المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

مسند الإمام أحمد بن حنبل (164 - 241 هـ) أشرف على تحقيقه الشيخ - مسند أحمد - ط الرسالة - جـ ٣

[أحمد بن حنبل]

فهرس الكتاب

مسند الإمام أحمد بن حنبل

(164 - 241 هـ)

أشرف على تحقيقه

الشيخ شعيب الأرنؤوط

حقق هذا الجزء وخرج أحاديثه وعلق عليه

شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد

الجزء الثالث

مؤسسة الرسالة

ص: 1

بسم الله الرحمن الرحيم

اعتمد في تحقيق هذا الجزء على النسخ الخطية التالية:

1 -

نسخة المكتبة الظاهرية، ورمزها [ظ 11].

2 -

نسخة مكتبة شستربتي، ورمزها [ب].

3 -

نسخة مكتبة الرياض بالسعودية، ورمزها [ح].

4 -

نسختي دار الكتب المصرية، ورمزهما [س] و [ش].

5 -

نسخة المكتبة القادرية ببغداد ورمزها [ق].

6 -

نسخة مكتبة الأوقاف العامة بالموصل ورمزها [ص].

7 -

قطعة من نسخة محمد بن عبد الله المغربي، ورمزه [غ].

8 -

وضعنا رقم الجزء والصفحة من المطبعة الميمنية المصورة بدار صادر وغيرها بحاشية هذه الطبعة، وأشرنا بالحواشي لأهم فروقها، وما وقع فيها من سقط أو تحريف، ورمزنا إليها بحرف [م].

الرموز المستعملة في زيادات عبد الله. ووجاداته، وما رواه عن أبيه وعن شيخ أبيه أو غيره:

• دائرة صغيرة سوداء لزيادات عبد الله.

° دائرة صغيرة بيضاء لوجاداته.

* نجمة مدورة لما رواه عن أبيه وعن شيخ أبيه أو غيره.

عدد الأحاديث الصحيحة والحسنة، لذاتها أو لغيرها في هذا الجزء: 598 حديثاً.

عدد الأحاديث الضعيفة في هذا الجزء: 102 حديثاً.

ص: 4

مُسْنَدُ بَاقِي الْعَشْرَةِ الْمُبَشَّرِينَ بِالْجَنَّةِ

مُسْنَدُ أَبِي مُحَمَّدٍ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ (1) رضي الله عنه

(1) هو طلحةُ بنُ عُبيد الله بنِ عثمان بنِ عمرو بنِ كعب بنِ سعد بنِ تَيْم بنِ مُرَّة بنِ كعب بنِ لؤي، القرشيُّ أبو محمد التَّيْميُّ.

أحدُ العشرة المشهود لهم بالجنة.

وأحدُ الثمانية الذين سبقوا إلى الإسلام.

وأحدُ الستة أصحاب الشورى الذين نَصَّ عليهم عُمَرُ، وقال: تُوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راضٍ.

وأحدُ الخمسة الذين أسلموا مِن سادات الصحابة على يدي أبي بكر رضي الله عنه، وهم: عثمانُ، وعبدُ الرحمن بن عوف، والزبيرُ بن العوام، وسعدُ بن أبي وقاص.

كان يُقال له ولأبي بكر: القرينانِ، لأن نوفلَ بن خُويلد بنِ العَدَويَّة أخذهما، فقرنهما في حبلٍ واحدٍ حين بلغه إسلامُهُما، ولم يمنَعْهُما بنو تَيْم.

وكان يُقال له: طلحةَ الخير، وطلحةَ الجُود، وطلحةَ الفَيَّاض.

شَهِدَ المشاهد كُلها مَعَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم إلا بدراً، فإنه كان بالشام، فضَرَبَ له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بسهمه وأجرِه.

وأَبْلَى يومَ أحدٍ بلاءً حسناً، وأُصيبت يدُه يومئذٍ، ورقاها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وكان جماعةٌ من الصحابة يقولون عن يومِ أحد: ذاك يومٌ كلُّه لِطلحة، ولما طأطأَ لِرسول الله صلى الله عليه وسلم لِينَهضَ على تلك الصخرةِ يومَ أحدٍ قال:"أوجب طلحةُ".

قُتِل رضي الله عنه يومَ وَقْعة الجَمَل في العاشر من جُمادى الآخرة سنة ست وثلاثين وقد استَكْمَل من العمر يومئذٍ أربعاً وستين سنة. =

ص: 5

1381 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ وَعَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ وَرْدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: قَالَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " نِعْمَ أَهْلُ الْبَيْتِ: عَبْدُ اللهِ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ، وَأُمُّ عَبْدِ اللهِ "(1).

1382 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ، وَعَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْوَرْدِ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: قَالَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ: لَا أُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم شَيْئًا، إِلا أَنِّي سَمِعْتُهُ يَقُولُ:" إِنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ مِنْ صَالِحِ قُرَيْشٍ ". قَالَ: وَزَادَ عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ وَرْدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ طَلْحَةَ قَالَ:" نِعْمَ أَهْلُ الْبَيْتِ عَبْدُ اللهِ، وَأَبُوعَبْدِ اللهِ، وَأُمُّ عَبْدِ اللهِ "(2).

= "جامع المسانيد" 2 / ورقة 261، وانظر"سير أعلام النبلاء" 1/ 23 - 40.

(1)

إسناده ضعيف لانقطاعه، ابنُ أبي مُلَيْكَةَ- وهو عبد الله بن عبيد الله بنِ عبد الله بنِ أبي مُليكة- لم يُدرك طلحةَ بن عبيد الله، ورجالُ الإسناد ثقات رجالُ الشيخين غيرَ عبدِ الجبار بنِ ورد، فمن رجال أبي داود والنسائي، وهو صدوق.

وأخرجه الجورقاني في" الأباطيل والمناكير"(173) من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد، وقال: حديث صحيح! ذاهِلاً عن علة الانقطاع. وانظر ما بعده.

وفي الباب عن المطلب بن عبد الله بن حنطب مرسلاً عند أحمد في"فضائل الصحابة"(1746)، وفيه ابن لهيعة وهو سيئ الحفظ.

وعبد الله وأبوه وأمه: هو عبدُ الله بن عمرو بن العاص، وأمه ريطةُ بنت منبه بن الحجاج بن عامر السَّهْمية، أسلمت وبايعت.

(2)

إسناده ضعيف كسابقه. عبد الرحمن: هو ابن مهدي.

وأخرجه ابن أبي عاصم في"الآحاد والمثاني"(798)، وأبو يعلى (646) و (647) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، وأبو يعلى (645)، والهيثم بن كليب الشاشي في =

ص: 6

1383 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ، قَالَ: كُنَّا مَعَ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ وَنَحْنُ حُرُمٌ، فَأُهْدِيَ لنا (1) طَيْرٌ، وَطَلْحَةُ رَاقِدٌ، فَمِنَّا مَنِ أكَلَ، وَمِنَّا مَنْ تَوَرَّعَ فَلَمْ يَأْكُلْ، فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ طَلْحَةُ، وَفَّقَ مَنْ أَكَلَهُ، وَقَالَ: أَكَلْنَاهُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (2).

= "مسنده"(19) من طريق عبد الأعلى بن حماد، و (18) من طريق داود بن عمرو الضبي، ثلاثتهم عن عبد الجبار بن الورد وحده، بهذا الإسناد.

وأخرج القسمَ الأولَ منه فقط الترمذي (3845) من طريق أبي أُسامة، وابن أبي عاصم (799) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، وبشر بن السري، وأبو نعيم في "الحلية" 9/ 55 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، ثلاثتهم عن نافع بن عمر الجمحي، به. قال الترمذي: وليس إسناده بمتصل، وابن أبي مليكة لم يدرك طلحة.

قوله: "صالح قريش"، قال السندي: هكذا في نسخ الكتاب بلفظ "صالح قريش" مفرداً، ولفظ الترمذي "من صالحي قريش" بالجمع كما هو الظاهر، ولعل الإِفرادَ على أن المراد من قوم أو فوج هو: صالح قريش، والمراد بقريش: مُسلمي الفتح، والله تعالى أعلم.

(1)

في (م) و (ح) و (ق) و (ص): له.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجالُه ثقاتٌ رجال الشيخين غيرَ عبد الرحمن بن عثمان، فمن رجال مسلم، وهو صحابيٌّ أسلم يومَ الحديبية، وقيل: يومَ الفتح، وهو ابنُ أخي طلحة بن عبيد الله.

وأخرجه الدارمي (1829)، والبيهقي 5/ 188 من طريق أبي عاصم الضحاك بن مَخْلَدٍ، والطحاوي 2/ 171 - 172 من طريق حجاج بنِ محمد، كلاهما عن ابنِ جريج، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو يعلى (658)، والشاشي (12) و (13) من طريق فُليح بنِ سليمان، عن =

ص: 7

1384 -

حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ، حَدَّثَنَا مُطَرِّفٌ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: رَأَى عُمَرُ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللهِ ثَقِيلًا، فَقَالَ: مَا لَكَ يَا أَبَا فُلانٍ، لَعَلَّكَ سَاءَتْكَ إِمْرَةُ ابْنِ عَمِّكَ يَا أَبَا فُلانٍ؟ قَالَ: لَا، إِلا أَنِّي سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَدِيثًا مَا مَنَعَنِي أَنْ أَسْأَلَهُ عَنْهُ إِلا الْقُدْرَةُ عَلَيْهِ حَتَّى مَاتَ، سَمِعْتُهُ يَقُولُ:" إِنِّي لَأعْلَمُ كَلِمَةً، لَا يَقُولُهَا عَبْدٌ عِنْدَ مَوْتِهِ إِلا أَشْرَقَ لَهَا لَوْنُهُ، وَنَفَّسَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَتَهُ". قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ: إِنِّي لأعْلَمُ مَا هِيَ. قَالَ: وَمَا هِيَ؟ قَالَ: تَعْلَمُ كَلِمَةً أَعْظَمَ مِنْ كَلِمَةٍ أَمَرَ بِهَا عَمَّهُ عِنْدَ الْمَوْتِ: لَا إِلَهَ إِلا اللهُ؟ قَالَ طَلْحَةُ: صَدَقْتَ، هِيَ - وَاللهِ - هِيَ (1).

= محمد بن المنكدر، عن عبد الرحمن بنِ عثمان، عن طلحة. ولم يذكر معاذاً، وانقلب عبد الرحمن بن عثمان في الموضع الثاني من "مسند الشاشي" إلى: عثمان بنِ عبد الرحمن.

قال الدارقطني في "العلل" 4/ 216: والصوابُ حديثُ ابنِ جريج وهو حَفِظ إسناده. وسيأتي برقم (1392).

وقوله: "وَفَّق من أكله"، أي: دعا له بالتوفيق، واستَصْوَبَ فِعله.

(1)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ يحيى بن طلحة- وهو ابنُ عبيد الله التيمي- فمن رجالِ أصحاب السنن غيرَ أبي داود، وهو ثقة. أسباط: هو ابن محمد بن عبد الرحمن بن خالد القرشي مولاهم، ومطرِّف: هو ابنُ طريف الكوفي، وعامر: هو ابنُ شراحيل الشعبي.

وأخرجه أبو يعلى (655) من طريق عَبْثر بنِ القاسم، عن مُطَرِّفٍ، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(1099)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 98 من طريق جرير بنِ عبدِ الحميد، عن مُطَرِّف، عن الشعبيِّ، عن ابنٍ لطلحة بنِ عبيد الله، به.

وأخرجه ابنُ ماجه (3796)، والنسائي (1101)، وابنُ حبان (205) من طريق =

ص: 8

1385 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: قَالَ قَيْسٌ: رَأَيْتُ طَلْحَةَ يَدُهُ شَلاءُ، وَقَى بِهَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ (1).

1386 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ عُمَرَ رَآهُ كَئِيبًا، فَقَالَ: مَا لَكَ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ كَئِيبًا؟ لَعَلَّهُ سَاءَتْكَ إِمْرَةُ ابْنِ عَمِّكَ؟ يَعْنِي أَبَا بَكْرٍ، قَالَ: لَا، وَأَثْنَى عَلَى أَبِي بَكْرٍ، وَلَكِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" كَلِمَةٌ لَا يَقُولُهَا عَبْدٌ عِنْدَ مَوْتِهِ إِلا فَرَّجَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَتَهُ، وَأَشْرَقَ لَوْنُهُ " فَمَا مَنَعَنِي أَنْ أَسْأَلَهُ عَنْهَا إِلا الْقُدْرَةُ عَلَيْهَا حَتَّى مَاتَ. فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: إِنِّي لَأَعْلَمُهَا. فَقَالَ لَهُ طَلْحَةُ: وَمَا هِيَ؟ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: هَلْ تَعْلَمُ كَلِمَةً هِيَ أَعْظَمَ مِنْ كَلِمَةٍ أَمَرَ بِهَا عَمَّهُ: لَا إِلَهَ إِلا اللهُ؟

= إسماعيل بنِ أَبي خالد، عن الشعبي، عن يحيى بنِ طلحة، عن أمه سُعْدى المُرِّية زوج طلحة بنِ عبيد الله، قالت: مرَّ عمرُ بن الخطاب بطلحة

فذكرته. وسيأتي الحديث برقم (1386)، وانظر ما تقدم برقم (187) و (252).

قوله: "إلا القُدرة عليه"، قال السندي: أي: اغتررتُ بأني قادر على إدراكه حين أردتُ.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيلُ: هو ابن أبي خالد، وقيسٌ: هو ابن أبي حازم.

وأخرجه ابنُ أبي شيبة 12/ 90، والبخاري (4063)، وابنُ ماجه (128)، وابنُ حبان (6981)، والطبرانيُّ (192)، والبغويُّ في "شرح السنة"(3917) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه سعيد بنُ منصور في "سننه"(2850)، والبخاري (3724) من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، عن إسماعيل بن أبي خالد، به.

وأخرجه ابنُ سعد 3/ 217 عن أبي أسامة، عن إسماعيل بنِ أبي خالد، عن قيس =

ص: 9

فَقَالَ طَلْحَةُ: هِيَ، - وَاللهِ - هِيَ (1).

1387 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مَعْنٍ الْغِفَارِيُّ، أَخْبَرَنِي دَاوُدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ دِينَارٍ: أَنَّهُ مَرَّ هُوَ وَرَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: أَبُو يُوسُفَ مِنْ بَنِي تَيْمٍ، عَلَى رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: قَالَ لَهُ أَبُو يُوسُفَ: إِنَّا لَنَجِدُ عِنْدَ غَيْرِكَ مِنَ الحَدِيثِ مَا لَا نَجِدُهُ عِنْدَكَ. فَقَالَ: أَمَا إِنَّ عِنْدِي حَدِيثًا كَثِيرًا، وَلَكِنَّ رَبِيعَةَ بْنَ الْهُدَيْرِ قَالَ - وَكَانَ يَلْزَمُ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللهِ -: إِنَّهُ لَمْ يَسْمَعْ طَلْحَةَ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَدِيثًا قَطُّ غَيْرَ حَدِيثٍ وَاحِدٍ. قَالَ رَبِيعَةُ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ: قُلْتُ لَهُ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: قَالَ لِي طَلْحَةُ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى إِذَا أَشْرَفْنَا عَلَى حَرَّةِ وَاقِمٍ، قَالَ: فَدَنَوْنَا مِنْهَا، فَإِذَا قُبُورٌ بِمَحْنِيَّةٍ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، قُبُورُ إِخْوَانِنَا هَذِهِ؟ قَالَ:" قُبُورُ أَصْحَابِنَا " ثُمَّ خَرَجْنَا حَتَّى إِذَا جِئْنَا قُبُورَ الشُّهَدَاءِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " هَذِهِ قُبُورُ إِخْوَانِنَا "(2).

= قال: رأيتُ إصبعي طلحة قد شَلَّتا، اللتينِ وَقَى بهما النبيَّ صلى الله عليه وسلم يوم أحد.

(1)

إسنادُه صحيح، إبراهيمُ بن مهدي: هو المِصيصي، بغدادي الأصل، سكن المصيصةَ، روى عنه جمعٌ ووثقه أبو حاتم وابن قانع، وذكره ابن حبان في "الثقات" وأخرج له أبو داود، ومن فوقه ثقات.

وأخرجه النسائي في "اليوم والليلة"(1100)، والحاكم 1/ 350 - 351، وعنه البيهقي في "الأسماء والصفات" ص 98 من طريق علي بنِ مُسْهِرٍ، عن مُطرف، بهذا الإسنادِ، وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبيُّ! وهذا وهم منهما رحمهما الله تعالى، فإن يحيى بنَ طلحة لم يُخرج له سرى الترمذي وابن ماجه والنسائي. وانظر ما تقدم برقم (1384).

(2)

إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الصحيح غيرَ داود بن خالد بن دينار، فمن =

ص: 10

1388 -

حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عُبَيْدٍ (1)، حَدَّثَنَا سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كُنَّا نُصَلِّي وَالدَّوَابُّ تَمُرُّ بَيْنَ أَيْدِينَا، فَذَكَرْنَا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" مِثْلُ مُؤْخِرَةِ الرَّحْلِ تَكُونُ بَيْنَ يَدَيِ أحَدِكُمْ، ثُمَّ لَا يَضُرُّهُ مَا مَرَّ عَلَيْهِ ". وَقَالَ عُمَرُ مَرَّةً: " بَيْنَ يَدَيْهِ "(2).

= رجال أبي داود، روى عنه ثلاثةٌ، وذكره ابنُ حبان في"الثقات"، وقد تفرَّد داودُ بهذا الحديث، قال عليُّ بن عبد الله المديني- شيخ أحمد فيه- في "العلل" ص 96 بعدما ذكر حديثَ طلحة هذا: وإسنادُه كُلُّه جيد، إلا أن داودَ بنَ خالد هذا لا يُحفَظُ عنه إلا هذا الحديث.

ربيعة بن الهُدير: هو ربيعة بن عبد الله بن الهدير تابعي كبير، كان من خيار الناس، وُلد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وهو عم محمد بن المنكدر.

وأخرجه أبو داود (2043)، وابنُ عدي في "الكامل" 3/ 961 من طريق حامد بن يحيى، والبزار (955) من طريق يعقوب بنِ محمد، كلاهما عن محمد بنِ معن الغفاري، بهذا الإسناد. قال البزار: هذا الكلام لا نعلمه يروى إلا عن طلحة بن عبيد الله بهذا الإسناد.

حَرَّة واقِمٍ: هي إحدى حرتي المدينة، وهي الشرقية، وأما الحرةُ الثانية، فهي حرة وَيَرة، وهي الغربية.

وقوله: "بمَحْنِيَة"، هو حيث ينعطِفُ الوادي، وهو منحناه أيضاً، ومَحاني الوادي: معاطفه.

(1)

وقع في (ظ 11) و (ح) و (س) و (ق) و (ص) وكذا في النسخ المطبوعة:"حدثنا عمرُ بنُ عبيد، حدثنا زائدة، حدثنا سماكُ بنُ حرب"، والصوابُ حذف"حدثنا زائدة" كما في (ب) و"أطراف المسند" 1 / ورقة 94، و"جامع المسانيد" 2 / ورقة 265 ومصادر التخريج.

(2)

إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سماك بن حرب، فمن رجال مسلم، وهو صدوق حسنُ الحديث. عمر بن عبيد: هو الطنافسي. =

ص: 11

1389 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: نَزَلَ رَجُلانِ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ عَلَى طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، فَقُتِلَ أَحَدُهُمَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ مَكَثَ الْآخَرُ بَعْدَهُ سَنَةً، ثُمَّ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ، فَأُرِيَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ أَنَّ الَّذِي مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ قَبْلَ الْآخَرِ بِحِينٍ، فَذَكَرَ ذَلِكَ طَلْحَةُ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" كَمْ مَكَثَ (1) بَعْدَهُ؟ " قَالَ: حَوْلًا. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " صَلَّى أَلْفًا وَثَمَانِ مِائَةِ صَلاةٍ، وَصَامَ رَمَضَانَ "(2).

= وأخرجه مسلم (499)(242)، وابن ماجه (940)، والبزار (939)، وأبو يعلى (630)، وابن خزيمة (805) و (842)، والهيثم بن كليب الشاشي في"مسنده"(5)، وابن حبان (2380)، والبيهقي 2/ 269 من طريق عمر بن عبيد الطنافسي، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (231)، وابنُ أبي شيبة 1/ 276، وعبدُ بن حميد (101)، ومسلم (499)(241)، والترمذي (335)، وأبو يعلى (664)، وابنُ حبان (2379)، والبيهقي 2/ 269 من طرق عن سماك بنِ حرب، به. وسيأتي برقم (1393) و (1394) و (1398).

مؤخِرةُ الرحل: هي الخشبة التي في آخر الرحل، يستند إليها راكب البعير، ومؤخرة: لغة قليلة في"آخِرة".

(1)

في (م) و (ق) وحاشية (س): كم مكث في الأرض بعده.

(2)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، محمد بن إسحاق- وإن عنعن- متابع، وعلةُ الحديث الانقطاعُ بينَ أبي سلمة وبينَ طلحة بن عبيد الله، فإن أبا سلمة- وهو ابن عبد الرحمن- لم يُدرك القصة قطعاً، ولم يسمع مِن طلحة بن عُبيد الله فيما قاله عليُّ بن المديني ويحيى بن معين والبزار، وذكر الذهبي في"السير" 4/ 287 أن روايته عن طلحة مرسلة. محمد بن إبراهيم: هو ابن الحارث التيمي. =

ص: 12

1390 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ عَمِّهِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللهِ يَقُولُ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا الْإِسْلامُ؟ قَالَ:" خَمْسُ صَلَوَاتٍ فِي يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ " قَالَ: هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهُنَّ؟ قَالَ: " لَا ". وَسَأَلَهُ عَنِ الصَّوْمِ، فَقَالَ:" صِيَامُ رَمَضَانَ " قَالَ: هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهُ؟ قَالَ: " لَا ". قَالَ: وَذَكَرَ الزَّكَاةَ، قَالَ: هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا؟ قَالَ: " لَا ". قَالَ: وَاللهِ لَا أَزِيدُ عَلَيْهِنَّ، وَلا أَنْقُصُ مِنْهُنَّ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" قَدْ أفْلَحَ إِنْ صَدَقَ "(1).

= وأخرجه بنحوه الشاشي (28) من طريق مسلم بن أبي مريم، عن محمد بن إبراهيم التيمي: أن رجلين أضافا طلحة

ولم يذكر فيه أبا سلمة، وليس فيه عدد ما صَلَّى.

وأخرجه أبو يعلى (648)، والشاشي (27) من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن طلحة بنِ عبيد الله، وفيه:"أليس قد صام بعده رمضان، وصَلَّى بعده ستةَ آلاف ركعة وكذا وكذا ركعة". ثم نقل الشاشي عن ابن أبي خيثمة: سئل يحيى بن معين عن هذا الحديث، فقال: مرسل لم يسمع مِن طلحة. وسيأتي الحديث برقم (1403)، وانظر (1401).

وله شاهد من حديث أبي هريرة سيأتي في "المسند" 2/ 333.

وآخر بإسناد صحيح من حديث سعد بن أبي وقاص، ويأتي في "المسند" برقم (1534).

وفي الباب عن عبد الله بن بسر بلفظ: "خيركم من طال عمره وحسن عمله" ويأتي في" المسند" 4/ 188 و 190 بإسناد صحيح.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عم مالك بن أنس: هو أبو سهيل نافع بن مالك بن أبي عامر الأصبحي. وهو في "الموطأ" 1/ 175.

وأخرجه البزار (933) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.

ومن طريق مالك أخرجه الشافعي في "الرسالة"(344)، والمسند" 1/ 12، والبخاري (46) و (2678)، ومسلم (11)(8)، وأبو داود (391)، والنسائي =

ص: 13

1391 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَوْسٍ، سَمِعْتُ عُمَرَ يَقُولُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ وَطَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِ وَسَعْدٍ: نَشَدْتُكُمْ بِاللهِ الَّذِي تَقُومُ بِهِ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ - وَقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً: الَّذِي بِإِذْنِهِ تَقُومُ - أَعَلِمْتُمْ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِنَّا لَا نُورَثُ، مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ "؟ قَالُوا: اللهُمَّ نَعَمْ (1).

1392 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ (2)، قَالَ:

= 1/ 226 - 228 و 8/ 118 - 119، وابن الجارود (144)، والشاشي (15) و (16)، وابن حبان (1724) و (3262)، والبيهقي 1/ 361 و 2/ 8 و 466 و 467، والبغوي (7).

وأخرجه الدارمي (1578)، والبخاري (1891) و (6956)، ومسلم (11)(9)، وأبو داود (392) و (3252)، والنسائي 4/ 120 - 121، وابن خزيمة (306)، والشاشي (17)، والبيهقي 2/ 466 من طريق إسماعيل بن جعفر، عن أبي سهيل نافع بن مالك، به. وبعضهم يزيدُ فيه على بعض.

وفي بعض رواياتِ الحديث من طريق إسماعيل بن جعفر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للأعرابي: "أفلَح وأبيه إن صدق"، قال الحافظ في "الفتح" 1/ 107: فإن قيل: ما الجامعُ بينَ هذا وبين النهي عن الحَلِفِ بالآباء؟ أُجِيبَ بأن ذلك كان قبل النهي، أو بأنها كلمةٌ جاريةٌ على اللسان لا يُقصَدُ بها الحَلِف، كما جرى على لسانهم: عَقْرَى، حَلْقى، وما أشبه ذلك .. وهذان أقوى الأجوبة.

قوله: "قد أفلح إن صدق"، قال السندي: يدل على أن مدار الفلاح على الفرائض والسنن، وغيرُها تكميلات لا يفوت أصلُ الفلاح بفَوْتها.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عُيينة، وعمرو: هو ابن دينار المكي. وهو مكرر الحديث رقم (172).

(2)

قوله: "عن أبيه"، سقط من النسخ المطبوعة، وهو ثابت في عامة أصولنا الخطية.

ص: 14

كُنَّا مَعَ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ وَنَحْنُ حُرُمٌ، فَأُهْدِيَ لَهُ طَيْرٌ، وَطَلْحَةُ رَاقِدٌ، فَمِنَّا مَنْ أكَلَ وَمِنَّا مَنْ تَوَرَّعَ، فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ طَلْحَةُ وَفَّقَ مَنْ أكَلَهُ، وَقَالَ: أَكَلْنَاهُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (1).

1393 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: مَا يَسْتُرُ الْمُصَلِّيَ؟ قَالَ: " مِثْلُ آخِرَةِ الرَّحْلِ "(2).

1394 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، مِثْلَهُ (3).

1395 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى قَوْمٍ فِي رُءُوسِ النَّخْلِ،

(1) إسنادُه صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه مسلم (1197)، والبزار (931)، والنسائي 5/ 182، وأبو يعلى (630)، وابن خزيمة (2638)، والدارقطني في "العلل" 4/ 216 - 217 من طريق يحيى بنِ سعيد القطان، بهذا الإسنادِ. وانظر (1383).

(2)

إسناده حسن من أجل سماك بنِ حرب. سفيان: هو الثوري. وقد تقدم برقم (1388).

وأخرجه عبد الرزاق (2292) عن سفيان الثوري، عن سماك، عن موسى بنِ طلحة مرسلاً، ثم يذكر فيه أباه.

(3)

إسناده حسن كسابقه.

وأخرجه أبو داود (685)، وابن خزيمة (843)، والشاشي (4) من طرق عن إسرائيل، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله.

ص: 15

فَقَالَ: " مَا يَصْنَعُ هَؤُلاءِ؟ " قَالُوا: يُلَقِّحُونَهُ؛ يَجْعَلُونَ الذَّكَرَ فِي الْأُنْثَى. قَالَ: " مَا أَظُنُّ ذَلِكَ يُغْنِي شَيْئًا ". فَأُخْبِرُوا بِذَلِكَ فَتَرَكُوهُ، فَأُخْبِرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" إِنْ كَانَ يَنْفَعُهُمْ فَلْيَصْنَعُوهُ، فَإِنِّي إِنَّمَا ظَنَنْتُ ظَنًّا، فَلا تُؤَاخِذُونِي بِالظَّنِّ، وَلَكِنِ إذَا أَخْبَرْتُكُمْ عَنِ اللهِ عز وجل بِشَيْءٍ، فَخُذُوهُ، فَإِنِّي لَنِ أكْذِبَ عَلَى اللهِ شَيْئًا "(1).

1396 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا مُجَمِّعُ بْنُ يَحْيَى الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مَوْهَبٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ الصَّلاةُ عَلَيْكَ؟ قَالَ: " قُلْ: اللهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا

(1) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ سماك بن حرب، فمن رجال مسلم؛ وهو صدوقٌ حسنُ الحديث. بهز: هو ابن أسد العَمِّي، وأبو عوانة: هو الوضاحُ بنُ عبد الله اليشكري.

وأخرجه عبد بن حميد (102) عن عفان وحده، بهذا الإسنادِ.

وأخرجه الطيالسي (230)، ومسلم (2361)، والبزار (937)، وأبو يعلى (639)، والشاشي (7) و (9) من طرق عن أبي عَوانة، به.

وأخرجه البزار (938) من طريق حفص بنِ جميع، عن سماك بنِ حرب، به. وسيأتي برقم (1399) و (1400).

وفي الباب عن رافع بن خديج، وعن عائشة وأنس عند مسلم (2362) و (2363).

قوله:"يلقحونه"، قال السندي: من التلقيح، وهو التأبير، وهو أن يُشَقَّ طَلْعُ الإناث، وُيؤْخذ من طلع الذكر، فيُوضَع فيها ليكون التمر بإذن الله أجود مما لم يُؤبَّر.

وقوله: "لن أكذب"، كأن المراد: لن أخطئ، وبه وافق هذا الكلام السابق، واندفع أنه يوهم أنه يكذب إذا لم يكن مخبراً عن الله، فليتأمل.

ص: 16

بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ " (1).

1397 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ سُفْيَانَ الْمَدِيِنِيُّ، حَدَّثَنِي بِلالُ بْنُ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا رَأَى الْهِلالَ، قَالَ:" اللهُمَّ أَهِلَّهُ عَلَيْنَا بِالْيُمْنِ وَالْإِيمَانِ، وَالسَّلامَةِ وَالْإِسْلامِ، رَبِّي وَرَبُّكَ اللهُ "(2).

(1) إسناده قوي على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير مجمِّع بن يحيى، فمن رجال مسلم، وهو صدوق، وحسّن الحافظ إسناده في "التلخيص الحبير" 1/ 268. عثمان بن موهب: هو عثمان بن عبد الله بن موهب التيمي.

وأخرجه ابنُ أبي شيبة 2/ 507، والنسائي في "المجتبى" 3/ 48، وفي "اليوم والليلة"(52)، وأبو يعلى (652) و (653) و (654)، والشاشي (3) من طريق محمد بن بشر، بهذا الإسناد.

وأخرجه البزار (941) من طريق إسرائيل، والبزار أيضاً (942)، والنسائي 3/ 48 من طريق شريك النخعي، كلاهما عن عثمان بن موهب، به. وانظر ما سيأتي برقم (1714).

(2)

حسن لشواهده، وهذا إسناد ضعيف، سليمان بن سفيان ضعّفه ابنُ معين وابنُ المديني وأبو حاتم وأبو زرعة والنسائي والدارقطنيُّ، وبلال بن يحيي بن طلحة لَيِّن. أبو عامر: هو عبدُ الملك بن عمرو العَقَدي.

وأخرجه الطبراني في"الدعاء"(903) عن عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد بن حميد (103)، والدارمي (1688)، والبخاري في"التاريخ الكبير" 2/ 109، والترمذي (3451)، وابنُ أبي عاصم في "السنة"(376)، وأبو يعلى (661) و (662)، والطبراني في "الدعاء"(903)، وابن السني في "اليوم والليلة"(641)، والحاكم 4/ 285، والبغوي (1335) من طرق عن أبي عامر العقدي، به. قال الترمذي: حديث حسن غريب، وحسّنه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" ونقله عنه =

ص: 17

1398 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" يَجْعَلُ أَحَدُكُمْ بَيْنَ يَدَيْهِ مِثْلَ مُؤْخِرَةِ الرَّحْلِ، ثُمَّ يُصَلِّي "(1).

1399 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، أَنَّهُ سَمِعَ مُوسَى بْنَ طَلْحَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: مَرَرْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي نَخْلِ الْمَدِينَةِ، فَرَأَى أَقْوَامًا فِي رُءُوسِ النَّخْلِ يُلَقِّحُونَ النَّخْلَ، فَقَالَ:" مَا يَصْنَعُ هَؤُلاءِ؟ " قَالَ: يَأْخُذُونَ مِنَ الذَّكَرِ، فَيَجْعَلُونَهُ فِي الْأُنْثَى، يُلَقِّحُونَ بِهِ. فَقَالَ: " مَا أَظُنُّ

= ابنُ علان في "الفتوحات الربانية" 4/ 329، وقال: إنما حسنه الترمذي لِشواهده، وقول الترمذي: غريب، أي: بهذا السند.

وله شاهد عن ابن عمر عندَ الدارمي (1687)، وابنِ حبان (888)، والطبراني في "الكبير"(13330)، وفي إسناده ضعف.

وعن عبد الله بن هشام قال: كان أصحابُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعلمون هذا الدعاء إذا دخلت السنةُ أو الشهر: اللهم أدخله علينا

فذكر نحوه. قال الهيثمي في "المجمع" 10/ 139: رواه الطبراني في "الأوسط" وإسناده حسن، وتعقبه الحافظ ابن حجر في حاشية النسخة، فقال: فيه رِشدين بن سعد وهو ضعيف.

(1)

إسناده حسن من أجل سماكِ بنِ حرب. عبد الرحمن: هو ابنُ مهدي، وزائدة: هو ابنُ قدامة.

وأخرجه أبو يعلى (629)، وأبو عَوانة 2/ 45 - 46 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد بن حميد (100)، وأبو عوانة 2/ 45 - 46، والشاشي (6) من طرق عن زائدة، به. وانظر (1388).

ص: 18

ذَلِكَ يُغْنِي شَيْئًا ". فَبَلَغَهُمْ، فَتَرَكُوهُ، وَنَزَلُوا عَنْهَا، فَلَمْ تَحْمِلْ تِلْكَ السَّنَةَ شَيْئًا، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: " إِنَّمَا هُوَ ظَنٌّ ظَنَنْتُهُ، إِنْ كَانَ يُغْنِي شَيْئًا، فَاصْنَعُوا، فَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ، وَالظَّنُّ يُخْطِئُ وَيُصِيبُ، وَلَكِنْ مَا قُلْتُ لَكُمْ: قَالَ اللهُ عز وجل، فَلَنِ أكْذِبَ عَلَى اللهِ عز وجل " (1).

1400 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، حَدَّثَنَا سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، فَذَكَرَهُ (2).

1401 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنِي طَلْحَةُ بْنُ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَدَّادٍ: أَنَّ نَفَرًا مِنْ بَنِي عُذْرَةَ ثََلَاثَةً أَتَوْا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَسْلَمُوا، قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ يَكْفِينِِيهِمْ؟ " قَالَ طَلْحَةُ: أَنَا. قَالَ: فَكَانُوا عِنْدَ طَلْحَةَ، فَبَعَثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَعْثًا، فَخَرَجَ فيه أَحَدُهُمْ فَاسْتُشْهِدَ، قَالَ: ثُمَّ بَعَثَ بَعْثًا، فَخَرَجَ فِيهِ آخَرُ فَاسْتُشْهِدَ، قَالَ: ثُمَّ مَاتَ الثَّالِثُ عَلَى فِرَاشِهِ.

قَالَ طَلْحَةُ: فَرَأَيْتُ هَؤُلاءِ الثَّلاثَةَ الَّذِينَ كَانُوا عِنْدِي فِي الْجَنَّةِ، فَرَأَيْتُ الْمَيِّتَ عَلَى فِرَاشِهِ أَمَامَهُمْ، وَرَأَيْتُ الَّذِي اسْتُشْهِدَ أَخِيرًا يَلِيهِ، وَرَأَيْتُ الَّذِي اسْتُشْهِدَ أَوَّلَهُمِ آخِرَهُمْ، قَالَ: فَدَخَلَنِي مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " وَمَا أَنْكَرْتَ

(1) إسناده حسن. وأخرجه ابن ماجه (2470)، والشاشي (8) من طريق عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، بهذا الإسناد. وانظر (1395).

(2)

إسناده حسن، وانظر ما قبله. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم. وهذا الإسناد لم يرد في (ظ 11) و (ب) و (ح) و"جامع المسانيد" 2 / ورقة 265 و"أطراف المسند" 1 / ورقة 94، وهو ثابت في (م) و (ق) و (ص) وعلى حاشية (س).

ص: 19

مِنْ ذَلِكَ؟ لَيْسَ أَحَدٌ أَفْضَلَ عِنْدَ اللهِ مِنْ مُؤْمِنٍ يُعَمَّرُ فِي الْإِسْلامِ لِتَسْبِيحِهِ وَتَكْبِيرِهِ وَتَهْلِيلِهِ " (1).

1402 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ عَبِيدَةَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُجَبَّرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ عُثْمَانَ رضي الله عنه أَشْرَفَ عَلَى الَّذِينَ حَصَرُوهُ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ، فَلَمْ يَرُدُّوا عَلَيْهِ، فَقَالَ عُثْمَانُ: أَفِي الْقَوْمِ طَلْحَةُ؟ قَالَ طَلْحَةُ: نَعَمْ. قَالَ: فَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، أُسَلِّمُ عَلَى قَوْمٍ أَنْتَ فِيهِمْ فَلا يَرُدُّونَ؟ قَالَ: قَدْ رَدَدْتُ. قَالَ: مَا هَكَذَا الرَّدُّ، أُسْمِعُكَ وَلا تُسْمِعُنِي، يَا طَلْحَةُ، أَنْشُدُكَ اللهَ أَسَمِعْتَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَا يُحِلُّ دَمَ الْمُسْلِمِ إِلا وَاحِدَةٌ مِنْ ثَلاثٍ: أَنْ يَكْفُرَ بَعْدَ إِيمَانِهِ، أَوْ يَزْنِيَ بَعْدَ إِحْصَانِهِ، أَوْ يَقْتُلَ نَفْسًا فَيُقْتَلَ

(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، طلحة بن يحيى بن طلحة- وإن أخرج له مسلم- قد اضطربَ في إسناده، فمرة قال: عن إبراهيم بن محمد بن طلحة، ومرة قال: عن إبراهيم مولى لنا، وهذا الأخيرُ مجهولٌ لم نقف له على ترجمة، ورواية أحمد هذه فيها إرسال فإن عبد الله بن شداد لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم.

وأخرجه عبد بن حميد (104)، والنسائي في "اليوم والليلة"(838) من طريق وكيع، عن طلحة بن يحيى، حدثني إبراهيم بن محمد بن طلحة، عن عبد الله بن شداد، قال عبد بن حميد: جاء ثلاثة نفر

وقال النسائي.: قال طلحة بن عبيد الله .. ، ورواية النسائي مختصرة.

وأخرجه البزار (954)، وأبو يعلى (634) من طريق عبد الله بن داود الخريبي، عن طلحة بن يحيى، قال: حدثني إبراهيم مولى لنا، عن عبد الله بن شداد، عن طلحة، به.

وانظر ما تقدم برقم (1389).

وقوله: "مَنْ يكفينيهم" في الأصول"يكفنيهم" بحذف الياء، والجادة ما أثبتنا لأن "من" استفهامية، والفعل يأتي بعدها مرفوعاً.

ص: 20

بِهَا "؟ قَالَ: اللهُمَّ نَعَمْ. فَكَبَّرَ عُثْمَانُ فَقَالَ: وَاللهِ مَا أَنْكَرْتُ اللهَ مُنْذُ عَرَفْتُهُ، وَلا زَنَيْتُ فِي جَاهِلِيَّةٍ وَلا فِي إِسْلامٍ، وَقَدْ تَرَكْتُهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ تَكَرُّهًا، وَفِي الْإِسْلامِ تَعَفُّفًا، وَمَا قَتَلْتُ نَفْسًا يَحِلُّ بِهَا قَتْلِي (1).

1403 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ مُضَرَ، عَنِ ابْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ: أَنَّ رَجُلَيْنِ قَدِمَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ إِسْلامُهُمَا جَمِيعًا، وَكَانَ أَحَدُهُمَا أَشَدَّ اجْتِهَادًا مِنْ صَاحِبِهِ، فَغَزَا الْمُجْتَهِدُ مِنْهُمَا، فَاسْتُشْهِدَ، ثُمَّ مَكَثَ الْآخَرُ بَعْدَهُ سَنَةً، ثُمَّ تُوُفِّيَ.

قَالَ طَلْحَةُ: فَرَأَيْتُ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ كَأَنِّي عِنْدَ بَابِ الْجَنَّةِ، إِذَا أَنَا بِهِمَا وَقَدْ خَرَجَ خَارِجٌ مِنَ الجَنَّةِ، فَأَذِنَ لِلَّذِي تُوُفِّيَ الْآخِرَ مِنْهُمَا، ثُمَّ خَرَجَ فَأَذِنَ لِلَّذِي اسْتُشْهِدَ، ثُمَّ رَجَعَا إِلَيَّ، فَقَالا لِي: ارْجِعْ، فَإِنَّهُ لَمْ يَأْنِ لَكَ بَعْدُ. فَأَصْبَحَ طَلْحَةُ يُحَدِّثُ بِهِ النَّاسَ، فَعَجِبُوا لِذَلِكَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" مِنْ أَيِّ ذَلِكَ تَعْجَبُونَ؟ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا كَانَ أَشَدَّ اجْتِهَادًا، ثُمَّ اسْتُشْهِدَ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَدَخَلَ هَذَا الْجَنَّةَ قَبْلَهُ! فَقَالَ:" أَلَيْسَ قَدْ مَكَثَ هَذَا بَعْدَهُ سَنَةً؟ " قَالُوا: بَلَى. قال: " وَأَدْرَكَ رَمَضَانَ فَصَامَهُ؟ " قَالُوا: بَلَى. قال: " وَصَلَّى كَذَا وَكَذَا سَجْدَةً فِي السَّنَةِ؟ " قَالُوا:

(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، الحارث بن عبيدة الحمصي الكَلاعي قاضي حمص قال أبو حاتم: ليس بقوي، وقال الدارقطني: ضعيف، وتناقض ابنُ حبان فذكره في "الثقات" 6/ 176، وفي "الضعفاء" 1/ 224، ومحمد بن عبد الرحمن بن مُجَبَّر قال في "تعجيل المنفعة" ص 369: قال ابن معين: ليس بشيء، وقال أبو زرعة: واهي الحديث، وقال ابن عدي: مع ضعفه يُكتب حديثه، وقال النسائي وجماعة: متروك. وانظر ما تقدم في مسند عثمان برقم (437).

ص: 21

بَلَى. قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " فَلَمَا بَيْنَهُمَا أَبْعَدُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ "(1).

1404 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا سَالِمُ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ أَبُو النَّضْرِ، قَالَ: جَلَسَ إِلَيَّ شَيْخٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ فِي مَسْجِدِ الْبَصْرَةِ، وَمَعَهُ صَحِيفَةٌ لَهُ فِي يَدِهِ، قَالَ: وَفِي زَمَانِ الْحَجَّاجِ (2)، فَقَالَ لِي: يَا عَبْدَ اللهِ، أَتَرَى هَذَا الْكِتَابَ مُغْنِيًا عَنِّي شَيْئًا عِنْدَ هَذَا السُّلْطَانِ؟ قَالَ: فَقُلْتُ: وَمَا هَذَا الْكِتَابُ؟ قَالَ: هَذَا كِتَابٌ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَتَبَهُ لَنَا: أَنْ لَا يُتَعَدَّى عَلَيْنَا فِي صَدَقَاتِنَا. قَالَ: فَقُلْتُ: لَا وَاللهِ مَا أَظُنُّ أَنْ يُغْنِيَ عَنْكَ شَيْئًا، وَكَيْفَ كَانَ شَأْنُ هَذَا الْكِتَابِ؟ قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ مَعَ أَبِي، وَأَنَا غُلامٌ شَابٌّ، بِإِبِلٍ لَنَا نَبِيعُهَا، وَكَانَ أَبِي صَدِيقًا لِطَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ التَّيْمِيِّ، فَنَزَلْنَا عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ أَبِي: أخْرُجْ مَعِي، فَبِعْ لِي إِبِلِي هَذِهِ. قَالَ: فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ نَهَى أَنْ يَبِيعَ حَاضِرٌ لِبَادٍ، وَلَكِنْ سَأَخْرُجُ مَعَكَ فَأَجْلِسُ، وَتَعْرِضُ إِبِلَكَ، فَإِذَا رَضِيتُ مِنْ رَجُلٍ وَفَاءً وَصِدْقًا مِمَّنْ سَاوَمَكَ، أَمَرْتُكَ بِبَيْعِهِ.

(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وتقدم الكلام عليه عند الحديث رقم (1389). ابن الهاد: هو يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد، ومحمد بن إبراهيم: هو ابن الحارث التيمي.

وأخرجه ابن ماجه (3925)، وابن حبان (2982)، والبيهقي 3/ 371 - 372 من طرق عن ابن الهاد، بهذا الإسناد. وعندهم"أبعد مما"، وتُخرَّج رواية "المسند" على أن "ما" الموصولة منصوبة بنزع الخافض.

(2)

قال السندي: أي: قال وذلك كان في زمان الحجاج، ويمكن أن يجعل عطفاً على قوله في مسجد البصرة، لكن الظاهر حينئذ ترك العطف، إذ لم يعهد عطف الزمان على المكان، بل كلاهما يتعلق بالفعل بلا واسطة عاطف.

ص: 22

قَالَ: فَخَرَجْنَا إِلَى السُّوقِ، فَوَقَفْنَا ظُهْرَنَا، وَجَلَسَ طَلْحَةُ قَرِيبًا، فَسَاوَمَنَا الرِّجَالُ، حَتَّى إِذَا أَعْطَانَا رَجُلٌ مَا نَرْضَى قَالَ لَهُ أَبِي: أُبَايِعُهُ؟ قَالَ: نَعَمْ، قد رَضِيتُ لَكُمْ وَفَاءَهُ فَبَايِعُوهُ. فَبَايَعْنَاهُ، فَلَمَّا قَبَضْنَا مَا لَنَا، وَفَرَغْنَا مِنْ حَاجَتِنَا، قَالَ أَبِي لِطَلْحَةَ: خُذْ لَنَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم كِتَابًا: أَنْ لَا يُتَعَدَّى عَلَيْنَا فِي صَدَقَاتِنَا. قَالَ: فَقَالَ: هَذَا لَكُمْ، وَلِكُلِّ مُسْلِمٍ. قَالَ: عَلَى ذَلِكَ، إِنِّي أُحِبُّ أَنْ يَكُونَ عِنْدِي مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم كِتَابٌ. قَالَ: فَخَرَجَ حَتَّى جَاءَ بِنَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ صَدِيقٌ لَنَا، وَقَدْ أَحَبَّ أَنْ تَكْتُبَ لَهُ كِتَابًا أن لَا يُتَعَدَّى عَلَيْهِ فِي صَدَقَتِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" هَذَا لَهُ وَلِكُلِّ مُسْلِمٍ " قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّهُ قَدْ أُحِبُّ أَنْ يَكُونَ عِنْدَهُ مِنْكَ كِتَابٌ عَلَى ذَلِكَ. قَالَ: فَكَتَبَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم هَذَا الْكِتَابَ (1).

آخِرُ حَدِيثِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ

(1) إسناده حسن، ابنُ إسحاق- وهو محمد- صدوق حسن الحديث، وقد صرح بالتحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير الشيخ من بني تميم، ولا تضر جهالتُه فإن له صحبة. يعقوب: هو ابنُ إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.

وأخرجه أبو يعلى (644)، والشاشي (21) من طريق يزيد بن زريع، عن محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد، ورواية الشاشي مختصرة.

وأخرج منه قصة النهي عن بيع الحاضر للبادي فقط أبوداود (3441) عن موسى بن إسماعيل، والبزار (956) من طريق مؤمل بن إسماعيل، و (957) عن عبد الله بن معاوية، وأبو يعلى (643) عن عبد الأعلى بن حماد، أربعتهم عن حماد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن سالم المكي، أن أعرابياً

فذكره. كذا قال حماد في حديثه: سالم المكي عن أعرابي، وقال مؤمل عنه: سالم المكي عن أبيه عن طلحة، وهو خطأ، ومؤمَّل سيئ الحفظ وغيره أوثقُ منه وأحفظ. وسالم المكي هذا يحتمل أن يكون سالمَ بن شَوَّال المكي الثقة فيما قاله المزي في حاشية "تهذيب الكمال" 10/ 178، أو يكون سالماً أبا النضر القرشي المدني، لكن أخطأ حماد بن سلمة في نسبته، والله أعلم.

ص: 23

مُسْنَدُ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ (1) رضي الله عنه

1405 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ

(1) هو أبو عبد الله الزبيرُ بن العوام بن خُويلد بن أسد بن عبد العُزَّى بن قَصي، فهو ابنُ أخي خديجة، وأمُّه صفيةُ بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

كان ممن أسْلَمَ قديماً بعد الصِّدِّيق بأربعة، وقيل: بخمسة، وكان عمره إذ ذاك خمسَ عشرةَ سنة على المشهور، ولا خلاف أنه لم يبلغ العشرين.

وهاجر إلى الحبشة ثم إلى المدينة.

وهو أحد العشرة المشهود لهم بالجنة.

وأحدُ الستة أصحاب الشورى.

وقال عروة: إنه أولُ من سَلَّ سيفاً في سبيل الله.

وشهد بدراً وما بعدها.

ولما نَدَب رسولُ الله صلى الله عليه وسلم المسلمين يومَ الأحزاب انتدب الزبيرُ، ثم ندبهم، فانتدب الزبيرُ ثلاثاً، فقال:"إنَّ لكلِّ نبي حواريّاً، وحواريَّ الزبيرُ". ومناقبه كثيرة جداً.

وقد شهد فَتْح الشام ومصر، وحضر اليرموكَ، وحَمَل يومئذٍ على صفوفِ الروم فأخرَقَها مرتين.

وكان يومَ الجمل مع طلحةَ بنِ عُبيد الله في صحبة عائشة أم المؤمنين، فقُتِل طلحةُ في المعركة، وقُتِلَ الزبير بوادي السِّباع، قتله عمرو بن جُرْموز قَبَّحه الله، وذلك في سنة ست وثلاثين، وله أربع وستون سنةً، وقيل: أربع أو سبع وخمسون سنة.

"جامع المسانيد والسنن" 2 / ورقة 13، وانظر "سير أعلام النبلاء" 1/ 41 - 67.

ص: 24

حَاطِبٍ، عَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، عَنِ الزُّبَيْرِ رضي الله عنه، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ} [الزمر: 31]، قَالَ الزُّبَيْرُ: أَيْ رَسُولَ اللهِ، مَعَ خُصُومَتِنَا فِي الدُّنْيَا؟ قَالَ:" نَعَمْ ".

وَلَمَّا نَزَلَتْ: {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} [التكاثر: 8]، قَالَ الزُّبَيْرُ: أَيْ رَسُولَ اللهِ، أَيُّ نَعِيمٍ نُسْأَلُ عَنْهُ، وَإِنَّمَا - يَعْنِي: هُمَا - الْأَسْوَدَانِ: التَّمْرُ وَالْمَاءُ؟ قَالَ: " أَمَا إِنَّ ذَلِكَ سَيَكُونُ "(1).

1406 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَوْسٍ، سَمِعْتُ عُمَرَ يَقُولُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ وَطَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِ وَسَعْدٍ: نَشَدْتُكُمْ بِاللهِ الَّذِي تَقُومُ بِهِ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ - وَقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً: الَّذِي بِإِذْنِهِ تَقُومُ - أَعَلِمْتُمِ أنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِنَّا لَا نُورَثُ، مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ "؟ قَالَ: قَالُوا: اللهُمَّ نَعَمْ (2).

1407 -

حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ

(1) إسناده حسن، محمد بن عمرو- وهو ابنُ علقمة بن وقاص الليثي- صدوق حسنُ الحديث، روى له البخاري ومسلم مقروناً، وحديثُه عند أصحاب السنن، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ يحيى بن عبدِ الرحمن بنِ حاطب، فمن رجال مسلم.

سفيان: هو ابنُ عيينة، وابن الزبير: هو عبد الله.

وأخرجه مقطعاً الحميدي (60) و (61)، وابنُ ماجه (4158)، والترمذي (3236) و (3356)، والبزار (963) و (965)، وأبو يعلى (676) و (687) من طريق سفيان، بهذا الإسناد. قال الترمذي في الموضع الأول: حسن صحيحٌ، وفي الثاني: حسن. وسيأتي بنحوه برقم (1434).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (172).

ص: 25

عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لأنْ يَحْمِلَ الرَّجُلُ حَبْلًا فَيَحْتَطِبَ، ثُمَّ يَجِيءَ فَيَضَعَهُ فِي السُّوقِ فَيَبِيعَهُ، ثُمَّ يَسْتَغْنِيَ بِهِ، فَيُنْفِقَهُ عَلَى نَفْسِهِ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ؛ أَعْطَوْهُ أَوْ مَنَعُوهُ "(1).

1408 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: جَمَعَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَبَوَيْهِ يَوْمَ أُحُدٍ (2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشام: هو ابنُ عروة بن الزبير.

وأخرجه البخاري (1471) و (2373) من طريق وهيب بنِ خالد، والبزار (982) من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، كلاهما عن هشام بنِ عروة، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (1429).

قال الحافظ في "الفتح" 3/ 336: في الحديث الحضُّ على التعفف عن المسألةِ والتنزُّه عنها، ولو امتَهَن المرء نفسَه في طلب الرزق وارتكبَ المشقة في ذلك، ولولا قُبْحُ المسألة في نظر الشرع لم يُفضِّل ذلك عليها، وذلك لِما يَدخُل على السائل من ذُلِّ السؤال ومن ذل الردِّ إذا لم يُعْطَ، ولما يدخل على المسؤول من الضِّيق في ماله إنّ أعطى كُلَّ سائلٍ.

وأما قوله: "خيرٌ له"، فليست بمعنى أَفْعَل التفضل، إذ لا خيرَ في السؤال مع القُدْرةِ على الاكتساب، والأصحُّ عندَ الشافعية أن سؤالَ مَنْ هذا حالُه حرام. ويحتمل أن يكونَ المرادُ بالخيرِ فيه بحسب اعتقاد السائل وتسميته الذي يُعطاه خيراً، وهو في الحقيقة شرٌّ، والله أعلم.

(2)

إسناده صحيح على شرطِ الشيخين. وقوله في الحديث: "يوم أحد" خطأ، ولعله من أبي معاوية محمد بن خازم، فقد رواه غيرُ واحدٍ - كما سيأتي في الحديث الآتي- عن هشام بنِ عروة وذكروا فيه أن ذلك كان يومَ الخندق.

وأخرجه ابن ماجه (123)، والنسائي في "اليوم والليلة"(200)، وأبو يعلى (672) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. وانظر ما بعده. =

ص: 26

1409 -

حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْخَنْدَقِ كُنْتُ أَنَا وَعُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ فِي الْأُطُمِ الَّذِي فِيهِ نِسَاءُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أُطُمِ حَسَّانَ، فَكَانَ يَرْفَعُنِي وَأَرْفَعُهُ، فَإِذَا رَفَعَنِي عَرَفْتُ أَبِي حِينَ يَمُرُّ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ، وَكَانَ يُقَاتِلُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْخَنْدَقِ، فَقَالَ:" مَنْ يَأْتِي بَنِي قُرَيْظَةَ فَيُقَاتِلَهُمْ؟ " فَقُلْتُ لَهُ حِينَ رَجَعَ: يَا أَبَةِ، إِنْ كُنْتُ لأعْرِفُكَ حِينَ تَمُرُّ ذَاهِبًا إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ. فَقَالَ: يَا بُنَيَّ، أَمَا وَاللهِ إِنْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيَجْمَعُ لِي أَبَوَيْهِ جَمِيعًا يَتَفَدَّاني (1) بِهِمَا يَقُولُ:" فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي "(2).

= قوله: "جمع لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أبويه"، قال السندي: أي قال لي: فداك أبي وأمي، والمقصود به: التشريف والتعظيم، وفيه جواز المدح في حضور الممدوح، إذا كان أهلاً ولا يُخَافُ عليه به، وجواز مدح الإنسان نَفْسَه للتحديث بنعمة الله ونحوه، والله تعالى أعلم.

(1)

في (م) و (ص) وحاشية (س): يفدِّيني.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة.

وأخرجه مسلم (2416) عن أبي كريب، عن أبي أسامة، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن سعد 3/ 106 عن عفان بن مسلم، ومسلم (2416) من طريق علي بن مسهر، والترمذي (3743) من طريق عبدة بن سليمان، والبزار (966) من طريق أبي معاوية، والنسائي في "اليوم والليلة"(201) من طريق حماد بن زيد، وأبو يعلى (673) من طريق حماد بن سلمة، ستتهم عن هشام بن عروة، به. وبعضهم يزيدُ فيه على بعض.

وأخرجه ابنُ أبي شيبة 12/ 91 و 14/ 425، والنسائي في "الكبرى"(8214)، وفي "اليوم والليلة"(199)، وابن حبان (6984) من طريق عبدة بن سليمان، ومسلم (2416) من طريق علي بن مسهر، وابن أبي عاصم (1390) من طريق أبي معاوية، =

ص: 27

1410 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ - يَعْنِي التَّيْمِيَّ -، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرٍ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ: أَنَّ رَجُلًا حَمَلَ عَلَى فَرَسٍ يُقَالُ لَهَا: غَمْرَةُ، أَوْ غَمْرَاءُ، وَقَالَ: " فَوَجَدَ فَرَسًا أَوْ مُهْرًا يُبَاعُ، فَنُسِبَتِ إلَى تِلْكَ الْفَرَسِ، فَنُهِيَ عَنْهَا (1).

1411 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ جُنْدُبٍ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، قَالَ: كُنَّا نُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الْجُمُعَةَ، ثُمَّ

= ثلاثتهم عن هشام بن عروة، عن أخيه عبد الله بن عروة، عن عمه عبد الله بن الزبير، به. وسيأتي برقم (1423).

والأُطُم- بضمتين-: الحِصن، وجمعه: آطام.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليمان التيمي: هو سليمان بن طرخان أبو المعتمر البصري، نزل في التَّيْم فَنُسِبَ إليهم، وأبو عثمان: هو عبد الرحمن بن مَلّ بن عمرو النهدي، وعبد الله بن عامر: هو ابن ربيعة العنزي حليف بني عدي المدني، وُلِدَ على عهدِ النبي صلى الله عليه وسلم ولأبيه صحبة مشهورة، روى له الشيخان، وزعم يعقوب بن شيبة- فيما ذكره المزي في "التحفة" 3/ 182 - أنه عبد الله بن عامر بن كُريز.

وأخرجه أحمد بن منيع في "مسنده" كما في "مصباح الزجاجة" ورقة 152، وابن ماجه (2393) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وفيه: عن الزبير بن العوام أنه حمل على فرس، فنسب الحادثة إلى نفسه. وقوله:"حَمَل على فرس"، قال السندي: أي: أعطاها ووهبها لله. وقوله: "فنُهي عنها" بالبناء على المفعول كما ضبطه السندي في حاشيته، وضبطت بالبناء على الفاعل في (ظ 11) و (ب) وفي حاشية (س).

وفي الباب عن عمر عند البخاري (2623)، ومسلم (1620)، قال: حملتُ على فرسٍ في سبيل الله، فأضاعه الذي كان عنده، فأردت أن أشتريه منه، وظننتُ أنه بائعه برخصٍ، فسألت عن ذلك النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فقال: "لا تشتره

" الحديث.

ص: 28

نَنْصَرِفُ فَنَبْتَدِرُ في الْآجَامِ، فَلا نَجِدُ إِلا قَدْرَ مَوْضِعِ أَقْدَامِنَا (1).

قَالَ يَزِيدُ: الْآجَامُ: هِيَ الْآطَامُ.

1412 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ يَعِيشَ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ هِشَامٍ. وَأَبُو مُعَاوِيَةَ شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ يَعِيشَ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ هِشَامٍ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " دَبَّ إِلَيْكُمْ دَاءُ الْأُمَمِ قَبْلَكُمْ: الْحَسَدُ وَالْبَغْضَاءُ، وَالْبَغْضَاءُ هِيَ الْحَالِقَةُ، حَالِقَةُ الدِّينِ، لَا حَالِقَةُ الشَّعَرِ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَفَلا أُنَبِّئُكُمْ بِشَيْءٍ، إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ؟ أَفْشُوا السَّلامَ بَيْنَكُمْ "(2).

(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ مسلم بن جندب، فمن رجال الترمذي، وهو ثقة، لكنه لم يُدرك الزبير، وسيأتي برقم (1436) وفيه: حدثني مَنْ سَمِعَ الزبير. يزيد: هو ابنُ هارون، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة.

وأخرجه أبو يعلى (680)، والشاشي (52) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وأخرجه الدارمي (1545)، وابنُ خزيمة (1840)، والحاكم 1/ 291، والبيهقي 3/ 191 من طرق عن ابن أبي ذئب، به، وصحح الحاكم إسناده ووافقه الذهبي!

وفي الباب عن سلمة بنِ الأكوع قال: كنا نصلي مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم الجمعةَ، ثم نرجع فلا نجدُ للحيطان فَيْئاً يُستظلُّ فيه. وسيأتي في "المسند" 4/ 46 وإسناده صحيح.

والآطام: هي الأبنية المرتفعة.

(2)

إسناده ضعيف لانقطاعه، رجالُه ثقات رجال الشيحين غيرَ يعيش بن الوليد بن هشام، فقد روى له أبو داود والترمذي والنسائي، وهو ثقة إلا أنه لم يُدرك الزبير، وسيأتي برقم (1430) و (1431) و (1432) وفيها: عن يعيش، عن مولى لآل الزبير، عن الزبير، =

ص: 29

1413 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قُلْتُ لِلزُّبَيْرِ: مَا لِي لَا أَسْمَعُكَ تُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، كَمَا أَسْمَعُ ابْنَ مَسْعُودٍ وَفُلانًا وَفُلانًا؟ قَالَ: أَمَا إِنِّي لَمْ أُفَارِقْهُ مُنْذُ أَسْلَمْتُ، وَلَكِنِّي سَمِعْتُ مِنْهُ كَلِمَةً:" مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا (1)، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ "(2).

= وهذا المولى في حَيِّزِ الجهالة. والقائل: "وأبو معاوية شيبان"، هو يزيدُ بنُ هارون، يعني أنه روى الحديث عن هشام- وهو ابن أبي عبد الله الدستوائي- وعن شيبان بن عبد الرحمن النحوي.

وأخرجه البيهقي 10/ 232، وابن عبد البر في"التمهيد" 6/ 120 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. قال ابن عبد البر في حديثه: زاد شيبان: عن مولى الزبير عن الزبير.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 625، وعبد بن حميد (97) من طريق شيبان بن عبد الرحمن، عن يحيى بن أبي كثير، عن يعيش بن الوليد، قال عبد بن حميد في حديثه: حُدثت عن الزبير بن العوام، وقال ابن أبي شيبة: عن مولى للزبير عن الزبير، وروايتُه مختصرة جداً بقصة إفشاء السلام فقط.

ولقصة إفشاء السلام شاهد من حديث أبي هريرة عند مسلم (54)، وسيأتي في "المسند" 2/ 391.

وقوله: "لا تؤمنوا" كذا بحذف النون، والوجه إثباتها، لأن "لا" نَفْي لا نهي، ويُخرَّج ما هنا على إعمال النافية تشبيهاً بالناهية لاجتماعهما في ارتفاع الحكم معهما.

(1)

لفظة "متعمداً" ليست في (ظ 11) و (ب) و (س) و (ص).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو حديث متواتر.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 760، وابن ماجه (36)، والبزار (970)، والشاشي (40) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (191)، والبخاري (107)، والنسائي في "الكبرى"(5912)، =

ص: 30

1414 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا شَدَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ سَعِيدٍ -، حَدَّثَنَا غَيْلانُ بْنُ جَرِيرٍ، عَنْ مُطَرِّفٍ، قَالَ: قُلْنَا لِلزُّبَيْرِ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ، مَا جَاءَ بِكُمْ؟ ضَيَّعْتُمُ الْخَلِيفَةَ حَتَّى قُتِلَ، ثُمَّ جِئْتُمْ تَطْلُبُونَ بِدَمِهِ؟ فَقَالَ الزُّبَيْرُ: إِنَّا قَرَأْنَاهَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ:{وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً} [الأنفال: 25]، لَمْ نَكُنْ نَحْسِبُ أَنَّا أَهْلُهَا حَتَّى وَقَعَتْ مِنَّا حَيْثُ وَقَعَتْ (1).

1415 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كُنَاسَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ

= والشاشي (34) و (36) و (37) و (39) و (42) من طرق عن شعبة، به.

وأخرجه أبو داود (3651)، والبزار (971)، وأبو يعلى (674)، والشاشي (38) من طريق وبرة بن عبد الرحمن، عن عامر بن عبد الله، به.

وأخرجه الدارمي (233)، والشاشي (33) و (35) و (41) من طريق عبد الله بن عروة، عن عبد الله بن الزبير، به. وسقط عبد الله بن الزبير من إسناد الشاشي في الموضع الأول.

وأخرجه مطولاً ابن حبان (6982) من طريق هشام بن عروة، عن أبيه قال: قال عبد الله بن الزبير لأبيه: يا أبت

فذكره. وسيأتي الحديث برقم (1428).

(1)

إسناده جيد، شداد بن ستعيد أبو طلحة الراسبي صدوق، وروى له مسلم في الشواهد، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ أبي سعيد مولى بني هاشم- واسمُه عبدُ الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري- فمن رجال البخاري. مطرِّف: هو ابن عبد الله بن الشِّخير.

وأخرجه البزار (976) من طريق الحجاج بن نصير، عن شداد بن سعيد، بهذا الإسناد.

وسيأتي بنحوه برقم (1438) من طريق الحسن عن الزبير بن العوام.

ص: 31

عَنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " غَيِّرُوا الشَّيْبَ، وَلا تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ "(1).

1416 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ، مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ مَخْزُومِيٌّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ إِنْسَانَ - قَالَ: وَأَثْنَى عَلَيْهِ خَيْرًا -، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: أَقْبَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ لِيَّةَ (2)، حَتَّى إِذَا كُنَّا عِنْدَ السِّدْرَةِ، وَقَفَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي طَرَفِ الْقَرْنِ الْأَسْوَدِ حَذْوَهَا، فَاسْتَقْبَلَ نَخِبًا بِبَصَرِهِ - يَعْنِي وَادِيًا - ووَقَفَ حَتَّى اتَّفَقَتِ النَّاسُ كُلُّهُمْ، ثُمَّ قَالَ:" إِنَّ صَيْدَ وَجٍّ وَعِضَاهَهُ حَرَمٌ مُحَرَّمٌ لِلَّهِ " وَذَلِكَ قَبْلَ نُزُولِهِ الطَّائِفَ وَحِصَارِهِ ثَقِيفَ (3).

(1) حديث صحيح، رجالُه ثقات رجال الشيخين غير محمد بنِ كناسة- وهو محمد بن عبد الله بن عبد الأعلى الكوفي المعروف بابن كناسة- فقد روى له النسائي، ووثقه علي بن المديني ويعقوب بن شيبة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: كان صاحبَ أخبارٍ يُكتبُ حديثُه ولا يحتج به، وقد أُعلَّ حديثه هذا بالإرسالِ، قال ابن معين: إنما هو عن عُروة مرسل، وقال الدارقطني في "العلل" 3/ 234: لم يُتابع عليه، ورواه الحفاظُ من أصحاب هشام عن عروة مرسلاً، وهو الصحيح.

وأخرجه النسائي 8/ 137 - 138، وأبو يعلى (681)، والشاشي (45)، وأبو نعيم في "الحلية" 2/ 180 من طريق محمد بن كناسة، بهذا الإسناد. ولم يذكر أبو نعيم في إسناده عثمان بن عروة.

وفي الباب عن أبي هريرة سيأتي عند أحمد 2/ 261، وإسناده حسن، وصححه ابن حبان برقم (5473).

وعن نافع بن جبير عند ابن سعد 3/ 191 مرسلاً.

(2)

تحرف في (م) إلى: ليلة. ولِيَّةُ: أرض من الطائف على أميالٍ منها.

(3)

إسناده ضعيف، محمد بن عبد الله بن إنسان سُئِلَ عنه أبو حاتم الرازي فقال: =

ص: 32

1417 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ (1)، عَنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ يَوْمَئِذٍ: " أَوْجَبَ طَلْحَةُ " حِينَ صَنَعَ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَا صَنَعَ، يَعْنِي حِينَ بَرَكَ لَهُ طَلْحَةُ، فَصَعِدَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى ظَهْرِهِ (2).

= ليسَ بالقوي، وفي حديثه نظر، وذكره البخاري في "تاريخه" 1/ 140 وذكر له هذا الحديث وقال: لم يُتابع عليه، وذكر أباه 5/ 45 وأشار إلى هذا الحديث وقال: لم يَصِحَّ حديثه.

وأخرجه الحميدي (63)، وأبو داود (2032)، والعقيلي 4/ 93، والشاشي (48)، والبيهقي 5/ 200 من طريق عبد الله بنِ الحارث، بهذا الإسناد.

والسدرة: شجرة النبق، وأكثر ما تنمو في مصر وغيرها من بلاد إفرقيا الشمالية. ونَخِب ووَجّ: واديان بالطائف. والعِضاه: كل شجر له شوك.

وقوله: "حتى اتَّقف"، قال ابن الأثير 5/ 216: أي: حتى وقفوا، يقال: وَقَفْتُه فوَقَف واتَّقف، وأصله: اوْتَقَفَ، على وزن افْتَعَلَ، من الوقوف، فقُلبت الواو ياءً للكسرة قبلها، ثم قُلبت الياءُ تاءً وأُدغمت في التاء بعدها، مثل: وصفته فاتَّصف، ووعدته فاتَّعد. وقد تصحف في (م) و (س) و (ق) و (ص) إلى: اتفق.

(1)

قوله: "عن أبيه عن عبد الله بن الزبير" سقط من (م).

(2)

إسناده حسن، فقد صرح ابنُ إسحاق بالتحديث وهو صدوقٌ حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزهري.

وأخرجه ابن المبارك في "الجهاد"(93)، وابن أبي شيبة 12/ 91، وابن سعد 3/ 218، والترمذي في "سننه"(1692) و (3738)، وفي " الشمائل"(103)، وابن أبي عاصم (1397) و (1398)، والبزار (972)، وأبو يعلى (670)، والشاشي (31)، وابن حبان (6979)، والحاكم 3/ 373 - 374 و 374، والبيهقي 6/ 370 و 9/ 46، والبغوي (3915) من طرق عن محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من حديث محمد بن إسحاق، وصححه الحاكم على شرط مسلم ووافقه الذهبي! =

ص: 33

1418 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي الزِّنَادِ -، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ عُرْوَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي الزُّبَيْرُ: أَنَّهُ لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ أَقْبَلَتِ امْرَأَةٌ تَسْعَى، حَتَّى إِذَا كَادَتْ أَنْ تُشْرِفَ عَلَى الْقَتْلَى، قَالَ: فَكَرِهَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ تَرَاهُمْ، فَقَالَ:" الْمَرْأَةَ الْمَرْأَةَ ". قَالَ الزُّبَيْرُ: فَتَوَسَّمْتُ أَنَّهَا أُمِّي صَفِيَّةُ، قَالَ: فَخَرَجْتُ أَسْعَى إِلَيْهَا، فَأَدْرَكْتُهَا قَبْلَ أَنْ تَنْتَهِيَ إِلَى الْقَتْلَى، قَالَ: فَلَدَمَتْ فِي صَدْرِي، وَكَانَتِ امْرَأَةً جَلْدَةً، قَالَتْ: إِلَيْكَ، لَا أَرْضَ لَكَ. قَالَ: فَقُلْتُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَزَمَ عَلَيْكِ. قَالَ: فَوَقَفَتْ، وَأَخْرَجَتْ ثَوْبَيْنِ مَعَهَا، فَقَالَتْ: هَذَانِ ثَوْبَانِ جِئْتُ بِهِمَا لِأَخِي حَمْزَةَ، فَقَدْ بَلَغَنِي مَقْتَلُهُ، فَكَفِّنُوهُ فِيهِمَا. قَالَ: فَجِئْنَا بِالثَّوْبَيْنِ لِنُكَفِّنَ فِيهِمَا حَمْزَةَ، فَإِذَا إِلَى جَنْبِهِ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ قَتِيلٌ، قَدْ فُعِلَ بِهِ كَمَا فُعِلَ بِحَمْزَةَ، قَالَ: فَوَجَدْنَا غَضَاضَةً وَحَيَاءً أَنْ نُكَفِّنَ حَمْزَةَ فِي ثَوْبَيْنِ، وَالْأَنْصَارِيُّ لَا كَفَنَ لَهُ، فَقُلْنَا: لِحَمْزَةَ ثَوْبٌ، وَلِلِأَنْصَارِيِّ ثَوْبٌ، فَقَدَرْنَاهُمَا فَكَانَ أَحَدُهُمَا أَكْبَرَ مِنَ الآخَرِ، فَأَقْرَعْنَا بَيْنَهُمَا، فَكَفَّنَّا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا فِي الثَّوْبِ الَّذِي طَارَ لَهُ (1).

= وقوله: "أوجب طلحة"، أي: عمل عملاً أوجب له الجنة.

(1)

إسناده حسن، عبد الرحمن بن أبي الزناد صدوقٌ حسنُ الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ سليمان بن داود الهاشمي، فمن رجال أصحاب السنن، وهو ثقة.

وأخرجه البزارُ (980)، وأبو يعلى (686)، والشاشي (44)، والبيهقي في "السنن" 3/ 401 - 402 من طريق سليمان بن داود الهاشمي، بهذا الإسناد. ووقع في "مسند الشاشي" تحريف قبيح، فقال: أخبرني أبو الزبير، والصواب: أخبرني أبي الزبيرُ.

وأخرجه بنحوه البيهقي في "دلائل النبوة" 3/ 289 - 290 من طريق أحمد بن عبد الجبار، عن يونس، عن هشام بن عروة، عن أبيه قال: جاءت صفية

فذكره مرسلاً. =

ص: 34

1419 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ: أَنَّ الزُّبَيْرَ كَانَ يُحَدِّثُ: أَنَّهُ خَاصَمَ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي شِرَاجِ الْحَرَّةِ، كَانَا يَسْقِيَانِ بِهَا كِلاهُمَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِلزُّبَيْرِ:" اسْقِ، ثُمَّ أَرْسِلِ إلَى جَارِكَ " فَغَضِبَ الْأَنْصَارِيُّ وَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَنْ كَانَ ابْنَ عَمَّتِكَ! فَتَلَوَّنَ وَجْهُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَالَ لِلزُّبَيْرِ:" اسْقِ، ثُمَّ احْبِسِ الْمَاءَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى الْجَدْرِ ". فَاسْتَوْعَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حِينَئِذٍ لِلزُّبَيْرِ حَقَّهُ، وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَبْلَ ذَلِكَ أَشَارَ عَلَى الزُّبَيْرِ بِرَأْيٍ، أَرَادَ فِيهِ سَعَةً لَهُ وَلِلأنْصَارِيِّ، فَلَمَّا أَحْفَظَ الْأَنْصَارِيُّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، اسْتَوْعَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِلزُّبَيْرِ حَقَّهُ فِي صَرِيحِ الْحُكْمِ.

قَالَ عُرْوَةُ: فَقَالَ الزُّبَيْرُ: وَاللهِ مَا أَحْسِبُ هَذِهِ الْآيَةَ أُنْزِلَتِ إلَّا فِي ذَلِكَ: {فَلا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [النساء: 65](1).

= لَدَمَت: أي ضربت ودفعت في صدري. وجَلْدة: قوية.

وقولها: "لا أرضَ لك"، قال في"اللسان": هي كما يقال: لا أمَّ لك. قلنا: وهي عند البزار وأبي يعلى كذلك، وهذا اللفظ ونحوه لا يراد منه ظاهره، وإنما يُؤتى به لتدعيم الكلام، فهو إما للتعجب أو للزجر أو للتهويل أو للإعجاب.

(1)

إسنادُه صحيح على شرط الشيخين، وعروةُ بن الزبير كان عند مقتل أبيه مراهقاً أو بالغاً، كانت سنُّه ثلاثة عشر عاماً، وقد جزم البخاريُّ في "تاريخه" 7/ 31 بسماعه من أبيه، وقال مسلم في "التمييز"- فيما نقله عنه ابنُ حجر في "التهذيب" في ترجمة عروة-: حجَّ عروة مع عثمان وحفظ عن أبيه فمن دونهما من الصحابة. وقد صرح بالإسناد السالف بسماعه مِن أبيه. أبو اليمان: هو الحكم بن نافع، وشعيب: هو ابن أبي حمزة. =

ص: 35

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه البخاري (2708)، والشاشي (47)، والبغوي (2194) من طريق أبي اليمان، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (2361) و (4585)، والبيهقي 6/ 153 - 154 و 10/ 106 من طريق معمر، والبخاري (2362)، والبيهقي 6/ 154 من طريق ابن جريج، ويحيى بن آدم في "الخراج"(337)، والطبري 5/ 159 من طريق عبد الرحمن بن إسحاق، ثلاثتهم عن الزهري، عن عروة بن الزبير قال: خاصم الزبير

وأخرجه النسائي 8/ 238 - 239، وابن الجارود (1021)، والطبري 5/ 158، والطحاوي في "شرح مشكل الأثار" 1/ 261 من طريق عبد الله بن وهب، عن يونس بن يزيد والليث بن سعد، والحاكم 3/ 364 من طريق محمد بن عبد الله بن مسلم ابن أخي الزهري، ثلاثتهم عن الزهري، عن عروة، عن عبد الله بن الزبير، عن الزبير.

وسيأتي الحديثُ في مسند عبد الله بنِ الزبير 4/ 4 - 5 من رواية عروة بن الزبير أخيه عنه، ويخرج هناك إن شاء الله.

قال البغوي في "شرح السنة" 8/ 285: الشِّراج: مسايل الماء من الحِرار إلى السهل، واحدها: شَرِيج وشَرْج، والحرَّة: حجارةٌ سودٌ بين جبلين، وجمعُها: حَرُّون وحَرَّات وحِرَار.

وقوله: "أن كان ابن عمتك"، معناه: لأن كان، أو لأجل أن كان ابنَ عمتك، كقوله سبحانه وتعالى:{أَنْ كان ذا مالٍ وبنينَ} ، أي: لأن كان ذا مال.

وقوله:"حتى يبلغ الجَدْر"، والجدر: الجدار، يريد جِذْم الجدارِ الذي هو الحائل بين المشارب، وبعضهم يرويه بالذال المعجمة، يريد مبلغ تمام الشرب من جذرِ الحساب، والأول أصح.

وقوله: "فاستوعى للزبير حقَّه"، أي: استوفاه، مأخوذ من الوعاء الذي يجمع فيه الأشياءَ، كأنه جمعه في وعائه.

وقوله: "أحفظ"، أي: أغضب، قال السندي: وقول الأنصاري زَلَّة من الشيطان بالغضب، وإلا فهو أنصاري بَدْري كما يدل عليه الحديث، والقول بأنه منافق بعيد، والله أعلم.

ص: 36

1420 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنِي جُبَيْرُ بْنُ عَمْرٍو الْقُرَشِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو سَعْدٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، مَوْلَى آلِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْبِلادُ بِلادُ اللهِ، وَالْعِبَادُ عِبَادُ اللهِ، فَحَيْثُمَا أَصَبْتَ خَيْرًا فَأَقِمْ "(1).

1421 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنِي جُبَيْرُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَعْدٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِي يَحْيَى مَوْلَى آلِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ بِعَرَفَةَ يَقْرَأُ هَذِهِ الْآيَةَ: {شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [آل عمران: 18]: "وَأَنَا عَلَى ذَلِكَ مِنَ الشَّاهِدِينَ يَا رَبِّ "(2).

(1) إسناده ضعيف، فيه ثلاثة مجاهيل: جبير بن عمرو القرشي، وأبو سعد الأنصاري، وأبو يحيى مولى آل الزبير.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(250) من طريق عمر بن حفص بن ثابت الأنصاري، عن عبد الملك بن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، عن جده، عن عبد الله بن الزبير، عن الزبير

قال الحافظ العراقي في تخريج أحاديث "الإحياء" 2/ 224، والسخاوي في "المقاصد" ص 147: سنده ضعيف، وقال الهيثمي في "المجمع" 4/ 72: رواه أحمد وفيه جماعة لم أعرفهم، وقال أيضاً 5/ 255: رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه.

ولشطره الأول شاهد عند أبي داود برقم (3076)، من حديث عروة رضي الله عنه، ورجاله ثقات، ما عدا أحمد بن عبدة الآملي، فهو صدوق، وبذلك يرتقي شطر الحديث إلى الحسن لغيره.

(2)

إسناده ضعيف كسابقه.

وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره"(246) عن علي بن الحسين بن الجنيد، والطبراني في "الكبير"(250) عن أحمد بن رشدين المصري، وابن السني في "عمل =

ص: 37

1422 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَطَاءِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى الزُّبَيْرِ، عَنْ أُمِّهِ وَجَدَّتِهِ أُمِّ عَطَاءٍ، قالتَا: وَاللهِ لَكَأَنَّنَا نَنْظُرُ إِلَى الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ حِينَ أَتَانَا عَلَى بَغْلَةٍ لَهُ بَيْضَاءَ فَقَالَ: يَا أُمَّ عَطَاءٍ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ نَهَى الْمُسْلِمِينَ أَنْ يَأْكُلُوا مِنْ لُحُومِ نُسُكِهِمْ فَوْقَ ثَلاثٍ. قَالَ: فَقُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ، فَكَيْفَ نَصْنَعُ بِمَا أُهْدِيَ لَنَا؟ فَقَالَ: أَمَّا مَا أُهْدِيَ لَكُنَّ، فَشَأْنَكُنَّ بِهِ (1).

1423 -

حَدَّثَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ - يَعْنِي ابْنَ الْمُبَارَكِ -، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: كُنْتُ يَوْمَ الْأَحْزَابِ جُعِلْتُ أَنَا وَعُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ مَعَ النِّسَاءِ، فَنَظَرْتُ، فَإِذَا أَنَا بِالزُّبَيْرِ عَلَى فَرَسِهِ يَخْتَلِفُ إِلَى بَنِي

= اليوم والليلة" (435) عن أبي العباس بن قتيبة العسقلاني، ثلاثتهم عن محمد بن المتوكل ابن أبي السري العسقلاني، عن أبي سعيد عمر بن حفص بن ثابت الأنصاري، عن عبد الملك بن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، عن جده، عن الزبير

قال ابن رشدين في حديثه: عن جده عن عبد الله بن الزبير عن الزبير.

قال الهيثمي في "المجمع" 6/ 325: رواه أحمد والطبراني، وفي أسانيدهما مجاهيل.

(1)

إسناده ضعيف، عبد الله بن عطاء بن إبراهيم مولى الزبير لم يرو عنه غيرُ ابنِ إسحاق، وقال ابنُ معين: لا شيء، وقال أبو حاتم: شيخ، وذكره ابن حبان في "الثقات" 7/ 29، وأخطأ الشيخ أحمد شاكر رحمه الله فظنه عبد الله بن عطاء الطائفي المترجم في "التهذيب"، وأم عطاء تابعيّة لا تُعرف إلا بهذا الحديث، وكذا أم عبد الله بن عطاء.

وأخرجه أبو يعلى (671)، والحازمي في "الاعتبار" ص 154 من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد. وانظر ما تقدم في مسند علي برقم (587).

ص: 38

قُرَيْظَةَ، مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثَةً، فَلَمَّا رَجَعَ قُلْتُ: يَا أَبَةِ، رَأَيْتُكَ تَخْتَلِفُ. قَالَ: وَهَلْ رَأَيْتَنِي يَا بُنَيَّ؟ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " مَنْ يَأْتِي بَنِي قُرَيْظَةَ فَيَأْتِيَنِي بِخَبَرِهِمْ؟ ". فَانْطَلَقْتُ، فَلَمَّا رَجَعْتُ، جَمَعَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَبَوَيْهِ فَقَالَ:" فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي "(1).

1424 -

حَدَّثَنَا عَتَّابٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُقْبَةَ - وَهُوَ عَبْدُ اللهِ بْنُ لَهِيعَةَ بْنِ عُقْبَةَ -، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَمَّنْ سَمِعَ، عَبْدَ اللهِ بْنَ الْمُغِيرَةِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ وَهْبٍ الْخَوْلانِيَّ يَقُولُ: لَمَّا افْتَتَحْنَا مِصْرَ بِغَيْرِ عَهْدٍ قَامَ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ، فَقَالَ: يَا عَمْرُو بْنَ الْعَاصِ، اقْسِمْهَا. فَقَالَ عَمْرٌو: لَا أَقْسِمُهَا، فَقَالَ الزُّبَيْرُ: وَاللهِ لَتَقْسِمَنَّهَا كَمَا قَسَمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَيْبَرَ. قَالَ عَمْرٌو: وَاللهِ لَا أَقْسِمُهَا حَتَّى أَكْتُبَ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ. فَكَتَبَ إِلَى عُمَرَ رضي الله عنه، فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ: أَنْ أَقِرَّهَا حَتَّى يَغْزُوَ مِنْهَا حَبَلُ الْحَبَلَةِ (2).

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عتاب بن زياد، فقد روى له ابن ماجه، وهو ثقة، وثّقه ابن سعد وأبو حاتم وابن حبان، وقال أحمد: ليس به بأس.

وأخرجه البخاري (3720) عن أحمد بن محمد، والنسائي في "الكبرى"(8213) من طريق حِبان بن موسى، كلاهما عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد. وانظر (1409).

(2)

إسناده ضعيف لجهالة المبهم الذي لم يسمّ، وعبد الله- ويقال له أيضاً عُبيد الله- بن المغيرة بن أبي بردة لم يوثقه غيرُ ابن حبان 5/ 53، وسفيانُ بن وهب الخولاني صحابي شهد حَجَّةَ الوداع وفتحَ مصر، وعاش حتى ولي الإمرة لعبدِ العزيز بنِ مروان على الغزو إلى إفريقية سنة 78، فبقي بها إلى أن مات سنة 82. عبد الله: هو ابن المبارك. =

ص: 39

1425 -

حَدَّثَنَا عَتَّابٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا فُلَيْحُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ الزُّبَيْرِ،، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَعْطَى الزُّبَيْرَ سَهْمًا، وَأُمَّهُ سَهْمًا، وَفَرَسَهُ سَهْمَيْنِ (1).

= وأخرجه ابنُ عبدِ الحكم في "فتوح مصر" ص 263 عن يوسف بن عدي، عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو عُبيد في "الأموال"(149) عن ابنِ أبي مريم- وهو سعيدُ بن الحكم-، ومن طريقه الشاشي في "مسنده"(43)، وأخرجه ابنُ عبد الحكم ص 88 عن عبد الملك بن مسلمة وعثمان بن صالح، ثلاثتهم عن ابنِ لهيعة، به.

وقال عبدُ الله بنُ لهيعة- بعدما ذكر ابنُ عبد الحكم ص 263 روايةَ ابنِ المبارك ورواية عبد الملك بن مسلمة-: وحدثني يحيى بنُ ميمون، عن عُبيد الله بن المغيرة، عن سفيان بن وهب نحوه. فإن حَفِظَ ابنُ لهيعة هذا، فيمكن أن يُحسن الحديث.

قوله: "حتى يغزو منها حَبَل الحبلة"، قال ابن الأثير في "النهاية" 1/ 334: يريد: حتى يغزو منها أولاد الأولاد، ويكون عامّاً في الناس والدوابِّ، أي: يكثر المسلمون فيها بالتوالد.

وقال أبوعبيد: أُراه أراد أن تكون فيئاً موقوفاً للمسلمين ما تناسلُوا يَرِثُه قرنٌ عن قرن، فتكون قوةً لهم على عدوهم.

(1)

صحيح، وهذا إسناد ضعيف، فليح بن محمد لم يُوثقه غيرُ ابن حبان 9/ 11، فهو في عِداد المجهولين، والمنذر بن الزبير قال الحافظ في "تعجيل المنفعة" ص 411: روى عن أبيه، وعنه ابنه محمد وفليح بن محمد بن المنذر، ذكره ابن حبان في "ثقات التابعين" 5/ 420.

وأخرجه الدارقطني 4/ 110 من طريق إسماعيل بن عياش، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن الزبير، عن الزبير

.

ثم أخرجه من طريق إسماعيل بن عياش، عن هشام بن عروة، عن عباد بن =

ص: 40

1426 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ فَقَالَ: أَلَا أَقْتُلُ (1) لَكَ عَلِيًّا؟ قَالَ: لَا، وَكَيْفَ تَقْتُلُهُ وَمَعَهُ الْجُنُودُ؟ قَالَ: أَلْحَقُ بِهِ فَأَفْتِكُ بِهِ. قَالَ: لَا. إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" إِنَّ الْإِيمَانَ قَيَّدَ الْفَتْكَ، لَا يَفْتِكُ مُؤْمِنٌ "(2).

= عبد الله بن الزبير، عن الزبير.

وأخرجه النسائي 6/ 228، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 283، والبيهقي 6/ 326، والدارقطني 4/ 110 - 111 و 111 من طريقين، عن هشام بن عروة، عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن جده أنه كان يقول: ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم عام خيبر للزبير بن العوام أربعة أسهم: سهماً للزبير، وسهماً لذي القربى لصفية بنت عبد المطلب أم الزبير، وسهمين للفرس، وهذا إسناد صحيح.

وأخرجه بنحوه الطحاوي 3/ 283 و 284 عن خارجة بن زيد بن ثابت، وعروة بن الزبير، كلاهما مرسل.

وفي الباب عن ابن عمر رفعه "للفرس سهمان، وللرجل سهم" عند البخاري (2863)، ومسلم (1762)، ويأتي في "المسند" 2/ 62 و 72، وصححه ابن حبان (4810) و (4811) و (4812).

(1)

في (س) و (ص): فقال: أأقتل.

(2)

صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ المبارك يلى فضالة، فقد علَّق له البخاري، وروى له أبو داود والترمذي وابن ماجه، وهو- وإن كان مدلساً- قد صرَّح بالتحديث، وقال أحمد: ما روى عن الحسن يُحتج به، وقد توبع، والحسن البصري رأى الزبير يبايع عليّاً وهو ابن أربع عشرة سنة، ولكنه في قول عامة أهل الحديث لم يسمع من بدريٍّ مشافهة.

وأخرجه عبد الرزاق (9676) من طريق إسماعيل بن مسلم، و (9677) من طريق قتادة، وابن أبي شيبة 15/ 123 و 279 من طريق عوف الأعرابي، ثلاثتهم عن الحسن، بهذا الإسناد. وسيأتي (1427) و (1433). =

ص: 41

1427 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ قَالَ: أَتَى رَجُلٌ الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ فَقَالَ: أَلا أَقْتُلُ لَكَ عَلِيًّا؟ قَالَ: وَكَيْفَ تَسْتَطِيعُ قَتْلَهُ وَمَعَهُ النَّاسُ؟ فَذَكَرَ مَعْنَاهُ.

1428 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ: مَا لَكَ لَا تُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: مَا فَارَقْتُهُ مُنْذُ أَسْلَمْتُ، وَلَكِنِّي سَمِعْتُ مِنْهُ كَلِمَةً، سَمِعْتُهُ يَقُولُ:" مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ "(1).

1429 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ وَابْنُ نُمَيْرٍ، قَالا: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ - قَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ: عَنِ الزُّبَيْرِ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لأنْ

= وفي الباب عن معاوية عند أحمد 4/ 92، وفي سنده عليُّ بن زيد بن جدعان، وحديثُه حسن في الشواهد، وهذا منها.

وعن أبي هُريرة عند أبي داود (2769)، والبخاري في "تاريخه" 1/ 403، وفي سنده عبد الرحمن بن أبي كريمة والد السدي، وهو مجهولُ الحال.

قال المنذري في "مختصر سنن أبي داود" 4/ 83: والفَتْك: أن يأتي الرجلُ الرجلَ وهو غارٌّ غافلٌ، فيشدّ عليه فيقتله، والغيلة: أن يخدعه ثم يقتله في موضع خفي، و"الإيمان قيد الفتك" أي: أن الإيمان يمنع من القتل، كما يمنع القيد عن التصرف، فكأنه جعل الفتك مقيداً، ومنه في صفة الفَرَس: قَيْد الأوابد، يريد أنه يلحقها بسرعة، فكأنها مقيدة به لا تَعْدُوه.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه أبو يعلى (667) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وانظر (1413).

ص: 42

يَأْخُذَ أَحَدُكُمْ أَحْبُلَهُ، فَيَأْتِيَ الْجَبَلَ، فَيَجِيءَ بِحُزْمَةٍ مِنْ حَطَبٍ عَلَى ظَهْرِهِ فَيَبِيعَهَا، فَيَسْتَغْنِيَ بِثَمَنِهَا، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ، أَعْطَوْهُ أَوْ مَنَعُوهُ " (1).

1430 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَرْبُ بْنُ شَدَّادٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، أَنَّ يَعِيشَ بْنَ الْوَلِيدِ حَدَّثَهُ، أَنَّ مَوْلًى لِآلِ الزُّبَيْرِ حَدَّثَهُ: أَنَّ الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ حَدَّثَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" دَبَّ إِلَيْكُمْ دَاءُ الْأُمَمِ قَبْلَكُمْ: الْحَسَدُ، وَالْبَغْضَاءُ، وَالْبَغْضَاءُ هِيَ الْحَالِقَةُ، لَا أَقُولُ: تَحْلِقُ الشَّعْرَ، وَلَكِنْ تَحْلِقُ الدِّينَ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ - أَوْ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ - لَا تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَفَلا أُنَبِّئُكُمْ بِمَا يُثَبِّتُ ذَلِكَ لَكُمْ؟ أَفْشُوا السَّلامَ بَيْنَكُمْ "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله. وهو في "الزهد" لوكيع (141).

ومن طريق وكيع أخرجه البخاري (2075)، وابن ماجه (1836)، وأبو يعلى (675)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(1223).

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 209 عن ابن نُمير، بهذا الإسناد. وانظر (1407).

(2)

إسناده ضعيف لجهالة مولى آل الزبير، ومع ذلك فقد جوَّد إسناده الحافظ المنذري في "الترغيب" 3/ 548، والهيثمي في "المجمع" 8/ 30! عبد الرحمن: هو ابن مهدي.

وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 6/ 121 من طريق موسى بن معاوية، عن عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. ولم يذكر فيه الزبير بن العوام.

وأخرجه الطيالسي (193)، والترمذي (2510)، والبيهقي في "الشعب"(8747) من طريق حرب بن شداد، به. وسقط من "مسند الطيالسي" الزبير بن العوام.

وأخرجه البيهقي في"السنن" 10/ 232، و"الشعب"(6613) من طريق معتمر بن =

ص: 43

1431 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ يَعِيشَ بْنِ الْوَلِيدِ، أَنَّ مَوْلًى لِآلِ الزُّبَيْرِ حَدَّثَهُ: أَنَّ الزُّبَيْرَ حَدَّثَهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "دَبَّ إِلَيْكُمْ

" فَذَكَرَهُ (1).

1432 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا رَبَاحٌ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ يَعِيشَ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ مَوْلًى لِآلِ الزُّبَيْرِ:[[أَنَّ الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ حَدَّثَهُ،]] (*) أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "دَبَّ إِلَيْكُمْ

" فَذَكَرَهُ (2).

= سليمان، عن أبيه، عن يحيى بن أبي كثير، به. لم يذكر فيه الزبير أيضاً.

وأخرجه البزار (2002) من طريق موسى بن خلف، عن يحيى بن أبي كثير، عن يعيش، عن مولى لابن الزبير، عن ابن الزبير، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم

قال البزار: هكذا رواه موسى بن خلف، ورواه هشام صاحب الدستوائي، عن يحيى، عن يعيش، عن مولى للزبير، عن الزبير. وانظر ما تقدم (1412).

قوله: "لا تدخلوا الجنة"، قال السندي: نَفْي، وقد حُذفت النون للمشاكلة، والكلام محمول على المبالغة في الحثِّ على التحابب، وإفشاء السلام، أو المراد: لا تستحقون دخول الجنة أولاً حتى تؤمنوا إيماناً كاملاً، ولا تؤمنون ذلك الإيمانَ الكامل حتى تَحابُّوا، وأما حَمْل "حتى تؤمنوا" على أصل الإيمان، وحَمْل "ولا تؤمنوا" على كماله، فبعيد، والله تعالى أعلم.

(1)

إسناده ضعيف كسابقه. أبوعامر: هو عبد الملك بن عمرو القيسي العقدي.

وأخرجه أبو يعلى (669) من طريق أبي عامر العقدي، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله.

(2)

إسناده ضعيف كسابقه. رباح: هو ابن زيد الصنعاني.

وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(19438)، ومن طريقه البغوي في "شرح السنة"(3301) عن معمر، عن يحيى بن أبي كثير، عن يعيش بن الوليد، رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، لم يذكر فيه الزبير ولا مولاه. وانظر ما قبله.

(*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: [التعليق التالي كله مستفاد من مشاركة في ملتقى أهل الحديث]

الصواب حذف: "أَنَّ الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ حَدَّثَهُ"، فهذا طريقٌ مُرسَلٌ، قال ابن حَجَر: عَن إبراهيم بن خالد، عن رباح، عن مَعْمر، عن يحيى، عن يعيش، عن مولًى لآل الزبير بن العوام، عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يذكر الزبير بن العوام. "أطراف المسند"(2389)، و"جامع المسانيد والسنن" 2 / الورقة 18.

- وأخرجه عَبْد الرَّزَّاق (19438)، قال: أخْبَرنا مَعْمَر، عن يَحيى بن أَبِي كَثِير، عَنْ يَعِيشَ بْنِ الْوَلِيدِ، رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: دَبَّ إِلَيْكُمْ

الحديثَ.

- قال أبو عِيسَى التِّرْمِذِي: هذا حديثٌ قد اختلفوا في روايته عن يَحيى بن أَبِي كَثِير، فروى بعضُهم عن يَحيى بن أَبِي كَثِير، عن يَعِيش بن الوَلِيد، عن مَوْلَى الزُّبَيْر، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ولم يذكروا فيه:"عن الزُّبَيْر". "السنن"2510.

ويؤيده ما جاء في الأحاديث المختارة (3/ 82)، للضياء المقدسي:

ورواه الإمام أحمد أيضاً، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن حرب بن شداد، عن يحيى بن أبي كثير، أن يعيش بن الوليد حدثه، أن مولى لآل الزبير حدثه، أن الزبير حدثه، فذكره.

ورواه أيضاً، عن أبي عامر، عن علي بن مبارك، عن يحيى بن أبي كثير، عن يعيش، أن مولى لآل الزبير حدثه، أن الزبير حدثه.

ورواه عن إبراهيم بن خالد، عن رباح، عن معمر، عن يحيى، عن يعيش، عن مولى لآل الزبير. اهـ

وقد جاء على الصواب، مرسلاً، في طبعة عالم الكتب للمسند.

ص: 44

1433 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِلزُّبَيْرِ: أَلا أَقْتُلُ لَكَ عَلِيًّا؟ قَالَ: كَيْفَ تَقْتُلُهُ؟ قَالَ: أَفْتِكُ بِهِ. قَالَ: لَا، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" الْإِيمَانُ قَيَّدَ الْفَتْكَ، لَا يَفْتِكُ مُؤْمِنٌ "(1).

1434 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ - يَعْنِي ابْنَ عَمْرٍو -، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ السُّورَةُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ} ، قَالَ الزُّبَيْرُ: أَيْ رَسُولَ اللهِ، أَيُكَرَّرُ عَلَيْنَا مَا كَانَ بَيْنَنَا فِي الدُّنْيَا مَعَ خَوَاصِّ الذُّنُوبِ؟ قَالَ:" نَعَمْ لَيُكَرَّرَنَّ عَلَيْكُمْ حَتَّى يُؤَدَّى إِلَى كُلِّ ذِي حَقٍّ حَقُّهُ " فَقَالَ الزُّبَيْرُ: وَاللهِ إِنَّ الْأَمْرَ لَشَدِيدٌ (2).

1435 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ: قَالَ عَمْرٌو:

(1) صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. إسماعيل: هو ابن إبراهيم بن مقسم المعروف بابن علية، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني، والحسن: هو البصري. وقد تقدم برقم (1426).

(2)

إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الصحيح غيرَ محمد بن عمرو- وهو ابن علقمة بن وقاص الليثي المدني- فقد روى له البخاري مقروناً ومسلم متابعة، وهو صدوق حسنُ الحديث.

واخرجه البزار (964)، وأبو يعلى (668)، والطبري 24/ 1 - 2، والشاشي (32)، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 91 - 92، والحاكم 2/ 435 من طرق عن محمد بن عمرو، بهذا الإسناد. وانظر (1405).

ص: 45

وَسَمِعْتُ عِكْرِمَةَ: {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ} ، وَقُرِئَ عَلَى سُفْيَانَ: عَنِ الزُّبَيْرِ: {نَفَرًا مِنَ الجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ} [الأحقاف: 29]، قَالَ: بِنَخْلَةَ، وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ:{كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا} [الجن: 19](1).

قَالَ سُفْيَانُ: اللِّبَدُ: بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، كَاللِّبَدِ بَعْضُهُ عَلَى بَعْضٍ.

1436 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ جُنْدُبٍ، حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ يَقُولُ: كُنَّا نُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْجُمُعَةَ، ثُمَّ نُبَادِرُ فَمَا نَجِدُ مِنَ الظِّلِّ إِلا مَوْضِعَ أَقْدَامِنَا. أَوْ قَالَ: فَما نَجِدُ مِنَ الظِّلِّ مَوْضِعَ أَقْدَامِنَا (2).

1437 -

حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ

(1) حسن لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات إلا أنه منقطع بين عكرمة وبينَ الزبير، لأن مولاه أهداه إلى ابن عباس حينَ ولي البصرة من قِبَل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب سنة 36 وذلك بعد وقعة الجمل ومقتل الزبير.

وقال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله تعليقاً على هذا الحديث: إسناده معقد، وتفسيره أن سفيان بن عيينة حدث به عن عمرو بن دينار عن عكرمة مولى ابن عباس، وأنه قرئ أيضاً على سفيان عن عمرو عن عكرمة، فزاد فيما قرئ عليه "عن الزبير"، يعني: عن عكرمة عن الزبير، وزاد أيضاً فيما قرئ عليه بقية الآية.

وفي الباب عن ابن عباس عند البخاري (4921)، ومسلم (449)، لكن وقع فيه عندهما أن الجنَّ أتَوْه صلى الله عليه وسلم بنخلة وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر.

نخلة، أو بطن نخلة: موضع قريب من مكة، واللِّبْد: كل شعر أو صوف متلبِّد.

(2)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة الواسطة بين مسلم بن جندب وبين الزبير. وتقدم برقم (1411).

ص: 46

سَلِمَةَ - أَوْ سَلَمَةَ (1)، قَالَ كَثِيرٌ: وَحِفْظِي سَلِمَة - عَنْ عَلِيٍّ، أَوْ عَنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُنَا، فَيُذَكِّرُنَا بِأَيَّامِ اللهِ، حَتَّى نَعْرِفَ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ، وَكَأَنَّهُ نَذِيرُ قَوْمٍ يُصَبِّحُهُمِ الْأَمْرُ غُدْوَةً، وَكَانَ إِذَا كَانَ حَدِيثَ عَهْدٍ بِجِبْرِيلَ لَمْ يَتَبَسَّمْ ضَاحِكًا حَتَّى يَرْتَفِعَ عَنْهُ (2).

1438 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ قَالَ: قَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ: نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ وَنَحْنُ مُتَوَافِرُونَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً} [الأنفال: 25]، فَجَعَلْنَا نَقُولُ: مَا هَذِهِ الْفِتْنَةُ؟ وَمَا نَشْعُرُ أَنَّهَا تَقَعُ حَيْثُ وَقَعَتْ (3).

آخِرُ حَدِيثِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ رضي الله عنه

(1) تحرف في النسخ المطبوعة من "المسند" إلى: مسلمة، والتصويب من أصولنا الخطية و"جامع المسانيد" 2 / ورقة 16.

(2)

إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الصحيح غير عبد الله بن سلمة، فحديثه من قبيل الحسن، وقد تقدمت ترجمته عند الحديث رقم (627). هشام: هو الدستوائي، وأبو الزبير: هو محمد بن مسلم بن تَدرُس المكي.

وأخرجه أبو يعلى (677) من طريق عبد الصمد، والطبراني في "الأوسط"(2655) من طريق حجاج بن نصير، كلاهما عن هشام الدستوائي، بهذا الإسناد. ورواية أبي يعلى عن الزبير وحده.

(3)

صحيح لغيره، ورجاله ثقات رجال الشيخين. جرير: هو ابن حازم.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(11206) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن جرير، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبري 9/ 218 من طريق حميد الطويل، عن الحسن، به.

وأخرجه بنحوه الطيالسي (192)، والطبري 9/ 218 من طرق عن الزبير. وانظر (1414).

ص: 47

مُسْنَدُ أَبِي إِسْحَاقَ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ (1) رضي الله عنه

(1) هو سعدُ بن مالك بن أُهيب بن عبد مَناف بن زُهْرة بن كلاب، أبو إسحاق الزهري رضي الله عنه.

أسلم قديماً سابعَ سبعةٍ، وهو ابن تسع عشرة سنة.

وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة.

وواحد من الستة أصحاب الشورى.

وهو أوَّلُ من رمى بسَهْم في سبيل الله، وقد قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اللهم سَدَّدْ رميتَه وأَجِب دعوتَه"، فكان سديدَ الرمي شديدَه، مجابَ الدعوة.

وهاجر قبل النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة.

وشهد بدراً وأحداً، وجمع له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يومئذٍ أبويه، فقال:"ارمِ فداك أبي وأمي".

وهو الذي فتح المدائنَ، ودخل إيوانَ كسرى، فصلَّى فيه صلاة الفتح ثمان ركعات، وفتح عامّة تلك البلاد.

وهو الذي كوَّف الكوفة.

وكانت وفاته بقصره بالعقيق قربَ المدينة، فَحُمِلَ إلى مسجد المدينة، فصلَّى عليه فيه مروان بن الحكم، وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك في سنة إحدى وخمسين، وقيل: ست، وقيل: سبع، وقيل: ثمان وخمسين، وقيل: نَيَّف على السبعين، وقيل: على الثمانين، وهو آخرُ العشرة وفاةً، وقيل: إنه آخر المهاجرين موتاً. =

ص: 48

1439 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ، قَالَ: سَأَلْتُ طَاوُوسًا عَنْ رَجُلٍ رَمَى الْجَمْرَةَ بِسِتِّ حَصَيَاتٍ، فَقَالَ: لِيُطْعِمْ قَبْضَةً مِنْ طَعَامٍ. قَالَ: فَلَقِيتُ مُجَاهِدًا فَسَأَلْتُهُ، وَذَكَرْتُ لَهُ قَوْلَ طَاوُوسٍ، فَقَالَ: رَحِمَ اللهُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَمَا بَلَغَهُ قَوْلُ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: رَمَيْنَا الْجِمَارَ - أَوِ الْجَمْرَةَ - فِي حَجَّتِنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ جَلَسْنَا نَتَذَاكَرُ، فَمِنَّا مَنْ قَالَ: رَمَيْتُ بِسِتٍّ، وَمِنَّا مَنْ قَالَ: رَمَيْتُ بِسَبْعٍ، وَمِنَّا مَنْ قَالَ: رَمَيْتُ بِثَمَانٍ، وَمِنَّا مَنْ قَالَ: رَمَيْتُ بِتِسْعٍ، فَلَمْ يَرَوْا (1) بِذَلِكَ بَأْسًا (2).

= وكان قد أوصى أن يُكفَّن في جُبّة له خَلَقٍ كان قد لقي بها المشركين يومَ بدرٍ، وقال: إنما كنت أخبؤها لهذا اليوم.

"جامع المسانيد والسنن" 2 / ورقة 79، وانظر "سير أعلام النبلاء" 1/ 92 - 124.

(1)

في (ظ 11) و (ب): يَرَ.

(2)

إسناده ضعيف لانقطاعه، مجاهد لم يسمع مِن سعد بنِ أبي وقاص، قال العلامة ابن التركماني في "الجوهر النقي" 5/ 149: قال ابنُ القطان: لا أعلم لمجاهدٍ سماعاً من سعد، وقال الطحاوي في "أحكام القرآن": حديثٌ منقطع لا يُثبِتُ أهلُ الإسناد مثلَه، وذكر ابن جرير في "التهذيب" أنه لم يستمر العملُ به، لأنه لم يصحَّ لاختلافِ الرواة عن ابن أبي نجيح فيه، فقد رواه الحجاجُ بن أرطاة عنه عن مجاهد عن سعد أن اختلاف رميهم كان بالزيادة على السبع لا بالنقصان عنها، وهو أولى بالصواب وإن كان من رواية الحجاج، لموافقة ما تظاهر به الأخبارُ من وجوب الرمي بسبعٍ، ولأن سعداً لم يذكر أن ذلك كان عن أمره عليه السلام وفعله، ولأنه ولو صحَّ فهو منسوخ للنقل المستفيض بوجوب السبع.

وأخرجه الدورقي في "مسند سعد بن أبي وقاص"(133) عن عبد الرحمن بن المبارك الطُّفاوي، عن عبد الوارث بن سعيد، بهذا الإسناد. =

ص: 49

1440 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيِّ، عَنْ ثَلاثَةٍ مِنْ وَلَدِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَيْهِ يَعُودُهُ وَهُوَ مَرِيضٌ، وَهُوَ بِمَكَّةَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، قَدْ خَشِيتُ أَنْ أَمُوتَ بِالْأَرْضِ الَّتِي هَاجَرْتُ مِنْهَا كَمَا مَاتَ سَعْدُ ابْنُ خَوْلَةَ، فَادْعُ اللهَ أَنْ يَشْفِيَنِي. قَالَ:" اللهُمَّ اشْفِ سَعْدًا، اللهُمَّ اشْفِ سَعْدًا، اللهُمَّ اشْفِ سَعْدًا " فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ لِي مَالًا كَثِيرًا، وَلَيْسَ لِي وَارِثٌ إِلا ابْنَةً، أَفَأُوصِي بِمَالِي كُلِّهِ؟ قَالَ:" لَا "، قَالَ: أَفَأُوصِي بِثُلُثَيْهِ؟ قَالَ: " لَا "، قَالَ: أَفَأُوصِي بِنِصْفِهِ؟ قَالَ: " لَا " قَالَ: أَفَأُوصِي بِالثُّلُثِ؟ قَالَ: " الثُّلُثُ، وَالثُّلُثُ كَثِيرٌ، إِنَّ نَفَقَتَكَ مِنْ مَالِكَ لَكَ صَدَقَةٌ، وَإِنَّ نَفَقَتَكَ عَلَى عِيَالِكَ لَكَ صَدَقَةٌ، وَإِنَّ نَفَقَتَكَ عَلَى أَهْلِكَ لَكَ صَدَقَةٌ، وَإِنَّكَ أَنْ تَدَعَ أَهْلَكَ بِعَيْشٍ - أَوْ قَالَ: بِخَيْرٍ - خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَدَعَهُمْ يَتَكَفَّفُونَ النَّاسَ "(1).

= وأخرجه النسائي 5/ 275، والبيهقي 5/ 149 من طريق سفيان بن عيينة، عن عبد الله بن أبي نجيح، به مختصراً. وانظر ما سيأتي برقم (1603).

(1)

إسناده صحيح. وُهيب: هو ابن خالد بن عجلان البصري، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني.

وأخرجه ابن سعد 3/ 145 عن عفان، بهذا الإسناد.

وأخرجه الدورقي (33)، والبخاري في "الأدب المفرد"(520)، ومسلم (1628)(8) و (9)، وابن خزيمة (2355)، والبيهقي 9/ 18 من طريقين عن أيوب، به.

وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه"(331)، والدورقي (34)، وأبو يعلى (781)، والشاشي (86) من طريق ابن عون، عن عمرو بن سعيد، به.

وأخرجه مسلم (1628)(9) من طريق محمد بن سيرين، عن حميد بن عبد الرحمن، به. وانظر ما سيأتي برقم (1474) و (1479) و (1482) و (1488) =

ص: 50

1441 -

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ عَبْدُ الْكَبِيرِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ، حَدَّثَنَا بُكَيْرُ بْنُ مِسْمَارٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ: أَنَّ أَخَاهُ عُمَرَ انْطَلَقَ إِلَى سَعْدٍ فِي غَنَمٍ لَهُ خَارِجًا مِنَ الْمَدِينَةِ، فَلَمَّا رَآهُ سَعْدٌ قَالَ: أَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شَرِّ هَذَا الرَّاكِبِ. فَلَمَّا أَتَاهُ قَالَ: يَا أَبَةِ، أَرَضِيتَ أَنْ تَكُونَ أَعْرَابِيًّا فِي غَنَمِكَ، وَالنَّاسُ يَتَنَازَعُونَ فِي الْمُلْكِ بِالْمَدِينَةِ؟ فَضَرَبَ سَعْدٌ صَدْرَ عُمَرَ، وَقَالَ: اسْكُتْ، إنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" إِنَّ اللهَ عز وجل يُحِبُّ الْعَبْدَ التَّقِيَّ الْغَنِيَّ الْخَفِيَّ "(1).

= و (1501).

وقول سعد: "ليس لي إلا ابنة"، قال الحافظ ابن حجر في "هدي السارىٍ" ص 288: هي أم الحكم الكبرى، وأمها بنت شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة، وهي شقيقةُ إسحاق الأكبر الذي كان يكنى به سعد بن أبي وقاص، ووهم من قال: هي عائشة، لأن عائشة أصغرُ أولاده، وعاشت إلى أن أدركها مالك بن أنس.

وقوله: "ليس لي وارث"، قال النووي في "شرح مسلم" 11/ 76: أي: ولا يرثني من الولد وخواص الورثة، وإلا فقد كان له عَصَبة، وقيل: معناه: لا يرثني من أصحاب الفروض.

ويتكفَّفُونَ الناسَ: أي: يسألونهم بأكُفِّهم.

(1)

إسناده قوي على شرط مسلم.

وأخرجه البيهقي في "الشعب"(10370) من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.

وأخرجه الدورقي (18)، ومسلم (2965)، وأبو يعلى (737)، والبغوي (4228) من طريق أبي بكر الحنفي، به.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 1/ 24 - 25 و 94 من طريق محمد بن عمر الواقدي، عن بكير بن مسمار، به. لم يذكر فيه قصة عمر بن سعد.

وأخرجه مطولاً أبو يعلى (749) من طريق شريك بن عبد الله بن أبي نَمِر، عن عامر بن سعد، به. وانظر ما سيأتي برقم (1529). =

ص: 51

1442 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ - يَعْنِي ابْنَ مَعْمَرٍ - قَالَ: حَدَّثَ عَامِرُ بْنُ سَعْدٍ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَهُوَ أَمِيرٌ عَلَى الْمَدِينَةِ: أَنَّ سَعْدًا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ أَكَلَ سَبْعَ تَمَرَاتِ عَجْوَةٍ مِنْ بَيْنَ لابَتَيِ الْمَدِينَةِ عَلَى الرِّيقِ، لَمْ يَضُرَّهُ يَوْمَهُ ذَلِكَ شَيْءٌ حَتَّى يُمْسِيَ " قَالَ فُلَيْحٌ: وَأَظُنُّهُ قَالَ: " وَإِنْ أَكَلَهَا حِينَ يُمْسِي لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ، حَتَّى يُصْبِحَ ". فَقَالَ عُمَرُ: انْظُرْ يَا عَامِرُ مَا تُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ: أَشْهَدُ مَا كَذَبْتُ عَلَى سَعْدٍ، وَمَا كَذَبَ سَعْدٌ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (1).

= قوله: "الغَني"، قال النووي في "شرح مسلم" 18/ 100: المراد بالغِنى غنى النفس، هذا هو الغنى المحبوب لقوله صلى الله عليه وسلم:"ولكن الغنى غنى النفس"، وأشار القاضي إلى أن المراد: الغنى بالمال.

والخَفي: هو الخامل الذِّكر، المعتزل عن الناس الذي يخفى عليهم مكانه، ليتفرغ للتعبد، ورواه بعضهم "الحفي" بالحاء المهملة، ومعناه: الوَصول للرَّحِم، اللطيف بهم وبغيرهم من الضعفاء.

(1)

حديث صحيح، رجاله رجال الشيخين، وفليح- وهو ابن سليمان- قد توبع. أبوعامر: هو عبد الملك بن عمرو العقدي.

وأخرجه أبو بكر الباغندي في"مسند عمر بن عبد العزيز"(75) من طريق عثمان بن عمر، عن فليح بن سليمان، بهذا الإسناد.

وأخرجه الدورقي (37)، ومسلم (2047)(154)، وأبو عوانة 5/ 396، والبيهقي 9/ 345 من طريق سليمان بن بلال، وعبد بن حميد (145) من طريق أبي مصعب عبد السلام، وأبو يعلى (786) من طريق محمد بن عمارة، ثلاثتهم عن عبد الله بن عبد الرحمن، به. وسيأتي برقم (1528) و (1572).

والعجوة، قال ابن الأثير في "النهاية" 3/ 188: هو نوع من تمر المدينة أكبر من الصَّيْحاني يضرب إلى السَّواد.

ولابتا المدينة: حَرَّتاها، وهما: واقم والوَبَرة.

ص: 52

1443 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ: أَنَّ سَعْدًا رَكِبَ إِلَى قَصْرِهِ بِالْعَقِيقِ، فَوَجَدَ غُلامًا يَخْبِطُ شَجَرًا، أَوْ يَقْطَعُهُ، فَسَلَبَهُ، فَلَمَّا رَجَعَ سَعْدٌ جَاءَهُ أَهْلُ الْغُلامِ، فَكَلَّمُوهُ أَنْ يَرُدَّ مَا أَخَذَ مِنْ غُلامِهِمْ، فَقَالَ: مَعَاذَ اللهِ أَنْ أَرُدَّ شَيْئًا نَفَّلَنِيهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم. وَأَبَى أَنْ يَرُدَّ عَلَيْهِمْ (1).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن جعفر- وهو المَخْرمي- فمن رجال مسلم.

وأخرجه الدورقي (32)، ومسلم (1364)، والبزار (1102)، والطحاوي 4/ 191، والبيهقي 5/ 199 من طريق أبي عامر العقدي، بهذا الإسناد.

وأخرجه الحاكم 1/ 487، وعنه البيهقي في "السنن" 5/ 199 من طريق خالد بن مخلد القطواني، عن عبد الله بن جعفر، به. وصححه الحاكم على شرط الشيخين ووافقه الذهبي!

وأخرجه بنحوه البزار (1126)، والحاكم 1/ 486 - 487، والبيهقي 5/ 199 من طريق عبد الرحمن بن إسحاق، عن أبيه إسحاق بن عبد الله بن الحارث بن كنانة القرشي، عن عامر بن سعد، به. ووقع عند البزار: إسحاق بن سالم، ويغلب على ظننا أنه خطأ في روايته، فإن صاحبَ هذا الحديث هو إسحاقُ بن عبد الله والد عبد الرحمن.

وأخرجه بنحوه الطيالسي (218)، وأبو داود (2038)، والشاشي (139)، والبيهقي 5/ 199 من طريق ابن أبي ذئب، عن صالح مولى التوأمة، عن بعض ولد سعد أن سعداً

فذكره. وفي رواية أبي داود: صالح مولى التوأمة عن مولى لسعد. وانظر ما سيأتي برقم (1460).

يَخْبِط: كيضرِب، ينفض ورقَها. والسَّلَب: ما يكون على المرء ومعه من سلاح وثياب ودابة وغير ذلك. والتنفيل: الزيادة في العطاء، وأن يعطيه خاصة دونَ غيره.

قال النووي في "شرح مسلم" 9/ 139: وفي هذا الحديث دلالة لقول الشافعي =

ص: 53

1444 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ - أَمْلاهُ عَلَيْنَا بِبَغْدَادَ -، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مِنْ سَعَادَةِ ابْنِ آدَمَ اسْتِخَارَتُهُ اللهَ، وَمِنْ سَعَادَةِ ابْنِ آدَمَ رِضَاهُ بِمَا قَضَى اللهُ، وَمِنْ شِقْوَةِ ابْنِ آدَمَ تَرْكُهُ اسْتِخَارَةَ اللهِ، وَمِنْ شِقْوَةِ ابْنِ آدَمَ سَخَطُهُ بِمَا قَضَى الله عز وجل "(1).

= القديم: إن مَن صاد في حَرَم المدينة، أو قطع من شجرها، أُخِذ سَلَبُه، وبهذا قال سعد بن أبي وقاص وجماعة من الصحابة، قال القاضي عياض: ولم يقل به أحد بعد الصحابة إلا الشافعي في قوله القديم، وخالفه أئمة الأمصار. قلت: ولا تضرُّ مخالفتهم إذا كانت السنة معه، وهذا القول القديم هو المختار لثبوت الحديث فيه، وعمل الصحابة على وَفْقه، ولم يثبت له دافع. وانظر "شرح معاني الآثار" 4/ 191 - 196، و"التمهيد" لابن عبد البر 6/ 310 - 311، و"فتح الباري" 4/ 83 - 84.

(1)

إسناده ضعيف، محمد بن أبي حميد إبراهيم الأنصاري الزرقي متفق على ضعفه. روح: هو ابن عبادة.

وأخرجه الحاكم 1/ 518 من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد. وصحح إسناده ووافقه الذهبي! فوهما.

وأخرجه الترمذي (2151)، والبزار (750 - كشف الأستار)، والبيهقي في"الشعب"(203) من طريق أبي عامر العقدي، والشاشي في "مسنده"(185)، والبيهقي (203) من طريق ابن أبي فُديك، كلاهما عن محمد بن أبي حميد، به. ووقع في "مسند الشاسي" أخطاء في الإسناد تستدرك من هنا. قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث محمد بن أبي حميد، ويقال له أيضاً: حماد بن أبي حميد، وهو أبو إبراهيم المديني، وليس هو بالقوي عند أهل الحديث.

وأخرجه البزار (750)، وأبو يعلى (701) من طريق عبد الرحمن بن أبي بكر بن عبيد الله، عن إسماعيل بنِ محمد بنِ سعد، به. وعبد الرحمن ليّن منكر الحديث، ومتابعته =

ص: 54

1445 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مِنْ سَعَادَةِ ابْنِ آدَمَ ثَلاثَةٌ، وَمِنْ شِقْوَةِ ابْنِ آدَمَ ثَلاثَةٌ: مِنْ سَعَادَةِ ابْنِ آدَمَ الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ، وَالْمَسْكَنُ الصَّالِحُ، وَالْمَرْكَبُ الصَّالِحُ، وَمِنْ شِقْوَةِ ابْنِ آدَمَ الْمَرْأَةُ السُّوءُ، وَالْمَسْكَنُ السُّوءُ، وَالْمَرْكَبُ السُّوءُ "(1).

= لابن أبي حميد لا يُفرح بها.

وأخرجه البزار (751) من طريق عمران بن أبان الواسطي، عن عبد الرحمن بن أبي بكر، عن محمد بن المنكدر، عن عامر بن سعد، عن سعد. وعِمران وعبد الرحمن ضعيفان.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف محمد بن أبي حميد.

وأخرجه الطيالسي (210)، والبزار (1412 - كشف الأستار) من طريق محمد بن أبي حميد الأنصاري، بهذا الإسناد. قال البزار: لا نعلمه مرفوعاً إلا من هذا الوجه عن سعد، ومحمد بن أبي حميد فليس بالقوي، وقد روى عنه جماعة من أهل العلم.

وأخرجه ابن حبان (4032) من طريق محمد بن عبد العزيز بن أبي رِزْمَة، حدثنا الفضل بن موسى، عن عبد الله بن سعيد بنِ أبي هند، عن إسماعيل بنِ محمد بنِ سعد بن أبي وقاص، عن أبيه، عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أربعٌ من السعادة: المرأة الصالحة، والمسكنُ الواسع، والجار الصالح، والمركبُ الهنيء، وأربعٌ من الشقاوة: الجار السوء، والمرأة السوء، والمسكن الضيق، والمركب السوء". وهذا إسناد صحيح على شرط البخاري، رجاله رجال الشيخين غير محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة، فمن رجال البخاري.

وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 12/ 99 من طريق محمود بن آدم المروزي، عن الفضل بن موسى، به.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 8/ 388 من طريق وائل بن داود، عن محمد بن =

ص: 55

1446 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا بُكَيْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْأَشَجِّ، أَنَّهُ سَمِعَ حُسَيْنَ بْنَ عَبْدِ الرَحَّمَنِ يُحَدِّثُ: أَنَّهُ سَمِعَ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " سَتَكُونُ فِتْنَةٌ، الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ القَائِمِ، وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ المَاشِي، وَيَكُونُ الْمَاشِي فِيهَا خَيْرًا مِنَ السَّاعِي ". قَالَ: وَأُرَاهُ قَالَ: " وَالْمُضْطَجِعُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ القَاعِدِ "(1).

= سعد، به.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(329) من طريق إبراهيم بن عثمان أبي شيبة الواسطي، عن العباس بن ذَريح، عن محمد بن سعد، به. وإبراهيم بن عثمان متروك.

وأخرجه البزار (1413)، والحاكم في "المستدرك" 2/ 162 من طريقين عن خالد بن عبد الله الواسطي، حدثنا أبو إسحاق الشيباني، عن أبي بكر بنِ أبي موسى، (وفي المستدرك: عن أبي بكربن حفص) عن محمد بن سعد، به.

وفي الباب عن نافع بن الحارث، وسيأتي عند أحمد 3/ 407.

(1)

صحيح لغيره، عبد الله بن لهيعة- وإن كان سيئ الحفظ- قد توبع، وعبد الرحمن بن حسين- ويقال: حسين بن عبد الرحمن-: هو الأشجعي، لم يرو عنه غير بسر بن سعيد، وذكره ابن حبان في"الثقات" 4/ 156 وقال: روى عنه أهل الكوفة، وقد توبع أيضاً.

وأخرجه أبو داود (4257) من طريق عياش بن عباس، عن بُكير بن عبد الله بن الأشج، عن بُسْرِ بنِ سعيد، عن حسين بنِ عبد الرحمن الأشجعي، بهذا الإسناد. وزاد في آخره: فقلتُ: يا رسولَ الله، أرأيت إن دخل عليَّ بيتي وبسط يدَه ليقتلني؟ قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كن كابني آدم"، وتلا يزيد الرملي شيخ أبي داود فيه:{لَئِن بَسَطْت إليَّ يَدَكَ} الآية.

وأخرجه دونَ هذه الزيادة الحاكم 4/ 441 من طريق هشيم، عن داود بن أبي هند، عن أبي عثمان النهدي، عن سعد بن أبي وقاص. وصححه على شرط مسلم ووافقه =

ص: 56

1447 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنِ ابْنِ أَخٍ لِسَعْدٍ، عَنْ سَعْدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِبَنِي نَاجِيَةَ:" أَنَا مِنْهُمْ، وَهُمْ مِنِّي "(1).

1448 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِقِصَّةٍ فِيهِ، فَقَالَ ابْنُ أَخِي سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ: قَدْ ذَكَرُوا بَنِي نَاجِيَةَ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" هُمْ حَيٌّ مِنِّي ". وَلَمْ يُذْكَرْ فِيهِ سَعْدٌ (2).

1449 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَوِ أنَّ مَا يُقِلُّ ظُفُرٌ مِمَّا فِي الْجَنَّةِ بَدَا، لَتَزَخْرَفَتْ لَهُ مَا بَيْنَ خَوَافِقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، وَلَوِ أنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ اطَّلَعَ فَبَدَا سِوَارُهُ، لَطَمَسَ ضَوْؤهُ ضَوْءَ الشَّمْسِ، كَمَا تَطْمِسُ الشَّمْسُ ضَوْءَ النُّجُومِ "(3).

= الذهبي. وانظر ما سيأتي برقم (1609).

وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري (3601)، ومسلم (2886)، وسيأتي في "المسند" 2/ 28.

وعن أبي بكرة عند مسلم (2887)، وسيأتي في "المسند" 5/ 48.

(1)

إسناده ضعيف لجهالة ابن أخي سعد، ولاضطراب سنده.

وأخرجه الطيالسي (222) عن شعبة، عن سماك بن حرب قال: حدثني رجل عن عمه، عن سعد، بأطول مما هنا. وانظر ما بعده.

(2)

إسناده ضعيف كسابقه، ومحمد بن جعفر رواه عن شعبة، والحديث مرسل.

(3)

حسن، رجاله ثقات رجال الصحيح غيرَ عبد الله بن لهيعة، فقد خرَّج له مسلم =

ص: 57

1450 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدٍ، قَالَ: الْحَدُوا لِي لَحْدًا، وَانْصِبُوا عَلَيَّ اللَّبِنَ نَصْبًا، كَمَا صُنِعَ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (1).

1451 -

حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعْدٍ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ (2). وَوَافَقَهُ أَبُو سَعِيدٍ عَلَى عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ

= مقروناً بغيره وروى له أصحاب السنن، وهو- وإن كان في حفظه شيء- سيأتي برقم (1467) من رواية عبد الله بن المبارك عنه.

وأخرجه أبو نعيم الأصفهاني في"صفة الجنة"(210) و (266)، والمزي في "تهذيب الكمال" 8/ 408 - 409 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.

قوله: "يُقِلُّ"، أي: يحمل.

وتزخرفت: تزيّنت.

وخوافق: جمع خافق، وهو الأفق.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ عبد الله بن جعفر- وهو ابن عبد الرحمن المَخْرمي- فمن رجال مسلم. أبو سلمة الخزاعي: هو منصور بن سلمة بن عبد العزيز الخزاعي، وإسماعيل بن محمد: هو ابن سعد بن أبي وقاص.

وأخرجه ابن سعد 2/ 297، والدورقي (23)، ومسلم (966)، وابن ماجه (1556)، والبزار (1101)، والنسائي 4/ 80، والبيهقي 3/ 386 و 407 من طرق عن عبد الله بن جعفر، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (1601) و (1602).

واللَّحْد: الشَّق الذي يُعمل في جانب القبر لموضع الميت، لأنه قد أُميل عن وسط القبر إلى جانبه.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم. ورواية أبي سعيد التي أشار إليها المصنف ستأتي عنده برقم (1601). =

ص: 58

كَمَا قَالَ الْخُزَاعِيُّ.

1452 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ - يَعْنِي ابْنَ جَعْفَرٍ -، أَخْبَرَنِي مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ فِي الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ:" لَا بَأْسَ بِذَلِكَ "(1).

1453 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنِي مَالِكٌ - يَعْنِي ابْنَ أَنَسٍ -، عَنْ سَالِمٍ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: مَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ لِحَيٍّ مِنَ النَّاسِ يَمْشِي: " إِنَّهُ فِي الْجَنَّةِ " إِلا لِعَبْدِ اللهِ بْنِ سَلامٍ (2).

= وأخرجه النسائي 4/ 80 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وسيتكرر برقم (1489).

(1)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ سليمان بن داود الهاشمي، فمن رجال أصحاب السنن الأربعة، وهو ثقة. أبو النضر: هو سالم بن أبي أمية.

وأخرجه النسائي 1/ 82 عن قتيبة، عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإسناد.

وعلّقه بصيغة الجزم البخاري في "صحيحه" بعد الحديث رقم (202)، فقال: وقال موسى بن عقبة، به. وسيأتي برقم (1459)، وانظر ما تقدم برقم (88).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إسحاق بن عيسى- وهو ابن الطباع- فمن رجال مسلم.

وأخرجه مسلم (2483)، وأبو يعلى (776) من طريق إسحاق بن عيسى، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (3812)، والبزار (1093) و (1094)، والنسائي في "الكبرى" =

ص: 59

1454 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ (1)، أَخْبَرَنَا خَالِدٌ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، قَالَ: لَمَّا ادُّعِيَ زِيَادٌ لَقِيتُ أَبَا بَكْرَةَ، قَالَ: فَقُلْتُ: مَا هَذَا الَّذِي صَنَعْتُمْ؟ إِنِّي سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ يَقُولُ: سَمِعَ أُذُنِي مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَقُولُ: " مَنِ ادَّعَى أَبًا فِي الْإِسْلامِ غَيْرَ أَبِيهِ، وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ غَيْرُ أَبِيهِ، فَالْجَنَّةُ عَلَيْهِ حَرَامٌ ". فَقَالَ أَبُو بَكْرَةَ: وَأَنَا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (2).

= (8252)، وأبو يعلى (767)، والطبري 26/ 10، وابن حبان (7163)، والبغوي (3990) من طرق عن مالك، به. وسيتكرر برقم (1533).

(1)

تحرف في (م) إلى: هشام.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. خالد: هو ابن مهران الحذاء، وأبو عثمان النهدي: هو عبد الرحمن بن مل، وأبو بكرة: هو الصحابي المعروف، واسمه نفيع بن الحارث.

وأخرجه مسلم (63)(114)، وأبو يعلى (765)، والشاشي (156)، وابن حبان (415)، والبيهقي 7/ 403 من طريق هشيم، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (6766، 6767)، وابن حبان (416)، والبيهقي 7/ 403 من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، وأبو يعلى (700) و (706)، والطبراني في "الدعاء"(2141) من طريق يزيد بن زريع، كلاهما عن خالد الحذاء، به. وسيتكرر الحديث بإسناد المصنف في مسند أبي بكرة 5/ 46، وانظر ما سيأتي برقم (1497) و (1499) و (1504) و (1553).

وزيادٌ الذي ادُّعي: هو المعروف بزياد بن أبي سفيان، ويقال فيه: زياد بن أبيه، ويقال: زياد بن أمِّه، وكان يُعرف بزياد بن عبيد الثقفي، ثم ادّعاه معاوية بن أبي سفيان، وألحقه بأبيه أبي سفيان، وصار من جملة أصحابه بعد أن كان من أصحاب علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وهو أخو أبي بكرة لأمِّه سُمية أَمَة الحارث بن كَلَدَةَ.

قال الإمام النووي في "شرح مسلم" 2/ 52: وأما قوله صلى الله عليه وسلم: "فالجنة عليه حرام"، =

ص: 60

1455 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ وُهَيْبٍ، عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" تُقْطَعُ الْيَدُ فِي ثَمَنِ الْمِجَنِّ "(1).

= ففيه تأويلان: أحدهما: أنه محمول على من فَعَله مستحلاً له، والثاني: أن جزاءه أنها محرمة عليه أولاً عند دخولِ الفائزين وأهل السلام، ثم إنه قد يُجازى فيُمنعها عند دخولهم ثم يدخلها بعد ذلك، وقد لا يُجازى، بل يعفو الله سبحانه وتعالى عنه، ومعنى "حرام": ممنوعة. وانظر "فتح الباري" 12/ 54.

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، أبو واقد الليثي- واسمه صالح بن محمد بن زائدة- جمهور المحدثين على تضعيفه، لكن كان الإمام أحمد حسن الرأي فيه، فقال: ما أرى به بأساً، وقال ابن عدي: بعض أحاديثه مستقيمة، وبعضها فيه إنكار، وهو من الضعفاء الذين يكتب حديثهم، وقد توبع، وباقي رجاله ثقات من رجال الشيخين، وللحديث شواهد يتقوى بها ويصح. وهيب: هو ابن خالد.

وأخرجه أبو يعلى (799)، وعنه ابن عدي في "الكامل" 4/ 1377 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 9/ 469، والدورقي (24)، وابن ماجه (2586)، والطحاوي 3/ 163، والشاشي (98)، وابن عدي 4/ 1377، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(539)، والبيهقي 8/ 259 من طرق عن وهيب بن خالد، به. وفي رواية البيهقي:"في مجن ثمنه خمسة دراهم".

