الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مسند الإمام أحمد بن حنبل
(164 - 241 هـ)
حقق هذا الجزء وخرج أحاديثه وعلق عليه
شعيب الأرنَؤُوط - إبراهيم الزّيبق
الجزء الحادي والثلاثون
مؤسسة الرسالة
حَدِيثُ أَبِي السَّنَابِلِ بْنِ بَعْكَكٍ
(1)
18713 -
حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْبَكَّائِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ وَالْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِي السَّنَابِلِ، قَالَ: وَلَدَتْ سُبَيْعَةُ بَعْدَ وَفَاةِ زَوْجِهَا بِثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ - أَوْ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ - لَيْلَةً، فَتَشَوَّفَتْ، فَأُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَأُخْبِرَ، فَقَالَ:" إِنْ تَفْعَلْ، فَقَدْ مَضَى أَجَلُهَا "(2).
(1) قال السِّنْدي: أبو السنابل بن بعكك -بوزن جعفر- قُرَشي عَبْدري، منسوبٌ إلى عبد الدَّار، اختُلف في اسمه، قال البغوي: سكن الكوفة، وقال البخاري: لا أعلم أنه عاش بعد النبي صلى الله عليه وسلم. وقال ابن سَعْد: أقام بمكة حتى مات، وهو من مسلمة الفتح.
(2)
حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، إذ لا يعرف للأسود سماعٌ من أبي السنابل فيما ذكر الترمذي عقب الرواية رقم (1193)، وزياد بن عبد الله البكائي -وإن كان في حديثه عن غير ابنِ إسحاق لين- قد توبع. منصور: هو ابن المعتمر، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي.
وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال"(في ترجمة أبي السنابل) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (900) من طريق خلاد بن أسلم، عن زياد بن عبد الله، بهذا الإسناد.
وانظر ما بعده.
وقد ثبت هذا الخبر من حديث أم سلمة عند البخاري (5318) و (4909)، =
18714 -
حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ. وَعَفَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِي السَّنَابِلِ بْنِ بَعْكَكٍ، قَالَ: وَضَعَتْ سُبَيْعَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ بَعْدَ وَفَاةِ زَوْجِهَا بِثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ - أَوْ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ - لَيْلَةً، فَلَمَّا تَعَلَّتْ، تَشَوَّفَتْ لِلنِّكَاحِ، فَأُنْكِرَ ذَلِكَ عَلَيْهَا، وَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" إِنْ تَفْعَلْ فَقَدْ حَلَّ أَجَلُهَا " قَالَ عَفَّانُ: فَقَدْ خَلَا أَجَلُهَا " (1).
= ومسلم (1485)(57)، وسيرد 6/ 311 - 312.
ومن حديث سُبيعة نفسِها عند البخاري (5319)، ومسلم (1484)(56)، وسيرد 6/ 432.
ومن حديث المسور بن مخرمة عند البخاري (5320)، وسيرد (18917).
وانظر حديث عبد الله بن مسعود السالف برقم (4273).
قال السندي: قوله: سُبَيْعةُ: بضم مهملة وفتح موحدة وإسكان تحتية.
فتشوَّفت؛ بالفاء، أي: طمحت وتشوَّقت للنكاح.
فأُتي؛ على بناء المفعول، وكذا أُخبر.
فقد مضى أجلُها؛ أي: فلا بأس.
(1)
إسناده ضعيف لانقطاعه كسابقه. حسين بن محمد: هو ابن بهرام المَرُّوذي، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي.
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 6/ 156 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (1193) من طريق حسين بن محمد، بهذا الإسناد، وقال: حديث أبي السنابل حديث مشهور من هذا الوجه، ولا نعرف للأسود سماعاً من أبي السنابل، وسمعت محمداً [يعني البخاري] يقول: لا أعرف أن أبا =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= السنابل عاش بعد النبي صلى الله عليه وسلم. والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم؛ أنَّ الحامل المتوفّى عنها زوجها إذا وضعت فقد حلَّ التَّزويج لها، وإن لم تكن انقضت عِدَّتها. وهو قول سفيان الثوري والشافعي وأحمد وإسحاق. وقال بعض أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم: تعتد آخر الأجلين. والقول الأول أصح.
وأخرجه الترمذي (1193) من طريق الحسن بن موسى، عن شيبان، به.
وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه"(1507) -ومن طريقه ابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 64 - ، وأبو بكر بن أبي شيبة 4/ 296 - ومن طريقه ابن ماجه (2027)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(616)، والمزي في "تهذيب الكمال"(في ترجمة أبي السنابل) - والدارمي (2281)، والبخاري في "التاريخ الكبير" 9/ 41، والنسائي في "المجتبى" 6/ 190 - 191، وفي "الكبرى"(5701)، والدولابي في "الكنى والأسماء" 1/ 34، وابن حبان (4299)، والطبراني في "الكبير" 22/ (896)(897)(898)(899) من طرق عن منصور، به.
وأخرجه الدارمي (2282) دون ذكر أبي السنابل في الإسناد عن محمد بن يوسف، عن سفيان، عن منصور، عن إبراهيم، عن الأسود: أن سُبيعة وضعت بعد وفاة زوجها بأيام، فتشوَّفت، فعاب أبو السنابل، فسألت أو ذكرت أمرها لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأمرها أن تتزوج.
وانظر ما قبله.
قال السندي: فلما تعلَّت؛ بتشديد اللام من تعلَّى: إذا ارتفع أو برأ، أي: طهرت من النفاس، وسلمت.
فأُنكر: على بناء المفعول.
حلَّ: أي نزل.
خلا: أي مضى.
حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْحَمْرَاءِ الزُّهْرِيِّ
(1)
18715 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَدِيِّ بْنِ الْحَمْرَاءِ الزُّهْرِيَّ أخْبَرَهُ: أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ (2) صلى الله عليه وسلم وَهُوَ وَاقِفٌ بِالْحَزْوَرَةِ فِي سُوقِ مَكَّةَ: " وَاللهِ إِنَّكِ لَخَيْرُ أَرْضِ اللهِ، وَأَحَبُّ أَرْضِ اللهِ إِلَى اللهِ عز وجل، وَلَوْلَا أَنِّي أُخْرِجْتُ مِنْكِ مَا خَرَجْتُ "(3).
= والأجل في الأول هو الوقت المعدُّ لجواز النكاح، وهو ما بعد العِدَّة، وفي الثاني هو العدة، والله تعالى أعلم.
(1)
قال السندي: عبد الله بن عدي بن الحمراء، قُرَشي زُهْري، ويقال: ثقفي حالف بني زُهْرة. له صحبة، يكنى أبا عمرو، أو عمر، وكان ينزل قُدَيْداً، وهو من مُسلمة الفتح، سكن المدينة، وحديثه في فَضْل مكة، قال البغوي: لا أعلم غيره.
(2)
في (ق): سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول، وجاء لفظ "يقول" نسخة في هامش (س).
(3)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أن صحابيَّه روى له أصحاب السنن سوى أبي داود. أبو اليمان: هو الحكم بن نافع، وشُعيب: هو ابن أبي حمزة، والزُّهري: هو محمد بن مسلم بن شهاب، وأبو سلمة بنُ عبدِ الرحمن: هو ابن عوف الزُّهري.
وأخرجه ابنُ عبد البر في "التمهيد" 2/ 288، و"الاستذكار" 26/ 15 - 16 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 244 - ومن طريقه =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= البيهقي في "الدلائل" 2/ 517 - 518 - ، والمزِّي في "تهذيب الكمال"(في ترجمة عبد الله بن عدي) وتقي الدين الفاسي في "شفاء الغرام" 1/ 74 من طريق أبي اليمان، به. وجاء عند يعقوب بن سفيان:"وأحب أرض الله إليَّ".
وأخرجه الحاكم 3/ 431، والمزي في "تهذيبه" 15/ 292، وتقي الدين الفاسي في "شفاء الغرام" 1/ 74 من طريق بشر بن شعيب، عن أبيه شعيب، به.
وأخرجه الدارمي (2510)، والترمذي (3925) -ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" 3/ 336 - والنسائي في "الكبرى"(4252)، وابن ماجه (3108)، وابن حبان (3708)، والحاكم 3/ 7، وابن عبد البر في "التمهيد" 2/ 289 و 6/ 32 - 33، والمزي في "تهذيبه" 15/ 292، وتقي الدين الفاسي في "شفاء الغرام" 1/ 74 من طريق عُقَيْل، والفاكهي في "أخبار مكة"(2514) من طريق أبي منيع، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(622) من طريق ابن أبي ذئب، وابن خزيمة في "صحيحه" -كما في "إتحاف المهرة" 8/ 255 - والمزي في "تهذيبه " من طريق يونس، أربعتهم عن الزهري، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب صحيح.
قلنا: وقد خالفهم معمر -كما سيأتي في الرواية (18717)(18718) - فرواه عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، فجعله من حديث أبي هريرة. قال الترمذي: وحديث الزهري، عن أبي سلمة، عن عبد الله بن عدي ابن حمراء عندي أصح.
قلنا: وهو قول أبي حاتم في "العلل" 1/ 280 و 282، والبيهقي في "الدلائل" 2/ 518، والحافظ في "الإصابة" في ترجمة عبد الله بن عدي.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(457)، والحاكم 3/ 280 من طريق الدراوردي، عن ابن أخي الزهري، عن عمَه الزهري، عن محمد بن جبير بن مُطْعِم، عن عبد الله بن عدي بن الحمراء، به. إلا أن الحاكم ذكره بلفظ "وأحب أرض الله إليَّ". قال الطبراني: لم يروِ هذا الحديثَ عن ابن أخي =
18716 -
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَدِيِّ بْنِ الْحَمْرَاءِ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ وَاقِفٌ بِالْحَزْوَرَةِ مِنْ مَكَّةَ يَقُولُ لِمَكَّةَ (1):" وَاللهِ إِنَّكِ لَأَخْيَرُ أَرْضِ اللهِ، وَأَحَبُّ أَرْضِ اللهِ إِلَى اللهِ عز وجل، وَلَوْلَا أَنِّي أُخْرِجْتُ مِنْكِ مَا خَرَجْتُ "(2).
= الزهري إلا الدراوردي.
وقد أشار الحافظ في "الإصابة"(في ترجمة عبد الله بن عدي) إلى هذا الإسناد، وقال: والمحفوظ الأول. قلنا: يعني رواية مَنْ رواه عن الزهري، عن أبي سلمة، عن عبد الله بن عدي.
وقد تحرف في مطبوع الحاكم: "عمه" إلى "عمر".
ورواه محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة -كما سيأتي في تخريج الرواية رقم (18718) - وهو وهم كذلك، نبَّه عليه الترمذي في عقب الرواية رقم (3925)، وأبو حاتم وأبو زرعة في "العلل" 1/ 280.
وفي الباب عن ابن عباس عند الترمذي (3926) وحسَّنه، وصححه ابن حبان (3709)، والحاكم 1/ 486.
قال السندي: قوله بالحَزْوَرة؛ هو بحاء مهملة وزايٌ وفي "النهاية" بوزن قَسْوَرَة: موضع بمكة، وقد ضبطه بعضهم بتشديد الواو مع فتح الحاء والزاي والواو.
منكِ: بكسر الكاف على خطاب الأرض، والمقصود إفهام الحاضرين فضلَ تلك البقعة، والله تعالى أعلم.
(1)
في (ظ 13) بمكة، وهي نسخة في (س).
(2)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أن صحابيَّه روى له أصحاب السنن سوى أبي داود. يعقوب بن إبراهيم: هو ابن سعد بن إبراهيم بن =
18717 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: وَقَفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْحَزْوَرَةِ، فَقَالَ:" عَلِمْتُ أَنَّكِ خَيْرُ أَرْضِ اللهِ، وَأَحَبُّ الْأَرْضِ إِلَى اللهِ عز وجل، وَلَوْلَا أَنَّ أَهْلَكِ أَخْرَجُونِي مِنْكِ مَا خَرَجْتُ "(1).
= عبد الرحمن بن عوف الزهري، وصالح: هو ابن كيسان، وابن شهاب: هو محمد بن مسلم الزهري.
وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(491) -ومن طريقه تقي الدين الفاسي في "شفاء الغرام" 1/ 74 - والنسائي في "الكبرى"(4253)، والمزي في "تهذيب الكمال"(في ترجمة عبد الله بن عدي) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد. وجاء في مطبوع النسائي: أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عدي بن الحمراء، وصوابه: أبو سلمة بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن عدي ابن الحمراء.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(621)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 97 من طرق عن إبراهيم بن سعد، به.
وسلف برقم (18715).
(1)
حديث صحيح على وهم في إسناده، فقد خالف فيه معمر الرواة عن الزهري، فقال مرة: عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، كما في هذا الإسناد.
وقال مرة: عن الزهري، عن أبي سلمة قال: وقف النبي صلى الله عليه وسلم بالحزورة، مرسلاً كما عند عبد الرزاق في "المصنف"(8868). والصحيح رواية من رواه عن الزهري، عن أبي سلمة، عن عبد الله بن عدي بن الحمراء، كما سلف في الرواية رقم (18715).
وأخرجه البيهقي في "الدلائل" 2/ 518 من طريق أحمد بن منصور الرمادي عن عبد الرزاق، بهذا الإسناد. قال: وهذا وهم من معمر، والله أعلم. =
قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: الْحَزْوَرَةُ عِنْدَ بَابِ الْحَنَّاطِينَ.
18718 -
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا رَبَاحٌ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ بَعْضِهِمْ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ وَهُوَ فِي سُوقِ الْحَزْوَرَةِ:" وَاللهِ إِنَّكِ لَخَيْرُ أَرْضِ اللهِ وَأَحَبُّ الْأَرْضِ إِلَى اللهِ، وَلَوْلَا أَنِّي أُخْرِجْتُ مِنْكِ مَا خَرَجْتُ "(1).
= وأخرجه أبو يعلى (5954)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3146) و (4795) و (4796)، وفي "شرح المعاني" 2/ 261، 3/ 328 من طريق محمد ابن عمرو بن علقمة، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة مرفوعاً، وعندهم زيادة: لفظها عند أبي يعلى: "وإنها لم تحل لأحد كان قبلي، وإنما أحلت لي ساعة من نهار، ثم هي من ساعتي هذه حرام، لا يُعضَد شجرُها،
ولا يُحتشُّ خلاها، ولا يلتقط إلا لمنشد".
وقال أبو زرعة وأبو حاتم في "العلل" 1/ 280: هذا خطأ، وهم فيه محمد ابن عمرو، ورواه الزهري، عن أبي سلمة، عن عبد الله بن عدي بن الحمراء، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو الصحيح.
قلنا: وبنحو الزيادة في رواية محمد بن عمرو سلف بإسناد صحيح من مسند أبي هريرة برقم (7242).
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد وهم فيه معمر، فرواه هنا عن الزهري، عن أبي سلمة عن بعضهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ورواه إبراهيم بن خالد عن معمر -دون ذكر رباح- كما عند النسائي في "الكبرى"(4254) - عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، وكذلك رواه معمر كما سلف برقم (18717).
ورواه مرة مرسلاً كما سلف في تخريج الرواية المذكورة، والصواب رواية من رواه عن الزهري، عن أبي سلمة، عن عبد الله بن عدي كما سلف برقم (18715).
حَدِيثُ أَبِي ثَوْرٍ الْفَهْمِيِّ
(1)
18719 -
حَدَّثَنَا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ مِنْ كِتَابِهِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ. وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي ثَوْرٍ - قَالَ إِسْحَاقُ: الْفَهْمِيُّ - قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا، فَأُتِيَ بِثَوْبٍ مِنْ ثِيَابِ الْمَعَافِرِ، فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: لَعَنَ اللهُ هَذَا الثَّوْبَ، وَلَعَنَ مَنْ يَعْمَلُ لَهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" لَا تَلْعَنْهُمْ، فَإِنَّهُمْ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ "(2) وَقَالَ إِسْحَاقُ: وَلَعَنَ اللهُ مَنْ يَعْمَلُهُ.
(1) قال السندي: أبو ثور الفهمي، له صحبة، سكن مصر، لم يعرف اسمه ولا سياق نسبه.
(2)
إسناده ضعيف، ابنُ لهيعة -وهو عبد الله، وإن سمع منه إسحاق بن عيسى -وهو ابن الطباع- قبل احتراق كتبه، ويحيى ابن إسحاق -وهو السَّيْلحيني- من قدماء أصحابه إلا أنه تفرد به، وهو ممن لا يحتمل تفرده، فقد قال أحمد: ما حديث ابن لهيعة بحجة، وإني لأكتب كثيراً مما أكتب أعتبر به، وهو يَقوى بعضه ببعض. وأبو ثور الفهمي ليس له إلا هذا الحديث، وقد ترجم له الحسيني في "الإكمال"، والحافظ في "التعجيل"، ونقل عن ابن عبد البر قوله: حديثه عند أهل مصر يرويه ابنُ لهيعة، عن يزيد بن عمرو، عنه في فَضْل المَعَافر.
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 6/ 45 من طريق الإمام أحمد بن حنبل بهذا الإسناد.
وأخرجه الدولابي في "الكنى والأسماء" 1/ 21 من طريق أبي الأسود النضر ابن عبد الجبار، وحسان بن عبد الله، والطبراني في "الكبير" 22/ (787) من طريق عثمان بن صالح، وعمرو بن خالد الحَرَّاني، وأبي صالح عبد الغفار بن داود الحَرَّاني، خمستهم عن ابن لهيعة، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/ 56، وقال: رواه أحمد =
حَدِيثُ حَرْمَلَةَ الْعَنْبَرِيِّ
(1)
18720 -
حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ ضِرْغَامَةَ بْنِ عُلَيْبَةَ بْنِ حَرْمَلَةَ الْعَنْبَرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَوْصِنِي. قَالَ:" اتَّقِ اللهَ، وَإِذَا كُنْتَ فِي مَجْلِسِ فَقُمْتُ مِنْهُ فَسَمِعْتَهُمْ يَقُولُونَ مَا يُعْجِبُكَ، فَأْتِهِ، وَإِذَا سَمِعْتَهُمْ يَقُولُونَ مَا تَكْرَهُ فَاتْرُكْهُ "(2).
= والطبراني، وإسنادهما حسن!
قال السندي: قوله: فأُتي؛ على بناء المفعول.
من ثياب المَعافِر: هي بُرودٌ باليمن منسوبة إلى معافر، وهي قبيلة باليمن.
(1)
قال السندي: حرملة العنبري: هو حرملة بن عبد الله، نزل البصرة، له صحبة، وكان أحد المصلين، أي: المكثرين من الصلاة.
(2)
حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لجهالة ضرغامة بن عُليبة، ووالدِه، فقد تفرد بالرواية عن ضرغامة قُرَّة بن خالد، وتفرد بالرواية عن عليبة ولده ضرغامة، ومع ذلك فقد ذكرهما ابن حبان في "الثقات" على عادته في توثيق المجاهيل، وكلاهما من رجال "التعجيل". وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه -وهو حرملة بن عبد الله بن إياس- فيما ذكر ابن الأثير، وقد ينسب لجده، فيقال: حرملة بن إياس، فيما ذكر الحافظ في "الإصابة" -فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد" هذا الحديث الواحد. روح: هو ابن عبادة. وأخرجه المزي في "تهذيبه"(في ترجمة حرملة) 5/ 542 - 543 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 177، والبيهقي في "شعب الإيمان"(9450) من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد، وقرن الطحاوي بروح حجاج بن نصير، ولم يورد لفظ الحديث، وإنما أورد صدره الوارد في المصادر الأخرى، وهو: أتيت رسول الله في ركب من الحي، فصلى بنا الغداة، فانصرف وما أكاد أعرف وجوه القوم أي: كأنه بغلس.
وأخرجه بنحوه ومطولاً الطيالسي (1206)(1207) -ومن طريقه ابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1192)، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 358 - 359، والبيهقي في "شعب الإيمان"(9451)، وابن الأثير في "أسد الغابة" 1/ 475 - ، وابن سعد في "الطبقات" 7/ 50، وعبد بن حميد في "المنتخب"(433)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1191)(1192/ م)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 177، وابن قانع في "معجمه" 1/ 210، والطبراني في "الكبير"(3476) من طرق عن قرة بن خالد، به.
وأخرجه بنحوه مطولاً البخاري في "الأدب المفرد"(222) عن موسى بن إسماعيل، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 359 من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، كلاهما عن عبد الله بن حسان العنبري، عن حبان بن عاصم، عن حرملة بن عبد الله، به. وقرن البخاري بحبان بن عاصم صفية ودحيبة ابنتي عُلَيبة. وحبان بن عاصم وصفية ودحيبة ابنتي عُليبة مجاهيل، لكن يقويه أن صفية ودحيبة يرويانه عن جدهما، وعبد الله بن حسان روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ويحسن الحديث بمجموع إسناديه، وقد حسَّن إسناده الحافظ في "الإصابة". ووقع في مطبوع "الأدب المفرد": أنه أخبرهم عن حرملة، وهو خطأ، صوابه: أنه أخبرهم حرملة، كما في "تهذيب الكمال" في ترجمة حرملة بن عبد الله.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/ 317 - 318 وقال: رواه الطبراني في "الكبير" من رواية ضرغامة بن عليبة بن حرملة، عن أبيه، عن جده، وقد =
حَدِيثُ نُبَيْطِ بْنِ شَرِيطٍ
(1)
18721 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ نُبَيْطٍ، عَنْ أَبِيهِ، وَكَانَ قَدْ حَجَّ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: رَأَيْتُهُ يَخْطُبُ يَوْمَ عَرَفَةَ عَلَى بَعِيرِهِ (2).
= ذكره ابن أبي حاتم 4/ 470 بما فيه هاهنا لم يزد عليه، وبقية رجاله موثقون، وضرغامة وحرملة ذكرهما ابن حبان في الثقات.
وأورده أيضاً 4/ 215 - 216 وقال: رواه أحمد ورجاله ثقات.
قال السندي: قوله: وإذا كُنْتَ في مجلس، أي: صَاحِبْ مَن ذَكَرَكَ بخير في الغَيْبة، لا مَن ذَكَرك بشرٍّ، أو صاحِبْ مَن رضي بصحبتك، لا مَن لم يرضَ، والله تعالى أعلم.
(1)
قال السندي: نبيط بن شريط في "التقريب": نبيط بالتصغير ابن شريط -بفتح المعجمة- أشجعي كوفي صحابي، يكنى أبا سلمة. وفي "الإصابة": نزل الكوفة، وقع ذكره في حديث والده شريط، وله رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقال ابن أبي حاتم: له صحبة وبقي بعد النبي صلى الله عليه وسلم زماناً.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لاضطرابه، سلمة بن نبيط -وإن كان ثقة- نقل العقيلي 2/ 147 عن البخاري قوله: إنه كان اختلط آخر عمره. قلنا: وقد رواه في هذه الرواية عن أبيه، ورواه عن رجل من أهل الحي عن أبيه، كما سيرد في التخريج، ورواه عن أبيه أو نعيم بن أبي هند عن أبيه، ورواه عن أبيه أو جده، كما سيرد في تخريج الرواية (18724). وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي.
وأخرجه ابن ماجه (1286) من طريق وكيع، بهذا الإسناد دون قوله: يوم عرفة.
وأخرجه ابن سعد 6/ 30 عن مُؤَمَّل بن إسماعيل (وفيه قصة) والبخاري =
18722 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، حَدَّثَنِي أَبُو مَالِكٍ الْأَشْجَعِيُّ
= في "التاريخ الكبير" 8/ 137، والنسائي في "المجتبى" 5/ 253، وفي "الكبرى"(4000) -ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" 5/ 312 - وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/ 169 من طريق يحيى القطان، والبخاري في "التاريخ الكبير" 8/ 137 أيضاً من طريق قبيصة، وابن قانع 3/ 169 أيضاً من طريق محمد بن كثير، كلهم عن سفيان الثوري، والنسائيُّ أيضاً في "المجتبى" 5/ 253 وفي "الكبرى"(399)، والطبراني في "الأوسط"(1942) من طريق عبد الله بن المبارك، كلاهما عن سلمة بن نُبَيط، به. زاد في رواية يحيى القطان: قبل الصلاة، وفي روايته عند ابن سعد والنسائي وابن قانع والطبراني: على جمل أحمر. قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن سلمة بن نبيط إلا ابن المبارك.
قلنا: قد رواه غيره كما هو ظاهر.
ورواه سلمة بن نبيط، عن رجل من الحي، عن نبيط بن شريط، به. عند أبي داود (1916) من طريق مسدد، عن عبد الله بن داود الخُرَيبي، عنه.
وسيرد بأتم منه في الأحاديث الثلاثة بعده.
وفي الباب عن أبي كاهل قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب الناس يوم عيدٍ على ناقة خرماء، وحبشي ممسك بخطامها. وسيأتي قريباً برقم (18725).
وعن الهرماس بن زياد الباهلي، قال: رأيت رسول الله يخطبُ على راحلته يوم النحر بمنىً، وقد سلف برقم (15968).
وعن عمرو بن خارجة، قال. خطبنا رسول الله بمنىً وهو على راحلته وهي تَقْصَعُ بجِرَّتِها، سلف برقم (17664).
وعن العداء بن خالد بن هوذة، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطبُ الناسَ يوم عرفة على بعير، قائماً في الركابين، سيأتي 5/ 30.
ولوقت هذه الخطبة انظر "فتح الباري" 3/ 574 و 577. وانظر ما سلف برقم (15920).
حَدَّثَنِي نُبَيْطُ بْنُ شَرِيطٍ، قَالَ: إِنِّي لَرَدِيفُ (1) أَبِي فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ، إِذْ تَكَلَّمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقُمْتُ عَلَى عَجُزِ الرَّاحِلَةِ، فَوَضَعْتُ يَدِي (2) عَلَى عَاتِقِ أَبِي، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ:" أَيُّ يَوْمٍ أَحْرَمُ؟ " قَالُوا: هَذَا الْيَوْمُ. قَالَ: " فَأَيُّ بَلَدٍ أَحْرَمُ؟ " قَالُوا: هَذَا الْبَلَدُ. قَالَ: " فَأَيُّ شَهْرٍ أَحْرَمُ؟ " قَالُوا: هَذَا الشَّهْرُ. قَالَ: " فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، هَلْ بَلَّغْتُ؟ " قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: " اللهُمَّ اشْهَدْ، اللهُمَّ اشْهَدْ "(3).
(1) في (ص): رديف.
(2)
ضبطت في (ظ 13): يديَّ.
(3)
إسناده صحيح، رجاله ثقات. أبو مالك الأشجعي: هو سعد بن طارق.
وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 3/ 169 من طريق الإمام أحمد نحوه مختصراً.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 6/ 29 - 30 من طريق موسى بن محمد الأنصاري، وأخرجه الفاكهي في "أخبار مكة"(1894) مختصراً، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1298)، والنسائي في "الكبرى"(4097) من طريق مروان بن معاوية، كلاهما عن أبي مالك الأشجعي، به.
رواية ابن سعد، فيها: والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب عند الجمرة، فقال:"الحمد لله نستعينه ونستغفره، ونشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، أوصيكم بتقوى الله، أيُّ يوم أحرم؟ "
…
(فذكره) دون آخره: "هل بلَّغْتُ؟ "
…
- رواية ابن أبي عاصم والنسائي في أولها: رأيت رسول الله يخطب الناس =
18723 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَبُو يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ نُبَيْطٍ، قَالَ: كَانَ أَبِي وَجَدِّي وَعَمِّي مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ عَلَى جَمَلٍ أَحْمَرَ.
قَالَ: قَالَ سَلَمَةُ: أَوْصَانِي أَبِي، بِصَلَاةِ السَّحَرِ، قُلْتُ: يَا أَبَةْ، إِنِّي لَا أُطِيقُهَا. قَالَ: فَانْظُرِ الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْفَجْرِ، فَلَا تَدَعَنَّهُمَا، وَلَا تَشْخَصْ (1) فِي الْفِتْنَةِ (2).
= بمنىً، فَحَمِدَ اللهَ، وأثنى عليه، ثم قال:
…
وذكره.
ورواية الفاكهي: مختصرة بلفظٍ: رأى النبيَّ يَخْطُبُ الناسَ بمِنىً.
وقد سلف برقم (18721).
وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2036).
وعن العداء بن خالد بن هوذة، سيرد 5/ 30.
وعن أبي بكرة نُفيع بن الحارث مطولاً، سيرد 5/ 37.
وعن عم أبي حُرَّة حنيفة الرَّقَاشي، مطولاً سيرد 5/ 72 - 73.
وعن مرة الهمداني، عن رجلٍ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، سلف مختصراً (15886) وسيرد مطولاً 5/ 412.
قال السندي: قوله: أَحْرَمُ، أي: أكثر حرمة وأعظمها عند الله، بمعنى أن من لم يراع حرمته يكون إثمه اكبر من إثم من لم يراع حرمة غيره من الأيام.
فأي بلد أَحْرَمُ، قد يؤخذ من اسم التفضيل: حرمة المدينة المنورة، وأنَّ حرمتها دون حرمة مكة المشرفة.
(1)
في (م) و (ق): كشخصين.
(2)
صحيح، وهذا إسناد ضعيف لاضطرابه، وبسطنا القول فيه في الرواية (18721).
وأخرجه أحمد في "الزهد" ص 233، وفي "العلل ومعرفة الرجال" =
18724 -
حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا رَافِعُ بْنُ سَلَمَةَ - يَعْنِي الْأَشْجَعِيَّ - وَسَالِمُ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَلَمَةُ بْنُ نُبَيْطٍ الْأَشْجَعِيُّ (1)، أَنَّ أَبَاهُ قَدْ أَدْرَكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ رِدْفًا (2) خَلْفَ أَبِيهِ فِي حَجَّةِ
= (5672) مختصراً، بلفظ: كان جَدِّي وعمِّي مع النبي صلى الله عليه وسلم.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2809) عن رزق الله بن موسى، عن عبد الحميد بن عبد الرحمن الحمَّاني، عن سلمة، قال: كان أبي وجدّي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأخرجه ابن أبي شيبة 14/ 37 عن الفضل بن دكين، عن سلمة بن نبيط، قال: قال [أبي]: قم فصلِّ من السَّحر، فإن لم تستطع فلا تدع ركعتي الفجر.
وقد سلف برقم (18721).
قال السندي: قوله: ولا تشخص، أي: لا ترتفع ولا تظهر ولا تحضر.
(1)
كذا في النسخ الخطية و (م) و"أطراف المسند"، وهو إسناد ليس بالقائم، فحسن بن موسى لم يُدرك سالم بن أبي الجعد، بين وفاتيهما نحو مئة عام، وأبو الجعد والد سالم وهو مخضرم، وقيل: له صحبة، يبعد أن يروي عن سلمة بن نبيط وهو من الطبقة الخامسة. ويظهر أن في الإسناد تقديماً وتأخيراً وَقَعَ إما من الرواة للمسند وإما من النسَّاخ.
وقد ذكر البخاري في "تاريخه" 3/ 305 أن رافع بن سلمة سمع أباه عن سالم، وعلى هذا فلعل الإسناد يستقيم إذا كان يرويه حسن بن موسى، عن رافع بن سلمة الأشجعي، عن أبيه، عن سالم بن أبي الجعد، عن سلمة بن نبيط.
ولكن ليس بين أيدينا مصادر تهدينا إلى الصواب فيه، والله أعلم بحاله، ومن العجيب أن الحافظ ابن حجر أورده في "أطراف المسند" كما في النسخ، ولم يُشر إلى ما فيه من خلل.
(2)
في (ق) وهامش (س): رديفاً.
الْوَدَاعِ. قَالَ: فَقُلْتُ: يَا أَبةْ، أَرِنِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: قُمْ، فَخُذْ بِوَاسِطَةِ الرَّحْلِ. قَالَ: فَقُمْتُ، فَأَخَذْتُ بِوَاسِطَةِ الرَّحْلِ، فَقَالَ: انْظُرْ إِلَى صَاحِبِ الْجَمَلِ الْأَحْمَرِ الَّذِي يُومِئُ بِيَدِهِ، فِي يَدِهِ الْقَضِيبُ (1).
(1) صحيح، وإسناده ليس بالقائم كما ذكرنا في التعليق السالف، وذكرنا في الرواية (18721) أن إسناده من طريق سلمة بن نبيط مضطرب.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 6/ 29، والدارمي (1608) عن أبي نعيم الفضل بن دكين، حدثنا سلمة بن نبيط، قال: حدثني أبي، أو نعيم بن أبي هند، عن أبي، قال: حججتُ مع أبي وعمي، فقال لي أبي: ترى ذاك صاحبَ الجمل الأحمر الذي يخطب، ذاك رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ووقع في مطبوع الدارمي: عن أبي قلابة، وهو خطأ.
وأخرجه بَحشَل في "تاريخ واسط" ص 52 من طريق قرة بن عيسى، عن سلمة بن نبيط، قال: حدثني أبي أو جدِّي قال: حججتُ مع أبي وعمِّي فقال لي أبي: أترى صاحبَ الجمل الأحمر الذي يخطب؛ ذاك رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد سلف برقم (18721).
حَدِيثُ أَبِي كَاهِلٍ، وَاسْمُهُ قَيْسٌ
(1)
18725 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَخِيهِ، عَنْ أَبِي كَاهِلٍ - قَالَ إِسْمَاعِيلُ: قَدْ رَأَيْتُ أَبَا كَاهِلٍ - قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ النَّاسَ يَوْمَ عِيدٍ عَلَى نَاقَةٍ خَرْمَاءَ، وَحَبَشِيٌّ مُمْسِكٌ بِخِطَامِهَا (2).
(1) قال السندي: أبو كاهل: هو قيس بن عائذ تقدم في المدنيين.
(2)
إسناده ضعيف، وقد سلف بيان علته في الرواية السالفة برقم (16715).
وانظر (18721).
قال السندي: قوله: خرماء، أي: مشقوقة الأذن أو طرف الأنف.
حَدِيثُ حَارِثَةَ بْنِ وَهْبٍ
(1)
18726 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَعْبَدِ بْنِ خَالِدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ حَارِثَةَ بْنَ وَهْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " تَصَدَّقُوا، فَيُوشِكُ الرَّجُلُ يَمْشِي بِصَدَقَتِهِ، فَيَقُولُ: الَّذِي أُعْطِيَهَا: لَوْ جِئْتَ بِهَا بِالْأَمْسِ، قَبِلْتُهَا، وَأَمَّا الْآنَ، فَلَا حَاجَةَ لِي فِيهَا، فَلَا يَجِدُ مَنْ يَقْبَلُهَا "(2).
(1) قال السندي: حارثة بن وهب، خزاعي، له رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم، وله في الصحيحين أربعة أحاديث.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين، معبد بن خالد: هو الجدلي القيسي.
وأخرجه مسلم (1011) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود الطيالسي (1239) -ومن طريقه ابن حبان في "صحيحه"(6678) - وعبد بن حميد في "المنتخب"(478) بنحوه، والبخاري (1411) و (1424) و (7120)، والنسائي في "المجتبى" 5/ 77، وفي "الكبرى"(2336)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(623)، والطبراني في "الكبير"(3259) و (3260) من طرق عن شعبة، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(3261) من طريق مِسْعر، عن معبد بن خالد، عن حارثة بن وهب والمستورد، قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. وذكر نحوه مختصراً.
وسيأتي برقم (18729).
وفي الباب عن أبي هريرة سلف برقم (8135).
وانظر حديث عدي بن حاتم (18260) وفيه قوله صلى الله عليه وسلم: "وليبذلنَّ المال حتى لا يقبله أحد". =
18727 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ وَهْبٍ الْخُزَاعِيِّ، قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الظُّهْرَ أَوِ الْعَصْرَ (1) بِمِنًى أَكْثَرَ مَا كَانَ النَّاسُ وَآمَنَهُ رَكْعَتَيْنِ (2).
= قال السندي: قوله: "تصدَّقوا" بتشديد الدَّال، أي: أعطوا الصدقة قبل أن يجيء ذلك اليوم.
"الذي أُعطِيَها" على بناء المفعول.
"فلا حاجة لي فيها": إما لظهور كنوز الأرض أو لظهور علامات القيامة فيزهد الناس في الأموال لذلك.
(1)
في (ق) و (م): الظهر والعصر.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح، وسفيان: هو الثوري، وأبو إسحاق: هو السَّبيعي.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2347)، والطبراني في "الكبير"(3254)، وتمام الرازي في "فوائده"(427) من طريق وكيع، بهذا الإسناد، وقرن ابنُ أبي عاصم بسفيان شعبة.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 3/ 120 وفي "الكبرى"(1904) من طريق يحيى بن سعيد، وأبو عوانة 2/ 341 من طريق الفريابي، كلاهما عن سفيان، به. ليس فيه عندهما تحديد الظهر أو العصر، وزاد أبو عوانة: في حجة الوداع.
وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة 2/ 450 - ومن طريقه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2346)، وأبو يعلى (1474)، والطبراني في "الكبير"(3244) -ومسلم (696)(20)(21)، وأبو داود (1965)، والترمذي (882)، والنسائي في "المجتبى" 3/ 119 وفي "الكبرى"(1903)، وابن حبان (2756)، والطبراني في "الكبير"(3241)(3242)(3248)(3250)(3252)(3253)، وتمام الرازي في "فوائده"(428)، والبيهقي في "السنن" 3/ 134 - 135 من طرق عن أبي إسحاق، به. =
18728 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَعْبَدِ بْنِ خَالِدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ حَارِثَةَ بْنَ وَهْبٍ الْخُزَاعِيَّ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ الْجَنَّةِ؟ كُلُّ ضَعِيفٍ مُتَضَعَِّفٍ لَوْ يُقْسِمُ (1) عَلَى اللهِ لَأَبَرَّهُ، أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ النَّارِ؟ كُلُّ جَوَّاظٍ جَعْظَرِيٍّ مُسْتَكْبِرٍ "(2).
= قال الترمذي: حديث حارثة بن وهب حديث حسن صحيح.
وقد وقع في مطبوع الترمذي زيادة إسرائيل في الإسناد بين أبي الأحوص وأبي إسحاق السبيعي، وهو خطأ، وانظر "تحفة الأشراف" 3/ 11.
وسيرد برقم (18731).
وفي الباب عن ابن مسعود سلف (3593) وذكرنا أحاديث الباب هناك، وانظر حديث ابن عباس (1852).
قال السندي: قوله: أكثرَ ما كان الناسُ: منصوب على الظرفية، و"ما" مصدرية، والمضاف مقدَّر، أي: أكثر أوقات كون الناس. أي: وقت كان الناس فيه أكثر منهم في غيره، فوصف الوقت بوصف ما فيه من النَّاس مجازاً. وكذا آمَنَهُ.
والحاصل أن القصر غير مقيد بالخوف، فالمفهوم في القرآن غير معتبر في قوله تعالى:{فلا جُناح عليكم أن تقصروا من الصَّلاة إن خفتم} [النساء: 101] والله تعالى أعلم.
(1)
في هامش (س): لو أقسم. قلنا: وهو الموافق للرواية رقم (18730).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، ومعبد بن خالد: هو الجَدَلي القيسي.
وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة 8/ 516 بنحوه مختصراً -ومن طريقه عبد بن حميد في "المنتخب"(480)، وأبو داود (4801)، والبيهقي في "شعب =
18729 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مَعْبَدِ بْنِ خَالِدٍ
= الإيمان" (8173) و (8174) - ومسلم (2853) (47)، وأبو عوانة -كما في "إتحاف المهرة" 4/ 193 - من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (6071)، وأبو عوانة -كما في "إتحاف المهرة" 4/ 193 - والبغوي في "شرح السنة"(3593) من طرق عن سفيان، به.
وأخرجه الطيالسي (1238) -ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" 10/ 194، وفي "شعب الإيمان"(10484) - والبخاري (6657)، ومسلم (2853)(46)، والنسائي في "الكبرى"(11615) -وهو في "التفسير"(635) -، وأبو يعلى (1477)، وأبو عوانة -كما في "إتحاف المهرة" 14/ 93 - وابنُ حِبَّان (5679)، والطبراني في "الكبير"(3257) من طرق عن شعبة، عن معبد بن خالد، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(3256) من طريق الأعمش، و (3258) من طريق مسعر، كلاهما عن معبد، به. وقرن مسعر بحارثة المستورد الفهري.
وسيرد (18730) و (18732).
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6580)، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: "كل ضعيف": في نفسه لقِلَّة المال والحال، أو في البَدَنِ لكثرة الجوع والتعب والأمراض والعاهات.
"متضعف" في "المجمع" فتح العين هو المشهور، أي: من يستضعفه الناس ويحتقرونه، وبكسرها، أي: خامل متذلل، وقيل: رقيق القلب ولينها للإيمان. انتهى. قلت: أو المراد الذي يتكلَّف في إظهار الضعف تواضعاً.
"جَوَّاظٍ": بفتح الجيم وتشديد الواو: الجَمُوع المَنُوع، أو كثير اللحم، المختال.
"جَعْظَرِيّ": بفتح فسكون: الغليظ المتكبِّر. وقد سبق أمثال هذا المتن مراراً.
قَالَ: سَمِعْتُ حَارِثَةَ بْنَ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " تَصَدَّقُوا، فَإِنَّهُ يُوشِكُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَخْرُجَ بِصَدَقَتِهِ فَلَا يَجِدُ مَنْ يَقْبَلُهَا مِنْهُ "(1).
18730 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَعْبَدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِأَهْلِ الْجَنَّةِ؟ كُلُّ ضَعِيفٍ مُتَضَعَِّفٍ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لَأَبَرَّهُ، أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِأَهْلِ النَّارِ؟ كُلُّ عُتُلٍّ جَوَّاظٍ مُسْتَكْبِرٍ "(2).
18731 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ يُحَدِّثُ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ وَهْبٍ الْخُزَاعِيِّ قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَكْثَرَ مَا كُنَّا وَآمَنَهُ بِمِنًى رَكْعَتَيْنِ (3).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في "مصنفه" 3/ 111 - ومن طريقه عبد بن حميد في "المنتخب"(479)، ومسلم (1011)، وأبو يعلى (1475) - من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وانظر ما سلف برقم (18726).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن ماجه (4116) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (18728).
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. =
18732 -
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَعْبَدِ بْنِ خَالِدٍ قَالَ: سَمِعْتُ حَارِثَةَ بْنَ وَهْبٍ الْخُزَاعِيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1).
= وأخرجه ابن خزيمة (1702) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1240)، والبخاري (1083) و (1656)، والنسائي في "المجتبى" 3/ 120، وفي "الكبرى"(1904)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2347)، وأبو عوانة 2/ 340 - 341 و 341، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 419، وابن حبان (2757)، والطبراني في "الكبير"(3245)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" 7/ 188، والبيهقي في "السنن" 3/ 134 من طرق عن شعبة، به.
وقد سلف بالرقم (18727).
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو نُعَيْم: هو الفضل بن دُكين، وسفيان: هو الثوري.
وقوله: فذكر الحديث يعني الحديث السالف برقم (18730).
وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(477)، والبخاري في "صحيحه"(4918)، وفي "التاريخ الكبير" 3/ 93، والترمذي (2605) -ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" 1/ 430 - وأبو عوانة -كما في "إتحاف المهرة" 4/ 193 - والبيهقي في "شعب الإيمان"(8175)، وفي "الآداب"(244)، من طريق أبي نعيم، بهذا الإسناد.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وقد سلف برقم (18728).
حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ
(1)
18733 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، وَالْمَسْعُودِيُّ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ سَرِيعٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِي الْفَجْرِ {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} ، وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ:{وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ} (2)[التكوير: 1 و 17].
(1) قال السندي: عمرو بن حريث، قرشي مخزومي، يكنى أبا سعيد، ولأبيه صحبة، قيل: ولد في أيام بدر، وقيل: قبل الهجرة بسنتين، مات سنة خمس وثمانين.
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم، الوليد بن سريع -وهو الكوفي- من رجاله، وقد انتقى له مسلم هذا الحديث، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير المسعودي، فقد روى له البخاري تعليقاً وأصحاب السنن، ورواية وكيع عنه قبل اختلاطه، وقد توبع.
مسعر: هو ابن كِدام، والمسعودي: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 353 - ومن طريقه مسلم (456) - وأخرجه النسائي في "المجتبى" 2/ 157، وفي "الكبرى "(1023) عن محمد بن إبان البلخي، كلاهما عن وكيع، بهذا الإسناد. إلا أن ابن أبي شيبة لم يقرن المسعودي بمسعر.
وتحرف في مطبوع "المجتبى" قوله: عن مسعر والمسعودي، إلى: عن مسعود المسعودي.
وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/ 85 (ترتيب السندي)، والحميدي (567)، ومسلم (456)، والنسائي في "الكبرى"(11651) -وهو في =
18734 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا مُسَاوِرٌ الْوَرَّاقُ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَطَبَ النَّاسَ، وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ (1).
= "التفسير"(671) - والدارمي (1299)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 323، وأبو يعلى (1461)(1468)، وابن قانع في "معجمه" 2/ 203، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 198 و 269، والبيهقي في "السنن" 2/ 194 و 388، والخطيب في "تاريخه" 4/ 86 - 87، والبغوي في "شرح السنة"(603) من طرق عن مسعر، به.
وأخرجه الطيالسي (1055) و (1210) عن شعبة، والدارمي (1299) عن أبي نعيم، كلاهما عن المسعودي، به. ولفظه: صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقرأ بـ {إذا الشمسُ كُوِّرَتْ} ، فلما أتى على هذه الآية:{والليل إذا عسعس} قلت في نفسي: ما الليل إذا عسعس والصبح إذا تنفس.
وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه"(2721) من طريق إسماعيل بن أبي خالد، ومسلم (475)، وأبو يعلى (1457)، وابن حبان (1819) من طريق خلف بن خليفة، كلاهما عن الوليد بن سريع، به.
ورواية الجميع سوى عبد الرزاق بلفظ: صليت خلفَ النبي صلى الله عليه وسلم الفجر، فسمعته يقرأ:{فلا أقسم بالخُنَّس، الجوارِ الكُنَّسِ} وكان لا يحني رجلٌ منا ظهره حتى يستتمَّ ساجداً.
وأخرجه بنحوه أبو داود (817)، وابن ماجه (817) وأبو يعلى (1463) و (1469) من طريق أصبغ مولى عمرو بن حريث، عن عمرو بن حريث، به.
وسيأتي في الرقمين: (18737) و (18738).
(1)
إسناده صحيح على شرط مسلم، جعفر بن عمرو بن حريث روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ووثقه الذهبي في "الكاشف" وانتقى =
18735 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ السُّدِّيِّ
= له مسلم هذا الحديث. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير مسلم الوراق، فمن رجال مسلم، وهو ثقة.
وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" 27/ 427 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 421، ومسلم (1359)(452) والترمذي في "الشمائل"(109)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(718)، وأبو يعلى (1460)، والبيهقي في "السنن" 3/ 246 من طريق وكيع، به.
وأخرجه الحميدي (566)، والترمذي في "الشمائل"(108)، وابن ماجه (1104) و (3584)، وأبو يعلى (1459) من طريق سفيان بن عيينة، وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 427 - 428، والبخاري في "التاريخ الكبير" 7/ 418، ومسلم (1359)(453)، وأبو داود (4077)، والنسائي في "المجتبى" 8/ 211، وفي "الكبرى"(9758)، وابن ماجه (2821) و (3587)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(718)، والبيهقي في "السنن" 3/ 246، وفي "الدلائل" 5/ 68 من طريق أبي أسامة، وأخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي" ص 116 من طريق سهل بن عثمان، ثلاثتهم عن مساور الوراق، به.
زاد الحميدي: يوم فتح مكة.
وزاد أبو أسامة: قد أرخى طرفيها بين كتفيه.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/ 211، وفي "الكبرى"(9759) من طريق عبد الرحمن -وهو ابن مهدي- وفي "الكبرى"(9760) عن عبد الرحمن ابن محمد بن عبد الرحمن الزهري، كلاهما عن سفيان بن عيينة، عن مساور الوراق، به. ولفظه: رأيتُ على النبي صلى الله عليه وسلم عمامة حرقانية.
وفي الباب عن جابر: أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل يوم فتح مكة وعليه عِمامةٌ سوداء. وقد سلف برقم (14904)، وهو عند مسلم برقم (1358).
عَمَّنْ سَمِعَ عَمْرَو بْنَ حُرَيْثٍ يَقُولُ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي نَعْلَيْهِ (1).
18736 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ السُّدِّيِّ، حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ عَمْرَو بْنَ حُرَيْثٍ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي فِي نَعْلَيْنِ مَخْصُوفَيْنِ (2).
(1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الراوي عن عمرو ابن حُرَيث، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير السُدِّيِّ -وهو إسماعيل ابن عبد الرحمن- مختلف فيه، وهو حسن الحديث. سفيان: هو الثوري.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 415 عن وكيع، بهذا الإسناد. وانظر ما بعده.
وله شاهد من حديث أنس سلف برقم (11976) بإسناد صحيح، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
(2)
حديث صحيح لغيره دون قوله: مخصوفين، وهذا إسناد ضعيف كسابقه، إلا أن شيخ أحمد هنا هو عبد الرحمن بن مهدي.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(9805)، وأبو يعلى (1465) من طريق عبد الرحمن، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه"(1505)، وعبد بن حميد في "المنتخب"(285)، والترمذي في "الشمائل"(76)، والنسائي في "الكبرى"(9804)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 512، وابن قانع في "معجمه" 2/ 202 - 203 من طرق عن سفيان، به.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(9803)، وأبو يعلى في "مسنده"(1466)، وفي "معجم شيوخه"(235)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" ص 135 من طريق أبي أحمد الزبيري، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عمن سمع عمرو بن =
18737 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَجَّاجِ الْمُحَارِبِيِّ عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، قَالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَسَمِعْتُهُ يَقْرَأُ (1): {لَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ. الْجَوَارِ الْكُنَّسِ} [التكوير: 15 - 16](2).
18738 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ الْوَلِيدِ بْنِ سَرِيعٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَرَأَ فِي الْفَجْرِ {وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ} (3).
= حريث، به. قال النسائي: هذا خطأ، والصواب الذي يليه. قلنا: يعني إسناد هذه الرواية.
قال السندي: قوله: مخصوفين، من خَصْف النعل، خَرْزُه.
(1)
في (ظ 13): يقول، وهي نسخة في (س).
(2)
حديث صحيح، الحجاج المحاربي: وهو ابن عاصم، انفرد بالرواية عنه شعبة، وقال أبو حاتم: شيخ، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب": لا بأس به. وأبو الأسود: وهو سويد مولى عمرو بن حريث لم يذكروا في الرواة عنه سوى اثنين، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، وقد توبعا، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(11650) -وهو في "التفسير"(670) - من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدولابي في "الكنى" 1/ 109 من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، عن شعبة، به. وتحرف فيه اسم أبي الأسود إلى أسود الثقفي.
وقد سلف برقم (18733).
(3)
إسناده صحيح على شرط مسلم. وقد سلف برقم (18733).
حَدِيثُ سَعِيدِ بْنِ حُرَيْثٍ
(1)
18739 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ - يَعْنِي ابْنَ مُهَاجِرٍ -، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ حُرَيْثٍ أَخٍ لِعَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ بَاعَ دَارًا أَوْ عَقَارًا فَلَمْ يَجْعَلْ ثَمَنَهَا فِي مِثْلِهِ، كَانَ قَمِنًا أَنْ لَا يُبَارَكَ لَهُ فِيهِ "(2).
(1) سلفت ترجمة سعيد بن حريث قبل الحديث (15842) في مسند المكيين.
(2)
حديث حسن بمتابعاته وشواهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف إسماعيل ابن إبراهيم، واضطرابه فيه، وقد سلف في مسند المكيين برقم (15842) بزيادة عمرو بن حريث في الإسناد بين عبد الملك بن عمير وسعيد بن حريث، وشيخ أحمد هناك: هو ابن نُمير. وبسطنا القول فيه ثمت.
وأخرجه ابن ماجه (2490) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وذكرنا متابعاته وشواهده في الرواية المذكورة.
حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ الْأَنْصَارِيِّ
(1)
18740 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ وَابْنُ جَعْفَرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ - قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ -: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ يَزِيدَ الْأَنْصَارِيَّ يُحَدِّثُ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ النُّهْبَةِ وَالْمُثْلَةِ (2).
(1) قال السندي: عبد الله بن يزيد، أنصاري خَطْمي، له ولأبيه صحبة، شهد بيعة الرضوان وهو صغير، يكنى أبا موسى، وكان من أكثر الناس صلاة، وكان لا يصوم إلا يوم عاشوراء، سكن الكوفة، وابتنى بها داراً، ومات في زمن ابن الزبير.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح، وابن جعفر: هو محمد غُنْدَرٌ.
وأخرجه ابن أبي شيبة 7/ 57 و 9/ 422 - 423 - ومن طريقه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2117) - عن وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1070)، والبخاري (2474) و (5516)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات "(481) -ومن طريقه أبو محمد البغوي في "شرح السنة"(2163)، والبيهقي في "السنن" 6/ 92 و 324 - من طرق عن شعبة، به.
وخالف يعقوبُ بن إسحاق الحضرمي الرواة عن شعبة -فيما أخرجه الطبراني في "الكبير"(3872) - فرواه عنه، عن علي بن ثابت، عن عبد الله بن يزيد، عن أبي أيوب، فجعله من حديث أبي أيوب، قال الحافظ في "الفتح": 5/ 120: والمحفوظ عن شعبة ليس فيه أبو أيوب.
وسيأتي برقم (18742).
وفي باب النهي عن النهبة: عن أبي هريرة سلف برقم (8317)، وذكرنا =
18741 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عَبَّاسٍ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ الْخَطْمِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ "(1).
= بقية أحاديث الباب هناك.
وفي باب النهي عن المُثْلة: عن ابن عمر سلف برقم (4622) وذكرنا بقية أحاديث الباب هناك، ونزيد عليها: عن المغيرة سلف برقم (18152).
وعن عمران بن حصين سيرد 4/ 429 و 439.
قال السندي: قوله: عن النُّهْبة، ضبط بضم النون، وفي "المجمع" بفتح النون مصدر، وأما بالضم، فالمال المنهوب ومقتضاه فتح النون إلا أن يضم لاندراج المثلة.
(1)
إسناده قوي. عبد الجبار بن عباس: هو الشِّبامي الهَمْداني، قال أحمد: أرجو أن لا يكون به بأس، وكان يتشيع، وقال ابن معين وأبو داود: ليس به بأس، وقال أبو حاتم: ثقة، وقال البزار: أحاديثه مستقيمة إن شاء الله تعالى، وقال العجلي: صويلح لا بأس به، وعاب عليه الجوزجاني والعقيلي تشيعه، فقال الجوزجاني: كان غالياً في سوء مذهبه، وقال العقيلي: لا يتابع على حديثه، يفرط في التشيع. قلنا: وليست هذه علة قادحة. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. محمد بن بشر: هو العَبْدي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 549 - 550 - ومن طريقه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2118) - وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 114، والمزي في "تهذيبه" 16/ 386 - 387 من طريق محمد بن بشر، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الله بن المبارك في "البر والصلة"(308) -ومن طريقه البخاري في "الأدب المفرد"(231) -، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" =
18742 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ الْخَطْمِيِّ؛ وَهُوَ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْمُثْلَةِ وَالنُّهْبَةِ (1).
= 1/ 66 من طريق طَلْق بن غنام، كلاهما عن عبد الجبار بن عباس، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (964) من طريق عبد الصمد بن النعمان، عن عبد الجبار بن عباس، حدثني عدي بن ثابت، عن أبيه، عن جده، به. وعبد الصمد فيه كلام فقد نقل الذهبي في "الميزان" تضعيف الدارقطني والنسائي له، وقال: ووثقه ابن معين وغيره.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 3/ 136 وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير" ورجال أحمد ثقات.
انظر حديث جابر بن عبد الله السالف برقم (14709).
وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر ما قبله (18740) إلا أن شيخ أحمد هنا هو إسماعيل بن إبراهيم، وهو ابن عُلَيَّة.
حَدِيثُ أَبِي جُحَيْفَةَ
(1)
18743 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ صَلَّى بِالْبَطْحَاءِ وَبَيْنَ يَدَيْهِ عَنَزَةٌ، الظُّهْرَ رَكْعَتَيْنِ، وَالْعَصْرَ رَكْعَتَيْنِ، يَمُرُّ مِنْ وَرَائِهِ الْمَرْأَةُ وَالْحِمَارُ (2).
(1) قال السندي: أبو جحيفة: هو وهب بن عبد الله، أبو جحيفة السُّوائي، قدم على النبي صلى الله عليه وسلم في آخر عمره، ثم صَحِبَ علياً بعده، وولاه شرطة الكوفة لما ولي الخلافة، مات في ولاية بشر على العراق.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفَّان: هو ابن مسلم، وشُعبة: هو ابن الحجاج.
وأخرجه الطيالسي في "مسنده"(1042)، والبخاري (495)(499)، ومسلم (503)(253)، وأبو داود (688)، وأبو يعلى (892)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(517) -ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" 7/ 189 - والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 418، والطبراني في "الكبير" 22/ 293، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 189 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 450، وأبو يعلى (893)(894)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/ 179، والطبراني في "الكبير" 22/ (240)(247)(253)(258)(266)(267)(286)(288)(289)(292)(293)(300)(302)(303)(309)(310)(311). من طرق عن عون، به.
وفي الباب عن ابن عباس وقد سلف برقم (2175)، وعن ابن عمر، وقد =
18744 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حَكَمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جُحَيْفَةَ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالْهَاجِرَةِ، فَصَلَّى الظُّهْرَ بِالْبَطْحَاءِ رَكْعَتَيْنِ، وَالْعَصْرَ رَكْعَتَيْنِ، وَبَيْنَ يَدَيْهِ عَنَزَةٌ، وَتَوَضَّأَ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَأْخُذُونَ مِنْ فَضْلِ وَضُوئِهِ.
وَفِي حَدِيثِ عَوْنٍ: يَمُرُّ مِنْ وَرَائِهِ الْمَرْأَةُ وَالْحِمَارُ (1).
= سلف برقم (4614).
وفي باب قصر الصلاة، عن حارثة بن وهب سلف برقم (18727).
وانظر حديث ابن مسعود (3593).
وسيأتي بالأرقام (18744)(18746)(18747)(18749)(18750)(18751)(18752)(18753)(18755)(18757)(18758)(18759)(18760)(18761)(18762)(18765)(18767)(18769).
قال السندي: قوله: عَنَزَة -بفتحات- مثل نصف الرمح أو أكبر شيئاً.
من ورائه: أي من وراء الذي نصب من العنزة، والمراد أنه لا يبالي بالمار من وراء السترة.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. حكم: هو ابن عتيبة.
وأخرجه الطيالسي في "مسنده"(1044) -ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" 7/ 188 - 189 - والدارمي (1409)، والبخاري (187) و (501)، وأبو يعلى (891)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(140)، والطبراني في "الكبير" 22/ 320، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 188 - 189 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ 321، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 235 من طرق، عن الحكم، به.
وقد سلف من طريق عون برقم (18743). =
18745 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ - يَعْنِي ابْنَ خَالِدٍ - حَدَّثَنِي أَبُو جُحَيْفَةَ: أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ أَشْبَهَ النَّاسِ بِهِ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ (1).
= وفي الباب في التبرك بآثار رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أنس، سلف برقم (12401).
وعن المِسور ومروان بن الحكم في قصة الحديبية سيرد (18910) وفيه: لا يتوضأ وضوءاً إلا ابتدروه
…
قال السندي: قوله: بالهاجرة، أي: وقت اشتداد الحَرِّ نصف النهار.
"من فضل وضوئه" الظاهر أن المراد به المستعمل في أعضائه الشريفة صلى الله عليه وسلم. ويحتمل أن المراد ما بقي في الإناء بعد الوضوء.
وقال الحافظ في "الفتح" 1/ 295: وفيه دلالة بَيِّنَةٌ على طهارة الماء المستعمل.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون.
وأخرجه أبو يعلى (885)، والطبراني في "الكبير"(2548) من طريق يزيد ابن هارون بهذا الإسناد.
وأخرجه الحميدي (890)، والبخاري (3543) و (3544)، ومسلم (2343)، والترمذي في "جامعه"(2827) و (3777)، وفي "العلل" 2/ 868 - 869، والنسائي في "الكبرى"(8162)، والطبراني في "الكبير"(2544)(2546)(2547)(2549) والحاكم 3/ 168، وتمام الرازي في "فوائده"(الروض البسام)(1489)، والذهبي في "معجم شيوخه" 2/ 65، من طرق عن إسماعيل، به. قال الترمذي عقب الرواية (3777): هذا حديثٌ حسن صحيح.
وعند البخاري (3544)، والترمذي (2826) زيادة لفظها عند البخاري: وكان أبيض قد شمط، وأمر لنا النبيُّ صلى الله عليه وسلم بثلاث عشرة قلوصاً. قال: =
18746 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ وَعُمَرُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالْأَبْطَحِ الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ، وَبَيْنَ يَدَيْهِ عَنَزَةٌ قَدْ أَقَامَهَا بَيْنَ يَدَيْهِ، يَمُرُّ مِنْ وَرَائِهَا النَّاسُ وَالْحِمَارُ وَالْمَرْأَةُ (1).
18747 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ، قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالْأَبْطَحِ الْعَصْرَ رَكْعَتَيْنِ (2).
= فقبض النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن نقبضها.
وسيكرر برقم (18748) سنداً ومتناً.
وفي الباب عن أبي بكر سلف برقم (40).
وعن علي سلف برقم (774).
وعن أنس بن مالك سلف (12674).
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. عمر ابن أبي زائدة روى له البخاري متابعة، وقد توبع هنا.
وأخرجه الشافعي في "مسنده"(بترتيب السندي) 1/ 69، والحميدي (892) -ومن طريقه الطبراني في "الكبير" 22/ 255 - والبخاري (3566)، والنسائي في "المجتبى" 1/ 87 وفي "الكبرى"(136) و (4203)، وأبو عوانة في "مسنده" 2/ 49 و 2/ 49 - 50، والطبراني في "الكبير" 22/ 255، 256، والحاكم 1/ 202، من طرق عن مالك بن مِغْول، عن عون، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (18743).
وسيرد من طريق عمر بن أبي زائدة برقم (18760).
(2)
حديث صحيح، أبو بكر: وهو ابن عياش -وإن كان سماعه من أبي =
18748 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جُحَيْفَةَ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَكَانَ أَشْبَهَ النَّاسِ بِهِ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ (1).
18749 -
حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ شَهِدَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى الظُّهْرَ بِالْبَطْحَاءِ رَكْعَتَيْنِ وَالْعَصْرَ رَكْعَتَيْنِ (2)، وَبَيْنَ يَدَيْهِ عَنَزَةٌ يَمُرُّ مِنْ وَرَائِهَا الْحِمَارُ وَالْمَرْأَةُ (3).
18750 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ، قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالْأَبْطَحِ
= إسحاق، وهو عمرو بن عبد الله السَّبيعي ليس بذاك القوي- قد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (312) و (313) و (314) و (315) من طرق عن أبي إسحاق، بهذا الإسناد.
وقد سلف مطولاً برقم (18743).
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (18745) سنداً ومتناً.
(2)
قوله: والعصر ركعتين، ليس في (ظ 13) ولا (ق).
(3)
حديث صحيح، وهب بن جرير في سماعه من شعبة كلام، ولم يخرج له الشيخان من حديثه عن شعبة إلا ما توبع عليه، وقد توبع هنا، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وقد سلف برقم (18743).
الْعَصْرَ رَكْعَتَيْنِ. قَالَ: قِيلَ لَهُ: مِثْلُ مَنْ أَنْتَ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: أَبْرِي النَّبْلَ وَأَرِيشُهَا (1).
18751 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَوْنٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ فِي حُلَّةٍ حَمْرَاءَ، فَرَكَزَ عَنَزَةً، فَجَعَلَ يُصَلِّي إِلَيْهَا بِالْبَطْحَاءِ، يَمُرُّ مِنْ وَرَائِهَا الْكَلْبُ وَالْحِمَارُ وَالْمَرْأَةُ (2).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وسماع إسرائيل -وهو ابن يونس ابن أبي إسحاق- من جده أبي إسحاق -وهو عمرو بن عبد الله السبيعي- في غاية الإتقان للزومه إياه.
وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/ 631 عن عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، به.
وقد سلف برقم (18743).
قال السندي: قوله: "مثل مَنْ أنت"، أي: كبيراً كنتَ أو صغيراً.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، وعون: هو ابن أبي جحيفة.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 2/ 73 وفي "الكبرى"(848) و (9641)، وابن خزيمة في "صحيحه"(841)، وابن حبان في "صحيحه"(2334) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو عوانة 2/ 49، والحاكم 1/ 202 من طريق سفيان الثوري، به. وقرنا بسفيان مالكَ بن مغول.
وقد سلف برقم (18743).
وفي الباب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يلبس حُلَّة حمراء، سلف من حديث البراء بن عازب برقم (18558).
قال السندي: قوله: في حلة حمراء، قالوا: المراد بها المخطط.
18752 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ السُّوَائِيِّ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى بِالْأَبْطَحِ الْعَصْرَ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ قَدَّمَ بَيْنَ يَدَيْهِ عَنَزَةً بَيْنَهُ وَبَيْنَ مَارَّةِ الطَّرِيقِ، وَرَأَيْتُ الشَّيْبَ بِعَنْفَقَتِهِ أَسْفَلَ مِنْ شَفَتِهِ السُّفْلَى (1).
18753 -
حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ ابْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى بِالْأَبْطَحِ صَلَاةَ الْعَصْرِ رَكْعَتَيْنِ (2).
(1) حديث صحيح، يونس: وهو ابن أبي إسحاق -وإن كان في حديثه عن أبيه ضعف- قد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير إسماعيل بن عمر -وهو الواسطي- فمن رجال مسلم، وهو ثقة.
وأخرج الطبراني في "الكبير" 22/ (314) قسمه الأول و (317) قسمه الثاني من طريق إسماعيل بن عمر، بهذا الإسناد.
وأخرج القسم الثاني منه ابن سعد في "الطبقات" 1/ 434، والبخاري (3545) من طريقين عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، به.
وقد سلف برقم (18743).
وانظر (18769).
وفي الباب في شيب رسول الله صلى الله عليه وسلم في عنفقته عن أنس، سلف برقم (13263).
وعن عبد الله بن بسر، سلف برقم (17672).
قال السندي: قوله: ثم قدَّم بين يديه، كلمة "ثُمَّ" لتراخي الإخبار.
(2)
حديث صحيح، زهير -وهو ابن معاوية الجُعْفي- زاد في هذا الإسناد: =
18754 -
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْأَقْمَرِ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو جُحَيْفَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا آكُلُ مُتَّكِئًا "(1).
= عون بن أبي جحيفة، ورواه غيره: عن أبي إسحاق، عن أبي جحيفة دون واسطة، لم يذكروا عوناً، وزهير إنما سمع من أبي إسحاق بعد الاختلاط، وقد رواه زهير كذلك مثل رواية الجماعة، لم يذكر عوناً كما سيرد برقم (18769)، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه ابن خزيمة في "صحيحه"(2994)، والحاكم 1/ 478 - 479 من طريق الحسن بن موسى، بهذا الإسناد.
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (241) من طريق المعافى بن سليمان، عن زهير، به.
وقد سلف برقم (18743).
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو نعيم: هو الفضل بن دكين، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه الدارمي (2071)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/ 651 - ومن طريقه البيهقي في "شعب الإيمان"(5969) - والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 274، وفي "شرح مشكل الآثار"(2086)، والطبراني في "الكبير" 22/ (343) من طريق أبي نعيم، بهذا الإسناد. وقرن يعقوب -ومن طريقه البيهقي- بأبي نعيم قَبيصةَ بن عقبة.
وأخرجه أبو داود (3769)، وابن حبان (5240) من طريق محمد بن كثير، والترمذي في "الشمائل"(143)، وفي "العلل الكبير" 2/ 774 - 775، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2087)(2088)، والطبراني في "الكبير" 22/ (344)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم "ص 196، والبيهقي في =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= "السنن" 7/ 49 من طريق شعبة، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" أيضاً (2089) من طريق أبي عامر العَقَدي، ثلاثتهم عن سفيان، به.
وأخرجه الطيالسي (1047)، وابن أبي شيبة في "المصنف" 8/ 314 - ومن طريقه الطبراني في "الكبير" 22/ (345)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" ص 196 - والبخاري (5399)، والترمذي (1830)، والنسائي في "الكبرى"(6742)، وأبو يعلى (884)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 274، وفي "شرح مشكل الآثار"(2090)(2091)، والطبراني في "الكبير" 22/ (345)(346)(347)(348)(349)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم " ص 197، وتمام الرازي في "فوائده"(1423)(الروض البسام)، والبيهقي في "السنن" 7/ 49، والخطيب البغدادي في "تاريخه" 7/ 414 من طرق عن علي ابن الأقمر، به.
وسيرد (18764) و (18766).
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 274 من طريق محمد بن خزيمة وحجاج، وفي "شرح مشكل الآثار"(2090) من طريق حجاج بن منهال، وسعيد بن منصور، وسهل بن بكار، والطبراني في "الكبير" 22/ (346)، والبيهقي في "السنن" 7/ 49 من طريق مسدد، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم " ص 196 من طريق عاصم بن علي، ستتهم عن أبي عوانة، عن رقبة ابن مصقلة، عن علي بن الأقمر، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (254)، وفي "الأوسط"(3696) من طريق محمد بن عيسى ابن الطباع، عن أبي عوانة، عن رقبة بن مصقلة، عن علي بن الأقمر، عن عون بن أبي جحيفة، عن أبي جحيفة، قال
…
الحديث.
وقال في "الأوسط": لم يُدْخِلْ في هذا الحديث بين علي بن الأقمر وبين أبي جحيفة عونَ بن أبي جحيفة إلا محمد بن عيسى الطباع، ورواه جماعة عن أبي عوانة، عن رقبة، عن علي بن الأقمر، عن أبي جحيفة.
وقال الترمذي في "العلل": سألت محمداً (يعني البخاري) عن هذا =
18755 -
حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ وَهْبٍ السُّوَائِيِّ: أَنَّهُ صَلَّى مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالْأَبْطَحِ الْعَصْرَ رَكْعَتَيْنِ (1).
18756 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي عَوْنُ بْنُ أَبِي جُحَيْفَةَ قَالَ: رَأَيْتُ أَبِي اشْتَرَى حَجَّامًا، فَأَمَرَ بِالْمَحَاجِمِ، فَكُسِرَتْ، قَالَ: فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ ثَمَنِ الدَّمِ، وَثَمَنِ الْكَلْبِ، وَكَسْبِ الْبَغِيِّ، وَلَعَنَ الْوَاشِمَةَ وَالْمُسْتَوْشِمَةَ، وَآكِلَ الرِّبَا وَمُوكِلَهُ، وَلَعَنَ الْمُصَوِّرَ (2).
= الحديث، فقال: حديث ابن الأقمر، لا أعلم أحداً رواه غير علي بن الأقمر.
وفي الباب: عن عبد الله بن عمرو بن العاص، وقد سلف برقم (6549)، وانظر شرحه هناك.
قال السندي: قوله: لا آكل مُتَّكِئاً، قيل: ليس المراد بالمتكئ هو المائل المعتمد على أحد شقيه، بل المراد المستوي على وطاءٍ تحته. وقيل: المتمكن في الجلوس المتربع والمستند ظهره إلى شيء، أو الواضع إحدى يديه على الأرض، وكل ذلك منهيٌّ عنه عند الأكل.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين، وإسرائيل سماعه من جده أبي إسحاق في غاية الإتقان للزومه إياه.
وهو مكرر في قسمه الأول برقم (18750)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو أبو أحمد محمد بن عبد الله الزبيري.
وقد سلف مطولاً برقم (18743).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مطولاً ومختصراً الطيالسي (1043)(1045)، وأبو بكر بن أبي =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= شيبة 6/ 563 و 4/ 375، والبخاري (2086) و (2238) و (5347) و (5945)، وأبو داود (3483)، والحارث في "مسنده"(438)(زوائد)، وأبو يعلى (890)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(518) و (519) والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 53، وابن حبان (4939) و (5852)، والطبراني في "الكبير" 22/ (295)(296)، والبيهقي في "السنن الكبرى" 6/ 6، والبغوي في "شرح السنة"(2039) من طرق عن شعبة، به.
وزاد الطيالسي: "عسب الفحل". وعند ابن أبي شيبة والطبراني: مهر البغي قلنا: وسيأتي بهذا اللفظ برقم (18763). قال الحافظ في "الفتح" 4/ 427: مهر البغي: وهو ما تأخذه الزانية على الزنى، سماه مهراً مجازاً.
وسيرد برقمي (18763) و (18768).
وفي الباب في النهي عن ثمن الدم والكلب وكسب البغي: من حديث أبي هريرة سلف برقم (7976) وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب. ونزيد هنا: عن أبي مسعود سلف (17069).
وفي الباب: في النهي عن الوشم من حديث ابن مسعود، وقد سلف (3945).
وفي باب لعن آكل الربا وموكله من حديث ابن مسعود سلف برقم (3725).
وفي الباب في الترهيب من التصوير من حديث ابن عباس، وابن مسعود، وأبي هريرة، وجابر بن عبد الله، سلفت بالأرقام (1866) و (2588) و (10549) و (14596).
قال السندي: قوله: اشترى حجاماً، أي: عبداً يعرف الحجامة.
بالمحاجم، أي: بآلات الحجامة.
فكُسِرَت، على بناء المفعول، أي: تلك الآلات.
عن ثمن الدم، أي: أجرة الحجامة.
المصور: الذي يصوِّر صُوَرَ ذي روح. =
18757 -
حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي الْحَكَمُ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالْهَاجِرَةِ، قَالَ: فَتَوَضَّأَ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَتَمَسَّحُونَ بِفَضْلِ وَضُوئِهِ، فَصَلَّى الظُّهْرَ رَكْعَتَيْنِ، وَبَيْنَ يَدَيْهِ عَنَزَةٌ (1).
18758 -
حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ وَهْبٍ وَهُوَ أَبُو جُحَيْفَةَ قَالَ: أَمَّنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِمِنًى، فَرَكَزَ عَنَزَةً لَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَصَلَّى بِنَا رَكْعَتَيْنِ (2).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، الحكم: هو ابن عُتيبة.
وهو مكرر (18744) غير أن شيخ أحمد هنا هو بَهْز: وهو ابن أسد العَمِّي.
وقد سلف برقم (18743).
(2)
حديث صحيح، غير أن قوله:"بمنى" لم يثبت من حديث أبي جحيفة، فالصحيح في روايته أنه رآه بالأبطح، وهذا إسناد ضعيف لضعف شريك: وهو ابن عبد الله النخعي، ولم يتابعه بلفظ "بمنى" إلا وكيع، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق في الرواية الآتية برقم (18765)، والظاهر أن وكيعاً أخطأ فيه كذلك، فقد خالف فيه وكيعٌ يحيى بنَ آدم، كما سلف برقم (18750) وأبا أحمد الزُّبيري كما سلف برقم (18755) وقد رواه كلاهما عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي جحيفة، وفيه أن ذلك كان بالأبطح، وقد تابع إسرائيلَ بهذا اللفظ أبو بكر بن عياش برقم (18747)، ويونس بن أبي إسحاق برقم (18752)، وزهير بن معاوية برقم (18753)، وقد رواه كذلك عن أبي جحيفة الحكمُ بنُ عُتيبة كما في الأرقام:(18744) و (18757) و (18767)، وعون بن أبي جحيفة كما في الأرقام (18743) و (18746) و (18749) و (18751) و (18759) و (18762).
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ 315 من طرق عن شريك، بهذا الإسناد. =
18759 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: رَأَيْتُ بِلَالًا يُؤَذِّنُ وَيَدُورُ، وَأَتَتَبَّعُ فَاهُ هَاهُنَا وَهَاهُنَا وَأُصْبُعَاهُ فِي أُذُنَيْهِ، قَالَ: وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي قُبَّةٍ لَهُ حَمْرَاءَ أُرَاهَا مِنْ أَدَمٍ، قَالَ: فَخَرَجَ بِلَالٌ بَيْنَ يَدَيْهِ بِالْعَنَزَةِ، فَرَكَزَهَا، فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: وَسَمِعْتُهُ بِمَكَّةَ قَالَ: بِالْبَطْحَاءِ - يَمُرُّ بَيْنَ يَدَيْهِ الْكَلْبُ وَالْمَرْأَةُ وَالْحِمَارُ، وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ حَمْرَاءُ، كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى بَرِيقِ سَاقَيْهِ (1). قَالَ سُفْيَانُ: نُرَاهَا حِبَرَةً.
= وقد ثبتت صلاته صلى الله عليه وسلم بمنى من حديث عبد الله بن مسعود في الرواية السالفة برقم (3593).
(1)
حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، سفيان: هو الثوري إلا أن في قوله: "يدور" خلافاً، فقد صحح هذه اللفظة الترمذي عقب الرواية رقم (197)، ولم يوردها البخاري في صحيحه، وأعلَّها البيهقي في "السنن" 1/ 396، والحافظ ابن حجر في "الفتح" 2/ 115 فقال: هي مدرجة في رواية سفيان عن عون، بيَّن ذلك يحيى بن آدم (عند الطبراني في "الكبير" 22/ 261) عن عون عن أبيه قال: رأيت بلالاً فأذن، فأتبع فاه هاهنا وهاهنا، والتفت يميناً وشمالاً، قال سفيان: كان حجاج -يعني ابن أرطاة- يذكر لنا عن عون أنه قال: فاستدار في أذانه، فلما لقينا عوناً لم يذكر فيه الاستدارة. قلنا: وسيأتي من طريق وكيع عن سفيان برقم (18762) -وهو عند مسلم (503)(249) -وكذلك عند البخاري (634) من طريق الفريابي عن سفيان-.
قوله: فكنت أتتبع فاه، هكذا وهكذا، يعني يميناً وشمالاً، وجاء في بعض رواياته - عند ابن خزيمة (387): يقول في أذانه هكذا، ويحرف رأسه يميناً وشمالاً بحيَّ على الفلاح، وقد حاول الحافظ الجمع بين من أثبت الاستدارة =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وبين مَنْ نفاها بقوله: ويمكن الجمع بأن من أثبت الاستدارة على استدارة الرأس، ومن نفاها على استدارة الجسد كلِّه.
وأخرجه الحاكم 1/ 202 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وهو عند عبد الرزاق في "المصنف"(1806) و (2314) ومن طريقه: أخرجه الترمذي (197)، وأبو عوانة 2/ 48، والطبراني في "الكبير" 22/ (248)، وقال الترمذي: حديث أبي جحيفة حديث حسن صحيح، وعليه العمل عند أهل العلم يستحبون أن يدخل المؤذن أصبعيه في أذنيه في الأذان، وقال بعضُ أهل العلم: وفي الإقامة أيضاً يدخل أصبعيه في أذنيه، وهو قول الأوزاعي.
وأخرجه مختصراً البخاري (634)، والنسائي في "المجتبى" 8/ 220، وفي "الكبرى"(9827)، وابن حبان (2382) من طرقٍ عن سفيان، به. ولم يذكروا الاستدارة وإدخال الأصبع في الأذنين.
وأخرجه ابنُ خزيمة (387)، وأبو عوانة 1/ 329 و 330 و 2/ 48 و 49، والطبراني في "الكبير" 22/ 252، والحاكم 1/ 202 من طرق عن سفيان، به. وقال الحاكم: قد أخرجاه غير أنهما لم يذكرا فيه إدخال الأصبع في الأذنين والاستدارة في الأذان، وهو صحيح على شرطهما جميعاً، وهما سنتان مسنونتان.
وأخرجه بتمامه ومختصراً أبو بكر بن أبي شيبة 1/ 209 و 210، والبخاري (633)، ومسلم (503)(251)، وأبو داود (520)، وابن ماجه (711) وابن خزيمة (388)، وأبو عوانة 1/ 329 و 2/ 50، والطبراني في "الكبير" 22/ (247) و (253) و (266) و (267) و (289) و (292) و (300) و (302)(303) و (306) و (307) و (309) و (310) و (311)، والبيهقي 1/ 396 و 2/ 270 وابن الأثير في "أسد الغابة " 6/ 48 من طرق عن عون بن أبي جحيفة، به.
ولم يذكر البخاري الاستدارة وإدخال الإصبع في الأذنين. =
18760 -
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، حَدَّثَنِي عَوْنُ بْنُ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ قُبَّةً حَمْرَاءَ مِنْ أَدَمٍ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَرَأَيْتُ بِلَالًا خَرَجَ بِوَضُوءٍ لِيَصُبَّهُ، فَابْتَدَرَهُ النَّاسُ، فَمَنْ أَخَذَ مِنْهُ شَيْئًا تَمَسَّحَ بِهِ، وَمَنْ لَمْ يَجِدْ مِنْهُ شَيْئًا أَخَذَ مِنْ بَلَلِ يَدِ صَاحِبِهِ، وَرَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ فِي حُلَّةٍ حَمْرَاءَ مُشَمِّرًا، وَرَأَيْتُ بِلَالًا أَخْرَجَ عَنَزَةً، فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَيْهَا، يَمُرُّ مِنْ وَرَائِهَا الدَّوَابُّ وَالنَّاسُ (1).
= وفي باب إدخال الأصبع في الأذنين:
من حديث عبد الله الهوزني عند أبي داود (3055)، وابن حبان (6351).
وآخر من حديث سعد القرظ عند ابن ماجه (701)، والحاكم في "المستدرك" 3/ 607.
قال السندي: قوله: ويدور، أي: حالة الأذان حتى يُسْمِعَ الناسَ الأذان.
وأتتبع: أي أنا. فاه أي: فم بلال هاهنا وهاهنا، أي: من جانب يجعله إليه لأخذ الأذان من فمه.
في أذنيه: فإنه أعون على رفع الصوت، فإنه إذا لم يسمع صوته يرى قصوره في الرفع، فيجرّه ذاك إلى الزيادة فيه.
من أَدَم، بفتحتين، أي: جلد.
نراها، أي: الحُلَّة الحمراء.
حِبَرة، كعنبة، أي: هو ذاك المخطط الذي ذكرت.
(1)
إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو داود: وهو سليمان بن داود الطيالسي من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه البخاري (376) و (5786) و (5859)، ومسلم (503)(250)، =
18761 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى إِلَى عَنَزَةٍ أَوْ شَبَهِهَا، وَالطَّرِيقُ مِنْ وَرَائِهَا (1).
18762 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنِي عَوْنُ بْنُ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِالْأَبْطَحِ وَهُوَ فِي قُبَّةٍ لَهُ حَمْرَاءَ قَالَ: فَخَرَجَ بِلَالٌ بِفَضْلِ وَضُوئِهِ فَمِنْ نَاضِحٍ وَنَائِلٍ، قَالَ: فَأَذَّنَ بِلَالٌ، فَكُنْتُ أَتَتَبَّعُ فَاهُ هَكَذَا وَهَكَذَا يَعْنِي يَمِينًا وَشِمَالًا، قَالَ: ثُمَّ رُكِزَتْ لَهُ عَنَزَةٌ، قَالَ: فَخَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ لَهُ حَمْرَاءُ - أَوْ حُلَّةٌ حَمْرَاءُ - فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى بَرِيقِ سَاقَيْهِ، فَصَلَّى بِنَا إِلَى الْعَنَزَةِ الظُّهْرَ أَوِ الْعَصْرَ رَكْعَتَيْنِ، تَمُرُّ الْمَرْأَةُ وَالْكَلْبُ وَالْحِمَارُ لَا
= وأبو عوانة في "مسنده" 2/ 49، وابن حبان (1268)، والطبراني في "الكبير" 22/ 307، والبيهقي في "السنن الكبرى" 3/ 157، والبغوي في "شرح السنة"(535)، من طرق عن عمر بن أبي زائدة بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (18743).
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، ومسعر: هو ابن كدام.
وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة 1/ 277 - ومن طريقه الطبراني في "الكبير" 22/ (243) - عن وكيع بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (242)، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 257 من طريق خلاد بن يحيى، عن مسعر، به.
وقد سلف برقم (18743).
يُمْنَعُ، ثُمَّ لَمْ يَزَلْ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ حَتَّى أَتَى الْمَدِينَةَ. وَقَالَ وَكِيعٌ مَرَّةً: فَصَلَّى الظُّهْرَ رَكْعَتَيْنِ وَالْعَصْرَ رَكْعَتَيْنِ (1).
18763 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ مَهْرِ الْبَغِيِّ (2).
18764 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مِسْعَرٍ وَسُفْيَانَ. وَابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْأَقْمَرِ
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البيهقي في "سننه" 3/ 156 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة 1/ 210 - ومن طريقه مسلم في "صحيحه"(503)(249)، والطبراني في "الكبير" 22/ (249)، والبيهقي في "السنن" 3/ 156 - وأبو داود (520)، والنسائي في "المجتبى" 2/ 12 وفي "الكبرى"(1607)، وأبو يعلى (887) وابن خزيمة (387) و (2995) وابن حبان (2394)، والطبراني في "الكبير" 22/ (249) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (18743) وانظر (18759).
(2)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يزيد بن زياد بن أبي الجعد، فقد أخرج له البخاري في "خلق أفعال العباد" والنسائي وابن ماجه، وهو ثقة.
وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة 6/ 244، والطبراني في "الكبير" 22/ 287، من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وعند ابن أبي شيبة والطبراني زيادة: وكسب الحجام، وعند ابن أبي شيبة: وثمن الكلب.
وقد سلف مطولاً برقم (18756).
عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا آكُلُ مُتَّكِئًا "(1).
18765 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وابن أبي زائدة شيخ أحمد هو يحيى بن زكريا.
وأخرجه أبو يعلى (888)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم " ص 196 من طريق وكيع، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وقرن أبو الشيخ بسفيان ابنَ أبي زائدة.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (349) من طريق يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، به. وسقط من مطبوعه: عن أبيه.
وأخرجه الحميدي (891) -ومن طريقه الطبراني في "الكبير" 22/ (342) - عن سفيان بن عيينة، عن زكريا بن أبي زائدة ومسعر، عن علي، به.
وأخرجه ابن قانع في "معجمه" 3/ 179 - 180 من طريق عبد العزيز بن أبان، عن مسعر وسفيان الثوري، عن علي، به.
وأخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" ص 196 من طريق داود بن عبد الحميد، عن زكريا بن أبي زائدة، به.
وأخرجه البخاري (5398)، وابن ماجه (3262)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 275، وفي "شرح مشكل الآثار"(2085)، وابن قانع في "معجمه" 3/ 179، والطبراني في "الكبير" 22/ (340)(341)، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 256، والبيهقي في "الآداب"(535)، وفي "شعب الإيمان"(5970)، والبغوي في "شرح السنة"(2838) من طرق عن مسعر، عن علي ابن الأقمر، به.
وقد سلف برقم (18754).
قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جُحَيْفَةَ يَقُولُ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي بِمِنًى رَكْعَتَيْنِ (1).
18766 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْأَقْمَرِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جُحَيْفَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا آكُلُ مُتَّكِئًا "(2).
18767 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ. وَحَجَّاجٌ، أَخْبَرَنِي شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جُحَيْفَةَ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالْهَاجِرَةِ بِالْهَاجِرَةِ بِالْهَاجِرَةِ (3) إِلَى الْبَطْحَاءِ، فَتَوَضَّأَ، وَصَلَّى الظُّهْرَ رَكْعَتَيْنِ وَالْعَصْرَ رَكْعَتَيْنِ، وَبَيْنَ يَدَيْهِ عَنَزَةٌ. وَزَادَ فِيهِ عَوْنٌ، عَنْ أَبِيهِ أَبِي جُحَيْفَةَ: وَكَانَ يَمُرُّ مِنْ وَرَائِهَا الْحِمَارُ وَالْمَرْأَةُ. قَالَ حَجَّاجٌ فِي الْحَدِيثِ: ثُمَّ قَامَ النَّاسُ، فَجَعَلُوا يَأْخُذُونَ يَدَهُ، فَيَمْسَحُونَ بِهَا وُجُوهَهُمْ، قَالَ: فَأَخَذْتُ يَدَهُ، فَوَضَعْتُهَا عَلَى وَجْهِي، فَإِذَا هِيَ
(1) حديث صحيح غير أن قوله: "بمنى" لم يثبت من حديث أبي جحيفة، وقد فصَّلْنا القول في ذلك في الرواية السالفة برقم (18758) فانظره لزاماً.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الترمذي في "الشمائل" بعد الحديث (143)، وأبو يعلى (889) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (18754).
(3)
وقع في (م): بالمهاجرة، ولم تكرر لفظ الهاجرة فيها ولا في (ق).
أَبْرَدُ مِنَ الثَّلْجِ، وَأَطْيَبُ رِيحًا مِنَ الْمِسْكِ (1).
18768 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ اشْتَرَى غُلَامًا حَجَّامًا، فَأَمَرَ بِمَحَاجِمِهِ، فَكُسِرَتْ، فَقُلْتُ لَهُ: أَتَكْسِرُهَا؟ قَالَ: " نَعَمْ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ ثَمَنِ الدَّمِ، وَثَمَنِ الْكَلْبِ، وَكَسْبِ الْبَغِيِّ، وَلَعَنَ آكِلَ الرِّبَا وَمُوكِلَهُ، وَالْوَاشِمَةَ وَالْمُسْتَوْشِمَةَ، وَلَعَنَ الْمُصَوِّرَ "(2).
18769 -
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ وأَبُو كَامِلٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ،
(1) إسناداه صحيحان على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي، والحكم: هو ابن عُتيبة. وقوله: وزاد فيه عون، القائل: هو شعبة، وقد سلفت رواية شعبة عن عون برقم (18743).
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (115) من طريق الإمام أحمد، عن حجاج، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (3553) من طريق حجاج بن محمد المصيصي، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (503)(252)، والنسائي في "المجتبى" 1/ 235، وفي "الكبرى"(343)، من طريق غندر، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم في "صحيحه"(503)(253) من طريق ابن مهدي، عن شعبة، به.
وقد سلف برقم (18743).
وانظر رقم (18760).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
أخرجه البخاري (5962) -ومن طريقه البغوي في "شرح السنة"(2039) - من طريق غندر، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (18756).
حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهَذِهِ مِنْهُ، وَأَشَارَ إِلَى عَنْفَقَتِهِ، بَيْضَاءُ. فَقِيلَ لِأَبِي جُحَيْفَةَ: وَمِثْلُ مَنْ أَنْتَ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: أَبْرِي النَّبْلَ وَأَرِيشُهَا (1).
18770 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ وَهْبٍ السُّوَائِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَذِهِ مِنْ هَذِهِ وَإِنْ كَادَتْ لَتَسْبِقُهَا " وَجَمَعَ الْأَعْمَشُ السَّبَّاحَةَ (2) وَالْوُسْطَى.
وَقَالَ مُحَمَّدٌ مَرَّةً: إِنْ كَادَتْ لَتَسْبِقُنِي (3).
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، سليمان بن داود: وهو الطَّيالسي من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي كامل: وهو مظفر بن مُدْرِك الخُرَاساني، فقد روى له النسائي وأبو داود في كتاب "التفرد"، وهو ثقة، وقد توبع. وزهير: وهو ابن معاوية الجُعْفي -وإن سمع من أبي إسحاق: وهو السَّبيعي بعد الاختلاط- فإن هذا الحديث مما انتقاه له مُسْلم.
وهو عند الطيالسي في "مسنده"(1046)، ومن طريقه ابن ماجه في "سننه"(3628).
وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في "مصنفه" 8/ 446 - 447 و 13/ 52، وابن سعد في "الطبقات" 1/ 434، ومسلم (2342) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/ 631، وأبو يعلى (899)، والطبراني في "الكبير" 22/ 316، والبيهقي في "دلائل النبوة" 1/ 233، من طرق عن زهير، به.
وقد سلف نحوه برقم (18750) و (18752).
(2)
في (ق): السبابة، وفي هامشها: السباحة.
(3)
حديث صحيح لغيره دون قوله: إن كادت لتسبقها. وهذا إسناد =
18771 -
وحَدَّثَنَاهُ أَبُو الْجَوَّابِ، حَدَّثَنَا عَمَّارٌ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ
= اختلف فيه على الأعمش وهو سليمان بن مهران، فرواه محمد بن عبيد: وهو الطَّنافسي -كما في هذه الرواية- عنه، عن أبي خالد: وهو الوالبي، عن وهب السوائي. ورواه عيسى بن يونس: وهو ابنُ أبي إسحاق السَّبيعي -كما في الرواية (18772) - عنه، عن جابر بن سمرة، وسيأتي في "مسنده" 5/ 92، ورواه عمار وهو ابن رزيق -كما في الرواية (18771) - عنه، عن أبي خالد،
عن جابر دون أن ينسبه، وترجم له الطَّبراني في "الكبير"(1846) حين ساقه من طريقه، فجعله ضمن حديث جابر بن سمرة، وهو الأشبه.
وأخرجه هَنَّاد في "الزهد"(524)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1460)، والطبراني في "الكبير" 22/ 346، من طريق محمد بن عبيد، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/ 311 - 312، وقال: رواه أحمد والطبراني، وقال: لتسبقني فقط، ورجالهما رجال الصَّحيح غير أبي خالد الوالبي، وهو ثقة.
وقد سلف من حديث أنس بن مالك برقم (12245) بلفظ: "بعثت أنا والساعة كهاتين"، وأشار بالسبابة والوسطى. وإسناده صحيح، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
وانظر ما بعده.
قال السندي: قوله: "بعثت أنا والساعة"، قيل بالنَّصْب على المعية، والعطف، بعيد، فإنَّ الساعة لا توصف بالبعث، ولعل من جوَّز العطف فسَّر البعث بالجعل. وقيل: المشهور رواية العطف، والله تعالى أعلم.
قوله: "إن كادت": أي إن الشأن كانت -أي السباحة- قريبة إلى أن تسبق الوسطى، أي: فكذا السَّاعة كانت قريبة إلى أن تسبقني.
عَنْ جَابِرِ (1) قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَقُولُ: " بُعِثْتُ مِنَ السَّاعَةِ كَهَذِهِ مِنْ هَذِهِ "(2).
18772 -
وقَالَ عِيسَى بْنُ يُونُسَ: عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ (3) السُّوَائِيِّ، حَدَّثَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ عَنْهُ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُشِيرُ بِأُصْبَعِهِ (4).
(1) في (م): جابر بن عبد الله، وهو خطأ، وقد اغتر بها محقق "أطراف المسند" 2/ 199 فاستدرك هذا الطريق في مسند جابر بن عبد الله.
(2)
صحيح لغيره، وقد سلف الكلام عليه في الرواية (18770).
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(1846)، من طريق الإمام أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وانظر ما قبله.
(3)
جاء في هامش كل من (س) و (ص) ما نصه: في بعض الأصول: عن خالد بن سمرة، وضبِّب عليه، وقال: صوابه جابر.
(4)
صحيح لغيره، وهذا إسناد سلف الكلام عليه في الرواية رقم (18770).
وأخرجه الطبري في "تاريخه" 1/ 12 من طريق أبي الأحوص سلام بن سليم وأبي معاوية، والطبري كذلك في "تاريخه" 1/ 12، والطبراني في "الكبير"(1844) من طريق عثام بن علي، ثلاثتهم عن الأعمش، به.
وأخرجه الطبري في "التاريخ" 1/ 12، والطبراني في "الكبير"(1843) من طريق فطر بن خليفة، و (1845)(1846)(1848) من طريق منصور بن المعتمر، كلاهما عن أبي خالد الوالبي، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/ 312، وقال: رواه أحمد والبزار والطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، ورجال أحمد رجال الصحيح غير أبي خالد الوالبي، وهو ثقة.
وسيكرر في مسند جابر بن سمرة 5/ 92 سنداً ومتناً.
حَدِيثُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْمَرَ
(1)
18773 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَطَاءٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ يَعْمَرَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَسَأَلَهُ رَجُلٌ عَنِ الْحَجِّ بِعَرَفَةَ، فَقَالَ:" الْحَجُّ يَوْمُ عَرَفَةَ، أَوْ عَرَفَاتٍ - وَمَنْ أَدْرَكَ لَيْلَةَ جَمْعٍ قَبْلَ صَلَاةِ الصُّبْحِ، فَقَدْ تَمَّ حَجُّهُ، وَأَيَّامُ مِنًى ثَلَاثَةٌ، فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ، فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ، وَمَنْ تَأَخَّرَ، فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ "(2).
(1) قال السندي: عبد الرحمن بن يعمر الدِّيلي، سكن الكوفة، ويكنى أبا الأسود، مات بخراسان.
(2)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير بكير بن عطاء: وهو الليثي الكوفي، فقد روى له أصحاب السنن، وهو ثقة، وقال أبو داود: حدَّث عنه الثوري وشعبة بحديث أصل من الأصول: الحج عرفة -قلنا: رواية الثوري عنه سترد برقم (18774) - وغير صحابيه فلم يروِ له سوى أصحاب السنن.
وأخرجه الطيالسي (309) و (1310)، وعبد بن حميد في "المنتخب"(310)، والبخاري في "التاريخ الكبير" 5/ 243، والنسائي في "الكبرى"(4180)، والدارمي (1887)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3369) و (4861)، وفي "شرح معاني الآثار" 2/ 210، والدارقطني في "سننه" 2/ 241، والحاكم 2/ 278، والبيهقي في "السنن" 5/ 173 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (18774)(18775)(18954).
وفي الباب عن عروة بن مضرس، وقد سلف برقم (16208).
قال السندي: قوله: الحج يوم عرفة، أي: عمل ذلك اليوم، وهو الوقوف =
18774 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَطَاءٍ اللَّيْثِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ يَعْمَرَ الدِّيلِيَّ يَقُولُ: شَهِدْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ وَاقِفٌ بِعَرَفَةَ وَأَتَاهُ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ الْحَجُّ؟ فَقَالَ:" الْحَجُّ عَرَفَةُ، فَمَنْ جَاءَ قَبْلَ صَلَاةِ الْفَجْرِ مِنْ لَيْلَةِ جَمْعٍ، فَقَدْ تَمَّ حَجُّهُ، أَيَّامُ مِنًى ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ، فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ، فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ، وَمَنْ تَأَخَّرَ، فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ " ثُمَّ أَرْدَفَ رَجُلًا خَلْفَهُ، فَجَعَلَ يُنَادِي بِهِنَّ (1).
= بعرفة، ولا شك أنه ليس تمام الحج، فقيل التقدير: معظم الحج وقوف يوم عرفة. وقيل: إدراك الحج إدراك وقوف يوم عرفة، والمقصود أن إدراك الحج يتوقف على إدراك الوقوف بعرفة.
ومن أدرك، أي: الوقوف بعرفة.
فقد تم حجه، أي: أَمِن من الفوات، وإلا فلا بدَّ من الطواف.
أيام منى ثلاثة أيام، أي: سوى يوم النحر، وإنما لم يعدّ النحر من أيام منى لأنه غير مخصوص بمنى، بل فيه مناسك كثيرة.
(1)
إسناده صحيح كسابقه. سفيان: هو الثوري.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 5/ 256، وفي "الكبرى"(4011)، وابن ماجه (3015)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(957)، وابن خزيمة (2822)، وابن عبد البر في "الاستذكار"(17936) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحميدي (899)، والبخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 11، وأبو داود (1949)، والترمذي (889) و (890) و (2975)، والنسائي في "المجتبى" 5/ 264 - 265، وفي "الكبرى"(4012) و (4050)، وابن ماجه عقب الحديث (3015)، وابن الجارود في "المنتقى"(468)، وابن خزيمة =
18775 -
حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَطَاءٍ اللَّيْثِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ يَعْمَرَ الدِّيلِيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ وَسَأَلَهُ رَجُلٌ عَنِ الْحَجِّ، فَقَالَ: " الْحَجُّ يَوْمُ عَرَفَاتٍ - أَوْ عَرَفَةَ -، مَنْ أَدْرَكَ لَيْلَةَ جَمْعٍ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ الصُّبْحَ،
= (2822)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3369) و (4860)، وفي "شرح معاني الآثار" 2/ 209 - 210، وابن قانع في "معجمه" 2/ 165، وابن حبان (3892)، والدارقطني 2/ 240 - 241، والحاكم 1/ 463 - 464، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 119 - 120، والبيهقي في "السنن" 5/ 116 و 152 و 173، وفي "معرفة الآثار والسنن"(10390) و (10391)، وابن عبد البر في "الاستذكار"(18501)، والبغوي في "شرح السنة"(2001)، وابن الأثير في "أسد الغابة" 3/ 503، والمزي في "تهذيب الكمال" 18/ 21 - 22 من طرق عن سفيان الثوري، به.
وقال الترمذي: قال ابن أبي عمر: قال سفيان بن عيينة: وهذا أجود حديثٍ رواه الثوري.
وقال الترمذي كذلك: هذا حديث حسن صحيح، والعمل على حديث عبد الرحمن بن يعمر عند أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم، أنه من لم يقف بعرفات قبل طلوع الفجر، فقد فاته الحج، ولا يُجزئ عنه إن جاء بعد طلوع الفجر، ويجعلها عمرةً، وعليه الحجُّ من قابل، وهو قول الثوري، والشافعي، وأحمد وإسحاق.
ثم قال: وقد روى شعبة عن بُكير بن عطاء نحو حديث الثوري. قال: وسمعت الجارود يقول: سمعت وكيعاً أنه ذكر هذا الحديث، فقال: هذا الحديث أمُّ المناسك.
وسيكرر بإسناده برقم (18954).
وانظر ما قبله.
فَقَدْ أَدْرَكَ الْحَجَّ، أَيَّامُ مِنًى ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ، فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ، فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ، وَمَنْ تَأَخَّرَ، فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ " (1).
(1) إسناده صحيح، وهو مكرر الحديث (18773)، إلا أن شيخ أحمد في هذا الإسناد هو روح بن عبادة.
حَدِيثُ عَطِيَّةَ الْقُرَظِيِّ
(1)
18776 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَطِيَّةَ الْقُرَظِيَّ يَقُولُ: عُرِضْنَا عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ قُرَيْظَةَ، فَكَانَ مَنْ أَنْبَتَ قُتِلَ، وَمَنْ لَمْ يُنْبِتْ خُلِّيَ سَبِيلُهُ، فَكُنْتُ فِيمَنْ لَمْ يُنْبِتْ، فَخُلِّيَ سَبِيلِي (2).
(1) قال السندي: عطية القُرَظي، نسبة إلى بني قريظة، لم يعرف اسم أبيه، سكن الكوفة.
(2)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير صحابيه، فلم يرو له سوى أصحاب السنن. سفيان: هو الثوري.
أخرجه ابن أبي شيبة 12/ 384 و 539، والترمذي (1584)، والنسائي في "الكبرى"(8621)، وابن ماجه (2541)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2189) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، والعمل على هذا عند بعض أهل العلم أنهم يرون الإنبات بلوغاً إن لم يعرف احتلامه ولا سنُّه، وهو قول أحمد وإسحاق.
وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه"(18743)، وابن سعد 2/ 76 - 77، وأبو داود (4404)، وأبو عوانة 4/ 57، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 216، والطبراني في "الكبير" 17/ (428)، والبيهقي في "السنن" 6/ 58 و 9/ 63، وابن الأثير في "أسد الغابة" 4/ 46 من طرق عن سفيان، به.
وأخرجه الطيالسي (1284)، والشافعي في "السنن المأثورة"(653)، وعبد الرزاق (18742)، وابن سعد 2/ 76 - 77، وأبو داود (4405)، والنسائي في "المجتبى" 8/ 92، وفي "الكبرى"(8620) و (7474)، والدارمي =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= (2464)، وابن الجارود في "المنتقى"(1045)، وأبو عوانة 4/ 56 و 57، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 216 و 217، وابن قانع في "معجمه" 2/ 308، وابن حبان (4781) و (4783) و (4788)، والطبراني 17/ (429 - 437)، والحاكم 2/ 123 و 3/ 35، والبيهقي في "السنن الكبرى" 6/ 58 و 9/ 63، وفي "السنن الصغير"(2075)، والمزي في "تهذيب الكمال" 20/ 158 من طرق عن عبد الملك بن عمير، به.
وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي.
وأخرجه الحميدي (889)، والنسائي في "الكبرى"(8619)، وأبو عوانة 4/ 55، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 216 و 217، وابن قانع في "معجمه" 2/ 308 - 309، والطبراني 17/ (439)، والحاكم 2/ 123 و 4/ 389 - 390، والبيهقي في "السنن" 6/ 58 من طريق مجاهد بن جبر، عن عطية القرظي، به. وبعضهم لم يسم عطية، فقالوا: عن رجل من بني قريظة، أو: رجل في مسجد الكوفة.
والحديث سيأتي برقم (19421) و (19422).
وفي الباب عن كثير بن السائب عن ابني قريظة، وسيرد (19003).
قال السندي: "فكان من أنبت"، أي: العانة، أي: جعلوا علامة البلوغ شعر العانة، فمن ظهر له قتلوه، ومَنْ لا فلا. اهـ.
حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ ثَقِيفٍ
(1)
18777 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، أَخْبَرَنَا الْمُغِيرَةُ، عَنْ شِبَاكٍ، عَنْ عَامِرٍ، أَخْبَرَنِي فُلَانٌ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: سَأَلْنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ ثَلَاثٍ فَلَمْ يُرَخِّصْ لَنَا فِي شَيْءٍ مِنْهُنَّ، سَأَلْنَاهُ أَنْ يَرُدَّ إِلَيْنَا أَبَا بَكْرَةَ وَكَانَ مَمْلُوكًا وَأَسْلَمَ قَبْلَنَا فَقَالَ:" لَا، هُوَ طَلِيقُ اللهِ، ثُمَّ طَلِيقُ رَسُولِ اللهِ " ثُمَّ سَأَلْنَاهُ أَنْ يُرَخِّصَ لَنَا فِي الشِّتَاءِ، وَكَانَتْ أَرْضُنَا أَرْضًا بَارِدَةً يَعْنِي فِي الطَّهُورِ، فَلَمْ يُرَخِّصْ لَنَا، وَسَأَلْنَاهُ أَنْ يُرَخِّصَ لَنَا فِي الدُّبَّاءِ فَلَمْ يُرَخِّصْ لَنَا فِيهِ (1).
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، علي بن عاصم -وهو ابن صهيب الواسطي- ضعيف، وقد توبع فيما سلف برقم (17530) و (17531).
حَدِيثُ صَخْرِ بْنِ عَيْلَةَ
(1)
18778 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْبَجَلِيُّ، حَدَّثَنِي عُمُومَتِي، عَنْ جَدِّهِمْ صَخْرِ بْنِ عَيْلَةَ أَنَّ قَوْمًا مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ فَرُّوا عَنْ أَرْضِهِمْ حِينَ جَاءَ الْإِسْلَامُ، فَأَخَذْتُهَا، فَأَسْلَمُوا، فَخَاصَمُونِي فِيهَا إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَرَدَّهَا عَلَيْهِمْ، وَقَالَ:" إِذَا أَسْلَمَ الرَّجُلُ، فَهُوَ أَحَقُّ بِأَرْضِهِ وَمَالِهِ "(2).
(1) قال السندي: صخر بن عيلة -بفتح المهملة، وسكون التحتانية- اسم أبيه، وقيل اسم أمه، أحمسي، عُدَّ من مسلمة الفتح، سكن الكوفة.
(2)
إسناده ضعيف، فقد اختلف فيه على أبان بن عبد الله البجلي، فرواه وكيع -كما في هذا الإسناد- عنه، عن عمومته، عن جَدِّهم صَخْر بن عيلة.
ورواه وكيع كذلك -كما عند ابن سَعْد 6/ 31 - عن أبان، عن عثمان بن أبي حازم، عن صخر بن عيلة، فسمَّى أحَدَ عمومةِ أبان؛ وهو عثمان إلا أنه مجهول الحال، فقد انفرد بالرواية عنه ابنُ أخيه أبان، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان. ثم إن عثمان إنما يرويه عن أبيه، عن جده صخر كما رواه الفريابي -كما عند الدارمي (1674)، وأبي داود (3067) - عن أبان، عن عثمان بن أبي حازم، عن أبيه، عن جده صخر. ووالد عثمان مجهول الحال كذلك، فقد انفرد بالرواية عنه ابنه عثمان، وقال ابن القطان: لا يعرف حاله، ولم يؤثر توثيقه عن أحد، وقال الحافظ في "التقريب" مستور. ثم إن أبان بن عبد الله انفرد به، وهو مختلف فيه لا يحتمل تفرده، فقد ذكره ابنُ حبان في "المجروحين"، فقال: وكان ممن فحش خطؤه، وانفرد بالمناكير. وقال الذهبي =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= في "ديوان الضعفاء والمتروكين": كوفي صدوق، له مناكير.
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 3/ 12 من طريق أحمد بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سَعْد في "الطبقات" 6/ 31 من طريق وكيع وأبي نعيم، قالا: حدثنا أبان، عن عثمان بن أبي حازم، عن صخر بن العيلة، قال: أخذتُ عمَّة المغيرة بن شعبة، فقدمت بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا: وجاء المغيرة فسأل رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عمته، وأخبره أنها عندي، فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:"يا صخر، إن القوم إذا أسلموا أحرزوا أموالهم ودماءهم، فادفعها إليه". قال: وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطاني ماءً لبني سُلَيْم. قال: فأتوا نبي الله صلى الله عليه وسلم؛ فسألوه الماء، قال: فدعاني نبيُّ الله صلى الله عليه وسلم، فقال:"يا صخر، إن القوم إذا أسلموا أحرزوا أموالهم ودماءهم، فادفعه إليهم" فدفعته إليهم.
وأخرجه ابن سَعْد 6/ 31، وابن أبي شيبة 12/ 466 - 467، والدارمي (1673) و (2480)، والبخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 310 - 311 عن أبي نعيم الفضل بن دكين، والطبراني في "الكبير"(7279) من طريق مسلم بن إبراهيم، والطبراني كذلك (7280) من طريق محمد بن الحسن الأسدي، ثلاثتهم عن أبان، عن عثمان بن أبي حازم، عن صخر بن العيلة، بلفظ ابن سعد السالف، وقرن الطبراني في طريق محمد بن الحسن بعثمان بن أبي حازم كثير بنَ أبي حازم. ولم نقع على ترجمة كثير فيما بين أيدينا من المصادر.
وأخرجه الدارمي (1674)، وأبو داود (3067) -ومن طريقه البيهقي في "السنن" 9/ 114 - من طريق الفريابي، عن أبان، عن عثمان بن أبي حازم، عن أبيه، عن جده صخر بن العيلة، به، ولفظه عند أبي داود: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غزا ثقيفاً، فلما أن سمع ذلك صخر ركب في خيل يمدُّ النبي صلى الله عليه وسلم فوجد نبي الله صلى الله عليه وسلم قد انصرف ولم يفتح، فجعل صخر يومئذٍ عهد الله وذمته ألا يفارق هذا القصر حتى ينزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يفارقهم حتى نزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكتب إليه صخر: أما بعد، فإن ثقيفاً قد نزلت على حكمك يا رسول الله، وأنا مقبل إليهم وهم في خيل. فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصلاة جامعة =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= فدعا لأحمس عشر دعوات: "اللهم بارك لأحمس في خيلها ورجالها" وأتاه القوم، فتكلم المغيرة بن شعبة، فقال: يا نبي الله، إن صخراً أخذ عمتي، ودخلت فيما دخل فيه المسلمون، فدعاه فقال:"يا صخر، إن القوم إذا أسلموا أحرزوا دماءهم وأموالهم، فادفع إلى المغيرة عمته" فدفعها إليه. وسأل نبيُّ الله صلى الله عليه وسلم: "ماء لبني سُلَيْم قد هربوا عن الإسلام، وتركوا ذلك الماءَ"؟ فقال: يا نبيَّ الله أَنْزِلْنِيه أنا وقومي، قال:"نعم"، فأنزله وأسلم -يعني السُّلَمِيِّيْنَ- فأتوا صخراً، فسألوه أن يدفع إليهم الماءَ، فأَبى، فأَتَوْا النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فقالوا: يا نبيَّ الله، أسلمنا، وأتينا صخراً ليدفعَ إلينا ماءنا، فأبى علينا. فأتاه، فقال:"يا صخر، إن القوم إذا أسلموا أحرزوا أموالهم ودماءهم، فادفع إلى القوم ماءهم" قال: نَعَمْ يا نبي الله. فرأيتُ وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتغير عند ذلك حمرةً حياءً من أخذه الجارية، وأخذه الماء.
حَدِيثُ أَبِي أُمَيَّةَ (1) الْفَزَارِيِّ
(2)
18779 -
حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْفَرَّاءِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَيَّةَ الْفَزَارِيَّ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَحْتَجِمُ.
وَلَمْ يَقُلْ أَبُو نُعَيْمٍ مَرَّةً: الْفَرَّاءَ، قَالَ: أَبُو جَعْفَرٍ، وَلَمْ يَقُلِ الْفَرَّاءَ (3).
(1) في هامش (س) ما نصه: ذكر في رجال أحمد أنه يقال له: أبو آمنة، وأبو أمية. قلنا: وتقرأ بالوجهين في (ظ 13).
(2)
قال السندي: أبو أمية الفزاري، الأكثر على أنه أبو آمنة، بالمد وكسر الميم بعدها نون، وجعله بعضهم بالضم وفتح الميم وتشديد الياء، وذكروه في الصحابة بلا تسمية ونسبة.
(3)
حديث صحيح، شريك: هو ابن عبد الله النَّخعي -وهو وإن كان سيئ الحفظ- قد توبع. وأبو جعفر الفراء روى له البخاري في "الأدب المفرد"، والنسائي، وهو ثقة.
وأخرجه ابن سعد 6/ 51، والبخاري في "التاريخ الكبير" 6/ 9، والدولابي =
حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُكَيْمٍ
(1)
18780 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ وَابْنُ جَعْفَرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى - قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي لَيْلَى -، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُكَيْمٍ الْجُهَنِيِّ قَالَ: أَتَانَا كِتَابُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
= في "الكنى" 1/ 13، والطبراني في "الكبير" 22/ (903) من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، بهذا الإسناد.
وفي رواية الجميع سوى ابن سعد: أبو آمنة.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 9/ 16، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1313) و (2714) من طريق عبد الحميد ابن أبي جعفر الفراء، وأخرجه الطبراني 22/ (904) من طريق إسرائيل -وهو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي- كلاهما عن أبي جعفر الفراء، به. وسمّوا الصحابي أبا آمنة.
وأورده الحافظ في "الإصابة" في ترجمة "أبي أمية"، وقوَّى إسناده.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/ 92، وقال: رواه أحمد والطبراني ورجاله ثقات.
وفي الباب عن علي، سلف برقم (692).
وعن ابن عباس سلف برقم (2091).
وعن أبي هريرة سلف برقم (8513).
وعن أنس سلف برقم (12883)، وقد ذكرنا عند تخريج هذه الأحاديث عدداً من أحاديث الباب.
(1)
قال السندي: عبد الله بن عكيم بالتصغير، جُهني كوفي، وقد سمع كتاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى جهينة. وقال البخاري: أدرك زمان النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يعرف له سماع صحيح، مات زمن الحجاج.
وَنَحْنُ بِأَرْضِ جُهَيْنَةَ، وَأَنَا غُلَامٌ شَابٌّ أَنْ " لَا تَنْتَفِعُوا مِنَ الْمَيْتَةِ بِإِهَابٍ وَلَا عَصَبٍ "(1).
(1) إسناده ضعيف، فيه عِلَّتان، أولاهما: الانقطاع، فقد قال البخاري في "تاريخه الكبير" 5/ 39: عبد الله بن عكيم أدرك زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يعرف له سماع صحيح، ومثله قال أبو حاتم فيما نقله عنه ابنه في "الجرح والتعديل" 5/ 121.
ثانيهما: الاضطراب، فقد اختلف فيه ألواناً، فرواه شعبة -كما في هذه الرواية والرواية الآتية برقم (18785) - عن الحكم: وهو ابن عتيبة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن عبد الله بن عكيم.
ورواه خالد الحذاء عن الحكم، واختلف عليه، فرواه عبد الوهَّاب بن عبد المجيد الثقفي -كما في الرواية (18782) - عنه، عن الحكم، عن عبد الله ابن عكيم، ورواه عباد بن عباد المهلبي -كما في الرواية (18783) - عنه عن الحكم، عن ابن أبي ليلى، عن عبد الله بن عكيم، ورواه عبد الملك بن حميد ابن أبي غَنِيةَ -كما عند الطبراني في الأوسط (6712) و (6827) - عن الحكم، عن القاسم بن مخيمرة، عن عبد الله بن عكيم، به. ورواه يزيد بن أبي مريم -كما عند ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2575)، والطبري في "تهذيب الآثار"(1227)(مسند ابن عباس)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 468، وفي "شرح مشكل الآثار"(3241)، وابن حبان (1279)، والبيهقي في "السنن" 1/ 25 - عن القاسم بن مخيمرة، عن عبد الله ابن عكيم قال: حدثنا مشيخة لنا من جهينة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب
…
فذكر الحديث.
ورواه شريك -كما في الرواية (18784) - عن هلال بن أبي حميد، عن عبد الله بن عكيم.
وقد أشار إلى اضطرابه الحازمي في "الاعتبار" ص 39، فقال: كثير =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= الاضطراب، ثم لا يقاوم حديث ميمونة في الصحة.
قلنا: يشير إلى حديث ميمونة الذي أخرجه البخاري (1493) ومسلم (363)(100)، وسيأتي 6/ 329. ولفظه عند مسلم: تُصُدِّق على مولاةٍ لميمونة بشاة، فماتت، فمرَّ بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:"هلا أخذتم إهابها، فدبغتموه، فانتفعتم به" فقالوا: إنها ميتة، فقال:"إنما حُرِّمَ أكلها".
ومن ثَمَّ قال الترمذي في حديث عبد الله بن عكيم عقب الرواية (1729): وليس العمل على هذا عند أكثر أهل العلم، وقد روي هذا الحديث عن عبد الله ابن عكيم أنه قال: أتانا كتاب النبي صلى الله عليه وسلم قبل وفاته بشهرين. ثم قال الترمذي: وسمعت أحمد بن الحسن يقول: كان أحمد بن حنبل يذهب إلى هذا الحديث لِما ذُكِرَ فيه: قبل وفاته بشهرين، وكان يقول: كان آخر أمر النبي صلى الله عليه وسلم. ثم ترك أحمد بن حنبل هذا الحديث لما اضطربوا في إسناده، حيث روى بعضهم، فقال: عن عبد الله بن عكيم، عن أشياخ لهم من جهينة. قلنا: ومع اضطرابه فقد حَسَّنه الترمذي، فقال: هذا حديث حسن. وانظر "التلخيص الحبير" 1/ 47 - 48.
وأخرجه الطيالسي (1293)، وعبد الرزاق في "مصنفه"(202)، وابن سعد 6/ 113، وأبو داود (4127)، والنسائي في "المجتبى" 7/ 175، وفي "الكبرى"(4575)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 468 وفي "شرح مشكل الآثار"(3236)، وابن حبان (1278)، والطبراني في "الأوسط"(104)، وابن عدي في "الكامل" 4/ 1374، وتمام في "فوائده"(143)، والبيهقي في "السنن" 1/ 14، وابن عبد البر في "التمهيد" 4/ 162 - 163، وابن الأثير في "أسد الغابة" 4/ 339، والمزي في "تهذيب الكمال" 15/ 320 من طرق عن شعبة، به.
وأخرجه ابن سعد 6/ 113، وعبد بن حميد في "المنتخب"(488)، والطبراني في "الأوسط"(826) من طريق الأجلح بن عبيد، وابن أبي شيبة =
18781 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَخِيهِ عِيسَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عُكَيْمٍ وَهُوَ مَرِيضٌ نَعُودُهُ، فَقِيلَ لَهُ: لَوْ تَعَلَّقْتَ شَيْئًا. فَقَالَ: أَتَعَلَّقُ شَيْئًا وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
= 8/ 502 - 503، والنسائي في "المجتبى" 7/ 175، وابن ماجه (3613)، والطبري في "تهذيب الآثار"(مسند ابن عباس)(1226) من طريق منصور بن المعتمر، وابن أبي شيبة 8/ 503، والترمذي (1729)، وابن ماجه (3613)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 468، وفي "شرح مشكل الآثار"(3238)، والإسماعيلي في "معجمه"(97) من طريق سليمان بن أبي سليمان الشيباني، والترمذي (1729) من طريق الأعمش، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 468، وفي "شرح مشكل الآثار"(3237) من طريق عبد الملك بن أبي غَنيَّة، وابن حبان (1277)، والطبراني في "الأوسط"(7638)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 199، من طريق أبان بن تغلب، والطبراني في "الأوسط"(826) من طريق أشعث بن سوار، و (2121) من طريق خالد بن كثير، و (2428) من طريق إبراهيم بن عثمان، و (5521) من طريق معاوية ابن ميسرة بن شريح، عشرتهم عن الحكم، به.
وفيه: كتب إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو أتانا أو جاءنا كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأخرجه الطبري في "تهذيب الآثار"(1228)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 108 من طريق زيد بن وهب، والطبري (1229) من طريق أبي إسحاق، والطبراني في "الأوسط"(7664) من طريق أبي فروة مسلم الجهني، و (9374) من طريق عبد الله بن عبيد الله الهاشمي، أربعتهم عن عبد الله بن عكيم، به. وفي رواية عبد الله الهاشمي: عن عبد الله بن عكيم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكره.
وسيأتي بالأرقام: (18782) و (18783) و (18784) و (18785).
" مَنْ تَعَلَّقَ شَيْئًا وُكِلَ إِلَيْهِ "(1).
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، عبد الله بن عكيم لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم، وابن أبي ليلى: وهو محمد بن عبد الرحمن ضعيف سيئ الحفظ، وقد ذكر ابن قانع في "معجمه" 2/ 117 عِلَّةً ثالثة له، فقال: ولا أعلم أن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى لقي عبد الله بن عكيم، وإنما روى عنه عبد الرحمن بن أبي ليلى.
وأخرجه ابن أبي شيبة 7/ 13، والبيهقي في "السنن" 9/ 351 من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (2072)، والحاكم 4/ 216 من طريق عبيد الله بن موسى، وأخرجه الترمذي عقب الحديث (2072)، وابن قانع 2/ 117 من طريق يحيى بن سعيد، والطبراني في "الكبير" 22/ (960) من طريق المطلب ابن زياد، ثلاثتهم عن محمد بن أبي ليلى، به.
وقال الترمذي: وحديث عبد الله بن عكيم إنّما نعرفه من حديث محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وعبد الله بن عكيم لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم، وكان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، يقول: كتب إلينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم.
وجاء عند الطبراني: أبو معبد الجهني، وهي كنية عبد الله بن عكيم كما صرح بذلك الترمذي، وكما جاء في مصادر ترجمته في "تهذيب الكمال" وفروعه، إلا أن الهيثمي ظنَّ أبا معبد الجهني رجلاً آخر غير عبد الله بن عكيم، فأورده في "مجمع الزوائد" 5/ 103، وقد وهم في ذلك، فإنه ليس على شرطه.
وسيأتي في الرواية (18786).
وله شاهد من حديث أبي هريرة عند النسائي في "المجتبى" 7/ 112 من طريق عباد بن ميسرة المنقري، عن الحسن، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من عقد عُقدةً ثم نفث فيها فقد سحر، ومن سحر فقد أشرك، ومن تعلَّق شيئاً وكل إليه". قلنا: عباد بن ميسرة لين الحديث، والحسن لم يسمع من أبي هريرة. =
18782 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ الثَّقَفِيُّ، عَنْ خَالِدٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُكَيْمٍ، قَالَ: كَتَبَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَبْلَ
= وآخر من حديث عمران بن حصين، سيرد 4/ 445، وهو عند ابن ماجه (3531)، وابن حبان (6085)، والطبراني في "الكبير" 18/ (391) من طريق مبارك بن فضالة، عن الحسن، عن عمران بن حصين، أن النبي صلى الله عليه وسلم أبصر على عضد رجلٍ حلقة -أُراه قال: من صفر- فقال: "ويحك ما هذه؟ ". قال: من الواهنة، قال:"أما إنها لا تزيدك إلا وهناً، انبذها عنك، فإنك لو متَّ وهي عليك ما أفلحت أبداً". ولفظ ابن حبان والطبراني: "فإنك إن تمُتْ وهي عليك وُكِلْتَ إليها". قلنا: وقد صرح الحسن بالسماع من عمران بن حُصَين في رواية المسند وحدها، إلا أنه في طريقها المبارك بن فضالة، وهو يدلس ويسوي، وقد ذكر ابن أبي حاتم في "المراسيل" ص 40 أن أباه وعليّ ابن المديني قالا في سماع الحسن من عمران بن حصين: ليس يصح ذلك من وجهٍ يثبت. وأنكر ذلك أيضاً الإمام أحمد.
وثالث من حديث عقبة بن عامر، وقد سلف برقم (17404) بلفظ:"من تعلق تميمةً فلا أتمّ الله له، ومن تعلق ودعةً فلا ودع الله له". وفي إسناده ضعف.
قال السندي: قوله: "لو تعلَّقْتَ شيئاً"، أي: علَّقت، فهو من التعلق بمعنى التعليق أي: لو ربطت شيئاً في العنق من التعويذات والتمائم.
"وكل إليه" بالتخفيف أو التشديد: كناية عن انقطاع المدد الإلهي.
قيل: الحديث محمول على تمائم الجاهلية مثل الخرزات وأظفار السباع وعظامها، وأما ما يكون بالقرآن والأسماء الإلهية، فهو خارج عن هذا الحكم، بل هو جائز لحديث عبد الله بن عمرو [السالف برقم (6696)] أنه كان يعلق للصِّغار بعض ذلك. وقيل: هذا إذا علق شيئاً معتقداً جلب نفعٍ أو دفع ضرر، أما للتبرك فيجوز. وقال القاضي أبو بكر بن العربي في شرح الترمذي: تعليق القرآن ليس من طريق السنة، وإنما السنة فيه الذكر دون التعليق.
وَفَاتِهِ بِشَهْرٍ أَنْ: " لَا تَنْتَفِعُوا مِنَ الْمَيْتَةِ بِإِهَابٍ وَلَا عَصَبٍ "(1).
18783 -
حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا عَبَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ عَبَّادٍ - قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُكَيْمٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: أَتَانَا كِتَابُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِأَرْضِ جُهَيْنَةَ، قَالَ: وَأَنَا غُلَامٌ شَابٌّ قَبْلَ وَفَاتِهِ بِشَهْرٍ أَوْ شَهْرَيْنِ أَنْ: " لَا تَنْتَفِعُوا مِنَ الْمَيْتَةِ بِإِهَابٍ وَلَا عَصَبٍ "(2).
18784 -
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ هِلَالٍ
(1) إسناده ضعيف، وقد بينا عِلَّتَيه برقم (18780)، خالد: هو ابن مهران الحَذَّاء.
وأخرجه أبو داود (4128)، والبيهقي في "السنن" 1/ 15، وفي "معرفة السنن والآثار"(543)، وابن عبد البر في "التمهيد" 4/ 163، والحازمي في "الاعتبار" ص 38 من طريق عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" -مسند ابن عباس- (1223) من طريق عبد الوارث بن سعيد، عن خالد الحذاء، به.
ورواه غير الثقفي وعبد الوارث بن سعيد عن خالد الحذاء، فخالفوا فيه.
فأخرجه الطبري (1224)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3240) من طريق المعتمر بن سليمان، عن خالد الحذاء، عن الحكم قال: أتينا عبد الله ابن عكيم، فدخل الأشياخ وجلست بالباب، فخرجوا، فأخبروني عن عبد الله ابن عكيم، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى جهينة، فذكر الحديث.
وسيأتي في الرواية التالية (18783) من طريق عباد بن عباد، عن خالد الحذاء، عن الحكم بن عتيبة، عن ابن أبي ليلى، عن عبد الله بن عكيم، قال: أتانا كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بأرض جهينة
…
فذكره.
(2)
إسناده ضعيف، وقد بينا عِلَّتَيْه برقم (18780)، وخلف بن الوليد: هو العتكي الجوهري. عباد بن عباد: هو المُهَلَّبي.
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُكَيْمٍ، قَالَ: جَاءَنَا، أَوْ قَالَ كَتَبَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَنْ لَا تَنْتَفِعُوا مِنَ الْمَيْتَةِ بِإِهَابٍ وَلَا عَصَبٍ "(1).
18785 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي لَيْلَى يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُكَيْمٍ أَنَّهُ قَالَ: قُرِئَ عَلَيْنَا كِتَابُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي أَرْضِ جُهَيْنَةَ وَأَنَا غُلَامٌ شَابٌّ أَنْ: " لَا تَسْتَمْتِعُوا مِنَ الْمَيْتَةِ بِإِهَابٍ وَلَا عَصَبٍ "(2).
18786 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدٍ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي لَيْلَى -، عَنْ أَخِيهِ عِيسَى، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُكَيْمٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" مَنْ تَعَلَّقَ شَيْئًا وُكِلَ إِلَيْهِ، أَوْ عَلَيْهِ "(3).
(1) إسناده ضعيف كما بينا عِلَّتَيْه برقم (18780).
شريك: هو ابن عبد الله النخعي، هلال: هو ابن أبي حميد الوزان.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/ 175، وفي "الكبرى"(4577) عن علي ابن حجر، عن شريك، بهذا الإسناد.
(2)
إسناده ضعيف، وهو مكرر الحديث (18780)، إلا أن الإمام أحمد رواه هناك عن محمد بن جعفر مقروناً بوكيع بن الجراح. وقد بينا عِلَّتَيْه ثمت.
(3)
حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، سلف الكلام عليه في الرواية (18781).
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2576)، وابن قانع في "معجمه" 2/ 117 من طريقين عن شعبة، بهذا الإسناد.
حَدِيثُ طَارِقِ بْنِ سُوَيْدٍ
(1)
18787 -
حَدَّثَنَا بَهْزٌ وَأَبُو كَامِلٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا سِمَاكٌ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ سُوَيْدٍ الْحَضْرَمِيِّ أَنَّهُ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ بِأَرْضِنَا أَعْنَابًا نَعْتَصِرُهَا، فَنَشْرَبُ مِنْهَا. قَالَ:" لَا " فَعَاوَدْتُهُ، فَقَالَ:" لَا ". فَقُلْتُ: إِنَّا نَسْتَشْفِي بِهَا لِلْمَرِيضِ. فَقَالَ: " إِنَّ ذَاكَ لَيْسَ شِفَاءً، وَلَكِنَّهُ دَاءٌ "(2).
(1) قال السندي: طارق بن سويد حَضْرمي أو جُعْفي، يقال: سويد بن طارق، وهو خطأ عند كثير، له صحبة.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه على سماك، وهو ابن حرب.
