المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

مسند الإمام أحمد بن حنبل (164 - 241 هـ)   حقق هذا الجزء - مسند أحمد - ط الرسالة - جـ ٣٢

[أحمد بن حنبل]

فهرس الكتاب

مسند الإمام أحمد بن حنبل

(164 - 241 هـ)

حقق هذا الجزء وخرج أحاديثه وعلق عليه

شعيب الأرنَؤُوط - محمد نعيم العِرقسُوسي

شارك في تحقيقه

محمد رضوان العِرقسُوسي

الجزء الثاني والثلاثون

مؤسسة الرسالة

ص: 1

‌حَدِيثُ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ

(1)

19263 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ يُوسُفَ بْنِ صُهَيْبٍ. وَوَكِيعٌ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ لَمْ يَأْخُذْ مِنْ شَارِبِهِ، فَلَيْسَ مِنَّا "(2).

(1) قال السندي: زيدُ بن أرقم مختلفٌ في كُنيته؛ قيل: أبو عَمرو، وقيل: أبو عامر، واستُصغر يومَ أُحد، وأوَّلُ مشاهِده الخندق، وقيل: المُرَيسِيع، وغزا مع النبي صلى الله عليه وسلم سَبْعَ عَشْرَةَ غزوةً، ثبتَ ذلك في الصحيح، وله حديثٌ كثير، شهد صِفِّين مع عليّ، ومات بالكوفة أيامَ المختار سنة ستٍّ وستين، وقيل: سنة ثمان وستين، وهو الذي سَمِعَ عبد اللّه بنَ أُبَيّ يقول: لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ منها الأَذَلَّ، فأخبرَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فسألَ عبدَ الله، فأنكر، فأنزل اللهُ تعالى تصديقَ زيد؛ ثبت ذلك في "الصحيحين"، وفيه: فقال: "إنَّ الله قد صَدَّقك يا زيد".

وقال أبو المنهال: سألتُ البراء عن الصَّرف، فقال: سَلْ زيدَ بنَ أرقم، فإنه خيرٌ مني وأعلمُ.

قلنا: حديثُ غَزْوِهِ سبعَ عَشْرَةَ غزوةً سيرد برقم (19282)، وحديث تصديقِ اللهِ له سيرد برقم (19285)، وحديثُ الصَّرْفِ برقم (19275).

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين؛ غير يوسف بن صهيب وحبيب بن يسار، فمن رجال الترمذي والنسائي، وروى أبو داود للأول منهما أيضاً، وكلاهما ثقة. يحيى: هو ابن سعيد القطَّان، ووكيع: هو ابنُ الجراح الرؤاسي.

وأخرجه الترمذي (2761)، والنسائي في "الكبرى"(14)، وابنُ عديٍّ في =

ص: 7

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= "الكامل" 6/ 2361 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابنُ أبي شيبة 8/ 564 - 565، وعبد بن حُميد (264)، ويعقوبُ ابنُ سفيان في "المعرفة والتاريخ" 3/ 233، والترمذي (2761)، والنسائي في "المجتبى" 1/ 15 و 8/ 129 - 130، والعقيلي في "الضعفاء" 4/ 195، وابن حبان (5477)، والطبراني في "الكبير"(5033) و (5034) و (5036)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(356) و (357) و (358)، والبيهقي في "الآداب"(692)، والمزي في "تهذيب الكمال" في (ترجمة حبيب بن يسار) من طرق عن يوسف ابن صُهيب، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(526) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن زكريا بن يحيى البدّي، عن حبيب بن يسار، به. وقال: لم يرو هذا الحديث عن زكريا بن يحيى إلا جرير.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1349) من طريق خلَّاد بن يحيى الكوفي، عن يوسف بن صهيب، عن حبيب بن يسار، عن أبي رَمْلَة، عن زيد بن أرقم، به. وهذا من المزيد في متصل الأسانيد، وأبو رملة اسمه عبد الله بن أبي أمَامَة بن ثعلبة الأنصاري الحارثي المدني.

وسيرد برقم (19273).

وفي الباب عن ابن عباس سلف برقم (2738) بلفظ: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يقصُّ شاربه، وكان أبوكم إبراهيمُ من قبله يقصُّ شاربه. وذكرنا بقية أحاديث الباب هناك، ونزيد عليها حديث المغيرة بن شعبة؛ سلف برقم (18212).

قال المباركفوري: قولُه: "فليس منَّا" أي: ليس من العاملين بسنتنا

واختلف الناس في حدِّ ما يُقَصُّ منه، وقد ذهب كثير من السلف إلى استئصاله وحلقه، لظاهر قوله:"أحْفُوا وانهَكُوا"، وهو قول الكوفيين، وذهب كثير منهم إلى منع الحلق والاستئصال، وإليه ذهب مالك، وكان يرى تأديبَ مَنْ حَلَقَه، وروى عنه ابنُ القاسم أنه قال: إحفاءُ الشارب مُثْلَة. قال النووي: المختار أنه يقص حتى يبدوَ طرفُ الشَّفَة، ولا يُحفيه من أصله. قال: وأما رواية: "أحفوا =

ص: 8

19264 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَوْفٍ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى أَهْلِ قُبَاءَ، وَهُمْ يُصَلُّونَ الضُّحَى، فَقَالَ:" صَلَاةُ الْأَوَّابِينَ إِذَا رَمِضَتْ الْفِصَالُ مِنَ الضُّحَى "(1).

= الشوارب" فمعناها: أحفوا ما طال عن الشفتين وكذلك قال مالك في "الموطأ": يُؤخذ من الشارب حتى تبدوَ أطرافُ الشَّفَة

وروى الأثرم عن الإمام أحمد أنه كان يُحفي شاربه إحفاءً شديداً .. وقال حنبل: قيل لأبي عبد الله: ترى للرجل يأخذ شاربه ويُحفيه، أم كيف يأخذه؟ قال: إن أحفاه فلا بأس، وإن أخذه قصاً فلا بأس.

قلنا: قد سلف من حديث المغيرة بن شعبة برقم (18212) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قصَّ له شاربه على سواك، وإسناده حسن.