وأخرجه بنحوه البزار (1128) عن محمد بن المثنى، عن عبد الرحمن بن مهدي، به. ولفظه عنده:"تقطع اليد في ربع دينار".

وأخرجه كلفظ حديث الباب الخطيب البغدادي في "تلخيص المتشابه في الرسم" 1/ 165 من طريق معلى بن أسد، عن وهيب، عن محمد بن عجلان، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن عامر بن سعد، به. فإن صح الإسناد إلى معلى فهذه متابعة جيدة لأبي واقد الليثي، فإن محمد بن عجلان ومحمد بن إبراهيم التيمي ثقتان.

وفي الباب عن عائشة عند البخاري (6762)، ومسلم (1685). =

ص: 61

1456 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ الْمَدَنِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ أُنَادِيَ أَيَّامَ مِنًى: إِنَّهَا أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ، فَلا صَوْمَ فِيهَا. يَعْنِي أَيَّامَ التَّشْرِيقِ (1).

1457 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا الْفُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي يَحْيَى، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: مَا بَيْنَ لابَتَيْ الْمَدِينَةِ حَرَامٌ، قَدْ حَرَّمَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، كَمَا حَرَّمَ إِبْرَاهِيمُ مَكَّةَ، اللهُمَّ اجْعَلِ الْبَرَكَةَ فِيهَا بَرَكَتَيْنِ، وَبَارِكْ لَهُمْ فِي صَاعِهِمْ وَمُدِّهِمْ (2).

= وعن ابن عمر عند البخاري (6795)، ومسلم (1686)، ويأتي 2/ 6.

والمِجَنُّ: هو التُّرس. واختلف أهل العلم في النصاب الذي يُقطع به يد السارق، فقال الجمهور: ربع دينار، وقال مالك: ثلاثة دراهم، وقال الثوري وأصحاب الرأي: دينار أو عشرة دراهم، وقال أحمد: إن سرق ذهباً فربع دينار، وإن سرق فضة أو متاعاً فثلاثة دراهم. وانظر "شرح السنة" 10/ 313 - 314.

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف محمد بن أبي حميد. روح: هو ابن عبادة.

وأخرجه البزار (1067 - كشف الأستار) من طريق محمد بن أبي عدي، عن محمد بنِ أبي حميد، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (1500).

وله شاهد بنحوه من حديث علي تقدم برقم (567) وإسناده صحيح.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. حسين بن محمد: هو المَرُّوذي، وأبو إسحاق بن سالم: هو إبراهيم بن سالم بن أبي أمية المعروف بِبَرَدان، جزم بذلك أبو أحمد الحاكم في "الكنى". وانظر ما سيأتي برقم (1573) و (1593).

وفي الباب عن علي تقدم برقم (936) و (959)، وعن أنس عند البخاري (1885)، =

ص: 62

1458 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بِقَصْعَةٍ، فَأَكَلَ مِنْهَا، فَفَضَلَتْ فَضْلَةٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" يَجِيءُ رَجُلٌ مِنْ هَذَا الْفَجِّ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، يَأْكُلُ هَذِهِ الْفَضْلَةَ ". قَالَ سَعْدٌ: وَكُنْتُ تَرَكْتُ أَخِي عُمَيْرًا يَتَوَضَّأُ، قَالَ: فَقُلْتُ: هُوَ عُمَيْرٌ، قَالَ: فَجَاءَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلامٍ فَأَكَلَهَا (1).

1459 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا النَّضْرِ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ حَدِيثًا رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: عَنِ الْوُضُوءِ عَلَى الْخُفَّيْنِ: أَنَّهُ لَا بَأْسَ بِهِ (2).

1460 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، حَدَّثَنِي يَعْلَى بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ، قَالَ: رَأَيْتُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ أَخَذَ رَجُلًا يَصِيدُ فِي حَرَمِ الْمَدِينَةِ الَّذِي

= وسيأتي في "المسند" 3/ 142.

(1)

إسناده حسن، عاصم بن بهدلة روى له الشيخان مقروناً وأصحاب السنن، وهو حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه الدورقي (56)، وعبد بن حميد (152)، وأبو يعلى (754) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.

وأخرجه البزار (1156)، وابن حبان (7164)، والحاكم 3/ 416 من طرق عن حماد بن سلمة، به. وصحح الحاكم إسناده ووافقه الذهبي. وسيأتي برقم (1591) و (1592).

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. وانظر (1452).

ص: 63

حَرَّمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَسَلَبَهُ ثِيَابَهُ، فَجَاءَ مَوَالِيهِ، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَرَّمَ هَذَا الْحَرَمَ، وَقَالَ:" مَنْ رَأَيْتُمُوهُ يَصِيدُ فِيهِ شَيْئًا، فَلَهُ سَلَبُهُ " فَلا أَرُدُّ عَلَيْكُمْ طُعْمَةً أَطْعَمَنِيهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَلَكِنْ إنْ شِئْتُمْ أعْطَيْتُكُمْ ثَمَنَهُ. وَقَالَ عَفَّانُ مَرَّةً: إِنْ شِئْتُمْ أنْ أعْطِيَكُمْ ثَمَنَهُ أَعْطَيْتُكُمْ (1).

1461 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحُصَيْنِ، أَنَّهُ حَدَّثَ عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ: أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ يُوتِرُ بِوَاحِدَةٍ لَا يَزِيدُ عَلَيْهَا، قَالَ: فَيُقَالُ لَهُ: أَتُوتِرُ بِوَاحِدَةٍ لَا تَزِيدُ عَلَيْهَا يَا أَبَا إِسْحَاقَ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" الَّذِي لَا يَنَامُ حَتَّى يُوتِرَ حَازِمٌ "(2).

(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن أبي عبد الله، فقد أخرج له أبو داود، ولم يرو عنه غير يعلى بن حكيم، وهو تابعي كبير أدرك المهاجرين والأنصار، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: ليس بالمشهور فيعتبر بحديثه.

وأخرجه أبو داود (2037)، ومن طريقه البيهقي 5/ 199 - 200 عن أبي سلمة موسى بن إسماعيل، والدورقي (122)، وأبو يعلى (806)، والطحاوي 4/ 191 من طريق وهب بن جرير، كلاهما عن جرير بن حازم، بهذا الإسناد. وانظر ما تقدم برقم (1443).

(2)

حسن لغيره، محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن الحصين روى عن سعد وعائشة وعوف بن الحارث وعروة بن الزبير، ولم يروعنه غير ابن إسحاق وقال: كان صواماً قواماً، وذكره ابن حبان في "الثقات" 7/ 413، وابن إسحاق حسن الحديث، ويعقوب- وهو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزهري- وأبوه ثقتان من رجال الشيخين.

وهذا الحديث تفرد به الإمام أحمد، وقد صح عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أنه كان يوتر بواحدة، انظر "مصنف عبد الرزاق" 3/ 21 - 22، و"مصنف ابن أبي شيبة" =

ص: 64

1462 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي وَالِدِي مُحَمَّدٌ، عَنِ أبِيهِ سَعْدٍ، قَالَ: مَرَرْتُ بِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ فِي الْمَسْجِدِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَمَلأ عَيْنَيْهِ مِنِّي، ثُمَّ لَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ السَّلامَ، فَأَتَيْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، هَلْ حَدَثَ فِي الْإِسْلامِ شَيْءٌ؟ مَرَّتَيْنِ، قَالَ: لَا، وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: لَا، إِلا أَنِّي مَرَرْتُ بِعُثْمَانَ آنِفًا فِي الْمَسْجِدِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَمَلأ عَيْنَيْهِ مِنِّي، ثُمَّ لَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ السَّلامَ. قَالَ: فَأَرْسَلَ عُمَرُ إِلَى عُثْمَانَ، فَدَعَاهُ، فَقَالَ: مَا مَنَعَكَ أَنْ لَا تَكُونَ رَدَدْتَ عَلَى أَخِيكَ السَّلامَ؟ قَالَ عُثْمَانُ: مَا فَعَلْتُ. قَالَ سَعْدٌ: قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: حَتَّى حَلَفَ وَحَلَفْتُ، قَالَ: ثُمَّ إِنَّ عُثْمَانَ ذَكَرَ فَقَالَ: بَلَى، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ، إِنَّكَ مَرَرْتَ بِي آنِفًا وَأَنَا أُحَدِّثُ نَفْسِي بِكَلِمَةٍ سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، لَا وَاللهِ مَا ذَكَرْتُهَا قَطُّ إِلا تَغَشَّى بَصَرِي وَقَلْبِي غِشَاوَةٌ.

قَالَ: قَالَ سَعْدٌ: فَأَنَا أُنْبِئُكَ بِهَا: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَكَرَ لَنَا أَوَّلَ دَعْوَةٍ، ثُمَّ جَاءَ أَعْرَابِيٌّ فَشَغَلَهُ حَتَّى قَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَاتَّبَعْتُهُ، فَلَمَّا أَشْفَقْتُ أَنْ يَسْبِقَنِي إِلَى مَنْزِلِهِ، ضَرَبْتُ بِقَدَمِي الْأَرْضَ، فَالْتَفَتَ إِلَيَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم،

= 2/ 292.

وأما قوله صلى الله عليه وسلم: "الذي لا ينام حتى يوتر حازم"، فقد قال معنى هذا الكلام لأبي بكر رضي الله عنه عندما سأله "متى تُوتِر؟ "، فقال: آخر الليل، فقال له:"أخذت بالحَزْم".

أخرجه أبو داود (1434) من حديث أبي قتادة، وابن ماجه (1202)، وابن حبان (2446) من حديث ابن عمر، وأحمد 3/ 330، وابن ماجه (1202) من حديث جابر، وهو حديث حسن. =

ص: 65

فَقَالَ: " مَنْ هَذَا؟ أَبُو إِسْحَاقَ؟ " قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " فَمَهْ؟ " قَالَ: قُلْتُ: لَا وَاللهِ، إِلا أَنَّكَ ذَكَرْتَ لَنَا أَوَّلَ دَعْوَةٍ، ثُمَّ جَاءَ هَذَا الْأَعْرَابِيُّ فَشَغَلَكَ. قَالَ:" نَعَمْ، دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ هُوَ فِي بَطْنِ الْحُوتِ: {لَا إِلَهَ إِلا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} [الأنبياء: 87] فَإِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا مُسْلِمٌ رَبَّهُ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلا اسْتَجَابَ لَهُ "(1).

1463 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ، حَدَّثَنَا الْجُعَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهَا: أَنَّ عَلِيًّا خَرَجَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى جَاءَ ثَنِيَّةَ الْوَدَاعِ، وَعَلِيٌّ يَبْكِي، يَقُولُ: تُخَلِّفُنِي مَعَ الْخَوَالِفِ؟ فَقَالَ: " أَوَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي

(1) إسناده حسن. إسماعيل بن عمر: هو الواسطي.

وأخرجه أبو يعلى (772) من طريق إسماعيل بن عمر، بهذا الإسناد.

وأخرجه مختصراً الترمذي (3505)، والنسائي في "اليوم والليلة"(656)، والطبراني في "الدعاء"(124)، والحاكم 1/ 505 و 2/ 382 - 383 من طريق محمد بن يوسف، والبزار (3150 - كشف الأستار) من طريق أبي أحمد، والبيهقي في "الشعب"(620) من طريق محمد بن عبيد الطنافسي، ثلاثتهم عن يونس بن أبي إسحاق، به. وصحح الحاكم إسناده، ووافقه الذهبي.

وأخرجه بنحوه النسائي (655)، والحاكم 1/ 505 من طريق عبيد بن محمد، عن محمد بن مهاجر، عن إبراهيم بن محمد بن سعد، به. وعبيد بن محمد ومحمد بن مهاجر ضعيفان.

وأخرجه الدورقي (63)، والبزار (3149)، وأبو يعلى (707)، وابن عَدي في "الكامل" 6/ 2088، والحاكم 2/ 584 من طريق أبي خالد الأحمر، عن كثير بن زيد، عن المطلب بن عبد الله بن حنطب، عن مصعب بن سعد، عن أبيه. وكثير بن زيد إلى الضعف أقرب.

ص: 66

بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى، إِلا النُّبُوَّةَ؟ " (1).

1464 -

حَدَّثَنَا عِصَامُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي مَرْيَمَ -، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ (2) عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ:" لَا تَعْجِزُ أُمَّتِي عِنْدَ رَبِّي أَنْ يُؤَخِّرَهَا نِصْفَ يَوْمٍ ".

وَسَأَلْتُ رَاشِدًا: هَلْ بَلَغَكَ مَاذَا النِّصْفُ يَوْمٍ؟ قَالَ: خَمْسُ مِئَةِ سَنَةٍ (3).

(1) إسناده صحيح على شرط البخاري. أبو سعيد مولى بني هاشم: اسمه عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري.

وأخرجه ابن أبي عاصم (1340)، والنسائي في "خصائص علي"(55) و (58) من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن الجعيد بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي عاصم (1339)، والنسائي (57)، والشاشي (137)، والخطيب البغدادي في "تاريخه" 8/ 53 من طريق المطلب بن زياد، عن ليث بن أبي سليم، عن الحكم بن عُتيبة، عن عائشة بنت سعد، به. والمطلب وليث ضعيفان، وانظر ما سيأتي برقم (1490) و (1505) و (1583) و (1600) و (1608).

قوله: "تُخلِّفني مع الخوالف"، قال السندي: أي: مع النساء اللاتي شأنهن القعود ولزوم البيوت، جمع خالفة، وقيل: الخالفة: من لا خير فيه.

(2)

تحرف في (م) إلى: راشد بن سعد بن أبي وقاص عن سعد

(3)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي بكر بن أبي مريم، ولانقطاعه، فإن رواية راشد بن سعد عن سعد بن أبي وقاص مرسلة كما قال أبو زرعة.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 6/ 117، والحاكم 4/ 424 من طريق الوليد بن مسلم، عن أبي بكر بن أبي مريم، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم على شرط الشيخين، فتعقبه الذهبي بقوله: لا والله، ابنُ أبي مريم ضعيف ولم يرويا له شيئاً. قلنا: وكذا =

ص: 67

1465 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ:" إِنِّي لأرْجُو أَنْ لَا تَعْجِزَ أُمَّتِي عِنْدَ رَبِّي أَنْ يُؤَخِّرَهُمْ نِصْفَ يَوْمٍ ". فَقِيلَ لِسَعْدٍ: وَكَمْ نِصْفُ يَوْمٍ؟ قَالَ: خَمْسُ مِئَةِ سَنَةٍ (1).

1466 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ: {هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ} [الأنعام: 65]، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَمَا إِنَّهَا كَائِنَةٌ وَلَمْ يَأْتِ تَأْوِيلُهَا بَعْدُ "(2).

1467 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ

= راشدُ بنُ سعد لم يرويا له شيئاً.

وأخرجه أبو داود (4350) من طريق صفوان بن عمرو، عن شريح بن عبيد، عن سعد بن أبي وقاص. ورجاله ثقات، لكنه منقطع أيضاً، فإن شريحاً لم يدرك سعداً.

وله شاهد من حديث أبي ثعلبة الخشني عند أحمد 4/ 193، وأبي داود (4349)، والحاكم 4/ 424، وإسناده حسن، ورجح البخاري وقفه على أبي ثعلبة فيما نقله ابن حجر في "الفتح" 11/ 351.

(1)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه. أبو اليمان: هو الحكم بن نافع.

(2)

إسناده ضعيف كسابقه.

وأخرجه الترمذي (3066) من طريق إسماعيل بن عياش، عن أبي بكر بن أبي مريم، بهذا الإسناد. وقال الترمذي في نسخ عتيقة مسموعة كالتي اعتمدها الحافظ المزي في"التحفة" 3/ 282، وابن كثير في "تفسيره" 3/ 265: غريب، وفي النسخ المطبوعة من "السنن": حسن غريب!

ص: 68

يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَوِ أنَّ مَا يُقِلُّ ظُفُرٌ مِمَّا فِي الْجَنَّةِ بَدَا لَتَزَخْرَفَ لَهُ مَا بَيْنَ خَوَافِقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، وَلَوْ أنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ اطَّلَعَ، فَبَدَتْ أَسَاوِرُهُ، لَطَمَسَ ضَوْؤُهُ ضَوْءَ الشَّمْسِ كَمَا تَطْمِسُ الشَّمْسُ ضَوْءَ النُّجُومِ "(1).

1468 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، أَخْبََرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِيهِ (2)

(1) إسناده حسن، عبد الله- وهو ابن المبارك- روايته عن ابن لهيعة كانت قبل احتراق كتبه.

وهو في "الزهد" لابن المبارك (416) زيادات نعيم بن حماد.

وأخرجه الدورقي (26) عن علي بن إسحاق، والترمذي (2538) عن سويد بن نصر، والبغوي (4377) من طريق إبراهيم بن عبد الله الخلال، ثلاثتهم عن ابن المبارك، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حديث غريب.

وأخرجه البزار (1109) من طريق يحيى بن أيوب الغافقي، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عمر بن الحكم، عن سعد. وذكره البخاري معلقاً في "تاريخه" 6/ 208 من هذا الطريق، وقال فيه:"عمر" ولم ينسبه.

وأخرجه أبو نعيم في "صفة الجنة"(57) من طريق ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، أن سليمان بن حميد حدثه أن عامر بن سعد حدثه، قال سليمان: ولا أعلمه إلا أنه حدثني عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم

وذكره البخاري أيضا 6/ 208 من هذا الطريق. وانظر ما تقدم برقم (1449).

(2)

قوله: "عن أبيه، عن أبيه"، يعني أن إبراهيم بن سعد يرويه عن أبيه سعد بن إبراهيم، وسعد بن إبراهيم يرويه عن أبيه إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، عن سعد بن أبي وقاص.

ص: 69

عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُ عَنْ يَمِينِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَعَنْ يَسَارِهِ يَوْمَ أُحُدٍ، رَجُلَيْنِ عَلَيْهِمَا ثِيَابٌ بِيضٌ يُقَاتِلانِ عَنْهُ كَأَشَدِّ الْقِتَالِ، مَا رَأَيْتُهُمَا قَبْلُ وَلا بَعْدُ (1).

1469 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ - يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ -، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُعَاذٍ التَّيْمِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " صَلاتَانِ لَا يُصَلَّى بَعْدَهُمَا: الصُّبْحُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، وَالْعَصْرُ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ "(2).

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن داود الهاشمي، فمن رجال أصحاب السنن، وهو ثقة.

وأخرجه الشاشي (133) من طريق سليمان بن داود الهاشمي، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (206)، ومن طريقه البيهقي في "دلائل النبوة" 3/ 254، وأخرجه البخاري (4054) من طريق عبد العزيز بن عبد الله، وأخرجه مسلم (2306)(47)، والبيهقي 3/ 254 من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، ثلاثتهم (الطيالسي وعبد العزيز وعبد الصمد) عن إبراهيم بن سعد، به. وسيأتي برقم (1471) و (1530).

(2)

صحيح لغيره، معاذ التيمي لم يرو عنه غير سعد بن إبراهيم، وذكره ابن حبان في "الثقات" 5/ 423، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. إسحاق بن عيسى: هو ابن الطباع.

وأخرجه أبو يعلى (773) من طريق إسحاق بن عيسى، بهذا الإسناد.

وأخرجه الدورقي (118) عن إبراهيم بن مهدي، وابن حبان (1549) من طريق منصوربن أبي مزاحم، كلاهما عن إبراهيم بن سعد، به.

وفي الباب عن أبي سعيد الخدري عند أحمد 3/ 95.

وعن عمر بن الخطاب تقدم عند أحمد برقم (110). =

ص: 70

1470 -

حَدَّثَنَاه يُونُسُ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي تَيْمٍ يُقَالُ لَهُ: مُعَاذٌ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ مِثْلَهُ (1).

1471 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ وَسَعْدٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، - قَالَ سَعْدٌ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (2) - قَالَ: سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ يَقُولُ: لَقَدْ رَأَيْتُ عَنْ يَمِينِ، رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَعَنْ يَسَارِهِ يَوْمَ أُحُدٍ، رَجُلَيْنِ عَلَيْهِمَا ثِيَابٌ بِيضٌ يُقَاتِلانِ عَنْهُ كَأَشَدِّ الْقِتَالِ، مَا رَأَيْتُهُمَا قَبْلُ وَلا بَعْدُ (3).

1472 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ: قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدٍ (4)، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَاهُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: اسْتَأْذَنَ عُمَرُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَعِنْدَهُ نِسَاءٌ مِنْ قُرَيْشٍ يُكَلِّمْنَهُ وَيَسْتَكْثِرْنَهُ، عَالِيَةٌ أَصْوَاتُهُنَّ، فَلَمَّا اسْتَأْذَنَ قُمْنَ يَبْتَدِرْنَ الْحِجَابَ، فَأَذِنَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَعْنِي: فَدَخَلَ -، وَرَسُولُ

= وعن عبد الله بن عمرو بن العاص عنده 2/ 211.

وعن معاذ بن عفراء عنده 4/ 219.

(1)

هو مكرر ما قبله. يونس: هو ابن محمد المؤدب.

(2)

تحرف في (م) وأصولنا الخطية غير (ح) إلى: قال سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن، وأثبتناه على الصواب من (ح) و"جامع المسانيد والسنن" 2 / ورقة 80.

(3)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سعد- وهو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن- فمن رجال البخاري. يعقوب: هو أخو سعد. وانظر (1468).

(4)

في (م) وأصولنا الخطية و"جامع المسانيد" 2 / ورقة 94: عبد الحميد بن عبد الرحمن بن محمد بن زيد، بزيادة "بن محمد"، والصواب حذفها كما جاء في رواية يعقوب عند البخاري ومسلم، وكما في كتب الرجال.

ص: 71

اللهِ صلى الله عليه وسلم يَضْحَكُ، فَقَالَ عُمَرُ: أَضْحَكَ اللهُ سِنَّكَ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " عَجِبْتُ مِنْ هَؤُلاءِ اللاتِي كُنَّ عِنْدِي، فَلَمَّا سَمِعْنَ صَوْتَكَ، ابْتَدَرْنَ الْحِجَابَ " قَالَ عُمَرُ: فَأَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ كُنْتَ أَحَقَّ أَنْ يَهَبْنَ، ثُمَّ قَالَ عُمَرُ: أَيْ عَدُوَّاتِ أَنْفُسِهِنَّ، أَتَهَبْنَنِي وَلا تَهَبْنَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قُلْنَ: نَعَمْ، أَنْتَ أَغْلَظُ وَأَفَظُّ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا لَقِيَكَ الشَّيْطَانُ قَطُّ سَالِكًا فَجًّا، إِلا سَلَكَ فَجًّا غَيْرَ فَجِّكَ "(1).

قَالَ عَبْدُ اللهِ: قَالَ أَبِي: وقَالَ يَعْقُوبُ: مَا أُحْصِي مَا سَمِعْتُهُ يَقُولُ: حَدَّثَنَا صَالِحٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ.

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. صالح: هو ابن كيسان.

وأخرجه البخاري (3294)(3683)، ومسلم (2396)، وأبو يعلى (810)، والشاشي (118) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 30، والبخاري (3683) و (6085)، ومسلم (2396)، والنسائي في "الكبرى"(8130)، وفي "عمل اليوم والليلة"(207)، والشاشي (119)، والبغوي (3874) من طرق عن إبراهيم بن سعد والد يعقوب، به. وسيأتي برقم (1581) و (1624).

الفجُّ: الطريقُ الواسع.

وقوله: "ويستكثرنه"، قال السندي: أي يطلبن منه أكثر مما يعطيهنُ من النفقة، وقال النووي (في "شرح مسلم" 15/ 164): قال العلماء: معنى "يستكثرنه": يطلبن كثيراً من كلامه وجوابه بحوائجهن وفتاويهن. وانظر "فتح الباري" 7/ 47.

وقوله: "أنت أغلظُ

"، قال السندي: مقصودهُنَّ الكناية عن كونه صلى الله عليه وسلم ألين وألطف منه، لا إثبات الغلظة له حتى يقال: إنه منافٍ لقوله تعالى: {ولوكنتَ فَظّاً غليظَ القلب} [آل عمران: 159].

ص: 72

1473 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ وَسَعْدٌ، قَالا: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ جَارِيَةَ، أَنَّ يُوسُفَ بْنَ الْحَكَمِ أَبَا الْحَجَّاجِ أَخْبَرَهُ أَنَّ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ يُرِدْ هَوَانَ قُرَيْشٍ، أَهَانَهُ اللهُ عز وجل "(1).

1474 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الْجَعْدِ بْنِ أَوْسٍ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ بِنْتُ سَعْدٍ، قالتْ: قَالَ سَعْدٌ: اشْتَكَيْتُ شَكْوًى لِي بِمَكَّةَ، فَدَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَعُودُنِي، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ مَالًا، وَلَيْسَ لِي إِلا ابْنَةٌ وَاحِدَةٌ، أَفَأُوصِي بِثُلُثَيْ مَالِي وَأَتْرُكُ لَهَا الثُّلُثَ؟ قَالَ:" لَا ". قَالَ: أَفَأُوصِي بِالنِّصْفِ، وَأَتْرُكُ لَهَا النِّصْفَ؟ قَالَ:" لَا " قَالَ: أَفَأُوصِي بِالثُّلُثِ وَأَتْرُكُ لَهَا الثُّلُثَيْنِ؟ قَالَ: " الثُّلُثُ، وَالثُّلُثُ كَثِيرٌ " ثَلاثَ مِرَارٍ، قَالَ: فَوَضَعَ

(1) حديث حسن، وهذا إسناد حسن في الشواهد، محمد بن أبي سفيان ويوسف بن الحكم ذكرهما ابن حبان في "الثقات"، والثاني وثقه العجلي أيضاً، وباقي رجال السند ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه الشاشي (124) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 171، وابن أبي عاصم في "السنة"(1504)، وفي "الآحاد والمثاني"(216)، والشاشي (125)، والحاكم 4/ 74 من طريق يزيد بن الهاد، عن إبراهيم بن سعد، به.

وسيأتي بنحوه في"المسند" برقم (1521) من طريق الزهري، عن عمر بن سعد أو غيره، عن سعد. وانظر (1586) و (1587).

وفي الباب عن عثمان بن عفان وأنس بن مالك، انظر ما تقدم برقم (460).

ص: 73

يَدَهُ عَلَى جَبْهَتِهِ، فَمَسَحَ وَجْهِي وَصَدْرِي وَبَطْنِي وَقَالَ:" اللهُمَّ اشْفِ سَعْدًا، وَأَتِمَّ لَهُ هِجْرَتَهُ "، فَمَا زِلْتُ يُخَيَّلُ إِلَيَّ بِأَنِّي أَجِدُ بَرْدَ يَدِهِ عَلَى كَبِدِي حَتَّى السَّاعَةِ (1).

1475 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ: أَنَّ سَعْدًا سَمِعَ رَجُلًا يَقُولُ: لَبَّيْكَ ذَا الْمَعَارِجِ. فَقَالَ: إِنَّهُ لَذُو الْمَعَارِجِ، وَلَكِنَّا كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَا نَقُولُ ذَلِكَ (2).

1476 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ حَسَّانَ الْمَخْزُومِيُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي

(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ عائشة بنت سعد، فقد أخرج لها البخاري. الجعد بن أوس: هو الجعد بن عبد الرحمن بن أوس، ويحيى بن سعيد: هو القطان.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(6318) و (7504)، ومحمد بن نصر المروزي في "السنة"(255) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه الدورقي (85)، والبخاري في "صحيحه"(5659)، وفي "الأدب المفرد"(499)، وأبو داود (3104)، والبيهقي 3/ 381 من طريق مكي بن إبراهيم، عن الجعد بن أوس، به. وانظر ما تقدم برقم (1440).

(2)

إسناده ضعيف لانقطاعه، عبد الله بن أبي سلمة- وهو الماجشون- لم يدرك سعداً. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وابن عجلان: هو محمد.

وأخرجه البزار (1094 - كشف الأستار)، وأبو يعلى (724) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

وهذا مخالف لحديث جابر بن عبد الله عند أحمد 3/ 320، وأبي داود (1813) بإسناد صحيح: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أهلَّ بالتوحيد: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك، ولَبَّى الناس، والناس يزيدون: ذا المعارج، ونحوه من الكلام، والنبي صلى الله عليه وسلم يسمع فلا يقول لهم شيئاً.

ص: 74

مُلَيْكَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي نَهِيكٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ "(1).

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح غير عبد الله- ويقال: عبيد الله- بن أبي نَهِيك، فقد أخرج له أبو داود، وهو لم يرو عنه غير عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وذكر ابن حجر في "التهذيب" أن النسائي والعجلي وثَّقاه أيضاً، وقال الذهبي في "الميزان" 3/ 16: لا يُعرف.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 522، والدورقي (127) عن وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (201) عن سعيد بن حسان المخزومي، به.

وأخرجه عبد الرزاق (4170) و (4171)، والحميدي (77)، والحاكم 1/ 569 من طريق ابن جريج، عن ابن أبي مُليكة، به.

وأخرجه بنحوه ابن ماجه (1337)، وأبو يعلى (689)، والبيهقي 10/ 231 من طريق إسماعيل بن رافع، عن ابن أبي مُليكة، عن عبد الرحمن بن السائب، عن سعد. وإسماعيل بن رافع ضعيف. وسيأتي الحديث برقم (1512) و (1549).

وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري (7527).

والتغني بالقرآن، قال الخطابي في "معالم السنن" 2/ 138 (مختصر السنن): هذا يُتأول على وجوه: أحدُها: تحسين الصوت، والوجه الثاني: الاستغناء بالقرآن عن غيره، وإليه ذهب سفيان بن عيينة، ويقال: تَغنَّى الرجل، بمعنى استغنى، قال الأعشى:

وكنتُ امرَءاً زَمَناً بالعراقِ

عفيفَ المناخ طويل التّغَنْ

أي: الاستغناء.

وفيه وجه ثالث، قاله ابن الأعرابي صاحبُنا، أخبرني إبراهيم بن فراس قال: سألتُ ابن الأعرابي عن هذا، فقال: إن العرب كانت تتغنى بالركبان إذا ركبت الإبل، وإذا جلست في الأفنية، وعلى أكثر أحوالها، فلما نزل القرآن أحب النبي صلى الله عليه وسلم أن يكون القرآنُ هِجِّيراهم مكان التغني بالركبان. =

ص: 75

قَالَ وَكِيعٌ: يَعْنِي: يَسْتَغْنِي بِهِ.

1477 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَبِيبَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " خَيْرُ الذِّكْرِ الْخَفِيُّ، وَخَيْرُ الرِّزْقِ مَا يَكْفِي "(1).

1478 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ أُسَامَةَ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ لَبِيبَةَ أَخْبَرَهُ.

= قلنا: وقد ردَّ الإمام الشافعي تأويل التغني بالاستغناء وقال: لو أراد الاستغناء لقال: لم يستغن، وإنما أراد تحسين الصوت. وانظر تفصيلَ القول في معنى التغني بالقرآن في "فتح الباري" 9/ 68 - 72.

(1)

إسناده ضعيف، محمد بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة ضعيف، ثم هو لم يُدرك سعداً. أسامة بن زيد: هو الليثي. وهو في "الزهد" لوكيع (118) و (339).

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 375 و 13/ 240، وأبو يعلي (731)، والبيهقي في "الشعب"(553) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه الدورقي (74) عن عبيد الله بن موسى، والشاشي (183)، وابن حبان (809) من طريق ابن وهب، والقضاعي في "مسند الشهاب"(1220) من طريق عيسى بن يونس، ثلاثتهم عن أسامة بن زيد، به. وسيأتي برقم (1478) و (1559) و (1560) و (1623).

وللجملة الأخيرة منه شاهد عن الحسن مرسلاً عند وكيع في "الزهد"(115) بلفظ: "خير الرزق الكفاف". وعن زياد بن جبير مرسلاً أيضاً عند أحمد في "الزهد"، كما في "الجامع الصغير" للسيوطي. ولأبي هريرة عند البخاري (6460)، ومسلم (1055)، وأحمد 2/ 232 بلفظ:"اللهم اجعل رزق آل محمد قُوتاً"، وفي رواية عند مسلم:"كفافاً".

ص: 76

قَالَ أَبِي: وقَالَ يَحْيَى - يَعْنِي الْقَطَّانَ -: ابْنَ لَبِيبَةَ أَيْضًا، إِلا أَنَّهُ قَالَ: عَنْ أُسَامَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ لَبِيبَةَ (1).

1479 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعْدٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَيْهِ يَعُودُهُ، وَهُوَ مَرِيضٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلا أُوصِي بِمَالِي كُلِّهِ؟ قَالَ:" لَا " قَالَ: فَبِالشَّطْرِ؟ قَالَ: " لَا " قَالَ: فَبِالثُّلُثِ؟ قَالَ: " الثُّلُثُ، وَالثُّلُثُ كَبِيرٌ، أَوْ كَثِيرٌ "(2).

1480 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهُ:" إِنَّكَ مَهْمَا أَنْفَقْتَ عَلَى أَهْلِكَ مِنْ نَفَقَةٍ، فَإِنَّكَ تُؤْجَرُ فِيهَا، حَتَّى اللُّقْمَةَ تَرْفَعُهَا إِلَى فِي امْرَأَتِكَ "(3).

(1) إسناده ضعيف كسابقه. وأخرجه الطبراني في "الدعاء"(883)، والبيهقي في "الشعب"(554) من طريق يحيى الحماني، عن ابن المبارك، بهذا الإسناد. زاد الطبراني فيه عمر بن سعد بين محمد بن عبد الرحمن وبين سعد بن أبي وقاص.

(2)

صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن عروة بن الزبير لم يسمع من سعد فيما قاله أبو زرعة.

وأخرجه النسائي 6/ 243، وأبو يعلى (727) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وانظر ما تقدم برقم (1440).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، وسعد بن إبراهيم: هو ابن عبد الرحمن بن عوف. وهو في "الزهد" لوكيع (103). وانظر ما سيأتي برقم (1482).

قوله: "حتى اللقمة"، قال السندي: يمكن رفعها بتقدير الخبر، أي: كذلك، ونصبها بالعطف على محل "نفقة"، وجَرُّها بالعطف على لفظ "نفقة"، أوعلى أن "حتى" جارّة.

ص: 77

1481 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلاءً؟ قَالَ:" الْأَنْبِيَاءُ، ثُمَّ الصَّالِحُونَ، ثُمَّ الْأَمْثَلُ فَالْأَمْثَلُ مِنَ النَّاسِ، يُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ، فَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ صَلابَةٌ، زِيدَ فِي بَلائِهِ، وَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ رِقَّةٌ، خُفِّفَ عَنْهُ، وَمَا يَزَالُ الْبَلاءُ بِالْعَبْدِ حَتَّى يَمْشِيَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ لَيْسَ عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ "(1).

1482 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ وَسُفْيَانُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ سُفْيَانُ: عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، وَقَالَ مِسْعَرٌ: عَنْ بَعْضِ آلِ سَعْدٍ

(1) إسناده حسن من أجل عاصم بن أبي النجود، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو الثوري.

وأخرجه الدورقي (41) عن وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد بن حميد (146)، والدارمي (2783) عن أبي نعيم، والحاكم 1/ 41 من طريق محمد بن كثير، كلاهما عن سفيان، به.

وأخرجه الطيالسي (215)، وابن أبي شيبة 3/ 233، والبزار (1155)، وبحشل في "تاريخ واسط" ص 253، وابن حبان (2900) و (2921)، والحاكم 1/ 41، والبيهقي في "السنن" 3/ 372 - 373، وفي "الشعب"(9775) من طرق عن عاصم، به.

وأخرجه مختصراً البزار (1150) من طريق سماك بن حرب، عن مصعب، به. وسيأتي برقم (1494) و (1555) و (1607).

وقوله: "الأمثل فالأمثل"، قال ابن الأثير في "النهاية" 4/ 296: أي الأشرف فالأشرف، والأعلى فالأعلى في الرُّتبة والمنزِلة، يقال: هذا أمثلُ من هذا، أي: أفضلُ وأدنى إلى الخير، وأماثلُ الناس: خِيارُهم.

ص: 78

عَنْ سَعْدٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَيْهِ يَعُودُهُ، وَهُوَ مَرِيضٌ بِمَكَّةَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أُوصِي بِمَالِي كُلِّهِ؟ قَالَ:" لَا " قُلْتُ: فَبِالشَّطْرِ؟ قَالَ: " لَا " قُلْتُ: فَبِالثُّلُثِ؟ قَالَ: " الثُّلُثُ، وَالثُّلُثُ كَبِيرٌ - أَوْ كَثِيرٌ - إِنَّكَ أَنْ تَدَعَ وَارِثَكَ غَنِيًّا، خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَدَعَهُ فَقِيرًا يَتَكَفَّفُ النَّاسَ، وَإِنَّكَ مَهْمَا أَنْفَقْتَ عَلَى أَهْلِكَ مِنْ نَفَقَةٍ، فَإِنَّكَ تُؤْجَرُ فِيهَا، حَتَّى اللُّقْمَةَ تَرْفَعُهَا إِلَى فِي امْرَأَتِكَ ". قَالَ: وَلَمْ يَكُنْ لَهُ يَوْمَئِذٍ إِلا ابْنَةٌ، فَذَكَرَ سَعْدٌ الْهِجْرَةَ، فَقَالَ:" يَرْحَمُ اللهُ ابْنَ عَفْرَاءَ، وَلَعَلَّ اللهَ يَرْفَعُكَ حَتَّى يَنْتَفِعَ بِكَ قَوْمٌ، وَيُضَرَّ بِكَ آخَرُونَ "(1).

1483 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ زِيَادِ بْنِ مِخْرَاقٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبَايَةَ، عَنْ مَوْلًى لِسَعْدٍ: أَنَّ سَعْدًا سَمِعَ ابْنًا لَهُ يَدْعُو، وَهُوَ يَقُولُ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ وَنَعِيمَهَا وَإِسْتَبْرَقَهَا، وَنَحْوًا مِنْ هَذَا، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ وَسَلاسِلِهَا

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. مسعر: هو ابن كدام، وسفيان: هو الثوري، وسعد بن إبراهيم: هو ابن عبد الرحمن بن عوف.

وأخرجه وكيع في "الزهد"(104) عن مسعر وحده، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (2744)، والدورقي (30)، والبزار (1136)، والبيهقي 6/ 269 من طريق هاشم بن هاشم، والنسائي 6/ 243 من طريق بكير بن مسمار، كلاهما عن عامر بن سعد، به. وسيأتي برقم (1488) و (1524) و (1546) و (1599)، وانظر (1440).

وقوله: "يرحم الله ابن عفراء"، كذا وقع في هذه الرواية، وفي رواية الزهري عن عامر- كما سيأتي- "سعد بن خولة"، قال الدمياطي: والزهري أحفظُ من سعد بن إبراهيم، فلعله وهم في قوله "ابن عفراء"، وقد طوَّل الحافظ في "الفتح" 5/ 364 - 365 الكلامَ في توجيه هذه الرواية، فانظره فيه.

ص: 79

وَأَغْلالِهَا، فَقَالَ: لَقَدْ سَأَلْتَ اللهَ خَيْرًا كَثِيرًا، وَتَعَوَّذْتَ بِاللهِ مِنْ شَرٍّ كَثِيرٍ، وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" إِنَّهُ سَيَكُونُ قَوْمٌ يَعْتَدُونَ فِي الدُّعَاءِ " وَقَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [الأعراف: 55]، وَإِنَّ بِحَسْبِكَ أَنْ تَقُولَ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ، وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ، وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ (1).

1484 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ وَأَبُو سَعِيدٍ، قَالا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدٍ - قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ - عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ

(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة مولى سعد، وزياد بن مخراق- ووثقه غير واحد- قال الأثرم: سألت أحمد بن حنبل عنه فقال: لا أدري، قلت: روى حديث سعد: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يكون بعدي قوم يعتدون في الدعاء" فقال: نعم، لم يُقِمْ إسناده. أبو عباية: هو قيس بن عباية، ويقال له أيضاً: أبو نعامة.

وأخرجه الطيالسي (200)، ومن طريقه الدورقي (91) عن شعبة، بهذا الإسناد. وسقط من المطبوع من الطيالسي مولى سعد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 288 عن عبيد بن سعد، وأبو يعلى (715) من طريق شبابة بن سوار، والطبراني في "الدعاء"(55) من طريق عاصم بن علي، ثلاثتهم عن شعبة، به. ورواية ابن أبي شيبة مختصرة، ووقع في المطبوع منه "قيس بن صبابة" وهو تحريف، وسقطت لفظة "عن" بين قيس بن عباية وبين مولى سعد في المطبوع من "الدعاء". وانظر ما سيأتي برقم (1584).

وفي الباب عن عبد الله بن المغفَّل، وسيأتي في "المسند" 4/ 87 و 5/ 55.

قوله: "وإن بحَسْبك"، قال السندي: الباء زائدة، أي: إن هذا القول يكفيك.

ص: 80

صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُسَلِّمُ عَنْ يَمِينِهِ، حَتَّى يُرَى بَيَاضُ خَدِّهِ، وَعَنْ يَسَارِهِ، حَتَّى يُرَى بَيَاضُ خَدِّهِ (1).

1485 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَيْهِ بِمَكَّةَ وَهُوَ مَرِيضٌ، فَقَالَ: إِنَّهُ لَيْسَ لِي إِلا ابْنَةٌ وَاحِدَةٌ، أفَأُوصِِي بِمَالِي كُلِّهِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" لَا " قَالَ: فَأُوصِي بِنِصْفِهِ؟ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " لَا " قَالَ: فَأُوصِي بِثُلُثِهِ؟ قَالَ: " الثُّلُثُ، وَالثُّلُثُ كَبِيرٌ "(2).

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو سعيد: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد مولى بني هاشم، وعبد الله بن جعفر: هو ابن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة المدني، وإسماعيل بن محمد: هو ابن سعد بن أبي وقاص.

وأخرجه أبو يعلى (801) عن أبي خيثمة، عن عبد الرحمن بن مهدي وأبي سعيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن خزيمة (726)، والدارقطني 1/ 356، والبيهقي 2/ 177 - 178 من طريق عبد الرحمن بن مهدي وحده، به.

وأخرجه ابن سعد 1/ 148، والدورقي (22)، وعبد بن حميد (144)، والدارمي (1345)، ومسلم (582)، والبزار (1100)، والنسائي في "المجتبى" 3/ 61، وفي "الكبرى"(8239)، وأبو عوانة 2/ 237، والطحاوي 1/ 267، والشاشي (109)، وأبو أحمد الحاكم في "شعار أصحاب الحديث" ص 115، والبيهقي 2/ 177 - 178 من طرق عن عبد الله بن جعفر، به.

وأخرجه الشافعي 1/ 98، ومن طريقه الخطيب في "الموضح" 1/ 365 عن إبراهيم بن محمد، والشاشي (110) من طريق محمد بن عمرو، كلاهما عن إسماعيل بن محمد، به. وسيأتي برقم (1564) و (1619).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وهمام: هو =

ص: 81

1486 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي غَلابٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَيْهِ

فَذَكَرَ مِثْلَهُ. وقَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ: كَثِيرٌ، يَعْنِي: الثُّلُثُ (1).

1487 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، الْمَعْنَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْعَيْزَارِ بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " عَجِبْتُ مِنْ قَضَاءِ اللهِ عز وجل لِلمُؤْمِنِ: إِنِ أصَابَهُ خَيْرٌ، حَمِدَ رَبَّهُ وَشَكَرَ، وَإِنِ أصَابَتْهُ مُصِيبَةٌ، حَمِدَ رَبَّهُ وَصَبَرَ، الْمُؤْمِنُ يُؤْجَرُ فِي كُلِّ شَيْءٍ، حَتَّى فِي اللُّقْمَةِ يَرْفَعُهَا إِلَى فِي امْرَأَتِهِ "(2).

= ابن يحيى العوذي.

وأخرجه الدارمي (3195) عن أبي الوليد الطيالسي، والنسائي 6/ 244 من طريق الحجاج بن منهال، كلاهما عن همام، بهذا الإسناد. وانظر ما تقدم برقم (1482).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين كسابقه. بهز: هو ابن أسد العمِّي، وأبو غلاّب: هو يونس بن جبير، وعبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد، وهو من شيوخ الإمام أحمد.

(2)

إسناده حسن. سفيان: هو الثوري، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السَّبيعي، وقد اضطرب عليه فيه، انظر "العلل" للدارقطني 4/ 351 - 353.

وأخرجه الدورقي (70)، والبزار (3116 - كشف الأستار) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.

وأخرجه الدارقطني في "العلل" 4/ 353 من طريق إبراهيم بن خالد، عن سفيان الثوري، به.

وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(1067)، والشاشي (130) و (131) من =

ص: 82

1488 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سَعْدٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: جَاءَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَعُودُهُ وَهُوَ بِمَكَّةَ، وَهُوَ يَكْرَهُ أَنْ يَمُوتَ بِالْأَرْضِ الَّتِي هَاجَرَ مِنْهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" يَرْحَمُ اللهُ سَعْدَ ابْنَ عَفْرَاءَ، يَرْحَمُ اللهُ سَعْدَ ابْنَ عَفْرَاءَ " وَلَمْ يَكُنْ لَهُ إِلا ابْنَةٌ وَاحِدَةٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أُوصِي بِمَالِي كُلِّهِ؟ قَالَ:" لَا " قَالَ: فَالنِّصْفُ؟ قَالَ: " لَا " قَالَ: فَالثُّلُثُ؟ قَالَ: " الثُّلُثُ، وَالثُّلُثُ كَثِيرٌ، إِنَّكَ أَنْ تَدَعَ وَرَثَتَكَ أَغْنِيَاءَ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَدَعَهُمْ عَالَةً يَتَكَفَّفُونَ النَّاسَ فِي أَيْدِيهِمْ، وَإِنَّكَ مَهْمَا أَنْفَقْتَ مِنْ نَفَقَةٍ، فَإِنَّهَا صَدَقَةٌ، حَتَّى اللُّقْمَةَ تَرْفَعُهَا إِلَى فِي امْرَأَتِكَ، وَلَعَلَّ اللهَ أَنْ يَرْفَعَكَ فَيَنْتَفِعَ بِكَ نَاسٌ، وَيُضَرَّ بِكَ آخَرُونَ "(1).

= طريق أبي الأحوص، عن أبي إسحاق، به.

وأخرجه الشاشي (129) من طريق بدر بن عثمان، عن العيزار بن حريث، به. وسيأتي برقم (1492) و (1531) و (1575).

وأخرجه البزار (3115) من طريق عبد الواحد بن زياد، عن الأعمش، عن أبي إسحاق، عن مصعب بن سعد، عن أبيه. قال البزار: لا نعلم رواه عن الأعمش عن أبي إسحاق إلا عبد الواحد بن زياد، وإنما يُعرف عن أبي إسحاق عن العيزار، عن عمر بن سعد، عن أبيه.

وله شاهدان يتقوى بهما مِن حديث أنس وصهيب، وسيأتيان في "المسند" 5/ 24، و 6/ 16، وانظر ما تقدم برقم (1480).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سعد: هو ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 1/ 93 - 94 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.

وأخرجه الدورقي (7)، والنسائي 6/ 242، وأبو يعلى (803) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، به. =

ص: 83

1489 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعْدٍ، قَالَ: الْحَدُوا لِي لَحْدًا، وَانْصِبُوا عَلَيَّ كَمَا فُعِلَ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (1).

1490 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ -، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: قُلْتُ لِسَعْدِ بْنِ مَالِكٍ: إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْ حَدِيثٍ، وَأَنَا أَهَابُكَ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْهُ. فَقَالَ: لَا تَفْعَلْ يَا ابْنَ أَخِي، إِذَا عَلِمْتَ أَنَّ عِنْدِي عِلْمًا فَسَلْنِي عَنْهُ وَلا تَهَبْنِي. قَالَ: فَقُلْتُ: قَوْلُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِعَلِيٍّ حِينَ خَلَّفَهُ بِالْمَدِينَةِ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ. فَقَالَ سَعْدٌ: خَلَّفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلِيًّا بِالْمَدِينَةِ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَتُخَلِّفُنِي فِي الْخَالِفَةِ فِي النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ؟ فَقَالَ:" أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى؟ " قَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: فَأَدْبَرَ عَلِيٌّ مُسْرِعًا كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى غُبَارِ قَدَمَيْهِ يَسْطَعُ.

وَقَدْ قَالَ حَمَّادٌ: فَرَجَعَ عَلِيٌّ مُسْرِعًا (2).

= وأخرجه عبد الرزاق (16358)، وابن سعد 3/ 145، والبخاري (2742) و (5354)، ومسلم (1628)(5)، والنسائي 6/ 242، والبيهقي 7/ 467، و 9/ 18، والبغوي (1458) من طرق عن سفيان الثوري، به. وبعضهم يزيد فيه على بعض. وانظر (1482).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو مكرر (1451).

(2)

حديث صحيح، صححه الدارقطني فى "العلل" 4/ 374، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد- وهو ابن جدعان-، لكنه تُوبع، وقد روي الحديث من طرق عن سعد وهي في "المسند" بالأرقام (1463) و (1505) و (1583) و (1600) و (1608). =

ص: 84

1491 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا سَلِيمُ بْنُ حَيَّانَ، حَدَّثَنِي عِكْرِمَةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: ذُكِرَ الطَّاعُونُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" رِجْزٌ أُصِيبَ بِهِ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَإِذَا كَانَ بِأَرْضٍ، فَلا تَدْخُلُوهَا، وَإِذَا كَانَ بِهَا وَأَنْتُمْ بِهَا، فَلا تَخْرُجُوا مِنْهَا "(1).

= وأخرجه ابن سعد 3/ 24 عن عفان، بهذا الإسناد.

وأخرجه الدورقي (102)، والشاشي (148) من طريق موسى بن إسماعيل المنقري، عن حماد بن سلمة، به. بالمرفوع منه فقط.

وأخرجه كذلك النسائي في "الخصائص"(50) من طريق حماد بن زيد، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب، عن عامر بن سعد، عن أبيه

فذكره، قال سعيد: فأحببت أن أشافه بذلك سعداْ، فأتيته فقلت: ما حديث حدثني به عنك عامر؟ فأدخل أصبعيه في أذنيه وقال: سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلا فاستكَّتا.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكببر" 1/ 115، والترمذي (3731)، والبزار (1066) و (1068)، والنسائي في "الكبرى"(8139) و (8140)، وفي "الخصائص"(45) و (46) و (47) و (48)، والدولابي في "الكنى والأسماء" 1/ 192، والشاشي (147)، والطبراني في "الكبير"(333)، و"الصغير"(824)، والخطيب في "تاريخه" 4/ 204 و 9/ 365 من طرق عن سعيد بن المسيب، عن سعد بن أبي وقاص. قال الترمذي: حسن صحيح. وزادوا فيه: "إلا أنه لا نبيَّ بعدي".

وأخرجه مسلم (2404)(30)، والبزار (1065)، وأبو يعلى (739) و (755) من طريق محمد بن المنكدر، عن سعيد بن المسيب، عن عامر بن سعد، عن أبيه. ثم ذكر نحو ما في حديث حماد بن زيد.

وأخرجه كذلك النسائي في "الخصائص"(49) من طريق محمد بن المنكدر، به. إلا أنه قال فيه مكان "عامر بن سعد": إبراهيم بن سعد. وسيأتي الحديث برقم (1509) و (1532) و (1547).

(1)

حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يحيى بن سعد فإنه لم يرو عنه =

ص: 85

1492 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْعَيْزَارِ بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " عَجِبْتُ لِلمُؤْمِنِ: إِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ حَمِدَ اللهَ وَشَكَرَ، وَإِنِ أصَابَتْهُ مُصِيبَةٌ حَمِدَ اللهَ وَصَبَرَ، فَالْمُؤْمِنُ يُؤْجَرُ فِي كُلِّ أَمْرِهِ، حَتَّى يُؤْجَرَ فِي اللُّقْمَةِ يَرْفَعُهَا إِلَى فِي امْرَأَتِهِ "(1).

1493 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، الرَّجُلُ يَكُونُ حَامِيَةَ الْقَوْمِ، أَيَكُونُ سَهْمُهُ وَسَهْمُ غَيْرِهِ سَوَاءً؟ قَالَ:" ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا ابْنَ أُمِّ سَعْدٍ، وَهَلْ تُرْزَقُونَ وَتُنْصَرُونَ إِلا بِضُعَفَائِكُمْ "(2).

= غير عكرمة بن خالد- وهو ابن العاص المخزومي- وأورده البخاري 8/ 275 وابن أبي حاتم 9/ 153 فلم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، ولم يترجم له الحافظ في "تعجيل المنفعة" مع أنه من شرطه! وسيأتي الحديث من غير طريق يحيى بن سعد عن سعد برقم (1554) و (1577) و (1615).

وأخرجه الدورقي (83) عن عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (204)، وأبو يعلى (800)، والطبراني في "الكبير"(330) من طرق عن سليم بن حيان، به. وسيأتي برقم (1508) و (1527).

(1)

إسناده حسن. وهو في "مصنف عبد الرزاق"(20310).

ومن طريق عبد الرزاق أخرجه عبد بن حميد (139)، والبغوي (1540). وانظر ما تقدم برقم (1487).

(2)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، مكحول- وهو الشامي- لم يسمع من سعد.

لكن أخرج البخاري (2896)، والنسائي 6/ 45 من طريق مصعب بن سعد قال: رأى سعدٌ- وعند النسائي: مصعب بن سعد عن أبيه: أنه ظنَّ أن له فضلاً على مَن دونه، =

ص: 86

1494 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ مُصْعَبَ بْنَ سَعْدٍ يُحَدِّثُ عَنْ سَعْدٍ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلاءً؟ فَقَالَ: " الْأَنْبِيَاءُ، ثُمَّ الْأَمْثَلُ فَالْأَمْثَلُ، فَيُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ، فَإِنْ كَانَ رَقِيقَ الدِّينِ، ابْتُلِيَ عَلَى حَسَبِ ذَاكَ، وَإِنْ كَانَ صُلْبَ الدِّينِ، ابْتُلِيَ عَلَى حَسَبِ ذَاكَ، قَالَ: فَمَا تَزَالُ الْبَلايَا بِالرَّجُلِ حَتَّى يَمْشِيَ فِي الْأَرْضِ وَمَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ "(1).

= فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "هل تُنصرون إلا بضعفائكم". زاد النسائي: بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصِهم.

وفي الباب عن أبي الدرداء سيأتي في "المسند" 5/ 198.

قال الحافظ في "الفتح" 6/ 89: قال ابن بطال: تأويلُ الحديثِ أن الضعفاء أشدُّ إخلاصاً في الدعاء، وأكثرُ خشوعاً في العبادة لِخلاء قلوبهم عن التعلق بزخرف الدنيا.

وقال المهلبُ: أراد صلى الله عليه وسلم بذلك حضَّ سعدٍ على التواضع ونَفْي الزُّهُوعلى غيره، وتركِ احتقار المسلم في كل حالة.

ثم أورد الحافظ حديث "المسند" وجمع بينه وبين حديث البخاري وقال: فالمرادُ بالفضل إرادة الزيادة من الغنيمة، فأعلمه صلى الله عليه وسلم أن سهامَ المقاتلة سواء، فإن كان القوي يترجح بفضل شجاعته، فإن الضعيف يترجح بفضل دعائه وإخلاصه.

وحامية القوم: هو الرجل يحمي أصحابه، ويقال للجماعة أيضاً: حامية.

(1)

إسناده حسن من أجل عاصم بن بهدلة.

وأخرجه الطيالسي (215)، ومن طريقه الدورقي (42)، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 368، والبيهقي في "السنن" 3/ 372، وفي "شعب الإِيمان"(9775) عن شعبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه الشاشي (69) من طريق عمرو، عن شعبة، به. وانظر (1481).

ص: 87

1495 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: قَالَ سَعْدُ بْنُ مَالِكٍ: جَمَعَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَبَوَيْهِ يَوْمَ أُحُدٍ (1).

1496 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ مَوْلَى جُهَيْنَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ مُصْعَبَ بْنَ سَعْدٍ يُحَدِّثُ عَنْ سَعْدٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ:" أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمِ أَنْ يَكْسِبَ فِي الْيَوْمِ أَلْفَ حَسَنَةٍ؟ " قَالَ: وَمَنْ يُطِيقُ ذَلِكَ؟ قَالَ: " يُسَبِّحُ مِئَةَ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو الأنصاري.

وأخرجه الطيالسي (220)، والشاشي (142) و (145) من طريق شعبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن سعد 3/ 141، وابن أبي شيبة 12/ 87 و 14/ 390، والدورقي (97)، والبخاري (3725) و (4057)، ومسلم (2412)، وابن ماجه (130)، والترمذي (2830) و (3754)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/ 695، وابن أبي عاصم (1406)، والبزار (1067)، والنسائي في "الكبرى"(8216)، وفي "اليوم والليلة"(195) و (196)، وأبو يعلى (795)، والشاشي (141) و (143) و (144)، وابن جميع في "معجم الشيوخ" ص 64، والخطيب في "تاريخ بغداد" 13/ 320 من طرق عن يحيى بن سعيد الأنصاري، به. وبعضهم يزيد فيه على بعض.

وأخرجه بنحوه البخاري (4055)، والبزار (1080)، والنسائي في "اليوم والليلة"(197)، والخطيب في "تلخيص المتشابه" 2/ 650، والبيهقي في "الدلائل" 2/ 139 من طريق هاشم بن هاشم، عن سعيد بن المسيب، عن سعد بن أبي وقاص قال: نثَل لي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم كِنانتَه يومَ أحدٍ فقال: "ارمِ فداك أبي وأمِّي". وسيأتي الحديث برقم (1562)، وانظر ما تقدم في مسند علي برقمَ (709).

ص: 88

تَسْبِيحَةٍ، فَيُكْتَبُ لَهُ أَلْفُ حَسَنَةٍ (1)، وَتُمْحَى عَنْهُ أَلْفُ سَيِّئَةٍ " (2).

1497 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعْدًا - وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللهِ -، وَأَبَا بَكْرَةَ - تَسَوَّرَ حِصْنَ الطَّائِفِ فِي نَاسٍ فَجَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالا: سَمِعْنَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَقُولُ: " مَنِ ادَّعَى إِلَى أَبٍ غَيْرِ أَبِيهِ، وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ غَيْرُ أَبِيهِ، فَالْجَنَّةُ عَلَيْهِ حَرَامٌ "(3).

(1) قوله: "ألف حسنة"، سقط من عامة أصولنا الخطية ومن "جامع المسانيد" 2 / ورقة 96، وأثبتناه من (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر ومن مصادر التخريج.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي عبد الله الجهني- وهو موسى بنُ عبد الله الكوفي، ويقال له: أبو سلمة أيضاً- فمن رجال مسلم.

وأخرجه النسائي في "اليوم والليلة"(152)، والشاشي (66)، والطبراني في "الدعاء"(1702) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 294، والحميدي (80)، وعبد بن حميد (134)، ومسلم (2698)، وأبو يعلى (829)، والطبراني (1703) و (1704) و (1705) و (1706)، وأبو نعيم ف ي"معرفة الصحابة"(537)، و"أخبار أصبهان" 1/ 83، والبغوي (1266) من طرق عن موسى الجهني، به. وبعضهم يزيد فيه على بعض. وسيأتي برقم (1563) و (1612) و (1613).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عثمان: هو عبد الرحمن بن ملّ.

واخرجه الطبراني في "الدعاء"(2139) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (4326، 4327) من طريق محمد بن جعفر، به.

وأخرجه عبد بن حميد (135)، والدارمي (2530) و (2860)، وأبو عوانة 1/ 29، =

ص: 89

1498 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: سَمِعْتُ قَيْسَ بْنَ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ: قَالَ سَعْدٌ: لَقَدْ رَأَيْتُنِي سَابِعَ سَبْعَةٍ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَمَا لَنَا طَعَامٌ إِلَّا وَرَقَ الْحُبْلَةِ، حَتَّى إِنَّ أَحَدَنَا لَيَضَعُ كَمَا تَضَعُ الشَّاةُ، مَا يُخَالِطُهُ شَيْءٌ، ثُمَّ أَصْبَحَتْ بَنُو أَسَدٍ يُعَزِّرُونِي عَلَى الْإِسْلامِ، لَقَدْ خَسِرْتُ إِذَاً وَضَلَّ سَعْيِي (1).

= ومسلمة بن القاسم في زياداته على كتاب "الأوائل" في "مصنف ابن أبي شيبة" 14/ 146 - 147 من طرق عن شعبة، به.

وأخرجه عبد الرزاق (16310) و (16313)، وابن أبي شيبة 8/ 725، ومسلم (63)(115)، وأبو داود (5113)، وابن ماجه (2610)، والطبراني (2135) و (2136) و (2137) و (2138) و (2140) من طرق عن عاصم الأحول، به.

وأخرجه الطيالسي (199) عن ثابت أبي زيد وسلام بن سليم، والشاشي (157) و (158) من طريق الحسن بن صالح، ثلاثتهم عن عاصم، به عن سعد وحده. وانظر ما تقدم برقم (1454).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن أبي خالد الأحمسي.

وأخرجه الطيالسي (212)، والبخاري (5412) من طريق شعبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه وكيع في "الزهد"(123)، والحميدي (78)، وهناد في "الزهد"(771)، والدارمي (2415)، والبخاري (3728)، ومسلم (2966)، وأبو يعلى (732)، وابن حبان (6989) من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد، به. وبعضهم يزيد فيه على بعض.

وأخرجه الترمذي في "السنن"(2365)، و"الشمائل"(135)، ومن طريقه البغوي (3923) من طريق بيان بن بشر، عن قيس بن أبي حازم، به. وسيأتي برقم (1566) و (1618).

الحُبْلة: ثمرة فصيلة القَطانيات- كالفول والعدس والفاصوليا وغيرها- تشبه اللُّوبيا، تكون ذات فلقتين وبضع بزرات، وهي تتفتح عندما تنضج. =

ص: 90

1499 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمٍ، حَدَّثَنِي أَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنِ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ، وَهُوَ يَعْلَمُ، فَالْجَنَّةُ عَلَيْهِ حَرَامٌ "(1).

1500 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ، أَخْبَرَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَا سَعْدُ، قُمْ فَأَذِّنْ بِمِنًى: إِنَّهَا أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ، وَلا صَوْمَ فِيهَا "(2).

1501 -

حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، قَالَ:

= وقوله: "يُعَزِّروني"، قال البغوي في "شرح السنة" 14/ 126 وقد رواه بلفظ:"تعزرني": أي تؤدِّبني، ومنه التعزير وهو التأديب على الرِّيبة، والمعنى: تُعلِّمُني الصلاةَ وتعيِّرُني بأني لا أُحسِنها. وقيل: تعزرني، أي: توقفني عليه، والتعزير في كلام العرب التوقيفُ على الفرائض والأحكام.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، وعاصم: هو ابن سليمان الأحول، وأبو عثمان النهدي: هو عبد الرحمن بن ملّ، وابن مالك: هو سعد رضي الله عنه.

وهو في "مصنف عبد الرزاق"(16314)، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الدعاء"(2134).

وأخرجه أبو عوانة 1/ 28 - 29 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري، به. وانظر (1497).

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف محمد بن أبي حميد، وقد تقدم برقم (1456).

ص: 91

قَالَ سَعْدٌ: فِيَّ سَنَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الثُّلُثَ: أَتَانِي يَعُودُنِي، قَالَ: فَقَالَ لِي: " أَوْصَيْتَ؟ " قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، جَعَلْتُ مَالِي كُلَّهُ فِي الْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ. قَالَ:" لَا تَفْعَلْ " قُلْتُ: إِنَّ وَرَثَتِي أَغْنِيَاءُ، قُلْتُ: الثُّلُثَيْنِ؟ قَالَ: " لَا " قُلْتُ: فَالشَّطْرَ؟ قَالَ: " لَا " قُلْتُ: الثُّلُثَ؟ قَالَ: " الثُّلُثُ، وَالثُّلُثُ كَثِيرٌ "(1).

1502 -

حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبَانُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ الْحَضْرَمِيِّ بْنِ لاحِقٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا هَامَةَ وَلا عَدْوَى وَلا طِيَرَةَ، إِنْ يَكُ، فَفِي الْمَرْأَةِ، وَالْفَرَسِ، وَالدَّارِ "(2).

(1) إسناده حسن، ورواية زائدة- وهو ابن قدامة- عن عطاء بن السائب قديمة قبل أن يختلِطَ. الحسين بن علي: هو ابنُ الوليد الجعفي، وأبو عبد الرحمن السلمي: هو عبد الله بن حبيب.

وأخرجه الطيالسي (194)، وسعيد بن منصور في "سننه"(332)، والدورقي (113)، والترمذي (975)، ومحمد بن نصر في "السنة"(257) و (258) و (259) و (260)، والنسائي 6/ 243، وأبو يعلي (746) و (779) من طرق عن عطاء بن السائب، بهذا الإسناد. وانظر ما تقدم برقم (1440).

(2)

إسناده جيد، حضرمي بن لاحق روى عنه غيرُ واحد، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال النسائي: لا بأسَ به، وأخرج له هو وأبو داود، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ سويد بن عمرو، فمن رجال مسلم. أبان: هو ابن يزيد العطار، ويحيى: هو ابن أبي كثير.

وأخرجه أبو داود (3921) عن موسى بن إسماعيل، وأبو يعلى (766) عن هُدبة بن خالد، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 314، و"شرح مشكل الآثار" 4/ 72 - 73 من طريق حبان، ثلاثتهم عن أبان العطار، بهذا الإسناد. وحديثُ حبان عند الطحاوي =

ص: 92

1503 -

قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ. وحَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ: أَنَّهُ سَمِعَ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ وَالضَّحَّاكَ بْنَ قَيْسٍ عَامَ حَجَّ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ وَهُمَا يَذْكُرَانِ التَّمَتُّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ، فَقَالَ الضَّحَّاكُ: لَا يَصْنَعُ ذَلِكَ إِِلَّا مَنْ جَهِلَ أَمْرَ اللهِ. فَقَالَ سَعْدٌ: بِئْسَ مَا قُلْتَ يَا ابْنَ أَخِي. فَقَالَ الضَّحَّاكُ: فَإِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَدْ نَهَى عَنْ ذَلِكَ. فَقَالَ سَعْدٌ: قَدْ

= في "المشكل" مختصر جداً بقوله: "لا هامة" فقط، وزاد هدبة في آخر حديثه: وكان يقول: "إذا كان الطاعون بأرض فلا تهبطوا عليه، وإذا كان بأرض وأنتم بها، فلا تفروا منه"، وستأتي هذه الزيادة في "المسند" برقم (1615).

وأخرجه البزار (1082)، والطبري في "تهذيب الآثار- مسند علي" ص 11، والطحاوي في "معاني الآثار" 4/ 313، والبيهقي 8/ 140 من طرق عن يحيى بن أبي كثير، به. ورواية الطبري مختصرة.

وانظر ما سيأتي برقم (1554).

قوله: "لا هامة"، قال السندي: بتخفيف الميم، وجُوِّز تشديدها: طائر كانوا يتشاءمون به.

والطيرة: التشاؤم.

وقوله: "إن يك ففي المرأة

"، قال الخطابي في "معالم السنن" 4/ 236: معناه إبطال مذهبهم في الطِّيَرة بالسَّوانِح والبَوارحِ من الطير والظِّباء ونحوها، إلا أنه يقول: إنْ كانت لأحدِكم دارٌ يَكرَه سُكناها، أو امرأةٌ يكره صحبتَها، أو فرسٌ لا يُعجِبُه ارتباطُه فليفارِقْها، بِأَنْ يَنتَقِلَ عن الدار ويبيعَ الفرس، وكأن محلَّ هذا الكلام محلُّ استثناء الشيء من غير جنسه، وسبيله سبيل الخروج من كلام إلى غيره، وقد قيل: إنَّ شؤم الدار ضِيقُها وسوءُ جارها، وشؤم الفرس أن لا يُغزَى عليها، وشؤم المرأة أن لا تَلِدَ.

ص: 93

صَنَعَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَصَنَعْنَاهَا مَعَهُ (1).

1504 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، قَالَ:

(1) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن عبد الله بن الحارث بن نوفل، فقد أخرج له الترمذي والنسائي، ولم يرو عنه غير عمر بن عبد العزيز والزهري، وذكره ابن حبان في "الثقات". والحديث في "موطأ مالك" 1/ 344.

ومن طريق مالك أخرجه الشافعي 1/ 373 - 374، وأبو عبيد في "الناسخ والمنسوخ"(326)، والدورقي (124)، والبخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 125، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" 1/ 363، والترمذي (823)، والنسائي 5/ 152، وأبو يعلى (805)، والشاشي (165) و (166)، وابن حبان (3939)، والبيهقي 5/ 16 - 17. قال الترمذي: حديث صحيح.

وأخرجه بنحوه الدارمي (1814)، والبزار (1232) من طريق محمد بن إسحاق، والبخاري في "تاريخه" 1/ 125 من طريق عُقَيل بن خالد، وأبو يعلى (827)، وابن حبان (3923) من طريق يونس بن يزيد، ثلاثتهم عن الزهري، به.

وأخرج مسلم (1225) من طريق سليمان التيمي، عن غنيم بن قيس قال: سألت سعد بن أبي وقاص عن المتعة، فقال: فعلناها وهذا يومئذٍ كافرٌ بالعُرُش، يعني بيوت مكة (يقصد معاوية بن أبي سفيان). ومن هذه الطريق سيأتي برقم (1568).

قال ابنُ عبد البر في "التمهيد" 8/ 360: قول سعد: "صنعها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وصنعناها معه" ليس فيه دليل على أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم تَمتَّعَ، لأن عائشة وجابراً يقولان: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفرد الحجَّ، ويقول أنس وابن عباس وجماعة: قَرَنَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وقال أنس: سمعته يُلبِّي بعمرة وحجة معاً، وقال صلى الله عليه وسلم:"دَخَلَتِ العمرةُ في الحج إلى يومِ القيامة".

ويحتمل قولُه: "صنعها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم" بمعنى: أَذِنَ فيها وأباحَهاَ، واذا أَمَرَ الرئيسُ بالشيء جاز أن يُضاف فعله إليه، كما يقال: رَجَم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في الزنى، وقَطَع في السرقة، ونحو هذا، ومن هذا المعنى قولُ الله عز وجل:{ونادى فرعونُ في قومِهِ} أي: أَمَرَ فَنُودِي، والله أعلم.

ص: 94

قَالَ سَعْدٌ - وَقَالَ مَرَّةً: سَمِعْتُ سَعْدًا يَقُولُ -: سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ، وَوَعَاهُ قَلْبِي مِنْ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم:" أَنَّهُ مَنِ ادَّعَى أَبًا غَيْرَ أَبِيهِ، وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ غَيْرُ أَبِيهِ، فَالْجَنَّةُ عَلَيْهِ حَرَامٌ ". قَالَ: فَلَقِيتُ أَبَا بَكْرَةَ، فَحَدَّثْتُهُ، فَقَالَ: وَأَنَا سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ، وَوَعَاهُ قَلْبِي مِنْ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم (1).

1505 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ سَعْدٍ، يُحَدِّثُ عَنْ سَعْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ لِعَلِيٍّ:" أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى؟ "(2).

1506 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ. وَحَجَّاجٌ، حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل بن إبراهيم: هو ابن عُلية، وأبو عثمان النهدي: هو عبد الرحمن بن ملّ.

وأخرجه الدورقي (114)، وأبو عوانة 1/ 29 - 30 من طريق ابن عُلية، بهذا الإسناد. وسيتكرر برقم (1553)، وانظر (1497).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سعد بن إبراهيم: هو ابن عبد الرحمن بن عوف، وإبراهيم بن سعد: هو ابن أبي وقاص.

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 60، والبخاري (3706)، ومسلم (2404)(32)، وابن ماجه (115)، والنسائي في "الكبرى"(8142)، و"الخصائص"(52) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (205)، والدورقي (75) و (76)، وأبو يعلى (718)، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 194 من طرق عن شعبة، به.

وأخرجه مطولاً الدورقي (80)، وابن أبي عاصم (1331) و (1332)، والشاشي (134)، وأبو يعلى (809) من طريق محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة، عن إبراهيم بن سعد، به. وذكر فيه قصة، وانظر ما تقدم برقم (1490).

ص: 95

قَتَادَةَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ سَعْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَأَنْ يَمْتَلِئَ جَوْفُ أَحَدِكُمْ قَيْحًا يَرِيهِ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمْتَلِئَ شِعْرًا "(1).

قَالَ حَجَّاجٌ (2): سَمِعْتُ يُونُسَ بْنَ جُبَيْرٍ.

1507 -

حَدَّثَنَاه حَسَنٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ سَعْدٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لأنْ يَمْتَلِئَ جَوْفُ أَحَدِكُمْ قَيْحًا حَتَّى يَرِيَهُ، خَيْرٌ مِنْ أَنْ يَمْتَلِئَ شِعْرًا "(3).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي.

وأحرجه مسلم (2258)، وابن ماجه (3760) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (202)، وأبو يعلى (797) و (817)، والشاشي (120) و (121) من طرق عن شعبة، به. وسيأتي برقم (1535) و (1569).

قال النووي في "شرح مسلم" 15/ 14: قال أهلُ اللغة والغريب: "يَرِيه" بفتح الياء وكسر الراء، من الوَرْي: وهو داءٌ يُفسِد الجوفَ، ومعناه: قيحاً يأكل جوفه ويفسده

ثم قال: واستدلَّ بعضُ العلماء بهذا الحديث على كراهة الشِّعر مطلقاً، قليله وكثيره، وإن كان لا فُحْشَ فيه، وقال العلماء كافةً: هو مباحٌ ما لم يكن فيه فحشٌ ونحوه، قالوا: وهو كلام حَسَنُه حسنٌ، وقبيحُه قبيحٌ، وهذا هو الصواب، فقد سمع النبي صلى الله عليه وسلم الشعرَ واستنشَدَه، وأَمرَ به حسانَ في هجاء المشركين، وأنشده أصحابُه بحضرته في الأسفار وغيرها، وأنشده الخلفاء وأئمة الصحابة وفضلاء السلف، ولم ينكره أحد منهم على إطلاقه، وإنما أنكروا المذمومَ منه وهو الفُحش ونحوه.

(2)

يعني: عن شعبة، عن قتادة.

(3)

إسناده حسن، وانظر ما قبله. حسن: هو ابن موسى الأشيب.

ص: 96

1508 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ فِي الطَّاعُونِ:" إِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ فَلا تَدْخُلُوهَا، وَإِذَا كُنْتُمْ بِهَا فَلا تَفِرُّوا مِنْهُ "(1).

قَالَ شُعْبَةُ: وَحَدَّثَنِي هِشَامٌ أَبُو بَكْرٍ أَنَّهُ عِكْرِمَةُ بْنُ خَالِدٍ.

1509 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: قُلْتُ لِسَعْدِ بْنِ مَالِكٍ، إِنَّكَ إِنْسَانٌ فِيكَ حِدَّةٌ، وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَكَ. فقَالَ: مَا هُوَ؟ قَالَ: قُلْتُ: حَدِيثُ عَلِيٍّ. قَالَ: فَقَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِعَلِيٍّ: " أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى؟ " قَالَ: رَضِيتُ، رَضِيتُ، ثُمَّ قَالَ: بَلَى، بَلَى (2).

1510 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي عَوْنٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ

(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن سعد- وهو يحيى- وقد تقدم الكلام عليه عند الحديث رقم (1491).

وأخرجه أبو يعلى (690) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (203) عن شعبة، به.

وأخرجه الدورقي (82)، والشاشي (114) من طريق همام، وأبو يعلى (691) من طريق هشام الدستوائي، كلاهما عن قتادة به.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد بن جُدعان.

وأخرجه الطيالسي (213)، والدورقي (101)، والبزار (1075)، والنسائي في "الخصائص"(51)، وأبو يعلى (709)، وابن عدي في "الكامل" 5/ 1843، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 195 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وانظر (1490).

ص: 97

سَمُرَةَ. وَبَهْزٌ وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي أَبُو عَوْنٍ؛ قَالَ بَهْزٌ: قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ لِسَعْدٍ: شَكَاكَ النَّاسُ فِي كُلِّ شَيْءٍ، حَتَّى فِي الصَّلاةِ. قَالَ: أَمَّا أَنَا فَأَمُدُّ مِنَ الأُولَيَيْنِ، وَأَحْذِفُ مِنَ الأُخْرَيَيْنِ، وَلا آلُو مَا اقْتَدَيْتُ بِهِ مِنْ صَلاةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَ عُمَرُ: ذَاكَ الظَّنُّ بِكَ، أَوْ ظَنِّي بِكَ (1).

1511 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا فِطْرٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَرِيكٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الرُّقَيْمِ الْكِنَانِيِّ، قَالَ: خَرَجْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ زَمَنَ الْجَمَلِ، فَلَقِيَنَا سَعْدُ بْنُ مَالِكٍ بِهَا، فَقَالَ:

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. بهز: هو ابن أسد العمِّي، وأبو عون: هو محمد بن عبيد الله بن سعيد الثقفي الأعور.

وأخرجه البزار (1063)، وأبو يعلى (742) من طريق محمد بن جعفر وحده، بهذا الإسناد.

وأخرجه الدورقي (4) عن بهز بن أسد وحده، به.

وأخرجه الطيالسي (216)، والدورقي (3) و (5)، والبخاري (770)، ومسلم (453)(159)، وأبو داود (803)، والنسائي 2/ 174، وأبو يعلى (692) و (741)، وأبو عوانة 2/ 150، والبغوي في "الجعديات"(612)، والشاشي (60) و (61)، وابن حبان (1937) و (2140)، والبيهقي 2/ 65 من طرق عن شعبة، به.

وأخرجه مسلم (453)(160)، وأبو عوانة 2/ 150 من طريق مسعر، عن أبي عون، به. وسيأتي برقم (1518) و (1548) و (1557).

أحذف: أي أخفف وأترك الإطالة فيهما.

وآلو: أقصِّر وأفرِّط.

ص: 98

أَمَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِسَدِّ الْأَبْوَابِ الشَّارِعَةِ فِي الْمَسْجِدِ، وَتَرْكِ بَابِ عَلِيٍّ رضي الله عنه (1).

1512 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، أَخْبَرَنَا لَيْثٌ، وَأَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ الْقُرَشِيُّ، ثُمَّ التَّيْمِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي نَهِيكٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ:" لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ "(2).

1513 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، أَخْبَرَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى أَنْ يَطْرُقَ الرَّجُلُ أَهْلَهُ بَعْدَ صَلاةِ الْعِشَاءِ (3).

(1) إسناده ضعيف لجهالة عبد الله بن الرُّقَيم، وعبد الله بن شريك مختلف فيه وكان من أصحاب المختار. حجاج: هو ابن محمد المصيصي، وفطر: هو ابن خليفة.

وللحافظ ابن حجر كلام طويل في هذا الحديث، انظر "القول المسدد" ص 5 - 6 و 17 - 23.

وأخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات" 1/ 363 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وأعله بعبد الله بن شريك وابن الرقيم.

وأخرجه النسائي في "الخصائص"(41) من طريق أسباط بن محمد، عن فطر، به.

(2)

صحيح لغيره، وقد تقدم الكلام عليه برقم (1476). ليث: هو ابن سعد.

وأخرجه الدارمي (3488)، وعبد بن حميد (151)، وأبو داود (1469)، والطحاوي في"مشكل الآثار" 2/ 127 - 128 و 128، وابن حبان (120)، والحاكم 1/ 569 من طرق عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد.

(3)

حديث حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، ابن شهاب لم يدرك =

ص: 99

1514 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، أَخْبَرَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، أَنَّهُ سَمِعَ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: أَرَادَ عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ أَنْ يَتَبَتَّلَ، فَنَهَاهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَلَوِ أجَازَ ذَلِكَ لَهُ، لاخْتَصَيْنَا (1).

1515 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ مَوْلَى الْأَسْوَدِ بْنِ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي عَيَّاشٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الرُّطَبِ بِالتَّمْرِ؟ فَقَالَ: " أَلَيْسَ يَنْقُصُ الرُّطَبُ إِذَا يَبِسَ؟ " قَالُوا: بَلَى. فَكَرِهَهُ (2).

= سعد بن أبي وقاص. عُقيل: هو ابن خالد.

وله شاهد عن جابر بن عبد الله عند البخاري (1801)، ومسلم 3/ 128 (184)، وسيأتي في "المسند" 3/ 302.

والطُّروق- بالضم- قال أهل اللغة: المجيء بالليل من سفر أو من غيره على غفلة، ويقال لكل آتٍ بالليل: طارق، ولا يقال بالنهار إلى مجازاً، وسُمي الآتي بالليل طارقاً، لأنه يَحتاج غالباً إلى دَقِّ الباب. وانظر"شرح مسلم" 13/ 71 - 72، وفتح الباري" 9/ 340.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (1402)(8) من طريق حُجين بن المثنى، والبيهقي 7/ 79 من طريق يحيى بن بكير، كلاهما عن الليث، بهذا الإسناد.

وأخرجه الدارمي (2167)، والبخاري (5074)، والبزار (1069)، وابن الجارود (674)، والشاشي (152)، وابن حبان (4027)، والبيهقي 7/ 79 من طرق عن ابن شهاب الزهري، به. وسيأتي برقم (1525) و (1588).

والتبتُّل: هو الانقطاع عن النساء وترك النكاح انقطاعاً إلى عبادة الله.

(2)

إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي عياش- وهو زيد بن عياش =

ص: 100

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= المدني- فمن رجال أصحاب السنن، روى عنه عبد الله بن يزيد، وعمران بن أنس السلمي، ووثقه الدارقطني وذكره ابن حبان في "الثقات"، وصحح له هو وابن خزيمة والحاكم. وهو في "الموطا" 2/ 624.

ومن طريق مالك أخرجه الشافعي في "المسند" 2/ 159، وفي "الرسالة"(907)، والطيالسي (214)، وعبد الرزاق (14185)، وابن أبي شيبة 6/ 182 و 14/ 204، وأبو داود (3359)، وابن ماجه (2264)، والترمذي (1225)، والنسائي 7/ 268، وأبو يعلى (712) و (713)، وابن الجارود (657)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 6، والشاشي (161) و (162) و (163)، وابن حبان (4997)، والدارقطني في "سننه" 3/ 49، والحاكم 2/ 38، والبيهقي 5/ 294، والبغوي (2068). قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، والعمل على هذا عند أهل العلم، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي وانظر ما قاله الحاكم في"المستدرك" 2/ 38 - 39.

وأخرجه أبو داود (3360)، والطحاوي 4/ 6، والدارقطني 3/ 49، والحاكم 2/ 38 - 39، والبيهقي 5/ 294 من طريق يحيى بن أبي كثير، عن عبد الله بن يزيد، بهذا الإسناد. ولفظه: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع الرطب بالتمر نسيئةً. قال الدارقطني: وخالفه (يعني يحيى بن أبي كثير) مالك وإسماعيل بن أمية والضحاك بن عثمان وأسامة بن زيد، رووه عن عبد الله بن يزيد ولم يقولوا فيه: نسيئة، واجتماعُ هؤلاء الأربعة على خلاف ما رواه يحيى، يَدُلُّ على ضبطهم للحديث، وفيهم إمام حافظ وهو مالك بن أنس.

وأخرجه الطحاوي 4/ 6 من طريق عمران بن أبي أنس: أن مولى لبني مخزوم حدثه أنه سأل سعد بن أبي وقاص عن الرجل يُسلِفُ الرجل الرطبَ بالتمر إلى أجل، فقال سعد: نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذا.

وأخرج حديث عِمران بن أبي أنس هذا دون ذكر الأجل الحاكم 2/ 43، وعنه البيهقي 5/ 295. وانظر تعليق ابن التركماني على هذا الحديث في "الجوهر النقي". وسيأتي الحديث برقم (1544) و (1552).

قال البغوي في "شرح السنة" 8/ 79: هذا الحديث أصلٌ في أنه لا يجوزُ بيعُ شيء من المطعوم بجنسه، وأحدهما رطبٌ، والآخرُ يابسٌ، مثل بيع الرطب بالتمر، وبيع العنب =

ص: 101

1516 -

حَدَّثَنَا يَعْلَى، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ، حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَقْبَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى مَرَرْنَا عَلَى مَسْجِدِ بَنِي مُعَاوِيَةَ، فَدَخَلَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَصَلَّيْنَا مَعَهُ، وَنَاجَى رَبَّهُ عز وجل طَوِيلًا، قَالَ:" سَأَلْتُ رَبِّي عز وجل ثَلاثًا: سَأَلْتُهُ أَنْ لَا يُهْلِكَ أُمَّتِي بِالْغَرَقِ فَأَعْطَانِيهَا، وَسَأَلْتُهُ أَنْ لَا يُهْلِكَ أُمَّتِي بِالسَّنَةِ فَأَعْطَانِيهَا، وَسَأَلْتُهُ أَنْ لَا يَجْعَلَ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ فَمَنَعَنِيهَا "(1).

1517 -

حَدَّثَنَا يَعْلَى، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ يَحْيَى: قَالَ (2): حَدَّثَنِي رَجُلٌ كُنْتُ أُسَمِّيهِ، فَنَسِيتُ اسْمَهُ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: كَانَتْ لِي حَاجَةٌ إِلَى أَبِي

= بالزبيب، واللحم الرطب بالقديد، وهذا قولُ أكثر أهل العلم، وإليه ذهب مالك والشافعي وأحمد وأبو يوسف ومحمد بن الحسن، وجوَّزه أبو حنيفة وحدَه. وانظر "شرح معاني الآثار" للطحاوي 4/ 6 - 7.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ عثمان بن حكيم- وهو ابن عبَّاد بن حُنيف- فمن رجال مسلم. يعلى: هو ابنُ عبيدٍ الطنافسي.

وأخرجه البزار (1125)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/ 526، والبغوي (4014) من طريق يعلى بن عبيد الطنافسي، بهذا الإسناد. ورواية البزار مختصرة.

وأخرجه الدورقي (39)، ومسلم (2890)(21)، وابن شبّة في "تاريخ المدينة" 1/ 68، وأبو يعلى (734) من طرق عن عثمان بن حكيم، به. وسيأتي برقم (1574).

قوله: "أن لا يُهلك أمتي بالسَّنَة"، قال البغوي في "شرح السنة" 14/ 216: السَّنَة: القَحطُ والجَدْب، وإنما جَرَت الدعوةُ بأن لا تعمَّهم السنة كافةً (قلنا: وكذا الغَرَق)، فيهلكوا عن آخرهم، فأما أن يُجدِب قومٌ ويخصب آخرون، فإنه خارجٌ عما جَرَتْ به الدعوة.

(2)

يعني أبا حيان التيمي شيخ يحيى بن سعيد القطان ويعلى بن عبيد في هذا الحديث، كما سيأتي لاحقاً في السند نفسه.

ص: 102

سَعْدٍ. قَالَ (1): وحَدَّثَنَا أَبُو حَيَّانَ، عَنْ مُجَمِّعٍ قَالَ: كَانَ لِعُمَرَ بْنِ سَعْدٍ إِلَى أَبِيهِ حَاجَةٌ، فَقَدَّمَ بَيْنَ يَدَيْ حَاجَتِهِ كَلامًا مِمَّا يُحَدِّثُ النَّاسُ يُوصِلُونَ، لَمْ يَكُنْ يَسْمَعُهُ، فَلَمَّا فَرَغَ، قَالَ: يَا بُنَيَّ، قَدْ فَرَغْتَ مِنْ كَلامِكَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: مَا كُنْتَ مِنْ حَاجَتِكَ أَبْعَدَ، وَلا كُنْتُ فِيكَ أَزْهَدَ مِنِّي، مُنْذُ سَمِعْتُ كَلامَكَ هَذَا، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" سَيَكُونُ قَوْمٌ يَأْكُلُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ كَمَا تَأْكُلُ الْبَقَرَ مِنَ الأَرْضِ "(2).

(1) القائل هنا هو يعلى بن عبيد كما هو واضح في مصادر التخريج، فإن يعلى هو الذي سمّاه عن أبي حيان ولم يسمِّه يحيى القطان.

(2)

حسن لغيره، وفي الإسناد الأول ضعف لجهالة الرجل الذي نسي اسمه أبو حيان يحيى بن سعيد بن حيان التيمي، والسند الثاني ضعيف لانقطاعه، مجمع لم يدرك سعداً ولا أحداً من الصحابة، وهو مجمع بن سمعان التيمي الحائك أبوحمزة الكوفي الزاهد، روى عنه السفيانان وأبو حيان التيمي وقال: أوثق أعمالي في نفسي حُبِّي مجمِّعاً التيمي، ذكره البخاري في "تاريخه" 7/ 409 - 410، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 8/ 295 - 296 ونقل عن يحيى بن معين توثيقه، وذكره ابن حبان في "الثقات" 7/ 497 - 498، وقد فات الحافظَ ابن حجر أن يترجم له في "تعجيل المنفعة" مع أنه على شرطه، وظن الشيخ أحمد شاكر رحمه الله أن مجمِّعاً هذا هو ابن يحيى بن يزيد بن جارية، وكذا سماه الشيخ ناصر الألباني في "صحيحته"(420) فأخطآ.

وأخرجه الدورقي (71)، والشاشي (127)، وأبو الشيخ في "الأمثال"(292) من طريق يعلى بن عبيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه البزار (2081 - كشف الأستار) من طريق يحيى بن سعيد القطان، به.

وسيأتي برقم (1597) من طريق زيد بن أسلم عن سعد، وفيه انقطاع.

وأخرجه هنَّادُ بنُ السري في"الزهد"(1154) عن محمد بن فضيل، عن أبي حيان التيمي، عن مصعب بن سعد قال: جاء ابن لسعدِ بن مالك في حاجته

ثم ذكر نحوه. وهذا إسنادٌ رجاله رجال الشيخين، فإن كان أبو حيان سمعه من مصعب بن سعد =

ص: 103

1518 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: شَكَا أَهْلُ الْكُوفَةِ سَعْدًا إِلَى عُمَرَ، فَقَالُوا: لَا يُحْسِنُ يُصَلِّي. قَالَ: فَسَأَلَهُ عُمَرُ، فَقَالَ: إِنِّي أُصَلِّي بِهِمْ صَلاةَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَرْكُدُ فِي الْأُولَيَيْنِ، وَأَحْذِفُ فِي الْأُخْرَيَيْنِ. قَالَ: ذَلِكَ الظَّنُّ بِكَ يَا أَبَا إِسْحَاقَ (1).

= فالإسناد صحيح، لكن أورد الدارقطني في "العلل" 4/ 354 الإسنادين جميعاً عن أبي حيان وقال: الأول أصوب، يعني: عن مجمِّع التيمي.

وله شاهد من حديثِ عبد الله بن عمرو بن العاص سيأتي في "المسند" 2/ 165، وسنده جيد.

يُوصلون، قال السندي: أي يوصلونه إلى ذِكْر الحاجة.

وقوله: "يأكلون بألسنتهم كما تأكل البقر"، قال المناوي في "فيض القدير" 4/ 131: أي: يتخذون ألسنتهم ذريعةً إلى مأكلهم كما تأخذ البقرُ ألسنتَها، ووجه الشبه بينهما، لأنهم لا يهتدون من المأكل كما أن البقرة لا تتمكن من الاحتشاش إلا بلسانها، والآخَر أنهم لا يُميزون بين الحق والباطل، والحلال والحرام، كما لا تميز البقرة في رَعْيها بين رطب ويابس، وحُلْو ومُرّ، بل تلفُّ الكلَّ.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري. وهو في "مصنف عبد الرزاق"(3707).

وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة" 2/ 754 عن عبيد الله بن موسى، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (217)، وعبد الرزاق (3706)، وابن أبي شيبة 2/ 402 - 403، والدورقي (1)، والبخاري (755) و (758)، ومسلم (453)(158) و (160)، والبزار (1062) و (1063) و (1064)، والنسائي 2/ 174، وأبو يعلى (693)، والدولابي في "الأسماء والكنى" 1/ 11، وابن خزيمة (508)، وأبو عوانة 2/ 149 - 150 و 150، والطبراني (308)، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 361 - 362، والبيهقي 2/ 65، والخطيب البغدادي في "تاريخه" 1/ 145 من طرق عن عبد الملك بن عمير، به. وانظر (1510). =

ص: 104

1519 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " قِتَالُ المسلم كُفْرٌ، وَسِبَابُهُ فُسُوقٌ، وَلا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ "(1).

1520 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ مِنْ أَكْبَرِ الْمُسْلِمِينَ فِي الْمُسْلِمِينَ جُرْمًا: رَجُلًا سَأَلَ عَنْ شَيْءٍ وَنَقَّرَ عَنْهُ، حَتَّى أُنْزِلَ فِي ذَلِكَ

= قوله: "أركد في الأوليين"، أي: أَسكُن وأُطيل القيامَ في الركعتين الأُوليين.

(1)

إسناده حسن، والحديث صحيح. أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي.

وهو في "مصنف عبد الرزاق"(20224).

ومن طريق عبد الرزاق أخرجه عبد بن حميد (138)، والنسائي 7/ 121، والطبراني (324)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(6622)، وعلقه البخاري في "تاريخه" 1/ 89 من طريق عبد الرزاق. ورواية النسائي دون ذكر الهجران.

وسيأتي الحديث في "المسند" برقم (1537) و (1589) من طريق أبي إسحاق، عن محمد بن سعد، عن أبيه. قال البخاري في "تاريخه" 1/ 89: وهذا أصح.

وفي الباب عن ابن مسعود متفق عليه وسيأتي في "المسند" 1/ 385، وعن أبي هريرة عند ابن ماجه (3940) وإسناده حسن، ولفظ حديثهما:"سبابُ المسلم فسوق، وقتاله كفرٌ".

وفي الباب أيضاً في قصة الهجران عن أنس عند أحمد في "المسند" 3/ 110، وهو متفق عليه، وعن هشام بن عامر الأنصاري فيه أيضاً 4/ 20، وعن أبي أيوب الأنصاري عند البخاري (6077)، ومسلم (2560) وهو في "المسند" 5/ 416، وعن عبد الله بن عمر عند مسلم (2561)، وعن أبي هريرة عند أبي داود (4912)، وعن عائشة عند أبي داود (4913).

ص: 105

الشَّيْءِ تَحْرِيمٌ مِنْ أَجْلِ مَسْأَلَتِهِ " (1).

1521 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ، أَوْ غَيْرِهِ: أَنَّ سَعْدَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ يُهِنْ قُرَيْشًا، يُهِنْهُ اللهُ عز وجل "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (2358) من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد.

وأخرجه الخطيب البغدادي في "الفقيه والمتفقه" 2/ 9 من طريق سلام بن أبي مطيع، عن معمر، به.

وأخرجه الشافعي 1/ 19، والدورقي (13)، والبخاري (7289)، ومسلم (2358)، والطحاوي في "مشكل الآثار" 2/ 212، والشاشي (96)، وابن حبان (110)، والبغوي (144) من طرق عن الزهري، به.

قال البغوي رحمه الله: المسألةُ وجهان:

أحدهما: ما كان على وجه التبيُّنِ والتعلُّم فيما يُحتاج إليه من أمر الدين، فهو جائز مأمور به، قال الله تعالى:{فاسأَلوا أَهَلَ الذِّكْرِ إنْ كنتُمْ لا تعلمونَ} [النحل: 43]، وقال الله تعالى:{فاسأَلِ الذينَ يقرؤونَ الكتابَ من قَبْلِك) [يونس: 94]، وقد سأَلَت الصحابةُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم مسائلَ، فأنزل الله سبحانه وتعالى بيانَها في كتابه، كما قال الله عز وجل: {يسألونك عن الأَهلَّةِ} [البقرة: 189]، {يسألونكَ عن المحيضِ} [البقرة: 222]، {يسألونَك عن الأنفالِ} [الأنفال: 1].

والوجه الآخر: ما كان على وجه التكلُّف، فهو مكروه، فسكوت صاحب الشرع عن الجواب في مثل هذا زجرٌ ورَدْع للسائل، فإذا وقع الجوابُ، كان عقوبةً وتغليظاً. والمرادُ من الحديث هذا النوعُ من السؤال، وقد شدَّد بنو إسرائيل على أنفسهم بالسؤال عن وَصْف البقرة، مع وقوع الغُنْية عنه بالبيان المتقدم، فشدَّدَ الله عليهم.

(2)

إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عمر بن سعد، فمن رجال النسائي، وهو صدوق. =

ص: 106

1522 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَعْطَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رِجَالًا، وَلَمْ يُعْطِ رَجُلًا مِنْهُمْ شَيْئًا، فَقَالَ سَعْدٌ: يَا نَبِيَّ اللهِ، أَعْطَيْتَ فُلانًا وَفُلانًا، وَلَمْ تُعْطِ فُلانًا شَيْئًا، وَهُوَ مُؤْمِنٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" أَوْ مُسْلِمٌ " حَتَّى أَعَادَهَا سَعْدٌ ثَلاثًا، وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" أَوْ مُسْلِمٌ "، ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" إِنِّي لأعْطِي رِجَالًا، وَأَدَعُ مَنْ هُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهُمْ، فَلا أُعْطِيهِ شَيْئًا، مَخَافَةَ أَنْ يُكَبُّوا فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ "(1).

= وهو في "مصنف عبد الرزاق"(19905)، ومن طريقه أخرجه ابن عدي في "الكامل" 2/ 746، ولم يقل فيه "أو غيره"، ووقع في المطبوع من "الكامل" مكان "عمر بن سعد": عامر بن سعد، وهو من خطأ الطبع، وانظر (1473).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه أبو داود (4685) عن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.

وأخرجه الحميدي (69)، وعبد بن حميد (140)، ومسلم 2/ 733، والبزار (1087)، وابن حبان (163)، ومحمد بن نصر في "تعظيم قدر الصلاة"(560) و (561)، وابن منده في "الإيمان"(161)، واللاّلكائي في "شرح أصول الاعتقاد"(1494) و (1495)، والخطيب البغدادي في "تاريخه" 3/ 119 من طريق عبد الرزاق، به.

وأخرجه الحميدي (68)، وأبو داود (4683) و (4685)، والنسائي 8/ 103 - 104 و 104، وأبو يعلى (778)، والطبري في "تفسيره" 26/ 14، وفي "تهذيب الآثار" مسند ابن عباس ص 680، وأبو نعيم في "الحلية" 6/ 191، وابن منده (161) من طريق معمر، به.

وأخرجه البخاري (27) و (1478)، ومسلم (150) و 2/ 732 و 733، وأبو يعلى (714)، والشاشي (89)، وابن منده (162) من طرق عن الزهري، به. وبعض هؤلاء =

ص: 107

1523 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَمَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِقَتْلِ الْوَزَغِ، وَسَمَّاهُ فُوَيْسِقًا (1).

= يزيد في الحديث على بعض. وسيأتي برقم (1579).

وأخرجه البخاري (1478)، ومسلم (150) و 2/ 733 من طريق صالح بن كيسان، عن إسماعيل بن محمد بن سعد، عن أبيه محمد بن سعد، عن سعد بن أبي وقاص.

قوله: "أو مسلم"، قال السندي: بسكون الواو، كأنه أرشده صلى الله عليه وسلم إلى أن لا يجزم بالإيمان، لأن محلَّه القلب، فلا يظهر، وإنما الذي يجزمُ به هو الإسلام لظهوره، فقال:"أو مسلم"، أي: قل: أو مسلم، على الترديد، أو المعنى: أو قل: مسلم، بطريق الجزم بالإسلام، والسكوت عن الإيمان بناء على أن كلمة "أو" إما للترديد، أو بمعنى "بل"، وعلى الوجهين يرد أنه لا وجه لإعادة سعدٍ القولَ بالجزم بالإيمان، لأنه يتضمن الإعراض عن إرشاده صلى الله عليه وسلم، فلعله لاشتغال قلبه بالأمر الذي كان فيه ما تَنَبَّه للإرشاد، والله تعالى أعلم. وانظر "فتح الباري" 1/ 80 - 81.

وقوله: "أن يكبوا"، قال السندي: على بناء المفعول من كَبَّ، أو بناء الفاعل من أكَبَّ، فان أكبَّ لازم، وكَبَّ متعدٍّ، على خلاف المشهور في باب التعدية واللزوم، أي: مخافةَ وقوع أولئك الذين أعطيتُهم في النار، إن لم أعطهم، لقِلَّةِ صبرهم.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق"(8390).

ومن طريقه أخرجه عبد بن حميد (141)، ومسلم (2238)، وأبو داود (5262)، والبزار (1086)، وابن حبان (5635)، والبيهقي 5/ 211.

وأخرجه الدورقي (15)، وأبو يعلى (832) من طريق عبد الرحمن بن إسحاق، عن الزهري، بهذا الإسناد.

الوَزَغ: جمع وَزَغَة، وهي التي يقال لها: سامُّ أبرصَ، سميت بها لِخفَّتها وسرعة حركتها، وهو من الحشرات المؤذيات، ولذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتله، وحثَّ عليه.

وأما تسميته فويسقاً، فقال النووي في "شرح مسلم" 14/ 237: نظيره الفواسق الخمس التي تُقتل في الحِلّ والحرم، وأصل الفِسق: الخروج، وهذه المذكورات خرجت عن خلق معظم الحشرات ونحوها بزيادة الضرر والأذى.

ص: 108

1524 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ، فَمَرِضْتُ مَرَضًا أَشْفَيْتُ عَلَى الْمَوْتِ، فَعَادَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ لِي مَالًا كَثِيرًا وَلَيْسَ يَرِثُنِي إِلا ابْنَةٌ لِي، أَفَأُوصِي بِثُلُثَيْ مَالِي؟ قَالَ:" لَا " قُلْتُ: بِشَطْرِ مَالِي؟ قَالَ: " لَا " قُلْتُ: فَثُلُثُ مَالِي؟ قَالَ: " الثُّلُثُ، وَالثُّلُثُ كَثِيرٌ، إِنَّكَ يَا سَعْدُ أَنْ تَدَعَ وَرَثَتَكَ أَغْنِيَاءَ خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ تَدَعَهُمْ عَالَةً يَتَكَفَّفُونَ النَّاسَ، إِنَّكَ يَا سَعْدُ لَنْ تُنْفِقَ نَفَقَةً تَبْتَغِي بِهَا وَجْهَ اللهِ إِلا أُجِرْتَ عَلَيْهَا، حَتَّى اللُّقْمَةَ تَجْعَلُهَا فِي فِي امْرَأَتِكَ ".

قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أُخَلَّفُ بَعْدَ أَصْحَابِي؟ قَالَ:" إِنَّكَ لَنْ تَتَخَلَّفَ، فَتَعْمَلَ عَمَلًا تَبْتَغِي بِهِ وَجْهَ اللهِ، إِلا ازْدَدْتَ بِهِ دَرَجَةً وَرِفْعَةً، وَلَعَلَّكَ تُخَلَّفُ حَتَّى يَنْفَعَ اللهُ بِكَ أَقْوَامًا، وَيَضُرَّ بِكَ آخَرِينَ، اللهُمَّ أَمْضِ لِأَصْحَابِي هِجْرَتَهُمْ، وَلا تَرُدَّهُمْ عَلَى أَعْقَابِهِمْ، لَكِنِ الْبَائِسُ سَعْدُ ابْنُ خَوْلَةَ " رَثَى لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَكَانَ مَاتَ بِمَكَّةَ (1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في"مصنف عبد الرزاق"(16357).

ومن طريقه أخرجه عبدُ بن حميد (133)، ومسلم (1628، (5)، ومحمد بن نصر في "السنة"(249)، وابن حبان (7261).

وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/ 763، والشافعي في "السنن المأثورة"(537)، والطيالسي (195) و (196) و (197)، والدارمي (3196)، والبخاري في "صحيحه"(56) و (3936) و (5668) و (6373)، و"الأدب المفرد"(752)، ومسلم (1628)(5)، والدورقي (8) و (9)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(218)، ومحمد بن نصر (248)، وأبو يعلى (834)، والطحاوي في "مشكل الآثار" 3/ 255 - 256، =

ص: 109

1525 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: فَأَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: لَقَدْ رَدَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى عُثْمَانَ التَّبَتُّلَ، وَلَوْ أحَلَّهُ لَاخْتَصَيْنَا (1).

= والشاشي (85) و (87) و (88)، وابن حبان (6026)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(533)، والبيهقي 6/ 268، والبغوي (1459) من طرق عن الزهري، بهذا الإسناد، وبعضهم يزيد فيه على بعض. وانظر (1482).

أشفيتُ: قاربتُ.

وقوله: "رثى له رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان مات بمكة"، قال النووي في "شرح مسلم" 11/ 76 - 77: قال العلماء: هذا من كلام الراوي وليس هو من كلام النبي صلى الله عليه وسلم، بل انتهى كلامُه صلى الله عليه وسلم بقوله:"لكن البائس سعد بن خولة"، فقال الراوي تفسيراً لمعنى هذا الكلام: إنه يرثيه النبي صلى الله عليه وسلم، ويتوجَّعُ له، ويرقُّ عليه لكونه مات بمكة. واختلفوا في قائل هذا الكلام من هو؟ فقيل: هو سعد بن أبي وقاص، وقد جاء مفسراً في بعض الروايات، قال القاضي: وأكثر ما جاء أنه من كلام الزهري، قال: واختلفوا في قصة سعد بن خولة، فقيل: لم يهاجر من مكة حتى مات بها، قاله عيسى بن دينار وغيره، وذكر البخاري: أنه هاجر وشهد بدراً ثم انصرف إلى مكة ومات بها، وقال ابن هشام: إنه هاجر إلى الحبشة الهجرة الثانية، وشهد بدراً وغيرها، وتوفي بمكة في حجة الوداع سنة عشر، وقيل: توفي بها سنة سبع في الهُدْنة، خرج مختاراً من المدينة، فعلى هذا وعلى قول عيسى بن دينار، سببُ بؤسه: سقوط هجرته لرجوعه مختاراً وموته بها، وعلى قول الآخرين، سببُ بؤسه: موته بمكة على أي حال كان، وإن لم يكن باختياره لمَا فاته من الأجر والثواب الكامل بالموت في دار هجرته، والغُربة عن وطنه إلى هجرة الله تعالى.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في"مصنف عبد الرزاق"(10375) و (12591). وعثمان الذي ذُكِر في الحديث: هو عثمان بن مظعون.

ومن طريق عبد الرزاق أخرجه الترمذي (1083). وقال: حسن صحيح. =

ص: 110

1526 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ إِلَّا وَصَفَ الدَّجَّالَ لِأُمَّتِهِ، وَلأصِفَنَّهُ صِفَةً لَمْ يَصِفْهَا أَحَدٌ كَانَ قَبْلِي: إِنَّهُ أَعْوَرُ، وَإِنَّ اللهَ عز وجل لَيْسَ بِأَعْوَرَ "(1).

1527 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا سَلِيمُ بْنُ حَيَّانَ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ خَالِدٍ - قَالَ عَفَّانُ: حَدَّثَنِي - عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدٍ: أَنَّ الطَّاعُونَ ذُكِرَ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: " إِنَّهُ رِجْزٌ

= وأخرجه ابن أبي شيبة 4/ 126، ومسلم (1402)، والنسائي 6/ 58 من طريق عبد الله بن المبارك، عن معمر، بهذا الإسناد. وانظر (1514).

(1)

صحيح لِغيره، رجاله ثقات رجال الصحيح غير محمد بن إسحاق فمن رجال أصحاب السنن، وروى له البخاري تعليقاً ومسلم متابعة، وهو صدوق حسن الحديث، إلا أنه مدلس وقد عنعن.

وأخرجه ابنُ أبي شيبة 15/ 128، والدورقي (16)، والبزار (1108)، وأبو يعلى (725)، والشاشي (103)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(538) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. زاد البزار بين محمد بن إسحاق وبين داود بن عامر: يزيد بن أبي حبيب، وهو ثقة من رجال الشيخين. وسيأتي الحديث مكرراً برقم (1578).

وفي الباب عن عبد الله بن عمر سيأتي في "المسند" 2/ 27، وعن جابر بن عبد الله فيه أيضاً 3/ 292، وعن أنس بن مالك 3/ 103.

قوله: "إنه أعور وإنَّ الله ليس بأعور"، قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 13/ 96: إنما اقتصر على ذلك مع أن أدلة الحدوث في الدجال ظاهرةٌ، لكون العَوَر أثراً محسوساً يُدركه العالمُ والعامِّيُّ ومن لا يهتدي إلى الأدلة العقلية، فإذا ادَّعى الربوبيةَ وهو ناقص الخلقة، والإله يتعالى عن النقص، علم أنه كاذبٌ.

ص: 111

أُصِيبَ بِهِ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَإذا كَانَ بِأَرْضٍ فَلا تَدْخُلُوهَا، وَإِذَا كُنْتُمْ بِأَرْضٍ، وَهُوَ بِهَا، فَلا تَخْرُجُوا مِنْهَا " (1).

1528 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَعْمَرٍ، قَالَ: حَدَّثَ عَامِرُ بْنُ سَعْدٍ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَهُوَ أَمِيرٌ عَلَى الْمَدِينَةِ: أَنَّ سَعْدًا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنِ أكَلَ سَبْعَ تَمَرَاتِ عَجْوَةٍ مَا بَيْنَ لابَتَيْ الْمَدِينَةِ حِينَ يُصْبِحُ، لَمْ يَضُرَّهُ يَوْمَهُ ذَلِكَ شَيْءٌ حَتَّى يُمْسِيَ "، قَالَ فُلَيْحٌ: وَأَظُنُّهُ قَدْ قَالَ: " وَإِنِ أكَلَهَا حِينَ يُمْسِي، لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ حَتَّى يُصْبِحَ ". قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ: يَا عَامِرُ، انْظُرْ مَا تُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَقَالَ عَامِرٌ: وَاللهِ مَا كَذَبْتُ عَلَى سَعْدٍ، وَمَا كَذَبَ سَعْدٌ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (2).

1529 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ الْأَسْلَمِيُّ، عَنِ الْمُطَّلِبِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ قَالَ: جَاءَهُ ابْنُهُ عَامِرٌ فَقَالَ: أَيْ بُنَيَّ، أَفِي الْفِتْنَةِ تَأْمُرُنِي أَنْ أَكُونَ رَأْسًا؟ لَا وَاللهِ حَتَّى أُعْطَى سَيْفًا إِنْ ضَرَبْتُ بِهِ مُؤْمِنًا نَبَا عَنْهُ، وَإِنْ ضَرَبْتُ بِهِ كَافِرًا قَتَلَهُ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" إِنَّ اللهَ عز وجل يُحِبُّ الْغَنِيَّ الْخَفِيَّ التَّقِيَّ "(3).

(1) حديث صحيح، وهو مكرر (1491).

(2)

حديث صحيح، وهو مكرر (1442).

(3)

حديث صحيح، والإسناد فيه قلبٌ، فالذي روى القصة هو عامر بن سعد، والذي جاء إلى سعد رضي الله عنه يأمره أن يكونَ رأساً هو عمر بن سعد، وقد تقدم على الصواب من غير هذا الطريقِ برقم (1441). المطلب: هو ابن عبد الله بن المطلب بن =

ص: 112

1530 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: رَأَيْتُ عَنْ يَمِينِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَعَنْ شِمَالِهِ يَوْمَ أُحُدٍ، رَجُلَيْنِ عَلَيْهِمَا ثِيَابٌ بِيضٌ لَمْ أَرَهُمَا قَبْلُ، وَلا بَعْدُ (1).

1531 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْعَيْزَارِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ سَعْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" عَجِبْتُ لِلمُسْلِمِ إِذَا أَصَابَهُ خَيْرٌ، حَمِدَ اللهَ وَشَكَرَ، وَإِذَا أَصَابَتْهُ مُصِيبَةٌ، احْتَسَبَ وَصَبَرَ، الْمُسْلِمُ يُؤْجَرُ فِي كُلِّ شَيْءٍ، حَتَّى فِي اللُّقْمَةِ يَرْفَعُهَا إِلَى فِيهِ "(2).

= حنطب، تابعي ثقة، وكثير بن زيد الأسلمي مختلف فيه، وحديثه حسن في المتابعات.

وأخرجه الدورقي (73) عن أبي عامر عبد الملك بن عمرو، بهذا الإسناد. وفيه: أنه جاءه ابنُه، ولم يسمه.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 1/ 94 عن محمد بن أحمد بن الحسين، عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، عن أبي عامر العقدي، عن كثير بن زيد، عن عبد المطلب بن عبد الله، عن عمر بن سعد، عن أبيه أنه قال لي: يا بني

فذكره.

قوله "نبا عنه"، أي: تجافى عنه ولم يقتله.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن عبيد: هو الطنافسي، ومسعر: هو ابن كِدام، وسعد بن إبراهيم: هو ابن عبد الرحمن بن عوف.

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 89، والدورقي (77)، والبخاري (5826)، ومسلم (2306)(46)، وابن أبي عاصم (1410)، وابن حبان (6987)، وأبو نعيم في "الحلية" 3/ 171 - 172، والبيهقي في "الدلائل" 3/ 255 من طرق عن مسعر، بهذا الإسناد. وانظر (1471).

(2)

إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الصحيح غير عمر بن سعد، فمن رجال النسائي، وهو صدوق. =

ص: 113

1532 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ وَعَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُسَيِّبِ، حَدَّثَنِي ابْنٌ لِسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ (1)، حَدِيثًا عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى سَعْدٍ، فَقُلْتُ: حَدِيثًا حُدِّثْتُهُ (2) عَنْكَ حِينَ اسْتَخْلَفَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلِيًّا عَلَى الْمَدِينَةِ؟ قَالَ: فَغَضِبَ، فَقَالَ: مَنْ حَدَّثَكَ بِهِ؟ فَكَرِهْتُ أَنْ أُخْبِرَهُ أَنَّ ابْنَهُ حَدَّثَنِيهِ فَيَغْضَبَ عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ خَرَجَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ اسْتَخْلَفَ عَلِيًّا عَلَى الْمَدِينَةِ، فَقَالَ عَلِيٌّ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا كُنْتُ أُحِبُّ أَنْ تَخْرُجَ وَجْهًا إِلا وَأَنَا مَعَكَ. فَقَالَ:" أَوَ مَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى؟ غَيْرَ أَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي "(3).

= وأخرجه البزار (3116 - كشف الأستار) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (211)، وعبد بن حميد (43)، والشاشي (132)، والبيهقي في "الشعب"(9950) من طرق عن شعبة، به.

وأخرجه ابن المبارك في "الزهد- زيادات نعيم"(115) عن شعبة، به. ولم يذكر فيه سعد بن أبي وقاص. وانظر (1487).

(1)

في (م) و (س) و (ص): لسعد بن مالك.

(2)

في (م): حدّثنيه، وهو خطأ.

(3)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن زيد بن جدعان، فمن رجال أصحاب السنن، وروى له مسلم مقروناً، وهو ضعيف، وقد تابعه في هذا الإسناد قتادة، وهو من رجالهما، والحديث في"مصنف عبد الرزاق"(9745) و (20390).

ومن طريقه أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(1342)، والبزار (1074).

وأخرجه بنحوه الدورقي (100)، وابنُ أبي عاصم (1343)، والبزار (1076)، والنسائي في "الكبرى"(8138)، وفي "الخصائص"(44) من طريق حرب بن شداد، =

ص: 114

1533 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ - يَعْنِي ابْنَ أَنَسٍ -، حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: مَا سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ لِحَيٍّ يَمْشِي: " إِنَّهُ فِي الْجَنَّةِ " إِلا لِعَبْدِ اللهِ بْنِ سَلامٍ (1).

* 1534 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ - قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ هَارُونَ -، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي مَخْرَمَةُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعْدًا، وَنَاسًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُونَ: كَانَ رَجُلانِ أَخَوَانِ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ أَحَدُهُمَا أَفْضَلَ مِنَ الآخَرِ، فَتُوُفِّيَ الَّذِي هُوَ أَفْضَلُهُمَا، ثُمَّ عُمِّرَ الْآخَرُ بَعْدَهُ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، ثُمَّ تُوُفِّيَ، فَذُكِرَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَضْلُ الْأَوَّلِ عَلَى الْآخَرِ، فَقَالَ:" أَلَمْ يَكُنْ يُصَلِّي؟ " فَقَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، فَكَانَ لَا بَأْسَ بِهِ. فَقَالَ:" مَا يُدْرِيكُمْ مَاذَا بَلَغَتْ بِهِ صَلاتُهُ؟ " ثُمَّ قَالَ عِنْدَ ذَلِكَ: " إِنَّمَا مَثَلُ الصَّلَاة كَمَثَلِ نَهَرٍ جَارٍ بِبَابِ رَجُلٍ، غَمْرٍ عَذْبٍ، يَقْتَحِمُ فِيهِ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ، فَمَاذا تُرَوْنَ يُبْقِي ذَلِكَ مِنْ دَرَنِهِ؟ "(2).

= عن قتادة وحده، بهذا الإسناد. وانظر (1490).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (1453).

(2)

إسناده قوي على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير مخرمة بن بكير، فمن رجال مسلم، وهو صدوق.

وأخرجه الدورقي (40)، وابن خزيمة (310)، والحاكم 1/ 200، وابن عبد البر في "التمهيد" 24/ 221 من طرق عن عبد الله بن وهب، بهذا الإسناد. وصحح الحاكم إسناده، ووافقه الذهبي. =

ص: 115

1535 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ يُونُسَ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" لَأَنْ يَمْتَلِئَ جَوْفُ أَحَدِكُمْ قَيْحًا وَدَمًا، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمْتَلِئَ شِعْرًا "(1).

1536 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ، فَبَلَغَنَا أَنَّ الطَّاعُونَ وَقَعَ بِالْكُوفَةِ، قَالَ: فَقُلْتُ: مَنْ يَرْوِي هَذَا الْحَدِيثَ؟ فَقِيلَ عَامِرُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: وَكَانَ غَائِبًا، فَلَقِيتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ سَعْدٍ، فَحَدَّثَنِي أَنَّهُ سَمِعَ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ يُحَدِّثُ سَعْدًا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا وَقَعَ الطَّاعُونُ بِأَرْضٍ فَلا تَدْخُلُوهَا، وَإِذَا وَقَعَ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلا تَخْرُجُوا مِنْهَا " قَالَ: قُلْتُ: أأَنْتَ سَمِعْتَ أُسَامَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ (2).

1537 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ زَكَرِيَّا، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ

= وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/ 174 بلاغاً عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، به. وانظر كلام ابن عبد البر على هذا الحديث في "التمهيد" 24/ 219 - 230.

النهر الغَمْر: الكثير الماء، والدَّرَن: الوسخ.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. بهز: هو ابن أسد العَمِّي.

وأخرجه الدورقي (81)، وأبو يعلى (816) من طريق بهز بن أسد، بهذا الإسناد. وانظر (1506).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهذا الحديثُ من مسند أُسامةَ بن زيد، وسيأتي تخريجُه إن شاء الله في مسنده 5/ 206. وتقدم عن سعد مِن غير هذا الطريق برقم (1491).

ص: 116

عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" قِتَالُ الْمُسْلِمِ كُفْرٌ، وَسِبَابُهُ فِسْقٌ "(1).

1538 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، قَدْ شَفَانِي اللهُ الْيَوْمَ مِنَ المُشْرِكِينَ، فَهَبْ لِي هَذَا السَّيْفُ. قَالَ:" إِنَّ هَذَا السَّيْفَ لَيْسَ لَكَ وَلا لِي، ضَعْهُ " قَالَ: فَوَضَعْتُهُ، ثُمَّ رَجَعْتُ، قُلْتُ: عَسَى أَنْ يُعْطَى هَذَا السَّيْفُ الْيَوْمَ مَنْ لَمْ يُبْلِ بَلائِي، قَالَ: إِذَا رَجُلٌ يَدْعُونِي مِنْ وَرَائِي، قَالَ: قُلْتُ: قَدِ أُنْزِلَ فِيَّ شَيْءٌ؟ قَالَ: " كُنْتَ سَأَلْتَنِي السَّيْفَ، وَلَيْسَ هُوَ لِي، وَإِنَّهُ قَدْ وُهِبَ لِي، فَهُوَ لَكَ " قَالَ: وَأُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ علي بن بحر، فقد علَّق له البخاري، وروى له أبو داود والترمذي، وهو ثقة. زكريا: هو ابن أبي زائدة.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(429)، وفي "التاريخ الكبير" 1/ 88 - 89 من طريق يحيى بنِ زكريا، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن ماجه (3941) من طريق شريك بن عبد الله، والطبراني في "الكبير"(325) من طريق روح بن مسافر، كلاهما عن أبي إسحاق، به.

تنبيه: عزا المزي في "تحفة الأشراف" 3/ 314، والبوصيري في "مصباح الزجاجة" ورقة 245، هذا الحديث إلى النسائي في المحاربة من طريق أبي همام الدَّلاّل، عن أبي إسحاق، عن محمد بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه، ولم نقع عليه بهذا الإسناد في الموضع المشار إليه في المطبوع من "المجتبى" و"السنن الكبرى"، وهو عنده من طريق معمر عن أبي إسحاق، عن عمر بن سعد، عن أبيه، وقد تقدم تخريجه برقم (1519).

ص: 117

الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ} [الأنفال: 1](1).

° • 1539 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: وجدتُ هذا الحديثَ فِي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّ يَدِهِ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمُتَعَالِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ. قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: وَحَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا الْمُجَالِدُ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاقَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ جَاءَتْهُ جُهَيْنَةُ، فَقَالُوا: إِنَّكَ قَدْ نَزَلْتَ بَيْنَ أَظْهُرِنَا، فَأَوْثِقْ لَنَا حَتَّى نَأْتِيَكَ وَتُؤْمِنَّا. فَأَوْثَقَ لَهُمْ، فَأَسْلَمُوا، قَالَ: فَبَعَثَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي رَجَبٍ، وَلا نَكُونُ مِئَةً، وَأَمَرَنَا أَنْ نُغِيرَ عَلَى حَيٍّ مِنْ بَنِي كِنَانَةَ إِلَى جَنْبِ جُهَيْنَةَ، فَأَغَرْنَا عَلَيْهِمْ وَكَانُوا كَثِيرًا، فَلَجَأْنَا إِلَى جُهَيْنَةَ فَمَنَعُونَا، وَقَالُوا: لِمَ تُقَاتِلُونَ فِي الشَّهْرِ الْحَرَامِ؟ فَقُلْنَا: إِنَّمَا نُقَاتِلُ مَنِ أخْرَجَنَا مِنَ الْبَلَدِ الْحَرَامِ فِي الشَّهْرِ الْحَرَامِ، فَقَالَ بَعْضُنَا لِبَعْضٍ: مَا تَرَوْنَ؟ فَقَالَ بَعْضُنَا: نَأْتِي نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَنُخْبِرُهُ، وَقَالَ قَوْمٌ: لَا، بَلْ نُقِيمُ هَاهُنَا، وَقُلْتُ أَنَا فِي أُنَاسٍ مَعِي: لَا،

(1) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ عاصم بن أبي النجود، فمن رجال أصحاب السنن وحديثُه في "الصحيحين" مقرون، وهو حسن الحديث. أبو بكر: هو ابن عياش.

وأخرجه أبو داود (2740)، والترمذي (3079)، والنسائي في "الكبرى"(11196)، وأبو يعلى (735)، والطبري 9/ 173، وأبو نعيم في "الحلية" 8/ 312، والحاكم 2/ 132، والبيهقي 6/ 291 من طرق عن أبي بكر بن عياش، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حسن صحيح، وصحح الحاكم إسناده ووافقه الذهبي.

وأخرجه الطبري 9/ 173 من طريق أبي الأحوص، عن عاصم، به. وانظر ما سيأتي برقم (1567).

ص: 118

بَلْ نَأْتِي عِيرَ قُرَيْشٍ فَنَقْتَطِعُهَا، فَانْطَلَقْنَا إِلَى الْعِيرِ، وَكَانَ الْفَيْءُ إِذْ ذَاكَ: مَنِ أخَذَ شَيْئًا فَهُوَ لَهُ، فَانْطَلَقْنَا إِلَى الْعِيرِ، وَانْطَلَقَ أَصْحَابُنَا إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأَخْبَرُوهُ الْخَبَرَ، فَقَامَ غَضْبَانَ (1) مُحْمَرَّ الْوَجْهِ، فَقَالَ:" أَذَهَبْتُمْ مِنْ عِنْدِي جَمِيعًا، وَجِئْتُمْ مُتَفَرِّقِينَ؟ إِنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمِ الْفُرْقَةُ، لأبْعَثَنَّ عَلَيْكُمْ رَجُلًا لَيْسَ بِخَيْرِكُمْ، أَصْبَرُكُمْ عَلَى الْجُوعِ وَالْعَطَشِ " فَبَعَثَ عَلَيْنَا عَبْدَ اللهِ بْنَ جَحْشٍ الْأَسَدِيَّ فَكَانَ أَوَّلَ أَمِيرٍ أُمِّرَ فِي الْإِسْلامِ (2).

1540 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " تُقَاتِلُونَ جَزِيرَةَ الْعَرَبِ فَيَفْتَحُهَا اللهُ لَكُمْ، ثُمَّ تُقَاتِلُونَ فَارِسَ فَيَفْتَحُهَا اللهُ لَكُمْ، ثُمَّ تُقَاتِلُونَ الرُّومَ فَيَفْتَحُهَا اللهُ لَكُمْ، ثُمَّ تُقَاتِلُونَ الدَّجَّالَ فَيَفْتَحُهُ اللهُ

(1) في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر و (ح) و (س) و (ق) و (ص): "غضباناً" مصروفاً، والمثبت من (ظ 11) و (ب) وهو الجادة، لأن مؤنثه غضبى، ويُخرَّج ما في (م) وبقية النسخ على لغة بني أسد، فإنهم يصرفون كلَّ صفة على "فعلان"، لأنهم يؤنِّثونه بالتاء، ويستغنون به بفَعْلانة عن فَعْلَى، فيقولون: سكرانة وغضبانة وعطشانة. انظر "شرح الأشموني على ألفية ابن مالك" 3/ 175.

(2)

إسناده ضعيف، المجالد- وهو ابن سعيد- ضعيف، وزياد بن عِلاقة لم يسمع من سعد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 14/ 123 و 351 - 352، والبيهقي في "دلائل النبوة" 3/ 15 من طريق حماد بن أسامة، والدورقي (131)، والبيهقي 3/ 14 من طريق يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، والبزار (1757 - كشف الأستار) من طريق أحمد بن بشير، ثلاثتهم عن مجالد بن سعيد، بهذا الإسناد والحديث عند ابن أبي شيبة في الموضع الأول والبزار مختصر بقصة: أن أول أمير عُقِد له في الإسلام عبد الله بن جحش.

ص: 119

لَكُمْ ". قَالَ: فَقَالَ جَابِرٌ: لَا يَخْرُجُ الدَّجَّالُ حَتَّى يُفْتَتَحَ الرُّومُ (1).

1541 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ:" تَغْزُونَ جَزِيرَةَ الْعَرَبِ، فَيَفْتَحُ اللهُ لَكُمْ، وَتَغْزُونَ فَارِسَ، فَيَفْتَحُهَا اللهُ لَكُمْ، وَتَغْزُونَ الرُّومَ، فَيَفْتَحُهَا اللهُ لَكُمْ، وَتَغْزُونَ الدَّجَّالَ، فَيَفْتَحُ اللهُ لَكُمْ "(2).

1542 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِكْرِمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ لَبِيبَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ: أَنَّ أَصْحَابَ الْمَزَارِعِ فِي زَمَانِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، كَانُوا يُكْرُونَ مَزَارِعَهُمْ بِمَا يَكُونُ عَلَى السَّوَاقِي مِنَ الزُّرُوعِ، وَمَا سَعِدَ بِالْمَاءِ مِمَّا حَوْلَ الْبِئْرِ (3)، فَجَاؤُوا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَاخْتَصَمُوا فِي بَعْضِ

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه نافع بن عتبة، فمن رجال مسلم وحده. حسين: هو ابن علي الجُعفي، وزائدة: هو ابن قدامة، وعبد الصمد: هو ابن عبد الوارث. وهذا الحديث والذي بعده ليسا من مسند سعد، وإنما هما من مسند نافع بن عتبة.

وأخرجه ابن أبي شيبة 15/ 146 - 147، وعنه ابن ماجه (4091)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(642) عن حسين بن علي الجعفي، بهذا الإسناد. وانظر ما بعده، وسيأتي تمام تخريجه في مسند نافع بن عتبة من "المسند" 4/ 337.

(2)

إسناده صحيح كسابقه. أبو عوانة: هو وضاح بن عبد الله اليشكري.

وعلَّقه البخاري في "التاريخ الكبير" 8/ 81 - 82 عن موسى بن إسماعيل، عن أبي عوانة، بهذا الإسناد.

(3)

في (م) و (ب) و (س) و (ص): النبت، وهو تحريف، والمثبت من (ظ 11) و (ق) =

ص: 120

ذَلِكَ، فَنَهَاهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُكْرُوا بِذَلِكَ، وَقَالَ:" أَكْرُوا بِالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ "(1).

1543 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ. وَيَعْقُوُبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ ابْنِ (2) إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدْ - قَالَ يَعْقُوبُ: ابْنُ أَبِي عَتِيقٍ -، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، حَدَّثَهُ عَنْ أَبِيهِ سَعْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: " إِذَا تَنَخَّمَ

= وحاشية (س) و (ص) ومصادر التخريج.

(1)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، محمد بن عبد الرحمن بن لبيبة، قال ابن معين: ليس حديثه بشيء، وقال الدارقطني: ضعيف، ومحمد بن عكرمة لم يرو عنه سوى إبراهيم بن سعد والد يعقوب، ولم يوثقه غير ابن حبان، فهو في عداد المجهولين.

وأخرجه النسائي 7/ 41، وأبو يعلى (811) من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 195 و 195 - 196، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 111، وفي "مشكل الآثار" 3/ 286، والبيهقي 6/ 133 من طرق عن إبراهيم بن سعد، به. وسيأتي برقم (1582).

وفي الباب عن رافع بن خديج عند البخاري (2346)، وسيأتي في "المسند" 3/ 463.

قوله: "ما سَعِد بالماء"، أي: ما جاءه الماء جرياً من غير ساقية. وأَكْروا: أَجِّروا.

وقوله: "على السواقي"، قال السندي: أي: بما ينبت على أطراف الجدول.

وفي "بذل المجهود في حل أبي داود" 15/ 56: هذ. الصورة من المزارعة بأن يكري الأرضَ بما على الجداول والسواقي لا تجوز عند أحد من الأئمة، والكِراء على الذهب والفضة المسمَّى جائزٌ عند جمهور العلماء. وانظر "فتح الباري" 5/ 25 - 26.

(2)

تحرف في (م) إلى: أبي.

ص: 121

أَحَدُكُمْ فِي الْمَسْجِدِ، فَلْيُغَيِّبْ نُخَامَتَهُ، أَنْ تُصِيبَ جِلْدَ مُؤْمِنٍ أَوْ ثَوْبَهُ فَتُؤْذِيَهُ " (1).

1544 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَيَّاشٍ (2)، قَالَ: سُئِلَ سَعْدٌ عَنِ الْبَيْضَاءِ بِالسُّلْتِ فَكَرِهَهُ، وَقَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يُسْأَلُ عَنِ الرُّطَبِ بِالتَّمْرِ، فَقَالَ:" يَنْقُصُ إِذَا يَبِسَ؟ " قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: " فَلا إِذَاً "(3).

1545 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: " أَعْظَمُ الْمُسْلِمِينَ فِي الْمُسْلِمِينَ جُرْمًا

(1) إسناده حسن، محمد بن إسحاق حسن الحديث، وقد صرح بالتحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. ابن أبي عدي: هو محمد بن إبراهيم بن أبي عدي.

وأخرجه البزار (1127) من طريق ابن أبي عدي، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو يعلى (808) من طريق يعقوب بن إبراهيم، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 367، والدورقي (29)، وأبو يعلى (824)، وابن خزيمة (1311)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(11179) من طرق عن ابن إسحاق، به.

(2)

في (م) و (ق) و (ص): زيد بن أبي عياش، وهو خطأ.

(3)

إسناده قوي، وقد تقدم الكلام عليه برقم (1515).

وأخرجه الدورقي (111)، وأبو يعلى (825) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.

البيضاء: الحنطة. والسُّلْت- بضم السين وسكون اللام-: ضرب من الشعير أبيض لا قِشْر له.

ص: 122

مَنْ سَأَلَ عَنْ أمْرٍ لَمْ يُحَرَّمْ، فَحُرِّمَ عَلَى النَّاسِ مِنْ أَجْلِ مَسْأَلَتِهِ " (1).

1546 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: مَرِضْتُ بِمَكَّةَ عَامَ الْفَتْحِ مَرَضًا شَدِيدًا أَشْفَيْتُ مِنْهُ عَلَى الْمَوْتِ، فَأَتَانِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَعُودُنِي، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ لِي مَالًا كَثِيرًا، وَلَيْسَ يَرِثُنِي إِلا ابْنَتِي، أَفَأَتَصَدَّقُ بِثُلُثَيْ مَالِي؟ - وَقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً: أَتَصَدَّقُ بِمَالِي كُلِّهِ؟ قَالَ: " لَا " قَالَ: أَفَأَتَصَدَّقُ بِثُلُثَيْ مَالِي؟ - قَالَ: " لَا " قُلْتُ: فَالشَّطْرُ؟ قَالَ: " لَا " قُلْتُ: الثُّلُثُ؟ قَالَ: " الثُّلُثُ، وَالثُّلُثُ كَبِيرٌ، إِنَّكَ أَنْ تَتْرُكَ وَرَثَتَكَ أَغْنِيَاءَ، خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَتْرُكَهُمْ عَالَةً يَتَكَفَّفُونَ النَّاسَ، إِنَّكَ لَنْ تُنْفِقَ نَفَقَةً إِلا أُجِرْتَ فِيهَا، حَتَّى اللُّقْمَةَ تَرْفَعُهَا إِلَى فِي امْرَأَتِكَ ".

قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أُخَلَّفُ عَنْ هِجْرَتِي؟ قَالَ:" إِنَّكَ لَنْ تُخَلَّفَ بَعْدِي، فَتَعْمَلَ عَمَلًا تُرِيدُ بِهِ وَجْهَ اللهِ، إِلا ازْدَدْتَ بِهِ رِفْعَةً وَدَرَجَةً، وَلَعَلَّكَ أَنْ تُخَلَّفَ حَتَّى يَنْتَفِعَ بِكَ أَقْوَامٌ، وَيُضَرَّ بِكَ آخَرُونَ، اللهُمَّ أَمْضِ لِأَصْحَابِي هِجْرَتَهُمْ، وَلا تَرُدَّهُمْ عَلَى أَعْقَابِهِمْ، لَكِنِ الْبَائِسُ سَعْدُ بْنُ خَوْلَةَ " يَرْثِي لَهُ أَنْ مَاتَ بِمَكَّةَ (2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة.

وأخرجه الحميدي (67)، ومسلم (2358)(133)، وأبو داود (4610)، والبزار (1084)، وابن الجارود (882)، والشاشي (97) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وانظر (1520).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الشافعي في "السنن المأثورة"(536)، والحميدي (66)، وابن سعد =

ص: 123

1547 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ سَعْدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِعَلِيٍّ:" أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى"، قِيلَ لِسُفْيَانَ:" غَيْرَ أَنْ (1) لَا نَبِيَّ بَعْدِي "، قَالَ: قَالَ: نَعَمْ (2).

1548 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، سَمِعَهُ مِنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ: شَكَا أَهْلُ الْكُوفَةِ سَعْدًا إِلَى عُمَرَ، فَقَالُوا: إِنَّهُ لَا يُحْسِنُ يُصَلِّي. قَالَ: آلْأَعَارِيبُ؟! وَاللهِ مَا آلُو بِهِمْ عَنْ صَلاةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ أَرْكُدُ فِي الْأُولَيَيْنِ، وَأَحْذِفُ فِي الْأُخْرَيَيْنِ. فَسَمِعْتُ عُمَرَ يَقُولُ: كَذَلِكَ الظَّنُّ بِكَ يَا أَبَا إِسْحَاقَ (3).

