأتي مكرراً في "مسند الشاميين" برقم (18044)، وفي "مسند الكوفيين" 4/ 321. =

ص: 145

‌حَدِيثُ خَيْثَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ

(1)

17604 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ خَيْثَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ اسْمُ أَبِي فِي الْجَاهِلِيَّةِ عَزِيزًا، فَسَمَّاهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَبْدَ الرَّحْمَنِ (2).

17605 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ خَيْثَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ

= وخالف مروانَ بن معاوية محمدٌ ويعلى ابنا عبيد، فروياه عن سفيان بن زياد، عن أبيه، عن حبيب بن النعمان عن خُريم بن فاتك والد أيمن كما سيأتي في مسنده 4/ 321، وإسناده ضعيف أيضاً، وقال الترمذي: هذا عندي أصح، وخريم بن فاتك له صحبة.

وفي باب تحريم قول الزور عن جعفر بن أبي طالب، سلف ضمن حديث طويل برقم (1740).

وعن أنس بن مالك، سلف برقم (12336).

وعن أبي بكرة، سيرد 5/ 36.

(1)

عبد الرحمن والد خيثمة: هو عبد الرحمن بن أبي سبرة، واسم أبي سبرة يزيد بن مالك الجعفي.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل يونس بن أبي إسحاق -وهو السبيعي-. وقوله في الإسناد: عن أبيه يعني أنه سمع الحديث من أبيه، وقوله: كان اسم أبي

إلخ هو من كلام خيثمة نفسه.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 663 من طريق العلاء بن المسيب، عن خيثمة بن عبد الرحمن قال: كان اسم أبي في الجاهلية عزيزاً

فذكره.

وسيأتي مطولاً ومختصراً بالأرقام (17605) و (17606) و (17608).

وسيأتي من طريق سبرة بن أبي سبرة عن أبيه برقم (18607).

ص: 146

عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" إِنَّ مِنْ خَيْرِ أَسْمَائِكُمْ عَبْدَ اللهِ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ وَالْحَارِثَ "(1).

17606 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو (2) وَكِيعٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ خَيْثَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، أَنَّ أَبَاهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ ذَهَبَ مَعَ جَدِّهِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" مَا اسْمُ ابْنِكَ؟ " قَالَ: عَزِيزٌ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " لَا تُسَمِّهِ عَزِيزًا، وَلَكِنْ سَمِّهِ عَبْدَ الرَّحْمَنِ " ثُمَّ قَالَ: " إِنَّ خَيْرَ الْأَسْمَاءِ عَبْدُ اللهِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ وَالْحَارِثُ "(3).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل أبي وكيع، واسمه الجراح ابن مليح الرؤاسي. أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي.

وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 162 من طريق محمد بن بكار، عن أبي وكيع، بهذا الإسناد، ولفظه:"أحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن".

وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4774). ولفظه:"إن من أحسن أسمائكم عبد الله وعبد الرحمن". وذكرت أحاديث الباب ثمَّت.

قوله: "والحارث" قال السندي: بمعنى الكاسب، والإنسان لا يخلو عن كسب، فصار الحارث من أصدق الأسماء، فهو خير بهذا الاعتبار.

(2)

لفظة "أبو" سقطت من (م).

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله موثقون، لكن ظاهره الإرسال، وجاء موصولاً بذكر والد خيثمة في الحديثين السالفين.

وأخرجه موصولاً بذكر عبد الرحمن أبي خيثمة البزار (1993 - كشف الأستار) عن معاذ بن شعبة، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 162 من طريق محمد بن بكار، كلاهما عن أبي وكيع، عن أبي إسحاق السبيعي، عن خيثمة بن عبد الرحمن، عن أبيه، فذكره. =

ص: 147

17607 -

حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا زِيَادٌ أَوْ عَبَّادٌ، عَنْ الْحَجَّاجِ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَبْرَةَ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" مَا وَلَدُكَ؟ " قَالَ: فُلَانُ وَفُلَانُ وَعَبْدُ الْعُزَّى. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " هُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، إِنَّ أَحَقَّ أَسْمَائِكُمْ - أَوْ مِنْ خَيْرِ أَسْمَائِكُمْ - إِنْ سَمَّيْتُمْ عَبْدَ اللهِ

= وأخرجه ابن سعد 6/ 286، وابن حبان (5828)، والحاكم 4/ 276 من طرق عن أبي إسحاق، عن خيثمة بن عبد الرحمن، فذكره مرسلاً مختصراً. وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2478) حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، حدثنا حفص بن غياث، حدثني شيخ من أهل الكوفة، عن الشعبي، عن عبد الرحمن بن أبي سبرة: أن أباه ذهب به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "ما اسم ابنك؟ " قال: كذا وكذا. قال: "اسم ابنك عبد الرحمن".

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2479)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 161 من طريق محمد بن مصفّى، عن سويد بن عبد العزيز، عن داود بن عيسى، عن إسماعيل السدي، عن خيثمة بن عبد الرحمن [عن أبيه]، قال: دخلت أنا وأبي على رسول الله فقال لأبي: "هذا ابنك؟ " قال: نعم، قال:"ما اسمه؟ " قال: الحباب، قال:"الحباب شيطان، ولكن هو عبد الرحمن". وإسناده ضعيف لضعف سويد بن عبد العزيز.

وأخرجه ابن أبي عاصم (2480) عن هشام بن عمار، عن سويد بن عبد العزيز، عن داود، عن السري بن إسماعيل، عن خيثمة بن عبد الرحمن، عن أبيه كسابقه. وإسناده ضعيف جداً، فيه سويد المذكور، والسري بن إسماعيل، وهو متروك.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 8/ 50، وقال: رواه الطبراني، وفيه السَّري بن إسماعيل، وهو متروك.

وانظر (17604).

ص: 148

وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ وَالْحَارِثَ " (1).

17608 -

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ خَيْثَمَةَ، قَالَ: وَلَدَ جَدِّي غُلَامًا، فَسَمَّاهُ عَزِيزًا، فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: وُلِدَ لِي غُلَامٌ، قَالَ:" فَمَا سَمَّيْتَهُ؟ " قَالَ: قُلْتُ: عَزِيزًا. قَالَ: " لَا، بَلْ هُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ ". قَالَ: فَهُوَ أَبِي (2)(3).

(1) إسناده ضعيف، حجاج -وهو ابن أرطاة- مدلس، وقد عنعن. وقوله في الإسناد: زياد: هو ابن عبد الله بن الطفيل البكائي، وعباد: هو ابن العوام، وقد جاء الحديث من طريقه، فهذا يرجح أن الصواب في هذا الإسناد عباد.

وأخرجه الدولابي في "الكنى والأسماء" 1/ 35، والطبراني في "الكبير"(6560) و 22/ (754)، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان " 2/ 35 من طرق عن عباد بن العوام، به. بنحوه. ونقل الدولابي في كتابه قول البخاري: أبو سبرة الجعفي: يزيد بن مالك.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 9/ 40، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2477)، والدولابي في "الكنى والأسماء" 1/ 35، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/ 94 - 95، والطبراني في "الكبير"(6559) و 22/ (753)، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 2/ 35 من طريق حماد بن سلمة، عن حجاج بن أرطاة، به. وسمى ابن قانع أبا سبرة هذا معبد بن عوسجة بن حرملة الجهني! وعندهم سوى أبي نعيم:"ما ولدك؟ " قال: عبد العزى، وسبرة، والحارث. وفيها أن النبي صلى الله عليه وسلم غيَّر اسم عبد العزى، فجعله عبد الله. وفيها أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا لأبي سبرة ولولده. وقال الحجاج: فلم يزالوا في شرف إلى اليوم.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/ 50، وقال: رواه أحمد، وفيه الحجاج بن أرطاة، وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح.

(2)

في (م): قال أبي: فهو.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله موثقون، وصورته الإرسال، وجاء =

ص: 149

‌حَدِيثُ حَنْظَلَةَ الْكَاتِبِ الْأُسَيِّدِيِّ

(1)

17609 -

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ حَنْظَلَةَ التَّمِيمِيِّ الْأُسَيْدِيِّ الْكَاتِبِ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرْنَا الْجَنَّةَ وَالنَّارَ حَتَّى كَأَنَّا رَأْيَ عَيْنٍ، فَأَتَيْتُ أَهْلِي وَوَلَدِي فَضَحِكْتُ وَلَعِبْتُ، وَذَكَرْتُ الَّذِي كُنَّا فِيهِ، فَخَرَجْتُ فَلَقِيتُ أَبَا بَكْرٍ، فَقُلْتُ: نَافَقْتُ نَافَقْتُ. فَقَالَ: إِنَّا لَنَفْعَلُهُ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ:" يَا حَنْظَلَةُ، لَوْ كُنْتُمْ تَكُونُونَ كَمَا تَكُونُونَ عِنْدِي، لَصَافَحَتْكُمُ الْمَلَائِكَةُ عَلَى فُرُشِكُمْ - أَوْ فِي طُرُقِكُمْ، أَوْ كَلِمَةً نَحْوَ هَذَا، هَكَذَا قَالَ هُوَ، يَعْنِي سُفْيَانَ - يَا حَنْظَلَةُ سَاعَةً وَسَاعَةً "(2).

= موصولاً برقم (17604) من رواية خيثمة -وهو: ابن عبد الرحمن بن أبي سبرة- عن أبيه.

وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 6/ 286 - 287 عن الفضل بن دكين، بهذا الإسناد. وانظر (17604).

(1)

قال السندي: هو حنظلة بن الربيع بن صيفي بفتح مهملة بعدها تحية ساكنة، تميمي أُسَيِّدي، يقال له حنظلة الكاتب، وكان من كتَّاب النبي صلى الله عليه وسلم نزل الكوفة، وتخلف عن علي يوم الجمل، وهو غير حنظلة غسيل الملائكة، فإنه أوسي اسمه حنظلة بن أبي عامر المعروف بالراهب.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه فمن رجال مسلم.

وأخرجه مسلم (2750)(13)، وابن ماجه (4239)، وابن أبي عاصم في =

ص: 150

17610 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ الْمُرَقَّعِ بْنِ صَيْفِيِّ، عَنْ حَنْظَلَةَ الْكَاتِبِ، قَالَ: غَزَوْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَمَرَرْنَا عَلَى امْرَأَةٍ مَقْتُولَةٍ، وَقَدِ اجْتَمَعَ عَلَيْهَا النَّاسُ، قَالَ: فَأَفْرَجُوا لَهُ، فَقَالَ:" مَا كَانَتْ هَذِهِ تُقَاتَلُ " ثُمَّ قَالَ لِرَجُلٍ: " انْطَلِقْ إِلَى خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ فَقُلْ لَهُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ يَأْمُرُكَ أَنْ لَا تَقْتُلَ ذُرِّيَّةً وَلَا عَسِيفًا "(1).

= "الآحاد والمثاني"(1201)، وأبو عوانة في التوبة كما في "إتحاف المهرة" 4/ 344 - 345، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 201، والطبراني في "الكبير"(3491)، والبيهقي في "الشعب"(1059) من طريق أبي نعيم الفضل ابن دكين، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو عوانة، والطبراني في "الكبير"(3491) من طريق محمد بن يوسف الفريابي، عن سفيان الثوري، به.

وأخرجه مسلم (2750)(12)، والترمذي (2514)، وأبو عوانة، وابن قانع 1/ 202، والطبراني في "الكبير"(3492) من طريق جعفر بن سليمان، ومسلم (2750)(13) من طريق عبد الوارث بن سعيد، كلاهما عن سعيد الجريري، به.

وأخرجه الطبراني (3490) من طريق سلمة بن كهيل، عن الهيثم بن حنش، عن حنظلة.

وسيأتي من طريق أبي عثمان النهدي، ومن طريق يزيد بن الشخير 4/ 346.

وفي الباب عن أنس بن مالك، سلف برقم (12796)، وذكرنا شواهده هناك.

قوله: "كأنا رأي عين"، قال السندي: أي: كأنا نراهما رأي العين.

"فقال"، أي: أبو بكر: "إنا لنفعله" مستشكلاً لتلك الحال، لا مزيلاً لإشكالها.

"لصافحتكم الملائكة"، أي: المداومة على الخير من شأن الملائكة، فلو داومتم على الخير، لكنتم مثلهم أو منهم، وحينئذٍ عاينتموهم.

"ساعة وساعة" بالنصب، أي: الإنسان ساعة على حال، وساعة على حال أخرى.

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله موثقون، لكن سفيان -وهو الثوري- =

ص: 151

17611 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْمُرَقَّعُ بْنُ صَيْفِيِّ بْنِ رَبَاحٍ أَخِي حَنْظَلَةَ الْكَاتِبِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي جَدِّي: أَنَّهُ خَرَجَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1).

17612 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْمُرَقَّعُ بْنُ صَيْفِيِّ بْنِ رَبَاحٍ: أَنَّ جَدَّهُ رَبَاحَ بْنَ رَبِيعةَ أَخْبَرَهُ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (2).

= أخطأ في تسمية صحابيه، فالمحفوظ أنه من حديث رباح بن الربيع أخي حنظلة، فقد رواه جمع عن أبي الزناد عن المرقع بن صيفي، عن رباح بن الربيع. وقد سلف الحديث في مسنده برقم (15992)، وسيأتي بعد هذا الحديث برقم (17611) و (17612).

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 382، وابن ماجه (2842)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1203) من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد. ونقل ابن ماجه عقبه عن ابن أبي شيبة قوله: يخطئ الثوري فيه.

وأخرجه عبد الرزاق (9382)، وأبو عبيد في "الأموال"(95)، والنسائي في "الكبرى"(8627)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 222، وفي "شرح مشكل الآثار"(6136)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 201، وابن حبان (4791)، والطبراني في "الكبير" 4/ (3489) من طرق عن سفيان الثوري، به.

قوله: "أن لا تقتل" قال السندي: بالجزم أو بالنصب، و"أن" على الأول تفسيرية، وعلى الثاني ناصبة بتقدير بأن لا تقتل.

"عسيفاً"، أي: أجيراً.

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن. وهو مكرر (15994).

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن. وهو مكرر (15993).

ص: 152

‌حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ

17613 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ فُلَانِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَكَلَ لَحْمًا أَوْ عَرْقًا، فَلَمْ يُمَضْمِضْ، وَلَمْ يَمَسَّ مَاءً، فَصَلَّى (1).

17614 -

حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَأْكُلُ مِنْ كَتِفٍ يَحْتَزُّ مِنْهَا، ثُمَّ دُعِيَ إِلَى الصَّلَاةِ فَصَلَّى، وَلَمْ يَتَوَضَّأْ (2).

17615 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَمْسَحُ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وفلان بن عمرو: هو جعفر بن عمرو كما في الرواية التي تليها.

وأخرجه ابن الجارود في "المنتقى"(23)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 210 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

وسلف الحديث من طريق فليح، عن الزهري برقم (17248).

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أبي كامل -وهو مظفر بن مدرك- فمن رجال الترمذي والنسائي، وهو ثقة. وانظر ما قبله.

ص: 153

عَلَى الْخُفَّيْنِ (1).

17616 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ الْيَمَامِيُّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَمْسَحُ عَلَى الْخُفَّيْنِ وَالْعِمَامَةِ (2).

17617 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ هَمَّامٍ، أَخُو عَبْدِ الرَّزَّاقِ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي (3) حُمَيْدٍ الْمَدَنِيَّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَا أَعْطَى الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ، فَهُوَ صَدَقَةٌ "(4).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أن معمراً أسقط من إسناد الحديث جعفر بن عمرو بن أمية، وخالفه في ذلك جمع فرووه عن أبي سلمة، عن جعفر بن عمرو، عن أبيه عمرو.

وهو في "مصنف عبد الرزاق"(746)، ومن طريقه أخرجه البيهقي 1/ 271.

وعلقه البخاري بإثر الحديث (205) في "صحيحه" عن معمر، به.

وسيأتي برقم (17616) و (17619) من طريق أبي سلمة، عن جعفر بن عمرو بن أمية، عن أبيه.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، لكن تفرد الأوزاعي بذكر العمامة، وخالفه في ذلك جمع. أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن الحجاج الخولاني.

وأخرجه الدارمي (710)، والبيهقي 1/ 270 من طريق أبي المغيرة، بهذا الإسناد. وانظر (17245).

(3)

لفظة "أبي" سقطت من (م).

(4)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف محمد بن أبي حميد، =

ص: 154

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= لكنه قد توبع، وعبد الله بن عمرو بن أمية روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات".

وأورده الهيثمي بلفظه في "مجمع الزوائد" 3/ 119، وقال: رواه أحمد، وفيه محمد بن أبي حميد وهو ضعيف.

وأخرجه الطيالسىِ (1364)، ومن طريقه أخرجه البزار (1507 - كشف الأستار)، والبيهقي في "السنن الكبرى" 4/ 178، وفي "شعب الإيمان"(8716)، والمزي في ترجمة عبد الله بن عمرو بن أمية الضمري من "التهذيب" 15/ 350 - 351. وأخرجه البيهقي في "السنن" 4/ 178 من طريق أنس بن عياض، كلاهما (الطيالسي وأنس بن عياض) عن محمد بن أبي حميد، به. بلفظ: "ما أعطيتموهن من شيء فهو لكم صدقة" وفيه قصة طويلة.

واورده الهيثمي بهذا اللفظ مع القصة في "مجمع الزوائد" 4/ 324، وقال: رواه البزار، وروى له أحمد:"ما أعطى الرجل امرأته فهو صدقة"، وفي إسنادهما محمد بن أبي حميد، وهو ضعيف.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 433 - 434، والنسائي في "الكبرى"(9184)، وأبو يعلى (6877)، وابن حبان (4237)، والمزي في ترجمة عبد الله بن عمرو بن أمية من "تهذيب الكمال" 15/ 350 من طريق الزبرقان بن عبد الله بن عمرو بن أمية الضمري، عن أبيه عبد الله بن عمرو بن أمية، عن أبيه عمرو بن أمية الضمري بلفظ:"كل ما صنعتَ إلى أهلك فهو صدقة عليهم"، وفي رواية أبي يعلى قصة مطولة، وأشار إليها المزي، فقال: وفي الحديث قصة.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/ 324 - 325 بهذا اللفظ مع القصة، وقال: رواه أبو يعلى والطبراني، ورجال الطبراني ثقات كلهم.

وفي الباب عن العرباض بن سارية، سلف برقم (17155)، وذكرنا ثمَّت أحاديث الباب.

ص: 155

قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ هَمَّامٍ أَخُو عَبْدِ الرَّزَّاقِ.

17618 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ ابْنِ عَمْرٍو (1) بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم احْتَزَّ مِنْ كَتِفٍ فَأَكَلَ، فَأَتَاهُ الْمُؤَذِّنُ فَأَلْقَى السِّكِّينَ، ثُمَّ قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ، وَلَمْ يَتَوَضَّأْ (2).

17619 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا أَبَانُ، عَنْ يَحْيَى - يَعْنِي ابْنَ أَبِي كَثِيرٍ - قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ، أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ: أَنَّهُ أَبْصَرَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَمْسَحُ عَلَى الْخُفَّيْنِ (3).

(1) في (م) و (س): عن جعفر بن أمية، وفي (ص): عن جعفر بن عمرو ابن أمية، والمثبت من (ظ 13) و (ق). وسقط من "مصنف" عبد الرزاق لفظ "ابن" فصار الإسناد: عن عمرو بن أمية، عن أبيه.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو في "مصنف" عبد الرزاق (634)، ومن طريقه أخرجه الترمذي (1836).

وأخرجه البخاري (5422) من طريق عبد الله بن المبارك، عن معمر، به. وانظر (17248).

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبان -وهو ابن يزيد العطار- فمن رجال مسلم. يونس: هو ابن محمد المؤدب.

وانظر (17615).

ص: 156

‌حَدِيثُ الْحَكَمِ بْنِ سُفْيَانَ

17620 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي مَنْصُورٌ. وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، وَزَائِدَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ سُفْيَانَ أَوْ سُفْيَانَ بْنِ الْحَكَمِ، قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فِي حَدِيثِهِ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَالَ، وَتَوَضَّأَ، وَنَضَحَ فَرْجَهُ بِالْمَاءِ. قَالَ يَحْيَى فِي حَدِيثِهِ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَالَ وَنَضَحَ (1).

17621 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، قَالَ: سَأَلْتُ أَهْلَ الْحَكَمِ بْنِ سُفْيَانَ، فَذَكَرُوا أَنَّهُ لَمْ يُدْرِكِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم. قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: وَرَوَاهُ شُعْبَةُ وَوُهَيْبٌ عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ الْحَكَمِ بْنِ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم. وقَالَ غَيْرُهُمَا: عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ الْحَكَمِ بْنِ سُفْيَانَ، قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم (2).

(1) ضعيف لاضطرابه، وسبق الكلام عليه مفصلاً برقم (15384). سفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر، وزائدة: هو ابن قدامة.

(2)

شطره الأول سلف برقم (15385).

وشطره الثاني ضعيف لاضطراب أسانيده، وسلف تخريجه والكلام عليه عند الحديث السالف يرقم (15384).

ص: 157

‌حَدِيثُ سَهْلِ بْنِ الْحَنْظَلِيَّةِ

(1)

17622 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ بِشْرٍ التَّغْلِبِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي - وَكَانَ جَلِيسًا لِأَبِي الدَّرْدَاءِ - قَالَ: كَانَ بِدِمَشْقَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يُقَالُ لَهُ: ابْنُ الْحَنْظَلِيَّةِ، وَكَانَ رَجُلًا مُتَوَحِّدًا، قَلَّمَا يُجَالِسُ النَّاسَ، إِنَّمَا هُوَ فِي صَلَاةٍ، فَإِذَا فَرَغَ فَإِنَّمَا يُسَبِّحُ وَيُكَبِّرُ حَتَّى يَأْتِيَ أَهْلَهُ، فَمَرَّ بِنَا يَوْمًا وَنَحْنُ عِنْدَ أَبِي الدَّرْدَاءِ، فَقَالَ لَهُ أَبُو الدَّرْدَاءِ: كَلِمَةً تَنْفَعُنَا وَلَا تَضُرُّكَ. قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَرِيَّةً، فَقَدِمْتُ، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْهُمْ فَجَلَسَ فِي الْمَجْلِسِ الَّذِي فِيهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لِرَجُلٍ إِلَى جَنْبِهِ: لَوْ رَأَيْتَنَا حِينَ الْتَقَيْنَا نَحْنُ وَالْعَدُوَّ، فَحَمَلَ فُلَانٌ فَطَعَنَ، فَقَالَ: خُذْهَا وَأَنَا الْغُلَامُ الْغِفَارِيُّ. كَيْفَ تَرَى فِي قَوْلِهِ؟ قَالَ: مَا أُرَاهُ إِلَّا قَدْ أَبْطَلَ أَجْرَهُ. فَسَمِعَ ذَلِكَ آخَرُ، فَقَالَ: مَا أَرَى بِذَلِكَ بَأْسًا. فَتَنَازَعَا (2) حَتَّى سَمِعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: " سُبْحَانَ

(1) قال السندي: هو سهل بن عمرو بن عدي، أنصاري أوسي، هذا هو الأشهر، وقيل: ابن الربيع. والحنظلية، قيل: أُمه، وقيل: جدته، وقيل: يقال له: ابن الحنظلية لأن أم أبيه من بني حنظلة من تميم.

شهد أحداً وما بعدها، ثم تحول إلى الشام حتى مات في صدر خلافة معاوية، وكان عقيماً لا يولد له. وقد بايع تحت الشجرة، قاله البخاري، وقال غيره: شهد المشاهد إلا بدراً.

(2)

في (ظ 13) ونسخة في (س): فتنازعوا.

ص: 158

اللهِ، لَا بَأْسَ أَنْ يُحْمَدَ وَيُؤْجَرَ ". قَالَ: " فَرَأَيْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ سُرَّ بِذَلِكَ، وَجَعَلَ يَرْفَعُ رَأْسَهُ إِلَيْهِ، وَيَقُولُ: أَنْتَ سَمِعْتَ ذَلِكَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ، فَمَا زَالَ يُعِيدُ عَلَيْهِ حَتَّى إِنِّي لَأَقُولُ: لَيَبْرُكَنَّ عَلَى رُكْبَتَيْهِ.

قَالَ: ثُمَّ مَرَّ بِنَا يَوْمًا آخَرَ، فَقَالَ لَهُ أَبُو الدَّرْدَاءِ: كَلِمَةً تَنْفَعُنَا وَلَا تَضُرُّكَ. قَالَ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ الْمُنْفِقَ عَلَى الْخَيْلِ فِي سَبِيلِ اللهِ، كَبَاسِطِ يَدِهِ بِالصَّدَقَةِ لَا يَقْبِضُهَا ".

قَالَ: ثُمَّ مَرَّ بِنَا يَوْمًا آخَرَ، فَقَالَ لَهُ أَبُو الدَّرْدَاءِ: كَلِمَةً تَنْفَعُنَا وَلَا تَضُرُّكَ. فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " نِعْمَ الرَّجُلُ خُرَيْمٌ الْأَسَدِيُّ لَوْلَا طُولُ جُمَّتِهِ، وَإِسْبَالُ إِزَارِهِ ". فَبَلَغَ ذَلِكَ خُرَيْمًا، فَجَعَلَ يَأْخُذُ شَفْرَةً، فَيَقْطَعُ بِهَا شَعَرَهُ إِلَى أَنْصَافِ أُذُنَيْهِ، وَرَفَعَ إِزَارَهُ إِلَى أَنْصَافِ سَاقَيْهِ. قَالَ: فَأَخْبَرَنِي أَبِي، قَالَ: دَخَلْتُ بَعْدَ ذَلِكَ عَلَى مُعَاوِيَةَ، فَإِذَا عِنْدَهُ شَيْخٌ جُمَّتُهُ فَوْقَ أُذُنَيْهِ، وَرِدَاؤُهُ إِلَى سَاقَيْهِ، فَسَأَلْتُ عَنْهُ فَقَالُوا: هَذَا خُرَيْمٌ الْأَسَدِيُّ.

قَالَ: ثُمَّ مَرَّ بِنَا يَوْمًا آخَرَ، وَنَحْنُ عِنْدَ أَبِي الدَّرْدَاءِ، فَقَالَ لَهُ أَبُو الدَّرْدَاءِ: كَلِمَةً تَنْفَعُنَا وَلَا تَضُرُّكَ. فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّكُمْ قَادِمُونَ عَلَى إِخْوَانِكُمْ، فَأَصْلِحُوا رِحَالَكُمْ، وَأَصْلِحُوا لِبَاسَكُمْ، فَإِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْفُحْشَ وَلَا التَّفَحُّشَ "(1).

(1) إسناده محتمل للتحسين، بشر والد قيس -واسمه بشر بن قيس التغلبي- روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في الثقات، وهو تابعي كبير، كان =

ص: 159

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= جليساً لأبي الدرداء كما في حديثنا، وابنه قيس تفرد بالرواية عنه هشام بن سعد، وقال فيه: كان رجل صدق، وقال أبو حاتم: ما أرى بحديثه باساً.

وذكره ابن حبان في الثقات. وأما هشام بن سعد فهو صدوق له أوهام، وليس في متن حديثه هذا ما ينكر عليه أو يخالف فيه.

قلنا: وبعض هذا الحديث له شواهد تعضده.

وأخرجه تاماً أبو داود (4089) من طريق عبد الملك بن عمرو، بهذا الإسناد.

وأخرجه كذلك الطبراني في "الكبير"(5616) و (5617)، والبيهقي في "الشعب"(6204)، وفي "الآداب"(594)، والمزي في ترجمة بشر بن قيس من "تهذيب الكمال" 4/ 143 - 144. من طرق عن هشام بن سعد، به.

وأخرج القطعة الأولى منه ابن أبي شيبة 12/ 506، وابن أبي عاصم في "الجهاد"(244)، والطبراني (5618) من طرق عن هشام بن سعد، به.

وأخرج القطعة الثانية منه الحاكم 2/ 91 - 92 من طريق جعفر بن عون، عن هشام بن سعد، به.

وأخرج القطعة الثالثة منه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 225، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 268، والبيهقي في "الآداب"(702) من طرق عن هشام بن سعد، به.

وأخرج القطعة الرابعة منه ابن المبارك في "الزهد"(853)، وابن أبي شيبة 5/ 345، والبيهقي في "الشعب"(6205)، والحاكم 4/ 183 وابن عساكر في "تاريخه " 3/ ورقة 349 من طرق عن هشام بن سعد، به.

وأخرج أبو عوانة 5/ 16 - 17 عن أبي أسامة الحلبي، عن أبيه، عن أبي سعد الأنصاري، عن عبادة بن محمد بن عبادة بن الصامت: أن سهل بن الحنظلية حدث معاوية قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "الخير معقود في نواصي الخيل إلى يوم القيامة، وأهلها معانون عليها، والمنفق عليها كالباسط يده لا يقبضها". =

ص: 160

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرج ابن الأثير في "أسد الغابة" 2/ 469 نحو لفظ أبي عوانة السالف من طريق عبد الله بن محمد، عن أبيه، عن عبادة بن محمد بن عبادة بن الصامت، عن رجل كان في حرس معاوية، قال: عرضت على معاوية خيلٌ، فقال لرجل من الأنصار يقال له: ابن الحنظلية: ماذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في الخيل؟

ويشهد للقطعة الأولى حديث أبي ذر الغفاري في الرجل يعمل العمل فيحمده عليه الناس، وسيأتي 5/ 258، وهو عند مسلم (2642).

وحديث أبي عقبة، وسيأتي 5/ 295، وإسناده ضعيف.

ويشهد للقطعة الثانية: "إن المنفق على الخيل

" حديث أبي كبشة عند أبي عوانة 5/ 19، والحاكم 2/ 91، وصححه ابن حبان برقم (4674)، ولفظه: "الخيل معقود في نواصيها الخير، وأهلها معانون عليها، والمنفق عليها كالباسط يده بالصدقة".

وحديث أبي هريرة أيضاً عند ابن حبان برقم (4675) ولفظه: "مثل المنفق على الخيل كالمتكفف بالصدقة" فقلنا لعمر: ما المتكفف بالصدقة؟ قال: الذي يعطي بكفيه. وانظر حديث أبي هريرة السالف برقم (8866).

وقوله: "نعم الرجل خريم

" سيأتي عن خريم نفسه في مسنده 4/ 321 و 322 و 345.

ويشهد لقوله: "فإن الله عز وجل لا يحب الفحش ولا التفحش" ما سلف من حديث عبد الله بن عمرو (6487)، وانظر تتمة شواهده هناك.

وسيأتي برقم (17624).

قوله: "متوحداً" قال السندي: أي: معتزلاً عن الناس.

"كلمة" بالنصب، أي: أسألك، أو أعطنا.

"قد أبطل أجره" لأنه رياء وسمعة.

"أن يحمد ويؤجر"، أي: لا بأس أن يجتمع له الأجر من الله تعالى والحمد من الناس بحسن صنيعه، فلو أظهر فعله وحمده الناس عليه لما أبطل =

ص: 161

17623 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ - يَعْنِي ابْنَ صَالِحٍ -، عَنْ سُلَيْمَانَ أَبِي الرَّبِيعِ -[قَالَ عَبْدُ اللهِ]: قَالَ أَبِي:: هُوَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الَّذِي رَوَى عَنْهُ شُعْبَةُ وَلَيْثُ بْنُ سَعْدٍ - عَنْ الْقَاسِمِ مَوْلَى مُعَاوِيَةَ، قَالَ: دَخَلْتُ مَسْجِدَ دِمَشْقَ، فَرَأَيْتُ أُنَاسًا مُجْتَمِعِينَ وَشَيْخًا يُحَدِّثُهُمْ، قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: سَهْلُ ابْنُ الْحَنْظَلِيَّةِ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ أَكَلَ لَحْمًا فَلْيَتَوَضَّأْ "(1).

= بذلك أجره، بل لو أظهره بقصد الاتباع يؤجر على ذلك كما يؤجر على العمل.

"ليبركن" من كثرة فرحه.

"في سبيل الله"، أي: إذا كان ربطه لقصد الجهاد.

"جمته" بضم جيم وتشديد ميم: الشعر النازل إلى المنكبين.

"شفرة" بفتح الشين المعجمة: السكين.

"قادمون"، أي: داخلون عليهم من السفر، والظاهر أنه قال لهم حين دخولهم بلادهم من السفر.

"لا يحب الفحش"، أي: الدناءة حالاً وأفعالاً، كما لا يحب الدناءة مقالاً، ولعل المراد به أن يكون وسخ الثياب غير منتظم الحال كما هو حال المسافر في سفره.

"والتفحش"، أي: التعمد في ذلك، والله تعالى أعلم.

(1)

إسناده ضعيف لجهالة سليمان أبي الربيع، وقول الإمام أحمد: هو سليمان بن عبد الرحمن الذي روى عنه شعبة وليث بن سعد. قلنا: يعني بذلك أنه ابن عيسى الدمشقي، ردَّه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 13، فقال: وقال بعضهم: هو ابن عبد الرحمن ولم يصح، ويقال لسليمان بن عبد الرحمن: أبو عمر الأسدي. قلنا: وترجمه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" في باب ممن اسمه. سليمان ممن لا ينسبون، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وترجم لابن =

ص: 162

17624 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي قَيْسُ بْنُ بِشْرٍ التَّغْلِبِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، - وَكَانَ جَلِيسًا لِأَبِي الدَّرْدَاءِ بِدِمَشْقَ - قَالَ: كَانَ بِدِمَشْقَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ ابْنُ الْحَنْظَلِيَّةِ، مُتَوَحِّدًا لَا يَكَادُ يُكَلِّمُ أَحَدًا، إِنَّمَا هُوَ فِي صَلَاةٍ، فَإِذَا فَرَغَ، يُسَبِّحُ وَيُكَبِّرُ وَيُهَلِّلُ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى أَهْلِهِ، قَالَ: فَمَرَّ عَلَيْنَا ذَاتَ يَوْمٍ وَنَحْنُ عِنْدَ أَبِي الدَّرْدَاءِ، فَقَالَ لَهُ أَبُو الدَّرْدَاءِ: كَلِمَةً مِنْكَ تَنْفَعُنَا وَلَا تَضُرُّكَ. قَالَ: بَعَثَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي سَرِيَّةٍ، فَلَمَّا أَنْ قَدِمْنَا جَلَسَ رَجُلٌ مِنْهُمْ فِي مَجْلِسٍ فِيهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَالَ: يَا فُلَانُ، لَوْ رَأَيْتَ فُلَانًا طَعَنَ، ثُمَّ قَالَ: خُذْهَا وَأَنَا الْغُلَامُ الْغِفَارِيُّ، فَمَا تَرَى؟

= عبد الرحمن الدمشقي، فهو عنده غيرُه. وأما الخطيب البغدادي فمال إلى رأي الإمام أحمد في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 2/ 122. القاسم مولى معاوية: هو ابن عبد الرحمن الدمشقي صاحب أبي أمامة.

وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"(5622)، وفي "مسند الشاميين"(2056)، والخطيب في "موضح الأوهام" 2/ 122 من طريق عبد الله بن أحمد ابن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 64، والطبراني في "الكبير"(5622)، وفي "مسند الشاميين"(2056) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، به.

وسيأتي مكرراً في مسند الأنصار 5/ 289.

وفي باب الوضوء مما مسته النار عن أبي هريرة، سلف برقم (7605)، وذكرنا شواهده هناك.

قوله: "من أكل لحماً" قال السندي: قد كان ذلك حين كان الوضوء مما مسته النار ثم نسخ.

ص: 163

قَالَ: مَا أُرَاهُ إِلَّا قَدْ حَبِطَ أَجْرُهُ. قَالَ: فَتَكَلَّمُوا فِي ذَلِكَ حَتَّى سَمِعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَصْوَاتَهُمْ، فَقَالَ:" بَلْ يُحْمَدُ وَيُؤْجَرُ " قَالَ: فَسُرَّ بِذَلِكَ أَبُو الدَّرْدَاءِ حَتَّى هَمَّ أَنْ يَجْثُوَ عَلَى رُكْبَتَيْهِ، فَقَالَ: أَنْتَ سَمِعْتَهُ؟ مِرَارًا، قَالَ: نَعَمْ.

ثُمَّ مَرَّ عَلَيْنَا يَوْمًا آخَرَ، فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: كَلِمَةً تَنْفَعُنَا وَلَا تَضُرُّكَ. قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " نِعْمَ الرَّجُلُ خُرَيْمٌ الْأَسَدِيُّ لَوْ قَصَّرَ (1) مِنْ شَعَرِهِ، وَشَمَّرَ (2) إِزَارَهُ " فَبَلَغَ ذَلِكَ خُرَيْمًا فَعَجِلَ فَأَخَذَ الشَّفْرَةَ فَقَصَّرَ (3) مِنْ جُمَّتِهِ، وَرَفَعَ إِزَارَهُ إِلَى أَنْصَافِ سَاقَيْهِ. قَالَ أَبِي: فَدَخَلْتُ عَلَى مُعَاوِيَةَ فَرَأَيْتُ رَجُلًا مَعَهُ عَلَى السَّرِيرِ شَعَرُهُ فَوْقَ أُذُنَيْهِ، مُؤْتَزِرًا إِلَى أَنْصَافِ سَاقَيْهِ، قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: خُرَيْمٌ الْأَسَدِيُّ.

قَالَ: ثُمَّ مَرَّ عَلَيْنَا يَوْمًا آخَرَ، فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: كَلِمَةً مِنْكَ تَنْفَعُنَا وَلَا تَضُرُّكَ. قَالَ: نَعَمْ كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ لَنَا: " إِنَّكُمْ قَادِمُونَ عَلَى إِخْوَانِكُمْ، فَأَصْلِحُوا رِحَالَكُمْ وَلِبَاسَكُمْ حَتَّى تَكُونُوا فِي النَّاسِ كَأَنَّكُمْ شَامَةٌ، فَإِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْفُحْشَ وَلَا التَّفَحُّشَ (4).

(1) في (م) و (ق) ونسخة في (س): قصّ.

(2)

في (م): وقصر.

(3)

في (ظ 13): فقص.

(4)

إسناده محتمل للتحسين، وسلف الكلام عليه برقم (17622).

وأخرجه الحافظان ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 3/ ورقة 349 - 350، =

ص: 164

17625 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنِي أَبُو كَبْشَةَ السَّلُولِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ سَهْلَ ابْنَ الْحَنْظَلِيَّةِ الْأَنْصَارِيَّ صَاحِبَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَنَّ عُيَيْنَةَ والْأَقْرَعَ سَأَلَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم شَيْئًا، فَأَمَرَ مُعَاوِيَةَ أَنْ يَكْتُبَ بِهِ لَهُمَا، فَفَعَلَ وَخَتَمَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَمَرَ بِدَفْعِهِ إِلَيْهِمَا.

فَأَمَّا عُيَيْنَةُ فَقَالَ: مَا فِيهِ؟ قَالَ: فِيهِ الَّذِي أُمِرْتُ بِهِ، فَقَبِلَهُ، وَعَقَدَهُ فِي عِمَامَتِهِ، وَكَانَ أَحْلَمَ (1) الرَّجُلَيْنِ، وَأَمَّا الْأَقْرَعُ، فَقَالَ: أَحْمِلُ صَحِيفَةً لَا أَدْرِي مَا فِيهَا كَصَحِيفَةِ الْمُتَلَمِّسِ. فَأَخْبَرَ مُعَاوِيَةُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِقَوْلِهِمَا.

وَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَاجَةٍ، فَمَرَّ بِبَعِيرٍ مُنَاخٍ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ، ثُمَّ مَرَّ بِهِ آخِرَ النَّهَارِ وَهُوَ عَلَى حَالِهِ، فَقَالَ:" أَيْنَ صَاحِبُ هَذَا الْبَعِيرِ؟ " فَابْتُغِيَ فَلَمْ يُوجَدْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اتَّقُوا اللهَ فِي هَذِهِ الْبَهَائِمِ، ثُمَّ ارْكَبُوهَا (2) صِحَاحًا،

= والمزي في "تهذيب الكمال" 4/ 342 - 343 كلاهما في ترجمة بشر بن قيس من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

(1)

في (م) و (ص) و (ق): أحكم. والمثبت من (ظ 13) و (س)، ومن "معجم الطبراني".

(2)

في (م). ثم اركبوها.

ص: 165

وَكُلُوهَا (1) سِمَانًا، كَالْمُتَسَخِّطِ آنِفًا، إِنَّهُ مَنْ سَأَلَ وَعِنْدَهُ مَا يُغْنِيهِ، فَإِنَّمَا يَسْتَكْثِرُ مِنْ جَمْرِ (2) جَهَنَّمَ ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا يُغْنِيهِ؟ قَالَ:" مَا يُغَدِّيهِ أَوْ يُعَشِّيهِ "(3).

(1) في (م) والنسخ الخطية: واركبوها، والمثبت من مصادر التخريج، وهو الوجه.

(2)

في (م): نار.

(3)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير صحابيه فقد روى له أبو داود والنسائي.

وأخرجه ابن حبان (545) و (3394)، والبيهقي 7/ 25 من طريق علي بن عبد الله المديني، بهذا الإسناد. ولم يسق البيهقي لفظه كاملاً.

وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(585) من طريق سهل بن زنجلة، عن الوليد بن مسلم، به. دون ذكر قصة عيينة والأقرع.

وأخرجه مطولاً ومختصراً الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 20 و 4/ 371، وفي "شرح مشكل الآثار"(486)، والطبراني في "الكبير"(5620)، وفي "مسند الشاميين"(584) من طرق عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، به.

وأخرجه مختصراً أبو داود (1629) و (2548)، وابن خزيمة (2391) و (2545)، والبيهقي 7/ 25 من طريق محمد بن مهاجر، عن ربيعة بن يزيد، به. وعند أبي داود وابن خزيمة في الروايتين الأخيرتين: ببعيرٍ قد لحق ظهره ببطنه.

وفي باب تحريم المسألة عن ظهر غنى، عن أبي هريرة، سلف برقم (7163)، وسلفت تتمة شواهده هناك.

وفي قصة البعير عن عبد الله بن جعفر، سلف برقم (1745)، وعن معاذ ابن أنس سلف برقم (15629)، وسيأتي برقم (18052).

قوله: "كصحيفة المتلمس" قال السندي: قال الخطابي: صحيفة المتلمس =

ص: 166

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= لها قصة مشهورة عند العرب، وكان شاعراً، فهجا عمرو بن هند الملك، فكتب له كتاباً إلى عامله يوهمه أنه أمر له فيه بعطية، وكتب إليه أن يقتله، فارتاب المتلمس، ففكه وقرئ له، فلما علم ما فيه، رمى به، ونجا، فصارت الصحيفة مثلاً.

"كالمتسخط" قاله كالمظهر للغضب لما وقع من الأقرع آنفاً.

قوله: "ما يغديه أو يعشيه" قال البغوي في "شرح السنة" 6/ 86: قال بعضهم: من وجد غداء يومه وعشاءه لم تحل له المسألة، على ظاهر الحديث، وقال بعضهم: إنما هو فيمن وجد غداءه وعشاءه على دائم الأوقات، وقال بعضهم: هذا منسوخ بما تقدم من الأحاديث، قلنا: يعني حديث ابن مسعود السالف برقم (3675)، وحديث رجل من بني أسد الآتي 4/ 36. وانظر حديث أبي سعيد الخدري السالف برقم (11044).

وقال الإمام الشافعي: وقد يكون الرجل غنياً بالدرهم مع كسب ولا يكون غنياً بألف لضعفه في نفسه وكثرة عياله.

وقال: يجوزُ أن يُعطى الفقيرُ من الصدقة إلى أن يَزُولَ عنه اسمُ الفقرِ والحاجةِ مِن غيرِ تحديدٍ.

ص: 167

‌حَدِيثُ بُسْرِ بْنِ أَرْطَاةَ

(1)

17626 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا عَيَّاشُ بْنُ عَبَّاسٍ، عَنْ شِيَيْمِ بْنِ بَيْتَانَ، عَنْ جُنَادَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ: أَنَّهُ قَالَ عَلَى الْمِنْبَرِ بِرُودِسَ حِينَ جَلَدَ الرَّجُلَيْنِ اللَّذَيْنِ سَرَقَا غَنَائِمَ النَّاسِ، فَقَالَ: إِنَّهُ لَمْ يَمْنَعْنِي مِنْ قَطْعِهِمَا إِلَّا أَنَّ بُسْرَ بْنَ أَرْطَاةَ وَجَدَ رَجُلًا سَرَقَ فِي الْغَزْوِ يُقَالُ لَهُ: مِصْدَرٌ، فَجَلَدَهُ وَلَمْ يَقْطَعْ يَدَهُ، وَقَالَ: نَهَانَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْقَطْعِ فِي الْغَزْوِ " (2).

(1) بسر بن أرطاة، ويقال: ابن أبي أرطاة، واسمه: عمير بن عويمر بن عمران القرشي العامري. سكن دمشق وشهد صفين مع معاوية، وولاه معاوية اليمن.

قال ابن سعد عن الواقدي: قبض النبي صلى الله عليه وسلم وبسرٌ صغير، ولم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم. وقال ابن عدي: مشكوك في صحبته. وقال الدارقطني: له صحبة، ولم يكن له استقامة بعد النبي صلى الله عليه وسلم. وقال ابن معين: أهل المدينة ينكرون أن يكون بسر سمع من النبي، وأهل الشام يروون عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، وكان بسر رجل سَوْء.

(2)

رجاله موثَّقون، عبد الله بن لهيعة -وإن كان سيئ الحفط- قد رواه عنه قتيبة بن سعيد، وروايته عن ابن لهيعة مقبولة عند بعض أهل العلم، ثم هو متابع، لكن قد اختلف في صحبة بسر بن أرطاة.

وأخرجه الدارمي (2492) عن بشر بن عمر، وابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص 260، والطبراني في "الكبير"(1195) من طريق أسد بن موسى، =

ص: 168

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= والترمذي (1450)، وابن عدي في "الكامل" 2/ 439، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(1203) من طريق قتيبة بن سعيد، وابن عبد الحكم ص 260 عن النضر بن عبد الجبار، أربعتهم عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد، وبعضهم يختصره.

قال الترمذي: هذا حديث غريب، وقد روى غير ابن لهيعة بهذا الإسناد نحو هذا، ويقال بسر بن أبي أرطاة أيضاً، والعمل على هذا عند أهل العلم منهم الأوزاعي، لا يرون أن يقام الحد في الغزو بحضرة العدو، مخافة أن يلحق من يقام عليه الحد بالعدو، فإذا خرج الإمام من أرض الحرب ورجع إلى دار الإسلام، أقام الحدَّ على مَنْ أصابه، كذلك قال الأوزاعي.

وأخرجه مختصراً أبو داود (4408)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(860)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 84، وابن عدي في "الكامل" 2/ 439، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(1203)، والبيهقي 9/ 104، وابن الأثير في "أسد الغابة" 1/ 213 - 214، من طريق حيوة بن شريح، عن عياش، عن شييم ويزيد بن صبح، به. وعند بعضهم:"لا تقطع الأيدي في السفر" بدل الغزو.

وقوَّى ابن حجر في "الإصابة" 1/ 243 إسناده.

وقال البيهقي 9/ 104: هذا إسناد شامي، وكان يحيى بن معين يقول: أهل المدينة ينكرون أن يكون بسر بن أرطاة سمع من النبي صلى الله عليه وسلم، وقال يحيى: بسر ابن أرطاة رجل سَوء.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/ 91، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 84 من طريقين عن عياش، عن جنادة، وأسقطا من إسناده شييم. ولفظه:"لا تقطع الأيدي في السفر".

وسيأتي برقم (17627).

وفي الباب عن حذيفة موقوفاً عند سعيد بن منصور (2501)، وابن أبي شيبة 10/ 103، وإسناده صحيح. =

ص: 169

17627 -

حَدَّثَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَيَّاشُ بْنُ عَبَّاسٍ، عَنْ شِيَيْمِ بْنِ بَيْتَانَ، عَنْ جُنَادَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ بُسْرِ بْنِ أَرْطَاةَ، فَأُتِيَ بِمِصْدَرٍ قَدْ سَرَقَ بُخْتِيَّةً، فَقَالَ: لَوْلَا أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَانَا عَنِ الْقَطْعِ فِي الْغَزْوِ، لَقَطَعْتُكَ. فَجُلِدَ، ثُمَّ خُلِّيَ سَبِيلُهُ (1).

* 17628 - حَدَّثَنَا هَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ بْنِ مَيْسَرَةَ بْنِ حَلْبَسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ

= وعن عمر موقوفاً عند سعيد بن منصور (2500)، وابن أبي شيبة 10/ 102، وإسناده ضعيف.

وعن أبي الدرداء موقوفاً عند سعيد (2499)، وابن أبي شيبة 10/ 103، وإسناده ضعيف.

قوله: "نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن القطع في الغزو"، قال ابن قدامة في "المغني" 13/ 172 - 173: من أتى حداً من الغزاة أو ما يوجب قصاصاً في أرض العرب لم يُقَمْ عليه حتى يقفُلَ، فيقام عليه حدُّه، وبهذا قال الأوزاعي وإسحاق. وقال مالك والشافعي وأبو ثور وابن المنذر: يقام الحد في كل موضع، لأن أمر الله تعالى بإقامته مطلَق في كل مكان وزمان.

وانظر حديث عبادة بن الصامت الآتي 5/ 314 و 316 و 326، وفيه: أقيموا حدود الله في الحضر والسفر.

(1)

رجاله ثقات، لكن اختلف في صحبة بسر. عبد الله: هو ابن المبارك. وانظر ما قبله.

قوله: "بختية": الأنثى من الجمال الخراسانية.

ص: 170

عَنْ بُسْرِ بْنِ أَرْطَاةَ الْقُرَشِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدْعُو: " اللهُمَّ أَحْسِنْ عَاقِبَتَنَا فِي الْأُمُورِ كُلِّهَا، وَأَجِرْنَا مِنْ خِزْيِ الدُّنْيَا وَعَذَابِ الْآخِرَةِ ".

قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ هَيْثَمٍ (1).

(1) رجاله موثقون غير أيوب بن ميسرة، فقد روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وبسر بن أرطاة مختلف في صحبته كما سلف قريباً.

وأخرجه ابن قايع 1/ 84، والطبراني في "الدعاء"(1436) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن الهيثم بن خارجة، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن قانع 1/ 84، وابن حبان بإثر (949)، والطبراني في "الكبير"(1196)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(1204) من طريق الهيثم بن خارجة، به.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 30 و 2/ 123، وفي "الأوسط"(المطبوع خطأً باسم الصغير) 1/ 281، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(859)، وابن حبان (949)، وابن عدي في "الكامل" 2/ 438 من طريق هشام ابن عمار، عن محمد بن أيوب، به.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(1197) و (1198)، وابن عدي في "الكامل" 2/ 438 و 438 - 439، والحاكم في "المستدرك" 3/ 591 من طريق يزيد بن أبي يزيد مولى بسر، عن بسر. وزاد الطبراني في الرواية (1197)، وابن عدي في الرواية الثانية:"من لزمه مات قبل أن يصيبه جهد من بلاء".

ص: 171

‌حَدِيثُ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ الْكِلَابِيِّ الْأَنْصَارِيِّ

(1)

17629 -

حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ أَبُو الْعَبَّاسِ الدِّمَشْقِيُّ بِمَكَّةَ إِمْلَاءً، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ جَابِرٍ الطَّائِيُّ، قَاضِي حِمْصَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ الْحَضْرَمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّوَّاسَ بْنَ سَمْعَانَ الْكِلَابِيَّ قَالَ: ذَكَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الدَّجَّالَ ذَاتَ غَدَاةٍ، فَخَفَضَ فِيهِ وَرَفَعَ، حَتَّى ظَنَنَّاهُ فِي طَائِفَةِ النَّخْلِ، فَلَمَّا رُحْنَا إِلَيْهِ عَرَفَ ذَلِكَ فِينَا (2)، فَسَأَلْنَاهُ فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، ذَكَرْتَ الدَّجَّالَ الْغَدَاةَ، فَخَفَضْتَ فِيهِ وَرَفَعْتَ، حَتَّى ظَنَنَّاهُ فِي طَائِفَةِ النَّخْلِ. قَالَ:" غَيْرُ الدَّجَّالِ أَخْوَفُ مِنِّي عَلَيْكُمْ، فَإِنْ يَخْرُجْ وَأَنَا فِيكُمْ، فَأَنَا حَجِيجُهُ دُونَكُمْ، وَإِنْ يَخْرُجْ وَلَسْتُ فِيكُمْ، فَامْرُؤٌ حَجِيجُ نَفْسِهِ، وَاللهُ خَلِيفَتِي عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ، إِنَّهُ شَابٌّ جَعْدٌ قَطَطٌ، عَيْنُهُ طَافِئَةٌ، وَإِنَّهُ يَخْرُجُ خَلَّةً بَيْنَ الشَّامِ وَالْعِرَاقِ، فَعَاثَ يَمِينًا وَشِمَالًا، يَا عِبَادَ اللهِ اثْبُتُوا ".

(1) قال السندي: النواس بن سمعان الكلابي أنصاري، له ولأبيه صحبة، سكن الشام. والنواس بتشديد الواو ثم مهملة، وسمعان بفتح المين وكسرها غير منصرف.

(2)

المثبت من (ظ 13) ونسختين في (س) و (ق)، وفي (م) وسائر النسخ: في وجوهنا.

ص: 172

قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا لُبْثُهُ فِي الْأَرْضِ؟ قَالَ:" أَرْبَعِينَ يَوْمًا: يَوْمٌ كَسَنَةٍ، وَيَوْمٌ كَشَهْرٍ، وَيَوْمٌ كَجُمُعَةٍ، وَسَائِرُ أَيَّامِهِ كَأَيَّامِكُمْ " قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، فَذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي هُوَ كَسَنَةٍ، أَيَكْفِينَا فِيهِ صَلَاةُ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ؟ قَالَ:" لَا اقْدُرُوا لَهُ قَدْرَهُ " قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، فَمَا إِسْرَاعُهُ فِي الْأَرْضِ؟ قَالَ:" كَالْغَيْثِ اسْتَدْبَرَتْهُ الرِّيحُ ".

قَالَ: " فَيَمُرُّ بِالْحَيِّ فَيَدْعُوهُمْ، فَيَسْتَجِيبُونَ لَهُ، فَيَأْمُرُ السَّمَاءَ فَتُمْطِرُ، وَالْأَرْضَ فَتُنْبِتُ، وَتَرُوحُ عَلَيْهِمْ سَارِحَتُهُمْ وَهِيَ أَطْوَلُ مَا كَانَتْ ذُرًا، وَأَمَدُّهُ خَوَاصِرَ، وَأَسْبَغُهُ ضُرُوعًا. وَيَمُرُّ بِالْحَيِّ فَيَدْعُوهُمْ، فَيَرُدُّوا عَلَيْهِ قَوْلَهُ، فَتَتْبَعُهُ أَمْوَالُهُمْ، فَيُصْبِحُونَ مُمْحِلِينَ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ شَيْءٌ، وَيَمُرُّ بِالْخَرِبَةِ، فَيَقُولُ لَهَا: أَخْرِجِي كُنُوزَكِ، فَتَتْبَعُهُ كُنُوزُهَا كَيَعَاسِيبِ النَّحْلِ ".

قَالَ: " وَيَأْمُرُ بِرَجُلٍ فَيُقْتَلُ، فَيَضْرِبُهُ بِالسَّيْفِ، فَيَقْطَعُهُ جَزْلَتَيْنِ رَمْيَةَ الْغَرَضِ، ثُمَّ يَدْعُوهُ فَيُقْبِلُ إِلَيْهِ يَتَهَلَّلُ وَجْهُهُ " قَالَ: " فَبَيْنَا هُوَ عَلَى ذَلِكَ إِذْ بَعَثَ اللهُ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ، فَيَنْزِلُ عِنْدَ الْمَنَارَةِ الْبَيْضَاءِ شَرْقِيَّ دِمَشْقَ، بَيْنَ مَهْرُودَتَيْنِ، وَاضِعًا يَدَهُ عَلَى أَجْنِحَةِ مَلَكَيْنِ، فَيَتْبَعُهُ فَيُدْرِكُهُ فَيَقْتُلُهُ عِنْدَ بَابِ لُدٍّ الشَّرْقِيِّ ".

قَالَ: " فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ أَوْحَى اللهُ إِلَى عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ: إِنِّي قَدْ أَخْرَجْتُ عِبَادًا مِنْ عِبَادِي لَا يَدَانِ لَكَ بِقِتَالِهِمْ، فَحَرِّزْ (1)

(1) المثبت من (ظ 13)، وفي (م) وسائر النسخ: فحوِّز، قال السندي: بتشديد الواو، أي: امشِ بهم واجمعهم. وقوله: فحرِّز، بتشديد الراء المكسورة =

ص: 173

عِبَادِي إِلَى الطُّورِ. فَيَبْعَثُ اللهُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ، وَهُمْ كَمَا قَالَ اللهُ:{مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ} [الأنبياء: 96] فَيَرْغَبُ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ إِلَى اللهِ، فَيُرْسِلُ (1) عَلَيْهِمْ نَغَفًا فِي رِقَابِهِمْ، فَيُصْبِحُونَ فَرْسَى كَمَوْتِ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ، فَيَهْبِطُ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ، فَلَا يَجِدُونَ فِي الْأَرْضِ بَيْتًا إِلَّا قَدْ مَلَأَهُ زَهَمُهُمْ وَنَتِنُهُمْ، فَيَرْغَبُ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ إِلَى اللهِ، فَيُرْسِلُ عَلَيْهِمْ طَيْرًا (2) كَأَعْنَاقِ الْبُخْتِ، فَتَحْمِلُهُمْ فَتَطْرَحُهُمْ حَيْثُ شَاءَ اللهُ ".

قَالَ ابْنُ جَابِرٍ: فَحَدَّثَنِي يَزِيْدَ بْنُ عَطَاْءِ السَّكْسَكِيُّ (3)، عَنْ كَعْبٍ أَوْ غَيْرِهِ قَالَ:" فَتَطْرَحُهُمْ بِالْمَهْبِلِ " قَالَ ابْنُ جَابِرٍ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا يَزِيدَ، وَأَيْنَ الْمَهْبِلُ؟ قَالَ: مَطْلَعُ الشَّمْسِ.

قَالَ: " وَيُرْسِلُ اللهُ مَطَرًا لَا يَكُنْ مِنْهُ بَيْتُ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، فَيَغْسِلُ الْأَرْضَ حَتَّى يَتْرُكَهَا كَالزَّلَقَةِ، وَيُقَالُ لِلْأَرْضِ: أَنْبِتِي ثَمَرَتَكِ، وَرُدِّي بَرَكَتَكِ.

قَالَ: فَيَوْمَئِذٍ يَأْكُلُ النَّفَرُ مِنَ الرُّمَّانَةِ، وَيَسْتَظِلُّونَ بِقِحْفِهَا، وَيُبَارَكُ فِي الرِّسْلِ، حَتَّى أَنَّ اللَّقْحَةَ مِنَ الْإِبِلِ لَتَكْفِي الْفِئَامَ مِنَ النَّاسِ، وَاللَّقْحَةَ مِنَ الْبَقَرِ تَكْفِي الْفَخِذَ، وَالشَّاةَ مِنَ الْغَنَمِ

= وبزاي، أي: ضمهم واجعله لهم حرزاً.

(1)

في (ق) ونسخة في (س): فيرسل الله عليهم، وهي كذلك في مسلم.

(2)

في (ظ 13): طائراً.

(3)

ذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 6/ 461، وابن حبان في "الثقات" 5/ 201، وقالا: عداده في أهل الشام.

ص: 174

تَكْفِي أَهْلَ الْبَيْتِ. قَالَ: فَبَيْنَا هُمْ عَلَى ذَلِكَ، إِذْ بَعَثَ اللهُ رِيحًا طَيِّبَةً تَحْتَ آبَاطِهِمْ، فَتَقْبِضُ رُوحَ كُلِّ مُسْلِمٍ - أَوْ قَالَ: كُلِّ مُؤْمِنٍ - وَيَبْقَى شِرَارُ النَّاسِ، يَتَهَارَجُونَ تَهَارُجَ الْحَمِيرِ، وَعَلَيْهِمْ - أَوْ قَالَ: وَعَلَيْهِ - تَقُومُ السَّاعَةُ " (1).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه مسلم (2937)(110) و (111)، وأبو داود (4321)، والترمذي (2240)، والنسائي في "الكبرى"(8024)، وفي "عمل اليوم والليلة"(947)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/ 163 - 164 من طرق عن الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد. وبعضهم يختصره. وعند بعضهم زيادات عما هنا.

وأخرجه مسلم (2937)(111)، وابن ماجه (4076)، والترمذي (2240)، والنسائي في "الكبرى"(8024)، وفي "عمل اليوم والليلة"(947)، والحاكم 4/ 492 من طرق عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من حديث عبد الرحمن ابن يزيد بن جابر، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه!

وأخرجه ابن ماجه (4075) عن هشام بن عمار، عن يحيى بن حمزة، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد الرحمن بن جبير، به. دون ذكر يحيى بن جابر.

وأخرج البزار (3381) من طريق عبد الله بن صالح المصري، عن معاوية ابن صالح، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن جده نفير الحضرمي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يسق لفظه كاملاً. قال الهيثمي في "المجمع" 7/ 347: رواه البزار، وفيه عبد الله بن صالح كاتب الليث، وقد وثق، وضعفه جماعة، وبقية رجاله رجال الصحيح.

وفي الباب عن علي، وسعد بن أبي وقاص، وابن عمر، وجابر ابن عبد الله، ومجمع بن جارية، وعثمان بن أبي العاص وسلفت أحاديثهم على التوالي بالأرقام (765) و (1526) و (4743) و (14955) =

ص: 175

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= و (15466) و (17900).

وعن سمرة بن جندب، وعائشة، وعبد الله بن مغفل، وسترد أحاديثهم على التوالي 5/ 13 و 6/ 75 و 125.

قال السندي: قوله: "فخفض فيه ورفع" المشهور تخفيف الفاء في "خفض ورفع"، وروي تشديدها فيهما على التضعيف والتكثير، والمعنى أي: بالغ في تقريبه، واستعمل فيه كل فن من خفض ورفع، حتى ظنناه لغاية المبالغة في تقريبه أنه في طائفة من نخل المدينة. وقيل: أي حقر أمره بأنه أعور وأهون على الله، وأنه يضمحل أمره وعظمه بجعل الخوارق بيده، أو خفض صوته بعد تعبه لكثرة التكلم فيه، ثم رفعه بعد الاستراحة ليبلِّغ كاملاً.

"فإن يخرج" كلمة "إن" شرطية، قاله قبل أن يوحى إليه بوقته، ثم علم بوقته وأن عيسى يقتله، ويحتمل أنه أراد إعلام الناس بقرب خروجه.

"قطط" بفتحتين، أي: شديد جعودة الشعر.

"طافئة" بهمز، أي: لا نور لها. أو بلا همز، أي: مرتفعة عن محلها.

"خلة" بفتح الخاء المعجمة وتشديد اللام، قال ابن الأثير في "النهاية" 2/ 73 - 74:"يخرج من خلة بين الشام والعراق" أي: في طريق بينهما. قلنا: وانظر "مشارق الأنوار" 1/ 198، وانظر حديث أنس السالف برقم (13344).

"فعاث" قال السندي: من العيث وهو أشد الفساد.

"يا عباد الله اثبتوا" قال ابن العربي: هذا من كلام النبي صلى الله عليه وسلم تثبيتاً للخلق، وقال القرطبي: اثبتوا، أي: على الإسلام، يحذرهم من فتنته.

"ما لَبْثه" بفتح اللام وتُضم، أي: ما مقدار مكثه؟

"سارحتهم": ماشيتهم.

"ذراً" بضم الذال المعجمة: جمع ذروة، وهي أعلى سنام البعير.

"فيردوا" من الردّ، أي: يكذبونه، وحذف النون لمجرد التخفيف.

"ممحلين": مجدبين.

"بالخربة" بفتحَ فكسر، أي: الأرض الخراب. =

ص: 176

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= "كيعاسيب النحل" جمع يعسوب وهو أمير النحل، أي: تظهر له وتجتمع عنده كما تجتمع النحل على يعاسيبها.

"جزلتين" أي: قطعتين.

"رمية الغرض" بفتح غين معجمة وراء، وهو الهدف، قال في "النهاية": أراد أن بُعْدَ ما بين القطعتين يكون بقدر رمية السهم إلى الهدف، وقيل: معناه: وصف الضربة، أي: تُصيبه إصابة رمية الغرض.

"يتهلل وجهه"، أي: يضحك، ويظهر عليه أمارات السرور.

"بين مهرودتين"، أي: بين حُلَّتين شبيهتين بالمصبوغ بالهرد، والهرد بالضم عرق معروف، وقيل الثوب المهرود الذي يصبغ بالورس ثم بالزعفران.

"عند باب لد" بضم اللام وتشديد الدال، اسم جبل أو قرية بفلسطين.

"لا يدان"، أي: لا قوة ولا قدرة.

"من كل حدب" بفتحتين، أي: مرتفع من الأرض.

"ينسلون"، أي: يسرعون.

"نغفاً" بفتحتين وغين معجمة آخره فاء: دود يكون في أنوف الإبل والغنم، واحده نغفة.

"فرسى" كقتلى لفظاً ومعنىً، جمع فَرِيس.

"زهمهم"، أي: دسمهم.

"لا يكن"، أي: لا يمنع من نزول الماء.

"كالزلفة" روي بالفاء والقاف، قيل: هي المرآة، وقيل: مصانع الماء.

"بقحفها" بالكسر، أي: بقشرها، وأصله ما فوق الدماغ مع الرأس.

"الرِّسل" بكسر الراء وسكون السين المهملة: اللَّبَن.

"اللقحة" بفتح اللام وكسرها: الناقة القريبة العهد بالنتاج.

"الفئام" بالهمزة ككتاب: الجماعة الكثيرة.

"الفخذ": هو دون البطن، والبطن دون القبيلة.

"يتهارجون"، أي: يتسافدون.

ص: 177

17630 -

حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ - يَعْنِي - ابْنَ جَابِرٍ: يَقُولُ: حَدَّثَنِي بُسْرُ بْنُ عُبَيْدِ (1) اللهِ الْحَضْرَمِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّوَّاسَ بْنَ سَمْعَانَ الْكِلَابِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَا مِنْ قَلْبٍ إِلَّا وَهُوَ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، إِنْ شَاءَ أَنْ يُقِيمَهُ أَقَامَهُ، وَإِنْ (2) شَاءَ أَنْ يُزِيغَهُ أَزَاغَهُ ".

وَكَانَ يَقُولُ: " يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قُلُوبَنَا عَلَى دِينِكَ ".

" وَالْمِيزَانُ بِيَدِ الرَّحْمَنِ يَخْفِضُهُ وَيَرْفَعُهُ "(3).

(1) في (م): عبد الله.

(2)

في (ظ 13) ونسخة في (س): إذا

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن جابر: هو عبد الرحمن ين يزيد، وأبو إدريس: هو عائذ الله بن عبد الله.

وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" ص 80، والآجري في "الشريعة" ص 317، والطبراني في "الدعاء"(1262)، وفي "الشاميين"(582)، والبغوي في "شرح السنة"(89) من طرق عن الوليد ين مسلم، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن ماجه (199)، وابن أبي عاصم في "السنة"(219)، والنسائي في "الكبرى"(7738)، والطبري في "التفسير"(6655)، وابن حبان (943)، والحاكم 1/ 525 و 2/ 289 و 4/ 321، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 341، والبغوي في "التفسير" 1/ 322 من طرق عن عبد الرحمن بن يزيد ابن جابر، به. قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. وقال في الموضع الثاني: على شرط الشيخين.

وأخرجه الطبراني في "الشاميين"(1887) من طريق الوليد بن أبي مالك، عن أبي إدريس، به دون الفقرة الأخيرة منه.

وفي الباب عن عبد الله بن عمرو (6569)، وذكرت تتمة شواهده هناك. =

ص: 178

17631 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ - يَعْنِي ابْنَ صَالِحٍ -، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّوَّاسَ بْنَ سَمْعَانَ الْأَنْصَارِىَّ - قَالَ: وَكَذَا قَالَ زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ الْأَنْصَارِيُّ (1) - قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْبِرِّ وَالْإِثْمِ. فَقَالَ: " الْبِرُّ حُسْنُ الْخُلُقِ، وَالْإِثْمُ مَا حَاكَ فِي صَدْرِكَ، وَكَرِهْتَ أَنْ يَطَّلِعَ النَّاسُ عَلَيْهِ "(2).

= قوله: "إلا هو بين أصبعين" قال السندي: المقصود به أنه المتصرف في القلوب كيف يشاء، وأن ذلك التصرف سهل عليه كمن يتصرف بأصبعين في شيء.

"أن يزيغه"، أي: يميله عن الحق إلى الباطل.

"وكان يقول: يا مقلب القلوب

إلخ" لبيان أن الكل محتاجون في التثبيت إلى الله تعالى حتى هو صلى الله عليه وسلم، ولتعليم الأمة.

"الميزان"، أي: ميزان الأرزاق أو الأعمال.

(1)

حديثه يأتي برقم (17633).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم. عبد الرحمن بن جبير: هو ابن نفير.

وأخرجه الحاكم في "المستدرك" 2/ 14، والبيهقي في "الشعب"(7994) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (2553)(14)، والترمذي (2389) من طريق عبد الرحمن ابن مهدي، به.

وأخرجه الدارمي (2790)، والبخاري في "الأدب المفرد"(295) و (302)، ومسلم (2553)(15)، والطحاوي في "شرح المشكل"(2138)، والطبراني في "الشاميين"(2023)، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 7، والحكم 4/ 12، والبيهقي في "الشعب" (7272) من طرق عن معاوية بن صالح "به" وقال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه. =

ص: 179

17632 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْقُدُّوسِ أَبُو الْمُغِيرَةِ الْخَوْلَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَفْوَانُ - يَعْنِي ابْنَ عَمْرٍو -، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ جَابِرٍ القَّاصُّ (1)، عَنْ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْبِرِّ وَالْإِثْمِ، فَقَالَ:" الْبِرُّ حُسْنُ الْخُلُقِ، وَالْإِثْمُ مَا حَاكَ فِي نَفْسِكَ، وَكَرِهْتَ أَنْ يَعْلَمَهُ النَّاسُ "(2).

= وأخرجه الطبراني في "الشاميين" بإثر الحديث (980) من طريق صفوان بن عمرو، عن عبد الرحمن بن جبير، به.

وسيأتي برقم (17632) من طريق يحيى بن جابر، وبرقم (17633) من طريق جبير بن نفير، كلاهما عن النواس.

وفي الباب عن أبي ثعلبة الخشني، سيرد برقم (17742).

وعن وابصة بن معبد، سيرد برقم (17999).

وعن أبي أمامة، سيرد 5/ 251.

قوله: "حاك"، أي: تردد واختلج، من الحيك وهو التأثير، أي: أثر في نفسك حتى أوقعها في الاضطراب، وأقلعها عن السكون.

"وكرهت أن يطلع الناسُ عليه"، أي: إن فعلته، إذ الإنسان إذا كان ذا حياء يستحيي من الناس ولا يرضى بظهور ما فيه من شين، فإذا انقبض أن يطلع عليه الناس، علم أن ذلك الأمر من قبيل الإثم. ولعل هذا في المشتبهات من الأمور التي لا يعلم الناس فيها بتعيين أحد الطرفين.

(1)

كذا في (م) وسائر الأصول، والذي في كتب التراجم أنه كان قاضي حمص.!

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم. عبد القدوس: هو ابن الحجاج الخولاني، وصفوان بن عمرو: هو ابن هرم السكسكي، ويحيى بن جابر: هو ابن حسان الطائي. =

ص: 180

17633 -

حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ الْحَضْرَمِيَّ يَذْكُرُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ الْأَنْصَارِيِّ: أَنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْبِرِّ وَالْإِثْمِ، فَقَالَ:" الْبِرُّ حُسْنُ الْخُلُقِ، وَالْإِثْمُ مَا حَاكَ فِي نَفْسِكَ، وَكَرِهْتَ أَنْ يَطَّلِعَ النَّاسُ عَلَيْهِ "(1).

17634 -

حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سَوَّارٍ أَبُو الْعَلَاءِ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ - يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ -، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ جُبَيْرٍ حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " ضَرَبَ اللهُ مَثَلًا صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا، وَعَلَى جَنْبَتَيْ الصِّرَاطِ سُورَانِ، فِيهِمَا أَبْوَابٌ مُفَتَّحَةٌ، وَعَلَى الْأَبْوَابِ سُتُورٌ مُرْخَاةٌ، وَعَلَى بَابِ

= وأخرجه الدارمي (2789)، والطبراني في "مسند الشاميين"(980)، والرازي في "العلل"(1849)، والبيهقي في "الشعب"(7273) من طريق أبي المغيرة، به.

وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/ 339، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/ 163، والطبراني في "الشاميين"(980)، والبيهقي في "الشعب"(7995) من طريق أبي اليمان الحكم بن نافع، عن صفوان بن عمرو، به.

وانظر ما قبله.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 520، والترمذي (2389)، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 7، والبيهقي في "الشعب"(7994)، وفي "السنن" 10/ 192، والبغوي في "شرح السنة"(3494)، وفي "التفسير" 2/ 6 من طريق زيد بن الحباب، بهذا الإسناد. وانظر (17631).

ص: 181

الصِّرَاطِ دَاعٍ يَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، ادْخُلُوا الصِّرَاطَ جَمِيعًا، وَلَا تَتَعَرَّجُوا (1)، وَدَاعٍ يَدْعُو مِنْ فَوْقِ (2) الصِّرَاطِ، فَإِذَا أَرَادَ يَفْتَحُ شَيْئًا مِنْ تِلْكَ الْأَبْوَابِ، قَالَ: وَيْحَكَ لَا تَفْتَحْهُ، فَإِنَّكَ إِنْ تَفْتَحْهُ تَلِجْهُ، وَالصِّرَاطُ الْإِسْلَامُ، وَالسُّورَانِ: حُدُودُ اللهِ، وَالْأَبْوَابُ الْمُفَتَّحَةُ: مَحَارِمُ اللهِ، وَذَلِكَ الدَّاعِي عَلَى رَأْسِ الصِّرَاطِ: كِتَابُ اللهِ، وَالدَّاعِي مِنِ فَوْقَ الصِّرَاطِ: وَاعِظُ اللهِ فِي قَلْبِ كُلِّ مُسْلِمٍ " (3).

(1) المثبت من (ظ 13)، ومن هامشي (س) و (ق)، وفي (م) وبقية النسخ: تتفرجوا، وفي بعض مصادر التخريج: لا تعوجوا.

(2)

في (م) والأصول الخطية: جوف، والمثبت من مصادر التخريج، وهو الموافق لآخر الحديث.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل الحسن بن سوار، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه الطبري في "التفسير"(187)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2142)، والآجري في "الشريعة" ص 11 - 12 من طريق آدم بن أبي إياس، عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد. ورواية الطبري مختصرة.

وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 3/ 414، وابن أبي عاصم في "السنة"(19)، والطبري في "التفسير" 1/ 75، والطحاوي في "شرح المشكل"(2041)، والآجري ص 12 - 13، والطبراني في "الشاميين"(2024)، والرامهرمزي في "الأمثال"(3)، والحاكم 1/ 73 من طريق عبد الله بن صالح، والحاكم 1/ 73 من طريق ابن وهب، كلاهما عن معاوية بن صالح، به. قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، ولا أعرف له علة، ولم يخرجاه. وسقط من مطبوع "المعرفة والتاريخ": معاوية بن صالح.

وسيأتي الحديث برقم (17636).

وانظر حديث ابن مسعود السالف برقم (4142).

ص: 182

17635 -

حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ شُرَيْحٍ (1)، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ نَوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " كَبُرَتْ خِيَانَةً تُحَدِّثُ أَخَاكَ حَدِيثًا هُوَ لَكَ مُصَدِّقٌ، وَأَنْتَ بِهِ كَاذِبٌ "(2).

= قوله: "وعلى جنبتي الصراط" قال السندي: الجنبة بفتحتين: الجانب، والأبواب المفتحة، قيل: وصفها بالفتح لأن الشهوات شارعة، والنفس نحوها نازعة.

"الستور": مثل لكل حاجز عن الحرام، حاجب عن المحظور، من دينٍ ومروءةِ وحياء وهمة وعار وعفة.

(1)

كذا في (م) والأصول الخطية، والذي في مصادر التخريج: يزيد بن شريح.

(2)

إسناده ضعيف جداً من أجل عمر بن هارون -وهو ابن يزيد بن جابر البلخي- وقد تابعه عليه الوليد بن مسلم -وهو وإن كان ثقة- إلا أنه يدلس تدليس التسوية، وقد عنعنه فلا يفرح بهذه المتابعة، فقد يكون سمعه من عمر ابن هارون ثم دلسه عنه، لا سيما وقد قال أبو نعيم: تفرد به عمر بن هارون. اهـ. والله تعالى أعلم.

وأخرجه هناد في "الزهد"(1384)، والطبراني في "مسند الشاميين"(495)، وابن عدي في "الكامل" 1/ 50، وأبو نعيم في "الحلية" 6/ 99، والبيهقي في "الشعب"(4820) من طريق عمر بن هارون، عن ثور بن يزيد، عن يزيد بن شريح، عن جبير، به.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 86 من طريق الوليد بن مسلم، عن ثور، عن يزيد بن شريح، عن جبير، به.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(393)، وأبو داود (4971)، وابن عدي في "الكامل" 1/ 50، والطبراني في "الكبير"(6402)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(611) و (612) و (613) من طريق بقية بن الوليد، عن ضُبارة =

ص: 183

17636 -

حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، قَالَ: حَدَّثَنِي بَحِيرُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ اللهَ ضَرَبَ مَثَلًا صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا، عَلَى كَتِفَيِ الصِّرَاطِ سُورَانِ، فِيهِمَا أَبْوَابٌ مُفَتَّحَةٌ، وَعَلَى الْأَبْوَابِ سُتُورٌ، وَدَاعٍ يَدْعُو عَلَى رَأْسِ (1) الصِّرَاطِ، وَدَاعٍ يَدْعُو مِنْ فَوْقِهِ، وَاللهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ، وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ، فَالْأَبْوَابُ الَّتِي عَلَى كَتِفَيِ الصِّرَاطِ: حُدُودُ اللهِ، لَا يَقَعُ أَحَدٌ فِي حُدُودِ اللهِ حَتَّى يَكْشِفَ

= ابن عبد الله بن مالك، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن جبير، عن أبيه جبير بن نفير، عن سفيان بن أسيد الحضرمي، سمع النبي صلى الله عليه وسلم، فذكره. قلنا. وفيه أكثر من علة، أولاً: بقية بن الوليد يدلس تدليس التسوية فينبغي التصريح بالسماع في جميع طبقات السند، ولم نجد ذلك.

لكن تابعه عليه محمد بن ضُبارة، فأخرجه ابن عدي في "الكامل" 1/ 50 من طريقه عن ضبارةَ أبيه، به. قلنا: ومحمد بن ضبارة ذكره ابن حبان في "الثقات" 9/ 85، ولم يذكر في الرواة عنه سوى سليمان بن عبد الحميد البهراني، فهو مجهول.

العلة الثانية: أن ضبارة بن عبد الله بن مالك، وقيل ضبارة بن مالك، وقيل: هما اثنان، هو وأبو. مجهولان.

قوله: "كبرت خيانة

إلخ" قال السندي: وذلك لأن الكذب قبيح في ذاته، وقد ازداد ها هنا قبحاً باعتماد المخاطب وظنه أنه صادق، فالاجتراء على الكذب في هذه الحالة أقبح وأشنع.

(1)

لفظة: "رأس" ليست في (ظ 13).

ص: 184

سِتْرُ اللهِ، وَالَّذِي يَدْعُو مِنْ فَوْقِهِ: وَاعِظُ اللهِ " (1).

17637 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُرَشِيِّ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّوَّاسَ بْنَ سَمْعَانَ الْكِلَابِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " يُؤْتَى بِالْقُرْآنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَأَهْلِهِ الَّذِينَ كَانُوا يَعْمَلُونَ بِهِ، تَقَدَّمُهُمْ سُورَةُ الْبَقَرَةِ وَآلِ عِمْرَانَ " وَضَرَبَ لَهُمَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثَلَاثَةَ أَمْثَالٍ مَا نَسِيتُهُنَّ بَعْدُ، قَالَ: " كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ، أَوْ ظُلَّتَانِ سَوْدَاوَانِ (2)، بَيْنَهُمَا شَرْقٌ (3)، أَوْ كَأَنَّهُمَا فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، بقية -وهو ابن الوليد- يدلس تدليس التسوية، وقد عنعن، فلا يقبل حديثه إلا أن يصرح بالسماع في جميع طبقات السند.

وأخرجه الطحاوي في "شرح المشكل"(2143) من طريق إبراهيم بن أبي داود، عن حيوة بن شريح، بهذا الإسناد.

وأخرجه الترمذي (2859)، وابن أبي عاصم في "السنة"(18)، والنسائي كما في "تحفة الأشراف" 9/ 61، والطحاوي في "شرح المشكل"(2143)، والطبراني في "الشاميين"(1147)، وأبو الشيخ في "الأمثال"(280) من طرق عن بقية، به. وقد سقط من إسناد أبي الشيخ:"بحير بن سعد". قال الترمذي: حديث حسن غريب. قلنا: وقد سقطت كلمة "حسن" من مطبوع الترمذي، وإستدركناها من "تحفة الأشراف" 9/ 61. وانظر (17634).

(2)

في (م): أو سوداوان.

(3)

فىِ (م) و (ق) و (ص): شرف.

ص: 185

صَوَافَّ (1)، يُحَاجَّانِ عَنْ صَاحِبِهِمَا " (2).

(1) في (ظ 13) ونسختين من (س) و (ق): صاف.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، الوليد بن مسلم -وإن كان رمي بتدليس التسوية- قد توبع. محمد بن مهاجر: هو الأنصاري الشامي.

وأخرجه مسلم (805) من طريق يزيد بن عبد ربه، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(1418) من طريق دحيم، عن الوليد ابن مسلم، به.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 8/ 147 - 148، والترمذي (2883) من طريق إبراهيم بن سليمان، عن الوليد بن عبد الرحمن، به، وقال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه.

وفي الباب عن أبي أمامة عند مسلم (804)، وسيرد 5/ 249 - 254.

وعن بريدة عند الحاكم 1/ 560.

وعن ابن عباس عند الطبراني في "الكبير"(11844).

قوله: "غمامتان" قال السندي: أي: سحابتان فوق أهلهما لوقاية حرّ ذلك اليوم.

"سوداوان" لكثافتهما.

"شرق" بفتح فسكون، أي: ضوء، أي: أنهما مع كثافتهما لا يستران الضوء. وقيل: أي: بينهما فَصْل وانفراج، قيل: ويحتمل أن تكون هذه الفاصلة للفصل بينهما في المصحف بالتسمية.

"فرقان" بكسر الفاء وسكون الراء، أي: جماعتان.

"تحاجان"، أي: تدفعان النار والزبانية، والله تعالى أعلم.

ص: 186

‌حَدِيثُ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ السُّلَمِيِّ أَبِي الْوَلِيدِ

(1)

17638 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ نَصْرٍ، عَنْ رَجُلٍ (2) عَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ السُّلَمِيِّ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ نَتْفِ أَذْنَابِ الْخَيْلِ وَأَعْرَافِهَا وَنَوَاصِيهَا (3)، وَقَالَ:" أَذْنَابُهَا مَذَابُّهَا، وَأَعْرَافُهَا إِدْفَاؤُهَا، وَنَوَاصِيهَا مَعْقُودٌ بِهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ "(4).

(1) قال السندي: هو عتبة بن عبد -بلا إضافة-، أبو الوليد، كان اسمه عتلة بفتح المهملة والمثناة، ويقال: نُشْبة، بضم النون وسكون المعجمة بعدها موحدة، فغيّره النبي صلى الله عليه وسلم.

جاء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم قريظة: "من أدخل الحصن سهماً، وجبت له الجنة"، فأدخل عتبة ثلاثة أسهم. قال الواقدي: هو آخر من مات بالشام من الصحابة.

(2)

في (م) ونسخة في (س): ثور بن يزيد، عن نفير، عن رجل، بزيادة: عن نفير، والمثبت من سائر الأصول الخطية، و"أطراف المسند" 4/ 286.

(3)

في (ظ 13): أو أعرافها أو نواصيها.

(4)

إسناده ضعيف لاضطرابه، فقد اختلف فيه على ثور بن يزيد كما سيأتي، ثم إسناده منقطع، فإن ثوراً لم يسمع من عتبة بن عبد.

فأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (320) من طريق يحيى بن معين، عن عبد الرزاق، عن سفيان الثوري، عن ثور بن يزيد، عن رجل يقال له نصر، عن عتبة. بزيادة رجل بين ثور وعتبة.

وأخرجه أبو عوانة 5/ 19 من طريق الفريابي، عن الثوري، عن ثور بن =

ص: 187

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= يزيد، عن شيخ، عن عتبة.

وأخرجه أبو داود (2542)، وأبو عوانة 5/ 18 - 19، والبيهقي 6/ 331 من طريق الهيثم بن حميد، عن ثور بن يزيد، عن شيخ من بني سليم، عن عتبة.

وأخرجه أبو عوانة 5/ 19 من طريق ابن علاثة، والطبراني في "مسند الشاميين"(467) من طريق مندل بن علي، كلاهما عن ثور بن يزيد، عن نصر ابن علقمة، عن عتبة.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (319)، وفي "الشاميين"(455) من طريق عبد الملك بن الصباح، عن ثور بن يزيد، عن نصر بن شفي، عن شيخ من بني سليم، عن عتبة.

وأخرجه أبو داود (2542)، ومن طريقه البيهقي 6/ 331 من طريق أبي عاصم النبيل، عن ثور، عن نصر بن عبد الرحمن الكناني، عن رجل، عن عتبة.

وسيأتي في "المسند" برقم (17640) من طريق ثور، وبرقم (17643) من طريق بقية بن الوليد، كلاهما عن نصر -زاد في رواية بقية: ابن علقمة- عن رجل من بني سليم، عن عتبة.

وفي باب الخيل معقود بنواصيها الخير حديث ابن عمر عند الشيخين، وسلف برقم (4616)، وذكرت شواهده هناك.

وفي باب أذنابها مذابها إلخ حديث أبي أمامة عند الطبراني في "الكبير"(7994)، وإسناده ضعيف.

قوله: "أعرافها" قال السندي: جمع عرف بضم فسكون. شعر عنق الخيل.

"مذابها" بفتح ميم فذال معجمة ثم بعد الألف موحدة مشددة، جمع مذبة، بكسر ميم، وهي ما يذب به الذباب وغيره، والخيل تدفع بأذنابها ما يقع عليها من ذباب وغيره.

"أدفاؤها" جمع دفء بكسر الدال وهمزة في آخره الذي يدفئك، أي: يدفع البرد عنك.

ص: 188

17639 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ وَحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَا: حَدَّثَنَا حَرِيزٌ، عَنْ شُرَحْبِيلَ ابْنِ شُفْعَةَ الرَّحَبِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عُتْبَةَ بْنَ عَبْدٍ السُّلَمِيِّ صَاحِبَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ يَمُوتُ - وَقَالَ حَسَنٌ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: مَا مِنْ رَجُلٍ مُسْلِمٍ يُتَوَفَّى - لَهُ ثَلَاثَةٌ مِنَ الْوَلَدِ لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ، إِلَّا تَلَقَّوْهُ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةِ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ دَخَلَ "(1).

17640 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنِي ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ نَصْرٍ،

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل شرحبيل بن شفعة، وباقي رجاله ثقات. حريز: هو ابن عثمان الرحبي.

وأخرجه المزي في ترجمة شرحبيل من "تهذيب الكمال" 12/ 424 - 425 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد، وقرن بحسن بن موسى وإسماعيل بن عمر شيخاً ثالثاً هو أبو النضر هاشم بن القاسم.

وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 266، والطبراني في "الكبير" 17/ (309)، وفي "الشاميين"(1070) من طريق الحسن بن موسى وحده، به.

وأخرجه ابن ماجه (1604)، والطبراني في "الكبير" 17/ (309) والمزي في ترجمة شرحبيل بن شفعة من "تهذيب الكمال" 12/ 424 - 425 من طريق إسحاق بن سليمان، ويعقوب بن سفيان 2/ 343، والطبراني والمزي من طريق الوليد بن مسلم كلاهما عن حريز، به.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (294)، وفي "الشاميين"(1631) من طريق إسماعيل بن عياش، عن ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد، عن عتبة. وإسناده إلى إسماعيل ضعيف.

وسيأتي برقم (17644).

وفي الباب عن ابن مسعود، سلف برقم (3554)، وذكرت شواهده هناك.

ص: 189

عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ السُّلَمِيِّ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ جَزِّ أَعْرَافِ الْخَيْلِ، وَنَتْفِ أَذْنَابِهَا، وَجَزِّ نَوَاصِيهَا، وَقَالَ:" أَمَّا أَذْنَابُهَا فَإِنَّهَا مَذَابُّهَا، وَأَمَّا أَعْرَافُهَا فَإِنَّهَا إِدْفَاؤُهَا، وَأَمَّا نَوَاصِيهَا، فَإِنَّ الْخَيْرَ مَعْقُودٌ فِيهَا "(1).

17641 -

حَدَّثَنَا عِصَامُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَسَنُ بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ نَاسِحٍ الْحَضْرَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُتْبَةُ بْنُ عَبْدٍ، قَالَ: أَمَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالْقِتَالِ، فَرَمى رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ بِسَهْمٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَوْجَبَ هَذَا ".

وَقَالُوا حِينَ أَمَرَهُمْ بِالْقِتَالِ: إِذَنْ يَا رَسُولَ اللهِ لَا نَقُولُ كَمَا قَالَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ: {اذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} [المائدة: 24] وَلَكِنْ اذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا، إِنَّا مَعَكُمَا مِنَ الْمُقَاتِلِينَ (2).

(1) إسناده ضعيف لاضطرابه، وسلف الكلام عليه مفصلاً برقم (17638).

(2)

إسناده حسن.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (306) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/ 349 - 350 من طريق محمد بن شعيب، وابن أبي عاصم في "الجهاد"(162) من طريق إسماعيل بن عياش، كلاهما عن الحسن بن أيوب، به. ورواية ابن أبي عاصم مختصرة.

وسيأتي برقم (17645) و (17646).

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (297) من طريقين، عن محمد بن =

ص: 190

17642 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ زَيْدٍ الْبِكَالِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ عُتْبَةَ بْنَ عَبْدٍ السُّلَمِيِّ، يَقُولُ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَسَأَلَهُ عَنِ الْحَوْضِ، وَذَكَرَ الْجَنَّةَ، ثُمَّ قَالَ الْأَعْرَابِيُّ: فِيهَا فَاكِهَةٌ؟ قَالَ: " نَعَمْ، وَفِيهَا شَجَرَةٌ تُدْعَى طُوبَى " فَذَكَرَ شَيْئًا لَا أَدْرِي مَا هُوَ؟ قَالَ: أَيُّ شَجَرِ أَرْضِنَا تُشْبِهُ؟ قَالَ: " لَيْسَتْ تُشْبِهُ شَيْئًا مِنْ شَجَرِ أَرْضِكَ " فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " أَتَيْتَ الشَّامَ؟ " فَقَالَ: لَا. قَالَ: " تُشْبِهُ شَجَرَةً بِالشَّامِ تُدْعَى الْجَوْزَةُ، تَنْبُتُ عَلَى سَاقٍ وَاحِدٍ وَيَنْفَرِشُ أَعْلَاهَا ". قَالَ: مَا عِظَمُ أَصْلِهَا؟ قَالَ: " لَوْ ارْتَحَلَتْ جَذَعَةٌ مِنْ إِبِلِ أَهْلِكَ مَا أَحَطْتَ (1) بِأَصْلِهَا حَتَّى تَنْكَسِرَ تَرْقُوَتُهَا هَرَمًا ".

قَالَ: فِيهَا عِنَبٌ؟ قَالَ: " نَعَمْ " قَالَ: فَمَا عِظَمُ الْعُنْقُودِ؟ قَالَ: " مَسِيرَةُ شَهْرٍ لِلْغُرَابِ الْأَبْقَعِ (2) وَلَا يَفْتُرُ ". قَالَ: فَمَا عِظَمُ الْحَبَّةِ؟ قَالَ: " هَلْ ذَبَحَ أَبُوكَ تَيْسًا مِنْ غَنَمِهِ قَطُّ عَظِيمًا؟ " قَالَ: نَعَمْ.

= القاسم الطائي، عن يحيى بن عتبة بن عبد، عن أبيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم بني قريظة: "من أدخل سهماً فله الجنة" قال عتبة. فأدخلت ثلاثة أسهم.

ولشطره الثاني انظر حديث ابن مسعود السالف (3698)، وحديث أنس (12022).

قوله: "أوجب هذا"، أي: الجنة لنفسه.

(1)

في (م) و (ق): أَحَاطَتْ.

(2)

كذا في (م) والنسخ الخطية، ومعظم مصادر التخريح، وفي "المعرفة والتاريخ" و"البعث والنشور" و"التمهيد": لا يقع ولا يفتر.

ص: 191

قَالَ: " فَسَلَخَ إِهَابَهُ فَأَعْطَاهُ أُمَّكَ، قَالَ: اتَّخِذِي لَنَا مِنْهُ دَلْوًا؟ " قَالَ: نَعَمْ. قَالَ الْأَعْرَابِيُّ: فَإِنَّ تِلْكَ الْحَبَّةَ لَتُشْبِعُنِي وَأَهْلَ بَيْتِي؟ قَالَ: " نَعَمْ وَعَامَّةَ عَشِيرَتِكَ "(1).

17643 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنِي نَصْرُ بْنُ عَلْقَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي رِجَالٌ، مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ السُّلَمِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَقُصُّوا (2) نَوَاصِيَ الْخَيْلِ، فَإِنَّ فِيهَا الْبَرَكَةَ، وَلَا تَجُزُّوا أَعْرَافَهَا،

(1) إسناده قابل للتحسين، عامر بن زيد البكالي -وقيل عمرو- روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات" 5/ 191، وخرج له في "صحيحه".

وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(716)، والطبراني في "الكبير" 17/ (313)، وابن عبد البر في "التمهيد" 3/ 320 - 321 من طريق عبد الرزاق، عن معمر، بهذا الإسناد. وعندهم جميعاً عمرو بن زيد، بدل: عامر.

وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة" 2/ 341 - 342، وابن أبي عاصم في "السنة"(715)، والطبري في "التفسير" 13/ 149، وابن حبان (6450) و (7414)، والطبراني في "الكبير" 17/ (312)، وفي "الشاميين"(2860)، وفي "الأوسط"(404)، وأبو نعيم في "صفة الجنة"(346)، والبيهقي في "البعث والنشور"(274) من طريق أبي سلام ممطور، عن عامر بن زيد، به.

ووقع عندهم جميعاً: عامر إلا عند ابن أبي عاصم: فعمر بن زيد، وهو خطأ من الناسخ، صوابه عامر، لأنه رواه عن يعقوب بن سفيان، ورواية الأخير عامر. وبعضهم يرويه مطولاً بذكر قصة الحوض، وبعضهم يختصره.

وفي باب طوبى اسم لشجرة في الجنة عن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11673).

وعن قرة عند الطبري في "تفسيره" 13/ 149.

(2)

في (ظ 13): لا تقصروا.

ص: 192

فَإِنَّهُ أَدْفَاؤُهَا، وَلَا تَقُصُّوا أَذْنَابَهَا، فَإِنَّهَا مَذَابُّهَا " (1).

17644 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَرِيزٌ، عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ شُفْعَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عُتْبَةَ بْنَ عَبْدٍ السُّلَمِيَّ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَا مِنْ عَبْدٍ يَمُوتُ لَهُ ثَلَاثَةٌ مِنَ الْوَلَدِ، لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ، إِلَّا تَلَقَّوْهُ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةِ، مِنْ أَيِّهَا شَاءَ دَخَلَ "(2).

17645 -

حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ أَيُّوبَ الْحَضْرَمِيُّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ نَاسِحٍ الْحَضْرَمِيُّ - وَكَانَ قَدْ أَدْرَكَ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ فَمَنْ دُونَهُ (3) - عَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ السُّلَمِيِّ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِأَصْحَابِهِ: " قُومُوا فَقَاتِلُوا " قَالُوا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ، وَلَا نَقُولُ كَمَا قَالَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ لِمُوسَى: انْطَلِقْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ، وَلَكِنْ انْطَلِقْ أَنْتَ وَرَبُّكَ يَا مُحَمَّدُ فَقَاتِلَا، وَإِنَّا مَعَكُمَا نُقَاتِلُ (4).

17646 -

حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَيُّوبَ الْحَضْرَمِيُّ،

(1) إسناده ضعيف لاضطرابه، وسبق الكلام عليه برقم (17638).

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل شرحبيل بن شفعة. حريز: هو ابن عثمان الرحبي.

وأخرجه المزي في ترجمة شرحبيل من "تهذيب الكمال" 12/ 424 - 525 من طريق عبد الله بن أحمد عن أبيه، بهذا الإسناد. وقرن بأبي النضر إسماعيل ابن عمرو وحسن بن موسى، وقد سلف من روايتهما برقم (17639).

(3)

في (م): دونهما.

(4)

إسناده حسن. وانظر (17641).

ص: 193

قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نَاسِحٍ الْحَضْرَمِيُّ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ السُّلَمِيِّ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِأَصْحَابِهِ: " قُومُوا فَقَاتِلُوا " قَالَ: فَرَمَى رَجُلٌ بِسَهْمٍ، قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " أَوْجَبَ هَذَا "(1).

17647 -

حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، حَدَّثَنِي بَقِيَّةُ، حَدَّثَنِي بَحِيرُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، الْعَنْ أَهْلَ الْيَمَنِ، فَإِنَّهُمْ شَدِيدٌ بَأْسُهُمْ، كَثِيرٌ عَدَدُهُمْ، حَصِينَةٌ حُصُونُهُمْ. فَقَالَ:" لَا " ثُمَّ لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْأَعْجمِينَ.

وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا مَرُّوا بِكُمْ يَسُوقُونَ نِسَاءَهُمْ، يَحْمِلُونَ أَبْنَاءَهُمْ عَلَى عَوَاتِقِهِمْ، فَإِنَّهُمْ مِنِّي، وَأَنَا مِنْهُمْ "(2).

17648 -

حَدَّثَنَا حَيْوَةُ وَيَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، قَالَا: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، حَدَّثَنِي

(1) إسناده حسن وأخرجه الطبراني 17/ (305) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وقد سلف مجموعاً مع الحديث الذي قبله برقم (17641).

(2)

إسناده ضعيف، بقية -وهو ابن الوليد- يدلس تدليس التسوية، وقد عنعن، فلا يقبل حديثه إلا أن يصرح بالسماع في جميع طبقات السند.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2280)، والطبراني في "الكبير" 17/ (304)، وفي "الشاميين"(1139) من طريق عبد الوهاب بن نجدة الحوطي، وابن أبي عاصم (2280) عن هشام بن عمار، كلاهما عن بقية ابن الوليد، بهذا الإسناد. ووقع في "الشاميين" إسماعيل بن عياش بدل بقية. ويغلب على ظننا أنه خطأ من الناسخ.

ص: 194

بَحِيرُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ ابْنِ عَمْرٍو السُّلَمِيِّ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ السُّلَمِيِّ أَنَّهُ حَدَّثَهُمْ: أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: كَيْفَ كَانَ أَوَّلُ شَأْنِكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " كَانَتْ حَاضِنَتِي مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ، فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَابْنٌ لَهَا فِي بَهْمٍ لَنَا، وَلَمْ نَأْخُذْ مَعَنَا زَادًا، فَقُلْتُ: يَا أَخِي، اذْهَبْ فَأْتِنَا بِزَادٍ مِنْ عِنْدِ أُمِّنَا، فَانْطَلَقَ أَخِي وَمَكَثْتُ عِنْدَ الْبَهْمِ، فَأَقْبَلَ طَيْرَانِ أَبْيَضَانِ كَأَنَّهُمَا نَسْرَانِ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: أَهُوَ هُوَ؟ قَالَ: نَعَمْ. فَأَقْبَلَا يَبْتَدِرَانِي، فَأَخَذَانِي فَبَطَحَانِي إِلَى الْقَفَا، فَشَقَّا بَطْنِي، ثُمَّ اسْتَخْرَجَا قَلْبِي، فَشَقَّاهُ فَأَخْرَجَا مِنْهُ عَلَقَتَيْنِ سَوْدَاوَيْنِ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ - قَالَ يَزِيدُ فِي حَدِيثِهِ: ائْتِنِي بِمَاءِ ثَلْجٍ - فَغَسَلَا بِهِ جَوْفِي، ثُمَّ قَالَ: ائْتِنِي بِمَاءِ بَرَدٍ، فَغَسَلَا بِهِ قَلْبِي، ثُمَّ قَالَ: ائْتِنِي بِالسَّكِينَةِ، فَذرَّاهَا فِي قَلْبِي، ثُمَّ قَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: حُصْهُ، فَحَاصَهُ، وَخَتَمَ عَلَيْهِ بِخَاتَمِ النُّبُوَّةِ - وَقَالَ حَيْوَةُ فِي حَدِيثِهِ: حُصْهُ فَحُصْهُ وَاخْتِمْ عَلَيْهِ بِخَاتَمِ النُّبُوَّةِ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: اجْعَلْهُ فِي كِفَّةٍ، وَاجْعَلْ أَلْفًا مِنْ أُمَّتِهِ فِي كِفَّةٍ، فَإِذَا أَنَا أَنْظُرُ إِلَى الْأَلْفِ فَوْقِي، أُشْفِقُ أَنْ يَخِرَّ عَلَيَّ بَعْضُهُمْ، فَقَالَ:(1) لَوْ أَنَّ أُمَّتَهُ وُزِنَتْ بِهِ لَمَالَ بِهِمْ، ثُمَّ انْطَلَقَا وَتَرَكَانِي، وَفَرِقْتُ فَرَقًا شَدِيدًا، ثُمَّ انْطَلَقْتُ إِلَى أُمِّي فَأَخْبَرْتُهَا بِالَّذِي لَقِيتُهُ، فَأَشْفَقَتْ عَلَيَّ أَنْ يَكُونَ أُلْبِسَ بِي، قَالَتْ: أُعِيذُكَ بِاللهِ، فَرَحَلَتْ بَعِيرًا لَهَا

(1) في (ظ 13): فقالوا.

ص: 195

فَجَعَلَتْنِي - وَقَالَ يَزِيدُ: فَحَمَلَتْنِي - عَلَى الرَّحْلِ، وَرَكِبَتْ خَلْفِي حَتَّى بَلَغْنَا إِلَى أُمِّي، فَقَالَتْ: أَوَأَدَّيْتُ أَمَانَتِي وَذِمَّتِي؟ وَحَدَّثَتْهَا بِالَّذِي لَقِيتُ، فَلَمْ يَرُعْهَا ذَلِكَ، فَقَالَتْ: إِنِّي رَأَيْتُ خَرَجَ مِنِّي نُورٌ (1) أَضَاءَتْ مِنْهُ قُصُورُ الشَّامِ " (2).

17649 -

حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، حَدَّثَنِي بَحِيرُ بْنُ سَعْدٍ،

(1) المثبت من (س)، وفي (م) وبقية النسخ الخطية: نوراً.

(2)

إسناده ضعيف، بقية -وهو ابن الوليد- يدلس تدليس التسوية، وقد عنعن، فلا يقبل حديثه إلا أن يصرح بالسماع في جميع طبقات السند. ابن عمرو السلمي: هو عبد الرحمن.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (323)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 2/ 7 من طريق حيوة بن شريح، بهذا الإسناد. ولم يسق الطبراني متنه.

وأخرجه الدارمي (13)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1369) و (1370)، والطبراني في "الشاميين"(1181)، والحاكم 2/ 616 - 617، والبيهقي في "دلائل النبوة" 2/ 7، وابن عساكر في السيرة النبوية من "تاريخه" ص 376 من طرق عن بقية، به.

وفي باب شق صدره صلى الله عليه وسلم عن أنس، سلف برقم (12221)، وهو في الصحيح، وذكرنا شواهده هناك.

قوله: "بَهْم" قال السندي: بفتح باء وسكون هاء: صغار المعز والضأن.

"فذَرَّاها" من الذر بإعجام ذال وتشديد راء، بمعنى النثر.

"حصه" الحوص: الخياطة، فقوله: حصه بضم الحاء المهملة.

"إلى الألف فوقي"، أي: صرت راجحاً عليهم، فارتفعوا عني كما يرتفع المتاع الخفيف على الثقيل عند الوزن.

"أشفق" من الإشفاق بمعنى الخوف.

"فرقت" بكسر الراء، أي: خفت.

ص: 196

عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَوْ أَنَّ رَجُلًا يَخِرُّ (1) عَلَى وَجْهِهِ، مِنْ يَوْمِ وُلِدَ إِلَى يَوْمِ يَمُوتُ هَرَمًا فِي مَرْضَاةِ اللهِ، لَحَقَّرَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "(2).

17650 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ - يَعْنِي ابْنَ الْمُبَارَكِ -، حَدَّثَنَا ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرَةَ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النِّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: لَوْ أَنَّ عَبْدًا خَرَّ عَلَى وَجْهِهِ مِنْ يَوْمِ وُلِدَ إِلَى أَنْ يَمُوتَ هَرَمًا فِي طَاعَةِ اللهِ، لَحَقَرَهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ، وَلَوَدَّ أَنَّهُ رُدَّ إِلَى الدُّنْيَا كَيْمَا يَزْدَادَ مِنَ الْأَجْرِ وَالثَّوَابِ (3).

(1) المثبت من (ظ 13) و (ق)، وفي (م) وبقية النسخ: يجر.

(2)

إسناده ضعيف، بقية -وهو ابن الوليد- يدلس تدليس التسوية، وقد عنعن، فلا يقبل حديثه إلا أن يصرح بالسماع في جميع طبقات السند، ثم هو قد خولف كما سيأتي في الحديث الصحيح الآتي بعده أنه موقوف.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 15، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" 1/ 340، والطبراني في "مسند الشاميين"(1138) من طريق حيوة ابن شريح، بهذا الإسناد.

وأخرجه يعقوب 1/ 340، والطبراني في "الكبير" 17/ (303)، وفي "مسند الشاميين"(1138)، وأبو نعيم في "الحلية" 2/ 15 و 5/ 219، والبيهقي في "الشعب"(767) من طرق عن بقية، به. قال أبو نعيم: غريب من حديث خالد -يعني ابن معدان- تفرد به بقية عن بحير.

وانظر ما بعده.

(3)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير علي بن إسحاق =

ص: 197

17651 -

حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ ضَمْضَمِ بْنِ زُرْعَةَ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ السُّلَمِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" يَأْتِي الشُّهَدَاءُ وَالْمُتَوَفَّوْنَ بِالطَّاعُونِ، فَيَقُولُ أَصْحَابُ الطَّاعُونِ: نَحْنُ شُهَدَاءُ، فَيُقَالُ: انْظُرُوا، فَإِنْ كَانَتْ جِرَاحُهُمْ كَجِرَاحِ الشُّهَدَاءِ تَسِيلُ دَمًا رِيحَ الْمِسْكِ، فَهُمْ شُهَدَاءُ. فَيَجِدُونَهُمْ كَذَلِكَ "(1).

= -وهو السلمي مولاهم- فمن رجال الترمذي، وهو ثقة.

وهو في "الزهد" لابن المبارك (34)، ومن طريقه أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 15.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1124)، والطبراني في "الكبير" 19/ (562)، وأبو نعيم في "الصحابة"(676) وبإثره من طريق الوليد ابن مسلم، والبخاري في "التاريخ" 1/ 15 من طريق عيسى بن يونس، كلاهما عن ثور، به. وقال ابن أبي عاصم عقبه: أحسبه ذكره عن النبي صلى الله عليه وسلم. وسقطت من المطبوع كلمة "أحسبه"، واستدركت من "معجم" أبي نعيم، فقد رواه من طريقه، ومن "الإصابة" 6/ 29.

وانظر ما قبله.

(1)

إسناده حسن، إسماعيل بن عياش روايته عن الشاميين مقبولة، وهذا منها.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (292) من طريق الحكم بن نافع، بهذا الإسناد.

وأخرجه أيضاً 17/ (292) م ن طريق عبد الوهاب بن الضحاك، وفي "الشاميين"(1630) من طريق محمد بن إسماعيل بن عياش، كلاهما عن إسماعيل بن عياش، به.

وفي الباب عن العرباض بن سارية، سلف برقم (17159).

قوله: "ريح المسك" قال السندي: بدل من دماً.

ص: 198

17652 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنِي أَبُو حُمَيْدٍ الرُّعَيْنِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يَزِيدُ ذُو مِصْرَ، قَالَ: أَتَيْتُ عُتْبَةَ بْنَ عَبْدٍ السُّلَمِيَّ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا الْوَلِيدِ، إِنِّي خَرَجْتُ أَلْتَمِسُ الضَّحَايَا، فَلَمْ أَجِدْ شَيْئًا يُعْجِبُنِي غَيْرَ ثَرْمَاءَ، فَمَا تَقُولُ؟ قَالَ: أَلَا جِئْتَنِي بِهَا. قُلْتُ: سُبْحَانَ اللهِ، تَجُوزُ عَنْكَ وَلَا تَجُوزُ عَنِّي؟! قَالَ: نَعَمْ، إِنَّكَ تَشُكُّ وَلَا أَشُكُّ، إِنَّمَا نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْمُصْفَرَّةِ، وَالْمُسْتَأْصَلَةِ (1)، وَالْبَخْقَاءِ، وَالْمُشَيَّعَةِ، وَالْكَسْرَاءِ.

وَالْمُصْفَرَّةُ: الَّتِي تُسْتَأْصَلُ أُذُنُهَا حَتَّى يَبْدُوَ صِمَاخُهَا. وَالْمُسْتَأْصَلَةُ: [الَّتِي اسْتُؤْصِلَ](2) قَرْنُهَا مِنْ أَصْلِهِ. وَالْبَخْقَاءُ: الَّتِي تُبْخَق عَيْنُهَا، وَالْمُشَيَّعَةُ: الَّتِي لَا تَتْبَعُ الْغَنَمَ عَجَفًا وَضَعْفًا وَعَجْزًا، وَالْكَسْرَاءُ: الَّتِي لَا تُنْقِي (3).

(1) جاء في (م) والأصول الخطية بعد قوله: "والمستأصلة": قرنها من أصلها، وسيأتي تفسيرها بإثر الحديث، ولم ترد في مصادر التخريج، لذلك حذفناها.

(2)

زيادة من مصادر التخريج.

(3)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، أبو حميد الرعيني ويزيد ذو مصر مجهولان.

وأخرجه أبو داود (2803)، والحاكم 4/ 225، والبيهقي 9/ 275 من طريق علي بن بحر، بهذا الإسناد، وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، وفيه عندهم: الكسراء: الكسير، بدل "التي لا تنقي".

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 8/ 330، وأبو داود (2803)، =

ص: 199

17653 -

وحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَنَابٍ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ فَذَكَرَ نَحْوَهُ (1).

17654 -

حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ ضَمْضَمِ بْنِ زُرْعَةَ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " الْخِلَافَةُ فِي قُرَيْشٍ،

= والطبراني في "الكبير" 17/ (314)، والبيهقي 9/ 275، والمزي في ترجمة يزيد من "التهذيب" 32/ 292 - 293 من طرق عن عيسى بن يونس، به.

وسيأتي برقم (17653)

وأخرجه مختصراً البخاري في "التاريخ" 8/ 331 من طريق إبراهيم بن حميد الرؤاسي، عن ثور، به.

وأخرجه الحاكم 1/ 469 من طريق صدقة بن عبد الله الدمشقي، عن ثور، عن أبي حميد، قال: كنا جلوساً إلى عتبة بن عبد، فأقبل يزيد ذو مصر، فقال لعتبة، فذكره بنحوه. قلنا: وإسناده ضعيف.

ويشهد له حديث علي السالف برقم (609)، وحديثه عند البيهقي 9/ 275.

وحديث البراء بن عازب الآتي 4/ 300 - 301.

قوله: "ثرماء" قال السندي: بمثلثة ومد، والثرم: سقوط الثنية من الأسنان، وقيل: الثنية والرباعية، وقيل: أن تنقلع السن من أصلها مطلقاً.

"المشيعة" اسم فاعل من شيع بالتشديد، وهي التي لا تزال تتبع غيرها، أي: لا تلحقها فتمشي وراءها، وإن فتحت الياء، فالمعنى: أنها تحتاج إلى من يشيعها، أي: يمشي وراءها يسوقها لتأخُّرها عن الغنم.

"التي لا تنقي" من أنقى إذا صار ذا نُقي، أي: مُخّ، والمعنى لم يبق لها مخٌّ من غاية العَجْف.

(1)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف. وانظر ما قبله.

ص: 200

وَالْحُكْمُ فِي الْأَنْصَارِ، وَالدَّعْوَةُ فِي الْحَبَشَةِ، وَالْهِجْرَةُ فِي الْمُسْلِمِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ بَعْدُ " (1).

17655 -

حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ، أَوْ حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَهُ قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ زَيْدٍ الْجُوْخَانِيُّ (2)

(1) إسناده ضعيف، إسماعيل بن عياش -وإن كان صدوقاً حسن الحديث في روايته عن الشاميين- لا يحتمل تفرُّدُه بمثل هذا المتن، وضمضم بن زرعة لم يرو عنه غير اثنين، وضعفه أبو حاتم، ووثقه ابن معين وغيره. وقد سلف معظم المتن عن أبي هريرة مرفوعاً برقم (8761) وموقوفاً، وبيّنا هناك أن الموقوف أصح.

وأخرجه البخاري في "الكبير" 4/ 338، وابن أبي عاصم في "السنة"(1114)، والطبراني في "الكبير" 17/ (298)، وفي "الشاميين"(1626) من طرق عن إسماعيل بن عياش، بهذا الإسناد. رواية ابن أبي عاصم مختصرة، وزاد الباقون مع الهجرة "الجهاد".

ويشهد لقوله: "الخلافة في قريش" حديث أبي هريرة السالف برقم (7306)، وحديث أنس (12307)، وحديث أبي برزة، سيأتي 4/ 421.

قال المناوي في "الفيض" 3/ 508: "الخلافة في قريش" يعني أن خليفة النبي صلى الله عليه وسلم من بعده، إنما يكون منهم، فلا يجوز نصبه من غيرهم عند وجودهم.

"الحكم في الأنصار" جعله فيهم، لأن أكثر فقهاء الصحابة منهم كمعاذ وأُبي وزيد وغيرهم.

"والدعوة في الحبشة" قال الزمخشري: يعني الأذان، وجعله في الحبشة تفضيلاً لبلال ورفقاً به.

"والجهاد والهجرة"، أي: التحول من ديار الكفر إلى ديار الإسلام.

"في المسلمين"، أي: كلهم.

(2)

المثبت من (ظ 13)، وهي كذلك في "توضيح المشتبه" 2/ 510، =

ص: 201

قَالَ: رُحْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَلَقِيَنِي عُتْبَةُ بْنُ عَبْدٍ الْمَازِنِيُّ (1)، فَقَالَ لِي: أَيْنَ تُرِيدُ؟ فَقُلْتُ: إِلَى الْمَسْجِدِ. فَقَالَ: أَبْشِرْ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" مَا مِنْ عَبْدٍ يَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهِ إِلَى غُدُوٍّ، أَوْ رَوَاحٍ إِلَى الْمَسْجِدِ، إِلَّا كَانَتْ خُطَاهُ خَطْوَةً كَفَّارَةً، وَخَطْوَةً دَرَجَةً "(2).