قال السندي: قوله: "فليس منا" أي: من أهل سنتنا وطريقتنا، وقيل: هو تغليظٌ، وبالجملة؛ ففيه تأكيدٌ أكيد بأخذ الشارب، وأنه لا ينبغي إهمالُه، ثم في قوله:"من شاربه" إشارةٌ إلى إنه يكفي أخذُ البعض، كمذهب مالك، والله تعالى أعلم.

(1)

إسناده على شرط مسلم. القاسم بن عَوْف -وإنْ كان ضعيفاً- قد انتقى له مسلم هذا الحديثَ الواحد، وأدرجه في صحيحه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرُّؤاسي.

وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة 2/ 406 - ومن طريقه البغوي في "شرح السنة"(1010) - عن وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (687) -ومن طريقه البيهقي في "السنن" 3/ 49 - والدارمي (1457)، ومسلم (748)(144) من طرق عن هشام، به.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(5113) من طريق يحيى الحِمَّاني، عن =

ص: 9

19265 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي حَيَّانَ التَّيْمِيِّ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ حَيَّانَ التَّيْمِيُّ قَالَ: انْطَلَقْتُ أَنَا وَحُصَيْنُ بْنُ سَبْرَةَ وَعُمَرُ بْنُ مُسْلِمٍ إِلَى زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، فَلَمَّا جَلَسْنَا إِلَيْهِ، قَالَ لَهُ حُصَيْنٌ: لَقَدْ لَقِيتَ يَا زَيْدُ خَيْرًا كَثِيرًا، رَأَيْتَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَسَمِعْتَ حَدِيثَهُ، وَغَزَوْتَ مَعَهُ، وَصَلَّيْتَ مَعَهُ، لَقَدْ لَقِيتَ يَا زَيْدُ خَيْرًا كَثِيرًا، حَدِّثْنَا يَا زَيْدُ مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي، وَاللهِ لَقَدْ كَبِرَتْ سِنِّي، وَقَدُمَ عَهْدِي، وَنَسِيتُ بَعْضَ الَّذِي كُنْتُ أَعِي مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَمَا حَدَّثْتُكُمْ فَاقْبَلُوهُ، وَمَا لَا فَلَا تُكَلِّفُونِيهِ. ثُمَّ قَالَ: قَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا خَطِيبًا فِينَا بِمَاءٍ يُدْعَى خُمًّا، بَيْنَ مَكَّةَ

= وكيع، عن هشام الدَّسْتَوائي، عن قتادة، عن القاسم الشَّيباني، عن زيد موقوفاً. ويحيى الحِمَّاني ضعيف.

وسيأتي بالأرقام: (19270) و (19319) و (19347).

قال السندي: قوله: "الأوَّابين" جمع أوَّاب، وهو الكثير الرجوع إلى الله تعالى بالتوبة، أو المطيع، أو المسبِّح.

إذا رَمِضَت؛ من رَمِضَ، كَسَمِعَ، والرَّمضاء: الحجارة الحامية من حرِّ الشمس، ومعنى رَمِضَت الفِصال: أنها وجدت حرَّ الرَّمضاء، والفِصال بكسر الفاء؛ جمع فصيل، وهو من أولاد الإبل ما فُصِلَ عن أمه، واستغنى عن الرضاع. وفي "المجمع": هو أن تحمى الرَّمضاء، وهي الرمل، فتبرك الفِصالُ من شدة حرِّها، واحتراقِ أخفافها، والنفسُ تميلُ إلى الاستراحة في هذا الوقت، فالاشتغال بالطاعة أَوْبٌ ورجوعٌ إلى رضا الرَّب.

من الضحى: أي: لأجلِهِ، والمراد صلاةُ الضُّحى عند ارتفاع النهار وشدة الحرّ.

ص: 10

وَالْمَدِينَةِ، فَحَمِدَ اللهَ تَعَالَى، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَوَعَظَ، وَذَكَّرَ، ثُمَّ قَالَ:" أَمَّا بَعْدُ، أَلَا يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ يُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَنِي رَسُولُ رَبِّي عز وجل، فَأُجِيبُ، وَإِنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ ثَقَلَيْنِ، أَوَّلُهُمَا كِتَابُ اللهِ عز وجل فِيهِ الْهُدَى وَالنُّورُ، فَخُذُوا بِكِتَابِ اللهِ تَعَالَى، وَاسْتَمْسِكُوا بِهِ " فَحَثَّ عَلَى كِتَابِ اللهِ، وَرَغَّبَ فِيهِ. قَالَ:" وَأَهْلُ بَيْتِي، أُذَكِّرُكُمُ اللهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي، أُذَكِّرُكُمُ اللهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي، أُذَكِّرُكُمُ اللهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي " فَقَالَ لَهُ حُصَيْنٌ: وَمَنْ أَهْلُ بَيْتِهِ يَا زَيْدُ؟ أَلَيْسَ نِسَاؤُهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ؟ قَالَ: إِنَّ نِسَاءَهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، وَلَكِنَّ أَهْلَ بَيْتِهِ مَنْ حُرِمَ الصَّدَقَةَ بَعْدَهُ. قَالَ: وَمَنْ هُمْ؟ قَالَ: هُمْ آلُ عَلِيٍّ، وَآلُ عَقِيلٍ، وَآلُ جَعْفَرٍ، وَآلُ عَبَّاسٍ. قَالَ: أَكُلُّ هَؤُلَاءِ حُرِمَ الصَّدَقَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ (1).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، يزيد بن حيان التيمي من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. إسماعيل بن إبراهيم: هو ابن عُلَيَّة، وأبو حيان التيمي: هو يحيى بنُ سعيد بنِ حَيَّان.

وأخرجه مسلم (2408)(36) من طريق إسماعيل بن إبراهيم، بهذا الإسناد.

وأخرجه بتمامه ومختصراً ابنُ أبي شيبة 3/ 215، والدارمي (3316)، ومسلم (2408)، وأبو داود (4973)، ويعقوب بن سفيان 1/ 536، وابنُ أبي عاصم في "السنة"(1550 - 1551)، والنسائي في "الكبرى"(8175)، وابن خزيمة (2357)، وأبو عوانة -كما في "إتحاف المهرة" 4/ 592 - والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3464)، والطبراني في "الكبير"(5028)، والبيهقي

في "السنن" 10/ 113 - 114، والبغوي في "شرح السنة"(3913) من طرق عن أبي حَيَّان التَّيْمي، به. وجاء عند ابن أبي شيبة ويعقوب بن سفيان وابن أبي =

ص: 11

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= عاصم والطحاوي من طريق محمد بن فضيل: حصين بن عُقبة، بدل: حصين ابن سبرة.