= 3/ 144، وابن أبي شيبة 11/ 199، والبخاري (6733)، ومسلم (1628)(5)، وأبو داود (2864)، والترمذي (2116)، وابن ماجه (2708)، وابن أبي عاصم في "السنة"(302)، و"الآحاد والمثاني"(217)، والبزار (1085)، ومحمد بن نصر في "السنة"(250)، والنسائي 6/ 241 - 242، وأبو يعلى (747)، وابن الجارود (947)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 379، و"مشكل الآثار" 3/ 255، والشاشي (84)، وابن حبان (4249)، وابن عبد البر في "التمهيد" 8/ 376 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وبعضهم يزيد فيه على بعض. وانظر (1524).

(1)

في (ح) و (س) و (ص): أنه.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد بن جُدعان، لكنه توبع.

وأخرجه الحميدي (71) عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وانظر ما تقدم برقم (1490).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الملك: هو ابن عمير.

وأخرجه الحميدي (72)، وأبو يعلى (743)، وابن خزيمة (508) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وانظر (1510).

ص: 124

1549 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي نَهِيكٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ "(1).

1550 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَوْسٍ، سَمِعْتُ عُمَرَ يَقُولُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَطَلْحَةَ، وَالزُّبَيْرِ، وَسَعْدٍ: نَشَدْتُكُمُ اللهَ الَّذِي تَقُومُ بِهِ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ - وَقَالَ مَرَّةً: الَّذِي بِإِذْنِهِ تَقُومُ - أَعَلِمْتُمِ أنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِنَّا لَا نُورَثُ، مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ "؟ قَالُوا: اللهُمَّ نَعَمْ (2).

1551 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْعَلاءِ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي الْعَبَّاسِ -، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ بَكْرِ بْنِ قِرْوَاشٍ، عَنْ سَعْدٍ - قِيلَ لِسُفْيَانَ: عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: نَعَمْ - قَالَ: " شَيْطَانُ الرَّدْهَةِ يَحْتَدِرُهُ " يَعْنِي رَجُلًا مِنْ بَجِيلَةَ (3).

(1) صحيح لغيره، وقد تقدم الكلام عليه برقم (1476). عمرو: هو ابن دينار المكي.

وأخرجه الحميدي (76)، وابن أبي شيبة 10/ 464، والدارمي (1490)، وأبو داود (1470)، وأبو يعلى (748)، والحاكم 1/ 569، والبيهقي 10/ 230 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي. زاد بعضهم فيه عن سفيان أنه قال: أي يستغني به.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد تقدم الحديث برقم (172) عن سفيان، عن عمرو بن دينار، عن الزهري، بزيادة عمرو بن دينار، وكلاهما صحيح.

(3)

إسناده ضعيف، بكر بن قرواش لم يرو عنه سوى أبي الطفيل، قال علي بن =

ص: 125

1552 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي عَيَّاشٍ، قَالَ: سُئِلَ سَعْدٌ عَنْ بَيْعِ سُلْتٍ بِشَعِيرٍ، أَوْ شَيْءٍ مِنْ هَذَا، فَقَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْ تَمْرٍ بِرُطَبٍ، فَقَالَ:" تَنْقُصُ الرَّطْبَةُ إِذَا يَبِسَتْ؟ " قَالُوا:

= المديني: لم أسمع بذكره إلا في هذا الحديث، وقال البخاري: فيه نظر، وقال الذهبي في "الميزان" 1/ 347: لا يُعرف، والحديثُ منكر (يعني هذا الحديث)، وتساهل العجلي وابن حبان فوثَّقاه، والعلاء بن أبي العباس وثقه يحيى بن معين كما في "الجرح والتعديل" 6/ 356، وذكره ابن حبان في "الثقات" 7/ 265 وقال: روى عن أبي الطفيل إن كان سمع منه، فهذه إشارة إلى وجود علة أخرى في إسناد هذا الحديث، وهي الانقطاع بين العلاء وبين أبي الطفيل عامر بن واثلة، وفات الحافظ أن يترجم له في "التعجيل" مع أنه من شرطه.

وأخرجه الحميدي (74)، وابن أبي شيبة 15/ 322 - 323، وابن أبي عاصم في "السنة"(920)، والبزار (1854 - كشف الأستار)، وأبو يعلى (753) و (784)، وابن عدي في "الكامل" 2/ 462، والحاكم 4/ 521 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. سقط من المطبوع من "المستدرك" للحاكم سفيان بن عيينة، وقال الحاكم: صحيح الإسناد، فتعقبه الذهبي بقوله: ما أبعده من الصحة وأنكره.

قلنا: والحديث في "المسند" مختصر، وهو عند الحميدي وغيره أوضح وأبين، ولفظ أبي يعلى عن سعد بن أبي وقاص أنه سمع النبيَّ صلى الله عليه وسلم وذَكَر- يعني ذا الثُّدَية- الذي وُجد مع أهلِ النهروان، فقال:"شيطان رَدْهة، يَحدُرُه رجلٌ من بجيلة يقال له: الأشهب، أو ابن الأشهب، علامةٌ في قومٍ ظَلَمة". قال سفيان: فقال عمار الدُّهْني حين حَدَّث: جاء به رجلٌ منا، من بَجيلة، فقال: أُراه فلانٌ من دُهْن، يقال له: الأشهب، أو ابن الأشهب.

قوله: "شيطان الرَّدهة"، قال الزمخشري في "الفائق" 2/ 274: هو الحية، والرَّدْهة: مستنقع في الجبل، وجمعها رِداه. ويحتدره- بالدال المهملة-: أي يسقطه، كما في"اللسان"(رده)، وتصحفت في (م) و (س) وحاشية السندي إلى: يحتذره بالذال المعجمة، وشرحها السندي بقوله: أي يحذره ويخافه، وهو خطأ.

ص: 126

نَعَمْ. قَالَ: " فَلا إِذَاً "(1).

1553 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعْدًا يَقُولُ: سَمِعَتِ أذُنَايَ، وَوَعَى قَلْبِي مِنْ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم:" أَنَّهُ مَنِ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ، وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ غَيْرُ أَبِيهِ، فَالْجَنَّةُ عَلَيْهِ حَرَامٌ ". قَالَ: فَلَقِيتُ أَبَا بَكْرَةَ فَحَدَّثْتُهُ، فَقَالَ: وَأَنَا سَمِعَتْ أُذُنَايَ، وَوَعَى قَلْبِي مِنْ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم (2).

1554 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنِ الحَضْرَمِيِّ بْنِ لاحِقٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: سَأَلْتُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ عَنِ الطِّيَرَةِ، فَانْتَهَرَنِي، وَقَالَ: مَنْ حَدَّثَكَ؟ فَكَرِهْتُ أَنْ أُحَدِّثَهُ مَنْ حَدَّثَنِي،

(1) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ أبي عياش- واسمه زيد بن عياش- فمن رجال أصحاب السنن، وتقدمت ترجمته عندَ الحديث رقم (1515).

سفيان: هو ابن عيينة، وعبد الله بن يزيد: هو المخزومي المدني مولى الأسود بن سفيان.

وأخرجه الحميدي (75) عن سفيانَ بنِ عُيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق (14186)، والنسائي 7/ 269 من طريق سفيان الثوري، عن إسماعيل بن أمية، به. وانقلب الإسناد في المطبوع من "مصنف عبد الرزاق" هكذا: زيد مولى عياش (كذا) عن عبد الله بن يزيد عن سعد، وهو خطأ. وانظر ما تقدم برقم (1515).

(2)

إسناده صحح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن إبراهيم بن عُلَية، وأبو عثمان النهدي: هو عبد الرحمن بن ملّ. والحديث مكرر (1504).

ص: 127

قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا عَدْوَى وَلا طِيَرَةَ وَلا هَامَ، إِنْ تَكُنِ الطِّيَرَةُ فِي شَيْءٍ، فَفِي الْفَرَسِ، وَالْمَرْأَةِ، وَالدَّارِ، وَإِذَا سَمِعْتُمْ بِالطَّاعُونِ بِأَرْضٍ فَلا تَهْبِطُوا، وَإِذَا كَانَ بِأَرْضٍ، وَأَنْتُمْ بِهَا، فَلا تَفِرُّوا مِنْهُ "(1).

1555 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ - يَعْنِي ابْنَ إِبْرَاهِيمَ -، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ سَعْدٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلاءً؟ قَالَ: " الْأَنْبِيَاءُ، ثُمَّ الْأَمْثَلُ فَالْأَمْثَلُ، حَتَّى يُبْتَلَى الْعَبْدُ عَلَى قَدْرِ دِينِهِ ذَاكَ، فَإِنْ كَانَ صُلْبَ الدِّينِ، ابْتُلِيَ عَلَى قَدْرِ ذَاكَ - وَقَالَ مَرَّةً: أَشَتَدَّ بَلاؤُه - وَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ رِقَّةٌ، ابْتُلِيَ عَلَى قَدْرِ ذَاكَ - وَقَالَ مَرَّةً: عَلَى حَسَبِ دِينِهِ - قَالَ: فَمَا تَبْرَحُ الْبَلايَا

(1) إسناده جيد، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الحضرمي بن لاحق، فمن رجال أبي داود والنسائي، وهو صدوق.

وأخرجه الدورقي (95) عن إسماعيل بن علية، بهذا الإسناد.

وأخرجه الشاشي (153)، والطحاوي 4/ 305، والخطيب في "الموضح" 1/ 228 من طرق عن هشام الدستوائي، به. ورواية الطحاوي بقصة الطاعون فقط.

وأخرجه الطبري في "تهذيب الآثار- مسند علي" ص 10 - 11 من طريق إسماعيل بن عُلية، به. لكنه مختصر بلفظ:"لا عدوى ولا طيرة ولا هامة".

وأخرجه كذلك مختصراً دونَ قصة الطاعون: ابن أبي عاصم في "السنة"(266) و (267)، وأبو يعلى (898)، والطبري ص 10، وابن حبان (6127) من طرق عن هشام الدستوائي، به. وبعضهم يزيد فيه على بعض.

وأخرجه بطوله الشاشي (154) من طريق يزيد بن هارون، عن هشام الدستوائي، به، إلا أنه لم يذكر فيه الحضرمي بن لاحق، وقد خالف يزيدَ بن هارون فيه عن هشام جماعةٌ، فذكروا فيه الحضرمي، وهو الصواب، وانظر "العلل" للدارقطني 4/ 370. وقد تقدم الحديث برقم (1502)، وسيأتي برقم (1615)، وانظر (1491).

ص: 128

عَنِ الْعَبْدِ، حَتَّى يَمْشِيَ فِي الْأَرْضِ، يَعْنِي، وَمَا إِنْ عَلَيْهِ مِنْ خَطِيئَةٍ " (1).

قَالَ أَبِي: وَقَالَ مَرَّةً: عَنْ سَعْدٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ.

1556 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ الثَّقَفِيِّ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ قُتِلَ أَخِي عُمَيْرٌ، وَقَتَلْتُ سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ، وَأَخَذْتُ سَيْفَهُ، وَكَانَ يُسَمَّى ذَا الْكَتِيفَةِ، فَأَتَيْتُ بِهِ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" اذْهَبْ فَاطْرَحْهُ فِي الْقَبَضِ " قَالَ: فَرَجَعْتُ، وَبِي مَا لَا يَعْلَمُهُ إِلا اللهُ مِنْ قَتْلِ أَخِي، وَأَخْذِ سَلَبِي، قَالَ: فَمَا جَاوَزْتُ إِلا يَسِيرًا حَتَّى نَزَلَتْ سُورَةُ الْأَنْفَالِ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" اذْهَبْ فَخُذْ سَيْفَكَ "(2).

(1) إسناده حسن، عاصم بن بهدلة- وهو ابنُ أبي النجود- حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه الطيالسيُّ (215)، ومن طريقه الدورقي (42)، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 368، والبيهقي في "السنن" 3/ 372 - 373، وفي "الشعب"(9775) عن هشام الدستوائي، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن سعد 2/ 209 - 210 عن عبد الوهَّاب الثقفي، والحاكم 1/ 41 من طريق سَلْم بن قتيبة، كلاهما عن هشام، به. وانظر (1481).

(2)

حسن لغيره، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن فيه انقطاعاً، محمد بن عبيد الله الثقفي لم يُدرك سعداً، وقد تقدم معنى هذا الحديث برقم (1538) بإسناد حسن. أبو معاوية: هو محمد بن خازم، وأبو إسحاق الشيباني: هو سليمان بن أبي سليمان.

وأخرجه الواحدي في "أسباب النزول" ص 155 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. =

ص: 129

1557 -

حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: شَكَا أَهْلُ الْكُوفَةِ سَعْدًا إِلَى عُمَرَ، فَقَالُوا: لَا يُحْسِنُ يُصَلِّي، فَذَكَرَ ذَلِكَ عُمَرُ لَهُ، فَقَالَ: أَمَّا صَلاةُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَدْ كُنْتُ أُصَلِّي بِهِمْ، أَرْكُدُ فِي الْأُولَيَيْنِ وَأَحْذِفُ فِي الْأُخْرَيَيْنِ. فَقَالَ: ذَاكَ الظَّنُّ بِكَ يَا أَبَا إِسْحَاقَ (1).

= وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه"(2689)، وأبو عبيد في "الأموال"(756)، وابن أبي شيبة 12/ 370، وابن زنجويه في "الأموال"(1126)، والطبري 9/ 173 عن أبي معاوية، به. ووقع في "سنن سعيد" مكان عمير: عتبة، ويغلب على ظننا أنه تحريف من النساخ.

وقوله: "قتلت سعيدَ بنَ العاص"، كذا في الخبر، وقال أبو عبيد وابن زنجويه في أثناء الخبر: وقال غيره: العاص بن سعيد، قالا: هذا عندنا هو المحفوظ، قَتْل العاص. ثم قال أبو عبيد: وقال أهل العلم بالمغازي: قاتل العاص علي بن أبي طالب.

قال الأستاذ محمود محمد شاكر- حفظه الله- مصوِّباً في طبعته من "تفسير الطبري" 13/ 374: فالذي جاء في الخبر هنا "سعيد بن العاص"، وَهَم، فإن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية الأُموي متأخرٌ، قُبِضَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وله تسع سنين، وهو لم يُشرك قط، وقُتل أبوه العاص بن سعيد يوم بدرٍ كافراً، أما جدُّه سعيد بن العاص بن أُمية، فمات قبل بدرٍ مشركاً، ويكون الصواب كما قال ابن حجر في "الإِصابة" 3/ 36 في ترجمة "عمير بن أبي وقاص": العاص بن سعيد بن العاص، ويكون الاختلاف إذن في الذي قَتَله: أهو علي بن أبي طالب، أم سعد بن أبي وقاص؟

القَبَض، قال أبو عبيد: الذي تُجمع عنده الغنائم، وقال ابن الأثير في "النهاية" 4/ 6: هو بمعنى المقبوض، وهو ما جُمِع من الغنيمة قبل أن تُقْسَم.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الحميدي (73)، والدورقي (2)، ومسلم (453)(158)، وابن حبان (1859)، والبيهقي في "الدلائل" 6/ 189 من طريق جرير بن عبد الحميد، بهذا =

ص: 130

1558 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ نُبَيْهٍ، حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللهِ الْقَرَّاظُ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ:" مَنْ أرَادَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ بِدَهْمٍ أَوْ بِسُوءٍ، أَذَابَهُ اللهُ كَمَا يَذُوبُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ "(1).

1559 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ لَبِيبَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" خَيْرُ الذِّكْرِ الْخَفِيُّ، وَخَيْرُ الرِّزْقِ مَا يَكْفِي "(2).

= الإِسناد. وذكر بعضهم فيه قصة. وانظر (1510).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو عبد الله القَرّاظ: اسمه دينار.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(4267) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وتحرف في المطبوع منه "عمر بن نبيه" إلى: عمر بن بثينة.

وأخرجه الدورقي (121)، ومسلم (1387)(494)، والبغوي (2014) من طرق عن عمر بن نبيه، به. وذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 238 تعليقاً.

وسيأتي برقم (1593) من طريق أسامة بن زيد، عن أبي عبد الله القرّاظ، عن سعد بن أبي وقاص وأبي هريرة. بأطول مما هنا.

وسيأتي أيضاً بنحوه برقم (1606) من طريق عامر بن سعد، عن أبيه.

وأخرجه بنحوه البخاري (1877) من طريق جُعيد بن عبد الرحمن، عن عائشة بنت سعد بن أبي وقاص، عن أبيها.

قوله: "بدَهْم"، أي: بغائلةٍ وأمرٍ عظيم، من دَهَمَهم الأمرُ، إذا فجَأَهم.

(2)

إسناده ضعيف لضعف محمد بن عبد الرحمن بن لبيبة، ثم هو منقطع، ابن لبيبة هذا لم يدرك سعداً. أسامة بن زيد: هو الليثي. =

ص: 131

1560 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ لَبِيبَةَ أَخْبَرَهُ، فَذَكَرَهُ (1).

1561 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مُوسَى الْجُهَنِيِّ، حَدَّثَنِي مُصْعَبُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ أَعْرَابِيًّا أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: عَلِّمْنِي كَلامًا أَقُولُهُ. قَالَ: " قُلْ: لَا إِلَهَ إِلا اللهُ وَحْدَهُ، لَا شَرِيكَ لَهُ، اللهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا، وَسُبْحَانَ اللهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ، خَمْسًا " قَالَ: هَؤُلاءِ لِرَبِّي فَمَا لِي؟ قَالَ: " قُلْ: اللهُمَّ اغْفِرْ لِي، وَارْحَمْنِي، وَارْزُقْنِي وَاهْدِنِي، وَعَافِنِي "(2).

= وأخرجه إبراهيم الحربي في "غريب الحديث" 2/ 845، والقضاعي في "مسند الشهاب"(1218) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. والحديث عند الحربي مختصر بلفظ:"خير الذكر الخفي". وانظر (1477).

(1)

إسناده ضعيف كسابقه. محمد بن عمرو بن عثمان: هو محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان الأموي، المعروف بالدِّيباج لحُسْنه.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ موسى الجهني- وهو ابن عبد الله- فمن رجال مسلم.

وأخرجه البزار (1161)، وأبو يعلى (768) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابنُ أبي شيبة 10/ 266 - 267، وعبد بن حميد (136)، ومسلم (2696)، وأبو يعلى (796)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 38، والبغوي (1278) من طرق عن موسى بن عبد الله الجهني، به. وسيأتي برقم (1611).

ص: 132

1562 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى - يَعْنِي ابْنَ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيَّ - قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ سَعْدًا يَقُولُ: جَمَعَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَبَوَيْهِ يَوْمَ أُحُدٍ (1).

1563 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مُوسَى - يَعْنِي الْجُهَنِيَّ -، حَدَّثَنِي مُصْعَبُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمِ أنْ يَكْسِبَ كُلَّ يَوْمٍ أَلْفَ حَسَنَةٍ؟ " فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ جُلَسَائِهِ: كَيْفَ يَكْسِبُ أَحَدُنَا أَلْفَ حَسَنَةٍ؟ قَالَ: " يُسَبِّحُ مِئَةَ تَسْبِيحَةٍ، تُكْتَبُ لَهُ أَلْفُ حَسَنَةٍ، أَوْ يُحَطُّ عَنْهُ أَلْفُ خَطِيئَةٍ "(2).

قَالَ أَبِي: وقَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ أَيْضًا " أَوْ يُحَطُّ "، وَيَعْلَى أَيْضًا:" أَوْ يُحَطُّ ".

1564 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنِي مُصْعَبُ بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد شيخ المصنف: هو القطان.

وأخرجه البخاري (4056)، والنسائي في "الكبرى"(8215)، والشاشي (140)، والسهمي في "تاريخ جرجان" ص 335 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وانظر (1495).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير موسي بن عبد الله الجهني، فمن رجال مسلم.

وأخرجه الترمذي (3463)، والبزار (1160)، وأبو يعلى (723)، والبيهقي في "الشعب"(600)، والبغوي (1266) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حسن صحيح. وانظر (1496). وحديثا ابن نمير ويعلى اللذان أشار إليهما المصنف سيأتيان برقم (1612) و (1613).

ص: 133

عَنْ أَبِيهِ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُسَلِّمُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ، حَتَّى يُرَى بَيَاضُ خَدَّيْهِ (1).

1565 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنِ الْحَكَمِ (2) بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ سَعْدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ الْمُؤَذِّنَ: وَأَنَا أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، رَضِيتُ (3) بِاللهِ رَبًّا، وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا، وَبِالْإِسْلامِ دِينًا، غُفِرَ لَهُ ذَنْبُهُ "(4).

(1) حديث صحيح، مصعب بن ثابت- وإن كان لَيّن الحديث- قد توبع فيما تقدم رقم (1484). محمد بن عمرو: هو ابن علقمة بن وقاص الليثي.

وأخرجه الطحاوي 1/ 267 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 298 عن محمد بن بشر العبدي، عن محمد بن عمرو، به.

وأخرجه ابن ماجه (915) من طريق بشر بن السري، وابن خزيمة (727)(1712)، والطحاوي 1/ 267، وابن حبان (1992)، وأبو نعيم في "لحلية" 8/ 176 ن طريق عبد الله بن المبارك، كلاهما عن مصعب بن ثابت، به.

(2)

في (م) و (س) و (ق) و (ص) وحاشية (ب): الحُكيم، والمثبت من (ظ 11)(ب) و (ح) وحاشية (س) و"جامع المسانيد" 2 / ورقة 87 و"أطراف المسند" 1 / ورقة 81، وهو كذلك في "مسند أبي يعلى" و"الإكمال" للحسيني ص 101، وهو الصواب، والصحيح أن اسمه حُكيم كما في الإسناد الآتي، وكما في "التهذيب" وفروعه، ومصادر التخريج.

(3)

في (م) و (ص) وحاشية (س): رضينا.

(4)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الحُكيم بن =

ص: 134

حَدَّثَنَاهُ قُتَيْبَةُ، فَقَالَ: حَدَّثَنَاهُ اللَيْثُ: عَنِ الْحُكَيْمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسٍ (1).

1566 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا قَيْسٌ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: إِنِّي لأوَّلُ الْعَرَبِ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَلَقَدْ رَأَيْتُنَا نَغْزُو مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَمَا لَنَا طَعَامٌ نَأْكُلُهُ إِلا وَرَقَ الْحُبْلَةِ، وَهَذَا السَّمُرَ، حَتَّى إِنَّ أَحَدَنَا لَيَضَعُ كَمَا تَضَعُ الشَّاةُ مَا لَهُ

= عبد الله، فمن رجال مسلم. ليث: هو ابن سعد.

وأخرجه أبو يعلى (722) من طريق يونس محمد المؤدب، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 226، والدورقي (17)، وعبد بن حميد (142)، ومسلم (386)، وابن ماجه (721)، والبزار (1130)، وابن خزيمة (421) و (422)، وأبو عوانة 1/ 340، والطحاوي 1/ 145، والشاشي (100) و (101)، والطبراني في "الدعاء"(429)، والخطيب في "تلخيص المتشابه" 1/ 147 و 149 من طرق عن الليث بن سعد، به.

(1)

قوله: "فقال: حدثناه الليث"، لم يرد في شيء من الأصول عدا (ح)، ومنها أثبتناه، فإن المعنى لا يتوضح إلا بهذه الزيادة. وقوله:"عن الحُكيم" كذا في (س) و (ق) و (ص) ومصادر التخريج من طريق قتيبة بالتصغير، وفي (م) وسائر أُصولنا الخطية:"الحَكم" مكبراً، وهو خطأ.

وأخرج الحديث من طريق قتيبة بن سعيد بهذا الإسناد: مسلم (386)، وأبو داود (525)، والترمذي (210)، والنسائي في "المجتبى" 2/ 26، و"اليوم والليلة"(73)، ابن حبان (1693)، وابن السني في "اليوم والليلة"(97)، والحاكم 1/ 203، والبيهقي 1/ 410، والخطيب في "تلخيص المتشابه" 1/ 149، وابن عبد البر في "التمهيد" 10/ 140.

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب، لا نعرفه إلا من حديث الليث بن سعد عن حكيم بن عبد الله بن قيس.

ص: 135

خِلْطٌ، ثُمَّ أَصْبَحَتْ بَنُو أَسَدٍ يُعَزِّرُونِي عَلَى الدِّينِ، لَقَدْ خِبْتُ إِذَاً وَضَلَّ عَمَلِي (1).

1567 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: أُنْزِلَتْ فِي أَبِي أَرْبَعُ آيَاتٍ، قَالَ: قَالَ أَبِي: أَصَبْتُ سَيْفًا، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، نَفِّلْنِيهِ. قَالَ:" ضَعْهُ " قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ: نَفِّلْنِيهِ، أُجْعَلُ كَمَنْ لَا غَنَاءَ لَهُ؟ قَالَ:" ضَعْهُ مِنْ حَيْثُ أَخَذْتَهُ " فَنَزَلَتْ: " يَسْأَلُونَكَ الْأَنْفَالَ " - قَالَ: وَهِيَ فِي قِرَاءَةِ ابْنِ مَسْعُودٍ كَذَلِكَ (2) - {قُلِ الْأَنْفَالُ} . وَقَالَتْ أُمِّي: أَلَيْسَ اللهُ يَأْمُرُكَ بِصِلَةِ الرَّحِمِ، وَبِرِّ الْوَالِدَيْنِ؟ وَاللهِ لَا آكُلُ طَعَامًا، وَلا أَشْرَبُ شَرَابًا، حَتَّى تَكْفُرَ بِمُحَمَّدٍ، فَكَانَتْ لَا تَأْكُلُ حَتَّى يَشْجُرُوا فَمَهَا بِعَصًا فَيَصُبُّوا فِيهِ الشَّرَابَ - قَالَ شُعْبَةُ: وَأُرَاهُ قَالَ: وَالطَّعَامَ - فَأُنْزِلَتْ: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ} ، وَقَرَأَ حَتَّى بَلَغَ:{بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [لقمان: 14 - 15].

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابنُ أبي خالد الأحمسي، وقيس: هو ابن أبي حازم البجلي.

وأخرجه البخاري (6453)، والترمذي (2366)، والنسائي فى "الكبرى"(8218) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. ورواية النسائي مختصرة بلفظ:"إني لأول العرب رَمَى بسهم في سبيل الله". وانظر ما تقدم برقم (1498).

قوله: "ما له خِلْط"، قال السندي: بكسر خاء معجمة وسكون لام، أي: لا يخالط بعضُه بعضاً لجفافه.

(2)

أي: بحذف "عن" ونصب "الأنفال" مفعولاً به، وهي قراءة جماعة غير سعد وابن مسعود، منهم أُبي بن كعب وأبو العالية وغيرهم وبإثبات "عن" قراءة الجمهور. انظر =

ص: 136

وَدَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وَأَنَا مَرِيضٌ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أُوصِي بِمَالِي كُلِّهِ؟ فَنَهَانِي، قُلْتُ: النِّصْفُ؟ قَالَ: " لَا " قُلْتُ: الثُّلُثُ؟ فَسَكَتَ، فَأَخَذَ النَّاسُ بِهِ.

وَصَنَعَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ طَعَامًا، فَأَكَلُوا وَشَرِبُوا وَانْتَشَوْا مِنَ الخَمْرِ، وَذَاكَ قَبْلَ أَنْ تُحَرَّمَ، فَاجْتَمَعْنَا عِنْدَهُ، فَتَفَاخَرُوا، وَقَالَتِ الْأَنْصَارُ: الْأَنْصَارُ خَيْرٌ، وَقَالَتِ الْمُهَاجِرُونَ: الْمُهَاجِرُونَ خَيْرٌ، فَأَهْوَى لَهُ رَجُلٌ بِلَحْيِ جَزُورٍ فَفَزَرَ أَنْفَهُ، فَكَانَ أَنْفُ سَعْدٍ مَفْزُورًا، فَنَزَلَتْ:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ} إِلَى قَوْلِهِ: {فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} [المائدة: 90 - 91](1).

= "القراءات الشاذة" ص 48 لابن خالويه، و"زاد المسير" لابن الجوزي 3/ 318، و"البحر المحيط" لأبي حيان 4/ 456.

(1)

إسناده حسن من أجل سماك بن حرب وهو من رجال مسلم، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه الطيالسي (208)، ومن طريقه الدورقي (43)، وأبو عَوانة 4/ 104، وأخرجه عبد بن حميد (132) عن سَلْم بن قتيبة، والشاشي (78) من طريق النضر بن شميل، ثلاثتهم (الطيالسي وسلم والنضر) عن شعبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن زنجويه في "الأموال"(1125) عن النضر بن شميل، وأبو عَوانة 4/ 103 - 104، والطحاوي 3/ 279، والبيهقي في "السنن" 6/ 291 من طريق وهب بن جرير، كلاهما عن شعبة، به. بقصة الأنفال.

وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(7932) من طريق وهب بن جرير، عن شعبة، به. بقصة أم سعد.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(24) من طريق إسرائيل، ومسلم 4/ 1877، وأبو يعلى (782) من طريق زهير بن معاوية، كلاهما عن سماك بن حرب، به. بطوله.

وأخرجه مقطعاً ابن أبي شيبة 14/ 364، والدورقي (60)، ومسلم (1748)(33)، وأبو يعلى (696) و (729) و (751)، والطبري 9/ 173 و 174 و 21/ 70، وأبو عَوانة =

ص: 137

1568 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ - يَعْنِي التَّيْمِيَّ -، حَدَّثَنِي غُنَيْمٌ، قَالَ: سَأَلْتُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ عَنِ الْمُتْعَةِ؟ قَالَ: فَعَلْنَاهَا وَهَذَا كَافِرٌ بِالْعُرُشِ؛ يَعْنِي مُعَاوِيَةَ (1).

= 4/ 104 من طرق عن سماك بن حرب، به. وانظر ما تقدم برقم (1538)، وما سيأتي برقم (1614). وقوله:"حتى يَشْجُروا فمها"، أي: يُدخلوا في شَجْرِهِ- وهو مَفْتَحُهُ- عوداً فيفتحوه. ولحي الجزور: هو العظم الذي فيه الأسنان من داخل الفم، وقوله:"ففزر أنفه"، أي شقه.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير غُنيم- وهو ابن قيس المازني- فمن رجال مسلم. سليمان التيمي: هو ابن طَرْخان.

وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" ص 227 (الجزء الذي حققه عمر العمروي)، وعنه مسلم (1225) عن يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو عبيد في "الناسخ والمنسوخ"(327)، والدورقي (123)، ومسلم (1225)، وابراهيم الحربي في "غريب الحديث" 1/ 171، والحاكم في "معرفة علوم الحديث" ص 123، والخطيب في "الموضح" 2/ 317، والبيهقي 5/ 17 من طرق عن سليمان التيمي، به. وانظر ما تقدم برقم (1503).

والعُرُش، قال أبو عبيد في "غريب الحديث" 4/ 21: يعني بيوت مكة، سُمِّيت العُرُش لأنها عِيدان تُنصب ويُظلَّل عليها، وقد يقال لها أيضاً: عُروش، فمن قال: عُرش، فواحدها عَريش وجمعه عُرُش، مثل قَليب وقُلُب، وسبيل وسُبُل، وطَريق وطُرُق، ومن قال: عُروش، فواحدها عَرش وجمعه عُروش، مثل: فَلْس وفُلوس، وسَرْج وسُروج.

وقال النووي في "شرح مسلم" 8/ 204 - 205: قوله: "وهذا كافرٌ بالعُرُش"، المراد: الكفرُ بالله تعالى، والمراد أنا تَمتَّعنا ومعاوية يومئذٍ كافر على دينِ الجاهلية مقيم بمكة، والمراد بالمتعة العمرةُ التي كانت سنة سبع من الهجرة، وهي عمرة القضاء، وكان معاوية يومئذٍ كافراً، وإنما أسلَمَ بعد ذلك عام الفتح سنة ثمانٍ، وأما غير هذه العمرة من عُمَر النبي صلى الله عليه وسلم فلم يكن معاوية فيها كافراً ولا مقيماً بمكة، بل كان معه صلى الله عليه وسلم.

ص: 138

1569 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لأَنْ يَمْتَلِئَ جَوْفُ الرَّجُلِ (1) قَيْحًا، خَيْرٌ مِنْ أَنْ يَمْتَلِئَ شِعْرًا "(2).

1570 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ سَعْدٍ، فَقُلْتُ بِيَدَيَّ هَكَذَا - وَوَصَفَ يَحْيَى التَّطْبِيقَ - فَضَرَبَ يَدِيَّ، وَقَالَ: كُنَّا نَفْعَلُ هَذَا، فَأُمِرْنَا أَنْ نَرْفَعَ إِلَى الرُّكَبِ (3).

(1) في (ب) و (ح) و (ق) وحاشية (س) و (ص): أحدكم.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن ماجه (3760)، والترمذي (2852) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حديث حسن صحيح. وانظر (1506).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن أبي خالد الأحمسي، وهو من أقران الزبير بن عدي.

وأخرجه البزار (1164)، والنسائي 2/ 185 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (535)(31)، وابن ماجه (873)، وابن خزيمة (596)، وأبو عوانة 2/ 166 من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد، به.

وأخرجه الطيالسي (207)، وعبد الرزاق (2864)، والحميدي (79)، والدورقي (52)، والدارمي (1303) و (1303 م)، والبخاري (790)، ومسلم (535)(29)، وأبو داود (767)، وبحشل في "تاريخ واسط" ص 247، والترمذي (259)، والنسائي 2/ 185، وأبو عوانة 2/ 166، والطحاوي 1/ 230، والشاشي (76)، وابن حبان (1882)، والبيهقي 2/ 83، والحازمي في "الاعتبار" ص 84 من طريق أبي يعفور، وعبد =

ص: 139

1571 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ تَصَبَّحَ بِسَبْعِ تَمَرَاتٍ مِنْ عَجْوَةٍ، لَمْ يَضُرَّهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ سُمٌّ وَلا سِحْرٌ "(1).

1572 -

حَدَّثَنَا مَكِّيٌّ، حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ سَعْدٍ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ مِثْلَهُ.

قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَقَالَ أَبِي: حَدَّثَنَاهُ أَبُو بَدْرٍ، عَنْ هَاشِمٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدْ (2).

= الرزاق (2953)، والدورقي (59)، والطحاوي 1/ 230 من طريق أبي إسحاق، كلاهما عن مصعب بن سعد، به.

وسيأتي برقم (1576).

والتطبيق: هو أن يَجمع بين أصابع يديه ويجعلهما بين ركبتيه في الركوع والتشهُّد.

(1)

إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عائشة بنت سعد، فقد روى لها البخاري وحده. هاشم: هو ابن هاشم بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص الزهري المدني. وانظر ما بعده.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. مكي: هو ابن إبراهيم بن بشير الحنظلي البلخي، وأبو بدر: هو شجاع بن الوليد السَّكوني، وهاشم: هو ابن هاشم بن هاشم بن عتبة.

وأخرجه أبو يعلى (717)، وأبو عوانة 5/ 397 من طريق مكي بن إبراهيم، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (2047)، والبزار (1133)، والنسائي في "الكبرى"(6713)، وأبو يعلى (787)، والبيهقي 9/ 345 من طريق أبي بدر شجاع بن الوليد، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 18، والحميدي (70)، والبخاري (5445) و (5768) و (5769) و (5779)، ومسلم (2047)(155)، وأبو داود (3876)، وأبو عوانة 5/ 397 من طرق عن هاشم بن هاشم، به. وانظر (1442). =

ص: 140

1573 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ عُثْمَانَ - يَعْنِي ابْنَ حَكِيمٍ -، أَخْبَرَنِي عَامِرُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنِّي أُحَرِّمُ مَا بَيْنَ لابَتَيْ الْمَدِينَةِ أَنْ يُقْطَعَ عِضَاهُهَا، أَوْ يُقْتَلَ صَيْدُهَا " وَقَالَ: " الْمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ، لَا يَخْرُجُ مِنْهَا أَحَدٌ رَغْبَةً عَنْهَا إِلا أَبْدَلَ اللهُ فِيهَا مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْهُ، وَلا يَثْبُتُ أَحَدٌ عَلَى لَأْوَائِهَا وَجَهْدِهَا إِلا كُنْتُ لَهُ شَهِيدًا، أَوْ شَفِيعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ "(1).

1574 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ عُثْمَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَامِرُ بْنُ سَعْدٍ

= قال الحافظ في "الفتح" 10/ 239: قال الخطابي: كَوْن العجوة تنفع من السم والسحر، إنما هو ببركة دعوة النبي صلى الله عليه وسلم لتمر المدينة، لا لخاصية في التمر. وقال ابن التين: يحتمل أن يكون المراد نخلاً خاصّاً بالمدينة لا يُعرف الآن. وانظر تمام كلامه فيه.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عثمان بن حَكيم، فمن رجال مسلم.

وأخرجه ابن أبي شيبة 14/ 198، وعبد بن حميد (153)، ومسلم (1363)، والبيهقي 5/ 197 من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد.

وأخرجه البزار (1124)، والطحاوي 4/ 191 من طريق مروان بن معاوية، به مختصراً. وسيأتي برقم (1606)، وانظر ما تقدم برقم (1457).

لابتا المدينة: حرَّتاها، وهما: واقم والوَبَرة. اللأواء: الشِّدة والجوع. العِضاه: كل شجر عظيم له شوك.

قوله: "المدينة خير لهم"، قال السندي: قال ذلك في ناس يتركون المدينة إلى بعض بلاد الرخاء كالشام وغيره، أي: المدينة خير لأولئك التاركين لها من تلك البلاد التي يتركونها لأجلها، فلا دليل في الحديث على تفضيل أحد الحرمين على الآخر. وانظر لزاماً "شرح مسلم" للنووي 9/ 136 - 137.

ص: 141

عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَقْبَلَ ذَاتَ يَوْمٍ مِنَ الْعَالِيَةِ، حَتَّى إِذَا مَرَّ بِمَسْجِدِ بَنِي مُعَاوِيَةَ دَخَلَ، فَرَكَعَ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ، وَصَلَّيْنَا مَعَهُ، وَدَعَا رَبَّهُ طَوِيلًا، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَيْنَا، فَقَالَ:" سَأَلْتُ رَبِّي ثَلاثًا، فَأَعْطَانِي اثْنَتَيْنِ وَمَنَعَنِي وَاحِدَةً: سَأَلْتُ رَبِّي أَنْ لَا يُهْلِكَ أُمَّتِي بِسَنَةٍ، فَأَعْطَانِيهَا، وَسَأَلْتُهُ أَنْ لَا يُهْلِكَ أُمَّتِي بِالْغَرَقِ، فَأَعْطَانِيهَا، وَسَأَلْتُهُ أَنْ لَا يَجْعَلَ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ، فَمَنَعَنِيهَا "(1).

1575 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْعَيْزَارِ بْنِ حُرَيْثٍ الْعَبْدِيِّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " عَجِبْتُ لِلمُؤْمِنِ، إِنِ أصَابَهُ خَيْرٌ حَمِدَ اللهَ وَشَكَرَ، وَإِنْ أصَابَتْهُ مُصِيبَةٌ، احْتَسَبَ وَصَبَرَ، الْمُؤْمِنُ يُؤْجَرُ فِي كُلِّ شَيْءٍ، حَتَّى فِي اللُّقْمَةِ يَرْفَعُهَا إِلَى فِيهِ "(2).

1576 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: كُنْتُ إِذَا رَكَعْتُ وَضَعْتُ يَدَيَّ بَيْنَ رُكْبَتَيَّ، قَالَ: فَرَآنِي أَبِي سَعْدُ بْنُ مَالِكٍ، فَنَهَانِي وَقَالَ: إِنَّا كُنَّا نَفْعَلُهُ فَنُهِينَا عَنْهُ (3).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. عثمان: هو ابن حَكيم بن عبّاد بن حُنيف.

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 320 و 11/ 458، ومسلم (2890)(20)، وابن حبان (7237) من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد. وانظر (1516).

(2)

إسناده حسن. وهو في "الزهد"(98) لوكيع.

وأخرجه البغوي في "شرح السنة"(1541) من طريق عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، بهذا الإسناد. وتقدم برقم (1487).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن أبي خالد: هو إسماعيل. =

ص: 142

1577 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ، وَخُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ، وَأُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، قَالُوا: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ هَذَا الطَّاعُونَ رِجْزٌ، أَوْ بَقِيَّةٌ مِنْ عَذَابٍ عُذِّبَ بِهِ قَوْمٌ قَبْلَكُمْ، فَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ، وَأَنْتُمْ بِهَا، فَلا تَخْرُجُوا مِنْهَا فِرَارًا مِنْهُ، وَإِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ فِي أَرْضٍ فَلا تَدْخُلُوا عَلَيْهِ "(1).

1578 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَأصِفَنَّ الدَّجَّالَ صِفَةً لَمْ يَصِفْهَا مَنْ كَانَ قَبْلِي، إِنَّهُ أَعْوَرُ، وَاللهُ عز وجل لَيْسَ بِأَعْوَرَ "(2).

= وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 244، ومسلم (535)(30)، وابن خزيمة (596)، وابن حبان (1883) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وانظر (1570).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، وإبراهيم بن سعد: هو ابن أبي وقاص.

وأخرجه عبد بن حميد (155)، ومسلم (2218)(97)، والنسائي في "الكبرى"(7523)، وأبو يعلى (728)، واللالكائي في "أصول الاعتقاد"(1193)، والبيهقي 3/ 376 من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (2218) من طريق الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن إبراهيم بن سعد، عن أسامة بن زيد وسعد بن أبي وقاص.

وأخرجه الدورقي (78)، ومسلم أيضاً من طريق أبي إسحاق الشيباني، عن حبيب، عن إبراهيم بن سعد، عن أبيه. وسيأتي حديث "المسند" مكرراً بإسناده ومتنه في مسند خزيمة بن ثابت 5/ 213، وانظر ما تقدم برقم (1536).

(2)

صحيح لغيره، وهو مكرر (1526). يزيد: هو ابن هارون.

ص: 143

1579 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ أَتَاهُ رَهْطٌ، فَسَأَلُوهُ، فَأَعْطَاهُمِ إلا رَجُلًا مِنْهُمْ، قَالَ سَعْدٌ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَعْطَيْتَهُمْ وَتَرَكْتَ فُلانًا، فَوَاللهِ إِنِّي لأرَاهُ مُؤْمِنًا. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" أَوْ مُسْلِمًا " فَرَدَّ عَلَيْهِ سَعْدٌ ذَلِكَ ثَلاثًا: مُؤْمِنًا، وَرَدَّ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" أَوْ مُسْلِمًا " فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي الثَّالِثَةِ: " وَاللهِ إِنِّي لأعْطِي الرَّجُلَ الْعَطَاءَ، لَغَيْرُهُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهُ، تخَوْفًا أَنْ يَكُبَّهُ اللهُ عَلَى وَجْهِهِ فِي النَّارِ "(1).

1580 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: لَقِيتُ سُفْيَانَ بِمَكَّةَ، فَأَوَّلُ مَنْ سَأَلَنِي عَنْهُ قَالَ: كَيْفَ شُجَاعٌ؟ يَعْنِي أَبَا بَدْرٍ (2).

1581 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ وَهَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ - قَالَ هَاشِمٌ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ: حَدَّثَنِي

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث بن أبي ذئب القرشي العامري.

وأخرجه ابن أبي شيبة 11/ 31، والدورقي (11)، وأبو يعلى (733)، والشاشي (91) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وأخرجه بنحوه الطيالسي (198)، والبزار (1088) من طريق ابن أبي ذئب، به. وانظر (1522).

(2)

هذا ليس بحديث، بل هو أثر عن أبي نعيم أن سفيان- وهو الثوري- سأله عن أبي بدر شجاع بن الوليد، وحقُّ هذا الأثر أن يكون بإثر الحديث السالف (1572)، إذ لا معنى لإيراده هنا.

ص: 144

صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ، وَقَالَ يَزِيدُ: عَنْ صَالِحٍ - عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: دَخَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَعِنْدَهُ نِسْوَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ يَسْأَلْنَهُ، وَيَسْتَكْثِرْنَ رَافِعَاتٍ أَصْوَاتَهُنَّ، فَلَمَّا سَمِعْنَ صَوْتَ عُمَرَ، انْقَمَعْنَ وَسَكَتْنَ، فَضَحِكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ عُمَرُ: يَا عَدُوَّاتِ أَنْفُسِهِنَّ، تَهَبْنَنِي وَلا تَهَبْنَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقُلْنَ: إِنَّكَ أَفَظُّ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَغْلَظُ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" يَا عُمَرُ، مَا لَقِيَكَ الشَّيْطَانُ سَالِكًا فَجًّا، إِلا سَلَكَ فَجًّا غَيْرَ فَجِّكَ "(1).

1582 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِكْرِمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَبِيبَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كُنَّا نُكْرِي الْأَرْضَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِمَا عَلَى السَّوَاقِي مِنَ الزَّرْعِ وَبِمَا سَعِدَ بِالْمَاءِ مِنْهَا، فَنَهَانَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ ذَلِكَ، وَأَذِنَ لَنَا - أَوْ رَخَّصَ - بِأَنْ نُكْرِيَهَا بِالذَّهَبِ وَالْوَرِقِ (2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن حبان (6893) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وانظر ما تقدم برقم (1472).

(2)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وقد تقدم برقم (1542).

وأخرجه ابن أبي شيبة 7/ 88، والدورقي (96)، والدارمي (2618)، وأبو داود (3391)، والبزار (1081)، وابن حبان (5201)، وابن عبد البر في "التمهيد" 3/ 45 - 46 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

ص: 145

1583 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: خَلَّفَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، تُخَلِّفُنِي فِي النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ؟ قَالَ:" أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى؟ غَيْرَ أَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي "(1).

1584 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: زِيَادُ بْنُ مِخْرَاقٍ أَخْبَرَنِي، قَالَ: سَمِعْتُ قَيْسَ بْنَ عَبَايَةَ يُحَدِّثُ عَنْ مَوْلًى لِسَعْدٍ. وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ زِيَادِ بْنِ مِخْرَاقٍ، قَالَ: سَمِعْتُ قَيْسَ بْنَ عَبَايَةَ الْقَيْسِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ مَوْلًى لِسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنِ ابْنٍ لِسَعْدٍ: أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي، فَكَانَ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ نَعِيمِهَا وَبَهْجَتِهَا، وَمِنْ كَذَا، وَمِنْ كَذَا، وَمِنْ كَذَا، وَمِنْ كَذَا، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ وَسَلاسِلِهَا وَأَغْلالِهَا، وَمِنْ كَذَا، وَمِنْ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. الحكم: هو ابن عتيبة.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 7/ 196 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 60 و 14/ 545، والبخاري (4416)، ومسلم (2404)(31)، والبزار (1170)، والنسائي في "الكبرى"(8141)، و"الخصائص"(56)، والطحاوي في "مشكل الآثار" 2/ 309، وابن حبان (6927)، والبغوي (3907) من طريق محمد بن جعفر، به.

وأخرجه الطيالسي (209)، والدورقي (48) و (49)، ومسلم (2404)، وأبو نعيم 7/ 196، والبيهقي في "السنن" 9/ 40، و"الدلائل" 5/ 220 من طرق عن شعبة، به. وانظر ما تقدم برقم (1490).

ص: 146

كَذَا. قَالَ: فَسَكَتَ عَنْهُ سَعْدٌ، فَلَمَّا صَلَّى، قَالَ لَهُ سَعْدٌ: تَعَوَّذْتَ مِنْ شَرٍّ عَظِيمٍ، وَسَأَلْتَ نَعِيمًا عَظِيمًا - أَوْ قَالَ: طَوِيلًا، شُعْبَةُ شَكَّ -، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّهُ سَيَكُونُ قَوْمٌ يَعْتَدُونَ فِي الدُّعَاءِ " وَقَرَأَ: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [الأعراف: 55]- قَالَ شُعْبَةُ: لَا أَدْرِي قَوْلُهُ: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً} ، هَذَا مِنْ قَوْلِ سَعْدٍ، أَوْ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَقَالَ لَهُ سَعْدٌ: قُلْ: اللهُمَّ أَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ، وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ، وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ (1).

1585 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ مُصْعَبٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ: أَنَّهُ كَانَ يَأْمُرُ بِهَؤُلاءِ الْخَمْسِ، وَيُحَدِّثُهُنَّ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ البُخْلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الجُبْنِ، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أُرَدَّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الدُّنْيَا، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ "(2).

(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وقد تقدم الكلام فيه برقم (1483).

وأخرجه بنحوه أبو داود (1480)، والطبراني في "الدعاء"(56) من طريق يحيى بن سعيد القطان، عن شعبة، بهذا الإسناد. غير أنه ثم يذكر فيه مولى سعد بن أبي وقاص.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البخاري (6370)، والبزار (1144) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه الدورقي (53)، والبخاري (6365)، والنسائي في "المجتبى" 8/ 256 و 266 و 271 - 272، و"عمل اليوم والليلة"(131)، وأبو يعلى (716)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(532)، والشاشي (79)، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" =

ص: 147

1586 -

حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ الْعَلاءِ بْنِ جَارِيَةَ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ الْحَكَمِ أَبِي الْحَجَّاجِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ أهَانَ قُرَيْشًا أَهَانَهُ اللهُ عز وجل "(1).

1587 -

وَحَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ مَرَّةً أُخْرَى: حَدَّثَنِي صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ الْعَلاءِ بْنِ جَارِيَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ سَعْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ:" مَنْ يُرِدْ هَوَانَ قُرَيْشٍ أَهَانَهُ اللهُ "(2).

= ص 93، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر"(183) من طرق عن شعبة، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 376 و 10/ 188، والبخاري (6374) و (6390)، والبزار (1141) و (1142)، وأبو يعلى (771)، وابن حبان (1004) من طرق عن عبد الملك بن عمير، به.

وأخرجه بنحوه البخاري (2822)، والترمذي (3567)، والبزار (1143)، والنسائي 8/ 256 - 257 و 266، وفي "اليوم والليلة"(132)، وابن خزيمة (746)، والطبراني في "الدعاء"(661) و (662) من طرق عن عبد الملك بن عمير، عن مصعب بن سعد وعمرو بن ميمون، عن سعد. وسيأتي الحديث برقم (1621).

(1)

حديث حسن، وهذا إسناد حسن في الشواهد، وقد تقدم برقم (1473). أبو كامل: هو مظفَّر بن مُدرِك.

(2)

حديث حسن، وقوله في الإسناد عن أبي كامل: حدثني صالح بن كيسان، ليس المراد منه أن أبا كامل يرويه مباشرة عن صالح، فإنه لا تعرف له رواية عنه، وإنما المراد أنه رواه مرة أخرى عن إبراهيم بن سعد، عن صالح، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 103، والترمذي (3905)، وأبو يعلى =

ص: 148

1588 -

حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ، يَقُولُ: لَقَدْ رَدَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ التَّبَتُّلَ، وَلَوْ أَذِنَ لَهُ فِيهِ لاخْتَصَيْنَا (1).

1589 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاثٍ "(2).

= (775)، والشاشي (123)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(542)، والحاكم 4/ 74، والبغوي (3849) من طريق سليمان بن داود الهاشمي، وابن أبي عاصم في "السنة"(1503)، و"الآحاد والمثاني"(215) عن يعقوب بن حميد، والترمذي (3905) من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد، ثلاثتهم عن إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كيسان، بهذا الإسناد. وزادوا فيه بين محمد بن أبي سفيان وبين محمد بن سعد يوسفَ بن الحكم. قال الترمذي: حديث غريب من هذا الوجه. وانظر ما قبله.

(1)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي كامل، فمن رجال الترمذي والنسائي، وهو ثقة.

وأخرجه الطيالسي (219)، وابن سعد 3/ 394، والدورقي (107)، والبخاري (5073)، ومسلم (1402)(7)، وابن ماجه (1848)، والبزار (1070)، وأبو يعلى (788)، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 92، والبغوي (2237) من طرق عن إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد. وانظر (1514).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البزار (2051 - كشف الأستار)، وأبو يعلى (720) من طريق أبي أحمد محمد بن عبد الله الأسدي، عن إسرائيل، بهذا الإسناد. وانظر ما تقدم برقم (1519).

ص: 149

1590 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: حَلَفْتُ بِاللاتِ وَالْعُزَّى، فَقَالَ أَصْحَابِي: قَدْ قُلْتَ هُجْرًا. فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ قَرِيبًا، وَإِنِّي حَلَفْتُ بِاللاتِ وَالْعُزَّى. فَقَالَ: رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " قُلْ: لَا إِلَهَ إِلا اللهُ وَحْدَهُ، ثَلاثًا، ثُمَّ انْفُثْ عَنْ يَسَارِكَ ثَلاثًا، وَتَعَوَّذْ وَلا تَعُدْ "(1).

1591 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَعَفَّانُ، الْمَعْنَى، قَالا:

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن ماجه (2097)، وابن حبان (4364) من طريق يحيى بن آدم، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة ص 20 (الجزء الذي حققه العمروي)، والدورقي (57) و (58)، والبزار (1140)، وأبو يعلى (719) و (736)، وابن حبان (4365) من طرق عن إسرائيل، به.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/ 7 - 8، و"اليوم والليلة"(990) من طريق زهير بن معاوية، وفي "المجتبى" 7/ 8، و" الكبرى"(11545)، و"اليوم والليلة"(989) من طريق يونس بن أبي إسحاق، كلاهما عن أبي إسحاق، به. وسيأتي برقم (1622).

وله شاهدٌ من حديث أبي هريرة، سيأتي في "المسند" 2/ 309، ولفظه:"من حَلَف فقال في حَلِفِه: واللاتِ، فليقل: لا إله إلا الله، ومن قال لصاحبه: تعال أقامِرْكَ، فليتصدَّق بشيء"، وهو متفق عليه.

قال الحافظ في "الفتح" 8/ 612: قال الخطابي: اليمينُ إنما تكون بالمعبود المعظَّم، فإذا حلف باللاتِ ونحوها، فقد ضاهى الكفارَ، فأُمِرَ أن يتدارك بكلمة التوحيد، وقال ابنُ العربي: من حلف بها جاداً فهو كافرٌ، ومن قالها جاهلاً أو ذاهلاً، يقول: لا إله إلا الله، يُكفِّر الله عنه، ويرد قلبه عن السَّهْو إلى الذِّكر، ولسانه إلى الحق، وينفي عنه ما جرى به من اللَّغو.

ص: 150

حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بِقَصْعَةٍ مِنْ ثَرِيدٍ، فَأَكَلَ، فَفَضَلَ مِنْهُ فَضْلَةٌ، فَقَالَ:" يَدْخُلُ مِنْ هَذَا الْفَجِّ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، يَأْكُلُ هَذِهِ الْفَضْلَةَ " قَالَ سَعْدٌ: وَقَدْ كُنْتُ تَرَكْتُ أَخِي عُمَيْرَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ يَتَهَيَّأُ لِأَنْ يَأْتِيَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَطَمِعْتُ أَنْ يَكُونَ هُوَ، فَجَاءَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلامٍ فَأَكَلَهَا (1).

1592 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا أَبَانُ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ، إِلا أَنَّهُ قَالَ: فَمَرَرْتُ بِعُوَيْمِرِ بْنِ مَالِكٍ (2).

1593 -

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا أُسَامَةُ - يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ -، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْقَرَّاظُ، أَنَّهُ سَمِعَ سَعْدَ بْنَ مَالِكٍ وَأَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولانِ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اللهُمَّ بَارِكْ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ فِي مَدِينَتِهِمْ، وَبَارِكْ لَهُمْ فِي صَاعِهِمْ، وَبَارِكْ لَهُمْ فِي مُدِّهِمْ، اللهُمَّ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ عَبْدُكَ وَخَلِيلُكَ، وَإِنِّي عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ، وَإِنَّ إِبْرَاهِيمَ سَأَلَكَ لِأَهْلِ مَكَّةَ، وَإِنِّي أَسْأَلُكَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ، كَمَا سَأَلَكَ

(1) إسناده حسن، وهو مكرر (1458). مؤمَّل بن إسماعيل- وإن كان سيئ الحفظ- قد تابعه هنا عفان بن مسلم، وهو ثقة من رجال الشيخين.

(2)

إسناده حسن. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث، وأبان: هو ابن يزيد العطار.

وأخرجه أبو يعلى (721) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، بهذا الإسناد. وفيه: فمررت بعمير بن مالك. وانظر ما قبله.

قال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله: قوله: "قال: فمررتُ بعويمر بن مالك" مشكل، ولم أجد في شيء من المصادر أن عمير بن مالك أخا سعد كان يُسمى باسم عويمر، والمعروف باسم "عويمر بن مالك" هو أبو الدرداء، على بعض الأقوال في اسمه.

ص: 151

إِبْرَاهِيمُ لِأَهْلِ مَكَّةَ، وَمِثْلَهُ مَعَهُ، إِنَّ الْمَدِينَةَ مُشَبَّكَةٌ بِالْمَلائِكَةِ، عَلَى كُلِّ نَقْبٍ مِنْهَا مَلَكَانِ يَحْرُسَانِهَا، لَا يَدْخُلُهَا الطَّاعُونُ، وَلا الدَّجَّالُ، مَنْ أَرَادَهَا بِسُوءٍ، أَذَابَهُ اللهُ كَمَا يَذُوبُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ " (1).

1594 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ سَعْدٍ، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَضْرِبُ بِإِحْدَى يَدَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى، وَهُوَ يَقُولُ:" الشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا " ثُمَّ نَقَصَ أُصْبُعَهُ فِي الثَّالِثَةِ (2).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، أسامة بن زيد- وهو الليثي- حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. عثمان بن عمر: هو ابن فارس العبدي، وأبو عبد الله القراظ: اسمه دينار.

وأخرجه الدورقي (120)، والبخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 238، وأبو يعلى (804) من طريق عثمان بن عمر، بهذا الإسناد. ولم يسق البخاري لفظه.

وأخرجه مسلم (1387)(495) من طريق عبيد الله بن موسى، عن أسامة بن زيد الليثي، به. وسيتكرر الحديث في مسند أبي هريرة 2/ 330 - 331، وانظر ما تقدم برقم (1457) و (1558).

وفي الباب عن أنس عند البخاري (1881)، ومسلم (2943)، ويأتي في "المسند" 3/ 191. وعن أبي هريرة عند البخاري (1880)، ومسلم (1379).

والنَّقْب: الطريق بين الجبلين.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 84، ومسلم (1086)(26)، وابن ماجه (1657)، والنسائي 4/ 138، وأبو يعلى (823)، والطحاوي 3/ 122 من طريق محمد بن بشر، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي 4/ 138 - 139 من طريق محمد بن عبيد، عن إسماعيل بن أبي =

ص: 152

1595 -

حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" الشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا " عَشْرٌ، وَعَشْرٌ، وَتِسْعٌ مَرَّةً (1).

1596 -

حَدَّثَنَا الطَّالْقَانِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا " وَهَكَذَا يَعْنِي تِسْعًا وَعِشْرِينَ (2).

1597 -

حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ - يَعْنِي الدَّرَاوَرْدِيَّ -، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ

= خالد، عن محمد بن سعد بن أبي وقاص، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، مرسلاً. قال أبو حاتم- فيما نقله عنه ابنه في "العلل" 1/ 255 - : المتصل عن محمد بن سعد عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم أشبه، لأن الثقات قد اتفقوا عليه. وانظر ما بعده.

(1)

إسناد. صحيح على شرط الشيخين. معاوية بن عمرو: هو ابن المهلَّب بن عمرو الأزدي، وزائدة: هو ابن قدامة.

وأخرجه أبو يعلى (807) من طريق معاوية بن عمرو، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (1086)(27) من طريق حسين بن علي الجعفي، عن زائدة بن قدامة، به. وانظر ما قبله.

(2)

صحيح، وهذا إسناد قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الطالقاني- وهو إبراهيم بن إسحاق بن عيسى- فقد روى له مسلم في المقدمة وأبو داود والترمذي، وهو صدوق، وقد توبع.

وأخرجه مسلم (1086) من طريق علي بن الحسن بن شقيق وسلمة بن سليمان، والنسائي 4/ 138 عن سويد بن نصر، ثلاثتهم عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله.

ص: 153

عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَخْرُجَ قَوْمٌ يَأْكُلُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ، كَمَا يَأْكُلُ الْبَقَرُ بِأَلْسِنَتِهَا "(1).

1598 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا حَسَنٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُهَاجِرِ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ - يَعْنِي ابْنَ حَفْصٍ - فَذَكَرَ قِصَّةً، قَالَ سَعْدٌ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ:" نِعْمَ الْمِيتَةُ أَنْ يَمُوتَ الرَّجُلُ دُونَ حَقِّهِ "(2).

(1) حسن لغيره، رجاله رجال الصحيح إلا أن زيد بن أسلم لم يسمع من سعد، وانظر ما تقدم برقم (1517).

وأخرجه البغوي في "شرح السنة"(3397) من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.

وأخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق"(211) من طريق هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، به. وذكر فيه قصة.

(2)

إسناده ضعيف لانقطاعه، أبو بكر بن حفص- وهو ابن عمر بن سعد بن أبي وقاص، اسمه عبد الله، وهو مشهور بكنيته- ثقة من رجال الشيخين، إلا أنه لم يسمع من جده الأعلى سعد فيما نقله ابن أبي حاتم في "المراسيل" ص 257 عن أبي زرعة، وإبراهيم بن المهاجر مختلف فيه، وروى له مسلم. حسن: هو ابن صالح بن صالح بن حي.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 8/ 290 من طريق المعافى بن عمران، عن الحسن، بهذا الإسناد.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 6/ 244 وقال: رواه أحمد وذكر فيه قصة، والطبراني في "الأوسط"، ورجال أحمد رجال الصحيح إلا أن أبا بكر بن حفص لم يسمع من سعد.

وفي الباب عن سعد نفسه عند البزار (1860 - كشف الأستار)، والطبراني في "الصغير"(428)، ولفظه:"مَن قُتل دون ماله فهو شهيد".

وبهذا اللفظ عن علي تقدم في "المسند" برقم (590)، وعن سعيد بن زيد سيأتي =

ص: 154

1599 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ - يَعْنِي ابْنَ حَازِمٍ -، عَنْ عَمِّهِ جَرِيرٍ - يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ -، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ، أُوصِي بِمَالِي كُلِّهِ؟ قَالَ:" لَا " قُلْتُ: فَثُلُثَيْهِ؟ قَالَ: " لَا " قُلْتُ: فَنِصْفَهُ؟ قَالَ: " لَا " قُلْتُ: فَالثُّلُثَ؟ قَالَ: " الثُّلُثَ، وَالثُّلُثُ كَبِيرٌ (1)، أَحَدُكُمْ يَدَعُ أَهْلَهُ بِخَيْرٍ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَدَعَهُمْ عَالَةً عَلَى أَيْدِي النَّاسِ "(2).

1600 -

حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ - يَعْنِي ابْنَ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ -، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعْدٍ، قَالَ: لَمَّا خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ، خَلَّفَ عَلِيًّا، فَقَالَ لَهُ: أَتُخَلِّفُنِي؟ فقَالَ لَهُ: " أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى؟ إِلا أَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي "(3).

= فيه برقم (1628)، وعن عبد الله بن عمرو بن العاص وسيأتي 2/ 163، وغيرهم.

(1)

في (ح) و (ق) وحاشية (س) و (ص): كثير.

(2)

إسناده قوي على شرط الشيخين. حسين بن محمد: هو المرُّوذي.

وأخرجه مطولاً الدورقي (27) عن وهب بن جرير بن حازم، عن أبيه، بهذا الإسناد. وانظر (1482).

(3)

صحيح لغيره، حمزة بن عبد الله وأبوه لا يعرفان، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح، وللحديث طرق أخرى في "المسند" يصحُّ بها، انظر (1463) و (1490) و (1505) و (1583) و (1608). أبو أحمد الزبيري: اسمه محمد بن عبد الله بن الزبير الأسدي.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(1334)، والنسائي في "خصائص علي"(59) من طريق أبي أحمد الزبيري، بهذا الإسناد. ومن هذا الطريق علَّقه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 48 في ترجمة حمزة بن عبد الله القرشي.

ص: 155

1601 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، أَنَّ سَعْدًا قَالَ فِي مَرَضِهِ: إِذَا أَنَا مُتُّ فَالْحَدُوا لِي لَحْدًا، وَاصْنَعُوا مِثْلَ مَا صُنِعَ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (1).

1602 -

حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدٍ، قَالَ: الْحَدُوا لِي لَحْدًا، وَانْصِبُوا عَلَيَّ نَصْبًا، كَمَا صُنِعَ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (2).

1603 -

حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: طُفْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَمِنَّا مَنْ طَافَ سَبْعًا، وَمِنَّا مَنْ طَافَ ثَمَانِيًا، وَمِنَّا مَنْ طَافَ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" لَا حَرَجَ "(3).

* 1604 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو سعيد مولى بني هاشم: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري. وانظر ما بعده.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (1450).

(3)

إسناده ضعيف لانقطاعه، مجاهد- وهو ابن جبر- لم يسمع من سعد فيما قاله أبو حاتم وأبو زرعة الرازيان، وانظر الكلام على الحديث رقم (1439)، والحجاج- وهو ابن أرطاة- مدلس وقد عنعن. أبو شهاب: عبد ربه بن نافع الحناط، وابن أبي نجيح: اسمه عبد الله. وقد تفرد الإمام أحمد بإخراجه.

ص: 156

صَخْرٍ - قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللهِ بْن أَحْمَدَ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ هَارُونَ - أَنَّ أَبَا حَازِمٍ حَدَّثَهُ، عَنِ ابْنٍ لِسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ يَقُولُ:" إِنَّ الْإِيمَانَ بَدَأَ غَرِيبًا، وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ، فَطُوبَى يَوْمَئِذٍ لِلغُرَبَاءِ إِذَا فَسَدَ النَّاسُ، وَالَّذِي نَفْسُ أَبِي الْقَاسِمِ بِيَدِهِ، لَيَأْرِزَنَّ الْإِيمَانُ بَيْنَ هَذَيْنِ الْمَسْجِدَيْنِ، كَمَا تَأْرِزُ الْحَيَّةُ فِي جُحْرِهَا "(1).

(1) إسناده جيد، وجهالةُ ابن سعد لا تضر، فإن أبناءه الذين رووا عنه ثقات معروفون بحمل العلم، على أنه قد جاء مبيناً عند ابن منده في "الإيمان" وأنه عامر بن سعد، وهو ثقة من رجال الشيخين، وباقي رجال الإسناد ثقات من رجالهما غير أبي صخر- وهو حميدُ بن زياد الخراط- فمن رجال مسلم، وهو صدوق. أبوحازم: هو سلمة بن دينار.

وأخرجه أبو يعلى (756) عن هارون بن معروف، بهذا الإسناد.

وأخرجه الدورقي (92)، والبزار (1119)، وابن منده في "الإيمان"(424) من طرق عن عبد الله بن وهب، به. ولفظه عندهم "الإسلام" بدل "الإيمان"، ورواية البزار مختصرة.

وفي الباب عن ابنِ مسعود عندَ أحمد في "المسند" 1/ 398، وعن أبي هريرة فيه 2/ 286 و 389، وعن عبد الرحمن بن سنة فيه أيضاً 4/ 73 - 74، وعن عبد الله بن عمر عند مسلم (146)، وعن عمرو بن عوف بن زيد بن مِلْحة عند الترمذي (2630).

يأرز: ينضمُّ ويجتمع بعضُه إلى بعضٍ.

والمسجدان: هما مسجد مكة ومسجد المدينة.

وقوله: "ليأرزنَّ الإيمانُ"، قال ابن حبان في "صحيحه" 9/ 47: يريدُ به أهلَ الإيمان.

قوله: "بدأ غريباً"، قال السندي: يحتمل أن يكون بلا همزة، أي: ظهر، أو بهمزة، أي: ابتدأ، والثاني: هو الأشهر على الألسنة، وقال النووي: ضبطناه بالهمز، ويؤيده المقابَلَة بالعَوْدِ، فإن العَوْدَ يُقابَل بالابتداء. =

ص: 157

1605 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي الزِّنَادِ -، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْقَرَّاظِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" صَلاةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا، خَيْرٌ مِنَ ألفِ صَلاةٍ فِيمَا سِوَاهُ، إِلا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ "(1).

1606 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ، حَدَّثَنِي عَامِرُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنِّي أُحَرِّمُ مَا بَيْنَ لابَتَيْ الْمَدِينَةِ

= "غريبا"، أي: لقلة أهله، وأصل الغريب: البعيد عن الوطن.

"كما بدأ"، أي: غريباً بقِلَّةِ من يقوم به، ويُعين عليه، وإن كان أهلُه كثيراً.

"للغرباء": القائمين بأمره، و"طُوبى" فعل من الطِّيب، وتفسيره بالجنة وبشجرة عظيمة فيها.

وفيه تنبيه على أن نُصرةَ الإسلام، والقيام بأمره، يصيرُ محتاجاً إلى الخروج عن الأوطانِ، والصبرِ على مَشَاقِّ الغُربة، كما كان في أول الأمر.

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل عبد الرحمن بن أبي الزناد، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح غيرَ سليمان بن داود- وهو الهاشمي- فمن رجال أصحاب السنن، وهو ثقة. أبو عبد الله القراظ: اسمه دينار.

وأخرجه أبو يعلى (774) من طريق سليمان بن داود الهاشمي، بهذا الإسناد.

وأخرجه البزار (426 - كشف الأستار) من طريق شعبة، عن موسى بن عُبيدة الرَّبَذي، عن عمر بن الحكم، عن سعد. وهذا إسناد ضعيف لضعف موسى الربذي.

وفي الباب عن ابن عمر وأبي هريرة وأبي سعيد وجابر وابن الزبير وجبير بن مطعم وعائشة وميمونة، وأحاديثهم ستأتي في "المسند" على التوالي 2/ 29، 2/ 239، 3/ 77، 3/ 343، 4/ 5، 4/ 80، 6/ 277 - 278، 6/ 333.

ص: 158

كَمَا حَرَّمَ إِبْرَاهِيمُ حَرَمَهُ، لَا يُقْطَعُ عِضَاهُهَا، وَلا يُقْتَلُ صَيْدُهَا، وَلا يَخْرُجُ مِنْهَا أَحَدٌ رَغْبَةً عَنْهَا، إِلا أَبْدَلَهَا اللهُ خَيْرًا مِنْهُ، وَالْمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ، وَلا يُرِيدُهُمِ أحَدٌ بِسُوءٍ إِلا أَذَابَهُ اللهُ ذَوْبَ الرَّصَاصِ فِي النَّارِ، أَوْ ذَوْبَ الْمِلْحِ فِي الْمَاءِ " (1).

1607 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ، حَدَّثَنِي مُصْعَبُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قُلْتُ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلاءً؟ قَالَ: فَقَالَ: " الْأَنْبِيَاءُ، ثُمَّ الْأَمْثَلُ فَالْأَمْثَلُ، يُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ، فَإِنْ كَانَ دِينُهُ صُلْبًا، اشْتَدَّ بَلاؤُهُ، وَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ رِقَّةٌ، ابْتُلِيَ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ، فَمَا يَبْرَحُ الْبَلاءُ بِالْعَبْدِ حَتَّى يَتْرُكَهُ يَمْشِي عَلَى الْأَرْضِ مَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عثمان بن حكيم، فمن رجال مسلم.

وأخرجه الدورقي (38)، وإبراهيم الحربي 3/ 924، وأبو يعلى (699) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وقرن الدورقي بعفان موسى بنَ إسماعيل. وقد تقدم الحديث برقم (1573)، وانظر (1558).

(2)

إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عاصم بن بهدلة، وهو صدوق.

وأخرجه الحاكم 1/ 41، وعنه البيهقي في "الشعب"(9775) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن ماجه (4023)، والترمذي (2398)، والبزار (1154)، وأبو يعلى (830)، وابن حبان (2901)، والبغوي (1434) من طرق عن حماد بن زيد، به. قال الترمذي: حسن صحيح. وانظر (1481).

ص: 159

1608 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ مِسْمَارٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ لَهُ، وَخَلَّفَهُ فِي بَعْضِ مَغَازِيهِ، فَقَالَ عَلِيٌّ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَتُخَلِّفُنِي مَعَ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ؟ قَالَ:" يَا عَلِيُّ، أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى؟ إِلا أَنَّهُ لَا نُبُوَّةَ بَعْدِي ".

وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ يَوْمَ خَيْبَرَ: " لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ رَجُلًا يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ، وَيُحِبُّهُ اللهُ وَرَسُولُهُ " فَتَطَاوَلْنَا لَهَا، فَقَالَ:" ادْعُوا لِي عَلِيًّا " فَأُتِيَ بِهِ أَرْمَدَ، فَبَصَقَ فِي عَيْنِهِ، وَدَفَعَ الرَّايَةَ إِلَيْهِ، فَفَتَحَ اللهُ عَلَيْهِ.

وَلَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ} [آل عمران: 61]، دَعَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلِيًّا، وَفَاطِمَةَ، وَحَسَنًا، وَحُسَيْنًا، رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ:" اللهُمَّ هَؤُلاءِ أَهْلِي "(1).

(1) إسناده قوي على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير بكير بن مسمار، فمن رجال مسلم، وهو صدوق.

وأخرجه الدورقي (19)، ومسلم (2404)(32)، والترمذي (2999) و (3724)، والنسائي في "الخصائص"(11)، والحاكم 3/ 150، والبيهقي 7/ 63 من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد. ورواية الحاكم والبيهقي مختصرة اقتصرت على القسم الأخيرِ منه فقط، وقرن مسلمٌ بقتيبة محمدَ بن عباد، والنسائيُّ هشامَ بن عمار.

وأخرج القسم الأول منه ابن أبي عاصم في "السنة"(1336) عن هشام بن عمار، عن حاتم بن إسماعيل، به.

وأخرجه ابن أبي عاصم (1338)، والبزار (1120)، والنسائي في "الخصائص"(54)، والحاكم 3/ 108 - 109 من طريق أبي بكر الحنفي، والحاكم 3/ 147، =

ص: 160

1609 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عَيَّاشِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، أَنَّ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ عِنْدَ فِتْنَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ: أَشْهَدُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِنَّهَا سَتَكُونُ فِتْنَةٌ، الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ القَائِمِ، وَالْقَائِمُ خَيْرٌ مِنَ المَاشِي، وَالْمَاشِي خَيْرٌ مِنَ السَّاعِي " قَالَ: أَفَرَأَيْتَ إِنْ دَخَلَ عَلَيَّ بَيْتِي، فَبَسَطَ يَدَهُ إِلَيَّ لِيَقْتُلَنِي؟ قَالَ:" كُنْ كَابْنِ آدَمَ "(1).

1610 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ التَّيْمِيُّ، مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، حَدَّثَنِي أَبُو سُهَيْلٍ نَافِعُ بْنُ مَالِكٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِلعَبَّاسِ: " هَذَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، أَجْوَدُ قُرَيْشٍ كَفًّا وَأَوْصَلُهَا "(2).

= والخطيب البغدادي في "تلخيص المتشابه" 2/ 644 - 645 من طريق علي بن ثابت الجزري، كلاهما عن بكير بن مسمار، به. وبعضهم يزيد فيه على بعض.

وأخرجه الشاشي (99) و (105) و (106)، والطبراني في "الكبير"(328) من طرق عن عامر بن سعد، به. وانظر ما تقدم برقم (1490).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ عياش بن عباس، فمن رجال مسلم.

وأخرجه الترمذي (2194)، وأبو يعلى (750)، والشاشي (126) من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن. وانظر ما تقدم برقم (1446).

(2)

إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الصحيح غيرَ محمد بن طلحة التَّيمي- وهو محمد بن طلحة بن عبد الرحمن بن عبد الله، المعروف بابن الطويل- فمن رجال ابن ماجه والنسائي، وهو صدوق. علي بن عبد الله: هو ابن المديني.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(8174)، والدولابي في "الكنى والأسماء" 2/ 60 =

ص: 161

1611 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ وَيَعْلَى، قَالا: حَدَّثَنَا مُوسَى - يَعْنِي الْجُهَنِيَّ -، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: جَاءَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَعْرَابِيٌّ، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، عَلِّمْنِي كَلامًا أَقُولُهُ؟ قَالَ:" قُلْ: لَا إِلَهَ إِلا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، اللهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا، سُبْحَانَ اللهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لَا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ " قَالَ: هَؤُلاءِ لِرَبِّي عز وجل، فَمَا لِي؟ قَالَ: قُلْ: " اللهُمَّ اغْفِرْ لِي، وَارْحَمْنِي، وَاهْدِنِي، وَارْزُقْنِي "(1).

قَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ: قَالَ مُوسَى: أَمَّا " عَافِنِي " فَأَنَا أَتَوَهَّمُ، وَمَا أَدْرِي.

1612 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا مُوسَى، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: " أَيَعْجِزُ

= من طريق علي بن عبد الله، بهذا الإسناد.

وأخرجه الدورقي (104)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 502، والبزار (1077)، وأبو يعلى (820)، والشاشي (149) و (150)، وابن حبان (7052)، والطبراني في "الأوسط"(1947)، والحاكم 3/ 328 و 328 - 329 من طرق عن محمد بن طلحة، به. وصحح الحاكم إسناده ووافقه الذهبي، وذكر الشاشي في الموضع الأول "ابن المنكدر" مكان أبي سهيل نافع بن مالك!

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم. يعلى: هو ابن عبيد الطنافسي، وموسى الجهني: هو ابن عبد الله.

وأخرجه ابنُ حبان (946) من طريق عبد الله بنِ نمير ويعلى بنِ عبيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (2696) من طريق عبد الله بن نمير وحده، به.

وأخرجه الدورقي (55)، والشاشي (64)، والبغوي (1278) من طريق يعلى وحده، به. وانظر (1561).

ص: 162

أَحَدُكُمِ أَنْ يَكْسِبَ كُلَّ يَوْمٍ أَلْفَ حَسَنَةٍ؟ " قَالَ: فَسَأَلَهُ سَائِلٌ مِنْ جُلَسَائِهِ: يَا نَبِيَّ اللهِ، كَيْفَ يَكْسِبُ أَحَدُنَا أَلْفَ حَسَنَةٍ؟ قَالَ: " يُسَبِّحُ مِئَةَ تَسْبِيحَةٍ، فَيُكْتَبُ لَهُ أَلْفُ حَسَنَةٍ، أَوْ يُحَطُّ عَنْهُ أَلْفُ خَطِيئَةٍ " (1).

1613 -

حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا مُوسَى، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أنْ يَكْسِبَ كُلَّ يَوْمٍ أَلْفَ حَسَنَةٍ؟ " فَسَأَلَهُ سَائِلٌ مِنْ جُلَسَائِهِ، كَيْفَ يَكْسِبُ أَحَدُنَا يَا رَسُولَ اللهِ كُلَّ يَوْمٍ أَلْفَ حَسَنَةٍ؟ قَالَ:" يُسَبِّحُ مِئَةَ تَسْبِيحَةٍ، فَيُكْتَبُ لَهُ أَلْفُ حَسَنَةٍ، أَوْ يُحَطُّ عَنْهُ أَلْفُ خَطِيئَةٍ "(2).

1614 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أُنْزِلَتْ فِيَّ أَرْبَعُ آيَاتٍ: يَوْمَ بَدْرٍ أَصَبْتُ سَيْفًا، فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، نَفِّلْنِيهِ. فَقَالَ:" ضَعْهُ " ثُمَّ قَامَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، نَفِّلْنِيهِ. فَقَالَ:" ضَعْهُ " ثُمَّ قَامَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، نَفِّلْنِيهِ، أُجْعَلُ كَمَنْ لَا غَنَاءَ لَهُ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" ضَعْهُ مِنْ حَيْثُ أَخَذْتَهُ " فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ} .

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. موسى: هو ابن عبد الله الجهني.

وأخرجه مسلم (2698)، وابن حبان (825) من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد. وانظر (1496).

(2)

إسناده صحيح كسابقه.

وأخرجه الدورقي (45)، والبغوي (1266) من طريق يعلى بن عبيد، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله.

ص: 163

قَالَ: وَصَنَعَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ طَعَامًا، فَدَعَانَا، فَشَرِبْنَا الْخَمْرَ حَتَّى انْتَشَيْنَا، قَالَ: فَتَفَاخَرَتِ الْأَنْصَارُ وَقُرَيْشٌ، فَقَالَتِ الْأَنْصَارُ: نَحْنُ أَفْضَلُ مِنْكُمْ، وَقَالَتْ قُرَيْشٌ: نَحْنُ أَفْضَلُ مِنْكُمْ، فَأَخَذَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ لِحْيَ جَزُورٍ، فَضَرَبَ بِهِ أَنْفَ سَعْدٍ فَفَزَرَهُ، قَالَ: فَكَانَ أَنْفُ سَعْدٍ مَفْزُورًا، قَالَ: فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} .

قَالَ: وَقَالَتْ أُمُّ سَعْدٍ: أَلَيْسَ اللهُ قَدِ أمَرَهُمْ بِالْبِرِّ؟ فَوَاللهِ لَا أَطْعَمُ طَعَامًا، وَلا أَشْرَبُ شَرَابًا، حَتَّى أَمُوتَ، أَوْ تَكْفُرَ بِمُحَمَّدٍ. قَالَ: فَكَانُوا إِذَا أَرَادُوا أَنْ يُطْعِمُوهَا شَجَرُوا فَاهَا بِعَصًا، ثُمَّ أَوْجَرُوهَا، قَالَ: فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا} .

قَالَ: وَدَخَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى سَعْدٍ، وَهُوَ مَرِيضٌ، يَعُودُهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أُوصِي بِمَالِي كُلِّهِ؟ قَالَ:" لَا " قَالَ: فَبِثُلُثَيْهِ؟ فَقَالَ: " لَا " قَالَ: فَبِثُلُثِهِ؟ قَالَ: فَسَكَتَ (1).

1615 -

حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ عَمْرٍو الْكَلْبِيُّ، حَدَّثَنَا أَبَانُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ الْحَضْرَمِيِّ بْنِ لاحِقٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: " إِذَا كَانَ الطَّاعُونُ

(1) إسناده حسن، وقد تقدم برقم (1567).

وأخرجه مسلم (1748)(34)، و 4/ 1878 (44)، والترمذي (3189)، والبزار (1149)، وابن حبان (6992) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. ورواية مسلم الأولى والترمذي مختصرة.

ص: 164

بِأَرْضٍ فَلا تَهْبِطُوا عَلَيْهِ، وَإِذَا كَانَ بِأَرْضٍ، وَأَنْتُمْ بِهَا، فَلا تَفِرُّوا مِنْهُ " (1).

1616 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ يَوْمَ أُحُدٍ:" ارْمِهْ، فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي "(2).

1617 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدٍ الْبَهْرَانِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ؛ قَالَ: وَكَانَ يَتَوَضَّأُ بِالزَّاوِيَةِ، فَخَرَجَ عَلَيْنَا ذَاتَ يَوْمٍ مِنَ البَرَازِ، فَتَوَضَّأَ، وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ، فَتَعَجَّبْنَا وَقُلْنَا: مَا هَذَا؟ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي: أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَعَلَ مِثْلَ مَا فَعَلْتُ (3).

1618 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ (4) قَيْسٍ، قَالَ:

(1) إسناده جيد. وأخرجه الطحاوي 4/ 305 من طريق أبان العطار، به. وانظر (1554).

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد منقطع، فإن عكرمة- وهو مولى ابن عباس- لم يسمع من سعد. خالد: هو ابن مِهران الحذَّاء.

وأخرجه أبو يعلى (833) من طريق خالد الواسطي، عن خالد الحذاء، به.

وأخرجه عبدُ الرزاق (20420)، عن معمر، عن أيوب، عن عكرمة مرسلاً. وانظر ما تقدم برقم (1495).

(3)

حديث حسن، حجاج بن أرطاة صدوق إلا أنه مدلس وقد عنعن، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 177، وأبو يعلى (726)، والشاشي (117) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وانظر ما تقدم برقم (1452).

والبَرَاز: الفضاء الواسع، فكنوا به عن قضاء الغائط.

(4)

تحرفت في (م) إلى: بن.

ص: 165

سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: وَاللهِ إِنِّي لأوَّلُ الْعَرَبِ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللهِ، لَقَدْ كُنَّا نَغْزُو مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَمَا لَنَا طَعَامٌ نَأْكُلُهُ إِلا وَرَقَ الْحُبْلَةِ، وَهَذَا السَّمُرَ، حَتَّى إِنَّ أَحَدَنَا لَيَضَعُ كَمَا تَضَعُ الشَّاةُ مَا لَهُ خِلْطٌ، ثُمَّ أَصْبَحَتْ بَنُو أَسَدٍ يُعَزِّرُونِي عَلَى الدِّينِ، لَقَدْ خِبْتُ إِذَاً وَضَلَّ عَمَلِي (1).

1619 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُسَلِّمُ عَنْ يَمِينِهِ، وَعَنْ شِمَالِهِ (2).

1620 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن أبي خالد، وقيس: هو ابن أبي حازم.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 1/ 18 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 13/ 362 - 363 عن يزيد بن هارون، به. وقد تقدم برقم (1498).

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي معشر- وهو نجيح بن عبد الرحمن السندي-، وللحديث طريق آخر صحيح عن عامر بن سعد تقدم برقم (1484).

وأخرجه الدورقي (25)، والشاشي (107) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وأخرجه البزار (1118)، والشاشي (108)، والبغوي (698) من طرق عن أبي معشر، به.

ص: 166

عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْخَنْدَقِ، وَرَجُلٌ يَتَتَرَّسُ، جَعَلَ يَقُولُ بِالتُّرْسِ هَكَذَا، فَوَضَعَهُ فَوْقَ أَنْفِهِ، ثُمَّ يَقُولُ هَكَذَا، يُسَفِّلُهُ بَعْدُ، قَالَ: فَأَهْوَيْتُ إِلَى كِنَانَتِي، فَأَخْرَجْتُ مِنْهَا سَهْمًا مُدَمًّى، فَوَضَعْتُهُ فِي كَبِدِ الْقَوْسِ، فَلَمَّا قَالَ هَكَذَا، يُسَفِّلُ التُّرْسَ، رَمَيْتُ، فَمَا نَسِيتُ وَقْعَ الْقِدْحِ عَلَى كَذَا وَكَذَا مِنَ التُّرْسِ، قَالَ: وَسَقَطَ، فَقَالَ بِرِجْلِهِ، فَضَحِكَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَحْسِبُهُ قَالَ: حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ - قَالَ: قُلْتُ: لِمَ؟ قَالَ: لِفِعْلِ الرَّجُلِ (1).

(1) إسناده ضعيف لجهالة محمد بن محمد بن الأسود، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. روح: هو ابن عبادة، وابن عون: هو عبد الله بن عون بن أرطبان.

وأخرجه الترمذي في "الشمائل"(234)، والبزار (1131)، والشاشي (94) و (95) من طريقين عن ابن عون، بهذا الإسناد.

وأخرج مسلم (2412)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(198) من طريقين عن بكير بن مسمار، عن عامر بن سعد، عن أبيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم جَمَع له أبويه يوم أحد، قال: كان رجلٌ من المشركين قد أَحرق المسلمين (يعني: أثخن فيهم وعمل فيهم عمل النار)، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:"ارمِ فداك أبي وأمي" قال: فنزعتُ له بسهمٍ ليس له فيه نصلٌ، فأصبت جنبه فسقط، فانكشفت عورته، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى نظرت إلى نواجذه. وهذا لفظ مسلم.

والمدمَّى من السهام: الذي أصابه الدم فحصل في لونه سواد وحُمرة، مما رمى به العدو، قال الجوهري في "الصحاح" 6/ 2341: وكان الرجل إذا رمى العدوَّ بسهمٍ فأصاب، ثم رماه به العدوُّ وعليه دم، جعله في كنانته تبرُّكاً به. وكبد القوس: ما بين طرفي علاقتها. والقِدح: عود السهم قبل أن يُصنع له نصل أو ريش.

قوله: "يقول بالترس"، قال السندي: أي: يفعل بالترس، هو من استعمال القول بمعنى مطلق الفعل.

وقوله: "فقال برجله"، أي: رفع رجله.

ص: 167

1621 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُصْعَبَ بْنَ سَعْدٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ: أَنَّهُ كَانَ يَأْمُرُ بِهَذَا الدُّعَاءِ، وَيُحَدِّثُ بِهِ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:" اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ البُخْلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الجُبْنِ، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أُرَدَّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الدُّنْيَا، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ "(1).

1622 -

حَدَّثَنَا حُجَيْنُ بْنُ الْمُثَنَّى وَأَبُو سَعِيدٍ، قَالا: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ - قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ - عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ حَلَفَ بِاللاتِ وَالْعُزَّى، فَقَالَ لَهُ أَصْحَابُهُ: قَدْ قُلْتَ هُجْرًا. فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ حَدِيثًا، وَإِنِّي حَلَفْتُ بِاللاتِ وَالْعُزَّى. فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" قُلْ: لَا إِلَهَ إِلا اللهُ وَحْدَهُ ثَلاثًا، وَاتْفُلْ عَنْ شِمَالِكَ ثَلاثًا، وَتَعَوَّذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ، وَلا تَعُدْ "(2).

1623 -

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا أُسَامَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ لَبِيبَةَ: أَنَّ سَعْدَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ:" خَيْرُ الذِّكْرِ الْخَفِيُّ، وَخَيْرُ الرِّزْقِ مَا يَكْفِي "(3).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (1585).

(2)

إسناده صحيح. وقد تقدم برقم (1590). وأبو سعيد: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري، مولى بني هاشم.

(3)

إسناده ضعيف، وانظر (1477). أسامة: هو ابن زيد الليثي. =

ص: 168

1624 -

حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: اسْتَأْذَنَ عُمَرُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَعِنْدَهُ جَوَارٍ قَدْ عَلَتِ أصْوَاتُهُنَّ عَلَى صَوْتِهِ، فَأَذِنَ لَهُ، فَبَادَرْنَ، فَذَهَبْنَ، فَدَخَلَ عُمَرُ وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَضْحَكُ، فَقَالَ عُمَرُ: أَضْحَكَ اللهُ سِنَّكَ يَا رَسُولَ اللهِ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي. قَالَ:" قَدْ عَجِبْتُ لِجَوَارٍ كُنَّ عِنْدِي، فَلَمَّا سَمِعْنَ حِسَّكَ بَادَرْنَ فَذَهَبْنَ " فَأَقْبَلَ عَلَيْهِنَّ فَقَالَ: أَيْ عَدُوَّاتِ أَنْفُسِهِنَّ، وَاللهِ لَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم كُنْتُنَّ أَحَقَّ أَنْ تَهَبْنَ مِنِّي. فَقَالَ: رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " دَعْهُنَّ عَنْكَ يَا عُمَرُ، فَوَاللهِ إِنْ لَقِيَكَ الشَّيْطَانُ بِفَجٍّ قَطُّ، إِلا أَخَذَ فَجًّا غَيْرَ فَجِّكَ "(1).

آخِرُ حَدِيثِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رضي الله عنه

= وأخرجه عبد بن حميد (137)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(552)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(1219) من طريق عثمان بن عمر، بهذا الإسناد.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ أبي داود سليمان- وهو ابن داود الطيالسي- فمن رجال مسلم. وانظر (1472).

ص: 169

مُسْنَدُ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ (1) رضي الله عنه

(1) هو سعيد بن زيد بن عمرو بن نُفَيْل بن عبد العزى بن رباح بن عبد الله بن قُرْط بن رباح بن عدي بن كعب بن لؤي القرشي العدوي أبو الأعور، ويقال: أبو ثور، والأول أشهر.

كان ابنَ عم عمر بن الخطاب، وزوجَ أخته فاطمة بنت الخطاب، فقد تزوج عمرُ بأخت سعيد بن زيد عاتكة بعد مقتلِ زوجها عبد الله بن أبي بكر بالطائف.

وكان أحدَ العشرةِ المشهودِ المقطوع لهم بالجنة، وإنما لم يذكره عمرُ في أهل الشورى لئلا يُحابي بالخلافة لكونه ابنَ عَمِّ عمر بن الخطاب، والله أعلم.

وقد أسلم قديماً قبلَ عمر هو وزوجته فاطمة بنت الخطاب، وعلى يَدِها أسلم عمر.

وهاجر، وآخى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين أُبيِّ بن كعب.

ولم يشهد بدراً على الصحيح، لأنه كان هو وطلحة قد بَعَثَهما رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ناحيةِ الشام يتَحسَّسان أخبارَ العِير، فوقعت الوقعةُ في غيبتهما، فضرب لهما سهمهما وأَجْرَهما، وشهد ما بعدها، وكان ممن افتتح الشامَ ودمشقَ وما معها، واليرموكَ.

وكانت وفاتُه سنةَ خمسين، وقيل: ثمان وخمسين، وهو بعيد. وَولِيَ غَسْلَه وكَفَنَه عبدُ الله بن عمر، قيل: وسعد بن أبي وقاص، وأما الذي صلَّى عليه فابنُ عمر لا محالة، وكان لسعيد بن زيد من العمر إذ ذاك فوق السبعين، ودُفِنَ بالعقيق، وقيل بالمدينة. فرحمه الله ورضي عنه.

"جامع المسانيد والسنن" 2 / الورقة 209، وانظر "سير أعلام النبلاء" 1/ 124 - 143.

ص: 170

1625 -

حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ عُمَيْرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" الْكَمْأَةُ مِنَ المَنِّ، وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلعَيْنِ "(1).

1626 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ (2)

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الملك بن عمير: هو اللخمي الكوفي المعروف بالقفطي، قال الحافظ في "مقدمة الفتح" ص 422: احتج به الجماعة، وأخرج له الشيخان من رواية القدماء عنه في الاحتجاج، ومن رواية بعض المتأخرين عنه في المتابعات، وإنما عيب عليه أنه تغيَّر حفظُه لكبر سنه، لأنه عاش مئة وثلاث سنين.

وأخرجه ابنُ أبي شيبة 8/ 88 عن معتمر بن سليمان، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (2049)(157) و (162)، والنسائي في "الكبرى"(6668) و (7564) و (7565)، وأبو يعلى (961) و (967)، وأبو عوانة 5/ 400 و 401 و 402، والشاشي (187) من طرق عن عبد الملك بن عمير، به. وسيأتي برقم (1629) و (1632) و (1634) و (1635) و (1636).

والكمأة: هي فُطر من الفصيلة الكمئية، وهي أرضية تنتفخُ حاملاتٍ أبواغها، فتجتنى وتؤكل مطبوخة.

وقوله:"من المَنِّ"، قال السندي: أي: من المنِّ الذي أنزل الله تعالى على بني إسرائيل كما في رواية مسلم، قال ابنُ العربي: فأفاد أن المنَّ لم يكن طعاماً واحداً كما يقوله المفسرون، وإنما كان أنواعاً، ومنه: الكمأة، وقيل: أراد أنه يخرج من الأرض بلا مَؤونة زَرْع كالمن كان يَنزِلُ من السماء، ويؤيِّدُه أنها من السلوى. وانظر"فتح الباري" 10/ 163 - 164.

(2)

في النسخ المطبوعة من "المسند" و (ق): "عن عبد الملك بن عمير، عن عطاء بن السائب، عن عمرو بن حريث" بزيادة "عطاء بن السائب"، وجاءت هذه الزيادة أيضاً على حواشي (ظ 11) و (س) و (ص)، وجاء على الصواب بحذف: "عن عطاء بن =

ص: 171

عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:" الْكَمْأَةُ مِنَ المَنِّ، وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلعَيْنِ "(1).

1627 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ؛ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" الْكَمْأَةُ مِنَ السَّلْوَى، وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلعَيْنِ "(2).

= السائب" في أصولنا الخطية، وفي "جامع المسانيد والسنن" 2 / الورقة 111، و"أطراف المسند" 1 / الورقة 82، ومصادر التخريج.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر ما قبله. سفيان: هو ابن عيينة.

وأخرجه الحميدي (81)، ومسلم (2049)(161)، وابن ماجه (3454)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(227)، وأبو يعلى (965)، وأبو عوانة 5/ 400 و 401، وابن أبي حاتم في "التفسير"(555)، والبيهقي 9/ 245 من طرق عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد قلت: وأخرجه البخاري عن أبي نعيم عن سفيان به مثله، وانظر "الفتح" 8: 163 رقم (4478).

(2)

صحيح، وأخرجه الطبراني (3470) من طريق مسدد، عن عبد الوارث، بهذا الإسناد. وهذا الحديث تفرد به عبد الوارث بن سعيد والد عبد الصمد عن عطاء بن السائب، وهو خطأ، أخطأ فيه عطاء بن السائب إذ كان قد اختلط، ورواية عبد الوارث عنه بعد اختلاطه، وحديث سعيد بن زيد هو الصواب.

قلنا: وحريث- وهو ابن عمرو بن عثمان بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم القرشي- صحابي ترجم له الإمام البخاري في "تاريخه" 3/ 69، فقال: حريث المخزومي القرشي عداده في الكوفيين يختلفون فيه، ثم أورد له هذا الحديث عن مسدد، عن عبد الوارث

وترجم له ابن عبد البر في "الاستيعاب" وقال: حمل ابنه عمرو بن الحريث إلى النبي صلى الله عليه وسلم فدعا له، ثم أشار إلى هذا الحديث، وترجم له الحافظ في "الإصابة" 1/ 321 وأورد له حديثين آخرين من صحيح أبي عوانة ومن كتاب ابن أبي خيثمة، ثم أورد الحديث الذي هنا عن مسند مُسدَّد، ثم نقل عن ابن السكن قوله: لعل عبد الوارث أخطأ =

ص: 172

1628 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: هَذَا حَفِظْنَاهُ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ، فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ ظَلَمَ مِنَ الأَرْضِ شِبْرًا، طُوِّقَهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ "(1).

= فيه، وقول الدارقطني في "الأفراد": تفرد به عبد الوارث، ولا يعلم لحريث صحبة ولا رواية، وإنما رواه عمرو بن حريث عن سعيد بن زيد، وقال ابن منده: حديث سعيد هو الصواب، ثم قال الحافظ: قلت: الاعتماد في صحبته على الخبر الأول والثاني. وهذا من الحافظ إقرار بإعلال حديث الباب، لكن الخطأ ينبغي أن يُعصب بعطاء بن السائب لا بعبد الوارث، فإن رواية عبد الوارث عنه بعدَ اختلاطه.

(1)

إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ طلحة بن عبد الله بن عوف فمن رجال البخاري. سفيان: هو ابن عيينة. وسيأتي هذا الحديثُ برقم (1639) من طريق معمر عن الزهري عن طلحة بن عبد الله عن عبد الرحمن بن سهل عن سعيد بن زيد. فزاد في الإسناد بين طلحة وبين سعيد بن زيد عبدَ الرحمن بن سهل. قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 5/ 104: وقد أسقط بعض أصحاب الزهري- في روايتهم عنه هذا الحديث- عبدَ الرحمن بن عمرو بن سهل وجعلوه من رواية طلحة عن سعيد بن زيد نفسه، وفي مسند أحمد وأبي يعلى وصحيح ابن خزيمة من طريق ابن إسحاق حدثني الزهري عن طلحة بن عبد الله قال: أتتني أروى بنتُ أويس في نفر من قريش فيهم عبدُ الرحمن بن سهل فقالت: إن سعيداً فذكر الحديثَ. ويُمكن الجمعُ بين الروايتين بأن يكونَ طلحة سمع هذا الحديثَ من سعيد بن زيد، وثبته فيه عبدُ الرحمن بن عمرو بن سهل، فلذلك كان ربما أدخله في السند، وربما حذفه، والله أعلم.

وأخرجه عبدُ الرزاق (18565)، والحميدي (83)، وابنُ أبي شيبة 9/ 456، وابن ماجه (2580)، والنسائي 7/ 115، وأبو يعلى (949) و (953)، والشاشي (204)، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق"(664)، وابن حبان (3194)، والبيهقي 3/ 266 من طرقٍ عن ابن عُيينة، بهذا الإسناد، وبعضهم يقتصر على الشطر الأول. =

ص: 173

1629 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ صَدَقَةَ بْنِ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنِي رِيَاحُ بْنُ الْحَارِثِ: أَنَّ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ (1) كَانَ فِي الْمَسْجِدِ الْأَكْبَرِ، وَعِنْدَهُ أَهْلُ الْكُوفَةِ عَنْ يَمِينِهِ، وَعَنْ يَسَارِهِ، فَجَاءَهُ رَجُلٌ يُدْعَى سَعِيدَ بْنَ زَيْدٍ، فَحَيَّاهُ الْمُغِيرَةُ، وَأَجْلَسَهُ عِنْدَ رِجْلَيْهِ عَلَى السَّرِيرِ، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ فَاسْتَقْبَلَ الْمُغِيرَةَ، فَسَبَّ وَسَبَّ، فَقَالَ: مَنْ يَسُبُّ هَذَا يَا مُغِيرَةُ؟ قَالَ: يَسُبُّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ. قَالَ: يَا مُغِيرَ بْنَ شُعْبَ، يَا مُغِيرَ بْنَ شُعْبَ - ثَلاثًا - أَلا أَسْمَعُ أَصْحَابَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُسَبُّونَ عِنْدَكَ لَا تُنْكِرُ وَلا تُغَيِّرُ، فَأَنَا أَشْهَدُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، بِمَا سَمِعَتِ أذُنَايَ، وَوَعَاهُ قَلْبِي مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَإِنِّي لَمْ أَكُنِ أرْوِي عَنْهُ كَذِبًا يَسْأَلُنِي عَنْهُ إِذَا لَقِيتُهُ، أَنَّهُ قَالَ:" أَبُو بَكْرٍ فِي الْجَنَّةِ، وَعُمَرُ فِي الْجَنَّةِ، وَعَلِيٌّ فِي الْجَنَّةِ، وَعُثْمَانُ فِي الْجَنَّةِ، وَطَلْحَةُ فِي الْجَنَّةِ، وَالزُّبَيْرُ فِي الْجَنَّةِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ فِي الْجَنَّةِ، وَسَعْدُ بْنُ مَالِكٍ فِي الْجَنَّةِ " وَتَاسِعُ الْمُؤْمِنِينَ فِي الْجَنَّةِ، لَوْ شِئْتُ أَنْ أُسَمِّيَهُ لَسَمَّيْتُهُ. قَالَ: فَضَجَّ أَهْلُ الْمَسْجِدِ يُنَاشِدُونَهُ: يَا صَاحِبَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَنِ التَّاسِعُ؟ قَالَ: نَاشَدْتُمُونِي بِاللهِ، وَالله عَظِيمٌ (2) أَنَا تَاسِعُ الْمُؤْمِنِينَ،

= وأخرجه الشاشي (520) من طريق عبد الرحمن السراج، عن الزهري، به.

وأخرجه الطيالسي (239) عن ابنِ أبي ذئب، عن محمد بن زيد بن قنفذ، عن إبراهيم بن محمد بن طلحة، عن سعيد بن زيد، به بالشطر الأول.

وأخرجه الشاشي (218) من طريق ابن أبي ذئب، عن محمد بن زيد، عن رجل سماه، عن سعيد بن زيد، به. وسيأتي برقم (1642) و (1652) و (1653)، وانظر (1633).

(1)

تحرف في (م) إلى: "رباح بن الحارث بن المغيرة، أن شعبة".

(2)

في النسخ المطبوعة: "والله العظيم".

ص: 174

وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْعَاشِرُ، ثُمَّ أَتْبَعَ ذَلِكَ يَمِينًا قَالَ: وَاللهِ لَمَشْهَدٌ شَهِدَهُ رَجُلٌ يُغَبِّرُ فِيهِ وَجْهَهُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أَفْضَلُ مِنْ عَمَلِ أَحَدِكُمْ وَلَوْ عُمِّرَ عُمُرَ نُوحٍ عليه السلام (1).

1630 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حُصَيْنٍ وَمَنْصُورٍ، عَنْ هِلالِ بْنِ يِسَافٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ - وَقَالَ وَكِيعٌ مَرَّةً: قَالَ مَنْصُورٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، وَقَالَ مَرَّةً: حُصَيْنٌ، عَنِ ابْنِ ظَالِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ - أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" اسْكُنْ حِرَاءُ فَلَيْسَ عَلَيْكَ إِلا نَبِيٌّ، أَوْ صِدِّيقٌ، أَوْ شَهِيدٌ " قَالَ: وَعَلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، وَعَلِيٌّ، وَطَلْحَةُ، وَالزُّبَيْرُ، وَسَعْدٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، وَسَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ، رضي الله عنهم (2).

(1) إسناده صحيح. يحيى بن سعيد: هو القطان.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 1/ 95 - 96 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.

وأخرجه بنحوه ابن أبي عاصم في "السنة"(1433)، والنسائي في "الكبرى"(8193) من طريق يحيى بن سعيد، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 12 - 13 و 42، وأبو داود (4650)، وابن ماجه (133)، وابن أبي عاصم (1434) و (1435)، وعبدُ الله بن الإمام أحمد في "زوائد الفضائل"(90) و (91)، والنسائي في "الكبرى"(8219)، والشاشي (216) من طريق صدقة بن المثنى، به. وبعضهم يزيد فيه على بعض.

وأخرجه ابنُ أبي عاصم (1436) عن يعقوب بنِ يحيى، عن صدقة، عن رياحٍ، عن جدِّه، عن سعيد بنِ زيد، به. وانظر (1631)، وفي مسند عبد الرحمن بن عوف (1675).

(2)

إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ هلال بنِ يساف، فمن رجال =

ص: 175

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= مسلم، وقد جزم البخاري في "تاريخه" 8/ 202 بأنه أدرك علياً، وسمع أبا مسعود البدري الأنصاريَّ، وأبو مسعود مات سنة 40 هـ. قال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله: فأن يكونَ سمع سعيدَ بن زيد أولى، فإنه مات سنة 50 هـ أو 51، ولكنه اختلف عليه في هذا الحديثِ كما ترى، والظاهر أنه سمعه من ابنِ ظالم عن سعيد، وابن ظالم- واسمه عبدُ الله التميمي المازني- حديثُه عند أصحاب السنن، وروى عنه جمع، وذكره ابنُ حبان في "الثقات" ووثقه العجلي. وكيع: هو ابن الجراح، وسفيان: هو الثوري، وحصين: هو ابنُ عبد الرحمن السلمي، ومنصور: هو ابن المعتمر.

وأخرجه الشاشي (209) من طريق قبيصة، عن سفيان، عن منصور، بهذا الإسناد.

وأخرجه الحاكم 3/ 316 - 317 من طريق أبي حذيفة، عن سفيان، عن منصور، عن هلال، عن عبد الله بن ظالم، عن سعيد بن زيد، به.

وأخرجه ابنُ أبي عاصم في "السنة"(1425)، وعبد الله في "زوائد الفضائل"(84) و (254)، والنسائي في "الكبرى"(8192) و (8206)، والشاشي (214) من طريق سفيان، عن منصور، عن هلالٍ، عن فلان بنِ حيان، عن عبد الله بنِ ظالم، عن سعيد بنِ زيد، به.

وأخرجه عبد الله (83)، والشاشي (213)، والدارقطنيُّ في "العلل" 4/ 412 من طريق سفيان، عن منصور، عن هلال، عن حيان بن غالب، عن سعيد بنِ زيد، به.

وأخرجه الدارقطني 4/ 413 من طريق مسدد، عن يحيى، عن سفيان، عن منصور، عن هلال، عن رجل، عن سعيد، به.

وأخرجه الشاشي (199) من طريق أبي الأحوص، عن حصين ومنصور، عن هلال، عن عبد الله بن ظالم، عن سعيد بنِ زيد، به.

وأخرجه ابنُ أبي عاصم في "السنة"(1426) من طريق أبي الأحوص، عن منصورٍ، عن هلال، عن عبد الله، عن سعيد بنِ زيد، به.

وأخرجه الطيالسي (235)، والحميدي (84)، وابن أبي شيبة 12/ 14، وأبو داود (4648)، والترمذي (3757)، وابنُ أبي عاصم (1427)، وعبد الله في "زوائد =

ص: 176

1631 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحُرِّ بْنِ الصَّيَّاحِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَخْنَسِ، قَالَ: خَطَبَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ، فَنَالَ مِنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه، فَقَامَ سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ:" النَّبِيُّ فِي الْجَنَّةِ، وَأَبُو بَكْرٍ فِي الْجَنَّةِ، وَعُمَرُ فِي الْجَنَّةِ، وَعُثْمَانُ فِي الْجَنَّةِ، وَعَلِيٌّ فِي الْجَنَّةِ، وَطَلْحَةُ فِي الْجَنَّةِ، وَالزُّبَيْرُ فِي الْجَنَّةِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فِي الْجَنَّةِ، وَسَعْدٌ فِي الْجَنَّةِ " وَلَوْ شِئْتُ أَنْ أُسَمِّيَ الْعَاشِرَ (1).

= الفضائل" (81)، والنسائي في "الكبرى" (8190) و (8191) و (8208)، وأبو يعلى (969)، والعقيلي في "الضعفاء" 2/ 268، والشاشي (197) و (212)، وابن حبان (6996)، والحاكم 3/ 450 - 451، والبغوي (3927) من طرق عن حصين، به. وبعضهم يزيد فيه على بعض.

وأخرجه الشاشي (193) و (198) و (199) و (200) و (211)، وابن عدي في "الكامل" 6/ 2241، وأبو نعيم في "الحلية" 5/ 25 من طريق محمد بن طلحة بن مصرف، عن أبيه، عن هلال، عن سعيد بن زيد قال: أتأمروني بسبِّ إخواني وقد غفر الله لهم، ثم ذكر أنه كان مع النبي صلى الله عليه وسلم على حراء فتحرك

فذكر نحوه.

وأخرجه الطبراني (356)، وأبو نعيم في "دلائل النبوة"(337) من طريق عبد الله بن جميع عن أبي الطفيل، وابن سعد 3/ 383 من طريق سالم بن أبي الجعد، وأبو يعلى (970) من طريق عاصم عن زر، وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 4/ 341 من طريق أبي إسحاق، أربعتهم عن سعيد بنِ زيد، به، واقتصر أبو إسحاق في حديثه على الخلفاء الأربعة. وسيأتي برقم (1638) و (1644) و (1645).

(1)

إسناده حسن في المتابعات، عبد الرحمن بن الأخنس روى عنه اثنان، وذكره ابنُ حبان في "الثقات"، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ الحر بن الصياح، فقد روى له أبو داود والترمذي والنسائي، وهو ثقة.

وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" 12/ 88 و 90 و 92 و 94، وابنُ أبي عاصم في =

ص: 177

1632 -

حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " الْكَمْأَةُ مِنَ المَنِّ، وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلعَيْنِ "(1).

1633 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِشَامٍ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " مَنْ أخَذَ شِبْرًا مِنَ الأَرْضِ ظُلْمًا، طُوِّقَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى سَبْعِ أَرَضِينَ ". قَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ: " مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ "(2).

= "السنة"(1429)، والنسائي في "الكبرى"(8210)، وأبو يعلى (971) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (236)، وأبو داود (4649)، وابن أبي عاصم (1430) و (1431)، والشاشي (190) و (191) و (210)، وابن حبان (6993) من طرق عن شعبة، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 15، والنسائي في "الكبرى"(8156) و (8204)، والشاشي (192) و (194) و (195) من طريق الحر بن الصياح، به.

وأخرجه الشاشي (225) من طريق حنش بن الحارث، عن الحر بن الصياح، عن سعيد بنِ زيد. وسيأتي برقم (1637).

وقوله في هذا الحديث "أن المغيرة نال من عليّ"، مخالف لما تقدم بإسناد صحيح برقم (1629) من أن رجلاً آخر نال منه عند المغيرة.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (2049)(157)، والترمذي (2067) من طريق عمر بن عبيد، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم (1625).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابنُ سعيد القَطَّان، وهشام: هو ابنُ عروة، وابن نمير: هو عبد الله. =

ص: 178

1634 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: خَرَجَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَفِي يَدِهِ كَمْأَةٌ، فَقَالَ:" تَدْرُونَ مَا هَذَا؟ هَذَا مِنَ المَنِّ، وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلعَيْنِ "(1).

1635 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ حُرَيْثٍ قَالَ:

= وأخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(565) من طريق أحمد بنِ حنبل، عن ابنِ نُميرٍ وحده، بهذا الإسناد.

وأخرجه الشاشيُّ (221) من طريق عبدِ الله بن نمير، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 6/ 565، ومسلم (1610)(140) من طريق يحيى بن أبي زائدة، به.

وأخرجه البخاري (3198)، ومسلم (1610)(139)، وأبو يعلى (952) و (962)، والطبراني (342)، والبيهقي 6/ 98، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 96 من طريق هشام بن عروة، به. وبعضهم يذكر فيه قصته مع أروى بنت أويس التي ستأتي برقم (1640) و (1642).

وأخرجه عبد الرزاق (19755) عن معمر، عن هشام بنِ عُروة: أن امرأةً خاصمت سعيدَ بن زيد

فذكره.

وأخرجه مسلم (1610)(138)، وأبو يعلى (951) من طريق عمر بن محمد بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، ومسلم (1610)(137)، وأبو يعلى (959)، والشاشي (203)، والطبراني (355)، والبيهقي 6/ 98 من طريق عباس بن سهل الساعدي، كلاهما عن سعيد بن زيد، به. وانظر (1628) و (1639).

(1)

إسناده صحيح على شرطهما. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 89، والبخاري (4478)، وأبو عوانة 5/ 401، والبغوي (2896) من طريقين عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم (1625).

ص: 179

سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ زَيْدٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ:" الْكَمْأَةُ مِنَ المَنِّ، وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلعَيْنِ "(1).

1636 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي الْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ، عَنِ الْحَسَنِ الْعُرَنِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

قَالَ شُعْبَةُ: لَمَّا حَدَّثَنِي بِهِ الْحَكَمُ، لَمْ أُنْكِرْهُ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الْمَلِكِ (2).

1637 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ. وَحَجَّاجٌ، حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنِ

(1) إسناده صحيح على شرطهما.

وأخرجه البخاري (5708)، ومسلم (2049)(158)، والترمذي (2067)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(228)، وأبو عوانة 5/ 399 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (4639)، والنسائي في "الكبرى"(6667) و (11188)، وأبو عَوانة 5/ 399، والشاشي (189)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(564) من طرق عن شُعبة، به. وقد تقدم برقم (1625).

(2)

إسناده صحيح على شرطهما. الحسن العرني: هو الحسن بنُ عبد الله العرني الكوفي.

وأخرجه مسلم (2049)(158)، وابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(229)، والنسائي في "الكبرى"(11189)، وأبو عوانة 5/ 399 - 400 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (2049)(159) و (160)، والنسائي في "الكبرى"(6666) و (7563) و (10988)، وأبو يعلى (968)، وأبو عوانة 5/ 400، والشاشي (188) من طرق عن مطرف، عن الحكم، به. وقد تقدم برقم (1625).

ص: 180

الْحُرِّ بْنِ صَيَّاحٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَخْنَسِ: أَنَّ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ خَطَبَ، فَنَالَ مِنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه، قَالَ: فَقَامَ سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ، فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ:" رَسُولُ اللهِ فِي الْجَنَّةِ، وَأَبُو بَكْرٍ فِي الْجَنَّةِ، وَعُمَرُ فِي الْجَنَّةِ، وَعَلِيٌّ فِي الْجَنَّةِ، وَعُثْمَانُ فِي الْجَنَّةِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ فِي الْجَنَّةِ، وَطَلْحَةُ فِي الْجَنَّةِ، وَالزُّبَيْرُ فِي الْجَنَّةِ، وَسَعْدٌ فِي الْجَنَّةِ "، ثُمَّ قَالَ: إِنْ شِئْتُمِ أخْبَرْتُكُمْ بِالْعَاشِرِ، ثُمَّ ذَكَرَ نَفْسَهُ (1).

1638 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ هِلالِ بْنِ يِسَافٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ ظَالِمٍ، قَالَ: خَطَبَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ، فَنَالَ مِنْ عَلِيٍّ، فَخَرَجَ سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ، فَقَالَ: أَلا تَعْجَبُ مِنْ هَذَا يَسُبُّ عَلِيًّا؟! أَشْهَدُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أَنَّا كُنَّا عَلَى حِرَاءٍ، أَوْ أُحُدٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" اثْبُتْ حِرَاءُ - أَوْ أُحُدُ - فَإِنَّمَا عَلَيْكَ صِدِّيقٌ أَوْ شَهِيدٌ " فَسَمَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْعَشْرَةَ، فَسَمَّى أَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَعَلِيًّا، وَطَلْحَةَ، وَالزُّبَيْرَ، وَسَعْدًا، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ، وَسَمَّى نَفْسَهُ سَعِيدٌ (2).

(1) إسناده حسن في المتابعات.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(1428) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه الترمذي (3757) من طريق حجاج بن محمد المصيصي الأعور، به. وقد تقدم برقم (1631).

(2)

في (م) و (س) و (ص): سعيداً.

والحديث صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال مسلم غير عبد =

ص: 181

1639 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَهْلٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ:" مَنْ سَرَقَ مِنَ الأَرْضِ شِبْرًا، طُوِّقَهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ ".

قَالَ مَعْمَرٌ: وَبَلَغَنِي عَنِ الزُّهْرِيِّ - وَلَمْ أَسْمَعْهُ مِنْهُ - زَادَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: " وَمَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ، فَهُوَ شَهِيدٌ "(1).

1640 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ

= الله بن ظالم، فقد روى له أصحاب السنن، وروى عنه جمع، ووثقه ابن حبان والعجلي.

وأخرجه الطيالسي (235)، وابن ماجه (134)، والنسائي في "الكبرى"(8205) من طريق شعبة، بهذا الإسناد.

وقد تقدم برقم (1630)، وانظر (1631).

(1)

إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الرحمن بن سهل- وهو عبد الرحمن بن عمرو بن سهل الأنصاري المدني- فمن رجال البخاري.

وأخرجه عبد بن حميد (105)، والترمذي (1418)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(230)، وابن الجارود (1019)، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق"(663)، وابن حبان (3195) من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد. وقول معمر: "وبلغني عن الزهري

" ليس عند أحد منهم إلا الترمذي وابن حبان.

وأخرجه الخرائطي (660) و (665) من طريقين عن الزهري، به.

وأخرجه أبو يعلى (954)، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 96 من طريق ابن عمر عن سعيد بن زيد بنحوه. وسيأتي برقم (1641) و (1643) و (1646)، وتقدم برقم (1628) من طريق الزهري عن طلحة عن سعيد بن زيد، به، وانظر (1642).

ص: 182

أَنَّ مَرْوَانَ قَالَ: اذْهَبُوا، فَأَصْلِحُوا بَيْنَ هَذَيْنِ: لِسَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، وَأَرْوَى. فَقَالَ سَعِيدٌ: أَتُرَوْنِي أَخَذْتُ مِنْ حَقِّهَا شَيْئًا؟ أَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنِ أخَذَ مِنَ الأَرْضِ شِبْرًا بِغَيْرِ حَقِّهِ، طُوِّقَهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ، وَمَنْ تَوَلَّى مَوْلَى قَوْمٍ بِغَيْرِ إِذْنِهِمْ، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ، وَمَنِ اقْتَطَعَ مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ بِيَمِينٍ، فَلا بَارَكَ اللهُ لَهُ فِيه "(1).

1641 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، حَدَّثَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنِي طَلْحَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَوْفٍ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَمْرِو بْنِ سَهْلٍ أَخْبَرَهُ: أَنَّ سَعِيدَ بْنَ زَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" مَنْ ظَلَمَ مِنَ الأَرْضِ شِبْرًا، فَإِنَّهُ يُطَوَّقُهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ "(2).

(1) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الحارث بن عبد الرحمن- وهو خال ابن أبي ذئب- فقد روى له أصحاب السنن وهو صدوق ليس به بأس. أبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف.

وأخرجه أبو يعلى (955)، والشاشي (219) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (237) و (238) و (240)، وابن أبي شيبة 7/ 5 - 6 و 8/ 726، والشاشي (222) من طريق ابن أبي ذئب، به. وهو عند الشاشي بتمامه وعند الباقين مقطعاً. وسيتكرر برقم (1649)، وانظر (1642).

وقصة أروى مع سعيد بن زيد جاءت من طرق أخرى عند الخرائطي في "مساوئ الأخلاق"(661)، والشاشي (223)، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 96 و 97.

(2)

إسناده صحيح على شرط البخاري، عبد الرحمن بن عمرو بن سهل من رجال البخاري، وباقي الى حند من رجال الشيخين. شعيب: هو ابن أبي حمزة، وأبو اليمان: هو الحكم بن نافع.

وأخرجه البخاري (2452)، والبيهقي 6/ 98 من طريق أبي اليمان، بهذا الإسناد. =

ص: 183

1642 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَوْفٍ، قَالَ: أَتَتْنِي أَرْوَى بِنْتُ أُوَيْسٍ فِي نَفَرٍ مِنْ قُرَيْشٍ، فِيهِمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَهْلٍ، فَقَالَتْ: إِنَّ سَعِيدَ بْنَ زَيْدٍ قَدِ انْتَقَصَ مِنْ أَرْضِي إِلَى أَرْضِهِ مَا لَيْسَ لَهُ، وَقَدِ أحْبَبْتُ أَنْ تَأْتُوهُ فَتُكَلِّمُوهُ. قَالَ: فَرَكِبْنَا إِلَيْهِ، وَهُوَ بِأَرْضِهِ بِالْعَقِيقِ، فَلَمَّا رَآنَا، قَالَ: قَدْ عَرَفْتُ الَّذِي جَاءَ بِكُمْ، وَسَأُحَدِّثُكُمْ مَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، سَمِعْتُهُ يَقُولُ:" مَنِ أخَذَ مِنَ الأَرْضِ مَا لَيْسَ لَهُ، طُوِّقَهُ إِلَى السَّابِعَةِ مِنَ الأَرْضِين يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ "(1).

1643 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنِي الزُّبَيْدِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَوْفٍ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَمْرِو بْنِ سَهْلٍ أَخْبَرَهُ: أَنَّ سَعِيدَ بْنَ زَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ:" مَنْ ظَلَمَ مِنَ الأَرْضِ شَيْئًا، فَإِنَّهُ يُطَوَّقُهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ "(2).

= وأخرجه الدارمي (2606) من طريق شعيب، به. وقد تقدم برقم (1639).

(1)

إسناده حسن، محمد بن إسحاق روى له أصحاب السنن، وعلق له البخاري، وروى له مسلم متابعة، وهو صدوق حسن الحديث، وقد صرح بالتحديث عند أبي يعلى فانتفت شبهة تدليسه، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه أبو يعلى (950)، والشاشي (224) من طريق يزيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي 7/ 115 - 116 من طريق ابن إسحاق به، واقتصر على قوله:"من قتل دون ماله فهو شهيد". وقد تقدم برقم (1628)، وانظر (1640).

وأروى بنت أويس: هي التي دعا عليها سعيد بن زيد إذ كذبت في دعواها عليه أن يعمى بصرها

(2)

إسناده قوي، بقية بن الوليد صرح بالتحديث وهو متابع. الزبيدي: هو محمد بن =

ص: 184

1644 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، قَالَ: حُصَيْنٌ أَخْبَرَنَا، عَنْ هِلالِ بْنِ يِسَافٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ ظَالِمٍ الْمَازِنِيِّ، قَالَ: لَمَّا خَرَجَ مُعَاوِيَةُ مِنَ الْكُوفَةِ، اسْتَعْمَلَ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ، قَالَ: فَأَقَامَ خُطَبَاءَ يَقَعُونَ فِي عَلِيٍّ، قَالَ: وَأَنَا إِلَى جَنْبِ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ، قَالَ: فَغَضِبَ، فَقَامَ: فَأَخَذَ بِيَدِي فَتَبِعْتُهُ، فَقَالَ: أَلا تَرَى إِلَى هَذَا الرَّجُلِ الظَّالِمِ لِنَفْسِهِ، الَّذِي يَأْمُرُ بِلَعْنِ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَأَشْهَدُ عَلَى التِّسْعَةِ أَنَّهُمْ فِي الْجَنَّةِ، وَلَوْ شَهِدْتُ عَلَى الْعَاشِرِ لَمْ آثَمْ. قَالَ: قُلْتُ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اثْبُتْ حِرَاءُ، فَإِنَّهُ لَيْسَ عَلَيْكَ إِلا نَبِيٌّ، أَوْ صِدِّيقٌ، أَوْ شَهِيدٌ ". قَالَ: قُلْتُ: مَنْ هُمْ؟ فَقَالَ: رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، وَعَلِيٌّ، وَالزُّبَيْرُ، وَطَلْحَةُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، وَسَعْدُ بْنُ مَالِكٍ. قَالَ: ثُمَّ سَكَتَ، قَالَ: قُلْتُ: وَمَنِ العَاشِرُ؟ قَالَ: قَالَ: أَنَا (1).

1645 -

حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا حُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ هِلالِ بْنِ يِسَافٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ ظَالِمٍ التَّمِيمِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ، قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ عَلِيًّا مِنْ أَهْلِ

= الوليد بن عامر الحمصي القاضي، كان أعلم أهل الشام بالفتوى والحديث، وهو عند ابن معين أثبت من سفيان بن عيينة في الرواة عن الزهري.

وأخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(566) من طريق بقية، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم (1639).

(1)

إسناده حسن. حصين: هو ابن عبد الرحمن.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 1/ 96 من طريق أحمد، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم (1630).

ص: 185

الْجَنَّةِ. قُلْتُ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: هُوَ فِي التِّسْعَةِ، وَلَوْ شِئْتُ أَنْ أُسَمِّيَ الْعَاشِرَ سَمَّيْتُهُ، قَالَ: اهْتَزَّ حِرَاءٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" اثْبُتْ حِرَاءُ، فَإِنَّهُ لَيْسَ عَلَيْكَ إِلا نَبِيٌّ، أَوْ صِدِّيقٌ، أَوْ شَهِيدٌ " قَالَ: رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعَلِيٌّ، وَعُثْمَانُ، وَطَلْحَةُ، وَالزُّبَيْرُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، وَسَعْدٌ، وَأَنَا " يَعْنِي سَعِيدٌ نَفْسَهُ (1).

1646 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ، حَدَّثَنَا أَبُو أُوَيْسٍ (2)، قَالَ: قَالَ الزُّهْرِيُّ: أَخْبَرَنِي طَلْحَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَوْفٍ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَمْرِو بْنِ سَهْلٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّ سَعِيدَ بْنَ زَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ ظَلَمَ مِنَ الأَرْضِ شَيْئًا، فَإِنَّهُ يُطَوَّقُهُ فِي سَبْعِ أَرَضِينَ "(3).

1647 -

حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، أَخْبَرَنِي مِسْعَرٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ هِلالِ بْنِ يِسَافٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ ظَالِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: ذَكَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ

(1) إسناده حسن. زائدة: هو ابن قدامة.

وأخرجه الشاشي (196) من طريق زائدة، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم (1630).

(2)

كذا في (ظ 11) و (ب) و (ح)، وهو الصواب، وفي (م) و (س): حدثنا يونس أو أبو أويس.

(3)

إسناده حسن، أبو أويس: هو عبد الله بن عبد الله بن أويس بن مالك الأصبحي المدني والد إسماعيل بن أبي أويس ابن عم الإمام مالك، وزوج أخته، وهو حسنُ الحديث إلا عند المخالفة، وروى له مسلم وأصحاب السنن.

وأخرجه أبو يعلى (956)، والشاشي (229) من طريق إسماعيل بنِ أبي أويس، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه الخرائطيُّ في "مساوئ الأخلاق"(661) من طريق يونس، عن الزهري، مرسلاً بذكر القصة، وقد تقدم برقم (1639).

ص: 186

الْمُظْلِمِ، أُرَاهُ قَالَ:" قَدْ يَذْهَبُ فِيهَا النَّاسُ، أَسْرَعَ ذَهَابٍ " قَالَ: فَقِيلَ: أَكُلُّهُمْ هَالِكٌ أَمْ بَعْضُهُمْ؟ قَالَ: " حَسْبُهُمْ - أَوْ بِحَسْبِهِمْ - الْقَتْلُ "(1).

1648 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ نُفَيْلِ بْنِ هِشَامِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ هُوَ وَزَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ، فَمَرَّ بِهِمَا زَيْدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ، فَدَعَوَاهُ إِلَى سُفْرَةٍ لَهُمَا، فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي، إِنِّي لَا آكُلُ مِمَّا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ. قَالَ: فَمَا رُئِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، بَعْدَ ذَلِكَ أَكَلَ شَيْئًا مِمَّا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ. قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَبِي كَانَ كَمَا قَدْ رَأَيْتَ وَبَلَغَكَ، وَلَوْ أَدْرَكَكَ لآمَنَ بِكَ وَاتَّبَعَكَ، فَاسْتَغْفِرْ لَهُ. قَالَ:" نَعَمْ، فَأَسْتَغْفِرُ لَهُ، فَإِنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أُمَّةً وَحْدَهُ "(2).

(1) إسناده حسن، عبدُ الله بنُ ظالم روى عنه جمع، ووثقه العجلي، وذكره ابنُ حبان في "الثقات"، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ هلال بنِ يساف، فمن رجال مسلم.

وأخرجه الطبراني (349) من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابنُ أبي عاصم (1492)، والطبراني (349) من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، به.

وأخرجه الطبراني (348) من طريق حبيب بن أبي ثابت، عن هلال، به.

وأخرجه الطبراني أيضاً (346) من طريق سفيان، عن منصور، عن هلال، به.

وأخرجه ابن أبي عاصم (1491)، والنسائي في "الكبرى"(8206)، والطبراني (347) من طريق سفيان، عن منصور، عن هلال، عن فلان بن حيان، عن عبد الله بن ظالم، عن سعيد بنِ زيد، به. ووقع في المطبوع من "السنة" لابن أبي عاصم:"هلال بن حيان". ورواه أبو داود (4277) من طريق منصور بن المعتمر عن هلال بن يساف، عن سعيد بن زيد.

(2)

إسناده ضعيف، المسعودي- واسمه عبد الرحمن بن عبد الله- قد اختلط، =

ص: 187

1649 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: قَالَ لَنَا مَرْوَانُ: انْطَلِقُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَ هَذَيْنِ: سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، وَأَرْوَى بِنْتِ أُوَيْسٍ، فَأَتَيْنَا سَعِيدَ بْنَ زَيْدٍ فَقَالَ: أَتُرَوْنَ أَنِّي قَدِ انْتَقَصْتُ مِنْ حَقِّهَا شَيْئًا؟ أَشْهَدُ لَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنِ أخَذَ شِبْرًا مِنَ الأَرْضِ بِغَيْرِ حَقِّهِ، طُوِّقَهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ، وَمَنْ تَوَلَّى قَوْمًا بِغَيْرِ إِذْنِهِمْ، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ، وَمَنِ اقْتَطَعَ مَالَ أَخِيهِ بِيَمِينِهِ، فَلا بَارَكَ اللهُ لَهُ فِيهِ "(1).

= ويزيد- وهو ابن هارون- روى عنه بعد الاختلاط، ونفيل بن هشام وكذا أبوه لم يوثقهما غيرُ ابن حبان.

وأخرجه الطيالسي (234)، ومن طريقه البيهقي في "دلائل النبوة" 2/ 123 - 124، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(568)، وأخرجه الطبراني (350) من طريق عبد الله بن رجاء، كلاهما عن المسعودي، بهذا الإسناد. وبعضهم يزيد فيه على بعض.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 9/ 417، ونسبه لأحمد وقال: وفيه المسعودي وقد اختلط وبقية رجاله ثقات! ومعنى الحديث سيرد برقم (5369) من حديث ابن عمر بإسناد صحيح.

قال ابن الجوزي في "زاد المسير" 2/ 283 في تفسير قوله تعالى: {وما ذُبِحَ على النُّصُب} : في النصب قولان: أحدهما: أنها أصنام تنصب، فتعبد من دون الله قاله ابن عباس والفراء والزجاج، فعلى هذا القول يكون المعنى: وما ذبح على اسم النصب، وقيل: لأجلها، فتكون "على" بمعنى اللام، وهما يتعاقبان في الكلام، كقوله:{فَسَلامٌ لك} ، أي: عليك، وقوله:{وإن أَسأْتُمْ فلها} . والثاني: أنها حجارة كانوا يذبحون عليها، ويُشرحون اللحم عليها ويعظمونها، وهو قولُ ابن جريج.

(1)

إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ الحارث بن عبد الرحمن، فقد روى له أصحاب السنن وهو صدوق. وهو مكرر (1640).

ص: 188

1650 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ، فَقَاسَمْتُ أَخِي، فَقَالَ سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَا يُبَارَكُ فِي ثَمَنِ أَرْضٍ وَلا دَارٍ لَا يُجْعَلُ فِي أَرْضٍ وَلا دَارٍ "(1).

1651 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ لُقْمَانَ كَانَ يَقُولُ: يَا بُنَيَّ، لَا تَعَلَّمِ الْعِلْمَ لِتُبَاهِيَ بِهِ الْعُلَمَاءَ، أَوْ تُمَارِيَ بِهِ السُّفَهَاءَ، وَتُرَائِيَ بِهِ فِي الْمَجَالِسِ

فَذَكَرَهُ.

(1) إسناده ضعيف، قيس بن الربيع: هو الأسدي، لينه أحمدُ وأبو زرعة، وقال أحمد: روى أحاديث منكرة، وقال أبو حاتم: ليس بقوي، يُكتب حديثه ولا يُحتج به، وقال في "التقريب": صدوق تغير لما كَبِرَ، وأدخل عليه ابنه ما ليس من حديثه، فحدث به.

عمرو بن حريث بن عمرو بن عثمان القرشي المخزومي صحابي صغير، وكانت سنه حين توفي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم اثنتي عشرة سنة.

وسيأتي في مسند سعيد بن حريث 3/ 467 من طريق إسماعيل بنِ إبراهيم بن مهاجر، عن عبد الملك بن عُمير، عن عمرو بن حريث، قال: سمعتُ أخي سعيد بن حريث قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من باع عقاراً كان قمناً أن لا يُبارك له إلا أن يجعله في مثلِه أو غيره". وإسماعيل بن إبراهيم ضعيف، وعدَّ الذهبي في "الميزان" 1/ 212 هذا الحديث من مناكيره.

وفي الباب عن حُذيفة مرفوعاً وموقوفاً، والموقوف أصح، بلفظ:"من باع داراً ولم يجعل ثمنها في مثلِها لم يُبَارَكْ له فيها" أخرجه الطيالسي (422) و (423)، والبخاري في "التاريخ الكبير" 8/ 327 - 328، وابنُ ماجه (2491)، وابنُ عدي 7/ 2623، والبيهقي 6/ 33 - 34.

ص: 189

وَقَالَ: حَدَّثَنَا نَوْفَلُ بْنُ مُسَاحِقٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ:" مِنْ أَرْبَى الرِّبَا الاسْتِطَالَةُ فِي عِرْضِ الْمُسْلِمِ بِغَيْرِ حَقٍّ، وَإِنَّ هَذِهِ الرَّحِمَ شِجْنَةٌ مِنَ الرَّحْمَنِ، فَمَنْ قَطَعَهَا، حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ "(1).

1652 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ، فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ أَهْلِهِ، فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دِينِهِ، فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دَمِهِ، فَهُوَ شَهِيدٌ "(2).

(1) قولُ لقمان بلاغ، فهو منقطع، وأما القسمُ المرفوع، فإسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ نوفل بن مساحق، فقد روى له أبو داود وهو ثقة. وأبو اليمان: هو الحكم بن نافع.

وأخرجه أبو داود (4876)، والشاشي (205) و (208) و (230)، والطبراني (357)، والحاكم 4/ 157، والبيهقي في "شعب الإيمان"(6710) من طريق أبي اليمان، بهذا الإسناد، بالقسم المرفوع منه، وبعضهم يرويه مختصراً.

قوله: "من أربى الربا"، قال السندي: الرِّبا: الزيادة والارتفاع، أي: من أفحش الزيادة، وأقبح الارتفاع وأشنعه، والارتفاع على أخيه: استطالة اللسان في عِرْضِه من غير استحقاقه لذلك بأن يكون فاسقاً ظاهر الفسق مثلاً، وفي "مجمع البحار": هي- أي الاستطالة- أن يتناول منه أكثر مما يستحقُّه، شبه أخذ العِرْض أكثر بأخذ المال أكثر، فجعله زيادة وفضلة، لأنه أكثر مَضرَّةً وأشدُّ فساداً، وقوله:"بغير حق" تنبيه على جوازها بحق. انتهى، قيل: والاستطالة في العرض احتقاره، والترفع عليه، والوقيعة فيه.