17656 -

حَدَّثَنَا هَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَقِيلِ بْنِ مُدْرِكٍ السُّلَمِيِّ، عَنْ لُقْمَانَ بْنِ عَامِرٍ الْوَصَابِيِّ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ السُّلَمِيِّ قَالَ: اسْتَكْسَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَكَسَانِي خَيْشَتَيْنِ، فَلَقَدْ رَأَيْتُنِي أَلْبِسُهُمَا وَأَنَا مِنْ أَكْسَى أَصْحَابِي (3).

= وفي (م) وبقية النسخ: الجرجاني.

(1)

كذا وقع في رواية "المسند" هنا، ولم نجد أحداً نسبه مازنياً، وفي كتب الصحابة والتراجم وقع منسوباً: السُّلَمي.

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، يزيد بن زيد الجوخاني لم يرو عنه غير محمد بن زياد الألهاني، ولم يوثقه أحد، فهو مجهول.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (321)، وفي "الشاميين"(852) من طريق محمد بن مصفى، عن بقية، عن محمد بن زياد الألهاني، عن يزيد بن زيد، به. دون شك.

وفي الباب عن أبي هريرة عند مسلم (666)، وعند أحمد بنحوه، سلف برقم (7801)، وذكرنا شواهده هناك.

(3)

إسناده حسن. عقيل بن مدرك، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، فقول الحافظ في "التقريب": مقبول، غير مقبول.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (307) من طريق الهيثم بن خارجة، =

ص: 202

17657 -

حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ - يَعْنِي الْفَزَارِيَّ -، عَنْ صَفْوَانَ - يَعْنِي ابْنَ عَمْرٍو -، عَنْ أَبِي الْمُثَنَّى، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ السُّلَمِيِّ - وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْقَتْلُ (1) ثَلَاثَةٌ: رَجُلٌ مُؤْمِنٌ جَاهَدَ (2) بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فِي سَبِيلِ اللهِ، حَتَّى إِذَا لَقِيَ الْعَدُوَّ قَاتَلَهُمْ حَتَّى يُقْتَلَ، فَذَلِكَ الشَّهِيدُ الْمُمْتَحَنُ (3) فِي خَيْمَةِ اللهِ تَحْتَ عَرْشِهِ، لَا يَفْضُلُهُ النَّبِيُّونَ إِلَّا بِدَرَجَةِ النُّبُوَّةِ.

وَرَجُلٌ مُؤْمِنٌ قَرَفَ عَلَى نَفْسِهِ مِنَ الذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا، جَاهَدَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فِي سَبِيلِ اللهِ، حَتَّى إِذَا لَقِيَ الْعَدُوَّ قَاتَلَ حَتَّى يُقْتَلَ، فَمَصْمَصَةٌ مَحَتْ (4) ذُنُوبُهُ وَخَطَايَاهُ، إِنَّ السَّيْفَ مَحَّاءُ الْخَطَايَا، وَأُدْخِلَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شَاءَ، فَإِنَّ لَهَا ثَمَانِيَةَ أَبْوَابٍ، وَلِجَهَنَّمَ

= بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (4032)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" 2/ 350، والطبراني في "الكبير" 17/ (307)، وفي "الشاميين"(1610)، والبيهقي في "الشعب"(6181/ م) من طرق عن إسماعيل بن عياش، به.

قال السندي: قوله: "خيشتين" الخيش: ثياب في نسجها رقة، وخيوطها غِلاظ.

(1)

في مصادر التخريج: القتلى.

(2)

في (م) و (س) و (ص): قاتل.

(3)

المثبت من نسخة في هامش (ظ 13) وصحح عليها، وهو الموافق لما في مصادر التخريج، وفي (م) والأصول الخطية: المفتخر.

(4)

في (م): "محيت" وسقطت كلمة "فمصمصة" منها.

ص: 203

سَبْعَةَ أَبْوَابٍ، وَبَعْضُهَا أَسْفَلُ (1) مِنْ بَعْضٍ.

وَرَجُلٌ مُنَافِقٌ جَاهَدَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، حَتَّى إِذَا لَقِيَ الْعَدُوَّ قَاتَلَ فِي سَبِيلِ اللهِ حَتَّى يُقْتَلَ، فَإِنَّ ذَلِكَ فِي النَّارِ، السَّيْفُ لَا يَمْحُو النِّفَاقَ (2).

(1) وقع في (م) والنسخ الخطية: وبعضها أفضل من بعض، وهي كذلك في معظم مصادر التخريج! والمثبت من كتاب "الجهاد" لابن المبارك، ووقع في "المعرفة والتاريخ": وبعضها أبغض من بعض.

(2)

إسناده ضعيف، أبو المثنى -وهو ضمضم الأُملوكي الحمصي- روى عنه اثنان، وقيل: واحد، فهو مجهول الحال، وباقي رجال الإسناد ثقات. أبو إسحاق الفزاري: هو إبراهيم بن محمد بن الحارث، وصفوان بن عمرو: هو ابن هَرِم السكسكي.

وأخرجه البيهقي في "الشعب"(4261)، وفي "البعث والنشور"(458) من طريق معاوية بن عمرو، بهذا الإسناد. والرواية في "البعث والنشور" مختصرة.

وأخرجه الدارمي (2411)، ويعقوب بن سفيان 2/ 342، وابن أبي عاصم في "الجهاد"(131) و (132)، والطبراني في "الكبير" 17/ (310)، وفي "الشاميين"(1023)، والبيهقي في "البعث والنشور"(257) من طرق عن صفوان بن عمرو، به. ورواية ابن أبي عاصم مختصرة.

وانظر ما بعده.

وفي الباب عن عمر بن الخطاب بنحوه، سلف برقم (146)، وإسناده ضعيف.

قوله: "الشهيد الممتحن" قال ابن الأثير: هو المصفى المهذَّب.

"في خيمة الله" الخيمة معروفة، ومنه خيم بالمكان، أي: أقام فيه وسكنه، فاستعارها لظل رحمة الله ورضوانه وأمنه. =

ص: 204

17658 -

حَدَّثَنَا يَعْمَرُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو، أَنَّ أَبَا الْمُثَنَّى المُليْكِي (1)، حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ عُتْبَةَ بْنَ عَبْدٍ السُّلَمِيَّ - وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" الْقَتْلُ ثَلَاثَةٌ " فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (2).

17659 -

حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ ضَمْضَمِ بْنِ زُرْعَةَ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ، قَالَ: كَانَ عُتْبَةُ يَقُولُ: عِرْبَاضٌ خَيْرٌ مِنِّي. وَعِرْبَاضٌ يَقُولُ: عُتْبَةُ خَيْرٌ مِنِّي، سَبَقَنِي إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِسَنَةٍ (3).

= "قرف على نفسه من الذنوب"، أي: كسبها، قرف الذنب واقترفه: إذا عمله.

"مصمصة"، أي: مَطْهَرة من دنس الخطايا، يقال: مصمص إناءه: إذا جعل فيه الماء وحركه ليتنظف.

(1)

خطّأ البخاري 4/ 338، وابن أبي حاتم 44/ 68 من قال فيه: المليكي (وهو ابن المبارك)، ونسباه الأملوكي.

(2)

إسناده ضعيف كسابقه. عبد الله: هو ابن المبارك.

وهو في "الجهاد" لابن المبارك (7)، ومن طريقه أخرجه الطيالسي (1267)، ويعقوب بن سفيان 2/ 342، وابن حبان (4663)، والطبراني في "الكبير" 17/ (311)، والبيهقي 9/ 164 من طرق عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله.

(3)

إسناده ضعيف لاضطراب متنه، فقد اختلف في متنه على إسماعيل بن عياش.

وأخرجه الطبراني في "الشاميين"(1633) عن عمرو بن إسحاق، عن =

ص: 205

‌حَدِيثُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ قَتَادَةَ السُّلَمِيِّ

(1)

17660 -

حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سَوَّارٍ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ - يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ -، عَنْ مُعَاوِيَةَ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ قَتَادَةَ السُّلَمِيِّ أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّ اللهَ خَلَقَ آدَمَ، ثُمَّ أَخَذَ الْخَلْقَ مِنْ ظَهْرِهِ، وَقَالَ: هَؤُلَاءِ فِي الْجَنَّةِ وَلَا أُبَالِي، وَهَؤُلَاءِ فِي النَّارِ وَلَا أُبَالِي ". قَالَ: فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ فَعَلَى مَاذَا نَعْمَلُ؟ قَالَ: " عَلَى مَوَاقِعِ الْقَدَرِ "(2).

= محمد بن إسماعيل بن عياش، عن أبيه، بهذا الإسناد، ولفظه: العرباض بن سارية خير مني، سبقني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. قلنا: عمرو لم نجد له ترجمة، ومحمد بن إسماعيل: لم يسمع من أبيه، وبعضهم ضعفه. وأخرج الطبراني في "الكبير" 17/ (293) عن أحمد بن عبد الوهاب الحوطي وأبي زيد الحوطي، كلاهما عن أبي اليمان الحكم بن نافع، به. بلفظ: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه الرجل وله اسم لا يحبه، حوّله. ولقد أتيناه وإنا لسبعة من بني سليم، أكبرنا العرباض بن سارية، فبايعناه جميعاً معاً.

(1)

عبد الرحمن بن قتادة السلمي، يُعد في الحمصيين.

(2)

صحيح لغيره، وإسناده مضطرب كما قال ابن عبد البر وابن السكن، وخطأ البخاري إسناده هذا وسيأتي تفصيل ذلك.

وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 3/ 489 من طريق عبد الله بن أحمد ابن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن سعد 1/ 30 و 7/ 417، والبخاري في "الكبير" 5/ 341 تعليقاً، وابن قانع 2/ 159، وابن حبان (338)، والطبراني في "الشاميين" =

ص: 206

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= (2045)، والحاكم 1/ 31 من طرق عن معاوية بن صالح، به. وقال البخاري: هو خطأ.

واختلف فيه على راشد بن سعد:

فأخرجه البخاري في "الكبير" 5/ 341 - 342 و 8/ 191 - 192، والبزار (2140 - كشف الأستار)، والطبري في "التفسير" 9/ 117، والطبراني في "الكبير" 22/ (435) من طرق عن بقية بن الوليد، والبخاري في "الكبير" 5/ 341، والطبري 9/ 117 - 118، والطبراني في "الشاميين"(1854) من طريق عبد الله بن سالم الأشعري، كلاهما عن محمد بن الوليد الزبيدي، عن راشد بن سعد، عن عبد الرحمن بن قتادة، عن أبيه، عن هشام بن حكيم بلفظ: أتى رجلٌ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أتبدأ الأعمالُ، أم قد قضي القضاء؟ فقال صلى الله عليه وسلم:"إن الله أخذ ذرية آدم من ظهورهم، ثم أشهدهم على أنفسهم، ثم أفاض بهم في كفيه، ثم قال: هؤلاء في الجنة، وهؤلاء في النار. فأهل الجنة ميسرون لعمل أهل الجنة، وأهل النار ميسرون لعمل أهل النار".

وأخرجه الآجري في "الشريعة" ص 172، والطبراني في "الشاميين"(1855)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 326 من طرق عن بقية، عن الزبيدي، والبخاري في "الكبير" 5/ 341 تعليقاً، والطبري 9/ 118، والطبراني في "الكبير" 22/ 434، وفي "الشاميين"(2046) من طريق عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح، كلاهما (الزبيدي ومعاوية) عن راشد، عن عبد الرحمن ابن قتادة، عن هشام بن حكيم، ليس فيه قتادة والد عبد الرحمن.

وفي الباب عن أبي عبد الله رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، سلف برقم (17593)، وذكرنا شواهده هناك.

ص: 207

‌تَمَامُ حَدِيثِ وَهْبِ بْنِ خَنْبَشٍ الطَّائِيِّ

17661 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: عَنْ بَيَانٍ وَجَابِرٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ وَهْبِ بْنِ خَنْبَشٍ الطَّائِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" عُمْرَةٌ فِي رَمَضَانَ تَعْدِلُ حَجَّةً "(1).

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات غير جابر -وهو ابن يزيد الجعفي- لكن تابعه بيان -وهو ابن بشر الأحمسي-. سفيان: هو الثوري، وعامر: هو الشعبي. وهو مكرر (17601).

ص: 208

‌تَمَامُ حَدِيثِ جَدِّ (1) عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ

17662 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ خَالِدٍ الْمَخْزُومِيُّ، عَنْ أَبِيهِ أَوْ عَنْ عَمِّهِ، عَنْ جَدِّهِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ:" إِذَا وَقَعَ الطَّاعُونُ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا، فَلَا تَخْرُجُوا مِنْهَا، وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَلَسْتُمْ بِهَا، فَلَا تَقْدَمُوا عَلَيْهِ "(2).

(1) لفظة "جد" أثبتناها من (ظ 13) و (ق)، وسقطت من (م) وبقية الأصول.

(2)

حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عكرمة بن خالد. وهو مكرر (15435).

ص: 209

‌حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ خَارِجَةَ

(1)

17663 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم. وعَنْ ابْنِ أَبِي لَيْلَى: أَنَّهُ سَمِعَ عَمْرَو بْنَ خَارِجَةَ، قَالَ لَيْثٌ فِي حَدِيثِهِ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ عَلَى نَاقَتِهِ، فَقَالَ:" أَلَا إِنَّ الصَّدَقَةَ لَا تَحِلُّ لِي وَلَا لِأَهْلِ بَيْتِي " وَأَخَذَ وَبَرَةً مِنْ كَاهِلِ نَاقَتِهِ، فَقَالَ:" وَلَا مَا يُسَاوِي هَذِهِ " أَوْ " مَا يَزِنُ هَذِهِ ".

" لَعَنَ اللهُ مَنْ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ، أَوْ تَوَلَّى غَيْرَ مَوَالِيهِ. الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ وَلِلْعَاهِرِ الْحَجَرُ. إِنَّ اللهَ قَدْ أَعْطَى كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ، وَلَا وَصِيَّةَ لِوَارِثٍ "(2).

(1) قال المزي في "تهذيبه" 21/ 599: عمرو بن خارجة بن المنتفق الأشعري، ويقال: الأنصاري، ويقال: الأسدي، حليف أبي سفيان بن حرب، وقيل: خارجة بن عمرو، والأول هو الصحيح، له صحبة، نزل الشام.

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ليث -وهو ابن أبي سليم- وشهر بن حوشب، والإسناد الثاني يرويه سفيان الثوري عن ابن أبي ليلى -وهو محمد بن عبد الرحمن- عن شهر: أنه سمع

إلخ.

وهو في "مصنف" عبد الرزاق (16307)، إلا أنه لم يذكر فيه حديث ابن أبي ليلى.

وأخرجه مختصراً الطبراني في "الكبير" 17/ (69) من طريق ليث بن أبي سليم، عن مجاهد، عن عمرو بن خارجة.

وأخرجه مختصراً أيضاً 17/ (70)، والدارقطني 4/ 152، والبيهقي في =

ص: 210

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= "السنن" 6/ 264 من طريق إسماعيل بن مسلم، كلاهما عن الحسن، عن عمرو. وضعفه البيهقي، بلفظ:"لا وصية لوارث إلا أن يجيز الورثة".

وأخرجه الطبراني 17/ (71) من طريق عامر بن مدرك، عن السري بن إسماعيل، عن عامر الشعبي، عن عمرو بن خارجة. قلنا: عامر بن مدرك ليِّن، والسري متروك.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(789)، والطبراني في "الكبير"(4140) من طريق عبد الله بن نافع، عن عبد الملك بن قدامة الجمحي، عن أبيه، عن عمرو بن خارجة -وعند الطبراني: خارجة بن عمرو-. وإسناده ضعيف.

وأخرج أبو داود (5115)، وابن ماجه (2714)، والدارقطني 4/ 70، والبيهقي 6/ 264 - 265 من طريق سعيد بن أبي سعيد، عن أنس بن مالك، قال: إني لتحت ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم يسيل عليَّ لعابُها، فسمعته يقول:"إن الله قد أعطى كل ذي حق حقه، فلا وصية لوارث، والولد للفراش، وللعاهر الحجر، لا يدَّعينَّ رجل إلى غير أبيه، فمن فعل ذلك، فعليه لعنة الله متتابعة". اللفظ للدارقطني، ورواية الآخرين مختصرة.

وأخرجه الدارقطني 4/ 70 من طريق سعيد بن أبي سعيد شيخ بالساحل، عن رجل من أهل المدينة، فذكره. قلنا: وسعيد هذا مختلف فيه، فمنهم من جعله المقبري، ومنهم من جعله آخر، انظر "تهذيب التهذيب".

وانظر الحديث الآتي، وعنده ذكرنا طرقه الآتية في "المسند".

ويشهد لقوله: "الصدقة لا تحل لي ولا لأهل بيتي" حديث أبي هريرة السالف برقم (7758).

ولقوله: "لعن الله من ادعى إلى غير أبيه أو تولى غير مواليه" حديث ابن عباس السالف برقم (3037).

ولقوله: "الولد للفراش، وللعاهر الحجر" حديث أبي هريرة (7262). =

ص: 211

17664 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ. وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ خَارِجَةَ، قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِمِنًى وَهُوَ عَلَى رَاحِلَتِهِ، وَهِيَ تَقْصَعُ بِجِرَّتِهَا، وَلُعَابُهَا يَسِيلُ بَيْنَ كَتِفَيَّ، فَقَالَ:" إِنَّ اللهَ قَسَمَ لِكُلِّ إِنْسَانٍ نَصِيبَهُ مِنَ الْمِيرَاثِ، فَلَا تَجُوزُ لِوَارِثٍ وَصِيَّةٌ. الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ، وَلِلْعَاهِرِ الْحَجَرُ، أَلَا وَمَنْ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ، أَوْ تَوَلَّى غَيْرَ مَوَالِيهِ رَغْبَةً عَنْهُمْ. فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ " قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: وَقَالَ سَعيدٌ (1): وَقَالَ مَطَرٌ: " وَلَا يُقْبَلُ مِنْهُ صَرْفٌ وَلَا عَدْلٌ " قَالَ يَزِيدُ فِي حَدِيثِهِ: " وَلَا يُقْبَلُ صَرْفٌ وَلَا عَدْلٌ "(2)، أَوْ " عَدْلٌ وَلَا صَرْفٌ ".

= ولقوله: "لا وصية لوارث" حديث أبي أمامة الآتي 5/ 267.

قال السندي: قوله: "للعاهر"، أي: للزاني، "الحجر" قيل: المراد به الخيبة، كما يقال: له التراب، وقيل: الرجم، وردَّ بأنه لا يُرجم كلُّ زان، وقد يقال: يكفي وجوده للزاني في الجملة.

"لا وصية لوارث" لأنها صارت بمنزلة الزيادة على الحقوق التي قررها الله، ولا ينبغي ذلك.

قلنا: ويبقى وجوب الوصية لغير الوارثين من الأقربين لقوله تعالى {كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيراً الوصية للوالدين والأقربين بالمعروف حقاً على المتقين} فالحديث ليس نسخاً لآية الوصية -كما فهمه البعض وإنما- هو تخصيص لها.

(1)

في (م) وسائر النسخ: وقال يزيد، والمثبت من الرواية الآتية برقم (17670).

(2)

من قوله: "قال يزيد" إلى هنا سقط من (م).

ص: 212

قَالَ يَزِيدُ فِي حَدِيثِهِ: إِنَّ عَمْرَو بْنَ خَارِجَةَ حَدَّثَهُمْ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَطَبَهُمْ عَلَى رَاحِلَتِهِ (1).

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب.

لم نقف على أحد رواه من طريق محمد بن جعفر. وسيتكرر الحديث برقم (18081). وسيأتي عن محمد وحده برقم (17671) و (18088).

وسيأتي عن يزيد وحده برقم (17669) و (18086)، ويأتي تخريجه من طريقه هناك.

وأخرجه مختصراً النسائي في "الكبرى"(6469)، وابن عبد البر في "التمهيد" 14/ 299 من طريقين عن سعيد، بهذا الإسناد. ووقع في "المجتبى" 6/ 247 بدل "سعيد": شعبة!

وأخرجه الدارمي (2529) و (3260)، وبحشل في "تاريخ واسط" ص 116، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 219، والطبراني في "الكبير" 17/ (60) و (62) و (63) و (65) و (66) من طرق عن قتادة، به.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 2/ 247، و"الكبرى"(6470)، والطبراني في "الكبير" 17/ (68) من طريق إسماعيل بن أبي خالد، عن قتادة، عن عمرو.

وسيأتي من طريق سعيد بن أبي عروبة (17670) و (18087).

وسيأتي من طريق أبي عوانة (17665)، ومن طريق حماد بن سلمة (17666) و (18082) و (18083)، كلاهما عن قتادة.

وسيأتي من طريق مطر الوراق عن شهر بن حوشب بإثر الأحاديث ذات الأرقام (17670) و (17671) و (18081) و (18087) و (18088). ويأتي تخريجه عند الرقم (17670).

وسيأتي من طريق همام عن قتادة عن شهر عن عمرو بن خارجة -دون عبد الرحمن بن غنم- بإثر (17665) و (18082).

وانظر (17663).

قال السندي: قوله: "وهي تقصع بجرتها" الجِرَّة بالكسر وتشديد الراء، =

ص: 213

17665 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ خَارِجَةَ، قَالَ: كُنْتُ آخِذًا بِزِمَامِ نَاقَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهِيَ تَقْصَعُ بِجِرَّتِهَا، وَلُعَابُهَا يَسِيلُ بَيْنَ كَتِفَيَّ، فَقَالَ:" إِنَّ اللهَ قَدْ أَعْطَى كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ، وَلَيْسَ لِوَارِثٍ وَصِيَّةٌ. الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ، وَلِلْعَاهِرِ الْحَجَرُ، وَمَنْ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ، أَوْ انْتَمَى إِلَى غَيْرِ مَوَالِيهِ، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ".

قَالَ عَفَّانُ: وَزَادَ فِيهِ هَمَّامٌ بِهَذَا الْإِسْنَادِ - وَلَمْ يُذْكَرْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ غَنْمٍ -: وَإِنِّي لَتَحْتَ جِرَانِ رَاحِلَتِهِ. وَزَادَ فِيهِ: " لَا يُقْبَلُ مِنْهُ عَدْلٌ وَلَا صَرْفٌ ". وَفِي حَدِيثِ هَمَّامٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَطَبَ وَقَالَ: " رَغْبَةً عَنْهُمْ "(1).

= اسم من اجترَّ البعير، وهي اللقمة التي يتعلل بها البعير، وقصعُها: إخراجُها.

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب. عفان: هو ابن مسلم، وأبو عوانة: هو الوضاح اليشكري، وهمام: هو ابن يحيى العوذي.

وأخرجه الترمذي (2121)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(786) و (2481)، والنسائي 6/ 247، وأبو يعلى (1508)، والطبراني في "الكبير" 17/ (61) من طرق عن أبي عوانة، بهذا الإسناد.

وأما رواية همام التي بإثر الحديث، فهي عن قتادة، عن شهر، عن عمرو بن خارجة، دون ذكر عبد الرحمن بن غنم، وأخرجها الطيالسي (1217)، والطبراني في "الكبير" 17/ (67) من طريق حفص بن عمر الحوضي، كلاهما (الطيالسي والحوضي) عن همام بن يحيى العوذي، به. وتحرف في "مسند الطيالسي" إلى هشام.

وسيأتي بإثر (18082). =

ص: 214

17666 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ خَارِجَةَ، قَالَ: خَطَبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ عَلَى نَاقَتِهِ، وَأَنَا تَحْتَ جِرَانِهَا وَهِيَ تَقْصَعُ بِجِرَّتِهَا، وَلُعَابُهَا يَسِيلُ بَيْنَ كَتِفَيَّ، قَالَ:" إِنَّ اللهَ أَعْطَى لِكُلِّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ وَلَا وَصِيَّةَ لِوَارِثٍ، وَالْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ، وَلِلْعَاهِرِ الْحَجَرُ، وَمَنْ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ، أَوْ انْتَمَى إِلَى غَيْرِ مَوَالِيهِ، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يُقْبَلُ مِنْهُ صَرْفٌ وَلَا عَدْلٌ "(1).

17667 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ

= وأخرجه كذلك سعيد بن منصور (428) من طريق طلحة بن أبي محمد، وابن أبي عاصم (788) من طريق محمد بن عبيد الله، كلاهما عن قتادة، به.

وأخرجه كذلك الطبراني 7/ (72) من طريق عبد الحميد بن بهرام، عن شهر بن حوشب، به. لكن قال: خارجة بن عمرو بدل عمرو بن خارجة: وروايته مختصرة. وروي عن مطر الوراق، عن شهر، عن عمرو بن خارجة. وسيأتي تخريجه عند الحديث (17670).

وانظر (17664).

قوله: "جران راحلته" قال في "القاموس": جران البعير بالكسر: مقدَّم عنقه من مذبحه إلى منحره.

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (64) من طريق إبراهيم بن الحجاج، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.

وسيتكرر برقم (18082) و (18083). وانظر (17664).

ص: 215

عَنْ عَمْرِو بْنِ خَارِجَةَ الثُّمَالِيِّ، قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْهَدْيِ يَعْطَبُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" انْحَرْ وَاصْبِغْ نَعْلَهُ فِي دَمِهِ، وَاضْرِبْ بِهِ عَلَى صَفْحَتِهِ - أَوْ قَالَ: عَلَى جَنْبِهِ (1) - وَلَا تَأْكُلَنَّ مِنْهُ شَيْئًا أَنْتَ وَلَا أَهْلُ رُفْقَتِكَ "(2).

17668 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَمْرٍو الثُّمَالِيِّ، قَالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَعِي هَدْيًا، وَقَالَ:

(1) في (م): على جنبه.

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، شريك -وهو ابن عبد الله النخعي-، وليث -وهو ابن أبي سليم-، وشهر بن حوشب ثلاثتهم ضعفاء. وحسين بن محمد: هو المروذي.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (88) من طريق محمد بن سنان، عن شريك النخعي، بهذا الإسناد. ولفظه:"إنْ عطب منها شيء فانحره، ثم اصبغ نعله في دمه، واضربه على صفحته، وخل بين الناس وبينه".

وسيتكرر برقم (18084). وسيأتي عن أسود بن عامر عن شريك برقم (17668) و (18085).

وسلف برقم (16609) من طريق ليث، عن شهر، عن الأنصاري -وهو عمرو بن خارجة-.

وفي الباب عن ذؤيب عند مسلم (1326)، وسيأتي في "المسند" برقم (17974)، وسنذكر شواهده هناك.

قوله: "يعطب"، أي: يقارب الهلاك.

"نعله"، أي: النعل المربوط به حين التقليد.

"ولا أهل رفقتك"، أي: أهل جماعتك، فإنه إذا جوز لهم الأكل يستعجلون إلى الذبح بأدنى سبب طمعاً في الأكل بخلاف ما إذا لم يجز لهم.

ص: 216

" إِذَا عَطِبَ شَيْءٌ مِنْهَا فَانْحَرْهُ، ثُمَّ اضْرِبْ نَعْلَهُ فِي دَمِهِ، ثُمَّ اضْرِبْ بِهِ صَفْحَتَهُ، وَلَا تَأْكُلْ أَنْتَ وَلَا أَهْلُ رُفْقَتِكَ، وَخَلِّ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّاسِ "(1).

17669 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي عَرُوبَةَ -، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ خَارِجَةَ الْخُشَنِيَّ (2) حَدَّثَهُمْ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَطَبَهُمْ عَلَى رَاحِلَتِهِ، وَإِنَّ رَاحِلَتَهُ لَتَقْصَعُ بِجِرَّتِهَا، وَإِنَّ لُعَابَهَا لَيَسِيلُ بَيْنَ كَتِفَيَّ، فَقَالَ:" إِنَّ اللهَ قَدْ قَسَمَ لِكُلِّ إِنْسَانٍ نَصِيبَهُ مِنَ الْمِيرَاثِ، وَلَا تَجُوزُ وَصِيَّةٌ لِوَارِثٍ. الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ، وَلِلْعَاهِرِ الْحَجَرُ. أَلَا وَمَنْ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ، أَوْ تَوَلَّى غَيْرَ مَوَالِيهِ، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يَقْبَلُ اللهُ مِنْهُ صَرْفًا وَلَا عَدْلًا " أَوْ " عَدْلًا وَلَا صَرْفًا "(3).

17670 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْخَفَّافُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ خَارِجَةَ، قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ بِمِنًى

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف. وانظر ما قبله.

(2)

في (ظ 13): الجنبي.

(3)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب.

وأخرجه تاماً ومقطعاً ابن أبي شيبة 2/ 189 و 4/ 416 و 8/ 726 و 11/ 149، وابن ماجه (2712)، والطبراني في "الكبير" 17/ (65)، وابن عبد البر في "التمهيد" 14/ 299 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وانظر (17664).

ص: 217

عَلَى رَاحِلَتِهِ، وَإِنِّي لَتَحْتَ جِرَانِ نَاقَتِهِ، وَهِيَ تَقْصَعُ بِجِرَّتِهَا، وَلُعَابُهَا يَسِيلُ بَيْنَ كَتِفَيَّ، فَقَالَ:" إِنَّ اللهَ قَدْ قَسَمَ لِكُلِّ إِنْسَانٍ نَصِيبَهُ مِنَ الْمِيرَاثِ، وَلَا تَجُوزُ لِوَارِثٍ وَصِيَّةٌ، أَلَا وَإِنَّ الْوَلَدَ لِلْفِرَاشِ، وَلِلْعَاهِرِ الْحَجَرُ، أَلَا وَمَنْ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ، أَوْ تَوَلَّى غَيْرَ مَوَالِيهِ رَغْبَةً عَنْهُمْ، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ".

قَالَ سَعِيدٌ: وَحَدَّثَنَا مَطَرٌ، عَنْ شَهْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ خَارِجَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَهُ، وَزَادَ مَطَرٌ فِي الْحَدِيثِ:" وَلَا يُقْبَلُ مِنْهُ صَرْفٌ وَلَا عَدْلٌ "(1).

17671 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ.

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب.

وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 218، والدارقطني 4/ 152، والبيهقي 6/ 264 من طريق عبد الوهاب بن عطاء، بهذا الإسناد. ورواية الدارقطني والبيهقي مختصرة.

وأخرجه ابن قانع 2/ 219، والدارقطني 4/ 153 من طريق عبد الوهاب، عن سعيد بن أبي عروبة، عن مطر الوراق، به. ولم يذكر الدارقطني فيه ابن غنم.

وسيتكرر برقم (18087).

وأخرجه عبد الرزاق (16306) و (16376)، ومن طريقه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(787) عن معمر، والبخاري في "الكبير" 6/ 304 من طريق مغيرة بن مسلم وورقاء، ثلاثتهم عن مطر الوراق، عن شهر بن حوشب، عن عمرو بن خارجة. ليس فيه عبد الرحمن بن غنم، وبعضهم يختصره.

وانظر (17664).

ص: 218

وَقَالَ: قَالَ مَطَرٌ: " وَلَا يُقْبَلُ مِنْهُ صَرْفٌ وَلَا عَدْلٌ "(1).

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب. وهو مكرر (17664).

ص: 219

‌حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُسْرٍ الْمَازِنِيِّ

(1)

17672 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ حَرِيزِ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ: كُنَّا غِلْمَانًا (2) جُلُوسًا عِنْدَ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُسْرٍ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَلَمْ نَكُنْ نُحْسِنُ نَسْأَلُهُ، فَقُلْتُ: أَشَيْخًا كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: كَانَ فِي عَنْفَقَتِهِ شَعَرَاتٌ بِيضٌ (3).

17673 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ بُسْرٍ يُحَدِّثُ: أَنَّ أَبَاهُ صَنَعَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

(1) قال السندي: عبد الله بن بسر المازني، بُسر بضم الموحدة وسكون المهملة، وهو حمصي، قيل: هو آخر من مات بالشام من الصحابة. قال المزي: له ولأبويه صحبة، زارهم النبي صلى الله عليه وسلم وأكل عندهم، ودعا لهم.

(2)

لفظة "غلماناً" لم ترد في (ظ 13).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن سعد 1/ 434، وابن أبي شيبة 8/ 446، وعبد بن حميد (506)، والبخاري (3546)، وعمر بن شبة في "تاريخ المدينة" 2/ 623 - 624، ويعقوب ابن سفيان في "المعرفة" 1/ 258، وابن قانع 2/ 81، والطبراني في "الشاميين"(1045) و (1046)، والبيهقي في "الدلائل" 1/ 233 - 234 من طرق عن حريز بن عثمان، بهذا الإسناد.

وسيأتي بالأرقام (17681) و (17682) و (17699).

وفي الباب عن أنس بن مالك، سلف برقم (13263).

وعن أبي جحيفة عند البخاري (3545)، ومسلم (2342) و (2343)، وسيأتي 4/ 308.

قوله: "في عنفقته" العنفقة هي الشعر النابت تحت الشفة السفلى.

ص: 220

طَعَامًا فَدَعَاهُ فَأَجَابَهُ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ طَعَامِهِ قَالَ:" اللهُمَّ اغْفِرْ لَهُمْ، وَارْحَمْهُمْ، وَبَارِكْ لَهُمْ فِيمَا رَزَقْتَهُمْ "(1).

17674 -

حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الزَّاهِرِيَّةِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُسْرٍ: أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَخْطُبُ النَّاسَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَقَالَ:" اجْلِسْ فَقَدْ آذَيْتَ وَآنَيْتَ "(2).

(1) صحيح، وهذا إسناد ضعيف، هشام بن يوسف -وهو السلمي الحمصي- روى عنه اثنان، وقال ابن معين: لا أعرفه، ومع ذلك ذكره ابن حبان في "الثقات". هشيم: هو ابن بشير.

وأخرجه ابن عساكر في ترجمة عبد الله بن بسر من "تاريخ دمشق" ص 443، والمزي في ترجمة هشام بن يوسف من "التهذيب" 30/ 269 - 270 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(294)، والطبراني في "الدعاء"(921)، وابن عساكر ص 441 - 442 من طريق هشيم بن بشير، به.

وسيأتي بنحوه من طريق ابن عبد الله بن بسر برقم (17675) و (17676)، ومن طريق صفوان بن عمرو برقم (17678)، ومن طريق يزيد ابن خمير بالأرقام (17683) و (17684) و (17695) ثلاثتهم عن عبد الله بن بسر.

وسيأتي من طريق ابن خمير، عن عبد الله بن بسر، عن بسر برقم (17696).

وأخرجه بنحوه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1354)، والنسائي في "الكبرى"(6900)، والطبراني في "الشاميين"(837)، وابن عساكر ص 442 من طريق محمد بن زياد الألهاني، عن ابن بسر.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو الزاهرية: هو حدير بن كريب =

ص: 221

17675 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُمَيْرٍ، عَنْ ابْنِ (1) عَبْدِ اللهِ بْنِ بُسْرٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَزَلَ فَذَكَرُوا وَطْبَةً (2) وَطَعَامًا وَشَرَابًا، فَكَانَ يَأْكُلُ التَّمْرَ، وَيَضَعُ النَّوَى عَلَى ظَهْرِ إِصْبِعَيْهِ، ثُمَّ يَرْمِي بِهِ، ثُمَّ قَامَ فَرَكِبَ بَغْلَةً لَهُ بَيْضَاءَ، فَأَخَذْتُ بِلِجَامِهَا، فَقُلْتُ يَا نَبِيَّ اللهِ، ادْعُ اللهَ لَنَا، فَقَالَ:" اللهُمَّ بَارِكْ لَهُمْ فِيمَا رَزَقْتَهُمْ، وَاغْفِرْ لَهُمْ، وَارْحَمْهُمْ "(3).

= الحضرمي الحمصي.

وسيأتي الحديث عن عبد الرحمن بن مهدي برقم (17697)، ويأتي تخريجه وشواهده هناك.

قوله: "آذيت"، أي: الناس بالتخطي.

"وآنيت" بالمد، أي: أخرت المجيء وأبطأت. قاله السندي.

(1)

لفظة "ابن" سقطت من (م)، وهي ثابتة في سائر النسخ، وفي: أطراف المسند"، لكن ضبب عليها في (ظ 13).

(2)

في (م) و (س) و (ص): رطبة.

(3)

صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال مسلم غير ابن عبد الله بن بسر، فقد جهله الذهبي وابن حجر، وذكر المزي في ترجمة عبد الله بن بسر من الرواة عنه ابنه يحيى، ولم نجد له ترجمة أيضاً. يزيد بن خمير: هو الرحبي الحمصي.

وأخرجه مسلم (2042) عن محمد بن المثنى، عن يحيى بن حماد، عن شعبة، عن ابن خمير، عن عبد الله بن بسر. لم يذكر ابن عبد الله.

وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(291) عن حميد بن زنجويه، عن يحيى بن حماد، عن شعبة، عن يزيد بن خمير، عن عبد الله بن بسر، عن =

ص: 222

17676 -

حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ ابْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُسْرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَتَانَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَدَّمَتْ إِلَيْهِ جَدَّتِي تَمْرًا تُعَلِّلُهُ (1)، وَطَبَخَتْ لَهُ، وَسَقَيْنَاهُمْ فَنَفِدَ الْقَدَحُ، فَجِئْتُ بِقَدَحٍ آخَرَ، وَكُنْتُ أَنَا الْخَادِمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَعْطِ الْقَدَحَ الَّذِي انْتَهَى إِلَيْهِ "(2).

17677 -

حَدَّثَنَا عِصَامُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَيُّوبَ الْحَضْرَمِيُّ، قَالَ:

= أبيه، فصار من مسند بسر.

وسيأتي كذلك برقم (17696) عن روح، عن شعبة، عن ابن خمير، عن عبد الله بن بسر، عن أبيه.

وسيأتي من طريق ابن خمير عن عبد الله بالأرقام (17683) و (17684) و (17695)، وهو المحفوظ.

وانظر ما سلف برقم (17673).

قوله: "وطبة" بالواو وإسكان الطاء: حَيْسٌ من تمر وأقِط وسمن.

(1)

في (م) و (ق): تقلله.

(2)

إسناد ضعيف لجهالة ابن عبد الله بن بسر، وباقي رجاله ثقات.

وأخرجه ابن عساكر في ترجمة عبد الله بن بسر من "تاريخه" ص 444 من طريق عبد الله بن وهب، عن معاوية بن صالح، أن ابن بسر قال: حدثني أبي قال. فذكره مطولاً. قلنا: ومعاوية بن صالح لم يدرك عبد الله بن بسر، فالإسناد منقطع.

قوله: "أعط القدح الذي إليه" قال السندي: على بناء الفاعل، أي: انتهى القدح الأول، أو على بناء المفعول، والمراد أن الذي خلص عنده القدح الأول، فأيِّده بالثاني.

ص: 223

حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ بُسْرٍ قَالَ: كَانَتْ أُخْتِي رُبَّمَا بَعَثَتْنِي بِالشَّيْءِ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم تُطْرِفُهُ إِيَّاهُ، فَيَقْبَلُهُ مِنِّي (1).

17678 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو (2)، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ بُسْرٍ الْمَازِنِيُّ، قَالَ: بَعَثَنِي أَبِي إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَدْعُوهُ إِلَى طَعَامٍ، فَجَاءَ مَعِي، فَلَمَّا دَنَوْتُ مِنَ الْمَنْزِلِ أَسْرَعْتُ، فَأَعْلَمْتُ أَبَوَيَّ فَخَرَجَا فَتَلَقَّيَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَرَحَّبَا بِهِ، وَوَضَعْنَا لَهُ قَطِيفَةً كَانَتْ عِنْدَنَا زِئْبِرِيَّةً (3) فَقَعَدَ عَلَيْهَا، ثُمَّ قَالَ أَبِي لِأُمِّي: هَاتِ طَعَامَكِ. فَجَاءَتْ بِقَصْعَةٍ فِيهَا دَقِيقٌ قَدْ عَصَدَتْهُ بِمَاءٍ وَمِلْحٍ، فَوَضَعْتُهُ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:" خُذُوا بِاسْمِ اللهِ مِنْ حَوَالَيْهَا، وَذَرُوا ذُرْوَتَهَا، فَإِنَّ الْبَرَكَةَ فِيهَا " فَأَكَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَكَلْنَا مَعَهُ، وَفَضَلَ مِنْهَا فَضْلَةٌ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اللهُمَّ اغْفِرْ لَهُمْ، وَارْحَمْهُمْ، وَبَارِكْ عَلَيْهِمْ، وَوَسِّعْ عَلَيْهِمْ فِي

(1) إسناده حسن من أجل الحسن بن أيوب الحضرمي.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/ 147 وعزاه للطبراني في "الكبير".

وسيأتي عن هشام بن سعيد برقم (17687)، وبنحوه عنه برقم (17688).

قوله: "تطرفه" قال السندي: بضم التاء وكسر الراء، أي: ترسل إليه الشيء الغريب، وتخصه به. وفي "القاموس": الطريف: الغريب من الثمر وغيره.

(2)

زاد في (م) بين أبي المغيرة وصفوان بن عمرو: صفوان بن أمية، وهو خطأ.

(3)

في (م) و (ق): زبيرته، وفي (س) و (ص): زبيرية، والمثبت من (ظ 13).

ص: 224

أَرْزَاقِهِمْ " (1).

17679 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ، حَدَّثَنَا أَزْهَرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُسْرٍ، قَالَ: لَقَدْ سَمِعْتُ حَدِيثًا مُنْذُ زَمَانٍ: إِذَا

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صفوان بن عمرو -وهو ابن هرم السكسكي- فمن رجال مسلم. أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن الحجاج الخولاني.

وأخرجه ابن عساكر في ترجمة عبد الله بن بسر ص 443 من طريق عبد الله ابن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه مختصراً الدارمي (2022)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1355)، والنسائي في "الكبرى"(6763)، وابن حبان (5299)، والطبراني في "الشاميين"(923) من طريق عيسى بن يونس، والطبراني أيضاً (923) من طريق يحيى بن عبد الله البابلتي، كلاهما عن صفوان بن عمرو، به.

وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة" 2/ 352، وابن أبي عاصم (1353)، والنسائي (6764)، والطبراني (1010) من طريق بقية بن الوليد، عن صفوان، عن أزهر بن عبد الله، عن عبد الله بن بسر، به. فزاد بقيةُ بين صفوان وعبد الله بن بسر أزهرَ، وهذا مخالف لرواية الجماعة.

وأخرجه بنحوه ابن عساكر ص 441 من طريق حفص بن عمر بن ثابت الأنصاري، عن عبد الله بن بسر.

وانظر (17673).

وفي باب: "خذوا بسم الله" عن سلمان الفارسي، سيأتي 5/ 438.

وفي باب الأكل من جوانب القصعة حديث ابن عباس، سلف برقم (2439).

قوله: "قطيفة" نسيج من القطن. "زئبرية" بكسر الزاي والباء، وضم الباء أيضاً: ذات وَبَر.

ص: 225

كُنْتَ فِي قَوْمٍ عِشْرِينَ رَجُلًا أَوْ أَقَلَّ أَوْ أَكْثَرَ فَتَصَفَّحْتَ فِي وُجُوهِهِمْ، فَلَمْ تَرَ فِيهِمْ رَجُلًا يُهَابُ فِي اللهِ، فَاعْلَمْ أَنَّ الْأَمْرَ قَدْ رَقَّ (1).

17680 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنَا حَسَّانُ بْنُ نُوحٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُسْرٍ قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَعْرَابِيَّانِ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا: مَنْ خَيْرُ الرِّجَالِ يَا مُحَمَّدُ؟ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ طَالَ عُمْرُهُ، وَحَسُنَ عَمَلُهُ " وَقَالَ الْآخَرُ: إِنَّ شَرَائِعَ الْإِسْلَامِ قَدْ كَثُرَتْ عَلَيْنَا، فَبَابٌ نَتَمَسَّكُ بِهِ جَامِعٌ؟ قَالَ:" لَا يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ اللهِ "(2).

(1) إسناده حسن، لكنه ليس بحديث نبوي كما توضحه رواية الطبراني، ورجال الإسناد ثقات رجال الصحيح غير أزهر بن عبد الله -وهو ابن جميع الحراني-، فقد روى له أبو داود والترمذي والنسائي، وهو صدوق حسن الحديث.

وأخرجه ابن عساكر في ترجمة عبد الله بن بسر ص 448 من طريق عبد الله ابن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني في "الشاميين"(1008) من طريق عيسى بن يونس، وبرقم (1009)، والبيهقي في "الشعب"(9078)، والذهبي في ترجمة بقية من "الميزان" 1/ 335 من طريق بقية بن الوليد، كلاهما عن صفوان بن عمرو، به. بلفظ: كان يقال:

فذكره.

(2)

إسناده صحيح. عمرو بن قيس: هو ابن ثور بن مازن الكندي.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(2289)، وفي "الدعاء"(1855)، وفي "الشاميين"(2544) من طريق علي بن عياش، بهذا الإسناد. والرواية الثانية =

ص: 226

17681 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا حَرِيزٌ، قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ بُسْرٍ الْمَازِنِيَّ صَاحِبَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: أَرَأَيْتَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، أَشَيْخًا كَانَ؟ قَالَ: كَانَ فِي عَنْفَقَتِهِ شَعَرَاتٌ بِيضٌ (1).

17682 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَرِيزٌ قَالَ:

= مختصرة.

وأخرجه مطولاً ومختصراً ابن المبارك في "الزهد"(935)، والبخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 416 تعليقاً، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1356)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(3556)، والطبراني في "الأوسط"(1464)، وفي "الشاميين"(1883) و (2546) و (2547)، وأبو نعيم في "الحلية" 6/ 111 - 112، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة"(1245) من طرق عن عمرو بن قيس، به.

وسيأتي برقم (17698).

وفي باب "خير الناس من طال عمره وحسن عمله" عن أبي هريرة، سلف برقم (7212)، وعن أبي بكرة، سيأتي 5/ 40.

وفي باب "لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله" عن معاذ بن جبل عند ابن حبان (819)، وانظر تتمة تخريجه فيه.

قوله: "باب" قال السندي: أي فالمطلوب منك باب، أي: عمل واحد جامع لجميع الشرائع غير الواجبات، أو بأن يكون سبباً للتوفيق لكلها، وتسهيلها على النفس.

"رطباً من ذكر الله" أي: متحركاً به، فإن الرطوبة سبب للحركة، واليبوسة تمنع عنها.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن حجاج الخولاني، وحريز: هو ابن عثمان، وانظر (17672).

ص: 227

قُلْتُ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ بُسْرٍ وَنَحْنُ غِلْمَانٌ لَا نَعْقِلُ الْعِلْمَ: أَشَيْخًا كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: كَانَ بِعَنْفَقَتِهِ شَعَرَاتٌ بِيضٌ (1).

17683 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُسْرٍ قَالَ: جَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى أَبِي فَنَزَلَ عَلَيْهِ، أَوْ قَالَ لَهُ أَبِي: انْزِلْ عَلَيَّ. قَالَ: فَأَتَاهُ بِطَعَامٍ وَحَيْسَةٍ وَسَوِيقٍ، فَأَكَلَهُ، وَكَانَ يَأْكُلُ التَّمْرَ وَيُلْقِي النَّوَى - وَصَفَ بِأُصْبُعَيْهِ السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى بِظَهْرِهِمَا - مِنْ فِيهِ، ثُمَّ أَتَاهُ بِشَرَابٍ، فَشَرِبَ ثُمَّ نَاوَلَهُ مَنْ عَنْ يَمِينِهِ، فَقَامَ فَأَخَذَ بِلِجَامِ دَابَّتِهِ، فَقَالَ: ادْعُ لِي، فَقَالَ:" اللهُمَّ بَارِكْ لَهُمْ فِيمَا رَزَقْتَهُمْ، وَاغْفِرْ لَهُمْ، وَارْحَمْهُمْ "(2).

17684 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي يَزِيدُ بْنُ خُمَيْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ بُسْرٍ قَالَ: نَزَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى أَبِي، أَوْ قَالَ أَبِي لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: انْزِلْ عَلَيَّ. قَالَ: فَنَزَلَ عَلَيْهِ، فَأَتَاهُ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر ما قبله.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يزيد بن خمير، فمن رجال مسلم. عفان: هو ابن مسلم.

وأخرجه مطولاً ومختصراً الطيالسي (1279)، وعبد بن حميد (507)، ومسلم (2042)، وأبو داود (3729)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" 2/ 425، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(292)، وابن حبان (5297)، و (5298)، والطبراني في "الدعاء"(920)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(476)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" ص 205، والبيهقي 7/ 274، وابن عساكر في ترجمة عبد الله بن بسر من "تاريخه" ص 442 - 443 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وانظر (17673).

ص: 228

بِطَعَامٍ أَوْ بِحَيْسٍ، قَالَ: فَأَكَلَ، ثُمَّ أَتَاهُ بِشَرَابٍ، قَالَ: فَشَرِبَ، قَالَ: ثُمَّ نَاوَلَ مَنْ عَنْ يَمِينِهِ، قَالَ: وَكَانَ إِذَا أَكَلَ أَلْقَى النَّوَاةَ - وَصَفَ (1) شُعْبَةُ: أَنَّهُ وَضَعَ النَّوَاةَ عَلَى السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى ثُمَّ رَمَى بِهَا - فَقَالَ لَهُ أَبِي: يَا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ اللهَ (2) لَنَا. فَقَالَ:" اللهُمَّ بَارِكْ لَهُمْ فِيمَا رَزَقْتَهُمْ، وَاغْفِرْ لَهُمْ، وَارْحَمْهُمْ "(3).

17685 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ - يَعْنِي ابْنَ جَابِرٍ -، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ زِيَادٍ، عَنِ ابْنَيْ بُسْرٍ السُّلْمَيَّيْنِ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَيْهِمَا، فَقُلْتُ: رَحِمَكُمَا (4) اللهُ، الرَّجُلُ مِنَّا يَرْكَبُ دَابَّتَهُ فَيَضْرِبُهَا بِالسَّوْطِ، وَيَكْفَحُهَا بِاللِّجَامِ، هَلْ سَمِعْتُمَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي ذَلِكَ شَيْئًا؟ قَالَا: لَا، مَا سَمِعْنَا مِنْهُ فِي ذَلِكَ شَيْئًا. فَإِذَا امْرَأَةٌ قَدْ نَادَتْ مِنْ جَوْفِ الْبَيْتِ: أَيُّهَا السَّائِلُ، إِنَّ اللهَ عز وجل يَقُولُ:{وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ، إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ} [الأنعام: 38] فَقَالَا: هَذِهِ أُخْتُنَا، وَهِيَ

(1) في (ظ 13): يصف.

(2)

في (م): ادع لنا.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يزيد بن خمير، فمن رجال مسلم. بهز: هو ابن أسد العمي.

وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(293) من طريق بهز بن أسد، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله.

(4)

في (م) ونسخة في (س): يرحمكما.

ص: 229

أَكْبَرُ مِنَّا، وَقَدْ أَدْرَكَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم (1).

17686 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الطَّالَقَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ حَسَّانَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ بُسْرٍ الْمَازِنِيَّ، يَقُولُ: تَرَوْنَ يَدِي هَذِهِ، فَأَنَا بَايَعْتُ بِهَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" لَا تَصُومُوا يَوْمَ السَّبْتِ إِلَّا فِيمَا افْتُرِضَ عَلَيْكُمْ "(2).

(1) إسناده صحيح. عيسى بن يونس: هو ابن أبي إسحاق السبيعي، وعبيد الله بن زياد: هو البكري الدمشقي، وابنا بسر: هما عبد الله وعطية، وأختهما: هي الصماء.

وهذا الحديث تفرد بإخراجه الإمام أحمد.

قوله: "يكفحها" قال السندي: من كفح كمنع إذا جذب.

"إلا أمم أمثالكم" أي: فلا يجوز للإنسان أن يؤذي غيره، كما لا يجوز له أن يؤذي أحداً من نوعه.

(2)

هذا الحديث رجاله ثقات إلا أنه أُعِل بالاضطراب والمعارضة. يحيى ابن حسان: هو البكري الفلسطيني.

وأخرجه الخطيب البغدادي في "تاريخه" 6/ 24 من طريق عبد الله بن أحمد ابن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (17690)، وابن عساكر في ترجمة عبد الله بن بسر من "تاريخه" ص 445 عن علي بن عياش، والنسائي في "الكبرى"(2759)، والدولابي في "الكنى" 2/ 118، وابن قانع 2/ 81، وابن حبان (3615)، وابن عساكر ص 444 - 445 و 445 من طريق مبشر بن إسماعيل، كلاهما عن حسان ابن نوح، عن عبد الله بن بسر. وخالفهما أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج، فأخرجه من طريقه الروياني في "مسنده" عن حسان بن نوح عن أبي أمامة. =

ص: 230

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وتابعه عن أبي أمامة عبد الله بن دينار البهراني، لكنه ضعيف، أخرجه الطبراني في "الكبير"(7722) من طريقه.

وأخرجه عبد بن حميد (508)، وابن ماجه (1726)، والنسائي (2761)، وأبو نعيم في "الحلية" 5/ 218 من طريق عيسى بن يونس، وتمام في "الفوائد"(655) من طريق عتبة بن السكن، كلاهما عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن عبد الله بن بسر. وعتبة بن السكن وإن كان ضعيفاً يعتبر به.

وتابع ثوراً عليه عامر بن جَشِيب عند النسائي (2766)، والطبراني في "الشاميين"(1850) من طريق بقية، والطبراني (1850) من طريق يحيى بن حمزة الدمشقي، كلاهما عن الزبيدي، عن لقمان، عن عامر بن جشيب، به. وكلا الطريقين فيه مقال.

وخالف جمعٌ عيسى بنَ يونس وعتبةَ بن السكن فرووه عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن عبد الله بن بسر، عن أخته الصماء، فأخرجه أحمد 6/ 368، والدارمي (1749)، وأبو داود (2421)، وابن ماجه (1726)، والترمذي (744)، والنسائي في "الكبرى"(2762) و (2763) و (2764)، وابن خزيمة (2163)، والطحاوي 2/ 80، والطبراني في "الكبير" 24/ (818) و (819) و (820) و (821)، والحاكم 1/ 435، وتمام (653)، والبيهقي 4/ 302، والبغوي (1806) من طرق ثمانية، عن ثور بن يزيد، به.

وتابع ثوراً لقمان بن عامر، فأخرجه أحمد 6/ 368، والطبراني في "الشاميين"(1591) من طريق إسماعيل بن عياش، عن محمد بن الوليد الزبيدي، عن لقمان، عن خالد، عن عبد الله بن بسر، عن أخته الصماء.

وأخرجه النسائي (2765) من طريق بقية، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن =

ص: 231

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= معدان، عن عبد الله بن بسر، عن عمته الصماء. قلنا: بقية ضعيف وقد خالف جمهور الرواة عن ثور في جعلها عمة عبد الله بن بسر، وخالف أيضاً إسماعيل ابن عياش فرواه النسائي أيضاً (2769) من طريقه عن الزبيدي، عن لقمان، عن خالد بن معدان، عن عبد الله بن بسر، عن خالته الصماء.

وخالف أيضاً جمهور الرواة عن ثور بن يزيد: عبد الله بن يزيد بن راشد الدمشقي المقرئ، فرواه تمام في "فوائده"(654) من طريقه عن خالد بن معدان، عن عبد الله بن بسر، عن أمه. قلنا: وعبد الله بن يزيد هذا ظنه الشيخ ناصر الألباني في "الإرواء" هو عبد الله بن يزيد المقرئ المكي، وهذا الأخير كنيته أبو عبد الرحمن، والأول كنيته أبو بكر. وقال عنه أبو حاتم: شيخ، ونقل عن دحيم أنه وصفه بالصدق والستر، فمثله لا تحتمل روايته عند المخالفة.

وأخرجه النسائي (2771) من طريق داود بن عبيد الله، عن خالد بن معدان، عن عبد الله بن بسر، عن أخته الصماء، عن عائشة. قلنا: داود مجهول.

وأخرجه النسائي (2768) تعليقاً، والطبراني في "الشاميين"(1875)، وفي "الكبير"(1191) من طريق عبد الله بن سالم الأشعري، عن الزبيدي، عن الفُضيل بن فضالة الهوزني، عن خالد بن معدان، عن عبد الله بن بسر، عن أبيه، وقال عبد الله بن بسر: فإن شككتم فاسألوا أُختي، فمشى إليها خالد بن معدان فسألها عما قال عبد الله فحدثته بذلك.

وأخرجه النسائي (2767)، والطبراني في "الكبير" 24/ (822) من طريق محمد بن حرب، عن الزبيدي، عن فضيل بن فضالة، عن عبد الله بن بسر، عن خالته الصماء.

وأخرجه النسائي (2760)، وابن خزيمة (2164)، والطبراني في "الكبير" 24/ (816) و (817)، والبيهقي 4/ 302 من طريق معاوية بن صالح، عن ابن عبد الله بن بسر، عن أبيه، عن عمته الصماء. قال الحافظ في "التلخيص" =

ص: 232

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= 2/ 216: وهذا التلون في الحديث الواحد بالإسناد الواحد مع اتحاد المخرج يُوهِنُ راويه، ويُنبئ بقلة ضبطه، إلا أن يكون من الحفاظ المكثرين المعروفين بجمع طرق الحديث، فلا يكون ذلك دالاً على قلة ضبطه، وليس الأمر هنا كذا، بل اختلف فيه أيضاً على الراوي عن عبد الله بن بسر أيضاً.

وقال الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 81: ولقد أنكر الزهري حديث الصماء في كراهة صوم يوم السبت، ولم يعده من حديث أهل العلم بعد معرفته به، ثم ساق بإسناده عن الليث بن سعد قال: سئل الزهري عن صوم يوم السبت فقال: لا بأس به، فقيل له: فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في كراهته، فقال: ذاك حديث حمصي، فلم يَعُدَّه الزهري حديثاً يقال به، وضعفه.

وجاء في "الفروع" 3/ 123 - 124 لابن مفلح: قال الأثرم، قال أبو عبد الله: قد جاء فيه حديث الصماء وكان يحيى بن سعيد يتقيه، وأبى أن يحدثني به. قال الأثرم: وحجة أبي عبد الله في الرخصة في صوم يوم السبت أن الأحاديث كلها مخالفة لحديث عبد الله بن بسر، منها حديث أم سلمة.

قال ابن مفلح: واختار شيخنا (يعني شيخ الإسلام ابن تيمية) أنه لا يُكره، وأنه قول أكثر العلماء، وأنه الذي فهمه الأثرم من روايتهم، وأنه لو أريد إفراده لما دخل الصوم المفروض ليستثنى، فالحديث شاذ أو منسوخ.

قلنا: والحديث يعارضه أحاديث: الأول: حديث جويرية بنت الحارث عند البخاري (1986)، وسيأتي 6/ 324 و 430، ولفظه: أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على جويرية يوم الجمعة وهي صائمة، فقال:"أصمتِ أمسِ؟ " قالت: لا. قال: تريدين أن تصومي غداً؟ " قالت: لا. قال: "فأفطري".

قال البيهقي 4/ 303: في حديث جويرية هذا ما دلَّ على جواز صوم يوم السبت، وكأنه أراد بالنهي تخصيصه بالصوم على طريق التعظيم له.

والثاني: حديث أبي هريرة عند البخاري (1985)، ومسلم (1144)، وسلف في مسنده برقم (10424) رفعه: "لا يصوم أحدكم يوم الجمعة إلا يوماً =

ص: 233

17687 -

حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعِيدٍ أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَيُّوبَ الْحَضْرَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ بُسْرٍ صَاحِبُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: كَانَتْ أُخْتِي تَبْعَثُنِي إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالْهَدِيَّةِ فَيَقْبَلُهَا (1).

17688 -

حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ أَيُّوبَ الْحَضْرَمِيُّ، قَالَ:

= قبله أو بعده".

والثالث: حديث أم سلمة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر ما كان يصوم من الأيام يوم السبت والأحد، وكان يقول:"إنهما عيدان للمشركين، وأنا أريد أن أخالفهم". صححه ابن خزيمة (2167)، وابن حبان (3616)، وسيأتي في "المسند" 6/ 323 - 324.

والرابع: حديث جنادة بن أبي أمية عند النسائي في "الكبرى"(2773) و (2774) أنهم دخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرب إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم طعاماً يوم جمعة، فقال:"كلوا". قالوا: صيام. قال: "صمتم أمسِ؟ " قالوا: لا. قال: "فصائمون غداً؟ " قالوا: لا. قال: "فأفطروا". وصححه الحافظ في "الفتح" 4/ 234.

وقال الطحاوي 2/ 80: ففي هذه الآثار المروية في هذا، إباحة صوم يوم السبت تطوعاً، وهي أشهر وأظهر في أيدي العلماء من هذا الحديث الشاذ الذي قد خالفها. ثم قال: وقد يجوز عندنا -والله أعلم- إن كان ثابتاً أن يكون إنما نُهي عن صومه، لئلا يعظم بذلك، فيمسك عن الطعام والشراب والجماع فيه، كما يفعل اليهود. فأما من صامه لا لإرادة تعظيمه ولا لما تريد اليهود بتركها السعي فيه، فإن ذلك غير مكروه.

(1)

إسناده حسن من أجل الحسن بن أيوب الحضرمي.

وأخرجه ابن عساكر في ترجمة عبد الله بن بسر ص 444 من طريق عبد الله ابن أحمد ابن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وانظر (17677).

ص: 234

حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ بُسْرٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقْبَلُ الْهَدِيَّةَ، وَلَا يَقْبَلُ الصَّدَقَةَ (1).

17689 -

حَدَّثَنَا عِصَامُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَسَنُ بْنُ أَيُّوبَ الْحَضْرَمِيُّ، قَالَ: أَرَانِي عَبْدُ اللهِ بْنُ بُسْرٍ شَامَةً فِي قَرْنِهِ، فَوَضَعْتُ إِصْبُعِي عَلَيْهَا، فَقَالَ: وَضَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِصْبُعَهُ عَلَيْهَا، ثُمَّ قَالَ:" لَتَبْلُغَنَّ قَرْنًا ". قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ: وَكَانَ ذَا جُمَّةٍ (2).

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن كسابقه. وانظر ما قبله.

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (8714).

وعن معاوية بن حيدة، سيأتي 5/ 5.

وعن سلمان الفارسي، سيأتي 5/ 437.

(2)

إسناده حسن من أجل الحسن بن أيوب الحضرمي.

وأخرجه ابن عساكر في ترجمة عبد الله بن بسر من "تاريخ دمشق" ص 446 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه الدولابي في "الكنى" 2/ 55 عن عمران بن بكار، عن عصام بن خالد، به.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1343) من طريق محمد بن شعيب بن شابور، عن الحسن بن أيوب، به.

وأخرجه مطولاً ومختصراً الحاكم 2/ 549 و 4/ 500، والبيهقي في "الدلائل" 6/ 503، وابن عساكر ص 446 من طريق محمد بن زياد الألهاني، والحاكم 4/ 500، وابن عساكر ص 447 من طريق محمد بن القاسم الحمصي، كلاهما عن عبد الله بن بسر، به. وزادوا: فعاش مئة سنة.

وأخرج ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1337) من طريق بقية، عن صفوان بن عمرو، قال: رأيت عبد الله بن بسر أكثر من خمسين مرة له جمة، =

ص: 235

17690 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَسَّانُ بْنُ نُوحٍ، حِمْصِيٌّ، قَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ بُسْرٍ يَقُولُ: تَرَوْنَ كَفِّي هَذِهِ، فَأَشْهَدُ أَنِّي وَضَعْتُهَا عَلَى كَفِّ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم وَنَهَى عَنْ صِيَامِ يَوْمِ السَّبْتِ إِلَّا فِي فَرِيضَةٍ، وَقَالَ:" إِنْ لَمْ يَجِدْ أَحَدُكُمْ إِلَّا لِحَاءَ شَجَرَةٍ، فَلْيُفْطِرْ عَلَيْهِ "(1).

17691 -

حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، حَدَّثَنِي بَحِيرُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ ابْنِ أَبِي بِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُسْرٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" بَيْنَ الْمَلْحَمَةِ وَفَتْحِ الْمَدِينَةِ سِتُّ سِنِينَ، وَيَخْرُجُ مَسِيحٌ الدَّجَّالُ فِي السَّابِعَةِ "(2).

* 17692 - حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى - قَالَ عَبْدُ اللهِ وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنَ

= لم أر عليه قلنسوة ولا عمامة في شتاء ولا صيف.

(1)

رجاله ثقات، لكنه مُعَلٌّ. وسلف الكلام عليه مفصلاً برقم (17686).

(2)

إسناده ضعيف لضعف بقية -وهو ابن الوليد- ولجهالة ابن أبي بلال -واسمه عبد الله-، فقد تفرد بالرواية عنه خالد بن معدان، ومع ذلك فقد وثقه العجلي وابن حبان! حيوة بن شريح: هو ابن يزيد الحضرمي.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 8/ 431، وأبو داود (4296)، والطبراني في "مسند الشاميين "(1179) من طريق حيوة بن شريح، بهذا الإسناد، ولفظ الطبراني:"تكون الفتن ست سنين، ويخرج المسيح الدجال في السابعة".

وأخرجه أبو عمرو الداني في "الفتن"(488) و (613) و (614) من طريقين، عن بقية، به.

وأخرجه ابن ماجه (4093) عن سويد بن سعيد، عن بقية، عن بحير بن سعد، عن خالد بن أبي بلال، عن عبد الله بن بسر. قال المزي في "التحفة" 4/ 294: كذا عنده، وهو وهم، والصواب الأول -يعني رواية أبي داود-.

ص: 236

الْحَكَمِ -، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ - يَعْنِي ابْنَ عَيّاشٍ - قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحِمْيَريُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُسْرٍ الْمَازِنِيِّ صَاحِبِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَتَى بَيْتَ قَوْمٍ، أَتَاهُ مِمَّا يَلِي جِدَارَهُ، وَلَا يَأْتِيِ (1) مُسْتَقْبِلًا بَابَهُ (2).

17693 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَفْوَانُ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ خُمَيْرٍ الرَّحَبِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُسْرٍ الْمَازِنِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" مَا مِنْ أُمَّتِي مِنْ أَحَدٍ إِلَّا أَنَا (3) أَعْرِفُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " قَالُوا: وَكَيْفَ تَعْرِفُهُمْ يَا رَسُولَ اللهِ فِي كَثْرَةِ الْخَلَائِقِ؟ قَالَ: " أَرَأَيْتَ لَوْ دَخَلْتَ صُبْرَةً فِيهَا خَيْلٌ دُهْمٌ بُهْمٌ، وَفِيهَا فَرَسٌ أَغَرُّ مُحَجَّلٌ، أَمَا كُنْتَ تَعْرِفُهُ مِنْهَا؟ " قَالَ: بَلَى. قَالَ: " فَإِنَّ أُمَّتِي يَوْمَئِذٍ غُرٌّ مِنَ السُّجُودِ، مُحَجَّلُونَ مِنَ الْوُضُوءِ "(4).

(1) في (م) و (س) و (ص): يأتيه.

(2)

إسناده حسن. محمد بن عبد الرحمن الحميري: هو ابن عرق اليحصبي. وسيأتي من طريق بقية بن الوليد عن محمد بن عبد الرحمن برقم (17694)، ويأتي تخريجه هناك.

قوله: "ولا يأتي مستقبلاً بابه"، قال السندي: تحرزاً عن وقوع النظر على عوراتهم إذ لم يكن للأبواب ستور يومئذ.

(3)

في (م): وأنا.

(4)

إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن الحجاج الخولاني، وصفوان: هو ابن عمرو السكسكي. =

ص: 237

* 17694 - حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى - قَالَ: عَبْدُ اللهِ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنَ الْحَكَمِ - قَالَ: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، قَالَ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْيَحْصَبِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ بُسْرٍ صَاحِبَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا جَاءَ الْبَابَ يَسْتَأْذِنُ، لَمْ يَسْتَقْبِلْهُ، يَقُولُ: يَمْشِي مَعَ الْحَائِطِ حَتَّى يَسْتَأْذِنَ فَيُؤْذَنَ لَهُ، أَوْ يَنْصَرِفَ (1).

= وأخرجه الطبراني في "الشاميين"(995) عن أبي المغيرة، بهذا الإسناد.

وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/ 330، والطبراني (995) من طريق أبي اليمان الحكم بن نافع، والترمذي في "سننه"(607) من طريق الوليد بن مسلم، كلاهما عن صفوان بن عمرو، به. رواية الترمذي مختصرة بلفظ:"أمتي يوم القيامة غرٌّ من السجود، محجلون من الوضوء". وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه من حديث عبد الله بن بسر.

وفي الباب عن ابن مسعود، سلف برقم (3820)، وذكرت شواهده هناك.

قال السندي: قوله: "صبرة" بضم صاد أو كسرها، وسكون موحدة: ناحية.

"دهم"، بضم فسكون، أي: سود.

"بهم" بضم فسكون، أي: خالصة السواد.

(1)

إسناده حسن، وبقية -وهو ابن الوليد- قد صرح بالتحديث، ثم هو متابع.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(1078)، وأبو داود (5186)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/ 351، والبيهقي في "السنن الكبرى" 8/ 339 من طرق عن بقية، به.

وأخرجه البيهقي في "الشعب"(8822)، وفي "الآداب"(251) من طريق عثمان بن سعيد بن كثير، وفي "الشعب"(8823) من طريق يحيى بن سعيد العطار، كلاهما عن محمد بن عبد الرحمن، به.

وانظر (17692).

قال السندي: قوله: "يقول"، أي: يريد بهذا الكلام. =

ص: 238

17695 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُسْرٍ قَالَ: نَزَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى أَبِي، قَالَ: فَقَرَّبْنَا لَهُ طَعَامًا وَوَطْبَةً (1)، فَأَكَلَ مِنْهَا، ثُمَّ أُتِيَ بِتَمْرٍ، فَكَانَ يَأْكُلُهُ وَيُلْقِي النَّوَى بِأُصْبُعَيْهِ يَجْمَعُ السَّبَّابَةَ وَالْوُسْطَى - قَالَ شُعْبَةُ: هُوَ ظَنِّي وَهُوَ فِيهِ إِنْ شَاءَ اللهُ - ثُمَّ أُتِيَ بِشَرَابٍ فَشَرِبَهُ، ثُمَّ نَاوَلَهُ الَّذِي عَنْ يَمِينِهِ، قَالَ: فَقَالَ أَبِي - وَأَخَذَ بِلِجَامِ دَابَّتِهِ -: ادْعُ اللهَ لَنَا، قَالَ:" اللهُمَّ بَارِكْ لَهُمْ فِيمَا رَزَقْتَهُمْ، وَاغْفِرْ لَهُمْ، وَارْحَمْهُمْ "(2).

17696 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُمَيْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ بُسْرٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم زَارَهُمْ فَذَكَرَ مَعْنَى حَدِيثِ ابْنِ جَعْفَرٍ (3).

17697 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ - يَعْنِي ابْنَ صَالِحٍ -، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ، قَالَ:

= "مع الحائط"، أي: مقروناً معه لا يفارقه إلى الباب.

(1)

المثبت من (ظ 13)، وفي (م) وباقي النسخ: ورطبة.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يزيد بن خمير، فمن رجال مسلم.

وأخرجه مسلم (2042)، والترمذي (3576) عن محمد بن المثنى، عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وانظر (17675).

(3)

إسناده صحيح، لكن ذكر بسر والد عبد الله في الإسناد غير محفوظ، فقد رواه جمع من طريق شعبة، بدون ذكر بسر كما ذكرنا ذلك في الرواية (17683). وانظر (17675).

ص: 239

كُنْتُ جَالِسًا مَعَ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُسْرٍ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَجَاءَ رَجُلٌ يَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ، وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ، فَقَالَ:" اجْلِسْ فَقَدْ آذَيْتَ، وَآنَيْتَ "(1).

17698 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ - يَعْنِي ابْنَ صَالِحٍ -، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ بُسْرٍ يَقُولُ: جَاءَ أَعْرَابِيَّانِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ أَحَدُهُمَا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ؟ قَالَ:" مَنْ طَالَ عُمْرُهُ، وَحَسُنَ عَمَلُهُ " وَقَالَ الْآخَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ شَرَائِعَ الْإِسْلَامِ قَدْ كَثُرَتْ عَلَيَّ، فَمُرْنِي بِأَمْرٍ أَتَثَبَّتُ (2) بِهِ. فَقَالَ: " لَا يَزَالُ

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو الزاهرية: هو حدير بن كريب الحضرمي الحمصي.

وأخرجه ابن خزيمة في "صحيحه"(1811)، والحاكم 1/ 288 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وقال الأخير: صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه أبو داود في "السنن"(1118)، والنسائي 3/ 103، وابن الجارود في "المنتقى"(294)، والطحاوي 1/ 366، وابن حبان (2790)، والطبراني في "الشاميين"(1953)، والبيهقي 3/ 231 من طرق عن معاوية بن صالح، به. وانظر (17674).

وفي الباب عن جابر عند ابن ماجه (1115)، دهإسناده لا بأس به في الشواهد.

وانظر الحديث السالف في "المسند" برقم (15447).

(2)

في (ص) وهامشي (ظ 13) و (س): أتشبث.

ص: 240

لِسَانُكَ رَطْبًا مِنَ ذكر (1) اللهِ" (2).

17699 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ بُسْرٍ صَاحِبَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: كَانَ (3) النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم شَيْخًا؟ قَالَ: كَانَ أَشَبَّ مِنْ ذَلِكَ، وَلَكِنْ كَانَ فِي لِحْيَتِهِ - وَرُبَّمَا قَالَ فِي عَنْفَقَتِهِ - شَعَرَاتٌ بِيضٌ (4).

(1) المثبت من (ظ 13) و (ق)، وفي (م) وبقية النسخ: بذكر الله.

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير عمرو بن قيس، فمن رجال أصحاب السنن، وهو ثقة.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 9/ 51 من طريق عبد اللأ بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه مطولاً ومختصراً ابن أبي شيبة 10/ 301 و 13/ 457، وعبد بن حميد (509)، وابن ماجه (3793)، والترمذي (2329) و (3375)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1357)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 81، وابن حبان (814)، والطبراني في "الدعاء"(1854)، وفي "الشاميين"(2008) و (2545)، والحاكم 1/ 495، والبيهقي في "السنن" 3/ 371، وفي "الشعب"(515) من طرق عن معاوية بن صالح، بهذا الإسناد. وانظر (17680).

(3)

في (م): قال: أكان.

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (17672).

ص: 241

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

(*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: جاء في ج 39 ص 587، 588 ما يلي، فأثبتناه هنا في موضعه المناسب:

[ج 39، ص 587]:

سقط من (م) والنسخ الخطية في مسند عبد الله بن بسر المازني السالف في الجزء التاسع والعشرين (17672 - 17699) الحديثُ الآتي، واستدركناه من "أطراف المسند" 2/ 688 وبعض المصادر:

حدثنا أبو المغيرةِ، حدثنا صفوان بن عمرو، حدثنا يزيد بن خُمير قال: خرج عبدُ الله بن بُسْر صاحبُ النبي صلى الله عليه وسلم مع الناسِ يومَ عيدِ فِطْرٍ أو أَضْحى، فأنكرَ إبطاءَ الإمام، وقال: إنْ كنَّا مع النبي صلى الله عليه وسلم قد فَرَغْنا ساعتَنا هذه، وذلك حين التسبيحِ.

قلنا: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم، وهو في "تغليق التعليق" للحافظ ابن حجر 2/ 375 - 376 من طريق ابن الحصين، عن ابن المُذهِب، عن أحمد بن جعفر القطيعي، عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وصححه الحافظ.

وأخرجه الحاكم 1/ 295، وعنه البيهقي في "السنن" 3/ 282 عن أحمد بن جعفر القطيعي، عن عبد الله بن أحمد، عن أبيه، به.

وأخرجه أبو داود (1135) عن أحمد بن حنبل، به.

وأخرجه الحافظ في "التغليق" 2/ 376 من طريق أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة، عن أبي المغيرة، به.

وأخرجه ابن ماجه (1317)، والطبراني في "مسند الشاميين"(997) من طريق إسماعيل بن عياش، والفريابي في "أحكام العيدين"(35) و (36)، وابن حجر في "التغليق" 2/ 376 من طريق أبي اليمان، كلاهما عن صفوان بن عمرو، به- وليس فيه التصريح برفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

[ج 39، ص 588]:

قوله: "وذلك حين التسبيح" قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 2/ 457: أي: وقت صلاة السُّبْحة، وهي النافلة، وذلك إذا مضى وقت الكراهة، وفي رواية صحيحة للطبراني (يعني في "المعجم الكبير"): وذلك حين تسبيح الضحى.

ص: 241

‌حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ الزُّبَيْدِيِّ

(1)

17700 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ - يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ -، عَنْ يَزِيدَ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي حَبِيبٍ - أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ الْحَارِثِ الزُّبَيْدِيَّ يَقُولُ: أَنَا أَوَّلُ مَنْ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَا يَبُولُ أَحَدُكُمْ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ "، وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ حَدَّثَ النَّاسَ بِذَلِكَ (2).

(1) قال السندي: عبد الله بن الحارث بن جزء، بجيم مفتوحة ثم زاي معجمة ساكنة ثم همزة، له صحبة، سكن مصر، ماتَ سنة ست وثمانين بعد أن عمي، وقيل غير ذلك، وهو آخر من مات بمصر من الصحابة.

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه، فقد روى له أبو داود والترمذي وابن ماجه.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 151، وابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص 299، وابن ماجه (317)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2485)، والطحاوي 4/ 232، وابن قانع 2/ 86، والطبراني في "الأوسط"(6496)، وأبو نعم في "الحلية" 7/ 326 من طرق عن الليث، بهذا الإسناد، ولفظ بعضهم: لا يبولَنَّ، وهو الجادَّة، وسيأتي بهذا اللفظ (17715).

وأخرجه الطحاوي 4/ 232، والطبراني في "الأوسط"(6496) من طرق عن يزيد بن أبي حبيب، به.

وسيأتي بالأرقام (17701) و (17707) و (17715).

وسيأتي من طريق سليمان بن زياد برقم (17703)، ومن طريق عبيد الله ابن المغيرة برقم (17708) كلاهما عن عبد الله بن الحارث.

وأخرجه الطحاوي 4/ 332 من طريق ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب، عن جبلة بن رافع، عن عبد الله بن الحارث، به. وابن لهيعة سيئ الحفظ =

ص: 242

17701 -

حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ - يَعْنِي ابْنَ جَعْفَرٍ -، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ الزُّبَيْدِيِّ، قَالَ: أَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَنْهَى أَنْ يَبُولَ أَحَدٌ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ، فَخَرَجْتُ إِلَى النَّاسِ فَأَخْبَرْتُهُمْ (1).

17702 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ الزُّبَيْدِيِّ، قَالَ: أَكَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم شِوَاءً فِي الْمَسْجِدِ، فَأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَأَدْخَلْنَا أَيْدِيَنَا فِي الْحَصَى، ثُمَّ قُمْنَا نُصَلِّي، وَلَمْ نَتَوَضَّأْ (2).

= وأخرجه ابن عبد الحكم ص 299، والطحاوي 4/ 233، وابن قانع 2/ 86 من طرق عن الليث، عن سهل بن ثعلبة، عن عبد الله بن الحارث. وسهل هذا جهله أبو حاتم. وعند ابن قانع وقع اسمه مقلوباً: ثعلبة بن سهل!

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7368)، وذكرنا شواهده هناك.

(1)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير صحابيه.

وأخرجه عبد بن حميد (487)، والطحاوي 4/ 232، وابن قانع 2/ 86 من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله.

(2)

صحيح، ابن لهيعة -وإن كان ضعيفاً- قد روى عنه هذا الحديث قتيبة ابن سعيد، وروايته عنه صالحة، ثم هو قد توبع، وباقي رجال الإسناد ثقات. حسن: هو ابن موسى الأشيب.

وأخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص 299 - 300، والترمذي في "الشمائل"(166)، وابن ماجه (3311)، وأبو يعلى (1541)، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 66، والبغوي (2847) من طرق عن ابن لهيعة، بهذا =

ص: 243

17703 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ زِيَادٍ الْحَضْرَمِيُّ

= الإسناد. ورواية قتيبة عند الترمذي -ومن طريقه البغوي- مختصرة بلفظ: أكلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم شواء في المسجد.

وأخرجه ابن ماجه (3300)، وابن حبان (1657) من طريق عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن سليمان بن زياد، عن عبد الله بن الحارث قال: كنا نأكل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد الخبز واللحم. وإسناده جيد.

وسيأتي برقم (17709) من طريق سليمان بن زياد، وقرن به خالد بن أبي عمران، وبنحوه برقم (17705) من طريق عقبة بن مسلم، ثلاثتهم عن عبد الله ابن الحارث.

وأخرج ابن عبد الحكم ص 300، وأبو داود (193) من طريق عبيد بن ثمامة، عن عبد الله بن الحارث قال: لقد رأيتني سابع سبعة أو سادس ستة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في دار رجل، فمرَّ بلال، فناداه بالصلاة، فخرجنا، فمررنا برجل وبُرْمته على النار، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أطابت بُرْمتك؟ " قال: نعم بأبي أنت وأمي، فتناول منها بضعة فلم يزل يعلكها حتى أحرم بالصلاة وأنا أنظر إليه. وإسناده ضعيف.

وفي باب عدم الوضوء مما مست النار حديث أبي هريرة السالف برقم (9049).

وحديث جابر السالف برقم (14262).

قوله: "شواء" قال السندي: بكسر الشين المعجمة، أي: لحماً مشوياً.

"في الحصى" أي: نمسحها بها للتنظيف، والحديث يدل على جواز مسح اليد ونحوه بحصى المسجد.

"ولم نتوضأ" فعلم أنه لا يجب غسل اليد والفم بأكل ما مسته النار فضلاً عن الوضوء بتمامه.

ص: 244

أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ الزُّبَيْدِيَّ صَاحِبَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: نَهَانَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَبُولَ أَحَدُنَا مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ (1).

17704 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ (2) بْنِ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَكْثَرَ تَبَسُّمًا مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (3).

(1) صحيح، ابن لهيعة -وإن كان ضعيفاً- قد توبع.

وأخرجه ابن عبد الحكم ص 299 من طريق عبد الله بن عبد الحكم وعثمان ابن صالح، كلاهما عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد.

وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة" 2/ 496، وابن حبان (1419) من طريق غوث بن سليمان بن زياد، وابن عبد الحكم ص 299 من طريق عُرابي ابن معاوية، كلاهما عن سليمان بن زياد، به. مطولاً.

وانظر ما سلف برقم (17700).

(2)

المثبت من (ظ 14) و"أطراف المسند" 2/ 700، وفي (م) وبقية النسخ: عبد الله، مكبر، وهو خطأ.

(3)

حديث حسن، ابن لهيعة -وإن كان سيئ الحفظ- قد روى عنه هذا الحديث عبد الله بن المبارك وعبد الله بن المقرئ، وروايتهما عنه صالحة، وباقي رجال الإسناد ثقات. حسن: هو ابن موسى الأشيب، وعبيد الله بن المغيرة: هو ابن معيقيب.

وأخرجه ابن المبارك في "الزهد"(145)، وابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص 300، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/ 497، والترمذي في "السنن"(3641)، وفي "الشمائل"(227)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" ص 30 و 85، والبيهقي في "الشعب"(8047) من طرق عن ابن لهيعة، بهذا =

ص: 245

* 17705 - حَدَّثَنَا هَارُونُ - قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ هَارُونَ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُقْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ الزُّبَيْدِيِّ، قَالَ: كُنَّا يَوْمًا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الصُّفَّةِ، فَوُضِعَ لَنَا طَعَامٌ، فَأَكَلْنَا، ثُمَّ أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَصَلَّيْنَا وَلَمْ نَتَوَضَّأْ (1).

* 17706 - حَدَّثَنَا هَارُونَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَيْوَةُ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ التُّجِيبِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ الزُّبَيْدِيَّ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ وَبُطُونِ الْأَقْدَامِ مِنَ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. قَالَ: عَبْدُ اللهِ: وَلَمْ يَرْفَعْهُ.

= الإسناد. وعند أبي الشيخ من طريق عبد الله بن يزيد المقرئ وهو وابن المبارك ممن تقبل روايته عن ابن لهيعة.

وأخرجه ابن عبد الحكم ص 300 عن طلق بن السمح، عن نافع بن يزيد، عن عبيد الله بن المغيرة، به. قلنا: طلق بن السمح جهله أبو حاتم.

وسيأتي برقم (17713) و (17714).

وأخرجه الترمذي في "السنن"(3642)، وفي "الشمائل"(228) من طريق يزيد بن أبي حبيب، عن عبد الله بن الحارث، قال: ما كان ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا تبسماً. وهو بهذا اللفظ صحيح.

وفي الباب عن عائشة عند مسلم (899)(16)، وسيأتي 6/ 66.

(1)

إسناده صحيح. هارون: هو ابن معروف. وانظر ما سلف برقم (17702).

ص: 246

قَالَ عَبْدُ اللهِ (1): وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ هَارُونَ (2).

17707 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ الْحَارِثِ الزُّبَيْدِيَّ يَقُولُ: أَنَا أَوَّلُ مَنْ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَا يَبُولُ أَحَدُكُمْ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ "، وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ حَدَّثَ النَّاسَ بِذَلِكَ (3).

17708 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ (4) بْنِ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ الزُّبَيْدِيُّ، قَالَ (5): رَأَيْتُ

(1) هو عبد الله ابن الإمام أحمد.

(2)

إسناده صحيح لكنه موقوف، وسيأتي مرفوعاً برقم (17710) ويأتي تخريجه وشواهده هناك.

تنبيه: جاء بعد هذا الحديث في (م) و (س) و (ص) الحديث الآتي برقم (17710)، وكتب عليه في (س): مكرر، ولم يرد في كل من (ظ 13) و (ق) في هذا الموضع، ولذلك حذفناه.

(3)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه. وانظر (17700).

(4)

المثبت من (ظ 13) و"أطراف المسند" 2/ 699، وفي (م) وبقية النسخ: عبد الله مكبر.

(5)

المثبت من (ظ 13) و"جامع المسانيد" 3/ ورقة 33، و"مجمع الزوائد" 1/ 205. ووقع متن الحديث في (م) والنسخ المتأخرة بلفظ: يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يبول أحدكم مستقبل القبلة".

ورواية يحيى بن إسحاق هذه كما أثبتناها مخالفة للروايات الأخرى عن ابن =

ص: 247

رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَبُولُ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ، وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ حَدَّثَ النَّاسَ بِذَلِكَ (1).

17709 -

حَدَّثَنَا مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ وَسُلَيْمَانَ بْنِ زِيَادٍ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ الزُّبَيْدِيِّ قَالَ: أَكَلْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم شِوَاءً فِي الْمَسْجِدِ، ثُمَّ أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَضَرَبْنَا أَيْدِيَنَا فِي الْحَصَى، ثُمَّ قُمْنَا فَصَلَّيْنَا، وَلَمْ نَتَوَضَّأْ (2).

17710 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ الزُّبَيْدِيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ وَبُطُونِ الْأَقْدَامِ مِنَ النَّارِ "(3).

= لهيعة، وهذا الاختلاف من سوء حفظ ابن لهيعة.

(1)

إسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة. وعبيد الله بن المغيرة: هو ابن معيقيب المصري. وانظر ما سلف برقم (17700).

(2)

حديث صحيح، ابن لهيعة -وإن كان سيئ الحفظ- قد روى عنه هذا الحديث قتيبة بن سعيد كما سلف عند الحديث (17702)، وروايته عنه صالحة. موسى: هو ابن داود الضبي.

(3)

حديث صحيح، ابن لهيعة -وإن كان سيئ الحفط- قد توبع، وباقي رجال الإسناد ثقات.

وأخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص 299، والطحاوي 1/ 38 من طريق أبي الأسود النضر بن عبد الجبار، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2484) عن كامل بن طلحة، كلاهما عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد. وقال ابن =

ص: 248

* 17711 - حَدَّثَنَا هَارُونُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنَا عَمْرٌو، أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ زِيَادٍ الْحَضْرَمِيَّ حَدَّثَهُ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ الزُّبَيْدِيَّ حَدَّثَهُ: أَنَّهُ مَرَّ وَصَاحِبٌ لَهُ بِأَيْمَنَ وَفِتيَةٍ (1) مِنْ قُرَيْشٍ قَدْ حَلُّوا أُزُرَهُمْ، فَجَعَلُوهَا مَخَارِيقَ يَجْتَلِدُونَ بِهَا وَهُمْ عُرَاةٌ. قَالَ عَبْدُ اللهِ: فَلَمَّا مَرَرْنَا بِهِمْ

= أبي عاصم عقبه: لا نعلم بطون الأقدام إلا في هذا الحديث وحده، وهذا يوجب غسل الرجلين، ولا نعلم أحداً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم سُمع منه غيره.

وأخرجه ابن عبد الحكم ص 299 عن سعيد بن الحكم بن أبي مريم، وابن عبد الحكم ص 299، ويعقوب بن سفيان 2/ 496 - 497، وابن خزيمة (163)، والطحاوي 1/ 38، والدارقطني 1/ 95، والحاكم 1/ 162، والبيهقي 1/ 70 من طريق يحيى بن عبد الله بن بكير، ويعقوب بن سفيان 2/ 496 - 497 عن عبد الله بن صالح، والطحاوي 1/ 38 من طريق النضر بن عبد الجبار، أربعتهم عن الليث بن سعد، عن حيوة بن شريح، به. وليس في رواية ابن أبي مريم بطون الأقدام. وقال الحاكم: صحيح ولم يخرجا ذكر بطون الأقدام.

وأخرجه ابن عبد الحكم ص 299 عن سعيد بن أبي مريم، عن نافع بن يزيد الكلاعي، عن حيوة، به. دون ذكر بطون الأقدام أيضاً.

وسلف موقوفاً برقم (17706) من طريق ابن وهب عن حيوة.

وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6809) دون ذكر بطون الأقدام، وذكرت تتمة شواهده هناك.

قوله: "ويل للأعقاب وبطون الأقدام" أي: إذا لم يغسلهما في الوضوء أو الغسل. قاله السندي.

(1)

في (م): وفئة.

ص: 249

قَالُوا: إِنَّ هَؤُلَاءِ قِسِّيسُينَ (1) فَدَعُوهُمْ، ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ عَلَيْهِمْ، فَلَمَّا أَبْصَرُوهُ تَبَدَّدُوا، فَرَجَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُغْضَبًا، حَتَّى دَخَلَ، وَكُنْتُ أَنَا وَرَاءَ الْحُجْرَةِ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ:" سُبْحَانَ اللهِ، لَا مِنَ اللهِ اسْتَحْيَوْا (2)، وَلَا مِنْ رَسُولِهِ اسْتَتَرُوا " وَأُمُّ أَيْمَنَ عِنْدَهُ تَقُولُ: اسْتَغْفِرْ لَهُمْ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ عَبْدُ اللهِ: فَبِلَأْيٍ مَا اسْتَغْفَرَ لَهُمْ.

قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ هَارُونَ (3).

(1) كذا في سائر الأصول الخطية و"مسند" أبي يعلى، وعلى هذه الرواية شرح السندي كما سيأتي، وفي (م) و"فتوح مصر" و"شُعب الإيمان": قسيسون، وهو الجادة.

(2)

في (ظ 13): استحوا.

(3)

إسناده صحيح. هارون: هو ابن معروف المروزي، وعمرو: هو ابن الحارث بن يعقوب المصري.

وأخرجه أبو يعلى (1540)، عن هارون، بهذا الإسناد. وفى آخره: قال عبد الله: فبأبي ما استغفر لهم.

وأخرجه البيهقي في "شعب الايمان"(7763) من طريق بحر بن نصر، عن ابن وهب، به. وعنده: فلا والله ما استغفر لهم.

وأخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص 301، والبزار (2029 - كشف الأستار) من طريق ابن لهيعة، عن سليمان بن زياد، به. وقال في آخره: غفر الله له.

قال السندي: قوله: "وصاحبٌ له"، أي: مرَّ هو وصاحب له، ففيه العطف على الضمير المرفوع المتصل بلا فصل ولا توكيد.

"مخاريق" جمع مخراق، وهو ثوب يُلفُّ ويَضرب به الصبيانُ بعضهم بعضاً.

"قسيسين" بكسر قاف وتشديد سين مكسورة، والقسيس: هو العالم في لغة =

ص: 250

17712 -

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ وَحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ (1)، عَنْ دَرَّاجٍ، قَالَ مُوسَى فِي حَدِيثِهِ: قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ الزُّبَيْدِيَّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ فِي النَّارِ حَيَّاتٍ كَأَمْثَالِ أَعْنَاقِ الْبُخْتِ، تَلْسَعُ إِحْدَاهُنَّ اللَّسْعَةَ فَيَجِدُ حَمْوَتَهَا (2) أَرْبَعِينَ خَرِيفًا، وَإِنَّ فِي النَّارِ عَقَارِبَ كَأَمْثَالِ الْبِغَالِ الْمُوكَفَةِ، تَلْسَعُ إِحْدَاهُنَّ اللَّسْعَةَ فَيَجِدُ حَمْوَتَهَا أَرْبَعِينَ سَنَةً "(3).

= الروم، والظاهر قسيسون بالواو رفعاً، إلا أن يقال التقدير: إنهم على فعلهم، أو على حالهم، فهو على تقدير المضاف ثم إبقاء المضاف إليه بعد حذف المضاف على الجر.

"تبددوا"، أي: تفرقوا.

"فبلأيٍ" بفتح اللام بعدها همزة ساكنة وبعدها ياء، والباء جارة، أي: بعد مشقة وجهد وإبطاء.

(1)

زاد في (م) بين ابن لهيعة ودراج: "وحسن بن موسى قال: حدثنا ابن لهيعة" وهو خطأ.

(2)

في (ق) وهامش (س): حموها، وفي (ص): حرتها.

(3)

إسناده ضعيف، دراج بن سمعان ضعفه غير واحد من الأئمة، وقال أحمد: حديثه منكر، وقال الدارقطني: ضعيف، وقال في موضع آخر: متروك، وسبق أن حَسّنا حديثه هذا في ابن حبان، فليستدرك من هنا.

وأخرجة ابن حبان (7471)، والحاكم 4/ 593، والبيهقي في "البعث والنشور"(561) من طريق عمرو بن الحارث المصري، عن دراج، بهذا الإسناد. واقتصر الأولان على شطر الحديث الأول.

وأخرج الحاكم 4/ 594 من طريق دراج، عن أبي الهيثم، عن عيسى بن =

ص: 251

17713 -

حَدَّثَنَا مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ (1) بْنِ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ الزُّبَيْدِيَّ، قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَكْثَرَ تَبَسُّمًا مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (2).

= هلال الصدفي، عن ابن عمرو رفعه ضمن حديث طويل: والخامسة فيها حيات جهنم إن أفواهها كالأودية، تلسع الكافر اللسعة فلا يبقى منه لحم على عظم. والسادسة فيها عقارب جهنم إن أدنى عقربة منها كالبغال الموكفة تضرب الكافر ضربة تنسيه ضربتها حَرَّ جهنم. وإسناده ضعيف.

وأخرج ابن أبي شيبة 13/ 158 - 159، والحاكم 4/ 593 - 594 وغيرهما من طريق مسروق، عن عبد الله بن مسعود في قوله تعالى:{زدناهم عذاباً فوق العذاب} [النحل: 88] قال: زيدوا عقارب أدناها كالنخل الطوال. وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين. وهو كما قال، ومثله لا يقال بالرأي.

وأخرج ابن أبي شيبة 13/ 160، وهناد في "الزهد"(259) من طريق الأعمش، عن مجاهد، قال: إن لجهنم جِباباً فيها حيات كأمثال أعناق البخت، وعقارب كأمثال البغال الدُّهم، فيهرب أهل جهنم من تلك الحيات والعقارب، فتأخذ بشفاههم فتكشط ما بين الشعر إلى الظفر، فما ينجيهم منها إلا الهرب في النار.

قال السندي: قوله: "حموتها" ضبط بفتح حاء مهملة وسكون ميم، أي: سمها.

(1)

المثبت من (ظ 13) و"أطراف المسند" 2/ 700، وفي (م) وبقية النسخ: عبد الله مكبر، وهو خطأ.

(2)

حديث حسن. ابن لهيعة -وإن كان ضعيفاً- قد روى عنه هذا الحديث ابن المبارك وأبو عبد الرحمن المقرئ كما سلف برقم (17704)، وروايتهما عنه صالحة.

ص: 252

17714 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ (1)، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ. وَأَبُو زَكَرِيَّا (2) قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ الزُّبَيْدِيَّ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَطُّ إِلَّا مُتَبَسِّمًا (3).

17715 -

حَدَّثَنَا مُوسَى، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ الزُّبَيْدِيِّ، قَالَ: أَنَا أَوَّلُ مَنْ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَا يَبُولَنَّ أَحَدُكُمْ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ "، وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ حَدَّثَ النَّاسَ عَنْهُ بِذَلِكَ (4).

(1) سقط هذا الحديث من (م)، وأثبتناه من أصولنا الخطية.

(2)

في (ق) و (ص) بدل "أبو زكريا": "ابن بكير"، والمثبت من بقية الأصول و"جامع المسانيد".

(3)

حديث حسن كسابقه. حجاج: هو ابن محمد المصيصي، وأبو زكريا: هو يحيى بن إسحاق بن السيلحيني.

(4)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير صحابيه. وانظر (17700).

ص: 253

‌حَدِيثُ عَدِيِّ بْنِ عَمِيرَةَ الْكِنْدِيِّ

(1)

17716 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَدِيُّ بْنُ عَدِيٍّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي رَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ، وَالْعُرْسُ بْنُ عَمِيرَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَدِيٍّ قَالَ: خَاصَمَ رَجُلٌ مِنْ كِنْدَةَ يُقَالُ لَهُ: امْرُؤُ الْقَيْسِ بْنُ عَابِسٍ، رَجُلًا (2) مِنْ حَضَرَمَوْتَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي أَرْضٍ، فَقَضَى عَلَى الْحَضْرَمِيِّ بِالْبَيِّنَةِ، فَلَمْ تَكُنْ لَهُ بَيِّنَةٌ، فَقَضَى عَلَى امْرِئِ الْقَيْسِ بِالْيَمِينِ، فَقَالَ الْحَضْرَمِيُّ: إِنْ (3) أَمْكَنْتَهُ مِنَ الْيَمِينِ يَا رَسُولَ اللهِ ذَهَبَتْ وَاللهِ - أَوْ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ - أَرْضِي. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ كَاذِبَةٍ لِيَقْتَطِعَ بِهَا مَالَ أَخِيهِ، لَقِيَ اللهَ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ ". قَالَ رَجَاءُ: وَتَلَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا} [آل

(1) قال السندي: عدي بن عميرة الكندي، بفتح أوله: صحابي معروف، يكنى أبا زرارة، له أحاديث في "صحيح مسلم" وغيره. جاء أن سبب إسلامه أنه سمع حبراً من اليهود يقول: إن أصحاب الفردوس قوم يعبدون ربهم على وجوههم. فلما سمع بالنبي صلى الله عليه وسلم جاءه فوجده هو ومن معه يسجدون على وجوههم.

قيل: مات بالجزيرة، وقيل: بالكوفة، سنة أربعين.

(2)

في (س) و (ص) و (ق): رجل، بالرفع، والمثبت من (ظ 13) و (م). قال السندي: هكذا في أصلنا، والأقرب نصب الأول ورفع هذا كما في بعض الأصول، فإن هذا هو المدعي فشأنه الخصام والرفع إلى الحاكم، والله أعلم.

(3)

لفظة "إن" لم ترد في (ظ 13).

ص: 254

عمران: 77]. فَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: مَاذَا لِمَنْ تَرَكَهَا يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " الْجَنَّةُ " قَالَ: فَاشْهَدْ أَنِّي قَدْ تَرَكْتُهَا لَهُ كُلَّهَا (1).

17717 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي قَيْسٌ

(1) إسناده صحيح، وقوله في الإسناد:"عن أبيه" الضمير عائد إلى عدي ابن عدي -وهو ابن عميرة الكندي-.

وأخرجه البيهقي في "سننه الكبرى" 10/ 254، وفي "الشعب"(4840) من طريق أبي أسامة، والطبراني في "الكبير" 17/ (265) من طريق عارم، كلاهما عن جرير بن حازم، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2444) و (2445)، والنسائي في "الكبرى"(5995)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4478)، والدارقطني 4/ 166 - 167 و 167 و 215، والبيهقي 10/ 254 من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري، عن أبي الزبير محمد بن مسلم، عن عدي بن عدي، عن أبيه. قلنا: وهذا إسناد منقطع، قال أبو حاتم: لم يسمع من أبيه.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (266) و (267)، والدارقطني 4/ 166 - 167 من طريق يحيى بن سعيد، عن أبي الزبير، عن عدي بن عدي. لم يذكر "عن أبيه" وقال: له صحبة! وتعقبه الحافظ في "الإصابة" 5/ 269 بقوله: بل هو تابعي معروف، ثم قال: وليست لعدي بن عدي صحبة.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (341) في مسند العرس بن عميرة، عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن شيبان بن فروخ، عن جرير بن حازم، عن عدي بن عدي، عن رجاء بن حيوة والعرس بن عميرة، به. لم يذكر عدي بن عميرة.

وفي الباب عن ابن مسعود، سلف برقم (3576)، وانظر تتمة شواهده هناك.

ص: 255

عَنْ عَدِيِّ بْنِ عَمِيرَةَ الْكِنْدِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ لَنَا عَلَى عَمَلٍ، فَكَتَمَنَا مِنْهُ مِخْيَطًا فَمَا فَوْقَهُ، فَهُوَ غُلٌّ يَأْتِي بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " قَالَ: فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ أَسْوَدُ - قَالَ مُجَالِدٌ: هُوَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ - كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، اقْبَلْ عَنِّي عَمَلَكَ، فَقَالَ:" وَمَا ذَاكَ؟ " قَالَ: سَمِعْتُكَ تَقُولُ: كَذَا وَكَذَا. قَالَ: " وَأَنَا أَقُولُ ذَلِكَ الْآنَ، مَنْ اسْتَعْمَلْنَاهُ عَلَى عَمَلٍ، فَلْيَجِئْ بِقَلِيلِهِ وَكَثِيرِهِ، فَمَا أُوتِيَ مِنْهُ أَخَذَهُ، وَمَا نُهِيَ عَنْهُ انْتَهَى "(1).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه، فمن رجال مسلم. قيس: هو ابن أبي حازم البجلي.

وأخرجه أبو داود (3581)، وابن خزيمة (2338) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(6955)، والحميدي (894)، وابن أبي شيبة 12/ 494، وأبو عبيد في "الأموال"(657)، وابن زنجويه في "الأموال"(981)، ومسلم (1833)، وابن خزيمة في "كتاب السياسة" كما في "الإتحاف" 11/ 134، وابن حبان (5078)، وأبو عوانة 4/ 425 و 426 و 426 - 427، وابن قانع 2/ 291 - 292 و 292، والطبراني في "الكبير" 17/ (256) و (257) و (259) و (260) و (261)، والبيهقي في "الكبرى" 4/ 158 و 7/ 16 و 10/ 138 من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد، به. وبعضهم يختصره.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2428)، وابن قانع 2/ 292، والطبراني في "الكبير" 17/ (262) من طريق إبراهيم بن مهاجر، عن قيس بن أبي حازم، به.

وسيأتي بالأرقام (17718) و (17719) و (17723). =

ص: 256

17718 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ قَيْسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَدِيُّ بْنُ عَمِيرَةَ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1).

17719 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ عَمِيرَةَ الْكِنْدِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ اسْتَعْمَلْنَاهُ عَلَى عَمَلٍ " فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (2).

= وفي الباب عن المستورد بن شداد، سيأتي (18015).

وعن سعد بن عبادة، سيأتي 5/ 285.

وعن أبي حميد الساعدي، سيأتي 5/ 423.

وعن أبي رافع، سيأتي 6/ 392.

وعن بريدة عند أبي داود (2943)، وابن خزيمة (2369)، والحاكم 1/ 406.

وعن أبي مسعود البدري عند أبي داود (2947).

قوله: "مخيطاً" قال القاضي عياض كما في "شرح الأبي" 6/ 522: الإبرة.

"فليجئ بقليله وكثيره" فيه تعظيم القليل من الغلول.

"فما أوتي منه أخذ" ذلك على قدر ما يراه الإمام من استحقاقه في عمله أو حاجته أو سابقته.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه، فمن رجال مسلم.

وأخرجه أبو عبيد في "الأموال"(657)، وأبو عوانة 4/ 426 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم. ابن أبي خالد: هو إسماعيل.

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 494 و 6/ 548 - 549، ومسلم (1833)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2427)، وابن خزيمة في "كتاب السياسة" كما في "الإتحاف" 11/ 134، والطبراني في "الكبير" 17/ (258)، والبيهقي 4/ 158 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وانظر (17717).

ص: 257

17720 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا سَيْفٌ، قَالَ: سَمِعْتُ عَدِيَّ بْنَ عَدِيٍّ الْكِنْدِيَّ، يُحَدِّثُ عَنْ مُجَاهِدٍ (1)، قَالَ: حَدَّثَنِي مَوْلًى لَنَا، أَنَّهُ سَمِعَ جَدِّي (2) يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّ اللهَ لَا يُعَذِّبُ الْعَامَّةَ بِعَمَلِ الْخَاصَّةِ، حَتَّى يَرَوْا الْمُنْكَرَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِمْ وَهُمْ قَادِرُونَ عَلَى أَنْ يُنْكِرُوهُ فَلَا يُنْكِرُوهُ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ، عَذَّبَ اللهُ الْخَاصَّةَ وَالْعَامَّةَ "(3).

(1) قوله: "يحدث عن مجاهد" كذا جاء في (م) والنسخ الخطية و"جامع المسانيد" 3/ ورقة 179، وهو خطأ قديم، صوابه:"يحدث مجاهداً" كما هي رواية ابن أبي عاصم الآتية، وسيأتي الحديث أيضاً برقم (17725) دون ذكرٍ لمجاهد في الإسناد. ورواه أيضاً دون ذكر مجاهد الدولابي في "الكنى" كما سيأتي.

(2)

المثبت من (ظ 13) وهامش (س) ومن "جامع المسانيد" 3/ ورقة 179 ومن الرواية الآتية (17725)، وفي (م) وبقية النسخ: عدياً، وعلى الأول يكون الحديث من مسند عميرة بن فروة جد عدي بن عدي، وعليه ترجمه كلٌّ من ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"، وابن حجر في "الإصابة"، وابن الأثير في "أسد الغابة".

(3)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الراوي عن الصحابي، وباقي رجال الإسناد ثقات. ابن نمير: هو عبد الله، وسيف: هو ابن سليمان -ويقال: ابن أبي سليمان- المخزومي المكي البصري.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2431)، ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" 4/ 302 - 303، وأخرجه الدولابي في "الكنى" 1/ 44 كلاهما من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد.

وسيأتي من طريق ابن المبارك عن سيف برقم (17725).

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار"(1175) من طريق عمرو بن أبي رزين، عن سيف، عن عدي بن عدي، عن أبيه. قلنا: وهذا إسناد منقطع. =

ص: 258

17721 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ (1)، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَدِيُّ بْنُ عَدِيٍّ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ وَالْعُرْسِ بْنِ عَمِيرَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَدِيٍّ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (2). قَالَ جَرِيرٌ: وَأخْبَرَنِي (3) أَيُّوبُ - وَكُنَّا جَمِيعًا حِينَ سَمِعْنَا الْحَدِيثَ مِنْ عَدِيٍّ - قَالَ: قَالَ عَدِيٌّ: فِي حَدِيْثِ (4) الْعُرْسُ بْنُ عَمِيرَةَ: فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ، وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا} [آل عمران: 77] إِلَى آخِرِهَا، وَلَمْ أَحْفَظْهُ أَنَا يَوْمَئِذٍ مِنْ عَدِيٍّ (5).

= وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (343) من طريق جابر بن يزيد الجعفي، عن عدي بن عدي، عن العُرْس بن عميرة. فجعله من مسند العرس. وجابر الجعفي ضعيف، وتحرف جابر بن يزيد فيه إلى خالد بن يزيد.

ويشهد له حديث جرير الآتي 4/ 364، وهو حسن في الشواهد.

وفي الباب عن أبي بكر الصديق، سلف برقم (1)، وانظر شرحه هناك.

وعن حذيفة، سيأتي 5/ 388.

وعن عائشة، سيأتي 6/ 41.

وعن أم سلمة، سيأتي 6/ 294 - 295.

قوله: "حتى يروا المنكر" قال السندي: أي: فيعذب كلًّا بعمله، فالعامَّة يعذبهم بترك الإنكار على المنكر، كما يعذب الخاصَّة بفعل المنكر.

(1)

قوله: "حدثنا يزيد" سقط من (م).

(2)

يعني الحديث السالف برقم (17716).

(3)

المثبت من (ظ 13) و (ق) ونسخة في (س)، وفي (م) وبقية النسخ: وزادني.

(4)

المثبت من (ظ 13) و (ق) ونسخة في (س)، وفي (م) وبقية النسخ: وحدثنا العرس

إلخ.

(5)

إسناده صحيح.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(5996) من طريق يزيد بن هارون، بهذا =

ص: 259

17722 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنِي لَيْثٌ - يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ -، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ عَدِيٍّ الْكِنْدِيِّ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" الثَّيِّبُ تُعْرِبُ عَنْ نَفْسِهَا، وَالْبِكْرُ رِضَاهَا صَمْتُهَا "(1).

= الإسناد. وانظر (17716).

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات لكنه منقطع، فإن عدي بن عدي لم يسمع من أبيه.

وأخرجه ابن ماجه (1872)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 368، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 291، والطبراني في "الكبير"17/ (264)، والبيهقي 7/ 123 من طرق عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد.

وسيأتي (17724).

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2430)، والطبراني 17/ (342) من طريق سفيان بن عامر، وإبراهيم الحربي في "الغريب" 1/ 80 - 81، والبيهقي 7/ 123، وابن عساكر في ترجمة عدي بن عدي من "تاريخ دمشق" 11/ ورقة 505 من طريق يحيى بن أيوب الغافقي، كلاهما عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين، عن عدي بن عدي الكندي، عن عدي ابن عميرة، عن العرس بن عميرة. وقال الطبراني عقبه: زاد سفيان بن عامر في الإسناد: العرس، ورواه الليث بن سعد عن ابن أبي حسين فلم يجاوز عدي ابن عميرة. قلنا: وسفيان بن عامر -وهو الترمذي- ذكره البخاري وابن أبي حاتم ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، ولم ينفرد به، فقد تابعه يحيى بن أيوب الغافقي، وهو ثقة. فيكون الحديث من مسند العرس بن عميرة. وأرسله عدي ابن عميرة في حديث الليث.

تنبيه: أقحم في إسناد البيهقي بعد يحيى بن أيوب: "عن أبيه"، ولم ترد =

ص: 260

17723 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ (1)، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: سَمِعْتُ قَيْسًا يُحَدِّثُ عَنْ عَدِيِّ بْنِ عَمِيرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" مَنْ اسْتَعْمَلْنَاهُ مِنْكُمْ عَلَى عَمَلٍ فَكَتَمَنَا مِخْيَطًا، فَهُوَ غُلٌّ يَأْتِي بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ". فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ آدَمُ طُوَالٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ: لَا حَاجَةَ لِي فِي عَمَلِكَ. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لِمَ؟ " قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُكَ آنِفًا تَقُولُ. قَالَ: " وَأَنَا أَقُولُ الْآنَ، مَنْ اسْتَعْمَلْنَاهُ مِنْكُمْ عَلَى عَمَلٍ، فَلْيَأْتِ بِقَلِيلِهِ وَكَثِيرِهِ، فَإِنْ أُتِيَ بِشَيْءٍ أَخَذَهُ، وَإِنْ نُهِيَ عَنْهُ انْتَهَى "(2).

17724 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ وَإِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى - وَهَذَا حَدِيثُ عَلِيٍّ - قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ الْمَكِّيُّ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ عَدِيٍّ الْكِنْدِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " أَشِيرُوا عَلَى النِّسَاءِ فِي

= في إسناد الحربي ولا ابن عساكر.

ويشهد للحديث حديث أبي هريرة عند الشيخين، وسلف برقم (7404)، وانظر تتمة شواهده عند الحديث السالف برقم (7131).

قال السندي في شرح الحديث: أي: لا بدَّ من إذن كلٍّ منهما في النكاح، إلا أن إذن الثيِّب بالكلام، والبكر بالسكوت.

(1)

في (م) و (ف): سعيد.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه، فمن رجال مسلم. إسماعيل: هو ابن أبي خالد، وقيس: هو ابن أبي حازم. وانظر (17717).

ص: 261

أَنْفُسِهِنَّ " فَقَالُوا: إِنَّ الْبِكْرَ تَسْتَحِيي (1) يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الثَّيِّبُ تُعْرِبُ بِلِسَانِهَا، عَنْ نَفْسِهَا وَالْبِكْرُ رِضَاهَا صَمْتُهَا " (2).

17725 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَجَّاجِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ - يَعْنِي ابْنَ مُبَارَكٍ - قَالَ: أَخْبَرَنَا سَيْفُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَدِيَّ بْنَ عَدِيٍّ الْكِنْدِيَّ، يَقُولُ: حَدَّثَنِي مَوْلًى لَنَا أَنَّهُ سَمِعَ جَدِّي يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّ اللهَ لَا يُعَذِّبُ " فَذَكَرَ الْحَدِيثَ " (3).

17726 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى الْفُضَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حَرِيزٍ (4)، أَنَّ قَيْسَ بْنَ أَبِي حَازِمٍ، حَدَّثَهُ أَنَّ عَدِيَّ (5) بْنَ عَمِيرَةَ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا سَجَدَ يُرَى بَيَاضُ

(1) المثبت من (ظ 13)، وفي (م) وبقية النسخ: تستحي بياء واحدة، وكلاهما جائز.

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات لكنه منقطع، وهو مكرر (17722).

(3)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الراوي عن الصحابي.

وهو في "الزهد" لابن المبارك (1352)، وأخرجه من طريقه الطبراني في "الكبير" 17/ (344)، والبغوي في "التفسير" 3/ 23، وفي "شرح السنة"(4155).

وانظر (17736).

(4)

تحرف في (م) إلى: ابن حريز.

(5)

تحرف في (م) إلى: ابن عدي.

ص: 262

إِبْطِهِ، ثُمَّ إِذَا سَلَّمَ أَقْبَلَ بِوَجْهِهِ عَنْ يَمِينِهِ، حَتَّى يُرَى بَيَاضُ خَدِّهِ، ثُمَّ يُسَلِّمُ عَنْ يَسَارِهِ يُقْبِلُ (1) بِوَجْهِهِ، حَتَّى يُرَى بَيَاضُ خَدِّهِ عَنْ يَسَارِهِ (2).

• 17727 - قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: وحَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (3).

(1) المثبت من (ظ 13)، وفي (م) وبقية النسخ: ويقبل.

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي حريز، وهو عبد الله بن الحسين الأزدي. علي بن عبد الله: هو ابن المديني.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (263) من طريق علي بن عبد الله بن المديني، بهذا الإسناد. مختصراً بشطره الأول.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2429) و (2622) عن يحيى بن حبيب، وابن خزيمة في "صحيحه"(650) من طريق يحيى بن حبيب ومحمد بن عبد الأعلى الصنعاني، عن معتمر بن سليمان، به. وروايتهم جميعاً مختصرة بشطره الأول. وتحرف المعتمر في "صحيح ابن خزيمة" إلى: المغيرة.