وأخرجه مطولاً ومختصراً عبد الرزاق في "مصنفه"(6943)، وابن أبي شيبة 10/ 505، ومسلم (2408)(36)(37)، وابن أبي عاصم في "السنة"(1552)، وابن حبان (123)، والطبراني في "الكبير"(5023) و (5024) و (5025) و (5026) و (5027) من طرق عن يزيد بن حيان التيمي، به.

وسيرد من وجه آخر مختصراً برقم (19313).

وله طرق أخرى أوردناها عند ذكرنا لحديث زيد بن أرقم هذا شاهداً لحديث أبي سعيد الخدري السالف برقم (11104) وبعضها مطول بزيادة: "مَنْ كنت مولاه فعليٌّ مولاه" الآتية برقم (19302)، وذكرنا هناك كذلك بقية أحاديث الباب.

وانظر حديثَ أمِّ سلمة الآتي 6/ 292.

قال السندي: قوله: أعي، أي: أحفظ.

خُمّاً؛ بضم خاءٍ معجمة، وتشديد ميم.

رسول ربي: يريد ملك الموت، والمقصود أن هذا وصيةٌ منه، فلا بدَّ أن يسمعوها في الحال بأحسن وجه، ويراعوها بعده.

ثَقَلين، أي: أمرين، كلٌّ منهما ذو قدر، وثِقَل، لا أنه خفيف لا قدر له.

وأهلُ بيتي: بالرفع، أي: والثاني أهلُ بيتي، أو بالنصب، أي: راعوهم، وما بعده يدلُّ على هذا المحذوف.

قال: إن نساءه من أهل بيته، أي: بالمعنى العام، وهو مَنْ له تعلُّقٌ بالبيت.

ولكن أهل بيته، أي: بالمعنى المخصوص.

مَنْ حُرِمَ: على بناء المفعول مخفَّفاً.

بعده، أي: حتى بعده أيضاً، وليس المراد التقييد.

ص: 12

19266 -

قَالَ يَزِيدُ بْنُ حَيَّانَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ فِي مَجْلِسِهِ ذَلِكَ، قَالَ: بَعَثَ إِلَيَّ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ زِيَادٍ، فَأَتَيْتُهُ، فَقَالَ: مَا أَحَادِيثُ تُحَدِّثُهَا وَتَرْوِيهَا عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَا نَجِدُهَا فِي كِتَابِ اللهِ عز وجل؟ تُحَدِّثُ أَنَّ لَهُ حَوْضًا فِي الْجَنَّةِ! قَالَ: قَدْ حَدَّثَنَاهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَوَعَدَنَاهُ. قَالَ: كَذَبْتَ، وَلَكِنَّكَ شَيْخٌ قَدْ خَرِفْتَ. قَالَ: إِنِّي قَدْ سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ، وَوَعَاهُ قَلْبِي مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ جَهَنَّمَ "، وَمَا كَذَبْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. وَحَدَّثَنَا زَيْدٌ، فِي مَجْلِسِهِ، قَالَ:" إِنَّ الرَّجُلَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَيَعْظُمُ لِلنَّارِ حَتَّى يَكُونَ الضِّرْسُ مِنْ أَضْرَاسِهِ كَأُحُدٍ "(1).

(1) هو موصول بإسناد سابقه.

وأخرجه مطولاً ومختصراً ابنُ أبي شيبة 11/ 452 - 453، والطبراني في "الكبير"(5021) و (5022) من طرق عن أبي حيان، به.

وقوله منه: "مَنْ كَذَبَ عليَّ متعمداً، فليتبوَّأ مقعدَه من النار":

أخرجه الطبراني في "الكبير"(5018) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" أيضاً (5019) و (5020) من طريقين عن أبي حيان، به.

وأخرجه الطبراني أيضاً (5017) من طريق عمرو بن ثابت، عن يزيد بن حيان، به.

وذكرنا أحاديث الباب عند حديث ابن عمرو (6478).

وقوله منه: "إن الرجلَ من أهل النار لَيَعْظُم للنار

": أخرج نحوه ابنُ =

ص: 13

19267 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ حَيَّانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: سَحَرَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ، قَالَ: فَاشْتَكَى لِذَلِكَ أَيَّامًا. قَالَ: فَجَاءَهُ جِبْرِيلُ عليه السلام، فَقَالَ: إِنَّ رَجُلًا مِنَ الْيَهُودِ سَحَرَكَ، عَقَدَ لَكَ عُقَدًا فِي بِئْرِ كَذَا وَكَذَا، فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا مَنْ يَجِيءُ بِهَا، فَبَعَثَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلِيًّا رضي الله عنه، فَاسْتَخْرَجَهَا، فَجَاءَ بِهَا، فَحَلَّهَا. قَالَ: فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَأَنَّمَا نُشِطَ مِنْ عِقَالٍ، فَمَا ذَكَرَ لِذَلِكَ الْيَهُودِيِّ، وَلَا رَآهُ فِي وَجْهِهِ قَطُّ حَتَّى مَاتَ (1).

= أبي شيبة 13/ 164 عن عليِّ بن مُسهر، عن أبي حيان، به. وهو -وإن كان موقوفاً- في حكم المرفوع، وقد سلف مرفوعاً من حديث ابن عمر برقم (4800)، وذكرنا أحاديث الباب هناك.

قال السندي: قوله: كذبتَ: اجتراء على تكذيب الحق بالجهل، كما هو شأن من لا يبالي بأمور الدين.

قد خَرِفْتَ: يقال: خَرِفَ الرجل؛ كسمع، بإعجام خاءٍ وإهمال راء، أي: فسدَ عقلُه لكبره.

قال: إن الرجل، أي: المكذِّب للحق، ففيه تعريضٌ له.