وقوله: "شجنة من الرحمن" قال ابن الأثير: أي قرابة مشتبكة كاشتباك العروق، شبهه بذلك مجازاً واتساعاً، وأصل الشجنة بالكسر والضم شعبة في غصن من غصون الشجرة.

(2)

إسناده قوي، سليمان بن داود الهاشمي ثقة جليل، روى له أصحاب السنن، =

ص: 190

1653 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ مِثْلَهُ (1).

1654 -

حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ عَمْرَو بْنَ حُرَيْثٍ، يُحَدِّثُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " يَا مَعْشَرَ الْعَرَبِ، احْمَدُوا اللهَ الَّذِي رَفَعَ عَنْكُمُ الْعُشُورَ "(2).

= ومن فوقه ثقات من رجال الصحيح غير أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر، فقد روى له أصحاب السنن، ووثقه ابن معين، وعبد الله بن أحمد.

وأخرجه أبو داود (4772)، والنسائي 7/ 116، والشاشي (217) من طريق سليمان بن داود، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (233)، والبيهقي 3/ 266 و 8/ 335، والقضاعي في "مسند الشهاب"(341) و (342) و (343) من طريق إبراهيم بن سعد، به. وبعضهم يزيد فيه على بعض. وقد تقدم برقم (1628).

(1)

إسناده قوي.

وأخرجه عبد بن حميد (106)، والترمذي (1421) من طريق يعقوب، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم (1628).

(2)

إسناده ضعيف، إبراهيم بن المهاجر لين الحديث، والراوي عن عمرو بن حريث لا يُعرف.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 197 عن الفضل بن دكين، بهذا الإسناد.

وأخرجه البزار (901)، وأبو يعلى (964)، والطحاوي في "شرح المعاني" 2/ 31 من طريق أبي أحمد الزبيري محمد بن عبد الله بن الزبير، عن إسرائيل، به.

وأخرجه الطحاوي 2/ 30 من طريق ابن أبي زائدة، عن إسرائيل، عن إبراهيم، عن عمرو بن حريث، عن سعيد بن زيد، به!

ص: 191

مُسْنَدُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ الزُّهْرِيِّ (1) رضي الله عنه

(1) هو عبد الرحمن بن عوف بن عبد الحارث بن زُهْرة بن كِلاب بن مرة بن كعب بن لُؤي بن غالب القرشي أبو محمد الزُّهْري.

أسلم قديماً، حيث لم يكن المؤمنون سوى ثمانيةٍ به، وكان إسلامه على يدِ أبي بكر قبل دار الأَرقم بن أبي الأَرقم.

وهاجر إلى الحبشة، ثم إلى مكة، ثم إلى المدينة.

وشهد بدراً وأحداً وما بعد ذلك مِن المشاهد كُلِّها.

وأبلى يوم أحد بلاءً حسناً، وجرح يومئذ عشرين جراحة، منها واحد في رجله فعرج منها وهتم في ثنيته فسقطتا وقد كانتا قبل ذلك يجرحان شفتيه من طولهما.

وكان أحدَ العشرة المشهود لهم بالجنة.

وكان أحدَ الثمانية الذين لم يكن أسلم أحدٌ قبلَهم.

وأحدَ السِّتة أصحاب الشورى، ثم خلص الأمر إلى ثلاثة منهم، فكان أحدهم، ثم فوض إليه عثمان وعلي لينظر أصلَحَهما للأمة، فمكث ثلاث ليال بأيامها يُشاور الناسَ ويستشيرهم حتى سأل النساءَ وذوات الخدور والصبيان في المكاتب، فلم يرهم يعدِلون بعثمان أحداً، فبايعه وقدمه على علي، فبايعه المسلمون أجمعون وعلي معهم، رضي الله عنه وعنهم.

وقد تصدق في وقتٍ بأربعينَ ألف دينار، وفي وقتٍ بأربع مئة راحلة بما عليها من المتاجر والبضائع، وجهز خمس مئة فارس في سبيل الله، ثم ألفاً وخمس مئة راجل، ومع =

ص: 192

1655 -

حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" شَهِدْتُ حِلْفَ الْمُطَيَّبِينَ مَعَ عُمُومَتِي وَأَنَا غُلامٌ، فَمَا أُحِبُّ أَنَّ لِي حُمْرَ النَّعَمِ، وَأَنِّي أَنْكُثُهُ "(1).

= هذا خلف مالاً جزيلاً، ورث كل امرأة من أربع بربع ثُمُنِهَا ثمانين ألفاً.

هذا ولم يل عمالة قطُّ، وإنما كان من المتاجر والمغانم، وقد كان أول قدومه إلى المدينة فقيراً لا مال له، تزوج امرأة على وزن نواةٍ من ذهب.

وكانت وفاته سنة ثنتين وثلاثين عن خمس وسبعين سنة.

"جامع المسانيد والسنن" 3 / الورقة 125، وانظر "سير أعلام النبلاء" 1/ 68 - 92.

(1)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ عبد الرحمن بن إسحاق- وهو المدني- فقد أخرج حديثَه مسلم في الشواهد، ووثقه ابنُ معين وأبو داود وغيرهما، وحكى الترمذي في "العلل" 1/ 478 أن البخاري قد وثقه، وتكلم فيه بعضُهم، وقال أحمد: أما ما كتبنا من حديثه فصحيح.

وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 4/ 1610، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(495) من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.

وأخرجه البزار (1000)، وأبو يعلى (845)، والبيهقي 6/ 366 من طريق بشر بن المفضل، به.

وأخرجه ابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(222) من طريق خالد الواسطي، عن عبد الرحمن بن إسحاق، به.

وأخرجه أبو يعلى (844) من طريق خالد، عن ابنِ إسحاق، عن محمد بن جبير، عن عبد الرحمن بن عوف، به. وسيأتي برقم (1676).

وحلف المطيَّبين، قال السندي: حَلف عبد مناف وأَسد وزُهْرة وتَيْم في المسجد عند الكعبة على أن لا يتخاذلوا، ويَنصُروا المظلوم، ويصلوا الرَّحِمَ، ونحو ذلك، فأخرجت =

ص: 193

قَالَ الزُّهْرِيُّ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَمْ يُصِبِ الْإِسْلامُ حِلْفًا إِلا زَادَهُ شِدَّةً، وَلا حِلْفَ فِي الْإِسْلامِ ". وَقَدْ أَلَّفَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ قُرَيْشٍ وَالْأَنْصَارِ (1).

1656 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ قَالَ لَهُ عُمَرُ: يَا غُلامُ، هَلْ سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أَوْ مِنْ أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِهِ: إِذَا شَكَّ الرَّجُلُ فِي صَلاتِهِ مَاذَا يَصْنَعُ؟ قَالَ: فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ إِذِ اقْبَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، فَقَالَ: فِيمَ أَنْتُمَا؟

= بنو عبد مناف جَفْنة مملوءة طيباً، فوضعتها لأحلافهم، ثم غَمَس القوم أيديَهم فيها وتعاقدوا، فسُمُّوا المطيَّبِين، وتعاقدت بنو عبد الدار وجُمَحُ ومخزوم وعَدِي وكعب وسَهْمٌ حِلفاً آخرَ مؤكداً، فَسُمُّوا الأحلافَ لذلك، وكان النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر من المطيبين، وكان عمر من الأحلاف.

(1)

هذا مرسل، وقد ورد معناه في أحاديث موصولة صحيحة، منها حديثُ جبير بن مطعم عندَ مسلم (2530)، وسيأتي في "المسند" 4/ 83، وحديث ابن عباس وسيأتي في "المسند" برقم (2911)، وصححه ابن حبان (4370)، وحديث قيس بن عاصم عند أحمد 5/ 61، وحديث أنس بن مالك عنده أيضاً 3/ 281.

قال ابنُ الأثير في "النهاية": أصل الحلف: المعاقدة والمعاهدة على التعاضد والتساعد والاتفاق، فما كان منه في الجاهلية على الفتن والقتال بَيْنَ القبائل والغارات، فذلك الذي ورد النهي عنه في الإسلام بقوله:"لا حِلْفَ في الإسلام" وما كان منه في الجاهلية على نصر المظلوم، وصلة الأَرحام، كحلف المطيبين وماجرى مجراه، فذلك الذي قال فيه صلى الله عليه وسلم:"وأيما حلف كان في الجاهلية لم يزده الإسلام إلا شدة"، يريد من المعاقدة على الخبر ونصرة الحق، وبذلك يجتمع الحديثان.

ص: 194

فَقَالَ عُمَرُ: سَأَلْتُ هَذَا الْغُلامَ: هَلْ سَمِعَ (1) مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أَوْ أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِهِ: إِذَا شَكَّ الرَّجُلُ فِي صَلاتِهِ مَاذَا يَصْنَعُ؟ فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِذَا شَكَّ أَحَدُكُمْ فِي صَلاتِهِ، فَلَمْ يَدْرِ أَوَاحِدَةً صَلَّى أَمْ ثِنْتَيْنِ، فَلْيَجْعَلْهَا وَاحِدَةً، وَإِذَا لَمْ يَدْرِ ثِنْتَيْنِ صَلَّى أَمْ ثَلاثًا، فَلْيَجْعَلْهَا ثِنْتَيْنِ، وَإِذَا لَمْ يَدْرِ أَثَلاثًا صَلَّى أَمِ ارْبَعًا، فَلْيَجْعَلْهَا ثَلاثًا، ثُمَّ يَسْجُدِ اذَا فَرَغَ مِنْ صَلاتِهِ وَهُوَ جَالِسٌ، قَبْلَ أَنْ يُسَلِّمَ، سَجْدَتَيْنِ "(2).

(1) في (م) و (ق) و (ص): سمعت.

(2)

حسن لغيره، محمد بن إسحاق صدوق حسن الحديث، وقد صرح بالتحديث عند أبي يعلى، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ مكحول- وهو أبو عبد الله الشامي- فمن رجال مسلم. كريب: هو ابن أبي مسلم أبو محمد المدني مولى ابن عباس.

قال الحافظ في "التلخيص" 2/ 5 بعد أن نسبه للترمذي وابن ماجه: وهو معلول، فإنه من رواية ابن إسحاق، عن مكحول، عن كريب، وقد رواه أحمد في "مسنده"(1677) عن ابن عُلية، عن ابن إسحاق، عن مكحول مرسلاً، قال ابنُ إسحاق: فلقيتُ حسين بن عبد الله، فقال لي: هل أسنده لك؟ قلتُ: لا، فقال: لكن حدثني أن كريباً حدثه به، وحسين ضعيف جداً، ورواه إسحاق بن راهويه والهيثم بن كليب في "مسنديهما" من طريق الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس مختصراً:"إذا كان أحدكم في شَكٍّ من النقصان في صلاته، فليصل حتى يكون في شك من الزيادة" وفي إسنادهما إسماعيل بن مسلم المكي وهو ضعيف، وتابعه بحر بن كنيز السقاء فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 4/ 257 - 260، وذكر الاختلاف فيه أيضاً على ابن إسحاق في الوصل والإرسال، وذكر أن إسحاق بن بهلول رواه عن عمار بن سلام، عن محمد بن يزيد الواسطي، عن سفيان بن حسين، عن الزهري، وهو وهم، ورواه إسماعيل بن هود، عن محمد بن يزيد، عن ابنِ إسحاق، عن الزهري وهو وهم أيضاً، فقد رواه أحمد (1869) عن محمد بن يزيد، عن إسماعيل بن مسلم، عن الزهري، وهو الصواب، فرجع الحديث إلى إسماعيل وهو ضعيف. =

ص: 195

1657 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، سَمِعَ بَجَالَةَ يَقُولُ: كُنْتُ كَاتِبًا لِجَزْءِ بْنِ مُعَاوِيَةَ عَمِّ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ، فَأَتَانَا كِتَابُ عُمَرَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِسَنَةٍ: أَنِ اقْتُلُوا كُلَّ سَاحِرٍ - وَرُبَّمَا قَالَ سُفْيَانُ: وَسَاحِرَةٍ - وَفَرِّقُوا بَيْنَ كُلِّ ذِي مَحْرَمٍ مِنَ الْمَجُوسِ، وَانْهَوْهُمْ عَنِ الزَّمْزَمَةِ، فَقَتَلْنَا ثَلاثَةَ سَوَاحِرَ، وَجَعَلْنَا نُفَرِّقُ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ حَرِيمَتِهِ فِي كِتَابِ اللهِ، وَصَنَعَ جَزْءٌ طَعَامًا كَثِيرًا، وَعَرَضَ السَّيْفَ عَلَى فَخِذِهِ، وَدَعَا الْمَجُوسَ فَأَلْقَوْا وِقْرَ بَغْلٍ أَوْ بَغْلَيْنِ مِنْ وَرِقٍ، وَأَكَلُوا مِنْ غَيْرِ زَمْزَمَةٍ، وَلَمْ يَكُنْ عُمَرُ أَخَذَ - وَرُبَّمَا قَالَ سُفْيَانُ: قَبِلَ - الْجِزْيَةَ مِنَ الْمَجُوسِ، حَتَّى شَهِدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ:

= وأخرجه الترمذي (398)، والبزار (996)، وأبو يعلى (839)، والشاشي (234) من طريق إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد. وليس عند الترمذي والشاشي ذكر القصة، وقال الترمذي: حسن غريب صحيح.

وأخرجه ابنُ ماجه (1209)، والطحاوي 1/ 433، والحاكم 1/ 324 - 325 والبيهقي 2/ 232 و 339 من طريق محمد بن إسحاق، به، وصححه على شرط مسلم ووافقه الذهبي!

وأخرجه بنحوه الدارقطني 1/ 370، وعنه الحاكم 1/ 324 من طريق عمار بن مطر، والبيهقي 2/ 232 من طريق عبد الله بن واقد، كلاهما عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول، به.

وأخرجه الدارقطني 1/ 370 من طريق ثور بن يزيد، عن مكحول، به. ولفظه:"من سها في ثلاثة أو أربعة، فليتم، فإن الزيادة خير من النقصان". وسيأتي برقم (1677) و (1689).

وفي الباب عن أبي سعيد الخدري عند أحمد 3/ 72 و 84 و 87، وهو في "صحيح ابن حبان"(2663).

وعن ابن مسعود، وسيأتي في "المسند"(4174)، وهو في "صحيح ابن حبان"(2656).

ص: 196

أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَخَذَهَا مِنْ مَجُوسِ هَجَرَ (1).

وقَالَ أَبي: قَالَ سُفْيَانُ: حَجَّ بَجَالَةُ مَعَ مُصْعَبٍ سَنَةَ سَبْعِينَ.

1658 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَوْسٍ، سَمِعْتُ عُمَرَ، يَقُولُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَطَلْحَةَ، وَالزُّبَيْرِ، وَسَعْدٍ: نَشَدْتُكُمْ بِاللهِ الَّذِي تَقُومُ بِهِ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ - وَقَالَ مَرَّةً: الَّذِي بِإِذْنِهِ تَقُومُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ - أَعَلِمْتُمِ أنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِنَّا لَا

(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير بجالة- وهو ابن عَبَدَةَ التميمي العنبري البصري- فمن رجال البخاري. سفيان: هو ابن عيينة، وعمرو: هو ابن دينار، وجَزء بن معاوية: هو ابن حُصين بن عبادة التميمي السعدي عم الأحنف بن قيس وهو معدود في الصحابة، وكان عاملَ عمر على الأهواز، ووقع في رواية الترمذي أنه كان على مَناذر (وهي من قرى الأهواز) وذكر البلاذري أنه عاش إلى خلافة معاوية، وولي لِزياد بعضَ عمله.

وأخرجه الطيالسي (225)، والشافعي في "الرسالة"(1183)، وعبد الرزاق (9973) و (19391)، والحميدي (64)، وأبو عبيد في "الأموال"(77)، وابن أبي شيبة 12/ 243، وحميد بن زنجويه في "الأموال"(123)، والدارمي (2501)، والبخاري (3156) و (3157)، وأبو داود (3043)، والترمذي (1587) وقال: حسن صحيح، والبزار (1060)، والنسائي في "الكبرى"(8768)، وابن الجارود (1105)، وأبو يعلى (860)، والشاشي (254) و (255)، والبيهقي 8/ 247 - 248 و 9/ 189، والبغوي (2750) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وبعضهم يرويه مختصراً.

وأخرجه الترمذي (1586) وحسنه من طريق حجاج بن أرطاة، عن عمرو بن دينار، به. وسيأتي برقم (1685).

والزمزمة: كلام يقوله المجوس عند أكلهم يصوت خفي. وقوله: حريمته في كتاب الله، يعني المحرمة عليهم في القرآن، وِقر بغل: أي حمل بغل.

ص: 197

نُورَثُ، مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ "؟ قَالُوا: اللهُمَّ نَعَمْ (1).

1659 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَارِظٍ، أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ: أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَهُوَ مَرِيضٌ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: وَصَلَتْكَ رَحِمٌ، إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" قَالَ اللهُ عز وجل: أَنَا الرَّحْمَنُ، خَلَقْتُ الرَّحِمَ، وَشَقَقْتُ لَهَا مِنَ اسْمِي، فَمَنْ يَصِلْهَا، أَصِلْهُ، وَمَنْ يَقْطَعْهَا أَقْطَعْهُ فَأَبُتَّهُ - أَوْ قَالَ: مَنْ يَبُتُّهَا أَبُتُّهُ "(2).

1660 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ شَيْبَانَ، قَالَ: لَقِيتُ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قُلْتُ: حَدِّثْنِي عَنْ شَيْءٍ سَمِعْتَهُ مِنْ أَبِيكَ، سَمِعَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فِي شَهْرِ رَمَضَانَ. قَالَ: نَعَمْ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: " إِنَّ اللهَ عز وجل فَرَضَ صِيَامَ رَمَضَانَ،

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (172).

(2)

صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الصحيح غيرَ عبدِ الله بن قارظ، فلم نقف له على ترجمة، وقد تابعه رداد الليثي، وسيأتي في المسند (1680)، وقد اضطرب أصحاب يحيى عليه فيه، انظر "العلل" للدارقطني 4/ 295 - 296، وله شاهد من حديث أبي هريرة عند أحمد 2/ 498 بسند حسن، وصححه الحاكم 4/ 157 على شرط مسلم ووافقه الذهبي.

وأخرجه أبو يعلى (841)، والخرائطي في "مساوئ الآخلاق"(263)، والحاكم 4/ 157 من طِريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وأخرجه الشاشي (252) من طريق هشام، به. وسيأتي برقم (1687).

ص: 198

وَسَنَنْتُ قِيَامَهُ، فَمَنْ صَامَهُ وَقَامَهُ إِيمَانًا (1) واحْتِسَابًا، خَرَجَ مِنَ الذُّنُوبِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ " (2).

1661 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، أَنَّ ابْنَ قَارِظٍ أَخْبَرَهُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا صَلَّتِ الْمَرْأَةُ خَمْسَهَا، وَصَامَتْ شَهْرَهَا، وَحَفِظَتْ فَرْجَهَا، وَأَطَاعَتْ زَوْجَهَا، قِيلَ لَهَا: ادْخُلِي الْجَنَّةَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شِئْتِ "(3).

(1) قوله: "إيماناً" سقط من النسخ المطبوعة.

(2)

إسناده ضعيف، النضر بن شيبان- وهو الحراني البصري-، قال ابنُ معين: ليس حديثه بشيء، وقال البخاري في حديثه هذا: لم يصح، وحديث الزهري وغيره عن أبي سلمة، عن أبي هريرة أصح، وسيأتي في المسند 2/ 232 وانظر ابن حبان (3432)، وقال النسائي لما أخرج حديثه هذا: هذا خطأ والصواب حديث أبي سلمة عن أبي هريرة، وفي قول أبي سلمة: حدثني أبي، نظر، فقد جزم جماعةٌ من الأئمة بأن أبا سلمة لم يصح سماعُه من أبيه. أبو سعيد مولى بني هاشم: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري.

وأخرجه الطيالسي (224)، وعبدُ بن حميد (158)، وابن ماجه (1328)، والبزار (1048)، والنسائي 4/ 158، وأبو يعلى (863) و (864)، والشاشي (241) من طريق القاسم بن الفضل، بهذا الإسناد. ووقع في مسند الطيالسي تحريف يُستدرك من هنا. وسيأتي برقم (1688).

(3)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. ابن قارظ: هو إبراهيم بن عبد الله بن قارظ.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/ 306 وزاد نسبته إلى الطبراني في "الأوسط". =

ص: 199

1662 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ مَنْصُورُ بْنُ سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَاتَّبَعْتُهُ حَتَّى دَخَلَ نَخْلًا، فَسَجَدَ، فَأَطَالَ السُّجُودَ حَتَّى خِفْتُ - أَوْ خَشِيتُ - أَنْ يَكُونَ اللهُ قَدْ تَوَفَّاهُ أَوْ قَبَضَهُ، قَالَ: فَجِئْتُ أَنْظُرُ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَالَ:" مَا لَكَ يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ؟ " قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، قال: فَقَالَ: " إِنَّ جِبْرِيلَ عليه السلام قَالَ لِي: أَلا أُبَشِّرُكَ؟ إِنَّ اللهَ عز وجل يَقُولُ لَكَ: مَنْ صَلَّى عَلَيْكَ صَلَّيْتُ عَلَيْهِ، وَمَنْ سَلَّمَ عَلَيْكَ، سَلَّمْتُ عَلَيْهِ "(1).

1663 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَبِي الْحُوَيْرِثِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، قَالَ: دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ، فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ

= وله شاهد من حديث أبي هريرة عندَ ابنِ حبان (4163)، وآخر من حديث أنس بن مالك عند البزار (1463) و (1473)، وأبي نعيم في "الحلية" 6/ 308 وسنده ضعيف، وثالث عن عبد الرحمن بن حَسَنة نسبه الهيثمي في "المجمع" 4/ 306 إلى الطبراني، وسنده ضعيف أيضاً، فالحديث يتقوى بهذه الشواهد.

(1)

حسن لغيره، وهذا إسنادٌ ضعيف، أبو الحويرث- واسمه عبد الرحمن بن معاوية بن الحويرث- فيه ضعف من قبل حفظه، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أن محمد بن جبير بن مطعم لا يصح سماعه من عبد الرحمن بن عوف. ليث: هو ابن سعد.

وأخرجه الحاكم 1/ 222 - 223 من طريق يحيى بن عبد الله بن بكير، والبيهقي 2/ 370 - 371 من طريق عبد الله بن الحكم وشعيب بن الليث، ثلاثتهم عن الليث، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم على شرطهما ووافقه الذهبي! فوهما، وله طرق أخرى يأتي تخريجها تحت رقم (1664).

ص: 200

صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَارِجًا مِنَ المَسْجِدِ، فَاتَّبَعْتُهُ

فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1).

1664 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَتَوَجَّهَ نَحْوَ صَدَقَتِهِ فَدَخَلَ، فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ، فَخَرَّ سَاجِدًا، فَأَطَالَ السُّجُودَ، حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّ اللهَ عز وجل قَبَضَ نَفْسَهُ فِيهَا، فَدَنَوْتُ مِنْهُ، ثُمَّ جَلَسْتُ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَالَ:" مَنْ هَذَا؟ " قُلْتُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ. قَالَ: " مَا شَأْنُكَ؟ " قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، سَجَدْتَ سَجْدَةً خَشِيتُ أَنْ يَكُونَ اللهُ عز وجل قَدْ قَبَضَ نَفْسَكَ فِيهَا. فَقَالَ:" إِنَّ جِبْرِيلَ عليه السلام أَتَانِي فَبَشَّرَنِي، فَقَالَ: إِنَّ اللهَ عز وجل يَقُولُ: مَنْ صَلَّى عَلَيْكَ، صَلَّيْتُ عَلَيْهِ، وَمَنْ سَلَّمَ عَلَيْكَ، سَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَسَجَدْتُ لِلَّهِ عز وجل شُكْرًا "(2).

(1) حسن لغيره، وهو مكرر ما قبله. يونس: هو ابن محمد المؤدب.

وأخرجه أبو يعلى (869) من طريق يونس، بهذا الإسناد. وانظر ما بعده.

(2)

حسن لغيره، عبد الواحد بن محمد بن عبد الرحمن لم يوثقه غير ابن حبان، ولا نخالُه سمع من جده عبد الرحمن بن عوف، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو سعيد مولى بني هاشم: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري.

وأخرجه عبد بن حميد (157)، والحاكم 1/ 550، وعنه البيهقي 2/ 371 من طريق سليمان بن بلال، عن عمرو بن أبي عمرو، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن عبد الواحد بن محمد، به.

وأخرجه مختصراً إسماعيل القاضي في "فضل الصلاة على النبي"(7) من طريق عبد العزيز بن محمد، عن عمرو بن أبي عمرو، عن عبد الواحد بن محمد، به.

وقد تقدم برقم (1662) من طريق آخر.

وله طريق ثالث عند أبي يعلى (847)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(1555) من =

ص: 201

* 1665 - حَدَّثَنَا هَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ - قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنَ الْهَيْثَمِ بْنِ خَارِجَةَ - حَدَّثَنَا رِشْدِينُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْوَلِيدِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ كَانَ مَعَ النبي صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ، فَذَهَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِحَاجَتِهِ، فَأَدْرَكَهُمْ وَقْتُ الصَّلاةِ، فَأَقَامُوا الصَّلاةَ، فَتَقَدَّمَهُمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، فَجَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَصَلَّى مَعَ النَّاسِ خَلْفَهُ رَكْعَةً، فَلَمَّا سَلَّمَ قَالَ:" أَصَبْتُمْ، أَوْ أَحْسَنْتُمْ "(1).

= طريق ابن أبي سندر الأسلمي، عن مولى لعبد الرحمن بن عوف، عن عبد الرحمن بن عوف، بنحوه.

ورابع عند ابنِ أبي شيبة 11/ 506، وإسماعيل القاضي (10)، والبزار (1006)، وأبي يعلى (858) من طريق سعد بن إبراهيم، عن أبيه، عن جده عبد الرحمن بن عوف، به ولفظه:"سجدت شكراً فيما أبلاني من أمتي، من صلى علي من أمتي صلاةً كُتِبَتْ له عشرُ حسنات وحُطَّ عنه عشر سيئات" وهذا لفظُ ابن أبي شيبة، وهو مختصر.

قوله: "فسجدتُ شكراً"، قال السندي: وقد أخذ الجمهور بسجود الشكر، ولا وجه لمن قال بخلافه، وفي "مختصر التاتارخانية" نقلاً عن "الحجة": قال أبو حنيفة: لا تجبُ سجدة الشكر، لأن النِّعَمَ كثيرة لا يمكن أن يسجد لكل نعمة، فيؤدي إلى تكليف ما لا يُطاق، ومحمد يقول: سجدة الشكر جائزة. قال صاحب "الحجة": عندي أن قول أبي حنيفة محمولٌ على الإيجاب، وقول محمد محمول على الجواز والاستحباب، فيُعمل بهما، لا يجب لكل نعمة سجدة كما قال أبو حنيفة، لكنها غيرُ خارجة عن حَدِّ الاستحباب، ثم قال: وعليه الفَتْوى.

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسنادٌ ضعيف، رشدين بن سعد ضعفه أحمدُ وابنُ معين وابن سعد الدارقطني وأبو داود ويعقوبُ بن سفيان والنسائي، وقال أبو حاتم: منكر الحديث، وفيه غفلة، ويُحدث بالمناكير عن الثقات ضعيف الحديث، وأبو سلمة لم يسمع من أبيه. =

ص: 202

1666 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ، حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِذَا كَانَ الْوَبَاءُ بِأَرْضٍ وَلَسْتَ بِهَا، فَلا تَدْخُلْهَا، وَإِذَا كَانَ بِأَرْضٍ وَأَنْتَ بِهَا، فَلا تَخْرُجْ مِنْهَا "(1).

1667 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ قُسَيْطٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ: أَنَّ قَوْمًا مِنَ الْعَرَبِ أَتَوْا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ فَأَسْلَمُوا، وَأَصَابَهُمْ وَبَاءُ بِالْمَدِينَةِ: حُمَّاهَا، فَأُرْكِسُوا، فَخَرَجُوا مِنَ

= وأخرجه الطيالسي (223)، والبزار (1014)، وأبو يعلى (853)، والشاشي (246) من طريق إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن جده، عن عبد الرحمن بن عوف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم انتهى إليه وهو يُصلي بالناس، فأراد أن يتأخر، فأومأ إليه: أن مكانك، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بصلاة عبد الرحمن بن عوف. وهذا إسناد صحيح على شرطهما.

وفي الباب عن المغيرة بن شعبة عند مسلم (274)(81)، وسيأتي في "المسند" 4/ 247.

(1)

إسناده قوي على شرط مسلم، محمد بن أبي حفصة خرّج له البخاري حديثين متابعةً واحتج به الباقون وقد تُوبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. روح: هو ابنُ عبادة القيسي، وعبيد الله بن عبد الله: هو ابن عتبة بن مسعود.

وأخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(485) من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.

وأخرجه البزار (990)، والطبراني (272)، وأبو نعيم (486) من طريق إبراهيم بن إسماعيل بن مجمِّع، عن الزهري، به. وسيأتي برقم (1679) و (1683)، وانظر (1678) و (1684).

ص: 203

الْمَدِينَةِ، فَاسْتَقْبَلَهُمْ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ - يَعْنِي أَصْحَابَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا لَهُمْ: مَا لَكُمْ رَجَعْتُمْ؟ قَالُوا: أَصَابَنَا وَبَاءُ الْمَدِينَةِ، فَاجْتَوَيْنَا الْمَدِينَةَ. فَقَالُوا: أَمَا لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ؟ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: نَافَقُوا، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَمْ يُنَافِقُوا، هُمْ مُسْلِمُونَ، فَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل:{فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا} الْآيَةَ [النساء: 88](1).

1668 -

حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ (2)، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، قَالَ: سَمِعَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه صَوْتَ ابْنِ الْمُغْتَرِفِ - أَوِ ابْنِ الْغَرِفِ - الْحَادِي فِي جَوْفِ اللَّيْلِ، وَنَحْنُ مُنْطَلِقُونَ إِلَى مَكَّةَ، فَأَوْضَعَ عُمَرُ رَاحِلَتَهُ، حَتَّى دَخَلَ مَعَ الْقَوْمِ، فَإِذَا هُوَ مَعَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَلَمَّا طَلَعَ

(1) إسناده ضعيف، محمد بن إسحاق مدلس وقد عنعن، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح، إلا أن أبا سلمة لم يسمع من أبيه. والصحيحُ في نُزول الآية ما رواه أحمد 5/ 187، والبخاري (1884)، ومسلم (2776) من حديث زيد بنِ ثابت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى أحد، فرجع ناسٌ خرجوا معه، فكان أصحابُ رسول الله صلى الله عليه وسلم فرقتين: فرقة تقول: نقتلهم، وفرقة تقول: لا، فأنزل الله: {فما لكم في المنافقين فئتين

} الآية كلها، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"إنها طَيْبَةُ، وإنها تنفي الخَبَثَ كما تنفي النارُ خبث الفضة".

ونسبه في "الدر المنثور" 2/ 610 إلى ابن أبي حاتم من وجه آخر، عن أبي سلمة، عن عبد الرحمن بن عوف، به.

وقوله: "أركسوا"، أي: ردوا ورجعوا، وأصل الرَّكس: قلب الشيء على رأسه، أو ردّ أوله على آخره، قال الفراء في تفسير قوله تعالى:{والله أَركَسَهُم بما كَسَبُوا} : ردَّهم إلى الكفر.

وقوله: "فاجتوينا المدينة"، قال السندي: أي: كرهنا المقام بها.

(2)

سقط لفظ الجلالة من (م).

ص: 204

الْفَجْرُ قَالَ عُمَرُ: هَيْءَ الْآنَ، اسْكُتِ الْآنَ، قَدْ طَلَعَ الْفَجْرُ، اذْكُرُوا اللهَ. قَالَ: ثُمَّ أَبْصَرَ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ خُفَّيْنِ، قَالَ: وَخُفَّانِ؟! فَقَالَ: قَدْ لَبِسْتُهُمَا مَعَ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ، أَوْ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَقَالَ عُمَرُ: عَزَمْتُ عَلَيْكَ إِلا نَزَعْتَهُمَا، فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَنْظُرَ النَّاسُ إِلَيْكَ، فَيَقْتَدُونَ بِكَ (1).

1669 -

قَالَ: وَحَدَّثَنَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ وَقَالَ: لَبِسْتُهُمَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (2).

1670 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ، قَالَ: أَقْطَعَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَعُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَرْضَ كَذَا وَكَذَا، فَذَهَبَ الزُّبَيْرُ إِلَى آلِ عُمَرَ، فَاشْتَرَى نَصِيبَهُ مِنْهُمْ، فَأَتَى عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ، فَقَالَ: إِنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ زَعَمَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَقْطَعَهُ وَعُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَرْضَ كَذَا وَكَذَا، وَإِنِّي اشْتَرَيْتُ نَصِيبَ آلِ عُمَرَ. فَقَالَ عُثْمَانُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ جَائِزُ الشَّهَادَةِ، لَهُ وَعَلَيْهِ (3).

(1) إسناده ضعيف، شريك- وهو ابن عبد الله القاضي- سيئ الحفظ، وعاصم بن عبيد الله ضعيف.

وأخرجه أبو يعلى (842) و (843) من طريق شريك، بهذا الإسناد. وانظر ما بعده.

وأوضع راحلته: حملها على سرعة السير، وقوله:"هَيْءَ" قال في "اللسان": قال ابن بري: وذكر بعض أهل اللغة أنه اسم لفعل أمر، وهو تَنَبَّهْ واسْتَيْقِظ.

(2)

إسناده ضعيف. وانظر ما قبله.

(3)

رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم، إلا أن في سماع عروة من عبد الرحمن بن عوف وقفة.

وأخرجه البيهقي 10/ 124 من طريق سليمان بن حرب، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.

ص: 205

1671 -

حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ ضَمْضَمِ بْنِ زُرْعَةَ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ، يَرُدُّهُ إِلَى مَالِكِ بْنِ يَخَامِرَ، عَنِ ابْنِ السَّعْدِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" لَا تَنْقَطِعُ الْهِجْرَةُ مَا دَامَ الْعَدُوُّ يُقَاتَلُ ". فَقَالَ مُعَاوِيَةُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" إِنَّ الْهِجْرَةَ خَصْلَتَانِ: إِحْدَاهُمَا أَنْ تَهْجُرَ السَّيِّئَاتِ، وَالْأُخْرَى أَنْ تُهَاجِرَ (1) إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ، وَلا تَنْقَطِعُ الْهِجْرَةُ مَا تُقُبِّلَتِ التَّوْبَةُ، وَلا تَزَالُ التَّوْبَةُ مَقْبُولَةً، حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنَ المَغْرِبِ، فَإِذَا طَلَعَتْ، طُبِعَ عَلَى كُلِّ قَلْبٍ بِمَا فِيهِ، وَكُفِيَ النَّاسُ الْعَمَلَ "(2).

1672 -

حَدَّثَنَا أَبُو (3) الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، قَالَ: لَمَّا خَرَجَ الْمَجُوسِيُّ مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، سَأَلْتُهُ، فَأَخْبَرَنِي أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَيَّرَهُ بَيْنَ الْجِزْيَةِ وَالْقَتْلِ، فَاخْتَارَ الْجِزْيَةَ (4).

(1) في (ب) و (س) و (ظ 11): تهاجروا، والمثبت من (م) و (ص) وحاشية (س) و (ظ 11).

(2)

إسناده حسن، ضمضم بن زرعة فيه كلام يُنزِلُه عن رتبة الصحيح، وباقي رجاله ثقات، وروايةُ إسماعيل بن عياش عن أهل بلده قوية.

وحديث عبد الله بن السعدي سيأتي في مسنده 5/ 270، وكذا حديث معاوية 4/ 99. وأما حديث عبد الرحمن بن عوف، فأخرجه البزار (1054) عن عمر بن الخطاب السجستاني، عن أبي اليمان الحكم بن نافع، بهذا الإسناد.

(3)

لفظة "أبو" سقطت من (م) و (س) و (ق) و (ص).

(4)

إسناده ضعيف، سعيد بن عبد العزيز- وهو التنوخي الدمشقي- اختلط بأخرة، =

ص: 206

1673 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الْمَاجِشُونُ، عَنْ صَالِحِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أَنَّهُ قَالَ: إِنِّي لَوَاقِفٌ يَوْمَ بَدْرٍ فِي الصَّفِّ نَظَرْتُ عَنْ يَمِينِي، وَعَنْ شِمَالِي، فَإِذَا أَنَا بَيْنَ غُلامَيْنِ مِنَ الْأَنْصَارِ، حَدِيثَةٍ أَسْنَانُهُمَا، تَمَنَّيْتُ لَوْ كُنْتُ بَيْنَ أَضْلَعَ مِنْهُمَا، فَغَمَزَنِي أَحَدُهُمَا، فَقَالَ: يَا عَمِّ، هَلْ تَعْرِفُ أَبَا جَهْلٍ؟ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، وَمَا حَاجَتُكَ يَا ابْنَ أَخِي؟ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّهُ سَبَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْ رَأَيْتُهُ لَمْ يُفَارِقْ سَوَادِي سَوَادَهُ حَتَّى يَمُوتَ الْأَعْجَلُ مِنَّا. قَالَ: فَغَمَزَنِي الْآخَرُ، فَقَالَ لِي مِثْلَهَا، قَالَ: فَتَعَجَّبْتُ لِذَلِكَ، قَالَ: فَلَمْ أَنْشَبْ أَنْ نَظَرْتُ إِلَى أَبِي جَهْلٍ، يَزُولُ فِي النَّاسِ، فَقُلْتُ لَهُمَا: أَلا تَرَيَانِ؟ هَذَا صَاحِبُكُمَا الَّذِي تَسْأَلانِ عَنْهُ، فَابْتَدَرَاهُ، فَاسْتَقْبَلَهُمَا، فَضَرَبَاهُ حَتَّى قَتَلاهُ، ثُمَّ انْصَرَفَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَخْبَرَاهُ، فَقَالَ:" أَيُّكُمَا قَتَلَهُ؟ " فَقَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا: أَنَا قَتَلْتُهُ. قَالَ: " هَلْ مَسَحْتُمَا سَيْفَيْكُمَا؟ " قَالا: لَا. فَنَظَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي السَّيْفَيْنِ، فَقَالَ:" كِلاكُمَا قَتَلَهُ " وَقَضَى بِسَلَبِهِ لِمُعَاذِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ، وَهُمَا: مُعَاذُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ، وَمُعَاذُ بْنُ عَفْرَاءَ (1).

= وسليمان بن موسى- وهو الأشدق- لم يدرك عبد الرحمن بن عوف.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البخاري (3141) و (3964)، ومسلم (1752)، وأبو يعلى (866)، والطحاوي 3/ 227 - 228، وابن حبان (4840)، والحاكم 3/ 425، والبيهقي 6/ 305 - 306 و 306 من طريق أبي سلمة، بهذا الإسناد.

وأخرجه البزار (1013) من طريق أبي سلمة، عن عبد الواحد بن أبي عون، عن =

ص: 207

1674 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي قَاصُّ أَهْلِ فِلَسْطِينَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" ثَلاثٌ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، إِنْ كُنْتُ لَحَالِفًا عَلَيْهِنَّ: لَا يَنْقُصُ مَالٌ مِنْ صَدَقَةٍ، فَتَصَدَّقُوا، وَلا يَعْفُو عَبْدٌ عَنْ مَظْلَمَةٍ يَبْتَغِي بِهَا وَجْهَ اللهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللهُ بِهَا عِزًّا - وقَالَ أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ: إِلا زَادَهُ اللهُ بِهَا عِزًّا يَوْمَ الْقِيَامَةِ - وَلا يَفْتَحُ عَبْدٌ بَابَ مَسْأَلَةٍ إِلا فَتَحَ اللهُ عَلَيْهِ بَابَ فَقْرٍ "(1).

= صالح، به.

وأخرجه بنحوه البخاري (3988)، والشاشي (248) من طريق سعد بن إبراهيم، عن أبيه إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، به.

وقوله: "يزول"، معناه: يتحرك وينزعج ولا يستقرُّ على حالة، ولا في مكان، والزوال: القلق.

وقوله: "لو كنت بينَ أَضْلَعَ منهما"، قال السندي: بالضاد المعجمة والعين، أي: أقوى، واسمُ التفضيل إذا استُعمل بـ"مِنْ" يكون مفرداً لفظاً، وإن أُريد به المتعدد، فلا يرد أنه كيف دَخَل عليه "بين"، مع أنه لا يُضاف إلا إلى متعدد.

وقوله: "سوادي سواده"، أي: شخصي شخصه.

(1)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة قاص أهل فلسطين، وعمر بن أبي سلمة- وهو ابن عبد الرحمن بن عوف- ليس بالقوي، يُكتب حديثه ولا يُحتج به.

وأخرجه عبد بن حميد (159)، والبزار (1033)، وأبو يعلى (849)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(818) من طريق أبي عَوانة، بهذا الإسناد.

وأخرجه البزار (1032)، وابنُ عدي 5/ 1782، والقضاعي (819) من طريق عمرو بن مجمع، عن يونس بن خباب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبيه، به.

وعمرو بن مجمع ويونس بن خباب ضعيفان، وأبو سلمة لم يدرك أباه.

وأخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق"(168)، والطبراني في "الصغير"(142)، =

ص: 208

1675 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُمَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" أَبُو بَكْرٍ فِي الْجَنَّةِ، وَعُمَرُ فِي الْجَنَّةِ، وَعَلِيٌّ فِي الْجَنَّةِ، وَعُثْمَانُ فِي الْجَنَّةِ، وَطَلْحَةُ فِي الْجَنَّةِ، وَالزُّبَيْرُ فِي الْجَنَّةِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فِي الْجَنَّةِ، وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ فِي الْجَنَّةِ، وَسَعِيدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ فِي الْجَنَّةِ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ فِي الْجَنَّةِ "(1).

= والقضاعي (783) و (817) من طريق سفيان الثوري، عن منصور، عن يونس بن خباب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أم سلمة، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وفي الإسناد إلى سفيان ضعف.

وله شاهد عن أبي كبشة عند أحمد 4/ 231، وعن أبي هريرة عند أحمد 2/ 386، ومسلم (2588)، وعن ابن عباس عند القضاعي (816) وعزاه المنذري في "الترغيب" 1/ 573 إلى البيهقي وقال: حديث جيد في الشواهد.

(1)

إسناده قوي على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ عبد العزيز بن محمد الدراوردي، فقد احتج به مسلم، وروى له البخاري مقروناً وتعليقاً.

قال الدارقطني في "العلل" 4/ 417 - 418: ورواه عبد العزيز الدراوردي عن عبد الرحمن بن حميد، واختلف عنه، فرواه مروان بن محمد الطاطري، عن الدراوردي، عن عبد الرحمن بن حميد، عن أبيه، عن سعيد بن زيد، وخالفه جماعة منهم سعيد بن منصور، وقتيبة بن سعيد، ويحيى الحماني، وضرار بن صرد، وإسحاق بن أبي إسرائيل، فرووه عن الدراوردي، عن عبد الرحمن بن حميد، عن أبيه، عن جده عبد الرحمن بن عوف، واجتماعهم على خلاف مروان بن محمد يدل على أن قولَهم أصحُّ من قوله.

وأخرجه الترمذي (3747)، والنسائي في "الكبرى"(8194)، وأبو يعلى (835)، وابن حبان (7002)، والبغوي (3925) من طريق قتيبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه الترمذي (3748)، وابن أبي عاصم في "السنة"(1436)، والنسائي في =

ص: 209

1676 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا ابْنُ إِسْحَاقَ - يَعْنِي عَبْدَ الرَّحْمَنِ -، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " شَهِدْتُ غُلامًا مَعَ عُمُومَتِي حِلْفَ الْمُطَيَّبِينَ، فَمَا أُحِبُّ أَنَّ لِي حُمْرَ النَّعَمِ، وَأَنِّي أَنْكُثُهُ "(1).

1677 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مَكْحُولٌ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَشَكَّ فِي صَلاتِهِ، فَإِنْ شَكَّ فِي الْوَاحِدَةِ وَالثِّنْتَيْنِ، فَلْيَجْعَلْهُمَا وَاحِدَةً، وَإِنْ شَكَّ فِي الثِّنْتَيْنِ وَالثَّلاثِ، فَلْيَجْعَلْهُمَا ثِنْتَيْنِ، وَإِنْ شَكَّ فِي الثَّلاثِ وَالْأَرْبَعِ، فَلْيَجْعَلْهُمَا ثَلاثًا، حَتَّى يَكُونَ الْوَهْمُ فِي الزِّيَادَةِ، ثُمَّ يَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يُسَلِّمَ، ثُمَّ يُسَلِّمُ ".

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: وَقَالَ لِي حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللهِ: هَل أَسْنَدَهُ لَكَ؟ فَقُلْتُ: لَا. فَقَالَ: لَكِنَّهُ حَدَّثَنِي أَنَّ كُرَيْبًا مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ حَدَّثَهُ عَنِ

= "الكبرى"(8195)، والحاكم 3/ 440 من طريق ابن أبي فُديك، عن موسى بن يعقوب، عن عمرو بن سعيد، عن عبد الرحمن بن حميد، عن أبيه، عن سعيد بن زيد حدثهم في نفر من قريش

فذكره. وانظر ما تقدم برقم (1629) و (1631) و (1638).

وأخرجه البزار (1021) عن الدراوردي، عن عبد الرحمن بن حميد، عن أبيه مرسلاً.

(1)

إسناده صحيح. وأخرجه ابن عدي 4/ 1610 من طريق أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(567)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(221)، وأبو يعلى (846)، والشاشي (238)، وابن حبان (4373)، والحاكم 2/ 219 - 220، والبيهقي في "السنن" 6/ 366، وفي" الدلائل" 2/ 37 - 38 من طريق ابن عُليه، به. وانظر (1655).

ص: 210

ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَقَالَ: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، إِذَا اشْتَبَهَ عَلَى الرَّجُلِ فِي صَلاتِهِ، فَلَمْ يَدْرِ أَزَادَ أَمْ نَقَصَ؟ قُلْتُ: وَاللهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا أَدْرِي، مَا سَمِعْتُ فِي ذَلِكَ شَيْئًا. فَقَالَ عُمَرُ: وَاللهِ مَا أَدْرِي. قَالَ: فَبَيْنَا نَحْنُ عَلَى ذَلِكَ إِذْ جَاءَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، فَقَالَ: مَا هَذَا الَّذِي تَذَاكَرَانِ؟ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: ذَكَرْنَا الرَّجُلَ يَشُكُّ فِي صَلاتِهِ كَيْفَ يَصْنَعُ؟ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ

هَذَا الْحَدِيثَ (1).

1678 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ وَيَزِيدُ، الْمَعْنَى، قَالا: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ: أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ أَخْبَرَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ وَهُوَ يَسِيرُ فِي طَرِيقِ الشَّامِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" إِنَّ هَذَا السَّقَمَ عُذِّبَ بِهِ الْأُمَمُ قَبْلَكُمْ، فَإِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ فِي أَرْضٍ، فَلا تَدْخُلُوهَا عَلَيْهِ، وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا، فَلا تَخْرُجُوا فِرَارًا مِنْهُ ". قَالَ: فَرَجَعَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ مِنَ الشَّامِ (2).

(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف حسين بن عبد الله- وهو ابن عبيد الله بن عباس بن عبد المطلب القرشي الهاشمي-.

وأخرجه بنحوه البزار (995)، والبيهقي 2/ 332 من طريق ابن عُلية، بهذا الإِسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 26 - 27، والبزار (994)، والدارقطني 1/ 369 من طريق ابن إسحاق، به. وانظر (1656).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، ويزيد: هو ابن هارون.

وأخرجه ابن حبان (2912) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني (267)، وعنه أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(489) من طريق عاصم بن علي، عن ابن أبي ذئب، به. =

ص: 211

1679 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: خَرَجَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يُرِيدُ الشّامَ

فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، قَالَ: وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ غَائِبًا، فَجَاءَ، فَقَالَ: إِنَّ عِنْدِي مِنْ هَذَا عِلْمًا، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ:" إِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ فِي أَرْضٍ، فَلا تَقْدَمُوا عَلَيْهِ، وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ، وَأَنْتُمْ بِهَا، فَلا تَخْرُجُوا فِرَارًا مِنْهُ "(1).

1680 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ رَدَّاداً اللَّيْثِيَّ أَخْبَرَهُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: " قَالَ اللهُ عز وجل: أَنَا الرَّحْمَنُ خَلَقْتُ الرَّحِمَ، وَشَقَقْتُ لَهَا مِنَ اسْمِي اسْمًا، فَمَنْ

= وأخرجه الطبراني (266)، وأبو نعيم (487) و (488) من طريقين عن الزهري، عن سالم، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن عوف، به.

وسيأتي برقم (1682) من طريق مالك، عن الزهري، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن عبد الرحمن بن عوف، وانظر (1666) و (1684).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو في "المصنف" لعبد الرزاق (20159)، ومن طريقه أخرجه مسلم (2219)(99)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(224)، والطبراني (268). وبعضهم لا يذكر القصة.

وأخرجه مسلم (2219)(99)، والطبراني (270) و (271)، والبيهقي 7/ 217 - 218 من طريق الزهري، به. وقد تقدم برقم (1666).

ص: 212

وَصَلَهَا وَصَلْتُهُ، وَمَنْ قَطَعَهَا بَتَتُّهُ " (1).

1681 -

حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ أَبَا الرَّدَّادِ اللَّيْثِيَّ، أَخْبَرَهُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" قَالَ اللهُ عز وجل: أَنَا الرَّحْمَنُ، وَأَنَا خَلَقْتُ الرَّحِمَ، وَاشْتَقَقْتُ لَهَا مِنَ اسْمِي، فَمَنْ وَصَلَهَا، وَصَلَهُ اللهُ، وَمَنْ قَطَعَهَا، بَتَتُّهُ "(2).

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير رَدَّادٍ الليثي- وقال بعضهم: أبو الرداد، وهو الأشهر- لم يرو عنه سوى أبي سلمة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقد توبع، انظر (1659).

وهو في "مصنف عبد الرزاق"(20234)، ومن طريقه أخرجه أبو داود (1695)، والحاكم 4/ 157، والطبراني كما في "تهذيب الكمال" 9/ 174.

وأخرجه البزار (993)، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق"(264) من طريق وهيب بن خالد، وابن حبان (443) من طريق عبد الله بن المبارك، كلاهما عن معمر، به. وقال وهيب في حديثه: عن أبي الرداد.

وأخرجه الخرائطيُّ (262)، والحاكم 4/ 158 من طريق سفيان بن حسين، عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن- وسماه في رواية الخرائطي: إبراهيم- قال: عاد عبدُ الرحمن بن عوف أبا الرداد فقال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول

فذكره.

وأخرجه الشاشي (240) من طريق يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة قال: جاء نسيب لعبد الرحمن بن عوف يعوده في مرضه، فذكره.

وأخرجه الخرائطي (267) من طريق يونس، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبيه عبد الرحمن بن عوف. وسيأتي برقم (1681) و (1686).

(2)

صحيح لغيره. وانظر ما قبله.

وأخرجه الحاكم 4/ 158 من طريق بشر بن شعيب، بهذا الإسناد.

وأخرجه الشاشي (239)، والحاكم 4/ 158 من طريق أبي اليمان، عن شعيب بن أبي حمزة، به.

ص: 213

1682 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنِي مَالِكٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ خَرَجَ إِلَى الشَّامِ، فَلَمَّا جَاءَ سَرْغَ، بَلَغَهُ أَنَّ الْوَبَاءَ قَدْ وَقَعَ بِالشَّامِ، فَأَخْبَرَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" إِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ بِأَرْضٍ فَلا تَقْدَمُوا عَلَيْهِ، وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ، وَأَنْتُمْ بِهَا، فَلا تَخْرُجُوا فِرَارًا مِنْهُ " فَرَجَعَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ مِنْ سَرْغَ (1).

1683 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنِي مَالِكٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ خَرَجَ إِلَى الشَّامِ، حَتَّى إِذَا كَانَ بِسَرْغَ لَقِيَهُ أُمَرَاءُ الْأَجْنَادِ: أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ وَأَصْحَابُهُ، فَأَخْبَرُوهُ أَنَّ الْوَبَاءَ قَدْ وَقَعَ بِالشَّامِ

فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. قَالَ: فَجَاءَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، وَكَانَ مُتَغَيِّبًا فِي بَعْضِ حَاجَتِهِ، فَقَالَ: إِنَّ عِنْدِي مِنْ هَذَا عِلْمًا، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" إِذَا كَانَ بِأَرْضٍ، وَأَنْتُمْ بِهَا، فَلا تَخْرُجُوا فِرَارًا مِنْهُ، وَإِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ بِأَرْضٍ، فَلا تَقْدَمُوا عَلَيْهِ ".

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، إسحاق بن عيسى: هو ابن الطباع، من رجال مسلم، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين.

وهو في "موطأ" مالك 2/ 896 - 897، ومن طريقه أخرجه البخاريُّ (5730) و (6973)، ومسلم (2219)(100)، والنسائي في "الكبرى"(7521)، والطحاوي 4/ 304، والبيهقي 3/ 376. وانظر (1678).

وسَرْغُ: قرية بوادي تبوك.

ص: 214

قَالَ: فَحَمِدَ اللهَ عُمَرُ، ثُمَّ انْصَرَفَ (1).

1684 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْعَلاءِ الْحَسَنُ بْنُ سَوَّارٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ بِأَرْضٍ وَلَسْتُمْ بِهَا، فَلا تَدْخُلُوهَا، وَإِذَا وَقَعَ وَأَنْتُمْ فِيهَا، فَلا تَخْرُجُوا فِرَارًا مِنْهَا "(2).

1685 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إسحاق بن عيسى- وهو ابن الطباع- فمن رجال مسلم.

وهو في "موطأ" مالك 2/ 894 - 896، ومن طريقه أخرجه البخاريُّ (5729)، ومسلم (2219)(98)، وأبو داود (3103)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(223)، والبزار (989)، والنسائي في "الكبرى"(7522)، وأبو يعلى (837)، والطحاوي 4/ 303 - 304، والشاشي (235) و (237)، وابن حبان (2953)، والطبراني (269)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(484)، وبعضهم لم يذكر القصة. وانظر (1666).

وأخرجه بنحوه الطحاوي 4/ 304 - 305 من طريق ابن وهب، عن هشام بن سعد، عن ابن شهاب، عن حميد بن عبد الرحمن أن عمر بن الخطاب

فذكر القصة فقط. وانظر ما بعده.

(2)

إسناده حسن، وهو في معنى ما قبله.

وأخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(490) من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني (278) من طريق الليث وجعفر بن عون، كلاهما عن هشام بنِ سعد، به.

ص: 215

عَنْ بَجَالَةَ التَّمِيمِيِّ، قَالَ: لَمْ يُرِدْ عُمَرُ أَنْ يَأْخُذَ الْجِزْيَةَ مِنَ الْمَجُوسِ، حَتَّى شَهِدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَخَذَهَا مِنْ مَجُوسِ هَجَرَ (1).

1686 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: اشْتَكَى أَبُو الرَّدَّادِ، فَعَادَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، فَقَالَ أَبُو الرَّدَّادِ: خَيْرُهُمْ وَأَوْصَلُهُمْ، مَا عَلِمْتُ أَبَا (2) مُحَمَّدٍ. فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ:" قَالَ اللهُ عز وجل: أَنَا اللهُ، وَأَنَا الرَّحْمَنُ، خَلَقْتُ الرَّحِمَ، وَشَقَقْتُ لَهَا مِنَ اسْمِي، فَمَنْ وَصَلَهَا، وَصَلْتُهُ، وَمَنْ قَطَعَهَا، بَتَتُّهُ "(3).

(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير بجالة التميمي، فمن رجال البخاري.

وهو في "مصنف عبد الرزاق"(9972) و (10024) و (19390). وقد تقدم مطولاً (1657).

(2)

في (ب) وعلى حاشية (س) و (ص): أبو، وجاء على حاشية (ظ 11): قوله: خيرهم وأوصلهم، بالرفع خبر مبتدأ محذوف تقديره: أنت خيرهم، وأبا محمد منصوب لأنه منادى مضاف.

(3)

صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الرداد- وهو الذي روى عنه أبو سلمة هذا الحديث- فإنه لم يوثقه غير ابن حبان، لكنه توبع، وانظر (1680).

وأخرجه الحميديُّ (65)، وابنُ أبي شيبة 8/ 535 - 536، وأبو داود (1694)، والترمذي (1907)، والبزار (992)، وأبو يعلى (840)، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق"(265) و (266)، والحاكم 4/ 158، والبغوي (3432) من طريق ابنِ عُيينة، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حديث صحيح.

ص: 216

1687 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَارِظٍ، أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ: أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَهُوَ مَرِيضٌ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: وَصَلَتْكَ رَحِمٌ، إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" قَالَ اللهُ: أَنَا الرَّحْمَنُ، وَخَلَقْتُ الرَّحِمَ، وَشَقَقْتُ لَهَا مِنَ اسْمِي، فَمَنْ يَصِلْهَا أَصِلْهُ، وَمَنْ يَقْطَعْهَا أَقْطَعْهُ، أَوْ قَالَ: مَنْ يَبُتَّهَا، أَبْتُتْهُ "(1).

1688 -

حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ نَصْرِ بْنِ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيِّ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ شَيْبَانَ الْحُدَّانِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: قُلْتُ لَهُ: أَلا تُحَدِّثُنِي حَدِيثًا عَنْ أَبِيكَ سَمِعَهُ أَبُوكَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ: أَقْبَلَ رَمَضَانُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّ رَمَضَانَ شَهْرٌ افْتَرَضَ اللهُ عز وجل صِيَامَهُ، وَإِنِّي سَنَنْتُ لِلمُسْلِمِينَ قِيَامَهُ، فَمَنْ صَامَهُ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، خَرَجَ مِنَ الذُّنُوبِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ "(2).

(1) حديث صحيح، عبد الله بن قارظ ذكره المزي في ترجمة ابنه، ولم نقف له على ترجمة، لكن تابعه أبو الرداد في الرواية السالفة، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. هشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي. وانظر (1659).

(2)

إسناده ضعيف. وانظر (1660).

وأخرجه ابن خزيمة (2201) عن أحمد بن المقدام العجلي، عن نوح بن قيس، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (224)، وابن أبي شيبة 2/ 395 - 396 و 3/ 2، وابن ماجه (1328)، وأبو يعلى (863) من طرق عن نصر بن علي، به. وقرن ابن ماجه في روايته عن الطيالسي بنصر بن علي القاسمَ بنَ الفضل الحُدّاني. وقد وقع في "مسند الطيالسي" =

ص: 217

° 1689 - قَالَ أَبُو عَبْدُ الرَّحْمَنِ: وَجَدْتُ هَذَا الحَدِيث فِي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّ يَدِهِ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ كَانَ يُذَاكِرُ عُمَرَ شَأْنَ الصَّلاةِ، فَانْتَهَى إِلَيْهِمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، فَقَالَ: أَلا أُحَدِّثُكُمْ بِحَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالُوا: بَلَى. قَالَ: فَأَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ صَلَّى صَلاةً يَشُكُّ فِي النُّقْصَانِ، فَلْيُصَلِّ حَتَّى يَشُكَّ فِي الزِّيَادَةِ "(1).

= سقط وتحريف يستدرك من ابن ماجه.

(1)

إسناده ضعيف، إسماعيل بن مسلم: هو المكي البصري، تركه يحيى وابنُ مهدي وابنُ المبارك، وقال النسائي: متروكُ الحديث. وقد تقدم من طريق آخر مطولاً بمعناه برقم (1656) وهو حسن.

وأخرجه البزار (997)، وأبو يعلى (855)، والطحاوي 1/ 432، والشاشي (231) و (232) و (233)، والدارقطني 1/ 369، والبيهقي 2/ 332 من طريق إسماعيل بن مسلم، بهذا الإسناد.

ص: 218

حَدِيثُ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ وَاسْمُهُ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ (1) رضي الله عنه

(1) هو عامرُ بن عبد الله بن الجراح بن هلال بن أهيب بن ضَبَّةَ بن الحارث بن فِهْر بن مالك بن النضر بن كِنانة بن خُزيمة بن مُدْرِكَةَ بن إلياس بنِ مُضَرَ بنِ نزار بنِ معد بنِ عدنان أبو عبيدة القرشي الفِهْري.

أحد العشرة المشهود لهم بالجنة.

وأمين هذه الأمة بنصِّ الحديث الصحيح عن سيدِ المرسلين.

أسلم قديماً وشَهِدَ المشاهِدَ كُلِّها، وقتل أباه يومَ بدرٍ بيده، ونزع الحلقتين من وجنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد، أزَمَّ على كل واحدة منهما بأسنانه حتى لا يؤذي رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فسقطت ثنيته، فكان أحسنَ الناسِ هتماً. وأسلمت أمه أميمة بنت غنم بن جابر.

وأرسله رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى البحَرين، وقال:"لأبعثن معكم أميناً حقَّ أمين" فاستشرف لها أصحابُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبعث معهم أبا عبيدة، وقال:"هذا أمين هذه الأمة".

ولما كان يوم السَّقيفة قال أبو بكر: رضيتُ لكم أَحَدَ هذينِ الرجلين، فأشار إليه وإلى عمر، وكانا إلى جانبه.

وقال عمر حين احتُضِرَ: لو كان أبو عبيدة حياً لبايعتُه، ولهذا ذهب من قال: إنه أفضلُ الصحابة بعد الشيخين. وقال الجريريُّ، عن عبدِ الله بنِ سفيان، عن عائشة، قالت: كان أحبَّ الناسِ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر، ثم عمر، ثم أبو عبيدة.

ولما ولي عُمَرُ بنُ الخطاب إمرةَ المؤمنين، عزل خالدَ بن الوليد عن إمرة الشام وولاها =

ص: 219

1690 -

حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ الرَّبِيعِ أَبُو خِدَاشٍ، حَدَّثَنَا وَاصِلٌ مَوْلَى أَبِي عُيَيْنَةَ، عَنْ بَشَّارِ بْنِ أَبِي سَيْفٍ الْجَرْمِيِّ، [عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجَرْشِيِّ]، عَنْ عِيَاضِ بْنِ غُطَيْفٍ، قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ نَعُودُهُ مِنْ شَكْوًى أَصَابَهُ، وَامْرَأَتُهُ تُحَيْفَةُ قَاعِدَةٌ عِنْدَ رَأْسِهِ، قلنا (1): كَيْفَ بَاتَ أَبُو عُبَيْدَةَ؟ قَالَتْ: وَاللهِ، لَقَدْ بَاتَ بِأَجْرٍ. فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: مَا بِتُّ بِأَجْرٍ. وَكَانَ مُقْبِلًا بِوَجْهِهِ عَلَى الْحَائِطِ، فَأَقْبَلَ عَلَى الْقَوْمِ بِوَجْهِهِ، فَقَالَ: أَلا تَسْأَلُونَنِي عَمَّا قُلْتُ؟ قَالُوا: مَا أَعْجَبَنَا مَا قُلْتَ، فَنَسْأَلُكَ عَنْهُ. قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنِ أنْفَقَ نَفَقَةً فَاضِلَةً فِي سَبِيلِ اللهِ، فَبِسَبْعِ مِئَةٍ، وَمَنِ أنْفَقَ عَلَى نَفْسِهِ وَأَهْلِهِ، أَوْ عَادَ مَرِيضًا، أَوْ مَازَ أَذًى، فَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، وَالصَّوْمُ جُنَّةٌ مَا لَمْ يَخْرِقْهَا، وَمَنِ ابْتَلاهُ اللهُ بِبَلاءٍ فِي جَسَدِهِ، فَهُوَ لَهُ حِطَّةٌ "(2).

= أبا عبيدة، فسمي: أمير الأمراء، وكان أوَّل من سُمي بذلك، قاله ابنُ عساكر.

وقال علي بن رباح، عن علي بنِ عبد الله بن عمرو: ثلاثة هم أصبحُ قريش وجوهاً، وأثبتها حياءً، إن حَدَّثوك لم يكذبوك، وإن حدَّثتهم لم يُكذِّبوك: أبو بكر وعثمان وأبو عُبيدة.

وقال الزبير بنُ بكار: كان يقال: داهيتا قريش اثنان: أبو بكر وأبو عبيدة.

وقال محمد بن سعد وغيرُ واحد: تُوفي بطاعون عَمَواس سنة ثماني عشرة وله ثمان وخمسون سنة رضي الله عنه.

"جامع المسانيد والسنن" 5 / الورقة 233، وانظر "سير أعلام النبلاء" 1/ 5 - 23.

(1)

في (ب) و (ح) وعلى حاشية (س) و (ص): "قلت".

(2)

إسناده حسن، بشارُ بن أبي سيف الجرمي روى عنه اثنان، وذكره ابنُ حبان في "الثقات"، وباقي رجاله ثقات. عياض بن غطيف- ويقال: غطيف بن الحارث، قال ابن أبي حاتم: وهو الصحيح- عدَّه ابن سعد في الطبقة الأولى من تابعي أهل الشام، ووثقه =

ص: 220

1691 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْمُونٍ، حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، قَالَ: آخِرُ مَا تَكَلَّمَ بِهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " أَخْرِجُوا يَهُودَ أَهْلِ الْحِجَازِ، وَأَهْلِ نَجْرَانَ مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَاعْلَمُوا أَنَّ شِرَارَ النَّاسِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ "(1).

= هو والدارقطني وابن حبان، وقال أبو حاتم وأبو زرعة: له صحبة.

والوليد بن عبد الرحمن سقط هنا من جميع الأصول ومن "أطراف المسند"، وأثبتناه من الطريق الآتية (1700)، ومن مصادر التخريج.

وأخرجه الدارمي (2763)، والبخاري في "التاريخ الكبير" 7/ 21، وابن أبي عاصم في "الجهاد"(73) و (74)، والنسائي 4/ 167، وأبو يعلى (878)، والدولابي في "الأسماء والكنى" 1/ 12، والبيهقي في "السنن" 9/ 171 - 172، وفي "شعب الإيمان"(4271) من طرق عن واصل، بهذا الإسنادِ. وهو عند أبي يعلى بتمامه وعند الباقين مختصر. وسيأتي برقم (1700) و (1701).

ماز، بالزاي، أي: أماط وأزال. وحِطَّة، قال ابن الأثير 1/ 402: أي: تحطُّ عنه خطاياه وذنوبه، وهي فِعلة من حَطَّ الشيءَ يحُطه: إذا أنزله وألقاه.

(1)

إسناده صحيح، يحيى بن سعيد: هو القطان، وإبراهيم بن ميمون الحناط المعروف بالنخاس مولى آل سمرة، وثقه ابنُ معين، وقال أبو حاتم: محلُّه الصدق، وسعدُ بن سمرة وثقه النسائي، وذكره ابن حبان في "الثقات" 4/ 294.

قال الدارقطني في "العلل" 4/ 439 - 440: رواه إبراهيم بن ميمون مولى آل سمرة، عن سعد بن سمرة بن جندب، عن أبيه، عن أبي عبيدة بن الجراح. قال ذلك يحيى القطان وأبو أحمد الزبيري، وخالفهما وكيع، فرواه عن إبراهيم بن ميمون، فقال: إسحاق بن سعد بن سمرة، عن أبيه، عن أبي عبيدة، ووهم فيه والصواب قول يحيى القطان ومن تابعه.

وأخرجه الدارمي (2498)، والبخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 57، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(235) و (236)، والبزار (439 - كشف الأستار)، وأبو يعلى =

ص: 221

1692 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سُرَاقَةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ ذَكَرَ الدَّجَّالَ، فَحَلاهُ بِحِلْيَةٍ لَا أَحْفَظُهَا، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ قُلُوبُنَا يَوْمَئِذٍ؟ كَالْيَوْمِ؟ فَقَالَ:" أَوْ خَيْرٌ "(1).

1693 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ وَعَبْدُ الصَّمَدِ، قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سُرَاقَةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ:" إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ بَعْدَ نُوحٍ إِلا وَقَدِ أنْذَرَ الدَّجَّالَ قَوْمَهُ، وَإِنِّي أُنْذِرُكُمُوهُ "

= (872)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 4/ 12، والبيهقي 9/ 208 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد، وبعضهم يرويه مختصراً.

وأخرجه الطيالسي (229)، والحميدي (85)، والبخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 57، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 4/ 12 و 13، والشاشي (264)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(596) من طرق عن إبراهيم بن ميمون، به. وسيأتي برقم (1694) و (1699).

(1)

إسناده ضعيف، عبد الله بنُ سراقة لم يوثقه غيرُ ابن حبان والعجلي، ولم يرو عنه غيرُ عبد الله بن شقيق، وقال البخاري: لا يُعرف له سماعٌ من أبي عُبيدة، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ عبد الله بن شقيق، فمن رجال مسلم. خالد: هو ابن مِهران الحذاء. وذكره ابن كثير في "النهاية" 1/ 153 وقال: في إسناده غرابة، ولعل هذا كان قبل أن يُبَيَّن له صلى الله عليه وسلم من أمر الدجال ما بُيِّن في ثاني الحال.

وأخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(595) من طريق أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(233)، والحاكم 4/ 542 من طريق محمد بن جعفر، به. وصححه الحاكم ووافقه الذهبي! وسيأتي برقم (1693).

ص: 222

قَالَ: فَوَصَفَهُ لَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وقَالَ:" لَعَلَّهُ يُدْرِكُهُ بَعْضُ مَنْ رَآنِي، أَوْ سَمِعَ كَلامِي ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ قُلُوبُنَا يَوْمَئِذٍ؟ أَمِثْلُهَا الْيَوْمَ؟ قَالَ:" أَوْ خَيْرٌ "(1).

1694 -

حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ سَمُرَةَ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ، قَالَ: كَانَ آخِرُ مَا تَكَلَّمَ بِهِ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ: " أَخْرِجُوا يَهُودَ الْحِجَازِ مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَاعْلَمُوا أَنَّ شِرَارَ النَّاسِ الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْقُبُورَ مَسَاجِدَ "(2).

1695 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَاةَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ أَبِي مَالِكٍ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: أَجَارَ رَجُلٌ مِنَ المُسْلِمِينَ رَجُلًا، وَعَلَى الْجَيْشِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ، فَقَالَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ وَعَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: لَا تُجِيرُوهُ. فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: نُجِيرُهُ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: " يُجِيرُ

(1) إسناده ضعيف كسابقه.

وأخرجه ابن حبان (6778) من طريق عفان، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 15/ 135، والبخاري في "التاريخ الكبير" تعليقاً 5/ 97، وأبو داود (4756)، والترمذي (2234)، وأبو يعلى (875)، والحاكم 4/ 542 - 543، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(594) من طريق حماد بن سلمة، به. وقال الترمذي: حسن غريب من حديث أبي عبيدة بن الجراح. وانظر ما قبله.

(2)

إسناده صحيح.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 4/ 13 من طريق الزبيري، بهذا الإسناد. وانظر (1691).

ص: 223

عَلَى الْمُسْلِمِينَ أَحَدُهُمْ " (1).

1696 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو حِسْبَةَ مُسْلِمُ بْنُ أَكْيَسٍ مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ، قَالَ: ذَكَرَ مَنْ دَخَلَ عَلَيْهِ فَوَجَدَهُ يَبْكِي، فَقَالَ: مَا يُبْكِيكَ يَا أَبَا عُبَيْدَةَ؟ فَقَالَ: نَبْكِي (2) أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَكَرَ يَوْمًا مَا يَفْتَحُ اللهُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ، وَيُفِيءُ عَلَيْهِمْ حَتَّى ذَكَرَ الشَّامَ، فَقَالَ:" إِنْ يُنْسَأْ فِي أَجَلِكَ يَا أَبَا عُبَيْدَةَ، فَحَسْبُكَ مِنَ الخَدَمِ ثَلاثَةٌ: خَادِمٌ يَخْدُمُكَ، وَخَادِمٌ يُسَافِرُ مَعَكَ، وَخَادِمٌ يَخْدُمُ أَهْلَكَ وَيَرِدُ عَلَيْهِمْ، وَحَسْبُكَ مِنَ الدَّوَابِّ ثَلاثَةٌ: دَابَّةٌ لِرَحْلِكَ، وَدَابَّةٌ لِثَقَلِكَ، وَدَابَّةٌ لِغُلامِكَ " ثُمَّ هَذَا أَنَا، أَنْظُرُ إِلَى بَيْتِي قَدِ امْتَلَأَ رَقِيقًا، وَأَنْظُرُ إِلَى مِرْبَطِي قَدِ امْتَلَأَ دَوَابَّ وَخَيْلًا، فَكَيْفَ أَلْقَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ هَذَا؟ وَقَدْ أوْصَانَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ

(1) حسن لِغيره، وهذا إسناد ضعيف، الحجاج بن أرطاة: مدلس وقد عنعن، وباقي رجاله ثقات. الوليد بن أبي مالك: هو الوليدُ بن عبد الرحمن بن أبي مالك الهمداني، والقاسم: هو ابنُ عبد الرحمن الدمشقي أبو عبد الرحمن، وأبو أمامة: هو سعد بن سهل بن حنيف الأنصاري تابعي كبير وُلِدَ في حياة النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وعَدَّه بعضُهم في الصحابة.

وأخرجه البزار (1727 - كشف الأستار)، وأبو يعلى (876) و (877) من طريق سليمان بن حيان، عن الحجاج، عن الوليد، عن عبد الرحمن بن مسلمة أن رجلاً من المسلمين أجار

فذكره، وزاد البزار بعد عبد الرحمن بن مسلمة:"عن عمه".

وفي الباب ما يشهدُ له من حديث علي، تقدم في "المسند" برقم (959)، وهو حديث صحيح.

وعن عبد الله بن عمرو بن العاص عند أبي داود (4531)، والبيهقي 8/ 29، وحسنه الحافظ في "الفتح" 12/ 261.

(2)

في (ح) وعلى حاشية (س) و (ص): "يبكيني".

ص: 224

أَحَبَّكُمِ إلَيَّ، وَأَقْرَبَكُمْ مِنِّي، مَنْ لَقِيَنِي عَلَى مِثْلِ الْحَالِ الَّتِي (1) فَارَقَنِي عَلَيْهَا " (2).

1697 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي أَبَانُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ الْأَشْعَرِيِّ، عَنْ رَابِّهِ: رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ كَانَ خَلَفَ عَلَى أُمِّهِ بَعْدَ أَبِيهِ، كَانَ شَهِدَ طَاعُونَ عَمَوَاسَ، قَالَ: لَمَّا اشْتَعَلَ الْوَجَعُ، قَامَ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ فِي النَّاسِ خَطِيبًا، فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ هَذَا الْوَجَعَ رَحْمَةُ رَبِّكُمْ، وَدَعْوَةُ نَبِيِّكُمْ، وَمَوْتُ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ، وَإِنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ يَسْأَلُ اللهَ أَنْ يَقْسِمَ لَهُ مِنْهُ حَظَّهُ.

قَالَ: فَطُعِنَ فَمَاتَ، رحمه الله، وَاسْتُخْلِفَ عَلَى النَّاسِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، فَقَامَ خَطِيبًا بَعْدَهُ، فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ هَذَا الْوَجَعَ رَحْمَةُ رَبِّكُمْ، وَدَعْوَةُ نَبِيِّكُمْ، وَمَوْتُ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ، وَإِنَّ مُعَاذًا يَسْأَلُ اللهَ أَنْ يَقْسِمَ لِآلِ مُعَاذٍ مِنْهُ حَظَّهُ. قَالَ: فَطُعِنَ ابْنُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُعَاذٍ، فَمَاتَ، ثُمَّ قَامَ، فَدَعَا رَبَّهُ لِنَفْسِهِ، فَطُعِنَ فِي رَاحَتِهِ، فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يَنْظُرُ إِلَيْهَا، ثُمَّ يُقَبِّلُ ظَهْرَ كَفِّهِ، ثُمَّ يَقُولُ: مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي بِمَا فِيكِ شَيْئًا مِنَ الدُّنْيَا.

(1) في (م) و (ظ 11) و (ب) و (س): الذي، وهو خطأ، والتصويب من (ح) و"السير".

(2)

إسناده ضعيف، مسلم بن أكيس، قال أبو حاتم: مجهول، وروايتُه عن أبي عبيدة مرسلة، وانظر "الإكمال" (844). أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن الحجاج الخولاني.

وأخرجه الترقفي في "جزئه" كما ذكره الذهبي في "السير" 1/ 12 عن أبي المغيرة، بهذا الإسناد. وقال الذهبي: حديث غريب.

ص: 225

فَلَمَّا مَاتَ اسْتُخْلِفَ عَلَى النَّاسِ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ، فَقَامَ فِينَا خَطِيبًا، فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ هَذَا الْوَجَعَ إِذَا وَقَعَ، فَإِنَّمَا يَشْتَعِلُ اشْتِعَالَ النَّارِ، فَتَجَبَّلُوا مِنْهُ فِي الْجِبَالِ. قَالَ: فَقَالَ لَهُ أَبُو وَاثِلَةَ الْهُذَلِيُّ: كَذَبْتَ، وَاللهِ لَقَدْ صَحِبْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَنْتَ شَرٌّ مِنْ حِمَارِي هَذَا! قَالَ: وَاللهِ مَا أَرُدُّ عَلَيْكَ مَا تَقُولُ، وَايْمُ اللهِ لَا نُقِيمُ عَلَيْهِ. ثُمَّ خَرَجَ، وَخَرَجَ النَّاسُ، فَتَفَرَّقُوا عَنْهُ، وَدَفَعَهُ اللهُ عَنْهُمْ. قَالَ: فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ مِنْ رَأْيِ عَمْرٍو، فَوَاللهِ مَا كَرِهَهُ (1).

قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللهِ بْن أَحْمَدَ بْن حَنْبَلٍ: أَبَانُ بْنُ صَالِحٍ، جَدُّ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُشْكُدَانَةَ.

1698 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَيْشَ ذَاتِ السَّلاسِلِ، فَاسْتَعْمَلَ أَبَا عُبَيْدَةَ عَلَى الْمُهَاجِرِينَ، وَاسْتَعْمَلَ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ عَلَى

(1) إسناده ضعيف، شهر بن حوشب ضعيف، وشيخه فيه مجهول، وهو رابُّه، والرابُّ: زوج أم اليتيم.

وأخرجه الطبري في "تاريخه" 4/ 61 - 62 من طريق سلمة، عن ابن إسحاق، به.

قوله: "فَتَجَبَّلوا منه"، هو بفتح التاء والجيم وتشديد الباء كما في الأصل، أمر من تَجَبَّل، ومعناه: ادخلوا الجبال، قال في "العباب": تَجَبَّل القومُ الجبالَ، أي: دخلوها، وجعله السندي في"حاشيته" من أَجْبَل، وفسره بقوله: إذا صار إلى الجبل ودخل فيه، وهو مجزومٌ بتقدير اللام، أي: لِتَجَبَّلوا، وهو مضارع، وحذف النون تخفيفاً وهو كثير، والخبر في موضع الأمر، وأما جعله من التَجبُّلِ، فلا تساعده اللغة!

قوله: "وأنت شر من حماري"، قال السندي: أي: كافر، والجملة حال، والمقصود بيان قِدَم صحبته.

ص: 226

الْأَعْرَابِ، فَقَالَ لَهُمَا: تَطَاوَعَا. قَالَ: وَكَانُوا يُؤْمَرُونَ أَنْ يُغِيرُوا عَلَى بَكْرٍ، فَانْطَلَقَ عَمْرٌو، فَأَغَارَ عَلَى قُضَاعَةَ، لِأَنَّ بَكْرًا أَخْوَالُهُ، فَانْطَلَقَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ إِلَى أَبِي عُبَيْدَةَ، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم اسْتَعْمَلَكَ عَلَيْنَا، وَإِنَّ ابْنَ فُلانٍ قَدِ ارْتَبَعَ أَمْرَ الْقَوْمِ، وَلَيْسَ لَكَ مَعَهُ أَمْرٌ، فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَمَرَنَا أَنْ نَتَطَاوَعَ، فَأَنَا أُطِيعُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَإِنْ عَصَاهُ عَمْرٌو (1).

1699 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْمُونٍ مَوْلَى آلِ سَمُرَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ سَعْدِ بْنِ سَمُرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ قَالَ: إِنَّ آخِرَ مَا تَكَلَّمَ بِهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" أَخْرِجُوا يَهُودَ أَهْلِ الْحِجَازِ، وَأَهْلِ نَجْرَانَ مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ "(2).

1700 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ وَاصِلٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ غُطَيْفٍ، قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى أَبِي عُبَيْدَةَ نَعُودُهُ، قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: " مَنْ أَنْفَقَ نَفَقَةً فَاضِلَةً فِي سَبِيلِ اللهِ، فَبِسَبْعِ مِئَةٍ. وَمَنْ أَنْفَقَ عَلَى

(1) رجاله ثقات رجال الصحيح، إلا أنه مرسل، عامر- وهو ابن شراحيل الشعبي- لم يدرك القصة فحكاها مرسلة. داود: هو ابن أبي هند.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 6/ 206 وقال: رواه أحمد، وهو مرسل، ورجاله رجال الصحيح.

وارتبع أمر القوم: أي انتظر أن يُؤَمَّر عليهم.

(2)

صحيح، وقول وكيع فيه: عن إسحاق بن سعد بن سمرة، وهم، والصواب قول يحيى القطان ومن تابعه: سعد بن سمرة كما تقدم (1691) و (1694).

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 344 - 345، والبخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 57، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(234) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

ص: 227

نَفْسِهِ، أَوْ عَلَى أَهْلِهِ، أَوْ عَادَ مَرِيضًا، أَوْ مَازَ أَذًى عَنْ طَرِيقٍ، فَهِيَ حَسَنَةٌ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، وَالصَّوْمُ جُنَّةٌ مَا لَمْ يَخْرِقْهَا، وَمَنِ ابْتَلاهُ اللهُ ببَلاءٍ فِي جَسَدِهِ، فَهُوَ لَهُ حِطَّةٌ " (1).

1701 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، حَدَّثَنَا بَشَّارُ بْنُ أَبِي سَيْفٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ غُطَيْفٍ، قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى أَبِي عُبَيْدَةَ

فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (2).

(1) إسناده حسن إن كان واصل- وهو مولى أبي عُيينة- سمعه من الوليد بن عبد الرحمن، فانه يروي هذا الحديث عن بشار بن أبي سيف، عن الوليد بن عبد الرحمن، كما تقدم برقم (1690).

وأخرجه الشاشي (265)، والبيهقي 9/ 171 من طريق يزيد بنِ هارون، بهذا الإسناد. وانظر ما بعده.

(2)

إسناده حسن.

وأخرجه ابنُ أبي شيبة 3/ 234 - 235 و 5/ 339 و 9/ 28 و 107، والشاشي (265)، والبيهقي 9/ 171 من طريق يزيد بنِ هارون، بهذا الإسناد. ورواية ابن أبي شيبة مختصرة.

وأخرجه الطيالسي (227)، والبخاري في "التاريخ الكبير" 7/ 21، والدولابي في "الأسماء والكنى" 1/ 12، وابن خزيمة (1892)، والشاشي (266)، والحاكم 3/ 265، والبيهقي في "السنن" 9/ 171، وفي "شعب الإيمان"(3572) من طريق جرير، به. وبعضهم يرويه مختصراً، ووقع عند الطيالسي والبيهقي "غطيف بن الحارث". وانظر (1690).

ص: 228

مُسْنَدُ الصَّحَابَةِ بَعْدَ الْعَشَرَةِ

حَدِيثُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ (1) رضي الله عنه

1702 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ سُلَيْمَانَ - يَعْنِي التَّيْمِيَّ -، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ

(1) عبد الرحمن بن أبي بكر الصِّدّيقِ.

كان من سادات قريش وأشدهم وأسدِّهم رمياً.

أسلم قبل الفتح ثم لم يُحفظ عليه كذبة منذ أسلم.

وأبلى يومَ اليمامة بلاءً حسناً، وقتل محكم اليمامة رماه بسهم في عقبه فقتله.

يقال: كان اسمه عبد الكعبة، وفي رواية: عبد العزى، فسماه النبي صلى الله عليه وسلم: عبد الرحمن، ويُكنى بأبي محمد، وقيل: أبو عثمان، وقيل: أبو عبد الله.

وكان فيه مع دينه وصلابته دعابةٌ حسنةٌ، وقصته مع ليلى بنتِ الجودي التي كان رآها في الجاهلية فعشقها، وأنشد فيها أشعاراً كثيرةً مشهورة، ولما فتح عمر بن الخطاب الناحية التي كانت فيها نفَّله إيَّاها.

وكانت وفاته سنة أربع، أو خمس أو ست وخمسين، ودفن بمكة، وقد زارته أمُّ المؤمنين أخته عائشة، وكان شقيقها، وأنشدت عند قبره أبياتَ متمم بن نويرة في أخيه مالك أمير بني يربوع الذي قتله خالدُ بن الوليد أيامَ الردة:

وكنا كَنَدْمَانَيْ جَذيمةَ حِقبةً

من الدهر حتى قِيلَ لن يتصدَّعَا

فلمَّا تفرَّقنا كأني ومالِكاً

لِطولِ اجتماعٍ لم نَبِتْ ليلةً معاً

"جامع المسانيد" 3 / الورقة 108، وانظر "سير أعلام النبلاء" 2/ 471.

ص: 229

عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: جَاءَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه بِضَيْفٍ لَهُ - أَوْ بِأَضْيَافٍ لَهُ - قَالَ: فَأَمْسَى عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَلَمَّا أَمْسَى قَالَتْ لَهُ أُمِّي: احْتَبَسْتَ عَنْ ضَيْفِكَ - أوِ أَضْيَافِكَ - مُذِ اللَّيْلَةِ. قَالَ: أَمَا عَشَّيْتِهِمْ؟ قَالَتْ: لَا. قَالَتْ: عَرَضْتُ ذَاكَ عَلَيْهِ - أَوْ عَلَيْهِمْ - فَأَبَوْا - أَوْ فَأَبَى -. قَالَ: فَغَضِبَ أَبُو بَكْرٍ، وَحَلَفَ أَنْ لَا يَطْعَمَهُ، وَحَلَفَ الضَّيْفُ - أَوِ الْأَضْيَافُ - أَنْ لَا يَطْعَمُوهُ حَتَّى يَطْعَمَهُ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنْ كَانَتْ هَذِهِ مِنَ الشَّيْطَانِ. قَالَ: فَدَعَا بِالطَّعَامِ، فَأَكَلَ، وَأَكَلُوا، قَالَ: فَجَعَلُوا لَا يَرْفَعُونَ لُقْمَةً إِلَّا رَبَتْ مِنْ أَسْفَلِهَا أَكْثَرَ مِنْهَا، فَقَالَ: يَا أُخْتَ بَنِي فِرَاسٍ، مَا هَذَا؟ قَالَ: فَقَالَتْ: قُرَّةُ عَيْنٍ (1)، إِنَّهَا الْآنَ لَأكْثَرُ مِنْهَا قَبْلَ أَنْ نَأْكُلَ. فَأَكَلُوا، وَبَعَثَ بِهَا إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ أَنَّهُ أَكَلَ مِنْهَا (2).

(1) في (م) و (س) وعلى حاشيتي (ق) و (ص): عيني.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن أبي عدي: هو محمد بن إبراهيم بن أبي عدي البصري، وسليمان التيمي: هو سليمان بن طرخان، وأبو عثمان: هو عبدُ الرحمن بن ملّ النهدي.

وأخرجه البخاري (6141) من طريق ابن أبي عدي، بهذا الإسناد.

وأخرجه بنحوه البخاري (6140)، ومسلم (2057)(117)، وأبو داود (3270) و (3271)، وابن حبان (4350)، والبيهقي 10/ 34 من طريق سعيد بن إياس الجريري، عن أبي عثمان، به. وسيأتي برقم (1704) و (1712) و (1713).

قوله: "هذه"، قال السندي: أي: اليمين، وهي تُؤنث، واستعمال "إن" المخففة بدون اللام الفارقة، كثيرٌ في الأحاديث وغيرها، كما صرح به المحققون.

وقوله: "قُرة عين"، قال السندي: ظاهر رواية "الصحيحين" أنه قسم، فيمكن نَصْبُه وجَرُّه بحرف القسم المقدَّر، قيل: أرادت بها النبي صلى الله عليه وسلم، ففيه الحَلِف بالمخلوق، أو المراد: وخالق قرة عيني، ويحتمل أن يقدر: يا قرةَ عيني، أو: أنت قرة عيني على أنه =

ص: 230

1703 -

حَدَّثَنَا عَارِمٌ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، أَنَّهُ قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ثَلاثِينَ وَمِئَةً، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" هَلْ مَعَ أَحَدٍ مِنْكُمْ طَعَامٌ؟ " فَإِذَا مَعَ رَجُلٍ صَاعٌ مِنْ طَعَامٍ، أَوْ نَحْوُهُ، فَعُجِنَ، ثُمَّ جَاءَ رَجُلٌ مُشْرِكٌ مُشْعَانٌّ طَوِيلٌ بِغَنَمٍ يَسُوقُهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" أَبَيْعًا أَمْ عَطِيَّةً؟ أَوْ قَالَ: أَمْ هَدِيَّةً؟ " قَالَ: لَا، بَلْ بَيْعٌ. فَاشْتَرَى مِنْهُ شَاةً، فَصُنِعَتْ، وَأَمَرَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِسَوَادِ الْبَطْنِ أَنْ يُشْوَى، قَالَ: وَايْمُ اللهِ، مَا مِنَ الثَّلاثِينَ وَالْمِئَةِ، إِلا قَدْ حَزَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حُزَّةً مِنْ سَوَادِ بَطْنِهَا، إِنْ كَانَ شَاهِدًا أَعْطَاهَا إِيَّاهُ، وَإِنْ كَانَ غَائِبًا خَبَأَ لَهُ، قَالَ: وَجَعَلَ مِنْهَا قَصْعَتَيْنِ، قَالَ: فَأَكَلْنَا أَجْمَعُونَ وَشَبِعْنَا، وَفَضَلَ فِي الْقَصْعَتَيْنِ، فَجَعَلْنَاهُ عَلَى الْبَعِيرِ، أَوْ كَمَا قَالَ (1).

1704 -

حَدَّثَنَا عَارِمٌ وَعَفَّانُ، قَالا: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ؛ قَالَ عَفَّانُ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ سَمِعْتُ أَبِي، حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ: أَنَّ أَصْحَابَ الصُّفَّةِ كَانُوا أُنَاسًا فُقَرَاءَ، وَأَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ مَرَّةً: " مَنْ كَانَ عِنْدَهُ طَعَامُ اثْنَيْنِ، فَلْيَذْهَبْ

= أراد بها الزوج.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عارم: لقب محمد بن الفضل السدوسي البصري.

وأخرجه البخاري (2216) و (2618) من طريق عارم، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (5382)، ومسلم (2056)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(656)، والبيهقي 6/ 95، وأبو نعيم (324) كلاهما في "الدلائل" من طريق معتمر بن سليمان، به. وسيأتي برقم (1711).

مشعانٌّ: ثائر الرأس أشعثه، وسواد البطن: هو الكبد.

ص: 231

بِثَالِثٍ - وَقَالَ عَفَّانُ: بِثَلاثَةٍ - وَمَنْ كَانَ عِنْدَهُ طَعَامُ أَرْبَعَةٍ فَلْيَذْهَبْ بِخَامِسٍ، سَادِسٍ " أَوْ كَمَا قَالَ، وَأَنَّ أَبَا بَكْرٍ جَاءَ بِثَلاثَةٍ، وَانْطَلَقَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِعَشَرَةٍ، وَأَبُو بَكْرٍ بِثَلاثَةٍ - قَالَ عَفَّانُ: بِسَادِسٍ - (1).

1705 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو - يَعْنِي ابْنَ دِينَارٍ - أَخْبَرَهُ عَمْرُو بْنُ أَوْسٍ الثَّقَفِيُّ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ أُرْدِفَ عَائِشَةَ إِلَى التَّنْعِيمِ فَأُعْمِرَهَا (2).

1706 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" إِنَّ رَبِّي أَعْطَانِي سَبْعِينَ أَلْفًا مِنْ أُمَّتِي يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ " فَقَالَ عُمَرُ: يَا

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مطولاً البخاري (602)، وأبو نعيم في "الدلائل"(498) من طريق عارم، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (3581)، ومسلم (2057)(176)، والبيهقي في "الدلائل 6/ 103، وأبو نعيم في "الحلية" 2/ 338 من طرق عن معتمر، به. وانظر (1702).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الشافعي 1/ 379، والحميدي (563)، وابن أبي شيبة ص 115 (تحقيق عمر العمروي)، والدارمي (1682)، والبخاري (1784) و (2985)، ومسلم (1212)، وابن ماجه (2999)، والترمذي (934)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(655)، والنسائي في "الكبرى"(4230)، والطحاوي 2/ 240، والبيهقي 4/ 357 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وانظر (1710).

ص: 232

رَسُولَ اللهِ، فَهَلَّا اسْتَزَدْتَهُ؟ قَالَ:" قَدِ اسْتَزَدْتُهُ، فَأَعْطَانِي مَعَ كُلِّ رَجُلٍ سَبْعِينَ أَلْفًا " قَالَ عُمَرُ: فَهَلَّا اسْتَزَدْتَهُ؟ قَالَ: " قَدِ اسْتَزَدْتُهُ، فَأَعْطَانِي مَعَ كُلِّ رَجُلٍ سَبْعِينَ أَلْفًا " قَالَ عُمَرُ: فَهَلَّا اسْتَزَدْتَهُ؟ قَالَ: " قَدِ اسْتَزَدْتُهُ، فَأَعْطَانِي هَكَذَا ". وَفَرَّجَ عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَقَالَ عَبْدُ اللهِ: وَبَسَطَ بَاعَيْهِ، وَحَثَا عَبْدُ اللهِ. وقَالَ هِشَامٌ: وَهَذَا مِنَ اللهِ لَا يُدْرَى مَا عَدَدُهُ (1).

1707 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا صَدَقَةُ بْنُ مُوسَى، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ قَيْسِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ قَاضِي الْمِصْرَيْنِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ اللهَ عز وجل لَيَدْعُو بِصَاحِبِ الدَّيْنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُقِيمُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَيَقُولُ: أَيْ عَبْدِي، فِيمَ أَذْهَبْتَ مَالَ النَّاسِ؟ فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ، قَدْ عَلِمْتَ أَنِّي لَمْ أُفْسِدْهُ، إِنَّمَا ذَهَبَ فِي غَرَقٍ أَوْ حَرَقٍ أَوْ سَرِقَةٍ أَوْ وَضِيعَةٍ، فَيَدْعُو اللهُ عز وجل بِشَيْءٍ فَيَضَعُهُ فِي مِيزَانِهِ، فَتَرْجَحُ حَسَنَاتُهُ "(2).

(1) إسناده ضعيف، القاسم بن مهران لا يعرف، وموسى بن عبيد ذكره البخاري في "تاريخه" 7/ 291، وابن أبي حاتم 8/ 151، وقال الحسيني ونقله عنه ابن حجر في "تعجيل المنفعة": مجهول، وأخطأ الهيثمي في "المجمع" 10/ 411 فظنه موسى بن عبيد مولى خالد بن عبد الله بن أسيد الذي ذكره ابن حبان في "الثقات" 5/ 403.

وأخرجه البزار (3546) من طريق عبد الله بن بكر السهمي، بهذا الإسناد.

ولقوله: "إن ربي أعطاني سبعين ألفاً من أمتي يدخلون الجنة بغير حساب" شاهد من حديث ابن عباس عند البخاري (6541)، ومسلم (220)، وعن أبي هريرة عند البخاري (6542)، ومسلم (216)، وعن عمران بن حصين عند مسلم (218).

(2)

إسناده ضعيف، صدقة بن موسى- وهو الدقيقي- ضعّفه ابن معين وأبو داود والنسائي والدولابي، وقال الترمذي: ليس عندهم بذاك القوي، وذكره العقيلي في =

ص: 233

1708 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا صَدَقَةُ، حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ، حَدَّثَنِي قَيْسُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ قَاضِي الْمِصْرَيْنِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" يَدْعُو اللهُ بِصَاحِبِ الدَّيْنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، حَتَّى يُوقَفَ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَيُقَالُ: يَا ابْنَ آدَمَ، فِيمَ أَخَذْتَ هَذَا الدَّيْنَ، وَفِيمَ ضَيَّعْتَ حُقُوقَ النَّاسِ؟ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي أَخَذْتُهُ فَلَمْ آكُلْ، وَلَمْ أشْرَبْ، وَلَمْ أَلْبَسْ وَلَمْ أُضَيِّعْ، وَلَكِنْ أتَى عَلَى يَدَيَّ إِمَّا حَرَقٌ، وَإِمَّا سَرَقٌ، وَإِمَّا وَضِيعَةٌ، فَيَقُولُ اللهُ عز وجل: صَدَقَ عَبْدِي، أَنَا أَحَقُّ مَنْ قَضَى عَنْكَ الْيَوْمَ، فَيَدْعُو اللهُ بِشَيْءٍ فَيَضَعُهُ فِي كِفَّةِ مِيزَانِهِ، فَتَرْجَحُ حَسَنَاتُهُ عَلَى سَيِّئَاتِهِ، فَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ "(1).

= "الضعفاء" وقال أبو حاتم: لين الحديث يكتب حديثه ولا يحتج به، ليس بالقوي، وقال الدارقطني: متروك، وقال ابن حبان: كان شيخاً صالحاً إلا أن الحديث لم يكن من صناعته، فكان إذا روى قلب الأخبارَ حتى خرج عن حد الاحتجاج به. وقيس بن زيد قال أبو حاتم فيما نقله عنه ابنه 7/ 98: روى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً، لا أعلم له صحبة، روى عنه أبو عمران الجوني، وذكره ابن حبان في "الثقات" 5/ 316. وقاضي المصرين: هو شريح بن الحارث بن قيس الكوفي النخعي القاضي مخضرم ثقة، روى له البخاري في "الأدب المفرد" والنسائي في "سننه"، والمصران: الكوفة والبصرة، استقضاه عمر على الكوفة وأقره علي، وأقام على القضاء بها ستين سنة، وقضى بالبصرة سنة.

وأخرجه البزار (1332 - كشف الأستار)، وأبو نعيم في "الحلية" 4/ 141 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

قوله: "بشيء"، قال السندي: لعله كلمة التوحيد.

وأخرجه الطيالسي (1326)، وأبو نعيم 4/ 141 من طريق صدقة، به. وسيأتي برقم (1708).

(1)

إسناده ضعيف، وانظر ما قبله.

ص: 234

1709 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ - يَعْنِي ابْنَ الْمُبَارَكِ - أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ مَنْ سَمِعَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي بَكْرٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " ارْحَلْ هَذِهِ النَّاقَةَ، ثُمَّ أَرْدِفْ أُخْتَكَ، فَإِذَا هَبَطْتُمَا مِنْ أَكَمَةِ التَّنْعِيمِ، فَأَهِلَّا وَأَقْبِلَا " وَذَلِكَ لَيْلَةُ الصَّدَرِ (1).

1710 -

حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ مِهْرَانَ الدَّبَّاغُ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ - يَعْنِي الْعَطَّارَ -، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكَ، عَنْ حَفْصَةَ ابْنَةِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، عَنْ أَبِيهَا، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ:" أَرْدِفْ أُخْتَكَ - يَعْنِي عَائِشَةَ - فَأَعْمِرْهَا مِنَ التَّنْعِيمِ، فَإِذَا هَبَطْتَ بِهَا مِنَ الأَكَمَةِ فَمُرْهَا فَلْتُحْرِمْ، فَإِنَّهَا عُمْرَةٌ مُتَقَبَّلَةٌ "(2).

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة الراوي الذي سمع عبد الرحمن بن أبي بكر. علي بن إسحاق- وهو السلمي مولاهم المروزي- ثقة روى له الترمذي، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي نجيح- واسمه يسار- والد عبد الله، فمن رجال مسلم، وقد سلف معناه (1705) بإسناد صحيح على شرطهما وانظر الحديث الآتي.

وقوله: ارحل: فعل أمر من الثلاثي، يقال: رَحَلَ البعيرَ يَرْحَلُه رَحْلاً: جعل عليه الرحل. ويوم الصدر، بفتح الصاد والدال: هو اليوم الرابع من أيام النحر، لأن الناس يصدرون فيه من مكة إلى أماكنهم.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم. داود العطار: هو داود بن عبد الرحمن العبدي المكي، وابن خثيم: هوعبد الله بن عثمان بن خثيم.

وأخرجه الدارمي (1863)، وأبو داود (1995)، والطحاوي 2/ 240، والحاكم 3/ 477، والبيهقي 4/ 357 - 358 و 358 من طريق داود العطار، بهذا الإسناد. وقال الإمام الذهبي في "تلخيص المستدرك": سنده قوي. وانظر (1705).

ص: 235

1711 -

حَدَّثَنَا عَارِمٌ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، أَنَّهُ قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ثَلاثِينَ وَمِئَةً، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" هَلْ مَعَ أَحَدٍ مِنْكُمْ طَعَامٌ؟ " فَإِذَا مَعَ رَجُلٍ صَاعٌ مِنْ طَعَامٍ أَوْ نَحْوُهُ، فَعُجِنَ، ثُمَّ جَاءَ رَجُلٌ مُشْرِكٌ مُشْعَانٌّ طَوِيلٌ بِغَنَمٍ يَسُوقُهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" أَبَيْعًا أَمْ عَطِيَّةً؟ أَوْ قَالَ: أَمْ هِبَةً؟ " قَالَ: لَا، بَلْ بَيْعٌ. فَاشْتَرَى مِنْهُ شَاةً، فَصُنِعَتْ، وَأَمَرَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِسَوَادِ الْبَطْنِ أَنْ يُشْوَى، قَالَ: وَايْمُ اللهِ، مَا مِنَ الثَّلاثِينَ وَالْمِئَةِ إِلا قَدْ حَزَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَهُ حُزَّةً مِنْ سَوَادِ بَطْنِهَا، إِنْ كَانَ شَاهِدًا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ، وَإِنْ كَانَ غَائِبًا خَبَأَ لَهُ، قَالَ: وَجَعَلَ مِنْهَا قَصْعَتَيْنِ، قَالَ: فَأَكَلْنَا أَجْمَعُونَ وَشَبِعْنَا، وَفَضَلَ فِي الْقَصْعَتَيْنِ، فَحَمَلْنَاهُ عَلَى بَعِيرٍ. أَوْ كَمَا قَالَ (1).

1712 -

حَدَّثَنَا عَارِمٌ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ: أَنَّ أَصْحَابَ الصُّفَّةِ كَانُوا أُنَاسًا فُقَرَاءَ، وَأَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ مَرَّةً:" مَنْ كَانَ عِنْدَهُ طَعَامُ اثْنَيْنِ، فَلْيَذْهَبْ بِثَالِثٍ، مَنْ كَانَ عِنْدَهُ طَعَامُ أَرْبَعَةٍ فَلْيَذْهَبْ بِخَامِسٍ، بِسَادِسٍ " أَوْ كَمَا قَالَ، وَأَنَّ أَبَا بَكْرٍ جَاءَ بِثَلاثَةٍ، فَانْطَلَقَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِعَشَرَةٍ، وَأَبُو بَكْرٍ بِثَلاثَةٍ، قَالَ: فَهُوَ أَنَا وَأَبِي وَأُمِّي - وَلا أَدْرِي هَلْ قَالَ: وَامْرَأَتِي - وَخَادِمٌ بَيْنَ بَيْتِنَا وَبَيْتِ أَبِي بَكْرٍ، وَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ تَعَشَّى عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ لَبِثَ حَتَّى صُلِّيَتِ الْعِشَاءُ، ثُمَّ رَجَعَ، فَلَبِثَ حَتَّى نَعَسَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَجَاءَ بَعْدَ مَا

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عارم: لقب محمد بن الفضل السدوسي، وأبو عثمان: هو عبد الرحمن بن مل النهدي. وانظر (1703).

ص: 236

مَضَى مِنَ اللَّيْلِ مَا شَاءَ اللهُ، قَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ: مَا حَبَسَكَ عَنِ اضْيَافِكَ - أَوْ قَالَتْ: ضَيْفِكَ -؟ قَالَ: أَوَمَا عَشَّيْتِهِمْ؟ قَالَتْ: أَبَوْا حَتَّى تَجِيءَ، قَدْ عَرَضُوا عَلَيْهِمْ فَغَلَبُوهُمْ. قَالَ: فَذَهَبْتُ أَنَا فَاخْتَبَأْتُ، قَالَ: وَقَالَ: يَا عَنْتَرُ، أَوْ يَا غُنْثَرُ. فَجَدَّعَ وَسَبَّ، وَقَالَ: كُلُوا، لَا هَنِيًّا، وَقَالَ: وَاللهِ لَا أَطْعَمُهُ أَبَدًا. قَالَ: وَحَلَفَ الضَّيْفُ أَنْ لَا يَطْعَمَهُ حَتَّى يَطْعَمَهُ أَبُو بَكْرٍ، قَالَ: فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: هَذِهِ مِنَ الشَّيْطَانِ. قَالَ: فَدَعَا بِالطَّعَامِ فَأَكَلَ، قَالَ: فَايْمُ اللهِ، مَا كُنَّا نَأْخُذُ مِنْ لُقْمَةٍ إِلا رَبَا مِنْ أَسْفَلِهَا أَكْثَرَ مِنْهَا، قَالَ: حَتَّى شَبِعُوا، وَصَارَتِ أَكْثَرَ مِمَّا كَانَتْ قَبْلَ ذَلِكَ، فَنَظَرَ إِلَيْهَا أَبُو بَكْرٍ، فَإِذَا هِيَ كَمَا هِيَ، أَوِ أَكْثَرُ، فَقَالَ لِامْرَأَتِهِ: يَا أُخْتَ بَنِي فِرَاسٍ، مَا هَذَا؟ قَالَتْ: لَا وَقُرَّةِ عَيْنِي، لَهِيَ الْآنَ أَكْثَرُ مِنْهَا قَبْلَ ذَلِكَ بِثَلاثِ مِرَارٍ. فَأَكَلَ مِنْهَا أَبُو بَكْرٍ، وَقَالَ: إِنَّمَا كَانَ ذَلِكَ مِنَ الشَّيْطَانِ. يَعْنِي يَمِينَهُ، ثُمَّ أَكَلَ مِنْهَا لُقْمَةً، ثُمَّ حَمَلَهَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَصْبَحَتْ عِنْدَهُ. قَالَ: وَكَانَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمٍ عَقْدٌ، فَمَضَى الْأَجَلُ، فَعَرَّفْنَا اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا مَعَ كُلِّ رَجُلٍ أُنَاسٌ، اللهُ أَعْلَمُ كَمْ مَعَ كُلِّ رَجُلٍ، غَيْرَ أَنَّهُ بَعَثَ مَعَهُمْ، فَأَكَلُوا مِنْهَا أَجْمَعُونَ، أَوْ كَمَا قَالَ (1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (1702).

قوله: "أو ضيفك"، قال السندي: الضيف اسم مفرد، يطلق على الواحد والجمع، قيل: لأنه في الأصل مصدر كالصوم والزور، ومنه قوله تعالى:{هل أتاك حديثُ ضَيْفِ إبراهيم المُكْرَمين} [الذاريات: 24].

وقوله: يا عنتر أو يا غنثر، قال ابن الأثير في "النهاية" في باب العين مع النون: هكذا جاء في رواية، وهو الذباب شبهه به تصغيراً له وتحقيراً، وقيل: هو الذباب الكبيرُ الأزرق شبهه به لشدة أذاه، وقال في باب الغين والنون، قيل: هو الثقيل الوَخِمُ، وقيل: الجاهل، =

ص: 237

1713 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ: أَنَّ أَصْحَابَ الصُّفَّةِ كَانُوا أُنَاسًا فُقَرَاءَ، وَأَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" مَنْ كَانَ عِنْدَهُ طَعَامُ اثْنَيْنِ، فَلْيَذْهَبْ بِثَلاثَةٍ، وَمَنْ كَانَ عِنْدَهُ طَعَامُ أَرْبَعَةٍ، فَلْيَذْهَبْ بِخَامِسٍ، بِسَادِسٍ ". أَوْ كَمَا قَالَ، وَإَنَّ أَبَا بَكْرٍ جَاءَ بِثَلاثَةٍ، وَانْطَلَقَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِعَشَرَةٍ، قَالَ: فَهُوَ أَنَا وَأَبِي وَأُمِّي - وَلَا أَدْرِي هَلْ قَالَ: امْرَأَتِي - وَخَادِمٌ بَيْنَ بَيْتِنَا وَبَيْتِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ (1).

= من الغثارة: الجهل، والنون زائدة.

وقوله: فجدَّع بتشديد الدال المفتوحة، أي: خاصمه وذمَّه، والمجادعة: المخاصمة، وقال في "اللسان" جادعه مجادعةً وجداعاً: شاتمه وشارَّه، كأن كل واحد منهما جدع أنف صاحبه. وقال النووي: فجدع، أي: دعا بالجدع وهو قطع الأنف وغيره من الأعضاء. قال أحمد شاكر: وهذا أصح وأقرب، فإن "جدَّع" غير "جادع" ويؤيده ما في "اللسان": وفي الدعاء على الإنسان: جدعاً له وعقراً نصبوها في حد الدعاء على إضمار الفعل غير المستعمل إظهاره، وحكى سيبويه: جدَّعْتُه تجديعاً وعقرته: قلت له ذلك. وهذا نص صريح.

وقوله: "لا هنياً"، قال السندي: قيل: قاله تأديباً لهم لأنهم تحكموا على أهل المنزل، وقيل: هو خبر، أي: أنهم لم يتهنَّوا به في وقته، قيل: وهو الأوجه. وعقد، أي: عهد على أنهم يجيئون يوم كذا.

وقوله: "فعرفنا اثني عشر رجلاً" قال النووي في "شرح مسلم" 14/ 19: هكذا هو في معظم النسخ (يعني نسخ صحيح مسلم) فعرّفنا بالعين وتشديد الراء، أي: جعلنا عرفاء، وفي كثير من النسخ: ففرقنا بالفاء المكررة في أوله وبقاف من التفريق، أي: جعل كل رجل من الاثني عشر مع فرقة، وهما صحيحان، والعريف: النقيب، وهو دون الرئيس.

(1)

إسناده صحيح على شرطهما. وانظر (1702).

ص: 238

حَدِيثُ زَيْدِ بْنِ خَارِجَةَ (1) رضي الله عنه

1714 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ سَلَمَةَ، أَنْ عَبْدَ الْحَمِيدِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ دَعَا مُوسَى بْنَ طَلْحَةَ حِينَ عَرَّسَ عَلَى ابْنِهِ، فَقَالَ: يَا أَبَا عِيسَى، كَيْفَ بَلَغَكَ فِي الصَّلاةِ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ مُوسَى: سَأَلْتُ زَيْدَ بْنَ خَارِجَةَ عَنِ الصَّلاةِ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ زَيْدٌ: أَنَا سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَفْسِي: كَيْفَ الصَّلَاةُ عَلَيْكَ؟ قَالَ: " صَلُّوا وَاجْتَهِدُوا، ثُمَّ قُولُوا: اللهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ "(2).

(1) هو زيد بن خارجة بن زيد بن أبي زهير بن مالك بن امرئ القيس بن مالك بن ثعلبة بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج الأنصاري الخزرجي، شهد أبوه بدراً، قيل: وهو أيضاً، وقتل أبوه يوم أحد، وكانت وفاته في خلافة عثمان لا يختلفون في ذلك.

انظر "جامع المسانيد والسنن" 1 / الورقة 53، و"أسد الغابة" 2/ 284، و"الإصابة" 1/ 547، و"تهذيب الكمال" 10/ 60.

(2)

إسناده صحيح، علي بن بحر روى له أبو داود والترمذي وهو ثقة، ومن فوقه من رجال الصحيح. عثمان بن حكيم: هو ابن عبادة بن حنيف الأنصاري الأوسي المدني.

موسى بن طلحة: هو موسى بن طلحة بن عبيد الله التيمي، أبوعيسى، نزيل الكوفة، وعبد الحميد بن عبد الرحمن: هو ابن زيد بن الخطاب العدوي، استعمله عمر بن عبد العزيز على الكوفة.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 383 و 383 - 384 و 384، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" 1/ 301، وإسماعيل القاضي في "فضل الصلاة على النبي"(69)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2000)، والنسائي 3/ 48 - 49، وفي "الكبرى"(7672)، وفي "عمل اليوم والليلة"(53)، والطبراني (5143) من طريق عثمان بن حكيم، بهذا الإسناد. وبعضُهم يزيد فيه على بعض. وقد تقدم نحوه في مسند طلحة بن عبيد الله (1396) من طريق عثمان بن موهب، عن موسى بن طلحة، عن أبيه.

قوله: "حين عَرَّس"، قال السندي: من التعريس، وهو نزول المسافر آخر الليل.

ص: 239

حَدِيثُ الْحَارِثِ بْنِ خَزْمَةَ (1) رضي الله عنه

1715 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادٍ، عَنْ أَبِيهِ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: أَتَى الْحَارِثُ بْنُ خَزَمَةَ بِهَاتَيْنِ الْآيَتَيْنِ مِنْ آخِرِ بَرَاءَةَ: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ} إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَقَالَ: مَنْ مَعَكَ عَلَى هَذَا؟ قَالَ: لَا أَدْرِي، وَاللهِ إِلا أَنِّي أَشْهَدُ لَسَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَوَعَيْتُهَا، وَحَفِظْتُهَا. فَقَالَ عُمَرُ: وَأَنَا أَشْهَدُ لَسَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَالَ: لَوْ كَانَتْ ثَلاثَ آيَاتٍ، لَجَعَلْتُهَا سُورَةً عَلَى حِدَةٍ، فَانْظُرُوا سُورَةً مِنَ القُرْآنِ، فَضَعُوهَا فِيهَا، فَوَضَعْتُهَا فِي آخِرِ بَرَاءَةَ (2).

(1) هو الحارث بنُ خزمة بن عدي بن أبي غنم وهو نوفلُ بن سالم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج أبو بشير، وقيل: أبو خزيمة الأنصاري الخزرجي، شهد بدراً وما بعدها، وتوفي سنة أربعين.

انظر "جامع المسانيد والسنن" 1 / الورقة 256، و"الإصابة" 1/ 277.

(2)

إسناده ضعيف لتدليس محمد بن إسحاق، ولانقطاعه، قال الشيخ أحمد شاكر: عباد بن عبد الله بن الزبير ثقة، ولكنه لم يدرك قصة جمع القرآن بل ما أظنه أدرك الحارثَ بن خزمة، ولئن أدركه لما كان ذلك مصححاً للحديث، إذ لم يَرْوِه عنه، بل أرسل القصةَ إرسالاً. =

ص: 240

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه ابن أبي داود في "المصاحف" ص 38 من طريق محمد بن سلمة، بهذا الإسناد. وهو في "مجمع الزوائد" 7/ 35، وقال: رواه أحمد، وفيه ابن إسحاق وهو مدلس وباقي رجاله ثقات، ولم يتفطن الهيثمي لتعليله بالإرسال، وأورده ابن كثير في "تفسيره" 4/ 180 عن المسند، ولم يتكلم في تعليله بشيء.

وقال ابن الأثير في "أسد الغابة" 1/ 390 في ترجمة الحارث هذا: وقد ذكر ابن منده أن الحارث بن خزمة هو الذي جاء إلى عمر بن الخطاب بالآيتين خاتمة سورة براءة: {لقد جَاءَكُم رَسولٌ من أَنفُسِكم

} إلى آخر السورة، وهذا عندي فيه نظر، ثم روى بإسناده من طريق الترمذي حديث زيد بن ثابت:"بعث إليّ أبو بكر الصديق مقتل أهل اليمامة، وذكر حديث جمع القرآن، وقال: فوجدت آخر سورة براءة مع خزيمة بن ثابت" ثم قال: وهذا حديث صحيح، وهو في "جامع الترمذي"(3103).

قلنا: وأخرجه البخاري (4986) أيضاً، قال الشيخ أحمد شاكر: فهذا هو الثبت، وأما حديث عباد بن عبد الله بن الزبير الذي هنا، فإنه حديث منكر شاذ، مخالف للمتواتر المعلوم من الدين بالضرورة أن القرآن بلغه رسول الله لأمته سوراً معروفة مفصلة، يفصل بين كل سورتين منها بالبسملة إلا في "براءة" ليس لعمر ولا لغيره أن يرتب فيه شيئاً، ولا أن يضع آية مكان آية، ولا أن يجمع آيات وحدها فيجعلها سورة، ومعاذ الله أن يجول شيء من هذا في خاطر عمر، ثم من هذا الذي يقول في هذه الرواية هنا:"فوضعتها في آخر براءة" وفي رواية ابن أبي داود: "فألحقتها في آخر براءة"؟ أهو الحارث بن خزمة؟ لا، فإنه لم يكن ممن عهد إليه بجمع القرآن في المصحف، أهو عمر؟ لا، فالسياق ينفيه، لأن هذه الرواية تزعم أنه أمر بوضعها في براءة، فهو غيرُ الذي نفذ الأمر، أم هو الراوي عباد بن عبد الله بن الزبير؟ لا، إنه متأخر جداً عن أن يُدرك ذلك، حتى لقد قال العجلي:"وأما روايته عن عمر بن الخطاب فمرسلة بلا تردد". وأما نصُّ تفسير ابن كثير في هذه الكلمة "فوضعوها في آخر براءة" فإنه غير صحيح، ومخالف لنص المسند الذي يروي عنه، ولعلها تحريف أو تغيير من أحد الناسخين، فهذا الحديثُ ضعيفُ الإسناد منكرُ المتن، وهو أحد الأحاديث التي يلعب بها المستشرقون وعبيدُهم عندنا، يزعمون أنها تطعن في ثبوت القرآن، ويفترون على أصحاب رسول الله ما يفترون.

ص: 241

حَدِيثُ سَعْدٍ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه

1716 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ - يَعْنِي أَبَا دَاوُدَ الطَّيَالِسِيَّ -، حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ الْخَزَّازُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَعْدٍ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: قَدَّمْتُ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَمْرًا، فَجَعَلُوا يَقْرُنُونَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" لَا تَقْرُنُوا "(1).

(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، أبو عامر الخزاز- واسمه صالح بن رستم- سيئ الحفظ، والحسن- وهو البصري- مدلس وقد عنعن.

وأخرجه ابن ماجه (3332)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(682)، وأبو يعلى (1574)، والطبراني (5498)، والحاكم 4/ 119 - 120 من طريق الطيالسي، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم ووافقه الذهبي!

وفي الباب عن ابنِ عمر أخرجه البخاري (5446)، ومسلم (2045) وسيأتي في "المسند" 2/ 44 و 46 و 74 و 81 و 103 من طريق شعبة عن جبلة بن سُحَيم قال:"أصابنا عامُ سنةٍ مع ابن الزبير، فَرَزَقنا تمراً، فكان عبدُ الله بن عمر يمر بنا- ونحن نأكل- ويقول: لا تقارنوا، فإن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الإقران، ثم يقولُ: إلا أن يستأذن الرجل أخاه" قال شعبة: الإذن من قول ابن عمر. وانظر ابن حبان (5231) و (5232) و (5233).

والقِران هنا: ضمُّ تمرة إلى تمرة لمن أكل مع جماعة.

ص: 242

1717 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَعْدٍ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ، وَكَانَ يَخْدُمُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُعْجِبُهُ خِدْمَتُهُ، فَقَالَ:" يَا أَبَا بَكْرٍ، أَعْتِقْ سَعْدًا " فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا لَنَا مَاهِنٌ غَيْرُهُ. قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَعْتِقْ سَعْدًا، أَتَتْكَ الرِّجَالُ، أَتَتْكَ الرِّجَالُ ". قَالَ أَبُو دَاوُدَ: يَعْنِي السَّبْيَ (1).

(1) إسناده ضعيف، لضعف أبي عامر الخزاز وعنعنة الحسن.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(682)، وأبو يعلى (1573) من طريق الطيالسي، بهذا الإسناد.

وأخرجه الحاكم 2/ 213 من طريق عثمان بن عمر، عن أبي عامر، به، وصححه ووافقه الذهبي!

وقوله: "ما لنا ماهن غيره" الماهن: الخادم، والمَهنة بفتح الميم: الخدمة، قال في "النهاية": ولا يقال: مِهنة بالكسر، وكان القياس- لو قيل- مثل جِلسة وخِدمة إلا أنه جاء على فَعلة واحدة، وهذا قول الأصمعي وحكى غيره جوازَ الكسر، قال الزمخشري: هو عند الأثبات خطأ.

ص: 243

مُسْنَدُ أَهْلِ الْبَيْتِ رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِمِ أَجْمَعِينَ

حَدِيثُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (1) رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُمَا

(1) هو الحسن بن علي بن أبي طالب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي الهاشمي القرشي، أبو محمد سِبْط رسول الله صلى الله عليه وسلم، ابن ابنته فاطمة سيدةِ نساء أهل الجنة وقيل: العالمين.

وهو سيدهم هو وأخوه الحسين، وريحانتا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو الذي سماهما حين ولدا ولم يُسبقا إلى هذين الاسمين، وحنَّكهما، وبرَّك عليهما، وعقَّ عنهما.

وكانا يُشبهانه، وكان الحسنُ أعجبَهما إليه.

وكان يُجلسه معه على المنبر ويقول: إن ابني هذا سيدٌ، وسيُصْلحُ الله به بين فئتين عظيمتين، فكان كذلك، نزل عن الخلافة لِسلطان معاوية بعد وقائعِ صِفين، وذلك سنة إحدى وأربعين، فحقنت الدماءُ، وصارت الناسُ يداً واحدة على من سواهم.

وأخذ الحسن من بيت المال سبعة آلاف ألفِ درهم، وفرض له معاوية من بيت المال كل سنة ألف ألف، وجعله ولي العهد مِن بعده، فمات قبلَ معاوية، قيل: سنة ثمان وأربعين أو تسع أو سنة خمسين أو إحدى وخمسين، وكان مولده للنصف من رمضان سنةَ ثلاثٍ من الهجرة على الصحيح.

وفي "صحيح البخاري" عن أبي عثمان، عن أسامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يُجلسه والحسينَ على ركبتيه ويقول:"اللهم إني أُحبهما فأَحبهما". =

ص: 244

1718 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ بُرَيْدِ (1) بْنِ أَبِي مَرْيَمَ السَّلُولِيِّ، عَنْ أَبِي الْحَوْرَاءِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: عَلَّمَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَلِمَاتٍ أَقُولُهُنَّ فِي قُنُوتِ الْوَتْرِ: " اللهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ، وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ، فَإِنَّكَ تَقْضِي وَلا يُقْضَى عَلَيْكَ، إِنَّهُ لَا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ، تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ "(2).

= وفي "صحيح مسلم" من حديث نافع بن جبير عن أبي هريرة أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال للحسن بن علي: "اللهم إني أحبه فأحب من يحبه".

وكان الصديق يحملُه على عاتقه ويقول:

يا بأبي شبه النبي

ليس شبيهاً بعلي

وعلي يضحك. رواه البخاري.

وفرض له عمر في خمسة آلاف كأبيه وأهل بدر، وقد كان الحسن جواداً كريماً ممدَّحاً كثيرَ العطاء والصدقة، خرج من جميعِ ماله لله تعالى مرتين، وقاسمه ثلاثَ مرات.

ومشى إلى بيت الله عدة حجات، والجنائب إلى ورائه، والنجائب معه تقاد بين يديه.

وأوصى أخاه بأشياءَ حسنةٍ، منها أنه قال: ما أظنّ أن الله يجمع لنا بَيْنَ النبوة والخلافة، ولا يستخِفَّنَّك أهلُ الكوفة ليخرجوك.

وأرسل إلى عائشة أمِّ المؤمنين يطلب منها أن يدفن عندها في الحجرة عندَ جده، فأذنت له، وقال لأخيه: إن منعك بنو أمية، فلا تشاققهم، وادفني في البقيع، فلما توفي جاؤوا إلى عائشة فأذنت لهم، فحالَ دونَ ذلك بنو أمية، فحُمِلَ ودُفِنَ بالبقيع.

"جامع المسانيد" 1 / الورقة 312 - 313، وانظر "سير أعلام النبلاء" 3/ 245 - 279.

(1)

تحرف في (م) و (ق) إلى: يزيد.

(2)

إسناده صحيح، رجالُه كلهم ثقات. أبو الحوراء: هو ربيعة بن شيبان السعدي. =

ص: 245

1719 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ: خَطَبَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ رضي الله عنه، فَقَالَ: لَقَدْ فَارَقَكُمْ رَجُلٌ بِالْأَمْسِ لَمْ يَسْبِقْهُ الْأَوَّلُونَ بِعِلْمٍ، وَلا يُدْرِكُهُ الْآخِرُونَ، كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَبْعَثُهُ بِالرَّايَةِ: جِبْرِيلُ عَنْ يَمِينِهِ، وَمِيكَائِيلُ عَنْ شِمَالِهِ، لَا يَنْصَرِفُ حَتَّى يُفْتَحَ لَهُ (1).

= وأخرجه ابن الجارود (272)، وابن خزيمة (1095)، والطبراني (2712) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه البيهقي 2/ 209 من طريق العلاء بن صالح، عن بريد، به.

وأخرجه الطبراني (2713) من طريق الربيع بن ركين، عن أبي يزيد الزراد، عن أبي الحوراء، به.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(375)، وفي "الآحاد والمثاني"(415)، والطبراني (2700)، والحاكم 3/ 172 وصححه على شرط الشيخين من طريق موسى بن عقبة، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة، عن الحسن.

وأخرجه النسائي 3/ 248 من طريق موسى بن عقبة، عن عبد الله بن علي، عن الحسن. وسيأتي برقم (1721) و (1723) و (1727).

(1)

حسن، وهذا إسناد ضعيف. شريك- وهو ابنُ عبد الله القاضي وإن كان سيئ الحفظ- قد توبع. هبيرة: هو ابن يَريم.

وأخرجه الطبراني (2718) من طريق شريك، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابنُ أبي شيبة 12/ 73 - 74، وابن سعد 3/ 38 و 38 - 39، والنسائي في "الكبرى"(8408)، وابن حبان (6936)، والطبراني (2717) و (2719) و (2720) و (2721) و (2722) و (2724) و (2725)، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 65 من طرق عن أبي إسحاق، به، بألفاظ متقاربة. وعند أكثرهم زيادة في آخره "ما ترك بيضاء ولا صفراء إلا سبع مئة درهم فضلت من عطائه، أراد أن يشتري بها خادماً"، وهذه الزيادة أخرجها الطبراني (2723) من طريق سفيان الثوري، عن أبي إسحاق، به. =

ص: 246

1720 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُبْشِيٍّ قَالَ: خَطَبَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ بَعْدَ قَتْلِ عَلِيٍّ رضي الله عنهما، فَقَالَ: لَقَدْ فَارَقَكُمْ رَجُلٌ بِالْأَمْسِ مَا سَبَقَهُ الْأَوَّلُونَ بِعِلْمٍ، وَلا أَدْرَكَهُ الْآخِرُونَ، إِنْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيَبْعَثُهُ، وَيُعْطِيهِ الرَّايَةَ، فَلا يَنْصَرِفُ حَتَّى يُفْتَحَ لَهُ، وَمَا تَرَكَ مِنْ صَفْرَاءَ وَلا بَيْضَاءَ، إِلا سَبْعَ مِئَةِ دِرْهَمٍ مِنْ عَطَائِهِ كَانَ يَرْصُدُهَا لِخَادِمٍ لِأَهْلِهِ (1).

1721 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ أَبِي الْحَوْرَاءِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَّمَهُ أَنْ يَقُولَ فِي الْوَتْرِ

فَذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ يُونُسَ (2).

= وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 68 - 69 عن شريك، عن أبي إسحاق، عن عاصم بن ضمرة، عنَ الحسن بن علي.

وأخرجه أحمد بن حنبل في "فضائل الصحابة"(1026) عن وكيع، عن شريك، عن عاصم، عن أبي رزين، عن الحسن بن علي، إلى قوله:"ولا يدركه الآخرون".

وأخرجه بأطول مما هنا أبو يعلى (6758) من طريق خالد بن جابر، عن أبيه، والحاكم 3/ 172 من طريق عمر بن علي بن الحسين، عن أبيه، كلاهما عن الحسن بن علي. وانظر ما بعده.

(1)

حسن، عمرو بن حبشي روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات" 5/ 173، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه ابنُ أبي شيبة 12/ 75 عن وكيع، بهذا الإِسناد، دونَ قوله: "وما ترك من صفراء

"، وانظر ما قبله.

(2)

إسناده صحيح، وانظر (1718). =

ص: 247

1722 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادٌ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَاةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ: أَنَّهُ مَرَّ بِهِمْ جَنَازَةٌ، فَقَامَ الْقَوْمُ وَلَمْ يَقُمْ، فَقَالَ الْحَسَنُ: مَا صَنَعْتُمِ؟ إنَّمَا قَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَأَذِّيًا بِرِيحِ الْيَهُودِيِّ (1).

1723 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي بُرَيْدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ أَبِي الْحَوْرَاءِ السَّعْدِيِّ، قَالَ:

= وهو في "المصنف" لعبد الرزاق (4985) بهذا الإسناد، وسقط من إسناده:"أبو الحوراء"، فيُستدرك من هنا.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 300، والدارمي (1592) و (1593)، وأبو داود (1425) و (1426)، وابن ماجه (1178)، والترمذي (464)، وابن أبي عاصم في "السنة"(374)، وفي "الآحاد والمثاني"(417)، والنسائي 3/ 248، وابن الجارود (273)، وأبو يعلى (6765)، وابن خزيمة (1095)، والطبراني (2701) و (2702) و (2703) و (2704) و (2705)، والحاكم 3/ 172، والبيهقي 2/ 209، والبغوي (640) من طرق عن أبي إسحاق، به. ووقع عند البيهقي:"عن حسن أو الحسين بن علي". قال الترمذي: حديث حسن، لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث أبي الحوراء السعدي، ولا نعرف عن النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً أحسن من هذا.

(1)

إسناده ضعيف لتدليس الحجاج بن أرطاة، ولانقطاعه، فإنَّ محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب لم يدرك الحسنَ بن علي عم أبيه، لأنه ولد سنة 56 هـ، والحسن مات سنة 50 هـ.

وأخرجه بنحوه النسائي 4/ 47 من طريق جعفر بن محمد، عن أبيه. بهذا الإسناد.

وأخرجه الطحاوي 1/ 488 من طريق ابنِ جريج، قال: سمعتُ محمد بن عمر يُحدث عن الحسن وابن عباس أو عن أحدهما: أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم مرت به جنازةُ يهودي، فقام لها وقال:"آذاني ريحها"، ومحمد بن عمر- وهو ابن علي بن أبي طالب- لم يدرك الحسنَ وابنَ عباس. وانظر (1726).

ص: 248

قُلْتُ لِلحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ: مَا تَذْكُرُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: أَذْكُرُ أَنِّي أَخَذْتُ تَمْرَةً مِنْ تَمْرِ الصَّدَقَةِ، فَأَلْقَيْتُهَا فِي فَمِي، فَانْتَزَعَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِلُعَابِهَا، فَأَلْقَاهَا فِي التَّمْرِ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: مَا عَلَيْكَ لَوْ أَكَلَ هَذِهِ التَّمْرَةَ؟ قَالَ: " إِنَّا لَا نَأْكُلُ الصَّدَقَةَ ".

قَالَ: وَكَانَ يَقُولُ: " دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لَا يَرِيبُكَ، فَإِنَّ الصِّدْقَ طُمَأْنِينَةٌ، وَإِنَّ الْكَذِبَ رِيبَةٌ ".

قَالَ: وَكَانَ يُعَلِّمُنَا هَذَا الدُّعَاءَ: " اللهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ، وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ، إِنَّهُ لَا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ "، وَرُبَّمَا قَالَ:" تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ "(1).

(1) إسناده صحيح.

وأخرجه بتمامه أبو يعلى (6762)، وابنُ حبان (722) من طريقين عن شعبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق (4984)، والطبراني (2711) من طريق الحسن بن عمارة، والطبراني (2708)، وأبو نعيم في "الحلية" 8/ 264 من طريق الحسن بن عبيد الله، كلاهما عن بريد، به. ولم يذكر الحسن بن عبيد الله في حديثه قصة الصدقة. وسيأتي برقم (1727).

وأما حديثُ الصدقة، فأخرجه الطيالسي (1177)، والدارمي (1591)، وابنُ خزيمة (2347)، والطحاوي 2/ 6 و 3/ 297، والطبراني (2710) من طريق شعبة، به. وسيأتي برقم (1724) و (1725) و (1727).

وأما قولُه: "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك، فإنَّ الصِّدق طمأنينة، وإن الكذبَ ريبةٌ" فأخرجه الطيالسي (1178)، والترمذيُّ (2518)، والحاكم 2/ 13 و 4/ 99، والبيهقي 5/ 335 من طريق شعبة، به، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.

وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(5747) من طريق أبي إسحاق الفزاري، عن =

ص: 249

1724 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، حَدَّثَنَا ثَابِتُ بْنُ عُمَارَةَ، حَدَّثَنَا رَبِيعَةُ بْنُ شَيْبَانَ، أَنَّهُ قَالَ لِلحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ رضي الله عنه: مَا تَذْكُرُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: أَدْخَلَنِي غُرْفَةَ الصَّدَقَةِ، فَأَخَذْتُ مِنْهَا تَمْرَةً، فَأَلْقَيْتُهَا فِي فَمِي، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَلْقِهَا، فَإِنَّهَا لَا تَحِلُّ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَلا لِأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ "(1).

1725 -

حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ - هُوَ الزُّبَيْرِيُّ -، حَدَّثَنَا الْعَلاءُ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا بُرَيْدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ أَبِي الْحَوْرَاءِ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ حَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، فَسُئِلَ: مَا عَقَلْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ أَوْ

= الحسن بنِ عُبيد الله، عن بريد، به.

وقوله: "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك" دونَ تتمة أخرجه الدارمي (2532)، والنسائي 8/ 327، والبغوي (2032) من طريق شعبة، به.

وأخرج قوله: "الصدق طمأنينة والكذب ريبة" القضاعي في "مسند الشهاب"(275) من طريق شعبة، به.

وأما الدعاء فأخرجه الطيالسي (1179)، والدارمي (1591)، وأبو يعلى (6759)، وابن خزيمة (1096)، والطبراني (2707) من طريق شعبة، به. وقد تقدم (1718).

قوله: "دع ما يريبك"، قال السندي: يروى بفتح الياء وضمها، والفتح أَشهَر، أي: دع ما تشكُّ فيه إلى ما لا تشك.

(1)

إسناده صحيح، ثابت بن عمارة وثّقه ابن معين، والدارقطني، وابن حبان، وشعبة، وقال أحمد والنسائي: ليس به بأس، وقال البزار: مشهور، وقال الذهبي: صدوق، وانفرد أبو حاتم فقال: ليس عندي بالمتين.

وأخرجه ابن أبي شيبة 4/ 213، وابنُ خزيمة (2349)، والطحاوي 2/ 7 و 3/ 297، والطبراني (2741) من طريق ثابت بن عمارة، بهذا الإسناد. وقد تقدم مطولاً (1723).