وانظر ما بعده.

ويشهد لقوله: كان إذا سجد يرى بياض إبطه حديث جابر، سلف برقم (14138)، وذكرنا شواهده هناك.

ويشهد لشطره الثاني حديث سعد، سلف برقم (1484).

وحديث ابن مسعود، سلف برقم (3660).

وحديث وائل بن حجر، سيأتي 4/ 316.

(3)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (263) عن عبد الله بن أحمد، بهذا الإسناد. مختصراً بشطره الأول. =

ص: 263

‌حَدِيثُ مِرْدَاسٍ الْأَسْلَمِيِّ

(1)

17728 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ مِرْدَاسٍ الْأَسْلَمِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " يُقْبَضُ الصَّالِحُ الْأَوَّلُ فَالْأَوَّلُ، وَيَبْقَى كَحُثَالَةِ التَّمْرِ "(2).

= وأخرجه الطحاوي 1/ 269، والطبراني في "الأوسط"(8517) من طريق يحيى بن معين، به. وقال: لا يروى عن عدي إلا بهذا الإسناد، وتفرد به معتمر.

وانظر ما قبله.

(1)

قال السندي: هو مرداس بن مالك الأسلمي، وقيل: ابن عبد الرحمن، شهد بيعة الرضوان.

(2)

إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه، فمن رجال البخاري. إسماعيل: هو ابن أبي خالد الأحمسي مولاهم، وقيس: هو ابن أبي حازم البجلي.

وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 3/ 118 - 119 من طريق محمد بن عبيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2369)، وابن قانع 3/ 118، والطبراني في "الكبير" 20/ (708) من طريقين عن إسماعيل بن أبي خالد، به. وزادوا بآخره: لا يبالي الله بهم.

وسيأتي برقم (17729) موقوفاً و (17730) مرفوعاً.

وأخرجه الدارمي (2719)، والبخاري (6434)، وابن أبي عاصم (2368)، وابن حبان (6852)، والطبراني 20/ (709)، والرامهرمزي في "أمثال الحديث"(90)، والبيهقي 10/ 122، والبغوي (4197)، وابن الأثير في "أسد الغابة" 5/ 142 من طريق بيان بن بشر، عن قيس، به. =

ص: 264

17729 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنِي قَيْسٌ، قَالَ: سَمِعْتُ مِرْدَاسًا الْأَسْلَمِيَّ قَالَ: " يُقْبَضُ الصَّالِحُونَ الْأَوَّلُ فَالْأَوَّلُ، حَتَّى يَبْقَى (1) كَحُثَالَةِ التَّمْرِ أَوِ الشَّعِيرِ لَا يُبَالِي اللهُ بِهِمْ شَيْئًا "(2).

17730 -

حَدَّثَنَا يَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ مِرْدَاسٍ الْأَسْلَمِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يُقْبَضُ الصَّالِحُونَ الْأَوَّلُ فَالْأَوَّلُ، حَتَّى يَبْقَى (3) كَحُثَالَةِ التَّمْرِ أَوِ الشَّعِيرِ لَا يُبَالِي بِهِمْ (4) شَيْئًا "(5).

= وفي الباب عن أبي هريرة عند ابن حبان (6851) مرفوعاً: "ستُنْتَقَوْن كما يُنقى التمر من حثالته" وإسناده حسن.

قال البغوي في "شرح السنة" 12/ 393: حفالة التمر -وهي رواية البخاري، ومن طريقه البغوي-: رذالته، ومثلها الحثالة، والفاء والثاء يتعاقبان، كقولهم: ثوم وفوم وجدث وجدف. والمعنى: لا يرفع الله لهم قدراً، ولا يقيم لهم وزناً.

(1)

في (س) و (ص) يبقي حثالة كحثالة

إلخ.

(2)

إسناده صحيح على شرط البخاري.

وأخرجه ابن أبي شيبة 13/ 514 - 515 عن وكيع، والبخاري (4156) من طريق عيسى بن يونس، كلاهما عن إسماعيل بن أبي خالد، به. موقوفاً على مرداس الأسلمي.

وانظر ما قبله.

(3)

في (س) و (ص) و (ق): يبقى حثالة كحثالة

إلخ.

(4)

في (ظ 13): عنها شيئاً، وكتب في هامشها: بهم.

(5)

إسناده صحيح على شرط البخاري. يعلى: هو ابن عبيد. وانظر =

ص: 265

‌حَدِيثُ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ

(1)

17731 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ: أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنْ قُدُورِ أَهْلِ الْكِتَابِ، فَقَالَ:" إِنْ لَمْ تَجِدُوا غَيْرَهَا، فَاغْسِلْ وَاطْبُخْ "، وَسَأَلَهُ عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ، فَنَهَاهُ عَنْ ذَلِكَ، وَعَنْ كُلِّ سَبُعٍ ذِي نَابٍ (2).

= (17728).

(1)

قال السندي: أبو ثعلبة الخشني صحابي معروف بكنيته، واختلف في اسمه واسم أبيه اختلافاً كثيراً، وجاء أنه أسلم حين خروج النبي صلى الله عليه وسلم إلى خيبر، ثم خرج معه فشهدها، وقيل: كان ممن بايع تحت الشجرة.

ولم يُقاتل بصِفِّين مع أحد الفريقين، ومات سنة خمس وسبعين وهو ساجد.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، لكنه منقطع، قال الترمذي: أبو قلابة (وهو عبد الله بن زيد الجرمي) لم يسمع من أبي ثعلبة، وإنما رواه عن أبي أسماء (وهو عمرو بن مرثد الرحبي) عن أبي ثعلبة. قلنا: وسيأتي موصولاً بذكر أبي أسماء الرحبي برقم (17750).

وأخرجه الترمذي (1560) و (1796)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(1231) و (1232)، والحاكم 1/ 143 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وبعضهم يختصره.

وسيأتي الحديث مطولاً برقم (17737) من طريق معمر، عن أيوب، ويأتي تخريجه هناك.

وسيأتي برقم (17750) من طريق حماد بن سلمة، عن أيوب، عن أبي =

ص: 266

17732 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ أَحَبَّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبَكُمْ مِنِّي فِي الْآخِرَةِ مَحَاسِنُكُمْ أَخْلَاقًا، وَإِنَّ أَبْغَضَكُمْ إِلَيَّ وَأَبْعَدَكُمْ مِنِّي فِي الْآخِرَةِ مَسَاوِئُكُمْ أَخْلَاقًا، الثَّرْثَارُونَ الْمُتَفَيْهِقُونَ الْمُتَشَدِّقُونَ "(1).

= قلابة، عن أبي أسماء، عن أبي ثعلبة.

وسيأتي مطولاً ومختصراً من طريق مكحول برقم (17733)، ومن طريق أبي إدريس الخولاني برقم (17735)، ومن طريق جبير بن نفير برقم (17741)، ومن طريق مسلم بن مشكم برقم (17742) أربعتهم عن أبي ثعلبة الخشني.

وفي باب جواز استعمال آنية المشركين عن جابر، سلف برقم (14501)، وذكرنا شاهداً له آخر عنده.

ولتحريم لحم الحمر الأهلية والسباع انظر حديث جابر أيضاً السالف برقم (14463)، وذكرنا شاهدين له هناك.

(1)

حسن لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح، لكن مكحولاً -وهو الشامي- لم يسمع من أبي ثعلبة الخشني. داود: هو ابن أبي هند.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 515، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 5، وابن حبان (482)، والطبراني في "الكبير" 22/ (588)، وفي "الشاميين"(3490)، والبيهقي في "الشعب"(7989) من طرق عن داود بن أبي هند، بهذا الإسناد. وبعضهم يختصره.

وسيأتي برقم (17743).

ويشهد له حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، سلف برقم (6735)، وهو في "الصحيح" مختصر.

وحديث جابر عند الترمذي (2018)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 4/ 63، =

ص: 267

17733 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ (1) بْنُ أَرْطَاةَ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ، يَقُولُ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا أَهْلُ صَيْدٍ. فَقَالَ:" إِذَا أَرْسَلْتَ كَلْبَكَ، وَذَكَرْتَ اسْمَ اللهِ، فَأَمْسَكَ عَلَيْكَ، فَكُلْ " قَالَ: قُلْتُ: وَإِنْ قَتَلَ؟ قَالَ: " وَإِنْ قَتَلَ ".

قَالَ: قُلْتُ: إِنَّا أَهْلُ رَمْيٍ. قَالَ: " مَا رَدَّتْ عَلَيْكَ قَوْسُكَ، فَكُلْ "

قَالَ: قُلْتُ: إِنَّا أَهْلُ سَفَرٍ نَمُرُّ بِالْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسِ، وَلَا نَجِدُ غَيْرَ آنِيَتِهِمْ. قَالَ:" فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا غَيْرَهَا، فَاغْسِلُوهَا بِالْمَاءِ، ثُمَّ كُلُوا فِيهَا وَاشْرَبُوا "(2).

= وإسناده حسن.

وحديث ابن مسعود عند الطبراني في "الكبير"(10424).

قوله: "محاسنكم" قال السندي: جمع محسن بفتح الميم، وهذا لأن القرب بقدر المناسبة، وهو صلى الله عليه وسلم معلوم بحسن الخلق، فيكون القرب إليه بذلك، والبعد عنه بخلافه.

"الثرثارون" هم الذين يكثرون الكلام تكلفاً وخروجاً عن الحق، والثرثرة: كثرة الكلام وترديده.

"المتفيهقون" هم الذين يتوسعون في الكلام ويفتحون به أفواههم، من الفهق: وهو الامتلاء والاتساع بلا احتياط، قيل: أراد به المستهزئ بالناس، يلوي شدقه بهم وعليهم، وقيل: هم من يتكلمون مِلء أفواههم تفاصحاً وتعظيماً لنطقهم.

"المتشدقون": هم المتوسعون في الكلام.

(1)

في (م): حدثنا حجاج، حدثنا يزيد بن أرطاة، مقلوب!

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، حجاج بن أرطاة مدلس وقد =

ص: 268

17734 -

حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيَّ صَاحِبَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ وَهُوَ بِالْفُسْطَاطِ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ، وَكَانَ مُعَاوِيَةُ أَغْزَى النَّاسَ الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ، فَقَالَ: وَاللهِ لَا تَعْجِزُ هَذِهِ الْأُمَّةُ مِنْ نِصْفِ

= عنعن، ومكحول -وهو الشامي- لم يسمع من أبي ثعلبة فيما قاله غير واحد، وبينهما في هذا الحديث أبو إدريس الخولاني كما سيأتي في التخريج، ومكحول متابع.

وأخرجه ابن أبي شيبة 5/ 357، والترمذي (1464) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. واقتصر ابن أبي شيبة على قسمه الأول.

وأخرج مسلم (1931)(11) من طريق العلاء بن الحارث، عن مكحول، به. بقصة الصيد الثانية.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 278 و 12/ 251، والطبراني في "الكبير" 22/ 568، وفي "الشاميين"(3512) من طريق حفص بن غياث، والدارقطني 4/ 295 من طريق عبد الرحيم بن سليمان، كلاهما عن حجاج بن أرطاة، عن مكحول، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي ثعلبة. مختصراً بقصة الآنية. قلنا: والحديث محفوظ من غير طريق مكحول عن أبي إدريس كما في "الصحيحين"، وسيأتي في "المسند" برقم (17752).

وانظر ما سلف برقم (17731)، وما سيأتي بالأرقام (17737) و (17748) و (17752).

وسلف حديث أبي ثعلبة هذا من حديث عبد الله بن عمرو في مسنده برقم (6725).

وفي الباب عن عدي بن حاتم، سيأتي 4/ 256.

ولشرح الحديث انظر "الفتح" 9/ 605 - 606.

ص: 269

يَوْمٍ إِذَا رَأَيْتَ الشَّامَ مَائِدَةَ رَجُلٍ وَاحِدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ، فَعِنْدَ ذَلِكَ فَتْحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ (1).

17735 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُقَيْلُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ

(1) إسناده على شرط مسلم، هاشم: هو ابن القاسم، وليث: هو ابن سعد، ومعاوية بن صالح: هو ابن حدير الحضرمي. وصورته موقوف كما قال الحافظ في "أطراف المسند" 6/ 114.

وأخرجه مرفوعاً أبو داود (4349)، والطبري في "تاريخه" 1/ 16، والطبراني في "الكبير" 22/ (576)، وفي "الشاميين"(2029)، والحاكم 4/ 424 من طريق عبد الله بن وهب، والطبراني في "الكبير" 22/ (572) من طريق عبد الله بن صالح، كلاهما عن معاوية بن صالح، به. ورواية ابن وهب مختصرة. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي. وقال الطبراني في الرواية (572): رفعه معاويةُ مرةً، ولم يرفعه أخرى.

وذكره ابن حجر في "فتح الباري" 11/ 351، وقال: رواته ثقات، ولكن رجَّح البخاريُّ وقْفَه.

وللحديث شاهد عن سعد بن أبي وقاص، سلف برقم (1464) و (1465).

قوله: "بالفسطاط"، قال السندي: بضم الفاء أشهر، وقيل: مثلث الفاء مع سكون السين: الخيمة، والمراد أنه خرج مع أهل الغزو.

"من نصف يوم"، أي: من أيام الله، قال تعالى:{وإن يوماً عند ربك كألف سنة مما تعُدُّون} [الحج: 47] فنصفه خمس مئة سنة. والمراد أنهم لا بدَّ يدركون نصفه، والمقصود بقاؤهم هذا المقدار، وليس فيه نفي الزيادة على ذلك. وهم اليوم زادوا على ضعف ذلك.

"مائدة رجل واحد"، أي: من المسلمين، وذلك بأن يكون أميراً فيه، والمراد إذا كان أمير الشام من المسلمين.

ص: 270

عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ صَاحِبِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: حَرَّمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لُحُومَ الْحُمُرِ الْأَهْلِيَّةِ، وَلَحْمَ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ (1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي، وليث: هو ابن سعد، وأبو إدريس: هو عائذ الله بن عبد الله الخولاني.

وأخرجه أبو عوانة 5/ 139 - 140 من طريق حجاج بن محمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (562) و (564)، والبيهقي 9/ 331 من طرق عن الليث بن سعد، به.

وأخرجه أيضاً 22/ (562) من طريق رشدين بن سعد، عن عقيل بن خالد، به.

وأخرجه أبو عوانة 5/ 140 من طريق محمد بن أبي عتيق وموسى بن عقبة، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2630/ م)، والنسائي 7/ 204، وأبو عوانة 5/ 141، والطحاوي 4/ 206، وابن أبي حاتم في "العلل" 2/ 15، والطبراني 22/ (559) من طريق محمد بن الوليد الزبيدي، وأبو عوانة 5/ 140 - 141، والطبراني 22/ (560)، وابن عبد البر في "التمهيد" 11/ 10 من طريق صالح بن أبي الأخضر، والطبراني 22/ (554) من طريق عبد الرحمن بن يزيد بن تميم، و 22/ (562) من طريق قرة بن عبد الرحمن، ستتهم عن الزهري، به. قال أبو حاتم في "العلل" 2/ 15: قوله: "لحوم الحمر الأهلية" لم يروه غير الزبيدي!! وقال ابن عبد البر في "التمهيد" 11/ 11: ورواه صالح بن أبي الأخضر، وليس ممن يحتج به في الزهري، وصالح بن كيسان -وإن كان ثقة- فإنه أخطأ. في هذا، لأن أصحاب الزهري الثقات: مالك وابن عيينة ومعمر ويونس وعُقيل لم يذكروا في هذا الإسناد غير النهي عن أكل كل ذي ناب من السباع!

قلنا: وهذا ذهول من أبي حاتم وابن عبد البر رحمهما الله، فقد رواه غير الزبيدي وصالح بن كيسان كما عند المصنف وغيره، ورواية صالح بن كيسان =

ص: 271

17736 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ - يَعْنِي ابْنَ زَبْرٍ - أَنَّهُ سَمِعَ مُسْلِمَ بْنَ مِشْكَمٍ يَقُولُ: حَدَّثَنَا أَبُو ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيُّ قَالَ: كَانَ النَّاسُ إِذَا نَزَلَ رَسُولُ اللهِ

= ستأتي برقم (17747).

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (569)، وفي "الشاميين"(3511) من طريق أسامة بن زيد، عن مكحول، عن أبي إدريس، به. مطولاً.

وأخرجه مقتصراً على شطره الثاني الطبراني 22/ (563)، وابن عبد البر 11/ 9 من طريق سلامة بن روح، عن عقيل بن خالد، به. قلنا: وسلامة ليس بذاك القوي.

وأخرج شطره الثاني أيضاً مالك في "الموطأ" 2/ 496، والدارمي (1980)، والبخاري (5530)، ومسلم (1932)(13) و (14)، وأبو داود (3802)، ويعقوب بن سفيان 2/ 319، والترمذي (1477)، وأبو عوانة 5/ 138 - 139 و 139 و 141، وابن حبان (5279)، والطبراني في "الكبير" 22/ (549) و (550) و (552) و (553) و (555) و (556) و (565) و (566)،

وفي "الأوسط"(9203)، وأبو نعيم في "الحلية" 5/ 128، والبيهقي 9/ 314، وابن عبد البر 11/ 7، والبغوي (2793) من طرق عن الزهري، به. وعلقه البخاري برقم (5781).

وأخرج الدارمي (1981)، وأبو عوانة 5/ 141، والطبراني 22/ (551) من طريق أبي أويس عبد الله بن عبد الله بن أويس، عن الزهري، به. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الخطفة والمجثمة والنهبة، وعن أكل كل ذي ناب من السباع.

وسيأتي الحديث مقطعاً بالأرقام (17738) و (17739) و (17740) و (17746) من طريق الزهري، وتاماً برقم (17746) من طريق بسر بن عبد الله، كلاهما عن أبي إدريس.

وانظر ما سلف برقم (17733).

ص: 272

صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْزِلًا فَعَسْكَرَ (1)، تَفَرَّقُوا عَنْهُ فِي الشِّعَابِ وَالْأَوْدِيَةِ، فَقَامَ فِيهِمْ فَقَالَ:" إِنَّ تَفَرُّقَكُمْ فِي الشِّعَابِ وَالْأَوْدِيَةِ (2) إِنَّمَا ذَلِكُمْ مِنَ الشَّيْطَانِ " قَالَ: فَكَانُوا بَعْدَ ذَلِكَ إِذَا نَزَلُوا، انْضَمَّ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ، حَتَّى إِنَّكَ لَتَقُولُ: لَوْ بَسَطْتُ عَلَيْهِمْ كِسَاءً لَعَمَّهُمْ، أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ (3).

17737 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، اكْتُبْ لِي بِأَرْضِ كَذَا وَكَذَا - لِأَرْضٍ بِالشَّامِ لَمْ يَظْهَرْ عَلَيْهَا

(1) في (ظ 13) و (ق) وهامش (س): بعسكر.

(2)

من قوله: فقام فيهم إلى هنا سقط من (م).

(3)

إسناده صحيح، عبد الله بن زبر: هو ابن العلاء بن زبر الربعي الدمشقي.

وأخرجه أبو داود (2628)، والنسائي في "الكبرى"(8856)، وابن حبان (2690)، والطبراني في "الكبير" 22/ (586)، وفي "مسند الشاميين"(784)، والحاكم 2/ 115، والبيهقي 9/ 152 من طرق عن الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد. وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه.

قوله: "فعسكر" قال السندي: بالفاء العاطفة، أي: نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزل بنزوله عسكر، وفي بعض النسخ: بعسكر، بالباء الجارة، أي: نزل مع المعسكر.

"فقام فيهم"، أي: خطبهم.

"من الشيطان" فإنه الذي يرضى بالتفرق بين المسلمين حتى يمكن العدو من أن ينال بعضَهم بمكروه.

ص: 273

النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حِينَئِذٍ - فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " أَلَا تَسْمَعُونَ (1) إِلَى مَا يَقُولُ هَذَا؟ " فَقَالَ أَبُو ثَعْلَبَةَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَظْهَرُنَّ عَلَيْهَا. قَالَ: فَكَتَبَ لَهُ بِهَا، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَرْضَنَا أَرْضُ صَيْدٍ، فَأُرْسِلُ كَلْبِيَ الْمُكَلَّبَ، وَكَلْبِيَ الَّذِي لَيْسَ بِمُكَلَّبٍ؟ قَالَ:" إِذَا أَرْسَلْتَ كَلْبَكَ الْمُكَلَّبَ وَسَمَّيْتَ، فَكُلْ مَا أَمْسَكَ عَلَيْكَ كَلْبُكَ الْمُكَلَّبُ (2)، وَإِنْ قَتَلَ، وَإِذَا أَرْسَلْتَ كَلْبَكَ الَّذِي لَيْسَ بِمُكَلَّبٍ فَأَدْرَكْتَ ذَكَاتَهُ، فَكُلْ، وَكُلْ مَا رَدَّ عَلَيْكَ سَهْمُكَ، وَإِنْ قَتَلَ، وَسَمِّ اللهَ ".

قَالَ: قُلْتُ يَا نَبِيَّ اللهِ، إِنَّ أَرْضَنَا أَرْضُ أَهْلِ كِتَابٍ، وَإِنَّهُمْ يَأْكُلُونَ لَحْمَ الْخِنْزِيرِ، وَيَشْرَبُونَ الْخَمْرَ، فَكَيْفَ أَصْنَعُ بِآنِيَتِهِمْ وَقُدُورِهِمْ؟ قَالَ:" إِنْ لَمْ تَجِدُوا غَيْرَهَا، فَارْحَضُوهَا وَاطْبُخُوا فِيهَا، وَاشْرَبُوا ".

قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ، مَا يَحِلُّ لَنَا مِمَّا يُحَرَّمُ عَلَيْنَا؟ قَالَ:" لَا تَأْكُلُوا لُحُومَ الْحُمُرِ الْإِنْسِيَّةِ، وَلَا كُلَّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ "(3).

(1) في (ظ 13) و (س) و (ق): تسمعوا، والمثبت من (م) وبقية النسخ، ومن "مصنف" عبد الرزاق.

(2)

لفظة "المكلب" لم ترد في (ظ 13).

(3)

صحيح دون قصة الأرض، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، لكنه منقطع، فأبو قلابة -وهو عبد الله بن زيد الجرمي- لم يسمع من أبي ثعلبة، بينهما أبو أسماء الرحبي، كما سيأتي في الرواية (17750).

وهو في "مصنف عبد الرزاق"(8503) و (10151). والموضع الثاني =

ص: 274

17738 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ، عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ أَكْلِ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ (1).

= مختصر.

وأخرجه تاماً ومقطعاً الطيالسي (1014) و (1015) و (1016)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(1233)، والطبراني في "الكبير" 22/ (604) و (605)، والحاكم 1/ 143 من طرق عن أيوب، به.

وأخرج قصة الآنية الطبراني 22/ (603)، والحاكم 1/ 143 - 144 من طريق خالد الحذاء، عن أبي قلابة، به.

وأخرجه الطبراني 22/ (599) من طريق النضر بن معبد أبي قحذم، عن أبي قلابة، عن أبي الأشعث شراحيل، عن أبي ثعلبة بنحوه.

وأخرجه مطولاً ومختصراً دون قصة إقطاعه الأرض أبو داود (3839)، والطبراني في "الكبير" 22/ (584)، وفي "مسند الشاميين "(783) من طريق مسلم بن مِشْكم، وابن ماجه (2831)، والطبراني 22/ (597) من طريق عروة ابن رويم، والطبراني 22/ (592)، والبيهقي 10/ 10 من طريق عمير بن هانئ، وابن ماجه (3211) من طريق سعيد بن المسيب، والطبراني 22/ (600) من طريق أبي رجاء العطاردي، خمستهم عن أبي ثعلبة.

وانظر (17731) و (17735).

قوله: "المكلب" قال السندي: بفتح اللام المشددة، أي: المعلم.

"فارحضوها" بفتح الحاء المهملة، وبالضاد المعجمة، أي: اغسلوها، من باب منع.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو إدريس الخولاني: هو عائذ ابن عبد الله.

وهو في "مصنف" عبد الرزاق (8704)، ومن طريقه أخرجه مسلم =

ص: 275

17739 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ حَدِيثِ أَبِي إِدْرِيسَ بْنِ عَبْدِ اللهِ فِي خِلَافَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ أَنَّ أَبَا ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيَّ حَدَّثَهُ: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ (1).

17740 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ، عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ أَكْلِ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ (2).

= (1932)(14)، وأبو عوانة 5/ 139، والطبراني في "الكبير" 22/ (548). وانظر (17735).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن بكر: هو البرساني، وابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (561) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو عوانة 5/ 138 عن يزيد بن سنان، عن محمد بن بكر، به.

وأخرجه أبو عوانة 5/ 138 من طريق أبي عاصم الضحاك، عن ابن جريج، به.

وانظر ما قبله.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (557) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه الشافعي في "مسنده" 2/ 172 - 173 و 173، والحميدي (875)، وابن أبي شيبة 5/ 398، والبخاري (5780)، ومسلم (1932)(12)، وابن ماجه (3232)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/ 319، والترمذي (1477)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2630)، والنسائي في =

ص: 276

17741 -

حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا بَقِيَّةُ، عَنْ بَحِيرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ أَنَّهُ حَدَّثَهُمْ، قَالَ: غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَيْبَرَ، وَالنَّاسُ جِيَاعٌ، فَأَصَبْنَا بِهَا حُمُرًا مِنْ حُمُرِ الْإِنْسِ، فَذَبَحْنَاهَا، قَالَ: فَأُخْبِرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَأَمَرَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ، فَنَادَى (1) فِي النَّاسِ:" إِنَّ لُحُومَ حُمُرِ الْإِنْسِيَّةِ (2) لَا تَحِلُّ لِمَنْ شَهِدَ أَنِّي رَسُولُ اللهِ " قَالَ: وَوَجَدْنَا فِي جِنَانِهَا بَصَلًا وَثُومًا، وَالنَّاسُ جِيَاعٌ، فَجَهَدُوا فَرَاحُوا (3)، فَإِذَا رِيحُ الْمَسْجِدِ بَصَلٌ وَثُومٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" مَنْ أَكَلَ مِنْ هَذِهِ الْبَقْلَةِ الْخَبِيثَةِ، فَلَا يَقْرَبْنَا " وَقَالَ: " لَا تَحِلُّ النُّهْبَى، وَلَا يَحِلُّ كُلُّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ، وَلَا تَحِلُّ الْمُجَثَّمَةُ "(4).

= "المجتبى" 7/ 200، وفي "الكبرى"(4837)، وابن الجارود (889)، وأبو عوانة 5/ 137 و 137 - 138 و 138، والطحاوي 4/ 190، والطبراني في "الكبير" 22/ (557)، وأبو نعيم في "الحلية" 9/ 28، والبيهقي في "السنن الكبرى" 9/ 314 - 315، وفي "معرفة السنن والآثار" 14/ (19198) و (19201)، وابن عبد البر في "التمهيد" 11/ 9 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وانظر (17735).

(1)

في (ظ 13) و (ص) ونسخة في (س): فقال بدل فنادى.

(2)

في (م): حمر الإنس، وفي (س) و (ص): الحمر الإنس.

(3)

في (ظ 13): فجهزوا أو فراحوا.

(4)

صحيح، وهذا إسناد ضعيف، بقية -وهو ابن الوليد- مدلس وقد عنعن، لكنه قد توبع، وباقي رجال الإسناد ثقات. =

ص: 277

17742 -

حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ يَحْيَى الدِّمَشْقِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْعَلَاءِ (1)، قَالَ: سَمِعْتُ مُسْلِمَ بْنَ مِشْكَمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْخُشَنِيَّ، يَقُولُ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَخْبِرْنِي بِمَا يَحِلُّ لِي، وَيُحَرَّمُ عَلَيَّ، قَالَ: فَصَعَّدَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَصَوَّبَ فِيَّ النَّظَرَ، فَقَالَ (2): " الْبِرُّ مَا سَكَنَتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ، وَاطْمَأَنَّ إِلَيْهِ

= وأخرجه تاماً ومقطعاً النسائي 7/ 201 و 204 و 237، والطبراني في "الكبير" 22/ (577)، وفي "الشاميين"(1154) من طرق عن بقية، بهذا الإسناد. وأقحم في إسناد "المعجم الكبير" بين خالد بن معدان وجبير: عبد الرحمن بن جبير، وهو انتقال نظر من الحديث السابق له، والتصويب من "مسند الشاميين" فإنه بالإسناد نفسه.

وأخرجه أيضاً 22/ (574)، وفي "الشاميين "(1613) من طريق لقمان بن عامر، عن جبير بن نفير، به. وإسناده حسن.

وأخرج الدارمي (1981)، وأبو عوانة 5/ 141، والطبراني 22/ (551) من طريق أبي أويس عبد الله بن عبد الله بن أويس، عن الزهري، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي ثعلبة: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخطفة والمجثمة والنهبة، وعن أكل كل ذي ناب من السباع، وإسناده حسن.

وانظر ما سلف برقم (17731).

وفي باب النهي عن أكل الثوم والبصل للذاهب إلى المسجد، عن ابن عمر سلف برقم (4619) وذكرت شواهده هناك.

وفي باب النهي عن النهبة عن أبي هريرة، سلف برقم (8317)، وذكرت شواهده هناك.

قوله: "لا تحل المجثمة" بتشديد المثلثة المفتوحة، أي: المصبورة من البهيمة، وهي المقتولة رمياً بعد الحبس. قاله السندي.

(1)

في (م): عبد العلاء.

(2)

في (م) و (ق) وهامش (س): فقال النبي.

ص: 278

الْقَلْبُ، وَالْإِثْمُ مَا لَمْ تَسْكُنْ إِلَيْهِ النَّفْسُ، وَلَمْ يَطْمَئِنَّ إِلَيْهِ الْقَلْبُ، وَإِنْ أَفْتَاكَ الْمُفْتُونَ ".

وَقَالَ: " لَا تَقْرَبْ لَحْمَ الْحِمَارِ الْأَهْلِيِّ، وَلَا ذَا نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ "(1).

17743 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا دَاوُدُ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ أَحَبُّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبُكُمْ مِنِّي، مَحَاسِنُكُمْ أَخْلَاقًا، وَإِنَّ أَبْغَضَكُمْ إِلَيَّ وَأَبْعَدَكُمْ مِنِّي، مَسَاوِئُكُمْ أَخْلَاقًا، الثَّرْثَارُونَ، الْمُتَشَدِّقُونَ، الْمُتَفَيْهِقُونَ "(2).

(1) إسناده صحيح، زيد بن يحيى الدمشقي: هو ابن عبيد الخزاعي، وعبد الله بن العلاء: هو ابن زَبْر الربعي الدمشقي.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (585)، وفي "الشاميين"(782) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد مختصراً.

وسيأتي مختصراً برقم (17745)، وسيأتي مختصراً أيضاً من طريق أبي إدريس الخولاني برقم (17746).

ولشطره الثاني انظر ما سلف برقم (17731).

ولشطره الأول انظر حديث النواس بن سمعان السالف برقم (17631).

(2)

حسن لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح، لكن مكحولاً -وهو الشامي- لم يسمع من أبي ثعلبة. يزيد: هو ابن هارون، وداود: هو ابن أبي هند.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 3/ 97 و 5/ 188، والبغوي في "شرح السنة"(3395) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وانظر (17732).

ص: 279

17744 -

حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا رَمَيْتَ بِسَهْمِكَ، فَغَابَ ثَلَاثَ لَيَالٍ فَأَدْرَكْتَهُ، فَكُلْ مَا لَمْ يُنْتِنْ "(1).

17745 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو الْعَلَاءِ (2) بْنُ زَبْرٍ، قَالَ:

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. معاوية: هو ابن صالح بن حُدير.

وأخرجه البيهقي 9/ 242 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (1931)(9)، وأبو داود (2861) من طريق حماد بن خالد، به.

وأخرجه مسلم (1931)(10)، والنسائي 7/ 193، والطبراني في "الكبير" 22/ (575)، وفي "الشاميين"(2030)، والبيهقي 9/ 243 من طريق معن بن عيسى، ومسلم (1931)(11) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، كلاهما عن معاوية بن صالح، به.

وأخرجه مسلم (1931)(11) من طريق أبي الزاهرية، عن جبير بن نفير، به.

وانظر ما سلف برقم (17733).

قوله: "فغاب" قال السندي: أي: الصيد، وفيه أن الغيبة لا تنافي الحل ولو حال الليل.

"ما لم ينتن" من أنتن، وفيه أنه ينبغي الاحتراز عما تغير ريحُه من الأطعمة إن لم يكن ثمت حاجة.

(2)

في (م): حدثنا العلاء، وفي النسخ الخطية: أبو العلاء. وهذا الحديث لعبد الله بن العلاء عن مسلم بن مشكم كما سلف برقم (17742)، ولم يذكر أحد ممن ترجم لعبد الله أنه يكنى أبا العلاء، وإنما يكنى أبا زبر، أو أبا عبد الرحمن.

ص: 280

حَدَّثَنِي مُسْلِمُ بْنُ مِشْكَمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيَّ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَخْبِرْنِي بِمَا يَحِلُّ لِي مِمَّا يُحَرَّمُ عَلَيَّ. قَالَ: فَصَعَّدَ فِيَّ النَّظَرَ (1) وَصَوَّبَ، ثُمَّ قَالَ:" نُوَيْبِتَةٌ " قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، نُوَيْبِتَةُ خَيْرٍ، أَمْ نُوَيْبِتَةُ شَرٍّ؟ قَالَ:" بَلْ نُوَيْبِتَةُ خَيْرٍ، لَا تَأْكُلْ لَحْمَ الْحِمَارِ الْأَهْلِيِّ، وَلَا كُلَّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ "(2).

17746 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْعَلَاءِ، قَالَ: حَدَّثَنِي بُسْرُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ، عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ، مِثْلَ ذَلِكَ (3).

(1) في (ظ 13) وهامش (س): البصر.

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير مسلم بن مشكم، فقد روى له أبو داود والنسائي وابن ماجه، وهو ثقة. أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن الحجاج الخولاني.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (582)، وفي "الشاميين"(781) من طريق أبي المغيرة، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (582)، وفي "الأوسط"(67) من طريق إبراهيم بن عبد الله بن العلاء، عن أبيه، به. وانظر (17742).

قوله: "نويبتة" قال ابن الأثير: تصغير نابتة، يقال: نبتت لهم نابتةٌ، أي: نشأ فيهم صِغارٌ لحقوا الكبار، وصاروا زيادة في العدد.

(3)

إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن العلاء -وهو ابن زبر- فمن رجال البخاري. أبو إدريس: هو عائذ الله بن عبد الله.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (583)، وفي "الأوسط" بإثر (67)، وفي "الشاميين" 2/ 781 من طريق إبراهيم بن عبد الله بن العلاء، عن أبيه، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله.

ص: 281

17747 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، وَحَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ أَنَّ أَبَا إِدْرِيسَ أَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَا ثَعْلَبَةَ قَالَ: حَرَّمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لُحُومَ الْحُمُرِ الْأَهْلِيَّةِ (1).

17748 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ (2)، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الزُّبَيْدِيُّ، عَنْ يُونُسَ بْنِ سَيْفٍ الْكَلَاعِيِّ، ثُمَّ مِنْ تَيْمٍ (3)، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ عَائِذِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْخَوْلَانِيِّ، عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَصَعَّدَ فِيَّ النَّظَرَ (4)، ثُمَّ صَوَّبَهُ، فَقَالَ:" نُوَيْبِتَةٌ " قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، نُوَيْبِتَةُ خَيْرٍ أَوْ نُوَيْبِتَةُ شَرٍّ؟ قَالَ:" بَلْ نُوَيْبِتَةُ خَيْرٍ " قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا فِي أَرْضِ صَيْدٍ، فَأُرْسِلُ كَلْبِي الْمُعَلَّمَ، فَمِنْهُ مَا أُدْرِكُ ذَكَاتَهُ، وَمِنْهُ مَا لَا أُدْرِكُ ذَكَاتَهُ، وَأَرْمِي بِسَهْمِي، فَمِنْهُ مَا أُدْرِكُ ذَكَاتَهُ، وَمِنْهُ مَا لَا أُدْرِكُ ذَكَاتَهُ (5). فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " كُلْ مَا رَدَّتْ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد ابن إبراهيم، وصالح: هو ابن كيسان.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (558) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (5527)، ومسلم (1936)، وأبو عوانة 5/ 157 من طريق يعقوب بن إبراهيم، به. وانظر (17735).

(2)

المثبت من (ظ 13)، وفي (م) وبقية النسخ الخطية: عبد الله.

(3)

المثبت من (ظ 13) وهامش (س)، وفي (م) وبقية النسخ الخطية: ثم مريم.

(4)

في (ظ 13) و (ق) وهامش (س): البصر.

(5)

من قوله: "وأرمي بسهمي" إلى هنا سقط من (ظ 13).

ص: 282

عَلَيْكَ يَدُكَ وَقَوْسُكَ وَكَلْبُكَ الْمُعَلَّمُ، ذَكِيًّا وَغَيْرَ ذَكِيٍّ " (1).

17749 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا النُّعْمَانُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، رَأَى فِي أُصْبُعِهِ (2) خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ، فَجَعَلَ يَقْرَعُ يَدَهُ بِعُودٍ مَعَهُ، فَغَفَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْهُ، فَأَخَذَ الْخَاتَمَ، فَرَمَى بِهِ، فَنَظَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمْ يَرَهُ فِي أُصْبَعِهِ، فَقَالَ:" مَا أُرَانَا إِلَّا قَدْ أَوْجَعْنَاكَ وَأَغْرَمْنَاكَ "(3).

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير يونس بن سيف الكلاعي، فمن رجال أبي داود والنسائي، وهو ثقة، وقول الحافظ فيه في "التقريب": مقبول، غير مقبول، فقد وثقه الدارقطني، وروى عنه جمعٌ. يزيد ابن عبد ربه: هو الزبيدي الحمصي، ومحمد بن حرب: هو الخولاني الحمصي، والزبيدي: هو محمد بن الوليد بن عامر.

وأخرجه أبو داود (2856) عن محمد بن المصفى، عن محمد بن حرب، بهذا الإسناد، مختصراً.

وأخرجه أبو داود (2856)، والطبراني في "الكبير" 22/ (570)، وفي "الشاميين"(1869)، والبيهقي 9/ 244 - 245 من طريق بقية بن الوليد، والطبراني في "الكبير" 22/ (570)، وفي "الشاميين"(1868) من طريق عبد الله ابن سالم، كلاهما عن الزبيدي، به. رواية الطبراني مطولة.

وسيأتي مطولاً برقم (17752).

وانظر ما سلف برقم (17733).

(2)

المثبت من (ظ 13) و (ق)، وفي (م): يدي، وفي بقية النسخ: يده.

(3)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف النعمان بن راشد، وهو مع ضعفه قد خولف كما سيأتي في التخريج. عفان: هو ابن مسلم، ووهيب: هو ابن خالد الباهلي مولاهم. =

ص: 283

17750 -

حَدَّثَنَا مُهَنَّا بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ وَعَفَّانُ، وَهَذَا لَفْظُ مُهَنَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ الرَّحَبِيِّ، عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا بِأَرْضِ أَهْلِ كِتَابٍ، أَفَنَطْبُخُ فِي قُدُورِهِمْ، وَنَشْرَبُ فِي آنِيَتِهِمْ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ

= وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 7/ 416، والنسائي 8/ 171، والطبراني في "الكبير" 22/ (578) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن وهب في "جامعه" 98 - 99، ومن طريقه النسائي 8/ 171 عن يونس بن يزيد، عن الزهري، عن أبي إدريس الخولاني أن رجلاً ممن أدرك النبي صلى الله عليه وسلم لبس خاتماً، فذكره. قال النسائي: وحديث يونس أولى بالصواب من حديث النعمان (يعني ابن رشد).

وأخرجه النسائي 8/ 171 من طريق الأوزاعي، و 8/ 171 - 172 من طريق إبراهيم بن سعد، كلاهما عن الزهري، عن أبي إدريس أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى في يد رجل .. فذكره مرسلاً: قال النسائي: والمراسيل أشبه بالصواب.

وقال الدارقطني في "العلل" 6/ 320: ورواه الحفاظ من أصحاب الزهري عنه، عن أبي إدريس الخولاني: أن رجلاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لبس خاتماً. وهو الصحيح.

وسيأتي الحديث برقم (17751) من طريق النعمان بن راشد.

ويشهد له حديث الرجل الأشجعي الذي سيأتي 4/ 260، وإسناده صحيح.

وفي باب النهي عن خاتم الذهب عن ابن مسعود، سلف برقم (3582)، وذكرت شواهده هناك.

قوله: "فجعل يقرع" قال السندي: فيه النهي عن المنكر بالضرب.

"إلا قد أوجعناك" بالقرع.

"وأغرمناك" بالتسبب لإلقاء الخاتم.

ص: 284

صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنْ لَمْ تَجِدُوا غَيْرَهَا، فَارْحَضُوهَا بِالْمَاءِ وَاطْبُخُوا فِيهَا " قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّا بِأَرْضِ صَيْدٍ، فَكَيْفَ نَصْنَعُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِذَا أَرْسَلْتَ كَلْبَكَ الْمُكَلَّبَ، وَذَكَرْتَ اسْمَ اللهِ، فَقَتَلَ فَكُلْ، وَإِنْ كَانَ غَيْرَ مُكَلَّبٍ فَذَكِّ وَكُلْ، وَإِذَا رَمَيْتَ بِسَهْمِكَ، وَذَكَرْتَ اسْمَ اللهِ، فَقَتَلَ، فَكُلْ "(1).

17751 -

حَدَّثَنَا وَهْبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ، يُحَدِّثُ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ، قَالَ: جَلَسَ رَجُلٌ إِلَى نَبِيِّ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَفِي يَدِهِ خَاتَمٌ مِنْ ذَهَبٍ، فَقَرَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَدَهُ بِقَضِيبٍ كَانَ فِي يَدِهِ، ثُمَّ غَفَلَ عَنْهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَرَمَى الرَّجُلُ بِخَاتَمِهِ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:" أَيْنَ خَاتَمُكَ؟ " قَالَ: أَلْقَيْتُهُ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير مهنا بن عبد الحميد، فمن رجال أبي داود والنسائي، وهو ثقة.

وأخرجه الترمذي (1797)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2631)، والدولابي في "الكنى" 2/ 138، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(1234)، والطبراني في "الكبير" 22/ (580)، والحاكم 1/ 144 من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وبعضهم يختصره. وقرن الترمذي والدولابي والطبراني بأيوب قتادة. وقال الترمذي: حسن صحيح.

وأخرجه الطبراني 22/ (581)، والحاكم 1/ 144 من طريق هشيم بن بشير، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، به. مختصراً بقصة الآنية.

وانظر ما سلف برقم (17731).

ص: 285

" أَظُنُّنَا قَدْ أَوْجَعْنَاكَ وَأَغْرَمْنَاكَ "(1).

17752 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، أَخْبَرَنِي رَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ الدِّمَشْقِيُّ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ، عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ أَنَّهُ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا بِأَرْضِ قَوْمٍ (2) أَهْلِ كِتَابٍ، أَفَنَأْكُلُ فِي آنِيَتِهِمْ؟ وَإِنَّا فِي أَرْضِ صَيْدٍ، أَصِيدُ بِقَوْسِي، وَأَصِيدُ بِكَلْبِي الْمُعَلَّمِ، وَأَصِيدُ بِكَلْبِي الَّذِي لَيْسَ بِمُعَلَّمٍ، فَأَخْبِرْنِي مَاذَا يَصْلُحُ؟ قَالَ " أَمَّا مَا ذَكَرْتَ أَنَّكُمْ بِأَرْضِ أَهْلِ كِتَابٍ، تَأْكُلُ فِي آنِيَتِهِمْ، فَإِنْ وَجَدْتُمْ غَيْرَ آنِيَتِهِمْ، فَلَا تَأْكُلُوا فِيهَا، وَإِنْ لَمْ تَجِدُوا غَيْرَ آنِيَتِهِمْ فَاغْسِلُوهَا، ثُمَّ كُلُوا فِيهَا، وَأَمَّا مَا ذَكَرْتَ أَنَّكُمْ بِأَرْضِ صَيْدٍ، فَإِنْ صِدْتَ بِقَوْسِكَ، وَذَكَرْتَ اسْمَ اللهِ، فَكُلْ، وَمَا صِدْتَ بِكَلْبِكَ الْمُعَلَّمِ، فَاذْكُرْ اسْمَ اللهِ، ثُمَّ كُلْ، وَمَا صِدْتَ بِكَلْبِكَ الَّذِي لَيْسَ بِمُعَلَّمٍ فَأَدْرَكْتَ ذَكَاتَهُ، فَكُلْ "(3).

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف النعمان بن راشد. وهب: هو ابن جرير بن حازم.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 261، وابن حبان (303)، والطبراني في "الكبير" 22/ (579)، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 1/ 200 من طرق عن وهب بن جرير، بهذا الإسناد. وانظر (17749). وقال ابن حبان: النعمان بن راشد ربما أخطأ على الزهري.

(2)

لفظة "قوم" سقطت من (م).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الله بن يزيد: هو المقرئ، وحيوة: هو ابن شريح بن صفوان التجيبي، وأبو إدريس: هو عائذ الله بن =

ص: 286

‌حَدِيثُ شُرَحْبِيلَ بْنِ حَسَنَةَ (1) عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

17753 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ شَهْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، قَالَ:

= عبد الله.

وأخرجه البخاري (5478)، ومسلم (1930)، وأبو عوانة 5/ 133 - 135 و 135، والطبراني في "الكبير" 22/ (571)، والبغوي (2771) من طريق عبد الله بن يزيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه تاماً ومختصراً الدارمي (2499)، والبخاري (5488) و (5496)، ومسلم (1930)، وأبو داود (2855)، وابن ماجه (3207)، والترمذي بإثر (1560)، والنسائي في "المجتبى" 7/ 181، وفي "الكبرى"(4777)، وابن الجارود (916) و (917)، وأبو عوانة 5/ 133 - 135 و 135 و 135 - 136 و 136، وابن حبان (5879)، والبيهقي في "السنن" 9/ 244 و 247 - 248 و 10/ 10، وفي "معرفة السنن والآثار" 13/ (18782) من طرق عن حيوة بن شريح، به. وقال الترمذي: حسن صحيح.

وأخرجه ابن أبي شيبة 5/ 357، والترمذي (1464) من طريق الوليد بن أبي مالك، وأبو داود (2852)، والبيهقي 9/ 237، وابن عبد البر في "الاستذكار" 15/ (21939) من طريق بسر بن عُبَيد الله، كلاهما عن أبي إدريس الخولاني، به. مختصراً.

وانظر (17748).

(1)

جزم غير واحد أن حَسَنةَ هي أُمُّه، وأبوه: هو عبد الله بن المُطاع الكِنْدي. سيَّره أبو بكر في فتوح الشام، وولاَّه عمر على رُبْع من أرباعها، مات في طاعون عَمَواس سنة 18 هـ، وهو ابن سبع وستين سنة. "الإصابة" 3/ 328 - 329.

ص: 287

لَمَّا وَقَعَ الطَّاعُونُ بِالشَّامِ، خَطَبَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ النَّاسَ، فَقَالَ: إِنَّ هَذَا الطَّاعُونَ رِجْسٌ، فَتَفَرَّقُوا عَنْهُ فِي هَذِهِ الشِّعَابِ وَفِي هَذِهِ الْأَوْدِيَةِ. فَبَلَغَ ذَلِكَ شُرَحْبِيلَ بْنَ حَسَنَةَ، قَالَ: فَغَضِبَ، فَجَاءَ وَهُوَ يَجُرُّ ثَوْبَهُ مُعَلِّقٌ نَعْلَهُ بِيَدِهِ، فَقَالَ: صَحِبْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَعَمْرٌو أَضَلُّ مِنْ حِمَارِ أَهْلِهِ، وَلَكِنَّهُ رَحْمَةُ رَبِّكُمْ، وَدَعْوَةُ نَبِيِّكُمْ، وَوَفَاةُ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ (1).

(1) صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر: وهو ابن حَوْشَب، وقد اضطرب فيه كما سيأتي، وباقي رجال الإسناد ثقات. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث العَنْبري، وهمَّام: هو ابن يحيى بن دينار، وقتادة: هو ابن دِعامة السَّدوسي.

وأخرجه ابن خزيمة في التوكل كما في "إتحاف المهرة" 6/ 184، والطبراني في "الكبير"(7209)، والحاكم 3/ 276 من طريق مسلم بن إبراهيم، عن همام بهذا الإسناد. وقرن بقتادة مطراً الورَّاقَ.

وأخرجه ابن خزيمة أيضاً من طريق هشام الدستوائي، عن قتادة، به.

ورواه عبد الحميد بن بَهْرام، عن شهر بن حوشب قال: حدثني عبد الرحمن بن غَنْم عن حديث الحارث بن عَمِيرة في قصة طويلة، وفيه: أن شرحبيل بن حسنة قال لعمرو بن العاص: قد صحبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت أضلُّ من بعير أهلك، وأن معاذ بن جبل قال له: ليس بالطاعون ولا الرجز، ولكنها رحمةُ ربكم، ودعوة نبيكم، وقبض الصالحين. أخرجه البزار (3042 - كشف الأستار).

وأخرجه مطولاً أيضاً بنحو حديث البزار: ابنُ أبي شيبة 11/ 15 - 16 من طريق داود بن أبي هند عن شهر بن حوشب، عن الحارث بن عميرة، ولم يذكر عبد الرحمن بن غنم، وليس فيه كلام شرحبيل بن حسنة.

واقتصر على كلام معاذ بن جبل عبدُ بن حميد فأخرجه في "مسنده - =

ص: 288

17754 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُمَيْرٍ، عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ شُفْعَةَ، قَالَ: وَقَعَ الطَّاعُونُ، فَقَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: إِنَّهُ رِجْسٌ، فَتَفَرَّقُوا عَنْهُ. فَبَلَغَ ذَلِكَ شُرَحْبِيلَ بْنَ حَسَنَةَ، فَقَالَ: لَقَدْ صَحِبْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَعَمْرٌو أَضَلُّ مِنْ بَعِيرِ أَهْلِهِ، إِنَّهُ دَعْوَةُ نَبِيِّكُمْ، وَرَحْمَةُ

= المنتخب منه" (129) من طريق داود بن أبي هند، والطبراني في "المعجم الكبير" 20/ (230) من طريق عبد الحميد بن بَهْرام، و (231) من طريق داود ابن أبي هند، كلاهما عن شهر بن حوشب، عن الحارث بن عميرة، عنه.

ورواه أبان بن صالح، عن شهر بن حوشب، عن زوج أمِّه وكان شهد طاعون عَمَواس، وفيه: أن أبا عبيدة بن الجراح ومعاذاً قالا: إن هذا الوجع رحمة ربكم

إلخ، وفيه: أن أبا واثلة الهذلي قال لعمرو بن العاص: لقد صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت شرٌّ من حماري هذا! وقد سلف عند المصنف برقم (1697).

وسيأتي في مسند معاذ بن جبل 5/ 248 من طريق أبي قلابة: أن الطاعون وقع بالشام

فذكره، وذكر فيه معاذاً مكان شرحبيل بن حسنة. ورجاله ثقات، إلا أنه مرسل، فإن أبا قلابة لم يدرك القصة.

قلنا: والقول الفصل في هذه المسألة في حديث أبي عسيب مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أتاني جبريل بالحمَّى والطاعون، فأمسكت الحمَّى بالمدينة، وأرسلت الطاعون إلى الشام، فالطاعون شهادة لأمتي، ورحمة لهم، ورِجْسٌ على الكافرين"، وسيأتي في مسنده 5/ 81 وإسناده لا بأس به.

وأخرج البخاري (3473)، ومسلم (2218) عن أسامة بن زيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الطاعون رِجْزٌ -أو عذاب- أُرسِلَ على بني إسرائيل -أو على مَن كان قبلكم- فإذا سمعتم به بأرض فلا تَقْدَموا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فِراراً منه". وسيأتي في مسنده عند المصنف 5/ 202.

ص: 289

رَبِّكُمْ، وَمَوْتُ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ، فَاجْتَمِعُوا لَهُ وَلَا تَفَرَّقُوا عَنْهُ. فَبَلَغَ ذَلِكَ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ، فَقَالَ: صَدَقَ (1).

17755 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: يَزِيدُ بْنُ خُمَيْرٍ أَخْبَرَنِي، قَالَ: سَمِعْتُ شُرَحْبِيلَ بْنَ شُفْعَةَ يُحَدِّثُ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: أَنَّ الطَّاعُونَ وَقَعَ، فَقَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: إِنَّهُ رِجْسٌ، فَتَفَرَّقُوا عَنْهُ. وَقَالَ شُرَحْبِيلُ بْنُ حَسَنَةَ: إِنِّي قَدْ صَحِبْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَعَمْرٌو أَضَلُّ مِنْ جَمَلِ أَهْلِهِ. وَرُبَّمَا قَالَ شُعْبَةُ: أَضَلُّ مِنْ بَعِيرِ أَهْلِهِ، وَأَنَّهُ قَالَ: " إِنَّهَا رَحْمَةُ رَبِّكُمْ، وَدَعْوَةُ نَبِيِّكُمْ، وَمَوْتُ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ، فَاجْتَمِعُوا وَلَا تَفَرَّقُوا عَنْهُ. قَالَ: فَبَلَغَ ذَلِكَ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ فَقَالَ: صَدَقَ (2).

17756 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ أَبِي مُنِيبٍ

(1) صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الصحيح غير شرحبيل ابن شفعة، فمن رجال ابن ماجه، وهو صدوق، وقد روى هذه القصة عن عمرو بن العاص كما في رواية عفان التالية وغيره.

وأخرجه ابن خزيمة في التوكل كما في "إتحاف المهرة" 6/ 184، والطبراني في "الكبير"(7210) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.

وانظر ما قبله.

(2)

صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 306 من طريق أبي الوليد الطيالسي، وابن حبان (2951) من طريق محمد بن كثير العبدي، كلاهما عن شعبة، بهذا الإسناد.

ص: 290

أَنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ قَالَ فِي الطَّاعُونِ، فِي آخِرِ خُطْبَةٍ خَطَبَ النَّاسَ، فَقَالَ: إِنَّ هَذَا رِجْسٌ مِثْلُ السَّيْلِ، مَنْ يُنْكِّبْهُ أَخْطَأَهُ، وَمِثْلُ النَّارِ مَنْ يُنْكِّبْهَا أَخْطَأَتْهُ، وَمَنْ أَقَامَ أَحْرَقَتْهُ وَآذَتْهُ. فَقَالَ شُرَحْبِيلُ بْنُ حَسَنَةَ: إِنَّ هَذَا رَحْمَةُ رَبِّكُمْ، وَدَعْوَةُ نَبِيِّكُمْ، وَقَبْضُ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ (1).

(1) صحيح، وهذا إسناد قوي إن كان أبو منيب -وهو الجُرَشي الأحدب الدمشقي- سمعه من عمرو بن العاص، وأبو منيب هذا لا بأس به وثقه العجلي وابن حبان، ومَن دونه ثقات من رجال الصحيح. أبو سعيد: هو عبد الرحمن ابن عبد الله بن عبيد البصري، وثابت: هو ابن يزيد الأحول، وعاصم: هو ابن سليمان الأحول.

وسيأتي عند المصنف 5/ 240 بهذا الإسناد نفسه عن أبي منيب الأحدب قال: خطب معاذ بالشام فذكر الطاعون، فقال: إنها رحمة ربكم، ودعوة نبيكم، وقبض الصالحين قبلكم. قلنا: فلعل هذه المقالة قد قالها غير واحد من أمراء الأجناد في الشام يتناقلونها عن بعضهم، وذلك من أجل تخفيف وَقْع هذه المصيبة على نفوس المسلمين، والله تعالى أعلم.

ص: 291

‌حَدِيثُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسَنَةَ

(1)

17757 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسَنَةَ، قَالَ: كُنَّا مَعَ (2) النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ، فَنَزَلْنَا أَرْضًا كَثِيرَةَ الضِّبَابِ، قَالَ: فَأَصَبْنَا مِنْهَا (3) وَذَبَحْنَا، قَالَ: فَبَيْنَا الْقُدُورُ تَغْلِي بِهَا، إِذْ خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:" إِنَّ أُمَّةً مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ فُقِدَتْ، وَإِنِّي أَخَافُ أَنْ تَكُونَ هِيَ، فَأَكْفِئُوهَا " فَأَكْفَأْنَاهَا (4).

(1) ترجم له الحافظ ابن حجر في "الإصابة" 4/ 360 على أنه أخو شرحبيل بن حَسَنة، وقال الترمذي: يقال: إنهما أخوان، وأنكر العسكريُّ تبعاً لابن أبي خيثمة أن يكون عبدُ الرحمن أخا شرحبيل.

(2)

في (م): عند.

(3)

في (ظ 13): فيها.

(4)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيِّه فلم يخرِّجا له، وحديثه عند أصحاب السنن غير الترمذي. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مِهران.

وأخرجه البزار (1217 - كشف الأستار) عن عمرو بن علي، عن أبي معاوية، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 197، وفي "شرح مشكل الآثار"(3275) و (3276) من طرق عن الأعمش، به.

وسيأتي من طريقه أيضاً برقم (17759).

وقد رواه عدي بن ثابت وحصين بن عبد الرحمن، فخالفا الأعمش في إسناده، فقالا: عن زيد بن وهب، عن ثابت بن يزيد الأنصاري، وسيأتي في =

ص: 292

17758 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسَنَةَ، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَفِي يَدِهِ كَهَيْئَةِ الدَّرَقَةِ، قَالَ: فَوَضَعَهَا، ثُمَّ جَلَسَ، فَبَالَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: انْظُرُوا إِلَيْهِ، يَبُولُ كَمَا تَبُولُ الْمَرْأَةُ! قَالَ: فَسَمِعَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" وَيْحَكَ أَمَا عَلِمْتَ مَا أَصَابَ صَاحِبَ بَنِي إِسْرَائِيلَ؟ كَانُوا إِذَا أَصَابَهُمْ شَيْءٌ مِنَ الْبَوْلِ، قَرَضُوهُ بِالْمَقَارِيضِ، فَنَهَاهُمْ، فَعُذِّبَ فِي قَبْرِهِ "(1).

= مسنده، انظر (17928) و (17931).

ورواه الحكم بن عتيبة، عن زيد بن وهب، عن البراء بن عازب، عن ثابت الأنصاري، وسيأتي أيضاً برقم (17932).

وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11013)، وانظر تتمة شواهده هناك. وانظر أيضاً الكلام على نسخ هذا الحديث وأمثاله هناك.

(1)

إسناده صحيح، وقال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" 1/ 328: حديث صحيح، صححه الدارقطني وغيره.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 122، وابن ماجه (346)، والنسائي 1/ 26 - 28، وأبو يعلى (932)، وابن حبان (3127)، والحاكم 1/ 184 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.

وأخرجه الحميدي (882)، وأبو داود (22)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 284، وابن الجارود (131)، وابن المنذر في "الأوسط" 1/ 337، والحاكم 1/ 184، والبيهقي في "السنن" 1/ 104، وفي "إثبات عذاب القبر"(130) من طرق عن الأعمش، به.

وسيأتي برقم (17760).

وفي الباب عن أبي موسى الأشعري، وسيأتي 4/ 396.

قال السندي: قوله: "كهيئة الدَّرَقة" بفتحتين وقاف: ترس من جلود ليس =

ص: 293

17759 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، وَحَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْأَعْمَشُ، الْمَعْنَى، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسَنَةَ - قَالَ: وَكِيعٌ: الْجُهَنِيُّ - قَالَ: غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَصَابَتْنَا مَجَاعَةٌ، فَنَزَلْنَا بِأَرْضٍ كَثِيرَةِ الضِّبَابِ، فَاتَّخَذْنَا مِنْهَا، فَطَبَخْنَا فِي قُدُورِنَا، فَسَأَلْنَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" أُمَّةٌ فُقِدَتْ - أَوْ مُسِخَتْ، شَكَّ يَحْيَى - وَاللهُ أَعْلَمُ " فَأَمَرَنَا فَأَكْفَأْنَا الْقُدُورَ.

قَالَ وَكِيعٌ: " مُسِخَتْ، فَأَخْشَى أَنْ تَكُونَ هَذِهِ " فَأَكْفَأْنَاهَا وَإِنَّا لَجِيَاعٌ (1).

17760 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسَنَةَ قَالَ: كُنْتُ أَنَا وَعَمْرُو بْنُ الْعَاصِ جَالِسَيْنِ، قَالَ: فَخَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَمَعَهُ دَرَقَةٌ أَوْ شِبْهُهَا، فَاسْتَتَرَ بِهَا، فَبَالَ جَالِسًا. قَالَ: فَقُلْنَا أَيَبُولُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَمَا تَبُولُ الْمَرْأَةُ؟! قَالَ: فَجَاءَنَا فَقَالَ: " أَوَمَا عَلِمْتُمْ مَا أَصَابَ صَاحِبَ بَنِي إِسْرَائِيلَ؟ كَانَ الرَّجُلُ مِنْهُمْ إِذَا أَصَابَهُ الشَّيْءُ مِنَ

= فيه خشب ولا عصب، والمراد: في يده شيء على هيئة الدَّرَقة.

(1)

إسناده صحيح.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 266 عن وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو يعلى (931)، ومن طريقه أخرجه ابن حبان (5266)، وابن الأثير في "أسد الغابة" 3/ 436 عن أبي خيثمة زهير بن حرب، عن وكيع، به.

ص: 294

الْبَوْلِ، قَرَضَهُ، فَنَهَاهُمْ عَنْ ذَلِكَ، فَعُذِّبَ فِي قَبْرِهِ " (1).

(1) إسناده صحيح.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 375 - 376 عن وكيع، بهذا الإسناد. وانظر (17758).

ص: 295

‌حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ (1) عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

17761 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا صَالِحٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: نَهَانَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ نَدْخُلَ عَلَى الْمُغِيبَاتِ (2).

(1) هو عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سُعَيْد بن سَهْم، القرشي السهمي، أمير مِصْر، يكنى أبا عبد الله وأبا محمد.

أسلم قبل الفتح سنة ثمانٍ، وقيل بين الحُدَيْبيَة وخيبر.

ولما أسلم كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يقرِّبه ويُدْنيه لمعرفته وشجاعته، وولَّاه غزاة ذات السلاسل من مشارف الشام، ثم استعمله على عُمان، فمات وهو أميرها.

ثم كان من أمراء الأجناد بالشام في زمن عمر، وولاه عمرُ فلسطين.

أمره عمر بالمسير إلى مصر، فافتتحها ووليها له، فبقي عليها حتى استُخلف عثمان فعزله عنها بعد حينٍ بعبد الله بن أبي سَرْح.

ثم لم يَزَلْ عمْرٌو بغير إمرة إلى أن كانت الفتنة بين عليٍّ ومعاوية، فلحق بمعاوية، فكان معه يُدبِّر أمره في الحرب إلى أن جرى أمرُ الحكمين، وهو أحدُهما، ثم سار في جيش جهَّزه معاويةُ إلى مصر، فوليها لمعاوية من صفر سنة ثمان وثلاثين إلى أن مات سنة ثلاث وأربعين على الصحيح الذي جزم به ابن يونس وغيره من المتقنين، وقيل قبلها بسنة، وقيل بعدها، وعاش نحواً من تسعين عاماً.

كان أكبر من عُمَر بنحو خمس سنين، وعاش بعده عشرين سنةً.

انظر "السير" 3/ 54 - 77، و"الإصابة" 4/ 650 - 654.

(2)

حديث صحيح بطرقه وشواهده، رجاله ثقات رجال الشيخين، وأبو صالح إذا أُطلق في حديث الأعمش فهو ذكوان السمان، وهو لم يصرح بسماعه =

ص: 296

17762 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ، مَوْلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ فَصْلَ (1) مَا بَيْنَ صِيَامِنَا وَصِيَامِ أَهْلِ الْكِتَابِ، أَكْلَةُ السَّحَرِ "(2).

= لهذا الحديث من عمرو بن العاص، ولعله رواه عنه بواسطة مولاه كما سيأتي عند المصنف برقم (17767) و (17805). يحيى بن سعيد: هو القطان، والأعمش: هو سليمان بن مهران.

وسيأتي برقم (17823) من طريق الأعمش عن أبي صالح قال: استأذن عمرو بن العاص على فاطمة

وذكر قصة، وانظر الخلاف في تعيين أبي صالح هذا هناك.

وأخرجه ابن أبي شيبة 4/ 410 عن وكيع، عن مسعر، عن زياد بن فياض، عن تميم بن سلمة. قال: قال عمرو بن العاص: نُهينا أن ندخل على المغيبات إلا بإذن أزواجهن. ورجاله ثقات.

وفي الباب عن عبد الله بن عمرو بن العاص، سلف برقم (6595)، وإسناده صحيح.

وعن جابر بن عبد الله، سلف برقم (14324)، وإسناده ضعيف.

قوله: "أن ندخل على المُغِيبات"، قال السندي: المُغِيبة من النساء: مَن غاب عنها زوجُها، اسم فاعل مِن: أغابت المرأةُ: إذا غاب عنها زوجُها، والمراد من الغيبة: هو أن لا يكون في البيت، لا أن يكون غائباً عن البلدة.

(1)

في (ظ 13) و (س) فصلاً، والمثبت من (ق)، ومن نسخة في هامش (س).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، موسى-وهو ابن عُليِّ بن رباح- وأبوه من رجال مسلم، وباقي رجال السند من رجالهما.

وأخرجه ابن خزيمة (1940) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق (7602)، وعبد بن حميد (293)، والدارمي =

ص: 297

17763 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ يَقُولُ: بَعَثَ إِلَيَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: " خُذْ عَلَيْكَ ثِيَابَكَ وَسِلَاحَكَ، ثُمَّ ائْتِنِي " فَأَتَيْتُهُ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ، فَصَعَّدَ فِيَّ النَّظَرَ ثُمَّ طَأْطَأَهُ، فَقَالَ: " إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَبْعَثَكَ عَلَى جَيْشٍ فَيُسَلِّمَكَ اللهُ وَيُغْنِمَكَ، وَأَزْعبُ لَكَ مِنَ الْمَالِ زَعْبَةً

= (1697)، وابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص 97 و 250، ومسلم (1096)، وأبو داود (2343)، ويعقوب بن سفيان الفسوي في "المعرفة والتاريخ" 1/ 323، والترمذي (709)، والنسائي 4/ 146، وابن خزيمة (1940)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(477)، وابن حبان (3477)، والطبراني في "الأوسط"(3262)، والبيهقي 4/ 236، والحسن بن محمد الخلال في "أماليه"(35)، والخطيب في "تاريخه" 7/ 264، والبغوي (1729) من طرق عن موسى بن عُلَيّ، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

وأخرجه الدولابي في "الكنى والأسماء" 2/ 103 من طريق عبد الله بن إسماعيل الجوداني أبو مالك الجهضمي، عن موسى بن عُلَيّ، عن أبيه عُلَيّ بن رباح، عن وردان قال: كان عمرو وهو أمير مصر يأمرنا أن نضع له السحور، فإنما نصيب منه مثل قضمة السِّواك فقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلةُ السَّحر".

وسيأتي الحديث برقم (17771) و (17801).

قال السندي: "أُكلة السحر" بضم الهمزة: اللُّقمة، وبالفتح للمرَّة وإن كثُر المأكول كالغداء والعشاء، قيل: والرواية في الحديث بالضمِّ، والفتح صحيح، والسَّحَر بفتحتين: آخر الليل .. ، قيل: وذلك لحرمة الطعام والشراب والجماع عليهم إذا ناموا، كما كان علينا في بَدْءِ الإسلام، ثم نُسِخَ فصار السحور فارقاً، فلا ينبغي تركه. وانظر "شرح مشكل الآثار" 1/ 417 - 421.

ص: 298

صَالِحَةً ". قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا أَسْلَمْتُ مِنْ أَجْلِ الْمَالِ، وَلَكِنِّي أَسْلَمْتُ رَغْبَةً فِي الْإِسْلَامِ، وَأَنْ أَكُونَ مَعَ رَسُولِ اللهِ. فَقَالَ: " يَا عَمْرُو، نِعْمَّا بِالْمَالِ الصَّالِحُ لِلرَّجُلِ الصَّالِحِ (1) " (2).

(1) في (م) و (ق): "نِعْمَ المال الصالح للمرء الصالح"، وفي (س) و (ص):"نِعما المال الصالح للمرء الصالح"، والمثت من (ظ 13) وفي (س).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم. عبد الرحمن هو ابن مهدي.

وأخرجه أبو عبيد في "غريب الحديث" 1/ 93 - 94، وابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص 250، وأبو عوانة في "الزكاة" كما في "الإتحاف" 4/ ورقة 101، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(6056) و (6057)، وابن حبان (3210)، والطبراني في "الأوسط"(3213)، والحاكم 2/ 236، والقضاعي في "مسنده"(1315)، والبغوي (2495) من طرق عن موسى بن عُلَيّ، بهذا الإسناد- وهو عند بعضهم مختصر.

وسيأتي برقم (17764) و (17802).

قال الأصمعي -كما في "غريب الحديث"- قوله: "أزعب لك زعبة من المال"(قلنا: وتصحف في بعض النسخ إلى: أرغب رغبة)، أي: أعطيك دفعةً من المال، والزعْب: هو الدَّفْع، يقال: جاءنا السَّيل يَزعبُ زعباً، أي: يتدافع. اهـ.

وقوله: "نِعِمّا بالمال"، أصل "نِعمَّا" نِعَم ما، و"ما" هذه في موضع رفع فاعل "نعم"، والباء في قوله:"بالمال" زائدة، والمال هو المخصوص بالمدح، أي: نعم الشيء المال الحلال، وقال ابن جني:"ما" في "نعمّا" منصوبة لا غير، والتقدير: نعم شيئاً، أي: المال الصالح، والباء زائدة مثلها في:{كفى بالله شهيداً} [النساء: 79].

ص: 299

17764 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى، سَمِعْتُ أَبِي، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ يَقُولُ

فَذَكَرَهُ، وَقَالَ: صَعَّدَ فِيَّ البَصَرَ (1).

17765 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَحَجَّاجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ يُحَدِّثُ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّهُ قَالَ: أُسِرَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ (2)، قَالَ: فَجَعَلَ عَمْرٌو يَسْأَلُهُ يُعْجِبُهُ أَنْ يَدَّعِيَ أَمَانًا، قَالَ: فَقَالَ عَمْرٌو: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يُجِيرُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ أَدْنَاهُمْ "(3).

(1) في (م) والنسخ الخطية: النَّظَرَ! وهو تكرار لما قبله، وما أثبتناه من مصادر التخريج، وهو الصواب إن شاء الله تعالى، وهي كذلك في رواية وكيع أيضاً عن موسى بن عُلَيّ الآتية برقم (17802).

والحديث إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه. عبد الله بن يزيد: هو أبو عبد الرحمن المقرئ.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(299)، وأبو عوانة في الزكاة كما في "إتحاف المهرة" 4/ ورقة 101، والحاكم 2/ 2، والبيهقي في "شعب الإيمان"(1248) من طريق عبد الله بن يزيد المقرئ، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم على شرط مسلم.

(2)

في (م) زيادة: فأبى، وهي نسخة في هامش (س)، وكانت في نسخة (ق) ثم رُمِّجت. وعلق عليها السندي فقال: أي: أبى أن يطلب الأمان.

(3)

المرفوع منه صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة الرجل المصريّ، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، وعمرو بن دينار: هو المكي أبو محمد الأَثرم. =

ص: 300

17766 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا. وحَجَّاجٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ (1)، أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ يُحَدِّثُ أَنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ أَهْدَى إِلَى نَاسٍ هَدَايَا، فَفَضَّلَ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ، فَقِيلَ لَهُ، فَقَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ "(2).

= وأخرج المرفوع منه دون القصة: ابنُ أبي شيبة 12/ 455، وعنه أبو يعلى (7344) عن شبابة بن سَوَّار، عن شعبة، بهذا الإسناد.

وفي الباب عن غير واحد من الصحابة. انظر حديث أبي هريرة السالف برقم (8780).

(1)

وقع في هذا الإسناد خطأ واضطراب في (م) والنسخ المتأخرة، والمثبت من (ظ 13).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف كسابقه، وقد روى ورقاء بن عمر هذا الحديث عن عمرو بن دينار فسمَّى الرجل المصريَّ زياداً مولى عمرو بن العاص، وزياد هذا ذكره ابن حبان في "الثقات" 4/ 260 ولم يذكر عنه راوياً سوى عمرو بن دينار، فهو في عداد المجهولين.

وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات"(1685) عن عبد الله بن أحمد ابن حنبل، عن أبيه، عن محمد بن جعفر وحده، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 15/ 302، وعنه أبو يعلى (7342) عن يحيى بن آدم، عن ورقاء بن عمر اليشكري، عن عمرو بن دينار، عن زياد مولى عمرو، عن عمرو بن العاص.

وسيأتي من غير هذا الطريق برقم (17778)، وفيه قصة، وإسناده صحيح.

وفي الباب عن عبد الله بن عمرو بن العاص، سلف برقم (6499)، وانظر تتمة شواهده هناك.

ص: 301

17767 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْحَكَمُ، قَالَ: سَمِعْتُ ذَكْوَانَ أَبَا صَالِحٍ يُحَدِّثُ عَنْ مَوْلًى لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ أَرْسَلَهُ إِلَى عَلِيٍّ يَسْتَأْذِنُهُ عَلَى امْرَأَتِهِ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ، فَأَذِنَ لَهُ، فَتَكَلَّمَا فِي حَاجَةٍ، فَلَمَّا خَرَجَ سَأَلَهُ الْمَوْلَى عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ عَمْرٌو: نَهَانَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ نَسْتَأْذِنَ عَلَى النِّسَاءِ إِلَّا بِإِذْنِ أَزْوَاجِهِنَّ (1).

17768 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْهَادِ،

(1) حديث صحيح بطرقه وشواهده، رجاله ثقات رجال الشيخين غير مولى عمرو بن العاص هذا فإن أبا صالح لم يُبيِّنه، إلا أن يكون هو أبا قيس مولى عمرو، وهذا ثقة من رجال الشيخين، وله مولى آخر يروي عنه اسمه زياد ذكره ابن حبان في "الثقات" 4/ 260، وروى عنه مولى ثالث اسمه هُنَيٌّ، لكن اختلف في ولائه هل هو لعمرو بن العاص أم لعمر بن الخطاب، والراجح أنه مولى عمر بن الخطاب، وهو ثقة.

وأخرجه الترمذي (2779) من طريق عبد الله بن المبارك، والبيهقي 7/ 90 - 91 من طريق أبي الوليد الطيالسي، كلاهما عن شعبة، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن صحيح.

وسيأتي برقم (17805) عن محمد بن جعفر، عن شعبة.

وأخرجه الطبراني -كما في "جامع المسانيد" لابن كثير 3/ ورقة 294 - من طريق أسباط بن نصر، عن منصور بن المعتمر، عن حبيب بن أبي ثابت، عن يحيى بن جعدة بن هبيرة قال: أرسل عمرو بن العاص

فذكره.

وانظر (17761).

ص: 302

عَنْ أَبِي مُرَّةَ مَوْلَى أُمِّ هَانِئٍ أَنَّهُ دَخَلَ مَعَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو عَلَى أَبِيهِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، فَقَرَّبَ إِلَيْهِمَا طَعَامًا، فَقَالَ: كُلْ. قَالَ: إِنِّي صَائِمٌ. قَالَ عَمْرٌو: كُلْ، فَهَذِهِ الْأَيَّامُ الَّتِي كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَأْمُرُنَا بِفِطْرِهَا، وَيَنْهَى عَنْ صِيَامِهَا.

قَالَ مَالِكٌ: وَهِيَ أَيَّامُ التَّشْرِيقِ (1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. روح: هو ابن عُبادة، وأبو مُرَّة: اسمه يزيد، قيل: هو مولى عقيل بن أبي طالب، وقيل: هو مولى أخته أم هانئ.

وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 23/ 69 من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد.

وهو في "الموطأ"(1369) برواية أبي مصعب الزهري عن مالك.

وأخرجه أبو داود (2418)، والحاكم 1/ 435، وعنه البيهقي 4/ 297 - 298 من طريق عبد الله بن مسلمة القعنبي، وابن خزيمة (2961) من طريق ابن وهب، والحاكم 1/ 435، وعنه البيهقي 4/ 297 - 298 من طريق الشافعي ثلاثتهم عن مالك، به. وقرن ابن وهب بمالكٍ عبدَ الله بنَ لهيعة.

ورواه يحيى الليثي عن مالك كما في "الموطأ" 1/ 376 - 377 بروايته، فجعله عن أبي مرة مولى أم هانئ، عن عبد الله بن عمرو أنه أخبره: أنه دخل على أبيه

فذكره.

ورواه كرواية الجماعة عن مالك: الليثُ بن سعد، فقد أخرجه الدارمي (1767)، وابن خزيمة (2149)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 244 من طرق عن الليث بن سعد، عن يزيد بن عبد الله بن الهاد، به. =

ص: 303

17769 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ كَثِيرٍ، أَنَّ جَعْفَرَ بْنَ الْمُطَّلِبِ أَخْبَرَهُ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ دَخَلَ عَلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، فَدَعَاهُ إِلَى الْغَدَاءِ، فَقَالَ: إِنِّي صَائِمٌ. ثُمَّ الثَّانِيَةَ كَذَلِكَ، ثُمَّ الثَّالِثَةَ (1)، فَقَالَ: لَا، إِلَّا أَنْ تَكُونَ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (2).

= وأخرجه كذلك الشافعي في "السنن المأثورة"(348) من طريق عبد العزيز ابن محمد الدراوردي، عن يزيد بن عبد الله بن الهاد، به -لكن قال فيه: عن أبي مرة مولى عمرو بن العاص، وخطَّأه الطحاوي.

وانظر ما سيأتي برقم (17769) و (17779).

وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4970)، وانظر تتمة شواهده هناك.

(1)

في (م) و (س) و (ص): ثم الثالثة كذلك.

(2)

إسناده حسن في المتابعات والشواهد من أجل سعيد بن كثير -وهو ابن المطَّلب بن أبي وداعة السَّهمي- وعمُّه جعفر بن المطلب.

وأخرجه المزي في ترجمة سعيد بن كثير من "التهذيب" 11/ 41 - 42 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 244 من طريق روح بن عبادة، به.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(2900) من طريق أبي عاصم النبيل، و (2901) عن أحمد بن بكار، كلاهما عن ابن جريج، به.

وسيأتي بنحوه عن جعفر بن المطلب برقم (17779). وانظر ما =

ص: 304

17770 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْخَطْمِيُّ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ فِي حَجٍّ أَوْ عُمْرَةٍ، فَقَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي هَذَا الشِّعْبِ إِذْ قَالَ: " انْظُرُوا، هَلْ تَرَوْنَ شَيْئًا؟ " فَقُلْنَا: نَرَى غِرْبَانًا فِيهَا غُرَابٌ أَعْصَمُ أَحْمَرُ الْمِنْقَارِ وَالرِّجْلَيْنِ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنَ النِّسَاءِ، إِلَّا مَنْ كَانَ مِنْهُنَّ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فِي الْغِرْبَانِ "(1).

= قبله.

(1)

إسناده صحيح. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث، وحماد: هو ابن سلمة، وأبو جعفر الخطمي: هو عمير بن يزيد بن عمير الأنصاري.

وأخرجه أبو يعلى (7343) من طريق أسود بن عامر شاذان، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.

وسيأتي برقم (17826) عن سليمان بن حرب وحسن بن موسى عن حماد، وفيه قصة.

وله شاهد من حديث أبي أذينة الصدفي عند البيهقي 7/ 82، ولفظه بتمامه:"خير نسائكم الودود الولود، المواتية المواسية، إذا اتقين الله، وشر نسائكم المتبرجات المتخيلات، وهن المنافقات، لا يدخل الجنة منهن إلا مثل الغراب الأعصم". وفي إسناده عبد الله بن صالح كاتب الليث، وهو ضعيف. وأبو أذينة مختلف في صحبته.

وشاهد ثان من حديث أبي أمامة عند الطبراني (7817) بلفظ: "مثل المرأة الصالحة في النساء كمثل الغراب الأعصم" قيل: يا رسول الله وما الغراب =

ص: 305

17771 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: حَدَّثَنِي أَبُو قَيْسٍ مَوْلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ كَانَ يَسْرُدُ الصَّوْمَ، وَقَلَّمَا كَانَ يُصِيبُ مِنَ الْعَشَاءِ أَوَّلَ اللَّيْلِ، أَكْثَرَ مَا كَانَ يُصِيبُ مِنَ السَّحَرِ، قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّ فَصْلًا بَيْنَ صِيَامِنَا وَصِيَامِ أَهْلِ الْكِتَابِ، أُكْلَةُ السَّحَرِ "(1).

17772 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ:

= الأعصم؟ قال: "الذي إحدى رجليه بيضاء". قال الهيثمي في "المجمع" 4/ 273: وفيه مطرح بن يزيد، وهو مجمع على ضعفه.

وثالث من حديث عبادة بن الصامت، وفيه:"مثل المرأة المؤمنة كمثل الغراب الأبلق في غربان سود، لا ثانية لها ولا شِبْهَ لها". أورده الهيثمي 4/ 274، وقال: رواه الطبراني، وإسحاق بن يحيى لم يدرك عبادة، وبقية رجاله ثقات.

قال السندي: "غراب أعصم": هو الأبيض الجناحين، وقيل: الأبيض الرِّجلين، ويأباه الحديث.

"مثل هذا" أراد قلَّة من يدخلها منهن، لأن هذا الوصف في الغربان عزيز قليل.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم. يزيد: هو ابن هارون، وموسى: هو ابن عُلَيِّ بن رباح. وانظر (17762).

ص: 306

كُنْتُ عِنْدَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ، فَذَكَرُوا مَا هُمْ فِيهِ مِنَ الْعَيْشِ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الصَّحَابَةِ: لَقَدْ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَمَا شَبِعَ (1) أَهْلُهُ مِنَ الْخُبْزِ الْغَلِيثِ. قَالَ مُوسَى: يَعْنِي الشَّعِيرَ وَالسُّلْتَ إِذَا خُلِطَا (2).

17773 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ يَخْطُبُ النَّاسَ بِمِصْرَ، يَقُولُ: مَا أَبْعَدَ هَدْيَكُمْ مِنْ هَدْيِ نَبِيِّكُمْ صلى الله عليه وسلم، أَمَّا هُوَ، فَكَانَ أَزْهَدَ النَّاسِ فِي الدُّنْيَا، وَأَمَّا أَنْتُمْ فَأَرْغَبُ النَّاسِ فِيهَا (3).

(1) في (ظ 13): يشبع

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم. عبد الله بن يزيد: هو أبو عبد الرحمن المقرئ، وموسى: هو ابن عُلَيّ بن رباح.

وانظر ما بعده.

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف في مسنده برقم (9611)، وانظر شواهده هناك.

الغَليث، بغين معجمة، ويقال بالعَيْن المهملة أيضاً: هو الخبز المخبوز من الشعير والسُّلْت، والسُّلْت: ضربٌ من الشعير لا قشر له.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه الحاكم 4/ 326، والبيهقي في "شعب الإيمان"(10519) و (10699) من طريق أبي عبد الرحمن المقرئ عبد الله بن يزيد، بهذا الإسناد، وصحح الحاكم إسناده ووافقه الذهبي.

وأخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص 250 عن عبد الله بن صالح، عن موسى بن عُلَيّ، به. =

ص: 307

17774 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعَيدٍ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ مَوْلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" إِذَا حَكَمَ الْحَاكِمُ، فَاجْتَهَدَ، فَأَصَابَ، فَلَهُ أَجْرَانِ، وَإِذَا حَكَمَ، فَاجْتَهَدَ فَأَخْطَأَ، فَلَهُ أَجْرٌ ".

قَالَ: فَحَدَّثْتُ بِهَذَا الْحَدِيثِ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، قَالَ: هَكَذَا حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (1).

= وسيأتي بالأرقام (17809) و (17815) و (17817).

وانظر ما قبله.

(1)

إسناداه صحيحان على شرط الشيخين، والقائل: "فحدَّثتُ بهذا الإسناد

" هو يزيد بن عبد الله بن الهاد، عبد الله بن يزيد: هو أبو عبد الرحمن المقرئ، وحيوة: هو ابن شريح المصري.

وأخرجه البخاري (7352)، والنسائي في "الكبرى"(5919)، وأبو عوانة 4/ 12، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(51) و (753)، والدارقطني 4/ 211، والبيهقي في "السنن" 10/ 118، والمزي في ترجمة أبي قيس من "التهذيب" 34/ 205 من طرق عن عبد الله بن يزيد، بالإسنادين جميعاً.

وأخرجه الشافعي في "مسنده" 2/ 176 - 177، وحميد بن زنجويه في "الأموال"(12)، وابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص 227 - 228، ومسلم (1716)، وأبو داود (3574)، وابن ماجه (2314)، والنسائي في "الكبرى"(5918)، وأبو عوانة 4/ 13 و 14، والطبراني في "المعجم الأوسط"(3214)، والدارقطني 4/ 210 - 211 و 211، والبيهقي 10/ 119، والخطيب البغدادي في =

ص: 308

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= "تاريخ بغداد" 4/ 235 - 236، وفي "تلخيص المتشابه بالرَّسم" 1/ 169، والبغوي (516)، والمزي في "تهذيب الكمال" 34/ 206.

وأخرجه الشافعي 2/ 176، وابن حبان (5061) من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، والخطيب في "تلخيص المتشابه" 1/ 446 من طريق أبي مصعب، كلاهما عن يزيد بن عبد الله بن الهاد، بإسناده عن عمرو بن العاص دون حديث أبي هريرة.

وأخرجه الترمذي (1326)، والنساني 8/ 223، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(53)، وابن الجارود (996)، وأبو يعلى في "مسنده"(5903)، وفي "معجم شيوخه"(228)، وأبو عوانة 4/ 14، وابن حبان (5060)، والدارقطني 4/ 204، والبيهقي 10/ 119، وتمام بن محمد الرازي في "فوائده"(932) من طريق يحيى بن سعيد، عن أبي بكر بن عمرو بن حزم، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة.

وأورده البخاري بإثر الحديث (7352) مُعلَّقاً مرسلاً، فقال: وقال عبد العزيز بن المطلب، عن عبد الله بن أبي بكر، عن أبي سلمة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، مثله. وعبد الله بن أبي بكر: هو ابن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الذي روى الحديث عن أبي سلمة موصولاً، والرواية الموصولة أصح، فإن عبد العزيز بن المطلب هذا حديثه من باب الحسن وليس بالحجَّة.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(52) من طريق عبد الله بن صالح عن الليث، عن أبي الزناد عبد الله بن ذكوان، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. وعبد الله بن صالح أبو صالح هو كاتب الليث سيِّئ الحفظ.

وسيأتي الحديث من طريقين عن يزيد بن عبد الله بن الهاد برقم (17816) و (17820)، إلا أنه لم يذكر في الموضع الأول من حديث أبي هريرة.

وانظر ما سيأتي برقم (17824).

وفي الباب عن عبد الله بن عمرو بن العاص، سلف برقم (6755)، وإسناده ضعيف.

ص: 309

17775 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " بَيْنَا أَنَا فِي مَنَامِي، أَتَتْنِي الْمَلَائِكَةُ فَحَمَلَتْ عَمُودَ الْكِتَابِ مِنْ تَحْتِ وِسَادَتِي، فَعَمَدَتْ بِهِ إِلَى الشَّامِ، أَلَا فَالْإِيمَانُ حَيْثُ تَقَعُ الْفِتَنُ بِالشَّامِ "(1).

(1) صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد العزيز بن عبيد الله: وهو ابن حمزة بن صهيب بن سنان الحمصي. أبو اليمان: هو الحَكَم بن نافع.

وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 1/ ورقة 49 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(1357)، ومن طريقه ابن عساكر 1/ ورقة 49 من طريق محمد بن المبارك الصُّوري، عن إسماعيل بن عياش، به.

وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/ 523 عن عبد الله بن يوسف، عن محمد بن مهاجر، عن العباس بن سالم، عن مدرك بن عبد الله -أو عن أبي مدرك- قال: غزونا مع معاوية وعمرو مصر، فنزلنا منزلاً، فقال عمرو لمعاوية: يا أمير المؤمنين أتأذن لي أن أقوم في الناس؟ فأذن له، فقام على فرسه، فحمد الله واثنى عليه، ثم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

ثم ذكر الحديث، ولم يذكر فيه قوله:"أتتني الملائكة"، وزاد:"فأتبعته بصري فإذا هو كالعمود من النور". ومدرك بن عبد الله جهَّله أبو حاتم في "الجرح والتعديل" 8/ 328.

وأخرجه عن عبد الله بن يوسف، بهذا الإسناد ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص 267، لكن قال فيه: عبد الله بن عمرو مكان عمرٍو، وأخرجه كذلك ابن عساكر 1/ ورقة 48 من طريق عمر بن عثمان، عن أبيه، عن محمد بن =

ص: 310

17776 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو حَفْصٍ وَكُلْثُومُ بْنُ جَبْرٍ، عَنْ أَبِي غَادِيَةَ، قَالَ: قُتِلَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ فَأُخْبِرَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّ (1) قَاتِلَهُ وَسَالِبَهُ فِي النَّارِ ". فَقِيلَ لِعَمْرٍو: فَإِنَّكَ هُوَ ذَا تُقَاتِلُهُ! قَالَ: إِنَّمَا قَالَ: قَاتِلَهُ وَسَالِبَهُ (2).

= المهاجر، به.

وفي الباب عن أبي الدرداء، سيأتي 5/ 198 - 199، وإسناده صحيح، وصححه أيضاً الحافظ ابن حجر في "الفتح" 12/ 403.

وعن عبد الله بن عمرو بن العاص، عند يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/ 290 - 291 و 300، والحاكم 4/ 509، وأبي نعيم في "الحلية" 5/ 252، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/ 448، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 1/ ورقة 46. وهو حديث حسن بطرقه.

وعن عمر بن الخطاب مختصراً عند يعقوب بن سفيان 2/ 311، والطبراني في "مسند الشاميين"(1566)، والبيهقي في "الدلائل" 6/ 448 - 449، وابن عساكر 1/ ورقة 50، وإسناده ضعيف.

وعن أبي أمامة عند يعقوب بن سفيان 2/ 301، والطبراني في "الكبير" 8/ 199، وابن عساكر 1/ ورقة 50 - 51، وإسناده ضعيف.

وعن عبد الله بن حوالة عند ابن عساكر 1/ ورقة 51 - 52، وإسناده ضعيف.

وعن عائشة ضمن حديث طويل عند ابن عساكر 1/ ورقة 51، وإسناده ضعيف جداً.

قوله: "عمود الكتاب" ذكر الحافظ ابن حجر في "الفتح" 12/ 403 أن العلماء بالتعبير قالوا: من رأى في منامه عموداً، فإنه يُعبر بالدِّين أو برجل يعتمد عليه فيه، وفسَّروا العمود بالدِّين والسلطان.

(1)

لفظة "إن" ليست في (ظ 13).

(2)

إسناده قوي من أجل كلثوم بن جبر، وأما أبو حفص متابعه فلم =

ص: 311

17777 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ ابْنِ (1) إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ رَاشِدٍ مَوْلَى حَبِيبِ بْنِ أَبِي أَوْسٍ الثَّقَفِيِّ، عَنْ حَبِيبِ (2) بْنِ أَبِي أَوْسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ مِنْ فِيهِ، قَالَ: لَمَّا انْصَرَفْنَا مِنَ

= نتبيَّنه. أبو غادية: يقال: اسمه يسار بن سَبُع، كان من شيعة عثمان رضي الله عنه، وله صحبة، وقد سلف له مسند في مسند المدنيين.

وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 3/ 260 - 261 عن عفان بن مسلم، بهذا الإسناد عن أبي غادية قال: سمعت عمّار بن ياسر يقع في عثمان يشتمه بالمدينة فتوعَّدْتُه بالقتل، قلت: لئن امكنني الله منك لأفعلنَّ. فلما كان يوم صفِّين جعل عمار يحمل على الناس، فقيل: هذا عمار. فرأيت فرجة بين الرئتين وبين الساقين قال: فحملتُ عليه فطعنتُه في ركبته فوقع فقتلتُه، فقيل: قتلت عمار بن ياسر، وأُخبِرَ عمرو بن العاص

فذكر الحديث.

وسلف نحو هذه القصة في مقتل عمار بن ياسر في حديث أبي الغادية من مسند المدنيين برقم (16698).

وأخرج ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(803) عن العباس بن الوليد النَّرسي، عن معتمر بن سليمان، سمعت ليثاً يحدث عن مجاهد، عن عبد الله ابن عمرو، قال: أتى عمرَو بن العاص رجلان يختصمان في أمر عمار وسلبه، فقال: خلِّياه واتركاه، فإني سمعت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:"اللهم أولعت قريش بعمار، قاتل عمار وسالبُه في النار". وليث هذا: هو ابن أبي سليم، وهو ضعيف، لكن تابعه سليمان بن طرخان والد المعتمر وهو ثقة، فقد أخرجه الحاكم 3/ 387 من طريق عبد الرحمن بن المبارك، عن المعتمر، عن أبيه، عن مجاهد، به. فإن كان هذا محفوظاً فالإسناد صحيح، وعبد الرحمن بن المبارك ثقة.

(1)

في (م): أبي، وهو تحريف.

(2)

في (م): أبي حبيب، وهو خطأ.

ص: 312

الْأَحْزَابِ عَنِ الْخَنْدَقِ، جَمَعْتُ رِجَالًا مِنْ قُرَيْشٍ كَانُوا يَرَوْنَ مَكَانِي، وَيَسْمَعُونَ مِنِّي، فَقُلْتُ لَهُمْ: تَعْلَمُونَ، وَاللهِ إِنِّي لَأَرَى أَمْرَ مُحَمَّدٍ يَعْلُو الْأُمُورَ عُلُوًّا كَبِيرًا (1)، وَإِنِّي قَدْ رَأَيْتُ رَأْيًا، فَمَا تَرَوْنَ فِيهِ؟ قَالُوا: وَمَا رَأَيْتَ؟ قَالَ: رَأَيْتُ أَنْ نَلْحَقَ بِالنَّجَاشِيِّ فَنَكُونَ عِنْدَهُ، فَإِنْ ظَهَرَ مُحَمَّدٌ عَلَى قَوْمِنَا، كُنَّا عِنْدَ النَّجَاشِيِّ، فَإِنَّا أَنْ نَكُونَ تَحْتَ يَدَيْهِ أَحَبُّ إِلَيْنَا مِنْ أَنْ نَكُونَ تَحْتَ يَدَيْ مُحَمَّدٍ، وَإِنْ ظَهَرَ قَوْمُنَا فَنَحْنُ مَنْ قَدْ عَرَفُوا (2)، فَلَنْ يَأْتِيَنَا مِنْهُمْ إِلَّا خَيْرٌ. فَقَالُوا: إِنَّ هَذَا الرَّأْيُ. قَالَ: فَقُلْتُ لَهُمْ: فَاجْمَعُوا لَهُ مَا نُهْدِي لَهُ. وَكَانَ أَحَبَّ مَا يُهْدَى إِلَيْهِ مِنْ أَرْضِنَا الْأُدُمُ، فَجَمَعْنَا لَهُ أُدُمًا كَثِيرًا، فَخَرَجْنَا حَتَّى قَدِمْنَا عَلَيْهِ، فَوَاللهِ إِنَّا لَعِنْدَهُ إِذْ جَاءَ عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيُّ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ بَعَثَهُ إِلَيْهِ فِي شَأْنِ جَعْفَرٍ وَأَصْحَابِهِ قَالَ: فَدَخَلَ عَلَيْهِ ثُمَّ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ، قَالَ: فَقُلْتُ لِأَصْحَابِي: هَذَا عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ، لَوْ قَدْ دَخَلْتُ عَلَى النَّجَاشِيِّ فَسَأَلْتُهُ إِيَّاهُ فَأَعْطَانِيهِ، فَضَرَبْتُ عُنُقَهُ، فَإِذَا فَعَلْتُ ذَلِكَ رَأَتْ قُرَيْشٌ أَنِّي قَدْ أَجْزَأْتُ عَنْهَا حِينَ قَتَلْتُ رَسُولَ مُحَمَّدٍ.

قَالَ: فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ، فَسَجَدْتُ لَهُ كَمَا كُنْتُ أَصْنَعُ، فَقَالَ: مَرْحَبًا بِصَدِيقِي، أَهْدَيْتَ لِي مِنْ بِلَادِكَ شَيْئًا؟ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ

(1) زاد في (م) و (س): منكراً، وكتبت هذه اللفظة في (ظ 13) فوق كلمة "كبيراً".

(2)

في (م): عرف، وهو خطأ.

ص: 313

أَيُّهَا الْمَلِكُ، قَدْ أَهْدَيْتُ لَكَ أُدُمًا كَثِيرًا. قَالَ: ثُمَّ قَدَّمْتُهُ إِلَيْهِ، فَأَعْجَبَهُ وَاشْتَهَاهُ، ثُمَّ قُلْتُ لَهُ: أَيُّهَا الْمَلِكُ إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ رَجُلًا خَرَجَ مِنْ عِنْدِكَ، وَهُوَ رَسُولُ رَجُلٍ عَدُوٍّ لَنَا، فَأَعْطِنِيهِ لِأَقْتُلَهُ، فَإِنَّهُ قَدْ أَصَابَ مِنْ أَشْرَافِنَا وَخِيَارِنَا. قَالَ: فَغَضِبَ ثُمَّ مَدَّ يَدَهُ فَضَرَبَ بِهَا (1) أَنْفَهُ ضَرْبَةً ظَنَنْتُ أَنْ قَدْ كَسَرَهُ، فَلَوِ انْشَقَّتْ لِي الْأَرْضُ لَدَخَلْتُ فِيهَا فَرَقًا مِنْهُ، ثُمَّ قُلْتُ: أَيُّهَا الْمَلِكُ، وَاللهِ لَوْ ظَنَنْتُ أَنَّكَ تَكْرَهُ هَذَا مَا سَأَلْتُكَهُ. فَقَالَ: أَتَسْأَلُنِي أَنْ أُعْطِيَكَ رَسُولَ رَجُلٍ يَأْتِيهِ النَّامُوسُ الْأَكْبَرُ الَّذِي كَانَ يَأْتِي مُوسَى لِتَقْتُلَهُ؟! قَالَ: قُلْتُ: أَيُّهَا الْمَلِكُ، أَكَذَاكَ هُوَ؟ فَقَالَ: وَيْحَكَ يَا عَمْرُو، أَطِعْنِي وَاتَّبِعْهُ، فَإِنَّهُ وَاللهِ لَعَلَى الْحَقِّ، وَلَيَظْهَرَنَّ عَلَى مَنْ خَالَفَهُ كَمَا ظَهَرَ مُوسَى عَلَى فِرْعَوْنَ وَجُنُودِهِ. قَالَ: قُلْتُ: فَبَايِعْنِي لَهُ عَلَى الْإِسْلَامِ. قَالَ: نَعَمْ. فَبَسَطَ يَدَهُ وَبَايَعْتُهُ عَلَى الْإِسْلَامِ، ثُمَّ خَرَجْتُ إِلَى أَصْحَابِي وَقَدْ حَالَ رَأْيِي عَمَّا كَانَ عَلَيْهِ، وَكَتَمْتُ أَصْحَابِي إِسْلَامِي.

ثُمَّ خَرَجْتُ عَامِدًا لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِأُسْلِمَ، فَلَقِيتُ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ، وَذَلِكَ قُبَيْلَ الْفَتْحِ، وَهُوَ مُقْبِلٌ مِنْ مَكَّةَ، فَقُلْتُ: أَيْنَ يَا أَبَا سُلَيْمَانَ؟ قَالَ: وَاللهِ لَقَدِ اسْتَقَامَ الْمَنْسِمُ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَنَبِيٌّ، أَذْهَبُ وَاللهِ أُسْلِمُ، فَحَتَّى مَتَى؟ قَالَ: قُلْتُ: وَاللهِ مَا جِئْتُ إِلَّا لِأُسْلِمَ. قَالَ: فَقَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَدِمَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ

(1) في (ظ 13): ثم مدَّ يديه فضرب بهما.

ص: 314

فَأَسْلَمَ وَبَايَعَ، ثُمَّ دَنَوْتُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أُبَايِعُكَ عَلَى أَنْ تَغْفِرَ لِي مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِي. وَلَا أَذْكُرُ وَمَا تَأَخَّرَ (1)، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَا عَمْرُو، بَايِعْ، فَإِنَّ الْإِسْلَامَ يَجُبُّ مَا كَانَ (2) قَبْلَهُ، وَإِنَّ الْهِجْرَةَ تَجُبُّ مَا كَانَ قَبْلَهَا " قَالَ: فَبَايَعْتُهُ ثُمَّ انْصَرَفْتُ.

قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: وَقَدْ حَدَّثَنِي مَنْ لَا أَتَّهِمُ: أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ طَلْحَةَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ كَانَ مَعَهُمَا، أَسْلَمَ حِينَ أَسْلَمَا (3).

(1) في (م): وما تأخر.

(2)

لفظة "كان" ليست في (ظ 13) و (ق) و (ص).

(3)

إسناده حسن في المتابعات والشواهد، راشد مولى حبيب لم يرو عنه غير يزيد بن أبي حبيب، ووثقه ابن معين وابن حبان، وحبيب بن أبي أوس -ويقال: حبيب بن أوس- روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات". يعقوب بن إبراهيم: هو ابن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 312 عن عبد الله بن محمد الجُعفي المُسنَدي عن يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد -ولم يسق لفظه.

وهو في "سيرة ابن هشام" 3/ 289 - 291 عن محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد.

ومن طريق ابن إسحاق أخرجه البخاري في "تاريخه" 2/ 311 و 312، وابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص 252 - 253، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(507)، والحاكم 3/ 297 - 298 و 454، والبيهقي في "السنن" 9/ 123، وفي "الدلائل" 4/ 346 - 348. وهو عند الطحاوي والحاكم والبيهقي في "السنن" مختصر.

وأخرج نحوه مطولاً الواقدي في "مغازيه" 2/ 741 - 744، ومن طريقه البيهقي في "الدلائل" 4/ 343 - 346 عن عبد الحميد بن جعفر بن عبد الله بن =

ص: 315

17778 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ابْنِ (1) طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: لَمَّا قُتِلَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ دَخَلَ عَمْرُو بْنُ حَزْمٍ عَلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، فَقَالَ: قُتِلَ عَمَّارٌ، وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ ". فَقَامَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ فَزِعًا يُرَجِّعُ حَتَّى دَخَلَ عَلَى مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ: مَا شَأْنُكَ؟ قَالَ: قُتِلَ عَمَّارٌ. فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: قَدْ قُتِلَ عَمَّارٌ، فَمَاذَا؟! قَالَ عَمْرٌو: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ ". فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ: دَحَضْتَ فِي بَوْلِكَ، أَوَنَحْنُ قَتَلْنَاهُ؟ إِنَّمَا قَتَلَهُ عَلِيٌّ وَأَصْحَابُهُ، جَاؤُوا بِهِ حَتَّى

= الحكم الأنصاري، عن أبيه، عن عمرو بن العاص

فذكره، قال عبد الحميد بن جعفر: فذكرتُ هذا الحديث ليزيد بن أبي حبيب، فقال: أخبرني راشد مولى حبيب بن أبي أوس الثقفي، عن حبيب، عن عمرو نحو ذلك. قلنا: والواقدي تكلم بعض أهل العلم في مروياته، لكن تتقوى روايته هذه بسابقتها، فتصير القصة بهذه السياقة الطويلة محتملة للتحسين، والله تعالى أعلم.

وستأتي قصة بيعة عمرو لرسول الله صلى الله عليه وسلم برقم (17813) و (17827) من طريقين عن عمرو. فهي صحيحة.

فَرَقاً، أي: خوفاً.

وقوله: "استقام المَنسِم"، قال السندي: أي: تبيَّن الطريق، يقال: رأيت مَنسِماً من الأمر أعرف به وجهه، أي: أثراً منه وعلامةً، وأصل المَنسِم: خُفُّ البعير يُستَبان به على الأرض أثره إذا ضلَّ.

(1)

لفظة "ابن" سقطت من (م).

ص: 316

أَلْقَوْهُ بَيْنَ رِمَاحِنَا. أَوْ قَالَ: بَيْنَ سُيُوفِنَا (1).

17779 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَبَاحٌ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ الْمُطَّلِبِ، وَكَانَ رَجُلًا مِنْ رَهْطِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: دَعَا أَعْرَابِيًّا إِلَى طَعَامٍ وَذَلِكَ بَعْدَ النَّحْرِ بِيَوْمٍ، فَقَالَ الْأَعْرَابِيُّ: إِنِّي صَائِمٌ. فَقَالَ لَهُ: إِنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ دَعَا رَجُلًا إِلَى الطَعَامٍ فِي هَذَا الْيَوْمِ، فَقَالَ: إِنِّي صَائِمٌ. فَقَالَ عَمْرٌو: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ صَوْمِ (2) هَذَا الْيَوْمِ (3).

17780 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ - يَعْنِي ابْنَ

(1) إسناده صحيح. ابن طاووس: هو عبد الله.

والحديث في "مصنف" عبد الرزاق (20427)، ومن طريقه أخرجه أبو يعلى (7175) و (7346)، والحاكم 2/ 155 - 156، والبيهقي في "الدلائل" 2/ 551.

وانظر ما سلف برقم (17766).

قال السندي: "يرجِّع" من الترجيع، أي يقول: إنا لله وإنا إليه راجعون.

"دَحَضْتَ" أي: عَثَرَتْ، ورُوي بصاد مهملة، أي: تبحث فيه برجلك، والمراد الخطأ البَيِّن في الفَهْم.

(2)

في (ظ 13): صيام.

(3)

إسناده حسن من أجل جعفر بن المطلب -وهو ابن أبي وداعة السَّهمي- فقد روى عنه ثلاثة، وذكره ابن حبان في "الثقات". إبراهيم بن خالد: هو الصنعاني المؤذن، ورباح: هو ابن زيد الصنعاني، وعاصم بن سليمان: هو الأحول.

وانظر ما سلف برقم (17769).

ص: 317

الْمُبَارَكِ - قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ شِمَاسَةَ حَدَّثَهُ قَالَ: لَمَّا حَضَرَتْ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ الْوَفَاةُ بَكَى، فَقَالَ لَهُ ابْنُهُ عَبْدُ اللهِ: لِمَ تَبْكِي، أَجَزَعًا عَلَى الْمَوْتِ؟ فَقَالَ: لَا وَاللهِ، وَلَكِنْ مِمَّا بَعْدُ. فَقَالَ لَهُ: قَدْ كُنْتَ عَلَى خَيْرٍ. فَجَعَلَ يُذَكِّرُهُ صُحْبَةَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَفُتُوحَهُ الشَّامَ. فَقَالَ عَمْرٌو: تَرَكْتَ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ، شَهَادَةَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، إِنِّي كُنْتُ عَلَى ثَلَاثَةِ أَطْبَاقٍ لَيْسَ فِيهَا طَبَقٌ إِلَّا قَدْ عَرَفْتُ نَفْسِي فِيهِ: كُنْتُ أَوَّلَ شَيْءٍ كَافِرًا، وَكُنْتُ أَشَدَّ النَّاسِ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَوْ مِتُّ حِينَئِذٍ وَجَبَتْ لِي النَّارُ، فَلَمَّا بَايَعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كُنْتُ أَشَدَّ النَّاسِ حَيَاءً مِنْهُ، فَمَا مَلَأْتُ عَيْنِي مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَلَا رَاجَعْتُهُ فِيمَا أُرِيدُ حَتَّى لَحِقَ بِاللهِ عز وجل حَيَاءً مِنْهُ، فَلَوْ مِتُّ يَوْمَئِذٍ قَالَ النَّاسُ: هَنِيئًا لِعَمْرٍو، أَسْلَمَ وَكَانَ عَلَى خَيْرٍ، فَمَاتَ فَرُجِيَ لَهُ الْجَنَّةُ. ثُمَّ تَلَبَّسْتُ بَعْدَ ذَلِكَ بِالسُّلْطَانِ وَأَشْيَاءَ، فَلَا أَدْرِي عَلَيَّ أَمْ لِي.

فَإِذَا مِتُّ فَلَا تَبْكِيَنَّ عَلَيَّ وَلَا تُتْبِعْنِي مَادِحًا وَلَا نَارًا، وَشُدُّوا عَلَيَّ إِزَارِي فَإِنِّي مُخَاصِمٌ، وَسُنُّوا عَلَيَّ التُّرَابَ سَنًّا، فَإِنَّ جَنْبِيَ الْأَيْمَنَ لَيْسَ بِأَحَقَّ بِالتُّرَابِ مِنْ جَنْبِي الْأَيْسَرِ، وَلَا تَجْعَلَنَّ فِي قَبْرِي خَشَبَةً وَلَا حَجَرًا، فَإِذَا وَارَيْتُمُونِي فَاقْعُدُوا عِنْدِي قَدْرَ نَحْرِ جَزُورٍ وَتَقْطِيعِهَا، أَسْتَأْنِسْ بِكُمْ (1).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، ابن لهيعة -وإن كان سيئ =

ص: 318

17781 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نَوْفَلِ بْنُ أَبِي عَقْرَبٍ، قَالَ: جَزِعَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ عِنْدَ الْمَوْتِ جَزَعًا شَدِيدًا، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ ابْنُهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ، مَا هَذَا الْجَزَعُ وَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُدْنِيكَ وَيَسْتَعْمِلُكَ؟ قَالَ: أَيْ بُنَيَّ، قَدْ كَانَ ذَلِكَ، وَسَأُخْبِرُكَ عَنْ ذَلِكَ: إِنِّي وَاللهِ مَا أَدْرِي أَحُبًّا كَانَ

= الحفظ- قد توبع، وقد روى عنه حديثه هذا عبد الله بن المبارك وروايته عنه لا بأس بها. علي بن إسحاق: هو السُّلَميُّ مولاهم أبو الحسن المروزي.

وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 13/ ورقة 533 من طريق الحسين ابن الحسن، عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص 251 من طريق عبد الله بن وهب، عن ابن لهيعة، به- وذكر قصة بيعة عمرو مفصَّلة.

وأخرجه ابن سعد 4/ 258 - 259، ومسلم (121)(192)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(801)، وابن خزيمة (2515)، وأبو عوانة 1/ 70، وابن منده في "الإيمان"(270)، والبيهقي 9/ 98، وابن عساكر 3/ ورقة 534 من طريق حيوة بن شريح، عن يزيد بن أبي حبيب، به- وذكر ابن سعد ومسلم وأبو عوانة وابن منده قصة بيعة عمرو مفصلة، واقتصر عليها ابن خزيمة والبيهقي.

وقوله: كنت أشد الناس حياء من رسول الله صلى الله عليه وسلم سلف برقم (17813) ضمن قصة بيعة عمرو بن العاص، من طريق قيس بن سمي.

قال السندي: "وسُنُّوا" بضم السين المهملة وتشديد النون، من السَّنِّ: بمعنى الصَّب في سهولة، أي: ضعوه وضعاً سهلاً، والشَّن -بالمعجمة- بمعنى التفريق، وهو أيضاً مناسب.

"واريتموني"، أي: دفنتموني.

ص: 319

ذَلِكَ، أَمْ تَأَلُّفًا يَتَأَلَّفُنِي، وَلَكِنِّي أَشْهَدُ عَلَى رَجُلَيْنِ أَنَّهُ قَدْ فَارَقَ الدُّنْيَا وَهُوَ يُحِبُّهُمَا: ابْنُ سُمَيَّةَ، وَابْنُ أُمِّ عَبْدٍ. فَلَمَّا حَدَّثَهُ وَضَعَ يَدَهُ مَوْضِعَ الْغِلَالِ مِنْ ذَقْنِهِ، وَقَالَ: اللهُمَّ أَمَرْتَنَا فَتَرَكْنَا، وَنَهَيْتَنَا فَرَكِبْنَا، وَلَا يَسَعُنَا إِلَّا مَغْفِرَتُكَ. وَكَانَتْ تِلْكَ هِجِّيرَاهُ حَتَّى مَاتَ (1).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 13/ ورقة 536 من طريق عبد الله ابن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه أيضاً 13/ 535 - 536 من طريق الحجاج بن منهال، عن الأسود ابن شيبان، به.

وسيأتي مختصراً برقم (17807) من طريق الحسن عن عمرو بن العاص.

وأخرج قصة دعاء عمرو من آخره ابن سعد في "الطبقات" 4/ 260 من طريق أبي حرب بن أبي الأسود، عن عبد الله بن عمرو، عن أبيه.

وانظر "تاريخ دمشق" لابن عساكر 13/ 535.

قال السندي: "هِجِّيراه" بكسر هاء وتشديد جيم آخره ألف مقصورة، أي: دأبه وشأنه.

ص: 320

‌حَدِيثُ عَمْرٍو الْأَنْصَارِيِّ

17782 -

حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أَنَّ الْقَاسِمَ ابْنَ (1) عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَدَّثَهُمْ عَنْ عَمْرِو بْنِ فُلَانٍ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: بَيْنَا هُوَ يَمْشِي قَدْ أَسْبَلَ إِزَارَهُ، إِذْ لَحِقَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ أَخَذَ بِنَاصِيَةِ نَفْسِهِ، وَهُوَ يَقُولُ:" اللهُمَّ عَبْدُكَ ابْنُ عَبْدِكَ ابْنُ أَمَتِكَ " قَالَ عَمْرٌو: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي رَجُلٌ حَمْشُ السَّاقَيْنِ. فَقَالَ:" يَا عَمْرُو، إِنَّ اللهَ قَدْ أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ، يَا عَمْرُو " وَضَرَبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِأَرْبَعِ أَصَابِعَ مِنْ كَفِّهِ الْيُمْنَى تَحْتَ رُكْبَةِ عَمْرٍو فَقَالَ: " يَا عَمْرُو، هَذَا مَوْضِعُ الْإِزَارِ " ثُمَّ رَفَعَهَا، ثُمَّ ضَرَبَ بَأَرْبَعِ أَصَابِعِ مِنْ تَحْتِ الْأَرْبَعِ الْأُوَلِ، ثُمَّ قَالَ:" يَا عَمْرُو، هَذَا مَوْضِعُ الْإِزَارِ " ثُمَّ رَفَعَهَا (2) ثُمَّ وَضَعَهَا (3) تَحْتَ الثَّانِيَةِ فَقَالَ: " يَا عَمْرُو، هَذَا مَوْضِعُ الْإِزَارِ "(4).

(1) في (ظ 13): أبا، وكلاهما صحيح، فهو القاسم بن عبد الرحمن أبو عبد الرحمن.

(2)

من قوله: "ثم ضرب" إلى هنا سقط من (م).

(3)

في (ظ 13): ثم رفعهما ثم وضعهما، وكذا في الموضع الأول: ثم رفعهما.

(4)

صحيح، ورجاله ثقات إلا أن القاسم بن عبد الرحمن لم يروه عن عمرو الأنصاري، وإنما رواه عن أبي أمامة الباهلي، قال: بينا نحن مع رسول =

ص: 321

‌حَدِيثُ قَيْسٍ الْجُذَامِيِّ

17783 -

حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ يَحْيَى الدِّمَشْقِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْبَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ قَيْسٍ الْجُذَامِيِّ، رَجُلٍ كَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " يُعْطَى الشَّهِيدُ سِتَّ خِصَالٍ عِنْدَ أَوَّلِ قَطْرَةٍ مِنْ دَمِهِ: يُكَفَّرُ عَنْهُ كُلُّ خَطِيئَةٍ، وَيُرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ، وَيُزَوَّجُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ، وَيُؤَمنُ مِنَ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ، وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَيُحَلَّى حُلَّةَ الْإِيمَانِ "(1).