(1)

حديث صحيح بغير هذه السياقة، وهذا إسناد فيه تدليس الأعمش، فقد قال الذهبي فيه في "الميزان": فمتى قال: "حدثنا" فلا كلام، ومتى قال:"عن" تطرَّق إليه احتمالُ التدليس إلا في شيوخ له أكثرَ عنهم، كإبراهيم، وأبي وائل، وأبي صالح السمَّان، فإن روايتَه عن هذا الصِّنف محمولةٌ على الاتصال. قلنا: وروايتُه في هذا الحديث عمَّن لم يُكثر عنهم، وليس له عن شيخه يزيد ابن حيان في هذا الحديث رواية في الكتب الستة، وكذا شيخه الآخر فيه -وهو ثُمامة بن عقبة الآتي ذكره في التخريج- لم يُعرف من المكثرين عنه، وقد عنعن =

ص: 14

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= في جميع الطرق إليه، كما سيرد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 29 - 30 - ومن طريقه الطبراني في "الكبير"(5016) - وعبد بن حميد (271)، والنسائي في "المجتبى" 7/ 112 - 113، وفي "الكبرى"(3543)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(5935) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.

وعند عبد بن حميد والطحاوي زيادة: فأتاه جبريل، فنزل عليه بالمُعَوِّذَتَيْن، قبل قوله فقال: إن رجلاً من اليهود سحرك، ورواية عبد بن حميد صريحة أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أمَرَ عليّاً أن يَحُلَّ العُقَد، ويقرأَ آية، وسياق ما نقله الحافظ في "الفتح" 10/ 230 عن عبد بن حميد يشير إلى أن الآمر جبريل، والمأمور هو النبيُّ صلى الله عليه وسلم!

وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 2/ 199 من طريق سفيان الثوري، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 3/ 289 - 290، والطبراني في "الكبير"(5012) من طريق شيبان، والطبراني في "الكبير"(5011)، والحاكم في "المستدرك" 4/ 360 - 361 من طريق جرير، ثلاثتهم، عن الأعمش، عن ثُمامة بن عُقبة المُحَلِّميِّ، عن زيد بن أرقم، به، نحوه. قال الحاكم: صحيحٌ على شرط الشيخين ولم يخرجاه. فتعقَّبه الذهبي بقوله: لم يُخرجا لثمامة شيئاً، وهو صدوق.

قلنا: وقد جاء عند ابن سعد ويعقوب بن سفيان أن الذي سحره رجلٌ من الأنصار، وقد بيَّنت روايةُ البخاري (5765) أنه من بني زُرَيْق، حليفٌ ليهود، كان منافقاً. قال الحافظ في "الفتح" 10/ 226: وبنو زُرَيق بطنٌ من الأنصار مشهورٌ من الخزرج. ثم حكى عن القاضي عياض قوله: ويحتمل أن يكون قيل له يهوديٌّ، لكونه من حلفائهم، لا أنه كان على دينهم.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 6/ 289 - 290 وقال: رواه النسائي باختصار، والطبراني بأسانيد، ورجال أحدها رجال الصحيح.

قلنا: وسياقه الصحيح ما رواه البخاري (5763) من حديث عائشة من طريق عيسى بن يونس، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عنها قالت: سحرَ رسول =

ص: 15

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الله صلى الله عليه وسلم رجلٌ من بني زُرَيق يُقال له: لَبِيد بنُ الأَعْصم، وفيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي ذهب في ناس من أصحابه إلى البئر التي فيها مُشاطة السحر، وفيه أن عائشة قالت له: أفلا استخرجتَه؟ قال: قد عافاني الله، وأنه أمر بالبئر، فدُفنت.

ورواه البخاري كذلك (5765) من طريق سفيان بن عيينة، عن هشام بن عروة، به غير أنَّ في روايته أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم أتى البئرَ حتى استخرجَه، وفيه قالت عائشة للنبي صلى الله عليه وسلم: أفلا تنَشَّرْتَ؟ فقال: "أما واللهُ قد شفاني".

قلنا: فرواية الصحيح أنه لم يَحْلُلْها، كما ورد في رواية الإمام أحمد هذه.

وقد بحث الحافظ في الجمع بين رواية عيسى بن يونس التي فيها أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يستخرج مُشاطة السِّحر، وبين رواية سفيان بن عيينة التي فيها أنه استخرجه، فحكى في "الفتح" 10/ 234 عن ابن بطال قوله: ذكر المهلَّب أن الرواة اختلفوا على هشام في إخراج السحر المذكور، فأثبته سفيان، وجعل سؤال عائشة عن النشرة، ونفاه عيسى بن يونس، وجعل سؤالها عن الاستخراج، ولم يذكر الجواب، وصرَّح به أبو أسامة، قال: والنظر يقتضي ترجيح رواية سفيان، لتقدُّمه في الضبط، ويؤيده أن النشرة لم تقع في رواية أبي أسامة، والزيادة من سفيان مقبولة، لأنه أثبتُهم، ولا سيما أنه كرَّر استخراج السحر في روايته مرتين، فيبعد من الوهم، وزاد ذكر النشرة، وجعل جوابَه صلى الله عليه وسلم عنها بلا، بدلاً عن الاستخراج، قال: ويحتمل وجهاً آخر، فذكر ما محصَّلُه: أن الاستخراج المنفيَّ في رواية أبي أسامة غير الاستخراج المثبت في رواية سفيان، فالمثبتُ هو استخراج الجفّ، والمنفيُّ استخراجُ ما حواه، قال: وكأن السرَّ في ذلك أن لا يراه الناس، فيتعلمه من أراد استعمال السحر. قلت: وقع في رواية عمرة: فاستخرج جف طلعة من تحت راعوفة، وفي حديث زيد ابن أرقم: فأخرجوه، فرمَوْا به، وفي مرسل عمر بن الحكم أن الذي استخرج السحر قيس بن محصن، وكلُّ هذا لا يخالف الحمل المذكور، لكن في آخر رواية عمرة، وفي حديث ابن عباس، أنهم وجدوا وتراً فيه عُقَدٌ، وأنها انحلت عند قراءة المعوذتين، ففيه إشعار باستكشاف ما كان داخل الجف، فلو كان =

ص: 16

19268 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ طَلْحَةَ مَوْلَى قَرَظَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا أَنْتُمْ بِجُزْءٍ مِنْ مِئَةِ أَلْفِ جُزْءٍ مِمَّنْ يَرِدُ عَلَيَّ الْحَوْضَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " قَالَ: فَقُلْنَا لِزَيْدٍ: وَكَمْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: فَقَالَ: بَيْنَ (1) السِّتِّ مِئَةِ إِلَى السَّبْعِ مِئَةِ (2).