فرواه حماد بن سلمة، عنه عن علقمة بن وائل، عن طارق بن سويد، كما في هذه الرواية.
ومن طريق حماد بن سلمة به أخرجه ابنُ سعد في "الطبقات" 6/ 64، والبخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 352، وابن ماجه (3500)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2476) و (2621) -ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" 3/ 69 (ترجمة طارق بن سويد)، والمزي في "تهذيبه"(في ترجمة طارق بن سويد) - والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 108، وابن قانع في "معجمه" 2/ 48، وابن حبان (1389)، والطبراني في "الكبير"(8212)، وابن عبد البر في "الاستيعاب"(على هامش الإصابة) 2/ 227.
قال ابن عبد البر: صحيح الإسناد.
ورواه شريك النخعي، عنه، عن علقمة بن وائل، فقال: عن طارق بن =
18788 -
حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ، عَنْ أَبِيهِ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ الْحَضْرَمِيِّ؛ قَالَ حَجَّاجٌ: إِنَّهُ شَهِدَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَسَأَلَهُ رَجُلٌ مِنْ خَثْعَمٍ يُقَالُ لَهُ: سُوَيْدُ بْنُ طَارِقٍ.
= زياد الجعفي، ومن طريق شريك أخرجه ابن سعد 6/ 64، والبخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 352، وابن قانع في "معجمه" 2/ 48، غير أن البخاري قال: طارق بن زياد، أو زياد بن طارق، وقد أخرج ابن سعد عن عفان بن مسلم، عن حماد بن سلمة، به. قال: هو طارق بن سويد. وكذا ذكر الحافظ في "الإصابة"، فقال: إنما هو ابن سويد.
ورواه شعبة، عن سماك، عن علقمة بن وائل، فقال: عن أبيه وائل بن حُجْر، أن طارق بن سويد سأل النبي صلى الله عليه وسلم، فجعله من مسند وائل. وسيرد بالأرقام (18788) و (18859) و (18862) و 6/ 398 غير أنه اختلف فيه على شعبة، كما سيرد في تخريجه هناك.
ورواه الوليد بن أبي ثور (فيما ذكر ابن الأثير في أسد الغابة 3/ 70) عن سماك، عن علقمة بن وائل، فقال: عن طارق بن بشر، أو بشر بن طارق، والوليد بن أبي ثور ضعيف.
وفي الباب: عن أم سلمة عند ابن حبان (1391).
وعن عبد الله بن مسعود موقوفاً، علقه البخاري في "صحيحه"، كتاب الأشربة، باب شراب الحلواء والعسل، ووصله الطبراني (9714).
وعن أبي الدرداء عند الطبراني 24/ (649)، والدولابي في "الكنى" 2/ 38.
قال السندي: قوله: فنشرب منها، أي: بعد أن تصير خمراً.
ولكنه داء: قال ابن العربي: إن قيل: فنحن نشاهد الصحة والقوة عند شرب الخمر. قلنا: إن ذلك إمهال واستدراج، أو أن الدواء ما يصحح البدن ولا يسقم الدين، فإذا أسقم الدين فداؤه أعظم من دوائه.
قال الخطابي: أراد بالداء الإثم بتشبيه الضرر الأخروي بالضرر الدنيوي.
وَقَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: أَوْ طَارِقُ بْنُ سُوَيْدٍ الْجُعْفِيُّ سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْخَمْرِ، فَنَهَاهُ. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1).
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مما انتقاه مسلم لسماك بن حرب، وقد اختلف عليه فيه، وبسطنا ذلك في الرواية (18787).
وأخرجه مسلم (1984) من طريق محمد بن جعفر وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1018) -ومن طريقه الترمذي (2046)، وابن الأثير في "أسد الغابة" 2/ 490، وأخرجه عبد الرزاق (17100) عن عبد الله بن المبارك، وابن أبي شيبة 8/ 22، والدارمي (2095) عن سهل بن حماد، وابن حبان (1390) من طريق أبي عامر العقدي، أربعتهم (الطيالسي، وابن المبارك، وسهل بن حماد، وأبو عامر) عن شعبة، عن سماك بن حرب، عن علقمة بن وائل، عن أبيه، أن سويد بن طارق سأل النبي صلى الله عليه وسلم
…
لكن جاء في رواية الترمذي وابن الأثير: وسأله سويد بن طارق أو طارق ابن سويد مع أنه من طريق الطيالسي، وليس عنده: أو طارق بن سويد.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 352 من طريق أبي النضر هاشم ابن القاسم، وأبو داود (3873) عن مسلم بن إبراهيم، كلاهما عن شعبة، عن سماك، عن علقمة بن وائل، عن أبيه، ذكر طارق بن سويد أو سويد بن طارق أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم، ولفظ البخاري: سأل سويد بن طارق أو طارق سأل النبي صلى الله عليه وسلم
…
وحكى الحافظ في "الإصابة" عن البغوي وأبي زرعة والترمذي وابن حبان وابن منده أنهم صححوا أنه طارق بن سويد.
وحكى عن ابن منده قوله: سويد بن طارق وهم، وذكر أن أبا النضر هاشم ابن القاسم جزم بأنه سويد بن طارق، مع أن روايته عند البخاري في "التاريخ" على الشك.
وقد أخرجه الترمذي عقب الرواية (2046) من طريق للنضر بن شميل وشبابة، عن شعبة، به. ثم قال: قال النضر: طارق بن سويد، وقال شبابة: =
حَدِيثُ خِدَاشٍ (1) أَبِي سَلَامَةَ
(2)
18789 -
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِي سَلَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أُوصِي الرَّجُلَ بِأُمِّهِ، أُوصِي الرَّجُلَ بِأُمِّهِ، أُوصِي الرَّجُلَ بِأُمِّهِ، أُوصِي الرَّجُلَ بِأَبِيهِ، أُوصِي الرَّجُلَ بِأَبِيهِ (3)، أُوصِيهِ بِمَوْلَاهُ (4) الَّذِي يَلِيهِ، وَإِنْ كَانَ عَلَيْهِ فِيهِ أَذًى يُؤْذِيهِ "(5).
= سويد بن طارق. وقال ابن الأثير: طارق بن سويد هو الصواب.
وقد سلف برقم (18787) من حديث طارق بن سويد.
(1)
لفظ: خداش، ليس في (ظ 13)، وهو الموافق لنسخة السندي.
(2)
قال السندي: أبو سلامة هو خداش بمعجمتين ودال مهملة أوله مكسور ودال مخففة، سُلَميٌّ -بضم السين- صحابي له حديث واحد.
(3)
في هامش (ظ 13) زيادة: أوصي الرجل بأبيه.
(4)
في (م): أوصي الرجل بمولاه.
(5)
إسناده ضعيف لجهالة حال عبيد بن علي، فقد انفرد بالرواية عنه منصور بن المعتمر. واختلف عليه فيه.
فرواه سفيان الثوري -كما في هذه الرواية وكما عند البخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 219، والدولابي في "الكنى" 1/ 37 - عنه، عن عبيد بن علي، عن أبي سلامة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وتابع سفيان شريك كما عند ابن أبي شيبة 8/ 540، والبخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 218 - 219، وابن ماجه (3657)، وابن أبي عاصم في "الآحاد =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= والمثاني" (2632)، والطبراني في "الكبير" (4186)، والمزي في "تهذيبه" 8/ 232 - 233، وجرير بن عبد الحميد -كما عند الطبراني في "الكبير" (4185) - وزائدة كما عند البخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 220، والحاكم 4/ 150 إلا أن الحافظ في "الإصابة" نقل عن ابن قانع قوله: رواه زائدة عن منصور، فقال: خراش يعني بالراء.
ورواه عبيدة بن حميد -كما عند الطبراني في "الكبير"(4187) - عنه، عن عبيد الله بن علي بن عرفطة عن أبي سلامة، به.
ورواه شيبان بن عبد الرحمن النحوي -كما في الرواية رقم (18790)، وكما عند الطبراني في "الكبير"(4184)، وفي "الأوسط"(2470)، وابن الأثير في "أسد الغابة" 2/ 123 - 124، والمزي في "تهذيب الكمال" 8/ 239 - 232، والذهبي في "السير"10/ 377 - 378 - عنه، عن عبيد الله بن علي بن عرفطة، عن خداش، به. واختلف فيه على شيبان:
فرواه آدم بن أبي إياس -فيما أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 219، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني" (2483) و (2633)، والدولابي في "الكنى" 1/ 37 و 72 عنه، عن منصور، عن عبيد الله ابن علي، عن عرفطة، عن خداش، فزاد في الإسناد عرفطة بين عبيد الله وبين خداش.
ورواه أبو عوانة وضاح بن عبد الله اليشكري -كما سيأتي في الرواية (18791) - عن منصور، عن عبيد الله بن عرفطة السلمي، عن خداش. واختلف عليه فيه.
فرواه مسدد فيما أخرجه البخاري في "تاريخه الكبير" 3/ 219، والبيهقي في "السنن" 4/ 179 - 180 عن أبي عوانة، عن منصور، عن علي بن عبيد الله، عن عرفطة، عن خداش أبي سلامة، به.
ورواه محمد بن عيسى -فيما أخرجه الدولابي في "الكنى" 1/ 72 - عن أبي عوانة، عن منصور، عن علي بن عبيد الله، عن خداش أبي النضر، وقال =
18790 -
حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ (1) بْنِ عَلِيِّ بْنِ عُرْفُطَةَ السُّلَمِيِّ، عَنْ خِدَاشٍ أَبِي سَلَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" أُوصِي امْرَأً بِأُمِّهِ، أُوصِي امْرَأً بِأُمِّهِ، أُوصِي امْرَأً بِأُمِّهِ، أُوصِي امْرَأً بِأَبِيهِ أُوصِي امْرَأً بِأَبِيهِ، أُوصِي امْرَأً بِمَوْلَاهُ الَّذِي يَلِيهِ، وَإِنْ كَانَتْ عَلَيْهِ فِيهِ أَذَاةٌ تُؤْذِيهِ "(2).
18791 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ (3) بْنِ عُرْفُطَةَ السُّلَمِيِّ
= الدولابي: هكذا قال: علي بن عبيد الله عن خداش أبي النضر، ولم يذكر بينهما عرفطة، وقال: عن خداش أبي النضر ولم يقل: عن خداش أبي سلامة.
قلنا: ومن ثم قال البخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 220 في ترجمة خداش: ولم يتبين سماعه من النبي صلى الله عليه وسلم.
وفي باب الوصية بالأم والأب، سلف من حديث أبي هريرة (8344) وهو حديث صحيح، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: "أوصي" بصيغة المتكلم، أو الماضي، على أن فاعله ضمير "لله" والتكرار للتأكيد.
"وإن كان عليه"، أي: على الرجل، "فيه"، أي: في المولى، أي: في مؤنته.
(1)
في النسخ: عبد الله، وهو تصحيف، وجاء على الصواب في "أطراف المسند" 7/ 10 - 11 ومصادر التخريج.
(2)
إسناده ضعيف، وقد سلف الكلام عليه مطولاً برقم (18789) فانظره لزاماً.
(3)
في (ظ 13): عبيد بن عرفطة.
عَنْ خِدَاشٍ أَبِي سَلَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أُوصِي امْرَأً "(1) فَذَكَرَ مَعْنَاهُ.
(1) إسناده ضعيف، وقد سلف الكلام عليه في الرواية رقم (18789).
حَدِيثُ ضِرَارِ بْنِ الْأَزْوَرِ
18792 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ (1)، عَنْ ضِرَارِ بْنِ الْأَزْوَرِ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مَرَّ بِهِ وَهُوَ يَحْلُبُ، فَقَالَ:" دَعْ دَاعِيَ اللَّبَنِ "(2).
(1) في (ظ 13): عن سنان، وكذا في (س)، ولكن جاء في هامشها: عن عبد الله بن سنان.
(2)
حديث ضعيف، خالف فيه الثوريُّ الرواةَ عن الأعمش، فقال: عن عبد الله بن سنان، عن ضرار بن الأزور، ورواه جماعة من الحفاظ -كما سلف في تخريج الرواية (16702) - عن الأعمش، عن يعقوب بن بحير، عن ضرار، وهو الصحيح فيما ذكره أبو حاتم وأبو زرعة في "العلل" 2/ 245، ويعقوب بن بحير مجهول الحال.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 339، ويعقوب بن سفيان الفسوي في "المعرفة والتاريخ" 2/ 654، والطبراني في "المعجم الكبير"(8127)، والحاكم في "المستدرك" 3/ 620 من طرق عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/ 196، وقال: رواه أحمد والطبراني بأسانيد، ورجال أحمد أحدها رجال الصحيح.
وسيكرر برقم (18982) سنداً ومتناً.
وفي معنى الحديث قال ابنُ الأثير في "النهاية" 2/ 120: أي: أبْقِ في الضَّرع قليلاً من اللبنِ ولا تستوعِبْه كلَّه، فإن الذي تُبقِيه فيه يدعو ما وراءَه من اللبن فينزله، وإذا استُقصِي كل ما في الضَّرع أبطأ درُّه على حالبه.
حَدِيثُ دِحْيَةَ الْكَلْبِيِّ
(1)
18793 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا عُمَرُ مِنْ آلِ حُذَيْفَةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ دِحْيَةَ الْكَلْبِيِّ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَا أَحْمِلُ لَكَ حِمَارًا عَلَى فَرَسٍ، فَتُنْتِجَ لَكَ بَغْلًا، فَتَرْكَبُهَا؟! قَالَ:" إِنَّمَا يَفْعَلُ ذَلِكَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ "(2).
(1) قال السندي: دحية بن خليفة، صحابي مشهور، أول مشاهده الخندق، وقيل: أُحد، ولم يشهد بدراً، وكان يُضرب به المثل في حُسْن الصورة، وكان جبريل ينزل على صورته، وقد نزل دمشق، وسكن المِزَّة، وعاش إلى خلافة معاوية.
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، الشعبي لم يسمع من دحية الكلبي، قال أبو حاتم: ما سمع الشعبي بالشام إلا من المقدام بن أبي كريمة، وقد نبَّه على انقطاعه البخاري في "تاريخه الكبير" 6/ 147، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 6/ 103. وستظهر صورة انقطاعه كما سيأتي في التخريج. وعمر من آل حذيفة: هو عمر بن حُسَيْل الحذيفي، من رجال التعجيل، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات".
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 541، والطبراني في "الأوسط"(4993) من طريق وكيع، عن عمر بن حُسيل، قال: سمعت الشعبي يقول: قال دحية الكلبي: يا رسول الله، ألا ننزي حماراً على فرس، فتنتج مهرة تركبها. قال:"إنما يفعل ذلك الذين لا يعلمون". وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن دحية إلا الشعبي، وعن الشعبي إلا عمر بن حسيل، تفرد به وكيع!
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 541 عن عبد الرحيم بن سليمان، عن عمر بن =
حَدِيثُ رَجُلٍ
18794 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ عَرْفَجَةَ قَالَ: كُنْتُ فِي بَيْتٍ فِيهِ عُتْبَةُ بْنُ فَرْقَدٍ، فَأَرَدْتُ أَنْ أُحَدِّثَ بِحَدِيثٍ قَالَ: فَكَانَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَأَنَّهُ (1) أَوْلَى بِالْحَدِيثِ مِنْهُ قَالَ: فَحَدَّثَ الرَّجُلُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: " فِي رَمَضَانَ تُفَتَّحُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَتُغَلَّقُ أَبْوَابُ النَّارِ،
= حسيل، عن عامر، قال: أهديت لرسول الله صلى الله عليه وسلم بغلة بيضاء، فقال دحية الكلبي: لو شئنا يا رسول الله أن نتخذ مثلها. قال: "فكيف؟ " قال: نحمل الحمر على الخيل العراب فتأتي بها، قال:"إنما يفعل لك الذين لا يعلمون".
وأورده الهيثمي في "المجمع" 5/ 265، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الأوسط" إلا أنه قال: عن الشعبي أن دحية، مرسل، وهو عند أحمد: عن الشعبي، عن دحية ورجال أحمد رجال الصحيح، خلا عمر بن حُسيل من آل حذيفة، ووثقه ابن حبان.
وله شاهد من حديث علي بن أبي طالب، سلف بإسناد صحيح برقم (785).
قال الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 273 في تفسيره قوله: "الذين لا يعلمون" أي: لأنهم يتركون بذلك إنتاج ما في ارتباطه من أجر (وهو الخيل) وينتجون ما لا أجر في ارتباطه.
وقال السندي: قوله: "الذين لا يعلمون"، أي: أحكام الشريعة، أو ما هو الأَوْلى والأنسب بالحكمة، أو هو منزل منزلة اللازم، أي: من ليسوا من أهل المعرفة أصلاً.
(1)
في نسخة من (س): كان.
وَيُصَفَّدُ فِيهِ كُلُّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ، وَيُنَادِي مُنَادٍ كُلَّ لَيْلَةٍ: يَا طَالِبَ الْخَيْرِ هَلُمَّ، وَيَا طَالِبَ الشَّرِّ أَمْسِكْ " (1).
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عرفجة -وهو ابن عبد الله الثقفي- روى عنه جمع ووثقه العجلي ص 331، وذكره ابن حبان في "الثقات" 5/ 273. وباقي رجاله إلى صحابيه ثقات رجال الشيخين غير عطاء بن السائب، فمن رجال أصحاب السنن، وروى له البخاري متابعة، وشعبة روى عنه قبل الاختلاط، وصحابيه المبهم هو أبو عبد الله فيما ذكر الحافظ في "الإصابة" 11/ 242 باب الكنى، وفي "النكت الظراف" 7/ 234 - 235 وجعله ابن عيينة من حديث عتبة بن فرقد وخطَّأه النسائي، كما سيرد في التخريج.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 4/ 130، وفي "الكبرى"(2418) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد، وقال: وحديث شعبة هذا أولى بالصواب.
قلنا: يعني من حديث ابن عيينة الآتي ذكره.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (327) من طريق أبي الوليد الطيالسي، عن شعبة، عن عطاء بن السائب، عن عرفجة، وقال: بإسناده نحوه. يعني جعله من حديث عتبة بن فرقد!
ورواه حماد بن سلمة -فيما ذكر الحافظ في "الإصابة" 11/ 242، وفي "النكت الظراف" 7/ 234 - 235 عن عطاء، عن عرفجة، عن أبي عبد الله، رجل من الصحابة، حدثهم عند عتبة بن فرقد.
وأخرج عبد الرزاق في "مصنفه"(7386) -ومن طريقه الطبراني في "الكبير" 17/ (325) - والنسائي في "المجتبى" 4/ 129 - 130، وفي "الكبرى"(2417)، من طريق سفيان بن عيينة، وابن قانع في "معجمه" 2/ 269، والطبراني في "الكبير" 17/ (326) من طريق عبد السلام بن حرب (وتحرف اسمه عند الطبراني إلى: عبد الله) كلاهما عن عطاء بن السائب، عن عرفجة، =
18795 -
حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ عَنْ عَرْفَجَةَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عُتْبَةَ بْنِ فَرْقَدٍ وَهُوَ يُحَدِّثُ عَنْ رَمَضَانَ قَالَ: فَدَخَلَ عَلَيْنَا رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم قَالَ: فَلَمَّا رَآهُ عُتْبَةُ هَابَهُ، فَسَكَتَ، قَالَ: فَحَدَّثَ عَنْ رَمَضَانَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " فِي رَمَضَانَ تُغَلَّقُ فِيهِ أَبْوَابُ النَّارِ، وَتُفَتَّحُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَتُصَفَّدُ فِيهِ الشَّيَاطِينُ " قَالَ: " وَيُنَادِي فِيهِ مَلَكٌ: يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَبْشِرْ، يَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ. حَتَّى يَنْقَضِيَ رَمَضَانُ "(1).
= بلفظ: عُدنا عتبة بن فرقد، فتذاكرنا شهر رمضان، فقال: ما تذكرون؟ قلنا: شهر رمضان؛ قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "تفتح أبواب
…
".
وقال النسائي: هذا خطأ.
وله شاهد من حديث أبي هريرة ذكرناه في تخريج الحديث السالف برقم (7148)، يصح به، وذكرنا هناك بقية شواهده.
وسيأتي بالحديث بعده و 5/ 411.
قال السندي: قوله: "تفتح أبواب السماء": تقريباً للرحمة إلى العباد.
"أبواب النار": تبعيداً للعقاب عن العباد.
"وتصفد": على بناء المفعول، من صفد كضرب، أو أصفد، أو صفّد بالتشديد، أي: يشد ويوثق بالأغلال.
"وينادي منادٍ" فإنْ قلتَ: ما فائدة هذا النداء مع أنه غير مسموع للناس؟ قلت: قد علم الناس به بإخبار الصادق، وبه يحصل المطلوب بأن يتذكَّر الإنسان كل ليلة بأنها ليلة المُناداة، فيتعظ بها.
"هلمَّ" أي: أَقْبِل على فعل الخير، فهذا أوانك، فإنك تعطى جزيلاً بعمل قليل، ويا طالب الشرِّ أَمْسِك وتُبْ، فإنه أوان قبول التوبة.
(1)
حديث صحيح، عَبيدة بن حُميد -وإن روى عن عطاء بن السائب بعد =
حَدِيثُ جُنْدُبٍ
(1)
18796 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، أَنَّهُ سَمِعَ جُنْدُبًا الْبَجَلِيَّ قَالَ: قَالَتْ امْرَأَةٌ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: مَا أَرَى صَاحِبَكَ إِلَّا قَدْ أَبْطَأَ عَلَيْكَ (2). قَالَ: فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} (3)[الضحى: 3].
= الاختلاط- متابع.
وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال"(في ترجمة عرفجة بن عبد الله) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 1 عن محمد بن فضيل، عن عطاء، به، مطولاً.
وقد سلف فيما قبله برقم (18794).
قال السندي: قوله: أَقْصِر: من الإقصار، بمعنى الكف.
حتى ينقضي، أي: هكذا ينادي كلَّ ليلة إلى أن ينقضي رمضان.
(1)
قال السندي: جندب: هو جندب بن عبد الله بن سفيان، بَجَلي، ويقال: جندب بن سفيان بنسبته إلى الجد، سكن الكوفة، ثم البصرة، روى عنه أهلُ المِصْرَيْن.
(2)
في هامش (س): عنك.
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (4951)، ومسلم (1797)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2535)، والطبري في "التفسير" 30/ 231 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (935) -ومن طريقه أبو عوانة 4/ 339 - 340 - والنسائي في "الكبرى"(11681) -وهو في "التفسير"(701) -، والطبراني في "الكبير" =
18797 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ جُنْدُبٍ، قَالَ: أَصَابَ إِصْبَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم شَيْءٌ - وَقَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: حَجَرٌ - فَدَمِيَتْ، فَقَالَ:
" هَلْ أَنْتِ إِلَّا إِصْبَعٌ دَمِيتِ وَفِي سَبِيلِ اللهِ مَا لَقِيتِ "(1)
= (1710) من طرق عن شعبة، به.
وأخرجه الطبري في "التفسير" 30/ 231 من طريق مفضَّل بن صالح، عن الأسود، به. ولفظه: لما أبطأ جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت امرأة من أهله أو من قومه: ودَّع الشيطان محمداً، فأنزل الله:{والضحى .... } .
وسيرد بالأرقام: (18801) و (18804) و (18806).
وفي الباب عن زيد بن أرقم عند الحاكم 2/ 526 - 527.
وعن خديجة عند الطبري في "تفسيره"(20/ 231، 232، والبيهقي في "دلائل النبوة" 7/ 60، وابن بشكوال في "غوامض الأسماء المبهمة" (92).
وعن ابن عباس عند الطبري 30/ 231 - 232.
قولها: "ما أرى صاحبك" يعني جبريل.
"إلا قد أبطأ عليك"، أي: ما يجيئك بالوحي، أي: فانقطع عنه الوحي؛ تقول ذلك إظهاراً للشماتة بانقطاع الوحي عنه صلى الله عليه وسلم.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم.
وأخرجه الترمذي في "الشمائل"(244) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (937)، وأبو عوانة 4/ 338، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3331) والطبراني في "الكبير"(1704) من طرق عن شعبة، به.
وأخرجه الحميدي (776)، وسعيد بن منصور (2846)، وابن أبي شيبة =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= 8/ 716 ومن طريقه مسلم (1796)(13)، وابن أبي عاصم في "الجهاد"(180) -، وهنَّاد في "الزهد"(398)، والترمذي في "سننه"(3345)، وفي "الشمائل"(244)، وأبو عوانة 4/ 339، والطحاوي "شرح مشكل الآثار"(3330)، والطبراني في "الكبير"(1705)، والبيهقي في "السنن" 7/ 43 - 44، والخطيب في "تاريخه" 4/ 271، وابن عبد البر في "التمهيد" 6/ 490 - 491 من طريق سفيان بن عيينة، وسعيد بن منصور (2845)، والبخاري (2802)، ومسلم (1796)(12)، والنسائي في "الكبرى"(10456) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(620) - وأبو يعلى (1533)، وابن حبان (6577)، والطبراني في "الكبير"(1708)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(511) من طريق أبي عوانة، والطبراني (1706)(1707)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 293 من طريق علي وحسن ابني صالح، أربعتهم عن الأسود، به.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 1/ 466، والطبراني في "الكبير"(1719) من طريق أبي غسان النهدي مالك بن إسماعيل، عن عمر بن زياد الهلالي، عن الأسود بن قيس، به. وفيه زيادة: قال: فَحُمِلَ فَوُضِعَ على سرير له مرمول بِشُرُطٍ، ووضع تحت رأسه مرفقة من أدمٍ محشوّة بليف، فدخل عليه عمر وقد أَثَّر الشريط بجنبه، فبكى عمر، فقال:"ما يُبْكيكَ؟ " قال: يا رسول الله؟ ذكرت كسرى وقيصر يجلسون على سرر الذهب، ويلبسون السندس والإستبرق، أو قال: الحرير والإستبرق. فقال: "أما تَرْضَوْنَ أن تكونَ لَكُمُ الآخِرَةُ ولَهُمُ الدّنْيا؟ " قال: وفي البيت أُهَبٌ لها ريح، فقال: لو أمرت بهذه فَأخرجت، فقال:"لا، مَتاعُ الحيّ" يعني الأهل.
وفي إسناديهما عمر بن زياد الهلالي، فيه ضعف، قال البخاري في "تاريخه الكبير" 6/ 156: تعرف وتنكر.
وقد سلف نحوه بسياقٍ آخر من حديث أنس برقم (12417).
وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/ 326 - 327، وقال: رواه الطبراني، =
18798 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي الْأَسْوَدُ بْنُ قَيْسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جُنْدُبًا يُحَدِّثُ أَنَّهُ شَهِدَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى، ثُمَّ خَطَبَ فَقَالَ:" مَنْ كَانَ ذَبَحَ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ، فَلْيُعِدْ مَكَانَهَا أُخْرَى " وَقَالَ مَرَّةً أُخْرَى: " فَلْيَذْبَحْ، وَمَنْ كَانَ لَمْ يَذْبَحْ، فَلْيَذْبَحْ بِاسْمِ
= وفيه عمر بن زياد، وقد وثقه ابن حبان وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح.
وسيرد برقم (18807).
وأخرج محمد بن عاصم الثقفي في "جزئه"(19) -ومن طريقه الذهبي في "السير" 9/ 528 - والبيهقي في "الدلائل" 2/ 480 من طريق إسرائيل، عن الأسود بن قيس، عن جندب بن سفيان قال: لما انطلق أبو بكر رضي الله عنه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الغار، وقال له أبو بكر: لا تدخل الغار يا رسول الله حتَّى أستبرئه. قال: فدخل أبو بكر الغار، فأصاب يديه شيء، فجعل يمسح الدَّم عن أصبعه، وهو يقول:
هل أنت إلا أصبع دميت
…
وفي سبيل الله ما لقيت
قال السندي: قوله: "فدميت" كعلمت، أي: تلطخت بالدم.
"هل أنتِ": المقصود تسلية النفس، وإن كان صورة الخطاب بالإصبع.
"دميت": المشهور فيه وفي "لقيت" الخطاب، وروي فيهما الغيبة، وأما جَعْلُ أحدهما بالخطاب والآخر بالغيبة حتى يخرج الكلام من أوزان الشعر فخلاف الرواية، فلذا قيل: إنه شعر، فكيف تكلم به هو صلى الله عليه وسلم؟ أجيب بأنه رجزٌ، وهو ليس بشعر عند قوم، ولو سُلِّم فالمعتبر في الشعر أن يكونا مقروناً بقصد، وأما الموزون بلا قصد فليس منه.
"ما لقيت" كلمة "ما" موصولة مبتدأ، والجار والمجرور خبر مقدمٌ، أي فأيُّ حزن في شيء لقيه الإنسان في سبيل الله، وهو قليل في ذاته. وقيل: يحتمل أن تكون "ما" نافية، أي: ما لقيت شيئاً في سبيل الله، تحقيراً لما لقيته، أو استفهامية، والمراد ذاك أيضاً، والله تعالى أعلم.
اللهِ " (1).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم ابن عبد الله الباهلي الصفار البصري.
وأخرجه الطيالسي (936) -ومن طريقه أبو عوانة 5/ 224 - والبخاري (985) و (5562) و (6674) و (7400)، ومسلم (1960)(3)، وأبو عوانة 5/ 223 - 224 و 224، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(844)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 173، وابن قانع في "معجمه" 1/ 144، والطبراني في "الكبير"(1713)، والبيهقي في "السنن" 9/ 262 من طرق عن شعبة، به.
وأخرجه الشافعي في "سننه"(569) -ومن طريقه البيهقي في "معرفة السنن والآثار"(18880) - والحميدي (775)، والبخاري (5500)، ومسلم (1960)(1)(2)، والنسائي في "المجتبى" 7/ 214 و 224، وفي "الكبرى"(4458) و (4485) و (7662)، وابن ماجه (3152)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2532)، وأبو يعلى (1532)، وأبو عوانة 5/ 223، 224، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(844)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 173، وابن حبان (5913)، والطبراني في "الكبير"(1714) و (1715) و (1716) و (1717) و (1718)، والبيهقي في "السنن" 9/ 277 من طرق عن الأسود بن قيس، به.
وسيرد بالأرقام: (18802) و (18805) و (18811) و (18815).
وفي الباب: عن أنس سلف برقم (12120)، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: "فَلْيُعد" من الإعادة، وظاهر الأمر يقتضي وجوب الأضحية، ومن لا يرى واجباً يحمله على الندب، أو على أن المقصود بيان لزوم الثانية لتحصيل السنة، أي من أراد تحصيل السنة، فلا بد له من الثانية، فإنها لا تحصل بدونها.
18799 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا أَبِي، أَخْبَرَنَا الْجُرَيْرِيُّ، عَنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْجُشَمِيِّ، حَدَّثَنَا جُنْدُبٌ قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ، فَأَنَاخَ رَاحِلَتَهُ، ثُمَّ عَقَلَهَا، ثُمَّ صَلَّى خَلْفَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَتَى رَاحِلَتَهُ، فَأَطْلَقَ عِقَالَهَا، ثُمَّ رَكِبَهَا، ثُمَّ نَادَى: اللهُمَّ ارْحَمْنِي وَمُحَمَّدًا، وَلَا تُشْرِكْ فِي رَحْمَتِنَا أَحَدًا. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَتَقُولُونَ هَذَا أَضَلُّ أَمْ بَعِيرُهُ، أَلَمْ تَسْمَعُوا مَا قَالَ؟ " قَالُوا: بَلَى قَالَ: " لَقَدْ حَظَرْتَ رَحْمَةُ اللهِ وَاسِعَةٌ (1) إِنَّ اللهَ خَلَقَ مِئَةَ رَحْمَةٍ، فَأَنْزَلَ اللهُ رَحْمَةً وَاحِدَةً (2) يَتَعَاطَفُ بِهَا الْخَلَائِقُ جِنُّهَا وَإِنْسُهَا وَبَهَائِمُهَا، وَعِنْدَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ، أَتَقُولُونَ هُوَ أَضَلُّ أَمْ بَعِيرُهُ؟ "(3).
(1) في هامش (س): حظرت رحمة واسعة، نسخة.
(2)
لفظ "واحدة" ليس في (ظ 13) و (ص)، وهو نسخة في هامش (س).
(3)
إسناده ضعيف لاضطرابه، فقد اختلف فيه على الجريري وهو سعيد بن إياس، فرواه عنه هنا عبد الوارث بن سعيد العنبري والد عبد الصمد، فقال: عن أبي عبد الله الجشمي، عن جندب، وأبو عبد الله مجهول الحال، ورواه عنه -كما عند الحاكم 1/ 56 - 57، فقال: عن أبي عبد الله الجسري، عن جندب.
وأبو عبد الله الجسري: هو حميري بن بشير، وثقه ابن معين، ورواه كذلك يزيد بن هارون عن الجريري -كما عند الحاكم 4/ 248، فقال: عن أبي عبد الله الجسري عن جندب، غير أن يزيد سمع من الجريري بعد الاختلاط.
وأخرجه أبو داود مختصراً (4885)، والطبراني في "الكبير"(1667) -ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال"(ترجمة أبي عبد الله الجشمي) - من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث العنبري، بهذا الإسناد. =
18800 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ - يَعْنِي الْقَطَّانَ -، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يُحَدِّثُ، عَنْ جُنْدُبٍ أَنَّ رَجُلًا أَصَابَتْهُ (1) جِرَاحَةٌ، فَحُمِلَ إِلَى بَيْتِهِ، فَآلَمَتْ (2) جِرَاحَتُهُ، فَاسْتَخْرَجَ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِهِ، فَطَعَنَ بِهِ فِي لَبَّتِهِ، فَذَكَرُوا ذَلِكَ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ فِيمَا يَرْوِي عَنْ رَبِّهِ عز وجل: " سَابَقَنِي بِنَفْسِهِ (3).
= وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/ 213 - 214، وقال: رواه أبو داود باختصار، ورواه أحمد والطبراني، ورجال أحمد رجال الصحيح غير أبي عبد الله الجشمي، ولم يضعفه أحد.
وقوله: "لقد حظرتَ، رحمةُ الله واسعة" له أصل في "صحيح البخاري"(6010) من حديث أبي هريرة، وقد سلف برقم (7255)، ولفظه:"لقد تحجرت واسعاً"، وانظر حديث عبد الله بن عمرو بن العاص السالف برقم (6590).
وقوله: "إن الله خلق مئة رحمة، فأنزل الله رحمة واحدة يتعاطف بها الخلائق جنها وإنسها وبهائمها، وعنده تسع وتسعون".
سلف نحوه من حديث أبي هريرة برقم (8415) وهو حديث صحيح.
قال السندي: قوله: "ثم عقلها"، أي: ربط يدها بحبل.
"عِقالها" بكسر العين-: هو الحبل الذي يشد بها الذراع.
"حظرت" بحاء مهملة وظاء معجمة مخففة، أي: منعت، أي دعوت بالمنع.
(1)
في (ظ 13) و (ص) ونسخة في (س): أصابه.
(2)
في هامش (س): فآلمته.
(3)
حديث ضعيف بهذه السياقة لضعف عمران القطان، وهو ابن داور، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= فقد ضعفه أبو داود والنسائي والعقيلي، وقال الدارقطني: كان كثير المخالفة والوهم، وقال أحمد: أرجو أن يكون صالح الحديث، واختلف قول ابن معين فيه، فمرة ضعفه، ومرة قال: صالح الحديث، وقال ابن عدي: وهو ممن يكتب حديثه. قلنا: يعني في المتابعات، ولم يتابع هنا، بل قد خالف من هو أوثق منه كما سيأتي في التخريج، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد العنبري. والحسن: هو البصري.
فقد أخرجه البخاري (3463)، ومسلم (113)(181)، وأبو يعلى (1527)، وأبو عوانة 1/ 46 - 47، وابن حبان (5988)، والطبراني في "الكبير"(1664)، وابن منده في "الإيمان"(647)، والبيهقي في "السنن" 8/ 24، والبغوي في "شرح السنة"(2525) من طريق جرير بن حازم، ومسلم (113)(180) وابن حبان (5989)، وابن منده في "الإيمان"(648) من طريق شيبان، كلاهما عن الحسن، عن جندب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كان فيمن كان قبلكم رجل به جرح، فجزع فأخذ سكيناً فحزَّ بها يده، فما رَقَأ الدم حتى مات، قال الله تعالى: بادرني عبدي بنفسه، حرَّمت عليه الجنة".
وأخرجه البخاري أيضاً معلقاً (1364) عن حجَّاج بن منهال، عن جرير بن حازم، عن الحسن، عن جندب.
قال الحافظ في "تغليق التعليق" 2/ 494 - 495: والظاهر أن البخاري علَّقه بالمعنى مختصراً، ولما أن وصله ذكره بتمامه، وهذا من المواضع التي يستدل بها على أنه قد يُعلِّق عن بعض شيوخه ما لم يسمعه منهم.
وانظر حديث أبي هريرة السالف برقم (8090).
قال السندي: قوله: "فآلمت جراحته" ضبط بالمد، من الإيلام بمعنى الإيجاع.
"في لَبَّته" بفتح لامٍ وتشديد موحدة.
"سابقني بنفسه" أي: سبقني في إماتة نفسه حيث قتلها قبل أن أميته، ولم يتوقف إلى أن أميته، وهذا بالنظر إلى الظاهر، فلا يلزم أن المقتُولَ ميِّتٌ قبل =
18801 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جُنْدُبَ بْنَ سُفْيَانَ يَقُولُ: اشْتَكَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَلَمْ يَقُمْ لَيْلَتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، فَجَاءَتْهُ امْرَأَةٌ، فَقَالَتْ: يَا مُحَمَّدُ، لَمْ أَرَهُ قَرِبَكَ مُنْذُ لَيْلَتَيْنِ أَوْ ثَلَاثٍ. فَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل:{وَالضُّحَى، وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى، مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} [الضحى: 1 - 3](1).
18802 -
حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنِي الْأَسْوَدُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ جُنْدُبِ بْنِ سُفْيَانَ الْبَجَلِيِّ ثُمَّ الْعَلَقِيِّ أَنَّهُ صَلَّى مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ أَضْحَى، فَانْصَرَفَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَإِذَا هُوَ بِاللَّحْمِ وَذَبَائِحِ الْأَضْحَى، فَعَرَفَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهَا ذُبِحَتْ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" مَنْ كَانَ ذَبَحَ قَبْلَ أَنْ نُصَلِّيَ فَلْيَذْبَحْ مَكَانَهَا أُخْرَى، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ ذَبَحَ حَتَّى صَلَّيْنَا، فَلْيَذْبَحْ بِاسْمِ اللهِ "(2).
= الأجل، والله تعالى أعلم.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. زهير: هو ابن معاوية الجُعفي.
وأخرجه مسلم (1797)(115) من طريق يحيى بن آدم، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (4950)، وأبو عوانة 4/ 340، والطبراني في "الكبير"(1711)، والبيهقي في "السنن" 3/ 14، وفي "دلائل النبوة" 7/ 58 - 59 من طرق عن زهير، به.
وقد سلف برقم (18796).
قال السندي: قولها: "قَرِبك" كعَلِم، والضمير للصاحب، المراد به جبريل.
(2)
إسناده صحيح على شرط البخاري، عَبيدة بن حُميد من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. =
18803 -
حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ وَحُمَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ جُنْدُبٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ صَلَّى صَلَاةَ الْفَجْرِ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللهِ، فَلَا تُخْفِرُوا ذِمَّةَ اللهِ عز وجل، وَلَا يَطْلُبَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ ذِمَّتِهِ "(1).
= وأخرجه أبو عوانة 5/ 223 من طريق عَبيدة بن حُميد، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (18898).
(1)
إسناده صحيح على شرط مسلم، حماد بن سلمة من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن زيد: وهو ابن جدعان، فقد روى له مسلم متابعة، وقد توبع هنا.
حُميد: هو ابن أبي حميد الطويل، والحسن: هو البصري.
وأخرجه أبو يعلى (1526)، وأبو عوانة 2/ 11، وابن قانع في "معجمه" 1/ 145، والطبراني في "الكبير"(1654)، وفي "الأوسط"(2454) من طريق الأشعث، وأبو عوانة 2/ 11 من طريق محمد بن جحادة، وابن قانع 1/ 145، والخطيب في "تاريخ بغداد" 11/ 304 من طريق ابن عون، وابن طهمان في "مشيخته"(187)، والطبراني في "الكبير"(1658) من طريق قتادة، و (1659) من طريق عمرو بن عبيد، كلهم عن الحسن، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولاً عبد الرزاق (18250) -ومن طريقه الطبراني في "الكبير"(1656) و (1660) - والطبراني أيضاً (1661) من طريق إسماعيل بن مسلم، وأبو نعيم في "الحلية" 5/ 20 من طريق عبد الله بن محمد بن يزيد التميمي، كلاهما عن الحسن، به.
وخالفهم اشعث بن عبد الله الحمراني، فرواه -كما سيرد 5/ 10 وعند ابن ماجه (3946) - عن الحسن، عن سمرة بن جندب به، مرفوعاً.
وأخرجه مسلم (657)(261)، وأبو عوانة 2/ 10 - 11، والطبراني في "الكبير"(1683)، والبيهقي في "السنن" 1/ 464 من طريق بشر بن المفضل، =
18804 -
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جُنْدُبًا يَقُولُ: اشْتَكَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَلَمْ يَقُمْ لَيْلَةً أَوْ لَيْلَتَيْنِ، فَأَتَتْ امْرَأَةٌ فَقَالَتْ: يَا مُحَمَّدُ، مَا أَرَى شَيْطَانَكَ إِلَّا قَدْ تَرَكَكَ. فَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل {وَالضُّحَى، وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى، مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} [الضحى: 1 - 3](1).
= ومسلم (657)(262) من طريق إسماعيل، كلاهما عن خالد الحذاء، عن أنس بن سيرين، عن جندب، به، وفيه:"فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء فيدركه، فيكبه في نار جهنم".
وأخرجه أبو عوانة 2/ 11 والطبراني (1684) من طريق يزيد بن هارون، عن شعبة، عن أنس بن سيرين، عن جندب مرفوعاً.
وأخرجه الطيالسي (938) عن شعبة، عن أنس بن سيرين، سمع جندباً البجلي يقول: من صلى الصبح .... موقوفاً. وقال: روى هذا الحديث بشر ابن المفضل عن خالد الحذاء، عن ابن سيرين عن جندب، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(1668) من طريق أبي السوار العدوي، عن جندب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:"من صلى الغداة فله ذمة الله" أو كما قال، وبلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"من يخفر ذمتي كنت خصمَه، ومن خاصَمْتُه خَصَمْتُه".
وسيأتي برقم (18814).
وفي الباب من حديث ابن عمر سلف برقم (5898) وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: "في ذمة الله"، أي: أمانه الذي أعطاه لأهل الإيمان، أي: من صلى الفجر، فقد ظهر إيمانه، والمؤمن له أمانٌ من الله تعالى بأن دَمَهُ وماله وعرضه حرامٌ.
"فلا تخفروا" من الإخفار، بإعجام الخاء، أي: لا تنقضوا.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو نُعَيْم: هو الفضل بن دكين، =
18805 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ. وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ الْعَبْدِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ جُنْدُبَ بْنَ سُفْيَانَ الْعَلَقِيَّ - حَيٌّ مِنْ بَجِيلَةَ - يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم (1). وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْأَضْحَى عَلَى قَوْمٍ قَدْ ذَبَحُوا أَوْ نَحَرُوا، وَقَوْمٍ (2) لَمْ يَذْبَحُوا أَوْ لَمْ يَنْحَرُوا، فَقَالَ:" مَنْ ذَبَحَ أَوْ نَحَرَ قَبْلَ صَلَاتِنَا، فَلْيُعِدْ، وَمَنْ لَمْ يَذْبَحْ أَوْ يَنْحَرْ، فَلْيَذْبَحْ أَوْ يَنْحَرْ بِاسْمِ اللهِ "(3).
= وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 3/ 14 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (1124) -مختصراً- و (4983)، ومسلم (1797)، وأبو عوانة 4/ 304، وابن حبان (6566)، والطبراني في "الكبير"(1709) من طريق أبي نعيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو عوانة 4/ 338 من طريق أبي أسامة، عن سفيان، به.
وقد سلف برقم (18796).
(1)
في (ظ 13) قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(2)
في (م): أو قوم، وهو خطأ، ووقعت في (ظ 13) و (ق) و (ص): على قوم قد ذبحوا أو نحروا، وقوم لم يذبحوا ولم ينحروا، والمثبت من (س).
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح، وعبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه مختصراً أبو عوانة 5/ 224 من طريق قبيصة -وهو ابن عقبة السُّوائي-، عن سفيان، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 173 من طريق مؤمل بن =
18806 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جُنْدُبًا الْعَلَقِيَّ يُحَدِّثُ أَنَّ جِبْرِيلَ أَبْطَأَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَجَزِعَ. قَالَ: فَقِيلَ لَهُ، قَالَ: فَنَزَلَتْ {وَالضُّحَى، وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى، مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} [الضحى: 1 - 3](1).
18807 -
قَالَ: وسَمِعْتُ جُنْدُبًا يَقُولُ: دَمِيَتْ إِصْبَعُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:
" هَلْ أَنْتِ إِلَّا إِصْبَعٌ دَمِيتِ وَفِي سَبِيلِ اللهِ مَا لَقِيتِ "(2)
= إسماعيل، عن سفيان، به. بلفظ:"من كان ذبح قبل الصلاة، فليعد، فإذا صلينا، فمن شاء ذبح، ومن شاء فلا يذبح".
وقد سلف برقم (18798).
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (18804) إلا أن شيخ أحمد هاهنا وكيع، وهو ابن الجراح الرؤاسي.
وأخرجه البخاري (1125) -ومن طريقه البغوي في "تفسيره" 4/ 497 - والبيهقي في "الدلائل" 7/ 58 من طريق محمد بن كثير، عن سفيان الثوري بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق في "التفسير" 2/ 379، والحميدي (777)، ومسلم (1797)(114)، والترمذي (3345)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2533)(2534) والطبري في "تفسيره" 30/ 231، وأبو عوانة 4/ 339، وابن حبان (6565)، والطبراني في "الكبير"(1712) من طريق سفيان بن عيينة، عن الأسود بن قيس، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وقد سلف برقم (18796).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسناد سابقه.
وهو في "الزهد" لوكيع برقم (101). =
18808 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ قَالَ: سَمِعْتُ جُنْدُبًا يَقُولُ - قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: الْبَجَلِيُّ قَالَ -: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ يُسَمِّعْ يُسَمِّعِ اللهُ بِهِ، وَمَنْ يُرَائي يُرَائي اللهُ بِهِ "(1).
= وأخرجه البخاري (6146) -ومن طريقه البغوي في "شرح السنة"(3401) -، والنسائي في "الكبرى"(10393) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(559) -، وأبو عوانة 4/ 338، والطبراني في "الكبير"(1703) من طريق أبي نعيم، وأبو عوانة 4/ 338 من طريق أبي أسامة، كلاهما عن سفيان، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (18797).
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح، وعبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه ابن أبي شيبة 13/ 525 - ومن طريقه مسلم (2987)(48) - عن وكيع، وأبو يعلى (1524) من طريق عبد الرحمن، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (6499) -ومن طريقه البغوي في "شرح السنة"(4134) -، ومسلم (2987) وابن ماجه (4207)، وأبو عوانة -كما في "إتحاف المهرة" 4/ 85 - ، وابن حبان (406)، والطبراني في "الكبير"(1696)، والبيهقي في "الآداب"(1001) من طرق عن الثوري، به.
وأخرجه الحميدي (778) -ومن طريقه الطبراني في "الكبير"(1698) -، ومسلم (2987)، وأبو عوانة -كما في "إتحاف المهرة" 4/ 85 - ، وابن قانع في "معجمه" 1/ 145، والطبراني في "الكبير"(1697) و (1698) و (1699) و (1700)، وأبو نعيم في "الحلية" 10/ 51 من طرقٍ عن سلمة بن كهيل، به.
وأخرجه البخاري (7152)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(5753) من طريق الجريري، عن طريف أبي تميمة قال: شهدت صفوان وجندباً وأصحابه وهو =
18809 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ جُنْدُبٍ الْعَلَقِيِّ سَمِعَهُ مِنْهُ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ "(1).
18810 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ
= يوصيهم، فقالوا: هل سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً؟ قال: سمعته يقول: "مَنْ سَمَّع سمَّع الله به يوم القيامة، قال: ومن شاق شقق الله عليه يوم القيامة". فقالوا: أوصِنا، فقال:"إن أول ما ينتن من الإنسان بطنه، فمن استطاع أن لا يأكل إلا طيّباً فليفعل، ومن استطاع أن لا يُحال بينه وبين الجنة بملءِ كف من دم هراقه، فليفعل " قلت لأبي عبد الله: من يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، جندب؟ قال: نَعَمْ، جندب.
وفي الباب من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص سلف برقم (6509) وذكر هناك بقية أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: "من يُسمِّع" من التسميع أو الإسماع، أي: من قصد بعمله الشهرة بين الخلق "يُسمِّع الله به" أي: يجازيه على ذلك، فسمّى جزاء العمل باسْمِهِ، وعلى هذا قياس قوله:"ومن يرائي يرائي الله به".
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح، ومسعر: هو ابن كدام.
وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة 11/ 440 - ومن طريقه مسلم (2289)(25)، وبقي بن مَخْلَد في "الحوض والكوثر"(22) -، والطبراني في "الكبير"(1688) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (2289)(25)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/ 660، وأبو عوانة -كما في "إتحاف المهرة" 4/ 87 - ، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد"(2105)، والبيهقي في "البعث والنشور"(164) من طريق محمد بن بشر العبدي، وأبو عوانة -كما في "إتحاف المهرة"4/ 87 - من =
أَنَّهُ سَمِعَ جُنْدُبًا يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ "(1).
قَالَ سُفْيَانُ: الْفَرَطُ الَّذِي يَسْبِقُ.
18811 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ جُنْدُبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ "(2).
= طريق علي بن قادم، والطبراني (1688) من طريق سفيان، ثلاثتهم، عن مسعر، به.
وأخرجه بقي بن مخلد في "الحوض والكوثر"(21) و (23) و (26)، وأبو يعلى (1525)، وابن حبان (6445)، والطبراني في "الكبير"(1689) و (1690) و (1691) و (1692) و (1693)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(331)، والخطيب في "تاريخه" 4/ 398 من طرق عن عبد الملك بن عمير، به.
وسيرد (18810) و (18811) و (18813).
وفي الباب: عن عبد الله بن مسعود سلف برقم (3639).
قال السندي: قوله: "أنا فرطكم" -بفتحتين- أي الذي يتقدم ليُهيئ لصاحبه ما يحتاج إليه، يريد أن تقدمه لهم خير، كما أن حياته كانت كذلك ليصبروا على فقده، والله تعالى أعلم.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وزائدة: هو ابن قدامة.
وأخرجه مسلم (2289)(25)، وأبو عوانة -كما في "إتحاف المهرة" 4/ 87 - من طريق أحمد بن عبد الله بن يونس، عن زائدة، به.
وقد سلف برقم (18809).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (2289)(25)، وبقي بن مخلد في "الحوض والكوثر" =
18812 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ (1)، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، أَنَّهُ سَمِعَ جُنْدُبًا الْبَجَلِيَّ يُحَدِّثُ أَنَّهُ شَهِدَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى ثُمَّ خَطَبَ، فَقَالَ:" مَنْ كَانَ ذَبَحَ قَبْلَ أَنْ نُصَلِّيَ، فَلْيُعِدْ مَكَانَهَا أُخْرَى " وَرُبَّمَا قَالَ: " فَلْيُعِدْ أُخْرَى، وَمَنْ لَا، فَلْيَذْبَحْ عَلَى اسْمِ اللهِ تَعَالَى "(2).
18813 -
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ سَمِعَهُ مِنْ جُنْدُبٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ ".
قَالَ سُفْيَانُ: الْفَرَطُ الَّذِي يَسْبِقُ (3).
= (25)، وأبو عوانة -كما في "إتحاف المهرة" 4/ 87 - من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (6589)، ومسلم (2289)(25)، وبقي بن مخلد (24) من طرق عن شعبة، به.
وقد سلف برقم (18809).
(1)
من قوله: عبد الملك بن عمير في الحديث السابق إلى هنا سقط من (م).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (1960)(3) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (18798).
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الحميدي (779)، وأبو عوانة -كما في "إتحاف المهرة" 4/ 87 - والطبراني في "الكبير"(1694) من طريق سفيان، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (18809).
18814 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَإِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، قَالَا: أَخْبَرَنَا دَاوُدُ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي هِنْدٍ -، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ جُنْدُبِ بْنِ سُفْيَانَ الْبَجَلِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ أَنَّهُ قَالَ:" مَنْ صَلَّى صَلَاةَ الصُّبْحِ، فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللهِ عز وجل، فَانْظُرْ يَا ابْنَ آدَمَ لَا يَطْلُبَنَّكَ اللهُ مِنْ ذِمَّتِهِ بِشَيْءٍ "(1).
18815 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جُنْدُبَ بْنَ سُفْيَانَ يَقُولُ: شَهِدْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الْعِيدَ يَوْمَ النَّحْرِ، ثُمَّ خَطَبَ، فَقَالَ:" مَنْ ذَبَحَ قَبْلَ أَنْ نُصَلِّيَ فَلْيُعِدْ أُضْحِيَّتَهُ، وَمَنْ لَمْ يَذْبَحْ، فَلْيَذْبَحْ عَلَى اسْمِ اللهِ عز وجل "(2).
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، داود بن أبي هند من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. إسحاق بن يوسف: هو الأزرق.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(1657) من طريق الإمام أحمد، عن إسحاق، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو عوانة 2/ 11 من طرق يزيد وإسحاق، به.
وأخرجه مسلم (657)، والترمذي (222)، والطبراني في "الكبير"(1655)، وأبو نعيم في "الحلية" 3/ 96، والبيهقي في "السنن" 1/ 464 من طريق يزيد بن هارون، به.
وأخرجه ابن حبان (1743)، والطبراني (1657) من طريق معتمر بن سليمان، عن داود، به.
وقد سلف برقم (18803).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون.
وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة 2/ 170 (مختصراً)، وأبو عوانة 5/ 223 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. =
18816 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ جُنْدُبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اقْرَؤُوا الْقُرْآنَ مَا ائْتَلَفَتْ عَلَيْهِ قُلُوبُكُمْ، فَإِذَا اخْتَلَفْتُمْ فَقُومُوا "(1).
= وقد سلف برقم (18798).
(1)
حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سلام بن أبي مطيع فمن رجال مسلم، وقد روى له البخاري هذا الحديث متابعة. أبو عمران الجوني: هو عبد الملك بن حبيب الأزدي.
وأخرجه البخاري (5061) و (7364)، والنسائي في "الكبرى"(8097) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو عبيد بن سلام في "فضائل القرآن" ص 212، وسعيد بن منصور (166)(تفسير) -ومن طريقه أبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة" 4/ 83)، والطبراني في "الكبير"(1673)، والبيهقي في "الشعب"(2260) -، وابن أبي شيبة 1/ 5280، والدارمي (3361) -ومن طريقه الحافظ في "تغليق التعليق" 4/ 390 - ، ومسلم (2667)(3)، والبيهقي في "الشعب"(2261) من طريق الحارث بن عبيد. وأخرجه البخاري (5060)، وأبو يعلى (1519)، وأبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة" 4/ 83)، وابن حبان (732) و (759)، والطبراني في "الكبير"(1673)، والخطيب في "تاريخه" 4/ 228، والبغوي في "شرح السنة"(1224) من طريق حماد بن زيد، وأخرجه الدارمي (3359)، والنسائي في "الكبرى"(8098)، والطبراني في "الكبير"(1674) من طريق هارون بن موسى الأعور. وأخرجه النسائي في "الكبرى"(8096)، والطبراني (1675)، والإسماعيلي في "معجم شيوخه" 2/ 549 - 550، وأبو نعيم في "الحلية" 3/ 109 و 8/ 291 من طريق الحجاج بن فرافصة. وأخرجه مسلم (2667)، وأبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة" 4/ 83) من طريق أبان بن يزيد العطار، خمستهم عن أبي عمران الجوني، به مرفوعاً. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= قلنا: وأشار البخاري في "صحيحه" عقب الرواية (5061) إلى متابعة الحارث بن عبيد، وأشار كذلك إلى أن أبان لم يرفعه. قال الحافظ في "الفتح" 9/ 102 فلعله وقع للمصنف -أي البخاري- من وجه آخر عنه موقوفاً.
وتابعهم همام واختلف عليه في رفعه ووقفه.
فأخرجه البخاري (7365) ومسلم (2667)(4) من طريق عبد الصمد، وأخرجه أبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة" 4/ 83) من طريق عمرو بن عاصم، كلاهما عن همام، عن أبي عمران به مرفوعاً.
وأخرجه الدارمي (3360) من طريق يزيد بن هارون، عن همام، عن أبي عمران، به، موقوفاً. وأشار البخاري عقب الرواية رقم (5061) إلى طريق يزيد بن هارون عن هارون الأعور، عن أبي عمران، عن جندب، مرفوعاً. وقال الحافظ في "التغليق" 5/ 329: لم أجده عند يزيد بن هارون إلا عن همام.
وأخرجه موقوفاً كذلك الحافظ في "تغليق التعليق" 4/ 391 من طريق شعبة، وأبو عبيد في "فضائل القرآن" ص 212 - 213 من طريق الحجاج بن فرافصة وص 213 من طريق عبد الله بن شوذب، ثلاثتهم عن أبي عمران، به موقوفاً.
قلنا: وأشار البخاري إلى وقفه من طريق شعبة عقب الرواية رقم (5061)، ولا يضر وقفه، فالذين رفعوه ثقات حفاظ، فالحكم لهم فيما ذكر الحافظ في "الفتح" 9/ 102.
وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" ص 213، والنسائي في "الكبرى"(8099)، والبيهقي في "الشعب"(2262) و (2263) والحافظ في "تغليق التعليق" 4/ 391، من طريق ابن عون، عن أبي عمران الجوني، عن عبد الله ابن الصامت، عن عمر موقوفاً.
قال أبو بكر بن أبي داود -كما في "تحفة الأشراف" 2/ 444: لم يخطئ ابن عون في حديث قط إلا في هذا، والصواب: عن جندب. وقال =
قَالَ - يَعْنِي عَبْدَ الرَّحْمَنِ -: وَلَمْ يَرْفَعْهُ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ.
= البخاري عقب الرواية رقم (5060): وجندب أصح وأكثر. وقوله: قال -يعني عبد الرحمن-: ولم يرفعه حماد بن زيد، هكذا في جميع النسخ و"أطراف المسند"، والظاهر أنه وهم، فقد ورد مرفوعاً من طريق حماد بن زيد، كما عند البخاري وغيره كما سلف في التخريج. وقد نص البخاري عقب الرواية رقم (5061) أن الذي لم يرفعه هو حماد بن سلمة، وهو ما أكده الحافظ في "الفتح" 9/ 102، فقال في طريق حماد بن سلمة: لم تقع لي موصولة.
وفي الباب عن ابن مسعود سلف برقم (3724).
قال السندي: قوله: "ما ائتلفت عليه قلوبكم" أي: أقبلت عليه، وتوجَّهَتْ إليه، وتوافقت على القراءة وغيرها، قيل: يعني اقرؤوا على نشاطٍ منكم وخواطر مجموعة، فإذا حصلت ملالةٌ وتفرُّق في القلوب، فاتركوه، فإنه أعظم من أن يُقرأ من غير حضور.
وقال الزمخشري في "الفائق" 3/ 357: ولا يجوزُ توجيهُه على النهي عن المناظرة، والمباحثة، فإن في ذلك سَدّاً لباب الاجتهاد، وإطفاءً لنورِ العلمِ، وصَدّاً عما تواطأَتْ العقول والآثار الصحيحة على ارتضائه والحثِّ عليه، ولم يَزَلِ الموثوق بهم من علماء الأمة يستنبطون معاني التنزيل ويستثيرون دفائنه، ويغوصون على لطائفه، وهو الحَمَّال ذو الوجوه، فيعود ذلك تسجيلاً يُبْعدِ النور، واستحكام دليل الإعجاز، ومِنْ ثَمَّ تَكَاثَرتِ الأقاويلُ، واتَّسَمَ كُلٌّ من المجتهدين بمذهب في التأويل يُعزى إليه.
حَدِيثُ سَلَمَةَ بْنِ قَيْسٍ
(1)
18817 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يِسَافٍ (2)، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا تَوَضَّأْتَ فَانْتَثِرْ، وَإِذَا اسْتَجْمَرْتَ فَأَوْتِرْ "(3).
(1) قال السندي: سلمة بن قيس، أشجعي، له صحبة، نزل الكوفة، واستعمله عمر على بعض مغازي فارس.
(2)
في (م): يسار، وهو خطأ.
(3)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير هلال بن يساف، فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاري تعليقاً، وصحابيه سلمة بن قيس روى له أصحاب السنن عدا أبي داود. سفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر.
وأخرجه القاسم بن سلام في "الطهور"(287) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو عبيد القاسم أيضاً (287)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 334، وابن المنذر في "الأوسط"(354)، وابن قانع في "معجمه" 1/ 276، وابن حبان (1436)، والطبراني في "الكبير"(6307) و (6314)، وابن عبد البر في "التمهيد" 18/ 224 من طرق عن سفيان، به.
وأخرجه الطيالسي (1274) -ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" 2/ 432 - وأبو بكر بن أبي شيبة 1/ 27 - ومن طريقه ابن ماجه (406)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1303) - وابن ماجه (406)، والترمذي (27)، والنسائي في "المجتبى" 1/ 67، وفي "الكبرى"(44)، والطحاوي في =
18818 -
حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ مَنْصُورٍ (1)، عَنْ هِلَالٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا تَوَضَّأْتَ فَانْتَثِرْ (2)، وَإِذَا اسْتَجْمَرْتَ فَأَوْتِرْ "(3).
= "شرح معاني الآثار" 1/ 121، وابن قانع في "معجمه" 1/ 275، 276، والطبراني في "الكبير"(6308) و (6309) و (6310) و (6311) و (6312) و (6315)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 1/ 286، وفي "موضح أوهام الجمع" 2/ 51 - 52 من طرق عن منصور، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وسيرد بالأرقام (18818) و (18987) و (18988) و (18991).
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7221)، وذكرنا بقية أحاديث الباب هناك.
وفي باب الاستنثار: عن عثمان، وابن عباس، ولقيط بن صبرة، والمقدام ابن معدي كرب، سلفت بالأرقام:(418) و (2011) و (16380) و (17188).
(1)
وقع في النسخ: سفيان بدل منصور، والمثبت من "أطراف المسند" 2/ 500، وهو الوارد في مصادر التخريج، وأشير إلى ذلك في هامش كل من (س) و (ص)، وجاء بذكر منصور في إسناد المزي وهو من طريق الإمام أحمد كما سيرد.
(2)
في (ظ 13): فانثر.
(3)
إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله.
وأخرجه المزي في "تهذيبه"(في ترجمة سلمة بن قيس) من طريق الإمام أحمد.
وأخرجه الترمذي (27)، والنسائي في "المجتبى" 1/ 41، وفي "الكبرى"(45)، والطبراني في "الكبير"(6315) من طريق جرير، عن منصور، به.
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وقد سلف برقم (18817).
حَدِيثُ رَجُلٍ
18819 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي لَيْلَى، يُحَدِّثُ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" لَا يُتَلَقَّى جَلَبٌ، وَلَا يَبِعْ حَاضِرٌ لِبَادٍ، وَمَنْ اشْتَرَى شَاةً مُصَرَّاةً أَوْ نَاقَةً " - قَالَ شُعْبَةُ: إِنَّمَا قَالَ نَاقَةً مَرَّةً وَاحِدَةً - " فَهُوَ مِنْهَا (1) بِآخِرِ النَّظَرَيْنِ إِذَا هُوَ حَلَبَ إِنْ رَدَّهَا، رَدَّ مَعَهَا صَاعًا مِنْ طَعَامٍ "(2). قَالَ
(1) في (م)، وهامش (س): فيها.
(2)
إسناده صحيح، رجاله إلى صحابيه ثقات رجال الشيخين. الحكم: هو ابن عُتيبة، وابن أبي ليلى: هو عبد الرحمن. وإبهام صحابيه لا يضر.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 11 من طريق بشر بن عمر، عن شعبة، به مختصراً.
وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/ 82، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح.
وسيرد برقم (18821).
وفي باب النهي عن تلقي الجلب عن ابن عمر، سلف برقم (4531)، وذكرنا بقية أحاديث الباب هناك.
وفي باب رَدِّ المصرّاة عن أبي هريرة، سلف برقمي (7305) و (9456).
قال السندي: قوله: "لا يُتلقَّى" على بناء المفعول، وهو نفي بمعنى النهي، ولذا عطف عليه قوله:"لا يبع"، وهو نهي.
"مُصَرَّاةً": من التصرية وهي: جمع لبنها في ضرعها.
"صاعاً من طعام": لِمَا كان فيها من اللبن حين اشترى، وقد أخذ به =
الْحَكَمُ: أَوْ قَالَ: " صَاعًا مِنْ تَمْرٍ ".
18820 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي لَيْلَى، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم (1) أَنَّهُ نَهَى عَنِ الْبَلَحِ وَالتَّمْرِ، وَالزَّبِيبِ وَالتَّمْرِ (2).
18821 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى - قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي لَيْلَى -، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَلَقَّوْا الرُّكْبَانَ - قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: لَا يُتَلَقَّى جَلَبٌ - وَلَا يَبِعْ
= الجمهور.
(1)
في (ظ 13) زيادة: عن النبي صلى الله عليه وسلم.
(2)
إسناده صحيح، رجاله إلى صحابيه ثقات رجال الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الصَّفَّار، والحكم: هو ابن عُتيبة، وابن أبي ليلى: هو عبد الرحمن.
وأخرجه أبو داود (3705) عن سليمان بن حرب وحفص بن عمر النمري، والنسائي في "المجتبى" 8/ 288، وفي "الكبرى"(5056) و (6796) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، ثلاثتهم عن شعبة، به.
وسيرد برقم (18826).
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (10991) وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: نهى عن البلح والتمر، أي: عن جمعهما في الانتباذ، فإنه يُسرع الإسكار، فربما يؤدي إلى شرب المسكر، وقد أخذ به الجمهور أيضاً.
حَاضِرٌ لِبَادٍ، وَمَنْ اشْتَرَى مُصَرَّاةً، فَهُوَ فِيهَا بِآخِرِ النَّظَرَيْنِ - وَقَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: بِأَحَدِ النَّظَرَيْنِ - إِنْ رَدَّهَا رَدَّ مَعَهَا صَاعًا مِنْ طَعَامٍ أَوْ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ " (1).
18822 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَابِسٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ، مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنِ الْحِجَامَةِ وَالْمُوَاصَلَةِ وَلَمْ يُحَرِّمْهَا إِبْقَاءً عَلَى أَصْحَابِهِ، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّكَ تُوَاصِلُ إِلَى السَّحَرِ؟ فَقَالَ:" إِنْ أُوَاصِلُ إِلَى السَّحَرِ، فَرَبِّي يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِي "(2).
(1) إسناده صحيح، وقد سلف برقم (18819).
(2)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، وجهالة صحابيه لا تضر.
وأخرجه أبو داود (2374) عن الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 4/ 263 - 264 من طريق أبي داود الحَفَري، عن سفيان، به.
وسيأتي بالأرقام (18823) و (18836) و 5/ 363، 364.
وفي باب النهي عن الوصال، سلف من حديث ابن عمر برقم (4721)، وذكرنا هناك أحاديث الباب وشرحه.
وانظر تعليقنا على حديث أبي هريرة السالف برقم (8768).
قال السندي: قوله: "إبقاءً على أصحابه"، أي: رحمة عليهم، وهذا علة النهي، أي لم يكن النهي للحرمة، بل للرحمة.
"إلى السَّحَر"، بفتحتين: هذا بالنظر إلى بعض الأوقات، وإلا فقد جاء ما يدل على أنه كان يُواصل أكثر من ذلك.
18823 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ (1)، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَابِسٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْحِجَامَةِ لِلصَّائِمِ وَالْمُوَاصَلَةِ، وَلَمْ يُحَرِّمْهَا عَلَى أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّكَ تُوَاصِلُ إِلَى السَّحَرِ؟ فَقَالَ:" إِنِّي أُوَاصِلُ إِلَى السَّحَرِ، وَإِنَّ رَبِّي عز وجل يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِي "(2).
18824 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " أَصْبَحَ النَّاسُ لِتَمَامِ ثَلَاثِينَ يَوْمًا، فَجَاءَ أَعْرَابِيَّانِ، فَشَهِدَا أَنَّهُمَا أَهَلَّاهُ بِالْأَمْسِ عَشِيَّةً، فَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم النَّاسَ أَنْ يُفْطِرُوا (3).
(1) لم يرد هذا الحديث في (ظ 13)، وأشير إليه في هامش كل من (س) و (ص) إلى أنه مكرر وسيأتي. يعني برقم (18836).
(2)
إسناده صحيح. وهو مكرر ما قبله (18822) إلا أن شيخ أحمد هنا هو عبد الرزاق الصنعاني.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (7535).
وسيكرر (18836) سنداً ومتناً.
(3)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 4/ 248 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرجه عبد الرزاق (7335) و (7337)، والطبراني في "الكبير" 17/ (662)، والبيهقي في "السنن" 4/ 248 من طرق، عن سفيان، به.
وأخرجه أبو داود (2339)، والدارقطني 2/ 169، والبيهقي 2/ 248 من طريق أبي عوانة، والدارقطني أيضاً 2/ 168 من طريق عَبِيْدَة بن حميد، كلاهما عن منصور، به.
قال الدارقطني 2/ 169: هذا إسناد حسن ثابت، وفي الموضع الثاني قال: هذا صحيح.
وأخرجه مرسلاً الحارثُ بنُ أبي أسامة في "مسنده"(315)(زوائد) من طريق شعبة، عن ربعي بن حراش: أن أعرابيين شهدا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهما رأيا الهلال بالأمس، لفطرٍ أو أضحى، فأجاز شهادتهما.
وأخرجه الطبراني 17/ (663)، والحاكم 1/ 297، والبيهقي 4/ 248 من طريق إسحاق بن إسماعيل الطالقاني، عن سفيان بن عيينة، عن منصور، عن ربعي بن حراش، عن أبي مسعود
…
فذكر الحديث.
قال الطبراني: لم يقل أحد في هذا الحديث عن ابن عيينة ولا عن غيره: عن أبي مسعود، إلا إسحاق بن إسماعيل الطالقاني. لكن قال البيهقي: وكذلك رواه إبراهيم بن بشار، عن سفيان بن عيينة، وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 3/ 147 وقال: رواه الطبراني في "الكبير" وقال: لم يقل في هذا الحديث عن أبي مسعود إلا إسحاق بن إسماعيل الطالقاني. قلت -القائل هو الهيثمي-: وهو ثقة.
وسيرد 5/ 362 - 363، وانظر (18895).
وفي باب الشهادة على رؤية الهلال.
عن أمير مكة الحارث بن حاطب عند أبي داود (2338)، والدارقطني 2/ 167، والبيهقي 4/ 247. قال الدارقطني: هذا إسناد متصل صحيح.
وعن شقيق بن سلمة عن كتاب عمر بن الخطاب عند الدارقطني =
18825 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَقَدَّمُوا الشَّهْرَ حَتَّى تُكْمِلُوا الْعِدَّةَ أَوْ تَرَوْا الْهِلَالَ، وَصُومُوا (1) وَلَا تُفْطِرُوا حَتَّى تُكْمِلُوا الْعِدَّةَ أَوْ تَرَوْا الْهِلَالَ "(2).
= 2/ 169، والبيهقي 4/ 248 وقال البيهقي: هذا أثر صحيح عن عمر رضي الله قال السندي: قوله: "فجاء أعرابيان" فيه قبول شهادة اثنين في الفطر، ومن شَرَط الجمَّ الغفير بلا غيم، يحمل هذا على الغيم.
(1)
في (ق): ثم صوموا، وجاء في هامش (س): ثم، نسخة.
(2)
إسناده صحيح كسابقه، رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 4/ 135 - 136، وفي "الكبرى"(2437)، والبزار في "البحر الزخار"(2856) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (7337)، والدارقطني 2/ 161 من طريق إسحاق الأزرق، و 2/ 162 من طريق ابن عُلية ثلاثتهم عن سفيان، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 20 - 21 من طريق أبي الأحوص، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 438 من طريق زهير -وهو ابن معاوية- والدارقطني 2/ 161 من طريق عبيدة بن حميد، ثلاثتهم عن منصور، به.
وأخرجه أبو داود (2326)، والنسائي في "المجتبى" 4/ 135، وفي "الكبرى"(2436)، والبزار في "البحر الزخار"(2855)، وابن خزيمة (1911)، وابن حبان (3458)، والبيهقي 4/ 208 من طريق جرير، عن منصور، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة.
قال النسائي -كما في "التحفة" 3/ 28 - : لا أعلم أحداً من أصحاب =
18826 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي لَيْلَى يُحَدِّثُ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ نَهَى عَنِ الْبَلَحِ وَالتَّمْرِ، وَالتَّمْرِ وَالزَّبِيبِ (1).
= منصور قال في هذا الحديث: "عن حذيفة" غير جرير. وبمثل قوله قال البزار. وقال البيهقي: وصله جرير عن منصور بذكر حذيفة فيه، وهو ثقة حجة.
قال الزيلعي في "نصب الراية" 2/ 439: قال ابن الجوزي: وحديث حذيفة هذا ضعَّفه أحمد
…
قال في "التنقيح": وهذا وهم منه، فإن أحمد إنما أراد أن الصحيح قول من قال: عن رجل من أصحاب النبي عليه السلام، وإن تسمية حذيفة وهم من جرير، فظن ابن الجوزي أن هذا تضعيف من أحمد للحديث، وأنه مرسل، وليس هو بمرسل، بل متصل، إما عن حذيفة، وإما عن رجل من أصحاب النبيِّ عليه السلام، وجهالة الصحابة غير قادحة في صحة الحديث، قال: وبالجملة، فالحديث صحيح، ورواته ثقات محتج بهم في الصحيح. انتهى.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 4/ 136، وفي "الكبرى"(2438)، والدارقطني في "السنن" 2/ 160 - 161 من طريق حجاج بن أرطاة، عن منصور، عن ربعي بن حراش عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً، وزاد:"فإن غمَّ عليكم فأتموا شعبان ثلاثين إلا أن تروا الهلال قبل ذلك، ثم صوموا رمضان ثلاثين، إلا أن تروا الهلال قبل ذلك". قال النسائي -كما في "التحفة" 3/ 28: وحجاج
ضعيف لا تقوم به حُجَّة.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (9654).
وعن ابن عباس عند أبي داود (2327)، والنسائي 4/ 136.
قال السندي: قوله: "لا تقدموا" أصله تتقدموا بتائين، والمقصود أن كلاً من الفطر والصوم لا يثبت إلا بأحد الأمرين.
(1)
إسناده صحيح، وهو مكرر (18820) غير أن شيخ أحمد هنا هو =
حَدِيثُ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ
(1)
18827 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُخَارِقِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْأَحْمَسِيِّ، عَنْ طَارِقٍ أَنَّ الْمِقْدَادَ قَالَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ بَدْرٍ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا لَا نَقُولُ لَكَ كَمَا قَالَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ لِمُوسَى:{اذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} [المائدة: 24] وَلَكِنْ اذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا، إِنَّا مَعَكُمْ مُقَاتِلُونَ (2).
18828 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَلْقَمَةَ
= محمد بن جعفر.
(1)
قال السندي: طارق بن شهاب، بَجلي أحمسي، يُكنى أبا عبد الله رأى النبي صلى الله عليه وسلم وهو رجل، ويقال: لكنه ما سمع منه شيئاً، فحديثه مرسل صحابي، وهو مقبول على الراجح، نزل الكوفة، مات سنة ثلاثٍ وثمانين.
(2)
حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير مخارق بن عبد الله الأحمسي -ويقال: مخارق بن خليفة، ويقال: مخارق بن عبد الرحمن- فمن رجال البخاري، وهو ثقة. سفيان: هو الثوري.
وعلقه البخاري بصيغة الجزم عقب الرواية (4609) عن وكيع، به.
ووصله الحافظ في "تغليق التعليق" 4/ 204 من طريق إسحاق بن إبراهيم -وهو ابن راهويه- عن وكيع، بهذا الإسناد. وقال: وكذا رواه ابن أبي خيثمة في "تاريخه" عن سعيد بن داود، عن وكيع، به.
وقد سلف في مسند عبد الله بن مسعود برقم (3698) من طريق إسرائيل، عن مخارق، عن طارق، قال: قال عبد الله: لقد شهدت من المقداد مشهداً، فذكر الحديث.
عَنْ طَارِقٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: أَيُّ الْجِهَادِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: " كَلِمَةُ حَقٍّ عِنْدَ إِمَامٍ جَائِرٍ "(1).
18829 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ شُعْبَةَ. وَابْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ طَارِقَ بْنَ شِهَابٍ يَقُولُ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَغَزَوْتُ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ بِضْعًا وَأَرْبَعِينَ أَوْ بِضْعًا وَثَلَاثِينَ مِنْ بَيْنِ غَزْوَةٍ وَسَرِيَّةٍ. وقَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ أَوْ ثَلَاثًا وَأَرْبَعِينَ مِنْ غَزْوَةٍ إِلَى سَرِيَّةٍ (2).
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، وطارق بن شهاب رأى النبيَّ صلى الله عليه وسلم ولم يسمع منه، فروايته عنه مرسل صحابي. وكيع: هو ابنُ الجراح الرؤاسي، وسفيان: هو الثوري، وعلقمة: هو ابن مرثد الحضرمي.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(7582) من طريق أبي داود الحفري، عن سفيان، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (18830).
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11143)، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: "كلمة حق إلخ .. " فإنه جهاد قلَّ من ينجو فيه، وقلَّ من يصوّب صاحبه، بل الكل يخطؤونه أولاً، ثم يؤدي إلى الموت بأشد طريق عندهم، بلا قتالٍ، بل صبراً، والله تعالى أعلم.
(2)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وابن جعفر: هو محمد، وقيس بن مسلم: هو الجَدَلي.
وأخرجه ابن عبد البر في "الاستيعاب" 5/ 214 - 215 من طريق الإمام =
18830 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ وَضَعَ رِجْلَهُ فِي الْغَرْزِ: أَيُّ الْجِهَادِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: " كَلِمَةُ حَقٍّ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائِرٍ "(1).
= أحمد، عن محمد بن جعفر بهذا الإسناد.
وأخرجه مختصراً ابن عبد البر في "الاستيعاب" 5/ 213 - 214 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 13/ 50 - ومن طريقه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 234، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2536)، والطبراني في "الكبير"(8205) - عن محمد بن جعفر، به.
وأخرجه مطولاً ومختصراً الطيالسي (1280) -ومن طريقه ابن سعد في "الطبقات" 6/ 66، وابن أبي حاتم في "المراسيل" ص 98، وابن الأثير في "أسد الغابة" 3/ 70 - والبخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 353، والطبراني في "الكبير"(8204)، وابن عبد البر في "الاستيعاب" 5/ 214 من طريق عمرو بن مرزوق، وابن سعد 6/ 66 من طريق روح بن عبادة، والحاكم 3/ 80 من طريق آدم بن أبي إياس، أربعتهم عن شعبة، به.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 9/ 407 - 408 وقال: رواه أحمد والطبراني، ورجالهما رجال الصحيح.
وسيأتي برقم (18835).
(1)
إسناده صحيح، وهو مكرر (18828) إلا أن شيخ أحمد هنا: هو عبد الرحمن بن مهدي.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/ 161، وفي "الكبرى"(7834)، والدولابي في "الكنى والأسماء" 1/ 78 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. =
18831 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ يَزِيدَ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ اللهَ عز وجل لَمْ يَضَعْ دَاءً إِلَّا وَضَعَ لَهُ شِفَاءً، فَعَلَيْكُمْ بِأَلْبَانِ الْبَقَرِ، فَإِنَّهَا تَرُمُّ مِنْ كُلِّ الشَّجَرِ "(1).
= قال السندي: قوله: وقد وضع: أي والحال أن النبي صلى الله عليه وسلم وضع رِجْلَه، أو الرَّجُلُ وَضَعَ رِجْلَه.
في الغَرْزِ، بفتح معجمة، فسكون مهملة، آخره معجمة: وهو ركاب كُور الجمل إذا كان من جلد أو خشب، وقيل مطلقاً.
(1)
حديث حسن لغيره، وهذا إسناد اختلف فيه على قيس بن مسلم، فرواه يزيد أبو خالد: وهو الدالاني -كما في هذه الرواية- عنه، عن طارق بن شهاب -مرسلاً- فإن طارقاً رأى النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسمع منه -ورواه جمع من طرق لا يخلو واحد منها من مقال -كما في تخريج الرواية السالفة برقم (3578) - عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب عن عبد الله بن مسعود، مرفوعاً. قال الدارقطني في "العلل" 6/ 28: ورفعه صحيح. وأبو خالد الدالاني هو يزيد بن عبد الرحمن، وقد اختلف في اسم جده فقيل: أبو سلامة، ويقال: عاصم، ويقال: هند، ويقال: واسط، يقال: سابط، وهو مختلف فيه حسن الحديث، فقد وثقه ابن معين والنسائي وأبو حاتم الرازي، وقال البخاري: صدوق، وضعفه يعقوب بن سفيان، وابن حبان، وقال أبو أحمد الحاكم: لا يتابع في بعض حديثه، وقال ابن عدي: له أحاديث صالحة، وفي حديثه لين إلا أنه مع لينه يكتب حديثه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(6864) و (7567)، والدارقطني في "العلل" 6/ 28 - 29 من طريق عبد الرحمن بن مهدي بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(560) عن زيد بن حباب، عن سفيان عن قيس بن مسلم، عن طارق، به. قال الدارقطني 6/ 28: وقيل: إن =
18832 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُخَارِقٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَجْنَبَ رَجُلَانِ، فَتَيَمَّمَ أَحَدُهُمَا فَصَلَّى، وَلَمْ يُصَلِّ الْآخَرُ، فَأَتَيَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَلَمْ يَعِبْ عَلَيْهِمَا (1).
= الثوري لم يسمعه من قيس، وإنما أخذه عن يزيد أبي خالد، عن قيس، وهو عنده مرسل.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(7566) من طريق أيوب الطائي، والبغوي في "الجعديات"(2091) من طريق قيس -وهو ابن الربيع-، كلاهما عن قيس ابن مسلم، به.
وقد سلف شرحه والكلام عليه في حديث ابن مسعود السالف برقم (3587).
قال السندي: قوله: "لم يضع"، أي: لم يخلق.
"فإنها تَرُمُّ" بضم راءٍ وتشديد ميم، أي: تأكل، فربما تأكل من شجر يكون دواء ويبقى أثرها في اللبن. والله تعالى أعلم.
(1)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أن مخارقاً -وهو ابن خليفة- من رجال البخاري. وطارق بن شهاب إنما رأى النبي صلى الله عليه وسلم رؤية ولم يسمع منه، فحديثه مرسل صحابي.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 1/ 172 من طريق خالد بن الحارث، عن شعبة، بهذا الإسناد 0 ووقع في "تحفة الأشراف" 4/ 207 أمية بن خالد!
وفي الباب من حديث عمار بن ياسر، سلف برقم (18328)، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: فلم يعب عليهما، وفي النسائي: قال لكلٍّ منهما: "أصبت" ولا شك أنَّ كلاً منهما يصيب من حيث العمل بالاجتهاد، وإن كان تارك الصلاة مخطئاً حيث ترك الصلاة بالتيمم.
18833 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُخَارِقٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، قَالَ: قَدِمَ وَفْدُ بَجِيلَةَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" اكْسُوا الْبَجَلِيِّينَ، وَابْدَؤُوا بِالْأَحْمَسِيِّينَ " قَالَ: فَتَخَلَّفَ رَجُلٌ مِنْ قَيْسٍ، قَالَ: حَتَّى أَنْظُرَ مَا يَقُولُ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: قَالَ: فَدَعَا لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَمْسَ مَرَّاتٍ: " اللهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِمْ " أَوِ " اللهُمَّ بَارِكْ فِيهِمْ "(1). مُخَارِقٌ الَّذِي يَشُكُّ.
18834 -
حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُخَارِقٍ، عَنْ طَارِقٍ قَالَ: قَدِمَ وَفْدُ أَحْمَسَ وَوَفْدُ قَيْسٍ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " ابْدَؤُوا بِالْأَحْمَسِيِّينَ قَبْلَ الْقَيْسِيِّينَ " ثَمَّ دَعَا لِأَحْمَسَ، فَقَالَ:" اللهُمَّ بَارِكْ فِي أَحْمَسَ وَخَيْلِهَا وَرِجَالِهَا "
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير مخارق: وهو ابن خليفة فمن رجال البخاري، وطارق بن شهاب إنما رأى النبيَّ صلى الله عليه وسلم رؤية ولم يسمع منه، فحديثه مرسل صحابي.
وأخرجه مختصراً الطيالسي (1281) عن شعبة، بهذا الإسناد.
وشَك مخارق في هذه الرواية انتفى في الرواية الآتية (18834) فقال: "اللهم بارك في أحمس وخيلها ورجالها".
وسيرد برقم (18834).
وله شاهد من حديث جرير بن عبد الله البجلي عند البخاري (3020) ومسلم (2476)(136)، وسيرد (19188)، ولفظه عند البخاري: فبارَكَ في خيل أحمس ورجالها خمس مرات.
سَبْعَ مَرَّاتٍ (1).
18835 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَغَزَوْتُ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ أَوْ ثَلَاثًا وَأَرْبَعِينَ مِنْ غَزْوَةٍ إِلَى سَرِيَّةٍ (2).
(1) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله (18833) إلا أن شيخ أحمد هنا: هو أبو أحمد محمد بن عبد الله -وهو الزبيري-، وشيخه: هو سفيان الثوري.
وأخرجه مختصراً ابن أبي شيبة 12/ 206 والطبراني في "الكبير"(8211) من طريقين عن سفيان، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/ 48 - 49 وقال: رواه كله أحمد، والطبراني بعضه، ورجاله رجال الصحيح.
(2)
إسناده صحيح، وهو مكرر (18829).
حَدِيثُ رَجُلٍ
18836 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَابِسٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْحِجَامَةِ لِلصَّائِمِ وَالْمُوَاصَلَةِ، وَلَمْ يُحَرِّمْهَا عَلَى أَصْحَابِهِ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّكَ تُوَاصِلُ إِلَى السَّحَرِ؟ قَالَ:" إِنْ (1) أُوَاصِلُ إِلَى السَّحَرِ، فَرَبِّي (2) عز وجل يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِي "(3).
(1) في (ظ 13) وهامش (س): إني. قلنا: وهو الموافق للرواية (18823).
(2)
في (ظ 13) و (ص) وهامش (س): وربي.
(3)
إسناده صحيح، وهو مكرر (18823) سنداً ومتناً.
وانظر (18822).
حَدِيثُ مُصَدِّقِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
18837 -
حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا هِلَالُ بْنُ خَبَّابٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَيْسَرَةُ أَبُو صَالِحٍ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ قَالَ: أَتَانَا مُصَدِّقُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ فَسَمِعْتُهُ وَهُوَ يَقُولُ: إِنَّ فِي عَهْدِي أَنْ لَا آخُذَ (1) مِنْ رَاضِعِ لَبَنٍ، وَلَا يُجْمَعُ بَيْنَ مُتَفَرِّقٍ، وَلَا يُفَرَّقُ بَيْنَ مُجْتَمِعٍ. وَأَتَاهُ رَجُلٌ بِنَاقَةٍ كَوْمَاءَ، فَقَالَ: خُذْهَا، فَأَبَى أَنْ يَأْخُذَهَا (2).
(1) في هامش (س): أن لا نأخذ.
(2)
إسناد حسن من أجل ميسرة أبي صالح، فقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير هلال بن خباب، فقد روى له أصحابُ السنن. هشيم: هو ابن بشير.
وأخرجه أبو عبيد في "الأموال"(1052)، وابن أبي شيبة 3/ 126 و 13/ 50، وابن زنجويه في "الأموال"(1518)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 227، وبحشل في "تاريخ واسط" 118 - 119، والنسائي في "المجتبى" 5/ 29 - 30، وفي "الكبرى"(2237)، والدولابي في "الكنى" 2/ 10 - 11، والدارقطني 2/ 104، والبيهقي 4/ 101 من طريق هشيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارقطني 2/ 104 من طريق عباد بن العوام، عن هلال بن خباب، به.
وخالفهما أبو عوانة، فرواه على الشك فيما أخرجه أبو داود (1579)، والطبراني (6473)، والبيهقي 4/ 101 من طريق أبي عوانة، عن هلال بن =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= خبَّاب، عن ميسرة أبي صالح، عن سويد بن غَفَلَة، قال: سرت أو قال: أخبرني مَنْ سار مع مصدق النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم .... ثم ذكر الحديث. قلنا: ولا يضر هذا الشك فقد انتفى برواية هشيم وعباد بن العوام.
وكذلك أخرجه دون شك مطولاً ومختصراً ابن سعد 6/ 68، وابن زنجويه في "الأموال"(1556)، والدارمي (1630)، وأبو داود (1580)، وابن ماجه (1801) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 226 - 227، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(2163)، والطبراني (6434)، والدارقطني 2/ 105، والبيهقي 4/ 101 و 106 من طريق شريك، عن عثمان بن أبي زرعة، عن أبي ليلى الكندي، عن سويد بن غفلة، قال: أتانا مصدق النبي صلى الله عليه وسلم فأخذت بيده
…
ثم ذكر الحديث. وزادوا فيه: "خشية الصدقة"، قال أبو داود: ولم يذكر: "راضع لبن".
وقوله "ولا يجمع بين متفرق
…
" له شاهد من حديث أبي بكر الصديق، سلف برقم (72)، وإسناده صحيح.
وفي الباب في النهي عن أخذ كرائم الأموال: عن ابن عباس، سلف برقم (2071).
وعن مصدقي النبي صلى الله عليه وسلم، سلف برقم (15426).
وعن قرة بن دعموص النميري، سيرد 5/ 72.
وعن أبي بن كعب، سيرد 5/ 142.
قال السندي: قوله: "من راضع لبن"، أي: صغير يرضع اللبن، أو المراد: ذات لبن، بتقدير المضاف، أو ذات راضع لبن، والنهي على الأخير، لأنها من خيار المال، وعلى الأول لأن حق الفقراء في الأوساط، وفي الصِّغار إخلال بحقهم، و"من" على الوجهين زائدة، وقيل: المعنى أن ما أعدت للدّر لا يؤخذ منها شيء.
"بين متفرق" لا تجب فيه الزكاة إذا كان متفرقاً، ويجب فيه إذا كان مجتمعاً.
"كوماء": عالية السنام.
حَدِيثُ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ
(1)
18838 -
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ وَائِلٍ (2) قَالَ: حَدَّثَنِي أَهْلِي، عَنْ أَبِي، قَالَ: أُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِدَلْوٍ مِنْ مَاءٍ، فَشَرِبَ مِنْهُ، ثُمَّ مَجَّ فِي الدَّلْوِ، ثُمَّ صَبَّ فِي الْبِئْرِ أَوْ شَرِبَ مِنَ الدَّلْوِ، ثُمَّ مَجَّ فِي الْبِئْرِ، فَفَاحَ مِنْهَا مِثْلُ رِيحِ الْمِسْكِ (3).
(1) قال السندي: وائل بن حُجْر -بضم المهملة وسكون الجيم- حضرمي، وكان أبوه من الأقيال -وهم ملوك حمير دون الملك الأعظم-، ثم نزل الكوفة، مات في خلافة معاوية، وكان بقية أولاد الملوك بحضرموت، وبشَّر به النبي صلى الله عليه وسلم قبل مجيئه، وأصعده إليه على المنبر، وأقطعه أرضاً، وكتب له عهداً، وقال:"هذا وائل سيد الأقيال" وبعث معه معاوية لإقطاع الأرض، فقال له معاوية: أردفني، فقال: لست مرادف الملوك، فلما استخلف معاوية قصده، فتلقاه وأكرمه، قال وائل: فوددت لو كنت حملته بين يدي.
(2)
في (ظ 13) و (ق) زيادة: ابن حجر.
(3)
حديث حسن، ولا تضر جهالة الرواة الذين حدث عنهم عبد الجبار لأنهم جمع -وقد فصلنا القول في ذلك في حديث أبي سعيد الخدري السالف برقم (11737) - وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو نعيم: هو الفضل بن دكين، ومسعر: هو ابن كدام.
وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 3/ 182، والطبراني في "الكبير" 22/ (119)، والبيهقي في "الدلائل" 1/ 257 من طريق أبي نعيم، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم:(18851) و (18874).
وانظر حديث ابن عباس السالف برقم (3527). =
18839 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ وَائِلٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا سَجَدَ وَضَعَ أَنْفَهُ عَلَى الْأَرْضِ (1).
= قال السندي: قوله: "ففاح منها"، أي: من البئر، ففيه معجزة له صلى الله عليه وسلم.
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف حجاج: وهو ابن أرطاة، ثم إنه لم يسمع من عبد الجبار فيما ذكر البخاري، ونقله عنه الترمذي في "العلل" 2/ 619، وعبد الجبار لم يسمع كذلك من أبيه، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. يزيد: هو ابن هارون.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 262، والطبراني في "الكبير" 22/ (66) من طرق عن حجاج، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني 22/ (67) من طريق قيس بن الربيع، عن حجاج، به، ولفظه: رأيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم صلى فرأيت أثر أنفه مع جبهته في الكثيب. وقيس بن الربيع ضعيف.
وأخرجه الطبراني 22/ (65) عن مقدام بن داود، عن أسد بن موسى، عن محمد بن خازم، عن الحجاج بن أرطاة، عن عبد الجبار بن وائل قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم واضعاً أنفه على الأرض مع جبهته إذا سجد. ومقدام بن داود وحجاج ضعيفان.
وسيأتي بالأرقام: (18850)(18856)(18864).
وله شاهد من حديث ابن عباس عند البخاري (812)، ومسلم (490)(230)، وقد سلف برقم (2658)، ولفظه:"أُمرت أن أسجد على سبعة أعظم: الجبهة، ثم أشار بيده إلى أنفه، واليدين والركبتين وأطراف القدمين، ولا يكف الثياب ولا الشعر".
وانظر حديث أبي سعيد الخدري السالف برقم (11704).
قال السندي: قوله "وضع أنفه" أي: كأنه لا يقتصر على الجبهة.
18840 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ بَكْرِ بْنِ خُنَيْسٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ، عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ وَائِلٍ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَسْجُدُ عَلَى أَنْفِهِ مَعَ جَبْهَتِهِ (1).
18841 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْقُدُّوسِ، أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ، عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" آمِينَ "(2).
18842 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ حُجْرِ بْنِ عَنْبَسٍ، عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَرَأَ: {وَلَا الضَّالِّينَ} فَقَالَ: " آمِينَ " يَمُدُّ بِهَا صَوْتَهُ (3).
(1) صحيح لغيره، وهو مكرر ما قبله (18839) غير أن شيخ أحمد هنا: هو عبد القدوس بن بكر بن خُنَيس، قال عنه أبو حاتم: لا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وذكر محمود بن غيلان، عن أحمد وابن معين وأبي خيثمة أنهم ضربوا على حديثه. قلنا: ولم يضرب أحمد على حديثه في "المسند" كما ترى.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.
وسيرد بالأرقام (18842)(18843)(18854)(18868)(18869)(18873)(18875).
(3)
"إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حُجْر بن عنبس، فقد أخرج له البخاري في "القراءة خلف الإمام" وأبو داود والترمذي وهو ثقة، وغير صحابيه فقد أخرج له مسلم، والبخاري في "القراءة" وفي "رفع اليدين". وكيع: هو ابن الجراح، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 425 و 10/ 525 و 14/ 244 - 245، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= والدارقطني في "السنن" 1/ 333 - 334 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وقرن الدارقطني المحاربي بوكيع، وقال: هذا صحيح.
وأخرجه الدارمي (1247)، وأبو داود (932)، والترمذي (248) في "سننه"، وفي "العلل" 1/ 217 - ومن طريقه البغوي في "شرح السنة"(586) - والطبراني في "الكبير" 22/ (111)، والدارقطني 1/ 334، والبيهقي في "السنن" 2/ 57 وفي "المعرفة"(3160) من طرق عن سفيان، به.
قال الترمذي: حديث وائل بن حُجْر حديث حسن، وبه يقول غير واحد من أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومَنْ بعدهم، يَرَوْن أن الرجل يرفع صوته بالتأمين ولا يخفيها، وبه يقول الشافعي وأحمد وإسحاق.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 299 - ومن طريقه المزي في "تهذيبه"(في ترجمة العلاء بن صالح) - وأبو داود (933)، والترمذي (249)، والطبراني 22/ (114) من طريق العلاء بن صالح، عن سلمة بن كهيل، به، ووهم أبو داود في تسمية العلاء بن صالح فقال: علي بن صالح، نبَّه على ذلك المزي. ولفظه:"فجهر بآمين، وسلم عن يمينه وعن شماله حتى رأيت بياض خده".
وأخرجه الطبراني 22/ (107)، والبيهقي 2/ 58 من طريق أحمد بن عبد الجبار العطاردي، عن أبيه، عن أبي بكر النَّهْشلي، عن أبي إسحاق، عن أبي عبد الله اليحصبي، عن وائل أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال:{غير المغضوب عليهم ولا الضالين} قال: "رب اغفر لي آمين" وإسناده ضعيف، أبو بكر النهشلي لم يحرر لنا أمره أَسَمِعَ مِن أبي إسحاق قبل الاختلاط أم بعده، وأبو عبد الله اليحصبي، إن كان عبد الرحمن، فهو من رجال "التعجيل"، روى عنه جمع، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان وإن كان غيره فلم نعرفه.
وقد سلف برقم (18841).
وفي الباب عن أبي هريرة عند ابن ماجه (853)، وأبي داود (934)، وابن حبان (1797). وانظر حديث أبي هريرة السالف برقم (7187).
وعن علي عند ابن ماجه (854)، وأورده ابن أبي حاتم في "العلل" 1/ 93 =
18843 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ: وَقَالَ شُعْبَةُ: وَخَفَضَ بِهَا صَوْتَهُ (1).
18844 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ وَائِلٍ،
= ونقل عن أبيه أنه خطأ، وقال: إنما هو سلمة عن حجر أبي العَنْبَس، عن وائل ابن حجر، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قال السندي: قوله: "أنه سمع" ظاهر السماع يقتضي الجهر، ويؤيده رواية "يمد بها صوته". وأما قول شعبة:"وخفض بها" فأهل الحديث على أنه خطأ منه، وإن كان بعض الفقهاء أخذ به، وعلله بجلالة شعبة، وإن نسبة الخطأ إليه بعيدة، والله تعالى أعلم.
(1)
اختلف سفيان وشعبة في هذا الحديث، فرواه سفيان -كما سلف برقم (18842) - عن سلمة بن كهيل، عن حجر بن عنبس، عن وائل بن حجر، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قرأ {ولا الضالين} فقال: "آمين" يمدُّ بها صوته.
ورواه شعبة -كما في هذا الإسناد- عن سلمة بن كهيل، عن حجر بن عنبس، عن وائل بن حجر، به، إلا أنه قال:"وخفض بها صوته".
وإذا اختلف شعبة وسفيان، فالقول قول سفيان، وهو ما رجحه الأئمة، وقد نبه على خطأ شعبة هذا البخاريُّ في "تاريخه" 3/ 73، وفيما نقله عنه الترمذي في "جامعه" 2/ 28، وفي "العلل الكبير" 1/ 217 - 218، وقد تابع سفيانَ العلاءُ بن صالح كما سلف في تخريج الرواية (18842).
وقد رواه شعبة بمثل رواية سفيان فيما أخرجه البيهقي في "السنن" 2/ 58 من طريق أبي الوليد الطيالسي، عن شعبة، عن سلمة بن كهيل، به.
قلنا: فإن صحت هذه الرواية فيكون شعبة قد رجع عن خطئه، أو أن أحد الرواة وهم في هذه الرواية، والله أعلم.
وسيأتي من طريق شعبة بإسنادٍ آخر برقم (18854). فانظره لزاماً.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (110) من طريق حجاج بن نصير، عن شعبة، بهذا الإسناد.
وانظر (18841).
حَدَّثَنِي أَهْلُ بَيْتِي، عَنْ أَبِي أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَسْجُدُ بَيْنَ كَفَّيْهِ (1).
18845 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ (2)، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَائِلٍ الْحَضْرَمِيِّ أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم حِينَ سَجَدَ، وَيَدَاهُ قَرِيبَتَانِ مِنْ أُذُنَيْهِ (3).
(1) إسناده صحيح، المسعودي: وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة -وإن كان قد اختلط- قد سمع منه وكيع قبل اختلاطه، والرواة المبهمون الذين روى عنهم عبد الجبار قد جاء التصريح ببعضهم في الرواية المطولة (18866) منهم أخوه علقمة بن وائل، وهو ثقة.
وسيأتي نحوه برقم (18845) و (18867).
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (75) من طريق يزيد بن هارون، عن المسعودي، عن عبد الجبار بن وائل، عن أبيه أن رسول الله .... ، دون ذكر: حدثني أهل بيتي، وسماع يزيد بن هارون من المسعودي بعد اختلاطه.
وفي الباب عن أبي حميد الساعدي عند أبي داود (734)، وابن خزيمة (640) وقد ترجم له في باب وضع اليدين حذو المنكبين في السجود، وذكر أن وضع اليدين في السجود حذاء الأذنين من الاختلاف المباح.
(2)
لم يرد هذا الحديث في (س).
(3)
إسناده صحيح، رجاله ثقات. وكيع: هو ابن الجراح، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 260، والبيهقي في "السنن" 2/ 112 من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي 2/ 112 من طريق الحسين بن حفص، عن سفيان، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (93) من طريق يحيى الحِمَّاني، عن =
18846 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُمَيْرٍ الْعَنْبَرِيُّ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَاضِعًا يَمِينَهُ عَلَى شِمَالِهِ فِي الصَّلَاةِ (1).
18847 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ (2)، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي الشِّتَاءِ قَالَ: فَرَأَيْتُ أَصْحَابَهُ
= قيس بن الربيع، عن عاصم، به، وفيه: وضع جبهته بين كفيه. ويحيى الحماني وقيس بن الربيع كلاهما ضعيف.
وقد سلف نحوه برقم (18844).
(1)
إسناده صحيح، رجاله ثقات. وكيع: هو ابن الجراح.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 390 عن وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (1) -ومن طريقه المزي في "تهذيبه"(ترجمة موسى بن عمير) - والبيهقي في "السنن" 2/ 28 من طريق أبي نعيم، عن موسى بن عمير، به. وزاد الطبراني: ورأيت علقمة يفعله.
وأخرجه النسائي 2/ 125 - 126 من طريق عبد الله بن المبارك، عن موسى ابن عمير العنبري وقيس بن سليم العنبري، قالا: حدثنا علقمة بن وائل، عن أبيه، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان قائماً في الصلاة قبض بيمينه على شماله.
وسيرد بالأرقام: (18852)(18853)(18854)(18866)(18870)(18871)(18873)(18875)(18876)(18878).
وفي الباب عن جابر، سلف برقم (15090)، وانظر تتمة شواهده هناك.
(2)
قوله: حدثنا وكيع سقط من (م).
يَرْفَعُونَ أَيْدِيَهُمْ فِي ثِيَابِهِمْ (1).
18848 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْيَحْصُبِيِّ، عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ الْحَضْرَمِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَرْفَعُ يَدَيْهِ مَعَ التَّكْبِيرِ (2).
18849 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا فِطْرٌ، عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ وَائِلٍ
(1) حديث صحيح، شريك -وهو ابن عبد الله النخعي- وإن كان سيئ الحفظ- قد توبع، وكيع: هو ابن الجراح.
وأخرجه أبو داود (729) -ومن طريقه البغوي في "شرح السنة"(565) - من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وسيأتي بالأرقام: (18866) و (18870) و (18876).
قال السندي: قوله: يرفعون أيديهم في ثيابهم: ولا يتركون الرفع بثقل الثياب، أي: فهو أمر مؤكد.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة حال عبد الرحمن بن اليحصبي، فهو من رجال "التعجيل"، ولم يذكروا في الرواة عنه غير اثنين، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير صحابيه فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاري في "القراءة" و"رفع اليدين". وكيع: هو ابن الجراح، وأبو البختري: هو سعيد بن فيروز الطائي.
وسيرد بالأرقام: (18849) و (18850) و (18853) و (18855) و (18858) و (18861) و (18870) و (18871) و (18876) و (18877) و (18878).
وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4540)، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.
عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَرْفَعُ يَدَيْهِ حِينَ افْتَتَحَ الصَّلَاةَ حَتَّى حَاذَتْ إِبْهَامُهُ شَحْمَةَ أُذُنَيْهِ (1).
18850 -
حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ الْحَضْرَمِيِّ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: لَأَنْظُرَنَّ كَيْفَ يُصَلِّي. قَالَ: فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ، فَكَبَّرَ، وَرَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى كَانَتَا حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ قَالَ: ثُمَّ أَخَذَ شِمَالَهُ بِيَمِينِهِ. قَالَ: فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى كَانَتَا حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ، فَلَمَّا رَكَعَ وَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى رُكْبَتَيْهِ، فَلَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى كَانَتَا حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ، فَلَمَّا سَجَدَ وَضَعَ يَدَيْهِ مِنْ وَجْهِهِ، بِذَلِكَ الْمَوْضِعِ،
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، عبد الجبار بن وائل لم يسمع من أبيه، وبقية رجاله ثقات. وكيع: هو ابن الجراح، وفطر: هو ابن خليفة.
وأخرجه أبو داود (737) -ومن طريقه البغوي في "شرح السنة"(566) - والنسائي 2/ 123، وابن قانع في "معجمه" 3/ 181 - 182، والطبراني في "الكبير" 22/ (72) من طرق عن فطر، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (724) -ومن طريقه البيهقي 2/ 24 - 25، والبغوي في "شرح السنة"(562) - والطبراني 22/ (63) من طريق الحسن بن عبيد الله النخعي، عن عبد الجبار، به.
ولفظ أبي داود: رفع يديه حتى كانتا بحيال منكبيه، وحاذى بإبهاميه أذنيه. وعند الطبراني: رفع يديه حتى يحاذي بهما أذنيه.
وسيرد بالأرقام: (18866) و (18870) و (18871) و (18876).
وفي الباب عن مالك بن الحويرث، سيرد 5/ 53.
فَلَمَّا قَعَدَ افْتَرَشَ رِجْلَهُ الْيُسْرَى، وَوَضَعَ يَدَهُ الْيُسْرَى عَلَى رُكْبَتِهِ الْيُسْرَى، وَوَضَعَ حَدَّ مِرْفَقِهِ عَلَى فَخِذِهِ الْيُمْنَى، وَعَقَدَ ثَلَاثِينَ، وَحَلَّقَ وَاحِدَةً، وَأَشَارَ بِإِصْبَعِهِ السَّبَّابَةِ (1).
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات. عبد الواحد: هو ابن زياد العبدي.
وأخرجه البيهقي 2/ 72 من طريق مسدد، و 2/ 111 من طريق صالح بن عبد الله الترمذي، كلاهما عن عبد الواحد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/ 73 (بترتيب السندي) -ومن طريقه البيهقي 2/ 24 - والحميدي (885) -ومن طريقه الطبراني 22/ (85) - والنسائي 2/ 236 و 3/ 34 - 35، والدارقطني 1/ 290 من طريق سفيان بن عيينة، عن عاصم، به. إلا أن الحميدي والنسائي في الموضع الثاني لم يذكرا مكان وضع اليدين في التكبير.
وأخرجه مقطعاً ابنُ أبي شيبة 1/ 244 و 284 و 390 و 2/ 485 - 486، والبخاري في "رفع اليدين"(72)، والترمذي (292)، وابن ماجه (810) و (912)، وابن خزيمة (690) و (713)، والطبراني 22/ (79) و (89) و (92) و (94) من طرق عن عاصم، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وسيرد بالأرقام (18855) و (18858) و (18870) و (18871) و (18876) و (18877) و (18878).
وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4540).
وفي باب قوله: فلما ركع وضع يديه على ركبتيه، عن ابن أبزى، سلف برقم (15371).
وفي باب صفة الافتراش عن عبد الله بن الزبير، سلف (16100).
وعن عائشة، سيرد 6/ 31.
وقوله: أشار بأصبعه السبابة، سترد أحاديث الباب في تخريج الرواية (18870). =
18851 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْجَبَّارِ بْنَ وَائِلٍ يَذْكُرُ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بِدَلْوٍ مِنْ مَاءٍ، فَشَرِبَ مِنْهُ، ثُمَّ مَجَّ (1).
18852 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الْمَسْعُودِيِّ، عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ وَائِلٍ، حَدَّثَنِي أَهْلُ بَيْتِي، عَنْ أَبِي أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَرْفَعُ يَدَيْهِ مَعَ التَّكْبِيرَةِ، وَيَضَعُ يَمِينَهُ عَلَى يَسَارِهِ فِي الصَّلَاةِ (2).
= قال السندي: قوله: "وضع يديه من وجهه بذلك الموضع" الذي رفع إليه حين رفع.
"حدَّ مرفقه" أي: منتهاه، والمراد المرفق اليمنى، والمقصود بيان أنه لم يرفع المرفق عن الفخذ، بل وضعها عليها، وعقد ثلاثين على قواعد أهل الحساب.
(1)
حديث حسن، عبد الجبار بن وائل لم يسمع من أبيه، بينهما أهله كما سلف في الرواية (18838) ولا تضر جهالتهم، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (70) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (18838)، وسيرد برقم (18874).
(2)
إسناده صحيح، المسعودي وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة وإن كان اختلط -قد سمع منه وكيع قبل الاختلاط، والرواة المبهمون الذين روى عنهم عبد الجبار قد جاء التصريح ببعضهم في الرواية المطولة (18866) منهم أخوه علقمة بن وائل، وهو ثقة.
وأخرجه أبو داود (725)، والطبراني في "الكبير" 22/ (76) و (77)، =
18853 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْبَخْتَرِيِّ الطَّائِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْيَحْصُبِيِّ، عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ الْحَضْرَمِيِّ أَنَّهُ صَلَّى مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَكَانَ يُكَبِّرُ إِذَا خَفَضَ وَإِذَا رَفَعَ، وَيَرْفَعُ يَدَيْهِ عِنْدَ التَّكْبِيرِ، وَيُسَلِّمُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ (1).
= والبيهقي في "السنن" 2/ 26 من طرق عن المسعودي، بهذا الإسناد. زاد البيهقي: ويسجد بين كفيه.
وأخرجه الطبراني 22/ (74) عن مقدام بن داود، عن أسد بن موسى، عن المسعودي، عن عبد الجبار بن وائل، عن أبيه، به دون ذكر: أهل بيته. ومقدام ضعيف.
وأخرجه الطبراني 22/ (118)(من حديث طويل)، والبيهقي 2/ 30 من طريق محمد بن حجر الحضرمي، عن سعيد بن عبد الجبار بن وائل، عن أبيه، عن أمه، عن وائل بن حجر، وفيه: ثم وضع يمينه على يسراه على صدره. وسعيد بن عبد الجبار، قال النسائي: ليس بالقوي. وأم عبد الجبار، وهي أم يحيى قيل: لم يسمع منها، ولم نقف لها على ترجمة.
وقد سلف (18846) و (18848).
(1)
حديث صحيح، وهو مكرر (18848) إلا أن شيخ أحمد هنا: هو محمد بن جعفر.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 298 عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1021) -ومن طريقه الطبراني في "الكبير" 22/ (104) - والدارمي (1252)، والطبراني 22/ (103) و (105) والبيهقي 2/ 26 من طرق عن شعبة، به.
وعند الطبراني (105): حتى يرى بياض خديه.
وأخرجه الطبراني 22/ (106) من طريق عبد الأعلى، قال: صليت خلف عبد الرحمن اليحصبي، فسلم عن يمينه: السلام عليكم ورحمة الله، وعن يساره =
قَالَ شُعْبَةُ: قَالَ لِي أَبَانُ - يَعْنِي ابْنَ تَغْلِبَ -: فِي الْحَدِيثِ: حَتَّى يَبْدُوَ وَضَحُ وَجْهِهِ، فَقُلْتُ لِعَمْرٍو: أَفِي الْحَدِيثِ حَتَّى يَبْدُوَ وَضَحُ وَجْهِهِ؟ فَقَالَ عَمْرٌو: أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ.
18854 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ عَنْ حُجْرٍ أَبِي الْعَنْبَسِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلْقَمَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ وَائِلٍ - أَوْ سَمِعَهُ حُجْرٌ، مِنْ وَائِلٍ - قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَلَمَّا قَرَأَ: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} قَالَ: " آمِينَ " وَأَخْفَى بِهَا صَوْتَهُ، وَوَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى يَدِهِ الْيُسْرَى، وَسَلَّمَ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ (1).
= مثل ذلك، قال: قلت له: من أين أخذت هذا؟ قال: صليت خلف وائل بن حجر، قال: صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففعل مثل ذلك حتى رأيت بياض خديه.
وأخرجه مختصراً البخاري في "رفع اليدين"(10)، والنسائي 2/ 194، والطبراني في "الكبير" 22/ (27) من طريق قيس بن سُلَيْم العَنْبري، عن علقمة، عن أبيه.
وقوله: ويسلم عن يمينه وعن يساره، سيرد (18857) و (18861).
وفي الباب: باب قوله يكبر إذا خفض وإذا رفع عن أبي مريرة سلف برقم (10519).
وعن أبي موسى الأشعري، سيرد (19494) وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
وقوله: حتى يبدو وضح وجهه، له شاهد صحيح من حديث ابن مسعود سلف (3660)، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: "حتى يبدو وضح وجهه" الوضح بفتحتين: البياض من كل شيء.
(1)
حديث صحيح دون قوله: وأخفى بها صوته، فقد أخطأ فيها شعبة كما =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= سلف بيان ذلك في الرواية السالفة برقم (18843) وقال البخاري -فيما نقله عنه الترمذي في "جامعه" عقب الرواية (248) - وفي "العلل الكبير" 1/ 217 - 218 تعقيباً على هذا الحديث: أخطأ شعبة في مواضع من هذا الحديث، فقال: عن حجر أبي العنبس، وإنما هو حجر بن عنبس، ويكنى أبا السكن، وزاد فيه: عن علقمة بن وائل، وليس فيه عن علقمة، وإنما هو: عن حجر بن عنبس، عن وائل بن حُجْر، وقال: وخفض بها صوته، وإنما هو: ومدَّ بها صوته. وكذا قال أبو زرعة فيما نقله عنه الترمذي كذلك.
قلنا: ولئن سلَّم الحفاظ في التعارض الواقع بين الرفع والخفض في آمين، ورجحوا رواية سفيان، وجزموا بأن روايته أصح، إلا أنهم لم يسلِّموا في التعارض بين الروايتين فيما دون ذلك، فقد قال الحافظ في "التلخيص الحبير" 1/ 237 في قول شعبة: حجر أبي العنبس، وقول الثوري: حجر بن عنبس، ونقل تصويب البخاري وأبي زرعة لقول سفيان: وما أدري لِمَ لَمْ يصوبا القولين حتى يكون حجر بن عنبس هو أبو العنبس، وبهذا جزم ابن حبان في "الثقات" أن كنيته كاسم أبيه، ولكن قال البخاري: إن كنيته أبو السكن، ولا مانع أن يكون له كنيتان.
قال الحافظ: واختلفا أيضاً في شيء آخر، فالثوري يقول: حجر عن وائل، وشعبة يقول: حجر عن علقمة بن وائل عن أبيه. فذكر أن الطيالسي رواه هكذا في مسنده عن شعبة بزيادة: علقمة بن وائل، وقال: وسمعته -أي حجر- من وائل -وسيرد هذا الطريق في تخريج هذه الرواية- قال الحافظ: فبهذا تنتفي وجوه الاضطراب عن هذا الحديث، وما بقي إلا التعارض الواقع بين شعبة وسفيان فيه في الرفع والخفض، وقد رجحت رواية سفيان بمتابعة اثنين له بخلاف شعبة، فلذلك جزم النقاد بأن روايته أصح، والله أعلم.
وأخرجه الطيالسي (1024) -ومن طريقه البيهقي في "السنن" 2/ 57 و 178 - والدارقطني في "السنن" 1/ 334 من طريق يزيد بن زريع، كلاهما (الطيالسي ويزيد) عن شعبة، بهذا الإسناد، إلا أن الطيالسي قال: سمعت =
18855 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَائِلٍ الْحَضْرَمِيِّ، قَالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَكَبَّرَ حِينَ دَخَلَ، وَرَفَعَ يَدَيْهِ، وَحِينَ أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ رَفَعَ يَدَيْهِ، وَحِينَ رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ رَفَعَ يَدَيْهِ، وَوَضَعَ كَفَّيْهِ، وَجَافَى وَفَرَشَ فَخِذَهُ الْيُسْرَى مِنَ الْيُمْنَى، وَأَشَارَ بِإِصْبَعِهِ
= علقمة بن وائل يحدث عن وائل، وقد سمعت من وائل. قال الدارقطني: كذا قال شعبة: "وأخفى بها صوته". ويقال: إنه وهم فيه، لأن سفيان الثوري ومحمد بن سلمة بن كُهَيْل وغيرهما رووه عن سلمة، فقالوا:"ورفع صوته بآمين". وهو الصواب.
وأخرجه مختصراً وبتمامه ابنُ حبان (1805) والطبراني في "الكبير" 22/ (2) و (3) و (109) و (112)، والحاكم 2/ 232 من طرق عن شعبة، عن سلمة ابن كهيل، عن حجر، عن علقمة، عن وائل، به. إلا أن ابن حبان لم يذكر الإخفاء بها أو الجهر.
قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي!
وأخرجه مختصراً الطبراني في "الكبير" 22/ (115) من طريق موسى بن قيس الحضرمي، عن سلمة، عن علقمة، عن أبيه، قال: صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلَّم عن يمينه: "السلام عليكم ورحمه الله وبركاته" وعن يساره: "السلام عليكم ورحمة الله". وقال: هكذا رواه موسى بن قيس، عن سلمة، قال: عن علقمة بن وائل، وزاد في السلام: وبركاته.
وقوله: وسلم عن يمينه وعن يساره، سلف برقم (18853) وسيرد برقم (18857) و (18861).
وقوله: وضع يده اليمنى على يده اليسرى، سلف برقم (18846). وانظر (18841).
السَّبَّابَةِ (1).
18856 -
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ. وَيَزِيدُ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ وَائِلٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم. وَقَالَ يَزِيدُ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَضَعُ أَنْفَهُ عَلَى الْأَرْضِ إِذَا سَجَدَ مَعَ جَبْهَتِهِ (2).
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات.
وأخرجه ابن خزيمة (697) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وقال: قوله: وفرش فخذه اليسرى: يريد لليمنى، أي: فرش فخذه اليسرى ليضع فخذه اليمنى على اليسرى، كخبر آدم ابن أبي إياس: وضع فخذه اليمنى على اليسرى.
وأخرجه البخاري في "رفع اليدين"(27)(مختصراً)، وابن خزيمة (698)، والطبراني في "الكبير" 22/ (83) من طرق عن شعبة، به.
وقد سلف برقم (18850).
وفي باب أن يجافي يديه عن جنبيه في الركوع عن أبي حميد الساعدي عند الترمذي (260)، وابن حبان (1865) وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو الذي اختاره أهل العلم أن يجافي الرجل يديه عن جنبيه في الركوع والسجود.
قال السندي: قوله: "وجافى"، أي: عن جنبيه.
"من اليمنى"، أي: جعل اليسرى مفروشة من اليمنى، أي: إذا نظر إلى اليمنى، ظهر أن اليسرى مفروشة دون اليمنى.
(2)
صحيح لغيره، وهو مكرر ما قبله (18839) غير أن شيخي أحمد هنا: هما: أبو معاوية: وهو محمد بن خازم الضرير، ويزيد: وهو ابن هارون.
18857 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ حُجْرِ بْنِ عَنْبَسٍ، عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُسَلِّمُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ (1).
18858 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ، قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَبَّرَ، فَرَفَعَ يَدَيْهِ حِينَ كَبَّرَ - يَعْنِي اسْتَفْتَحَ الصَّلَاةَ - وَرَفَعَ يَدَيْهِ حِينَ كَبَّرَ (2) وَرَفَعَ يَدَيْهِ حِينَ رَكَعَ، وَرَفَعَ يَدَيْهِ حِينَ قَالَ:" سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ " وَسَجَدَ، فَوَضَعَ يَدَيْهِ حَذْوَ أُذُنَيْهِ، ثُمَّ جَلَسَ، فَافْتَرَشَ رِجْلَهُ الْيُسْرَى، ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ الْيُسْرَى عَلَى رُكْبَتِهِ الْيُسْرَى، وَوَضَعَ ذِرَاعَهُ الْيُمْنَى عَلَى فَخِذِهِ الْيُمْنَى، ثُمَّ أَشَارَ بِسَبَّابَتِهِ، وَوَضَعَ
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير حُجر فقد أخرج له البخاري في "القراءة" وأبو داود والترمذي، وغير صحابيه فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاري في "القراءة" و"رفع اليدين". محمد بن عبد الله بن الزبير: هو أبو أحمد الزبيري.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (113) من طريق محمد بن سلمة بن كهيل، عن أبيه سلمة، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (18853) و (18854).
(2)
كذا كررت في النسخ الخطية ما عدا (ق)، والذي في "مصنف" عبد الرزاق -وقد رواه الطبراني كذلك من طريقه-: ثم حين كبر رفع يديه. قلنا: يعني عند الركوع.
الْإِبْهَامَ عَلَى الْوُسْطَى، وَقَبَضَ سَائِرَ أَصَابِعِهِ، ثُمَّ سَجَدَ فَكَانَتْ يَدَاهُ حِذَاءَ أُذُنَيْهِ (1).
18859 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَجُلًا يُقَالُ لَهُ: سُوَيْدُ بْنُ طَارِقٍ سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْخَمْرِ، فَنَهَاهُ عَنْهَا، فَقَالَ: إِنِّي أَصْنَعُهَا لِلدَّوَاءِ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّهَا دَاءٌ وَلَيْسَتْ بِدَوَاءٍ "(2).
18860 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ وَائِلٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ رَجُلٌ: الْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ. فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " مَنِ
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، وسفيان: هو الثوري.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (2522) و (2948) و (3038)، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (81) بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (18872).
وسيرد بالأرقام: (18870) و (18871) و (18876) و (18877) و (18878).
(2)
حديث صحيح، وهو مكرر (18788) غير شيخ أحمد فهو هنا: عبد الرزاق، وشيخه: هو إسرائيل، وهو ابن يونس بن أبي إسحاق.
وهو في مصنف عبد الرزاق (17101).
وقد سلف كذلك برقم (18787) من مسند طارق بن سويد.
الْقَائِلُ؟ " قَالَ الرَّجُلُ: أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا أَرَدْتُ إِلَّا الْخَيْرَ فَقَالَ: " لَقَدْ فُتِحَتْ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ فَلَمْ يُنَهْنْهَا دُونَ الْعَرْشِ " (1).
18861 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا أَشْعَثُ بْنُ سَوَّارٍ، عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَكَانَ لِي مِنْ وَجْهِهِ مَا لَا
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، عبد الجبار بن وائل لم يسمع من أبيه، وسماع إسرائيل من جده أبي إسحاق في غاية الإتقان للزومه إياه.
وأخرجه ابن ماجه (3802) من طريق يحيى بن آدم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (54) من طريق عبد الله بن رجاء، عن إسرائيل، به.
وأخرجه بنحوه النسائي في "المجتبى" 2/ 145 - 146، والطبراني 22/ (59) من طريق يونس، عن أبي إسحاق، به.
وأخرجه الطيالسي (1023)، والطبراني في "الكبير" 22/ (55) و (56) و (57) و (58) من طرق عن أبي إسحاق، به. إلا أن عندهما أن الرجل قال: الله أكبر كبيراً والحمد لله كثيراً، وسبحان الله وبحمده بُكْرةً وأصيلاً.
وله شاهد صحيح من حديث: أنس بن مالك، سلف برقم (12034)، بلفظ:"لقد رأيت اثني عشر ملكاً يبتدرونها، أيهم يرفعها". وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب، وانظر حديث ابن عمر السالف برقم (4627).
قال السندي: قوله: "طيباً": طاهراً من الرياء والسمعة.
"مباركاً فيه": مبالغة في الكثرة، أو هو لإفادة الدوام.
"فلم يُنَهْنِهَّا" بتشديد الهاء الأخيرة، بإدغام هاء الكلمة في هاء الضمير، فإنه نهنه. وفي بعض النسخ:"فلم ينهنهها" بلا إدغام، والمعنى: فلم يكفها ولم يمنعها شيء دون الوصول إلى العرش، أي: إنها وصلت إلى العرش من غير عُروض مانع.
أُحِبُّ أَنَّ لِي بِهِ مِنْ وَجْهِ رَجُلٍ مِنْ بَادِيَةِ الْعَرَبِ صَلَّيْتُ خَلْفَهُ، وَكَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ كُلَّمَا كَبَّرَ وَرَفَعَ وَوَضَعَ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ، وَيُسَلِّمُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ (1).
(1) حديث صحيح دون رفع اليدين عند السجود، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، عبد الجبار لم يسمع من أبيه، ولضعف أشعث بن سوار، وهو الكندي. يزيد: هو ابن هارون.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (71) من طريق هانئ بن سعيد النخعي، عن الأشعث، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1022) عن المسعودي، عن عبد الجبار، عن أهله، عن أبيه، أنه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم فسلم عن يمينه وعن شماله.
وقد سلف برقم (18853).
وقوله: وكان يرفع يديه كلما كبر ورفع ووضع بين السجدتين.
أخرج نحوه أبو داود (723) وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2619)، وابن حبان (1862) وابن عبد البر في "التمهيد" 9/ 227، من طريق عبد الوارث بن سعيد، عن محمد بن جُحادة، عن عبد الجبار بن وائل قال: كنت غلاماً صغيراً لا أعقل صلاة أبي، فحدثني وائل بن علقمة، عن أبي وائل ابن حجر، به، وفيه: وإذا رفع رأسه من السجود أيضاً رفع يديه.
قلنا: وقوله في الإسناد: وائل بن علقمة، وهم، صوابه علقمة بن وائل، نبَّه عليه المزي في "التحفة" 9/ 92، وهذا إسناد صحيح، غير أن هذه الزيادة قد عارضها حديث ابن عمر السالف برقم (4540)، ولفظه: وكان لا يرفع بين السجدتين، وإسناده صحيح على شرط الشيخين. قال ابن عبد البر في "التمهيد" 9/ 227: والسنن لا تثبت إذا تعارضت وتدافعت. ووائل بن حجر إنما رآه أياماً قليلة في قدومه عليه، وابن عمر صحبه إلى أن توفي صلى الله عليه وسلم، فحديث ابن عمر أصح عندهم وأولى أن يعمل به من حديث وائل بن حجر. =
18862 -
حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ طَارِقَ بْنَ سُوَيْدٍ الْجُعْفِيَّ سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْخَمْرِ، فَنَهَاهُ أَوْ كَرِهَ لَهُ أَنْ يَصْنَعَهَا فَقَالَ: إِنَّمَا نَصْنَعُهَا لِلدَّوَاءِ، فَقَالَ:" إِنَّهُ لَيْسَ بِدَوَاءٍ وَلَكِنَّهُ دَاءٌ "(1).
18863 -
حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ، عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَتَاهُ رَجُلَانِ يَخْتَصِمَانِ فِي أَرْضٍ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا: إِنَّ هَذَا انْتَزَى عَلَى أَرْضِي يَا رَسُولَ اللهِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَهُوَ امْرُؤُ الْقَيْسِ بْنُ عَابِسٍ الْكِنْدِيُّ، وَخَصْمُهُ رَبِيعَةُ بْنُ عَبْدَانَ، فَقَالَ لَهُ:" بَيِّنَتَكَ " قَالَ: لَيْسَ لِي بَيِّنَةٌ. قَالَ: " يَمِينُهُ " قَالَ: إِذًا يَذْهَبُ بِهَا (2). قَالَ: " لَيْسَ لَكَ إِلَّا ذَلِكَ " قَالَ: فَلَمَّا قَامَ لِيَحْلِفَ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ اقْتَطَعَ أَرْضًا ظَالِمًا، لَقِيَ اللهَ عز وجل يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَهُوَ عَلَيْهِ
= وانظر حديث ابن عمر السَّالف برقم (6164).
قال السندي: قوله: "فكان لي من وجهه ما لا أحب إلخ .. " أي فكان كثير الالتفات إليَّ والإقبال عليَّ بحيث لا أتوقع ذلك الالتفات والإقبال من أصاغر الناس، فكيف من الأكابر لا سيما من مثله صلى الله عليه وسلم.
(1)
حديث صحيح، وهو مكرر (18788) غير شيخ أحمد، فهو هنا: روح، وهو ابن عبادة.
وقد سلف كذلك برقم (18787) من حديث طارق بن سويد.
(2)
لفظ "بها" ليس في (م).
غَضْبَانُ " (1).
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، علقمة بن وائل وأبوه من رجال مسلم، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. هشام بن عبد الملك: هو أبو الوليد الطيالسي، وأبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري، وعبد الملك: هو ابن عمير.
وأخرجه مسلم (139)(224)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 147 - 148، وفي "شرح مشكل الآثار"(3223)، والبيهقي في "السنن الكبرى" 10/ 137 و 261 وفي "السنن الصغير"(4333) من طريق هشام بن عبد الملك، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1025)، والنسائي في "الكبرى"(5990)، والطبراني في "الكبير" 22/ (25)(مختصراً) من طرق عن أبي عوانة، به.
وأخرجه الطبراني أيضاً 22/ (24) من طريق إبراهيم بن عثمان، عن عبد الملك بن عمير، به، إلا أنه سمى الرجل الكندي: الأشعث بن قيس.