= الله صلى الله عليه وسلم إذ لحقنا عمرو بن زرارة الأنصاري في حلتين

وذكره. والقاسم مشهور بالرواية عن أبي أمامة.

وله شاهد من حديث الشريد بن سويد، سيأتي 4/ 390، وإسناده صحيح.

وفي الباب عن أبي سعيد مرفوعاً: "إزرة المؤمن إلى أنصاف الساقين، ولا جُناح -أو لا حرج- عليه فيما بينه وبين الكعبين

" وسلف برقم (11010) وإسناده صحيح.

وانظر حديث ابن عباس السالف برقم (2955).

حَمْش الساقين: دقيقهما.

(1)

حديث حسن، وقد اختلف فيه على كثير بن مرة، انظر الحديث السالف برقم (17183)، ابن ثوبان -وهو عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان- صدوق حسن الحديث، وباقي رجال الإسناد ثقات وقيس الجذامي اختُلف في صحبته. مكحول: هو الشامي.

وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 7/ 426 - 427 عن زيد بن يحيى، به.

وأخرجه البيهقي في "الشعب"(4252)، وفي "إثبات عذاب القبر"(146) =

ص: 322

‌حَدِيثُ أَبِي عِنَبَةَ الْخَوْلَانِيِّ

(1)

17784 -

حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْأَلْهَانِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عِنَبَةَ - قَالَ سُرَيْجٌ: وَلَهُ صُحْبَةٌ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا أَرَادَ اللهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا، عَسَلَهُ "، قِيلَ: وَمَا عَسلُهُ؟ قَالَ: " يَفْتَحُ اللهُ لَهُ عَمَلًا صَالِحًا قَبْلَ مَوْتِهِ، ثُمَّ يَقْبِضُهُ عَلَيْهِ "(2).

= من طريق يزيد بن خالد، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2734)، والطبراني في "مسند الشاميين"(204)، والبيهقي في "الشعب"(4353) من طريق بقية بن الوليد، كلاهما عن ابن ثوبان، به.

(1)

قال ابن الأثير في "أسد الغابة" 6/ 233: أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره، قيل: إنه صلَّى القِبلتين جميعاً، وقيل: إنه ممن أسلم قبل موت النبي صلى الله عليه وسلم ولم يصحبه، وصحب معاذَ بن جبل، وسكن الشام

وأهل الشام ينكرون أن تكون له صحبة.

وممن أنكر أيضاً صحبته أبو حاتم الرازي وعدَّه من الطبقة الاولى من تابعي أهل الشام، انظر "الجرح والتعديل" 9/ 418 - 419.

وممن عدَّه في الصحابة خليفة بن خياط وابن سعد والبغوي وغيرهم، انظر "الإصابة" 7/ 292 و 293.

(2)

صحيح لغيره، رجاله ثقات غير بقية -وهو ابن الوليد- فهو ضعيف يعتبر به في المتابعات والشواهد وكان كثير التدليس، لكنه صرح بسماعه من محمد بن زياد عند ابن أبي عاصم والقضاعي، وأبو عنبة مختلف في صحبته كما سلف.

وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 6/ 234 بإسناده إلى عبد الله بن أحمد =

ص: 323

17785 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَيَّاشٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُرَحْبِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيُّ، قَالَ: رَأَيْتُ سَبْعَةَ نَفَرٍ: خَمْسَةً قَدْ صَحِبُوا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَاثْنَيْنِ قَدْ أَكَلَا الدَّمَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَلَمْ يَصْحَبَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَأَمَّا اللَّذَانِ لَمْ يَصْحَبَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَبُو عِنَبَةَ الْخَوْلَانِيُّ، وَأَبُو فَالِجٍ (1) الْأَنْمَارِيُّ (2).

= ابن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(400)، والطبراني في "مسند الشاميين"(839)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(1389) من طردق عن بقية، به.

وروي عن بقية عن محمد بن زياد الألهاني، عن أبي أمامة الباهلي، أخرجه الطبراني في "الكبير"(7522)، وفي "مسند الشاميين"(819).

ورواه بقية أيضاً بغير هذا الإسناد عن عمر الجمعي، سلف برقم (17217).

وفي الباب عن أنس بن مالك، سلف برقم (12036)، وإسناده صحيح.

وعن عمرو بن الحَمِق، سيأتي 5/ 224، وإسناده صحيح أيضاً.

قال ابن قتيبة في "غريب الحديث" 1/ 302: قوله: "عسله" أُراه مأخوذاً من العسل، شبَّه العمل الصالح الذي يفتح للعبد حتى يرضى الناسُ عنه، ويطيب ذكره فيهم بالعسل.

وقال الزمخشري في "الفائق" 2/ 429: هو من عَسَلَ الطعام يعْسِلُه: إذا جعل فيه العسل، كأنه شبَّه ما رزقه الله تعالى من العمل الصالح الذي طاب به ذكره بين قومه بالعسل الذي يُجعل في الطعام، فيَحْلَوْلي به ويطيب.

(1)

تحرف في (م) والنسخ الخطية المتأخرة إلى: فاتح، والتصويب من (ظ 13)، و"أسد الغابة" 6/ 234.

(2)

إسناده حسن، ابن عياش -وهو إسماعيل- وشرحبيل بن مسلم، صدوقان. أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن الحجاج الخَوْلاني. =

ص: 324

17786 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْأَلْهَانِيِّ، قَالَ: ذُكِرَ عِنْدَ أَبِي عِنَبَةَ الْخَوْلَانِيِّ الشُّهَدَاءُ، فَذَكَرُوا الْمَبْطُونَ وَالْمَطْعُونَ وَالنُّفَسَاءَ، فَغَضِبَ أَبُو عِنَبَةَ، وَقَالَ: حَدَّثَنَا أَصْحَابُ نَبِيِّنَا صلى الله عليه وسلم، عَنْ نَبِيِّنَا صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" إِنَّ شُهَدَاءَ اللهِ فِي الْأَرْضِ أُمَنَاءُ اللهِ فِي الْأَرْضِ من (1) خَلْقِهِ، قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا "(2).

17787 -

حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْجَرَّاحُ بْنُ مَلِيحٍ الْبَهْرَانِيُّ، حِمْصِيٌّ، عَنْ بَكْرِ بْنِ زُرْعَةَ الْخَوْلَانِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عِنَبَةَ الْخَوْلَانِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَا يَزَالُ اللهُ عز وجل يَغْرِسُ فِي هَذَا الدِّينِ بِغَرْسٍ يَسْتَعْمِلُهُمْ فِي طَاعَتِهِ "(3).

= وأورده من طريق "المسند" ابنُ الأثير في "أسد الغابة" 6/ 234.

وأبو فالج هذا ليست له صحبة، أدرك زمان النبي صلى الله عليه وسلم، وقدم حمص أول ما فُتحت، وصحب معاذ بن جبل. انظر "الإصابة" 7/ 323 - 324.

(1)

في (م): في.

(2)

إسناه حسن من أجل إسماعيل بن عياش، وباقي رجاله ثقات. أبو اليمان: هو الحكم بن نافع.

وهذا الحديث لم يقع لنا عن أبي عنبة عند غير المصنف.

وأخرج نحوه ابن المبارك في "الجهاد"(52) عن أبي بكر بن أبي مريم، عن خالد بن معدان، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً. وأبو بكر ضعيف، وكان قد اختلط.

(3)

إسناده حسن، الجراح بن مليح مختلف فيه، منهم من حسَّن الرأي فيه ومنهم من ضعَّفه، وبالجملة حديثه حسن إذا لم يأت بما يُنكَر، وبكر بن زُرْعة روى عنه ثلاثة كما في ترجمته في "تهذيب التهذيب"، وذكره ابن حبان =

ص: 325

‌حَدِيثُ سَمُرَةَ بْنِ فَاتِكٍ الْأَسَدِيِّ

(1)

17788 -

حَدَّثَنَا يَعْمَرُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ بُسْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ (2)، عَنْ سَمُرَةَ

= في "الثقات". وفي القلب من تصريح أبي عنبة بالسماع من النبي صلى الله عليه وسلم شيء، ولعله ذهول من بعض الرواة، والله تعالى أعلم.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 9/ 61، والدولابي في "الكنى والأسماء" 1/ 46، وابن حبان في "صحيحه"(326)، وفي "الثقات" 4/ 75 من طريق الهيثم بن خارجة، بهذا الإسناد.

وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/ 445، والدولابي 1/ 46 من طريق عبد الرحمن بن يحيى بن إسماعيل المخزومي، وابن ماجه (8)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2497)، والدولابي 1/ 46، وابن عدي في "الكامل" 2/ 584، وابن الأثير في "أسد الغابة" 6/ 233، والمزي في ترجمة أبي عنبة من "التهذيب" 34/ 152 من طريق هشام بن عمار، كلاهما عن الجراح بن مليح، به. قال البوصيري في "مصباح الزجاجة" ورقة 3: إسناده صحيح، رجاله كلهم ثقات. قلنا: وهذا تساهل منه رحمه الله.

(1)

اختُلف في اسمه، فقيل: سَمُرة، بفتح السين وضم الميم، وقيل: سَبْرة، بفتح السين وسكون الباء الموحَّدة، واختلف في نسبته إلى القبيلة، فقيل: الأَسَدي، بفتح السين نسبة إلى بني أسد بن خزيمة، وقيل بتسكين السين، نسبة إلى الأَزْد، هكذا يقال بالسين والزاي.

وذكر الواقدي أن سمرة أسلم هو وأخوه خُرَيم بعد الفتح. انظر "أسد الغابة" 2/ 456، و"الإصابة" 3/ 30.

(2)

تحرف في (م) والنسخ المتأخرة إلى: عبْد الله، والتصويب من (ظ 13)، ومن مصادر ترجمته.

ص: 326

بْنِ فَاتِكٍ الْأَسَدِيِّ، فَذَكَرَ حَدِيثًا.

قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْمَرُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ بُسْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ فَاتِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" نِعْمَ الْفَتَى سَمُرَةُ، لَوْ أَخَذَ مِنْ لِمَّتِهِ، وَشَمَّرَ مِنْ مِئْزَرِهِ ". فَفَعَلَ ذَلِكَ سَمُرَةُ، أَخَذَ مِنْ لِمَّتِهِ، وَشَمَّرَ، مِنْ مِئْزَرِهِ (1).

(1) إسناده حسن لولا عنعنة هشيم، داود بن عمرو -وهو الأوْدي الدمشقي- صدوق حسن الحديث، وباقي رجال الإسناد ثقات. عبد الله: هو ابن المبارك.

وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 2/ 456 من طريق عبد الله بن أحمد ابن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن المبارك في "الجهاد"(109)، والبخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 177، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 305، وابن عدي في "الكامل" 3/ 952 من طرق عن عبد الله بن المبارك، به.

وأخرجه ابن قانع أيضاً 1/ 304 من طريق محمد بن أبي غالب عن هشيم ابن بشير، به.

وروي هذا الحديث في حق خُريم بن فاتك أخي سَمُرة، وهو المحفوظ، انظر حديث خريم الآتي برقم 4/ 321 و 322 و 345، وحديث سهل ابن الحنظلية السالف برقم (17622) و (17624).

اللِّمَّة -بكسر اللام-: الشعر المتجاوز شحمة الأذن.

ومعنى شمَّر هنا: قَصَّر.

ص: 327

‌حَدِيثُ زِيَادِ بْنِ نُعَيْمٍ الْحَضْرَمِيِّ

17789 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي مَرْزُوقٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ زِيَادِ بْنِ نُعَيْمٍ الْحَضْرَمِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَرْبَعٌ فَرَضَهُنَّ اللهُ فِي الْإِسْلَامِ، فَمَنْ جَاءَ بِثَلَاثٍ، لَمْ يُغْنِينَ عَنْهُ شَيْئًا، حَتَّى يَأْتِيَ بِهِنَّ جَمِيعًا: الصَّلَاةُ، وَالزَّكَاةُ، وَصِيَامُ رَمَضَانَ، وَحَجُّ الْبَيْتِ "(1).

(1) إسناده ضعيف، ابن لهيعة -وهو عبد الله- سيئُ الحفظ، ثم إن الحديث مرسل، فإن زياد بن نعيم الحضرمي -وهو زياد بن ربيعة بن نعيم- تابعي كما جزم بذلك في "التهذيب" وفروعه، وذهل بعضهم فذكره في الصحابة، انظر "أسد الغابة" 2/ 274، و"الإصابة" 2/ 588. أبو مرزوق: هو التُّجيبي مولاهم المصري.

وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 2/ 274 من طريق عبد الله بن أحمد ابن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأورده الحافظ المنذري في "الترغيب والترهيب" 1/ 384 و 541، ولم ينسبه إلا لأحمد، وقال: مرسل. وذكره في الموضع الثاني من حديث عمارة ابن حزم ونسبه إلى أحمد أيضاً.

قال الحافظ بن حجر في "أطراف المسند" 2/ 365 بعد أن أورده من حديث زياد بن نعيم عن النبي صلى الله عليه وسلم: هكذا وقع في بعض النسخ، وعليه مشى ابنُ عساكر (يعني في "ترتيب أسماء الصحابة")، ووقع في بعضها، عن زياد بن نعيم، عن عمارة بن حزم به. قلنا: وهذا الإسناد الأخير لم يقع لنا في شيء من نسخنا، ولم يذكره الحافظ ابن حجر في ترجمة عمارة من "أطراف المسند" 5/ 13. =

ص: 328

‌بَقِيَّةُ حَدِيثِ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ

17790 -

حَدَّثَنَا هَارُونُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، أَنَّ أَبَا عُشَّانَةَ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ يَقُولُ: لَا أَقُولُ الْيَوْمَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَا لَمْ يَقُلْ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ، فَلْيَتَبَوَّأْ بَيْتًا مِنْ جَهَنَّمَ "(1).

17791 -

وَسَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " رَجُلَانِ مِنْ أُمَّتِي، يَقُومُ أَحَدُهُمَا مِنَ اللَّيْلَ يُعَالِجُ نَفْسَهُ إِلَى الطَّهُورِ وَعَلَيْهِ عُقَدٌ (2) فَيَتَوَضَّأُ، فَإِذَا وَضَّأَ يَدَيْهِ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، وَإِذَا وَضَّأَ وَجْهَهُ، انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، وَإِذَا مَسَحَ بِرَأْسِهِ، انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، وَإِذَا وَضَّأَ رِجْلَيْهِ، انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَيَقُولُ اللهُ لِلَّذِينَ وَرَاءَ الْحِجَابِ: انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي هَذَا

= وأورده كذلك الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/ 47 من حديث عمارة بن حزم، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير"، وفي إسناده ابن لهيعة.

(1)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي عُشَّانة -وهو حيُّ ابن يومن- فقد روى له البخاري في "الأدب" وأصحاب السنن غير الترمذي وهو ثقة. هارون: هو ابن معروف.

وأخرجه ابن حبان (1052) و (2555) من طريق حرملة بن يحيى، والطبراني في "الكبير" 17/ (832) من طريق أحمد بن صالح، كلاهما عن ابن وهب، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (17457) من طريق ابن لهيعة عن أبي عشّانة.

(2)

في (م): عقدة.

ص: 329

يُعَالِجُ نَفْسَهُ يَسْأَلُنِي، مَا سَأَلَنِي عَبْدِي، فَهُوَ لَهُ " (1).

17792 -

حَدَّثَنَا هَارُونُ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، عَنْ حُنَيْنِ (2) بْنِ أَبِي حَكِيمٍ حَدَّثَهُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ اللَّخْمِيِّ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ أَقْرَأَ بِالْمُعَوِّذَاتِ دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ (3).

17793 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُطَرِّفٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ

(1) إسناده صحيح.

وأخرجه ابن حبان (1052) و (2555) من طريق حرملة بن يحيى، عن ابن وهب، بهذا الإسناد. وانظر (17458).

(2)

تحرف في (م) إلى: حسين.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، حنين بن أبي حكيم، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، لكن قال الذهبي في "الميزان": ليس بعمدة، وقال ابن حجر: صدوق، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير عُليّ بن رباح، فمن رجال مسلم. هارون: هو ابن معروف، والليث: هو ابن سعد.

وأخرجه أبو داود (1523)، والنسائي 3/ 68 عن محمد بن سلمة المرادي عن عبد الله بن وهب، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص 290، وابن خزيمة (755)، وابن حبان (2004)، والطبراني في "الكبير" 17/ (812)، والحاكم 1/ 253 من طرق عن الليث بن سعد، به.

وسلف برقم (17417) من طريق يزيد بن محمد القرشي، عن علي بن رباح.

وانظر ما سلف أيضاً برقم (17297).

ص: 330

عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ قَالَ: نَذَرَتْ أُخْتِي أَنْ تَمْشِيَ إِلَى الْكَعْبَةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّ اللهَ لَغَنِيٌّ عَنْ مَشْيِهَا، لِتَرْكَبْ، وَلْتُهْدِ بَدَنَةً "(1).

17794 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبَانٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ هَمَّارٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" قَالَ رَبُّكُمْ: أَتَعْجِزُ يَا ابْنَ آدَمَ أَنْ تُصَلِّيَ أَوَّلَ النَّهَارِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، أَكْفِكَ بِهِنَّ آخِرَ يَوْمِكَ "(2).

17795 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ

(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة -وهو مولى ابن عباس- فمن رجال البخاري. مطرِّف: هو ابن طريف.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 131، وفي "شرح مشكل الآثار"(2152) من طريق عيسى بن إبراهيم البِرَكي، عن عبد العزيز بن مسلم القَسملي، عن مطر الورَّاق، عن عكرمة، به. هكذا قال فيه: مطر الورَّاق، ومطر صدوق.

وأخرجه البيهقي 10/ 79 - 80 من طريق سفيان الثوري، عن أبيه، عن عكرمة، به.

ورواه قتادة، عن عكرمة، عن ابن عباس: أن عقبة بن عامر سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن أخته نذرت

فذكره. وقد سلف في مسند ابن عباس برقم (2134) و (2834).

وانظر ما سلف برقم (17291) و (17306).

(2)

إسناده صحيح. وانظر (17390).

ص: 331

حَرْمَلَةَ، عَنْ أَبِي عَلِيٍّ (1) الْهَمْدَانِيِّ، قَالَ: صَحِبْنَا عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ فِي سَفَرٍ، فَجَعَلَ لَا يَؤُمُّنَا، قَالَ: فَقُلْنَا لَهُ: رَحِمَكَ اللهُ، أَلَا تَؤُمُّنَا وَأَنْتَ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: لَا، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" مَنْ أَمَّ النَّاسَ فَأَصَابَ الْوَقْتَ، وَأَتَمَّ الصَّلَاةَ فَلَهُ وَلَهُمْ، وَمَنْ انْتَقَصَ مِنْ ذَلِكَ، فَعَلَيْهِ وَلَا عَلَيْهِمْ "(2).

° 17796 - قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ (3): وَجَدْتُ هَذَا الْحَدِيثَ فِي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّ يَدِهِ: كَتَبَ إِلَيَّ الرَّبِيعُ بْنُ نَافِعٍ أَبُو تَوْبَةَ، وَكَانَ فِي كِتَابَةٍ حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَاقِدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْمُسِرُّ بِالْقُرْآنِ كَالْمُسِرِّ بِالصَّدَقَةِ، وَالْمُجْهِرُ بِالْقُرْآنِ كَالْمُجْهِرِ بِالصَّدَقَةِ "(4).

(1) تحرف في (م) إلى: أبي مكي.

(2)

حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن عاصم. أبو علي الهَمْداني: هو ثمامة بن شُفَيٍّ. وانظر (17305).

(3)

هو عبد الله بن أحمد بن حنبل.

(4)

حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، سليمان بن موسى -وهو الأشدق الدمشقي- صدوق لا بأس به، وباقي رجال الإسناد ثقات.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (925) من طريق عبد الله بن يوسف، عن الهيثم بن حميد، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي 3/ 225 من طريق محمد بن عيسى بن سميع، عن زيد ابن واقد، عن كثير بن مرة، به. فأسقط من إسناده سليمان بن موسى، والهيثم ابن حميد أوثق من ابن سميع. =

ص: 332

[بَقِيَّةُ حَدِيثِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ]

(1)

17797 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَبُو بَكْرِ بْنُ حَفْصٍ أَخْبَرَنِي، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُصَبِّحٍ أَوْ ابْنَ مُصَبِّحٍ - شَكَّ أَبُو بَكْرٍ -، عَنِ ابْنِ السِّمْطِ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَادَ عَبْدَ اللهِ بْنَ رَوَاحَةَ، فَمَا تَحَوَّزَ لَهُ عَنْ فِرَاشِهِ، فَقَالَ:" أَتَدْرُونَ مَنْ شُهَدَاءُ أُمَّتِي؟ " قَالُوا: قَتْلُ الْمُسْلِمِ شَهَادَةٌ. قَالَ: " إِنَّ شُهَدَاءَ أُمَّتِي إِذًا لَقَلِيلٌ، قَتْلُ الْمُسْلِمِ شَهَادَةٌ، وَالطَّاعُونُ شَهَادَةٌ، وَالْمَرْأَةُ يَقْتُلُهَا وَلَدُهَا جُمْعًا "(2).

= وانظر (17368).

وقوله: "المجهر بقراءته" يقال جَهَرَ بكلامه ودُعائه وصلاته وقراءته يَجْهَرُ جَهراً وجِهاراً، وأجهر بقراءته لغة، وسلف بلفظ "الجاهر بالقرآن".

(1)

هذا العنوان لم يرد إلا في (س) و (م)، وستأتي أحاديث عبادة في مسند الأنصار 5/ 313.

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي مصبِّح -وهو المَقْرَئي- فمن رجال أبي داود، وهو ثقة. أبو بكر بن حفص: هو عبد الله بن حفص بن عمر بن سعد الزهري، وابن السِّمط: هو شرحبيل.

وسيأتي هذا الحديث مكرراً بإسناده ومتنه 5/ 323، وانظر تخريجه هناك.

قوله: "ما تَحوَّز"، أي: ما تنحَّى.

والمرأة تموتُ بجُمْع، أي: تموت وفي بطنها ولد.

ص: 333

‌حَدِيثُ أَبِي عَامِرٍ الْأَشْعَرِيِّ

17798 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُدْرِكٍ، عَنْ أَبِي عَامِرٍ الْأَشْعَرِيِّ: كَانَ رَجُلٌ قُتِلَ مِنْهُمْ بِأَوْطَاسٍ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" يَا أَبَا عَامِرٍ، أَلَا غَيَّرْتَ؟! " فَتَلَا هَذِهِ الْآيَةَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} [المائدة: 105] فَغَضِبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَقَالَ: " أَيْنَ ذَهَبْتُمْ! إِنَّمَا هِيَ: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ مِنَ الْكُفَّارِ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ "(1).

17799 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ - يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدٍ -، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" أَعْظَمُ الْغُلُولِ عِنْدَ اللهِ ذِرَاعٌ مِنَ الْأَرْضِ، تَجِدُونَ الرَّجُلَيْنِ جَارَيْنِ فِي الْأَرْضِ أَوْ فِي الدَّارِ، فَيَقْتَطِعُ أَحَدُهُمَا مِنْ حَظِّ صَاحِبِهِ ذِرَاعًا، فَإِذَا اقْتَطَعَهُ طُوِّقَهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ "(2).

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه أبي عامر الأشعري. وهو مكرر (17165).

(2)

إسناده حسن من أجل عبد الله بن محمد: وهو ابن عقيل. والحديث مكرر (17255).

ص: 334

‌حَدِيثُ الْحَارِثِ الْأَشْعَرِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

17800 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو خَلَفٍ مُوسَى بْنُ خَلَفٍ - كَانَ يُعَدُّ مِنَ الْبُدَلَاءِ - قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ سَلَّامٍ، عَنْ جَدِّهِ مَمْطُورٍ، عَنِ الْحَارِثِ الْأَشْعَرِيِّ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِنَّ اللهَ أَمَرَ يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ: أَنْ يَعْمَلَ بِهِنَّ وَأَنْ يَأْمُرَ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يَعْمَلُوا بِهِنَّ، فَكَادَ أَنْ يُبْطِئَ، فَقَالَ لَهُ عِيسَى: إِنَّكَ قَدْ أُمِرْتَ بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ، أَنْ تَعْمَلَ بِهِنَّ، وَأَنْ تَأْمُرَ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يَعْمَلُوا بِهِنَّ، فَإِمَّا أَنْ تُبَلِّغَهُنَّ وَإِمَّا أُبَلِّغَهُنَّ. فَقَالَ لَهُ: يَا أَخِي، إِنِّي أَخْشَى إِنْ سَبَقْتَنِي أَنْ أُعَذَّبَ، أَوْ يُخْسَفَ بِي. قَالَ: فَجَمَعَ يَحْيَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ حَتَّى امْتَلَأَ الْمَسْجِدُ، وَقُعِدَ عَلَى الشُّرَفِ، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ اللهَ أَمَرَنِي بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ، أَنْ أَعْمَلَ بِهِنَّ وَآمُرَكُمْ أَنْ تَعْمَلُوا بِهِنَّ:

أَوَّلُهُنَّ: أَنْ تَعْبُدُوا اللهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، فَإِنَّ مَثَلَ ذَلِكَ مَثَلُ رَجُلٍ اشْتَرَى عَبْدًا مِنْ خَالِصِ مَالِهِ بِوَرِقٍ أَوْ ذَهَبٍ، فَجَعَلَ يَعْمَلُ وَيُؤَدِّي عَمَلَهُ إِلَى غَيْرِ سَيِّدِهِ، فَأَيُّكُمْ يَسُرُّهُ، أَنْ يَكُونَ عَبْدُهُ كَذَلِكَ، وَإِنَّ اللهَ خَلَقَكُمْ وَرَزَقَكُمْ، فَاعْبُدُوهُ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا.

وَآمَرَكُمْ بِالصَّلَاةِ، فَإِنَّ اللهَ يَنْصِبُ وَجْهَهُ لِوَجْهِ عَبْدِهِ مَا لَمْ يَلْتَفِتْ، فَإِذَا صَلَّيْتُمْ فَلَا تَلْتَفِتُوا.

وَأَمَرَكُمْ بِالصِّيَامِ، فَإِنَّ مَثَلَ ذَلِكَ كَمَثَلِ رَجُلٍ مَعَهُ صُرَّةٌ مِنْ

_________

ص: 335

مِسْكٍ فِي عِصَابَةٍ، كُلُّهُمْ يَجِدُ رِيحَ الْمِسْكِ، وَإِنَّ خُلُوفَ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ.

وَأَمَرَكُمْ بِالصَّدَقَةِ، فَإِنَّ مَثَلَ ذَلِكَ كَمَثَلِ رَجُلٍ أَسَرَهُ الْعَدُوُّ فَشَدُّوا يَدَيْهِ إِلَى عُنُقهِ، وَقَرَّبُوهُ لِيَضْرِبُوا عُنُقَهُ، فَقَالَ: هَلْ لَكُمْ أَنْ أَفْتَدِيَ نَفْسِي مِنْكُمْ. فَجَعَلَ يَفْتَدِي نَفْسَهُ مِنْهُمْ بِالْقَلِيلِ وَالْكَثِيرِ حَتَّى فَكَّ نَفْسَهُ.

وَآمَرَكُمْ بِذِكْرِ اللهِ كَثِيرًا، وَإِنَّ مَثَلَ ذَلِكَ كَمَثَلِ رَجُلٍ طَلَبَهُ الْعَدُوُّ سِرَاعًا فِي أَثَرِهِ، فَأَتَى حِصْنًا حَصِينًا، فَتَحَصَّنَ فِيهِ، وَإِنَّ الْعَبْدَ أَحْصَنَ مَا يَكُونُ مِنَ الشَّيْطَانِ إِذَا كَانَ فِي ذِكْرِ اللهِ ".

قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَنَا آمُرُكُمْ بِخَمْسٍ اللهُ أَمَرَنِي بِهِنَّ: بِالْجَمَاعَةِ، وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، وَالْهِجْرَةِ، وَالْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللهِ، فَإِنَّهُ مَنْ خَرَجَ مِنَ الْجَمَاعَةِ قِيدَ شِبْرٍ فَقَدْ خَلَعَ رِبْقَ (1) الْإِسْلَامِ مِنْ عُنُقِهِ إِلَى أَنْ يَرْجِعَ، وَمَنْ دَعَا بِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ فَهُوَ مِنْ جُثَا جَهَنَّمَ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَإِنْ صَامَ وَصَلَّى؟ قَالَ:" وَإِنْ صَامَ وَصَلَّى وَزَعَمَ أَنَّهُ مُسْلِمٌ، فَادْعُوا الْمُسْلِمِينَ بِمَا سَمَّاهُمُ اللهُ (2): الْمُسْلِمِينَ الْمُؤْمِنِينَ عِبَادَ اللهِ "(3).

(1) في (م) و (ق): ربقة.

(2)

لفظ الجلالة ليس في (م).

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل موسى بن خلف -وهو العَمَّي- فهو صدوق حسن الحديث، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح =

ص: 336

‌بَقِيَّةُ حَدِيثِ عَمْروِ بْنِ الْعَاصِ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

17801 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ، مَوْلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " فَصْلُ مَا بَيْنَ صِيَامِكُمْ وَصِيَامِ (2) أَهْلِ الْكِتَابِ، أَكْلَةُ السَّحَرِ "(3).

17802 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ، ذَاكَ اللَّخْمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ يَقُولُ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَا عَمْرُو اشْدُدْ عَلَيْكَ سِلَاحَكَ وَثِيَابَكَ وَأْتِنِي " فَفَعَلْتُ فَجِئْتُهُ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ، فَصَعَّدَ فِيَّ الْبَصَرَ وَصَوَّبَهُ، وَقَالَ: " يَا عَمْرُو، إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَبْعَثَكَ وَجْهًا، فَيُسَلِّمَكَ اللهُ وَيُغْنِمَكَ، وَأَزعَبُ لَكَ مِنَ الْمَالِ

= غير صحابيه. ممطور: هو أبو سلَّام الحبشي.

وهو مكرر (17170).

(1)

سلف مسند عمرو بن العاص في هذا الجزء، انظر (17761).

(2)

في (م): وبين صيام.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه المزي في ترجمة أبي قيس من "تهذيب الكمال" 34/ 207 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 8، ومسلم (1096)، وأبو يعلى (7337)، وابن خزيمة (1940) من طرق عن وكيع، به.

وانظر (17762).

ص: 337

زَعْبَةً صَالِحَةً " قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي لَمْ أُسْلِمْ رَغْبَةً فِي الْمَالِ، إِنَّمَا أَسْلَمْتُ رَغْبَةً فِي الْجِهَادِ وَالْكَيْنُونَةِ مَعَكَ. قَالَ: " يَا عَمْرُو، نَعِمَّا بِالْمَالِ الصَّالِحِ لِلرَّجُلِ الصَّالِحِ " (1).

قَالَ: كَذَا فِي النُّسْخَةِ: " نَعِمَّا " بِنَصْبِ النُّونِ وَكَسْرِ الْعَيْنِ، قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: بِكَسْرِ النُّونِ وَالْعَيْنِ (2).

17803 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: لَا تَلْبِسُوا عَلَيْنَا سُنَّةَ نَبِيِّنَا عِدَّةُ أُمِّ الْوَلَدِ إِذَا تُوُفِّيَ عَنْهَا سَيِّدُهَا: أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ وَعَشْرٌ (3).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.

وهو في "فضائل الصحابة" للمصنف برقم (1745) بإسناده ومتنه.

وأخرجه ابن أبي شيبة 7/ 17 - 18، وعنه أبو يعلى (7336)، وعنه ابن حبان (3211) عن وكيع، بهذا الإسناد. وانظر (17763).

(2)

في "الدر المصون" 2/ 608 - 609: قرأ ابن عامر وحمزة والكسائي (فَنَعِمَّا) بفتح النون وكسر العين وهذه على الأصل، لأن الأصل على فَعِلَ كَعَلِمَ وقرأ ابن كثير وورش وحفص بكسر النون والعين، وإنما كسر النون اتباعاً لكسرة العين وهي لغة هذيل.

(3)

إسناده ضعيف لانقطاعه، قال الدارقطني: قبيصة لم يسمع من عمرو، وقد نقل البيهقي عن الإمام أحمد أنه قال: حديث منكر، وضعَّفه ابن قدامة في "المغني" 11/ 263، ونقل عن ابن المنذر أنه قال: ضعَّف أحمد وأبو عبيد حديث عمرو بن العاص، وقال محمد بن موسى: سألت أبا عبد الله عن حديث عمرو بن العاص فقال لا يصحُّ، وقال الميموني: رأيت أبا عبد الله يَعجَبُ من حديث عمرو بن العاص هذا، ثم قال: أين سُنَّةُ النبي صلى الله عليه وسلم في هذا؟! =

ص: 338

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه أبو يعلى (7349) من طريق إسحاق بن إبراهيم الهروي، عن يزيد ابن هارون، بهذا الإسناد.

وأخرجه الدارقطني 3/ 309، والبيهقي 7/ 447 - 448 من طريق يزيد بن زريع، عن سعيد بن أبي عروبة، به. وقال الدارقطني في إثره: قبيصة لم يسمع من عمرو، والصواب: لا تلبسوا علينا ديننا، موقوف. وقرن بقتادة مطراً الوراق.

وأخرجه ابن أبي شيبة 5/ 162، وأبو داود (2308)، وابن ماجه (2083)، وابن الجارود (769)، وأبو يعلى (7338)، وابن حبان (4300)، والدارقطني 3/ 309، والحاكم 2/ 209، وابن حزم في "المحلى" 10/ 304، والبيهقي 7/ 448 من طريق مطر الوراق، والدارقطني 3/ 310، والبيهقي 7/ 448 من طريق سليمان بن موسى، كلاهما عن رجاء بن حيوة، به. وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي!! ومطر استشهد به الشيخان ولم يحتجَّا به، وقبيصة لم يخرج له البخاري. ولفظ الدارقطني والبيهقي كلاهما في الموضع الثاني: عدة أم الولد عدة الحرة.

وأخرجه الدارقطني 3/ 310، والبيهقي 7/ 448 من طريق ابن شهاب الزهري، عن قبيصة، به. ولفظه: عدة أم الولد عدة الحرة.

وأخرجه الدارقطني 3/ 309 من طريق ثور بن يزيد، عن رجاء بن حيوة، قال: سئل عمرو بن العاص عن عدة أم الولد، فقال: لا تلبسوا علينا ديننا، إن تكن أَمَة، فإن عدتها عدةُ حرة. وقال في إثره: ورواه سليمان بن موسى عن رجاء بن حيوة، عن قبيصة بن ذؤيب، عن عمرو بن العاص موقوفاً أيضاً، ورفعه قتادة ومطر الوراق، والموقوف أصح، وقبيصة لم يسمع من عمرو.

وفي الباب موقوفاً عن علي بن أبي طالب عند ابن أبي شيبة 5/ 164، والبيهقي 7/ 448، وفيه انقطاع.

وانظر الخلاف في هذه المسألة في "المغني" لابن قدامة المقدسي =

ص: 339

17804 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم جِهَارًا غَيْرَ سِرٍّ يَقُولُ: " إِنَّ آلَ أَبِي فُلَانٍ لَيْسُوا لِي بِأَوْلِيَاءَ، إِنَّمَا وَلِيِّيَ اللهُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ "(1).

= 11/ 262 - 264.

قال السندي: قوله: "لا تَلبِسوا" من لَبَس كضَرَبَ: إذا خلط.

"أربعة أشهر وعشراً" هكذا بالنصب في النسخ (لكن ضبب عليها في (ظ 13) و (س)، وأثبتناها بحذف الألف لأنه الوجه) والظاهر الرفع، ووجه النصب تقدير: وتزيد عشراً، أي: على أربعة أشهر.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن أبي خالد.

وأخرجه أبو عوانة 1/ 96 عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد، وقرن بعبد الله بن أحمد هلال بن العلاء.

وأخرجه مسلم (215)(366)، وأخرجه أبو عوانة 1/ 96 عن أبي إبراهيم الزهري، كلاهما (مسلم وأبو إبراهيم) عن أحمد بن حنبل، به، وقرن أبو عوانة بأحمد يحيى بنَ معين.

وأخرجه البخاري (5990) عن عمرو بن عباس، عن محمد بن جعفر، به.

وأخرجه البخاري في كتاب "البر والصلة"، والإسماعيلي في "المستخرج" -كما في "فتح الباري" 10/ 422 - ، وأبو عوانة 1/ 96 من طريق بيان بن بشر، عن قيس بن أبي حازم، به. وزاد فيه:"ولكنَّ لهم رحماً أبلُّها بِبِلالِها". أي: أصلُهم في الدنيا ولا أغني عنهم من الله شيئاً، والبِلال جمع بَلَلَ، وقيل: هو كلُّ ما بلَّ الحلق من ماء أو لبن أو غيره. قاله ابن الأثير في "النهاية" 1/ 153.

ص: 340

17805 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، قَالَ: سَمِعْتُ ذَكْوَانَ يُحَدِّثُ عَنْ مَوْلًى لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، أَنَّهُ أَرْسَلَهُ إِلَى عَلِيٍّ يَسْتَأْذِنُهُ عَلَى أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ، فَأَذِنَ لَهُ، حَتَّى إِذَا فَرَغَ مِنْ حَاجَتِهِ، سَأَلَ الْمَوْلَى عَمْرًا عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَانَا - أَوْ نَهَى - أَنْ نَدْخُلَ عَلَى النِّسَاءِ بِغَيْرِ إِذْنِ أَزْوَاجِهِنَّ (1).

17806 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي قَبِيلٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: عَقَلْتُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَلْفَ مَثَلٍ (2).

17807 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ - يَعْنِي ابْنَ حَازِمٍ - قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: أَرَأَيْتَ رَجُلًا مَاتَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يُحِبُّهُ، أَلَيْسَ رَجُلًا صَالِحًا؟ قَالَ: بَلَى. قَالَ: قَدْ مَاتَ

(1) حديث صحيح بطرقه وشواهده كما سلف عند الحديث رقم (17767).

وأخرجه ابن أبي شيبة 4/ 409 - 410، وعنه أبو يعلى (7341) عن غُندَر محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

(2)

إسناده ضعيف، ابن لهيعة -وهو عبد الله- سيئ الحفظ. أبو قبيل: هو حُيَي بن هانئ المعافري.

ورواه سعيد بن أبي مريم، عن ابن لهيعة، عن يزيد بن عمرو المعافري، عن شُفي الأصبحي، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: عقلتُ

فذكره. أخرجه أبو نعيم في "الحلية" 5/ 169.

ص: 341

رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يُحِبُّكَ وَقَدِ اسْتَعْمَلَكَ. فَقَالَ: قَدْ اسْتَعْمَلَنِي، فَوَاللهِ مَا أَدْرِي أَحُبًّا كَانَ لِي مِنْهُ، أَوْ اسْتِعَانَةً بِي، وَلَكِنِّي سَأُحَدِّثُكَ بِرَجُلَيْنِ مَاتَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يُحِبُّهُمَا: عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ، وَعَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ (1).

17808 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي الْهُذَيْلِ، قَالَ: كَانَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ يَتَخَوَّلُنَا، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ: لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ قُرَيْشٌ، لَيَضَعَنَّ اللهُ هَذَا الْأَمْرَ فِي جُمْهُورٍ مِنْ جَمَاهِيرِ الْعَرَبِ سِوَاهُمْ. فَقَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: كَذَبْتَ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" قُرَيْشٌ وُلَاةُ النَّاسِ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ "(2).

(1) رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أنه منقطع، فالحسن -وهو البصري- لم يسمع من عمرو بن العاص.

وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 13/ ورقة 509 من طريق عبد الله ابن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه أيضاً 13/ ورقة 510 من طريق أبي سلمة بن إسماعيل، عن جرير ابن حازم، به.

وأخرجه بنحوه النسائي في "الكبرى"(8274)، والحاكم 3/ 392 من طريق عبد الله بن عون، عن الحسن، به -ولم يذكر فيه ابن مسعود.

وانظر ما سلف برقم (17781).

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، غير خبيب بن الزبير =

ص: 342

17809 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى - يَعْنِي ابْنَ عُلَيٍّ - عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:

= -وهو ابن مُشْكان الهلالي- فقد روى له الترمذي وأبو داود في "المراسيل"، وهو ثقة.

وأخرجه المزي في ترجمة حبيب بن الزبير من "التهذيب" 5/ 372 - 373 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(1111) عن محمد بن المثنى، والخطيب في "تاريخه" 10/ 63 من طريق أبي بكر بن أبي الأسود، كلاهما عن غُندَر محمد بن جعفر، به.

وأخرجه الترمذي (2227) من طريق خالد بن الحارث، وابن أبي عاصم (1110) من طريق معاذ بن معاذ العنبري، كلاهما عن شعبة، به، وقال الترمذي: حسن صحيح غريب.

وفي الباب عن سهل بن سعد عند الطبراني في "الكبير" 6/ (5841).

وعن علي بن أبي طالب، سلف برقم (790)، وانظر تتمة شواهده هناك.

قوله: "يتخوَّلنا" أي: يتعهَّدنا ويراعي حالنا بالعلم وغيره.

وقوله: "لئن لم تنته قريش" كأنه يشير إلى النزاع الذي وقع بينها على الخلافة.

قال السندي: "ليضعنَّ" أي: الله.

"هذا الأمر" أي: الخلافة.

"في جمهور" أي: في جماعة.

"إلى يوم القيامة" لعل المراد: إن أقاموا الدِّين كما جاء ما يدلُّ عليه، وبالجملة فعمروٌ أجراه على إطلاقه، فكذب به ذلك القائل، ولابُدَّ من التقييد، والله تعالى أعلم.

ص: 343

سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ يَقُولُ: مَا أَبْعَدَ هَدْيَكُمْ مِنْ هَدْيِ نَبِيِّكُمْ صلى الله عليه وسلم، أَمَّا هُوَ فَكَانَ أَزْهَدَ النَّاسِ فِي الدُّنْيَا وَأَنْتُمْ أَرْغَبُ النَّاسِ فِيهَا (1).

17810 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: كَانَ فَزَعٌ بِالْمَدِينَةِ، فَأَتَيْتُ عَلَى سَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ وَهُوَ مُحْتَبٍ بِحَمَائِلِ سَيْفِهِ، فَأَخَذْتُ سَيْفًا فَاحْتَبَيْتُ بِحَمَائِلِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَلَا كَانَ مَفْزَعُكُمْ إِلَى اللهِ وَإِلَى رَسُولِهِ؟! " ثُمَّ قَالَ: " أَلَّا فَعَلْتُمْ كَمَا فَعَلَ هَذَانِ الرَّجُلَانِ الْمُؤْمِنَانِ؟! "(2).

17811 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنِ الْمُخْتَارِ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ، قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى جَيْشِ ذَاتِ السَّلَاسِلِ، قَالَ: فَأَتَيْتُهُ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ،

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (17773).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم. موسى: هو ابن عُلَي بن رَبَاح.

وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 13/ ورقة 502 - 503 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(8301)، وابن حبان (7092) من طريق عبد الله بن المبارك، وابن عساكر 13/ ورقة 502 و 503 من طريق وهب بن جرير بن حازم، كلاهما عن موسى بن عُلَيّ، به.

ص: 344

أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: " عَائِشَةُ " قَالَ: قُلْتُ: مِنَ الرِّجَالِ؟ قَالَ: " أَبُوهَا إِذًا "(1) قَالَ: قُلْتُ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: " ثُمَّ عُمَرُ " قَالَ: فَعَدَّ رِجَالًا (2).

(1) لفظة "إذاً" ليست في (ظ 13).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. خالد الحذاء: هو ابن مهران، وأبو عثمان هو عبد الرحمن بن ملّ النهديُّ.

وأخرجه الترمذي (3885) عن إبراهيم بن يعقوب ومحمد بن بشار، والنسائي في "الكبرى"(8117) عن عبد الله بن سعيد السرخسي، كلاهما عن يحيى بن حماد، بهذا الإسناد -ولم يرد السؤال عن عمر بن الخطاب عند الترمذي، وقال حديث حسن صحيح.

وأخرجه البخاري في "الصحيح"(3662)، وفي "التاريخ الكبير" 6/ 24، والبيهقي 6/ 370، والبغوي (3869) من طريق معلى بن أسد، وابن حبان (6885) من طريق أبي كامل الجحدري، كلاهما عن عبد العزيز بن المختار، به.

وأخرجه البخاري (4358)، ومسلم (2384)، وابن أبي عاصم في "السنة"(1235)، وابن حبان (6900)، والبيهقي في "السنن" 7/ 299 و 10/ 233 من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، والبيهقي في "الدلائل" 4/ 400 - 401، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 13/ ورقة 508 من طريق علي بن عاصم، كلاهما عن خالد الحذاء، به. زاد البخاري قوله: فسكت مخافة أن يجعلني في آخرهم. وزاد البيهقي في "الدلائل" وابن عساكر قوله: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم على جيش ذي السلاسل وفي القوم أبو بكر وعمر، فحدثت نفسي أنه لم يبعثني على أبي بكر وعمر إلا لمنزلةٍ لي عنده، فأتيته حتى قعدت بين يديه

ثم ذكر الحديث. وقال في آخره: قلتُ في نفسي: لا أعود أسأل عن هذا.

وأخرجه بنحوه المصنِّف في "فضائل الصحابة"(1637)، والترمذي (3886)، وابن أبي عاصم (1236)، والنسائي في "الكبرى"(8106)، وابن =

ص: 345

17812 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّهُ قَالَ: لَمَّا بَعَثَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَامَ ذَاتِ السَّلَاسِلِ، قَالَ: فَاحْتَلَمْتُ فِي لَيْلَةٍ بَارِدَةٍ شَدِيدَةِ الْبَرْدِ، فَأَشْفَقْتُ إِنْ اغْتَسَلْتُ أَنْ أَهْلِكَ، فَتَيَمَّمْتُ ثُمَّ صَلَّيْتُ بِأَصْحَابِي

= حبان (4540) و (7106)، والحاكم 4/ 12 من طريق إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن عمرو بن العاص.

وأخرجه ابن سعد 3/ 176، والمصنف في "الفضائل"(214) و (1281)، وابن أبي عاصم (1233)، وأبو يعلى (7345)، وابن حبان (6998) من طريق سعيد بن إياس الجريري، عن عبد الله بن شقيق، عن عمرو بن العاص. وذكر أحمد وابن أبي عاصم وأبو يعلى أبا عبيدة بن الجراح بدل عمر بن الخطاب، وذكرهما ابن حبان جميعاً، ولم يذكرهما ابن سعد.

وأخرجه الحاكم 4/ 12 من طريق مغيرة بن مقسم الضبي، عن عامر الشعبي، عن عمرو بن العاص، ولم يذكر فيه عمر بن الخطاب.

وفي الباب عن أنس بن مالك عند ابن ماجه (101)، والترمذي (3890)، وابن حبان (7107)، والحاكم 4/ 12، وأبي نعيم في "تاريخ أصبهان" 1/ 94 و 132.

وعن عائشة أم المؤمنين عند أحمد في "فضائل الصحابة"(215)، وأبي يعلى (4732) و (4800).

قال ابن سعد في "الطبقات" 2/ 131: سرية عمرو بن العاص إلى ذات السلاسل، وهي وراء وادي القرى، وبينها وبين المدينة عشرة أيام، كانت في جمادى الآخرة سنة ثمان من مهاجَر رسول الله صلى الله عليه وسلم. وذلك أنه لما بلغ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أن جمعاً من قُضاعة قد تجمَّعوا يريدون أن يدنوا إلى أطراف رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ص: 346

صَلَاةَ الصُّبْحِ. قَالَ: فَلَمَّا قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ:" يَا عَمْرُو، صَلَّيْتَ بِأَصْحَابِكَ وَأَنْتَ جُنُبٌ؟ " قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي احْتَلَمْتُ فِي لَيْلَةٍ بَارِدَةٍ شَدِيدَةِ الْبَرْدِ، فَأَشْفَقْتُ إِنْ اغْتَسَلْتُ أَنْ أَهْلِكَ، وَذَكَرْتُ قَوْلَ اللهِ عز وجل:{وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} [النساء: 29] فَتَيَمَّمْتُ ثُمَّ صَلَّيْتُ. فَضَحِكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَلَمْ يَقُلْ شَيْئًا (1).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، فيه عبد الله بن لهيعة، وهو سيئ الحفظ، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح، واختلف فيه على عبد الرحمن بن جبير -وهو المصري المؤذن-، فروي عنه عن عمرو بن العاص كما هو هنا، وروي عنه عن أبي قيس مولى عمرو بن العاص، وروي عنه عن أبي فراس يزيد بن رباح عن عمرو، وسيأتي تفصيل ذلك لاحقاً.

وأخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص 249 عن أبيه عبد الله بن عبد الحكم، عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد.

وتابع ابنَ لهيعة يحيى بنُ أيوب المصري، فقد أخرجه أبو داود (334)، والدارقطني 1/ 178، والحاكم 1/ 177 - 178، وابن حجر في "تغليق التعليق" 2/ 189 من طريقه عن يزيد بن أبي حبيب، به. ويحيى بن أيوب ثقة، فإن صحَّ سماع عبد الرحمن بن جبير له من عمرو بن العاص فالإسناد صحيح، وقوَّاه الحافظ ابن حجر في "الفتح" 1/ 454، فقد علقه البخاري عن عمرو بن العاص مختصراً.

ورواه زيد بن الجباب عن ابن لهيعة فزاد في إسناده بين عبد الرحمن بن جبير وبين عمرو بن العاص أبا فراس يزيد بن رباح، أخرجه كذلك ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص 249 - 250. وأبو فراس هذا ثقة من رجال الشيخين، قيل: هو مولى لعمرو بن العاص، وقيل: بل هو مولى ابنه عبد الله، =

ص: 347

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وهو الراجح.

ورواه ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عمران بن أبي أنس، عن عبد الرحمن بن جبير، عن أبي قيس مولى عمرو: أن عمرو بن العاص كان على سريَّة

فذكره، وقال فيه: فغَسَل مَغابِنَه وتوضأ وضوءَه للصلاة ثم صلَّى بهم، ولم يذكر التيمم. أخرجه كذلك أبو داود (335)، وابن المنذر في "الأوسط" 2/ 27، وابن حبان (1315)، والدارقطني 1/ 179، والحاكم 1/ 177، والبيهقي 1/ 226، والمزي في ترجمة عبد الرحمن بن جبير من "التهذيب" 17/ 32 - 33، وفي ترجمة أبي قيس 34/ 208، وابن حجر في "التغليق" 2/ 188 - 189. وقرن ابنُ وهب بعمر بن الحارث في بعض المصادر ابنَ لهيعة، ورواية ابن لهيعة ليس فيها "عن أبي قيس"، وكأن ابن وهب حمل حديث ابن لهيعة على حديث عمرو بن الحارث، والله أعلم.

قلنا: وأبو قيس هذا ثقة، وصورة حديثه مرسل، لكن يتعيَّن سماعه منه.

وقد جمع البيهقي بين رواية من قال: "تيمَّم"، ومن قال:"غسل مغابنه وتوضأ"، فقال في "السنن" 1/ 226: يحتمل أن يكون قد فعل ما نُقِل في الروايتين جميعاً، غسل ما قدر على غسله، وتيمم للباقي. قال النووي فيما نقله ابن حجر في "الفتح" 1/ 454: وهو متعيَّن.

وأخرج عبد الرزاق في "المصنف"(878) عن ابن جريح، أخبرني إبراهيم ابن عبد الرحمن الأنصاري، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، عن عمرو بن العاص: أنه أصابته جنابة وهو أمير الجيش، فترك الغسل من أجل آية. قال إن اغتسلتُ متُّ، فصلى بمن معه جنباً، فلما قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم عرَّفه بما فعل، وأنبأه بعذره، فسكت. ورواه من طريق عبد الرزاق الطبراني في "الكبير" كما في "التغليق" 2/ 191، وفيه إبراهيم بن أبي بكر بن عبد الرحمن الأنصاري. قال ابن حجر: هذا إسناد جيد، لكني لا أعرف حال إبراهيم هذا. وأورده الهيثمي في "المجمع" 1/ 263 وقال: رواه =

ص: 348

17813 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سُوَيْدُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ شُفَيٍّ (1)، أَنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أُبَايِعُكَ عَلَى أَنْ تَغْفِرَ لِي مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِي؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّ الْإِسْلَامَ يَجُبُّ مَا كَانَ قَبْلَهُ، وَإِنَّ الْهِجْرَةَ تَجُبُّ مَا كَانَ قَبْلَهَا ".

قَالَ عَمْرٌو: فَوَاللهِ إِنْ كُنْتُ لَأَشَدَّ النَّاسِ حَيَاءً مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَمَا مَلَأْتُ عَيْنِي مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَلَا رَاجَعْتُهُ بِمَا أُرِيدُ، حَتَّى لَحِقَ بِاللهِ عز وجل حَيَاءً مِنْهُ (2).

= الطبراني في "الكبير"، وفيه أبو بكر بن عبد الرحمن الأنصاري عن أبي أمامة ابن سهل بن حنيف، ولم أجد من ذكره، وبقية رجاله ثقات.

(1)

هكذا وقع في رواية "المسند"، في نسخه التي بين أيدينا وفي "أطرافه" لابن حجر 5/ 139: قيس بن شُفَيٍّ، وقيس هذا ذكره البخاري في "تاريخه" 7/ 150، وابن أبي حاتم 7/ 100، فلم يذكرا له رواية إلا عن ابن عباس، ولم يرو عنه سوى أبي إسحاق، ورواه ابن عبد الحكم فقال فيه: قيس بن سُمَيٍّ، وهو الصواب كما في ترجمته.

(2)

الشطر الأول منه حسن، وهذا الإسناد ضعيف، عبد الله بن لهيعة سيئ الحفظ، وقيس بن سُمَي -على الصواب- لم يرو عنه غير سويد بن قيس كما في ترجمته من "التعجيل"(893)، و"الإصابة" 5/ 535، وقال الحسيني: ليس بمشهور.

وأخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص 252 من طريق أسد بن موسى، عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد.

وسيأتي الشطر الأول من طريق عبد الرحمن بن شماسة عن عمرو بن العاص برقم (17827).

وسلف ضمن حديثين طويلين من طريقين عن عمرو بن العاص برقم (17777) و (17780).

ص: 349

17814 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ غَيْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا رِشْدِينُ، حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟ قَالَ:" إِيمَانٌ بِاللهِ وَتَصْدِيقٌ، وَجِهَادٌ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَحَجٌّ مَبْرُورٌ " قَالَ الرَّجُلُ: أَكْثَرْتَ يَا رَسُولَ اللهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " فَلِينُ الْكَلَامِ، وَبَذْلُ الطَّعَامِ، وَسَمَاحٌ وَحُسْنُ الخُلُقٍ "(1) قَالَ الرَّجُلُ: أُرِيدُ كَلِمَةً وَاحِدَةً. قَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اذْهَبْ فَلَا تَتَّهِمِ اللهَ عَلَى نَفْسِكَ "(2).

(1) في (م) و (س): وحسن خُلقٍ.

(2)

حديث محتمل للتحسين لشواهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف رشدين: وهو ابن سعد.

وهذا الحديث تفرد به الإمام أحمد.

وفي الباب نحوه من حديث عبادة بن الصامت عند الخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 60، وفيه ابن لهيعة، وهو سيئ الحفظ.

ويشهد لقوله: "إيمان بالله وتصديق وجهاد في سبيل الله وحج مبرور": حديث أبي هريرة السالف برقم (7590)، ولفظه: سئل النبي صلى الله عليه وسلم: أيّ الأعمال أفضل؟ فقال: "إيمان بالله ورسوله"، قال: ثم ماذا؟ قال: "ثم الجهاد في سبيل الله"، قيل: ثم ماذا؟ قال: "حج مبرور". وإسناده صحيح. وانظر تتمة شواهده عند الحديث (7511).

وفي الباب أيضاً عن جابر وعمرو بن عبسة عند الخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 25، وإسناده ضعيف.

قال السندي: قوله: "أكثرت"، أي: أتيت بأعمال شاقة على النفس.

"فلا تتهم" نهيٌ من الاتهام، كان المراد: فوّض أمرك إليه ثم لا ترينَّه فعل بك شيئاً من الشدة من غير استحقاق منك به، أي: فوِّض أمرك إليه ثم كن =

ص: 350

17815 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ مُضَرَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هَانِئٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ رَبَاحٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ يَقُولُ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ لِلنَّاسِ: مَا أَبْعَدَ هَدْيَكُمْ مِنْ هَدْيِ نَبِيِّكُمْ صلى الله عليه وسلم، أَمَّا هُوَ، فَأَزْهَدُ النَّاسِ فِي الدُّنْيَا، وَأَمَّا أَنْتُمْ، فَأَرْغَبُ النَّاسِ فِيهَا (1).

17816 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا بَكْرُ (2) بْنُ مُضَرَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ، مَوْلَى عَمْرٍو، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" إِذَا حَكَمَ الْحَاكِمُ وَاجْتَهَدَ (3) ثُمَّ أَصَابَ، فَلَهُ أَجْرَانِ، وَإِذَا حَكَمَ وَاجْتَهَدَ ثُمَّ أَخْطَأَ، فَلَهُ أَجْرٌ "(4).

17817 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ

= راضياً منه بما فعل، والله تعالى أعلم.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو سلمة الخزاعي: هو منصور بن سلمة، وأبو هانئ: هو حميد بن هانئ الخَوْلاني.

وأخرجه ابن حبان (6379) من طريق عبد الله بن وهب، عن أبي هانئ، به. وانظر (17773).

(2)

في (م): أبو بكر، وهو خطأ.

(3)

في (م) والنسخ الخطية عدا (ظ 13): فاجتهد.

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن إبراهيم: هو ابن الحارث بن خالد التَّيمي.

وأخرجه أبو عوانة 4/ 13 من طريق أبي سلمة الخزاعي، بهذا الإسناد.

وانظر (17774).

ص: 351

يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ يَقُولُ: لَقَدْ أَصْبَحْتُمْ وَأَمْسَيْتُمْ تَرْغَبُونَ فِيمَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَزْهَدُ فِيهِ: أَصْبَحْتُمْ تَرْغَبُونَ فِي الدُّنْيَا، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَزْهَدُ فِيهَا، وَاللهِ مَا أَتَتْ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةٌ مِنْ دَهْرِهِ إِلَّا كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ أَكْثَرَ مِمَّا لَهُ. قَالَ: فَقَالَ لَهُ بَعْضُ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: قَدْ رَأَيْنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَسْتَسْلِفُ.

وقَالَ: غَيْرُ يَحْيَى: وَاللهِ مَا مَرَّ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثَلَاثَةٌ مِنَ الدَّهْرِ إِلَّا وَالَّذِي عَلَيْهِ أَكْثَرُ مِنَ الَّذِي لَهُ (1).

17818 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو قَبِيلٍ، عَنْ مَالِكِ (2) بْنِ عَبْدِ اللهِ

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. يحيى بن إسحاق: هو السَّيلَحِيني.

وأخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص 250 عن عبد الله بن صالح، عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد.

وأخرجه أيضاً ص 250 عن النضر بن عبد الجبار، عن ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، به.

وسلف أوله برقم (17773) من طريق موسى بن عُلي بن رباح، عن أبيه.

وفي باب أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستسلف انظر "صحيح مسلم"(1600) و (1601).

(2)

في (م) والنسخ المتأخرة: خالد، والمثبت من (ظ 13) و"أطراف المسند" 5/ 142، وكان كذلك في (س) ثم رمِّج وكتب على هامشها: خالد، وصحح عليه، وأورده الحسيني في "الإكمال"، وقال: خالد ويقال: مالك بن عبد الله، فتعقبه ابن حجر في "التعجيل" (264) فقال: ما رأيت في "المسند" إلا مالك بن عبد الله، ثم ساق حديثه هذا.

ص: 352

عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعاصِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَفِي مَوْضِعٍ آخَرَ قَالَ مَالِكُ بْنُ عَبْدِ اللهِ: عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ اسْتَعَاذَ مِنْ سَبْعِ مَوْتَاتٍ: مَوْتِ الْفُجَاءَةِ، وَمِنْ لَدْغِ الْحَيَّةِ، وَمِنَ السَّبُعِ، وَمِنَ الْغَرَقِ، وَمِنَ الْحَرْقِ، وَمِنْ أَنْ يَخِرَّ عَلَى شَيْءٍ أَوْ يَخِرَّ عَلَيْهِ شَيْءٌ، وَمِنَ الْقَتْلِ عِنْدَ فِرَارِ الزَّحْفِ (1).

17819 -

حَدَّثَنَا أَبُو (2) سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ - يَعْنِي الْمَخْرَمِيَّ - قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ الْهَادِ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ مَوْلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " الْقُرْآنُ نَزَلَ (3) عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، عَلَى أَيِّ حَرْفٍ قَرَأْتُمْ، فَقَدْ أَصَبْتُمْ، فَلَا

(1) إسناده ضعيف، ابن لهيعة سيئ الحفظ، ومالك بن عبد الله مجهول. أبو قبيل: هو حُيي بن هانئ المَعافري.

وقد سلف الحديث من طريق مالك بن عبد الله، عن عبد الله بن عمرو في مسنده برقم (6594)، وإسناده ضعيف.

وفي الباب عن أبي اليَسَر كعب بن عمرو، سلف برقم (15523) و (15524)، وإسناده ضعيف لاضطرابه.

وروي في التعوذ من موت الفجاءة عن أبي أمامة عند الطبراني في "الكبير"(7602) و (7603)، وهو ضعيف. وانظر حديث أبي هريرة السالف برقم (8666).

وروي في التعوذ من موت الغرق ولدغ الحية عن أبي هريرة، سلف برقم (8667)، وإسناده ضعيف جداً.

(2)

لفظة "أبو" سقطت من (م) و (ق).

(3)

في (م) وحدها: نزل القرآن.

ص: 353

تَتَمَارَوْا فِيهِ، فَإِنَّ الْمِرَاءَ فِيهِ كُفْرٌ " (1).

17820 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ مَوْلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا حَكَمَ الْحَاكِمُ فَاجْتَهَدَ فَأَصَابَ، فَلَهُ أَجْرَانِ، وَإِنْ أَخْطَأَ، فَلَهُ أَجْرٌ ".

قَالَ يَزِيدُ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِأَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ فَقَالَ: هَكَذَا

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(2266) من طريق ابن أبي الوزير، عن عبد الله بن جعفر المخرمي، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" ص 337 - 338 عن عبد الله بن صالح، عن الليث بن سعد، عن يزيد بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن بسر بن سعيد، به. وزاد في أوله: أن رجلاً قرأ آية من القرآن، فقال له عمرو بن العاص: إنما هي كذا وكذا بغير ما قرأ الرجل، فقال الرجل: هكذا اقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم. فخرجا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتياه، فذكرا ذلك له، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن هذا القرآن

، وذكره. وعبد الله بن صالح سيئ الحفظ، وقد زاد في إسناده محمد بن إبراهيم التيمي بين يزيد بن عبد الله وبين بسر بن سعيد، وسيأتي عند المصنف برقم (17821) من طريق أبي سلمة الخزاعي بدونها وهو ثقه.

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7989)، وانظر تتمة شواهده هناك.

ويشهد لقوله: "فإن المراء فيه كفر" فقط حديث أبي هريرة أيضاً السالف برقم (7508)، وإسناده صحيح، وانظر تتمة شواهده هناك.

ص: 354

حَدَّثَنِي بِهِ أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِمِثْلِهِ (1).

17821 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ الْهَادِ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ مَوْلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: سَمِعَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ رَجُلًا يَقْرَأُ آيَةً مِنَ الْقُرْآنِ، فَقَالَ: مَنْ أَقْرَأَكَهَا؟ قَالَ: رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: فَقَدْ أَقْرَأَنِيهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى غَيْرِ هَذَا! فَذَهَبَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ أَحَدُهُمَا: يَا رَسُولَ اللهِ، آيَةُ كَذَا وَكَذَا! ثُمَّ قَرَأَهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" هَكَذَا أُنْزِلَتْ " فَقَالَ الْآخَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ! فَقَرَأَهَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَالَ: أَلَيْسَ هَكَذَا يَا رَسُولَ اللهِ! قَالَ: " هَكَذَا أُنْزِلَتْ " فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، فَأَيَّ ذَلِكَ قَرَأْتُمْ فَقَدْ أَصَبْتُمْ (2)، وَلَا تَمَارَوْا فِيهِ، فَإِنَّ الْمِرَاءَ فِيهِ كُفْرٌ " أَوْ " آيَةُ الْكُفْرِ "(3).

(1) إسناداه صحيحان على شرط الصحيح. أبو سعيد: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري مولى بني هاشم، وعبد الله بن جعفر: هو ابن عبد الرحمن بن المسور بن مَخْرَمة المَخْرَمي، ويزيد بن عبد الله: هو ابن أسامة بن الهاد، ومحمد بن إبراهيم: هو ابن الحارث بن خالد التَّيمي. وانظر (17774).

(2)

في (م) وبعض النسخ: فقد أحسنتم. والمثبت من (ظ 13) وغيرها.

(3)

حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن جعفر المخرمي، فمن رجال مسلم، وصورة هذا الحديث صورة المرسل، لكن قد =

ص: 355

17822 -

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَاشِدٍ الْمُرَادِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَا مِنْ قَوْمٍ يَظْهَرُ فِيهِمُ الرِّبَا، إِلَّا أُخِذُوا بِالسَّنَةِ، وَمَا مِنْ قَوْمٍ يَظْهَرُ فِيهِمُ الرُّشَا، إِلَّا أُخِذُوا بِالرُّعْبِ "(1).

17823 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، قَالَ: اسْتَأْذَنَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ عَلَى فَاطِمَةَ، فَأَذِنَتْ لَهُ، قَالَ: ثَمَّ عَلِيٌّ؟ قَالُوا: لَا. قَالَ: فَرَجَعَ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عَلَيْهَا مَرَّةً أُخْرَى، فَقَالَ: ثَمَّ عَلِيٌّ؟ قَالُوا: نَعَمْ. فَدَخَلَ عَلَيْهَا، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: مَا

= ثبت في رواية أبي سعيد مولى بني هاشم وكذا في رواية الليث أنه رواه عن عمرو بن العاص، انظر الحديث (17819).

ويشهد له بطوله حديث عمر بن الخطاب السالف برقم (158) و (277)، وهو في "الصحيحين".

(1)

إسناده ضعيف جداً، عبد الله بن لهيعة سيئ الحفظ، ومحمد بن راشد المرادي مجهول غير معروف، ويبدو أنه سقط رجل بين محمد بن راشد وعمروٍ، فقد ذكر ابن يونس في المصريين محمدَ بنَ راشد المرادي، روى عن رجل عن عبد الله بن عمرو. انظر "تعجيل المنفعة"(933).

ولقوله: "ما من قوم يظهر فيهم الربا إلا أُخِذوا بالسَّنة" شاهد من حديث ابن مسعود، سلف برقم (3754)، وهو صحيح.

وروي في الرُّشا عن عبد الله بن عمرو بن العاص، سلف برقم (6532)، ولفظه:"لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الراشي والمرتشي".

الرُِّشا -بضم الراء وكسرها- جمع رُِشوة، بضم الراء وكسرها أيضاً، وهي معروفة.

ص: 356

مَنَعَكَ أَنْ تَدْخُلَ حِينَ لَمْ تَجِدْنِي هَاهُنَا، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَانَا أَنْ نَدْخُلَ عَلَى الْمُغِيبَاتِ (1).

17824 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَرَجُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: جَاءَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَصْمَانِ يَخْتَصِمَانِ، فَقَالَ لِعَمْرٍو:" اقْضِ بَيْنَهُمَا يَا عَمْرُو " فَقَالَ: أَنْتَ أَوْلَى بِذَلِكَ مِنِّي يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " وَإِنْ كَانَ " قَالَ: فَإِذَا قَضَيْتُ بَيْنَهُمَا فَمَا لِي؟ قَالَ: " إِنْ أَنْتَ قَضَيْتَ بَيْنَهُمَا فَأَصَبْتَ

(1) حديث صحيح بطرقه وشواهده، رجاله ثقات رجال الشيخين، وأبو صالح إذا أُطلق في حديثِ الأعمش فهو ذكوان السمّان، وهو لم يدرك فاطمة ولم يصرِّح بسماعه لهذا الحديث من عمرٍو، ولعله رواه عنه بواسطة مولاه، فقد روى عنه قصة بنحو هذه لكن في دخوله على أسماء بنت عميس فيما سلف برقم (17767) و (17805).

وأخرجه أبو يعلى (7348)، وعنه ابن حبان (5584) من طريق يحيى بن سعيد القطان، عن سليمان التيمي، قال: سمعت أبا صالح يقول: جاء عمرو ابن العاص

فذكر نحوه. قال ابن حبان: أبو صالح هذا اسمه ميزان من أهل البصرة، ثقة، سمع ابن عباس وعمرو بن العاص، وروى عنه سليمانُ التيمي ومحمد بن جُحادة.

قلنا: كذا قال، والحديث محفوظ عن أبي صالح السَّمَّان، وأورده الحافظ ابن كثير في "جامع المسانيد" 3/ ورقة 286 في ترجمة ذكوان أبي صالح عن عمرو، إلا أن يكون قد اشترك الاثنان في رواية هذه القصة، والله تعالى أعلم.

وسلف المرفوع منه دون القصة برقم (17761) عن يحيى بن سعيد القطان، عن الأعمش، عن أبي صالح.

ص: 357

الْقَضَاءَ، فَلَكَ عَشْرُ حَسَنَاتٍ، وَإِنْ أَنْتَ اجْتَهَدْتَ وَأَخْطَأْتَ، فَلَكَ حَسَنَةٌ " (1).

17825 -

حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَرَجُ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ

(1) إسناده ضعيف جداً، الفَرَج -وهو ابن فضالة كما جاء منسوباً عند غير المصنف- ضعيف، ومحمد بن عبد الأعلى وأبوه لا يعرفان، ولم يترجمهما الحسينيُّ وابنُ حجر مع أنه من شرطهما، ووقع عند الدارقطني في "سننه": محمد بن عبد الأعلى بن عدي، وليس في الرواة من اسمه عبد الأعلى بن عدي غير البهراني قاضي حمص، ترجمه البخاري في "تاريخه" 6/ 72، وابن أبي حاتم 6/ 25، وابن حبان 5/ 129، ولم يذكروا له رواية سوى عن ثوبان، ولم يذكروا أيضاً في الرواة عنه ابناً له يسمى محمد، والله تعالى أعلم. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/ 195، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير"، وفيه من لم أعرفه.

وأخرجه عبد بن حميد (292) عن زيد بن الحباب، عن فرج بن فضالة، بهذا الإسناد.

وأخرجه الدارقطني 4/ 203 من طريق يزيد بن هارون، والحاكم 4/ 88 من طريق عامر بن إبراهيم الأنباري، كلاهما عن فرج بن فضالة، به -إلا أنهما قالا فيه: عن عبد الله بن عمرو: أن رجلين اختصما .... فجعلاه من مسند عبد الله بن عمرو وأخطأ الحاكم فصحح إسناده! وسلف نحوه في مسند عبد الله بن عمرو برقم (6755) من غير هذا الطريق، وهو ضعيف أيضاً.

وروي مثله عن عقبة بن عامر كما في الحديث التالي، وإسناده ضعيف.

ويغني عنه حديث عمرو بن العاص نفسه السالف برقم (17774)، ولفظه:"إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب، فله أجران، وإذا حكم فاجتهد فأخطأ، فله أجر". وهو في "الصحيحين".

ص: 358

عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَهُ، غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ:" فَإِنْ اجْتَهَدْتَ فَأَصَبْتَ الْقَضَاءَ، فَلَكَ عَشَرَةُ أُجُورٍ، وَإِنْ اجْتَهَدْتَ فَأَخْطَأْتَ، فَلَكَ أَجْرٌ وَاحِدٌ "(1).

17826 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ وَحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْخَطْمِيِّ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: كُنَّا مَعَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ فِي حَجٍّ أَوْ عُمْرَةٍ حَتَّى إِذَا كُنَّا بِمَرِّ الظَّهْرَانِ، فَإِذَا امْرَأَةٌ فِي هَوْدَجِهَا قَدْ وَضَعَتْ يَدَهَا عَلَى هَوْدَجِهَا، قَالَ: فَمَالَ فَدَخَلَ الشِّعْبَ، فَدَخَلْنَا مَعَهُ، فَقَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي هَذَا الْمَكَانِ، فَإِذَا نَحْنُ بِغِرْبَانٍ كَثِيرَةٍ، فِيهَا غُرَابٌ أَعْصَمُ أَحْمَرُ الْمِنْقَارِ وَالرِّجْلَيْنِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مِثْلُ هَذَا الْغُرَابِ فِي هَذِهِ الْغِرْبَانِ ".

(1) إسناده ضعيف لضعف الفرج: وهو ابن فضالة. هاشم: هو ابن القاسم أبو النضر.

وأخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص 228، والدارقطني 4/ 203 من طرق عن الفرج بن فضالة، به- وفيه أن الذي أمره النبي صلى الله عليه وسلم بالقضاء هو عقبة بن عامر.

وأخرجه الطبراني في "الصغير"(131)، وفي "الأوسط"(1606)، من طريق عمر بن محمد بن الحسن، عن أبيه، عن حفص بن سليمان، عن كثير بن شِنْظير، عن أبي العالية الرياحي، عن عقبة بن عامر. وإسناده ضعيف، حفص بن سليمان متروك الحديث.

وانظر ما قبله.

ص: 359

قَالَ حَسَنٌ: فَإِذَا امْرَأَةٌ فِي يَدَيْهَا حَبَائِرُهَا وَخَوَاتِيمُهَا قَدْ وَضَعَتْ يَدَيْهَا. وَلَمْ يَقُلْ حَسَنٌ: بِمَرِّ الظَّهْرَانِ (1).

17827 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ ابْنِ شِمَاسَةَ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ قَالَ: لَمَّا أَلْقَى الله عز وجل فِي قَلْبِي الْإِسْلَامَ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لِيُبَايِعَنِي، فَبَسَطَ يَدَهُ إِلَيَّ، فَقُلْتُ: لَا أُبَايِعُكَ يَا رَسُولَ اللهِ حَتَّى تَغْفِرَ لِي مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِي. قَالَ: فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَا عَمْرُو، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الْهِجْرَةَ تَجُبُّ مَا قَبْلَهَا مِنَ الذُّنُوبِ، يَا عَمْرُو، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الْإِسْلَامَ يَجُبُّ مَا كَانَ قَبْلَهُ مِنَ الذُّنُوبِ "(2).

(1) رجاله ثقات، لكن تفرد به حماد بن سلمة. أبو جعفر الخَطْمي: هو عمير بن يزيد بن عمير الأنصاري.

وأخرجه عبد بن حميد (294)، والنسائي في "الكبرى"(9268)، والحاكم 4/ 602، والبيهقي في "شعب الإيمان"(7817) من طريق سليمان بن حرب، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن قتيبة في "إصلاح الغلط" ص 23 من طريق عبيد الله بن محمد ابن عائشة، عن حماد بن سلمة، به.

وسلف مختصراً دون قصة المرأة برقم (17770) عن عبد الصمد ابن عبد الوارث، عن حماد.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم. يحيى بن إسحاق: هو السَّيلَحينيُّ، وابن شِماسة: هو عبد الرحمن المَهريُّ.

وأخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص 251 من طريق أبي صالح عبد الله بن صالح واسد بن موسى، عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد -وذكر =

ص: 360

‌حَدِيثُ وَفْدِ عَبْدِ الْقَيْسِ

(1)

17828 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ، قَالَ: زَعَمَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرَةَ، قَالَ: قَالَ أَشَجُّ بني (2) عَصَرٍ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ فِيكَ خَلَّتَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللهُ " قُلْتُ: مَا هُمَا؟ قَالَ: " الْحِلْمُ وَالْحَيَاءُ " قُلْتُ: أَقَدِيمًا كَانَ فِيَّ أَمْ حَدِيثًا؟ قَالَ: " بَلْ قَدِيمًا " قُلْتُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَبَلَنِي عَلَى خَلَّتَيْنِ (3) يُحِبُّهُمَا (4).

= فيه قصة احتضار عمرو مطولة، وقد سلفت برقم (17780) من طريق ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب.

وسلفت قصة بيعة عمرو للنبي صلى الله عليه وسلم من طريق قيس بن سمي، عن عمرو بن العاص برقم (17813)، وضمن حديث آخر من طريق حبيب بن أبي أوس، عن عمرو بن العاص برقم (17777).

(1)

زاد في (م): عن النبي صلى الله عليه وسلم.

(2)

في (ظ 13) و (ق) و (ص) و (م): بن، وما أثبتناه من (س) ونسخة على هامشي (ظ) و (ق)، وعليهما في (ق) علامة الصحة.

(3)

في (ظ 13): خلقين.

(4)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه الأشج: واسمه المنذر بن عائذ بن المنذر العَصَري، فقد روى له البخاري في "الأدب" والنسائي، وهو المعروف أيضاً بأشجّ عبد القيس، وكان سيد قومه، رجع معهم بعد وفادته على النبي صلى الله عليه وسلم وإسلامه إلى البحرين، ثم نزل البصرةَ بعد ذلك، ومات بها، وأما قول الهيثمي في "المجمع" 9/ 388: إن عبد الرحمن بن أبي بكرة لم يدرك الأشجَّ، فغير مسلَّم له، خاصة وأن عبد الرحمن من أهل البصرة. =

ص: 361

17829 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، حَدَّثَنِي أَبُو الْقَمُوصِ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ (1)، قَالَ:

= إسماعيل: هو ابن إبراهيم بن مقسم ابن عُلية، ويونس: هو ابن عبيد البصري.

وأخرجه ابن سعد 5/ 558، وابن أبي شيبة 8/ 522 - 523 و 12/ 202، والبخاري في "خلق أفعال العباد"(197)، والنسائي في المناقب من "الكبرى"(8306)، وفي النعوت كما في "تحفة الأشراف" 8/ 513، وابن أبي عاصم في "السنة"(190)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/ 103 من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد -وفيه عند ابن قانع:"الحلم والأناة".

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(584)، وفي "خلق أفعال العباد"(196)، وابن شبة في "تاريخ المدينة" 2/ 589 من طريق عبد الوارث بن سعيد، والبخاري في "خلق أفعال العباد"(198)، وأبو يعلى (6848)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" 3/ 19 - 20، وابن الأثير في "أسد الغابة" 1/ 117 من طريق هشيم بن بشير، كلاهما عن يونس بن عبيد، به. وعند أبي يعلى وأبي نعيم وابن الأثير:"الحلم والحياء" أو "الحلم والأناة".

وأخرجه ضمن حديث مطول أبو يعلى (6849)، وعنه ابن حبان (7203) من طريق روح بن عبادة، عن الحجاج بن حسان التيمي، عن المثنى العبدي أبي منازل أحد بني غنم، عن الأشج العصري.

وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سلف ضمن حديث برقم (11175)، وانظر تتمة شواهده هناك.

وعن عبد الله بن عباس عند مسلم برقم (17)(25)، وانظر تمام تخريجه عند ابن حبان برقم (7204).

قال السندي: قوله: "خلَّتين" بفتح خاء معجمة وتشديد لامٍ، أي: خصلتين.

"أقديماً كان"، أي: ما ذكرت من الخلَّتين قديماً كان بأن جَبَلني الله تعالى عليه، أم حديثاً بأن حصل لي بالكسب، فتوحيد ضمير "كان" بتأويل ما ذكرت.

(1)

تحرف في (م) إلى: عدي.

ص: 362

حَدَّثَنِي أَحَدُ الْوَفْدِ الَّذِينَ وَفَدُوا عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ، قَالَ: وَأَهْدَيْنَا لَهُ فِيمَا نُهْدِي نَوْطًا (1) أَوْ قِرْبَةً مِنْ تَعْضُوضٍ أَوْ بَرْنِيٍّ، فَقَالَ:" مَا هَذَا؟ " قُلْنَا: هَذِهِ هَدِيَّةٌ. قَالَ: وَأَحْسِبُهُ نَظَرَ إِلَى تَمْرَةٍ مِنْهَا فَأَعَادَهَا مَكَانَهَا، وَقَالَ:" أَبْلِغُوهَا آلَ مُحَمَّدٍ ". قَالَ: فَسَأَلَهُ الْقَوْمُ عَنْ أَشْيَاءَ، حَتَّى سَأَلُوهُ عَنِ الشَّرَابِ، فَقَالَ:" لَا تَشْرَبُوا فِي دُبَّاءٍ وَلَا حَنْتَمٍ وَلَا نَقِيرٍ وَلَا مُزَفَّتٍ، اشْرَبُوا فِي الْحَلَالِ الْمُوكَى عَلَيْهِ " فَقَالَ لَهُ قَائِلُنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا يُدْرِيكَ مَا الدُّبَّاءُ وَالْحَنْتَمُ وَالنَّقِيرُ وَالْمُزَفَّتُ؟ قَالَ:" أَنَا لَا أَدْرِي مَا هِيَهْ، أَيُّ هَجَرَ أَعَزُّ؟ " قُلْنَا: الْمُشَقَّرُ. قَالَ: " فَوَاللهِ، لَقَدْ دَخَلْتُهَا وَأَخَذْتُ إِقْلِيدَهَا " قَالَ: وَكُنْتُ قَدْ نَسِيتُ مِنْ حَدِيثِهِ شَيْئًا، فَأَذْكَرَنِيهِ عُبَيْدُ اللهِ (2) بْنُ أَبِي جَرْوَةَ، قَالَ:" وَقَفْتُ عَلَى عَيْنِ الزَّارَةِ ".

ثُمَّ قَالَ: " اللهُمَّ اغْفِرْ لِعَبْدِ الْقَيْسِ إِذْ أَسْلَمُوا طَائِعِينَ غَيْرَ كَارِهِينَ غَيْرَ خَزَايَا، وَلَا مَوْتُورِينَ (3)، إِذْ بَعْضُ قَوْمِنَا لَا يُسْلِمُونَ حَتَّى يُخْزَوْا، وَيُوتَرُوا ". قَالَ: وَابْتَهَلَ وَجْهُهُ هَا هُنَا مِنَ الْقِبْلَةِ (4)،

(1) تحرف في (م) إلى: موطاً. والنَّوْط: الجُلَّة الصغيرة فيها التمر ونحوه. والتَّعضوض والبَرْني: نوعان من التمر.

(2)

في بعض النسخ: عَبْد الله.

(3)

في (س) و (ق): ولا نادمين موتورين، وكانت كلمة "نادمين" في (ظ 13) ثم رُمِّجَت.

(4)

زاد في (م): يعني عن يمين القِبْلة.

ص: 363

حَتَّى اسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ (1)، وَقَالَ:" إِنَّ خَيْرَ أَهْلِ الْمَشْرِقِ عَبْدُ الْقَيْسِ "(2).

(1) زاد في (م): ثم يدعو لعبد القيس ثم قال

(2)

إسناده صحيح. إسماعيل بن إبراهيم: هو ابن عُليَّة، وعوف: هو ابن أبي جميلة.

وأخرجه أبو داود (3695)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 297 - 298، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 346، والبيهقي 8/ 302، وابن الأثير في "أسد الغابة" 4/ 449 - 450 من طرق عن عوف بن أبي جميلة الأعرابي، بهذا الإسناد -والحديث عندهم مختصر غير يعقوب بن سفيان فساقه كرواية المصنف، وذكر بعضهم اسم هذا الرجل الراوي على الشك: وهو قيس ابن النعمان، كما سيأتي في الحديث التالي.

وأخرجه خليفة بن خياط في "مسنده"(34)، والطبراني في "الكبير" 22/ (924) من طريق عون بن كهمس، والدولابي في "الكنى" 1/ 27، والطبراني 22/ (924) من طريق محمد بن حمران بن عبد العزيز القيسي، كلاهما عن داود بن المساور، عن مقاتل بن همام، عن أبي خيرة الصباحي قال: كنت في الوفد الذين قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم من عبد قيس

، واقتصروا على قصة دعائه صلى الله عليه وسلم لوفد عبد القيس، وذكروا أن الصحابي هو أبو خيرة الصباحي، وزادوا: أن النبي صلى الله عليه وسلم زوَّدهم بأراك يستاكون به.

وانظر ما سلف برقم (15559)، وما سيأتي برقم (17830) و (17831).

وفي باب قوله: "اشربوا في الحلال الموكى عليه" عن ابن عباس، سلف برقم (2607).

وعن أبي سعيد الخدري، سلف أيضاً برقم (11544).

وفي باب دعائه صلى الله عليه وسلم لوفد عبد القيس عن ابن عباس عند الطبراني في "الكبير"(12972).

وعن عروة بن الزبير وجعفر بن عبد الله بن الحكم عند ابن سعد في =

ص: 364

17830 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ أَبِي الْقَمُوصِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحَدُ الْوَفْدِ الَّذِينَ وَفَدُوا عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَإِنْ لَا يَكُنْ قَالَ: قَيْسَ بْنَ النُّعْمَانِ، فَإِنِّي نَسِيتُ اسْمَهُ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ قَالَ: وَابْتَهَلَ يَدْعُو لِعَبْدِ الْقَيْسِ، وَوَجْهُهُ هَاهُنَا مِنَ الْقِبْلَةِ، - يَعْنِي عَنْ يَمِينِ الْقِبْلَةِ (1) -، حَتَّى اسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ، ثُمَّ يَدْعُو لِعَبْدِ الْقَيْسِ، ثُمَّ قَالَ:" إِنَّ خَيْرَ أَهْلِ الْمَشْرِقِ عَبْدُ الْقَيْسِ "(2).

17831 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَصَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ، أَنَّهُ سَمِعَ بَعْضَ وَفْدِ عَبْدِ الْقَيْسِ وَهُوَ يَقُولُ: قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَاشْتَدَّ فَرَحُهُمْ بِنَا، فَلَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَى الْقَوْمِ أَوْسَعُوا لَنَا،

= "الطبقات" 1/ 314.

وفي باب قوله صلى الله عليه وسلم: "إن خير أهل المشرق عبد القيس" عن ابن عباس عند البزار (2821 - كشف الأستار)، والطبراني (12970).

قوله: "في الحلال الموكى عليه"، أي: فيما يحلُّ لكم استعماله في الانتباذ والشرب فيه، وهو المُوكى عليه الذي رُبطَ فمه بخيطٍ أو شيء، فقوله:"الموكَى عليه" بيان وتفسير للحلال.

المُشَقَّر: حصن عظيم بالبحرين لعبد القيس.

وعين الزارة: بالبحرين أيضاً، والزارة قرية كبيرة بها.

(1)

من قوله: "يدعو لعبد القيس" إلى هنا سقط من (م)، وقوله بعد "حتى استقبل القبلة" ليس في (ظ 13).

(2)

إسناده صحيح كسابقه.

ص: 365

فَقَعَدْنَا، فَرَحَّبَ بِنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَدَعَا لَنَا، ثُمَّ نَظَرَ إِلَيْنَا، فَقَالَ:" مَنْ سَيِّدُكُمْ وَزَعِيمُكُمْ؟ " فَأَشَرْنَا بِأَجْمَعِنَا (1) إِلَى الْمُنْذِرِ بْنِ عَائِذٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" أَهَذَا الْأَشَجُّ؟ " فَكَانَ أَوَّلَ يَوْمٍ وُضِعَ عَلَيْهِ هَذَا الِاسْمُ لِضَرْبَةٍ بِوَجْهِهِ بِحَافِرِ حِمَارٍ، فَقُلْنَا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ. فَتَخَلَّفَ بَعْدَ الْقَوْمِ، فَعَقَلَ رَوَاحِلَهُمْ، وَضَمَّ مَتَاعَهُمْ، ثُمَّ أَخْرَجَ عَيْبَتَهُ، فَأَلْقَى عَنْهُ ثِيَابَ السَّفَرِ، وَلَبِسَ مِنْ صَالِحِ ثِيَابِهِ، ثُمَّ أَقْبَلَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَقَدْ بَسَطَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رِجْلَهُ وَاتَّكَأَ، فَلَمَّا دَنَا مِنْهُ الْأَشَجُّ أَوْسَعَ الْقَوْمُ لَهُ، وَقَالُوا: هَاهُنَا يَا أَشَجُّ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وَاسْتَوَى قَاعِدًا وَقَبَضَ رِجْلَهُ:" هَاهُنَا يَا أَشَجُّ " فَقَعَدَ عَنْ يَمِينِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَاسْتَوَى قَاعِدًا (2)، فَرَحَّبَ بِهِ وَأَلْطَفَهُ، ثُمَّ سَأَلَ عَنْ بِلَادِهِ، وَسَمَّى لَهُ قَرْيَةً قرْيَةً (3): الصَّفَا وَالْمُشَقَّرِ وَغَيْرَ ذَلِكَ مِنْ قُرَى هَجَرَ، فَقَالَ: بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللهِ، لَأَنْتَ أَعْلَمُ بِأَسْمَاءِ قُرَانَا مِنَّا. فَقَالَ:" إِنِّي قَدْ وَطِئْتُ بِلَادَكُمْ، وَفُسِحَ لِي فِيهَا " قَالَ: ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى الْأَنْصَارِ فَقَالَ: " يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ، أَكْرِمُوا إِخْوَانَكُمْ، فَإِنَّهُمْ أَشْبَاهُكُمْ فِي الْإِسْلَامِ، وَأَشْبَهُ (4) شَيْءٍ بِكُمْ أَشعَارًا (5) وَأَبْشَارًا، أَسْلَمُوا طَائِعِينَ غَيْرَ مُكْرَهِينَ وَلَا مَوْتُورِينَ، إِذْ أَبَى قَوْمٌ

(1) في (م) و (س): جميعاً.

(2)

لفظة "قاعداً" ليست في (ظ 13).

(3)

لم يكرر في (م) و (ق) لفظة "قرية".

(4)

في (ظ 13) و (س) و (ق): أشبه. دون واو.

(5)

في (م) و (ق): شعاراً.

ص: 366

أَنْ يُسْلِمُوا حَتَّى قُتِلُوا " فَلَمَّا أَنْ أصبَحُوا (1) قَالَ: " كَيْفَ رَأَيْتُمْ كَرَامَةَ إِخْوَانِكُمْ لَكُمْ، وَضِيَافَتَهُمْ إِيَّاكُمْ؟ " قَالُوا: خَيْرَ إِخْوَانٍ، أَلَانُوا فُرُشَنَا، وَأَطَابُوا مَطْعَمَنَا، وَبَاتُوا وَأَصْبَحُوا يُعَلِّمُونَنَا كِتَابَ رَبِّنَا وَسُنَّةَ نَبِيِّنَا. فَأُعْجِبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَفَرِحَ بِهَا، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا رَجُلًا رَجُلًا يَعْرِضُنَا عَلَى مَا تَعَلَّمْنَا وَعَلِمْنَا، فَمِنَّا مَنْ تَعَلَّمَ التَّحِيَّاتِ، وَأُمَّ الْكِتَابِ، وَالسُّورَةَ وَالسُّورَتَيْنِ، وَالسُّنَّةَ وَالسُّنَّتَيْنِ.

ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ، فَقَالَ:" هَلْ مَعَكُمْ مِنْ أَزْوَادِكُمْ شَيْءٌ؟ " فَفَرِحَ الْقَوْمُ بِذَلِكَ، وَابْتَدَرُوا رِحَالَهُمْ، فَأَقْبَلَ كُلُّ رَجُلٍ مَعَهُ صُبْرَةٌ مِنْ تَمْرٍ، فَوَضَعَهَا (2) عَلَى نِطْعٍ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَأَوْمَأَ بِجَرِيدَةٍ فِي يَدِهِ كَانَ يَخْتَصِرُ بِهَا، فَوْقَ الذِّرَاعِ وَدُونَ الذِّرَاعَيْنِ، فَقَالَ:" أَتُسَمُّونَ هَذَا التَّعْضُوضَ؟ " قُلْنَا: نَعَمْ. ثُمَّ أَوْمَأَ إِلَى صُبْرَةٍ أُخْرَى فَقَالَ: " أَتُسَمُّونَ هَذَا الصَّرَفَانَ؟ " قُلْنَا: نَعَمْ. ثُمَّ أَوْمَأَ إِلَى صُبْرَةٍ فَقَالَ: " أَتُسَمُّونَ هَذَا الْبَرْنِيَّ " فَقُلْنَا: نَعَمْ. قَالَ: " أَمَا إِنَّهُ خَيْرُ تَمْرِكُمْ وَأَنْفَعُهُ لَكُمْ ". قَالَ: فَرَجَعْنَا مِنْ وِفَادَتِنَا تِلْكَ، فَأَكْثَرْنَا الْغَرْزَ مِنْهُ، وَعَظُمَتْ رَغْبَتُنَا فِيهِ حَتَّى صَارَ عُظْمُ نَخْلِنَا وَتَمْرِنَا الْبَرْنِيُّ.

قَالَ: فَقَالَ الْأَشَجُّ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَرْضَنَا أَرْضٌ ثَقِيلَةٌ وَخِمَةٌ، وَإِنَّا إِذَا لَمْ نَشْرَبْ هَذِهِ الْأَشْرِبَةَ هِيجَتْ أَلْوَانُنَا، وَعَظُمَتْ

(1) لفظة "أصبحوا" سقطت من (م).

(2)

في (ظ 13) ونسخة في (س): فوضعوها.

ص: 367

بُطُونُنَا .. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَشْرَبُوا فِي الدُّبَّاءِ وَالْحَنْتَمِ وَالنَّقِيرِ، وَلْيَشْرَبْ أَحَدُكُمْ فِي سِقَائِهِ (1) يُلَاثُ عَلَى فِيهِ " فَقَالَ لَهُ الْأَشَجُّ: بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللهِ، رَخِّصْ لَنَا فِي هَذِهِ. فَأَوْمَأَ بِكَفَّيْهِ وَقَالَ:" يَا أَشَجُّ إِنْ رَخَّصْتُ لَكُمْ فِي مِثْلِ هَذِهِ " وَقَالَ بِكَفَّيْهِ هَكَذَا " شَرِبْتَهُ فِي مِثْلِ هَذِهِ " وَفَرَّجَ يَدَيْهِ وَبَسَطَهَا، يَعْنِي أَعْظَمَ مِنْهَا " حَتَّى إِذَا ثَمِلَ أَحَدُكُمْ مِنْ شَرَابِهِ، قَامَ إِلَى ابْنِ عَمِّهِ فَهَزَرَ سَاقَهُ بِالسَّيْفِ ". وَكَانَ فِي الْوَفْدِ رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَصَرٍ (2)، يُقَالُ لَهُ: الْحَارِثُ، قَدْ هُزِرَتْ سَاقُهُ فِي شُرْبٍ لَهُمْ فِي بَيْتٍ تَمَثَّلَهُ مِنَ الشِّعْرِ فِي امْرَأَةٍ مِنْهُمْ، فَقَامَ بَعْضُ أَهْلِ ذَلِكَ الْبَيْتِ فَهَزَرَ سَاقَهُ بِالسَّيْفِ. قَالَ: فَقَالَ الْحَارِثُ: لَمَّا سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، جَعَلْتُ أُسْدِلُ ثَوْبِي لِأُغَطِّيَ الضَّرْبَةَ بِسَاقِي، وَقَدْ أَبْدَاهَا اللهُ لِنَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم (3).

17832 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْعُمَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَهْلٍ عَوْفُ بْنُ أَبِي جَمِيلَةَ، عَنْ زَيْدٍ أَبِي الْقَمُوصِ، عَنْ وَفْدِ عَبْدِ الْقَيْسِ، أَنَّهُمْ سَمِعُوا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

(1) في (ق) ونسخة في هامش (س): سقاءٍ.

(2)

وقع في الرواية السالفة برقم (15559): من بني عَضَل، وما هو في هذا الموضع أصح، فإن بني عصر من عبد القيس، وعبد القيس بطن من ربيعة ابن نزار، بينما بنو عضل بطن من مضر بن نزار.

(3)

إسناده ضعيف. وهو مكرر سنداً ومتناً برقم (15559).

ص: 368

" اللهُمَّ اجْعَلْنَا مِنْ عِبَادِكَ الْمُنْتَخَبِينَ (1) الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ، الْوَفْدِ الْمُتَقَبَّلِينَ " قَالَ: فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا عِبَادُ اللهِ الْمُنْتَخَبُونَ؟ قَالَ:" عِبَادُ اللهِ الصَّالِحُونَ " قَالُوا: فَمَا الْغُرُّ الْمُحَجَّلُونَ؟ قَالَ: " الَّذِينَ يَبْيَضُّ مِنْهُمْ مَوَاضِعُ الطُّهُورِ " قَالُوا: فَمَا الْوَفْدُ الْمُتَقَبَّلُونَ؟ قَالَ: " وَفْدٌ يَفِدُونَ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ مَعَ نَبِيِّهِمْ إِلَى رَبِّهِم "(2).

(1) في (ظ 13): المنتجبين، وهما بمعنى، أي: المختارين.

(2)

إسناده ضعيف. وهو مكرر (15554).

ص: 369

‌حَدِيثُ مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

17833 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ حَدَّثَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " بَيْنَا أَنَا عِنْدَ الْبَيْتِ بَيْنَ النَّائِمِ وَالْيَقْظَانِ، إِذْ أَقْبَلَ أَحَدُ الثَّلَاثَةِ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ، فَأُتِيتُ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ مَلْآن (1) حِكْمَةً وَإِيمَانًا، فَشُقَّ مِنَ النَّحْرِ إِلَى مَرَاقِّ الْبَطْنِ، فَغُسِلَ الْقَلْبُ بِمَاءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ مُلِئَ حِكْمَةً وَإِيمَانًا، ثُمَّ أُتِيتُ بِدَابَّةٍ دُونَ الْبَغْلِ وَفَوْقَ الْحِمَارِ، ثُمَّ انْطَلَقْتُ مَعَ جِبْرِيلَ فَأَتَيْنَا السَّمَاءَ الدُّنْيَا، قِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ. قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قِيلَ: مُحَمَّدٌ. قِيلَ: وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ. قِيلَ: مَرْحَبًا بِهِ، وَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ. فَأَتَيْتُ عَلَى آدَمَ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: مَرْحَبًا بِكَ مِنْ ابْنٍ وَنَبِيٍّ.

ثُمَّ أَتَيْنَا السَّمَاءَ الثَّانِيَةَ قِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قِيلَ: جِبْرِيلُ. قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ. فَمِثْلُ ذَلِكَ، فَأَتَيْتُ عَلَى يَحْيَى وَعِيسَى فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِمَا، فَقَالَا: مَرْحَبًا بِكَ مِنْ أَخٍ وَنَبِيٍّ.

ثُمَّ أَتَيْنَا السَّمَاءَ الثَّالِثَةَ، فَمِثْلُ ذَلِكَ، فَأَتَيْتُ عَلَى يُوسُفَ

(1) في (م): ملأه، وفي (س): مملأة، وفي (ص): مُلأ، والمثبت من (ظ 13) و (ق).

ص: 370

فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: مَرْحَبًا بِكَ مِنْ أَخٍ وَنَبِيٍّ.

ثُمَّ أَتَيْنَا السَّمَاءَ الرَّابِعَةَ، فَمِثْلُ ذَلِكَ، فَأَتَيْتُ عَلَى إِدْرِيسَ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: مَرْحَبًا بِكَ مِنْ أَخٍ وَنَبِيٍّ.

ثُمَّ أَتَيْنَا السَّمَاءَ الْخَامِسَةَ، فَمِثْلُ ذَلِكَ، فَأَتَيْتُ عَلَى هَارُونَ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: مَرْحَبًا بِكَ مِنْ أَخٍ وَنَبِيٍّ.

ثُمَّ أَتَيْنَا السَّمَاءَ السَّادِسَةَ، فَمِثْلُ ذَلِكَ، ثُمَّ أَتَيْتُ عَلَى مُوسَى فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: مَرْحَبًا بِكَ مِنْ أَخٍ وَنَبِيٍّ. فَلَمَّا جَاوَزْتُهُ بَكَى، قِيلَ: مَا أَبْكَاكَ؟ قَالَ: يَا رَبِّ هَذَا الْغُلَامُ الَّذِي بَعَثْتَهُ بَعْدِي يَدْخُلُ مِنْ أُمَّتِهِ الْجَنَّةَ أَكْثَرُ - أَو أَفْضَلُ - مِمَّا يَدْخُلُ مِنْ أُمَّتِي.

ثُمَّ أَتَيْنَا السَّمَاءَ السَّابِعَةَ، فَمِثْلُ ذَلِكَ فَأَتَيْتُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: مَرْحَبًا بِكَ مِنْ ابْنٍ وَنَبِيٍّ. قَالَ: ثُمَّ رُفِعَ لِيَ الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ، فَسَأَلْتُ جِبْرِيلَ، فَقَالَ هَذَا الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ يُصَلِّي فِيهِ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ، إِذَا خَرَجُوا مِنْهُ لَمْ يَعُودُوا فِيهِ آخِرَُ مَا عَلَيْهِمْ.

قَالَ: ثُمَّ رُفِعَتْ إِلَيَّ سِدْرَةُ الْمُنْتَهَى، فَإِذَا نَبْقُهَا مِثْلُ قِلَالِ هَجَرَ، وَإِذَا وَرَقُهَا مِثْلُ آذَانِ الْفِيَلَةِ، وَإِذَا فِي أَصْلِهَا أَرْبَعَةُ أَنْهَارٍ: نَهَرَانِ بَاطِنَانِ، وَنَهَرَانِ ظَاهِرَانِ، فَسَأَلْتُ جِبْرِيلَ فَقَالَ: أَمَّا الْبَاطِنَانِ فَفِي الْجَنَّةِ، وَأَمَّا الظَّاهِرَانِ فَالْفُرَاتُ وَالنِّيلُ.

_________

ص: 371

قَالَ: ثُمَّ فُرِضَتْ عَلَيَّ خَمْسُونَ صَلَاةً، فَأَتَيْتُ عَلَى مُوسَى، فَقَالَ: مَا صَنَعْتَ؟ قُلْتُ: فُرِضَتْ عَلَيَّ خَمْسُونَ صَلَاةً. فَقَالَ: إِنِّي أَعْلَمُ بِالنَّاسِ مِنْكَ، إِنِّي عَالَجْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَشَدَّ الْمُعَالَجَةِ، وَإِنَّ أُمَّتَكَ لَنْ يُطِيقُوا ذَلِكَ، فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكَ. قَالَ: فَرَجَعْتُ إِلَى رَبِّي فَسَأَلْتُهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنِّي، فَجَعَلَهَا أَرْبَعِينَ، ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَأَتَيْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ: مَا صَنَعْتَ؟ قُلْتُ: جَعَلَهَا أَرْبَعِينَ، فَقَالَ لِي مِثْلَ مَقَالَتِهِ الْأُولَى فَرَجَعْتُ إِلَى رَبِّي، فَجَعَلَهَا ثَلَاثِينَ، فَأَتَيْتُ مُوسَى فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ لِي مِثْلَ مَقَالَتِهِ الْأُولَى، فَرَجَعْتُ إِلَى رَبِّي، فَجَعَلَهَا عِشْرِينَ، ثُمَّ عَشْرَةً، ثُمَّ خَمْسَةً، فَأَتَيْتُ عَلَى مُوسَى فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ لِي مِثْلَ مَقَالَتِهِ الْأُولَى، فَقُلْتُ: إِنِّي أَسْتَحِيي مِنْ رَبِّي مِنْ كَمْ أَرْجِعُ إِلَيْهِ، فَنُودِيَ: أَنْ قَدْ أَمْضَيْتُ فَرِيضَتِي، وَخَفَّفْتُ عَنْ عِبَادِي، وَأَجْزِي بِالْحَسَنَةِ عَشْرَ أَمْثَالِهَا " (1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القَطَّان، وهشام الدستوائي: هو ابن أبي عبد الله.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 1/ 217 - 221 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (164)(265)، والطبراني في "الكبير" 19/ (599)، وابن منده في "الإيمان"(715)، والبيهقي في "الدلائل" 2/ 377 من طرق عن هشام الدستوائي، به.

وأخرجه البخاري معلقاً (3207)، والنسائي في "الكبرى"(313)، وأبو عوانة 1/ 120 - 124، وابن منده (715) من طريق يزيد بن زريع، عن سعيد =

ص: 372

17834 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، أَنَّ مَالِكَ بْنَ صَعْصَعَةَ حَدَّثَهُمْ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" بَيْنَمَا أَنَا عِنْدَ الْكَعْبَةِ بَيْنَ النَّائِمِ وَالْيَقْظَانِ " فَذَكَرَ الْحَدِيثَ قَالَ: " ثُمَّ انْطَلَقْنَا إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ، فَقِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قِيلَ: جِبْرِيلُ. قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ. قِيلَ: أَوَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ. فَفُتِحَ لَهُ، قَالُوا: مَرْحَبًا بِهِ وَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ. فَأَتَيْنَا

= ابن أبي عروبة وهشام الدستوائي، به.

وأخرجه الطبراني 19/ (599)، وابن منده (718) من طريق أبي عوانة، عن قتادة، به، وقرن الطبراني بأبي عوانة الخليلَ بنَ مرة.

وانظر الطرق التالية.

وروي هذا الحديث عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يذكر فيه مالكَ بنَ صعصعة، انظر ما سلف برقم (12505).

وقصة سدرة المنتهى وأنهار الجنة سلفت في مسند أنس برقم (12673) من طريق معمر، عن قتادة، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

قوله: "مَرَاقّ البطن" قال في "النهاية": هي ما سفل من البطن فما تحته من المواضع التي ترقُّ جلودُها.

وقوله: "فمثل ذلك" قال السندي: أي: فجرى مثلُ ذلك، أو ففعلوا مثلَ ذلك، أو فقالوا مثلَه.

"آخر ما عليهم"، أي: ذلك الدخول آخر دخول كُتب عليهم، فهو بالرفع خبر محذوفٍ، أو لا يعودون آخر أجلٍ كُتب عليهم، فهو بالنصب ظرفٌ.

"فإذا نبقها" بفتح أو كسر فسكون موحَّدة وككَتِف، أي: ثمرها، وواحدته بهاءٍ.

"قِلال" بكسر القاف، جمع قُلَّة بالضم، وهي الجَرَّة.

ص: 373

عَلَى إِبْرَاهِيمَ، قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ جِبْرِيلُ: هَذَا أَبُوكَ إِبْرَاهِيمُ. فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: مَرْحَبًا بِالِابْنِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ.

ثُمَّ رُفِعَتْ لِي سِدْرَةُ الْمُنْتَهَى، فَإِذَا وَرَقُهَا مِثْلُ آذَانِ الْفُيُولِ، وَإِذَا نَبْقُهَا مِثْلُ قِلَالِ هَجَرَ، وَإِذَا أَرْبَعَةُ أَنْهَارٍ يَخْرُجْنَ مِنْ أَصْلِهَا: نَهَرَانِ ظَاهِرَانِ، وَنَهَرَانِ بَاطِنَانِ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: أَمَّا النَّهْرَانِ الظَّاهِرَانِ، فَالنِّيلُ وَالْفُرَاتُ، وَأَمَّا الْبَاطِنَانِ، فَنَهَرَانِ فِي الْجَنَّةِ. قَالَ: فَأُتِيتُ بِإِنَاءَيْنِ: أَحَدُهُمَا خَمْرٌ، وَالْآخَرُ لَبَنٌ، قَالَ: فَأَخَذْتُ اللَّبَنَ، فَقَالَ جِبْرِيلُ: أَصَبْتَ الْفِطْرَةَ " (1).

17835 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ يُحَدِّثُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ مَالِكَ بْنَ صَعْصَعَةَ حَدَّثَهُ: أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَدَّثَهُمْ عَنْ لَيْلَةِ أُسْرِيَ بِهِ قَالَ: " بَيْنَما أَنَا فِي الْحَطِيمِ - وَرُبَّمَا قَالَ قَتَادَةُ: فِي الْحِجْرِ - مُضْطَجِعٌ، إِذْ أَتَانِي آتٍ، فَجَعَلَ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ الْأَوْسَطِ بَيْنَ الثَّلَاثَةِ. قَالَ: فَأَتَانِي، فَقَدَّ - وَسَمِعْتُ قَتَادَةَ يَقُولُ: فَشَقَّ - مَا

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. شيبان: هو ابن عبد الرحمن النَّحْوي.

وأخرجه أبو عوانة 1/ 124، وابن منده في "الإيمان"(718)، والبيهقي في "البعث والنشور"(181) من طريق يونس بن محمد، بهذا الإسناد -واقتصر البيهقي على قصة سدرة المنتهى وأنهار الجنة.

وأخرجه أبو عوانة 1/ 124، وابن منده (718) من طريق أحمد بن خالد الوَهْبي، عن شيبان النحوي، به.

ص: 374

بَيْنَ هَذِهِ إِلَى هَذِهِ " قَالَ قَتَادَةُ: فَقُلْتُ لِلْجَارُودِ (1) وَهُوَ إِلَى جَنْبِي: مَا يَعْنِي؟ قَالَ: مِنْ ثُغْرَةِ نَحْرِهِ إِلَى شِعْرَتِهِ، وَقَدْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: مِنْ قَصَّهِ (2) إِلَى شِعْرَتِهِ. قَالَ: " فَاسْتُخْرِجَ قَلْبِي، فَأُتِيتُ بِطَسْتٍ (3) مِنْ ذَهَبٍ مَمْلُوءَةٍ إِيمَانًا وَحِكْمَةً، فَغُسِلَ قَلْبِي، ثُمَّ حُشِيَ، ثُمَّ أُعِيدَ، ثُمَّ أُتِيتُ بِدَابَّةٍ دُونَ الْبَغْلِ وَفَوْقَ الْحِمَارِ أَبْيَضَ " قَالَ: فَقَالَ لَه الْجَارُودُ: هُوَ الْبُرَاقُ يَا أَبَا حَمْزَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ، يَقَعُ خَطْوُهُ عِنْدَ أَقْصَى طَرْفِهِ. قَالَ: " فَحُمِلْتُ عَلَيْهِ، فَانْطَلَقَ بِي جِبْرِيلُ حَتَّى أَتَى بِيَ السَّمَاءَ الدُّنْيَا، فَاسْتَفْتَحَ، فَقِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ. قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ. قِيلَ: أَوَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ. قِيلَ: مَرْحَبًا بِهِ، وَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ. قَالَ: فَفَتَحَ، فَلَمَّا خَلَصْتُ، فَإِذَا فِيهَا آدَمُ، فَقَالَ: هَذَا أَبُوكَ آدَمُ، فَسَلِّمْ عَلَيْهِ. فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَرَدَّ السَّلَامَ، ثُمَّ قَالَ: مَرْحَبًا بِالِابْنِ الصَّالِحِ، وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ.

قَالَ: ثُمَّ صَعِدَ حَتَّى أَتَى السَّمَاءَ الثَّانِيَةَ، فَاسْتَفْتَحَ، فَقِيلَ مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ. قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ. قِيلَ: أَوَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ. قِيلَ: مَرْحَبًا بِهِ، وَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ. قَالَ:

(1) قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 7/ 204: لم أر مَن نسبه من الرواة، ولعله ابن أبي سبرة البصري صاحب أنس، فقد أخرج له أبو داود من روايته عن أنس حديثاً غير هذا.

(2)

في (م) و (س): قصته. والقَصُّ: رأس الصدر. والثُّغْرة: الموضع المنخفض في النحر. والشِّعْرة: العانة.

(3)

في "اللسان": الطست من آنية الصُّفر (النحاس) أنثى وقد تُذكر.

ص: 375

فَفَتَحَ، فَلَمَّا خَلَصْتُ، فَإِذَا يَحْيَى وَعِيسَى، وَهُمَا ابْنَا الْخَالَةِ، فَقَالَ: هَذَا يَحْيَى وَعِيسَى، فَسَلِّمْ عَلَيْهِمَا. قَالَ: فَسَلَّمْتُ، فَرَدَّا السَّلَامَ، ثُمَّ قَالَا: مَرْحَبًا بِالْأَخِ الصَّالِحِ، وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ.

قَالَ: ثُمَّ صَعِدَ حَتَّى أَتَى السَّمَاءَ الثَّالِثَةَ، فَاسْتَفْتَحَ، فَقِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ. قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ. قِيلَ: أَوَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ. قِيلَ: مَرْحَبًا بِهِ، وَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ. قَالَ: فَفَتَحَ، فَلَمَّا خَلَصْتُ، فَإِذَا يُوسُفُ، قَالَ: هَذَا يُوسُفُ، فَسَلِّمْ عَلَيْهِ. قَالَ: فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَرَدَّ السَّلَامَ، وَقَالَ: مَرْحَبًا بِالْأَخِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ.

ثُمَّ صَعِدَ حَتَّى أَتَى السَّمَاءَ الرَّابِعَةَ، فَاسْتَفْتَحَ، فَقِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ. قِيلَ: مَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ. قِيلَ: وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟، قَالَ: نَعَمْ. قِيلَ: مَرْحَبًا بِهِ، وَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ. قَالَ: فَفَتَحَ، فَلَمَّا خَلَصْتُ، فَإِذَا إِدْرِيسُ، قَالَ: هَذَا إِدْرِيسُ، فَسَلِّمْ عَلَيْهِ. قَالَ: فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَرَدَّ السَّلَامَ، ثُمَّ قَالَ: مَرْحَبًا بِالْأَخِ الصَّالِحِ، وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ.

قَالَ: ثُمَّ صَعِدَ حَتَّى أَتَى السَّمَاءَ الْخَامِسَةَ، فَاسْتَفْتَحَ، فَقِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ. قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ. قِيلَ: أَوَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ. قِيلَ: مَرْحَبًا بِهِ، وَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ. قَالَ: فَفَتَحَ، فَلَمَّا خَلَصْتُ، فَإِذَا هَارُونُ، قَالَ: هَذَا هَارُونُ، فَسَلِّمْ عَلَيْهِ. قَالَ: فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، قَالَ: فَرَدَّ السَّلَامَ، ثُمَّ

_________

ص: 376

قَالَ: مَرْحَبًا بِالْأَخِ الصَّالِحِ، وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ.

قَالَ: ثُمَّ صَعِدَ حَتَّى أَتَى السَّمَاءَ السَّادِسَةَ، فَاسْتَفْتَحَ، قِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ. قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ. قِيلَ: أَوَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ. قِيلَ: مَرْحَبًا بِهِ، وَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ. فَفَتَحَ، فَلَمَّا خَلَصْتُ، فَإِذَا أَنَا بِمُوسَى، قَالَ: هَذَا مُوسَى، فَسَلِّمْ عَلَيْهِ. فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَرَدَّ السَّلَامَ ثُمَّ قَالَ: مَرْحَبًا بِالْأَخِ الصَّالِحِ، وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ. قَالَ: فَلَمَّا تَجَاوَزْتُ بَكَى، قِيلَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: أَبْكِي لِأَنَّ غُلَامًا بُعِثَ بَعْدِي، يَدْخُلُ (1) الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِهِ أَكْثَرُ مِمَّا يَدْخُلُهَا مِنْ أُمَّتِي.

قَالَ: ثُمَّ صَعِدَ حَتَّى أَتَى السَّمَاءَ السَّابِعَةَ، فَاسْتَفْتَحَ، قِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ. قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ. قِيلَ: أَوَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ. قِيلَ: مَرْحَبًا بِهِ، وَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ. قَالَ: فَفَتَحَ، فَلَمَّا خَلَصْتُ إِلَيهِ، فَإِذَا إِبْرَاهِيمُ، فَقَالَ: هَذَا إِبْرَاهِيمُ، فَسَلِّمْ عَلَيْهِ. فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَرَدَّ السَّلَامَ ثُمَّ قَالَ: مَرْحَبًا بِالِابْنِ الصَّالِحِ، وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ.