= ثابتاً، لقدح في الجمع المذكور، لكن لا يخلو إسناد كل منهما من ضعف.

وقد بحث الحافظ كذلك في "الفتح" 10/ 230 في الجمع بين رواية الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي أتى البئر، وبين الروايات التي فيها أنه صلى الله عليه وسلم بعث غيره بأنه صلى الله عليه وسلم وجَّههم أولاً، ثم توجَّه، فشاهدها بنفسه، وجميعُ الروايات، سوى الصحيح ضعيفة، فلا حاجة لتكلُّف الجمع بينها وبين الصحيح.

وسيأتي حديث عائشة 6/ 50 و 57 و 63 و 96.

قال السندي: قوله: إليها، أي: إلى البئر.

من يجيء بها، أي: بالعُقَد.

كأنما نُشِطَ؛ على بناء المفعول، قيل: الصحيح: أُنْشِطَ، بزيادة الألف، إذ يقال: نَشَطتُ الحبلَ؛ كَضَرَبَ: عَقَدْتَه، وأنْشَطْتُه: حَلَلْتَه، والعِقال بكسر العين: ما يُشَدُّ به البعير من الحبل.

ولا رآه، أي: ولا رأى اليهوديُّ ذلك في وجهه صلى الله عليه وسلم، بأن يُظهر له الكراهة، وسوء المعاملة.

(1)

في (ظ 13): ما بين.

(2)

إسناده ضعيف، طلحة مولى قَرَظة -وهو ابن يزيد أبو حمزة- لم يرو عنه غير عمرو بن مرة، ولم يثبت توثيقه عمن يعتدُّ به، وقول الحافظ ابن حجر في "تهذيبه" و"تقريبه": وثّقه النسائي، يغلب على الظن أنه وهم منه ليس له سلف فيه، وقد رجعنا إلى كلام النسائي بإثر الحديث الذي نقله الحافظ وأورد =

ص: 17

19269 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ عُقْبَةَ

= فيه التوثيق عنه، فلم نجده فيه، وأما الحافظ المزي فقد أورد كلام النسائي دون توثيقه، وأما رواية البخاري عنه في "صحيحه"(3787) و (3788) فهي في فضائل الأنصار وفيها ما يدل على أن البخاري لم يحتجَّ به، فقد جاء في هذه الرواية متابعة عبد الرحمن بن أبي ليلى له، ففي آخر الحديث:"قال عمرو: فذكرته لابن أبي ليلى، قال: قد زعم ذاك زيدٌ".

وأخرجه ابنُ أبي شيبة 11/ 455، والطبراني (5000)، والحاكم 1/ 77 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.

قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ولكنهما تركاه للخلاف الذي في متنه من العدد، والله أعلم. قلنا: وقد وقع سقط في إسناد "المستدرك" نبَّه عليه المعتني به.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "السُّنة"(733)، والطبراني في "الكبير"(4998) و (4999)، والحاكم 1/ 77 من طرق عن الأعمش، به. وجاء العدد عند الطبراني (4999): ما بين الثمان مئة إلى السبع مئة.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(5001) من طريق عبد الله بن عمرو بن مرة، عن أبيه، به. وفيه: ما بين السبع مئة إلى الثمان مئة.

وسيرد بالأرقام (19291) و (193309) و (19321).

وفي الباب عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن لكل نبيٍّ حوضاً، وإنهم يتباهون أيُّهم أكثرُ واردة، وإني لأرجو أن أكون أكثرَهم واردة". رواه الترمذي (2443)، وقال: هذا حديث غريب. وقد روى الأشعث بن عبد الملك هذا الحديث، عن الحسن، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً، ولم يذكر فيه: عن سمرة، وهو أصحُّ.

وانظر حديث البراء (18582).

وحديث الحوض من الأحاديث المتواترة، أورده السيوطي في "الأزهار المتناثرة"(108).

ص: 18

عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ، فَقَالَ: يَا أَبَا الْقَاسِمِ، أَلَسْتَ تَزْعُمُ أَنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ يَأْكُلُونِ فِيهَا وَيَشْرَبُونَ؟ وَقَالَ لِأَصْحَابِهِ: إِنْ أَقَرَّ لِي بِهَذِهِ (1) خَصَمْتُهُ. قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " بَلَى وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّ أَحَدَهُمْ لَيُعْطَى قُوَّةَ مِئَةِ رَجُلٍ فِي الْمَطْعَمِ وَالْمَشْرَبِ وَالشَّهْوَةِ وَالْجِمَاعِ ". قَالَ: فَقَالَ لَهُ الْيَهُودِيُّ: فَإِنَّ الَّذِي يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ تَكُونُ لَهُ الْحَاجَةُ. قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " حَاجَةُ أَحَدِهِمْ عَرَقٌ يَفِيضُ مِنْ جُلُودِهِمْ مِثْلُ رِيحِ الْمِسْكِ، فَإِذَا الْبَطْنُ قَدْ ضَمُرَ "(2).

(1) في (ظ 13) و (ق): بهذا.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات، غير أن الأعمش -وهو سليمان بن مهران- قد عنعن، وإنما احتملوا تدليسه عمن أكثر عنهم من شيوخه كما ذكر الذهبي في "الميزان". أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير.

وأخرجه هنَّاد في "الزهد"(63) و (90) مختصراً -ومن طريقه ابن حبان (7424) - والبزار (3522)(زوائد)، والطبراني في "الكبير"(5007)، والبيهقي في "البعث والنشور"(352) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.

وأخرجه هنَّاد في "الزهد"(90)، والحسين المروزي في زياداته على "الزهد" لابن المبارك (1459)، وعبد بن حميد في "المنتخب"(263)، والدارمي (2825)، والبزار (3523)(زوائد)، والنسائي في "الكبرى"(11478) -وهو في "التفسير"(498) - والطبراني في "الكبير"(5004) -ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال"(في ترجمة ثمامة بن عقبة) - والطبراني أيضاً (5005) و (5007) و (5008) و (5009)، وفي "الأوسط"(1743)، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 366 و 8/ 116، وفي "صفة الجنة"(329) من طرق، عن الأعمش، به. قال البزار: بعضهم يقول: عن الأعمش، عن زيد بن حبان (كذا، ولعله يزيد بن حيان)، عن زيد بن أرقم. =

ص: 19

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وقال الحافظ في "الفتح" 6/ 324: وسمى الطبراني في روايته هذا السائل ثعلبة بن الحارث.