ص: 250

عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: كُنْتُ أَمْشِي مَعَهُ، فَمَرَّ عَلَى جَرِينٍ مِنْ تَمْرِ الصَّدَقَةِ، فَأَخَذْتُ تَمْرَةً، فَأَلْقَيْتُهَا فِي فِيَّ (1)، فَأَخَذَهَا بِلُعَابِي، فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: وَمَا عَلَيْكَ لَوْ تَرَكْتَهَا؟ قَالَ: " إِنَّا آلَ مُحَمَّدٍ لَا تَحِلُّ لَنَا الصَّدَقَةُ " قَالَ: وَعَقَلْتُ مِنْهُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ (2).

1726 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ - يَعْنِي ابْنَ إِبْرَاهِيمَ - وَهُوَ التُّسْتَرِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: نُبِّئْتُ أَنَّ جِنَازَةً مَرَّتْ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، وَابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهم، فَقَامَ الْحَسَنُ، وَقَعَدَ ابْنُ عَبَّاسٍ، فَقَالَ الْحَسَنُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: أَلَمْ تَرَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَرَّتْ بِهِ جِنَازَةٌ فَقَامَ؟ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: بَلَى، وَقَدْ جَلَسَ. فَلَمْ يُنْكِرِ الْحَسَنُ مَا قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ، رضي الله عنهما (3).

(1) في (م) و (س) و (ص): فمي.

(2)

إسناده صحيح. أبو أحمد الزبيري: هو محمدُ بنُ عبد الله بن الزبير الأسدي.

وأخرجه الطبراني (2714) من طريق أبي أحمد الزبيري، بهذا الإسنادِ. دونَ قوله:"وعقلتُ منه الصلوات الخمس" وقد أخرجها دونَ القسم الأول (2709) من طريق الزبيري، به. وقد تقدم مطولاً برقم (1723).

الجرين: هو موضعُ تجفيفِ التمر، وهو له كالبيدر للحنطة.

(3)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، لجهالة الراوي الذي أبهمه محمد- وهو ابن سيرين-.

وأخرجه الطبراني (2746) من طريق يزيدَ بنِ إبراهيم التستري، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي 4/ 46، والطبراني (2744) و (2745) و (2746) و (2747) من طرق عن ابن سيرين، به. وسيأتي برقم (1728) و (1729) و (3126).

وأخرجه النسائي 4/ 47، والبيهقي 4/ 28 من طريق أبي مجلز أن جنازةً مرت بابنِ عباس والحسن

فذكره. وأبو مجلز: هو لاحقُ بنُ حميد ثقة روى له الجماعة إلا أن =

ص: 251

1727 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ بُرَيْدَ بْنَ أَبِي مَرْيَمَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي الْحَوْرَاءِ، قَالَ: قُلْتُ لِلحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ: مَا تَذْكُرُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: أَذْكُرُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أَنِّي أَخَذْتُ تَمْرَةً مِنْ تَمْرِ الصَّدَقَةِ، فَجَعَلْتُهَا فِي فِيَّ، قَالَ: فَنَزَعَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِلُعَابِهَا، فَجَعَلَهَا فِي التَّمْرِ، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا كَانَ عَلَيْكَ مِنْ هَذِهِ التَّمْرَةِ لِهَذَا الصَّبِيِّ؟ قَالَ:" إِنَّا آلَ مُحَمَّدٍ لَا تَحِلُّ لَنَا الصَّدَقَةُ ".

قَالَ: وَكَانَ يَقُولُ: " دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لَا يَرِيبُكَ، فَإِنَّ الصِّدْقَ طُمَأْنِينَةٌ، وَإِنَّ الْكَذِبَ رِيبَةٌ ".

قَالَ: وَكَانَ يُعَلِّمُنَا هَذَا الدُّعَاءَ: " اللهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ، وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ، إِنَّكَ تَقْضِي وَلا يُقْضَى عَلَيْكَ، إِنَّهُ لَا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ" قَالَ شُعْبَةُ: وَأَظُنُّهُ قَدْ قَالَ هَذِهِ أَيْضًا: " تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ "(1).

= حديثه هذا مرسل فيما قاله يحيى بن معين حين سئل عنه.

وفي الباب عن علي عند مسلم (962) أنه قال في شأن الجنائز: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قعد. وانظر ما تقدم برقم (1200).

(1)

إسناده صحيح. وانظر (1723).

وأخرجه بتمامه ابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(416) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسنادِ.

وأخرج ابنُ خزيمة (2348) القسمَ الأول والثاني، وابن حبان (945) القسم الأول والثالث، وابن خزيمة (1096) القسم الأول، والترمذي (2518) القسم الثاني، كلهم من طريق محمد بن جعفر، به.

ص: 252

قَالَ شُعْبَةُ: وَقَدْ حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ هَذِهِ مِنْهُ. ثُمَّ إِنِّ شُعْبَةَ (1) حَدَّثَ بِهَذَا الْحَدِيثِ مَخْرَجَهُ إِلَى الْمَهْدِيِّ بَعْدَ مَوْتِ أَبِيهِ (2)، فَلَمْ يَشُكَّ فِي:" تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ " فَقُلْتُ لِشُعْبَةَ: إِنَّكَ تَشُكُّ فِيهِ؟ فَقَالَ: لَيْسَ فِيهِ شَكٌّ.

1728 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ: أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ وَالْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ مَرَّتْ بِهِمَا جِنَازَةٌ، فَقَامَ أَحَدُهُمَا وَجَلَسَ الْآخَرُ، فَقَالَ الَّذِي قَامَ: أَمَا (3) تَعْلَمُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَامَ؟ قَالَ: بَلَى، وَقَعَدَ (4).

1729 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ: أَنَّ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ وَابْنَ عَبَّاسٍ رَأَيَا جَنَازَةً، فَقَامَ أَحَدُهُمَا، وَقَعَدَ الْآخَرُ، فَقَالَ الَّذِي قَامَ: أَلَمْ يَقُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ وَقَالَ الَّذِي قَعَدَ: بَلَى، وَقَعَدَ (5).

(1) في (م) و (ص) وحاشية (س): ثم إني سمعته.

(2)

يعني أبا الخليفة المهديِّ، وهو أبو جعفر المنصور، قال أبو القاسم البغوي في "الجعديات" (59): سمعت علي بن الجعد يقول: قَدِم شعبةُ إلى بغداد مرتين، أيام أبي جعفر، وأيام المهدي، وكتبت عنه فيهما جميعاً.

(3)

في (س) و (ق) و (ص): ألم.

(4)

حسن لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أن محمداً- وهو ابن سيرين- لم يسمع من الحسن بن علي ولا من ابن عباس شيئاً. وانظر (1726).

وهو في "المصنف" لعبد الرزاق (6313). ومن طريقه أخرجه الطبراني (2743).

(5)

حسن لغيره، وانظر ما قبله.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 358 - 359 عن عبد الوهَّاب الثقفي، بهذا الإسناد.

ص: 253

حَدِيثُ الْحُسَينِ بْنِ عَلِيٍّ (1) رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُمَا

1730 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ أَبِي يَحْيَى، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ حُسَيْنٍ، عَنْ أَبِيهَا - قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لِلسَّائِلِ حَقٌّ، وَإِنْ جَاءَ عَلَى فَرَسٍ "(2).

(1) هو الحسينُ بن علي بن أبي طالب القرشي الهاشمي أبو عبد الله.

أحد السِّبطين الشهيدين، وهو وأخوه سيدا شباب أهلِ الجنة إلا ابني الخالة يحيى وعيسى، أمهما فاطمة بنت خاتِمِ الأنبياء ورسولِ ربِّ العالمين.

ولد بعدَ أخيه، ولم يكن بينهما إلا أن طهرت مِن نفاس الحسن، وحملت بالحسين، ثم بمُحسن.

وقد عَقَّ عنهما رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأذَّن في آذانهما وأقام، ونشآ في بره ورِفده وإحسانه ولطفه بهما وبأبيهما وأمهما رضي الله عنهم.

وهم معه أهلُ العباء التي لفها عليهم، وقال:"اللهم هؤلاء أهلُ بيتي، فأذهب عنهم الرجسَ وطهّرهم تطهيراً".

قال أبو بكر بن أبي شيبة: قُتِلَ الحسينُ بنُ علي يوم عاشوراء سنةَ إحدى وستين وله ثمان وخمسون سنة، وكان يخضب بالحناءِ والكتم.

"جامع المسانيد" 1 / الورقة 320، وانظر"سير أعلام النبلاء" 3/ 280 - 321.

(2)

إسناده ضعيف لجهالة يعلى بن أبي يحيى. =

ص: 254

1731 -

أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا ثَابِتُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ شَيْبَانَ، قَالَ: قُلْتُ لِلحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ رضي الله عنه: مَا تَعْقِلُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: صَعِدْتُ غُرْفَةً، فَأَخَذْتُ تَمْرَةً، فَلُكْتُهَا فِي فِيَّ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" أَلْقِهَا، فَإِنَّهَا لَا تَحِلُّ لَنَا الصَّدَقَةُ "(1).

1732 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ وَيَعْلَى، قَالا: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ - يَعْنِي ابْنَ دِينَارٍ

= وأخرجه ابن خزيمة (2468) من طريق وكيع وعبدِ الرحمن، بهذا الإسناد، وسقط من المطبوع منه: "سفيان

" إلى آخر السند.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 113، وأبو يعلى (6784)، وأبو نعيم 8/ 379، وابن عبد البر في "التمهيد" 5/ 296 من طريق وكيع، به.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 8/ 416 معلقاً، وأبو داود (1665)، والطبراني (2893)، والبيهقي 7/ 23 من طريق محمد بن كثير، وحميد بن زنجويه في "الأموال"(2088) عن محمد بن يوسف، كلاهما عن سفيان، به.

وأخرجه أبو داود (1666)، والبيهقي 7/ 23، والقضاعي في "مسند الشهاب"(285) من طريق زهير بن معاوية، عن شيخ بمكة- قال زهير: رأيت سفيان عنده- عن فاطمة بنتِ حسين، عن أبيها، عن علي، عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يذكر القضاعيُّ فيه علياً. قال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله: هذا الشيخ المبهم الذي روى عنه زهير ورأى عنده سفيان الثوري، الظاهر أنَّه مصعب بن محمد، وأنه لم يحفظ عنه تماماً، فلذلك أرسل الحديث، فحذف منه شيخ مصعب وأبهم اسمه. وانظر "المقاصد الحسنة" ص 337 - 338، و"ذيل القول المسدد" ص 84 - 86.

وأخرج مالك في "الموطأ" 2/ 996 عن زيد بن أسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أَعطوا السائل وإن جاء على فرس" قال ابن عبد البر في "التمهيد" 5/ 294: لا أعلم في إرسال هذا الحديث خلافاً بين رواة مالك، وليس في هذا اللفظ مسند يحتج به فيما علمت.

(1)

إسناده صحيح. وقد تقدم برقم (1724) من طريق ثابت، عن ربيعة، عن الحسن بن علي، به.

ص: 255

الْوَاسِطِيَّ -، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ مِنْ حُسْنِ إِسْلامِ الْمَرْءِ، قِلَّةَ الْكَلامِ فِيمَا لَا يَعْنِيهِ "(1).

1733 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ يَزْعُمُ عَنْ حُسَيْنٍ وابْنِ عَبَّاسٍ، أَوْ عَنْ أَحَدِهِمَا، أَنَّهُ قَالَ: إِنَّمَا قَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ أَجْلِ جَنَازَةِ يَهُودِيٍّ مُرَّ بِهَا عَلَيْهِ، فَقَالَ:" آذَانِي رِيحُهَا "(2).

1734 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ وَعَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ أَبِي هِشَامٍ - قَالَ عَبَّادٌ: ابْنُ زِيَادٍ -، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ فَاطِمَةَ ابْنَةِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهَا الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: " مَا مِنْ مُسْلِمٍ، وَلا مُسْلِمَةٍ يُصَابُ بِمُصِيبَةٍ، فَيَذْكُرُهَا، وَإِنْ طَالَ عَهْدُهَا - قَالَ عَبَّادٌ: قَدُمَ عَهْدُهَا - فَيُحْدِثُ لِذَلِكَ اسْتِرْجَاعًا، إِلا جَدَّدَ اللهُ لَهُ عِنْدَ ذَلِكَ، فَأَعْطَاهُ

(1) حديث حسن لِشواهده، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، شعيب بن خالد لم يُدرك الحسين بن علي، وانظر "العلل" لابن أبي حاتم 2/ 241 - 242.

وأخرجه هناد في "الزهد"(1118) عن عبدة، عن حجاج، بهذا الإسناد، إلا أنه قال فيه:"حسين بن علي أو علي بن حسين" وانظر ما سيأتي برقم (1737).

وله شاهدٌ من حديث أبي هريرة عندَ ابنِ ماجه (3976)، والترمذي (2317)، وابن حبان (229)، ومن حديث زيد بن ثابت عندَ الطبراني في "الصغير"(884)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(191)، وعن علي بن أبي طالب عند الحاكم في "تاريخ نيسابور" وعن الحارث بنِ هشام المخزومي عند ابن عساكر في "تاريخ دمشق"، ذكرهما السيوطي في "الجامع الصغير".

(2)

إسناده ضعيف لانقطاعه. وانظر ما تقدم برقم (1722).

ص: 256

مِثْلَ أَجْرِهَا يَوْمَ أُصِيبَ بِهَا " (1).

1735 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ أَبِي الْحَوْرَاءِ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: عَلَّمَنِي جَدِّي - أَوْ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم كَلِمَاتٍ أَقُولُهُنَّ فِي الْوَتْرِ

فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (2).

1736 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو وَأَبُو سَعِيدٍ، قَالا: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ

(1) إسناده ضعيف جداً، هشام بن أبي هشام متروك، وأمه لا يُعرف حالها.

وأخرجه ابن ماجه (1600)، وأبو يعلى (6777) و (6778)، وابن حبان في "المجروحين" 3/ 88، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(559)، والطبراني (2895) من طرق عن هشام بن أبي هشام، بهذا الإسناد. ووقع عندَ ابنِ حبان وابن السني:"عن أبيه" بدل "عن أمه" وعند الطبراني "عن أمه فاطمة بنت الحسين عن أبيها" ويغلب على ظننا أنه من تحريف وقع في الطباعة.

(2)

إسناده ضعيف، شريكُ بن عبد الله سيئ الحفظ، وقد تقدم الحديث برقم (1721) من طريق سفيان الثوري، عن أبي إسحاق، بهذا الإسناد. وجعله من مسندِ الحسن بنِ علي، وهو الصواب.

وأخرجه أبو يعلى (6786) من طريق أبي الأحوص، عن أبي إسحاق، بهذا الإسناد.

وأخرجه البيهقي 2/ 209 من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، به. ووقع عنده:"عن حسن أو الحسين بن علي".

قال الحافظ ابن حجر في "التلخيص" 1/ 249: يؤيد رواية الشك أن أحمد بنَ حنبل أخرجه في مسند الحسين بن علي من "مسنده" من غير تردد، فأخرجه من حديث شريك عن أبي إسحاق بسنده، وهذا وإن كان الصوابُ خلافَه، والحديث من حديث الحسن لا من حديث أخيه الحسين، فإنه يدل على أن الوهمَ فيه من أبي إسحاق، فلعله ساء فيه حفظُه فنسي: هل هو الحسن أو الحسين؟

ص: 257

بِلالٍ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ أَبِيهِ (1): أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" الْبَخِيلُ مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ، ثُمَّ لَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ " قال أبو سعيد: " فلم يُصَلِّ عليَّ "، صلى الله عليه وسلم كثيرًا (2).

(1) قوله: "علي بن حسين عن أبيه" سقط من (م).

(2)

إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الصحيح غيرَ عد الله بن علي بن حسين، فمن رجال الترمذي والنسائي، روى عنه جمع، ووثقه ابنُ حبان وابنُ خلفون والذهبي، وقولُ الحافظ عنه في"التقريب": مقبول، غيرُ مقبول. أبو سعيد: هو عبد الرحمن بن عبد الله مولى بني هاشم.

وأخرجه الترمذي (3546)، وإسماعيل القاضي في "فضل الصلاة على النبي"(32)، وابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(432)، والنسائي في "الكبرى"(8100)، وفي "عمل اليوم والليلة"(55) و (56)، وأبو يعلى (6776)، وابن حبان (909)، والطبراني (2885)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(382)، والحاكم 1/ 549، والبيهقي في "شعب الإيمان"(1567) و (1568) من طرق عن سليمان بن بلال، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حسن صحيح غريب، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.

وأخرجه إسماعيل القاضي (35) من طريق إسماعيل بن جعفر، عن عمارة، به.

وأخرجه أيضاً (31) عن إسماعيل بن أبي أويس، عن أخيه، عن سليمان بن بلال، عن عمرو بن أبي عمرو، عن علي بن الحسين، به.

وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(1565) من طريق ابن وهب، عن عمرو، عن عمارة، عن عبد الله بن علي، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وأخرجه أيضاً (1566) من طريق عبد العزيز بن محمد، عن عمارة، عن عبد الله بن علي، عن علي بن أبي طالب، عن النبي صلى الله عليه وسلم. =

ص: 258

1737 -

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مِنْ حُسْنِ إِسْلامِ الْمَرْءِ، تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ "(1).

= وقوله: "قال أبو سعيد: فلم يصل علي"، وكلمة "كثيراً"، سقط من (م) والأصول الخطية عدا (ظ 11) و (ب)، ومنهما أثبتناه ومن "جامع المسانيد" 1 / ورقة 321 - 322.

(1)

حسن بشواهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله بن عمر- وهو العمري- وانظر (1732).

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(2886) من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني في "الصغير"(1080)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(194) من طريق قزعة بن سُويد، عن عبيد الله بن عمر، وابن عدي 3/ 907 من طريق خالد بن عبد الرحمن الخراساني، عن مالك، كلاهما عن الزهري، به. وقزعة بن سويد وخالد بن عبد الرحمن ضعيفان.

وأخرجه ابنُ عدي 6/ 2341 من طريق موسى بن عمير القرشي، عن أبي جعفر محمد بن علي، عن أبيه، عن الحسين بن علي. وموسى بن عمير القرشي متروك.

وأخرجه مرسلاً عن ابن شهاب، عن علي بن الحسين، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: مالك في "الموطأ" 2/ 903، ومن طريقه أخرجه وكيع في "الزهد"(364)، وهناد في "الزهد"(1117)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 360، والترمذي (2318)، والرامهرمزي في "المحدث الفاصل" ص 206، والقضاعي (193).

وأخرجه مرسلاً كذلك عبد الرزاق (20617)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(4986) من طريق معمر، عن الزهري، به.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 8/ 249 من طريق الثوري، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي بن الحسين مرسلاً.

ص: 259

حَدِيثُ عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (1) رضي الله عنه

1738 -

حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، قَالَ: تَزَوَّجَ عَقِيلُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، فَخَرَجَ عَلَيْنَا، فَقُلْنَا: بِالرِّفَاءِ وَالْبَنِينَ، فَقَالَ: مَهْ، لَا تَقُولُوا ذَلِكَ، فَإِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَدْ نَهَانَا عَنْ ذَلِكَ، وَقَالَ:" قُولُوا: بَارَكَ اللهُ فِيكَ، وَبَارَكَ لَكَ فِيهَا "(2).

(1) هو عقيل بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخو علي.

وكان أخوه طالب أكبرَ منه بعشر سنين، وكان عقيل أكبر من جعفر بعشر سنين، وجعفر أكبر من علي بعشر سنين، ولم يتفق هذا في إخوة غيرهم.

وقد حضر عقيل وأخوه طالب بدراً مع المشركين مكرهين، وكذلك عمهما العباس، وقد وقع هو وعمه العباس في الأسر، وفادى عنه العباس.

وأسلم عقيل قبل الفتح، وشهد مؤتة وما بعدها.

وكان عالماً بأنسابِ قريش وأيامها.

وكان يَفِدُ على معاوية في أيام أخيه علي، لأنَّه كان يجد فيه من الرفق والعطاء ما لا يجد عند علي رضي الله عنه، وله أجوبة مسكتة كثيرة جداً، وتوفي أيام معاوية.

انظر "جامع المسانيد" 3 / الورقة 215، و"سير أعلام النبلاء" 1/ 218 - 219.

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، فإن عبد الله بن محمد بن عقيل لم يدرك جده، فإنه مات سنة (142 هـ) فمن البعيد جداً- كما قال الشيخ أحمد شاكر- أن يكون كبيراً في وقت يتزوج فيه جده عقيل بن أبي طالب، ويقول: إنه خرج عليهم بعد الزواج وبين وفاته ووفاة جده ثمانون سنة. سالم بن عبد الله: هو أبو المهاجر الجزري الرقي، وثقه أحمد، وقال أبو حاتم: لا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات". وانظر ما بعده.

ص: 260

1739 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ - وَهُوَ ابْنُ عُلَيَّةَ -، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الْحَسَنِ: أَنَّ عَقِيلَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه تَزَوَّجَ امْرَأَةً مِنْ بَنِي جُشَمَ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ الْقَوْمُ، فَقَالُوا: بِالرِّفَاءِ وَالْبَنِينَ. فَقَالَ: لَا تَقُولُوا ذَلِكَ. قَالُوا: فَمَا نَقُولُ يَا أَبَا يَزِيدَ (1)؟ قَالَ: قُولُوا: بَارَكَ اللهُ لَكُمْ، وَبَارَكَ عَلَيْكُمْ إِنَّا كَذَلِكَ كُنَّا نُؤْمَرُ (2).

(1) تحرف في (م) إلى: زيد.

(2)

صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أن الحسن- وهو البصري- لم يسمع من عقيل، لكن الطريق السالفة تقويه، وله طريق أخرى عند الخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 2/ 471، وفيها انقطاع. يونس: هو ابنُ عُبيد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 4/ 323، والدارمي (2173)، والطبراني في "الكبير" 17 / (514)، وفي "الدعاء"(937)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(602)، والبيهقي 7/ 148 من طرق عن يونس بن عبيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق (10457)، وابن ماجه (1906)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(367)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 128، وفي "عمل اليوم والليلة"(262)، والطبراني 17 / (512) و (513) و (515) و (516) و (517) و (518)، وفي "الدعاء"(936) و (937) من طرق عن الحسن البصري، به.

ويشهد له حديث الحسن البصري، عن رجل من بني تميم قال: كنا نقول في الجاهلية: بالرِّفاء والبنين، فلما جاء الإسلام علَّمنا نبيُّنا قال:"قولوا: بارك الله لكم، وبارك فيكم، وبارك عليكم" أخرجه بقي بن مخلد- كما في "فتح الباري" 9/ 222 - من طريق غالب القطان، عن الحسن، به.

وفي الباب عن أبي هريرة وهو صحيح، وسيأتي في مسنده 2/ 381 ويخرّج هناك.

وعن جابر بن عبد الله عند البخاري (6387)، ومسلم 2/ 1087 - 1088 (56).

وعن بريدة بسند حسن عند ابن سعد 8/ 21، والطبراني (1153).

قوله: "بالرِّفاء والبنين"، قال ابن الأثير في "النهاية" 2/ 240: الرِّفاء: الالتئام والاتفاق، والبركة والنَّماء، وهو من قولهم: رَفَأْتُ الثوبَ رَفْئاً، ورَفَوتُه رَفْواً، وإنما نهى عنه كراهيةً، لأنه كان من عادتهم، ولهذا سُنَّ فيه غيرُه.

والباء في قوله: "بالرِّفاء"، قال السندي: متعلقة بمحذوف دَلَّ عليه المعنى، أي: أَعرَسْتَ، ذكره الزمخشري.

ص: 261

حَدِيثُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (1) رضي الله عنه وَهُوَ حَدِيْثُ الْهِجْرَةِ

(1) جعفر بن أبي طالب الهاشمي أبو عبد الله، وهو ابنُ عم رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، وأخوه علي بن أبي طالب، وكان أسنَّ من علي بعشر سنين.

أسلم جعفر قديماً، ولكن بعد علي أخيه.

وهاجر إلى الحبشة، وكان حجيجَ النجاشي عن المسلمين، والظاهر أن إسلام النجاشي كان على يد جعفر رضي الله عنه.

ثم كانت هجرته بمن كان معه من المسلمين ومَنْ تبعهم من المشركين والأشعريين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو محاصر خيبر، ففتحها الله عليهم على يديه.

واعتمر رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عمرة القضاء، فدخل مكة وهوآخِذٌ بزمام ناقةِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال يومئذ لجعفر:"أشبهت خَلْقي وخُلُقي".

وقد بعثه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إلى مؤتة وجعله أميراً بعدَ زيد بن حارثة، فَقُتِلَ زيد، فأخذ الرايةَ جعفر بن أبي طالب، فقُطِعَتْ يمينه، فأخذها بشماله، فقُطِعَتْ ثم قتل، فَوُجِدَ في جسده بضعٌ وعشرون، وقيل: وتسعون ضربة بسهم أو سيف أو رمح، مُقبلاً غير مدبر، فعوَّضه الله عن يديه جناحين يطيرُ بهما في الجنة، فلهذا يُقال له: ذو الجناحين، ويقال له الطيارُ لذلك، وقد شَهِدَ له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة والشهادة، فرضي الله عنه، وكانت وفاته بمؤتة فى جمادى سنة ثمانٍ، وقبره مشهود عند ثنية الكرك (في المزار جنوب الكرك تبعد عنها عشرة أميال) وكان عمره ما بين الخمس والعشرين إلى الثلاثين، وقيل: أحد وأربعين رحمه الله. =

ص: 262

1740 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ الْمَخْزُومِيِّ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ ابْنَةِ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَتْ: لَمَّا نَزَلْنَا أَرْضَ الْحَبَشَةِ، جَاوَرْنَا بِهَا خَيْرَ جَارٍ، النَّجَاشِيَّ، أَمِنَّا عَلَى دِينِنَا، وَعَبَدْنَا اللهَ لَا نُؤْذَى، وَلا نَسْمَعُ شَيْئًا نَكْرَهُهُ، فَلَمَّا بَلَغَ ذَلِكَ قُرَيْشًا، ائْتَمَرُوا أَنْ يَبْعَثُوا إِلَى النَّجَاشِيِّ فِينَا رَجُلَيْنِ جَلْدَيْنِ وَأَنْ يُهْدُوا لِلنَّجَاشِيِّ هَدَايَا مِمَّا يُسْتَطْرَفُ مِنْ مَتَاعِ مَكَّةَ، وَكَانَ مِنْ أَعْجَبِ مَا يَأْتِيهِ مِنْهَا إِلَيْهِ الْأَدَمُ، فَجَمَعُوا لَهُ أَدَمًا كَثِيرًا، وَلَمْ يَتْرُكُوا مِنْ بَطَارِقَتِهِ بِطْرِيقًا إِلا أَهْدَوْا لَهُ هَدِيَّةً، ثُمَّ بَعَثُوا بِذَلِكَ مَعَ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ (1) بْنِ الْمُغِيرَةِ الْمَخْزُومِيِّ، وعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ بْنِ وَائِلٍ السَّهْمِيِّ، وَأَمَرُوهُمَا أَمْرَهُمْ، وَقَالُوا لَهُمَا: ادْفَعُوا (2) إِلَى كُلِّ بِطْرِيقٍ هَدِيَّتَهُ قَبْلَ أَنْ تُكَلِّمُوا النَّجَاشِيَّ فِيهِمْ، ثُمَّ قَدِّمُوا لِلنَّجَاشِيِّ هَدَايَاهُ، ثُمَّ سَلُوهُ أَنْ يُسْلِمَهُمِ إلَيْكُمْ قَبْلَ أَنْ يُكَلِّمَهُمْ.

قَالَتْ: فَخَرَجَا، فَقَدِمَا عَلَى النَّجَاشِيِّ، وَنَحْنُ عِنْدَهُ بِخَيْرِ دَارٍ، وَعِنْدَ خَيْرِ جَارٍ، فَلَمْ يَبْقَ مِنْ بَطَارِقَتِهِ بِطْرِيقٌ إِلا دَفَعَا إِلَيْهِ هَدِيَّتَهُ قَبْلَ أَنْ يُكَلِّمَا النَّجَاشِيَّ، ثُمَّ قَالا لِكُلِّ بِطْرِيقٍ مِنْهُمْ: إِنَّهُ قَدْ صَبَا إِلَى بَلَدِ الْمَلِكِ مِنَّا غِلْمَانٌ سُفَهَاءُ، فَارَقُوا دِينَ قَوْمِهِمْ، وَلَمْ يَدْخُلُوا فِي دِينِكُمْ، وَجَاءُوا بِدِينٍ

= "جامع المسانيد" 1 / الورقة 233، وانظر "سير أعلام النبلاء" 1/ 206 - 217.

(1)

تحرف في (م) و (س) و (ق) و (ص) إلى: "عبد بن ربيعة" وأثبتناه على الصواب كما جاء في (ب) و (ظ 11) و"جامع المسانيد والسنن" 1 / الورقة 234.

(2)

في (س) و (ظ 11) و (ق): ادفعا.

ص: 263

مُبْتَدَعٍ لَا نَعْرِفُهُ نَحْنُ وَلا أَنْتُمْ، وَقَدْ بَعَثَنَا إِلَى الْمَلِكِ فِيهِمِ أشْرَافُ قَوْمِهِمْ لِنَرُدَّهُمِ إلَيْهِمْ، فَإِذَا كَلَّمْنَا الْمَلِكَ فِيهِمْ، فَتُشِيرُوا (1) عَلَيْهِ بِأَنْ يُسْلِمَهُمِ إلَيْنَا، وَلا يُكَلِّمَهُمْ، فَإِنَّ قَوْمَهُمْ أَعَلَى بِهِمْ عَيْنًا، وَأَعْلَمُ بِمَا عَابُوا عَلَيْهِمْ. فَقَالُوا لَهُمَا: نَعَمْ.

ثُمَّ إِنَّهُمَا قَرَّبَا هَدَايَاهُمِ إلَى النَّجَاشِيِّ فَقَبِلَهَا مِنْهُمَا، ثُمَّ كَلَّمَاهُ، فَقَالا لَهُ: أَيُّهَا الْمَلِكُ، إِنَّهُ قَدْ صَبَا إِلَى بَلَدِكَ مِنَّا غِلْمَانٌ سُفَهَاءُ، فَارَقُوا دِينَ قَوْمِهِمْ، وَلَمْ يَدْخُلُوا فِي دِينِكَ، وَجَاءُوا بِدِينٍ مُبْتَدَعٍ لَا نَعْرِفُهُ نَحْنُ، وَلا أَنْتَ، وَقَدْ بَعَثَنَا إِلَيْكَ فِيهِمِ أشْرَافُ قَوْمِهِمْ مِنْ آبَائِهِمْ، وَأَعْمَامِهِمْ، وَعَشَائِرِهِمْ، لِتَرُدَّهُمِ إلَيْهِمْ، فَهُمْ أَعَلَى بِهِمْ عَيْنًا، وَأَعْلَمُ بِمَا عَابُوا عَلَيْهِمْ، وَعَاتَبُوهُمْ فِيهِ. قَالَتْ: وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ أَبْغَضَ إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ وَعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ مِنْ أَنْ يَسْمَعَ النَّجَاشِيُّ كَلامَهُمْ، فَقَالَتْ بَطَارِقَتُهُ حَوْلَهُ: صَدَقُوا أَيُّهَا الْمَلِكُ، قَوْمُهُمْ أَعَلَى بِهِمْ عَيْنًا، وَأَعْلَمُ بِمَا عَابُوا عَلَيْهِمْ، فَأَسْلِمْهُمِ إلَيْهِمَا، فَلْيَرُدَّاهُمِ إلَى بِلادِهِمْ وَقَوْمِهِمْ. قَالَت: فَغَضِبَ النَّجَاشِيُّ، ثُمَّ قَالَ: لَا هَيْمُ (2) اللهِ إِذَاً لَا أُسْلِمُهُمْ إِلَيْهِمَا، وَلا أُكَادُ قَوْمًا

(1) في (ب) و (ظ 11) وعلى حاشية (س) و (ص): فأشيروا.

(2)

قال في "اللسان" يمن: العرب تقول: أيم الله وهَيْم الله، الأصل: أيمن الله، وقلبت الهمزة هاء، فقيل: هيم الله. وقال الجوهري: وايمن الله: اسم وضع للقسم هكذا بضم الميم والنون، وألفه ألف وصل عند أكثر النحويين، وهو مرفوع بالابتداء وخبره محذوف، والتقدير: ولَيْمُنُ الله قسمي، وربما حذفوا منه النون، فقالوا: أيم الله، وكانوا يحلفون باليمين، فيقولون: يمين الله لا أفعل، ثم جمعوا اليمين على "أيمن"، ثم حلفوا به، فقالوا: أيمن الله لأفعلن كذا، ثم كثر هذا في كلامهم وخف على ألسنتهم حتى حذفوا منه النون. =

ص: 264

جَاوَرُونِي، وَنَزَلُوا بِلادِي، وَاخْتَارُونِي عَلَى مَنْ سِوَايَ، حَتَّى أَدْعُوَهُمْ فَأَسْأَلَهُمْ مَاذَا يَقُولُ هَذَانِ فِي أَمْرِهِمْ، فَإِنْ كَانُوا كَمَا يَقُولانِ، أَسْلَمْتُهُمِ الَيْهِمَا وَرَدَدْتُهُمِ الَى قَوْمِهِمْ، وَإِنْ كَانُوا عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ، مَنَعْتُهُمْ مِنْهُمَا، وَأَحْسَنْتُ جِوَارَهُمْ مَا جَاوَرُونِي.

قَالَتْ: ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَدَعَاهُمْ، فَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولُهُ، اجْتَمَعُوا، ثُمَّ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: مَا تَقُولُونَ لِلرَّجُلِ إِذَا جِئْتُمُوهُ؟ قَالُوا: نَقُولُ وَاللهِ مَا عَلَّمَنَا، وَمَا أَمَرَنَا بِهِ نَبِيُّنَا صلى الله عليه وسلم، كَائِنٌ فِي ذَلِكَ مَا هُوَ كَائِنٌ. فَلَمَّا جَاؤُوهُ، وَقَدْ دَعَا النَّجَاشِيُّ أَسَاقِفَتَهُ، فَنَشَرُوا مَصَاحِفَهُمْ حَوْلَهُ، سَأَلَهُمْ، فَقَالَ: مَا هَذَا الدِّينُ الَّذِي فَارَقْتُمْ فِيهِ قَوْمَكُمْ، وَلَمْ تَدْخُلُوا فِي دِينِي، وَلا فِي دِينِ أَحَدٍ مِنْ هَذِهِ الْأُمَمِ؟ قَالَتْ: فَكَانَ الَّذِي كَلَّمَهُ

= ووقع في رواية ابن إسحاق عند ابن هشام: لا ها الله إذاً. قال الجوهري في "الصحاح": "ها" للتنبيه وقد يقسم بها، يقال: لا ها الله ما فعلت كذا، أي: لا والله، أبدلت الهاء من الواو، قال ابن مالك في "شواهد التوضيح" ص 167: فيه شاهد على جواز الاستغناء عن واو القسم بحرف التنبيه، قال: ولا يكون ذلك إلا مع الله. وأما قوله: "إذاً" فقد ثبتت في جميع أصول "المسند" بكسر الألف ثم ذال معجمة منونة، وكذلك جاءت في الروايات المعتمدة والأصول المحققة من "الصحيحين" وغيرهما في حديث أبي قتادة، قال الخطابي فيما نقله عنه الحافظ في "الفتح" 8/ 38: هكذا يروونه وإنما هو في كلامهم: "لا ها الله ذا" والهاء فيه بمنزلة الواو، والمعنى: لا والله يكون ذا، ونقل عياض في "المشارق" عن إسماعيل القاضي أن المازني قال: قول الرواة: "لا ها الله إذاً" خطأ، والصواب: لا ها الله ذا، أي ذا يميني وقسمي، وقال أبو زيد: ليس في كلامهم: لا ها الله إذاً، وإنما هو: لا ها الله ذا، و"ذا" صلة في الكلام، والمعنى: لا والله، هذا ما أقسم به، ومنه أخذ الجوهري، فقال: قولهم: لا ها الله ذا: معناه: لا والله هذا، ففرقوا بين حرف التنبيه والصلة، والتقدير: لا والله ما فعلت ذا. وانظر "فتح الباري" 8/ 38.

ص: 265

جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، فَقَالَ لَهُ: أَيُّهَا الْمَلِكُ، كُنَّا قَوْمًا أَهْلَ جَاهِلِيَّةٍ، نَعْبُدُ الْأَصْنَامَ، وَنَأْكُلُ الْمَيْتَةَ، وَنَأْتِي الْفَوَاحِشَ، وَنَقْطَعُ الْأَرْحَامَ، وَنُسِيءُ الْجِوَارَ، يَأْكُلُ الْقَوِيُّ مِنَّا الضَّعِيفَ، فَكُنَّا عَلَى ذَلِكَ، حَتَّى بَعَثَ اللهُ إِلَيْنَا رَسُولًا مِنَّا نَعْرِفُ نَسَبَهُ وَصِدْقَهُ، وَأَمَانَتَهُ وَعَفَافَهُ، فَدَعَانَا إِلَى اللهِ لِنُوَحِّدَهُ وَنَعْبُدَهُ، وَنَخْلَعَ مَا كُنَّا نَحْنُ نَعْبُدُ وَآبَاؤُنَا مِنْ دُونِهِ مِنَ الحِجَارَةِ وَالْأَوْثَانِ.

وَأَمَرَنَا بِصِدْقِ الْحَدِيثِ، وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ، وَصِلَةِ الرَّحِمِ، وَحُسْنِ الْجِوَارِ، وَالْكَفِّ عَنِ الْمَحَارِمِ وَالدِّمَاءِ، وَنَهَانَا عَنِ الْفَوَاحِشِ وَقَوْلِ الزُّورِ، وَأَكْلِ مَالَ الْيَتِيمِ، وَقَذْفِ الْمُحْصَنَةِ.

وَأَمَرَنَا أَنْ نَعْبُدَ اللهَ وَحْدَهُ لَا نُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَأَمَرَنَا بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ وَالصِّيَامِ - قَالَتْ: فَعَدَّدَ عَلَيْهِ أُمُورَ الْإِسْلامِ - فَصَدَّقْنَاهُ، وَآمَنَّا بِهِ، وَاتَّبَعْنَاهُ عَلَى مَا جَاءَ بِهِ.

فَعَبَدْنَا اللهَ وَحْدَهُ، فَلَمْ نُشْرِكْ بِهِ شَيْئًا، وَحَرَّمْنَا مَا حَرَّمَ عَلَيْنَا، وَأَحْلَلْنَا مَا أَحَلَّ لَنَا، فَعَدَا عَلَيْنَا قَوْمُنَا، فَعَذَّبُونَا وَفَتَنُونَا عَنْ دِينِنَا، لِيَرُدُّونَا إِلَى عِبَادَةِ الْأَوْثَانِ مِنْ عِبَادَةِ اللهِ، وَأَنْ نَسْتَحِلَّ مَا كُنَّا نَسْتَحِلُّ مِنَ الخَبَائِثِ، فَلَمَّا قَهَرُونَا وَظَلَمُونَا، وَشَقُّوا عَلَيْنَا، وَحَالُوا بَيْنَنَا وَبَيْنَ دِينِنَا، خَرَجْنَا إِلَى بَلَدِكَ، وَاخْتَرْنَاكَ عَلَى مَنْ سِوَاكَ، وَرَغِبْنَا فِي جِوَارِكَ، وَرَجَوْنَا أَنْ لَا نُظْلَمَ عِنْدَكَ أَيُّهَا الْمَلِكُ.

قَالَتْ: فَقَالَ لَهُ النَّجَاشِيُّ: هَلْ مَعَكَ مِمَّا جَاءَ بِهِ عَنِ اللهِ مِنْ شَيْءٍ؟ قَالَتْ: فَقَالَ لَهُ جَعْفَرٌ: نَعَمْ. فَقَالَ لَهُ النَّجَاشِيُّ: فَاقْرَأْهُ عَلَيَّ. فَقَرَأَ عَلَيْهِ

ص: 266

صَدْرًا مِنْ {كهيعص} قَالَتْ: فَبَكَى، وَاللهِ، النَّجَاشِيُّ حَتَّى أَخْضَلَ لِحْيَتَهُ، وَبَكَتْ أَسَاقِفَتُهُ حَتَّى أَخْضَلُوا مَصَاحِفَهُمْ حِينَ سَمِعُوا مَا تَلا عَلَيْهِمْ، ثُمَّ قَالَ النَّجَاشِيُّ: إِنَّ هَذَا (1) وَالَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى لَيَخْرُجُ مِنْ مِشْكَاةٍ وَاحِدَةٍ، انْطَلِقَا، فَوَاللهِ لَا أُسْلِمُهُمِ الَيْكُمِ ابَدًا، وَلا أُكَادُ.

قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: فَلَمَّا خَرَجَا مِنْ عِنْدِهِ قَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: وَاللهِ لأُنَبِّئَنَّهُ غَدًا عَيْبَهُمْ عِنْدَهُ، ثُمَّ أَسْتَأْصِلُ بِهِ خَضْرَاءَهُمْ. قَالَتْ: فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ، وَكَانَ أَتْقَى الرَّجُلَيْنِ فِينَا: لَا تَفْعَلْ، فَإِنَّ لَهُمِ أَرْحَامًا، وَإِنْ كَانُوا قَدْ خَالَفُونَا. قَالَ: وَاللهِ لأُخْبِرَنَّهُ أَنَّهُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ عَبْدٌ. قَالَتْ: ثُمَّ غَدَا عَلَيْهِ الْغَدَ، فَقَالَ لَهُ: أَيُّهَا الْمَلِكُ: إِنَّهُمْ يَقُولُونَ فِي عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ قَوْلًا عَظِيمًا، فَأَرْسِلْ إِلَيْهِمْ فَاسْأَلْهُمْ عَمَّا يَقُولُونَ فِيهِ. قَالَتْ: فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ يَسْأَلُهُمْ عَنْهُ، قَالَتْ: وَلَمْ يَنْزِلْ بِنَا مِثْلُهَا، فَاجْتَمَعَ الْقَوْمُ فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: مَاذَا تَقُولُونَ فِي عِيسَى إِذَا سَأَلَكُمْ عَنْهُ؟ قَالُوا: نَقُولُ وَاللهِ فِيهِ مَا قَالَ اللهُ وَمَا جَاءَ بِهِ نَبِيُّنَا، كَائِنًا فِي ذَلِكَ مَا هُوَ كَائِنٌ. فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ، قَالَ لَهُمْ: مَا تَقُولُونَ فِي عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ؟ فَقَالَ لَهُ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: نَقُولُ فِيهِ الَّذِي جَاءَ بِهِ نَبِيُّنَا: هُوَ عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ وَرُوحُهُ، وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ الْعَذْرَاءِ الْبَتُولِ. قَالَتْ: فَضَرَبَ النَّجَاشِيُّ يَدَهُ إِلَى الْأَرْضِ، فَأَخَذَ مِنْهَا عُودًا، ثُمَّ قَالَ: مَا عَدَا عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ مَا قُلْتَ هَذَا الْعُودَ. فَتَنَاخَرَتْ بَطَارِقَتُهُ حَوْلَهُ حِينَ قَالَ مَا قَالَ، فَقَالَ: وَإِنْ نَخَرْتُمْ وَاللهِ، اذْهَبُوا فَأَنْتُمْ سُيُومٌ بِأَرْضِي - وَالسُّيُومُ: الْآمِنُونَ - مَنْ

(1) في (ظ 11) وعلى حاشية (س) و (ص): إن هذا والله.

ص: 267

سَبَّكُمْ غُرِّمَ، ثُمَّ مَنْ سَبَّكُمْ غُرِّمَ، ثُمَّ مَنْ سَبَّكُمْ غُرِّمَ، فَمَا أُحِبُّ أَنَّ لِي دَبْرًا ذَهَبًا وَإِنِّي آذَيْتُ رَجُلًا مِنْكُمْ - وَالدَّبْرُ بِلِسَانِ الْحَبَشَةِ: الْجَبَلُ - رُدُّوا عَلَيْهِمَا هَدَايَاهُمَا، فَلا حَاجَةَ لَنَا بِهَا، فَوَاللهِ مَا أَخَذَ اللهُ مِنِّي الرِّشْوَةَ حِينَ رَدَّ عَلَيَّ مُلْكِي فَآخُذَ الرِّشْوَةَ فِيهِ، وَمَا أَطَاعَ النَّاسَ فِيَّ فَأُطِيعَهُمْ فِيهِ. قَالَتْ: فَخَرَجَا مِنْ عِنْدِهِ مَقْبُوحَيْنِ مَرْدُودًا عَلَيْهِمَا مَا جَاءَا بِهِ، وَأَقَمْنَا عِنْدَهُ بِخَيْرِ دَارٍ مَعَ خَيْرِ جَارٍ.

قَالَتْ: فَوَاللهِ إِنَّا عَلَى ذَلِكَ إِذْ نَزَلَ بِهِ، يَعْنِي مَنْ يُنَازِعُهُ فِي مُلْكِهِ، قَالَتْ: فَوَاللهِ مَا عَلِمْنَا حُزْنًا قَطُّ كَانَ أَشَدَّ مِنْ حُزْنٍ حَزِنَّاهُ عِنْدَ ذَلِكَ، تَخَوُّفًا أَنْ يَظْهَرَ ذَلِكَ عَلَى النَّجَاشِيِّ، فَيَأْتِيَ رَجُلٌ لَا يَعْرِفُ مِنْ حَقِّنَا مَا كَانَ النَّجَاشِيُّ يَعْرِفُ مِنْهُ، قَالَتْ: وَسَارَ النَّجَاشِيُّ، وَبَيْنَهُمَا عُرْضُ النِّيلِ، قَالَتْ: فَقَالَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ رَجُلٌ يَخْرُجُ حَتَّى يَحْضُرَ وَقْعَةَ الْقَوْمِ، ثُمَّ يَأْتِيَنَا بِالْخَبَرِ؟ قَالَتْ: فَقَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ: أَنَا. قَالَتْ: وَكَانَ مِنْ أَحْدَثِ الْقَوْمِ سِنًّا، قَالَتْ: فَنَفَخُوا لَهُ قِرْبَةً، فَجَعَلَهَا فِي صَدْرِهِ، ثُمَّ سَبَحَ عَلَيْهَا، حَتَّى خَرَجَ إِلَى نَاحِيَةِ النِّيلِ الَّتِي بِهَا مُلْتَقَى الْقَوْمِ، ثُمَّ انْطَلَقَ حَتَّى حَضَرَهُمْ، قَالَتْ: وَدَعَوْنَا اللهَ لِلنَّجَاشِيِّ بِالظُّهُورِ عَلَى عَدُوِّهِ، وَالتَّمْكِينِ لَهُ فِي بِلادِهِ، وَاسْتَوْسَقَ عَلَيْهِ أَمْرُ الْحَبَشَةِ، فَكُنَّا عِنْدَهُ فِي خَيْرِ مَنْزِلٍ، حَتَّى قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ بِمَكَّةَ (1).

(1) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن إسحاق، فقد روى له مسلم متابعة، وهو صدوق حسن الحديث إلا أنه مدلس، لكنه هنا صرح بالتحديث فانتفت شبهة تدليسه. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزهري، وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث- وهو أحد الفقهاء السبعة المعروفين في المدينة- قيل: اسمه محمد، وقيل: المغيرة، وقيل: أبو بكر اسمه، وكنيته عبد الرحمن، وقيل: اسمه كنيته. =

ص: 268

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وهو في "السيرة" لابن هشام 1/ 357 - 362 عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 1/ 115 - 116 مختصراً من طريق إبراهيم بن سعد، به.

وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 2/ 301 - 304 من طريق يونس بن بكير، وأبو نعيم في "دلائل النبوة"(194) من طريق جرير بن حازم كلاهما عن محمد بن إسحاق، به.

وأخرج قسماً منه الطبراني (1479) من طريقين عن ابن إسحاق، به.

وجَلْدين أي: قويين. ويُسْتَطْرف، أي: مما يندر وجوده ويُستحسن من الأشياء. والأدم: جمع أديم، وهو الجلد. والبطريق: رئيس الأساقفة، أو الحاذق في الحرب. وصبا، بدون همز: أي مال، وصبأ بالهمز: أي ترك دينه ودخل ديناً آخر.

وقوله: فإن قومهم أعلى بهم عَيناً أي: أبصر بهم وأعلم بحالهم. قال السهيلي في "الروض الأنف" 2/ 92 - 93: أي: أبصر بهم، أي: عينهم وإبصارهم فوق عين غيرهم في أمرهم، فالعين هاهنا بمعنى الرؤية والإبصار، لا بمعنى العين التي هي الجارحة، وما سميت الجارحة عيناً إلا مجازاً، لأنها موضع العيان، وقد قالوا: عانه يعينه عيناً: إذا رآه، وإن كان الأشهر في هذا أن يقال: عاينه معاينة، والأشهر في"عِنت" أن يكون بمعنى الإصابة بالعين وإنما أوردنا هذا الكلام ليعلم أن العين في أصل وضع اللغة صفة لا جارحة، وأنها إذا أضيفت إلى البارئ سبحانه، فإنها حقيقة نحو قول أم سلمة لعائشة: بعين الله مهواك وعلى رسول الله تردين؟ وفي التنزيل: {ولتصنع على عيني} وقد أملينا في المسائل المفردات مسألة في هذا المعنى، وفيها الرد على من أجاز التثنية في العين مع إضافتها إلى الله تعالى وقاسها على اليدين، وفيها الرد عنى من احتج بقول النبي صلى الله عليه وسلم:"إن ربكم ليس بأعور" وأوردنا في ذلك ما فيه شفاء، وأتبعناه بمعانٍ بديعة في معنى عور الدجال، فلينظر هناك. واستوسق أي: اجتمع.

وقول جعفر بن أبي طالب في عيسى صلوات الله عليه: "هو روح الله وكلمته" قال السهيلي: كلمته، أي: قال له كما قال لآدم حين خلقه من تراب، ثم قال له كن فيكون، ولم يقل: فكان، لئلا يتوهم وقوع الفعل بعد القول بيسير، وإنما هو واقع للحال، فقوله: =

ص: 269

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= (فيكون) مشعراً بوقوع الفعل في حال القول وتوجه الفعل بيسير على القول، لا يمكن مستقدم ولا مستأخر، فهذا معنى الكلمة. وأما روح الله، فلأنه نفخة روح القدس في جيب الطاهرة المقدسة، والقدس: الطهارة من كل ما يشين أو يعيب أو تقذره نفس، أو يكرهه شرع، وجبريل روح القدس، لأنه روح لم يخلق من مَني ولا صدر عن شهوة، فهو مضاف إلى الله سبحانه إضافةَ تشريف وتكريم، لأنه صادر عن الحضرة المقدسة، وعيسى عليه السلام صادر عنه، فهو روحُ الله على هذا المعنى، إذ النفخ قد يسمى روحاً كما قال غيلان يصف النار:

فقلتُ له ارفعْها إليكَ وأَحْيها

برُوحكَ واقْتَتْهُ لها قِيتَةً قَدْراً

وقوله: "ولا أُكادُ"، أي: ولا أخشى أن يلحقني فيه كيدٌ، و"قوماً" نصب على البدل من الضمير في قوله:"لا أُسلمهم"، وفي "سيرة ابن هشام": ولا يُكادُ قومٌ جاوروني.

وقوله: "والذي جاء به موسى"، قال السندي: لم يقل: عيسى، مع أنه نبيهم، لما فيه من خلاف اليهود، بخلاف موسى، فلم يختلف أحد من الطوائف المعلومة في نبوته.

ص: 270

حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (1) رضي الله عنه

1741 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَأْكُلُ الْقِثَّاءَ بِالرُّطَبِ (2).

(1) هو عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، كان أول مولود وُلِدَ بأرض الحبشة لما هاجر المسلمون إليها، وأمه أسماءُ بنتُ عميس الخثعمية، وهو أخو محمد بن أبي بكر ويحيى بن علي بن أبي طالب لأمهما، وكان جواداً ممدَّحاً شريفاً خيّراً، توفي بالمدينة سنة ثمانين، وقيل: بعدها بسنوات، وله من العمر تسعون سنة وأزيد رحمه الله تعالى.

"جامع المسانيد والسنن" 3 / الورقة 27، وانظر "سير أعلام النبلاء" 3/ 456 - 462.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 3/ 171 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.

وأخرجه الحميدي (540)، وابن سعد 1/ 392، والدارمي (2058)، والبخاري (5440) و (5447) و (5449)، ومسلم (2043)، وأبو داود (3835)، وابن ماجه (3325)، والترمذي في"السنن"(1844)، وفي "الشمائل"(198)، وأبو يعلى (6798)، وأبو الشخ في "أخلاق النبي" ص 214، وأبو نعيم في "الحلية" 3/ 171، والبيهقي 7/ 281، والخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" 13/ 296، والبغوي (2893) من طريق إبراهيم بن سعد، به.

وأخرجه أبو الشيخ ص 214 من طريق عمرو بن عبد الغفار، عن هشام بن عروة، =

ص: 271

1742 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا حَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ لِابْنِ الزُّبَيْرِ: أَتَذْكُرُ إِذْ تَلَقَّيْنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَا وَأَنْتَ وَابْنُ عَبَّاسٍ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَحَمَلَنَا وَتَرَكَكَ؟ وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ مَرَّةً: أَتَذْكُرُ إِذْ تَلَقَّيْنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَا وَأَنْتَ وَابْنُ عَبَّاسٍ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، فَحَمَلَنَا وَتَرَكَكَ (1).

1743 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ مُوَرِّقٍ الْعِجْلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ، تُلُقِّيَ بِالصِّبْيَانِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، قَالَ: وَإِنَّهُ قَدِمَ مَرَّةً مِنْ سَفَرٍ، قَالَ: فَسُبِقَ بِي إِلَيْهِ، قَالَ: فَحَمَلَنِي بَيْنَ يَدَيْهِ، قَالَ: ثُمَّ جِيءَ بِأَحَدِ ابْنَيْ فَاطِمَةَ، إِمَّا حَسَنٌ، وَإِمَّا حُسَيْنٌ، فَأَرْدَفَهُ خَلْفَهُ، قَالَ: فَدَخَلْنَا الْمَدِينَةَ ثَلاثَةً عَلَى دَابَّةٍ (2).

= عن أبيه، عن عبد الله بن جعفر.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الله بن أبي مُليكة: هو عبدُ الله بن عبيد الله بن عبد الله بن أبي مليكة التيمي المدني.

وأخرجه بالسياق الثاني ابنُ أبي شيبة 9/ 34 - 35، وعنه مسلم (2427) عن إسماعيل بن عُلية، بهذا الإسناد.

وأخرجه بالسياق الأول البخاري (3082)، والنسائي في "الكبرى"(4249) من طريقين عن حبيب بن الشهيد، به. وانظر ما سيأتي برقم (2146) في مسند ابن عباس.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، وعاصم: هو ابن سليمان الأحول، ومورق العجلي: هو مورق بن مُشَمْرِج البصري.

وأخرجه مسلم (2428)(66)، والنسائي في "الكبرى"(4246)، والبيهقي =

ص: 272

1744 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، حَدَّثَنِي شَيْخٌ، مِنْ فَهْمٍ - قَالَ: وَأَظُنُّهُ يُسَمَّى مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: وَأَظُنُّهُ حِجَازِيًّا - أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ جَعْفَرٍ يُحَدِّثُ ابْنَ الزُّبَيْرِ، وَقَدْ نُحِرَتْ لِلقَوْمِ جَزُورٌ أَوْ بَعِيرٌ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَالْقَوْمُ يُلْقُونَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم اللَّحْمَ، يَقُولُ:" أَطْيَبُ اللَّحْمِ لَحْمُ الظَّهْرِ "(1).

1745 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ. وحَدَّثَنَا بَهْزٌ وَعَفَّانُ، قَالا: حَدَّثَنَا مَهْدِيٌّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي يَعْقُوبَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ مَوْلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ

= 5/ 260 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 9/ 35، والدارمي (2665)، ومسلم (2428)(67)، وأبو داود (2566)، وابن ماجه (3773)، وأبو يعلى (6791) من طرق عن عاصم الأحول، به - وبعضهم يزيد فيه على بعض. وانظر (1760).

(1)

إسناده ضعيف، الشيخ من فهم- واسمه محمد بن عبد الرحمن في رواية أحمد والحاكم والبيهقي، وفي رواية ابن ماجه: محمد بن عبد الله- لم يوثقه أحد، فهو في عداد المجهولين، ومع ذلك فقد صححه الحاكم ووافقه الذهبي!

وأخرجه ابن ماجه (3308)، والنسائي في "الكبرى"(6657)، والحاكم 4/ 111، والبيهقي في "شعب الإيمان"(5892) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه الحميدي (539)، والترمذي في "الشمائل"(172) من طريقين عن مسعر، به.

وأخرجه الحاكم 4/ 111 من طريق يحيى بن عبد الحميد، عن جرير، عن رقبة بن مصقلة، عن رجل من بني فهم، به.

وأخرجه يعقوب بن سفيان في "تاريخه" 1/ 242، ومن طريقه البيهقي في "شعب الإيمان"(5891) عن أبي نعيم، عن مسعر، به. وسقط من المطبوع من "الشعب": سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول. وسيأتي برقم (1756) و (1759)، وانظر (1749).

ص: 273

عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: أَرْدَفَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ خَلْفَهُ، فَأَسَرَّ إِلَيَّ حَدِيثًا لَا أُخْبِرُ بِهِ أَحَدًا، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَحَبُّ مَا اسْتَتَرَ بِهِ فِي حَاجَتِهِ هَدَفٌ، أَوْ حَائِشُ نَخْلٍ، فَدَخَلَ يَوْمًا حَائِطًا مِنْ حِيطَانِ الْأَنْصَارِ، فَإِذَا جَمَلٌ قَدِ أتَاهُ فَجَرْجَرَ، وَذَرَفَتْ عَيْنَاهُ - قَالَ بَهْزٌ وَعَفَّانُ: فَلَمَّا رَأَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم حَنَّ وَذَرَفَتْ عَيْنَاهُ - فَمَسَحَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَرَاتَهُ وَذِفْرَاهُ، فَسَكَنَ، فَقَالَ:" مَنْ صَاحِبُ الْجَمَلِ؟ " فَجَاءَ فَتًى مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ: هُوَ لِي يَا رَسُولَ اللهِ. فَقَالَ: " أَمَا تَتَّقِي اللهَ فِي هَذِهِ الْبَهِيمَةِ الَّتِي مَلَّكَكَهَا اللهُ، إِنَّهُ شَكَا إِلَيَّ أَنَّكَ تُجِيعُهُ وَتُدْئِبُهُ "(1).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الحسن بن سعد، فمن رجال مسلم. يزيد: هو ابن هارون، محمد بن أبي يعقوب: هو محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب التميمي الضبي البصري.

وأخرجه بتمامه البيهقي في "الدلائل" 6/ 26 - 27 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وأخرجه مختصراً ابن خزيمة (53)، وعنه ابن حبان (1411) من طريق يزيد بن هارون، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 11/ 493، والدارمي (663) و (755)، ومسلم (342) و (2429)، وأبو داود (2549)، وابن ماجه (340)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(437)، وأبو يعلى (6787) و (6788)، وأبو عوانة 1/ 197، والحاكم 2/ 99 - 100، والبيهقي في "السنن" 1/ 94، وفي "الدلائل" 6/ 26 - 27 من طرق عن مهدي بن ميمون، به. وبعضهم يزيد فيه على بعض، وسيأتي برقم (1754).

الهدف، قال الخطابي في "معالم السنن" 2/ 248: كل ما كان له شخص مرتفع من بناء وغيره، وقد استهدف لك الشيء: إذا قام وانتصب لك. وقوله: حائش نخل، قال الخطابي: الحائش: جماعة النخل الصغار لا واحد له من لفظه، وقال ابنُ الأثير: الحائش: النخل الملتف المجتمع، كأنه لالتفافه يحوش بعضه إلى بعض. والجرجرة: =

ص: 274

1746 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ أَبِي رَافِعٍ يَتَخَتَّمُ فِي يَمِينِهِ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ، فَذَكَرَ أَنَّهُ رَأَى عَبْدَ اللهِ بْنَ جَعْفَرٍ يَتَخَتَّمُ فِي يَمِينِهِ، وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَتَخَتَّمُ فِي يَمِينِهِ (1).

1747 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسَافِعٍ، أَنَّ مُصْعَبَ بْنَ شَيْبَةَ أَخْبَرَهُ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ - وَقَالَ حَجَّاجُ: عُتْبَةُ بْنُ

= صوت البعير عند الضجر. وسراته: أي ظهره وأعلاه. وذفراه: أي مؤخر رأسه، وهو الموضع الذي يعرف من قفاه. وقوله: وتدئبه، أي: تكده وتتعبه، من الدأب، وهو الجد والتعب.

(1)

صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجالُ الصحيح غيرَ ابن أبي رافع - واسمه عبد الرحمن- فقد روى له أصحابُ السنن، وقال ابن معين: صالح الحديث.

وأخرجه ابن سعد 1/ 477، والترمذي في "السنن"(1744)، وفي "الشمائل"(91) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. ونقل الترمذي في "سننه" عن محمد بن إسماعيل البخاري قوله: هذا أصح شيء روي في هذا الباب.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(435)، والنسائي 8/ 175، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" ص 124 من طريقين عن حماد بن سلمة، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 473 - 474، وابن ماجه (3647)، والترمذي في "الشمائل"(92)، وابن أبي عاصم (436)، وأبو يعلى (6794)، وأبو الشيخ ص 124 من طريقين عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن عبد الله بن جعفر. وسيأتي برقم (1755).

وفي الباب عن ابن عمر عند مسلم (2091)(53)، وصححه ابن حبان (5499)، وعن علي صححه ابن حبان برقم (5501)، وعن ابن عباس عند الترمذي (1742).

ص: 275

مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ (1) - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" مَنْ شَكَّ فِي صَلاتِهِ، فَلْيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ "(2).

(1) قوله: "وقال حجاج: عتبة بن محمد بن الحارث" سقط من (م)، وانظر (1752).

(2)

إسناده ضعيف، عبد الله بن مسافع لا يُعرف بجرح ولا تعديل، ومصعب بن شيبة: لين الحديث، وعقبة (والصواب: عتبة، كما سماه حجاج شيخ أحمد، وقال أحمد، فيما نقله المزي في"التهذيب": وأخطأ فيه روح، إنما هو عتبة) بن محمد بن الحارث قال النسائي: ليس بمعروف، وذكره ابن حبان في "الثقات" وضعفه ابن قدامة في "المغني" 4/ 217، ونقل عن الأثرم أنه لا يثبت، ثم هو مضطرب، فقد روي "وهو جالس" كما هو هنا، ويُفهم منه أنه قبل التسليم، وروي فيما سيأتي برقم (1752)"بعدما يُسلِّم"، ويغني عنه حديث أبي هريرة عند أحمد 2/ 273، والبخاري (1231) و (1232)، ومسلم ص 398 مرفوعاً بلفظ:"يأتي أحدَكم الشيطانُ وهو في صلاته، فيلبس عليه حتى لا يدري كم صَلَّى، فإذا وجد ذلك، فليسجد سجدتين وهو جالس".

تنبيه: استدل بحديث أبي هريرة هذا مَن قال: إن المصلي إذا شك، فلم يدر زادَ أو نقص، فليس عليه إلا سجدتان، عملاً بظاهر الحديث، وإلى ذلك ذهب الحسنُ البصري وطائفةٌ من السلف، وخالف في ذلك مالك والشافعي وأحمد وآخرون، فقالوا: متى شكَّ في صلاته صلى ثلاثاً أو أربعاً؟ لزمه البناءُ على اليقين، فيجب أن يأتي برابعة، ويسجد للسهو، عملاً بحديث أبي سعيد الخدري رفعه:"إذا شكَّ أحدُكم في صلاته، فلم يَدْرِ كم صلَّى ثلاثاً أو أربعاً؟ فليطرح الشك، وليبنِ على ما استيقن، ثم يسجدُ سجدتين قبل أن يُسلِّمَ" أخرجه أحمد 3/ 83، ومسلم (571)، وصححه ابن حبان (2669).

فهذا الحديث قد اشتمل على زيادة، وهي بيان ما هو الواجب على الساهي عند ذلك من غير السجود، وهو طرحُ الشك والبناءُ على اليقين، فلا بُدَّ من حديث أبي هريرة. انظر =

ص: 276

1748 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى وَيَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالا: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، قَالَ: سَمِعْتُ عُبَيْدًا ابْنَ أُمِّ كِلابٍ يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ - قَالَ يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ: قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ جَعْفَرٍ. قَالَ أَحَدُهُمَا: ذِي (1) الْجَنَاحَيْنِ - أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا عَطَسَ حَمِدَ اللهَ، فَيُقَالُ لَهُ: يَرْحَمُكَ اللهُ. فَيَقُولُ: " يَهْدِيكُمُ اللهُ وَيُصْلِحُ بَالَكُمْ "(2).

= "عمدة القاري" 7/ 712 - 713.

وأخرجه النسائي 3/ 30، وأبو يعلى (6792) و (6800)، وابن خزيمة (1033)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 3/ 53 من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي 3/ 30 من طريق الوليد بن مسلم، وأبو يعلى (6802) من طريق مخلد بن يزيد الحراني، كلاهما عن ابن جريج، به. وليس في إسناد النسائي: مصعب بن شيبة، والصوابُ إثباته. وسيأتي برقم (1752) و (1753) و (1761)، وانظر ما تقدم برقم (1656).

(1)

كذا في (م) و (ظ 11)، وفي (س) و (غ) و (ق) و (ص):"ذا" وهو خطأ.

(2)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، ابن لهيعة ضعيف، وعبيد بن أم كلاب ذكره الحافظ في "تعجيل المنفعة" فقال: شاعر كان بالمدينة، وكان يمدح عبد الله بن جعفر، وله قصة مع حُبَّى المدنية المغنية المشهورة، وكانت أرغبته في تزويجه- مع كبر سنها- وهو شاب، فاشترط عليها شروطاً، ودخل بها، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلاً.

وأخرجه الطحاوي 4/ 301، والطبراني في "الدعاء"(1980)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(9340) من طرق عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد.

ويشهد له حديث علي عند أحمد (972).

وحديث أبي هريرة عند أحمد 2/ 353، والبخاري (6224).

ص: 277

1749 -

حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ بَابٍ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ، أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ آخِرَ مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي إِحْدَى يَدَيْهِ رُطَبَاتٌ، وَفِي الْأُخْرَى قِثَّاءٌ، وَهُوَ يَأْكُلُ مِنْ هَذِهِ وَيَعَضُّ مِنْ هَذِهِ، وَقَالَ:" إِنَّ أَطْيَبَ الشَّاةِ لَحْمُ الظَّهْرِ "(1).

1750 -

حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي يَعْقُوبَ يُحَدِّثُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَيْشًا اسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمْ زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ " فَإِنْ قُتِلَ زَيْدٌ أَوِ اسْتُشْهِدَ، فَأَمِيرُكُمْ جَعْفَرٌ، فَإِنْ قُتِلَ أَوِ اسْتُشْهِدَ، فَأَمِيرُكُمْ عَبْدُ اللهِ بْنُ رَوَاحَةَ " فَلَقُوا الْعَدُوَّ، فَأَخَذَ الرَّايَةَ زَيْدٌ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، ثُمَّ أَخَذَ الرَّايَةَ جَعْفَرٌ، فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، ثُمَّ أَخَذَهَا عَبْدُ اللهِ بْنُ رَوَاحَةَ، فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، ثُمَّ أَخَذَ الرَّايَةَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ، فَفَتَحَ اللهُ عَلَيْهِ، وَأَتَى خَبَرُهُمِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَخَرَجَ إِلَى النَّاسِ، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَقَالَ: " إِنَّ إِخْوَانَكُمْ لَقُوا الْعَدُوَّ، وَإِنَّ زَيْدًا أَخَذَ الرَّايَةَ، فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ - أَوِ اسْتُشْهِدَ - ثُمَّ أَخَذَ الرَّايَةَ بَعْدَهُ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، فَقَاتَلَ حَتَّى

(1) إسناده ضعيف جداً، نصر بن باب- وهو ابن سهل الخراسانى- تركه جماعة، وقال البخاري: يرمونه بالكذب، وقال ابن معين: ليس حديثه بشيء، وقال ابن حبان: لا يحتج به، وقال أبو حاتم: متروك، وضعفه ابن المديني والنسائي وأبو داود وغيرهم، وقال ابن عدي: ومع ضعفه يكتب حديثه، وقال أحمد: ما كان به بأس، وفي"لسان الميزان" عن تاريخ نيسابور، عن أحمد قال: هو ثقة! وحجاج- وهو ابن أرطاة- مدلس وقد عنعن، وقتادة لم يسمع من أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلا من أنس وأبي الطفيل.

وانظر (1741) و (1744).

ص: 278

قُتِلَ - أَوِ اسْتُشْهِدَ - ثُمَّ أَخَذَ الرَّايَةَ عَبْدُ اللهِ بْنُ رَوَاحَةَ، فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ - أَوِ اسْتُشْهِدَ - ثُمَّ أَخَذَ الرَّايَةَ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللهِ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ، فَفَتَحَ اللهُ عَلَيْهِ " فَأَمْهَلَ، ثُمَّ أَمْهَلَ آلَ جَعْفَرٍ ثَلاثًا أَنْ يَأْتِيَهُمْ، ثُمَّ أَتَاهُمْ، فَقَالَ: " لَا تَبْكُوا عَلَى أَخِي بَعْدَ الْيَوْمِ، ادْعُوا إلِي ابْنَيِ أخِي " قَالَ: فَجِيءَ بِنَا كَأَنَّا أَفْرُخٌ، فَقَالَ:" ادْعُوا إِلَيَّ الْحَلاقَ " فَجِيءَ بِالْحَلاقِ، فَحَلَقَ رُءُوسَنَا، ثُمَّ قَالَ:" أَمَّا مُحَمَّدٌ، فَشَبِيهُ عَمِّنَا أَبِي طَالِبٍ، وَأَمَّا عَبْدُ اللهِ، فَشَبِيهُ خَلْقِي وَخُلُقِي " ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي، فَأَشَالَهَا، فَقَالَ:" اللهُمَّ اخْلُفْ جَعْفَرًا فِي أَهْلِهِ، وَبَارِكْ لِعَبْدِ اللهِ فِي صَفْقَةِ يَمِينِهِ " قَالَهَا ثَلاثَ مِرَارٍ.

قَالَ: فَجَاءَتِ أمُّنَا، فَذَكَرَتْ لَهُ يُتْمَنَا، وَجَعَلَتْ تُفْرِحُ لَهُ، فَقَالَ:" الْعَيْلَةَ تَخَافِينَ عَلَيْهِمْ، وَأَنَا وَلِيُّهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ؟! "(1).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الحسن بن سعد، فمن رجال مسلم. محمد بن أبي يعقوب: هومحمد بن عبد الله بن أبي يعقوب، نسب هنا إلى جده.

وأخرجه بتمامه ابن سعد 4/ 36 - 37، والنسائي في "الكبرى"(8604) من طريق وهب بن جرير، بهذا الإسناد. وليس عند النسائي قوله: "فجاءت أمنا فذكرت له

" إلى آخر الحديث.

وأخرجه مختصراً أبو داود (4192)، وابن أبي عاصم في"الآحاد والمثاني"(434)، والنسائي في "المجتبى" 8/ 182 - وسقط من المطبوع:"الحسن بن سعد" وهو ثابت في "الكبرى"(9295) -، وفي "الكبرى"(8160) من طريق وهب بن جرير، به.

وقوله: "فأشالها" أي: رفعها. وقوله: "جعلت تفرح له" قال ابن الأثير في "النهاية" 3/ 424: قال أبو موسى: هكذا وجدته بالحاء المهملة، وقد أضرب الطبراني عن هذه الكلمة فتركها من الحديث، فإن كان بالحاء، فهو من أفرحه: إذا غَمَّه وأزال عنه الفرح، وأَفْرحه الدَّينُ: إذا أثقله، وإن كانت بالجيم فهو من المُفْرَج الذي لا عشيرة له، فكأنها =

ص: 279

1751 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: لَمَّا جَاءَ نَعْيُ جَعْفَرٍ حِينَ قُتِلَ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" اصْنَعُوا لِآلِ جَعْفَرٍ طَعَامًا، فَقَدْ أَتَاهُمْ أمْرٌ يَشْغَلُهُمْ - أَوْ أتَاهُمْ مَا يَشْغَلُهُمْ - "(1).

1752 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسَافِعٍ، أَنَّ مُصْعَبَ بْنَ شَيْبَةَ، أَخْبَرَهُ عَنْ عُتْبَةَ (2) بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" مَنْ شَكَّ فِي صَلاتِهِ، فَلْيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ بَعْدَ مَا يُسَلِّمُ "(3).

= أرادت أن أباهم توفي ولا عشيرة لهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"أتخافين العيلة وأنا وليهم؟ " والعيلة: الفاقة والفقر والحاجة.

(1)

إسناده حسن، خالد والد جعفر- وهو ابن سارّة- روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في"الثقات" وحسن له الترمذي حديثه هذا، وصححه الحاكم، وقال الحافظ: صدوق، وباقي رجاله ثقات. سفيان: هو ابن عيينة.

وأخرجه الشافعي 1/ 216، وعبد الرزاق (6665)، والحميدي (537)، وأبو داود (3132)، وابن ماجه (1610)، والترمذي (998)، وأبو يعلى (6801)، والحاكم 1/ 372، والبيهقي 4/ 61، والبغوي (1552) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حسن صحيح، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.

وله شاهد من حديث أسماء بنت عميس سيأتي عند أحمد 6/ 370.

(2)

في الأصول: عقبة، بالقاف وهو خطأ، والصواب: عتبة، بالتاء كما تقدم بيان ذلك في الرواية السالفة (1747).

(3)

إسناده ضعيف. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور.

وأخرجه أبو داود (1033)، والنسائي 3/ 30، والبيهقي 2/ 336 من طريق حجاج، بهذا الإسناد. وانظر (1747).

ص: 280

1753 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسَافِعٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ

فَذَكَرَ مِثْلَهُ بِإِسْنَادِهِ (1).

1754 -

حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ (2)، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي يَعْقُوبَ يُحَدِّثُ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: رَكِبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَغْلَتَهُ، وَأَرْدَفَنِي خَلْفَهُ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا تَبَرَّزَ كَانَ أَحَبَّ مَا تَبَرَّزَ فِيهِ هَدَفٌ يَسْتَتِرُ بِهِ، أَوْ حَائِشُ نَخْلٍ، فَدَخَلَ حَائِطًا لِرَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ فَإِذَا فِيهِ نَاضِحٌ لَهُ، فَلَمَّا رَأَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، حَنَّ وَذَرَفَتْ عَيْنَاهُ، فَنَزَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَمَسَحَ ذِفْرَاهُ وَسَرَاتَهُ، فَسَكَنَ، فَقَالَ:" مَنْ رَبُّ هَذَا الْجَمَلِ؟ " فَجَاءَ شَابٌّ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ: أَنَا. فَقَالَ: " أَلا تَتَّقِي اللهَ فِي هَذِهِ الْبَهِيمَةِ الَّتِي مَلَّكَكَ اللهُ إِيَّاهَا، فَإِنَّهُ شَكَاكَ إِلَيَّ، وَزَعَمَ أَنَّكَ تُجِيعُهُ وَتُدْئِبُهُ " ثُمَّ ذَهَبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فِي الْحَائِطِ، فَقَضَى حَاجَتَهُ، ثُمَّ تَوَضَّأَ، ثُمَّ جَاءَ، وَالْمَاءُ يَقْطُرُ مِنْ لِحْيَتِهِ عَلَى صَدْرِهِ، فَأَسَرَّ إِلَيَّ شَيْئًا لَا أُحَدِّثُ بِهِ أَحَدًا. فَحَرَّجْنَا عَلَيْهِ أَنْ يُحَدِّثَنَا، فَقَالَ: لَا أُفْشِي عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم سِرَّهُ حَتَّى أَلْقَى اللهَ (3).

(1) إسناده ضعيف كسابقه.

وأخرجه النسائي 3/ 30، وفي "الكبرى"(593) عن سويد بن نصر، عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد.

(2)

تحرف في (م) إلى: جريج.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الحسن بن سعد فمن رجال مسلم.

وأخرجه ابن حبان (1412) من طريق وهب بن جرير، بهذا الإسناد. وانظر =

ص: 281

1755 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ابْنِ (1) أَبِي رَافِعٍ، مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ جَعْفَرٍ كَانَ يَتَخَتَّمُ فِي يَمِينِهِ، وَزَعَمَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَتَخَتَّمُ فِي يَمِينِهِ (2).

1756 -

حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، حَدَّثَنَا شَيْخٌ قَدِمَ عَلَيْنَا مِنَ الْحِجَازِ، قَالَ: شَهِدْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ الزُّبَيْرِ، وَعَبْدَ اللهِ بْنَ جَعْفَرٍ بِالْمُزْدَلِفَةِ، فَكَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ يَحُزُّ اللَّحْمَ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ:" أَطْيَبُ اللَّحْمِ لَحْمُ الظَّهْرِ "(3).

* 1757 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا يَنْبَغِي لِنَبِيٍّ أَنْ

= (1745).

وقوله: "فحرجنا عليه" أي: ألححنا عليه وضيقنا، من الحرج: وهو الضيق.

(1)

سقطت لفظة "ابن" من النسخ المطبوعة.

(2)

إسناده حسن، ابن أبي رافع: هو عبد الرحمن، قال ابن معين: صالح الحديث، وباقي رجاله ثقات.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 474 عن عفان، بهذا الإسناد. وانظر (1746).

(3)

إسناده ضعيف لاختلاط المسعودي- واسمه عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة- وجهالة الشيخ الذي حدثه. وانظر (1744).

وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(5893) من طريق الطيالسي، عن المسعودي، عمن شهد عبد الله بن جعفر وابن الزبير

فذكره.

ص: 282

يَقُولَ: إِنِّي خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى " (1).

قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: وَحَدَّثَنَاهُ هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ (2) مِثْلَهُ.

1758 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: فَحَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ عُرْوَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أُمِرْتُ أَنْ أُبَشِّرَ خَدِيجَةَ بِبَيْتٍ مِنْ قَصَبٍ، لَا صَخَبَ فِيهِ، وَلا نَصَبَ "(3).

(1) صحيح لغيره، وهذا سند رجاله ثقات رجال الصحيح غير محمد بن إسحاق، فقد روى له مسلم متابعة، وهو صدوق حسن الحديث إلا أنه مدلس وقد عنعن. القاسم: هو ابن محمد بن أبي بكر.

وأخرجه أبو داود (4670) من طريق محمد بن سلمة، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو يعلى (6793)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 10/ 138 من طريقين عن محمد بن إسحاق، به.

وفي الباب عن ابن عباس عند البخاري (3395) و (3413) و (7539)، ومسلم (2377).

وعن ابن مسعود عند البخاري (3412) و (4603) و (4808) وسيأتي في "المسند" 1/ 390 و 440 و 443.

ومعنى الحديث: ترك التخيير بينهم على وجه الإزراء ببعضهم، فإنه ربما أدى ذلك إلى فساد الاعتقاد فيهم، والإخلال بالواجب من حقوقهم، وبفرض الإيمان بهم، وليس معناه أن يعتقد التسوية بينهم في درجاتهم، فإن الله سبحانه قد أخبر أنه قد فاضل بينهم، فقال عز وجل:{تِلك الرسل فضّلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات} .

(2)

يعني: عن محمد بن سلمة الحراني. وأبو عبد الرحمن: هو عبد الله بن الإمام أحمد.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، فقد صرح محمد بن إسحاق بالتحديث =

ص: 283

1759 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ فَهْمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ جَعْفَرٍ، قَالَ: أُتِيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِلَحْمٍ، فَجَعَلَ الْقَوْمُ يُلَقُّونَهُ اللَّحْمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّ أَطْيَبَ اللَّحْمِ لَحْمُ الظَّهْرِ "(1).

1760 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي جَعْفَرُ بْنُ خَالِدِ بْنِ سَارَّةَ، أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ جَعْفَرٍ قَالَ: لَوْ رَأَيْتَنِي وَقُثَمَ وَعُبَيْدَ اللهِ ابْنَيْ عَبَّاسٍ،

= فانتفت شبهة تدليسه وهو صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد.

وأخرجه الحاكم 3/ 185 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2996)، وأبو يعلى (6797) من طريق بكر بن سليمان، عن ابن إسحاق، به.

وأخرجه عبد الله بن الإمام أحمد في"فضائل الصحابة"(1591)، وأبو يعلى (6795)، وابن حبان (7005)، والطبراني 23 / (13)، والحاكم 3/ 184 من طريق وهب بن جرير بن حازم، عن أبيه، عن محمد بن إسحاق، به.

وفي الباب عن عبد الله بن أبي أوفى عند البخاري (1792)، ومسلم (2433)، وصححه ابن حبان (7004)، ويأتي في "المسند" 4/ 355. وآخر من حديث أبي هريرة عند مسلم (2432)، وصححه ابن حبان (7009).

والقَصَبُ فيَ هذا الحديث: لؤلؤ مُجَوَّف واسع، كالقصر المنيف، وقد جاء تفسيره عند الطبراني من حديث أبي هريرة ولفظه:"بيت من لؤلؤة مجوفة".

والصَّخَب: اختلاط الأصوات. والنَّصَب: التعب.

(1)

إسناده ضعيف لجهالة الشيخ من فهم، وانظر (1744).

وأخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي" ص 200 من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

ص: 284

وَنَحْنُ صِبْيَانٌ نَلْعَبُ، إِذْ مَرَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى دَابَّةٍ، فَقَالَ:" ارْفَعُوا هَذَا إِلَيَّ " قَالَ: فَحَمَلَنِي أَمَامَهُ، وَقَالَ لِقُثَمَ:" ارْفَعُوا هَذَا إِلَيَّ " فَجَعَلَهُ وَرَاءَهُ، وَكَانَ عُبَيْدُ اللهِ أَحَبَّ إِلَى عَبَّاسٍ مِنْ قُثَمَ، فَمَا اسْتَحَى مِنْ عَمِّهِ أَنْ حَمَلَ قُثَمَ (1) وَتَرَكَهُ، قَالَ: ثُمَّ مَسَحَ عَلَى رَأْسِي ثَلاثًا، وَقَالَ كُلَّمَا مَسَحَ:" اللهُمَّ اخْلُفْ جَعْفَرًا فِي وَلَدِهِ ".

قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ اللهِ: مَا فَعَلَ قُثَمُ؟ قَالَ: اسْتُشْهِدَ. قَالَ: قُلْتُ: اللهُ أَعْلَمُ بِالْخَيْرِ وَرَسُولُهُ بِالْخَيْرِ. قَالَ: أَجَلْ (2).

1761 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسَافِعٍ، أَنَّ مُصْعَبَ بْنَ شَيْبَةَ، أَخْبَرَهُ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" مَنْ شَكَّ فِي صَلاتِهِ، فَلْيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ بَعْدَ مَا يُسَلِّمُ "(3).

1762 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي رَافِعٍ

(1) في (م) و (غ) وعلى حاشية (س): قثماً.

(2)

إسناده حسن، خالد بن سارة- بتشديد الراء- سبق برقم (1751)، وباقي رجاله ثقات.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/ 194، والحاكم 1/ 372 من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(1066) و (1073) من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد، عن ابن جريج، به.

وأخرجه الحاكم 1/ 372، وعنه البيهقي 4/ 60 من طريق أبي عاصم قال: أخبرني جعفر بن خالد بن سارة، وقد حدثنا ابن جريج عنه قال: حدثني أبي، فذكره.

(3)

إسناده ضعيف، وانظر (1747).

ص: 285

عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ: أَنَّهُ زَوَّجَ ابْنَتَهُ مِنَ الْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ، فَقَالَ لَهَا: إِذَا دَخَلَ بِكِ، فَقُولِي: لَا إِلَهَ إِلا اللهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ، سُبْحَانَ اللهِ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَزَعَمَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ قَالَ هَذَا. قَالَ حَمَّادٌ: فَظَنَنْتُ أَنَّهُ قَالَ: فَلَمْ يَصِلِ الَيْهَا (1).

(1) إسناده حسن، ابن أبي رافع- واسمه عبد الرحمن- قال ابن معين: صالح، وباقي رجاله ثقات. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث.

وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(646) من طريق عبد الصمد، بهذا الإسناد. وانظر الحديث في مسند علي (701).

ص: 286

وَمِنْ مُسْنَدِ بَنِي هَاشِمٍ

حَدِيثُ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ (1) عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

(1) هو العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان أبو الفضل القرشي الهاشمي، عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وصِنْو أبيه، أي شقيقه.

وكان أصغر وَلد أبيه وأسنَّ من رسول الله صلى الله عليه وسلم بثلاث سنين.

وكان طويلاً جميلاً أبيض بضّاً جهوريَّ الصوتِ يُسْمَع نداؤه من تسعة أميال.

ولما بعث الله رسوله صلى الله عليه وسلم آمن به أخوه حمزة، واستمر هو على شركه، ولكنه كان من أكفِّ الناس عنه، بل ما كان بعدَ أبي طالب أحنى عليه منه.

وقد شَهِدَ بيعة العقبة مع الأنصار، وأكد العقد توثقة لِرسول الله صلى الله عليه وسلم، ونصرة له، واحتياطاً لأمره.

وكان مع المشركين يومَ بدر، فوقع في الأسرِ، فَقُيِّدَ فباتَ يَئِنُّ فلم ينم رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ َسَلَّمَ، فسُئل عما يمنعه من النوم، فذكر أنينَ العباس، فأُطلق من القيد، وفدي بأربعة آلاف، وقد ردَّ الله عليه أضعافَها بعد ذلك.

وقد قيل: إنه كان مسلماً يَكْتُمُ إيمانَه من قومه، والمشهور أنه إنما أسلم قبلَ الفتح، وشهد فتح مكة.

ولما أسلم، حسن إسلامُه جداً، واستمرت السقايةُ في يده ثم في يد ولده.

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلزمه ويُجله ويُعظمه ويحترمه. =

ص: 287

1763 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، عَمُّكَ أَبُو طَالِبٍ كَانَ يَحُوطُكَ، وَيَفْعَلُ. قَالَ:" إِنَّهُ فِي ضَحْضَاحٍ مِنَ النَّارِ، وَلَوْلا أَنَا كَانَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ "(1).

= وقد استسقى به عُمَرُ بن الخطاب عام الرمادة، فسقى الله عباده بدعاء عم نبيه.

وكانت وفاته في آخر خلافة عثمان قبل مقتله بقليل، وقد أضرَّ قبل وفاته، ثم كانت وفاته بالمدينة يومَ الجمعةِ لاثنتي عشرة ليلة خلت من رجب وقيل: من رمضان سنة ثنتين وثلاثين وقد جاوز الثمانين، ودُفِنَ بالبقيع رحمه الله.

"جامع المسانيد" 2 / الورقة 317 - 318، وانظر "سير أعلام النبلاء" 1/ 78 - 103.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، وعبد الله بن الحارث: هو ابن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب الهاشمي.

وأخرجه ابن أبي شيبة 13/ 165، ومن طريقه مسلم (209)(359)، وأبو يعلى (6694) عن وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق (9939)، وابن منده في "الإيمان"(957) و (959) من طرق عن سفيان الثوري، به.

وأخرجه الحميديُّ (460)، ومسلم (209)(358)، وأبو يعلى (6695)، وابن منده (690) و (961) من طرق عن عبد الملك بن عمير، به. وسيأتي برقم (1768) و (1774) و (1789).

والضحضاحُ، قال ابن الأثير 3/ 75: هو في الأصل: ما رَقَّ من الماء على وجه الأرض ما يبلغ الكعبين، فاستعاره للنار.

قوله: "في الدَّرك"، قال السندي: بفتحتين أو بسكون الثاني، والمراد: قعر جهنم، ثم لعل المراد: أنه كان مستحقاً للدرك الأسفل لولا شفاعتي، فبشفاعتي صار مستحقاً للضحضاح، وإلا فالدخولُ في النار يكون يوم القيامة، وقيل: ذلك إنما هو العَرضُ، قال =

ص: 288

1764 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ الْعَبَّاسِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا سَجَدَ الرَّجُلُ سَجَدَ مَعَهُ سَبْعَةُ آرَابٍ: وَجْهِهِ، وَكَفَّيْهِ، وَرُكْبَتَيْهِ، وَقَدَمَيْهِ "(1).

1765 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ

= تعالى: {النارُ يُعْرَضونَ عليها} الآية [غافر: 46]، وهو الذي تدلُّ عليه أحاديثُ عذاب القبر، بقي أن الحديث يقتضي أن عمل الكافر نافع في الجملة، وهو ينافي قوله تعالى:{والذين كفروا أعمالُهم كسَرابٍ} الآية [النور: 39]، وكذا يقتضي أن الشفاعة للكافر نافعة في الجُملة، وهو ينافي قوله تعالى:{فما تنفعُهم شفاعةُ الشافعين} [المدثر: 48]، ويمكن الجواب بأنه لا يلزم من نفي نفع كل واحد من العمل والشفاعة نفي نفع المجموع، أي: العمل مع الشفاعة، وهذا الحديث يقتضي نفي المجموع، فلا إشكال، وقيل: المراد بنفي النفع، نفيُ النفع بحيث يتخلَّصُ من النار، والثابت هاهنا النفع بالتخفيف، فلا منافاة، والله تعالى أعلم.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ عبد الله بن جعفر- وهو المَخْرَمي الزهري- فمن رجال مسلم. إسماعيل بن محمد: هو ابن سعد بن أبي وقاص القرشي الزهري.

وأخرج الطحاوي 1/ 255 من طريق إبراهيم بن أبي الوزير، عن عبد الله بن جعفر، عن إسماعيل بن محمد، عن عامر بن سعد، عن أبيه قال: أمر العبد أن يسجد على سبعة آراب

فذكره، و 1/ 256 من طريق أبي عامر، عن عبد الله بن جعفر، عن إسماعيل، عن عامر بن سعد، عن أبيه قال: إذا سجد العبد سجد على سبعة آراب

ثم ذكر مثلَه. وسيأتي الحديث برقم (1765) و (1769) و (1780).

قوله: "سجد معه سبعة آراب"، قال السندي: كآداب، أي: أعضاء، والمراد الأمر، أي: ليسجد معه سبعة أعضاء، أو الإِخبار، أي: فليضع هذه الأعضاء على وجهها، وليُظهر فيها آثار الخشوع لكونها ساجدة، والله تعالى أعلم.

ص: 289

ابْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، بِمِثْلِهِ (1).

1766 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ، حَدَّثَنَا حَاتِمٌ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي صَغِيرَةَ -، حَدَّثَنِي بَعْضُ بَنِي الْمُطَّلِبِ، قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ فِي بَعْضِ تِلْكَ الْمَوَاسِمِ، قَالَ: فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: حَدَّثَنِي أَبِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِيهِ الْعَبَّاسِ، أَنَّهُ أَتَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَنَا عَمُّكَ، كَبِرَتْ سِنِّي، وَاقْتَرَبَ أَجَلِي، فَعَلِّمْنِي شَيْئًا يَنْفَعُنِي اللهُ بِهِ. قَالَ:" يَا عَبَّاسُ، أَنْتَ عَمِّي، وَلا أُغْنِي عَنْكَ مِنَ اللهِ شَيْئًا، وَلَكِنْ سَلْ رَبَّكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ " قَالَهَا ثَلاثًا، ثُمَّ أَتَاهُ عِنْدَ قَرْنِ الْحَوْلِ، فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ (2).

(1) إسنادُه صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر ما قبلَه. محمد بن إبراهيم: هو ابن الحارث بن خالد التيمي.

وأخرجه الشافعي 1/ 92، وأبو داود (891)، والنسائي 2/ 210، وأبو يعلى (6693)، وابن خزيمة (631)، والطحاوي 1/ 256، وابن حبان (1922) من طرق عن يزيد بن عبد الله بن الهاد، بهذا الإسناد.

(2)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة الرجل من بني المطلب. وله طريق آخر ستأتي برقم (1783).

وأخرجه ابن سعد 4/ 28 عن محمد بن عبد الله الأنصاري وعبد الله بن بكر السهمي، عن حاتم، بهذا الإسناد.

وأخرجه أيضاً 4/ 28 عن عارم بن الفضل، عن حماد بن زيد، عن أيوب قال: قال العباس: يا رسول الله مرني بدعاء، قال: سل الله العفو والعافية. وانظر ما بعده.

وفي الباب عن أبي بكر عند أحمد وقد تقدم برقم (10)، وعن ابن عباس عند ابن =

ص: 290

1767 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا أَبُو يُونُسَ الْقُشَيْرِيُّ حَاتِمُ بْنُ أَبِي صَغِيرَةَ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ وَلَدِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، فَحَضَرَهُ بَنُو عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَقَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَنَا عَمُّكَ، قَدْ كَبِرَتْ سِنِّي

فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (1).

1768 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنْ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلْ نَفَعْتَ أَبَا طَالِبٍ بِشَيْءٍ؟ فَإِنَّهُ كَانَ يَحُوطُكَ وَيَغْضَبُ لَكَ؟ قَالَ:" نَعَمْ، هُوَ فِي ضَحْضَاحٍ مِنَ النَّارِ، وَلَوْلا ذَلِكَ لَكَانَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ "(2).

1769 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ (3) عَبْدِ

= حبان (951)، وعن عبد الله بن جعفر عند الحاكم 3/ 568.

وقرن الحول: آخر الحول وأول الثاني.

(1)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري.

وأخرجه ابن منده في "الإيمان"(961) من طريق عفان، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاريُّ (6208) و (6572)، ومسلم (209)(357)، وأبو يعلى (6715)، وابن مندة (961)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(279) من طرق عن أبي عَوانة، به. وانظر (1763).

(3)

تحرف في (م) إلى: عن.

ص: 291

اللهِ بْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا سَجَدَ ابْنُ آدَمَ، سَجَدَ مَعَهُ سَبْعَةُ آرَابٍ: وَجْهِهِ، وَكَفَّيْهِ، وَرُكْبَتَيْهِ، وَقَدَمَيْهِ "(1).

1770 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ الْعَلاءِ، عَنْ عَمِّهِ شُعَيْبِ بْنِ خَالِدٍ، حَدَّثَنِي سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمِيرَةَ (2)، عَنْ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالْبَطْحَاءِ، فَمَرَّتْ سَحَابَةٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَتَدْرُونَ مَا هَذَا؟ " قَالَ: قُلْنَا: السَّحَابُ. قَالَ: " وَالْمُزْنُ " قُلْنَا: وَالْمُزْنُ. قَالَ: " وَالْعَنَانُ " قَالَ: فَسَكَتْنَا، فَقَالَ:" هَلْ تَدْرُونَ كَمْ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ؟ " قَالَ: قُلْنَا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: " بَيْنَهُمَا مَسِيرَةُ خَمْسِ مِئَةِ سَنَةٍ، وَمِنْ كُلِّ سَمَاءٍ إِلَى سَمَاءٍ مَسِيرَةُ خَمْسِ مِئَةِ سَنَةٍ، وَكِثَفُ كُلِّ سَمَاءٍ مَسِيرَةُ خَمْسِ مِئَةِ سَنَةٍ، وَفَوْقَ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ بَحْرٌ، بَيْنَ أَسْفَلِهِ وَأَعْلاهُ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، ثُمَّ فَوْقَ ذَلِكَ ثَمَانِيَةُ أَوْعَالٍ، بَيْنَ رُكَبِهِنَّ وَأَظْلافِهِنَّ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، ثُمَّ فَوْقَ ذَلِكَ الْعَرْشُ، بَيْنَ أَسْفَلِهِ وَأَعْلاهُ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، وَاللهُ

(1) حديث صحيح، ابن لهيعة- وإن كان في حفظه شيء- قد توبع، وباقي رجاله ثقات. وانظر (1764).

(2)

زاد في الإسناد هنا ابنُ كثير في "جامع المسانيد" 2 / ورقة 318، وابن حجر في "أطراف المسند" 1 / ورقة 99:"عن الأحنف بن قيس"، ولم يذكر في عامة أصولنا الخطية ولا في النسخ المطبوعة، ولا في "العلل المتناهية" 1/ 23 لابن الجوزي الذي روى الحديث من طريق "المسند". وصرَّح محمد بن عثمان بن أبي شيبة في "كتاب العرش" أن عبد الرزاق لم يذكر في حديثه الأحنفَ بن قيس.

ص: 292

تَبَارَكَ وَتَعَالَى فَوْقَ ذَلِكَ، وَلَيْسَ يَخْفَى عَلَيْهِ مِنْ أَعْمَالِ بَنِي آدَمَ شَيْءٌ " (1).

(1) إسناده ضعيف جداً، يحيى بن العلاء- وهو الرازي البجلي- قال عمرو بن علي الفلاس والنسائي والدارقطني: متروك الحديث، وقال أحمد: كذاب يضع الحديث، وقال أبو داود: ضعفوه، وسماك بن حرب- وإن كان صدوقاً- كان ربما لُقِّن، فإذا انفرد بأصل لم يكن حجةً كما قال الحافظ في "التهذيب"، وقد تفرَّد بالرواية عن عبد الله بن عميرة كما قال مسلم في "الوحدان" ص 140، وعبد الله بن عَميرة ذكره العقيلي وابن عدي في جملة الضعفاء، وقال الذهبي: لا يعرف، وذكره ابن حبان في "الثقات" على عادته في توثيق المجاهيل، وهو إلى ذلك معضل بإسقاط الأحنف بن قيس من الإِسناد، وبإثباته فهو منقطع، فإنه لا يعلم له سماع منه فيما قاله البخاري.

وأخرجه محمد بن عثمان بن أبي شيبة في "العرش"(10)، وأبو يعلى (6713)، والحاكم 2/ 501 من طريق عبد الرزاق، بهذا الإِسناد. إلا أن الحاكم زاد فيه "عن الأحنف بن قيس"!

وأخرجه ابنُ طهمان في "مشيخته"(18)، ومن طريقه أبو داود (4725)، والآجري في "الشريعة" ص 292 - 293، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 399، والجورقاني في "الأباطيل والمناكير" 1/ 77 - 78، وأخرجه أبو داود (4724)، والترمذي (3320)، وابن أبي عاصم في "السنة"(577)، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 101 - 102، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" 3/ 389 - 390 من طريق عمرو بن أبي قيس، كلاهما (إبراهيم بن طهمان وعمرو بن أبي قيس) عن سماك بن حرب، عن عبد الله بن عَميرة، عن الأحنف بن قيس، عن العباس- وبعضهم يزيد فيه على بعض. ووقع عندهم: "إن بعد ما بينهما إما واحدة أو اثنتان أو ثلاث وسبعون سنة

".

وأخرج قصة الأوعال الحاكم 2/ 500 من طريق شريك، عن سماك، به موقوفاً. وسيأتي برقم (1771).

ويأتي نحوه في مسند أبي هريرة 2/ 370، وهو ضعيف أيضاً، ويخرج هناك.

البطحاء: هي المُحَصَّبُ، وهو موضع معروف بمكة. والعنان: السحاب. وكِثَف =

ص: 293

• 1771 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (1): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ الْبَزَّارُ وَمُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، قَالا: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ أَبِي ثَوْرٍ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمِيرَةَ، عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، نَحْوَهُ (2).

1772 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ - هَوَ ابْنُ هَارُونَ -، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي خَالِدٍ - عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ

= - بكسر الكاف وفتح الثاء- بوزن غِلَظ ومعناه، قال أحمد شاكر: ولكن مادة "كثف" لم أجد منها هذا الوزن، أعني كسر الكاف وفتح الثاء، بل قالوا: كَثُف يكْثُف كثافة، بضم الثاء في الماضي والمضارع، وفتح الكاف في المصدر. والأوعال: جمع وَعِل بفتح الواو وضمها مع كسر العين، وأصله تيس الجبل، والمراد هنا ملائكة على صورة الأوعال على ما قاله ابن الأثير في"النهاية".

(1)

ورد هذا الحديثُ في النسخ المطبوعة، وكذا في (ق) ونسخة على حاشية (س) على أنه من رواية الإمام أحمد، والصواب أنه من زيادات ابنه عبد الله كما جاء في (س) و (ص) و"جامع المسانيد" 2 / الورقة 318، و"أطراف المسند" 1 / ورقة 99.

(2)

إسناده ضعيف جداً، الوليد بن أبي ثور: هو الوليدُ بن عبد الله بن أبي ثور الهمداني المرهبي، وهو ضعيف، قال ابنُ معين: ليس بشيء، وقال محمدُ بن عبد الله بن نُمير: كذاب، وقال أبو زرعة: منكر الحديث يهم كثيراً، وقال العقيلي: يُحدث عن سماك بمناكير لا يُتابع عليها، وسماك كان يتلقن، وعبد الله بن عميرة في عداد المجهولين، وقال البخاري: لا نعلم له سماعا من الأحنف.

وأخرجه الدارمي في "الرد على الجهمية" ص 24، وأبو داود (4723)، وابن ماجه (193)، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" 3/ 390 - 391، والبيهقي في" الأسماء والصفات" ص 399 من طريق محمد بن الصباح، بهذا الإسناد.

وأخرجه محمد بن عثمان بن أبي شيبة في "العرش"(651)، والآجري في "الشريعة" ص 292، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 102، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" 1/ 24 - 25 من طرق عن الوليد بن أبي ثور، به. وانظر ما قبله.

ص: 294

عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ قُرَيْشًا إِذَا لَقِيَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، لَقُوهُمْ بِبِشْرٍ حَسَنٍ، وَإِذَا لَقُونَا لَقُونَا بِوُجُوهٍ لَا نَعْرِفُهَا. قَالَ: فَغَضِبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم غَضَبًا شَدِيدًا، وَقَالَ:" وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَا يَدْخُلُ قَلْبَ رَجُلٍ الْإِيمَانُ حَتَّى يُحِبَّكُمْ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ "(1).

1773 -

حَدَّثَنَاهُ جَرِيرٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ رَبِيعَةَ، قَالَ: دَخَلَ الْعَبَّاسُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: إِنَّا لَنَخْرُجُ فَنَرَى قُرَيْشًا تَحَدَّثُ

فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (2).

1774 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ

(1) إسناده ضعيف، يزيد بن أبي زياد: هو القرشي الهاشمي الكوفي، ضعيف، قال أحمد: ليس حديثه بذاك، وقال مرة: ليس بالحافظ، وقال ابنُ معين وأبو حاتم والنسائي وأبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي، وقال أبو زرعة: لين يكتب حديثه ولا يحتج به، وقال الدارقطني: ضعيف يخطئ كثيراً، ويلقن إذا لقن.

وأخرجه ابنُ شبة في "تاريخ المدينة" 2/ 639 عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وأخرجه يعقوبُ بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 295، والحاكم 3/ 333، والبيهقي في "دلائل النبوة" 1/ 167 من طريقين عن إسماعيل بن أبي خالد، به. وانظر ما بعده.

(2)

إسناده ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد، وهو مكرر ما قبله إلا أنه زاد هنا في سنده عبد المطلب بن ربيعة بن عبد الله بن الحارث بين عبد الله بن الحارث وبين العباس. جرير: هو ابن عبد الحميد، والقائل:"حدثناه" هو الإمام أحمد.

وسيتكرر برقم (1777)، وفي مسند عبد المطلب بن ربيعة 4/ 165 ويُخرّج هناك.

ص: 295

حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ، قَالَ: قُلْتُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: مَا أَغْنَيْتَ عَنْ عَمِّكَ، فَقَدْ كَانَ يَحُوطُكَ وَيَغْضَبُ لَكَ؟ قَالَ:" هُوَ فِي ضَحْضَاحٍ (1)، وَلَوْلا أَنَا لَكَانَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ "(2).

1775 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي كَثِيرُ بْنُ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، عَنْ أَبِيهِ الْعَبَّاسِ، قَالَ: شَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حُنَيْنًا، قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَمَا مَعَهُ إِلا أَنَا وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَلَزِمْنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَلَمْ نُفَارِقْهُ، وَهُوَ عَلَى بَغْلَةٍ شَهْبَاءَ - وَرُبَّمَا قَالَ مَعْمَرٌ: بَيْضَاءَ - أَهْدَاهَا لَهُ فَرْوَةُ بْنُ نَعَامَةَ الْجُذَامِيُّ، فَلَمَّا الْتَقَى الْمُسْلِمُونَ وَالْكُفَّارُ، وَلَّى الْمُسْلِمُونَ مُدْبِرِينَ، وَطَفِقَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَرْكُضُ بَغْلَتَهُ قِبَلَ الْكُفَّارِ، قَالَ الْعَبَّاسُ: وَأَنَا آخِذٌ بِلِجَامِ بَغْلَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَكُفُّهَا، وَهُوَ لَا يَأْلُو مَا أَسْرَعَ نَحْوَ الْمُشْرِكِينَ، وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ آخِذٌ بِغَرْزِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" يَا عَبَّاسُ، نَادِ: يَا أَصْحَابَ السَّمُرَةِ " قَالَ: وَكُنْتُ رَجُلًا صَيِّتًا، فَقُلْتُ: بِأَعْلَى صَوْتِي: أَيْنَ أَصْحَابُ السَّمُرَةِ؟ قَالَ: فَوَاللهِ لَكَأَنَّ عَطْفَتَهُمْ حِينَ سَمِعُوا صَوْتِي عَطْفَةُ الْبَقَرِ عَلَى أَوْلادِهَا، فَقَالُوا: يَا لَبَّيْكَ يَا لَبَّيْكَ يَا لَبَّيْكَ. وَأَقْبَلَ الْمُسْلِمُونَ، فَاقْتَتَلُوا هُمْ وَالْكُفَّارُ، فَنَادَتِ الْأَنْصَارُ يَقُولُونَ: يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ، ثُمَّ قَصَّرَتِ الدَّاعُونَ

(1) في (غ) و (ق): ضحضاح من النار.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البخاري (3883)، ومسلم (209)(359)، وابن منده في "الإيمان"(958) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله.

ص: 296

عَلَى بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، فَنَادَوْا: يَا بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ. قَالَ: فَنَظَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ عَلَى بَغْلَتِهِ، كَالْمُتَطَاوِلِ عَلَيْهَا إِلَى قِتَالِهِمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" هَذَا حِينَ حَمِيَ الْوَطِيسُ " قَالَ: ثُمَّ أَخَذَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَصَيَاتٍ، فَرَمَى بِهِنَّ وُجُوهَ الْكُفَّارِ، ثُمَّ قَالَ:" انْهَزَمُوا وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، انْهَزَمُوا وَرَبِّ الْكَعْبَةِ " قَالَ: فَذَهَبْتُ أَنْظُرُ، فَإِذَا الْقِتَالُ عَلَى هَيْئَتِهِ فِيمَا أَرَى، قَالَ: فَوَاللهِ مَا هُوَ إِلا أَنْ رَمَاهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِحَصَيَاتِهِ، فَمَا زِلْتُ أَرَى حَدَّهُمْ كَلِيلًا، وَأَمْرَهُمْ مُدْبِرًا، حَتَّى هَزَمَهُمِ اللهُ. قَالَ: وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَرْكُضُ خَلْفَهُمْ عَلَى بَغْلَتِهِ (1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو في "المصنف" لعبد الرزاق (9741)، ومن طريقه أخرجه مسلم (1775)(77)، وابن حبان (7049)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 5/ 139.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(8647)، وأبو يعلى (6708)، والطبري 10/ 101 - 102 من طريق معمر، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن إسحاق- كما في "السيرة" لابن هشام 4/ 87 - ، وابن سعد 4/ 18 - 19، ومسلم (1775)(76)، والنسائي في "الكبرى"(8653)، والحاكم 3/ 327 - 328، والبيهقي في "دلائل النبوة" 5/ 137 - 139، والبغوي في "تفسيره" 2/ 278 - 279 من طرق عن الزهري، به. وسيأتي برقم (1776).

وفروة هذا أسلم في عهد النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وبعث إليه رسولاً بإسلامه، وأهدى له بغلةً بيضاء، وكان فروة عاملاً للروم على من يليهم مِن العرب، وكان منزله معانَ وما حولها من أرض الشام، فبلغ الرومَ إسلامُه، فطلبوه فحبسوه ثم قتلوه. انظر "الإصابة" 3/ 207 رقم الترجمة (7022).

والغَرز: ركاب السرج. والسَّمُرة: الشجرة التي بايعوا تحتها بيعة الرضوان يوم الحديبية. وصَيِّتاً أي: قوي الصوت.

قوله: "وما معه إلا أنا وأبو سفيان"، قال السندي: أراد بالمعية: القربَ منه، واللزومَ =

ص: 297

1776 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ، فَلَمْ أَحْفَظْهُ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ عَبَّاسٌ وَأَبُو سُفْيَانَ مَعَهُ - يَعْنِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: فَخَطَبَهُمْ وَقَالَ: " الْآنَ حَمِيَ الْوَطِيسُ " وَقَالَ: " نَادِ: يَا أَصْحَابَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ "(1).

1777 -

حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ أَبُو عَبْدِ اللهِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ رَبِيعَةَ، قَالَ: دَخَلَ الْعَبَّاسُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا لَنَخْرُجُ فَنَرَى قُرَيْشًا تَحَدَّثُ، فَإِذَا رَأَوْنَا سَكَتُوا. فَغَضِبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَدَرَّ عِرْقٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، ثُمَّ قَالَ:" وَاللهِ، لَا يَدْخُلُ قَلْبَ امْرِئٍ إِيمَانٌ حَتَّى يُحِبَّكُمْ لِلَّهِ وَلِقَرَابَتِي "(2).

= معه، كما يدلُّ عليه السَّوْق، لا الثبوت في الحرب، وعدم الفرار، وإلا فقد ثَبَتَ أبو بكر وعمر وعلي وغيرهم أيضاً، ذكره في "المواهب".

وقوله: "حين حمي الوطيس": "حين" بالفتح، مبنيٌّ لإضافته إلى الجملة، و"حَمِي" بكسر الميم، من: حَمِيَت النار، إذا اشتَدَّ حرها، و"الوطيس" بفتح واوٍ، وكسر طاءٍ مهملة، وسين مهملة: التَّنُّور، أراد الحرب، والظاهر أن خبر "هذا" هو: حين حمي الوطيس، وقيل: محذوف، والتقدير: هذا القتالُ حين حمي الوطيسُ، وفي المواهب: الوطيسُ: هو التنور يُخبز فيه، يُضرب مثلاً لشدة الحرب الذي يُشبِهُ حرُّها حَرَّه، وهذا من فصيح الكلام الذي لم يُسمع من أحدٍ قبلَ النبي صلى الله عليه وسلم.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة.

وأخرجه الحميدي (459)، ومسلم (1775) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وسقط من المطبوع من "مسند الحميدي": سفيان بن عيينة. وانظر (1775).

(2)

إسناده ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد. وهو مكرر (1773).

ص: 298

1778 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ - يَعْنِي الشَّافِعِيَّ -، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ يَزِيدَ - يَعْنِي ابْنَ الْهَادِ -، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" ذَاقَ طَعْمَ الْإِيمَانِ مَنْ رَضِيَ بِاللهِ رَبًّا، وَبِالْإِسْلامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا "(1).

1779 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" ذَاقَ طَعْمَ الْإِيمَانِ مَنْ رَضِيَ بِاللهِ رَبًّا، وَبِالْإِسْلامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا "(2).

1780 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ مُضَرَ (3) الْقُرَشِيُّ، عَنِ ابْنِ الْهَادِ،

(1) إسناده صحيح، مَن فوق الإمام الشافعي على شرط الشيخين غيرَ عبد العزيز بن محمد الدراوردي، فمن رجال مسلم. محمد بن إبراهيم: هو ابن الحارث بن خالد بن صخر القرشي التيمي.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية 9/ 156 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (34)، وأبو يعلى (6692)، وابن منده في "الإيمان"(114)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(199)، والبغوي (24) من طرق عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، به.

وأخرجه أبو يعلى (6692) من طريق ابنِ أبي حازم، عن يزيد بن الهاد، به. وسيأتي برقم (1779).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الترمذي (2623)، وابن حبان (1694)، وابن منده في "الإيمان"(115)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(198) من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد. وانظر (1778).

(3)

تحرف في (م) إلى: نصر.

ص: 299

عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" إِذَا سَجَدَ الْعَبْدُ سَجَدَ مَعَهُ سَبْعَةُ آرَابٍ: وَجْهُهُ، وَكَفَّاهُ، وَرُكْبَتَاهُ، وَقَدَمَاهُ "(1).

1781 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي مَالِكُ بْنُ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ النَّصْرِيُّ، أَنَّ عُمَرَ دَعَاهُ

فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. قَالَ: فَبَيْنَا أَنَا عِنْدَهُ إِذْ جَاءَ حَاجِبُهُ يَرْفَأُ، فَقَالَ: هَلْ لَكَ فِي عُثْمَانَ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ وَالزُّبَيْرِ وَسَعْدٍ يَسْتَأْذِنُونَ؟ قَالَ: نَعَمْ. فَأَدْخَلَهُمْ، فَلَبِثَ قَلِيلًا، ثُمَّ جَاءَه، فَقَالَ: هَلْ لَكَ فِي عَلِيٍّ وَعَبَّاسٍ يَسْتَأْذِنَانِ؟ قَالَ: نَعَمْ. فَأَذِنَ لَهُمَا، فَلَمَّا دَخَلا قَالَ عَبَّاسٌ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، اقْضِ بَيْنِي وَبَيْنَ هَذَا؛ لَعَلِيٍّ، وَهُمَا يَخْتَصِمَانِ فِي الصَّوَافِي الَّتِي أَفَاءَ اللهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَمْوَالِ بَنِي النَّضِيرِ، فَقَالَ الرَّهْطُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، اقْضِ بَيْنَهُمَا وَأَرِحِ أَحَدَهُمَا مِنَ الآخَرِ. قَالَ عُمَرُ: اتَّئِدُوا، أُنَاشِدُكُمْ بِاللهِ الَّذِي بِإِذْنِهِ تَقُومُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ، هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا نُورَثُ، مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ " يُرِيدُ نَفْسَهُ؟ قَالُوا: قَدْ قَالَ ذَلِكَ. فَأَقْبَلَ عُمَرُ عَلَى عَلِيٍّ وَعَلَى الْعَبَّاسِ، فَقَالَ: أَنْشُدُكُمَا بِاللهِ، أَتَعْلَمَانِ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ ذَلِكَ؟ قَالا: نَعَمْ.

قَالَ: فَإِنِّي أُحَدِّثُكُمْ عَنْ هَذَا الْأَمْرِ: أَنَّ اللهَ عز وجل كَانَ خَصَّ رَسُولَهُ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (491)، وأبو داود (891)، والترمذي (272)، والنسائي 2/ 208، وابن حبان (1921)، والبيهقي 2/ 101 من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد. وانظر (1764).

ص: 300

فِي هَذَا الْفَيْءِ بِشَيْءٍ لَمْ يُعْطِهِ أَحَدًا غَيْرَهُ، فَقَالَ:{وَمَا أَفَاءَ اللهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ} إِلَى {قَدِيرٌ} [الحشر: 6]، فَكَانَتْ هَذِهِ خَاصَّةً لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ وَاللهِ مَا احْتَازَهَا دُونَكُمْ، وَلا اسْتَأْثَرَ بِهَا عَلَيْكُمْ لَقَدِ أعْطَاكُمُوهَا، وَبَثَّهَا فِيكُمْ، حَتَّى بَقِيَ مِنْهَا هَذَا الْمَالُ، فَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُنْفِقُ عَلَى أَهْلِهِ نَفَقَةَ سَنَتِهِمْ مِنْ هَذَا الْمَالِ، ثُمَّ يَأْخُذُ مَا بَقِيَ فَيَجْعَلُهُ مَجْعَلَ مَالِ اللهِ، فَعَمِلَ بِذَلِكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَيَاتَهُ، ثُمَّ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا وَلِيُّ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَبَضَهُ أَبُو بَكْرٍ؛ فَعَمِلَ فِيهِ بِمَا عَمِلَ فِيهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم (1).

1782 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَمِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَالِكُ بْنُ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ النَّصْرِيُّ

فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. قَالَ: فَبَيْنَا أَنَا جَالِسٌ عِنْدَهُ، أَتَاهُ حَاجِبُهُ يَرْفَأُ، فَقَالَ لِعُمَرَ: هَلْ لَكَ فِي عُثْمَانَ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ وَسَعْدٍ وَالزُّبَيْرِ يَسْتَأْذِنُونَ؟ قَالَ: نَعَمْ، ائْذَنْ لَهُمْ. قَالَ: فَدَخَلُوا فَسَلَّمُوا وَجَلَسُوا، قَالَ: ثُمَّ لَبِثَ يَرْفَأُ قَلِيلًا، فَقَالَ لِعُمَرَ: هَلْ لَكَ فِي عَلِيٍّ وَعَبَّاسٍ؟ فَقَالَ: نَعَمْ. فَأَذِنَ لَهُمَا، فَلَمَّا دَخَلا عَلَيْهِ، جَلَسَا، فَقَالَ عَبَّاسٌ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، اقْضِ بَيْنِي وَبَيْنَ عَلِيٍّ. فَقَالَ الرَّهْطُ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البخاري (4033) عن أبي اليمان، بهذا الإسناد. وانظر (172).

والصوافي: قال ابن الأثير في "النهاية" 3/ 40: هي الأملاك والأراضي التي جلا عنها أهلها، أو ماتوا ولا وارث لها، واحدتها: صافية، وقال الأزهري: يقال للضياع التي يستخلصها السلطان لخاصته: الصوافي.

ص: 301

عُثْمَانُ وَأَصْحَابُهُ: اقْضِ بَيْنَهُمَا، وَأَرِحِ أحَدَهُمَا مِنَ الآخَرِ. فَقَالَ عُمَرُ: اتَّئِدُوا، فَأَنْشُدُكُمْ بِاللهِ الَّذِي بِإِذْنِهِ تَقُومُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ، هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا نُورَثُ، مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ " يُرِيدُ بِذَلِكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَفْسَهُ؟ قَالَ الرَّهْطُ: قَدْ قَالَ ذَلِكَ. فَأَقْبَلَ عُمَرُ عَلَى عَلِيٍّ وَعَبَّاسٍ، فَقَالَ: أَنْشُدُكُمَا بِاللهِ، هَلْ تَعْلَمَانِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ قَالَ ذَلِكَ؟ قَالا: قَدْ قَالَ ذَلِكَ.

فَقَالَ عُمَرُ: فَإِنِّي أُحَدِّثُكُمْ عَنْ هَذَا الْأَمْرِ: إِنَّ اللهَ عز وجل كَانَ خَصَّ رَسُولَهُ فِي هَذَا الْفَيْءِ بِشَيْءٍ لَمْ يُعْطِهِ أَحَدًا غَيْرَهُ، فَقَالَ اللهُ:{وَمَا أَفَاءَ اللهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ} الْآيَةَ، فَكَانَتْ هَذِهِ الْآيَةُ خَاصَّةً لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ وَاللهِ مَا احْتَازَهَا، وَلا اسْتَأْثَرَ بِهَا عَلَيْكُمْ، لَقَدِ أعْطَاكُمُوهَا، وَبَثَّهَا فِيكُمْ، حَتَّى بَقِيَ مِنْهَا هَذَا الْمَالُ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُنْفِقُ عَلَى أَهْلِهِ نَفَقَةَ سَنَتِهِمْ مِنْ هَذَا الْمَالِ، ثُمَّ يَأْخُذُ مَا بَقِيَ مِنْهُ، فَيَجْعَلُهُ مَجْعَلَ مَالِ اللهِ، فَعَمِلَ بِذَلِكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَيَاتَهُ، أَنْشُدُكُمُ اللهَ، هَلْ تَعْلَمُونَ ذَلِكَ؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ لِعَلِيٍّ وَعَبَّاسٍ: فَأَنْشُدُكُمَا بِاللهِ، هَلْ تَعْلَمَانِ ذَلِكَ؟ قَالا: نَعَمْ، ثُمَّ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا وَلِيُّ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَقَبَضَهَا أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه، فَعَمِلَ فِيهَا بِمَا عَمِلَ بِهِ فِيهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ - وَأَقْبَلَ عَلَى عَلِيٍّ وَعَبَّاسٍ - تَزْعُمَانِ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ فِيهَا كَذَا، وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّهُ فِيهَا لَصَادِقٌ بَارٌّ رَاشِدٌ تَابِعٌ لِلحَقِّ (1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزهري، وابن أخي الزهري: هو محمد بن عبد الله بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب الزهري المدني. وانظر (172).

ص: 302

1783 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ الْعَبَّاسِ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، عَلِّمْنِي شَيْئًا أَدْعُو بِهِ؟ فَقَالَ:" سَلِ اللهَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ ". قَالَ: ثُمَّ أَتَيْتُهُ مَرَّةً أُخْرَى، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، عَلِّمْنِي شَيْئًا أَدْعُو بِهِ. قَالَ: فَقَالَ: " يَا عَبَّاسُ، يَا عَمَّ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، سَلِ اللهَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ "(1).

1784 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي السَّفَرِ، عَنِ ابْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الْعَبَّاسِ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَعِنْدَهُ نِسَاؤُهُ، فَاسْتَتَرْنَ مِنِّي إِلا مَيْمُونَةَ (2)، فَقَالَ:" لَا يَبْقَى فِي الْبَيْتِ أَحَدٌ شَهِدَ اللَّدَّ إِلا لُدَّ، إِلا أَنَّ يَمِينِي لَمْ تُصِبِ الْعَبَّاسَ " ثُمَّ قَالَ: " مُرُوا

(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد، وحديثه يكتب للمتابعة.

وقد تقدم من طريق آخر برقم (1766) عن عبد الله بن عباس، عن أبيه.

وأخرجه أبو يعلى (6697) من طريق حسين بن علي، بهذا الإسناد.

وأخرجه الحميدي (461)، وابن أبي شيبة 10/ 206، والبخاري في "الأدب المفرد"(726)، والترمذي (3514)، وأبو يعلى (6696) من طرق عن يزيد بن أبي زياد، به.

وقال الترمذي: هذا حديث صحيح، وعبدُ الله بن الحارث قد سمع من العباس بن عبد المطلب.

(2)

في رواية أبي يعلى زيادة: "فَدُق له سَعْطةٌ فَلُدَّ" وهي توضح المراد من قوله: "لا يبقى في البيت أحد شهد اللدَّ إلا لُدَّ". والسَّعطة: دواء يجعل في الأنف.

ص: 303

أَبَا بَكْرٍ أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ " فَقَالَتْ عَائِشَةُ لِحَفْصَةَ: قُولِي لَهُ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ إِذَا قَامَ مَقَامَكَ بَكَى. قَالَ: " مُرُوا أَبَا بَكْرٍ لِيُصَلِّ بِالنَّاسِ " فَقَامَ، فَصَلَّى، فَوَجَدَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم خِفَّةً فَجَاءَ، فَنَكَصَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه، فَأَرَادَ أَنْ يَتَأَخَّرَ، فَجَلَسَ إِلَى جَنْبِهِ، ثُمَّ اقْتَرَأَ (1).

1785 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا قَيْسٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي السَّفَرِ، عَنْ أَرْقَمَ بْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ فِي مَرَضِهِ:" مُرُوا أَبَا بَكْرٍ يُصَلِّي بِالنَّاسِ " فَخَرَجَ أَبُو بَكْرٍ، فَكَبَّرَ، وَوَجَدَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رَاحَةً، فَخَرَجَ يُهَادَى بَيْنَ رَجُلَيْنِ، فَلَمَّا رَآهُ أَبُو بَكْرٍ تَأَخَّرَ، فَأَشَارَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ

(1) صحيح لِغيره، قيس بن الربيع مختلف فيه، وحديثُه حسن في الشواهد، وهذا منها، وباقي رجاله ثقات. ابن شرحبيل: هو أرقم بن شرحبيل الأودي الكوفي.

وأخرجه يعقوبُ بنُ سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 452، وأبو يعلى (6704) من طريق قيس بن الربيع، بهذا الإِسناد. وقد سقط من المطبوع من "المعرفة والتاريخ" من إسناده "عن العباس".

وأخرجه مختصراً البزار (1566) من طريق قيس بن الربيع، به. وانظر ما بعده.

ويأتي مختصراً في مسند ابن عباس برقم (2055) من طريق أبي إسحاق، عن أرقم بن شرحبيل، عن ابن عباس.

وفي الباب عن عائشة، ويأتي في مسندها 6/ 34 و 53 ومواضع أخرى، وانظر ابن حبان (2118) و (2120) و (6601).

واللَّدُّ: هو العلاج باللدود، وهو ما يُسقاه المريض في أحد شِقَّي الفم، ولديدا الفم: جانباه، قال ابن الأثير: وإنما فعل ذلك عقوبة لهم، لأنهم لَدُّوه بغير إذنه. اقترأ، أي: قرأ، والاقتراء: افتعال من القراءة.

ص: 304

صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَكَانَكَ، ثُمَّ جَلَسَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى جَنْبِ أَبِي بَكْرٍ، فَاقْتَرَأَ مِنَ المَكَانِ الَّذِي بَلَغَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه مِنَ السُّورَةِ (1).

1786 -

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ أَبِي قُرَّةَ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي قَبِيلٍ، عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ، عَنِ الْعَبَّاسِ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَقَالَ:" انْظُرْ هَلْ تَرَى فِي السَّمَاءِ مِنْ نَجْمٍ؟ " قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: " مَا تَرَى؟ " قَالَ: قُلْتُ: أَرَى الثُّرَيَّا. قَالَ: " أَمَا إِنَّهُ يَلِي هَذِهِ الْأُمَّةَ بِعَدَدِهَا مِنْ صُلْبِكَ، اثْنَيْنِ فِي فِتْنَةٍ "(2).

(1) هو مكرر ما قبله.

وقوله "يُهادى" أي: يمشي بينهما معتمداً عليهما من ضعفه وتمايله، والتهادي في المشية: التمايل.

(2)

إسناده ضعيف جداً، عبيد بن أبي قرة قال البخاري في "تاريخه الكبير" 6/ 2: لا يتابع في حديثه في قصة العباس، وترجم له الذهبي في "ميزان الاعتدال" 3/ 22 ونقل عن ابن معين قوله فيه: ما به بأس، وعن يعقوب بن شيبة: ثقة صدوق، وأورد حديثه هذا، وقال بإثره: هذا باطل، وأبو قبيل- واسمه حُيي بن هانئ- قال في "تعجيل المنفعة" ص 277: ضعيف، لأنه كان يكثر النقل عن الكتب القديمة، وأبو ميسرة: مجهول لم يرو عنه غير أبي قبيل، مترجم في "التعجَيل" ص 523.

وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 11/ 96 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي حاتم في "علل الحديث" 2/ 404، وابن عدي في "الكامل" 5/ 1988، والحاكم 3/ 326، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/ 518 من طريق عبيد بن أبي قُرَّة به، وليس قوله:"اثنين في فتنة" عند أحد منهم غير ابن أبي حاتم. وقال الذهبي في "تلخيصه" متعقباً الحاكم: لم يصحَّ هذا.

ص: 305

1787 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ الْأَشْعَثِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِيَاسِ بْنِ عَفِيفٍ الْكِنْدِيِّ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: كُنْتُ امْرَأً تَاجِرًا، فَقَدِمْتُ الْحَجَّ، فَأَتَيْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ لِأَبْتَاعَ مِنْهُ بَعْضَ التِّجَارَةِ، وَكَانَ امْرَأً تَاجِرًا، فَوَاللهِ إِنِّي لَعِنْدَهُ بِمِنًى إِذْ خَرَجَ رَجُلٌ مِنْ خِبَاءٍ قَرِيبٍ مِنْهُ، فَنَظَرَ إِلَى الشَّمْسِ، فَلَمَّا رَآهَا مَالَتْ، يَعْنِي قَامَ يُصَلِّي، قَالَ: ثُمَّ خَرَجَتِ امْرَأَةٌ مِنْ ذَلِكَ الْخِبَاءِ الَّذِي خَرَجَ مِنْهُ ذَلِكَ الرَّجُلُ، فَقَامَتْ خَلْفَهُ تُصَلِّي، ثُمَّ خَرَجَ غُلامٌ حِينَ رَاهَقَ الْحُلُمَ مِنْ ذَلِكَ الْخِبَاءِ، فَقَامَ مَعَهُ يُصَلِّي، قَالَ: فَقُلْتُ لِلعَبَّاسِ: مَنْ (1) هَذَا يَا عَبَّاسُ؟ قَالَ: هَذَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ابْنُ أَخِي. قَالَ: فَقُلْتُ: مَنْ هَذِهِ الْمَرْأَةُ؟ قَالَ: هَذِهِ امْرَأَتُهُ خَدِيجَةُ ابْنَةُ خُوَيْلِدٍ. قَالَ: قُلْتُ: مَنْ هَذَا الْفَتَى؟ قَالَ: هَذَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ابْنُ عَمِّهِ. قَالَ: فَقُلْتُ: فَمَا هَذَا الَّذِي يَصْنَعُ؟ قَالَ: يُصَلِّي، وَهُوَ يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ، وَلَمْ يَتْبَعْهُ عَلَى أَمْرِهِ إِلا امْرَأَتُهُ، وَابْنُ عَمِّهِ هَذَا الْفَتَى، وَهُوَ يَزْعُمُ أَنَّهُ سَيُفْتَحُ عَلَيْهِ كُنُوزُ كِسْرَى وَقَيْصَرَ. قَالَ: فَكَانَ عَفِيفٌ - وَهُوَ ابْنُ عَمِّ الْأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ - يَقُولُ - وَأَسْلَمَ بَعْدَ ذَلِكَ، فَحَسُنَ إِسْلامُهُ -: لَوْ كَانَ اللهُ رَزَقَنِي الْإِسْلامَ يَوْمَئِذٍ، فَأَكُونُ ثَالِثًا مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه (2).

(1) في (س) و (غ) و (ش) و (ق) و (ص): ما.

(2)

إسناده ضعيف جداً، يحيى بن الأشعث ويقال: ابن أبي الأشعث لم يرو عنه غيرُ محمد بن إسحاق ولم يوثقه غير ابن حبان 9/ 251، فهو في عداد المجهولين، وإسماعيل بن إياس قال البخاري 1/ 345: في حديثه نظر، وأبوه إياس بن عفيف ما روى عنه غيرُ ابنه إسماعيل، وقال البخاري 1/ 441: فيه نظر.

وهو في "السيرة" لابن إسحاق ص 119 بهذا الإسناد. =

ص: 306

1788 -

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَبِي وَدَاعَةَ، قَالَ: قَالَ الْعَبَّاسُ: بَلَغَهُ صلى الله عليه وسلم بَعْضُ مَا يَقُولُ النَّاسُ، قَالَ: فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ، فَقَالَ:" مَنْ أَنَا؟ " قَالُوا: أَنْتَ رَسُولُ اللهِ. فَقَالَ: " أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، إِنَّ اللهَ خَلَقَ الْخَلْقَ فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِ خَلْقِهِ، وَجَعَلَهُمْ فِرْقَتَيْنِ، فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِ فِرْقَةٍ، وَخَلَقَ الْقَبَائِلَ، فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِ قَبِيلَةٍ، وَجَعَلَهُمْ بُيُوتًا، فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِهِمْ بَيْتًا، فَأَنَا خَيْرُكُمْ بَيْتًا، وَخَيْرُكُمْ نَفْسًا "(1).

= وأخرجه الحاكم 3/ 183 من طريق أحمد بن حنبل، به.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/ 74 - 75، والعقيلي في "الضعفاء" 1/ 80، والطبراني 18 / (181)، والحاكم 3/ 183 من طريق يعقوب بن إبراهيم، به. وليس عند البخاري قوله: "فكان عفيف يقول

".

وأخرجه الطبري في "تاريخه" 2/ 311 و 312، والبيهقي في "دلائل النبوة" 2/ 162 - 163 من طريق يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، به.

وأخرجه ابن سعد 8/ 17، والنسائي في "خصائص علي"(6)، وأبو يعلى (1547)، والطبري في "تاريخه" 2/ 311، والعُقيلي 1/ 27، وابن عدي 1/ 390، والطبراني 18 / (182) من طريق أسد بن عبد الله البجلي- وتحرف في "تاريخ الطبري" إلى "أسد بن عبدة"، وفي "الطبقات" إلى "عبيدة"، وفي أبي يعلى إلى "وداعة"- عن يحيى بن عفيف، عن عفيف الكندي، به. وأسد بن عبد الله البجلي قال البخاري: لم يُتابع في حديثه، وقال في "التقريب": في حديثه لين، ويحيى بن عفيف، لم يُوثقه غير

ابن حبان، وقال الذهبي: لا يُعرف تفرد عنه أسدُ بن عبد الله، وقال العقيلي في "الضعفاء" 1/ 80 بعد أن أورد الطريقين: وكلا الطريقين لم يثبتهما البخاري ولم يُصححهما.

(1)

حسن لغيره، يزيد بن أبي زياد- وإن كان فيه ضعف- حديثه حسن في المتابعات، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ المطلب بن أبي وداعة، فمن رجال =

ص: 307

1789 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنْ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلْ نَفَعْتَ أَبَا طَالِبٍ بِشَيْءٍ؟ فَإِنَّهُ قَدْ كَانَ يَحُوطُكَ وَيَغْضَبُ لَكَ؟ قَالَ:" نَعَمْ، هُوَ فِي ضَحْضَاحٍ مِنَ النَّارِ، لَوْلا ذَلِكَ لَكَانَ هُوَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ "(1).

1790 -

حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، أَخِي عَبْدِ اللهِ، قَالَ:

= مسلم. أبو نعيم: هو الفضل بن دُكين، وسفيان: هو الثوري.

وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 1/ 169 - 170 من طريق أبي نُعيم الفضل بن دكين، بهذا الإسناد.

وأخرجه يعقوبُ بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 499، ومن طريقه البيهقي 1/ 169 - 170، عن أبي نعيم، عن سفيان، عن يزيد، عن عبد الله بن الحارث، عن المطلب بن أبي وداعة قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وبلغه بعض ما يقول الناس

فذكره.

وأخرجه يعقوبُ بن سفيان 1/ 497، والترمذي (3607)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 1/ 167 - 168، وأبو نعيم في "دلائل النبوة"(16) من طريق عُبيد الله بن موسى، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الله بن الحارث، عن العباس. وقال الترمذي: حديث حسن.

وسيأتي في مسند عبد المطلب- ويقال: المطلب- بن ربيعة بن الحارث 4/ 166 من طريق يزيد بن أبي زياد، عن عبد الله بن الحارث، عن عبد المطلب، به.

وفي الباب عن واثلة بن الأسقع عند مسلم (2276)، والترمذي (3605).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري.

وأخرجه ابن منده في "الإيمان"(961) من طريق عفان، بهذا الإسناد. وانظر (1763).

ص: 308

كَانَ لِلعَبَّاسِ مِيزَابٌ عَلَى طَرِيقِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَلَبِسَ عُمَرُ ثِيَابَهُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَقَدْ كَانَ ذُبِحَ لِلعَبَّاسِ فَرْخَانِ، فَلَمَّا وَافَى الْمِيزَابَ صُبَّ مَاءٌ بِدَمِ الْفَرْخَيْنِ، فَأَصَابَ عُمَرَ، وَفِيهِ دَمُ الْفَرْخَيْنِ، فَأَمَرَ عُمَرُ بِقَلْعِهِ، ثُمَّ رَجَعَ عُمَرُ، فَطَرَحَ ثِيَابَهُ، وَلَبِسَ ثِيَابًا غَيْرَ ثِيَابِهِ، ثُمَّ جَاءَ فَصَلَّى بِالنَّاسِ، فَأَتَاهُ الْعَبَّاسُ، فَقَالَ: وَاللهِ إِنَّهُ لَلْمَوْضِعُ الَّذِي وَضَعَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم. فَقَالَ عُمَرُ لِلعَبَّاسِ: وَأَنَا أَعْزِمُ عَلَيْكَ لَمَّا صَعِدْتَ عَلَى ظَهْرِي، حَتَّى تَضَعَهُ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي وَضَعَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَفَعَلَ ذَلِكَ الْعَبَّاسُ رضي الله عنه (1).