وأخرجه مطولاً ومختصراً ابن أبي شيبة 7/ 4، ومسلم (139)، وأبو داود (3245) و (3623)، والترمذي في "جامعه"(1340)، وفي "العلل الكبير" 1/ 541، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2620)، والنسائي في "الكبرى"(5989)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 4/ 148، وابن حبان (5074)، والطبراني 22/ (17)، والدارقطني 4/ 211، والبيهقي 10/ 143 - 144 و 179 و 254 من طريق أبي الأحوص، عن سماك بن حرب، عن علقمة ابن وائل، عن أبيه، قال: جاء رجل من حضرموت ورجل من كندة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال الحضرمي: يا رسول الله، إن هذا قد غلبني على أرضٍ لي كانت لأبي. فقال الكندي: هي أرضي في يدي أزرعها، ليس له فيها حق. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للحضرمي:"ألك بينة؟ " قال: لا. قال: "فلك يمينه". قال: يا رسول الله: إن الرجل فاجر لا يبالي على ما حلف عليه، وليس يتورع من شيء. فقال: ليس لك منه إلا ذلك" فانطلق ليحلف، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما =
18864 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ وَائِلٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَسْجُدُ عَلَى الْأَرْضِ وَاضِعًا جَبْهَتَهُ وَأَنْفَهُ فِي سُجُودِهِ (1).
18865 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَكَعَ، فَوَضَعَ
= أدبر: "أما لئن حلف على ماله ليأكله ظلماً، ليلقين الله وهو عنه معرض ". قال الترمذي: حديث وائل بن حجر حديث حسن صحيح.
وفي الباب عن ابن مسعود، سلف (3576)، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: "انتزى"، أي: وثب.
"بينتك" بالنصب، أي: أحضر بينتك، أو بالرفع، أي: المطلوب بينتك.
"يمينه"، أي: خذ أو اقبل يمينه، أو لك يمينه.
"من اقتطع"، أي: بيمينه.
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، عبد الجبار لم يسمع من أبيه. والأعمش: وهو سليمان بن مهران مدلس وقد عنعن، وإنما احتملوا تدليسه عن شيوخه الذين أكثر عنهم فيما ذكر الذهبي في "الميزان" في ترجمته، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث العنبري، وعبد العزيز بن مسلم: هو القسملي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (62) من طريق الإمام أحمد، عن عبد الصمد، عن حفص بن غياث، عن الأعمش، بهذا الإسناد!
وقد سلف برقم (18839).
يَدَيْهِ عَلَى رُكْبَتَيْهِ (1).
18866 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ وَائِلٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ وَمَوْلًى لَهُمْ أَنَّهُمَا حَدَّثَاهُ، عَنْ أَبِيهِ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَفَعَ يَدَيْهِ حِينَ دَخَلَ فِي الصَّلَاةِ كَبَّرَ (2) - وَصَفَ هَمَّامٌ: حِيَالَ أُذُنَيْهِ -، ثُمَّ الْتَحَفَ بِثَوْبِهِ، ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى الْيُسْرَى، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ أَخْرَجَ يَدَيْهِ مِنَ الثَّوْبِ، ثُمَّ (3) رَفَعَهُمَا، فَكَبَّرَ، فَرَكَعَ، فَلَمَّا قَالَ:" سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ " رَفَعَ يَدَيْهِ، فَلَمَّا سَجَدَ سَجَدَ بَيْنَ كَفَّيْهِ (4).
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث، وعبد العزيز بن مسلم: هو القَسْمَلي.
وقد سلف برقم (18850).
(2)
لفظ "كبر" ليس في (ظ 13) و (ق) و (ص).
(3)
لفظ "ثم" ليس في (ظ 13).
(4)
إسناده صحيح على شرط مسلم، عبد الجبار وعلقمة وأبوهما وائل بن حجر من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الصفار، وهمام: هو ابن يحيى العوذي.
وأخرجه مسلم (401)، وابن خزيمة (906)، وأبو عوانة 2/ 97، والبيهقي في "السنن" 2/ 28 و 71، وفي "معرفة السنن والآثار"(2972) من طريق عفان، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (736)، والبيهقي 2/ 98 - 99 من طريق حجاج بن منهال، والطبراني في "الكبير" 22/ (60) من طريق أبي عمر الحوضي، =
18867 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ وَأَبُو نُعَيْمٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا سَجَدَ،
= كلاهما عن همام، عن محمد بن جحادة، به، دون ذكر علقمة في الإسناد، وزادا فيه ذكر صفة الركوع.
وأخرجه أبو داود (723)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2619)، وابن حبان (1862)، وابن عبد البر في "التمهيد" 9/ 227 من طريق عبد الوارث بن سعيد، عن محمد بن جحادة، عن عبد الجبار بن وائل، قال: كنت غلاماً صغيراً لا أعقل صلاة أبي، فحدثني وائل بن علقمة، عن أبي وائل ابن علقمة. فقلب اسم علقمة، وزاد فيه: وإذا رفع رأسه من السجود أيضاً رفع يديه، وهذه الزيادة سلف نحوها والكلام عليها في الرواية (18861)، فانظرها لزاماً.
وأخرجه ابن خزيمة (905) من طريق عمران بن موسى القزاز، عن عبد الوارث، عن محمد بن جحادة، عن عبد الجبار قال: كنت غلاماً لا أعقل صلاة أبي، فحدثني وائل بن علقمة أو علقمة بن وائل، عن أبي وائل بن حجر. وقال ابن خزيمة: هذا علقمة بن وائل لا شك فيه، لعل عبد الوارث. أو من دونه شَكَّ في اسمه.
قلنا: وقد جاء اسمه على الصواب من طريق عبد الوارث فيما أخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (61) عن طريق محمد بن عبيد بن حساب وأبي عمر المقعد، عنه، عن محمد بن جحادة، به.
وقد سلف برقم (18858)، وانظر (18846).
قال السندي: قوله: "ثم التحف"، أي: تستر، يعني أخرج يديه من الثوب حين كبر للإحرام، فإذا فرغ من التكبير أدخل يديه في الثوب.
جَعَلَ يَدَيْهِ حِذَاءَ أُذُنَيْهِ (1).
18868 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِي الصَّلَاةِ:" آمِينَ "(2).
18869 -
حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَجْهَرُ بِآمِينَ (3).
(1) إسناده صحيح، وهو مكرر (18845) إلا أن شيخي أحمد هنا: هما يحيى بن آدم، وأبو نعيم. وهو الفضل بن دكين.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف شريك: وهو ابن عبد الله النخعي، وبقية رجاله ثقات.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (102) من طريق يحيى بن أبي بُكيْر، عن شريك، بهذا الإسناد. وفيه: جهر بآمين.
وقد سلف برقم (18842).
(3)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف شريك، وهو ابن عبد الله النخعي، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير أن علقمة بن وائل وأباه أخرج لهما مسلم، والبخاري في "القراءة" و"رفع اليدين".
وأخرجه البيهقي في "السنن" 2/ 58 من طريق الأسود بن عامر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (11) من طريق محمد بن الحسن الأسدي، عن شريك، به.
وقد سلف برقم (18841) و (18842).
18870 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ، أَخْبَرَنِي أَبِي، أَنَّ وَائِلَ بْنَ حُجْرٍ الْحَضْرَمِيَّ أخْبَرَهُ قَالَ: قُلْتُ: لَأَنْظُرَنَّ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَيْفَ يُصَلِّي. قَالَ: فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ، قَامَ، فَكَبَّرَ، وَرَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى حَاذَتَا أُذُنَيْهِ، ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى ظَهْرِ كَفِّهِ الْيُسْرَى وَالرُّسْغِ وَالسَّاعِدِ، ثُمَّ قَالَ: لَمَّا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ، رَفَعَ يَدَيْهِ مِثْلَهَا، وَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى رُكْبَتَيْهِ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَرَفَعَ يَدَيْهِ مِثْلَهَا، ثُمَّ سَجَدَ، فَجَعَلَ كَفَّيْهِ بِحِذَاءِ أُذُنَيْهِ، ثُمَّ قَعَدَ، فَافْتَرَشَ رِجْلَهُ الْيُسْرَى، فَوَضَعَ كَفَّهُ الْيُسْرَى عَلَى فَخِذِهِ وَرُكْبَتِهِ الْيُسْرَى، وَجَعَلَ حَدَّ مِرْفَقِهِ الْأَيْمَنِ عَلَى فَخِذِهِ الْيُمْنَى، ثُمَّ قَبَضَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ، فَحَلَّقَ حَلْقَةً، ثُمَّ رَفَعَ إِصْبَعَهُ، فَرَأَيْتُهُ يُحَرِّكُهَا يَدْعُو بِهَا، ثُمَّ جِئْتُ بَعْدَ ذَلِكَ فِي زَمَانٍ فِيهِ بَرْدٌ، فَرَأَيْتُ النَّاسَ عَلَيْهِمُ الثِّيَابُ تُحَرَّكُ أَيْدِيهِمْ مِنْ تَحْتِ الثِّيَابِ مِنَ الْبَرْدِ (1).
(1) حديث صحيح دون قوله: "فرأيته يحركها يدعو بها" فهو شاذ انفرد به زائدة -وهو ابن قدامة- من بين أصحاب عاصم بن كليب كما سيأتي مفصلاً، ورجال الإسناد ثقات. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد العنبري.
وأخرجه الدارمي (1357)، والبخاري في "رفع اليدين"(31)، وأبو داود (727)، وابن الجارود (208)، والنسائي في "المجتبى" 2/ 126 - 127 و 3/ 37، وفي "الكبرى"(1191)، وابن خزيمة (480) و (714)، وابن حبان (1860)، والطبراني 22/ (82)، والبيهقي 2/ 27 - 28 و 28 و 132 من طرق عن زائدة، بهذا الإسناد. قال ابن خزيمة: ليس في شيء من الأخبار "يحركها" إلا في هذا الخبر، زائدة ذكره. وقال البيهقي 2/ 132: فيحتمل أن يكون =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= المراد بالتحريك الإشارة بها، لا تكرير تحريكها
…
وقوله: "فرأيته يحركها يدعو بها" انفرد بها زائدة من بين أصحاب عاصم ابن كليب، وهم: عبد الواحد بن زياد، وشعبة، وسفيان الثوري، وزهير بن معاوية، وسفيان بن عيينة، وسلام بن سليم أبو الأحوص، وبشر بن المفضل، وعبد الله بن إدريس، وقيس بن الربيع، وأبو عوانة، وخالد بن عبد الله الواسطي.
فحديث عبد الواحد بن زياد العبدي، سلف (18850)، ولفظه: وأشار بأصبعه السبابة.
وحديث شعبة، سلف (18855) وسيرد (18877)، ولفظه: وأشار بأصبعه السبابة.
وحديث سفيان الثوري، سلف (18858) وسيرد (18871)، ولفظه: ثم أشار بسبابته.
وحديث زهير بن معاوية، سيرد (18876) ولفظه: وقبض ثلاثين وحلَّق حلقة، ثم رأيته يقول هكذا، وأشار زهير بسبابته الأولى، وقبض أصبعين، وحلق الإبهام على السبابة الثانية.
وحديث سفيان بن عيينة عند الحميدي (885)، والنسائي 3/ 34 - 35، والطبراني 22/ (78) و (85) ولفظه: وأشار بالسبابة.
وحديث أبي الأحوص سلام بن سليم عند الطيالسي (1020) بلفظ: جعل يدعو هكذا، يعني بالسبابة يشير بها.
وحديث بشر بن المفضل عند النسائي 3/ 35 - 36، ولفظه: وقبض ثنتين وحلَّق. ورأيته يقول هكذا، وأشار بالسبابة من اليمنى، وحلَّق الإبهام والوسطى.
وحديث عبد الله بن إدريس الأودي عند ابن ماجه (912)، ولفظه: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم قد حلَّق الإبهام والوسطى، ورفع التي تليهما يدعو بها في التشهد.
وحديث قيس بن الربيع عند الطبراني 22/ (79) ولفظه: وأشار بالسبابة. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وحديث أبي عوانة عند الطبراني 22/ (90) ولفظه: ودعا بالسبابة.
وحديث خالد بن عبد الله الواسطي عند البيهقي 2/ 131، ولفظه: وأشار بالسبابة.
قلنا: فهؤلاء الثقات الأثبات من أصحاب عاصم لم يذكروا التحريك الذي خالف به زائدة، وهذا من أبين الأدلة على وهم زائدة فيه، وليس هو من باب زيادة الثقة كما توهَّم بعضهم، لا سيما أن روايتهم تتأيد بأحاديث صحيحة ثابتة عن غير وائل بن حجر، ولم يرد فيها التحريك، وجاء في بعضها إثبات الإشارة ونفي التحريك، كما ستقف عليه.
فقد سلف من حديث عبد الله بن عمر (5331) من طريق مالك، عن مسلم بن أبي مريم، عن علي بن عبد الرحمن المُعَاوي، أنه قال: رآني عبد الله ابن عمر وأنا أعبث بالحصى في الصلاة، فلما انصرف نهاني، وقال: اصنع كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع. قلت: وكيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع؟ قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جلس في الصلاة وضع كفَّه اليمنى على فخذه اليمنى، وقبض أصابعه كلَّها، وأشار بأصبعه التي تلي الإبهام، ووضع كفَّه اليسرى على فخذه اليسرى.
وسلف أيضاً (6153) من طريق حماد بن سلمة، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قعد يتشهد، وضع يده اليسرى على ركبته اليسرى، ووضع يده اليمنى على ركبته اليمنى، وعقد ثلاثاً وخمسين، ودعا. وعند مسلم (580) (115): وأشار بالسبابة.
وسلف من حديث عبد الله بن الزبير (16100) قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جلس في التشهد وضع يده اليمنى على فخذه اليمنى، ويده اليسرى على فخذه اليسرى، وأشار بالسبابة، ولم يجاوز بصره إشارته.
وأخرجه أبو داود (989)، والنسائي 3/ 37، وأبو عوانة 2/ 226، والبيهقي 2/ 131 من طرق عن حجاج بن محمد الأعور، عن ابن جريح، عن زياد بن =
18871 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنِي سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ
= سعد، عن محمد بن عجلان، عن عامر بن عبد الله بن الزبير، عن عبد الله بن الزبير: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يشير بإصبعه إذا دعا، ولا يحركها، وهذا إسناد حسن، وقد صرح ابن جريج بالتحديث عند أبي عوانة والنسائي والبيهقي، وقد أدرج أبو عوانة في مسنده هذا الحديث تحت قوله: بيان الإشارة بالسبابة إلى القبلة وَرَمْي البَصَرِ إليها وتَرْكِ تحريكها في الإشارة.
وجاء من حديث أبي حميد الساعدي عند الترمذي (293)، قال: حدثنا بندار محمد بن بشار، حدثنا أبو عامر العقدي، حدثنا فليح بن سليمان المدني، حدثنا عباس بن سهل الساعدي، قال: اجتمع أبو حميد وأبو أسيد وسهل بن سعد ومحمد بن مسلمة، فذكروا صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال أبو حميد: أنا أعلمكم بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم جلس -يعني للتشهد- فافترش رجله اليسرى، وأقبل بصدر اليمنى على قبلته، ووضع كفه اليمنى على ركبته اليمنى، وكفه اليسرى على ركبته اليسرى، وأشار بأصبعه، يعني السبابة. وهذا صحيح لغيره.
وسلف من حديث نمير الخزاعي (15866) من طريق مالك بن نمير الخزاعي، عن أبيه، قال: رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قاعد في الصلاة قد وضع ذراعه اليمنى على فخذه اليمنى، رافعاً بأصبعه السبابة قد حناها شيئاً، وهو يدعو. وهذا حديث صحيح لغيره دون قوله: قد حناها شيئاً.
وسلف من حديث ابن أبزى (15368): أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يشير بأصبعه السبَّاحة في الصلاة. وهو حديث صحيح. وسلف من حديثه أيضاً (15370) قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جلس في الصلاة، فدعا، وضع يده اليمنى على فخذه ثم كان يشير بأصبعه إذا دعا.
وقوله: "تحرك أيديهم من تحت الثياب" أخرجه ابن خزيمة (457)، والطبراني 22/ (98) من طريق شريك، عن عاصم، به. وقد سلف برقم (18847).
عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ، قَالَ: رَأَيْتُ (1) النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم حِينَ كَبَّرَ رَفَعَ (2) يَدَيْهِ حِذَاءَ أُذُنَيْهِ، ثُمَّ حِينَ رَكَعَ، ثُمَّ حِينَ قَالَ:" سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ " رَفَعَ يَدَيْهِ، وَرَأَيْتُهُ مُمْسِكًا يَمِينَهُ عَلَى شِمَالِهِ فِي الصَّلَاةِ، فَلَمَّا جَلَسَ حَلَّقَ بِالْوُسْطَى وَالْإِبْهَامِ، وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ، وَوَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى فَخِذِهِ الْيُمْنَى، وَوَضَعَ يَدَهُ الْيُسْرَى عَلَى فَخِذِهِ الْيُسْرَى (3).
(1) في (ظ 13): فرأيت.
(2)
في النسخ الخطية: ورفع.
(3)
إسناده قوي، عبد الله بن الوليد -وهو ابن ميمون العدني- وثقه العقيلي والدارقطني، وقال البخاري: مقارب، وقال أبو زرعة: صدوق، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: مستقيم الحديث، وصحح أحمد سماعه من سفيان، وقال: لم يكن صاحب حديث، وحديثه حديث صحيح، وكان ربما أخطأ في الأسماء، وقد كتبت عنه أنا كثيراً. وبقية رجاله ثقات.
وأخرجه مختصراً النسائي في "المجتبى" 3/ 35، وفي "الكبرى"(1187)، والطبراني في "الكبير" 22/ (78) من طريق محمد بن يوسف الفريابي، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 196 من طريق مؤمل، كلاهما عن سفيان، بهذا الإسناد. مختصراً عند النسائي في وضع ذراعيه على فخذيه. وعند الطحاوي في رفع يديه حيال أُذنيه.
وأخرجه ابن خزيمة (479) من طريق مؤمل بن إسماعيل، عن سفيان، به مختصراً في وضع يده اليمنى على شماله على صدره، ومؤمَّل فيعه ضَعْفٌ.
وأخرجه النسائي 3/ 35 - 36، وابن حبان (1945)، والطبراني 22/ (80)، والبيهقي 2/ 131 من طرق عن عاصم، به.
وأخرجه مقطعاً الطيالسي (1020)، وابن أبي شيبة 1/ 233 و 2/ 260، =
18872 -
حَدَّثَنَا مَعْمَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّقِّيُّ، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ، عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: اسْتُكْرِهَتْ امْرَأَةٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَدَرَأَ عَنْهَا الْحَدَّ، وَأَقَامَهُ عَلَى الَّذِي أَصَابَهَا، وَلَمْ يَذْكُرْ أَنَّهُ جَعَلَ لَهَا مَهْرًا (1).
= وأبو داود (957) و (728) -ومن طريقه البغوي في "شرح السنة"(563) و (564) - والنسائي 2/ 211، وابن ماجه (867)، وابن خزيمة (477) و (478) و (641)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 196 - 197 و 223، والطبراني 22/ (86) و (87) و (88) و (90) و (96)، والدارقطني 1/ 292 و 295 من طرق عن عاصم، به. وقد ذكروا فيه جميعاَ: رفع يديه حذو أذنيه.
وقد سلف برقم. (18850) و (18858).
(1)
إسناده ضعيف، لضعف حجاج -وهو ابن أرطاة-، ثم إنه لم يسمع من عبد الجبار -وهو ابن وائل- فيما قاله البخاري، ونقله عنه الترمذي في "العلل الكبير" 2/ 619، وعبد الجبار لم يسمع كذلك من أبيه.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (64) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه بتمامه ومختصراً ابن أبي شيبة 9/ 549 - 550 - ومن طريقه الطبراني 22/ (64)، والبيهقي 8/ 235 - والترمذي في "جامعه"(1453)، وفي "العلل" 2/ 618، وابن ماجه (2598)، والطبراني 22/ (64) من طريق مُعَمَّر ابن سليمان، به. قال الترمذي: هذا حديث غريب، وليس إسناده بالمتصل، ثم قال: والعمل على هذا عند أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم، أن ليس على المستكرهة حدٌّ. وقال البيهقي: في هذا الإسناد ضعف من وجهين: أحدهما: أن الحجاج لم يسمع من عبد الجبار، والآخر: أن عبد الجبار لم =
18873 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ (1)، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ وَائِلٍ، عَنْ وَائِلٍ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَضَعُ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى الْيُسْرَى فِي الصَّلَاةِ قَرِيبًا مِنَ الرُّسْغِ، وَيَرْفَعُ يَدَيْهِ (2) حِينَ يُوجِبُ حَتَّى تَبْلُغَا أُذُنَيْهِ، وَصَلَّيْتُ خَلْفَهُ فَقَرَأَ {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} فَقَالَ:" آمِينَ " يَجْهَرُ (3).
= يسمع من أبيه، قاله البخاري وغيره.
وسيرد بنحوه في الرواية 6/ 399.
وانظر حديث عمر بن الخطاب السالف برقم (1328).
(1)
في (م): بكر. وهو خطأ.
(2)
في الأصول: ويضع وفي (م): ووضع، والمثبت من الطبراني 22/ (42).
(3)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، عبد الجبار لم يسمع من أبيه، وزهير وهو ابن معاوية الجعفي -وإن كان سمع من أبي إسحاق، وهو عمرو بن عبد الله السَّبيعي بعد الاختلاط- قد توبع، وبقية رجاله ثقات.
وأخرجه مقطعاً الدارمي (1241)، والطبراني في "الكبير" 22/ (31) و (42) و (49)، والبيهقي في "السنن" 2/ 58 من طرق عن زهير، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (2633)، والطبراني 22/ (30) من طريق معمر، وابن أبي شيبة 2/ 425 و 14/ 44، والطبراني 22/ (34) من طريق أبي بكر بن عياش، والنسائي 2/ 122 و 145، والطبراني 22/ (36) من طريق يونس بن أبي إسحاق، والطبراني 22/ (32) و (33) و (35) و (38) و (39) و (40) من طريق إسرائيل، وخديج بن معاوية، وأبي الأحوص، والأعمش، وعبد الحميد بن أبي جعفر الفراء، وزائدة (على الترتيب)، والطبراني 22/ (37)، والدارقطني 1/ 334 - 335 من طريق زيد بن أبي أنيسة، عشرتهم عن أبي إسحاق، به. =
18874 -
حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ وَائِلٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بِدَلْوٍ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ، فَتَمَضْمَضَ، فَمَجَّ فِيهِ أَطْيَبَ مِنَ الْمِسْكِ - أَوْ قَالَ: مِسْكٌ - وَاسْتَنْثَرَ خَارِجًا مِنَ الدَّلْوِ (1).
= مختصراً في ذكر الجهر بالتأمين. قال الدارقطني: هذا إسناد صحيح! قلنا: يبقى الإسناد منقطعاً.
وأخرجه مقطعاً الطبراني 22/ (44) و (45) و (46) و (47) و (48) و (50) و (51) و (52) من طريق أبي الأحوص وخديج بن معاوية، ويونس بن أبي إسحاق، وزائدة، والأعمش (على الترتيب) كلهم عن أبي إسحاق، به.
وقوله: يضع اليمنى على اليسرى قريباً، سلف برقم (18870).
وقوله: حتى يبلغا أذنيه، سلف برقم (18849).
وقوله: فقال: "آمين" يجهر، سلف برقم (18841).
قال السندي: قوله: حين يوجب، من الإيجاب، أي: حين الشروع والإحرام.
(1)
حديث حسن، وهو مكرر (18851) إلا أن شيخ أحمد هنا: هو أبو أحمد: وهو محمد بن عبد الله بن الزبير.
وأخرجه الحميدي (886)، وابن ماجه (659)، والفاكهي في "أخبار مكة"(1136) من طريق سفيان بن عيينة، وابن ماجه (659)، والبيهقي في "الدلائل" 6/ 69 من طريق أبي أسامة، كلاهما عن مسعر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (120) عن مقدام بن داود، عن أسد ابن موسى، عن سفيان بن عيينة، عن مسعر، عن عبد الجبار بن وائل، عن بعض أهله، عن أبيه. به. قلنا: ومقدام بن داود ضعيف.
وقد سلف (18838).
18875 -
حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ وَائِلٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَضَعُ يَدَهُ الْيُمْنَى فِي الصَّلَاةِ عَلَى الْيُسْرَى، فَذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ ابْنِ أَبِي بَكَيْرٍ (1).
18876 -
حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ، أَنَّ وَائِلَ بْنَ حُجْرٍ أَخْبَرَهُ، قَالَ: قُلْتُ: لَأَنْظُرَنَّ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَيْفَ يُصَلِّي، فَقَامَ فَرَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى حَاذَتَا أُذُنَيْهِ، ثُمَّ أَخَذَ شِمَالَهُ بِيَمِينِهِ، ثُمَّ قَالَ: حِينَ أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى حَاذَتَا بِأُذُنَيْهِ (2)، ثُمَّ وَضَعَ يَدَيْهِ (3) عَلَى رُكْبَتَيْهِ، ثُمَّ رَفَعَ، فَرَفَعَ يَدَيْهِ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ سَجَدَ فَوَضَعَ يَدَيْهِ حِذَاءَ أُذُنَيْهِ، ثُمَّ قَعَدَ، فَافْتَرَشَ رِجْلَهُ الْيُسْرَى، وَوَضَعَ كَفَّهُ الْيُسْرَى عَلَى رُكْبَتِهِ الْيُسْرَى - فَخِذِهِ فِي صِفَةِ عَاصِمٍ - ثُمَّ وَضَعَ حَدَّ مِرْفَقِهِ الْأَيْمَنِ عَلَى فَخِذِهِ الْيُمْنَى، وَقَبَضَ ثَلَاثِينَ (4)، وَحَلَّقَ حَلْقَةً، ثُمَّ رَأَيْتُهُ يَقُولُ هَكَذَا؛ وَأَشَارَ زُهَيْرٌ بِسَبَّابَتِهِ الْأُولَى، وَقَبَضَ إِصْبَعَيْنِ، وَحَلَّقَ الْإِبْهَامَ عَلَى السَّبَّابَةِ الثَّانِيَةِ (5).
(1) حديث صحيح، وهو مكرر (18873) إلا أن شيخ أحمد هنا: هو حسن بن موسى، وهو الأشيب.
(2)
في (ص) و (م): أذنيه.
(3)
في (ظ 13): يده.
(4)
في (ق) و (م): ثلاثاً.
(5)
إسناده صحيح، رجاله ثقات.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (84) من طريق مالك بن إسماعيل، =
قَالَ زُهَيْرٌ: قَالَ عَاصِمٌ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الْجَبَّارِ، عَنْ بَعْضِ أَهْلِهِ، أَنَّ وَائِلًا قَالَ: أَتَيْتُهُ مَرَّةً أُخْرَى وَعَلَى النَّاسِ ثِيَابٌ فِيهَا الْبَرَانِسُ وَفِيهَا الْأَكْسِيَةُ، فَرَأَيْتُهُمْ يَقُولُونَ: هَكَذَا تَحْتَ الثِّيَابِ.
18877 -
حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ، عَنْ وَائِلٍ الْحَضْرَمِيِّ أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى، فَكَبَّرَ، فَرَفَعَ يَدَيْهِ، فَلَمَّا رَكَعَ، رَفَعَ يَدَيْهِ، فَلَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ رَفَعَ يَدَيْهِ، وَخَوَّى فِي رُكُوعِهِ، وَخَوَّى فِي سُجُودِهِ، فَلَمَّا قَعَدَ يَتَشَهَّدُ وَضَعَ فَخِذَهُ الْيُمْنَى عَلَى الْيُسْرَى، وَوَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى، وَأَشَارَ بِإِصْبَعِهِ السَّبَّابَةِ، وَحَلَّقَ بِالْوُسْطَى (1).
= عن زهير، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (18866).
وقوله: قال زهير: قال عاصم: وحدثني عبد الجبار عن بعض أهله أن وائلاً قال: أتيته مرة أخرى
…
سلف بإسناد صحيح برقم (18870)، وانظر (18847).
قال السندي: قوله: ثم قال: حين أراد أن يركع رفع، أي: ثم قال قائل هذا الكلام وهو حين أراد أن يركع رفع، فقوله:"حين" ظرف لقوله "رفع" ويحتمل أن المراد بالقول الفعل، وقوله:"رفع يديه" بدل منه.
(1)
إسناده صحيح، رجاله ثقات.
وقد سلف برقم (18855).
قال السندي: قوله: "وخوّى" بالتشديد، أي: باعد مرفقيه وعضديه عن جنبيه.
18878 -
حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ، عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ الْحَضْرَمِيِّ أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى، فَذَكَرَهُ، وَقَالَ فِيهِ: وَوَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى الْيُسْرَى، قَالَ: وَزَادَ فِيهِ شُعْبَةُ مَرَّةً أُخْرَى: فَلَمَّا كَانَ فِي الرُّكُوعِ وَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى رُكْبَتَيْهِ، وَجَافَى فِي الرُّكُوعِ (1).
(1) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله إلا أن شيخ أحمد هو أسود بن عامر، وهو ثقة.
حَدِيثُ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ
18879 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عَمَّارًا صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَارِثِ: يَا أَبَا الْيَقْظَانِ، لَا أَرَاكَ إِلَّا قَدْ خَفَّفْتَهُمَا. قَالَ: هَلْ نَقَصْتُ مِنْ حُدُودِهَا شَيْئًا؟! قَالَ: لَا، وَلَكِنْ خَفَّفْتَهُمَا. قَالَ: إِنِّي بَادَرْتُ بِهِمَا السَّهْوَ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" إِنَّ الرَّجُلَ لَيُصَلِّي، وَلَعَلَّهُ أَنْ لَا يَكُونَ لَهُ مِنْ صَلَاتِهِ إِلَّا عُشْرُهَا، أَوْ تُسْعُهَا، أَوْ ثُمُنُهَا، أَوْ سُبُعُهَا " حَتَّى انْتَهَى إِلَى آخِرِ الْعَدَدِ (1).
(1) صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عمر بن أبي عبد الرحمن بن الحارث، فقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وروى له النسائي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطان، وعُبيد الله: هو ابن عمر العمري، وسعيد بن أبي سعيد: هو المَقْبُري.
وأخرجه البزار في "مسنده"(1420)، والنسائي في "الكبرى"(611) مختصراً، وأبو يعلى في "مسنده"(1615)، وابن حبان (1889) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 340 عن أبي أسامة، عن عبيد الله العمري، به، مختصراً.
وأخرج نحوه ابنُ المبارك في "البر والصلة"(76)، وأبو يعلى في "مسنده"(1649) من طريق عبد الوهَّاب الثقفي، كلاهما عن عبيد الله العمري، عن =
18880 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ قَالَ: قَالَ عَمَّارٌ يَوْمَ صِفِّينَ: ائْتُونِي بِشَرْبَةِ لَبَنٍ، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" آخِرُ شَرْبَةٍ تَشْرَبُهَا مِنَ الدُّنْيَا شَرْبَةُ لَبَنٍ " فَأُتِيَ بِشَرْبَةِ لَبَنٍ، فَشَرِبَهَا، ثُمَّ تَقَدَّمَ فَقُتِلَ (1).
= سعيد المقبري، عن عمر بن أبي بكر، أن عمار بن ياسر
…
لم يذكر في الإسناد أبا بكر بن عبد الرحمن، وهذا إسناد منقطع.
وقد سلف بإسناد حسن برقم (18323) و (18324) و (18325).
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، أبو البختري: وهو سعيد بن فيروز لم يدرك عمار بن ياسر، قال ابن سعد: يروي عن الصحابة، ولم يسمع من كبير أحد، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه ابن سعد 3/ 257، وابن أبي شيبة 15/ 302، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(272)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/ 421 من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد كذلك 3/ 257، والحاكم 3/ 389، والبيهقي في "الدلائل" 2/ 552 و 6/ 421 من طرق عن سفيان الثوري، به، وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي! وفاتهما أن يعلاه بالانقطاع.
وأخرجه أبو يعلى (1626)، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 141 من طريق خالد بن عبد الله -وهو الواسطي- عن عطاء بن السائب، عن ميسرة -وهو ابن يعقوب بن أبي جميلة- وأبو البختري، أن عماراً يوم صفين جعل يقاتل فلا يقتل، فيجيء إلى علي، فيقول: يا أمير المؤمنين، أليس هذا يوم كذا وكذا هو؟ فيقول: أذهب عنك. فقال ذلك مراراً، ثم أُتي بلبنٍ فَشرِبَهُ. فقال عمار: إن هذه لآخر شربة أشربها من الدنيا، ثم تقدم فقاتل حتى قتل.
قلنا: ميسرة أدرك عماراً، فقد كان صاحب راية علي، روى عنه جمع، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وذكره ابن حبان في "الثقات"، إلا أن في طريقه خالد بن عبد الله الواسطي، وقد سمع من عطاء بعد الاختلاط.
وأخرجه بنحوه مطولاً ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(271)، وأبو يعلى (1614)، والبيهقي في "الدلائل" 6/ 421 من طريق الماجشون يعقوب ابن أبي سلمة، وابن سعد 3/ 258، والحاكم 3/ 385 من طريق عبد الله بن أبي عبيدة، كلاهما عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر عن مولاة لعمار، هي -عند الحاكم وابن سعد- لؤلؤة مولاة أم الحكم بنت عمار بن ياسر، ولم نقع لها على ترجمة. وأبو عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر وثقه ابن معين وعبد الله بن أحمد، واختلف قول أبي حاتم فيه، قال مرة: منكر الحديث، وقال أخرى: صحيح الحديث.
وأخرجه البزار في "البحر الزخار"(1432) وهو في "كشف الأستار"(2691)(زوائد) من طريق عيسى بن مسلم: وهو أبو داود الأعمى، عن عبد الأعلى بن عامر الثعلبي، عن عبد الله بن شريك العامري، عن مسلم بن مخراق، عن مخراق مولى حذيفة، عن عمار نحوه.
قلنا: مخراق مولى حذيفة لم نجد له ترجمة، ومسلم بن مخراق ذكره المِزِّي تمييزاً، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وعيسى بن مسلم وعبد الأعلى بن عامر ضعيفان.
وأخرجه الحاكم 3/ 389 - ومن طريقه البيهقي في "الدلائل" 2/ 552 - من طريق حرملة بن يحيى، عن عبد الله بن وهب، عن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن جده: وهو إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، قال: سمعتُ عمار بن ياسر بصفين في اليوم الذي قتل فيه وهو ينادي: أزلفت الجنة، وزوجت الحور العين، اليوم نلقى حبيبنا محمداَ صلى الله عليه وسلم، عهد إليَّ أن آخر زادك من الدنيا ضيح من لبن.
قلنا: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حرملة بن يحيى، فقد أخرج له مسلم، وهو ثقة وقد أكثر الرواية عن ابن وهب، وانفرد =
18881 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا زِيَادٌ أَبُو عُمَرَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَثَلُ أُمَّتِي مَثَلُ الْمَطَرِ لَا يُدْرَى أَوَّلُهُ خَيْرٌ أَمْ آخِرُهُ "(1).
= عنه بأحاديث، ولا يضره ذلك، فقد قال ابن عدي: وقد تبحرت حديث حرملة وفتشته الكثير، فلم أجد فيه ما يجب أن يضعف من أجله، ورجل يكون حديث ابن وهب كله عنده، فليس ببعيد إن يغرب على غيره كتباً ونسخاً.
قلنا: وبهذا الإسناد يصح الحديث، وقد صححه الحاكم ووافقه الذهبي إلا أنهما قالا: على شرط الشيخين! وفاتهما أن حرملة لم يرو له سوى مسلم.
(1)
حديث قوي بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، الحسن -وهو البصري- لم يسمع من عمار بن ياسر. وقد رُوي عن الحسن مرسلاً، وهو الصحيح عنه كما سلف بيان ذلك في الرواية السالفة برقم (12462). وزياد أبو عمر -وهو ابن أبي مسلم، ويقال ابن مسلم، الفَرَّاء- مختلف فيه، حسن الحديث، وثقه أحمد وأبو داود وأبو زرعة، واختلف قول ابن معين فيه فضعفه في موضع، ووثقه في موضع آخر، وقال أبو حاتم: شيخ يكتب حديثه، وليس بقوي في الحديث، وضعفه يحيى بن سعيد القطان، وقال ابن عدي: إنما أشار يحيى إلى أنه كان يروي حديثين أو ثلاثة، ثم جاء بَعْدُ بأشياء، فإنما يعني -والله أعلم- بأحاديث مقاطيع، فأما المسند، فإني لم أر عنه شيئاً. عبد الرحمن هو ابن مهدي.
وأخرجه البزار في "البحر الزخار"(1412) -وهو في "كشف الأستار"(2843)(زوائد)، وابن حبان (7226)، والرامهرمزي في "الأمثال" ص 164 من طريق فضيل بن سليمان -وهو النميري- عن موسى بن عقبة، عن عبيد بن سَلْمان بن الأغر، عن أبيه، عن عمار بن ياسر. قال البزار: وهذا الإسناد أحسن من الأسانيد الأخر التي تروى عن غيره. قلنا: يعني أن هذا الإسناد أحسن ما يروى عن عمار، وفيه فضيل بن سليمان وعبيد بن سلمان ضعيفان، وقد ذكر عبيد في رجال التهذيب. =
18882 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ يَعْنِي ابْنَ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ (1) وَعَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عُمَرَ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّا نَمْكُثُ الشَّهْرَ وَالشَّهْرَيْنِ، لَا نَجِدُ الْمَاءَ، فَقَالَ عُمَرُ: أَمَّا أَنَا، فَلَمْ أَكُنْ لِأُصَلِّيَ حَتَّى أَجِدَ الْمَاءَ، فَقَالَ عَمَّارٌ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. تَذْكُرُ حَيْثُ كُنَّا بِمَكَانِ كَذَا (2)، وَنَحْنُ نَرْعَى الْإِبِلَ، فَتَعْلَمُ أَنَّا أَجْنَبْنَا؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَإِنِّي تَمَرَّغْتُ فِي التُّرَابِ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَحَدَّثْتُهُ، فَضَحِكَ وَقَالَ:
= وأخرجه الطيالسي (647) عن عمران وهو القطان، عن قتادة، حدثنا صاحبٌ لنا، عن عمار، فذكره.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/ 68، وقال: رواه أحمد والبزار والطبراني. ورجال البزار رجال الصحيح غير الحسن بن قزعة وعبيد بن سَلْمان الأغر، وهما ثقتان، وفي عبيد خلاف لا يضر.
وقد سلف من حديث أنس برقم (12327)، وسردنا ثمت طرقه وشواهده، فأغنى عن الإعادة هنا.
قال السندي: قوله: "مثل المطر"، أي: المطر كله خير، أوله ينبت وآخره يربي، كذلك هذه الأمة المرحومة المباركة كلها خير، ولم يرد الشك، وإنما أراد أنهم في كثرة الخير تشابه أمرهم وكاد لا يتميز أولهم من آخرهم، وهذا لا ينافي أن أولهم خير في الواقع كما جاء:"خير القرون قرني" الحديث. قيل: الأولون أقاموا الدين والآخرون مهدوا قواعده. وقيل: بل الآخرون أهل زمان عيسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام، فإنهم يعودون في الصلاح والخير إلى حال الأولين، والله تعالى أعلم.
(1)
في (م): أبي ثابت، وهو خطأ.
(2)
في (ظ 13) و (ق): كذا وكذا.
" كَانَ الصَّعِيدُ الطَّيِّبُ (1) كَافِيَكَ ". وَضَرَبَ بِكَفَّيْهِ الْأَرْضَ، ثُمَّ نَفَخَ فِيهِمَا، ثُمَّ مَسَحَ (2) وَجْهَهُ وَبَعْضَ ذِرَاعَيْهِ. قَالَ: اتَّقِ اللهَ يَا عَمَّارُ! قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنْ شِئْتَ لَمْ أَذْكُرْهُ مَا عِشْتُ - أَوْ مَا حَيِيتُ - قَالَ: كَلَّا وَاللهِ، وَلَكِنْ نُوَلِّيكَ مِنْ ذَلِكَ مَا تَوَلَّيْتَ (3).
(1) كلمة "الطيب" لم ترد في (ظ 13) ولا (ص)، وقد وردت في هامش (س)، نسخة.
(2)
في (م): ثم مسح بهما.
(3)
حديث صحيح دون قوله: وبعض ذراعيه، فقد شك فيها سلمة بن كهيل، كما سلف برقم (18339)، وأشار إلى ضعفها الحافظ في "الفتح" 1/ 445، وقد جاء في الرواية الصحيحة (18338): ومَسَحَ بها وجهه وكفيه، ورجال هذا الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير أبي مالك -وهو غزوان الغفاري الكوفي- فمن رجال أبي داود والترمذي والنسائي، وروى له البخاري تعليقاً، وهو ثقة، وغير عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى، فقد روى له البخاري تعليقاً، وأبو داود والنسائي وهو صدوق. سفيان: هو الثوري.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 1/ 168، وفي "الكبرى"(302)، وأبو يعلى (1606) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (915) -ومن طريقه ابن المنذر في "الأوسط"(514) -، وأبو داود (322) -ومن طريقه ابن عبد البر في "التمهيد" 19/ 273 - والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 113، والبيهقي في "السنن" 1/ 210 من طريق محمد بن كثير، والطحاوي أيضاً 1/ 113 من طريق مؤمل، كلاهما عن سفيان، عن سلمة، عن أبي مالك، عن عبد الرحمن بن أبزى، به. ولفظ =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= أبي داود: ثم مسح بهما وجهه ويديه إلى نصف الذراع، ونحوه عند الطحاوي.
وأخرجه أبو داود (323) من طريق حفص بن غياث، عن الأعمش، عن سلمة بن كهيل، عن ابن أبزى، عن عمار. ولم يذكر أبا مالك.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 159، عن ابن إدريس، وابن المُنذر في "الأوسط"(546) من طريق أبي الأحوص، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 112، والدارقطني في "السنن" 1/ 184 من طريق شعبة وزائدة، ثلاثتهم عن حصين، عن أبي مالك، عن عمار موقوفاً. ولفظ ابن أبي شيبة: أن عماراً تيمم، فمسح بيديه، ثم مسح بهما وجهه ويديه، ولم يمسح ذراعيه.
وأخرجه الدارقطني 1/ 183 أيضاً من طريق إبراهيم بن طهمان، عن حصين، عن أبي مالك، عن عمار، مرفوعاً.
قال الدارقطني: لم يروه عن حصين مرفوعاً غير إبراهيم بن طهمان، ووقفه شعبة وزائدة، وغيرهما، وأبو مالك في سماعه من عمار نظر، فإن سلمة ابن كهيل قال فيه: عن أبي مالك، عن ابن أبزى، عن عمار، قاله الثوري عنه.
وانظر "علل الرازي" 1/ 11 و 23، و"سنن البيهقي" 1/ 210.
وقد سلف بالرقمين: (18338) و (18339)، وانظر (18319)، وسيرد بالرقم (18887).
قال السندي: قوله: نمكثُ الشهرَ والشهرين، أي: في مكان، فتصيبُنا الجنابة لطول المكث، ولا ماء ثمت، أفنتيمَّم؟
فلم أكن لأصلي، أي: إذا كنتُ جُنُباً. فبيَّن أن اجتهاده يقتضي تأخير الصلاة، لا جواز التيمم للجنابة.
تمرغت: تقلبت في التراب، بظن أن إيصال التراب إلى جميع =
18883 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْبُخْتُرِيِّ، أَنَّ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ أُتِيَ بِشَرْبَةِ لَبَنٍ، فَضَحِكَ، قَالَ: فَقَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِنَّ آخِرَ شَرَابٍ أَشْرَبُهُ لَبَنٌ حَتَّى أَمُوتَ "(1).
18884 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ سَلَمَةَ
= الأعضاء واجبٌ في الجنابة، كإيصال الماء، وبه يظهر أن المجتهد يخطئ ويصيب.
"كان الصعيد"، أي: استعماله على الوجه المعروف.
ثم نفخ فيهما، تقليلاً للتراب، ودفعاً لما ظن أنه لا بد من الإكثار في استعمال التراب.
ثم مسح
…
إلخ، ظاهره الاكتفاء بضربة واحدة، وعدم وجوب التيمم إلى المرافق.
اتق الله، أي: في أحكامه، فلا تذكر إلا عن تحفظ.
إن شئتَ؛ كأنه رأى أن أصلَ التبليغ قد حصلَ منه، وزيادةُ التبليغ غيرُ واجبة عليه، فيجوزُ له تركُه إن رأى عُمرُ فيه مصلحة.
ولكن نُولِّيك، من التَّوْلية، أي: جعلناك والياً على ما تَصدَّيتَ عليه من التبليغ والفتوى بما تعلم، كأنه أراد أنه ما تذكَّر، فليس له أن يُفتي به، لكن لعمارٍ ذلك، فإنه تذكَّر، وكأنه ما قطع بخطئه، وإنما لم يذكره، فجوَّز عليه الوَهَم، وعلى نفسه النسيان، والله تعالى أعلم.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، وهو مكرر (18880) إلا أن شيخ أحمد هنا هو عبد الرحمن بن مهدي.
يَقُولُ: رَأَيْتُ عَمَّارًا يَوْمَ صِفِّينَ، شَيْخًا كَبِيرًا، آدَمَ طُوَالًا، آخِذًا الْحَرْبَةَ بِيَدِهِ، وَيَدُهُ تُرْعَدُ، فَقَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَقَدْ قَاتَلْتُ بِهَذِهِ الرَّايَةِ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثَلَاثَ مَرَّاتٍ وَهَذِهِ الرَّابِعَةُ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْ ضَرَبُونَا حَتَّى يَبْلُغُوا بِنَا سَعَفَاتِ هَجَرَ، لَعَرَفْتُ أَنَّ مُصْلِحِينَا عَلَى الْحَقِّ، وَأَنَّهُمْ عَلَى الضَّلَالَةِ (1).
(1) هذا الأثر إسناده ضعيف، عبد الله بن سلمة: هو المرادي الكوفي، قد اختلط، وسماع عمرو بن مرة منه بعد اختلاطه، فقد روى شعبة عن عمرو أنه قال: كان عبد الله بن سلمة يحدثنا فنعرف وننكر، كان قد كَبِرَ، ومن ثَمَّ قال البخاري: لا يتابع في حديثه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 15/ 289، 299، وأبو يعلى (1610)، وابن حبان (7080) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد، وقد وقع في مطبوع ابن أبي شيبة 15/ 289 سقطٌ وتحريف.
وأخرجه بنحوه الطيالسي (643)، وابن سعد 3/ 256 - 257، وابن أبي شيبة 15/ 297، والحاكم 3/ 384، 392 من طرق عن شعبة، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن سلمة، به.
وأخرجه مختصراً ابن أبي شيبة 15/ 289 من طريق الأعمش، عن عمرو ابن مرة، عن عبد الله بن سلمة أو عن أبي البختري، عن عمار، به. قلنا: وأبو البختري لم يسمع من عمار، وله طرق أخرى لا يفرح بها.
فقد أخرج ابنُ سعد 3/ 258 عن الواقدي، عمن سمع من سلمة بن كهيل، وأخرجه البزار في "البحر الزخار"(1410) من طريق يحيى بن سلمة بن كهيل كلاهما عن سلمة بن كهيل، عن أبي صادق، عن ربيعة بن ناجذ، عن عمار، به. وقال البزار: ولا نعلم رُوي عن ربيعة بن ناجذ، عن عمار إلا هذا الحديث.
قلنا: في إسناد ابنِ سعدٍ الواقديُّ، وهو متروك، ورجل مبهم. وفي إسناد =
18885 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ. وَحَجَّاجٌ قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ. قَالَ حَجَّاجٌ: سَمِعْتُ أَبَا نَضْرَةَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عَبَّادٍ قَالَ: قُلْتُ لِعَمَّارٍ: أَرَأَيْتَ قِتَالَكُمْ رَأْيًا رَأَيْتُمُوهُ. قَالَ حَجَّاجٌ: أَرَأَيْتَ هَذَا الْأَمْرَ - يَعْنِي قِتَالَهُمْ - رَأْيًا رَأَيْتُمُوهُ؟ فَإِنَّ الرَّأْيَ يُخْطِئُ وَيُصِيبُ، أَوْ عَهْدًا عَهِدَهُ إِلَيْكُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ مَا عَهِدَ
= البزار يحيى بن سلمة بن كهيل، وهو متروك كذلك.
وأخرجه الحاكم 3/ 386 بنحوه من طريق الواقدي، عن عبد الله بن جعفر: وهو المخرمي، عن ابن أبي عون: وهو عبد الواحد، قال: أقبل عمار، وهذا إسناد معضل، والواقدي متروك.
وأورده الطبري في "تاريخه" 5/ 38 قال: قال أبو مخنف: حدثني الصَّقْعب ابن زهير، قال: سمعت عماراً يقول، فذكره، وأبو مخنف: وهو لوط بن يحيى تالف.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 7/ 242 - 243 و 9/ 292، وقال في الموضع الأول: رواه الطبراني، ورجال أحمد رجال الصحيح غير عبد الله بن سلمة وهو ثقة!
…
وقال في الموضع الثاني: رواه الطبراني، وإسناده حسن!
قال السندي: قوله: طُوالاً، ضبط بضم الطاء.
تُرعد، ضبط على بناء المفعول.
أن مصلحينا: فيه أن المفسد ولو كان مع أهل الحق فلا يوصف بأنه على الحق.
سَعَفَاتِ هَجَرَ: وقال ابن الأثير في "النهاية": وفي حديث عمار: "لو ضربونا حتى يبلغوا بنا السَّعَفاتِ" جمع سَعَفَة بالتحريك، وهي أغصانُ النخيل، وقيل: إذا يَبِسَتْ سُميت سَعَفَة، وإذا كانت رطبة فهي شَطْبة، وإنما خص هجر للمباعدة في المسافة، ولأنها موصوفة بكثرة النخيل.
إِلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم شَيْئًا لَمْ يَعْهَدْهُ إِلَى النَّاسِ كَافَّةً، وَقَالَ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ فِي (1) أُمَّتِي " قَالَ شُعْبَةُ: وَأَحْسِبُهُ قَالَ: حَدَّثَنِي حُذَيْفَةُ: " إِنَّ فِي أُمَّتِي اثْنَيْ عَشَرَ مُنَافِقًا ". فَقَالَ: " لَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ، وَلَا يَجِدُونَ رِيحَهَا حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ، ثَمَانِيَةٌ مِنْهُمْ تَكْفِيكَهُمُ الدُّبَيْلَةُ، سِرَاجٌ مِنْ نَارٍ يَظْهَرُ فِي أَكْتَافِهِمْ حَتَّى يَنْجُمَ فِي (2) صُدُورِهِمْ "(3).
18886 -
حَدَّثَنَا بَهْزُ بْنُ أَسَدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَطَاءٌ الْخُرَاسَانِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ
(1) في هامش (س): من (نسخة).
(2)
كلمة (في) لم ترد في (ظ 13) ولا في (ص)، وهي نسخة في هامش (س).
(3)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أبي نضرة -وهو المنذر بن مالك العبدي- فمن رجال مسلم. حجَّاج: هو ابن محمد المِصِّيصيّ، وقتادة: هو ابن دِعامة السَّدوسي.
وأخرجه مسلم (2779)(10)، والبزار في مسنده (2788)، وأبو يعلى (1616)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 5/ 262، من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. قال البزار: هذا الحديث لا نعلمه يُروى عن حذيفة، عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد، وقال ابن أبي حاتم عن أبيه في "العلل" 2/ 409 - 410: هذا يقوله قيس بن عباد عن حذيفة، وليس كل إنسان يقوله.
وقد سلف مختصراً برقم (18313) وسيرد 5/ 390. وانظر حديث حذيفة الآتي 5/ 390.
قال السندي: قوله: الدُّبَيْلة، ضبط بضم دال وفتح موحدة. وقوله: سراج، بيان لها. حتى ينجم، أي: ينفذ، ويخرج من صدورهم.
أَنَّ عَمَّارًا قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى أَهْلِي لَيْلًا وَقَدْ تَشَقَّقَتْ يَدَايَ، فَضَمَّخُونِي بِالزَّعْفَرَانِ، فَغَدَوْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ وَلَمْ يُرَحِّبْ بِي، فَقَالَ:" اغْسِلْ هَذَا " قَالَ: فَذَهَبْتُ، فَغَسَلْتُهُ، ثُمَّ جِئْتُ وَقَدْ بَقِيَ عَلَيَّ مِنْهُ شَيْءٌ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ وَلَمْ يُرَحِّبْ بِي، وَقَالَ:" اغْسِلْ هَذَا عَنْكَ " فَذَهَبْتُ فَغَسَلْتُهُ، ثُمَّ جِئْتُ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَرَدَّ عَلَيَّ، وَرَحَّبَ بِي، وَقَالَ:" إِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَا تَحْضُرُ جَنَازَةَ الْكَافِرِ وَلَا الْمُتَضَمِّخَ بِزَعْفَرَانٍ وَلَا الْجُنُبَ ". وَرَخَّصَ لِلْجُنُبِ إِذَا نَامَ أَوْ أَكَلَ أَوْ شَرِبَ أَنْ يَتَوَضَّأَ (1).
(1) إسناده ضعيف لانقطاعه، يحيى بن يعمر لم يلق عمار بن ياسر فيما ذكر الدارقطني، بينهما رجل كما سيرد في الرواية (18890)، وقد نبه على ذلك أبو داود، وبقية رجاله ثقات رجال مسلم غير بهز بن أسد العَمِّي، فقد روى له الشيخان.
وأخرجه الطيالسي (646)، وابن أبي شيبة 1/ 62 و 4/ 414، وأبو داود (225) و (4176) و (4601) -ومن طريقه البيهقي 5/ 36 - ، والترمذي (613) -ومن طريقه البغوي في "شرح السنة"(267) - والبزار في "البحر الزخار"(1402)، وأبو يعلى (1635) من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
قال أبو داود: بين يحيى بن يعمر وعمار بن ياسر في هذا الحديث رجل، ومع ذلك فقد قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه أبو داود (4180)، والبيهقي 5/ 36 من طريق الحسن بن أبي الحسن -وهو البصري- عن عمار رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:"ثلاث لا تقربُهم الملائكةُ بخير: جيفة الكافر، والمتضمخ بخلوق، والجنب إلا أن يتوضأ". قلنا: الحسن لم يسمع من عمار. =
18887 -
حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ، عَنْ ذَرٍّ، عَنِ ابْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ عَنِ التَّيَمُّمِ، فَلَمْ يَدْرِ مَا يَقُولُ، فَقَالَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ: أَمَا تَذْكُرُ حَيْثُ كُنَّا فِي سَرِيَّةٍ، فَأَجْنَبْتُ، فَتَمَعَّكْتُ فِي التُّرَابِ، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" إِنَّمَا يَكْفِيكَ هَكَذَا ". وَضَرَبَ شُعْبَةُ يَدَيْهِ عَلَى رُكْبَتَيْهِ، وَنَفَخَ فِي يَدَيْهِ، ثُمَّ مَسَحَ بِهِمَا وَجْهَهُ وَكَفَّيْهِ مَرَّةً وَاحِدَةً (1).
= وقد صحَّ نهيه صلى الله عليه وسلم أن يتزعفر الرجل من حديث أنس، وقد سلف (11978)، وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
وانظر حديث ابن عمر (5717).
وفي باب إباحة النوم للجنب عن ابن عمر سلف (4662) وإسناده صحيح على شرط الشيخين وذكر هناك بقية أحاديث الباب.
وفي إباحة الأكل للجنب: عن عائشة عند ابن حبان (1218) وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
قال السندي: قوله: "فضمخوني" بالتشديد، أي: لطخوني.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. بهز: هو ابن أسد العمي، والحكم: هو ابن عتيبة، وذر: هو ابن عبد الله المُرهبي، وابن عبد الرحمن بن أبزى: هو سعيد.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 1/ 169، وفي "الكبرى"(304) من طريق بهز، بهذا الإسناد.
وهو مكرر الحديث رقم (18332)، وانظر الحديث رقم (18319).
قال السندي: قوله: على ركبتيه: موضع الضرب على الأرض لظهور الأمر.
18888 -
حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ أَبِي الْيَقْظَانِ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَهَلَكَ (1) عِقْدٌ لِعَائِشَةَ، فَأَقَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى أَضَاءَ الْفَجْرُ، فَتَغَيَّظَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى عَائِشَةَ، فَنَزَلَتْ عَلَيْهِمُ الرُّخْصَةُ فِي الْمَسْحِ بِالصُّعُدَاتِ، فَدَخَلَ عَلَيْهَا أَبُو بَكْرٍ، فَقَالَ: إِنَّكِ لَمُبَارَكَةٌ، لَقَدْ نَزَلَ عَلَيْنَا فِيكِ رُخْصَةٌ، فَضَرَبْنَا بِأَيْدِينَا لِوُجُوهِنَا (2) وَضَرَبْنَا بِأَيْدِينَا ضَرْبَةً إِلَى الْمَنَاكِبِ وَالْآبَاطِ (3).
18889 -
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، حَدَّثَنَا أَبُو رَاشِدٍ قَالَ:
(1) في (س) و (م) و (ص): هلك.
(2)
في (م): إلى وجوهها. وهو تحريف.
(3)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، عبيد الله بن عبد الله بن عتبة لم يدرك عماراً فيما ذكر المزي في "تحفة الأشراف" 7/ 481، و"تهذيب الكمال". وقد سلف متصلاً برقم (18322) بذكر ابن عباس بينهما. ورجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة.
وأخرجه الطيالسي (637) -ومن طريقه البيهقي في "السنن" 1/ 208 - وأبو يعلى (1633)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 111، والشاشي في "مسنده"(1040) من طريق يزيد بن هارون، كلاهما (الطيالسي ويزيد) عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد. ولم يذكر يزيد في روايته: ضربتين.
وأخرجه ابن ماجه (565) من طريق ليث بن سعد، عن الزهري، به.
وسيرد بالرقمين (18891) و (18893).
خَطَبَنَا عَمَّارٌ، فَتَجَوَّزَ فِي خُطْبَتِهِ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ: لَقَدْ قُلْتَ قَوْلًا شِفَاءً، فَلَوْ أَنَّكَ أَطَلْتَ، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى أَنْ نُطِيلَ الْخُطْبَةَ (1).
18890 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ. وَرَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ عَطَاءِ بْنِ أَبِي الْخَوَّارِ أَنَّهُ سَمِعَ يَحْيَى بْنَ يَعْمَرَ، يُخْبِرُ عَنْ رَجُلٍ أخْبَرَهُ
(1) إسناده ضعيف لجهالة أبي راشد صاحب عمار، فقد تفرد بالرواية عنه عديُّ بن ثابت، وذكره ابنُ حبان في "الثقات" 5/ 578، وقال الذهبي في "الميزان" 4/ 523: لا يعرف. وللاختلاف فيه على عدي بن ثابت كما سيرد، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير العلاء بن صالح، فمن رجال أبي داود والترمذي والنسائي، وهو صدوق. ابن نمير: هو عبد الله.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 114، وأبو داود (1106)، وأبو يعلى (1621)، والحاكم 1/ 289، والبيهقي في "السنن" 3/ 208، وابنُ عبد البر في "التمهيد" 10/ 19 من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد، قال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي!
وأخرجه أبو يعلى (1618)، والبزار (1430) من طريق أبي أحمد الزبيري، عن العلاء بن صالح، به. قال البزار: ولا نعلم روى أبو راشد عن عمار إلا هذا الحديث.
وخالف العلاء عن عدي مسعرٌ، فرواه عن عديِّ بن ثابت، عن عمار مرسلاً، فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 5/ 224.
وقد سلف بإسناد صحيح من طريق واصل بن حَيَّان، عن أبي وائل، عن عمار برقم (18317) بلفظ: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن طول صلاة الرجل وقصر خطبته مَئِنَّةٌ مِن فقهه، فأطيلوا الصلاة، واقصروا الخطبة، فإن من البيان لسحراً".
عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ - زَعَمَ عُمَرُ أَنَّ يَحْيَى قَدْ سَمَّى ذَلِكَ الرَّجُلَ، وَنَسِيَهُ عُمَرُ: أَنَّ عَمَّارًا - قَالَ: تَخَلَّقْتُ خَلُوقًا، فَجِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَانْتَهَرَنِي، وَقَالَ:" اذْهَبْ يَا ابْنَ أُمِّ عَمَّارٍ، فَاغْسِلْ عَنْكَ " فَرَجَعْتُ، فَغَسَلْتُ عَنِّي، قَالَ: ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَيْهِ، فَانْتَهَرَنِي أَيْضًا، قَالَ:" ارْجِعْ فَاغْسِلْ عَنْكَ " فَذَكَرَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ (1).
18891 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، أَنَّ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ كَانَ يُحَدِّثُ أَنَّهُ كَانَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ مَعَهُ عَائِشَةُ، فَهَلَكَ عِقْدُهَا، فَاحتُبِسَ (2) النَّاسُ فِي ابْتِغَائِهِ حَتَّى أَصْبَحُوا وَلَيْسَ مَعَهُمْ مَاءٌ، فَنَزَلَ التَّيَمُّمُ. قَالَ عَمَّارٌ: فَقَامُوا فَمَسَحُوا (3)، فَضَرَبُوا أَيْدِيَهُمْ، فَمَسَحُوا بِهَا (4) وُجُوهَهُمْ، ثُمَّ عَادُوا
(1) إسناده ضعيف لإبهام الراوي عن عمار، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير عمر بن عطاء بن أبي الخوار فمن رجال مسلم. وابن جريج -وهو عبد الملك بن عبد العزيز- صرح بالتحديث، فانتفت شبهة تدليسه. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، وروح: هو ابن عُبادة.
وهو عند عبد الرزاق (6145).
وأخرجه أبو داود (4177) -ومن طريقه البيهقي 5/ 36 - من طريق محمد ابن بكر، عن ابن جريج، به. وزاد: قال: قلت لعمر: وهم حرم؟ قال: لا، القوم مقيمون.
وقد سلف برقم (18886).
(2)
في (م): فحبس.
(3)
في (م): فمسحوا بها.
(4)
سقطت لفظة "بها" من (م).
فَضَرَبُوا بِأَيْدِيهِمْ ثَانِيَةً، ثُمَّ مَسَحُوا أَيْدِيَهُمْ إِلَى الْإِبِطَيْنِ. أَوْ قَالَ: إِلَى الْمَنَاكِبِ (1).
18892 -
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عَائِشِ بْنِ أَنَسٍ، سَمِعَهُ مِنْ عَلِيٍّ - يَعْنِي عَلَى مِنْبَرِ الْكُوفَةِ -: كُنْتُ أَجِدُ الْمَذْيَ، فَاسْتَحْيَيْتُ أَنْ أَسْأَلَهُ أَنَّ (2) ابْنَتَهُ عِنْدِي، فَقُلْتُ لِعَمَّارٍ: سَلْهُ، فَسَأَلَهُ،
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، عبيد الله بن عبد الله بن عتبة لم يدرك عماراً، وقد سلف الكلام عليه في الحديث (18888). ورجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، ومعمر: هو ابن راشد.
وأخرجه ابنُ عبد البر في "التمهيد" 19/ 285 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (827)، ومن طريقه أخرجه أبو يعلى (1632)، وابن المنذر في "الأوسط"(535).
وأخرجه الشافعي في "مسنده"(بترتيب السندي)(128) -ومن طريقه البيهقي في "معرفة السنن والآثار"(1566)، والحازمي في "الاعتبار" ص 58 - عن الثقة، عن معمر، عن الزهري، عن عُبيد الله بن عبد الله، عن أبيه، عن عمار. قال الحازمي: هكذا رواه الشافعي، عن الثقة، عن معمر. قال ابن عبد البر: ثم قد رُوي عن عمار خلافُ ذلك في التيمم، رواه عنه عبد الرحمن ابن أبزى، فاختلف عليه فيه، فقال عنه قوم: ومسح ذراعيه إلى نصف الساعد، وقال آخرون: إلى المرفقين، وقال أكثرهم عنه فيه: وجهه وكفيه.
قلنا: رواية عبد الرحمن بن أبزى سلفت برقم (18319)، ورواية المرفقين سلفت برقم (18333)، ورواية الساعد سلفت برقم (18882).
وقد سلف برقم (18888).
(2)
في هامش (س) إذ، نسخة، وفي (ق): لكون أن.
فَقَالَ: " يَكْفِي مِنْهُ الْوُضُوءُ "(1).
18893 -
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، أَنَّ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ كَانَ يُحَدِّثُ أَنَّ الرُّخْصَةَ الَّتِي أَنْزَلَ اللهُ عز وجل فِي الصَّعِيدِ. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: إِنَّهُمْ ضَرَبُوا أَكُفَّهُمْ فِي الصَّعِيدِ، فَمَسَحُوا بِهِ وُجُوهَهُمْ مَسْحَةً وَاحِدَةً، ثُمَّ
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة حال عائش بن أنس وهو البكري، فلم يرو عنه غير عطاء -وهو ابن أبي رباح- وجهله الذهبي في "الميزان"، وذكره ابنُ حبان في "الثقات" على عادته في توثيق المجاهيل. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه الحميدي (39) والنسائي في "المجتبى" 1/ 97، وفي "الكبرى"(150)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 47، وابن عبد البر في "التمهيد" 21/ 203، وابن بشكوال في "غوامض الأسماء" 2/ 514 - 515 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وخالف سعيد بن منصور الرواة عن سفيان، فرواه -فيما أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 21/ 203 من طريقه- عنه، عن عمرو بن دينار، عن عطاء، عن ابن عباس، عن علي، به.
وقال ابن عبد البر: هكذا قال عطاء، عن ابن عباس، عن علي.
وأخرجه عبد للرزاق (601) -ومن طريقه الطبراني في "الكبير" 20/ (562) - عن معمر، عن عمرو، عن عطاء، عن عائش، قال: قال علي للمقداد
…
فجعله من مسند المقداد، وقد سلف من حديث المقداد برقم (16725).
وانظر حديث علي بن أبي طالب السالف برقم (606).
قال السندي: قوله: "فقلت لعمار" ولا ينافيه ما جاء أنه قال لمقداد لجواز أنه قال لهما جميعاً.
عَادُوا فَضَرَبُوا، فَمَسَحُوا أَيْدِيَهُمْ (1) إِلَى الْمَنَاكِبِ وَالْآبَاطِ (2).
18894 -
حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا ابْنُ عَجْلَانَ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَنَمَةَ، قَالَ: رَأَيْتُ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَصَلَّى، فَأَخَفَّ الصَّلَاةَ، قَالَ: فَلَمَّا خَرَجَ، قُمْتُ إِلَيْهِ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا الْيَقْظَانِ، لَقَدْ خَفَّفْتَ. قَالَ: فَهَلْ رَأَيْتَنِي انْتَقَصْتُ مِنْ حُدُودِهَا شَيْئًا؟! قُلْتُ: لَا. قَالَ: فَإِنِّي بَادَرْتُ بِهَا سَهْوَةَ الشَّيْطَانِ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" إِنَّ الْعَبْدَ لَيُصَلِّي الصَّلَاةَ، مَا يُكْتَبُ لَهُ مِنْهَا إِلَّا عُشْرُهَا، تُسْعُهَا، ثُمُنُهَا، سُبُعُهَا، سُدُسُهَا، خُمُسُهَا، رُبُعُهَا، ثُلُثُهَا نِصْفُهَا "(3).
(1) في (م): أيديهم.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه. عبيد الله بن عبد الله بن عتبة لم يدرك عماراً، وقد سلف الكلام عليه في الحديث رقم (18888). ورجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. عثمان بن عمر: هو ابن فارس، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي.
وأخرجه أبو داود (318)(319)، وابن ماجه (571) من طريق عبد الله بن وهب، عن يونس، بهذا الإسناد.
ووقع في رواية ابن ماجه: "فأمر المسلمين فضربوا بأكفهم التراب، ولم يقبضوا من التراب شيئاً، فمسحوا بوجوههم مسحة واحدة، ثم عادوا فضربوا بأكفهم الصعيد مرة أخرى، فمسحوا بأيديهم". وليس فيها ذكر المناكب والآباط.
(3)
حديث صحيح، عبد الله بن عَنَمة -وقيل: عبد الرحمن- نسبه ابن يونس مزنياً، وذكر أنه شهد فتح الإسكندرية، وذكر ابنُ منده أن الذي له صحبة لا تعرف له رواية، وذكر ابن المديني أنه لعله أبو لاس الوارد ذكره في الرواية (18323)، فذكر الحافظ أن الصواب أنه غيره، وأن أبا لاس لا يُعرف اسمه، =
حَدِيثُ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم
18895 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ الْحَارِثِ الْجَدَلِيِّ، قَالَ: خَطَبَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ فِي الْيَوْمِ الَّذِي يُشَكُّ فِيهِ، فَقَالَ: أَلَا إِنِّي قَدْ جَالَسْتُ أَصْحَابَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَسَاءَلْتُهُمْ، أَلَا وَإِنَّهُمْ حَدَّثُونِي أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ، وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، وَأَنْسِكُوا (1) لَهَا، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ
= قلنا: فإن لم يكن عبد الله بن عنمة صحابياً، فهو مجهول الحال، فلم يذكروا في الرواة عنه غير اثنين، ولم يؤثر توثيقه عن أحد، وبقية رجال الإسناد ثقات.
وأخرجه أبو داود (796)، والنسائي في "الكبرى"(612) من طريق بكر ابن مضر مختصراً، وأخرجه البزار في "مسنده"(1421)، والبيهقي في "السنن" 2/ 281، والمزي في "تهذيب الكمال"(في ترجمة عبد الله بن عَنَمة) من طريق أبي عاصم، كلاهما عن محمد بن عجلان، بهذا الإسناد، وقد اختُلف على ابن عجلان فيه:
فأخرجه الحميدي (145) عن سفيان بن عيينة، عن محمد بن عجلان، عن سعيد المقبري، عن رجل من بني سليم، عن عبد الله بن عنمة الجهني (كذا) أن رجلاً رأى عمار بن ياسر يصلي صلاةً أخفَّها
…
وأخرجه أبو يعلى (1628) من طريق سفيان الثوري، عن ابن عجلان، عن سعيد المقبري، أن عماراً صلى، فقال له رجل: لقد خففت الصلاة .... وهذا إسناد منقطع، فإن سعيداً المقبري لا يروي عن عمار.
وقد سلف بإسناد حسن برقمي (18323) و (18879).
(1)
في (م): وأن تشكوا، وهو تحريف. قال السندي: وانسكوا من النسك، والمراد به الحج، أي: حجوا للرؤية أيضاً.
فَأَتِمُّوا ثَلَاثِينَ، وَإِنْ شَهِدَ شَاهِدَانِ مُسْلِمَانِ، فَصُومُوا وَأَفْطِرُوا " (1).
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف حجاج: وهو ابن أرطاة، وبقية رجاله ثقات.
وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال"(في ترجمة عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارقطني في "السنن" 2/ 167 - 168 من طريق يزيد بن هارون، عن الحجاج بن أرطاة، به.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 4/ 132 - 133، وفي "الكبرى"(2426)، من طريق يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن حسين بن الحارث الجدلي، به، لم يذكر الحجاج في إسناده. قال المزي: والصواب ذكره.
وقوله: "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم فأتموا ثلاثين" له شاهد من حديث أبي هريرة، وقد سلف (7516)، وإسناده صحيح، وذكرنا هناك تتمة شواهده.
وقوله: "وإن شهد شاهدان مسلمان فصوموا وأفطروا".
له شاهد من حديث بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وقد سلف برقم (18824) وإسناده صحيح، وذكرنا هناك أحاديث الباب، وانظر حديث أنس بن مالك السالف برقم (13974).
وقوله: "وانسكوا لها" له شاهد من حديث الحارث بن حاطب عند أبي داود (2338) والدارقطني 2/ 167، والبيهقي 4/ 274 ولفظه: عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ننسك، فإن لم نره وشهد شاهدا عدل، نسكنا بشهادتهما. قال الدارقطني: إسناده متصل صحيح.
قال السندي: "وإن شهد شاهدان مسلمان" بإطلاقه، يشمل الغيم وعدمه فهو حجة على من لا يقبل بلا غيم إلا شهادة جم غفير.
حَدِيثُ كَعْبِ بْنِ مُرَّةَ الْبَهْزِيِّ
18896 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ كَعْبِ بْنِ مُرَّةَ الْبَهْزِيِّ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَيُّ اللَّيْلِ أَجْوَبُ؟ وَقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً: أَسْمَعُ، قَالَ:" جَوْفُ اللَّيْلِ الْآخِرِ وَمَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً أَعْتَقَ اللهُ بِكُلِّ عُضْوٍ مِنْهَا عُضْوًا مِنْهُ مِنَ النَّارِ "(1).
18897 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ كَعْبِ بْنِ مُرَّةَ الْبَهْزِيِّ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ اللَّيْلِ أَسْمَعُ؟ قَالَ:" جَوْفُ اللَّيْلِ الْآخِرِ " قَالَ: ثُمَّ قَالَ: " ثُمَّ الصَّلَاةُ مَقْبُولَةٌ حَتَّى يُصَلَّى الْفَجْرُ، ثُمَّ لَا صَلَاةَ حَتَّى تَكُونَ الشَّمْسُ قِيدَ رُمْحٍ أَوْ رُمْحَيْنِ، ثُمَّ الصَّلَاةُ مَقْبُولَةٌ حَتَّى يَقُومَ الظِّلُّ قِيَامَ الرُّمْحِ، ثُمَّ لَا صَلَاةَ حَتَّى تَزُولَ الشَّمْسُ، ثُمَّ الصَّلَاةُ مَقْبُولَةٌ حَتَّى تَكُونَ الشَّمْسُ قِيدَ رُمْحٍ أَوْ رُمْحَيْنِ، ثُمَّ لَا صَلَاةَ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ " قَالَ: " إِذَا غَسَلْتَ وَجْهَكَ، خَرَجَتْ خَطَايَاكَ مِنْ وَجْهِكَ، وَإِذَا
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الراوي عن كعب بن مرة البهزي. سفيان: هو الثوري: ومنصور: هو ابن المعتمر.
وقد سلف الحديث بأطول مما هنا برقم (18059) عن محمد بن جعفر عن شعبة عن منصور، عن سالم عن كعب بن مرة. دون ذكر الرجل المبهم بين سالم وكعب. وانظر ما بعده.
غَسَلْتَ يَدَيْكَ خَرَجَتْ خَطَايَاكَ مِنْ يَدَيْكَ، وَإِذَا غَسَلْتَ رِجْلَيْكَ خَرَجَتْ خَطَايَاكَ مِنْ رِجْلَيْكَ " (1).
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(3949) مختصراً.
وانظر ما قبله.
حَدِيثُ خُرَيْمِ بْنِ فَاتِكٍ
(1)
18898 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنِي سُفْيَانُ الْعُصْفُرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ النُّعْمَانِ الْأَسَدِيِّ، أَحَدُ بَنِي عَمْرِو بْنِ أَسَدٍ، عَنْ خُرَيْمِ بْنِ فَاتِكٍ الْأَسَدِيِّ قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَاةَ الصُّبْحِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَامَ قَائِمًا فَقَالَ:" عَدَلَتْ شَهَادَةُ الزُّورِ الْإِشْرَاكَ بِاللهِ عز وجل " ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ: {وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ} [الحج: 31](2).
(1) هو أزديٌّ، كنيته أبو أيمن، ويقال: أبو يحيى. اختلف في وقت إسلامه، فقيل: شهد بدراً، وقيل: أسلم أيام الفتح، وهو قول الواقدي وبه جزم ابن سعد. مات في عهد معاوية بن أبي سفيان. انظر "الإصابة" 2/ 275.
(2)
إسناده ضعيف لجهالة والد سفيان العصفري -واسمه زياد- وحبيب بن النعمان الأسدي. محمد بن عبيد: هو الطنافسي.
وأخرجه المزي في ترجمة أيمن بن خريم من "تهذيب الكمال" 3/ 446 - 447 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 257 - 258، وأبو داود (3599)، وابن ماجه (2372)، والطبراني في "الكبير"(4162) من طريق محمد بن عبيد، به.
وورد في المطبوع من "سنن" الترمذي (2300) من طريق محمد بن عبيد، به.
وقال: وهذا عندي أصح، وخريمُ بن فاتك له صحبة. أي: من حديث مروان بن معاوية، عن سفيان العصفري، عن فاتك بن فضالة، عن أيمن بن خريم، السالف برقم (17603). قلنا: وهذا الحديث غير موجود في الأصول الخطية من "سنن الترمذي" ولم يعزه المزي في "تحفة الأشراف" 3/ 122 =
18899 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ شِمْرٍ، عَنْ خُرَيْمٍ رَجُلٍ مِنْ بَنِي أَسَدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَوْلَا أَنْ فِيكَ اثْنَتَيْنِ كُنْتَ أَنْتَ " قَالَ: إِنْ وَاحِدَةً تَكْفِينِي (1) قَالَ: " تُسْبِلُ إِزَارَكَ، وَتُوَفِّرُ شَعْرَكَ " قَالَ: لَا جَرَمَ وَاللهِ لَا أَفْعَلُ (2).
= للترمذي. وزاده فيه المحقق معتمداً على المطبوع!
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 17/ 154 من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، عن سفيان العصفري، به. وسقط من مطبوعه "حبيبُ بن النعمان".
وأخرجه العقيلي 3/ 433 - 434 من طريق غالب بن غالب، عن أبيه، عن جده، عن جندب، عن خريم بن فاتك. وهذا إسناد ضعيف.
وانظر أحاديث الباب في تحريم شهادة الزور عند حديث أيمن بن خريم السالف برقم (17603).
(1)
في هامش (س): لتكفيني.
(2)
حسن بطرقه، وهذا إسناد ضعيف، شمر: وهو ابن عطية الأسدي لم يدرك خريم بن فاتك. ومعمر -وهو ابن راشد الأزدي- وإن لم يتحرر لنا أمره، أسمع من أبي إسحاق قبل الاختلاط أم بعده؟ متابع.
وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه" برقم (19986) لكن تحرف في مطبوعه قوله: عن خريم رجل من بني أسد إلى: عن جرير عن رجل من بني أسد.
وأخرجه ابن سعد 6/ 38، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1044)، والطبراني في "الكبير"(4156) من طريق إسرائيل -وهو ابن يونس ابن أبي إسحاق السبيعي- والطبراني أيضاً (4158) من طريق قيس بن الربيع، والحاكم 4/ 195، والبيهقي في "الآداب"(701) من طريق عمار بن رُزَيق، ثلاثتهم عن أبي إسحاق.، بهذا الإسناد. ورواه قيس بن الربيع عن أبي إسحاق مقروناً بأبي حَصين، واسمه عثمان بن عاصم الأسدي.
وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي. وتحرف في مطبوعه =
18900 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنِ الرُّكَيْنِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ خُرَيْمِ بْنِ فَاتِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْأَعْمَالُ
= -أي الحاكم- اسم شِمْر إلى سمرة.
وأخرجه ابنُ سعد 6/ 38 من طريق يونس بن أبي إسحاق، عن شِمْر، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(4160) من طريق الحسين بن منصور الرقي، عن أبي الجواب، عن عمار بن رُزيق، وأخرجه أيضاً (4159)، والحاكم 3/ 622 من طريق يحيى بن إبراهيم بن محمد بن أبي عبيدة بن معن المسعودي قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن جدِّه، كلاهما عن الأعمش، عن شِمْر بن عطية، به. والحسين بن منصور الرقي لم يرو عنه غير اثنين، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان. وإبراهيم بن محمد بن أبي عبيدة المسعودي لم نقف له على ترجمة، والأعمش لم يسمع من شمر بن عطية، وشمر لم يدرك خريم بن فاتك، وقد سكت عنه الحاكم، وتعقبه الذهبي بقوله: إسناده مظلم.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(4161)، وفي "الأوسط "(3530)، وفي "الصغير"(415) من طريق يونس بن بكير، عن المسعودي، عن عبد الملك ابن عمير، عن أيمن بن خُريم، عن أبيه، به.
وقال: تفرد به يونس بن بكير.
قلنا: لم يتحرر لنا سماع يونس بن بكير من المسعودي أقبل الاختلاط أم بعده؟.
وسيأتي برقم (18901) و (19037).
قال السندي: قوله: "كنت أنت"، أي: كنت من الخير بحيث يقال لك: أنت الرجل.
"تكفيني"، أي: في الحط عن الكمال.
"تسبل" من الإسبال.
"توفر" من التوفير، والمراد التطويل.
سِتَّةٌ، وَالنَّاسُ أَرْبَعَةٌ، فَمُوجِبَتَانِ، وَمِثْلٌ بِمِثْلٍ، وَحَسَنَةٌ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، وَحَسَنَةٌ بِسَبْعِ مِئَةٍ، فَأَمَّا الْمُوجِبَتَانِ، فَمَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ مَاتَ يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا، دَخَلَ النَّارَ، وَأَمَّا مِثْلٌ بِمِثْلٍ، فَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ حَتَّى يَشْعُرَهَا قَلْبُهُ، وَيَعْلَمَهَا اللهُ مِنْهُ كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةً، وَمَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً، كُتِبَتْ عَلَيْهِ سَيِّئَةً، وَمَنْ عَمِلَ حَسَنَةً فَبِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، وَمَنْ أَنْفَقَ نَفَقَةً فِي سَبِيلِ اللهِ فَحَسَنَةٌ بِسَبْعِ مِئَةٍ، وَأَمَّا النَّاسُ، فَمُوَسَّعٌ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا مَقْتُورٌ عَلَيْهِ فِي الْآخِرَةِ، وَمَقْتُورٌ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا مُوَسَّعٌ عَلَيْهِ فِي الْآخِرَةِ، وَمَقْتُورٌ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَمُوَسَّعٌ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ " (1).
(1) حديث حسن، وهذا إسناد اختلف فيه على الركين بن الربيع: وهو ابن عُميلة الفزاري، فرواه عنه المسعودي -كما في هذه الرواية والرواية الآتية برقم (19039) - عنه، عن أبيه، عن خريم بن فاتك، ولكن في طريقه يزيد بن هارون، وأبو النضر هاشم بن القاسم، وهما ممن سمع منه بعد الاختلاط، وتابع المسعوديَّ عمرو بن قيس الملائي -كما عند الطبراني في "الكبير"(4152)، وفي "الأوسط"(4071) - ولكن في طريقه شيخ الطبراني وهو علي ابن سعيد الرازي، قال الدارقطني: ليس بذاك.
ورواه مسلمة بن جعفر كما عند البخاري في "التاريخ الكبير" 8/ 423، والطبراني في "الكبير"(4151)، والحاكم 2/ 87، والبيهقي في "الشعب"(4269) و (4270) عن الركين، عن عمه، عن أبيه، عن خريم، به. ومسلمة ابن جعفر مجهول الحال، فلم يذكروا في الرواة عنه غير اثنين، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وجهله الذهبي في "الميزان".
ورواه عبيدة بن عبد الرحمن -كما عند البيهقي في "الشعب"(4269) - عن الركين، عن عمه، به. ولم يذكر أباه في الإسناد، وعبيدة، قال ابن حبان في =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= "المجروحين" 2/ 199: يروي الموضوعات عن الثقات، لا يحل الاحتجاج به بحال.
ورواه شيبان بن عبد الرحمن النحوي -كما في الرواية (19035) - وزائدة ابن قدامة -كما في الروايتين (19036)(19038) - كلاهما عن الركين، عن أبيه، عن عمه يُسير بن عُميلة، عن خريم بن فاتك، به. وهو الصحيح فيما ذكر البخاري في "التاريخ الكبير" 8/ 423.
ويُسيَر بن عميلة -ويقال أيضاً أُسير- وإن كانوا لم يذكروا في الرواة عنه غير اثنين، فإنما هما أخوه وابن أخيه، ووثقه العجلي، وذكره ابن حبان في "الثقات"، فمثله ترتفع جهالة الحال عنه، ويحسّن حديثه، وقد حسنه الترمذي عقب الرواية (1625) فقال: وهذا حديث حسن، إنما نعرفه من حديث الركين ابن الربيع.
وسيأتي مطولاً ومختصراً بالأرقام (19035) و (19036) و (19038) و (19039).
وقوله: "الموجبتان، فمن مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة، ومن مات يشرك بالله شيئاً دخل النار".
له شاهد من حديث جابر عند مسلم (93)(151)، وقد سلف برقم (14488).
وذكرنا أحاديث الباب في تخريج رواية عبد الله بن عمرو بن العاص السالفة برقم (6586).
وفي الباب في قوله: "فمن هَمَّ بحسنة حتى يشعرها قلبه ويعلمها الله منه كتبت له حسنة، ومن عمل سيئة كتبت عليه سيئة، ومن عمل حسنة فبعشر أمثالها".
من حديث أبي هريرة، سلف (7196)، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: "فموجبتان"، أي: فخصلتان من الستة موجبتان، وعملان من الستة كل منهما مثل في مقابلة مثل، وحسنتان من الستة حسنة بعشرة، وحسنة بسبع مئة. =
18901 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ خُرَيْمِ بْنِ فَاتِكٍ الْأَسَدِيِّ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " نِعْمَ الرَّجُلُ أَنْتَ يَا خُرَيْمُ لَوْلَا خَلَّتَانِ (1) فِيكَ " قُلْتُ: وَمَا هُمَا يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " إِسْبَالُكَ إِزَارَكَ، وَإِرْخَاؤُكَ شَعْرَكَ "(2).
18902 -
حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ فَاتِكِ بْنِ فَضَالَةَ، عَنْ أَيْمَنَ بْنِ خُرَيْمٍ قَالَ: قَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَطِيبًا فَقَالَ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ عَدَلَتْ شَهَادَةُ الزُّورِ إِشْرَاكًا بِاللهِ عز وجل " ثَلَاثًا، ثُمَّ قَالَ:{اجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ} [الحج: 30](3).
= "حتى يشعرها قلبه" من الإشعار، و"قلبه" بالنصب على أنه مفعول ثانٍ.
(1)
في (ظ 13) و (س) و (ص): لولا خلتين، وضبب فوقها في (س) وعند السندي: لولا خصلتين، قال: أي: وجود خلتين، فحذف المضاف وترك المضاف إليه على الجر على لغة قليلة، وفي بعض النسخ: خصلتان، وهو الأظهر.
(2)
حديث حسن بطرقه، شمر بن عطية لم يدرك خريم بن فاتك، وأبو بكر: وهو ابن عياش -وإن كان سماعه من أبي إسحاق ليس بذاك القوي- توبع.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(4157) من طريق أحمد بن يونس، عن أبي بكر بن عياش، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (18899)، وسيكرر برقم (19037) سنداً ومتناً.
(3)
إسناده ضعيف، فاتك بن فضالة -وهو ابن شريك- مجهول، وأيمن ابن خريم -وهو ابن فاتك الأسدي- مختلف في صحبته. سفيان بن زياد: هو أبو الورقاء العصفري. =
حَدِيثُ قُطْبَةَ بْنِ مَالِكٍ
(1)
18903 -
حَدَّثَنَا يَعْلَى، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ، عَنْ عَمِّهِ (2) قُطْبَةَ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِي الْفَجْرِ {وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ} (3)[ق: 10].
= وهو مكرر (17603) سنداً ومتناً.
(1)
قال السندي: قطبة بن مالك الثعلبي -بمثلثة ومهملة- من بني ثعلبة، وقيل: هو ثُعَلِي -بضم مثلثة وفتح عين- نسبة إلى ثُعَل، قبيلة من طيِّئ مشهورة، له صحبة، عداده في الكوفيين.
(2)
لفظ: عمه ليس في (ظ 13) ولا (ص)، وهي نسخة في هامش (س).
(3)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاري في "خلق أفعال العباد". يعلى: هو ابن عُبيد الطنافسي، ومِسْعَر: هو ابن كِدام.
وأخرجه أبو عوانة 2/ 160 من طريق يعلى، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (306)، وأبو عوانة 2/ 160، وابن قانع في "معجمه" 2/ 362 - 363، والطبراني في "الكبير" 19/ (25)، وابن الأثير في "أسد الغابة" 4/ 408 من طرق عن مسعر، به.
وقال الترمذي: حديث قطبة بن مالك حديث حسن صحيح.
وأخرجه الطيالسي (1256)، والشافعي في "مسنده" 1/ 85 (ترتيب السندي) وعبد الرزاق في "مصنفه"(2719)، والحميدي (825)، وابن أبي شيبة 1/ 353، والبخاري في "خلق أفعال العباد" ص 56، ومسلم (457)، والترمذي (306)، والنسائي في "المجتبى" 2/ 157، وفي "الكبرى"(1022) و (11521)، -وهو في "التفسير"(541) - وابن ماجه (816)، والدارمي (1297) و (1298)، وأبو يعلى (6841)، وابن خزيمة (527) و (1591) =
حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ
18904 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَطَاءٍ - يَعْنِي ابْنَ السَّائِبِ -، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ، عَنْ خَالِهِ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أعْشِرُ قَوْمِي؟ فَقَالَ:" إِنَّمَا الْعُشُورُ عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى، وَلَيْسَ عَلَى الْإِسْلَامِ عُشُورٌ "(1).
= وأبو عوانة 2/ 159 و 160، وابن قانع 2/ 363، وابن حبان (1814)، والطبراني 19/ (26 - 35)، والحاكم 2/ 464 والبيهقي في "السنن" 2/ 388 و 389، وفي "معرفة السنن والآثار"(4803)، والبغوي في "شرح السنة"(602) من طرق عن زياد بن علاقة، به.
وفي الباب عن رجل من أهل المدينة، سلف برقم (16396).
وعن جابر بن سمرة عند مسلم (458)، وسيرد 5/ 90.
وعن أم هشام بنت حارثة بن النعمان، سيرد 6/ 435 و 463.
قال السندي: قوله: "يقرأ في الفجر {والنخل باسقاتٍ} " أي: سورة ق.
(1)
إسناده ضعيف لاضطرابه، وهو مكرر (15895) سنداً ومتناً.
قال السندي: "على الإسلام" أي: على أهله.
حَدِيثُ ضِرَارِ بْنِ الْأَزْوَرِ
18905 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ بَحِيرٍ، عَنْ ضِرَارِ بْنِ الْأَزْوَرِ قَالَ: بَعَثَنِي أَهْلِي بِلَقُوحٍ - وَقَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ بِلَقْحَةٍ - إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأَتَيْتُهُ بِهَا، فَأَمَرَنِي أَنْ أَحْلُبَهَا، ثُمَّ قَالَ:" دَعْ دَاعِيَ اللَّبَنِ " قَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ: لَا تُجْهِدَنَّهَا (1).
(1) إسناده ضعيف لجهالة حال يعقوب بن بحير، وقد سلف الكلام عليه في الرواية السالفة برقم (16702)، ولأحمد في هذا الإسناد شيخان: وكيع: وهو ابن الجراح الرؤاسي، وأبو معاوية: وهو محمد بن خازم الضرير.
وقد سلف من طريق وكيع برقم (16704)، وسيأتي مكرراً سنداً ومتناً برقم (18980).
وأخرجه هنَّاد في "الزهد"(795)، وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 339 عن ابن المثنى، كلاهما عن أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 339 عن أبي الوليد، عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن ابن سنان، عن يعقوب، به. زاد في الإسناد: ابن سنان بين الأعمش ويعقوب.
حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَمْعَةَ
18906 -
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: وَقَالَ ابْنُ شِهَابٍ الزُّهْرِيُّ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَمْعَةَ بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَسَدٍ قَالَ: لَمَّا اسْتُعِزَّ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا عِنْدَهُ فِي نَفَرٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، قَالَ: دَعَا بِلَالٌ لِلصَّلَاةِ، فَقَالَ:" مُرُوا مَنْ يُصَلِّي بِالنَّاسِ "، قَالَ: فَخَرَجْتُ، فَإِذَا عُمَرُ فِي النَّاسِ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ غَائِبًا، فَقَالَ: قُمْ يَا عُمَرُ، فَصَلِّ بِالنَّاسِ. قَالَ: فَقَامَ، فَلَمَّا كَبَّرَ عُمَرُ سَمِعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَوْتَهُ، وَكَانَ عُمَرُ رَجُلًا مِجْهَرًا قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:: " فَأَيْنَ أَبُو بَكْرٍ؟ يَأْبَى اللهُ ذَلِكَ وَالْمُسْلِمُونَ، يَأْبَى اللهُ ذَلِكَ وَالْمُسْلِمُونَ " قَالَ: فَبَعَثَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، فَجَاءَ بَعْدَ أَنْ صَلَّى عُمَرُ تِلْكَ الصَّلَاةَ، فَصَلَّى بِالنَّاسِ.
قَالَ: وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ زَمْعَةَ: قَالَ لِي عُمَرُ: وَيْحَكَ، مَاذَا صَنَعْتَ بِي يَا ابْنَ زَمْعَةَ، وَاللهِ مَا ظَنَنْتُ حِينَ أَمَرْتَنِي إِلَّا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَمَرَكَ بِذَلِكَ، وَلَوْلَا ذَلِكَ مَا صَلَّيْتُ بِالنَّاسِ. قَالَ: قُلْتُ: وَاللهِ مَا أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَلَكِنْ حِينَ لَمْ أَرَ أَبَا بَكْرٍ رَأَيْتُكَ أَحَقَّ مَنْ حَضَرَ بِالصَّلَاةِ (1).
(1) ابن إسحاق -وهو محمد- مدلس، ولم يصرح هنا بالتحديث، قال الإمام =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= أحمد: كان ابن إسحاق يدلس، إلا أن كتاب إبراهيم بن سعد إذا كان سماعٌ قال: حدثني، وإذا لم يَكُنْ قال: قال.
قلنا: وابن إسحاق -وإن صرح بالتحديث في رواية أبي دواد (4660) - قد اختلف عليه في إسناده، ثم إن في متنه ما يمنع القول بصحته
وأخرجه أبو داود (4660) عن عبد الله بن محمد النفيلي، عن محمد ابن سلمة، عن ابن إسحاق، به. وقد صرح ابن إسحاق بالتحديث!
وقد روي الحديث من طريق النفيلي شيخ أبي داود دون ذكر تصريح ابن إسحاق بسماعه من الزهري، فقد أخرجه الطبراني في "الكبير" 13/ (446) من طريق ابن أبي شعيب الحراني، وفي "الأوسط"(1069) من طريق أحمد بن عبد الرحمن بن زيد الحراني، كلاهما عن النفيلي، عن محمد بن سلمة، عن ابن إسحاق، به. ولم يرد من طريقهما تصريح ابن إسحاق بالسماع.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(1161) عن سليمان بن عمر بن خالد الرقي، عن محمد بن سلمة، عن ابن إسحاق، به. ولم يرد به تصريح ابن إسحاق بالسماع كذلك.
وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 243 من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4253) من طريق زياد بن عبد الله البكائي، كلاهما عن ابن إسحاق، به. ولم يصرح ابن إسحاق عندهما بالتحديث.
نَعَمْ، قد ورد التصريح بسماعه عند الحاكم 3/ 640 - 641 من طريق أحمد ابن عبد الجبار العطاردي، عن يونس بن بكير، عنه، ويونس بن بكير، قال أبو داود: ليس هو عندي حجة، يأخذ كلام ابن إسحاق، فيوصله بالأحاديث. ثم إنه قد اضطرب فيه، فقد رواه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4254) من طريق أحمد بن عبد الجبار كذلك، عن يونس بن بكير، عن ابن إسحاق فزاد راوياً بين ابن إسحاق والزهري هو يعقوب بن عتبة بن المغيرة، وأحمد بن =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= عبد الجبار فيه ضعف أيضاً، وقال ابن عدي: نسبوه إلى أنه لم يسمع من كثير ممن حدَّث عنهم.
وأخرجه ابن سعد 2/ 220 - 221 من طريق الواقدي، وابن أبي عاصم في "السنة"(1162)، وفي "الآحاد والمثاني"(1606)، والطبراني في "الكبير" 13/ (448) من طريق عبد الله بن موسى التيمي، كلاهما عن ابن أخي الزهري، عن الزهري، به. والواقدي متروك، وعبد الله بن موسى ضعيف، قال فيه ابن حبان: يرفع الموقوف، ويسند المرسل، لا يجوز الاحتجاج به.
وأخرجه ابن قانع 2/ 134، والطبراني في "الكبير" 13/ (447) من طريق رشدين بن سعد، عن عقيل بن خالد، عن الزهري، به. ورشدين ضعيف، عنده مناكير.
وأخرجه أبو داود (4461)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 454، وابن أبي عاصم في "السنة"(1160) من طريق محمد بن إسماعيل ابن أبي فديك، عن موسى بن يعقوب، عن عبد الرحمن بن إسحاق المدني، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن عبد الله بن زمعة، به. وموسى بن يعقوب ضعيف، قال علي ابن المديني: منكر الحديث، وقال الدارقطني: لا يحتج بحديثه. وعبد الرحمن بن إسحاق، قال البخاري: ليس ممن يعتمد على حفظه إذا خالف من ليس بدونه.
وأخرجه عبد الرزاق في مصنفه (9754)[5/ 432] عن معمر، قال الزهري: قال النبي صلى الله عليه وسلم، وهو الصحيح، فالحديث من بلاغات الزهري، وهي واهية، وسيرد عن عبد الأعلى، عن معمر عن الزهري من بلاغاته ضمن حديث عائشة 6/ 34.
والذي في الصحيح -كما عند مسلم (418)(90) - أن النبي صلى الله عليه وسلم أرسل إلى أبي بكر أن يُصلي بالناس، فأتاه الرسول، فقال: إن رسول الله يأمرك أن تصلي بالناس، فقال أبو بكر، وكان رجلاً رقيقاً: يا عمر، صَلِّ بالناس. فقال عمر: أنت أحقُّ بذلك. فصلى بهم أبو بكر. =
حَدِيثُ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ الزُّهْرِيِّ وَمَرَوَانَ بْنِ الْحَكَمِ
(1)
= وقد روى صلاة أبي بكر بالناس العباس فيما سلف (1784)، وابن عباس فيما سلف (2055)، وأبو موسى الأشعري فيما سيرد (19700)، وعائشة عند البخاري (713)، ومسلم (418)(90).
قال السندي: قوله: "لما استعز" على بناء المفعول، آخره زاي معجمة، يقال: استعزّ بفلان على بناء المفعول، أي غلب في كل شيء من مرض أو غيره، واستعزَّ بالعليل، أي اشتد وجعه وغلب على عقله.
فقال: قم يا عمر، أي: قال عبد الله بن زمعة.
رجلاً مجهراً: في "الصحاح": إجهار الكلام إعلانه، ورجل مِجْهَر بكسر الميم وفتح الهاء إذا كان من عادته أن يجهر بكلامه. قلت: والوجه أن يجعل ها هنا بكسر الميم، وقد ضبطه بعضهم على اسم الفاعل من الإجهار، وهو ممكن عن بُعْد.
"يأبى الله ذلك"، أي: تقدم غير أبي بكر.
(1)
قال السندي: المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم، أما الأول فهو قرشي زهري يكنى أبا عبد الرحمن، وهو ابن أُخت عبد الرحمن بن عوف، وكان مولده بعد الهجرة بسنتين، وقُدم به المدينة بعد الفتح سنة ثمان وهو غلام، وكان يلزم عمر بن الخطاب، وكان من أهل الفَضْل والدين، وكان مع خاله عبد الرحمن بن عوف ليالي الشورى، ثم كان مع ابن الزبير، فلما كان الحصار الأول أصابه حَجَرٌ من حجارة المنجنيق، فمات، وجاء أنه أصابه الحجر وهو يصلي، فأقام خمسة أيام ومات.
وأما الثاني فهو قُرَشيٌّ أُموي، أبو عبد الملك، وهو ابن عم عثمان، وكاتبه في خلافته، يقال: ولد بعد الهجرة بسنتين، وقيل بأربع، وقد كان في الفتح مميزاً، وكذا في حجة الوداع على مقتضى ذلك، ولكن ما ثبت سماعه من النبي صلى الله عليه وسلم، بل ولا جَزَمَ بصحبته أحد، فكأنه لم يكن حينئذٍ مميزاً، ومن بعد =
18907 -
حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَتْنَا أُمُّ بَكْرٍ بِنْتُ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنِ الْمِسْوَرِ أَنَّهُ بَعَثَ إِلَيْهِ حَسَنُ بْنُ حَسَنٍ يَخْطُبُ ابْنَتَهُ، فَقَالَ لَهُ: قُلْ لَهُ: فَلْيَلْقَنِي فِي الْعَتَمَةِ، قَالَ: فَلَقِيَهُ، فَحَمِدَ الْمِسْوَرُ اللهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَقَالَ: أَمَّا بَعْدُ، وَاللهِ (1) مَا مِنْ نَسَبٍ وَلَا سَبَبٍ وَلَا صِهْرٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ سَبَبِكُمْ (2) وَصِهْرِكُمْ، وَلَكِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" فَاطِمَةُ مُضْغَةٌ مِنِّي يَقْبِضُنِي مَا قَبَضَهَا (3)، وَيَبْسُطُنِي مَا بَسَطَهَا (4)، وَإِنَّ الْأَنْسَابَ (5) يَوْمَ الْقِيَامَةِ تَنْقَطِعُ غَيْرَ نَسَبِي وَسَبَبِي وَصِهْرِي " وَعِنْدَكَ ابْنَتُهَا وَلَوْ زَوَّجْتُكَ لَقَبَضَهَا ذَلِكَ. قَالَ: فَانْطَلَقَ
= الفتح أُخرج أبوه إلى الطائف وهو معه، فلم يثبت له أزيد من الرؤية، وكان سبباً لقتل عثمان، ثم شهد الجمل مع عائشة، ثم صفِّين مع معاوية، ثم ولي إمرة المدينة لمعاوية، ولم يزل بها إلى أن أخرجهم ابنُ الزبير في أوائل إمرة يزيد، فكان ذلك من أسباب وقعة الحَرَّة، وبقي في الشام إلى أن مات معاوية ابن يزيد، فبايعه بعض أهل الشام، ثم غلب على الضَّحَّاك بن قيس وكان أميراً لابن الزبير فقلته، واستولى على ملك الشام، ثم توجه إلى مصر فاستولى عليها، ثم بَغَتَه الموت، فعهد إلى ولده عبد الملك، فكانت مدة خلافته قدر نصف سنة، ومات في شهر رمضان سنة خمس وستين، وهو أول من ضرب الدنانير الشَّامية التي يباع الدينار منها بخمسين، وكتب عليها:{قل هو الله أحد} .
(1)
في هامش (س): أما والله، نسخة.
(2)
في (ص) و (ق): نسبكم.
(3)
في (ق)، ونسخة في هامش (س): يقبضها.
(4)
في (ق) ونسخة في هامش (س): يبسطها.
(5)
في (ظ 13) الأسباب.
عَاذِرًا لَهُ (1).
(1) حديث صحيح دون قوله: "وإن الأنساب يوم القيامة تنقطع غير نسبي وسببي وصهري" فهو حسن بشواهده، وهذا إسناد ضعيف، أم بكر بنت المسور لم يرو عنها إلا ابن ابن أخيها عبد الله بن جعفر المخرمي، ولم يوثقها أحد، وذكرها الذهبي في المجهولات من "الميزان"، وقال الحافظ في "التقريب": مقبولة.
ثم إنه قد اختلف فيه على عبد الله بن جعفر: وهو المَخْرَمي. فرواه أبو سعيد مولى بني هاشم -كما في هذه الرواية- عنه، عن أم بكر بنت المسور، عن عبيد الله بن أبي رافع عن المسور.
ومن طريق أحمد هذا أخرجه الحاكم 3/ 58، والبيهقي في "السنن" 7/ 64. وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
ورواه عبد الله بن أحمد -كما سيأتي في الرواية (18930) - عن محمد بن عباد، عن أبي سعيد مولى بني هاشم، به، إلا أنه قرن بأمِّ بكر جعفرَ بن محمد، وهو الصادق.
وقد اختلف فيه على محمد بن عباد، فرواه الطبراني في "الكبير" 20/ (30)، عن موسى بن هارون، عن محمد بن عباد، المكي، عن أبي سعيد مولى بني هاشم، عن عبد الله بن جعفر، عن أم بكر بنت المسور، عن جعفر ابن محمد، عن عبيد الله بن أبي رافع، به، فجعل أم بكر ترويه عن جعفر بن محمد الصادق.
ورواه مختصراً عبد العزيز بن يحيى بن عبد الله العامري كما عند ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2956) وعبد العزيز بن عبد الله الأويسي كما عند الطبراني في "الكبير" 22/ (1014)، وإسحاق بن محمد الفروي كما عند الخلال في "السنة"(655) والبيهقي في "السنن" 7/ 64، ثلاثتهم عن عبد الله ابن جعفر، عن أم بكر بنت المسور عن أبيها دون ذكر عبيد الله بن أبي رافع في الإسناد، والأويسي ثقة، وأما عبد العزيز بن يحيى فلم نعرفه، وأما إسحاق ابن محمد الفروي فضعيف، وقد اختلف عليه فيه.
فأخرجه الحاكم 3/ 154 من طريق إسماعيل بن إسحاق القاضي، وأبو نعيم =
18908 -
حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أُمِّ بَكْرٍ، عَنِ الْمِسْوَرِ قَالَ: مَرَّ بِي يَهُودِيٌّ وَأَنَا قَائِمٌ خَلْفَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم،
= في "الحلية" 3/ 206 من طريق محمد بن أيوب السختياني، كلاهما عن إسحاق بن محمد الفروي، عن عبد الله بن جعفر المخرمي، عن جعفر بن محمد -وهو الصادق- عن عبيد الله بن أبي رافع عن المسور.
ورواه إبراهيم بن زكريا العبدسي فيما أخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (33)، عن عبد الله بن جعفر، عن عمته أم بكر بنت المسور مرسلاً، وفيه: أن الحسن بن علي خطب إلى المسور بن مخرمة ابنته فزوَّجه، وقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي". وإبراهيم بن زكريا منكر الحديث.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 9/ 203، وقال: رواه الطبراني، وفيه أم بكر بنت المسور، ولم يجرحها أحد، ولم يوثقها، وبقية رجاله وثقوا.
قلنا: فاته أن ينسبه إلى أحمد.
وسيرد برقم (18930).
وقوله: "فاطمة مضغة مني يقبضني ما قَبَضها ويبسطني ما بسطها".
سيرد نحوه بأسانيد صحيحة برقم (18912) و (18913) و (18926) وانظر حديث عبد الله بن الزبير السالف برقم (16123).
وقوله: "إن الأنساب يوم القيامة تنقطع غير نسبي وسببي وصهري".
يشهد له حديث أبي سعيد الخدري السالف برقم (11138) ولفظه: "إن رحمي موصولة في الدنيا والآخرة".
وإسناده ضعيف إلا أن له شواهد يتقوى بها حشدناها هناك، فلتراجع لزاماً.
قال السندي: قوله "مضغة"، أي: قطعة لحم.
"تنقطع"، أي: لا يزداد أحد رتبة بكونه ابن فلان.
"فانطلق"، أي: حسن بن حسن رضي الله تعالى عنهما.
وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم (1) يَتَوَضَّأُ. قَالَ: فَقَالَ: ارْفَعْ أَوْ اكْشِفْ ثَوْبَهُ عَنْ ظَهْرِهِ، قَالَ: فَذَهَبْتُ (2) أَرْفَعُهُ، قَالَ: فَنَضَحَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي وَجْهِي مِنَ (3) الْمَاءِ (4).
18909 -
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ مَرْوَانَ وَالْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ يَزِيدُ أَحَدُهُمَا عَلَى صَاحِبِهِ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ فِي بِضْعَ عَشْرَةَ مِئَةً مِنْ أَصْحَابِهِ، فَلَمَّا كَانَ بِذِي الْحُلَيْفَةِ، قَلَّدَ الْهَدْيَ، وَأَشْعَرَ، وَأَحْرَمَ مِنْهَا، وَبَعَثَ عَيْنًا لَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَسَار (5) رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى إِذَا
…
(6).
(1) قوله: والنبي صلى الله عليه وسلم، ليس في (ظ 13).
(2)
في (م): فذهبت به. بزيادة: به، وهو خطأ.
(3)
لفظ "من": ليس في (ظ 13).
(4)
إسناده ضعيف، لجهالة حال أم بكر، وهي ابنة المسور، وقد سلف الكلام عليها في الرواية (18907)، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه البيهقي في "الدلائل" 1/ 266 - 267 من طريق أبي عامر بهذا الإسناد. وقال: وإنما كانوا يبحثون عن ذلك لأنه كان مكتوباً عندهم بصفته صلى الله عليه وسلم.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (32) من طريقين عن عبد الله بن جعفر، به.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 8/ 234، وقال: رواه أحمد والطبراني، ورجاله ثقات. قال السندي: قوله: "عن ظهره"، أي: حتى يظهر خاتم النبوة.
فنضح، أي: بطريق المزاح، أو منعاً له عما قصد لعلمه بعدم انتفاع اليهود بذلك، والله تعالى أعلم.
(5)
في (ق) و (م): فسأل، وهذا خطأ.
(6)
إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهذه الرواية من طريق مروان =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= مرسلة، لأنه لم يصحَّ له سماع من النبي صلى الله عليه وسلم ولا صحبة، ومن طريق المسور ابن مخرمة، مرسل صحابي، لأنه قدم صغيراً على النبي صلى الله عليه وسلم مع أبيه بعد الفتح، ولم يشهد القصة، وقد صرح المسور ومروان أنهما سمعاها من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك في رواية البخاري (2711)(2712).
وأخرجه ابن أبي شيبة 14/ 155 و 440، والبخاري (4157) و (4158)، وأبو داود (1754)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/ 722 - 723، وابن خزيمة (2907)، والبيهقي في "الدلائل" 4/ 93، وفي "الشعب"(7318) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد، دون قوله: وبعث عيناً له بين يديه، فسار رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا ..
وقد اختلف قول سفيان في مقدار ما سمعه من الزهري، فقال في رواية يعقوب بن سفيان: فهذا الذي حفظت منه، وأتقنتُه، وثبتني من ها هنا معمر. قلنا: يعني إلى قوله: وأحرم منها.
وقال في رواية علي ابن المديني عنه كما جاء عند البخاري (4157) و (4158): لا أحفظ من الزهري الإشعار والتقليد، فلا أدري، وعقب علي ابن المديني على قوله: فلا أدري: يعني موضع الإشعار والتقليد، أو الحديث كلّه.
قال الحافظ في "الفتح" 7/ 454: بيَّن أبو نعيم في "مستخرجه" القدر الذي حفظه سفيان عن الزهري، والقدر الذي ثبته فيه معمر، فساقه من طريق حامد ابن يحيى، عن سفيان إلى قوله:"فأحرم منها بعمرة"، ومن قوله: "وبعث عيناً له من خزاعة إلخ
…
" مما ثبته فيه معمر.
وقلنا: ورواية سفيان عن معمر أخرجها البخاري (4178) و (4179)، والنسائي في "الكبرى"(8581).
وسيرد بالأرقام (18910) و (18920) و (18928) و (18929)، وسيكرر (18924) سنداً ومتناً.
وفي الباب عن جابر، سلف برقم (14181)، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.
18910 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ وَمَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ، قَالَا: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ يُرِيدُ زِيَارَةَ الْبَيْتِ، لَا يُرِيدُ قِتَالًا، وَسَاقَ مَعَهُ الْهَدْيَ سَبْعِينَ بَدَنَةً، وَكَانَ النَّاسُ سَبْعَ مِئَةِ رَجُلٍ، فَكَانَتْ كُلُّ بَدَنَةٍ عَنْ عَشَرَةٍ، قَالَ: وَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى إِذَا كَانَ بِعُسْفَانَ لَقِيَهُ بِشْرُ بْنُ سُفْيَانَ الْكَعْبِيُّ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذِهِ قُرَيْشٌ قَدْ سَمِعَتْ بِمَسِيرِكَ، فَخَرَجَتْ مَعَهَا الْعُوذُ الْمَطَافِيلُ، قَدْ لَبِسُوا جُلُودَ النُّمُورِ، يُعَاهِدُونَ اللهَ أَنْ لَا تَدْخُلَهَا عَلَيْهِمْ عَنْوَةً أَبَدًا، وَهَذَا خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ فِي خَيْلِهِمْ قَدِمُوا إِلَى كُرَاعِ الْغَمِيمِ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" يَا وَيْحَ قُرَيْشٍ، لَقَدْ أَكَلَتْهُمُ الْحَرْبُ، مَاذَا عَلَيْهِمْ لَوْ خَلَّوْا بَيْنِي وَبَيْنَ سَائِرِ النَّاسِ، فَإِنْ أَصَابُونِي كَانَ الَّذِي أَرَادُوا، وَإِنْ أَظْهَرَنِي اللهُ عَلَيْهِمْ، دَخَلُوا فِي الْإِسْلَامِ وَهُمْ وَافِرُونَ، وَإِنْ لَمْ يَفْعَلُوا، قَاتَلُوا وَبِهِمْ قُوَّةٌ، فَمَاذَا تَظُنُّ قُرَيْشٌ، وَاللهِ إِنِّي (1) لَا أَزَالُ أُجَاهِدُهُمْ عَلَى الَّذِي بَعَثَنِي اللهُ لَهُ حَتَّى يُظْهِرَهُ اللهُ لَهُ أَوْ تَنْفَرِدَ هَذِهِ السَّالِفَةُ " ثُمَّ أَمَرَ النَّاسَ، فَسَلَكُوا ذَاتَ الْيَمِينِ بَيْنَ ظَهْرَيْ الْحَمْضِ عَلَى طَرِيقٍ تُخْرِجُهُ عَلَى ثَنِيَّةِ الْمُرَارِ وَالْحُدَيْبِيَةِ مِنْ أَسْفَلِ مَكَّةَ، قَالَ: فَسَلَكَ بِالْجَيْشِ تِلْكَ الطَّرِيقَ، فَلَمَّا رَأَتْ خَيْلُ قُرَيْشٍ قَتَرَةَ الْجَيْشِ قَدْ خَالَفُوا عَنْ
(1) لفظ: "إني" ليس في (ص)، وقد ضرب عليه في (س).
طَرِيقِهِمْ، نَكَصُوا رَاجِعِينَ إِلَى قُرَيْشٍ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى إِذَا سَلَكَ ثَنِيَّةَ الْمُرَارِ بَرَكَتْ نَاقَتُهُ، فَقَالَ النَّاسُ: خَلَأَتْ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا خَلَأَتْ، وَمَا هُوَ لَهَا بِخُلُقٍ، وَلَكِنْ حَبَسَهَا حَابِسُ الْفِيلِ عَنْ مَكَّةَ، وَاللهِ لَا تَدْعُونِي قُرَيْشٌ الْيَوْمَ إِلَى خُطَّةٍ يَسْأَلُونِي فِيهَا صِلَةَ الرَّحِمِ إِلَّا أَعْطَيْتُهُمْ إِيَّاهَا " ثُمَّ قَالَ لِلنَّاسِ: " انْزِلُوا " فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا بِالْوَادِي مِنْ مَاءٍ يَنْزِلُ عَلَيْهِ النَّاسُ. فَأَخْرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِهِ، فَأَعْطَاهُ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِهِ، فَنَزَلَ فِي قَلِيبٍ مِنْ تِلْكَ الْقُلُبِ، فَغَرَزَهُ فِيهِ، فَجَاشَ الْمَاءُ (1) بِالرَّوَاءِ حَتَّى ضَرَبَ النَّاسُ عَنْهُ بِعَطَنٍ، فَلَمَّا اطْمَأَنَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا بُدَيْلُ بْنُ وَرْقَاءَ فِي رِجَالٍ مِنْ خُزَاعَةَ، فَقَالَ لَهُمْ كَقَوْلِهِ لِبُسْرِ (2) بْنِ سُفْيَانَ، فَرَجَعُوا إِلَى قُرَيْشٍ، فَقَالُوا: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، إِنَّكُمْ تَعْجَلُونَ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَإِنَّ (3) مُحَمَّدًا لَمْ يَأْتِ لِقِتَالٍ، إِنَّمَا جَاءَ زَائِرًا لِهَذَا الْبَيْتِ، مُعَظِّمًا لَحَقِّهِ. فَاتَّهَمُوهُمْ.
قَالَ مُحَمَّدٌ - يَعْنِي ابْنَ إِسْحَاقَ -: قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَكَانَتْ خُزَاعَةُ فِي غَيْبَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُسْلِمُهَا وَمُشْرِكُهَا، لَا يُخْفُونَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم شَيْئًا كَانَ بِمَكَّةَ، قَالُوا: وَإِنْ كَانَ إِنَّمَا جَاءَ لِذَلِكَ، فَلَا وَاللهِ لَا يَدْخُلُهَا أَبَدًا عَلَيْنَا عَنْوَةً، وَلَا تَتَحَدَّثُ بِذَلِكَ الْعَرَبُ. ثُمَّ
(1) لفظ "الماء" ليس في (ظ 13).
(2)
في (ق) و (م): لبشير، وهو خطأ.
(3)
في (ظ 13): إن، وقد ضرب على الواو في (س).
بَعَثُوا إِلَيْهِ مِكْرَزَ بْنَ حَفْصِ بْنِ الْأَخْيَفِ، أَحَدَ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" هَذَا رَجُلٌ غَادِرٌ ". فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَلَّمَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِنَحْوٍ مِمَّا كَلَّمَ بِهِ أَصْحَابَهُ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى قُرَيْشٍ، فَأَخْبَرَهُمْ بِمَا قَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم.
قَالَ: فَبَعَثُوا إِلَيْهِ الْحِلْسَ (1) بْنَ عَلْقَمَةَ الْكِنَانِيَّ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ سَيِّدُ الْأَحَابِشِ (2)، فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" هَذَا مِنْ قَوْمٍ يَتَأَلَّهُونَ، فَابْعَثُوا الْهَدْيَ فِي وَجْهِهِ ". فَبَعَثُوا الْهَدْيَ، فَلَمَّا رَأَى الْهَدْيَ يَسِيلُ عَلَيْهِ مِنْ عُرْضِ الْوَادِي فِي قَلَائِدِهِ، قَدْ أُكلَ أَوْبَارَهُ مِنْ طُولِ الْحَبْسِ عَنْ مَحِلِّهِ، رَجَعَ، وَلَمْ يَصِلْ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِعْظَامًا لِمَا رَأَى، فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، قَدْ رَأَيْتُ مَا لَا يَحِلُّ صَدُّهُ: الْهَدْيَ فِي قَلَائِدِهِ قَدْ أُكِلَ أَوْبَارَهُ (3) مِنْ طُولِ الْحَبْسِ عَنْ مَحِلِّهِ. فَقَالُوا: اجْلِسْ، إِنَّمَا أَنْتَ أَعْرَابِيٌّ لَا عِلْمَ لَكَ. فَبَعَثُوا إِلَيْهِ عُرْوَةَ بْنَ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيَّ، فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ (4) قُرَيْشٍ، إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ مَا يَلْقَى مِنْكُمْ - مَنْ تَبْعَثُونَ إِلَى مُحَمَّدٍ إِذَا جَاءَكُمْ - مِنَ التَّعْنِيفِ وَسُوءِ اللَّفْظِ، وَقَدْ عَرَفْتُمْ أَنَّكُمْ وَالِدٌ وَأَنِّي وَلَدٌ، وَقَدْ سَمِعْتُ بِالَّذِي نَابَكُمْ، فَجَمَعْتُ مَنْ أَطَاعَنِي مِنْ قَوْمِي، ثُمَّ جِئْتُ
(1) هكذا جاء في النسخ، وضبطه السندي: بكسر فسكون، وجاء في هامش (س): الحليس، مصغراً. قلنا: وكذلك ضبطه الحافظ في "الفتح" 5/ 342.
(2)
في (ق): الأحابيش.
(3)
في (س) و (ص) و (م): أو ناره، وهو تصحيف، والمثبت من (ظ 13) و (ق).
(4)
في (ظ 13) و (ق) وهامش (ص): معاشر.
حَتَّى آسَيْتُكُمْ بِنَفْسِي. قَالُوا: صَدَقْتَ، مَا أَنْتَ عِنْدَنَا بِمُتَّهَمٍ. فَخَرَجَ حَتَّى أَتَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَجَلَسَ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، جَمَعْتَ أَوْبَاشَ النَّاسِ، ثُمَّ جِئْتَ بِهِمْ لِبَيْضَتِكَ لِتَفُضَّهَا، إِنَّهَا قُرَيْشٌ قَدْ خَرَجَتْ مَعَهَا الْعُوذُ الْمَطَافِيلُ، قَدْ لَبِسُوا جُلُودَ النُّمُورِ، يُعَاهِدُونَ اللهَ أَنْ لَا تَدْخُلَهَا عَلَيْهِمْ عَنْوَةً أَبَدًا، وَأَيْمُ اللهِ، لَكَأَنِّي بِهَؤُلَاءِ قَدْ انْكَشَفُوا عَنْكَ غَدًا. قَالَ: وَأَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رضي الله عنه خَلْفَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَاعِدٌ، فَقَالَ: امْصُصْ بَظْرَ اللَّاتِ، أَنَحْنُ نَنْكَشِفُ عَنْهُ؟ قَالَ: مَنْ هَذَا يَا مُحَمَّدُ؟ قَالَ: " هَذَا ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ " قَالَ: وَاللهِ لَوْلَا يَدٌ كَانَتْ لَكَ عِنْدِي، لَكَافَأْتُكَ بِهَا، وَلَكِنَّ هَذِهِ بِهَا. ثُمَّ تَنَاوَلَ لِحْيَةَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَالْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ وَاقِفٌ عَلَى رَأْسِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْحَدِيدِ، قَالَ: فَقَرَعُ (1) يَدَهُ، ثُمَّ قَالَ: أَمْسِكْ يَدَكَ عِنْ لِحْيَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَبْلَ وَاللهِ لَا تَصِلُ إِلَيْكَ. قَالَ: وَيْحَكَ، مَا أَفَظَّكَ وَأَغْلَظَكَ. قَالَ: فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: مَنْ هَذَا يَا مُحَمَّدُ؟ قَالَ: " هَذَا ابْنُ أَخِيكَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ " قَالَ: أَغُدَرُ، هَلْ غَسَلْتَ سَوْأَتَكَ إِلَّا بِالْأَمْسِ. قَالَ: فَكَلَّمَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِمِثْلِ مَا كَلَّمَ بِهِ أَصْحَابَهُ، فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ لَمْ يَأْتِ يُرِيدُ حَرْبًا. قَالَ: فَقَامَ مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ رَأَى مَا يَصْنَعُ بِهِ أَصْحَابُهُ؛ لَا يَتَوَضَّأُ وُضُوءًا إِلَّا ابْتَدَرُوهُ، وَلَا يَبْسُقُ بُسَاقًا إِلَّا ابْتَدَرُوهُ، وَلَا يَسْقُطُ مِنْ شَعَرِهِ
(1) في (م): يقرع.
شَيْءٌ إِلَّا أَخَذُوهُ، فَرَجَعَ إِلَى قُرَيْشٍ، فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ (1) قُرَيْشٍ، إِنِّي جِئْتُ كِسْرَى فِي مُلْكِهِ، وَجِئْتُ قَيْصَرَ وَالنَّجَاشِيَّ فِي مُلْكِهِمَا، وَاللهِ مَا رَأَيْتُ مَلِكًا قَطُّ مِثْلَ مُحَمَّدٍ فِي أَصْحَابِهِ، وَلَقَدْ رَأَيْتُ قَوْمًا لَا يُسْلِمُونَهُ لِشَيْءٍ أَبَدًا، فَرَوا رَأْيَكُمْ.
قَالَ: وَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَبْلَ ذَلِكَ بَعَثَ خِرَاشَ بْنَ أُمَيَّةَ الْخُزَاعِيَّ إِلَى مَكَّةَ، وَحَمَلَهُ عَلَى جَمَلٍ لَهُ يُقَالُ لَهُ: الثَّعْلَبُ، فَلَمَّا دَخَلَ مَكَّةَ عَقَرَتْ بِهِ قُرَيْشٌ، وَأَرَادُوا قَتْلَ خِرَاشٍ، فَمَنَعَهُمُ الْأَحَابِشُ (2) حَتَّى أَتَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَدَعَا عُمَرَ لِيَبْعَثَهُ إِلَى مَكَّةَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أَخَافُ قُرَيْشًا عَلَى نَفْسِي، وَلَيْسَ بِهَا مِنْ بَنِي عَدِيٍّ أَحَدٌ يَمْنَعُنِي، وَقَدْ عَرَفَتْ قُرَيْشٌ عَدَاوَتِي إِيَّاهَا، وَغِلْظَتِي عَلَيْهَا، وَلَكِنْ أَدُلُّكَ عَلَى رَجُلٍ هُوَ أَعَزُّ مِنِّي عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ. قَالَ: فَدَعَاهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَبَعَثَهُ إِلَى قُرَيْشٍ يُخْبِرُهُمْ أَنَّهُ لَمْ يَأْتِ لِحَرْبٍ، وَأَنَّهُ جَاءَ زَائِرًا لِهَذَا الْبَيْتِ، مُعَظِّمًا لِحُرْمَتِهِ. فَخَرَجَ عُثْمَانُ حَتَّى أَتَى مَكَّةَ، وَلَقِيَهُ أَبَانُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، فَنَزَلَ عَنْ دَابَّتِهِ وَحَمَلَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَرَدِفَ خَلْفَهُ، وَأَجَارَهُ حَتَّى بَلَّغَ رِسَالَةَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَانْطَلَقَ عُثْمَانُ حَتَّى أَتَى أَبَا سُفْيَانَ وَعُظَمَاءَ قُرَيْشٍ، فَبَلَّغَهُمْ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَا أَرْسَلَهُ بِهِ، فَقَالُوا لِعُثْمَانَ: إِنْ شِئْتَ أَنْ تَطُوفَ بِالْبَيْتِ، فَطُفْ بِهِ. فَقَالَ: مَا كُنْتُ
(1) في (ظ 13): معاشر.
(2)
في (ق) وهامش (س): الأحابيش.
لِأَفْعَلَ حَتَّى يَطُوفَ بِهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: وَاحْتَبَسَتْهُ قُرَيْشٌ عِنْدَهَا، فَبَلَغَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَالْمُسْلِمِينَ أَنَّ عُثْمَانَ قَدْ قُتِلَ.
قَالَ مُحَمَّدٌ: فَحَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ أَنَّ قُرَيْشًا بَعَثُوا سُهَيْلَ بْنَ عَمْرٍو؛ أَحَدَ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، فَقَالُوا: ائْتِ مُحَمَّدًا فَصَالِحْهُ، وَلَا يَكُونُ فِي صُلْحِهِ إِلَّا أَنْ يَرْجِعَ عَنَّا عَامَهُ هَذَا، فَوَاللهِ لَا تَتَحَدَّثُ الْعَرَبُ أَنَّهُ دَخَلَهَا عَلَيْنَا عَنْوَةً أَبَدًا. فَأَتَاهُ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو، فَلَمَّا رَآهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" قَدْ أَرَادَ الْقَوْمُ الصُّلْحَ حِينَ بَعَثُوا هَذَا الرَّجُلَ " فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَكَلَّمَا، وَأَطَالَا الْكَلَامَ، وَتَرَاجَعَا حَتَّى جَرَى بَيْنَهُمَا الصُّلْحُ، فَلَمَّا الْتَأَمَ الْأَمْرُ وَلَمْ يَبْقَ إِلَّا الْكِتَابُ وَثَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَأَتَى أَبَا بَكْرٍ، فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ، أَوَلَيْسَ بِرَسُولِ اللهِ؟ أَوَلَسْنَا بِالْمُسْلِمِينَ؟ أَوَلَيْسُوا بِالْمُشْرِكِينَ؟ قَالَ: بَلَى. قَالَ: فَعَلَامَ نُعْطِي الذِّلَّةَ فِي دِينِنَا. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا عُمَرُ، الْزَمْ غَرْزَهُ حَيْثُ كَانَ، فَإِنِّي أَشْهَدُ أَنَّهُ رَسُولُ اللهِ. قَالَ عُمَرُ: وَأَنَا أَشْهَدُ. ثُمَّ أَتَى رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَوَلَسْنَا بِالْمُسْلِمِينَ؟ أَوَلَيْسُوا بِالْمُشْرِكِينَ؟ قَالَ:" بَلَى "، قَالَ: فَعَلَامَ نُعْطِي الذِّلَّةَ فِي دِينِنَا؟ فَقَالَ: " أَنَا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، لَنْ أُخَالِفَ أَمْرَهُ، وَلَنْ يُضَيِّعَنِي " ثُمَّ قَالَ عُمَرُ: مَا زِلْتُ أَصُومُ وَأَتَصَدَّقُ وَأُصَلِّي وَأَعْتِقُ مِنَ الَّذِي صَنَعْتُ مَخَافَةَ كَلَامِي الَّذِي تَكَلَّمْتُ بِهِ يَوْمَئِذٍ حَتَّى رَجَوْتُ أَنْ يَكُونَ خَيْرًا.
_________
قَالَ: وَدَعَا (1) رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" اكْتُبْ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ " فَقَالَ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو: لَا أَعْرِفُ هَذَا، وَلَكِنْ اكْتُبْ: بِاسْمِكَ اللهُمَّ. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اكْتُبْ بِاسْمِكَ اللهُمَّ، هَذَا مَا صَالَحَ عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ سُهَيْلَ بْنَ عَمْرٍو " فَقَالَ (2): لَوْ شَهِدْتُ أَنَّكَ رَسُولُ اللهِ لَمْ أُقَاتِلْكَ، وَلَكِنْ اكْتُبْ: هَذَا مَا اصْطَلَحَ (3) عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ وَسُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو عَلَى وَضْعِ الْحَرْبِ عَشْرَ سِنِينَ، يَأْمَنُ فِيهَنَّ (4) النَّاسُ، وَيَكُفُّ بَعْضُهُمْ عَنْ بَعْضٍ، عَلَى أَنَّهُ مَنْ أَتَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ أَصْحَابِهِ بِغَيْرِ إِذْنِ وَلِيِّهِ رَدَّهُ عَلَيْهِمْ، وَمَنْ أَتَى قُرَيْشًا مِمَّنْ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَرُدُّوهُ عَلَيْهِ، وَإِنَّ بَيْنَنَا عَيْبَةً مَكْفُوفَةً، وَإِنَّهُ لَا إِسْلَالَ وَلَا إِغْلَالَ. وَكَانَ فِي شَرْطِهِمْ حِينَ كَتَبُوا الْكِتَابَ أَنَّهُ مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَدْخُلَ فِي عَقْدِ مُحَمَّدٍ وَعَهْدِهِ دَخَلَ فِيهِ، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَدْخُلَ فِي عَقْدِ قُرَيْشٍ وَعَهْدِهِمْ دَخَلَ فِيهِ، فَتَوَاثَبَتْ خُزَاعَةُ، فَقَالُوا: نَحْنُ مَعَ عَقْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَعَهْدِهِ، وَتَوَاثَبَتْ بَنُو بَكْرٍ، فَقَالُوا: نَحْنُ فِي عَقْدِ قُرَيْشٍ وَعَهْدِهِمْ. وَأَنَّكَ تَرْجِعُ عَنَّا عَامَنَا هَذَا، فَلَا تَدْخُلْ عَلَيْنَا مَكَّةَ، وَأَنَّهُ إِذَا كَانَ عَامُ قَابِلٍ، خَرَجْنَا عَنْكَ، فَتَدْخُلُهَا بِأَصْحَابِكَ، وَأَقَمْتَ فِيهِمْ
(1) في (ق): ثم دعا، وجاء في هامش (س): ثم، نسخة.