قلنا: قد جاء اسمه عند الطبراني في حديث آخر برقم (5014)، والظاهر أنه صدر هذا الحديث.

وقال أبو نعيم: من حديث الأعمش ثابت، رواه عنه الناس.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(5010) من طريق عبد النور بن عبد الله بن سنان، عن هارون بن سعد العجلي، أو الجعفي، عن ثمامة بن عقبة، قال: سمعت زيد بن أرقم، قال: كنت جالساً عند النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له رجل من اليهود: أتزعم أن في الجنة طعاماً وشراباً وأزواجاً؟ فذكر نحوه. وعبد النور بن عبد الله بن سنان؛ قال العقيلي: يضع الحديث، وقال الذهبي: كذاب، وساق له حديثاً موضوعاً.

قلنا: ومع ذلك ذكره ابن حبان في "الثقات"، قال الحافظ في "اللسان": كأن ابن حبان ما اطلع على هذا الحديث الذي له عن شعبة، فإنه موضوع. قلنا: قد أورده البخاري في "التاريخ الكبير" ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً!

وأورده ابن كثير في "النهاية" 2/ 431 - 432، ونقل عن الضياء المقدسي قوله: وهذا عندي على شرط مسلم، لأن ثمامة ثقة، وقد صرح بسماعه من زيد بن أرقم.

قلنا: ثمامة لم يخرج له مسلم، وقد روى له البخاري في "الأدب المفرد".

وذكره الهيثمي في "المجمع" 10/ 416، ونسبه للطبراني وأحمد والبزار، وقال: ورجال أحمد رجال الصحيح، غير ثمامة بن عقبة، وهو ثقة.

وسيرد برقم (19314).

وله شاهد من حديث جابر، سلف برقم (14401)، ولفظه: "أهل الجنة يأكلون فيها ويشربون، ولا يتغوَّطون، ولا يبولون، ولا يتمخطون، ولا =

ص: 20

19270 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنِ الْقَاسِمِ الشَّيْبَانِيِّ، أَنَّ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ رَأَى قَوْمًا يُصَلُّونَ فِي مَسْجِدِ قُبَاءَ مِنَ الضُّحَى، فَقَالَ: أَمَا لَقَدْ عَلِمُوا أَنَّ الصَّلَاةَ فِي غَيْرِ هَذِهِ السَّاعَةِ أَفْضَلُ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِنَّ صَلَاةَ الْأَوَّابِينَ حِينَ تَرْمَضُ

= يبزقون، طعامهم جشاء، ورشح كرشح المسك".

وآخر من حديث أنس عند الطيالسي (2012)، والترمذي (2536)، ولفظه:"يُعطى المؤمنُ في الجنة قوة كذا وكذا من الجماع" قيل: يا رسول الله، أو يطيق ذلك؟! قال:"يعطى قوة مئة". قال الترمذي: هذا حديث صحيح غريب، قلنا: وصححه ابن حبان (7400).

وثالث من حديث أبي هريرة، قال: قيل: يا رسول الله، هل نصلُ إلى نسائنا في الجنة؟ قال:"إن الرجل ليصل في اليوم إلى مئة عذراء" رواه الطبراني في "الأوسط"(5263) من طريق حسين بن علي الجعفي، عن زائدة، عن هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عنه. قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن هشام بن حسان إلا زائدة، تفرد به حسين بن علي. وأورده ابن كثير في تفسير قوله تعالى:{وحور عين} من سورة الواقعة، ونقل عن الحافظ المقدسي قوله: هذا الحديث عندي على شرط الصحيح.

وانظر حديث أبي هريرة، السالف برقم (7165).

قال ابن الجوزي فيما نقله الحافظ في "الفتح" 6/ 324: لما كانت أغذية أهل الجنة في غاية اللطافة والاعتدال، لم يكن فيها أذىً ولا فضلة تُستقذر، بل يتولَّد عن تلك الأغذية أطيبُ ريحٍ وأحسنُه.

قال السندي: قوله: وقال لأصحابه، أي: قال اليهودي لأصحابه.

خصمته، أي: غلبته بالخصومة.

قد ضمر: كنصر وكرم، أي: خلا من الطعام.

ص: 21

الْفِصَالُ (1) " (2). وَقَالَ مَرَّةً: وَأُنَاسٌ يُصَلُّونَ.

19271 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي حَسَنُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ طَاوُوسٍ، قَالَ: قَدِمَ زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ يَسْتَذْكِرُهُ: كَيْفَ أَخْبَرْتَنِي عَنْ لَحْمٍ أُهْدِيَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ حَرَامٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، أَهْدَى لَهُ رَجُلٌ عُضْوًا مِنْ لَحْمِ صَيْدٍ، فَرَدَّهُ، وَقَالَ:" إِنَّا لَا نَأْكُلُهُ، إِنَّا حُرُمٌ "(3).

(1) في (ظ 13) و (ق): ترمض الفصال من الضحى.

(2)

إسناده على شرط مسلم. القاسم الشيباني -وهو ابن عَوْف، وإن كان ضعيفاً- قد انتقى له مسلم هذا الحديث الواحد، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أيوب: هو السختياني.

وأخرجه البيهقي في "السنن" 3/ 49، والمزي في "تهذيب الكمال"(في ترجمة القاسم بن عوف) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (748)(143)، وابن حبان (2539) من طريق إسماعيل ابن عُلَيَّة، به.

وأخرجه ابن خزيمة في "صحيحه" بعد (1227)، وأبو عوانة 2/ 270، والطبراني في "الأوسط "(2300)، وفي "الصغير"(155)، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار"(5587) من طريقين عن أيوب السختياني، به.

وأخرج عبد الرزاق (4832) عن معمر، عن أيوب، عن القاسم، عن زيد ابن الأرقم أنه رأى قوماً يُصلُّون بعدما طلعت الشمس، فقال: لو أدرك هؤلاء السلفَ الأول علموا أن غير هذه الصلاة خير منها، صلاة الأوَّابين إذا رَمِضَت الفِصال.