(1) حسن، وهذا إسناد منقطع، هشام بن سعد لم يدرك عبيد الله بن عباس، وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/ 206 - 207 وقال: رواه أحمد ورجاله ثقات، الا أن هشام بن سعد لم يسمع من عبيد الله.

وأخرجه ابن سعد 4/ 20 عن أسباط بن محمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن سعد أيضاً من طريقين عن موسى بن عبيدة الربذي، عن يعقوب بن زيد أن عمر بن الخطاب

فذكر نحوه. وهذا إسناد ضعيف، موسى بن عبيدة ضعيف، ويعقوب بن زيد- وهو ابن طلحة التيمي- لم يدرك عمر.

وهو في "المستدرك" 3/ 331 - 332 بنحوه ضمن خبر مطول من طريق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن جده، وهذا إسناد ضعيف أيضاً لضعف عبد الرحمن بن زيد بن أسلم.

والقصة بنحوها في "المصنف" لعبد الرزاق (15264)، و"المراسيل" لأبي داود (406) من طريق سفيان بن عيينة، عن موسى بن أبي عيسى- زاد في "المصنف": أو غيره- قال: كان في دار العباس ميزابٌ

فذكره. وموسى بن أبي عيسى الحناط ثقة من رجال مسلم وعلق له البخاري، إلا أنه لم يدرك هذه القصة، وهي بمجموع هذه الطرق تتقوى فتحسن.

ص: 309

مُسْنَدُ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ (1) عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

1791 -

حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ كَانَ رَِدِيفَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنْ جَمْعٍ، فَلَمْ يَزَلْ يُلَبِّي حَتَّى رَمَى الْجَمْرَةَ (2).

(1) هو الفضل بن عباس بن عبد المطلب أبو محمد، ويقال: أبوعبد الله، ويقال: أبو العباس.

وهو ابنُ عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأكبر ولد العباس- وبه كان يُكنى- وأجملهم، وأمه لبابة بنت الحارث بن حزن الهِلالية، أخت ميمونة أم المؤمنين.

وكان ممن شهد الفتح وحنيناً وثبت يومئذ.

وأردفه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يومَ النحر من جَمْع إلى مِنى، وشهد غسل النبي صلى الله عليه وسلم.

وحضر اليرموك سنة خمس عشرة وما قبلَها من مرج الصُّفَّر وأجنادين، وقد قيل: إنه قتل في هذه وقيل: هذه. وقال الواقدي وكاتبه: توفي في طاعون عمواس سنةَ سبع عشرة وله بضع وعشرون سنة، فالله أعلم.

لم يُعقب سوى ابنة واحدة تزوجها الحسنُ بنُ علي، ثم طلقها، فتزوجها أبو موسى الأشعري.

"جامع المسانيد" 4 / الورقة 9 - 10، وانظر "سير أعلام النبلاء" 3/ 444.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وابن جريج تغتفر عنعنته في عطاء- وهو ابن أبي رباح- فقط، فقد قال: إذا قلت: قال عطاء، فأنا سمعتُه منه وإن لم أقل: =

ص: 310

1792 -

قُرِئَ عَلَى سُفْيَانَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي حَرْمَلَةَ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الْفَضْلِ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَبَّى حَتَّى رَمَى الْجَمْرَةَ (1).

= سمعت، على أنه قد صرح بالسماع منه في رواية مسلم (1281) وغيره.

وأخرجه الشافعي 1/ 358، والنسائي 5/ 268، وابن الجارود (476)، والطبراني 18 / (701) و (712)، والبيهقي 5/ 137، والبغوي (1950) من طريق ابن جريج، بهذا الإسناد. وهو عند ابن الجارود والبيهقي وإحدى روايتي الطبراني (701) مختصر بقصة التلبية فقط.

وأخرجه الطبراني 18 / (699) و (703) و (704) و (705) و (706) و (707) و (708) و (709) و (710) و (711) و (712) و (714) و (715) و (716) و (717) من طرق عن عطاء، به.

وأخرجه الطبراني 18 / (680) و (683) و (684) من طرق عن ابن عباس، به.

وأخرجه ابن سعد 4/ 55 من طريق عكرمة بن عمار، عن عبد الله بن عُبيد، عن الفضل.

وسيأتي برقم (1792) و (1793) و (1802) و (1805) و (1806) و (1807) و (1808) و (1809) و (1810) و (1814) و (1825) و (1827) و (1831) و (1832)، وانظر (1798) و (1816) و (1829). وانظر في مسند ابن عباس (1860) و (2564) و (3199).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الشافعيُّ 1/ 358، والحميدي (462)، والطبراني 18 / (682) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (1670)، ومسلم (1281)(266)، وأبو يعلى (6716) و (6732)، وابن خزيمة (2885)، والطبراني 18 / (681)، والبيهقي 5/ 119 من طريق إسماعيل بن جعفر، عن محمد بن أبي حرملة، به. وانظر (1791).

ص: 311

1793 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَرْدَفَ الْفَضْلَ بْنَ عَبَّاسٍ مِنْ جَمْعٍ. قَالَ عَطَاءٌ: فَأَخْبَرَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ، أَنَّ الْفَضْلَ أَخْبَرَهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَزَلْ يُلَبِّي حَتَّى رَمَى الْجَمْرَةَ (1).

1794 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَخْبَرَنِي أَبُو مَعْبَدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يُخْبِرُ عَنِ الْفَضْلِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَشِيَّةَ عَرَفَةَ غَدَاةَ جَمْعٍ لِلنَّاسِ حِينَ دَفَعْنَا: " عَلَيْكُمُ السَّكِينَةَ " وَهُوَ كَافٌّ نَاقَتَهُ، حَتَّى إِذَا دَخَلَ مِنًى حِينَ هَبَطَ مُحَسِّرًا، قَالَ:" عَلَيْكُمْ بِحَصَى الْخَذْفِ الَّذِي يُرْمَى بِهِ الْجَمْرَةُ " وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُشِيرُ بِيَدِهِ كَمَا يَخْذِفُ الْإِنْسَانُ.

وقَالَ رَوْحٌ وَالبُرْسَانِيُّ (2): عَشِيَّةَ عَرَفَةَ، وَغَدَاةَ جَمْعٍ، وَقَالا: حِينَ دَفَعُوا (3).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان.

وأخرجه الترمذي (918) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وفيه: عن ابن عباس، عن الفضل بن عباس قال: أردفني

قال الترمذي: حسن صحيح.

وأخرجه مثل حديث المصنف ابنُ سعد 2/ 180 و 4/ 55، والبخاري (1685)، ومسلم (1281)(267) من طرق عن ابن جريج، به. وانظر (1791) و (1820).

(2)

في (م) و (ش): "روح البرساني" بدون واو وهو خطأ، وحديثهما سيأتي برقم (1821).

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الزبير- واسمه محمد بن مسلم بن تدرس- فمن رجال مسلم. أبو معبد: اسمه نافذ وهو مولى =

ص: 312

1795 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَامَ فِي الْكَعْبَةِ، فَسَبَّحَ، وَكَبَّرَ، وَدَعَا اللهَ عز وجل وَاسْتَغْفَرَ، وَلَمْ يَرْكَعْ وَلَمْ يَسْجُدْ (1).

1796 -

حَدَّثَنَا حُجَيْنٌ وَيُونُسُ، قَالا: حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِي مَعْبَدٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ - وَكَانَ رَدِيفَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ قَالَ فِي عَشِيَّةِ

= ابن عباس.

وأخرجه مسلم (1282)، والنسائي 5/ 267، وابن خزيمة (2843) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن سعد 2/ 180، والدارمي (1891)، وأبو يعلى (6730)، وابن خزيمة (2843) و (2860) و (2873)، والطبراني 18 / (687) و (688) من طرق عن ابن جريج، به. ويعضهم يزيد فيه على بعض.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(371)، وابن حبان (3855)، والطبراني 18 / (689) و (690) و (691) و (692) من طرق عن أبي الزبير، به. وسيأتي برقم (1796) و (1821)، وانظر (1802).

وقوله: كاف ناقته: من الكف، بمعنى المنع، أي: يمنع ناقته من الإسراع.

وحصى الخَذْف: صِغار الحصى. وجَمْع: هي المزدلفة. ومحسِّر: وادٍ بين مزدلفة ومِنى، وهو من مِنى، ولذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"وكلُّ مزدلفة موقف، وارفعوا عن مُحسِّر".

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم.

وأخرجه أبو يعلى (6733)، والطحاوي 1/ 389، والطبراني 18 / (744) من طرق عن ابن جريج، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني (745) من طريق محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير عن عمرو بن =

ص: 313

عَرَفَةَ وَغَدَاةِ جَمْعٍ لِلنَّاسِ حِينَ دَفَعُوا: " عَلَيْكُمُ السَّكِينَةَ " وَهُوَ كَافٌّ نَاقَتَهُ، حَتَّى إِذَا دَخَلَ مُحْسِّرًا، وَهُوَ مِنْ مِنًى، قَالَ:" عَلَيْكُمْ بِحَصَى الْخَذْفِ الَّذِي يُرْمَى بِهِ الْجَمْرَةُ " وَقَالَ: لَمْ يَزَلْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُلَبِّي حَتَّى رَمَى الْجَمْرَةَ (1).

1797 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَبَّاسِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: زَارَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَبَّاسًا فِي بَادِيَةٍ لَنَا، وَلَنَا كُلَيْبَةٌ وَحِمَارَةٌ تَرْعَى، فَصَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْعَصْرَ، وَهُمَا بَيْنَ يَدَيْهِ، فَلَمْ تُؤَخَّرَا وَلَمْ تُزْجَرَا (2).

= دينار، عن ابن عباس، عن الفضلِ بنِ عباس أنه دخل مع النبي صلى الله عليه وسلم الكعبة وبلال على الباب فقال: لم يصل، وقال بلال: صلى. وسيأتي برقم (1819) و (1830)، وانظر في مسند ابن عباس (2126)، وفي مسند أسامة بن زيد 5/ 208.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم. حجين: هو ابن المثنى اليمامي، ويونس: هو ابن محمد بن مسلم البغدادي، وأبو معبد: اسمه نافذ.

وأخرجه الدارمي (1892)، ومسلم (1282)، والنسائي 5/ 258، وأبو يعلى (6724)، وابن حبان (3872)، والطبراني 18 / (686)، والبيهقي 5/ 127 من طرق عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد. وانظر (1794).

(2)

إسناده ضعيف، عباس بن عبيد الله بن عباس لم يوثقه غير ابن حبان 5/ 258، وقال ابن القطان: لا يعرف حاله، وجزم ابن حزم في "المحلى" 4/ 13 بأنه لم يدرك عمه الفضل، ووافقه على ذلك الحافظ في "تهذيب التهذيب" 5/ 123، وقال الشيخ أحمد شاكر: وهذا عندي متجه، لأن الفضلَ ماتَ سنة (12) أو (18) فكانت سن أخيه عبيد الله حين وفاته (13) سنة أو (19) سنة على الأكثر، فأنى يكون له ولد مميز يُدرك عمَّه الفضل ويسمع منه. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور.

وأخرجه النسائي 2/ 65، والبيهقي 2/ 278 من طريق حجاج، بهذا الإسناد. =

ص: 314

1798 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ كَانَ رَدِيفَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنْ جَمْعٍ إِلَى مِنًى، فَلَمْ يَزَلْ يُلَبِّي، حَتَّى رَمَى الْجَمْرَةَ (1).

1799 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُبَارَكٍ، أَخْبَرَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ رَبِّهِ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي (2) أَنَسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ نَافِعِ ابْنِ الْعَمْيَاءِ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الصَّلاةُ مَثْنَى مَثْنَى، تَشَهَّدُ فِي كُلِّ رَكْعَتَيْنِ، وَتَضَرَّعُ وَتَخَشَّعُ وَتَمَسْكَنُ، ثُمَّ تُقَنِّعُ يَدَيْكَ - يَقُولُ: تَرْفَعُهُمَا إِلَى رَبِّكَ - مُسْتَقْبِلًا بِبُطُونِهِمَا وَجْهَكَ، تَقُولُ: يَا رَبِّ، يَا رَبِّ، فَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ " فَقَالَ فِيهِ قَوْلًا شَدِيدًا (3).

= وأخرجه أبو يعلى (6726)، والطحاوي 1/ 459 - 460، والطبراني 18 / (754) من طريق ابن جريج، به.

وأخرجه أبو داود (718)، والطحاوي 1/ 460، والطبراني 18 / (756)، والبيهقي 2/ 278، والبغوي (549) من طريق يحيى بن أيوب، عن محمد بن عمر، به. وزاد أبو داود والبيهقي والبغوي:"فصلى في صحراء ليس بين يديه سترة". وسيأتي برقم (1817).

(1)

إسناده قوي على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن عثمان بن خثيم، فمن رجال مسلم، وهو صدوق. عفان: هو ابن مسلم الباهلي، ووهيب: هو ابن خالد بن عجلان الباهلي.

وأخرجه الطبراني 18 / (753) من طريق وهيب، بهذا الإسناد. وانظر (1791).

(2)

لفظة "أبي" سقطت من (م).

(3)

إسناده ضعيف، عبد الله بن نافع بن العمياء مجهول، قال البخاري في "تاريخه" 5/ 213: لم يصح حديثه، وقال الدارقطني: ضعيف. =

ص: 315

1800 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ الْعَدَنِيُّ، حَدَّثَنِي الْحَكَمُ - يَعْنِي ابْنَ أَبَانَ - سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ يَقُولُ: قَالَ الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ: لَمَّا أَفَاضَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَنَا مَعَهُ، فَبَلَغْنَا الشِّعْبَ، نَزَلَ فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ رَكِبْنَا حَتَّى جِئْنَا الْمُزْدَلِفَةَ (1).

1801 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَعَنْ مُجَاهِدِ بْنِ جَبْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ: حَدَّثَنِي أَخِي الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ، وَكَانَ مَعَهُ حِينَ دَخَلَهَا: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، لَمْ يُصَلِّ فِي الْكَعْبَةِ، وَلَكِنَّهُ لَمَّا دَخَلَهَا وَقَعَ سَاجِدًا بَيْنَ الْعَمُودَيْنِ، ثُمَّ جَلَسَ يَدْعُو (2).

= وهو في "مسند عبد الله بن المبارك"(53)، ومن طريقه أخرجه الترمذي (385)، والنسائي في "الكبرى"(615) و (1440)، والبغوي (740)، وعلقه البخاري في "تاريخه الكبير" 3/ 283 عن ابن المبارك في ترجمة ربيعة بن الحارث، وقال: هوحديث لا يتابع عليه. ووقع عندهم إلا الترمذي: "فمن لم يفعل ذلك، فهي خداج".

وأخرجه أبو يعلى (6738)، وابن خزيمة (1213)، والطبراني 18 / (757)، والبيهقي 2/ 487 - 488 من طرق عن الليث بن سعد، به. قال ابن عبد البر في "التمهيد" 13/ 186 بعد أن أورده من طريق الليث به: هذا إسناد مضطرب ضعيف لا يحتج بمثله.

وسيأتي في مسند المطلب بن ربيعة 4/ 167 من طريق شعبة، عن عبد ربه، عن أنس بن أبي أنس، عن عبد الله بن نافع، عن عبد الله بن الحارث، عن المطلب، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

(1)

إسناده صحيح. وسيأتي نحوه في مسند أسامة بن زيد 5/ 199 - 200.

(2)

إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن إسحاق، فقد روى له البخاري تعليقاً، ومسلم متابعة، وهو صدوق حسن الحديث.

وأخرجه ابن خزيمة (3007)، والطبرانى 18 / (679) من طريق محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد. وانظر (1795).

ص: 316

1802 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ كَانَ رِدْفَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حِينَ أَفَاضَ مِنْ جَمْعٍ، قَالَ: فَأَفَاضَ وَعَلَيْهِ السَّكِينَةُ، قَالَ: وَلَبَّى حَتَّى رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ.

وقَالَ مَرَّةً: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ قَالَ: شَهِدْتُ الْإِفَاضَتَيْنِ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَفَاضَ وَعَلَيْهِ السَّكِينَةُ وَهُوَ كَافٌّ بَعِيرَهُ، قَالَ: وَلَبَّى حَتَّى رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ (1).

1803 -

حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ - وَكَانَ رَدِيفَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حِينَ أَفَاضَ مِنْ عَرَفَةَ - قَالَ: فَرَأَى النَّاسَ يُوضِعُونَ، فَأَمَرَ مُنَادِيَهُ، فَنَادَى: لَيْسَ الْبِرُّ بِإِيضَاعِ الْخَيْلِ وَالْإِبِلِ، فَعَلَيْكُمْ بِالسَّكِينَةِ (2).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، ابن أبي ليلى- واسمه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى- سيئ الحفظ.

وأخرجه الطبراني 18 / (697) من طريق سعيد بن منصور، عن هشيم- ووقع في المطبوع "هاشم"- بهذا الإسناد، ولفظه: كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم من جمع فأفاض وعليه السكينة. وانظر (1794).

وجمع هنا: المزدلفة، ويوم جمع: يوم عرفة، وأيام جمع: أيام مِنى.

وأخرجه أيضاً 18 / (717) من طريق أحمد بن منيع، عن هُشيم، به. ولفظه: أن النبي صلى الله عليه وسلم لبَّى حتى رمى جمرة العقبة. وانظر (1791).

(2)

حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن أبي ليلى، وسيأتي من طريق =

ص: 317

1804 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَمِّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ وَأُمُّ سَلَمَةَ، زَوْجَا النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: قَدْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصْبِحُ مِنْ أَهْلِهِ جُنُبًا، فَيَغْتَسِلُ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ الْفَجْرَ، ثُمَّ يَصُومُ يَوْمَئِذٍ. قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِأَبِي هُرَيْرَةَ، فَقَالَ: لَا أَدْرِي، أَخْبَرَنِي ذَلِكَ الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ، رضي الله عنه (1).

1805 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَخِيهِ الْفَضْلِ، قَالَ: كُنْتُ رَدِيفَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ جَمْعٍ إِلَى مِنًى، فَبَيْنَا هُوَ يَسِيرُ إِذْ عَرَضَ لَهُ أَعْرَابِيٌّ مُرْدِفًا ابْنَةً لَهُ جَمِيلَةً، وَكَانَ يُسَايِرُهُ، قَالَ: فَكُنْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهَا، فَنَظَرَ إِلَيَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقَلَبَ وَجْهِي عَنْ وَجْهِهَا، ثُمَّ أَعَدْتُ النَّظَرَ، فَقَلَبَ وَجْهِي عَنْ وَجْهِهَا، حَتَّى فَعَلَ ذَلِكَ ثَلاثًا، وَأَنَا لَا أَنْتَهِي، فَلَمْ يَزَلْ يُلَبِّي حَتَّى رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ (2).

= آخر (2099) يتقوى به. وانظر (1816).

وإيضاع الخيل والإبل: إسراعها في السير.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد، وابن أخي ابن شهاب: هو محمد بن عبد الله بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب الزهري، وعمه: هومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري.

ويأتي تخريجه في مسند عائشة 6/ 203.

(2)

حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، إلا أن الحكمَ بن عتيبة لا يُعرف له سماع من ابن عباس. حسين بن محمد: هو حسين بن محمد بن بهرام التميمي المروذي، وجرير: هو ابن حازم، وأيوب: هو السختياني. وسيأتي برقم (1823) و (1828)، وانظر ما تقدم برقم (562).

ص: 318

1806 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا قَيْسٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَبَّى يَوْمَ النَّحْرِ حَتَّى رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ (1).

1807 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَامِرٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الْفَضْلِ: أَنَّهُ كَانَ رَدِيفَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ يُلَبِّي حَتَّى رَمَى الْجَمْرَةَ (2).

1808 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ مَاهَكَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كُنْتُ رَدِيفَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَلَبَّى فِي الْحَجِّ، حَتَّى رَمَى الْجَمْرَةَ يَوْمَ النَّحْرِ (3).

1809 -

حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَامِرٍ الْأَحْوَلِ وَجَابِرٍ

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. عفان: هو ابن مسلم الباهلي، وحماد: هو ابن سلمة، وقيس: هو ابن سعد المكي.

وأخرجه الطحاوي 2/ 224، وإلطبراني 18 / (702) من طريق حجاج، عن حماد بن سلمة، بهذا الإِسناد. وانظر (1791).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عامر الأحول- وهو عامر بن عبد الواحد- فمن رجال مسلم. روح: هو ابن عبادة بن العلاء بن حسان القيسي. وانظر (1791).

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان. وسيأتي برقم (1827)، وانظر (1791).

ص: 319

الْجُعْفِيِّ وَابْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ كَانَ رَدِيفَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَبَّى حَتَّى رَمَى الْجَمْرَةَ يَوْمَ النَّحْرِ (1).

1810 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ جَابِرٍ وَعَامِرٍ الْأَحْوَلِ وَابْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ الْفَضْلَ بْنَ عَبَّاسٍ كَانَ رَدِيفَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَكَانَ يُلَبِّي يَوْمَ النَّحْرِ حَتَّى رَمَى الْجَمْرَةَ (2).

1811 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي مُشَاشٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَمَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ضَعَفَةَ بَنِي هَاشِمٍ أَمَرَهُمْ أَنْ يَتَعَجَّلُوا مِنْ جَمْعٍ بِلَيْلٍ (3).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، جابر الجعفي ضعيف وكذا ابن عطاء- وهو يعقوب بن عطاء-، وهما متابَعان من عامر الأحول.

وأخرجه الطبراني 18 / (700) من طريق الربيع بن يحيى الأشناني، عن شعبة، بهذا الإسناد. وانظر (1807).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر ما قبله.

(3)

إسناده صحيح، مُشاش- بضم الميم وتخفيف الشين الأولى- هو أبو ساسان أو أبو الأزهر السَّليمي البصري، ويقال: المروزي، قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه، فقال: إذا رأيت شعبة يحدث عن رجل فاعلم أنه ثقة إلا نفراً بأعيانهم، قلت: فما تقول أنت فيه؟ قال: صدوق صالح الحديث، سئل عنه أبو زرعة، فقال: ليس به بأس، وقال أبي: ثقة، وذكره ابن حبان في "الثقات" 7/ 525، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه النسائي 5/ 261، وأبو يعلى (6734)، والطبراني 18 / (695) من طريق عفان، بهذا الإسناد. =

ص: 320

1812 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ (1)، أَوْ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَبِي أَدْرَكَهُ الْإِسْلامُ، وَهُوَ شَيْخٌ كَبِيرٌ، لَا يَثْبُتُ عَلَى رَاحِلَتِهِ، أَفَأَحُجُّ عَنْهُ؟ قَالَ:" أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ عَلَيْهِ دَيْنٌ فَقَضَيْتَهُ عَنْهُ، أَكَانَ يُجْزِيهِ؟ " قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: " فَاحْجُجْ عَنْ أَبِيكَ "(2).

= وأخرجه النسائي 5/ 261، وأبو يعلى (6725)، والطبراني 18 / (695) من طريقين عن شعبة، به.

وأخرجه ابن حبان في "الثقات" 7/ 525 عن أبي خليفة، حدثنا ابنُ كثير، حدثنا شعبة، به إلا أنه جعله مِن مسند ابن عباس. وسيأتي في مسند ابن عباس (1920) من طريق عطاء، عن ابن عباس بنحوه.

(1)

تحرف هذا الإسنادُ في الأصول التي بأيدينا وكذلك في النسخ المطبوعة إلى: "حدثنا هاشم، حدثنا يحيى بن إسحاق، عن سليمان بن يسار، عن عبيد الله بن عباس".

والصواب ما أثبتناه كما جاء في "جامع المسانيد والسنن" 4 / الورقة 11، و"أطراف المسند" 1 / الورقة 228، وقد تكرر هذا الإسناد نفسُه على الصواب في مسند عبد الله بن عباس رضي الله عنهما حديث رقم (3378). وقد روى النسائي هذا الحديثَ 5/ 118 من طريق هشيم، عن يحيى بن أبي إسحاق، عن سليمان بنِ يسار، عن عبد الله بنِ عباس وحده.

(2)

حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، إلا أن سليمان بن يسار لم يدرك الفضلَ بن عباس، والصواب رواية سليمان بن يسار، عن عبد الله بن عباس، عن الفضل بن عباس.

وأخرجه الدارمي (1835)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 3/ 220 من طريق حماد بنِ زيد، عن يحيى بن أبي إسحاق، بهذا الإسناد. وسيأتي في مسند ابن عباس (3377) عن إسماعيل، و (3378) عن هشيم، كلاهما عن يحيى بن أبي إسحاق، بهذا الإسناد. =

ص: 321

1813 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ يَسَارٍ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ، قَالَ: كُنْتُ رَدِيفَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فَسَأَلَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: إِنَّ أَبِي، أَوِ أُمِّي، شَيْخٌ كَبِيرٌ لَا يَسْتَطِيعُ الْحَجَّ

فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1).

1814 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنِ الْأَحْوَلِ وَجَابِرٍ الْجُعْفِيِّ وَابْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الْفَضْلِ: أَنَّهُ كَانَ رَدِيفَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَلَبَّى، حَتَّى رَمَى الْجَمْرَةَ يَوْمَ النَّحْرِ (2).

= وأخرجه أبو يعلى (6717) من طريق هُشيم، عن يحيى، عن سليمان، عن ابن عباس، عن الفضل، به. وسيأتي برقم (1818) من طريق الزهري، عن سليمان، عن ابن عباس، عن الفضل، به.

وأخرجه النسائي 5/ 118 و 8/ 229 من طريق هشيم، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 3/ 220، وابن حبان (3990) من طريق حماد بن سلمة، كلاهما عن يحيى، عن سليمان، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، به. وسيأتي في مسند ابن عباس برقم (1890) من طريق الزهري، عن سليمان، بهذا الإسناد. وانظر ما بعده.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، لكن قول سليمان بن يسار "حدثنا الفضل" خطأ يقيناً من أحد الرواة، لأن الفضل مات سنة 18 في طاعون عَمَواس، وسليمان بن يسار ولد في خلافة عثمان، فأنَّى له أن يدركه، والصواب إثبات الواسطة بينه وبين الفضل، وهو عبد الله بن عباس، كما تقدم بيانه في الإِسناد السالف.

وأخرجه النسائي 8/ 229 من طريق الوليد بن نافع، عن شعبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي 5/ 119 - 120 و 8/ 229، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 3/ 219، والطبراني 18 / (758) من طريق هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن يحيى بن أبي إسحاق، به. وانظر ما قبله.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (1809).

ص: 322

* 1815 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ - قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ - حَدَّثَنَا حَفْصٌ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَزَلْ يُلَبِّي حَتَّى رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ، فَرَمَاهَا بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ، يُكَبِّرُ مَعَ كُلِّ حَصَاةٍ (1).

1816 -

حَدَّثَنَا يَعْلَى وَمُحَمَّدٌ ابْنًا (2) عُبَيْدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الْفَضْلِ قَالَ: أَفَاضَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ عَرَفَاتٍ، وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ رِدْيفُهُ (3)، فَجَالَتْ بِهِ النَّاقَةُ وَهُوَ وَاقِفٌ بِعَرَفَاتٍ قَبْلَ أَنْ يُفِيضَ، وَهُوَ رَافِعٌ يَدَيْهِ، لَا تُجَاوِزَانِ رَأْسَهُ، فَلَمَّا أَفَاضَ، سَارَ عَلَى هِينَتِهِ حَتَّى أَتَى جَمْعًا، ثُمَّ أَفَاضَ مِنْ جَمْعٍ وَالْفَضْلُ رِدْفُهُ، قَالَ الْفَضْلُ: مَا زَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُلَبِّي

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير جعفر- وهو ابن محمد بن علي بن الحسين- فمن رجال مسلم. وعبد الله بن محمد: هو ابن أبي شيبة، وحفص: هو ابن غياث.

وهو في "المصنف" لابن أبي شيبة ص 269 (الجزء الذي حققه عمر بن غرامة العمروي)، ومن طريقه أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(370)، وأبو يعلى (6728)، والطبراني 18 / (672).

وأخرجه النسائي 5/ 275، وأبو يعلى (6735)، والطبراني (673)، والبيهقي 5/ 137 من طريق حفص بنِ غياث، به. وزاد الطبراني:"ثم نحر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: نحرت هاهنا وِمنى كُلُّها مَنْحَرٌ، فانحروا في منازلكم" وساق هذه الزيادة بإسنادٍ آخر عن جعفر بن محمد (674).

(2)

تحرفت في (م) إلى: أنا.

(3)

في (س) وعلى حاشية (ص): ردفه.

ص: 323

حَتَّى رَمَى الْجَمْرَةَ (1).

1817 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: زَارَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَبَّاسًا، وَنَحْنُ فِي بَادِيَةٍ لَنَا، فَقَامَ يُصَلِّي - قَالَ: أُرَاهُ قَالَ: الْعَصْرَ - وَبَيْنَ يَدَيْهِ كُلَيْبَةٌ لَنَا وَحِمَارٌ يَرْعَى، لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمَا شَيْءٌ يَحُولُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمَا (2).

1818 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ عبد الملك - وهو ابن أبي سليمان العرزمي- فمن رجال مسلم.

وأخرجه أبو يعلى (6732)، والطبراني 18 / (713)، والبيهقي 5/ 112 من طريق يعلى بن عبيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني 18 / (698) من طريق محمد بن عبيد، به.

وأخرجه النسائي 5/ 256 - 257 من طريق عبد الله بن المبارك، عن عبد الملك بن أبي سليمان، به- إلى قوله: حتى أتى جمعاً.

وأخرجه مختصراً بذكر التلبية النسائي 5/ 268 من طريق سفيان بن حبيب، عن عبد الملك بن أبي سليمان، به. وسيأتي برقم (1820) و (1860).

وقوله: "على هينته"، أي: على عادته في السكون والرفق.

(2)

إسناده ضعيف فهو معضل، محمد بن عمر- وهو ابن علي بن أبي طالب الهاشمي- لم يُدرك الفضل بن العباس، فقد مات بعد مئة وثلاثين، والفضل بن عباس مات في خلافة عمر.

وهو في "المصنف" لعبد الرزاق (2358) بهذا الإسناد، ومن طريقه أخرجه الطبراني 18 / (755). وقد تقدم برقم (1797) من طريق ابنِ جريج، عن محمد بن عمر، عن عباس بنِ عبيد الله، عن الفضل بن عباس.

ص: 324

حَدَّثَنِي الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَتَتِ امْرَأَةٌ مِنْ خَثْعَمٍ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَبِي أَدْرَكَتْهُ فَرِيضَةُ اللهِ عز وجل فِي الْحَجِّ وَهُوَ شَيْخٌ كَبِيرٌ، لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَثْبُتَ عَلَى دَابَّتِهِ. قَالَ:" فَحُجِّي عَنِ أبِيكِ "(1).

1819 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ كَانَ يُخْبِرُ أَنَّ الْفَضْلَ بْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ: أَنَّهُ دَخَلَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الْبَيْتَ، وَأَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمْ يُصَلِّ فِي الْبَيْتِ حِينَ دَخَلَهُ، وَلَكِنَّهُ لَمَّا خَرَجَ فَنَزَلَ، رَكَعَ رَكْعَتَيْنِ عِنْدَ بَابِ الْبَيْتِ (2).

1820 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا - يَعْنِي ابْنَ أَبِي زَائِدَةَ -، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَرْدَفَ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ مِنْ عَرَفَةَ حَتَّى جَاءَ جَمْعًا، وَأَرْدَفَ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه أبو يعلى (6737) من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد.

وأخرجه الدارمي (1831)، والطبراني 18 / (721) من طريق وهيب بن خالد، عن معمر، به.

وأخرجه ابن ماجه (2909)، والنسائي 8/ 227، والطبراني 18 / (732) و (733) من طرق عن الزهري، به. وسيأتي برقم (1822)، وسيأتي في مسند ابن عباس برقم (1890) من طريق الزهري، عن سليمان، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وانظر (1812).

وفي الباب عن علي تقدم برقم (562).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو في "المصنف" لعبد الرزاق (9057)، ومن طريقه أخرجه الطبراني 18 / (743). وانظر (1795).

ص: 325

الْفَضْلَ بْنَ عَبَّاسٍ مِنْ جَمْعٍ حَتَّى جَاءَ مِنًى. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَأَخْبَرَنِي الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَزَلْ يُلَبِّي حَتَّى رَمَى الْجَمْرَةَ (1).

1821 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ. وَابْنُ بَكْرٍ، قَالَ (2): حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَبُو مَعْبَدٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ فِي عَشِيَّةِ عَرَفَةَ وَغَدَاةِ جَمْعٍ لِلنَّاسِ حِينَ دَفَعُوا:" عَلَيْكُمُ السَّكِينَةَ " وَهُوَ كَافٌّ نَاقَتَهُ، حَتَّى إِذَا دَخَلَ مِنًى حِينَ هَبَطَ مُحَسِّرًا، قَالَ:" عَلَيْكُمْ بِحَصَى الْخَذْفِ الَّذِي يُرْمَى بِهِ الْجَمْرَةُ " وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُشِيرُ بِيَدِهِ كَمَا يَخْذِفُ الْإِنْسَانُ (3).

1822 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الْفَضْلِ: أَنَّ امْرَأَةً مِنْ خَثْعَمٍ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَبِي أَدْرَكَتْهُ فَرِيضَةُ اللهِ فِي الْحَجِّ وَهُوَ شَيْخٌ كَبِيرٌ، لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَسْتَوِيَ عَلَى ظَهْرِ بَعِيرِهِ، قَالَ:" فَحُجِّي عَنْهُ "(4).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. عبد الملك: هو ابن أبي سليمان العرزمي.

وأخرجه أبو يعلى (6716) من طريق هشيم، عن عبد الملك بن أبي سليمان، بهذا الإسناد. وانظر (1793) و (1816) و (1860) و (1986).

(2)

تحرف في الأصول التي بأيدينا، والنسخ المطبوعة إلى:"قالا" وأثبتناه على الصواب من "جامع المسانيد والسنن" 4 / الورقة 14.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم. روح: هو ابن عبادة، وابن بكر: هو محمد بن بكر بن عثمان البُرساني، وأبو معبد مولى ابن عباس: اسمه نافذ. وانظر (1794).

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وقد صرح ابن جريج بالتحديث عند الترمذي.

وأخرجه البخاري (1853)، والترمذي (928)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" =

ص: 326

1823 -

حَدَّثَنَا حُجَيْنُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَأَبُو أَحْمَدَ - يَعْنِي الزُّبَيْرِيَّ -، الْمَعْنَى، قَالا: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ - قَالَ أَبُو أَحْمَدَ: حَدَّثَنِي الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ - قَالَ: كُنْتُ رَدِيفَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حِينَ أَفَاضَ مِنَ الْمُزْدَلِفَةِ، وَأَعْرَابِيٌّ يُسَايِرُهُ، وَرِدْفُهُ ابْنَةٌ لَهُ حَسْنَاءُ، قَالَ الْفَضْلُ: فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهَا، فَتَنَاوَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِوَجْهِي يَصْرِفُنِي عَنْهَا، فَلَمْ يَزَلْ يُلَبِّي حَتَّى رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ (1).

1824 -

حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عُلاثَةَ، عَنْ مَسْلَمَةَ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا، فَبَرِحَ ظَبْيٌ، فَمَالَ فِي شِقِّهِ، فَاحْتَضَنْتُهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، تَطَيَّرْتَ؟ قَالَ:" إِنَّمَا الطِّيَرَةُ مَا أَمْضَاكَ أَوْ رَدَّكَ "(2).

= 3/ 219 من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن صحيح.

وأخرجه الشافعي 1/ 387، والدارمي (1832)، ومسلم (1335)، والطبراني 18 / (720)، والبيهقي 4/ 328 من طرق عن ابن جريج، به. وانظر (1818).

(1)

حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو أحمد الزبيري: هو محمد بن عبد الله بن الزبير الأسدي.

وأخرجه ابن خزيمة (2832)، والطبراني 18 / (339) من طريق إسرائيل، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو يعلى (6731)، والطبراني 18 / (840) من طريق يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه، به. وزاد أبو يعلى: فجعل يعرضها لِرسول الله صلى الله عليه وسلم رجاء أن يتزوجها. وانظر (1805) و (1828).

وهذه القصة غير قصة الخثعمية التي ستأتي برقم (2266).

(2)

إسناده ضعيف، ابن عُلاثة- واسمُه محمد بن عبد الله- قال البخاري: في =

ص: 327

1825 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَبَّى حَتَّى رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ (1).

1826 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ (2)، عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ، قَالَ: بَنَى (3) يَعْلَى بْنُ عُقْبَةَ فِي رَمَضَانَ، فَأَصْبَحَ وَهُوَ جُنُبٌ، فَلَقِيَ أَبَا هُرَيْرَةَ فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: أَفْطِرْ. قَالَ: أَفَلا أَصُومُ هَذَا الْيَوْمَ، وَأَجْزِيَهُ مِنْ يَوْمٍ آخَرَ؟ قَالَ: أَفْطِرْ. فَأَتَى مَرْوَانَ، فَحَدَّثَهُ، فَأَرْسَلَ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ إِلَى أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، فَسَأَلَهَا، فَقَالَتْ: قَدْ كَانَ يُصْبِحُ فِينَا جُنُبًا مِنْ غَيْرِ احْتِلامٍ، ثُمَّ يُصْبِحُ صَائِمًا. فَرَجَعَ إِلَى مَرْوَانَ، فَحَدَّثَهُ، فَقَالَ: الْقَ بِهَا أَبَا هُرَيْرَةَ. فَقَالَ: جَاري جَاري. فَقَالَ: أَعْزِمُ عَلَيْكَ لِتَلْقَ بِهِ (4). قَالَ: فَلَقِيَهُ، فَحَدَّثَهُ، فَقَالَ: إِنِّي لَمْ أَسْمَعْهُ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، إِنَّمَا أَنْبَأَنِيهِ الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ.

= حديثه نظر، وقال أبو حاتم: يُكتب حديثه ولا يُحتج به، ومسلمة الجهني- وهو ابن عبد الله- لم يوثقه غيرُ ابن حبان، ثم هو لم يدرك الفضل بن عباس.

والبارح: ما مرَّ من الصيد من يمينك إلى يسارك، والعرب تتطيَّر به، لأنه لا يمكنك أن ترميه حتى تنحرف.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه أبو داود (1815) عن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وانظر (1791).

(2)

تحرف في الأصول الخطية و (م) إلى: "ابن عوف" وأثبتناه على الصواب كما جاء في "جامع المسانيد" 4 / الورقة 16، و"أطراف المسند" 1 / الورقة 229.

(3)

تحرف في (م) و (ش) إلى: "حدثني". والصواب: "بنى"، وبنى بزوجته: أي دخل بها.

(4)

في (ص) وحاشية (س) و (ق): لتلْقَانِّهِ، وهو خطأ.

ص: 328

قَالَ: فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ لَقِيتُ رَجَاءً، فَقُلْتُ: حَدِيثُ يَعْلَى مَنْ حَدَّثَكَهُ؟ قَالَ: إِيَّايَ حَدَّثَهُ (1).

1827 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ - هُوَ ابْنُ جَعْفَرٍ - وَرَوْحٌ، قَالا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الْفَضْلِ: أَنَّهُ كَانَ رَدِيفَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ النَّحْرِ، فَكَانَ يُلَبِّي حَتَّى رَمَى الْجَمْرَةَ. قَالَ رَوْحٌ: فِي الْحَجِّ (2).

قَالَ رَوْحٌ - يَعْنِي فِي حَدِيثِهِ -: قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ مَاهَكَ. كِلاهُمَا قَالَ: ابْنُ مَاهَكَ.

1828 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ شِنْظِيرٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ كَانَ رَدِيفَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ النَّحْرِ، وَكَانَتْ

(1) صحيح، وهذا سند حسن في الشواهد، رجاء بن حيوة ثقة من رجال مسلم، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير يعلى بن عقبة، فقد روى عنه رجاء بن حيوة وصالح بن مهران، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وحديثه عند النسائي. إسماعيل: هو ابنُ علية، وابنُ عون: هو عبد الله بن عون بن أرطبان الخراز.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(2929)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 103، وفي "شرح مشكل الآثار" 1/ 227، والطبراني 18 / (747) و (748) من طريق ابن عون، بهذا الإسناد. وانظر (1804).

وقوله: وأجزيه، أي: أقضيه من الجزاء وهو القضاء.

وأم المؤمنين هنا: هي عائشة رضي الله عنها.

(2)

صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد- وهو ابن جدعان-.

وأخرجه الطبراني 18 / (746) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وانظر (1808).

ص: 329

جَارِيَةٌ خَلْفَ أَبِيهَا، فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهَا، فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَصْرِفُ وَجْهِي عَنْهَا، فَلَمْ يَزَلْ مِنْ جَمْعٍ إِلَى مِنًى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُلَبِّي حَتَّى رَمَى الْجَمْرَةَ يَوْمَ النَّحْرِ (1).

1829 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، حَدَّثَنِي عَزْرَةُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، أَنَّ الْفَضْلَ حَدَّثَهُ: أَنَّهُ كَانَ رَدِيفَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنْ عَرَفَةَ، فَلَمْ تَرْفَعْ رَاحِلَتُهُ رِجْلَهَا غَادِيَةً (2) حَتَّى بَلَغَ جَمْعًا.

قَالَ: وحَدَّثَنِي الشَّعْبِيُّ، أَنَّ أُسَامَةَ حَدَّثَهُ: أَنَّهُ كَانَ رَدِيفَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنْ جَمْعٍ، فَلَمْ تَرْفَعْ رَاحِلَتُهُ رِجْلَهَا غَادِيَةً حَتَّى رَمَى الْجَمْرَةَ (3).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، كثير بن شنظير مختلف فيه ينحطُّ حديثه عن رتبة الصحيح، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. سعيد: هو ابن أبي عروبة. وانظر (1805).

(2)

في (غ) وحاشية (س) و (ق) و (ص): عادية.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، الشعبي- واسمه عامر- لم يُدْرِكِ الفضلَ بن عباس، وهو- وإن أدرك أسامة بن زيد- لم يسمع منه، قال إسحاق بن منصور: قلت ليحيى بن معين: الشعبي أن الفضل بن عباس حدثه وأن أسامة بن زيد حدثه، قال: لا شيء. وكذلك قال أحمد وابن المديني، وقال أبو حاتم- كما في "المراسيل" ص 159 - : لا يمكن أن يكونَ الشعبي سمع من أسامة هذا، ولا أدرك الشعبي الفضلَ بنَ عباس. بهز: هو ابن أسد، وهمام: هو ابن يحيي العوذي، وعزرة: هو ابن عبد الرحمن بن زرارة الخزاعي الكوفي.

وأخرجه البيهقي 5/ 127 من طريق همام، بهذا الإسناد.

وأخرجه من حديث الفضل أبو يعلى (6721)، والطبراني 18 / (764) من طريق هدبة بن خالد، عن همام، به. ولم يصرح الشعبي عندهما بالتحديث، بل رواه بالعنعنة.

وانظر (1816) و (1860). =

ص: 330

1830 -

حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ -، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَامَ فِي الْكَعْبَةِ، فَسَبَّحَ وَكَبَّرَ، وَدَعَا اللهَ، وَاسْتَغْفَرَهُ، وَلَمْ يَرْكَعْ وَلَمْ يَسْجُدْ (1).

1831 -

حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ شُجَاعٍ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَرْدَفَ أُسَامَةَ مِنْ عَرَفَاتٍ إِلَى جَمْعٍ، وَأَرْدَفَ الْفَضْلَ مِنْ جَمْعٍ إِلَى مِنًى، فَأَخْبَرَهُ بِأَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَزَلْ يُلَبِّي حَتَّى رَمَى الْجَمْرَةَ (2).

= قوله: "عن الشعبي: أن الفضل حدثه" قال السندي: النظر في المشاهير يدل على أن هذا خطأ، والصواب في الأول: أسامة، وفي الثاني: الفضل (كما تقدم برقم 1816)، والله تعالى، أعلم.

وقوله: "فلم ترفع"، أي: لم تسرع رجلَها في المشي وَضْعاً ورفعاً، من رَفَع دابته: أسرع بها.

وقوله:"غادية": بالغين المعجمة، أي: راجعة، أو بالعين المهملة من العَدْو، والمراد أنها كانت ناقته ماشية بالسكينة والوقار.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو كامل: هو مظفر بن مدرك. وانظر (1795).

(2)

صحيح لغيره، خصيف- وهو ابن عبد الرحمن الجزري، وإن كان سيئ الحفظ- قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه ابن أبي شيبة ص 268 (الجزء الذي حققه عمر بن غرامة العمروي)، وابن ماجه (3040)، والنسائي في "المجتبى" 5/ 276، وفي "الكبرى"(4086)، وأبو يعلى (6727)، والطبراني (18/ 675) و (676) و (703) من طرق عن خصيف، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني 18 / (677) و (678) من طريق الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب، وعبد الله بن أبي نجيح، وأبان بن صالح ثلاثتهم عن مجاهد، به. وانظر =

ص: 331

1832 -

أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا فُرَاتٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْكَرِيمِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ كَانَ رَدِيفَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمْ يَزَلْ يُلَبِّي حَتَّى رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ (1).

1833 -

حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْرَائِيلَ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَوْ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ، أَوْ عَنْ أَحَدِهِمَا عَنْ صَاحِبِهِ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ أَرَادَ أَنْ يَحُجَّ، فَلْيَتَعَجَّلْ، فَإِنَّهُ قَدْ تَضِلُّ الضَّالَّةُ، وَيَمْرَضُ الْمَرِيضُ، وَتَكُونُ الْحَاجَةُ "(2).

= (1791).

(1)

إسناده صحيح، كثير بن هشام الرقي ثقة من رجال مسلم، ومن فوقه من رجال الشيخين غير فرات، وهو ابن سليمان الجزري الرقي- وأخطأ الشيخ أحمد شاكر فظنه فراتَ بنَ أبي عبد الرحمن القزاز- وثقه أحمد، وقال أبو حاتم: لا بأس به محله الصدق، وقال ابن عدي: لم أر المتقدمين صرحوا بضعفه، وأرجو أنه لا بأس به، وذكره ابن حبان في"الثقات". عبد الكريم: هو ابن مالك الجزري.

وأخرجه ابن سعد 4/ 55 عن كثير بن هشام، عن الضحاك بن مخلد، عن الفرات بنِ سليمان، بهذا الإسناد. وهذا من المزيد في متصل الأسانيد.

وأخرجه الدارمي (1902)، والنسائي 5/ 276، والطحاوي 2/ 224، والطبراني 18 / (736) من طريقين عن عبد الكريمِ الجزري، به.

وأخرجه النسائي 5/ 276، والطحاوي 2/ 224، والطبراني 18 / (676) و (706) و (739) و (740) من طريق سعيد بن جبير، به. وانظر (1791).

(2)

حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، أبو إسرائيل: واسمه إسماعيل بن خليفة العبسي الملائي الكوفي- وإن كان سيئَ الحفظ- قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ فضيل بن عمرو، فمن رجال مسلم. =

ص: 332

1834 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْرَائِيلَ الْعَبْسِيُّ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الْفَضْلِ، أَوْ أَحَدِهِمَا عَنِ الْآخَرِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ أَرَادَ الْحَجَّ فَلْيَتَعَجَّلْ، فَإِنَّهُ قَدْ يَمْرَضُ الْمَرِيضُ، وَتَضِلُّ الضَّالَّةُ، وَتَعْرِضُ الْحَاجَةُ "(1).

= وأخرجه الطبراني 18 / (737)، والبيهقي 4/ 340 من طريق أبي الوليد الطيالسي، عن أبي إسرائيل، وإسناد الطبراني:"عن ابن عباس، عن الفضل وأحدهما عن الآخر"، وللبيهقي إسنادان: أحدهما "ابن عباس عن الفضل" والثاني "ابن عباس أو الفضل أو عن أحدهما". وسعيد بن جبير سمع من ابن عباس، لكن لم يدرك الفضل بن عباس.

وأخرجه الطبراني (760) من طريق سفيان بن عيينة، عن أبي إسرائيل، عن فضيل، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس وليس بعبد الله، أن النبي صلى الله عليه وسلم.

وأخرجه الطبراني (738) عن العباس بن حمدان الأصبهاني، عن يحيى بن حَكيم، عن كثير بن هشام، عن فرات بن سَلْمان، عن عبد الكريم- وهو ابن مالك الجزري-، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن الفضل وأحدهما عن الآخر. وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات من رجال "التهذيب" غير العباس بن حمدان، فقد ترجمه أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 2/ 141 وقال فيه: ثبت ثقة، وغير فرات بن سَلْمان، فله ترجمة في "الميزان" 3/ 342، ووثقه أحمد، وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به. وسيأتي برقم (1834) و (2973) و (3340).

وسيأتي بنحوه في مسند ابن عباس برقم (2867) من طريق الثوري، عن أبي إسرائيل، عن فضيل، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، وله عن ابن عباس طريق آخر سيأتي برقم (1973) ويخرّج هناك.

(1)

حديث حسن، وانظر ما قبله.

وأخرجه الخطيب في "الموضح" 1/ 407 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن ماجه (2883) عن علي بن محمد وعمرو بن عبد الله، كلاهما عن وكيع، به.

ص: 333

حَدِيثُ تَمَّامِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ (1) عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

1835 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ أَبُو الْمُنْذِرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي عَلِيٍّ الزَّرَّادِ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ تَمَّامِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَتَوْا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَوِ أُتِيَ - فَقَالَ: " مَا لِي أَرَاكُمْ تَأْتُونِي قُلْحًا؟! اسْتَاكُوا، لَوْلا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي، لَفَرَضْتُ عَلَيْهِمُ السِّوَاكَ كَمَا فَرَضْتُ عَلَيْهِمِ الْوُضُوءَ "(2).

(1) هو أصغر ولد العباس، وكانوا عشرة، وهو شقيق كثير بنِ العباس، وكان العباس يحمله ويقول:

تموا بتمَّام فصاروا عشره

يا رب فاجعلهم كراماً برره

واجعل لهم ذِكراً وأَنْمِ الثمره

وقال أبو عمر بن عبد البر: وكلُّ بني العباس لهم رؤية، وللفضل ولعبد الله رواية ورؤية.

وقد ناب تمام هذا على المدينة من جهة ابن عمه علي، ثم عزله بأبي أيوب الأنصاري، ومات زمن المنصور.

"جامع المسانيد" 1 / الورقة 163، وانظر "سير أعلام النبلاء" 3/ 443.

(2)

إسناده ضعيف، أبو علي الزراد- واسمه الصيقل- قال أبو علي بن السكن وغيره: مجهول، قال الحافظ في "لسان الميزان" 7/ 83: ورواية الثوري عنه في مسند =

ص: 334

1836 -

حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَصُفُّ عَبْدَ اللهِ وَعُبَيْدَ اللهِ وَكُثَيَّرًا بَنِي الْعَبَّاسِ (1)، ثُمَّ يَقُولُ:" مَنْ سَبَقَ إِلَيَّ، فَلَهُ كَذَا وَكَذَا " قَالَ: فَيَسْتَبِقُونَ إِلَيْهِ، فَيَقَعُونَ عَلَى ظَهْرِهِ وَصَدْرِهِ، فَيُقَبِّلُهُمْ وَيَلْتَزَمُهُمْ (2).

= الإمام أحمد، وكأن منصوراً سقط من السند، فإن الحديث مشهور عن منصور، رواه عنه فضيل بن عياض وبحر وعبد الحميد، وزائدة وسنان بن عبد الرحمن وقيس بن الربيع وهؤلاء الثلاثة من أقران سفيان. وتمام بن العباس حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل.

وأخرجه الطبراني (1301) من طريق قبيصة، عن سفيان الثوري، عن أبي علي الصيقل، عن جعفر بياع الأنماط، عن جعفر بن تمام، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني أيضاً (1302) و (1303) من طريقين عن منصور، عن أبي علي الصيقل، عن جعفر بن تمام، به.

وأخرجه البزار (498 - كشف الأستار)، والحاكم 1/ 146 من طريق عمر بن عبد الرحمن الأبار، عن منصور، عن أبي علي الصيقل، عن جعفر بن تمام، عن أبيه، عن جده العباس رفعه. قال الحافظ في "تعجيل المنفعة" 7/ 83: تفرد بذكر العباس فيه عمر بن عبد الرحمن الأبار. وانظر لزاماً ترجمة تمام بن العباس في "تعجيل المنفعة" ص 60، و"الإصابة" 1/ 188 - 189.

وقوله: قُلْحاً بضم القاف، وسكون اللام: جمع أقلح، والقَلَح: صفرة تعلو الأسنان ووسخ يركبها.

(1)

في (م): من بني العباس.

(2)

إسناده ضعيف، يزيد بن أبي زياد- وهو الهاشمي مولاهم الكوفي- ضعيف، وعبد الله بن الحارث بن نوفل تابعي ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وروايته عنه مرسلة، وأورده الحافظ ابن حجر في "تهذيب التهذيب" 8/ 421، ونسبه للبغوي عن داود بن عمر، عن جرير، ثم قال: وهو مرسل جيد الإسناد! وقد رواه أحمد بن حنبل في"مسنده" عن جرير مثله.

ص: 335

حَدِيثُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ الْعَبَّاسِ (1)، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

1837 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ الْعَبَّاسِ، قَالَ: جَاءَتِ الْغُمَيْصَاءُ - أَوِ الرُّمَيْصَاءُ - إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَشْكُو زَوْجَهَا، وَتَزْعُمُ أَنَّهُ لَا يَصِلُ إِلَيْهَا، فَمَا كَانَ إِلا يَسِيرًا. حَتَّى جَاءَ زَوْجُهَا، فَزَعَمَ أَنَّهَا كَاذِبَةٌ، وَلَكِنَّهَا تُرِيدُ أَنْ تَرْجِعَ إِلَى زَوْجِهَا الْأَوَّلِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" لَيْسَ لَكِ ذَلِكَ، حَتَّى يَذُوقَ عُسَيْلَتَكِ رَجُلٌ غَيْرُهُ "(2).

(1) هو عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب، كان شقيق عبد الله بن العباس وقُثَمَ ومعبدٍ، أمهم أم الفضل لبابة بنت الحارث الهلالية.

استعمله علي في إمارته على اليمن، وحج بالناس عنه سنة ست وثلاثين.

وكان من سادات المسلمين سؤدُداً وكرماً ورئاسة.

قال البخاري: مات في أيام معاوية. قال غيره: سنة ثمان وخمسين. وقال خليفة وآخرون: في سنة سبع وثمانين.

"جامع المسانيد" 3 / الورقة 146، وانظر "سير أعلام النبلاء" 3/ 512.

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبيد الله بن العباس فقد روى له النسائي، وهو من صغار الصحابة، ونقله الحافظ في "الإصابة" 2/ 430 عن المسند بهذا الإسناد وقال: ورجاله ثقات إلا أنه ليس بصريح أن عبيد الله شهد القصة، قال أحمد شاكر: يعني فيكون من مراسيل الصحابة. =

ص: 336

مُسْنَدُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ (1)، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

= وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(402)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 48، وفي "الكبرى"(5606)، وأبو يعلى (6718) من طريق هشيم، بهذا الإسناد.

وقد تحرف في المطبوع من "المجتبى" من سنن النسائي "يحيى بن أبي إسحاق" إلى: يحيى عن أبي إسحاق، وعبيد الله إلى: عبد الله.

والغُميصاء أو الرُّميصاء، قال ابن حجر في"الإصابة" 4/ 361: زوج عمرو بن حزم، أخرج أبو نعيم من طريق حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة: أن عمرو بن حزم طَلَّق الغميصاء، فنكحها رجل، فطلَّقها قبل أن يَمَسَّها، فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم تسأله أن ترجع إلى زوجها الأول، فقال: حتى يذوقَ الآخَر من عُسَيلتها

" الحديث.

والعُسَيلة، قال ابن الأثير في "النهاية" 3/ 237: شَبَّه لذة الجماع بذَوْق العسل، فاستعار لها ذوقاً، وإنما أَنَّثَ لأنه أراد قطعة من العسل

وإنما صَغَّره إشارةً إلى القدر القليل الذي يحصل به الحلُّ.

(1)

هو ابنُ عمِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، حَبْرُ هذه الأُمة، ومُفسِّرُ كتابِ الله وترجمانُه، دعا له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فقال:"اللهم عَلِّمهُ التأويل، وفقِّههُ في الدِّين".

مولدُه بشِعْب بني هاشم قبل عام الهجرة بثلاث سنين، وقيل غير ذلك.

صحب النبي صلى الله عليه وسلم نحواً من ثلاثين شهراً، وحَدَّث عنه بجُمْلةٍ صالحة، وعن غيرِ واحد من الصحابة.

وأُمه: هي أم الفضل لُبابة بنت الحارث بن حزن بن بُجير الهلالية، من هلال بن عامر.

ص: 337

أَخبرنا أَبو عَليٍّ الحسنُ بنُ علي بن محمد بن المُذْهِب الواعظ، قال: أَخبرنا أَبو بكرٍ أَحمدُ بنُ جعفر بنِ حَمْدان بنِ مالك قراءةً عليه، حدَّثنا أَبو عبد الرحمن عبدُ الله بنُ أَحمدُ بنِ محمد بنِ حنبل، حدثني أَبي من كتابه:

1838 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ وَمُغِيرَةُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم شَرِبَ مِنْ زَمْزَمَ وَهُوَ قَائِمٌ (1).

= وله جماعة أولاد: أكبرهم العباس، وبه كان يُكنى، وعليٌّ أبو الخلفاء، وهو أصغرهم، والفضل، ومحمد، وعبيد الله، ولُبابة، وأسماء.

وكان وسيماً، جميلاً، مديدَ القامة، مهيباً، كامل العقل، زكيَّ النفس، من رجال الكمال.

انتقل مع أبويه إلى دار الهجرة سنة الفتح، وقد أسلم قبل ذلك، فإنه صَحَّ عنه أنه قال: كنت أنا وأمي من المستضعفين؛ أنا من الوِلْدان، وأُمي من النساء.

تولَّى إمامة الحج سنة خمس وثلاثين بأمرٍ من عثمان بن عفان له، وهو محصور، وفي غيبته هذه قُتِل عثمانُ.

وشَهِدَ قتال الخوارجِ، وتأمَّرَ على البصرة من جهة علي بن أبي طالب، فلم يزل عليها حتى مات علي، ثم وَفَدَ على معاوية فأكرمه وقربه واحترمه وعظَّمه.

اعتزل ابنُ عباس الناس في خلافة ابن الزبير ونزل الطائف، وبقي بها إلى أن توفي سنة سبع أو ثمان وستين، وقيل: عاش إحدى وسبعين سنة.

قال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" 3/ 359: ومسنده ألف وست مئة وستون حديثاً. وانظر "البداية والنهاية" 8/ 298 - 310.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. هُشيم: هو ابن بشير الواسطي، ومغيرة: هو ابن مِقْسَم الضبي، والشعبي: هو عامر بن شراحيل.

وأخرجه مسلم (2027)(119)، والترمذي (1882) من طرق عن هشيم، به.

ص: 338

1839 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا أَجْلَحُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: مَا شَاءَ اللهُ وَشِئْتَ. فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " أَجَعَلْتَنِي وَاللهَ عَدْلًا؟ بَلْ مَا شَاءَ اللهُ وَحْدَهُ "(1).

= وأخرجه البخاري (1637)، ومسلم (2027)، وابن ماجه (3422)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(2242)، والطبراني (12575) و (12576) و (12577)، والبيهقي 5/ 147 من طرق عن عاصم بن سليمان الأحول، به.

وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" 4/ 273، والطبراني (12579) من طريقين عن شريك، عن سليمان الشيباني، عن الشعبي، به.

وأخرجه الطبراني (12578) من طريق صاعد بنِ مسلم، عن الشعبي، به.

وأخرجه الترمذي في "الشمائل"(206) من طريق عمر بن أبي حرملة، عن ابن عباس. وسيأتي برقم (1903) و (2183) و (2244) و (2608) و (3186) و (3497) و (3529).

(1)

صحيح لغيره، الأجلح- ويقال: اسمه يحيى بن عبد الله الكندي- مختلف فيه، وثقه ابن معين والعجلي، وقال أحمد: ما أقربه من فطر بن خليفة، وضعّفه النسائي وغيره، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي، يكتب حديثه ولا يحتج به، وقال ابن عدي: هو عندي مستقيم الحديث صدوق، وأدرجه الإمامُ الذهبي في كتابه "من تكلم فيه وهو موثق"، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 346، وابن ماجه (2117)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(988)، وابن أبي الدنيا في "الصمت"(345)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(235)، والطبراني (13006)، والبيهقي 3/ 217 من طرق عن الأجلح بن عبد الله، به. وسيأتي برقم (1964) و (2561) و (3247).

وفي الباب ما يَشُدُّه عن الطُّفيل بن سخبرة، وعن حذيفة، وعن قتيلة بنت صيفي الجهنية، وستأتي في "المسند" 5/ 72 و 384 و 6/ 371 - 372. =

ص: 339

1840 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: مَسَحَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رَأْسِي، وَدَعَا لِي بِالْحِكْمَةِ (1).

= العَِدل: المثل، قال السندي: المراد أن هذا الكلام يوهم المساواة، فلا ينبغي التكلم به.

(1)

إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ عكرمة فمن رجال البخاري. خالد: هو ابن مِهران الحذاء.

وأخرجه أبو يعلى (2477) من طريق هُشيم، حدثنا خالد، به.

وأخرجه البخاري (75) و (3756)، والترمذي (3824)، وابن ماجه (166)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(375)، والنسائي في "الكبرى"(8179)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 518، وابنُ حبان (7054)، والطبراني (10588) و (11961)، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 315، والبغوي (3943) من طرق عن خالد الحذاء، به. ولفظه عند البخاري في الموضع الأول وأحد لفظيه في الموضع الثاني عنده ومن طريقه البغوي:"اللهم علمه الكتاب"، ولفظه عند ابن ماجه:"اللهم علمه الحكمة وتأويل الكتاب".

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(379) من طريق شيبان بن عبد الرحمن، عن جابر الجعفي، عن عكرمة، عن ابن عباس.

وأخرجه ابن سعد 2/ 365، والترمذي (3823)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(378) و (381)، والنسائي (8178)، والطبراني (10585) و (10615) و (11531) و (12466)، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 315 و 316 من طرق عن ابن عباس، بنحوه. وسيأتي برقم (2422) و (3379)، وانظر (2397) و (2879) و (3032) و (3102).

قال الحافظ في "الفتح" 1/ 170: واختلف الشراح في المراد بالحكمة هنا، فقيل: القرآن، وقيل: العمل به، وقيل: السنة، وقيل: الإصابة في القول، وقيل: الخشية، =

ص: 340

1841 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم طَافَ بِالْبَيْتِ وَهُوَ عَلَى بَعِيرِهِ، وَاسْتَلَمَ الْحَجَرَ بِمِحْجَنٍ كَانَ مَعَهُ، قَالَ: وَأَتَى السِّقَايَةَ، فَقَالَ:" اسْقُونِي " فَقَالُوا: إِنَّ هَذَا يَخُوضُهُ النَّاسُ، وَلَكِنَّا نَأْتِيكَ بِهِ مِنَ البَيْتِ. فَقَالَ:" لَا حَاجَةَ لِي فِيهِ، اسْقُونِي مِمَّا يَشْرَبُ مِنْهُ النَّاسُ "(1).

1842 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَيْسَ الْخَبَرُ كَالْمُعَايَنَةِ "(2).

= وقيل: الفهم عن الله، وقيل: العقل، وقيل: ما يشهد العقل بصحته، وقيل: نور يفرق به بين الإلهام والوسواس، وقيل: سرعة الجواب مع الإصابة، وبعض هذه الأقوال ذكرها بعض أهل التفسير في تفسير قوله تعالى:{ولقد آتينا لقمان الحكمة} ، والأقرب أن المراد بها في حديث ابن عباس: الفهم في القرآن.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد: وهو الهاشمي مولاهم الكوفي. وسيأتي برقم (2772).

وأخرج البخاري (1635) من طريق خالد الحذاء، عن عكرمة، عن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء إلى السِّقاية فاستسقى، فقال العباس: يا فضلُ، اذهب إلى أمِّك فأتِ رسولَ الله بشرابٍ من عندها، فقال:"اسقني"، قال: يا رسول الله، إنهم يجعلونَ أيديَهم فيه، قال:"اسقِني" فشرب منه.

وأخرج البخاري أيضاً (1607) من طريق ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس قال: طاف النبيُّ صلى الله عليه وسلم في حجَّة الوداع على بعيرٍ يستلمُ الركنَ بمِحْجَنِه. وانظر ما سيأتي برقم (2118) و (2227) و (2378).

والمحجن: العصا المُعْوَجَّة الرأس.

(2)

حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو بشر: هو جعفر بن إياس بن =

ص: 341

1843 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: بِتُّ لَيْلَةً عِنْدَ خَالَتِي مَيْمُونَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ، وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عِنْدَهَا فِي لَيْلَتِهَا، فَقَامَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ، فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ لِأُصَلِّيَ بِصَلاتِهِ، قَالَ: فَأَخَذَ بِذُؤَابَةٍ كَانَتْ لِي، أَوْ بِرَأْسِي، حَتَّى جَعَلَنِي عَنْ يَمِينِهِ (1).

1844 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا خَالِدٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا خُيِّرَتْ بَرِيرَةُ رَأَيْتُ زَوْجَهَا يَتْبَعُهَا فِي سِكَكِ

= أبي وحشية.

وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 7/ 2596 من طريق أحمد بن سنان، عن يحيى بن حماد ختن أبي عوانة، عن أبي عوانة، عن أبي بشر، بهذا الإسناد.

وأخرجه أيضاً من طريق محمد بن جعفر، عن شعبة، عن هشيم، عن أبي بشر، به. ثم قال: ويقال: إن هذا لم يسمعه هشيم من أبي بشر إنما سمعه من أبي عوانة، عن أبي بشر فدلَّسَه. وسيأتي بأطول مما هنا (2447) ويُخرج هناك.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 86، والبخاري (5919)، وأبو داود (611)، والطبراني (12456)، والبيهقي 3/ 95 من طريق هشيم، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق (3861) و (3862) و (3865)، والبخاري (728)، ومسلم (192) و (193)، وأبو داود (610)، وابن ماجه (673)، والترمذي (232)، والنسائي 2/ 104، وابن خزيمة (1533) و (1534)، وأبو عوانة 2/ 76، والطبراني (11072) و (11272) و (11277) و (11291) و (11306) و (12193) و (12504) و (12567) و (12590) و (12780)، والبيهقي 3/ 99 من طرق عن ابن عباس، بنحوه. وسيأتي برقم (2602) و (3169) و (3170) و (3175) و (3324) و (3389)، وانظر (2567) و (3301).

ص: 342

الْمَدِينَةِ، وَدُمُوعُهُ تَسِيلُ عَلَى لِحْيَتِهِ، فَكُلِّمَ الْعَبَّاسُ لِيُكَلِّمَ فِيهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِبَرِيرَةَ:" إِنَّهُ زَوْجُكِ " قَالَتْ: تَأْمُرُنِي بِهِ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " إِنَّمَا أَنَا شَافِعٌ " قَالَ: فَخَيَّرَهَا فَاخْتَارَتْ نَفْسَهَا، وَكَانَ عَبْدًا لِآلِ الْمُغِيرَةِ يُقَالُ لَهُ: مُغِيثٌ (1).

1845 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عَنْ ذَرَارِيِّ الْمُشْرِكِينَ، فَقَالَ:

(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، عكرمة من رجاله، وباقي رجاله ثقات من رجال الشيخين. خالد: هو ابن مِهران الحذاء، وبريرة، بفتح الباء وكسر الراء: مولاة كانت لبعض الأنصار كاتبوها، فأَدَّت عنها السيدة عائشة فأعتقتها، فصارت مولاةً لها، وخيَّرها رسولُ الله بعتقها فاختارت نفسها، وقصتها معروفة في "الصحيحين" وغيرهما من حديث عائشة وغيرها، وهي التي جاء فيها الحديث:"الولاء لمن أعتق".

وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه"(1257) ومن طريقه الطحاوي 3/ 82 - 83 عن هشيم، بهذا الإسناد.

وأخرجه الدارمي (2292)، والبخاري (5283)، وأبو داود (2231)، وابن ماجه (2075)، والنسائي 8/ 245 - 246، وابن حبان (4273)، والطبراني (11962)، والدارقطني 2/ 154، والبيهقي 7/ 222، والبغوي (2299) من طرق عن خالد الحذاء، به.

وأخرجه مختصراً عبد الرزاق (13010)، والبخاري (5281) و (5282)، والترمذي (1156)، وابن الجارود (741)، وابن حبان (4270)، والطبراني (11851)، والبيهقي 7/ 222 من طرق عن أيوب السختياني، والطبراني (11885) من طريق هشام بن حسان، كلاهما عن عكرمة، به. وانظر (2542).

قوله: "فاختارت نفسها"، قال السندي: أي: ولم تقبل الشفاعة، وفيه أنه لا إثم في ردِّ شفاعة الصالحين، والظاهر أنها ما رَدَّت إلا لأمرٍ عظيمٍ.

ص: 343

اللهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ " (1).

(1) حديث صحيح، هشيم- وإن كان مدلساً، وقد عنعن- قد توبع.

وأخرجه النسائي 4/ 59 - 60 عن مجاهد بن موسى، وأبو يعلى (2479) عن أبي خيثمة، كلاهما عن هشيم، به. وسيأتي برقم (3034) و (3165) و (3367)، وانظر (20722).

وقد استدل بهذا الحديثِ طائفةٌ من أهلِ العلم على أن أطفالَ المشركين لا يُحكم لهم بجنةٍ ولا نار، وأمرُهُمْ موكول إلى علم الله تعالى فيهم، وتعقبهم ابنُ القيم في "طريق الهجرتين" بقوله: وفي الاستدلال على ما ذهبت إليه هذه الطائفة نظر، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يجب فيهم بالوقف، وإنما وكل علم ما كانوا يعملون لو عاشوا إلى الله سبحانه وتعالى، والمعنى: الله أعلم بما كانوا يعملون لو عاشوا، فهو سبحانه وتعالى يعلم القابل منهم للهدى العامل به لو عاش، والقابل منهم للكفر المؤثر له، لكن لا يدل هذا على أنه يجزيهم بمجرد علمه فيهم بلا عملٍ يعملونه، وإنما يدل على أنه يعلمُ منهم ما هم عاملون بتقدير حياتهم.

والصحيحُ الذي ذهب إليه المحققون من العلماء، وارتضاه جمع من المفسرين والمتكلمين، هو أنهم من أهل الجنة.

واحتجوا بما رواه البخاري في "صحيحه"(7047) من حديث سمرة بن جُندب قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يكثر أن يقولَ لأصحابه: هل رأى أحد منكم رؤيا؟ قال: فيقص عليه ما شاء الله أن يقصَّ، وإنه قال لنا ذات غداة: إني أتاني الليلة آتيان، فذكر الحديث

وفيه: "وأما الوِلدان الذين حولَه، فكلُّ مولودٍ يُولَدُ على الفطرة" فقال بعض المسلمين: يا رسولَ الله، وأولادُ المشركين؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"وأولاد المشركين".

فهذا الحديث الصحيح صريح في أنهم في الجنة، ورؤيا الأنبياء وحي.

وفي "مستخرج البرقاني" على البخاري من حديث عوف الأعرابي، عن أبي رجاء العطاردي، عن سمرة، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"كُلُّ مولود يُولد على الفطرةِ" فقال الناسُ: =

ص: 344

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= يا رسول الله وأولادُ المشركين؟ قال: "وأولاد المشركين".

وروى أحمد 5/ 58، وأبو داود (2521) من طريق حسناء بنتِ معاوية الصريمية عن عمها، قال: قلت: يا رسولَ الله من في الجنة؟ قال: "النبي في الجنة، والشهيد في الجنة، والمولود في الجنة، والوئيد في الجنة" وحسنه الحافظ في "الفتح" 3/ 246.

وفي القرآن الكريم: {وما كنّا معذِّبين حتَّى نبعَثَ رَسولاً} [الإسراء: 15]، وهؤلاء لم تقم عليهم حجة الله بالرسل فلا يعذبهم.

وفيه أيضاً: {وما كان رَبُّكَ مُهْلِكَ القُرى حتى يَبْعَث في أُمِّها رسولاً يَتْلو عليهم آياتنا وما كُنَّا مُهْلكي القرى إلا وأهلُها ظالمون} [القصص: 59]، فإذا كان سبحانه وتعالى لا يُهلك في الدنيا، ويعذب أهلها إلا بظلمهم، فكيف يعذب في الآخرة العذاب الدائم من لم يصدر منه ظلم. ولا يقال: كما أهلكه في الدنيا تبعاً لأبويه وغيرهم، فكذلك يدخله النار تبعاً لهم، لأن مصائب الدنيا إذا وردت لا تَخصُّ الظالم وحده، بل تُصيب الظالم وغيره، ويبعثون على نياتهم وأعمالهم كما قال تعالى:{واتَّقوا فِتنةً لا تُصِيبنَّ الَّذينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّة} [الأنفال: 25].

وفي "الصحيح" من حديث عائشة: "يغزو جيش الكعبة، فإذا كانوا ببيداء من الأرض يخسف بأولهم وآخرهم" قالت: قلت: يا رسول الله كيف يُخسف بأولهم وبآخرهم، وفيهم أسواقُهم ومَنْ ليس منهم؟ قال:"يُخسف بأولهم وبآخرهم ثم يُبعثون على نياتهم". فأما عذابُ الآخرة، فلا يكون إلا للظالمين خاصة، ولا يتبعهم فيه مَنْ لا ذنبَ له أصلاً.

قالوا: وقد أخبر النبيُّ صلى الله عليه وسلم: أن كُلَّ مولود يولد على الفطرة (وهي الإسلام) وإنما يهوِّده أو يُنصّره أبواه، فإذا مات قبلَ التهويد والتنصير، مات على الفطرة، فكيف يستحق النار؟!

وقالوا: النارُ لا يعذب فيها إلا من عمل بعمل أهلها، وهي دارُ جزاء، فمن لم يعص الله طرفةَ عين كيف يُجازى بالنار خالداً مخلداً أبدَ الآباد.

ولو عُذِّبَ هؤلاء، لكان تعذيبهم إما مع تكليفهم بالإيمان، أو بدون تكليف، والقسمان ممتنعان، أما الأول: فلاستحالة تكليفِ مَنْ لا تمييز له ولا عقل أصلاً، وأما =

ص: 345

1846 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قُبِضَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَسِتِّينَ (1).

= الثاني: فيمتنع أيضاً بالنصوص التي جاءت في القرآن من أن الله لا يُعذب أحداً إلا بعدَ قيام الحجة عليه.

قال ابن القيم: وهذه حجج كما ترى قوةً وكثرةً، ولا سبيلَ إلى دفعها.

(1)

إسناده ضعيف، علي بن زيد- وهو ابن جدعان القرشي التيمي البصري- ضعّفه القطان وابنُ عيينة وأحمدُ وابنُ معين، وقال البخاري وأبو حاتم: لا يحتج به، وقال ابن خزيمة: لا أحتج به لِسوء حفظه، ويوسف بن مِهران قال الحافظ في "التقريب": لم يرو عنه غيرُ ابنِ جدعان وهو لين الحديث.

وأخرجه ابن سعد 2/ 310، وأبو يعلى (2412)، والطبراني (12845)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 7/ 240 من طرق عن هشيم، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق (6790) عن ابن جريج، عن أبي الحويرث عبد الرحمن بن معاوية، عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم مات وهو ابن خمس وستين سنة. ابن جريج مدلس، وقد عنعنه، وأبوالحويرث سيئ الحفظ، وسيأتي عند أحمد برقم (1945) و (3380)، وفي سنده عمار بن أبي عمار مولى بني هاشم، وهو وإن احتجّ به مسلم قال البخاري في "التاريخ الصغير" 1/ 55 بعد أن ساق حديثه هذا عن ابن عباس: لا يُتابع عليه، وكان شعبة يتكلم في عمار.

وفي الباب عن دَغْفَل بنِ حنظلة عند البخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 255، والترمذي في "الشمائل"(365)، وابن أبي عاصم في"الآحاد والمثاني"(1672)، وأبي يعلى (1575)، والطبراني (4202) من طريق الحسن، عن دغفل: أن النبي صلى الله عليه وسلم توفي وهو ابن خمس وستين. قال البخاري: ولا يُتابع عليه، ولا يُعرف سماعُ الحسن من دغفل، ولا يُعرف لدغفل إدراك النبيِّ صلى الله عليه وسلم.

وقال البيهقي في "دلائل النبوة" 7/ 241: وروايةُ الجماعة عن ابنِ عباس: في ثلاث وستين أصح، فهم أوثقُ وأكثرُ، وروايتُهم توافق الروايةَ الصحيحةَ، عن عروة، عن عائشة، =

ص: 346

1847 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ (1)، أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ طَاووسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: الطَّعَامُ الَّذِي نَهَى عَنْهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُبَاعَ حَتَّى يُقْبَضَ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَأَحْسَبُ كُلَّ شَيْءٍ مِثْلَهُ (2).

1848 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: خَطَبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَالَ:" إِذَا لَمْ يَجِدِ الْمُحْرِمُ إِزَارًا، فَلْيَلْبَسِ السَّرَاوِيلَ، وَإِذَا لَمْ يَجِدِ النَّعْلَيْنِ، فَلْيَلْبَسِ الْخُفَّيْنِ "(3).

= وإحدى الروايتين عن أنس، والرواية الصحيحة عن معاوية، وهو قولُ سعيد بن المسيب، وعامر الشعبي، وأبي جعفر محمد بن علي، وزاد ابنُ كثير في "السيرة" 4/ 515: عبد الله بن عقبة، والقاسم بن عبد الرحمن، والحسن البصري، وعلي بن الحسين وغير واحد. وانظر (2017) و (2110) و (2242) و (3429) و (3503) و (3516) ففيها كلها أنه كان صلى الله عليه وسلم ابن ثلاث وستين.

(1)

تحرف في (م) إلى: هاشم.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. طاووس: هو ابن كيسان. والطعام مبتدأ، خبره "الذي"، قال الشيخ أحمد شاكر: وهذه صيغة تفيد الحصر، يريد أن الذي علمه من النهي عن البيع قبل القبض، إنما هو في الطعام، ثم يرى أن المعنى عام في كل بيع.

وأخرجه الطبراني (10874) من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 6/ 368 عن هشيم، به.

وأخرجه بنحوه مسلم (1525)(29)، وأبو داود (3497)، وابن ماجه (2227)، والترمذي (1291)، وابن حبان (4980)، والطبراني (10872) و (10873) و (10875) و (10876) و (10877) و (10878) من طرق عن عمرو بن دينار، به.

وسيأتي برقم (1928) و (2275) و (2438) و (2585) و (3346) و (3481) و (3496).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. =

ص: 347

1849 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم احْتَجَمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ صَائِمٌ (1).

= وأخرجه ابن أبي شيبة 4/ 100، ومسلم (1178)(4)، والطحاوي 2/ 133 من طريق هشيم، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (2610)، وابن أبي شيبة 4/ 100، ومسلم (1178)، والترمذي (834)، والنسائي 5/ 132 - 133 و 133 و 135، وابن خزيمة (2681)، والطحاوي في "شرح المعاني" 2/ 133، وابن حبان (3785)، والطبراني (12809) و (12810) و (12811) و (12812) و (12813)، والدارقطني 2/ 228 و 230 من طرق عن عمرو بن دينار، به. وسيأتي برقم (1917) و (2015) و (2526) و (2583) و (3115).

(1)

إسناده ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد.

وأخرجه أبو يعلى (2471) عن أبي خيثمة، عن هُشيم، بهذا الإسناد. وأخرجه الشافعي 1/ 255، وعبد الرزاق (7541)، والحميدي (501)، وابن ماجه (1682) و (3081)، والنسائي في "الكبرى"(3225)، وأبو يعلى (2360)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(3104)، والطحاوي في "شرح المعاني" 2/ 101، والطبراني 11 / (12138) و (12139) و (12140) و (12141)، والدارقطني 2/ 239، والبيهقي 4/ 263، والبغوي في "شرح السنة"(1758) من طريق يزيد بن أبي زياد، به.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(3228) من طريق شريك، عن خُصيف، عن مقسم، عن ابن عباس، قال: احتجم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو صائمٌ محرمٌ. وشريك ساء حفظه فغلط فيه.

قال الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" 2/ 191 بعد أن أورد حديث ابن عباس هذا "احتجم وهو صائم محرم": واستُشْكِل كونُه صلى الله عليه وسلم جَمَعَ بين الصيام والإحرام، لأنه لم يكن من شأنه التطوعُ بالصيام في السفر، ولم يكن محرماً إلا وهو مسافر، ولم يسافر في رمضان إلى جهة الإحرام إلا في غَزاة الفتح، ولم يكن حيئنذٍ محرماً.

قلت (القائل ابن حجر): وفي الجُملة الأولى نظر، فما المانعُ من ذلك، فلعله فعل ذلك مرة لبيان الجَواز، وبمثل هذا لا تُرَدُّ الأخبارُ الصحيحة، ثم ظهر لي أن بعض الرواة =

ص: 348

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= جمع بين الأمرين في الذِّكر، فأوهم أنهما وقعا معاً، والأصوب رواية البخاري:"احتجم وهو صائم، واحتجم وهو محرم" فيُحمَلُ على أن كل واحد منهما وقع في حالة مستقلة، وهذا لا مانع منه، فقد صَحَّ أنه صلى الله عليه وسلم صام في رمضان وهو مسافر، وهو في "الصحيحين" بلفظ: وما فينا صائم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعبد الله بن رواحة، ويُقوِّي ذلك أن غالب الأحاديث ورد مفصَّلاً.

ثم نَقَلَ عن أحمد وعلي بن المديني وغيرهما أنهم أعَلُّوه، قال مُهَنَّا: سألت أحمد عنه، فقال: ليس فيه "صائم"، إنما هو محرم، قلت: من ذكره؟ قال: ابنُ عيينه عن عمرو عن عطاء وطاووس، ورَوْحٌ عن زكريا عن عمرو عن طاووس، وعبدُ الرزاق عن ابن خثيم عن سعيد بن جبير، قال أحمد: فهؤلاء أصحاب ابن عباس لا يذكرون صياماً

وروى قاسم بن أصبغ من طريق الحميدي، عن سفيان، عن يزيد بن أبي زياد، عن مقسم، عن ابن عباس مثله، ثم قال: قال الحميدي: هذا ريحٌ، لأنه لم يكن صائماً محرماً، لأنه خرج في رمضان في غَزاة الفتح، ولم يكن محرماً.

قلنا: وسيأتي الحديث كما هو هنا برقم (1943) و (2589) من طريق يزيد بن أبي زياد، به. وبنحوه برقم (2228) من طريق الحجاج، عن الحكم، عن مقسم، به.

وسيأتي برقم (2186) و (2536) و (2594) و (3211) من طريق شعبة، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس، قال: احتجم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو صائم. لم يذكر فيه الإحرام.

وسيأتي برقم (3286) من طريق الحجاج، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس، وعن هشام بن عروة، عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجم وأعطى الحَجَّام أجرَه.

وأخرج البخاري في "صحيحه"(1938) عن مُعلَّى بن أسد، حدثنا وُهيب، عن أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وهو محرم، واحتجم وهو صائم، وهو الأصوب كما قال الحافظ ابن حجر رحمه الله.

وسيأتي من طرق عن ابن عباس برقم (1922) و (1923) و (2108) و (2243) و (2355) و (2560) و (2666) و (2888) و (3075) و (3282) و (3523) و (3524)، =

ص: 349

1850 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَجُلًا كَانَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَوَقَصَتْهُ نَاقَتُهُ، وَهُوَ مُحْرِمٌ، فَمَاتَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" اغْسِلُوهُ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ، وَكَفِّنُوهُ فِي ثَوْبَيْهِ، وَلا تَمَسُّوهُ بِطِيبٍ، وَلا تُخَمِّرُوا رَأْسَهُ، فَإِنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُلَبِّيًا "(1).

1851 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا عَوْفٌ (2)، عَنْ زِيَادِ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم غَدَاةَ جَمْعٍ: " هَلُمَّ الْقُطْ لِي " فَلَقَطْتُ لَهُ حَصَيَاتٍ، هُنَّ حَصَى الْخَذْفِ، فَلَمَّا وَضَعَهُنَّ فِي يَدِهِ، قَالَ: " نَعَمْ، بِأَمْثَالِ هَؤُلاءِ، وَإِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ فِي الدِّينِ، فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ

= وفيها كلها: أنَّه احتجم وهو محرم. لم يذكر فيه الصيام.

(1)

إسناده صحيح على شرطهما.

وأخرجه الطيالسي (2623)، وابن أبي شيبة 14/ 206، والبخاري (1851)، ومسلم (1206)(99)، وأبو يعلى (2473)، وابن حبان (3959)، والبيهقي 3/ 392، والبغوي (1480) من طريق هشيم، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي 5/ 197 من طريق خلف بن خليفة، عن أبي بشر، به.

وأخرجه الطبراني (12534) من طريق فضيل بن عمرو، و (12535) و (12536) و (12537) من طريق عطاء بن السائب، والدارقطني 2/ 397 من طريق أبي الزبير محمد بن مسلم، ثلاثتهم عن سعيد بن جبير، به. وسيأتي برقم (1914) و (1915) و (2394) و (2395) و (2591) و (2600) و (3030) و (3076) و (3077) و (3230).

الوقص: كسر العنق، وقوله: لا تخمروا رأسه، أي: لا تغطوه.

(2)

في النسخ المطبوعة والأصول الخطية عدا (ظ 9) و (ظ 14): عون، والمثبت من هاتين النسختين ومصادر التخريج.

ص: 350

كَانَ قَبْلَكُمْ بِالْغُلُوِّ فِي الدِّينِ " (1).

1852 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَافَرَ مِنَ الْمَدِينَةِ لَا يَخَافُ إِلا اللهَ عز وجل، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ، حَتَّى رَجَعَ (2).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ زياد بن الحصين- وهو الرياحي- فمن رجال مسلم. عوف: هو ابن أبي جميلة، وأبو العالية: هو رفيع بن مهران الرياحي.

وأخرجه أبو يعلى (2472) عن أبي خيثمة، عن هشيم، بهذا الإِسناد.

وأخرجه ابن سعد 2/ 180 - 181، وابن ماجه (3029)، وأبو يعلى (2427)، وابن الجارود (473)، وابن خزيمة (2867)، وابن حبان (3871)، والطبراني (12747) و (12748)، والحاكم 1/ 466 من طرق عن عوف بن أبي جميلة، به. وسيأتي برقم (3248)، وانظر (1821) و (1894).

(2)

حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين وقد صرح هشيم بالتحديث عند الطبراني، ثم هو متابع. منصور: هو ابن زاذان، وابن سيرين- وهو محمد- لا يصح له سماع من ابن عباس.

وأخرجه الترمذي (547)، والنسائي 3/ 117، والطبراني (12863) من طرق عن هشيم، بهذا الإِسناد. وقال الترمذي: صحيح.

وأخرجه الشافعي 1/ 180، وعبد الرزاق (4270) و (4271)، وعبد بن حميد (662) و (663)، والطبراني (12856) و (12858) و (12859) و (12860) و (12861) و (12864)، والبيهقي 3/ 135، والبغوي (1025) من طرق عن محمد بن سيرين، به. وسيأتي برقم (1995) و (3317) و (3334) و (3411) و (3493). وانظر (1958) و (2124) و (2758) والبخاري (1083)، ومسلم (696)، وفي الباب عن عمر وقد تقدم برقم (174)، وعن أنس عند البخاري (1081) وعن حارثة بن وهب عند أحمد 4/ 306.

ص: 351

1853 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُتَوَارٍ بِمَكَّةَ: {وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخَافِتْ بِهَا} . قَالَ: وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا صَلَّى بِأَصْحَابِهِ، رَفَعَ صَوْتَهُ بِالْقُرْآنِ، فَلَمَّا سَمِعَ ذَلِكَ الْمُشْرِكُونَ، سَبُّوا الْقُرْآنَ، وَسَبُّوا مَنِ أنْزَلَهُ، وَمَنْ جَاءَ بِهِ، قَالَ: فَقَالَ اللهُ عز وجل لِنَبِيِّهِ: {وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ} أَيْ: بِقِرَاءَتِكَ، فَيَسْمَعَ الْمُشْرِكُونَ، فَيَسُبُّوا الْقُرْآنَ:{وَلَا تُخَافِتْ بِهَا} عَنْ أَصْحَابِكَ، فَلَا تُسْمِعُهُمِ الْقُرْآنَ حَتَّى يَأْخُذُوهُ عَنْكَ:{وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا} [الإسراء: 110](1).

1854 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا دَاوُدُ (2) بْنُ أَبِي هِنْدَ، عَنِ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّ بِوَادِي الْأَزْرَقِ، فَقَالَ:" أَيُّ وَادٍ هَذَا؟ " قَالُوا: هَذَا وَادِي الْأَزْرَقِ. فَقَالَ: "كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى مُوسَى عليه السلام، وَهُوَ هَابِطٌ مِنَ الثَّنِيَّةِ، وَلَهُ جُؤَارٌ إِلَى اللهِ عز وجل بِالتَّلْبِيَةِ" حَتَّى أَتَى عَلَى ثَنِيَّةِ هَرْشَى، فَقَالَ:" أَيُّ ثَنِيَّةٍ هَذِهِ؟ " قَالُوا: ثَنِيَّةُ هَرْشَى. قَالَ: " كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى يُونُسَ بْنِ مَتَّى عَلَى نَاقَةٍ حَمْرَاءَ جَعْدَةٍ، عَلَيْهِ جُبَّةٌ مِنْ صُوفٍ، خِطَامُ نَاقَتِهِ خُلْبَةٌ - قَالَ هُشَيْمٌ: يَعْنِي لِيفًا - وَهُوَ يُلَبِّي "(3).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو بشر: هو جعفر بن إياس. وهو مكرر (155).

(2)

في (م): أبو داود، وهو خطأ.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو في "صحيحه"(166)(268) عن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (166)(268) عن سريج بن يونس، عن هشيم، به. =

ص: 352

1855 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا أَصْحَابُنَا، مِنْهُمْ شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي حَسَّانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَشْعَرَ بَدَنَتَهُ مِنَ الجَانِبِ الْأَيْمَنِ، ثُمَّ سَلَتَ الدَّمَ عَنْهَا، وَقَلَّدَهَا نَعْلَيْنِ (1).

1856 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ الصَّعْبَ بْنَ جَثَّامَةَ الْأَسْدِيَّ أَهْدَى إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم رِجْلَ حِمَارِ وَحْشٍ، وَهُوَ مُحْرِمٌ، فَرَدَّهُ، وَقَالَ:" إِنَّا مُحْرِمُونَ "(2).

= وأخرجه مسلم (166)(269)، وأبو يعلى (2542)، وابن خزيمة (2632) و (2633)، وابن حبان (3801) و (6219)، والطبراني (12756)، وأبو نعيم في "الحلية" 2/ 223 و 3/ 96 من طرق عن داود بن أبي هند، به. وانظر ما سيأتي برقم (2501).

والجُؤَار: رفع الصوت والاستغاثة. وادي الأزرق: واد في الحجاز قريب من مكة.

وهَرْشى: ثنية بين مكة والمدينة، وقيل: قريبة من الجحفة، يُرى منها البحرُ.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي حسان- وهو الأعرج البصري- فمن رجال مسلم.

وأخرجه النسائي 5/ 170 من طريق هشيم، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (2696) عن شعبة، به. وسيأتي برقم (2296) و (2528) و (3149) و (3206) و (3244) و (3525).

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد.

وأخرجه الطبراني (12143) من طريقين عن يزيد بن أبي زياد، بهذا الإسناد.

وأخرجه أيضاً (12706) من طريق حماد بن شعيب، عن حبيب بن أبي ثابت، عن الحسن العُرني، عن ابن عباس، به. وحماد بن شعيب ضعيف، والحسن العرني روايته =

ص: 353

1857 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عَمَّنْ حَلَقَ قَبْلَ أَنْ يَذْبَحَ، وَنَحْوِ ذَلِكَ، فَجَعَلَ يَقُولُ:" لَا حَرَجَ لَا حَرَجَ "(1).

1858 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا خَالِدٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عَمَّنْ قَدَّمَ مِنْ نُسُكِهِ شَيْئًا قَبْلَ شَيْءٍ، فَجَعَلَ يَقُولُ:" لَا حَرَجَ "(2).

= عن ابن عباس مرسلة.

وله طريق أخرى صحيحة عن ابن عباس ستأتي برقم (2530)، وسيأتي الحديث أيضاً في مسند الصعب بن جثامة 4/ 37 - 38 و 71 من طريق عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، عنه.

وفي الباب عن علي تقدم برقم (783) و (830).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. منصور: هو ابن المعتمر، وعطاء: هو ابن أبي رباح.

وأخرجه البخاري (1721)، والنسائي في "الكبرى"(4104)، وأبو يعلى (2471)، والطحاوي 2/ 236، وابن حبان (3876)، والطبراني (11350)، والبيهقي 5/ 143 من طريق هشيم، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (1722) و (6666)، والطبري في "تهذيب الآثار" 1/ 221 و 222، والطبراني (11417)، والدارقطني 2/ 254، والبيهقي 5/ 143 من طرق عن عطاء، به. وسيأتي برقم (2731)، وانظر (1858) و (2338) و (3036).

(2)

إسناده صحيح على شرط البخاري، عكرمة من رجاله، وباقي السند من رجال الشيخين. خالد: هو ابن مهران الحذاء.

وأخرجه البخاري (84)، (1723)، (1735)، وأبو داود (1983)، وابن ماجه (3050)، والنسائي 5/ 272، والطبري في "تهذيب الآثار" 1/ 216، وابن خزيمة (2950)، والطبراني (11967)، والدارقطني 2/ 253 - 254 من طريق يزيد بن =

ص: 354

1859 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" اللهُمَّ اغْفِرْ لِلمُحَلِّقِينَ ". فَقَالَ رَجُلٌ: وَلِلمُقَصِّرِينَ؟ فَقَالَ: " اللهُمَّ اغْفِرْ لِلمُحَلِّقِينَ " فَقَالَ الرَّجُلُ: وَلِلمُقَصِّرِينَ؟ فَقَالَ فِي الثَّالِثَةِ أَوِ الرَّابِعَةِ: " وَلِلمُقَصِّرِينَ "(1).

1860 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَفَاضَ مِنْ عَرَفَاتٍ وَرِدْفُهُ أُسَامَةُ وَأَفَاضَ مِنْ جَمْعٍ وَرِدْفُهُ الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ، قَالَ: وَلَبَّى حَتَّى رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ (2).

= زريع، وأخرجه ابن أبي شيبة 14/ 177، والبخاري (1723)، والطبري 1/ 216 من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، وأخرجه البيهقي 5/ 142 - 143، والبغوي (1964) من طريق إبراهيم بن طهمان، ثلاثتهم عن خالد الحذاء، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبري 1/ 128 - 219 من طريق إسماعيل بن علية، عن خالد الحذاء، عن عكرمة، مرسلاً. وسيأتي مطولاً برقم (2648) و (2832).

(1)

صحح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد.

وأخرجه أبو يعلى (2476) من طريق هشيم، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(849) من طريق عبد الله بن المؤمَّل، عن عبد الرحمن بن حصين، عن عطاء، عن ابن عباس، بنحوه.

وسيأتي بإسناد آخر حسن عن ابن عباس برقم (3311).

وله شاهد متفق عليه من حديث ابن عمر، وسيأتي في "المسند" برقم (4657).

(2)

حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الملك- وهو ابن أبي سليمان العرزمي- فمن رجال مسلم، وهشيم قد توبع.

وأخرجه البخاري (1543) و (1686) من طريق الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس. وفي آخره: قال: فكلاهما قال: لم يزل النبي صلى الله عليه وسلم يُلبِّي حتى رمى جمرة =

ص: 355

1861 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ امْرَأَةً رَكِبَتِ الْبَحْرَ، فَنَذَرَتْ إِنِ اللهُ تبارك وتعالى أَنْجَاهَا أَنْ تَصُومَ شَهْرًا، فَأَنْجَاهَا اللهُ عز وجل، فَلَمْ تَصُمْ حَتَّى مَاتَتْ، فَجَاءَتْ قَرَابَةٌ لَهَا إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ:" صُومِي "(1).

= العقبة.

وأخرجه الطبراني (11289) من طريق أبي عوانة، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء، عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم لَبَّى حتى رمى جمرة العقبة.

وأخرجه كذلك الطبراني (10967) و (10990) من طريق ليث، عن طاووس، و (11235) من طريق ابن أبي مليكة، كلاهما عن ابن عباس. وتقدم الحديث في مسند الفضل برقم (1820)، ويأتي برقم (1986)، وانظر (2564) و (3199).

وأخرج مسلم (1286)(282) من طريق يزيد بن هارون، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء، عن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفاض من عرفة، وأسامة رِدْفه، قال أسامة: فما زال يسير على هيئته حتى أتى جمعاً. وانظر ما سيأتي في مسند أسامة 5/ 201 و 207.

(1)

حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، وهشيم متابع. أبو بشر: هو جعفر بن إياس.

وأخرجه أبو داود (3308) من طريق هشيم، بهذا الإسناد. وفيه: فجاءت ابنتُها أو أختها.

وأخرجه الطيالسي (2621) عن شعبة، والبيهقي 4/ 256 من طريق حماد بن سلمة، كلاهما عن أبي بشر، به.

وأخرجه البخاري تعليقاً (1593) عن عبيد الله بن عمرو، عن زيد بن أبي أنيسة، عن الحكم بن عتيبة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، ووصله مسلم (1148)(156)، والنسائي في "الكبرى"(2917)، والبيهقي 4/ 255 - 256 من طرق عن زكريا بن عدي، عن عبيد الله بن عمرو، به. =

ص: 356

1862 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطُّفَاوِيُّ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ سَلَمَةَ، قَالَ: كُنَّا مَعَ ابْنِ عَبَّاسٍ بِمَكَّةَ، فَقُلْتُ: إِنَّا إِذَا كُنَّا مَعَكُمْ صَلَّيْنَا أَرْبَعًا، وَإِذَا رَجَعْنَا إِلَى رِحَالِنَا صَلَّيْنَا رَكْعَتَيْنِ. قَالَ: تِلْكَ سُنَّةُ أَبِي الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم (1).

1863 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ - يَعْنِي ابْنَ يُوسُفَ -، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُتَّخَذَ ذُو الرُّوحِ غَرَضًا (2).

= وأخرجه الطبراني (12364) من طريق إسماعيل بن عمرو البجلي، عن أبي مريم، عن الحكم، به.

وعلقه البخاري (1953) من طريق أبي حريز، عن عكرمة، عن ابن عباس، ووصله ابن خزيمة (2053)، والبيهقي 4/ 256 من طريق محمد بن عبد الأعلى، عن المعتمر بن فضيل، عن أبي حريز. وسيأتي برقم (1970) و (2005) و (2336) و (3137) و (3420).

(1)

إسناده حسن، محمد بن عبد الرحمن الطُّفاوي شيخ أحمد وثَّقه علي بن المديني، وقال أبو حاتم: صدوق إلا أنه يهم أحياناً، وقال ابن معين: لا بأس به، وذكره الذهبي في كتابه "من تكلم فيه وهو موثق" ص 164، وقال في "الميزان": شيخ مشهور ثقة روى عنه أحمد والناس، وقال أبو زرعة: منكر الحديث، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق يهم، وله في البخاري ثلاثة أحاديث، ومن فوقه ثقات من رجال الصحيح.

وأخرجه الطبراني (12895) من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (1996) و (2632) و (2637) و (3494).

(2)

حديث صحيح، سماك- وهو ابن حرب- في روايته عن عكرمة خاصة =

ص: 357

1864 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ - يَعْنِي ابْنَ يُوسُفَ -، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَسَفَتِ الشَّمْسُ، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ، فَقَرَأَ سُورَةً طَوِيلَةً، ثُمَّ رَكَعَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَرَأَ، ثُمَّ رَكَعَ، وَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ قَامَ فَقَرَأَ وَرَكَعَ، ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ وَأَرْبَعَ سَجَدَاتٍ فِي رَكْعَتَيْنِ (1).

1865 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا أُخْرِجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ مَكَّةَ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ:

= اضطراب، لكن للحديث طريق آخر برقم (2480) يصح به، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة فمن رجال البخاري. إسحاق بن يوسف: هو الأزرق، وسفيان: هو الثوري.

وأخرجه ابن ماجه (3187) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني (11718) من طريق أسباط بن نصر، عن سماك، به. وسيأتي برقم (2474) و (2705) و (3216).

والغرض: الهدف.

(1)

حديث صحيح، شريك- وهو ابن عبد الله القاضي- في حفظه شيء، وكذا خُصيف: وهو ابن عبد الرحمن الجزري، وكلاهما متابع.

فقد أخرجه البخاري (1046)، ومسلم (902)، وأبو داود (1181)، والنسائي 3/ 129، وابن حبان (2831)، والطبراني (10645)، والدراقطني 2/ 63 من طرق عن الزهري، عن كثير بن عباس، عن ابن عباس، وانظر (1975) و (2711).

ص: 358

أَخْرَجُوا نَبِيَّهُمْ، إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، لَيَهْلِكُنَّ. فَنَزَلَتْ:{أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ} [الحج: 39]، قَالَ: فَعَرَفَ أَنَّهُ سَيَكُونُ قِتَالٌ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: هِيَ أَوَّلُ آيَةٍ نَزَلَتْ فِي الْقِتَالِ (1).

1866 -

حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ صَوَّرَ صُورَةً عُذِّبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يَنْفُخَ فِيهَا، وَلَيْسَ بِنَافِخٍ، وَمَنْ تَحَلَّمَ، عُذِّبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يَعْقِدَ شَعِيرَتَيْنِ، وَلَيْسَ عَاقِدًا، وَمَنِ اسْتَمَعَ إِلَى حَدِيثِ قَوْمٍ يَفِرُّونَ بِهِ مِنْهُ، صُبَّ فِي أُذُنَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابٌ "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

إسحاق: هو ابن يوسف الأزرق، وسفيان: هو الثوري، ومسلم البطين: هو مسلم بن عمران البطين الكوفي.

وأخرجه الترمذي (3171)، والنسائي 6/ 2، والطبري 17/ 172، وابن حبان (4710) من طريق إسحاق بن يوسف الأزرق، بهذا الإِسناد. وقال الترمذي: هذا حديث حسن، ولم يرد عنده قول ابن عباس: هي أول آية

وأخرجه الحاكم 3/ 7 - 8 من طريق شعبة، والطبري 17/ 172، والطبراني (12336) من طريق قيس بن الربيع، كلاهما عن الأعمش، به. دون قول ابن عباس أيضاً، وصححه الحاكم على شرط الشيخين.

وأخرجه الترمذي (3172)، والطبري 17/ 172 عن محمد بن بشار، عن أبي أحمد الزبيري، عن سفيان، عن الأعمش، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير مرسلاً.

(2)

إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، =

ص: 359

1867 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، عَنْ مَنْصُورٍ (1)، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ الْغَطَفَانِيِّ، عَنْ كُرَيْبٍ

= فمن رجال البخاري. عباد بن عباد: هو ابن حبيب بن المهلب بن أبي صفرة الأزدي.

وأخرجه عبد الرزاق (19491)، والحميدي (531)، وعبد بن حميد (601) - وسقط من سنده من المطبوع "عن أيوب"- والبخاري (7042)، وأبو داود (5024)، وابن حبان (5685) و (5686)، والطبراني (11855)، والبيهقي في "السنن" 7/ 269، وفي "الآداب"(848)، وفي "شعب الإيمان"(4772) و (4829)، والبغوي (3218) من طرق عن أيوب السختياني، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني (11831) من طريق قتادة، و (11923) من طريق مطر الوراق، كلاهما عن عكرمة، به.

وأخرج القسمين الأولَ والثالث منه الترمذي (1751)، والنسائي 8/ 215 القسم الأولَ من طريق حماد بن زيد، عن أيوب، عن عكرمة، به. وقال الترمذي: حسن صحيح.

وأخرج القسم الثاني منه الترمذي (2283) من طريق عبد الوهاب بن عطاء، عن أيوب، به. وقال: حديث صحيح.

وأخرج القسم الثالث منه الخرائطي في "مساوئ الأخلاق"(759) و (760) من طريقين عن أيوب، به.

وأخرج القسم الثاني والثالث منه الطبراني (11637) من طريق عمرو بن دينار، و (11884) من طريق هشام بن حسان، كلاهما عن عكرمة، به. وسيأتي برقم (2213) و (3383)، وانظر (2162)، وانظر أيضاً 2/ 504 من مسند أبي هريرة رضي الله عنه.

تحلَّم: أي قال: إنه رأى في النوم ما لم يَرَه.

(1)

في (م) والأصول الخطية عدا (ظ 9) و (ظ 14): "عبد العزيز بن عبد الصمد بن منصور"، وهو خطأ بين، والتصويب من نسختي الظاهرية ومن "أطراف المسند" 1 / الورقة 125.

ص: 360

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" لَوْ أنَّ أَحَدَهُمْ إِذَا أَتَى أَهْلَهُ قَالَ: بِسْمِ اللهِ، اللهُمَّ جَنِّبْنِي الشَّيْطَانَ، وَجَنِّبِ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنَا، فَإِنْ قُدِرَ بَيْنَهُمَا فِي ذَلِكَ وَلَدٌ، لَمْ يَضُرَّ ذَلِكَ الْوَلَدَ الشَّيْطَانُ أَبَدًا "(1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(266) عن إسماعيل بن مسعود، عن عبد العزيز بن عبد الصمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق (10466)، وابن أبي شيبة 4/ 311 و 10/ 394، والدارمي (2212)، والبخاري (141) و (3271) و (5165) و (6388) و (7396)، ومسلم (1434)، وأبو داود (2161)، وابن ماجه (1919)، وابن حبان (983)، والطبراني في "الكبير"(12195)، وفي" الدعاء"(941) و (942)، والبغوي (1330) من طرق عن منصور بن المعتمر، به.

وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(270) عن إسماعيل بن مسعود، عن عبد العزيز بن عبد الصمد، عن سليمان، عن سالم، عن كريب، عن ابن عباس مرفوعاً.

وأخرجه النسائي أيضاً (268) عن محمد بن حاتم بن نعيم، عن ابن أبي عمر العَدَني، عن فضيل بن عياض، عن منصور، عن سالم، عن ابن عباس. ولم يذكر كريباً.

وأخرجه الطيالسي (2705)، والبخاري (3283)، والنسائي في"عمل اليوم والليلة"(269) من طريق شعبة، عن الأعمش، عن سالم، عن كريب، عن ابن عباس قوله.

وسيأتي برقم (1908) و (2178) و (2555) و (2597).

قوله: "لم يضرَّ"، قال السندي: لم يَحمِل هذا الحديث أحدٌ على عموم الضرر لعموم ضرر الوسوسة للكل، وقد جاء:"كلُّ مولود يمسُّه الشيطان إلا مريم وابنها"، فقيل: لا يضره بالإغواء والإضلال بالكفر، وقيل: بالكبائر، وقيل: بالصرف عن التوبة إذا عصى، وقيل: أي: يأمن مما يصيب الصبيان من جهة الجانِّ، وقيل: بل لا يكون للشيطان عليه سلطان، فيكون في المحفوظين، قال تعالى:{إنَّ عبادي ليس لك عليهم سُلْطانٌ} =

ص: 361

1868 -

حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي الْمِنْهَالِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ وَالنَّاسُ يُسَلِّفُونَ فِي التَّمْرِ الْعَامَ وَالْعَامَيْنِ - أَوْ قَالَ: عَامَيْنِ وَالثَّلاثَةَ - فَقَالَ: " مَنْ سَلَّفَ فِي تَمْرٍ، فَلْيُسَلِّفْ فِي كَيْلٍ مَعْلُومٍ، وَوَزْنٍ مَعْلُومٍ "(1).

1869 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَبُو التَّيَّاحِ، عَنْ مُوسَى بْنِ سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ بِثَمَانِيَ عَشْرَةَ بَدَنَةً مَعَ

= [الحجر: 42]، والله تعالى أعلم.

وقال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 9/ 229: وفي الحديث من الفوائد استحباب التسمية والدعاء، والمحافظة على ذلك حتى في حالة الملاذِّ كالوقاع، وفيه الاعتصام بذِكر الله ودعائه من الشيطان، والتبرك باسمه، والاستعاذة به من جميع الأسواء، وفيه الاستشعار بأنه الميسِّرُ لذلك العمل والمعين عليه، وفيه إشارة إلى أن الشيطان ملازمٌ لابن آدم لا ينطرد عنه إلا إذا ذَكَرَ الله.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن أبي نجيح: هو عبد الله، وعبد الله بن كثير: هو المكي القارئ، وأبو المنهال: هو عبد الرحمن بن مطعم البناني المكي.

وأخرجه ابن أبي شيبة 7/ 52، والبخاري (2239)، والدارقطني 3/ 4 من طريق إسماعيل بن إبراهيم المعروف بابن عُلية، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق (14059)، والطبراني (11265) من طريق معمر، وأخرجه الدارقطني 3/ 3 من طريق شعبة، و 3/ 4 من طريق عبدة بن معتب، ثلاثتهم عن عبد الله بن أبي نجيح، به. وسيأتي برقم (1937) و (2548) و (3370).

والسَّلَف: هو أن يُعطيَ مالاً في سلعة إلى أجل معلوم بزيادةٍ في السعر الموجود عند السَّلف، ويقال له: سَلَمٌ أيضاً.

ص: 362

رَجُلٍ، فَأَمَرَهُ فِيهَا بِأَمْرِهِ، فَانْطَلَقَ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْهِ فَقَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ أَزْحَفَ عَلَيْنَا مِنْهَا شَيْءٌ؟ فَقَالَ: " انْحَرْهَا، ثُمَّ اصْبُغْ نَعْلَهَا فِي دَمِهَا، ثُمَّ اجْعَلْهَا عَلَى صَفْحَتِهَا، وَلا تَأْكُلْ مِنْهَا أَنْتَ وَلا أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ رُفْقَتِكَ "(1).

قال عبدُ الله: قال أبي: وَلَمْ يَسْمَعْ إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ مِنْ أَبِي التَّيَّاحِ

(1) إسناده صحيح على سْرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير موسى بن سلمة- وهو ابن المُحَبَّق- فمن رجال مسلم. إسماعيل: هو ابن علية، وأبو التياح: هو يزيد بن حميد الضبعي.

وأخرجه ابن أبي شيبة 4/ 33 و 14/ 230، ومسلم (1325)، والنسائي في "الكبرى"(4136)، والبيهقي 5/ 243 من طريق إسماعيل بن علية، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (1325)، وأبو داود (1763)، وابن حبان (4025)، والطبراني (12899)، والبيهقي 5/ 242 - 243 من طريق عبد الوارث بن سعيد، عن أبي التياح يزيد بن حميد، به. وسيأتي برقم (2189) و (2518).

وأخرجه مسلم (1326) من طريق قتادة، عن سنان بن سلمة، عن ابن عباس، عن ذؤيب الخزاعي، بنحوه، وسيأتي في "المسند" 4/ 225.

وله شاهد من حديث ناجية الخزاعي وسيأتي في "المسند" 4/ 334.

وقوله: "أَزْحَفَ" قال النووي في"شرح مسلم" 9/ 76: هو بفتح الهمزة وإسكان الزاي وفتح الحاء المهملة، وهذه رواية المحدِّثين لا خلاف بينهم فيه، قال الخطابي: كذا يقوله المحدثون، قال: وصوابه والأجود: فأُزْحِفَتْ بضم الهمزة، يقال: زحف البعير إذا قام من الإعياء، وأزحفه السفرُ، وقال الهروي وغيره: يقال: أزحف البعير، وأزحفه السير بالألف فيهما، وكذا قال الجوهري وغيره، يقال: زحف البعير وأزحف لغتان، وأزحفه السير، وأزحف الرجل: وقف بعيره، فحصل أن إنكار الخطابي ليس بمقبول، بل الجميع جائز، ومعنى أزحف: وقف من الكلال والإعياء.

وقوله: "ثم اجعلها على صَفْحتها": يعني على جنبها.

وقوله: "ولا تأكل منها"، قال النووي: السبب في نهيهم قطع الذريعة لئلا يتوصَّلَ بعض الناس إلى نحره أو تعييبه قبل أوانه.

ص: 363

إِلا هَذَا الْحَدِيثَ.

1870 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، قَالَ: لَا أَدْرِي أَسَمِعْتُهُ مِنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، أَمْ نُبِّئْتُهُ عَنْهُ؟ قَالَ: أَتَيْتُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ بِعَرَفَةَ وَهُوَ يَأْكُلُ رُمَّانًا، فَقَالَ: أَفْطَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِعَرَفَةَ، وَبَعَثَتِ الَيْهِ أُمُّ الْفَضْلِ بِلَبَنٍ، فَشَرِبَهُ. وَقَالَ: لَعَنَ اللهُ فُلانًا، عَمَدُوا إِلَى أَعْظَمِ أَيَّامِ الْحَجِّ، فَمَحَوْا زِينَتَهُ، وَإِنَّمَا زِينَةُ الْحَجِّ التَّلْبِيَةُ (1).

1871 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ: أَنَّ عَلِيًّا حَرَّقَ نَاسًا ارْتَدُّوا عَنِ الْإِسْلامِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ ابْنَ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: لَمْ أَكُنْ لِأُحَرِّقَهُمْ بِالنَّارِ، وَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: " لَا

(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني.

ورواه هكذا على الشك ابن أبي شيبة ص 180 (الجزء الذي حققه عمر العمروي) عن ابن علية، بهذا الإسناد.

وهو في "المسند"(3266) من غير شك عن سفيان، عن أيوب، عن سعيد بن جبير، به.

وهو كذلك عند النسائي في "الكبرى"(2815) عن أحمد بن حرب الموصلي، عن إسماعيل بن علية، عن أيوب، عن سعيد بن جبير، به. دون قول ابن عباس: لَعن الله

ورواه أيضاً كذلك (2819) من طريق محمد بن عيسى، عن حماد بن زيد، عن أيوب، عن عكرمة وسعيد، عن ابن عباس. وسيأتي برقم (2516) و (3266) و (3376)، وانظر (2517) و (2946) و (3210).

وقوله: "لعن الله فلاناً

" هو من كلام ابن عباس رضي الله عنهما، ونسبه في "كنز العمال" (12430) إلى ابن جرير الطبري.

ص: 364

تُعَذِّبُوا بِعَذَابِ اللهِ " وَكُنْتُ قَاتِلَهُمْ، لِقَوْلِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ، فَاقْتُلُوهُ ". فَبَلَغَ ذَلِكَ عَلِيًّا كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ، فَقَالَ: وَيْحَ ابْنِ أُمِّ ابْنِ عَبَّاسٍ (1).

1872 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" لَيْسَ لَنَا مَثَلُ السُّوءِ، الْعَائِدُ فِي هِبَتِهِ كَالْكَلْبِ يَعُودُ فِي قَيْئِهِ "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري.

وأخرجه أبو داود (4351) عن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.

وأخرجه الدارقطني 3/ 108 من طريق يعقوب بن إبراهيم، عن إسماعيل بن علية، به. وقال: هذا ثابت صحيح.

وأخرجه عبد الرزاق (9413) و (18706)، والترمذي (1458)، والنسائي 7/ 104، وابن الجارود (843)، والطحاوي في "شرح المشكل" 4/ 63، وابن حبان (4476)، والطبراني (11850)، والدارقطني 3/ 113، والحاكم 3/ 538، والبيهقي 8/ 202، والبغوي (2560) من طرق عن أيوب السختياني، به. ورواية بعضهم مختصرة.

وأخرجه النسائي 7/ 104، والطبراني (11835) من طريق عباد بن العوام، عن سعيد، عن قتادة، عن عكرمة، به.

وأخرجه النسائي 7/ 104 - 105 عن موسى بن عبد الرحمن، عن محمد بن بشر، عن سعيد، عن قتادة، عن الحسن مرسلاً، وقال النسائي: وهذا أولى بالصواب من حديث عباد.

وأخرجه الطحاوي في "المشكل" 4/ 63 عن إسحاق، عن محمود، عن عكرمة، به. وسيأتي برقم (1901) و (2551) و (2552)، وانظر (2966).

(2)

إسناده صحيح على شرط البخاري.

وأخرجه ابن أبي شيبة 6/ 476، والنسائي 6/ 267 من طريق إسماعيل بن علية، بهذا الإسناد. =

ص: 365

1873 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا عَطَاءٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ} قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " نُعِيَتْ إِلَيَّ نَفْسِي " بِأَنَّهُ مَقْبُوضٌ فِي تِلْكَ السَّنَةِ (1).

= وأخرجه عبد الرزاق (16536)، والحميدي (530)، والبخاري في "صحيحه"(2622) و (6975)، وفي "الأدب المفرد"(417)، والترمذي (1298)، والنسائي 6/ 267، وأبو يعلى (2405)، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق"(517)، والطبراني (11852) و (11853)، وأبو الشيخ في "الأمثال"(211)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(288)، والبيهقي 6/ 180 من طرق عن أيوب السختياني، به.

وأخرجه النسائي 6/ 267، والطحاوي في "شرح المعاني" 4/ 78، والطبراني (11959) من طريق عبد الله بن المبارك، عن خالد الحذاء، وأخرجه الطبراني (11897) من طريق عباد بن منصور، كلاهما عن عكرمة، به. وانظر (2119) و (2250) و (2529) و (3177).

قوله: "ليس لنا مثل السوء"، قال السندي: بفتح السين، أي: لا ينبغي لمسلم أن يفعل فعلاً يُضرب له بسببه مَثَل السَّوء، كالمثل بالكلب العائد في قيئه

وهو تقبيح وتشنيع له، لأنه شُبِّه بكلب يعود في قيئه.

(1)

إسناده ضعيف، عطاء- وهو ابن السائب- قد اختلط، ومحمد بن فضيل روى عنه بعد الاختلاط.

وأخرجه الطبري 30/ 334 عن أبي كريب وابن وكيع، عن محمد بن فضيل، بهذا الإسناد.

وسيأتي معناه برقم (3127) من طريق أبي بشر جعفر بن إياس، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، وجعله موقوفاً عليه، وهذا أصح.

وأخرجه الطبراني (11907)، والبيهقي في "الدلائل" 7/ 167 من طريق عباد بن العوام، عن هلال بن خباب، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: لما نزلت: {إذا جاء نصر الله والفتح} دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة فقال: "إنه قد نُعِيَتْ إليّ نفسي". =

ص: 366

1874 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ يَزِيدَ (1)، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَجْمَعُ بَيْنَ الصَّلاتَيْنِ فِي السَّفَرِ: الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ، وَالظُّهْرِ وَالْعَصْرِ (2).

1875 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ (3)، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " مَلْعُونٌ مَنْ سَبَّ أَبَاهُ، مَلْعُونٌ

= وأخرج النسائي في "الكبرى"(11712)، والطبراني (11903) من طريق أبي عوانة، عن هلال بن خباب، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: لما نزلت: {إذا جاء نصر الله والفتح} نُعِيَتْ لرسول الله صلى الله عليه وسلم نفسُه حين أنزلت

وهذه أصح من رواية عباد عن هلال. وانظر (3201).

(1)

تحرف في (م) إلى: زيد.

(2)

حديث صحيح، إسناده صحيح على شرط الشيخين إن كان يزيد: هو ابن أبي حبيب، وليس على شرطهما ولا على شرط واحد منهما إن كان يزيد بن أبي زياد الهاشمي، فقد علق له البخاري وروى له مسلم مقروناً، وهو حسن في الشواهد. عطاء: هو ابن أبي رباح.

وأخرجه عبد الرزاق (4404) عن محمد بن راشد، عن عبد الكريم أبي أمية (وهو ضعيف)، عن عطاء ومجاهد، عن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يجمع بين الصلاتين في السفر، الظهر والعصر، والمغرب والعشاء، وليس يطلب عدواً ولا يطلبه عدو. وانظر (2191) و (3288) و (3397) و (3480).

وله شاهد متفق عليه من حديث أنس، وهو عند المصنف 3/ 247، وصححه ابن حبان (1592)، وآخر من حديث معاذ أخرجه مسلم (706)، وهو عند المصنف 5/ 236 وصححه ابن حبان (1591)، وثالث من حديث جابر عند ابن حبان (1590).

(3)

تحرف في (م) والأصول التي بأيدينا عدا (ظ 9) و (ظ 14) إلى: مسلمة، وصوّبناه من (ظ 9) و (ظ 14) و"أطراف المسند" 1 / الورقة 121 و 122.

ص: 367

مَنْ سَبَّ أُمَّهُ، مَلْعُونٌ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللهِ، مَلْعُونٌ مَنْ غَيَّرَ تُخُومَ الْأَرْضِ، مَلْعُونٌ مَنْ كَمَهَ أَعْمَى عَنْ طَرِيقٍ، مَلْعُونٌ مَنْ وَقَعَ عَلَى بَهِيمَةٍ، مَلْعُونٌ مَنْ عَمِلَ بِعَمَلِ قَوْمِ لُوطٍ " (1).

(1) إسناده حسن، محمد بن إسحاق قد صرح بالتحديث عند أحمد (2916)، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه الطبراني (11546)، والحاكم 4/ 356، والبيهقي في "السنن" 8/ 231، وفي "الشعب"(5373) من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن عمرو، به.

وأخرجه الخرائطي في "مساوئ الأخلاق"(75) من طريق أبي شهاب عبد ربه بن نافع، عن محمد بن إسحاق، عن عمرو، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ملعون من سب أباه، ملعون من سب أمه".

وأخرجه الخرائطي (437) من طريق سعيد بن سلمة، عن عمرو، عن عكرمة، عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"لعن الله من وقع على بهيمة، ولعن الله من عَمِلَ عَمَلَ قوم لوط" قالها ثلاثاً.

وأخرجه أبو يعلى (2521) من طريق محمد بن كريب، عن كريب، عن ابن عباس قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ملعون من انتقص شيئاً من تخوم الأرض بغير حقه". وسيأتي الحديث برقم (2816) و (2913) و (2915)، وانظر ما سيأتي برقم (2420).

وله شاهد من حديث علي بن أبي طالب، أخرجه مسلم، وهو عند المصنف (954) وفيه:"لعن الله من ذبح لغير الله، ولعن الله من سرق منار الأرض، ولعن الله من لعن والدَه، ولعن الله من آوى محدثاً".

وآخر من حديث أبي هريرة، أخرجه الخرائطي (432)، وابن عدي 6/ 2434، والبيهقي في "الشعب"(5472) من طريق محرز بن هارون، وأخرجه ابن عدي 7/ 2586، والحاكم 4/ 356 من طريق هارون بن هارون، كلاهما عن الأعرج، عن أبي هريرة.

وقوله: "كمه"، أي: أضل.

ص: 368

1876 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ (1)، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: رَدَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم زَيْنَبَ ابْنَتَهُ عَلَى زَوْجِهَا أَبِي الْعَاصِ بْنِ الرَّبِيعِ بِالنِّكَاحِ الْأَوَّلِ، وَلَمْ يُحْدِثْ شَيْئًا (2).

1877 -

حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ شُجَاعٍ، حَدَّثَنِي خُصَيْفٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ طَافَ مَعَ مُعَاوِيَةَ بِالْبَيْتِ، فَجَعَلَ مُعَاوِيَةُ يَسْتَلِمُ الْأَرْكَانَ كُلَّهَا، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ: لِمَ تَسْتَلِمُ هَذَيْنِ الرُّكْنَيْنِ، وَلَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَسْتَلِمُهُمَا؟ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: لَيْسَ شَيْءٌ مِنَ الْبَيْتِ مَهْجُورًا.

(1) تحرف في (م) والأصول التي بأيدينا عدا (ظ 9) و (ط 14) إلى: مسلمة، وصوّبناه من (ظ 9) و (ظ 14) و"أطراف المسند" 1 / الورقة 121 و 122.

(2)

إسناده حسن، فقد صرح ابن إسحاق بالتحديث عند الترمذي والحاكم.

وأخرجه الطبراني (11575) من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (2240)، والدارقطني 3/ 254 من طريق محمد بن سلمة، به.

وأخرجه عبد الرزاق (12644)، وأبو داود (2240)، والترمذي (1143)، والطحاوي في "شرح المعاني" 3/ 256، والحاكم 3/ 237 و 638 - 639، والبيهقي 7/ 187 من طرق عن محمد بن إسحاق، به. وسيأتي برقم (2366) و (3290).

وله شاهد من مرسل قتادة عند ابن سعد 8/ 32، ومرسل الشعبي عند عبد الرزاق (12640)، وسعيد بن منصور (2107)، وابن سعد 8/ 32، والطحاوي 3/ 256.

وسيأتي من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص في "المسند" برقم (6938): أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ردَّ ابنته إلى أبي العاص بمهر جديد، ونكاح جديد. وهوحديث ضعيف.

وانظر لزاماً "معالم السنن" 3/ 259 - 260، و"المغني" 10/ 10 - 11، و"نصب الراية" 3/ 209 - 212.

ص: 369

فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب: 21]. فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: صَدَقْتَ (1).

1878 -

حَدَّثَنَا مَرْوَانُ، حَدَّثَنِي خُصَيْفٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى أَنْ يُجْمَعَ بَيْنَ الْعَمَّةِ وَالْخَالَةِ، وَبَيْنَ الْعَمَّتَيْنِ وَالْخَالَتَيْنِ (2).

(1) حسن لغيره، خصيف متابع، وباقي رجاله ثقات.

وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" 2/ 184 من طريق عتاب بن بشير، عن خصيف، بهذا الإسناد. وانظر (2210).

(2)

إسناده ضعيف، خصيف- وهو ابن عبد الرحمن- سيئ الحفظ.

وأخرجه أبو داود (2067) من طريق خطاب بن القاسم، عن خصيف، بهذا الإسناد. وانظر ما سيأتي برقم (3530).

وقوله: "وبين العمتين والخالتين" قال في "بذل المجهود" 10/ 50: أي: وبين من هما خالتان لها، والمراد بالخالتين الصغيرة ممن هي خالة لها والكبيرة عمتها، أو الأبوية وهي أخت الأم من أب، والأموية وهي أخت الأم من أم، وعلى هذا قياس العمتين، ويحتمل أن يكون المراد بالخالتين: الخالة، ومن هي خالة لها أطلق عليها اسم الخالة تغليباً، وكذا العمتين والكلام لمجرد التأكيد، وقال السيوطي نقلاً عن الكمال الدميري: قد أشكل هذا على بعض العلماء حتى حمله على المجاز، وإنما المراد النهي عن الجمع بين امرأتين إحداهما عمة والأخرى خالة، أو كل منهما عمة الأخرى أو كل منهما خالة الأخرى، تصوير الأولى أن يكون رجل وابنه فتزوجا امرأة وبنتها فتزوج الأب البنت والابن الأم، فَوُلِدَتْ لكل منهما ابنة من هاتين الزوجتين- فابنة الأب عمة بنت الابن، وبنت =

ص: 370

1879 -

حَدَّثَنَا مَرْوَانُ، حَدَّثَنَا خُصَيْفٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: إِنَّمَا نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الثَّوْبِ الْمُصْمَتِ مِنْ قَزٍّ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَمَّا السَّدَى وَالْعَلَمُ، فَلا نَرَى بِهِ بَأْسًا (1).

1880 -

حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ - يَعْنِي ابْنَ سُلَيْمَانَ الرَّقِّيَّ - قَالَ: قَالَ خُصَيْفٌ، حَدَّثَنِي غَيْرُ وَاحِدٍ

= الابن خالتها، وتصوير العمتين أن يتزوج رجل أمّ رجل ويتزوج الآخر أمه، فيولد لكل منهما ابنة، فابنة كل واحد منهما عمة الأخرى، وتصوير الخالتين أن يتزوج رجل ابنة رجل والآخر ابنته، فولدت لكل منهما ابنة، فابنة كل واحد منهما هي خالة الأخرى.

(1)

حديث صحيح، خصيف قد توبع، وباقي رجاله ثقات.

وأخرجه أبو داود (4055)، والطحاوي 4/ 255، والبيهقي في "السنن" 2/ 224 و 3/ 270، وفي "الشعب"(6101) من طريق زهير بن معاوية، والطحاوي 4/ 255 من طريق شريك، كلاهما عن خصيف، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني (11939)، والبيهقي فى "الشعب"(6103) من طريق مسلم بن سلام مولى بني هاشم، عن عبد السلام بن حرب، عن مالك بن دينار، عن عكرمة، به. ومسلم بن سلام لم يوثقه غير ابن حبان.

وأخرجه الطبراني (10888) من طريق إسماعيل بن مسلم المكي، عن عمرو بن دينار، عن طاووس، عن ابن عباس. وإسماعيل بن مسلم ضعيف.

وأخرجه البيهقي في"الشعب"(6102) من طريق إسماعيل بن مسلم، عن عطاء، عن ابن عباس. وسيأتي برقم (1880) و (2856) و (2857) و (2951).

وفي الباب عن عمر عند البخاري (5828)، ومسلم (2069). وعن أسماء بن أبي بكر عند أبي داود (4054).

والمصمَتُ: هو الذي جميعه حرير، لا يخالطه فيه قطن ولا غيره. والسَّدَى: هو ما يمد طولاً في النسيج. والعلم: رسم الثوب، أو رَقْمه في أطرافه.

ص: 371

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: عَنِ الْمُصْمَتِ مِنْهُ، فَأَمَّا الْعَلَمُ فَلا (1).

1881 -

حَدَّثَنَا عَثَّامُ بْنُ عَلِيٍّ الْعَامِرِيُّ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ يَنْصَرِفُ فَيَسْتَاكُ (2).

1882 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ. وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، أَخْبَرَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَالِسًا فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ - قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: مِنَ الْأَنْصَارِ - قَالَ: فَرُمِيَ بِنَجْمٍ عَظِيمٍ، فَاسْتَنَارَ، قَالَ:" مَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ إِذَا كَانَ مِثْلُ هَذَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ؟ " قَالَ: كُنَّا نَقُولُ: يُولَدُ عَظِيمٌ، أَوْ يَمُوتُ عَظِيمٌ - قُلْتُ لِلزُّهْرِيِّ: أَكَانَ يُرْمَى بِهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَلَكِنْ غُلِّظَتْ حِينَ بُعِثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم (3): " فَإِنَّهُ لَا يُرْمَى بِهَا لِمَوْتِ أَحَدٍ، وَلا لِحَيَاتِهِ، وَلَكِنَّ رَبَّنَا

(1) هو مكرر ما قبله، وقد عُرِف من هؤلاء الذين حدثوا خصيفاً: عكرمةُ كما في الإسناد السالف، وسعيد بن جبير كما في السند الآتي برقم (2857).

(2)

إسناده صحيح على شرط البخاري، عثام بن علي العامري ثقة من رجال البخاري، ومن فوقه من رجال الشيخين.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 169، وابن ماجه (288) و (1321)، والنسائي في "الكبرى"(1343)، وأبو يعلى (2485) و (2681)، والطبراني (12337)، والحاكم 1/ 145 من طريق عثام بن علي، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي!

(3)

قوله: "قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" سقط من (م) ومن الأصول الخطية عدا (ظ 9) =

ص: 372

تَبَارَكَ اسْمُهُ، إِذَا قَضَى أَمْرًا سَبَّحَ حَمَلَةُ الْعَرْشِ، ثُمَّ سَبَّحَ أَهْلُ السَّمَاءِ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، حَتَّى يَبْلُغَ التَّسْبِيحُ هَذِهِ السَّمَاءَ الدُّنْيَا، ثُمَّ يَسْتَخْبِرُ أَهْلُ السَّمَاءِ الَّذِينَ يَلُونَ حَمَلَةَ الْعَرْشِ، فَيَقُولُ الَّذِينَ يَلُونَ حَمَلَةَ الْعَرْشِ لِحَمَلَةِ الْعَرْشِ: مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ؟ فَيُخْبِرُونَهُمْ، وَيُخْبِرُ أَهْلُ كُلِّ سَمَاءٍ سَمَاءً، حَتَّى يَنْتَهِيَ الْخَبَرُ إِلَى هَذِهِ السَّمَاءِ، وَيَخْطِفُ الْجِنُّ السَّمْعَ فَيُرْمَوْنَ، فَمَا جَاؤُوا بِهِ عَلَى وَجْهِهِ، فَهُوَ حَقٌّ، وَلَكِنَّهُمْ يَقْرِفُونَ فِيهِ وَيَزِيدُونَ " (1).

قَالَ عَبْدُ اللهِ: قَالَ أَبِي: قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: وَيَخْطِفُ الْجِنُّ وَيُرْمَوْنَ.

1883 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، حَدَّثَنِي رِجَالٌ مِنَ الْأَنْصَارِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُمْ كَانُوا جُلُوسًا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ إِذْ رُمِيَ بِنَجْمٍ

فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، إِلا أَنَّهُ قَالَ: " إِذَا قَضَى رَبُّنَا أَمْرًا، سَبَّحَهُ حَمَلَةُ الْعَرْشِ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، حَتَّى يَبْلُغَ التَّسْبِيحُ السَّمَاءَ الدُّنْيَا، فَيَقُولُونَ الَّذِينَ يَلُونَ حَمَلَةَ الْعَرْشِ لِحَمَلَةِ الْعَرْشِ: مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ، فَيَقُولُونَ: كَذَا وَكَذَا، فَيُخْبِرُ أَهْلُ

= و (ظ 14) ومنهما أثبتناه.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

أخرجه عبد بن حميد (683)، والبيهقي في "الدلائل" 2/ 238 من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد.

وأخرجه الترمذي (3224) من طريق عبد الأعلى، عن معمر، به. قال: هذا حديث حسن صحيح. وانظر الحديث التالي.

ص: 373

السَّمَاوَاتِ بَعْضُهُمْ بَعْضًا حَتَّى يَبْلُغَ الْخَبَرُ السَّمَاءَ الدُّنْيَا، قَالَ: وَيَأْتِي الشَّيَاطِينُ، فَيَسْتَمِعُونَ الْخَبَرَ، فَيَقْذِفُونَ بِهِ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ، وَيَرْمُونَ بِهِ إِلَيْهِمْ، فَمَا جَاؤُوا بِهِ عَلَى وَجْهِهِ، فَهُوَ حَقٌّ، وَلَكِنَّهُمْ يَزِيدُونَ فِيهِ وَيَقْرِفُونَ وَيَنْقُصُونَ " (1).

1884 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ (2)، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، وَعَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهُمَا قَالا: لَمَّا نُزِلَ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، طَفِقَ يُلْقِي خَمِيصَةً عَلَى وَجْهِهِ، فَلَمَّا اغْتَمَّ رَفَعْنَاهَا عَنْهُ، وَهُوَ يَقُولُ:" لَعَنَ اللهُ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى، اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ ". تَقُولُ عَائِشَةُ: يُحَذِّرُهُمْ (3) مِثْلَ الَّذِي صَنَعُوا (4).

(1) صحيح، محمد بن مصعب: هو القَرْقَسَاني، فيه كلام من جهة حفظه إلا أن أحمد قال: حديثه عن الأوزاعي مقارب، ثم هو متابع، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين.

وأخرجه مسلم (2229)، والطحاوي في "شرح المشكل" 3/ 113، وأبو نعيم في "الحلية" 3/ 143، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 203 - 204، وفي "دلائل النبوة" 2/ 236 من طرق عن الأوزاعي، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد"(469)، ومسلم (2229)، والنسائي في "الكبرى"(11272)، والطحاوي 3/ 113 من طرق عن الزهري، به.

وقوله: "ويقرفون" معناه: يخلطون فيه الكذب.

(2)

تحرف في (م) إلى: عبد الله بن عبيد الله بن عباس.

(3)

في (غ) و (ش) و (ق) وحاشية (س) و (ص) و (ض): فحذرهم.

(4)

إِسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الأعلى: هو ابن عبد الأعلى البصري السامي. =

ص: 374

1885 -

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي الْحَكَمِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ جِبْرِيلَ عليه السلام أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: تَمَّ الشَّهْرُ تِسْعًا (1) وَعِشْرِينَ (2).