قَالَ: ثُمَّ رُفِعَتْ إِلَيَّ سِدْرَةُ الْمُنْتَهَى، فَإِذَا نَبْقُهَا مِثْلُ قِلَالِ هَجَرَ، وَإِذَا وَرَقُهَا مِثْلُ آذَانِ الْفِيَلَةِ، فَقَالَ: هَذِهِ سِدْرَةُ الْمُنْتَهَى. قَالَ: وَإِذَا أَرْبَعَةُ أَنْهَارٍ: نَهَرَانِ بَاطِنَانِ، وَنَهَرَانِ ظَاهِرَانِ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: أَمَّا الْبَاطِنَانِ فَنَهَرَانِ فِي الْجَنَّةِ، وَأَمَّا الظَّاهِرَانِ

(1) في (م): ثم يدخل.

ص: 377

فَالنِّيلُ وَالْفُرَاتُ. قَالَ: ثُمَّ رُفِعَ لِيَ الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ ".

قَالَ قَتَادَةُ: وَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ رَأَى (1) الْبَيْتَ الْمَعْمُورَ يَدْخُلُهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ، ثُمَّ لَا يَعُودُونَ فِيهِ (2).

ثُمَّ رَجَعَ إِلَى حَدِيثِ أَنَسٍ: قَالَ: " ثُمَّ أُتِيتُ بِإِنَاءٍ مِنْ خَمْرٍ، وَإِنَاءٍ مِنْ لَبَنٍ، وَإِنَاءٍ مِنْ عَسَلٍ. قَالَ: فَأَخَذْتُ اللَّبَنَ، قَالَ: هَذِهِ الْفِطْرَةُ أَنْتَ عَلَيْهَا وَأُمَّتُكَ. قَالَ: ثُمَّ فُرِضَتِ الصَّلَاةُ خَمْسِينَ صَلَاةً كُلَّ يَوْمٍ، قَالَ: فَرَجَعْتُ فَمَرَرْتُ عَلَى مُوسَى، فَقَالَ: بِمَ (3) أُمِرْتَ؟ قَالَ: أُمِرْتُ بِخَمْسِينَ صَلَاةً كُلَّ يَوْمٍ. قَالَ: إِنَّ أُمَّتَكَ لَا تَسْتَطِيعُ لِخَمْسِينَ صَلَاةً، وَإِنِّي قَدْ خَبَرْتُ النَّاسَ قَبْلَكَ، وَعَالَجْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَشَدَّ الْمُعَالَجَةِ، فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ، فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ لِأُمَّتِكَ. قَالَ: فَرَجَعْتُ، فَوَضَعَ عَنِّي عَشْرًا، قَالَ: فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى، فَقَالَ: بِمَا أُمِرْتَ؟ قُلْتُ: بِأَرْبَعِينَ صَلَاةً كُلَّ يَوْمٍ. قَالَ: إِنَّ أُمَّتَكَ لَا تَسْتَطِيعُ أَرْبَعِينَ صَلَاةً كُلَّ يَوْمٍ، وَإِنِّي قَدْ خَبَرْتُ النَّاسَ قَبْلَكَ، وَعَالَجْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَشَدَّ الْمُعَالَجَةِ، فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ، فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ لِأُمَّتِكَ. قَالَ: فَرَجَعْتُ، فَوَضَعَ عَنِّي عَشْرًا أُخْرَى، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى، فَقَالَ لِي: بِمَ

(1) في (ظ 13) وهامش (ق): أنه أُري.

(2)

في (م) و (ق): إليه.

(3)

في (م) و (ق): بماذا.

ص: 378

أُمِرْتَ؟ قُلْتُ: أُمِرْتُ بِثَلَاثِينَ صَلَاةً كُلَّ يَوْمٍ. قَالَ: إِنَّ أُمَّتَكَ لَا تَسْتَطِيعُ لِثَلَاثِينَ صَلَاةً كُلَّ يَوْمٍ، وَإِنِّي قَدْ خَبَرْتُ النَّاسَ قَبْلَكَ، وَعَالَجْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَشَدَّ الْمُعَالَجَةِ، فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ، فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ لِأُمَّتِكَ. قَالَ: فَرَجَعْتُ، فَوَضَعَ عَنِّي عَشْرًا أُخَرَ، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى، فَقَالَ: بِمَا أُمِرْتَ؟ قُلْتُ: بِعِشْرِينَ صَلَاةً كُلَّ يَوْمٍ. فَقَالَ: إِنَّ أُمَّتَكَ لَا تَسْتَطِيعُ الِعِشْرِينَ صَلَاةً كُلَّ يَوْمٍ، وَإِنِّي قَدْ خَبَرْتُ النَّاسَ قَبْلَكَ، وَعَالَجْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَشَدَّ الْمُعَالَجَةِ، فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ لِأُمَّتِكَ. قَالَ: فَرَجَعْتُ. فَأُمِرْتُ بِعَشْرِ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَقَالَ: بِمَا أُمِرْتَ؟ قُلْتُ بِعَشْرِ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ. فَقَالَ: إِنَّ أُمَّتَكَ لَا تَسْتَطِيعُ لِعَشْرِ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ، فَإِنِّي قَدْ خَبَرْتُ النَّاسَ قَبْلَكَ، وَعَالَجْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَشَدَّ الْمُعَالَجَةِ، فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ لِأُمَّتِكَ. قَالَ: فَرَجَعْتُ، فَأُمِرْتُ بِخَمْسِ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى، فَقَالَ: بِمَا أُمِرْتَ؟ قُلْتُ: أُمِرْتُ بِخَمْسِ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ. فَقَالَ: إِنَّ أُمَّتَكَ لَا تَسْتَطِيعُ لِخَمْسِ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ، وَإِنِّي قَدْ خَبَرْتُ النَّاسَ قَبْلَكَ، وَعَالَجْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَشَدَّ الْمُعَالَجَةِ، فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ، فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ لِأُمَّتِكَ. قَالَ: قُلْتُ: قَدْ سَأَلْتُ رَبِّي حَتَّى اسْتَحْيَيْتُ مِنْهُ، وَلَكِنْ أَرْضَى وَأُسَلِّمُ. فَلَمَّا نَفَذْتُ، نَادَى مُنَادٍ: قَدْ أَمْضَيْتُ فَرِيضَتِي، وَخَفَّفْتُ عَنْ عِبَادِي " (1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. =

ص: 379

17836 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ بْنِ دِعَامَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" بَيْنَمَا أَنَا عِنْدَ الْكَعْبَةِ بَيْنَ النَّائِمِ وَالْيَقْظَانِ، فَسَمِعْتُ قَائِلًا يَقُولُ، أَحَدُ الثَّلَاثَةِ " فَذَكَرَ الْحَدِيثَ قَالَ: " ثُمَّ رُفِعَ لَنَا الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ يَدْخُلُهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ، إِذَا خَرَجُوا مِنْهُ لَمْ يَعُودُوا فِيهِ آخِرَ مَا عَلَيْهِمْ، قَالَ: ثُمَّ رُفِعَتْ إِلَيَّ (1) سِدْرَةُ الْمُنْتَهَى، فَإِذَا وَرَقُهَا مِثْلُ آذَانِ الْفِيَلَةِ " فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، قَالَ:" فَقُلْتُ: لَقَدِ اخْتَلَفْتُ إِلَى رَبِّي حَتَّى اسْتَحْيَيْتُ، لَا وَلَكِنْ أَرْضَى وَأُسَلِّمُ. قَالَ: فَلَمَّا جَاوَزْتُهُ، نُودِيتُ: أَنْ (2) قَدْ خَفَّفْتُ عَلَى عِبَادِي، وَأَمْضَيْتُ فَرَائِضِي، وَجَعَلْتُ لِكُلِّ حَسَنَةٍ عَشْرَ أَمْثَالِهَا "(3).

= وأخرجه ابن خزيمة (302)، وابن منده في "الإيمان"(717) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (3207) و (3393) و (3430) و (3887)، وأبو عوانة 1/ 120 - 124، وابن حبان (48) و (7415)، والطبراني في "الكبير" 19/ (598)، وابن منده (717)، وأبو نعيم في "صفة الجنة"(302)، والبيهقي في "الدلائل" 2/ 378، والبغوي (3752) من طرق عن همام بن يحيى، به -واقتصر فيه بعضهم على بعض قِطَعِه.

(1)

في (ظ 13): لي.

(2)

في (م) و (ق) و (ص): إني، والمثبت من (ظ 13) و (س).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الترمذي (3346)، وابن خزيمة (301) عن محمد بن بشار، عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد -وقرن ابنُ بشار بمحمد بن جعفر محمدَ بنَ أبي =

ص: 380

17837 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِهِ، فَذَكَرَهُ (1).

= عدي، ولم يسق الترمذي متنه، وقال: حسن صحيح.

وأخرجه ابن أبي شيبة 14/ 305، وهناد في "الزهد"(117)، ومسلم (164)(264)، وأبو عوانة 1/ 120، والطبراني في "الكبير" 19/ (599)، وابن منده في "الإيمان"(716)، والبيهقي في "الدلائل" 2/ 373 - 377 من طرق عن سعيد بن أبي عروبة، به -واقتصر هناد على قصة سدرة المنتهى وأنهار الجنة.

وأخرجه البخاري معلقاً (3207)، والنسائي في "الكبرى"(313)، وأبو عوانة 1/ 120 - 124، وابن منده (715) من طريق يزيد بن زريع، عن سعيد ابن أبي عروبة وهشام بن أبي عبد الله الدستوائي، به. وانظر (17833).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر ما قبله.

ص: 381

‌حَدِيثُ مَعْقِلِ بْنِ أَبِي مَعْقِلٍ

(1)

17838 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ - يَعْنِي الْعَطَّارَ -، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِي زَيْدٍ مَوْلَى ثَعْلَبَةَ، عَنْ مَعْقِلِ بْنِ أَبِي مَعْقِلٍ الْأَسَدِيِّ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى أَنْ نَسْتَقْبِلَ الْقِبْلَتَيْنِ بِبَوْلٍ أَوْ غَائِطٍ (2).

(1) هذا العنوان سقط من (م).

قال السندي: معقل بن أبي معقل، ويقال: ابن أمِّ معقل، وهو معقل بن الهيثم، ويقال ابن أبي الهيثم الأسدي من حلفائهم، صحب النبيَّ صلى الله عليه وسلم. يقال: إنه مات في خلافة معاوية، وله في "السنن" حديثان.

(2)

إسناده ضعيف لجهالة أبي زيد مولى بني ثعلبة، وضعَّفه الحافظ ابن حجر في "الفتح" 1/ 246. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم، وداود العطار: هو ابن عبد الرحمن، وعمرو بن يحيى: هو ابن عُمارة الأنصاري.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 233، والطبراني في "الكبير" 20/ (550) من طريق سعيد بن أبي مريم، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/ 78 من طريق داود بن مهران، كلاهما عن داود بن عبد الرحمن العطار، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 150، والبخاري في "تاريخه" 7/ 392، وابن ماجه (319)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1057)، والطحاوي 4/ 233، وابن قانع 3/ 77 - 78 و 78، والطبراني 20/ (549) من طرق عن عمرو بن يحيى، به.

وسيأتي برقم (17841) من طريق وهيب بن خالد، و 6/ 406 من طريق ابن جريح، كلاهما عن عمرو بن يحيى.

قلنا: وبعض من خرَّج حديث معقل هذا رواه بلفط: "نهى أن نستقبل =

ص: 382

17839 -

حَدَّثَنَا (1) يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ مَعْقِلِ بْنِ أُمِّ مَعْقِلٍ الْأَسَدِيَّةِ (2) قَالَ: أَرَادَتْ أُمِّي الْحَجَّ، وَكَانَ جَمَلُهَا أَعْجَفَ، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" اعْتَمِرِي فِي رَمَضَانَ، فَإِنَّ عُمْرَةً فِي رَمَضَانَ كَحَجَّةٍ "(3).

= القبلة" على الإفراد، وهو الذي ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في غير حديث معقل، كما في حديث أبي أيوب عند البخاري (394)، ومسلم (264)، وسيأتي في مسنده 5/ 414.

وحديث سلمان الفارسي عند مسلم (262)، وسيأتي أيضاً 5/ 437.

وحديث أبي هريرة عند مسلم (265)، وسلف برقم (7368).

بَلْهَ، قد روى البخاري (145)، ومسلم (266) عن عبد الله بن عمر قال: إن ناساً يقولون: إذا قعدتَ على حاجتِك فلا تستقبل القبلةَ ولا بيتَ المقدس! قال عبد الله: لقد ارتقيتُ يوماً على ظهر بيتٍ لنا، فرأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم على لبنتين مستقبلاً بيتَ المقدس لحاجته.

وانظر ما علَّقناه في مسألة استقبال القبلة واستدبارها عند قضاء الحاجة في مسند ابن عمر عند الحديث رقم (4606).

(1)

وقع قبل هذا في (م) وأُقحم إقحاماً في (ظ 13): حديث أم معقل الأسدية. والصواب أن هذه الأحاديث هنا من حديث ابنها معقل، وستأتي في مسند النساء 6/ 375 و 405.

(2)

هكذا في (ظ 13) و (ق)، وفي (م) و (س) و (ص): بن أبي معقل الأسدي.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطان، وهشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(4226) عن عمرو بن علي الفلاس، عن =

ص: 383

17840 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى، عَنْ أَبِي زَيْدٍ، عَنْ مَعْقِلِ بْنِ أَبِي مَعْقِلٍ الْأَسَدِيِّ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ تُسْتَقْبَلَ الْقِبْلَتَانِ بِغَائِطٍ أَوْ بَوْلٍ (1).

17841 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى، عَنْ أَبِي زَيْدٍ، عَنْ مَعْقِلِ بْنِ أَبِي مَعْقِلٍ أَنَّهُ قَالَ (2): يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أُمَّ مَعْقِلٍ فَاتَهَا الْحَجُّ مَعَكَ، قَالَ: فَخَرَجَتْ حِينَ فَاتَهَا الْحَجُّ مَعَكَ. قَالَ: " فَلْتَعْتَمِرْ فِي رَمَضَانَ، فَإِنَّ عُمْرَةً فِي رَمَضَانَ كَحَجَّةٍ "(3).

= يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

وقد روي هذا الحديث عن أبي سلمة، عن معقل، عن أمه. وعن أبي سلمة، عن أم معقل، وسيأتي ذلك كله في مسند أم معقل 6/ 375 و 406.

وفي الباب عن جابر بن عبد الله، سلف برقم (14795)، وانظر تتمة شواهده هناك.

(1)

إسناده ضعيف لجهالة أبي زيد مولى بني ثعلبة. وهيب: هو ابن خالد ابن عجلان.

وأخرجه البخاري في "تاريخه" 7/ 391 - 392، وأبو داود (10)، والبيهقي 1/ 91 من طريق موسى بن إسماعيل، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/ 78 من طريق عبد الأعلى بن حماد، كلاهما عن وهيب بن خالد، بهذا الإسناد.

وانظر (17838).

(2)

في (ظ 13) ونسخة في (س): أنه قيل.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أبي زيد: وهو مولى بني ثعلبة. وانظر (17839). =

ص: 384

‌حَدِيثُ بُسْرِ بْنِ جِحَاشٍ الْقُرَشِيِّ (1) عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

17842 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا حَرِيزٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ بُسْرِ بْنِ جِحَاشٍ الْقُرَشِيِّ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَزَقَ يَوْمًا فِي كَفِّهِ، فَوَضَعَ عَلَيْهَا إصْبَعَهُ، ثُمَّ قَالَ:" قَالَ اللهُ: ابْنَ آدَمَ، أَنَّى تُعْجِزُنِي، وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ مِثْلِ هَذِهِ، حَتَّى إِذَا سَوَّيْتُكَ وَعَدَلْتُكَ، مَشَيْتَ بَيْنَ بُرْدَيْنِ وَلِلْأَرْضِ مِنْكَ وَئِيدٌ، فَجَمَعْتَ وَمَنَعْتَ، حَتَّى إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ، قُلْتَ: أَتَصَدَّقُ، وَأَنَّى أَوَانُ الصَّدَقَةِ "(2).

= فحَرِجَت، أي: أنها شعرت بالضِّيق والحَرَج من أجل ذلك.

(1)

قال السندي: بُسْر بن جِحَاش، بضم موحدة وسكون مهملة، وجحاش بكسر جيم بعدها مهملة مخففة، ويقال: بفتح جيم بعدها مهملة مثقلة، قال ابن منده: أهل العراق يقولونه: بسر، بالمهملة، وأهل الشام: بشر، بالمعجمة. نزل حمص، عداده في الشاميين. قال ابن منده: مات بحمص.

(2)

إسناده حسن. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم، وحريز: هو ابن عثمان الرَّحَبي الحمصي،. وعبد الرحمن بن ميسرة: هو الحضرمي أبو سلمة الحمصي، روى عنه ثلاثة، ووثقه العجلي وابن حبان، وقال أبو داود: شيوخ حريز كلهم ثقات. وقال ابن المديني وحده. مجهول لم يرو عنه غير حريز بن عثمان. وقوله هذا مدفوع برواية اثنين آخرين عنه مع حريز، وتابع ابن حجر في "التقريب" ابنَ المديني، فلذلك قال: مقبول. وكلامه هذا غير مقبول، خاصة وقد صحح هو نفسه في "الإصابة" 1/ 291 إسناد هذا الحديث، وصححه أيضاً البوصيري في "مصباح الزجاجة" ورقة 173.

وأخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(1202)، والمزي في ترجمة بُسْر =

ص: 385

17843 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا حَرِيزٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ

= من "التهذيب" 4/ 71 - 72 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه الحاكم 4/ 323 من طريق الحارث بن أبي أسامة، عن أبي النضر، به.

وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 7/ 427، وابن ماجه (2707)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(869) و (870)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 76، والطبراني في "الشاميين"(1080)، والحاكم 2/ 502، وأبو نعيم (1200)، وابن الأثير في "أسد الغابة" 1/ 215 من طرق عن حريز بن عثمان، به.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(1194)، وفي "الشاميين"(469)، وعنه أبو نعيم (1201) من طريق ثور بن يزيد الرَّحَبي، عن عبد الرحمن بن ميسرة، به. وسقط من مطبوع "الشاميين" جبير بن نفير.

"أَنَّى"، أي: كيف.

"عَدَّلْتك" قال السندي: من التعديل، أو هو بالتخفيف، وبالوجهين قرئ في القرآن قوله تعالى:{فَسَوَّاك فَعَدَلَك} [الانفطار: (7)].

"وئيد" صوت شدة الوَطْء على الأرض، أي: مشيت متكبراً وتركت النظر في أصلك وفي أمر خالقك من ذلك الأصل.

"فجمعتَ" بالخطاب، أي: المال. "ومنعتَ" الحقَّ.

"حتى إذا بلغت" بالتأنيث، أي: الروح أو النفس. وقال ابن الجوزي في "زاد المسير" 8/ 424 في تفسير الآية 26 من سورة القيامة: قوله تعالى: {إذا بلغت} يعني النَّفْس، وهذه كناية عن غير مذكور.

و"التراقي" العظام المكتنفة لنُقْرة النَّحْر عن يمين وشمال، وواحدة التَّراقي: تَرْقوة، ويكنى ببلوغ النفس التراقي عن الإشفاء على الموت.

ص: 386

عَنْ بُسْرِ بْنِ جِحَاشٍ الْقُرَشِيِّ قَالَ: بَزَقَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى كَفِّهِ فَقَالَ: " ابْنَ آدَمَ " فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (1).

17844 -

حَدَّثَنَاهُ أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا حَرِيزٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ بُسْرِ بْنِ جِحَاشٍ الْقُرَشِيِّ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، بَصَقَ يَوْمًا فِي كَفِّهِ، فَوَضَعَ عَلَيْهَا إصْبَعَهُ، ثُمَّ قَالَ:" قَالَ اللهُ: بَنِي آدَمَ، أَنَّى تُعْجِزُنِي، وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ مِثْلِ هَذِهِ، حَتَّى إِذَا سَوَّيْتُكَ وَعَدَلْتُكَ، مَشَيْتَ بَيْنَ بُرْدَيْنِ وَلِلْأَرْضِ مِنْكَ وَئِيدٌ، فَجَمَعْتَ وَمَنَعْتَ، حَتَّى إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ قُلْتَ: أَتَصَدَّقُ، وَأَنَّى أَوَانُ الصَّدَقَةِ "(2).

17845 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَرِيزٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ - يَعْنِي ابْنَ مَيْسَرَةَ -، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ بُسْرِ بْنِ جِحَاشٍ الْقُرَشِيِّ، فَذَكَرَهُ وَلَمْ يَقُلْ: قَالَ اللهُ، وَقَالَ:" وَأَنَّى أَوَانُ الصَّدَقَةِ "(3).

(1) إسناده حسن.

وأخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(1202) من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.

(2)

إسناده حسن. أبو المغيرة: هو عبد القُدُّوس بن الحجاج الخَوْلاني.

وأخرجه أبو نعيم في "المعرفة"(1202) من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(1193)، وفي "الشاميين"(1080) من طريق أبي المغيرة، به.

(3)

إسناده حسن. أبو اليمان: هو الحَكَم بن نافع. =

ص: 387

‌حَدِيثُ لَقِيطِ بْنِ صَبِرَةَ

17846 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ لَقِيطٍ، عَنْ أَبِيهِ وَافِدِ بَنِي الْمُنْتَفِقِ (1) - وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ:[ابْنِ] الْمُنْتَفِقِ -: أَنَّهُ انْطَلَقَ هُوَ وَصَاحِبٌ لَهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَلَمْ يَجِدَاهُ، فَأَطْعَمَتْهُمَا عَائِشَةُ تَمْرًا وَعَصِيدَةً، فَلَمْ نَلْبَثْ أَنْ جَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَتَقَلَّعُ يَتَكَفَّأُ، فَقَالَ:" أُطْعِمْتمَا؟ "(2) قُلْنَا: نَعَمْ. قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَسْأَلُكَ عَنِ الصَّلَاةِ. قَالَ:" أَسْبِغِ الْوُضُوءَ، وَخَلِّلِ الْأَصَابِعَ، وَإِذَا اسْتَنْشَقْتَ فَأَبْلِغْ، إِلَّا أَنْ تَكُونَ صَائِمًا ".

قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ لِي امْرَأَةٌ. فَذَكَرَ مِنْ بَذَائِهَا (3)، قَالَ:" طَلِّقْهَا " قُلْتُ: إِنَّ لَهَا صُحْبَةً وَوَلَدًا. قَالَ: " مُرْهَا، أَوْ قُلْ لَهَا. فَإِنْ يَكُنْ فِيهَا خَيْرٌ فَسَتَفْعَلْ، وَلَا تَضْرِبْ ظَعِينَتَكَ ضَرْبَكَ أُمَيَّتَكَ ".

فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ، إِذْ دَفَعَ (4) الرَّاعِي الْغَنَمَ فِي الْمَراحِ، عَلَى يَدِهِ

= وأخرجه أبو نعيم في "المعرفة"(1202) من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.

(1)

في (م) ونسخة على هامش (س): المتفق، وهو خطأ.

(2)

في (م) و (س) و (ص): أطعمتهما.

(3)

في (ق) وهامش (س): أذاها.

(4)

في (ظ 13) و (ق): رفع، وقد سلف التعليق على هذا الحرف عند =

ص: 388

سَخْلَةٌ، فَقَالَ:" أَوَلَدْتَ؟ " قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: " مَاذَا؟ " قَالَ بَهْمَةً. قَالَ: " اذْبَحْ مَكَانَهَا شَاةً " ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيَّ، فَقَالَ: لَا تَحْسِبَنَّ - وَلَمْ يَقُلْ: لَا تَحْسَبَنَّ - أَنَّمَا ذَبَحْنَاهَا مِنْ أَجْلِكَ، لَنَا غَنَمٌ مِئَةٌ، لَا نُحِبُّ أَنْ تَزِيدَ عَلَيْهَا، فَإِذَا وَلَّدَ الرَّاعِي بَهْمَةً، أَمَرْنَا فَذَبَحَ مَكَانَهَا شَاةً " (1).

= الحديث رقم (16384).

(1)

إسناده صحيح.

وأخرجه أبو داود (143)، والحاكم 1/ 148، والبيهقي 1/ 51 - 52 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. ولم يسق أبو داود لفظه، ولم يذكر الحاكم والبيهقي شكوى الرجل امرأته لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا قصة السخلة.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (483) من طريق علي بن حسان العطار البصري، عن يحيى بن سعيد القطان، عن قرة بن خالد، عن إسماعيل بن كثير، به.

وقد سلفت رواية عبد الرزاق التي أشار إليها المصنف برقم (16384).

وسلف الحديث مطولاً ومقطعاً في مسند المدنيين بالأرقام (16380) و (16381) و (16382) و (16383).

ص: 389

‌حَدِيثُ الْأَغَرِّ

(1)

17847 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بُرْدَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْأَغَرَّ، رَجُلًا مِنْ جُهَيْنَةَ، يُحَدِّثُ ابْنَ عُمَرَ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" يَا أَيُّهَا النَّاسُ، تُوبُوا إِلَى رَبِّكُمْ، فَإِنِّي أَتُوبُ إِلَيْهِ فِي الْيَوْمِ مِئَةَ مَرَّةٍ "(2).

(1) في (م): الأغر المزني. قال السندي: هو الأغر بن يسار المُزني، ويقال: الجهني، من المهاجرين.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيّه فمن رجال مسلم. عمرو بن مرة: هو ابن عبد الله بن طارق الجمليّ، وأبو بردة: هو ابن أبي موسى الأشعري.

وهو عند المصنف في "الزهد" ص 39.

وأخرجه الطيالسي (1202)، وابن أبي شيبة 10/ 298 و 13/ 461 - 462، والبخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 43، وفي "الأدب"(621)، ومسلم (2702)(42)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(446) و (447)، وأبو عوانة في الدعوات كما في "إتحاف المهرة" 1/ 384، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 50 - 51، وابن حبان (929)، والطبراني في "الدعاء"(1826)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" 2/ 399 - 400، والبيهقي في "شعب الإيمان"(7022)، وفي "الآداب"(1024)، وفي "الدعوات الكبير"(138)، وابن الأثير في "أسد الغابة" 1/ 125 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وجاء في رواية كل من الطيالسي، والنسائي في الموضع الثاني، والبيهقي في "الشعب" أن الأغر حدث عن ابن عمر هذا الحديث وهو خطأ، والصواب أن الأغر حدثه ابن عمر كما =

ص: 390

17848 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ - قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بُرْدَةَ، عَنِ الْأَغَرِّ الْمُزَنِيِّ - قَالَ: وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّهُ لَيُغَانُ عَلَى قَلْبِي، فَإِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللهَ فِي الْيَوْمِ مِئَةَ مَرَّةٍ "(1).

= هو مثبت في إسناد المصنف هذا، وكما سيأتي برقم (18320)، وكذلك هو في مصادر التخريج، غير أن ابن قانع والطبراني وابن الأثير قالوا: عن الأغر أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث ولم يذكروا أنه حدث ابن عمر أو حدث عن ابن عمر.

وأخرجه عبد بن حميد (363)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(445)، وأبو عوانة، وابن قانع 1/ 51، والطبراني في "الكبير"(883) و (884)، وفي "الدعاء"(1827) و (1828) و (1829)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 5/ 220 من طرق عن عمرو بن مرة، به. ولم يذكر فيه ابن عمر.

وأخرجه كذلك الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 289، والطبراني في "الدعاء"(1835) من طريق زياد بن المنذر، عن أبي بردة، به.

وانظر ما بعده. وسيأتي الحديث 4/ 146، وفي مسند الأنصار 5/ 411 وقد أبهم اسم الصحابي في المواضع الثلاثة الأخيرة.

وفي الباب عن عبد الله بن عمر، سلف برقم (4726). وانظر تتمة شواهده هناك.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه فمن رجال مسلم. يونس: هو ابن محمد المؤدب، وثابت: هو ابن أسلم البناني.

وأخرجه ابن المبارك في "الزهد"(1140)، ومسلم (2702)(41)، وأبو داود (1515)، وأبو عوانة في الدعوات كما في "إتحاف المهرة" 1/ 384، =

ص: 391

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وابن قابع في "معجم الصحابة" 1/ 51، والبيهقي في "السنن" 7/ 52، وفي "شعب الإيمان"(640) و (7023)، وفي "الآداب"(1025)، والبغوي (1287)، وابن الأثير في "أسد الغابة" 1/ 125 من طرق عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(443) من طريق جعفر بن سليمان الضبعي، والطبراني في "المعجم الكبير"(889)، وفي "الدعاء"(1834)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 8/ 24 من طريق هشام بن حسان، كلاهما عن ثابت البناني، به. والصحابي عند النسائي مبهم.

قوله: "إنه ليغان على قلبي" قال النووي في "شرح مسلم" 17/ 23 - 24: قال أهل اللغة: الغين -بالغين المعجمة- والغيم بمعنى، والمراد هنا ما يتغشى القلب. قال القاضي: قيل: المراد: الفَتْرات والغفلات عن الذكر الذي كان شأنه الدوام عليه، فإذا فتر عنه أو غفل عدَّ ذلك ذنباً، واستغفر منه، قال: وقيل: هو همه بسبب أمته وما أُطلِع عليه من أحوالها بعده فيستغفر لهم، وقيل: سببه اشتغاله بالنظر في مصالح أمته وأمورهم، ومحاربة العدو ومداراته، وتأليف المؤلفة، ونحو ذلك. فيشتغل بذلك من عظيم مقامه فيراه ذنباً بالنسبة إلى عظيم منزلته، وإن كانت هذه الأمور من أعظم الطاعات وأفضل الأعمال، فهي نزول عن عالي درجته ورفيع مقامه من حضوره مع الله تعالى ومشاهدته ومراقبته وفراغه مما سواه فيستغفر لذلك، وقيل: يحتمل أن هذا الغين هو السكينة التي تغشى قلبه لقوله تعالى: {فأنزل السكينة عليهم} [الفتح:18]، ويكون استغفاره إظهاراً للعبودية والافتقار وملازمة الخشوع وشكراً لما أولاه، وقد قال المحاسني: خوف الأنبياء والملائكة خوف إعظام، وإن كانوا آمنين عذابَ الله تعالى، وقيل: يحتمل أن هذا الغين حال خشية وإعظام بغشى القلب ويكون استغفاره شكراً كما سبق، وقيل: هو شيء يعتري القلوب الصافية مما تتحدث به النفس. وقال السندي: من الغين، وأصله الغيم لغة، وحقيقته بالنظر إلى قلب النبي صلى الله عليه وسلم لا ندري، فإنَّ قَدْرَه صلى الله عليه وسلم أجلُّ مما يخطر في كثير من الأوهام، فالتفويض في مثله أحسن. نعم القدر المقصود بالإفهام مفهوم، وهو =

ص: 392

17849 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ - قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنِ الْأَغَرِّ أَغَرِّ مُزَيْنَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّهُ لَيُغَانُ عَلَى قَلْبِي، حَتَّى أَسْتَغْفِرَ اللهَ مِئَةَ مَرَّةٍ "(1).

17850 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: عَمْرٌو أَخْبَرَنِي، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بُرْدَةَ يُحَدِّثُ أَنَّهُ سَمِعَ رَجُلًا مِنْ جُهَيْنَةَ، يُقَالُ لَهُ: الْأَغَرُّ، يُحَدِّثُ ابْنَ عُمَرَ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، تُوبُوا إِلَى رَبِّكُمْ،

= أنه صلى الله عليه وسلم كان يحصل له حالة داعية إلى الاستغفار، فيستغفر كل يوم مئة مرة، فإذا حصل الداعي إلى الاستغفار للنبي صلى الله عليه وسلم، فكيف غيره؟ ولا حاجة في فهم هذا القدر إلى معرفة حقيقة ذلك الداعي بالتعيين، فلا ينبغي البحث عنه.

وانظر تعليق ابن حبان في "صحيحه" على الحديث رقم (931).

وفي مسألة هل وقع من الأنبياء صلوات الله عليهم أجمعين صغائر من الذنوب أم لا؟ انظر "تفسير القرطبي" 1/ 308 - 309.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه وحماد بن سلمة فمن رجال مسلم.

وأخرجه أبو عوانة في الدعوات كما في "إتحاف المهرة" 1/ 384 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد بن حميد (364) من طريق حسن بن موسى، والبخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 43، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1127)، والطبراني في "الكبير"(888)، وفي "الدعاء"(1833) من طرق عن حماد بن سلمة، به.

ص: 393

فَإِنِّي أَتُوبُ إِلَيْهِ فِي الْيَوْمِ مِئَةَ مَرَّةٍ " (1).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه فمن رجال مسلم. عمرو: هو ابن مرة.

وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 6/ 49 عن عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.

ص: 394

‌حَدِيثُ أَبِي سَعِيدِ بْنِ الْمُعَلَّى

17851 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي خَبِيبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدِ بْنِ الْمُعَلَّى، قَالَ: كُنْتُ أُصَلِّي، فَدَعَانِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمْ أُجِبْهُ حَتَّى صَلَّيْتُ فَأَتَيْتُهُ، فَقَالَ:" مَا مَنَعَكَ أَنْ تَأْتِيَنِي؟ " قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي كُنْتُ أُصَلِّي. قَالَ:" أَلَمْ يَقُلِ اللهُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ} [الأنفال: 24] " ثُمَّ قَالَ: " لَأُعَلِّمَنَّكَ أَعْظَمَ سُورَةٍ فِي الْقُرْآنِ - أَوْ مِنَ الْقُرْآنِ - قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ مِنَ الْمَسْجِدِ " قَالَ: فَأَخَذَ بِيَدِي، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ (1) يَخْرُجَ مِنَ الْمَسْجِدِ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّكَ (2) قُلْتَ: لَأُعَلِّمَنَّكَ أَعْظَمَ سُورَةٍ فِي الْقُرْآنِ؟ قَالَ: " نَعَمْ، {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} هِيَ السَّبْعُ الْمَثَانِي، وَالْقُرْآنُ الْعَظِيمُ الَّذِي أُوتِيتُهُ "(3).

(1) في (ظ 13) و (ق): فلما أن أراد أن.

(2)

لفظة: "إنك" ليست في (ظ 13).

(3)

إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه فلم يخرج له مسلم. خبيب بن عبد الرحمن: هو ابن خبيب بن يساف الأنصاري، وحفص بن عاصم: هو ابن عمر بن الخطاب.

وأخرجه البخاري (4474) و (5006)، والنسائي في "الكبرى"(8010)، وأبو يعلى (6837)، والدولابي في "الكنى" 1/ 34، وابن خزيمة (862) =

ص: 395

17852 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ - يَعْنِي ابْنَ عُمَيْرٍ -، عَنِ ابْنِ أَبِي الْمُعَلَّى، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَطَبَ يَوْمًا، فَقَالَ:" إِنَّ رَجُلًا خَيَّرَهُ رَبُّهُ بَيْنَ أَنْ يَعِيشَ فِي الدُّنْيَا مَا شَاءَ أَنْ يَعِيشَ فِيهَا، وَيَأْكُلَ فِي الدُّنْيَا مَا شَاءَ أَنْ يَأْكُلَ فِيهَا، وَبَيْنَ لِقَاءِ رَبِّهِ، فَاخْتَارَ لِقَاءَ رَبِّهِ " قَالَ: فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ، فَقَالَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَلَا تَعْجَبُونَ مِنْ هَذَا الشَّيْخِ أَنْ ذَكَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلًا صَالِحًا خَيَّرَهُ رَبُّهُ عز وجل بَيْنَ لِقَاءِ رَبِّهِ وَبَيْنَ الدُّنْيَا، فَاخْتَارَ لِقَاءَ رَبِّهِ! وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ أَعْلَمَهُمْ بِمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: بَلْ نَفْدِيكَ يَا رَسُولَ اللهِ بِأَمْوَالِنَا وَأَبْنَائِنَا. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا مِنَ النَّاسِ أَحَدٌ أَمَنُّ عَلَيْنَا فِي صُحْبَتِهِ وَذَاتِ يَدِهِ مِنْ ابْنِ أَبِي قُحَافَةَ، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا، لَاتَّخَذْتُ ابْنَ أَبِي قُحَافَةَ، وَلَكِنْ وُدٌّ وَإِخَاءُ إِيمَانٍ، وَلَكِنْ وُدٌّ وَإِخَاءُ إِيمَانٍ - مَرَّتَيْنِ - وَإِنَّ صَاحِبَكُمْ خَلِيلُ اللهِ عز وجل "(1).

= و (863)، وابن حبان (777)، والبيهقي 2/ 369 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.

وقد سلف الحديث في مسند المكيين برقم (15730).

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة ابن أبي المعلى.

وهومكرر برقم (15922).

قولى: عن ابن أبي المعلى، عن أبيه، قال السندي: ظاهر كلام الإمام يقتضي أن أبا المعلى هو أبو سعيد بن المعلى، مع أنه غيره، وقد سبق كل منهما في مسند المكيين.

ص: 396

‌حَدِيثُ أَبِي الْحَكَمِ، أَوِ الْحَكَمِ بْنِ سُفْيَانَ

17853 -

حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي الْحَكَمِ أَوِ الْحَكَمِ بْنِ سُفْيَانَ الثَّقَفِيِّ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَالَ، ثُمَّ تَوَضَّأَ، وَنَضَحَ عَلَى فَرْجِهِ (1).

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: قَالَ شَرِيكٌ: سَأَلْتُ أَهْلَ الْحَكَمِ بْنِ سُفْيَانَ، فَذَكَرُوا أَنَّهُ لَمْ يُدْرِكِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم (2).

17854 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْصُورٌ. وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ وَزَائِدَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ الْحَكَمِ بْنِ سُفَيَانَ - أَوْ سُفْيَانَ بْنِ الْحَكَمِ - قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فِي حَدِيثِهِ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَالَ وَتَوَضَّأَ وَنَضَحَ فَرْجَهُ بِالْمَاءِ (3).

° 17855 - قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّ يَدِهِ: حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ

(1) حديث ضعيف لاضطرابه. وهو مكرر في مسند المكيين برقم (15384).

(2)

سلف مكرراً برقم (15385) و (17621).

(3)

حديث ضعيف لاضطرابه. وهو مكرر (17620) ولفظة "بالماء" في آخره ليست في (ظ 13).

ص: 397

عَنِ الْحَكَمِ بْنِ سُفْيَانَ - أَوْ سُفْيَانَ بْنِ الْحَكَمِ - قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَالَ - يَعْنِي - ثُمَّ تَوَضَّأَ، ثُمَّ نَضَحَ عَلَى فَرْجِهِ (1).

(1) حديث ضعيف لاضطرابه. وهو مكرر (15386).

ص: 398

‌حَدِيثُ الْحَكَمِ بْنِ حَزْنٍ الْكُلَفِيِّ

* 17856 - حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى - قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَسَمِعْتُهُ مِنَ الْحَكَمِ - حَدَّثَنَا شِهَابُ بْنُ خِرَاشٍ، حَدَّثَنِي شُعَيْبُ بْنُ رُزَيْقٍ الطَّائِفِيُّ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ: الْحَكَمُ بْنُ حَزْنٍ الْكُلَفِيُّ، وَلَهُ صُحْبَةٌ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَأَنْشَأَ يُحَدِّثُنَا، قَالَ: قَدِمْتُ إلَى (1) رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَابِعَ سَبْعَةٍ، أَوْ تَاسِعَ تِسْعَةٍ، قَالَ: فَأَذِنَ لَنَا فَدَخَلْنَا، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَتَيْنَاكَ لِتَدْعُوَ لَنَا بِخَيْرٍ، قَالَ: فَدَعَا لَنَا بِخَيْرٍ، وَأَمَرَ بِنَا، فَنَزَلْنَا، وَأَمَرَ لَنَا بِشَيْءٍ مِنْ تَمْرٍ، وَالشَّأْنُ إِذْ ذَاكَ دُونٌ. قَالَ: فَلَبِثْنَا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَيَّامًا، شَهِدْنَا فِيهَا الْجُمُعَةَ، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُتَوَكِّئًا عَلَى قَوْسٍ - أَوْ قَالَ: عَلَى عَصًا - فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ كَلِمَاتٍ خَفِيفَاتٍ طَيِّبَاتٍ مُبَارَكَاتٍ، ثُمَّ قَالَ:" يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّكُمْ لَنْ تَفْعَلُوا، وَلَنْ تُطِيقُوا كُلَّ مَا أُمِرْتُمْ بِهِ، وَلَكِنْ سَدِّدُوا وَأَبْشِرُوا "(2).

(1) في (ق) و (م) ونسخة في هامش (س): على.

(2)

إسناده قوي. شهاب بن خراش وشعيب بن رزيق صدوقان لا بأس بهما. والحكم بن موسى ثقة.

وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 8/ ورقة 132 - 133، والمزي في ترجمة الحكم بن حزن الكُلفي من "تهذيب الكمال" 7/ 92 - 93 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو يعلى (6826)، ومن طريقه ابن عساكر 8/ ورقة 133، وابن =

ص: 399

17857 -

حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا شِهَابُ بْنُ خِرَاشِ بْنِ حَوْشَبٍ، حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ رُزَيْقٍ الطَّائِفِيُّ قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى رَجُلٍ لَهُ صُحْبَةٌ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يُقَالُ لَهُ: الْحَكَمُ بْنُ حَزْنٍ الْكُلَفِيُّ، فَأَنْشَأَ يُحَدِّثُ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (1).

= الأثير في "أسد الغابة" 2/ 34، وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 5/ 354 من طريق أحمد بن الحسن بن عبد الجبار، كلاهما (أبو يعلى وأحمد بن الحسن) عن الحكم بن موسى، به.

وأخرجه ابن خزيمة (1452)، وابن قانع 1/ 207، والطبراني في "الكبير"(3165)، والبيهقي في "السنن" 3/ 206 من طرق عن شهاب بن خراش، به. ولم يذكر ابن خزيمة قصة إنزال النبي صلى الله عليه وسلم وفد الحكم أياماً وإطعامهم، وقد وقع في المطبوع من ابن قانع:"أخبرنا شهاب بن خراش وشعيب بن رزيق" وهو خطأ.

ويشهد لقوله: "يا أيها الناس إنكم لن تفعلوا ولن تطيقوا كل ما أمرتكم به" حديث أبي هريرة السالف برقم (7367) ولفظه: "ما نهيتكم عنه فانتهوا وما أمرتكم فأتوا منه ما استطعتم".

ولقوله: "ولكن سددوا وأبشروا" حديث أبي هريرة السالف برقم (9763).

(1)

إسناده قوي كسابقه.

وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 5/ 516، وأبو داود (1096)، والطبراني في "الكبير"(3165)، والبيهقي في "السنن الصغير"(624) من طريق سعيد ابن منصور، بهذا الإسناد.

ص: 400

‌حَدِيثُ الْحَارِثِ بْنِ أُقَيْشٍ

17858 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَارِثَ بْنَ أُقَيْشٍ يُحَدِّثُ أَنَّ أَبَا بَرْزَةَ قَالَ (1): سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّ مِنْ أُمَّتِي لَمَنْ يَشْفَعُ لِأَكْثَرَ مِنْ رَبِيعَةَ وَمُضَرَ، وَإِنَّ مِنْ أُمَّتِي لَمَنْ يَعْظُمُ لِلنَّارِ حَتَّى يَكُونَ رُكْنًا مِنْ أَرْكَانِهَا "(2).

(1) في (م) وسائر النسخ الخطية عدا (ظ 13): يحدث أن أبا برزة قال. بزيادة لفظة "أن" وهو خطأ، والصواب ما أثبتنا، فهو الموافق لترجمة المصنف، وكافة مصادر التخريج.

(2)

إسناده ضعيف، عبد الله بن قيس جهله علي ابن المديني والذهبي وابن حجر، وذكره ابن حبان في "الثقات" 5/ 42، وقال: روى عنه داود بن أبي هند وأبو حرب، وأحسبه الذي روى عنه أبو إسحاق السبيعي. قلنا: والصواب التفريق بين من روى عنه داود ومن روى عنه أبو حرب، ومن روى عنه أبو إسحاق، وهو صنيع البخاري في "تاريخه" 5/ 171، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 5/ 138 و 139، فقد جعلوهم ثلاثة. وذهل الحافظ في "الإصابة" 1/ 562 فصحح إسناده.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 261 من طريق حجاج بن منهال عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. واقتصر فيه على شطره الأول.

وأخرجه مختصراً كذلك ابن ماجه (4323)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1056)، والطبراني في "الكبير"(3363) و (3364) و (3365) و (3366)، والحاكم 1/ 71 من طرق عن داود بن أبي هند، به.

وأخرجه مجموعاً إلى الشطر الأول من الحديث التالي عبد بن حميد (443)، وأبو يعلى (1581)، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 313 =

ص: 401

17859 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ أُقَيْشٍ، قَالَ (1): كُنَّا عِنْدَ أَبِي بَرْزَةَ لَيْلَةً، فَحَدَّثَ لَيْلَتَئِذٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ يَمُوتُ لَهُمَا أَرْبَعَةُ أَفْرَاطٍ، إِلَّا أَدْخَلَهُمَا اللهُ الْجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَثَلَاثَةٌ؟ قَالَ:" وَثَلَاثَةٌ " قَالُوا: وَاثْنَانِ؟ قَالَ: " وَاثْنَانِ ".

قَالَ: " وَإِنَّ مِنْ أُمَّتِي لَمَنْ يَعْظُمُ لِلنَّارِ، حَتَّى يَكُونَ أَحَدَ زَوَايَاهَا، وَإِنَّ مِنْ أُمَّتِي لَمَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَتِهِ مِثْلُ مُضَرَ "(2).

= و 313 - 314، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 184، والطبراني (3360) و (3361) و (3362)، والحاكم 1/ 71 و 4/ 593، والمزي في ترجمة الحارث ابن أقيش من "تهذيب الكمال" 5/ 213 - 214 من طرق عن داود بن أبي هند، به. ولم يذكر أبو يعلى قوله:"وإن من أمتي لمن يعظم للنار حتى يكون ركناً من أركانها".

ويشهد لقوله: "إن من أمتي لمن يشفع لأكثر من ربيعة ومضر" حديث أبي سعيد الخدري السالف برقم (11148)، وانظر تتمة شواهده هناك.

(1)

القائل هو عبد الله بن قيس، وقوله: فحدث ليلَتئذٍ، يعني الحارث بن أقيش، يوضح ذلك رواية ابن أبي شيبة وابن قانع.

(2)

إسناده ضعيف كسابقه. وقد اضطربت عبارة الحديث في (م) و (ق)، وأثبتناها على الصواب من (ظ 13) و (س) و (ص).

وأخرج الشطر الأول منه ابن أبي شيبة 3/ 352 - 353 من طريق عبد الرحيم ابن سليمان، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1055)، وابن الأثير في "أسد الغابة" 1/ 377 - 378 من طريق عبد الوارث بن سعيد، والطبراني في "الكبير"(3359) من طريق حماد بن سلمة، ثلاثتهم عن داود بن أبي هند، بهذا الإسناد. وزادوا قوله:"لم يبلغوا الحنث". =

ص: 402

‌حَدِيثُ الْحَكَمِ بْنِ عَمْرٍو الْغِفَارِيِّ

(1)

17860 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ سُلَيْمَانَ (2)، عَنْ أَبِي تَمِيمَةَ، عَنْ دُلْجَةَ بْنِ قَيْسٍ، أَنَّ الْحَكَمَ الْغِفَارِيَّ قَالَ لِرَجُلٍ، أَوْ قَالَ لَهُ رَجُلٌ: أَتَذْكُرُ حِينَ نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ النَّقِيرِ وَالْمُقَيَّرِ، أَوْ أَحَدِهِمَا، وَعَنِ الدُّبَّاءِ وَالْحَنْتَمِ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَأَنَا أَشْهَدُ عَلَى ذَلِكَ (3).

= وفي باب الشطر الأول عن عبد الله بن مسعود (3554)، وانظر تتمة شواهده هناك.

قوله: "أفراط": قال في "النهاية" 3/ 434: يقال: فَرَط يفرُطُ، فهو فارط وفرط، إذا تقدم وسبق القوم ليرتاد لهم الماء، ويهيئ لهم الدلاء. قلنا: والمقصود هنا: هم الأبناء يتقدمون أهليهم إلى الجنة.

(1)

قال السندي: إنما نسب إلى غفار لأنه كان أخا جده الأعلى ثعلبة (أو نُعيلة)، وقد صحب النبي صلى الله عليه وسلم حتى توفي، ثم نزل البصرة ومات بخراسان سنة خمس وأربعين، وقيل: غير ذلك، وقيل: ورد عليه كتاب زياد بالعتاب فدعا على نفسه فمات، وقيل: غير ذلك.

(2)

في (م) وسائر النسخ الخطية عدا (ظ 13): "عن أبي سليمان"، وهو خطأ.

(3)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة دُلجة بن قيس، فلم يرو عنه غيرُ أبي تميمة، وهو طريف بن مجالد الهُجيمي، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقد توبع. سليمان: هو ابن طرخان التيمي.

وأخرجه البخاري في "التاريخ" 4/ 185، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 210، والطبراني في "الكبير"(3153) من طريق عبد الله بن المبارك، عن سليمان بن طرخان التيمي، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني (3152) من طريق عاصم بن سليمان عن سوادة بن =

ص: 403

قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: حَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا، قَالَ: سَمِعْتُ عَارِمًا يَقُولُ: تَدْرُونَ لِمَ سُمِّيَ دُلجَةَ؟ قُلْنَا: لَا. قَالَ: أَدْلَجُوا بِهِ إِلَى مَكَّةَ، فَوَضَعَتْهُ أُمُّهُ فِي الدُّلْجَةِ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ، فَسُمِّيَ دُلْجَةَ.

17861 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، قَالَ: عَمْرٌو - يَعْنِي ابْنَ دِينَارٍ -: قُلْتُ لِأَبِي الشَّعْثَاءِ: إِنَّهُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ، قَالَ: يَا عَمْرُو، أَبَى ذَلِكَ الْبَحْرُ، وَقَرَأَ:{قُلْ لَا أَجِدُ فِيمَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ} [الأنعام: 145] يَا عَمْرُو: أَبَى ذَلِكَ الْبَحْرُ، قَدْ كَانَ يَقُولُ ذَلِكَ الْحَكَمُ بْنُ عَمْرٍو الْغِفَارِيُّ (1).

= عاصم، عن الحكم الغفاري.

وأخرجه البخاري في "التاريخ" 4/ 185 من طريق شعبة، والطبراني (3154) من طريق يزيد بن زريع، كلاهما عن سليمان التيمي، عن أبي حاجب سوادة بن عاصم، عن رجل من بني غفار من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. وجمع مع متنه متن الحديث الآتي برقم (17863). وانظر الكلام على هذه الرواية هناك.

وانظر ما سيأتي برقم (17862) و (17864).

وفي الباب عن عبد الله بن عمر، سلف برقم (4465) و (4629)، وانظر تتمة شواهده هناك.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو الشعثاء: هو جابر بن زيد الأزدي.

وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة الحكم بن عمرو الغفاري 7/ 128 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه الشافعي في "السنن المأثورة"(600)، ومن طريقه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 205، وفي "شرح مشكل الآثار"(3485)، وأخرجه =

ص: 404

يَعْنِي بِقَوْلِهِ (1): أَبَى ذَلِكَ عَلَيْنَا الْبَحْرُ: ابْنُ عَبَّاسٍ.

17862 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي تَمِيمَةَ، عَنْ دُلْجَةَ بْنِ قَيْسٍ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِلْحَكَمِ الْغِفَارِيِّ، أَوْ قَالَ الْحَكَمُ لِرَجُلٍ: أَتَذْكُرُ يَوْمَ نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ النَّقِيرِ وَالْمُقَيَّرِ، أَوْ أَحَدِهِمَا، وَعَنِ الدُّبَّاءِ وَالْحَنْتَمِ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، وَأَنَا أَشْهَدُ عَلَى ذَلِكَ (2).

17863 -

حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي حَاجِبٍ

= الحميدي (859) ومن طريقه الطبراني في "الكبير"(3164)، والحاكم 2/ 317، والبيهقي 9/ 330، وأخرجه البخاري (5529) عن علي ابن المديني، ثلاثتهم (الشافعي، والحميدي، وابن المديني) عن سفيان بن عيينة، به.

وأخرجه أبو داود (3808) من طريق ابن جريج، عن عمرو بن دينار، به.

وأخرج البخاري (4227)، ومسلم (1939) من طريق الشعبي، عن ابن عباس أنه قال: لا أدري أنهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم من أجل أنه كان حَمولةَ الناس، فكره أن تذهب حَمولتهم، أو حرمه في يوم خيبر: لحمَ الحمر الأهلية.

وقد صح الجزم بتحريمه عن كثير من الصحابة، انظر حديث ابن عمر السالف برقم (4720) وحديث أنس السالف برقم (12086).

(1)

في (م) وسائر الأصول الخطية: يقول، والمثبت من "تهذيب الكمال" 7/ 128 وقد أخرجه من طريق "المسند".

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة دُلجة بن قيس، وقد توبع.

وأخرجه البخاري في "التاريخ" 4/ 185 والطبراني في "الكبير"(3153) من طريق يحيى بن سعيد، عن سليمان التيمي، بهذا الإسناد.

وانظر ما سلف برقم (17860).

ص: 405

عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عَمْرٍو: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى أَنْ يَتَوَضَّأَ الرَّجُلُ مِنْ سُؤْرِ الْمَرْأَةِ (1).

(1) رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي حاجب -وهو سوادة بن عاصم- فقد روى له أصحاب السنن، وهو ثقة. وقد أعل بالوقف.

وأخرجه البيهقي 1/ 191 من طريق وهب بن جرير، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 24 من طريق عبد الوهاب بن عطاء، والطبراني في "الكبير"(3156) من طريق الربيع بن يحيى الأُشناني، كلاهما عن شعبة، به.

وأخرجه الطحاوي 1/ 24، وابن قانع 1/ 209 - 210، والطبراني (3155) من طريق قيس بن الربيع، عن عاصم الأحول، به.

وسيأتي الحديث في مسند البصريين 5/ 66 عن أبي داود الطيالسي، عن شعبة، بهذا الإسناد. وعن محمد بن جعفر، عن سليمان التيمي، عن أبي حاجب، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من بني غفار، ولم يسمه. وانظر الحديث (17865).

قال الترمذي في "العلل" 1/ 134 سألت محمداً -يعني البخاري- عن هذا الحديث فقال: ليس بصحيح.

وقال الدارقطني في "السنن" 1/ 53: أبو حاجب: اسمه سوادة بن عاصم واختلف فيه عنه: فرواه عمران بن حدير، وغزوان بن حجير السدوسي، عنه، موقوفاً من قول الحكم غير مرفوع للنبي صلى الله عليه وسلم. وعمران ثقة، وغزوان لم نجد له ترجمة.

وأورد البيهقي قول الترمذي والدارقطني هذا، ثم أخرج بإسناده عن عمران ابن حدير، عن سوادة العنزي قال: اجتمع الناس على الحكم بالمربد فنهاهم عنه. وهو بهذا الطريق عند ابن أبي شيبة في "المصنف" 1/ 33 - 34. والبخاري في "تاريخه" 4/ 185.

وفي الباب عن عبد الله بن سرجس، مرفوعاً عند ابن ماجه (374)، وأبو =

ص: 406

17864 -

حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، قَالَ: قَالَ أَبِي: حَدَّثَنَا أَبُو تَمِيمَةَ، عَنْ دُلْجَةَ بْنِ قَيْسٍ، أَنَّ الْحَكَمَ الْغِفَارِيَّ قَالَ لِرَجُلٍ مَرَّةً: أَتَذْكُرُ إِذْ نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الدُّبَّاءِ وَالْحَنْتَمِ وَالْمُقَيَّرِ وَالنَّقِيرِ؟ قَالَ: وَأَنَا أَشْهَدُ، وَلَمْ يَذْكُرِ الْمُقَيَّرَ، أَوْ ذَكَرَ النَّقِيرَ، أَوْ ذَكَرَهُمَا جَمِيعًا (1).

= يعلى (1564)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 24، والدارقطني 1/ 116 - 117، وابن حزم في "المحلى" 1/ 212، والبيهقي 1/ 192 من طريق عبد العزيز بن المختار، عن عاصم بن سليمان الأحول، عن عبد الله بن سرجس، وموقوفاً عليه عند الدارقطني 1/ 117 ورجَّحه، والبيهقي 1/ 192 - 193 من طريق شعبة، عن عاصم الأحول، عنه. ولفظ المرفوع: أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يغتسل الرجل بفَضْل المرأة وتغتسلَ المرأة بفَضْل الرجل، ولكن يَشرَعان معاً.

وعن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عند أبي داود (81)، والنسائي 1/ 130، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 24، والبيهقي 1/ 190، ولفظه: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يمتشط أحدنا كل يوم أو يبول في مغتسله أو يغتسلَ الرجل بفضل المرأةِ والمرأةُ بفضل الرجل، وليغترفا جميعاً، قال ابن حجر في "بلوغ المرام" ص 13: إسناده صحيح.

قلنا: وهذا الحديث يعارضه حديث ابن عباس وابن عمر وأنس وأم سلمة وأم هانئ حيث رووا جواز الوضوء أو الاغتسال بفضل المرأة. انظر حديث ابن عباس السالف برقم (3465). وانظر الكلام في هذه المسألة "شرح معاني الآثار" للطحاوي 1/ 24 - 26، و"الفتح" 1/ 300.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة دلجة بن قيس. وقد توبع.

وانظر ما سلف برقم (17860).

ص: 407

17865 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ أَبِي حَاجِبٍ، عَنِ الْحَكَمِ الْغِفَارِيِّ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى أَنْ يَتَوَضَّأَ بِفَضْلِهَا، لَا يَدْرِي بِفَضْلِ وَضُوئِهَا، أَوْ فَضْلِ سُؤْرِهَا " (1).

(1) رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي حاجب فقد روى له أصحاب لسنن وهو ثقة. وقد أعل بالوقف.

وأخرجه البيهقي 1/ 191، وابن عبد البر في "الاستذكار"(1697) من طريق عبد الصمد، بهذا الإسناد.

وانظر (17863).

ص: 408

‌حَدِيثُ مُطِيعِ بْنِ الْأَسْوَدِ

17866 -

حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ أَبُو الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ فِرَاسٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: قَالَ مُطِيعُ بْنُ الْأَسْوَدِ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْفَتْحِ: " لَا يَنْبَغِي أَنْ يُقْتَلَ قُرَشِيٌّ بَعْدَ يَوْمِهِ هَذَا صَبْرًا "(1).

17867 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ زَكَرِيَّا، حَدَّثَنَا عَامِرٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُطِيعٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ يَقُولُ:" لَا يُقْتَلُ قُرَشِيٌّ صَبْرًا بَعْدَ الْيَوْمِ ".

وَلَمْ يُدْرِكِ الْإِسْلَامَ أَحَدٌ (2) مِنْ عُصَاةِ قُرَيْشٍ غَيْرُ مُطِيعٍ وَكَانَ اسْمُهُ عَاصِيًا، فَسَمَّاهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مُطِيعًا (3).

17868 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُطِيعٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ: " لَا يُقْتَلُ قُرَشِيٌّ صَبْرًا بَعْدَ الْيَوْمِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ "(4).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، ثم يسمع الشعبي هذا الحديث من مطيع بن الأسود، بينهما ابنه عبد الله بن مطيع. وهو مكرر (15406).

(2)

لفظة: "أحد" ليست في (ظ 13).

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو مكرر (15409).

(4)

إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو مكرر (15407).

ص: 409

17869 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي السَّفَرِ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُطِيعِ بْنِ الْأَسْوَدِ أَخِي بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ أَبِيهِ مُطِيعٍ - وَكَانَ اسْمُهُ الْعَاصِ، فَسَمَّاهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُطِيعًا - قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ أَمَرَ بِقَتْلِ هَؤُلَاءِ الرَّهْطِ بِمَكَّةَ يَقُولُ: " لَا تُغْزَى مَكَّةُ بَعْدَ هَذَا الْعَامِ أَبَدًا، وَلَا يُقْتَلُ قُرَشِيٌّ بَعْدَ هَذَا (1) الْعَامِ صَبْرًا أَبَدًا "(2).

(1) لفظة: "هذا" ليست في (ظ 13) و (س).

(2)

حديث صحيح دون قوله: "لا تغزى مكة بعد هذا العام أبداً" فهو حسن. والحديث مكرر (15408).

ص: 410

‌حَدِيثُ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ

17870 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ حَفْصَةَ، عَنْ الرَّبَابَ (1) الضَّبِّيَّةِ، عَنْ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ الضَّبِّيِّ أَنَّهُ قَالَ:" إِذَا أَفْطَرَ أَحَدُكُمْ، فَلْيُفْطِرْ عَلَى تَمْرٍ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَلْيُفْطِرْ عَلَى الْمَاءِ، فَإِنَّ الْمَاءَ طَهُورٌ ".

قَالَ هِشَامٌ: وَحَدَّثَنِي عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ: أَنَّ حَفْصَةَ رَفَعَتْهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم (2).

17871 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي حَفْصَةُ، عَنْ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَعَ الْغُلَامِ عَقِيقَتُهُ، فَأَهْرِقُوا عَنْهُ دَمًا، وَأَمِيطُوا عَنْهُ الْأَذَى ".

قَالَ وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: " صَدَقَتُكَ عَلَى الْمِسْكِينِ صَدَقَةٌ، وَعَلَى ذِي الْقُرْبَى الرَّحِمِ ثِنْتَانِ: صَدَقَةٌ وَصِلَةٌ "(3).

17872 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ

(1) في (م): رباب.

(2)

إسناده ضعيف لجهالة الرباب الضبية. وهو مكرر (16225).

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف. وقد سلف بهذا الإسناد بشطريه برقم (16234).

ص: 411

سِيرِينَ، عَنِ الرَّبَابِ (1) أُمِّ الرَّائِحِ بِنْتِ صُلَيْعٍ، عَنْ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ الضَّبِّيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" الصَّدَقَةُ عَلَى الْمِسْكِينِ صَدَقَةٌ، وَإِنَّهَا عَلَى ذِي الرَّحِمِ اثْنَتَانِ: صَدَقَةٌ وَصِلَةٌ "(2).

17873 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ حَفْصَةَ، عَنِ الرَّبَابِ، عَنْ عَمِّهَا (3) سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ الضَّبِّيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لِيُفْطِرْ - يَعْنِي أَحَدُكُمْ - عَلَى تَمْرٍ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ، فَلْيُفْطِرْ عَلَى مَاءٍ، فَإِنَّهُ طَهُورٌ.

مَعَ الْغُلَامِ عَقِيقَتُه (4)، فَأَمِيطُوا عَنْهُ الْأَذَى، أَرِيقُوا عَنْهُ دَمًا.

وَالصَّدَقَةُ عَلَى ذِي الْقَرَابَةِ ثِنْتَانِ: صَدَقَةٌ وَصِلَةٌ " (5).

17874 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ حَفْصَةَ (6)، عَنِ الرَّبَابِ أُمِّ الرَّائِحِ بِنْتِ صُلَيْعٍ، عَنْ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ الضَّبِّيِّ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إِذَا أَفْطَرَ أَحَدُكُمْ فَلْيُفْطِرْ عَلَى تَمْرٍ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَلْيُفْطِرْ عَلَى مَاءٍ،

(1) قوله: "الرباب" ليس في (ظ 13) و (ص).

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة الرباب. وهو مكرر (16235).

(تم) قوله: "عمها" ليس في (ظ 13).

(4)

في (س): عقيقة.

(5)

حديث صحيح دون قوله: "ليفطر على تمر، فإن لم يجد فليفطر على ماء". وهو مكرر (16226).

(6)

من قوله: "عن الرباب" في الحديث السابق إلى هنا سقط من (م).

ص: 412

فَإِنَّهُ طَهُورٌ " (1).

17875 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ الضَّبِّيِّ (2) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَعَ الْغُلَامِ عَقِيقَتُه، أَرِيقُوا عَنْهُ دَمًا، وَأَمِيطُوا عَنْهُ الْأَذَى "(3).

17876 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ حَفْصَةَ، عَنِ الرَّبَابِ، عَنْ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ الضَّبِّيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا أَفْطَرَ أَحَدُكُمْ فَلْيُفْطِرْ عَلَى تَمْرٍ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ تَمْرًا، فَلْيُفْطِرْ عَلَى مَاءٍ، فَإِنَّهُ لَهُ طَهُورٌ "(4).

17877 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ، عَنِ الرَّبَابِ، عَنْ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ الضَّبِّيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا أَفْطَرَ أَحَدُكُمْ فَلْيُفْطِرْ بِتَمْرٍ (5)، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ، فَلْيُفْطِرْ بِمَاءٍ، فَإِنَّ الْمَاءَ طَهُورٌ ".

(1) إسناده ضعيف لجهالة الرباب. وهو مكرر (16228).

(2)

كلمة "الضبي" ليست في (ظ 13).

(3)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن صحابيه لم يخرج له سوى البخاري. وهو مكرر (16230).

(4)

إسناده ضعيف لجهالة الرباب. وهو مكرر (16231). وسيتكرر أيضاً برقم (17880).

(5)

في (م) و (ق) ونسخة في (س): على تمر.

ص: 413

وَقَالَ: " مَعَ الْغُلَامِ عَقِيقَتُهُ، فَأَهْرِيقُوا عَنْهُ دَمًا، وَأَمِيطُوا عَنْهُ الْأَذَى ".

وَقَالَ: " الصَّدَقَةُ عَلَى الْمِسْكِينِ صَدَقَةٌ، وَعَلَى ذِي الرَّحِمِ اثْنَتَانِ: صِلَةٌ، وَصَدَقَةٌ "(1).

17878 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا هِشَامٌ. وَيَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ، عَنْ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ الضَّبِّيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم؛ قَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ: أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم [وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم](2) يَقُولُ: " مَعَ الْغُلَامِ عَقِيقَتُهُ، فَأَهْرِيقُوا عَنْهُ دَمًا، وَأَمِيطُوا عَنْهُ الْأَذَى "(3).

17879 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ - قَالَ: أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ وَحَبِيبٌ وَيُونُسُ وَقَتَادَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ الضَّبِّيِّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " فِي

(1) حديث صحيح دون قوله: "إذا أفطر أحدكم فليفطر بتمر، فإن لم يجد فليفطر بماء، فإن الماء طهور" وهذا إسناد ضعيف لجهالة الرباب، وهو مكرر (16232).

(2)

ما بين المعقوفين ليس في (م) ولا سائر الأصول الخطية. وزدناه من الحديث السالف برقم (16229).

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، حفصة ابنة سيرين لم تسمع من سلمان بن عامر، بينهما الرباب بنت صُلَيع. وهو مكرر (16229).

ص: 414

الْغُلَامِ عَقِيقَتُهُ، فَأَهْرِيقُوا عَنْهُ دَمًا، وَأَمِيطُوا عَنْهُ الْأَذَى " (1).

17880 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ حَفْصَةَ، عَنْ الرَّبَابِ عَنْ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ الضَّبِّيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا أَفْطَرَ أَحَدُكُمْ، فَلْيُفْطِرْ عَلَى تَمْرٍ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ تَمْرًا، فَلْيُفْطِرْ عَلَى مَاءٍ، فَإِنَّهُ لَهُ طَهُورٌ "(2).

17881 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ -، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ (3)، عَنْ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ - لَمْ يَذْكُرْ أَيُّوبُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم. وَهِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ سَلْمَانَ رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" عَنِ الْغُلَامِ عَقِيقَتُهُ، فَأَهْرِيقُوا عَنْهُ دَمًا، وَأَمِيطُوا عَنْهُ الْأَذَى "(4).

17882 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَيُّوبَ وَقَتَادَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ الضَّبِّيِّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" فِي الْغُلَامِ عَقِيقَتُهُ، فَأَهْرِيقُوا عَنْهُ دَمًا، وَأَمِيطُوا عَنْهُ الْأَذَى "(5).

17883 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. وهو مكرر (16236).

(2)

إسناده ضعيف لجهالة الرباب. وهو مكرر (17876).

(3)

في (ظ 13): "محمد" دون قوله: "ابن سيرين".

(4)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن صحابيه لم يخرج له سوى البخاري. وهو مكرر (16238).

(5)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. وهو مكرر (16239).

ص: 415

سِيرِينَ، عَنِ الرَّبَابِ أُمِّ الرَّائِحِ بِنْتِ صُلَيْعٍ، عَنْ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ الضَّبِّيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الصَّدَقَةُ عَلَى الْمِسْكِينِ صَدَقَةٌ، وَهِيَ عَلَى ذِي الْقُرْبَى اثْنَتَانِ: صِلَةٌ وَصَدَقَةٌ "(1).

17884 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ حَفْصَةَ، عَنْ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرِ الضَّبِّيِّ (2) قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " الصَّدَقَةُ عَلَى الْمِسْكِينِ صَدَقَةٌ، وَالصَّدَقَةُ (3) عَلَى ذِي الرَّحِمِ اثْنَتَانِ: صَدَقَةٌ وَصِلَةٌ "(4).

17885 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ ابْنِ عَوْنٍ وَسَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَعَ الْغُلَامِ عَقِيقَتُهُ، فَأَرِيقُوا (5) عَنْهُ الدَّمَ، وَأَمِيطُوا عَنْهُ الْأَذَى "(6).

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة الرباب. وهو مكرر (16227).

(2)

كلمة "الضبي" ليست في (ظ 13).

(3)

كلمة "الصدقة" ليست في (ظ 13).

(4)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، حفصة لم تسمع من سلمان، بينهما الرباب. وهو مكرر (16233).

(5)

في (م) وسائر النسخ الخطية عدا (ظ 13): فأهريقوا.

(6)

إسناده صحيح. رجاله ثقات رجال الصحيح. وهو مكرر (16240).

ص: 416

قَالَا (1) وَكَانَ ابْنُ سِيرِينَ يَقُولُ: إِنْ لَمْ يَكُنْ إِمَاطَةُ الْأَذَى حَلْقَ الرَّأْسِ، فَلَا أَدْرِي مَا هُوَ.

17886 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ الضَّبِّيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَعَ الْغُلَامِ عَقِيقَتُهُ، فَأَهْرِيقُوا عَنْهُ الدَّمَ، وَأَمِيطُوا عَنْهُ الْأَذَى "(2).

17887 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ حَفْصَةَ، عَنْ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" مَنْ وَجَدَ تَمْرًا، فَلْيُفْطِرْ عَلَيْهِ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ تَمْرًا، فَلْيُفْطِرْ عَلَى مَاءٍ، فَإِنَّ الْمَاءَ طَهُورٌ "(3).

(1) في (م) وسائر النسخ الخطية عدا (ظ 13): قال.

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. وهو مكرر (16241).

(3)

إسناده ضعيف لانقطاعه، حفصة لم تسمع من سلمان. وهو مكرر (16242).

ص: 417

‌حَدِيثُ أَبِي سَعِيدِ (1) بْنِ أَبِي فَضَالَةَ

17888 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ - يَعْنِي ابْنَ جَعْفَرٍ -، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ زِيَادِ بْنِ مِينَاءَ، عَنْ أَبِي سَعِيدِ بْنِ أَبِي فَضَالَةَ الْأَنْصَارِيِّ - وَكَانَ مِنَ الصَّحَابَةِ - أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِذَا جَمَعَ اللهُ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ، نَادَى مُنَادٍ: مَنْ كَانَ أَشْرَكَ فِي عَمَلٍ عَمِلَهُ لِلَّهِ أَحَدًا، فَلْيَطْلُبْ ثَوَابَهُ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ، فَإِنَّ اللهَ أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنِ الشِّرْكِ "(2).

(1) في (ظ 13) و"أطراف المسند" 6/ 236: أبو سعد. وقد سلف الكلام على اسمه عند الحديث رقم (15838).

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل زياد بن ميناء. وهو مكرر (15838).

ص: 418

‌حَدِيثُ مِخْنَفِ بْنِ سُلَيْمٍ

(1)

17889 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ أَبِي رَمْلَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَاهُ مِخْنَفُ بْنُ سُلَيْمٍ، قَالَ: وَنَحْنُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ وَاقِفٌ بِعَرَفَاتٍ، فَقَالَ:" يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ عَلَى كُلِّ أَهْلِ بَيْتٍ - أَوْ عَلَى كُلِّ أَهْلِ بَيْتٍ - فِي كُلِّ عَامٍ أَضْحَاةً وَعَتِيرَةً " قَالَ: " تَدْرُونَ مَا الْعَتِيرَةُ؟ " قَالَ ابْنُ عَوْنٍ: فَلَا أَدْرِي مَا رَدُّوا. قَالَ: " هَذِهِ الَّتِي يَقُولُ النَّاسُ: الرَّجَبِيَّةُ "(2).

(1) قال السندي: مخنف بن سليم: هو مخنف بكسر أوله وبنون: أزدي غامدي، صحابي نزل الكوفة، وكانت معه راية الأزد بصفين، واستشهد سنة أربع وستين.

(2)

حسن لغيره وهذا إسناد ضعيف لجهالة أبي رملة، واسمه عامر.

وأخرجه أبو داود (2788)، والترمذي (1518)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2318)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1059)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/ 91، والطبراني في "الكبير" 20/ (738)، والبيهقي 9/ 312 - 313، والبغوي (1128)، وابن الأثير في "أسد الغابة" 5/ 128 من طرق عن عبد الله بن عون، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب ولا نعرف هذا الحديث إلا من هذا الوجه من حديث ابن عون.

وسيأتي في مسند البصريين 5/ 76 عن معاذ بن معاذ، عن ابن عون. وعن عبد الرزاق، عن ابن جريج، عن عبد الكريم بن أبي المخارق، عن حبيب بن مخنف. وإسناده ضعيف لضعف ابن أبي المخارق. ومن أجل هذين الطريقين قواه الحافظ في "الفتح" 10/ 4. قلنا: وادعاء نسخ وجوب العتيرة على فرض =

ص: 419

‌حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ بَنِي الدِّيلِ

(1)

17890 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عِمْرَانُ بْنُ أَبِي أَنَسٍ، عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ عَلِيٍّ الْأَسْلَمِيِّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي الدِّيلِ، قَالَ: صَلَّيْتُ الظُّهْرَ فِي بَيْتِي، ثُمَّ خَرَجْتُ بِأَبَاعِرَ لِي لِأُصْدِرَهَا إِلَى الرَّاعِي، فَمَرَرْتُ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يُصَلِّي بِالنَّاسِ الظُّهْرَ، فَمَضَيْتُ، فَلَمْ أُصَلِّ مَعَهُ، فَلَمَّا أَصْدَرْتُ أَبَاعِرِي وَرَجَعْتُ، ذُكِرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لِي:" مَا مَنَعَكَ يَا فُلَانُ أَنْ تُصَلِّيَ مَعَنَا حِينَ مَرَرْتَ بِنَا؟ " قَالَ: فَقُلْتُ

= صحته لا يستلزمُ نسخ وجوب الأضحية على الموسر، فقد جاء غير ما حديث يؤكد وجوبها، منها حديث أبي هريرة رفعه "من كان له سَعَة ولم يضح، فلا يقربن مصلانا" وهو في "المسند"(8273) وفي سنده ضعف خفيف ينجبر بحديث الباب.

ومنها حديث جندب البجلي عند البخاري ومسلم (1960) قال: شهدت النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من ذَبَحَ قبل أن يُصلي فليعُد مكانها أخرى" وظاهر الأمر الوجوب، وهو قول ربيعة الرأي والأوزاعي وأبي حنيفة والليث بن سعد وبعض المالكية.

قلنا: وفي باب مشروعية العتيرة عن عبد الله بن عمرو بن العاص، وعن الحارث بن عمرو، سلفا برقم (6713) و (15972).

وعن نبيشة الهذلي، سيأتي 5/ 75 - 76.

والرجبية: نسبة إلى شهر رجب. وهي ذبيحة كان أهل الجاهلية يذبحونها في رجب. وهناك خلاف في معنى العتيرة انظره في "شرح مشكل الآثار" 3/ 82 - 90.

(1)

هو محجن بن أبي محجن الديلي. سلف حديثه في مسند المدنيين مصرحاً باسمه.

ص: 420

يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي قَدْ كُنْتُ صَلَّيْتُ فِي بَيْتِي. قَالَ:" وَإِنْ "(1).

(1) إسناده حسن من أجل ابن إسحاق وهو محمد، وباقي رجال الإسناد ثقات من رجال الصحيح غير أن صحابيه لم يخرج له سوى النسائي. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد.

وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 86 من طريق سلمة بن الفضل الرازي، عن محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد.

وقد سلف الحديث في مسند المدنيين برقم (16393).

ص: 421

‌حَدِيثُ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ

(1)

17891 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: فَحَدَّثَنِي الْمُطَّلِبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ، قَالَ: وُلِدْتُ أَنَا وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَامَ الْفِيلِ، فَنَحْنُ لِدَانِ (2) وُلِدْنَا مَوْلِدًا وَاحِدًا (3).

(1) قال السندي: قيس بن مخرمة: قرشي مطلبي، أبو محمد، ويقال: أبو السائب، قيل: حجازي، له صحبة، ذكر أنه كان في المؤلفة، وكان ممن حسن إسلامه.

(2)

في (ظ 13) و (ق) ونسخة في (س)، ونسخة السندي: لِدَين. قال السندي: بكسر اللام، واللدان بكسر اللام هما اللذان ولدا معاً. ونصب لدين لعله بتقدير "نكون"، وجاء في بعض النسخ: لدان بالرفع، وهو الظاهر. قال ابن الأثير في "النهاية" 4/ 246: في الحديث: "أنا لِدَةُ رسول الله"، أي: تربه، يقال: ولدت المرأة ولاداً وولادةً، ولدةً فسُمي بالمصدر، وأصله: وِلْدَة، فعُوِّضَت الهاء من الواو، وجمع اللدة: لِدات.

(3)

حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف من أجل المطلب بن عبد الله، فلم يرو عنه غير ابن إسحاق، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقد توبع.

وهو في "سيرة ابن هشام" 1/ 167.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/ 145، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 296، والترمذي (3619)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" 1/ 478، والطحاوي في "شرح المشكل"(5968) و (5969)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 349، والطبراني في "الكبير" 18/ (872) و (873)، والحاكم 2/ 603، وأبو نعيم في "دلائل النبوة"(85)، والبيهقي في "الدلائل" 1/ 76 و 77 من طرق عن ابن إسحاق، به. قال الترمذي: هذا =

ص: 422

‌حَدِيثُ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَبِي وَدَاعَةَ

17892 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَبِي وَدَاعَةَ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَجَدَ فِي النَّجْمِ، وَسَجَدَ النَّاسُ مَعَهُ، قَالَ الْمُطَّلِبُ: وَلَمْ أَسْجُدْ مَعَهُمْ. وَهُوَ يَوْمَئِذٍ مُشْرِكٌ، قَالَ الْمُطَّلِبُّ: فَلَا أَدَعُ السُّجُودَ فِيهَا أَبَدًا (1).

17893 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا رَبَاحٌ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَبِي وَدَاعَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَرَأَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ سُورَةَ النَّجْمِ، فَسَجَدَ وَسَجَدَ مَنْ عِنْدَهُ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي، وَأَبَيْتُ أَنْ أَسْجُدَ. وَلَمْ يَكُنْ

= حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث محمد بن إسحاق.

وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 1/ 101 عن حكيم بن محمد -وهو ابن قيس بن مخرمة-، عن أبيه، عن قيس بن مخرمة. وإسناده حسن، حكيم بن محمد صدوق حسن الحديث، وأبوه ثقة من رجال مسلم.

وقد ثبتت ولادة النبي صلى الله عليه وسلم عام الفيل عن غير واحد من الصحابة وغيرهم، انظر ابن سعد 1/ 100 - 101، والبيهقي 1/ 75 - 79.

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، عكرمة بن خالد لم يسمع من المطلب، بينهما جعفر بن المطلب. وهو مكرر (15464).

ص: 423

أَسْلَمَ يَوْمَئِذٍ الْمُطَّلِبُ، وَكَانَ بَعْدَ ذَلِكَ لَا يَسْمَعُ أَحَدًا يَقْرَأُ بِهَا إِلَّا سَجَدَ مَعَهُ (1).

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لأجل جعفر بن المطلب بن أبي وداعة. وهو مكرر (15465).

ص: 424

‌حَدِيثُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمِيرَةَ الْأَزْدِيِّ

(1)

17894 -

حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، قَالَ: حَدَّثَنِي بَحِيرُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنِ ابْنِ (2) أَبِي عَمِيرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَا مِنَ النَّاسِ (3) نَفْسُ مُسْلِمٍ يَقْبِضُهَا اللهُ (4)، تُحِبُّ أَنْ تَعُودَ إِلَيْكُمْ، وَأَنَّ لَهَا الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، غَيْرُ الشَّهِيدِ ".

وقَالَ ابْنُ أَبِي عَمِيرَةَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَأَنْ أُقْتَلَ فِي سَبِيلِ اللهِ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ لِي الْمَدَرُ وَالْوَبَرُ "(5).

(1) في (ظ 13): الأنصاري. قال السندي: عبد الرحمن بن أبي عَميرة، وقيل: ابن عُميرة بالتصغير، بغير أداة كنية، مزني، وقيل: أزدي أو قرشي. عده بعضهم من الصحابة الذين نزلوا بحمص، والراجح أنه صحابي، وقيل: لا.

(2)

لفظة "ابن" سقطت من (م).

(3)

كلمة "الناس" ليست في (ظ 13).

(4)

في (ق) و (ص) وهامش (س): ربها.

(5)

صحيح لغيره. وهذا إسناد ضعيف. بقية بن الوليد كان يدلس تدليس التسوية. ولا يقبل منه إلا التصريح بالسماع في جميع طبقات السند.

وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 287 من طريق حيوة ابن شريح، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي 6/ 33 عن عمرو بن عثمان، وابن أبي عاصم في "الجهاد"(214) عن عبد الوهاب بن نجدة الحَوْطي، كلاهما عن بقيةَ بن الوليد، به. ولم يورد ابن أبي عاصم شطرهُ الثاني. =

ص: 425

17895 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمِيرَةَ (1) الْأَزْدِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ ذَكَرَ مُعَاوِيَةَ وَقَالَ:" اللهُمَّ اجْعَلْهُ هَادِيًا مَهْدِيًّا، وَاهْدِ بِهِ "(2).

= ويشهد لشطره الأول حديث أنس السالف برقم (12003).

ويشهد لشطره الثاني حديث أبي هريرة السالف برقم (7157). وهما صحيحان.

(1)

في (ظ 13): ابن عميرة.

(2)

رجاله ثقات رجال الصحيح، إلا أن سعيد بن عبد العزيز، الذي مدار الحديث عليه، اختلط في آخر عمره فيما قاله أبو مسهر ويحيى بن معين. وغمز في هذا الحديث ابنُ عبد البر وابنُ حجر. انظر "الإصابة" 4/ 342 - 343، و"الفتح " 7/ 104.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 5/ 240، والترمذي (3842)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1129)، والخطيب في "تاريخه" 1/ 207 - 208، وابن الجوزي في "العلل المتناهية"(442) من طريق أبي مسهر عبد الأعلى بن مسهر، والبخاري أيضاً في "الكبير" 7/ 327 من طريق مروان الطاطري، وابن قانع 2/ 146 من طريق عمر بن عبد الواحد، ثلاثتهم عن سعيد ابن عبد العزيز، به، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.

وأخرجه الخلّال في "السنة"(699)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 146، والطبراني في "الأوسط"(660)، وأبو نعيم في "الحلية" 8/ 358 من طريق زيد بن أبي الزرقاء، وأبو نعيم في "الحلية" 8/ 358 عن علي بن سهل، كلاهما عن الوليد بن مسلم، عن سعيد بن عبد العزيز، عن يونس بن ميسرة، عن عبد الرحمن بن أبي عميرة.

وأخرجه الخلال في "السنة"(697) عن يعقوب بن سفيان، عن محمود بن خالد الأزرق، عن عمر بن عبد الواحد، عن سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة =

ص: 426

‌حَدِيثُ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ

(1)

17896 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا هِلَالُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: نَظَرَ عُمَرُ إِلَى أَبِي عَبْدِ الْحَمِيدِ - أَوْ ابْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ (2)، شَكَّ أَبُو عَوَانَةَ - وَكَانَ اسْمُهُ مُحَمَّدًا، وَرَجُلٌ يَقُولُ لَهُ: يَا مُحَمَّدُ، فَعَلَ اللهُ بِكَ، وَفَعَلَ، وَفَعَلَ. قَالَ: وَجَعَلَ يَسُبُّهُ، قَالَ: فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عِنْدَ ذَلِكَ: يَا ابْنَ زَيْدٍ، ادْنُ مِنِّي. قَالَ: أَلَا أَرَى مُحَمَّدًا يُسَبُّ بِكَ! لَا وَاللهِ لَا تُدْعَى مُحَمَّدًا مَا دُمْتُ حَيًّا. فَسَمَّاهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى بَنِي طَلْحَةَ، لِيُغَيِّرَ أَهْلُهُمْ أَسْمَاءَهُمْ، وَهُمْ يَوْمَئِذٍ سَبْعَةٌ، وَسَيِّدُهُمْ وَأَكْبَرُهُمْ مُحَمَّدٌ، قَالَ: فَقَالَ مُحَمَّدُ

= ابن يزيد أن بعثاً بأهل الشام كانوا مرابطين بآمد، وكان على حمص عمير بن سعد، فعزله عثمان وولى معاوية، فبلغ ذلك أهل حمص فشق عليهم، فقال عبد الرحمن بن أبي عميرة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره.

وأخرج هذه القصة الترمذي (3843) فجعلها من حديث عمير بن سعد. وفي إسناده عمرو بن واقد وهو متروك الحديث.

(1)

قال السندي: محمد بن طلحة -وطلحة هذا أحد العشرة- جاء أنه صلى الله عليه وسلم سماه محمداً، وكناه أبا القاسم، وجاء أنه كناه أبا سليمان، وقال:"لا أجمع له بين اسمي وكنيتي" والمشهور الأول، وكان كثير العبادة، وكان يقال له: السجّاد. وقتل يوم الجمل.

(2)

صوابه أبو عبد الحميد، وهو عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، وابنه عبد الحميد كان والياً لعمر بن عبد العزيز على الكوفة.

ص: 427

بْنُ طَلْحَةَ: أَنْشُدُكَ اللهَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَوَاللهِ إِنْ سَمَّانِي مُحَمَّدًا - يَعْنِي - إِلَّا مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم. فَقَالَ عُمَرُ: قُومُوا، لَا سَبِيلَ لِي إِلَى شَيْءٍ سَمَّاهُ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم (1).

(1) رجاله ثقات، لكنه مرسل، فإن عبد الرحمن بن أبي ليلى لم يثبت أنه لقي عمر بن الخطاب.

وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 5/ 99 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن سعد 5/ 53، والبخاري في "الكبير" 1/ 16، وفي "الأوسط" 1/ 110، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(670)، والطبراني في "الكبير" 19/ (544) من طرق عن أبي عوانة، به. ورواية البخاري مختصرة.

وأخرج ابن سعد 5/ 53، والطبراني في "الكبير" 24/ (459)، وابن قانع 3/ 18 من طريق أبي شيبة إبراهيم بن عثمان العبسي، عن محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة، عن أحد ابني طلحة موسى أو عيسى، قال: حدثتني ظئر محمد بن طلحة قالت: لما ولد محمد بن طلحة أتينا به النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "ما سميتموه؟ " قلنا: محمداً. قال: "هذا سميِّي، وكنيته أبو القاسم". لفظ ابن سعد، وعند الطبراني عيسى بن طلحة دون شك، وعند ابن قانع ذكر مكانه إبراهيم بن محمد طلحة. قلنا: وإبراهيم بن عثمان متروك.

وقد أورد الحافظ في "الإصابة" 6/ 18 طرقاً أخرى لقصة تسمية النبي صلى الله عليه وسلم محمد بن طلحة، وعزاها لابن منده، وابن السكن، وابن شاهين.

ص: 428

‌حَدِيثُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

17897 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ بْنِ الشِّخِّيرِ، أَنَّ عُثْمَانَ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ حَالَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ صَلَاتِي، وَبَيْنَ قِرَاءَتِي. قَالَ:" ذَاكَ شَيْطَانٌ يُقَالُ لَهُ: خِنْزَبٌ، فَإِذَا أَنْتَ حَسَسْتَهُ، فَتَعَوَّذْ بِاللهِ مِنْهُ، وَاتْفُلْ عَنْ يَسَارِكَ ثَلَاثًا " قَالَ: فَفَعَلْتُ ذَاكَ، فَأَذْهَبَهُ اللهُ عز وجل عَنِّي (1).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه، فلم يرو له سوى مسلم. الجريري: هو سعيد بن إياس، وأبو العلاء: هو يزيد بن عبد الله بن الشخير.

وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" 7/ 61 و 10/ 353، ومسلم (2203)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(577)، والطبراني في "الكبير"(8367)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 5/ 307 من طرق عن سعيد الجريري.

وأخرجه عبد بن حميد (381)، والطبراني في "الكبير"(8368) من طريق حجاج بن منهال، عن حماد بن سلمة، عن سعيد الجريري، عن أبي العلاء يزيد بن الشخير، عن مطرف، عن عثمان بن أبي العاص. فزاد فيه مطرفاً بين أبي العلاء وبين عثمان، وهو من المزيد في متصل الأسانيد.

وقد روي هذا الحديث بغير هذه السياقة من طريق عبد الرحمن بن جوشن عند ابن ماجه (3548)، ومن طريق عثمان بن بشر عند الطبراني (8347)، ومن طريق الحسن عند أبي نعيم في "الدلائل"(396)، والبيهقي في "الدلائل" 5/ 307 - 308، ومن طريق عمرو بن أويس عند البيهقي في "الدلائل" 5/ 308، كلهم عن عثمان بن أبي العاص. ولا يخلو أحدُها من مقال.

ص: 429

17898 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ الثَّقَفِيِّ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، حَالَ الشَّيْطَانُ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (1).

17899 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ طَلْحَةَ (2)، أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ حَدَّثَهُ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَمَرَهُ أَنْ يَؤُمَّ قَوْمَهُ. قَالَ: ثُمَّ قَالَ: " مَنْ أَمَّ قَوْمًا فَلْيُخَفِّفْ، فَإِنَّ فِيهِمُ الضَّعِيفَ وَالْكَبِيرَ وَالْمَرِيضَ وَذَا الْحَاجَةِ، فَإِذَا صَلَّى وَحْدَهُ، فَلْيُصَلِّ كَيْفَ شَاءَ "(3).

17900 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، قَالَ: أَتَيْنَا عُثْمَانَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ لِنَعْرِضَ عَلَيْهِ مُصْحَفًا لَنَا عَلَى مُصْحَفِهِ. فَلَمَّا حَضَرَتِ الْجُمُعَةُ أَمَرَنَا فَاغْتَسَلْنَا، ثُمَّ أُتِينَا

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه فلم يرو له سوى مسلم.

وهو عند عبد الرزاق في "المصنف" برقم (2582) و (4220) ومن طريقه أخرجه مسلم (2203)، والطبراني في "الكبير"(8366)، بهذا الإسناد.

(2)

في (ظ 13): "موسى" بدون "ابن طلحة" وهي كذلك في نسخة في (س).

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه فلم يرو له سوى مسلم. وقد سلف الحديث في مسند المدنيين برقم (16276) عن وكيع، عن عمرو بن عثمان.

ص: 430

بِطِيبٍ فَتَطَيَّبْنَا، ثُمَّ جِئْنَا الْمَسْجِدَ، فَجَلَسْنَا إِلَى رَجُلٍ، فَحَدَّثَنَا عَنِ الدَّجَّالِ.

ثُمَّ جَاءَ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ، فَقُمْنَا إِلَيْهِ فَجَلَسْنَا، فَقَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " يَكُونُ لِلْمُسْلِمِينَ ثَلَاثَةُ أَمْصَارٍ: مِصْرٌ بِمُلْتَقَى الْبَحْرَيْنِ، وَمِصْرٌ بِالْحِيرَةِ، وَمِصْرٌ بِالشَّامِ، فَيَفْزَعُ النَّاسُ ثَلَاثَ فَزَعَاتٍ، فَيَخْرُجُ الدَّجَّالُ فِي أَعْرَاضِ النَّاسِ، فَيُهْزَمُ مَنْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ، فَأَوَّلُ مِصْرٍ يَرِدُهُ الْمِصْرُ الَّذِي بِمُلْتَقَى الْبَحْرَيْنِ، فَيَصِيرُ أَهْلُهُ ثَلَاثَ فِرَقٍ: فِرْقَةٌ تَقُولُ: نُشَامُّهُ، نَنْظُرُ مَا هُوَ، وَفِرْقَةٌ تَلْحَقُ بالْأَعْرَابِ، وَفِرْقَةٌ تَلْحَقُ بِالْمِصْرِ الَّذِي يَلِيهِمْ، وَمَعَ الدَّجَّالِ سَبْعُونَ أَلْفًا عَلَيْهِمُ السِّيجَانُ، وَأَكْثَرُ تَبَعِهِ الْيَهُودُ وَالنِّسَاءُ، ثُمَّ يَأْتِي الْمِصْرَ الَّذِي يَلِيهِ (1) فَيَصِيرُ أَهْلُهُ ثَلَاثَ فِرَقٍ: فِرْقَةٌ تَقُولُ: نُشَامُّهُ وَنَنْظُرُ مَا هُوَ، وَفِرْقَةٌ تَلْحَقُ بالْأَعْرَابِ، وَفِرْقَةٌ تَلْحَقُ بِالْمِصْرِ الَّذِي يَلِيهِمْ بِغَرْبِيِّ الشَّامِ.

وَيَنْحَازُ الْمُسْلِمُونَ إِلَى عَقَبَةِ أَفِيقٍ، فَيَبْعَثُونَ سَرْحًا لَهُمْ، فَيُصَابُ سَرْحُهُمْ، فَيَشْتَدُّ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ، وَتُصِيبُهُمْ مَجَاعَةٌ شَدِيدَةٌ، وَجَهْدٌ شَدِيدٌ، حَتَّى إِنَّ أَحَدَهُمْ لَيُحْرِقُ وَتَرَ قَوْسِهِ فَيَأْكُلُهُ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ نَادَى مُنَادٍ مِنَ السَّحَرِ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَتَاكُمُ الْغَوْثُ، ثَلَاثًا، فَيَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: إِنَّ هَذَا لَصَوْتُ رَجُلٍ شَبْعَانَ، وَيَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عِنْدَ صَلَاةِ الْفَجْرِ، فَيَقُولُ لَهُ

(1) في (م) وباقي النسخ الخطية عدا (ظ 13): يليه.

ص: 431

أَمِيرُهُمْ: يا (1) رُوحَ اللهِ، تَقَدَّمْ صَلِّ. فَيَقُولُ هَذِهِ الْأُمَّةُ أُمَرَاءُ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، فَيَتَقَدَّمُ أَمِيرُهُمْ فَيُصَلِّي، فَإِذَا قَضَى صَلَاتَهُ، أَخَذَ عِيسَى حَرْبَتَهُ، فَيَذْهَبُ نَحْوَ الدَّجَّالِ، فَإِذَا رَآهُ الدَّجَّالُ، ذَابَ، كَمَا يَذُوبُ الرَّصَاصُ، فَيَضَعُ حَرْبَتَهُ بَيْنَ ثَنْدُوَتِهِ، فَيَقْتُلُهُ وَيَنْهَزِمُ أَصْحَابُهُ، فَلَيْسَ يَوْمَئِذٍ شَيْءٌ يُوَارِي مِنْهُمْ أَحَدًا، حَتَّى إِنَّ الشَّجَرَةَ لَتَقُولُ: يَا مُؤْمِنُ هَذَا كَافِرٌ. وَيَقُولُ الْحَجَرُ: يَا مُؤْمِنُ هَذَا كَافِرٌ " (2).

(1) لفظة "يا" أثبتناها من (ظ 13).

(2)

إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد: وهو ابن جدعان. أبو نضرة: هو المنذر بن مالك بن قِطعة العبدي.

وأخرجه ابن أبي شيبة 15/ 136 عن أسود بن عامر، والطبراني في "الكبير"(8392) من طريق محمد بن عبد الله الخزاعي، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.

وأخرجه الحاكم في "المستدرك" 4/ 478 من طريق سعيد بن هبيرة، عن حماد بن زيد، عن أيوب السختياني وعلي بن زيد بن جدعان، به. وقال: هذا حديث صحيح الإسناد على شرط مسلم بذكر أيوب السختياني ولم يخرجاه. وتعقبه الذهبي فقال: ابن هبيرة واهٍ، وهو كما قال.

ويشهد لقوله: "مع الدجال سبعون ألفاً" حديث أنس السالف برقم (13344).

ويشهد لقصة نزول عيسى عليه السلام -لكن بغير هذه السياقة- حديث أبي هريرة عند مسلم (2897). وانظر الحديثين السالفين برقم (7269) و (7680).

وقصة مصرع الدجال عند عقبة أفيق يشهد لها حديث سفينة الآتي 5/ 221، لكن جاء ما يخالفها في حديث النواس بن سمعان الذي سلف برقم (17629)، وهو عند مسلم (2937). وحديث مجمع بن جارية الآتي (15469)، وحديث عائشة الآتي 6/ 75.

قوله: "في أعراض الناس" قال السندي: أي: في نواحيهم، لا في خواصهم. =

ص: 432

17901 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، قَالَ: أَتَيْنَا عُثْمَانَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ لِنَعْرِضَ عَلَيْهِ مُصْحَفًا لَنَا عَلَى مُصْحَفِهِ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ:" فَلَيْسَ شَيْءٌ يَوْمَئِذٍ يُجِنُّ مِنْهُمْ أَحَدًا " وَقَالَ: " ذَابَ كَمَا يَذُوبُ الرَّصَاصُ "(1).

17902 -

حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ أَنَّ مُطَرِّفًا - رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ - حَدَّثَهُ أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ الثَّقَفِيَّ دَعَا لَهُ بِلَبَنٍ لِيَسْقِيَهُ، قَالَ مُطَرِّفٌ: إِنِّي صَائِمٌ. فَقَالَ عُثْمَانُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " الصِّيَامُ جُنَّةٌ مِنَ النَّارِ، كَجُنَّةِ أَحَدِكُمْ مِنَ الْقِتَالِ "(2).

= قوله: "نُشامه"، قال: بتشديد الميم وضم حرف المضارعة، أي: نختبره وننظر ما عنده، قال في "النهاية": يقال: شاممت فلاناً إذا قاربته وتعرفت ما عنده بالاختبار والكشف، وأصله الشم بالأنف.

وقوله: "عقبة أفيق": قال: كأمير، قرية بين حوران والغور.

وقو له: "سَرْحاً": قال: أي: ماشية.

وقوله: "شبعان"، أي: ملآن من الخير، يريدون أنه كلام يعتمد عليه.

(1)

إسناده ضعيف كسابقه.

وأخرجه الحاكم في "المستدرك" 4/ 478 من طريق إبراهيم بن إسحاق وإسحاق بن الحسن الحربي، عن عفان، عن حماد بن زيد، عن علي بن زيد، بهذا الإسناد. قال الذهبي: هذا المحفوظ.

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه لم يرو له سوى مسلم. وقد سلف في مسند المدنيين عن حجاج عن ليث برقم (16278).

ص: 433

17903 -

وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " صِيَامٌ حَسَنٌ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ مِنَ الشَّهْرِ "(1).

17904 -

حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" يُنَادِي كُلَّ لَيْلَةٍ - سَاعَةً فِيهَا - مُنَادٍ: هَلْ مِنْ دَاعٍ، فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَأُعْطِيَهُ، هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ، فَأَغْفِرَ لَهُ؟ "(2).

17905 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ وَامْرَأَةٍ مِنْ قَيْسٍ أَنَّهُمَا سَمِعَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ أَحَدُهُمَا: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: " اللهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي خَطَئِي وَعَمْدِي، اللهُمَّ إِنِّي أَسْتَهْدِيكَ لِأَرْشَدِ أَمْرِي، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي "(3).

(1) إسناده صحيح كسابقه. وقد سلف برقم (16279).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد -وهو ابن جدعان-، وسماع الحسن -وهو البصري- من عثمان بن أبي العاص مختلف فيه.

وقد سلف في مسند المدنيين برقم (16280) عن يزيد بن هارون، عن حماد بن سلمة.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة وصحابيه فقد روى لهما مسلم. وسعيد الجريري -وهو ابن إياس- وإن كان قد اختلط إلا أن سماع حماد بن سلمة منه قبل الاختلاط. =

ص: 434

17906 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، اجْعَلْنِي إِمَامَ قَوْمِي. قَالَ:" اقْتَدِ بِأَضْعَفِهِمْ، وَاتَّخِذْ مُؤَذِّنًا لَا يَأْخُذُ عَلَى أَذَانِهِ (1) أَجْرًا "(2).

17907 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ الْهَاشِمِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ - يَعْنِي ابْنَ جَعْفَرٍ الْمَدِينِيَّ -، أَخْبَرَنِي يَزِيدُ - يَعْنِي ابْنَ خُصَيْفَةَ -، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَعْبٍ السُّلَمِيِّ، أَنَّ نَافِعَ بْنَ جُبَيْرٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ أَخَذَهُ وَجَعٌ قَدْ كَادَ يُبْطِلُهُ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَزَعَمَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهُ:" ضَعْ يَمِينَكَ عَلَى مَكَانِكَ الَّذِي تَشْتَكِي، فَامْسَحْ بِهَا سَبْعَ مَرَّاتٍ، وَقُلْ: أَعُوذُ بِعِزَّةِ اللهِ وَقُدْرَتِهِ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ، فِي كُلِّ مَسْحَةٍ "(3).

= وأبو العلاء: هو يزيد بن عبد الله بن الشخير.

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 282 عن حسن بن موسى الأشيب، بهذا الإسناد.

وقد سلف الحديث في مسند المدنيين برقم (16269) عن روح وعبد الصمد، عن حماد.

(1)

في (ظ 13) و (ق) ونسخة في (س): الأذان.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم. وقد سلف برقم (16270) عن حسن بن موسى، عن حماد.

(3)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير سليمان -وهو ابن داود- الهاشمي، فقد روى له البخاري في "خلق أفعال العباد" وأصحاب السنن، وعمرو بن عبد الله السَّلَمي، فقد روى له أصحاب السنن أيضاً، وهما ثقتان.

وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(1000) عن علي بن حجر، =

ص: 435

17908 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ الْحَرَّانِيُّ، عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ - يَعْنِي مُحَمَّدًا -، عَنْ عُبَيِدِ اللهِ، أَوْ عَبْدِ اللهِ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ كَرِيزٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: دُعِيَ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ إِلَى خِتَانٍ، فَأَبَى أَنْ يُجِيبَ، فَقِيلَ لَهُ، فَقَالَ: إِنَّا كُنَّا لَا نَأْتِي الْخِتَانَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَلَا نُدْعَى لَهُ (1).

17909 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ، عَنْ مُطَرِّفٍ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ، فَأَمَرَ لِي بِلَبَنِ لَِقْحَةٍ، فَقُلْتُ: إِنِّي صَائِمٌ. فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " الصَّوْمُ جُنَّةٌ مِنْ عَذَابِ اللهِ كَجُنَّةِ أَحَدِكُمْ مِنَ الْقِتَالِ.

وَصِيَامٌ حَسَنٌ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ " (2).

= وعن محمد بن زنبور المكي، كلاهما عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإسناد.

وقد سلف في "مسند المدنيين"(18268).

(1)

إسناده ضعيف، محمد بن إسحاق مدلس وقد عنعن، وسماع الحسن البصري من عثمان مختلف فيه، سلف الكلام فيه عند الحديث رقم (16280).

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(8381) عن عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(8382) من طريق أبي حمزة -وهو إسحاق ابن الربيع- العطار، عن الحسن البصري، به. وإسناده ضعيف.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة وصحابيه لم يرو لهما سوى مسلم، وسعيد الجريري -وهو ابن إياس- وإن كان قد اختلط، فرواية حماد عنه قبل الاختلاط. أبو العلاء: هو يزيد بن عبد الله بن الشخير، ومطرف: هو ابن عبد الله بن الشخير.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(8364) من طريق عفان بن مسلم، بهذا =

ص: 436

17910 -

قَالَ: وَكَانَ آخِرُ شَيْءٍ عَهِدَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَيَّ أَنْ قَالَ: " جَوِّزْ فِي صَلَاتِكَ وَاقْدُرِ النَّاسَ بِأَضْعَفِهِمْ، فَإِنَّ مِنْهُمُ الصَّغِيرَ وَالْكَبِيرَ، وَالضَّعِيفَ وَذَا الْحَاجَةِ "(1).

17911 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ، عَنْ مُطَرِّفٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (2).

17912 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ وَعَفَّانُ - الْمَعْنَى - قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ ابْنَ عَامِرٍ اسْتَعْمَلَ كِلَابَ بْنَ أُمَيَّةَ عَلَى الأُبْلَّةِ، وَعُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ فِي أَرْضِهِ، فَأَتَاهُ عُثْمَانُ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ فِي حَدِيثِهِ: - يَقُولُ: " إِنَّ بِاللَّيْلِ (3) سَاعَةً تُفْتَحُ فِيهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ يُنَادِي مُنَادٍ: هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَأُعْطِيَهُ؟ هَلْ مِنْ دَاعٍ فَأَسْتَجِيبَ لَهُ؟ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ؟ ".

قَالَا جَمِيعًا: " وَإِنَّ دَاوُدَ خَرَجَ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَقَالَ: لَا يَسْأَلُ اللهَ أَحَدٌ شَيْئًا، إِلَّا أَعْطَاهُ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ سَاحِرًا أَوْ عَشَّارًا ".

فَدَعَا كِلَابٌ بِقُرْقُورٍ، فَرَكِبَ فِيهِ، وَانْحَدَرَ إِلَى ابْنِ عَامِرٍ،

= الإسناد. مقتصراً على قوله: "صيام حسن، ثلاثة أيام من كل شهر".

وانظر (17902) و (17903).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم. وسلف برقم (16271).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم. يونس: هو ابن محمد المؤدب. وانظر الحديثين السابقين.

(3)

في (م) و (ق) ونسخة في (س): في الليل.

ص: 437

فَقَالَ: دُونَكَ عَمَلَكَ. قَالَ: لِمَ؟ قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بِكَذَا وَكَذَا (1).

17913 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ: أَنَّ وَفْدَ ثَقِيفٍ قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَنْزَلَهُمُ الْمَسْجِدَ لِيَكُونَ أَرَقَّ لِقُلُوبِهِمْ، فَاشْتَرَطُوا عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنْ لَا يُحْشَرُوا وَلَا يُعْشَرُوا وَلَا يُجَبُّوا، وَلَا يُسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمْ غَيْرُهُمْ. قَالَ: فَقَالَ: " إِنَّ لَكُمْ أَنْ لَا تُحْشَرُوا وَلَا تُعْشَرُوا، وَلَا يُسْتَعْمَلَ عَلَيْكُمْ غَيْرُكُمْ "

وَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " لَا خَيْرَ فِي دِينٍ لَا رُكُوعَ فِيهِ ".

(1) إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان، وفي سماع الحسن من عثمان بن أبي العاص اختلاف.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(8373) من طريق هدبة بن خالد، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/ 321، والطبراني في "الكبير"(8373)، وفي "الدعاء"(137) من طريق أبي الوليد الطيالسي، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد، واقتصروا على قصة إجابة الدعاء في جوف الليل، دون ذكر قصة كلاب بن أمية.

وقد صح منه قوله: "إن في الليل ساعة تفتح فيها أبواب السماء

إلخ". انظر الحديثين السالفين برقم (16280) و (16281).

وقوله في أول الحديث: ابن عامر العلة يعني عبد الله بن عامر بن كريز، وفي الرواية السالفة برقم (16281) أن الذي استعمل كلاب بن أمية هو زياد ابن أبيه.

والأُبُلَّةُ: بلدة قرب البصرة، وهي أقدم منها.

وقوله: "بقرقور" قال السندي: بضم قافين: السفينة العظيمة.

ص: 438

قَالَ: وَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ: يَا رَسُولَ اللهِ، عَلِّمْنِي الْقُرْآنَ، وَاجْعَلْنِي إِمَامَ قَوْمِي (1).

(1) رجاله ثقات رجال الصحيح غير أن في سماع الحسن من عثمان اختلاف سلف الكلام فيه عند الحديث رقم (16280).

وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" 3/ 197، وابن خزيمة (1328) عن الزعفراني، كلاهما عن عفان، بهذا الإسناد. مختصراً دون قصة عثمان في آخره. ورواية ابن خزيمة مقتصرة على إنزالهم في المسجد.

وأخرجه الطيالسي (939)، وأبو داود (3026)، وابن خزيمة (1328) من طريق أبي الوليد، ثلاثتهم عن حماد بن سلمة، به. مختصراً دون قصة عثمان في آخره. ولقصة عثمان انظر ما سلف برقم (16270).

وانظر قصة وفد ثقيف بالتفصيل عند ابن سعد في "الطبقات" 1/ 312 - 313، وابن القيم في "زاد المعاد" 3/ 600 - 602.

قال السندي: وقوله: أن لا يُحشروا

إلخ على بناء المفعول، ومعنى لا يحشروا: لا يندبوا إلى الجهاد، ولا يضرب عليهم البعوث، وقيل: لا يحشروا إلى عامل الزكاة ليأخذ صدقة أموالهم بل يأخذها في أماكنهم.

ومعنى لا يعشروا: لا يأخذ عشر أموالهم، وقيل: أراد به الصدقة الواجبة، وإنما فسح لهم في تركها، لأنها لم تكن واجبة يومئذ عليهم، وإنما تجب بتمام الحول.

وسئل جابر عن اشتراط ثقيف أن لا صدقة عليهم ولا جهاد، فقال: عَلِمَ منهم أنهم سيصدقون ويجاهدون إذا اسلموا فرخص فيها.

ولا يجبوا: بضم الياء وفتح الجيم وضم الباء المشددة على بناء الفاعل من التجبية، وأصل التجبية أن يقوم مقام الراكع، وقيل: أن يضع يديه على ركبتيه وهو قائم، وقيل: أصلها السجود، وبالجملة، فمرادهم أن لا يصلوا مجازاً، قال جابر: ولم يرخص لهم في ترك الصلاة لأن وقتها حاضر يتكرر بخلاف وقت الزكاة والجهاد.

ص: 439

17914 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي عَاصِمٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ: أَنَّ آخِرَ مَا فَارَقَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ قَالَ: " إِذَا صَلَّيْتَ بِقَوْمٍ فَخَفِّفْ بِهِمْ " حَتَّى وَقَّتَ لِي {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} " (1).

17915 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" يُنَادِي كُلَّ لَيْلَةٍ مُنَادٍ: هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَأُعْطِيَهُ؟ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ؟ هَلْ مِنْ دَاعٍ فَأَسْتَجِيبَ لَهُ؟ "(2).

17916 -

حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ (3) بْنُ عَمْرٍو، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ خُثَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ أَبِي عَاصِمٍ الثَّقَفِيُّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ: أَنَّ آخِرَ كَلَامٍ كَلَّمَنِي بِهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، إِذْ اسْتَعْمَلَنِي عَلَى الطَّائِفِ، فَقَالَ:" خَفِّفِ الصَّلَاةَ عَلَى النَّاسِ " حَتَّى وَقَّتَ لِي {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} وَأَشْبَاهَهَا مِنَ

(1) إسناده قوي، عبد الله بن عثمان، وهو ابن خثيم، صدوق لا بأس به، وباقي رجاله ثقات. وانظر (16270). عفان: هو ابن مسلم. ووهيب: هو ابن خالد.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف. وانظر (17904).

(3)

في (م): أبو معاوية.

ص: 440

الْقُرْآنِ (1).

17917 -

حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ - يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْلَى الطَّائِفِيَّ -، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَكَمِ، أَنَّهُ سَمِعَ عُثْمَانَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ يَقُولُ: اسْتَعْمَلَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الطَّائِفِ، وَكَانَ آخِرُ مَا عَهِدَهُ إِلَيَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" خَفِّفْ عَلَى (2) النَّاسِ الصَّلَاةَ "(3).

17918 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا هُرَيْمٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَالِسًا إِذْ شَخَصَ بِبَصَرِهِ، ثُمَّ صَوَّبَهُ حَتَّى كَادَ أَنْ يُلْزِقَهُ بِالْأَرْضِ، قَالَ: ثُمَّ شَخَصَ بِبَصَرِهِ فَقَالَ: " أَتَانِي جِبْرِيلُ فَأَمَرَنِي أَنْ أَضَعَ هَذِهِ الْآيَةَ بِهَذَا الْمَوْضِعِ مِنْ هَذِهِ السُّورَةِ {إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النحل: 90] (4) ".

(1) إسناده قوي. زائدة: هو ابن قدامة. وانظر (17914).

(2)

في (ظ 13) و (ق) ونسخة في (س): عن.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله بن عبد الرحمن. وعبد الله بن الحكم -وهو ابن سفيان الثقفي- لم نجد له ترجمة غير أنه ذكر في ترجمة عبد ربه بن الحكم من "التهذيب" أنه أخو عبد الله بن الحكم. وكلاهما روى عنه عبد الله بن عبد الرحمن، وروى عن عثمان بن أبي العاص.

(4)

إسناده ضعيف لضعف ليث -وهو ابن أبي سليم- وشهر بن حوشب. هريم: هو ابن سفيان البجلي. وقد سلف مطولاً من حديث ابن عباس في =

ص: 441

‌حَدِيثُ زِيَادِ بْنِ لَبِيدٍ

17919 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ زِيَادِ بْنِ لَبِيدٍ، قَالَ: ذَكَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم شَيْئًا قَالَ: " وَذَاكَ عِنْدَ أَوَانِ ذَهَابِ الْعِلْمِ " قَالَ: قُلْنَا يَا رَسُولَ اللهِ، يَذْهَبُ الْعِلْمُ وَنَحْنُ نَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَنُقْرِئُهُ أَبْنَاءَنَا، وَيُقْرِئُهُ أَبْنَاؤُنَا أَبْنَاءَهُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ:" ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا ابْنَ أُمِّ لَبِيدٍ، إِنْ كُنْتُ لَأُرَاكَ مِنْ أَفْقَهِ رَجُلٍ بِالْمَدِينَةِ، أَوَلَيْسَ هَذِهِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى يَقْرَؤُونَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ، فَلَا يَنْتَفِعُونَ مِمَّا فِيهِمَا بِشَيْءٍ؟ "(1).

17920 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ أَبِي الْجَعْدِ يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ لَبِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " هَذَا أَوَانُ ذَهَابِ الْعِلْمِ " - قَالَ شُعْبَةُ: أَوْ قَالَ: " هَذَا أَوَانُ انْقِطَاعِ الْعِلْمِ " - فَقُلْتُ: وَكَيْفَ وَفِينَا كِتَابُ اللهِ نُعَلِّمُهُ أَبْنَاءَنَا، وَيُعَلِّمُهُ أَبْنَاؤُنَا أَبْنَاءَهُمْ؟! قَالَ: " ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ ابْنَ لَبِيدٍ، مَا كُنْتُ أَحْسَبُكَ إِلَّا مِنْ

= "مسنده" برقم (2919) من طريق شهر بن حوشب، عنه. وسلف الكلام عليه هناك.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه فلم يرو له سوى ابن ماجه. وسالم بن أبي الجعد قال فيه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 344: لا أراه سمع من زياد. وهو مكرر (17473).