وقد سلف برقم (19264).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطان، =

ص: 22

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وابن جريج: هو عبد الملك بنُ عبد العزيز، وقد صرَّح بالتحديث، فانتفت شبهة تدليسه، وحسن بن مسلم: هو ابن ينَّاق المكي، وطاووس: هو ابن كَيْسان.

وأخرجه مسلم (1195)، والنسائي 5/ 184، وفي "الكبرى"(3804)، وابن خزيمة في "صحيحه"(2639)، من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه الحميدي (784)، والنسائي 5/ 184، وأبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة" 4/ 575)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 169، والطبراني في "الكبير"(4964)، وابن عبد البر في "التمهيد" 9/ 56 - 57 من طرق عن ابن جريج، به.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(4966) من طريق أبي الزبير، عن طاووس، عن زيد بن أرقم، قال: أُهديَ لرسول الله صلى الله عليه وسلم رِجْلُ حمار، فقال:"اقرأ عليه السلام، وقل: لولا أنَّا حُرُمٌ لم نردَّه".

وسيأتي بالأرقام (19294) و (19311) و (19341).

وفي الباب عن علي، سلف برقم (783)، وفيه أنه أُتيَ صلى الله عليه وسلم بقائمة حمار.

وعن ابن عباس، سلف برقم (2530)، وإسناده صحيح على شرط الشيخين، وفيه أنه أُهدي إليه صلى الله عليه وسلم عَجُز حمار، أو رِجْلُ حمار.

وعن عائشة، سيرد 6/ 40 و 225.

وعن الصَّعْب بن جَثَّامة -وهو الذي أَهدَى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو محرم- رواه الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس، عنه، واختلف الرواة عن الزهري في تعيين ما أهداه الصعب، فعامَّة الرواة عن الزهري -ومنهم مالك- أنه أهدى إليه حماراً وحشيّاً، كما هو عند البخاري (1825) من طريق مالك عنه، وسلف برقم (16423)، وخالفهم ابنُ عيينة عنه، كما سلف برقم (16422)، فقال: لحم حمار وحش، وتوبع على ذلك من أوجه فيها مقال سردها الحافظ في "الفتح" 4/ 32. قلنا: ويقوِّي رواية: =

ص: 23

19272 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، أَنَّ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ كَانَ يُكَبِّرُ عَلَى جَنَائِزِنَا أَرْبَعًا، وَأَنَّهُ كَبَّرَ عَلَى جِنَازَةٍ خَمْسًا، فَسَأَلُوهُ، فَقَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُكَبِّرُهَا، أَوْ: كَبَّرَهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم (1).

= لحم حمار، حديثُ ابن عباس المشار إليه آنفاً، وحديث زيد بن أرقم هذا، وقد حكى الحافظ عن القرطبي في الجمع بين هاتين الروايتين قوله: يحتمل أن يكون الصعب أحضر الحمار مذبوحاً، ثم قطع منه عضواً بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم فقدمه له، فمن قال: أهدى حماراً، أراد بتمامه مذبوحاً، لا حَيًّا، ومن قال: لحم حمار، أراد ما قدمه للنبي صلى الله عليه وسلم، قال: ويحتمل أن يكون من قال: حماراً، أطلق، وأراد بعضه مجازاً، قال: ويحتمل أنه أهداه له حَيًّا، فلما ردَّه عليه، ذكَّاه، وأتاه بعضو منه، ظانّاً أنه إنما ردَّه عليه لمعنى يختصُّ بجملته، فأعلمه بامتناعه أنَّ حكم الجزء من الصيد حكم الكل، قال: والجمع مهما أمكن أولى من توهيم بعض الروايات.

قال السندي: قوله: عضواً من لحم، كأنه صاد له، فلذلك ردَّه. والله تعالى أعلم.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطان، وعمرو بن مرة: هو الجَمَلي المرادي، وابنُ أبي ليلى: هو عبد الرحمن.

وأخرجه بتمامه ومختصراً النسائي في "المجتبى" 4/ 72، وفي "الكبرى"(2109)، وابن الجارود في "المنتقى"(533) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (674)، وأبو داود (3197)، وابن ماجه (1505)، والبغوي في "الجعديات"(70)، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 493، وابن قانع في "معجمه" 1/ 228 مطولاً، وابن حبان (3069)، والبيهقي 4/ 36 من طرق عن شعبة، به. =

ص: 24

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرج الطبراني في "الكبير"(4976) من طريق مسلم بن إبراهيم، عن شعبة، عن الحكم، عن ابن أبي ليلى، قال: صليتُ خلف زيد بن أرقم على جنازة، فكبر عليها أربعاً، ثم صليتُ خلفه على أخرى، فكبر عليها خمساً، فسألتُه، فقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكبِّرها.

وأخرج الطبراني أيضاً (5081)، والدارقطني في "السنن" 2/ 73، والحازمي في "الاعتبار" 92 - 93 من طريق ليث بن أبي سُلَيم، عن مُرَقِّع التميمي، والدارقطني 2/ 73 كذلك من طريق أيوب بن سعيد بن حمزة، كلاهما قال: صليتُ خلف زيد بن أرقم على جنازة، فكبر خمساً، ثم قال: صليتُ خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم على جنازة، فكبر خمساً، فلن ندعها لأحد.

وأخرج ابن أبي شيبة 3/ 303، والدارقطني في "السنن" 2/ 73 من طريق أيوب بن النعمان، وابن أبي شيبة 3/ 302 من طريق الشعبي، كلاهما قال: صليتُ خلف زيد بن أرقم على جنازة، فكبر خمساً. قال الدارقطني: ولم يرفعه.

وسيرد بالأرقام: (19300) و (19301) و (19312) و (19320).

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7147)، وفيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلَّى على النجاشي، فكبَّر عليه أربعاً.

وفي التكبير خمساً عن حذيفة بن اليمان، سيرد 5/ 406.

وقد ذهب ابنُ عبد البر في "التمهيد" 6/ 335 إلى تضعيف حديث زيد بن أرقم هذا بعمرو بن مرة، وأن شعبة قال فيه: كان عمرو بن مرة تعرف وتنكر، ولم نجد قول شعبة هذا فيه في أيٍّ من كتب الرجال، وإنما قال فيه شعبة: كان أكثرهم علماً، كما حكى المزي وغيره. وكذلك ضعفه بمخالفته لحديث شريك الآتي برقم (19301)، ولا يستقيم له ذلك، لأن شريكاً سيِّئ الحفظ، ولا يُقبل حديثه عند المخالفة.