1886 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: صَلَّيْتُ الظُّهْرَ بِالْبَطْحَاءِ خَلْفَ شَيْخٍ أَحْمَقَ، فَكَبَّرَ

= وأخرجه عبد الرزاق (1588) و (9754) و (15917) عن معمر، بهذا الإسناد. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه أبو عوانة 1/ 399، وابن حبان (6619).

وأخرجه ابن سعد 2/ 258 عن الواقدي، والبخاري (3453)، والنسائي 2/ 40 - 41 من طريق عبد الله بن المبارك، كلاهما عن معمر، به.

وأخرجه الدارمي 1/ 326، والبخاري (435) و (4443) و (5815)، ومسلم (531)، والبيهقي في "السنن" 4/ 80، وفي "الدلائل" 7/ 203، والبغوي (3825) من طرق عن الزهري، به. وسيأتي في مسند عائشة رضي الله عنها 6/ 275.

قولها: "يحذرهم"، قال السندي: أي: أمته، قيل: لأنه يصير بالتدريج تشبيهاً بعبادة الأوثان، وقوله:"قبور أنبيائهم"، أي: وصلحائهم، كما في رواية مسلم، وإلا فالنصارى ليس لهم إلا نبي واحد لا قبر له، والله تعالى أعلم.

(1)

على حاشية (س) و (ض) و (ق) و (ص): تسعة.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، عمرو بن الهيثم، وأبو الحكم- واسمه عمران بن الحارث السُّلمي- من رجال مسلم.

وأخرجه الطيالسي (2744)، والنسائي 4/ 138، والطبراني (12737) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (2103) و (3158).

وانظر الحديث الذي رواه ابن عباس عن عمر رضي الله عنهما، وقد تقدم في الجزء الأول من "المسند" برقم (222).

ص: 375

ثِنْتَيْنِ وَعِشْرِينَ تَكْبِيرَةً، يُكَبِّرُ إِذَا سَجَدَ وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ. قَالَ: فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: تِلْكَ صَلاةُ أَبِي الْقَاسِمِ عليه الصلاة والسلام (1).

1887 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ سَعِيدٍ. وَابْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، الْمَعْنَى - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ: عَنْ سَعِيدٍ - عَنْ أَبِي يَزِيدَ (2)، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَرَأَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي صَلَوَاتٍ وَسَكَتَ، فَنَقْرَأُ فِيمَا قَرَأَ فِيهِنَّ نَبِيُّ اللهِ، وَنَسْكُتُ فِيمَا سَكَتَ. فَقِيلَ لَهُ: فَلَعَلَّهُ كَانَ يَقْرَأُ فِي نَفْسِهِ! فَغَضِبَ مِنْهَا وَقَالَ: أَيُتَّهَمُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟!

وَقَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ: أَتَتَّهِمُ رَسُولَ اللهِ (3).

(1) حديث صحيح رجاله ثقات رجال الصحيح، وسعيد- وهو ابن أبي عروبة- اختلط، ورواية ابن أبي عدي- وهو محمد بن إبراهيم- عنه بعد الاختلاط، لكن سيأتي برقم (3294) من رواية يزيد بن هارون، وهو ممن روى عنه قبل الاختلاط، ثم إن سعيداً قد توبع.

وأخرجه ابن خزيمة (582) من طريق ابن أبي عدي، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن خزيمة بإثر الحديث رقم (582)، وابن حبان (1765) من طريق هشام الدَّستُوائي، والطبراني (11832) من طريق طلحة بن عبد الرحمن، كلاهما عن قتادة، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 241، والبخاري (787)، وأبو يعلى (2478)، وابن خزيمة (577)، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 221 من طريق هشيم، عن أبي بشر، عن عكرمة، به.

وأخرجه عبد الرزاق (2506) عن معمر، عن قتادة، قال: جاء رجلٌ إلى ابنِ عباس

وسيأتي برقم (2257) و (2656) و (3014) و (3101) و (3140) و (3294).

(2)

كذا في (ظ 9) و (ظ 14) و"أطراف المسند" 1 / الورقة 123، وهو الصواب، وفي (م) وباقي الأصول الخطية "يزيد" بإسقاط "أبي"، وهو خطأ.

(3)

حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، وابن أبي عدي ومحمد بن جعفر =

ص: 376

1888 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْأَيِّمُ أَحَقُّ بِنَفْسِهَا مِنْ وَلِيِّهَا، وَالْبِكْرُ تُسْتَأْمَرُ فِي نَفْسِهَا، وَإِذْنُهَا صُمَاتُهَا "(1).

= - وإن كانا رويا عن سعيد بن أبي عروبة بعد الاختلاط- قد رواه عنه يزيد بن زريع، وهو ممن سمع منه قبل الاختلاط، ثم إنه قد توبع. أبو يزيد المدني احتجَّ به البخاري في موضع واحد من "صحيحه"(3845)، روى عن أبي هريرة، وابن عباس، وابن عمر، وأسماء بنت عميس، وأم أيمن، وعكرمة مولى ابن عباس، وغيرهم، وروى عنه أيوب السختياني، وقطن بن كعب، وجرير بن حازم، وأبو عامر الخزاز، وأشعث بن جابر الحداني، وإسماعيل بن مسلم المكي وغيرهم، وثّقه ابن معين وأحمد والذهبي، وقال أبو حاتم: شيخ، وأخطأ الحافظ في "التقريب" فقال عنه: مقبول، وهو يطلق هذه اللفظة على اللين الذي لا يقبل إلا عند المتابعة كما هو صريح كلامه في مقدمته.

وأخرجه الطبراني (12005) من طريق يزيد بن زريع، عن سعيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد بن حميد (583)، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 205 من طريق جرير بن حازم، عن أبي يزيد، به. ويأتي من طريق أيوب عن عكرمة (3092) و (3399)، وانظر (2238).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الدارقطني 3/ 240 - 241 و 241 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.

وأخرجه مالك 2/ 524 - 525، ومن طريقه أخرجه الشافعي 2/ 12، وعبد الرزاق (10282)، وسعيد بن منصور (556)، وابن أبي شيبة 4/ 136، والدارمي (2188)، ومسلم (1421)(66)، وأبو داود (2098)، وابن ماجه (1870)، والترمذي (1108)، والنسائي 6/ 84، والطحاوي في "شرح المعاني" 3/ 11 و 4/ 366، وابن حبان (4084) و (4087)، والطبراني (10743) و (10744) و (10745)، والدارقطني 3/ 239 - 240 و 240 و 240 - 241 و 241، والبيهقي 7/ 118 و 122، والبغوي (2254).

وأخرجه عبد الرزاق (10282)، وابن أبي شيبة 4/ 136، والطبراني (10746)، =

ص: 377

1889 -

حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي الْمُطَّلِبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَنْطَبٍ: أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ كَانَ يَتَوَضَّأُ مَرَّةً مَرَّةً، وَيُسْنِدُ ذَاكَ (1) إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (2).

1890 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، سَمِعَ سُلَيْمَانَ بْنَ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ امْرَأَةً مِنْ خَثْعَمَ سَأَلَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم غَدَاةَ جَمْعٍ، وَالْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ رِدْفُهُ، فَقَالَتْ: إِنَّ فَرِيضَةَ اللهِ فِي الْحَجِّ عَلَى عِبَادِهِ أَدْرَكَتْ أَبِي شَيْخًا كَبِيرًا لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَسْتَمْسِكَ عَلَى الرَّحْلِ، فَهَلْ تَرَى أَنْ أَحُجَّ عَنْهُ؟ قَالَ:" نَعَمْ "(3).

= والبيهقي 7/ 118 من طرق عن عبد الله بن الفضل، به.

وأخرجه عبد الرزاق (10284) عن ابن جريج، عن عثمان بن أبي سليمان، عن رجل، عن عبد الله بن الفضل، به. وسيأتي برقم (1897) و (2163) و (2365) و (2481)، و (3087) و (3222) و (3343) و (3421).

الأيِّم: الثَّيب، وهي التي دُخل بها من قبل.

(1)

في (ش) وعلى حاشية (ض) و (ص): ذلك.

(2)

صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الشيخين غير المطلب بن عبد الله بن حنطب، فقد روى له الأربعة، وهو ثقة إلا أنه مدلس، وروايته عن ابن عباس مرسلة فيما قاله أبو حاتم. الأوزاعي: هو عبد الرحمن بن عمرو بن أبي عمرو.

وأخرجه الطيالسي (2760) عن عبد الله بن المبارك، عن الأوزاعي، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (3526) و (4818).

وأخرجه البخاري (17) من طريق سفيان الثوري، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن ابن عباس، قال: توضأ النبي صلى الله عليه وسلم مرة مرة، وسيأتي عند أحمد (2072).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة. =

ص: 378

1891 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ (1)، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: جِئْتُ أَنَا وَالْفَضْلُ، وَنَحْنُ عَلَى أَتَانٍ، وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي بِالنَّاسِ بِعَرَفَةَ، فَمَرَرْنَا عَلَى بَعْضِ الصَّفِّ، فَنَزَلْنَا عَنْهَا، وَتَرَكْنَاهَا تَرْتَعُ، وَدَخَلْنَا فِي الصَّفِّ، فَلَمْ يَقُلْ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم شَيْئًا (2).

= وأخرجه الشافعي 1/ 385، والحميدي (507)، والدارمي (1833)، والنسائي 5/ 117، وابن الجارود (497)، وأبو يعلى (2384)، وابن خزيمة (3032) و (3042)، والبيهقي 4/ 328 و 5/ 179 من طرق عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (2663)، والبخاري (4399) و (6228)، والنسائي 5/ 116 - 117، وابن خزيمة (3031) و (3033)، وابن حبان (3995)، والطبراني 18 / (724) و (726) و (727) و (728) و (729) و (730) و (731) و (734) و (735)، والبيهقي 4/ 328 و 329 و 5/ 179 من طرق عن الزهري، به.

وأخرجه ابن ماجه (2907) من طريق نافع بن جبير، والنسائي 5/ 117 من طريق طاووس، كلاهما عن ابن عباس، به. وسيأتي برقم (2266) و (3049) و (3238) و (3375). وانظر في مسند الفضل (1818).

(1)

تحرف في (م) إلى: "عبد الله"، وهو عُبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الحميدي (475)، وابن أبي شيبة 1/ 278 و 280، والدارمي 1/ 329، ومسلم (504)(256)، وأبو د اود (715)، وابن ماجه (947)، والنسائي 2/ 64، وابن الجارود (168)، وأبو يعلى (2382)، وابن خزيمة (833)، وأبو عوانة 2/ 54، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 459، والبيهقي 2/ 276 من طريق ابن عيينة، بهذا الإِسناد.

وأخرجه البخاري (4412)، ومسلم (504)(255)، وأبو عوانة 2/ 55، والطحاوي 1/ 459 من طريقين عن الزهري، به.

وأخرجه عبد الرزاق (2357)، وابن خزيمة (839) من طريق ابن جريج، عن عبد =

ص: 379

1892 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ (1)، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ يَوْمَ الْفَتْحِ، فَصَامَ، حَتَّى إِذَا كَانَ بِالْكَدِيدِ، أَفْطَرَ، وَإِنَّمَا يُؤْخَذُ بِالْآخِرِ مِنْ فِعْلِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.

قِيلَ لِسُفْيَانَ: قَوْلُهُ: " إِنَّمَا يُؤْخَذُ بِالْآخِرِ " مِنْ قَوْلِ الزُّهْرِيِّ أَوْ قَوْلِ ابْنِ عَبَّاسٍ؟ قَالَ: كَذَا فِي الْحَدِيثِ (2).

= الكريم، عن مجاهد، عن ابن عباس. وسيأتي برقم (2376) و (3184) و (3185) و (3454)، وانظر (2222) و (2295) و (3017) و (3167).

(1)

تحرف في (م) إلى: عبد الله بن عُبيد الله.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الطيالسي (2718)، والحميدي (514)، وابن أبي شيبة 3/ 15 و 19 و 14/ 500، والبخاري (2953)، ومسلم (1113)، والنسائي 4/ 189، والطبري في "تهذيب الآثار" 1/ 99 و 100 - 101، وابن خزيمة (2035)، والبيهقي في "السنن" 4/ 246 من طريق ابن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه مالك 1/ 294، والشافعي 1/ 271، وعبد بن حميد (648)، والدارمي (1708)، والبخاري (1944) و (4275)، ومسلم (1113)، والطبري 1/ 102 و 103، والطحاوي في "شرح المعاني" 2/ 64، وابن حبان (3555) و (3563) و (3564)، والبيهقي في "السنن" 4/ 240، وفي "الدلائل" 5/ 21، والبغوي (1766) من طرق عن الزهري، به.

وأخرجه بنحوه البخاري (4277) و (4278)، والطبري 1/ 91 و 92 و 93، والطحاوي 2/ 65، والطبراني (11704) و (11965) من طرق عن عكرمة، عن ابن عباس.

وأخرجه الطبري 1/ 98، والطبراني (11325) من طريق محمد بن عبد الرحمن بن =

ص: 380

1893 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنْ نَذْرٍ كَانَ عَلَى أُمِّهِ تُوُفِّيَتْ قَبْلَ أَنْ تَقْضِيَهُ، فَقَالَ:" اقْضِهِ عَنْهَا "(1).

1894 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ أَقْسَمَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" لَا تُقْسِمْ "(2).

= أبي ليلى، عن عطاء، عن ابن عباس. وقد بين معمر في روايته أن قوله:"إنما يؤخذ بالآخِر .. " من كلام الزهري، وسيأتي تخريجها عند حديث رقم (3089)، وسيأتي برقم (2392) و (2882) و (3089) و (3258) و (3460)، وانظر (2057) و (2185) و (2350) و (2363) و (3162).

والكديد: موضع على اثنين وأربعين ميلاً من مكة.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الحميدي (522)، وابن أبي شيبة 3/ 387، ومسلم (1638)، والنسائي 6/ 254 و 7/ 20 - 21، وأبو يعلى (2383) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه مالك 2/ 472، والطيالسي (2717)، وعبد الرزاق (15899) و (16333)، والبخاري (2761) و (6698)، ومسلم (1638)، وأبو داود (3707)، وابن ماجه (2132)، والترمذي (1546)، والنسائي 6/ 254 و 7/ 20، وأبو يعلى (2683)، وابن حبان (4393) و (4394) و 4395)، والبيهقي 4/ 256 و 6/ 278 و 10/ 85، والبغوي (2449) من طرق عن الزهري، به. وسيأتي برقم (3049) و (3506).

ويأتي في مسند سعد بن عبادة من طريق الزهري، عن عبيد الله، عن ابن عباس، عن سعد 6/ 7.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. =

ص: 381

1895 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنِ ابْنِ وَعْلَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " أَيُّمَا إِهَابٍ دُبِغَ، فَقَدْ طَهُرَ "(1).

= وأخرجه أبو داود (3267) عن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.

وأخرجه الحميدي (536)، ومسلم (2269)، وابن ماجه (3918)، والنسائي في "الكبرى"(7640) من طريق سفيان بن عيينة، به.

وأخرجه الدارمي (2156)، ومسلم (2269)، وأبو داود (3269) و (4633) من طريق سليمان بن كثير، والبخاري (7000) و (7046)، وابن حبان (111)، والبيهقي 10/ 39 - 40 من طريق يونس بن يزيد الأيلي، كلاهما عن الزهري، به.

وأخرجه مسلم (2269) من طريق الزبيدي، عن عبيد الله أن ابن عباس أو أبا هريرة كان يحدث أن رجلاً

وسيأتي مطولاً برقم (2113) و (2114).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن وعلة - واسمه عبد الرحمن- فمن رجال مسلم.

وأخرجه الشافعي 1/ 26، والحميدي (486)، وابن أبي شيبة 8/ 378، ومسلم (366)، وابن ماجة (3609)، والترمذي (1728)، والنسائي 7/ 173، وأبو يعلى (2385)، والطبري في "تهذيب الأثار" 2/ 809، وأبو عوانة 1/ 212، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 469، وابن حبان (1288)، والبيهقي 1/ 16 من طريق ابن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه مالك 2/ 498، والشافعي 1/ 26، والطيالسي (2761)، ومسلم (366)، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 469، وفي "شرح المشكل" 4/ 262، وابن حبان (1287)، والدارقطني 1/ 46، والبغوي (303) من طرق عن زيد بن أسلم، به.

وأخرجه مسلم (366)(106) و (107)، والنسائي 7/ 173، وأبو عوانة 1/ 212 و 213، والطبري (1197)، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 470، وفي "شرح المشكل" 4/ 262، والبيهقي 1/ 17 من طريق أبي الخير مرثد بن عبد الله، والدارمي =

ص: 382

1896 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ زِيَادٍ - يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ -، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِي مَعْبَدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" ارْفَعُوا عَنْ بَطْنِ مُحَسِّرٍ، وَعَلَيْكُمْ بِمِثْلِ حَصَى الْخَذْفِ "(1).

= (1986) و (2571)، والطبري (1195) و (1196) من طريق القعقاع بن حكيم، وأبو عوانة 1/ 213، وابن عدي في "الكامل" 2/ 566 من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري، ثلاثتهم عن عبد الرحمن بن وعلة، به.

وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 2/ 295 من طريق بسطام بن مسلم، عن أبيه، عن ابن عباس. وسيأتي الحديث برقم (2435) و (2522) و (2538) و (3198).

الإهاب: الجلد قبل أن يُدبغ.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم. زياد بن سعد: هو ابن عبد الرحمن الخراساني نزيل مكة ثم اليمن، وأبو الزبير: هو محمد بن مسلم بن تدرس المكي روى له البخاري مقروناً، واحتج به مسلم، وأبو معبد: هو نافذ مولى ابن عباس.

وأخرجه ابن خزيمة (2816)، والطحاوي في "شرح المشكل" 2/ 72، والطبراني (12199)، والحاكم 1/ 462، والبيهقي 5/ 115 من طرق عن ابن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطحاوي 2/ 72 عن عيسى بن إبراهيم، عن سفيان بن عيينة، عن أبي الزبير، به. ولم يذكر زياداً.

وأخرجه البيهقي 5/ 115 من طريق إسماعيل القاضي، عن علي، عن سفيان، عن زياد

شك سفيان فقال: إن شاء الله. وأخرجه الطبراني (11001) من طريق مالك، عن زياد بن سعد، عن أبي الزبير، عن أبي معبد وطاووس، عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"مزدلفةُ كلها موقف، وارتفعوا عن بطن مُحسر، ومنى كلها منحر".

وأخرجه الطبراني (11231) من طريق ابن أبي مليكة، عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم =

ص: 383

1897 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ زِيَادِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم:" الثَّيِّبُ أَحَقُّ بِنَفْسِهَا مِنْ وَلِيِّهَا، وَالْبِكْرُ يَسْتَأْمِرُهَا أَبُوهَا فِي نَفْسِهَا، وَإِذْنُهَا صُمَاتُهَا "(1).

1898 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ (2) عُقْبَةَ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِالرَّوْحَاءِ، فَلَقِيَ رَكْبًا، فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ:" مَنِ القَوْمُ؟ " قَالُوا: الْمُسْلِمُونَ. قَالُوا: فَمَنْ أَنْتُمْ؟ قَالَ: " رَسُولُ اللهِ " فَفَزِعَتِ امْرَأَةٌ، فَأَخَذَتْ بِعَضُدِ صَبِيٍّ، فَأَخْرَجَتْهُ مِنْ مِحَفَّتِهَا،

= قال: "عرفة كلها موقف، وارتفعوا عن بطن عُرَنَة، والمزدلفة كلها موقف، وارتفعوا عن بطن محسر".

وأخرجه الطبراني (11408) من طريق محمد بن جابر الجعفي، عن يعقوب بن عطاء، عن أبيه، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كلُّ عرفاتٍ موقف، وارتفعوا عن بطن عُرنة، وكل جَمْع مشعر، وارتفعوا عن بطن محسر".

وأخرجه أيضاً (11231) من طريق ابن أبي مليكة، عن ابن عباس، بنحوه.

وأخرجه ابن خزيمة (2817)، والحاكم 1/ 462 من طريق يحيى بن سعيد، عن ابن جريج قال: أخبرني عطاء، عن ابن عباس قال: كان يقال: ارتفعوا عن محسر، وارتفعوا عن عرنات. وانظر في مسند الفضل (1794).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه أبو داود (2099) عن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.

وأخرجه الحميدي (517)، ومسلم (1421)(67) و (68)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 366، وابن حبان (4088)، والطبراني (10745)، والدارقطني 3/ 240 و 240 - 241 من طريق سفيان بن عيينة، به. وقد تقدم برقم (1888).

(2)

تحرفت في (م) إلى: عن.

ص: 384

فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلْ لِهَذَا حَجٌّ؟ قَالَ:" نَعَمْ، وَلَكِ أَجْرٌ "(1).

1899 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ (2)، عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ مَعْنَاهُ (3).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إبراهيم بن عقبة، فمن رجال مسلم. كريب: هو ابن أبي مسلم الهاشمي مولاهم المدني أبو رشدين مولى ابن عباس.

وأخرجه أبو داود (1736) عن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.

وأخرجه الشافعي 1/ 282، والطيالسي (2707)، والحميدي (504)، ومسلم (1336)(409)، والنسائي 5/ 21، وابن الجارود (411)، وأبو يعلى (2400)، وابن خزيمة (3049)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 256، وابن حبان (144)، والبيهقي 5/ 155، والبغوي (1852) من طريق سفيان بن عيينة، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة ص 405 (الجزء الذي حققه عمر العمروي) عن وكيع، عن ابن عيينة، عن سفيان، عن إبراهيم ومحمد ابني عقبة، عن كريب، به.

وأخرجه مالك 1/ 422، ومن طريقه الشافعي 1/ 283، والطحاوي في "شرح المعاني" 2/ 256، وفي "شرح المشكل" 3/ 229، والبيهقي 5/ 155، والبغوي (1853)، وأخرجه الطحاوي في "شرح المشكل" 3/ 229 من طريق ابن معين، و 3/ 230 من طريق حماد بن سلمة، والبيهقي 5/ 155 - 156 من طريق إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، أربعتهم عن إبراهيم بن عقبة، به. وسيأتي برقم (1899) و (2187) و (2610) و (3195) و (3196) و (3202).

والعَضُد: ما بين المرفق إلى الكتف.

والمحفة: الهودج لا قُبَّة له، ويوضع على ظهر البعير لتركب فيه المرأة.

(2)

تحرف في (م) إلى: "إبراهيم عن عقبة"، وفي (ش) و (ق) إلى:"ابن إبراهيم، عن عقبة بن كريب".

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر ما قبله.

ص: 385

1900 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ سُحَيْمٍ - قَالَ سُفْيَانُ: لَمْ أَحْفَظْ عَنْهُ غَيْرَهُ - قَالَ: سَمِعْتُهُ مِنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَعْبَدِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَشَفَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ السِّتَارَةِ، وَالنَّاسُ صُفُوفٌ خَلْفَ أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ:" أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ مِنْ مُبَشِّرَاتِ النُّبُوَّةِ إِلا الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ يَرَاهَا الْمُسْلِمُ أَوْ تُرَى لَهُ " ثُمَّ قَالَ: " أَلا إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَقْرَأَ رَاكِعًا أَوْ سَاجِدًا، فَأَمَّا الرُّكُوعُ، فَعَظِّمُوا فِيهِ الرَّبَّ، وَأَمَّا السُّجُودُ فَاجْتَهِدُوا فِي الدُّعَاءِ، فَقَمِنٌ أَنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ "(1).

1901 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ

(1) إسناده صحح على شرط مسلم.

وأخرجه الشافعي 1/ 90، وعبد الرزاق (2839)، والحميدي (489)، وابن أبي شيبة 1/ 248 - 249 و 2/ 436 و 11/ 52، والدارمي (1325) و (1326)، ومسلم (479)(207)، وأبو يعلى (2387)، وابن خزيمة (548) و (599) و (674)، وأبو عوانة 2/ 170 و 170 - 171، وابن حبان (1896) و (1900)، والبيهقي 2/ 87 - 88 من طِريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه الدارمي (1326)، ومسلم (479)(208)، والنسائي في "الكبرى"(7623)، والبغوي (626) من طريق إسماعيل بن جعفر، وأبو عوانة 2/ 171 من طريق عبد العزيز الماجشون، كلاهما عن سليمان بن سحيم، به.

وأخرجه ابن خزيمة (602) من طريق أبي عاصم، عن ابن جريج، عن إبراهيم بن عبد الله، به.

وقوله: "فقَمَِنٌ" بفتح الميم وكسرها، أي: خليق وجدير، قال فى "النهاية": فمن فتح الميم لم يُثَنِّ ولم يجمع ولم يؤنث، لأنه مصدر، ومن كسر، ثنَّى وجمع وأنَّث، لأنه وصف.

ص: 386

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تُعَذِّبُوا بِعَذَابِ اللهِ عز وجل "(1).

1902 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَشْهَدُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى قَبْلَ الْخُطْبَةِ فِي الْعِيدِ، ثُمَّ خَطَبَ، فَرَأَى أَنَّهُ لَمْ يُسْمِعِ النِّسَاءَ، فَأَتَاهُنَّ فَذَكَّرَهُنَّ، وَوَعَظَهُنَّ وَأَمَرَهُنَّ بِالصَّدَقَةِ، فَجَعَلَتِ الْمَرْأَةُ تُلْقِي الْخُرْصَ، وَالْخَاتَمَ وَالشَّيْءَ (2).

1903 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ

(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني.

وأخرجه الشافعي 2/ 86، والحميدي (533)، وابن أبي شيبة 10/ 39 و 143، و 12/ 262 و 389 - 390، و 14/ 270، والبخاري (3017)، وابن ماجه (2535)، وأبو يعلى (2532)، والطحاوي 4/ 63، والبيهقي 8/ 195 و 9/ 71، والبغوي (2561) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم (1871).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عطاء: هو ابن أبي رباح.

وأخرجه الشافعي 1/ 155، والحميدي (476)، وابن أبي شيبة 2/ 169 و 3/ 110، والدارمي (1603)، ومسلم (884)(2)، وابن ماجه (1273)، والنسائي 3/ 184، والبيهقي 3/ 296، والبغوي (1102) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (884)(3)، وأبو داود (1144)، وابن خزيمة (1437) من طريق حماد بن زيد، وأبو داود (1143) من طريق عبد الوارث، كلاهما عن أيوب، به. وسيأتي برقم (1983) و (2593)، وانظر (2062) و (2169) و (2171) و (2533) و (3064).

ص: 387

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم شَرِبَ مِنْ دَلْوٍ مِنْ زَمْزَمَ قَائِمًا. قَالَ سَفْيَانُ: كَذَا أَحْسَبُ (1).

1904 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُدْعَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ (2) حَرْمَلَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: شَرِبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وَابْنُ عَبَّاسٍ عَنْ يَمِينِهِ، وَخَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ عَنْ شِمَالِهِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" الشَّرْبَةُ لَكَ، وَإِنْ شِئْتَ آثَرْتَ بِهَا خَالِدًا " قَالَ: مَا أُوثِرُ عَلَى سُؤْرَ (3) رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَحَدًا (4).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عاصم: هو ابن سليمان الأحول، والشعبي: هو عامر بن شراحيل.

وأخرجه الحميدي (481)، وابن أبي شيبة 8/ 203، ومسلم (2027)(118)، وأبو يعلى (2406)، وابن خزيمة (2945)، والطحاوي 4/ 273 من طريق سفيان بن عينة، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم (1838).

الخُِرص، قال ابن الأثير: بالضم والكسر، الحلقة الصغيرة من الحَلْي، وهو من حَلْي الأذن.

(2)

قوله: "عمرو بن" سقط من (م).

(3)

في (ق): ما أوثر على شرب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي (م) و (ض): ما أوثر على رسول الله صلى الله عليه وسلم أحداً.

(4)

حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، ابن جدعان- وهو علي بن زيد- ضعيف، وعمرو بن حرملة، أو ابن أبي حرملة- والأصح عمر- لم يرو عنه غير ابن جدعان، ولم يوثقه غير ابن حبان، فهو في عداد المجهولين.

وأخرجه عبد الرزاق (8676)، والحميدي (482) عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد، مطولاً.

وأخرجه بنحوه ابن ماجه (3426) من طريق إسماعيل بن عياش، عن ابن جريج، =

ص: 388

1905 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ - إِنْ شَاءَ اللهُ - يَعْنِي: اسْتَأْذَنَ ابْنُ عَبَّاسٍ عَلَى عَائِشَةَ، فَلَمْ يَزَلْ بِهَا بَنُو أَخِيهَا، قَالَتْ: أَخَافُ أَنْ يُزَكِّيَنِي. فَلَمَّا أَذِنَتْ لَهُ، قَالَ: مَا بَيْنَكِ وَبَيْنَ أَنْ تَلْقَيِ الْأَحِبَّةَ إِلا أَنْ يُفَارِقَ الرُّوحُ الْجَسَدَ، كُنْتِ أَحَبَّ أَزْوَاجِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَيْهِ، وَلَمْ يَكُنْ يُحِبُّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلا طَيِّبًا، وَسَقَطَتْ قِلادَتُكِ لَيْلَةَ الْأَبْوَاءِ، فَنَزَلَتْ فِيكِ آيَاتٌ مِنَ القُرْآنِ، فَلَيْسَ مَسْجِدٌ مِنْ مَسَاجِدِ الْمُسْلِمِينَ إِلا يُتْلَى فِيهِ عُذْرُكِ آنَاءَ اللَّيْلِ، وَآنَاءَ النَّهَارِ. فَقَالَتْ: دَعْنِي مِنْ تَزْكِيَتِكَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، فَوَاللهِ لَوَدِدْتُ (1).

= عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس. وسيأتي برقم (1978) و (1979) و (2569).

وأصل القصة في استئذان الصغير الجالس على اليمين ثابت في "الصحيحين" من حديث سهل بن سعد.

(1)

إسناده قوي على شرط مسلم، عبد الله بن عثمان بن خثيم من رجاله، وباقي رجال السند على شرطهما.

وأخرجه الحاكم 4/ 8 - 9 من طريق ابن عيينة، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن حبان (7108)، وأبو نعيم في "الحلية" 2/ 45 من طريق يحيى بن سليم، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، به.

وأخرجه ابن سعد 8/ 74، والمصنف في "فضائل الصحابة"(1642)، والبخاري (4753) من طريق عمر بن سعيد بن أبي الحسين، عن ابن أبي مليكة، به.

وأخرجه المصنف في "فضائل الصحابة"(1636) من طريق هارون بن أبي =

ص: 389

1906 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ قَالَ لَهَا: إِنَّمَا سُمِّيتِ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ لِتَسْعَدِي، وَإِنَّهُ لاسْمُكِ قَبْلَ أَنْ تُولَدِي (1).

1907 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - إِنْ شَاءَ اللهُ -: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى أَنْ يُتَنَفَّسَ فِي الْإِنَاءِ، أَوْ يُنْفَخَ فِيهِ (2).

= إبراهيم، عن ابن أبي مليكة، به.

وأخرجه البخاري (3771) و (4754) من طريق ابن عون، عن القاسم بن محمد، عن ابن عباس. وسيأتي برقم (2496) و (3262) من طريق عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن ابن أبي مليكة، عن ذكوان أنه استأذن لابن عباس.

قولها: "لوددتُ"، قال السندي: فيه اختصار، أي: أن لم أُخلَق، أو نحو ذلك، قالته من شدة الخوف أو الخشية من لقاء الله، والنظر في تقصير نفسها.

(1)

إسناده ضعيف، ليث- وهو ابن أبي سليم- ضعيف وشيخه مجهول.

وأخرجه ابن سعد 8/ 75 - 76 من طريق زهير، عن ليث، عن عبد الرحمن بن سابط، عن ابن عباس. وقول ابن عباس هذا، ورد في رواية الحاكم للحديث السابق.

(2)

إِسناده صحيح على شرط البخاري، عكرمة من رجاله، وباقي السند على شرطهما. عبد الكريم: هو ابن مالك الجزري الخِضْرِمي.

وأخرجه الحميدي (525)، وابن أبي شيبة 8/ 217 و 220 - 221، والدارمي (2134)، وأبو داود (3728)، وابن ماجه (3429)، والترمذي (1888)، وأبو يعلى (2402)، والبيهقي في "السنن" 7/ 284، وفي" الشعب"(6004)، والبغوي (3035) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن ماجه (3430) من طريق شريك، عن عبد الكريم، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم ينفخ في الشراب. =

ص: 390

1908 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم:" لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ إِذَا أَتَى أَهْلَهُ قَالَ: بِسْمِ اللهِ، اللهُمَّ جَنِّبْنِي الشَّيْطَانَ، وَجَنِّبِ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنَا، فَقُضِيَ بَيْنَهُمَا وَلَدٌ، مَا ضَرَّهُ الشَّيْطَانُ "(1).

1909 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ رُفَيْعٍ، قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَشَدَّادُ بْنُ مَعْقِلٍ، عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: مَا تَرَكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلا مَا بَيْنَ هَذَيْنِ اللَّوْحَيْنِ. وَدَخَلْنَا عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ. قَالَ: وَكَانَ الْمُخْتَارُ يَقُولُ الْوَحْيُ (2).

= وأخرجه ابن ماجه (3428)، وابن حبان (5316)، والطبراني (11978)، والحاكم 4/ 138 من طريق يزيد بن زربع، عن خالد الحذاء، عن عكرمة، به. وسيأتي برقم و (2817) و (3366).

(1)

إسناده صحح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، ومنصور: هو ابن المعتمر، وسالم: هو ابن أبي الجعد، وكريب: هو ابن أبي مسلم الهاشمي مولاهم المدني.

وأخرجه الحميدي (516)، والترمذي (1092)، والنسائي في "الكبرى"(9030)، من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإِسناد. قال الترمذي: حسن صحيح.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(9031) عن هلال بن العلاء، عن ابن أبي عمر، عن سفيان، عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن ابن عباس. وانظر (1867).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. شداد بن معقل: هو الأسدي الكوفي تابعي كبير من أصحاب ابن مسعود وعلي.

وأخرجه البخاري في "صحيحه"(5019) في فضائل القرآن: باب من قال: لم يترك النبي صلى الله عليه وسلم إلا ما بين الدفتين، عن قتيبة بن سعيد، والبيهقي في "شعب الإيمان"(172) =

ص: 391

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= من طريق النفيلي، كلاهما عن سفيان، بهذا الإسناد.

قال الحافظ في "الفتح": وهذه الترجمة للرد على من زعم أن كثيراً من القرآن ذهب لذهاب حَمَلَتِه، وهو شيء اختلقه الروافض لتصحيح دعواهم أن التنصيص على إمامة علي واستحقاقه الخلافة عند موت النبي صلى الله عليه وسلم كان ثابتاً في القرآن وأن الصحابة كَتَمُوه، وهي دعوى باطلة، لأنهم لم يكتموا مثل:"أنت عندي بمنزلة هارون من موسى" وغيرها من الظواهر التي قد يتمسكُ بها من يدعي إمامته، كما لم يكتموا ما يعارض ذلك أو يخصص عمومه أو يقيد مطلقه.

وقد تَلَطَّفَ المصنف في الاستدلال على الرافضة بما أخرجه عن أحد أئمتهم الذين يَدَّعُون إمامته وهو محمد بن الحنفية وهو ابن علي بن أبي طالب، فلو كان هناك شيء ما يتعلَّقُ بأبيه، لكان هو أحقَّ الناس بالاطِّلاع عليه، وكذلك ابن عباس، فإنه ابن عم علي، وأشد الناس له لزوماً واطلاعاً على حاله.

وقوله: "وكان المختار" هو المختار بن أبي عبيد بن مسعود الثقفي، ذكره ابن عبد البر في "الاستيعاب" 3/ 504، فقال: كان أبوه من جلّة الصحابة رضي الله عنهم، وُلِد المختار عام الهجرة وليست له صحبة، ولا رواية، وأخباره أخبار غير مرضية حكاها عنه ثقات مثل سويد بن غفلة والشعبي وغيرهما، وكان قد طلب الإمارة إلى أن قتله مصعب بن الزبير بالكوفة سنة سبع وستين، وكان قبل ذلك معدوداً في أهل الفضل والخير يرائي بذلك كلِّه، ويكتم الفسق، فظهر منه ما كان يُضمِرُ.

وقال الإمام الذهبي في "السير" 3/ 539 بعد أن وصفه بقلة الدين: وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "يكون في ثقيف كذاب ومُبِير"(هو في صحيح مسلم 2545) فكان الكذاب هذا، وادعى أن الوحي يأتيه، وأنه يعلم الغيب، وكان المبير الحجاج قبحهما الله.

وروى أحمد 5/ 223، وابن ماجه (2688) من طريقين عن عبد الملك بن عمير، عن رفاعة بن شداد الفتياني، قال: كنت أقوم على رأس المختار، فلما تَبَيَّنْتُ كذابته هممتُ وايم الله أن أسُلَّ سيفي فأضرب عنقه حتى ذكرت حديثاً حدثنيه عمرو بن الحمق قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من أمن رجلاً على نفسه، فقتله، أُعطِي لواءَ الغدر =

ص: 392

1910 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: وَقَالَ مُوسَى بْنُ أَبِي عَائِشَةَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، يَقُولُ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: كَانَ إِذَا نَزَلَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قُرْآنٌ، يُرِيدُ أَنْ يَحْفَظَهُ، قَالَ اللهُ عز وجل:{لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ} [القيامة: 17](1).

1911 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، قَالَ: أَخْبَرَنِي كُرَيْبٌ

= يوم القيامة"، وإسناده صحيح.

ورواه أحمد 5/ 223 من طريق السدي عن رفاعة قال: دخلتُ على المختار، فألقى لي وسادة، وقال: لولا أن جبريل قام على هذه، لألقيتُها لك، فاردت أن أضربَ عنقه، فذكرت حديثاً حدثنيه عمرو بن الحمق، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أيُّما مؤمن أَمَّنَ مؤمناً على دمه فقتله، فأنا من القاتل بريء". وانظر "الإصابة" 3/ 491 - 492.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الحميدي (527)، والبخاري في "صحيحه"(4927)، وفي "خلق أفعال العباد"(362)، والترمذي (3329)، والطبري في "التفسير" 29/ 187 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(11636) عن أحمد بن عبدة، والطبري 29/ 187 عن أبي كريب، كلاهما عن ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن سعيد بن جبير، به.

وأخرجه بنحوه النسائي (11635) عن احمد بن سليمان، عن عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس في قوله:{لا تحرك به لسانك لتعجل به} قال: كان يحرك لسانه مخافة أن يُفلت منه.

وأخرجه الطبري 29/ 187 من طريق عبد الرحمن، عن سفيان، عن سعيد مرسلاً. وسيأتي مطولاً برقم (3191).

ص: 393

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: لَمَّا صَلَّى الْفَجْرَ اضْطَجَعَ حَتَّى نَفَخَ.

فَكُنَّا نَقُولُ لِعَمْرٍو: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " تَنَامُ عَيْنَايَ وَلا يَنَامُ قَلْبِي "(1).

1912 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: بِتُّ عِنْدَ خَالَتِي مَيْمُونَةَ، فَقَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنَ اللَّيْلِ، قَالَ: فَتَوَضَّأَ وُضُوءًا خَفِيفًا، فَقَامَ، فَصَنَعَ ابْنُ عَبَّاسٍ كَمَا صَنَعَ، ثُمَّ جَاءَ، فَقَامَ، فَصَلَّى، فَحَوَّلَهُ، فَجَعَلَهُ عَنْ يَمِينِهِ، ثُمَّ صَلَّى مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ اضْطَجَعَ حَتَّى نَفَخَ، فَأَتَاهُ الْمُؤَذِّنُ، ثُمَّ قَامَ إِلَى الصَّلاةِ وَلَمْ يَتَوَضَّأْ (2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عمرو: هو ابن دينار.

وأخرجه الحميدي (472) و (473)، والبخاري (138) و (859)، ومسلم (763)(186)، وابن خزيمة (1524) و (1533)، وأبو عوانة 2/ 317 - 318 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وبعضهم يرويه مطولاً. وقوله: "تنام عيناي

" لم يرفعه أحد من هؤلاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وليس هو في رواية ابن خزيمة وأبي عوانة، وقد صَحَّ مرفوعاً من حديث عائشة وسيأتي في "المسند" 6/ 36، ومن حديث أبي هريرة وسيأتي أيضاً فيه 2/ 251.

وأخرجه البخاري (726)، والنسائي 1/ 215 من طريق داود العطار، عن عمرو بن دينار، به. وفيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صَلَّى ورقد، فجاءه المؤذن، فقام وصَلَّى ولم يتوضأ.

وأخرجه بنحوه الطبراني (12172) من طريق بكير بن عبد الله، عن كريب، به. وسيأتي بأطول مما هنا برقم (1912) و (2084) و (2196) و (2567) و (3194).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه باختصار ابن ماجه (423)، وابن خزيمة (484) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه الترمذي (232) من طريق داود العطار، عن عمرو بن دينار، به. وقال: حسن صحيح. =

ص: 394

1913 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ، وَهُوَ يَقُولُ:" إِنَّكُمْ مُلاقُو اللهِ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا "(1).

1914 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، يَقُولُ (2): كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَخَرَّ رَجُلٌ عَنْ بَعِيرِهِ فَوُقِصَ، فَمَاتَ، وَهُوَ مُحْرِمٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" اغْسِلُوهُ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ، وَادْفِنُوهُ فِي ثَوْبَيْهِ، وَلا تُخَمِّرُوا رَأْسَهُ، فَإِنَّ اللهَ عز وجل يَبْعَثُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُهِلًّا " وَقَالَ مَرَّةً: " يُهِلُّ "(3).

= وأخرجه بنحوه مطولاً النسائي في "الكبرى"(1339) من طريق حبيب بن أبي ثابت، عن كريب، به. وانظر تمام تخريجه في الحديث السابق، فهو قطعة منه، وسيأتي برقم (2083) و (2084) و (2196) و (2325) و (2567) و (3060) و (3194) و (3372) و (3437)، وانظر (1843)(3169).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الحميدي (483)، وابن أبي شيبة 13/ 246 - 247، والبخاري (6524) و (6525)، ومسلم (2860)(57)، والنسائي 4/ 114، وأبو يعلى (2396) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (1950) و (2027)، ومطولاً برقم (2096) و (2281) و (2282)، وانظر (2327).

وغُرلاً: جمع أغرل، وهو الأقلف، وهو من بقيت غرلته، وهي الجلدة التي يقطعها الخاتن من الذكر.

(2)

على حاشية (س) و (ص) و (ض): سمعت ابن عباس يقول.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الشافعي 1/ 205، والحميدي (466)، وابن أبي شيبة 14/ 206، ومسلم (1206)(93)، وأبو داود (3238)، والترمذي (951)، وابن الجارود (506)، والطحاوي في "شرح المشكل"(256) و (257)، والطبراني (12523)، والدارقطني =

ص: 395

1915 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي (1) حُرَّةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:" وَلا تُقَرِّبُوهُ طِيبًا "(2).

1916 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ عز وجل:{وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلا فِتْنَةً لِلنَّاسِ} [الإسراء: 60]، قَالَ: هِيَ رُؤْيَا عَيْنٍ رَآهَا (3) النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ (4).

= 2/ 296، والبيهقي 3/ 390 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (1268) و (1849)، ومسلم (1206)(94) و (98)، وأبو داود (3239)، وابن ماجه (3084)، وابن حبان (3958)، والطبراني (12524) و (12525) و (12526) و (12527) و (12528) و (12529) و (12530) و (12531) و (12532) و (12533)، والدارقطني 2/ 295 - 296 و 296، والبيهقي 3/ 391، و 5/ 53 و 53 - 54 من طرق عن عمرو بن دينار، به. وقد تقدم برقم (1850).

(1)

لفظة "أبي" سقطت من (م).

(2)

إسناده صحيح، إبراهيم بن أبي حرة: هو النصيبي نسبة إلى نصيبين مدينة بالجزيرة نزيل مكة، وثّقه ابن معين وأحمد، وقال أبو حاتم وابن عدي: لا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجاله ثقات من رجال الشيخين.

وأخرجه الشافعي 1/ 205، والحميدي (467)، والبيهقي 5/ 54 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم (1850). وانظر ما قبله.

(3)

على حاشية (س) و (ص) و (ض): أُريها.

(4)

إسناده صحيح على شرط البخاري.

وأخرجه البخاري (3888) و (4716) و (6613)، وابن أبي عاصم في "السنة"(462)، والترمذي (3134)، والنسائي في "الكبرى"(11292)، والطبري 15/ 110، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 201 و 201 - 202، وابن حبان (56)، والطبراني =

ص: 396

1917 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَقَالَ مَرَّةً: سَمِعْتُ النَّبِيَّ

= (11641)، والحاكم 2/ 362، والبيهقي في " الدلائل" 2/ 365، والبغوي (3755) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (3500).

قال ابنُ الجوٍ زي في "زاد المسير" 5/ 53 في تفسير قوله تعالى: {وما جَعَلْنا الرؤيا التي أريناكَ إلا فتنةً للناس} : في هذه الرؤيا قولان:

أحدهما: أنها رؤيا عَيْن، وهي ما أُرِيَ ليلة أسري به من العجائب والآيات، روى عكرمة عن ابن عباس، قال: هي رؤيا عين، وهي ما أُرِي ليلةَ أُسري به. وإلى هذا المعنى ذهب الحسن، وسعيد بن جبير، ومجاهد، وعكرمة، ومسروق، والنخعي، وقتادة، وأبو مالك، وأبو صالح، وابن جريج، وابن زيد في آخرين.

فعلى هذا يكون معنى الفتنة: الاختبار، فإن قوماً آمنوا بما قال، وقوماً كفروا.

قال ابن الأَنْباري: المختار في هذه الرؤية أن تكون يَقَظَةً، ولا فرق بين أن يقول القائل: رأيت فلاناً رؤية ورأيته رؤيا، إلا أن الرؤية يَقِلُّ استعمالُها في المنام، والرؤيا يَكثُر استعمالها في المنام، ويجوز كل واحد منهما في المعنيين.

والثاني: أنها رؤيا منام، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أُري أنه يدخل مكة هو وأصحابه، وهو يومئذٍ بالمدينة، فعَجَّل قبل الأجل فرَدَّه المشركون، فقال أناس: قد رُدَّ وقد حدثنا أنه سيدخلها، فكان رجوعُهم فتنتهم. رواه العوفي- وهو ضعيف- عن ابن عباس.

ورَجَّح ابن جرير الطبري 15/ 113 القول الأول، فقال: وأَوْلَى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال: عنى به رؤيا رسول الله صلى الله عليه وسلم ما رأى من الأيات والعِبَر في طريقه إلى بيت المقدس ليلة أُسري به، قال: وإنما قلنا: ذلك أولى بالصواب، لإجماع الحُجَّة من أهل التأويل على أن هذه الآية إنما نزلت في ذلك، وإياه عنى الله عز وجل بها، فإذا كان ذلك كذلك، فتأويل الكلام: وما جعلنا رؤياك التي أَرَيْنَاكَ ليلة أَسْرَيْنا بك من مكة إلى بيت المقدس إلا فتنة للناس، يقول: إلا بلاء للناس الذين ارتَدُّوا عن الإسلام لما أُخبروا بالرؤيا التي رآها عليه الصلاة والسلام، وللمشركين من أهل مكة الذين ازدادوا لسماعهم ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم تمادياً في غيهم، وكفراً إلى كفرهم.

ص: 397

صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ يَقُولُ -: " مَنْ لَمْ يَجِدْ نَعْلَيْنِ، فَلْيَلْبَسْ خُفَّيْنِ، وَمَنْ لَمْ يَجِدْ إِزَارًا، فَلْيَلْبَسْ سَرَاوِيلَ "(1).

1918 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ عَمْرٌو: أَخْبَرَنِي جَابِرُ بْنُ زَيْدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثَمَانِيًا جَمِيعًا، وَسَبْعًا جَمِيعًا. قَالَ: قُلْتُ: يَا أَبَا الشَّعْثَاءِ، أَظُنُّهُ أَخَّرَ الظُّهْرَ، وَعَجَّلَ الْعَصْرَ، وَأَخَّرَ الْمَغْرِبَ، وَعَجَّلَ الْعِشَاءَ؟ قَالَ: وَأَنَا أَظُنَّ ذَلِكَ (2).

1919 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ عَمْرٌو: قَالَ أَبُو الشَّعْثَاءِ: مَنْ هِيَ؟ قَالَ: قُلْتُ: يَقُولُونَ مَيْمُونَةُ. قَالَ:

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عمرو: هو ابن دينار المكي.

وأخرجه الشافعي 1/ 302، والحميدي (469)، وابن أبي شيبة 4/ 100، ومسلم (1178)(4)، وأبو يعلى (2395)، والطحاوي 2/ 133، والدارقطني 2/ 230، والبيهقي 5/ 50 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وانظر (1848).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الشافعي في "السنن المأثورة"(23)، والحميدي (470)، وابن أبي شيبة 2/ 456 و 14/ 165، والبخاري (1174)، ومسلم (705)(55)، والنسائي 1/ 286، والطحاوي 1/ 160، والبيهقي 3/ 166 و 168 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (2613)، وعبد الرزاق (4436)، والبخاري (543)، ومسلم (705)(56)، وأبو داود (1214)، والطحاوي 1/ 160، وابن حبان (1597)، والطبراني (12805) و (12806) و (12807) و (12808)، والبيهقي 3/ 167 من طرق عن عمرو بن دينار، به. وسيأتي برقم (2465) و (2582) و (3467)، وانظر (1953).

وقوله "أنا أظنُّ ذلك": يريد أنه صلى الله عليه وسلم جمع بين الصلابين جمعاً صُورياً بتأخير الظهر إلى آخر وقتها، وتعجيل العصر في أول وقتها، وسيأتي تفصيل ذلك عند الحديث رقم (1953).

ص: 398

أَخْبَرَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَكَحَ مَيْمُونَةَ وَهُوَ مُحْرِمٌ (1).

1920 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ (2): أَنَا مِمَّنْ قَدَّمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةَ الْمُزْدَلِفَةِ فِي ضَعَفَةِ أَهْلِهِ. وَقَالَ مَرَّةً: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَدَّمَ ضَعَفَةَ أَهْلِهِ (3).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو الشعثاء: هو جابر بن زيد.

وأخرجه ابن أبي شيبة ص 118 (الجزء الذي حققه عمر العمروي)، والبخاري (5114)، ومسلم (1410)(46)، وابن ماجه (1965)، وأبو يعلى (2393)، والطحاوي 2/ 269 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه الحميدي (503) بأطول مما هنا عن سفيان، حدثنا عمرو، أخبرني أبو الشعثاء أنه سمع ابن عباس يقول: نَكَحَ رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو محرم، فقال أبو الشعثاء: من تراها يا عمرو؟ فقلت: يَزعُمون أنها ميمونة، فقال: هكذا أخبرني ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم نكح وهو محرم.

وأخرجه ابن سعد 8/ 136، ومسلم (1410)(47)، والترمذي (844)، والنسائي 5/ 191، والبيهقي 7/ 210 من طريق داود بن عبد الرحمن العطار، عن عمرو بن دينار، به.

وسيأتي برقم (2014) و (2437) و (2980) و (2981) و (3116) و (4313)، وانظر (2200) و (2273) و (2393) و (2560).

وانظر الكلام على هذا الحديث فيما سيأتي برقم (2200).

(2)

قوله: "أنه قال" ليس في الأصول الخطية والنسخ المطبوعة وأثبتناه من (ص).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عطاء: هو ابن أبي رباح.

وأخرجه الحميدي (464)، ومسلم (1293)(302)، وابن ماجه (3026)، والنسائي 5/ 261، وابن الجارود (472)، وابن خزيمة (2870) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني (11385) من طريق معقل بن عبيد الله، عن عمرو بن دينار، به. =

ص: 399

1921 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: إِنَّمَا رَمَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَوْلَ الْكَعْبَةِ لِيُرِيَ الْمُشْرِكِينَ قُوَّتَهُ (1).

= وأخرجه أبو داود (1941)، والنسائي 5/ 272، والطبراني (11285) و (11287) و (11353) و (11354) و (11360) و (11489) و (11499) من طرق عن عطاء، به.

وأخرجه الطبراني (11212) من طريق عمرو بن الحارث، عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس.

وأخرجه الشافعي 1/ 357، والطيالسي (2758)، والحميدي (463)، والبخاري (1678)، ومسلم (1293)(300) و (301)، وأبو داود (1939)، والنسائي 5/ 261، وأبو يعلى (2386)، وابن خزيمة (2872)، وابن حبان (3865)، والطبراني (11260) و (11261)، والبيهقي 5/ 123، والبغوي (1941) من طرق عن عبيد الله بن أبي يزيد، عن ابن عباس. وسيأتي برقم (2460) و (3159) و (3229)، وانظر (2082) و (2204) و (2239) و (2459) و (2935).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الحميدي (497)، والبخاري (4257)، ومسلم (1266)(241)، والنسائي 5/ 242، وأبو يعلى (2339)، وابن خزيمة (2777)، والطبراني (11381)، والبيهقي 5/ 82 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني (11288) من طريق عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء، به.

وأخرجه الطبراني (11219) من طريق حسن بن صالح، عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس.

وأخرجه الترمذي (863) من طريق سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، والطبراني (10958) من طريق ليث، كلاهما عن طاووس، عن ابن عباس. وانظر ما سيأتي برقم (2029) و (2305) و (2639) و (3347).

يقال: رَمَلَ يَرْمُلُ رَمَلاً ورَمَلاناً: إذا أسرع في المشية وهَزَّ منكبيه.

ص: 400

1922 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ عَمْرٌو أَوَّلًا: فَحَفِظْنَاهُ، عَنْ طَاوُوسٍ، وَقَالَ مَرَّةً: أَخْبَرَنِي طَاوُوسٌ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم احْتَجَمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ (1).

1923 -

قَالَ أَبِي: وَقَدْ حَدَّثَنَاهُ سُفْيَانُ، وَقَالَ: عَمْرٌو، عَنْ عَطَاءٍ، وَطَاوُوسٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم احْتَجَمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ (2).

1924 -

قَالَ أَبِي: وقَالَ سُفْيَانُ: عَنْ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ، فَلا يَمْسَحْ يَدَهُ حَتَّى يَلْعَقَهَا أَوْ يُلْعِقَهَا "(3).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الطبراني (10853) من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو يعلى (2390)، والطبراني (10853) من طريق سفيان بن عيينة، به.

وأخرجه الطبراني (10853) من طريق سلمة بن سليمان، عن ابن جريج، عن عمرو بن دينار، به. وسيأتي برقم (3524). وانظر ما بعده.

(2)

إسناده صحيح على شرطهما، وانظر ما قبله.

وأخرجه أبو داود (1835) عن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.

وأخرجه الشافعي 1/ 319، والحميدي (500)، والدارمي (1821)، وعبد بن حميد (622)، والبخاري (1835) و (5695)، ومسلم (1202)(87)، والترمذي (839)، والنسائي 5/ 193، وابن الجارود (442)، وابن خزيمة (2651)، والطبراني (11387)، والبيهقي 5/ 64، والبغوي (1984) من طريق سفيان بن عيينة، به.

وأخرجه ابن خزيمة (2655)، والطبراني (11500) من طريق النعمان بن المنذر، عن عطاء ومجاهد وطاووس، عن ابن عباس. وانظر (1849) و (2666).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 3/ 317 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. =

ص: 401

1925 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَيْسَ الْمُحَصَّبُ بِشَيْءٍ، إِنَّمَا هُوَ مَنْزِلٌ نَزَلَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم (1).

1926 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ. وَابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ

= وأخرجه الحميدي (490)، وابن أبي شيبة 8/ 294، والدارمي (2026)، والبخاري (5456)، ومسلم (2031)(129)، وابن ماجه (3269)، والنسائي في "الكبرى"(6775)، وأبو يعلى (2503)، والطبراني (11380)، والبغوي (2875) من طريق سفيان بن عيينة، به. وسيأتي برقم (2672) و (3234) و (3499).

قال البيهقي: إن قوله: "أو" شك من الراوي، ثم قال: فإن كانا جميعاً محفوظين، فإنما أراد أن يُلعقها صغيراً، أو من يعلم أنه لا يتقذر بها، ويحتمل أن يكون أراد أن يُلعق أصبعه فمه، فيكون بمعنى يَلعقها.

وفي الباب عن أبي هريرة في "المسند" 2/ 341 وعن جابر فيه أيضاً 3/ 301.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الحميدي (498)، وابن أبي شيبة ص 174 (الجزء الذي حققه عمر العمروي)، والدارمي (1870)، والبخاري (1766)، ومسلم (1312)، والترمذي (922)، والنسائي في "الكبرى"(4209)، وأبو يعلى (2397)، وابن خزيمة (2989)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 122، والطبراني (11382)، والبيهقي 5/ 160 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(4208)، والطبراني (11218) من طريق الحسن بن صالح، عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس. وسيأتي برقم (3289) و (3488).

والمحصَّب بتشديد الصاد المفتوحة: موضع بين مكة ومنى، وهو إلى منى أقرب، وكان رسول اللهُ صلى الله عليه وسلم نزل به، لأنه أَسمَحُ لخروجه كما رواه البخاري (1765) عن عائشة، وليس بسُنَّةٍ من سنن الحج.

ص: 402

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَخَّرَهَا حَتَّى ذَهَبَ مِنَ اللَّيْلِ مَا شَاءَ اللهُ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ، نَامَ النِّسَاءُ وَالْوِلْدَانُ. فَخَرَجَ فَقَالَ:" لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي، لَأَمَرْتُهُمْ أَنْ يُصَلُّوهَا هَذِهِ السَّاعَةَ "(1).

1927 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ طَاوُوسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أُمِرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَسْجُدَ عَلَى سَبْعٍ، وَنُهِيَ أَنْ يَكُفَّ شَعَرَهُ وَثِيَابَهُ (3).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الحميدي (492)، والبخاري (7239)، والنسائي 1/ 266، وأبو يعلى (2398)، وابن خزيمة (342)، وأبو عوانة 1/ 365 من طريق سفيان، بهذا الإسناد.

وهو عند البخاري وأبي عوانة من طريق عمرو عن عطاء مرسل، لم يذكر ابن عباس.

وأخرجه الدارمي (1215)، وابن حبان (1533) من طريق سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار وحده، به.

وأخرجه أبو عوانة 1/ 364 من طريق سفيان، عن ابن جريج وحده، به.

وأخرجه عبد الرزاق (2113)، وابن أبي شيبة 1/ 331، والطبراني (11390) من طريقين، عن محمد بن مسلمة، عن عمرو بن دينار وحده، به.

وأخرجه الطبراني (11358) من طريق إبراهيم الصائغ، عن عطاء، به. وسيأتي برقم (2195) و (3466).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الطبراني (10858) من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.

وأخرجه الشافعي 1/ 91، والحميدي (493)، والنسائي 2/ 216، وأبو يعلى (2389)، وابن الجارود (199)، والطبري في"تهذيب الآثار" 1/ 201، وابن خزيمة (634)، وأبو عوانة 1/ 182، والطحاوي 1/ 256، والطبراني (10857) من طريق سفيان بن عيينة، به.

وأخرجه عبد الرزاق (2971) و (2972) و (2973)، وعبد بن حميد (617)، والبخاري (815) و (816)، ومسلم (490)(227)، وأبو داود (889)، وابن ماجه =

ص: 403

1928 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ طَاوُوسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ: أَمَّا الَّذِي نَهَى عَنْهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُبَاعَ حَتَّى يُقْبَضَ، فَالطَّعَامُ. وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ بِرَأْيِهِ: وَلَا أَحْسَبُ كُلَّ شَيْءٍ إِلَّا مِثْلَهُ (1).

1929 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ الْجُمَحِيُّ (2)، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ أَبَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ

= (883) و (1040)، والترمذي (273)، والنسائي 2/ 208 و 215، وأبو يعلى (2431)، والطبري 1/ 199 و 200 و 201 و 202، وابن خزيمة (632) و (633)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(1688)، والطحاوي 1/ 256، وابن حبان (1923)، والطبراني في "الكبير"(10856) و (10859) و (10860) و (10861) و (10862) و (10863) و (10864) و (10865) و (10866) و (10867) و (10868)، وفي "الصغير"(91) من طرق عن عمرو بن دينار، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 261 و 2/ 435، والطبري 1/ 201 و 202 و 203، وابن حبان (1924)، والطبراني (10960) و (11006) و (11007) و (11011) و (11014) والبيهقي 2/ 103 من طرق عن طاووس، به. وسيأتي برقم (1940) و (2300) و (2436) و (2527) و (2588) و (2590) و (2596) و (2658) و (2777) و (2983).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الشافعي 2/ 142، والحميدي (508)، والبخاري (2135)، ومسلم (1525)(29)، والنسائي في "الكبرى"(6192)، وابن الجارود (606)، والطحاوي 4/ 39، والبيهقي 5/ 313 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وقد تقدم (1847).

(2)

تحرف في (م) والأصول التي بأيدينا عدا (ظ 9) و (ظ 14) إلى: "حدثنا محمد بن عثمان بن صفوان، عن صفوان بن أمية الجمحي"، وفي (ظ 9) و (ظ 14): محمد بن عثمان بن صفوان بن صفوان

، وما أثبتناه من النسخة الكتانية، و"أطراف المسند" 1 / ورقة 120، و"التاريخ الكبير" 1/ 180 حيث أشار إلى هذه الرواية.

ص: 404

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَدِينَةِ مُقِيمًا غَيْرَ مُسَافِرٍ سَبْعًا وَثَمَانِيًا (1).

1930 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ عَوْسَجَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: رَجُلٌ مَاتَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَلَمْ يَتْرُكْ وَارِثًا إِلا عَبْدًا هُوَ أَعْتَقَهُ، فَأَعْطَاهُ مِيرَاثَهُ (2).

1931 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُنَيْنٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: عَجِبْتُ مِمَّنْ يَتَقَدَّمُ الشَّهْرَ، وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

(1) صحيح لغيره، محمد بن عثمان بن صفوان، قال أبو حاتم: منكر الحديث، وقال الدارقطني: ليس بالقوي، وقد تقدم نحوه بسند صحيح برقم (1918).

(2)

إسناده ضعيف، عوسجة لم يرو عنه غير عمرو بن دينار، وقال البخاري: لم يصح حديثه، وقال أبو حاتم والنسائي وكذا الحافظ في "التقريب": ليس بمشهور، وقال الذهبي في "المغني": لا يعرف، وذكره العقيلي في "الضعفاء" 3/ 414 وساق له هذا الحديث وقال: لا يتابع عليه، ووثقه أبو زرعة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وحسن الترمذي حديثه هذا! لكن قال: والعمل عند أهل العلم في هذا الباب: إذا مات رجل ولم يترك عصبة (أي وارثاً) أن ميراثه يجعل في بيت مال المسلمين.

وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" 22/ 435 عن أحمد بن حنبل، بهذا الإِسناد.

وأخرجه عبد الرزاق (16192)، والحميدي (523)، وسعيد بن منصور (194)، وابن ماجه (2741)، والترمذي (2106)، والنسائي في"الكبرى"(6409)، وأبو يعلى (2399)، والعقيلي 3/ 414، والطبراني (12210)، والحاكم 4/ 347، والبيهقي 6/ 242 من طريق سفيان بن عيينة، به.

وأخرجه الطيالسي (2738)، وأبو داود (2905)، والطحاوي 4/ 403، والحاكم 4/ 347، والبيهقي 6/ 242 من طريق حماد بن سلمة، والطبراني (12211) من طريق محمد بن مسلم الطائفي، كلاهما عن عمرو بن دينار، به.

وأخرجه البيهقي 6/ 242 من طريق حماد بن زيد وروح بن القاسم، عن عمرو بن =

ص: 405

" لَا تَصُومُوا حَتَّى تَرَوْهُ "، أَوْ قَالَ:" صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ "(1).

1932 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ، سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأَتَى الْغَائِطَ، ثُمَّ خَرَجَ، فَدَعَا بِالطَّعَامِ - وَقَالَ مَرَّةً: فَأُتِيَ بِالطَّعَامِ - فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلا تَوَضَّأُ؟ قَالَ:" لَمْ أُصَلِّ فَأَتَوَضَّأَ "(2).

= دينار، عن عوسجة، مرسلاً. وسيأتي برقم (3369).

(1)

صحيح لغيره، ومحمد بن حنين لم يرو عنه غير عمرو بن دينار فهو في عداد المجهولين، وانظر ما سيأتي برقم (1985).

وأخرجه الحميدي (513)، والدارمي (1686)، والنسائي 4/ 135، وأبو يعلى (2388) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وقد وقع عند الدارمي وأبي يعلى "محمد بن جبير بدل "محمد بن حنين" وهو كذلك في "المسند" (3474)، وهو خطأ كما سنبينه في موضعه.

وأخرجه البيهقي 4/ 207، والخطيب البغدادي في "تلخيص المتشابه" 1/ 420 - 421 من طريق زكريا بن إسحاق، عن عمرو بن دينار، به.

وأخرجه النسائي 4/ 135 من طريق حماد بن سلمة، عن عمرو، عن ابن عباس.

وسيأتي برقم (3474) ولفظه: كان ابن عباس ينكر أن يُتقدَّم في صيام رمضان إذا لم يُر هلال شهر رمضان

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سعيد بن الحويرث، فمن رجال مسلم.

وأخرجه الحميدي (478)، وابن أبي شيبة 8/ 298، والدارمي (767) و (2077)، ومسلم (374)(119)، والترمذي في "الشمائل"(187)، والبيهقي 1/ 42 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (2765)، وعبد بن حميد (690)، ومسلم (374)(118) و (120)، وابن حبان (5208) من طرق عن عمرو بن دينار، به. =

ص: 406

1933 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي مَعْبَدٍ (1)، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: مَا كُنْتُ أَعْرِفُ انْقِضَاءَ صَلاةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، إِلا بِالتَّكْبِيرِ (2).

= وأخرجه الطيالسي (2766) عن شعبة، عن عمرو بن دينار قال: أخبرنا من سمع ابن عباس فذكره. وسيأتي برقم (2016) و (2558) و (2570) و (3245) و (3382)، وانظر (2549).

(1)

تحرف في (م) إلى: عن أبي سعيد.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معبد: اسمه نافذ وهو مولى ابن عباس.

وأخرجه الشافعي 1/ 99، والحميدي (480)، والبخاري (841)، ومسلم (583)(120) و (121)، وأبو داود (1002)، والنسائي 1/ 67 - 68، وأبو يعلى (2392)، وابن خزيمة (1706)، وأبو عوانة 2/ 242 - 243 و 243، وابن حبان (2232)، والطبراني (12200)، والبيهقي 2/ 184، والبغوي (712) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (3478).

وقوله: "قال عمرو: قلت له: حدثتني

" في إحدى روايتي مسلم، عن عمرو بن دينار، قال: أخبرني بذا أبو معبدٍ، ثم أنكره بعدُ، وفي الأخرى: قال عمرو: فذكرت ذلك لأبي معبد فأنكره، وقال: لم أحدثك بهذا، قال عمرو: وقد أخبرنيه قبل ذلك.

قال النووي في "شرح مسلم" 5/ 84: في احتجاج مسلمٍ بهذا الحديث دليل على ذهابه إلى صحة الحديث الذي يروى على هذا الوجه مع إنكار المحدث له، إذا حدث به عنه ثقة، وهذا مذهبُ جمهور العلماء من المحدثين والفقهاء والأصوليين، قالوا: يُحتَجُّ به إذا كان إنكار الشيخ لتشكيكه فيه، أو لنسيانه، أو قال: لا أحفظُه، أو لا أذكر أني حدثتك به، ونحو ذلك، وخالفهم الكرخيُّ من أصحاب أبي حنيفة رحمهما الله، فقال: لا يُحتجُّ به، فأما إذا أنكره إنكاراً جازماً قاطعاً بتكذيب الراوي عنه، وأنه لم يحدث به قط، فلا يجوز الاحتجاج به عند جميعهم، لأن جَزْمَ كل واحد يعارض جزم الآخر، والشيخ هو الأصل، فوَجَبَ إسقاط هذا الحديث.

وقال أيضاً في الحديث: هذا دليل لما قاله بعض السلف: إنه يُستحب رفع الصوت =

ص: 407

قَالَ عَمْرٌو: قُلْتُ لَهُ: حَدَّثْتَنِي؟ قَالَ: لَا، مَا حَدَّثْتُكَ بِهِ.

1934 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي مَعْبَدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ، وَلا تُسَافِرُ امْرَأَةٌ إِلا وَمَعَهَا ذُو مَحْرَمٍ " وَجَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ: إِنَّ امْرَأَتِي خَرَجَتِ الَى الْحَجِّ، وَإِنِّي اكْتَتَبْتُ فِي غَزْوَةِ كَذَا وَكَذَا. قَالَ:" انْطَلِقْ فَاحْجُجْ مَعَ امْرَأَتِكَ "(1).

1935 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ خَالِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، يَقُولُ:

= بالتكبير والذكر عقب المكتوبة، وممن استحبه من المتأخرين ابن حزم الظاهري، ونقل ابن بَطّال وآخرون أن أصحاب المذاهب المتبوعة وغيرهم متفقون على عدم استحباب رفع الصوت بالذكر والتكبير، وحمل الشافعي رحمه الله تعالى هذا الحديث على أنه جَهَر وقتاً يسيراً حتى يعلمهم صفة الذكر، لا أنهم جهروا دائماً، قال: فأختار للامام والمأموم أن يَذكُرا الله تعالى بعد الفراغ من الصلاة ويخفيان ذلك، إلا أن يكون إماماً يريد أن يُتَعَلَّم منه، فيجهر حتى يعلم أنه قد تُعُلَّم منه، ثم يُسِرُّ، وحمل الحديث على هذا.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الشافعي 1/ 286، والحميدي (468)، وابن أبي شيبة 4/ 6 و 409، والبخاري (3006) و (3061) و (5233)، ومسلم (1341)، والنسائي في "الكبرى"(9218)، وأبو يعلى (2391)، وابن خزيمة (2529) و (2530)، والطحاوي 2/ 112، وابن حبان (2731)، والطبراني (12205)، والبيهقي 3/ 139، والبغوي (1849) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (2732)، والبخاري (1862)، ومسلم (1341)، وابن ماجه (2900)، وأبو يعلى (2516)، والطبراني (12202) و (12203) و (12204) من طرق عن عمرو بن دينار، به. وسيأتي برقم (3231) و (3232).

ص: 408

قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: يَوْمُ الْخَمِيسِ، وَمَا يَوْمُ الْخَمِيسِ؟! ثُمَّ بَكَى حَتَّى بَلَّ دَمْعُهُ - وَقَالَ مَرَّةً: دُمُوعُهُ - الْحَصَى، قُلْنَا: يَا أَبَا الْعَبَّاسِ، وَمَا يَوْمُ الْخَمِيسِ؟ قَالَ: اشْتَدَّ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَجَعُهُ، فَقَالَ:" ائْتُونِي أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لَا تَضِلُّوا بَعْدَهُ أَبَدًا " فَتَنَازَعُوا، وَلا يَنْبَغِي عِنْدَ نَبِيٍّ تَنَازُعٌ، فَقَالُوا: مَا شَأْنُهُ، أَهَجَرَ؟ - قَالَ سُفْيَانُ: يَعْنِي هَذَى - اسْتَفْهِمُوهُ. فَذَهَبُوا يُعِيدُونَ عَلَيْهِ، فَقَالَ:" دَعُونِي، فَالَّذِي أَنَا فِيهِ خَيْرٌ مِمَّا تَدْعُونِي إِلَيْهِ " وَأَمَرَ بِثَلاثٍ - وَقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً: أَوْصَى بِثَلاثٍ - قَالَ: " أَخْرِجُوا الْمُشْرِكِينَ مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَأَجِيزُوا الْوَفْدَ بِنَحْوِ مَا كُنْتُ أُجِيزُهُمْ ". وَسَكَتَ سَعِيدٌ عَنِ الثَّالِثَةِ، فَلا أَدْرِي أَسَكَتَ عَنْهَا عَمْدًا، وَقَالَ مَرَّةً: أَوْ نَسِيَهَا؟ وقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً: وَإِمَّا أَنْ يَكُونَ تَرَكَهَا، أَوْ نَسِيَهَا (1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه عبد الرزاق (9992)، والحميدي (526)، وابن سعد 2/ 242، والبخاري (3053) و (3168) و (4431)، ومسلم (1637)(20)، وأبو داود (3029)، والنسائي في "الكبرى"(5854)، وأبو يعلى (2409)، والبيهقي في "السنن" 9/ 207، وفي "الدلائل" 7/ 181، والبغوي (2755) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن سعد 2/ 242، والطبراني (12261) من طريق الأعمش، عن عبد الله بن عبد الله الرازي، عن سعيد بن جبير، به. وسيأتي برقم (3336)، وانظر (2676) و (2990).

قوله: "لا تضلوا"، قال الحافظ في"الفتح" 1/ 208: هو نفي، وحُذفت النون في الروايات التي اتصلت لنا لأنه بدلٌ من جواب الأمر، وتعدد جواب الأمر من غير حرف العطف جائز.

وقوله: "أهجر" قال في "النهاية": أي: اختلف كلامه بسبب المرض على سبيل الاستفهام، أي: هل تَغيَّر كلامُه واختلط لأجل ما به من المرض. =

ص: 409

1936 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ طَاوُوسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: كَانَ النَّاسُ يَنْصَرِفُونَ فِي كُلِّ وَجْهٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" لَا يَنْفِرُ أَحَدٌ حَتَّى يَكُونَ آخِرُ عَهْدِهِ بِالْبَيْتِ "(1).

1937 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي الْمِنْهَالِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ وَهُمْ يُسَلِّفُونَ فِي التَّمْرِ

= قال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله: والوصية الثالثة التي سكت عنها سعيد بن جبير، إما الوصية بالقرآن، وإما تجهيز جيش أسامة، وإما قوله:"لا تتخذوا قبري وثناً"، وإما قوله:"الصلاة وما ملكت أيمانكم" فقد أوصى بذلك كله في أحاديث صحيحة. انظر "فتح الباري" 8/ 135.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليمان: هو ابن أبي مسلم الأحول خال ابن أبي نجيح.

وأخرجه ابن الجارود (495) من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.

وأخرجه الشافعي 1/ 362، والحميدي (502)، والدارمي (1932)، ومسلم (1327)، وأبو داود (2002)، وابن ماجه (3070)، والنسائي في" الكبرى"(4184)، وأبو يعلى (2403)، وابن خزيمة (3000)، والطحاوي 2/ 233، وابن حبان (3897)، والطبراني (10986)، والبيهقي 5/ 161، والبغوي (1972) و (1973) من طريق سفيان بن عيينة، به.

وأخرجه الشافعي 1/ 362 عن مسلم بن خالد، عن سليمان الأحول، به.

وأخرجه الشافعي 1/ 364، والحميدي (502)، والبخاري (1755)، ومسلم (1328)(380)، والنسائي في "الكبرى"(4199)، وابن خزيمة (2999)، والطحاوي 2/ 233، والبيهقي 5/ 161 من طريق سفيان بن عيينة، عن ابن طاووس، عن طاووس، به، وزادوا:"إلا أنه خَفَّف عن المرأة الحائض". وانظر (1990).

ص: 410

السَّنَتَيْنِ وَالثَّلاثَ، فَقَالَ:" مَنْ سَلَّفَ، فَلْيُسَلِّفْ فِي كَيْلٍ مَعْلُومٍ، وَوَزْنٍ مَعْلُومٍ، إِلَى أَجَلٍ مَعْلُومٍ "(1).

1938 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي يَزِيدَ مُنْذُ سَبْعِينَ سَنَةً، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: " مَا عَلِمْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَامَ يَوْمًا يَتَحَرَّى فَضْلَهُ عَلَى الْأَيَّامِ، غَيْرَ يَوْمِ عَاشُورَاءَ - وَقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً أُخْرَى: إِلا هَذَا الْيَوْمَ، يَعْنِي عَاشُورَاءَ - وَهَذَا الشَّهْرَ؛ شَهْرَ رَمَضَانَ "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن أبي نَجيح: هو عبد الله، وأبو المِنهال: هو عبد الرحمن بن مطعم البُناني البصري.

وأخرجه الشافعي 2/ 161، والحميدي (510)، والبخاري (2240) و (2241)، ومسلم (1604)، وأبو داود (3463)، وابن ماجه (2280)، والترمذي (1311)، والنسائي 7/ 290، وأبو يعلى (2407)، والطبراني (11224)، والدارقطني 3/ 4، والبيهقي 6/ 18 و 24، والبغوي (2125) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم (1868).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان- وهو ابن عيينة- عاش إحدى وتسعين سنة، ولد سنة مئة وسبع ومات سنة مئة وثمان وتسعين، وعبيد الله بن أبي يزيد: هو المكي مات سنة مئة وست وعشرين عن ست وثمانين سنة.

وأخرجه الشافعي 1/ 262، والحميدي (484)، وابن أبي شيبة 3/ 58، والبخاري (2006)، ومسلم (1132)، والنسائي 4/ 204، وابن خزيمة (2086)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(3779) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني (11254) و (11255) و (11256) و (11257) من طرق عن عبيد الله بن أبي يزيد، به.

وأخرجه الطحاوي 2/ 75، والطبراني (11253)، وابن عدي في "الكامل" =

ص: 411

1939 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: أَنَا مِمَّنْ قَدَّمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةَ الْمُزْدَلِفَةِ فِي ضَعَفَةِ أَهْلِهِ (1).

1940 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أُمِرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَسْجُدَ عَلَى سَبْعٍ، وَنُهِيَ أَنْ يَكُفَّ شَعْرًا أَوْ ثَوْبًا (2).

= 5/ 1962، والبيهقي في "شعب الإيمان"(3780) من طريق عبد الجبار بن الورد، عن ابن أبي مليكة، عن عبيد الله بن أبي يزيد، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس ليومٍ فضلٌ على يومٍ في الصيام إلا شهر رمضان ويوم عاشوراء". وأخرجه الطبراني (11252) من طريق عبد الجبار، عن عمرو بن دينار، عن عبيد الله بن أبي يزيد، به. وسيأتي برقم (2854) و (3475).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه أبو داود (1939) عن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.

وأخرجه الشافعي 1/ 357، والحميدي (463)، والبخاري (1678)، ومسلم (1293)(301)، والنسائي 5/ 261، وأبو يعلى (2386)، وابن حبان (3865)، والطبراني (11260)، والبيهقي 5/ 123 و 156 من طريق سفيان بن عيينة، به.

وأخرجه الطيالسي (2758)، والبخاري (1856)، ومسلم (1293)(300)، وابن خزيمة (2872)، والطبراني (11261)، والبيهقي 5/ 123 و 156 من طرق عن عبيد الله بن أبي يزيد، به. وانظر (1920).

(2)

اسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن طاووس: هو عبد الله.

وأخرجه الشافعي 1/ 91، والحميدي (493)، ومسلم (490)(229)، وابن ماجه (884)، والنسائي 2/ 209 - 210، وابن خزيمة (635)، والبيهقي 2/ 103 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. =

ص: 412

1941 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمَّارٍ، عَنْ سَالِمٍ: سُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ عَنْ رَجُلٍ قَتَلَ مُؤْمِنًا، ثُمَّ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا، ثُمَّ اهْتَدَى، قَالَ: وَيْحَكَ، وَأَنَّى لَهُ الْهُدَى؟! سَمِعْتُ نَبِيَّكُمْ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" يَجِيءُ الْمَقْتُولُ مُتَعَلِّقًا بِالْقَاتِلِ يَقُولُ: يَا رَبِّ (1)، سَلْ هَذَا فِيمَ قَتَلَنِي؟ " وَاللهِ لَقَدِ أَنْزَلَهَا اللهُ عز وجل عَلَى نَبِيِّكُمْ صلى الله عليه وسلم، وَمَا نَسَخَهَا بَعْدَ إِذِ انْزَلَهَا، قَالَ: وَيْحَكَ، وَأَنَّى لَهُ الْهُدَى؟! (2).

= وأخرجه مسلم (490)(231)، والنسائي 2/ 209، وابن خزيمة (636)، وأبو عوانة 1/ 182 - 183، والبيهقي 2/ 103 من طرق عن ابن وهب، عن ابن جريج، عن ابن طاووس، به.

وأخرجه عبد الرزاق (2974) عن ابن جريج، عن ابن طاووس، عن أبيه، مرسلاً. وقد تقدم برقم (1927).

(1)

في (غ) و (ض) و (ص): رَبِّ، دون "يا".

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، عمار- وهو ابن معاوية الدُّهني- من رجال مسلم، وباقي السند من رجال الشيخين. سالم: هو ابن أبي الجعد الغطفاني الأشجعي.

وأخرجه الحميدي (488)، وابن ماجه (2621)، والنسائي 7/ 85 و 8/ 63، وأبو جعفر النحاس في "الناسخ والمنسوخ" ص 137 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبري 5/ 218 - 219 من طريق قبيصة، عن عمار، به.

وأخرجه الطبراني (12597) من طريق ليث، عن سالم، به.

وأخرجه بنحوه الترمذي (3029) وحسَّنه من طريق ورقاء، عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس. وسيأتي برقم (2142) و (2683) و (3445).

قوله: "أنزلها الله"، قال السندي: أي: الآية الموجبة لعذاب القاتل، وهي قولُه تعالى:{ومَن يَقتُلْ مؤمناً متعمِّداً} الآية [النساء: 93]، وهذا كان اعتقادَه رضي الله =

ص: 413

1942 -

حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ، عَنْ مِقْسَمٍ (1)، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كُفِّنَ فِي ثَلاثَةِ أَثْوَابٍ: فِي قَمِيصِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، وَحُلَّةٍ نَجْرَانِيَّةٍ. الْحُلَّةُ ثَوْبَانِ (2).

1943 -

حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: احْتَجَمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ وَهُوَ صَائِمٌ مُحْرِمٌ (3).

= عنه، وأهل العلم بعده ما وافقوه على ذلك، بل قالوا بتقييد الآية وغيرها بعد التوبة، ضرورةَ أن التوبة عن الشرك نافعة، فكيف غيره؟

وأهل السنة، قالوا: إن معنى جزائه أنه يستحقُّ ذلك إذا مات بلا توبة، وقد يُعفى عنه وإن مات بلا توبة، لقوله تعالى:{إنَّ الله لا يَغفِرُ أن يُشرَكَ به} الآية [النساء: 48]، والله تعالى أعلم.

(1)

تحرف في (م) إلى: ابن مقسم.

(2)

إسناده ضعيف، يزيد- وهو ابن أبي زياد- ضعيف، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. ابن إدريس: هو عبد الله بن إدريس الأودي.

وأخرجه أبو داود (3153)، والبيهقي 3/ 400 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 258، وأبو داود (3153)، وابن ماجه (1471)، والطبراني (12146)، والبيهقي 3/ 400 من طريق عبد الله بن إدريس، به.

وأخرجه أبو يعلى (2655) من طريق عبد الرحيم بن سليمان، والطبراني (12145) من طريق صالح بن عمر، كلاهما عن يزيد، به.

وهو في "المسند"(2284) من طريق الحكم وأبي جعفر الباقر، عن مقسم، عن ابن عباس بلفظ: "

كُفِّن في ثوبينِ أبيضينِ، وفي بُرْدٍ أحمرَ".

(3)

إسناده ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد. =

ص: 414

1944 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْمُكَاتَبِ: " يَعْتِقُ مِنْهُ بِقَدْرِ مَا أَدَّى دِيَةَ الْحُرِّ، وَبِقَدْرِ مَا رَقَّ مِنْهُ دِيَةَ الْعَبْدِ "(1).

1945 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، حَدَّثَنِي عَمَّارٌ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ (2)، قَالَ:

= وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 51، والترمذي (777) من طريق عبد الله بن إدريس، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح! وقد تقدم برقم (1849).

(1)

إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. إسماعيل: هو ابن علية، وهشام: هو ابن عبد الله الدَّستوائي.

وأخرجه ابن أبي شيبة 9/ 396، وأبو داود (4581) من طريق إسماعيل بن علية، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (2686)، وأبو داود (4581)، والنسائي في "الكبرى"(5019)، والطبراني (11993)، والبيهقي 10/ 326 من طرق عن هشام الدستوائي، به.

وأخرجه عبد الرزاق (15731)، والنسائي 8/ 45 و 45 - 46 و 46، وفي"الكبرى"(5020)، والطحاوي 1/ 111، والطبراني (11991) و (11992)، والحاكم 2/ 218، والبيهقي 10/ 326 من طرق عن يحيى بن أبي كثير به وسيأتي برقم (1984) و (2356) و (2660) و (3423) و (3489).

قوله: "يَعتق منه بقدر ما أدى"، كذا هو هنا في نسخ "المسند"، وسيأتي في الأماكن المحال إليها وكذا في المصادر المخرج منها بلفظ:"يُودى بقدر ما أَدَّى"، قال السندي: والظاهر أنه الصواب، وأما لفظ الكتاب (يعني في هذا الموضع) فبعيد يحتاج إلى تقدير عامل، لقوله:"دية الحر"، أي: فيُودى بذلك القدر دية الحر، وكأنه حُذف لكونه نتيجة للعتق ومتفرعاً، فاكتفى عنه بذكره، والله تعالى أعلم.

(2)

تحرف في النسخ المطبوعة إلى: هشام.

ص: 415

سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَسِتِّينَ سَنَةً (1).

1946 -

حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ قَابُوسَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: آخِرُ شِدَّةٍ يَلْقَاهَا الْمُؤْمِنُ الْمَوْتُ، وَفِي قَوْلِهِ:{يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ} [المعارج: 8] قَالَ: كَدُرْدِيِّ الزَّيْتِ، وَفِي قَوْلِهِ:{آنَاءَ اللَّيْلِ} [آل عمران: 113] قَالَ: جَوْفُ اللَّيْلِ. وَقَالَ: هَلْ تَدْرُونَ مَا ذَهَابُ الْعِلْمِ؟ قَالَ: هُوَ ذَهَابُ الْعُلَمَاءِ مِنَ الأَرْضِ (2).

(1) إسناده على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عمار بن أبي عمار مولى بني هاشم، فمن رجال مسلم- وهو وإن احتجَّ به مسلم- قال البخاري في "التاريخ الصغير" 1/ 55 بعد أن ساق له هذا الحديث عن ابن عباس: لا يتابع عليه، وكان شعبة يتكلم في عمار، قلنا: وقد خالف في رواية الثقات عن ابن عباس أنه كان صلى الله عليه وسلم حين توفي ابن ثلاث وستين، كما سيأتي برقم (2017) وغيره.

وأخرجه ابن أبي شيبة 14/ 291، والترمذي في"السنن"(3650)، وفي "الشمائل"(364) من طريق إسماعيل بن علية، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 14/ 291 عن وكيع، عن سفيان الثوري، ومسلم (2353)(122)، والترمذي (3651)، والطبراني (12844) من طريق بشر بن المفضل، كلاهما عن خالد الحذاء، به.

وأخرجه ابن سعد 2/ 310، ومسلم (2353)(121)، وأبو يعلى (2452) و (2614)، والطبراني (12843)، والبيهقي في "الدلائل" 7/ 240 من طريق يونس بن عبيد، عن عمار، به. وسيأتي برقم (2380)، وانظر ما تقدم برقم (1846) وما سيأتي برقم (2399).

(2)

إسناده ضعيف، قابوس- وهو ابن أبي ظبيان الجنبي الكوفي- ضعيف يكتب =

ص: 416

1947 -

حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ قَابُوسَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ الرَّجُلَ الَّذِي لَيْسَ فِي جَوْفِهِ شَيْءٌ مِنَ القُرْآنِ، كَالْبَيْتِ الْخَرِبِ "(1).

1948 -

حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ قَابُوسَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ، ثُمَّ أُمِرَ بِالْهِجْرَةِ، وَأُنْزِلَ عَلَيْهِ:{وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا} [الإسراء: 80](2).

= حديثه ولا يحتج به، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. جرير: هو ابن عبد الحميد، وأبو ظبيان: اسمه حُصين بن جندب بن الحارث الجنبي.

وأخرجه ابن أبي حاتم في "التفسير"(1228)، عن يحيى بن المغيرة، عن جرير، عن قابوس، عن أبيه، عن ابن عباس في قوله:"آناء الليل" قال: هو جوف الليل. ونسبه السيوطي في "الدر المنثور" 2/ 297 لابن أبي شيبة وابن المنذر وابن نصر.

وقوله: "كدردي الزيت" نسبه السيوطي في "الدر المنثور" 8/ 281 للطستي. ودردي الزيت: عكارته التي ترسب في أسفله.

وقول ابن عباس: ذهاب العلم هو ذهاب العلماء من الأرض، هو بمعنى حديث عبد الله بن عمرو مرفوعاً عند البخاري (7307) وغيره "إن الله لا ينزع العلم بعد أن أعطاكموه انتزاعاً، ولكن ينتزعه منهم مع قبض العلماء بعلمهم".

(1)

إسناده ضعيف لضعف قابوس.

وأخرجه الدارمي (3306)، والترمذي (2913)، والطبراني (12619)، وابن عدي 6/ 2072، والحاكم 1/ 554، والبغوي (1185) من طريق جرير بن عبد الحميد، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم، وضعفه الذهبي بقابوس، وقال الترمذي: حسن صحيح!

(2)

إسناده ضعيف لضعف قابوس. =

ص: 417

1949 -

حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ قَابُوسَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَصْلُحُ قِبْلَتَانِ فِي أَرْضٍ، وَلَيْسَ عَلَى مُسْلِمٍ جِزْيَةٌ "(1).

1950 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْمُغِيرَةُ بْنُ النُّعْمَانِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" يُحْشَرُ النَّاسُ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا، فَأَوَّلُ مَنْ يُكْسَى إِبْرَاهِيمُ عليه السلام " ثُمَّ قَرَأَ: {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ

= وأخرجه الترمذي (3139)، والطبري 15/ 148 - 149، وابن عدي في "الكامل" 6/ 2072، والحاكم 3/ 3، والبيهقي في "الدلائل" 2/ 516 من طريق جرير بن عبد الحميد، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني (12618)، والبيهقي 2/ 516 - 517 من طريق عبيد الله بن عبد الرحمن الأشجعي، عن سفيان الثوري، عن قابوس، به.

ونسبه السيوطي في "الدر المنثور" 5/ 328 لابن المنذر وأبي نعيم والضياء المقدسي في "المختارة".

(1)

إسناده ضعيف لضعف قابوس، وبه أعله أبن القطان فقال: وقابوس عندهم ضعيف، وربما ترك بعضهم حديثه.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 9/ 232 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (3032) و (3053)، والترمذي (633) و (634)، وابن الجارود (1107)، والطحاوي في "مشكل الآثار" 4/ 16، وابن عدي في"الكامل" 6/ 2072 من طريق جرير بن عبد الحميد، به.

وأخرجه ابن عدي 5/ 1845، والدارقطني 4/ 156 و 157، والبيهقي 9/ 199 من طرق عن قابوس، به. =

ص: 418

نُعِيدُهُ} [الأنبياء: 104](1).

1951 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ (2)، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم شَرِبَ لَبَنًا، فَمَضْمَضَ، وَقَالَ:" إِنَّ لَهُ دَسَمًا "(3).

= وأخرجه أبو عبيد في "الأموال"(121) وكذا حميد بن زنجويه (182) من طريقين عن سفيان بن سعيد الثوري، عن قابوس بن أبي ظبيان، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس على مسلم جزية" وهذا مرسل. وسيأتي الحديث برقم (2576) و (2577).

ولقوله: "ليس على مسلم جزية" شاهد من حديث ابن عمر لا يفرح به عند الطبراني في "الأوسط" كما في "نصب الراية" 3/ 453. قال أبو داود في "سننه" (3054):

سئل سفيان عن تفسير هذا، فقال: إذا أسلم فلا جزية عليه. وقال الترمذي: والعمل على هذا عند أهل العلم: أن النصراني إذا أسلم، وضعت عنه جزية رقبته.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري.

وأخرجه النسائي 4/ 114 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الطيالسي (2638)، وابن أبي شيبة 13/ 246 - 247 و 14/ 117، والبخاري (3349) و (3447) و (4626)، والترمذي (2423)، والنسائي في "الكبرى"(11160)، والطبراني (12312)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 506 من طرق عن سفيان الثوري، به. وبعضهم يرويه مطولاً كما سيأتي برقم (2096)، وانظر (1913).

قوله: "أول من يكسى"، قال السندي: قيل: لأنه جُرِّد في سبيل الله حين أُلقي في النار، ولا يلزم منه فضلُه على نبينا عليهما الصلاة والسلام على الإطلاق، فإنه فضل جزئي.

(2)

تحرف في (م) إلى: عبد الله بن عبيد الله.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، والأوزاعي: =

ص: 419

1952 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: ذُكِرَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ابْنَةُ حَمْزَةَ، فَقَالَ:" إِنَّهَا ابْنَةُ أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ "(1).

1953 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنَ جُبَيْرٍ (2).

= هو عبد الرحمن بن عمرو.

وأخرجه مسلم (358)، وابن خزيمة (47) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد بن حميد (649)، والبخاري (5609)، وابن ماجه (498)، وأبو يعلى (2418)، والبيهقي 1/ 160، والبغوي (170) من طرق عن الأوزاعي، به.

وأخرجه عبد الرزاق (649)، وابن أبي شيبة 1/ 57، ومسلم (358)، وابن خزيمة (47)، وابن حبان (1158)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" ص 208، والبيهقي 1/ 160 من طرق عن الزهري، به. وسيأتي برقم (2007) و (3051) و (3123) و (3538).

الدَّسَم هنا: هو ما يظهر على اللبن من دهن. قال الحافظ في "الفتح" 1/ 313: وفيه بيان العلة للمضمضة من اللبن، فيدلُّ على استحبابها من كل شيء دَسِم، ويستنبط منه استحباب غسل اليدين للتنظيف.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البخاري (5100)، ومسلم (1447)(13)، والنسائي 6/ 100، وابن الجارود (693)، والطبراني (12823) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (2490) و (2633) و (3043) و (3144) و (3237).

وفي الباب عن علي تقدم برقم (620).

(2)

ورد هذا الإسناد في النسخ المطبوعة من "المسند" وفي (ص) هكذا: "حدثنا يحيى، عن شعبة، حدثنا قتادة، قال: سمعت جابر بن زيد، عن ابن عباس"، وهو خطأ، =

ص: 420

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: جَمَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ، وَالْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ بِالْمَدِينَةِ، فِي غَيْرِ خَوْفٍ وَلَا مَطَرٍ. قِيلَ لِابْنِ عَبَّاسٍ: وَمَا أَرَادَ إِلَى ذَلِكَ (1)؟ قَالَ: أَرَادَ أَنْ لَا يُحْرِجَ أُمَّتَهُ (2).

= وأثبتناه على الصواب من (ظ 9) و (ظ 14) و (س) و (ش) و (ق) و"أطراف المسند" 1 / الورقة 115 حيث ذكره ابن حجر في ترجمة سعيد بن جبير، عن ابن عباس، ولم نره في ترجمة جابر بن زيد، عن ابن عباس. وهذا الحديث معروف من رواية سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فقد رواه مسلم (705)، وأبو داود (1211)، والترمذي (187) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. وانظر تخريج الحديث.

(1)

قوله: "وما أراد إلى ذلك" وقع في الأصول عدا (ظ 14): "وما أراد إلى غير ذلك" وكتب على هامش (س) و (ض): لعله إلى ذلك، والصواب حذف كلمة "غير" كما جاء في (ظ 14) و"أطراف المسند" 1 / الورقة 115.

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، حبيب: هو ابن أبي ثابت، وأبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير.

وأخرجه مسلم (705)(54)، وأبو داود (1211)، والترمذي (187)، والبيهقي 3/ 167 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي 1/ 290 من طريق الفضل بن موسى، وأبو عوانة 2/ 353 - 354 من طريق عثام، كلاهما عن الأعمش، به.

وأخرجه الطيالسي (2614) من طريق عمرو بن هرم، عن سعيد بن جبير: أن ابن عباس جمع بين الظهر والعصر من شغل، وزعم ابن عباس أنه صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة الظهر والعصر جميعاً. وسيأتي الحديث برقم (2557) و (3265) و (3323).

قوله: "في غير خوفٍ ولا مطرٍ" هذا مما انفرد به حبيب بن أبي ثابت ورواه أبو الزببر أيضاً عن سعيد بن جبير، فقال:"في غير خوفٍ ولا سفرٍ"، وهو في "الموطأ" 1/ 144، و"صحيح مسلم"(705)، وسيأتي في "المسند" برقم 2557، وتقدم حديث عمرو بن دينار عن أبي الشَّعْثاء برقم (1918): أنه =

ص: 421

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= سمع ابن عباس يقول: صَلَّيتُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمانياً جميعاً، وسبعاً جميعاً، قال عمرو: قلت له: يا أبا الشعثاء، أظنُّه أخَّر الظهر وعَجَّل العصر، وأَخَّر المغرب وعَجَّل العشاء، قال: وأنا أظنُّ ذلك. ورواه البخاري في "صحيحه"(543) من هذا الطريق عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم صَلَّى بالمدينة سبعاً وثمانياً: الظهرَ والعصرَ، والمغربَ والعشاءَ، فقال أيوب السختياني: لعله في ليلةٍ مطيرةٍ؟ قال: عسى.

قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 2/ 23 - 24 في تفسير قوله "عسى": أي: أن يكونَ كما قلتَ، واحتمالُ المطر قال به أيضاً مالكٌ عَقِبَ إخراجه لهذا الحديث عن أبي الزبير عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس نحوه، وقال بدلَ قوله "بالمدينة": من غير خوف ولا سفر، قال مالك: لعلَّه كان في مطرٍ، لكن رواه مسلم وأصحاب السنن من طريق حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير بلفظ:"من غير خوفٍ ولا مطرٍ"، فانتفى أن يكونَ الجمعُ المذكور للخوف أو السفر أو المطر، وجَوَّز بعضُ العلماء أن يكون الجمعُ المذكور للمرض، وقَوَّاه النووي، وفيه نَظَرٌ، لأنه لو كان جمعه صلى الله عليه وسلم بين الصلاتين لعارض المرض لَمَا صَلَّى معه إلا مَن به نحوُ ذلك العذْرِ، والظاهر أنه صلى الله عليه وسلم جمع بأصحابه، وقد صَرَّح بذلك ابنُ عباس في روايته.

قال النووي [في شرح مسلم 5/ 218]: ومنهم من تأوَّله على أنه كان في غَيْمٍ فصلى الظهر، ثم انكشف الغيمُ مثلاً، فَبَانَ أن وقت العصر دخل فصلاها، قال: وهو باطلٌ، لأنه وإن كان فيه أدنى احتمالٍ في الظهر والعصر، فلا احتمال فيه في المغرب والعشاء. أ. هـ.

وكأنَّ نَفْيَه الاحتمالَ مبنيٌّ على أنه ليس للمغرب إلا وقتٌ واحدٌ، والمختار عنده خلافُه، وهو أن وقتها يَمتَدُّ إلى العِشاء، فعلى هذا فالاحتمالُ قائمٌ.

قال (يعني النووي): ومنهم من تأوًله على أن الجمع المذكور صُورِيٌّ، بأن يكون أَخَّر الظهر إلى آخر وقتها، وعَجَّل العصر في أول وقتها. قال: وهو احتمالٌ ضعيف أو باطل، لأنه مخالفٌ للظاهر مخالفة لا تُحتَمل. أ. هـ.

وهذا الذي ضَعَّفه استحسنه القرطبي، ورَجَّحَه قبله إمام الحرمين، وجَزَمَ به من =

ص: 422

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= القدماء ابنُ الماجشون والطحاوي [في شرح معاني الآثار 1/ 164]، وقَوَّاه ابنُ سَيِّدِ الناس [في شرح الترمذي 1 / ورقة 80] بأن أبا الشعثاء- وهو راوي الحديث عن ابن عباس- قد قال به، وذلك فيما رواه الشيخان من طريق ابن عيينة عن عمرو بن دينار، فذكر هذا الحديث، وزاد: قلت: يا أبا الشعثاء، أظنُّه أَخَّر الظهر وعَجَّل العصر، وأَخّر المغرب وعَجَّل العشاء، قال: وأنا أظنُّه. قال ابنُ سيد الناس: وراوي الحديث أَدرى بالمراد من غيره.

قلت: لكن لم يَجزِمْ بذلك، بل لم يَستمِرَّ عليه، فقد تقدم كلامُه لأيوب وتجويزُه لأن يكونَ الجمعُ بعذر المطر، لكن يُقَوِّي ما ذكره من الجمع الصُّوري أن طرقَ الحديث كلها ليس فيها تَعرُّضٌ لوقت الجمع، فإما أن تُحمَلَ على مُطلَقِها، فيستلزم إخراج الصلاة عن وقتها المحدود بغير عُذْرٍ، وإما أن تُحملَ على صفة مخصوصة لا تستلزمُ الإخراج، ويجمع بها بين مفترق الأحاديث، والجمع الصُّوري أولى، والله أعلم.

وقال ابنُ عبد البر في "التمهيد" 12/ 216 - 220: قد يحتمل أن يكون جَمَع بينهما بأن صَلَّى الأولى في آخر وقتها، وصَلَّى الثانية في أول وقتها، فكانت رخصةً في التأخير بغير عذرٍ إلى آخر الوقت للسَّعَة. ثم ذكر حديث ابن عباس من طريق أبي الشعثاء.

ثم قال: هذا جَمْعٌ مباحٌ في الحَضَر والسفر إذا صلى الأُولى في آخر وقتها، وصلى الثانية في أول وقتها، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد صَلَّى به جبريلُ عليه السلام، وصلَّى هو بالناسِ في المدينة عند سؤال السائل عن وقت الصلاة، فصَلَّى في آخر وقت الصلاة بعد أن صَلَّى في أوَّله، وقال للسائل: ما بينَ هذينِ وقتٌ.

وعلى هذا تصحُّ روايةُ من روى: "لئلا يُحرِجَ أُمَّتَه"، ورواية من روى "للرخصة" وهذا جمعٌ جائزٌ في الحضر وغير الحضر، وإن كانت الصلاةُ في أول وقتها أفضلَ، وهو الصحيح في معنى حديث ابن عباس لم يتأوَّل فيه المطر، وتاول ما قال أبو الشعثاء، وعمرو بن دينار، وبالله التوفيق.

وقال النووي في "شرح مسلم" 5/ 219: وذَهَبَ جماعةٌ من الأئمة إلى جواز الجمع في الحضر للحاجةِ لمن لا يَتَّخِذُه عادةً، وهو قول ابن سيرين وأَشْهب من أصحاب مالكٍ، =

ص: 423

1954 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَامِرٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرِنِي الْخَاتَمَ الَّذِي بَيْنَ كَتِفَيْكَ، فَإِنِّي مِنْ أَطَبِّ النَّاسِ. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَلا أُرِيكَ آيَةً؟ " قَالَ: بَلَى. قَالَ: فَنَظَرَ إِلَى نَخْلَةٍ، فَقَالَ: ادْعُ ذَلِكَ الْعِذْقَ. قَالَ: فَدَعَاهُ، فَجَاءَ يَنْقُزُ حَتَّى قَامَ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" ارْجِعْ " فَرَجَعَ إِلَى مَكَانِهِ، فَقَالَ الْعَامِرِيُّ: يَا آلَ بَنِي عَامِرٍ، مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ رَجُلًا أَسْحَرَ (1).

1955 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ مَسْعُودِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

= وحكاه الخطّابيُّ عن القَفَّال الشاشي الكبير من أصحاب الشافعي عن أبي إسحاق المروزي عن جماعة من أصحاب الحديث، واختاره ابنُ المنذر.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو ظبيان: هو حصين بن جندب الجنبي.

وأخرجه الدارمي (24)، والبيهقي في "الدلائل" 6/ 15 - 16 و 16 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.

وأخرجه الدارمي (24)، والبيهقي 6/ 16 من طريقين عن الأعمش، به.

وأخرجه ابن سعد 1/ 182، والبخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 3، والترمذي (3628)، والطبراني (12622)، والحاكم 2/ 620، والبيهقي 6/ 15 من طريق شريك، عن سماك، عن أبي ظبيان، به.

وأخرجه أبو يعلى (2350)، وابن حبان (6523)، والطبراني (12595)، والبيهقي 6/ 17، وأبو نعيم في "الدلائل"(297) من طريق عبد الواحد بن زياد، عن الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، عن ابن عباس.

ينقز: يقفز ويثب.

ص: 424

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنِّي نُصِرْتُ بِالصَّبَا، وَإِنَّ عَادًا أُهْلِكَتْ بِالدَّبُورِ "(1).

1956 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ زِيَادِ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ عز وجل:{مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى} [النجم: 11]، قَالَ: رَأَى مُحَمَّدٌ رَبَّهُ عز وجل بِقَلْبِهِ مَرَّتَيْنِ (2).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير مسعود بن مالك- وهو ابن معبد الأسدي الكوفي مولى سعيد بن جبير- فمن رجال مسلم، وقد روى عنه جمع، ووثقه النسائي، وذكره ابن حبان في "الثقات".

وأخرجه ابن أبي شيبة 11/ 433 - 434، ومسلم (900)، وأبو يعلى (2563)، والبيهقي في "السنن" 3/ 364، وفي "الدلائل" 3/ 448 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (900)، وأبو يعلى (2680) من طريق عبدة بن سليمان، والقضاعي في "مسند الشهاب"(572) من طريق فضيل بن عياض، كلاهما عن الأعمش، به.

وأخرجه الطبراني (12424) من طريق مسلم الملائي، عن سعيد بن جبير، به.

وأخرجه الطبراني أيضاً (11784) من طريق سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس.

وسيأتي برقم (3540)، وانظر (2013).

الصَّبَا، بفتح الصاد: ريح معروفة يقال لها: القَبُول بفتح القاف، لأنها تقابل باب الكعبة، إذ مهبُّها من مشرق الشمس، وضدُّها الدَّبُور، وهي الغربية.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير زياد بن الحصين- وهو ابن قيس الحنظلي اليربوعي، ويقال: الرياحي- فمن رجال مسلم. أبو العالية: هو رُفَيْعُ بن مِهران الرِّياحي.

وأخرجه مسلم (176)(285) و (286)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 437 =

ص: 425

1957 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ، عَنِ ابْنِ حُدَيْرٍ (1)، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ وُلِدَتْ لَهُ ابْنَةٌ فَلَمْ يَئِدْهَا، وَلَمْ يُهِنْهَا، وَلَمْ يُؤْثِرْ وَلَدَهُ عَلَيْهَا - يَعْنِي الذَّكَرَ - أَدْخَلَهُ اللهُ بِهَا الْجَنَّةَ "(2).

= من طريقين عن الأعمش، بهذا الإسناد.

وذكره السيوطي في "الدر المنثور" 7/ 646 ونسبه لابن مردويه.

وأخرجه الترمذي (3281)، والطبري 27/ 52 من طريق سماك بن حرب، عن عكرمة، والطبراني (12941) من طريق علي بن زيد، عن يوسف بن مهران، كلاهما عن ابن عباس بدون قوله:"مرتين". وانظر ما سيأتي برقم (2580).

وقال ابن كثير في "تفسيره" 7/ 423 - 424 بعد أن ساقه من طريق مسلم، عن أبي سعيد الأشج، عن وكيع، عن الأعمش، عن زياد بن حصين، به: وكذا رواه سماكٌ، عن عكرمة، عن ابن عباس، مثله، وكذا قال أبو صالح والسُّدّي وغيرهما: إنه رآه بفؤاده مرتين، وقد خالفهُ ابنُ مسعود وغيره، وفي رواية عنه أنه أَطلق الرؤية، وهي محمولة على المقيَّدة بالفؤاد، ومن روى عنه بالبصر، فقد أغرب، فإنه لا يصحُّ في ذلك شيء عن الصحابة رضي الله عنهم، وقول البغويِّ في "تفسيره": وذهب جماعةٌ إلى أنه رآه بعينه، وهو قول أنس والحسن وعكرمة؛ فيه نظر، والله أعلم. وانظر تتمة كلامه، وانظر أيضاً "فتح الباري" 8/ 608 - 609.

وسيأتي في حديث عائشة في "المسند" 6/ 49 - 50 نفيها لرؤية النبي صلى الله عليه وسلم ربّه عز وجل. وهومتفق عليه.

(1)

تصحف في (م) إلى: جدير.

(2)

إسناده ضعيف، ابن حدير مترجم في قسم الكنى من "التهذيب" وفروعه، ولم يذكروا له اسماً، وسماه ابن أبي شيبة والحاكم: زياداً! وهو لم يرو عنه غير أبي مالك الأشجعي سعد بن طارق، ولم يُؤثَر توثيقه عن أحد، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف. =

ص: 426

1958 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: سَافَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَفَرًا، فَأَقَامَ تِسْعَ عَشْرَةَ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَنَحْنُ إِذَا سَافَرْنَا، فَأَقَمْنَا تِسْعَ عَشْرَةَ، صَلَّيْنَا رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ، فَإِذَا أَقَمْنَا أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، صَلَّيْنَا أَرْبَعًا (1).

= وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 551، وأبو داود (5146)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(8699) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.

وأخرجه الحاكم 4/ 177 من طريق جعفر بن عون، عن أبي مالك، به. وصحح إسناده ووافقه الذهبي، فأخطآ.

وقوله: "فلم يئدها"، الوأد: هو دَفْنُها حَيّةً على ما كان بعضُ العرب يفعلونه في الجاهلية.

(1)

إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. عاصم الأحول: هو عاصم بن سليمان.

وأخرجه الترمذي (549)، وابن خزيمة (955)، والطحاوي 1/ 416، والبيهقي 3/ 150، والبغوي (1028) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق (4337)، وابن أبي شيبة 2/ 454، وعبد بن حميد (582)، والبخاري (4298) و (4299)، وأبو داود (1230)، وابن ماجه (1075)، وابن حبان (2750)، والدارقطني 1/ 388، والبيهقي 3/ 149 و 150 من طرق عن عاصم، به. إلا أن بعضهم رواه بلفظ. "تسع عشرة" كما هو عند المؤلف، وبعضهم رواه بلفظ:"سبع عشرة"، وقد جمع بعضهم بين الروايتين باحتمال أن يكون في بعضها لم يَعُدَّ يَوْمَي الدخول والخروج، وهي رواية "سبع عشرة"، وعَدَّها في بعضها وهي رواية "تسع عشرة"، قال الحافظ في "التلخيص" 2/ 46: وهو جمع متين، ورواية عشرين (وهي عند عبد بن حميد برقم: 582) فهي صحيحة الإِسناد إلا أنها شاذَّة، اللهم إلا أن يُحْمَل على جَبْر الكسر. قال البيهقي في "السنن" 3/ 151: وأصحها عندي- والله أعلم- رواية من روى تسع عشرهَ، وهي الرواية التي أَودعها محمد بن إسماعيل البخاري في "الجامع الصحيح". =

ص: 427

1959 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَعْتَقَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الطَّائِفِ مَنْ خَرَجَ إِلَيْهِ مِنْ عَبِيدِ الْمُشْرِكِينَ (1).

1960 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْمُحَاقَلَةِ وَالْمُزَابَنَةِ. قَالَ: وَكَانَ عِكْرِمَةُ يَكْرَهُ بَيْعَ الْقَصِيلِ (2).

= وأخرجه الطبراني (11892)، والبيهقي 3/ 150 - 151 من طريق عباد بن منصور، عن عكرمة، به.

وأخرجه البخاري (1080)، وأبو يعلى (2368)، والدارقطني 1/ 387 - 388، والبيهقي 3/ 150 من طريق أبي عوانة، عن عاصم الأحول، وحصين بن عبد الرحمن، عن عكرمة، به. وسيأتي برقم (2758) و (2883) و (2884).

(1)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، حجاج- وهو ابن أرطاة- مدلس وقد عنعنه، والحكم- وهو ابن عتيبة- لم يسمعه من مقسم، وإنما هو كتاب.

وأخرجه أبو يعلى (2564)، والطبراني (12079)، والبيهقي 9/ 229 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 511، والدارمي (2508)، والطحاوي 3/ 278، والطبراني (12092)، والبيهقي 9/ 229 - 230 و 230 من طرق عن الحجاج، به.

وسيأتي برقم (2111) و (2176) و (2229) و (3267) و (3415).

ويشهد له مرسل عبد الله بن المكرم الثقفي عند البيهقي 9/ 229 (في المطبوع: عبد الله بن المكدم)، وحديث رجل من ثقيف عند أحمد في "المسند" 4/ 168.

(2)

إسناده صحيح على شرط البخاري. الشيباني: هو أبو إسحاق سليمان بن أبي سليمان.

وأخرجه البخاري (2187)، والطحاوي 4/ 33، والطبراني (11795)، والبيهقي 5/ 308 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. =

ص: 428

1961 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ - يَعْنِي الشَّيْبَانِيَّ -، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَتَبَ إِلَى أَهْلِ جُرَشَ يَنْهَاهُمِ انْ يَخْلِطُوا الزَّبِيبَ وَالتَّمْرَ (1).

1962 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الشَّيْبَانِيُّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى عَلَى صَاحِبِ قَبْرٍ بَعْدَ مَا دُفِنَ (2).

= المحاقلة: قال ابن الأثير في "النهاية": المحاقلة مختلف فيها، قيل: هي اكتراءُ الأرض بالحنطة، هكذا جاء مفسَّراً في الحديث، وهو الذي يسميه الزراعون: المحارثة، وقيل: هي المزارعةُ على نصيب معلوم كالثلث والربع ونحوهما، وقيل: هي بيع الطعام في سُنْبُلِه بالبُرِّ، وقيل: هي بيع الطعام قبل إدراكه، وإنما نهي عنها لأنها من المكيل، ولا يجوزُ فيه إذا كانا من جنس واحد إلا مثلاً بمثل ويداً بيد، وهذا مجهول لا يُدرى أيُّهما أكثر.

والمزابنة: وهي بيع الرطب في رؤوس النخل بالتمر، وأصله من الزبن وهو الدفع، كأن كلَّ واحد من المتبايعين يزبن صاحبه عن حقه بما يزداد منه. وإنما نهى عنها لما يَقَعُ فيها من الغبن والجهالة.

والقَصيل: هو ما اقْتُصِل، أي: اقتطع من الزرع أخضر.

(1)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، وسيأتي بأطول مما هنا برقم (3110) عن أسباط، عن أبي إسحاق الشيباني، عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس. ويأتي تخريجه هناك، وانظر (2499).

جُرَش: بلدة خربة شمال نجران، سُمي باسمها مخلاف جُرَش من مخاليف اليمن، ولا تزال أطلالها قائمة في أعلى وادي بيشة.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البخاري (1247)، وابن ماجه (1530) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. =

ص: 429

1963 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي عُمَرَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ يُنْقَعُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الزَّبِيبُ، قَالَ: فَيَشْرَبُهُ الْيَوْمَ، وَالْغَدَ، وَبَعْدَ الْغَدِ إِلَى مَسَاءِ الثَّالِثَةِ، ثُمَّ يُؤْمَرُ بِهِ، فَيُسْقَى أَوْ يُهَرَاقُ (1).

= وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 359 - 360 و 14/ 153، والبخاري (1321) و (1326) و (1340)، ومسلم (954)(68)، وأبو داود (3196)، والترمذي (1037)، والنسائي 4/ 85، وابن حبان (3091)، والطبراني (12582) و (12583)، والدارقطني 2/ 76 - 77 و 77 - 78 و 78، والبيهقي 4/ 45 و 46، والبغوي (1498) من طرق عن أبي إسحاق سليمان بن أبي سليمان، به.

وأخرجه مسلم (954)(69)، وابن حبان (3089) و (3091)، والبيهقي 4/ 46 من طريق شعبة، عن إسماعيل بن أبي خالد، ومسلم (954)(69)، والبيهقي 4/ 46 من طريق إبراهيم بن طهمان، عن أبي حصين، كلاهما عن الشعبي، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 360، وأبو يعلى (2523) من طريق أبي سنان عبد الله بن الحارث، عن ابن عباس. وسيأتي برقم (2554) و (3134).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي عمر- واسمه يحيى بن عبيد البَهْراني- فمن رجال مسلم.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 132 - 133، ومسلم (2004)(81)، وأبوداود (3713)، والطبراني (12624) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (2004)(82)، والبيهقي 8/ 300 من طريق جرير، والنسائي 8/ 333 من طريق محمد بن فضيل، كلاهما عن الأعمش، به.

وأخرجه بنحوه الطيالسي (2714) و (2715)، ومسلم (2004)(83)، وابن ماجه (3399)، والنسائي 8/ 333، وابن حبان (5384) و (5386)، والطبراني (12623) و (12625) و (12626) و (12627) و (12628) و (12629) و (12630) و (12631)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" ص 210 و 211، والبيهقي 8/ 294 و 300 من طرق عن أبي عمر يحيى بن عبيد، به. وسياتي برقم (2068) و (2143) و (3337). =

ص: 430

1964 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا أَجْلَحُ، عَنْ يَزِيدَ (1) بْنِ الْأَصَمِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: سَمِعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلًا يَقُولُ: مَا شَاءَ اللهُ وَشِئْتَ. فَقَالَ: " بَلْ مَا شَاءَ اللهُ وَحْدَهُ "(2).

1965 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْجَزَّارِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى فِي فَضَاءٍ لَيْسَ بَيْنَ يَدَيْهِ شَيْءٌ (3).

1966 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَبْدَ اللهِ بْنَ رَوَاحَةَ فِي سَرِيَّةٍ، فَوَافَقَ ذَلِكَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، قَالَ: فَقَدَّمَ أَصْحَابَهُ وَقَالَ: أَتَخَلَّفُ فَأُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الْجُمُعَةَ، ثُمَّ أَلْحَقُهُمْ، قَالَ: فَلَمَّا صلى رسول صلى الله عليه وسلم

= وقوله: "يُهراق"، أي: يراق.

(1)

تحرف في (م) إلى: زيد.

(2)

صحح لغيره، أجلح- وهو ابن عبد الله بن حجية- ليس بالقوي، يكتب حديثه، ولا يحتج به، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وقد تقدم برقم (1839) وذُكِرت شواهده هناك.

(3)

حسن لغيره، الحجاج- وهو ابن أرطاة- مدلس وقد عنعن، وباقي رجاله ثقات.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 278، وأبو يعلى (2601)، والبيهقي 2/ 273 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.

وهو في المسند من طريق أخرى عن ابن عباس بنحوه (3017) ولفظه: مررت أنا والفضل على أتان ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بالناس في فضاء من الأرض

وله شاهد من حديث الفضل، أخرجه أبو داود (718) وسنده حسن في الشواهد. وانظر (1797).

ص: 431

رَآهُ فقَالَ (1): " مَا مَنَعَكَ أَنْ تَغْدُوَ مَعَ أَصْحَابِكَ؟ " قَالَ: فَقَالَ: أَرَدْتُ أَنْ أُصَلِّيَ مَعَكَ الْجُمُعَةَ، ثُمَّ أَلْحَقَهُمْ. قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ، مَا أَدْرَكْتَ غَدْوَتَهُمْ "(2).

1967 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَتَبَ نَجْدَةُ (3) الْحَرُورِيُّ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ يَسْأَلُهُ عَنْ قَتْلِ الصِّبْيَانِ، وَعَنِ الْخُمُسِ لِمَنْ هُوَ؟ وَعَنِ الصَّبِيِّ مَتَى يَنْقَطِعُ عَنْهُ الْيُتْمُ؟ وَعَنِ النِّسَاءِ هَلْ كَانَ يَخْرُجُ بِهِنَّ، أَوْ يَحْضُرْنَ الْقِتَالَ؟ وَعَنِ الْعَبْدِ هَلْ لَهُ فِي الْمَغْنَمِ نَصِيبٌ؟ قَالَ: فَكَتَبَ إِلَيْهِ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَمَّا الصِّبْيَانُ، فَإِنْ كُنْتَ الْخَضِرَ تَعْرِفُ الْكَافِرَ مِنَ المُؤْمِنِ، فَاقْتُلْهُمْ، وَأَمَّا الْخُمُسُ، فَكُنَّا نَقُولُ: إِنَّهُ لَنَا، فَزَعَمَ قَوْمُنَا أَنَّهُ لَيْسَ لَنَا، وَأَمَّا النِّسَاءُ، فَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَخْرُجُ مَعَهُ بِالنِّسَاءِ فَيُدَاوِينَ الْمَرْضَى وَيَقُمْنَ عَلَى الْجَرْحَى، وَلا يَحْضُرْنَ الْقِتَالَ، وَأَمَّا الصَّبِيُّ، فَيَنْقَطِعُ عَنْهُ الْيُتْمُ إِذَا احْتَلَمَ، وَأَمَّا الْعَبْدُ، فَلَيْسَ لَهُ مِنَ المَغْنَمِ نَصِيبٌ، وَلَكِنَّهُمْ قَدْ كَانَ يُرْضَخُ لَهُمْ (4).

(1) في (م) و (س) و (ص): فلمارآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال.

(2)

إسناده ضعيف، فيه عنعنة الحجاج- وهو ابن أرطاة-، والحكم- وهو ابن عتيبة- لم يسمعه من مقسم.

وأخرجه الترمذي (527) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد، وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.

وأخرجه الطيالسي (2699)، وعبد بن حميد (654)، والطبراني (12081) من طريق حماد بن سلمة، والبيهقي 3/ 187 من طريق الحسن بن عياش، كلاهما عن الحجاج، به. وسيأتي برقم (2317).

(3)

تحرف في (م) إلى: نجوة.

(4)

حديثه صحيح، الحجاج- وهو ابن أرطاة، وإن عنعنه- قد توبع. =

ص: 432

1968 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللهِ عز وجل مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ " يَعْنِي: أَيَّامَ الْعَشْرِ. قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ؟ قَالَ:" وَلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، إِلا رَجُلٌ (1) خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، ثُمَّ لَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ "(2).

= وأخرجه أبو يعلى (2630) من طريق محمد بن إسحاق، عن إسماعيل بن أمية، عن عطاء بن أبي رباح، بهذا الإسناد.

وسيأتي من طريق يزيد بن هرمز عن ابن عباس برقم (2235).

قوله: "إن كنت الخضر" أي: إن كنتَ مثل الخضر النبي الذي أطلعه الله على مآل الغلام الذي قتله، فاقتلهم، وهذا الأمر مراد به التعجيز، لأنه لا يتحقق له ذلك، وهو كقوله تعالى:{قل إن كان للرحمن ولدٌ فأنا أول العابدين} .

وقوله: "يرضخ لهم": من الرضخ، وهو العطية القليلة، وهو دون السهم.

(1)

في (م) و (س) و (ص) و (ض): رجلاً.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. مسلم البطين: هو مسلم بن عمران، ويقال: ابن أبي عمران الكوفي.

وأخرجه ابن أبي شيبة 5/ 348، وابن ماجه (1727)، والترمذي (757)، وابن حبان (324)، والبغوي (1125) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق (8121)، والطبراني (12326) و (12328)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(3749) من طريق سفيان الثوري، عن الأعمش، به.

وأخرجه أبو داود (2438) عن عثمان بن أبي شيبة، عن وكيع، عن الأعمش، عن أبي صالح ومجاهد ومسلم، عن سعيد بن جبير، به.

وأخرجه الدارمي (1774)، والبيهقي في "الشعب"(3752) من طريق أصبغ بن =

ص: 433

1969 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ. قَالَ: وَحَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ مُجَاهِدٍ - لَيْسَ فِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، مِثْلَهُ، يَعْنِي:" مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ فِيهَا "(1).

1970 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم امْرَأَةٌ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أُمِّي مَاتَتْ وَعَلَيْهَا صَوْمُ شَهْرٍ، أَفَأَقْضِي عَنْهَا؟ قَالَ: فَقَالَ: " أَرَأَيْتِ لَوْ كَانَ عَلَى أُمِّكِ دَيْنٌ، أَمَا كُنْتِ تَقْضِينَهُ؟ " قَالَتْ: بَلَى. قَالَ: " فَدَيْنُ اللهِ عز وجل أَحَقُّ "(2).

1971 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَيْرٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَئِنْ بَقِيتُ إِلَى قَابِلٍ، لَأَصُومَنَّ الْيَوْمَ التَّاسِعَ "(3).

= زيد، عن القاسم بن أبي أيوب، والطبراني (12436) من طريق قيس بن الربيع، عن أبي إسحاق، كلاهما عن سعيد بن جبير، به. وسيأتي برقم (3139) و (3228).

(1)

رجاله ثقات، لكنه مرسل، وانظر ما قبله. أبو صالح: هو ذكوان السمان.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

عَلقه البخاري (1953) عن أبي معاوية، ووصله أبو داود (3310) عن محمد بن العلاء، عن أبي معاوية، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (1148)(154)، والنسائي في" الكبرى"(2912)، والطبراني (12331)، والبيهقي 4/ 255 من طرق عن الأعمش، به. وقد تقدم برقم (1861).

(3)

إسناده قوي. ابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث =

ص: 434

1972 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: رَمَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَجَّتِهِ وَفِي عُمَرِهِ كُلِّهَا، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، وَالْخُلَفَاءُ (1).

1973 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَمْرٍو الْفُقَيْمِيُّ، عَنْ مِهْرَانَ أَبِي صَفْوَانَ (2)

= القرشي العامري، وعبد الله بن عمير والقاسم بن عباس روى لهما مسلم متابعة، وهما صدوقان.

وأخرجه عبد بن حميد (671)، والطحاوي 2/ 77، والطبراني (10817) من طرق عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني (10891) من طريق عمرو بن دينار، عن طاووس، عن ابن عباس.

وسيأتي برقم (2106) و (3213).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه أبو يعلى (2492) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة ص 407 (تحقيق العمروي) عن أبي معاوية ووكيع، عن ابن جريج، عن عطاء مرسلاً. وانظرماتقدم برقم (1921).

قوله: "رمل رسول الله صلى الله عليه وسلم

"، قال السندي: مقتضاه أن الرَّمَل عنده سنة، وقد صحَّ أنه أنكر كونه سنَّةً وقال فيمن قال: إنه سنة: صدقوا وكذبوا (وسيأتي برقم 2029)، ورجال هذا الحديث ثقات أيضاً، فيحتمل أنه حقق الأمر على وجهه ثانياً، فرجع عن الإنكار، والله تعالى أعلم.

(2)

تحرف في (م) والأصول التي بين أيدينا عدا (ظ 9) و (ظ 14) إلى: "مهران بن صفوان" وصوبناه من هاتين النسختين و"أطراف المسند" 1 / الورقة 135، وهو كذلك في كتب التراجم.

ص: 435

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ أَرَادَ الْحَجَّ فَلْيَتَعَجَّلْ "(1).

1974 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ - يَعْنِي الْمُحَارِبِيَّ -، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ صَفْوَانَ الجَمَّال، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ أرَادَ الْحَجَّ فَلْيَتَعَجَّلْ "(2).

1975 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ طَاوُوسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى عِنْدَ كُسُوفِ الشَّمْسِ

(1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، مِهْران أبو صفوان لم يرو عنه غير الحسن بن عمرو الفقيمي، ولم يوثقه غير ابن حبان، وقال أبو زرعة: لا أعرفه إلا في هذا الحديث، وقال في "التقريب": مجهول، وقد توبع؟ انظر ما تقدم برقم (1833).

وأخرجه عبد بن حميد (720)، والدارمي (1784)، وأبو داود (1732)، والدولابي في "الكنى والأسماء" 2/ 12، والحاكم 1/ 448 والبيهقي 4/ 339 - 340، والخطيب في "تاريخه" 5/ 47 من طريق أبي معاوية، بهذا الإِسناد. وصحح الحاكم إسناده ووافقه الذهبي!

(2)

هو مكرر ما قبله، وقوله:"عن صفوان الجَمَّال" خطأ في أصل الرواية، ففي "تعجيل المنفعة" ص 191: إنما هو أبو صفوان الجَمَّال الذي أخرج له أبو داود، وقد أخرج أحمدُ حديثَه على الوجهين، أخرجه عن أبي معاوية، عن الحسن بن عمرو، عن أبي صفوان الجَمَّال، عن ابن عباس حديث:"من أراد الحجَّ فليتعجَّلْ" وكذا أخرجه أبو داود والدارقطني والحاكم في "المستدرك" والحاكم أبو أحمد في "الكنى" كلهم من طريق أبي معاوية، وقال أحمدُ أيضاً: حدثنا عبد الرحمن بن محمد هو المحاربي، حدثنا الحسن بن عمرو، عن صفوان الجمال، به. فكأنَّ المحاربي وهم في تسميته، وإنما هو أبو صفوان واسمُه مهران، وهو مترجمٌ في "التهذيب".

ص: 436

ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ وَأَرْبَعَ سَجَدَاتٍ (1).

1976 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ يُحَدِّثُ عَنْ عِكْرِمَةَ: أَنَّ عُمَرَ كَانَ يَقُولُ فِي الْحَرَامِ: يَمِينٌ يُكَفِّرُهَا.

قَالَ هِشَامٌ: وَكَتَبَ إِلَيَّ يَحْيَى، يُحَدِّثُ عَنْ يَعْلَى بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ كَانَ يَقُولُ فِي الْحَرَامِ: يَمِينٌ يُكَفِّرُهَا، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ:{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب: 21](2).

(1) إسناده ضعيف، فإن حبيب بن أبي ثابت مدلس وقد عنعنه، قال ابن حبان في "صحيحه" 7/ 98: خبرُ حبيب بن أبي ثابت، عن طاووس، عن ابن عباس: ليس بصحيح، لأن حبيباً لم يسمع من طاووس هذا الخبرَ، وقال البيهقي: وحبيبٌ وإن كان من الثقات، فقد كان يُدلِّس ولم أجده ذَكَر سماعه في هذا الحديث عن طاووس، ويحتمل أن يكون حمله عن غير موثوق به عن طاووس، وقد روى سليمان الأحول عن طاووس، عن ابن عباس من فعله أنه صَلاَّها ست ركعات في أربع سجدات، فخالفه في الرفع والعدد جميعاً.

وفيه عِلَّةٌ أخرى وهي الشُّذوذ، فقد روى غير واحد عن ابن عباس أنها أربع ركعات وأربع سجدات.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 467، ومسلم (908)(18)، والنسائي 3/ 128، والبيهقي 3/ 327 من طريق إسماعيل بن علية، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 467، والطحاوي 1/ 327، والدارقطني 2/ 64 من طرق عن سفيان الثوري، به. وسيأتي برقم (3236).

(2)

حديث عكرمة عن عمر فيه انقطاع، لأن عكرمةَ لم يُدرِكْ عمر، وحديث يعلى بن حكيم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس صحيح على شرط البخاري. إسماعيل: هو =

ص: 437

1977 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ سَالِمٍ أَبُو جَهْضَمٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَبْدًا مَأْمُورًا، بَلَّغَ - وَاللهِ - مَا أُرْسِلَ بِهِ، وَمَا اخْتَصَّنَا دُونَ النَّاسِ بِشَيْءٍ، لَيْسَ ثَلاثًا: أَمَرَنَا أَنْ نُسْبِغَ الْوُضُوءَ، وَأَنْ لَا نَأْكُلَ الصَّدَقَةَ، وَأَنْ لَا نُنْزِيَ حِمَارًا عَلَى فَرَسٍ.

قَالَ مُوسَى: فَلَقِيتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ حَسَنٍ، فَقُلْتُ: إِنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُبَيْدِ

= ابن علية، وهشام: هو الدستوائي.

وأخرجه البيهقي 7/ 350 من طريق يعقوب الدورقي، عن ابن علية، بهذا الإسناد، بتمامه.

وأخرجه مسلم (1473)(18) عن زهيربن حرب، عن ابن علية، به مقتصراً على قول ابن عباس.

وأخرجه الطيالسي (2635)، والبخاري (4911)، وابن ماجه (2073)، والبيهقي 7/ 350 من طرق عن هشام، به.

وأخرجه البخاري (5266)، ومسلم (1473)(19)، والبيهقي 7/ 350 من طريق معاوية بن سلام، وعبد الرزاق (11363) عن عمر بن راشد، كلاهما عن يحيي بن أبي كثير، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 5/ 74 عن وكيع، عن علي بن المبارك، عن يحيى، قال: حدثني من لا أَتَّهم عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس

فذكره.

وأخرجه سعيد بن منصور (1704) من طريق سعيد بن المسيب، وابن أبي شيبة 5/ 73 من طريق عكرمة، كلاهما عن ابن عباس.

وأثرُ عمر بن الخطاب أخرجه عبد الرزاق (1360)، وسعيد بن منصور (1701)، وابن أبي شيبة 5/ 73، والبيهقي 7/ 351 من طرق عن عكرمة، وأخرجه سعيد بن منصور (1695)، وابن أبي شيبة 5/ 73 من طريق جويبر، عن الضحاك، كلاهما عن عمر.

ص: 438

اللهِ حَدَّثَنِي كَذَا وَكَذَا. فَقَالَ: إِنَّ الْخَيْلَ كَانَتْ فِي بَنِي هَاشِمٍ قَلِيلَةً، فَأَحَبَّ أَنْ تَكْثُرَ فِيهِمْ (1).

1978 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ أَبِي حَرْمَلَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وخَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى مَيْمُونَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ، فَقَالَتْ: أَلا نُطْعِمُكُمْ مِنْ هَدِيَّةٍ أَهْدَتْهَا لَنَا أُمُّ عُفَيْقٍ (2)؟ قَالَ: فَجِيءَ بِضَبَّيْنِ مَشْوِيَّيْنِ، فَتَبَزَّقَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لَهُ

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير موسى بن سالم أبي جهضم، فقد روى له أصحاب السنن، وهو ثقة.

وأخرجه الترمذي (1701)، وابن خزيمة (175) من طريق ابن علية، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي 1/ 89، وابن خزيمة (175)، والبيهقي 10/ 23 من طريقين عن أبي جهضم، به. وسيأتي برقم (2060) و (2092) و (2238)، وانظر حديث علي رقم (582).

قوله: "ليس"، قال السندي: للاستثناء، ولا يخفى أن الأمر بإسباغ الوضوء عامٌّ، فكأن أهل البيت آكد في حقهم الإسباغ دون غيرهم، وكذا النهي عن الإنزاء.

(2)

في (ق): "أم عفيف" وعلى حاشيتها: "أم عفيق، والمعروف: أم حفيد"، وعلى حاشية (س) و (ض) و (ص):"كذا في نسختين أم عفيق هذه وفي الحديث الذي بعده، والمعروف أنها أم حفيد".

قال الحافظ ابن حجر فيما نقله ابن عَلاّن عنه في "الفتوحات الربانية" 5/ 238: ووقع في رواية ابن عيينة في هذه الطريق أم عفيق بالعين المهملة والفاء ثم القاف مصغراً، وأصل الحديث في الصحيح بلفظ "أم حفيد" أوله حاء مهملة وآخره دال وهو المشهور، وسميت في رواية أخرى في الصحيح "هزيلة" بالزاي واللام مصغراً، وهي أختُ ميمونة وأخت لُبابة الكبرى أمِّ ابن عباس، ولبابة الصغرى أم خالد، الأربع بنات الحارث، وكانت أم حفيد تزوجت في الأعراب فسكنت البادية، وكانت تزور أختها بالمدينة، وذكر ابن سعد =

ص: 439

خَالِدٌ: كَأَنَّكَ تَقْذَرُهُ؟ قَالَ: " أَجَلْ " قَالَتْ: أَلا أُسْقِيكُمْ مِنْ لَبَنٍ أَهْدَتْهُ لَنَا؟ فَقَالَ: " بَلَى " قَالَ: فَجِيءَ بِإِنَاءٍ مِنْ لَبَنٍ فَشَرِبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا عَنْ يَمِينِهِ، وَخَالِدٌ عَنْ شِمَالِهِ، فَقَالَ لِي:" الشَّرْبَةُ لَكَ، وَإِنْ شِئْتَ آثَرْتَ بِهَا (1) خَالِدًا " فَقُلْتُ: مَا كُنْتُ لِأُوثِرَ بِسُؤْرِكَ عَلَيَّ أَحَدًا. فَقَالَ: " مَنْ أَطْعَمَهُ اللهُ طَعَامًا فَلْيَقُلْ: اللهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِيهِ، وَأَطْعِمْنَا خَيْرًا مِنْهُ، وَمَنْ سَقَاهُ اللهُ لَبَنًا فَلْيَقُلْ: اللهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِيهِ، وَزِدْنَا مِنْهُ، فَإِنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ يُجْزِئُ مَكَانَ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ غَيْرَ اللَّبَنِ "(2).