(2)
في (م): فقال سهيل بن عمرو.
(3)
في (ق): ما صَالَح.
(4)
في (ق) و (م) وهامش (س): فيها.
ثَلَاثًا (1) مَعَكَ سِلَاحُ الرَّاكِبِ لَا تَدْخُلْهَا بِغَيْرِ السُّيُوفِ فِي الْقُرُبِ. فَبَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَكْتُبُ الْكِتَابَ إِذْ جَاءَهُ أَبُو جَنْدَلِ بْنُ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو فِي الْحَدِيدِ قَدِ انْفَلَتَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: وَقَدْ كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجُوا (2) وَهُمْ لَا يَشُكُّونَ فِي الْفَتْحِ لِرُؤْيَا رَآهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا رَأَوْا مَا رَأَوْا (3) مِنَ الصُّلْحِ وَالرُّجُوعِ، وَمَا تَحَمَّلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى نَفْسِهِ، دَخَلَ النَّاسَ مِنْ ذَلِكَ أَمْرٌ عَظِيمٌ حَتَّى كَادُوا أَنْ يَهْلِكُوا، فَلَمَّا رَأَى سُهَيْلٌ أَبَا جَنْدَلٍ، قَامَ إِلَيْهِ، فَضَرَبَ وَجْهَهُ، ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، قَدْ لَجَّتِ الْقَضِيَّةُ بَيْنِي وَبَيْنَكَ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكَ هَذَا. قَالَ:" صَدَقْتَ ". فَقَامَ إِلَيْهِ، فَأَخَذَ بِتَلْبِيبِهِ، قَالَ: وَصَرَخَ أَبُو جَنْدَلٍ بِأَعْلَى صَوْتِهِ: يَا مَعَاشِرَ الْمُسْلِمِينَ، أَتَرُدُّونَنِي إِلَى أَهْلِ الشِّرْكِ، فَيَفْتِنُونِي (4) فِي دِينِي. قَالَ: فَزَادَ النَّاسُ شَرًّا إِلَى مَا بِهِمْ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَا أَبَا جَنْدَلٍ، اصْبِرْ وَاحْتَسِبْ، فَإِنَّ اللهَ عز وجل جَاعِلٌ لَكَ وَلِمَنْ مَعَكَ مِنَ الْمُسْتَضْعَفِينَ فَرَجًا وَمَخْرَجًا، إِنَّا قَدْ عَقَدْنَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ صُلْحًا، فَأَعْطَيْنَاهُمْ عَلَى ذَلِكَ، وَأَعْطَوْنَا عَلَيْهِ عَهْدًا، وَإِنَّا لَنْ نَغْدِرَ بِهِمْ ".
(1) في (ظ 13): وأقمت بها ثلاثاً، وفي (ق): وأقمت بها فيهم ثلاثاً.
(2)
في (ظ 13) و (ق): قد خرجوا.
(3)
في (س) و (ص) و (ق): رأى ما رأوا، والمثبت من (ظ 13) و (ق).
(4)
في (ق): فيفتنونني، وهي نسخة في (س).
قَالَ: فَوَثَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ مَعَ أَبِي جَنْدَلٍ (1)، فَجَعَلَ يَمْشِي إِلَى جَنْبِهِ وَهُوَ يَقُولُ: اصْبِرْ أَبَا جَنْدَلٍ، فَإِنَّمَا هُمُ الْمُشْرِكُونَ، وَإِنَّمَا دَمُ أَحَدِهِمْ دَمُ كَلْبٍ. قَالَ: وَيُدْنِي قَائِمَ السَّيْفِ مِنْهُ. قَالَ: يَقُولُ: رَجَوْتُ أَنْ يَأْخُذَ السَّيْفَ، فَيَضْرِبَ بِهِ أَبَاهُ (2). قَالَ: فَضَنَّ الرَّجُلُ بِأَبِيهِ، وَنَفَذَتِ الْقَضِيَّةُ، فَلَمَّا فَرَغَا مِنَ الْكِتَابِ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي فِي الْحَرَمِ وَهُوَ مُضْطَرِبٌ فِي الْحِلِّ. قَالَ: فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، انْحَرُوا وَاحْلِقُوا " قَالَ: فَمَا قَامَ أَحَدٌ، قَالَ: ثُمَّ عَادَ بِمِثْلِهَا، فَمَا قَامَ رَجُلٌ، ثُمَّ (3) عَادَ بِمِثْلِهَا، فَمَا قَامَ رَجُلٌ، فَرَجَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَدَخَلَ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ، فَقَالَ:" يَا أُمَّ سَلَمَةَ، مَا شَأْنُ النَّاسِ؟ " قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، قَدْ دَخَلَهُمْ مَا قَدْ رَأَيْتَ، فَلَا تُكَلِّمَنَّ مِنْهُمْ إِنْسَانًا، وَاعْمِدْ إِلَى هَدْيِكَ حَيْثُ كَانَ فَانْحَرْهُ وَاحْلِقْ، فَلَوْ قَدْ فَعَلْتَ ذَلِكَ فَعَلَ النَّاسُ ذَلِكَ. فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَا يُكَلِّمُ أَحَدًا حَتَّى أَتَى هَدْيَهُ، فَنَحَرَهُ، ثُمَّ جَلَسَ، فَحَلَقَ، فَقَامَ النَّاسُ يَنْحَرُونَ وَيَحْلِقُونَ. قَالَ: حَتَّى إِذَا كَانَ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ فِي وَسَطِ الطَّرِيقِ، فَنَزَلَتْ (4) سُورَةُ الْفَتْحِ (5).
(1) لفظ "مع أبي جندل" ضبب فوقها في (ظ 13).
(2)
في (م): إياه، وهو تحريف.
(3)
في (م): حتى.
(4)
في (ظ 13): نزلت.
(5)
إسناده حسن، محمد بن إسحاق، وإن كان مدلساً وقد عنعن إلا أنه قد =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= صرح بالتحديث في بعض فقرات هذا الحديث، فانتفت شبهة تدليسه، ثم إنه قد توبع كما سيأتي برقم (18928)(18929). وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه مختصراً ومطولاً أبو داود (2766)، والطبري في "تفسيره" 26/ 101، وفي "تاريخه" 2/ 620، وابن خزيمة (2906)، والطبراني في "الكبير" 20/ (14) و (16)، والحاكم 2/ 459، والبيهقي في "السنن" 5/ 215، 9/ 221 - 222 و 223 و 227 و 228، 233، وفي "الدلائل" 4/ 112 و 145، وابن عبد البر في "الاستذكار" 13/ 105 من طرق عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد.
وأورده ابن هشام في "سيرته" 2/ 308.
وسيرد بالأرقام (18920) و (18928) و (18929).
وفي باب كتاب الصلح، سلف من حديث ابن عباس برقم (3187)، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: يريد زيارة البيت، أي: الاعتمار.
وكان الناس سبع مئة رجل، أي: كأنهم أولاً كانوا كذلك، ثم ازدادوا بالتلاحق، أو كان أهل المدينة كذلك، والبقية كانوا من أهل البادية، وإلا فقد سبق أنهم كانوا أكثر من هذا العدد.
عن عشرة: قد جاء ما يؤيد هذا أيضاً، لكن جاء أن البدنة عن سبعة، وهو أحوط، فأخذ به غالب أهل العلم.
بعُسفان: بضم العين: موضع بين مكة والمدينة.
العوذ، جمع عائذ: وهي الناقة القريبة الولادة.
المطافيل، أي: ذوات الأطفال، والمراد النوق التي فيها اللبن، أي: فذاك اللبن طعامهم وشرابهم، فلا يحتاجون معه إلى شيء حتى ينكسروا له، وقيل: المراد أنهم ساقوا معهم أموالهم فلا يمكن أن يفروا، وقيل: المراد ها هنا النساء والصبيان، والمطافيل جمع مُطفل، بضم ميم، يقال: أطفلت الناقة فهي مطفلة ومطفل، والجمع مطافل والمطافيل. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= عنوة، أي: قهراً، وأصله الذل، واستعمل في القهر لأن ذل أحد الطرفين يستلزم قهر الآخر.
كراع الغميم، بضم الكاف: اسم موضع.
"أكلتهم": وهنتهم.
"وإن لم يفعلوا"، أي: ما دَخَلُوا في الإسلام عند غلبتي على سائر العرب، بل اختاروا القتال على دخول الإسلام.
"أو تنفرد هذه السالفة"، أي: أو أموت، والسالفة: صفحة العنق، وليس المراد القتل لقوله تعالى:{والله يعصمك من الناس} .
بين ظهري الحمض، ضبط بفتح حاءٍ مهملة وسكون ميم وإعجام صاد، وهو لغة: نوع من النبات.
المرار، ضبط بضم ميم وتخفيف.
قترة الجيش، بفتحتين أوله قاف، أي: غبارهم.
قد خالفوا، أي: والحال أن الجيش قد خالفوا.
نكصوا، أي: انصرفوا.
بركت، أي: قعدت.
خَلأت: بخاءٍ معجمة وهمزة، أي: تصعبت، وساء خلقها.
"وما هو"، أي: سوء الخلق "بخلق"، أي: بعادة.
"ولكن حبسها حابس الفيل"، أي: منعها من السَّير إلى مكة من منع الفيل من مكة، وهو الله تعالى.
"خُطة" بضم خاء معجمة وتشديد طاء، أي: خصلة، والمراد أنهم إن طلبوا منه الصلح يقبله.
في قليب، أي: بئر.
فجاش، أي: فار. "بالرّوَّاء" ضبط بالتشديد كعلّام، أي: بالماء الكثير المروي بكثرة، وفي "القاموس": ماء رواء كسماء، أي: كثير، ومقتضاه التخفيف. "حتى ضرب الناسُ" بالرفع، أي: أقاموا. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= بعطن، بفتحتين: مبرك الإبل؛ أي: رويت إبلهم حتى بركت، فأقامت مكانها.
في عَيْبة، بفتح مهملة وسكون ياء ثم موحدة، أي: معدودين في أصحاب سره والعيبة: موضع السر والأمانة، وأصله ما يكون مُعدًّا لحفظ أحسن الثياب.
"غادر": قاله تنبيهاً لأصحابه على حقيقة الحال خوفاً من أن سيجيء من جهته ضرر.
الأحابش، بحاء مهملة: جماعات من قبائل شتى، وقيل: هم أحياء من القارة انضموا إلى بني ليث في محاربتهم قريشاً قبل الإسلام. وقال ابن دريد: حلفاء قريش تحالفوا تحت جبل يسمى حبشياً، فسمّوا بذلك.
"يتألهون"، من التأله، وهو التعبد، أي: أنهم يراعون حق الله تعالى وحرمته.
من عُرْض الوادي، بضم عينٍ مهملة وسكون راءٍ.
قد أُكل، على بناء المفعول.
الهديَ، بالنصب: بدل من قوله "ما لا يحل صده".
ما يلقى من التعنيف: بيان لما يلقى.
إنكم والد: فأراعيكم كما يراعي الولد أباه، ولا أخونكم.
بالذي نابكم: عرضكم، أي: قبل هذا الأمر.
آسيتكم، بالمد، أي: واسيتكم وأعنتكم.
أوباش الناس، أي: الجماعات المتفرقة الذين لا يثبتون في الحرب.
لبيضتك، أي: لأصلك وقومك، فإن البيضة أصل للفرخ.
لتفضها، بضم الفاء وتشديد الضاد: من الفض، وهو الكسر.
إنها، أي: أن القصة، أو إن البيضة، وعلى الأول فقريش مبتدأ، خبره "قد خرجت".
وايم الله إلخ
…
قاله تخويفاً له صلى الله عليه وسلم حتى يميل إلى الصلح.
بظر، بفتح موحدة، وسكون معجمة: وهي الجلدة تقطعها الخاتنة في فرج المرأة عند الختان. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= واللات: اسم صنم لهم، وهذا شتم له غليظ.
لولا يد، أي: إحسان.
لكافأتك بها، أي: بهذه الشتيمة، أي: لشتمتك بمثلها.
ثم تناول لحية: هذا على عادة العرب في التكلم لا سيّما عند الملاطفة.
فقرع، أي: ضرب يده إجلالاً للنبي صلى الله عليه وسلم، لأن هذا إنما يصنع النظيرُ بالنظير، وكان عروة عَمَّ المغيرة.
قبل، الظاهر أن المضاف إليه مقدر، أي: قبل أن تصل إليك العقوبة ونحوه. وقوله: "واللهِ لا يصل إليك"، أي: العقوبة، كالبيان له، فيكون "قبل" مبنياً على الضم، ويمكن الإعراب باعتبار المقدر كالملفوظ.
أغُدَر، بضم ففتح: معدول عن غادر، كعُمر عن عامر، والهمزة للنداء.
غسلت سوأتك، أي: دفعت خيانتك وضررها ببذل المال.
إلا بالأمس، أي: إلا عن قريب، أي: فكيف لك الغلطة عليَّ! والمغيرة قد قتل ناساً قبل الإسلام، وقد سبق له ذكر أيضاً.
إلا ابتدروه، أي: استبقوا إلى أخذ الغسالة، والتبرك بها.
لا يسلمونه: من أسلمه إلى عدوه إذا خُلِّيَ بينهما، أي: لا يتركونه لكم ويشردون عنه.
فَرَوْا: بفتح الراء وسكون الواو، أمر من الرأي، أي: انظروا في الرأي، ومراده إمالتهم إلى الصُّلْح.
عقرت به قريش، أي: عقروا جَمَلَه.
تكلما، أي: النبي صلى الله عليه وسلم وسهيل.
فلما التأم الأمر، أي: صلح، واتفق.
الذلة: خلاف العِزَّة، أي: حيث شرطوا علينا ما ظاهره ذلة وإن ظهر بعد ذلك أنه ما كان إلا عِزَّة، وإنما كان ذلة على المشركين.
غرزه: الغَرْزُ للإبل بمنزلة الركاب للسرج، أي: كن تابعاً له، متمسكاً برأيه، ولا تخالفه، فإن من أراد أن يكون تابعاً لراكب الجمل بأحسن وجه =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= يلازم الغرز.
وأنا أشهد: فبين أن هذا ليس بشكٍّ منه، وإنما هو غيرة للدين.
"ولن يضيعني": من التضييع أو الإضاعة.
مخافة كلامي: إذ اللازم الرضا بما قضاه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا ينبغي المقابلة في رَدِّه، فلذلك تندَّم على ذلك الكلام وخاف، وإن كان ما صدر منه إلا غيرة للدين.
أن يكون: أمري وعاقبتي.
مكفوفة: مشدودة ممنوعة عما لا يوافق الصُّلح، والمعنى: على أن بيننا قلوباً صافية كفَّت عما لا يوافق الصلح.
لا إسلال: الغارة الظاهرة.
ولا إغلال، أي: الخيانة، أي على ألا يأخذ بعضنا مال بعض لا في السر ولا في العلانية.
فتواثبت، أي: قامُوا بسرعة.
سلاح الراكب، أي: لا سلاح المحارب.
في القُرُب، بضمتين: جمع قراب.
في الحديد، أي: مقيداً فيه، منعه الكَفَرَة به عن الهجرة.
قد انفلت، أي: مع القيود.
دخل الناس، بالنصب، أي: دخل في قلوبهم.
قد لجت، من اللجاج، أي: تمت، فإن اللجاج يؤدي إلى التمام حتى قيل: من قرع باباً ولجَّ وَلَج.
القضية، أي: المصالحة، وفي "النهاية" لجَّت، أي: وجبت، هكذا رأيته مشروحاً، ولا أعرف أصله انتهى. وتبعه صاحب "المجمع" على ذلك.
فقام، أي: سهيل.
إليه: إلى أبي جندل.
فأخذ بتلبيبه: يقال: أخذتَ بتلبيب فلان: إذا جمعتَ عليه ثوبه الذي لبسه =
18911 -
حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ يُحَدِّثُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ أَنَّ عَلِيًّا خَطَبَ ابْنَةَ أَبِي جَهْلٍ، فَوُعِدَ بِالنِّكَاحِ. فَأَتَتْ فَاطِمَةُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: إِنَّ قَوْمَكَ يَتَحَدَّثُونَ أَنَّكَ لَا تَغْضَبُ لِبَنَاتِكَ، وَأَنَّ عَلِيًّا قَدْ خَطَبَ ابْنَةَ أَبِي جَهْلٍ، فَقَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَحَمِدَ اللهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَقَالَ:" إِنَّمَا فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّي، وَأَنَا أَكْرَهُ أَنْ تَفْتِنُوهَا " وَذَكَرَ أَبَا الْعَاصِ بْنَ الرَّبِيعِ، فَأَكْثَرَ عَلَيْهِ الثَّنَاءَ، وَقَالَ:" لَا يُجْمَعُ بَيْنَ ابْنَةِ نَبِيِّ اللهِ وَبِنْتِ عَدُوِّ اللهِ ". فَرَفَضَ عَلِىٌّ ذَلِكَ (1).
= وقبضت عليه تجره، والتلبيب: مجمع ما في موضع اللب من ثياب الرجل.
فزاد الناس: المسلمون.
شراً: تعباً.
لن نغدر، بكسر الدال، أي: لا تتوقع أنا نغدر لأجلك بهم، فليس من عادتنا وشأننا.
دم كلب، أي: فلا يبالي المرء بإهراقه إن قدر عليه.
ويدني، من الإدناء، أي: يقرب.
فضنَّ، أي: بخل.
وهو مضطرب، أي: ضارب خيمته.
(1)
حديث صحيح، النعمان: وهو ابن راشد الجزري، ضعيف، سيئ الحفظ، وقد أخرج له مسلم في المتابعات، وهذه منها، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. وهب بن جرير: هو ابن حازم، وعلي بن الحسين: هو ابن علي بن أبي طالب. =
18912 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ، أَنَّ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ أَخَبَرَهُ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ خَطَبَ ابْنَةَ أَبِي جَهْلٍ، وَعِنْدَهُ فَاطِمَةُ ابْنَةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا سَمِعَتْ بِذَلِكَ فَاطِمَةُ أَتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ لَهُ: إِنَّ قَوْمَكَ يَتَحَدَّثُونَ أَنَّكَ لَا تَغْضَبُ لِبَنَاتِكَ، وَهَذَا عَلِيٌّ نَاكِحٌ ابْنَةَ أَبِي جَهْلٍ. قَالَ الْمِسْوَرُ: فَقَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَسَمِعْتُهُ حِينَ تَشَهَّدَ، ثُمَّ قَالَ: " أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّي أَنْكَحْتُ أَبَا الْعَاصِ بْنَ الرَّبِيعِ، فَحَدَّثَنِي فَصَدَقَنِي، وَإِنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ
= وأخرجه مسلم (2449)(96) -ولم يسق متنه-، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4986)، وابن حبان (7060)، والطبراني في "الكبير" 20/ (21) من طريق وهب بن جرير، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو يعلى (7181)، وابن حبان (6957)، والطبراني في "الكبير" 20/ (18) من طريق عبيد الله بن أبي زياد، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4989)، والطبراني في "الشاميين"(1707) من طريق محمد بن الوليد الزُّبيدي، كلاهما عن الزُّهْري.
وسيرد بالأرقام: (18912) و (18913) و (18926).
وانظر (18907).
قال السندي: إن قومك
…
أي: لا تغضب لانتصارهن حتى اشتهر ذلك بين قومك.
"بضعة" بفتح الباء، أي: قطعة لحم، قيل: وقد تكسر الباء.
فأكثر عليه الثناء، أي: تعريضاً لعلي.
"لا يجمع"، على بناء المفعول، أي: لا يتحقق هذا الجمع.
فرفض، أي: ترك.
بَضْعَةٌ مِنِّي، وَأَنَا أَكْرَهُ أَنْ تَفْتِنُوهَا، وَإِنَّهَا وَاللهِ لَا تَجْتَمِعُ ابْنَةُ رَسُولِ اللهِ وَابْنَةُ عَدُوِّ اللهِ عِنْدَ رَجُلٍ وَاحِدٍ أَبَدًا " قَالَ: فَتَرَكَ عَلِيٌّ الْخِطْبَةَ (1).
18913 -
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ - يَعْنِي ابْنَ إِبْرَاهِيمَ - حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ كَثِيرٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَلْحَلَةَ الدُّؤَلِيُّ أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ حَدَّثَهُ، أَنَّ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ حَدَّثَهُ أَنَّهُمْ حِينَ قَدِمُوا الْمَدِينَةَ مِنْ عِنْدِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ مَقْتَلَ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ لَقِيَهُ الْمِسْوَرُ بْنُ مَخْرَمَةَ، فَقَالَ: هَلْ لَكَ إِلَيَّ مِنْ حَاجَةٍ تَأْمُرُنِي بِهَا؟ قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: لَا. قَالَ لَهُ: هَلْ أَنْتَ مُعْطِيَّ سَيْفَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَغْلِبَكَ الْقَوْمُ عَلَيْهِ، وَايْمُ اللهِ، لَئِنْ أَعْطَيْتَنِيهِ لَا يُخْلَصُ إِلَيْهِ أَبَدًا حَتَّى تَبْلُغَ نَفْسِي، إِنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ خَطَبَ ابْنَةَ أَبِي جَهْلٍ
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو اليمان: هو الحكم بن نافع، وشعيب: هو ابن أبي حمزة.
وأخرجه بتمامه ومختصراً البخاري (926) و (3729)، ومسلم (2449)(96)، وابن ماجه (1999)، ويعقوبُ بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 358، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(553)، والطبراني في "الكبير" 20/ (19)، وفي "مسند الشاميين"(3006)، والبيهقي 7/ 308 من طريق أبي اليمان، بهذا الإسناد. وتحرف اسم شعيب في مطبوعِ "المعرفة والتاريخ" إلى: شعبة.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4987)، والبيهقي 7/ 308 من طريقين عن شعيب، به.
وقد سلف (18911).
قال السندي: قوله: "فصدقني" بالتخفيف، أي تكلم بحديث صادق.
عَلَى فَاطِمَةَ، فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَخْطُبُ النَّاسَ فِي ذَلِكَ عَلَى مِنْبَرِهِ هَذَا وَأَنَا يَوْمَئِذٍ مُحْتَلِمٌ، فَقَالَ:" إِنَّ فَاطِمَةَ بَضْعَةٌ مِنِّي، وَأَنَا أَتَخَوَّفُ أَنْ تُفْتَنَ فِي دِينِهَا " قَالَ: ثُمَّ ذَكَرَ صِهْرًا لَهُ مِنْ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ، فَأَثْنَى عَلَيْهِ فِي مُصَاهَرَتِهِ إِيَّاهُ، فَأَحْسَنَ. قَالَ:" حَدَّثَنِي فَصَدَقَنِي، وَوَعَدَنِي فَوَفَى لِي، وَإِنِّي لَسْتُ أُحَرِّمُ حَلَالًا وَلَا أُحِلُّ حَرَامًا، وَلَكِنْ وَاللهِ لَا تَجْتَمِعُ ابْنَةُ رَسُولِ اللهِ، وَابْنَةُ عَدُوِّ اللهِ مَكَانًا وَاحِدًا أَبَدًا "(1).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعقوب بن إبراهيم: هو ابن سعد ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، والوليد بن كثير: هو المخزومي، وابن شهاب: هو محمد بن مسلم الزهري.
وأخرجه مسلم (2449)(95)، وأبو داود (2069)، والنسائي في "الكبرى"(8372) مختصراً، والطبراني في "الكبير" 20/ (20)، وابن الأثير في "أسد الغابة" 5/ 176 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (3110)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(554)(618)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4988)، وابن حبان (6956) من طريق يعقوب بن إبراهيم، به. وفيه عند الطحاوي: كالمحتلم.
وقد سلف برقم (18911).
ذكر الحافظ في الفتح: 6/ 214 في مناسبة ذكر خطبة بنت أبي جهل عند طلبه السيف نقلاً عن الكرماني، قال: كما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحب رفاهية خاطِر فاطمة عليها السلام، فأنا أيضاً أُحِبُّ رفاهية خاطرك لكونك ابن ابنها، فأعطني السيفَ حتى أحفظه لك. وذكر الحافظ أن هذا القول هو المعتمد في توجيهه.
وانظر تعليق الحافظ على موقف المسور من هذا في "الفتح" 9/ 327.
قال السندي: قوله: قال له، أي: قال المسور لي، إلا أنه ذكر نفسه بطريق الغيبة. =
18914 -
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَمِّهِ، قَالَ: وَزَعَمَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّ مَرْوَانَ وَالْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ أَخْبَرَاهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَامَ حِينَ جَاءَهُ وَفْدُ هَوَازِنَ مُسْلِمِينَ، فَسَأَلُوا أَنْ يَرُدَّ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَسَبْيَهُمْ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" مَعِي مَنْ تَرَوْنَ، وَأَحَبُّ الْحَدِيثِ إِلَيَّ أَصْدَقُهُ، فَاخْتَارُوا إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ: إِمَّا السَّبْيُ وَإِمَّا الْمَالُ، وَقَدْ كُنْتُ اسْتَأْنَيْتُ بِكُمْ " وَكَانَ أَنْظَرَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِضْعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً حِينَ قَفَلَ مِنَ الطَّائِفِ، فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم غَيْرُ رَادٍّ إِلَيْهِمْ إِلَّا إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ، قَالُوا: فَإِنَّا نَخْتَارُ سَبْيَنَا. فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْمُسْلِمِينَ، فَأَثْنَى عَلَى اللهِ عز وجل بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ قَالَ:" أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ إِخْوَانَكُمْ قَدْ جَاؤُوا تَائِبِينَ، وَإِنِّي قَدْ رَأَيْتُ أَنْ أَرُدَّ إِلَيْهِمْ سَبْيَهُمْ، فَمَنْ أَحَبَّ مِنْكُمْ أَنْ يُطَيِّبَ ذَلِكَ فَلْيَفْعَلْ، وَمَنْ أَحَبَّ مِنْكُمْ أَنْ يَكُونَ عَلَى حَظِّهِ حَتَّى نُعْطِيَهُ إِيَّاهُ (1) مِنْ أَوَّلِ مَا يُفِيءُ اللهُ عز وجل عَلَيْنَا فَلْيَفْعَلْ " فَقَالَ النَّاسُ: قَدْ طَيَّبْنَا ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
= معطيّ: بتشديد الياء، أي تعطيني لأحفظ لك.
أن يغلبك إلخ .. : أي: يأخذونه منك بالغلبة لصغرك، والمراد بالقوم يزيد ومَنْ معه.
حتى تبلغ: على بناء المفعول، أو على بناء الفاعل، أي: مبلغها أو أجلها، والمرادُ حتى أُقتل.
(1)
لفظ "إياه" ليس في (ظ 13).
" إِنَّا لَا نَدْرِي مَنْ أَذِنَ مِنْكُمْ فِي ذَلِكَ مِمَّنْ لَمْ يَأْذَنْ، فَارْجِعُوا حَتَّى يَرْفَعَ إِلَيْنَا عُرَفَاؤُكُمْ أَمْرَكُمْ " فَجَمَعَ (1) النَّاسُ، فَكَلَّمَهُمْ عُرَفَاؤُهُمْ، ثُمَّ رَجَعُوا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَخْبَرُوهُ أَنَّهُمْ قَدْ طَيَّبُوا وَأَذِنُوا. هَذَا الَّذِي بَلَغَنِي عَنْ سَبْيِ هَوَازِنَ (2).
(1) في (م): فجمع، وهو تحريف.
(2)
حديث صحيح، ابن أخي ابن شهاب: وهو محمد بن عبد الله بن مسلم حديثه فوق الحسن، وقد احتج به مسلم، وأخرج له البخاري في المتابعات، وهذه منها، وهذا الحديث من مراسيل الصحابة كما بينا ذلك في الرواية السالفة برقم (18909)، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه البخاري (4318)(4319) -ومن طريقه البغوي في "شرح السنة"(2715) - من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه بتمامه ومختصراً البخاري (2307) و (2308) و (2539) و (2540) و (2583) و (2584) و (2607) و (2608) و (3131) و (3132) و (4318)(4319)، وأبو داود (2693)، والبيهقي في "السنن" 6/ 360، وفي "الدلائل" 5/ 190 - 191 من طريق عُقيل بن خالد، والبخاري (7176)(7177)، والنسائي في "الكبرى"(8876)، والبيهقي 6/ 360 وفي "الدلائل" 5/ 192 من طريق موسى بن عقبة، كلاهما عن الزهري، به.
والقائل: هذا الذي بلغني عن سبي هوازن، هو الزهري كما بين ذلك البخاري في روايته برقم (2607)(2608).
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو بن العاص سلف برقم (6729).
قال السندي: قوله: جاءه وفد هوازن: طائفة من هوازن، وهم الذين حاربوا يوم حُنين ثم هزمهم الله تعالى، فصارت أموالهم وأولادهم غنيمة للمسلمين، فحين جاؤوا مُسْلمين طلبوا ذلك.
"معي من ترون"، أي: والغنيمة حقهم. =
18915 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ أخْبَرَهُ أَنَّ عَمْرَو ابْنَ عَوْفٍ الْأنْصَارِيَّ وَهُوَ حَلِيفُ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، وَكَانَ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَخْبَرَهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ إِلَى الْبَحْرَيْنِ يَأْتِي بِجِزْيَتِهَا، وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم صَالَحَ أَهْلَ الْبَحْرَيْنِ، وَأَمَّرَ عَلَيْهِمُ الْعَلَاءَ بْنَ الْحَضْرَمِيِّ، فَقَدِمَ أَبُو عُبَيْدَةَ بِمَالٍ مِنَ الْبَحْرَيْنِ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ يَعْنِي مِثْلَ حَدِيثِ مَعْمَرٍ (1).
= "استأنيت"، أي: تأخرت في القسمة.
"فإن إخوانكم" قاله ترقيقاً لقلوبهم.
"أن يطيب" بتشديد الياء. "ذلك"، أي: بهذا السبي.
"على حظه"، أي: نصيبه بأن يأخذ مني عوض ذلك.
"إنا لا ندري"، أي: لكثرة الزحام.
"عرفاؤكم"، أي: من يقوم بأموركم.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو اليمان: هو الحكم بن نافع، وشعيب: هو ابن أبي حمزة، والزُّهري: هو محمد بن مسلم بن شهاب.
وأخرجه أبو عبيد القاسم بن سلام في "الأموال"(82) مختصراً، وابن زنجويه في "الأموال"(128) مختصراً، والبخاري (3158)، ومسلم (2961)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 324، والطبراني في "الشَّاميين"(3112)، والبيهقي في "الشعب"(10292)، والبغوي في "شرح السنة"(4025) من طريق أبي اليمان، بهذا الإسناد.
وقوله: مثل حديث معمر. قلنا: سيأتي من طريقه في الرواية رقم (18916).
وقد سلف برقم (17234).
وذكر الحافظ في "الفتح" 6/ 262 في عمرو بن عوف الأنصاري، قال: =
18916 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ قَالَ: سَمِعَتِ الْأَنْصَارُ أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ قَدِمَ بِمَالٍ مِنْ قِبَلِ الْبَحْرَيْنِ، وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَعَثَهُ عَلَى الْبَحْرَيْنِ، فَوَافَقَ (1) مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَاةَ الصُّبْحِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، تَعَرَّضُوا (2)، فَلَمَّا رَآهُمْ، تَبَسَّمَ، وَقَالَ:" لَعَلَّكُمْ سَمِعْتُمْ أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ قَدِمَ وَقَدِمَ بِمَالٍ " قَالُوا: أَجَلْ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: قَالَ: " أَبْشِرُوا وَأَمِّلُوا خَيْرًا، فَوَاللهِ مَا الْفَقْرُ أَخْشَى عَلَيْكُمْ، وَلَكِنْ إِذَا صُبَّتْ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا، فَتَنَافَسْتُمُوهَا كَمَا تَنَافَسَهَا مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ "(3).
= ظهر لي أن لفظة الأنصاري وهم، وقد تفرد بها شعيب عن الزهري، ورواه أصحاب الزهري كلهم عنه بدونها في "الصحيحين" وغيرهما، وهو معدود في أهل بدر باتفاقهم.
(1)
ضبب فوقها في (ظ 13)، لكن السندي شرح عليها فقال: فوافق، أي: أبو عبيدة، وفي الكلام تقدير، أي: فحضرت الأنصار لذلك صلاة الصبح أيضاً. وفي (ق) و (م) وهامش (س): فوافوا. قلنا: وهو الموافق لرواية مسلم (2961)(6). ورواية البخاري (3158) فوافقت صلاة الصبح.
(2)
في (ق): تعرضوا له، وجاء في هامش (س) لفظ "له" نسخة. قلنا: وهو الموافق للرواية السالفة برقم (17234).
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام، ومعمر: هو ابن راشد، وهو مرسل صحابي، وقد صرح المسور في الرواية السالفة (18915) أنه سمعه من عمرو بن عوف الأنصاري.
وأخرجه بنحوه عبد الله بن المبارك في "الزهد"(502)، ومن =
18917 -
حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ أخْبَرَهُ. قَالَ: وحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ - يَعْنِي ابْنَ الطَّبَّاعِ - قَالَ: أَخْبَرَنِي مَالِكٌ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ أَنَّ سُبَيْعَةَ الْأَسْلَمِيَّةَ نُفِسَتْ بَعْدَ وَفَاةِ زَوْجِهَا بِلَيَالٍ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" قَدْ حَلَلْتِ فَانْكِحِي "(1).
= طريقه أخرجه البخاري (4015)، والترمذي (2462)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(321)، والطبراني في "الكبير" 17/ (42) عن معمر، بهذا الإسناد.
وعندهم -إلا في "الزهد"- قرن يونس بن يزيد الأيلي بمعمر.
وانظر ما قبله.
قال السندي: "أمِّلوا" من التأميل.
"فتنافستموها"، أي: رغبتم فيها.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. رجاله ثقات رجال الشيخين غير إسحاق -وهو ابن عيسى بن الطَّبَّاع- فمن رجال مسلم وقد توبع. روح: هو ابن عبادة، وعروة: هو ابن الزبير.
وهو عند مالك في "الموطأ" 2/ 590، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "المسند"(ترتيب السندي) 2/ 52 - 53، وفي "الأم" 5/ 206، والبخاري (5320)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 190، وفي "الكبرى"(5699)، والبيهقي في "السنن" 7/ 428، والبغوي في "شرح السنة"(2387) بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه عبد الرزاق (11734) -ومن طريقه الطبراني 20/ (5) - من طريق ابن جريج، وابن أبي شيبة 4/ 297 من طريق عبدة، والنسائي في "المجتبى" 6/ 190، وفي "الكبرى"(5700)، وابن ماجه (2029) من طريق عبد الله بن داود، وابن قانع في "معجمه" 3/ 110 - 111 من طريق زائدة، والطبراني في "الكبير" 20/ (6)(7)(8) من طريق حماد بن سلمة وابن أبي أويس وعبد الله بن مسلمة بن القعنبي، والبيهقي في "السنن" 7/ 428 من طريق جعفر =
18918 -
حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ أَنَّ سُبَيْعَةَ الْأَسْلَمِيَّةَ تُوُفِّيَ عَنْهَا زَوْجُهَا وَهِيَ حَامِلٌ، فَلَمْ تَمْكُثْ إِلَّا لَيَالِيَ حَتَّى وَضَعَتْ، فَلَمَّا تَعَلَّتْ مِنْ نِفَاسِهَا خُطِبَتْ، فَاسْتَأْذَنَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي النِّكَاحِ، فَأَذِنَ لَهَا أَنْ تَنْكِحَ، فَنَكَحَتْ (1).
18919 -
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، قَالَ: وَضَعَتْ سُبَيْعَةُ، فَذَكَرَ
= ابن عون، ثمانيتهم عن هشام، به.
ولم يقم إسناده أبو معاوية، فزاد في الإسناد عاصماً كما سيرد (18919)، ولم يذكره في طريقين عنه كما سنبينه ثمت.
وأخرجه الطبراني 20/ (11) من طريق أبي الزناد، عن عروة، به. نحوه. وسيرد بالأرقام:(18918) و (18919).
وقصة سُبَيْعة سلفت من حديث ابن مسعود برقم (4273).
ومن حديث أبي السنابل برقم (18713)، وسترد عن أم سلمة 1/ 316 - 312، وعن سبيعة 6/ 432.
قال السندي: نفست، على بناء المفعول، أي: ولدت، كذا ذكره السيوطي في حاشية النسائي. وقلت: أو على الفاعل بكسر الفاء، فإن الذي بمعنى الولادة جاء فيه وجهان، والذي بمعنى الحيض الأشهَر فيه بناء الفاعل.
"فانكحي"، أي: إن شئت.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر ما قبله، غير أن شيخ أحمد هنا: هو حماد بن أسامة.
قال السندي: قوله: فلما تعلَّت، بتشديد اللام: من تعلَّى إذا ارتفع أو بريء، أي: إذا ارتفعت وطهرت، أو خرجت من نفاسها وسلمت.
الْحَدِيثَ (1).
18920 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ وَمَرْوَانَ، قَالَا: قَلَّدَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْهَدْيَ، وَأَشْعَرَهُ، بِذِي الْحُلَيْفَةِ، وَأَحْرَمَ مِنْهَا بِالْعُمْرَةِ، وَحَلَقَ بِالْحُدَيْبِيَةِ فِي عُمْرَتِهِ، وَأَمَرَ أَصْحَابَهُ بِذَلِكَ، وَنَحَرَ بِالْحُدَيْبِيَةِ قَبْلَ أَنْ يَحْلِقَ، وَأَمَرَ أَصْحَابَهُ بِذَلِكَ (2).
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد لم يقمه أبو معاوية: وهو محمد بن خازم الضرير، فمرة زاد في الإسناد عاصم بن عمر بن الخطاب. كما في هذه الرواية، مخالفاً في ذلك الرواة عن هشام، ومرة لم يذكره كما سيأتي في التخريج. وأبو معاوية في غير حديث الأعمش مضطرب لا يحفظه حفظاً جيداً فيما ذكر الإمام أحمد.
فرواه بزيادة عاصم عثمانُ بن أبي شيبة عند أبي يعلى (7180)، وابن حبان (4298)، وعلي بن الحسين عند الطبراني في "الكبير" 20/ (10)، كلاهما عن أبي معاوية، به.
وخالفهما معلى بن منصور عند ابن قانع في "معجمه" 3/ 110، وأسد بن موسى عند الطبراني 20/ (9) كلاهما عن أبي معاوية، عن هشام، عن أبيه، عن المسور، به. دون زيادة عاصم في الإسناد، وهو الموافق لرواية الجماعة عنه، والتي سلفت برقم (18917)(18918)، وهو الصواب.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري مختصراً (1811) من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (18910).
وسيرد مطولاً (18928).
18921 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ؛ وَهُوَ ابْنُ أَخِي عَائِشَةَ لِأُمِّهَا، أَنَّ عَائِشَةَ حَدَّثَتْهُ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ الزُّبَيْرِ قَالَ فِي بَيْعٍ أَوْ عَطَاءٍ أَعْطَتْهُ: وَاللهِ لَتَنْتَهِيَنَّ عَائِشَةُ، أَوَ لَأَحْجُرَنَّ عَلَيْهَا. فَقَالَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها: أَوَقَالَ هَذَا؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَتْ: هُوَ لِلَّهِ عَلَيَّ نَذْرٌ أَنْ لَا أُكَلِّمَ ابْنَ الزُّبَيْرِ كَلِمَةً أَبَدًا. فَاسْتَشْفَعَ عَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْأَسْوَدِ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ، وَهُمَا مِنْ بَنِي زُهْرَةَ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1). وَطَفِقَ الْمِسْوَرُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ يُنَاشِدَانِ عَائِشَةَ: إِلَّا كَلَّمَتْهُ وَقَبِلَتْ مِنْهُ، وَيَقُولَانِ لَهَا: إِنَّ رَسُولَ اللهِ قَدْ نَهَى عَمَّا قَدْ عَلِمْتِ (2) مِنَ الْهَجْرِ: " إِنَّهُ لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ "(3).
(1) لفظ: فذكر الحديث، ليس في (ظ 13).
(2)
في (م) عملت، وهو تحريف.
(3)
إسناده صحيح على شرط البخاري، عوف بن الحارث: هو ابن الطفيل، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في الثقات، وانتقى له البخاري هذا الحديث، وقد اختلف في اسمه فجاء في الرواية الآتية برقم (18922) الطفيل ابن الحارث، وفي الرواية (18923) عوف بن مالك بن طفيل. وقد نقل الحافظ في "الفتح" 10/ 493 عن علي ابن المديني قوله: هكذا اختلفوا، والصواب عندي وهو المعروف عوف بن الحارث بن الطفيل، وقد صوبها البخاري في رواية أبي ذر عنه فيما ذكر الحافظ في "الفتح" 10/ 493، وانظر كذلك ما قاله الحافظ في "التعجيل" 1/ 687 - 688، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الرحمن بن الأسود، فمن رجال البخاري، وهو تابعي كبير، فحديثه مرسل، لكنه توبع. =
18922 -
حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنِ الطُّفَيْلِ بْنِ الْحَارِثِ - وَكَانَ رَجُلًا مِنْ أَزْدِ شَنُوءَةَ، وَكَانَ أَخًا لِعَائِشَةَ لِأُمِّهَا أُمِّ رُومَانَ - فَذَكَرَ الْحَدِيثَ.
فَاسْتَعَانَ عَلَيْهَا بِالْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ، فَاسْتَأْذَنَا عَلَيْهَا، فَأَذِنَتْ لَهُمَا، فَكَلَّمَاهَا، وَنَاشَدَاهَا اللهَ وَالْقَرَابَةَ وَقَوْلَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" لَا يَحِلُّ لِامْرِئٍ مُسْلِمٍ يَهْجُرَ (1) أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثٍ (2) "(3).
= وهو في "مصنف" عبد الرزاق (15851)، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (24).
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(397)، والطبراني 20/ (25) من طريق عبد الرحمن بن خالد بن مسافر، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 402 - ومن طريقه الطبراني 20/ (27) - من طريق أبي منيع، كلاهما عن الزهري، به.
وسيرد بالأرقام (18922) و (18923).
وفي الباب عن سَعْد بن أبي وقاص، سلف برقم (1519) وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب، وانظر حديث ابن عمر السَّالف برقم (5357).
قال السندي: قوله: أعطته، أي: أعطت عائشة ذلك العطاء.
وقبلتِ منه، بالخطاب، أي: قبلت منه ما يعطي لإسقاط النذر عن الذمة.
(1)
في (م): أن يهجر.
(2)
في (ق): ثلاث ليال.
(3)
حديث صحيح، الوليد بن مسلم مدلس ويسوي، ولم يصرح بالتحديث في جميع طبقات الإسناد، وقد خالف في روايته عن الأوزاعي، فقال: عن الطفيل بن الحارث، والصواب: عوف بن الحارث بن الطفيل، كما بينا ذلك في الرواية السالفة برقم (18921)، ورواه كذلك على الصواب من =
18923 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنِي عَوْفُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ طُّفَيْلِ - وَهُوَ ابْنُ أَخِي عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لِأُمِّهَا - أَنَّ عَائِشَةَ حَدَّثَتْهُ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1).
18924 -
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ مَرْوَانَ وَالْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ - يَزِيدُ أَحَدُهُمَا عَلَى صَاحِبِهِ -: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ فِي بِضْعَ عَشْرَةَ مِئَةً مِنْ أَصْحَابِهِ، فَلَمَّا كَانَ بِذِي الْحُلَيْفَةِ، قَلَّدَ الْهَدْيَ، وَأَشْعَرَ، وَأَحْرَمَ مِنْهَا، وَقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً: بِالْعُمْرَةِ (2) وَلَمْ يُسَمِّ الْمِسْوَرَ، وَبَعَثَ عَيْنًا لَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَسَارَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى إِذَا (3)
…
= طريق الأوزاعي عبد الله بن كثير القاري فيما أخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (26) فقال: عن الأوزاعي، عن الزهري، عن عوف بن الحارث بن الطفيل، به.
وقال: وكان أخاً لعائشة لأمها أم رومان، والصواب أنه ابن أخيها كما جاء مصرحاً به في الرواية السالفة (18921).
(1)
إسناده صحيح على شرط البخاري على خطأ في اسم أحد رواته، فقد جاء في هذه الرواية: عوف بن مالك بن طفيل، والصواب عوف بن الحارث ابن الطفيل، كما بينا ذلك في الرواية السالفة برقم (18921)، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، وهو موصول بالإسناد السالف برقم (18921). أبو اليمان: هو الحكم بن نافع الحمصي، وشعيب: هو ابن أبي حمزة.
وأخرجه البخاري (6073) و (6074) و (6075)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 402 من طريق أبي اليمان، بهذا الإسناد.
(2)
في (م): من عمرة.
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (18909) سنداً ومتناً.
18925 -
حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ - يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ - عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عِرَاكٍ، أَنَّهُ سَمِعَ مَرْوَانَ بِالْمَوْسِمِ يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَطَعَ فِي مِجَنٍّ، وَالْبَعِيرُ أَفْضَلُ مِنَ الْمِجَنِّ (1).
18926 -
حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ - يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ - قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ: " إِنَّ بَنِي هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ اسْتَأْذَنُونِي فِي أَنْ يُنْكِحُوا ابْنَتَهُمْ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، فَلَا آذَنُ لَهُمْ " ثُمَّ قَالَ: " لَا آذَنُ " ثُمَّ قَالَ: " لَا آذَنُ، فَإِنَّمَا ابْنَتِي بَضْعَةٌ مِنِّي، يُرِيبُنِي مَا أَرَابَهَا، وَيُؤْذِينِي مَا آذَاهَا "(2).
(1) مرفوعه صحيح لغيره، وهذا إسناد مرسل، مروان -وهو ابن الحكم- لم تثبت له صحبة، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير عراك: وهو ابن مالك الغفاري، فمن رجال البخاري.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 6/ 273، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح.
وقوله: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قطع في مجن.
له شاهد من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب بإسنادٍ صحيح، سلف برقم (4503).
وانظر حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، السالف برقم (6687).
قال السندي: قوله: والبعير أفضل، أي: أكثر ثمناً وأغلى.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. هاشم بن القاسم: هو أبو النضر. =
18927 -
حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ قَالَ: أُهْدِيَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَقْبِيَةٌ مُزَرَّرَةٌ بِالذَّهَبِ، فَقَسَمَهَا فِي أَصْحَابِهِ، فَقَالَ مَخْرَمَةُ: يَا مِسْوَرُ، اذْهَبْ بِنَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَإِنَّهُ قَدْ ذُكِرَ لِي أَنَّهُ قَسَمَ أَقْبِيَةً. فَانْطَلَقْنَا، فَقَالَ: ادْخُلْ، فَادْعُهُ لِي، قَالَ: فَدَخَلْتُ فَدَعَوْتُهُ إِلَيْهِ، فَخَرَجَ إِلَيَّ وَعَلَيْهِ قَبَاءٌ مِنْهَا، قَالَ:" خَبَأْتُ لَكَ هَذَا يَا مَخْرَمَةُ "
= وأخرجه البيهقي في "السنن" 10/ 288 - 289 من طريق هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد.
وأخرجه بتمامه ومختصراً البخاري (5230) و (5278)، ومسلم (2449)، وأبو داود (2071)، وابن ماجه (1998)، والترمذي (3867)، والنسائي في "الكبرى"(8370)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2955)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4983) و (4984) و (4985)، وابن حبان (6955)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/ 110، والطبراني في "الكبير" 22/ (1010)، وأبو نعيم في "الحلية" 2/ 40، والبيهقي 7/ 307 و 308، والبغوي في "شرح السنة"(4358) من طرق عن الليث، به، وزاد بعضهم:"إلا أن يريد ابن أبي طالب أن يُطَلِّقَ ابنتي، ويَنْكِحَ ابنتهم".
وأخرجه مختصراً وبتمامه البخاري (3714) و (3767)، ومسلم (2449)(94)، والنسائي في "الكبرى"(8371)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2954)، والطبراني في "الكبير" 22/ (1012)، والبيهقي 10/ 201 - 202، والبغوي في "شرح السنة"(3957) من طريق عمرو بن دينار، عن ابن أبي مليكة، به.
وأخرجه الطبراني 22/ (1011) من طريق ابن لهيعة، عن ابن أبي مليكة، به!
وقد سلف (18911).
قَالَ: فَنَظَرَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: رَضِيَ، فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ (1).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هاشم: هو ابن القاسم أبو النضر، وليث هو ابن سَعْد.
وأخرجه ابن زنجويه في "الأموال"(909)، والبخاري (2599) و (5800)، ومسلم (1058)(129)، وأبو داود (4028)، والترمذي (2818)، والنسائي في "المجتبى" 8/ 205، وفي "الكبرى"(9663)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3044) و (3045) و (3046)، وابن حبان (4817) و (4818)، والبيهقي 3/ 273 من طرق عن الليث، بهذا الإسناد.
وعلقه البخاري برقم (5862) في باب المزرَّر بالذهب بصيغة الجزم عن الليث، فقال: قال الليث. وقد وصله البخاري من طريق الليث كما سلف.
وأخرجه البخاري (2657)، ومسلم (1058)(130)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(619)، وأبو يعلى (7220)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3047)، والطبراني في "الأوسط"(5720) و (7553)، والحاكم 3/ 490 و 523 من طريق حاتم بن وردان، عن أيوب السختياني، عن ابن أبي مُليكة، به. وفيه: ومعه قباء وهو يريه محاسنه، وهو يقول:"خبأت هذا لك، خبأت هذا لك" وزاد أبو يعلى والطحاوي والطبراني قولَ صالح بنِ حاتم بن وردان: فقلتُ لأبي: من أيِّ شيء فعل هذا النبي صلى الله عليه وسلم بمخرمة؟ فقال: كان يتقي لسانه.
وأخرجه ابن زنجويه في "الأموال"(908)، والبخاري (3127)، والبيهقي 3/ 273 من طريق حماد بن زيد، والبخاري (6132) من طريق إسماعيل ابن عُلَيَّة، كلاهما عن أيوب السختياني، عن ابن أبي مليكة، مرسلاً. وفيه: أهديت للنبي صلى الله عليه وسلم أقبية من ديباج مزررة بالذهب. وعند حماد: فتلقاه به واستقبله بأزراره، وقال أيضاً:"يا أبا المسور، خبأت هذا لك" وكررها. وقال إسماعيل: قال أيوب بثوبه أنه يُريه إياه، وكان في خُلُقه شيء.
وقال البخاري في إثره: وقال حاتم بن وردان: حدثنا أيوب، عن ابن أبي =
18928 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ الزُّهْرِيُّ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ وَمَرْوَانَ بَنِ الْحَكَمِ - يُصَدِّقُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا حَدِيثَ صَاحِبِهِ -، قَالَا: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم زَمَانَ الْحُدَيْبِيَةِ فِي بِضْعَ عَشْرَةَ مِئَةً مِنْ أَصْحَابِهِ، حَتَّى إِذَا كَانُوا بِذِي الْحُلَيْفَةِ، قَلَّدَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْهَدْيَ وَأَشْعَرَهُ، وَأَحْرَمَ بِالْعُمْرَةِ، وَبَعَثَ بَيْنَ يَدَيْهِ عَيْنًا لَهُ مِنْ خُزَاعَةَ يُخْبِرُهُ عَنْ قُرَيْشٍ، وَسَارَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى إِذَا كَانَ بِغَدِيرِ الْأَشْطَاطِ قَرِيبٌ مِنْ عُسْفَانَ أَتَاهُ عَيْنُهُ الْخُزَاعِيُّ، فَقَالَ: إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ كَعْبَ بْنَ لُؤَيٍّ وَعَامِرَ بْنَ لُؤَيٍّ قَدْ جَمَعُوا لَكَ الْأَحَابِشَ (1) - وَقَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ وَقَالَ: قَدْ جَمَعُوا لَكَ الْأَحَابِيشَ (2) - وَجَمَعُوا لَكَ جُمُوعًا، وَهُمْ مُقَاتِلُوكَ وَصَادُّوكَ عَنِ الْبَيْتِ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:
= مليكة، عن المسور بن المخرمة: قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم أقبية. تابعه الليث، عن ابن أبي مليكة.
قال الحافظ في "الفتح" 10/ 529: أراد بهذا التعليق بيان وصل الخبر، وأن رواية ابن علية وحماد وإن كانت صورتهما الإرسال، لكن الحديث في الأصل موصول.
قال السندي: قوله: مزررة بالتشديد، اسم مفعول، أي: جعلت أزرارها من ذهب.
إليَّ: كأنه نادى ورجع، ثم خرج هو صلى الله عليه وسلم إلى الخارج حيث كان المسور.
(1)
في (ق)، وهامش (س): الأحابيش.
(2)
قوله: وقال يحيى بن سعيد، عن ابن المبارك، وقال: قد جمعوا لك الأحابيش. ساقط من (م).
" أَشِيرُوا عَلَيَّ أَتَرَوْنَ أَنْ نَمِيلَ إِلَى ذَرَارِيِّ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَعَانُوهُمْ فَنُصِيبَهُمْ، فَإِنْ قَعَدُوا، قَعَدُوا مَوْتُورِينَ مَحْرُوبِينَ، وَإِنْ نَجَوْا " - وَقَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ -:" مَحْزُونِينَ (1) وَإِنْ يَحْنُونَ (2) تَكُنْ عُنُقًا قَطَعَهَا اللهُ، أَوْ تَرَوْنَ أَنْ نَؤُمَّ الْبَيْتَ، فَمَنْ صَدَّنَا عَنْهُ، قَاتَلْنَاهُ " فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، يَا نَبِيَّ اللهِ إِنَّمَا جِئْنَا مُعْتَمِرِينَ، وَلَمْ نَجِئْ نُقَاتِلُ أَحَدًا، وَلَكِنْ مَنْ حَالَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْبَيْتِ قَاتَلْنَاهُ (3). فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" فَرُوحُوا إِذًا ". قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا قَطُّ كَانَ أَكْثَرَ مَشُورَةً لِأَصْحَابِهِ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.
قَالَ الزُّهْرِيُّ: فِي حَدِيثِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ وَمَرْوَانَ (4): فَرَاحُوا حَتَّى إِذَا كَانُوا بِبَعْضِ الطَّرِيقِ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ بِالْغَمِيمِ فِي خَيْلٍ لِقُرَيْشٍ طَلِيعَةً، فَخُذُوا ذَاتَ الْيَمِينِ " فَوَاللهِ مَا شَعَرَ بِهِمْ خَالِدٌ حَتَّى إِذَا هُوَ بِقَتَرَةِ الْجَيْشِ، فَانْطَلَقَ يَرْكُضُ
(1) في (ظ 13) و (ق): محرومين. وضبطها السندي: بزاي معجمة ونون.
(2)
هكذا في النسخ الخطية و (م): يحنون، وفي نسخة السندي: يجيئون، وكذلك قرأها الحافظ في "الفتح" 5/ 334، وقال السندي: من المجيء، إلا أن الظاهر: يجيئونا، يدل عليه رواية البخاري: فإن يأتونا، فكأنه في القراءة كذلك إلا أنه سامَحَ بعضُ الكاتبين، فحذف الألف خطأ. قلنا: رواية البخاري التي أشار إليها هي برقم (4178) و (4179).
(3)
في (س): قاتلنا، وقد ضرب على الهاء في (ص)، وضبب فوقها في (ظ 13)، والمثبت من (ق) و (م).
(4)
في (م): مروان بن الحكم.
نَذِيرًا لِقُرَيْشٍ، وَسَارَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى إِذَا كَانَ بِالثَّنِيَّةِ الَّتِي يَهْبِطُ عَلَيْهِمْ مِنْهَا، بَرَكَتْ بِهِ رَاحِلَتُهُ - وَقَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ: بَرَكَتْ بِهَا رَاحِلَتُهُ - فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " حَلْ حَلْ " فَأَلَحَّتْ، فَقَالُوا: خَلَأَتِ الْقَصْوَاءُ، خَلَأَتِ الْقَصْوَاءُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" مَا خَلَأَتْ الْقَصْوَاءُ، وَمَا ذَاكَ لَهَا بِخُلُقٍ، وَلَكِنْ حَبَسَهَا حَابِسُ الْفِيلِ ". ثُمَّ قَالَ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يَسْأَلُونِي خُطَّةً يُعَظِّمُونَ فِيهَا حُرُمَاتِ اللهِ إِلَّا أَعْطَيْتُهُمْ إِيَّاهَا ". ثُمَّ زَجَرَهَا، فَوَثَبَتْ بِهِ، قَالَ: فَعَدَلَ عَنْهَا حَتَّى نَزَلَ بِأَقْصَى الْحُدَيْبِيَةِ عَلَى ثَمَدٍ قَلِيلِ الْمَاءِ، إِنَّمَا يَتَبَرَّضُهُ النَّاسُ تَبَرُّضًا، فَلَمْ يَلْبَثْهُ النَّاسُ أَنْ نَزَحُوهُ، فَشُكِيَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْعَطَشُ، فَانْتَزَعَ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِهِ، ثُمَّ أَمَرَهُمْ أَنْ يَجْعَلُوهُ فِيهِ، قَالَ: فَوَاللهِ مَا زَالَ يَجِيشُ لَهُمْ بِالرِّيِّ حَتَّى صَدَرُوا عَنْهُ.
قَالَ: فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ جَاءَ بُدَيْلُ بْنُ وَرْقَاءَ الْخُزَاعِيُّ فِي نَفَرٍ مِنْ قَوْمِهِ، وَكَانُوا عَيْبَةَ نُصْحٍ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، مِنْ أَهْلِ تِهَامَةَ، وَقَالَ: إِنِّي تَرَكْتُ كَعْبَ بْنَ لُؤَيٍّ وَعَامِرَ بْنَ لُؤَيٍّ نَزَلُوا أَعْدَادَ مِيَاهِ الْحُدَيْبِيَةِ، مَعَهُمُ الْعُوْذُ الْمَطَافِيلُ، وَهُمْ مُقَاتِلُوكَ وَصَادُّوكَ عَنِ الْبَيْتِ.
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّا لَمْ نَجِئْ لِقِتَالِ أَحَدٍ، وَلَكِنَّا جِئْنَا مُعْتَمِرِينَ، وَإِنَّ قُرَيْشًا قَدْ نَهَكَتْهُمُ الْحَرْبُ، فَأَضَرَّتْ بِهِمْ، فَإِنْ شَاؤُوا مَادَدْتُهُمْ مُدَّةً وَيُخَلُّوا بَيْنِي وَبَيْنَ النَّاسِ، فَإِنْ أَظْهَرُ، فَإِنْ شَاؤُوا أَنْ يَدْخُلُوا فِيمَا دَخَلَ فِيهِ النَّاسُ فَعَلُوا، وَإِلَّا فَقَدْ جَمُّوْا،
_________
وَإِنْ هُمْ أَبَوْا، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَأُقَاتِلَنَّهُمْ عَلَى أَمْرِي هَذَا حَتَّى تَنْفَرِدَ سَالِفَتِي أَوْ لَيُنْفِذَنَّ اللهُ أَمْرَهُ " - قَالَ يَحْيَى عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ:" حَتَّى تَنْفَرِدَ " - قَالَ: " فَإِنْ شَاؤُوا مَادَدْنَاهُمْ مُدَّةً ".
قَالَ بُدَيْلٌ: سَأُبَلِّغُهُمْ مَا تَقُولُ. فَانْطَلَقَ حَتَّى أَتَى قُرَيْشًا فَقَالَ: إِنَّا قَدْ جِئْنَاكُمْ مِنْ عِنْدِ هَذَا الرَّجُلِ، وَسَمِعْنَاهُ يَقُولُ قَوْلًا، فَإِنْ شِئْتُمْ نَعْرِضُهُ عَلَيْكُمْ. فَقَالَ سُفَهَاؤُهُمْ: لَا حَاجَةَ لَنَا فِي أَنْ تُحَدِّثَنَا عَنْهُ بِشَيْءٍ، وَقَالَ ذُو الرَّأْيِ مِنْهُمْ: هَاتِ مَا سَمِعْتَهُ يَقُولُ. قَالَ: قَدْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ كَذَا وَكَذَا، فَحَدَّثَهُمْ بِمَا قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم.
فَقَامَ عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيُّ، فَقَالَ: أَيْ قَوْمُ، أَلَسْتُمْ بِالْوَالِدِ؟ قَالُوا: بَلَى. قَالَ: أَوَلَسْتُ بِالْوَلَدِ؟ قَالُوا: بَلَى. قَالَ: فَهَلْ تَتَّهِمُونِي؟ قَالُوا: لَا. قَالَ: أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ (1) أَنِّي اسْتَنْفَرْتُ أَهْلَ عُكَاظٍ، فَلَمَّا بَلَّحُوا عَلَيَّ جِئْتُكُمْ بِأَهْلِي، وَمَنْ أَطَاعَنِي؟ قَالُوا: بَلَى، فَقَالَ: إِنَّ هَذَا قَدْ عَرَضَ عَلَيْكُمْ خُطَّةَ رُشْدٍ، فَاقْبَلُوهَا، وَدَعُونِي آتِهِ. فَقَالُوا: ائْتِهِ، فَأَتَاهُ، قَالَ: فَجَعَلَ يُكَلِّمُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لَهُ نَحْوًا مِنْ قَوْلِهِ لِبُدَيْلٍ، فَقَالَ عُرْوَةُ عِنْدَ ذَلِكَ: أَيْ مُحَمَّدُ، أَرَأَيْتَ إِنْ اسْتَأْصَلْتَ قَوْمَكَ، هَلْ سَمِعْتَ بِأَحَدٍ مِنَ الْعَرَبِ اجْتَاحَ أَصْلَهُ قَبْلَكَ؟ وَإِنْ تَكُنِ الْأُخْرَى، فَوَاللهِ إِنِّي لَأَرَى وُجُوهًا، وَأَرَى أَوْبَاشًا مِنَ النَّاسِ خَلِيقًا (2) أَنْ يَفِرُّوا وَيَدَعُوكَ. فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ
(1) في (ظ 13)، وهامش (ق): هل تعلمون.
(2)
في (ظ 13) وهامش (س): خلقاء.
رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ: امْصُصْ بَظْرَ اللَّاتِ، نَحْنُ نَفِرُّ عَنْهُ وَنَدَعُهُ؟ فَقَالَ: مَنْ ذَا؟ قَالُوا: أَبُو بَكْرٍ. قَالَ: أَمَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْلَا يَدٌ كَانَتْ لَكَ عِنْدِي لَمْ أَجْزِكَ بِهَا لَأَجَبْتُكَ.
وَجَعَلَ يُكَلِّمُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَكُلَّمَا كَلَّمَهُ، أَخَذَ بِلِحْيَتِهِ، وَالْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ قَائِمٌ عَلَى رَأْسِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَمَعَهُ السَّيْفُ وَعَلَيْهِ الْمِغْفَرُ، وَكُلَّمَا أَهْوَى عُرْوَةُ بِيَدِهِ إِلَى لِحْيَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ضَرَبَ يَدَهُ بِنَعْلِ (1) السَّيْفِ، وَقَالَ: أَخِّرْ يَدَكَ عَنْ لِحْيَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَرَفَعَ عُرْوَةُ رَأْسَهُ، فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ. قَالَ: أَيْ غُدَرُ، أَوَلَسْتُ أَسْعَى فِي غَدْرَتِكَ. وَكَانَ الْمُغِيرَةُ صَحِبَ قَوْمًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَقَتَلَهُمْ، وَأَخَذَ أَمْوَالَهُمْ، ثُمَّ جَاءَ، فَأَسْلَمَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" أَمَّا الْإِسْلَامُ فَأَقْبَلُ، وَأَمَّا الْمَالُ، فَلَسْتُ مِنْهُ فِي شَيْءٍ ".
ثُمَّ إِنَّ عُرْوَةَ جَعَلَ يَرْمُقُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِعَيْنِهِ، قَالَ: فَوَاللهِ مَا تَنَخَّمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم نُخَامَةً إِلَّا وَقَعَتْ فِي كَفِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ، فَدَلَكَ بِهَا وَجْهَهُ وَجِلْدَهُ، وَإِذَا أَمَرَهُمْ ابْتَدَرُوا أَمْرَهُ، وَإِذَا تَوَضَّأَ كَادُوا يَقْتَتِلُونَ عَلَى وَضُوئِهِ، وَإِذَا تَكَلَّمُوا، خَفَضُوا أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَهُ، وَمَا يُحِدُّونَ إِلَيْهِ النَّظَرَ تَعْظِيمًا لَهُ.
فَرَجَعَ إِلَى أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: أَيْ قَوْمِ، وَاللهِ لَقَدْ وَفَدْتُ عَلَى الْمُلُوكِ، وَوَفَدْتُ عَلَى قَيْصَرَ وَكِسْرَى وَالنَّجَاشِيِّ، وَاللهِ إِنْ رَأَيْتُ مَلِكًا قَطُّ يُعَظِّمُهُ أَصْحَابُهُ مَا يُعَظِّمُ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم،
(1) في (م): بنصل.
وَاللهِ إِنْ يَتَنَخَّمُ نُخَامَةً إِلَّا وَقَعَتْ فِي كَفَّ رَجُلٍ مِنْهُمْ، فَدَلَكَ بِهَا وَجْهَهُ وَجِلْدَهُ، وَإِذَا أَمَرَهُمْ ابْتَدَرُوا أَمْرَهُ، وَإِذَا تَوَضَّأَ كَادُوا يَقْتَتِلُونَ عَلَى وَضُوئِهِ، وَإِذَا تَكَلَّمُوا خَفَضُوا أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَهُ، وَمَا يُحِدُّونَ إِلَيْهِ النَّظَرَ تَعْظِيمًا لَهُ، وَإِنَّهُ قَدْ عَرَضَ عَلَيْكُمْ خُطَّةَ رُشْدٍ فَاقْبَلُوهَا. فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي كِنَانَةَ: دَعُونِي آتِيهِ، فَقَالُوا: ائْتِهِ. فَلَمَّا أَشْرَفَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابِهِ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" هَذَا فُلَانٌ، وَهُوَ مِنْ قَوْمٍ يُعَظِّمُونَ الْبُدْنَ، فَابْعَثُوهَا لَهُ ". فَبُعِثَتْ لَهُ، وَاسْتَقْبَلَهُ الْقَوْمُ يُلَبُّونَ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ، قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ، مَا يَنْبَغِي لِهَؤُلَاءِ أَنْ يُصَدُّوا عَنِ الْبَيْتِ. قَالَ: فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى أَصْحَابِهِ، قَالَ: رَأَيْتُ الْبُدْنَ قَدْ قُلِّدَتْ وَأُشْعِرَتْ، فَلَمْ أَرَ أَنْ يُصَدُّوا عَنِ الْبَيْتِ. فَقَامَ رَجُلٌ مِنْهُمْ يُقَالُ لَهُ مِكْرَزُ بْنُ حَفْصٍ، فَقَالَ: دَعُونِي آتِهِ. فَقَالُوا: ائْتِهِ. فَلَمَّا أَشْرَفَ عَلَيْهِمْ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" هَذَا مِكْرَزٌ، وَهُوَ رَجُلٌ فَاجِرٌ ". فَجَعَلَ يُكَلِّمُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَبَيْنَا هُوَ يُكَلِّمُهُ، إِذْ جَاءَهُ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو.
قَالَ مَعْمَرٌ (1): وَأَخْبَرَنِي أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، أَنَّهُ لَمَّا جَاءَ سُهَيْلٌ (1)، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" سَهُلَ (2) مِنْ أَمْرِكُمْ " قَالَ الزُّهْرِيُّ فِي حَدِيثِهِ: فَجَاءَ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو، فَقَالَ: هَاتِ اكْتُبْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ كِتَابًا. فَدَعَا الْكَاتِبَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اكْتُبْ بِسْمِ اللهِ
(1 - 1) ما بينهما ليس في (ظ 13).
(2)
في (ظ 13) و (ق): سهل لكم.
الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ " فَقَالَ سُهَيْلٌ: أَمَّا الرَّحْمَنُ، فَوَاللهِ مَا أَدْرِي مَا هُوَ - وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: مَا هُوَ - وَلَكِنْ اكْتُبْ بِاسْمِكَ اللهُمَّ كَمَا كُنْتَ تَكْتُبُ. فَقَالَ الْمُسْلِمُونَ: وَاللهِ مَا نَكْتُبُهَا إِلَّا بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " اكْتُبْ بِاسْمِكَ اللهُمَّ "، ثُمَّ قَالَ: " هَذَا مَا قَاضَى عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ " فَقَالَ سُهَيْلٌ: وَاللهِ لَوْ كُنَّا نَعْلَمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللهِ، مَا صَدَدْنَاكَ عَنِ الْبَيْتِ وَلَا قَاتَلْنَاكَ، وَلَكِنْ اكْتُبْ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " وَاللهِ إِنِّي لَرَسُولُ اللهِ وَإِنْ كَذَّبْتُمُونِي، اكْتُبْ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ " قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَذَلِكَ لِقَوْلِهِ: " لَا يَسْأَلُونِي خُطَّةً يُعَظِّمُونَ فِيهَا حُرُمَاتِ اللهِ إِلَّا أَعْطَيْتُهُمْ إِيَّاهَا ".
فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " عَلَى أَنْ تُخَلُّوا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْبَيْتِ فَنَطُوفَ بِهِ " فَقَالَ سُهَيْلٌ: وَاللهِ لَا تَتَحَدَّثُ الْعَرَبُ أَنَّا أُخِذْنَا ضُغْطَةً، وَلَكِنْ لَكَ مِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ. فَكَتَبَ، فَقَالَ سُهَيْلٌ: عَلَى أَنَّهُ لَا يَأْتِيكَ مِنَّا رَجُلٌ - وَإِنْ كَانَ عَلَى دِينِكَ - إِلَّا رَدَدْتَهُ إِلَيْنَا. فَقَالَ الْمُسْلِمُونَ: سُبْحَانَ اللهِ، كَيْفَ يُرَدُّ إِلَى الْمُشْرِكِينَ وَقَدْ جَاءَ مُسْلِمًا؟ فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ، إِذْ جَاءَ أَبُو جَنْدَلِ بْنُ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو يَرْسُفُ - وَقَالَ يَحْيَى عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ: يَرْصُفُ فِي قُيُودِهِ - وَقَدْ خَرَجَ مِنْ أَسْفَلِ مَكَّةَ حَتَّى رَمَى بِنَفْسِهِ بَيْنَ أَظْهُرِ الْمُسْلِمِينَ. فَقَالَ سُهَيْلٌ: هَذَا يَا مُحَمَّدُ، أَوَّلُ مَا أُقَاضِيكَ عَلَيْهِ أَنْ تَرُدَّهُ إِلَيَّ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّا لَمْ نَقْضِ الْكِتَابَ بَعْدُ " قَالَ: فَوَاللهِ إِذًا لَا نُصَالِحُكَ عَلَى شَيْءٍ
_________
أَبَدًا. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " فَأَجِزْهُ لِي " قَالَ: مَا أَنَا بِمُجِيزُهُ لَكَ. قَالَ: " بَلَى، فَافْعَلْ " قَالَ: مَا أَنَا بِفَاعِلٍ. قَالَ مِكْرَزٌ: بَلَى، قَدْ أَجَزْنَاهُ لَكَ.
فَقَالَ أَبُو جَنْدَلٍ: أَيْ مَعَاشِرَ الْمُسْلِمِينَ، أُرَدُّ إِلَى الْمُشْرِكِينَ وَقَدْ جِئْتُ مُسْلِمًا، أَلَا تَرَوْنَ مَا قَدْ لَقِيتُ؟ وَكَانَ قَدْ عُذِّبَ عَذَابًا شَدِيدًا فِي اللهِ. فَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: أَلَسْتَ نَبِيَّ اللهِ؟ قَالَ: " بَلَى " قُلْتُ: أَلَسْنَا عَلَى الْحَقِّ وَعَدُوُّنَا عَلَى الْبَاطِلِ؟ قَالَ: " بَلَى " قَالَ: قُلْتُ: فَلِمَ نُعْطِي الدَّنِيَّةَ فِي دِينِنَا إِذًا؟ قَالَ: " إِنِّي رَسُولُ اللهِ، وَلَسْتُ أَعْصِيهِ، وَهُوَ نَاصِرِي ". قُلْتُ: أَوَلَسْتَ كُنْتَ تُحَدِّثُنَا أَنَّا سَنَأْتِي الْبَيْتَ فَنَطُوفُ بِهِ؟ قَالَ: " بَلَى " قَالَ: " أَفَأَخْبَرْتُكَ أَنَّكَ تَأْتِيهِ الْعَامَ؟ " قُلْتُ: لَا. قَالَ: " فَإِنَّكَ آتِيهِ، وَمُتَطَوِّفٌ بِهِ " قَالَ: فَأَتَيْتُ أَبَا بَكْرٍ رضي الله عنه، فَقُلْتُ: يَا أَبَا بَكْرٍ، أَلَيْسَ هَذَا نَبِيُّ اللهِ حَقًّا؟ قَالَ: بَلَى. قُلْتُ: أَلَسْنَا عَلَى الْحَقِّ وَعَدُوُّنَا عَلَى الْبَاطِلِ؟ قَالَ: بَلَى. قُلْتُ: فَلِمَ نُعْطِي الدَّنِيَّةَ فِي دِينِنَا إِذًا؟ قَالَ: أَيُّهَا الرَّجُلُ، إِنَّهُ رَسُولُ اللهِ، وَلَنْ (1) يَعْصِي رَبَّهُ عز وجل، وَهُوَ نَاصِرُهُ، فَاسْتَمْسِكْ بِغَرْزِهِ - وَقَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: تَطَوَّفْ بِغَرْزِهِ - حَتَّى تَمُوتَ، فَوَاللهِ إِنَّهُ لَعَلَى الْحَقِّ. قُلْتُ: أَوَلَيْسَ كَانَ يُحَدِّثُنَا أَنَّا سَنَأْتِي الْبَيْتَ وَنَطُوفُ بِهِ؟ قَالَ: بَلَى. قَالَ: أَفَأَخْبَرَكَ أَنَّهُ
(1) في (م): وليس.
يَأْتِيهِ (1) الْعَامَ؟ قُلْتُ: لَا. قَالَ: فَإِنَّكَ آتِيهِ وَمُتَطَوِّفٌ بِهِ. قَالَ الزُّهْرِيُّ: قَالَ عُمَرُ: فَعَمِلْتُ لِذَلِكَ أَعْمَالًا.
قَالَ: فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ قَضِيَّةِ الْكِتَابِ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِأَصْحَابِهِ:" قُومُوا، فَانْحَرُوا، ثُمَّ احْلِقُوا " قَالَ: فَوَاللهِ مَا قَامَ مِنْهُمْ رَجُلٌ حَتَّى قَالَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَلَمَّا لَمْ يَقُمْ مِنْهُمْ أَحَدٌ، قَامَ، فَدَخَلَ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ، فَذَكَرَ لَهَا مَا لَقِيَ مِنَ النَّاسِ، فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَتُحِبُّ ذَلِكَ؟ اخْرُجْ، ثُمَّ لَا تُكَلِّمْ أَحَدًا مِنْهُمْ كَلِمَةً حَتَّى تَنْحَرَ بُدْنَكَ، وَتَدْعُوَ حَالِقَكَ، فَيَحْلِقَكَ. فَقَامَ، فَخَرَجَ، فَلَمْ يُكَلِّمْ أَحَدًا مِنْهُمْ حَتَّى فَعَلَ ذَلِكَ: نَحَرَ هَدْيَهُ، وَدَعَا حَالِقَهُ. فَلَمَّا رَأَوْا ذَلِكَ قَامُوا، فَنَحَرُوا، وَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يَحْلِقُ بَعْضًا حَتَّى كَادَ بَعْضُهُمْ يَقْتُلُ بَعْضًا غَمًّا.
ثُمَّ جَاءَهُ نِسْوَةٌ مُؤْمِنَاتٌ، فَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ} حَتَّى بَلَغَ {بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ} [الممتحنة: 10]، قَالَ: فَطَلَّقَ عُمَرُ يَوْمَئِذٍ امْرَأَتَيْنِ كَانَتَا لَهُ فِي الشِّرْكِ، فَتَزَوَّجَ إِحْدَاهُمَا مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ وَالْأُخْرَى صَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ.
ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَجَاءَهُ أَبُو بَصِيرٍ، رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ، وَهُوَ مُسْلِمٌ - وَقَالَ يَحْيَى، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ: فَقَدِمَ عَلَيْهِ أَبُو بَصِيرِ بْنُ أُسَيْدٍ الثَّقَفِيُّ مُسْلِمًا مُهَاجِرًا، فَاسْتَأْجَرَ الْأَخْنَسَ بْنَ شَرِيقٍ
(2) في (ظ 13): أنك تأتيه.
رَجُلًا كَافِرًا مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ وَمَوْلًى مَعَهُ، وَكَتَبَ مَعَهُمَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَسْأَلُهُ الْوَفَاءَ - فَأَرْسَلُوا فِي طَلَبِهِ رَجُلَيْنِ، فَقَالُوا: الْعَهْدَ الَّذِي جَعَلْتَ لَنَا فِيهِ. فَدَفَعَهُ إِلَى الرَّجُلَيْنِ، فَخَرَجَا بِهِ حَتَّى بَلَغَا بِهِ ذَا الْحُلَيْفَةِ، فَنَزَلُوا يَأْكُلُونَ مِنْ تَمْرٍ لَهُمْ، فَقَالَ أَبُو بَصِيرٍ لِأَحَدِ الرَّجُلَيْنِ: وَاللهِ إِنِّي لَأَرَى سَيْفَكَ يَا فُلَانُ هَذَا جَيِّدًا. فَاسْتَلَّهُ الْآخَرُ، فَقَالَ: أَجَلْ وَاللهِ إِنَّهُ لَجَيِّدٌ، لَقَدْ جَرَّبْتُ بِهِ، ثُمَّ جَرَّبْتُ. فَقَالَ أَبُو بَصِيرٍ: أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْهِ. فَأَمْكَنَهُ مِنْهُ، فَضَرَبَهُ بِهِ حَتَّى بَرَدَ، وَفَرَّ الْآخَرُ حَتَّى أَتَى الْمَدِينَةَ، فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ يَعْدُو، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" لَقَدْ رَأَى هَذَا ذُعْرًا ". فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: قُتِلَ وَاللهِ صَاحِبِي، وَإِنِّي لَمَقْتُولٌ. فَجَاءَ أَبُو بَصِيرٍ، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، قَدْ وَاللهِ أَوْفَى اللهُ ذِمَّتَكَ قَدْ رَدَدْتَنِي إِلَيْهِمْ، ثُمَّ أَنْجَانِي اللهُ مِنْهُمْ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" وَيْلُ أُمِّهِ مِسْعَرَ حَرْبٍ لَوْ كَانَ لَهُ أَحَدٌ ". فَلَمَّا سَمِعَ ذَلِكَ عَرَفَ أَنَّهُ سَيَرُدُّهُ إِلَيْهِمْ، فَخَرَجَ حَتَّى أَتَى سِيفَ الْبَحْرِ، قَالَ: وَيَنْفَلَّتُ (1) أَبُو جَنْدَلِ بْنُ سُهَيْلٍ، فَلَحِقَ بِأَبِي بَصِيرٍ، فَجَعَلَ لَا يَخْرُجُ مِنْ قُرَيْشٍ رَجُلٌ قَدْ أَسْلَمَ إِلَّا لَحِقَ بِأَبِي بَصِيرٍ حَتَّى اجْتَمَعَتْ مِنْهُمْ عِصَابَةٌ، قَالَ: فَوَاللهِ مَا يَسْمَعُونَ بِعِيرٍ خَرَجَتْ لِقُرَيْشٍ إِلَى الشَّامِ إِلَّا اعْتَرَضُوا لَهَا، فَقَتَلُوهُمْ، وَأَخَذُوا أَمْوَالَهُمْ. فَأَرْسَلَتْ قُرَيْشٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم تُنَاشِدُهُ اللهَ
(1) في (ص) و (م): يتفلت، وفي (ق): وانفلت.
وَالرَّحِمَ لَمَّا أَرْسَلَ إِلَيْهِمْ، فَمَنْ أَتَاهُ فَهُوَ آمِنٌ، فَأَرْسَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَيْهِمْ، فَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل:{وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ} حَتَّى بَلَغَ: {حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ} [الفتح:24 - 26] وَكَانَتْ حَمِيَّتُهُمْ أَنَّهُمْ لَمْ يُقِرُّوا أَنَّهُ نَبِيُّ اللهِ، وَلَمْ يُقِرُّوا بِبِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، وَحَالُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْبَيْتِ (1).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين إلا بعض فقرات منه ساقها بإسنادٍ فيه انقطاع أو إرسال. كما سننبه عليها بعد التخريج. وطريق يحيى بن سعيد القطان، عن ابن المبارك الذي أشار إليه ضمن الحديث سيرد برقم (18929).
وأخرجه البيهقي في "السنن" 5/ 215 (مختصر) و 9/ 144 و 218 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وهو في "المصنف" لعبد الرزاق (9720)، ومن طريقه أخرجه البخاري مختصراً (2731) و (2732)، وابن حبان (4872)، والطبراني في "الكبير" 2/ (13)، والبيهقي 7/ 171 و 10/ 109، وفي "الدلائل" 4/ 99 - 108، بهذا الإسناد.
وأخرجه مختصراً ومطولاً أبو داود (2765) و (4655)، والنسائي في "المجتبى" 5/ 169، والطبري في "تفسيره" 26/ 97 - 101، وفي "تاريخه" 2/ 620 - 625 من طريق محمد بن ثور حدَّثهم عن معمر، به.
وأخرجه مختصراً البخاري (2711) و (2712) -ومن طريقه البغوي في "شرح "السنة" (2748)، وفي "التفسير" 7/ 77 - 78 - من طريق عقيل، والبخاري (4180) و (4181)، والطبراني في "الكبير" 20/ (15)، والبيهقي 7/ 170 من طريق ابن أخي الزهري، كلاهما عن الزهري، عن عروة بن الزبير، أنه سمع المسور بن مخرمة ومروان يخبران عن أصحاب رسول الله -وقال: ابن أخي الزهري: من خبر رسول الله- فذكر الحديث بنحوه. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وقد سلف مختصراً برقم (18909)، ومطولاً من طريق ابن إسحاق برقم (18910).
وقوله: قال الزهري: وكان أبو هريرة يقول: ما رأيت أحداً قط أكثر مشورة لأصحابه من رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال الحافظ في "الفتح": مرسل، لأن الزهري لم يسمع من أبي هريرة.
وقوله: قال معمر: وأخبرني أيوب عن عكرمة أنه لما جاء سهيل قال النبي صلى الله عليه وسلم: "سَهُل من أمركم" قال الحافظ في "الفتح" 5/ 342: هو موصول بالإسناد الأول إلى معمر، وهو مرسل، ولم أقف على من وصله بذكر ابن عباس فيه، لكن له شاهد موصول عند ابن أبي شيبة من حديث سلمة بن الأكوع، قال: بعثت قريش سهيل بن عمرو وحويطب بن عبد العزى إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليصالحوه، فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم سهيلاً، قال:"قد سهل لكم من أمركم" وللطبراني نحوه من حديث عبد الله بن السائب.
قال السندي: قريبٍ، بالجر: بدل من الغدير ولفظ ابن حبان و"المصنف": قريباً.
"فإن قعدوا"، أي: مكانهم، وما جاؤوا إلينا بالقتال.
"موتورين" بالتاء المثناة من فوق، أي: منفردين عن الأهل والمال.
"محروبين" براء مهملة وبموحدة، أي: مسلوبين منهوبي الأموال والعيال.
"تكن"، أي: الذراري.
"عُنُقاً"، بضمتين، أي: جماعة.
"أن نؤم"، أي: نقصد.
يهبط عليهم، على بناء المفعول، ونائب الفاعل الجار والمجرور، والهبوط وإن كان لازماً، إلا أنه تعدَّى بحرف الجر.
"حَلْ حَلْ" بفتح مهملة وسكون لام: كلمة تقال في زجر البعير.
فعدل عنها، أي: مال عن الثنية، أو عن طرف مكة.
على ثمد -بمثلثة وميم مفتوحتين- الماء القليل، والمراد ها هنا: البئر =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= بعلاقة أنه محل له، فلذلك وصفه بقوله: قليل الماء.
يتبرضه الناس، أي: يأخذون منه قليلاً قليلاً.
فلم يلبثه: من التلبيث.
الري، بكسر راءٍ، فتشديد ياء: خلاف العطش، والمراد، أي: بالماء الذي يرويهم.
أعداد مياه الحديبية، جمع عِد بكسر العين: وهو الماء الذي لا انقطاع له كالبئر والعين.
"نهكتهم" بكسر الهاء وفتحها: ضعفتهم.
"ماددتُهم": صالحتهم.
"فإن أظهر": من الظهور بمعنى الغلبة.
"وإلا فقد جموا"، أي: وإن لم يريدوا الدخول فقد جموا -بالجيم- وتشديد الميم -أي: استراحوا وكثروا.
"وإن هم أبوا": "إن" وصلية.
"ولينفذن": من الإنفاذ بمعنى الإمضاء، أو من التنفيذ بمعناه.
"استنفرت"، أي: طلب خروجهم لنصركم.
بلحوا: بموحدة وتشديد لام وتخفيفيها وحاء مهملة، أي: تأخروا.
استأصلت، أي: قطعتهم من الأصل.
اجتاح، بتقديم الجيم على الحاء المهملة، أي: أهلك.
وإن تكن الأخرى، أي: الغلبة للعدو.
فوالله
…
إلخ، أي: فذاك قريب إلى الوقوع.
يرمُق، بضم الميم، أي: ينظر ويلحظ.
ضُغْطة، بضم فسكون، أي: بشدة وضيق.
يرسف، كينصر ويضرب، أي: يمشي مشي المقيَّد.
قال مكرز: بلى قد أجزناه لك، أي: فلم يقبله سهيل.
الدنية، بتشديد الباء وأصله بالهمزة، أي: الحالة الخسيسة. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= فعملت لذلك أعمالاً، أي: من أعمال البر لتكون كفارة لما جرى مني من الشدة في مقابلته صلى الله عليه وسلم، وإن كانت تلك غيرة على الدِّين لا شكاً فيه كما سبق.
ما قام منهم رجل، أي: رجاء أن يدخلوا مكة بسبب من الأسباب حيث رأوه ما نحر وحلق، وإلا فلم يقصدوا مخالفة الأمر.
فأنزل الله تعالى: إما نسخاً لعموم الشرط، أو لأن عبارة الشرط كانت مخصوصة بالرجال غير متناولة للنساء.
فجاءه، أي: النبي صلى الله عليه وسلم.
العهدَ، بالنصب، أي: اذكر أو راع، وفيه متعلق بهذا المقدر، أي راع ذاك العهد في أبي بصير.
فدفعه، أي: فدفع النبي صلى الله عليه وسلم أبا بصير جرياً على مقتضى: لك العهد الذي كان في الصلح.
فاستله، أي: أخرجه من غمده.
حتى برد، أي: مات، وهذا كناية، لأن البرودة لازمة للموت.
يعدو: يسرع في المشي خوفاً من أن يلحقه أبو بصير فيقتله.
ذعرا، بضم الذال المعجمة، أي: خوفاً.
"ويل امه" كلمة تعجب.
"مِسْعر حرب" بكسر ميم وسكون سين وفتح عين مهملة: هو ما يحرَّك به النار من آلة الحديد. قال الخطابي فيما نقله الحافظ في "الفتح" 5/ 350: كأنه يصفه بالإقدام في الحرب والتسعير لنارها.
"لو كان له"، أي: لو كان لأبي بصير أحد يعينه على ذلك.
سِيف البحر، بكسر السين المهملة وسكون المثناة من تحت، أي: ساحل.
وينقلب، أي: انقلب وخرج من مكة، فهو مضارع موضع الماضي.
منهم: من المؤمنين الذين خرجوا من مكة.
عِصابة، بكسر العين: جماعة وصار الأمر بسبب ذلك منقلباً على قريش.
"لما"، أي: إلا، وكلمة "لما" هاهنا بمعنى "إلا" الاستثنائية. =
18929 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ، عُرْوَةَ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ وَمَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم زَمَنَ الْحُدَيْبِيَةِ فِي بِضْعَ عَشْرَةَ مِئَةً، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَمِنْ هَاهُنَا مُلْصَقٌ بِحَدِيثِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: وَقَالَ أَبُو بَصِيرٍ لِلْعَامِرِيِّ وَمَعَهُ سَيْفُهُ: إِنِّي أَرَى سَيْفَكَ هَذَا يَا أَخَا بَنِي عَامِرٍ جَيِّدًا. قَالَ: نَعَمْ، أَجَلْ. قَالَ: أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْهِ. قَالَ: فَأَنْطَاهُ إِيَّاهُ، فَاسْتَلَّهُ أَبُو بَصِيرٍ، ثُمَّ ضَرَبَ الْعَامِرِيَّ حَتَّى قَتَلَهُ، وَفَرَّ الْمَوْلَى يَجْمِزُ قِبَلَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَدَخَلَ - زَعَمُوا - عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ يَطِنُّ الْحَصَا مِنْ شِدَّةِ سَعْيِهِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ رَآهُ:" لَقَدْ رَأَى هَذَا ذُعْرًا " فَذَكَرَ نَحْوًا مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ قَالَ: فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ كُفَّارُ قُرَيْشٍ رَكِبَ نَفَرٌ مِنْهُمْ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا: إِنَّهَا لَا تُغْنِي مُدَّتُكَ شَيْئًا وَنَحْنُ نُقْتَلُ وَتُنْهَبُ (1) أَمْوَالُنَا، وَإِنَّا نَسْأَلُكَ أَنْ تُدْخِلَ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَسْلَمُوا مِنَّا فِي صُلْحِكَ، وَتَمْنَعَهُمْ وَتَحْجِزَ عَنَّا قِتَالَهُمْ. فَفَعَلَ ذَلِكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل:{وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ} فَقَرَأَ حَتَّى بَلَغَ {حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ} [الفتح: 24 - 26](2).
= آمن: من الرد إلى قريش.
(1)
في (ظ 13) و (ق): وتنتهب.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
• 18930 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْمَكِّيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أُمِّ بَكْرٍ وَجَعْفَرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنِ الْمِسْوَرِ، قَالَ: بَعَثَ حَسَنُ بْنُ حَسَنٍ إِلَى الْمِسْوَرِ يَخْطُبُ بِنْتًا لَهُ، قَالَ لَهُ: تُوَافِينِي فِي الْعَتَمَةِ، فَلَقِيَهُ، فَحَمِدَ اللهَ الْمِسْوَرُ، فَقَالَ: مَا مِنْ سَبَبٍ وَلَا نَسَبٍ وَلَا صِهْرٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَسَبِكُمْ وَصِهْرِكُمْ، وَلَكِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" فَاطِمَةُ شُجْنَةٌ مِنِّي يَبْسُطُنِي مَا بَسَطَهَا، وَيَقْبِضُنِي مَا قَبَضَهَا، وَإِنَّهُ يَنْقَطِعُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْأَنْسَابُ وَالْأَسْبَابُ (1) إِلَّا نَسَبِي وَسَبَبِي " وَتَحْتَكَ ابْنَتُهَا، وَلَوْ زَوَّجْتُكَ قَبَضَهَا ذَلِكَ. فَذَهَبَ عَاذِرًا لَهُ (2).
= وأخرجه النسائي في "المجتبى" 5/ 169 - 170، والطبري في "تفسيره" 26/ 101، 28/ 71، وفي "تاريخه" 2/ 621 من طريق يحيى، بهذا الإسناد.
وقد سلفت فقرات من هذه الرواية ضمن رواية عبد الرزاق، عن معمر برقم (18928). وانظر (18910).
قال السندي: قوله: "فأنطاه" أي: أعطاه.
يجمز، كيضرب، بجيم وميم وزاي: يمشي سريعاً.
يطن، كَيَفِرّ، من الطنين: وهو صوت الشيء الصلب.
(1)
لفظ "والأسباب" ليس في (ظ 13) و (ص)، وهو نسخة في (س).
(2)
حديث صحيح، دون قول:"وإنه تنقطع يوم القيامة الأنساب والأسباب إلا نسبي وسببي" فهو حسن بشواهده، وقد سلف الكلام عليه في الرواية السالفة برقم (18907)، فانظره.
قال السندي: قوله: "شجنة" بكسر الشين وضمها، وحكي فتحها وسكون الجيم: أصلها شعبة من غصن الشجرة، والمراد ها هنا أنها جزءٌ مني.
حَدِيثُ صُهَيْبِ بْنِ سِنَانٍ مِنَ النَِّمِرِ بْنِ قَاسِطٍ
(1)
18931 -
حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: قَالَ لَيْثٌ - يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ -: حَدَّثَنِي بَكْرٌ - يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْأَشَجِّ -، عَنْ نَابِلٍ صَاحِبِ الْعَبَاءِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ صُهَيْبٍ صَاحِبِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: مَرَرْتُ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يُصَلِّي، فَسَلَّمْتُ، فَرَدَّ إِلَيَّ (2) إِشَارَةً وَقَالَ: لَا أَعْلَمُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: إِشَارَةً بِإِصْبَعِهِ (3).
(1) قال السندي: صهيب بن سنان، أبو يحيى، نمري، وهو الرومي، قيل له ذلك لأن الرُّوم سَبَوه صغيراً، ثم اشتراه رجل من كلب، فباعه بمكة، فاشتراه عبد الله بن جُدْعان، جاء أنه أسلم هو وعمار ورسول الله صلى الله عليه وسلم في دار الأرقم، كان من المستضعفين ممن يعذب في الله، وهاجر إلى المدينة مع علي ابن أبي طالب في آخر من هاجر في تلك السنة. شهد بدراً والمشاهد بعدها، ولما مات عمر أوصى أن يصلي عليه صهيب، أو أن يصلي بالناس إلى أن يجتمع المسلمون على إمام، مات صهيب سنة ثمانٍ وثلاثين، وهو ابنُ سبعين.
(2)
لفظ: إليَّ، ليس في (ظ 13).
(3)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، نابل صاحب العباء وثقه النسائي، والذهبي في "الكاشف"، وقال النسائي في رواية: ليس بالمشهور. وذكره ابن حبان في "الثقات". وقال البرقاني في "سؤالاته للدارقطني" ترجمة 19: قلت لأبي الحسن: نابل صاحب العباء، ثقة؟ فأشار بيده -يعني لا- ثم قال: وأيش هو، إنما هو هذا الحديث -فذكره- ثم قال البرقاني: قلت: ليس له غير هذا؟ قال: وحكاية أخرى. قلنا: فقد صرح الدارقطني أنه لم يوثقه لِقلَّةِ حديثه. وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. =
18932 -
حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ، مَنِ النَّمِرِ بْنِ قَاسِطٍ قَالَ: سَمِعْتُ صُهَيْبَ بْنَ سِنَانٍ يُحَدِّثُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَيُّمَا رَجُلٍ أَصْدَقَ امْرَأَةً صَدَاقًا وَاللهُ يَعْلَمُ أَنَّهُ لَا يُرِيدُ أَدَاءَهُ إِلَيْهَا، فَغَرَّهَا بِاللهِ، وَاسْتَحَلَّ فَرْجَهَا بِالْبَاطِلِ، لَقِيَ اللهَ يَوْمَ يَلْقَاهُ وَهُوَ زَانٍ، وَأَيُّمَا رَجُلٍ ادَّانَ مِنْ رَجُلٍ دَيْنًا، وَاللهُ يَعْلَمُ أَنَّهُ لَا يُرِيدُ أَدَاءَهُ إِلَيْهِ، فَغَرَّهُ بِاللهِ، وَاسْتَحَلَّ مَالَهُ بِالْبَاطِلِ، لَقِيَ اللهَ عز وجل يَوْمَ يَلْقَاهُ وَهُوَ سَارِقٌ "(1).
= وأخرجه الدارمي (1361)، وأبو داود (925)، والترمذي في "جامعه"(367)، وفي "العلل"(68)، والنسائي في "المجتبى" 3/ 5، والبزار في "مسنده"(2083)، وابن الجارود في "المنتقى"(216)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 454، والشاشي (984)، وابن قانع في "معجمه" 2/ 18، وابن حبان (2259)، والطبراني في "الكبير"(7293)، والبيهقي في "السنن" 2/ 258، وفي "الشعب"(9104) من طرق عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد.
وقال الترمذي: وحديث صهيب حسن، لا نعرفه إلا من حديث الليث، عن بكير.
وقد سلف من حديث عبد الله بن عمر، عن صهيب بإسناد صحيح، برقم (4568)، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: فردَّ إلي إشارة: فيه أن الإشارة المفهمة لا تبطل الصلاة.
(1)
إسناده ضعيف لإبهام الرجل الراوي عن صهيب، ولجهالة الحسن بن محمد الأنصاري، فقد ترجم له البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 306، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 3/ 35 ولم يذكرا في الرواة عنه غير =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= عبد الحميد بن جعفر، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه"(659) عن هشيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 8/ 379، وابن ماجه (2410) عن هشام بن عمار، عن يوسف بن محمد بن يزيد بن صيفي، عن عبد الحميد بن زياد بن صيفي، عن شعيب بن عمرو الأنصاري، قال: سمعت صهيب الخير
…
فذكر نحوه.
قلنا: شعيب بن عمرو انفرد بالرواية عنه عبد الحميد بن زياد، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وزعم أنه حفيد صهيب الرومي، قال الذهبي في "الميزان": لا يعرف.
وعبد الحميد بن زياد: هو ابن صيفي، لين الحديث، ويوسف بن محمد ابن يزيد بن صيفي، قال البخاري: فيه نظر، وقد اختلف عليه فيه:
فأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 8/ 379 - 380 من طريق يوسف الصفار، وابن ماجه (2410)، والعقيلي في "الضعفاء" 4/ 451، وابن الجوزي في "العلل المتناهية"(1028) من طريق إبراهيم بن المنذر، وابن عدي في "الكامل" 7/ 2626 من طريق إبراهيم بن محمد بن عرعرة، ثلاثتهم عن يوسف ابن محمد بن يزيد بن صيفي، عن عبد الحميد بن زياد بن صيفي، عن أبيه زياد، عن جده صهيب، به.
قال البخاري فيما نقله عنه العقيلي في "الضعفاء" 3/ 47: عبد الحميد بن زياد بن صيفي، عن أبيه، عن جده، لا يعرف سماع بعضهم من بعض.
وأخرجه بنحوه الطبراني في "الكبير"(7301) من طريق سعيد بن سليمان، عن يوسف بن محمد بن يزيد بن صيفي بن صهيب، عن أبيه محمد بن يزيد وعمه عبد الحميد بن يزيد بن صيفي، عن صيفي بن صهيب، عن صهيب، به.
وأخرجه بنحوه (7302) من طريق عمرو بن دينار البصري أن بني صهيب =
18933 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ صُهَيْبٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُحَرِّكُ شَفَتَيْهِ أَيَّامَ حُنَيْنٍ بِشَيْءٍ لَمْ يَكُنْ يَفْعَلُهُ قَبْلَ ذَلِكَ. قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ نَبِيًّا كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ أَعْجَبَتْهُ أُمَّتُهُ، فَقَالَ: لَنْ يَرُومَ هَؤُلَاءِ شَيْءٌ، فَأَوْحَى اللهُ إِلَيْهِ أَنْ (1) خَيِّرْهُمْ بَيْنَ إِحْدَى ثَلَاثٍ، إِمَّا أَنْ أُسَلِّطَ
= قالوا لصهيب
…
فذكره مطولاً. قلنا: عمرو بن دينار البصري ضعيف جداً، وفي الإسناد مبهمون.
وأخرجه ابنُ الجوزي في "العلل المتناهية"(1027) من طريق عطاف بن خالد، عن ابن صهيب، عن صهيب، به، وقال: هذا حديث لا يصح، فيه عطاف بن خالد، قال ابن حبان: يروي عن الثقات ما لا يشبه حديثهم، لا يجوز الاحتجاج بأفراده.
وله شاهد لا يُفرح به من حديث أبي هريرة أخرجه ابن الجوزي في "العلل المتناهية"(1029) وقال: في إسناده محمد بن أبان، قال أحمد: ترك الناس حديثه، وقال يحيى: لا يكتب حديثه.
قال السندي: قوله: "فغرَّها بالله"، أي: بتشريعه الصداق وأَمرِه به حيث اعتمدت على ذلك.
"بالباطل"، أي: بالكلام الباطل، وهو ما ذكره عند التسمية.
"وهو زانٍ" حيث قضى شهوته بوجه غير محمود.
"ادّان" بتشديد الدال، أي: استقرض، وهو افتعال من الدين.
"فغرَّه بالله"، أي: بأمره تعالى بأداء الدين.
"بالباطل"، أي: بالكلام الباطل، وهو أن هذا قرض سيردُّه.
(1)
لفظ "أن" ليس في (ظ 13)، وهو الموافق للرواية (18937)، وقد جاء في (س) نسخة.
عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ فَيَسْتَبِيحَهُمْ، أَوِ الْجُوعَ أَوِ الْمَوْتَ " قَالَ:" فَقَالُوا: أَمَّا الْقَتْلُ أَوِ الْجُوعُ، فَلَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَلَكِنِ الْمَوْتُ " قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " فَمَاتَ فِي ثَلَاثٍ سَبْعُونَ أَلْفًا " قَالَ: فَقَالَ: " فَأَنَا أَقُولُ الْآنَ: اللهُمَّ بِكَ أُحَاوِلُ، وَبِكَ أَصُولُ، وَبِكَ أُقَاتِلُ "(1).
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، حماد بن سلمة من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، ثابت: هو ابن أسلم البُناني.
وأخرجه بتمامه ومختصراً الدارمي (2441)، والشاشي (992) من طريق حجاج بن منهال، والنسائي في "الكبرى"(8633) من طريق بهز -هو ابن أسد- وابن حبان (2027)، والقضاعي في "مسنده"(1483) من طريق موسى ابن إسماعيل، وابن حبان (4758)، والبيهقي في "السنن" 9/ 153، من طريق سليمان بن حرب، والطبراني في "الدعاء"(664) من طريقي علي بن عثمان اللاحقي ومحمد بن عبد الله الخزاعي، وفيه (664) أيضاً، وفي "الكبير"(7318)، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 155 من طريق أبي عمر الضرير، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(117) عن طريق إبراهيم بن الحجاج السامي، والبيهقي 9/ 153 من طريق ابن عائشة، تسعتهم عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. ووقع في رواية موسى بن إسماعيل:"خيبر" بدلاً من "حنين"، وهو تحريف من النُّساخ.
وأخرجه بنحوه عبد الرزاق في "مصنفه"(9751)، ومن طريقه الترمذي (3340)، والطبراني في "الكبير"(7319) عن معمر، عن ثابت البُناني، به.
دون قوله: "فأنا أقول الآن: اللهم
…
". وزاد في آخره قصة أصحاب الأخدود، وقال الترمذي: هذا حديث حَسَنٌ غريب.
وسيأتي بالأرقام: (18937)(18938)(18940) و 6/ 16.
قال السندي: قوله: يحرك شفتيه، أي: يقوله خفية. =
18934 -
حَدَّثَنَا بَهْزٌ وَحَجَّاجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ صُهَيْبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " عَجِبْتُ مِنْ أَمْرِ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَ الْمُؤْمِنِ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، كَانَ ذَلِكَ لَهُ خَيْرٌ (1)، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ فَصَبَرَ، كَانَ ذَلِكَ لَهُ خَيْرٌ "(2).
= "لن يروم"، أي: لن يقصد.
"شيءٌ"، بالرفع، أي: عدو لكثرتهم وقوتهم، وضبط بعضهم بالنصب كما وقع في بعض النسخ، والله تعالى أعلم بوجهه.
"أن خيِّرهم" من التخيير.
"أو الجوع"، بالنصب: عطف على العدو.
"في ثلاث"، أي: في ثلاث ليالٍ.
"فأنا أقول الآن": احترازاً عن الإعجاب بكم.
"أحاول"، أي: أحتال لدفع العدو أو أدافع الأعداء.
"أصول": أغلب على الأعداء.
(1)
في (م): خيراً، وهو خطأ.
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم، سليمان بن المغيرة: وهو القيسي من رجاله، وروى له البخاري مقروناً وتعليقاً، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه مسلم (2999)، وابن حبان (2896)، وابن قانع في "معجمه" 2/ 18، والطبراني في "الكبير"(7316)، وفي "الأوسط"(3861)، والبيهقي في "السنن" 3/ 375، وفي "الشعب"(9949) من طرق عن سليمان بن المغيرة، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه الطبراني في "الكبير"(7317)، وفي الأوسط" (7386)، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 154 من طريق يونس بن عبيد، عن ثابت، به. =
18935 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ صُهَيْبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ نُودُوا: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ، إِنَّ لَكُمْ مَوْعِدًا عِنْدَ اللهِ مَوْعِدًا (1) لَمْ تَرَوْهُ، فَقَالُوا: وَمَا هُوَ؟ أَلَمْ تُبَيِّضْ وُجُوهَنَا وَتُزَحْزِحْنَا (2) عَنِ النَّارِ، وَتُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ؟ " قَالَ: " فَيَكْشِفُ (3) الْحِجَابُ، فَيَنْظُرُونَ إِلَيْهِ، فَوَاللهِ مَا أَعْطَاهُمُ اللهُ شَيْئًا أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنْهُ " ثُمَّ تَلَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} (4)[يونس: 26].
وسيأتي برقم (18939) و 6/ 15 و 16.
وانظر حديث سعد بن أبي وقاص السالف برقم (1487).
قال السندي: قوله: "من أمر المؤمن"، أي: الكامل العامل مع الله تعالى لمقتضى الإيمان.
(1)
في (م): موعداً عند الله.
(2)
في (ق): وأخرجتنا.
(3)
في (ق): فينكشف.
(4)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم.
وأخرجه مسلم (181)(298)، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 181، والشاشي (988) و (989)، والآجري في "الشريعة" ص 261، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد"(833)، والبيهقي في "الاعتقاد" ص 79 من طريق يزيد ابن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1315)، وهناد في "الزهد"(171)، والدارمي في "الرد على الجهمية" ص 46، وابن ماجه (187)، وابن أبي عاصم في "السنة" =
18936 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى
= (472)، والبزار في "مسنده"(2087)، والطبري في "تفسيره"(17626)، وأبو عوانة 1/ 156، والشاشي (990)، والطبراني في "الكبير"(7314) و (7315)، وفي "الأوسط"(760)، وابن عدي في "الكامل" 2/ 676، وابن منده في "السنة"(784) و (785) و (786)، واللالكائي (878)، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 155، والبيهقي في "البعث والنشور"(491)، والبغوي في "شرح السنة"(4393) من طرق عن حماد بن سلمة، به.
وخالف حمادَ بنَ سلمة في رفعه حمادُ بنُ زيد فيما أخرجه الطبري في "تفسيره"(17619) و (17622)، والدارقطني في "الرؤية"(208) و (209) و (210)، وسليمان بن المغيرة فيما أخرجه الطبري (17620) و (17621)، والدارقطني (211)، ومعمرُ فيما أخرجه الطبري (17623)، والدارقطني (212) و (213) ثلاثتهم عن ثابت، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قوله.
وقد أشار إلى إرساله الترمذي عقب الرواية رقم (2552)، فقال: هذا حديث إنما أسنده حماد بن سلمة ورفعه، وروى سليمان بن المغيرة وحماد بن زيد هذا الحديث عن ثابت البناني، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قوله. يعني لم يذكر فيه: عن صهيب، عن النبي صلى الله عليه وسلم كما وضح ذلك عقب الرواية (3105).
قلنا: ولا يضر إرساله، لأن حماد بن سلمة أثبت الناس في ثابت البناني، والقول قوله فيما خولف فيه. فقد قال ابن معين: من خالف حماد بن سلمة في ثابت فالقول قول حماد، قيل: فسليمان بن المغيرة، عن ثابت؟ قال: سليمان ثبت وحماد أعلم الناس بثابت. وقد أخرجه مسلم مرفوعاً كما رأيت.
وسيأتي بالأرقام (18936) و (18941) و 6/ 15.
قال السندي: قوله: "لم تروه"، أي: ما رأيتموه إلى الآن.
"ألم تبيض"، بالخطاب مع الله تعالى.
"وتزحزحنا" بإعجام زاي وإهمال حاءٍ مكررتين، أي: تبعدنا.
"ثم تلا": لبيان أن المراد بالزيادة النظر إلى وجهه الكريم جلَّ وعلا.
عَنْ صُهَيْبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ نُودُوا: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ، إِنَّ لَكُمْ عِنْدَ اللهِ مَوْعِدًا، فَقَالُوا: أَلَمْ يُثَقِّلْ مَوَازِينَنَا، وَيُعْطِينَا كُتُبَنَا بِأَيْمَانِنَا، وَيُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ، وَيُنْجِينَا مِنَ النَّارِ، فَيُكْشَفُ الْحِجَابُ " قَالَ: " فَيَتَجَلَّى الله عز وجل لَهُمْ " قَالَ: " فَمَا أَعْطَاهُمُ اللهُ شَيْئًا أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنَ النَّظَرِ إِلَيْهِ "(1).
18937 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ مِنْ كِتَابِهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ - يَعْنِي ابْنَ الْمُغِيرَةِ -، قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ صُهَيْبٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا صَلَّى هَمَسَ شَيْئًا لَا نَفْهَمُهُ، وَلَا يُحَدِّثُنَا بِهِ قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " فَطِنْتُمْ لِي " قَالَ قَائِلٌ: نَعَمْ، قَالَ:" فَإِنِّي قَدْ ذَكَرْتُ نَبِيًّا مِنَ الْأَنْبِيَاءِ أُعْطِيَ جُنُودًا مِنْ قَوْمِهِ، فَقَالَ: مَنْ يُكَافِئُ هَؤُلَاءِ، أَوْ مَنْ يَقُومُ لِهَؤُلَاءِ " أَوْ كَلِمَةً شَبِيهَةً بِهَذِهِ - شَكَّ سُلَيْمَانُ - قَالَ: " فَأَوْحَى اللهُ إِلَيْهِ: اخْتَرْ لِقَوْمِكَ بَيْنَ إِحْدَى ثَلَاثٍ: إِمَّا أَنْ أُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ أَوِ الْجُوعَ أَوِ الْمَوْتَ " قَالَ: " فَاسْتَشَارَ قَوْمَهُ فِي ذَلِكَ
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر سابقه إلا أن شيخ أحمد هنا هو عبد الرحمن بن مهدي.
وأخرجه مسلم (181)(297)، والترمذي (2552) و (3105)، والنسائي في "الكبرى"(7766)، والطبري في "تفسيره"(17625)، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 180، وابن منده في "الإيمان"(783)، من طريق عبد الرحمن ابن مهدي، بهذا الإسناد.
فَقَالُوا: أَنْتَ نَبِيُّ اللهِ، نَكِلُ ذَلِكَ إِلَيْكَ، فَخِرْ لَنَا " قَالَ:" فَقَامَ إِلَى صَلَاتِهِ " قَالَ: " وَكَانُوا يَفْزَعُونَ إِذَا فَزِعُوا إِلَى الصَّلَاةِ " قَالَ: " فَصَلَّى، قَالَ: أَمَّا عَدُوٌّ مِنْ غَيْرِهِمْ فَلَا، أَوِ الْجُوعُ فَلَا، وَلَكِنِ الْمَوْتُ " قَالَ: " فَسُلِّطَ عَلَيْهِمُ الْمَوْتُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، فَمَاتَ مِنْهُمْ سَبْعُونَ أَلْفًا، فَهَمْسِي الَّذِي تَرَوْنَ أَنِّي أَقُولُ: اللهُمَّ يَا رَبِّ، بِكَ أُقَاتِلُ، وَبِكَ أُصَاوِلُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ "(1).
18938 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَوَاءً بِهَذَا الْكَلَامِ كُلِّهِ، وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يَقُلْ فِيهِ: كَانُوا إِذَا فَزِعُوا فَزِعُوا إِلَى الصَّلَاةِ (2).
18939 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، مِنْ كِتَابِهِ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ صُهَيْبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " عَجِبْتُ لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ،
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، سليمان بن المغيرة: وهو القيسي من رجاله، وقد أخرج له البخاري مقروناً وتعليقاً، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 319 - 320، والبزار في "مسنده"(2089)، والنسائي في "الكبرى"(10450) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(614) - والبيهقي في "السنن" 9/ 53 من طرق عن سليمان بن المغيرة، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (18933).
قال السندي: "فطنتم" في القاموس: فطن به وإليه وله، كفرح ونصر وكرم.
"وكانوا يفزعون إلخ
…
"، أي: وكانوا إذا فزعوا يفزعون إلى الصلاة، أي عادتهم الاشتغال بالصلاة في الشدائد.
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير حماد بن سلمة فمن رجال مسلم. وهو مكرر سابقه.
إِنَّ أَمْرَ الْمُؤْمِنِ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ، لَيْسَ ذَلِكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، وَكَانَ خَيْرًا، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ، وَكَانَ خَيْرًا " (1).
18940 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ - حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ صُهَيْبٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ أَيَّامَ حُنَيْنٍ يُحَرِّكُ شَفَتَيْهِ بَعْدَ صَلَاةِ الْفَجْرِ بِشَيْءٍ، لَمْ نَكُنْ نَرَاهُ يَفْعَلُهُ فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا نَرَاكَ تَفْعَلُ شَيْئًا لَمْ تَكُنْ تَفْعَلُهُ، فَمَا هَذَا الَّذِي تُحَرِّكُ شَفَتَيْكَ؟ قَالَ:" إِنَّ نَبِيًّا فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ أَعْجَبَتْهُ (2) كَثْرَةُ أُمَّتِهِ، فَقَالَ: لَنْ يَرُومَ هَؤُلَاءِ شَيْءٌ، فَأَوْحَى اللهُ إِلَيْهِ أَنْ خَيِّرْ أُمَّتَكَ بَيْنَ إِحْدَى ثَلَاثٍ: إِمَّا أَنْ نُسَلِّطَ (3) عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ فَيَسْتَبِيحَهُمْ، أَوِ (4) الْجُوعَ، وَإِمَّا أَنْ أُرْسِلَ عَلَيْهِمُ الْمَوْتَ، فَشَاوَرَهُمْ، فَقَالُوا: أَمَّا الْعَدُوُّ، فَلَا طَاقَةَ لَنَا بِهِمْ، وَأَمَّا الْجُوعُ فَلَا صَبْرَ لَنَا عَلَيْهِ، وَلَكِنِ الْمَوْتُ، فَأَرْسَلَ عَلَيْهِمُ الْمَوْتَ، فَمَاتَ مِنْهُمْ فِي ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ سَبْعُونَ أَلْفًا " قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " فَأَنَا أَقُولُ الْآنَ - حَيْثُ رَأَى كَثْرَتَهُمْ -: اللهُمَّ بِكَ أُحَاوِلُ، وَبِكَ أُصَاوِلُ، وَبِكَ
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (18934)، غير أن شيخ أحمد في هذا الإسناد هو عفان بن مسلم الصَّفَّار.
(2)
في (ظ 13): أعجبه.
(3)
في (ق): أسلط.
(4)
في (ق): وإما.
أُقَاتِلُ " (1).
18941 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ صُهَيْبٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: 26] قَالَ: " إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ، نَادَى مُنَادٍ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ، إِنَّ لَكُمْ عِنْدَ اللهِ مَوْعِدًا يُرِيدُ أَنْ يُنْجِزَكُمُوهُ، فَيَقُولُونَ: وَمَا هُوَ؟ أَلَمْ يُثَقِّلْ مَوَازِينَنَا، وَيُبَيِّضْ وُجُوهَنَا، وَيُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ، وَيُجِرْنَا (2) مِنَ النَّارِ " قَالَ: " فَيُكْشَفُ لَهُمُ الْحِجَابُ فَيَنْظُرُونَ إِلَيْهِ " قَالَ: " فَوَاللهِ مَا أَعْطَاهُمْ شَيْئًا أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنَ النَّظَرِ إِلَيْهِ، وَلَا أَقَرَّ لِأَعْيُنِهِمْ (3) "(4).
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر الحديث (18933)، إلا أن شيخ أحمد في هذا الإسناد هو عفَّان بن مسلم الصَّفَّار.
قال السندي: قوله: فما هذا الذي يحرك شفتيك: هو بالياء التحتانية والضمير للموصول، أو بالتاء الفوقانية، والعائد إلى الموصول مقدر، أي: به، والمراد فما هذا الكلام.
(2)
في (ظ 13) و (ق) و (ص) وهامش (س): يخرجنا.
(3)
في (م) بأعينهم.
(4)
إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر الحديث (18935)، إلا أن شيخ أحمد هنا هو عفان بن مُسْلم الصَّفَّار.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(11234) -وهو في "التفسير"(254) - وأبو عوانة 1/ 156، والشاشي (991)، وابن حبان (7441)، والإسماعيلي في "معجمه" 2/ 515، والدارقطني في "الرؤية"(155)، وابن منده (783) و (786)، والخطيب في "تاريخه" 1/ 402 من طريق عفان، بهذا الإسناد.
18942 -
حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ لِصُهَيْبٍ رضي الله عنهما: لَوْلَا ثَلَاثُ خِصَالٍ فِيكَ، لَمْ يَكُنْ بِكَ بَأْسٌ. قَالَ: وَمَا هُنَّ، فَوَاللهِ مَا نَرَاكَ تَعِيبُ شَيْئًا؟ قَالَ: اكْتِنَاؤُكَ بِأَبِي يَحْيَى وَلَيْسَ لَكَ وَلَدٌ، وَادِّعَاؤُكَ إِلَى النَّمِرِ بْنِ قَاسِطٍ وَأَنْتَ رَجُلٌ أَلْكَنُ، وَأَنَّكَ لَا تُمْسِكُ الْمَالَ. قَالَ: أَمَّا اكْتِنَائِي بِأَبِي يَحْيَى، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَنَّانِي بِهَا، فَلَا أَدَعُهَا حَتَّى أَلْقَاهُ، وَأَمَّا ادِّعَائِي إِلَى النَّمِرِ بْنِ قَاسِطٍ، فَإِنِّي امْرُؤٌ مِنْهُمْ، وَلَكِنْ اسْتُرْضِعَ لِي بِالْأَبْلَةِ، فَهَذِهِ اللُّكْنَةُ مِنْ ذَاكَ، وَأَمَّا الْمَالُ، فَهَلْ تُرَانِي أُنْفِقُ إِلَّا فِي حَقٍّ (1).
(1) هذا الأثر إسناده ضعيف على اضطراب في متنه، زيد بن أسلم لم يدرك عمر بن الخطاب، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. بهز: هو ابن أسد العَمِّي.
وسيرد 6/ 16 من طريق زهير بن محمد وهو التميمي، ومختصراً 6/ 16 من طريق عبيد الله بن عمرو الرقي، كلاهما عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن حمزة بن صهيب، عن أبيه، قال: قال عمر لصهيب، وفيه أنه سبي وهو غلام صغير، ولم يذكر من سباه، وفيه كذلك احتجاجه بإطعام الطعام بقوله صلى الله عليه وسلم:"خياركم من أطعم الطعام ورد السلام" وهو إسناد ضعيف لضعف عبد الله ابن محمد بن عقيل، ولجهالة حال حمزة بن صهيب فلم يذكروا في الرواة عنه غير اثنين ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول.
وقد أخرجه ابن سعد 3/ 226 - 227 من طريق زهير بن محمد وعبيد الله =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ابن عمرو، كلاهما عن عبد الله بن محمد بن عقيل، به، وعنده أن الروم سبته.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(7297) من طريق مصعب بن عبد الله بن مصعب الزبيري، عن أبيه، عن ربيعة بن عثمان، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، قال: خرجت مع عمر بن الخطاب وفيه: أن الروم سبته وهو صغير، وإسناده ضعيف لضعف عبد الله بن مصعب والد مصعب، وهو من رجال "التعجيل"، وقد ضعفه ابنُ معين.
وأخرجه الحاكم 3/ 398 عن أبي الحسن محمد بن عبد الله العمري، عن محمد بن إسحاق الإمام، حدثنا سعيد بن يحيى الأموي، حدثني أبي، حدثنا محمد بن عمرو، حدثنا يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، عن أبيه، قال: قال عمر بن الخطاب لصهيب. وفيه أن الذي سباه طائفة من العرب، فباعوه بسواد الكوفة.
وقد احتج في إنفاقه المال بقوله تعالى: {وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين} [سبأ: 39].
وشيخ الحاكم لم نقع له على ترجمة، ومحمد بن إسحاق الإمام هو أبو بكر بن خزيمة على الأرجح، ومحمد بن عمرو: هو ابن علقمة الليثي.
فها أنت ترى أن صهيباً قد أجاب في كل مرة بجواب، فمرة أنه استرضع في الأُبُلَّة كما في روايتنا هذه، ومرة سبته الروم كما في رواية ابن سَعْد، ومرة سبته طائفة من العرب باعوه بسواد الكوفة كما في رواية الحاكم، وهو دليلٌ على اضطراب رواتها الضعفاء في ضبط هذه القصة، والله أعلم.
قال السندي: قوله: تعيب، من العيب، أي: تعيب عليَّ شيئاً حتى أعتقد أنك عدوي، فاذكر لي ما أنكرت عليَّ، فإنه نصيحة.
ألكن، من اللكنة في اللسان، أي: أنت غير فصيح اللسان.
حَدِيثُ نَاجِيَةَ الْخُزَاعِيِّ
(1)
18943 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ نَاجِيَةَ الْخُزَاعِيِّ، قَالَ: وَكَانَ صَاحِبَ بُدْنِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: قُلْتُ: كَيْفَ أَصْنَعُ بِمَا عَطِبَ مِنَ الْبُدْنِ؟ قَالَ: " انْحَرْهُ، وَاغْمِسْ نَعْلَهُ فِي دَمِهِ، وَاضْرِبْ صَفْحَتَهُ، وَخَلِّ بَيْنَ النَّاسِ وَبَيْنَهُ، فَلْيَأْكُلُوهُ "(2).
(1) قال السندي: ناجية بن جندب الخزاعي، أسلمي، وجاء أنه الذي نزل في البئر بسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، مات في المدينة في خلافة معاوية.
(2)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير صحابيه، فلم يرو له سوى أصحاب السنن.
وأخرجه الحاكم 1/ 447 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 4/ 33، و 14/ 230، وابن ماجه (3106)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2308)، وابن خزيمة (2577) من طريق وكيع، به.
وأخرجه الشافعي في "السنن"(429)، والحميدي (880)، والدارمي (1909) و (1910)، وأبو داود (1762)، والترمذي (910)، والنسائي في "الكبرى"(4137)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1320)، وابن قانع في "معجمه" 3/ 161، والبيهقي في "السنن" 5/ 243، وابن عبد البر في "الاستذكار"(17633)، وفي "التمهيد" 22/ 263 و 264، وابن الأثير في "أسد الغابة" 5/ 294 من طرق عن هشام بن عروة، به.
وقال الترمذي: حديث ناجية حديث حسن صحيح. والعمل على هذا عند =
18944 -
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ نَاجِيَةَ الْخُزَاعِيِّ، وَكَانَ صَاحِبَ بُدْنِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ أَصْنَعُ بِمَا عَطِبَ مِنَ الْإِبِلِ أَوِ الْبُدْنِ؟ قَالَ:" انْحَرْهَا، ثُمَّ أَلْقِ نَعْلَهَا فِي دَمِهَا، ثُمَّ خَلِّ عَنْهَا وَعَنِ النَّاسِ، فَلْيَأْكُلُوهَا "(1).
= أهل العلم، وقالوا:(في هدي التطوع إذا عطب): لا يأكل هو ولا أحد من أهل رفقته، ويخلّى بينه وبين الناس يأكلونه، وقد أجزأ عنه، وهو قول الشافعي وأحمد وإسحاق.
وقالوا: إن أكل منه شيئاً غَرِمَ بقدر ما أكل منه. وقال بعض أهل العلم، إذا أكل من هدي التطوع شيئاً، فقد ضمن الذي أكل.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/ 380 مرسلاً، ومن طريقه الشافعي في "السنن"(428)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1321)، والبغوي في "شرح السنة"(1953) عن هشام بن عروة، عن أبيه، أن صاحب هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يا رسول الله،
…
قال الزرقاني في "شرح الموطأ" 2/ 328: مرسل صورةً، لكنه محمولٌ على الوصل، لأنَّ عروة ثبت سماعه من ناجية الصحابي.
وانظر ما بعده.
وانظر حديث ذؤيب أبي قبيصة السالف برقم (17974).
قال السندي: قوله: بما عطب -كفرح- أي: قارب الهلاك.
قوله: "نَعْله" الذي قُلِّد به.
(1)
إسناده صحيح، وهو مكرر سابقه، إلا أن شيخ أحمد في هذا الإسناد هو أبو معاوية محمد بن خازم الضرير.
وأخرجه ابن حبان (4023) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
حَدِيثُ الْفِرَاسِيِّ
(1)
* 18945 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ- قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: وَكَتَبَ بِهِ إِلَىَّ قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: كَتَبْتُ إِلَيْكَ بِخَطِّي، وَخَتَمْتُ الْكِتَابَ بِخَاتَمِي، وَنَقْشُهُ: اللهُ وَلِيُّ سَعِيدٍ رحمه الله، وَهُوَ خَاتَمُ أَبِي - حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ بَكْرِ بْنِ سَوَادَةَ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ مَخْشِيٍّ، عَنِ ابْنِ الْفِرَاسِيِّ.
أَنَّ الْفِرَاسِيَّ قَالَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: آسْأَلُ؟ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " لَا، وَإِنْ كُنْتَ سَائِلًا لَا بُدَّ، فَاسْأَلِ الصَّالِحِينَ "(2).
(1) قال السندي: الفراسي -بكسر الفاء وتخفيف الراء المهلمة- له صحبة، وكلام بعضهم أنه اسم، والمعروف أنه نسبة إلى بني فراس بن مالك من كنانة، ولا يعرف اسمه.
(2)
إسناده ضعيف، لجهالة اثنين من رواته، مسلم بن مخشي تفرد بالرواية عنه بكر بن سوادة، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان. وابن الفِراسي تفرد بالرواية عنه مسلم بن مخشي، ولم يؤثر توثيقه عن أحد. وباقي رجال الإسناد ثقات.
وأخرجه أبو داود (1646)، والنسائي في "المجتبى" 5/ 95، وفي "الكبرى"(2368)، والبيهقي في "الشعب"(3512)، وابن الأثير في "أسد الغابة" 4/ 354 من طريق قتيبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/ 137 - 138، والطبراني في "الكبير"(1004)، والمزي في "تهذيب الكمال " في ترجمة (مسلم بن مخشي) من طريق عبد الله بن صالح، والبيهقي في "السنن" 4/ 197 من طريق يحيى بن بكير، كلاهما عن الليث، به. =
حَدِيثُ أَبِي مُوسَى الْغَافِقِيِّ
(1)
* 18946 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ -[قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ]: وَكَتَبَ بِهِ إِلَيَّ قُتَيْبَةُ - حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ مَيْمُونٍ (2) الْحَضْرَمِيِّ، أَنَّ أَبَا مُوسَى الْغَافِقِيَّ سَمِعَ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ الْجُهَنِيَّ يُحَدِّثُ عَلَى الْمِنْبَرِ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَحَادِيثَ فَقَالَ أَبُو مُوسَى: إِنَّ صَاحِبَكُمْ هَذَا لَحَافِظٌ أَوْ هَالِكٌ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ آخِرُ مَا عَهِدَ إِلَيْنَا أَنْ قَالَ: " عَلَيْكُمْ بِكِتَابِ اللهِ، وَسَتَرْجِعُونَ إِلَى قَوْمٍ يُحِبُّونَ الْحَدِيثَ عَنِّي، فَمَنْ قَالَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ، وَمَنْ
= وسقط من مطبوع "التاريخ الكبير": ابن الفراسي.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 4/ 197 من طريق عمرو بن الحارث، عن بكر بن سوادة، به.
وفيه: أن الفراسي حدَّثه عن أبيه.
قال السندي: قوله: آسأل، بالمد أو بلا مد، بتقدير حرف الاستفهام، والمراد: أسأل المال من غير الله المتعالي؟ وإلا فلا منع للسؤال من الله تعالى، بل هو المطلوب.
قوله: "فاسأل الصالحين"، أي: القادرين على قضاء الحاجة، أو أخيار الناس، لأنهم لا يحرمون السائلين، ويعطون ما يعطون عن طيب نفس، والله تعالى أعلم.
(1)
قال السندي: أبو موسى الغافقي: هو مالك بن عبادة، غافقي، صحابي، عُدَّ في الصحابة الذين نزلوا مِصْر.
(2)
في (م) يحيى بن معين، وهو خطأ!
حِفْظَ عَنِّي شَيْئًا فَلْيُحَدِّثْهُ " (1).
(1) إسناده ضعيف، يحيى بن ميمون: وهو الحَضْرمي لم يسمعه من أبي موسى الغافقي، بينهما وداعة الغافقي الحمدي أو الجمدي على خلاف في نسبته، وهو مجهول. فقد ترجم له البخاري في "التاريخ الكبير" 8/ 188، وأبو حاتم في "الجرح والتعديل" 9/ 49، ولم يذكرا في الرواة عنه سوى يحيى بن ميمون، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقد اضطرب فيه، فذكره في موضعين 5/ 496 و 7/ 566، وانظر "توضيح المشتبه" 2/ 393 - 394، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه، فلم يخرج له أصحاب الكتب الستة.
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 6/ 308 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدولابي في "الكنى" 1/ 57 من طريق قتيبة، به.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/ 302، والطبراني في "الكبير" 19/ (657) من طريق يحيى بن بكير، عن ليث، عن عمرو بن الحارث، عن يحيى بن ميمون، عن رجل من غافق بن حمدي، عن أبي موسى الغافقي، به.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/ 301 - 302، عن عبد المتعال بن طالب، والدولابي في "الكنى" 1/ 57، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(412) عن يونس بن عبد الأعلى، وابن عدي في "الكامل" 1/ 26 من طريق حرملة، ثلاثتهم عن عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث عن يحيى بن ميمون، عن وادعة الحمدي، عن أبي موسى، به.
واختلف فيه على عبد الله بن وهب:
فأخرجه البزار (216)(زوائد) عن عمرو بن حفص الشيباني، والحاكم 1/ 113 من طريق محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، كلاهما عن ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، به. ولم يذكرا وداعة في الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2626)، والطبراني في "الكبير" 19/ (659)، وابن الأثير في "أسد الغابة" 5/ 30 من طريق ابن =
حَدِيثُ أَبِي الْعُشَرَاءِ الدَّارْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ
(1)
18947 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي الْعُشَرَاءِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَمَا تَكُونُ الذَّكَاةُ إِلَّا فِي الْحَلْقِ أَوِ اللَّبَّةِ؟ قَالَ:" لَوْ طَعَنْتَ فِي فَخِذِهَا لَأَجْزَأَكَ "(2).