ص: 442

أَعْقَلِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، أَلَيْسَ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى فِيهِمْ كِتَابُ اللهِ تَعَالَى؟ " - قَالَ شُعْبَةُ: أَوْ قَالَ: " أَلَيْسَ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى فِيهِمُ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ - ثُمَّ لَمْ يَنْتَفِعُوا مِنْهُ بِشَيْءٍ؟ ". أَوْ قَالَ: " أَلَيْسَ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى، أَوْ أَهْلُ الْكِتَابِ - شُعْبَةُ يَقُولُ ذَلِكَ - فِيهِمْ كِتَابُ اللهِ "(1).

(1) حديث صحيح، وإسناده رجاله ثقات كسابقه.

وأخرجه الحاكم 1/ 100 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(5292) من طريق محمد بن جعفر، به. وانظر ما قبله.

ص: 443

‌حَدِيثُ عُبَيْدِ بْنِ خَالِدٍ السُّلَمِيِّ

17921 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ خَالِدٍ السُّلَمِيِّ قَالَ: آخَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ رَجُلَيْنِ، فَقُتِلَ أَحَدُهُمَا، وَمَاتَ الْآخَرُ بَعْدَهُ، فَصَلَّيْنَا عَلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" مَا قُلْتُمْ؟ " قَالُوا: دَعَوْنَا لَهُ (1): اللهُمَّ أَلْحِقْهُ بِصَاحِبِهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " فَأَيْنَ صَلَاتُهُ بَعْدَ صَلَاتِهِ؟ وَأَيْنَ صَوْمُهُ بَعْدَ صَوْمِهِ؟ وَأَيْنَ عَمَلُهُ بَعْدَ عَمَلِهِ؟ - شَكَّ فِي الصَّلَاةِ وَالْعَمَلِ شُعْبَةُ فِي أَحَدِهِمَا - الَّذِي بَيْنَهُمَا كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ "(2).

17922 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ مَيْمُونٍ يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَبِيعَةَ السُّلَمِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ خَالِدٍ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: آخَى

(1)"له" ليست في (ظ 13) و (ص).

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن ربيعة، فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد" وأبو داود والنسائي، وهو ثقة، وغير صحابيه أيضاً فقد روى له أبو داود والنسائي.

وأخرجه ابن أبي شيبة 13/ 256، وعنه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" 3/ 78 عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وانظر (16074).

ص: 444

النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ رَجُلَيْنِ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1).

17923 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا ابْنُ مُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ مَيْمُونٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ خَالِدٍ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ، قَالَ: آخَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ رَجُلَيْنِ، فَقُتِلَ أَحَدُهُمَا، وَمَاتَ الْآخَرُ بَعْدَهُ، فَصَلَّيْنَا عَلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" مَا قُلْتُمْ؟ " قَالُوا: دَعَوْنَا لَهُ أَنْ يَغْفِرَ لَهُ، وَأَنْ يَرْحَمَهُ، وَأَنْ يُلْحِقَهُ بِصَاحِبِهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" فَأَيْنَ صَلَاتُهُ بَعْدَ صَلَاتِهِ، وَعَمَلُهُ بَعْدَ عَمَلِهِ، أَوْ صِيَامُهُ بَعْدَ صِيَامِهِ؟ " قَالَ: " إِنَّ مَا بَيْنَهُمَا كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ "(2).

17924 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْصُورٌ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ سَلَمَةَ، أَوْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ خَالِدٍ السُّلَمِيِّ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَوْتُ الْفُجَاءَةِ أَخْذَةُ أَسَفٍ " وَحَدَّثَ بِهِ مَرَّةً عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم (3).

17925 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ تَمِيمِ

(1) إسناده صحيح. وهو مكرر (16074).

(2)

إسناده صحيح. وانظر ما قبله.

(3)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير تميم بن سلمة، فقد روى له البخاري تعليقاً، ومسلم، وهو ثقة، والشك فيه لا يضر، فتميم وسعد كلاهما ثقة. وقد سلف مكرراً من طريق تميم بدون شك برقم (15496).

وأخرجه أبو داود (3110)، والبيهقي 3/ 378 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.

ص: 445

ابْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ خَالِدٍ السُّلَمِيِّ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ فِي مَوْتِ الْفُجَاءَةِ: أَخْذَةُ أَسَفٍ (1).

(1) حديث صحيح، وقد روي هنا موقوفاً. وهو مكرر (15497).

ص: 446

‌حَدِيثُ مُعَاذِ ابْنِ عَفْرَاءَ (1) عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

17926 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ. وَحَجَّاجٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ نَصْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ جَدِّهِ مُعَاذِ الْقُرَشِيِّ (2)، أَنَّهُ طَافَ بِالْبَيْتِ مَعَ مُعَاذِ ابْنِ عَفْرَاءَ بَعْدَ الْعَصْرِ أَوْ بَعْدَ الصُّبْحِ فَلَمْ يُصَلِّ، فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا صَلَاةَ بَعْدَ صَلَاتَيْنِ: بَعْدَ الْغَدَاةِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، وَبَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ "(3).

(1) قال السندي: هو معاذ بن الحارث بن رفاعة، أنصاري خزرجي عرف بابن عفراء وهي أمه، شهد العقبة الأولى مع الستة الذين هم أول من لقي النبي صلى الله عليه وسلم من الأوس والخزرج، وشهد بدراً، وشارك في قتل أبي جهل، وعاش بعد ذلك، وقيل: بل جرح ببدر فمات من جراحته.

(2)

في (م) وسائر الأصول الخطية: عن جده معاذ بن عفراء القرشي، وهو خطأ.

(3)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة نصر بن عبد الرحمن، وجدُّه معاذ القرشي لا يعرف. وقد اختلف فيه على نصر كما سيأتي في التخريج.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 348، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1966)، والطبراني في "الكبير" 20/ (378) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (1226)، وأخرجه النسائي 1/ 258 من طريق سعيد بن عامر، والطبراني 20/ (379) من طريق ابن المبارك، ثلاثتهم (الطيالسي =

ص: 447

17927 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنِي، قَالَ: سَمِعْتُ نَصْرَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ جَدِّهِ مُعَاذِ (1)، أَنَّهُ طَافَ مَعَ مُعَاذِ ابْنِ عَفْرَاءَ فَلَمْ يُصَلِّ بَعْدَ الْعَصْرِ أَوْ بَعْدَ الصُّبْحِ، فَقَالَ: مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تُصَلِّيَ؟ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَنْهَى أَوْ يَقُولُ: " لَا صَلَاةَ بَعْدَ الصُّبْحِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، وَبَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ "(2).

= وسعيد وابن المبارك) عن شعبة، به.

وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 3/ 27 - 28، والبيهقي 2/ 464 من طريق أبي الوليد الطيالسي، والطبراني 20/ (377)، والبيهقي 2/ 464 من طريق حفص بن عمر الحوضي، كلاهما عن شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن نصر ابن عبد الرحمن، عن جده معاذ بن عفراء أنه كان يطوف بالبيت بعد صلاة العصر، فقال له معاذ رجل من قريش: ما لك لا تصلي؟ وفي رواية ابن قانع: فقيل: ما يمنعك أن تصلي.

وأخرجه الطحاوي 1/ 303 - 304 من طريق وهب بن جرير، عن شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن نصر بن عبد الرحمن، عن معاذ بن عفراء أنه طاف .. فسئل عن ذلك: فقال: نهى رسول الله

إلخ.

وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4612)، وانظر تتمة شواهده هناك.

(1)

في (م) ونسخة في (س): معاذ بن عفراء، بزيادة ابن عفراء، وهو خطأ.

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.

ص: 448

‌حَدِيثُ ثَابِتِ بْنِ يَزِيدَ ابْنِ وَدَاعَةَ

(1)

17928 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ يُحَدِّثُ عَنْ ثَابِتِ ابْنِ وَدِيعَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّ رَجُلًا أَتَاهُ بِضِبَابٍ قَدِ احْتَرَشَهَا، فَجَعَلَ يَنْظُرُ إِلَى ضَبٍّ مِنْهَا، ثُمَّ قَالَ:" إِنَّ أُمَّةً مُسِخَتْ فَلَا أَدْرِي لَعَلَّ هَذَا مِنْهَا "(2).

(1) وقيل: ابن وديعة، وقد اختلفت النسخ الخطية و (م) في ضبط اسمه في الأحاديث الآتية، وثبتنا ما في (ظ 13). قال السندي: ثابت بن يزيد بن وداعة، ويقال: ثابت بن وداعة، فقيل: هو من باب النسبة إلى الجد، وقيل: بل وداعة أمه، وبها عرف، هو أنصاري له صحبة، وهو أبو سعيد المدني، خزرجي صحابي جليل.

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه، فلم يخرجا له، وحديثه عند أصحاب السنن غير الترمذي.

وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" 4/ 382 - 383 في ترجمة ثابت بن وديعة من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3281)، وفي "شرح معاني الآثار" 4/ 198 من طريق حميد الصائغ، عن شعبة، بهذا الإسناد.

وقد سلف من حديث عبد الرحمن بن حسنة (17757). انظر الاختلاف فيه على زيد بن وهب هناك.

قوله: "احترشها": قال في "النهاية" 1/ 367: الاحتراش والحرش: أن تهيِّج الضب من جُحره، بأن تضربه بخشبة أو غيرها من خارجه فيخرج ذنبه ويقرب من باب الجُحر، يحسب أنه أفعى، فحينئذٍ يُهدَم عليه جحره ويؤخذ، =

ص: 449

17929 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَدِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، قَالَ: سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ وَهْبٍ يُحَدِّثُ عَنْ ثَابِتِ ابْنِ وَدِيعَةَ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِضِبَابٍ قَدِ احْتَرَشَهَا، قَالَ: فَجَعَلَ يَنْظُرُ إِلَيْهِ وَيُقَلِّبُهُ، وَقَالَ:" إِنَّ أُمَّةً مُسِخَتْ، فَلَا يُدْرَى مَا فَعَلَتْ، وَإِنِّي لَا أَدْرِي لَعَلَّ هَذَا مِنْهَا "(1).

17930 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ ثَابِتِ ابْنِ وَدَاعَةَ: أَنَّ رَجُلًا مِنْ بَنِي فَزَارَةَ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِضِبَابٍ، قَالَ: فَجَعَلَ يُقَلِّبُ ضَبًّا مِنْهَا بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ:" إِنَّ أُمَّةً مُسِخَتْ " قَالَ: وَأَكْثَرُ عِلْمِي أَنَّهُ قَالَ: " مَا أَدْرِي لَعَلَّ هَذَا مِنْهَا ".

قَالَ شُعْبَةُ: وَقَالَ حُصَيْنٌ: عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: فَذَكَرَ شَيْئًا نَحْوًا مِنْ هَذَا، قَالَ: فَلَمْ يَأْمُرْ به (2)، وَلَمْ يَنْهَ أَحَدًا عَنْهُ (3).

= والاحتراش في الأصل: الجمع والكسب والخداع.

(1)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه فلم يخرجا له، وحديثه عند أصحاب السنن غير الترمذي. بهز: هو ابن أسد العمي.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(6650)، وفي "المجتبى" 7/ 200 من طريق بهز بن أسد، بهذا الإسناد.

(2)

في (م) وسائر الأصول الخطية عدا (ق): فَلَمْ يَأْمُرْهُ.

(3)

إسناداه صحيحان، رجالهما ثقات رجال الشيخين غير صحابي الأول منهما فلم يخرجا له، وحديثه عند أصحاب السنن غير الترمذي. عفان: هو =

ص: 450

17931 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ الْجُهَنِيِّ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ يَزِيدَ ابْنِ وَدَاعَةَ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: اصْطَدْنَا ضِبَابًا وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَعْضِ مَغَازِيهِ، قَالَ: فَطَبَخَ النَّاسُ وَشَوَوْا، قَالَ: فَأَخَذْتُ ضَبًّا فَشَوَيْتُهُ، فَأَتَيْتُ بِهِ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَوَضَعَتُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَأَخَذَ عُودًا، فَجَعَلَ يُقَلِّبُ بِهِ أَصَابِعَهُ، أَوْ يَعُدُّهَا، ثُمَّ قَالَ:" إِنَّ أُمَّةً مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مُسِخَتْ دَوَابَّ فِي الْأَرْضِ، وَإِنِّي لَا أَدْرِي أَيَّ الدَّوَابِّ هِيَ " قَالَ: قُلْتُ: إِنَّ النَّاسَ قَدْ شَوَوْا. قَالَ: فَلَمْ يَأْكُلْ مِنْهُ، وَلَمْ يَنْهَهُمْ عَنْهُ (1).

= ابن مسلم، وحصين: هو ابن عبد الرحمن السُّلَمي ..

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(1365) من طريق علي بن عبد العزيز، عن عفان، بهذا الإسناد.

وأخرجه البزار (1215 - كشف الأستار) من طريق عبيد الله بن موسى، عن شعبة، عن حُصين بن عبد الرحمن، به. وقال: هكذا رواه حصين عن زيد، وخالفه الأعمش، والحكم بن عتيبة، وعدي بن ثابت خالف كل واحد منهم صاحبه. قلنا: وقد سلف الكلام على هذا الخلاف عند الحديث رقم (17757)، وشعبة قد تفرد في جعل هذا الحديث عن حصين من حديث حذيفة. وخالفه جمهور أصحاب حصين فجعلوه من حديث ثابت بن يزيد بن وداعة كما سيأتي في الحديث التالي، والخلاف في صحابي الحديث لا يضر.

وسيتكرر في مسند حذيفة بن اليمان 5/ 390.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف يزيد بن عطاء، وقد توبع.

وأخرجه ابن سعد 1/ 395، وأبو داود (3795) من طريق خالد بن =

ص: 451

17932 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ - قَالَ: عَفَّانُ فِي حَدِيثِهِ - قَالَ: الْحَكَمُ أَخْبَرَنِي، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، عَنْ ثَابِتِ ابْنِ وَداعَةَ أَنَّهُ قَالَ (1): أُتِيَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِضَبٍّ فَقَالَ: " أُمَّةٌ مُسِخَتْ، وَاللهُ أَعْلَمُ ". قَالَ عَفَّانُ: " فَاللهُ أَعْلَمُ (2) "(3).

= عبد الله، وابن أبي شيبة 8/ 273، وابن ماجه (3238)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3237)، وفي "شرح معاني الآثار" 4/ 197، والطبراني في "الكبير"(1367) من طريق محمد بن فضيل، والنسائي في "المجتبى" 7/ 199، وفي "الكبرى"(6651) من طريق سلام بن سليم، وفي "الكبرى"(6652) من طريق أبي جعفر الرازي، والطحاوي في "شرح المشكل"(3278) من طريق أبي عوانة، والطبراني (1366) من طريق ورقاء بن عمر، ستتهم عن حصين، بهذا الإسناد.

(1)

في (م): قال: أنه.

(2)

في (ظ 13): الله أعلم.

(3)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه فلم يخرجا له، وحديثه عند أصحاب السنن غير الترمذي.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 267 عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (1220)، وابن سعد 1/ 395، والدارمي 2/ 92، والنسائي في "المجتبى" 7/ 200، وفي "الكبرى"(6646)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3279) و (3280)، وفي "شرح معاني الآثار" 4/ 198، وابن قانع في "معرفة الصحابة" 1/ 127، والطبراني في "الكبير"(1363) و (1364)، والبيهقي 9/ 325 من طرق عن شعبة، به.

وأخرجه الطيالسي (1222) عن شعبة، عن يزيد بن أبي زياد، عن زيد بن وهب، به.

ص: 452

‌حَدِيثُ نُعَيْمِ بْنِ النَّحَّامِ

(1)

17933 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ (2)، عَنْ شَيْخٍ سَمَّاهُ عَنْ نُعَيْمِ بْنِ النَّحَّامِ قَالَ: سَمِعْتُ مُؤَذِّنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي لَيْلَةٍ بَارِدَةٍ وَأَنَا فِي لِحَافِي، فَتَمَنَّيْتُ أَنْ يَقُولَ: صَلُّوا فِي رِحَالِكُمْ، فَلَمَّا بَلَغَ حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، قَالَ:" صَلُّوا فِي رِحَالِكُمْ ". ثُمَّ سَأَلْتُ عَنْهَا، فَإِذَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَدْ أَمَرَهُ بِذَلِكَ (3).

(1) قال السندي: نعيم بن النحام: هو نعيم بن عبد الله، قرشي عدوي، عرف بالنحام، وكان إسلامه قبل إسلام عمر ولكنه لم يهاجر إلا قبيل فتح مكة، وذلك لأنه كان ينفق على أرامل بني عدي وأيتامهم، فحين أراد أن يهاجر قال له قومه أقم ودِنْ بأي دِيْن شئت. وجاء أنه لما قدم المدينة قال له النبي صلى الله عليه وسلم يا نعيم، إن قومك كانوا خيراً لك من قومي، قال: بل قومك خير يا رسول الله، قال: إن قومي أخرجوني وإن قومك أقروك، فقال نعيم: يا رسول الله، إن قومك أخرجوك إلى الهجرة وإن قومي منعوني عنها، استشهد بأجنادين في خلافة عمر، وقيل إنه قتل بمؤتة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم.

(2)

في (م) عبيد بن عمير، وكانت في (س): عبيد الله بن عمر ثم حولت إلى عبيد بن عمير، وفي (ص): عبيد بن عمر، وفي أصل "مصنف عبد الرزاق": عبيد الله بن عمرو: والمثبت من (ظ 13)، و"أطراف المسند" 5/ 418 - 419 وهو الصواب.

(3)

حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الراوي عن نعيم بن النحام.

وهو في "مصنف عبد الرزاق"(1926).

وأخرجه عبد الرزاق (1927)، ومن طريقه الحاكم في "المستدرك" =

ص: 453

17934 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ النَّحَّامِ، قَالَ: نُودِيَ بِالصُّبْحِ فِي يَوْمٍ بَارِدٍ وَأَنَا فِي مِرْطِ امْرَأَتِي، فَقُلْتُ: لَيْتَ الْمُنَادِيَ قَالَ: مَنْ قَعَدَ فَلَا حَرَجَ عَلَيْهِ، فَنَادَى مُنَادِي النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي آخِرِ أَذَانِهِ:" وَمَنْ قَعَدَ فَلَا حَرَجَ عَلَيْهِ (1) "(2).

=3/ 259، عن ابن جريج، عن نافع، عن ابن عمر، عن نعيم بن النحام. وهذا إسناد رجاله ثقات لكن فيه عنعنة ابن جريج.

وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 3/ 153 عن أحمد بن وهب القرشي، عن إسماعيل بن عبيد بن أبي كريمة، عن محمد بن سلمة، عن أبي عبد الرحيم -خالد بن أبي يزيد الحراني-، عن زيد بن أبي أنيسة، عن عمر بن نافع وعبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، عن نعيم بن النحام. وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح غير إسماعيل بن عبيد، فقد روى له النسائي وابن ماجه وهو ثقة، وغير شيخ ابن قانع أحمد بن وهب فلم نتبينه.

وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4479)، وانظر تتمة شواهده هناك.

(1)

لفظة "عليه" ليست في (ظ 13).

(2)

إسناده ضعيف، إسماعيل بن عياش ضعيف في روايته عن غير الشاميين، وقد رواه هنا عن يحيى بن سعيد الأنصاري، وهو مدني. ثم هو قد خولف فيه على يحيى كما سيأتي في التخريج.

وأخرجه ابن أبي عاصم (759)، وابن قانع 3/ 152 - 153، والبيهقي 1/ 398 و 423 من طريق هشام بن عمار، عن عبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين، عن الأوزاعي، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث، عن نعيم. ومحمد بن إبراهيم بن الحارث. قال ابن عبد البر في "الاستيعاب" ما أظنه سمع من نعيم. فالإسناد منقطع. =

ص: 454

‌حَدِيثُ أَبِي خِرَاشٍ (1) السُّلَمِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

17935 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ الْوَلِيدُ بْنُ أَبِي الْوَلِيدِ الْمَدَنِيُّ، أَنَّ عِمْرَانَ بْنَ أَبِي أَنَسٍ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي خِرَاشٍ (1) السُّلَمِيِّ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" مَنْ هَجَرَ أَخَاهُ سَنَةً، فَهُوَ كَسَفْكِ دَمِهِ "(2).

= وأخرجه ابن أبي عاصم (760)، والبيهقي 1/ 398 من طريق يعقوب بن حميد بن كاسب، عن إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس، عن سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث، عن نعيم بن النحام، ومحمد بن إبراهيم لم يدرك نعيماً كما أسلفنا.

وانظر ما قبله.

(1)

في (م) و (ص) في الموضعين: خداش، وهو خطأ. قيل: اسمه حدرد بن أبي حدرد.

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير صحابيه، فلم يخرجا له، وحديثه عند البخاري في "الأدب المفرد" وأبي داود.

وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" 5/ 488 في ترجمة صحابيه أبي خراش من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 7/ 500، والبخاري في "الأدب المفرد"(404)، والدولابي في "الكنى" 1/ 26، والطبراني 22/ (779)، والحاكم 4/ 163، والبيهقي في "الآداب"(280) من طريق عبد الله بن يزيد، به.

وأخرجه أبو داود (4915)، وابن الأثير في "أسد الغابة" 6/ 85، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق"(551) من طريق عبد الله بن وهب، والبيهقي في "الشعب"(6631) من طريق إبراهيم بن منقذ، كلاهما عن حيوة ابن شريح، به. =

ص: 455

‌حَدِيثُ خَالِدِ بْنِ عَدِيٍّ الْجُهَنِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

17936 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، حَدَّثَنِي أَبُو الْأَسْوَدِ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَدِيٍّ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ بَلَغَهُ مَعْرُوفٌ عَنْ أَخِيهِ مِنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ، وَلَا إِشْرَافِ نَفْسٍ، فَلْيَقْبَلْهُ وَلَا يَرُدَّهُ، فَإِنَّمَا هُوَ رِزْقٌ سَاقَهُ اللهُ إِلَيْهِ "(1).

= وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2735)، والطبراني 22/ (781 و 782) من طريق سعيد بن أبي أيوب، و 22/ (780) من طريق ابن لهيعة، كلاهما عن الوليد بن أبي الوليد المدني، به.

وأخرجه الدولابي 1/ 26 من طريق عبد الله بن يزيد، عن سعيد بن أبي أيوب، عن الوليد، به.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(405) من طريق يحيى بن أيوب، عن الوليد، عن عمران، عن رجل من أسلم، ولم يُسمَّ.

وفي باب النهي عن هجران المسلم فوق ثلاث عن سعد بن أبي وقاص، سلف برقم (1589)، وعن أبي هريرة، سلف برقم (8919)، وانظر تتمة شواهده هناك.

(1)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه، فليست له روايةٌ في أيٍّ من الكتب الستة. أبو الأسود: اسمه محمد بن عبد الرحمن بن نوفل، وبكير بن عبد الله: هو ابن الأشج.

وأخرجه أبو يعلى (925)، وابن حبان (3404) و (5108)، والطبراني في "الكبير"(4124)، والحاكم 2/ 62، والبيهقي في "شعب الإيمان"(3551)، وابن الأثير في "أسد الغابة" 2/ 102 من طريق أبي عبد الرحمن =

ص: 456

‌حَدِيثُ الْحَارِثِ بْنِ زِيَادٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

17937 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ سَعْدِ بْنِ الْمُنْذِرِ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ أَبِي أُسَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَارِثَ بْنَ زِيَادٍ صَاحِبَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ أَحَبَّ الْأَنْصَارَ، أَحَبَّهُ اللهُ حِينَ يَلْقَاهُ، وَمَنْ أَبْغَضَ الْأَنْصَارَ، أَبْغَضَهُ اللهُ حِينَ يَلْقَاهُ "(1).

= عبد الله بن يزيد المقرئ، بهذا الإسناد، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7921)، وانظر تتمة شواهده هناك، ونزيد عليها حديث عائذ بن عمرو، وسيأتي 5/ 65.

(1)

حديث قوي، وهذا إسناد محتمل للتحسين. سَعْد بن المنذر بن أبي حميد الساعدي، روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ومحمد بن عمرو: هو ابن علقمة الليثي، روى له البخاري مقروناً، ومسلم متابعة، وهو حسن الحديث، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه ابن حبان (7273)، والطبراني في "الكبير"(3358)، والمزي في "تهذيب الكمال" 5/ 229 في ترجمة الحارث بن زياد من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 158، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1777) و (1969)، والطبراني في "الكبير"(3357) من طريقين عن محمد بن عمرو، به.

وقد تحرف في مطبوع الطبراني و"موارد الظمآن" بتحقيق عبد الرزاق حمزة "سَعْد" إلى سعيد، ولم يَتَفَّطْن له الشيخ ناصر الدين الألباني، فقال في "الصحيحة" 4/ 236: وسعيد بن المنذر لم أعرفه! =

ص: 457

‌حَدِيثُ أَبِي لَاسٍ الْخُزَاعِيِّ، وَيُقَالُ لَهُ: ابْنُ لَاسٍ

17938 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عُمَرِ (1) بْنِ الْحَكَمِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ أَبِي لَاسٍ الْخُزَاعِيِّ قَالَ: حَمَلَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى إِبِلٍ مِنْ إِبِلِ الصَّدَقَةِ لِلْحَجِّ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا نَرَى أَنْ تَحْمِلَنَا هَذِهِ. قَالَ:" مَا مِنْ بَعِيرٍ إِلَّا (2) فِي ذُرْوَتِهِ شَيْطَانٌ، فَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَيْهَا إِذَا رَكِبْتُمُوهَا كَمَا أمَرَكم (3)، ثُمَّ امْتَهِنُوهَا لِأَنْفُسِكُمْ، فَإِنَّمَا يَحْمِلُ اللهُ "(4).

= وقد سلف نحوه مطولاً برقم (15540).

(1)

في (م): عَمرو، وهو خطأ.

(2)

في (م) ونسخة على هامش (س): "بعير لنا".

(3)

في (م) و (س) و (ص): أَمَرْتُكُمْ، والمثبت من (ظ 13) و (ق)، وهو إشارة إلى قوله تعالى:{لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه وتقولوا سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون} [الزخرف: 13 و 14].

(4)

إسناده حسن، محمد بن إسحاق صدوق حسن الحديث، وقد صرح بالتحديث في الرواية التالية، وعمرو بن الحكم صدوق أيضاً، وباقي رجال الإسناد ثقات. وصحابيه أبو لاس اختلف في اسمه، فقيل: عبد الله، وقيل: وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 4/ 297، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2328)، والدولابي في "الكنى والأسماء" 1/ 62، وابن خزيمة في "صحيحه"(2377) و (2543)، والطبراني في "الكبير" 22/ (837)، والحاكم =

ص: 458

17939 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عُمَرَ (1) بْنِ الْحَكَمِ بْنِ ثَوْبَانَ - وَكَانَ ثِقَةً -، عَنِ أَبِي لَاسٍ الْخُزَاعِيِّ، قَالَ: حَمَلَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى إِبِلٍ مِنْ إِبِلِ الصَّدَقَةِ ضِعَافٍ إِلَى الْحَجِّ، قَالَ: فَقُلْنَا لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ هَذِهِ الْإِبِلَ ضِعَافٌ نَخْشَى أَنْ لَا تَحْمِلَنَا. قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا مِنْ بَعِيرٍ إِلَّا فِي ذُرْوَتِهِ شَيْطَانٌ، فَارْكَبُوهُنَّ، وَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَيْهِنَّ كَمَا أُمِرْتُمْ، ثُمَّ امْتَهِنُوهُنَّ لِأَنْفُسِكُمْ، فَإِنَّمَا يَحْمِلُ اللهُ "(2).

= في "المستدرك" 1/ 444، والبيهقي في "السنن" 5/ 252، وفي "الآداب"(801)، وابن عبد البر في "التمهيد" 5/ 302 من طريق محمد بن عبيد، بهذا الإسناد.

وأورد البخاري بعضه في "صحيحه" تعليقاً، في كتاب الزكاة، باب رقم (49) قوله تعالى:{وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله} [التوبة: 60] وهو قوله: ويذكر عن أبي لاس: حملنا النبي صلى الله عليه وسلم على إبل الصدقة للحج.

وفي الباب عن أبي حمزة الأسلمي، سلف برقم (16039). وانظر تتمة شواهده هناك.

قوله: امتهنوها: قال السندي: أي: استعملوها.

(1)

في (م): عَمْرو، وهو خطأ.

(2)

إسناده حسن من أجل ابن إسحاق. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزهري.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (838) من طريق يعقوب، بهذا الإسناد.

ص: 459

‌حَدِيثُ يَزِيدَ أَبِيِ (1) السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ

(2)

17940 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَأْخُذَنَّ أَحَدُكُمْ مَتَاعَ صَاحِبِهِ جَادًّا وَلَا لَاعِبًا، وَإِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمْ عَصَا صَاحِبِهِ فَلْيَرْدُدْهَا عَلَيْهِ "(3).

(1) تحرفت في (م) و (ق) إلى: ابن.

(2)

قال السندي: يزيد أبي السائب، قيل: هو غير يزيد والد السائب بن يزيد المعروف بابن أخت النمر، وله صحبة، وقيل: بل هو يزيد والد السائب، هو حليف بني أمية بن عبد شمس. واستعمله عمر على السوق.

(3)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن السائب وجده، فقد روى لهما البخاري في "الأدب المفرد" وأبو داود والترمذي، وعبد الله ثقة.

وأخرجه عبد بن حميد (437) أخبرنا عبد الرزاق، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(241)، وأبو داود (5003)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2867)، والدولابي في "الكنى والأسماء" 2/ 145، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 243، وفي "شرح مشكل الآثار"(1624)، والطبراني في "الكبير" 22/ (630)، والحاكم 3/ 637، والبيهقي 6/ 100، وفي "شعب الإيمان"(5494)، والبغوي في "شرح السنة"(2572)، والمزي في "تهذيب الكمال" 14/ 557 في ترجمة عبد الله بن السائب من طرق عن ابن أبي ذئب، به.

وأخرجه الطيالسي (1302) حدثنا ابن أبي ذئب، عن عبد الله بن السائب، =

ص: 460

17941 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَقولُ (1):" لَا يَأْخُذَنَّ أَحَدُكُمْ مَتَاعَ صَاحِبِهِ لَعِبًا جَادًّا، وَإِذَا أَخَذَ (2) أَحَدُكُمْ عَصَا أَخِيهِ، فَلْيَرْدُدْهَا عَلَيْهِ "(3).

17942 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: " لَا يَأْخُذَنَّ أَحَدُكُمْ مَتَاعَ

= عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

قال يونس بن حبيب راوي "مسند الطيالسي" بإثره: هكذا هو في كتابي عن أبي داود، والناس يقولون: عن ابن أبي ذئب، عن عبد الله بن السائب، عن أبيه، عن جده.

وفي الباب عن ابن عمر عند البزار (1521 - كشف الأستار).

وعن عمارة بن أبي حسين عند البزار أيضاً (1522) مرسلاً.

وعن عبد الله بن ربيعة -واختلف في صحبته- عند البزار أيضاً (1523).

وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عند أبي داود (5004)، وسيأتي 5/ 362.

(1)

في (م): عن جده، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال.

(2)

في (م) وهامش (ص): وجد.

(3)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن السائب وجده، فقد روى لهما البخاري في "الأدب المفرد" وأبو داود والترمذي، وعبد الله ثقة. يزيد: هو ابن هارون، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن.

وأخرجه البيهقي 6/ 92 من طريق يزيد بن هارون، به.

وقوله: "لعباً جاداً". قال ابن الأثير في "النهاية" 4/ 252: أي يأخذه ولا يريد سرقته، لكن يريد إدخال الهمِّ والغيظ عليه، فهو لاعب في السرقة جادٌّ في الأذيَّة.

ص: 461

صَاحِبِهِ لَعِبًا جَادًّا، وَإِذَا أَخَذَ أَحَدُكُمْ (1) عَصَا أَخِيهِ فَلْيَرْدُدْهَا عَلَيْهِ " (2).

17943 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ حَفْصِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا دَعَا فَرَفَعَ يَدَيْهِ مَسَحَ وَجْهَهُ بِيَدَيْهِ.

قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَقَدْ خَالَفُوا قُتَيْبَةَ فِي إِسْنَادِ هَذَا الْحَدِيثِ، وَأَحْسَبُ (3) قُتَيْبَةَ وَهِمَ فِيهِ، يَقُولُونَ: عَنْ خَلَّادِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ (4).

(1) لفظة "أحدكم" ليست في (ظ 13).

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن السائب وجده، فقد روى لهما البخاري في "الأدب المفرد" وأبو داود والترمذي، وعبد الله ثقة.

وأخرجه أبو داود (5003)، والترمذي (2160) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

(3)

في (م) ونسخة على هامش (س): وأبي حَسِب.

(4)

إسناده ضعيف لجهالة حفص بن هاشم بن عتبة، ولسوء حفظ ابن لهيعة.

وأخرجه أبو داود (1492) ومن طريقه البيهقي في "الدعوات"(184) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد.

وسلف الحديث عن خلاد بن السائب الأنصاري، عن أبيه برقم (16563) و (16564) ومتنه مغاير لهذا المتن: كان إذا دعا جعل باطن كفيه إلى وجهه.

وفي باب مسح الوجه عقب الدعاء عن عمر بن الخطاب عند الترمذي (3386)، والطبراني في "الدعاء"(212)، والحاكم 1/ 536، وعن ابن عباس =

ص: 462

‌حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ

(1)

17944 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا مُجْمِّعُ بْنُ يَعْقُوبَ مِنْ أَهْلِ قُبَاءَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، أَنَّ بَعْضَ أَهْلِهِ قَالَ لِجَدِّهِ مِنْ قِبَلِ أُمِّهِ، وَهُوَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي حَبِيبَةَ: مَا أَدْرَكْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: أَتَانَا فِي مَسْجِدِنَا هَذَا، فَجِئْتُ فَجَلَسْتُ إِلَى جَنْبِهِ، فَأُتِيَ بِشَرَابٍ فَشَرِبَ، ثُمَّ نَاوَلَنِي وَأَنَا عَنْ يَمِينِهِ. قَالَ: وَرَأَيْتُهُ يَوْمَئِذٍ صَلَّى فِي نَعْلَيْهِ، وَأَنَا يَوْمَئِذٍ غُلَامٌ (2).

= عند أبي داود (1485)، وابن ماجه (1181) و (3866)، وابن نصر في "مختصر قيام الليل" ص 327، والحاكم 1/ 536، وإسناده ضعيف. قال أبو داود: روي هذا الحديث من غير وجه عن محمد بن كعب كلها واهية، وهذا الطريق أمثلها، وهو ضعيف أيضاً.

قال النووي في "الأذكار" ص 492: وفي إسناد كل واحد ضعف، وأما قول الحافظ عبد الحق رحمه الله تعالى: إن الترمذي قال في الحديث الأول: إنه حديث صحيح، فليس في النسخ المعتمدة من الترمذي أنه صحيح، بل قال: حديث غريب. قلنا: ويؤيده أن المزي عندما أورد هذا الحديث في "تحفة الأشراف" 8/ 58 - 59 لم يذكر لفظة صحيح في كلام الترمذي ونُسخه مقروءة مصححة.

(1)

قال السندي: عبد الله بن أبي حبيبة هو أنصاري أوسي ذكروه في الصحابة، وقيل: شهد الحديبية وكان يسكن قُباء.

(2)

إسناده ضعيف لانقطاعه. محمد بن إسماعيل -وهو ابن مجمع- لم يدرك جده. وهو مجهول الحال.

وأخرجه مختصراً البزار (598 - كشف الأستار) عن محمد بن المثنى، عن =

ص: 463

‌حَدِيثُ الشَّرِيدِ بْنِ سُوَيْدٍ الثَّقَفِيِّ

(1)

17945 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ

= عبد الملك بن عمرو، عن إبراهيم بن إسماعيل، عن مجمع بن يعقوب، عن جده عبد الله بن أبي حبيبة أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في نعلين. بزيادة إبراهيم بن إسماعيل بين عبد الملك بن عمرو ومجمع بن يعقوب، وهو من المزيد في متصل الأسانيد، وبإسقاط محمد بن إسماعيل الذي يروي عنه مجمع، وإن صحت هذه الرواية ففيه إعضال.

وأخرجه ابن سعد 1/ 480، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 92 - 93 من طريق محمد بن معاوية النيسابوري، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 262 عن إسماعيل بن أبي أويس، وأبو زرعة الدمشقي في "تاريخه" 1/ 563 عن يحيى بن صالح، ثلاثتهم عن مجمع بن يعقوب، بهذا الإسناد. وروايتهم عدا يعقوب بن سفيان مختصرة بقصة الصلاة في النعلين في مسجد قباء.

وسيأتي الحديث في مسند الكوفيين 4/ 334.

وفي باب صلاة الرسول صلى الله عليه وسلم في نعليه عن أنس، سلف برقم (11976)، وإسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر تتمة شواهده هناك.

(1)

قال السندي: الشريد بن سويد، ثقفي له صحبة، حديثه في أهل الحجاز، سكن الطائف، يقال: كان اسمه مالك، وسمي الشريد لأنه شرد من المغيرة بن شعبة لما قتل رفقته الثقفيين، قيل: إنهم تعاقدوا معه أن لا يغدر بهم حتى يُعلمهم، فنزلوا منزلاً، فجعل يحفر بنصل سيفه، قالوا: ما هذا؟ قال: احفروا قبوركم، فلم يفهموها، وأكلوا وشربوا وناموا، فقتلهم فلم ينج منهم أحد إلا الشريد، فلذلك سمي الشريد. وقال أبو نعيم: شهد بيعة الرضوان، ووفد على النبي صلى الله عليه وسلم فسماه الشريد.

ص: 464

عَنِ الشَّرِيدِ: أَنَّ أُمَّهُ أَوْصَتْ أَنْ يُعْتِقَ عَنْهَا رَقَبَةً مُؤْمِنَةً، فَسَأَلَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: عِنْدِي جَارِيَةٌ سَوْدَاءُ نُوبِيَّةٌ (1)، فَأُعْتِقُهَا؟ فَقَالَ:" ائْتِ بِهَا " فَدَعَوْتُهَا، فَجَاءَتْ، فَقَالَ لَهَا:" مَنْ رَبُّكِ؟ " قَالَتْ: اللهُ. قَالَ: " مَنْ أَنَا؟ " فَقَالَتْ: أَنْتَ رَسُولُ اللهِ. قَالَ: " أَعْتِقْهَا، فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ "(2).

17946 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا وَبْرُ بْنُ أَبِي دُلَيْلَةَ، شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ الطَّائِفِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَيْمُونِ بْنِ مُسَيْكَةَ - وَأَثْنَى عَلَيْهِ خَيْرًا -، عَنْ عَمْرِو بْنِ الشَّرِيدِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَيُّ الْوَاجِدِ يُحِلُّ عِرْضَهُ وَعُقُوبَتَهُ ".

قَالَ وَكِيعٌ: عِرْضُهُ: شِكَايَتُهُ. وَعُقُوبَتُهُ: حَبْسُهُ (3).

(1) في (م): سوداء أو نوبية.

(2)

إسناده حسن لأجل محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة الليثي- فهو صدوق حسن الحديث، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه الدارمي (2348)، والنسائي 6/ 252، وابن حبان (189)، والطبراني في "الكبير"(5257)، والبيهقي 7/ 388 من طريق أبي الوليد الطيالسي هشام بن عبد الملك، وأبو داود (3283) عن موسى بن إسماعيل، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.

وسيتكرر في مسند الكوفيين 4/ 388.

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف في مسنده برقم (7906). وانظر تتمة شواهده هناك.

(3)

إسناده محتمل للتحسين، محمد بن ميمون -وهو محمد بن عبد الله ابن ميمون بن مسيكة الطائفي- أثنى عليه وبر بن أبي دليلة خيراً كما في سند =

ص: 465

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= المؤلف، وقال أبو حاتم: روى عنه الطائفيون، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "الميزان": عنه وبر بن أبي دليلة فقط، وقال ابن حجر في "التهذيب": قال ابن المديني: مجهول، لم يرو عنه غير وبر، وقال في "التقريب": مقبول.

وأخرجه ابن أبي شيبة (2444)، وابن ماجه (2427)، والنسائي 7/ 316 - 317، وابن حبان (5089) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (3628)، والنسائي 7/ 316، والبيهقي 6/ 51 من طريق عبد الله بن المبارك، والطبراني في "الكبير"(7250)، والبيهقي 6/ 51 من طريق سفيان، كلاهما عن وبر بن أبي دليلة، به. ورواية سفيان عند البيهقي: عن وبر بن أبي دليلة، عن فلان بن فلان. وسماه البيهقي محمد بن عبد الله بن ميمون بن مسيكة.

وعلقه البخاري في "صحيحه" 5/ 62 في الاستقراض باب لصاحب الحق مقال، فقال: ويذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم: "لي الواجد يُحل عقوبته وعرضه"، قال الحافظ: وصله أحمد وإسحاق في "مسنديهما"، وأبو داود، والنسائي من حديث عمرو بن الشريد بن أوس الثقفي، عن أبيه بلفظه، وإسناده حسن، وذكر الطبراني أنه لا يُروى إلا بهذا الإسناد.

وسيأتي 4/ 389.

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (9390)، وعن عائشة سيأتي 6/ 268 - 269 في قصة الأعرابي الذي تقاضى النبي صلى الله عليه وسلم فأغلظ له، فهم به أصحابه، فقال:"دعوه فإن لصاحب الحق مقالاً".

وعن ابن عمر، سلف برقم (5395).

وعن أبي هريرة، سلف برقم (7336) بلفظ:"مطل الغني ظلم".

قوله: "لي الواجد": قال السندي: بفتح اللام وتشديد الياء، والواجد: القادر على أداء ما عليه من الدين، وليه: تأخره.

ص: 466

‌حَدِيثُ جَارٍ لِخَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ

17947 -

حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ - يَعْنِي ابْنَ عُرْوَةَ -، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَارٌ لِخَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَقُولُ لِخَدِيجَةَ:" أَيْ خَدِيجَةُ، وَاللهِ لَا أَعْبُدُ اللَّاتَ (1)، وَاللهِ لَا أَعْبُدُ الْعُزَّى أَبَدًا " قَالَ: فَتَقُولُ خَدِيجَةُ: خَلِّ اللَّاتَ خَلِّ الْعُزَّى. قَالَ: كَانَتْ صَنَمَهُمُ الَّتِي كَانُوا يَعْبُدُونَ ثُمَّ يَضْطَجِعُونَ (2).

(1) زاد في (س): أبداً. وجاءت العبارة في (م): والله لا أعبد اللات والعزى، والله لا أعبد أبداً.

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير جار خديجة فلم يرو له غير المصنف هذا الحديث الواحد، وهو صحابي، وجهالته لا تضر. وسيتكرر 5/ 362.

قال السندي: يقول لخديجة: قبل النبوة أو بعدها، والأول أقرب.

خل اللات: تقريراً له على ما قال.

ص: 467

‌حَدِيثُ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ

(1)

17948 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ أَنَّ صَفْوَانَ بْنَ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ أَخْبَرَهُ أَنَّ يَعْلَى كَانَ يَقُولُ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: لَيْتَنِي أَرَى النَّبِيَّ حِينَ يُنْزَلُ عَلَيْهِ. قَالَ: فَلَمَّا كَانَ بِالْجِعْرَانَةِ وَعَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثَوْبٌ قَدْ أُظِلَّ بِهِ مَعَهُ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، مِنْهُمْ عُمَرُ، إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ عَلَيْهِ جُبَّةٌ مُتَضَمِّخًا بِطِيبٍ، قَالَ: فَقَالَ يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ تَرَى فِي رَجُلٍ أَحْرَمَ بِعُمْرَةٍ فِي جُبَّةٍ بَعْدَ مَا تَضَمَّخَ بِطِيبٍ؟ فَنَظَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم سَاعَةً ثُمَّ سَكَتَ، فَجَاءَهُ الْوَحْيُ فَأَشَارَ عُمَرُ إِلَى يَعْلَى: أَنْ تَعَالَ، فَجَاءَ يَعْلَى، فَأَدْخَلَ رَأْسَهُ، فَإِذَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مُحْمَرُّ الْوَجْهِ يَغُطُّ كَذَلِكَ سَاعَةً، ثُمَّ سُرِّيَ عَنْهُ، فَقَالَ:" أَيْنَ الَّذِي سَأَلَنِي عَنِ الْعُمْرَةِ آنِفًا " فَالْتُمِسَ الرَّجُلُ، فَأُتِيَ بِهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم " أَمَّا الطِّيبُ الَّذِي بِكَ، فَاغْسِلْهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، وَأَمَّا الْجُبَّةُ فَانْزِعْهَا، ثُمَّ اصْنَعْ فِي عُمْرَتِكَ كَمَا تَصْنَعُ فِي حَجَّتِكَ "(2).

(1) قال السندي: يعلى بن أمية: هو تميمي حليف قريش، جاء أنه خرج مع عائشة في وقعة الجمل ثم شهد صفين مع علي، وجاء أنه شهد حنيناً والطائف وتبوك.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عطاء: هو ابن أبي رباح.

وأخرجه النسائي 5/ 130، وابن خزيمة (2670)، والدارقطني 2/ 231 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. =

ص: 468

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وعلقه البخاري في "صحيحه"(4985) قال: وقال مسدد، حدثنا يحيى، عن ابن جريج

فذكره. ووصله الحافظ في "التغليق" 3/ 382.

وأخرجه الشافعي 1/ 313، والحميدي (791)، والبخاري (1536) و (4329)، ومسلم (1180)(8)، وابن الجارود في "المنتقى"(447) من طرق عن ابن جريج، به. ورواية الشافعي مختصرة بدون قصة الوحي.

وأخرجه البخاري (1789) و (1847) و (4985)، ومسلم (1180)(6) و (9) و (10)، وأبو داود (1819) و (1820) و (1821) و (1822)، والنسائي 5/ 142 - 143، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1169)، وابن خزيمة (2672)، والطحاوي في "شرح المعاني" 2/ 127، وابن حبان (3779)، وأبو نعيم في "الدلائل"(176)، والبيهقي في "السنن" 5/ 57، وفي "الدلائل" 5/ 204 - 205، والطبراني في "الكبير" 22/ (653 - 660)، والخطيب البغدادي في "الفقيه والمتفقه" 1/ 121، وابن عبد البر في "التمهيد" 2/ 252، من طرق عن عطاء، بهذا الإسناد، ورواية مسلم (9)، والنسائي، وابن خزيمة مختصرة بدون قصة الوحي.

وأخرجه مختصراً دون قصة الوحي مالك 1/ 328 عن حميد بن قيس، عن عطاء، مرسلاً.

وسيأتي (17964) و (17965) و (17967).

قوله: متضمخاً، أي: متلطخاً.

يغط: قال السندي: من الغطيط: وهو صوت يخرج مع نفس النائم، وهو ترديده حيث لا يجد مساغاً.

قال الحافظ في "الفتح" 3/ 395: واستدل بحديث يعلى على منع استدامة الطيب بعد الإحرام للأمر بغسل أثره من الثوب والبدن، وهو قول مالك ومحمد بن الحسن، وأجاب الجمهور بأن قصة يعلى كانت بالجعرانة كما ثبت في هذا الحديث، وهي في سنة ثمان بلا خلاف، وقد ثبت عن عائشة أنها طيبت رسول الله صلى الله عليه وسلم بيديها عند إحرامها [سيأتي في "المسند" 6/ 38 وهو في =

ص: 469

17949 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، قَالَ: أَخْبَرَنِي صَفْوَانُ بْنُ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَاتَلَ أَجِيرِي رَجُلًا، فَعَضَّ يَدَهُ، فَنَزَعَ يَدَهُ مِنْ فِيهِ، فَأَنْدَرَ ثَنِيَّتَهُ، فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَهْدَرَهُ، وَقَالَ:" فَيَدَعُ يَدَهُ فِي فِيكَ تَقْضِمُهَا كَمَا يَقْضِمُ الْفَحْلُ! "(1).

= الصحيحين]، وكان ذلك في حجة الوداع سنة عشر بلا خلاف، وإنما يؤخذ الآخر فالآخر من الأمر، وبأن المأمور بغسله في قصة يعلى إنما هو الخلوق لا مطلق الطيب، فلعل علة الأمر فيه ما خالطه من الزعفران.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه أبو داود (4584) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق (17546)، والحميدي (788)، وابن أبي شيبة 9/ 336، والبخاري (2973) و (4417) و (6893)، ومسلم (1674)(23)، والنسائي 8/ 31، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1170)، وابن الجارود في "المنتقى"(792)، وابن حبان (5997)، والطبراني في "الكبير" 22/ (648)، والبيهقي 8/ 336، والبغوي (2566) من طرق عن ابن جريج، به.

وأخرجه مسلم (1674)(22)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1294)، وابن حبان (6000)، والطبراني 22/ (651)، والبيهقي في "الدلائل" 5/ 204 - 205 من طرق عن عطاء، به.

وأخرجه النسائي 8/ 30 - 31 من طريق سفيان، عن عمرو بن دينار، عن عطاء، عن صفوان بن يعلى، عن يعلى. وابن جريج، عن عطاء، عن صفوان ابن يعلى، عن يعلى

فذكره.

وأخرجه الحميدي (788) عن سفيان، عن ابن جريج، عن عطاء، عن صفوان، عن أبيه.

وأخرجه أيضاً (789) عن سفيان، عن عمرو، عن عطاء، أن أجيراً ليعلى

=

ص: 470

17950 -

حَدَّثَنَا بَهْزُ بْنُ أَسَدٍ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" إِذَا أَتَتْكَ رُسُلِي فَأَعْطِهِمْ - أَوْ قَالَ - فَادْفَعْ إِلَيْهِمْ - ثَلَاثِينَ دِرْعًا، وَثَلَاثِينَ بَعِيرًا أَوْ أَقَلَّ مِنْ ذَلِكَ " فَقَالَ لَهُ: الْعَارِيَةُ مُؤَدَّاةٌ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:

= قال الحميدي: ولم يسنده، وكان سفيان ربما ضمهما، فأدرج فيه الإسناد، فإذا فصلهما جعل حديث ابن جريج مسنداً وجعل حديث عمرو مرسلاً.

وأخرجه مسلم (1674)(20)، والنسائي 8/ 31 - 32 من طريق معاذ بن هشام، عن أبيه، عن قتادة، عن بديل بن ميسرة، عن عطاء، عن صفوان: أن أجيراً ليعلى بن منية عض رجلٌ ذراعَه، فذكره هكذا بصورة المرسل: قلنا: ويعلى بن مُنْيَةَ هو يعلى بن أمية، ومنية أمُّه، وقيل: جدته.

وأخرجه النسائي 8/ 32 من طريق محمد بن مسلم، عن صفوان، مرسلاً.

وأخرجه أبو داود (4585) من طريق هشيم، عن حجاج وعبد الملك، عن عطاء، عن يعلى بن أمية، فذكره، ليس فيه صفوان بن أمية.

وأخرجه الطيالسي (1324)، والنسائي 8/ 29 - 30، والبغوي في "الجعديات"(252) من طريق مجاهد، عن يعلى بن أمية.

وأخرجه عبد الرزاق (17547)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1293)، والطبراني في "الكبير" 22/ (666) من طريق مجاهد. مرسلاً.

وسيأتي بالأرقام (17953) و (17954) و (17966).

وسيأتي في مسند عمران بن حصين من حديثه 4/ 427، وفيه أن يعلى بن أمية هو الذي قاتل رجلاً فعض أحدهما صاحبه. وانظر بحث الخلاف في ذلك في "الفتح" 12/ 220.

قال السندي: فأندر، أي: أسقط.

ثنيته: واحدة الثنايا، وهي الأسنان المتقدمة، ثنتان من فوق وثنتان من أسفل.

ص: 471

نَعَمْ " (1).

17951 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ عَتِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بَابَيْهِ، عَنْ بَعْضِ بَنِي يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ عُمَرَ، فَاسْتَلَمَ الرُّكْنَ، قَالَ يَعْلَى: وَكُنْتُ مِمَّا يَلِي الْبَيْتَ، فَلَمَّا بَلَغْتُ الرُّكْنَ الْغَرْبِيَّ الَّذِي يَلِي الْأَسْوَدَ، وَحَدَرْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ لِأَسْتَلِمَ، فَقَالَ: مَا شَأْنُكَ؟ قُلْتُ: أَلَا تَسْتَلِمُ هَذَيْنِ؟ قَالَ أَلَمْ تَطُفْ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقُلْتُ: بَلَى. قَالَ: أَرَأَيْتَهُ يَسْتَلِمُ هَذَيْنِ الرُّكْنَيْنِ؟ يَعْنِي الْغَرْبِيَّيْنِ، قُلْتُ: لَا. قَالَ: أَفَلَيْسَ لَكَ فِيهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ؟ قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: فَانْفُذْ عَنْكَ (2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. همام: هو ابن يحيى.

وأخرجه أبو داود (3566)، والنسائي في "الكبرى"(5776) و (5777)، وابن حبان (4720)، والدارقطني 3/ 39 من طريق حَبان بن هلال، والدارقطني أيضاً من طريق نصر بن عطاء الواسطي، كلاهما عن همام بن يحيى، بهذا الإسناد. وفي المطبوع من النسائي في الموضع الثاني سقط من إسناده عطاء بن أبي رباح.

وروي مثل هذا الحديث في صفوان بن أمية، انظر ما سلف برقم (15302).

(2)

حديث صحيح، وجهالة من روى عنه هنا عبد الله بن بابيه -وهو بعض بني يعلى بن أمية- لا تضر فقد روى عبد الله بن بابيه هذا الحديث عن يعلى ابن أمية دون واسطة كما سلف في مسند ابن عمر برقم (253).

وهو في "مصنف عبد الرزاق"(8945). وقد سلف في مسند عمر بن الخطاب (313) عن روح، عن ابن جريج. =

ص: 472

17952 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ ابْنِ يَعْلَى، عَنْ يَعْلَى قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مُضْطَبِعًا بِرِدَاءٍ حَضْرَمِيٍّ (1).

17953 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ صَفْوَانَ، عَنْ عَمَّيْهِ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ وَسَلَمَةَ بْنِ أُمَيَّةَ، قَالَا: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ، مَعَنَا صَاحِبٌ لَنَا، فَاقْتَتَلَ هُوَ وَرَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَعَضَّ ذَلِكَ الرَّجُلُ بِذِرَاعِهِ، فَاجْتَبَذَ يَدَهُ

= وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2210).

وعن ابن عمر، سلف برقم (4672).

(1)

إسناده قوي، عبد الله بن الوليد صدوق لا بأس به، والرجل المبهم فيه هو عبد الحميد بن جبير -وهو ثقة من رجال الشيخين- كما سيأتي في التخريج. ابن يعلى: ذكره الحافظ المزي فيمن اشتهر بالنسبة إلى أبيه من "التهذيب" 34/ 484 وقال: إن لم يكن صفوان بن يعلى فلا أدري من هو. قلنا: وصفوان ثقة من رجال الشيخين.

وأخرجه الدارمي (1843)، والبيهقي في "السنن" 5/ 79 من طريق محمد ابن يوسف الفريابي، والفاكهي في "أخبار مكة"(322) من طريق عبد الرزاق، وابن أبي شيبة 4/ 124، والترمذي (859)، وابن ماجه (2954)، والبيهقي في "السنن" 50/ 79، وفي "المعرفة"(9855) من طريق قبيصة بن عقبة، ثلاثتهم عن سفيان، عن عبد الحميد بن جبير، عن ابن يعلى، عن أبيه.

وسيأتي (17955) و (17956) و (17969).

وفي باب مشروعية الاضطباع عن ابن عباس، سلف برقم (2792).

وعن عمر بن الخطاب، سلف برقم (317).

ص: 473

مِنْ فِيهِ، فَطَرَحَ ثَنِيَّتَهُ، فَذَهَبَ الرَّجُلُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَسْأَلُهُ الْعَقْلَ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" يَنْطَلِقُ أَحَدُكُمْ إِلَى أَخِيهِ يَعَضُّهُ عَضِيضَ الْفَحْلِ، ثُمَّ يَأْتِي يَلْتَمِسُ الْعَقْلَ؟! لَا دِيَةَ لَكَ ". قَالَ: فَأَطَلَّهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم. يَعْنِي: فَأَبْطَلَهَا (1).

17954 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ يَعْلَى، عَنْ يَعْلَى، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَ حَدِيثِ قَتَادَةَ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ عِمْرَانَ فِي الَّذِي يُعَضُّ أَحَدُهُمَا (2).

17955 -

حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ هَارُونَ الْبَلْخِيُّ أَبُو حَفْصٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ بَعْضِ بَنِي يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مُضْطَبِعًا بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ بِبُرْدٍ

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن لأجل محمد بن إسحاق.

وأخرجه ابن ماجه (2656)، والنسائي 8/ 30، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 337، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1174)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1295)، والطبراني 22/ (652)، والحاكم 3/ 424 من طرق عن محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني 22/ (652) من طريق يونس بن يزيد، عن محمد بن إسحاق، عن خالد بن كثير، عن عطاء بن أبي رباح، به. فزاد في الإسناد خالد بن كثير، وهو من المزيد في متصل الأسانيد.

وانظر (17949).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن يعلى: هو صفوان.

وأخرجه مسلم (1673)(18) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي 8/ 31 من طريق عبد الله بن المبارك، عن شعبة، بهذا الإسناد.

وانظر (17949).

ص: 474

لَهُ نَجْرَانِيٍّ (1).

17956 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ ابْنِ يَعْلَى، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمَّا قَدِمَ طَافَ بِالْبَيْتِ وَهُوَ مُضْطَبِعٌ بِبُرْدٍ لَهُ حَضْرَمِيٍّ (2).

17957 -

حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَشِيرُ بْنُ طَلْحَةَ أَبُو نَصْرٍ الْحَضْرَمِيُّ أَوِ الْخُشَنِيُّ (3)، عَنْ خَالِدِ بْنِ دُرَيْكٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَبْعَثُنِي فِي سَرَايَا، فَبَعَثَنِي ذَاتَ يَوْمٍ فِي سَرِيَّةٍ، وَكَانَ رَجُلٌ يَرْكَبُ بَغْلًا (4)، فَقُلْتُ لَهُ: أَرْحِلْ، فَإِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَدْ بَعَثَنِي فِي سَرِيَّةٍ، فَقَالَ: مَا أَنَا بِخَارِجٍ مَعَكَ. قُلْتُ: وَلِمَ؟ قَالَ: حَتَّى تَجْعَلَ لِي ثَلَاثَةَ دَنَانِيرَ، قُلْتُ:

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، عمر بن هارون البلخي متروك الحديث، وانظر ما بعده وما سلف برقم (17952).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أنه منقطع، ابن جريج لم يسمعه من ابن يعلى، وقد دلَّسَه عنه، والواسطة بينهما عبد الحميد بن جبير كما سلف بيانه عند الحديث رقم (17952).

وأخرجه ابن أبي شيبة 4/ 124 عن وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (1883)، ومن طريقه البيهقي 5/ 79 من طريق محمد بن كثير، عن سفيان، بهذا الإسناد.

وسيتكرر برقم (17969).

(3)

تحرف في (م) إلى: الحنشني.

(4)

ما أثبتناه من (ظ 13) و"أطراف المسند" 5/ 462، وفي (م) وباقي النسخ:"ثقلي"، وعند البيهقي 9/ 29:"بغلي".

ص: 475

الْآنَ حَيْثُ وَدَّعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، مَا أَنَا بِرَاجِعٍ إِلَيْهِ، أَرْحِلْ وَلَكَ ثَلَاثَةُ دَنَانِيرَ. فَلَمَّا رَجَعْتُ مِنْ غَزَاتِي، ذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" لَيْسَ لَهُ مِنْ غَزَاتِهِ هَذِهِ، وَمِنْ دُنْيَاهُ، وَمِنْ آخِرَتِهِ، إِلَّا ثَلَاثَةُ الدَّنَانِيرِ "(1).

17958 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ - يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ - قَالَ: حَدَّثَنِي عُقَيْلُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أُمَيَّةَ أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ أَنَّ يَعْلَى قَالَ: جِئْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبِي أُمَيَّةُ يَوْمَ الْفَتْحِ،

(1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه. خالد بن دريك لم يسمع من يعلى بن أمية، وما وقع في بعض المصادر من تصريح بالسماع، فإنه لا يصح، وانظر التعليق على ترجمة خالد بن دريك في "تهذيب الكمال" 8/ 55.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 18/ (146) و 22/ (667)، والحاكم في "المستدرك" 2/ 109، والبيهقي 9/ 29 من طرق عن بشير بن طلحة، بهذا الإسناد. وقول النبي صلى الله عليه وسلم في آخره جاء عند الحاكم والبيهقي بلفظ "أعطها إياه، فإنها حظه من غزاته".

وأخرجه بسياقة أخرى أبو داود (2527)، والبيهقي 6/ 331 من طريق عبد الله بن فيروز الديلمي، عن يعلى بن منية، به. وإسناده حسن.

وقوله: ليس له من غزاته هذه، ومن دنياه، ومن آخرته إلا ثلاثة الدنانير" ظاهره أنه أبطل عمله على الإطلاق، وليس هذا هو المراد، وصواب هذه العبارة ما وقع في رواية أبي داود: "ما أجد له في غزوته هذه في الدنيا والآخرة إلا دنانيره التي سمَّى".

قوله: "أرحل"، أي: شد على ظهر الدابة الرحل، يقال: رَحَلْتُ البعير أَرْحَله رحلاً: إذا شددت على ظهره الرحل.

ص: 476

فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، بَايِعْ أَبِي عَلَى الْهِجْرَةِ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" بَلْ أُبَايِعُهُ عَلَى الْجِهَادِ، فَقَدِ انْقَطَعَتِ الْهِجْرَةُ "(1).

(1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، عمرو بن عبد الرحمن بن أمية وأبوه مجهولان.

وأخرجه ابن أبي شيبة 14/ 504 - 505، والنسائي 7/ 145، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2622)، والطبراني في "الكبير" 22/ (665) من طرق عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد.

وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 400، والحاكم 3/ 423 - 424، والبيهقي 9/ 16، من طريق يحيى بن أيوب، والطبراني 22/ (665) من طريق رشدين، كلاهما عن عقيل بن خالد، بهذا الإسناد. وقرن الطبراني بعقيل قرة بن عبد الرحمن.

وأخرجه الطبراني 22/ (664) من طريق عبد الرحمن بن إسحاق، عن ابن شهاب، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 14/ 499 ومن طريقه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1173) عن عبيد الله بن موسى، والطحاوي في "المشكل"(2621) عن أبي أمية، عن عبيد الله بن موسى، عن عبيد الله بن أبي زياد، عن أم يحيى ابنة يعلى، عن أبيها. وهذا إسناد ضعيف، عبيد الله بن أبي زياد ليس بالقوي، وأم يحيى مجهولة.

وأخرجه ابن أبي عاصم (1172)، عن يعقوب بن حميد بن كاسب، عن ابن عيينة، عن داود بن سابور، عن مجاهد، عن يعلى، وهذا إسناد رجاله ثقات إلا أن مجاهداً لم يسمع من يعلى، كما نص على ذلك أحمد بن حنبل في "العلل" 1/ 133، ونقله عنه ابن أبي حاتم في "المراسيل" ص 204، والعلائي في "جامع التحصيل" ص 273.

وأورده الحافظ في "الإصابة" 1/ 80 من هذه الطرق جميعاً، وقال: وهذه أسانيد يقوي بعضها بعضاً. =

ص: 477

17959 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أُمَيَّةَ بْنِ أَبِي عُثْمَانَ الْقُرَشِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُيَيِّ بْنِ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ يَعْلَى يُصَلِّي قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: أَوْ قِيلَ لَهُ: أَنْتَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم تُصَلِّي قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ؟ قَالَ يَعْلَى: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّ الشَّمْسَ تَطْلُعُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ ". قَالَ لَهُ يَعْلَى: فَأَنْ تَطْلُعْ (1) وَأَنْتَ فِي أَمْرِ اللهِ، خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَطْلُعَ وَأَنْتَ لَاهٍ (2).

17960 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أُمَيَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حُيَيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنِي صَفْوَانُ بْنُ يَعْلَى، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" الْبَحْرُ هُوَ جَهَنَّمُ ".

قَالُوا لِيَعْلَى، فَقَالَ: أَلَا تَرَوْنَ أَنَّ اللهَ عز وجل يَقُولُ: {نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا} [الكهف: 29] قَالَ: لَا، وَالَّذِي نَفْسُ يَعْلَى

= وسيأتي برقم (17962) و (17963).

وفي باب انقطاع الهجرة بعد الفتح عن ابن عمرو، سلف برقم (7012)، وانظر تتمة شواهده هناك.

(1)

في (م): تطلع الشمس.

(2)

إسناده ضعيف، محمد بن حيي وأبوه مجهولان. وعبد الله بن أمية لم يرو عنه غير أبي عاصم -وهو الضحاك بن مخلد، ووثقه ابن معين، وذكره ابن حبان في "الثقات".

وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: "لا تتحروا بصلاتكم طلوع الشمس ولا غروبها، فإنها تطلع بين قرني شيطان" انظر حديث ابن عمر السالف برقم (4612)، وانظر تتمة شواهده هناك.

ص: 478

بِيَدِهِ، لَا أَدْخُلُهَا أَبَدًا حَتَّى أُعْرَضَ عَلَى اللهِ عز وجل، وَلَا يُصِيبُنِي مِنْهَا قَطْرَةٌ حَتَّى أَلْقَى اللهَ عز وجل (1).

17961 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو - يَعْنِي ابْنَ دِينَارٍ -، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ صَفْوَانَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْمِنْبَرِ يَقْرَأُ {وَنَادَوْا يَا مَالِكُ} [الزخرف: 77](2).

17962 -

حَدَّثَنَا هَارُونُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو

(1) إسناده ضعيف، محمد بن حيي مجهول، وعبد الله بن أمية لم يرو عنه غير أبي عاصم، ووثقه ابن معين، وذكره ابن حبان في "الثقات".

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 8/ 414، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 308، والطبري في "التفسير" 15/ 239، والحاكم في "المستدرك" 4/ 596، والبيهقي في "السنن" 4/ 334، وفي "البعث والنشور"(451) و (452) من طرق عن أبي عاصم، بهذا الإسناد. ورواية البخاري مرسلة. وسقط من سند الحاكم محمد بن حيي -ولعله من أجل ذلك صححه-، وسقط من إسناد البيهقي في "السنن" وفي "البعث"(452) عبد الله ابن أمية.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه أبو داود (3992) عن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.

وأخرجه الدوري في "قراءات النبي صلى الله عليه وسلم"(102)، والحميدي (787)، والبخاري في "الصحيح"(3230) و (3266) و (4819)، وفي "خلق أفعال العباد"(604) و (605)، ومسلم (871)(49)، وأبو داود (3992)، والترمذي (508)، والنسائي في "الكبرى"(11479)، والطبراني في "الكبير" 22/ (671)، والبيهقي في "الكبرى" 3/ 211، وفي "البعث والنشور"(644) والبغوي (1078) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد، ورواية البخاري (323)، والطبراني:{ونادَوا يا مالِ} بالترخيم.

ص: 479

ابْنُ الْحَارِثِ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أُمَيَّةَ ابْنِ أَخِي يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ، حَدَّثَهُ أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ أَنَّ يَعْلَى بْنَ أُمَيَّةَ قَالَ: جِئْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِأَبِي يَوْمَ الْفَتْحِ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، بَايِعْ أَبِي عَلَى الْهِجْرَةِ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" بَلْ (1) أُبَايِعُهُ عَلَى الْجِهَادِ، وَقَدِ انْقَطَعَتِ الْهِجْرَةُ "(2).

17963 -

حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أُمَيَّةَ (3)، بِإِسْنَادهِ مِثْلَهُ (4).

17964 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ وَعَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ، وَعَلَيْهِ رَدْعٌ مِنْ زَعْفَرَانٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أَحْرَمْتُ

(1) بل: ليست في (ظ 13).

(2)

حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف. عمرو بن عبد الرحمن وأبوه مجهولان.

وأخرجه المزي في ترجمة عبد الرحمن بن أمية من "تهذيب الكمال" 16/ 538 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي 7/ 141 من طريق أحمد بن عمرو بن السرح، وابن حبان (4864) من طريق حرملة بن يحيى، كلاهما عن ابن وهب، بهذا الإسناد.

وانظر (17958).

(3)

في (م) والنسخ المتأخرة: عمرو بن عبد الرحمن بن يعلى بن أمية، بزيادة ابن يعلى.

(4)

إسناده ضعيف كسابقه.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1171)، والبيهقي 9/ 16 والمزي 16/ 539 من طريق أبي الربيع الزهراني، بهذا الإسناد.

وانظر (17958).

ص: 480

فِيمَا تَرَى، وَالنَّاسُ يَسْخَرُونَ مِنِّي. وَأَطْرَقَ هُنَيْهَةً، قَالَ: ثُمَّ دَعَاهُ فَقَالَ: " اخْلَعْ عَنْكَ هَذِهِ الْجُبَّةَ، وَاغْسِلْ عَنْكَ هَذَا الزَّعْفَرَانَ، وَاصْنَعْ فِي عُمْرَتِكَ كَمَا تَصْنَعُ فِي حَجِّكَ "(1).

17965 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَعْلَى، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مُتَضَمِّخٌ بِخَلُوقٍ، وَعَلَيْهِ مُقَطَّعَاتٌ، فَقَالَ: أَهْلَلْتُ بِعُمْرَةٍ، قَالَ:" انْزِعْ هَذِهِ وَاغْتَسِلْ، وَاصْنَعْ فِي عُمْرَتِكَ مَا تَصْنَعُ فِي حَجِّكَ "(2).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح، وروي عن عطاء، عن صفوان، عن أبيه يعلى، وهو ما صححه غير واحد من أهل العلم، وقد سلف برقم (17948). منصور: هو ابن زاذان، وعبد الملك: هو ابن أبي سليمان العرزمي.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 127 من طريق هشيم، عن عبد الملك ومنصور وابن أبي ليلى، عن عطاء، بهذا الإسناد.

وأخرجه الترمذي في "سننه"(835) من طريق عبد الله بن إدريس، عن عبد الملك، به.

وأخرجه الطيالسي (1323)، وأبو داود (1820)، والطحاوي 2/ 126 - 127، والبيهقي 5/ 57 من طرق عن عطاء، به.

وانظر (17948).

قوله: ردع من زعفران، أي: لطخ منه.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، وعمرو: هو ابن دينار.

وأخرجه الشافعي 1/ 312، والحميدي (790)، ومسلم (1180)(7)، والترمذي (836)، والنسائي في "المجتبى" 5/ 142، وفي "الكبرى"(7981) =

ص: 481

17966 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَعْلَى، عَنْ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ، قَالَ: غَزَوْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم جَيْشَ الْعُسْرَةِ، وَكَانَ مِنْ أَوْثَقِ أَعْمَالِي فِي نَفْسِي، وَكَانَ لِي أَجِيرٌ فَقَاتَلَ إِنْسَانًا فَعَضَّ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ، فَانْتَزَعَ أُصْبُعَهُ، فَأَنْدَرَ ثَنِيَّتَهُ، وَقَالَ (1):" أَفَيَدَعُ يَدَهُ فِي فِيكَ تَقْضِمُهَا؟! " قَالَ: أَحْسَبُهُ " كَمَا يَقْضَمُ الْفَحْلُ "(2).

17967 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ: أَنَّهُ كَانَ مَعَ عُمَرَ فِي سَفَرٍ، وَأَنَّهُ طَلَبَ إِلَى عُمَرَ أَنْ يُرِيَهُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم إِذَا نُزِّلَ عَلَيْهِ، قَالَ: فَبَيْنَمَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ وَعَلَيْهِ سِتْرٌ، مَسْتُورٌ مِنَ الشَّمْسِ، إِذْ أَتَاهُ رَجُلٌ عَلَيْهِ جُبَّةٌ،

= و (7982)، وابن الجارود في "المنتقى"(449)، وابن خزيمة (2671)، والطبراني في "الكبير" 22/ (656)، وابن عبد البر في "التمهيد" 2/ 251 - 252 من طريق سفيان، بهذا الإسناد.

وانظر (17948).

(1)

القائل هو النبي صلى الله عليه وسلم، كما في الطرق الأخرى.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن إبراهيم، المعروف بابن علية.

وأخرجه ابن سعد 5/ 456، والبخاري (2265)، ومسلم (1674)(23)، والنسائي 8/ 31 من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد. ورواية ابن سعد مقتصرة على قول يعلى في أوله دون قصة الأجير.

وانظر (17949).

ص: 482

وَعَلَيْهَا رَدْعٌ مِنْ زَعْفَرَانٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أَحْرَمْتُ بِعُمْرَةٍ، وَإِنَّ النَّاسَ يَسْخَرُونَ مِنِّي، فَكَيْفَ أَصْنَعُ؟ قَالَ: فَسَكَتَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَلَمْ يُجِبْهُ، فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ أَوْمَأَ إِلَيَّ عُمَرُ بِيَدِهِ، فَأَدْخَلْتُ رَأْسِي مَعَهُمْ فِي السِّتْرِ، فَإِذَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مُحْمَرٌّ وَجْنَتَاهُ، لَهُ غَطِيطٌ، سَاعَةً، ثُمَّ سُرِّيَ عَنْهُ، فَجَلَسَ فَقَالَ: أَيْنَ السَّائِلُ عَنِ الْعُمْرَةِ؟ فَقَامَ إِلَيْهِ الرَّجُلُ، فَقَالَ:" انْزِعْ جُبَّتَكَ هَذِهِ عَنْكَ، وَمَا كُنْتَ صَانِعًا فِي حَجِّكَ إِذَا أَحْرَمْتَ فَاصْنَعْهُ فِي عُمْرَتِكَ "(1).

17968 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْحَيَاءَ وَالسَّتْرَ "(2).

17969 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ ابْنِ يَعْلَى، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمَّا قَدِمَ طَافَ بِالْبَيْتِ وَهُوَ مُضْطَبِعٌ بِبُرْدٍ

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، وروي عن عطاء، عن صفوان، عن أبيه يعلى وهو ما صححه غير واحد من أهل العلم، وقد سلف برقم (17948). ابن نمير: هو عبد الله، وعبد الملك: هو ابن أبي سليمان العرزمي، وعطاء: هو ابن أبي رباح.

(2)

إسناده ضعيف لانقطاعه، عطاء لم يسمع من يعلى، وابن أبي ليلى -واسمه محمد بن عبد الرحمن- ضعيف.

وانظر ما سيأتي برقم (17970).

ص: 483

لَهُ حَضْرَمِيٍّ (1).

17970 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ اللهَ حَيِيٌّ سِتِّيرٌ، فَإِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يَغْتَسِلَ، فَلْيَتَوَارَى (2) بِشَيْءٍ "(3).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد منقطع. وهو مكرر (17956).

(2)

كذا في الأصول بإثبات الألف، والجادة حذفها، لأن الفعل مجزوم باللام، وما هنا يمكن تخريجه على أنه لغة لبعض العرب إجراءً لحرف العلة مجرى الحرف الصحيح، أو أن الألف للإشباع.

(3)

إسناده حسن لأجل أبي بكر بن عياش، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه أبو داود (4013)، والنسائي 1/ 200، والطبراني في "الكبير" 22/ (670)، والبيهقي في "السنن" 1/ 198، وفي "الأسماء والصفات" ص 91 من طريق أسود بن عامر، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (4012)، والنسائي في "المجتبى" 1/ 200، والبيهقي 1/ 198 من طريق زهير بن معاوية، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء، عن يعلى. ولم يذكر فيه صفوان.

وأخرجه عبد الرزاق (1111) عن ابن جريج، عن عطاء، مرسلاً. وذكر فيه قصة.

وانظر (17968).

قال السندي: فليتوارى، أي: فليستتر من الناس بشيء لحبه تعالى ذلك، لا فليستتر منه تعالى، فإنه غير ممكن.

ص: 484

‌حَدِيثُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي قُرَادٍ

* 17971 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: وحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي. وَحَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْخَطْمِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَارَةُ بْنُ خُزَيْمَةَ، والْحَارِثُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي قُرَادٍ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حَاجًّا، فَرَأَيْتُهُ خَرَجَ مِنَ الْخَلَاءِ، فَاتَّبَعْتُهُ بِالْإِدَاوَةِ أَوِ الْقَدَحِ، فَجَلَسْتُ لَهُ بِالطَّرِيقِ، وَكَانَ إِذَا أَتَى حَاجَتَهُ أَبْعَدَ (1).

(1) هذا الحديث رواه الإمام أحمد عن يحيى بن سعيد القطان، ورواه عن أحمد ابنه عبد الله، ورواه عبد الله أيضاً عن محمد بن يحيى بن سعيد، وعن يحيى بن معين، كلاهما عن يحيى القطان. ورواه الإمام أحمد فيما سلف برقم (15660) عن عفان بن مسلم، عن يحيى القطان.

وأسانيده كلها صحيحة.

ص: 485

‌حَدِيثُ رَجُلَيْنِ أَتَيَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم

17972 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، أَنَّ عُبَيْدَ اللهِ بْنَ عَدِيٍّ حَدَّثَهُ أَنَّ رَجُلَيْنِ أَخْبَرَاهُ: أَنَّهُمَا أَتَيَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَسْأَلَانِهِ مِنَ الصَّدَقَةِ، فَقَلَّبَ فِيهِمَا الْبَصَرَ، وَرَآهُمَا جَلْدَيْنِ، فَقَالَ:" إِنْ شِئْتُمَا أَعْطَيْتُكُمَا، وَلَا حَظَّ فِيهَا لِغَنِيٍّ وَلَا لِقَوِيٍّ مُكْتَسِبٍ "(1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشام: هو ابن عروة بن الزبير.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 5/ 99 - 100، وهو في "الكبرى"(2379) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.

وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/ 244، وفي "السنن المأثورة"(385)، وأبو عبيد في "الأموال"(1725)، وحميد بن زنجويه في "الأموال"(2069) و (2070)، وأبو داود (1633)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 15، وفي "شرح مشكل الآثار"(2507)، والبيهقي في "السنن" 7/ 14، والبغوي في "شرح السنة"(1598) من طرق كثيرة، عن هشام بن عروة، به.

وأخرجه عبد الرزاق (7154) عن معمر، والطبراني في "الأوسط"(2743) من طريق روح بن القاسم، كلاهما عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عُبيد الله ابن عدي بن الخيار، أن رجلين أتيا النبي صلى الله عليه وسلم،

فذكراه بصورة المرسل.

وسيأتي برقم (17973) و 5/ 362.

قوله: "لا حظّ فيها لغني، ولا لقويٍّ مكتسب"، سلفت أحاديث الباب في مسند عبد الله بن عمرو عند الرواية (6530).

قوله: "فَقَلَّبَ" ضبط من التقليب، بالتشديد للمبالغة، ويجوز التخفيف.

"جلدين" أي: قويين. =

ص: 486

17973 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلَانِ: أَنَّهُمَا أَتَيَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ، قَالَ: فَصَعَّدَ فِيهِمَا، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1).

= "فيها": الضمير للصدقة، على تقدير المضاف، أي: في سؤالها، أو لمصدر السؤال، أي: في المسألة.

"مكتسب"، أي: قادر على الكسب، والمراد أنه لا يحل لهما السؤال، لا أنه لو أدى أحد إليهما لم يحل لهما أخذه، أو لم يُجْزِ عنه، وإلا لم يصح له أن يؤديها إليهما بمشيئتهما، كما يدل عليه قوله: إن شئتما أعطيتكما.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر ما قبله.

ص: 487

‌حَدِيثُ ذُؤَيْبٍ أَبِي قَبِيصَةَ

(1)

17974 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ سِنَانِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ ذُؤَيْبًا أَبَا قَبِيصَةَ حَدَّثَهُ: أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَبْعَثُ بِالْبُدْنِ فَيَقُولُ: " إِنْ عَطِبَ مِنْهَا شَيْءٌ، فَخَشِيتَ عَلَيْهِ، فَانْحَرْهَا، وَاغْمِسْ نَعْلَهَا فِي دَمِهَا، وَاضْرِبْ صَفْحَتَهَا، وَلَا تَأْكُلْ مِنْهَا أَنْتَ وَلَا أَحَدٌ مِنْ رُفْقَتِكَ "(2).

(1) هو ذؤيب بن حَلْحلة بن عمرو بن كُلَيب الخُزاعي، وقيل: ذؤيب بن حبيب بن حلحلة، وقيل: ذؤيب بن قبيصة. وهو أبو قبيصة بن ذؤيب المدني الفقيه. وكان ذؤيب صاحب بُدْن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما يظهر من حديثه. وقيل: إن ذؤيباً أبا قبيصة غير ذؤيب صاحب البدن، وفرّق بينهما أبو حاتم، وابن شاهين، وخطَّأَ ذلك ابنُ عبد البر في "الاستيعاب". قال ابن حجر في "الإصابة" 2/ 422: ولم يظهر لي كونه خطأ، وأما والد قبيصة فقد ذكر الغلابي عن ابن معين أن النبي صلى الله عليه وسلم أُتي بقبيصة بن ذؤيب ليدعو له بعد وفاة أبيه، فهذا يدل على أنه مات في زمن النبي صلى الله عليه وسلم. قلنا: وهذه الرواية عن ابن معين يعارضها ما في "تاريخه" برواية الدوري حيث قال في ترجمة قبيصة: أبوه روى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثاً، قال: حدثني ذؤيب أبو قبيصة، فذؤيب هذا أبوه.

وتوفي ذؤيب في زمن معاوية.

وقد روي مثل حديث البدن هذا عن ناجية بن جندب الأسلمي الخزاعي، وسيأتي 4/ 334، وناجية هذا قيل في ترجمته أيضاً: إنه كان صاحب بدن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وروي مثله أيضاً عن شهر بن حوشب، قال: حدثني الأنصاري صاحب بدن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وسلف (16609).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، لكن قال ابن معين: إن قتادة لم =

ص: 488

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= يسمع من سنان بن سلمة، وقد روى مسلم هذا الحديث فهو عنده محمول على الاتصال. سعيد: هو ابن أبي عروبة.

وأخرجه ابن خزيمة (2578) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 4/ 33 - 34، والبخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 262، ومسلم (1326)، وابن ماجه (3105)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2307)، وأبو عوانة كما في "إتحاف المهرة" 4/ 257، والطبراني في "الكبير"(4213)، والبيهقي 5/ 243، وابن بشكوال في "غوامض الأسماء المبهمة" ص 93 - 94، وابن الأثير في "أسد الغابة" 2/ 182، والمزي في ترجمة ذؤيب من "تهذيب الكمال" 8/ 523 من طرق عن سعيد بن أبي عروبة، به. وزاد في بعض الطرق عند الطبراني والبيهقي في آخر الحديث:"واقسمها".

وسيأتي بعده برقم (17975).

وأخرجه ابن خزيمة بإثر (2578) من طريق محمد بن إبراهيم بن أبي عدي، عن سعيد بن أبي عروبة، به، لكن قال: عن ابن عباس، أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث مع ذؤيب ببدن. لم يذكر سماع ابن عباس من ذؤيب. قلنا: وقد سلف الحديث كذلك في مسند ابن عباس برقم (1869)، لكن لم يذكر فيه ابن عباس اسم ذؤيب فقال: رجل.

وروي الحديث عن قتادة مرسلاً، وستأتي الإشارة إليه في الحديث الآتي بعده (17975).

وروي عن سنان بن سلمة، عن أبيه سلمة بن المحبق، وسيأتي 5/ 6 - 7، وإسناده ضعيف، فيه عبد الكريم بن أبي المخارق، وهو ضعيف. ومعاذ بن سعوة (تحرف في الطبعة الميمنية إلى معاوية) لم يرو عنه غير ابن أبي المخارق، ولم يوثقه غير ابن حبان، فهو في عداد المجهولين. وصواب هذا الإسناد: سنان بن سلمة، عن ابن عباس، عن ذؤيب كما في حديثنا.

وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (1869).

وعن عمرو بن خارجة، سلف برقم (17666). =

ص: 489

17975 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سِنَانِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ ذُؤَيْبًا أَخْبَرَهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ مَعَهُ بِبَدَنَتَيْنِ، وَأَمَرَهُ " إِنْ عَرَضَ لَهُمَا شَيْءٌ أَوْ عُطِبَتَا (1) أَنْ يَنْحَرَهُمَا، ثُمَّ يَغْمِسَ نِعَالَهُمَا فِي دِمَائِهِمَا، ثُمَّ يَضْرِبَ بِنَعْلِ كُلِّ وَاحِدَةٍ صَفْحَتَهَا، وَيُخْلِيَهَا (2) لِلنَّاسِ (3)، وَلَا يَأْكُلَ مِنْهَا هُوَ وَلَا أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِهِ ".

قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: وَكَانَ يَقُولُهُ مُرْسَلًا (4) - يَعْنِي مَعْمَرًا - عَنْ

= وعن الأنصاري صاحب بدن رسول الله صلى الله عليه وسلم، سلف برقم (16609).

وعن ناجية الخزاعي، سيأتي 4/ 334.

وعن أبي قتادة عند ابن خزيمة (2580)، والطبراني في "الأوسط"(4885)، والبيهقي 5/ 244. قال ابن خزيمة: هذا الحديث مرسل، بين أبي الخليل وأبي قتادة رجل. قلنا: وفي إسناده أيضاً محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وهو ضعيف.

قوله: "يبعث بالبدن"، قال السندي: البدن بضم فسكون، جمع بدنة بفتحتين، أي: يبعث معه بالبدن كما في مسلم.

عطب، كسمع، أي: عجز.

فخشيت عليه، أي: الهلاك.

نعلها، أي: قلادتها.

رفقتك، بضم الراء أو كسرها وسكون الفاء، منعهم عن ذلك لأنه إذا حل لهم الأكل فربما يذبحون بأدنى سبب طمعاً في الأكل.

(1)

في (م): أو عطبة.

(2)

في (م): ويخليهما.

(3)

في (ظ 13) ونسخة في (س): والناس.

(4)

في (م) و (ق): يقول مرسل.

ص: 490

قَتَادَةَ، ثُمَّ كَتَبْتُهُ لَهُ مِنْ كِتَابِ سَعِيدٍ، فَأَعْطَيْتُهُ. فَنَظَرَ، فَقَرَأَهُ، فَقَالَ: نَعَمْ، وَلَكِنِّي أَهَابُ إِذَا لَمْ أَنْظُرْ فِي الْكِتَابِ (1).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(4212)، والبيهقي 5/ 243، والمزي في "تهذيب الكمال" 5/ 524 من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد. وزاد الطبراني والبيهقي: أمر النبي صلى الله عليه وسلم ذؤيباً أن يقسمها.

ورواية معمر المرسلة المذكورة في آخره أخرجها البخاري في "تاريخه" 3/ 262 من طريق عبد الرزاق، به.

وانظر ما قبله.

ص: 491

‌حَدِيثُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ الْأَنْصَارِيِّ

17976 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ غُنْدَرٌ وَيَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَمِّهِ - قَالَ ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ: سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ - قَالَ: رَأَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ مَسْلَمَةَ يُطَارِدُ امْرَأَةً مِنَ الْأَنْصَارِ يُرِيدُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَيْهَا - قَالَ ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ: ُثُبَيْتَةَ (1) ابْنَةَ الضَّحَّاكِ، يُرِيدُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَيْهَا - فَقُلْتُ: أَنْتَ صَاحِبُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَتَفْعَلُ هَذَا؟! قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِذَا أَلْقَى اللهُ فِي قَلْبِ امْرِئٍ خِطْبَةَ امْرَأَةٍ، فَلَا بَأْسَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَيْهَا "(2).

17977 -

حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ، عَنْ عَمِّهِ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ، قَالَ: رَأَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ مَسْلَمَةَ يُطَارِدُ ثُبَيْتَةُ ابْنَةَ الضَّحَّاكِ أُخْتَ أَبِي

(1) أُثبتت في (ظ 13) بدون نقط، وفي هامشها: ثُبَيتَة، وفي (س): بُثَيْنَة، وهي ثبيتة بنت الضحاك أخت أبي جَبيرة وثابت ابني الضحاك، وقيل في اسمها أيضاً: نبيتة، بالنون. وذكرها ابن حجر في "الإصابة" 7/ 549، في القسم الثاني من حرف الثاء من النساء، وهو القسم الخاص بمن ذكروا في الصحابة من الذين ولدوا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم دون سن التمييز.

(2)

إسناده ضعيف لجهالة حال محمد بن سليمان، وهو ابن أبي حَثْمَة، والحجاج بن أرطاة مدلس وقد عنعنه، واختلف فيه عليه، وبيناه فيما سلف برقم (16028)، وانظر ما بعده.

ص: 492

جَبِيرَةَ بْنِ الضَّحَّاكِ وَهِيَ عَلَى إِجَّارٍ لَهُمْ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1).

17978 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ قَالَ: هَلْ سَمِعَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِيهَا (2) شَيْئًا؟ فَقَامَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ فَقَالَ: شَهِدْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقْضِي لَهَا بِالسُّدُسِ. فَقَالَ: هَلْ سَمِعَ ذَلِكَ مَعَكَ أَحَدٌ؟ فَقَامَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ فَقَالَ: شَهِدْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقْضِي لَهَا بِالسُّدُسِ. فَأَعْطَاهَا أَبُو بَكْرٍ السُّدُسَ (3).

(1) إسناده ضعيف. وانظر ما قبله.

قوله: "إجَّار لهم" قال ابن الأثير: الإجَّار بالكسر والتشديد، السطح الذي ليس حواليه ما يرد الساقط عنه، والإنجار بالنون لغة فيه، والجمع الأجاجير والأناجير.

(2)

يعني في ميراث الجدة، كما في الروايات الأخرى للحديث.

(3)

صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، لكن اختلف فيه على الزهري، والصواب أن بينه وبين قبيصة عثمانُ بن إسحاق بن خرشة، وعثمان هذا وثقه ابن معين، وستأتي روايته (17980)، وفيه أيضاً علة أخرى، هي أن قبيصة لم يشهد القصة، فلم يثبت سماعه من أبي بكر، لكنه تابعي كبير، ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وجل روايته عن الصحابة، فلعله سمعه من محمد بن مسلمة أو المغيرة بن شعبة أو صحابي غيرهما، وعلى الرغم من أن ظاهره الإرسال، فقد صححه الترمذي وابن حبان، وقال الحافظ في "التلخيص" 3/ 82: إسناده صحيح لثقة رجاله، إلا أن صورته مرسل. قلنا: وله شواهد تجبره، وتدل على صحته.

والحديث عند عبد الرزاق في "المصنف"(19083)، ومن طريقه أخرجه =

ص: 493

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الطبراني في "الكبير" 19/ (510) و 20/ (1067)، وفي "مسند الشاميين"(2126)، وابن عبد البر في "التمهيد" 11/ 96. وزادوا في آخره: فلما كانت خلافة عمر جاءته الجدة التي تخالفها، فقال عمر: إنما كان القضاء في غيرك، ولكن إذا اجتمعتما فالسدس بينكما، وأيكما خلت به فهو لها.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(6341) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي، عن معمر، بهذا الإسناد.

وأخرجه سعيد بن منصور في "السنن"(80)، وابن أبي شيبة 11/ 320، والنسائي في "الكبرى"(6339) و (6340) و (6342) و (6343) و (6344)، وابن ماجه (2724)، وأبو يعلى (120)، والحاكم في "المستدرك" 4/ 338 من طرق عن الزهري، به. وذكروا قصة عمر بن الخطاب في آخره إلا النسائي والحاكم، وجاء في رواية النسائي (6339) -وهي من طريق صالح بن كيسان- تصريح الزهري بسماعه من قبيصة، قال النسائي كما في "التحفة" 8/ 362: حديث صالح خطأ، لأنه قال: إن قبيصة أخبره، والزهري لم يسمعه من قبيصة.

تنبيه: جاء في رواية النسائي (6342) تعيين الجدة التي جاءت إلى أبي بكر أنها أُم الأُم، والصواب أن الحديث لم يعين من هي الجدة، وقد روى الزهري الحديث على الشك، أُمّ الأم أو أُمّ الأب، ونص في رواية النسائي (6339) بقوله: لا أدري أي الجدتين هي.

وأخرجه الترمذي (2100) من طريق سفيان بن عيينة، حدثنا الزهري، قال مرة: قال قبيصة، وقال مرة: عن رجلٍ عن قبيصة بن ذؤيب. فذكره. وزاد في آخره: ثم جاءت الجدة الأخرى التي تخالفها إلى عمر. قال سفيان: وزادني فيه معمر عن الزهري، ولم أحفظه عن الزهري، ولكن حفظته من معمر، أن عمر قال: إن اجتمعتما فهو لكما، وأيتكما انفردت به فهو لها.

وأخرجه النسائي (6345) من طريق سفيان، قال: سمعت الزهري يحدث عن رجل عن قبيصة، فذكره. =

ص: 494

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وروي عن الزهري بتسمية الرجل الذي بينه وبين قبيصة وهو عثمان بن إسحاق بن خرشة، وسيأتي (17980)، وهذه الرواية هي الصواب كما قال غير واحد.

وأخرجه الدارمي (2939) من طريق الأشعث بن سوار، عن الزهري، قال: جاءت إلى أبي بكر جدة

فذكره، وذكر معه قول عمر في آخره، وهو معضل.

وله شاهد من حديث عبادة بن الصامت، سيأتي 5/ 326 - 327، وراويه عن عبادة مجهول، ولم يسمع منه.

وثان من حديث بريدة الأسلمي، أخرجه أبو داود (2895)، والنسائي (6338)، والدارقطني 4/ 91، والبيهقي 6/ 234 - 235 من طريق أبي المنيب عبيد الله العتكي، عن ابن بريدة، عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل للجدة السدس إذا لم يكن دونها أم. وأبو المنيب العتكي مختلف فيه، قال الترمذي: وحديث قبيصة أحسن.

وثالث من حديث ابن عباس عند ابن ماجه (2725)، والبيهقي 6/ 234، وفيه شريك بن عبد الله النخعي، وليث بن أبي سليم، وهما ضعيفان.

ورابع من حديث معقل بن يسار عند الدارقطني 4/ 91، والبيهقي 6/ 235. قال البيهقي: والمحفوظ حديث معقل في الجد. قلنا: يعني أن حديثه في الجدة خطأ، وسيأتي حديث الجد 5/ 27.

وخامس من حديث ابن مسعود عند الترمذي (2102)، ولفظه: إنها أول جدة أطعمها رسول الله صلى الله عليه وسلم سدساً مع ابنها وابنها حي. قال الترمذي: لا نعرفه مرفوعاً إلا من هذا الوجه، وقد وَرَّث بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الجدة مع ابنها، ولم يورِّثها بعضهم.

وأخرج مالك في "الموطأ" 2/ 513 - 514، وعبد الرزاق (19084)، وسعيد بن منصور (81) و (82)، والدارقطني 4/ 90 - 91، والبيهقي 6/ 235، من طريق القاسم بن محمد بن أبي بكر أنه قال: أتت الجدتان إلى أبي بكر =

ص: 495

17979 -

حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَهْلُ بْنُ أَبِي الصَّلْتِ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: إِنَّ عَلِيًّا بَعَثَ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ، فَجِيءَ بِهِ، فَقَالَ: مَا خَلَّفَكَ عَنْ هَذَا الْأَمْرِ؟ قَالَ: دَفَعَ إِلَيَّ ابْنُ عَمِّكَ - يَعْنِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سَيْفًا، فَقَالَ:" قَاتِلْ بِهِ مَا قُوتِلَ الْعَدُوُّ،، فَإِذَا رَأَيْتَ النَّاسَ يَقْتُلُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، فَاعْمَدْ بِهِ إِلَى صَخْرَةٍ، فَاضْرِبْهُ بِهَا، ثُمَّ الْزَمْ بَيْتَكَ حَتَّى تَأْتِيَكَ مَنِيَّةٌ قَاضِيَةٌ، أَوْ يَدٌ خَاطِئَةٌ " قَالَ: خَلُّوا عَنْهُ (1).

= الصديق، فأراد أن يجعل السدس للتي من قبل الأم، فقال له رجل من الأنصار: أما إنك تترك التي لو ماتت وهو حي كان إياها يرث، فجعل أبو بكر السدس بينهما. وإسناده إلى القاسم بن محمد صحيح. لكن القاسم لم يدرك جده أبا بكر.

(1)

حسن بمجموع طرقه. سهل بن أبي الصلت صدوق، وزيد بن الحباب والحسن البصري ثقتان، لكن الحسن لم يشهد القصة، فإنه لم يثبت سماعه من علي ولا من محمد بن مسلمة.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (523) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 3/ 444، وابن أبي شيبة 15/ 22 من طريق هشام بن حبان، عن الحسن، عن محمد بن مسلمة. وعند ابن سعد: عن الحسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لمحمد. ولم يذكرا قصة علي بن أبي طالب.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(1311) من طريق زيد بن أسلم، عن أبيه، عن محمد بن مسلمة، ورجاله ثقات.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(524) من طريق بعض ولد محمد بن مسلمة، عن =

ص: 496

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= محمد بن مسلمة، وإسناده ضعيف.

وسيأتي (17982) من طريق أبي الأشعث الصنعاني، عن محمد بن مسلمة. وبمجموع هذه الطرق يحسن الحديث.

وقد سلف برقم (16029)، وفيه قصة مطولة، فانظره.

ويشهد له حديث ابن عباس عند الطبراني في "الكبير"(12968)، وإسناده حسن.

وحديث سعد بن زيد الأشهلي عند الطبراني (5424)، والحاكم 3/ 117 - 118، وإسناده حسن في المتابعات.

وقد أخرج أبو داود (4663) من حديث حذيفة بن اليمان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمحمد بن مسلمة: "لا تضرك الفتنة"، ورجاله ثقات، لكنه من رواية محمد بن سيرين عن حذيفة بن اليمان، ولم يثبت سماعه منه.

وأخرج ابن سعد 3/ 444 - 445، وأبو داود (4664) و (4665)، والحاكم 3/ 433 - 434 عن حذيفة أنه قال: إني لأعلم رجلاً لا تضره الفتنة شيئاً، يعني محمد بن مسلمة، وذكر فيه قصة اعتزاله.

وفي باب الأمر باعتزال الفتنة، وكسر السلاح، عن أبي هريرة عند البخاري (3601)، ومسلم (2886)(10) و (12). وقد سلف برقم (7796).

وعن أبي سعيد الخدري عند البخاري (19)، وقد سلف (11032).

وعن حذيفة بن اليمان عند البخاري (3606)، وسيأتي 5/ 386 - 387.

وعن أبي بكرة عند مسلم (2887)(13)، وسيأتي 5/ 48.

وعن نوفل بن معاوية عند البخاري (3602)، ومسلم (2886)(11).

وعن سعد بن أبي وقاص، سلف (1609).

وعن ابن مسعود، سلف (4286).

وعن عبد الله بن عمر، سلف (5708) و (5754).

وعن عبد الله بن عمرو، سلف (6508). =

ص: 497

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وعن كرز الخزاعي، سلف (15919).

وعن خرشة بن الحر، سلف 4/ 106.

وعن أبي موسى الأشعري، وخباب بن الأرت، وأبي ذر الغفاري، وخالد ابن عرفطة، وحذيفة بن اليمان، وأم مالك البهزية، وستأتي أحاديثهم على التوالي 4/ 408 و 5/ 110 و 149 و 292 و 389 و 6/ 419.

وعن عبادة بن الصامت عند الحاكم 4/ 458، وصححه، ووافقه الذهبي.

وعن جندب بن عبد الله بن سفيان عند الطبراني (1724).

وعن سهل بن سعد عند الطبراني (5868) و (5984).

وقد عورضت هذه الأحاديث بأحاديث أخرى تأمر بالمدافعة، إذا ظلم المرء أو أريد ماله أو نفسه بسوء، مثل حديث عبد الله بن عمرو:"من قتل دون ماله فهو شهيد"، وقد سلف برقم (6522)، وذكرنا أحاديث الباب هناك.

قال الحافظ في "الفتح" 13/ 31: "والمراد بالفتنة: ما ينشأ عن الاختلاف في طلب الملك حيث لا يعلم المحق من المبطل".

قال الطبري: اختلف السلف: فحمل ذلك بعضهم على العموم، وهم من قعد عن الدخول في القتال بين المسلمين مطلقاً، كسعد، وابن عمر، ومحمد ابن مسلمة، وأبي بكرة في آخرين. وتمسكوا بالظواهر المذكورة وغيرها.

وقالت طائفة: بل بالتحول عن بلد الفتن أصلاً.

ثم اختلفوا فمنهم من قال: إذا هجم عليه شيء من ذلك يكف يده ولو قتل.

ومنهم من قال: بل يدافع عن نفسه، وعن ماله، وعن أهله، وهو معذور إن قَتَل أو قُتِلَ.

وقال آخرون: إذا بغت طائفة على الإمام فامتنعت من الواجب عليها ونصبت الحرب وجب قتالها. وكذلك لو تحاربت طائفتان وجب على كل قادر الأخذ على يد المخطئ، ونصر المصيب. وهذا قول الجمهور. =

ص: 498

* 17980 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ - يَعْنِي الرَّازِيَّ -، قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ. وَإِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَالِكٌ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ خَرَشَةَ. وَقَالَ إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى: عَنْ عُثْمَانَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ خَرَشَةَ (1).

قَالَ عَبْدُ اللهِ: وحَدَّثَنَا مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ، عَنْ مَالِكٍ مِثْلَهُ، فَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خَرَشَةَ، مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، وَلَمْ يُسْنِدْهُ عَنْ الزُّهْرِيِّ أَحَدٌ إِلَّا مَالِكٌ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ، قَالَ: جَاءَتِ الْجَدَّةُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ تَسْأَلُهُ مِيرَاثَهَا، فَقَالَ: مَا أَعْلَمُ لَكِ فِي كِتَابِ اللهِ شَيْئًا، وَلَا أَعْلَمُ لَكِ

= وفصل آخرون، فقالوا: كل قتال وقع بين طائفتين من المسلمين حيث لا إمام للجماعة فالقتال حينئذ ممنوع، وتنزل الأحاديث التي في هذا الباب وغيره على ذلك. وهو قول الأوزاعي.

قال الطبري: والصواب أن يقال: إن الفتنة أصلها الابتلاء، وإنكار المنكر واجب على كل من قدر عليه، فمن أعان المحق أصاب، ومن أعان المخطئ أخطأ، وإن أشكل الأمر، فهي الحالة التي ورد النهي عن القتال فيها.

وذهب آخرون إلى أن الأحاديث وردت في حق ناس مخصوصين، وأن النهي مخصوص بمن خوطب بذلك.

وقيل: إن أحاديث النهي مخصوصة بآخر الزمان حيث يحصل التحقق أن المقاتلة إنما هي في طلب الملك. وقد وقع في حديث ابن مسعود الذي أشرت إليه: قلت: يا رسول الله، ومتى ذلك؟ قال:"أيام الهرج" قلت: ومتى؟ قال: "حين لا يأمن الرجل جليسه". انتهى.

(1)

في (م): عثمان بن خرشة.

ص: 499

فِي سُنَّةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ شَيْءٍ حَتَّى أَسْأَلَ النَّاسَ. فَسَأَلَ، فَقَالَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَعَلَ لَهَا السُّدُسَ. فَقَالَ: مَنْ يَشْهَدُ مَعَكَ؟ - أَوْ مَنْ يَعْلَمُ مَعَكَ؟ - فَقَامَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ، فَقَالَ: مِثْلَ ذَلِكَ. فَأَنْفَذَهُ لَهَا.

وَقَالَ إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى: هَلْ مَعَكَ غَيْرُكَ (1).

(1) هذا الحديث من رواية مالك عن الزهري، عن عثمان بن إسحاق بن خرشة، عن قبيصة بن ذؤيب. ورواه عن مالك ثلاثة شيوخ، في الإسناد الأول رواه الإمام أحمد عن إسحاق بن سليمان الرازي، عن مالك، وقال في إسناده: عثمان بن خرشة. وفي الإسناد الثاني رواه عن إسحاق بن عيسى ابن الطباع عن مالك، وقال: عثمان بن إسحاق بن خرشة. والإسناد الثالث زاده عبد الله بن أحمد، فرواه عن مصعب الزبيري، عن مالك. وقال: عثمان بن إسحاق بن خرشة من بني عامر بن لؤي.

والحديث صحيح بشواهده، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير عثمان بن إسحاق بن خرشة، فلم يرو عنه غير الزهري، ووثقه ابن معين، وعلى الرغم من توثيق ابن معين قال الذهبي: لا يعرف. وقال. ابن عبد البر في "التمهيد" 11/ 90: لا أعرفه بأكثر من رواية الزهري عنه، لكن ذكره أهل النسب.

وقد اختلف فيه على الزهري، وذكرنا الاختلاف عليه فيما سلف برقم (17978). والصواب رواية حديثنا هذه، قال ذلك الذهلي كما في "التمهيد" 11/ 95، وقال الدارقطني كما في "التلخيص الحبير" 3/ 82: يشبه أن يكون الصواب قول مالك ومن تابعه.

والحديث عند مالك في "الموطأ" 2/ 513. وفيه زيادة في آخره: ثم جاءت الجدة الأخرى إلى عمر بن الخطاب تسأله ميراثها، فقال لها: ما لك في كتاب الله شيء، وما كان القضاء الذي قضي به إلا لغيرك. وما أنا بزائد في =

ص: 500

17981 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ ثَوْرٍ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِذَا قَذَفَ اللهُ فِي قَلْبِ امْرِئٍ خِطْبَةَ امْرَأَةٍ، فَلَا بَأْسَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَيْهَا "(1).

17982 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ مُسْلِمٍ أَبُو عُمَرَ

= الفرائض شيئاً. ولكنه ذلك السدس، فإن اجتمعتما فهو بينكما، وأيتكما خلت به فهو لها.

وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 11/ 91 من طريق مصعب الزبيري، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (2894)، والترمذي (2101)، وابن ماجه (2724)، والنسائي في "الكبرى"(6346)، وابن الجارود في "المنتقى"(959)، وأبو يعلى (119)، وابن حبان (6031)، والطبراني في "الكبير" 19/ (511) و 20/ (1068)، وفي "مسند الشاميين "(2125)، والبيهقي 6/ 234، والبغوي في "شرح السنة"(2221)، والمزي في ترجمة إسحاق بن عثمان من "تهذيب الكمال" 19/ 338 - 339 و 339 - 340 من طرق عن مالك، به. وذكروا قصة عمر بن الخطاب، غير أبي يعلى والمزي 19/ 338 - 339، ورواية أبي يعلى مختصرة. قال الترمذي: وهو أصح من حديث ابن عيينة، يعني الذي رواه عنده (2100) على الشك في إدخال الرجل بين الزهري وقبيصة، وقال البغوي: هذا حديث حسن.

وقوله: لم يسنده عن الزهري أحد إلا مالك، يعني لم يذكره موصولاً بين الزهري وقبيصة إلا مالك، وقد تابع مالكاً عليه أبو أويس، وذكره ابن عبد البر في "التمهيد" 11/ 95، وقال: ولم يجوده.

وانظر (17978).

(1)

إسناده ضعيف لأبهام الرجل من أهل البصرة. وكيع: هو ابن الجراح، وثور: هو ابن يزيد الكلاعي. وانظر (16028).

ص: 501

حَدَّثَنَا أَبُو الْأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيُّ، قَالَ: بَعَثَنَا يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ إِلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ، فَلَمَّا قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ، دَخَلْتُ عَلَى فُلَانٍ - نَسِيَ زِيَادٌ اسْمَهُ (1) - فَقَالَ: إِنَّ النَّاسَ قَدْ صَنَعُوا مَا صَنَعُوا، فَمَا تَرَى؟ فَقَالَ: أَوْصَانِي خَلِيلِي أَبُو الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم: " إِنْ أَدْرَكْتَ شَيْئًا مِنْ هَذِهِ الْفِتَنِ، فَاعْمَدْ إِلَى أُحُدٍ، فَاكْسِرْ بِهِ حَدَّ سَيْفِكَ، ثُمَّ اقْعُدْ فِي بَيْتِكَ " قَالَ: " فَإِنْ دَخَلَ عَلَيْكَ أَحَدٌ إِلَى الْبَيْتِ، فَقُمْ إِلَى الْمَخْدَعِ، فَإِنْ دَخَلَ عَلَيْكَ الْمَخْدَعَ، فَاجْثُ عَلَى رُكْبَتَيْكَ وَقُلْ: بُؤْ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ، فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ، وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ " فَقَدْ كَسَرْتُ حَدَّ سَيْفِي، وَقَعَدْتُ فِي بَيْتِي (2).

(1) المثبت من (ظ 13) و"أطراف المسند" 5/ 262، وفي (م) وباقي النسخ: سَمَّى زياد اسمه.

(2)

إسناده حسن من أجل زياد بن مسلم، ويقال: زياد بن أبي مسلم الصفار، فقد وثقه أحمد وأبو داود، وقال أبو زرعة: لا بأس به، واختلف قول ابن معين فيه فوثقه مرة، وضعفه أخرى، وقال أبو حاتم: شيخ يكتب حديثه، وليس بقوي في الحديث، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق، فيه لين. وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو الأشعث الصنعاني: هو شراحيل بن آده، من صنعاء دمشق. والصحابي الذي نسي زياد اسمه هو: عبد الله بن أبي أوفى، كما جاء مصرحاً به عند البزار، وقال الحافظ في "أطراف المسند" 5/ 263: وسماه جرير بن حازم في روايته عن زياد بن مسلم: محمد بن مسلمة، أخرجه إسحاق في "مسنده" عن وهب، عن أبيه.

قلنا: لم يدرك محمد بن مسلمة أيام يزيد بن معاوية، فقد توفي في أوائل خلافة معاوية، نحو (43 هـ) على أحد الأقوال.

وأخرجه البزار في "مسنده"(3377) من طريق بشر بن محمد بن أبان، =

ص: 502

‌حَدِيثُ عَطِيَّةَ السَّعْدِيِّ

(1)

17983 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " الْيَدُ الْمُعْطِيَةُ خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى "(2).

= عن ابن أبي مسلم، عن أبي الأشعث الصنعاني، قال: بعثني يزيد بن معاوية إلى عبد الله ابن أبي أوفى، فذكر الحديث. قلنا: وإسناده حسن، وعبد الله بن أبي أوفى قد أدرك زمن يزيد بن معاوية، ومات سنة سبع وثمانين.

وانظر ما سلف برقم (17979).

(1)

قال السندي: هو عطية بن عروة، وقيل: ابن عمرو، وقيل: ابن سعد، وقيل: ابن قيس السعدي، قيل: هو من بني سعد بن بكر، وقيل: من بني جشم بن سعد، صحابي معروف، له أحاديث، نزل الشام.

قلنا: ذكر في ترجمة هذا الصحابي أنه كان ممن كلم النبي صلى الله عليه وسلم في سبي هوازن، فإن صح ذلك فهو من بني سعد بن بكر، لأنهم الحي الذي استرضع فيهم النبي صلى الله عليه وسلم، وكلموه بهذه الرضاعة، والله أعلم.

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن في الشواهد. محمد بن عطية بن عروة لم يرو عنه غير ابنه عروة، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، لكنه تابعي كبير، وقد روى هذا الحديث عن أبيه، فمثله يصلح حديثه للمتابعات والشواهد، وباقي رجاله ثقات غير عروة بن محمد، فقد روى عنه جمع، ووثقه ابن حبان، وكان والياً لعمر بن عبد العزيز، معروف بصلاحه، فهو حسن الحديث. وللحديث شواهد بأسانيد صحيحة.

وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 308 عن عبد الله بن =

ص: 503

17984 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنِي أُمَيَّةُ بْنُ شِبْلٍ وَغَيْرُهُ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا اسْتَشَاطَ السُّلْطَانُ، تَسَلَّطَ الشَّيْطَانُ "(1).

= أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وهو في "المصنف" لعبد الرزاق (16406) و (20055)، ومن طريقه أخرجه عبد بن حميد (485)، والبزار (916 - كشف الأستار)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1264)، والطبراني في "المعجم الكبير" 17/ (441)، وفي "الأوسط" (3016). وأكثرهم قال:"اليد المُنطِية"، أي: المعطية.

وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 7/ 430، وابن أبي عاصم (1268)، وابن قانع 2/ 307 - 308، والطبراني 17/ (442)، والحاكم 4/ 327، والبيهقي 4/ 198، وابن عبد البر في "الاستيعاب" 3/ 145 من طريق عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، والطبراني 17/ (447) من طريق عبد الله بن تميم، كلاهما عن عروة، به. وذكر قصة وفد قوم عطية، وفيها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له:"إن اليد المنطية هي العليا، وإن السائلة هي السفلى".

وله شاهد من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب، سلف برقم (4474)، وانظر تتمة شواهده هناك.

(1)

إسناده ضعيف لجهالة حال محمد بن عطية، فلم يرو عنه غير ابنه عروة، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقد تفرد بهذا الحديث، وعروة ولده صدوق، وأمية بن شبل وإبراهيم بن خالد -وهو الصنعاني المؤذن- ثقتان.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (444) عن عبد الله بن أحمد، وعن محمد بن عبد الله الحضرمي، كلاهما عن الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1266) و (1432)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 308، والقضاعي في "مسند الشهاب"(1399) من طريق إبراهيم بن خالد، به. =

ص: 504

17985 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو وَائِلٍ - صَنْعَانِيٌّ مُرَادِيٌّ -، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ عُرْوَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: إِذْ أُدْخِلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ، فَكَلَّمَهُ بِكَلَامٍ أَغْضَبَهُ، قَالَ: فَلَمَّا أَنْ غَضِبَ قَامَ، ثُمَّ عَادَ إِلَيْنَا وَقَدْ تَوَضَّأَ، فَقَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَطِيَّةَ - وَقَدْ كَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ الْغَضَبَ مِنَ الشَّيْطَانِ، وَإِنَّ الشَّيْطَانَ خُلِقَ مِنَ النَّارِ، وَإِنَّمَا تُطْفَأُ النَّارُ بِالْمَاءِ، فَإِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَتَوَضَّأْ "(1).

= قال السندي: "إذا استشاط السلطان"، أي: إذا تلهب وتحرق من شدة الغضب، وصار كأنه نار تلتهب، تسلط عليه الشيطان، فأغراه بالإيقاع بمن غضب عليه، من "شاط يَشيط" إذا كان يحترق. كذا في "المجمع" قلت (القائل السندي): والمقصود أنه لا ينبغي للسلطان أن يعتاد الغضب، بل ينبغي له الصبر وضبط النفس وقطع عادة الغضب عنه، أو أنه لا ينبغي للناس أن يغضبوا السلاطين مهما أمكن، بل ينبغي لهم مراعاتهم والمداراة معهم.

وقال المناوي في "فيض القدير" 1/ 275: ولهذا شرع حبس المجرم حتى ينظر في جرمه ويكرر النظر، فقد قال بعض المجتهدين: ينبغي للسلطان تأخير العقوبة حتى ينقضي سلطان غضبه، وتعجيل مكافأة المحسن، ففي تأخير العقاب إمكان العفو، وفي تعجيل المكافأة بالإحسان المسارعة للطاعة.