= أنها أسلمت وبايعت، وكلهن معدودات في الصحابة.

(1)

في (س) و (غ) و (ض) و (ص): به.

(2)

حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، علي بن زيد- وهو ابن جُدعان- ضعيف، وعمر بن أبي حرملة مجهول.

وأخرجه ابن سعد 1/ 396 - 397، والترمذي- وحسَّنه- في "السنن"(3455)، وفي "الشمائل"(206)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(286)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(474)، والبغوي (3055) من طريق إسماعيل بن علية، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (3730)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(5957) من طريق حماد بن زيد، عن ابن جدعان، به.

واقتصر النسائي وابن السني منه على الدعاء الأخير، ولم يذكر أبو داود قصة الإيثار في الشرب ولا الترمذي قصة الضِّباب.

وأخرجه مختصراً بقصة الدعاء فقط أبو الشيخ في "أخلاق النبي" ص 208 من طريق سفيان بن عيينة، عن ابن جدعان، به. وانظر (1904).

وقال الحافظ في "أمالي الأذكار" بعد تخريجه فيما نقله عنه ابن علان 5/ 238: هذا حديث حسن. يعني بطرقه، فإن مدار الحديث عند جميع من خرجه على علي بن زيد بن جدعان، وهو عنده ضعيف لا يحسن حديثه إلا بالمتابعة والشواهد. =

ص: 440

1979 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ حَرْمَلَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أُمِّ عُفَيْقٍ: أَهْدَتِ الَى أُخْتِهَا مَيْمُونَةَ بِضَبَّيْنِ

فَذَكَرَهُ (1).

1980 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ وَوَكِيعٌ، الْمَعْنَى وَاحِدٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ مُجَاهِدٍ (2) - قَالَ وَكِيعٌ: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا - يُحَدِّثُ عَنْ طَاوُوسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِقَبْرَيْنِ فَقَالَ: " إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ، وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ، أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ لَا يَسْتَنْزِهُ مِنَ البَوْلِ - قَالَ وَكِيعٌ: مِنْ بَوْلِهِ - وَأَمَّا الْآخَرُ: فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ " ثُمَّ أَخَذَ جَرِيدَةً فَشَقَّهَا بِنِصْفَيْنِ فَغَرَزَ فِي كُلِّ قَبْرٍ وَاحِدَةً، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، لِمَ صَنَعْتَ هَذَا؟ قَالَ:" لَعَلَّهُمَا أَنْ يُخَفَّفَ عَنْهُمَا مَا لَمْ يَيْبَسَا ". قَالَ وَكِيعٌ: " تَيْبَسَا "(3).

= وأخرج ابن ماجه (3322) عن هشام بن عمار، حدثنا إسماعيل بن عياش، حدثنا ابن جريج، عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أطعمه الله طعاماً، فليقل: اللهم بارك لنا فيه، وارزُقْنا خيراً منه، ومن سقاه الله لبناً، فليقل: اللهم بارك لنا فيه وزِدْنا منه، فإني لا أعلمُ ما يجزئُ من الطعام والشراب إلا اللبن". وهذا سند حسن في المتابعات. وانظر (1904).

وقصة الضباب صحيحة ستأتي من طرق عن ابن عباس برقم (2299) و (2684) و (3067).

(1)

حديث حسن كسابقه.

وأخرجه أبو داود (3730) عن موسى بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.

(2)

تحرف في النسخ المطبوعة إلى: الأعمش ومجاهد.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، =

ص: 441

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= والأعمش: هو سليمان بن مهران.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 122 و 3/ 375، والبخاري (218)، وابن ماجه (347)، والأجري في "الشريعة" ص 362 من طريق أبي معاوية ووكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 376 - 377، والبخاري (1361)، والنسائي 4/ 106، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق"(236)، والآجري ص 362، والبيهقي في "السنن" 2/ 412، وفي "إثبات عذاب القبر"(118)، والبغوي (183) من طريق أبي معاوية وحده، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 377، وهناد في"الزهد"(360) و (1213)، والبخاري (6052)، ومسلم (292)، وأبو د اود (20)، والترمذي (70)، والنسائي 1/ 28 - 29، وابن الجارود (130)، وابن خزيمة (56)، والآجري ص 362، والبيهقي في "السنن" 1/ 104، وفي "إثبات عذاب القبر"(117) من طريق وكيع وحده، به.

وأخرجه عبد بن حميد (620)، والدارمي (739)، ومسلم (292)، والبيهقي في "السنن" 2/ 412، وفي "إثبات عذاب القبر"(119) من طريق عبد الواحد بن زياد، والبخاري (1378)، وابن حبان (3128)، والآجري ص 362 من طريق جرير بن عبد الحميد، كلاهما عن الأعمش، به. وانظر ما بعده.

قوله: "وما يُعذبان في كبير"، قال الخطابي في "معالم السنن" 1/ 19: معناه أنهما لم يُعذبا في أمر كان يَكبُرُ عليهما، أو يشق فعله لو أرادا أن يفعلاه، وهو التنزُّه من البول وترك النميمة، ولم يُرِدْ أن المعصية في هاتين الخصلتين ليست بكبيرة في حق الدِّين، وأن الذنب فيهما هَيِّنٌ سهل.

وأما غرسه شق العسيب (أو الجريدة) على القبر، وقوله:"لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا"، فإنه من ناحية التبرُّك بأثر النبي صلى الله عليه وسلم، ودعائه بالتخفيف عنهما، وكأنه صلى الله عليه وسلم جَعَل مدة بقاء النداوة فيهما حدّاً لما وقعت به المسألة من تخفيف العذاب عنهما، وليس ذلك من أجل أن في الجريد الرطب معنىً ليس في اليابس، والعامّةُ في كثير من البلدان تفرش الخُوص في قبور موتاهم، وأُراَهم ذهبوا إلى هذا، وليس لما تَعاطَوْه من ذلك وجه، والله أعلم. وانظر "فتح الباري" 1/ 320 - 321.

ص: 442

1981 حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِحَائِطٍ مِنْ حِيطَانِ الْمَدِينَةِ، فَسَمِعَ صَوْتَ إِنْسَانَيْنِ يُعَذَّبَانِ فِي قَبْرِهِمَا

فَذَكَرَهُ. وَقَالَ: " حَتَّى يَيْبَسَا " أَوْ: " مَا لَمْ يَيْبَسَا "(1).

1982 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمُخَنَّثِينَ مِنَ الرِّجَالِ، وَالْمُتَرَجِّلاتِ مِنَ النِّسَاءِ، وَقَالَ:" أَخْرِجُوهُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ " فَأَخْرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فُلانًا، وَأَخْرَجَ عُمَرُ فُلانًا (2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حسين: هو ابنُ محمد بن بهرام التميمي المرُّوذي، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي، ومنصور: هو ابن المعتمر.

وأخرجه البخاري (216)، وأبو داود (21)، والنسائي 4/ 106، وابن خزيمة (55)، والآجري في "الشريعة" ص 361 من طريق جرير بن عبد الحميد، والبخاري (6055) من طريق عبيدة بن حميد، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق"(221) من طريق إبراهيم بن طهمان، ثلاثتهم عن منصور، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (2646)، وابن حبان (3129) من طريق شعبة، عن الأعمش، عن مجاهد، به.

وأخرجه الخرائطي (222) من طريق حبيب بن حسان، عن مجاهد، به.

وأخرجه الآجري ص 361 من طريق زياد بن عبد الله البكائي، عن منصور والأعمش، عن مجاهد، به، وانظر ما قبله.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن علية.

وأخرجه الطيالسِي (2697)، والدارمي (2649)، والبخاري (5886) و (6834)، وأبو داود (4930)، والنسائي في " الكبرى"(9254)، والطبراني (11988) و (11989) =

ص: 443

1983 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَشْهَدُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ صَلَّى قَبْلَ الْخُطْبَةِ، ثُمَّ خَطَبَ، فَيَرَى أَنَّهُ لَمْ يُسْمِعِ النِّسَاءَ، فَأَتَاهُنَّ، وَمَعَهُ بِلالٌ نَاشِرًا ثَوْبَهُ، فَوَعَظَهُنَّ وَأَمَرَهُنَّ أَنْ يَتَصَدَّقْنَ، فَجَعَلَتِ الْمَرْأَةُ تُلْقِي؛ وَأَشَارَ أَيُّوبُ إِلَى أُذُنِهِ، وَإِلَى حَلْقِهِ، كَأَنَّهُ يُرِيدُ التُّومَةَ وَالْقِلادَةَ (1).

1984 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْمُكَاتَبِ: " يَعْتِقُ مِنْهُ بِقَدْرِ مَا أَدَّى دِيَةَ الْحُرِّ، وَبِقَدْرِ مَا رَقَّ مِنْهُ دِيَةَ الْعَبْدِ "(2).

= والبيهقي 8/ 224 من طرق عن هشام الدستوائي، بهذا الإسناد.

وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(7806) من طريق إبراهيم بن سليمان الزيات، عن بحربن كثير، عن يحيى بن أبي كثير، به.

وأخرجه الطبراني (11647) و (11678) و (11683) من طرق عن عكرمة، به.

وأخرجه الطبراني (12148) من طريق يزيد بن أبي زياد، عن مقسم، عن ابن عباس. وسيأتي برقم (2006) و (2123) و (2263) و (2291) و (3059) و (3151) و (3458).

والمراد بالمخنثين: المتشبهون بالنساء. انظر "الفتح" 12/ 160.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن عُلية، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني.

وأخرجه البخاري (1449)، ومسلم (884)(3) من طريق ابن علية، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم (1902).

التُّوَمَة: هي القُرْط فيه حبة.

(2)

إسناده صحيح على شرط البخاري. وهو مكرر (1944).

ص: 444

1985 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا حَاتِمُ بْنُ أَبِي صَغِيرَةَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فَإِنْ حَالَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ سَحَابٌ، فَكَمِّلُوا الْعِدَّةَ ثَلاثِينَ، وَلا تَسْتَقْبِلُوا الشَّهْرَ اسْتِقْبَالًا ". قَالَ حَاتِمٌ: يَعْنِي عِدَّةَ شَعْبَانَ (1).

1986 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا عَطَاءٌ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَفَاضَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ عَرَفَةَ، وَرِدْفُهُ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، فَجَالَتْ بِهِ النَّاقَةُ، وَهُوَ رَافِعٌ يَدَيْهِ لَا يُجَاوِزَانِ رَأْسَهُ، فَسَارَ عَلَى هِينَتِهِ حَتَّى أَتَى جَمْعًا، ثُمَّ أَفَاضَ الْغَدَ وَرِدْفُهُ الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ، فَمَا زَالَ يُلَبِّي

(1) صحيح، سماك بن حرب قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه الدارمي (1683)، والنسائي 4/ 136 من طريق ابن علية، بهذا الإسناد.

وأخرجه البيهقي 4/ 207 من طريق عبد الله بن بكر، عن حاتم، به.

وأخرجه الطيالسي (2671)، وابن أبي شيبة 3/ 20، والترمذي (688)، والنسائي 4/ 136 و 153 - 154، وأبو يعلى (2355)، وابن خزيمة (1912)، وابن حبان (3590) و (3594)، والطبراني (11755) و (11756) و (11757)، والحاكم 1/ 424 - 425، والبيهقي 4/ 208 من طرق عن سماك بن حرب، به.

وأخرجه الطبراني (11706) من طريق أشعث بن سوار، عن عكرمة، به.

وأخرجه الشافعي 1/ 274، وعبد الرزاق (7302)، والدارمي (1686)، والنسائي 4/ 135، وابن الجارود (375)، والبيهقي 4/ 207 من طريق عمرو بن دينار، عن محمد بن حنين، عن ابن عباس.

وأخرجه النسائي 4/ 135 من طريق عمرو بن دينار، عن ابن عباس.

وأخرجه مالك 1/ 287 عن ثور بن زيد الدِّيلي، عن أبن عباس، وهو منقطع. وسيأتي برقم (2335)، وانظر (3021).

ص: 445

حَتَّى رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ (1).

1987 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ حَبِيبِ بْنِ شِهَابٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ خَطَبَ النَّاسَ بِتَبُوكَ: " مَا فِي النَّاسِ مِثْلُ رَجُلٍ آخِذٍ بِرَأْسِ فَرَسِهِ يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللهِ عز وجل، وَيَجْتَنِبُ شُرُورَ النَّاسِ، وَمِثْلُ آخَرَ بَادٍ فِي نَعَمِهِ، يَقْرِي ضَيْفَهُ، وَيُعْطِي حَقَّهُ (2).

1988 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَكَلَ كَتِفًا، ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ (3).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، عبد الملك- وهو ابن أبي سليمان العرزمي- احتج به مسلم، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. عطاء: هو ابن أبي رباح.

وأخرجه الطبراني (11292) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم (1860).

(2)

إسناده صحيح، حبيب بن شهاب وثقه ابن معين والنسائي، وقال أحمد: ليس به بأس، وأبوه شهاب العنبري وثقه أبو زرعة، وذكرهما ابن حبان في "الثقات". يحيى: هو ابن سعيد القطان.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 8/ 386 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد"(154)، والطبراني (12924) من طريق يحيى بن سعيد، به. وسيأتي برقم (2837)، وانظر (2116).

بادٍ: مقيم في البادية. والنًعَم: واحد الأنعام، وهي المالُ الراعية: الإبل والبقر والضَّأْن والمعز، وأكثر ما يقعُ هذا الاسم على الإبل. ويَقري: يُضيف. ويُعطي حقَّه: يؤتي الزكاة.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "الموطأ" 1/ 25. =

ص: 446

1989 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِشَامٍ، حَدَّثَنِي قَتَادَةُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ لَبَنِ شَاةِ الْجَلالَةِ، وَعَنِ الْمُجَثَّمَةِ، وَعَنِ الشُّرْبِ مِنْ فِي السِّقَاءِ (1).

= ومن طريق مالك أخرجه البخاري (207)، ومسلم (354)، وأبو داود (187)، وابن خزيمة (41)، والطحاوي 1/ 64، وابن حبان (1143) و (1144)، والطبراني (10758)، والبيهقي 1/ 153، والبغوي (169).

وأخرجه الطيالسي (2662)، والطحاوي 1/ 64، وابن حبان (1142)، والطبراني (10758) من طرق عن زيد بن أسلم، به.

وأخرجه الطبراني (10762) من طريق موسى بن عبيدة، عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن عطاء بن يسار، به. وسيأتي برقم (3352) و (3453)، وانظر (1994) و (2002) و (2153) و (2188) و (2406) و (2524) و (3464).

(1)

إسناده صحيح على شرط البخاري، عكرمة من رجاله، وباقي السند رجاله ثقات رجال الشيخين. هشام: هو ابن أبي عبد الله الدَّستوائي.

وأخرجه ابن الجارود (887) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (3786)، والنسائي 7/ 240، والبيهقي 9/ 333 من طريقين عن هشام الدستوائي، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 5/ 397 و 8/ 207 - 208، والدارمي (1975) و (2117)، وأبو داود (3719)، وابن خزيمة (2552)، والطبراني (11819)، والبيهقي 5/ 254 و 9/ 333 من طريق حماد بن سلمة، والطبراني (11820) من طريق مُجّاعة بن الزبير، كلاهما عن قتادة، به. وسيأتي برقم (2161) و (2671) و (2949) و (3142) و (3143).

الجَلاّلة: هي الحيوان الذي يأكل العَذِرة، من الجَلَّة- بفتح الجيم- وهي البَعْرة.

والمجثَّمة: هي كل حيوان يُنصَب وبُرمى ليقتل، إلا أنها تكثر في الطير والأرانب، وأشباه ذلك مما يَجثُم على الأرض، فإذا ماتت من ذلك لم يَحِلَّ أكلُها.

ص: 447

1990 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي الْحَسَنُ (3) بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ طَاوُوسٍ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ ابْنِ عَبَّاسٍ، فَقَالَ لَهُ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ: أَنْتَ تُفْتِي الْحَائِضَ أَنْ تَصْدُرَ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ آخِرُ عَهْدِهَا بِالْبَيْتِ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَلَا تُفْتِ بِذَلِكَ. قَالَ: إِمَّا لَا، فَاسْأَلْ فُلَانَةَ الْأَنْصَارِيَّةَ: هَلْ أَمَرَهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِذَلِكَ؟ فَرَجَعَ زَيْدٌ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ يَضْحَكُ، فَقَالَ: مَا أُرَاكَ إِلا قَدْ صَدَقْتَ (2).

1991 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ طَاوُوسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ، وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ، وَإِذَا اسْتُنْفِرْتُمْ فَانْفِرُوا "(3).

(1) تحرف في (م) و (غ) إلى: الحسين.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البيهقي 5/ 163 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (1328)(381)، والنسائي في "الكبرى"(4201) من طريق يحيى بن سعيد القطان، به.

وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/ 365، وفي "الرسالة"(1216)، والطحاوي 2/ 233 من طرق عن ابن جريج، به. وسيأتي برقم (3256).

والصَّدَر: رجوع المسافر من مقصده. والمرأة الأنصارية التي أحال عليها ابن عباس هي أم سليم بنت ملحان كما يفهم من حديث عكرمة عن ابن عباس عند البخاري (1758)، وسيأتي تخريجه في مسند أم سليم 6/ 430 - 431، ومن حديث أبي سلمة بن عبد الرحمن عند مالك في "الموطأ" 1/ 413.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر، ومجاهد: هو ابن جبر، وطاووس: هو ابن كيسان اليماني.

وأخرجه البخاري (2783) و (2825)، والنسائي 7/ 146، وفي "الكبرى"(8703)، =

ص: 448

1992 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - قَالَ سُفْيَانُ: لَا أَعْلَمُهُ إِلا عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: {أَوْ أَثَرَةٍ (1) مِنْ عِلْمٍ} [الأحقاف: 4]، قَالَ:" الْخَطُّ "(2).

= وابن الجارود (1030)، والطحاوي في "شرح المشكل" 3/ 252، والقضاعي في "مسند الشهاب"(847) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطحاوي 3/ 252 من طريق مؤمَّل بن إسماعيل، عن سفيان، به.

وأخرجه الدارمي (2512)، والبخاري (3077)، ومسلم 3/ 1487 و 1488، وأبو داود (2480)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(844)، والبيهقي 9/ 16 من طرق عن منصور، به.

وأخرجه الطبراني (10898) من طريق عمرو بن دينار، عن طاووس، به.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد"(261)، وابن ماجه (2773)، وابن حبان (4592)، والطبراني (10844)، والقضاعي (846) من طريق الأعمش، عن أبي صالح، عن ابن عباس، به.

وأخرجه عبد الرزاق (9711) عن معمر، عن ابن طاووس، عن طاووس مرسلاً. وسيأتي برقم (2396) و (3335)، ومطولاً برقم (2896).

قوله: "لا هجرة"، قال السندي: أي: من مكة، لصيرورتها دارَ إسلام، أو إلى المدينة من أي موضع كان لظهور عزة الإسلام، وأما الهجرة من دار الحرب إلى دار الإسلام، فهي واجبة على الدوام.

(1)

قراءة القراء السبعة: (أَثَارة من عِلم)، وقرأ ابن مسعود وأبو رَزين وأيوب السختياني ويعقوب (وهو ابن إسحاق الحضرمي إمام أهل البصرة ومقرؤها):"أَثَرة". انظر "زاد المسير" لابن الجوزي 7/ 369.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الطبراني (10725) من طريق سعيد بن أبي أيوب، عن صفوان، بهذا الإسناد. ولفظه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سُئل عن الخط، فقال:"هو أثارة من علم". =

ص: 449

1993 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي مُخَوَّلٌ، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقْرَأُ فِي صَلاةِ الصُّبْحِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ: {الم تَنْزِيلُ} وَ {هَلْ أَتَى} ، وَفِي الْجُمُعَةِ بِسُورَةِ الْجُمُعَةِ وَ {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ} (1).

= وأخرجه الطبري 2/ 26 من طريق أبي عاصم، والحاكم 2/ 454 من طريق محمد بن كثير العبدي، كلاهما عن سفيان، به موقوفاً. ولفظه عند الطبري: خط كان يخطه العرب في الأرض. وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.

وأخرجه الحاكم 2/ 454 من طريق ابن عون، عن الشعبي، عن ابن عباس، موقوفاً بلفظ:"جودة الخط". قال الحاكم: هذه زيادة غريبة في هذا الحديث (يعني لفظة: جودة).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. مُخَوَّل: هو ابن راشد الكوفي الحناط.

وأخرجه أبو داود (1075)، وأبو نعيم 7/ 182 من طريق يحيى، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (2636)، والنسائي 3/ 111، والطبراني (12375)، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 182 من طريق شعبة، به.

وأخرجه أبو نعيم 7/ 182 و 183 من طريق شعبة عن أبي عون والأعمش وأبي العميس، ثلاثتهم عن مسلم البطين، به.

وأخرجه الترمذي (520)، والنسائي 2/ 159، وابن خزيمة (533)، والطحاوي 1/ 414، والطبراني (12377) من طريق شريك، عن مُخول، به. وقال الترمذي: حسن صحيح.

وأخرجه أبو نعيم 7/ 183 من طريق شعبة، عن الحكم، عن سعيد بن جبير، به.

وأخرجه ابن خزيمة (533)، والطبراني (12422) و (12462) من طريقين عن سعيد بن جبير، به.

وأخرجه عبد الرزاق (5240)، ومن طريقه الطبراني (10900) عن معمر، عن ابن =

ص: 450

1994 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ عَطَاءِ بْنِ أَبِي الْخُوَارِ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: أَكَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِمَّا غَيَّرَتِ النَّارُ، ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ (1).

1995 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: سِرْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ لَا يَخَافُ إِلا اللهَ عز وجل (2).

1996 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ مُوسَى بْنِ سَلَمَةَ، قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: إِذَا لَمْ تُدْرِكِ الصَّلاةَ فِي الْمَسْجِدِ، كَمْ تُصَلِّي بِالْبَطْحَاءِ؟ قَالَ: رَكْعَتَيْنِ، تِلْكَ سُنَّةُ أَبِي الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم (3).

= طاووس، عن طاووس، عن ابن عباس. وسيأتي برقم (2457) و (2799) و (2906) و (3039) و (3096) و (3097) و (3160) و (3325) و (3326) و (3404).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، عطاء بن أبي الخوار من رجال مسلم، وباقي رجاله ثقات من رجال الشيخين.

وأخرجه عبد الرزاق (637)، وأبو يعلى (2734)، والطبراني (11267) من طريقين عن ابن جريج، بهذا الإسناد. وانظر ما تقدم برقم (1988).

(2)

حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. أبن عون: هو عبد الله بن عون بن أرطبان البصري، ومحمد: هو ابن سيرين.

وأخرجه النسائي 3/ 117 من طريق خالد بن الحارث، والطبراني (12855) من طريق عبد الرحمن بن حماد، كلاهما عن ابن عون، بهذا الإِسناد. وقد تقدم برقم (1852).

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير موسى بن =

ص: 451

1997 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: أَمْلاهُ عَلَيَّ سُفْيَانُ إِلَى شُعْبَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ مُرَّةَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ الْمُعَلِّمُ، حَدَّثَنِي طَلِيقُ بْنُ قَيْسٍ الْحَنَفِيُّ أَخُو أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَدْعُو: " رَبِّ أَعِنِّي وَلا تُعِنْ عَلَيَّ، وَانْصُرْنِي وَلا تَنْصُرْ عَلَيَّ، وَامْكُرْ لِي وَلا تَمْكُرْ عَلَيَّ، وَاهْدِنِي وَيَسِّرِ الْهُدَى إِلَيَّ، وَانْصُرْنِي عَلَى مَنْ بَغَى عَلَيَّ، رَبِّ اجْعَلْنِي لَكَ شَكَّارًا، لَكَ ذَكَّارًا، لَكَ رَهَّابًا، لَكَ مِطْوَاعًا، إِلَيْكَ مُخْبِتًا، لَكَ أَوَّاهًا مُنِيبًا، رَبِّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، وَاغْسِلْ حَوْبَتِي، وَأَجِبْ دَعْوَتِي، وَثَبِّتْ حُجَّتِي، وَاهْدِ قَلْبِي، وَسَدِّدْ لِسَانِي، وَاسْلُلْ سَخِيمَةَ قَلْبِي "(1).

= سلمة- وهو ابن المُحَبَّق الهذلي- فمن رجال مسلم.

وأخرجه الطيالسي (2742)، ومسلم (688) من طرق عن هشام الدستوائي، بهذا الإسناد. والحديث في صلاة المسافر، وقد تقدم برقم (1862).

(1)

إسناده صحيح، رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح غير طليق بن قيس، فقد روى له أصحاب السنن والبخاري في "الأدب المفرد"، وهو ثقة. سفيان: هو الثوري، وعمرو بن مرة: هو ابن عبد الله بن طارق المرادي، وعبد الله بن الحارث: هو الزبيدي المعروف بالمُكَتِّب، وهو بمعنى المعلِّم يعلم الكتابة.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(665)، وأبو داود (1511)، وابن أبي عاصم في "السنة"(384)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(607)، وابن حبان (948) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 280 - 281، وعبد بن حميد (717)، والبخاري في "الأدب المفرد"(664)، وأبو داود (1510)، وابن ماجه (3830)، والترمذي (3551)، وابن حبان (947)، والطبراني في "الدعاء"(1411)، والحاكم 1/ 519 - 520، والبغوي (1375) من طرق عن سفيان الثوري، به. =

ص: 452

1998 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ (1)، حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ: لَا يُفْطِرُ، وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ: لَا يَصُومُ، وَمَا صَامَ شَهْرًا تَامًّا مُنْذُ قَدِمَ الْمَدِينَةَ إِلا رَمَضَانَ (2).

1999 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" هَذِهِ وَهَذِهِ سَوَاءٌ " الْخِنْصَرُ وَالْإِبْهَامُ (3).

= وأخرجه الطبراني في "الدعاء"(1412) من طريق أحمد بن أبان القرشي، عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن مرة، به.

مُخبِتاً: أي خاضعاً خاشعاً متواضعاً. وقوله: "أواهاً"، الأواه: المتأوه المتضرع. والحَوْبة. الإثم. والسَّخِيمة: الحقد في النفس.

قوله: "وامكر لي"، قال السندي: مكرُ الله: إيقاع بلائه بأعدائه دون أوليائه، وقيل: هو استدراج العبد بالطاعات، فيتوهم أنها مقبولة وهي مردودة، والمعنى: ألحِق مكرك بأعدائي، لا بي.

(1)

تحرف في (م) و (غ) و (ش) و (ق) إلى: سعيد.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو بشر: هو جعفر بن إياس، وهو من أثبت الناس في سعيد بن جبير.

وأخرجه الطيالسي (2626)، ومن طريقه الترمذي في "الشمائل"(293) عن شعبة، بهذا الإِسناد. وانظر (2046) و (2151) و (2450) و (2737) و (2947).

(3)

إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري.

وأخرجه أبو داود (4558)، وابن ماجه (2652)، والترمذي (1392)، والنسائي 8/ 56 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن المبارك في "مسنده"(137)، وعبد بن حميد (572)، والدارمي =

ص: 453

2000 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ الْأَخْنَسِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" مَا اقْتَبَسَ رَجُلٌ عِلْمًا مِنَ النُّجُومِ، إِلا اقْتَبَسَ بِهَا شُعْبَةً مِنَ السِّحْرِ، مَا زَادَ زَادَ "(1).

2001 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ ذَكْوَانَ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: " إِنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ، فَعَمِلَهَا كُتِبَتْ عَشْرًا، وَإِنْ لَمْ يَعْمَلْهَا كُتِبَتْ حَسَنَةً، وَإِنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَعَمِلَهَا،

= (2370)، والبخاري (6895)، وأبو داود (4558) و (4559)، وابن ماجه (2650) و (2652)، والترمذي (1392)، والنسائي 8/ 56 - 57، وأبو يعلى (2716)، وابن الجارود (783)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(992)، وابن حبان (6015)، والطبراني (11824)، والبيهقي 8/ 90 و 90 - 91، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة"(2539) من طرق عن شعبة، به. وانظر (2621) و (2624) و (3150) و (3220).

(1)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الوليد بن عبد الله- وهو ابن أبي مغيث- فقد روى له أبو داود وابن ماجه، وهو ثقة.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 602، وأبو داود (3905)، وابن ماجه (3726) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد بن حميد (714)، والطبراني (11278)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(5197) من طريق الحارث بن عبيد، عن عبيد الله، به. وانظر (2840).

والمنهيُّ عنه من علم النجوم هو علمُ التأثير، الذي يقول أصحابه: إنَّ جميعَ أجزاء العالَم السُّفْلي صادر عن تأثير الكواكب والرُّوحانيات، فهذا محرَّمٌ لا شكَّ فيه، لأنه ضَرْبٌ من الأوهام، وما سوى ذلك من علم الفَلَك فتعلُّمُه مباح لا حرج فيه، بل هو فرضُ كفايةٍ لابُدَّ أن يقوم به نَفَرٌ من المسلمين ليُرفع الإثم عن عامَّتِهم، قال الله تعالى:{وعَلاماتٍ وبالنَّجْمِ هم يهتدونَ} ، وقال:{وهو الذي جَعَلَ لكُمُ النُّجومَ لتَهتَدوا بها في ظلماتِ البَرِّ والبحرِ} .

ص: 454

كُتِبَتْ سَيِّئَةً، وَإِنْ لَمْ يَعْمَلْهَا، كُتِبَتْ حَسَنَةً " (1).

2002 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، حَدَّثَنِي وَهْبُ بْنُ كَيْسَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ (2): وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ: وَحَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَكَلَ لَحْمًا أَوْ عَرْقًا، فَصَلَّى وَلَمْ يَمَسَّ مَاءً (3).

(1) حديث صحيح، الحسن بن ذكوان- وإن كان قد ضعّفه أحمد وابن معين وأبو حاتم والنسائي وابن المديني- تابعه الجعد أبو عثمان عند الشيخين، وسيردُ من طريقه عند أحمد، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو رجاء: هو عمران بن ملحان العُطَاردي تابعي قديم مخضرم أدرك الجاهلية وعمّر طويلاً أَزْيَد من مئة وعشرين سنة.

وأخرجه الطبراني (12761) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وانظر (2519) و (2827) و (3402).

(2)

القائل: هو هشام بن عروة.

(3)

أسانيده صحاح، الأول على شرط الشيخين، والثاني والثالث على شرط مسلم.

وأخرجه مسلم (354)، وابن الجارود (22)، وابن خزيمة (39) و (40)، والبيهقي 1/ 153 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن حبان (1133)، والطبراني (10789) من طريق يحيى بالإسناد الأول.

وأخرجه ابن حبان (1135)، والطبراني (10789) من طرق عن هشام، به.

وأخرجه ابن حبان (1131)، والطبراني (10790) من طريق أيوب، عن وهب، به.

وأخرجه مسلم (359)، والطحاوي 1/ 64، والطبراني (10791) و (10794) و (10795) و (10796) من طريق محمد بن عمرو، به. وسيأتي من هذه الطريق برقم (2286) و (2341) و (2377) و (2461) و (2545).

وأخرجه الطبراني (10657) من طريق يحيى بن سعيد بالإسنادين الثاني والثالث.

وأخرجه الطبراني (10659) من طريق أبي معاوية، عن هشام بالإسناد الثاني فقط. =

ص: 455

2003 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنَا عَطَاءٌ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ دَاجِنَةً لِمَيْمُونَةَ مَاتَتْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَلا انْتَفَعْتُمْ بِإِهَابِهَا، أَلا دَبَغْتُمُوهُ، فَإِنَّهُ ذَكَاتُهُ "(1).

2004 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ طَاوُوسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى الْعِيدَ بِغَيْرِ أَذَانٍ وَلا إِقَامَةٍ (2).

= وأخرجه الحميدي (898)، ومسلم (355)، وابن ماجه (490)، وابن حبان (1141) من طرق عن الزهري بالإسناد الثالث.

وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات"(3534)، والطبراني (10660) من طريق داود بن علي بن عبد الله، والطبراني (10661) من طريق سعد بن إبراهيم، كلاهما عن علي بن عبد الله، به. وسيأتي برقم (2339) و (3108) و (3287) و (3295)، وانظر (1988).

والعَرْق: العظم إذا أُخذ عنه معظم اللحم.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الدارقطني 1/ 44 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 380 عن عبيد الله بن موسى، عن ابن جريج، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 380، ومسلم (365)، والترمذي (1727)، وأبو عوانة 1/ 211، والطحاوي 1/ 469، والطبراني (11501)، والدارقطني 1/ 44، والبيهقي 1/ 16 من طرق عن عطاء بن أبي رباح، به. وسيأتي برقم (2504) و (3461) و (3521)، وانظر (2369) و (3026).

وسيأتي في مسند ميمونة 6/ 336 من طريق ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس، عن ميمونة.

الداجن: الشاة التي يعلفها الناس في منازلهم.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. =

ص: 456

2005 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ، حَدَّثَنِي مُسْلِمٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ امْرَأَةً قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهُ كَانَ عَلَى أُمِّهَا صَوْمُ شَهْرٍ، فَمَاتَتْ، أَفَأَصُومُهُ عَنْهَا؟ قَالَ:" لَوْ كَانَ عَلَى أُمِّكِ دَيْنٌ، أَكُنْتِ قَاضِيَتَهُ؟ " قَالَتْ: نَعَمْ. قَالَ: " فَدَيْنُ اللهِ عز وجل أَحَقُّ أَنْ يُقْضَى "(1).

2006 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى (2)، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمُتَرَجِّلاتِ مِنَ النِّسَاءِ، وَالْمُخَنَّثِينَ مِنَ الرِّجَالَ، وَقَالَ:" أَخْرِجُوهُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ " قَالَ: فَأَخْرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فُلانًا، وَأَخْرَجَ عُمَرُ فُلانًا (3).

2007 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ (4)، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم شَرِبَ لَبَنًا فَمَضْمَضَ وَقَالَ: " إِنَّ

= وأخرجه أبو داود (1147)، وابن ماجه (1274) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (2171) و (2173) و (2574) و (3227)، وانظر (2062) و (2169) و (3225).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. مسلم: هو ابن عمران البطين الكوفي.

وعلّقه البخاري (1953) عن يحيى، ووصله أبو داود (3310) عن مسدد، عن يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وانظر (1861).

(2)

قوله: "حدثنا يحيى" سقط من النسخ المطبوعة، وهو يحيى بن أبي كثير.

(3)

إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. وقد تقدم برقم (1982).

(4)

تحرف في (م) إلى: عبد الله بن عبيد الله.

ص: 457

لَهُ دَسَمًا " (1).

2008 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ - يَعْنِي الْأَعْمَشَ-، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُمَارَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: مَرِضَ أَبُو طَالِبٍ، فَأَتَتْهُ قُرَيْشٌ، وَأَتَاهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَعُودُهُ، وَعِنْدَ رَأْسِهِ مَقْعَدُ رَجُلٍ، فَقَامَ أَبُو جَهْلٍ، فَقَعَدَ فِيهِ، فَقَالُوا: إِنَّ ابْنَ أَخِيكَ يَقَعُ فِي آلِهَتِنَا. وَقَالَ: مَا شَأْنُ قَوْمِكَ يَشْكُونَكَ؟ قَالَ: " يَا عَمِّ، أُرِيدُهُمْ عَلَى كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ تَدِينُ لَهُمْ بِهَا الْعَرَبُ، وَتُؤَدِّي الْعَجَمُ إِلَيْهِمْ الْجِزْيَةَ " قَالَ: مَا هِيَ؟ قَالَ: " لَا إِلَهَ إِلا اللهُ " فَقَامُوا فَقَالُوا: أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا؟ قَالَ: وَنَزَلَ: {ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ} [ص: 1]، فَقَرَأَ حَتَّى بَلَغَ:{إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ} [ص: 5](2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عُبيد الله بن عبد الله: هو ابن عتبة بن مسعود الهذلي. وهو مكرر (1951).

(2)

إسناده ضعيف، يحيى بن عمارة، ويقال: يحيى بن عباد، ويقال: عباد، تفرد عنه الأعمش فهو في عداد المجهولين وإن ذكره ابن حبان في "الثقات".

واخرجه الترمذي بأثر الحديث (3232)، والنسائي في "الكبرى"(11436)، والطبري 23/ 125، وابن حبان (6686) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 359 عن يحيى، عن الأعمش، به.

وأخرجه الترمذي (3232)، والحاكم 2/ 432، والواحدي في "أسباب النزول" ص 246 من طريق أبي أحمد الزبيري، وأبو يعلى (2583)، والطبري 23/ 125 - 126 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، والطبري 23/ 125 من طريق معاوية بن هشام، ثلاثتهم عن سفيان، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي! وليس عند الطبري 23/ 125 في الإسناد "الأعمش"، ويغلب على ظننا أنه سقط من الطبع.

وأخرجه عبد الرزاق (9924) عن الثوري، عن الأعمش، عن سعيد بن جبير، به. =

ص: 458

قَالَ عَبْدُ اللهِ: قَالَ أَبِي: وحَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، حَدَّثَنَا عَبَّادٌ

فَذَكَرَ نَحْوَهُ. وقَالَ أَبِي: قَالَ الْأَشْجَعِيُّ: يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ.

2009 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ (1) عُيَيْنَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: إِنِّي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ، وَإِنَّ أَرْضَنَا أَرْضٌ بَارِدَةٌ، فَذَكَرَ مِنْ ضُرُوبِ الشَّرَابِ، فَقَالَ: اجْتَنِبْ مَا أَسْكَرَ مِنْ زَبِيبٍ أَوْ تَمْرٍ أَوْ مَا سِوَى ذَلِكَ؟ قَالَ: مَا تَقُولُ فِي نَبِيذِ الْجَرِّ؟ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ نَبِيذِ الْجَرِّ (2).

2010 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ الْأَخْنَسِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ أَسْوَدَ أَفْحَجَ يَنْقُضُهَا حَجَرًا حَجَرًا " يَعْنِي الْكَعْبَةَ (3).

= ويغلب على ظننا أن "يحيي بن عمارة" سقط من الطبع أيضاً، والحديث عنده مختصر جداً ولفظه: مرض أبو طالب فجاءه رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يعوده.

وإسناد أبي أسامة الذي أشار إليه أحمد سيأتي عنده برقم (3419).

(1)

تحرفت في (م) إلى: بن.

(2)

إسناده صحيح، عيينة بن عبد الرحمن وأبوه روى لهما أصحاب السنن، وهما ثقتان.

وأخرجه الطبراني (12923) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي 8/ 303 من طريق ابن المبارك، عن عيينة بن عبد الرحمن، به.

والجر: جمع جرة، والنهي عن الانتباذ فيها منسوخ بحديث بريدة عند أحمد 5/ 355، ومسلم (977)، وانظر التعليق على الحديث (2020).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. =

ص: 459

2011 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، حَدَّثَنِي قَارِظٌ، عَنْ أَبِي غَطَفَانَ، قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ تَوَضَّأَ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " اسْتَنْثِرُوا (1) مَرَّتَيْنِ بَالِغَتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا "(2).

2012 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ عِنْدَ الْكَرْبِ: " لَا إِلَهَ إِلا اللهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ، لَا إِلَهَ إِلا اللهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، لَا إِلَهَ إِلا

= وأخرجه البخاري (1595)، وأبو يعلى (2537) و (2753)، وابن حبان (6752) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد بن حميد (713)، والطبراني (11238) من طريق مسلم بن إبراهيم، عن الحارث بن عبيد، عن عبيد الله بن الأخنس، به.

أفحج: من الفَحَج، وهو تباعد ما بين الفخذين. وانظر "الفتح" 3/ 461 - 462.

(1)

هو أمر من الاستنثار: وهو نَثْر ما في الأنف بالنَّفَس.

(2)

إسناده قوي، قارظ- وهو ابن شيبة بن قارظ الليثي المدني حليف بني زُهْرة- قال النسائي: لا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات"، روى له أبو داود والنسائي وابن ماجه، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي غطفان- وهو ابن طريف المري- فمن رجال مسلم. ابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث بن أبي ذئب القرشي العامري.

وأخرجه الطيالسي (2725)، وابن أبي شيبة 1/ 27، وأبو داود (141)، وابن ماجه (408)، والنسائي في" الكبرى"(97)، والطبراني (10784)، والحاكم 1/ 148، والبيهقي 1/ 49 من طرق عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (2887) و (3296).

ص: 460

اللهُ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ " (1).

2013 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي الْحَكَمُ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" نُصِرْتُ بِالصَّبَا، وَأُهْلِكَتْ عَادٌ بِالدَّبُورِ "(2).

2014 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، أَنَّ أَبَا الشَّعْثَاءِ أَخْبَرَهُ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَكَحَ وَهُوَ حَرَامٌ (3).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي، وأبو العالية: هو رفيع بن مهران الرِّياحي.

وأخرجه البخاري (6346) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (2651)، والبخاري في "صحيحه"(6345)، وفي "الأدب المفرد"(700)، ومسلم (2730)، والترمذي (3435)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(653)، والطبراني في "الدعاء"(1024)، والبغوي (1331) و (1332) من طرق عن هشام، به. وسيأتي برقم (2297) و (2344) و (2345) و (2411) و (2531) و (2537) و (2568) و (3147) و (3354).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. الحكم: هو ابن عتيبة.

وأخرجه الطيالسي (2641)، وعبد بن حميد (637)، والبخاري (1035) و (3205) و (3343) و (4105)، والنسائي في "الكبرى"(11617)، وابن حبان (6421)، والطبراني (11044)، والبيهقي 3/ 364، والقضاعي في "مسند الشهاب"(573)، والبغوي (1149) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (2982) و (3171) و (3338).

الصَّبَا: ريحٌ تهبُّ من مشرق الشمس إذا استوى الليل والنهار. والدَّبُور: ريح تهبُّ من المغرب، وتقابل الصَّبا.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو الشعثاء: هو جابر بن زيد الأزدي. =

ص: 461

2015 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، أَنَّ أَبَا الشَّعْثَاءِ أَخْبَرَهُ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ وَهُوَ يَقُولُ:" مَنْ لَمْ يَجِدْ إِزَارًا وَوَجَدَ سَرَاوِيلَ، فَلْيَلْبَسْهَا، وَمَنْ لَمْ يَجِدْ نَعْلَيْنِ وَوَجَدَ خُفَّيْنِ، فَلْيَلْبَسْهُمَا ". قُلْتُ: لَمْ يَقُلْ لِيَقْطَعْهُمَا؟ قَالَ: لَا (1).

2016 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْحُوَيْرِثِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَبَرَّزَ، فَطَعِمَ وَلَمْ يَمَسَّ مَاءً (2).

2017 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أُنْزِلَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَأَرْبَعِينَ، فَمَكَثَ بِمَكَّةَ عَشْرًا وَبِالْمَدِينَةِ عَشْرًا، وَقُبِضَ وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ (3).

= وأخرجه النسائي 5/ 191، وابن حبان (4131) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وانظر (1919). وحرام: أي مُحرِم.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الطبراني (12815) من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإِسناد. وتقدم برقم (1848).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سعيد بن الحويرث، فمن رجال مسلم.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(6736) من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد.

وأخرجه بنحوه الدارمي (2077)، ومسلم (374)(121) من طريق أبي عاصم، عن ابن جريج، به. وانظر (1932).

(3)

إسناده صحيح على شرط البخاري، عكرمة من رجاله، وباقي الإسناد من رجال الشيخين، لكن قد خولف يحيى- وهو ابن سعيد القطان- في متنه. =

ص: 462

2018 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: فَرَضَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم هَذِهِ الصَّدَقَةَ كَذَا وَكَذَا وَنِصْفَ صَاعٍ بُرًّا (1).

2019 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى مِنَ اللَّيْلِ ثَلاثَ عَشْرَةَ (2).

= فقد أخرجه ابن أبي شيبة 13/ 53 و 14/ 291 عن يزيد بن هارون، والبخاري في "صحيحه"(3851) من طريق النضر بن شميل، وفي "التاريخ الكبير" 1/ 8، وعنه الترمذي (3621) عن محمد بن بشار، عن ابن أبي عدي، ثلاثتهم عن هشام بن حسان، بهذا الإسناد.

ولفظه عندهم: أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثلاث وأربعين، فأقام بمكة ثلاث عشرة سنةً، وأقام بالمدينة عشر سنين، فتوفي وهو ابن ثلاث وستين. وهذا هو الموافق لقول الجمهور فيما قاله الحافظ في "الفتح" 8/ 151.

وأخرجه كذلك عبد الرزاق (6784) عن إسماعيل بن عبد الله، عن هشام بن حسان، عن ابن سيرين، عن ابن عباس. وسيأتي الحديث برقم (2110) و (2242) و (3503) و (3517)، وانظر (2696) و (3429) و (3516).

وأخرجه الترمذي (3622) عن محمد بن بشار، عن ابن أبي عدي، عن هشام، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: قبض النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن خمس وستين. والأول أصوب.

وانظر ما تقدم برقم (1846).

(1)

إسناده ضعيف، الحسن- وهو ابن أبي الحسن البصري- مدلس وقد عنعن. حميد: هو ابن أبي حميد الطويل.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 170 و 223، وأبو داود (1622)، والنسائي 5/ 50، والبيهقي 4/ 168 من طريقين عن حميد، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (3291).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو جمرة: هو نصر بن عمران الضُّبَعي =

ص: 463

2020 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي أَبُو جَمْرَةَ. وَابْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ: إِنَّ وَفْدَ عَبْدِ الْقَيْسِ لَمَّا قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" مِمَنِ الوَفْدُ؟ - أَوْ قَالَ: الْقَوْمُ - " قَالُوا: رَبِيعَةُ. قَالَ: " مَرْحَبًا بِالْوَفْدِ - أَوْ قَالَ: الْقَوْمِ - غَيْرَ خَزَايَا وَلا نَدَامَى " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَتَيْنَاكَ مِنْ شُقَّةٍ بَعِيدَةٍ، وَبَيْنَنَا وَبَيْنَكَ هَذَا الْحَيُّ مِنْ كُفَّارِ مُضَرَ، وَلَسْنَا نَسْتَطِيعُ أَنْ نَأْتِيَكَ إِلا فِي شَهْرٍ حَرَامٍ، فَأَخْبِرْنَا بِأَمْرٍ نَدْخُلُ بِهِ الْجَنَّةَ، وَنُخْبِرُ بِهِ مَنْ وَرَاءَنَا. وَسَأَلُوهُ عَنْ أَشْرِبَةٍ، فَأَمَرَهُمْ بِأَرْبَعٍ، وَنَهَاهُمْ عَنْ أَرْبَعٍ:

أَمَرَهُمْ بِالْإِيمَانِ بِاللهِ، قَالَ:" أَتَدْرُونَ مَا الْإِيمَانُ بِاللهِ؟ " قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: " شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَإِقَامُ الصَّلاةِ، وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ وَصَوْمُ رَمَضَانَ، وَأَنْ تُعْطُوا الْخُمُسَ مِنَ المَغْنَمِ ".

وَنَهَاهُمْ عَنِ الدُّبَّاءِ وَالْحَنْتَمِ وَالنَّقِيرِ وَالْمُزَفَّتِ - قَالَ: وَرُبَّمَا قَالَ: وَالْمُقَيَّرِ - قَالَ: " احْفَظُوهُنَّ وَأَخْبِرُوا بِهِنَّ مَنْ وَرَاءَكُمْ "(1).

= وأخرجه البخاري (1138) من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (2748)، والترمذي في"السنن"(442)، وفي "الشمائل"(263)، والنسائي في الصلاة كما في "التحفة" 5/ 262، وأبو يعلى (2559)، وابن خزيمة (1164)، والطحاوي 1/ 286، وابن حبان (2611)، والطبرانى (12964) من طرق عن شعبة. به. وسيأتي برقم (2985) و (3130).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن جعفر: هو محمد بن جعفر الهذلي البصري المعروف بغندر.

وأخرجه أبوداو (4677) عن أحمد بن حنبل، عن يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. =

ص: 464

2021 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ. وَابْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنِي أَبُو جَمْرَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: جُعِلَ فِي قَبْرِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَطِيفَةٌ حَمْرَاءُ (1).

= وأخرجه الطيالسي (2747)، وابن أبي شيبة 6/ 11 و 12/ 202، والبخاري (53) و (87) و (7266)، ومسلم (17)(24)، والنسائي 8/ 322، وابن خزيمة (307)، وابن حبان (172)، والطبراني (12949)، وابن منده في "الإيمان"(21)، والبيهقي في "السنن" 6/ 294، وفي "الدلائل" 5/ 323 - 324، والبغوي (20) من طرق عن شعبة، به.

وأخرجه أبو عبيد في "الإيمان"(1)، والبخاري (523) و (1398) و (3095) و (3510) و (4369) و (6176) و (7556)، ومسلم (17)(23) و (25)، و 3/ 1579 وأبو داود (3692)، والترمذي (1599) و (2611)، والنسائي 8/ 120 و 322، وابن خزيمة (307) و (1879) و (2245) و (2246)، وابن حبان (157)، والطبراني (12950) و (12951) و (12952) و (12953) و (12954) و (12955) و (12956)، وابن منده (18) و (19) و (.2) و (22) و (151) و (153) و (169) من طرق عن أبي جمرة، به. وبعضهم يزيد فيه على بعض، وسيأتي برقم (3086)، وانظر (2476) و (3406).

الدُّبَّاء: هو القَرْع اليابس، أي: الوعاء منه. والحنتم: الجرار الخُضْر. والنقير: جذع ينقر وسطه. والمزفَّت: المطلي بالزفت، ويقال له: المقيَّر. والنهي في هذه الأشياء عن الانتباذ فيها، والنهي عن الانتباذ بهذه الأوعية منسوخ بحديث بريدة عند أحمد 5/ 355، ومسلم (977)، وصححه ابن حبان (5390) وفيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"ونهيتكم عن الأشربة في الأوعية، فاشربوا في أيَّ وعاء شئتم ولاتشربوا مسكراً" وفي رواية مسلم ص 1585، وعلي بن الجعد (2075):"كنت نهيتكم عن الأشربة إلا في ظروف الأدم، فاشربوا في كل وعاء غير أن لا تشربوا مسكراً".

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

ص: 465

2022 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قِيلَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، حِينَ فَرَغَ مِنْ بَدْرٍ: عَلَيْكَ الْعِيرَ لَيْسَ دُونَهَا شَيْءٌ. قَالَ: فَنَادَاهُ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ: إِنَّهُ لَا يَصْلُحُ لَكَ. قَالَ: " وَلِمَ؟ " قَالَ: لِأَنَّ اللهَ عز وجل إِنَّمَا وَعَدَكَ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ، وَقَدْ أَعْطَاكَ مَا وَعَدَكَ (1).

= وأخرجه مسلم (967)، والترمذي (1048) من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 336، ومسلم (967)، وابن حبان (6631) من طريق محمد بن جعفر، به.

وأخرجه الطيالسي (2750)، والنسائي 4/ 81، والطبراني (12963)، والبيهقي 3/ 408 من طرق عن شعبة، به. وسيأتي برقم (3341).

القطيفة: كساء مخمل، قال النووي في "شرح مسلم" 7/ 34: هذه القطيفة ألقاها شُقران مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: كرهتُ أن يلبسها أحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم (أخرجه البيهقي 3/ 408)، وقد نصَّ الشافعي وجميع أصحابنا، وغيرهم من العلماء، على كراهة وضع قطيفة، أو مضربة، أو مخدة، ونحو ذلك تحت الميت في القبر، وشَذَّ عنهم البغوي من أصحابنا، فقال في كتابه "التهذيب": لا بأس بذلك، لهذا الحديث، والصواب كراهته، كما قاله الجمهور، وأجابوا عن هذا الحديث: بأن شُقران انفرد بفعل ذلك، لم يوافقه غيره من الصحابة، ولا علموا ذلك، وإنما فعله شقران لما ذكرناه عنه من كراهته أن يلبسها أحد بعد النبي صلى الله عليه وسلم، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يلبسها ويفترشها، فلم تَطِبْ نفس شقران أن يستبدلها أحد بعد النبي صلى الله عليه وسلم، وخالفه غيره، فروى البيهقي (3/ 408) عن ابن عباس: أنه كره أن يجعل تحت الميت ثوب في قبره، والله أعلم.

(1)

رواية سماك عن عكرمة فيها اضطراب، ومع ذلك فقد قال الترمذي: حديث حسن صحيح، وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي، وجوَّد إسنادَه الحافظ ابن كثير في "تفسيره" 3/ 556! =

ص: 466

2023 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: مَرَّ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ بِنَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَسُوقُ غَنَمًا لَهُ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ، فَقَالُوا: مَا سَلَّمَ عَلَيْنَا إِلا لِيَتَعَوَّذَ مِنَّا. فَعَمَدُوا إِلَيْهِ فَقَتَلُوهُ، وَأَتَوْا بِغَنَمِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ فَتَبَيَّنُوا} [النساء: 94](1).

= وأخرجه ابن أبي شيبة 14/ 376، وأبو يعلى (2373)، والطبراني (11733)، والحاكم 2/ 327 من طرق عن إسرائيل، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن سعد 2/ 22 - 23 من طريق زهير بن معاوية، عن سماك، عن عكرمة مرسلاً. وسيأتي برقم (2873) و (3001).

(1)

حسن لغيره، سماك- وإن كان في روايته عن عكرمة اضطرابٌ- قد توبع عليه.

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 125 و 12/ 377 - 378 و 378، والترمذي (3030)، وابن حبان (4752)، والطبري 5/ 223، والطبراني (11731)، والحاكم 2/ 235، والبيهقي 9/ 115، والواحدي في "أسباب النزول" ص 115 من طرق عن إسرائيل، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حديث حسن، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي. وسيأتي برقم (2462) و (2986).

وأخرجه البخاري (4591)، ومسلم (3025)، وأبو داود (3974)، والنسائي في "الكبرى"(11116)، والطبري 5/ 223، والواحدي ص 115، والبيهقي 9/ 115 من طرق عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن عطاء، عن ابن عباس:{ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمناً} قال: كان رجل في غنيمة له فلحقه المسلمون، فقال: السلام عليكم، فقتلوه وأخذوا غنيمته فنزلت:{ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمناً} .

وروى البزار (2202)، والطبراني (12379)، وجود إسناده الهيثمي 7/ 8 من طريق حبيب بن أبي عمرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس في سبب نزول هذه الآية قصة =

ص: 467

2024 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنْ طَاوُوسٍ، قَالَ: أَتَى ابْنَ عَبَّاسٍ رَجُلٌ فَسَأَلَهُ

وَسُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، أَنْبَأَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ، قَالَ: سَمِعْتُ طَاوُوسًا، يَقُولُ: سَأَلَ رَجُلٌ ابْنَ عَبَّاسٍ، الْمَعْنَى، عَنْ قَوْلِهِ عز وجل:{قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} [الشورى: 23]، فَقَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: قَرَابَةُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: عَجِلْتَ! إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَكُنْ بَطْنٌ مِنْ قُرَيْشٍ، إِلا لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِيهِمْ قَرَابَةٌ، فَنَزَلَتْ:{قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} : إِلا أَنْ تَصِلُوا قَرَابَةَ مَا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ (1).

= أخرى، قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية فيها المقداد بن الأسود، فلما أتوا القومَ وجدوهم قد تفرقوا، وبقي رجل له مال كثير لم يَبْرَحْ، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، فأهوى إليه المقداد، فقتله، فقال له رجل من أصحابه: أقتلت رجلاً يشهدُ أن لا إله إلا الله، لأذكرنَّ ذلك للنبيِّ صلى الله عليه وسلم، فلما قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم قالوا: يا رسول الله، إن رجلاً شهد أن لا إله إلا الله، فقتله المقداد، فقال:"ادع لي المقداد، يا مقداد! أقتلت رجلاً يقول: لا إله إلا الله؟ فكيف لك بلا إله إلا الله غداً؟ " قال: فأنزل الله تبارك وتعالى: {يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبَيِّنوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمناً تبتغون عَرَضَ الحياة الدنيا فعند الله مغانمُ كثيرةٌ كذلك كنتم من قبلُ} فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للمقداد: "كان رجل مؤمن يُخفي إيمانَه مع قوم كفار، فأظهر إيمانَه فقتلته، وكذلك كنتَ تُخفي إيمانك بمكة من قبلُ". قال البزار: لا نعلمه يروى إلا عن ابن عباس، ولا له عنه إلا هذا الطريق.

وعلق البخاري فىِ "صحيحه"(6866) قوله: "كان رجل مؤمن

" بصيغة الجزم. وانظر "الفتح" 8/ 258 - 259 و 12/ 189 - 191.

(1)

الإسناد الأول صحيح على شرط الشيخين، والثاني صحيح على شرط مسلم، سليمان بن داود الطيالسي شيخ أحمد من رجال مسلم. =

ص: 468

2025 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنَا عَطَاءٌ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِامْرَأَةٍ مِنَ الْأَنْصَارِ - سَمَّاهَا ابْنُ عَبَّاسٍ فَنَسِيتُ اسْمَهَا -: " مَا مَنَعَكِ أَنْ تَحُجِّي مَعَنَا الْعَامَ؟ " قَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللهِ، إِنَّمَا كَانَ لَنَا نَاضِحَانِ، فَرَكِبَ أَبُو فُلانٍ وَابْنُهُ - لِزَوْجِهَا وَابْنِهَا - نَاضِحًا، وَتَرَكَ نَاضِحًا نَنْضَحُ عَلَيْهِ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" فَإِذَا كَانَ رَمَضَانُ فَاعْتَمِرِي فِيهِ، فَإِنَّ عُمْرَةً فِيهِ تَعْدِلُ حَجَّةً "(1).

2026 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ (2)

= وأخرجه البخاري (3497)، وابن حبان (6262) من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبري 25/ 23 من طريق أبي أسامة، عن شعبة، به.

وأخرجه الطبري 25/ 23، والطبراني (12233) و (12238) من طرق عن ابن عباس، به. وسيأتي برقم (2599).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البخاري (1782)، ومسلم (1256)(221)، والبيهقي 4/ 346 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.

وأخرجه الدارمي (1859)، والنسائي 4/ 130 - 131، وابن حبان (3700) من طرق عن ابن جريج، به مختصراً.

وأخرجه البخاري (1863)، ومسلم (1256)(222) من طريق حبيب المعلم، عن عطاء، به. وسمى حبيبٌ المرأة أم سنان الأنصارية.

وأخرجه ابن حبان (3699)، والطبراني (11410) من طريق يعقوب بن عطاء، والطبراني (11322) من طريق ابن أبي ليلى، كلاهما عن عطاء، به مختصراً. وفيه عند ابن حبان والطبراني تسمية المرأة باسم أم سليم، وزوجها بأبي طلحة، والإسنادان ضعيفان. وسيأتي الحديث مختصراً برقم (2808) و (2809)، وانظر "فتح الباري" 3/ 603 - 605.

(2)

تحرف في (م) إلى: عبد الله بن عبيد الله.

ص: 469

عَنْ عَائِشَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ قَبَّلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مَيِّتٌ (1).

2027 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُغِيرَةُ بْنُ النُّعْمَانِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:" يُحْشَرُ النَّاسُ عُرَاةً حُفَاةً غُرْلًا، فَأَوَّلُ مَنْ يُكْسَى إِبْرَاهِيمُ عليه الصلاة والسلام " ثُمَّ قَرَأَ: {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ} (2).

2028 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَكَمِ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنْ نَبِيذِ الْجَرِّ، فَقَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ نَبِيذِ الْجَرِّ وَالدُّبَّاءِ، وَقَالَ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُحَرِّمَ مَا حَرَّمَ اللهُ وَرَسُولُهُ، فَلْيُحَرِّمِ النَّبِيذَ (3).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري.

وأخرجه البخاري (4455) و (5709)، وابن ماجه (1457)، والنسائي 4/ 11، وابن حبان (3029)، والبغوي (1471) من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد. وسيأتي مكرراً في مسند عائشة 6/ 55.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (1950).

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الحكم - واسمه عمران بن الحارث السلمي الكوفي- فمن رجال مسلم.

وأخرجه الطيالسي (2743)، والنسائي 8/ 322، والطحاوي 4/ 223، والطبراني (12738) من طرق عن شعبة، به.

وأخرجه أبو يعلى (2344) من طريق أبي نضرة، عن ابن عباس، فقال: "من سره أن يحرم

" وتقدم برقم (185)، وسيأتي برقم (3157)، وانظر (2476) و (2771) و (3257).

ص: 470

2029 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ فِطْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الطُّفَيْلِ، قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: إِنَّ قَوْمَكَ يَزْعُمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ رَمَلَ بِالْبَيْتِ، وَأَنَّهَا سُنَّةٌ. قَالَ: صَدَقُوا وَكَذَبُوا. قُلْتُ: كَيْفَ صَدَقُوا وَكَذَبُوا؟ قَالَ: قَدْ رَمَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالْبَيْتِ وَلَيْسَ بِسُنَّةٍ، قَدْ رَمَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ، وَالْمُشْرِكُونَ عَلَى جَبَلِ قُعَيْقِعَانَ، فَبَلَغَهُ أَنَّهُمْ يَتَحَدَّثُونَ أَنَّ بِهِمْ هَُزْلًا، فَأَمَرَهُمْ أَنْ يَرْمُلُوا لِيُرِيَهُمْ أَنَّ بِهِمْ قُوَّةً (1).

2030 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. وَوَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا صَالِحٍ يُحَدِّثُ بَعْدَ مَا كَبِرَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم زَائِرَاتِ الْقُبُورِ، وَالْمُتَّخِذِينَ عَلَيْهَا الْمَسَاجِدَ وَالسُّرُجَ (2).

(1) إسناده صحيح. فطر: هو ابن خليفة، وأبو الطفيل: هو عامر بن واثلة.

وأخرجه الحميدي (511)، والطحاوي 2/ 180، وابن حبان (3811) و (3841). والطبراني (10625) و (10626) من طرق عن فطر بن خليفة، بهذا الإسناد.

وأخرجه الحميدي (511)، ومسلم (1264)(238)، والطبراني (10627) من طريق عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين، و (10629) من طريق ابن أبي ليلى، عن عبد الكريم، كلاهما عن أبي الطفيل، به. وسيأتي برقم (2077) و (2707) و (2708) و (2842) و (3492) و (3534 م) و (3535)، وانظر (1921) و (1972) و (2220) و (2305) و (2639). قُعَيْقِعانُ: جبل بمكة.

(2)

حسن لغيره دون ذِكر السُّرج، وهذا إسناد ضعيف، أبو صالح: واسمه باذام، وهو مولى أم هانئ، ضعيف ضعفه أبو حاتم والنسائي والعقيلي وابن عدي وابن الجارود وأبو أحمد الحاكم وابن حبان وغيرهم، وأخطأ ابن حبان، فجزم في "صحيحه" (3179) أنه: ميزان البصري الثقة المأمون، ولم يتابَع. وسيأتي ذكر شواهده والكلام عليه عند الحديث (2603). =

ص: 471

2031 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي (1) كَثِيرٍ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ مُعَتِّبٍ (2) أَخْبَرَهُ، أَنَّ أَبَا حَسَنٍ مَوْلَى أَبِي نَوْفَلٍ أَخْبَرَهُ: أَنَّهُ اسْتَفْتَى ابْنَ عَبَّاسٍ فِي مَمْلُوكٍ تَحْتَهُ مَمْلُوكَةٌ، فَطَلَّقَهَا تَطْلِيقَتَيْنِ ثُمَّ عَتَقَا (3)، هَلْ يَصْلُحُ لَهُ أَنْ يَخْطُبَهَا؟ قَالَ: نَعَمْ، قَضَى بِذَلِكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم (4).

= وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 376 و 3/ 344 عن وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه الحاكم 1/ 374 من طريق يحيى القطان، به.

وأخرجه الطيالسي (2733)، وأبو داود (3236)، والحاكم 1/ 374، والبيهقي 4/ 78 من طرق عن شعبة، به.

وأخرجه ابن ماجه (1575)، والترمذي (320)، والنسائي 4/ 94 - 95، وابن حبان (3179) و (3180)، والبغوي (510) من طريق عبد الوارث بن سعيد، عن محمد بن جحادة، به. وقال الترمذي: حديث حسن، وسيأتي برقم (2603) و (2984) و (3118).

(1)

لفظة "أبي" سقطت من (م).

(2)

تحرف في (م) والأصول التي بين أيدينا عدا (ظ 9) و (ظ 14) إلى: عمر بن مغيث، ومنهما أثبتناه على الصواب. وانظر ما سيأتي برقم (3088).

(3)

في (م) والأصول الخطية: أعتقها، وهو خطأ واضح، والمثبت من مصادر التخريج ومن الرواية الآتية.

(4)

إسناده ضعيف، عمر بن معتب قال أحمد: لا أعرفه، وذكره النسائي في الضعفاء، وقال: ليس بالقوي، وقال ابن المديني: منكر الحديث، وأبو الحسن مولى الحارث بن نوفل: ثقة من أهل الفقه والصلاح، لكن قال أبوداود: ليس العمل على هذا الحديث، وقال أيضاً: سمعت أحمد بن حنبل، قال: قال عبد الرزاق: قال ابن المبارك لمعمر: مَن أبو الحسن هذا؟ لقد تَحمَّل صخرةً عظيمة! يريد به إنكارَ ما جاء في هذا الحديث، وقال البيهقي في "سننه" 7/ 370 - 371: وعامَّةُ الفقهاء على خلاف ما رواه =

ص: 472

2032 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فِي الَّذِي يَأْتِي امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضٌ:" يَتَصَدَّقُ بِدِينَارٍ، أَوْ بِنِصْفِ دِينَارٍ "(1).

= (يعني عمر بن معتب) ولو كان ثابتاً قُلْنا به، إلا أنا لا نُثبِتُ حديثاً يرويه من تُجهَلُ عدالَتُه.

وأخرجه أبو داود (2187)، والنسائي 6/ 154 من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (2188) عن زهير بن حرب، عن علي بن المبارك، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 4/ 155، والطبراني (10813)، والبيهقي 7/ 370 - 371 من طريق شيبان بن عبد الرحمن النحوي، والطبراني (10815) من طريق معاوية بن سلام، كلاهما عن يحيى بن أبي كثير، به. وسيأتي برقم (3088).

(1)

صحيح موقوفاً، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، غير مقسم مولى ابن عباس، فمن رجال البخاري إلا أنه روي مرفوعاً وموقوفاً، والموقوف أصح. الحكم: هو ابنُ عتيبة، وعبد الحميد بن عبد الرحمن: هو ابن زيد بن الخطاب العدوي.

وقول عبد الله: قال أبي: ولم يرفعه عبد الرحمن ولا بهز، يعني أن عبد الرحمن بن مهدي، وبهز بن أسد روياه عن شعبة بهذا الإسناد موقوفاً على ابن عباس، وقال ابن أبي حاتم في "العلل" 1/ 50 - 51 عن أبيه: اختلفت الروايةُ، فمنهم من يروي عن مِقسم عن ابن عباس موقوفاً، ومنهم من يروي عن مقسم عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً، وأما من حديث شعبة، فإن يحيى بن سعيد أسنده وحكى أن شعبة قال: أسنده لي الحكمُ مرةً ووقفه مرةً، ورواه الدارمي 1/ 254 عن أبي الوليد وعن سعيد بن عامر، كلاهما عن شعبة موقوفاً، قال شعبة: أما حفظي، فهو مرفوع، وأما فلان وفلان، فقالا: غير مرفوع، قال بعض القوم: حدِّثْنا بحفظك، ودَعْ ما قال فلان وفلان، فقال: والله ما أُحبُّ أنِّي عُمِّرتُ في الدنيا عمر نوح وإني حدِّثْتُ بهذا أو سَكَتُّ عن هذا.

وقال الترمذي بإثر الحديث (137): حديث الكفارة في إتيان الحائض قد روي عن =

ص: 473

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= ابن عباس موقوفاً ومرفوعاً، وهو قول بعض أهل العلم، وبه يقول أحمد وإسحاق، وقال ابن المبارك: يستغفر ربَّه ولا كفَّارة عليه.

قلنا: وممن يقول بقول ابن المبارك عطاء وسعيد بن جبير وإبراهيم النخعي وابن أبي مليكة والشعبي ومكحول والزهري وربيعة وحماد بن أبي سليمان والقاسم بن محمد وابن سيرين وأيوب السختياني وسفيان الثوري والليث بن سعد ومالك وأبوحنيفة، وهو الأصح عن الشافعي وأحمد في إحدى الروايتين عنه، وجماهير من السلف قالوا: إنه لا كفارة عليه، بل الواجب الاستغفار والتوبة. انظر"شرح الترمذي" لابن سيد الناس 1 / الورقة 48، و"تحفة الأحوذي" للمباركفوري 1/ 128.

وأخرجه أبو داود (264) و (2168)، وابن ماجه (640)، والنسائي 1/ 153 و 188، والطبراني (12066)، والحاكم 1/ 171 - 172 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن ماجه (640) من طريق ابن أبي عدي، وابن الجارود (108) من طريق وهب بن جرير، والبيهقي 1/ 314 من طريق النضر بن شميل، ثلاثتهم عن شعبة، به مرفوعاً.

وأخرجه ابن الجارود (110)، والبيهقي 1/ 315 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، والدارمي (1106) عن أبي الوليد، والبيهقي 1/ 314 - 315 من طريق عفان وسليمان بن حرب، أربعتهم عن شعبة، به موقوفاً.

وأخرجه الدارمي (1107)، والنسائي في "الكبرى"(9099) من طريق سعيد بن عامر، عن شعبة موقوفاً.

وأخرجه ابن الجارود (109) من طريق سعيد بن عامر أيضاً، عن شعبة مرفوعا، وجاء في آخره: قال شعبة: أما حفظي فهو مرفوع، وأما فلان وفلان فقالا: غير مرفوع. قال بعض القوم: حدثنا بحفظك ودع ما قال فلان وفلان، فقال: والله ما أحب أني عمرت في الدنيا عمر نوح وإني حدّثْتُ بهذا أو سَكَتُّ عن هذا.

وأخرجه الطبراني (12065)، والبيهقي 1/ 315 - 316 من طريق حماد بن الجعد، عن قتادة، عن الحكم، به. =

ص: 474

قَالَ عَبْدُ اللهِ: قَالَ أَبِي: وَلَمْ يَرْفَعْهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَلَا بَهْزٌ.

2033 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ تَكَلَّمَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ، فَهُوَ كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا، وَالَّذِي يَقُولُ لَهُ: أَنْصِتْ، لَيْسَ لَهُ جُمُعَةٌ "(1).

2034 -

حَدَّثَنِي ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ

= وأخرجه النسائي في "الكبرى"(9100)، والطبراني (12129) و (12130) و (12131) و (12132) و (12133)، والبيهقي 1/ 315 من طرق عن الحكم، عن مقسم، به.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(9104)، والبيهقي 1/ 315 من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن عبد الحميد، به.

وأخرجه الدارقطني 3/ 286 - 287، والبيهقي 1/ 318 من طريق يعقوب بن عطاء، والدارقطني 3/ 287 من طريق علي بن بذيمة، كلاهما عن مقسم، به.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(9114)، والبيهقي 1/ 317 و 318 من طرق عن عكرمة، عن ابن عباس. وسيأتي برقم (2121) و (2122) و (2458) و (2595) و (2843) و (2995) و (3145) و (3473).

تنبيه: الدينار وزنه مثقال من الذهب، والمثقال يساوي 4.76 غراماً تقريباً.

(1)

إسناده ضعيف، مجالد- وهو ابن سعيد الهمداني- ضعفه يحيى القطان وعبد الرحمن بن مهدي وأحمد وابن معين والنسائي وغيرهم. ابن نمير: هو عبد الله.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 125، والبزار (644)، والرامهرمزي في "الأمثال" ص 91، والطبراني (12563) من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد.

ْوقوله: "والذي يقول له: أنصت

" تقدم نحوه عن علي برقم (719)، وسيأتي نحوه عن أبي هريرة 2/ 244 و 474، وهو متفق عليه.

ص: 475

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَوْ أَنَّ النَّاسَ غَضُّوا مِنَ الثُّلُثِ إِلَى الرُّبُعِ، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" الثُّلُثُ كَثِيرٌ "(1).

2035 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا الْعَلاءُ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا الْمِنْهَالُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: أَنَّ رَجُلًا أَتَى ابْنَ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: أُنْزِلَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَشْرًا بِمَكَّةَ، وَعَشْرًا بِالْمَدِينَةِ؟ فَقَالَ: مَنْ يَقُولُ ذَلِكَ؟ لَقَدْ أُنْزِلَ عَلَيْهِ بِمَكَّةَ خَمْسَ عَشْرَةَ، وَبِالْمَدِينَةِ (2) عَشْرًا، َخَمْسًا وَسِتِّينَ وَأَكْثَرَ (3).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله، وهشام: هو ابن عروة بن الزبير.

وأخرجه مسلم (1629) من طريق ابن نمير، بهذا الإسناد.

وأخرجه الحميدي (521)، والبخاري (2743)، والنسائي 6/ 244، والطبراني (10719)، والبيهقي 6/ 269 من طريقين عن هشام بن عروة، به. وانظر حديث سعد بن أبي وقاص المتقدم برقم (1440).

(2)

قوله: "خمس عشرة وبالمدينة" سقط من الأصول التي بين أيدينا، واستدركناه من "البداية والنهاية" لابن كثير 5/ 227، فقد أورده فيه عن "المسند".

(3)

العلاء بن صالح روى له أبو داود والترمذي والنسائي، ووثقه ابن معين وأبوداود ويعقوب بن سفيان وابن نمير والعجلي، وقال أبو حاتم: لا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال ابن المديني: روى أحاديث مناكير، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح، وقال الحافظ ابن كثير في "تاريخه" 5/ 227: وهذا من أفراد أحمد إسناداً ومتناً.

وقال الإمام البيهقي في "دلائل النبوة" 7/ 241 بعد أن روى عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم عاش خمساً وستين: ورواية الجماعة عن ابن عباس: في ثلاث وستين أصح، فهم أوثقُ وأكثرُ، وروايتهم توافق الرواية الصحيحة عن عروة عن عائشة، وإحدى الروايتين عن أنس، والرواية الصحيحة عن معاوية، وهو قول سعيد بن المسيب، وعامر الشعبي، وأبي جعفر محمد بن علي. وزاد ابن كثير: وعبد الله بن عقبة، والقاسم بن عبد الرحمن، =

ص: 476

2036 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا فُضَيْلٌ - يَعْنِي ابْنَ غَزْوَانَ -، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟ " قَالُوا: هَذَا يَوْمٌ حَرَامٌ. قَالَ: " أَيُّ بَلَدٍ هَذَا؟ " قَالُوا: بَلَدٌ حَرَامٌ. قَالَ: " فَأَيُّ شَهْرٍ هَذَا؟ " قَالُوا: شَهْرٌ حَرَامٌ. قَالَ: " إِنَّ أَمْوَالَكُمْ وَدِمَاءَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا " ثُمَّ أَعَادَهَا مِرَارًا، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ:" اللهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ " مِرَارًا، قَالَ: يَقُولُ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَاللهِ إِنَّهَا لَوَصِيَّةٌ إِلَى رَبِّهِ عز وجل، ثُمَّ قَالَ:" أَلا فَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ، لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ "(1).

2037 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُسْلِمٍ الطَّحَّانُ الصَّغِيرُ، قَالَ: سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ يَرْفَعُ الْحَدِيثَ فِيمَا أُرَى إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ تَرَكَ الْحَيَّاتِ مَخَافَةَ طَلَبِهِنَّ، فَلَيْسَ مِنَّا، مَا سَالَمْنَاهُنَّ مُنْذُ حَارَبْنَاهُنَّ "(2).

= والحسن البصري، وعلي بن الحسين وغير واحد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 14/ 291 عن ابن نمير، بهذا الإسناد. وانظر (1846).

(1)

إسناده صحيح على شرط البخاري، عكرمة من رجاله، وباقي رجاله ثقات من رجال الشيخين.

وأخرجه ابن أبي شيبة 15/ 60 عن ابن نمير، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري في "صحيحه"(1739) و (7079)، وفي "خلق أفعال العباد"(315) و (394)، والترمذي (2193) من طريقين عن فضيل بن غزوان، به. قال الترمذي: حسن صحيح.

(2)

إسناده صحيح، موسى بن مسلم الطحان الصغير روى له أبو داود والنسائي وابن =

ص: 477

2038 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ (1)، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقْرَأُ فِي الْفَجْرِ فِي أَوَّلِ رَكْعَةٍ: {آمَنَّا بِاللهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ} إِلَى آخِرِ الْآيَةِ [البقرة: 136]، وَفِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ:{آمَنَّا بِاللهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 52](2).

2039 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ كِنَانَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ مُتَخَشِّعًا مُتَضَرِّعًا، مُتَوَاضِعًا، مُتَبَذِّلًا، مُتَرَسِّلًا، فَصَلَّى بِالنَّاسِ رَكْعَتَيْنِ كَمَا يُصَلِّي فِي الْعِيدِ، لَمْ يَخْطُبْ كَخُطْبَتِكُمْ هَذِهِ (3).

= ماجه، ووثقه ابن معين، وقال أحمد: ما أرى به بأساً، وذكره ابن حبان في، الثقات".

وأخرجه أبوداود (5250)، والطبراني (11801) من طريق ابن نمير، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (3254).

(1)

وقع في (م) وبعض النسخ: "عثمان بن أبي حكيم"، والمثبت من (ظ 9) و (ظ 14) و (ق) و"أطراف المسند" 1 / ورقة 113، وهو الصواب.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عثمان بن حكيم، فمن رجال مسلم.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 242، وعبد بن حميد (706)، ومسلم (727)، وأبو داود (1259)، والنسائي 2/ 155، وابن خزيمة (1115)، والبيهقي 3/ 42 من طرق عن عثمان بن حكيم، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (2045).

(3)

إسناده حسن، هشام بن إسحاق روى له أصحاب السنن، وروى عنه جمع، =

ص: 478

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وقال أبو حاتم: شيخ، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وأبوه إسحاق بن عبد الله وثّقه أبو زرعة، وقال النسائي: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في "الثقات" وروى له الأربعة، وصحح حديثه أبو عوانة وابن خزيمة وابن حبان.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 473 و 14/ 251، وابن ماجه (1266)، والترمذي (559)، والنسائي 3/ 163، وابن خزيمة (1405)، والدارقطني 2/ 68، والحاكم 1/ 326 - 327، والبيهقي 3/ 344 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حسن صحيح.

وأخرجه النسائي 3/ 156، وابن خزيمة (1408)، والطحاوي 1/ 324، وابن حبان (2862)، والطبراني (10818) من طرق عن سفيان الثوري، به.

وأخرجه أبو داود (1165)، والترمذي (558)، والنسائي 3/ 156 - 157، والطحاوي 1/ 324، والبيهقي 3/ 344 من طريق حاتم بن إسماعيل، عن هشام بن إسحاق، به. وانظر (2423) و (3331).

التبذل قال في "النهاية": ترك التزين والتهيؤ بالهيئة الحسنة الجميلة على جهة التواضع. وقوله: "مترسلاً" أي: متأنياً، يقال: ترسل الرجل في كلامه ومشيه.

وقوله: "فصلى بالناس ركعتين كما يصلي في العيد" قال العيني في "عمدة القاري" 7/ 34: قال الخطابيُّ: فيه دلالةٌ على أنه يكبِّرُ كما يكبّر في العيدين، وإليه ذهب الشافعيُّ وهو قول سعيد بن المسيب وعمر بن عبد العزيز ومكحول ومحمد بن جرير الطبري، وهو رواية عن أحمد، وذهب جمهور العلماء إلى أنه يكبِّرُ فيهما كسائر الصلوات تكبيرةً واحدةً للافتتاح، وهو قول مالك والثوري والأوزاعي وإسحاق وأحمد في المشهور عنه وأبي ثور وأبي يوسف ومحمد وغيرهما من أصحاب أبي حنيفة، وقال داود: إن شاء كبَّرَ كما يكبر في العيدين، وإن شاء كبَّر تكبيرة واحدة للاستفتاح كسائر الصلوات، والجواب عن حديث ابن عباس: أن المراد من قوله: "كما يصلي في العيدين"، يعني في العدد والجهر بالقراءة، وفي كون الركعتين قبل الخطبة.

وقوله: "لم يخطب كخطبتكم هذه"، قال الزيلعي في "نصب الراية" 2/ 242: =

ص: 479

2040 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، أَخْبَرَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ مَكَّةَ، خَرَجَ عَلِيٌّ بِابْنَةِ حَمْزَةَ، فَاخْتَصَمَ فِيهَا عَلِيٌّ وَجَعْفَرٌ وَزَيْدٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ عَلِيٌّ: ابْنَةُ عَمِّي، وَأَنَا أَخْرَجْتُهَا. وَقَالَ جَعْفَرٌ: ابْنَةُ عَمِّي، وَخَالَتُهَا عِنْدِي. وَقَالَ زَيْدٌ: ابْنَةُ أَخِي. وَكَانَ زَيْدٌ مُؤَاخِيًا لِحَمْزَةَ، آخَى بَيْنَهُمَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِزَيْدٍ:" أَنْتَ مَوْلايَ وَمَوْلاهَا " وَقَالَ لِعَلِيٍّ: " أَنْتَ أَخِي وَصَاحِبِي " وَقَالَ لِجَعْفَرٍ: " أَشْبَهْتَ خَلْقِي وَخُلُقِي، وَهِيَ إِلَى خَالَتِهَا "(1).

2041 -

حَدَّثَنَا يَعْلَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَعْلَةَ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنْ بَيْعِ الْخَمْرِ فَقَالَ: كَانَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَدِيقٌ مِنْ ثَقِيفٍ، أَوْ مِنْ دَوْسٍ، فَلَقِيَهُ بِمَكَّةَ عَامَ الْفَتْحِ بِرَاوِيَةِ خَمْرٍ يُهْدِيهَا إِلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" يَا أَبَا فُلانٍ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ اللهَ حَرَّمَهَا؟ " فَأَقْبَلَ الرَّجُلُ عَلَى غُلامِهِ، فَقَالَ: اذْهَبْ فَبِعْهَا. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَا أَبَا

= مفهومه أنه خَطَب، لكنه لم يخطب خطبتين كما يفعل في الجمعة، ولكنه خَطَب واحدةً، فلذلك نفى النوع ولم يَنفِ الجنسَ. ويؤيد ما ذهب إليه الزيلعي حديثُ عائشة عند أبي داود (1173) وغيره، فإن فيه:"أنه خَطَبَ خطبةً واحدةً"، وهو حديث حسن.

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، حجاج- وهو ابن أرطاة- مدلس وقد عنعن، والحكم لم يسمع من مقسم سوى خمسة أحاديث ليس هذا منها.

وأخرجه أبو يعلى (2379) عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن ابن نمير، بهذا الإسناد.

وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 12/ 86 و 105 عن ابن نمير مقطعاً.

وفي الباب عن علي تقدم في "المسند" برقم (770)، وعن البراء بن عازب عند البخاري في "صحيحه"(4251).

ص: 480

فُلانٍ، بِمَاذَا أَمَرْتَهُ؟ " قَالَ: أَمَرْتُهُ أَنْ يَبِيعَهَا. قَالَ: " إِنَّ الَّذِي حَرَّمَ شُرْبَهَا حَرَّمَ بَيْعَهَا " فَأَمَرَ بِهَا فَأُفْرِغَتْ فِي الْبَطْحَاءِ (1).

2042 -

حَدَّثَنَا يَعْلَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَعْرِضُ الْكِتَابَ عَلَى جِبْرِيلَ عليه السلام فِي كُلِّ رَمَضَانَ، فَإِذَا أَصْبَحَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ اللَّيْلَةِ الَّتِي يَعْرِضُ فِيهَا مَا يَعْرِضُ، أَصْبَحَ وَهُوَ أَجْوَدُ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ، لَا يُسْأَلُ عَنْ شَيْءٍ إِلا أَعْطَاهُ، فَلَمَّا كَانَ فِي الشَّهْرِ الَّذِي هَلَكَ بَعْدَهُ، عَرَضَ عَلَيْهِ عَرْضَتَيْنِ (2).

2043 -

حَدَّثَنَا يَعْلَى، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ ذَرٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

(1) حديث صحيح، محمد بن إسحاق- وإن لم يصرح بالتحديث- قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. يعلى: هو ابن عبيد الطنافسي.

وأخرجه الدارمي (2153) عن يعلى، بهذا الإسناد.

وأخرجه الدارمي (2571)، وأبو يعلى (2468) من طريقين عن محمد بن إسحاق، عن عبد الرحمن بن أبي يزيد، عن القعقاع، به.

وأخرجه مسلم (1579)، والبيهقي 6/ 12 من طريق سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد، عن عبد الرحمن بن وعلة، به. وسيأتي برقم (2190) و (2978) و (3373).

(2)

حديث صحيح، ابن إسحاق متابع، وباقي رجاله على شرط الشيخين. يعلى: هو ابن عبيد الطنافسي.

وأخرجه ابن سعد 2/ 195، وابن أبي شيبة 9/ 101 - 102 و 11/ 515، وعبد بن حميد (647) عن يعلى بن عبيد، بهذا الإِسناد. وسيأتي برقم (2616) و (3012) و (3425) و (3469) و (3539)، وانظر (2494) و (3422).

ص: 481

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِجِبْرِيلَ: " مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَزُورَنَا أَكْثَرَ مِمَّا تَزُورُنَا؟ "، قَالَ: فَنَزَلَتْ: {وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلا بِأَمْرِ رَبِّكَ} إِلَى آخِرِ الْآيَةِ [مريم: 64](1).

2044 -

حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ: حَضَرْنَا مَعَ ابْنِ عَبَّاسٍ جَنَازَةَ مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِسَرِفَ، قَالَ: فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: هَذِهِ مَيْمُونَةُ، إِذَا رَفَعْتُمْ نَعْشَهَا، فَلا تُزَعْزِعُوهَا وَلا تُزَلْزِلُوهَا، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ عِنْدَهُ تِسْعُ نِسْوَةٍ، وَكَانَ يَقْسِمُ لِثَمَانٍ، وَوَاحِدَةٌ لَمْ يَكُنْ لِيَقْسِمَ لَهَا.

قَالَ عَطَاءٌ: الَّتِي لَمْ يَكُنْ يَقْسِمُ لَهَا صَفِيَّةُ (2).

(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عمر بن ذر، فمن رجال البخاري.

وأخرجه الترمذي (3158) من طريق يعلى، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري في "صحيحه"(3218) و (4731) و (7455)، وفي "خلق أفعال العباد"(574)، والنسائي في "الكبرى"(11319)، والطبري 16/ 103، والطبراني (12385)، والحاكم 2/ 611، والبيهقي في "الآسماء والصفات" ص 215، والواحدي في "أسباب النزول" ص 203، وأبو نعيم في "الحلية" 4/ 298 من طرق عن عمر بن ذر، به. وسيأتي برقم (2078) و (3365).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه النسائي 6/ 53 من طريق جعفر بن عون، بهذا الإسناد.

وأخرجه الحميدي (524)، وابن سعد 8/ 140، والبخاري (5067) من طرق عن ابن جريج، به. وسيأتي برقم (3259) و (3261).

قوله: "صفية"، قال السندي: قال الطحاوي: هذا وهم، والصواب "سودة"، وتبعه =

ص: 482

2045 -

حَدَّثَنَا يَعْلَى، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ أَكْثَرُ مَا يُصَلِّي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الرَّكْعَتَيْنِ اللَّتَيْنِ قَبْلَ الْفَجْرِ: {آمَنَّا بِاللهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ} إِلَى آخِرِ الْآيَةِ، وَالْأُخْرَى:{آمَنَّا بِاللهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} (1).

2046 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ، قَالَ: سَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ عَنْ صَوْمِ رَجَبٍ، كَيْفَ تَرَى فِيهِ (2)؟ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ: لَا يُفْطِرُ، وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ لَا يَصُومُ (3).

2047 -

حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " خَيْرُ أَكْحَالِكُمُ الْإِثْمِدُ، يَجْلُو الْبَصَرَ، وَيُنْبِتُ الشَّعَرَ "(4).

= عياض، وصَوَّب الحافظ (في "الفتح" 9/ 113) قول الطحاوي وقرَّره، والله تعالى أعلم.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم. يعلى: هو ابن عبيد الطنافسي، وعثمان: هو ابن حكيم، وسعيد: هو ابن يسار. وقد تقدم برقم (2038).

(2)

لفظة "فيه" لم ترد في (م) و (غ) و (ص) و (ض).

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عثمان بن حكيم- وهو ابن عباد بن حنيف- فمن رجال مسلم.

وأخرجه أبو يعلى (2602)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(3799) من طريق محمد بن عبيد، بهذا الإسناد. وسيتكرر برقم (3009)، وانظر (1998).

(4)

إسناده قوي على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن =

ص: 483

2048 -

حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: لَقِيَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ فَقَالَ: تَزَوَّجْتَ؟ قَالَ: قُلْتُ: لَا. قَالَ: تَزَوَّجْ. ثُمَّ لَقِيَنِي بَعْدَ ذَلِكَ فَقَالَ: تَزَوَّجْتَ؟ قَالَ: قُلْتُ: لَا. قَالَ: تَزَوَّجْ، فَإِنَّ خَيْرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ كَانَ أَكْثَرَهَا نِسَاءً (1).

2049 -

حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا أَرْسَلْتَ الْكَلْبَ، فَأَكَلَ مِنَ الصَّيْدِ، فَلا تَأْكُلْ، فَإِنَّمَا أَمْسَكَ عَلَى نَفْسِهِ، وَإِذَا أَرْسَلْتَهُ فَقَتَلَ وَلَمْ يَأْكُلْ، فَكُلْ، فَإِنَّمَا أَمْسَكَ عَلَى صَاحِبِهِ "(2).

= عثمان- وهو ابن خثيم- فمن رجال مسلم، وهو صدوق. سفيان: هو الثوري.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 266 و 8/ 21 و 598، وابن ماجه (3497) من طريق يحيى بن آدم، والطبري في "تهذيب الآثار" 1/ 383 من طريق معاوية بن هشام، كلاهما عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق (6200) و (6201)، والحميدي (520)، وابن ماجه (1472)، وأبو يعلى (2410)، والطبري 1/ 483 و 384 و 385، والطبراني (12485) و (12486) و (12488) و (12490) و (12492) و (12493)، والحاكم 1/ 354، والبيهقي 3/ 245، و 5/ 33، والبغوي (1477) من طرق عن عبد الله بن عثمان، به.

وأخرجه الطبراني (12427) من طريق حكيم بن جبير، عن سعيد بن جبير، به. وسيأتي برقم (2219) و (2479) و (3035) و (3342) و (3426).

(1)

صحيح لغيره، عطاء بن السائب- وإن كان اختلط- قد توبع، فقد رواه البخاري (5069) من طريق أبي عوانة، عن رقبة، عن طلحة اليامي، عن سعيد بن جبير، به. وهو في "المسند" برقم (3507).

وأخرجه الطبراني (12313) من طريق المغيرة بن النعمان، عن سعيد بن جبير، به. وسيأتي برقم (2179).

(2)

صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد- وهو ابن أبي سليمان =

ص: 484

قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَكَانَ فِي كِتَابِ أَبِي: عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، فَضَرَبَ عَلَيْهِ أَبِي: كَذَا قَالَ أَسْبَاطٌ.

2050 -

حَدَّثَنَا شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ أَبِي جَنَابٍ الْكَلْبِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ:" ثَلاثٌ هُنَّ عَلَيَّ فَرَائِضُ، وَهُنَّ لَكُمْ تَطَوُّعٌ: الْوَتْرُ، وَالنَّحْرُ، وَصَلاةُ الضُّحَى "(1).

= الكوفي الفقيه- فقد روى له مسلم مقروناً بمنصور والأعمش وهو ثقة، إلا أن إبراهيم- وهو ابن يزيد النخعي- لم يسمع من ابن عباس. أبو إسحاق الشيباني: هو سليمان بن أبي سليمان.

وفي الباب عن عدي بن حاتم عند البخاري (175)، ومسلم (1929)، وسيأتي في "المسند" 4/ 257.

(1)

إسناده ضعيف، أبو جناب الكلبي- واسمه يحيى بن أبي حية- ضعّفه ابن سعد ويحيى بن سعيد القطان وابن معين وأبو حاتم وغيرهم.

وأخرجه البزار (2433)، والدارقطني 2/ 21، والحاكم 1/ 300، والبيهقي 2/ 467 و 9/ 264 من طريق شجاع بن الوليد، بهذا الإسناد. ووقع عند الدارقطني والحاكم:"وركعتا الفجر" بدل "وصلاة الضحى" قال الذهبي في "مختصره": ما تكلَّمَ الحاكم عليه، وهو غريب منكر، ويحيى ضعّفه النسائي والدارقطني.

وأخرجه الطبراني (11674) من طريق مندل بن علي، عن أبي جناب، عن عكرمة، به. ولفظه:"والأضحى عليَّ فريضةٌ وعليكم سنة".

وأخرجه الطبراني (12044) من طريق حماد بن عبد الرحمن الكلبي، عن المبارك بن أبي حمزة الزبيدي، والبيهقي 9/ 264 من طريق إسماعيل بن موسى ابن بنت السدي، عن شريك، عن سماك، كلاهما عن عكرمة، به. ووقع عندهما بذكر صلاة الضحى والنحر، وهذان إسنادان ضعيفان، حماد بن عبد الرحمن الكلبي ضعيف، والمبارك بن أبي حمزة مجهول، وإسماعيل بن بنت السدي وشريك القاضي سيئا الحفظ، وأما رواية سماك عن عكرمة ففيها اضطراب. وسيأتي برقم (2065) و (2081) =

ص: 485

2051 -

حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ سُلَيْمَانُ بْنُ حَيَّانَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَفَاضَ مِنْ مُزْدَلِفَةَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ (1).

2052 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ، فِي تَاسِعَةٍ تَبْقَى، أَوْ خَامِسَةٍ تَبْقَى، أَوْ سَابِعَةٍ تَبْقَى "(2).

2053 -

حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: مَا قَاتَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَوْمًا حَتَّى يَدْعُوَهُمْ (3).

= و (2916) و (2917) من طريق جابر عن عكرمة. وجابر- وهو ابن يزيد الجعفي- ضعيف.

(1)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. الحكم: هو ابن عتيبة.

وأخرجه الترمذي (895) من طريق أبي خالد، بهذا الإسناد. وقال: حديث حسن صحيح. وانظر ما سيأتي برقم (3020).

وفي الباب عن عمر، وقد تقدم برقم (84).

(2)

إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة فمن رجال البخاري. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني. وسيأتي برقم (2520) و (3401) و (3456).

وهو في "المسند"(2543) من طريق عاصم الأحول، عن لاحق بن حميد وعكرمة، عن ابن عباس مرفوعاً بلفظ "هي في العشر، في سبع يمضين، أو سبع يَبقَيْن".

(3)

حديث صحيح، حجاج بن أرطاة- وإن كان مدلساً وقد عنعن- تابعه عليه =

ص: 486

2054 -

حَدَّثَنَا حَفْصٌ، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَابِسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَأْمُرُ بَنَاتَهُ وَنِسَاءَهُ أَنْ يَخْرُجْنَ فِي الْعِيدَيْنِ (1).

2055 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ،

= سفيان، وسيأتي برقم (2105)، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير يسار والد عبد الله بن أبي نجيح، فمن رجال مسلم.

وأخرجه الطبراني (11271) من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 365، وأبو يعلى (2494)، والطحاوي 3/ 207 من طريق حفص بن غياث، به.

وأخرجه الطحاوي 3/ 207، والطبراني (11269) من طرق عن الحجاج، به.

وأخرجه الطبراني (11159) من طريق عبد الواحد بن زياد، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس.

وأخرجه عبد الرزاق (9427) عن الثوري، عن صاحب له، عن رجل، عن ابن عباس.

(1)

صحيح لغيره، حجاج- وهو ابن أرطاة- مدلس وقد عنعن، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. حفص: هو ابن غياث النَّخعي.

وأخرجه الطبراني (12714) و (12715) من طريق أحمد بن حنبل، وزاد في الإسناد بعد عبد الرحمن بن عابس:"عن أبيه".

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 182، وابن ماجه (1309)، والبيهقي 3/ 307 من طرق عن حفص، به.

وأخرجه الطبراني (12713) من طريق عبد السلام بن حرب، عن حجاج، به.

وزاد بعد عبد الرحمن بن عابس: "عن أبيه" أيضاً.

وفي الباب عن أم عطية وسيأتي في "المسند" 5/ 84 و 85، وصححه ابن حبان (2816) وانظر تمام تخريجه فيه.

ص: 487

عَنِ الْأَرْقَمِ بْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا مَرِضَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ أَبَا بَكْرٍ أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ، ثُمَّ وَجَدَ خِفَّةً فَخَرَجَ، فَلَمَّا أَحَسَّ بِهِ أَبُو بَكْرٍ، أَرَادَ أَنْ يَنْكُصَ، فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَجَلَسَ إِلَى جَنْبِ أَبِي بَكْرٍ عَنْ يَسَارِهِ، وَاسْتَفْتَحَ مِنَ الآيَةِ الَّتِي انْتَهَى إِلَيْهَا أَبُو بَكْرٍ (1).

2056 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ أَبِي الْقَاسِمِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَمَى الْجَمْرَةَ؛ جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ، يَوْمَ النَّحْرِ رَاكِبًا (2).

(1) صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الأرقم بن شرحبيل، فقد روى له ابن ماجه، وهو ثقة وَثَّقه أبو زرعة وغيره، وزكريا بن أبي زائدة وإن كانت روايته عن أبي إسحاق بعد التغيير، قد أخرج الشيخان في "صحيحيهما" حديثه من روايته عنه، وتابعه إسرائيل فيما سيأتي.

وأخرجه ابن سعد 2/ 221 عن خلف بن الوليد، عن يحيى بن زكريا، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (3330) و (3355) و (3356)، وانظر ما تقدم برقم (1784).

وفي الباب عن عائشة عند البخاري (713)، ومسلم (418).

(2)

صحيح لغيره، الحجاج- وهو ابن أرطاة- مدلس وقد عنعن، وبقية رجاله ثقات. أبو القاسم: هو مقسم مولى ابن عباس.

وأخرجه الترمذي (899) من طريق يحيى بن زكريا، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن ماجه (3034) من طريق أبي خالد، عن حجاج، به.

وفي الباب عن جابر، أخرجه مسلم (1297)، وسيأتي في "المسند" 3/ 318، وعن عبد الله بن قدامة، وسيأتي في "المسند" 3/ 413، وعن أم سليمان بن عمرو بن الأحوص، أخرجه عبد بن حميد (1567)، وأبو داود (1966)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3291)، والطبراني 25 / (387) و (388)، والبيهقي 5/ 130 من =

ص: 488

2057 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ، عَنْ طَاوُوسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَا تَعِبْ عَلَى مَنْ صَامَ فِي السَّفَرِ، وَلا عَلَى مَنْ أَفْطَرَ، قَدْ صَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي السَّفَرِ وَأَفْطَرَ (1).

2058 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ أَوْ غَيْرِهِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَرْسَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى أَهْلِ قَرْيَةٍ عَلَى رَأْسِ أَرْبَعَةِ فَرَاسِخَ - أَوْ قَالَ: فَرْسَخَيْنِ - يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَأَمَرَ مَنْ أكَلَ أَنْ لَا يَأْكُلَ بَقِيَّةَ يَوْمِهِ، وَمَنْ لَمْ يَأْكُلْ أَنْ يُتِمَّ صَوْمَهُ (2).

= طريق يزيد بن أبي زياد، عن سليمان بن عمرو بن الأحوص، عن أمه.

وقال الترمذي: وحديثُ ابن عباس حديث حسن، والعملُ على هذا عند بعض أهل العلم، واختار بعضهم أن يمشيَ إلى الجمار، وقد روي عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يمشي إلى الجمار، ووَجْهُ هذا الحديث عندنا أنه ركب في بعض الأيام ليُقْتَدى به في فعله، وكلا الحديثين مستعملٌ عند أهل العلم، ثم ساق حديث ابن عمر (900) بإسناد صحيح أنه صلى الله عليه وسلم كان اذا رمى الجمار مشى اليها ذاهباً وراجعاً.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (1113)(89) من طريق وكيع، بهذا الإِسناد.

وأخرجه عبد الرزاق (4492) عن معمر، عن ابن طاووس، عن أبيه، به. وانظر (2350).

(2)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وكيع شَكَّ في شيخه أهو إسرائيل أم غيره؟ وجابر- وهو ابن يزيد الجعفي- ضعيف.

وأخرجه الطبراني (11804) من طريق قبيصة، عن سفيان، عن جابر، بهذا الإسناد.

وفي الباب عن الرُّبَيِّع بنت مُعوِّذ، أخرجه البخاري (1960)، ومسلم (1136)(136)، وسيأتي في "المسند" 6/ 359 من طريق خالد بن ذكوان عن الربيع قالت: بعث =

ص: 489

2059 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَجُلًا جَاءَ مُسْلِمًا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ جَاءَتِ امْرَأَتُهُ مُسْلِمَةً بَعْدَهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهَا كَانَتْ أَسْلَمَتْ مَعِي، فَرَدَّهَا عَلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم (1).

2060 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي جَهْضَمٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِإِسْبَاغِ الْوُضُوءِ (2).

= رسول الله صلى الله عليه وسلم غَداة عشوراءَ في قرى الأنصار، قال:"من كان منكم صائماً فليتمَّ صومَه، ومن كان أكل فليصم بقية عشية يومه".

(1)

إسناده ضعيف، سماك- وهو ابن حرب- روايته عن عكرمة مضطربة، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري.

وأخرجه أبو داود (2238)، والترمذي (1144)، وأبو يعلى (2525)، وابن حبان (4159) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حديث صحيح!

وأخرجه عبد الرزاق (12645)، وابن الجارود (757)، والحاكم 2/ 200، والبيهقي 7/ 188 و 189 من طرق عن إسرائيل، به. وصحح الحاكم إسناده وووافقه الذهبي!

وأخرجه الطيالسي (2674)، ومن طريقه البيهقي 7/ 189 عن سليمان بن معاذ، وابن ماجه (2008) من طريق حفص بن جميع، كلاهما عن سماك، به. وسيأتي بنحوه برقم (2972).

وفي الباب عن ابن عباس قال: رد رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب ابنته على زوجها أبي العاص بن الربيع بالنكاح الأول ولم يُحدث شيئاً. انظر (1876).

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي جهضم- واسمه موسى بن سالم- فقد روى له أصحاب السنن، ووثقه أحمد وبن معين وأبو زرعة، وقال أبو حاتم: =

ص: 490

2061 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا زَمْعَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. وَسَلَمَةَ بْنِ وَهْرَامَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى عَلَى بِسَاطٍ (1).

= صالح الحديث صدوق، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن عبد البر: لم يختلفوا في أنه ثقة.

وقول سفيان في هذا الإسناد "عبيد الله بن عبد الله"، قال الترمذي في "سننه" 4/ 206: سمعت محمداً يقول: حديث الثوري غير محفوظٍ ووهم فيه الثوريُّ، والصحيح ما روى ابنُ عُلَيَّة وعبد الوارث بن سعيد عن أبي جهضم: عن عبد الله بن عبيد الله بن عباس عن ابن عباس. قال المزي في "تهذيب الكمال" 15/ 254: وفي نسبة الوهم إلى الثوري نَظَرٌ، فان حماد بن سلمة رواه عن أبي جهضم مثلَ رواية الثوري، وكذلك رواه محمد بن عيسى بن الطَّبّاع، عن حماد بن زيد. ووهم الشيخ أحمد شاكر رحمه الله، فخطَّأ ما وقع في الأصول من تسميته "عبيد الله بن عبد الله"، وثَبَّت اسمه في الإسناد من طبعته:"عبد الله بن عبيد الله".

وأخرجه بأطول مما هنا البيهقي 10/ 23 من طريق محمد بن كثير العبدي، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن ماجه (426) من طريق حماد بن زيد، عن أبي جهضم، به. وانظر (1977).

(1)

صحح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، زمعة بن صالح ضعفه غير واحد من الأئمة، وقال البخاري فيما رواه عنه الترمذي في "العلل الكبير" ص 431: منكر الحديث كثير الغلط، وذكر أحاديثه عن سلمة بن وهرام، عن عكرمة، عن ابن عباس، وجعل يتعجب منه، قال محمد: ولا أروي عنه شيئاً، وما أُراه يكذب، ولكنه كثير الغلط.

وقال أيضاً ص 967: قال محمد: زمعة بن صالح ذاهب الحديث، لا يدري صحيح حديثه من سقيمه، أنا لا أروي عنه، وكل من كان مثل هذا، فأنا لا أروي عنه. وسلمة بن وهرام مختلف فيه، وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس بروايات الأحاديث التي يرويها عنه غير زمعة. قلنا: وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم في غير ما حديثٍ أنه صلى على البساط والخُمرة =

ص: 491

2062 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَابِسٍ، قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: أَشَهِدْتَ الْعِيدَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: نَعَمْ، وَلَوْلا مَكَانِي مِنْهُ مَا شَهِدْتُهُ لِصِغَرِي، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَصَلَّى عِنْدَ دَارِ كَثِيرِ بْنِ الصَّلْتِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ خَطَبَ، لَمْ يَذْكُرْ أَذَانًا وَلَا إِقَامَةً (1).

= والحصير وغيرها، وانظر "صحح البخاري"(6203)، و"صحيح مسلم"(659).

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 400 عن وكيع، عن زمعة، عن عمرو بن دينار وسلمة بن وهرام، قال أحدهما: عن عكرمة، عن ابن عباس.

وأخرجه ابن خزيمة (1005)، وابن عدي 3/ 1084، والحاكم 1/ 259، والبيهقي 2/ 436 - 437 من طرق عن زمعة، عن سلمة، عن عكرمة، به.

وأخرجه ابن ماجه (1030)، وابن عدي 3/ 1084 من طريق عبد الله بن وهب، عن زمعة، عن عمرو، عن ابن عباس.

وأخرجه الطببراني (12206) من طريق أبي نعيم، عن زمعة، عن عمرو، عن كريب أو أبي معبد، عن ابن عباس.

وأخرجه البيهقي 2/ 437 من طريق أبي نعيم، عن زمعة، عن عمرو، عن كريب، عن أبن عباس.

وأخرجه ابن عدي 3/ 1084 من طريق روح، عن زمعة، عن عمرو، عن جابر بن عبد الله. وانظر (2472) و (2426).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان. هو الثوري.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 168، ومن طريقه الفريابي في "أحكام العيدين"(4) عن وكيع، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (3226) و (3315) و (3487)، وانظر (3358)، وما سيأتي برقم (2169) و (2574).

قوله: "فصلى عند دار كثير بن الصلت"، قال الحافظ في "الفتح" 2/ 465: التعريف بمكان المصلَّى، وأن تعريفه بكونه عند دار كثير بن الصلت، على سبيل التقريب للسامع، وإلا فدار كثير بن الصلت مُحْدَثة بعد النبي صلى الله عليه وسلم. قلنا: وكثير بن الصلت =

ص: 492

2063 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ أَبِي بَكْرِ (1) بْنِ أَبِي الْجَهْمِ بْنِ صُخَيْرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلاةَ الْخَوْفِ بِذِي قَرَدٍ - أَرْضٍ مِنْ أَرْضِ بَنِي سُلَيْمٍ - فَصَفَّ النَّاسُ خَلْفَهُ صَفَّيْنِ: صَفٌّ مُوَازِي الْعَدُوِّ، وَصَفٌّ خَلْفَهُ، فَصَلَّى بِالصَّفِّ الَّذِي يَلِيهِ رَكْعَةً، ثُمَّ نَكَصَ هَؤُلاءِ إِلَى مَصَافِّ هَؤُلاءِ، وَهَؤُلاءِ إِلَى مَصَافِّ هَؤُلاءِ، فَصَلَّى بِهِمْ رَكْعَةً أُخْرَى (2).

2064 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: سَأَلْتُ طَاوُوسًا عَنِ السُّبْحَةِ فِي السَّفَرِ، قَالَ: وَالْحَسَنُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ يَنَّاقٍ جَالِسٌ، فَقَالَ الْحَسَنُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَطَاوُوسٌ يَسْمَعُ: حَدَّثَنَا طَاوُوسٌ

= من كندة، ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وكان وجيهاً في قومه، وولاه عثمان القضاء في المدينة، ثم ولي كتابةَ الرسائل لعبدِ الملك بن مروان.

(1)

تحرف في (م) إلى: عن ابن أبي بكر.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي بكر بن أبي الجهم، فمن رجال مسلم.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 461 و 12/ 538 عن وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق (4251)، والنسائي 3/ 169، والطبري 5/ 248، وابن خزيمة (1344)، والطحاوي 1/ 309، وابن حبان (2871)، والحاكم 1/ 335، والبيهقي 3/ 262 من طرق عن سفيان الثوري، به.

وأخرجه الطبري 5/ 248 من طريق شريك، عن أبي بكر بن أبي الجهم، به. وسيأتي برقم (3364)، وانظر (2383).

ص: 493

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: فَرَضَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلاةَ الْحَضَرِ وَالسَّفَرِ، فَكَمَا تُصَلِّي فِي الْحَضَرِ قَبْلَهَا وَبَعْدَهَا، فَصَلِّ فِي السَّفَرِ قَبْلَهَا وَبَعْدَهَا (1).

قَالَ وَكِيعٌ مَرَّةً: وَصَلِّهَا فِي السَّفَرِ.

2065 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أُمِرْتُ بِرَكْعَتَيِ الضُّحَى، وَبِالْوَتْرِ وَلَمْ يُكْتَبْ "(2).

(1) إسناده حسن، أسامة بن زيد- وهو الليثي مولاهم- عَلَّق له البخاري وخَرّج حديثه مسلم في الشواهد، وهو حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه ابن ماجه (1072) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد بن حميد (618) عن روح بن عبادة، والطحاوي 1/ 422 من طريق حاتم بن إسماعيل، والطبراني (10982)، والبيهقي 3/ 158 من طريق الأوزاعي، ثلاثتهم عن أسامة بن زيد، به.

قال البوصيري في "الزوائد" ورقة 68: وهذا إسنادٌ حسنٌ لقصور أسامة بن زيد عن درجة أهل الحفظ والضبط، وباقي رجال الإسناد ثقات.

وجاء عن ابن عمر تركُ النوافل الراتبة في السفر، ففي "صحيح مسلم"(689) من طريق عيسى بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب، عن أبيه، قال: صحبت ابن عمر في طريق مكة، قال: فصَلَّى لنا الظهر ركعتين، ثم أقبل وأقبلنا معه حتى جاء رَحْلَه وجلس وجلسنا معه، فحانت منه التفاتةٌ نحوَ حيثُ صَلَّى، فرأى ناساً قياماً، فقال: ما يَصنَعُ هؤلاء؟ قلت: يُسبِّحونَ، قال: لو كنت مسبِّحاً لأتممتُ صلاتي يا ابن أخي! إني صَحِبْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم في السفر، فلم يَزِدْ على ركعتين حتى قبضه الله، وصحبتُ أبا بكر فلم يزِدْ على ركعتين حتى قبضه الله، وصحبتُ عمر فلم يزدْ على ركعتين حتى قبضه الله، ثم صحبتُ عثمان فلم يزدْ على ركعتين حتى قبضه الله، وقد قال الله:{لقد كان لكم في رَسُولِ الله أُسوةٌ حَسَنَةٌ} . وانظر "شرح السنة" للبغوي 4/ 184 - 187.

(2)

إسناده ضعيف، جابر- وهو ابن يزيد الجعفي- ضعيف. =

ص: 494

2066 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا قَرَأَ: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} قَالَ: " سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى "(1).

2067 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا زَمْعَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ وَهْرَامَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا مَرَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِوَادِي عُسْفَانَ حِينَ حَجَّ قَالَ: " يَا أَبَا بَكْرٍ، أَيُّ وَادٍ هَذَا؟ " قَالَ: وَادِي عُسْفَانَ. قَالَ: " لَقَدْ مَرَّ بِهِ هُودٌ وَصَالِحٌ عَلَى بَكَرَاتٍ حُمْرٍ خُطُمُهَا اللِّيفُ، أُزُرُهُمْ الْعَبَاءُ، وَأَرْدِيَتُهُمْ النِّمَارُ، يُلَبُّونَ يَحُجُّونَ الْبَيْتَ الْعَتِيقَ "(2).

= وأخرجه البزار (2434 - كشف الأستار) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد بن حميد (588) من طريق الحسن بن صالح، والطبراني (11802) من طريق قيس بن الربيع، كلاهما عن جابر، به. وانظر (2050).

(1)

صحيح موقوفاً، رجاله ثقات رجال الشيخين. مسلم البطين: هو ابن عمران الكوفي.

وأخرجه الطبراني (12335) من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (883)، ومن طريقه البيهقي 2/ 310 عن زهير بن حرب، عن وكيع، بهذا الإسناد قال أبو داود بإثره: خولف وكيع في هذا الحديث رواه أبو وكيع وشعبة، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس موقوفاً. قلنا: وهو عنه موقوفاً عند الطبري 30/ 151، وأورده عنه كذلك السيوطي في "الدر" 8/ 482 وزاد نسبته إلى عبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن حميد.

(2)

إسناده ضعيف لضعف زمعة، وسلمة بن وهرام مختلف فيه، وقال ابن عدي: =

ص: 495

2068 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُنْبَذُ لَهُ لَيْلَةَ الْخَمِيسِ، فَيَشْرَبُهُ يَوْمَ الْخَمِيسِ وَيَوْمَ الْجُمُعَةِ - قَالَ: وَأُرَاهُ قَالَ: وَيَوْمَ السَّبْتِ - فَإِذَا كَانَ عِنْدَ الْعَصْرِ، فَإِنْ بَقِيَ مِنْهُ شَيْءٌ، سَقَاهُ الْخَدَمَ، أَوْ أَمَرَ بِهِ فَأُهْرِيقَ (1).

2069 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى الثَّعْلَبِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ قَالَ فِي الْقُرْآنِ بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ "(2).

= أرجو أنه لا بأس بروايات الأحاديث التي يرويها عنه غير زمعة بن صالح. وانظر (1854).

عُسْفان: بين مكة والمدينة على مرحلتين من مكة. وبكرات جمع بَكْرة: الفتيّة من الإبل. والخُطُم: جمع خِطام. والنِّمارُ جمع نَمِرة: الشَّملة المخططة من مآزر الأعراب كأنها أُخِذت من لون النمر لما فيها من السواد والبياض.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يحيى بن عبيد- وهو البهراني الكوفي- فمن رجال مسلم.

وأخرجه الطيالسي (2715)، ومسلم (2004)(79) من طريقين عن شعبة، بهذا الإسناد. وانظر (1963).

(2)

إسناده ضعيف لضعف عبد الأعلى الثعلبي، ومع ذلك فقد حسنه الترمذي وصححه ابن القطان كما في "النكت الظراف" 4/ 423. سفيان: هو الثوري.

وأخرجه الترمذي (2950)، والنسائي في "الكبرى"(8085)، والطبري 1/ 34، والطبراني (12392)، والبغوي (118) من طرق عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود في "سننه" برواية ابن العبد كما في "التحفة" 4/ 423 عن مسدد، عن أبي عوانة، والطبري 1/ 34 من طريق شريك، كلاهما عن عبد الأعلى الثعلبي، به.

وأخرجه الطبري 1/ 34 من طريق عمرو بن قيس الملائي، عن عبد الأعلى =

ص: 496

2070 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ آدَمَ بْنِ سُلَيْمَانَ، مَوْلَى خَالِدِ بْنِ خَالِدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {إِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ} [البقرة: 284]، قَالَ: دَخَلَ قُلُوبَهُمْ مِنْهَا شَيْءٌ لَمْ يَدْخُلْ قُلُوبَهُمْ مِنْ شَيْءٍ، قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " قُولُوا: سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَسَلَّمْنَا " فَأَلْقَى اللهُ الْإِيمَانَ فِي قُلُوبِهِمْ، فَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل:{آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ لَا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} [البقرة: 285 - 286](1).

= الثعلبي، به. إلا أنه جعله موقوفاً.

وأخرجه موقوفاً أيضاً 1/ 35 عن محمد بن حميد، عن جرير، عن ليث، عن سعيد بن جبير، به. وهو ضعيف أيضاً. وسيأتي الحديث برقم (2429) و (2975) و (3025).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، آدم بن سليمان من رجاله، وباقي السند من رجال الشيخين.

وأخرجه مسلم (126)، والترمذي (2992)، والنسائي في "الكبرى"(11059)، والطبري 3/ 160، والحاكم 2/ 286، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 210 - 211، والواحلى في "أسباب النزول" ص 60 من طريق عن وكيع، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (3070) من طريق مجاهد عن ابن عباس.

ص: 497

قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: آدَمُ هَذَا هُوَ أَبُو يَحْيَى بْنُ آدَمَ.

2071 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاقَ الْمَكِّيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ صَيْفِيٍّ، عَنْ أَبِي مَعْبَدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَمَّا بَعَثَ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ إِلَى الْيَمَنِ، قَالَ:" إِنَّكَ تَأْتِي قَوْمًا أَهْلَ كِتَابٍ، فَادْعُهُمِ الَى شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللهِ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوكَ لِذَلِكَ، فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللهَ عز وجل: افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، فَإِنْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ، فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللهَ عز وجل افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً فِي أَمْوَالِهِمْ، تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ وَتُرَدُّ فِي فُقَرَائِهِمْ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوكَ لِذَلِكَ، فَإِيَّاكَ وَكَرَائِمَ أَمْوَالِهِمْ، وَاتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ، فَإِنَّهَا لَيْسَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللهِ عز وجل حِجَابٌ "(1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن عبد الله بن صيفي: هو يحيى بن عبد الله بن محمد بن يحيى بن صيفي المكي، وأبو معبد: اسمه نافذ المكي.

وأخرجه أبو داود (1584)، وابن منده في "الإيمان"(117) من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (2448)، وابن ماجه (1783)، والترمذي (625) و (2014)، والنسائي 5/ 55، وابن خزيمة (2346)، والدارقطني 2/ 135 - 136، والبيهقي 7/ 8، والبغوي (1557) من طرق عن وكيع، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 114، وعنه مسلم (19)(29) عن وكيع، عن زكريا بن إسحاق، عن يحيى بن عبد الله بن صيفي، عن أبي معبد، عن ابن عباس، عن معاذ بن جبل، وقال مسلم: قال أبو بكر: ربما قال وكيع: عن ابن عباس أن معاذاً قال: بعثني

وأخرجه الدارمي (1614) و (1631)، والبخاري (1395) و (1496) و (4347) و (7372)، ومسلم (19)(30)، والنسائي 5/ 2 - 4، وابن خزيمة (2275)، وابن منده =

ص: 498

2072 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ مَرَّةً مَرَّةً (1).

2073 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ شُعْبَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ

= (116)، والبيهقي 4/ 96 و 7/ 7 من طرق عن زكريا بن إسحاق، به.

وأخرجه البخاري (1458) و (7371)، ومسلم (19)(31)، وابن حبان (156)، والطبراني (12207) و (12208)، والدارقطني 2/ 136، وابن منده (213) و (214)، والبيهقي 4/ 101 و 7/ 2 من طريق إسماعيل بن أمية، عن يحيى بن عبد الله، به.

قوله: "كرائم أموالهم "، قال ابن الألثير في "النهاية" 4/ 167: أي نفائسَها التي تتعلَّقُ بها نفسُ مالكها ويختصُّها لها، حيث هي جامعة للكمال الممكن في حقِّها، وواحدتها: كريمة.

وقوله: "فادعهم إلى شهادة

الخ "، قال السندي: أراد أن يَدعُوَهم إلى الإسلام بالتدريج، لأنه أقربُ إلى الطاعة والقَبْول، بخلاف ما لو عَرَض عليهم ديناً مخالفاً لدينهم في أشياءَ كثيرة، فإن ذلك يُنَفِّرهم ويبعدهم عن القَبُول، فلا دلالة في الحديث على أن مع أن التكليف بالفروع بعد الإيمان، كيف وقد أَخَّر الدعوة الى الزكاة عن الدعوة إلى الصلاة، مع أن التكليف بالزكاة لا يتأخر عن التكليف بالصلاة.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الترمذي (42) من طريق وكيع، بهذا الإِسناد.

وأخرجه عبد بن حميد (702)، والدارمي (696) و (711)، والبخاري (157)، وأبو داود (138)، وابن ماجه (411)، والترمذي (42)، والنسائي 1/ 62، والطحاوي 1/ 29، وابن حبان (1095)، والبيهقي 1/ 80، والبغوىِ (226) من طرق عن سفيان الثوري، به.

وأخرجه الطيالسي (2660)، والدارمي (697)، وابن خزيمة (171)، والبيهقي 1/ 73 من طرق عن زيد بن أسلم، به. وسيأتي برقم (3073) و (3113)، وانظر (2416).

ص: 499

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا سَجَدَ يُرَى بَيَاضُ إِبْطَيْهِ (1).

2074 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْغَسِيلِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَطَبَ النَّاسَ وَعَلَيْهِ عِصَابَةٌ دَسِمَةٌ (2).

2075 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أُمِّهِ فَاطِمَةَ بِنْتِ حُسَيْنٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. وَصَفْوَانُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أُمِّهِ، فَاطِمَةَ بِنْتِ حُسَيْنٍ

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، شعبة مولى ابن عباس- وهو شعبة بن دينار الهاشمي- سيئ الحفظ، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. ابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث الهاشمي.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 258 عن وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (2727)، والطبراني (12219) من طريقين عن ابن أبي ذئب، به. وسيأتي برقم (2933) و (2934) و (3305). وله طريق أخرى عن ابن عباس تأتي برقم (2405).

وفي الباب عن عبد الله بن بحينة عند البخاري (390)، ومسلم (495)، وسيأتي في "المسند" 5/ 345: كان النبي وصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا سجد، فرج بين يديه حتى يبدو بياض إبطيه. وعن ميمونة عند مسلم (497)، وسيأتي في "المسند" 6/ 332.

(2)

إسناده صحيح على شرط البخاري. ابن سليمان بن الغسيل: هو عبد الرحمن بن سليمان بن عبد الله بن حنظلة الأنصاري نسب إلى جده الأعلى حنظلة بن أبي عامر غسيل الملائكة، استُشهِد يوم أحد وهو جُنُبٌ فغسلته الملائكة.

وأخرجه الترمذي في "الشمائل"(111) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (927) و (3628) و (3800) من طرق عن ابن الغسيل، به مطولاً.

العِصابة: العمامة، والدَّسِمة: السوداء.

ص: 500

أَنَّهَا سَمِعَتِ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تُدِيمُوا إِليَ الْمَجْذُومِينَ النَّظَرَ "(1).

2076 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: وَدِدْتُ أَنَّ النَّاسَ غَضُّوا مِنَ الثُّلُثِ إِلَى الرُّبُعِ فِي الْوَصِيَّةِ، لِأَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" الثُّلُثُ كَثِيرٌ، أَوْ كَبِيرٌ "(2).

2077 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا فِطْرٌ، عَنْ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ، قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: إِنَّ قَوْمَكَ يَزْعُمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ رَمَلَ،

(1) إسناده ضعيف، وقد تقدم الكلام عليه برقم (581). صفوان: هو ابن عيسى الزهري البصري.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 320 و 9/ 44، وابن ماجه (3543) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 138، والحربي في "غريب الحديث" 2/ 428، والبيهقي 7/ 219 من طرق عن عبد الله بن سعيد، به.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(11193) من طريق ابن لهيعة، عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس. وسيأتي الحديث برقم (2721).

وقد تقدم هذا الحديث في مسند علي برقم (581) من طريق الفرج بن فضالة، عن محمد بن عبد الله بن عمرو، عن أمه فاطمة بنت الحسين، عن أبيها الحسين بن علي، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشام: هو ابن عروة بن الزبير.

وأخرجه ابن أبي شيبة 11/ 199، ومسلم (1629)، وابن ماجه (2711)، والطبراني (10719)، والبيهقي 6/ 269 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وانظر (2034).

ص: 501

وَأَنَّهَا سُنَّةٌ. قَالَ: صَدَقَ قَوْمِي وَكَذَبُوا، قَدْ رَمَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَلَيْسَتْ بِسُنَّةٍ، وَلَكِنَّهُ قَدِمَ وَالْمُشْرِكُونَ عَلَى جَبَلِ قُعَيْقِعَانَ، فَتَحَدَّثُوا أَنَّ بِهِ وَبِأَصْحَابِهِ هَُزْلًا، وَجَهْدًا وَشِدَّةً، فَأَمَرَهُمْ، فَرَمَلُوا بِالْبَيْتِ لِيُرِيَهُمْ أَنَّهُمْ لَمْ يُصِبْهُمْ جَهْدٌ (1).

2078 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ ذَرٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِجِبْرِيلَ عليه السلام: " أَلا تَزُورُنَا أَكْثَرَ مِمَّا تَزُورُنَا؟ "، فَنَزَلَتْ:{وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا} إِلَى آخِرِ الْآيَةِ (2).

2079 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَهْدَى فِي بُدْنِهِ جَمَلًا كَانَ لِأَبِي جَهْلٍ، بُرَتُهُ فِضَّةٌ (3).

(1) إسناده صحيح، فطر: هو ابن خليفة روى له أصحاب السنن، وحديثه عند البخاري مقرون، وهو ثقة، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وانظر (2029).

قوله: "هزلاً"، قال السندي: بضم هاء وسكون زاي، قيل: وصوابه "هزالاً" بزيادة الألف، أي: مع ضم الهاء، فإن الهزال بضم الهاء ضد السِّمَن، وهو المراد هاهنا، لا الهزل.

(2)

إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن ذر- واسمه عمر المُرْهِبي- فمن رجال البخاري.

وأخرجه البخاري (3218)، والترمذي (3158)، والطبري 16/ 103 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وانظر (2043).

(3)

حسن، ابن أبي ليلى واسمه محمد بن عبد الرحمن- وإن كان سيئ الحفظ- =

ص: 502

2080 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بِجُبْنَةٍ، قَالَ: فَجَعَلَ أَصْحَابُهُ يَضْرِبُونَهَا بِالْعِصِيِّ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" ضَعُوا السِّكِّينَ، وَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ وَكُلُوا "(1).

2081 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ وَعَطَاءٍ، قَالَا: الْأَضْحَى سُنَّةٌ، وَقَالَ عِكْرِمَةُ

= قد توبع عند أحمد برقم (2362)، وباقي رجاله ثقات.

وأخرجه ابن ماجه (3100) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن ماجه (3076)، والطبراني (12057)، والبيهقي 5/ 230 من طرق عن سفيان الثوري، به.

وأخرجه البيهقي 5/ 230 من طريقين عن ابن أبي ليلى، به.

وأخرجه البيهقي 5/ 230 من طريق يعلى بن عبيد، عن سفيان، عن منصور، عن مقسم، عن ابن عباس، قال: ساق النبي صلى الله عليه وسلم مئة بدنة، فيها جمل لأبي جهل. وسيأتي برقم (2428) و (2880).

وهذا الهدي كان في عمرة الحديبية، والجمل كان مما غنمه المسلمون من المشركين بوم بدر، والبُرَةُ، بضم الباء وفتح الراء الخفيفة: حلقة تجعل في أنف البعير.

(1)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف جابر: وهو ابن يزيد الجعفي، وقد توبع.

وأخرجه البزار (2878 - كشف الأستار) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني (11807) من طريق قيس بن الربيع، والبزار (2879) من طريق ليث بن أبي سليم، كلاهما عن جابر، به. وسيأتي برقم (2755).

وله شاهد من حديث ابن عمر عند أبي داود (3819).

ص: 503

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أُمِرْتُ بِالْأَضْحَى (1) وَالْوَتْرِ وَلَمْ تُكْتَبْ "(2).

2082 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ وَمِسْعَرٌ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنِ الْحَسَنِ الْعُرَنِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَدَّمَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أُغَيْلِمَةَ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، عَلَى حُمُرَاتٍ لَنَا مِنْ جَمْعٍ - قَالَ سُفْيَانُ: بِلَيْلٍ - فَجَعَلَ يَلْطَحُ أَفْخَاذَنَا، وَيَقُولُ:" أُبَيْنِيَّ، لَا تَرْمُوا الْجَمْرَةَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ ". وَزَادَ سُفْيَانُ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: مَا إِخَالُ أَحَدًا يَعْقِلُ يَرْمِي حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ (3).

(1) على حاشية (س) و (ش) و (ض) و (ص): بالضحى.

(2)

إسناده ضعيف لضعف جابر- وهو الجعفي-. عطاء: هو ابن أبي رباح، وأبو جعفر: هو محمد بن علي بن الحسين الباقر، والقسم الأول من النص- وهو الأضحى سنة- من قولهما. وانظر (2050).

(3)

حديث صحيح، وهذا سند رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أنه منقطع، الحسن بن عبد الله العرني لم يلق ابن عباس، بل لم يدركه وهو يرسل عنه، صَرَّحَ بذلك أحمد ويحيى بن معين وأبو حاتم، وقد وصله ابن أبي شيبة عن سعيد بن جبير أو عن الحسن، عن ابن عباس.

وأخرجه ابن ماجه (3025) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه الحميدي (365)، وأبو داود (1940)، والنسائي 5/ 270 - 272، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 217، وفي "شرح المشكل" 4/ 383، وابن حبان (3869)، والطبراني (12699) و (12703)، والبيهقي 5/ 131 - 132، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة"(1943) من طرق عن سفيان الثوري، به.

وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات"(2175)، والطبراني (12701) =

ص: 504

2083 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَامَ مِنَ اللَّيْلِ، فَقَضَى حَاجَتَهُ، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ، ثُمَّ جَاءَ فَنَامَ (1).

2084 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَامَ حَتَّى نَفَخَ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ (2).

= و (12702)، والبيهقي 5/ 132 من طرق عن سلمة بن كهيل، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة ص 356 (الجزء الذي حققه عمر العمروي) عن جرير بن عبد الحميد، عن منصور، عن سلمة بن كهيل، عن الحسن العرني، عن سعيد بن جبير أو عن الحسن، عن ابن عباس. وسيأتي برقم (2089) و (2841) و (3192)، وانظر (1920) و (1939) و (2204) و (2459) و (2935) و (3003).

حُمُرات: جمع حُمُر، وحمر: جمع حمار. وقوله: "يلطح"، اللطح: الضرب بالكف، وليس بالشديد.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. كريب: هو ابن أبي مسلم الهاشمي مولاهم المدني.

وأخرجه أبو داود (5043)، وابن ماجه (508) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو عوانة 1/ 279 و 279 - 280 و 2/ 311 - 312، والبيهقي 1/ 122 من طريقين عن سفيان الثوري، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 491 و 10/ 221، ومسلم (763)(188) و (189)، والنسائي 2/ 218، وأبو عوانة 2/ 314، والطبراني (12188) و (12190) من طرق عن سلمة بن كهيل، به. وانظر (1912).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر ما قبله.

ص: 505

2085 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سَلَمَةَ، عَنِ الْحَسَنِ - يَعْنِي الْعُرَنِيَّ - قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: مَا نَدْرِي أَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ؟ وَلَكِنَّا نَقْرَأُ (1).

2086 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ نَجِيحٍ، سَمِعَهُ مِنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اطَّلَعْتُ فِي الْجَنَّةِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الْفُقَرَاءَ، وَاطَّلَعْتُ فِي النَّارِ، فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ "(2).

2087 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، قَالَ:

(1) إسناده ضعيف لانقطاعه، الحسن العرني لم يسمعه من ابن عباس.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 362 و 2/ 529، ومن طريقه الطبراني (12700) عن وكيع، بهذا الإسناد. وانظر ما سيأتي برقم (2246).

(2)

إسناده صحيح، حماد بن نجيح روى له النسائي وابن ماجه، ووثقه ابن معين وأحمد ووكيع وغيرهم، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو رجاء: هو عمران بن ملحان العطاردي.

علقه البخاري (6449) عن حماد، ووصله النسائي في "الكبرى"(9264)، والبيهقي في "البعث والنشور"(195) من طريقين عن حماد بن نجيح، بهذا الإسناد.

وأخرجه هناد في "الزهد"(246) و (604)، وعبد بن حميد (691)، ومسلم (2737)، والنسائي في "الكبرى"(9262) و (9263)، والآجري في "الشريعة" ص 390، والطبراني (12765) و (12766) و (12769)، والبيهقي في "البعث والنشور"(195) من طرق عن أبي رجاء، به. وسيأتي برقم (3386).

وروي هذا الحديثُ عن أبي رجاء عن عمران بن حصين، سيأتي في مسنده 4/ 429. =

ص: 506

سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: كُنَّا نُخَابِرُ وَلا نَرَى بِذَلِكَ بَأْسًا، حَتَّى زَعَمَ رَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْهُ. قَالَ عَمْرٌو: ذَكَرْتُهُ لِطَاوُوسٍ، فَقَالَ: طَاوُوسٌ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنَّمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَمْنَحُ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ الْأَرْضَ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَأْخُذَ لَهَا خَرَاجًا مَعْلُومًا "(1).

2088 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَ تَحْرِيمُ الْخَمْرِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ بِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ مَاتُوا وَهُمْ يَشْرَبُونَهَا؟ فَنَزَلَتْ: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (1550)(121)، وابن ماجه (2464) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (2342)، وأبو داود (3389)، والطبراني (10880)، والبيهقي 6/ 134 من طريقين عن سفيان الثوري، به.

وأخرجه البخاري (2634)، ومسلم (1550)(121)، وابن ماجه (2456)، والترمذي (1385)، والطحاوي 4/ 110، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(1687)، والطبراني (10879) و (10881) و (10883) و (10884) و (10885)، والبيهقي 6/ 134 من طرق عن عمرو بن دينار، به. وسيأتي برقم (2541) و (2598) و (2862) و (3135) و (3263).

نخابر: من المخابرة، وهي المزارعة على نصيب معين كالثلث والربع وغيرهما.

وقوله: "يمنح" الأصل: أن يمنح، فلما حذفت "أن" ارتفع الفعل وهو القياس عند البصريين، لأن عوامل الأفعال ضعيفة لا تعمل مع الحذف، وجوّز الكوفيون في مثله النصب، واستدلوا على ذلك ببيت طرفة بن العبد:

ألا أيُّهذا الزاجري أَحْضُرَ الوغى

وأن أشهد اللذاتِ هل أنتَ مخلدي =

ص: 507

وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا} إِلَى آخِرِ الْآيَةِ [المائدة: 93](1).

2089 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ، عَنِ الْحَسَنِ الْعُرَنِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَدَّمَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أُغَيْلِمَةَ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ مِنْ جَمْعٍ بِلَيْلٍ عَلَى حُمُرَاتٍ لَنَا، فَجَعَلَ يَلْطَحُ أَفْخَاذَنَا وَيَقُولُ:" أُبَيْنِيَّ، لَا تَرْمُوا الْجَمْرَةَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ "(2).

= "وأن" وما بعدها في تأويل مصدر في محل رفع مبتدأ خبره "خير".

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات إلا أن رواية سماك عن عكرمة فيها اضطراب.

وأخرجه الطبري 7/ 37 من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه الترمذي (3052)، والطبري 7/ 37، والطبراني (11730)، والحاكم 4/ 143، والبيهقي في "شعب الإيمان"(5617) من طرق عن إسرائيل، به. قال الترمذي: حسن صحيح، وصحح الحاكم إسناده ووافقه الذهبي. وسيأتي برقم (2452) و (2691) و (2774).

وله شاهد من حديث أنس، أخرجه البخاري (4620) وسيأتي في "المسند" 3/ 227، وآخر من حديث البراء بن عازب، أخرجه الترمذي (3051)، وصححه ابن حبان (5350)، وانظر تمام تخريجه هناك.

(2)

صحيح لغيره، وقد تقدم برقم (2082).

ص: 508