= لهيعة، عن عمرو بن الحارث عن يحيى بن ميمون، عن وداعة الحمدي، عن أبي موسى، به.
وانظر حديثَ عبد الله بن عمرو بن العاص السالف برقم (6478)، وحديث عبد الله بن مسعود السالف برقم (4157).
(1)
قال السندي: أبو العُشَراء الدَّارمي -بضم أوله، وفتح المعجمة والراء والمد- قيل: اسمه أسامة، وقيل: عطارد، وقيل: غير ذلك، وهو أعرابي مجهول. ذكره ابن الأثير، قال: وذكره بعضهم في الصحابة ولا يصح، والصحبة لأبيه، واختلف في اسمه واسم أبيه.
(2)
إسناده ضعيف لجهالة أبي العُشراء وأبيه، فقد قال الذهبي في "الميزان" لا يُدْرى من هو ولا من أبوه، وقال البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 22 في حديثه واسمه وسماعه من أبيه نظر. وقال الترمذي في "العلل" 2/ 634 - 635: سألت محمداً -يعني البخاري- عن حديث أبي العشراء عن أبيه، فقلت: أعلمت أحداً روى هذا الحديثَ غير حماد بن سلمة؟ قال: لا، قلت له: تعرف لأبي العشراء غير هذا؟ قال: لا. وقال الميموني: سألت أحمد عن حديث أبي العشراء في الذكاة، قال: هو عندي غلط، ولا يعجبني، ولا أذهب إليه إلا في موضع الضرورة.
وأخرجه ابن أبي شيبة 5/ 393 - 394، والترمذي (1481)، وابن ماجه (3184) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. =
18948 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي الْعُشَرَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَهُ قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: " وَأَبِيكَ "(1).
• 18949 - [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ]: حَدَّثَنَاهُ هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعُشَرَاءِ
= وأخرجه الطيالسي (1216)، والبخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 22، وأبو داود (2825)، والترمذي (1481)، والنسائي في "المجتبى" 7/ 228، وفي "الكبرى"(4497)، والدارمي (1972)، وأبو يعلى (1503)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(3357)، وابن قانع في "معجمه" 3/ 53، والطبراني في "الكبير"(6719) و (6720) و (6721)، وابن عدي في "الكامل" 2/ 675 و 676، والبيهقي في "السنن" 9/ 246، وفي "معرفة السنن والآثار"(18830)، والمزي في "تهذيب الكمال"(في ترجمة أبي العشراء)، والذهبي في "ميزان الاعتدال" 4/ 552 من طرقٍ عن حماد بن سلمة، به.
وقال أبو داود: وهذا لا يصح إلا في المتردية والمتوحش.
وأخرجه الإسماعيلي في "معجمه" 3/ 755 - 756، وأبو نعيم في "الحلية" 6/ 341 من طريق مالك، عن حماد بن سلمة، به.
وفيه: قلت: يا رسول الله، فيم تكون الذكاة؟ في الخاصرة أو اللَّبَّة؟.
وسيأتي بالأرقام (18948) و (18949) و (18950).
وانظر حديث رافع بن خديج السالف برقم (15806).
قال السندي: قوله: "أما تكون" الهمزة للاستفهام، و"ما" نافية.
"اللبة" بفتح فتشديد موحدة. سأل أن الذكاة منحصرة فيهما دائماً، فأجاب: إلا في الضرورة.
(1)
إسناده ضعيف، وهو مكرر سابقه إلا أن شيخ أحمد في هذا الإسناد هو عفان بن مسلم الصفار.
وأخرجه الدارمي (1972)، وابن الأثير في "أسد الغابة" 5/ 45 من طريق عفان، بهذا الإسناد.
عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَ حَدِيثِ وَكِيعٍ (1).
• 18950 - [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ]: حَدَّثَنَا حَوْثَرَةُ بْنُ أَشْرَسَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ (2).
(1) إسناده ضعيف كسابقيه، وهو من زيادات عبد الله بن أحمد. هدبة بن خالد ثقة من رجال الشيخين، وإبراهيم بن الحجاج: وهو السَّامي، روى له النسائي، وهو ثقة.
وأخرجه أبو يعلى (1503)، وابن عدي في "الكامل" 2/ 675 من طريقي هدبة بن خالد وإبراهيم بن الحجاج، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1200) من طريق إبراهيم ابن الحجاج وحده، به.
(2)
إسناده ضعيف، وهو مكرر سابقه، إلا أن شيخ عبد الله بن أحمد في هذا الإسناد هو حوثرة بن أشرس، وهو من رجال "التعجيل"، وقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات".
وأخرجه أبو يعلى (1503) و (1504)، وابن قانع في "معجمه" 3/ 53، وابن عدي في "الكامل" 2/ 675 من طريق حوثرة، بهذا الإسناد.
حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ
* 18951 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ]: وَكَتَبَ بِهِ إِلَيَّ قُتَيْبَةُ: حَدَّثَنَا مُجَمِّعُ بْنُ يَعْقُوبَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُجَمِّعٍ قَالَ: قِيلَ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ: مَا أَدْرَكْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ وَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدِمَ وَهُوَ غُلَامٌ حَدِيثٌ، قَالَ: جَاءَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا إِلَى مَسْجِدِنَا - يَعْنِي مَسْجِدَ قُبَاءَ - قَالَ: فَجِئْنَا، فَجَلَسْنَا إِلَيْهِ، وَجَلَسَ إِلَيْهِ النَّاسُ، قَالَ: فَجَلَسَ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَجْلِسَ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي، فَرَأَيْتُهُ يُصَلِّي فِي نَعْلَيْهِ (1).
18952 -
حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا الْعَطَّافُ، حَدَّثَنِي مُجَمِّعُ بْنُ يَعْقُوبَ، عَنْ غُلَامٍ مِنْ أَهْلِ قُبَاءَ أَنَّهُ أَدْرَكَهُ شَيْخًا، قَالَ: جَاءَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِقُبَاءَ، فَجَلَسَ فِي فِنَاءِ (2) الْأُجُمِ، وَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ نَاسٌ، فَاسْتَسْقَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَسُقِيَ، فَشَرِبَ وَأَنَا عَنْ يَمِينِهِ، وَأَنَا أَحْدَثُ الْقَوْمِ، فَنَاوَلَنِي، فَشَرِبْتُ، وَحَفِظْتُ أَنَّهُ صَلَّى بِنَا يَوْمَئِذٍ
(1) إسناده ضعيف لإبهام الرواي عن عبد الله بن أبي حبيبة وقد سلف نحوه (16081) و (17944).
(2)
هكذا وردت في هذه الرواية، وجاء في الرواية السالفة (16081): فيء، وهو الأشبه.
وَعَلَيْهِ نَعْلَاه (1) لَمْ يَنْزِعْهُمَا (2).
* 18953 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ [قَالَ عَبْدُ اللهِ]: وسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: جَاءَنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَصَلَّى بِنَا فِي مَسْجِدِ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ، فَرَأَيْتُهُ وَاضِعًا يَدَهُ فِي ثَوْبِهِ إِذَا سَجَدَ (3).
(1) في (ظ 13) و (م): نعلان، وهي نسخة في (س).
(2)
إسناده ضعيف، وهو مكرر (16081) سنداً ومتناً.
(3)
إسناده ضعيف، وقد وهم فيه عبد العزيز بن محمد الدراوردي، فرواه عن إسماعيل بن أبي حبيبة، عن عبد الله بن عبد الرحمن، قال: جاءنا النبي صلى الله عليه وسلم
…
، ولم يقل: عن أبيه، عن جده، والأَوْلى بالصَّواب ما رواه إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة الأشهلي، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن ثابت بن الصامت عن أبيه، عن جده. نبَّه على ذلك المزي في "تحفة الأشراف" 5/ 282، وفي "تهذيب الكمال" في ترجمة عبد الله بن عبد الرحمن.
ثم إن إبراهيم بن إسماعيل الأشهلي، ضعيف، وعبد الله بن عبد الرحمن ابن ثابت، مجهول، تفرد بالرواية عنه إبراهيم بن إسماعيل، ولم يؤثر توثيقه عن أحد. وأبوه عبد الرحمن بن ثابت لا تصح صحبته، وهو مجهول كذلك، تفرد بالرواية عنه ابنه عبد الله بن عبد الرحمن، وذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 5/ 266، وقال: لم يصح حديثه، وثابت بن الصامت مختلف في صحبته، ويقال: إنه مات في الجاهلية، وإنما الصحبة لابنه عبد الرحمن بن ثابت. قلنا: ولم يصحَّ ذلك.
ثم إنه قد اختلف في إسناده كما سيأتي.
فأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة عبد الله بن عبد الرحمن =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= من طريق الإمام أحمد وابنه عبد الله، بهذا الإسناد.
وهو عند ابن أبي شيبة في "المصنف" 1/ 265، ومن طريقه أخرجه ابن ماجه (1031)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2146).
وأخرجه ابن ماجه (1032)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2147)، والطبراني في "الكبير"(1344) -ومن طريقه أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(1309) - من طريق إسماعيل بن أبي أويس، وابن قانع في "معجمه" 1/ 129 من طريق معن بن عيسى، كلاهما عن إبراهيم بن إسماعيل، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن ثابت بن الصامت، عن أبيه، عن جده، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى في بني عبد الأشهل، وعليه كساء متلفف به، ويضع يديه عليه يقيه برد الحصى.
قلنا: وقد نص المزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة ثابت بن الصامت أن رواية معن بن عيسى: ابن أبي حبيبة، عن عبد الرحمن بن ثابت بن الصامت عن أبيه عن جده، فجعله من حديث الصامت.
وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 321 - 322 - ومن طريقه البيهقي 2/ 108 - عن إسماعيل بن أبي أويس، عن إبراهيم بن إسماعيل، عن عبد الرحمن بن عبد الرحمن بن ثابت بن الصامت، عن أبيه، عن جده، فسماه عبد الرحمن بن عبد الرحمن.
وأخرجه كذلك ابن خزيمة (676) من طريق سعيد بن أبي مريم، عن إبراهيم بن إسماعيل، عن عبد الرحمن بن عبد الرحمن بن ثابت بن الصامت، عن أبيه، عن جده، كما في "إتحاف المهرة" 3/ 15 وقد سقط من المطبوع منه اسم عبد الرحمن من الإسناد.
وقد رجح أبو زرعة هذه الطريق فيما ذكره ابن أبي حاتم في "العلل" 1/ 183.
وانظر حديث أنس السالف برقم (11970)، وحديث ابن عباس السالف برقم (2320).
حَدِيثُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْمَرَ الدَّيْلِيِّ
18954 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَطَاءٍ اللَّيْثِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ يَعْمَرَ الدِّيلِيَّ، يَقُولُ: شَهِدْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ وَاقِفٌ بِعَرَفَةَ، فَأَتَاهُ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ الْحَجُّ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" الْحَجُّ عَرَفَةَ (1)، فَمَنْ (2) جَاءَ قَبْلَ صَلَاةِ الْفَجْرِ مِنْ لَيْلَةِ جَمْعٍ تَمَّ حَجُّهُ، أَيَّامُ مِنًى ثَلَاثَةٌ أَيَّامٍ (3)، فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ، فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ، وَمَنْ تَأَخَّرَ، فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ". ثُمَّ أَرْدَفَ خَلْفَهُ رَجُلاً، فَجَعَلَ يُنَادِي بِهِنَّ (4).
(1) الحج عرفة، بزيادة لفظ "الحج"، وقد ورد في (ظ 13)، وهامش (س) و (م)، ولم يرد في (ص) و (ق)، وقد ورد في الرواية السالفة برقم (18774)، وهي من طريق وكيع كذلك.
(2)
في (س) و (ق) و (ص) و (م): من، والمثبت من (ظ 13).
(3)
لفظ "أيام" من (ق)، وهو نسخة في هامش (س).
(4)
إسناده صحيح، وهو مكرر (18774) سنداً ومتناً.
حَدِيثُ بِشْرِ بْنِ سُحَيْمٍ
18955 -
حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ - عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ بِشْرِ بْنِ سُحَيْمٍ أَنَّ رَسُولَ (1) اللهِ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ أَنْ يُنَادَى أَيَّامَ التَّشْرِيقِ أَنَّهُ:" لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا مُؤْمِنٌ، وَهِيَ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ "(2).
18956 -
حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ بِشْرِ بْنِ سُحَيْمٍ، قَالَ: خَطَبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي أَيَّامِ
(1) في (ق): أن النبي صلى الله عليه وسلم.
(2)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سريج: وهو ابن النعمان الجوهري، فمن رجال البخاري، وصحابيه لم يرو له إلا النسائي وابن ماجه. نافع بن جبير: هو ابن مُطْعِم.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/ 104، وفي "الكبرى"(2896)، والدارمي 2/ 23 - 24، وابن خزيمة (2960)، والطحاوي مختصراً في "شرح معاني الآثار" 2/ 245، والطبراني في "الكبير"(1213) من طرق عن حماد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن خزيمة (2960)، والطبراني في "الكبير"(1214) و (1215) من طرق عن عمرو بن دينار، به.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(2897) من طريق حماد، عن عمرو، عن نافع
…
أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر منادياً، مرسلاً.
وقد سلف برقم (15428).
التَّشْرِيقِ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ، وَقَالَ:" إِنَّ هَذِهِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ "(1).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (15428).
[حديث] بشر الخثعمي
(1)
* 18957 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ -[قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ:] وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ - قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ قَالَ: حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ الْمَعَافِرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ بِشْرٍ الْخَثْعَمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" لَتُفْتَحَنَّ الْقُسْطَنْطِينِيَّةُ، فَلَنِعْمَ الْأَمِيرُ أَمِيرُهَا، وَلَنِعْمَ الْجَيْشُ ذَلِكَ الْجَيْشُ " قَالَ: فَدَعَانِي مَسْلَمَةُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، فَسَأَلَنِي، فَحَدَّثْتُهُ، فَغَزَا الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ (2).
(1) قال السندي: بشر الخثعمي، هو بشر بن ربيعة الخثعمي أو الغنوي، له صحبة، عداده في أهل الشام.
(2)
إسناده ضعيف لجهالة عبد الله بن بشر الخثعمي، فقد انفرد بالرواية عنه الوليد بن المغيرة المعافري، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقد اختلف على زيد بن الحباب في اسمه واسم أبيه ونسبه.
فأخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(1155) من طريق عبد الله بن محمد بن أبي شيبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 81، وفي "الصغير" 302، والبزار (1848)(زوائد)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(1155) من طريق محمد بن العلاء، عن زيد بن الحباب، به، إلا أنه سماه: عبيد بن بشر الغنوي.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 81، وفي "الصغير" 2/ 306 عن عبدة بن عبد الله الخزاعي، عن زيد بن الحباب، به. وقد سماه: عبيد الله بن بشر الغنوي. =
حَدِيثُ خَالِدٍ الْعَدْوَانِيِّ
(1)
* 18958 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ]: وَسَمِعْتُهُ
= وقد اختلف فيه على عبدة.
فأخرجه ابن خزيمة -كما في "إتحاف المهرة" 2/ 616 - ومن طريقه الحاكم 4/ 421 - 422 عن عبدة بن عبد الله الخزاعي، عن الوليد بن المغيرة، به. فسماه: عبد الله بن بشر الغنوي، ولم يذكر زيد بن الحباب في الإسناد، ولعله سقط منه.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(1216) من طريق ابن المديني وعثمان بن أبي شيبة، كلاهما عن زيد بن الحباب، به، إلا أنه سماه: عبد الله بن بشر الغنوي.
وقد فرق الحافظ بينه وبين عبد الله بن بشر الخثعمي الذي أخرج له الترمذي والنسائي، فقال في "التعجيل" 1/ 721: الذي أخرج له الترمذي والنسائي لم يختلف في اسمه ولا في اسم أبيه ولا في نسبه، وأما هذا فاختلف في اسمه، فقيل عبد الله وقيل: عبيد الله، وقيل: عبيد بغير إضافة، واختلف في نسبه، فقيل: الخثعمي، وقيل: الغنوي، ثم إن الذي أخرجا له اسم أبيه بشر، واسم أبي هذا بشير، وقيل: بشر.
قوله: قال: فدعاني مسلمة: ظن الحافظ في "التعجيل" 1/ 344 - 345 أن قائل ذلك هو الصحابي نفسه، فقال في ترجمته: ومقتضى ذلك أن يكون عاش إلى بعد المئة الأولى من الهجرة. قلنا: بل الأقرب إلى الصواب ما ذكره الحافظ في "الإصابة" أن قائل ذلك هو ابنه عبد الله بن بشر.
(1)
قال السندي: خالد العدواني: هو خالد بن أبي جبل، وفي رواية: جِيْل، والأول أرجح، عدواني -بمهملتين- قنا: في "اللسان" بالتسكين، وهو الأرجح- طائفي، سكن الطائف، يقال: إنه بايع تحت الشجرة، وله حديثٌ واحد.
أَنَا مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطَّائِفِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَالِدٍ الْعَدْوَانِيِّ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ أَبْصَرَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي مَشْرِقِ ثَقِيفٍ، وَهُوَ قَائِمٌ عَلَى قَوْسٍ أَوْ عَصًا حِينَ أَتَاهُمْ يَبْتَغِي عِنْدَهُمُ النَّصْرَ، قَالَ: فَسَمِعْتُهُ يَقْرَأُ {وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ} حَتَّى خَتَمَهَا قَالَ: فَوَعَيْتُهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَأَنَا مُشْرِكٌ، ثُمَّ قَرَأْتُهَا فِي الْإِسْلَامِ، قَالَ: فَدَعَتْنِي ثَقِيفٌ، فَقَالُوا: مَاذَا سَمِعْتَ مِنْ هَذَا الرَّجُلِ؟ فَقَرَأْتُهَا عَلَيْهِمْ، فَقَالَ مَنْ مَعَهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ: نَحْنُ أَعْلَمُ بِصَاحِبِنَا، لَوْ كُنَّا نَعْلَمُ مَا يَقُولُ حَقًّا لَاتَّبَعْنَاهُ (1).
(1) إسناده ضعيف لجهالة عبد الرحمن بن خالد العدواني، فقد تفرد بالرواية عنه عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقال الحسيني في "الإكمال": مجهول، وتعقبه الحافظ في "التعجيل" بقوله: صحح ابن خزيمة حديثه، ومقتضاه أن يكون عنده من الثقات. قلنا: وله عِلَّة أخرى، وهي تفرد عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي به، وهو ضعيف يعتبر به في الشواهد والمتابعات، ولم يتابعه أحد هنا.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1275) من طريق ابن أبي شيبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 138 - 139، وابن خزيمة (1778)، والطبراني فيه "الكبير"(4126) و (4127) من طرق عن مروان بن معاوية، به.
وأخرجه ابن أبي عاصم (1274)، والطبراني (4128) من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد، عن عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي، به. =
حَدِيثُ عَامِرِ بْنِ مَسْعُودٍ الْجُمَحِيِّ
(1)
18959 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ نُمَيْرِ بْنِ عَرِيبٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ مَسْعُودٍ الْجُمَحِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الصَّوْمُ فِي الشِّتَاءِ الْغَنِيمَةُ الْبَارِدَةُ "(2).
= قال السندي: قوله: "في مُشَرَّق ثقيف" ضبط على وزن اسم المفعول من التشريق، قيل: وهو سوق بالطائف.
على قوس: معتمداً عليه.
فقال من معهم من قريش: تنفيراً لهم.
(1)
جزم أئمة هذا الشأن أنه لا صحبة له، وقال ابن حبان: من زعم أن له صحبة بلا دلالة فقد وهم.
(2)
إسناده ضعيف، فيه علل ثلاث: نمير بن عريب مجهول، فقد انفرد بالرواية عنه أبو إسحاق السبيعي، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقال أبو حاتم: لا أعرفه إلا في حديث الصوم في الشتاء. وعامر بن مسعود الجمحي جزم الأئمة أنه لا صحبة له، فروايته عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلة، ثم إنه مجهول الحال، فلم يذكروا في الرواة عنه غير اثنين، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو الثوري.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 100 عن وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (797)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2875)، وابن خزيمة فيما ذكره الحافظ في "إتحاف المهرة" 6/ 408 من طريق يحيى بن سعيد، والبيهقي في "السنن" 4/ 296 - 297 من طريق زيد بن الحباب، كلاهما عن سفيان، به.
وقال الترمذي: هذا حديث مرسل، عامر بن مسعود لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم، =
حَدِيثُ كَيْسَانَ
(1)
18960 -
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ نَافِعِ بْنِ كَيْسَانَ، أَنَّ أَبَاهُ أخْبَرَهُ أَنَّهُ كَانَ يَتَّجِرُ بِالْخَمْرِ فِي زَمَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَأَنَّهُ أَقْبَلَ مِنَ الشَّامِ وَمَعَهُ خَمْرٌ فِي الزِّقَاقِ يُرِيدُ بِهَا التِّجَارَةَ، فَأَتَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي جِئْتُكَ بِشَرَابٍ جَيِّدٍ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" يَا كَيْسَانُ، إِنَّهَا قَدْ حُرِّمَتْ بَعْدَكَ " قَالَ: أَفَأَبِيعُهَا يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّهَا قَدْ حُرِّمَتْ وَحُرِّمَ ثَمَنُهَا " فَانْطَلَقَ كَيْسَانُ إِلَى الزِّقَاقِ، فَأَخَذَ بِأَرْجُلِهَا، ثُمَّ أَهْرَاقَهَا (2).
= وهو والد إبراهيم بن عامر القرشي الذي روى عنه شعبة والثوري.
وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 3/ 127 من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عامر بن مسعود، به. لم يذكر نمير بن عريب في الإسناد.
وانظر حديث أبي سعيد الخدري السالف برقم (11716).
قال السندي: قوله: "الغنيمة الباردة": هي الحاصلة بلا تحمل كلفة المحاربة، وصوم الشتاء له أجر بلا تحمل مشقة الجوع لقصر الأيام والعطش لبرودتها، وفيه ترغيب للناس في صوم الشتاء.
(1)
قال السندي: كيسان هو كيسان بن عبد الله، سكن الطائف.
(2)
إسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة، وهو عبد الله، ونافع بن كيسان =
حَدِيثُ جَدِّ زُهْرَةَ بْنِ مَعْبَدٍ
18961 -
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ زُهْرَةَ بْنِ مَعْبَدٍ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ آخِذٌ بِيَدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه، فَقَالَ: وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ، لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِلَّا نَفْسِي. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " وَالَّذِي نَفْسِي
= مختلف في صحبته، قال الحافظ في "التعجيل" ذكره ابنُ شاهين وطائفةٌ في الصحابة، وقال ابن سعد: روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، وسكن دمشق، وذكره جماعة قي التابعين، فالله أعلم. وقال العراقي في "ذيل الكاشف": لا أعرف حاله. وبقية رجاله ثقات. سليمان بن عبد الرحمن: هو ابن عيسى الدمشقي من رجال التهذيب، وقد روى له أصحابه السنن.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(6641)، والطبراني في "الكبير" 19/ (438)، وفي "الأوسط"(3149) من طريق ابن لهيعة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن قانع في "معجمه" 2/ 387، والطبراني في "الكبير" 19/ (439) من طريق محمد بن يزيد بن سنان، عن أبيه أبي فروة، عن يحيى بن أبي كثير، عن إسماعيل، بن أبي خالد، عن محمد بن عبد الله الطائفي أن نافع ابن كيسان أخبره، فذكر نحوه.
ومحمد بن يزيد بن سنان وأبوه ضعيفان، ومحمد بن عبد الله الطائفي لم نعرفه.
وفي باب تحريم بيع الخمر سلف من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص برقم (6997)، وهو حديث صحيح، وانظر حديث أبي سعيد الخدري (11205).
بِيَدِهِ لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ نَفْسِهِ " قَالَ عُمَرُ (1): فَأَنْتَ الْآنَ وَاللهِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْآنَ يَا عُمَرُ " (2).
(1) لفظ "عمر" ليس في (م).
(2)
هو مكرر (18047) سنداً ومتناً.
حَدِيثُ نَضْلَةَ بْنِ عَمْرٍو الْغِفَارِيِّ
(1)
18962 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مَعْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَعْنِ بْنِ نَضْلَةَ بْنِ عَمْرٍو الْغِفَارِيُّ مَدِينِيٌّ قَالَ: حَدَّثَنِي جَدِّي مُحَمَّدُ بْنُ مَعْنٍ، عَنْ أَبِيهِ مَعْنِ بْنِ نَضْلَةَ، عَنْ نَضْلَةَ بْنِ عَمْرٍو الْغِفَارِيِّ أَنَّهُ لَقِيَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِمَرِيَّيْنَ، فَهَجَمَ عَلَيْهِ شَوَائِلُ لَهُ، فَسَقَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ شَرِبَ فَضْلَةَ إِنَاءٍ، فَامْتَلَأَ بِهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنْ كُنْتُ لَأَشْرَبُ السَّبْعَةَ فَمَا أَمْتَلِئُ. قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ الْمُؤْمِنَ يَشْرَبُ فِي مِعًى وَاحِدٍ، وَإِنَّ الْكَافِرَ يَشْرَبُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ "(2).
(1) قال السندي: نضلة بن عمرو الغفاري، حجازي، له صحبة ووفادة، وكان يسكن البادية من ناحية العرج.
(2)
مرفوعه صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة معن بن نضلة بن عمرو، فقد ترجم له الحسيني في "الإكمال"، والحافظ في "التعجيل" ولم يذكرا في الرواة عنه سوى ابنه محمد، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح غير محمد بن معن جد محمد بن معن، فقد روى عنه جمع، وذكره ابنُ حبان في "الثقات"، وترجم له الحافظ في "التعجيل" وفي "التهذيب"، وذكر أن كنيته أبو معن، فاشتبه على المزي، فظنه عبد الواحد بن أبي موسى الخولاني، فوهم في ذلك. وصحابي الحديث من رجال "التعجيل"، وليس له رواية في الكتب الستة. علي بن عبد الله: هو ابن المديني.
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 5/ 322 من طريق الإمام أحمد، بهذا =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= الإسناد.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 8/ 118 - 119، وأبو يعلى (1585) كلاهما عن علي ابن المديني، به.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(999)، والبزار (2905)(زوائد) وأبو يعلى (1584)، وأبو عوانة 5/ 430، وابن قانع في "معجمه" 3/ 157 - 158، والبيهقي في "الدلائل" 6/ 116 من طرق عن محمد بن معن ابن محمد بن معن بن نضلة بن عمرو، به. وسقط من مطبوع ابن قانع: عن أبيه.
وله شاهد من حديث أبي هريرة، سلف برقم (8879) وإسناده صحيح، وانظر حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب السالف برقم (4718) وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: بمريين، في "النهاية": هو تثنية مَرِيّ، بوزن صبي، ويروى مريتين، أي بزيادة تاء التأنيث، والمَرِيّ والمَرِيَّة: الناقة الكثيرة اللبن، ووزنهما فعيل أو فَعُول. قلت (القائل السندي): وهذا الموافق لما في "الصحاح"، لكن في نسختنا من "القاموس": وهي أي الناقة المُِريْة بالضم والكسر، والله تعالى أعلم. والمراد أنه جاء عنده بهاتين الناقتين.
شوائل له: جمع شائلة، وهي الناقة التي شال لبنها، أي ارتفع، ويكون ذلك بعد سبعة أشهر من حملها.
فسقى: أي الراعي.
فضلة: بالفاء، أي: البقية.
"إن المؤمن إلخ .. " أي: إن الله تعالى يبارك للمؤمن في قليله لذكره اسمه تعالى في الابتداء، بخلاف الكافر، والله تعالى أعلم.
حَدِيثُ أُمَيَّةَ بْنِ مَخْشِيٍّ
(1)
18963 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا جَابِرُ بْنُ صُبْحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْخُزَاعِيُّ وَصَحِبْتُهُ إِلَى وَاسِطٍ، وَكَانَ يُسَمِّي فِي أَوَّلِ طَعَامِهِ وَفِي آخِرِ لُقْمَةٍ، يَقُولُ: بِسْمِ اللهِ فِي أَوَّلِهِ وَآخِرِهِ، فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّكَ تُسَمِّي فِي أَوَّلِ مَا تَأْكُلُ، أَرَأَيْتَ قَوْلَكَ فِي آخِرِ مَا تَأْكُلُ: بِسْمِ اللهِ أَوَّلَهُ وَآخِرَهُ؟ قَالَ: أُخْبِرُكَ عَنْ ذَلِكَ: إِنَّ جَدِّي أُمَيَّةَ بْنَ مَخْشِيٍّ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم سَمِعْتُهُ يَقُولُ: إِنَّ رَجُلًا كَانَ يَأْكُلُ وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَنْظُرُ، فَلَمْ يُسَمِّ حَتَّى كَانَ فِي آخِرِ طَعَامِهِ لُقْمَةٌ، فَقَالَ: بِسْمِ اللهِ أَوَّلَهُ وَآخِرَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ:" مَا زَالَ الشَّيْطَانُ يَأْكُلُ مَعَهُ حَتَّى سَمَّى، فَلَمْ يَبْقَ فِي بَطْنِهِ شَيْءٌ إِلَّا قَاءَهُ "(1).
(1) قال السندي: أمية بن مخشي، خزاعي، ويقال: أزدي، له صحبة، سكن البصرة، وأعقب بها.
(1)
إسناده ضعيف لجهالة المثنى بن عبد الرحمن الخزاعي، فقد تفرد بالرواية عنه جابر بن صُبْح، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقد جهله ابن المديني والذهبي، وباقي رجال الإسناد ثقات، بعضهم رجال الصحيح.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 6 - 7 من طريق علي بن عبد الله ابن المديني، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد 7/ 12 - 13، والبخاري في "التاريخ الكبير"2/ 7، والنسائي في "الكبرى"(6758) و (10113) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(282) - والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1085)، والطبراني في "الكبير"(854)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(461)، والحاكم 4/ 108 - 109، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(955) من طرق عن يحيى بن سعيد القطان به.
وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي!
وأخرجه أبو داود (3768)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2301)، وابن قانع في "معجمه" 1/ 48 - 49، والطبراني في "الكبير"(855)، والبيهقي في "الدعوات الكبير"(447)، وابن الأثير في "أسد الغابة" 1/ 143، والمزي في "تهذيب الكمال "(في ترجمة المثنى بن عبد الرحمن) من طريق عيسى بن يونس، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1086) من طريق يوسف بن يزيد، كلاهما عن جابر بن صبح، به. وفي رواية ابن أبي عاصم والطبراني: المثنى بن عبد الرحمن الخزاعي، عن عمه أمية بن مخشي.
وفي الباب من حديث حذيفة، سيرد 5/ 382 - 383، وهو عند مسلم (2017)، ولفظه عنده:"إن الشيطان يستحل الطعام أن لا يذكر اسم الله عليه، وإنه جاء بهذه الجارية ليستحلَّ بها، فأخذت بيدها، فجاء بهذا الأعرابي ليستحل به، فأخذت بيده، والذي نفسي بيده إن يده في يدي مع يدها".
ومن حديث عائشة، سيرد 6/ 143، ولفظه:"فإذا أكل أحدكم طعاماً، فليذكر اسم الله، فإن نسي أن يذكر اسم الله في أوله، فليقل بسم الله أوله وآخره". وإسناده ضعيف.
ومن حديث أبي أيوب، سيرد 5/ 415، ولفظه: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم يوماً فقرَّب طعاماً، فلم أرَ طعاماً كان أعظم بركة منه أول ما أكلنا، ولا أقل بركة في آخره، قلنا: كيف هذا يا رسول الله، قال:"لأنا ذكرنا اسم الله عز وجل حين أكلنا، ثم قعد بعدُ من أكل ولم يسمِّ، فأكل معه الشيطان" وإسناده ضعيف.
وانظر حديث عمر بن أبي سلمة السالف برقم (16630).
قال السندي: قوله: فلم يبق في بطنه، أي: بطن الشيطان شيء.
حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ رُبَيِّعَةَ السُّلَمِيِّ
18964 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رُبَيِّعَةَ السُّلَمِيِّ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ، فَسَمِعَ مُؤَذِّنًا يَقُولُ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ " قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ. قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " أَشْهَدُ أَنِّي مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ ". فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " تَجِدُونَهُ رَاعِيَ غَنَمٍ أَوْ عَازِبًا عَنْ أَهْلِهِ ". فَلَمَّا هَبَطَ الْوَادِي، قَالَ: مَرَّ عَلَى سَخْلَةٍ مَنْبُوذَةٍ، فَقَالَ:" أَتَرَوْنَ هَذِهِ هَيِّنَةً عَلَى أَهْلِهَا لَلدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللهِ مِنْ هَذِهِ عَلَى أَهْلِهَا "(1).
(1) قوله: "أترون هذه هينة على أهلها للدنيا أهون على الله من هذه على أهلها". صحيح لغيره، وهذا إسناد فيه عبد الله بن رُبَيّعة السُّلَمي، وقد اختلف في صحبته، والظاهر أنه تابعي، فقد قال ابن المبارك، عن شعبة في حديثه: وكانت له صحبة، ولم يتابع عليه. وقال ابن أبي حاتم في "المراسيل" 104: سألت أبي عنه، فقال: إن كان السلمي فهو من التابعين، وقال في موضع آخر: عبد الله بن ربيعة لم يدركِ النبي صلى الله عليه وسلم، وهو من أصحاب ابن مسعود. وهو ما ذهب إليه كذلك ابنُ سَعْد في "طبقاته" 6/ 196، فقد ترجم له في التابعين الرواة عن ابن مسعود. وجزم العلائي في "جامع التحصيل" 256 أنَّ الحديث مرسل. وذكره ابن حبان في الصحابة ومع التابعين، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. الحكم: هو ابن عُتيبة.
وأخرجه ابن أبي شيبة 13/ 245، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 258 - 259، والنسائي في "المجتبى" 2/ 19، وفي "الكبرى" =
حَدِيثُ فُرَاتِ بْنِ حَيَّانَ الْعِجْلِيِّ
(1)
* 18965 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ]: وَحَدَّثَنِي أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ، عَنْ فُرَاتِ بْنِ حَيَّانَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ بِقَتْلِهِ وَكَانَ عَيْنًا لِأَبِي سُفْيَانَ وَحَلِيفًا، فَمَرَّ بِحَلْقَةِ الْأَنْصَارِ (2)، فَقَالَ: إِنِّي مُسْلِمٌ. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهُ يَزْعُمُ أَنَّهُ مُسْلِمٌ، فَقَالَ: " إِنَّ مِنْكُمْ رِجَالًا
= (1629) و (9866) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(38) - وابن قانع في "معجمه" 2/ 133 - 134 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وفي باب القول مثل ما يقول المؤذن سلف من حديث عبد الله بن عمرو ابن العاص برقم (6568)، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.
وقوله: "أترون هذه هينة .... " له شاهد من حديث ابن عباس، سلف برقم (3047)، وهو حديث صحيح لغيره، وذكرنا تتمة شواهده ثمة.
(1)
وقعت نسبته في (م): العجمي. وهو تحريف.
قال السندي: فرات بن حيّان العجلي، هو ابن حيّان بالتحتانية، عجلي، نزل الكوفة، وكان حليفاً لبني سهم، له صحبة، وابتنى بالكوفة داراً، وله عقب بها، وكان من أهدى الناس بالطرق، أسلم وفقه في الدين وقد خرج هو وأبو هريرة ورجل آخر من عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال:"لضرس أحدهم في النار أعظم من أحد، وإن معه لقفا غادرٍ" فلما بلغ ذلك فراتاً وأبا هريرة أخذهما الخوف، حتى ارتد ذلك الثالث. وقتل مع مسيلمة كافراً، فخرَّ فرات وأبو هريرة ساجدين شكراً لله.
(2)
في (ظ 13) من الأنصار، وقد ضرب على كلمة "من" في (س).
نَكِلُهُمْ إِلَى إِيمَانِهِمْ؛ مِنْهُمْ فُرَاتُ بْنُ حَيَّانَ " (1).
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير عبد الله بن أحمد، فمن رجال النسائي، وهو ثقة، وحارثة بن مُضَرِّب روى له البخاري في "الأدب المفرد" وأصحاب السنن، وهو ثقة كذلك. وصحابي الحديث لم يروِ له سوى أبي داود. أبو خيثمة: هو زهير بن حرب.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/ 128 عن علي بن عبد الله ابن المديني، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه"(9396) عن سفيان الثوري وإسرائيل أو أحدهما، به.
وأخرجه أبو داود (2652)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1662)، وابن الجارود في "المنتقى"(1058)، وابن قانع في "معجمه" 2/ 324 - 325، والطبراني في "الكبير" 18/ (831)، والحاكم 2/ 115 و 4/ 366، وأبو نعيم في "الحلية" 2/ 18، والبيهقي في "السنن" 8/ 197، وابن الأثير في "أسد الغابة" 4/ 352، والمزي في "تهذيب الكمال"(في ترجمة فرات بن حيان) من طرق عن سفيان الثوري، به.
وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.
وأخرجه بنحوه البيهقي 8/ 197 من طريق حجاج بن أرطاة، عن أبي إسحاق، به.
وسلف برقم (16593) من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن حارثة ابن مضرب، عن بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: "وكان عيناً"، أى: جاسوساً يوم الخندق كما في "الإصابة".
"نكلهم إلى إيمانهم" أي: إلى قولهم: نحن مؤمنون، أي: لعدم ظهور المكذب لقولهم.
حَدِيثُ حِذْيَمِ (1) بْنِ عَمْرٍو السَّعْدِيِّ
* 18966 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ زِيَادِ بْنِ حِذْيَمٍ السَّعْدِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ حِذْيَمٍ بْنِ عَمْرٍو أَنَّهُ شَهِدَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ، فَقَالَ:" أَلَا إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، وَكَحُرْمَةِ شَهْرِكُمْ هَذَا، وَكَحُرْمَةِ بَلَدِكُمْ هَذَا ". قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: وحَدَّثَنِي أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، فَذَكَرَهُ مِثْلَهُ (2).
(1) في (م): خريم، وهو تحريف، قال السندي: حذْيَم بكسر مهملة وسكون معجمة وفتح تحتانية صحابي له حديث واحد، قيل: وهو تميمي سكن البصرة.
(2)
حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة موسى بن زياد بن حِذْيم وأبيه، فموسى لم يرو عنه سوى المغيرة: وهو ابن مِقْسَم الضبي، وأبوه لم يرو عنه سوى ابنه موسى، ولم يؤثر توثيقهما عن غير ابن حبان، وقال الذهبي في "الميزان" في ترجمة موسى: لا يعرف كأبيه، وبقية رجاله ثقات. أبو خيثمة: هو زهير بن حرب.
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 1/ 470 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 127، والنسائي في "الكبرى"(4002)، وابن خزيمة (3808)، والطبراني في "الكبير"(3478) من طرق عن جرير، به.
وله شاهد من حديث ابن عباس، وقد سلف برقم (2036)، وإسناده صحيح، وقد ذكرنا أحاديث الباب في حديث أبي سعيد الخُدْري السالف برقم (11762).
حَدِيثُ خَادِمِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
18967 -
حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي عَقِيْلٍ قَاضِي وَاسِطٍ، عَنْ سَابِقِ بْنِ نَاجِيَةَ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ قَالَ: مَرَّ رَجُلٌ فِي مَسْجِدِ حِمْصَ، فَقَالُوا: هَذَا خَدَمَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: فَقُمْتُ إِلَيْهِ، فَقُلْتُ (1): حَدِّثْنِي حَدِيثًا سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَا يَتَدَاوَلُهُ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ الرِّجَالُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَقُولُ حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِي ثَلَاثَ مَرَّاتٍ: رَضِيتُ بِاللهِ رَبًّا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيًّا، إِلَّا كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يُرْضِيَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "(2).
(1) في (ق): فقلت له.
(2)
حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة سابق بن ناجية، فلم يذكروا في الرواة عنه سوى أبي عقيل: وهو هاشم بن بلال الدمشقي، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان.
وقد اختلف فيه على أبي عقيل، فرواه شعبة عنه، عن سابق، عن أبي سلام: وهو ممطور الحبشي، عن خادم النبي صلى الله عليه وسلم.
ورواه مسعر عنه -واختلف عليه فيه- كما سيأتي في تخريج الرواية (18968) - فقال: عن سابق بن ناجية، عن أبي سلام خادم النبي صلى الله عليه وسلم. قال الحافظ في "الإصابة" 4/ 93: وحديث شعبة هو المحفوظ قلنا: وهو ما أشار إليه كذلك المزي في "تهذيب الكمال"(في ترجمة سابق بن ناجية).
وقد وقع عند الحاكم 1/ 518 من طريق شعبة إلا أن فيه: سمعت أبا عقيل هاشم بن بلال يحدِّث عن أبي سلام سابق بن ناجية، فقلب الإسناد، =
18968 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ أَبِي عَقِيْلٍ، عَنْ سَابِقٍ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ عَنْ سَابِق خَادِمِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم (1) عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" مَنْ قَالَ رَضِيتُ بِاللهِ رَبًّا وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيًّا، حِينَ يُمْسِي ثَلَاثًا وَحِينَ يُصْبِحُ ثَلَاثًا، كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يُرْضِيَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "(2).
= وأسقط لفظ التحمل، ولعله وهمٌ من الحاكم أو مِن أحد النساخ، فالله أعلم.
وأخرجه أبو داود (5072)، والنسائي في "الكبرى"(9832) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(4) - والطبراني في "الدعاء"(302)، والبيهقي في "الدعوات الكبير"(28)، والبغوي في "شرح السنة"(1324) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(10400) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(565) - والمزي في "تهذيبه"(في ترجمة سابق)، والطبراني في "الدعاء"(303)، وابن عدي في "الكامل" 4/ 1346، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(68) من طرق عن أبي عقيل، به. وقد جوَّد إسناده النووي في الأذكار!
وسيرد بالأرقام (18968) و (18969) و 5/ 367.
وله شاهد من حديث أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11102)، وهو حديث صحيح.
قال السندي: قوله: لا يتداوله إلخ
…
صفة أخرى للحديث، أي: لا يكون مما وَصَلَ إليك منه بواسطة.
"أن يرضيه": من الإرضاء، حتى يكون الجزاء من جنس العمل.
(1)
في (م): عن سابق، عن خادم النبي صلى الله عليه وسلم: بزيادة "عن" بين سابق وبين خادم النبي صلى الله عليه وسلم، وهو خطأ.
(2)
حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد وهم فيه مِسْعَر، والمحفوظ رواية شعبة السالفة برقم (18967) كما بينا هناك، ثم إنه قد اختُلِف فيه على مِسْعَر، =
18969 -
حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي عَقِيلٍ هَاشِمِ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ سَابِقِ بْنِ نَاجِيَةَ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ - قَالَ أَبُو النَّضْرِ: الْحَبَشِيُّ - قَالَ: مَرَّ بِهِ رَجُلٌ فِي مَسْجِدِ حِمْصَ، فَقِيلَ: هَذَا خَدَمَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَامَ إِلَيْهِ فَقَالَ: حَدِّثْنِي حَدِيثًا سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَتَدَاوَلْهُ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ الرِّجَالُ. قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَا مِنْ عَبْدٍ يَقُولُ حِينَ يُمْسِي وَحِينَ يُصْبِحُ: رَضِيتُ بِاللهِ رَبًّا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيًّا، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ إِلَّا كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يُرْضِيَهُ "(1).
18970 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ غَيْلَانَ، حَدَّثَنَا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ هُبَيْرَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ رَجُلٌ خَدَمَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ثَمَانِ سِنِينَ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا قُرِّبَ لَهُ طَعَامٌ، قَالَ:" بِسْمِ اللهِ " فَإِذَا فَرَغَ مِنْ طَعَامِهِ،
= فرواه وكيع، عنه، عن أبي عقيل، عن أبي سلام، عن سابق خادم النبي صلى الله عليه وسلم، ورواه محمد بن بشر فيما أخرجه ابنُ أبي شينه 9/ 78 و 10/ 240 - 241، ومن طريقه ابن ماجه (3870)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(471)، والطبراني في "الكبير" 22/ (921)، وفي "الدعاء"(301)، وابن عبد البر في "الاستيعاب" 4/ 98، والمزي في "تهذيبه"(في ترجمه سابق)، فقال: عن مسعر، عن أبي عقيل، عن سابق بن ناجية، عن أبي سلام خادم النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد ساقه ابن عبد البر في "الاستيعاب" 4/ 98، وذكر أن رواية مسعر كرواية شعبة، وخطَّأ طريق وكيع عنه فحسب، وهو وهم منه كما يتبين من هذه الطرق.
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرر (18967) غير أن شيخ أحمد هنا: هو هاشم بن القاسم أبو النضر.
قَالَ: " اللهُمَّ أَطْعَمْتَ وَأَسْقَيْتَ وَأَغْنَيْتَ وَأَقْنَيْتَ وَهَدَيْتَ وَاجْتَبَيْتَ فَلَكَ الْحَمْدُ عَلَى مَا أَعْطَيْتَ "(1).
(1) حديث صحيح، رشدين بن سعد -وإن كان ضعيفاً- قد توبع بالرواية السالفة برقم (16595).
حَدِيثُ ابْنِ الْأَدْرَعِ
18971 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنِ ابْنِ الْأَدْرَعِ، قَالَ: كُنْتُ أَحْرُسُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَخَرَجَ لِبَعْضِ حَاجَتِهِ، قَالَ: فَرَآنِي، فَأَخَذَ بِيَدِي، فَانْطَلَقْنَا، فَمَرَرْنَا عَلَى رَجُلٍ يُصَلِّي يَجْهَرُ بِالْقُرْآنِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" عَسَى أَنْ يَكُونَ مُرَائِيًا " قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، يُصَلِّي يَجْهَرُ بِالْقُرْآنِ. قَالَ: فَرَفَضَ يَدِي، ثُمَّ قَالَ:" إِنَّكُمْ لَنْ تَنَالُوا هَذَا الْأَمْرَ بِالْمُغَالَبَةِ ". قَالَ: ثُمَّ خَرَجَ ذَاتَ لَيْلَةٍ (1) وَأَنَا أَحْرُسُهُ لِبَعْضِ حَاجَتِهِ، فَأَخَذَ بِيَدِي، فَمَرَرْنَا عَلَى رَجُلٍ يُصَلِّي (2) بِالْقُرْآنِ قَالَ: فَقُلْتُ: عَسَى أَنْ يَكُونَ مُرَائِيًا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" كَلَّا إِنَّهُ أَوَّابٌ " قَالَ: فَنَظَرْتُ، فَإِذَا هُوَ عَبْدُ اللهِ ذُو الْبِجَادَيْنِ (3).
(1) في (ظ 13): يوم، وهي نسخة في (س).
(2)
في (ظ 13) و (ق): يصلي يجهر.
(3)
إسناده ضعيف، تفرد به هشام بن سَعْد، وهو ضعيف، فقد ضعفه يحيى بن سعيد القطان، وابن حنبل، وابن معين، والنسائي، وابن سعد، وابن حبان، وابن عبد البر، ويعقوب بن سفيان، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه، ولا يحتج به، وقال أبو زرعة: شيخ محله الصدق، وقال في موضع آخر: واهي الحديث. وقال العجلي: جائز الحديث، حسن الحديث. قلنا: يعني في المتابعات، ولم يتابع هنا. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه، فليس له رواية في الكتب الستة.
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 2/ 421 - 422 من طريق الإمام =
حَدِيثُ نَافِعِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ
(1)
18972 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " تُقَاتِلُونَ جَزِيرَةَ
= أحمد، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 9/ 369، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح.
وفي باب قوله: "إنكم لن تنالوا هذا الأمر بالمغالبة" عن أبي هريرة عند البخاري (39)، ولفظه:"إنَّ الدين يسر ولن يُشاد الدينَ أحد إلا غلبه، فَسددوا وقاربوا .... ".
وقوله في ذي البجادين: "إنه أواب" يشهد له حديث عقبة بن عامر السالف برقم (17453).
قال السندي: قوله: يُصلي يجهر بالقرآن، أي: وهذا القدر لا يدل على أنه مراءٍ.
فرفض يدي، أي: تركها من يده.
"هذا الأمر": الخير والدِّين.
"بالمغالبة" أي: المبالغة في الاجتهاد حتى كان بينكم وبين هذا الأمر مغالبة، أي: فالمبالغة دليل الرياء، لأن النيل إلى الخير لا يتوقف عليه.
"أواب" أي: رجّاع، كثير الرجوع إلى الله تعالى.
ذو البجادين: بكسر الموحدة، ففي "القاموس": بجاد ككتاب: كساء مخطط، وفيه عبد الله ذو البجادين.
(1)
قال السندي: نافع بن عتبة بن أبي وقاص: هو ابن أخي سعد بن أبي وقاص، كان من مسلمة الفتح، وهو صحابي صغير، مات قديماً.
الْعَرَبِ فَيَفْتَحُهَا اللهُ، وَتُقَاتِلُونَ فَارِسَ فَيَفْتَحُهُمُ اللهُ، وَتُقَاتِلُونَ الرُّومَ فَيَفْتَحُهُمُ اللهُ، وَتُقَاتِلُونَ الدَّجَّالَ فَيَفْتَحُهُ اللهُ " (1).
18973 -
حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ - يَعْنِي الْفَزَارِيَّ -، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ
(1) حديث صحيح، المسعودي: وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة اختلط، وسماع يزيد منه بعد الاختلاط، وقد توبعا في الرواية الآتية برقم (18973)، وكما سلف برقم (1540) و (1541).
وقد اختلف في متنه على المسعودي.
فأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(643) من طريق أبي داود -وهو الطيالسي- والحاكم 4/ 426 من طريق عثمان بن عمر، كلاهما عن المسعودي، به، إلا أن أبا داود لم يذكر قتال فارس، وعثمان قدَّم قتال الروم على فارس. قال الحاكم: حديث صحيح الإسناد على شرط مسلم، ولم يخرجاه، وذكر الذهبي أنه على شرطهما.
قلنا: بل أخرجه مسلم برقم (2900) كما سيأتي في تخريج الرواية الآتية بالسياق الصحيح، فانظره.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(518) من طريق أبي جعفر الرازي، عن عبد الملك بن عمير، عن جابر بن سمرة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
فذكره. ولم يذكر نافع بن عتبة. قلنا: أبو جعفر: هو عيسى بن ماهان، وهو ضعيف.
وأخرجه ابن حبان (6809) من طريق شعبة، عن سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة، به، إلا أنه لم يذكر قتال الروم.
وفي الباب: عن ذي مخمر، سلف برقم (16825).
وعن المستورد، سلف (18023).
وعن سمرة بن جندب، سيرد 5/ 11 و 21.
عَنْ نَافِعِ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي غَزَاةٍ (1) فَأَتَاهُ قَوْمٌ مِنْ قِبَلِ الْمَغْرِبِ عَلَيْهِمْ ثِيَابُ الصُّوفِ (2)، فَوَافَقُوهُ عِنْدَ أَكَمَةٍ، وَهُمْ قِيَامٌ وَهُوَ قَاعِدٌ، فَأَتَيْتُهُ (3) فَقُمْتُ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُ فَحَفِظْتُ مِنْهُ أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ أَعُدُّهُنَّ فِي يَدِي قَالَ:" تَغْزُونَ جَزِيرَةَ الْعَرَبِ فَيَفْتَحُهَا اللهُ، ثُمَّ تَغْزُونَ فَارِسَ فَيَفْتَحُهَا اللهُ، ثُمَّ تَغْزُونَ الرُّومَ فَيَفْتَحُهَا اللهُ، ثُمَّ تَغْزُونَ الدَّجَّالَ فَيَفْتَحُهُ اللهُ " قَالَ نَافِعٌ: يَا جَابِرُ، أَلَا تَرَى أَنَّ الدَّجَّالَ لَا يَخْرُجُ حَتَّى تُفْتَحَ الرُّومُ (4).
(1) في (ظ 13) غزوة، وهي نسخة في (س).
(2)
في (م) الصفوف، وهو تحريف.
(3)
في (ظ 13) و (ق): فانتبه.
(4)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه فمن رجال مسلم. أبو إسحاق: هو إبراهيم بن محمد.
وأخرجه مسلم (2900) -ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" 5/ 304 - من طريق جرير، وابن حبان (6672) من طريق عبيد الله بن عمرو الرقي، وابن قانع في "معجمه" 3/ 139 من طريق موسى بن عبد الملك، ثلاثتهم عن عبد الملك بن عمير، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (18972).
حَدِيثُ مِحْجَنِ بْنِ الْأَدْرَعِ
(1)
18974 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ - يَعْنِي الْمُعَلِّمَ -، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، حَدَّثَنِي حَنْظَلَةُ بْنُ عَلِيٍّ، أَنَّ مِحْجَنَ بْنَ الْأَدْرَعِ حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ قَدْ قَضَى صَلَاتَهُ وَهُوَ يَتَشَهَّدُ، وَهُوَ يَقُولُ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاللهِ الْوَاحِدِ الْأَحَدِ الصَّمَدِ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ أَنْ تَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ. قَالَ: فَقَالَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " قَدْ غُفِرَ لَهُ، قَدْ غُفِرَ لَهُ، قَدْ غُفِرَ لَهُ " ثَلَاثَ مِرَارٍ (2).
(1) قال السندي: محجن بن الأدرع، هو أسلمي، كان قديم الإسلام، سكن البصرة، واختط مسجدها، وعُمِّر طويلاً، يقال: إنه مات في آخر خلافة معاوية، وجاء بسندٍ صحيح أنه صلى الله عليه وسلم، قال فيه:"ارموا وأنا مع ابن الأدرع".
(2)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير أن صحابيه لم يخرج له سوى البخاري في "الأدب المفرد"، وأبو داود والنسائي. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد العنبري. وحسين المعلم: هو ابن ذكوان، وابن بريدة: هو عبد الله الأسلمي.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2385)، والنسائي في "المجتبى" 3/ 52، وفي "الكبرى"(1224)، وابن خزيمة (724) من طريق عبد الصمد، بهذا الإسناد. وسقط من مطبوع ابن خزيمة قولُ عبد الصمد بن عبد الوارث: حدثني أبي. واستدركناه من "إتحاف المهرة" 13/ 126.
وأخرجه أبو داود (985)، والطبراني في "الكبير" 20/ (703) -ومن =
18975 -
حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ -، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ مِحْجَنِ بْنِ الْأَدْرَعِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَطَبَ النَّاسَ، فَقَالَ:" يَوْمُ الْخَلَاصِ وَمَا يَوْمُ الْخَلَاصِ، يَوْمُ الْخَلَاصِ وَمَا يَوْمُ الْخَلَاصِ "(1) ثَلَاثًا، فَقِيلَ لَهُ: وَمَا يَوْمُ الْخَلَاصِ؟ قَالَ: " يَجِيءُ الدَّجَّالُ، فَيَصْعَدُ أُحُدًا فَيَنْظُرُ إِلَى (2) الْمَدِينَةَ، فَيَقُولُ لِأَصْحَابِهِ:
= طريقه المزي في "تهذيبه"(في ترجمة محجن بن الأدرع) -وفي "الدعاء"(616)، والحاكم 1/ 267، والبيهقي في "الأسماء والصفات"(97)، وفي "الدعوات الكبير"(87) من طريق أبي مَعْمر عبد الله بن عمرو، عن عبد الوارث، به. وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي!
وسيرد 5/ 350 و 360 من طريق مالك بن مِغْول، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، فجعله من حديث بريدة. قال أبو حاتم فيما نقله عنه ابنه في "العلل" 2/ 197 - 198: وحديث عبد الوارث -يعني عن حسين المعلم- أشبه. قلنا: في رواية عبد الله بن بريدة، عن أبيه كلام، قال الجوزجاني: قلت لأحمد: سمع عبد الله من أبيه شيئًا؟ قال: لا أدري، عامة ما يُرْوى عن بريدة عنه. وضعَّف حديثه. وقال إبراهيم الحربي: عبد الله أتم من سليمان، ولم يسمعا من أبيهما، وفيما روى عبد الله عن أبيه أحاديث منكرة، وسليمان أصح حديثاً. قال الحافظ في "المقدمة": ليس له في البخاري من روايته عن أبيه سوى حديث واحد، ووافقه مسلم على إخراجه.
قال السندي: قوله: "قد غفر له" إما لأنه الاسم الأعظم الذي إذا دعي به أجاب، أو لأنه أوحي إليه صلى الله عليه وسلم باستجابة دعاء هذا بخصوصه، والله تعالى أعلم.
(1)
في (م) كررت الجملة ثلاث مرات.
(2)
لفظ "إلى" ليس في (م).
أَتَرَوْنَ هَذَا الْقَصْرَ الْأَبْيَضَ؟ هَذَا مَسْجِدُ أَحْمَدَ، ثُمَّ يَأْتِي الْمَدِينَةَ فَيَجِدُ بِكُلِّ نَقْبٍ مِنْهَا (1) مَلَكًا مُصْلَتًا، فَيَأْتِي سَبْخَةَ الْحُرْفِ، فَيَضْرِبُ رُوَاقَهُ، ثُمَّ تَرْجُفُ الْمَدِينَةُ ثَلَاثَ رَجَفَاتٍ، فَلَا يَبْقَى مُنَافِقٌ وَلَا مُنَافِقَةٌ وَلَا فَاسِقٌ وَلَا فَاسِقَةٌ إِلَّا خَرَجَ إِلَيْهِ، فَذَلِكَ يَوْمُ الْخَلَاصِ " (2).
(1) في (ظ 13) و (ق): بكل نقب من أنقابها.
(2)
إسناده ضعيف لانقطاعه، عبد الله بن شقيق لم يسمع مِحجن بن الأدرع، بينهما رجاء بن أبي رجاء كما جاء مصرحاً به في الأسانيد التالية، وبقية رجاله ثقَات رجال الصحيح.
وأخرجه مختصراً ابن قانع في "معجم الصحابة" 3/ 66 من طريق حجاج ابن المنهال، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد، وقيه: القصر الأحمر.
وأخرجه الحاكم 4/ 543 من طريق موسى بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، عن خالد الحذاء، عن عبد الله بن شقيق، به، وقال: صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي!
وأخرجه مختصراً ابن قانع أيضاً في "معجمه" 3/ 67 من طريق كهمس، عن عبد الله بن شقيق، به.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 3/ 308، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح.
وانظر حديث جابر السالف برقم (14112)، وحديث أبي هريرة السالف برقم (7234).
قال السندي: قوله: (يوم الخلاص) بالرفع، والخبر مقدَّر، أي: عظيم، أو بالنصب، أي: اذكروه، والمراد: يوم خلاص المدينة من المنافقين والفاسقين.
"مُصْلَتاً": من أصلت السيف: جَرَّده من غمده.
"رُواقه" ضبط بضم الراء، أي: فسطاطه، وقُبَّته، وموضع جلوسه.
18976 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ أَبِي رَجَاءٍ قَالَ: كَانَ بُرَيْدَةُ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ، فَمَرَّ مِحْجَنٌ عَلَيْهِ وَسَكَبَةُ يُصَلِّي، فَقَالَ بُرَيْدَةُ - وَكَانَ فِيهِ مُزَاحٌ - لِمِحْجَنٍ: أَلَا تُصَلِّي كَمَا يُصَلِّي هَذَا؟ فَقَالَ مِحْجَنٌ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَخَذَ بِيَدِي، فَصَعِدَ عَلَى أُحُدٍ، فَأَشْرَفَ عَلَى الْمَدِينَةِ، فَقَالَ:" وَيْلُ أُمِّهَا قَرْيَةً يَدَعُهَا أَهْلُهَا خَيْرَ مَا تَكُونُ - أَوْ كَأَخْيَرِ مَا تَكُونُ - فَيَأْتِيهَا الدَّجَّالُ، فَيَجِدُ عَلَى كُلِّ بَابٍ مِنْ أَبْوَابِهَا مَلَكًا مُصْلَتًا بِجَنَاحِهِ (1) فَلَا يَدْخُلُهَا ". قَالَ: ثُمَّ نَزَلَ وَهُوَ آخِذٌ بِيَدِي، فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ، وَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ (2) يُصَلِّي، فَقَالَ لِي:" مَنْ هَذَا؟ " فَأَثْنَيْتُ عَلَيْهِ خَيْرًا (3) فَقَالَ: " اسْكُتْ لَا تُسْمِعْهُ فَتُهْلِكَهُ " قَالَ: ثُمَّ أَتَى حُجْرَةَ امْرَأَةٍ مِنْ نِسَائِهِ، فَنَفَضَ يَدَهُ مِنْ يَدِي، قَالَ:" إِنَّ خَيْرَ دِينِكُمْ أَيْسَرُهُ، إِنَّ خَيْرَ دِينِكُمْ أَيْسُرُهُ "(4).
(1) في (م): جناحيه، وفي هامش (س): بجناحيه (نسخة).
(2)
في (ظ 13): فإذا رجل.
(3)
في (م): فأتيت عليه، فأثنيت عليه خيراً.
(4)
إسناده ضعيف -دون قوله: إن خير دينكم أيسره، فحسن لغيره- لجهالة: رجاء بن أبي رجاء: وهو الباهلي، فقد انفرد بالرواية عنه عبد الله بن شقيق العقيلي، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان.
وقد اختلف فيه على أبي بشر: وهو جعفر بن أبي وحشية.
فرواه شعبة -كما في هذه الرواية والتي قبلها- وأبو عوانة كما في الرواية =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= الآتية 5/ 32، فقالا: عن أبي بشر، عن عبد الله بن شقيق، عن رجاء بن أبي رجاء، عن محجن.
وخالفهما الأعمش فيما أخرجه ابن شبة 1/ 275، والطبراني في "الكبير" 18/ (573) - فقال: عن أبي بشر، عن عبد الله بن شقيق، قال: إني لأمشي مع عمران بن حصين.
واختلف فيه كذلك على عبد الله بن شقيق.
فرواه كهمس والجريري كما في الروايتين 5/ 32، فقالا: عن عبد الله بن شقيق، عن محجن، فأسقطا رجاء من الإسناد.
قلنا: وشعبة فوق هؤلاء.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"20/ (705) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مختصراً ابن أبي شيبة 15/ 140 - 141 - ومن طريقه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني "(2383) - وابن شبة في "تاريخ المدينة" 1/ 273 - 274 من طريقين عن شعبة، به.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 3/ 308 وقال: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح، خلا رجاء، وقد وثقه ابن حبان. قلنا: وفاته أن ينسبه للطبراني.
وسيرد برقم (18977) و 5/ 32.
وانظر (18975).
وقوله: "إن خير دينكم أيسره .. " له شاهد من حديث الأعرابي بإسناد حسن، وقد سلف (15936) وذكرنا هناك أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: سكبة يصلي: بفتحتين، صحابي كان يُطيل الصلاة.
"ويل امها" كلمة يراد بها التعجب، وإن لم يكن ثَمَّ أُم، والضمير مبهم.
و"قرية" بالنصب على التمييز، بيان له.
"خير ما تكون" بيان لبقاء الخير فيها إلى وفاء الدنيا.
"لا تُسْمِعْهُ ": نهي من الإسماع. =
18977 -
حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ شَقِيقٍ يُحَدِّثُ عَنْ رَجَاءِ بْنِ أَبِي رَجَاءٍ الْبَاهِلِيِّ، عَنْ مِحْجَنٍ رَجُلٍ مِنْ أَسْلَمَ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ، وَلَمْ يَقُلْ حَجَّاجٌ وَلَا أَبُو النَّضْرِ: بِجَنَاحِهِ (1).
= "أيسره" إشارة إلى الاعتدال والتوسط في الصلاة وغيره دون الإفراط.
(1)
إسناده ضعيف، وهو مكرر ما قبله (18976) غير أن شيخ أحمد هنا: هو حجاج: وهو ابن محمد المصيصي الأعور.
حَدِيثُ بُسْرِ بْنِ مِحْجَنٍ عَنْ أَبِيهِ
18978 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ. قَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً: عَنْ بُسْرٍ أَوْ بِشرِ بْنِ مِحْجَنٍ، ثُمَّ كَانَ يَقُولُ بَعْدُ: عَنْ ابْنِ (1) مِحْجَنٍ الدِّيلِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ، فَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ، فَصَلَّى، فَقَالَ لِي:" أَلَا صَلَّيْتَ؟ ". قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، قَدْ صَلَّيْتُ فِي الرَّحْلِ، ثُمَّ أَتَيْتُكَ. قَالَ:" فَإِذَا فَعَلْتَ، فَصَلِّ مَعَهُمْ، وَاجْعَلْهَا نَافِلَةً ". قَالَ أَبِي: وَلَمْ يَقُلْ أَبُو نُعَيْمٍ وَلَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ: " وَاجْعَلْهَا نَافِلَةً "(2).
(1) في (ظ 13) و (س) و (ص) و (م): أبي، وهو وهم، والصَّواب ما هو في (ق)، و"أطراف المسند": 5/ 256.
(2)
حديث حسن، وقد سلف برقم (16393).
حَدِيثُ ضَمْرَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ
(1)
18979 -
حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَابِرٍ، عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَعَلَيْهِ حُلَّتَانِ مِنْ حُلَلِ الْيَمَنِ، فَقَالَ:" يَا ضَمْرَةُ، أَتَرَى ثَوْبَيْكَ هَذَيْنِ مُدْخِلَيْكَ الْجَنَّةَ؟ " فَقَالَ: لَئِنْ اسْتَغْفَرْتَ لِي يَا رَسُولَ اللهِ لَا أَقْعُدُ حَتَّى أَنْزَعَهُمَا عَنِّي. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " اللهُمَّ اغْفِرْ لِضَمْرَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ ". فَانْطَلَقَ سَرِيعًا حَتَّى نَزَعَهُمَا عَنْهُ (2).
(1) قال السندي: ضمرة بن ثعلبة، بهزي، سكن الشام، له صُحْبة.
(2)
إسناده ضعيف لضعف بقية بن الوليد فإنه كان يدلس عن الضعفاء ويدلس تدليس التسوية، وقد ثبت عنه أنه كان يفعله، قال الذهبي في الميزان: قال أبو الحسن ابن القطان: بقية يدلس عن الضعفاء، ويستبيح ذلك، وهذا إن صح مفسدٌ لِعدالته. قلت (القائل الذهبي) نعم والله صح عنه هذا أنه يفعله. ويحيى بن جابر كثير الإرسال.
وأخرجه ابنُ قانع في، "معجمه" 2/ 31، وابن الأثير في "أسد الغابة"، 3/ 59 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 337، والبزار، (2470)(زوائد)، والطبراني في "الكبير"(8158) من طرق عن بقية، به.
وتحرف اسم سليمان في مطبوع البخاري إلى مسلم.
قال السندي: قوله: "مدخليك" اسم فاعل من الإدخال بصيغة التثنية، ولعل ذلك لكراهة لونهما، والله تعالى أعلم.
حَدِيثُ ضِرَارِ بْنِ الْأَزْوَرِ
18980 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ بَحِيرٍ، عَنْ ضِرَارِ بْنِ الْأَزْوَرِ، قَالَ: بَعَثَنِي أَهْلِي بِلَقُوحٍ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأَمَرَنِي أَنْ أَحْلُبَهَا، فَحَلَبْتُهَا، فَقَالَ لِي:" دَعْ دَاعِيَ اللَّبَنِ "(1).
18981 -
حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ بَحِيرٍ، رَجُلٍ مِنَ الْحَيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ ضِرَارَ بْنَ الْأَزْوَرِ قَالَ: أَهْدَيْنَا لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِقْحَةً، قَالَ: فَحَلَبْتُهَا، قَالَ: فَلَمَّا أَخَذْتُ لِأُجْهِدَهَا، قَالَ:" لَا تَفْعَلْ، دَعْ دَاعِيَ اللَّبَنِ "(2).
18982 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ ضِرَارِ بْنِ الْأَزْوَرِ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مَرَّ بِهِ وَهُوَ يَحْلُبُ، فَقَالَ:" دَعْ دَاعِيَ اللَّبَنِ "(3).
(1) إسناده ضعيف، وهو مكرر (16704) و (18905) سنداً ومتناً.
(2)
إسناده ضعيف لجهالة حال يعقوب بن بحير، وقد سلف الكلام عليه في الرواية السالفة برقم (16702). زهير: هو ابن معاوية الجعفي.
وأخرج الطبراني في "الكبير"(8128) من طريق عمرو بن خالد الحراني، عن زهير، بهذا الإسناد.
(3)
إسناده ضعيف، وهو مكرر (18792) سنداً ومتناً.
• 18983 - [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ]: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ أَوْ عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ بَحِيرٍ، عَنْ ضِرَارِ بْنِ الْأَزْوَرِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِنَحْوِهِ (1).
(1) إسناده ضعيف، وهو مكرر (16702) سنداً ومتناً.
حَدِيثُ جَعْدَةَ
18984 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْرَائِيلَ الْجُشَمِيُّ، عَنْ شَيْخٍ لَهُمْ يُقَالُ لَهُ: جَعْدَةُ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَأَى لِرَجُلٍ رُؤْيَا قَالَ: فَبَعَثَ إِلَيْهِ، فَجَاءَ، فَجَعَلَ يَقُصُّهَا عَلَيْهِ، وَكَانَ الرَّجُلُ عَظِيمَ الْبَطْنِ، قَالَ: فَجَعَلَ يَقُولُ بِأُصْبُعِهِ فِي بَطْنِهِ: " لَوْ كَانَ هَذَا فِي غَيْرِ هَذَا، لَكَانَ (1) خَيْرًا لَكَ "(2).
(1) في (ظ 13): كان.
(2)
وإسناده ضعيف، وهو مكرر (15868) غير أن شيخ أحمد هنا. هو وكيع بن الجراح الرؤاسي.
وقد سلف تخريجه من طريق وكيع في الرواية رقم (15869) فانظره لزاماً.
حَدِيثُ الْعَلَاءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ
18985 -
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ إِنْ شَاءَ اللهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" يَمْكُثُ الْمُهَاجِرُ بِمَكَّةَ بَعْدَ قَضَاءِ نُسُكِهِ ثَلَاثًا "(1).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/ 368، وفي "الأم" 1/ 164، وعبد الرزاق في "مصنفه"(8843)، والحميدي (844)، ومسلم (1352)(442)، والترمذي (949)، والنسائي في "المجتبى" 3/ 122، وابن أبا عاصم في "الآحاد والمثاني"(889)، وابن الجارود في "المنتقى"(225)، وأبو عوانة -كما في "إتحاف المهرة" 11/ 285 - والطبراني في "الكبير"، 18/ (171)، والبيهقي في "السنن" 3/ 147، والخطيب في "تاريخه" 6/ 268 و 268 - 269، وابن عبد البر في "الاستذكار"(8134) و (8935)، وابن الأثير في "أسد الغابة" 4/ 75 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سَعْد 4/ 361، والبخاري (3933)، ومسلم (1352)(441)(443)، وأبو داود (2022)، والنسائي في "الكبرى"(4213)، وابن ماجه (1073)، والدارمي (1512)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(890) و (891)، وأبو عوانة -كما في "إتحاف المهرة" 11/ 285 - ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2625)، والطبراني في "الكبير" 18/ (172) و (173)، والبيهقي 3/ 147، والخطيب 6/ 268 - 270، وابن عبد البر في "الاستذكار"(8135) من طرق عن عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن من عوف، به.
وسيرد 5/ 52. =
مَا كَانَ أَشَدَّ عَلَى ابْنِ عُيَيْنَةَ أَنْ يَقُولَ: حَدَّثَنَا.
18986 -
حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنِ ابْنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ - حَدَّثَنَا بِهِ هُشَيْمٌ مَرَّتَيْنِ: مَرَّةً عَنْ ابْنِ الْعَلَاءِ، وَمَرَّةً لَمْ يَصِلْ -، أَنَّ أَبَاهُ كَتَبَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَبَدَأَ بِنَفْسِهِ (1).
= قال السندي: قوله "يمكث المهاجر" أي: في مكة.
"ثلاثاً" أي: لا يمكث أزيد من ثلاث في بلدةٍ تركها لله تعالى، وأما الثلاث فيحتاج إليها لضرورة قضاء الحوائج والتهيؤ للسفر.
(1)
إسناده ضعيف لجهالة ابن العلاء بن الحضرمي، فلم يرو عنه سوى ابن سيرين، ولم يؤثر توثيقه عن أحد، وجهله الذهبي في "الميزان" 4/ 594، فقال: لا يعرف. ثم إن ابن سيرين لم يقم إسناده، فمرة رواه متصلاً بذكر ابن العلاء، ومرة رواه منقطعاً فلم يذكره، وقد رواه هشيم من طريقه بالإسنادين كما أشار أحمد عقب هذا الحديث. منصور: هو ابن زاذان الواسطي.
وأخرجه أبو داود (5134)، والبيهقي في "السنن" 10/ 129 من طريق الإمام أحمد، بإسناديه.
وأخرجه أبو داود (5135)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(892)، والبزار (2070)(زوائد)، والطبراني في "الكبير" 18/ (175)، والحاكم 3/ 636 و 4/ 273 من طريق المعلى بن منصور، عن هشيم، به، موصولاً.
وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي!
وأخرجه الطبراني 18/ (162) من طريق شعبة، عن منصور، عن محمد بن سيرين، أَنَّ العلاء بن الحضرمي كتب إلى رسول الله
…
فذكره منقطعاً.
وأخرجه البيهقي 10/ 130 من طريق هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، أن العلاء بن الحضرمي. فذكره منقطعاً كذلك. =
حَدِيثُ سَلَمَةَ بْنِ قَيْسٍ الْأَشْجَعِيِّ
18987 -
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يسَافٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا تَوَضَّأْتَ فَانْتَثِرْ (1)، وَإِذَا اسْتَجْمَرْتَ فَأَوْتِرْ "(2).
18988 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا تَوَضَّأْتَ فَانْتَثِرْ (3)، وَإِذَا اسْتَجْمَرْتَ فَأَوْتِرْ "(4).
= قال السندي: قوله: فبدأ بنفسه، أي: اقتداء به صلى الله عليه وسلم حيث كان يبدأُ بنفسه.
(1)
في (ظ 13) و (ص): فانثر.
(2)
إسناده صحيح، وهو مكرر (18818)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو سفيان بن عيينة.
وأخرجه المزي في "تهذيبه"(في ترجمة سلمة بن قيس) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحميدي (856) -ومن طريقه ابن قانع في "معجمه" 1/ 276، والطبراني في "الكبير"(6313) - والبيهقي في "معرفة السنن والآثار"(864) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (18817).
(3)
في (ظ 13) و (ص): فانثر.
(4)
إسناده صحيح، وهو مكرر (18817) سنداً ومتناً.
18989 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يسَافٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ: " إِنَّمَا هُنَّ أَرْبَعٌ: لَا تُشْرِكُوا بِاللهِ شَيْئًا، وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِّ، وَلَا تَسْرِقُوا، وَلَا تَزْنُوا "(1).
18990 -
حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ - يَعْنِي شَيْبَانَ -، حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يسَافٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ قَيْسٍ الْأَشْجَعِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ: " أَلَا إِنَّمَا هُنَّ أَرْبَعٌ أَنْ لَا تُشْرِكُوا بِاللهِ شَيْئًا، وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِّ، وَلَا تَزْنُوا، وَلَا تَسْرِقُوا ". قَالَ: فَمَا أَنَا بِأَشَحَّ عَلَيْهِنَّ مِنِّي إِذْ سَمِعْتُهُنَّ مِنْ رَسُولِ اللهِ
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير هلال بن يساف، ويقال: إساف، فمن رجال مسلم. وصحابي الحديث روى له أصحابه السنن سوى أبي داود. منصور. هو ابن المُعتمِر.
وأخرجه الحاكم 4/ 351 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. وقال: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي!
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(6312) من طريق محمد بن كثير، عن سفيان الثوري، به.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(970)، وفى "الآحاد والمثاني"(1302)، والنسائي في "الكبرى"(6317) -وهو في "التفسير"(393) - وابن قانع 1/ 276، والطبراني في "الكبير"(6317) من طرق عن منصور، به.
وسيأتي في الحديث الذي يليه.
وانظر حديث عبد الله بن عمرو بن العاص السالف برقم (6884).
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1).
18991 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، وَالثَّوْرِيُّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يسَافٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا تَوَضَّأْتَ فَانْثِرْ، وَإِذَا اسْتَجْمَرْتَ فَأَوْتِرْ "(2).
(1) إسناده صحيح كسابقه. شيبان: هو ابن عبد الرحمن النَّحْوي.
وأخرجه الحارث بن أبي أسامة (28)(زوائد) عن هاشم أبي النضر، بهذا الإسناد.
(2)
إسناده صحيح.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(6306) من طريق عبد الرازق، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (18817).
حَدِيثُ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ الزُّرَقِيِّ
(1)
18992 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَوْلَى الْقَوْمِ مِنْهُمْ، وَابْنُ أُخْتِهِمْ مِنْهُمْ، وَحَلِيفُهُمْ مِنْهُمْ "(2).
(1) قال السندي: هو أبو معاذ، وهو من أهل بدر كما في البخاري، وشهد هو وأبوه العقبة، وبقية المشاهد، وجاء أنه شهد صِفِّين والجمل، مات سنة إحدى -أو اثنتين- وأربعين.
(2)
حديث صحيح لغيره دون قوله: "وحليفهم منهم" وهذا إسناد ضعيف لجهالة إسماعيل بن عبيد بن رفاعة، فقد انفرد بالرواية عنه ابن خثيم: وهو عبد الله بن عثمان، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وبقية رجاله ثقات.
وأخرجه مطولاً ابن أبي شيبة 9/ 61 و 12/ 167، ومن طريقه الطبراني في "الكبير"(4547) عن وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولاً أيضاً الحاكم 2/ 328 و 4/ 73 من طريقين عن سفيان، به. وصححه، ووافقه الذهبي!
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(75)، والطبراني (4544) و (4546) من طريقيين عن عبد الله بن عثمان بن خُثَيم، به.
وسيأتي في الحديثين بعده.
وقوله: "مولى القوم منهم وابن أختهم منهم". له شاهد من حديث أنس عند البخاري (6761)(6762)، وانظر حديث مهران السالف برقم (15708).
وقوله: "وحليفهم منهم" له شاهد لا يُفرح به من حديث عمرو بن عوف =
18993 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: جَمَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قُرَيْشًا، فَقَالَ:" هَلْ فِيكُمْ مِنْ غَيْرِكُمْ؟ " قَالُوا: لَا إِلَّا ابْنُ أُخْتِنَا وَحَلِيفُنَا وَمَوْلَانَا. فَقَالَ: " ابْنُ أُخْتِكُمْ مِنْكُمْ، وَحَلِيفُكُمْ مِنْكُمْ، وَمَوْلَاكُمْ مِنْكُمْ، إِنَّ قُرَيْشًا أَهْلُ صِدْقٍ وَأَمَانَةٍ، فَمَنْ بَغَى لَهَا الْعَوَاثِرَ، أَكَبَّهُ (1) اللهُ فِي النَّارِ لِوَجْهِهِ "(2).
18994 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا بِشْرٌ - يَعْنِي ابْنَ الْمُفَضَّلِ -، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ الزُّرَقِيِّ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " حَلِيفُنَا مِنَّا، وَمَوْلَانَا مِنَّا،
= المزني عند الدارمي 2/ 243 - 244، وفي إسناده كثير بن عبد الله بن عمرو، وهو متروك.
قال السندي: قوله: "مولى القوم إلخ .. " بيان شدة ما بين القوم وبين هؤلاء من الارتباط، وإلا فالنسب للآباء لا للأمهات.
(1)
في هامش (س): كبه.
(2)
إسناده ضعيف دون قوله: "ابن أختكم منكم ومولاكم منكم" فصحيح لغيره، وقد سلف الكلام على إسناده بالرواية السالفة (18992).
قال السندي: قوله: "فمن بغى لها العواثر" جمع عاثرة، وهي الحادثة التي تعثر بصاحبها، مِنْ عَثَرَ بهم الزمان: إذا جنى عليهم، وروي "العواثير" جمع عاثور، وهو المكان الخشن، لأنه يُعثر فيه، وقيل: هو حفرةٌ تحفر ليقع فيها نحو الأسد، فيصاد، فاستعير للورطة والمهلكة.
وَابْنُ أُخْتِنَا مِنَّا " (1).
18995 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَحْيَى بْنِ خَلَّادٍ الزُّرَقِيِّ، عَنْ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ الزُّرَقِيِّ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ، فَصَلَّى قَرِيبًا مِنْهُ، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ (2)، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَعِدْ صَلَاتَكَ، فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ ". قَالَ: فَرَجَعَ فَصَلَّى كَنَحْوٍ مِمَّا صَلَّى، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لَهُ:" أَعِدْ صَلَاتَكَ، فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ ". فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، عَلِّمْنِي كَيْفَ أَصْنَعُ؟ قَالَ: " إِذَا اسْتَقْبَلْتَ الْقِبْلَةَ، فَكَبِّرْ، ثُمَّ اقْرَأْ بِأُمِّ الْقُرْآنِ، ثُمَّ اقْرَأْ بِمَا شِئْتَ، فَإِذَا رَكَعْتَ، فَاجْعَلْ رَاحَتَيْكَ عَلَى رُكْبَتَيْكَ، وَامْدُدْ ظَهْرَكَ، وَمَكِّنْ لِرُكُوعِكَ، فَإِذَا رَفَعْتَ رَأْسَكَ، فَأَقِمْ صُلْبَكَ حَتَّى تَرْجِعَ الْعِظَامُ إِلَى مَفَاصِلِهَا، وَإِذَا سَجَدْتَ، فَمَكِّنْ لِسُجُودِكَ، فَإِذَا رَفَعْتَ رَأْسَكَ، فَاجْلِسْ عَلَى فَخِذِكَ الْيُسْرَى، ثُمَّ
(1) حديث صحيح لغيره، دون قوله:"حليفنا منا"، وهذا إسناد ضعيف لجهالة إسماعيل بن عبيد، وقد سلف الكلام عليه في الرواية (18992)، فانظرها لزاماً.
وأخرجه مطولاً البزار (2780)(زوائد)، والطبراني في "الكبير"(4545) من طريقين عن بشر بن المفضل، بهذا الإسناد.
(2)
قوله: فسلَّم عليه، من (ظ 13) و (ق).
اصْنَعْ ذَلِكَ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ وَسَجْدَةٍ " (1).
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه على عليِّ بن يحيى بن خلاد الزُّرقي، فقد رواه محمد بن عمرو، وهو ابن علقمة الليثي -كما في هذه الرواية- عنه، عن رفاعة بن رافع الزرقي، ورواه على الشك كما في ابن حبان (1787) - فقال: عن علي بن يحيى بن خلاد، أحسبه عن أبيه، عن رفاعة بن رافع، به. فزاد في الإسناد: عن أبيه، يعني يحيى بن خلاد
وقد تابعه بدون ذكر "عن أبيه" شريكُ بن أبي نمر كما عند الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2243)، وفي "شرح معاني الآثار" 1/ 232، وعبد الله ابن عون كما عند الطبراني في "الكبير"(4530)، فقالا: عن علي بن يحيى بن خلاد، عن رفاعة، به.
وقد اضطرب فيه حماد بن سلمة:
فرواه موسى بن إسماعيل فيما أخرجه أبو داود (857)، وحجاج بن منهال فيما أخرجه الطبراني في "الكبير"(4526)، كلاهما عن حماد بن سلمة، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن علي بن يحيى بن خلاد، عن عمه. لم يقل فيه: عن أبيه.
ورواه هدبة بن خالد فيما أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1977)، عن حماد بن سلمة، عن إسحاق بن عبد الله، عن علي بن يحيى بن خلاد، أُراه عن أبيه، عن عمه أن رجلاً ....
ورواه عفان بن مسلم فيما أخرجه الحاكم 1/ 242 عن حماد بن سلمة، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن علي بن يحيى بن خلاد، عن أبيه أن رجلاً، لم يذكر جده في الإسناد.
قال البخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 320 في إسناد حماد: لم يقمه. وقال أبو زرعة فيما نقله عنه ابن أبي حاتم في "العلل" 1/ 82: وهم حماد.
وخالفهم محمد بن عجلان كما سيرد في الرواية (18997)، وداود بن قيس الفراء كما عند عبد الرزاق في "المصنف"(3739)، والبخاري في "القراءة" =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= خلف الإمام" (109) و (110)، و"التاريخ الكبير" 3/ 320، والنسائي في "المجتبى" 3/ 60، وفي "الكبرى" (1237)، والطبراني في "الكبير" (4520)، والحاكم 1/ 242 - 243، وابن الأثير في "أسد الغابة" 2/ 225، وإسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة فيما أخرجه البخاري في "القراءة" (111)، وفي "التاريخ الكبير" 3/ 321، وأبو داود (858)، والنسائي في "المجتبى" 2/ 225 - 226، وفي "الكبرى" (722)، وابن ماجه (460)، والدارمي (1329)، وابن الجارود في "المنتقى" (194)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 35، والطبراني في "الكبير " (4525)، والدارقطني 1/ 95 - 96، والبيهقي في "السنن" 2/ 102 و 345، ومحمد بن إسحاق فيما أخرجه أبو داود (860)، وابن خزيمة (597) و (638)، والطبراني في "الكبير" (4528)، والحاكم 1/ 243، والبيهقي في "السنن " 2/ 133 - 134 أربعتهم عن علي بن يحيى بن خلاد، عن أبيه، عن عمه رفاعة، به. فزادوا. في الإسناد: عن أبيه.
وذكر أبو حاتم فيما نقله ابنه في "العلل" 1/ 82 أنه الصحيح.
وأخرجه الطيالسي (1372)، والبخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 321، وأبو داود (861)، والنسائي في "المجتبى" 2/ 20، وفي "الكبرى"(1631)، وابن خزيمة (545)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1593) و (2244) و (6073) و (6074)، والبيهقي في "السنن" 2/ 380 من طرق عن إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير، عن يحيى بن علي بن يحيى بن خلاد، عن أبيه، عن جده، عن رفاعة، به.
وخالفهم علي بن حُجْر فيما أخرجه الترمذي (302)، فرواه عن إسماعيل ابن جعفر، عن يحيى بن علي بن يحيى بن خلاد، عن جده، عن رفاعة بن رافع، به. ولم يذكر: عن أبيه: قلنا: يعني علي بن يحيى بن خلاد، وعليه مدار الروايات السالفة.
وقد نص على أن رواية الترمذي ليس فيها: عن أبيه المزي في "تحفة الأشراف" 3/ 169، والحافظ في "الفتح" 2/ 277. وقد رواه كذلك البغوي =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= في "شرح السنة"(553) من طريق الترمذي دون قوله: عن أبيه. وليست هي في نسخ الترمذي الخطية التي اعتمدها الشيخ أحمد شاكر، ومع ذلك وضعها في تحقيقه للكتاب بين حاصرتين مُخَطِّئاً الحافظ في "الفتح"، ومعتمداً على ما جاء عند الحاكم 1/ 43 - ومن طريقه البيهقي في "السنن" 2/ 380 - وقد رواه الحاكم من طريق الترمذي وفيه: عن أبيه.
والذي يترجَّح لنا أن قوله: عن أبيه عند الحاكم هو من تصرف الرواة أو النساخ أو وهم من الحاكم نفسه، إذ لا قول بعد قول المزي، وهو شيخُ هذا الباب. ولو أن الشيخ أحمد شاكر اطلع على قول المزي لما تصرف في إسناد الترمذي بما تصرف به!
ويحى بن علي بن يحيى مجهول، لم يرو عنه غير إسماعيل بن جعفر، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، ونقل الذهبي في "الميزان" عن ابن القطان قوله: لا يعرف إلا بهذا الخبر، روى عنه إسماعيل بن جعفر، وما علمت فيه ضعفاً، وتعقبه الذهبي بقوله: لكن فيه جهالة.
وتابع إسماعيلَ بنَ جعفر في قوله: عن أبيه سعيدُ بنُ أبي هلال فيما أخرجه الطبراني (4527)، فقال: عن يحيى بن علي بن يحيى، عن أبيه، عن جده، به.
وفي الباب عن أبي هريرة، وقد سلف برقم (9635).
قال السندي: قوله: "أعد صلاتك": لم يعلِّمه أولاً، بل تركه حتى يطلب، لأن تعليمه بعد الطلب منه أنفع، وأدخل في المحافظة والاهتمام له.
"ثم اقرأ بأُم القرآن": هذا يدل على أن الرواية المشهورة، وهي "ثم اقرأ ما تيسَّر" من غير ذكر أم القرآن فيها اختصارٌ من الرواة، وأنه لا بد من قراءة أم القرآن.
و"مكِّنْ" من التمكين، أي: اجعل نفسك في مكانها ساعة لركوعك، وهذا =
18996 -
قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ: مَالِكٌ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْمُجْمِرِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَحْيَى الزُّرَقِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ الزُّرَقِيِّ، قَالَ: كُنَّا نُصَلِّي يَوْمًا وَرَاءَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا رَفَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَأْسَهُ مِنَ الرَّكْعَةِ، وَقَالَ:" سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ ". قَالَ رَجُلٌ وَرَاءَهُ: رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنِ الْمُتَكَلِّمُ آنِفًا؟ " قَالَ الرَّجُلُ: أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَقَدْ رَأَيْتُ بِضْعَةً وَثَلَاثِينَ مَلَكًا يَبْتَدِرُونَهَا أَيُّهُمْ يَكْتُبُهَا أَوَّلًا "(1).
= هو الاطمئنان.
قلنا: الرواية المشهورة التي أشار إليها السندي، هي رواية أبي هريرة السالفة برقم (9635).
(1)
إسناده صحيح على شرط البخاري.
وأخرجه الحاكم 1/ 225 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. وقال: هذا حديث صحيح من حديث المدنيين، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي!
وهو عند مالك في "الموطأ" 1/ 211 - 212، وأخرجه من طريقه البخاري (799)، وأبو داود (770)، والنسائي في "المجتبى" 2/ 196، وفي "الكبرى"(649)، وابن خزيمة (614)، وابن حبان (1910)، والطبراني في "الكبير"(4531)، والحاكم 1/ 225، والبيهقي في "السنن" 2/ 95.
وأخرجه أبو داود (773)، والترمذي (404)، والنسائي في "المجتبى" 2/ 145، وفي "الكبرى"(1003)، والطبراني (4532)، والبيهقي 2/ 95 من طريق رفاعة بن يحيى بن عبد الله بن رفاعة بن رافع الزرقي، عن عم أبيه معاذ =
18997 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَجْلَانَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ يَحْيَى بْنِ خَلَّادٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمِّهِ وَكَانَ بَدْرِيًّا، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَسْجِدِ، فَدَخَلَ رَجُلٌ، فَصَلَّى (1) فِي نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَرْمُقُهُ، ثُمَّ جَاءَ فَسَلَّمَ، فَرَدَّ عَلَيْهِ، وَقَالَ:" ارْجِعْ فَصَلِّ، فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ " فَرَجَعَ، فَصَلَّىَ، ثُمَّ جَاءَ، فَسَلَّمَ، فَرَدَّ عَلَيْهِ، وَقَالَ:" ارْجِعْ فَصَلِّ، فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ (2) " قَالَ: مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، فَقَالَ لَهُ فِي الثَّالِثَةِ، أَوْ فِي الرَّابِعَةِ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ
= ابن رفاعة، عن أبيه رفاعة بن رافع قال: صليتُ خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فعطست، فقلت: الحمد لله حمداً
…
فذكر نحو حديث مالك.
قال الترمذي: حديث رفاعة حديث حسن، وكأن هذا الحديث عند بعض أهل العلم أنه في التطوع، لأن غير واحد من التابعين قالوا: إذا عطس الرجل في الصلاة المكتوبة إنما يحمد الله في نفسه، ولم يوسِّعوا في أكثر من ذلك.
وقال الحافظ في "الفتح" 2/ 286 ردّاً على من يتوهم التعارض بين القصتين، بقوله: لا تعارض بينهما، بل يحمل على أن عطاسه وقع عند رفع رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا مانع أن يكني عن نفسه لقصد إخفاء عمله، أو كني عنه لنسيان بعض الرواة لاسمه.
وذكرنا أحاديث الباب في مسند أنس عند تخريج الرواية (12034).
وانظر حديث ابن عمر السَّالف برقم (4627).
قال السندي: قوله: "يبتدرونها"، أي: يتسابقون إلى هذه الكلمات كلٌّ يريد أن يكتبها أولاً؛ لما لها من الفَضْل والقبول عند الله.
(1)
في (ظ 13) و (ق) وهامش (س): يصلي.
(2)
قوله: فرجع، فصلى، ثم جاء، فسلم فرد عليه، وقال: ارجع فَصَلِّ، فإن لم تصلِّ، لم يرد في (س) و (ص) و (م).
لَقَدْ أَجْهَدْتُ نَفْسِي، فَعَلِّمْنِي وَأَرِنِي، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تُصَلِّيَ، فَتَوَضَّأْ فَأَحْسِنْ وُضُوءَكَ، ثُمَّ اسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةَ، ثُمَّ كَبِّرْ، ثُمَّ اقْرَأْ، ثُمَّ ارْكَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ قَائِمًا، ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِسًا، ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ قُمْ، فَإِذَا أَتْمَمْتَ صَلَاتَكَ عَلَى هَذَا، فَقَدْ أَتْمَمْتَهَا، وَمَا انْتَقَصْتَ مِنْ هَذَا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّمَا تُنْقِصُهُ مِنْ صَلَاتِكَ "(1).
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل ابن عجلان، وهو محمد، وقد توبع، وقد سلف الكلام عليه في الرواية السالفة برقم (18995)، وبقية رجاله ثقات.
وأخرجه البخاري في "القراءة خلف الإمام"(112)، وابن حبان (1787)، والطبراني في "الكبير"(4523) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الشافعي في "الأم" 1/ 88 - ومن طريقه البيهقي في "المعرفة"(4768) - عن إبراهيم بن محمد، والبخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 321 عن عبد الله بن إدريس، و 3/ 320، والطبراني (4521) من طريق سليمان بن بلال، والنسائي في "المجتبى" 3/ 59 - 60، والطبراني (4522) من طريق ليث بن سعد، والنسائي 2/ 193، والبيهقي في "السنن" 2/ 372 - 373 و 373 من طريق بكر بن مُضَر، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1976)، والطبراني (4524) من طريق أبي خالد الأحمر، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2245) من طريق حَيْوة، سبعتهم عن محمد بن عجلان، به.
وخالفهم النضر بن عبد الجبار، فرواه فيما أخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1594) و (6075) عن محمد بن عجلان، عن ابن لهيعة وليث، عن ابن عجلان، عمن أخبره، عن علي بن يحيى بن خلاد، به. فذكر رجلاً مبهماً بين ابن عجلان وعلي بن يحيى. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرجه البخاري في "القراءة خلف الإمام"(112) من طريق بكير بن عبد الله الأشج، عن ابن عجلان، عن علي بن يحيى بن خلاد، عن رفاعة، ولم يقل: عن أبيه.
وأخرجه الشافعي في "المسند" 1/ 70 - 71 و 91 (ترتيب السندي)، وفي "الأم" 1/ 98 عن إبراهيم بن محمد: وهو ابن أبي يحيى الأسلمي، عن ابن عجلان، بإسناد سابقه، وإبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي متروك.
وأخرجه البيهقي في "المعرفة"(4765) من طريق الشافعي، عن إبراهيم بن محمد، عن علي بن يحيى بن خلاد، عن أبيه، عن جده رفاعة بن مالك، فذكره، وقال: لم يقم إسناده إبراهيم بن محمد.
قال السندي: قولا: "يرمقه" أي: ينظر إليه.
حَدِيثُ رَافِعِ بْنِ رِفَاعَةَ
18998 -
حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ - يَعْنِي ابْنَ عَمَّارٍ -، قَالَ: حَدَّثَنِي طَارِقُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُرَشِيُّ قَالَ: جَاءَ رَافِعُ بْنُ رِفَاعَةَ إِلَى مَجْلِسِ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ لَقَدْ: نَهَانَا نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْيَوْمَ عَنْ شَيْءٍ كَانَ يَرْفُقُ بِنَا فِي مَعَايِشِنَا، فَقَالَ: نَهَانَا عَنْ كِرَاءِ الْأَرْضِ، قَالَ:" مَنْ كَانَتْ لَهُ أَرْضٌ فَلْيَزْرَعْهَا أَوْ لِيُزْرِعْهَا أَخَاهُ أَوْ لِيَدَعْهَا ". وَنَهَانَا عَنْ كَسْبِ الْحَجَّامِ، وَأَمَرَنَا أَنْ نُطْعِمَهُ نَوَاضِحَنَا، وَنَهَانَا عَنْ كَسْبِ الْأَمَةِ إِلَّا مَا عَمِلَتْ بِيَدِهَا، وَقَالَ هَكَذَا بِأَصَابِعِهِ: نَحْوَ الْخُبْزِ وَالْغَزْلِ وَالنَّفْشِ (1).
(1) هذا إسناد لا يصح، فقد قال ابنُ عبد البر: رافع بن رفاعة بن رافع ابن مالك بن العجلان لا تصح له صحبة، والحديث غلط. وتعقبه الحافظ في "الإصابة"، فقال: لم أره في الحديث منسوباً، فلم يتعين كونه رافع بن رفاعة ابن مالك، فإنه تابعي لا صحبة له. بل يَحْتَمِلُ أن يكونَ غيرَه، وأما كونُ الإسناد غلطاً فلم يُوضحه، قلنا: قد أوضحه المزي في "تهذيب الكمال"(في ترجمة رافع)، فقال: ورافع هذا غير معروف، والمحفوظ في هذا حديث هرير ابن عبد الرحمن بن رافع بن خديج، عن جده رافع بن خديج. قلنا: وطارق ابن عبد الرحمن القرشي، لم يذكروا في الرواة عنه سوى عكرمة بن عمار، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان والعجلي، ولذلك قال الذهبي في "الميزان": لا يكاد يعرف. قلنا: وربما وثقه الحافظ في "التقريب" متابعاً توثيق العجلي له، وإسنادٌ فيه طارق هذا لا تثبت به صحبة رافع، وحديث رافع بن خديج الذي أشار إليه المزي هو عند أبي داود (4327) في كسب الأمة. =
حَدِيثُ عَرْفَجَةَ بْنِ شُرَيْحٍ
18999 -
حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ
= ونهيه صلى الله عليه وسلم عن كراء الأرض قد صح من حديث رافع بن خديج كذلك، وقد سلف برقم (15808)(15815).
ونهيه صلى الله عليه وسلم عن كسب الحجام وأمره صلى الله عليه وسلم أن نطعمه نواضحنا قد صح من حديث جابر السالف برقم (14390)، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
ونهيه صلى الله عليه وسلم عن كسب الأمة قد صح كذلك من حديث أبي هريرة، وسلف برقم (7851)، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
وأخرجه بهذه السياقة ابن الأثير في "أسد الغابة" 2/ 191 من طريق أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (3426) عن هارون بن عبد الله، والحاكم 2/ 42 من طريق العباس بن محمد الدوري، كلاهما عن هاشم بن القاسم، به، وصححه الحاكم، ووقع في روايته: رفاعة بن رافع، فتعقبه الذهبي يقوله: طارق فيه لين، ولم يذكر أنه سمع من رفاعة.
وأخرجه مختصراً الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4657)، وفي "شرح معاني الآثار" 4/ 131 من طريق عمر بن يونس اليماني، عن عكرمة، عن طارق بن عبد الرحمن، أن رفاعة بن رافع أو رافع بن رفاعةَ -الشك منهم- جاء إلى مجلس،
…
فذكره.
قال السندي: قوله "كان يرفق بنا" أي: ينفعنا.
"فليَزْرعها" بفتح حرف المضارعة، أي: ليزرعها بنفسه. "أو ليُزْرعها" بضمة لي: ليعطها أخاه عارِيَّةً ليزرَعها.
"أن يطعمه" أي: كسب الحجام، فالممنوع أن ينفقه على نفسه.
"عن كسب الأَمة" محل الحرمة بعد الاستثناء هو الزِّنى، والله تعالى أعلم.
عَنْ عَرْفَجَةَ بْنِ شُرَيْحٍ الْأَسْلَمِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّهَا سَتَكُونُ بَعْدِي هَنَاتٌ وَهَنَاتٌ ". وَرَفَعَ يَدَيْهِ: " فَمَنْ رَأَيْتُمُوهُ يُفَرِّقُ بَيْنَ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم وَهُمْ جَمِيعٌ، فَاقْتُلُوهُ كَائِنًا مَنْ كَانَ مِنَ النَّاسِ "(1).
19000 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَرْفَجَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّهُ (2) سَتَكُونُ هَنَاتٌ وَهَنَاتٌ، فَمَنْ أَرَادَ (3) أَنْ يُفَرِّقَ أَمْرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَهِيَ جَمِيعٌ، فَاضْرِبُوهُ بِالسَّيْفِ كَائِنًا مَنْ كَانَ "(4).
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، صحابيه من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي.
وقد سلف بالرقم (18296)، وسلف من طريق شعبة برقم (18295)، وسيرد بالحديث بعده، و 5/ 23 - 24.
(2)
في هامش (س): إنها، نسخة.
(3)
في (ق): أراد منكم.
(4)
إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه.
وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" 19/ 556 (ترجمة عرفجة) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1852) من طريق محمد بن جعفر، به.
وقد سلف بالحديث قبله، وبالرقمين (18323)(18324)، وسيكرر 5/ 23 - 24.
حَدِيثُ عُوَيْمِرِ بْنِ أَشْقَرَ
19001 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى - يَعْنِي ابْنَ سَعِيدٍ - أَنَّ عَبَّادَ بْنَ تَمِيمٍ أَخْبَرَهُ، عَنْ عُوَيْمِرِ بْنِ أَشْقَرَ: أَنَّهُ ذَبَحَ قَبْلَ أَنْ يَغْدُوَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَنَّهُ ذَكَرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدَمَا فَرَغَ، فَأَمَرَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَعُودَ لِأُضْحِيَّتِهِ (1).
(1) حديث صحيح لغيره، وهو مكرر (15762) سنداً ومتناً.
حَدِيثُ ابْنَيْ قُرَيْظَةَ
19002 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْخَطْمِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ السَّائِبِ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنَا قُرَيْظَةَ: أَنَّهُمْ عُرِضُوا عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم زَمَنَ قُرَيْظَةَ، فَمَنْ كَانَ مِنْهُمْ مُحْتَلِمًا، أَوْ نَبَتَتْ عَانَتُهُ، قُتِلَ وَمَنْ لَا تُرِكَ (1).
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، كثير بن السائب لا يعرف، وقد اختلف فيه، فقد ترجم له المزي، ولم يذكر في الرواة عنه سوى عمارة بن خزيمة، وفرق ابنُ أبي حاتم بينه وبين كثير بن السَّائب الراوي عن محمود بن لبيد، وعدَّهما واحداً ابن حبان، ووقع عند المزي والحافظ أن ابن حبان ذكر كذلك كثير بن السائب الراوي عن أنس، وعنه محمد بن عمرو بن علقمة، وهو وهم نَبَّه عليه محقق "الثقات"، وقد توقف في أمره المزي، فقال: فالله أعلم هل الجميع لرجل واحد أو اثنين أو لثلاثة، وقد ذكر الحافظ في "التهذيب" نقلاً عن ابن أبي حاتم راوياً آخر اسمه كثير بن السائب قاص أهل فلسطين، قال ابن معين: لا أعرفه. فعلق الحافظ بقوله: فهذا يحتمله أن يكون ثالثاً أو رابعاً، ومن ثم غمز الحافظ من الذهبي في الاقتصار في "الميزان" على الراوي عنه عمارة بن خزيمة، فقال: واستروح الذهبي، فقال: تابعي حجازي، تفرد عنه عمارة بن خزيمة، لا يتحقق من ذا.
قلنا: وقد اضطرب فيه حماد كذلك، فرواه بهز عنه كما سيرد 5/ 372 متابعاً فيه عفان.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 6/ 155، وفي "الكبرى"(5622) من طريق أسد بن موسى، والبيهقي في "السنن" 6/ 58 من طَريق عبد الواحد بن =
حَدِيثُ حُصَيْنِ بْنِ مِحْصَنٍ، عَنْ عَمَّةٍ لَهُ
(1)
19003 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ بُشَيْرِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ الْحُصَيْنِ بْنِ مِحْصَنٍ، أَنَّ عَمَّةً لَهُ أَتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي حَاجَةٍ، فَفَرَغَتْ مِنْ حَاجَتِهَا، فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" أَذَاتُ زَوْجٍ أَنْتِ؟ " قَالَتْ: نَعَمْ. قَالَ: " كَيْفَ أَنْتِ لَهُ؟ " قَالَتْ: مَا آلُوهُ إِلَّا مَا عَجَزْتُ عَنْهُ. قَالَ: " فَانْظُرِي أَيْنَ أَنْتِ مِنْهُ، فَإِنَّمَا هُوَ جَنَّتُكِ وَنَارُكِ "(1).
= غياث، كلاهما عن حماد بن سلمة، عن أبي جعفر الخطمي، عن عمارة بن خزيمة، عن كثير بن السائب، به.
وله شاهد يصح به من حديث عطية القرظي سلف برقم (18776)، ولفظه: عرضنا على النبي صلى الله عليه وسلم يوم قريظة، فكان من أنبت قتل، ومن لم ينبت خلي سبيله، فكنت فيمن لم ينبت، فخلي سبيلي.
(1)
إسناده محتمل للتحسين. الحصين بن مِحْصن، مختَلف في صحبته، وقد رَجَّح أنه تابعي البخاريُّ وابنُ أبي حاتم وابن حبان، وقد روى عنه اثنان، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير عمة حصين، فلم يرو لها سوى النسائي.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(8967)، والطبراني في "الكبير" 25/ (448) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(8963) و (8964) و (8968) و (8969)، والطبراني في "الكبير" 25/ (448) و (449) و (450)، وفي "الأوسط"(532)، والحاكم 2/ 189، والبيهقي في "الشعب"(8729) و (8730) و (8731) من طرق عن يحيى بن سعيد الأنصاري، به، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي! =
حَدِيثُ رَبِيعَةَ بْنِ عِبَادٍ الدِّيلِيِّ
19004 -
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: رَبِيعَةُ بْنُ عِبَادٍ مِنْ بَنِي الدِّيلِ وَكَانَ جَاهِلِيًّا، قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي الْجَاهِلِيَّةِ فِي سُوقِ ذِي الْمَجَازِ وَهُوَ يَقُولُ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ قُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، تُفْلِحُوا " وَالنَّاسُ مُجْتَمِعُونَ عَلَيْهِ، وَوَرَاءَهُ رَجُلٌ وَضِيءُ الْوَجْهِ أَحْوَلُ ذُو غَدِيرَتَيْنِ، يَقُولُ: إِنَّهُ صَابِئٌ كَاذِبٌ، يَتْبَعُهُ حَيْثُ ذَهَبَ، فَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَذَكَرُوا لِي نَسَبَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَقَالُوا لِي: هَذَا عَمُّهُ أَبُو لَهَبٍ (1).
19005 -
حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عَبَّادٍ الدُّؤَلِيِّ وَكَانَ جَاهِلِيًّا فَأَسْلَمَ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، قَالَ: فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَهُوَ يَذْكُرُ النُّبُوَّةَ. قُلْتُ:
= وأخرجه النسائي في "الكبرى"(8962) من طريق الأوزاعي، عن يحيى بن سعيد، به، إلا أن فيه: عبد الله بن محصن بدلاً من حُصين بن محصن، وهو خطأ، نبه عليه المزي في "تحفة الأشراف" 13/ (18370).
وسيأتي 6/ 419.
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل عبد الرحمن بن أبي الزناد، وقد سلف برقم (16023) و (16026)، وذكرنا هناك شواهده.
مَنْ هَذَا الَّذِي يُكَذِّبُهُ؟ قَالُوا: هَذَا عَمُّهُ أَبُو لَهَبٍ. قَالَ أَبُو الزِّنَادِ: فَقُلْتُ لِرَبِيعَةَ بْنِ عبادٍ: إِنَّكَ يَوْمَئِذٍ كُنْتَ صَغِيرًا قَالَ: لَا وَاللهِ إِنِّي يَوْمَئِذٍ لَأَعْقِلُ أَنِّي لَأَزْفِرُ الْقِرْبَةَ: يَعْنِي أَحْمِلُهَا (1).
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن كسابقه، وقد سلف برقم (16023).
حَدِيثُ عَرْفَجَةَ بْنِ أَسْعَدَ
(1)
19006 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْأَشْهَبِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ طَرَفَةَ، أَنَّ جَدَّهُ عَرْفَجَةَ أُصِيبَ أَنْفُهُ يَوْمَ الْكُلَابِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَاتَّخَذَ أَنْفًا مِنْ وَرِقٍ، فَأَنْتَنَ عَلَيْهِ، فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَتَّخِذَ أَنْفًا مِنْ ذَهَبٍ. قَالَ يَزِيدُ: فَقِيلَ لِأَبِي الْأَشْهَبِ: أَدْرَكَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ جَدَّهُ؟ قَالَ: نَعَمْ (2).
(1) قال السندي: عرفجة بن أسعد، سَعْدي أو عُطَاردي، كان من الفرسان في الجاهلية معدودٌ في أهل البصرة.
(2)
إسناده حسن، عبد الرحمن بن طرفة -وإن روى عنه اثنان، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان ووثقه العجلي- قد حسن حديثه للترمذي، وقال الآجري: سئل أبو داود عن عبد الرحمن بن طرفة: حديث أبي الأشهب؟ قال: هذا حديث قد رواه الناس. قلنا: وقد أدرك جدَّه كما صرح بذلك أبو الأشهب عقب هذه الرواية، وذكر البخاري في "تاريخه الكبير" 4/ 64 أنه رأى جده قلنا: فحملوا ذلك على الاتصال، والله أعلم، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه، فقد روى له أصحابُ السنن خلا ابن ماجه. أبو الأشهب. هو جعفر بن حيان العطاردي.
وأخرجه أبو داود (4233)، والبيهقي في "السنن" 3/ 425 من طريق يزيد ابن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/ 64 - 65، وأبو داود (4232) و (4233)، والترمذي في "سننه"(1770)، وفي "العلل" 2/ 738 - 739، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= والنسائي في "المجتبى" 8/ 164، وفي "الكبرى"(9464)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1406)، وفي "شرح معاني الآثار" 4/ 257 و 258، وابن قانع في "معجمه" 2/ 280 - 281، وابن حبان (5462)، والطبراني في "الكبير" 17/ (369)، والبيهقي في "السنن" 2/ 425، وفي "السنن الصغير"(338)، وفي "المعرفة"(5047) و (5048)، وفي "الشعب"(6329) من طرق عن أبي الأشهب، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، إنما نعرفه من حديث عبد الرحمن بن طرفة، وقد روى غير واحد من أهل العلم أنهم شدوا أسنانهم بالذهب، وفي هذا الحديث حجَّةٌ لهم.
وأخرجه ابن أبه عاصم في "الآحاد والمثاني"(2810) عن محمد بن خالد ابن عبد الله، عن أبيه، عن أبي الأشهب، عن أشياخ من حيِّه، أن رجلاً من الحي يقال له: عرفجة بن سعد، أصيب أنفه
…
فذكره.
وسيرد في "المسند" 5/ 23 من طرق عن أبي الأشهب، به.
قال السندي: قوله. يوم الكُلاب، بضم كافٍ وتخفيف لامٍ: اسم ماء كانت فيه وقعة مشهورة من أيام العرب، وليس من غزواته صلى الله عليه وسلم بل كان في الجاهلية، وبهذا الحديث أباحَ أكثر العلماء اتخاذ الأنف من ذهب وربط الأسنان به. وقد روي أن حَيَّان بن بِشْر ولي القضاء بأصبهان، فحدَّث بهذا الحديث، فقرأ يوم الكِلاب -بكسر الكاف- ردَّ عليه رجل، وقال- إنما هو الكُلاب بضم الكاف، فأمر بحبسه، فزاره بعض أصحابه، فقال له: فيم حُبِسْتَ؟ فقال: حرب كانت في الجاهلية حُبستُ بسببها في الإسلام.
قلنا: حيان بن بشر وفي القضاء أيام المأمون، انظر ترجمته في "تاريخ أصبهان" 1/ 301، و"تاريخ بغداد" 8/ 285، وقد ذكر نحو هذه القصة.
وَرِق: المشهور كسر الراء، على أن المراد الفضة، وروي عن الأصمعي فتحها على أن المراد ورق الشجرة، وزعم أن الفضة لا تنتن، لكن قال بعض أصحاب الخبرة: إن الفضة تنتن، والذهب لا.
فأنتن، بفتح الهمزة، أي: صار نتناً كريه الرائحة.
حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعْدٍ
(1)
19007 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ - يَعْنِي ابْنَ صَالِحٍ -، عَنِ الْعَلَاءِ - يَعْنِي ابْنَ الْحَارِثِ -، عَنْ حَرَامِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعْدٍ: أَنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَمَّا يُوجِبُ الْغُسْلَ، وَعَنِ الْمَاءِ يَكُونُ بَعْدَ الْمَاءِ، وَعَنِ الصَّلَاةِ فِي بَيْتِي، وَعَنِ الصَّلَاةِ فِي الْمَسْجِدِ، وَعَنْ مُؤَاكَلَةِ الْحَائِضِ. فَقَالَ:" إِنَّ اللهَ لَا يَسْتَحي (2) مِنَ الْحَقِّ، وَأَمَّا أَنَا فَإِذَا فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا " فَذَكَرَ الْغُسْلَ، قَالَ:" أَتَوَضَّأُ وُضُوئِي لِلصَّلَاةِ أَغْسِلُ فَرْجِي " ثُمَّ ذَكَرَ الْغُسْلَ، " وَأَمَّا الْمَاءُ يَكُونُ بَعْدَ الْمَاءِ فَذَلِكَ الْمَذْيُ، وَكُلُّ فَحْلٍ يُمْذِي، فَأَغْسِلُ مِنْ ذَلِكَ فَرْجِي وَأَتَوَضَّأُ، وَأَمَّا الصَّلَاةُ فِي الْمَسْجِدِ وَالصَّلَاةُ فِي بَيْتِي، فَقَدْ تَرَى مَا أَقْرَبَ بَيْتِي مِنَ الْمَسْجِدِ، وَلَأَنْ أُصَلِّيَ فِي بَيْتِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُصَلِّيَ فِي الْمَسْجِدِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ صَلَاةً مَكْتُوبَةً، وَأَمَّا مُؤَاكَلَةُ الْحَائِضِ فَوَاكَلَهَا "(3).
(1) قال السندي: عبد الله بن سَعْد، أنصاري، وقيل: قرشي، أو أَزْدِي، وهو عَمُّ حَرَام بن حكيم، سكن دمشق، له صحبة.
(2)
في (ظ 13): يستحيي.
(3)
إسناده صحيح، رجاله ثقات إلا أنه قد اختلف على معاوية بن صالح: وهو الحضرمي في اسم والد حرام، فسماه في هذه الرواية حكيماً، وسماه في الرواية الآتية (19008) معاوية. فظن بعض من ترجم له أنه اثنان، وهما =
19008 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ حَرَامِ بْنِ مُعَاوِيَةَ
= واحد، وقد نبه على ذلك الخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق"، والحافظ في "التقريب" في ترجمة حرام بن حكيم. العلاء بن الحارث: هو الحضرمي.
وأخرجه مطولاً ومختصراً ابنُ ماجه (651) و (1378)، والدارمي (1073)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(865)، وابن خزيمة (1202)، وابن قانع في "معجمه" 2/ 94، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 1/ 111 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولاً ومختصراً أيضاً أبو داود (211)، وابن الجارود في "المنتقى"(7)، وابن خزيمة (1202)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 339، وابن قانع 2/ 94، والخطيب في "الموضح" 1/ 110 - 111، وابن الأثير في "أسد الغابة" 3/ 258 من طريقين عن معاوية بن صالح، به.
وأخرجه أبو داود (212)، والدارمي (1075)، والبيهقي في "السنن" 1/ 312، والخطيب في "الموضح " 1/ 112 من طريق الهيثم بن حميد، عن العلاء بن الحارث، به.
وفي باب قوله: "فذلك المذي، وكل فحل يمذي، فأغسل من ذلك فرجي وأتوضأ" حديثُ علي، وقد سلف برقم (868).
وفي باب قوله: "ولأن أصلي في بيتي أحبُّ إليّ من أن أصلي في المسجد إلا أن تكون صلاة مكتوبة" من حديث زيد بن ثابت، سيرد 5/ 186.
وفي باب قوله: "وأما مؤاكلة الحائض، فواكلها" من حديث عائشة، سيرد 6/ 192.
قال السندي: قوله: "وعن الماء يكون بعد الماء" أي الذي يخرج شيئاً فشيئاً، ويستمر كذلك ولا يخرج دفعة، بخلاف المني، فإنه يخرج دفعة.
"فإذا فعلت كذا وكذا": كناية عن الجماع.
عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، عَنْ مُؤَاكَلَةِ الْحَائِضِ، فَقَالَ:" وَاكِلْهَا "(1).
(1) إسناده صحيح، وقد سلف الكلام عليه فيما قبله.
وأخرجه الترمذي (133)، وابن ماجه (1378)، وابن قانع في "معجمه" 2/ 93، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 1/ 111 - 112 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وقال الترمذي: حديث عبد الله بن سَعْد حديث حسن غريب.
حَدِيثُ عُبَيْدِ اللهِ (1) بْنِ أَسْلَمَ مَوْلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
(2)
19009 -
حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ سَوَادَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَسْلَمَ مَوْلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ لِجَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ:" أَشْبَهْتَ خَلْقِي وَخُلُقِي "(3).
(1) في (ص) و (م): عبد الله، وهو خطأ.
(2)
قال السندي: عبيد الله بن أسلم هو هاشمي، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ذكره البغوي وغيره في الصحابة.
(3)
حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة: وهو عبد الله، وعبيد الله بن أسلم ترجم له الحافظ في "التعجيل" وفي "الإصابة" إلا أن في رجال التهذيب من اسمه عبيد الله بن أبي رافع، وقد اختلف في اسم أبيه، وذكر المزي أنه في أحد الأقوال أسلم، وذكر في الرواة عنه بكر بن سوادة، فإن كان عبيد الله بن أسلم هذا هو عبيد الله بن أبي رافع، فيكون الإسناد مرسلاً كذلك، لأَنَّ عبيد الله بن أبي رافع لم يُدرك النبي صلى الله عليه وسلم.
وأخرجه ابن قانع في "معجمه" 2/ 180، وابن الأثير في "أسد الغابة" 3/ 521 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وله شاهد من حديث البراء بن عازب عند البخاري (4251).
وآخر من حديث علي بن أبي طالب، سلف (770).
وثالث من حديث ابن عباس، سلف (2040).
حَدِيثُ مَاعِزٍ
(1)
19010 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ - يَعْنِي الْجُرَيْرِيَّ - عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ مَاعِزٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ سُئِلَ: أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: " إِيمَانٌ بِاللهِ وَحْدَهُ، ثُمَّ الْجِهَادُ، ثُمَّ حَجَّةٌ بَرَّةٌ تَفْضُلُ سَائِرَ الْعَمَلِ (2) كَمَا بَيْنَ مَطْلَعِ الشَّمْسِ إِلَى مَغْرِبِهَا "(3).
(1) قال السندي: ماعز، غير منسوب، قال ابن عبد البر: لا أقف على نسبه، وقال ابن منده: تميمي، سكن البصرة.
(2)
في (ق): الأعمال.
(3)
حديث صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه على أبي مسعود الجريري: وهو سعيد بن إياس، فرواه شعبة -كما في هذه الرواية- عنه، عن يزيد بن عبد الله بن الشخير، عن ماعز، به. ورواه وهيب بن خالد -كما سيأتي في الرواية (19011) - عنه، عن حيان بن عمير، عن ماعز، به. وشعبة ووهيب كلاهما سمع من الجريري قبل اختلاطه، ويزيد وحيان كلاهما يكنى أبا العلاء، وقد رواه بالكنية فحسب دون أن يسميه عباد بن العوام فيما أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 8/ 37، فقال: عن الجريري عن أبي العلاء، عن ماعز، به. ولا يضر هذا الاختلاف، فقد يكون للجريري فيه شيخان، أو هو انتقال من ثقة إلى ثقة، وإن كان صنيع البخاري يرجح رواية وهيب، والله أعلم.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (809) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد إلا أنه أُقحم في المطبوع منه: أبو موسى بين شعبة وأبي مسعود الجريري.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/ 207، وقال: رواه أحمد =
• 19011 - [قال عبد الله بن أحمد](1): حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، قال الْجُرَيْرِيّ (2) حدثنا، عَنْ حَيَّانَ بْنِ عُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا مَاعِزٌ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ: أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ فَذَكَرَ نَحْوَهُ (3).
= والطبراني، ورجال أحمد رجال الصحيح.
وانظر ما بعده.
وفي الباب: عن عمرو بن العاص، سلف برقم (17814).
وعن عبد الله بن سلام، سيرد 5/ 451.
وعن الشفاء بنت عبد الله، سيرد 6/ 372.
قال السندي: سائر. العمل، أي: غير ما تقدم من الإيمان والجهاد، ويمكن أن يحصل ضمن تفضل المجموع الإيمان والجهاد والحَجَّة.
كما بين، أي: كمقدار ما بين الناحيتين.
(1)
في النسخ ما خلا (ظ 13) أنه من حديث الإمام أحمد، وهو خطأ. وقد جاء على الصواب في (ظ 13) و"أطراف المسند" 5/ 244.
(2)
في (م): عن الجريري عن حيان، وفي النسخ ما خلا (ظ 13) قال الجريري: عن حيان بن عمير، والمثبت من (ظ 13).
(3)
حديث صحيح، وقد سلف الكلام عليه فيما قبله.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 8/ 37، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2636)، وفي "الجهاد"(24)، والطبراني في "الكبير" 20/ (811) من طريق هدبة بن خالد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد"(24)، والطبراني 20/ (810) من طريق خالد -وهو ابن عبد الله الواسطي- عن الجريري، به.
وانظر ما قبله.
حَدِيثُ أَحْمَرَ بْنِ جَزِيٍّ
19012 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ رَاشِدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ، يَقُولُ: حَدَّثَنَا أَحْمَرُ بْنُ جَزِيٍّ صَاحِبُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِنْ كُنَّا لَنَأْوِي إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِمَّا يُجَافِي مِرْفَقَيْهِ عَنْ جَنْبَيْهِ إِذَا سَجَدَ (1).
(1) إسناده حسن، عباد بن راشد، مختلف فيه، وثقه أحمد وابن شاهين والعجلي والبزار، وقاله الساجي: صدوق، وقال أبو حاتم: صالح الحديث، وأنكر على البخاري ذكره في "الضعفاء"، وقال: يُحوَّل. وقال ابن عدي: ليس حديثه بالكثير، وهو على الاستقامة. وذكره الذهبي في "من تكلم فيه وهو موثق" وقال: صدوق، وقال الحافظ في التقريب: صدوق له أوهام. واختلف قول ابن معين فيه، فقال مرة: صالح، وقال أخرى: ضعيف، وضعفه أبو داود، وقال النسائي: ليس بالقوي، وقال ابن المديني: لا أعرف حاله، وقاله الأزدي: وتركه يحيى القطان، وكان صدوقاً. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن صحابيه لم يخرج له سوى أبي داود وابن ماجه.
وأخرجه أبو يعلى (1552)، وابن الأثير في "أسد الغابة" 1/ 66 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد 7/ 47، والبخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 62، وأبو داود (900)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 232، وابن قانع في "معجمه" 1/ 57، والطبراني في "الكبير"(813)، وابن عدي في "الكامل" 4/ 1647 من طرق عن عباد بن راشد، به.
وسيأتي 5/ 30 - 31. =
حَدِيثُ عِتْبَانَ بْنِ مَالِكٍ الْأَنْصَارِيِّ أَوْ ابْنِ عِتْبَانَ
19013 -
حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عِتْبَانَ، أَوْ ابْنِ عُتْبَانَ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: قُلْتُ: أَيْ نَبِيَّ اللهِ، إِنِّي كُنْتُ مَعَ أَهْلِي، فَلَمَّا سَمِعْتُ صَوْتَكَ، أَقْلَعْتُ، فَاغْتَسَلْتُ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" الْمَاءُ مِنَ الْمَاءِ "(1).
= وانظر حديث ابن عباس السالف برقم (2405)، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
قال السندي: "لنأوي"، مِنْ آوى: إذا رقَّ وترحم، أي: لنترحم ونرق ونتألم لما نراه في شِدَّةٍ وتعب بواسطة المبالغة في المجافاةِ وقلة الاعتماد، والله تعالى أعلم.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، المطلب بن عبد الله لا يعرف له سماع من أحد من الصحابة فيما ذكر البخاري، وقد سلف بإسناد صحيح من حديث أبي سعيد الخدري برقم (11434)، فانظره لزاماً.
وقد ذكرنا أحاديث الباب في الرواية السالفة برقم (11243)، وهو من الأحاديث التي اتفقوا على أنها كانت في أول الأمر، ثم نسخت.
قال السندي: قوله: أقلعت، أي: أمسكت عن الجماع.
"الماء من الماء" أي: وجوب الاغتسال من المني، فأريد بالماء أولاً وجوب الاغتسال به، وثانياً المني، وهذا الحديث كان في أول الأمر، ثم نسخ الحصر حتى وجب الاغتسال بالدخول، ومنهم من استعمل هذا الحديث في الاحتلام، والمورد لا يساعده.
حَدِيثُ سِنَانِ بْنِ سَنَّةَ صَاحِبِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
* 19014 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ. قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ هَارُونَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي حُرَّةَ، عَنْ عَمِّهِ حَكِيمِ بْنِ أَبِي حُرَّةَ عَنْ سِنَانِ بْنِ سَنَّةَ؛ صَاحِبِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" الطَّاعِمُ الشَّاكِرُ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ الصَّائِمِ الصَّابِرِ "(1).
(1) حديث حسن، عبد العزيز بن محمد: وهو الدراوردي، مختلف فيه، حسن الحديث، وحكيم بن أبي حُرَّة روى عنه جمع، وأخرج له البخاري في "صحيحه" متابعة، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وبقية رجاله ثقات.
وقد اختلف فيه على محمد بن عبد الله بن أبي حرة، فرواه سليمان بن بلال -فيما سلف (7889) - عنه، عن عمه حكيم بن أبي حرة، عن سلمان الأغر، عن أبي هريرة، فجعله من حديث أبي هريرة، ونقل ابن أبي حاتم في "العلل " 2/ 13 - 14 عن أبي زرعة قوله حين سئل: أيهما أصح، قال: حديث الدراوردي أشبه.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 142 - 143، والقضاعي في "مسند الشهاب"(264) من طريق ضرار بن صرد، وابن ماجه (1765)، والطبراني في "الكبير"(6492) من طريق عبد الله بن جعفر، كلاهما عن عبد العزيز بن محمد، به.
وخالفهما نعيم بن حماد فيما رواه الدارمي (2024) عنه، فقال: عن عبد العزيز الدراوردي، عن محمد بن عبد الله بن أبي حرة، عن عمه، عن سنان بن سنة، عن أبيه، به، فزاد في الإسناد: عن أبيه، أي: جعله من حديث سنة، ونعيم بن حماد ضعيف. =
• 19015 - [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ]: حَدَّثَنَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَاتِمٍ الطَّوِيلُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ الدَّرَاوَرْدِيُّ مِثْلَهُ (1).
19016 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَرْمَلَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ هِنْدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ حَرْمَلَةَ بْنَ عَمْرٍو وَهُوَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: حَجَجْتُ حَجَّةَ الْوَدَاعِ مُرْدِفِي عَمِّي سِنَانُ بْنُ سَنَّةَ، قَالَ: فَلَمَّا وَقَفْنَا بِعَرَفَاتٍ، رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَاضِعًا إِحْدَى أُصْبُعَيْهِ
= وقد جاءت رواية الدارمي في "إتحاف المهرة" 6/ 64 بهذه الزيادة، لكن المحقق حذفها ظناً منه أن حذفها صواب، ذاهلاً عن اختلاف الروايات والرواة، التي تقضي الأمانة العلمية إثباتها كما هي. والله المستعان.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 143 عن ابن أبي الأسود، عن عبد العزيز بن محمد، عن محمد بن عبد الله بن أبي حرة، عن أبيه، عن سنان ابن سنة، به.
وأخرجه أيضاً 1/ 143 من طريق وهيب، عن موسى بن عقبة، عن حكيم ابن أبي حرة، عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
وأورده المزي في "التحفة" 4/ 88 من طريق إسحاق بن أبي إسرائيل، عن عبد العزيز الدراوردي، عن موسى بن عقبة، عن محمد بن عبد الله بن أبي حرة، عن عمه حكيم بن أبي حرة، عن رجل من أسلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يسمه. وزاد فيه: موسى بن عقبة.
قال السندي: قوله: "الطاعم الشاكر" أي: الذي يصرف قوة ذلك الطعام في طاعته تعالى.
"له مثل أجر الصائم الصابر": لأن كلاً منهما في الطاعة المقصودة من خلق الإنسان، فان المقصود من خلق الإنسان الطاعة لا خصوص الصَّوم، وظاهر الحديث المساواة في الأجر، والله تعالى أعلم.
(1)
حديث حسن، وهو مكرر سابقه، إلا أنه من زوائد عبد الله.
عَلَى الْأُخْرَى، فَقُلْتُ لِعَمِّي: مَاذَا يَقُولُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: يَقُولُ: " ارْمُوا الْجَمْرَةَ بِمِثْلِ حَصَى الْخَذْفِ "(1).
(1) مرفوعه صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة يحيى بن هند، وهو من رجال "التعجيل"، فقد انفرد بالرواية عنه عبد الرحمن بن حرملة، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير عبد الرحمن ابن حرملة، فقد روى له مسلم متابعة وأصحاب السنن، وهو حسن الحديث، وحرملة بن عمرو صحابي جليل، لم يترجم له الحسيني في "الإكمال" ولا الحافظ في "التعجيل"، وهو على شرطهما. وسنان بن سنة لم يرو له سوى ابن ماجه. عفان: هو ابن مسلم. ووهيب: هو ابن خالد.
وأخرجه ابن سعد 4/ 317 عن عفان، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2853)، والبزار (1131)(زوائد)، وابن خزيمة (2874)، والطبراني في "الكبير"(3473) و (3474) من طرق عن عبد الرحمن بن حرملة، به. قال البزار: لا نعلم روى حرملة إلا هذا بهذا الإسناد، وجاء عند البزار: واضعاً إحدى يديه على الأخرى.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 3/ 258، وقال: رواه أحمد والبزار والطبراني في " الكبير"، ورجاله ثقات!