(1)

إسناده ضعيف. أبو وائل الصنعاني المرادي هو القاص، وذكر بعضهم أنه عبد الله بن بحير بن رَيْسان، وهو كذلك في "التهذيب"، والراجح أنهما اثنان، فقد فرق بينهما ابن حبان في "المجروحين" 2/ 24 - 25، والخطيب في "تلخيص المتشابه" 1/ 193، وابن ناصر الدين في "توضيح المشتبه" 100/ 350 و 353. وأبو وائل هذا قيل في اسمه: عبد الله بن بحير أيضاً، وهو غير ابن ريسان، وذكره أبو أحمد الحاكم في كتابه "الكنى" فيمن عرف بكنيته =

ص: 505

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= ولا يوقف على اسمه. وهو ضعيف. وإبراهيم بن خالد: هو الصنعاني المؤذن، وهو ثقة، وعروة بن محمد صدوق، وأبوه محمد مجهول، وقد انفرد بهذا الحديث.

وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 307، والطبراني في "الكبير" 17/ (443)، وابن حبان في "المجروحين" 2/ 25، والبغوي في "شرح السنة"(3583)، والمزي في ترجمة عروة بن محمد من "تهذيب الكمال" 20/ 34 - 35 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/ 8، وأبو داود (4784)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1267) و (1431)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(8291)، والمزي في "تهذيب الكمال" 20/ 34 - 35 من طريق إبراهيم بن خالد، به. ورواية ابن أبي عاصم (1267):"الغضب جمرة من نار".

وله شاهد لا يفرح به من حديث معاوية بن أبي سفيان عند أبي نعيم في "الحلية" 2/ 130، وفيه ياسين بن معاذ الزيات، وهو ضعيف، وتحرف في مطبوع "الحلية" ياسين عن عبد الله، إلى: ياسين بن عبد الله، وفيه الأمر بالاغتسال بدل الوضوء.

ولقوله: "الغضب من الشيطان" شاهد من حديث سليمان بن صرد عند البخاري (3282)، ومسلم (2610)، وسيأتي 6/ 394، ولفظه: استب رجلان عبد النبي صلى الله عليه وسلم، فجعل أحدهما تحمر عيناه، وتنتفخ أوداجه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إني لأعرف كلمة لو قالها لذهب عنه الذي يجد: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم" فقال الرجل: وهل ترى بي من جنون؟ وأخرجه الحاكم في "المستدرك" 2/ 441، وعنه البيهقي في "شعب الإيمان"(8283)، وزاد في آخره: فتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم".

وقد سلف من حديث أبي سعيد الخدري في مسنده برقم (11143) قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ألا إن الغضب جمرة توقد في جوف ابن آدم". وإسناده ضعيف.

ص: 506

‌تَمَامُ حَدِيثِ أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ

(1)

17986 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عِكْرِمَةُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ (2) الْأَنْصَارِيِّ ثُمَّ أَحَدِ بَنِي حَارِثَةَ: أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ كَانَ عَامِلًا عَلَى الْيَمَامَةِ، وَأَنَّ مَرْوَانَ كَتَبَ إِلَيْهِ: أَنَّ مُعَاوِيَةَ كَتَبَ إِلَيْهِ: أَيُّمَا رَجُلٍ سُرِقَ مِنْهُ سَرِقَةٌ، فَهُوَ أَحَقُّ بِهَا بِالثَّمَنِ حَيْثُ وَجَدَهَا. قَالَ: فَكَتَبْتُ (3) إِلَى مَرْوَانَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَضَى: أَنَّهُ إِذَا

(1) سيأتي حديث أسيد بن حضير في مسند الكوفيين 4/ 351 (ميمنية)، ونذكر ترجمته هناك.

(2)

كذا وقع في هذه الرواية: أسيد بن حضير، وهو خطأ، صوابه: أسيد ابن ظهير. والخطأ فيه من ابن جريج، قال الإمام أحمد: هو في كتابه -يعني ابن جريج-: أسيد بن ظهير، ولكن كذا حدثهم بالبصرة. ذكره عنه أبو داود قي "المراسيل" ضمن الحديث (192).

قلنا: ويدل على خطئه هنا قوله: من بني حارثة، وبنو حارثة من الخزرج، ومنهم أُسيد بن ظهير، أما أسيد بن حضير فهو من بني عبد الأشهل من الأوس. ويدل كذلك على خطئه أن أسيد بن حضير مات زمن عمر رضي الله عنه، ولم يدرك خلافة معاوية. وقد نبه على خطأ هذه الرواية المزي في "التحفة" 1/ 72، وابن حجر في "إتحاف المهرة" 1/ 370.

وأسيد بن ظهير: هو ابن رافع بن عدي الخزرجي الأنصاري، له صحبة، وكان من المستصغرين يوم أحد، وشهد الخندق، وكان أبوه ظهير بن رافع من أهل بيعة العقبة. "طبقات ابن سعد" 4/ 369.

(3)

المثبت من (م) و (س)، وفي (ظ 13) وهامش (س): فكتب، وفي (ق): فكتب إليه، وهو خطأ.

ص: 507

كَانَ الَّذِي ابْتَاعَهَا مِنَ الَّذِي سَرَقَهَا غَيْرَ مُتَّهَمٍ، خُيِّرَ سَيِّدُهَا، فَإِنْ شَاءَ أَخَذَ الَّذِي سُرِقَ مِنْهُ بِالثَّمَنِ، وَإِنْ شَاءَ اتَّبَعَ سَارِقَهُ. قَالَ: وَقَضَى بِذَلِكَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُمْ (1).

(1) إسناده صحيح، لكنه من مسند أسيد بن ظهير، وجاءت هذه الرواية خطأ: ابن حضير، وقد ذكر المزي في "التحفة" 1/ 72 أن رواية روح بن عبادة جاءت على الصواب: أسيد بن ظهير، والذي في نسخنا: ابن حضير. وأسيد ابن ظهير قد روى له أصحاب السنن. وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. ابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز، وعكرمة: هو ابن خالد ابن العاص المخزومي.

وأخرجه أبو داود في "المراسيل"(192)، والنسائي 7/ 312 - 313، من طريق حماد بن مسعدة، والحاكم 2/ 35 - 36 من طريق حجاج بن محمد، كلاهما عن ابن جريج، بهذا الإسناد. وزاد أبو داود والحاكم في آخر القصة: قال: فكتب مروان إلى معاوية بكتابي، فكتب معاوية إلى مروان: إنك لست أنت ولا أسيد تقضيان علي فيما وليت، ولكني أقضي عليكما، فانْفُذْ لما أمرتُك به، وبعث مروان بكتاب معاوية إلي، فقال أسيد: قضى بذلك النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر، والله لا أقضي بغير ذلك أبداً. ورواية النسائي مختصرة.

وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 41 من طريق سفيان بن حبيب، عن ابن جريج، به. لكن جعله من مسند أسيد بن ظهير على الصواب، ولم يذكر القصة.

وأخرجه أبو نعيم الأصبهاني في "معرفة الصحابة" 2/ 265 من طريق أبي مسعود أحمد بن الفرات الرازي، عن حماد بن مسعدة، عن ابن جريج، به. ولم ينسب أسيداً، وقال أبو نعيم: أخرج أبو مسعود هذا الحديث في "مسنده" في ترجمة أسيد بن ظهير.

وسيأتي برقم (17987) على الصواب من مسند أسيد بن ظهير، وبرقم (17988) من مسند أسيد بن حضير. =

ص: 508

17987 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: سَأَلْتُ عَطَاءً، فَذَكَرَ مِثْلَهُ. قَالَ: سَمِعْنَا (1) أَنَّهُ يُقَالُ: خُذْ مَالَكَ حَيْثُ وَجَدْتَهُ (2).

وَلَقَدْ أَخْبَرَنِي (3) عِكْرِمَةُ بْنُ خَالِدٍ: أَنَّ أُسَيْدَ بْنَ ظُهَيرٍ (4)

= وفي الباب عن سمرة بن جندب بلفظ: "إذا سرق من الرجل متاع، أو ضاع له متاع، فوجده بيد رجل بعينه، فهو أحق به، ويرجع المشتري على البائع بالثمن". وعنه أيضاً بلفظ: "المرء أحق بعين ماله حيث عرفه، ويتبع البيع بيعه". وسيأتيان 5/ 13.

قال السندي: قوله: "إذا كان الذي ابتاعها"، أي: اشتراها.

قوله: "غير متهم" بالنصب، خبر كان، أي: يكون أميناً مصدقاً في دعوى الشراء، وقد جاء خلافه أيضاً -يعني حديث سمرة-، لكن إن ثبت أن الخلفاء قضوا بهذا، فينبغي أن يكون العمل به أرجح، إلا أن العلماء أخذوا بخلافه، وهو أن المالك أحق بمتاعه، فيأخذه ممن اشترى من السارق، كما يأخذه من السارق من غير شيء. والله تعالى أعلم.

(1)

في (م): سمعت.

(2)

هذا الأثر عن عطاء بن أبي رباح إسناده صحيح. وهو عند عبد الرزاق في "المصنف"(18828)، ولفظه بتمامه: عن ابن جريج قال: قلت لعطاء: سرق رجل مالي، فوجدته قد باعه، قال: فخذه حيث وجدته، قلت: وائتمنتُه عليه، فخانه فباعه، قال: خذه حيث وجدته، سبحان الله! ما هو إلا مالك، قلت: فاستعارنيه فباعه، قال: وكذلك فخذه، قال: قلت: فسرق رجل عبداً لي، فمهره امرأةً وأصابها، قال: سمعنا أنه يقال: خذ مالك حيث وجدته، فخذ عبدك منها.

(3)

القائل هو: ابن جريج.

(4)

المثبت من (ظ 13)، وهو الموافق لما في "مصنف" عبد الرزاق (18829)، وذكر الحافظ المزي في "التحفة" 1/ 72، وابن حجر في "الإتحاف" 1/ 370 =

ص: 509

الْأَنْصَارِيَّ، ثُمَّ أَحَدَ بَنِي حَارِثَةَ، أَخْبَرَهُ: أَنَّهُ كَانَ عَامِلًا عَلَى الْيَمَامَةِ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (1).

17988 -

حَدَّثَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عِكْرِمَةُ بْنُ خَالِدٍ، أَنَّ أُسَيْدَ بْنَ حُضَيْرِ بْنِ سِمَاكٍ حَدَّثَهُ، قَالَ: كَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَى مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ: إِذَا سُرِقَ الرَّجُلُ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (2).

= أن عبد الرزاق روى الحديث على الصواب: ابن ظهير. وأما في (م) وباقي النسخ عدا (ظ 13) و"أطراف" ابن حجر فهو: ابن حضير. وهو خطأ.

(1)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه أسيد بن ظهير، فقد روى له أصحاب السنن.

وهو عند عبد الرزاق في "المصنف"(18829)، ومن طريقه أخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" كما في "أطراف المسند" 1/ 261 و"إتحاف المهرة" 1/ 370، والنسائي 7/ 333، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" 2/ 263 - 264، والضياء في "المختارة"(1475). وتحرف في مطبوع النسائي أسيد بن ظهير إلى أسيد بن حضير. وصوبناه من "التحفة"، ومن "المختارة" للضياء المقدسي، فقد أخرجه من طريقه.

وانظر ما قبله.

(2)

إسناده قوي، لكن صحابيه هو أسيد بن ظهير بن رافع الخزرجي، وقوله هنا: أسيد بن حضير بن سماك خطأ من ابن جريج كما أسلفنا، وباقي رجال الحديث ثقات غير هوذة بن خليفة، فهو صدوق لا بأس به.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(555)، والحاكم 2/ 35 - 36، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" 2/ 264، والضياء المقدسي في "المختارة"(1461) من طريق هوذة بن خليفة، بهذا الإسناد.

وانظر (17986).

ص: 510

‌حَدِيثُ مُجَمِّعِ بْنِ جَارِيَةَ

17989 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عبد اللهِ (1) بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ مُجَمِّعِ بْنِ جَارِيَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " يَقْتُلُ ابْنُ مَرْيَمَ الدَّجَّالَ بِبَابِ لُدٍّ " أَوْ " إِلَى جَانِبِ لُدٍّ "(2).

(1) المثبت من (ظ 13)، وهو الموافق لما في الموضع السالف برقم (15469)، و"مصنف" عبد الرزاق، وفي (م) وباقي النسخ عدا (ظ 13): عبيد الله.

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عبد الله بن عبد الله بن ثعلبة. وهو مكرر (15469)، وقد جاء اسم التابعي فيه هناك: عبد الله بن يزيد، وجاء في حديثنا هنا: عبد الله بن زيد، وهو في "مصنف" عبد الرزاق (20835): عبد الله بن زيد، وكلا الاسمين خطأ، والصواب أن اسم الراوي: عبد الرحمن بن يزيد كما حققناه في الموضع السالف.

وله شاهد من حديث النواس بن سمعان عند مسلم (2937)(110)، وسيأتي برقم (17629).

وشاهد ثان من حديث عائشة، سيأتي 6/ 75.

وجاء في حديث سفينة مولى النبي صلى الله عليه وسلم عن الدجال، وسيأتي 5/ 221:"يهلكه الله عند عقبة أَفِيق". وبنحوه جاء من حديث عثمان بن أبي العاص السالف برقم (17902).

ص: 511

‌حَدِيثُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ الْأَشْعَرِيِّ

(1)

17990 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي حُسَيْنٍ الْمَكِّيُّ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" مَنْ قَالَ قَبْلَ أَنْ يَنْصَرِفَ وَيَثْنِيَ رِجْلَهُ مِنْ صَلَاةِ الْمَغْرِبِ وَالصُّبْحِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ، يُحْيِي وَيُمِيتُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ عَشْرَ مَرَّاتٍ، كُتِبَ لَهُ بِكُلِّ وَاحِدَةٍ عَشْرُ حَسَنَاتٍ، وَمُحِيَتْ عَنْهُ عَشْرُ سَيِّئَاتٍ، وَرُفِعَ لَهُ عَشْرُ دَرَجَاتٍ، وَكَانَتْ حِرْزًا مِنْ كُلِّ مَكْرُوهٍ، وَحِرْزًا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، وَلَمْ يَحِلَّ لِذَنْبٍ يُدْرِكُهُ إِلَّا الشِّرْكَ، وَكَانَ مِنْ أَفْضَلِ النَّاسِ عَمَلًا، إِلَّا رَجُلًا يَفْضُلُهُ يَقُولُ أَفْضَلَ مِمَّا قَالَ "(2).

(1) عبد الرحمن بن غَنْم الأشعري، قيل: له صحبة، وكان ممن وفد على النبي صلى الله عليه وسلم في سفينة الأشعريين. ولم يثبت له سماع من النبي صلى الله عليه وسلم، فحديثه عنه مرسل، وقال الذهبي في "السير" 4/ 45: روى له أحمد في "مسنده" أحاديث، لكنها مرسلة. وكان إماماً فقيهاً صالحاً مقدماً عند الناس. توفي سنة 78 هـ.

(2)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لإرساله، ولضعف شهر بن حوشب، وقد اضطرب في إسناده ومتنه كما سنبينه، وصوّب الدارقطني في "العلل" 6/ 248 هذه الرواية المرسلة. روح: هو ابن عبادة، وهمام: هو ابن يحيى العوذي.

وأخرجه ابن حجر في "نتائج الأفكار" 2/ 305 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. =

ص: 512

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه بنحوه عبد الرزاق في "المصنف"(3192) من طريق إسماعيل بن عياش، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين، عن شهر، به، وقرن بابن أبي حسين ليث بن سعد.

وروي بذكر أبي ذر رضي الله عنه بعد عبد الرحمن بن غنم، أخرجه الترمذي (3474)، والبزار في "مسنده"(4050)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(127)، والدارقطني في "العلل" 6/ 248 - 249، والخطيب في "تاريخه" 14/ 34، وابن حجر في "نتائج الأفكار" 2/ 304 - 305 من طريق زيد ابن أبي أنيسة، عن ابن أبي حسين، عن شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن بن غنم، عن أبي ذر الغفاري. وليس في إسناد الترمذي ابن أبي حسين، وقال: حسن غريب صحيح، قال الحافظ في "نتائج الأفكار": وفي بعض نسخ الترمذي: حسن غريب. وصوب المزي في "التحفة" 9/ 178 رواية النسائي التي فيها ذِكْر ابن أبي حسين على رواية الترمذي. وزاد فيه البزار والنسائي: "وكان له بكل واحدة قالها عتق رقبة". وزاد الخطيب: "وكان له بكل واحدة عتق رقبة من النار".

وروي بذكر معاذ بن جبل بعد عبد الرحمن بن غنم، أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(126)، والطبراني في "المعجم الكبير" 20/ (119)، وفي "الدعاء"(706)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(140)، والدارقطني في "العلل" 6/ 46، والمزي في ترجمة حصين بن منصور من "تهذيب الكمال" 6/ 544، وابن حجر في "نتائج الأفكار" 2/ 306 من طريق حصين بن منصور، وقرن به الطبراني وابن حجر عبد الله بن زياد المدني، وأخرجه الطبراني في "الدعاء"(706) من طريق زيد بن أبي أنيسة، ثلاثتهم عن ابن أبي حسين، عن شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن بن غنم، عن معاذ. وفي رواية النسائي وابن السني:"في صلاة العصر"، بدل:"صلاة المغرب". وزادوا جميعاً فيه: "وكن له عدل عشر نسمات". وحصين بن منصور مجهول، واختلف في اسمه، والمحفوظ فيه حصين بن منصور كما قال ابن حجر، ومتابعه عبد الله بن زياد =

ص: 513

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= المدني متروك. وأما زيد بن أبي أنيسة فهو ثقة، لكن روي عنه من حديث أبي ذر كما سلف.

وروي بذكر أبي هريرة بعد عبد الرحمن بن غنم، أخرجه الطبراني في "الدعاء"(705) من طريق محمد بن جحادة، عن ابن أبي حسين، عن شهر، عن عبد الرحمن بن غنم، عن أبي هريرة. وراويه عن محمد بن جحادة هو عبد العزيز بن الحصين، وهو ضعيف.

وروي عن شهر بن حوشب، عن أبي أمامة دون ذكر عبد الرحمن بن غنم. ذكر ذلك الدارقطني في "العلل" 6/ 45، وقال: ذكر ذلك عن إسماعيل ابن أبي خالد، عن ابن أبي حسين. وعزاه ابن حجر في "نتائج الأفكار" 2/ 306 إلى جعفر الفريابي في "الذكر"، لكن قال: إسماعيل بن عياش، بدل: إسماعيل بن أبي خالد.

وقد رواه عبد الحميد بن بهرام، عن شهر بن حوشب، عن أم سلمة، لم يذكر عبد الرحمن بن غنم. وسيأتي 6/ 298، ولفظه: عن شهر قال: سمعت أم سلمة تحدث، زعمت أن فاطمة جاءت إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم تشتكي إليه الخدمة، فقالت: يا رسول الله، والله لقد مَجِلتْ يدي من الرَّحى، أطحن مرةً وأعجن مرة، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن يرزقك الله شيئاً يأتك، وسأدلك على خير من ذلك: إذا لزمت مضجعك فسبحي الله ثلاثاً وثلاثين، وكبِّري ثلاثاً وثلاثين، واحمدي أربعاً وثلاثين، فذلك مئة، فهو خير لك من الخادم، وإذا صليت صلاة الصبح فقولي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له

وذكر نحو الحديث.

قال الدارقطني في "العلل" 6/ 248: ويشبه أن يكون الاضطراب فيه من شهر، والله أعلم، والصحيح عن ابن أبي حسين المرسل: ابن غنم عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري (3293)، ومسلم (2691)، وقد سلف برقم (8008)، ولفظه:"من قال في يوم مئة مرة"، ولم يعين الوقت أنه دبر الصلاة.

وعن المغيرة بن شعبة عند البخاري (6330)، ومسلم (593)، وسيأتي =

ص: 514

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= 4/ 250. وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا فرغ من الصلاة وسلَّم، قال: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، اللّهم لا مانع لما أعطيت .. إلخ".

وعن أبي أيوب الأنصاري عند البخاري (6404)، ومسلم (2693)، وسيأتي 5/ 414 - 515، وفي رواية البخاري:"عشر مرات"، وفي رواية عند النسائي في "عمل اليوم والليلة"(112) عيَّن الوقت أنه دبر صلاة الغداة.

وعن ابن الزبير عند مسلم (594)، وقد سلف برقم (16105)، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول ذلك بعد صلاته، دون تعيين الوقت.

وعن ابن مسعود عند مسلم (2723)، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول ذلك إذا أمسى، دون تعيين الوقت أنه دبر الصلاة.

وعن عبد الله بن عمرو، وقد سلف برقم (6740)، ولفظه:"مئتي مرة في يوم".

وعن أبي عياش الزرقي، وقد سلف برقم (16583)، ولفظه:"من قال إذا أصبح" دون تعيين دبر الصلاة، ودون ذكر العدد.

وعن البراء بن عازب، وسيأتي 4/ 285. ولم يعيِّن فيه الوقت.

وعن أبي أمامة عند الطبراني في "الكبير"(8075)، و"الأوسط"(7196). وإسناده ضعيف، وقال:"مئة مرة".

قوله: "قبل أن ينصرف ويثني رجله" قال السندي: أي: يقول وهو على الهيئة التي عليها تشهَّد في الصلاة.

"ولم يحل لذنب يدركه" الحل كناية عن الإمكان، وقوله:"يدركه" بتأويل: أن يُدرِكَه، فاعل لم يحل، أي: لم يمكن لذنب أن يدركه -وهو أن يرتكبه- ثم لا يغفر له، أي: كل ما فعل من ذنب يغفر له إلا أن يرتكب الشرك فإنه لا يغفر له، لقوله تعالى:{إن الله لا يغفر أن يشرك به .. } الآية [النساء: 48 و 116].

"يفضله" بأن يأتي من هذا الذكر بأكثر مما أتى به بهذا القدر، ويضم إليه =

ص: 515

17991 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الحَمِيدِ (1)، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْعُتُلِّ الزَّنِيمِ، فَقَالَ:" هُوَ الشَّدِيدُ الْخَلْقِ الْمُصَحَّحُ، الْأَكُولُ الشَّرُوبُ، الْوَاجِدُ لِلطَّعَامِ وَالشَّرَابِ، الظَّلُومُ لِلنَّاسِ، رَحِيبُ (2) الْجَوْفِ "(3).

17992 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الحَمِيدِ بْنُ بَهْرَامٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ سِبْطًا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ هَلَكَ، لَا يُدْرَى أَيْنَ مَهْلِكُهُ، وَأَنَا أَخَافُ أَنْ

= أذكاراً أُخرَ وأعمالاً أُخرَ من أعمال البر. والله تعالى أعلم.

(1)

في (م): عبد الرحمن، وهو خطأ.

(2)

في (م): رحب.

(3)

إسناده ضعيف لضعف شهر بن حوشب، ورواية عبد الرحمن بن غنم عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلة. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وعبد الحميد: هو ابن بهرام. وهما ثقتان. وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 3/ 488 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن عساكر في "تاريخه" 41/ 299 من طريق محمد بن بكار، عن عبد الحميد بن بهرام، به.

وأورده السيوطي في "الدر المنثور" وزاد نسبته لعبد بن حميد وابن أبي حاتم وابن مردويه.

وله شاهد من حديث زيد بن أسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم عند عبد الرزاق في "تفسيره" 2/ 308، والطبري 29/ 24. وهو مرسل أو معضل.

وانظر ما سيأتي برقم (17993) و (17998).

ص: 516

تَكُونَ هَذِهِ الضِّبَابُ " (1).

17993 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ الْجَوَّاظُ وَالْجَعْظَرِيُّ وَالْعُتُلُّ الزَّنِيمُ "(2) ".

قَالَ (3): هُوَ سَقَطَ مِنْ كِتَابِ أَبِي.

17994 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَهْرَامٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب ولإرساله.

ويشهد له حديث أبي سعيد الخدري السالف برقم (11013)، وانظر تتمة شواهده هناك.

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب. ورواية عبد الرحمن بن غنم عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلة.

وأورده السيوطي في "الدر المنثور" 8/ 247 - 248، وزاد نسبته لعبد بن حميد وابن أبي حاتم وابن مردويه.

وقد روي نحوه عن شهر بن حوشب عن ابن عباس موقوفاً عليه. أورده السيوطي في "الدر المنثور" 8/ 247، وعزاه لعبد بن حميد.

ويشهد له حديث عبد الله بن عمرو بن العاص السالف برقم (6580)، وانظر تتمة شواهده هناك.

وقوله: "الجواظ والجعظري" سلف معناهما عند حديث عبد الله بن عمرو. وأما "العتل": فهو الغليظ الفاجر اللئيم، وأما "الزنيم" فقيل: هو ابن الزنى، وقيل: هو المعروف بالشر والأذى، والمقصود هنا الغلظة والشدة واللؤم. وانظر في معناهما الحديث السالف (17991).

(3)

القائل هو عبد الله بن أحمد بن حنبل، وقوله: هو، يعني هذا الحديث.

ص: 517

حَوْشَبٍ، عَنِ ابْنِ غَنْمٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ: " لَوِ اجْتَمَعْتُمَا فِي مَشُورَةٍ مَا خَالَفْتُكُمَا "(1).

17995 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَهْرَامٍ، قَالَ: سَمِعْتُ شَهْرَ بْنَ حَوْشَبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ غَنْمٍ: أَنَّ الدَّارِيَّ كَانَ يُهْدِي لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم كُلَّ عَامٍ رَاوِيَةً مِنْ خَمْرٍ، فَلَمَّا كَانَ عَامَ حُرِّمَتْ، فَجَاءَ بِرَاوِيَةٍ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِ ضَحِكَ (2)، قَالَ:" هَلْ شَعَرْتَ أَنَّهَا قَدْ حُرِّمَتْ بَعْدَكَ؟ " قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفَلَا أَبِيعُهَا فَأَنْتَفِعَ بِثَمَنِهَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَعَنَ اللهُ الْيَهُودَ، لَعَنَ اللهُ الْيَهُودَ، لَعَنَ اللهُ

(1) إسناده ضعيف لضعف شهر بن حوشب، وحديث عبد الرحمن بن غنم عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل.

وله شاهد لا يفرح به من حديث البراء بن عازب عند الطبراني في "الأوسط"(7295)، قال الهيثمي في "المجمع" 8/ 52: وفيه حبيب بن أبي حبيب كاتب مالك، وهو متروك.

وروي هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في قصة افتداء الأسارى يوم بدر، أخرجه الطبراني في "الكبير"(12244)، وفي "الأوسط"(5658) من حديث ابن عباس، وفي إسناده رباح بن أبي معروف المكي، وليس بذاك القوي، ورواية مسلم له متابعة. وقد صح حديث افتداء أسارى بدر عن ابن عباس عن عمر بن الخطاب، سلف برقم (208)، ولم يذكر فيه هذا القول عن النبي صلى الله عليه وسلم.

قال السندي: يدل على أن اجتماع الأخيار له تأثير في معرفة أن ما اجتمعوا عليه هو الصواب.

(2)

في (م): فلما نظر إليه نبي الله صلى الله عليه وسلم ضحك.

ص: 518

الْيَهُودَ (1)، انْطَلَقُوا إِلَى مَا حُرِّمَ عَلَيْهِمْ مِنْ شُحُومِ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ فَأَذَابُوهُ، فَجَعَلُوهُ ثَمَنًا لَهُ، فَبَاعُوا بِهِ مَا يَأْكُلُونَ، وَإِنَّ الْخَمْرَ حَرَامٌ، وَثَمَنَهَا حَرَامٌ، وَإِنَّ الْخَمْرَ حَرَامٌ، وَثَمَنَهَا حَرَامٌ، وَإِنَّ الْخَمْرَ حَرَامٌ وَثَمَنَهَا حَرَامٌ (2) " (3).

(1) قوله: "لعن الله اليهود" جاء في (م) مرة واحدة.

(2)

قوله: "وأن الخمر حرام وثمنها حرام" جاء في (ظ 13) مرة واحدة.

(3)

صحيح لغيره دون قوله: أن الداري كان يهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم راوية خمر، فهي منكرة، وهذا إسناد ضعيف، رواية عبد الرحمن بن غنم عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلة، وشهر بن حوشب ضعيف، وقد تفرد بتسمية الرجل: الداري، وبذكر أنه كانت تهدى للنبي صلى الله عليه وسلم راوية خمر كل سنة. وانظر ما بعده.

وقد روي الحديث عن شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن بن غنم، عن تميم بن أوس الداري، أخرجه ابن قانع 1/ 110، والطبراني في "الكبير"(1275) من طريق أبي بكر عبد الكبير بن عبد المجيد الحنفي، عن عبد الحميد بن جعفر، عن شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن بن غنم، عن تميم الداري: أنه كان يُهدى للنبي صلى الله عليه وسلم كل سنة راوية خمر

فذكره. وهذا الإسناد

ضعيف أيضاً لضعف شهر بن حوشب.

وقد روي الحديث من طريق آخر عن تميم الداري، ولا يصح، أخرجه بنحوه ابن قانع 1/ 110، والطبراني في "الأوسط"(4167) من طريق أشعث ابن سوار، عن إسماعيل السدي، عن أبي هبيرة يحيى بن عباد بن شيبان، عن تميم الداري. وتحرف الإسناد في مطبوع "معجم الصحابة" لابن قانع إلى: الشعبي عن أبي هريرة! بدل: السدي عن أبي هبيرة، وهذا الإسناد ضعيف لضعف أشعث بن سوار، وقد أخطأ فيه، وصوابه: عن السدي، عن أبي هبيرة، عن أنس. وقد سلف في مسنده برقم (12189).

وله شاهد من حديث ابن عباس عند أحمد (2041)، ومسلم (1579)، قال: كان لرسول الله صديق من ثقيف أو من دوس، فلقيه بمكة عام الفتح =

ص: 519

17996 -

حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَهْرٌ، عَنِ ابْنِ غَنْمٍ: أَنَّ الدَّارِيَّ كَانَ يُهْدِي لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ:" فَأَذَابُوهُ وَجَعَلُوهُ إِهَالَةً، فَبَاعُوا بِهِ مَا يَأْكُلُونَ "(1).

17997 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ شَهْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ تَحَلَّى أَوْ حَلَّى بِخَرْبَصِيصَةٍ مِنْ ذَهَبٍ، كُوِيَ بِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ "(2).

= براوية خمر يهديها إليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا فلان أما علمت أن الله حرمها

إلخ.

وشاهد ثان من حديث كيسان بنحو حديث ابن عباس، سيأتي 4/ 335.

وقصة اليهود لها شاهد من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، سلف برقم (6997)، وانظر تتمة شواهدها هناك.

قوله: "فباعوا به"، أي: فاشتروا به، من إطلاق البيع على الشراء.

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وانظر ما قبله.

(2)

إسناده ضعيف، حديث عبد الرحمن بن غنم عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل، وشهر بن حوشب ضعيف، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث، وهشام: هو ابن أبي عبد الله الدَّستُوائي، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي.

وقد روي هذا الحديث عن شهر بن حوشب، عن أسماء بنت يزيد، وسيأتي 6/ 459 - 460 مطولاً، وفيه قصة.

وانظر حديث أبي هريرة السالف برقم (8416).

قوله: "أو حَلَّى" قال السندي: أي: أولادَه ومماليكَه. =

ص: 520

17998 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ (1)، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم:" خِيَارُ عِبَادِ اللهِ الَّذِينَ إِذَا رُؤُوا، ذُكِرَ اللهُ، وَشِرَارُ عِبَادِ اللهِ الْمَشَّاؤُونَ بِالنَّمِيمَةِ، الْمُفَرِّقُونَ بَيْنَ الْأَحِبَّةِ، الْبَاغُونَ الْبُرَآءَ الْعَنَتَ "(2).

= "بخربصيصة"، ضبط بفتح معجمة، وسكون راء، وفتح موحدة، وكسر صاد مهملة، بعدها تحتية ساكنة: وهي ما يرى في الرمل ويظهر له لمعان كأنه ذهب، والمراد القلة.

قلنا: وقد روي عن الإمام أحمد أنه فسر الخربصيصة بأنها شيء صغير مثل الشُّعَيرة. انظر "المغني" 4/ 227، و"تهذيب سنن أبي داود" لابن القيم 6/ 128.

(1)

في (ظ 13): حبيبة، وكانت كذلك في (س)، ثم صوبت فيها: حسين، وليس في الرواة عن شهر من يسمى ابن أبي حبيبة، فهو خطأ قديم، وقد وقع هذا الخطأ في بعض نسخ "أطراف المسند"، وصوبه محقق المطبوع منه 4/ 276.

(2)

حسن بشواهده، وهذا إسناد ضعيف، حديث عبد الرحمن بن غنم عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل، وشهر بن حوشب ضعيف. وباقي رجاله ثقات. ابن أبي حسين: هو عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين.

وقد اختلف فيه على شهر. فروي عنه كما هو هنا، وروي عنه عن أسماء بنت يزيد، وسيأتي 6/ 459.

وروي الحديث موصولاً عن عبد الرحمن بن غنم، عن أبي مالك الأشعري. أخرجه الخرائطي في "مساوئ الأخلاق"(233)، وفي إسناده من لم نتبينه.

وروي عن ابن أبي حسين، عن عبد الله بن عمر، أخرجه البيهقي في "الشعب"(6708) من طريق عبد الله بن لهيعة، عن ابن عجلان، عن ابن أبي =

ص: 521

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= حسين، عن ابن عمر. وابن لهيعة سيئ الحفظ، ولم يثبت سماع ابن أبي حسين من ابن عمر.

وله شاهد من حديث عبادة بن الصامت عند البزار في "مسنده"(2719)، وذكره الهيثمي في "المجمع" 8/ 93 وفاته عزوه للبزار، وعزاه للطبراني وقال: فيه يزيد بن ربيعة، وهو متروك قلنا: وهو في إسناد البزار أيضاً.

ولقوله صلى الله عليه وسلم: "خيار عباد الله الذين إذا رؤوا ذُكِرَ الله" شاهد من حديث ابن عباس، لفظه: قال رجل: يا رسول الله، من أولياء الله؟ قال:"الذين إذا رؤوا ذكر الله". أخرجه البزار (3626 - كشف الأستار)، والطبري في "تفسيره" 11/ 131، والطبراني في "الكبير"(12325)، وابن صاعد في زياداته على "الزهد" لابن المبارك (218)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 231 من طريق سعيد بن جبير، عن ابن عباس. وعند الطبري وحده قرن بسعيد بن جبير مقسم مولى ابن عباس. وقد روي هذا الحديث عن سعيد بن جبير، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً، وإسناده أصح من إسناد الموصول. أخرجه ابن المبارك في "الزهد"(217)، والطبري 11/ 131 و 132، والدولابي في "الكنى" 1/ 106، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 6. وأما رواية الطبري الموصولة التي فيها مقسم وسعيد بن جبير، عن ابن عباس، ففي إسنادها محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وهو سيئ الحفظ، وهي من رواية الحكم بن عتيبة عن مقسم، وقد تُكُلم في سماعه منه.

وشاهد ثان من حديث عمرو بن الجموح، لفظه:"إن أوليائي من عبادي وأحبائي من خلقي الذين يذكرون بذكري واذكر بذكرهم"، أخرجه المصنف فيما سلف برقم (15549)، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 6، وإسناده ضعيف.

ولقوله صلى الله عليه وسلم: "وشرار عباد الله

" شاهد من حديث أبي هريرة عند ابن أبي الدنيا في "الصمت" (253)، والطبراني في "الأوسط" (7693)، و"الصغير" (835)، وفيه صالح بن بشير المري، وهو ضعيف. =

ص: 522

‌حَدِيثُ وَابِصَةَ بْنِ مَعْبَدٍ الْأَسَدِيِّ، نَزَلَ الرَّقَّةَ

(1)

17999 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ (2) السُّلَمِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ وَابِصَةَ بْنَ مَعْبَدٍ صَاحِبَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: جِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَسْأَلُهُ عَنِ الْبِرِّ وَالْإِثْمِ، فَقَالَ:" جِئْتَ تَسْأَلُ عَنِ الْبِرِّ، وَالْإِثْمِ " فَقُلْتُ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا جِئْتُكَ (3) أَسْأَلُكَ عَنْ غَيْرِهِ. فَقَالَ: " الْبِرُّ مَا انْشَرَحَ لَهُ صَدْرُكَ، وَالْإِثْمُ مَا حَاكَ فِي صَدْرِكَ وَإِنْ أَفْتَاكَ عَنْهُ النَّاسُ "(4).

= قلنا: وفي كل هذه الشواهد ضعف كما بيَّنَّا، وبعضها ضعفه شديد، لكن بمجموعها يصير الحديث حسناً إن شاء الله.

قوله: "إذا رُؤوا ذُكِر الله" قال السندي: أي لما في وجوههم من سيما الصلاح وأنوار الذكر.

"البرآء"، بضم الموحدة: جمع بريء، كالكرماء جمع كريم.

"العَنَت" بفتحتين، مفعول ثان للباغي، أي: يطلبون لهم الهلاك والتعب بأن يتهموهم بالفواحش.

(1)

قال السندي: وابصة بن معبد، بكسر الباء الموحدة، والصاد المهملة، ومعبد بفتح الميم والباء الموحدة، أسَدي، وفد على النبي صلى الله عليه وسلم سنة تسع، نزل الجزيرة.

(2)

المثبت من (ظ 13) و"أطراف المسند" 5/ 438، وهو الصواب، وفي (م) و (س) وباقي النسخ: أبي عبد الرحمن.

(3)

في (ظ 13): ما جئتُ.

(4)

إسناده ضعيف. أبو عبد الله السُّلَمي جاء عند غير المصنف: أبو عبد الله الأسدي، وسمي في بعض الروايات محمداً، وهو على شرط الحافظ في =

ص: 523

18000 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ هِلَالَ بْنَ يِسَافٍ يُحَدِّثُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ وَابِصَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَأَى رَجُلًا صَلَّى وَحْدَهُ خَلْفَ

= "التعجيل" ولم يذكره فيه، وذكره البخاري في "التاريخ" 1/ 144، وابن أبي حاتم 8/ 132، ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في "الثقات" 5/ 370 وقال: لا أدري من هو. ونقل ابن رجب الحنبلي في "جامع العلوم والحكم" 2/ 94 عن ابن المديني أنه جهله، وقال عبد الغني كما في "تهذيب الكمال" 25/ 267 - 268: ولو قال قائل: إنه محمد بن سعيد الشامي المصلوب في الزندقة، لما دفعت ذلك. قلنا: ومحمد هذا متهم بالوضع. لكنه لم يدرك وابصة كما قال ابن رجب.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 144، والبزار (183 - كشف الأستار)، والطبراني في "المعجم الكبير" 22/ (402)، وفي "مسند الشاميين"(2000)، والبيهقي في "الدلائل" 6/ 292 من طرق عن معاوية بن صالح، بهذا الإسناد.

وسيأتي برقم (18001) و (18006).

وقد رواه مختصراً بلفظ: "البِرُّ حُسْنُ الخُلُقِ والإثْمُ ما حاكَ في صدرك، وكرهت أن يطلع الناس عليه" عبدُ الرحمن بن مهدي، عن معاوية بن صالح، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن النواس بن سمعان، وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم. وقد سلف برقم (17631). وانظر تتمة شواهده هناك.

قوله: "جئت تسأل عن البر والإثم" قال السندي: هذا من دلائل النبوة، لأنه أَخْبَرَ صلى الله عليه وسلم عما في ضميره قبل أن يتكلم، ولعل غرضه السؤال في المشتبهات من الأمور التي لا يعلم الإنسان فيها بتعين أحد الطرفين، وإلا فالمأمور به شرعاً من البر، والمنهي عنه كذلك من الإثم، ولا حاجة فيها إلى استفتاء القلب واطمئنانه.

"حاكَ" من الحَيْك، وهو التأثير، أي: ما أثر في قلبك حتى أوقعه في الاضطراب، وأقلعه عن السكون. قلنا: وانظر "جامع العلوم والحكم" 2/ 102.

ص: 524

الصَّفِّ، فَأَمَرَهُ أَنْ يُعِيدَ صَلَاتَهُ (1).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، رجاله ثقات غير عمرو بن راشد، فهو مجهول الحال، لكن جاء في أسانيد أخرى كما سيأتي بعد هذا الحديث أن هلال بن يساف لقي وابصة، وروى عنه هذا الحديث بقراءة زياد ابن أبي الجعد عليه، وقد اختلف في ترجيح إحدى روايتي هلال على الأخرى، فرجح قوم هذه الرواية، بذكر عمرو بن راشد بين هلال ووابصة، ورجح آخرون روايته عن وابصة بقراءة زياد بن أبي الجعد عليه، والصواب ما ذهب إليه ابن حبان في "صحيحه" 5/ 578، وهو أن الروايتين محفوظتان، وهلال بن يساف سمع الحديث على الوجهين، مرة من عمرو بن راشد، ومرة من قراءة زياد بن أبي الجعد على وابصة، لذلك تحمل رواية هلال عن وابصة على الاتصال، فتصحح الأسانيد الآتية التي فيها رواية هلال عن وابصة، بذكر قراءة زياد أو بدونها. وانظر التحقيق الذي كتبه العلامة أحمد شاكر رحمه الله في تعليقه على الحديث (231) في "سنن الترمذي".

وقد حسن حديثنا هذا الإمام أحمد في رواية الأثرم كما نقله الحافظ في "التلخيص" 2/ 37، وحسنه الترمذي، وله متابعات وشواهد تقويه.

وأخرجه الترمذي (231) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي في "مسنده"(1201)، وأبو داود (682)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1050)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(113)، والطحاوي في "معاني الآثار" 1/ 393، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/ 184، وابن حبان في "صحيحه "(2199)، والطبراني في "المعجم الكبير" 22/ (371)، وابن حزم في "المحلى" 4/ 52، والبيهقي في "السنن" 3/ 104، وفي "معرفة السنن والآثار"(5823)، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة"(824) من طرق عن شعبة، به.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 8/ 187 - 188، وابن حبان في "صحيحه"(2198)، والطبراني 22/ (372) من طريق زيد بن أبي أنيسة، و (373) من طريق أبي خالد الدالاني، كلاهما عن عمرو بن مرة، به. =

ص: 525

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" 22/ (388) من طريق عبيد بن أبي الجعد، و (390) و (391) من طريق محمد بن سالم، و (391) و (398) من طريق منصور بن المعتمر، ثلاثتهم عن سالم بن أبي الجعد، عن وابصة، وفي غير رواية عبيد بن أبي الجعد: صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم صفاً وحدي، فلما انصرف قال:"أعد الصلاة". ولا يخلو واحد من أسانيد الطبراني هذه من مقال.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (395) و (396) و (397) و (398) من طريق أشعث بن سوار، عن بكير بن الأخنس، عن حنش بن المعتمر، عن وابصة. وفي (396) و (398) أن وابصة هو المصلي خلف الصف وحده، وهذا إسناد ضعيف لضعف الأشعث بن سوار، وقد رواه على وجه آخر بإسقاط حنش بن المعتمر من إسناده. انظر "العلل" لابن أبي حاتم 1/ 104 و 166.

وأخرجه ابن الأعرابي في "المعجم"(986)، وأبو الشيخ في "طبقات أصبهان"(250)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 364 من طريق قيس بن الربيع، عن إسماعيل بن عبد الرحمن السدي، عن زيد بن وهب، عن وابصة ابن معبد. وزادوا فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"ألا دخلت الصف أو جذبت إليك رجلاً" وهذا إسناد ضعيف، قيس بن الربيع ضعيف فيما ينفرد به، ولم يتابع على هذه الزيادة بإسناد يعتبر به.

وأخرجه أبو يعلى في "مسنده"(1588)، والطبراني في "الكبير" 22/ (393) و (394)، وابن الأعرابي (985)، والبيهقي 3/ 105 من طريق السَّرِي بن إسماعيل، والطبراني 22/ (392) من طريق إسماعيل بن أبي خالد، كلاهما عن الشعبي، عن وابصة. وفي رواية السري زيادة:"ألا تكون وصلت صفاً أو اجتررت رجلاً إليك". والسري متروك لا يصلح للمتابعة.

وسيأتي من طريق هلال، عن عمرو بن راشد، عن وابصة برقم (18005)، ومن طريق هلال عن وابصة بذكر قراءة زياد بن أبي الجعد عليه برقم (18001) و (18007)، ومن طريقه عن وابصة مباشرة دون واسطة برقم =

ص: 526

18001 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ الزُّبَيْرِ أَبِي عَبْدِ السَّلَامِ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مِكْرَزٍ، عَنْ وَابِصَةَ بْنِ مَعْبَدٍ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ لَا أَدَعَ شَيْئًا مِنَ الْبِرِّ وَالْإِثْمِ إِلَّا سَأَلْتُهُ عَنْهُ، وَإِذَا عِنْدَهُ جَمْعٌ، فَذَهَبْتُ (1) أَتَخَطَّى النَّاسَ، فَقَالُوا: إِلَيْكَ يَا وَابِصَةُ عَنْ رَسُولِ اللهِ

= (18004)، ومن طريق آخر عن زياد بن أبي الجعد، عن وابصة برقم (18003).

وله شاهد من حديث علي بن شيبان، سلف برقم (16297)، وإسناده صحيح.

وشاهد ثان من حديث ابن عباس عند البزار (516 - كشف الأستار)، والطبراني في "الكبير"(11658)، وفي "الأوسط"(4835)، لكن في إسناده النضر بن عبد الرحمن، وهو متروك.

وثالث من حديث أبي هريرة عند الطبراني في "الأوسط"(5319)، قال الهيثمي في "المجمع" 2/ 96: وفي إسناده عبد الله بن محمد بن القاسم، وهو ضعيف.

وقد روي الأمر بجذب رجل من الصف من حديث الحجاج بن حسان، عن مقاتل بن حيان، عن النبي صلى الله عليه وسلم عند أبي داود في "المراسيل"(83)، وإسناده معضل. ووصله الطبراني في "الأوسط"(7760) من طريق الحجاج بن حسان، عن عكرمة، عن ابن عباس مرفوعاً. لكن راويه عن حجاج هو بشر بن إبراهيم، قال الهيثمي في "المجمع" 2/ 96: ضعيف جداً.

قال السندي: قوله: فأمره أن يعيد الصلاة، ظاهره أن من صلى كذلك لا تصح صلاته، وبه أخذ بعضهم، والجمهور على أنها صحيحة، والأمر بالإعادة إما للزجر أو هو منسوخ. قلنا: وانظر هامش "صحيح ابن حبان" 5/ 578 - 579.

(1)

في (ق) وهامش (س): فجعلت!

ص: 527

صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِلَيْكَ يَا وَابِصَةُ. فَقُلْتُ: أَنَا وَابِصَةُ، دَعُونِي أَدْنُو مِنْهُ (1)، فَإِنَّهُ مِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ أَنْ أَدْنُوَ مِنْهُ. فَقَالَ لِي:" ادْنُ يَا وَابِصَةُ، ادْنُ يَا وَابِصَةُ ". فَدَنَوْتُ مِنْهُ حَتَّى مَسَّتْ رُكْبَتِي رُكْبَتَهُ، فَقَالَ:" يَا وَابِصَةُ أُخْبِرُكَ مَا جِئْتَ تَسْأَلُنِي عَنْهُ، أَوْ تَسْأَلُنِي؟ " فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ فَأَخْبِرْنِي. قَالَ: " جِئْتَ تَسْأَلُنِي عَنِ الْبِرِّ وَالْإِثْمِ " قُلْتُ: نَعَمْ. فَجَمَعَ أَصَابِعَهُ الثَّلَاثَ، فَجَعَلَ يَنْكُتُ بِهَا فِي صَدْرِي، وَيَقُولُ:" يَا وَابِصَةُ اسْتَفْتِ نَفْسَكَ، الْبِرُّ مَا اطْمَأَنَّ إِلَيْهِ الْقَلْبُ، وَاطْمَأَنَّتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ، وَالْإِثْمُ مَا حَاكَ فِي الْقَلْبِ وَتَرَدَّدَ فِي الصَّدْرِ، وَإِنْ أَفْتَاكَ النَّاسُ (2) وَأَفْتَوْكَ "(3).

(1) في نسخة في (س): أدنو إليه.

(2)

زاد هنا في (م) وباقي النسخ عدا (ظ 13) عبارة: قال سفيان. ولم ترد هذه العبارة في (ظ 13) ولا "جامع المسانيد" 4/ ورقة 280، وهي في (س) مضافة من إحدى النسخ، ولم تكن في أصلها، وهي مقحمة في النص، ولا معنى لها هنا.

(3)

إسناده ضعيف جداً، الزبير أبو عبد السلام ذكره الحافظ في "التعجيل"، وسماه: الزبير بن جُوَاتَشير، وهو بصري، ذكره ابن معين في "تاريخه" 2/ 171، والبخاري 3/ 413، وابن أبي حاتم 3/ 584، ولم يأثروا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في "الثقات" 6/ 333، وضعفه الدولابي في "الكنى" 2/ 1072، وقد ذكر ابن حبان في "المجروحين" 1/ 65 راوياً سماه: أيوب بن عبد السلام، وذكر له حديثاً شديد النكارة من رواية حماد بن سلمة، عنه، عن أبي بكرة، عن ابن مسعود. وأيوب بن عبد السلام هذا قال الدارقطني كما في "موضوعات ابن الجوزي" 1/ 127: هو الزبير أبو عبد السلام، فإنه يحدث عن أيوب بن عبد الله بن مكرز بالمنكرات. قلنا: لعل =

ص: 528

18002 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا (1) سُفْيَانُ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ هِلَالِ

= لفظة: "أبي بكرة" عند ابن حبان تحريف عن ابن مكرز، وإن صحَّ ما قاله الدارقطني، فهو كذاب.

وقد ذكر الذهبي في "الميزان" 4/ 548 تابعياً كنيته أبو عبد السلام، وقال: لا يعرف، ولا يبعد أن يكون هو الزبير هذا.

وعلى ما قيل في الزبير، فإنه لم يسمع من أيوب بن عبد الله بن مكرز كما تدل عليه الرواية الآتية برقم (18006)، فهو منقطع، وأما أيوب بن عبد الله بن مكرز فهو تابعي روى عنه اثنان أو ثلاثة، وذكره ابن حبان في "الثقات" 4/ 26، وكان معروفاً بالخطابة، وولاه معاوية غزو الروم.

وأخرجه البخاري في "التاريخ" 1/ 144، والبيهقي في "الدلائل" 6/ 292، وأبو نعيم في "الحلية" 2/ 24 و 6/ 255 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وأخرجه الدارمي (2533)، وأبو يعلى (1586) و (1587)، والطحاوي في "شرح المشكل"(2139)، والطبراني في "الكبير" 22/ (403)، وابن عساكر في "تاريخه" 3/ ورقة 279 من طرق عن حماد بن سلمة، به. وتحرف الزبير أبو عبد السلام في مطبوع الدارمي إلى: الزهراني عبد السلام، وصوبناه من "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 60.

وانظر ما سلف برقم (17999).

قوله: إليك، قال السندي: تنَحَّ وتَبَعَّدْ.

"استفت نفسك"، أي: قلبك كما في رواية، أي: اطلب منه الفتوى في أمرك وتوجه إليه، فإن قلب المؤمن ينظر بنور الله إذا كان قوي الإيمان، وهو المأمور به بهذا البيان، وتكرارُ القلبِ والنفسِ والصدرِ و"إن أفتاك الناس وأفتوك" من باب التأكيد. قلنا: وانظر ما قاله السندي أيضاً فيما سلف برقم (17999).

(1)

لفظة: "حدثنا" ليست في (ظ 13) و (ص)، وأثبتناها من (م) وباقي النسخ.

ص: 529

ابْنِ يِسَافٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، قَالَ (1): أَقَامَنِي عَلَى وَابِصَةَ بْنِ مَعْبَدٍ، فَقَالَ: حَدَّثَنِي هَذَا أَنَّهُ صَلَّى (2) خَلْفَ الصَّفِّ وَحْدَهُ، فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُعِيدَ صَلَاتَهُ (3).

(1) القائل هو: هلال بن يساف، والذي أقامه على وابصة هو زياد بن أبي الجعد.

(2)

في (م): أن رجلاً صلى.

(3)

إسناده صحيح، رجاله ثقات غير زياد بن أبي الجعد، فقد روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ولا يضر ذكره في الإسناد، فقد حضر هلال المجلس الذي حدث فيه زياد بالحديث بين يدي وابصة، وأقره وابصة، وتحمل هلال الحديث من قراءة زياد على وابصة، وبيَّن ذلك في هذه الرواية، فيعتبر من رواية هلال عن وابصة مباشرة، ويكون الإسناد صحيحاً متصلاً. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وسفيان: هو الثوري، وحصين: هو ابن عبد الرحمن السلمي.

وأخرجه البيهقي في "السنن" 3/ 104 من طريق خلاد بن يحيى، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وليس فيه قصة وقوف هلال على وابصة، إنما هو عن هلال، عن زياد، عن وابصة. وفيه أن الذي صلى خلف الصف هو وابصة نفسه.

وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/ 107، والحميدي (884)، وابن أبي شيبة في "المصنف" 2/ 192 - 193، والدارمي (1285)، وابن ماجه (1004)، والترمذي (230)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1051)، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 393، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/ 184، وابن حبان (2200)، والطبراني في "الكبير" 22/ (376) و (377) و (378) و (379) و (380) و (381)، والبيهقي في "السنن" 3/ 104 - 105، وفي "معرفة السنن والآثار"(5820) من طرق عن حصين، به. ولم يذكر ابن قانع والطبراني (379) قصة وقوف هلال على وابصة. وليس عند أي منهم أن المصلي خلف =

ص: 530

18003 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ عَمِّهِ عُبَيْدِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ وَابِصَةَ بْنِ مَعْبَدٍ: أَنَّ رَجُلًا صَلَّى خَلْفَ الصُّفُوفِ وَحْدَهُ، فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُعِيدَ (1).

= الصف هو وابصة.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (382) من طريق شريك بن عبد الله، عن حصين، عن هلال، عن وابصة. لم يذكر زياداً.

وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(2482)، ومن طريقه ابن الجارود في "المنتقى"(319)، والطبراني في "الكبير" 22/ (375) من طريق منصور بن المعتمر، عن هلال، به. ولم يذكروا قصة وقوف هلال على وابصة، ولا أن وابصة هو المصلي خلف الصف.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات، زياد بن أبي الجعد تابعي روى عنه اثنان، ووثقه ابن حبان، وقال ابن حجر في "التقريب": مقبول، وعبيد بن أبي الجعد، ويزيد بن زياد صدوقان، ووكيع -وهو ابن الجراح- ثقة إمام.

وأخرجه ابن حبان (2201)، والطبراني في "الكبير" 22/ (374)، والدارقطني 1/ 363 من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه الدارمي (1286)، والدارقطني 1/ 362، والبيهقي في "السنن" 3/ 105 من طريق عبد الله بن داود، والطبراني في "الكبير" 22/ (384) من طريق محمد بن ربيعة، كلاهما عن يزيد بن زياد، به. وعند الدارقطني أن المصلي خلف الصف هو وابصة نفسه.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (385) و (386) من طريق عبد الواحد ابن زياد، عن الأعمش، عن عبيد بن أبي الجعد، به.

وانظر (18000).

ص: 531

18004 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يِسَافٍ، عَنْ وَابِصَةَ بْنِ مَعْبَدٍ، قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ رَجُلٍ صَلَّى خَلْفَ الصُّفُوفِ وَحْدَهُ، فَقَالَ:" يُعِيدُ الصَّلَاةَ "(1).

18005 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يِسَافٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ وَابِصَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَأَى رَجُلًا يُصَلِّي فِي الصَّفِّ (2) وَحْدَهُ، فَأَمَرَهُ أَنْ يُعِيدَ الصَّلَاةَ (3).

18006 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا الزُّبَيْرُ أَبُو عَبْدِ

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات، ورواية هلال بن يساف عن وابصة متصلة. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مِهران.

وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 3/ 184، والطبراني في "الكبير" 22/ (383) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. وفي الروايات الأخرى للحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً يصلي خلف الصف، فأمره بالإعادة.

وانظر (18000).

(2)

المثبت من (م) و (ظ 13) ونسخة في هامش (س)، وفي متن (س) وباقي النسخ: صف.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عمرو بن راشد، لكن رواه هلال بن يساف عن وابصة دون واسطته بإسناد صحيح، وقد ثبت سماعه للحديث منه. انظر (18000).

ص: 532

السَّلَامِ (1)، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مِكْرَزٍ، وَلَمْ يَسْمَعْهُ مِنْهُ (2)، قَالَ حَدَّثَنِي جُلَسَاؤُهُ وَقَدْ رَأَيْتُهُ عَنْ وَابِصَةَ الْأَسَدِيِّ - قَالَ عَفَّانُ: حَدَّثَنِي (3) غَيْرَ مَرَّةٍ وَلَمْ يَقُلْ: حَدَّثَنِي جُلَسَاؤُهُ - قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ لَا أَدَعَ شَيْئًا مِنَ الْبِرِّ وَالْإِثْمِ إِلَّا سَأَلْتُهُ عَنْهُ، وَحَوْلَهُ عِصَابَةٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَسْتَفْتُونَهُ، فَجَعَلْتُ أَتَخَطَّاهُمْ، فَقَالُوا: إِلَيْكَ يَا وَابِصَةُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فُقُلْتُ: دَعُونِي فَأَدْنُوَ مِنْهُ، فَإِنَّهُ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ أَنْ أَدْنُوَ مِنْهُ. قَالَ:" دَعُوا وَابِصَةَ، ادْنُ يَا وَابِصَةُ " مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا.

قَالَ: فَدَنَوْتُ مِنْهُ حَتَّى قَعَدْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ:" يَا وَابِصَةُ أُخْبِرُكَ أَمْ تَسْأَلُنِي (4)؟ " قُلْتُ: لَا بَلْ أَخْبِرْنِي. فَقَالَ: " جِئْتَ تَسْأَلُنِي عَنِ الْبِرِّ وَالْإِثْمِ " فَقَالَ: نَعَمْ. فَجَمَعَ أَنَامِلَهُ فَجَعَلَ يَنْكُتُ بِهِنَّ فِي صَدْرِي، وَيَقُولُ:" يَا وَابِصَةُ اسْتَفْتِ قَلْبَكَ، وَاسْتَفْتِ نَفْسَكَ " ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، " الْبِرُّ مَا اطْمَأَنَّتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ، وَالْإِثْمُ مَا حَاكَ فِي النَّفْسِ وَتَرَدَّدَ فِي الصَّدْرِ، وَإِنْ أَفْتَاكَ النَّاسُ وَأَفْتَوْكَ "(5).

(1) في (ظ 13): الزبير بن عبد السلام. وهو خطأ.

(2)

يعني أن الزبير لم يسمع الحديث من أيوب، والقائل: حدثني جلساؤه. . هو الزبير.

(3)

في (ظ 13): حدثنا، وفي نسخة بهامش (س): حدثناه.

(4)

المثبت من (ظ 13) وهامش (س)، وفي (م) وبقية النسخ: أو تسألني.

(5)

إسناده ضعيف من أجل الزبير أبي عبد السلام، وقد بيَّنا حاله فيما سلف برقم (18001)، ثم هو منقطع بينه وبين أيوب كما صرح في الإسناد. عفان: هو ابن مسلم الصفار. =

ص: 533

18007 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يِسَافٍ قَالَ: أَرَانِي (1) زِيَادُ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ شَيْخًا بِالْجَزِيرَةِ يُقَالُ لَهُ: وَابِصَةُ بْنُ مَعْبَدٍ، قَالَ: فَأَقَامَنِي عَلَيْهِ وَقَالَ: هَذَا حَدَّثَنِي أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَأَى رَجُلًا صَلَّى فِي الصَّفِّ (2) وَحْدَهُ، فَأَمَرَهُ فَأَعَادَ الصَّلَاةَ (3).

قَالَ [عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ]: وَكَانَ أَبِي يَقُولُ بِهَذَا الْحَدِيثِ.

= وأخرجه ابن عساكر في "تاريخه" 3/ ورقة 278 - 279 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وانظر (17999).

(1)

في (ظ 13): رأى.

(2)

المثبت من (م) و (ظ 13) ونسخة في هامش (س). وفي باقي النسخ: صف.

(3)

إسناده صحيح. وانظر (18000) و (18001).

ص: 534

‌حَدِيثُ الْمُسْتَوْرِدِ بْنِ شَدَّادٍ

(1)

18008 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسٍ، عَنِ الْمُسْتَوْرِدِ أَخِي بَنِي فِهْرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا كَمِثْلِ مَا يَجْعَلُ أَحَدُكُمْ إِصْبَعَهُ هَذِهِ فِي الْيَمِّ، فَلْيَنْظُرْ بِمَ تَرْجِعُ " وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ (2).

(1) المستورد بن شداد بن عمرو بن حِسْل، قرشي فهري مكي، نزل الكوفة، له ولأبيه صحبة، شهد فتح مصر، واختطَّ بها، له عدة أحاديث عند مسلم وفي كتب السنن، قال الحافظ: ولم يرو عنه إلا. أهل مصر فيما أعلم، إلا قيسَ بن أبي حازم، فإن له عنه رواية، وقيل: إن أبا إسحاق السبيعي روى عنه أيضاً. توفي بالإسكندرية سنة خمس وأربعين من الهجرة. "الإصابة" 6/ 90 - 91.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه المستورد ابن شداد، فمن رجال مسلم، وروى له البخاري تعليقاً. وكيع: هو ابن الجراح، وقيس: هو ابن أبي حازم.

وهو في "الزهد" لوكيع (65)، ومن طريقه أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" 13/ 218، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(834)، وفي "الزهد"(159)، وأبو الشيخ في "الأمثال"(281).

وأخرجه ابن المبارك في "الزهد"(496)، والحميدي (855)، وابن سعد في "الطبقات" 6/ 61، وابن أبي شيبة 13/ 218، وهناد في "الزهد"(517)، والحسين بن حسن المروزي في زوائده على "زهد ابن المبارك"(992)، ومسلم (2858)، وابن ماجه (4108)، وابن أبي الدنيا في "ذم الدنيا"(12)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(834) و (835) و (836)، وفي "الزهد" =

ص: 535

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= (159)، والبزار في "مسنده"(3460)، والنسائي في "الكبرى" كما في "التحفة" 8/ 376، وأبو عوانة في "البعث" كما في "إتحاف المهرة" 4/ ورقة 150، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/ 109، وابن حبان (4330) و (6159)، والطبراني في "الكبير" 20/ (713) و (715) و (716)، وفي "الأوسط"(4192)، وفي "الصغير"(545)، وأبو الشيخ في "الأمثال"(281)، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 229 و 8/ 137، وفي "تاريخ أصبهان" 1/ 84، والقضاعي في "مسند الشهاب"(1385) و (1386)، والبيهقي في "البعث والنشور"(607) و (608)، والبغوي في "شرح السنة"(4023) و (4024) من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد، به.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(837)، وفي "الزهد"(160)، والطبراني في "الكبير" 20/ (717)، والحاكم في "المستدرك" 4/ 319، والبيهقي في "الشعب "(10460) من طريق إبراهيم بن مهاجر، عن قيس، به. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه. وزادوا فيه غير الطبراني: عن المستورد قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فتذاكروا الدنيا والآخرة، فقال بعضهم: إنما الدنيا بلاغ للآخرة، فيها العمل، وفيها الصلاة، وفيها الزكاة، وقالت طائفة منهم: الآخرة فيها الجنة، وقالوا ما شاء الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما الدنيا في الآخرة

" الحديث.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 8/ 137 من طريق الفضيل بن عياض، عن بيان بن بشر وسليمان الشيباني، كلاهما عن قيس، به. وقال: غريب من حديث فضيل عن سليمان وبيان، وصحيحُهُ عن فضيل عن إسماعيل بن أبي خالد.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (731)، والحاكم في "المستدرك" 3/ 592 من طريق عبيد الله بن زحر، عن أبي إسحاق السبيعي، عن المستورد.

وسيأتي بالأرقام (18009) و (18002) و (18014) و (18020) =

ص: 536

18009 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ. وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ قَيْسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْمُسْتَوْرِدَ أَخَا بَنِي فِهْرٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " وَاللهِ مَا الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مِثْلُ مَا يَجْعَلُ أَحَدُكُمْ إِصْبَعَهُ هَذِهِ فِي الْيَمِّ، فَلْيَنْظُرْ بِمَ تَرْجِعُ " يَعْنِي الَّتِي تَلِي الْإِبْهَامَ (1).

18010 -

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنِ الْمُسْتَوْرِدِ بْنِ شَدَّادٍ صَاحِبِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ

= و (18021).

وأخرجه الطبراني 20/ (733) من طريق أشعث بن سوار، عن عامر الشعبي، عن المستورد، بلفظ:"ما أخذت الدنيا من الآخرة إلا كما أخذ مخيط غرس في البحر من مائِهِ".

قوله: "ما الدنيا في الآخرة" قال السندي: أي: في جنب الآخرة، أو: بملاحظتها. أو: في يوم القيامة، أي: يظهر يوم القيامة أن الدنيا كانت على هذه الصفة.

"في اليم" بفتح فتشديد ميم، أي: في البحر.

"بِمَ"، أي: بأي شيء ترجع، فذاك الشيء مثل الدنيا، وما بقي من البحر مثل الآخرة، وذكر هذا إنما ولتقريب الأمر إلى أفهامهم، وإلا فلا نسبة بين الفاني والباقي أصلاً، والله تعالى أعلم.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه فمن رجال مسلم.

وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 6/ 61، ومسلم (2858) من طريق ابن نمير، بهذا الإسناد.

وانظر (18008).

ص: 537

اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا تَوَضَّأَ خَلَّلَ أَصَابِعَ رِجْلَيْهِ بِخِنْصَرِهِ (1).

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات من رجال مسلم غير يزيد بن عمرو -وهو المعافري- فهو صدوق حسن الحديث، وغير عبد الله بن لهيعة، فقد ساء حفظه بعد احتراق كتبه، لكن رواه عنه غير واحد ممن حدث عنه قديماً، ورواية هؤلاء عنه صالحة عند أهل العلم، وقد روي الحديث بمتابعة الليث بن سعد وعمرو بن الحارث له، لكن شكك الحافظ ابن حجر في صحة هذه الرواية كما سنبينه. وللأمر بالتخليل شواهد يصحُّ بها هذا الحديث. أبو عبد الرحمن الحبلي: هو عبد الله بن يزيد المعافري.

وأخرجه أبو داود (148)، والترمذي (40)، وأبو الحسن القطان في زوائد "سنن ابن ماجه"(446)، والبغوي (214) من طريق قتيبة بن سعيد، وعبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص 261 عن عبد الله بن عبد الحكم وسعيد بن عفير والنضر بن عبد الجبار، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 36، والبيهقي 1/ 76 من طريق عبد الله بن وهب، وابن قانع 3/ 109، والطبراني في "الكبير" 20/ 728 من طريق أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ، والبزار في "مسنده"(3464) من طريق بشر بن عمر، والطبراني 20/ 728 من طريق أسد بن موسى، كلهم عن عبد الله بن لهيعة، بهذا الإسناد. وعند بعضهم:"يدلك" بدل "يخلل". وقال الترمذي: حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث ابن لهيعة. قلنا: قتيبة بن سعيد، وعبد الله بن وهب، وعبد الله بن يزيد المقرئ ممن تقبل روايتهم عن ابن لهيعة.

وأخرجه ابن أبي حاتم في مقدمة "الجرح والتعديل" 1/ 31 - 32، والبيهقي 1/ 76 - 77 من طريق أحمد بن عبد الرحمن بن وهب، عن عمه عبد الله بن وهب، عن الليث بن سعد وابن لهيعة وعمرو بن الحارث، عن يزيد بن عمرو، به. وفيه قصة لابن وهب مع الإمام مالك، وأورد هذه الرواية الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" 1/ 94، وزاد نسبتها إلى أبي بشر الدولابي والدارقطني في "غرائب مالك". وصحح هذه الرواية ابن القطان الفاسي في "الوهم والإيهام" 5/ 264. قلنا: أحمد بن عبد الرحمن بن وهب فيه كلام، وقد قال =

ص: 538

18011 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ سُلَيْمَانُ: حَدَّثَنَا وَقَّاصُ بْنُ رَبِيعَةَ، أَنَّ الْمُسْتَوْرِدَ حَدَّثَهُمْ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ أَكَلَ بِرَجُلٍ مُسْلِمٍ أُكْلَةً - وَقَالَ مَرَّةً: أَكْلَةً - فَإِنَّ اللهَ يُطْعِمُهُ مِثْلَهَا مِنْ جَهَنَّمَ، وَمَنْ اكْتَسَى بِرَجُلٍ مُسْلِمٍ ثَوْبًا، فَإِنَّ اللهَ يَكْسُوهُ مِثْلَهُ مِنْ جَهَنَّمَ، وَمَنْ قَامَ بِرَجُلٍ مُسْلِمٍ مَقَامَ سُمْعَةٍ، فَإِنَّ اللهَ يَقُومُ بِهِ مَقَامَ سُمْعَةٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "(1).

= الحافظ ابن حجر عن حديثه هذا في "إتحاف المهرة" 4/ ورقة 150: أظنه غلطاً من أحمد بن عبد الرحمن، فقد حدث به عن محمد بن الربيع الجيزي في كتاب "الصحابة الذين نزلوا مصر" فلم يذكر غير ابن لهيعة، وأخرجه من طرق عن ابن لهيعة، وعن يونس بن عبد الأعلى ومحمد بن عبد الله بن الحكم، كلاهما عن ابن وهب، عن ابن لهيعة وحده. نعم رواية ابن وهب له مما يقويه، لأنه سمع من ابن لهيعة قديماً.

وسيأتي الحديث برقم (18016).

وللأمر بالتخليل شاهد من حديث ابن عباس، ومن حديث لقيط بن صَبِرةَ، سلفا برقم (2604) و (16381). وانظر تتمة شواهده عند حديث ابن عباس.

(1)

حديث حسن، وهذا إسناد رجاله ثقات غير وقاص بن ربيعة، فقد روى عنه ثلاثة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وغير سليمان -وهو ابن موسى الأشدق- ففيه كلام ينزله عن رتبة الصحيح. وفي الإسناد أيضاً تدليس ابن جريج، لكن سليمان قد توبع كما سيأتي، وللحديث شواهد تقويه.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4485)، والبيهقي في "الشعب"(6718) من طريق روح، بهذا الإسناد. وقد تحرف سليمان عن وقاص بن ربيعة في "الشعب" إلى: سليمان بن وقاص بن ربيعة.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2807)، وأبو يعلى =

ص: 539

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= (6858)، وابن قانع 3/ 110، والطبراني في "الكبير" 20/ (734)، وفي "الأوسط"(2662)، والحاكم 4/ 127 - 128، والمزي في ترجمة وقاص من "تهذيب الكمال" 30/ 459 من طريق أبي عاصم النبيل، عن ابن جريج، به. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي. وهو عند ابن قانع مختصر دون قوله: "ومن اكتسى .. "، وعند الطبراني دون قوله:"ومن اكتسى .. "، و"من قام .. ".

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(240)، وأبو داود (4881)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ " 2/ 356، والطبراني في "الكبير" 20/ (735)، وفي "الأوسط"(701) و (3596)، وفي "مسند الشاميين"(206) و (3589)، والبيهقي في "الشعب"(6717)، والمزي 30/ 458 - 459 من طريق بقية بن الوليد، عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول، عن وقاص، به.

وله شاهد من مرسل الحسن البصري عند ابن المبارك في "الزهد"(707)، وعبد الرزاق (21000)، وابن أبي الدنيا في "الصمت"(272). وهو مرسل صحيح.

وشاهد آخر من حديث أنس عند هناد في "الزهد"(1217)، وإسناده ضعيف.

قال السندي: قوله: "من أكل" على بناء الفاعل.

"برجل"، أي: تسبب باغتيابه والوقيعة فيه بأن سَبَّه واغتابه عند عدوه لينال منه بسبب ذلك السبِّ والاغتياب.

"أكلةً" بالضم، أي: لقمة، وبالفتح، أي: مرة من الأكل سواء كان المأكول قليلاً أو كثيراً.

"ومن اكتسى" على بناء الفاعل.

"برجل" الباء فيه للسببية، والمعنى على طبق ما تقدم.

"ومن قام برجل" يحتمل أن الباء للتعدية، أي: وصفه بالصلاح والتقوى =

ص: 540

18012 -

حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ قَيْسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْمُسْتَوْرِدَ أَخَا بَنِي فِهْرٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " وَاللهِ مَا الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مِثْلُ مَا يَجْعَلُ أَحَدُكُمْ إِصْبَعَهُ فِي الْيَمِّ، فَلْيَنْظُرْ بِمَ تَرْجِعُ إِلَيْهِ "(1).

18013 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا مُجَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنِ الْمُسْتَوْرِدِ بْنِ شَدَّادٍ قَالَ: كُنْتُ فِي رَكْبٍ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

= والكرامات وشهره بها، وجعله وسيلة إلى تحصيل أغراض نفسه، فإن الله تعالى يقوم لتعذيبه وتشهيره بالكذب، أو يأمر ملائكته لتشهيره. ويحتمل أنها للسببية، أي: يقوم بسبب رجل من أهل مال وجاه مقاماً يظهر فيه صلاحه وتقواه، أقامه الله مقام الفضيحة.

والسمعة، بضم السين ما يتعلق بحاسة السمع من الأخبار والحكايات، كما أن الرياء ما يتعلق بحاسة البصر من الأوضاع والعبادات.

قلنا: وانظر أيضاً شرح الحديث (4485) في "مشكل الآثار" والتعليق عليه، و"شرح مسلم" للنووي 18/ 116، والحديث السالف برقم (6509) في مسند عبد الله بن عمرو.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه، فمن رجال مسلم، وروى له البخاري تعليقاً. إسماعيل: هو ابن أبي خالد، وقيس: هو ابن أبي حازم.

وأخرجه أبو عوانة في "البعث" كما في "إتحاف المهرة" 4/ ورقة 150، والبيهقي في "الشعب"(10459)، وفى "البعث والنشور"(907) من طريق جعفر بن عون، بهذا الإسناد.

وانظر (18008).

ص: 541

إِذْ مَرَّ بِسَخْلَةٍ مَيْتَةٍ مَنْبُوذَةٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَتَرَوْنَ هَذِهِ هَانَتْ عَلَى أَهْلِهَا؟ " فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ مِنْ هَوَانِهَا أَلْقَوْهَا. قَالَ: " فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمِّدٍ بِيَدِهِ، لَلدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللهِ مِنْ هَذِهِ عَلَى أَهْلِهَا "(1).

18014 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنِي قَيْسٌ، قَالَ: سَمِعْتُ الْمُسْتَوْرِدَ أَخَا بَنِي فِهْرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " وَاللهِ مَا الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مِثْلُ مَا يَجْعَلُ أَحَدُكُمْ إِصْبَعَهُ فِي الْيَمِّ، فَلْيَنْظُرْ بِمَ تَرْجِعُ إِلَيْهِ "(2).

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف مجالد بن سعيد، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه فمن رجال مسلم. عفان: هو ابن مسلم الصفار.

وأخرجه ابن ماجه (4111)، وابنُ أبي الدنيا في "ذم الدنيا"(2)، والبزار في "مسنده"(3461)، والطبراني في "الكبير" 20/ (723)، والرامهرمزي في "الأمثال"(21) من طرق عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد. وقال البزار: هذا الحديث لا نعلمه يروى عن المستورد إلا من حديث مجالد عن قيس، عنه.

وأخرجه ابن المبارك في "الزهد"(508)، ومن طريقه الترمذي (2321)، والبغوي في "شرح السنة"(4025) عن مجالد، به. وقال الترمذي: حديث حسن.

وسيأتي برقم (18020) و (18021).

وله شاهد من حديث ابن عباس وجابر بن عبد الله، سلفا برقم (3047) و (14930)، وانظر تتمة شواهده عند حديث ابن عباس.

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه، فمن رجال =

ص: 542

18015 -

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنِ ابْنِ هُبَيْرَةَ والْحَارِثُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْمُسْتَوْرِدَ بْنَ شَدَّادٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ وَلِيَ لَنَا (1) عَمَلًا وَلَيْسَ لَهُ مَنْزِلٌ، فَلْيَتَّخِذْ مَنْزِلًا، أَوْ لَيْسَتْ لَهُ زَوْجَةٌ فَلْيَتَزَوَّجْ، أَوْ لَيْسَ لَهُ خَادِمٌ فَلْيَتَّخِذْ خَادِمًا، أَوْ لَيْسَتْ لَهُ دَابَّةٌ، فَلْيَتَّخِذْ دَابَّةً، وَمَنْ أَصَابَ شَيْئًا سِوَى ذَلِكَ فَهُوَ غَالٌّ "(2).

= مسلم.

وأخرجه مسلم (2858)، والترمذي (2323)، وأبو عوانة كما في "إتحاف المهرة " 4/ 150، والطبراني في "الكبير" 20/ (714)، والرامهرمزي في "الأمثال"(21)، والمزي في ترجمة المستورد من "تهذيب الكمال" 27/ 440 من طرق عن يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

وانظر (18008).

(1)

لفظة "لنا" ليست في (ظ 13).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ ابن لهيعة، وقد تابعه الأوزاعي كما سيأتي، لكن لم تذكر الجملة الأخيرة عنده متصلة، وهي: ومن أصاب شيئاً .. إلخ. موسى بن داود: هو الضبي، وابن هبيرة: هو عبد الله بن هبيرة السبئي الحضرمي، والحارث بن يزيد: هو الحضرمي المصري، وعبد الرحمن بن جبير: هو المصري المؤذن. وهم ثقات من رجال مسلم. وقد وقع في بعض الروايات اسم عبد الرحمن: عبد الرحمن بن جبير بن نفير، وهو خطأ، فإن عبد الرحمن بن جبير بن نفير شامي، والحارث بن يزيد وعبد الله بن هبيرة مصريان، وروايتهما عن عبد الله بن جبير المصري.

وأخرجه أبو عبيد في "الأموال"(655)، وابن زنجويه في "الأموال"(978)، والطبراني في "الكبير" 20/ (726) من طرق عن ابن لهيعة، عن عبد الله بن هبيرة وحده، بهذا الإسناد. وفي رواية الطبراني وقع اسم عبد =

ص: 543

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الرحمن: عبد الرحمن بن جبير بن نفير. وهو خطأ كما أسلفنا.

وأخرجه أبو عبيد (654)، وابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص 261، والطبراني 20/ (725) من طرق عن ابن لهيعة، عن الحارث بن يزيد وحده، به. وفي رواية الطبراني أن أبا بكر رضي الله عنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أكثرت يا رسول الله! فردَّ عليه النبي صلى الله عليه وسلم: "من أصاب بعد ذلك فهو غالٌّ".

وأخرجه ابن خزيمة (2370)، والطبراني 20/ (727)، والحاكم 1/ 406، وعنه البيهقي 6/ 355 من طريق المعافى بن عمران، عن عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي، عن الحارث بن يزيد، به. وهذا إسناد على شرط الصحيح، لكن لم يذكر فيه قوله صلى الله عليه وسلم في آخر الحديث: "من أصاب

" وجاء بإثره عند ابن خزيمة: قال أبو بكر -يعني المعافى-: وأخبرت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من اتَّخذ غير ذلك فهو غالٌّ أو سارق". ولم يذكر أحد ممن ترجم للمعافى أنه يكنى أبا بكر، ولم نتبين من هو أبو بكر هذا. وجاء هذا القول عند الحاكم والبيهقي بإثر الحديث، ولم يذكرا قائله.

وأخرجه أبو داود (2945)، ومن طريقه البيهقي 6/ 355 عن موسى بن مروان الرقي، حدثنا المعافى، حدثنا الأوزاعي، عن الحارث بن يزيد، عن جبير بن نفير، عن المستورد. كذا قال: جبير بن نفير. وقد جاء في آخر حديثه: قال أبو بكر: أخبرت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من اتخذ غير ذلك فهو غالّ أو سارق". ولم نتبين أبا بكر هذا كما أسلفنا. وأما قوله: جبير بن نفير فقد عقب عليه المزي في "التحفة" 8/ 377 - 378 بقوله: رواه جعفر بن محمد الفريابي، عن موسى بن مروان فقال: عن عبد الرحمن بن جبير بدل: جبير بن نفير، وهو أشبه بالصواب. قلنا: رواية جعفر بن محمد وقعت في "المعجم الكبير" للطبراني 20/ (727)، لكن في مطبوعته: موسى بن مرزوق بدل موسى ابن مروان، وفي إسناده: عبد الرحمن بن جبير بن نفير. وقوله: "ابن نفير" خطأ كما أسلفنا. وقد جزم الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف" أن عبد الرحمن ابن جبير هذا هو المصري، لكنه ذكر أن في رواية "المسند" عبد الرحمن =

ص: 544

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= ابن جبير بن نفير. ولم نَرَ زيادة ابن نفير فيما بين أيدينا من النسخ.

وأخرجه أبو عبيد في "الأموال"(653)، وابن زنجويه (979)، كلاهما عن عبد الله بن صالح، عن الليث بن سعد، عن عياش بن عباس، عن الحارث بن يزيد، عن رجل، عن المستورد. قال ابن أبي حاتم في "العلل" 1/ 219: سألت أبي عن حديث رواه ابن وهب، عن ابن لهيعة

فذكر حديثنا، ثم قال: قال أبي: هذا خطأ، إنما هو على ما رواه الليث، عن الحارث بن يزيد، عن رجل، عن المستورد. كذا قال، لم يذكر عياش بن عباس. قلنا: لم يتفرد ابن لهيعة بالتصريح أن هذا الرجل هو عبد الرحمن بن نفير، وتابعه على ذلك الأوزاعي، فالأَولى حمل الرواية التي أُبهم فيها هذا الراوي على الرواية التي صرح فيها باسمه.

وسيأتي برقم (18017) من طريق الحارث بن يزيد وحده، وبرقم (18018) من طريق الحارث وعبد الله بن هبيرة، وبرقم (18019) من طريق ابن هبيرة وحده.

وقوله: "ومن أصاب شيئاً .. إلخ" يشهد له حديث عدي بن عمير السالف برقم (17717)، وانظر تتمة شواهده هناك.

وفي باب جواز ما يأخذه الحكام والعمال على أعمالهم عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه عند البخاري (2070) موقوفاً.

وعن عمر بن الخطاب عند البخاري (7163)، ومسلم (1045)، وأبي داود (2944)، وسلف برقم (100).

وعن عدي بن عميرة، وعمرو بن العاص، سلفا برقم (17717) و (17763).

وقد روي من حديث علي رضي الله عنه، وسلف برقم (578) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لا يحل للخليفة من مال الله إلا قصعتان: قصعة يأكلها هو وأهله، وقصعة يضعها بين يدي الناس". وهو من رواية ابن لهيعة، عن عبد الله بن هبيرة، عن عبد الله بن زرير، عن علي. وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ ابن لهيعة. =

ص: 545

18016 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى وَابْنُ دَاوُدَ، قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَمْرٍو، وَيَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَمْرٍو الْمَعَافِرِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنِ الْمُسْتَوْرِدِ بْنِ شَدَّادٍ صَاحِبِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا تَوَضَّأَ يُخَلِّلُ أَصَابِعَ رِجْلَيْهِ بِخِنْصَرِهِ (1).

18017 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ يَزِيدَ الْحَضْرَمِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ، أَنَّهُ كَانَ فِي مَجْلِسٍ فِيهِ الْمُسْتَوْرِدُ بْنُ شَدَّادٍ وَعَمْرُو بْنُ غَيْلَانَ بْنِ سَلَمَةَ، فَسَمِعَ الْمُسْتَوْرِدَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ وَلِيَ عَمَلًا (2) فَلَمْ يَكُنْ لَهُ زَوْجَةٌ فَلْيَتَزَوَّجْ، أَوْ خَادِمًا (3) فَلْيَتَّخِذْ خَادِمًا، أَوْ مَسْكَنًا (4)، أَوْ دَابَّةً فَلْيَتَّخِذْ دَابَّةً، فَمَنْ

= وانظر "سنن البيهقي" 6/ 353 - 356.

قوله: "فليتخذ منزلاً" قال السندي: يريد أن له أن يأخذ بقدر الحاجة الضرورية، ولا يزيد على ذلك.

(1)

صحيح لغيره، ابن داود: هو موسى بن داود الضبي، ويحيى بن إسحاق: هو السيلحيني. وانظر (18010).

(2)

المثبت من (ظ 13) و (س) و (ص)، وفي (م) و (ق) ونسخة في هامش (س): من ولي لنا عملاً.

(3)

كذا هي بالنصب في جميع الأصول، وفي "جامع المسانيد" 4/ ورقة 107، وضبب عليها في (س). ويمكن اعتبارها مفعولاً به لفعل مقدر محذوف، بتقدير:"أو لم يتخذ خادماً"، وبذلك توافق ما بعدها.

(4)

وقع في (م) ونسخة في هامش (س) والنسخ المتأخرة هنا زيادة جملة: =

ص: 546

أَصَابَ شَيْئًا سِوَى ذَلِكَ، فَهُوَ غَالٌّ أَوْ سَارِقٌ (1) " (2).

18018 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ وَعَبْدِ اللهِ بْنِ هُبَيْرَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (3).

18019 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ هُبَيْرَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: كُنْتُ فِي مَجْلِسٍ فِيهِ الْمُسْتَوْرِدُ بْنُ شَدَّادٍ وَعَمْرُو بْنُ غَيْلَانَ، فَسَمِعْتُ الْمُسْتَوْرِدَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ وَلِيَ لَنَا عَمَلًا "، فَذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ الْحَارِثِ (4).

18020 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا مُجَالِدٌ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ الْمُسْتَوْرِدِ بْنِ شَدَّادٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " وَالَّذِي

= "فليتخذ مسكناً"، ولم ترد هذه الزيادة في (ظ 13) و (س) و"جامع المسانيد".

(1)

المثبت من (ظ 13) و"جامع المسانيد"، وفي (م) وبقية النسخ: غالٌّ أو سارق.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ ابن لهيعة، وقد توبع. وانظر (18015).

عمرو بن غيلان بن سلمة: ثَقَفِيٌّ، مختلف في صحبته، من أهل الشام، روى عن ابن مسعود وكعب الأحبار، وولاه معاوية بن أبي سفيان البصرة، وكان من رجاله في حروبه. "الإصابة" 4/ 669.

(3)

حديث صحيح. انظر (18015).

(4)

حديث صحيح. انظر (18015).

ص: 547

نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ، إِلَّا كَرَجُلٍ وَضَعَ إِصْبَعَهُ فِي الْيَمِّ ثُمَّ رَجَعَهَا ".

قَالَ: وَإِنِّي لَفِي الرَّكْبِ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَمَرَّ عَلَى سَخْلَةٍ مَنْبُوذَةٍ عَلَى كُنَاسَةٍ (1) فَقَالَ:" أَتَرَوْنَ هَذِهِ هَانَتْ عَلَى أَهْلِهَا؟ " فَقَالُوا: مِنْ هَوَانِهَا أَلْقَوْهَا هَاهُنَا. قَالَ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَلدُّنْيَا عَلَى اللهِ أَهْوَنُ مِنْ هَذِهِ عَلَى أَهْلِهَا "(2).

18021 -

حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ - يَعْنِي الْمُهَلَّبِيَّ -، حَدَّثَنَا الْمُجَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ الْمُسْتَوْرِدِ بْنِ شَدَّادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " وَاللهِ مَا الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا كَرَجُلٍ وَضَعَ إِصْبَعَهُ فِي الْيَمِّ، ثُمَّ رَجَعَتْ إِلَيْهِ، فَمَا أَخَذَ مِنْهُ؟ ".

قَالَ: وَقَالَ الْمُسْتَوْرِدُ: أَشْهَدُ أَنِّي كُنْتُ مَعَ الرَّكْبِ الَّذِينَ كَانُوا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ مَرَّ بِمَنْزِلِ قَوْمٍ قَدِ ارْتَحَلُوا عَنْهُ، فَإِذَا

= (1) الموضع الذي تلقى فيه القُمامة، وفي أصولنا الخطية: كناس، بغير تاء، وهو خطأ، لأن الكِناس هو الموضع الذي تستكن فيه الظباء من الحر.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، رجاله ثقات غير مجالد بن سعيد، فهو ضعيف، لكنه توبع على القطعة الأولى فيما سلف برقم (18008)، وعلى القطعة الثانية فيما سلف برقم (18013).

وأخرج القطعة الأولى منه ابن أبي الدنيا في "ذم الدنيا"(63) عن خالد بن خداش، والطبراني في "الكبير" 20/ (722) من طريق مسدد بن مسرهد، كلاهما عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد.

وانظر (18008) و (18013).

ص: 548

سَخْلَةٌ مَطْرُوحَةٌ، فَقَالَ:" أَتَرَوْنَ هَذِهِ هَانَتْ عَلَى أَهْلِهَا حِينَ أَلْقَوْهَا؟ " قَالُوا: مِنْ هَوَانِهَا (1) عَلَيْهِمْ أَلْقَوْهَا. قَالَ: " فَوَاللهِ لَلدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللهِ مِنْ هَذِهِ عَلَى أَهْلِهَا "(2).

18022 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُلَيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْمُسْتَوْرِدِ الْفِهْرِيِّ أَنَّهُ قَالَ لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ:" تَقُومُ السَّاعَةُ وَالرُّومُ أَكْثَرُ النَّاسِ " فَقَالَ لَهُ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: أَبْصِرْ مَا تَقُولُ. قَالَ: أَقُولُ لَكَ مَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَقَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: لئِنْ قُلْتَ (3) ذَاكَ، إِنَّ فِيهِمْ لَخِصَالًا أَرْبَعًا: إِنَّهُمْ لَأَسْرَعُ النَّاسِ كَرَّةً بَعْدَ فَرَّةٍ، وَإِنَّهُمْ لَخَيْرُ النَّاسِ لِمِسْكِينٍ وَفَقِيرٍ وَضَعِيفٍ، وَإِنَّهُمْ لَأَحْلَمُ النَّاسِ عِنْدَ فِتْنَةٍ، وَالرَّابِعَةُ حَسَنَةٌ جَمِيلَةٌ: وَإِنَّهُمْ لَأَمْنَعُ النَّاسِ مِنْ ظُلْمِ الْمُلُوكِ (4).

(1) في (ظ 13) ونسخة في هامش (س): على أهلها.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف مجالد، وقد توبع، وباقي رجاله ثقات.

وانظر (18008) و (18013).

(3)

المثبت من (ظ 13) و (ق) ونسخة في (س). وفي (م): إن تكن قلت، وفي باقي النسخ: إن يكن قلت.

(4)

إسناده صحيح على شرط الصحيح، علي بن عياش ثقة من رجال البخاري، وليث بن سعد من رجال الشيخين، وباقي رجاله من رجال مسلم. =

ص: 549

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= موسى بن عُلَي: هو ابن رباح بن قَصير اللخمي المصري.

وأخرجه أبو عوانة في "الفتن" كما في "إتحاف المهرة" 4/ ورقة 150 من طريق علي بن عياش، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 8/ 16، ومسلم (2898)، وأبو عوانة، والطبراني في "الكبير" 20/ (737)، وفي "الأوسط"(8663)، وأبو عمرو الداني في "الفتن"(601) من طرق عن الليث بن سعد، به. وعند مسلم وأبي عمرو الداني زيادة خصلة: وأسرعهم إفاقة بعد مصيبة.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (737) من طريق حجين بن المثنى، عن الليث، به. وعنده أن المستورد قال لعمرو بن العاص: لا أقول إلا ما سمعتُ من رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يذهب الصالحون أسلافاً، وتبقى حثالة، كحثالة التمر والشعير، لا يبالي الله بهم". ولم تذكر عنده الخصال. والجمع بين متن حديثنا وهذا الحديث تفرد به حجين بن المثنى. وروي الحديث الثاني مفرداً عند الطبراني في "الكبير" 20/ (718) و (719)، و"الأوسط"(2698)، و"الصغير" (1698). قال الهيثمي في "المجمع" 7/ 321: ورجاله ثقات.

وأخرجه البزار في "مسنده"(3463) من طريق زيد بن الحباب، عن موسى ابن عُليّ، به. وليس فيه كلام عمرو.

وأخرجه مسلم (2898)، والطبراني في "الكبير" 20/ (736) من طريق ابن وهب، عن أبي شريح، عن عبد الكريم بن الحارث بن يزيد، عن المستورد، به. وذكر في هذه الرواية ثلاث خصال: إنهم لأحلم الناس عند فتنة، وأجبر الناس عند مصيبة، وخير الناس لمساكينهم وضعفائهم. وهذا الحديث مما تتبع به الدارقطني مسلماً، فقال في "الإلزامات والتتبع" ص 308: عبد الكريم لم

يدرك المستورد، ولا أدركه أبوه الحارث بن يزيد، والحديث مرسل. وتعقبه النووي في "شرح مسلم" 18/ 23 فقال: لا استدراك على مسلم في هذا، لأنه ذكر الحديث بحروفه في الطريق الأول من رواية عُلي بن رباح، عن أبيه، عن المستورد متصلاً، وإنما ذكر الثاني متابعة. وقد سبق أنه يحتمل في المتابعة =

ص: 550

18023 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ، أَنَّ الْمُسْتَوْرِدَ قَالَ: بَيْنَا أَنَا عِنْدَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ فَقُلْتُ لَهُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " أَشَدُّ النَّاسِ (1) عَلَيْكُمُ الرُّومُ، وَإِنَّمَا هَلَكَتُهُمْ مَعَ السَّاعَةِ " فَقَالَ لَهُ عَمْرٌو: أَلَمْ أَزْجُرْكَ عَنْ مِثْلِ هَذَا! (2).

= ما لا يحتمل في الأصول، وسبق أيضاً أن مذهب الشافعي والمحققين أن الحديث المرسل إذا روي من جهة أخرى متصلاً، احتج به، وكان صحيحاً، وتبينَّا برواية الاتصال صحة رواية الإرسال.

وانظر ما بعده.

قول عمرو بن العاص: إن فيهم لخصالاً، قال السندي: أي: تدل على أن الأمر كما قُلتَ.

(1)

لفظة "الناس" لم ترد في النسخ الخطية، وأثبتناها من (م) و"جامع المسانيد" 4/ ورقة 107، وجاء في هامش (ظ 13): صوابه: أشد الناس.

(2)

إسناده ضعيف، ابن لهيعة سيئ الحفظ، وباقي رجاله ثقات رجال مسلم غير الحسن بن موسى، فمن رجال الشيخين. الحارث بن يزيد: هو الحضرمي المصري، وعبد الرحمن بن جبير: هو المؤذن المصري.

وأخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص 261 من طرق عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد. وقال فيه:"إن أشد الناس عليكم بنو أختكم بسمة بنت إسماعيل الروم .. ". وبسمة بنت إسماعيل عليه السلام تزوجها عيص بن إسحاق عليه السلام، وكان منهما الروم فيما روي عند الطبري في "تاريخه" 1/ 317، والله أعلم.

وانظر ما قبله، وانظر أيضاً حديثي ابن مسعود وذي مخمر السالفين برقم (4146) و (16826).

ص: 551

‌حَدِيثُ أَبِي كَبْشَةَ الْأَنْمَارِيِّ

(1)

18024 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ أَبِي كَبْشَةَ الْأَنْمَارِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَثَلُ هَذِهِ الْأُمَّةِ مَثَلُ أَرْبَعَةِ نَفَرٍ: رَجُلٌ آتَاهُ اللهُ مَالًا وَعِلْمًا، فَهُوَ يَعْمَلُ بِهِ فِي مَالِهِ يُنْفِقُهُ (2) فِي حَقِّهِ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللهُ عِلْمًا وَلَمْ يُؤْتِهِ مَالًا، فَهُوَ يَقُولُ: لَوْ كَانَ لِي مِثْلُ مَالِ هَذَا، عَمِلْتُ فِيهِ مِثْلَ الَّذِي يَعْمَلُ " قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " فَهُمَا فِي الْأَجْرِ سَوَاءٌ ".

" وَرَجُلٌ آتَاهُ اللهُ مَالًا وَلَمْ يُؤْتِهِ عِلْمًا، فَهُوَ يَخْبِطُ فِيهِ يُنْفِقُهُ فِي غَيْرِ حَقِّهِ، وَرَجُلٌ لَمْ يُؤْتِهِ اللهُ مَالًا وَلَا عِلْمًا، فَهُوَ يَقُولُ: لَوْ كَانَ لِي مَالٌ مِثْلُ هَذَا، عَمِلْتُ فِيهِ مِثْلَ الَّذِي يَعْمَلُ " قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " فَهُمَا فِي الْوِزْرِ سَوَاءٌ "(3).

(1) هو أبو كبشة الأنماري المذحِجي، مختلف في اسمه. انظر "الإصابة" 7/ 341.

(2)

في (م) و (ق): فينفقه.

(3)

حديث حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه أبي كبشة، وسالم لم يسمع من أبي كبشة فيما قاله الحافظ في "النكت الظراف" 9/ 274، ويعضده ما وقع في إسناد الحديث عند أبي عوانة كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 111 أن سالماً قال: حُدِّثتُ عن أبي كبشة، وسيأتي الحديث برقم (18027) وفيه تصريح سالم بالسماع، لكنه غير محفوظ فيما قاله الحافظ. =

ص: 552

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وروي الحديث بذكر الواسطة بين سالم وأبي كبشة، وهو ابن أبي كبشة، وفي سندها ضعف كما سنبينه لكن له طريق آخر عند الترمذي (2325) وقال: حسن صحيح، وسيأتي عند المصنف برقم (18031).

وهو عند وكيع في "الزهد"(240)، ومن طريقه أخرجه ابن ماجه (4228)، والفريابي في "فضائل القرآن"(106)، والطبراني في "الكبير" 22/ 867.

وأخرجه هناد في "الزهد"(586)، والحسين المروزي في زوائده على "زهد ابن المبارك"(999)، والفريابي (105) و (106)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(263)، وابن الأعرابي في "المعجم"(662)، والبيهقي 4/ 189 من طرق عن الأعمش، به.

وقد رواه عن سالم منصور بن المعتمر، واختلف عليه فيه، فروي عن منصور، عن سالم، عن أبي كبشة. وسيأتي (18026).

وروي عن منصور بذكر الواسطة بين سالم وأبي كبشة، أخرجه ابن ماجه بإثر (4228)، والطبراني في "الكبير" 22/ (865)، والبيهقي 4/ 189 من طريق معمر بن راشد، وابن ماجه بإثر (4228)، والخطيب في "تاريخه" 6/ 79 - 80 من طريق مفضل بن مهلهل، كلاهما عن منصور، عن سالم، عن ابن أبي كبشة، عن أبي كبشة. وروى البيهقي بإثره عن علي ابن المديني أنه قال: ابن أبي كبشة هذا معروف، وهو محمد بن أبي كبشة. قلنا: ومحمد هذا ذكره البخاري في "التاريخ" 1/ 176 باسم: محمد بن عمر بن سعد، وذكر راوياً آخر عنه غير سالم، هو إسماعيل بن أوسط، ولم يأثر فيه جرحاً ولا تعديلاً. وذكره ابن حبان في "الثقات" 5/ 372 - 373، وقال: قدم الكوفة، فكتب عنه ختناه إسماعيل بن أوسط وسالم بن أبي الجعد. وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، أي: حيث يتابع، وإلا فهو لين الحديث.

قلنا: ولأبي كبشة ابن آخر اسمه: عبد الله، ذكره ابن حبان في "الثقات" 5/ 36، ولم يذكر في الرواة عنه غير ابنه، فهو مجهول. =

ص: 553

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وروي عن منصور، عن مجاهد، عن أبي كبشة. أخرجه ابن قانع 2/ 222 من طريق أبي حفص عبد الرحمن بن عمر الأبار، عن منصور، عن مجاهد، عن أبي كبشة الأنماري أنه قال لابنه: احفظ عني حديثاً سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم

فذكر الحديث. ورجاله ثقات، لكن لا تعرف لمجاهد رواية عن أبي كبشة، ويبعد أن يكون أدركه.

ورواه عن سالم أيضاً قتادة بن دعامة، واختلف عليه فيه أيضاً، فقد أخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (860) و (869)، وفي "الأوسط"(4364) من طريق سعيد بن بشير، عن قتادة، عن سالم بن أبي الجعد، عن أبي كبشة. وسعيد بن بشير ضعيف.

وأخرجه إبراهيم بن طهمان في "مشيخته"(63)، ومن طريقه الطبراني في "الكبير" 22/ (866) عن الحجاج بن الحجاج الباهلي، عن قتادة، عن سالم بن أبي الجعد، عن معدان بن أبي طلحة، عن ثوبان أو عن أبي كبشة، فزاد فيه ذكر معدان بن أبي طلحة، والشك في صحابيه. وهاتان الزيادتان تفرد بهما إبراهيم بن طهمان، وهو ثقة جليل، وباقي رجاله ثقات، لكن المحفوظ أنه من حديث أبي كبشة.

وأخرجه الطبراني 22/ (870) من طريق سعيد بن بشير، عن أبي كنانة، عن أبي كبشة. وسعيد بن بشير ضعيف كما أسلفنا، وأبو كنانة لم نتبينه، ولعله تحريف.

وسيأتي بالأرقام (18025) و (18026) و (18027) من طريق سالم بن أبي الجعد، وبرقم (18031) من طريق أبي البختري سعيد الطائي بنحوه مطولاً.

قال الحافظ ابن رجب في "جامع العلوم والحكم" 2/ 320 - 321 في شرح الحديث السابع والثلاثين: ومتى اقترن بالنية قولٌ أو سعيٌ تأكد الجزاء، والتحق صاحبُه بالعامل. واستدل بحديث أبي كبشة هذا، ثم قال: وقد حُمِل قوله: =

ص: 554

18025 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ - وَسَمِعْتُهُ مِنْهُ (1) - يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي كَبْشَةَ الْأَنْمَارِيِّ مِنْ غَطَفَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَثَلُ أُمَّتِي مَثَلُ أَرْبَعَةِ نَفَرٍ " فَذَكَرَ الْحَدِيثَ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: " رَجُلٌ آتَاهُ اللهُ مَالًا وَلَمْ يُؤْتِهِ عِلْمًا، فَهُوَ يَخْبِطُ فِيهِ، لَا يَصِلُ فِيهِ رَحِمًا، وَلَا يُعْطِي فِيهِ حَقًّا (2).

= "فهما في الأجر سواء" على استوائهما في أصل أجر العمل دون مضاعفته، فالمضاعفة يختص بها من عمل العمل دون من نواه فلم يعمله، فإنهُما لو استويا من كل وجه لكُتب لمن همَّ بحسنةٍ ولم يعملها عشر حسنات وهو خلاف النصوص كلها، ويدل على ذلك قوله تعالى:{فضَّلَ الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلًّا وَعَدَ الله الحُسنى وفضَّل الله المجاهدين على القاعدين أجراً عظيماً درجات منه} [النساء: 95 - 96]. قال ابن عباس وغيره: القاعدون المفضَّلُ عليهم المجاهدون درجةً هم القاعدون من أهل الأعذار، والقاعدون المفضَّلُ عليهم المجاهدون درجاتٍ هم القاعدون من غير أهل الأعذار. وانظر تمام كلامه فيه؛ فإنه غايةٌ في النَّفاسة.

قلنا: وإيراد الحافظ ابن رجب هذا الحديث وسكوته عنه وشرحه له دليل على صحته عنده، وكذلك الحافظ ابن حجر أورده في شرحه العظيم:"فتح الباري" 1/ 167 في كتاب العلم، باب الاغتباط في العلم والحكمة، في شرح حديث عبد الله بن مسعود، وهو قوله عليه الصلاة والسلام:"لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالاً فسُلِّط على هَلَكتِه في الحق، ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها"، ونقل عن الترمذي قوله في حديث أبي كبشة هذا: حديث حسن صحيح، ولم يتعقبه بشيء، فدل على أنه صحيح عنده أيضاً.

(1)

القائل سمعته منه: هو سليمان بن مهران الأعمش، وسمعه من سالم.

(2)

إسناده كسابقه رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه أبي كبشة =

ص: 555

18026 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ الْعَدَنِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ أَبِي كَبْشَةَ قَالَ: ضَرَبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَثَلَ هَذِهِ الْأُمَّةِ مَثَلَ أَرْبَعَةِ نَفَرٍ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1).

= وسلف في الحديث السابق قول الحافظ: إن سالم بن أبي الجعد لم يسمع من أبي كبشة.

وأخرجه أبو عوانة في فضائل القرآن كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 111 من طريق زيد الهروي، عن شعبة، بهذا الإسناد.

وانظر ما قبله.

قوله: "من غطفان"، لم نَرَه في مصادر ترجمة أبي كبشة، والذي فيها أنه من مذحج.

(1)

عبد الله بن الوليد العدني، صدوق حسن الحديث ومن فوقه من رجال الشيخين غير أبي كبشة. وانظر (18024).

سفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (861)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 6/ 79 - 80 من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، والطبراني (862) من طريق أبي حذيفة موسى بن مسعود النهدي، كلاهما عن سفيان، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو عوانة في فضائل القرآن من طريق جرير بن عبد الحميد، والطبراني 22/ (863) من طريق مسعر بن كدام، و (864) من طريق مفضل بن مهلهل، ثلاثتهم عن منصور، به. ووقع عند أبي عوانة قول سالم: حدثت عن أبي كبشة.

وقد اختلف في الإسناد على منصور، وبيناه فيما سلف برقم (18024)، فانظره.

ص: 556

18027 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ أَبِي الْجَعْدِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا كَبْشَةَ الْأَنْمَارِيَّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَثَلُ أُمَّتِي مَثَلُ أَرْبَعَةٍ " فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1).

18028 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ - يَعْنِي ابْنَ صَالِحٍ -، عَنْ أَزْهَرَ بْنِ سَعِيدٍ الْحَرَازِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا كَبْشَةَ الْأَنْمَارِيَّ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَالِسًا فِي أَصْحَابِهِ، فَدَخَلَ ثُمَّ خَرَجَ وَقَدِ اغْتَسَلَ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، قَدْ كَانَ شَيْءٌ؟ قَالَ: " أَجَلْ، مَرَّتْ بِي فُلَانَةُ، فَوَقَعَ فِي قَلْبِي (2) شَهْوَةُ النِّسَاءِ، فَأَتَيْتُ بَعْضَ أَزْوَاجِي فَأَصَبْتُهَا، فَكَذَلِكَ فَافْعَلُوا، فَإِنَّهُ مِنْ

(1) رجاله ثقات رجال الشيخين، وقد ذكر هذه الرواية الحافظ المزي في "التحفة" 9/ 274، وتعقبه الحافظ ابن حجر في "النكت" بقوله: المحفوظ عن شعبة ما رواه غندر وأبو زيد الهروي عنه عن الأعمش

ولم يسمع سالم من أبي كبشة، وقد أخرجه أبو عوانة في "صحيحه" من طريق جرير، عن منصور، عن سالم قال: حُدِّثْت عن أبي كبشة.

قلنا: رواية غندر سلفت برقم (18025)، ورواية أبي زيد الهروي أخرجها أبو عوانة في فضائل القرآن كما في "إتحاف المهرة " 5/ ورقة 111. وفيه أيضاً رواية أبي عوانة التي فيها: حدثت عن أبى كبشة.

وانظر (18024).

(2)

في (ظ 13) ونسخة في (س): في نفسي!.

ص: 557

أَمَاثِلِ أَعْمَالِكُمْ إِتْيَانُ الْحَلَالِ " (1).

18029 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَوْسَطَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي كَبْشَةَ الْأَنْمَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا كَانَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ، تَسَارَعَ النَّاسُ إِلَى أَهْلِ الْحِجْرِ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَنَادَى فِي النَّاسِ: الصَّلَاةُ جَامِعَةٌ. قَالَ: فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مُمْسِكٌ بَعِيرَهُ، وَهُوَ يَقُولُ:" مَا تَدْخُلُونَ عَلَى قَوْمٍ غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ؟ "

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، أزهر بن سعيد الحرازي، روى عنه ثلاثة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: ابن سعد: كان قليل الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.

معاوية بن صالح: هو ابن حدير الحضرمي الحمصي قاضي الأندلس.

وأخرجه البخاري في "التاريخ" 6/ 139، والطبراني في "الكبير" 22/ (848)، وفي "الأوسط"(3275)، وفي "مسند الشاميين"(2047)، وعنه أبو نعيم في "الحلية" 2/ 20 من طريق عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح، بهذا الإسناد.

وله شاهد من حديث جابر، سلف برقم (14537)، وأخرجه مسلم (1403)(9).

وآخر من حديث عبد الله بن مسعود عند الدارمي (2215)، والبخاري في "التاريخ" 5/ 69، والبيهقي في "الشعب"(5436). وروي مرفوعاً وموقوفاً.

وقوله: "إن من أماثل أعمالكم إتيان الحلال" يشهد له حديث أبي ذر عند البخاري في "الأدب المفرد"(227)، ومسلم (1006)، وفيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"وفي بضع أحدكم صدقة". وسيأتي 5/ 167.

ص: 558

فَنَادَاهُ رَجُلٌ مِنْهُمْ: نَعْجَبُ مِنْهُمْ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " أَفَلَا أُنَبِّئُكُمْ (1) بِأَعْجَبَ مِنْ ذَلِكَ؟ رَجُلٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ يُنْبِئُكُمْ بِمَا كَانَ قَبْلَكُمْ، وَمَا هُوَ كَائِنٌ بَعْدَكُمْ، فَاسْتَقِيمُوا وَسَدِّدُوا، فَإِنَّ اللهَ لَا يَعْبَأُ بِعَذَابِكُمْ شَيْئًا، وَسَيَأْتِي قَوْمٌ لَا يَدْفَعُونَ عَنْ أَنْفُسِهِمْ بِشَيْءٍ "(2).

(1) في (م) و (ص): أفلا أنذركم.

(2)

إسناده ضعيف، محمد بن أبي كبشة سلفت ترجمته عند الحديث (18024)، وهو لين الحديث إذا تفرد، ولم يتابع على هذا الحديث، وإسماعيل بن أوسط -وهو البجلي- وثقه ابن معين في رواية، وقال في أخرى: صالح، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن أبي حاتم: سُئل أبي عنه فقال: يُروى عنه، فكرر عليه فلم يزد على قوله: يروى عنه، وضعّفه الساجي، وقال الأزدي: أمير الكوفة، كان من أعوان الحجاج، وهو الذي قدم سعيد بن جبير للقتل، لا ينبغي أن يروى عنه، ونقل قول الأزدي هذا الذهبي في "الميزان" وأقره.

والمسعودي: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة الكوفي، وقد اختلط بأخرة، ورواية يزيد بن هارون عنه بعد اختلاطه، ولا يضر ذلك، فقد رواه عن المسعودي غير واحد ممن روى عنه قبل اختلاطه.

وأخرجه ابن أبي شيبة 14/ 546 - 547، ومن طريقه الطبراني 22/ (852) عن جعفر بن عون، والدولابي في "الكنى والأسماء" 1/ 50، والطحاوي في "شرح المشكل"(3741) من طريق أبي داود الطيالسي، والطبراني 22/ (851) من طريق عبد الله بن رجاء وعمرو بن مرزوق، و (852) من طريق إسماعيل بن عياش، خمستهم عن المسعودي، بهذا الإسناد. وجعفر بن عون وعبد الله بن رجاء وعمرو بن مرزوق رووا عن المسعودي قبل اختلاطه.

وانظر ما بعده. =

ص: 559

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وللنهي عن دخول ديار ثمود وعامةِ ديار المغضوب عليهم شاهد من حديث عبد الله بن عمر السالف برقم (4561) و (5984). وهو متفق عليه.

وشاهد ثان من حديث سبرة بن معبد، علقه البخاري بإثر (3378)، ووصله الطحاوي في "شرح المشكل، (3750) و (3751) و (3752)، والطبراني في "الكبير" (6550) و (6551) و (6552)، والحاكم 4/ 124 - 125، وابن حجر في "التغليق" 4/ 19 و 20. وصححه الحاكم على شرط الشيخين، وتعقبه الذهبي بقوله: ولا على شرط واحد منهما.

وثالث من حديث أبي الشموس البلوي، علقه البخاري بإثر (3378)، ووصله الحافظ في "التغليق" 4/ 20 و 20 - 21.

ورابع من حديث أبي ذر الغفاري، علقه البخاري، ووصله البزار (1843 - كشف الأستار)، والطحاوي في "شرح المشكل"(3746) و (3747)، والحافظ في "التغليق" 4/ 21 - 22.

وخامس من حديث أبي أمامة عند الطبراني (8068) و (8069).

وسادس من حديث سمرة بن جندب عند البزار (1846 - كشف الأستار)، والطبراني (7091).

ولآخر الحديث شاهد من حديث عبد الله بن بسر، ولفظه:"سددوا وأبشروا، فإن الله تعالى ليس إلى عذابكم بسريع، وسيأتي قوم لا حجة لهم " ذكره الهيثمي في "المجمع" 1/ 63، وقال: رواه الطبراني في "الكبير"، وفيه بقية بن الوليد، ولكنه صرح بالتحديث. قلنا: لا يكفي هذا فإنه يدلس تدليس التسوية.

وهذا الجزء من الحديث جاء في حديث أبي ذر، ولفظه:"يا أيها الناس، إنه ليس اليوم نفس منفوسة يأتي عليها مئة سنة فيعبأ الله بها".

قوله: "إلى أهل الحِجرِ": بكسر مهملة، وسكون جيم، وادي ثمود قوم صالح عليه السلام.

الصلاة جامعة: المشهور نصبهما، أي: ائتوا الصلاة حال كونها جامعة، ويمكن رفعهما. قاله السندي.

ص: 560

18030 -

حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي كَبْشَةَ (1)، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا كَانَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ، تَسَارَعَ قَوْمٌ إِلَى أَهْلِ (2) الْحِجْرِ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (3).

18031 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ (4)، حَدَّثَنَا عُبَادَةُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ خَبَّابٍ (5)، عَنْ سَعِيدٍ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ الطَّائِيِّ، عَنْ أَبِي كَبْشَةَ الْأَنْمَارِيِّ (6) قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " ثَلَاثٌ أُقْسِمُ عَلَيْهِنَّ، وَأُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا فَاحْفَظُوهُ " قَالَ: " فَأَمَّا الثَّلَاثُ الَّتِي أُقْسِمُ عَلَيْهِنَّ: فَإِنَّهُ مَا نَقَّصَ مَالَ عَبْدٍ صَدَقَةٌ (7)، ولا

(1) في (م) زيادة: الأنماري.

(2)

لفظة: "أهل" ليست في (ظ 13) ولا (ق).

(3)

إسناده ضعيف.

وأخرجه البيهقي في "الدلائل" 5/ 235 من طريق أبي النضر هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد.

وانظر ما قبله.

(4)

في (م) و (ق): عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُمَيْرٍ، ولفظة:"بن محمد" مقحمة.

(5)

في (م) والنسخ الخطية: حباب، بالحاء المهملة، وجود ضبطه في (س) بضم الحاء، وصوابه: خَبَّاب كما هو في مصادر ترجمته وكتب المشتبه.

(6)

المثبت من (م) و (ق)، وفي باقي النسخ: النميري، وفي هامش (س): النمري، وكلاهما خطأ. وما أثبتناه هو الصواب.

(7)

في (ق): من صدقةٍ. وعلى هذه الرواية تكون لفظة "مال" مرفوعة، لأنها فاعل "نقص".

ص: 561

ظُلِمَ عَبْدٌ بِمَظْلَمَةٍ فَيَصْبِرُ عَلَيْهَا إِلَّا زَادَهُ اللهُ بِهَا عِزًّا، وَلَا يَفْتَحُ عَبْدٌ بَابَ مَسْأَلَةٍ إِلَّا فَتَحَ اللهُ لَهُ بَابَ فَقْرٍ.