وله شاهد من حديث جابر، سلف (14219)، وإسناده صحيح على شرط مسلم.
وآخر من حديث أم سليمان بن عمرو بن الأحوص، سلف (16087)، وذكرنا هناك بقية شواهده.
حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَالِكٍ الْأَوْسِيِّ
(1)
19017 -
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَمِّهِ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ شُبَيْلَ (2) بْنَ خُلَيْدٍ الْمُزَنِيَّ أَخْبَرَهُ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَالِكٍ الْأَوْسِيَّ أخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِلْوَلِيدَةِ: " إِنْ زَنَتْ فَاجْلِدُوهَا، ثُمَّ إِنْ زَنَتْ فَاجْلِدُوهَا، ثُمَّ إِنْ زَنَتْ فَاجْلِدُوهَا، ثُمَّ إِنْ زَنَتْ، فَبِيعُوهَا وَلَوْ بِضَفِيرٍ ". وَالضَّفِيرُ: الْحَبْلُ، فِي الثَّالِثَةِ أَوْ فِي الرَّابِعَةِ (3).
(1) قال السندي: عبد الله بن مالك الأوسي: هو أنصاري، حجازي، له صحبة.
(2)
هكذا جاء في النسخ، وفي نسخة السندي، ولم يورده أحد على أنه اختلاف في اسمه، فقد اتفقوا كلهم على أنه شبل -مكبراً- واختلافهم كان في اسم أبيه، وقد جاء على الصواب في "أطراف المسند" 4/ 123 وفي الرواية التالية (19018).
(3)
حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة شبل بن خليد المزني، فقد انفرد بالرواية عنه عبيد الله بن عبد الله بن عتبة.
واختلف فيه على الزهري، فرواه مالك -كما سلف (17057) - عنه، عن عبيد الله بن عبد الله، عن أبي هريرة وزيد بن خالد، وهذه الطريق هي التي أخرجها الشيخان، فانظرها ثمة، وقد اختلف هنا كذلك على الزهري في اسم والد شبل -فقيل: ابن خليد- كما في هذه الرواية- وقيل: ابن حامد، وقيل: ابن معبد، ورجح البخاري: ابن خليد، ورجح ابن معين: ابن حامد، أما ابن معبد فقد قال الحافظ في "التهذيب" عن ابن معين: ابن عيينة يخطئ فيه =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= يقول: شبل بن معبد، فيظنه شبل بن معبد الذي كان شهد على المغيرة- واختلف كذلك في اسم صحابيه كما سيأتي في التخريج، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن أخي الزهري، وهو محمد بن عبد الله بن مسلم، فهو من رجال مسلم، وأخرج له البخاري متابعة. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزهري.
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 3/ 376، والمزي في "تهذيب الكمال"(ترجمة عبد الله بن مالك الأوسي)، من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(492)، والبخاري في "التاريخ الكبير" 5/ 19 - 20، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1115)، والنسائي في "الكبرى"(7262) من طريق يعقوب بن إبراهيم، به.
وأخرجه البخاري في "تاريخه" 5/ 20 من طريق يحيى بن عبد الله بن بكير، عن الليث، عن عقيل، عن الزهري، به.
وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 430 - ومن طريقه البيهقي في السنن 8/ 244 - عن يحيى بن بكير، وقد قرن معه أبا صالح عبد الله بن صالح، بالإسناد السالف، إلا أنه قلب اسم الصحابي، فقال: مالك ابن عبد الله الأوسي. قال البيهقي: كذا رواه يعقوب عنهما، ورواه البخاري في "التاريخ" عن عبد الله -يعني ابن صالح- عن الليث هكذا. قلنا: يعني قد قلب اسمه، وعن ابن بكير، عن الليث، فقال: عن عبد الله بن مالك الأوسي. وكذلك قاله الزبيدي وابن أخي ابن شهاب، عن الزهري.
قلنا: رواية الزبيدي ستأتي برقم (19018).
ورواية عبد الله بن صالح أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" 5/ 20، ويعقوب بن سفيان 1/ 430 - ومن طريقه البيهقي 8/ 244 - ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3730) من طريق عبد الله بن صالح أبي صالح، عن الليث، عن عقيل، عن الزهري، به. إلا أنه قال: مالك بن عبد الله الأوسي. قلنا: وقد غير محقق "المعرفة والتاريخ" رواية عبد الله بن صالح =
19018 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنِي الزُّبَيْدِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ أَنَّ شِبْلَ (1) بْنَ خُلَيْدٍ الْمُزَنِيَّ أَخْبَرَهُ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَالِكٍ الْأَوْسِيَّ أَخْبَرَهُ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ
= هذه، وقد قلب فيها اسم الصحابي إلى عبد الله بن مالك، مخالفاً أصوله، ظناً منه أن ما فعله هو الصواب! وعبد الله بن صالح ضعيف.
وأخرجه البخاري في "تاريخه" 5/ 20، والنسائي في "الكبرى"(7261) والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 135، وفي "شرح مشكل الآثار"(3728)، وابن قانع في "معجمه" 2/ 121 من طريق ابن وهب، عن يونس، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن شبل بن حامد المزني أن عبد الله ابن مالك الأوسي، به مرفوعاً. وذكر ابن معين أن شبل بن حامد هو الصواب. وخالفه البخاري فقال: خليد أشبه، وحامد لا يصح عندي. وبنحو قول البخاري قال الطحاوي.
وأخرجه البخاري في "تاريخه" 5/ 20، وابن قانع في "معجمه" 2/ 121 من طريق جرير بن حازم، عن يونس، بالإسناد السالف إلا أن فيه: عن مالك ابن عبد الله. وجاء عند ابن قانع على الجادة: عبد الله بن مالك.
وسيرد (19018).
وفي الباب من حديث أبي هريرة، سلف برقم (7395)، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
قال السندي: "ولو بضفير" أي: ولو بشيء لا قيمة له كالضفير، وهو فعيل بمعنى المفعول. ولا بد عند البيع من ذكر العيب، وهذا البيع مستحب عند الجمهور، فإن قيل: كيف يكره شيئاً ويرتضيه لأخيه المسلم؟ فالجواب لعلها تستعف عند المشتري بأن يعفها بنفسه، أو يصونها بهيئته، أو بالإحسان إليها والتوسعة عليها، أو يزوجها، أو غير ذلك، والله تعالى أعلم.
(1)
في (ق): شبيل.
لِلْوَلِيدَةِ: " إِنْ زَنَتْ فَاجْلِدُوهَا، ثُمَّ إِنْ زَنَتْ فَاجْلِدُوهَا، ثُمَّ إِنْ زَنَتْ فَاجْلِدُوهَا (1)، ثُمَّ إِنْ زَنَتْ فَبِيعُوهَا وَلَوْ بِضَفِيرٍ ". وَالضَّفِيرُ: الْحَبْلُ (2).
(1) قوله: ثم إن زنت فاجلدوها، كرر في (ظ 13) مرتين.
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة شبل بن خليد، وقد سلف الكلام عليه برقم (19017). وبقية بن الوليد مدلس وقد عنعن.
وأخرجه البخاري في "تاريخه" 5/ 19، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 430 - 431، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1114)، والنسائي في "الكبرى"(7263)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 135 - 136، وفي "شرح مشكل الآثار"(3729)، وابن قانع في "معجمه" 2/ 121 من طرق عن بقية بن الوليد، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (19017).
حَدِيثُ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكٍ ابْنِ بَرْصَاءَ
19019 -
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكٍ ابْنِ بَرْصَاءَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" لَا تُغْزَى مَكَّةُ بَعْدَهَا أَبَدًا ". قَالَ سُفْيَانُ: " الْحَارِثُ خُزَاعِيٌّ (1).
19020 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّا، عَنْ عَامِرٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكٍ ابْنِ بَرْصَاءَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ: " لَا تُغْزَى هَذِهِ بَعْدَهَا أَبَدًا (2) إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ "(3).
(1) حديث حسن، وقد سلف الكلام على إسناده في الرواية رقم (15404).
وأخرجه الحميدي (572)، والفاكهي في "أخبار مكة"(768) و (769)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1509)، وفي "شرح معاني الآثار" 3/ 326، والطبراني في "الكبير"(3338)، والحاكم 3/ 627 من طريق سفيان ابن عيينة، بهذا الإسناد.
وعن الحميدي زيادة: قال سفيان: تفسيره: على الكفر.
وقد سلف برقم (15404).
(2)
لفظ: أبداً، ليس في (ظ 13) و (ص)، وهي نسخة في هامش (س).
(3)
حديث حسن، وقد سلف الكلام على إسناده في الرواية رقم (15404). زكريا: هو ابن أبي زائدة، وعامر: هو ابن شراحيل الشعبي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(3333) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (15404)، فانظره لزاماً.
حَدِيثُ أَوْسِ بْنِ حُذَيْفَةَ
19021 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطَّائِفِيُّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَوْسٍ الثَّقَفِيِّ، عَنْ جَدِّهِ أَوْسِ بْنِ حُذَيْفَةَ، قَالَ: كُنْتُ فِي الْوَفْدِ الَّذِينَ أَتَوْا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَسْلَمُوا مِنْ ثَقِيفٍ مِنْ بَنِي مَالِكٍ، أَنْزَلَنَا فِي قُبَّةٍ لَهُ، فَكَانَ يَخْتَلِفُ إِلَيْنَا بَيْنَ بُيُوتِهِ وَبَيْنَ الْمَسْجِدِ، فَإِذَا صَلَّى الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ انْصَرَفَ إِلَيْنَا، فَلَا يَبْرَحُ يُحَدِّثُنَا وَيَشْتَكِي قُرَيْشًا، وَيَشْتَكِي أَهْلَ مَكَّةَ، ثُمَّ يَقُولُ:" لَا سَوَاءَ، كُنَّا بِمَكَّةَ مُسْتَذَلِّينَ أَوْ مُسْتَضْعَفِينَ، فَلَمَّا خَرَجْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ كَانَتْ سِجَالُ الْحَرْبِ عَلَيْنَا وَلَنَا " فَمَكَثَ عَنَّا لَيْلَةً لَمْ يَأْتِنَا حَتَّى طَالَ ذَلِكَ عَلَيْنَا بَعْدَ الْعِشَاءِ. قَالَ: قُلْنَا: مَا أَمْكَثَكَ عَنَّا يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " طَرَأَ عَليَّ (1) حِزْبٌ مِنَ الْقُرْآنِ، فَأَرَدْتُ أَنْ لَا أَخْرُجَ حَتَّى أَقْضِيَهُ " فَسَأَلْنَا أَصْحَابَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ أَصْبَحْنَا، قَالَ: قُلْنَا: كَيْفَ تُحَزِّبُونَ الْقُرْآنَ؟ قَالُوا: نُحَزِّبُهُ ثَلاثُ (2) سُوَرٍ، وَخَمْسَ سُوَرٍ، وَسَبْعَ سُوَرٍ، وَتِسْعَ سُوَرٍ، وَإِحْدَى عَشْرَةَ سُورَةً، وَثَلَاثَ عَشْرَةَ سُورَةً، وَحِزْبُ الْمُفَصَّلِ مِنْ ق حَتَّى تَخْتِمَ (3).
(1) في (ظ 13) و (س) و (ص): يحيى، والمثبت من (ق) وهامش (س).
(2)
في النسخ: ست، وجاء في هامش (ظ 13): صوابه ثلاث.
(3)
إسناده ضعيف، وهو مكرر (16166) سنداً ومتناً.
حَدِيثُ الْبَيَاضِيِّ
19022 -
قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ: مَالِكٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ التَّمَّارِّ، عَنِ الْبَيَاضِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ عَلَى النَّاسِ وَهُمْ يُصَلُّونَ وَقَدْ عَلَتْ أَصْوَاتُهُمْ بِالْقِرَاءَةِ، فَقَالَ:" إِنَّ الْمُصَلِّي يُنَاجِي رَبَّهُ عز وجل فَلْيَنْظُرْ مَا يُنَاجِيهِ، وَلَا يَجْهَرْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ بِالْقُرْآنِ "(1).
(1) حديث صحيح، أبو حازم التمار مختلف في صحبته، والظاهر أنه لا صحبة له، فقد أخرج أبو داود له حديثاَ في "المراسيل"، وقد اختلف على محمد بن إبراهيم التيمي في اسمه، فقيل: هو التمار -كما في هذه الرواية- وقيل: مولى بني بياضة، وقيل: مولى الأنصار، وقيل: مولى بني غفار، وقيل: مولى بني هذيل -كما سيأتي، ولم يتعرضوا له- روى له البخاري في "خلق أفعال العباد"، والنسائي، وهو ثقة، وثقه أبو داود وابن عبد البر. وقد فرق الحافظ في "التهذيب" و"التقريب" بين أبي حازم مولى بني بياضة، وبين أبي حازم مولى الغفاريين وهو التمار، واسمه دينار، فقال في "التقريب" في ترجمة أبي حازم الغفاري: وهم من خلطه بالذي قبله، وقال في "التهذيب": أبو حازم اثنان، أحدهما مولى بني بياضة، وهو مولى الأنصار، وأبو حازم مولى الغفاريين هو التمار، فيحتمل أن يكونا جميعاً رويا هذا الحديث، ويحتمل أن يكون بعض الرواة وهم في قوله: بني غفار، والله تعالى أعلم.
قلنا: وكذلك يفهم من صنيع المزي، فقد ترجم لأبي حازم التمار مولى أبي رهم الغفاري تمييزاً، وعدَّهما واحداً البخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 245، وابن عبد البر في "التمهيد" 23/ 316، وبقية رجاله ثقات رجال =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= الشيخين غير صحابيه -قيل: اسمه عبد الله بن جابر، وقيل: فروة بن عمرو- فقد روى له البخاري في "خلق أفعال العباد"، والنَّسائي.
وهو عند مالك في "الموطأ" 1/ 80 ومن طريقه أخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" ص 82، والبخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 245، وفي "خلق أفعال العباد" ص 107، والنسائي في "الكبرى"(3364) و (8091)، والبيهقي في "السنن" 3/ 11 - 12، وفي "الشعب"(2656)، والبغوي في "شرح السنة"(608)، وفي مطبوع البخاري: عن أبي حازم التمار البياضي، بسقوط "عن" بين التمار والبياضي.
وقد اختلف فيه على يحيى بن سعيد، فرواه عبد الله بن المبارك في "الزهد"(1144) -ومن طريقه النسائي في "الكبرى"(3365) - وابن عيينة كما في "مصنف" عبد الرزاق (4217)، والليث بن سعد، ويزيد بن هارون فيما روى النسائي في "الكبرى"(3366) و (3367)، وحماد بن زيد فيما روى ابن عبد البر في "التمهيد" 23/ 316 - 317، والمزي في "تهذيب الكمال"(في ترجمة أبي حازم البياضي)، خمستهم عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي حازم مولى الأنصار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، مرسلاً، لم يذكروا البياضي، وانظر "علل ابن أبي حاتم" 1/ 229 - 230.
ورواه عنه سفيان بن عيينة، فأخطأ فيه يعقوبُ بن حميد فيما أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2006) عنه، عن سفيان، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي حازم، عن أبي عمرة الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم. ويعقوب بن حميد: هو ابن كاسب، ضعيف.
وقد اختلف فيه على محمد بن إبراهيم، فأخرجه البخاري في "تاريخه" 3/ 244 - 245، وفي "خلق أفعال العباد" ص 108، وإسحاق بن راهويه -كما في "المطالب العالية"(1118) - من طريق محمد بن إسحاق، عن محمد بن =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= إبراهيم التيمي، عن أبي حازم مولى هذيل، قال: جاورت أنا ورجل من بني بياضة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فحدثني عن النبي صلى الله عليه وسلم .. فذكره مطولاً.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(3362)، وابن عبد البر في "التمهيد" 23/ 318 من طريق الليث، عن يزيد بن عبد الله ابن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي حازم التمار -وقال ابن عبد البر: مولى الغفاريين- عن البياضي، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فذكره.
وأخرجه البيهقي في "الشعب"(2657) من طريق أحمد بن عبد الحميد الحارثي، عن أبي أسامة، عن الوليد بن كثير، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي حازم مولى هذيل أن رجلاً من بني بياضة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حدثه.
وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال"(في ترجمة أبي حازم) من طريق نصر ابن علي، عن أبي أسامة، عن الوليد بن كثير، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي حازم مولى بياضة حدثه: أن رجلاً من بني بياضة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حدثه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
فذكره.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2007) من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن يزيد ابن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن عطاء بن يسار وأبي حازم مولى الغفاريين، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من بني بياضة أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم. وقد أشار إلى هذه الطريق الحافظ في "أطراف المسند" 8/ 337، وجاء في مطبوع "الآحاد والمثاني" عن عطاء بن يسار، عن أبي حازم مولى الغفاريين، وهو خطأ.
وقد رواه من طريق عطاء البخاري في "خلق أفعال العباد" ص 108، والنسائي في "الكبرى"(3360)(3361)، وابن عبد البر في "التمهيد" 23/ 317 - 318 من طرق عن يزيد ابن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن عطاء ابن يسار، عن رجل من بني بياضة من الأنصار، به.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(3363) من طريق شعبة، عن عبد ربه بن =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= سعيد، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، عن رجل من الأنصار، به.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(3368) من طريق عبد الله بن نمير، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم، عن رجل من قومه، نحوه، فلم يذكر أبا حازم.
وله شاهد من حديث أبي سعيد الخدري، سلف (11896) بإسناد صحيح، ولفظه:"ألا إن كلكم مناج ربه، فلا يؤذين بعضكم بعضاً، ولا يرفعن بعضكم على بعض بالقراءة" أو قال: "في الصلاة".
وقال ابن عبد البر في "التمهيد" 23/ 309: وحديث البياضي وحديث أبي سعيد ثابتان صحيحان، والله أعلم.
وآخر من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب، وقد سلف (4928)، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: "فلينظر ما يناجيه": كأنه عبر بـ "ما" مراعاةً للوصف، أي: فلينظر العظيم الذي يناجيه، فيراعي آداب مناجاته.
حَدِيثُ أَبِي أَرْوَى
(1)
19023 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ وُهَيْبٍ، عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ، حَدَّثَنِي أَبُو أَرْوَى، قَالَ: كُنْتُ أُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الْعَصْرَ، ثُمَّ آتِي الشَّجَرَةَ قَبْلَ غُرُوبِ الشَّمْسِ (2).
(1) قال السندي: لا يعرف اسمه، لا نسبه، وله صحبة، وكان ينزل ذا الحُلَيفة، مات في آخر خلافة معاوية.
(2)
إسناده ضعيف لضعف أبي واقد الليثي وهو صالح بن محمد ابن زائدة، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أن صحابيه من رجال "التعجيل"، ولا يعرف اسمه. وهيب: هو ابن خالد بن عجلان.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 327، والبخاري في "تاريخه" 9/ 6 - 7، والبزار (372)(الزوائد)، والدولابي في "الكنى والأسماء" 1/ 16، والطبراني في "الكبير" 22/ (925) من طرق عن وهيب، بهذا الإسناد. زاد ابن أبي شيبة: يعني ذا الحليفة، وعند الدولابي والطبراني: ثم أمشي إلى ذي الحليفة، فآتيهم قبل أن تغيب الشمسُ. وزاد البزار: وهي على قَدْر فرسخين. وتحرف اسم وهيب عند بعضهم إلى: وهب.
قال البزار: لا نعلم روى أبو أروى إلا هذا الحديث وآخر.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 1/ 307، وقال: رواه البزار وأحمد باختصار، والطبراني في "الكبير"، وفيه صالح بن محمد أبو واقد الليثي، وثقه أحمد، وضعفه يحيى بن معين والدارقطني وجماعة.
وقد صح في تعجيل صلاة العصر أحاديث، منها حديث أنس، سلف (12644)، وإسناده صحيح على شرط الشيخين. وحديث رافع بن خديج عند =
حَدِيثُ فَضَالَةَ اللَّيْثِيِّ
(1)
19024 -
حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حَرْبِ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ فَضَالَةَ اللَّيْثِيِّ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَأَسْلَمْتُ وَعَلَّمَنِي حَتَّى عَلَّمَنِي الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ لِمَوَاقِيتِهِنَّ. قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ هَذِهِ لَسَاعَاتٌ (2) أُشْغَلُ فِيهَا (3)، فَمُرْنِي (4) بِجَوَامِعَ، فَقَالَ لِي:" إِنْ شُغِلْتَ، فَلَا تُشْغَلْ عَنِ الْعَصْرَيْنِ " قُلْتُ: وَمَا الْعَصْرَانِ؟ قَالَ: " صَلَاةُ الْغَدَاةِ وَصَلَاةُ الْعَصْرِ "(5).
= البخاري (2485)، ومسلم (625)، وسلف برقم (17275).
وحديث أبي برزة عند البخاري (547)، ومسلم (647)، وسيرد برقم (19767).
وحديث عائشة، سيرد 6/ 37.
قال السندي: قوله: ثم آتي الشجرة: التي كانت بذي الحُلَيْفة.
(1)
قال السندي: فضالة الليثي والد عبد الله، له صحبة.
(2)
في (ظ 13) و (ق)، وهامش (س): ساعات.
(3)
في (ق): فيهن.
(4)
في (ظ 13): فمر لي.
(5)
حديث ضعيف، وهذا إسناد اختلف فيه على داود بن أبي هند، فرواه هشيم -كما في هذه الرواية- عنه، عن أبي حرب بن أبي الأسود، عن فضالة الليثي، ورواه خالد بن عبد الله الواسطي - كما عند أبي داود (428)، ويعقوب ابن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 341 - ومن طريقه البيهقي 1/ 466 - ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(939) -ومن طريقه ابن الأثير في "أسد =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= الغابة" 4/ 364 - ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (996)، وابن قانع في "معجمه " 2/ 325 - 326، وابن حبان (1742)، والطبراني في "الكبير" 18/ (826)، والحاكم 1/ 199 - 200، 3/ 628 - عنه، عن أبي حرب عن عبد الله بن فضالة، عن فضالة، به، فزاد في الإسناد: عبد الله بن فضالة. وتابع خالداً زهيرُ بنُ إسحاق السلولي -كما عند البخاري في "التاريخ الكبير" 5/ 170 - وعليُّ بن عاصم الواسطي -كما عند البيهقي في "السنن" 1/ 466 - وزهير وعلي: ضعيفان.
ورواه مسلمة بن علقمة المازني -فيما ذكره البخاري 5/ 170، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل " 5/ 135، والمزي في "تحفة الأشراف" 8/ 264 - عنه، عن أبي حرب، عن عبد الله بن فضالة، لم يقل: عن أبيه.
قلنا: أخرجه ابن قانع في "معجمه" 2/ 326 من طريق مسلمة بن علقمة: وفيه: عن أبيه، ولعله وهم من ابن قانع.
قال أبو حاتم فيما نقله عنه ابنه في "الجرح والتعديل" 5/ 135 - 136، وفي العلل 1/ 109: حديث خالد أصحُّ عندي.
قلنا: ولكن في طريقه عبد الله بن فضالة، لم يذكروا في الرواة عنه سوى اثنين، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وذكره الذهبي في "المغني" 1/ 350، فقال: عبد الله بن فضالة، عن أبيه، ولفضالة صحبة، لا يعرفان، والخبر منكر في وقت الصلاة
…
وأخرجه ابن سعد 7/ 79 - 80، والبخاري في "تاريخه" 5/ 170، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(997)، وابن حبان (1741)، والحاكم 1/ 199 من طرق عن هشيم، بهذا الإسناد.
وانظر حديث أبي هريرة السالف برقم (7491)، وحديث أبي موسى الأشعري السالف (16730)، وحديث جرير بن عبد الله الآتي (19190). =
حَدِيثُ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ
19025 -
حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ أَخْبَرَنَا، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ؛ رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" مَنْ ضَمَّ يَتِيمًا بَيْنَ أَبَوَيْنِ مُسْلِمَيْنِ إِلَى طَعَامِهِ وَشَرَابِهِ حَتَّى يَسْتَغْنِيَ عَنْهُ، وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ الْبَتَّةَ، وَمَنْ أَعْتَقَ امْرَأً مُسْلِمًا كَانَ فَكَاكَهُ مِنَ النَّارِ، يُجْزِي لِكُلِّ (1) عُضْوٍ مِنْهُ عُضْوًا مِنْهُ مِنَ النَّارِ "(2).
= قال السندي: قوله: "أُشغل فيها" على بناء المفعول، أي: فربما يؤدي ذاك إلى تأخيرها عن مواقيتها. المندوبة.
بجوامع: يكون أداؤها في أحسن أوقاتها، يعني عن أداء الكل في أحسن أوقاتها.
قوله: "عن العصرين" مبني على التغليب، أي: فأدِّهما في أحسن أوقاتهما، وأدِّ البقية بالوجه المتيسر، فلا دلالة في الحديث على أنّ الصلاتين تكفيان عن الخمس.
قلنا: وهذا التأويل مبنيٌّ على فرض صحة الحديث، ولكنه ضعيف كما ترى.
(1)
في (م): بكل.
(2)
حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد اختلف فيه على زرارة بن أوفى في اسم صحابيه ونسبه ونسبته، فرواه عنه علي بن زيد بن جدعان، واختلف عليه فيه كذلك؛ فرواه هشيم -كما في هذه الرواية- عن علي بن زيد، عن زرارة ابن أوفى، فقال: عن مالك بن الحارث، ورواه سفيان الثوري -كما في الرواية (19026) - عن علي بن زيد، عن زرارة، فقال: عن عمرو بن مالك أو
مالك بن عمرو -شك سفيان- ورواه حماد عن سلمة -كما في الرواية الآتية =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= (19030) - عن علي بن زيد، عن زرارة، فقال: عن مالك بن عمرو القشيري دون شك.
وخالف قتادةُ عليَّ بن زيد، فرواه شعبة عنه -كما في الروايات (19027) و (19028)(19029) - عن زرارة بن أوفى، فقال: عن أُبي بن مالك. وهو الصحيح فيما قال البخاري، ونقله عنه الحافظ ابن حجر في "الإصابة" في ترجمة أبي بن مالك، وقال الحافظ في ترجمة (مالك بن عمرو): الراجح أبي بن مالك لكون ذلك من رواية قتادة، وهو أحفظ من رواية علي بن زيد بن جدعان، فإنه اضطرب فيه في روايته عن زرارة بن أوفى عنه، فاختلف عليه في اسمه ونسبه ونسبته، والحديث واحد، وهو في فضل من أعتق رقبة مؤمنة، وفيمن ضم يتيماً بين أبويه، وقد جعله بعض من صنَّف عدة أسماء، وساق في كل اسم حديثاً منها. قلنا: وبنحو هذا الصنيع فعل الإمام أحمد في "المسند" كما رأيت.
وأخرجه ابن قانع في "معجمه" 3/ 50، والطبراني في "الكبير" 19/ (670) من طريق هشيم، بهذا الإسناد، إلا أنه في رواية الطبراني سُمِّيَ الصحابي: مالك بن عمرو.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/ 243، وقال: رواه أحمد والطبراني، وفيه علي بن زيد، وحديثه حسن، وقد ضعف.
وسيرد (19026) و (19030).
وفي كفالة اليتيم، له شاهد من حديث أبي هريرة، سلف (8881)، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
وفضل العتق له شاهد من حديث أبي هريرة، سلف برقم (9441)، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب، وانظر (17024).
قال السندي: قوله: "بين أبوين مسلمين"، أي: ولد بينهما، والمراد بالأبوين الأب والأم تغليباً.
"عنه"، أي: عن الضَّامَّ. =
19026 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ أَوْ مَالِكِ بْنِ عَمْرٍو - كَذَا قَالَ سُفْيَانُ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ ضَمَّ يَتِيمًا بَيْنَ أَبَوَيْهِ، فَلَهُ الْجَنَّةُ الْبَتَّةَ "(1).
= "يُجزى" على بناء المفعول، أي: يُجزى المعتِق -بالكسر- خلاص عضو منه بعضو من المُعْتَق - بالفتح.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد سلف الكلام عليه في الرواية (19025). سفيان: هو الثوري.
وأخرجه ابن قانع في "معجمه" 3/ 50، والطبراني في "الكبير" 19/ (669)، وفي "مكارم الأخلاق"(108) من طريق محمد بن كثير، عن سفيان، بهذا الإسناد، وتحرف في مطبوع الطبراني الكبير اسم محمد بن كثير إلى يحيى ابن كثير، وكذلك تحرف اسم مالك بن عمرو أو عمرو بن مالك إلى: مالك بن عمر بن مالك. وقال الطبراني في "مكارم الأخلاق": هكذا روى سفيان هذا الحديث: عن مالك بن عمرو أو عمرو بن مالك، بالشك، والصواب: مالك ابن عمرو القشيري.
قلنا: قد بينا الاختلاف في اسم صحابي الحديث في الرواية السالفة، فانظرها لزاماً.
حَدِيثُ أُبَيِّ بْنِ مَالِكٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
(1)
19027 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ: يُحَدِّثُ عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ أُبَيِّ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" مَنْ أَدْرَكَ وَالِدَيْهِ أَوْ أَحَدَهُمَا، ثُمَّ دَخَلَ النَّارَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ، فَأَبْعَدَهُ اللهُ وَأَسْحَقَهُ "(2).
(1) قوله: عن النبي صلى الله عليه وسلم، ليس في (ظ 13).
(2)
إسناده صحيح، رجاله ثقات، رجال الشيخين غير أن صحابيه أُبي بن مالك، فمن رجال "التعجيل". قتادة: هو ابن دعامة السدوسي.
وأخرجه الطيالسي (1321) -ومن طريقه أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(764)، والبيهقي في "الشعب"(7885) - وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 40 والطبراني في "الكبير"(544) من طريق عمرو بن مرزوق، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(959)، والطبراني (544) من طريق علي بن الجعد، والبخاري في "تاريخه" 2/ 40 من طريق آدم، وابن قانع في "معجمه" 1/ 7، والطبراني (544)، وأبو نعيم في "المعرفة"(765) من طريق عاصم بن علي، خمستهم الطيالسي، وعمرو بن مرزوق، وعلي بن الجعد، وآدم، وعاصم بن علي، عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 2/ 632 من طريق الحكم بن عبد الله البزار، عن شعبة، عن قتادة، عن أنس، قال النبي صلى الله عليه وسلم:"من أدرك أحد والديه فلم يغفر له، فأبعده الله". وقال: وهذا الحديث غريب عن شعبة، عن قتادة، عن أنس، وهو عندي من قال: عن قتادة، عن أنس، صحَّف، فإن قتادة يروي هذا عن زرارة بن أوفى، عن أبي بن مالك، فصحَّف وظن أنه أنس بن مالك، فقال: أنس بن مالك، وإنما ذكر الحكم بهذه المناكير التي يرويها الذي لا يتابعه أحدٌ عليه. =
19028 -
حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ زُرَارَةَ بْنَ أَوْفَى يُحَدِّثُ عَنْ أُبَيِّ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم (1).
19029 -
وَحَدَّثَنِي بَهْزٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ يُقَالُ لَهُ: أُبَيُّ بْنُ مَالِكٍ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ أَدْرَكَ وَالِدَيْهِ أَوْ أَحَدَهُمَا، فَدَخَلَ النَّارَ، فَأَبْعَدَهُ اللهُ "(2).
= وسيرد بالأرقام (19028)، (19029)، (19030) و 5/ 29.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7451)، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: "ثم دخل النار"، أي: كان حقُّه أن يدخل الجنة ببِرِّهما، فحيث قَصَّر في ذلك حتى دخل النَّار، فهو ممن يستحق البُعْدَ.
(1)
إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله (19027) إلا أن شيخ أحمد هنا: هو حجاج بن محمد المصيصي الأعور.
وسيكرر 5/ 29 سنداً ومتناً.
(2)
إسناده صحيح، وهو مكرر (19027) إلا أن شيخ أحمد هنا: هو بهز ابن أسد العَمِّي.
وسيكرر 5/ 29 سنداً ومتناً.
حَدِيثُ مَالِكِ بْنِ عَمْرٍو الْقُشَيْرِيِّ
19030 -
حَدَّثَنَا بَهْزٌ وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ. قَالَ عَفَّانُ فِي حَدِيثِهِ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ مَالِكِ بْنِ عَمْرٍو الْقُشَيْرِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً مُسْلِمَةً، فَهِيَ فِدَاؤُهُ مِنَ النَّارِ ". قَالَ: عَفَّانُ: " مَكَانَ كُلِّ عَظْمٍ مِنْ عِظَامِ مُحَرَّرِهِ بِعَظْمٍ مِنْ عِظَامِهِ، وَمَنْ أَدْرَكَ أَحَدَ وَالِدَيْهِ، ثُمَّ لَمْ يُغْفَرْ لَهُ، فَأَبْعَدَهُ اللهُ، وَمَنْ ضَمَّ يَتِيمًا مِنْ بَيْنِ أَبَوَيْنِ (1) مُسْلِمَيْنِ " قَالَ عَفَّانُ: " إِلَى طَعَامِهِ وَشَرَابِهِ حَتَّى يُغْنِيَهُ اللهُ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ "(2).
(1) في (ظ 13) و (ق) و (ص): أبويه.
(2)
صحيح لغيره، دون قوله: "من أدرك أحد والديه
…
" فهو صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد، وقد سلف الكلام عليه في الرواية (19025)، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير أن حماد بن سلمة من رجال مسلم. بهز: هو ابن أسد العمي، وعفان: هو ابن مسلم.
وأخرجه ابن سعد 7/ 41 عن عفان، بهذا الإسناد.
وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 342 - ومن طريقه البيهقي في "الشعب"(11031) - والطبراني في "الكبير" 19/ (666) و (667) من طريقين عن حماد، به.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/ 243، وقال: رواه أحمد، وهو أطول من هذا، وهو في البر والصلة، وفيه علي بن زيد، وفيه ضعف، وهو حسن الحديث!
وأورده أيضاً 8/ 139 - 140 وقال: رواه أحمد، ثم قال: وإسناده حسن!
حَدِيثُ الْخَشْخَاشِ الْعَنْبَرِيِّ
19031 -
حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ أَبِي الْحُرِّ، عَنِ الْخَشْخَاشِ الْعَنْبَرِيِّ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَمَعِي ابْنٌ لِي، قَالَ: فَقَالَ: " ابْنُكَ هَذَا؟ " قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: " لَا يَجْنِي عَلَيْكَ وَلَا تَجْنِي عَلَيْهِ "(1).
قَالَ هُشَيْمٌ مَرَّةً: يُونُسُ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُخْبِرٌ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ أَبِي الْحُرِّ.
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد سمعه هشيم: وهو ابن بشير من يونس بن عبيد -وهو العبدي- مراراً، فمرة يرويه منقطعاً -كما في هذا الإسناد- لا يذكر الراوي له عن الحصين، ومرة يبهمه -كما ذكر عقب هذه الرواية- ومرة يوصله فيصرح به -كما سيأتي في التخريج- وهو الوليد أبو بشر بن مسلم العنبري، وهو ثقة، فتنتفي عِلَّة انقطاعه. وسيتكرر 5/ 81.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(4177)، وابن الأثير في "أسد الغابة" 2/ 136 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سَعْد 7/ 47، وابن ماجه (2671)، والطبراني في "الكبير"(4177) من طريق هشيم، به.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 225 - 226 عن قيس بن حفص، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1204) عن إسماعيل بن سالم الصائغ، كلاهما عن هشيم، عن يونس، عن الوليد أبي بشر، عن حصين، به. قال المزي في ترجمة حصين: وهو الصحيح.
وله شاهد من حديث أبي رمثة، سلف بإسناد صحيح برقم (7107)، وذكرنا أحاديث الباب في حديث عمرو بن الأحوص السالف برقم (16064).
حَدِيثُ أَبِي وَهْبٍ الْجُشَمِيِّ لَهُ صُحْبَةٌ
19032 -
حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُهَاجِرٍ - يَعْنِي أَخَا عَمْرِو بْنِ مُهَاجِرٍ -، قَالَ: حَدَّثَنِي عَقِيلُ بْنُ شَبِيبٍ، عَنْ أَبِي وَهْبٍ الْجُشَمِيِّ، وَكَانَتْ صُحْبَةٌ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " تَسَمَّوْا بِأَسْمَاءِ الْأَنْبِيَاءِ، وَأَحَبُّ الْأَسْمَاءِ إِلَى اللهِ عز وجل عَبْدُ اللهِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَأَصْدَقُهَا حَارِثٌ وَهَمَّامٌ، وَأَقْبَحُهَا حَرْبٌ وَمُرَّةُ، وَارْتَبِطُوا الْخَيْلَ، وَامْسَحُوا بِنَوَاصِيهَا وَأَعْجَازِهَا - أَوْ قَالَ: وَأَكْفَالِهَا - وَقَلِّدُوهَا وَلَا تُقَلِّدُوهَا الْأَوْتَارَ، وَعَلَيْكُمْ بِكُلِّ كُمَيْتٍ أَغَرَّ مُحَجَّلٍ أَوْ أَشْقَرَ أَغَرَّ مُحَجَّلٍ، أَوْ أَدْهَمَ أَغَرَّ مُحَجَّلٍ "(1).
(1) إسناده ضعيف لجهالة عقيل بن شبيب، فقد تفرد بالرواية عنه محمد ابن مهاجر، وهو الأنصاري، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف هو ولا الصحابي إلا بهذا الحديث، تفرد به محمد بن مهاجر عنه.
قلنا: وقد اختلف فيه على محمد بن مهاجر، فرواه هشام بن سعيد -كما في هذه الرواية- عنه، عن عقيل بن شبيب، عن أبي وهب الجشمي وكانت له صحبة، ورواه أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الخولاني -كما في الرواية التالية (19033) - عنه، عن عقيل بن شبيب، عن أبي وهب الكلاعي، فنسبه كلاعياً، ولم يقل: له صحبة، ورواه يحيى بن صالح الوحاظي -كما عند الدولابي في "الكنى والأسماء" 1/ 59 - عنه، عن عقيل بن شبيب، عن أبي وهب، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم، فلم ينسبه. وقد رجح أبو حاتم فيما نقل عنه ابنه =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= في "العلل" 2/ 312 - 313 أنه أبو وهب الكلاعي، وقد رواه بإسناده عن هشام ابن عمار، عن يحيى بن حمزة، عن أبي وهب، عن سليمان بن موسى: وهو الدمشقي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: وأبو وهب الكلاعي هو صاحب مكحول الذي يروي عن مكحول، واسمه عبيد الله بن عبيد، وهو دون التابعين، يروي عن التابعين
…
مثل الأوزاعي ونحوه، فبقيت متعجباً من أحمد بن حنبل كيف خفي عليه، فاني أنكرته حين سمعت به قبل أن أقف عليه. قلنا: فعلى قول أبي حاتم يكون الحديث منقطعاً كذلك.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(814) مختصراً، وفي "التاريخ الكبير" 9/ 78، والطبراني في "الكبير" 22/ (949)، والبيهقي في "السنن" 6/ 330 و 9/ 306، وفي "الآداب"(469) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (2543) و (2553) و (4950) مقطعاً، والنسائي في "المجتبى" 6/ 218 - 219، وفي "الكبرى"(4406)، وأبو يعلى (7169)(7170)(7171)، وابن عبد البر في "التمهيد" 14/ 102 من طريقين عن هشام، به.
وانظر حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب السالف برقم (4774)، وحديث ابن عباس السالف برقم (2454)، وحديث أبي قتادة، الآتي 5/ 300.
قال السندي: قوله: "تسموا"، من التسمي، أي: رجاء الصلاح بالتسمي بأسماء خير العباد.
"عبد الله وعبد الرحمن"، أي: وأمثالهما مما فيه إضافه العبد إلى الله تعالى لما فيه من الاعتراف بالعبودية وتعظيمه تعالى بالربوبية كلما يذكر الاسم، مع أن عبد الله اسم له صلى الله عليه وسلم، وعبد الرحمن يوافقه، فهو غير منافٍ للأول.
"وأصدقها"، أي: أطبقها للمسمَّى، لأن الحارث هو الكاسب، والإنسان لا يخلو عن كسب، وأما العبودية فقد يقصِّر فيها، فلا يكون عبد الله أطبق للمسمَّى بالنظر إلى ذلك. =
19033 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُهَاجَرِ، حَدَّثَنَا عَقِيلُ بْنُ شَبِيبٍ، عَنْ أَبِي وَهْبٍ الْكَلَاعِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (1) قَالَ مُحَمَّدٌ: وَلَا أَدْرِي بِالْكُمَيْتِ بَدَأَ أَوْ بِالْأَدْهَمِ، قَالَ:
= "وأقبحها": لما في الحرب من المكاره، وفي مُرَّة من المرارة والبشاعة.
"وارتبطوا الخيل": هو كناية عن تحصيلها وتسمينها للغزو.
"وأعجازها" جمع عَجُز، وهو الكَفَل، والمقصودُ من المسح تنظيفها من الغُبار، وتعرُّفُ حالِ سِمَنها، وقد يحصل به الأُنس للفرس بصاحبه.
"وقلِّدوها"، أي: طلب إعلاء الدين والدفاع عن المسلمين، أي: اجعلوا طلب إعلاء الدين لازماً كلزوم القلائد للأعناق.
"ولا تقلدوها الأوتار": جمع وِتر -بالكسر- وهو الدم، والمعنى: لا تقلدوها طلب دماء الجاهلية، أي: اقصدوا بها الخير، لا تقصدوا بها الشر، وقيل جمع "وَتَر" بفتحتين، وهو وتر القوس.
"بكل كُميت" بضمِّ الكاف مصغر، هو الذي لونه بين السَّواد والحُمْرة، يستوي فيه المذكر والمؤنث.
"أغر"، أي: الذي في وجهه غُرَّة، أي: بياض.
"محجَّل" اسم مفعول من التحجيل، بتقديم المهملة على الجيم، وهو الذي في قوائمه بياض.
"أشقر" الشُّقْرة في الخيل هي الحُمْرة الصَّافية.
و"الأدهم": الأسود.
(1)
إسناده ضعيف، وقد سلف الكلام عليه في الرواية السالفة برقم (19032).
وأخرجه أبو داود (2544) -ومن طريقه البيهقي 6/ 330 - وابن أبي حاتم في "العلل" 2/ 312 من طريق أبي المغيرة، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 5/ 262: رواه أحمد ورجاله ثقات، وقوله: =
وَسَأَلُوهُ لِمَ فَضَّلَ الْأَشْقَرَ؟ قَالَ: لِأَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ سَرِيَّةً، فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ جَاءَ بِالْفَتْحِ صَاحِبُ الْأَشْقَرِ.
= عن أبي وهب الكلاعي وهم، لأن عقيل بن شبيب لم يرو إلا عن أبي وهب الجشمي.
قلنا: وقد وهم فيه الهيثمي من حيث أراد الصواب، وقد فصلنا الكلام في الاختلاف فيه في الرواية السالفة (19032).
حَدِيثُ الْمُهَاجِرِ بْنِ قُنْفُذٍ
(1)
19034 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: سُئِلَ عَنْ رَجُلٍ يُسَلِّمُ عَلَيْهِ وَهُوَ غَيْرُ مُتَوَضِّئٍ فَقَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ عَنِ الْحُضَيْنِ أَبِي سَاسَانَ، عَنِ الْمُهَاجِرِ بْنِ قُنْفُذٍ أَنَّهُ سَلَّمَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَتَوَضَّأُ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ حَتَّى تَوَضَّأَ فَرَدَّ عَلَيْهِ وَقَالَ:" إِنَّهُ لَمْ يَمْنَعْنِي أَنْ أَرُدَّ عَلَيْكَ إِلَّا أَنِّي كَرِهْتُ أَنْ أَذْكُرَ اللهَ إِلَّا عَلَى طَهَارَةٍ "(2).
(1) قال السندي: المهاجر بن قنفذ: قرشي، تيمي، كان أحد السابقين إلى الإسلام، ولما هاجر أخذه المشركون فعذبوه، فانفلت منهم وقدم المدينة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"هذا المهاجر حقاً". وقيل: أسلم بعد الفتح، وسكن البصرة، ومات بها.
(2)
حديث صحيح، محمد بن جعفر -وإن كان سماعه من سعيد: وهو ابن أبي عروبة بعد الاختلاط- قد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح، غير صحابيه، فقد روى له أصحاب السنن ما خلا الترمذي. قتادة: هو ابن دعامة السدوسي. والحسن: هو البصري، الحُضَين: هو ابن المنذر.
وأخرجه أبو داود (17) -ومن طريقه البغوي في "شرح السنة"(312) -، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(673) و (674) -ومن طريقه المزي في "تهذيبه"(في ترجمة المهاجر بن قنفذ) -، وابن خزيمة (206) -ومن طريقه ابن حبان (803) و (806) -، والحاكم 1/ 167 من طريق عبد الأعلى ابن عبد الأعلى، وابن ماجه (350) من طريق محمد بن عبد الله الأنصاري، والنسائي في "المجتبى" 1/ 37، وفي "الكبرى"(37) -ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" 5/ 280 - من طريق معاذ بن معاذ العنبري، والطبراني في "الكبير" 20/ (781)، والحاكم 3/ 479 من طريق يزيد بن زُرَيْع، أربعتهم عن =
قَالَ: فَكَانَ الْحَسَنُ مِنْ أَجْلِ هَذَا الْحَدِيثِ يَكْرَهُ أَنْ يَقْرَأَ أَوْ يَذْكُرَ اللهَ عز وجل حَتَّى يَتَطَهَّرَ.
= سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد، وسماع عبد الأعلى بن عبد الأعلى ويزيد ابن زريع من سعيد قبل الاختلاط. ووقع في مطبوع الحاكم 1/ 167 شعبة بدل: سعيد، وهو تحريف، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذا اللفظ، إنما أخرج مسلم حديث الضحاك بن عثمان، عن نافع، عن ابن عمر أن رجلاً مرَّ على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يبول، فسلم عليه، ولم يرد عليه حتى توضأ، ثم اعتذر إليه، وقال:"إني كرهت أن أذكر الله إلا على طهر"، أو قال:"على طهارة". ووافقه الذهبي! قلنا: حضين بن المنذر لم يرو له البخاري، وحديث ابن عمر هو عند مسلم مختصراً برقم (370) و (115) ولفظه: أن رجلاً مرَّ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يبول، فسلَّم، فلم يرد عليه.
وأخرجه الدارمي (2641)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(674)، والطبراني في "الكبير" 20/ (780)، من طريق هشام الدستوائي، والحاكم 1/ 167 من طريق شعبة، كلاهما عن قتادة، به.
وسيرد 5/ 80 من طريق روح وعبد الوهَّاب بن عطاء الخفاف عن سعيد، وكلاهما سمع منه قبل الاختلاط.
وفي الباب من حديث أبي الجُهَيْم عند البخاري (337)، ومسلم (369)، وقد سلف (17541).
وآخر من حديث عبد الله بن حنظلة بن الراهب، وسيرد 5/ 225:
قال السندي: قوله: "إلا أني كرهت" هذه الكراهة بمعنى ترك الأَوْلى، وإلا فقد جاء ذكر الله تعالى بلا وضوء، وهذا الحديث يدل على أن سلام التحية من أسماء الله تعالى، فالمعنى: الله رقيب عليك فاتَّق الله، أو حافِظٌ عليك ما تحتاج إليه. ويحتمل أن يراد بذكر الله ذكر ما جعله الله تعالى سُنَّة للمسلمين وتحيةً لهم، فإن ذلك يقتضي احترامه، والله تعالى أعلم.
حَدِيثُ خُرَيْمِ بْنِ فَاتِكٍ الْأَسَدِيِّ
19035 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الرُّكَيْنِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمِّهِ فُلَانِ بْنِ عُمَيْلَةَ، عَنْ خُرَيْمِ بْنِ فَاتِكٍ الْأَسَدِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " النَّاسُ أَرْبَعَةٌ، وَالْأَعْمَالُ سِتَّةٌ، فَالنَّاسُ مُوَسَّعٌ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَمُوَسَّعٌ لَهُ فِي الدُّنْيَا مَقْتُورٌ عَلَيْهِ فِي الْآخِرَةِ، وَمَقْتُورٌ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا مُوَسَّعٌ عَلَيْهِ فِي الْآخِرَةِ، وَشَقِيٌّ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ.
وَالْأَعْمَالُ مُوجِبَتَانِ، وَمِثْلٌ بِمِثْلٍ، وَعَشْرَةُ أَضْعَافٍ، وَسَبْعُ مِئَةِ ضِعْفٍ. فَالْمُوجِبَتَانِ: مَنْ مَاتَ مُسْلِمًا مُؤْمِنًا لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا فَوَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ، وَمَنْ مَاتَ كَافِرًا وَجَبَتْ لَهُ النَّارُ، وَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا، فَعَلِمَ اللهُ أَنَّهُ قَدْ أَشْعَرَهَا قَلْبَهُ، وَحَرَصَ عَلَيْهَا، كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةً، وَمَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ لَمْ تُكْتَبْ عَلَيْهِ، وَمَنْ عَمِلَهَا كُتِبَتْ وَاحِدَةً وَلَمْ تُضَاعَفْ عَلَيْهِ، وَمَنْ عَمِلَ حَسَنَةً كَانَتْ لَهُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، وَمَنْ أَنْفَقَ نَفَقَةً فِي سَبِيلِ اللهِ كَانَتْ لَهُ بِسَبْعِ مِئَةِ ضِعْفٍ " (1).
(1) إسناده حسن، من أجل عم الربيع، وهو يُسَيْر بن عُمَيْلة، وقد جاء مصرحاً باسمه في الرواية الآتية برقم (19036)، وقد سلف الكلام مفصلاً على هذا الإسناد بالرواية (18900).
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 9/ 34، وابن الأثير في "أسد الغابة" 2/ 131 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 8/ 423 مختصراً من طريق =
19036 -
حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا الرُّكَيْنُ بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ عُمَيْلَةَ الْفَزَارِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ يُسَيْرِ بْنِ عُمَيْلَةَ، عَنْ خُرَيْمِ بْنِ فَاتِكٍ الْأَسَدِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ أَنْفَقَ نَفَقَةً فِي سَبِيلِ اللهِ، كُتِبَتْ (1) بِسَبْعِ مِئَةِ ضِعْفٍ "(2).
= عبد الرحمن بن مهدي، به.
وأخرجه أيضاً 8/ 423، وابن حبان (6171)، والطبراني في "الكبير"(4153) من طريقين، عن شيبان، به. ورواية البخاري مختصرة.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد"(72)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 49، وفي "الكبرى"(4395) من طريق سفيان الثوري، عن الركين، به. بلفظ:"من أنفق نفقة في سبيل الله كتبت له بسبع مئة ضعف". وتحرف في مطبوع "المجتبى" اسم يسير بن عميلة إلى يسير بن عمرو.
في الباب في قوله: "من أنفق نفقةً في سبيل الله
…
". عن أبي عبيدة بن الجراح، وقد سلف برقم (1690).
وعن أبي مسعود الأنصاري، وقد سلف برقم (17094).
قال السندي: "ومثل بمثل" وهو قسمان، الحسنة المنوية والسيئة المفعولة، فلذا صارت الأعمال ستة.
(1)
في (ظ 13): كتب، وفي (ق): كتبت له.
(2)
إسناده حسن، وقد سلف الكلام على إسناده مفصلاً في الرواية السالفة برقم (18900).
وأخرجه الحاكم 2/ 87، والبيهقي في "الشعب"(4268) من طريق معاوية ابن عمرو، بهذا الإسناد، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(11027)، وهو في "التفسير"(47)، وابن حبان (4647) من طريق عبد الله -هو ابن المبارك- عن زائدة، =
19037 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ - يَعْنِي ابْنَ عَيَّاشٍ - عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ شِمْرِ (1) بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ خُرَيْمِ بْنِ فَاتِكٍ الْأَسَدِيِّ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " نِعْمَ الرَّجُلُ أَنْتَ يَا خُرَيْمُ لَوْلَا خَلَّتَانِ " قَالَ: قُلْتُ: وَمَا هُمَا يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " إِسْبَالُكَ إِزَارَكَ، وَإِرْخَاؤُكَ شَعْرَكَ "(2).
19038 -
حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنِ الرُّكَيْنِ [عَنْ أَبِيهِ](3) عَنْ يُسَيْرِ بْنِ عُمَيْلَةَ، عَنْ خُرَيْمِ بْنِ فَاتِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ أَنْفَقَ نَفَقَةً فِي سَبِيلِ اللهِ تُضَاعَفُ بِسَبْعِ مِئَةِ ضِعْفٍ "(4).
= به.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 8/ 423 من طريق موسى بن مسعود، عن زائدة، عن الركين، عن أبيه، عن خريم، به. ولم يذكر عمه. قال البخاري: والأول أصح - أي: بذكر عمه في الإسناد.
(1)
في (م): شهر، وهو تحريف.
(2)
حديث حسن بطرقه، وهو مكرر الحديث رقم (18901) سنداً ومتناً.
(3)
قوله: [عن أبيه] سقط من النسخ الخطية و (م)، وقد استدركناه من "أطراف المسند" 2/ 307، و"إتحاف المهرة" 4/ 427، وهو الموافق لما رواه ابن أبي شيبة وأبو كريب عن حسين بن علي الجُعفي، شيخ أحمد.
(4)
إسناده حسن، وهو مكرر الحديث (19036)، إلا أن شيخ أحمد في هذا الإسناد هو حسين بن علي الجُعفي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 5/ 318، ومن طريقه ابن أبي عاصم في "الجهاد"(71)، وفي "الآحاد والمثاني"(1047)، والطبراني في "الكبير"(4155)، =
19039 -
حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنِ الرُّكَيْنِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ خُرَيْمِ بْنِ فَاتِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْأَعْمَالُ سِتَّةٌ، وَالنَّاسُ أَرْبَعَةٌ، فَمُوجِبَتَانِ، وَمِثْلٌ بِمِثْلٍ، وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، وَالْحَسَنَةُ بِسَبْعِ مِئَةٍ، فَأَمَّا الْمُوجِبَتَانِ: مَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ مَاتَ يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا دَخَلَ النَّارَ، وَأَمَّا مِثْلٌ بِمِثْلٍ: فَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ حَتَّى يُشْعِرَهَا قَلْبَهُ، وَيَعْلَمُ اللهُ عز وجل ذَلِكَ مِنْهُ كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةً، وَمَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً كُتِبَتْ عَلَيْهِ سَيِّئَةً، وَمَنْ عَمِلَ حَسَنَةً كُتِبَتْ لَهُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، وَمَنْ أَنْفَقَ نَفَقَةً فِي سَبِيلِ اللهِ، فَحَسَنَةٌ بِسَبْعِ مِئَةٍ، وَالنَّاسُ أَرْبَعَةٌ مُوَسَّعٌ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا مَقْتُورٌ عَلَيْهِ فِي الْآخِرَةِ، وَمُوَسَّعٌ عَلَيْهِ فِي الْآخِرَةِ مَقْتُورٌ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا، وَمُوَسَّعٌ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَمَقْتُورٌ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ "(1).
= وأخرجه الترمذي (1625) عن أبي كريب، كلاهما عن حسين بن علي، بهذا الإسناد.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن، إنما نعرفه من حديث الركين بن الربيع. وتحرف في مطبوعه اسم حسين إلى حسن.
(1)
حديث حسن، وهو مكرر الحديث (18900) وقد تكلمنا عليه مطولاً هناك، إلا أن شيخ أحمد في هذا الإسناد هو أبو النضر هاشم بن القاسم، وسماعه من المسعودي بعد اختلاطه.
حَدِيثُ أَبِي سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ
19040 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ جَابِرٍ (1)، قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ، قَالَ: أَشْهَدُ عَلَى أَبِي سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّتْ بِهِ جِنَازَةٌ، فَقَامَ (2).
(1) في (م): جابر بن عبد الله، وهو خطأ.
(2)
سلف في مسند الشاميين برقم (17504)، فلينظر.
حَدِيثُ مُؤَذِّنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
19041 -
حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَوْسٍ، عَنْ رَجُلٍ حَدَّثَهُ مُؤَذِّنُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: نَادَى مُنَادِي رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي يَوْمٍ مَطِيرٍ: " صَلُّوا فِي الرِّحَالِ "(1).
(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، وهو مكرر (17527) سنداً ومتناً.
بَقِيَّةُ حَدِيثِ حَنْظَلَةَ الْكَاتِبِ
19042 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أُخْبِرْتُ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، حَدَّثَنِي مُرَقِّعُ بْنُ صَيْفِيٍّ التَّمِيمِيُّ، شَهِدَ عَلَى جَدِّهِ رَبَاحِ بْنِ رُبَيِّعٍ الْحَنْظَلِيِّ الْكَاتِبِ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ خَرَجَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ ابْنِ أَبِي الزِّنَادِ (1).
19043 -
حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْمُرَقِّعُ بْنُ صَيْفِيٍّ، عَنْ جَدِّهِ رَبَاحِ بْنِ رُبَيِّعٍ أَخِي حَنْظَلَةَ الْكَاتِبِ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ خَرَجَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (2).
19044 -
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُرَقِّعُ بْنُ صَيْفِيٍّ قَالَ: حَدَّثَنِي جَدِّي رَبَاحِ بْنُ رُبَيِّعٍ أَخِي حَنْظَلَةَ الْكَاتِبِ أَنَّهُ خَرَجَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي غَزَاةٍ، عَلَى مُقَدِّمَتِهِ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ، فَذَكَرَ رَبَاحًا وَأَصْحَابَهُ (3)، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (4).
(1) حديث صحيح، وهو مكرر (15995) سنداً ومتناً.
(2)
صحيح لغيره، وهو مكرر (15992)، سنداً، وساق متنه هناك.
(3)
تحرفت كلمة "وأصحابه" في (م) والنسخ الخطية إلى: واصله.
(4)
صحيح لغيره، وهو مكرر (15992) غير أن شيخ أحمد هنا: هو سعيد بن منصور.
وهو عند سعيد بن منصور (2623)، ومن طريقه أخرجه الطحاوي في =
19045 -
حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ حَنْظَلَةَ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَذَكَّرْنَا (1) الْجَنَّةَ وَالنَّارَ حَتَّى كَانَا رَأْيَ عَيْنٍ، فَقُمْتُ إِلَى أَهْلِي فَضَحِكْتُ وَلَعِبْتُ مَعَ أَهْلِي وَوَلَدِي، فَذَكَرْتُ مَا كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَخَرَجْتُ، فَلَقِيتُ أَبَا بَكْرٍ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا بَكْرٍ، نَافَقَ حَنْظَلَةُ. قَالَ: وَمَا ذَاكَ؟ قُلْتُ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَذَكَّرْنَا (1) الْجَنَّةَ وَالنَّارَ حَتَّى كَأَنَّا رَأْيَ عَيْنٍ، فَذَهَبْتُ إِلَى أَهْلِي، فَضَحِكْتُ وَلَعِبْتُ مَعَ وَلَدِي وَأَهْلِي، فَقَالَ: إِنَّا لَنَفْعَلُ ذَاكَ. قَالَ: فَذَهَبْتُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ: " يَا حَنْظَلَةُ، لَوْ كُنْتُمْ تَكُونُونَ فِي بُيُوتِكُمْ كَمَا تَكُونُونَ عِنْدِي لَصَافَحَتْكُمُ الْمَلَائِكَةُ وَأَنْتُمْ عَلَى فُرُشِكُمْ وَبِالطُّرُقِ، يَا حَنْظَلَةُ سَاعَةً وَسَاعَةً "(2).
19046 -
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ - يَعْنِي الْقَطَّانَ -، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ حَنْظَلَةَ الْأُسَيِّدِيِّ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا إِذَا كُنَّا عِنْدَكَ كُنَّا، فَإِذَا فَارَقْنَاكَ كُنَّا عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ، فَقَالَ: " وَالَّذِي
= "شرح معاني الآثار" 3/ 222، وفي "شرح مشكل الآثار"(6137).
(1)
في (ظ 13) و (م): يذكّرنا.
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (17609) غير أن شيخ أحمد هنا: هو أبو أحمد الزبيري محمد بن عبد الله بن الزبير.
وانظر ما بعده.
نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ كُنْتُمْ تَكُونُونَ عَلَى الْحَالِ الَّذِي (1) تَكُونُونَ عَلَيْهَا عِنْدِي لَصَافَحَتْكُمُ الْمَلَائِكَةُ، وَلَأَظَلَّتْكُمْ بِأَجْنِحَتِهَا " (2).
(1) في (ظ 13) و (ق) وهامش (س): التي.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، عمران القطان: هو ابن داور ضعيف يعتبر به في المتابعات والشواهد، وقد خالف من هو أوثق منه في إسناد هذا الحديث، فقد رواه معمر، عن قتادة، عن أنس فيما أخرجه البزار (3234)(زوائد) وأبو يعلى (3035)، وابن حبان (344)، والبغوي (90)، وعلقه البخاري من طريق معمر في "التاريخ الكبير" 3/ 36 - 37، وقد سلف من حديث أنس برقم (19074). ثم إن يزيد بن عبد الله بن الشخير لم يسمع من حنظلة فيما قال أبو حاتم، ونقله عنه ابنه في "المراسيل" 239. أبو داود الطيالسي: هو سليمان بن داود، وقتادة هو ابن دعامة السدوسي.
وهو عند أبي داود الطيالسي (1345) ومن طريقه أخرجه الترمذي (2452) وابن قانع في "معجمه" 1/ 202 إلا أنه لم يذكر: "لصافحتكم الملائكة".
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه. وقد روي هذا الحديث من غير هذا الوجه عن حنظلة الأسيدي، عن النبي صلى الله عليه وسلم. قلنا: هو السالف برقم (19045).
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 36، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1202)، والطبراني في "الكبير"(3493)، من طريق عمرو بن مرزوق، عن عمران، به.
وقد سلف بإسناد صحيح برقم (17609)، وانظر ما قبله.
حَدِيثُ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ رَجُلٍ مِنْ بَنِي عَبْدِ اللهِ بْنِ كَعْبٍ
(1)
19047 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَوَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ رَجُلٍ مِنْ بَنِي عَبْدِ اللهِ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: أَغَارَتْ عَلَيْنَا خَيْلُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَتَيْتُهُ وَهُوَ يَتَغَدَّى، فَقَالَ:" ادْنُ فَكُلْ " قُلْتُ: إِنِّي صَائِمٌ. قَالَ: " اجْلِسْ أُحَدِّثْكَ عَنِ الصَّوْمِ أَوِ الصَّائِمِ (2)، إِنَّ اللهَ عز وجل وَضَعَ عَنِ الْمُسَافِرِ شَطْرَ الصَّلَاةِ، وَعَنِ الْمُسَافِرِ وَالْحَامِلِ وَالْمُرْضِعِ الصَّوْمَ أَوِ الصِّيَامَ ". وَاللهِ لَقَدْ قَالَهُمَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم كِلَاهُمَا أَوْ أَحَدُهُمَا، فَيَا لَهْفَ نَفْسِي، هَلَّا كُنْتُ طَعِمْتُ مِنْ طَعَامِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (3).
(1) قال السندي: أنس بن مالك الكعبي القشيري، أبو أمية، وقيل: أبو أميمة، وهذا غير الخادم المشهور، وهذا أيضاً نزل البصرة.
(2)
في (م)، وهامش (ق): الصيام.
(3)
حديث حسن، وهذا إسناد اختلف فيه على عبد الله بن سوادة، فرواه أبو هلال، وهو محمد بن سُلَيْم الراسبي عنه، عن أنس بن مالك، وأبو هلال ضعيف يعتبر به.
وخالفه وهيب بن خالد الباهلي، فرواه -كما سيأتي في التخريج- عن عبد الله بن سوادة، عن أبيه، عن أنس، فزاد في الإسناد: عن أبيه، ووهيب ثقة من رجال الشيخين. وسوادة والد عبد الله، حسن الحديث، فقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: شيخ، وروى له مسلم في "صحيحه".
والظاهر أن الإسنادين محفوظان، فقد حسن الترمذي طريق أبي هلال، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وصرح عند الله بن سوادة بسماعه من أنس في رواية عفان عند ابن سعد 7/ 45، فيكون طريق وهيب من المزيد في متصل الأسانيد، والله أعلم.
وأخرجه ابنُ سعد 7/ 45، والترمذي (715)، وابن ماجه (1667) و (3299)، وابن خزيمة (2044)، من طريق وكيع بن الجراح الرؤاسي، بهذا الإسناد، ووقع عند ابن ماجه: عن أنس بن مالك رجل من بني عبد الأشهل، وهو غلط، نبَّه عليه الحافظ في "الإصابة" في ترجمة أنس. وقال الترمذي: حديث أنس بن مالك الكعبي حديث حسن، ولا نعرف لأنس بن مالك هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم غير هذا الحديث الواحد، والعمل على هذا عند أهل العلم. وقال بعض أهل العلم: الحامل والمرضع تفطران وتقضيان وتطعمان. وبه يقول سفيان ومالك والشافعي وأحمد. وقال بعضهم: تفطران وتطعمان ولا قضاء عليهما، وإن شاءتا قضتا، ولا إطعام عليهما، وبه يقول إسحاق.
وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(431)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/ 471، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1493)، وابن خزيمة (2044)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 423، وابن قانع في "معجمه" 1/ 15 - 16، والطبراني في "الكبير"(765)، وابن عدي في "الكامل" 6/ 2220، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(829)، والبيهقي في "السنن" 4/ 231. وجاء عند البيهقي: رجل من بني عبد الأشهل، وهو خطأ كما أسلفنا.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(766) من طريق أشعث: وهو ابن سوار، عن عبد الله بن سوادة، به.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 4/ 190، وفي "الكبرى"(2624)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/ 471 - 472، والبيهقي في "السنن" 3/ 154 و 4/ 231 من طريق وهيب بن خالد، عن عبد الله بن سوادة، عن أبيه، عن أنس بن مالك.
وسيرد (19048)، و 5/ 29. وانظر حديث ابن عباس عند أبي داود =
19048 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ سَوَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: رَجُلٍ مِنْ بَنِي عَبْدِ اللهِ بْنِ كَعْبٍ وَلَيْسَ بِالْأَنْصَارِيِّ قَالَ: أَغَارَتْ عَلَيْنَا خَيْلُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1).
• 19048 - قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَحَدَّثَنَا شَيْبَانُ، حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ، قَالَ: فَذَكَرَ نَحْوَهُ (2).
= (2318).
قال السندي: قوله: "أغارت علينا": الإغارة النهب، والوقوع على العدو بسرعة وعلى الغفلة، ولعل سبب إغارتهم أنهم ما علموا بمن في القرية من أهل الإسلام، وزعموا أن أهل القرية كلهم كفرة.
لقد قالهما، أي: ذكر المرضع والحُبْلى.
فيا لهف نفسي: قاله تحسراً على ما فاته من الأكل.
(1)
حديث حسن، وهو مكرر ما قبله، غير أن شيخ أحمد هنا: هو عفان، وهو ابن مسلم الصَّفَّار.
وأخرجه ابن سعد 7/ 245، وابن خزيمة (2044) من طريق عفان، بهذا الإسناد، وقد صرح عبد الله بن سوادة بسماعه من أنس عند ابن سعد.
(2)
حديث حسن، وهو مكرر ما قبله، غير أنه من زوائد عبد الله بن أحمد، وشيخه فيه هو شيبان بن فروخ الأُبُلِّي.
وأخرجه المزي في "تهذيبه"(ترجمة أنس) من طريق عبد الله بن أحمد بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (2408)، والطبراني في "الكبير"(765)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(829) من طريق شيبان، به.
بَقِيَّةُ حَدِيثِ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ
19049 -
حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ وَيَزِيدُ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ يَزِيدَ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي زِيَادٍ - عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ، عَنْ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَا تَزَالُ هَذِهِ الْأُمَّةُ بِخَيْرٍ مَا عَظَّمُوا هَذِهِ الْحُرْمَةَ حَقَّ تَعْظِيمِهَا، فَإِذَا تَرَكُوهَا وَضَيَّعُوهَا هَلَكُوا "(1).
(1) إسناده ضعيف، شريك: وهو ابن عبد الله النخعي، ويزيد بن عطاء، ويزيد بن أبي زياد ضعفاء، ثم إن عبد الرحمن بن سابط لم يدرك عياش بن أبي ربيعة، وقد رواه شريك في الرواية الآتية (19050) على الشك، فقال: عن المطلب، أو عن العياش بن أبي ربيعة. قلنا: والمطلب لا ندري من هو، ولعله الصحابي الجليل المطلب بن ربيعة القرشي المخزومي، وما ندري كذلك أسمع منه أم لا. وقد خالف شريكاً ويزيد بن عطاء جريرُ بن عبد الحميد -فيما أخرجه الفاكهي في "أخبار مكة"(1458) وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(690) - فرواه عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرحمن بن سابط، عن رجل، عن عياش، به. وجرير ثقة احتجَّ به الشيخان. فروايته أصح، وتبقى العلة فيها في ضعف يزيد بن أبي زياد، وإبهام الرجل الرواي عنه عبد الرحمن بن سابط.
وأخرجه المزي في "تهذيبه"(ترجمة عياش بن أبي ربيعة) من طريق بشر ابن الوليد، عن يزيد بن عطاء، بهذا الإسناد. وزاد: يعني مكة.
وأخرجه ابن ماجه (3110)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(689) -ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" 4/ 321 - من طريق علي بن مسهر ومحمد بن فضيل، وابن قانع في "معجمه 2/ 307، والسهمي في "تاريخ =
وَقَالَ فِي حَدِيثِ يَزِيدَ بْنِ عَطَاءٍ: عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
19050 -
حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ سَابِطٍ، عَنِ الْمُطَّلِبِ أَوْ عَنِ الْعَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَ مِثْلَهُ (1).
= جرجان" (484) من طريق عبد الرحيم بن سليمان، ثلاثتهم عن يزيد بن أبي زياد، به.
قلنا: وأخرجه البيهقي في "الشعب"(11009) من طريق إسحاق بن راهويه، عن جرير بن عبد الحميد، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرحمن بن سابط، عن عياش. منقطعاً.
وسيرد برقم (19050).
وفي الباب في فضل مكة: عن أبي هريرة، سلف برقم (7242)، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
(1)
إسناده ضعيف، وهو مكرر سابقه (19049)، غير أن شيخ أحمد هنا هو أسود بن عامر، وسلف الكلام عليه ثمة.
حَدِيثُ أَبِي نَوْفَلِ بْنِ أَبِي عَقْرَبٍ عَنْ أَبِيهِ
(1)
19051 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ، عَنْ أَبِي نَوْفَلِ بْنِ أَبِي عَقْرَبٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنِ الصَّوْمِ، فَقَالَ:" صُمْ مِنَ الشَّهْرِ يَوْمًا " قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أَقْوَى. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنِّي أَقْوَى، إِنِّي أَقْوَى! صُمْ يَوْمَيْنِ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ " قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، زِدْنِي. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" زِدْنِي زِدْنِي! ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ "(2).
(1) قوله: عن أبيه: ليس في النسخ الخطية، وأثبتناه من (م). قال السندي: أبو عقرب روى عنه ابنه أبو نوفل، وهو كناني بكري، اختلف في اسمه واسم ابنه الراوي عنه، كان من أهل مكة، ثم سكن البصرة، ويقال: إنه كان من الأجواد.
(2)
إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الصحيح غير أن صحابيه أخرج له البخاري في "الأدب المفرد" والنسائي. وكيع: هو ابن الجراح.
وأخرجه البيهقي في "الشعب"(3879) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1313)، والبخاري في "الأدب المفرد"(731)، والنسائي في "المجتبى" 4/ 225، والطبراني في "الكبير" 22/ (798) -ومن طريقه المزي في "تهذيبه "(ترجمة أبي عقرب) - وابن الأثير في "أسد الغابة" 6/ 218 من طرق عن الأسود بن شيبان، به.
وسيرد 5/ 67.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7577)، وذكرنا هناك أحاديث الباب. =
حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ عُبَيْدِ اللهِ
19052 -
حَدَّثَنَا مَكِّيُّ - يَعْنِي ابْنَ إِبْرَاهِيمَ - حَدَّثَنَا الْجُعَيْدُ، عَنِ الْحَسَنِ (1) بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ عُبَيْدِ اللهِ حَدَّثَهُ أَنَّهُ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَكَلَ كَتِفًا، ثُمَّ قَامَ فَمَضْمَضَ، فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ (2).
= ونزيد عليها: عن قرة بن إياس، سلف برقم (15584).
وعن عثمان بن أبي العاص، سلف برقم (17908).
قال السندي: قوله: "إني أقوى": كأن التكرار لإظهار الكراهة حيث ما رضي بما اختار صلى الله عليه وسلم أولاً.
(1)
في (س) و (ص) و (م): الجعيد بن الحسن، وهو خطأ، والمثبت من (ظ 13) و (ق). و"أطراف المسند" 5/ 151.
(2)
إسناده ضعيف لجهالة الحسن بن عبد الله بن عبيد الله فيما ذكر أبو حاتم، ونقله عنه ابنه في "الجرح والتعديل" 3/ 22، وقال الذهبي في "الميزان" 1/ 502: الحسن بن عبد الله، عن صحابي، وعنه الجعيد، مجهولان. قلنا: وبمثل هذا الإسناد لا تثبت صحبة عمرو بن عبيد الله، فقد قال أبو نعيم: لا تصح له رؤية النبي صلى الله عليه وسلم، وقال البخاري في "التاريخ الكبير" 6/ 312: لا يصح حديثه، وقال ابن عدي في "الكامل" 5/ 1791: وإنما شكَّ البخاري أنه لا يصح له، أي: ليس لعمرو بن عبيد الله صحبة. قلنا: ومن ثم أدخله البخاري في "كتابه الضعفاء" ص 82، وقال ابن خزيمة: لا أدري هو من أهل المدينة أم لا .. قلنا: وقد خالف ابن عبد البر في اسم أبيه وفي نسبته، فقال: عمرو ابن عبد الله الأنصاري، فذكر حديثه وقال: لا أعرفه بغير هذا، وفيه نظر، ضعف البخاري إسناده، وتابعه الذهبي في "التجريد". وقال الحافظ في "الإصابة": حَرَّف -يعني ابن عبد البر- اسم والده، وإنما هو عبيد الله =
حَدِيثُ عِيسَى بْنِ يَزْدَادَ بْنِ فَسَاءَةَ عَنْ أَبِيهِ
19053 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا زَمْعَةُ، عَنْ عِيسَى بْنِ يَزْدَادَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا بَالَ أَحَدُكُمْ، فَلْيَنْتُرْ ذَكَرَهُ ثَلَاثًا " قَالَ زَمْعَةُ مَرَّةً: " فَإِنَّ ذَلِكَ يُجْزِئُ عَنْهُ "(1).
= بالتصغير - وهو الحضرمي الآتي قريباً. وجمع ابن الأثير القولين في نسبته فقال: لعله كان حضرمياً وحليفاً في الأنصار. ونسبه الذهبي في "التجريد"، فقال: ويقال: الثقفي. قال الحافظ في "الإصابة": وما أدري ما وجهه، والله أعلم. الجعيد -ويقال: الجعد-: هو ابن عبد الرحمن بن أوس الكندي.
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 4/ 252 - 253 من طريق أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 66 من طريق مكي، به.
وقد صح عن غير واحد من الصحابة أن النبي صلى الله عليه وسلم أكل لحماً، ثم قام إلى الصلاة ولم يتوضأ. انظر حديث عبد الله بن مسعود السالف برقم (3791)، وقد ذكرنا هناك أحاديث الباب.
(1)
إسناده ضعيف لضعف زمعة: وهو ابن صالح الجَنَدي، وعيسى بن يزداد وأبوه مجهولان، قال ابن معين: لا يعرف من عيسى ولا أبوه، وقال أبو حاتم: هو وأبوه مجهولان، وقال البخاري: عيسى بن يزداد عن أبيه لا يصح.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 161، وأبو داود في "المراسيل"(4)، وابن ماجه (326) من طريق وكيع بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 161، وابن ماجه (326)، وابن قانع في "معجمه" 3/ 238 و 239، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(1102) من طرق =
19054 -
حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عِيسَى بْنِ يَزْدَادَ، عَنْ أَبِيهِ ابْنِ فَسَاءَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا بَالَ أَحَدُكُمْ فَلْيَنْتُرْ ذَكَرَهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ "(1).
= عن زمعة، به دون قول زمعة:"فإن ذلك يجزئ عنه".
وأورده الهيثمي في "المجمع" 1/ 207 وقال: رواه أحمد، وفيه عيسى بن يزداد تكلم فيه أنه مجهول، وذكره ابن حبان في "الثقات".
وانظر ما بعده.
وفي الباب حديثُ ابنِ عباس السالف برقم (1980) في قصة صاحب القبرين اللذين يعذبان فذكر فيه أحدهما: أنه كان لا يستنزه من البول وفي رواية: لا يستبرئ، وسلف أيضاً من حديث أبي هريرة برقم (8331) ولفظه "أكثر عذاب القبر في البول" ورواه الدارقطني 1/ 218 عن أبي هريرة رفعه بلفظ "استنزهوا من البول، فإن عامة عذاب القبر منه".
(1)
إسناده ضعيف وهو مكرر ما قبله، وقد سلف الكلام ثمة، غير أن شيخ أحمد هنا هو روح: وهو ابن عبادة، وشيخه: هو زكريا بن إسحاق؛ وهو المكي، وهما ثقتان.
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 5/ 474 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" 3/ 381 - 382، وابن قانع في "معجمه" 3/ 238 - 239، وابن عدي في "الكامل" 5/ 1894 - ومن طريقه البيهقي في "السنن" 1/ 113 - من طريق روح بن عبادة، عن زكريا بن إسحاق وزمعة، عن عيسى، به.
وانظر ما قبله.
حَدِيثُ أَبِي لَيْلَى أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ (1) بْنِ أَبِي لَيْلَى
(2)
19055 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِي صَلَاةٍ لَيْسَتْ بِفَرِيضَةٍ، فَمَرَّ بِذِكْرِ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، فَقَالَ:" أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ النَّارِ، وَيْحٌ - أَوْ وَيْلٌ - لِأَهْلِ النَّارِ "(3).
(1) في (م) أبو ليلى بن عبد الرحمن، وهو خطأ.
(2)
قال السندي: أبو ليلى الأنصاري والد عبد الرحمن، اختلف في اسمه، شهد أحداً وما بعدها، ثم سكن الكوفة، وكان مع علي في حروبه، وقيل: إنه قتل بصفين، روى عنه ولده عبد الرحمن وحده.
(3)
إسناده ضعيف لضعف ابن أبي ليلى: وهو محمد بن عبد الرحمن، وقد اختلف عليه فيه، فرواه وكيع -في هذه الرواية- عنه، عن ثابت البناني عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبي ليلى، ورواه المطلب بن زياد -كما عند الطبراني في "الكبير"(6430) - عنه، عن عدي بن ثابت، عن أبي ليلى. والمطلب بن زياد الثقفي متكلَّم فيه، وعدي بن ثابت لم يدرك أبا ليلى، ورواه جابر بن نوح -كما عند ابن قانع في "معجمه" 1/ 101 - عنه، عن الحكم وعيسى، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، به. وجابر بن نوح وهو الحِمَّاني ضعيفاً.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(6427) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" ص 67، وابن أبي شيبة 2/ 210 - 211 - ومن طريقه ابن ماجه (1352) -، وأبو داود (881) -ومن طريقه البغوي في "شرح السنة"(695) -، وابن الضريس في "فضائل القرآن"(6)، والطبراني في "الكبير"(6427) من طرق عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي =
19056 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَخِيهِ عِيسَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (1)، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَجَاءَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ يَحْبُو حَتَّى صَعِدَ عَلَى صَدْرِهِ، فَبَالَ عَلَيْهِ، قَالَ: فَابْتَدَرْنَاهُ لِنَأْخُذَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" ابْنِي ابْنِي "، قَالَ: ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ، فَصَبَّهُ عَلَيْهِ (2).
= ليلى، به. وسقط من مطبوع ابن أبي شيبة: أبا ليلى.
وفي باب الاستعاذة من النار عن ابن عباس، سلف برقم (2667).
وعن عائشة، سيرد 6/ 200 - 201.
(1)
قوله: عن أبيه عبد الرحمن، ساقط من (م).
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن أبي ليلى، وهو محمد ابن عبد الرحمن، وباقي رجال الإسناد ثقات، وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(6424) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 120 - 121 و 14/ 172 - ومن طريقه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2151) - والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 94 من طريق وكيع بهذا الإسناد، إلا إنه جاء عند ابن أبي شيبة: الحسين بدل: الحسن، وسقط من المطبوع منه في الموضع الثاني: عن عيسى بن عبد الرحمن، عن أبيه عبد الرحمن.
وأخرجه الدولابي في "الكنى والأسماء" 1/ 51، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 93 من طريقين عن ابن أبي ليلى، به.
وسيرد برقم (19057) و (19059).
وانظر حديث علي السالف برقم (563).
قال السندي: قوله: يحبو: الحبو هو أن يمشي على يديه وركبتيه أو استه =
19057 -
حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عِيسَى، عَنْ عِيسَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي لَيْلَى أَنَّهُ كَانَ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَعَلَى بَطْنِهِ الْحَسَنُ أَوِ الْحُسَيْنُ - شَكَّ زُهَيْرٌ - قَالَ: فَبَالَ حَتَّى رَأَيْتُ بَوْلَهُ عَلَى بَطْنِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَسَارِيعَ، قَالَ: فَوَثَبْنَا إِلَيْهِ، قَالَ: فَقَالَ (1): " دَعُوا ابْنِي، أَوْ لَا تُفْزِعُوا ابْنِي " قَالَ: ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ، فَصَبَّهُ عَلَيْهِ، قَالَ: فَأَخَذَ تَمْرَةً مِنْ تَمْرِ الصَّدَقَةِ، قَالَ: فَأَدْخَلَهَا فِي فِيهِ، قَالَ: فَانْتَزَعَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ فِيهِ (2).
= كما هو المعتاد في مشي الصبي أوَّل الأمر.
"ابني ابني" أي: فلا تتعرضوا له، بل خلوا بيني وبينه.
(1)
في (م): فقال عليه الصلاة والسلام.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد سقط منه عبد الرحمن بن أبي ليلى بين عيسى وأبي ليلى، والظاهر أنه سقط قديم من نسخ المسند -وليس اختلافاً على زهير كما قد يسبق إلى الوهم من خلال الرواة عن زهير- يؤيد ذلك أن الحافظ جمع في "أطراف المسند" 7/ 66 طريقي أسود بن عامر هذا والحسن ابن موسى عن زهير، عن عبد الله بن عيسى، دون أن يشير إلى اختلاف روايتيهما، ثم إن الدارمي روى الحديث في "سننه"(1643) عن شيخ أحمد أسود بن عامر، وذكر في إسناده عبد الرحمن. وبقية رجاله ثقات. زهير: هو ابن معاوية الجعفي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(6423) من طريق عمرو بن خالد الحراني، عن زهير، به، وفيه ذكر عبد الرحمن في الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 94 من طريق يحيى بن صالح الوحاظي، عن زهير، عن عبد الله بن عيسى، عن جده عبد الرحمن بن أبي =
19058 -
حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: شَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَتْحَ خَيْبَرَ، فَلَمَّا انْهَزَمُوا، وَقَعْنَا فِي رِحَالِهِمْ، فَأَخَذَ النَّاسُ مَا وَجَدُوا مِنْ خُرْثِيٍّ، فَلَمْ يَكُنْ أَسْرَعَ مِنْ أَنْ فَارَتْ الْقُدُورُ، قَالَ: فَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالْقُدُورِ فَأُكْفِئَتْ، وَقَسَمَ بَيْنَنَا، فَجَعَلَ لِكُلِّ عَشَرَةٍ شَاةً (1).
= ليلى، عن أبي ليلى، فذكره في قصة البول. قلنا: وعبد الله بن عيسى سمع من جدِّه عبد الرحمن بن أبي ليلى.
وقد سلف برقم (19056)، وسيرد برقم (19059).
ويشهد لقصة الصدقة حديث مهران مولى النبي صلى الله عليه وسلم سلف برقم (15708) وذكرنا هناك تتمة شواهده.
قال السندي: قوله: أساريع، أي: طرائق، جمع أسروع.
و"لا تفزعوا" من التفزيع أو الإفزاع.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه على عُبيد الله بن عمرو: وهو الرقي، فرواه زكريا بن عدي -كما في هذه الرواية- عنه، عن زيد بن أبي أنيسة، عن قيس بن مسلم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، به. وخالفه عبد الله ابن جعفر الرقي، فرواه -كما عند الدارمي (2469) - عنه، عن زيد، عن الحكم بن عُتيبة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، به. فجعل الحكم مكان قيس ابن مسلم. وغمز من رواية زكريا، فقال: بلغني أن صاحبكم يقول عن قيس ابن مسلم. وفسر ذلك الدارمي بقوله: كأنه يقول: إنه لم يحفظه. وقد أورد الدارمي الطريقين، وقال: الصواب عندي ما قال زكريا في الإسناد. قلنا: كان عند زكريا كتاب عبيد الله بن عمرو، وقد أملاه على أحمد بن حنبل ويحيى بن معين من حفظه. ثم إن زيداً في روايته عن قيس قد توبع كما سيأتي في =
19059 -
حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عِيسَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ
= التخريج. وزيد بن أبي أنيسة، وثقه الأئمة، ولم يتكلم فيه سوى أحمد، فقال: حديثه حسن مقارب. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه فلم يخرج له سوى أصحاب السنن.
وأخرجه الدارمي (2470)، والحاكم 2/ 134 من طريق زكريا بن عدي، بهذا الإسناد، وفي مطبوع الدارمي زيادة: عن أبيه بين زيد وبين قيس، وهي زيادة مقحمة على الإسناد لا تصح.
وأخرجه مختصراً أبو يعلى (930)، والطبراني في "الكبير"(6426)، وفي "الأوسط"(6572) من طريق يحيى بن يعلى، عن يعلى بن الحارث، عن غيلان بن جامع، عن قيس بن مسلم، به.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 5/ 337، وقال: رواه أحمد، والطبراني في "الكبير" و"الأوسط" باختصار النهبة وإكفاء القدور، وكذلك أبو يعلى، ورجال أحمد رجال الصحيح.
وأورده أيضاً 5/ 341، وقال: رواه أبو يعلى، والطبراني في الأوسط، وأحمد أتم من هذا، وتقدم حديث أحمد في باب النهي عن النهبة، ورجال أحمد رجال الصحيح.
وفي الباب في النهي عن لحوم الحمر الأهلية وإكفاء القدور عن ابن عمر، سلف (4720)، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب، وانظر حديث سلمة بن المُحَبِّق (15907).
قال السندي: قوله: من خُرْثي: بضم خاء معجمة، وسكون راءٍ، وكسر مثلة وتشديد ياء: أثاث البيتِ ومتاعه.
فلم يكن أسرع: بالنصب، أي: فلم يكن شيء أسرع.
شاة: بالنصب، أعطى لكل عشرة رجال شاة، لأَكْلِهِمْ كلهم، والله تعالى أعلم.
عَنْ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَعَلَى صَدْرِهِ أَوْ بَطْنِهِ الْحَسَنُ أَوِ الْحُسَيْنُ، قَالَ: فَرَأَيْتُ بَوْلَهُ أَسَارِيعَ، فَقُمْنَا إِلَيْهِ، فَقَالَ:" دَعُوا ابْنِي، لَا تُفْزِعُوهُ حَتَّى يَقْضِيَ بَوْلَهُ " ثُمَّ أَتْبَعَهُ الْمَاءَ، ثُمَّ قَامَ فَدَخَلَ بَيْتَ تَمْرِ الصَّدَقَةِ، وَدَخَلَ مَعَهُ الْغُلَامُ، فَأَخَذَ تَمْرَةً، فَجَعَلَهَا فِي فِيهِ، فَاسْتَخْرَجَهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وَقَالَ:" إِنَّ الصَّدَقَةَ لَا تَحِلُّ لَنَا "(1).
* 19060 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ [قَالَ عَبْدُاللهِ]: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ ثَابِتٍ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا مَعَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى فِي الْمَسْجِدِ، فَأتي رَجُلٌ ضَخْمٌ، فَقَالَ: يَا أَبَا عِيسَى، قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: حَدِّثْنَا مَا سَمِعْتَ فِي الْفِرَاءِ. فَقَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير عيسى بن عبد الرحمن وأبي ليلى، فقد روى لهما أصحاب السنن.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 215 و 14/ 279 عن الحسن، بهذا الإسناد. مختصراً في قصة الصدقة.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 10 و 3/ 297 - 298 و 298، والطبراني في "الكبير"(6418) من طريق شريك، عن عبد الله بن عيسى، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبيه، مختصراً بذكر الصدقة.
وانظر ما قبله.
قال السندي: قوله: فاستخرجها: فيه أن الصبي لا يُقَرُّ على المحرَّم على الكبار.
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَأَتَى رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أُصَلِّي فِي الْفِرَاءِ؟ قَالَ:" فَأَيْنَ الدِّبَاغُ؟ " فَلَمَّا وَلَّى، قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا سُوَيْدُ بْنُ غَفَلَةَ (1).
19061 -
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَابِسٍ، عَنْ أَبِي فَزَارَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى
(1) إسناده ضعيف، ابن أبي ليلى: وهو محمد بن عبد الرحمن ضعيف، وقد تفرد به، واختلف عليه فيه، فرواه علي بن هاشم بن البريد -في هذه الرواية- عنه، عن ثابت، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبي ليلى، ورواه عبيد الله بن موسى -كما أخرجه البيهقي 1/ 24 - عنه عن ثابت، عن أنس. وقال البيهقي: وهو غلط، والإسناد الأول أَوْلى أن يكون محفوظاً، وابن أبي ليلى هذا كثير الوهم. قلنا: ومن أوهامه أنه سمى الرجل الذي سأل النبي صلى الله عليه وسلم سويد بن غفلة، والصحيح أن سويد بن غفلة قدم المدينة حين نفضتِ الأيدي من دفن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو من كبار التابعين. وبقية رجاله ثقات. ثابت هو ابن أسلم البناني.
وهو عند ابن أبي شيبة في "المصنف" 8/ 377 - ومن طريقه أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2150).
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 8/ 420، والبيهقي في "السنن" 1/ 24 من طريق عبيد الله بن موسى، عن ابن أبي ليلى، به.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 1/ 218، وقال: رواه أحمد، وفيه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، تُكلِّمَ فيه لسوء حفظه، ووثقه أبو حاتم.
قال السندي: قوله: الفراء، بكسر فاءٍ ومد، جمع فروة، قيل بإثبات الهاء وقيل بحذفها، وهي ما تلبس من الجلود، مثل سهم وسهام.
"فأين الدباغ" أي: إن لم تصل فقد ضاع الدباغ، فإنه للتطهير، وجواز الصلاة فيها، فإذا لم تجز بَعْدُ فلا فائدة فيه.
عَنْ أَبِيهِ فِيمَا أَعْلَمُ - شَكَّ مُوسَى - أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم اعْتَكَفَ فِي قُبَّةٍ مِنْ خُوصٍ (1).
• 19062 - [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ]: حَدَّثَنَا هَارُونُ (2) بْنُ مَعْرُوفٍ، وَأَبُو مَعْمَرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانَ السَّمْتِيُّ، قَالُوا: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَابِسٍ، عَنْ أَبِي فَزَارَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم اعْتَكَفَ فِي قُبَّةٍ مِنْ خُوصٍ (3).
(1) إسناده ضعيف لضعف علي بن عابس، وهو الأَسَدي. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح غير صحابيه، فقد أخرج له أصحاب السنن. موسى بن داود: هو الضبي، وأبو فزارة: هو راشد بن كيسان العبسي.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(5005)، والطبراني في "الكبير"(6422)، وابن عدي في "الكامل" 5/ 1835 من طرق عن علي بن عابس، بهذا الإسناد. وزاد في أوله:"اعتكف في العشر الأواخر من رمضان".
قال ابن عدي: وهذا الحديث عن أبي فزارة لا يرويه غير علي بن عابس.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 3/ 173، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، وفيه علي بن عابس، وهو ضعيف.
وانظر ما بعده.
وانظر حديث عائشة الذي سيرد 6/ 56، وفيه أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ضرب لسعد بن معاذ خيمة في المسجد ليعوده من قريب.
(2)
في (س) و (ص) و (ق) و (م): حدثني أبي حدثنا هارون بن معروف .. وقد ضرب في (ظ 13) على قوله: حدثني أبي، وهو الصواب، فهذا الحديث هو من زوائد عبد الله بن أحمد.
(3)
إسناده ضعيف، وهو مكرر سابقه (19061) غير أنه من زوائد عبد الله لأن هارون بن معروف -وهو المروزي الضرير- وأبا معمر -وهو إسماعيل ابن إبراهيم الهُذَلي- ومحمد بن حسان السّمتي، من شيوخه.
حَدِيثُ أَبِي عَبْدِ اللهِ الصُّنَابِحِيِّ
(1)
(1) أبو عبد الله الصنابحي، اختُلف على زيد بن أسلم في اسمه -فيما رجح ابن عبد البر في "التمهيد" 4/ 2 - فرواه معمر بن راشد الأزدي -كما في الرواية (19063) و (19071) - ومحمد بن مطرف -كما في الرواية (19064) و (19065) - وسعيد بن هلال -فيما رواه البخاري في "التاريخ الكبير" 5/ 322 - ثلاثتهم عن زيد بن أسلم، فقال: عن عطاء بن يسار، عن أبي عبد الله الصنابحي، ورواه مالك -كما في الرواية (19068) - وتابعه زهير بن محمد التميمي في الرواية (19070) وحفص بن ميسرة -كما عند ابن سعد 7/ 426 - فقالوا: عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن عبد الله الصنابحي، وقد جاء تصريح عبد الله بسماعه من النبي صلى الله عليه وسلم في رواية حفص بن ميسرة وزهير بن محمد.
واختلفت رواية إسحاق بن عيسى ابن الطباع، عن مالك، فرواه البخاري في "التاريخ الكبير" 5/ 322 عنه، عن مالك، عن زيد، عن عطاء، عن الصنابحي أبي عبد الله. ورواه أحمد (19068) عنه، عن مالك، عن زيد بن أسلم، عن عطاء، عن عبد الله الصنابحي.
وقد ذهب الأئمة علي ابن المديني والبخاري ومن تابعهما أن أبا عبد الله الصنابحي هو عبد الرحمن بن عُسَيْلة، وهو تابعي لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم، دخل المدينة بعد وفاته -بأبي هو وأمي- بثلاث ليال أو أربع. وقد اختلف في اسمه كما سلف، فمن قال أبو عبد الله الصنابحي فقد أصاب كنيته، ومن قال عبد الله الصنابحي فقد أخطأ، قلب كنيته فجعلها اسمه، ومن قال: أبو عبد الرحمن الصنابحي -كما في الرواية (19067)، وعند أبي الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان"(120) - فقد أخطأ كذلك، قلب اسمه، فجعل اسمه كنيته، وقد نازع في الأخير الحافظ ابن حجر في "التعجيل" كما سيأتي.
وقد وهَّم البخاري -كما في "العلل" للترمذي 1/ 78 - 79 مالكاً في =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= قوله: عبد الله الصنابحي، فقال: مالك بن أنس وهم في هذا الحديث، وقال: عبد الله الصنابحي، وهو أبو عبد الله الصنابحي، وتعقبه المزي فقال: نسبة الوهم إلى مالك فيه نظر.
قلنا: لأنه اختلاف على زيد بن أسلم كما أسلفنا.
وعبد الله الصنابحي هو أبو عبد الله الصنابحي عبد الرحمن بن عُسَيلة. وهو قول علي ابن المديني ومن تابعه فيما ذكر يعقوب بن شيبة، وقال: هو الصواب عندي.
قلنا: ويعكر عليه قول ابن معين: عبد الله الصنابحي الذي روى عنه المدنيون يشبه أن يكون له صحبة. وقول ابن معين هذا ليس فيه جزم، والأصح منه ما ذكره ابن عبد البر في "التمهيد" 4/ 3 فقال: وأصح من هذا عن ابن معين أنه سئل عن أحاديث الصنابحي، عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: مرسلة، ليست له صحبة، فقال ابن عبد البر: صدق يحيى بن معين، ليس في الصحابة أحد يقال له عبد الله الصنابحي.
قلنا: ويعكر عليه كذلك تصريح عبد الله الصنابحي بسماعه من النبي صلى الله عليه وسلم في رواية حفص بن ميسرة عند ابن سعد 7/ 426، وزهير بن محمد عند أحمد (19070)، ولكن هذا التصريح لا يعتد به. إذ هو خلاف على زيد بن أسلم كما أسلفنا، وفي رواية حفص بن ميسرة عن زيد بن أسلم كلام، فقد طعن فيها يحيى بن معين، فقال في حفص: سماعه من زيد بن أسلم عرض، أخبرني من سمع حفص بن ميسرة يقول: كان عباد بن منصور يعرض على زيد بن أسلم، ونحن نسمع معه، قال يحيى: وما أحسن حاله إن كان سماعه كله عرض، كأنه يقول: مناولة، فلا وجه لترجيح رواية حفص على غيرها من الروايات، لا سيما وقد قال أبو حاتم في حفص: وفي حديثه بعض الأوهام، ثم إن الراوي عن حفص هو سويد بن سعيد، وفيه كلام كذلك.
وزهير بن محمد التميمي في أحاديثه أغاليط، وقد أخرج له البخاري في =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= روايته عن زيد بن أسلم ما توبع عليه، ولم يتابع هنا، وإنما اختلف على زيد ابن أسلم كما أسلفنا، وقال ابن عبد البر في "التمهيد" 4/ 3 في رواية زهير هذه: وهذا خطأ عند أهل العلم، والصنابحي لم يلق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وزهير بن محمد لا يحتج به إذا خالفه غيره، وقد صحف فجعل كنيته اسمه، وكذلك فعل كل من قال فيه عبد الله، لأنه أبو عبد الله.
وقد فرق الحفاظ بين أبي عبد الله الصنابحي هذا وبين الصنابحي الأحمسي الوارد في الرواية (19066) و (19069) فذاك تابعي كما أسلفنا، وهذا صحابي جليل، أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، وهو الذي يروي عنه الكوفيون، ويروي عنه قيس بن أبي حازم، واسمه الصنابح بن الأعسر الأحمسي، ومن قال: الصنابحي الأحمسي فقد أخطأ، فيما ذكر يعقوب بن شيبة.
قلنا: فهما إذن اثنان، صحابي هو الصنابح الأحمسي، وتابعي هو أبو عبد الله الصنابحي عبد الرحمن بن عُسَيْلة.
وقد ضرب الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على "الرسالة" للشافعي 317 - 320 على هذا الكلام جملة واحدة، فقال: هذا قولهم، وكله عندي خطأ، اختلطت عليهم الروايات والأسماء واشتبهت، بل هم ثلاثة لا اثنان: الصنابح بن الأعسر الأحمسي صحابي، وأبو عبد الله عبد الرحمن بن عسيلة الصنابحي تابعي، والثالث عبد الله الصنابحي سمع النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يخطئ فيه مالك!
قلنا: واعتمد في صحبته على ما ساقه ابن سعد في "طبقاته" 7/ 426، فذكر عبد الله الصنابحي في الصحابة الذين نزلوا الشام، وساق له هذا الحديث بإسناده من طريق حفص بن ميسرة عن زيد بن أسلم، وفيه تصريح عبد الله الصنابحي بسماعه من النبي صلى الله عليه وسلم، ولا حجة في رواية حفص ومن تابعه لما احتج له كما بينا، ولا ترد أقوال الأئمة بما ردها به الشيخ أحمد شاكر. ولعمري، هل يقال في أئمة الجرح والتعديل الذين سبروا المرويات وعارضوها ببعضها، ووقفوا على عِلَلِها باستقراء أحوال الرواة أمثال علي ابن المديني وابن =
19063 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الصُّنَابِحِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ الشَّمْسَ تَطْلُعُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ، فَإِذَا ارْتَفَعَتْ فَارَقَهَا، فَإِذَا كَانَتْ فِي وَسَطِ السَّمَاءِ قَارَنَهَا، فَإِذَا دَلَكَتْ " أَوْ قَالَ: " زَالَتْ فَارَقَهَا، فَإِذَا دَنَتْ لِلْغُرُوبِ قَارَنَهَا، فَإِذَا غَرُبَتْ فَارَقَهَا، فَلَا تُصَلُّوا هَذِهِ الثَّلَاثَ سَاعَاتٍ "(1).
= معين والبخاري إنهم اختلطت عليهم الروايات والأسماء واشتبهت؟! وإذا كان هؤلاء تختلط عليهم الروايات والأسماء وتشتبه، فهل سيعرفها من المعاصرين من ليس له من الرواية والرواة إلا مجرد النقل من كتبهم؟ غَفَرَ الله للشيخ أحمد شاكر، لقد اضطرب منهجه، فهجم على تخطئتهم، وتخطئتهم نمط صعب ونمط مخيف.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد مرسل قوي، أبو عبد الله الصنابحي هو عبد الرحمن بن عُسيلة تابعي لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم، وقد بينا ذلك بياناً شافياً في التعليق السالف. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه"(3950)، ومن طريقه أخرجه ابن ماجه (1253).
وسيكرر برقم (19071).
وله شاهد من حديث عقبة بن عامر عند مسلم (831) وسلف عند أحمد برقم (17377)، وآخر من حديث عمرو بن عبسة عند مسلم أيضاً (832) وسيأتي برقم (19435) وثالث من حديث أبي هريرة عند ابن ماجه (1252) وصححه ابن خزيمة (1275).
وفي الباب عن ابن، عمر سلف برقم (4612) وقد ذكرنا فيه تتمة أحاديث الباب. =
19064 -
حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ أَبُو غَسَّانَ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الصُّنَابِحِيّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ مَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ، خَرَّتْ خَطَايَاهُ مِنْ فِيهِ وَأَنْفِهِ، وَمَنْ غَسَلَ وَجْهَهُ خَرَجَتْ خَطَايَاهُ مِنْ أَشْفَارِ عَيْنَيْهِ، وَمَنْ غَسَلَ يَدَيْهِ خَرَجَتْ مِنْ أَظْفَارِهِ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَظْفَارِهِ، وَمَنْ مَسَحَ رَأْسَهُ وَأُذُنَيْهِ خَرَجَتْ خَطَايَاهُ مِنْ رَأْسِهِ أَوْ شَعَرِ أُذُنَيْهِ، وَمَنْ غَسَلَ رِجْلَيْهِ خَرَجَتْ خَطَايَاهُ مِنْ أَظْفَارِهِ أَوْ تَحْتَ (1) أَظْفَارِهِ، ثُمَّ كَانَتْ خُطَاهُ إِلَى الْمَسْجِدِ نَافِلَةً "(2).
= قال السندي: قوله: "هذه الثلاث" لكونها أوقات عبادة الكفرة الشمس فلذا يقرنها الشيطان.
(1)
في (ظ 13) و (ص): من تحت.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد مرسل قوي. أبو عبد الله الصنابحي: هو عبد الرحمن بن عسيلة تابعي لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم، وقد سلف الكلام عليه قريباً، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سعيد مولى بني هاشم: وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري، فقد أخرج له البخاري متابعة، وهو ثقة.
وأخرجه أبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان"(120) من طريق هشام بن سَعْد، عن زيد، عن عطاء، عن أبي عبد الرحمن الصنابحي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قلنا: أبو عبد الرحمن الصنابحي هو أبو عبد الله الصنابحي، ولكن قلب اسمه فجعل كنيته، وقد بينا ذلك بياناً شافياً في الرواية السالفة.
وسيأتي برقم (19065) و (19068). =
19065 -
حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي (1) عَبْدِ اللهِ الصُّنَابِحِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" مَنْ تَمَضْمَضَ وَاسْتَنْثَرَ، خَرَجَتْ خَطَايَاهُ مِنْ أَنْفِهِ وَفَمِهِ " فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (2).
19066 -
حَدَّثَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُبَارَكٍ، أَخْبَرَنَا مُجَالِدُ (3) بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنِ الصُّنَابِحِيِّ قَالَ: رَأَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي إِبِلِ الصَّدَقَةِ نَاقَةً مُسِنَّةً، فَغَضِبَ وَقَالَ:" مَا هَذِهِ؟ " فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي
= وله شاهد صحيح من حديث عمرو بن عبسة، وهو عند مسلم برقم (832)، وسلف (17021).
وآخر من حديث أبي هريرة، وقد سلف (8020)، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: "نافلة"، أي: زائدة على مغفرة الذنوب المذكورة، فإن كان ثمَّ ذنوب أُخر فهي لمغفرة تلك، وإلا فهي لرفع الدَّرجات.
(1)
لفظ "أبي" لم يرد في (ظ 13) و (ص)، وأشير إليها في (س) على أنها نسخة.
(2)
حديث صحيح، وهو مكرر (19064) غير أن شيخ أحمد هنا: هو حسين بن محمد بن بهرام المرُّوذي.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الصغير" 1/ 166، والسهمي في "تاريخ جرجان" ص 94 من طريق سعيد بن أبي مريم، عن محمد بن مطرف، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(2815) من طريق روح بن القاسم، عن زبد بن أسلم، به.
(3)
في (م): خالد، وهو تحريف.
ارْتَجَعْتُهَا بِبَعِيرَيْنِ مِنْ حَاشِيَةِ الصَّدَقَةِ، فَسَكَتَ (1).
(1) حديث ضعيف، وهذا إسناد اختلف فيه على قيس بن أبي حازم، فرواه مجالد -كما في هذه الرواية- عنه، عن الصنابحي مرفوعاً، ومجالد بن سعيد ضعيف، ورواه إسماعيل بن أبي خالد -كما عند البخاري في "التاريخ الصغير" 1/ 168، والبيهقي 4/ 114 - عنه مرسلاً، وقال البخاري: ولم يصح حديث الصدقة. والصنابحي: هو الصنابح بن الأعسر الأحمسي، وقد أخطأ من سماه الصنابحي -بياء النسبة- وقد بينا ذلك في الرواية السالفة برقم (19063)، وبقية رجاله ثقات.
وأخرجه الترمذي في "العلل الكبير" 1/ 308 عن سويد بن نصر، عن ابن المبارك، بهذا الإسناد، وقال الترمذي: سألت محمداً -يعني البخاري- عن هذا الحديث، فقال: روى هذا الحديث إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى في إبل الصدقة، مرسل. وأنا لا أكتب حديث مجالد، ولا موسى بن عبيدة.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 125 - 126 و 6/ 116 - ومن طريقه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2539)، وأبو يعلى (1453)، والبيهقي 4/ 113 - والطبراني في "الكبير"(7417) من طريق عبد الرحيم بن سليمان، عن مجالد، به. وقال ابن أبي عاصم: هذا حديث غريب.
وأخرجه البيهقي مرسلاً 4/ 114 من طريق هشيم، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رأى في إبل الصدقة ناقة كوماء، فسأل عنها، فقال المصدق. إني أخذتها بإبل، فسكت.
وفي الباب في النهي عن أخذ كرائم الأموال من حديث سويد بن غفلة عن مصدق النبي صلى الله عليه وسلم، وقد سلف (18837)، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: مسنة، أي كبيرة السن، خارجة عن أسنان الصَّدَقة.
فغضب: مخافة أنه أخذها في الصدقة مع أنه لا ينبغي ذلك.
ارتجعتها، أي: اشتريتها.
19067 -
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا الصَّلْتُ - يَعْنِي ابْنَ الْعَوَّامِ -، قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَارِثُ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الصُّنَابِحِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَنْ تَزَالَ أُمَّتِي فِي مُسْكَةٍ مَا لَمْ يَعْمَلُوا بِثَلَاثٍ: مَا لَمْ يُؤَخِّرُوا الْمَغْرِبَ بِانْتِظَارِ (1) الْإِظْلَامِ مُضَاهَاةَ الْيَهُودِ، وَمَا لَمْ يُؤَخِّرُوا الْفَجْرَ إِمْحَاقَ النُّجُومِ مُضَاهَاةَ النَّصْرَانِيَّةِ، وَمَا لَمْ يَكِلُوا الْجَنَائِزَ إِلَى أَهْلِهَا "(2).
(1) في (ظ 13): انتظار.
(2)
إسناده ضعيف، الحارث بن وهب من رجال "التعجيل"، وهو مجهول الحال، لم يذكروا في الرواة عنه سوى الصلت، ولم يؤثر توثيقه عن أحد. والصلت بن العوام، جهله الحسيني في "الإكمال"، وتعقبه الحافظ في "التعجيل" 1/ 676، فقال: بل هو معروف، وإنما وقع في اسم أبيه تحريف، وهو الصلت بن بهرام. وقد ترجم الحافظ في "التعجيل" للصلت بن بهرام، وهو ثقة، وسيأتي اسمه على الصواب في رواية الثوري، وأبو عبد الرحمن الصنابحي، اختلف في تعيينه هنا، فقول البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 284: الحارث بن وهب عن الصنابحي، عن النبي صلى الله عليه وسلم، يدل على أنه عنده هو أبو عبد الله الصنابحي عبد الرحمن بن عسيلة -وهو تابعي- وقد قلب اسمه هنا فجعل كنيته، وهو خطأ، وقد بينا ذلك بياناً شافياً في أول الترجمة، وجزم الحافظ في "التعجيل" 1/ 414 - خلاف قوله في "الإصابة"- أنه الصنابح بن الأعسر صحابي معروف وقع لبعض الرواة أنه قال فيه: الصنابحي، بزيادة ياء النسب فالتبس. وقد احتج لذلك بما رواه الطبراني في "الكبير"(7418) من طريق إسحاق بن راهويه، عن وكيع، بهذا الإسناد، وفيه: الصنابح، وترجم له الطبراني في: صنابح بن الأعسر البجلي ثم الأحمسي. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ورواه الحاكم 1/ 370، وأبو نعيم في "الحلية" 8/ 374 من طريق ابن أبي شيبة وهارون بن إسحاق، كلاهما عن وكيع، بهذا الإسناد، وسمياه: الصنابحي. وقال أبو نعيم: تفرد به الصلت، عن الحارث. وروى الثوري عن الصلت، مثله. وتردد الحاكم في تعيينه، فقال: هذا حديث صحيح الإسناد إن كان الصنابحي هذا عبد الله، فإن كان عبد الرحمن بن عسيلة الصنابحي، فإنه يختلف في سماعه عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
قلنا: الصحيح في هذا أنه أبو عبد الله الصنابحي عبد الرحمن بن عُسَيْلة، التابعي، فالحديث مرسل كما ذكر البخاري إمام الصنعة، أما الصحابي؛ فهو الصنابح بن الأعسر، والراوي عنه قيس بن أبي حازم. وقد قال الحافظ في "الإصابة" في ترجمة الصنابح بن الأعسر في التفريق بينهما: فحيث جاءت الرواية عن قيس بن أبي حازم عنه -أي عن الصنابحي- فهو ابن الأعسر، وهو الصحابي، وحديثه موصول، وحيث جاءت الرواية عن غير قيس بن أبي حازم، عنه، فهو الصنابحي، وهو التابعي، وحديثه مرسل.
قلنا: ثم إن عبد الله ليس صحابياً فيما ذهب إليه الحاكم، وإنما هو اختلاف في اسم التابعي أبي عبد الله الصنابحي على زيد بن أسلم كما بينا في أول ترجمته.
وأخرجه عبد الرزاق (6530) -ومن طريقه الطبراني في "الكبير"(3263) - عن الثوري وغيره، والطبراني في "الكبير"(3264) من طريق مندل بن علي، كلهم عن الصلت بن بهرام، عن الحارث بن وهب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تزال أمتي على مسكة من دينها ما لم يكلوا الجنائز إلى أهلها" لم يذكروا في الإسناد الصنابحي.
وفي باب تعجيل المغرب من حديث السائب بن يزيد، وقد سلف برقم (15717) بلفظ:"لا تزال أمتي على الفطرة ما صلوا المغرب قبل طلوع النجوم" وهو حسن بشواهده وقد ذكرناها ثمة.
وفي باب تعجيل صلاة الفجر من حديث رافع بن خديج، سلف برقم =
19068 -
قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ. قَالَ: وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، أَخْبَرَنِي مَالِكٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ الصُّنَابِحِيِّ، قَالَ:" إِذَا تَوَضَّأَ الْعَبْدُ فَمَضْمَضَ (1) خَرَجَتِ الْخَطَايَا مِنْ أَنْفِهِ، فَإِذَا غَسَلَ وَجْهَهُ خَرَجَتِ الْخَطَايَا مِنْ وَجْهِهِ حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ تَحْتِ أَشْفَارِ عَيْنَيْهِ، فَإِذَا غَسَلَ يَدَيْهِ خَرَجَتْ خَطَايَاهُ مِنْ يَدَيْهِ حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ تَحْتِ أَظْفَارِ (2) يَدَيْهِ، فَإِذَا مَسَحَ رَأْسَهُ خَرَجَتِ الْخَطَايَا مِنْ رَأْسِهِ حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ أُذُنَيْهِ، وَإِذَا غَسَلَ رِجْلَيْهِ خَرَجَتِ الْخَطَايَا مِنْ رِجْلَيْهِ حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ تَحْتِ أَظْفَارِ رِجْلَيْهِ، ثُمَّ كَانَ مَشْيُهُ إِلَى الْمَسْجِدِ وَصَلَاتُهُ نَافِلَةً لَهُ "(3).
= (15819)، ولفظه:"أصبحوا بالصبح، فإنه أعظم للأجر .. " وهو حديث صحيح، وذكرنا ثمة بقية أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: "مُسْكة"، بضم فسكون، أي: في قوة وثباتٍ على الدِّين.
"مضاهاة اليهودية"، أي: لأجل مشابهتهم.
"وما لم يكلوا"، بالتخفيف، أي: ما لم يتركوا إعانة أهل الجِنازة.
(1)
في (ق): فتمضمض.
(2)
في (ظ 13): حتى تخرج من أظفاره.
(3)
حديث صحيح، وهذا إسناد قوي مرسل، عبد الله الصنابحي هو أبو عبد الله الصنابحي عبد الرحمن بن عُسَيْلة. وقد اختلف في اسمه على زيد بن أسلم كما بينا ذلك بياناً شافياً في أول مسنده فأغنى عن إعادته هنا. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وإسحاق: هو ابن عيسى بن الطباع.
وهو عند مالك في "الموطأ" 1/ 31، ومن طريقه أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 5/ 322، وفي "الصغير" 1/ 166، والنسائي في "المجتبى" =
19069 -
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ أَنَّهُ (1) سَمِعَ قَيْسًا يَقُولُ: سَمِعْتُ الصُّنَابِحِيَّ الْأَحْمَسِيّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " أَلَا إِنِّي فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ، وَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمُ الْأُمَمَ، فَلَا تَقْتَتِلُنَّ بَعْدِي "(2).
= 1/ 74، وفي "الكبرى"(106)، والحاكم 1/ 129 - 130، والبيهقي في " الشعب"(2734) وفي "السنن" 1/ 81.
وقد سلف برقم (19064)، فانظره لزاماً.
(1)
لفظ: "أنه" ليس في (ظ 13) و (ص)، وهو نسخة في هامش (س).
(2)
إسناده صحيح على خطأ في اسم صحابيه، وهو الصنابح بن الأعسر الأحمسي، فمن قال: الصنابحي بياء النسبة فقد أخطأ، وقد بينا ذلك في أول الترجمة، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه الحميدي (780) -ومن طريقه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/ 220 - والبخاري في "التاريخ الصغير" 1/ 168، وابن قانع في "معجمه" 2/ 23، وابن بشكوال في "الحوض والكوثر"(46) و (47) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 11/ 438 - 439 و 15/ 29 - ومن طريقه ابن أبي عاصم في "السنة"(739) عن عَبْدَة بن سليمان- وابن حبان (6446) من طريق معتمر بن سليمان، والطبراني في "الكبير"(7416) من طريق زيد بن أبي أُنيسة، وابن بشكوال في "الحوض والكوثر"(45) من طريق جرير بن عبد الحميد، وابن الأثير في "أسد الغابة" 3/ 35، والمزي في "تهذيب الكمال"(في ترجمة صنابح بن الأعسر) من طريق جعفر بن عوف، خمستهم عن إسماعيل بن أبي خالد، به. وعندهم -ما خلا عبدة بن سليمان- الصنابح. وقال عبدة: الصنابحي.
وقوله: "أنا فرطكم على الحوض"، سلف من حديث عبد الله بن مسعود =
19070 -
حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ وَزُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ الصُّنَابِحِيّ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّ الشَّمْسَ تَطْلُعُ بِقَرْنَيْ (1) شَيْطَانٍ، فَإِذَا طَلَعَتْ قَارَنَهَا، فَإِذَا ارْتَفَعَتْ فَارَقَهَا، وَيُقَارِنُهَا حِينَ تَسْتَوِي، فَإِذَا زَالَتْ فَارَقَهَا، فَصَلُّوا غَيْرَ هَذِهِ السَّاعَاتِ الثَّلَاثِ "(2).
= برقم (3639)، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
وقوله: "إني مكاثر بكم الأمم"، سلف من حديث جابر برقم (14811).
قال السندي: قوله: "فلا تَقْتَتِلُن بعدي" صيغة نهي مؤكدة بالنون، فإن قلت: لا يضر الاقتتال بالمكاثرة، كالموت بوجه آخر، فكيف رتَّب النهي عن الاقتتال على المكاثرة، قلتُ: لعل ذلك لما فيه من تعجيل الموت وقطع النسل، إذ لا تناسل بين الأموات، بخلاف الأحياء. فإن قلتَ: المقتول ميِّتٌ بأجله عند أهل السنة، فما معنى قطع النسل بالقتل؟ قلتُ: يمكن أن يكون له أجلان، أجل على تقدير الاقتتال، وأجل بدونه، ويكون الثاني أطول من الأول، والله تعالى أعلم.
(1)
في (ق) و (م) وهامش (س): بين قرني.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد مرسل قوي. عبد الله الصنابحي: هو أبو عبد الله الصنابحي عبد الرحمن بن عُسَيْلة، تابعي، لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم، وقد اختلف على زيد بن أسلم في اسمه، وتصريحه بسماعه من النبي صلى الله عليه وسلم هنا لا يعتد به، وقد بينا كل ذلك بياناً شافياً في أول الترجمة فلينظر لزاماً.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3975) من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 3/ 475 من طريق الحارث بن أسامة، عن روح، به إلا أنه قال: سمعت أبا عبد الله الصنابحي. =
19071 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ بِحَدِيثِ الشَّمْسِ (1).
= وهو عند مالك في "الموطأ" 1/ 219 ومن طريقه أخرجه الشافعي في "مسنده" 1/ 55 (ترتيب السندي)، وفي "الرسالة"(874)، وفي "الأم" 1/ 147، وفي "اختلاف الحديث" ص 125 - 126، والبخاري في "التاريخ الكبير" 5/ 322، وفي "الصغير" 1/ 167، والنسائي في "المجتبى" 1/ 275، وفي "الكبرى"(1542)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/ 454 - ومن طريقه البيهقي في "السنن" 2/ 454 وفي "معرفة السنن والآثار"(5138) - وأبو يعلى (1451) -ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" 3/ 281 - والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3974)، وابن قانع في "معجمه" 2/ 73 - 74.
(1)
حديث صحيح، وهو مكرر (19063) سنداً ومتناً.
حَدِيثُ أَبِي رُهْمٍ الْغِفَارِيِّ
(1)
19072 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي ابْنُ أَخِي أَبِي رُهْمٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا رُهْمٍ الْغِفَارِيَّ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الَّذِينَ بَايَعُوا تَحْتَ الشَّجَرَةِ، يَقُولُ: غَزَوْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم غَزْوَةَ تَبُوكَ، فَلَمَّا فَصَلَ، سَرَى لَيْلَةً، فَسِرْتُ قَرِيبًا مِنْهُ، وَأُلْقِيَ عَلَيَّ النُّعَاسُ، فَطَفِقْتُ (2) أَسْتَيْقِظُ وَقَدْ دَنَتْ رَاحِلَتِي مِنْ رَاحِلَتِهِ، فَيُفْزِعُنِي دُنُوُّهَا خَشْيَةَ أَنْ (3) أُصِيبَ رِجْلَهُ فِي الْغَرْزِ، فَأُؤَخِّرُ رَاحِلَتِي حَتَّى غَلَبَتْنِي عَيْنِي نِصْفَ اللَّيْلِ، فَرَكِبَتْ رَاحِلَتِي رَاحِلَتَهُ، وَرِجْلُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الْغَرْزِ، فَأَصَابَتْ رِجْلَهُ، فَلَمْ أَسْتَيْقِظْ إِلَّا بِقَوْلِهِ:" حَسِّ ". فَرَفَعْتُ رَأْسِي، فَقُلْتُ: اسْتَغْفِرْ لِي يَا رَسُولَ اللهِ. فَقَالَ: " سَلْ " فَقَالَ: فَطَفِقَ يَسْأَلُنِي عَمَّنْ تَخَلَّفَ مِنْ بَنِي غِفَارٍ، فَأُخْبِرُهُ فَإِذَا هُوَ يَسْأَلُنِي:" مَا فَعَلَ النَّفَرُ الْحُمْرُ الطُّوَالُ الْقِطَاطُ " أَوْ قَالَ: " الْقِصَارُ " - عَبْدُ الرَّزَّاقِ يَشُكُّ - " الَّذِينَ لَهُمْ نَعَمٌ بِشَظِيَّةِ شَرْخٍ؟ " قَالَ: فَذَكَرْتُهُمْ فِي بَنِي غِفَارٍ، فَلَمْ أَذْكُرْهُمْ
(1) قال السندي: أبو رهم الغفاري، ضبط بضم راء وسكون هاء، اسمه كلثوم بن حصين، مشهور باسمه وكنيته، كان ممن بايع تحت الشجرة، واستخلفه النبي صلى الله عليه وسلم على المدينة في غزوة الفتح.
(2)
في (ظ 13): وطفقت.
(3)
لفظ "أن" ليس في (ظ 13) و (ص)، وهو نسخة في هامش (س).
حَتَّى ذَكَرْتُ رَهْطًا مِنْ أَسْلَمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ [أُولَئِكَ رَهْطٌ مِنْ أَسْلَمَ وَقَدْ تَخَلَّوْا. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " فَمَا يَمْنَعُ أَحَدَ أُولَئِكَ حِينَ يَتَخَلَّفُ أَنْ يَحْمِلَ عَلَى بَعِيرٍ مِنْ إِبِلِهِ امْرَأً نَشِيطًا فِي سَبِيلِ اللهِ، فَإِنَّ أَعَزَّ أَهْلِي عَلَيَّ أَنْ يَتَخَلَّفَ عَنّيِ الْمُهَاجِرُونَ مِنْ قُرَيْشٍ وَالْأَنْصَارِ وَغِفَارٍ وَأَسْلَم](1) " (2).
(1) في النسخ الخطية و (م): فلم أذكرهم حتى ذكرت رهطاً من أسلم، فقلت: يا رسول الله، ما يمنع أحد أولئك حين تخلف أن يحمل على بعير من إبله امرأً نشيطاً في سبيل الله، فادعوا هل أن يتخلف عن المهاجرين من قريش والأنصار وأسلم وغفار.
قلنا: والعبارة هذه فيها سقط وتحريف واضطراب. وقد قومناها من رواية عبد الرزاق في "مصنفه"(19882)، وهي كذلك عند كل من رواه من طريقه، وكنا نؤثر أن نقومها من رواية أحمد عن عبد الرزاق، لا سيما وقد ساقها من طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" 6/ 117 بيد أنه ساقها مختصرة، وكانت هذه العبارة مما اختصره.
(2)
إسناده ضعيف لجهالة ابن أخي أبي رُهْم، فقد انفرد بالرواية عنه الزهري، ولم يؤثر توثيقه عن أحد، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف.
وقد اختلف فيه على الزهري، فرواه معمر -كما في هذه الرواية- وصالح بن كيسان -كما في الرواية (19073) - عن الزهري، عن ابن أخي أبي رهم. ورواه ابن إسحاق -كما في الرواية (19074) - وابن أخي الزهري -كما عند البزار (1842)(زوائد) - عن الزهري، عن ابن أكيمة عن ابن أخي رهم، به. فزاد في الإسناد: ابن أكيمة، وهو غير صحيح فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 7/ 36.
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 6/ 117 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. =
19073 -
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: أَخْبَرَنِي ابْنُ أَخِي أَبِي رُهْمٍ الْغِفَارِيِّ
= وهو عند عبد الرزاق في "المصنف"(19882) ومن طريقه أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(991)، وابن حبان (7257)، والطبراني في "الكبير" 19/ (415)، والحاكم 3/ 593 - 594.
وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 394 - 395 - ومن طريقه الخطيب في "الكفاية" ص 86 - ، والطبراني 19/ (417) من طريق عبيد الله بن أبي زياد الرصافي، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 394 من طريق شعيب بن أبي حمزة، كلاهما عن الزهري، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 6/ 192، وقال: رواه أحمد والطبراني، وفي إسنادهما ابن أخي أبي رهم، ولم أعرفه.
وسيرد (19073) و (19074).
قال السندي: قوله: فلمّا فَصَلَ، أي: خرج ذاهباً أو راجعاً.
"حَسِّ"، بفتحٍ، فتشديد سين مكسورة: كلمة يقولها الإنسان إذا أصابه غفلةً ما أحرقه أو أوجعه.
"سل": أمرٌ من السؤال، أي: اطلب مني الاستغفار، فإنه حقيق بذلك، قاله تعظيماً للاستغفار، ويحتمل أن يكون بتشديد اللام أمراً من التسلية، أي: سَلِّ نَفْسك، أو هو من التسلية بمعنى التسلِّي، كأنه قال: لا بأس، ونحو ذلك.
الحُمْر: بضم فسكون: جمع أحمر.
القِطاط: بكسر القاف، يقال: رجل قَطَط بفتحتين، أي: منقبض الشعر، ورجال قِطاط، مثل جبل وجبال.
"بشظية شرخ": أما شرخ فبفتح وسكون راءٍ -وقيل: بدال-: موضع، وأما الشظية، فبفتح شين، وكسر ظاء معجمة، وتشديد ياء: هي قطعةٌ مرتفعة في رأس الجبل. وفى بعض النسخ: شبكة شرخ، بشين معجمة، وموحدة، وكاف، وكذلك في "المجمع" أيضاً، وقال: هو اسم موضع بالحجاز، والله تعالى أعلم.
أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا رُهْمٍ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الَّذِينَ بَايَعُوا تَحْتَ الشَّجَرَةِ، يَقُولُ: غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم غَزْوَةَ تَبُوكَ، فَنِمْتُ لَيْلَةً بِالْأَخْصَرِ، فَسِرْتُ قَرِيبًا مِنْهُ، فَذَكَرَ مَعْنَى حَدِيثِ مَعْمَرٍ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: فَطَفِقْتُ أُؤَخِّرُ رَاحِلَتِي حَتَّى غَلَبَتْنِي عَيْنِي بَعْضَ اللَّيْلِ، وَقَالَ: مَا فَعَلَ النَّفَرُ السُّودُ الْجِعَادُ الْقِصَارُ الَّذِينَ لَهُمْ نَعَمٌ بِشَظِيَّةِ شَرْخٍ؟ " فَيَرَى أَنَّهُمْ مِنْ بَنِي غِفَارٍ (1).
19074 -
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ، وَذَكَرَ ابْنُ شِهَابٍ عَنِ ابْنِ أُكَيْمَةَ اللَّيْثِيِّ، عَنِ ابْنِ أَخِي أَبِي رُهْمٍ الْغِفَارِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا رُهْمٍ كُلْثُومَ بْنَ حُصَيْنٍ، وكَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الَّذِينَ بَايَعُوا (2) تَحْتَ الشَّجَرَةِ (3) يَقُولُ: غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم غَزْوَةَ تَبُوكَ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: فَطَفِقْتُ أُؤَخِّرُ رَاحِلَتِي عَنْهُ حَتَّى غَلَبَتْنِي عَيْنِي، وَقَالَ فِيهِ:" مَا فَعَلَ النَّفَرُ السُّودُ الْجِعَادُ الْقِصَارُ " قَالَ: قُلْتُ: وَاللهِ مَا أَعْرِفُ هَؤُلَاءِ مِنَّا حَتَّى قَالَ:
(1) إسناده ضعيف كسابقه. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزهري، وصالح: هو ابن كيسان.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(992) والطبراني في "الكبير" 19/ (416) من طريق يعقوب، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(754) عن عبد العزيز بن عبد الله، عن إبراهيم بن سعد، به.
(2)
في (ظ 13) و (ق): بايعوه.
(3)
في (ظ 13): السمرة.
" بَلَى الَّذِينَ لَهُمْ نَعَمٌ بِشَبَكَةِ (1) شَرْخٍ " قَالَ: فَتَذَكَّرْتُهُمْ فِي بَنِي غِفَارٍ، فَلَمْ أَذْكُرْهُمْ حَتَّى ذَكَرْتُ أَنَّهُمْ رَهْطٌ مِنْ أَسْلَمَ كَانُوا حُلَفًاءَ فِينَا، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أُولَئِكَ رَهْطٌ مِنْ أَسْلَمَ حُلَفَاءَنَا (2)(3).
(1) في (ظ 13): كشبكة، وفي (ق) وهامش (ظ 13) شبكة.
(2)
في (م): كانوا حلفاءنا.
(3)
إسناده ضعيف لجهالة ابن أخي أبي رهم، وقد سلف الكلام عليه في الرواية (19072)، وابن إسحاق: وهو محمد -وإن لم يصرح بالسماع من الزهري- قد توبع، وابن أكيمة مختلف فيه وفي اسمه، فقيل: عمارة، وقيل: عمار، وقيل: عمرو، وقيل: عامر .. لم يرو عنه سوى الزهري، وقد وثقه يحيى بن سعيد، وقال أبو حاتم: صحيح الحديث، مقبول. وقال يعقوب بن شيبة: هو من مشاهير التابعين بالمدينة، وقال الحميدي: هو رجل مجهول، وقال ابن سعد: ومنهم من لا يحتج بحديثه، ويقول: هو مجهول. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزهري.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (418) من طريق زياد بن عبد الله البكائي، عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار (1842)(زوائد) من طريق يعقوب بن إبراهيم ومحمد بن عمران كلاهما، عن ابن أخي الزهري، عن عمه الزهري، عن ابن أكيمة، به.
وهو في السيرة لابن هشام 2/ 528 - 529.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 6/ 191 - 192، وقال: رواه البزار بإسنادين، وفيه ابن أخي أبي رهم، ولم أعرفه، وبقية رجال الإسنادين ثقات.
وقد سلف برقم (19072).
حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ قُرْطٍ (1) عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
19075 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ ثَوْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَاشِدُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ لُحَيٍّ (2)، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ قُرْطٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" أَعْظَمُ الْأَيَّامِ عِنْدَ اللهِ يَوْمُ النَّحْرِ، ثُمَّ يَوْمُ الْقَرِّ "(3). وَقُرِّبَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَمْسُ بَدَنَاتٍ، أَوْ سِتٌّ يَنْحَرُهُنَّ، فَطَفِقْنَ يَزْدَلِفْنَ إِلَيْهِ، أَيَّتُهُنَّ يَبْدَأُ بِهَا، فَلَمَّا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا، قَالَ كَلِمَةً خَفِيَّةً (4) لَمْ أَفْهَمْهَا، فَسَأَلْتُ بَعْضَ مَنْ يَلِينِي: مَا قَالَ؟ قَالُوا: قَالَ: " مَنْ شَاءَ اقْتَطَعَ "(5).
(1) قال السندي: عبد الله بن قُرط -بضم قاف وسكون الراء- الأزدي الثُّمالي، صحابي كان اسمه شيطاناً، فغيَّره النبي صلى الله عليه وسلم، وجعله أبو عبيدة أميراً على حمص، استشهد بأرض الروم سنة خمس وخمسين.
(2)
في النسخ غير هامش (ظ 13): نجي، وهو تحريف، والمثبت من هامش (ظ 13)، و"أطراف المسند" 4/ 119.
(3)
في النسخ ما عدا هامش (ظ 13): النفر، وهو تحريف، وقد جاءت على الصواب في هامش (ظ 13)، وعند المزي في "تهذيب الكمال" وقد ساقها من طريق الإمام أحمد في ترجمة عبد الله بن قرط، وكذلك جاءت على الصواب في مصادر التخريج، وشرح عليها السندي فقال: يوم القر هو اليوم الثاني الذي يلي يوم النحر، لأن النَّاس يقرون فيه بمنى بعد أن فرغوا من طواف الإفاضة والنحر، واستراحوا.
(4)
في (ظ 13): خفيفة.
(5)
إسناده صحيح، رجاله ثقات. ثور: هو ابن يزيد الرَّحَبي، وراشد بن سعد: هو المَقْرائي. =
19076 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ بَكْرِ بْنِ زُرْعَةَ الْخَوْلَانِيِّ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْأَزْدِيِّ قَالَ: جَاءَ عَبْدُ اللهِ بْنُ قُرْطٍ الْأَزْدِيُّ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ
= وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال"(في ترجمة عبد الله بن قرط) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه بتمامه ومختصراً ابن خزيمة في "صحيحه"(2866) و (2917)، والنسائي في "الكبرى"(4098)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 103 - 104، وابن حبان (2811)، والحاكم في "المستدرك" 4/ 221، وابن الأثير في "أسد الغابة" 3/ 364 - 365 من طريق يحيى بن سعيد القطان، به. ولحي اسم والد عبد الله الهوزني، تحرف في بعض المصادر إلى نجي ويحيى. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 5/ 34 - 35، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 50، وفي "شرح مشكل الآثار"(1319)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 104، والبيهقي في "السنن" 5/ 237 و 241 من طريق أبي عاصم الضحاك بن مَخْلَد، وأبو داود (1765) من طريق عيسى بن يونس، كلاهما عن ثور، به.
قال السندي: قوله: "أعظم الأيام" أي: أيام الحج لكثرة ما فيه من مناسكه، أو مطلق الأيام.
يزدلفن، أي: يقتربن.
أيتهم يبدأ، أي: قاصدات البداية بأيتهن، أي: يقصد كل منهن أن يبدأ في النحر بها، ولا يخفى ما فيه من المعجزة والدلالة على محبة الحيوانات العُجْم الموت في سبيل الله.
وجبت جنوبها، أي: أزهقت نفوسها، فسقطت على جنوبها، من وَجَبَ: إذا سَقَطَ.
لم أفهمها، أي: ما فهمتها بمجرَّد السماع أول مرة.
لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: مَا اسمك؟ قَالَ: شَيْطَانُ بْنُ قُرْطٍ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" أَنْتَ عَبْدُ اللهِ بْنُ قُرْطٍ "(1).
(1) إسناده حسن، بكر بن زرعة الخولاني الشامي، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، والراوي عنه هو إسماعيل بن عياش، صدوق في روايته عن أهل بلده، وهذه منها، ومسلم بن عبد الرحمن الأزدي، ترجمه الحسيني في "الإكمال"، وقال: غير مشهور، وتعقبه الحافظ في "التعجيل" 2/ 257 بقوله: وتعقبه شيخنا الهيثمي بأنه صحابي فلا يحتاج إلى شهرة. قلنا: قد ترجم في كتب الصحابة، وذكروا أن اسمه كان شهاباً فغيَّره النبي صلى الله عليه وسلم إلى مسلم بن عبد الله، ولم يجزم الذهبي في "التجريد" بذلك، فقال في "التجريد" في ترجمة مسلم بن عبد الله الأزدي الراوي عنه بكر بن زرعة الخولاني: ولعله الذي قبله. يشير إلى مسلم الذي كان اسمه شهاباً. وهو صحابي هذا الحديث. أبو اليمان: هو الحكم بن نافع الحمصي.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/ 51، وقال: رواه أحمد، ورجاله ثقات. وحسَّن إسناده الحافظ في "الإصابة" في ترجمة عبد الله بن قُرْط.
حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَحْشٍ
19077 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، أَخْبَرَنَا أَبُو كَثِيرٍ، مَوْلَى اللَّيْثِيِّينَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَحْشٍ أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: مَا لِي يَا رَسُولَ اللهِ إِنْ قُتِلْتُ فِي سَبِيلِ اللهِ؟ قَالَ: " الْجَنَّةُ " قَالَ: فَلَمَّا وَلَّى قَالَ: " إِلَّا الدَّيْنَ، سَارَّنِي بِهِ جِبْرِيلُ عليه السلام آنِفًا "(1).
19078 -
حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي كَثِيرٍ مَوْلَى الْهُذَلِيِّينَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَحْشٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَاذَا لِي إِنْ قَاتَلْتُ فِي سَبِيلِ اللهِ حَتَّى أُقْتَلَ؟ قَالَ:" الْجَنَّةُ " قَالَ: فَلَمَّا وَلَّى، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِلَّا الدَّيْنَ، سَارَّنِي بِهِ جِبْرِيلُ عليه السلام "(2).
(1) حديث صحيح لغيره، وهو مكرر (17253) سنداً ومتناً.
(2)
حديث صحيح لغيره، وهو مكرر (17254) سنداً ومتناً.
حَدِيثُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَزْهَرَ
19079 -
حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَزْهَرَ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتَخَلَّلُ النَّاسَ يَوْمَ حُنَيْنٍ يَسْأَلُ عَنْ مَنْزِلِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ، فَأُتِيَ بِسَكْرَانَ، فَأَمَرَ مَنْ كَانَ مَعَهُ أَنْ يَضْرِبُوهُ بِمَا كَانَ فِي أَيْدِيهِمْ (1).
19080 -
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَزْهَرَ يَقُولُ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم غَزَاةَ الْفَتْحِ وَأَنَا غُلَامٌ شَابٌّ يَتَخَلَّلُ النَّاسَ يَسْأَلُ عَنْ مَنْزِلِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ، فَأُتِيَ بِشَارِبٍ، فَأَمَرَ بِهِ، فَضَرَبُوهُ بِمَا فِي أَيْدِيهِمْ، فَمِنْهُمْ مَنْ ضَرَبَهُ بِنَعْلِهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ ضَرَبَهُ بِعَصًا، وَمِنْهُمْ مَنْ ضَرَبَهُ بِسَوْطٍ، وَحَثَا عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم التُّرَابَ (2).
19081 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَزْهَرَ يُحَدِّثُ عَنْ (3) خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ خَرَجَ يَوْمَئِذٍ وَكَانَ عَلَى الْخَيْلِ خَيْلِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ
(1) حديث حسن، وهو مكرر (16809) سنداً ومتناً.
(2)
حديث حسن، وهو مكرر (16810) سنداً ومتناً.
(3)
في (ظ 13) أن.
ابْنُ أَزْهَرَ: فَرَأَيْتُ (1) رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدَمَا هَزَمَ اللهُ الْكُفَّارَ، وَرَجَعَ الْمُسْلِمُونَ إِلَى رِحَالِهِمْ يَمْشِي فِي الْمُسْلِمِينَ، وَيَقُولُ:" مَنْ يَدُلُّ عَلَى رَحْلِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ " قَالَ: فَمَشَيْتُ - أَوْ فَسَعَيْتُ (2) - بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنَا مُحْتَلِمٌ، أَقُولُ مَنْ يَدُلُّ عَلَى رَحْلِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ حَتَّى تَخَلَّلْنَا (3) عَلَى رَحْلِهِ، فَإِذَا خَالِدٌ مُسْتَنِدٌ إِلَى مُؤْخِرَةِ رَحْلِهِ، فَأَتَاهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَنَظَرَ إِلَى جُرْحِهِ. قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَحَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ: وَنَفَثَ فِيهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم (4).
19082 -
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ: وَحَدَّثَ ابْنُ شِهَابٍ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَزْهَرَ كَانَ يُحَدِّثُ أَنَّهُ حَضَرَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ كَانَ يَحْثِي فِي وُجُوهِهِمُ التُّرَابَ (5).
قَالَ أَبِي: وَهَذَا يَتْلُو حَدِيثَ الزُّهْرِيِّ عَنْ قَبِيصَةَ فِي شَارِبِ الْخَمْرِ.
(1) في (ظ 13): قد رأيت.
(2)
في (ظ 13): أو قال: فسعيت.
(3)
في هامش (ظ 13). دللنا. قلنا: وفي الرواية السالفة برقم (16811) حَلَلْنا.
(4)
إسناده ضعيف، وهو مكرر (16811) سنداً ومتناً.
(5)
إسناده ضعيف لانقطاعه، الزهري لم يسمع من عبد الرحمن بن أزهر كما بينا في الرواية السالفة برقم (16809)، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يعقوب بن إبراهيم: هو ابن سعد الزهري، وصالح: هو ابن كيسان.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(5282)، وأبو عوانة 4/ 204 من طريقين عن يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
حَدِيثُ الصُّنَابِحِيِّ الْأَحْمُسِيِّ
19083 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ وَوَكِيعٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ: حَدَّثَنِي قَيْسٌ، عَنْ الصُّنَابِحِيِّ الْأَحْمَسِيِّ. قَالَ وَكِيعٌ فِي حَدِيثِهِ: الصُّنَابِحِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم " أَنَا (1) فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ، وَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمُ الْأُمَمَ فَلَا تَقْتَتِلُنَّ بَعْدِي "(2).
19084 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: سَمِعْتُ قَيْسَ بْنَ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ الصُّنَابِحِيَّ الْبَجَلِيَّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ، وَمُكَاثِرٌ بِكُمُ الْأُمَمَ " قَالَ شُعْبَةُ أَوْ قَالَ: " النَّاسَ، فَلَا تَقْتَتِلُنَّ بَعْدِي "(3).
(1) في (ظ 13): إني.
(2)
إسناده صحيح، وهو مكرر (19069) غير أن شيخي أحمد هنا: هما يحيى بن سعيد القطان، ووكيع بن الجراح.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(7415) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 15/ 29 - ومن طريقه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2540) وأبو يعلى (1454) - وابن بشكوال في "الحوض والكوثر"(45) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وسماه ابن أبي عاصم وأبو يعلى: الصُّنابح، وهو الصحيح.
(3)
إسناده صحيح، وهو مكرر (19069) غير أن شيخ أحمد هنا: هو =
19085 -
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، عَنِ الصُّنَابِحِيِّ الْأَحْمَسِيِّ مِثْلَهُ (1)(2).
19086 -
حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صُفْرَةَ الْمُهَلَّبِيِّ أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ مُجَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ الصُّنَابِحِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمُ الْأُمَمَ، فَلَا تَرْجِعُنَّ بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ "(3).
= محمد بن جعفر، وشيخه: هو شعبة بن الحجاج.
(1)
لفظ: "مثله" من (م).
(2)
إسناده صحيح، وهو مكرر (19069) غير أن شيخ أحمد هنا: هو ابن نمير: وهو عبد الله.
وأخرجه ابن أبي شيبة 15/ 30 - ومن طريقه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2541)، وأبو يعلى (1455) - وابن ماجه (3944)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/ 220 من طريق ابن نمير، بهذا الإسناد إلا أن ابن أبي شيبة قرن مع ابن نمير أبا أسامة حماد بن أسامة، وابن ماجه ويعقوب قَرَنا معه محمد بن بشر: وهو العَبْدي، وسماه ابن ماجه: الصنابح الأحمسي، وهو الصَّواب.
(3)
إسناده ضعيف بهذه السياقة لضعف مجالد بن سعيد، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير عباد بن عباد، فقد أخرج له مسلم والبخاري متابعة، وصحابيه لم يخرج له سوى ابن ماجه.
وأخرجه أبو يعلى (1452) من طريق عباد بن عباد، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/ 295، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى، وفيه مجالد بن سعيد، وفيه خلاف.
وقوله: "وإني مكاثر بكم الأمم"، سلف بإسناد صحيح برقم (19069).
وقوله: "فلا ترجعن بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض" قاله النبي =
19087 -
حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ الصُّنَابِحِيِّ وَرُبَّمَا قَالَ: الصُّنَابِحِ (1).
19088 -
قُرِئَ عَلَى سُفْيَانَ وَأَنَا شَاهِدٌ: سَمِعْتُ مَعْمَرًا يُحَدِّثُ (2)، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَزْهَر قَالَ: جُرِحَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ، فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَسْأَلُ عَنْ رَحْلِهِ - قُلْتُ: وَأَنَا غُلَامٌ -: " مَنْ يَدُلُّ عَلَى رَحْلِ خَالِدٍ " فَأَتَاهُ وَهُوَ مَجْرُوحٌ، فَجَلَسَ عِنْدَهُ (3).
19089 -
حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ:
= صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع، وقد ثبت من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب، السالف (5578)، وانظر حديث عبد الله بن مسعود السالف برقم (3815) وقد ذكرنا ثمة أحاديث الباب.
(1)
إسناده موصول بالإسناد الذي قبله، وهو ضعيف، فقد رواه حماد بن زيد، عن مجالد بن سعيد، عن قيس بن أبي حازم، به.
وقد سلف أن الصواب في اسم صحابيه: هو الصنابح، وهو ابن الأعسر الأحمسي كما بينا ذلك في الرواية (19063).
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(7414) من طريق عارم، عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد، وقال: الصنابح.
(2)
لفظ "يحدث" ليس في (ظ 13)، وهو نسخة في هامش (س).
(3)
إسناده ضعيف لانقطاعه، الزهري لم يسمع من عبد الرحمن بن أزهر، كما بينا في الرواية السالفة برقم (16809)، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه الحميدي (897) عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وقد سلف مطولاً من طريق معمر برقم (16811).
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَزْهَرَ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ حُنَيْنٍ وَهُوَ يَتَخَلَّلُ النَّاسَ يَسْأَلُ عَنْ رَحْلِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ، فَأُتِيَ بِسَكْرَانَ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَنْ كَانَ عِنْدَهُ أَنْ يَضْرِبُوهُ بِمَا كَانَ فِي أَيْدِيهِمْ، وَحَثَا عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم التُّرَابَ (1).
19090 -
حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَزْهَرَ الزُّهْرِيُّ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتَخَلَّلُ النَّاسَ يَسْأَلُ عَنْ مَنْزِلِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ، فَذَكَرَهُ (2).
19091 -
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ. وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ - يَعْنِي ابْنَ الْمُبَارَكِ - أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ الصُّنَابِحِيّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ، فَذَكَرَهُ (3).
(1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، سلف الكلام عليه في الرواية السالفة برقم (16809)، وهو مكرره إلا أن شيخ أحمد هنا هو صفوان بن عيسى.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(5281)، والحاكم 4/ 374 - 375، والبيهقي في "السنن" 8/ 320 من طريق صفوان بن عيسى، بهذا الإسناد، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي!
(2)
حديث حسن، وهو مكرر (16809) إلا أن شيخ أحمد هنا: هو روح ابن عبادة.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 8/ 320 من طريق روح، بهذا الإسناد.
(3)
حديث صحيح، وله طريقان، فقد رواه يعقوب: وهو ابن إبراهيم بن =
قَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: الصُّنَابِحِيُّ رَجُلٌ مِنْ بَجِيلَةَ مِنْ أَحْمَسَ.
= سعد بن إبراهيم الزهري، عن أبيه إبراهيم بن سعد، عن ابن إسحاق: وهو محمد. ورواه يعقوب كذلك عن عبد الله بن المبارك، كلاهما (ابن إسحاق وابن المبارك) عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، به. وهذا إسناد صحيح، محمد بن إسحاق قد توبع.
وهو عند ابن المبارك في "مسنده"(252) ومن طريقه أخرجه ابن أبي شيبة 15/ 29، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/ 219، وأبو يعلى (1454)، وابن حبان (5985)، وابن بشكوال في "الحوض والكوثر"(48).
وقد سلف برقم (19069)، والصواب في اسم هذا الصحابي هو الصنابح ابن الأعسر الأحمسي، وقد بينا ذلك في أول مسند أبي عبد الله الصنابحي قبل الحديث (19063).
حَدِيثُ أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ
(1)
19092 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَا تَسْتَعْمِلُنِي كَمَا اسْتَعْمَلْتَ فُلَانًا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً، فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي غَدًا عَلَى الْحَوْضِ "(2).
(1) قال السندي: أسيد بن حضير -هما بالتصغير- وهو أنصاري، أشهلي، يكنى أبا يحيى وأبا عتيك، كان من السابقين، وهو أحد النقباء ليلة العقبة، واختلف في حضوره بدراً، وجرح جبينه يوم أحد سبع جراحات، وجاء أنه قال فيه صلى الله عليه وسلم: نِعْمَ الرجل أسيد بن حضير، وعن عائشة أنها قالت: كان أسيد من أفاضل النَّاس، وجاء أن أبا بكر لا يقدم عليه أحداً من الأنصار، قيل: مات سنة عشرين أو إحدى وعشرين.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. قتادة: هو ابن دعامة السدوسي، وهو من رواية صحابي عن صحابي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 11/ 442 و 12/ 162 و 15/ 93 - ومن طريقه ابن أبي عاصم في "السنة"(752) - والطبراني في "الكبير"(551)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(875)، والبيهقي في "السنن" 8/ 159، وفي "الشعب"(9735) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (7057)، ومسلم (1845)، والترمذي (2189)، والنسائي 8/ 224 - 225، وفي "الكبرى"(5933)(8344)، وأبو عوانة 4/ 468 =
19093 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أُمِّهِ فَاطِمَةَ ابْنَةِ حُسَيْنٍ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا كَانَتْ تَقُولُ: كَانَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ مِنْ أَفَاضِلِ النَّاسِ، وَكَانَ يَقُولُ: لَوْ أَنِّي أَكُونُ كَمَا أَكُونُ عَلَى أَحْوَالٍ ثَلَاثٍ مِنْ أَحْوَالِي لَكُنْتُ: حِينَ أَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَحِينَ أَسْمَعُهُ يُقْرَأُ، وَإِذَا سَمِعْتُ خُطْبَةَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَإِذَا شَهِدْتُ جِنَازَةً، وَمَا شَهِدْتُ جِنَازَةً قَطُّ فَحَدَّثْتُ نَفْسِي بِسِوَى مَا هُوَ مَفْعُولٌ بِهَا، وَمَا هِيَ صَائِرَةٌ إِلَيْهِ (1).
= والطبراني (551)، وأبو عمرو الداني في "الفتن"(11)، والبيهقي 8/ 159 من طرق عن شعبة، به، إلا أنه جاء عند الداني: أن السائل هو أُسيد نفسه.
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وسيرد برقم (19094).
وانظر حديث أنس (12085)، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: "أثرة"، بفتحتين أو بضم أو بكسر فسكون، أي: الناس يختارون غيركم عليكم بالأموال والمناصب، أي: هذا الذي زعمت أنها أثرة فليست بالنظر إلى ما يكون بعد.
(1)
إسناده ضعيف لضعف محمد بن عبد الله بن عمرو: هو ابن عثمان بن عفان المعروف بالديباج لحسنه، فقد ذكره البخاري في "الضعفاء" ص 102، وقال في "التاريخ الكبير" 1/ 139: عنده عجائب، وقال في "التاريخ الأوسط" المطبوع خطأ باسم "التاريخ الصغير" 1/ 81: لا يكاد يتابع في حديثه، وكذا قال ابن الجارود، وقال مسلم في "الكنى": منكر الحديث، واضطرب فيه قولُ النسائي، فقال مرة: ثقة، وقال في أخرى: لبس بالقوي: ويحيى بن أيوب: =
19094 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ يُحَدِّثُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ رضي الله عنهما، قَالَ: إِنَّ رَجُلًا مِنَ
= هو الغافقي المصري. قال الذهبي في "السير": له غرائب مناكير، يتجنبها أرباب الصحاح ويتقون حديثه، وهو حسن الحديث. وفاطمة بنت الحسين: وهو ابن علي بن أبي طالب، لم يتحرر لنا أمرها أسمعت من عائشة أم لم تسمع، وما ندري كيف يستقيم ما جاء في ترجمتها من أنها تزوجت ابن عمها الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، ثم مات عنها. فخلف عليها عبد الله ابن عمرو بن عثمان مع أنهم ذكروا أن وفاة الحسن كانت سنة (97 هـ)، ووفاة عبد الله بن عمرو كانت سنة (96 هـ)! وبقية رجاله ثقات. علي بن إسحاق: هو المروزي.
وهو عند ابن المبارك في، "الزهد"(243) ومن طريقه أخرجه المزي في "تهذيب الكمال"(ترجمة أسيد بن حضير).
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(554) -ومن طريقه أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(880) -، والحاكم 3/ 288 - ومن طريقه البيهقي في "الشعب"(9274) - من طريق سعيد بن أبي مريم، عن يحيى بن أيوب، به إلا أنه قرن مع يحيى بن أيوب ابن لهيعة. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي!
وأورده الهيثمي في "المجمع" 9/ 310، وقال: رواه الطبراني، وأحمد بنحوه، ورجاله وثقوا.
وانظر حديث أبي هريرة السالف (9431)، وحديث عائشة عند أبي يعلى (4389).
قال السندي: قوله: لكنتُ، أي: لكنت الرجل الكامل.
وقوله: حين أقرأ القرآن إلخ .. بيان لتلك الأحوال، إلا أنه عدّ حال القراءة والسماع واحدة.
الْأَنْصَارِ تَخَلَّى بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: أَلَا تَسْتَعْمِلُنِي كَمَا اسْتَعْمَلْتَ فُلَانًا؟ قَالَ: " إِنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً، فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي عَلَى الْحَوْضِ "(1).
19095 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَدِمْنَا مِنْ حَجٍّ أَوْ عُمْرَةٍ، فَتُلُقِّينَا بِذِي الْحُلَيْفَةِ وَكَانَ غِلْمَانٌ (2) مِنَ الْأَنْصَارِ تَلَقَّوْا أَهْلِيهِمْ، فَلَقُوا أُسَيْدَ بْنَ حُضَيْرٍ، فَنَعَوْا لَهُ امْرَأَتَهُ، فَتَقَنَّعَ وَجَعَلَ يَبْكِي، قَالَتْ: فَقُلْتُ لَهُ: غَفَرَ اللهُ لَكَ، أَنْتَ صَاحِبُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَلَكَ مِنَ السَّابِقَةِ وَالْقَدَمِ، مَا لَكَ تَبْكِي عَلَى امْرَأَةٍ. فَكَشَفَ عَنْ رَأْسِهِ، وَقَالَ: صَدَقْتِ لَعَمْرِي، حَقِّي أَنْ لَا أَبْكِي عَلَى أَحَدٍ بَعْدَ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، وَقَدْ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَا قَالَ. قَالَتْ: قُلْتُ لَهُ: مَا قَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَقَدْ اهْتَزَّ الْعَرْشُ لِوَفَاةِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ " قَالَتْ: وَهُوَ يَسِيرُ بَيْنِي وَبَيْنَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (3).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (19092) غير أن شيخ أحمد هنا: هو محمد بن جعفر.
وأخرجه البخاري (3792)، ومسلم (1845) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
(2)
في (ظ 13): أناس.
(3)
مرفوعه صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي والد محمد، فقد تفرد بالرواية عنه ابنه محمد بن عمرو =
19096 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَأَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " تَوَضَّؤُوا
= ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن عمرو، فقد أخرج له البخاري مقروناً ومسلم في المتابعات، وهو حسن الحديث.
وأخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(879) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد 3/ 434، وابن أبي شيبة 12/ 142 مختصراً -ومن طريقه الطبراني في "الكبير"(553/ 2)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1926) - والحاكم 3/ 207 و 289 من طريق يزيد بن هارون، به. قال الحاكم في الموضع الأول: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي! وقال في الموضع الآخر: صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه!
وأخرجه مطولاً ومختصراً إسحاق بن راهويه في "مسنده"(1723)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1927)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4172)، وابن حبان (7030)، والطبراني (553) و (5332) وأبو نعيم في "المعرفة"(878) من طرق عن محمد بن عمرو، به.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 9/ 308 و 309، وقال: وأسانيدها كلها حسنة!
وقوله: "اهتز العرش لوفاة سعد بن معاذ" له شاهد من حديث أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11184)، وإسناده صحيح على شرط مسلم، وذكرنا بقية شواهده وشرحه ثمة.
قال السندي: فنعوا، أي: أخبروه بموتها.
وهو يسير، أي: أسيد، يدلُّ على أن هذا في حجة الوداع أو في عمرة كانت معه صلى الله عليه وسلم.
مِنْ لُحُومِ الْإِبِلِ، وَلَا تَوَضَّؤُوا مِنْ لُحُومِ الْغَنَمِ، وَصَلُّوا فِي مَرَابِضِ الْغَنَمِ، وَلَا تُصَلُّوا فِي مَبَارِكِ الْإِبِلِ " (1).
19097 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ الْمَرْوَزِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ قَالَ: وَكَانَ ثِقَةً، قَالَ: وَكَانَ الْحَكَمُ يَأْخُذُ عَنْهُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ أَلْبَانِ الْإِبِلِ قَالَ:" تَوَضَّؤًوا مِنْ أَلْبَانِهَا ". وَسُئِلَ عَنْ أَلْبَانِ الْغَنَمِ، فَقَالَ:" لَا تَوَضَّؤُوا مِنْ أَلْبَانِهَا "(2).
(1) هو صحيح، ولكن من حديث البراء بن عازب لا من حديث أسيد بن حضير هذا، فقد اختلف فيه على عبد الرحمن بن أبي ليلى، وبينَّا هذا الاختلاف في الرواية السالفة برقم (16629)، فانظره لزاماً.
وهذا الإسناد أخطأ فيه حماد بن سلمة فيما ذكر الترمذي عقب الرواية رقم (81)، وقال: والصحيح عن عبد الله بن عبد الله الرازي، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن البراء بن عازب. قلنا: وقد سلف حديث البراء (18538).
وأخرجه ابن قانع في "معجمه" 1/ 39، والطبراني في "الكبير"(558) من طريقين عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
قال السندي: قوله: من لحوم الإبل إلخ
…
هذا الحديث صريح أن هذا كان بعد نسخ الوضوء مما مسته النار، ولذا أخذ به أحمد، وقال بعض المحققين من أهل المذاهب الأخر أن مذهبه أقوى دليلاً، والحديث الآتي يدل على أن اللبن مثل اللحم.
(2)
إسناده ضعيف لضعف حجاج بن أرطاة، وقد اختلف عليه فيه، وعبد الرحمن بن أبي ليلى لم يسمع من أسيد بن حضير، فقد ولد عبد الرحمن لست بقين من خلافة عمر بن الخطاب، أي: نحو سنة (17 هـ)، وتوفي أسيد =
حَدِيثُ سُوَيْدِ بْنِ قَيْسٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
19098 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: جَلَبْتُ أَنَا وَمَخْرَفَةُ (1) الْعَبْدِيُّ ثِيَابًا
= سنة عشرين أو إحدى وعشرين، وبقية رجاله ثقات.
وأخرجه ابنُ ماجه (496) من طريق إبراهيم بن عبد الله بن حاتم، عن عباد بن العوام، عن حجاج بن أرطاة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 383 - 384 من طريق الخضر ابن محمد الحَرَّاني، عن عباد بن العوام، عن الحجاج، به، بلفظ:"صلوا في مرابض الغنم، ولا تصلوا في أعطان الإبل".
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(559) من طريق إسماعيل بن إبراهيم، عن عباد بن العوام، عن الحجاج بن أرطاة، فقال: عن عبد الله بن عبد الله الرازي، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، به، بلفظ:"صلوا في مرابض الغنم ولا توضؤوا من ألبانها، ولا تصلوا في معاطن الإبل، وتوضؤوا من ألبانها".
وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(7403) من طريق عمران القطان، عن الحجاج بن أرطاة، فقال: عن عبد الله بن عبد الله قاضي الري، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، به، بلفظ:"توضؤوا من لحوم الإبل، ولا تُصَلُّوا في مناخها، ولا توضؤوا من لحوم الغنم، وصلوا في مرابضها".
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(560) من طريق عمران القطان، بالإسناد السالف، ولم يسق متنه إلا أنه أحال على الرواية رقم (559).
وسيكرر (19483) سنداً ومتناً.
(1)
في (ظ 13) و (م): مخرمة -بالميم- وضبب فوقها في (ظ 13)، وقد جاءت على الصواب في "توضيح المشتبه" 8/ 83 إلا أنها تصحفت في المطبوع منه إلى محرفة -بالحاء-.
مِنْ هَجَرَ، قَالَ: فَأَتَانَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَسَاوَمَنَا فِي سَرَاوِيلَ، وَعِنْدَنَا وَزَّانُونَ يَزِنُونَ (1) بِالْأَجْرِ، فَقَالَ لِلْوَزَّانِ:" زِنْ وَأَرْجِحْ "(2).
(1) في (ظ 13) وعندنا وزَّانٌ يزن
…
(2)
إسناده حسن من أجل سماك بن حرب، وقد اختلف عليه فيه بين سفيان الثوري وشعبة، والقول قول سفيان.
فقد رواه سفيان -كما في هذه الرواية- عنه، عن سويد بن قيس. وتابع سفيانَ قيسُ بن الربيع -فيما أخرجه الطيالسي (1192)، والبيهقي 6/ 33 - ، وأيوبُ بنُ جابر - فيما أخرجه البخاري في "تاريخه الكبير" 4/ 142.
ورواه أبو إسحاق الفزاري -فيما أخرجه ابن قانع في "معجمه" 3/ 126 - عن سفيان، عنه، عن نبيح العنزي، عن مخرفة، فأدخل بين سماك ومخرفة نبيحاً العنزي إلا أن في طريقه المسيب بن واضح، قال فيه أبو حاتم: صدوق يخطئ كثيراً، فإذا قيل له لم يقبل. وساق ابن عدي له عدة أحاديث تستنكر. وقال الدارقطني: ضعيف.
قلنا: وجاء في مطبوع ابن قانع: مخرمة بالميم، وهو خطأ.
ورواه شعبة -كما في الرواية (19099) - عنه، عن مالك أبي صفوان بن عميرة. وإذا اختلف شعبة وسفيان فالقول قول سفيان.
ويوهم كلام المزي في "تهذيب الكمال"(في ترجمة سويد) أن سويداً يكنى أبا صفوان، وتعقبه الحافظ في "التهذيب"، فقال: ما جزم به من أن كنيته أبو صفوان فيه نظر، والذي يكنى أبا صفوان اسمه مالك.
ورواه أيوب بن جابر -فيما أخرجه ابن قانع في "معجمه" 3/ 125 - 126 - عنه، عن مخرفة العبدي. وأيوب بن جابر ضعيف.
وأخرجه بتمامه ومختصراً ابنُ أبي شيبة 6/ 586 و 8/ 403 - 404 - ومن طريقه ابن ماجه (2220) و (3579)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1668) - والترمذي (1305)، وابن الجارود (559)، وابن حبان (5147)، =
19099 -
حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ مَالِكٍ أَبِي صَفْوَانَ بْنِ عَمِيرَةَ (1)، قَالَ: بِعْتُ (2) رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم رِجْلَ سَرَاوِيلَ قَبْلَ الْهِجْرَةِ، فَأَرْجَحَ لِي (3).
= وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" ص 120 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حديث سويد حديث حسن صحيح، وأهل العلم يستحبون الرجحان في الوزن، وروى شعبة هذا الحديث عن سماك، فقال: عن أبي صفوان، وذكر الحديث.
وأخرجه مطولاً ومختصراً عبدُ الرزاق (14341)، والدارمي (2585) والبخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 41 - 142، وأبو داود (3336)، وابن ماجه (3579)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1669)، والنسائي في "المجتبى" 7/ 284، وفي "الكبرى"(6184) و (9670)، وابن قانع في "معجمه" 3/ 126، والطبراني في "الكبير"(6466)، والحاكم 2/ 30، والبيهقي 6/ 32 - 33، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 2/ 151 - 152، وابن الأثير في "أسد الغابة" 2/ 493، والمزي في "تهذيب الكمال"(ترجمة سويد بن قيس) من طرق عن سفيان، به.
وسيأتي برقم (19099).
وانظر حديث جابر الطويل السَّالف برقم (14864)، وفيه:"زن لجابر أوقية وأَوْفِه"، وإسناده صحيح.
وفي الباب عن أبي هريرة عند الطبراني في "الأوسط"(6590).
قال السندي: قوله: من هجر، بفتحتين: اسم بلد، قال السيوطي: ذكر بعضهم أن النبي صلى الله عليه وسلم اشترى السراويل ولم يلبسها، وفي "الهدي" لابن القيم: أنه لبسها.
(1)
في (ظ 13) عمير، وهي نسخة في (س).
(2)
في (م): بعث، وهو تصحيف.
(3)
حديث حسن، وقد سلف الكلام عليه في الرواية السالفة (19098). =
حَدِيثُ جَابِرٍ الْأَحْمَسِيِّ (1)
19100 -
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي خَالِدٍ -، عَنْ حَكِيمِ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَعِنْدَهُ الدُّبَّاءُ،
= وأخرجه الطيالسي (1193)، والبخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 142، وأبو داود (3337) وابن ماجه (2221)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1670)، والنسائي في "المجتبى" 7/ 284، وفي "الكبرى"(6185) و (9671) و (9672) و (9673)، والدولابي في "الكنى" 1/ 39 - 40 و 40، وابن قانع في "معجمه" 3/ 32، والطبراني في "الكبير"(7402)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" ص 120، والحاكم 2/ 30 - 31، والبيهقي 6/ 33، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 2/ 152 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. قال الحاكم: أبو صفوان كنية سويد بن قيس، هما واحد، من صحابيِّ الأنصار، والحديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي!
وقد سلف برقم (19098).
قلنا: وجاء في "أطراف المسند" 5/ 250 طريق أخرى عن شعبة رواها يزيد ابن هارون لم نجده في نسختنا، وعزاه ابنُ عساكر في "ترتيب أسماء الصحابة" ص 97 إلى الخامس عشر من مسند الأنصار، وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 5/ 40 من طريق الإمام أحمد عن يزيد عن شعبة بمثل حديث حجاج.
وأخرجه ابن سعد 6/ 63 عن يزيد، بهذا الإسناد. وقرن بيزيد عمرو بن الهيثم أبا القطن.
(1)
قال السندي: جابر بن طارق الأحمسي البجلي، وقد ينسب إلى جده، فيقال: جابر بن عوف، له صحبة .. سكن الكوفة، وكان يخضب بالحمرة.
فَقُلْتُ: مَا هَذَا؟ قَالَ: " نُكَثِّرُ بِهِ طَعَامَنَا "(1).
19101 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِهِ، فَرَأَيْتُ عِنْدَهُ قَرْعًا فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا هَذَا؟ قَالَ: هَذَا " قَرْعٌ نُكَثِّرُ بِهِ طَعَامَنَا "(2).
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات.
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 1/ 305 - 306، من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحميدي في "مسنده"(860) -ومن طريقه ابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 137، والطبراني في "الكبير"(2081) - والذهبي في "سير أعلام النبلاء" 10/ 588 من طريق سفيان، به.
وأخرجه الترمذي في "الشمائل"(163) -ومن طريقه البغوي في "شرح السنة"(2862) -، والنسائي في "الكبرى"(6665)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 137، والطبراني في "الكبير"(2080) و (2083) و (2084) و (2085)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم " ص 214 من طرق عن إسماعيل ابن أبي خالد، به.
وسيأتي برقم (19101).
وفي الباب في حبه صلى الله عليه وسلم الدباء عن أنس، سلف برقم (12052).
قال السندي: قوله: "نكثر به طعامنا": كأنه بيَّن أنه ينبغي البحث عن فوائده، والمراد بالطعام المرق، وأنه يكثر إذا وضع فيه الدُّبَّاء، والله تعالى أعلم.
(2)
إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله (19100) غير أن شيخ أحمد هنا: هو وكيع، وهو ابن الجراح.
وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال "(في ترجمة حكيم بن جابر) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (3304) والطبراني في "الكبير"(2082) من طريق وكيع =
بَقِيَّةُ (1) حَدِيثِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى (2) عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
19102 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى هُوَ ابْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ فِرَاسٍ، عَنْ مُدْرِكِ بْنِ عُمَارَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" لَا يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَزْنِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَنْتَهِبُ نُهْبَةً ذَاتَ شَرَفٍ - أَوْ سَرَفٍ - وَهُوَ مُؤْمِنٌ "(3).
= بهذا الإسناد.
(1)
كذا في النسخ الخطية، ولم يتقدم حديثه قبل هذا الموضع، وستأتي تتمته 4/ 380، وهذا الخلل يدل -كما بينا في المقدمة- أن الإمام أحمد ترك كتابه أقرب ما يكون إلى المسودة.
(2)
قال السندي: عبد الله بن أبي أوفى، واسم أبي أوفى علقمة بن خالد، أسلمي، يكنى أبا معاوية، وقيل: أبا إبراهيم، وقيل: أبا محمد، وله ولأبيه صحبة، شهد الحديبية، ونزل الكوفة، مات بها سنة ست أو سبع وثمانين، وكان آخر من مات بها من الصحابة.
(3)
حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، مدرك بن عمارة -وهو ابن عقبة بن أبي معيط- من رجال "التعجيل"، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ووهم من قال: إن له صحبة، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وقد اختلف فيه على شعبة. فرواه يحيى بن سعيد -كما في هذه الرواية- والطيالسي (823)، والحسن بن موسى -كما عند ابن أبي شيبة 4/ 404 و 11/ 33 - ومحمد بن جعفر -كما عند البزار (زوائد)(111) - أربعتهم عن شعبة، عن فراس، عن مدرك بن عمارة، عن ابن أبي أوفى مرفوعاً.
ورواه الطيالسي (823) والبغوي في "الجعديات"(267) والحسن بن =
19103 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي الشَّيْبَانِيُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى. وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي أَوْفَى قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ نَبِيذِ الْجَرِّ الْأَخْضَرِ. قَالَ: قُلْتُ: فَالْأَبْيَضُ؟ قَالَ: لَا أَدْرِي (1).
= موسى -كما في "المنتخب" لعبد بن حميد (525) - ثلاثتهم عن شعبة، فقال: عن الحكم -وهو ابن عتيبة- عن رجل، عن ابن أبي أوفى، به.
قلنا: ورواية يحيى بن سعيد ومحمد بن جعفر ومن تابعهما أصح، لأنهما أحفظ، وقد قال ابن المبارك: إذا اختلف الناس في حديث شعبة، فكتاب غندر (يعني محمد بن جعفر) حكم بينهم.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 194 - 195 و 11/ 32 - 33 و 4/ 404 و 7/ 58 من طريق ليث بن أبي سُلَيْم، عن مدرك، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" في موضعين 1/ 100 و 5/ 73.
وله شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري (2475)، ومسلم (57)(100)، وقد سلف برقم (7318)، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وعبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري، والشيباني: هو سليمان ابن أبي سليمان.
وأخرجه الطيالسي (814) -ومن طريقه النسائي في "المجتبى" 8/ 304، وفي "الكبرى"(5131) - والبغوي في "الجعديات"(707)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 226 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 124 من طريق علي بن مسهر، والبخاري (5596)، والبيهقي في "السنن" 8/ 309 من طريق عبد الواحد بن زياد، وابن حبان (5402) من طريق أبي عوانة، ثلاثتهم عن الشيباني، به. وعند البخاري: قلت: أنشرب في الأبيض؟ قال: لا. =
19104 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ الْحَسَنِ الْمُزَنِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي أَوْفَى يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ، قَالَ:" سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، اللهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ مِلْءَ السَّمَاءِ (1) وَمِلْءَ الْأَرْضِ، وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ "(2).
= وأخرجه الشافعي في "مسنده" 2/ 94 (ترتيب السندي)، والحميدي (715)، والنسائي في "المجتبى" 8/ 304، وفي "الكبرى"(5132)، والبيهقي في "السنن " 8/ 309 من طريق سفيان بن عيينة، عن الشيباني، به. وفيه: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نبيذ الجر الأخضر والأبيض والأحمر.
وقد أشار الحافظ في "الفتح" 10/ 61 إلى رواية سفيان بن عيينة هذه، وقال: فإن كان محفوظاً، ففي الأول اختصار.
قلنا: يعني من اقتصر على الجر الأخضر فحسب. وقد نقل الحافظ عن الخطابي قوله: لم يغلق الحكم في ذلك بالخضرة والبياض، وإنما علق بالإسكار، وذلك أن الجرار تسرع التغير لما ينبذ فيها، فقد يتغير من قبل أن يشعر به، فنهوا عنها، ثم لما وقعت الرخصة أذن لهم في الانتباذ في الأوعية بشرط أن لا يشربوا مسكراً.
قال الحافظ: وكان الجرار الخضر حينئذٍ كانت شائعة بينهم، فكان ذكر الأخضر لبيان الواقع لا للاحتراز.
قلنا: وقد ذكرنا نسخ الانتباذ في الجرار في حديث ابن عمر السالف برقم (4465). وسيأتي حديث ابن أبي أوفى بالأرقام (19106) و (19142) و (19144) و (19397).
(1)
في (ص) و (م): السماوات وفي (ق): ملء السماء والأرض.
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم، عبيد بن الحسن المُزَني من رجال مسلم، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح، والأعمش: هو سليمان بن مهران.
وأخرجه مسلم (476)، وأبو داود (846)، وابن ماجه (878) وابن حزم =
19105 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ حَسَنٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ ذَلِكَ وَلَمْ يَقُلْ: فِي الصَّلَاةِ (1).
19106 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، حَدَّثَنِي الشَّيْبَانِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي أَوْفَى قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ نَبِيذِ الْجَرِّ الْأَخْضَرِ. قَالَ: قُلْتُ: فَالْأَبْيَضُ؟ قَالَ: لَا أَدْرِي (2).
= في "المحلى" 4/ 119 من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد بن حميد (522)، وأبو داود (846)، وأبو عوانة 2/ 177، والطبراني في "الدعاء"(564) و (565)، والبيهقي في "السنن" 2/ 94 من طرق عن الأعمش، به. وقال أبو داود: قال سفيان: لقينا الشيخ عبيد أبا الحسن -يعني المزني- بعدُ فلم يقل: بعد الركوع.
وأخرجه الطيالسي (817)، والطبراني في "الدعاء"(562) من طريق قيس ابن الربيع، والطبراني في "الدعاء"(563) و (566) من طريق بكر بن وائل والعلاء بن صالح، ثلاثتهم عن عبيد بن الحسن، به.
وسيرد بالأرقام (19105) و (19118) و (19119) و (19137) و (19139) و (19401).
وفي الباب من حديث ابن عباس السالف برقم (2440)، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: "ملء السماء": كناية عن عظمة الحمد وكثرته.
(1)
إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر ما قبله.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين، وكيع: هو ابن الجراح، والأعمش: هو سليمان بن مهران.
وقد سلف برقم (19103).
19107 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ وَيَعْلَى، هُوَ ابْنُ عُبَيْدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي خَالِدٍ، وَهُوَإِسْمَاعِيلُ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي أَوْفَى يَقُولُ: دَعَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْأَحْزَابِ، فَقَالَ:" اللهُمَّ مُنْزِلَ الْكِتَابِ، سَرِيعَ الْحِسَابِ، هَازِمِ الْأَحْزَابِ اهْزِمْهُمْ وَزَلْزِلْهُمْ "(1).
19108 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى، يَقُولُ: قَدِمْنَا مَعَ النَّبِيِّ
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 352 و 12/ 463 - 464 و 14/ 426 - ومن طريقه مسلم (1742)(22) - والبخاري (6392) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو عوانة 4/ 90، والبيهقي في "الدلائل" 3/ 456 من طريق يعلى، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (9516) -ومن طريقه الطبراني في "الدعاء"(1070) - والحميدي (719)، وابن سعد 2/ 74، وسعيد بن منصور -ومن طريقه مسلم (1742)(21) - وابن أبي شيبة 14/ 600، وعبد بن حميد (523)، والبخاري (2933) و (4115) و (7489)، ومسلم (1742)(21)، والنسائي في "الكبرى"(8632) و (10438) وفي "عمل اليوم والليلة"(602)، وابن حبان (3844)، والطبراني في "الصغير"(194)، وأبو نعيم في "الحلية" 8/ 256، وفي "أخبار أصبهان" 1/ 114 و 318، والبيهقي في "الدعوات"(424)، والبغوي في "شرح السنة"(1353) من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد، به.
وسيأتي بالأرقام: (19114) و (19131) و (19407).
قال السندي: قوله: "منزل الكتاب" أي: فانصر من تمسَّك به على من جحده كما أنزلته.
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَطَافَ بِالْبَيْتِ، وَسَعَى بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ - يَعْنِي فِي الْعُمْرَةِ - وَنَحْنُ نَسْتُرُهُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُؤْذُوهُ بِشَيْءٍ (1).
19109 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنَ ابْنُ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي أَوْفَى يَقُولُ: لَوْ كَانَ بَعْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم نَبِيٌّ مَا مَاتَ ابْنُهُ إِبْرَاهِيمُ (2)(3).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن خزيمة -كما في "إتحاف المهرة" 6/ 511 - من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه مختصراً ومطولاً الحميدي (721)، والدارمي (1922)، والبخاري (1600)(1791)(4255)، وأبو داود (1902) و (1903)، والنسائي في "الكبرى"(4209) والبيهقي في "السنن الصغير"(1664) من طرق عن إسماعيل ابن أبي خالد، به. قال الحميدي: قال سفيان: أُراه في عمرة القضاء.
وسيرد برقم (19131) و (19407).
قال السندي: قوله: يعني في العمرة، كأن المراد عمرة القضاء.
(2)
لفظ "إبراهيم" ليس في (ظ 13)، وأشير إليه في (س) على أنه نسخة.
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح، وابن أبي خالد: هو إسماعيل، وهذا الحديث وإن كان ظاهره الوقف إلا أنه في حكم المرفوع، لأنه لا يقال بالرأي.
وأخرجه البخاري (6194)، وابن ماجه (1510)، والطبراني في "الأوسط"(6634)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(717) من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد، بهذا الإسناد.
وفي الباب من حديث أنس، سلف برقم (12358) بإسناد حسن، ولفظه: عن السدي، قال: سمعت أنس بن مالك يقول: لو عاش إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم لكان صديقاً نبياً. =
19110 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ يَزِيدَ أَبِي خَالِدٍ الدَّالَانِيِّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ السَّكْسَكِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي لَا أَسْتَطِيعُ آخُذُ شَيْئًا (1) مِنَ الْقُرْآنِ، فَعَلِّمْنِي مَا يُجْزِئُنِي، قَالَ:" قُلْ سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ " قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا لِلَّهِ عز وجل، فَمَا لِي؟ قَالَ:" قُلِ اللهُمَّ اغْفِرْ لِي، وَارْحَمْنِي وَعَافِنِي، وَاهْدِنِي وَارْزُقْنِي ". ثُمَّ أَدْبَرَ وَهُوَ مُمْسِكُ كَفَّيْهِ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " أَمَّا هَذَا، فَقَدْ مَلَأَ يَدَيْهِ مِنَ الْخَيْرِ "(2).
قَالَ مِسْعَرٌ: فَسَمِعْتُ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ إِبْرَاهِيمَ السَّكْسَكِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَثَبَّتَنِي فِيهِ غَيْرِي.
= قال السندي: قوله: ما مات ابنه إبراهيم: يعني أن الله تعالى قدر له إنْ يعش يكن نبياً، وليس بعده نبي، لأنه خاتم النبيين، فلذلك مات إبراهيم، ولولا ذلك لعاش، ومثل هذا لا يعرف إلا من جهته صلى الله عليه وسلم.
(1)
في (م): أخذ شيء.
(2)
حديث حسن بطرقه، وهذا إسناد ضعيف لضعف إبراهيم السكسكي: وهو ابن عبد الرحمن، فقد ضعفه شعبة وأحمد، وقال النسائي: ليس بذاك القوي، يكتب حديثه، وقد ساق له ابن عدي هذا الحديث، وقال: لم أجد له حديثاً منكر المتن، وهو إلى الصِّدْق أقرب منه إلى غيره، ويكتب حديثه. قلنا: وقد انتقى له البخاري حديثين في التفسير وفي الرقاق، وهو ينتقي من حديث الضعيف المعتبر في مثل هذه الأبواب، ثم إنه قد تابعه طلحة بن مصرف عند ابن حبان (1810) إلا أن في طريقه الفضل بن موفق، وقد ضعفه أبو حاتم. وتابعه كذلك إسماعيل بن أبي خالد عند أبي نعيم في "الحلية" 7/ 113 إلا أن =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= في طريقه خالد بن نزار الأيلي، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: يغرب ويخطئ. ويزيد أبو خالد الدالاني: هو ابن عبد الرحمن، فيه كلام من جهة حفظه إلا أنه قد توبع كذلك. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. وسيأتي من طريق مسعر برقم (19442)، وتابعه المسعودي برقم (19409).
وأخرجه أبو داود (832) -ومن طريقه البغوي في "شرح السنة"(610) - والدارقطني في "السنن" 1/ 314 من طريق وكيع، بهذا الإسناد، وعند الدارقطني زيادة في أوله: "قل: بسم الله
…
".
وأخرجه عبد الرزاق (2747) -ومن طريقه الدارقطني 1/ 314، والطبراني في "الدعاء"(1711) - وعبد بن حميد في "المنتخب"(524)، والبيهقي في "السنن" 1/ 381 من طريقين عن سفيان الثوري، به.
وأخرجه الحميدي (717)، وابن حبان (1808)، وابن عدي في "الكامل" 1/ 214 من طريق سفيان: وهو ابن عيينة، عن أبي خالد الدالاني، عن إبراهيم، به، وقرن مسعراً مع يزيد.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(3049) من طريق عبد الله بن بزيع، عن ابن عيينة، عن منصور بن المعتمر، عن إبراهيم السكسكي، به. وقال: لم يروه عن سفيان بن عيينة، عن منصور إلا عبد الله بن بزيع، ولا يروى من حديث منصور إلا من هذا الوجه. قلنا: وعبد الله بن بزيع ضعيف.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 417 من طريق حجاج وهو ابن أرطاة - عن إبراهيم السكسكي، به. وحجاج ضعيف.
ويشهد له حديث رفاعة بن رافع في المسيء صلاته عند أبي داود (861)، والترمذي (302)، وفيه -واللفظ له-:"فإن كان معك قرآن فاقرأ، وإلا فأحمد الله وكبره وهَلِّلْه". وقال: هو حديث حسن. وقد سلف بعضه برقم (1995).
انظر "المجموع للنووي" 3/ 339. =
19111 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي أَوْفَى يَقُولُ: كَانَ الرَّجُلُ إِذَا أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِصَدَقَةِ مَالِهِ صَلَّى عَلَيْهِ، فَأَتَيْتُهُ (1) بِصَدَقَةِ مَالِ أَبِي، فَقَالَ:" اللهُمَّ صَلِّ عَلَى آلِ أَبِي أَوْفَى "(2).
= قال السندي: قوله: لا أستطيع آخذ، أي: أن آخذ، فالفعل بمعنى المصدر، أي: أحفظ.
ما يجزئني: من الإجزاء، أو الجزاء، أي: يكفيني.
"قل سبحان": يدل على أن العاجز عن القرآن يشتغل بالأذكار في الصلاة.
فما لي: كأنه عَلِمَ أن الصلاة مقسومة بين الله تعالى وبين العبد، فلا بُدَّ أن يكون فيها ما يكون للعبد.
(1)
في (ظ 13)، وهامش (س): فأتيت.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 519 - ومن طريقه مسلم (1078)(176)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2363) - ومسلم (1078)(176)، وابن ماجه (1796)، وأبو عوانة كما في "إتحاف المهرة" 6/ 509 - 510، وابن حبان (3274) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (819) -ومن طريقه ابن الجارود في "المنتقى"(361)، وابن خزيمة (2345)، وابن حبان (917)، وأبو نعيم في "الحلية" 5/ 96 - ، وعبد الرزاق (6957)، والبخاري (1497) و (4166) و (6332) و (6359)، ومسلم (1078)(176)، وأبو داود (1590)، والنسائي في "المجتبى" 5/ 31، وفي "الكبرى"(2239)، وأبو عوانة -كما في "إتحاف المهرة" 6/ 509 - 510 - وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(59)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3052)، والطبراني في "الدعاء"(2012)، وأبو نعيم في "الحلية" 5/ 96، والبيهقي في "السنن" 2/ 152 و 4/ 157 و 7/ 5، وفي "الدعوات الكبير"(486)، والخطيب في "تاريخه" =
19112 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي يَعْفُورٍ الْعَبْدِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي أَوْفَى، قَالَ: غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَبْعَ غَزَوَاتٍ، فَكُنَّا نَأْكُلُ فِيهَا الْجَرَادَ (1).
= 4/ 235، وابن عبد البر في "الاستذكار"(8688)، والبغوي في "شرح السنة"(1566)، وفي "التفسير" (التوبة: 103) من طرق عن شعبة، به.
وأخرجه الخطيب في "تاريخه" 12/ 319 من طريق عبد الله بن عمرو بن مرة، عن أبيه عمرو بن مرة، به.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 6/ 2121 من طريق ابن إسحاق، عن شعبة، عن سماك بن حرب، عن عبد الله بن أبي أوفى، فذكره.
وقال ابن عدي: قال لنا ابن صاعد: ابن إسحاق فيه عن سماك بن حرب، إنما الحديث حديث عمرو بن مرة.
وسيرد بالأرقام: (19115) و (19133) و (19405) و (19416).
وفي باب الصلاة على غير الأنبياء عن جابر، سلف برقم (14245) وعن أبي مالك الأشعري، سيرد 5/ 343.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وسفيان: هو الثوري، وأبو يعفور: هو الكبير، وهو وقدان الكوفي، ويقال: اسمه واقد.
وأخرجه الدارمي (2010)، والترمذي (1822)، وأبو عوانة 5/ 185، والبغوي (2802) من طرق عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وقال البغوي: متفق على صحته.
وأخرجه عبد بن حميد (526)، ومسلم (1952)، وأبو عوانة 5/ 184 - 185، والطبراني في "الأوسط"(2219)، وتمام الرازي في "الروض البسام"(فوائد)(954)، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 333، وفي "أخبار أصبهان" 1/ 296 و 2/ 82 و 288 من طرق عن أبي يعفور، به. وقُرن به أبو إسحاق الشيباني عند الطبراني. ووقع في مطبوع أبي عوانة سقط من الإسناد. وجاء =
19113 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ: هُوَ ابْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ شَيْخٍ، مِنْ بَجِيلَةَ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي أَوْفَى يَقُولُ: اسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَجَارِيَةٌ تَضْرِبُ بِالدُّفِّ، فَدَخَلَ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُمَرُ رضي الله عنه، فَدَخَلَ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُثْمَانُ رضي الله عنه، فَأَمْسَكَتْ. قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ عُثْمَانَ رَجُلٌ حَيِيٌّ "(1).
= عند أبي نعيم 2/ 82: غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع غزوات أو تسع غزوات، ولم يذكر التسع أحد.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 7/ 242 من طريق مخلد بن يزيد، عن مسعر، عن الشيباني، عن ابن أبي أوفى، به. قال أبو نعيم: غريب من حديث مسعر، تفرد به مخلد.
وسيرد برقمي (19150)(19398).
وفي الباب عن جابر بن عبد الله، سلف برقم (14645).
(1)
إسناده ضعيف لإبهام الراوي عن ابن أبي أوفى، وقال الحافظ في "التعجيل" 2/ 603 يحتمل أن يكون طارق بن عبد الرحمن.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 9/ 81، وقال: رواه أحمد عن رجل من بجيلة، عن ابن أبي أوفى، ولم يسم الرجل، وبقية رجاله رجال الصحيح.
وسيرد برقم (19117).
وقد صح قوله صلى الله عليه وسلم: "إن عثمان رجل حيي" في غير سياق هذه القصة من حديث عائشة وعثمان، وهو عند مسلم (2402)، وقد سلف (514).
وانظر حديث بريدة الأسلمي 5/ 353.
قال السندي: قوله: فأمسكت: كأنها أمسكت بإشارته صلى الله عليه وسلم، ولذلك قال ما قال، والله تعالى أعلم بالحال.
19114 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ هُوَ ابْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَبُو حَيَّانَ، قَالَ: سَمِعْتُ شَيْخًا بِالْمَدِينَةِ يُحَدِّثُ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى كَتَبَ إِلَى عُبَيْدِ اللهِ إِذْ أَرَادَ أَنْ يَغْزُوَ الْحَرُورِيَّةَ، فَقُلْتُ لِكَاتِبِهِ وَكَانَ لِي صَدِيقًا: انْسَخْهُ لِي. فَفَعَلَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ: " لَا تَمَنَّوْا (1) لِقَاءَ الْعَدُوِّ، وَسَلُوا اللهَ عز وجل الْعَافِيَةَ، فَإِذَا (2) لَقِيتُمُوهُمْ فَاصْبِرُوا، وَاعْلَمُوا أَنَّ الْجَنَّةَ تَحْتَ ظِلَالِ السُّيُوفِ " قَالَ: فَيَنْظُرُ (3) إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ نَهَدَ إِلَى عَدُوِّهِ، ثُمَّ قَالَ:" اللهُمَّ مُنْزِلَ الْكِتَابِ، وَمُجْرِيَ السَّحَابِ، وَهَازِمَ الْأَحْزَابِ، اهْزِمْهُمْ وَانْصُرْنَا عَلَيْهِمْ "(4).
(1) في (ق): وهامش (س): لا تتمنوا.
(2)
في (ظ 13): فإن.
(3)
في (ظ 13) وهامش (س): ينظر.
(4)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف على خطأ فيه، لم يقمه أبو حيان، وهو يحيى بن سعيد بن حيان التيمي، وشيخه الذي رواه عنه مبهم، وصديقه الكاتب الذي نسخ له الكتاب مبهم كذلك، وقد أخطأ في اسم الذي كَتَبَ له ابنُ أبي أوفى، فقال: عبيد الله، وهو على الصحيح: عمر بن عبيد الله.
وقد روى هذا الحديث أبو إسحاق الفزاري -كما سيأتي في التخريج- فقال: عن موسى بن عقبة، قال: حدثني سالم أبو النضر مولى عمر بن عبيد الله، كنت كاتباً له، قال: كَتَبَ إليه عبدُ الله بنُ أبي أوفى حين خرج إلى الحرورية، فقرأته، فإذا فيه
…
فساق الحديث. وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه عبد الرزاق (9515) -ومن طريقه الطبراني في "الدعاء"(1069) - وسعيد بن منصور (2518)، وابن أبي شيبة 5/ 340 و 12/ 368 و 463 من =
19115 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ
= طرق عن أبي حيان، بهذا الإسناد.
وهو عند أبي إسحاق الفزاري في "السير (508) و (509) و (510) -ومن طريقه أخرجه البخاري (2818) و (2833) و (2965) و (3024) و (7237)، وأبو داود (2631) -ومن طريقه ابن عبد البر في "الاستذكار" 14/ 45 - وأبو عوانة 4/ 88 و 89 و 90، والحاكم 2/ 78، وأبو نعيم في "الحلية" 8/ 260، والبيهقي في "السنن" 9/ 76 و 152 وفي "الصغير" (3614)، وفي "الشعب " (4308)، وفي "الدعوات" (423)، والخطيب في "الكفاية" 480 - 481 - ، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (10) من طريق ابن أبي الزناد، كلاهما عن موسى بن عقبة، عن سالم أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله -وكان كاتبه- قال: كتب إليه عبدُ الله بن أبي أوفى، فذكره. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه. وسكت عنه الذهبي. قلنا: قد أخرجاه كما ترى!
وأخرجه عبد الرزاق (9514) -ومن طريقه أخرجه مسلم (1742) والطبراني في "الدعاء"(1068) - عن ابن جريج، عن موسى بن عقبة، عن أبي النضر، عن كتاب رجل من أسلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقال له: عبد الله ابن أبي أوفى أنه كتب إلى عمر بن عبيد الله فذكره.
وقد سلف برقم (19107)، وسيرد برقم (19141).
وفي الباب في النهي عن تمني لقاء العدو عن أبي هريرة، سلف برقم (9196)، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.
وفي باب قوله: "الجنة تحت ظلال السيوف" عن أبي موسى الأشعري، سيرد (19538).
قال السندي: قوله: "تحت ظلال السيوف" أي: في القرب منها، أي: متى ما يكون العبد قريباً إلى السيوف في الجهاد في سبيل، فهو قريب إلى الجنة.
نهد: كمنع ونصر، أي: نهض إلى العدو.
قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أُتِيَ بِصَدَقَةٍ، قَالَ:" اللهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِمْ ". وَإِنَّ أَبِي أَتَاهُ بِصَدَقَتِهِ، فَقَالَ:" اللهُمَّ صَلِّ عَلَى آلِ أَبِي أَوْفَى "(1).
19116 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَبَهْزٌ قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَدِيٍّ. قَالَ بَهْزٌ: أَخْبَرَنِي عَدِيُّ بْنُ ثَابِتٍ. قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ وَابْنَ أَبِي أَوْفَى قَالَا: أَصَابُوا حُمُرًا يَوْمَ خَيْبَرَ، فَنَادَى مُنَادِي رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُكْفِؤُوا الْقُدُورَ.
وَقَالَ بَهْزٌ: عَنْ عَدِيٍّ، عَنِ الْبَرَاءِ وَابْنِ أَبِي أوْفَى (2).
19117 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي رَجُلٌ مِنْ بَجِيلَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى يَقُولُ: كَانَتْ جَارِيَةٌ
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر ما قبله (19111) غير أن شيخ أحمد هنا: هو محمد بن جعفر غندر.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2363) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. بهز: هو ابن أسد العمي.
وأخرجه الطيالسي (731) -ومن طريقه أبو عوانة 5/ 162 - والبخاري (4221)(4222) و (4223)(4224) و (5525)(5526)، ومسلم (1938)(28)، وأبو عوانة 5/ 162 - 163 و 163 و 165 - 166، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 205، والبيهقي 9/ 329 من طرق عن شعبة، به. وجعله البيهقي من حديث ابن أبي أوفى وحده.
وقد سلف من حديث البراء برقم (18573).
تَضْرِبُ بِالدُّفِّ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ جَاءَ عُمَرُ، ثُمَّ جَاءَ عُثْمَانُ رضي الله عنهم، فَأَمْسَكَتْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّ عُثْمَانَ رَجُلٌ حَيِيٌّ "(1).
19118 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَجْزَأَةَ بْنِ زَاهِرٍ. وَحَجَّاجٌ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ مَجْزَأَةَ بْنِ زَاهِرٍ. وَرَوْحٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَجْزَأَةَ بْنِ زَاهِرٍ مَوْلًى لِقُرَيْشٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ:" اللهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ مِلْءَ السَّمَاءِ، وَمِلْءَ الْأَرْضِ، وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ، اللهُمَّ طَهِّرْنِي بِالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ وَالْمَاءِ الْبَارِدِ، اللهُمَّ طَهِّرْنِي مِنَ الذُّنُوبِ، وَنَقِّنِي مِنْهَا كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْوَسَخِ "(2).
(1) إسناده ضعيف، وهو مكرر (19113) غير أن شيخ أحمد هنا: هو محمد بن جعفر.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، وروح: هو ابن عبادة.
وأخرجه المزي في "تهذيبه"(ترجمة مجزأة بن زاهر) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (476)(204) من طريق محمد بن جعفر، به.
وأخرجه الطيالسي (824) -ومن طريقه أبو عوانة 2/ 178 - وابن أبي شيبة 10/ 213، والبخاري في "الأدب المفرد"(684)، ومسلم (476)(204)، والنسائي 1/ 198، وبحشل في "تاريخ واسط" ص 44، وابن حبان (956)، والبيهقي 1/ 5 من طرق عن شعبة، به.
وأخرجه مطولاً ومختصراً البخاري في "الأدب المفرد"(676) وابن أبي =
19119 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ. وَحَجَّاجٌ، عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عُبَيْدًا أَبَا الْحَسَنِ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاءِ: " اللهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ مِلْءَ السَّمَاءِ (1) وَمِلْءَ الْأَرْضِ " قَالَ حَجَّاجٌ: " مِلْءَ السَّمَاءِ وَمِلْءَ الْأَرْضِ، وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ ".
قَالَ مُحَمَّدٌ: قَالَ شُعْبَةُ: وَحَدَّثَنِي أَبُو عِصْمَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْأَعْمَشِ، عَنْ عُبَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَدْعُو إِذَا رَفَعَ
عاصم في "الآحاد والمثاني"(2367) من طريق إسرائيل بن يونس، والنسائي 1/ 199، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2366)، وابن حبان (955)، والطبراني في "الأوسط"(2200)، وفي "الدعاء"(1441) من طريق رقبة بن مصقلة، كلاهما عن مجزأة، به.
وقوله: "اللهم طهرني بالثلج
…
".
أخرجه بنحوه الترمذي (3547)، وتمام في "فوائده" -كما في "الروض البسام"(1796) - من طريق حفص بن غياث، عن الحسن بن عبيد الله النخعي، عن عطاء بن السائب، عن عبد الله بن أبي أوفى، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب.
وقد سلف برقم (19104)، وسيرد برقم (19402) مطولاً.
وفي الباب في قوله: "اللهم طهرني بالثلج والبرد .. " من حديث أبي هريرة، سلف برقم (7164).
وآخر من حديث عائشة، سيرد 6/ 57.
(1)
في (ص): السماوات.
رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ (1).
19120 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ الشَّيْبَانِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَكْفِؤُوا الْقُدُورَ وَمَا فِيهَا ".
قَالَ شُعْبَةُ: إِمَّا أَنْ يَكُونَ قَالَهُ سُلَيْمَانُ " وَمَا فِيهَا " أَوْ أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَهُ مِنْ ابْنِ أَبِي أَوْفَى (2).
(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي عصمة شيخ شعبة -وهو نوح بن أبي مريم، وإن كان متروك الحديث- قد تابعه وكيع كما في الرواية (19104)، وأبو معاوية كما عند مسلم (476)(202).
وأخرجه مسلم (476)(203) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو عوانة 2/ 177 من طريق حجاج: وهو ابن محمد المصيصي، به، وفيه رواية شعبة: عن أبي عصمة.
وأخرجه الطيالسي (817) و (824) -ومن طريقه أبو عوانة 2/ 177 - الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 239، وفي "شرح مشكل الآثار"(5166)، والطبراني في "الدعاء"(561) من طريقين عن شعبة، به.
وقد سلف (19104).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليمان الشيباني: هو ابنُ أبي سليمان.
وأخرجه الطيالسي (816)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 205 من طريق وهب، كلاهما عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 263، والبخاري (3155)(4220)، ومسلم (1937)(26) و (27)، وابن ماجه (3192)، وأبو عوانة 5/ 161 و 161 - 162، والبيهقي 9/ 330 و 331، والخطيب البغدادي في "تاريخه" 12/ 72 =
19121 -
حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي الْمُخْتَارِ مَنْ بَنِي أَسَدٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى، قَالَ: كُنَّا فِي سَفَرٍ فَلَمْ نَجِدِ الْمَاءَ، قَالَ: ثُمَّ هَجَمْنَا عَلَى الْمَاءِ بَعْدُ، قَالَ: فَجَعَلُوا يَسْقُونَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَكُلَّمَا (1) أَتَوْهُ بِالشَّرَابِ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" سَاقِي الْقَوْمِ آخِرُهُمْ " - ثَلَاثَ مَرَّاتٍ - حَتَّى شَرِبُوا كُلُّهُمْ (2).
= من طرق عن الشيباني، بنحوه. وزادوا: قال عبد الله بن أبي أوفى: فتحدثنا أنه إنما نهى عنها، لأنها لم تُخَمَّس، وقال بعضُهم: نهى عنها البتة، لأنها كانت تأكل العَذِرة. وعند البخاري:(3155): وسألتُ سعيد بن جبير، فقال: حَرّمها البَتَّة. وسيرد برقم (19399) قول سعيد: إنما نهى عنها أنها كانت تأكل العذرة.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 205 من طريق وهب، عن شعبة، عن إبراهيم الهجري، عن ابن أبي أوفى، به.
وقول شعبة في "وما فيها" إما أن يكون قاله سليمان، أو أخبرني من سمعه من ابن أبي أوفى، سيرد في الرواية (19417) أن سليمان قاله، من طريق ابن عيينة، عنه.
وقد سلف من حديث البراء برقم (18573).
ومن حديث البراء وابن أبي أوفى سلف برقم (19116)، وسيرد برقم (19147).
ومن حديث ابن أبي أوفى وحده سيرد بالأرقام: (19127) و (19151) و (19400).
(1)
في (ظ 13) و (ق): فلما، وفي هامش (ظ 13) فكلما، نسخة.
(2)
إسناده ضعيف، أبو المختار الأسدي روى عنه اثنان، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقد ذكر له المزي راوياً ثالثاً؛ وهو أبو مالك النخعي، غير =
19122 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ. وَحَجَّاجٌ، حَدَّثَنِي شُعْبَةُ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي الْمُجَالِدِ قَالَ: اخْتَلَفَ عَبْدُ اللهِ بْنُ شَدَّادٍ وَأَبُو بُرْدَةَ فِي السَّلَفِ، فَبَعَثَانِي إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى، فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: كُنَّا نُسْلِفُ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُم فِي الْحِنْطَةِ وَالشَّعِيرِ وَالزَّبِيبِ أَوِ التَّمْرِ - شَكَّ فِي التَّمْرِ وَالزَّبِيبِ - وَمَا هُوَ عِنْدَهُمْ، أَوْ مَا نَرَاهُ عِنْدَهُمْ. ثُمَّ أَتَيْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبْزَى، فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ (1).
= أنه متروك، فلا يعتد بسماعه منه، وقال علي ابن المديني: لم يرو عنه غير شعبة، وقال البخاري: قال عبد الله بن المبارك: عن شعبة، عن المختار، ولا يصح. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين حجاج: هو ابن محمد المصيصي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 231، وعبد بن حميد في "المنتخب"(528)، وأبو داود (3725)، وبحشل في "تاريخ واسط" ص 44، والبيهقي في "السنن" 7/ 286، وفي "الشعب"(6036)، وفي "الآداب"(554)، والمزي في "تهذيب الكمال"(في ترجمة أبي المختار) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد، وزاد بعضهم: آخرهم شرباً.
وأخرجه الدولابي في "الكنى" 2/ 104 من طريق أبي مالك النخعي، عن عثمان المختار، عن عبد الله بن أبي أوفى بنحوه. وأبو مالك متروك.
وقوله صلى الله عليه وسلم: "إن ساقي القوم آخرهم شرباً" قد صح من حديث أبي قتادة الطويل عند مسلم (681)، وسيرد 5/ 303.
قال السندي: قوله: يسقون، أي: يعطونه الماء ليشرب، فيعطي غيره ولا يشرب ويعتذر بأنه ساقٍ، واللائق به أن يكون آخر القوم شرباً.
(1)
إسناده صحيح على شرط البخاري. رجاله ثقات رجال الشيخين، غير =
19123 -
حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: قَالَ مَالِكٌ - يَعْنِي ابْنَ مِغْوَلٍ - أَخْبَرَنِي طَلْحَةُ، قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى: أَوْصَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: لَا، قُلْتُ: فَكَيْفَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِالْوَصِيَّةِ وَلَمْ يُوصِ؟ قَالَ: أَوْصَى بِكِتَابِ اللهِ عز وجل (1).
= عبد الله بن أبي المجالد -ويقال اسمه محمد- فمن رجال البخاري، وهو ثقة، وهو مولى عبد الله بن أبي أوفى. حجاج: هو ابن محمد المصيصي. وعبد الله ابن شداد، من صغار الصحابة، وأبو بردة: هو ابن أبي موسى الأشعري.
وأخرجه الطيالسي (815) -ومن طريقه النسائي في "المجتبى" 7/ 290 و"الكبرى"(6208)، والبيهقي في "الصغير"(2002) - وابن أبي شيبة 7/ 55 - 56، والبخاري (2242) و (2243)، وأبو داود (3464) و (3465) -ومن طريقه البيهقي في "الكبرى" 6/ 20 - وابن ماجه (2282)، والنسائي في "المجتبى" 7/ 289 - 290، و"الكبرى"(6207)، وابن الجارود في "المنتقى"(616)، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 162 - 163، والبيهقي في "الكبرى" 6/ 20 من طرق عن شعبة، به. وعندهم جميعاً: الحنطة والشعير والزبيب والتمر، دون شك، غير أن ابن أبي شيبة لم يذكر التمر، ولم يذكر النسائي في إحدى روايتيه الزبيب: وسقط اسم شيخ ابن أبي شيبة من مطبوعة "المصنف".
وأخرجه ابن أبي شيبة 7/ 54 من طريق الأشعث، عن عبد الله ابن أبي أوفى، بلفظ: كنا نُسْلِفُ نبيط أهل الشام في البر والزبيب، ورسول الله صلى الله عليه وسلم فينا.
وسيأتي برقم (19396).
وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (1868).
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد ظاهره الانقطاع، حجاج: هو ابن محمد المصيصي لم يصرح بسماعه من مالك بن مِغْول، وقد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. =
19124 -
حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْمُجَالِدِ قَالَ: بَعَثَنِي أَهْلُ الْمَسْجِدِ إِلَى ابْنِ أَبِي أَوْفَى أَسْأَلُهُ: مَا صَنَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي طَعَامِ خَيْبَرَ. فَأَتَيْتُهُ فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ، قَالَ: وَقُلْتُ: هَلْ خَمَسَهُ؟ قَالَ: لَا، كَانَ أَقَلَّ مِنْ ذَلِكَ. قَالَ: وَكَانَ أَحَدُنَا إِذَا أَرَادَ مِنْهُ شَيْئًا أَخَذَ مِنْهُ حَاجَتَهُ (1).
= وأخرجه البخاري (2740) و (4460) و (5022)، ومسلم (1634)(17)، والترمذي (2119)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 240، وفي "الكبرى"(6447)، وابن حبان (6023)، والبيهقي في "السنن" 6/ 266، وابن عبد البر في "التمهيد" 14/ 293 - 294 من طرق عن مالك بن مغول، به. قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح غريب، لا نعرفه إلا من حديث مالك بن مغول.
وسيأتي بالرقمين (19136) و (19408).
وفي الباب من حديث عائشة عند البخاري (2741)، ومسلم (1636)(19).
وسيرد 6/ 32.
وانظر حديث أبي سعيد الخدري السالف برقم (11104).
قال السندي: قوله: أوصى، أي: بالمال، فلذا قال: لا، ثم لما قال السائل: كيف يترك الوصية ويأمر غيره بها؟ قال: إنه ما ترك، ولكنه أوصى بما كان عنده من العلم والقرآن والدِّين.
(1)
إسناده صحيح على شرط البخاري، محمد بن أبي المجالد من رجاله، وقد اختلف في اسمه، فقيل: عبد الله بن أبي المجالد، وذكر أبو داود أن شعبة سماه محمداً وهو يخطئ فيه، والصواب: عبد الله. وتعقبه الحافظ في "التهذيب"، فقال: قد سماه أيضاً محمداً أبو إسحاق الشيباني، كذا عند البخاري وأبي داود -قلنا: وكذلك هو في روايتنا هذه- وأما شعبة، فكان =
19125 -
حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى؛ صَاحِبِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَدَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْبَيْتَ فِي عُمْرَتِهِ؟ قَالَ: لَا (1).
= يشك في اسمه، فذكر أنه يقول مرة: عبد الله، ومرة: محمد، ومرة: عبد الله أو محمد. قلنا: وقد أبعد الحاكم، فظنهما اثنين كما سيأتي في التخريج، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. هشيم: هو ابن بشير، والشيباني: هو أبو إسحاق سليمان بن أبي سليمان.
وأخرجه ابن الجارود (1072)، والحاكم 2/ 133 - 134، والبيهقي في "السنن" 9/ 60 من طريق هشيم، بهذا الإسناد، وقد قُرن به عند الحاكم أشعث ابن سوَّار.
وأخرجه سعيد بن منصور (2740)، وأبو داود (2704)، والحاكم 2/ 126، والبيهقي في "دلائل النبوة" 4/ 241 من طريق أبي معاوية، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3454) من طريق أبي يوسف القاضي، كلاهما عن الشيباني، به، وقال الحاكم: صحيح على شرط البخاري، فقد احتج بمحمد وعبد الله ابني أبي المجالد جميعاً، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي!
قلنا: جعلهما الحاكم اثنين، وهما راوٍ واحد، اختلف في اسمه كما بينا.
وأخرجه عبد الرزاق (9304) عن الثوري، عن أشعث، عن رجل، عن ابن أبي أوفى، بلفظ: لم يخمس الطعام يوم خيبر.
وفي الباب عن عبد الله بن مُغَفَّل، سلف برقم (16791).
وعن ابن عمر عند البخاري (3154).
قال السندي: قوله: خَمَسه بالتخفيف، أي: أخذ منه الخمس كالغنيمة.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (1332)، وأبو عوانة -كما في "إتحاف المهرة" 6/ 512 - والبيهقي 5/ 159 من طريق هُشَيْم، بهذا الإسناد. =
19126 -
حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ قَالَ: الشَّيْبَانِيُّ أَخْبَرَنِي، قَالَ: قُلْتُ: لِابْنِ أَبِي أَوْفَى: رَجَمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: نَعَمْ، يَهُودِيًّا وَيَهُودِيَّةً. قَالَ: قُلْتُ: بَعْدَ نُزُولِ النُّورِ أَوْ قَبْلَهَا؟ قَالَ: لَا أَدْرِي (1).
= وأخرجه مطولاً البخاري (1600) و (1791)، وأبو داود (1902) من طرق عن إسماعيل، به.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشيم: هو ابن بشير، والشيباني: هو أبو إسحاق سليمان بن أبي سليمان.
وأخرجه ابن حبان (4433) من طريق هشيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 75 - ومن طريقه مسلم (1702) - عن علي بن مسهر، والبخاري (6813)، وأبو عوانة -كما في "إتحاف المهرة" 6/ 521 - من طريق خالد بن عبد الله، والبخاري (6840)، ومسلم (1702) من طريق عبد الواحد بن زياد، وأبو عوانة -كما في "الإتحاف" 6/ 521 - من طريق شعبة، والذهبي في "السير" 12/ 369 من طريق أسباط بن محمد، كلهم عن الشيباني، به.
قال البخاري: وقال بعضهم: المائدة، والأول أصح. قلنا: يعني في ذكر النور. وذكر الحافظ في "الفتح" 12/ 167 أن ذكر المائدة جاء في رواية عبيدة ابن حُميد، عن الشيباني، في مسند أحمد بن منيع، ومن طريقه الإسماعيلي: فقلت: بعد سورة المائدة أو قبلها؟ قال الحافظ: ولعل من ذكره توهَّم من ذكر اليهودي واليهودية أن المراد سورة المائدة، لأن فيها الآية التي نزلت بسبب سؤال اليهودي حكم اللذين زنيا منهم.
وقد سلفت قصة رجم اليهودي واليهودية من حديث ابن عمر برقم (4498)، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: قلت: بعد نزول النور. يريد أنه إن كان قبل نزول =
19127 -
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ - يَعْنِي الشَّيْبَانِيَّ -، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى رضي الله عنه، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ أَكْلِ لُحُومِ الْحُمُرِ الْأَهْلِيَّةِ (1).
19128 -
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ وَيَعْلَى الْمَعْنَى، قَالَا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى: أَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَشَّرَ خَدِيجَةَ رضي الله عنها؟ قَالَ: نَعَمْ، بَشَّرَهَا بِبَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ، لَا صَخَبَ فِيهِ وَلَا نَصَبَ. قَالَ يَعْلَى: وَقدْ قَالَ مَرَّةً: لَا صَخَبَ - أَوْ لَا لَغْوَ - فِيهِ وَلَا نَصَبَ (2).
= قوله تعالى: {الزانية والزاني فاجلدوا} فيحتمل أن يكون منسوخاً به، وإن كان بعده، فلا بد من تحقيق ذلك حتى يُعْرَفَ أن الرجم حكمٌ باقٍ أم لا.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، وأبو إسحاق الشيباني: هو سليمان بن أبي سليمان.
وأخرجه أبو عوانة 5/ 162 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (19120)، وانظر (18573).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله، ويعلى: هو ابن عبيد الطنافسي، وإسماعيل: هو ابن أبي خالد.
وأخرجه مسلم (2433) من طريق ابن نمير، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 12/ 133، ومن طريقه الطبراني في "الكبير" 23/ (11)، وأبو عوانة -كما في "إتحاف المهرة" 6/ 517 - من طريق يعلى، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحميدي (720) -ومن طريقه الطبراني 23/ (11) - وابن أبي شيبة 12/ 133، والبخاري (1792)، ومسلم (2433)، والنسائي في "الكبرى" =
19129 -
حَدَّثَنَا يَعْلَى، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى يَقُولُ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ اعْتَمَرَ، فَطَافَ وَطُفْنَا مَعَهُ، وَصَلَّى وَصَلَّيْنَا مَعَهُ، وَسَعَى بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، وَكُنَّا نَسْتُرُهُ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ لَا يُصِيبُهُ أَحَدٌ بِشَيْءٍ (1).
19130 -
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:
= (8360)، وأبو عوانة -كما في "إتحاف المهرة" 6/ 517 - وابن حبان (7004)، والطبراني 23/ (11) من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد، به.
وأخرجه ابن قانع في "معجمه" 2/ 85، والطبراني في "الكبير" 23/ (12)، وفي "الأوسط"(2242)، وفي "الصغير"(19) من طريقين عن أبي بكر بن عياش، عن سليمان الشيباني، عن ابن أبي أوفى، به.
وسيرد بالأرقام (19143) و (19145) و (19406).
وفي الباب من حديث أبي هريرة، سلف برقم (7156)، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: "من قَصَب" بفتحتين: هو اللؤلؤ المجوَّف الواسع والقصب من الجوهر: ما استطال منه في تجويف.
لا صخب: بفتحتين، أي: لا صياح.
ولا نصب: بفتحتين، أي: لا تعب، نفي لما لا يخلو عنه بيت في الدنيا، سيما إذا كان كبيراً، فإنه لا يخلو عن صياح لكثرة الخدم.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعلى: هو ابن عبيد الطنافسي.
وأخرجه البخاري (4188)، وابن ماجه (2990)، والبيهقي 5/ 102 من طريق يعلى، بهذا الإسناد.
وقد سلف (19108).
" الْخَوَارِجُ هُمْ كِلَابُ النَّارِ "(1).
(1) إسناده ضعيف، الأعمش لم يسمع من عبد الله بن أبي أوفى فيما قال أحمد، وغيره وبقية رجاله ثقات، وسيأتي من وجه آخر برقم (19415).
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 5/ 56 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 5/ 305 - ومن طريقه ابن ماجه (173)، وابن أبي عاصم في "السنة"(904)، وأبو نعيم في "الحلية" 5/ 56 - واللالكائي في "أصول الاعتقاد"(2311)، وأبو نعيم 5/ 56، والخطيب في "تاريخه" 6/ 319، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" 1/ 168 من طريق إسحاق بن يوسف الأزرق، بهذا الإسناد.
قال البوصيري في زوائده 1/ 67: رجال الإسناد ثقات، إلا أن فيه انقطاعاً، الأعمش لم يسمع من ابن أبي أوفى، قاله غير واحد، وقال أبو نعيم: إن هذا الحديث مما خَصَّ به الأعمشُ إسحاقَ الأزرق، ويذكر أنه مما تفرد به إسحاق، وروي من حديث الثوري، عن الأعمش، ثم ساقه أبو نعيم بإسناده من طريق الثوري، عن الأعمش، به.
وفي الباب عن أبي أُمامة، وسيرد 5/ 250 و 253 و 269.
قلنا: وفي النفس من متن هذا الحديث شيء، فإن اسم الخوارج لم يطلق إلا على من رفض من أصحاب عليٍّ رضي الله عنه التحكيم بينه وبين معاوية رضي الله عنه، وذلك نحو (37 هـ)، وسموا وقتئذٍ كذلك بالحرورية، لأنهم نزلوا حروراء من قرى الكوفة.
ولم يقل أحد من الأئمة: إنهم كفار بل هم بغاة، بل إن علياً رضي الله عنه حين سئل عنهم: أكفارٌ هم؟ قال: هُمْ من الكفر فَرُّوا. وكل ذلك مذكور في كتب التاريخ لتلك الفترة.
والأحاديث الصحيحة التي ورد فيها الأمر بقتالهم لكونهم بغاة، وقوله صلى الله عليه وسلم "يمرقون من الدين" قال الخطابي: أراد بالدين: الطاعة، أي: أنهم يخرجون من طاعة الإمام المُفْتَرَضِ الطاعة، وينسلخون منها، وقد أجمع علماء المسلمين على أن الخوارج على ضلالتهم فرقة من فرق المسلمين، وأجازوا مناكحتهم =
19131 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ: اعْتَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَطَافَ بِالْبَيْتِ وَطُفْنَا مَعَهُ، وَصَلَّى خَلْفَ الْمَقَامِ، وَصَلَّيْنَا مَعَهُ، ثُمَّ خَرَجَ فَطَافَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ وَنَحْنُ مَعَهُ نَسْتُرُهُ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، لَا يَرْمِيهِ أَحَدٌ أَوْ يُصِيبُهُ أَحَدٌ بِشَيْءٍ، قَالَ: فَدَعَا عَلَى الْأَحْزَابِ، فَقَالَ:" اللهُمَّ مُنْزِلَ الْكِتَابِ، سَرِيعَ الْحِسَابِ، هَازِمَ الْأَحْزَابِ، اللهُمَّ اهْزِمْهُمْ وَزَلْزِلْهُمْ " قَالَ: وَرَأَيْتُ بِيَدِهِ ضَرْبَةً عَلَى سَاعِدِهِ، فَقُلْتُ: مَا هَذِهِ؟ قَالَ: ضُرِبْتُهَا يَوْمَ حُنَيْنٍ. فَقُلْتُ لَهُ: أَشَهِدْتَ مَعَهُ حُنَيْنًا؟ قَالَ: نَعَمْ، وَقَبْلَ ذَلِكَ (1).
19132 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ زِيَادِ بْنِ فَيَّاضٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم
= وأكل ذبائحهم، وقبول شهادتهم. انتهى كلام الخطابي، نقله عنه ابن الأثير في "النهاية" 2/ 149.
وانظر حديث عبد الله بن مسعود السالف برقم (3831)، فقد ذكرنا ثمت أحاديث الباب.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الترمذي (1678) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. مختصراً في الدعاء على الأحزاب. وقال: هذا حديث حسن صحيح.
وقول إسماعيل بن أبي خالد: "ورأيتُ بيده ضربة على ساعده .. " أخرجه الحميدي (721)، عن سفيان، عن إسماعيل بن أبي خالد، به.
وقد سلف برقم (19107) و (19108).
قال السندي: قوله: ورأيت بيده: أي بيد عبد الله بن أبي أوفى.
يَقُولُ: " اللهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ "(1).
19133 -
حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَتَاهُ قَوْمٌ بِصَدَقَةٍ، قَالَ:" اللهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِمْ ". فَأَتَاهُ أَبِي بِصَدَقَتِهِ (2)، فَقَالَ:" اللهُمَّ صَلِّ عَلَى آلِ أَبِي أَوْفَى "(3).
19134 -
حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ، حَدَّثَنَا إِيَادٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعِيدٍ
(1) إسناده ضعيف لانقطاعه، زياد بن فياض: وهو الخزاعي الكوفي، لم يذكروا له رواية عن الصحابة، وقد رتبه الحافظ في "التقريب" في الطبقة السادسة، وهي الطبقة التي لم يثبت لرواتها لقاء أحد من الصحابة، فيما ذكر في مقدمته، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، ومسعر: هو ابن كدام.
وقد فات الهيثمي أن يورده في "المجمع"، وهو على شرطه.
وقد صح من حديث أنس السالف برقم (12034) أن قائل هذه الكلمات هو رجل جاء يسعى إلى الصلاة وقد أقيمت، فلما انتهى إلى الصف، قال: الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه. فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته قال: "أيكم المتكلِّم؟ " فسكت القوم، فقال:"أيكم المتكلم؟ فإنه قال خيراً ولم يقل بأساً". وانظر تتمة الحديث ثمة.
(2)
في (م): بصدقة، وهي نسخة في (س).
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (19111) غير أن شيخ أحمد هنا: هو وهب بن جرير.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3052) من طريق وهب بن جرير، بهذا الإسناد.
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ وَنَحْنُ فِي الصَّفِّ خَلْفَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَدَخَلَ فِي الصَّفِّ، فَقَالَ: اللهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، وَسُبْحَانَ اللهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا. قَالَ: فَرَفَعَ الْمُسْلِمُونَ رُؤُوسَهُمْ، وَاسْتَنْكَرُوا الرَّجُلَ، وَقَالُوا: مَنِ الَّذِي يَرْفَعُ صَوْتَهُ فَوْقَ صَوْتِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَلَمَّا انْصَرَفَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " مَنْ هَذَا الْعَالِي الصَّوْتَ؟ " فَقِيلَ: هُوَ ذَا يَا رَسُولَ اللهِ. فَقَالَ: " وَاللهِ لَقَدْ رَأَيْتُ كَلَامَكَ يَصْعَدُ فِي السَّمَاءِ حَتَّى فُتِحَ بَابٌ، فَدَخَلَ فِيهِ "(1).
• 19135 - [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ]: حَدَّثَنَاهُ جَعْفَرُ بْنُ حُمَيْدٍ الْكُوفِيُّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ، عَنْ إِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعِيدٍ
(1) إسناده ضعيف لجهالة عبد الله بن سعيد: وهو الهَمْداني، وهو من رجال "التعجيل"، فقد انفرد بالرواية عنه إياد بن لقيط، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه ابن عبد البر في "الاستذكار" 8/ 133 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/ 105 - 106، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير"، ورجاله ثقات!
وسيرد برقم (19135) و (19148).
وقد سلف بسياق آخر من حديث عبد الله بن عمر برقم (4627) بإسناد صحيح، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: وقالوا: من الذي يرفع
…
أي: قالوا ذلك في نفوسهم، عُلم ذلك من رفعهم الرؤوس، لا أنهم قالوا بألسنتهم، إلا أن يجوز كون هذا كان قبل نسخ الكلام، وفيه نظر، إذ الظاهر أن إسلام عبد الله بن أبي أوفى متأخر، والله تعالى أعلم.
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى مِثْلَهُ (1).
19136 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنِي مَالِكٌ - يَعْنِي ابْنَ مِغْوَلٍ - عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى: هَلْ أَوْصَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: لَا، قُلْتُ: فَلِمَ كُتِبَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ الْوَصِيَّةُ، أَوْ لِمَ أُمِرُوا بِالْوَصِيَّةِ؟ قَالَ: أَوْصَى بِكِتَابِ اللهِ عز وجل (2).
19137 -
حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ حَسَنٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " اللهُمَّ رَبَّنَا (3) لَكَ الْحَمْدُ مِلْءَ السَّمَاءِ (4) وَمِلْءَ الْأَرْضِ، وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ "(5).
19138 -
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ السَّكْسَكِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى، قَالَ: أَتَى رَجُلٌ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: إِنِّي لَا
(1) إسناده ضعيف، وهو مكرر سابقه غير أنه من زوائد عبد الله بن أحمد.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (19123) غير أن شيخ أحمد هنا: هو عبد الرحمن بن مهدي.
وأخرجه مسلم (1634) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
(3)
لفظ: ربنا، ليس في (ظ 13).
(4)
في (م): السماوات.
(5)
إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (19105) غير أن شيخ أحمد هنا: هو أبو أحمد محمد بن عبد الله بن الزبير الزبيري.
أَسْتَطِيعُ أَنْ آخُذَ مِنَ الْقُرْآنِ شَيْئًا، فَعَلِّمْنِي شَيْئًا يُجْزِئُنِي مِنَ الْقُرْآنِ (1)، قَالَ:" سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ " قَالَ: فَذَهَبَ أَوْ قَامَ أَوْ (2) نَحْوَ ذَا، قَالَ: هَذَا لِلَّهِ عز وجل، فَمَا لِي؟ قَالَ:" قُلْ: اللهُمَّ اغْفِرْ لِي، وَارْحَمْنِي، وَعَافِنِي، وَاهْدِنِي وَارْزُقْنِي - أَوْ ارْزُقْنِي وَاهْدِنِي - وَعَافِنِي "(3).
قَالَ: مِسْعَرٌ وَرُبَّمَا قَالَ: اسْتَفْهَمْتُ بَعْضَهُ مِنْ أَبِي خَالِدٍ - يَعْنِي الدَّالَانِيَّ -.
(1) لفظ: "من القرآن" ليس في (ظ 13).
(2)
لفظ: "أو" ليس في (ظ 13).
(3)
حديث حسن بطرقه، وهو مكرر (19110) غير أن شيخ أحمد هنا: هو أبو نعيم -وهو الفَضْل بن دكين- وشيخه هو مِسْعر: وهو ابن كدام، وهما ثقتان روى لهما الجماعة.
وأخرجه ابن قانع في "معجمه" 2/ 84 - 85، والطبراني في "الدعاء"(1712)، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 227، والبيهقي 2/ 381 من طريق أبي نعيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 291 و 3/ 452، والنسائي في "المجتبى" 2/ 143، وفي "الكبرى"(996)، وابن الجارود (189)، وابن خزيمة (544)، وابن حبان (1809)، والدارقطني 1/ 313، والحاكم 1/ 241 من طرق عن مسعر، به. وجاء عند ابن الجارود بيان ما سمعه مسعر من يزيد؛ وهو قوله: قال الرجل: هذا لربي، فما لي؟ قال:"قل اللهم اغفر لي، وارحمني، واهدني، وعافني" قال الرجل: أربع لربي وأربع لي.
قال النسائي: إبراهيم السكسكي ليس بذاك القوي.
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط البخاري، ولم يخرجاه ووافقه الذهبي!
19139 -
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ حَسَنٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " اللهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ مِلْءَ السَّمَاءِ وَمِلْءَ الْأَرْضِ، وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ "(1).
19140 -
حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ الْهَجَرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ، فَمَاتَتْ ابْنَةٌ لَهُ، وَكَانَ يَتْبَعُ جِنَازَتَهَا عَلَى بَغْلَةٍ خَلْفَهَا، فَجَعَلَ النِّسَاءُ يَبْكِينَ، فَقَالَ: لَا تَرْثِيْنَ، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنِ الْمَرَاثِي، فَتُفِيضُ إِحْدَاكُنَّ مِنْ عَبْرَتِهَا مَا شَاءَتْ. ثُمَّ كَبَّرَ عَلَيْهَا أَرْبَعًا، ثُمَّ قَامَ بَعْدَ الرَّابِعَةِ قَدْرَ مَا بَيْنَ التَّكْبِيرَتَيْنِ يَدْعُو، ثُمَّ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَصْنَعُ فِي الْجِنَازَةِ هَكَذَا (2).
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (19105) غير أن شيخ أحمد هنا أبو نعيم: وهو الفَضْل بن دُكَيْن.
وأخرجه الطبراني في "الدعاء"(560) من طريق أبي نعيم، بهذا الإسناد، وفيه: إذا رفع رأسه من ركوع.
(2)
إسناده ضعيف لضعف إبراهيم الهجري: وهو ابن مسلم، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه مختصراً ومطولاً الطيالسي (825)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(628)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 495، وابن عدي 1/ 215، والحاكم 1/ 359 - 360، والبيهقي 4/ 42 - 43 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. قال الحاكم: هذا حديث صحيح ولم يخرجاه، وإبراهيم بن =
* 19141 - حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى [قَالَ عَبْدُ اللهِ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ]: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنَ الْحَكَمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُحِبُّ أَنْ
= مسلم الهجري لم ينقم عليه بحجة. وتعقبه الذهبي بقوله: ضعفوا إبراهيم.
وأخرجه مختصراً ومطولاً عبد الرزاق (6404)، والحميدي (718)، وابن أبي شيبة 3/ 302 و 392 و 494 - 395، وابن ماجه (1503) و (1592)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 495، وابن عدي في "الكامل" 1/ 215، والحاكم 1/ 382 - 383، والبيهقي 4/ 36 و 43 من طرق عن الهجري، به. وضعف البوصيري إسناده لضعف إبراهيم الهجري.
وأخرجه الطبراني في "الصغير"(268)، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 333، والبيهقي 4/ 35 من طريق السري بن يحيى، عن قبيصة بن عقبة، عن الحسن ابن صالح، عن أبي يعفور، عن عبد الله بن أبي أوفى، به. ولفظه عند الطبراني: أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على جنازة، فكبر عليها أربعاً.
وقال الطبراني: لم يروه عن أبي يعفور إلا الحسن بن صالح، ولا عن الحسن إلا قبيصة، تفرد به السري، وأبو يعفور اسمه واقد، ويقال: وقدان، وهو أبو يعفور الأكبر
…
والحديث المشهور الذي رواه أبو يعفور عن ابن أبي أوفى قال: غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع غزوات، نأكل فيهن الجراد.
وسيرد برقم (19417).
وفي باب التكبير على الجنازة أربعاً، سلف من حديث أبي هريرة بإسناد صحيح برقم (7147)، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.
وانظر حديث عبد الله بن مسعود السالف برقم (3658).
قال السندي: قوله: لا ترثين: من رثى الميت: إذا عدَّ محاسنه.
فتفيض: من الإفاضة؛ يريد أن البكاء بلا صياح جائز.
يصنع، أي: لا أنه يسلم بعد التكبيرة الرابعة بلا دُعاءٍ كما اعتاده ناسٌ.
يَنْهَضَ إِلَى عَدُوِّهِ عِنْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ (1).
19142 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ الشَّيْبَانِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْجَرِّ الْأَخْضَرِ. قَالَ: قُلْتُ: الْأَبْيَضُ؟! قَالَ: لَا أَدْرِي (2).
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، ابن عياش -وهو إسماعيل الحمصي- مخلِّط في روايته عن غير أهل بلده، وهذه منها، فقد خالف فيه الرواة عن موسى بن عقبة المدني، فقال: عن أبي النضر، عن عبيد الله بن معمر، عن عبد الله بن أبي أوفى، فأخطأ في اسم عبيد الله، وجعله من شيوخ أبي النضر. وقد رواه أبو إسحاق الفزاري -كما عند البخاري (2965) - عن موسى بن عقبة، عن سالم أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله، وهو ابن معمر -وكان كاتبه- قال: كتب إليه عبدُ الله بن أبي أوفى. ورواه ابن جريج -كما عند مسلم (1742) - فقال: عن موسى بن عقبة، عن أبي النضر، عن كتاب رجل من أسلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقال له عبد الله بن أبي أوفى أنه كتب إلى عمر بن عبيد الله.
قلنا: وتابعهما ابن أبي الزناد عند ابن أبي عاصم في "الجهاد"(10).
فسالم أبو النضر رواه عن كتاب عمر بن عبيد الله، عن ابن أبي أوفى، وهذه إحدى صور المكاتبة التي يحتج بها، وقد أفاض في الحديث عنها الحافظ في "الفتح" 6/ 34.
وقد سلف تخريجه مطولاً من رواية أبي إسحاق وابن جريج في الرواية رقم (19114) فأغنى عن إعادته هنا، فانظره لزاماً.
وفي الباب عن النعمان بن مقرن عند البخاري (3160)، وسيرد 5/ 444 - 445.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (19103) إلا أن =
19143 -
حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ صَاحِبُ الْهَرَوِيِّ وَاسْمُهُ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ زِيَادٍ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى، قَالَ: بَشَّرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَدِيجَةَ بِبَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ، لَا صَخَبَ فِيهِ وَلَا نَصَبَ (1).
19144 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سُلَيْمَانَ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَنْهَى عَنِ الْجَرِّ الْأَخْضَرِ، يَعْنِي النَّبِيذَ فِي الْجَرِّ الْأَخْضَرِ. قَالَ: قُلْتُ: فَالْأَبْيَضُ؟! قَالَ: لَا أَدْرِي (2).
19145 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى: أَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَشَّرَ خَدِيجَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ، بِبَيْتٍ مِنْ قَصَبٍ، لَا صَخَبَ فِيهِ وَلَا
= شيخ أحمد هنا: هو محمد بن جعفر.
وقد سلف برقم (19103).
(1)
حديث صحيح، أبو عبد الرحمن عبيد الله بن زياد، من رجال "التعجيل"، لم يذكروا في الرواة عنه سوى اثنين، ولم يؤثر توثيقه عن أحد غير أن أبا حاتم قال فيه: شيخ كوفي. وقد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وقد سلف برقم (19128).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، وسفيان: هو الثوري.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (16928).
وقد سلف برقم (19103).
نَصَبَ (1).
19146 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُومُ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى مِنْ صَلَاةِ الظُّهْرِ حَتَّى لَا يُسْمَعَ وَقْعُ قَدَمٍ (2).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (19128) غير أن شيخ أحمد هنا: هو يزيد بن هارون.
(2)
إسناده ضعيف لإبهام الراوي عن عبد الله بن أبي أوفى، وسمِّي عند البيهقي -وقد ساقه بإسناد آخر- طرفة الحضرمي، ولا يصح، لأن في طريقه ضعيفين -كما سيأتي في التخريج-، ثم إن طرفة مجهول، لم يرو عنه سوى محمد بن جحادة، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقد جاء اسمه عند المزي في "تحفة الأشراف" 4/ 291 كثير الحضرمي، وردَّه عليه الحافظ في "النكت الظراف" بقوله: يترجح ما عند البيهقي. قلنا: ولا وجه لجزم الضياء المقدسي فيما نقله عنه الحافظ في "النكات" و"التهذيب" من أنه طرفة الحضرمي، لأن الطريق إليه لم يصح كما ذكرنا. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، همام: هو ابن يحيى العَوْذي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 337، وأبو داود (82)، والبيهقي في "السنن" 2/ 66 من طريق عفان بن مسلم الصَّفَّار، بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقيُّ مطولاً 2/ 66 من طريق يحيى الحمَّاني، عن أبي إسحاق الحُمَيْسي، عن محمد بن جحادة، قال: عن طرفة الحضرمي، عن عبد الله بن أبي أوفى، به. ويحيى الحماني وأبو إسحاق الحميسي ضعيفان.
وقد ثبتت إطالته صلى الله عليه وسلم الركعة الأولى من صلاة الظهر من حديث أبي سعيد الخدري السالف برقم (11307)، وإسناده صحيح على شرط مسلم.
ومن حديث أبي قتادة، سيرد 5/ 295. =
19147 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ وَعَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى أَنَّهُمْ أَصَابُوا حُمُرًا، فَطَبَخُوهَا. قَالَ: فَنَادَى مُنَادِي رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَكْفِؤُوا الْقُدُورَ "(1).
19148 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ إِيَادٍ، حَدَّثَنَا إِيَادٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ نَابِي - يَعْنِي نَائِي - وَنَحْنُ فِي الصَّفِّ خَلْفَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَدَخَلَ فِي الصَّفِّ، ثُمَّ قَالَ: اللهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، وَسُبْحَانَ اللهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا. فَرَفَعَ الْمُسْلِمُونَ رُؤُوسَهُمْ، وَاسْتَنْكَرُوا الرَّجُلَ، فَقَالُوا: مَنِ الَّذِي يَرْفَعُ صَوْتَهُ فَوْقَ صَوْتِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَلَمَّا انْصَرَفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " مَنْ هَذَا الْعَالِي الصَّوْتَ؟ " قَالَ: هُوَ ذَا (2) يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " وَاللهِ لَقَدْ
= قال السندي: قوله: كان يقوم في الركعة الأولى، أي: يطول فيها القيام مراعاة للقوم حتى يدركها من حبسه الوضوء ونحوه، فيقوم ما دام يرى أن أحداً جاء، وإذا تبين أن كل من أراد المجيء قد جاء يركع، فينبغي للإمام أن يراعي القوم، فيطوّل حتى يدركوا الركعة الأولى، وهذا إذا لم يكن ثمة مانع آخر من التطويل، وإلا فلا يطوِّل، والله تعالى أعلم.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (19116) غير أن شيخ أحمد هنا: هو عفان بن مسلم الصفار.
وأخرجه البيهقي 9/ 329 من طريق عفان، بهذا الإسناد. وقرن بعديّ بن ثابت أبا إسحاق السبيعي.
وقوله: أصابوا حمُراً، أي: يوم خيبر، كما جاء مصرحاً به في الرواية السالفة.
(2)
في (ظ 13): قيل: هذا، وفي (ق) و (ص): قالوا: هو ذا.
رَأَيْتُ كَلَامَكَ يَصْعَدُ فِي السَّمَاءِ حَتَّى فُتِحَ بَابٌ (1) مِنْهَا، فَدَخَلَ فِيهِ " (2).
19149 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ، قَالَ: كُنَّا نُقَاتِلُ الْخَوَارِجَ، وَفِينَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي أَوْفَى وَقَدْ لَحِقَ غُلَامٌ لَهُ بِالْخَوَارِجِ، وَهُمْ مِنْ ذَلِكَ الشَّطِّ وَنَحْنُ مِنْ ذَا الشَّطِّ، فَنَادَيْنَاهُ: أَبَا فَيْرُوزَ أَبَا فَيْرُوزَ، وَيْحَكَ هَذَا مَوْلَاكَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي أَوْفَى. قَالَ: نِعْمَ الرَّجُلُ هُوَ لَوْ هَاجَرَ. قَالَ: مَا يَقُولُ عَدُوُّ اللهِ؟ قَالَ: قُلْنَا: يَقُولُ: نِعْمَ الرَّجُلُ هُوَ لَوْ هَاجَرَ. قَالَ: فَقَالَ: أَهِجْرَةٌ بَعْدَ هِجْرَتِي مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟! ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " طُوبَى لِمَنْ قَتَلَهُمْ وَقَتَلُوهُ "(3).
(1) في (ظ 13)، وهامش (س): فتح باباً.
(2)
إسناده ضعيف، وهو مكرر (19134) غير أن شيخ أحمد هنا: هو عفان بن مسلم الصفار.
(3)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الصحيح، غير سعيد بن جُمهان -وهو أبو حفص- فمن رجال أصحاب السنن، وفيه كلام ينزل به عن رتبة الصحيح، فقد وثقه ابن معين، وأحمد، وأبو داود، ويعقوب بن سفيان، وقال النسائي: ليس به بأس، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به. وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به. عفان: هو ابن مسلم.
وأخرجه اللالكائي في "أصول الاعتقاد"(2312) من طريق عفان، بهذا الإسناد. وفيه:"طوبى لمن قتلهم أو قتلوه"، وكررها. =
19150 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي يَعْفُورٍ قَالَ: سَأَلَ شَرِيكِي وَأَنَا مَعَهُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى عَنِ الْجَرَادِ فَقَالَ: لَا بَأْسَ بِهِ، وَقَالَ: غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَبْعَ غَزَوَاتٍ، فَكُنَّا نَأْكُلُهُ (1).
= وأخرجه ابن سعد 4/ 301 - 302 عن كثير بن هشام، وابن أبي عاصم في "السنة"(906) من طريق النَّضْر بن شُمَيْل، كلاهما عن حماد، به.
وله شاهد من حديث علي بن أبي طالب، سلف برقم (616)، بلفظ:"فأينما لقيتموهم فاقتلوهم، فإن قتلهم أجر لمن قتلهم يوم القيامة"، وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
وانظر حديث عبد الله بن مسعود السالف برقم (3831)، وقد ذكرنا أحاديث الباب هناك.
وسيرد (19414).
قال السندي: قوله: "طوبى لمن قتلهم وقتلوه"، أي: لقاتلهم ومقتولهم، كما في الكفار قاتلهم ومقتولهم من أهل الخير.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (1952)، والترمذي (1822)، والبيهقي في "السنن" 9/ 257 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: غزوات، ولم يذكر عدداً. وقال: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه الطيالسي (818) -ومن طريقه أبو عوانة 5/ 184 - والبخاري (5495)، ومسلم (1952)، وأبو داود (3812)، والنسائي في "المجتبى" 7/ 210، وفي "الكبرى"(4868)، وأبو عوانة 5/ 184، وابن حبان (5257)، والبيهقي في "السنن" 9/ 256 - 257 من طرق عن شعبة، به.
وعند البخاري وأبي داود وابن حبان والبيهقي: سبع غزوات أو ستاً، وجاء في رواية ابن حبان أن الشك من شعبة. وقال الحافظ: وقد أخرجه مسلم من =
19151 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ (1): ذَكَرْتُ لَهُ (2) حَدِيثًا حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي أَوْفَى فِي لُحُومِ الْحُمُرِ، فَقَالَ سَعِيدٌ: حَرَّمَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْبَتَّةَ (3).
= رواية شعبة بالشك أيضاً. قلنا: رواية شعبة عند مسلم: سبع غزوات من غير شك. والرواية التي جاءت عنده ست أو سبع بالشك إنما هي رواية ابن أبي عمر العدني عن ابن عيينة، عن أبي يعفور، به. فلعل الشك من أبي يعفور، فقد رواه عبد الرزاق (8762) عن ابن عيينة، عن أبي يعفور، وفيه: سبع غزوات أو ست غزوات. قال الحافظ في "الفتح" 9/ 622: ودلت رواية شعبة على أن شيخهم (يعني أبا يعفور) كان يشك، فيحمل على أنه جزم مرة بالسبع، ثم لما طرأ عليه الشك صار يجزم بالست، لأنه المتيقَّن، ويؤيد هذا الحمل أن سماع سفيان بن عيينة عنه متأخر دون الثوري ومن ذكر معه، ولكن وقع عند ابن حبان من رواية أبي الوليد شيخ البخاري فيه، "سبعاً أو ستاً، يشك شعبة".
قال البخاري عقب حديثه: قال سفيان (يعني الثوري) وأبو عوانة وإسرائيل عن أبي يعفور، عن ابن أبي أوفى: سبع غزوات. قلنا: تقدمت رواية سفيان الثوري برقم (19112). وسترد رواية ابن عيينة برقم (19395)، وفيها: ست غزوات.
وقد سلف برقم (19112).
(1)
القائل هو أبو إسحاق الشيباني.
(2)
وقع في (م) والنسخ الخطية: "ذكرت لعبد الله" وهو خطأ، والتصويب من "مصنف عبد الرزاق"، والضمير في "له" يعود لسعيد بن جبير.
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو إسحاق الشيباني: وهو سليمان بن أبي سليمان يروي الحديث عن ابن أبي أوفى، وإنما سأل سعيد بن جبير عن سبب التحريم، يعني أن سعيداً ليس من رجال الإسناد. عبد الرزاق: =
وَمِنْ حَدِيثِ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ (1) عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
(2)
19152 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ عِلَاقَةَ قَالَ: سَمِعْتُ جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ قَامَ يَخْطُبُ يَوْمَ تُوُفِّيَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ، فَقَالَ: عَلَيْكُمْ بِاتِّقَاءِ اللهِ عز وجل وَالْوَقَارِ وَالسَّكِينَةِ حَتَّى يَأْتِيَكُمْ أَمِيرٌ، فَإِنَّمَا يَأْتِيكُمُ الْآنَ. ثُمَّ قَالَ: اسْتَعْفُوا (3).
= هو ابن همام، وسفيان: هو الثوري.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (8721) بلفظ: عن سعيد بن جبير، قال: ذكرت له حديثاً حدثنيه عبد الله بن أبي أوفى.
وقد سلف برقم (19120).
وسلف كذلك من حديث البراء برقم (18573).
(1)
في (ظ 13): جرير بن عبد الله البجلي.
(2)
جرير بن عبد الله البجلي، صحابي شهير، قال ابن سعد: كان إسلامه في السنة التي توفي فيها النبي صلى الله عليه وسلم، ونزل الكوفة، وقال جرير: ما حجبني رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت، ولا رآني إلا تبسَّم.
وكان جميل الصورة، قال عبد الملك بن عمير: رأيت جرير بن عبد الله، وكان وجهه شقة قمر.
وقدمه عمر في الحروب على جمع بجيلة، وكان يقول له: يرحمُك الله، نعم السيد كنت في الجاهلية، ونعم السيد أنت في الإسلام.
وكان له أثر عظيم في فتح القادسية، ثم سكن جرير الكوفة، وأرسله عليٌّ رسولاً إلى معاوية زمن الفتنة.
ثم اعتزل الفريقين حتى مات سنة إحدى -وقيل أربع- وخمسين.
(3)
في (س) و (ص) و (م): اشفعوا، وفي هامش (س): استغفروا. والمثبت من (ظ 13) و (ق)، وعليها شرح السندي، فقال: أي: اطلبوا له العفو.
لِأَمِيرِكُمْ، فَإِنَّهُ كَانَ يُحِبُّ الْعَفْوَ، وَقَالَ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّي أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: أُبَايِعُكَ عَلَى الْإِسْلَامِ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم واَشْتَرَطَ عَلَيَّ -: " وَالنُّصْحِ (1) لِكُلِّ مُسْلِمٍ " فَبَايَعْتُهُ عَلَى هَذَا، وَرَبِّ هَذَا الْمَسْجِدِ (2) إِنِّي لَكُمْ لَنَاصِحٌ جَمِيعًا. ثُمَّ اسْتَغْفَرَ وَنَزَلَ (3).
(1) في (ظ 13) و (م) و (ق): النصح دون واو، وأشير إليها في (س) و (ص) أنها نسخة.
(2)
في (ظ 13): البيت.
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم، وأبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري.
وأخرجه البخاري (58)، وابن منده في "الإيمان"(278) من طريقين عن أبي عوانة، بهذا الإسناد.
وأخرجه مختصراً الطبراني في "الكبير"(2464) من طريق مسدد وسهل بن ابن بكار ويحيى الحماني، عن أبي عوانة، به، إلا أنه قال: أبايعك على الهجرة. قلنا: وجرير كان مِنْ آخر مَنْ أسلم، فبعيد أن يبايع على الهجرة، وهذه الرواية فيها يحيى الحمّاني: وهو ضعيف.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(2465) و (2466) و (2470)، وابن منده في "الإيمان"(276) من طرق عن زياد، به مختصراً.
وأخرجه مطولاً ومختصراً ابن أبي شيبة 5/ 346، والبخاري في "تاريخه" 9/ 12، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3265)، والطبراني في "الكبير"(2457) و (2461) و (2462) و (2508)، وفي "الأوسط"(3715)، وفي "الصغير"(522)، وأبو الشيخ في "التوبيخ"(10) من طرق عن جرير، به.
وسيرد بالأرقام (19153) و (19161) و (19162) و (19163) و (19165) =
19153 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْبَجَلِيِّ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، اشْتَرِطْ عَلَيَّ. فَقَالَ:" تَعْبُدُ اللهَ وَلَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَتُصَلِّي الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ، وَتُؤَدِّي الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ، وَتَنْصَحُ لِلْمُسْلِمِ، وَتَبْرَأُ مِنَ الْكَافِرِ "(1).
= (19182) و (19191) و (19193) و (19195) و (19199) و (19219) و (19228) و (19229) و (19233) و (19238) و (19245) و (19248) و (19258) و (19261).
وانظر حديث تميم الداري السالف برقم (16940).
قال السندي: قوله: يوم توفي المغيرة، وكان أميراً على الكوفة من طرف معاوية، فخاف أن تثور فتنة بموته.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مقول القول مقدَّر، أي: قال: نَعَمْ، أو قال ما قال، قال جرير هذا خوفاً من أن يُتَّهم أنه خطب طلباً للإمارة، والله تعالى أعلم.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه على أبي وائل: وهو شقيق بن سلمة، فرواه عاصم -وهو ابن أبي النجود- كما في هذه الرواية، والرواية الآتية برقم (19219) و (19233) عن أبي وائل، عن جرير، به. وتابعه الأعمش -من رواية سفيان الثوري عنه- كما في الرواية (19182)، ورواية شعبة عنه كما في الرواية (19163)، وسفيان أعلم الناس بالأعمش. وخالفهما أبو الأحوص -كما في الرواية الآتية برقم (19328) فرواه عن الأعمش، عن أبي وائل، عن أبي نحيلة -أو نخيلة- عن جرير، به، فزاد في الإسناد أبا نحيلة.
وكذلك رواه منصور عن أبي وائل، من رواية شعبة عنه، كما في (19162)، ولكنه أبهمه، ومن رواية جرير بن عبد الحميد عنه، كما عند =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= النسائي في "المجتبى" 7/ 148، وفي " الكبرى"(7800)، والطبراني (2318)، والدارقطني في "المؤتلف والمختلف، 4/ 2273، والبيهقي في "السنن" 9/ 13. فزاد فيه أبا نحيلة، والأكثر أنه صحابي فيما ذكر ابن ناصر الدين في "التوضيح" 9/ 51.
ومنصور وإن كان أتقن من الأعمش، إلا أن الأعمش أحفظ منه، وقد تابعه عاصم بن أبي النجود كما سلف، فالأشبه رواية من رواه عن أبي وائل، عن جرير، دون واسطة، وقد أدرك أبو وائل جريراً، وهو ما رجحه ابن معين في "تاريخه" 1/ 310 فقال: لا أحفظ فيه "أبو نخيلة"، إنما هو عن أبي وائل، عن جرير.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(2307) من طريق ابن عائشة، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني أيضاً (2308) و (2309)، وأبو الشيخ في "التوبيخ"(1) من طريقين عن عاصم، به.
وأخرجه الطبراني (2303) من طريق ابن لهيعة، عن عبد ربه بن سعيد، عن سلمة بن كهيل، عن شقيق، عن جرير، قال: كان النبي إذا بايع بايع على شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والسمع والطاعة لله ولرسوله، والنصح لكل مسلم.
قال أبو حاتم الرازي فيما نقله عنه ابنه في "العلل" 1/ 320 - 321: ليس لهذا الحديث أصل بالعراق، وهو حديث منكر بهذا الإسناد.
وسيرد بالأرقام (19162) و (19163) و (19165) و (19182) و (19219)(19233) و (19238).
وفي الباب في البيعة على عبادة الله وعدم الشرك: عن عبد الله بن عمرو ابن العاص، سلف برقم (6850).
وعن عبادة بن الصامت، سيرد 5/ 313. =
19154 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ، عَنْ طَارِقٍ التَّمِيمِيِّ، عَنْ جَرِيرٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّ بِنِسَاءٍ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِنَّ (1).
19155 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ
= وعن عائشة، سيرد 6/ 151.
وفي باب البيعة على الصلاة والزكاة
…
: عن بشير بن الخصاصية، سيرد 5/ 224.
قال السندي: قوله: تعبد الله: خبر بمعنى الأمر.
(1)
حديث حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، جابر: وهو ابن يزيد الجعفي ضعيف، وقد اختلف عليه فيه:
فرواه شعبة -من رواية محمد بن جعفر عنه، كما في هذه الرواية، والرواية الآتية برقم (19214) - فقال: عن جابر: حدثني رجل، عن طارق التميمي، عن جرير، فرواه عن طارق بواسطة، رجل مبهم.
ورواه شعبة -من رواية وكيع عنه، كما في الرواية (19214) - فقال: عن جابر، عن طارق التميمي، عن جرير .. فرواه عن طارق دون واسطة، وطارق التميمي من رجال "التعجيل"، وهو مجهول، لم يرو حديثه إلا جابر الجعفي.
ورواه قيس بن الربيع -كما عند يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 297 - فقال: عن جابر، عن المغيرة بن شبل، عن قيس التميمي، قال بعثني جرير وافداً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر نحوه. فسماه قيساً التميمي، وقيس ابن الربيع ضعيف.
وله شاهد من حديث أسماء بنت يزيد، سيرد 6/ 452 - 453 وفي إسناده شهر بن حوشب، وهو ضعيف، وقد حسن الترمذي حديثه هذا (2697).
وانظر حديث سهل بن سعد عند البخاري (6248).
وقد بسط الحافظ أقوال الفقهاء في مسألة تسليم الرجال على النساء في "الفتح" 11/ 34 - 35، فانظرها إنْ شئت.
شُبَيْلٍ أَوْ شِبْلٍ - قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: الْمُغِيرَةُ بْنُ شُبَيْلٍ، يَعْنِي ابْنَ عَوْفٍ فِي هَذَا الْحَدِيثِ -، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" أَيُّمَا عَبْدٍ أَبَقَ فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ الذِّمَّةُ "(1).
19156 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: " مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً، كَانَ لَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ
(1) حديث صحيح، المغيرة بن شبيل، ويقال: شبل -وإن لم يتحرر لنا أمره أسمع من جرير أم لا- قد توبع، ثم إنه قد اختلف فيه على حبيب بن أبي ثابت، فرواه سفيان الثوري -كما في هذه الرواية والرواية الآتية برقم (19211) - عنه، عن المغيرة، عن جرير، ورواه سفيان بن عيينة -كما عند الحميدي (806)، والطبراني في "الكبير"(2482)، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان"(546) - عن عمرو بن دينار، عن حبيب بن أبي ثابت، عن جرير، لم يذكر في الإسناد المغيرة. وقال ابن عيينة مرة -فيما أخرجه الحميدي عنه (807) - حدثنا بعض أصحابنا عن حبيب، عن المغيرة، عن جرير، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(2481)، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق"(741) من طريق أبي نعيم، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وسيرد (19225) و (19239) و (19240) و (19242) و (19243).
قال السندي: أبق، أي: من المسلمين إلى أهل الحرب (كما وقع في روايات أخرى للحديث، وستأتي عند المصنف).
الذمة، أي: الأمان الذي كان له حين كان في يد المسلمين.
يُنْتَقَصَ (1) مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ، وَمَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُنْتَقَصَ (1) مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ " (2).
19157 -
حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ عَوْنَ بْنَ أَبِي جُحَيْفَةَ، سَمِعْتُ مُنْذِرَ (3) بْنِ جَرِيرٍ الْبَجَلِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي صَدْرِ النَّهَارِ، فَذَكَرَهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: فَأَمَرَ بِلَالًا فَأَذَّنَ، ثُمَّ دَخَلَ، ثُمَّ خَرَجَ يُصَلِّي (4)، وَقَالَ: كَأَنَّهُ مُذْهَبَةٌ (5).
(1) في (ق): ينقص.
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم، المنذر بن جرير، من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وانظر تخريجه في الرواية المطولة الآتية برقم (19175).
وسيرد بالأرقام (19157) و (19175) و (19183) و (19200) و (19202) و (19206).
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (9160)، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.
(3)
في (م): عن المنذر.
(4)
في (ق): فصلى، وهي نسخة في (س).
(5)
إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر ما قبله غير أن شيخ أحمد هنا: هو هاشم بن القاسم أبو النضر.
وأخرجه أبو عوانة -كما في "إتحاف المهرة" 4/ 63 - من طريق أبي النضر، بهذا الإسناد.
وسيرد مطولاً برقم (19174)، وسيكرر مطولاً برقم (19175)، سنداً =
19158 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ زَاذَانَ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْبَجَلِيِّ أَنَّ رَجُلًا جَاءَ، فَدَخَلَ فِي الْإِسْلَامِ، فَكَانَ رَسُولُ اللهِ يُعَلِّمُهُ الْإِسْلَامَ وَهُوَ فِي مَسِيرِهِ، فَدَخَلَ خُفُّ بَعِيرِهِ فِي جُحْرِ (1) يَرْبُوعٍ، فَوَقَصَهُ بَعِيرُهُ، فَمَاتَ، فَأَتَى عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" عَمِلَ قَلِيلًا وَأُجِرَ كَثِيرًا " - قَالَهَا حَمَّادٌ ثَلَاثًا - " اللَّحْدُ لَنَا، وَالشَّقُّ لِغَيْرِنَا "(2).
= ومتناً.
قال القرطبي في "المفهم" 3/ 62 - 63 في قوله: مُذْهبة: يعني به تشبيه إشراق وجهه وتنويره
…
وسروره صلى الله عليه وسلم بذلك فرح بما ظهر من فعل المسلمين، ومن سهولة البذل عليهم، ومبادرتهم لذلك، وبما كشف الله من فاقات أولئك المحاويج.
قلنا انظر الرواية الآتية برقم (19174) و (19183) و (19200).
(1)
في (م): حجر، وهو خطأ.
(2)
حديث حسن بطرقه، وهذا إسناد ضعيف لضعف الحجاج: وهو ابن أرطاة، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(2330) من طريق حجاج بن منهال، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وسيرد (19159) و (19177) و (19213)، وانظر (19176).
وقوله: "عمل قليلاً وأجر كثيراً"، له شاهد بسياق آخر من حديث البراء بن عازب عند البخاري (2808).
وقوله: "اللحد لنا والشق لغيرنا" له شاهد من حديث ابن عباس عند أبي =
19159 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ الْبَجَلِيُّ، عَنْ زَاذَانَ؛ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1).
= داود (3208)، والترمذي (1045)، والنسائي في "المجتبى" 4/ 80، وابن ماجه (1554)، وفي إسناده عبد الأعلى بن عامر، وهو ضعيف، وقد حسَّنه الترمذي.
وفي باب استحباب اللحد عن سَعْد بن أبي وقاص، سلف (1450).
وعن ابن عباس، سلف (2357).
وعن ابن عمر، سلف (4762).
وعن أنس، سلف (12415).
وعن عائشة عند ابن ماجه (1558).
قال السندي: قوله: فوقصه، في "القاموس": وقَصَّ عُنُقَه، أي: كَسَرَها، فَوَقَصَتْ، لازمٌ متعدٍّ.
والشَّق بالفتح، قيل: المراد أنه لأهل الكتاب، والمراد تفضيل اللحد، وقيل: قوله: لنا، أي: لي، والجمع للتعظيم، فصار كما قال، ففيه معجزة له صلى الله عليه وسلم، أو المعنى: اختيارنا، فيكون تفضيلاً له، وليس فيه نهيٌ عن الشَّق، فقد ثبت أن في المدينة رجلين أحدهما يلحد والآخر لا، ولو كان الشق منهياً عنه لمنع صاحبه، ولكن قد جاء في رواية "والشق لأهل الكتاب" والله تعالى أعلم.
(1)
حديث حسن بطرفه كسابقه، وهذا إسناد ضعيف لضعف حجاج بن أرطاة، وعثمان البجلي: وهو ابن عمير أبو اليقظان، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. عفان: هو ابن مسلم الصفار، وعبد الواحد: هو ابن زياد العبدي.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2830)، والطبراني في "الكبير"(2326) من طريقين عن عبد الواحد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(2325)، وابن عدي في "الكامل" 5/ 1814 من طريقين عن الحجاج، به.
وأخرجه الطيالسي (669)، وابن أبي شيبة 3/ 322، وابن ماجه (1555)، =
19160 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ، قَالَ: قَالَ جَرِيرٌ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ نَظْرَةِ الْفُجْاَءَةِ (1)، فَأَمَرَنِي أَنْ أَصْرِفَ بَصَرِي (2).
= والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2831)، والطبراني في "الكبير"(2322) و (2323) و (2324)، وابن عدي 4/ 1329 و 5/ 1814، وأبو نعيم في "الحلية" 4/ 203 من طرق عن عثمان، به.
وقد سلف برقم (19158).
(1)
في (م): الفجأة.
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم، عمرو بن سعيد -وهو الثقفي البصري- من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. إسماعيل: هو ابن عُلَيَّة، ويونس: هو ابن عبيد بن دينار العبدي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 4/ 324 - ومن طريقه مسلم (2159) - والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 15، وفي "شرح مشكل الآثار"(1871)، والخطيب في "الموضح" 2/ 321 من طريق إسماعيل، بهذا الإسناد.
وأخرجه وكيع في "الزهد"(481) -ومن طريقه هناد في "الزهد"(1417) - والدارمي (2643)، ومسلم (2159)، وأبو داود (2148)، والنسائي في "الكبرى"(9233)، وأبو عوانة كما في "إتحاف المهرة" 4/ 67، والطحاوي في "شرح المعاني" 3/ 15، وفي "شرح مشكل الآثار"(1868) و (1869) و (1870)، وابن حبان (5571)، والطبراني في "الكبير"(2404) و (2405) و (2406) و (2408)، والخطابي في "معالم السنن" 3/ 222، والحاكم 2/ 396، والبيهقي في "السنن" 7/ 89 - 90، وفي "الصغير"(2361)، وفي "الآداب"(748)، وفي "الشعب"(5420) من طرق عن يونس بن عبيد، به. وجاء لفظه عند الخطابي من رواية أبي نعيم "اطْرِقْ بَصَرَك"! بالقاف، وعند ابن معين في =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= "تاريخه" 1/ 287: أن أطرفَ بصري -بالفاء- وكلاهما بمعنى، وقد شرح الخطابي على الإطراق فقال: الإطراق أن يقبل ببصره إلى صدره، والصرف أن يقبله إلى الشق الآخر أو الناحية الأخرى. اهـ. وعدها ابن معين من أخطاء أبي نعيم فقال: إنما هو أن أصرف بصري.
وأخرجه الطيالسي (672) -ومن طريقه الخطيب في "الموضح" 2/ 321 - 322 - عن حماد، عن يونس بن عبيد، عن سعيد الأصلع، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، عن جرير، به.
قال أبو حاتم -فيما نقله عنه ابنه في "العلل" 2/ 344 - 345 - : هذا خطأ، إنما هو يونس بن عبيد، عن عمرو بن سعيد، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(2407) عن المقَدام بن داود، عن أسد بن موسى، عن حماد بن سلمة، عن يونس بن عبيد، عن عمرو بن سعيد، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، عن أبيه، أن جريراً سأل
…
بزيادة: عن أبيه. قلنا: والمقدام بن داود ضعيف.
وأخرجه الطبراني (2403)، وتمام في "فوائده"(739) من طريق أشعث ابن سوار، عن علي بن مدرك، عن أبي زرعة، به.
قال الدارقطني في "العلل" 4/ الورقة 108 بعد أن أورد طرق الحديث: والصحيح حديث الثوري ومن تابعه عن يونس بن عبيد، عن عمرو بن سعيد، عن أبي زرعة، عن جرير.
وسيأتي برقم (19197).
وفي الباب عن علي، سلف برقم (1369).
وعن أبي أمامة، سيرد 5/ 264.
قال السندي: قوله: الفجاءة، بضم فاء، وفتح جيم، ممدود، أو بفتح فاء، وسكون جيم، مقصور. =
19161 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ جَرِيرٍ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: أُبَايِعُكَ عَلَى الْإِسْلَامِ. فَقَبَضَ يَدَهُ، وَقَالَ:" النُّصْحُ لِكُلِّ مُسْلِمٍ " ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّهُ مَنْ لَمْ يَرْحَمِ النَّاسَ لَمْ يَرْحَمْهُ اللهُ عز وجل "(1).
19162 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ يُحَدِّثُ عَنْ رَجُلٍ، عَنْ جَرِيرٍ أَنَّهُ قَالَ: بَايَعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: عَلَى إِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالنُّصْحِ لِلْمُسْلِمِ، وَعَلَى فِرَاقِ
= أن أصرف، أي: لا إثم في النظر المذكور، إذ لا اختيار فيه، وإنما الإثم في استدامته، فينبغني تركها، فلا تتوهم أن هذا لا يصلح جواباً للسؤال، فافهم.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه على سماك بن حرب.
فرواه شعبة -كما في الرواية (19261) - عنه، عن عبد الله بن عميرة -وكان قائد الأعشى في الجاهلية- عن جرير، به.
ورواه شعبة كذلك -كما في هذه الرواية- عنه، عن عبيد الله بن جرير، عن أبيه جرير، به.
وتابع سماكاً في هذه الطريق عبد الملك بن عمير كما في الرواية (19166)، وأبو إسحاق السبيعي كما في الرواية (19262)، كلاهما عن عبيد الله بن جرير، عن جرير، به. وهو الأشبه. وعبيد الله بن جرير روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات".
وقوله: "النصح لكل مسلم"، سلف بإسناد صحيح برقم (19152).
وقوله: "إنه من لم يرحم الناس لم يرحمه الله عز وجل" سيأتي بإسناد صحيح رقم (19164).
الْمُشْرِكِ (1).
19163 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ جَرِيرٍ قَالَ: بَايَعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى إِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ، وَعَلَى فِرَاقِ الْمُشْرِكِ. أَوْ كَلِمَةٍ مَعْنَاهَا (2).
19164 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا ظَبْيَانَ يُحَدِّثُ، عَنْ جَرِيرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ لَمْ يَرْحَمِ النَّاسَ لَمْ يَرْحَمْهُ اللهُ عز وجل "(3).
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه على أبي وائل، كما بينا ذلك في الرواية (19153)، فانظره لزاماً.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه على أبي وائل: وهو شقيق بن سلمة، وقد بينا ذلك في الرواية السالفة برقم (19153). سليمان: هو ابن مهران الأعمش.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/ 147 - 148، وفي "الكبرى"(7798) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(2317) من طريق عثمان بن عمر، عن شعبة، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(2315) و (2316) من طريق أبي شهاب وأبي ربعي، كلاهما عن الأعمش، به.
وقد سلف برقم (19162).
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليمان: هو ابن مهران الأعمش، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأبو ظبيان: هو حصين بن جندب.
وأخرجه ابن حبان (465)، والطبراني في "الكبير"(2495)، وفي "الأوسط"(3363)(مطولاً)، وتمام الرازي في "الفوائد"(1291)(الروض البسام) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 526 - 527، وهناد في "الزهد"(1322)، والبخاري في "صحيحه"(7376)، وفي "الأدب المفرد"(96)، ومسلم (2319)، وأبو عوانة -كما في "إتحاف المهرة" 4/ 68، والطبراني في "الكبير"(2492) و (2493) و (2494)، والبيهقي في "السنن" 8/ 161 من طرق عن الأعمش، به. وقرن بأبي ظبيان زيد بن وهب، وستأتي رواية زيد برقم (19169).
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(2497)، وفي "مكارم الأخلاق"(45) من طريق أبي إسحاق، عن أبي ظبيان، به، ولفظه:"من لا يرحم من في الأرض لا يرحمه أهل السماء".
وأخرجه الحميدي (803)، وابن أبي شيبة 8/ 526، ومسلم (2319)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2530)، وابن خزيمة وأبو عوانة -كلاهما في "إتحاف المهرة" 4/ 68 - ، والطبراني في "الكبير"(2504)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(894) من طريق سفيان بن عيينة، عن عمرو ابن دينار، عن نافع بن جبير، عن جرير، به.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 278، وتمام في "فوائده"(1292)(الروض البسام) من طريق شعبة، عن إبراهيم ابن أخي جرير، عن جرير، به، ولفظه:"من لا يرحم لا يرحم".
وأخرجه الطبراني (2487) من طريق أبي إسحاق، عن عامر بن سعد البجلي، عن جرير، مرفوعاً بلفظ:"من لا يرحم لا يرحم".
وسيرد بالأرقام (19166) و (19169) و (19170) و (19171) و (19172) و (19189) و (19194) و (19203) و (19241) و (19244) و (19247) =
19165 -
حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، أَنَّ جَرِيرًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، اشْتَرِطْ عَلَيَّ. قَالَ:" تَعْبُدُ اللهَ لَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَتُصَلِّي الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ، وَتُؤَدِّي الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ، وَتَنْصَحُ الْمُسْلِمَ، وَتَبْرَأُ مِنَ الْكَافِرِ "(1).
19166 -
حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّ اللهَ عز وجل لَا يَرْحَمُ مَنْ لَا يَرْحَمُ النَّاسَ "(2).
= و (19261) و (19262).
وفي الباب من حديث أبي هريرة، سلف برقم (7121).
وآخر من حديث أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11362)، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
(1)
حديث صحيح، وهو مكرر (19153) غير أن شيخ أحمد هنا: هو بهز بن أسد العمي.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، عبيد الله بن جرير روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. بهز: هو ابن أسد العمي.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2527)، والطبراني في "الكبير"(2389) و (2390) من طريقين عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 5/ 63، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2528) من طريق يزيد بن أبي زياد، عن عبيد الله بن جرير، به.
وقد سلف برقم (19164) بإسناد صحيح.
19167 -
حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُدْرِكٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا زُرْعَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ جَرِيرٍ وَهُوَ جَدُّهُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ:" يَا جَرِيرُ، اسْتَنْصِتِ النَّاسَ ". ثُمَّ قَالَ فِي خُطْبَتِهِ: " لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ "(1).
19168 -
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ هَمَّامٍ
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور.
وأخرجه الطيالسي في "مسنده"(664)، والدَّارمي (1921)، والبخاري (121) و (4405) و (7080)، ومسلم (65)، وأبو عوانة 1/ 25، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2496)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 148، وابن حبان (5940)، والطبراني في "الكبير"(2402)، وابن منده في "الإيمان"(657)، والبغوي في "شرح السنة"(2550)، والمزي في "تهذيب الكمال"(في ترجمة علي بن مدرك النخعي) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وسيرد بالأرقام (19217) و (19259) و (19260).
وفي الباب من حديث عبد الله بن مسعود، سلف (3815)، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: "لا ترجعوا"، أي: لا تصيروا، فكفاراً، منصوب على الخير، أو لا ترجعوا عن الدِّين حال كونهم كفاراً، فهو منصوب على الحال. والمراد التشبيه، وإلا فقد أمن عليهم الارتداد، وإنما خاف عليهم القتال بينهم، فنهاهم عن ذلك، فقوله:"يضرب بعضكم"، كالبيان للمقصود، والجملة حال.
قَالَ: بَالَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، ثُمَّ تَوَضَّأَ، وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ، فَقِيلَ لَهُ: تَفْعَلُ هَذَا وَقَدْ بُلْتَ؟ قَالَ: نَعَمْ، رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَالَ، ثُمَّ تَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ (1).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وهمام: هو ابن الحارث النخعي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 176، ومسلم (272)(72)، وابن خزيمة (186)، وأبو عوانة 1/ 255، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2492)، والطبراني في "الكبير"(2430)، والدارقطني في "السنن" 1/ 193، والبيهقي في "السنن" 1/ 270 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد، إلا أن ابن أبي شيبة ومسلماً قرنا بأبي معاوية وكيعاً.
وأخرجه عبد الرزاق (756)، ومسلم (272)(72)، والترمذي (93)، والنسائي في "المجتبى" 1/ 81، وفي "الكبرى"(121)، وابن ماجه (543)، وابن خزيمة (186) و (188)، وأبو عوانة 1/ 254 و 255، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2493)، وابن قانع في "معجمه" 1/ 148، وابن حبان (1335) و (1337)، والطبراني في، الكبير" (2421) و (2423) و (2424) و (2427) و (2428) و (2429)، والدارقطني في "السنن" 1/ 193، والخطيب في "تاريخه" 11/ 153 من طرق عن الأعمش، به. قال الترمذي: وحديث جرير حديث حسنٌ صحيح.
وأخرجه الطبراني (2432) و (2433) و (2434) و (2435) و (2436) من طرق عن إبراهيم، به.
وأخرجه عبد الرزاق (758) من طريق عبد الكريم أبي أمية، وابن أبي شيبة 1/ 176، والطبراني (2512)، والدارقطني 1/ 193 من طريق ضمرة بن حبيب، والترمذي (94) و (611) و (612)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2495)، والطبراني (2511)، والدارقطني 1/ 194، والبيهقي 1/ 273 =
قَالَ إِبْرَاهِيمُ: فَكَانَ يُعْجِبُهُ هَذَا الْحَدِيثُ، لِأَنَّ إِسْلَامَ جَرِيرٍ كَانَ بَعْدَ نُزُولِ الْمَائِدَةِ.
= و 274 من طريق شهر بن حوشب، والطبراني (2507) من طريق عيسى بن جارية، كلهم عن جرير، به. قال الترمذي: هذا حديث غريب.
وأخرجه عبد الرزاق (759) -ومن طريقه الطبراني (2490) - عن ياسين ابن معاذ الزيات، عن حماد بن أبي سليمان، عن ربعي بن حراش، عن جرير ابن عبد الله، قال: وضَّأتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم فمسح على خفيه بعدما أنزلت سورة المائدة. وياسين منكر الحديث ضعيف.
وأخرجه الطبراني (2460) من طريق إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر، عن عبد الملك بن عمير، قال: رأيتُ جريراً مسح على الخفين!
وأخرجه الطبراني أيضاً (2506) من طريق محمد بن سيرين، عن جرير: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع، فذهب النبي صلى الله عليه وسلم فتبرز، ومسح على خُفَّيه.
وأخرجه الطبراني (2282) من طريق الحسن بن قزعة، عن بهلول بن عبيد، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس قال: سأل رجل جريراً عن المسح على الخفين، فقال: كنا نمسح على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم قلنا: أقبل نزول المائدة أو بعد نزول المائدة؟ قال: إنما أسلمت بعد نزول المائدة. وبهلول بن عبيد ضعيف.
وسيرد بالأرقام (19201) و (19221) و (19223) و (19234) و (19236) و (19237).
وفي الباب عن عمر، سلف برقم (128)، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب، ونزيد عليها: حديث بلال، سيرد 6/ 14.
قال السندي: قوله: تفعل هذا، أي: أتمسح على الخُفَّين وقد بلت، بالخطاب، كأنه يزعم المُنْكر أن هذا إنما يجوز في الوضوء على الوضوء لا في الوضوء بعد الحَدَث.
بعد نزول المائدة، أي: فلا يجيء فيه احتمال أن يكون منسوخاً بالمائدة.
19169 -
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ جَرِيرًا يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ لَا يَرْحَمِ النَّاسَ لَا يَرْحَمْهُ اللهُ عز وجل "(1).
19170 -
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؛ فَذَكَرَ مِثْلَهُ (2).
19171 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله، والأعمش: هو سليمان بن مهران.
وأخرجه البغوي في "شرح السنة"(3449) من طريق ابن نمير، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (6013)، وفي "الأدب المفرد"(370)، ومسلم (2319)، وأبو عوانة -كما في "إتحاف المهرة" 4/ 68 - والطبراني في "الكبير"(2297) و (2298) و (2299) و (2301) و (2492)، وأبو نعيم في "الحلية" 8/ 115 من طرق عن الأعمش، به.
وقد سلف برقم (19164).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (19169) غير أن شيخ أحمد هنا: هو أبو معاوية محمد بن خازم الضرير.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 8/ 527، وهناد في "الزهد"(1322)، والبخاري في "صحيحه"(7376)، وفي "الأدب المفرد"(96)، ومسلم (2319)، والطبراني في "الكبير"(2300) و (2493)، والبيهقي في "السنن" 8/ 161 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وسيكرر (19203) سنداً ومتناً.
عَنْ جَرِيرِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ لَا يَرْحَمِ النَّاسَ لَا يَرْحَمْهُ اللهُ عز وجل "(1).
19172 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ، عَنْ جَرِيرٍ مِثْلَ ذَلِكَ (2).
19173 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ جَرِيرٍ، قَالَ: مَا حَجَبَنِي عَنْهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُنْذُ أَسْلَمْتُ، وَلَا رَآنِي إِلَّا تَبَسَّمَ (3).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (19169) غير أن شيخ أحمد هنا: محمد بن عبيد، وهو الطَّنافسي.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (19164) غير أن شيخ أحمد هنا: محمد بن عبيد، وهو الطنافسي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(2491) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن عبيد: هو الطنافسي، وإسماعيل: هو ابن أبي خالد، وقيس: هو ابن أبي حازم.
وأخرجه أبو عوانة -كما في "إتحاف المهرة" 4/ 54 - ، والطبراني في "الكبير"(2223) من طريق محمد بن عبيد،. بهذا الإسناد.
وأخرجه الحميدي (800) -ومن طريقه الخطيب في "الفقيه والمتفقه" 2/ 117 - وابن أبي شيبة 2/ 152، والبخاري في "صحيحه"(3035) و (6089)، وفي "الأدب المفرد"(250)، ومسلم (2475)(135)، والترمذي في "جامعه"(3821)، وفي "الشمائل"(232)، والنسائي في "الكبرى"(8302)، وابن ماجه (159)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" =
19174 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي صَدْرِ النَّهَارِ، قَالَ: فَجَاءَهُ قَوْمٌ حُفَاةٌ عُرَاةٌ مُجْتَابِي النِّمَارِ - أَوِ الْعَبَاءِ - مُتَقَلِّدِي السُّيُوفِ، عَامَّتُهُمْ مِنْ مُضَرَ، بَلْ كُلُّهُمْ مِنْ مُضَرَ، فَتَغَيَّرَ وَجْهُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِمَا رَأَى بِهِمْ مِنَ الْفَاقَةِ، قَالَ: فَدَخَلَ، ثُمَّ خَرَجَ، فَأَمَرَ بِلَالًا، فَأَذَّنَ، وَأَقَامَ، فَصَلَّى، ثُمَّ خَطَبَ، فَقَالَ:" {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ} إِلَى آخِرِ الْآيَةِ {إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء: 1] وَقَرَأَ الْآيَةَ الَّتِي فِي الْحَشْرِ {وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ} [الحشر: 18] " تَصَدَّقَ رَجُلٌ مِنْ دِينَارِهِ، مِنْ دِرْهَمِهِ، مِنْ ثَوْبِهِ، مِنْ صَاعِ بُرِّهِ، مِنْ صَاعِ تَمْرِهِ " حَتَّى قَالَ:" وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ " قَالَ: فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ بِصُرَّةٍ كَادَتْ كَفُّهُ تَعْجِزُ (1) عَنْهَا، بَلْ قَدْ عَجَزَتْ، ثُمَّ تَتَابَعَ النَّاسُ
= (2522)، وأبو عوانة -كما في "إتحاف المهرة" 4/ 54 - وابن حبان (7200)، والطبراني (2219) و (2220) و (2221) و (2222)، والبيهقي في "الدلائل" 5/ 347، وفي "الشعب"(8046)، والبغوي في "شرح السنة"(2701) من طرق عن إسماعيل، به.
وسيرد بالأرقام (19178) و (19179) و (19210) و (19250).
قال السندي: قوله: ما حجبني عنه، بل أذن لي في الدخول عليه متى استأذنت، لأنه كان كريماً في قومه، فكان يكرمه كما جاء ذلك، وجاء تنزيل الناس منازلهم.
(1)
في (ظ 13): أن تعجز.
حَتَّى رَأَيْتُ كَوْمَيْنِ مِنْ طَعَامٍ وَثِيَابٍ حَتَّى رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتَهَلَّلُ وَجْهُهُ - يَعْنِي (1) كَأَنَّهُ مُذْهَبَةٌ - فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً، فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا بَعْدَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُنْتَقَصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ، وَمَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً، كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ (2) بِهَا بَعْدَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُنْتَقَصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ "(3).
(1) في (ظ 13): حتى، وهي نسخة في (س).
(2)
في (ق): يعمل، وهي نسخة في (س).
(3)
إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (19156) غير أن شيخ أحمد هنا: هو محمد بن جعفر.
وأخرجه مسلم (1017)(69)[4/ 2060] من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (670)، وابن أبي شيبة 3/ 109 - 110، ومسلم (1017)(69) و (1017)(15)[4/ 2060]، والنسائي في "المجتبى" 5/ 75 - 77، وفي "الكبرى"(2335)، وأبو عوانة -كما في "إتحاف المهرة" 4/ 63 - وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(520)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(243)، وابن حبان (3308)، والطبراني في "الكبير"(2372)، والبيهقي في "السنن" 4/ 175، وفي "السنن الصغير"(1247)، وفي "الشُّعَب"(3319)، والبغوي في "شرح السنة"(1661) من طرق عن شعبة، به.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(244)، وأبو عوانة -كما في "إتحاف المهرة" 4/ 63 - ، والطبراني (2374) من طريق رقبة بن مصقلة، والطبراني (2373) من طريق سفيان، كلاهما عن عون، به.
وأخرجه الطيالسي (665) مختصراً، ومسلم (1017)(70)[4/ 2060]، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وابن ماجه (203)، وأبو عوانة -كما في " إتحاف المهرة" 4/ 63 - والطبراني في "الكبير"(2375)، والبيهقي في "السنن" 4/ 176 وفي "الشعب"(3320) من طريق أبي عوانة، عن عبد الملك بن عمير، عن المنذر، به.
وأخرجه الترمذي (2675)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(245) من طريق المسعودي، عن عبد الملك بن عمير، عن ابن جرير، عن أبيه، به.
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وقد روي من غير وجهٍ عن جرير ابن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو هذا. وقد روي هذا الحديث عن المنذر بن جرير بن عبد الله، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد روي عن عبيد الله بن جرير، عن النبي صلى الله عليه وسلم أيضاً.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(8941) من طريق المسيب بن رافع، عن جرير بن عبد الله، به!
قال السندي: قوله: مجتابي النمار، هو بالجيم وبعد الألف باء موحدة، والنمار بالكسر جمع نمرة، وهي كساء من صوف مُخطَّط، ومعنى مجتابيها: أي: لابسيها وقد خرَّقوها في رؤوسهم.
عامتهم، أي: غالبهم.
بل كلهم: إضراب إلى التحقيق، ففيه أن قوله عامتهم كان عن عدم التحقيق، واحتمال أن يكون البعض من غير مضر أول الوهلة.
فتغير، أي: انقبض.
فدخل: لعله لاحتمال أن يجد في البيت ما يدفع به فاقتهم، فلعله ما وجد، فخرج.
{يا أيها الناس اتقوا} : لعله قرأها لاشتمالها على قوله: {والأرحام} ، فقصد به التنبيه على أنهم من أرحامكم، فيتأكد لذلك وَصلُهم.
تصدق رجل، قيل: هو مجزوم بلام أمر مقدرة، أصله ليتصدق، وهذا الحذف مما جوزه بعض النحاة، قلت: الواجب حينئذ أن يكون يتصدق بياء =
19175 -
حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ عَوْنَ بْنَ أَبِي جَحَيْفَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ مُنْذِرَ بْنَ جَرِيرٍ يُحَدِّثُ (1)، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَدْرَ النَّهَارِ، فَذَكَرَهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: وَأَمَرَ بِلَالًا فَأَذَّنَ، ثُمَّ دَخَلَ، ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى، وَقَالَ: كَأَنَّهُ مُذْهَبَةٌ (2).
19176 -
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا أَبُو جَنَابٍ، عَنْ زَاذَانَ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا بَرَزْنَا مِنَ الْمَدِينَةِ إِذَا رَاكِبٌ يُوضِعُ نَحْوَنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" كَأَنَّ هَذَا الرَّاكِبَ إِيَّاكُمْ يُرِيدُ " قَالَ: فَانْتَهَى الرَّجُلُ إِلَيْنَا، فَسَلَّمَ، فَرَدَدْنَا عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتَ؟ " قَالَ: مِنْ أَهْلِي وَوَلَدِي وَعَشِيرَتِي، قَالَ:" فَأَيْنَ تُرِيدُ؟ " قَالَ: أُرِيدُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " فَقَدْ أَصَبْتَهُ " قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، عَلِّمْنِي مَا الْإِيمَانُ.
= تحتية قبل تاء فوقية، ولا وجه لحذفها، فالوجه أنه صيغة ماضٍ بمعنى الأمر، ذكر بصورة الأخبار مبالغةً، وبه اندفع قوله: إنه لو كان ماضياً لم يساعد عليه قوله: ولو بشق تمرة، لأن ذلك لو كان إخباراً معنى، وأما إذا كان أمراً فلا.
ولو بشق تمرة: بكسر الشين المعجمة، أي: نصفها.
كومين: بفتح الكاف وضمها قيل: هو بالضم اسم لما كوِّم، وبالفتح: المكان المرتفع على الرابية، قال عياض: فالفتح ها هنا أَوْلَى، إذ المقصود الكثرة والتشبيه بالرابية.
(1)
لفظ: "يحدث" ليس في (ظ 13) و (ص)، وأشير إليه في (س) على أنه نسخة.
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (19157) سنداً ومتناً.
قَالَ: " تَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ، وَتَحُجُّ الْبَيْتَ " قَالَ: قَدْ أَقْرَرْتُ. قَالَ: ثُمَّ إِنَّ بَعِيرَهُ دَخَلَتْ يَدُهُ فِي شَبَكَةِ جِرْذَانٍ، فَهَوَى بَعِيرُهُ وَهَوَى الرَّجُلُ، فَوَقَعَ عَلَى هَامَتِهِ، فَمَاتَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" عَلَيَّ بِالرَّجُلِ " قَالَ: فَوَثَبَ إِلَيْهِ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ وَحُذَيْفَةُ (1) فَأَقْعَدَاهُ فَقَالَا: يَا رَسُولَ اللهِ، قُبِضَ الرَّجُلُ. قَالَ: فَأَعْرَضَ عَنْهُمَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَالَ لَهُمَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَمَا رَأَيْتُمَا إِعْرَاضِي عَنِ الرَّجُلِ (2)، فَإِنِّي رَأَيْتُ مَلَكَيْنِ يَدُسَّانِ فِي فِيهِ مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ، فَعَلِمْتُ أَنَّهُ مَاتَ جَائِعًا " ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " هَذَا وَاللهِ مِنَ الَّذِينَ قَالَ اللهُ عز وجل: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} [الأنعام: 82] " قَالَ: ثُمَّ قَالَ: " دُونَكُمْ أَخَاكُمْ " قَالَ: فَاحْتَمَلْنَاهُ إِلَى الْمَاءِ، فَغَسَّلْنَاهُ وَحَنَّطْنَاهُ، وَكَفَّنَّاهُ وَحَمَلْنَاهُ إِلَى الْقَبْرِ، قَالَ: فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى جَلَسَ عَلَى شَفِيرِ الْقَبْرِ، قَالَ: فَقَالَ: " أَلْحِدُوا وَلَا تَشُقُّوا، فَإِنَّ اللَّحْدَ لَنَا، وَالشَّقَّ لِغَيْرِنَا "(3).
(1) في (ظ 13): حذيفة بن اليمان.
(2)
في (س) و (ص)(ق) و (م): الرجلين، والمثبت من (ظ 13).
(3)
قوله: "اللحد لنا والشَّق لغيرنا" حسن بطرقه، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي جناب: وهو يحيى بن أبي حية الكلبي، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 4/ 203 من طريق أحمد، بهذا الإسناد. =
19177 -
حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الْفَرَّاءُ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ زَاذَانَ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْبَجَلِيِّ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْمَدِينَةِ، فَبَيْنَا نَحْنُ نَسِيرُ إِذْ رَفَعَ لَنَا شَخْصٌ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: وَقَعَتْ يَدُ بَكْرِهِ فِي بَعْضِ تِلْكَ الَّتِي تَحْفِرُ الْجِرْذَانُ، وَقَالَ فِيهِ:" هَذَا مِمَّنْ عَمِلَ قَلِيلًا وَأُجِرَ كَثِيرًا "(1).
= وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/ 41، وقال: في إسناده أبو جناب، وهو مدلس، وقد عنعنه، والله أعلم.
وقوله: "اللحد لنا والشق لغيرنا"، سلف برقم (19158)، فانظره.
قال السندي: قوله: يوضع، من الإيضاع، بمعنى الإسراع.
فقد أصبته، أي: وجدته، كأن هذا بمنزلة: أنا ذاك الذي تريده.
أقررت، أي: اعترفت بأن هذا حق.
في شبكة جرذان: بكسر جيم، وسكون راء وبذال معجمة: جمع جُرْذ، بضم ففتح: الذكر الكبير من الفأر، والشبكة -بفتحتين- آبار متقاربة، والمراد: الحُفَر.
فهوى، كرمى، أي: سقط.
على هامته، بتخفيف الميم، أي: على رأسه.
الحدوا: من الإلحاد أو اللحد، من باب منع، ومعناهما واحد.
(1)
حديث حسن بطرقه، وهذا إسناد ضعيف لضعف ثابت: وهو ابن أبي صفية أبو حمزة الثُّمالي، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح غير عبد الحميد بن أبي جعفر الفراء، فمن رجال "التعجيل "، وقد نقل الإمام أحمد في "العلل" 3/ 140 عن أسود بن عامر قوله: وأثنى عليه شريك خيراً، وذكره ابن حبان =
19178 -
حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا بَيَانُ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ جَرِيرٍ قَالَ: مَا حَجَبَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مُنْذُ أَسْلَمْتُ، وَلَا رَآنِي إِلَّا تَبَسَّمَ (1).
= في "الثقات"، وأورده ابن شاهين في "ثقاته".
وأخرجه مختصراً الحميدي (808) عن سفيان بن عيينة، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2829) من طريق عبد الله بن نمير، كلاهما عن ثابت، بهذا الإسناد - واقتصروا فيه على قوله:"اللحد لنا والشَّق لغيرنا".
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(2328) و (2329) من طريق أبي بكر بن عياش وعبيد الله بن موسى، كلاهما عن ثابت، عن أبي اليقظان، عن زاذان، عن جرير، به.
وقد سلف برقم (19158)، ولكن بسياق آخر، وذكرنا ثمة شاهده، فانظره.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. معاوية بن عمرو: هو ابن المهلب الأزدي، وزائدة: هو ابن قدامة، وبيان: هو ابن بشر الأحمسي البجلي، وقيس: هو ابن أبي حازم.
وأخرجه الترمذي في "جامعه"(3820) وفي "الشمائل"(231) -ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" 1/ 334 - وأبو عوانة -كما في "إتحاف المهرة" 4/ 54 - والطبراني في "الكبير"(2286) من طريق معاوية بن عمرو، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه البخاري (3822)، ومسلم (2475)(134)، وأبو عوانة -كما في "إتحاف المهرة" 4/ 54 - والطبراني (2287)، والبيهقي في "الشعب"(8045)، والخطيب في "تاريخه" 9/ 280، والمِزِّي في "تهذيبه"(في ترجمة جرير) من طرق عن بيان، به.
وقد سلف برقم (19173).
19179 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: مَا حَجَبَنِي (1) رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُنْذُ أَسْلَمْتُ، وَلَا رَآنِي إِلَّا تَبَسَّمَ فِي وَجْهِي (2)(3).
19180 -
حَدَّثَنَا أَبُو قَطَنٍ، حَدَّثَنِي يُونُسُ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شِبْلٍ قَالَ: وَقَالَ جَرِيرٌ: لَمَّا دَنَوْتُ مِنَ الْمَدِينَةِ أَنَخْتُ رَاحِلَتِي، ثُمَّ حَلَلْتُ عَيْبَتِي، ثُمَّ لَبِسْتُ حُلَّتِي، ثُمَّ دَخَلْتُ، فَإِذَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ، فَرَمَانِي النَّاسُ بِالْحَدَقِ، فَقُلْتُ لِجَلِيسِي: يَا عَبْدَ اللهِ، ذَكَرَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: نَعَمْ، ذَكَرَكَ آنِفًا بِأَحْسَنِ ذِكْرٍ، فَبَيْنَا هُوَ يَخْطُبُ إِذْ عَرَضَ لَهُ فِي خُطْبَتِهِ، وَقَالَ:" يَدْخُلُ عَلَيْكُمْ مِنْ هَذَا الْبَابِ - أَوْ مِنْ هَذَا الْفَجِّ - مِنْ خَيْرِ ذِي يَمَنٍ، إِلَّا أَنَّ عَلَى وَجْهِهِ مَسْحَةَ مَلَكٍ " قَالَ جَرِيرٌ: فَحَمِدْتُ اللهَ عز وجل عَلَى مَا أَبْلَانِي (4).
وقَالَ أَبُو قَطَنٍ: فَقُلْتُ لَهُ: سَمِعْتَهُ مِنْهُ - أَوْ سَمِعْتَهُ مِنَ الْمُغِيرَةِ بْنِ شِبْلٍ -؟ قَالَ: نَعَمْ.
(1) في هامش (س): ما حجبني عنه.
(2)
لفظ: "في وجهي" ليس في (ص)، وهو نسخة في هامش (س). قلنا: وهو الموافق للرواية (19210).
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (19173).
(4)
حديث صحيح، المغيرة بن شبل -ويقال ابن شبيل- وإن كان لم يتحرر لنا أمره أسمع من جرير أم لم يسمع - قد توبِع، ويونس: وهو ابن أبي إسحاق السبيعي، مختلف فيه، حسن الحديث، أبو قَطَن: هو عمرو بن الهيثم البَصْري. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرجه مطولاً ومختصراً النسائي في "الكبرى"(8304)، وابن خزيمة (1797) و (1798)، وابن حبان (7199)، والحاكم 1/ 285، والبيهقي في "السنن" 3/ 222، وفي "الدلائل" 5/ 346 - 347 من طرق عن يونس، بهذا الإسناد. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، وهو أصل في كلام الإمام في الخطبة فيما يبدو له في الوقت. ووافقه الذهبي.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 9/ 372، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير" و"لأوسط" باختصار عنهما، ورجال أحمد رجال الصحيح غير المغيرة ابن شبل، وهو ثقة.
وأخرجه الحميدي (800)، والبخاري في "الأدب المفرد"(250)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2523)، والنسائي في "الكبرى"(8302)، والطبراني في "الكبير"(2258) من طريق سفيان بن عيينة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس: وهو ابن أبي حازم، عن جرير، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"يطلع عليكم من هذا الباب رجل مِنْ خير ذي يَمَن، على وجهه مسحة مَلَك". فطلع جرير بن عبد الله. قلنا: وهذا إسناد صحيح.
وأخرجه مطولاً ابنُ سَعْد 1/ 347 عن محمد بن عمر الأسلمي، عن عبد الحميد بن جعفر، عن أبيه، قال: قدم جرير
…
فذكره. قلنا: ومحمد بن عمر الأسلمي هو الواقدي، متروك.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(2498)، وفي "الأوسط"(5830) من طريق سويد بن عمرو الكلبي، عن أبي كدينة، عن قابوس بن أبي ظبيان، عن أبيه، عن جرير، فذكره مختصراً دون ذكر القصة. قال في "الأوسط": لم يرو هذا الحديث عن قابوس إلا أبو كدينة، تفرد به سويد بن عمرو الكلبي. قلنا: وقابوس فيه لين.
وسيرد برقم (19181) و (19227).
قال السندي: قوله أنخت: من الإناخة.
عيبتي: بفتح فسكون، أي: موضع ثيابي المخصوصة. =
19181 -
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُبَيْلِ (1) بْنِ عَوْفٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: لَمَّا دَنَوْتُ مِنَ الْمَدِينَةِ أَنَخْتُ رَاحِلَتِي، ثُمَّ حَلَلْتُ عَيْبَتِي، ثُمَّ لَبِسْتُ حُلَّتِي، قَالَ: فَدَخَلْتُ وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ، فَسَلَّمْتُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَرَمَانِي الْقَوْمُ بِالْحَدَقِ، فَقُلْتُ لِجَلِيسِي: هَلْ ذَكَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ أَمْرِي شَيْئًا؟ فَذَكَرَ مِثْلَهُ (2).
19182 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ جَرِيرٍ أَنَّهُ حِينَ بَايَعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، أَخَذَ عَلَيْهِ أَنْ لَا يُشْرِكَ بِاللهِ
= بالحدق، بفتحتين، أي: نظروا إلي بعيونهم كما ينظرون إلى عظيم إذا جاء في مجلس، فلذلك سأل رفيقه عما سأل عنه، لأنه عَلِمَ أن نظرهم بذلك الوجه ليس إلا لذلك.
فبينا هو يخطب: من جملة قول الرفيق له لبيان أحسن الذكر.
إذ عَرَضَ، أي: ذكرك.
ذي يمن: الظاهر أنه بضم الياء، بمعنى التيمن والبركة، أو هو بفتحتين، بمعنى البلاد المعروفة، فإن بجيلة في ناحية اليمن.
أبلاني، أي: أعطاني.
(1)
في (ق) و (م): شبل، وهي نسخة في (س). قلنا: يقال ابن شبيل، أو شبل.
(2)
حديث صحيح، وهو مكرر ما قبله. غير أن شيخ أحمد هنا: هو أبو نعيم الفَضْل بن دُكَيْن.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 152 - 153 و 14/ 325 - 326، والطبراني في "الكبير"(2483) من طريق الفضل بن دكين، بهذا الإسناد.
شَيْئًا، وَيُقِيمَ الصَّلَاةَ، وَيُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَيَنْصَحَ الْمُسْلِمَ، وَيُفَارِقَ الْمُشْرِكَ (1).
19183 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ (2) هِلَالٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْبَجَلِيِّ أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِصُرَّةٍ مِنْ ذَهَبٍ تَمْلَأُ مَا بَيْنَ أَصَابِعِهِ، فَقَالَ: هَذِهِ فِي سَبِيلِ اللهِ عز وجل، ثُمَّ قَامَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه فَأَعْطَوْا فَأَعْطَى، ثُمَّ قَامَ عُمَرُ رضي الله عنه فَأَعْطَى، ثُمَّ قَامَ الْمُهَاجِرُونَ فَأَعْطَوْا. قَالَ: فَأَشْرَقَ وَجْهُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى رَأَيْتُ الْإِشْرَاقَ فِي وَجْنَتَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: " مَنْ سَنَّ سُنَّةً صَالِحَةً فِي الْإِسْلَامِ فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ، كَانَ لَهُ مِثْلُ أُجُورِهِمْ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُنْتَقَصَ (3) مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ، وَمَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ، كَانَ عَلَيْهِ مِثْلُ أَوْزَارِهِمْ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُنْتَقَصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ
(1) حديث صحيح، وهو مكرر (19163). عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، وسفيان: هو الثوري.
وهو عند عبد الرزاق في "المصنف"(9821).
(2)
كذا في النسخ الخطية و (م)، وقد سقط من الإسناد عبد الرحمن بن هلال العبسي بين حميد بن هلال وجرير، والظاهر أنه سقط قديم، لأنه جاء كذلك في "أطراف المسند" 2/ 194، وجاء على الصواب عند عبد الرزاق في "مصنفه" وقد رواه الإمام أحمد من طريقه.
(3)
في (ظ 13) و (ق)، وهامش (س): ينقص.
شَيْءٌ (1) " (2).
19184 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا - وَهُوَ ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ - حَدَّثَنَا أَبُو حَيَّانَ التَّيْمِيُّ، عَنْ الضَّحَّاكِ بْنِ مُنْذِرِ، عَنْ مُنْذِرِ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَا يُؤْوِي الضَّالَّةَ إِلَّا ضَالٌّ "(3).
(1) في (ظ 13) يُنْقِص من أوزارهم شيئاً، وجاء في (ق) وهامش (س): ينقص.
(2)
حديث صحيح على سقط في إسناده، رجاله ثقات رجال الصحيح.
وهو عند عبد الرزاق في "المصنف"(21025)، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير"(2439)، وفيه ذكر عبد الرحمن بن هلال في الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(250) و (1541)، والطبراني في "الكبير"(2440) وفي "مسند الشاميين"(2716) من طريقين عن قتادة، به. وفيه عبد الرحمن بن هلال.
وسيأتي من طريق عبد الرحمن بن هلال، عن جرير برقم (19202) و (19206).
وقد سلف برقم (19156).
(3)
إسناده ضعيف. الضحاك بن المنذر، قال علي بن المديني: لا يعرفونه، ولم يرو عنه غير أبي حيان، ثم إن أبا حيان: وهو يحيى بن سعيد ابن حيان -قد اضطرب فيه، وقد نبَّه على ذلك المزي في "تهذيبه"(ترجمة الضحاك).
فرواه يحيى بن زكريا بن أبي زائدة -كما في روايتنا، وعند ابن أبي شيبة 6/ 464 - 465 - ، وتابعه يعلى بن عبيد -فيما أخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4719)، وفي "شرح معاني الآثار" 4/ 133، والطبراني في "الكبير"(2378) -، وابن نمير -فيما أخرجه الطبراني (2377) -، فرووه عن أبي حيان، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= فقال: عن الضحاك بن المنذر، عن منذر بن جرير، عن جرير.
ورواه يحيى بن سعيد القطان -كما سيرد في الرواية (19209) - عنه، وقال: عن الضحاك خال المنذر بن جرير، عن المنذر بن جرير، عن جرير.
ورواه إسماعيل ابن عُلَيَّة -فيما أخرجه النسائي كما في "التحفة" 2/ 432 - عنه، فقال: عن الضحاك، عن ابن أُخته المنذر، عن جرير، مختصراً.
ورواه شعبة -فيما أخرجه النسائي كما في "التحفة" 2/ 432 - عنه، فقال: عن رجل، عن المنذر بن جرير، عن جرير.
ورواه روح بن القاسم -فيما أخرجه الطبراني في "الأوسط"(1403) - عنه، عن المنذر بن جرير، عن جرير. ورواية روح بن القاسم -فيما ذكر المزي في "تهذيبه"-: عن أبي حيان، عن الضحاك بن المنذر بن جرير، عن رجل، عن جرير.
ورواه ابنُ المبارك -فيما أخرجه النسائي في "الكبرى"(5801) - عنه، عن الضحاك بن المنذر، عن جرير، ولم يذكر فيه: المنذر بن جرير. وجاء عند الطبراني (2387) من طريق يحيى الحِمَّاني، عن ابن المبارك، عن أبي حيان، عن الضحاك بن المنذر، عن المنذر بن جرير، عن جرير.
ورواه خالد بن عبد الله -فيما أخرجه أبو داود (1720) - عنه، وقال: عن المنذر بن جرير، قال: كنا مع جرير، ولم يذكر فيه الضحاك.
ورواه إبراهيم بن عيينة -فيما أخرجه النسائي في "الكبرى"(5799) - عنه، وقال: عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، عن المنذر بن جرير، قال: كنا مع جرير، فذكر قصة.
وقد صح من حديث زيد بن خالد الجهني السالف برقم (17055)، ولفظه:"من آوى ضالة فهو ضال ما لم يعرفها".
وانظر حديث عبد الله بن عمرو بن العاص السالف برقم (6683).
قال السندي: قوله: لا يؤوي، من الإيواء، أي: لا يضم إلى بيته. =
19185 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَعَثَهُ إِلَى ذِي الْخَلَصَةِ، فَكَسَرَهَا وَحَرَّقَهَا بِالنَّارِ، ثُمَّ بَعَثَ رَجُلًا مِنْ أَحْمَسَ يُقَالُ لَهُ: بُشَيْرٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُبَشِّرُهُ (1).
19186 -
حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، وَهُوَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ - وَهُوَ ابْنُ عَبْدِ اللهِ -، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ جَرِيرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ أَخَاكُمُ النَّجَاشِيَّ قَدْ مَاتَ، فَاسْتَغْفِرُوا لَهُ "(2).
= الضالة: الأموال الضالة بقصد التملك والانتفاع بها، لا بقصد التعريف والرد إلى صاحبها.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن زكريا: هو ابن أبي زائدة، وابن أبي خالد: هو إسماعيل الأحمسي، وقيس: هو ابن أبي حازم.
وأخرجه البغوي في "شرح السنة"(2701) من طريق يحيى بن زكريا، بهذا الإسناد، مطولاً.
وسيرد بالأرقام (19188) و (19204) و (19249).
قوله: ثم بعث رجلاً من أحمس يقال له بشير. قلنا: كذا في هذه الرواية، والذي عند البخاري (4357): ثم بعث جرير رجلاً من أحمس يكنى أبا أرطاة، وسُمِّيَ عند مسلم (2476): حصين بن ربيعة. قال الحافظ في "الفتح" 8/ 73: والصواب: أبو أرطاة حصين بن ربيعة: وهو ابن عامر بن الأزور، وهو صحابي بجلي، لم أَرَ له ذكراً إلا في هذا الحديث.
قال السندي: قوله: إلى ذي الخلصة: بفتحتين، الكعبة التي جعلوها في مقابلة الكعبة المشرَّفة قلنا: وانظر "النهاية" لابن الأثير 2/ 62.
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف شريك بن عبد الله =
19187 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا دَاوُدُ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لِيَصْدُرِ الْمُصَدِّقُ وَهُوَ عَنْكُمْ رَاضٍ "(1).
= النخعي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو أحمد الزبيري: هو محمد بن عبد الله، وأبو إسحاق: هو سليمان بن أبي سليمان الشيباني، وعامر: هو ابن شراحيل الشعبي.
وأخرجه ابنُ أبي شيبة 3/ 363، والطبراني في "الكبير"(2346) من طريق أبي أحمد الزبيري، بهذا الإسناد. إلا أن لفظ الطبراني:"فصلُّوا عليه".
وأخرجه ابن قانع في "معجمه" 1/ 148، والطبراني (2348) من طريقين عن شريك، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(2350) من طريق محمد بن عبيد بن ثعلبة، عن شريك، عن الشيباني، عن الشعبي، به. وهذا وهم، فإن شريكاً لم يذكروا له رواية عن الشيباني، ومحمد بن عبيد بن ثعلبة ترجم له الذهبي في "الميزان"، وذكر أنه روى خبراً ساقطاً، وذكره ابن حبان في "الثقات" 9/ 121.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 3/ 39، وقال: رواه الطبراني في "الكبير"، ورجاله ثقات. وأورده أيضاً 9/ 419، وقال: رواه أحمد والطبراني، ورجال أحمد ثقات.
وأورده الحافظ في "تهذيبه"(ترجمة جرير)، وقال: في إسناده مقال، وعلى تقدير صحته يُحتمل أن جريراً أرسله.
وسيرد برقم (19222).
قلنا: قد صح من حديث أبي هريرة، وقد سلف برقم (7283). وانظر (7147) فقد ذكرنا أحاديث الباب هناك.
(1)
إسناده صحيح على شرط مسلم، داود: وهو ابن أبي هند من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عامر: هو ابن شراحيل الشعبي. =
19188 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ قَيْسٍ قَالَ:
= وأخرجه ابن خزيمة (2341)، وأبو عوانة -كما في "إتحاف المهرة" 4/ 49 - ، والطبراني في "الكبير"(2333) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو إسحاق الفزاري في "السير"(606) -ومن طريقه الدارمي (1671) -، والشافعي في "المسند" 1/ 240 (ترتيب السندي)، والحميدي (796)، وابن أبي شيبة 3/ 115، والدارمي (1670)، ومسلم (989)(177)[2/ 757]، والترمذي (648)، والنسائي في "المجتبى" 5/ 31، وفي "الكبرى"(2241)، وابن خزيمة (2341)، وأبو عوانة -كما في "إتحاف المهرة" 4/ 49 - والطبراني في "الكبير"(2334) و (2335) و (2336) و (2337) و (2338) و (2339) و (2340) و (2341)، وأبو نعيم في "الحلية" 4/ 333، والبيهقي في "السنن" 4/ 136 - 137، وفي "معرفة السنن والآثار"(8269)، والبغوي في "شرح السنة"(1564) من طرق عن داود، به.
وأخرجه الطيالسي في "مسنده"(667)، وابن ماجه في "سننه"(1802)، والطبراني في "الكبير"(2352) و (2355) و (2367)، وأبو نعيم في "الحلية" 4/ 333 من طرق عن الشعبي، به.
وأخرجه موقوفاً ابن أبي شيبة في "مصنفه" 3/ 115 عن أبي معاوية، عن الشيباني، عن الشعبي، عن جرير، قال: قلت لبنيَّ: يا بني، إذا جاءكم المُصَدِّق، فلا تكتموه من نعمكم شيئاً.
وسيرد بالأرقام (19198) و (19207) و (19231) و (19246).
قال السندي: قوله: ليصدر، أي: ليرجع.
المُصَدِّق: اسم فاعل من التصديق، وهو العامل على الصدقة، ويحتمل أنه اسم مفعول من التصدق على أنه بتشديد الصاد والدال جميعاً، والمراد: العامل. قال ذلك حين لم يكن ثمة خوف من ظلم العامل، وإنما كان الخوف من بخل صاحب المال، فقال لهم ذلك لئلا يبخلوا، والله تعالى أعلم.
قَالَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَلَا تُرِيحُنِي مِنْ ذِي الْخَلَصَةِ " وَكَانَ بَيْتًا فِي خَثْعَمَ يُسَمَّى كَعْبَةَ الْيَمَانِيَةِ، فَنَفَرْتُ إِلَيْهِ فِي سَبْعِينَ وَمِئَةِ فَارِسٍ مِنْ أَحْمَسَ، قَالَ: فَأَتَاهَا فَحَرَّقَهَا بِالنَّارِ، وَبَعَثَ جَرِيرٌ بَشِيرًا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا أَتَيْتُكَ حَتَّى تَرَكْتُهَا كَأَنَّهَا جَمَلٌ أَجْرَبُ. فَبَرَّكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى خَيْلِ أَحْمَسَ وَرِجَالِهَا خَمْسَ مَرَّاتٍ (1).
19189 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ:
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (19185) غير أن شيخ أحمد هنا: هو يزيد بن هارون.
وأخرجه أبو عوانة -كما في "إتحاف المهرة" 4/ 55 - من طريق يزيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (2772)، وابن جان (7202) من طريقين عن إسماعيل، به.
وأخرجه البخاري (3823) و (4355)، ومسلم (2476)، وأبو عوانة -كما في "إتحاف المهرة" 4/ 55 - ، والطبراني في "الكبير"(2289) من طريق بيان، عن قيس، به.
وأخرجه الطبراني (2296) من طريق الحسن بن عمارة، عن طارق بن عبد الرحمن، عن قيس، به، بنحوه. والحسن بن عمارة متروك.
وسيرد مطولاً برقم (19204).
وفي باب الدعاء لأحمس، سلف من حديث طارق بن شهاب برقم (18834).
قَالَ لِي جَرِيرٌ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ لَا يَرْحَمِ النَّاسَ لَا يَرْحَمْهُ اللهُ عز وجل "(1).
19190 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: سَمِعْتُ قَيْسَ بْنَ أَبِي حَازِمٍ يُحَدِّثُ، عَنْ جَرِيرٍ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةَ الْبَدْرِ، فَقَالَ:" إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ عز وجل كَمَا تَرَوْنَ الْقَمَرَ لَا تُضَامُّونَ فِي رُؤْيَتِهِ، فَإِنْ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لَا تُغْلَبُوا عَلَى هَاتَيْنِ الصَّلَاتَيْنِ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ " ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ} [ق: 39](2). قَالَ شُعْبَةُ: لَا أَدْرِي قَالَ: " فَإِنْ اسْتَطَعْتُمْ " أَوْ لَمْ يَقُلْ.
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون.
وأخرجه الحميدي (802)، وابن أبي شيبة 8/ 528، وهناد في "الزهد"(1322)، والبخاري في "الأدب المفرد"(97)، ومسلم (2319)، وأبو عوانة -كما في "إتحاف المهرة" 4/ 68 - والطبراني في "الكبير"(2239) و (2240) و (2241) و (2242) و (2243)، وفي "الأوسط"(1734)، وفي "مكارم الأخلاق"(43)، والسهمي في "تاريخ جرجان"(1013) من طرق عن إسماعيل، بهذا الإسناد.
وأخرجه بحشل في "تاريخ واسط" ص 239 - 240، والطبراني في "الكبير"(2291) من طريق بيان بن بشر، عن قيس، به.
وقد سلف برقم (19164).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن أبي خالد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(2225)، والخطيب في "تاريخه" 10/ 468 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرجه ابن منده في "الإيمان"(797) من طريق محمد بن جعفر، به.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(7762)، وابن أبي عاصم في "السنة"(451)، وابن خزيمة في "التَّوحيد" ص 168، والطبراني في "الكبير"(2235)، والآجري في "الشريعة" ص 258، وفي "التصديق بالنظر"(25)، والدارقطني في "الرؤية"(88) و (90) و (96) و (128)، وابن منده في "الإيمان"(797) من طرق عن شعبة، به. ولم يذكر فيه شك شعبة، إلا أن النسائي والطبراني قرنا بشعبة عبد الله بن عثمان.
وأخرجه مطولا ومختصراً الحميدي (799)، والبخاري في "صحيحه"(554) و (4851) و (7434)، وفي "خلق أفعال العباد" ص 16، ومسلم (633)(211) و (212)، وأبو داود (4729)، والنسائي في "الكبرى"(7762) و (11330) و (11524) - وهو في "التفسير"(350) - وابن ماجه (177)، وابن أبي عاصم في "السنة"(446) و (447) و (448) و (449)، وعبد الله بن أحمد في "السنة"(220) و (221)، والطبري في "تفسيره" 16/ 233، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 167 و 168، وأبو عوانة 1/ 375 - 376 و 376، وابن حبان (7442)، والطبراني في "الكبير"(2226) و (2227) و (2228) و (2229) و (2230) و (2231) و (2232) و (2234) و (2235) و (2236) و (2237) و (2292)، والآجري في "الشريعة" ص 258 وفي "التصديق بالنظر"(24)، والدراقطني في "الرؤية"(69) و (71) و (72) و (73) و (74) و (75) و (76) و (77) و (78) و (79) و (80) و (81) و (82) و (83) و (84) و (85) و (86) و (87) و (88) و (89) و (93) و (94) و (95) و (96) و (97) و (98) و (99) و (100) و (101) و (102) و (103) و (104) و (105) و (106) و (107) و (108) و (109) و (110) و (111) و (112) و (113) و (114) و (115) و (116) و (117) و (118) و (119) و (120) و (121) و (122) و (123) و (124) و (125) و (126) و (127) و (128) و (129) و (133) و (134) و (135) و (136) و (137) و (139) و (140) و (141) =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= و (142) و (145)، وابن منده في "الإيمان"(793) و (794) و (795) و (796) و (798)، واللالكائي في "أصول الاعتقاد"(829)، وأبو نعيم في "الحلية" 8/ 128، والبيهقي في "السنن" 1/ 359، وفي "الاعتقاد" ص 80، والبغوي في "شرح السنة"(378) من طرق عن إسماعيل، به. وعند ابن خزيمة من روايتين: وتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم: {وسبح بحمد ربك} . وعند مسلم وابن خزيمة والبيهقي 1/ 359 من رواية مروان بن معاوية: ثم قرأ جرير: {وسبح بحمد ربك} .
وأخرجه مطولاً ومختصراً البخاري (7435)، وابن أبي عاصم في "السنة"(461)، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 169 و 241، والطبراني في "الكبير"(2233)، وفي "الأوسط"(8053)، والدارقطني في "الرؤية"(131) و (132)، وابن منده في "الإيمان"(800)، واللالكائي في "أصول الاعتقاد"(825)، والبيهقي في "الاعتقاد" ص 81، وابن الجوزي في "مشيخته" ص 108 - 109 من طريق أبي شهاب عبد ربه بن نافع الحنّاط، عن إسماعيل، به. وقال فيه:"إنكم سترون ربكم عياناً".
قال الطبراني في "الكبير": في هذا الحديث زيادة لفظه قوله: "عياناً" تفرد به أبو شهاب، وهو حافِظٌ متقنٌ من ثقات المسلمين.
قلنا: ورواه زيد بن أبي أنيسة -فيما أخرجه الدارقطني في "الرؤية"(130)، وابن منده في "الإيمان"(799)، واللالكائي (826) - عن إسماعيل، به، بلفظ:"ستعاينون ربكم عز وجل كما تعاينون هذا القمر".
وأخرجه البخاري (7436)، والنسائي في "الكبرى"(7761)، وابن خزيمة في "التوحيد" 168 - 169، وابن حبان (7444)، والطبراني في "الكبير"(2288) و (2292)، والدارقطني في "الرؤية"(105)(143)(144)(145)، وابن منده (801)، واللالكائي (829) من طريق بيان بن بشر الأحمسي، والطبراني (2292)، والدارقطني في "الرؤية"(145) من طريق مجالد بن سعيد، والآجري في "الشريعة" ص 258 - 259، وفي "التصديق"(26)، =
19191 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: سَمِعْتُ قَيْسًا يُحَدِّثُ، عَنْ جَرِيرٍ قَالَ: بَايَعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى إِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ (1).
= والدارقطني (146) من طريق طارق بن عبد الرحمن البجلي، والدراقطني في "الرؤية"(147)(148) من طريق عيسى بن المسيب البجلي، أربعتهم، عن قيس، به.
وسيرد برقم (19205) و (19251).
وفي الباب من حديث أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11120)، وذكرنا هناك أحاديث الباب.
وفي باب قوله: "فإن استطعتم أن لا تغلبوا على هاتين الصلاتين":
عن أبي هريرة، سلف برقم (7491).
وعن أبي بكر بن أبي موسى، عن أبيه، سلف برقم (1730).
وعن عمار بن رويبة، سلف برقم (17220).
وقوله: لا تضامون في رؤيته. قال ابن الأثير: يُروى بالتشديد والتخفيف، فالتشديد معناه: لا ينضم بعضكم إلى بعض أو تزدحمون وقت النظر إليه، ويجوز ضم التاء وفتحها على تُفاعلون وتتفاعلون ومعنى التخفيف: لا ينالكم ضيم في رؤيته، فيراه بعضكم دون بعض، والضيم: الظلمُ.
أن لا تغلبوا: على بناء المفعول، أي: لا يغلبكم الشيطان، فيفوِّت عليكم هاتين الصلاتين، وفيه أن لهما تأثيراً في الرؤية، والله تعالى أعلم.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن أبي خالد، وقيس: هو ابن أبي حازم البجلي.
وأخرجه الحميدي (795) -ومن طريقه ابن منده في "الإيمان"(221) - =
19192 -
حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا مِنْ قَوْمٍ يَعْمَلُونَ بِالْمَعَاصِي وَفِيهِمْ رَجُلٌ أَعَزُّ مِنْهُمْ وَأَمْنَعُ لَا يُغَيِّرُونَ إِلَّا عَمَّهُمُ اللهُ عز وجل بِعِقَابٍ " أَوْ قَالَ: " أَصَابَهُمُ الْعِقَابُ "(1).
= والدارمي (2540)، والبخاري (1401) و (2157) -ومن طريقه البغوي في "شرح السنة"(30) - ومسلم (56)(97)، وابن الجارود (334)، وابن خزيمة (2259)، وأبو عوانة 1/ 37، والطبراني في "الكبير"(2244)(2245)(2247)(2248)(2249)، وابن منده في "الإيمان"(220) و (221)، والبيهقي في "الشعب"(11124) من طرق عن إسماعيل، بهذا الإسناد. وعند البخاري (2157) زيادة: والسمع والطاعة.
وقد سلف برقم (19152) و (19153).
(1)
حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف شريك: وهو ابن عبد الله النخعي. ثم إنه خالف فيه من هو أوثق منه، فرواه هنا، وفي الرواية الآتية برقم (19216) و (19256) عن أبي إسحاق -وهو السبيعي-، عن المنذر بن جرير، عن أبيه، ورواه شعبة -كما في الرواية (19230) -، وإسرائيل -كما في الرواية (19253) -، ومعمر -كما في الرواية (19255) -، ويونس -كما في الرواية (19257) - أربعتهم عن أبي إسحاق عن عبيد الله بن جرير، عن أبيه، وهو الصواب. وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه الحارث في "مسنده"(764/ 1)(زوائد) عن الحسن بن قتيبة، عن شريك، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(2383) من طريق يحيى الحِمّاني، عن شريك، عن أبي إسحاق، عن عبيد الله بن جرير، عن أبيه، ولفظه: "ما من قوم يكون فيهم رجل يعمل بالمعاصي يقدرون أن يغيروا عليه، فلا يغيرون إلا =
19193 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ قَالَ: سَمِعْتُ جَرِيرًا يَقُولُ، حِينَ مَاتَ الْمُغِيرَةُ وَاسْتَعْمَلَ قَرَابَتَهُ يَخْطُبُ، فَقَامَ جَرِيرٌ، فَقَالَ: أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللهِ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنْ تَسْمَعُوا وَتُطِيعُوا حَتَّى يَأْتِيَكُمْ أَمِيرٌ، اسْتَغْفِرُوا لِلْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ غَفَرَ اللهُ تَعَالَى لَهُ، فَإِنَّهُ كَانَ يُحِبُّ الْعَافِيَةَ، أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أُبَايِعُهُ بِيَدِي هَذِهِ عَلَى الْإِسْلَامِ، فَاشْتَرَطَ عَلَيَّ " وَالنُّصْحَ "(1)، فَوَرَبِّ هَذَا الْمَسْجِدِ إِنِّي لَكُمْ لَنَاصِحٌ (2).
19194 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ قَالَ: كَانَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ فِي بَعْثٍ بِأَرْمِينِيَّةَ قَالَ: فَأَصَابَتْهُمْ
= إلا عَمَّهم الله بعقاب قبل أن يموتوا". ويحيى الحِمَّاني ضعيف كذلك.
وسيكرر (19254) سنداً ومتناً.
وفي الباب: عن أبي بكر الصديق، سلف برقم (1).
وعن أم سلمة، سيرد 6/ 304.
قال السندي: قوله: لا يغيرون، أي: المنكر، بأن يقوم العزيز بالمنع عنه.
(1)
في (م) و (ق): النصح بدون واو، وهي نسخة في (س)، ووقعت في (ص): والنصح لكل مسلم.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو يعلى (7509) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (660) -ومن طريقه ابن منده في "الإيمان"(277) - والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1449)، والطبراني في "الكبير"(2471) من طرق عن شعبة، به.
وقد سلف برقم (19152).
مَخْمَصَةٌ أَوْ مَجَاعَةٌ قَالَ: فَكَتَبَ جَرِيرٌ إِلَى مُعَاوِيَةَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ لَمْ يَرْحَمِ النَّاسَ لَا يَرْحَمْهُ اللهُ عز وجل " قَالَ: فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ، فَأَتَاهُ، فَقَالَ: أَنْتَ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَأَقْفَلَهُمْ وَمَتَّعَهُمْ (1).
(1) مرفوعه صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه على أبي إسحاق: وهو عمرو ابن عبد الله السبيعي، فرواه عنه شعبة، واختلف عليه فيه:
فرواه محمد بن جعفر -كما في هذه الرواية- عن شعبة، عن أبي إسحاق، قال: كان جرير بن عبد الله
…
وذكر في آخره: وكان أبي في ذلك الجيش. ورواه أبو داود الطيالسي (662)، وعمرو بن حكام -فيما أخرجه الطبراني (2489) - كلاهما عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن أبيه، عن جرير.
ورواه عنه إسرائيل، واختلف عليه فيه، فرواه أبو أحمد الزبيري -كما في الرواية (19241) -، وعبد الله بن رجاء -فيما أخرجه الطبراني (2488) - كلاهما عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبيه، عن جرير.
قلنا: والد أبي إسحاق السبيعي لم نقع له على ترجمة.
ورواه يحيى بن آدم -كما في الرواية (19262) - عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبيد الله بن جرير، عن جرير، به.
ورواه أبو الأحوص سلَّام بن سُلَيم -فيما أخرجه الطبراني (2502) - عن أبي إسحاق، عن جرير.
وقد سلف بإسناد صحيح برقم (19164).
وقوله: بأرمينية: بفتح، فسكون، فكسر، فسكون تحتية فنون: هي أنجاد وجبال في آسيا الصغرى جنوب القفقاز بين أنجاد إيران شرقاً والأناضول غرباً، وبين بحر قزوين، ومسيل الفرات الأعلى افتتحها المسلمون في عهد عثمان رضي الله عنه سنة (24) هـ.
فأقفلهم: بصيغة الماضي، أي: رَدَّهم إليه.
ومتعهم: من التمتيع، وضبطها بعضُهم بصيغة الأمر، فكأنه قال لجرير: =
قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: وَكَانَ أَبِي فِي ذَلِكَ الْجَيْشِ، فَجَاءَ بِقَطِيفَةٍ مِمَّا مَتَّعَهُ مُعَاوِيَةُ.
19195 -
حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ قَالَ: حَدَّثَنَا سَيَّارٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَرِيرٍ، قَالَ: بَايَعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، فَقَالَ: فَلَقَّنَنِي، فَقَالَ:" فِيمَا اسْتَطَعْتَ " وَالنُّصْحَ لِكُلِّ مُسْلِمٍ (1).
19196 -
حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عُمَرٍو
= أقفلهم ومتعهم.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشيم: هو ابن بشير، وسيار: هو أبو الحكم العنزي، والشعبي: هو عامر بن شراحيل.
وأخرجه البخاري (7204)، ومسلم (56)(99)، والنسائي في "المجتبى" 7/ 152، وفي "الكبرى"(7812) و (8723)، والطبراني في "الكبير"(2354)، وابن منده (279)، والبيهقي 8/ 145 - 146 من طريق هشيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/ 147، وفي "الكبرى"(7797)، وأبو الشيخ في "التوبيخ "(5)، وابن منده في "الإيمان"(280) من طريق مغيرة بن مِقْسم، عن الشعبي وأبي وائل، عن جرير، به.
وأخرجه وكيع في"الزهد"(348) -ومن طريقه الخلال في "السنة"(38) - والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1448)، والطبراني (2472) و (2473) من طريق زياد بن علاقة، والطبراني (2250) و (2251) من طريق قيس، كلاهما عن جرير، به.
وقد سلف برقم (19152).
وقوله في المبايعة على السمع والطاعة، سلف من حديث أنس برقم (12203)، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب، ونزيد عليها هنا: حديث عبادة ابن الصامت، سيرد 5/ 318.
عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَفْتِلُ عُرْفَ فَرَسٍ بِأُصْبُعَيْهِ، وَهُوَ يَقُولُ:" الْخَيْلُ مَعْقُودٌ بِنَوَاصِيهَا الْخَيْرُ: الْأَجْرُ وَالْمَغْنَمُ - إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ "(1).
19197 -
حَدَّثَنَا (2) هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ نَظْرَةِ الْفَجْأَةِ (3)، فَأَمَرَنِي (4)، فَقَالَ:" اصْرِفْ بَصَرَكَ "(5).
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، عمرو بن سعيد: وهو الثقفي من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. هُشَيْم: هو ابن بشير، ويونس: هو ابن عبيد العبدي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 481، ومسلم (1872)(97)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 221، وفي "الكبرى"(4414)، وأبو عوانة 5/ 11 - 13، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 274، وفي "شرح مشكل الآثار"(223) و (224)، وابن حبان (4669)، والطبراني في "الكبير"(2409) و (2411) و (2412) و (2413)، والبيهقي 6/ 329، وابن عبد البر في "التمهيد" 14/ 100، والبغوي في "شرح السنة"(2646) من طرق عن يونس، بهذا الإسناد.
وفي الباب من حديث ابن عمر، سلف برقم (4616)، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.
(2)
هذا الحديث سقط من (س).
(3)
في (م): الفجأة.
(4)
لفظ: فأمرني، ليس في (ظ 13) و (ق) و (ص)، وهو نسخة في هامش (س).
(5)
إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (19160)، غير أن =
19198 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ دَاوُدَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَرِيرٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لِيَصْدُرِ الْمُصَدِّقُ مِنْ عِنْدِكُمْ وَهُوَ رَاضٍ "(1).
19199 -
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ عِلَاقَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ جَرِيرًا يَقُولُ: بَايَعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى النُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ (2). قَالَ مِسْعَرٌ، عَنْ زِيَادٍ: فَإِنِّي لَكُمْ لَنَاصِحٌ.
= شيخ أحمد هنا: هو هشيم بن بشير.
وأخرجه مسلم (2159)، والترمذي (2776) من طريق هشيم، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
(1)
إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (19187)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو محمد بن أبي عدي.
وأخرجه مسلم (989)(177)[2/ 757]، وابن خزيمة (2341) من طريق محمد بن أبي عدي، بهذا الإسناد.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة.
وأخرجه عبد الرزاق (9819)، والشافعي في "مسنده" 1/ 13 (ترتيب السندي)، والحميدي (794)، ومسلم (56)(98)، والنسائي في "المجتبى" 7/ 140، وفي "الكبرى"(7777) و (8731)، وأبو عوانة 1/ 37، والطبراني في "الكبير"(2467)، وابن منده في "الإيمان"(273) من طريق سفيان، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني (2468) من طريق سفيان، عن مسعر، عن زياد، به.
وأخرجه أبو عوانة 4/ 496، وابن منده (274) من طرق عن مسعر، عن زياد، به.
وقد سلف برقم (19152).
19200 -
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمِ ابْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ جَرِيرٍ أَنَّ قَوْمًا أَتَوْا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْأَعْرَابِ مُجْتَابِي النِّمَارِ، فَحَثَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم النَّاسَ عَلَى الصَّدَقَةِ، فَأَبْطَؤُوا حَتَّى رُئِيَ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ بِقِطْعَةِ تِبْرٍ فَطَرَحَهَا، فَتَتَابَعَ النَّاسُ حَتَّى عُرِفَ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ، فَقَالَ:" مَنْ سَنَّ سُنَّةً حَسَنَةً، فَعُمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ، كَانَ لَهُ أَجْرُهَا وَمِثْلُ أَجْرِ (1) مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ غَيْرِ أَنْ يُنْتَقَصَ (2) مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ، وَمَنْ سَنَّ سُنَّةً سَيِّئَةً عُمِلَ (3) بِهَا مِنْ بَعْدِهِ كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا لَا (4) يُنْقِصُ ذَلِكَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْئًا (5) "(6).
(1) في (ق): وأجر، وهي نسخة في (س).
(2)
في (ق): ينقص.
(3)
في (ق): فعمل، وهي نسخة في (س).
(4)
في (م): ولا ينقص، وفي (ص): ولا ينتقص، وينتقص نسخة في (س).
(5)
في (ق): لا ينقص من أوزارهم شيء.
(6)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم: وهو ابن أبي النجود، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو وائل: هو شقيق بن سلمة، وقد أدرك جريراً.
وأخرجه الحميدي (805)، والدارمي (512)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(248) و (1539)، والطبراني في "الكبير"(2312) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني (2313) من طريق أبي بكر بن عَيَّاش، عن عاصم، به. =
19201 -
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ هَمَّامٍ قَالَ: رَأَيْتُ جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَتَوَضَّأُ مِنْ مِطْهَرَةٍ، وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ، فَقَالُوا: أَتَمْسَحُ عَلَى خُفَّيْكَ؟ فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَقَالَ مَرَّةً: يَمْسَحُ عَلَى خُفَّيْهِ (1).
فَكَانَ هَذَا الْحَدِيثُ يُعْجِبُ أَصْحَابَ عَبْدِ اللهِ، يَقُولُونَ: إِنَّمَا كَانَ إِسْلَامُهُ بَعْدَ نُزُولِ الْمَائِدَةِ.
19202 -
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ مُسْلِمٍ - يَعْنِي ابْنَ صُبَيْحٍ - عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هِلَالٍ الْعَبْسِيِّ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَحَثَّنَا عَلَى الصَّدَقَةِ، فَأَبْطَأَ النَّاسُ حَتَّى رُئِيَ فِي وَجْهِهِ الْغَضَبُ - وَقَالَ مَرَّةً: حَتَّى بَانَ - ثُمَّ إِنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ جَاءَ بِصُرَّةٍ، فَأَعْطَاهَا
= وقد سلف بإسناد صحيح برقم (19156).
قال القرطبي في "المفهم" 3/ 62: قوله: مجتابي النمار، أي: مقطوعي أوساط النمار، الاجتناب: التقطيع والخرق، والنمار جمع نمرة، وهي ثياب من صوف فيها تنمير.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (19168)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو سفيان بن عيينة.
وأخرجه عبد الرزاق (757)، والحميدي (797)، ومسلم (272)، وابن الجارود (81)، وأبو عوانة 1/ 254، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2491)، والطبراني في "الكبير"(2422)، والدارقطني 1/ 193، والبيهقي 1/ 273 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
إِيَّاهُ، ثُمَّ تَتَابَعَ النَّاسُ فَأَعْطَوْا حَتَّى رُئِيَ فِي وَجْهِهِ السُّرُورُ، فَقَالَ:" مَنْ سَنَّ سُنَّةً حَسَنَةً كَانَ لَهُ أَجْرُهَا (1) وَمِثْلُ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ غَيْرِ أَنْ يُنْتَقَصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ، وَمَنْ سَنَّ سُنَّةً سَيِّئَةً كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَمِثْلُ وِزْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ غَيْرِ أَنْ يُنْتَقَصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ " قَالَ مَرَّةً - يَعْنِي أَبَا مُعَاوِيَةَ -: " مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ "(2).
(1) في (ظ 13)، وهامش (س): أجره.
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم، عبد الرحمن بن هلال العبسي من رجاله -وقد أخرج له هذا الحديث- وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، ومسلم بن صبيح: هو أبو الضحى.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 109، والدارمي (514)، ومسلم (1017)[4/ 2060]، والمروزي في "زوائد البر والصلة" لابن المبارك (331)، وابن خزيمة (2477)، وأبو عوانة -كما في "إتحاف المهرة" 4/ 63 - ، والطبراني في "الكبير"(2447) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1017)(71) و (1071)(15)[4/ 2059 - 2060]، وأبو عوانة -كما في "إتحاف المهرة" 4/ 63 - ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(249) و (1540)، والطبراني في "الكبير"(2445) و (2446) من طرق عن الأعمش، به. وقد قُرن موسى بن عبد الله بن يزيد الأنصاري بمسلم بن صبيح أبي الضحى.
وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 3/ 233، والطبراني في "الكبير"(2437) من طريق محمد بن قيس الأسدي، عن مسلم بن صبيح، قال: سمعت جرير بن عبد الله وهو يخطب الناس. دون ذكر عبد الرحمن بن هلال. =
19203 -
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ - وَهُوَ الضَّرِيرُ - حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ لَا يَرْحَمِ النَّاسَ لَا يَرْحَمْهُ اللهُ عز وجل "(1).
19204 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنِي قَيْسٌ، قَالَ: قَالَ لِي جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَلَا تُرِيحُنِي مِنْ ذِي الْخَلَصَةِ؟ " وَكَانَ بَيْتًا فِي خَثْعَمَ يُسَمَّى كَعْبَةَ الْيَمَانِيَةِ. قَالَ: فَانْطَلَقْتُ فِي خَمْسِينَ وَمِئَةِ فَارِسٍ مِنْ أَحْمَسَ، وَكَانُوا أَصْحَابَ خَيْلٍ، فَأَخْبَرْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنِّي لَا أَثْبُتُ عَلَى الْخَيْلِ، فَضَرَبَ فِي صَدْرِي حَتَّى رَأَيْتُ أَثَرَ أَصَابِعِهِ فِي صَدْرِي،
= وقد سئل أبو حاتم عن حديث محمد بن قيس -فيما ذكر ابنه في "العلل" 2/ 167 - فقال: كنت أظن أن أبا الضحى قد لقي جريراً، فإذا رواية الأعمش تدل على أنه لم يسمع منه، وحديث الأعمش قد أفسد حديثَ محمدِ بنِ قيس.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(2442) و (2443) و (2444) من طريق الحسن بن عبيد الله، والطبراني أيضاً (2448) من طريق مجالد كلاهما عن عبد الرحمن بن هلال، به. وفي طريق مجالد قال: حدثني عبد الرحمن بن هلال، قال: أرسلني أبي إلى جرير بن عبد الله، قال: اقرأ عليه السلام، وقل له: كيف سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: .. فذكر الحديث.
وقد سلف برقم (19156).
قال السندي: قوله: رؤي ذلك، على بناء المفعول، أي: ظهر أثره.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (19170) سنداً ومتناً.
وَقَالَ: " اللهُمَّ ثَبِّتْهُ، وَاجْعَلْهُ هَادِيًا مَهْدِيًّا ". فَانْطَلَقَ إِلَيْهَا، فَكَسَرَهَا وَحَرَّقَهَا، فَأَرْسَلَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يُبَشِّرُهُ، فَقَالَ رَسُولُ جَرِيرٍ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا جِئْتُكَ حَتَّى تَرَكْتُهَا كَأَنَّهَا جَمَلٌ أَجْرَبُ. فَبَارَكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى خَيْلِ أَحْمَسَ وَرِجَالِهَا خَمْسَ مَرَّاتٍ (1).
19205 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا قَيْسٌ، قَالَ: قَالَ لِي جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذْ
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (19185)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو يحيى بنُ سعيد القطان.
وأخرجه البخاري (3020) و (3076) و (4356)، وأبو عوانة -كما في "إتحاف المهرة" 4/ 55 - والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2497)، والطبراني في "الكبير"(2252)، والبيهقي 9/ 174 من طريق يحيى، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولاً وبتمامه الحميدي (801)، والبخاري (4357) و (6333)، ومسلم (2476)(137)، والنسائي في "الكبرى"(8303) و (10358) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(524) -، وأبو عوانة -كما في "إتحاف المهرة" 4/ 55 - والطبراني (2253) و (2254) و (2255) و (2256)، وأبو نعيم في "دلائل النبوة"(379)، والبيهقي في "الدلائل" 5/ 347 - 348 من طرق عن إسماعيل، به.
وأخرجه مختصراً في قوله: "اللهم ثَبَّتْه واجعله هادياً مهدياً" البخاري (3036) و (6090)، ومسلم (2475)(135)، وابن ماجه (159)، والبيهقي في "الشعب"(8046)، والبغوي في "شرح السنة"(2701) من طريقين عن إسماعيل، به.
نَظَرَ إِلَى الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، فَقَالَ:" أَمَا إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ عز وجل كَمَا تَرَوْنَ هَذَا، لَا تُضَامُّونَ، أَوْ لَا تُضَارُّونَ " - شَكَّ إِسْمَاعِيلُ - " فِي رُؤْيَتِهِ، فَإِنْ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لَا تُغْلَبُوا عَلَى صَلَاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا، فَافْعَلُوا " ثُمَّ قَالَ: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا} [طه: 130](1).
19206 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ هِلَالٍ الْعَبْسِيُّ قَالَ: قَالَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَسُنُّ عَبْدٌ سُنَّةً صَالِحَةً يُعْمَلُ بِهَا مَنْ بَعْدَهُ إِلَّا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا لَا يَنْقُصُ (2) مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ، وَلَا يَسُنُّ عَبْدٌ سُنَّةَ سُوءٍ يُعْمَلُ بِهَا
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (19190) غير أن شيخ أحمد هنا: هو يحيى بن سعيد القطان.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(2224) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولاً ومختصراً البخاري (573)، والنسائي في "الكبرى"(460)، وابن أبي عاصم في "السنة"(450)، وابن خزيمة في "صحيحه"(317)، وابن حبان (7443)، والدارقطني في "الرؤية (70)، وابن منده في "الإيمان" (792)، واللالكائي في "أصول الاعتقاد" (827)، والبيهقي في "السنن" 1/ 464 من طريق يحيى، به.
قال السندي: قوله: "كما ترون هذا"، أي: من غير ازدحام، يدل عليه ما بعده، فلا دلالة في الحديث على الجهة كما لا يخفى.
(2)
في نسخة في (س): ينتقص.
مَنْ (1) بَعْدَهُ إِلَّا كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا لَا يَنْقُصُ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ " (2).
19207 -
قَالَ: وَأَتَاهُ نَاسٌ مِنَ الْأَعْرَابِ، فَقَالُوا: يَا نَبِيَّ اللهِ، يَأْتِينَا نَاسٌ مِنْ مُصَدِّقِيكَ يَظْلِمُونَا. قَالَ:" أَرْضُوا مُصَدِّقَكُمْ " قَالُوا: وَإِنْ ظَلَمَ؟ قَالَ: " أَرْضُوا مُصَدِّقَكُمْ " قَالَ جَرِيرٌ: فَمَا صَدَرَ عَنِّي مُصَدِّقٌ مُنْذُ سَمِعْتُهَا مِنْ نَبِيِّ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَّا وَهُوَ عَنِّي رَاضٍ (3).
(1) لفظ "من" لم يرد في (ظ 13) و (ص). قلنا: وهو الموافق لرواية مسلم. وهو نسخة في (س).
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم، محمد بن أبي إسماعيل -وهو السلمي الكوفي- وعبد الرحمن بن هلال العبسي، من رجال مسلم، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان.
وأخرجه مسلم (1017)(15)[4/ 2060]، والطبراني في "الكبير"(2441) من طريق يحيى، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولاً أبو عوانة -كما في "إتحاف المهرة" 4/ 63 - ، والطبراني (2441) من طريقين عن محمد بن إسماعيل، به.
وقد سلف برقم (19156).
(3)
إسناده صحيح على شرط مسلم، إسناد سابقه.
وأخرجه مسلم (989)(29)، والنسائي في "المجتبى" 5/ 31، وفي "الكبرى"(2240)، وأبو عوانة -كما في "إتحاف المهرة" 4/ 49 - من طريق يحيى، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (989)(29)، وأبو داود (1589)، وأبو عوانة -كما في "إتحاف المهرة" 4/ 49 - وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 1/ 102، والطبراني في "الكبير"(2441)، والبيهقي في "السنن" 4/ 137 من طرق عن محمد بن أبي إسماعيل، به. =
19208 -
قَالَ: وَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ يُحْرَمِ الرِّفْقَ يُحْرَمِ الْخَيْرَ "(1).
= وقد سلف برقم (19187).
قال السندي: قوله: أرضوا، من الإرضاء، قال ذلك لأنه علم أنهم غير ظالمين، ولكن هؤلاء لكراهتهم إعطاء المال نسبوا إليهم الظُّلْم.
(1)
إسناده صحيح على شرط مسلم، إسناد سابقه.
وأخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 77، والبيهقي في "الشعب"(8416)، وفي "الآداب"(173)، والخطيب في "موضح أوهام الجمع" 2/ 411 من طريق يحيى، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 511 و 511 - 512، ومسلم (2592)(76)، وأبو عوانة -كما في "إتحاف المهرة" 4/ 66 - ، والطبراني في "الكبير"(2454) و (2455)، والبيهقي في "الشعب"(8417)، والخطيب في "الموضح" 2/ 411 من طرق عن محمد بن إسماعيل، به.
وأخرجه الطبراني (2458) من طريق عمرو بن ثابت عن عمه، عن أبي بردة، عن جرير، مرفوعاً، بلفظ:"الرفق فيه زيادة البركة، ومن يحرم الرفق يحرم الخير".
وأورده الهيثمي في "المجمع" 8/ 18، وقال: رواه الطبراني، وفيه عمرو ابن ثابت، وهو متروك.
وأخرجه الطبراني (2273) و (2274) من طريق إسماعيل بن إبراهيم بن المهاجر، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن جرير مرفوعاً، بلفظ:"إن الله عز وجل ليعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف" وفي رواية: "على الخُرْق".
وأورده الهيثمي في "المجمع" 8/ 18، وقال: رواه الطبراني، ورجاله ثقات! قلنا: إسماعيل بن إبراهيم بن المهاجر ضعيف.
وسيرد برقم (19252).
وفي الباب عن علي، سلف برقم (902)، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب =
19209 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي حَيَّانَ قَالَ: حَدَّثَنِي الضَّحَّاكُ خَالُ الْمُنْذِرِ بْنُ جَرِيرٍ، عَنْ مُنْذِرِ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ جَرِيرٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِي جَرِيرٍ بِالْبَوَازِيجِ فِي السَّوَادِ، فَرَاحَتِ (1) الْبَقَرَ، فَرَأَى بَقَرَةً أَنْكَرَهَا، فَقَالَ: مَا هَذِهِ الْبَقَرَةُ؟ قَالَ: بَقَرَةٌ لَحِقَتْ بِالْبَقَرِ. فَأَمَرَ بِهَا فَطُرِدَتْ حَتَّى تَوَارَتْ، ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَا يُؤْوِي الضَّالَّةَ إِلَّا ضَالٌّ "(2).
19210 -
حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ جَرِيرٍ، قَالَ: مَا حَجَبَنِي عَنْهُ مُنْذُ أَسْلَمْتُ، وَلَا رَآنِي إِلَّا تَبَسَّمَ فِي وَجْهِي (3).
= قال السندي: قوله: "من يحرم"، على بناء المفعول بالتخفيف من الحرمان، والرفق بالنصب على أنه مفعول ثانٍ.
(1)
في (م): فراجعت، وهو خطأ.
(2)
إسناده ضعيف، وهو مكرر سابقه (19184)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو يحيى بن سعيد القطان.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 334 - 335، وابن ماجه (2503)، والنسائي في "الكبرى"(5800)، والطبراني في "الكبير"(2376)، والبيهقي 6/ 190 من طريق يحيى، بهذا الإسناد.
قال السندي: قوله: بالبوازيج: بلد قرب تكريت، فتحها جرير بن عبد الله.
فراحت البقر، أي: خرجت إلى المرعى.
أنكرها، أي: ما عرف أنها من بقره.
توارت: غابت.
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (19173)، غير أن =
19211 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شِبْلٍ (1)، عَنْ جَرِيرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا أَبَقَ الْعَبْدُ، بَرِئَتْ مِنْهُ الذِّمَّةُ "(2).
• 19212 - [قَالَ عَبْدُ اللهِ]: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمُخَرِّمِيُّ، حَدَّثَنَا الصَّلْتُ بْنُ مَسْعُودٍ الْجَحْدَرِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنِي ابْنٌ لِجَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كَانَ (3) نَعْلُ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ طُولُهَا ذِرَاعٌ (4).
19213 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الْيَقْظَانِ عُثْمَانَ بْنِ عُمَيْرٍ
= شيخ أحمد هنا: هو أبو أسامة حماد بن أسامة.
وأخرجه مسلم (2475)(135)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2522)، والطبراني في "الكبير"(2221) من طريق أبي أسامة، بهذا الإسناد.
(1)
في (ظ 13)، وهامش (س): شبيل.
(2)
حديث صحيح، وهو مكرر (19155)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو وكيع بن الجراح الرؤاسي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 299، وأبو عوانة 1/ 28، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق"(741) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
(3)
في (ق) و (م): كانت، وهي نسخة في (س).
(4)
أثر لا بأس به، ابن جرير -وإن كان مبهماً- قد حدث عنه سفيان ابن عيينة بأمر مما يعرفه أهل الرجل عادةً، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح غير عبد الله بن أحمد فمن رجال النسائي، وهو ثقة.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 9/ 373، وقال: رواه عند الله، وابن جرير لم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح.
الْبَجَلِيِّ، عَنْ زَاذَانَ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اللَّحْدُ لَنَا، وَالشَّقُّ لِأَهْلِ الْكِتَابِ "(1).
19214 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ شُعْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ جَابِرٍ (2)، عَنْ طَارِقٍ التَّمِيمِيِّ، عَنْ جَرِيرٍ - قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ - عَنْ طَارِقٍ التَّمِيمِيِّ، عَنْ جَرِيرٍ قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى نِسْوَةٍ، فَسَلَّمَ
(1) حديث حسن بطرقه، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي اليقظان عثمان ابن عمير البجلي، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه ابنُ سَعْد 2/ 294 - 295 عن وكيع، بهذا الإسناد، إلا أنه قرن بوكيع الفضل بن دكين. وقال: قال الفضل في حديثه: "والشَّقُّ لغيرنا".
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2828)، والطبراني في "الكبير"(2320) و (2321)، والبغوي في "شرح السنة"(1512) من طرق عن سفيان، به. إلا أن لفظه:"والشق لغيرنا".
وخالفهم عبد الرزاق (6385) -ومن طريقه أخرجه الطبراني (2319)، والدارقطني في "العلل" 4/ الورقة 109، والبيهقي في "السنن" 3/ 408 - فرواه عن سفيان الثوري، عن سالم بن عبد الرحمن، عن عثمان بن عمير أبي اليقظان، به. وجاء اسم سالم بن عبد الرحمن عند الطبراني: سلمة بن عبد الرحمن، وعند البيهقي: مسلم بن عبد الرحمن. ولعل الصواب فيه: سَلْم ابن عبد الرحمن، والله أعلم.
وقد سلف برقم (19158).
(2)
في (م): جابر بن عبد الله، وهو خطأ.
عَلَيْهِنَّ (1).
19215 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ جَرِيرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ أَوْلِيَاءُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ، وَالطُّلَقَاءُ مِنْ قُرَيْشٍ وَالْعُتَقَاءُ مِنْ ثَقِيفٍ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ "،
قَالَ شَرِيكٌ: فَحَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ جَرِيرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَهُ (2).
(1) حديث حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وقد سلف الكلام عليه في الرواية السالفة برقم (19154).
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 635 - ومن طريقه أبو يعلى (7506)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(225) - والطبراني في "الكبير"(2486)، والبغوي في "شرح السنة"(3308) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
(2)
حديث صحيح، شريك: وهو ابن عبد الله النخعي -وإن كان ضعيفاً سيئ الحفظ- قد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح غير عاصم: وهو ابن أبي النجود، فقد روى له الشيخان مقروناً، وهو حسن الحديث، وقد توبع.
وأخرجه الطيالسي (671)، وابن عدي 3/ 1122 من طريق سليمان بن معاذ، وابن حبان (7260)، والطبراني في "الكبير"(2310)، والخطيب في "تاريخه" 3/ 44 - 45 من طريق أبي بكر بن عياش، والطبراني (2311) من طريق عمرو بن أبي قيس، ثلاثتهم عن عاصم بن أبي النجود، بهذا الإسناد.
وخالفهم عكرمة بن إبراهيم الأزدي فيما أخرجه أبو يعلى (5033)، والطبراني في "الكبير"(10408)، وإسرائيل فيما أخرجه البزار (2813)، كلاهما =
19216 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا مِنْ قَوْمٍ يَكُونُ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ مَنْ يَعْمَلُ بِالْمَعَاصِي هُمْ (1) أَعَزُّ مِنْهُ وَأَمْنَعُ لَمْ يُغَيِّرُوا عَلَيْهِ إِلَّا أَصَابَهُمُ اللهُ عز وجل مِنْهُ بِعِقَابٍ "(2).
19217 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُدْرِكٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا زُرْعَةَ بْنَ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ يُحَدِّثُ
= عن عاصم، عن أبي وائل شقيق بن سلمة، عن عبد الله بن مسعود. فجعلاه من حديثه، وقد وهما في ذلك، فقد قال الدارقطني في "العلل" 4/ الورقة 109: والصواب جرير.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(2302)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 146 من طريق سلمة بن كهيل، والطبراني (2314) من طريق الحكم بن عتيبة، كلاهما عن أبي وائل، به.
وأخرجه الطبراني (2284) من طريق قيس بن الربيع، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن جرير، به. وقيس بن الربيع ضعيف.
وأخرجه الطبراني (2456) من طريق عبد الرحمن بن شريك، عن شريك، عن الأعمش، به.
وسيرد برقم (19218) بإسنادٍ صحيح.
وانظر حديث أنس السالف برقم (12722).
(1)
لفظ: "هم" سقط من (م).
(2)
حديث حسن، وهو مكرر (19192)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو يزيد بن هارون.
وأخرجه الحارث (764)(زوائد)، والطبراني في "الكبير"(2379) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
عَنْ جَرِيرٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ لِجَرِيرٍ: " اسْتَنْصِتِ النَّاسَ " وَقَالَ: قَالَ: " لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ "(1).
19218 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هِلَالٍ الْعَبْسِيِّ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" الطُّلَقَاءُ مِنْ قُرَيْشٍ وَالْعُتَقَاءُ مِنْ ثَقِيفٍ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَالْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ "(2).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (19167)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو محمد بن جعفر.
وأخرجه ابن أبي شيبة 15/ 30 - 31، والبخاري (6869)، ومسلم (65)، والنسائي في "المجتبى" 7/ 127 - 128، وفي "الكبرى"(3596)، وابن ماجه (3942)، وابن منده في "الإيمان"(657) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم على خطأ فيه، فقد وقع في النسخ هكذا: موسى بن عبد الله بن هلال العبسي، وهو خطأ، دخل فيه اسم راوٍ براوٍ آخر، والصواب: هو: موسى بن عبد الله بن يزيد، عن عبد الرحمن بن هلال العبسي، عن جرير، وقد نبه على هذا الخطأ الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/ 15، والحافظ في "أطراف المسند" 2/ 304، وفي "إتحاف المهرة" 4/ 56، وفي "التعجيل" 2/ 287 - 288. والعجب من الحسيني، فقد ترجم لموسى بن عبد الله في "الإكمال" على ظاهر ما وقع في الاسم من الخطأ، وقال: ليس بمشهور!.
وقد رواه على الصواب الطبراني في "الكبير"(2438)، من طريق عبد الرزاق، عن سفيان، عن الأعمش، عن موسى بن عبد الله بن يزيد، عن =
19219 -
حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ جَرِيرٍ، قَالَ: قُلْتُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: اشْتَرِطْ عَلَيَّ. قَالَ: " تَعْبُدُ اللهَ لَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَتُصَلِّي الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ، وَتُؤَدِّي الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ، وَتَنْصَحُ لِلْمُسْلِمِ، وَتَبْرَأُ مِنَ الْكَافِرِ "(1).
19220 -
حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ جَرِيرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَحَجُِّ الْبَيْتِ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ "(2).
= عبد الرحمن بن هلال، عن جرير، فذكره.
وأخرجه الحاكم 4/ 80 - 81، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 145 - 146 من طريقين عن سفيان الثوري، به. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
وقد سلف برقم (19215).
(1)
حديث صحيح، وهو مكرر (19153)، غير أن شيخ أحمد هنا: أبو عبد الرحمن مؤمل: وهو ابن إسماعيل، وهو ضعيف، وقد توبع.
(2)
صحيح لغيره، جابر: وهو ابن يزيد الجعفي -وإن كان ضعيفاً- قد توبع. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، وعامر: هو ابن شراحيل الشعبي.
وأخرجه أبو يعلى (7502)، والآجُرِّي في "الشريعة" ص 106، والطبراني (2368) من طريقين عن جابر، بهذا الإسناد، إلا أنه جاء عند الطبراني موقوفاً.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(2363) من طريق سورة بن الحكم القاضي، وفي "الصغير"(782) من طريق أشعث بن عَطَّاف، كلاهما عن =
19221 -
حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُلَاثَةَ (1)، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ مَالِكٍ الْجَزْرِيِّ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْبَجَلِيِّ، قَالَ: أَنَا أَسْلَمْتُ بَعْدَ مَا أُنْزِلَتِ الْمَائِدَةُ، وَأَنَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَمْسَحُ بَعْدَمَا أَسْلَمْتُ (2).
= عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت، عن الشعبي، به. وقال في "الصغير": لم يروه عن عبد الله بن حبيب إلا أشعث وسورة بن الحكم القاضي.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 1/ 47، وقال: رواه أحمد، وأبو يعلى، والطبراني في "الكبير" و"الصغير"، وإسناد أحمد صحيح!
وسيرد برقم (19226).
وله شاهد من حديث ابن عمر بإسناد صحيح، وقد سلف برقم (6015).
قال السندي: قوله: "شهادة أن لا إله إلا الله" أي: على وجه يعتد بها، وهي أن تكون مع الشهادة برسالته صلى الله عليه وسلم.
(1)
في النسخ الخطية و (م): علاقة، وضبب فوقها في (ظ 13)، وصححت في هامش كل من (ظ 13) و (ق) إلى: علاثة.
(2)
رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن مجاهد لم يتحرر لنا أمره أسمع من جرير أم لم يسمع، وزياد بن عبد الله بن علاثة، وإن وثقه ابنُ معين إلا أن في حفظه شيئاً.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(2503) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 179 و 1/ 183، وأبو داود (154)، وابن خزيمة (187)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2494)، وابن الجارود (82)، والطبراني (2401)، والحاكم 1/ 169، والبيهقي في "السنن" 1/ 270 من طريق بكير بن عامر البجلي، عن أبي زرعة، عن جرير، به. وبكير بن عامر ضعيف.
وقد سلف بإسنادٍ صحيح برقم (19168)، بلفظ: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بال، ثم توضأ ومسح على خُفَّيه. قال إبراهيم: فكان يعجبه هذا الحديث، لأن إسلام جرير كان بعد نزول المائدة.
19222 -
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَا: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ جَرِيرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ أَخَاكُمُ النَّجَاشِيَّ قَدْ مَاتَ، فَاسْتَغْفِرُوا لَهُ "(1).
19223 -
حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ جَرِيرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ كَانَ يَدْخُلُ الْمَخْرَجَ فِي خُفَّيْهِ، ثُمَّ يَخْرُجُ فَيَتَوَضَّأُ، وَيَمْسَحُ عَلَيْهِمَا (2).
(1) إسناده ضعيف، وهو مكرر (19186)، وموسى بن داود: هو الضبي. وأخرجه الطبراني في "الكبير"(2347) من طريق موسى بن داود، بهذا الإسناد إلا أنه قرن بموسى بن داود أبا الوليد الطيالسي.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف شريك: وهو ابن عبد الله النخعي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير إبراهيم بن جرير -وهو ابن عبد الله البجلي- روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات". وقال ابن عدي: أحاديثه مستقيمة تكتب، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق. قلنا: ولم يسمع من أبيه، وقد رواه هنا عنه بواسطة.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(2293) من طريق يحيى الحِمَّاني وأبي نعيم كلاهما عن شريك، به.
وأخرجه الطبراني كذلك (2394) من طريق قيس بن مسلم، عن إبراهيم ابن جرير، عن أبيه، به. دون ذكر قيس بن أبي حازم في الإسناد.
ورواية شريك أشبه فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 4/ الورقة 108. وانظر ابن أبي حاتم في "العلل" 1/ 60.
وقد سلف نحوه بإسناد صحيح برقم (19168).
قال السندي: قوله: يدخل المخرج، فالظاهر باق على طهارته، ولا يحكم =
* 19224 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ [قَالَ عَبْدُ اللهِ]: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ جَرِيرٍ، قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْيَمَنِ، فَلَقِيتُ بِهَا رَجُلَيْنِ: ذَا كَلَاعٍ وَذَا عَمْرٍو، قَالَ: وَأَخْبَرْتُهُمَا شَيْئًا مِنْ خَبَرِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: ثُمَّ أَقْبَلْنَا، فَإِذَا قَدْ رُفِعَ لَنَا رَكْبٌ مِنْ قِبَلِ الْمَدِينَةِ، قَالَ: فَسَأَلْنَاهُمْ: مَا الْخَبَرُ؟ قَالَ: فَقَالُوا: قُبِضَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَاسْتُخْلِفَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه، وَالنَّاسُ صَالِحُونَ. قَالَ: فَقَالَ لِي: أَخْبِرْ صَاحِبَكَ. قَالَ: فَرَجَعَنَا (1)، ثُمَّ لَقِيتُ ذَا عَمْرٍو، فَقَالَ لِي: يَا جَرِيرُ، إِنَّكُمْ لَنْ تَزَالُوا بِخَيْرٍ مَا إِذَا هَلَكَ أَمِيرٌ ثُمَّ تَأَمَّرْتُمْ فِي آخَرَ، فَإِذَا كَانَتْ بِالسَّيْفِ غَضِبْتُمْ غَضَبَ الْمُلُوكِ، وَرَضِيتُمْ رِضَا الْمُلُوكِ (2).
= بنجاسته بدخول المخرج ونحوه ما لم يعلم وصول النجاسة إليه.
(1)
كذا في النسخ الخطية، وفي (م): فرجعا، وهو الموافق لرواية البخاري.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. وعبد الله بن أحمد -وإن كان من رجال النسائي وهو ثقة- قد توبع.
وهو عند ابن أبي شيبة 15/ 58 مختصراً بطرفه الأخير.
وأخرجه البخاري (4359) من طريق ابن أبي شيبة، بهذا الإسناد، وزاد فيه: فقال له ذو عمرو: لئن كان الذي تذكر من أمر صاحبك لقد مرَّ على أجله منذ ثلاث.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(2259) من طريق أبي كريب، عن عبد الله ابن إدريس، به، بمثل زيادة البخاري.
وأخرج ابن أبي شيبة 1/ 128 و 12/ 379، والطبراني (2392)، وابن عدي =
19225 -
حَدَّثَنَا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ - يَعْنِي ابْنَ يَزِيدَ الْأَوْدِيَّ - عَنْ عَامِرٍ، عَنْ جَرِيرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" إِذَا أَبَقَ الْعَبْدُ، فَلَحِقَ بِالْعَدُوِّ، فَمَاتَ، فَهُوَ كَافِرٌ "(1).
= 1/ 257 من طريق إبراهيم بن جرير، عن جرير، بلفظ:"إن نبي الله بعثني إلى اليمن أقاتلهم وأدعوهم، فإذا قالوا: لا إله إلا الله حرمت عليكم أموالهم ودماؤهم". قلنا: وإسناده منقطع، إبراهيم لم يلق أباه.
وانظر (19232).
قال السندي: قوله: قد رفع لنا، على بناء المفعول.
تأمرتم، أي: تشاورتم في آخر.
وإذا كانت، أي: الإمارة.
(1)
حديث صحيح، داود بن يزيد الأودي -وإن كان ضعيفاً- قد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عامر: هو ابن شراحيل الشعبي.
وأخرجه أبو عوانة 1/ 28، والطبراني في "الكبير"(2366)، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان " 1/ 246، والخطيب في "تاريخه" 4/ 368 من طريق مكي، بهذا الإسناد إلا أنه جاء عند أبي نعيم: مجاهد عن جرير بدل عامر عن جرير، وقال أبو نعيم: كذا في كتابي: مجاهد عن جرير، وهو عامر عن جرير.
وأخرجه بنحوه مسلم (70) -ومن طريقه ابن حزم في "المحلى" 4/ 69، والبغوي في "شرح السنة"(2409) -، والنسائي في "المجتبى" 7/ 102 - من طريقه ابن حزم في "المحلى" 11/ 136 و 198 - ، وابن حبان -كما في "إتحاف المهرة" 4/ 62 - ، والطبراني (2357)، والبيهقي في "الشعب"(8595) من طريق مغيرة -وهو ابن مِقْسَم-، وابن أبي شيبة 12/ 300، والطبراني (2359) و (2360) من طريق مجالد، كلاهما عن عامر، به. قال المغيرة:"إذا أبق العبد لم تقبل له صلاة". وزاد النسائي والطبراني (2357) والبيهقي: فأبق عبدٌ =
19226 -
حَدَّثَنَا مَكِّيُّ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ يَزِيدَ الْأَوْدِيُّ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَإِقَامُِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءُِ الزَّكَاةِ، وَحَجُِّ الْبَيْتِ، وَصِيَامُِ رَمَضَانَ "(1).
19227 -
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُبَيْلٍ قَالَ: قَالَ جَرِيرٌ: لَمَّا دَنَوْتُ مِنَ الْمَدِينَةِ، أَنَخْتُ رَاحِلَتِي، ثُمَّ
= لجرير، فضرب عنقه. ولفظ مجالد: برئت منه الذمة.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 4/ 13 من طريق عبد الله بن سلمة أبي عبد الرحمن، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن الشعبي، به. وسقط من المطبوع اسم: محمد بن عبد الرحمن.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/ 102 من طريق عُبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن مغيرة، عن الشعبي، عن جرير موقوفاً.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 300 من طريق الحسن بن عبيد الله ويونس ابن أبي إسحاق، كلاهما عن الشعبي، عن جرير موقوفاً، ولفظ الحسن: مع كل أبقة كفرة.
وقد سلف برقم (19155).
(1)
صحيح لغيره، داود بن يزيد الأودي -وإن كان ضعيفاً- قد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. مكي: هو ابن إبراهيم.
وأخرجه أبو يعلى (7507)، والطبراني في "الكبير"(2364)، وأبو نعيم في "الحلية" 9/ 251 من طريق عبيد الله بن موسى، عن داود، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (19220).
حَلَلْتُ عَيْبَتِي، ثُمَّ لَبِسْتُ حُلَّتِي، ثُمَّ دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ، فَإِذَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ، فَرَمَانِي النَّاسُ بِالْحَدَقِ، قَالَ: فَقُلْتُ لِجَلِيسِي: يَا عَبْدَ اللهِ، هَلْ ذَكَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ أَمْرِي شَيْئًا؟ قَالَ: نَعَمْ. ذَكَرَكَ بِأَحْسَنِ الذِّكْرِ، بَيْنَمَا هُوَ يَخْطُبُ إِذْ عَرَضَ لَهُ فِي خُطْبَتِهِ فَقَالَ:" إِنَّهُ سَيَدْخُلُ عَلَيْكُمْ مِنْ هَذَا الْفَجِّ مِنْ خَيْرِ ذِي يَمَنٍ، أَلَا وَإِنَّ عَلَى وَجْهِهِ مَسْحَةُ مَلَكٍ ". قَالَ جَرِيرٌ: فَحَمِدْتُ اللهَ عز وجل " (1).
19228 -
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَرِيرٍ، قَالَ: بَايَعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى إِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، وَالنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ (2).
(1) حديث صحيح، وهو مكرر (19180) غير أن شيخ أحمد هنا: هو إسحاق بن يوسف الأزرق.
وأخرجه المِزِّي في "تهذيبه"(في ترجمة جرير) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
(2)
حديث صحيح، مجالد: وهو ابن سعيد -وإن كان ضعيفاً- قد توبع. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، والشعبي: هو عامر ابن شراحيل.
وأخرجه الحميدي (798)، والطبراني في "الكبير"(2351) من طريق سفيان، بهذا الإسناد، إلا أن الطبراني قرن بمجالد إسماعيل بن أبي خالد.
وأخرجه مطولاً أبو عوانة 1/ 38، والطبراني في "الكبير"(2342) من طريق داود بن أبي هند، والطبراني (2365) من طريق داود بن يزيد الأودي، كلاهما عن الشعبي، به، إلا أنهما لم يذكرا فيه: السمع والطاعة. =
19229 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ قَالَ: قَالَ جَرِيرٌ: بَايَعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، وَعَلَى أَنْ أَنْصَحَ لِكُلِّ مُسْلِمٍ. قَالَ: وَكَانَ جَرِيرٌ إِذَا اشْتَرَى الشَّيْءَ وَكَانَ أَعْجَبَ إِلَيْهِ مِنْ ثَمَنِهِ، قَالَ لِصَاحِبِهِ: تَعْلَمَنَّ وَاللهِ لَمَا أَخَذْنَا أَحَبُّ إِلَيْنَا مِمَّا أَعْطَيْنَاكَ، كَأَنَّهُ يُرِيدُ بِذَلِكَ الْوَفَاءَ (1).
19230 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ يُحَدِّثُ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: " مَا مِنْ قَوْمٍ يُعْمَلُ فِيهِمْ
= وقد سلف برقم (19153).
وقوله: "والسمع والطاعة"، سلف برقم (19195)، وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
(1)
إسناده صحيح على شرط مسلم. عمرو بن سعيد -وهو الثقفي- من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. إسماعيل: هو ابن عُلَيَّة، ويونس: هو ابن عبيد العبدي.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/ 140، وفي "الكبرى"(7778)، وأبو يعلى (7503) من طريق إسماعيل، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو إسحاق الفزاري في "السير"(586) -ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" 8/ 262، والبيهقي 5/ 271 - وأبو داود (4945)، وابن حبان (4546)، والطبراني في "الكبير"(2410) و (2414) و (2415) و (2416)، وابن منده في "الإيمان"(280)، والبيهقي 5/ 271 من طرق عن يونس، به.
وقد سلف برقم (19195).
بِالْمَعَاصِي، هُمْ أَعَزُّ وَأَكْثَرُ مِمَّنْ يَعْمَلُهُ، لَمْ يُغَيِّرُوهُ إِلَّا عَمَّهُمُ اللهُ بِعِقَابٍ " (1).
19231 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْوَاسِطِيُّ، أَخْبَرَنَا الْمُجَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا جَاءَكُمُ الْمُصَدِّقُ، فَلَا يُفَارِقُكُمْ إِلَّا عَنْ رِضًا "(2).
(1) إسناده حسن، عبيد الله بن جرير روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، وسماع شعبة من أبي إسحاق -وهو عمرو بن عبد الله- قبل اختلاطه.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(2381) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (663)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1174)، والبيهقي في "السنن" 10/ 91 من طرق عن شعبة، به.
وأخرجه أبو داود (4339)، وابن حبان (300) و (302)، والطبراني (2382) من طريق أبي الأحوص سلّام بن سُلَيم، و (2384) من طريق أبي جعفر الفراء، و (2385) من طريق يوسف بن أبي إسحاق، ثلاثتهم عن أبي إسحاق، به. غير أن أبا داود قال: عن ابن لجرير، ولم يُسمِّه.
وقد سلف برقم (19192).
(2)
حديث صحيح، مجالد بن سعيد -وإن كان ضعيفاً- قد توبع. وبقية رجاله ثقات.
وأخرجه الترمذي (647) من طريق محمد بن يزيد الواسطي، بهذا الإسناد، وقال: حديث داود عن الشعبي أصح من حديث مجالد، وقد ضعف مجالداً بعضُ أهل العلم، وهو كثير الغَلَط.
قلنا: سلف حديث داود، عن الشعبي برقم (19187). =
19232 -
حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ عِلَاقَةَ، عَنْ جَرِيرٍ، قَالَ: قَالَ لِي حَبْرٌ بِالْيَمَنِ: إِنْ كَانَ صَاحِبُكُمْ نَبِيًّا فَقَدْ مَاتَ الْيَوْمَ. قَالَ جَرِيرٌ: فَمَاتَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ صلى الله عليه وسلم (1).
19233 -
حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ جَرِيرٍ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، اشْتَرِطْ عَلَيَّ، فَأَنْتَ أَعْلَمُ بِالشَّرْطِ، قَالَ:" أُبَايِعُكَ عَلَى أَنْ تَعْبُدَ اللهَ لَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَتَنْصَحَ الْمُسْلِمَ، وَتَبْرَأَ مِنَ الْمُشْرِكِ "(2).
= وأخرجه الحميدي (796)، والدارمي (1670)، والطبراني في "الكبير"(2337) و (6362) من طرق عن مجالد، به. وقرن بمجالد داود بن أبي هند.
(1)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سعيد مولى بني هاشم: وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري، وقد روى له البخاري متابعة، وهو ثقة. زائدة: هو ابن قدامة.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(2479) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني أيضاً (2479) من طريق يعقوب بن إسحاق الحضرمي، عن زائدة، به.
وانظر (19224).
(2)
حديث صحيح، وهو مكرر (19153) غير أن شيخ أحمد هنا: هو أبو سعيد مولى بني هاشم، وشيخه زائدة، وهو ابن قدامة.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(2306) من طريق معاوية بن عمرو، عن زائدة، بهذا الإسناد.
19234 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ الْحَارِثِ، أَنَّ جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بَالَ وَتَوَضَّأَ، وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ، فَقِيلَ لَهُ فَقَالَ: قَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَفْعَلُهُ. قَالَ إِبْرَاهِيمُ: كَانَ أَعْجَبَ ذَاكَ إِلَيْهِمْ، لِأَنَّ (1) إِسْلَامَ جَرِيرٍ كَانَ بَعْدَ الْمَائِدَةِ (2).
19235 -
. . . . . . . (3)
19236 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ جَرِيرٍ أَنَّهُ بَالَ، قَالَ: ثُمَّ تَوَضَّأَ، وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ، وَصَلَّى، فَسُئِلَ (4) عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَنَعَ مِثْلَ هَذَا، قَالَ: وَكَانَ يُعْجِبُهُمْ هَذَا الْحَدِيثُ مِنْ أَجْلِ أَنَّ جَرِيرًا كَانَ مِنْ آخِرِ مَنْ أَسْلَمَ (5).
(1) في (س) و (ق) و (ص) و (م): أن، والمثبت من (ظ 13).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الصفار، وأبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري.
وأخرجه أبو عوانة 1/ 255، وابن قانع في "معجمه" 1/ 148، والطبراني في "الكبير"(2425) من طريقين عن أبي عوانة، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (19168).
(3)
وقع في (م) حديث ملفق من إسناد الرواية رقم (19236)، ومتن الرواية رقم (19234)، فاقتضى التنويه.
(4)
في (م): فصلى وسئل.
(5)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. =
19237 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ الْحَارِثِ، أَنَّ جَرِيرًا بَالَ قَائِمًا، ثُمَّ تَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى الْخُفَّيْنِ، وَصَلَّى، فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ، فَذَكَرَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ فَعَلَ مِثْلَ (1) ذَلِكَ (2).
19238 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ أَبِي جميْلَةَ (3)، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أُبَايِعُهُ فَقُلْتُ: هَاتِ يَدَكَ، وَاشْتَرِطْ عَلَيَّ، وَأَنْتَ أَعْلَمُ بِالشَّرْطِ. فَقَالَ: " أُبَايِعُكَ عَلَى أَنْ لَا تُشْرِكَ بِاللهِ شَيْئًا، وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِيَ
= وأخرجه الطبراني في "الكبير"(2426) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (668)، والبخاري (387)، والنسائي في "المجتبى" 2/ 73 - 74، وفي "الكبرى"(850)، وابن خزيمة (186)، وأبو عوانة 1/ 254، وابن حبان (1336) من طرق عن شعبة، به.
وقد سلف برقم (19168).
(1)
لفظ: "مثل"، ليس في (ظ 13).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر ما قبله غير أن شيخ أحمد هنا: هو محمد بن أبي عدي.
وقد سلف برقم (19168).
(3)
كذا ورد في النسخ الخطية و (م)، وهو تحريف قديم، صوابه أبو نخيلة -بالخاء أو بالمهملة- نبه عليه الحافظ ابن كثير في "البداية والنهاية" 5/ 78، وقد جاء على الصواب في مصادر التخريج.
الزَّكَاةَ، وَتَنْصَحَ الْمُسْلِمَ (1)، وَتُفَارِقَ الْمُشْرِكَ " (2).
19239 -
حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ جَرِيرٍ، قَالَ:" إِذَا أَبَقَ إِلَى أَرْضِ الشِّرْكِ (3) - يَعْنِي الْعَبْدَ - فَقَدْ حَلَّ بِنَفْسِهِ "(4)، وَرُبَّمَا رَفَعَهُ شَرِيكٌ.
(1) في (م): للمسلم.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد سلف الكلام عليه في الرواية (19153)، فلينظر لزاماً. أبو الأحوص: هو سلّام بن سُلَيْم.
(3)
في (ظ 13): المشركين، وفي (ص): المشرك.
(4)
حديث صحيح، وهذا إسناد اختلف في وقفه ورفعه على أبي إسحاق، وهو السبيعي.
فرواه شريك -كما في هذه الرواية، وفيما أخرجه النسائي في "المجتبى" 7/ 103 - عنه، عن الشعبي، عن جرير موقوفاً، وقال أسود: ربما رفعه شريك.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(2349)، وفي "الأوسط"(5837) من طريق يحيى الحِمَّاني، عن شريك، عن أبي إسحاق الشيباني، عن الشعبي، عن جرير، مرفوعاً. قال الدارقطني في "العلل" 4/ الورقة 110: وهم فيه -يعني الحِمَّاني- وإنما رواه عن أبي إسحاق السبيعي.
ورواه إسرائيل، واختلف عليه فيه:
فرواه أبو أحمد الزبيري كما في الرواية (19240)، وأحمد بن خالد وخالد ابن عبد الرحمن -فيما أخرجه النسائي في "المجتبى" 7/ 103 - ثلاثتهم عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن الشعبي، عن جرير، ولم يرفعه.
ورواه القاسم بن يزيد -فيما أخرجه النسائي في "المجتبى" 7/ 103، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق"(743) -، وابن مهدي -فيما أخرجه =
19240 -
حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ: هُوَ الزُّبَيْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ جَرِيرٍ، وَلَمْ يَرْفَعْهُ، قَالَ: إِذَا أَبَقَ الْعَبْدُ إِلَى أَرْضِ الْعَدُوِّ، فَقَدْ حَلَّ دَمُهُ (1).
19241 -
حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَرِيرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ لَا يَرْحَمِ النَّاسَ لَا يَرْحَمْهُ اللهُ عز وجل "(2).
* 19242 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ]: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا حَفْصٌ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ
= الطبراني في "الكبير"(2345) - كلاهما، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن الشعبي، عن جرير مرفوعاً.
ورواه عبد الرحمن بن حميد الرؤاسي -فيما أخرجه أبو داود (4360)، والنسائي في "المجتبى" 7/ 102 - 103، وأبو عوانة 1/ 28، والطبراني في "الكبير"(2344)، وفي "الصغير"(826)، وابن حزم في "المحلَّى" 11/ 135 و 198 - 199، والبيهقي في "السنن" 8/ 204 - عن أبي إسحاق، عن الشعبي، عن جرير، مرفوعاً.
قلنا: ولا يضر وقف من وقفه، لأنه في حكم المرفوع، وقد ثبت مرفوعاً بنحوه من طريق صحيحة برقم (19242)، وانظر (19155).
(1)
حديث صحيح، وقد سلف الكلام عليه في الرواية السالفة برقم (19239).
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه على أبي إسحاق، كما سلف بيان ذلك في الرواية (19194)، فانظرها لزاماً.
عَنْ جَرِيرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَيُّمَا عَبْدٍ أَبَقَ، فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ الذِّمَّةُ "(1).
19243 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَيُّمَا عَبْدٍ أَبَقَ مِنْ مَوَالِيهِ، فَقَدْ كَفَرَ "(2).
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، داود: وهو ابن أبي هند من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. وعبد الله بن أحمد -وإن كان من رجال النسائي، وهو ثقة- قد توبع.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 8/ 204، وفي "الشعب"(8594) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (69) من طريق ابن أبي شيبة، به.
وقد سلف برقم (19155) و (19211).
(2)
حديث صحيح، علي بن عاصم: وهو الواسطي -وإن كان ضعيفاً- قد توبع. وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. منصور بن عبد الرحمن: هو الغُداني.
وقد اختلف فيه على منصور بن عبد الرحمن:
فرواه علي بن عاصم -كما في هذه الرواية- وهو عند الخطيب في "تاريخه" 2/ 355 - وشعبة- كما عند أبي داود الطيالسي (673)، والنسائي في "المجتبى" 7/ 102، وابن خزيمة (941)، وأبو عوانة 1/ 27 - 28، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق"(742) و (744)، والطبراني في "الكبير"(2331)، والبيهقي في "الشعب"(8596)، والخطيب في "الموضح" 2/ 469 - كلاهما عن منصور، به، مرفوعاً.
ورواه إسماعيل ابن عُلَيَّة -كما عند مسلم (68)، وابن حبان -كما في =
19244 -
حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ - يَعْنِي ابْنَ قَرْمٍ - عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ قَالَ: سَمِعْتُ جَرِيرًا يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ لَا يَرْحَمْ لَا يُرْحَمْ، وَمَنْ لَا يَغْفِرْ لَا يُغْفَرْ لَهُ "(1).
= "إتحاف المهرة" 4/ 62 - والدارقطني في "العلل" 4/ الورقة 110، والبيهقي في "الشعب"(8597)، وعبد العزيز بن المختار -كما عند الطبراني في "الكبير"(2332)، كلاهما عن منصور، به، موقوفاً.
قلنا: ولا يضر وقفه، لأنه ثبت مرفوعاً عن منصور، إلا أنه كان يتحرج في رفعه كما ذكر هو عقب الرواية التي ساقها مسلم (68) (152) فقال: قد والله رُوِيَ عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولكني أكره أن يُروى عنِّي ها هنا بالبصرة.
وقد سلف برقم (19155)، وانظر (19239).
(1)
حديث صحيح دون قوله: "ومن لا يغفر لا يغفر له " فهو حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، سليمان بن قرم -وإن كان ضعيفاً وقد توبع- إلا أن صنيع البخاري في "تاريخه الكبير" 1/ 318 يدل على أن هذا الإسناد منقطع، بين زياد وجرير رجلٌ مبهم. حسين بن محمد: هو المروذي.
وأخرجه بتمامه الطيالسي (661)، والطبراني في "الكبير"(2477) من طريق قيس بن الربيع، والطبراني (2476) من طريق أبي حماد الكوفي مفضل ابن صدقة، والطبراني كذلك في "الكبير"(2475)، وفي "مكارم الأخلاق"(44) من طريق الوليد بن أبي ثور، ثلاثتهم عن زياد، عن جرير، به. وقيس وأبو حماد والوليد ضعفاء.
وقوله: "من لا يرحم لا يرحم":
أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 318 من طريق إبراهيم بن محمد بن مالك بن زبيد الخيواني، وابن حبان (467) من طريق زيد بن أبي أُنيسة، كلاهما عن زياد بن علاقة، عن جرير، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(2474) من طريق آدم بن أبي إياس عن =
19245 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى - هُوَ ابْنُ سَعِيدٍ - عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ جَرِيرٍ، قَالَ: بَايَعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى إِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ (1).
= شيبان -وهو ابن عبد الرحمن النحوي- عن زياد بن علاقة، عن جرير، به.
وقد اختلف فيه على شيبان:
فأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 318 من طريق أبي النضر هاشم ابن القاسم، عن شيبان، عن زياد بن علاقة، عن رجل، عن جرير، به. فزاد في الإسناد رجلاً مبهماً بين زياد وجرير.
قلنا: وزياد بن علاقة قد ثبت سماعه من جرير إلا أن صنيع البخاري يدل على أن زياداً لم يسمع منه هذا الحديث. بل رواه بواسطة. وقد روى هذا الحديث بأسانيد صحيحة أبو ظبيان برقم (19164)، وقيسُ بنُ أبي حازم برقم (19245)، وزيدُ بنُ وهب برقم (19169) ثلاثتهم عن جرير، به، فالظاهر أن الحديث حديثهم لا حديث زياد بن علاقة، والله أعلم.
وقوله صلى الله عليه وسلم: "ومن لا يغفر لا يغفر له".
له شاهد من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، سلف برقم (6541)، ولفظه:"واغفروا يغفر الله لكم"، وإسناده حسن.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (19191). يحيى بن سعيد: هو القطان.
وأخرجه البخاري (57) و (524) و (2715)، والترمذي (1925)، والنسائي في "الكبرى"(321) و (7781)، وابن خزيمة (2259)، وابن حبان في "الإحسان"(4545)، والطبراني في "الكبير"(2246)، وابن منده في "الإيمان"(221) من طريق يحيى، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث صحيح.
وسيكرر (19248) سنداً ومتناً.
19246 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ جَرِيرٍ. وَعَبْدَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا مُجَالِدٌ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ جَرِيرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" إِذَا أَتَاكُمُ الْمُصَدِّقُ، فَلَا يُفَارِقُكُمْ إِلَّا وَهُوَ رَاضٍ "(1).
19247 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا قَيْسٌ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ لَا يَرْحَمِ النَّاسَ لَا يَرْحَمْهُ اللهُ عز وجل "(2).
19248 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا قَيْسٌ، حَدَّثَنِي جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: بَايَعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى إِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ (3).
(1) حديث صحيح، وهو مكرر (19231) غير أن شيخي أحمد هنا: هما يحيى بن سعيد القطان، وعبدة بن سليمان الكلابي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(2361) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وقد سلف بإسنادٍ صحيح برقم (19186).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (19189) غير أن شيخ أحمد هنا: يحيى، وهو ابن سعيد القطان.
وأخرجه الترمذي (1922)، والطبراني في "الكبير"(2238)، والبيهقي في "الشعب"(11046) من طريق يحيى، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (19245) سنداً ومتناً.
19249 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ جَرِيرٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهُ:" أَلَا تُرِيحُنِي مِنْ ذِي الْخَلَصَةِ " بَيْتٍ لِخَثْعَمَ كَانَ يُعْبَدُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يُسَمَّى كَعْبَةَ الْيَمَانِيَةِ، قَالَ: فَخَرَجْنَا إِلَيْهِ فِي خَمْسِينَ وَمِئَةِ رَاكِبٍ قَالَ: فَخَرَّبْنَاهُ - أَوْ حَرَّقْنَاهُ - حَتَّى تَرَكْنَاهُ كَالْجَمَلِ الْأَجْرَبِ. قَالَ: ثُمَّ بَعَثَ جَرِيرٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يُبَشِّرُهُ بِذَلِكَ، قَالَ: فَلَمَّا جَاءَهُ قَالَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ يَا رَسُولَ اللهِ، مَا جِئْتُكَ حَتَّى تَرَكْنَاهُ كَالْجَمَلِ الْأَجْرَبِ. قَالَ: فَبَرَّكَ عَلَى أَحْمَسَ وَعَلَى خَيْلِهَا وَرِجَالِهَا خَمْسَ مَرَّاتٍ. قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي رَجُلٌ لَا أَثْبُتُ عَلَى الْخَيْلِ. فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى وَجْهِي حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَهَا، وَقَالَ:" اللهُمَّ اجْعَلْهُ هَادِيًا مَهْدِيًّا "(1).
19250 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: قَالَ إِسْمَاعِيلُ: قَالَ قَيْسٌ: قَالَ جَرِيرٌ: مَا حَجَبَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُنْذُ أَسْلَمْتُ، وَلَا رَآنِي قَطُّ إِلَّا تَبَسَّمَ (2).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (19185) غير أن شيخ أحمد هنا: هو وكيع بن الجراح الرؤاسي.
وأخرجه المزي في "تهذيبه"(في ترجمة جرير) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 153 و 392 - 393 - ومن طريقه مسلم (2476)، وابن حبان (7201) - والطبراني في "الكبير"(2255) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (19173)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو يحيى بن سعيد القطان.
19251 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَنَظَرَ إِلَى الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، فَقَالَ (1):" أَمَا (2) إِنَّكُمْ سَتُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّكُمْ عز وجل، فَتَرَوْنَهُ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا الْقَمَرَ لَا تُضَامُّونَ فِيهِ (3)، فَإِنْ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لَا تُغْلَبُوا عَلَى صَلَاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا، فَافْعَلُوا " ثُمَّ قَرَأَ {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ} (4)[ق: 39].
(1) في هامش (س): فقال لنا.
(2)
لفظ: "أما" ليس في (ظ 13).
(3)
لفظ: "فيه" ليس في (م).
(4)
إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (19190)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو وكيع بن الجراح.
وأخرجه ابن منده في "الإيمان"(798) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولاً ومختصراً مسلم (633)(212)، وأبو داود (4729)، والترمذي (2551)، وابن ماجه (177)، وابن أبي عاصم في "السنة"(446)، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 167 و 168، والطبراني في "الكبير"(2226) و (2227)، والآجري في "الشريعة" ص 257 - 258، وفي "التصديق"(23)، والدارقطني في "الرؤية"(81) و (82) و (92) و (97)، وابن منده في "الإيمان"(791)، واللالكائي في "أصول الاعتقاد"(828)، والبيهقي في "الاعتقاد" ص 80، وابن عبد البر في "التمهيد" 7/ 155 - 156، والبغوي في "شرح السنة"(379) من طريق وكيع، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
19252 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، وَهُوَ الضَّرِيرُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ سَلَمَةَ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هِلَالٍ الْعَبْسِيِّ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ يُحْرَمِ الرِّفْقَ يُحْرَمِ الْخَيْرَ "(1).
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، تميم بن سلمة السلمي وعبد الرحمن ابن هلال العبسي، كلاهما من رجاله، وبقية رجاله رجال الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح، وأبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان ابن مهران.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 510، وهنَّاد في "الزهد"(1431)، ومسلم (2592)(75)، وأبو داود (4809) من طريق وكيع وأبي معاوية، بهذا الإسناد.
وهو عند وكيع في "الزهد"(461)، ومن طريقه أخرجه ابن ماجه (3687)، والطبراني في "الكبير"(2451).
وأخرجه الطبراني (2453)، والبيهقي 10/ 193 من طريق أبي معاوية، به.
وأخرجه الطيالسي (666)، والبخاري في "الأدب المفرد"(463)، ومسلم (2592)(75)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 3/ 218 - 219، وابن خزيمة، وأبو عوانة -كما في "إتحاف المهرة" 4/ 66 - ، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 77، وابن أبي حاتم الرازي في "العلل" 2/ 274 - 275 و 275، والطبراني (2449) و (2450) و (2452) و (2453)، والرامهرمزي في "المحدِّث الفاصل"(589)، والخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي"(830) من طرق عن الأعمش، به.
وأخرجه مسلم (2592)(74)، وابن حبان (548) من طريق منصور، عن تميم بن سلمة، به.
وقد سلف برقم (19208).
19253 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا مِنْ قَوْمٍ يُعْمَلُ فِيهِمْ بِالْمَعَاصِي هُمْ أَعَزُّ مِنْهُمْ وَأَمْنَعُ، لَا يُغَيِّرُونَ إِلَّا عَمَّهُمُ اللهُ تَعَالَى بِعِقَابِهِ "(1).
19254 -
حَدَّثَنَاهُ حَجَّاجٌ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؛ فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (2).
19255 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (3).
(1) إسناده حسن، وهو مكرر (19230)، إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق، وسماعه من جده أبي إسحاق في غاية الإتقان، للزومه إياه. وكيع: هو ابن الجراح.
وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 24/ 312 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (4009) من طريق وكيع، به.
وقد سلف برقم (19192) سنداً ومتناً.
(2)
حديث حسن، وهو مكرر (19192).
(3)
حديث حسن، وهو مكرر (19230)، ومعمر: هو ابن راشد الأَزْدِي -وإن لم يتحرر لنا أمره أسمع من أبي إسحاق قبل الاختلاط أم بعده- قد توبع.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (20723)، ومن طريقه أخرجه أبو يعلى =
19256 -
حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنِي شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْمُنْذِرِ - قَالَ عَبْدُ اللهِ: أَظُنُّهُ عَنْ جَرِيرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" مَا عَمِلَ قَوْمٌ "، فَذَكَرَهُ (1).
19257 -
حَدَّثَنَاهُ أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ (2) بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَهُ (3).
19258 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ - وَهُوَ ابْنُ مَهْدِيٍّ - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ قَالَ: سَمِعْتُ جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ: بَايَعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَاشْتَرَطَ عَلَيَّ النُّصْحَ لِكُلِّ مُسْلِمٍ، فَإِنِّي لَكُمْ لَنَاصِحٌ (4).
= (7508)، والطبراني في "الكبير"(2380).
(1)
حديث حسن، وهو مكرر (19192)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو أسود بن عامر.
(2)
في (م): عبد الله، وهو خطأ.
(3)
إسناده حسن، وهو مكرر (19230)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو أسود بن عامر، وشيخه: هو يونس بن أبي إسحاق.
(4)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري.
وأخرجه عبد الرزاق (19819)، والبخاري (2714)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1448)، والطبراني في "الكبير"(2463) و (2473)، وابن منده في "الإيمان"(275) وبإثر الحديث (274) من طرق عن سفيان، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (19152).
19259 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُدْرِكٍ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ جَرِيرٍ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اسْتَنْصِتِ النَّاسَ، لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ "(1).
19260 -
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ قَيْسٍ قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّ جَرِيرًا، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اسْتَنْصِتِ النَّاسَ "، ثُمَّ قَالَ عِنْدَ ذَلِكَ:" لَا أَعْرِفَنَّ (2) بَعْدَمَا أَرَى تَرْجِعُونَ بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ "(3).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (19167)، غير أن شيخ أحمد هنا: هو عبد الرحمن بن مهدي.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/ 127 - 128، وفي "الكبرى"(3596) و (5882)، وابن ماجه (3942) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
(2)
في (س) و (ق) و (ص) و (م): لأعرفن، وهو خطأ، والمثبت من (ظ 13) وهامش (س).
(3)
حديث صحيح، قيس: وهو ابن أبي حازم قد ثبت سماعه من جرير إلا أنه قد صرح هنا بعدم سماعه هذا الحديث منه، فقال: بلغنا أن جريراً، وقد توبع. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله، وإسماعيل: هو ابن أبي خالد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 15/ 30، والنسائي في "المجتبى" 7/ 128، وفي "الكبرى"(3597) من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (19167) بإسناد صحيح.
19261 -
حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: سَمِعْتُ سِمَاكَ بْنَ حَرْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمِيرَةَ - وَكَانَ (1) قَائِدَ الْأَعْشَى فِي الْجَاهِلِيَّةِ - يُحَدِّثُ، عَنْ جَرِيرٍ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: أُبَايِعُكَ عَلَى الْإِسْلَامِ. قَالَ: فَقَبَضَ يَدَهُ، وَقَالَ:" وَالنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ " ثُمَّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّهُ مَنْ لَا يَرْحَمِ النَّاسَ لَمْ يَرْحَمْهُ (2) اللهُ عز وجل "(3).
19262 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ لَا يَرْحَمِ النَّاسَ لَا يَرْحَمْهُ اللهُ عز وجل "(4).
(1) في (س) و (ق) و (ص) و (م): قال: وكان .. ولفظ قال ليس في (ظ 13)، وهو الصواب.
(2)
في (ص): لا يرحمه، وهي نسخة في (س).
(3)
حديث صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه على سماك كما سلف بيان ذلك في الرواية (19161)، فانظرها لزاماً.
وأخرجه البيهقي في "الشعب"(11047) من طريق روح، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(2484) و (2485) من طريق إبراهيم بن حميد الطويل، عن شعبة، به.
(4)
حديث صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه على أبي إسحاق كما سلف بيان ذلك في الرواية (19194).
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2529)، والطبراني في "الكبير"(2387) من طريق يحيى بن آدم، بهذا الإسناد.
وقد سلف بإسنادٍ صحيح رقم (19164).