وَأَمَّا الَّذِي أُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا فَاحْفَظُوهُ، فَإِنَّهُ قَالَ: إِنَّمَا الدُّنْيَا لِأَرْبَعَةِ نَفَرٍ (1): عَبْدٍ رَزَقَهُ اللهُ مَالًا وَعِلْمًا، فَهُوَ يَتَّقِي فِيهِ رَبَّهُ، وَيَصِلُ فِيهِ رَحِمَهُ، وَيَعْلَمُ لِلَّهِ فِيهِ حَقَّهُ. قَالَ: فَهَذَا بِأَفْضَلِ الْمَنَازِلِ. قَالَ: وَعَبْدٍ رَزَقَهُ اللهُ عِلْمًا، وَلَمْ يَرْزُقْهُ مَالًا، قَالَ: فَهُوَ يَقُولُ: لَوْ كَانَ لِي مَالٌ عَمِلْتُ بِعَمَلِ فُلَانٍ، قَالَ: فَأَجْرُهُمَا سَوَاءٌ. قَالَ: وَعَبْدٍ رَزَقَهُ اللهُ مَالًا وَلَمْ يَرْزُقْهُ عِلْمًا، فَهُوَ يَخْبِطُ فِي مَالِهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ، لَا يَتَّقِي فِيهِ رَبَّهُ، وَلَا يَصِلُ فِيهِ رَحِمَهُ، وَلَا يَعْلَمُ لِلَّهِ فِيهِ حَقَّهُ، فَهَذَا بِأَخْبَثِ الْمَنَازِلِ. قَالَ: وَعَبْدِ لَمْ يَرْزُقْهُ اللهُ مَالًا وَلَا عِلْمًا، فَهُوَ يَقُولُ: لَوْ كَانَ لِي مَالٌ لَعَمِلْتُ (2) بِعَمَلِ فُلَانٍ، قَالَ: هِيَ نِيَّتُهُ، فَوِزْرُهُمَا فِيهِ سَوَاءٌ " (3).

(1) لفظة: "نفر" ليست في (ظ 13).

(2)

في (ظ 13): لفعلتُ.

(3)

حديث حسن، يونس بن خباب -وهو الأسيدي- مختلف فيه، فقد ضعفه البخاري وأبو حاتم والنسائي وابن حبان وابن معين في أكثر رواياته، وقال ابن شاهين في "الثقات" قال عثمان بن أبي شيبة: يونس بن خباب ثقة صدوق، وقال الساجي: صدوق في الحديث تكلموا فيه من جهة رأيه السوء، وقال ابن معين في رواية عنه: كان ثقة وكان يشتم عثمان، وقال أبو داود: قد رأيت أحاديث شعبة عنه مستقيمة، وليست الرافضة كذلك، وقال ابن عدي: وأحاديثه مع غلوه تكتب. وصحح الترمذي حديثه هذا.

وباقي رجال الحديث ثقات. =

ص: 562

18032 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الزُّبَيْدِيُّ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي عَامِرٍ الْهَوْزَنِيِّ، عَنْ أَبِي كَبْشَةَ الْأَنْمَارِيِّ: أَنَّهُ أَتَاهُ فَقَالَ: أَطْرِقْنِي مِنْ فَرَسِكَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ أَطْرَقَ مسلماً (1) فَعَقَبَ لَهُ الْفَرَسُ، كَانَ لَهُ (2) كَأَجْرِ سَبْعِينَ فَرَسًا حُمِلَ عَلَيْهِ فِي سَبِيلِ

= وأخرجه يعقوب بن سفيان في "تاريخه" 3/ 191، والترمذي (2325)، والطبراني في "الكبير" 22/ (855) و (868)، والبغوي (4097)، والمزي في "تهذيب الكمال" 14/ 193 - 194 من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، عن عبادة بن مسلم. وقال الترمذي: حسن صحيح. ولم يسق يعقوب بن سفيان متنه، واقتصر الطبراني في الموضع الأول على القطعة الأولى، وفي الموضع الثاني على القطعة الثانية.

وقد سلفت القطعة الثانية من طريق سالم بن أبي الجعد برقم (18024).

وللقطعة الأولى شاهد من حديث عبد الرحمن بن عوف، سلف برقم (1674).

وشاهد ثان من حديث أبي هريرة، ستلف برقم (7206) و (9421) و (9625)، وهو صحيح، وانظر تتمة شواهده هناك.

قوله: وأما الذي أحدثكم حديثاً، قال السندي: العائد على الذي محذوف، أي: أما الذي أحدثكموه، وقوله: حديثاً، بدل من ذلك المحذوف!

(1)

لفظة: "مسلماً" أثبتناها من (ظ 13)، ولم ترد في باقي النسخ.

(2)

لفظة: "له" ليست في (ظ 13).

ص: 563

اللهِ " (1).

(1) إسناده صحيح، أبو عامر الهوزني اسمه عبد الله بن لُحي، وهو ثقة مخضرم، وراشد بن سعد -وهو المَقْرئي الحمصي- ثقة علق له البخاري في "صحيحه"، وروى له في "الأدب"، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير يزيد بن عبد ربه فمن رجال مسلم.

وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(1861) من طريق يزيد بن عبد ربه، بهذا الإسناد. وزاد في آخره:"فإن لم يعقب كان له كأجر فرسين حمل عليهما في سبيل الله".

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1282) و (2518)، وابن حبان (4679)، والطبراني في "الكبير" 22/ (853)، وفي "الشاميين"(1861)، والخطابي في "غريب الحديث" 1/ 724 من طرق عن محمد بن حرب، به. وزادوا في آخره:"وإن لم تعقب كان له كأجر فرس حمل عليه في سبيل الله"، لكن جاء عند الطبراني في "الشاميين":"كأجر فرسين"، وعند ابن أبي عاصم، والطبراني في "الكبير"، والخطابي:"فَعقَّتْ" بدل "فعقب" وهو بمعناه.

وفي الباب عن القاسم أبي عبد الرحمن، عن عدي ابن حاتم الطائي عند الترمذي (1626)، وروي عن القاسم، عن أبي أمامة الباهلي عنده (1627)، وقال عن، حديث أبي أمامة: حسن صحيح غريب، ولفظه:"أفضل الصدقات ظِلُّ فسطاطٍ في سبيل الله، ومنيحة خادم في سبيل الله، أو طروقة فحلٍ في سبيل الله".

قوله: "أطرقني من فرسك"، قال السندي: إطراق الفرس إعارته للضراب، ومن للتبعيض.

ص: 564

‌حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ الْجُهَنِيِّ

(1)

18033 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حَسَنٍ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ مُرَّةَ قَالَ لِمُعَاوِيَةَ: يَا مُعَاوِيَةُ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" مَا مِنْ إِمَامٍ أَوْ وَالٍ يُغْلِقُ بَابَهُ دُونَ ذَوِي الْحَاجَةِ (2) وَالْخَلَّةِ وَالْمَسْكَنَةِ، إِلَّا أَغْلَقَ اللهُ أَبْوَابَ السَّمَاءِ دُونَ حَاجَتِهِ وَخَلَّتِهِ وَمَسْكَنَتِهِ ". قَالَ: فَجَعَلَ مُعَاوِيَةُ رَجُلًا عَلَى حَوَائِجِ النَّاسِ (3).

(1) هو عمرو بن مرة بن عبس الجهني، كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم شيخاً كبيراً، أسلم قديماً وشهد كثيراً من المشاهد، وقيل: هو أبو مريم الأزدي، وفرق بينهما غير واحد. "الإصابة" 4/ 680 - 682. قلنا: وقد سلف حديثه الذي هنا من حديث أبي مريم برقم (15651).

(2)

في (ظ 13): ذي الحاجة.

(3)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أبي حسن، وهو الجزري. إسماعيل بن إبراهيم: هو ابن عُليّة.

وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 4/ 270، والمزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة عمرو بن مرة 22/ 239 - 240 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه الترمذي (1332)، وأبو يعلى (1566) من طريق إسماعيل بن إبراهيم، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث عمرو بن مرة حديث غريب.

وأخرجه عبد بن حميد (286)، ومحمد بن خلف بن حيان في "أخبار القضاة" 1/ 75 من طريق سعيد بن زيد عن علي بن الحكم، به. وقد تحرف سعيد بن زيد إلى سعد بن زيد في المطبوع من "أخبار القضاة". =

ص: 565

‌حَدِيثُ الدَّيْلَمِيِّ الْحِمْيَرِيِّ

(1)

= وأخرجه الحاكم 4/ 94، وأبو يعلى (1565)، وابن قانع 2/ 198 من طرق عن حماد بن سلمة، عن علي بن الحكم، به، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي. قلنا: وقد ذكر الحافظ في "أطراف المسند" 5/ 154 لهذا الحديث إسناداً آخر هو: يزيد بن هارون، عن حماد بن سلمة، عن علي بن الحكم، به. ولم نجد هذا الإسناد فيما بين أيدينا من النسخ في هذا الموضع، وقد ذكر الحافظ في "الأطراف" أن لعمرو بن مرة أحاديث في مسند الأنصار، فلعله سيأتي هناك من طريق حماد بن سلمة.

وقد سلف برقم (15651) من حديث رجل عن النبي صلى الله عليه وسلم، وبعضهم صرح بأن هذا الرجل هو أبو مريم، وانظر تعليقنا عليه هناك. ويضاف إلى تخريج حديث أبي مريم أنه أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2317)، والدولابي في "الأسماء والكنى" 1/ 53 - 54، وابن خزيمة في السياسة كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 115، والطبراني في "الكبير"(832)، وفي "مسند الشاميين"(1404) من طريق يزيد بن أبي مريم، عن القاسم بن مخيمرة، عن أبي مريم الأزدي.

وأخرجه الدولابي 1/ 53 - 54 من طريق أبي المعطل مولى بني كلاب، عن أبي مريم الأزدي مطولاً. وأبو المعطل قال الذهبي في "الميزان" 4/ 575: لا يعرف.

الخَلَّة: هي الحاجة والفقر.

(1)

وقع اسم هذا الصحابي هنا فيما بين أيدينا من النسخ: الديلمي الحميري، وصوابه: ديلم الحميري كما سيأتي في أحاديثه، وهو كذلك في مصادر ترجمته: ديلم الحميري. لكن قال أبو موسى المديني كما في "أسد الغابة" 2/ 164: قد يقع في الأحاديث: الديلمي الحميري.

وهو ديلم بن أبي ديلم، وقيل: ديلم بن فيروز، وقيل: ديلم بن هَوشَع. =

ص: 566

18034 -

حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ - يَعْنِي ابْنَ جَعْفَرٍ - قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، حَدَّثَنَا مَرْثَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْيَزَنِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الدَّيْلَمُ (1) أَنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: إِنَّا بِأَرْضٍ بَارِدَةٍ، وَإِنَّا لَنَسْتَعِينُ بِشَرَابٍ يُصْنَعُ لَنَا مِنَ الْقَمْحِ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَيُسْكِرُ؟ " قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: " فَلَا تَشْرَبُوهُ " فَأَعَادَ عَلَيْهِ (2)،

= كان أول وافد على النبي صلى الله عليه وسلم من عند معاذ بن جبل من اليمن، وشهد فتح مصر.

وقال بعض أهل العلم: هو فيروز الديلمي الآتية ترجمته بعد قليل، وخلطه بعضهم بأبي وهب الجيشاني التابعي.

وقد حرر القول في ذلك الحافظ في "الإصابة" 2/ 392 فقال: وكان سبب الوهم فيه أن كلًّا من فيروز الديلمي وديلم الحميري سأل عن الأشربة، ثم ميز بين حديثيهما، وقال: فالحديثان وإن اشتركا في كونهما فيما يتعلق بالأشربة، فهما سؤالان مختلفان عن نوعين مختلفين، وإنما أتى الوهم على من اختصر فقال: له حديث في الأشربة، فلم يُعلَم مرادُه بذلك. قلنا: وسيأتي حديث كل منهما في مسنده بعد قليل.

وقال الحافظ في آخر ترجمته: فالحاصل أن الذي سأل عن الأشربة التي تتخذ من القمح هو ديلم بن هوشَع، وحديثه في المصريين، وانفرد أبو الخير مرثد المصري بالرواية عنه، وهو حميري جيشاني، وأما الديلمي الذي روى عنه ولده عبد الله فحديثه في الشاميين، واسمه فيروز، وهو الذي قتل الأسود العنسي، وأما أبو وهب الجيشاني فتابعي آخر. والله أعلم.

(1)

المثبت من (ظ 13) وهامش (س)، وفي (م) وباقي النسخ: الديلمي.

(2)

في (م): فأعاد عليه الثانية.

ص: 567

فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَيُسْكِرُ؟ " قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: " فَلَا تَشْرَبُوهُ " فَأَعَادَ عَلَيْهِ الثَّالِثَةَ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَيُسْكِرُ؟ " قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: " فَلَا تَشْرَبُوهُ "، قَالَ: فَإِنَّهُمْ لَا يَصْبِرُونَ عَنْهُ. قَالَ: " فَإِنْ لَمْ يَصْبِرُوا عَنْهُ فَاقْتُلْهُمْ "(1).

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه، فقد روى له أبو داود، وغير عبد الحميد بن جعفر، فمن رجال مسلم، وروى له البخاري تعليقاً.

وهو عند الإمام أحمد في "الأشربة"(210).

وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 5/ 533 - 534، والبخاري في "التاريخ" 7/ 136 - ومن طريقه ابن عساكر في "التاريخ" 14/ ورقة 295 - عن الضحاك ابن مخلد، بهذا الإسناد. إلا أن البخاري قال: عن ابن الديلمي، ولفظه عنده: أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم: أنا منك بعيد وأشرب شراباً من قمح؟ فقال: "أيسكر؟ " قلت: نعم. قال: "لا تشربوا مسكراً" فأعاد ثلاثاً، قال:"كل مسكر حرام".

وأخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص 303 من طريق عبد الله بن عبد الحكم وأبي الأسود النضر بن عبد الجبار وهانئ بن المتوكل، ثلاثتهم عن ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب، به.

وأخرجه الطبراني (4206) في "الكبير" من طريق قتيبة بن سعيد، والبيهقي 8/ 292 من طريق عبد الله بن وهب، كلاهما عن ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، به. وقرنا بيزيد عياش بن عباس. وليس فيه عندهما الأمر بقتل من لم يصبر عنها.

وأخرجه بنحوه الطبراني في ترجمة فيروز الديلمي من "معجمه الكبير" 18/ (850) من طريق الهيثم بن خارجة، عن يحيى بن حمزة، عن إسحاق بن عبد الله، عن رُزَيق بن حُكَيم، عن كثير بن مرة، عن الديلمي. وزاد في آخره: قلت: يا نبي الله، إن تحتي أختين. قال:"طلق أيهما شئت". وفي إسناده =

ص: 568

18035 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْيَزَنِيِّ

= إسحاق بن عبد الله الفروي، وهو متروك، وقد أخطأ فيه، فجمع قصة الأشربة مع قصة السؤال عن الأختين، والصواب أن قصة الأشربة من حديث ديلم، وقصة نكاح الأختين من حديث فيروز الديلمي.

وقد أخرج مسلم (2002) من حديث جابر أن رجلاً قدم من جيشان -وجيشان من اليمن- فسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن شراب يشربونه بأرضهم من الذرة يقال له: المزر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"أوَمسكر هو؟ " قال: نعم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"كل مسكر حرام "، وقد سلف برقم (14880)، وليس فيه الأمر بقتل من لم يصبر عن الخمر.

وأخرج البيهقي 8/ 292 من طريق طاووس بن كيسان مرسلاً، قال تلا النبي صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر -يعني آية- ذكر فيها الخمر، قال: فقام أبو وهب الجيشاني فسأله عن المزر، قال:"وما المزر؟ "، قال: شئ يصنع من الحب. قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "كل مسكر حرام". قلنا: وقوله: أبو وهب الجيشاني وهم كما ذكرنا في ترجمة ديلم الحميري، فإن أبا وهب الجيشاني تابعي. والأرجح أنه ديلم الحميري، وهو من جيشان.

وفي باب تحريم ما يصنع من الحبوب عن أبي موسى الأشعري، وعن عائشة، وعن أم حبيبة، ستأتي أحاديثهم على التوالي 4/ 402 و 6/ 96 - 97 و 427.

وفي باب تحريم كل مسكر عن ابن عمر، سلف برقم (4464)، وعن ابن عمرو، سلف برقم (6478)، وانظر بقية أحاديث الباب هناك.

وفي الأمر بقتل من أقام على شرب الخمر عن ابن عمرو، سلف برقم (6553)، وقد بينا فيه أن الأمر بقتل شارب الخمر فيما إذا عاد إلى شربه في المرة الرابعة منسوخ بالإجماع، ويرى ابن القيم أن قتله إذا تكرر منه إنما هو من باب التعزير يفوض الأمر فيه إلى الإمام بحسب المصلحة.

قال السندي: قوله: لنستعين به، أي: في دفع آثار البرودة.

ص: 569

عَنْ دَيْلَمٍ الْحِمْيَرِيِّ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا بِأَرْضٍ بَارِدَةٍ نُعَالِجُ بِهَا عَمَلًا شَدِيدًا، وَإِنَّا نَتَّخِذُ شَرَابًا مِنْ هَذَا الْقَمْحِ، نَتَقَوَّى بِهِ عَلَى أَعْمَالِنَا وَعَلَى بَرْدِ بِلَادِنَا. قَالَ:" هَلْ يُسْكِرُ؟ " قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: " فَاجْتَنِبُوهُ " قَالَ: ثُمَّ جِئْتُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ، فَقُلْتُ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ. فَقَالَ:" هَلْ يُسْكِرُ؟ " قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: " فَاجْتَنِبُوهُ " قُلْتُ: إِنَّ النَّاسَ غَيْرُ تَارِكِيهِ. قَالَ: " فَإِنْ لَمْ يَتْرُكُوهُ فَاقْتُلُوهُمْ "(1).

18036 -

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْيَزَنِيِّ، أَنَّ دَيْلَمًا أَخْبَرَهُمْ: أَنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا بِأَرْضٍ بَارِدَةٍ، وَإِنَّا نَشْرَبُ شَرَابًا نَتَقَوَّى (2) بِهِ. فَقَالَ لَهُ

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات غير محمد بن إسحاق، فهو حسن الحديث، لكنه مدلس، وقد عنعنه، وقد تابعه عبد الحميد بن جعفر في الحديث الذي قبله.

وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة ديلم الحميري 8/ 504 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن سعد 5/ 534، وابن أبي شيبة 7/ 459 - 460، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2683)، والطبراني في "الكبير"(4205)، والبيهقي 8/ 292 من طريق محمد بن عبيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (3683)، والطبراني في "الكبير"(4205)، والمزي 8/ 505 من طرق عبدة بن سليمان، عن محمد بن إسحاق، به.

وانظر ما قبله.

(2)

في (ظ 13): نقوى.

ص: 570

رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " هَلْ يُسْكِرُ؟ " قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: ثُمَّ أَعَادَ عَلَيْهِ الْمَسْأَلَةَ، قَالَ:" هَلْ يُسْكِرُ؟ " قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: " فَلَا تَقْرَبُوهُ " قَالَ: فَإِنَّهُمْ لَنْ يَصْبِرُوا عَنْهُ (1) قَالَ: " فَمَنْ لَمْ يَصْبِرْ عَنْهُ فَاقْتُلُوهُ "(2).

(1) لفظة: "عنه" سقطت من (م).

(2)

إسناده صحيح. أبو بكر الحنفي: هو عبد الكبير بن عبد المجيد.

وهو عند الإمام أحمد في "الأشربة"(209).

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2684) من طريق أبي بكر الحنفي، بهذا الإسناد.

وانظر (18034).

ص: 571

‌حَدِيثُ فَيْرُوزَ الدَّيْلَمِيِّ

(1)

18037 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ فَيْرُوزَ الدَّيْلَمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُمْ أَسْلَمُوا وَكَانَ فِيمَنْ أَسْلَمَ، فَبَعَثُوا وَفْدَهُمْ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِبَيْعَتِهِمْ وَإِسْلَامِهِمْ، فَقَبِلَ ذَلِكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْهُمْ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، نَحْنُ مَنْ قَدْ عَرَفْتَ، وَجِئْنَا مِنْ حَيْثُ قَدْ عَلِمْتَ، وَأَسْلَمْنَا، فَمَنْ وَلِيُّنَا؟ قَالَ:" " اللهُ وَرَسُولُهُ " قَالُوا: حَسْبُنَا رَضِينَا (2).

(1) هو صحابي من أبناء الفرس الذين غلبوا على اليمن وسكنوها، يكنى أبا الضحاك، ويقال: أبو عبد الرحمن، ويقال: أبو عبد الله، وفد على النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عنه أحاديث، ثم رجع لليمن، وهو قاتل الأسود العنسي الكذاب الذي ادّعى النبوة، وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم بشر المسلمين بقتله في المدينة. وأما ما روي من أن فيروز حمل رأس الأسود للمدينة، فهو من رواية ضمرة بن ربيعة، وعنده أوهام ومناكير، وقال ابن كثير عن هذا الحديث: غريب وفيه نظر. وقال ابن حجر: لم يتابع ضمرة عليه.

توفي فيروز في خلافة عثمان، وقيل: في خلافة معاوية، وكانت وفاته باليمن، وقيل: ببيت المقدس.

ووهم من خلطه بديلم الحميري الذي ذكر مسنده قبله. "جامع المسانيد" 4/ ورقة 16، و"الإصابة " 5/ 379 - 381.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات، لكنه منقطع بين الأوزاعي وعبد الله بن فيروز الديلمي، والواسطة بينهما هو يحيى بن أبي عمرو السَّيباني كما في الروايات الأخرى، وهو ثقة. =

ص: 572

18038 -

حَدَّثَنَا هَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي عَمْرٍو السَّيْبَانِيِّ (1)، عَنِ ابْنِ فَيْرُوزَ الدَّيْلَمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ - قَالَ هَيْثَمٌ مَرَّةً: عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ فَيْرُوزَ، عَنْ أَبِيهِ - قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، نَحْنُ مَنْ قَدْ عَلِمْتَ، وَجِئْنَا مِنْ حَيْثُ قَدْ عَلِمْتَ، فَمَنْ وَلِيُّنَا؟ قَالَ:" اللهُ وَرَسُولُهُ "(2).

18039 -

حَدَّثَنَا هَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، أَخْبَرَنَا ضَمْرَةُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنِ ابْنِ فَيْرُوزَ الدَّيْلَمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَيُنْقَضَنَّ الْإِسْلَامُ عُرْوَةً

= وأخرجه الدارمي (2108)، والطبراني 18/ 851 من طريق محمد بن كثير، وأبو يعلى (6825)، ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" 5/ 371 من طريق هقل بن زياد، والطبراني في "الكبير" 18/ (851)، وفي "مسند الشاميين"(869) من طريق محمد بن يوسف الفريابي، وفي "الكبير" أيضاً 18/ (847) من طريق بقية بن الوليد، أربعتهم عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي عمرو السيباني، عن عبد الله بن فيروز، بهذا الإسناد. وهو إسناد صحيح. ورواية الدارمي والطبراني في "الكبير" 18/ (847) مطولة بمثل سياقة الحديث الآتي برقم (18024).

وانظر ما بعده، وما سيأتي برقم (18024).

(1)

في (م) و (س): الشيباني، وهو تحريف.

(2)

إسناده صحيح. ضمرة: هو ابن ربيعة الفلسطيني.

وأخرجه أبو داود (3710) عن عيسى بن محمد، عن ضمرة، بهذا الإسناد. مطولاً بسياقة الحديث الآتي برقم (18024).

وانظر ما قبله.

ص: 573

عُرْوَةً، كَمَا يُنْقَضُ الْحَبْلُ قُوَّةً قُوَّةً " (1).

18040 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي وَهْبٍ الْجَيْشَانِيِّ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ فَيْرُوزَ: أَنَّ أَبَاهُ فَيْرُوزَ أَدْرَكَهُ الْإِسْلَامُ وَتَحْتَهُ أُخْتَانِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" طَلِّقْ أَيَّتُهُمَا شِئْتَ "(2).

(1) حسن لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات، لكن قال الساجي في ضمرة ابن ربيعة: صدوق يهم عنده مناكير، وقد اضطرب في هذا الحديث، فرواه هنا مرفوعاً، ورواه بنحوه عن عبد الله بن فيروز الديلمي قولَه، أخرجه ابن وضاح في "البدع" ص 66.

وقد تابعه الأوزاعي على الرواية الثانية الموقوفة على عبد الله بن فيروز، أخرجه الدارمي (97)، ويعقوب بن سفيان في كتابه الملحق بآخر كتاب "المعرفة والتاريخ" 3/ 386، ومن طريقه اللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد"(127) من طريق الأوزاعي، عن يحيى بن أبي عمرو السيباني، عن عبد الله بن فيروز الديلمي قولَه. ورواية الدارمي عن عبد الله بن الديلمي قال: بلغني أن أول ذهاب الدين ترك السنة، يذهب الدين سنة سنة، كما يذهب الحبل قوة قوة.

ويشهد له مرفوعاً حديث أبي أمامة الآتي 5/ 251، وإسناده لا بأس به، وصححه ابن حبان (6715).

وحديث حذيفة بن اليمان عند الآجري في "الشريعة" ص 20، والحاكم 4/ 469، وأبي عمرو الداني في "الفتن"(225) موقوفاً.

قوله: "عروة عروة"، أي: أن الناس ما يتركون الإسلام دفعة واحدة، ولكن يتركونه بالتدريج، بأن يتركوا بعض أعماله، ثم بعضاً آخر إلى أن لا يبقى منه شيء، كما ينقض الحبل، و"القوة": الطاقة من طاقات الحَبْل.

(2)

إسناده محتمل للتحسين. الضحاك بن فيروز روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات" 4/ 387، وذكره البخاري في "التاريخ" 4/ 333، وذكر =

ص: 574

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= عنده هذا الإسناد، وقال: لا يعرف سماع بعضهم من بعض. وقال ابن القطان في "الوهم والإيهام" 3/ 495: حاله مجهولة.

وأبو وهب الجيشاني سماه ابن معين في "تاريخه" 2/ 731 ديلم بن الهوشع، وتابعه البخاري وأبو حاتم وغير واحد. وديلم بن الهوشع صحابي سلفت ترجمته قبل ترجمة فيروز، وأبو وهب الجيشاني تابعي غيره. قال ابن يونس -وهو المعتمد في أهل مصر-: يقول أهل العلم من أهل العراق في أبي وهب: إن اسمه ديلم بن هوشع، وهو عندي خطأ، واسم أبي وهب الجيشاني عبيد بن شرحبيل. قلنا: وقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات" 6/ 291. وقال البخاري في "تاريخه" 3/ 249: في إسناده نظر. وجهل حاله ابن القطان.

وابن لهيعة سيئ الحفظ، لكنه قد توبع، قلنا: وإسناد حديثنا صورته صورة المرسل، فالضحاك بن فيروز تابعي، لكنه رواه عن أبيه كما سيأتي بعده، وكما هو عند عامة من خرجه.

وقد حسَّن هذا الحديث الترمذي، وصححه ابن حبان، والدارقطني كما في "تهذيب التهذيب " 2/ 224، والبيهقي في "المعرفة".

وأخرجه ابن عساكر في "تاريخه" 8/ ورقة 407 من طريق عبد الله بن أحمد ابن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه الترمذي (1129)، وابن ماجه (1951)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 227، والطبراني في "الكبير" 18/ (843)، والدارقطني 2/ 274، والبيهقي 7/ 184، وابن عساكر 8/ ورقة 407 و 408، والمزي في ترجمة الضحاك من "تهذيب الكمال" 13/ 278 من طرق عن ابن لهيعة، به.

وأخرجه ابن عساكر 8/ ورقة 408 من طريق أبي سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى، عن أبيه، عن جده، عن عبد الله بن وهب، عن عبد الله بن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي وهب الجيشاني، به. فزاد بين ابن لهيعة وأبي وهب يزيد بن أبي حبيب. قال ابن عساكر: هذا الحديث عندي وهم من أبي سعيد بن يونس، أو من أبيه، فقد رواه ابن ماجه =

ص: 575

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= (1951) عن جده يونس بن عبد الأعلى كما رواه الجماعة عن ابن لهيعة

ويحتمل أن يكون ابن لهيعة سمعه من يزيد بن أبي حبيب عن أبي وهب، ثم سمعه من أبي وهب بعد ذلك، أو دلّسه عنه فرواه كما قالت الجماعة. قلنا: وانظر "النكت الظراف" 8/ 272.

وأخرجه البخاري في "التاريخ" 3/ 248 - 249، وأبو داود (2243)، والترمذي (1130)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2748)، والطحاوي 3/ 255، وابن قانع 2/ 327، وابن حبان (4155)، والطبراني 18/ (845)، والدارقطني 2/ 273، والبيهقي في "السنن" 7/ 184، وفي "المعرفة"(4196)، وابن عساكر 8/ ورقة 406 من طريق وهب بن جرير بن حازم، عن أبيه، عن يحيى بن أيوب، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي وهب، به. وهذا إسناد صحيح إلى أبي وهب الجيشاني.

وأخرجه الشافعي 2/ 16، وعبد الرزاق (12627)، وابن أبي شيبة 4/ 317، وابن ماجه (1950)، والطبراني 18/ (844)، والدارقطني 2/ 273، والبيهقي 10/ 138، والمزي في ترجمة فيروز من "تهذيب الكمال" 23/ 325 - 326 من طريق إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، عن أبي وهب الجيشاني، عن أبي خراش الرعيني، عن الديلمي، وذِكْر أبي خراش الرعيني فيه خطأ، فقد تفرد به إسحاق بن عبد الله الفروي، وهو متروك.

وقد رواه إسحاق الفروي، فجعله من مسند أبي خراش نفسه، ذكره ابن حجر في "النكت" 8/ 272، وعزاه لابن منده في "المعرفة".

ورواه إسحاق أيضاً بإسناد آخر، أخرجه الطبراني 18/ (850) من طريقه، عن رُزَيق بن حُكَيم، عن كثير بن مرة، عن الديلمي. فذكره مطولاً، وقرن به قصة الأمر بقتل من لم يصبر عن شرب الخمر، وهذا خطأ من إسحاق أيضاً، فإن قصة الأشربة هذه محفوظة من حديث ديلم الحميري الذي سلفت ترجمته قريباً.

وانظر ما بعده.

قلنا: وتحريم الجمع بين الأختين ثابت في القرآن في قوله تعالى: {وأَنْ =

ص: 576

وقَالَ يَحْيَى مَرَّةً: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْمَعَافِرِيِّ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ فَيْرُوزَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ أَدْرَكَهُ الْإِسْلَامُ (1).

18041 -

حَدَّثَنَا مَوسَى بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي وَهْبٍ الْجَيْشَانِيِّ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ فَيْرُوزَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَسْلَمْتُ وَعِنْدِي امْرَأَتَانِ أُخْتَانِ، فَأَمَرَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ أُطَلِّقَ إِحْدَاهُمَا (2).

18042 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَيَّاشٍ (3) - يَعْنِي إِسْمَاعِيلَ -، حَدَّثَنِي يَحْيَى - يَعْنِي ابْنَ أَبِي عَمْرٍو السَّيْبَانِيَّ -، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الدَّيْلَمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ فَيْرُوزَ قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا أَصْحَابُ أَعْنَابٍ وَكَرْمٍ، وَقَدْ نَزَلَ تَحْرِيمُ الْخَمْرِ،

= تجْمَعُوا بين الأُختَينِ إِلَّا ما قَد سَلَفَ} [النساء: 23].

(1)

في (م): أدرك الإسلام.

وقد وقع في هذا الإسناد مكان أبي وهب الجيشاني وهب بن عبد الله المعافري، ووهب هذا ذكره ابن حبان في "الثقات" 5/ 489 وقال: يشتبه أن يكون واهب ابن عبد الله، فاسقط منه الألف. قلنا: وواهب بن عبد الله ثقة من رجال "التهذيب"، لكن يخشى أن تكون هذه الرواية خطأ من سوء حفظ ابن لهيعة.

(2)

إسناده محتمل للتحسين.

وأخرجه ابن عساكر 8/ ورقة 407 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه الدارقطني 3/ 273 من طريق موسى بن داود، به.

وانظر ما قبله.

(3)

في (م): حدثنا عياش بن عياش، وهو خطأ. وفي (ق) ونسخة في (س): سألت ابن عياش.

ص: 577

فَمَا نَصْنَعُ بِهَا؟ قَالَ: " تَتَّخِذُونَهُ زَبِيبًا " قَالَ: فَنَصْنَعُ بِالزَّبِيبِ مَاذَا؟ قَالَ: " تَنْقَعُونَهُ عَلَى غَدَائِكُمْ وَتَشْرَبُونَهُ عَلَى عَشَائِكُمْ، وَتَنْقَعُونَهُ عَلَى عَشَائِكُمْ وَتَشْرَبُونَهُ عَلَى غَدَائِكُمْ ".

قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، نَحْنُ مَنْ قَدْ عَلِمْتَ، وَنَحْنُ نُزُولٌ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ مَنْ قَدْ عَلِمْتَ، فَمَنْ وَلِيُّنَا؟ قَالَ:" اللهُ وَرَسُولُهُ " قَالَ: قُلْتُ: حَسْبِي يَا رَسُولَ اللهِ (1).

(1) حديث صحيح، إسماعيل بن عياش -وهو الحمصي- صدوق في روايته عن أهل بلده، وهذا الحديث منها، وهو متابع، وباقي رجاله ثقات.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2679)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 227، وابن قانع 2/ 327 - 328، والطبراني 18/ (846) من طرق عن إسماعيل بن عياش، بهذا الإسناد. وزادوا فيه بعد السؤال عن الأشربة: قالوا: يا رسول الله أفلا ندعه حتى يشتد؟ قال: "فلا تجعلوه في القلال ولا في الدباء، واجعلوه في الشنان، فإنه إن تأخر عن عصره صار خلًّا". واقتصر الطحاوي وابن قانع على القطعة الأولى منه.

وأخرجه الدارمي (2108)، وابن أبي عاصم (2680)، والنسائي 8/ 332، والطبراني في "الكبير" 18/ (847)، وفي "مسند الشاميين"(870) من طريق الأوزاعي، وأبو داود (3710)، وابن أبي عاصم (2681)، والنسائي 8/ 332، والمزي في ترجمة فيروز من "تهذيب الكمال" 23/ 324 من طريق ضمرة بن ربيعة الفلسطيني، كلاهما عن يحيى بن أبي عمرو السيباني، به. وعندهم زيادة النهي عن انتباذه في القلال. وبعضهم اقتصر على القطعة الأولى منه. وعند ابن أبي عاصم في أوله: أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم برأس العنسي الكذاب. وهذه الزيادة تفرد بها ضمرة بن ربيعة، وعنده أوهام ومناكير، وقد غمزها الحافظان ابن كثير وابن حجر كما ذكرنا في ترجمة فيروز.

وأخرجه الطبراني 18/ (849) من طريق عمران بن أبي الفضل، عن ابن =

ص: 578

‌حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

18043 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْيَزَنِيِّ، حَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" إِنَّ ظِلَّ الْمُؤْمِنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَدَقَتُهُ "(1).

= الديلمي، عن أبيه.

وقد سلفت القطعة الثانية منه برقم (18037) و (18038).

وفي باب قصة النبيذ عن ابن عباس، سلف برقم (1963).

وعن عائشة عند مسلم (2005)، وسيأتي 6/ 46.

قوله: "تُنْقِعُونَه"، قال ابن الأثير في "النهاية" 5/ 109: أي تخلطونه بالماء ليصير شراباً، وكل ما أُلقي في ماء فقد أُنقِعَ، يقال: أنقعت الدواء وغيره في الماء، فهو مُنقَع، والنَّقوع بالفتح: ما يُنْقَعُ في الماء من الليل ليشرب نهاراً، وبالعكس. والنَّقيع: شراب يتخذ من زبيب أو غيره، ينقع في الماء من غير طبخ.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن إسحاق -وإن كان مدلساً- صرح بالسماع في رواية ابن خزيمة، فانتفت شبهة تدليسه، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. وصحابي الحديث: هو عقبة بن عامر كما جاء مصرحاً باسمه فيما سلف برقم (17333).

وأخرجه حميد بن زنجويه في "الأموال"(1321)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3837) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد -وفيه قصة.

وأخرجه ابن خزيمة -بذكر القصة- (2432) من طريق يزيد بن زُريع، عن محمد بن إسحاق، حدثنا يزيد بن أبي حبيب، به.

وسيأتي 5/ 411 عن ابن عُلية، عن ابن إسحاق.

ص: 579

‌حَدِيثُ أَيْمَنَ بْنِ خُرَيْمٍ

18044 -

حَدَّثَنَا مَرْوَانُ الْفَزَارِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ فَاتِكِ بْنِ فَضَالَةَ، عَنْ أَيْمَنَ بْنِ خُرَيْمٍ قَالَ: قَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَطِيبًا، فَقَالَ:" يَا أَيُّهَا النَّاسُ، عَدَلَتْ شَهَادَةُ الزُّورِ إِشْرَاكًا بِاللهِ " ثَلَاثًا، ثُمَّ قَالَ:{فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ} (1)[الحج: 30].

(1) إسناده ضعيف، أيمن بن خريم مختلف في صحبته، وفاتك بن فضالة مجهول. مروان: هو ابن معاوية الفزاري، وسفيان بن زياد: هو العصفري.

وهو مكرر (17603).

ص: 580

‌حَدِيثُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُهَنِيِّ

(1)

18045 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ. وَابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي حَبِيبٍ (2) - وَقَالَ يَزِيدُ: عَنِ ابْنِ أَبِي حَبِيبٍ - عَنْ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْيَزَنِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنِّي رَاكِبٌ غَدًا إِلَى يَهُودَ، فَلَا تَبْدَؤُوهُمْ بِالسَّلَامِ وَإِذَا سَلَّمُوا عَلَيْكُمْ، فَقُولُوا: وَعَلَيْكُمْ "(3).

(1) أبو عبد الرحمن الجهني: صحابي، سماه الأزدي يزيد، وقيل: هو عقبة بن عامر الجهني، والصحيح أنه غيره، سكن مصر. وروي عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثين. "الإصابة" 7/ 261، و"جامع المسانيد" 5/ ورقة 455.

(2)

في (ظ 13): يزيد بن أبي حبيب.

(3)

حديث صحيح لكن من حديث أبي بصرة الغفاري، وهذا الإسناد قد أخطأ فيه ابن إسحاق، وسلف بيانه عند مكرره السالف برقم (17295).

ص: 581

‌حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ هِشَامٍ جَدِّ زُهْرَةَ بْنِ مَعْبَدٍ

(1)

18046 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي أَيُّوبَ -، حَدَّثَنِي أَبُو عَقِيلٍ زُهْرَةُ بْنُ مَعْبَدٍ التَّيْمِيُّ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ هِشَامٍ، وَكَانَ قَدْ أَدْرَكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَذَهَبَتْ بِهِ أُمُّهُ زَيْنَبُ ابْنَةُ حُمَيْدٍ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، بَايِعْهُ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" هُوَ صَغِيرٌ ". فَمَسَحَ رَأْسَهُ، وَدَعَا لَهُ، وَكَانَ يُضَحِّي بِالشَّاةِ الْوَاحِدَةِ عَنْ جَمِيعِ أَهْلِهِ (2).

(1) هو عبد الله بن هشام بن زُهرة بن عثمان القرشي التيمي، له ولأبيه صحبة، كان مولده سنة أربع، سكن المدينة، وذكر البلاذري أنه عاش إلى خلافة معاوية. وسيأتي في حديثه أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا له. وعند البخاري (2501) أن ابن عمر وابن الزبير رضي الله عنهما كانا يلقيانه في السوق فيقولان له: أشرِكنا فإن النبي صلى الله عليه وسلم دعا لك بالبركة.

وسيأتي في "المسند" 5/ 293 أنه احتلم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ونكح النساء، وفي إسناده ابن لهيعة. قال الحافظ في "الفتح" 5/ 136: وحديث الباب (الآتي بعد قليل) يدل على خطأ روايته هذه، فإن ذهاب أمه به كان في الفتح، ووصف بالصغر إذ ذاك، فإن كان ابن لهيعة ضبطه فيحتمل أنه بلغ في أوائل سن الاحتلام.

(2)

إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أن زُهْرة بن معبد وجده صحابيَّ الحديث روى لهما البخاري وحده، ولم يرو لهما مسلم.

وأخرجه البخاري (7210)، وأبو داود (2942)، والحاكم 3/ 456 و 4/ 229، والبيهقي 6/ 79 و 18/ 48 و 9/ 268، وابن الأثير في "أسد الغابة" =

ص: 582

18047 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ زُهْرَةَ بْنِ مَعْبَدٍ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ آخِذٌ بِيَدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَقَالَ: وَاللهِ لَأَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِلَّا نَفْسِي. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ (1) إِلَيْهِ مِنْ نَفْسِهِ " فَقَالَ عُمَرُ: فَلَأَنْتَ الْآنَ وَاللهِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْآنَ يَا عُمَرُ "(2).

= 3/ 410 من طريق عبد الله بن يزيد المقرئ، بهذا الإسناد، ولم تذكر عند أبي داود قصة الأضحية، وجاءت في رواية الحاكم 4/ 229 مرفوعة من فعل النبي صلى الله عليه وسلم، والصواب وقفها.

وأخرجه البخاري (2501)، والبيهقي في "السنن" 6/ 79، وفي "الدلائل" 6/ 223 من طريق عبد الله بن وهب، عن سعيد بن أبي أيوب، به. ولم تذكر عندهما قصة الأضحية، وذكرت بإثر الحديث زيادة: عن زهرة بن معبد أنه كان يخرج به جده عبد الله بن هشام إلى السوق فيشتري الطعام، فيلقاه ابن عمر وابن الزبير رضي الله عنهم، فيقولان له: أشرِكنا، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد دعا لك بالبركة، فيشركهم، فربما أصاب الراحلة كما هي فيبعث بها إلى المنزل.

وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 245 من طريق ابن لهيعة، عن زهرة بن معبد، به.

وزينب بنت حميد: هي بنت حميد بن زهير بن الحارث بن أسد بن عبد العزى. وقد ثبتت صحبتها بهذا الحديث.

قوله: "هو صغير"، قال السندي: أي: والبيعة عهد والتزام، فلا تكون إلا من أهل الالتزام، وليس الصغير من أهل الالتزام.

(1)

في (م) و (س): أكون عنده أحب

إلخ.

(2)

حديث صحيح، ابن لهيعة -وإن كان سيئ الحفظ- قد توبع، وباقي =

ص: 583

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= رجاله ثقات رجال الصحيح. صحابي الحديث اسمه عبد الله بن هشام.

وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 245، والحاكم 3/ 456 من طريقين عن ابن لهيعة، به.

وأخرجه البخاري (3694) و (6264) و (6632) من طريق حيوة بن شُريح، عن أبي عقيل زهرة بن معبد، به. والرواية في الموضعين الأولين مختصرة. وأخرجه الحاكم 3/ 456 من طريق يحيى بن بكير، عن رشدين بن سعد، عن زهرة، به.

وأخرجه ابن قانع في "معجمه"(528) من طريق يحيى بن عثمان، عن رشدين، عن زهرة بن معبد، عن أبيه، عن جده عبد الله بن هشام. فزاد فيه راوياً. وعنده أن القائل للنبي صلى الله عليه وسلم: أنت أحب إلي من كل شيء إلا نفسي هو عبد الله بن هشام نفسه، وإسناد هذه الرواية ضعيف، ومتنها خطأ، وروايتنا هي الصواب.

وسيتكرر 4/ 336، وسيأتي 5/ 293.

وفي الباب عن أنس بن مالك، سلف برقم (12814).

وعن أبي هريرة عند البخاري (14).

وانظر حديث أنس السالف (12765).

قال الخطابي في "أعلام الحديث" 4/ 2282: حب الإنسان نفسه طبع، وحبه غيرَه اختيارٌ بتوسط الأسباب، وإنما أراد صلى الله عليه وسلم بقوله لعمر حبَّ الاختيار، إذ لا سبيل إلى قلب الطباع وتغييرها عما جبلت عليه. يقول: لا تصدُقُ في حبي حتى تَفْدي في طاعتي نفسك، وتُؤثِرَ رضاي على هواك، وإن كان فيه هلاكُك.

وقال الحافظ في "الفتح" 11/ 528: فعلى هذا فجواب عمر أولاً كان بحسب الطبع، ثم تأمل فعَرَفَ بالاستدلال أن النبي صلى الله عليه وسلم أحبّ إليه من نفسه لكونه السبب في نجاتها من المهلكات في الدنيا والأخرى، فأخبر بما اقتضاه الاختيار، ولذلك حصل الجواب بقوله:"الآن يا عمر"، أي: الآن عرفت =

ص: 584

حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو بْنِ أَبِي حَرَامٍ (1)

18048 -

قَالَ عَبْدُ اللهِ: قَرَأْتُ عَلَى كِتَابِ أَبِي: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّمْلِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ رُدَيْحُ بْنُ عَطِيَّةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي عَبْلَةَ، قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا أُبَيٍّ الْأَنْصَارِيَّ - وَهُوَ ابْنُ أَبِي حَرَامٍ الْأَنْصَارِيُّ - فَأَخْبَرَنِي: أَنَّهُ صَلَّى مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِلْقِبْلَتَيْنِ جَمِيعًا، وَعَلَيْهِ كِسَاءُ خَزٍّ أَغْبَرُ (2).

= فنطقت بما يجب.

(1)

وقع هذا العنوان في النسخ كلها بعد الحديث الآتي (18048)، وحقه أن يثبت هنا، فإن الحديث (18048) من مسند عبد الله بن عمرو بن أبي حرام.

وعبد الله بن عمرو هذا أبوه هو عمرو بن قيس بن زيد الخزرجي الأنصاري، وقيل في اسم أبيه غير ذلك، وأمه أم حرام بنت ملحان الخزرجية رضي الله عنها، خالة أنس بن مالك، وأخت أم سليم، وزوجة عبادة بن الصامت.

شهد عبد الله بن عمرو القبلتين كما سيأتي في حديثه، وسكن بيت المقدس، قال ابن منده: وهو آخر من مات بفلسطين من الصحابة. "طبقات ابن سعد" 7/ 402، و"الإصابة" 4/ 195 و 7/ 5.

(2)

إسناده حسن من أجل مهدي بن جعفر الرملي، فقد وثقه ابن معين، وقال صالح جزرة: لا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما أخطأ. وروى ابن عساكر في "تاريخه" 17/ ورقة 441 عن ابن عدي أنه قال فيه: يروي عن الثقات أشياء لا يتابعه عليها أحد. وقد ذكر الذهبي في "الميزان" والحافظ في "تهذيبه" أن البخاري قال: حديثه منكر. ولم نقف على =

ص: 585

18049 -

حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ مَرْوَانَ أَبُو مُحَمَّدٍ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَمِئَةٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي عَبْلَةَ، قَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ أُمِّ حَرَامٍ (1) الْأَنْصَارِيَّ وَقَدْ صَلَّى مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الْقِبْلَتَيْنِ، وَعَلَيْهِ ثَوْبُ خَزٍّ أَغْبَرُ. وَأَشَارَ إِبْرَاهِيمُ بِيَدِهِ إِلَى مَنْكِبَيْهِ، فَظَنَّ كَثِيرٌ أَنَّهُ رِدَاءٌ (2).

= قول البخاري وابن عدي في كتبهما. وباقي رجال الإسناد ثقات.

وأخرجه البخاري في "التاريخ" 3/ 335 عن هشام بن عمار، والطبراني في "مسند الشاميين"(13) من طريق إدريس بن أبي الرباب، كلاهما عن رديح بن عطية، بهذا الإسناد. واقتصر البخاري على أوله: أنه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم القبلتين.

وأخرجه ابن قانع 2/ 107 من طريق أبي العباس عبد الملك بن عبد الرحمن الشامي، والطبراني في "مسند الشاميين"(12) من طريق محمد بن كثير بن مروان الفهري، كلاهما عن إبراهيم بن أبي عبلة، به. ورواية ابن قانع فيها أن الذي كان يلبس الكساء هو الصحابي عبد الله بن عمرو بن أبي حرام. وزاد عنده مرفوعاً:"أكرموا الخبز، فإن الله سخر له السماوات والأرض". قلنا: وعبد الملك بن عبد الرحمن ضعيف، وقال البخاري: منكر الحديث. ومحمد بن كثير متروك.

قوله: "وعليه"، أي: على النبي صلى الله عليه وسلم.

كساء خزٍّ: هو من الصوف مع الحرير، وأما الخز الذي جاء النهي عنه، فهو من الحرير الخالص. قاله السندي. قلنا: وانظر لزاماً "فتح الباري" 10/ 294 - 295.

وقوله: "أغبر"، أي: لونه لون الغبار.

(1)

في (ق) ونسخة في (س): ابن أبي حرام.

(2)

حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف جداً من أجل كثير بن مروان: وهو السلمي أو الفهري، وهو من رجال "التعجيل"، ولم يرو عنه الإمام أحمد في =

ص: 586

‌حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

18050 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ الْخَوْلَانِيُّ، قَالَ: دَخَلَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الْمَسْجِدَ، فَإِذَا كَعْبٌ يَقُصُّ، فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: كَعْبٌ يَقُصُّ. فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَا يَقُصُّ إِلَّا أَمِيرٌ أَوْ مَأْمُورٌ أَوْ مُخْتَالٌ ". قَالَ: فَبَلَغَ ذَلِكَ كَعْبًا، فَمَا رُئِيَ يَقُصُّ بَعْدُ (1).

= "المسند" غير هذا الحديث.

وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 3/ 352 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني في "الشاميين"(12) من طريق محمد بن كثير بن مروان، عن إبراهيم بن أبي عبلة، به. ومحمد بن كثير متروك. انظر الحديث السالف قبله.

(1)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف. عبد الجبار الخولاني من رجال "التعجيل"، وقد تفرد بالرواية عنه العوام -وهو ابن حوشب-، ولم يؤثَر توثيقه عن غير ابن حبان، وترجم له البخاري في "التاريخ الكبير"، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"، ولم يذكُرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، فهو مجهول الحال. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه ابن شبة في "تاريخ المدينة" 1/ 8 عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وأورده الحافظ في "تعجيل المنفعة" وعزاه لسعيد بن منصور في "السنن".

وسيأتي الحديث من مسند عوف بن مالك الأشجعي 6/ 29، وفيه قصة كعب نفسها، وإسناده حسن. =

ص: 587

‌حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

18051 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ أَبِي الْأَخْضَرِ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ عَطَاءَ بْنَ يَزِيدَ حَدَّثَهُ أَنَّ بَعْضَ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حَدَّثَهُ، أَنَّهُ قَالَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" مُؤْمِنٌ مُجَاهِدٌ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فِي سَبِيلِ اللهِ " قَالُوا: ثُمَّ مَنْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " ثُمَّ مُؤْمِنٌ فِي شِعْبٍ مِنَ الشِّعَابِ يَتَّقِي اللهَ، وَيَدَعُ النَّاسَ

= والقسم المرفوع منه له شواهد يتقوى بها، انظرها عند حديث عبد الله بن عمرو بن العاص السالف برقم (6661).

وكعب المذكور في حديثنا هو كعب بن ماتع الحميري المعروف بكعب الأحبار، الذي كان يهودياً وأسلم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وكان من علماء اليهود، قدم المدينة من اليمن في أيام عمر رضي الله عنه، فجالس أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وكان يحدثهم عن الكتب الإسرائيلية، ويحفظ عجائب. انظر ترجمته في "سير أعلام النبلاء" 3/ 489 - 494.

وقال الخطابي في شرح الحديث في "معالم السنن" 4/ 188: بلغني عن ابن سريج أنه كان يقول: هذا في الخطبة. وكان الأمراء يتلون الخطب فيعظون الناس ويذكرونهم فيها، فأما المأمور فهو من يقيمه الإمام خطيباً فيعظ الناس ويقص عليهم، وأما المختال، فهو الذي نصب لذلك نفسه من غير أن يؤَمَّر له، ويقص على الناس طلباً للرياسة، فهو يرائي بذلك ويختال.

وفيه قول آخر وهو أن المراد به الفتوى في الأحكام، ذكره الخطابي في "غريب الحديث" 1/ 615 واستشهد له بقول حذيفة: إنما يفتي أحد ثلاثة: من عرف الناسخ والمنسوخ أو رجل ولي سلطاناً فلا نجد من ذلك بداً، أو متكلف.

ص: 588

مِنْ شَرِّهِ " (1).

(1) حديث صحيح، صالح بن أبي الأخضر ضعيف، لكنه متابع، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. وصحابيُّ الحديث هو أبو سعيد الخدري -كما سماه غير واحد عن الزهري- وقد سلف في مسنده برقم (11125). روح: هو ابن عبادة.

وعلقه البخاري بإثر حديث أبي سعيد الخدري برقم (6494)، وقال: وقال يونس وابن مسافر ويحيى بن سعيد: عن ابن شهاب، عن عطاء، عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.

قال الحافظ في "تغليق التعليق" 5/ 176 - 177: وأما حديث يونس، فقال ابن وهب في "جامعه": حدثنا يونس، به.

وأما حديث ابن مسافر، فقال الذهلي في "الزهريات" حدثنا عبد الله بن صالح، حدثنا الليث بن سعد، عن عبد الرحمن بن خالد بن مسافر، به.

وأما حديث يحيى بن سعيد، فقال الذهلي: حدثنا أيوب بن سليمان بن بلال، حدثنا أبو بكر بن أبي أويس، حدثنا سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد، به.

قوله: "ويدع الناس من شره" قال السندي: فيه أن المعتزل ينبغي أن ينوي اتقاء الناس من شره، لا اتقاءه من شر الناس.

ص: 589

‌حَدِيثُ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ

18052 -

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " ارْكَبُوا هَذِهِ الدَّوَابَّ سَالِمَةً، وَايْتَدِعُوهَا (1) سَالِمَةً، وَلَا تَتَّخِذُوهَا كَرَاسِيَّ "(2).

(1) في (م) وحاشية السندي: وابتدعوها، وهو تصحيف. انظر التعليق على هذا الموضع عند الحديث السالف برقم (15639).

(2)

إسناده حسن من أجل سهل بن معاذ بن أنس. وباقي رجاله ثقات. وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(40) من طريق عبد الله بن وهب، عن الليث، بهذا الإسناد. وفي روايته تصريح الليث بسماعه من سهل ابن معاذ. وقد سلف برقم (15639) من رواية الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن سهل، وبرقم (15640) من رواية الليث، عن زبان بن فائد، عن سهل. وهاتان الروايتان من المزيد في متصل الأسانيد.

ص: 590

‌حَدِيثُ شُرَحْبِيلَ بْنِ أَوْسٍ

(1)

18053 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ وَعِصَامُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَرِيزٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي نِمْرَانُ بْنُ مِخْمَرٍ (2) - وَقَالَ عِصَامُ: ابْنُ مِخْبَرٍ - عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ أَوْسٍ - وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فَاجْلِدُوهُ، فَإِنْ عَادَ فَاجْلِدُوهُ، فَإِنْ عَادَ فَاجْلِدُوهُ، فَإِنْ عَادَ فَاقْتُلُوهُ "(3).

(1) قال السندي: شرحبيل بن أوس، كندي، له صحبة، سكن الشام. قلنا: وقد قيل في اسمه: أوس بن شرحبيل، وقيل: هما اثنان. انظر "الإصابة" 3/ 327 - 328.

(2)

وقع اسمه في النسخ الخطية و (م): "عمران"، وهو خطأ، والصواب أن اسمه "نِمْران" كما أثبتنا، ووقع على الصواب في "أطراف المسند" 2/ 575، و"إتحاف المهرة" 6/ 182، وقد ذكره الحسيني في "الإكمال" في ترجمة عمران، وقال: مجهول، لكن قال الحافظ في "التعجيل": كذا رأيته بخط الحسيني ثم ضرب عليه، وأما أبو زُرعة ابن شيخنا فذكره وقال: لا يُعرف، كذا قال، وهو معروف لكنه تصحف، وإنما هو نِمران، أوله نون لا عين، وكنيتُه أبو الحسن. ثم أعاد الحافظُ ترجمتَه على الصواب في "نِمران".

(3)

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل نمران بن مخمر، فقد روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "ثقاته" 7/ 545 في طبقة أتباع التابعين، ونقل البخاري في "تاريخه" 8/ 120 تصريحه بالسماع من الرواية التي سمي الصحابي فيها: أوس بن شرحبيل. وقال أبو داود: شيوخ حريز كلهم ثقات، ونمران من شيوخه، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال البخاري، غير أن صحابيَّ الحديث =

ص: 591

‌حَدِيثُ الْحَارِثِ التَّمِيمِيِّ

(1)

18054 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسَّانَ الْكِنَانِيِّ، أَنَّ مُسْلِمُ بْنُ الْحَارِثِ التَّمِيمِيَّ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا صَلَّيْتَ الصُّبْحَ، فَقُلْ قَبْلَ أَنْ تُكَلِّمَ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ: اللهُمَّ أَجِرْنِي مِنَ النَّارِ، سَبْعَ مَرَّاتٍ، فَإِنَّكَ إِنْ مِتَّ مِنْ يَوْمِكَ ذَلِكَ، كَتَبَ اللهُ لَكَ جِوَارًا (2) مِنَ

= ليست له رواية في الكتب الستة. حَريز: هو ابن عثمان الحجبي.

وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 2/ 511 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(620) و (7212) من طريق علي بن عياش، به.

وأخرجه ابن سعد 7/ 431، وعبد بن حميد (408)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2434)، وابن قانع في "معجمه" 1/ 331، والطبراني في "الكبير"(620) و (7212)، وفي "مسند الشاميين"(1082)، والحاكم 4/ 373 من طرق عن حريز بن عثمان، به.

وقد سلفت أحاديث الباب في مسند عبد الله بن عمرو بن العاص عند الحديث (6553). وانظر ما سيأتي 5/ 369.

(1)

قال السندي: الحارث التميمي، ويقال: مسلم بن الحارث. وصحح البخاري والترمذي وغير واحد أن اسم الصحابي: مسلم، واسم التابعي ولَدِه: الحارث. سكن الشام، ومات في خلافة عثمان.

(2)

في (ظ 13): جواز، وضبب عليها، ولم يرد فيها قوله: من النار.

ص: 592

النَّارِ، وَإِذَا صَلَّيْتَ الْمَغْرِبَ، فَقُلْ قَبْلَ أَنْ تُكَلِّمَ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ (1): اللهُمَّ أَجِرْنِي مِنَ النَّارِ، سَبْعَ مَرَّاتٍ، فَإِنَّكَ إِنْ مِتَّ مِنْ لَيْلَتِكَ تِلْكَ، كَتَبَ اللهُ لَكَ جِوَارًا مِنَ النَّارِ " (2).

(1) قوله: "من الناس" ليس في (ظ 13)، وزاد بعدها في (م) و (ق) و (ص): اللهم إني أسألك الجنة.

(2)

إسناده ضعيف، مسلم بن الحارث جهله الدارقطني، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان. وقد اختلف في اسمه واسم أبيه، فقيل كما هو هنا: مسلم ابن الحارث، عن أبيه، وقيل: الحارث بن مسلم، عن أبيه، كما سيأتي في الحديث التالي. قال الحافظ في "تهذيبه": صحح البخاري (التاريخ الكبير 7/ 253) وأبو حاتم وأبو زُرعة الرازيان (الجرح والتعديل 3/ 87 - 88) والترمذي وابن قانع وغير واحد أن صحابيَّ هذا الحديث اسمه مسلم بن الحارث.

وقد وقع هذا الاختلاف في حديث الوليد بن مسلم، فروي عنه على الوجهين، وروي عنه على وجه ثالث وهو: الحارث بن مسلم بن الحارث، عن أبيه، عن جده. كما ذكره المزي في "التحفة" 3/ 8 - 9. وتابعه على الوجه الثاني: الحارث بن مسلم عن أبيه، صدقةُ بن خالدٍ ومحمدُ بن شعيب بن شابور كما سنبينه، وهما ثقتان، وقد استدل الحافظ بهذه المتابعة على صواب تلك الرواية.

وذكره ابن حبان في قسم الصحابة من "ثقاته" 3/ 381 باسم مسلم بن الحارث، وقال: حديثه عند ابنه الحارث، وتناقض فذكر ابنه في قسم التابعين 5/ 391 باسم مسلم بن الحارث أيضاً، وقال: يروي عن أبيه! وروى الحديث في صحيحه (2022) من رواية مسلم بن الحارث، عن أبيه. قال الحافظ: وتصحيح مثل هذا في غاية البعد، لكن ابن حبان على عادته في توثيق من لم =

ص: 593

18055 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ، قَالَ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَسَّانَ الْكِنَانِيُّ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ الْحَارِثِ التَّمِيمِيِّ

= يرو عنه إلا واحد إذا لم يكن فيما رواه ما يُنكَر. قلنا: ومع ذلك فقد حسنه الحافظ في "نتائج الأفكار" 2/ 310!

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/ 253، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1212) عن هشام بن عمار، وأبو داود (5080)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(111)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(139) من طريق عمرو بن عثمان، وأبو داود (5080) من طريق مؤمل بن الفضل الحراني وعلي بن سهل الرملي، وابن حبان (2022)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" 2/ 310 - 311 من طريق داود بن رُشَيد، خمستهم عن الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد، وبعضهم ذكره مطولاً.

وأخرجه البخاري 7/ 253 عن محمد بن الصلت، وأبو داود (5080) عن محمد بن المصفى، كلاهما عن الوليد بن مسلم، عن عبد الرحمن بن حسان، عن الحارث بن مسلم بن الحارث، عن أبيه. فسمى الصحابي مسلم بن الحارث. ورواية أبي داود مطولة.

وأخرجه البخاري 7/ 253، وابن قانع 3/ 82، والطبراني في "الكبير" 19/ (1052) من طريق صدقة بن خالد، وأبو داود (5079)، والطبراني في "الكبير" 19/ (1051)، وفي "الدعاء"(665)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" 2/ 309 - 310 من طريق محمد بن شعيب بن شابور، كلاهما عن عبد الرحمن ابن حسان، عن الحارث بن مسلم بن الحارث، عن أبيه، وهو عند بعضهم

مطول.

وانظر ما بعده.

ويغني عنه حديث أنس السالف برقم (13173)، وفيه:"من استعاذ بالله من النار ثلاثاً، قالت النار: اللهم أعذه من النار". وإسناده صحيح.

ص: 594

عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَتَبَ لَهُ كِتَابًا بِالْوَصَاةِ لَهُ إِلَى مَنْ بَعْدِهِ مِنْ وُلَاةِ الْأَمْرِ، وَخَتَمَ عَلَيْهِ (1).

(1) إسناده ضعيف لجهالة التابعي. وانظر الحكم على إسناد الحديث الذي قبله.

وأخرجه الطبراني 19/ (1053) من طريق علي بن بحر، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري في "التاريخ" 7/ 253 عن إبراهيم بن موسى التميمي، وأبو داود (5080) عن محمد بن المصفى، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1212) عن هشام بن عمار، ثلاثتهم عن الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد. وهو عند أبي داود وابن أبي عاصم مطول.

وأخرجه أبو داود (5080) عن علي بن سهل الرملي، وابن حبان (2022)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" 2/ 310 - 311 من طريق داود بن رُشيد، كلاهما عن الوليد بن مسلم، عن مسلم بن الحارث، عن أبيه. فسمي الصحابي عندهم: الحارث. وذكروه مطولاً.

وأخرجه ابن أبي عاصم (1211) عن عبد الوهاب بن نجدة الحوطي، عن الوليد بن مسلم، عن عبد الرحمن بن حسان، عن الحارث بن مسلم بن الحارث، عن أبيه، عن جده.

وانظر ما قبله.

ص: 595

‌حَدِيثُ رَجُلٍ

18056 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الطَّالَقَانِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ مُبَارَكٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ حَسَّانَ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ بَنِي كِنَانَةَ، قَالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَامَ الْفَتْحِ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ:" اللهُمَّ لَا تُخْزِنِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ "(1).

قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: يَحْيَى بْنُ حَسَّانَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا حَسَنَ الْفَهْمِ (2).

(1) إسناده صحيح، وصحابي الحديث قيل: هو أبو قرصافة كما سيأتي. ابن مبارك: هو عبد الله، ويحيى بنُ حسان: هو الفِلسطيني.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(2524) من طريق يحيى بن عبد الحميد الحماني، عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد. وزاد:"ولا تخزني يوم البأس".

وقد جزم ابن عساكر في "ترتيب أسماء الصحابة" ص 142 أن اسم الصحابي أبو قِرْصافة.

قلنا: أبو قرصافة اسمه جَنْدَرَةُ بنُ خَيْشَنَة، وقد أخرجه من حديثه ابن قانع في "معجمه" 1/ 151، والطبراني في "الكبير"(2522)، وفي "الدعاء"(1437) من طريق يونس بن عبد الرحيم العسقلاني، عن عياش بن يزيد، عن عطية بن سعيد الكناني، عن أبي قرصافة، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وزاد ابن قانع:"ولا تخزني يوم اللقاء"، وزاد الطبراني:"لا تخزني يوم البأس". قلنا: يونس بن عبد الرحيم وقع عند ابن قانع: ابن عبد الرحمن. قال أبو حاتم: ليس بالقوي. وعياش بن يزيد، وعطية بن سعيد لم نتبينهما.

(2)

"العلل" لأحمد 2/ 326.

ص: 596

‌حَدِيثُ مَالِكِ بْنِ عَتَاهِيَةَ

(1)

18057 -

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي حَسَّانَ (2)، عَنْ مُخَيِّسِ بْنِ ظَبْيَانَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ جُذَامٍ (3)، عَنْ مَالِكِ بْنِ عَتَاهِيَةَ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِذَا لَقِيتُمْ عَاشِرًا فَاقْتُلُوهُ "(4).

(1) قال السندي: مالك بن عتاهية: كندي سكن مصر، وشهد فتحها.

(2)

في (م): ابن أبي حسان.

(3)

في (م) و (ق) وهامش (س): من بني جذام.

(4)

إسناده ضعيف من أجل ابن لهيعة فهو سيئ الحفظ، ولجهالة مُخَيِّس ابن ظبيان، ولإبهام شيخه الرجل من جذام، وباقي رجاله ثقات.

وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 5/ 35 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو عبيد في "الأموال"(1630) و (1631)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/ 462، والطبراني في "الكبير" 19/ (671) من طرق عن ابن لهيعة، به. وتحرف اسم مخيس في مطبوع "المعرفة والتاريخ" إلى يحنس، وفي مطبوع الطبراني إلى محسن.

وأخرجه ابن قانع في "معجمه" 3/ 49 من طريق يحيى بن كثير الناجي، عن ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير مرثد اليزني، عن مالك ابن عتاهية، به. وفي إسناده من لم نتبينه.

وانظر ما بعده.

قوله: "إذا لقيتم عاشراً فاقتلوه" قال ابن الأثير في: "النهاية" أي: إن وجدتم من يأخُذُ العُشرَ على ما كان يأخذه أهل الجاهلية مقيماً على دينه فاقتلُوه، لكفره أو لاستحلاله لذلك إن كان مسلماً وأخذه مستحلاً وتاركاً فرضَ اللهِ وهو =

ص: 597

18058 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ بِهَذَا الْحَدِيثِ، وَقَصَّرَ عَنْ بَعْضِ الْإِسْنَادِ، وَقَالَ: يَعْنِي بِذَلِكَ الصَّدَقَةَ يَأْخُذُهَا عَلَى غَيْرِ حَقِّهَا (1).

= ربع العشر، أما من يعشرهم على ما فرضَ اللهُ تعالى فحسنٌ جميل، قد عَشَرَ جماعة من الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم وللخلفاء بعده، فيجوز أن يسمى آخذ ذلك عاشراً، لإضافة ما يأخذه إلى العُشر، كرُبع العُشر ونصف العشر، كيف وهو يأخذ العُشر جميعَه وهو زكاة ما سقته السماء وعُشر أموال أهل الذمة في التجارات.

(1)

هو ضعيف كسابقه.

ص: 598

‌حَدِيثُ كَعْبِ بْنِ مُرَّةَ السُّلَمِيِّ، أَوْ مُرَّةَ بْنِ كَعْبٍ

(1)

18059 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ مُرَّةَ بْنِ كَعْبٍ أَوْ كَعْبِ بْنِ مُرَّةَ السُّلَمِيِّ - قَالَ شُعْبَةُ: قَالَ قَدْ حَدَّثَنِي بِهِ مَنْصُورٌ وَذَكَرَ ثَلَاثَةً بَيْنَهُ وَبَيْنَ مُرَّةَ بْنِ كَعْبٍ، ثُمَّ قَالَ بَعْدُ: عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ مُرَّةَ، أَوْ عَنْ كَعْبٍ - قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَيُّ اللَّيْلِ أَسْمَعُ؟ قَالَ: " جَوْفُ اللَّيْلِ الْآخِرِ، ثُمَّ قَالَ: الصَّلَاةُ مَقْبُولَةٌ حَتَّى تُصَلِّيَ الصُّبْحَ، ثُمَّ لَا صَلَاةَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ وَتَكُونَ قِيدَ رُمْحٍ أَوْ رُمْحَيْنِ، ثُمَّ الصَّلَاةُ مَقْبُولَةٌ حَتَّى يَقُومَ الظِّلُّ قِيَامَ الرُّمْحِ، ثُمَّ لَا صَلَاةَ حَتَّى تَزُولَ الشَّمْسُ، ثُمَّ الصَّلَاةُ مَقْبُولَةٌ حَتَّى تُصَلِّيَ الْعَصْرَ، ثُمَّ لَا صَلَاةَ حَتَّى تَغِيبَ الشَّمْسُ.

وَإِذَا تَوَضَّأَ الْعَبْدُ فَغَسَلَ يَدَيْهِ، خَرَّتْ خَطَايَاهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ، فَإِذَا غَسَلَ وَجْهَهُ خَرَّتْ خَطَايَاهُ مِنْ وَجْهِهِ، وَإِذَا غَسَلَ ذِرَاعَيْهِ خَرَّتْ خَطَايَاهُ مِنْ ذِرَاعَيْهِ، وَإِذَا غَسَلَ رِجْلَيْهِ خَرَّتْ خَطَايَاهُ مِنْ رِجْلَيْهِ ". قَالَ شُعْبَةُ: وَلَمْ يَذْكُرْ مَسْحَ الرَّأْسِ.

" وَأَيُّمَا رَجُلٍ أَعْتَقَ رَجُلًا مُسْلِمًا، كَانَ فِكَاكَهُ مِنَ النَّارِ، يُجْزَى

(1) كعب بن مرة، وقيل: مرة بن كعب السلمي البهزي، سكن البصرة، ثم الأردن.

ص: 599

بِكُلِّ عُضْوٍ مِنْ أَعْضَائِهِ عُضْوًا مِنْ أَعْضَائِهِ، وَأَيُّمَا رَجُلٍ مُسْلِمٍ أَعْتَقَ امْرَأَتَيْنِ مُسْلِمَتَيْنِ، كَانَتَا فِكَاكَهُ مِنَ النَّارِ، يُجْزَى بِكُلِّ عُضْوَيْنِ مِنْ أَعْضَائِهِمَا عُضْوًا مِنْ أَعْضَائِهِ، وَأَيُّمَا امْرَأَةٍ مُسْلِمَةٍ أَعْتَقَتْ امْرَأَةً مُسْلِمَةً، كَانَتْ فِكَاكَهَا مِنَ النَّارِ، تُجْزَى بِكُلِّ عُضْوٍ مِنْ أَعْضَائِهَا عُضْوًا مِنْ أَعْضَائِهَا " (1).

(1) صحيح لغيره دون قوله: "أيما رجل مسلم أعتق امرأتين مسلمتين كانتا فكاكه من النار يجزى بكل عضوين من أعضائهما عضواً من أعضائه"، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، سالم بن أبي الجعد لم يسمعه من كعب بن مرة، وقد روي عنه على غير هذا الوجه كما سنبينه.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" 3/ 90 من طريق شيبان بن عبد الرحمن، عن منصور، به، مختصراً:"لا صلاة بعد الفجر حتى تطلع الشمس قيد رمح أو رمحين".

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(4881) من طريق مفضل بن مهلهل، و (4882) من طريق سفيان بن عيينة، كلاهما عن منصور، به، مختصراً: بقصة العتق.

وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 378 من طريق ورقاء، عن منصور، به مختصراً: سئل النبي صلى الله عليه وسلم أي الليل أسمع؟ قال: "جوف الليل الأخير، والصلاة مقبولة".

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(4880) من طريق زائدة، عن سالم، قال: حُدِّثتُ عن كعب بن مرة، مختصراً في فضل قيام الليل، والعتق.

وقد روي الحديث عن سالم بن أبي الجعد، عن رجل، عن كعب بن مرة، وسيأتي 4/ 321، ورويت قصة العتق عن سالم، عن شرحبيل بن السِّمط، عن كعب، وستأتي برقم (18061) و (18064). وقال الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 8 عن الإسناد الأول بذكر الرجل المبهم: هو أصح. =

ص: 600

18060 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، قَالَ: لَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ، قَامَ خُطَبَاءُ بِإِيلِيَاءَ، فَقَامَ مِنْ آخِرِهِمْ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يُقَالُ لَهُ: مُرَّةُ بْنُ كَعْبٍ، فَقَالَ: لَوْلَا حَدِيثٌ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَا قُمْتُ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَكَرَ فِتْنَةً، - وَأَحْسَبُهُ قَالَ: فَقَرَّبَهَا، شَكَّ إِسْمَاعِيلُ - فَمَرَّ رَجُلٌ

= قال شعبة في أول حديثنا: قد حدثني منصور، وذكر ثلاثة بينه وبين مرة ابن كعب، ثم قال بعدُ: عن منصور، عن سالم، عن مرة أو عن كعب. قلنا: والإسنادان المذكوران فيهما ذكر رجلين بين منصور وكعب، في الإسناد الأول ذكر سالم ورجل مبهم، وهو ضعيف لإبهام الرجل، وفي الإسناد الثاني ذكر سالم وشرحبيل من السمط، وهو ضعيف أيضاً لانقطاعه، فإن سالماً لم يسمع أيضاً من شرحبيل كما قال أبو داود في "سننه" بإثر الحديث (3967)، ولم نقع على الرواية التي أشار إليها شعبة بذكر ثلاثة بين منصور وكعب.

وقد سلف هذا الحديث من مسند عمرو بن عبسة برقم (17016) دون قصة العتق، وسلف برقم (17020) أن عمراً حدث شرحبيل بن السمط بقصة العتق. قال ابن عبد البر في "الاستيعاب" 3/ 278: لكعب بن مرة أحاديث مخرجها عن أهل الكوفة، يروونها عن شرحبيل بن السمط عن كعب بن مرة السلمي البهزي، وأهل الشام يروون هذه الأحاديث بأعيانها عن شرحبيل بن السمط عن عمرو بن عبسة، والله أعلم. كذا قال ابن عبد البر ولم يرجح أحد الوجهين. وشرحبيل بن السمط قد توبع في حديث عمرو بن عبسة، ولم يتابع في حديث كعب بن مرة، وقد روى مسلم هذا الحديث في "صحيحه"(832) من حديث عمرو بن عبسة.

وانظر شواهد الحديث عند أحاديث عمرو السالفة بالأرقام (17014) و (17018) و (17019) و (17020).

ص: 601

مُتَقَنِّعٌ (1)، فَقَالَ:" هَذَا وَأَصْحَابُهُ يَوْمَئِذٍ عَلَى الْحَقِّ " فَانْطَلَقْتُ فَأَخَذْتُ بِمَنْكِبِهِ، وَأَقْبَلْتُ بِوَجْهِهِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: هَذَا؟ قَالَ: " نَعَمْ " قَالَ: فَإِذَا هُوَ عُثْمَانُ (2).

18061 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ السِّمْطِ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِكَعْبِ بْنِ مُرَّةَ أَوْ مُرَّةَ بْنِ كَعْبٍ: حَدِّثْنَا حَدِيثًا

(1) في (ظ 13) وهامش (ق): مقنع.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، أبو قلابة -وهو عبد الله ابن زيد الجرمي- لم يسمع من مرة بن كعب، بينهما أبو الأشعث الصنعاني كما سيأتي في الرواية (18068) بإسناد صحيح. ورجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير أن صحابي الحديث لم يخرج له سوى أصحاب السنن. إسماعيل بن إبراهيم: هو ابن عُليَّة، وأيوب: هو السختياني.

وأخرجه الخلال في "السنة"(425) من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 41 - 42 و 14/ 593 - 594 عن إسماعيل ابن علية، به.

وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 3/ 57 من طريق حماد بن زيد، عن أيوب، به.

وأخرجه ابن قانع أيضاً 3/ 58 من طريق أبي صالح الخولاني، عن مرة بن كعب، به.

وسيأتي بنحوه في مسند البصريين 5/ 33.

وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (5953).

وعن عبد الله بن حوالة، سلف برقم (17004).

وعن كعب بن عجرة، سيأتي 4/ 242.

ص: 602

سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِلَّهِ أَبُوكَ - وَاحْذَرْ. قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " أَيُّمَا رَجُلٍ أَعْتَقَ رَجُلًا مُسْلِمًا، كَانَ فِكَاكَهُ مِنَ النَّارِ، يُجْزَى بِكُلِّ عَظْمٍ (1) مِنْ عِظَامِهِ عَظْمًا مِنْ عِظَامِهِ، وَأَيُّمَا رَجُلٍ مُسْلِمٍ أَعْتَقَ امْرَأَتَيْنِ مُسْلِمَتَيْنِ، كَانَتَا فِكَاكَهُ مِنَ النَّارِ، يُجْزَى بِكُلِّ عَظْمَيْنِ مِنْ عِظَامِهِمَا عَظْمًا مِنْ عِظَامِهِ، وَأَيُّمَا امْرَأَةٍ مُسْلِمَةٍ أَعْتَقَتْ امْرَأَةً مُسْلِمَةً كَانَتْ فِكَاكَهَا مِنَ النَّارِ تُجْزَى بِكُلِّ عَظْمٍ مِنْ عِظَامِهَا عَظْمًا مِنْ عِظَامِهَا "(2).

18062 -

قَالَ: وَدَعَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى مُضَرَ، قَالَ: فَأَتَيْتُهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ اللهَ قَدْ نَصَرَكَ وَأَعْطَاكَ وَاسْتَجَابَ لَكَ، وَإِنَّ قَوْمَكَ قَدْ هَلَكُوا، فَادْعُ اللهَ لَهُمْ. فَأَعْرَضَ عَنْهُ، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ اللهَ قَدْ نَصَرَكَ وَأَعْطَاكَ وَاسْتَجَابَ لَكَ، وَإِنَّ قَوْمَكَ قَدْ هَلَكُوا، فَادْعُ اللهَ لَهُمْ. فَقَالَ:" اللهُمَّ اسْقِنَا غَيْثًا مُغِيثًا، مَرِيعًا طَبَقًا غَدَقًا غَيْرَ رَائِثٍ، نَافِعًا غَيْرَ ضَارٍّ " فَمَا كَانَتْ

(1) في (ظ 13): يجزى لكل عضو.

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، سالم بن أبي الجعد لم يسمع من شرحبيل بن السِّمط.

وأخرجه الطيالسي (1198)، وعبد بن حميد (372)، وأبو داود (3967)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1408)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 379، والطبراني في "الكبير" 20/ (755) و (756)، والبيهقي 10/ 272 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وزاد فيه عبد بن حميد والطبراني، قصة الاستسقاء التالية.

وانظر (18058).

ص: 603

إِلَّا جُمُعَةً أَوْ نَحْوَهَا حَتَّى مُطِرُوا.

قَالَ شُعْبَةُ: فِي الدُّعَاءِ كَلِمَةٌ سَمِعْتُهَا مِنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ سَالِمٍ فِي الِاسْتِسْقَاءِ، وَفِي حَدِيثِ حَبِيبٍ، أَوْ عَمْرٍو، عَنْ سَالِمٍ، قَالَ: جِئْتُكَ مِنْ عِنْدِ قَوْمٍ مَا يَخْطِرُ لَهُمْ فَحْلٌ، وَلَا يُتَزَوَّدُ لَهُمْ رَاعٍ (1).

(1) إسناده ضعيف، سالم بن أبي الجعد لم يسمع من شرحبيل بن السمط.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1408) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وزاد فيه قصة العتق الواردة في الحديث السابق.

وأخرجه الطيالسي (1199)، وعبد بن حميد (372)، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 323، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 380، والطبراني في "الكبير" 20/ (755) و (756)، وفي "الدعاء"(2191) و (2192)، والحاكم 1/ 328، والبيهقي في "السنن" 3/ 355، وفي "الدعوات"(480)، وفي "الدلائل" 6/ 146 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وجمع الطبراني في "الكبير"(756) مع عمرو بن مرة منصور بن المعتمر وقتادة. وزاد فيه هو وعبد ابن حميد قصة العتق، وفي رواية البيهقي في "الدلائل" أن السائل هو أبو سفيان.

وأخرجه الطيالسي (1200) عن شعبة، به مختصراً: أن كعب بن مرة قال للنبي صلى الله عليه وسلم: جئتك من عند قوم ما يخطر لهم بعير ولا يتزود لهم راع.

وانظر ما سيأتي برقم (18066).

وقد ثبت الدعاء على مضر من حديث أبي هريرة، انظر الحديث السالف برقم (7465).

وأما قصة الدعاء في الاستسقاء فقد ثبتت من حديث أنس، انظر الحديث السالف برقم (13016). =

ص: 604

18063 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ السِّمْطِ، قَالَ: قَالَ لِكَعْبِ بْنِ مُرَّةَ: يَا كَعْبُ بْنَ مُرَّةَ حَدِّثْنَا عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَاحْذَرْ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " ارْمُوا أَهْلَ صُنْعٍ، مَنْ بَلَغَ الْعَدُوَّ بِسَهْمٍ، رَفَعَهُ اللهُ بِهِ دَرَجَةً " قَالَ: فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي النَّحَّامِ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا الدَّرَجَةُ؟ قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَمَا إِنَّهَا لَيْسَتْ بِعَتَبَةِ أُمِّكَ، وَلَكِنَّهَا بَيْنَ الدَّرَجَتَيْنِ مِئَةُ عَامٍ "(1).

= قال السندي: طبقاً: بفتحتين، عامّاً، واسعاً، مالئاً للأرض، مغطياً لها كالطبق.

غدقاً: بفتحتين، المطر الكبير القطر.

غير رائث، أي: غير متأخر ولا بطئ.

ما يخطر لهم فحل، ضبط بكسر الطاء، أي: لا يرفع ذنبه هُزالاً.

وقوله: مريعاً: قال ابن الأثير في "النهاية" 4/ 320: المريع: المُخصب الناجع. يقال: أمرع الوادي، ومَرُع مَراعةً.

(1)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه بين سالم وشرحبيل، وقد فاتنا التنبيه على علة الانقطاع هذه في "صحيح ابن حبان"، فليستدرك من هنا.

وأخرجه ابن أبي شيبة 5/ 309، والنسائي 6/ 27، وابن حبان (4616) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (3967) من طريق شعبة، عن عمرو بن مرة، به. ولم يسق لفظه.

وانظر ما سيأتي برقم (18065).

وقد سلف من حديث عمرو بن عبسة برقم (17022) وإسناده صحيح على =

ص: 605

18064 -

قَالَ: يَا كَعْبُ بْنَ مُرَّةَ، حَدِّثْنَا عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَاحْذَرْ. قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ أَعْتَقَ امْرَأً مُسْلِمًا، كَانَ فِكَاكَهُ مِنَ النَّارِ، يُجْزَى بِكُلِّ عَظْمٍ مِنْهُ عَظْمًا مِنْهُ، وَمَنْ أَعْتَقَ امْرَأَتَيْنِ مُسْلِمَتَيْنِ، كَانَتَا فِكَاكَهُ مِنَ النَّارِ، يُجْزَى بِكُلِّ عَظْمَيْنِ مِنْهُمَا عَظْمًا مِنْهُ، وَمَنْ شَابَ شَيْبَةً فِي سَبِيلِ اللهِ، كَانَتْ لَهُ نُورًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ "(1).

18065 -

قَالَ: يَا كَعْبُ بْنَ مُرَّةَ حَدِّثْنَا عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَاحْذَرْ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ رَمَى بِسَهْمٍ فِي

= شرط مسلم.

قوله: "ارموا أهل صِنع"، قال ابن الأثير في "النهاية" 3/ 56: الصِّنع بالكسر: الموضع الذي يُتَّخذ للماء، وجمعه أصناع. ويقال لها: مصنع ومصانع. وقيل: أراد بالصِّنع هاهنا الحصن والمصانع: المباني العالية.

(1)

صحيح لغيره، دون قوله: "ومن أعتق امرأتين مسلمتين

" وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه. سالم لم يسمع من شرحبيل.

وأخرجه ابن ماجه (2522)، والنسائي في "الكبرى"(4883)، وفي "المجتبى" 6/ 27، وابن الأثير في "أسد الغابة" 4/ 490 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. ورواية ابن ماجه والنسائي في "الكبرى" مختصرة بدون قصة الشيب، ورواية النسائي في "المجتبى" وابن الأثير مختصرة بدون قصة العتق.

وأخرجه البيهقي 9/ 162 من طريق جرير بن عبد الحميد، عن الأعمش، به. مختصراً بقصة الشيب، وزاد فيه فضل الرمي في سبيل الله.

وفضل الشيب سلف من حديث عمرو بن عبسة (17020).

وانظر (18059).

ص: 606

سَبِيلِ اللهِ، كَانَ كَمَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً " (1).

18066 -

وَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ، وَجَاءَهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: اسْتَسْقِ اللهَ لِمُضَرَ، قَالَ: فَقَالَ: " إِنَّكَ لَجَرِيءٌ، أَلِمُضَرَ؟ "(2) قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، اسْتَنْصَرْتَ اللهَ فَنَصَرَكَ، وَدَعَوْتَ اللهَ فَأَجَابَكَ. قَالَ: فَرَفَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدَيْهِ، يَقُولُ:" اللهُمَّ اسْقِنَا غَيْثًا مُغِيثًا، مَرِيعًا مَرِيئًا، طَبَقًا غَدَقًا (3)، عَاجِلًا غَيْرَ رَائِثٍ، نَافِعًا غَيْرَ ضَارٍّ " قَالَ: فَأُحْيُوا (4). قَالَ: فَمَا لَبِثُوا أَنْ أَتَوْهُ، فَشَكَوْا إِلَيْهِ كَثْرَةَ الْمَطَرِ، فَقَالُوا: قَدْ تَهَدَّمَتِ الْبُيُوتُ. قَالَ: فَرَفَعَ يَدَيْهِ وَقَالَ: " اللهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلَا عَلَيْنَا " قَالَ: فَجَعَلَ السَّحَابُ يَتَقَطَّعُ يَمِينًا وَشِمَالًا (5).

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه. سالم لم يسمع من شرحبيل، وقد فاتنا التنبيه على علة الانقطاع هذه في ابن حبان.

وأخرجه ابن أبي شيبة 5/ 310، وابن حبان (4614) عن أبي معاوية، به.

وأخرجه البيهقي 9/ 162 عن جرير، عن الأعمش، به، وزاد فيه فضل الشيب في الإسلام.

وأخرجه أبو داود (3967) من طريق شعبة، عن عمرو بن مرة، به بمعناه مختصراً، وشك في الصحابي كعب بن مرة أو مرة بن كعب.

وقد سلف برقم (18063).

(2)

في (ظ 13): لمضر.

(3)

سقطت من (ظ 13).

(4)

في (ظ 13) و (ق): أُجيبوا.

(5)

إسناده ضعيف، سالم بن أبي الجعد لم يسمع من شرحبيل بن السمط. =

ص: 607

18067 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، قَالَ: كُنَّا مُعَسْكِرِينَ مَعَ مُعَاوِيَةَ بَعْدَ قَتْلِ عُثْمَانَ، فَقَامَ كَعْبُ بْنُ مُرَّةَ الْبَهْزِيُّ، فَقَالَ: لَوْلَا شَيْءٌ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَا قُمْتُ هَذَا الْمَقَامَ، فَلَمَّا سَمِعَ بِذِكْرِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَجْلَسَ النَّاسَ، فَقَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، إِذْ مَرَّ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ (1) مُرَجِّلًا، قَالَ:، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" لَتَخْرُجَنَّ فِتْنَةٌ مِنْ تَحْتِ قَدَمَيْ - أَوْ مِنْ بَيْنِ رِجْلَيْ -، هَذَا (2)، يَوْمَئِذٍ وَمَنِ اتَّبَعَهُ عَلَى الْهُدَى ".

قَالَ: فَقَامَ ابْنُ حَوَالَةَ الْأَزْدِيُّ مِنْ عِنْدِ الْمِنْبَرِ، فَقَالَ: إِنَّكَ لَصَاحِبُ هَذَا؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: وَاللهِ إِنِّي لَحَاضِرٌ ذَلِكَ الْمَجْلِسَ، وَلَوْ عَلِمْتُ أَنَّ لِي فِي الْجَيْشِ مُصَدِّقًا، كُنْتُ أَوَّلَ مَنْ تَكَلَّمَ بِهِ (3).

= وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 219، وابن ماجه (1269) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. وانظر (18062).

قوله: فأحيوا، قال السندي في حاشيته على ابن ماجه: أحيوا، على بناء المفعول، من الإحياء، أي: الحياة، ويمكن أن يكون على بناء الفاعل. من أحيا القوم، أي: صاروا في الحياة، وهو الخصب.

(1)

زاد في (م) والنسخ المتأخرة: عليه.

(2)

تكررت لفظة "هذا" في (م) و (س) مرتين.

(3)

إسناده صحيح، رجاله ثقات. معاوية: هو ابن صالح بن حُدير الحضرمي، وسُلَيم بن عامر: هو الكلاعي، ويقال: الخبائري.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1381)، وفي "السنة" =

ص: 608

18068 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ - يَعْنِي البُرْسَانِيَّ - أَخْبَرَنَا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْأَشْعَثِ، قَالَ: قَامَتْ خُطَبَاءُ بِإِيلِيَاءَ فِي إِمَارَةِ مُعَاوِيَةَ فَتَكَلَّمُوا، وَكَانَ آخِرَ مَنْ تَكَلَّمَ مُرَّةُ بْنُ كَعْبٍ، فَقَالَ: لَوْلَا حَدِيثٌ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَا قُمْتُ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَذْكُرُ فِتْنَةً، فَقَرَّبَهَا، فَمَرَّ رَجُلٌ مُتقَنَّعٌ (1). فَقَالَ:" هَذَا يَوْمَئِذٍ وَأَصْحَابُهُ عَلَى الْحَقِّ وَالْهُدَى " فَقُلْتُ: هَذَا يَا رَسُولَ اللهِ؟ وَأَقْبَلْتُ بِوَجْهِهِ إِلَيْهِ، فَقَالَ:" هَذَا ". فَإِذَا هُوَ (2) عُثْمَانُ (3).

= (1295)، والطبراني في "الكبير" 20/ (753)، وفي "مسند الشاميين"(1973) من طريق عبد الله بن صالح، والطبراني 20/ (753)، وفي "الشاميين"(1973) من طريق أسد بن موسى، كلاهما عن معاوية بن صالح، بهذا الإسناد.

وانظر (18060).

وابن حوالة: هو عبد الله بن حوالة، صحابي نزل الشام، ومات بها. وقد سلفت روايته للحديث برقم (17004).

(1)

في (م) والنسخ المتأخرة: مُقَنِّعٌ.

(2)

لفظة: "هو" ليست في (ظ 13).

(3)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أبي الأشعث -واسمه شراحيل بن آده- فمن رجال مسلم. وصحابيُّ الحديث لم يخرج له سوى أصحاب السنن.

وأخرجه الحاكم 3/ 102 من طريق عفان، عن وهيب، به، وقال: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي!

وأخرجه الترمذي (3704) من طريق عبد الوهَّاب الثقفي، عن أيوب، به. وقال: هذا حديث حسن صحيح.

وسلف برقم (18060). =

ص: 609

‌حَدِيثُ أَبِي سَيَّارَةَ الْمُتْعِيِّ (1) عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

18069 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ أَبِي سَيَّارَةَ - قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: الْمُتْعِيِّ - قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ لِي نَحْلًا (2)، قَالَ:" أَدِّ الْعُشُورَ " قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، احْمِهَا لِي. قَالَ: فَحَمَاهَا لِي. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: احْمِ لِي جَبَلَهَا. قَالَ: فَحَمَى لِي جَبَلَهَا (3).

= وانظر سابقه.

(1)

قال السندي: أبو سيارة المتعي بضم ميم وفتح مثناة فوقانية، سكن الشام، اسمه عمرو، وقيل: عمير.

(2)

في (ق) و (م): نخلاً، بالخاء المعجمة، وهو تصحيف.

(3)

إسناده ضعيف لانقطاعه، قال الترمذي في "العلل الكبير" 1/ 313: سألت محمد بن إسماعيل عن حديث سعيد بن عبد العزيز، عن سليمان بن موسى، عن أبي سيارة، قلت: يا رسول الله، إن لي نحلاً فقال:"أدِّ منه العشر" فقال: هو حديث مرسل، سليمان لم يدرك أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. ورجال الإسناد كلهم ثقات رجال الصحيح، غير أن أبا سيارة لم يخرج له سوى ابن ماجه، وسليمان بن موسى: هو الأشدق الدمشقي، قد روى له مسلم في "مقدمته" وهو صدوق حسن الحديث.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 141، وابن ماجه (1823) من طريق وكيع، به.

وأخرجه الطيالسي (169)، وعبد الرزاق في "مصنفه"(6973)، وأبو عبيد في "الأموال"(1488)، وحميد بن زنجويه في "الأموال"(2016)، والدولابي في "الكنى" 1/ 37، والطبراني في "الكبير" 22/ (880) و (881)، وفي "مسند =

ص: 610

‌حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

18070 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " لَعَلَّكُمْ تَقْرَؤُونَ وَالْإِمَامُ يَقْرَأُ " مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّا لَنَفْعَلُ. قَالَ: " فَلَا تَفْعَلُوا، إِلَّا أَنْ يَقْرَأَ أَحَدُكُمْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ "(1).

= الشاميين" (317) و (318)، والبيهقي في "السنن" 4/ 126، وابن الأثير في "أسد الغابة" 6/ 161 من طرق عن سعيد بن عبد العزيز، به.

قلنا: وقد روي عدة أحاديث في إخراج زكاة العسل:

منها حديث عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده في قصة هلال أحد بني متعان الذي جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعشور نحل له، وفي رواية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"من كل عشر قرب قربة" وهو عند أبي داود (1600) و (1601) و (1602).

وحديث آخر عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ من العسل العشر، وهو عند ابن ماجه (1824).

وحديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب إلى أهل اليمن أن يؤخذ من العسل العشر.

ولا يخلو إسناد أحدها من مقال، وقد أوردها ابن القيم في "زاد المعاد" 2/ 12 - 17، وذكر إعلالها عن بعض أهل العلم، ثم قال: وذهب أحمد وأبو حنيفة وجماعة إلى أن في العسل زكاة، ورأوا أن هذه الآثار يقوي بعضها بعضاً، وقد تعددت مخارجها، واختلفت طرقها، ومُرسلُها يُعضد بمسندها.

وذهب مالك والشافعي إلى أنه لا زكاة في العسل.

(1)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير محمد بن أبي =

ص: 611

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= عائشة فمن رجال مسلم. سفيان: هو الثوري، وخالد الحذاء: هو ابن مهران.

وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه"(2766).

وأخرجه البيهقي في "السنن" 2/ 166 من طريق عبيد الله بن عبيد الرحمن الأشجعي، وفي "معرفة السنن والآثار"(3790)، وفي "القراءة خلف الإمام"(156) من طريق أبي حذيفة موسى بن مسعود النهدي، كلاهما عن سفيان، به.

وقال البيهقي في "السنن": هذا إسناد جيد، وقد قيل عن أبي قلابة، عن أنس بن مالك، وليس بمحفوظ. قلنا: وسيأتي تخريجها بعد قليل.

وأخرجه البخاري في "القراءة خلف الإمام"(67)، والبيهقي في "المعرفة"(3788) من طريق يزيد بن زريع، عن خالد الحذاء، به.

ورواه أيوب السختياني فخالف في إسناده، واختلف الرواة عليه:

فأخرجه عبد الرزاق (2765) عن معمر، والبخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 207، والبيهقي في "السنن" 2/ 166، وفي "القراءة"(149) و (150) من طريق حماد بن سلمة، و (148) من طريق حماد بن زيد، و (151) من طريق عبد الوارث بن سعيد، أربعتهم عن أيوب، عن أبي قلابة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، مرسلاً.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 207، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 2/ 166، وفي "القراءة"(158) عن مؤمل بن هشام، عن إسماعيل ابن علية، عن أبي قلابة، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً. وقال إسماعيل عن خالد الحذاء: قلت لأبي قلابة: من حدثك هذا؟ قال: محمد بن أبي عائشة مولى لبني أمية كان خرج مع بني مروان حيث خرجوا من المدينة.

وأخرجه البيهقي في "القراءة"(147) من طريق سليمان بن عمر الأقطع، عن إسماعيل ابن علية، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وأخرجه أبو يعلى (2805)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 218، وابن حبان (1844) و (1852)، والطبراني في "الأوسط"(2701)، والدارقطني 1/ 340، والبيهقي في "السنن" 2/ 166، وفي "المعرفة"(139 - 146)، =

ص: 612

‌حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ

18071 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَامِرٍ الْأَسْلَمِيُّ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ، حَاجِبِ سُلَيْمَانَ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ سَلَامَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ - وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ -: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا فَرَغَ مِنْ طَعَامِهِ، قَالَ:" اللهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ، أَطْعَمْتَ وَسَقَيْتَ، وَأَشْبَعْتَ وَأَرْوَيْتَ، فَلَكَ الْحَمْدُ غَيْرَ مَكْفُورٍ، وَلَا مُوَدَّعٍ، وَلَا مُسْتَغْنًى عَنْكَ "(1).

= والخطيب في "تاريخ بغداد" 13/ 175 - 176 من طريق عبيد الله بن عمرو الرقي، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

قال البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 207 بعد أن أورده من طريق عبيد الله ابن عمرو: ولا يصح أنس. وقال أبو حاتم فيما نقله عنه ابنه في "العلل" 1/ 175: وهم فيه عبيد الله بن عمرو، والحديث ما رواه خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن محمد بن أبي عائشة، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وأخرجه الدارقطني 1/ 340، والبيهقي في "القراءة"(152) و (153) و (154) من طريق عليلة -واسمه الربيع بن بدر-، عن أيوب، عن عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم. والربيع بن بدر متروك.

وسيأتي الحديث 5/ 60 و 81 و 410.

وفي الباب عن عبادة بن الصامت، وسيأتي 5/ 313.

وفي باب وجوب قراءة فاتحة الكتاب انظر حديث عبد الله عن عمرو السالف (6903). وفي باب النهي عن القراءة خلف الإمام انظر حديث أبي هريرة السالف (7270).

(1)

إسناده ضعيف لضعف عبد الله بن عامر الأسلمي، وباقي رجاله ثقات =

ص: 613

‌حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

18072 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يِسَافٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ قَتَلَ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ، لَمْ يَجِدْ رِيحَ الْجَنَّةِ، وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ سَبْعِينَ عَامًا "(1).

= رجال الصحيح، غير نعيم بن سلامة، فهو من رجال "التعجيل"، وقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات".

وأخرجه البيهقي في "الشعب"(6039) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/ 30، وقال: رواه أحمد، وفيه عبد الله بن عامر الأسلمي، وهو ضعيف.

وفي الباب من حديث أبي أمامة عند البخاري (5458)، وهو بلفظ: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رفع مائدته قال: "الحمد لله كثيراً طيباً مباركاً فيه، غير مَكفِيٍّ ولا مُوَدَّعٍ ولا مُستغنىً عنه ربّنا". وسيأتي 5/ 252.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل والد وكيع -واسمه الجراح ابن مَليح الرؤاسي- وقد اختُلف فيه، فهو حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. منصور: هو ابن المعتمر.

وسيأتي 5/ 369.

ويشهد له حديث عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6745) وإسناده صحيح. وانظر تتمة شواهده هناك.

ص: 614

‌حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

18073 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَفْصٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ مُحَيْرِيزٍ يُحَدِّثُ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ أُنَاسًا مِنْ أُمَّتِي يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ، يُسَمُّونَهَا بِغَيْرِ اسْمِهَا "(1).

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو بكر بن حفص: هو عبد الله بن حفص بن عمر بن سعد بن أبي وقاص الزهري، وابن مُحَيريز: هو عبد الله.

وأخرجه الطيالسي (586)، وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/ 312 من طريق خالد بن الحارث، كلاهما عن شعبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه"(17055) عن سفيان الثوري، وابن أبي شيبة 8/ 112 عن علي بن مسهر، كلاهما عن أبي إسحاق الشيباني -واسمه سليمان بن أبي سليمان- عن أبي بكر بن حفص، عن ابن محيريز، عن النبي صلى الله عليه وسلم، مرسلاً.

وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 6/ 205 من طريق محمد بن عبد الواهب أبي شهاب، عن أبي إسحاق الشيباني، عن أبي بكر بن حفص، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وأبو شهاب لم نتبينه.

وأخرجه عبد الرزاق (17052) من طريق إبراهيم بن أبي بكر، عن عبد الله ابن محيريز، عن النبي صلى الله عليه وسلم، مرسلاً.

ورواه بلال بن يحيى العبسي، عن أبي بكر بن حفص، عن ابن محيريز، عن ثابت بن السِّمط، عن عبادة بن الصامت، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وسيأتي 5/ 318. =

ص: 615

‌حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

18074 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَلَّامٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ رَأَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَالَ ثُمَّ تَلَا شَيْئًا مِنَ القُرْآنِ - وَقَالَ هُشَيْمٌ مَرَّةً: آيًا مِنَ القُرْآنِ - قَبْلَ أَنْ يَمَسَّ مَاءً " (1).

= قلنا: ورواية المصنف هنا: عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، أصح إسناداً. وهي الصواب إن شاء الله.

وله شاهد من حديث أبي مالك الأشعري: سير 5/ 342.

وآخر من حديث أبي أمامة الباهلي عند ابن ماجه (3384).

وثالث من حديث ابن عباس عند الطبراني في "الكبير"(11228). قال الهيثمي في "المجمع" 5/ 57: رجاله ثقات.

ورابع من حديث عائشة عند الحاكم 4/ 147، والبيهقي 8/ 294 - 295، وصححه الحاكم على شرطهما، وفي إسناده محمد بن عبد الله بن مسلم. قال الذهبي في "تلخيص المستدرك": هو مجهول، وإن كان ابن أخي الزهري فالسند منقطع.

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، من أجل داود بن عمرو -وهو الأودي الدمشقي- فهو حسن الحديث، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. هشيم: هو ابن بَشير السُّلمي، وأبو سلَّام: هو ممطور الحبشي.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/ 276، وقال: رواه أحمد، ورواته ثقات.

وفي الباب عن علي بن أبي طالب، وقد سلف برقم (639).

ص: 616

‌زِيَادَةُ حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي قُرَادٍ

18075 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ عُمَيْرُ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنِي الْحَارِثُ بْنُ فُضَيْلٍ، وَعُمَارَةُ بْنُ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي قُرَادٍ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حَاجًّا، قَالَ: فَرَأَيْتُهُ خَرَجَ مِنَ الخَلَاءِ، فَاتَّبَعْتُهُ بِالْإِدَاوَةِ أَوِ الْقَدَحِ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَرَادَ حَاجَةً أَبْعَدَ، فَجَلَسْتُ لَهُ بِالطَّرِيقِ حَتَّى انْصَرَفَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، الْوَضُوءَ. قَالَ: " فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَيَّ، فَصَبَّ عَلَى يَدِهِ فَغَسَلَهَا، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ، فَكَفَّهَا (1)، فَصَبَّ عَلَى يَدِهِ (2) وَاحِدَة، ثُمَّ مَسَحَ عَلَى رَأْسِهِ، ثُمَّ قَبَضَ الْمَاءَ قَبْضًا (3) بِيَدِهِ، فَضَرَبَ بِهِ عَلَى ظَهْرِ قَدَمِهِ، فَمَسَحَ بِيَدِهِ عَلَى قَدَمِهِ، ثُمَّ جَاءَ فَصَلَّى لَنَا الظُّهْرَ (4).

(1) في (س) و (ص) و (ق) و (م): بكفها.

(2)

في (م) و (س) و (ق) و (ص): يدٍ، والمثبت من (ظ 13) والموضع السالف برقم (15661).

(3)

في (ظ 13) و (ق) ونسخة في (س): قبضها.

(4)

إسناده صحيح، وهو مكرر (15661).

ص: 617

‌حَدِيثُ مَوْلًى لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

18076 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبَانُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ، عَنْ مَوْلًى لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: قَالَ: " بَخٍ بَخٍ لِخَمْسٍ، مَا أَثْقَلَهُنَّ فِي الْمِيزَانِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، وَسُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَالْوَلَدُ الصَّالِحُ يُتَوَفَّى فَيَحْتَسِبُهُ وَالِدُهُ " قَالَ: " بَخٍ بَخٍ لِخَمْسٍ مَنْ لَقِيَ اللهَ مُسْتَيْقِنًا بِهِنَّ، دَخَلَ الْجَنَّةَ: يُؤْمِنُ بِاللهِ، وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَبِالْجَنَّةِ وَالنَّارِ، وَبِالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ، وَالْحِسَابِ "(1).

(1) حديث صحيح، وهو مكرر (15662).

ص: 618

‌حَدِيثُ هُبَيْبِ بْنِ مُغْفِلٍ

* 18077 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ - قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ هَارُونَ - قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَسْلَمَ أَبِي عِمْرَانَ، عَنْ هُبَيْبِ بْنِ مُغْفِلٍ الْغِفَارِيِّ: أَنَّهُ رَأَى مُحَمَّدًا الْقُرَشِيَّ، قَامَ يَجُرُّ إِزَارَهُ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ هُبَيْبٌ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ وَطِئَهُ خُيَلَاءَ، وَطِئَهُ فِي النَّارِ "(1).

18078 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَسْلَمُ أَبُو عِمْرَانَ، عَنْ هُبَيْبٍ الْغِفَارِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ وَطِئَ عَلَى إِزَارِهِ خُيَلَاءَ، وَطِئَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ "(2).

18079 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَسْلَمَ، أَنَّهُ سَمِعَ هُبَيْبَ بْنَ مُغْفِلٍ صَاحِبَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَرَأَى رَجُلًا يَجُرُّ إِزَارَهُ خَلْفَهُ وَيَطَؤُهُ خُيَلَاءَ (3)، فَقَالَ: سُبْحَانَ اللهِ، سَمِعْتُ

(1) إسناده صحيح، وهو مكرر (15605).

(2)

حديث صحيح، وهو مكرر (15606).

(3)

جاءت العبارة في (ظ 13): "يجر إزاره ويطؤه خلفه" -وليس فيها كلمة "خيلاء".

ص: 619

رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ وَطِئَهُ مِنَ الْخُيَلَاءِ وَطِئَهُ فِي النَّارِ "(1).

(1) حديث صحيح، وهو مكرر (15607).

ص: 620

‌حَدِيثُ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ قَيْسٍ أَخِي أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ

18080 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، حَدَّثَنَا كُرَيْبُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي مُوسَى، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ قَيْسٍ أَخِي أَبِي مُوسَى، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اللهُمَّ اجْعَلْ فَنَاءَ أُمَّتِي قَتْلًا فِي سَبِيلِكَ، بِالطَّعْنِ وَالطَّاعُونِ "(1).

(1) إسناده حسن، وهو مكرر (15608).

ص: 621

‌تَمَامُ حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ خَارِجَةَ

18081 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ. وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ خَارِجَةَ قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِمِنًى وَهُوَ عَلَى رَاحِلَتِهِ وَهِيَ تَقْصَعُ بِجِرَّتِهَا، وَلُعَابُهَا يَسِيلُ بَيْنَ كَتِفَيَّ، فَقَالَ:" إِنَّ اللهَ قَسَمَ لِكُلِّ إِنْسَانٍ نَصِيبَهُ مِنَ الْمِيرَاثِ، فَلَا تَجُوزُ لِوَارِثٍ وَصِيَّةٌ. الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ، وَلِلْعَاهِرِ الْحَجَرُ، أَلَا وَمَنْ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ، أَوْ تَوَلَّى غَيْرَ مَوَالِيهِ رَغْبَةً عَنْهُمْ، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ".

قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: وَقَالَ سَعِيدٌ (1): قَالَ مَطَرٌ: " لَا يَقْبَلُ مِنْهُ صَرْفًا وَلَا عَدْلًا ". قَالَ يَزِيدُ وَفِي حَدِيثِهِ: " لَا يُقْبَلُ مِنْهُ صَرْفٌ وَلَا عَدْلٌ " أَوْ " عَدْلٌ وَلَا صَرْفٌ ".

قَالَ أَبِي: قَالَ يَزِيدُ فِي حَدِيثِهِ: إِنَّ عَمْرَو بْنَ خَارِجَةَ حَدَّثَهُمْ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَطَبَهُمْ عَلَى رَاحِلَتِهِ (2).

(1) المثبت من هامش (س)، وجاء على الصواب "سعيد" بإثر الأحاديث ذات الأرقام (17670) و (17671) و (18087) و (18088)، وجاء في (م) وسائر النسخ الخطية:"شعبة! ".

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب. وهو مكرر (17664). وطريق مطر سلف تخريجها هناك.

ص: 622

18082 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ خَارِجَةَ، قَالَ: كُنْتُ آخِذًا بِزِمَامِ نَاقَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهِيَ تَقْصَعُ بِجِرَّتِهَا، وَلُعَابُهَا يَسِيلُ بَيْنَ كَتِفَيَّ، فَقَالَ:" إِنَّ اللهَ قَدْ أَعْطَى كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ، وَلَيْسَ لِوَارِثٍ وَصِيَّةٌ، وَالْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ، وَلِلْعَاهِرِ الْحَجَرُ وَمَنْ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ، أَوْ انْتَمَى إِلَى غَيْرِ مَوَالِيهِ، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ".

قَالَ عَفَّانُ: وَزَادَ فِيهِ هَمَّامٌ بِهَذَا الْإِسْنَادِ - وَلَمْ يَذْكُرْ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ غَنْمٍ -: وَإِنِّي لَتَحْتَ جِرَانِ رَاحِلَتِهِ، وَزَادَ فِيهِ:" لَا يُقْبَلُ مِنْهُ عَدْلٌ وَلَا صَرْفٌ ". وَفِي حَدِيثِ هَمَّامٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَطَبَ، وَقَالَ:" رَغْبَةً عَنْهُمْ "(1).

18083 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ خَارِجَةَ، قَالَ: خَطَبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ عَلَى نَاقَتِهِ، وَأَنَا تَحْتَ جِرَانِهَا، وَهِيَ تَقْصَعُ بِجِرَّتِهَا، وَلُعَابُهَا يَسِيلُ بَيْنَ كَتِفَيَّ، فَقَالَ: " إِنَّ اللهَ قَدْ أَعْطَى كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ، وَلَا وَصِيَّةَ لِوَارِثٍ، وَالْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ، وَلِلْعَاهِرِ الْحَجَرُ، وَمَنْ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب. وهو مكرر (17666). وطريق همام سلفت بإثر الحديث (17665) وسلف تخريجها هناك.

ص: 623

أَبِيهِ، أَوْ انْتَمَى إِلَى غَيْرِ مَوَالِيهِ، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يُقْبَلُ مِنْهُ صَرْفٌ وَلَا عَدْلٌ " (1).

18084 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ خَارِجَةَ الثُّمَالِيِّ قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْهَدْيِ يَعْطَبُ قَالَ: " انْحَرْهُ، وَاصْبُغْ نَعْلَهُ فِي دَمِهِ، وَاضْرِبْ بِهِ عَلَى صَفْحَتِهِ - أَوْ قَالَ: عَلَى جَنْبِهِ - وَلَا تَأْكُلَنَّ مِنْهُ شَيْئًا، أَنْتَ وَلَا أَهْلُ رُفْقَتِكَ "(2).

18085 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَمْرٍو الثُّمَالِيِّ قَالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَعَ أَبِي هَدْيًا، قَالَ:" إِذَا عَطِبَ شَيْءٌ مِنْهَا فَانْحَرْهُ، ثُمَّ اضْرِبْ خُفَّهُ فِي دَمِهِ، ثُمَّ اضْرِبْ بِهِ صَفْحَتَهُ، وَلَا تَأْكُلْهُ (3) أَنْتَ وَلَا أَهْلُ رُفْقَتِكَ، وَخَلِّ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّاسِ "(4).

18086 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي عَرُوبَةَ - عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ خَارِجَةَ الْخُشَنِيَّ حَدَّثَهُمْ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَطَبَهُمْ

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرر ما قبله.

(2)

صحيح لغيره، وهو مكرر الحديث (17667).

(3)

في (م) وباقي النسخ الخطية: تأكل.

(4)

صحيح لغيره، وهو مكرر الحديث (17668).

ص: 624

عَلَى رَاحِلَتِهِ، وَإِنَّ رَاحِلَتَهُ لَتَقْصَعُ بِجِرَّتِهَا، وَإِنَّ لُعَابَهَا يَسِيلُ بَيْنَ كَتِفَيَّ، فَقَالَ:" إِنَّ اللهَ قَدْ قَسَمَ لِكُلِّ إِنْسَانٍ نَصِيبَهُ مِنَ الْمِيرَاثِ، فَلَا تَجُوزُ وَصِيَّةٌ لِوَارِثٍ، الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ، وَلِلْعَاهِرِ الْحَجَرُ، أَلَا وَمَنْ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ، أَوْ تَوَلَّى غَيْرَ مَوَالِيهِ، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يَقْبَلُ اللهُ مِنْهُ صَرْفًا وَلَا عَدْلًا " أَوْ " عَدْلًا وَلَا صَرْفًا (1) "(2).

18087 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْخَفَّافُ، أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ خَارِجَةَ قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ بِمِنًى عَلَى رَاحِلَتِهِ، وَإِنِّي لَتَحْتَ جِرَانِ نَاقَتِهِ وَهِيَ تَقْصَعُ بِجِرَّتِهَا، وَلُعَابُهَا يَسِيلُ بَيْنَ كَتِفَيَّ فَقَالَ:" إِنَّ اللهَ قَدْ قَسَمَ لِكُلِّ إِنْسَانٍ نَصِيبَهُ مِنَ الْمِيرَاثِ، وَلَا يَجُوزُ لِوَارِثٍ وَصِيَّةٌ، أَلَا وَإِنَّ الْوَلَدَ لِلْفِرَاشِ، وَلِلْعَاهِرِ الْحَجَرُ، أَلَا وَمَنْ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ، أَوْ تَوَلَّى غَيْرَ مَوَالِيهِ رَغْبَةً عَنْهُمْ، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ".

قَالَ سَعِيدٌ: وحَدَّثَنَا مَطَرٌ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ، عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ خَارِجَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَهُ. وَزَادَ مَطَرٌ فِي الْحَدِيثِ:" وَلَا يُقْبَلُ مِنْهُ صَرْفٌ وَلَا عَدْلٌ "(3).

(1) في (ظ 13): أو عدل وصرف.

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب، وهو مكرر (17669).

(3)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب، وهو =

ص: 625

18088 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَقَالَ: قَالَ: مَطَرٌ: " وَلَا يُقْبَلُ مِنْهُ صَرْفٌ وَلَا عَدْلٌ (1) "(2).

هَذَا آخِرُ مُسْنَدِ الشَّامِيِّينَ

= مكرر (17670).

(1)

زاد في (م): أو عدل ولا صرف.

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر. وهو مكرر (17664).

ص: 626