قال النووي في "شرح صحيح مسلم" 7/ 23: قال القاضي: اختلفت الآثار في ذلك فجاء من رواية سليمان بن أبي حَثْمة [في "الاستذكار" 8/ 239] أن =

ص: 25

19273 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" مَنْ لَمْ يَأْخُذْ مِنْ شَارِبِهِ، فَلَيْسَ مِنَّا "(1).

19274 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ حَبِيبٍ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي ثَابِتٍ - عَنْ أَبِي الْمِنْهَالِ، قَالَ: سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ، وَالْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ يَقُولَانِ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ بَيْعِ الذَّهَبِ بِالْوَرِقِ دَيْنًا (2).

= النبي صلى الله عليه وسلم كان يُكبِّر أربعاً، وخمساً، وستًّا، وسبعاً، وثمانياً، حتى مات النجاشيُّ، فكبَّر عليه أربعاً، وثبت على ذلك حتى توفي صلى الله عليه وسلم. قال: واختلف الصحابة في ذلك من ثلاث تكبيرات إلى تسع، وروي عن علي رضي الله عنه أنه كان يُكبِّر على أهل بدر ستًّا، وعلى سائر الصحابة خمساً، وعلى غيرهم أربعاً. قال ابن عبد البر: وانعقد الإجماع بعد ذلك على أربع، وأجمع الفقهاء وأهلُ الفتوى بالأمصار على أربع، على ما جاء في الأحاديث الصِّحاح، وما سوى ذلك عندهم شذوذٌ لا يلتفت إليه. قال: ولا نعلم أحداً من فقهاء الأمصار يخمِّس إلا ابنُ أبي ليلى. وانظر "الاعتبار" 93 - 96، و"نصب الراية" 267 - 270، و"تلخيص الحبير" 2/ 119 - 122، و"الفتح" 3/ 202.

قال السندي: قوله: يكبرها، أي: الخمس لبيان الجواز، وإن كان الغالب الأربع، وبالجملة؛ فلم يَرَ كَوْنَ الأربع ناسخة للخمس.

(1)

إسناده صحيح، رجاله ثقات، وهو مكرر (19263) سنداً ومتناً.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (18541) سنداً ومتناً.

وسيرد في هذا الجزء بالأرقام: (19275)(19276)(19277)(19307)(19310)(19317)(19326)(19330)(19338).

قال السندي: قوله: دَيناً، أي: نسيئة.

ص: 26

19275 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ. قَالَ بَهْزٌ فِي حَدِيثِهِ: حَدَّثَنِي حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْمِنْهَالِ رَجُلًا مِنْ بَنِي (1) كِنَانَةَ قَالَ: سَأَلْتُ الْبَرَاءَ عَنِ الصَّرْفِ، فَقَالَ: سَلْ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ، فَإِنَّهُ خَيْرٌ مِنِّي وَأَعْلَمُ. قَالَ: سَأَلْتُ زَيْدًا. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (2).

19276 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ وَعَامِرُ بْنُ مُصْعَبٍ سَمِعَا أَبَا الْمِنْهَالِ، قَالَ: سَأَلْتُ الْبَرَاءَ وَزَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ. فَذَكَرَ نَحْوَهُ (3).

19277 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي حَسَنُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي الْمِنْهَالِ، وَلَمْ يَسْمَعْهُ مِنْهُ أَنَّهُ سَمِعَ زَيْدًا وَالْبَرَاءَ. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (4).

(1) لفظ "بني" ليس في (ظ 13).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين وهو مكرر ما قبله غير شيخي أحمد، فهما هنا: بهز، وهو ابن أسد العَمِّي، وعفَّان، وهو ابنُ مسلم الصفَّار. أبو المنهال: هو عبد الرحمن بن مطعم.

وأخرجه ابنُ أبي شيبة 7/ 107 - 108، والطبراني في "الكبير"(5038)، والبيهقي في "معرفة السنن"(11052) من طريق عفان، بهذا الإسناد.

وقد سلف برقم (18541)، وانظر ما بعده. قال الحافظ في "الفتح" 4/ 383: وفي الحديث ما كان عليه الصحابة من التواضع، وإنصاف بعضهم بعضاً، ومعرفة أحدهم حق الآخر، واستظهار العالم في الفتيا بنظيره في العلم.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وسيكرر سنداً ومتناً برقم (19317)، ونذكر تخريجه هناك، وانظر ما بعده.

(4)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه كما ذكر أحمد فيه. روح =

ص: 27

19278 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ (1)، عَنِ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنِي الْحَارِثُ بْنُ شُبَيْلٍ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: كَانَ الرَّجُلُ يُكَلِّمُ صَاحِبَهُ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الْحَاجَةِ فِي الصَّلَاةِ، حَتَّى نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ:{وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} [البقرة: 238]، فَأُمِرْنَا بِالسُّكُوتِ (2).

= هو ابن عبادة، وابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز، والحسن بن مسلم: هو ابنُ ينَّاق.

وقد سلف برقم (18541).

وسيكرر سنداً ومتناً برقم (19330).

(1)

في (م): حدثنا يحيى بن سعيد، عن المنهال. وهو خطأ.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن أبي خالد، وأبو عمرو الشيباني: هو سعد بن إياس.

وأخرجه البخاري في "صحيحه"(4534)، وفي "التاريخ الكبير" 2/ 270، وفي "القراءة خلف الإمام"(241)، والنسائي في "المجتبى" 3/ 18، وفي "الكبرى"(1142)، وابن خزيمة في "صحيحه"(856) و (857)، وابن حبان (2246)، والطبراني في "الكبير"(5062)، والبيهقي في "السنن" 2/ 248، والحازمي في "الاعتبار" ص 71 - 72 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(260)، والبخاري (1200)، ومسلم (539)، وأبو داود (949)، والترمذي (405) و (2986)، والنسائي في "الكبرى"(11047) -وهو في "التفسير"(67) - والطبري في تفسيره (5524)، وابن خزيمة في "صحيحه"(856)، وأبو عوانة 2/ 139، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 170، وأبو جعفر النحاس في "الناسخ والمنسوخ" 1/ 472، وابن حبان (2245) و (2250)، والطبراني في "الكبير"(5063) =

ص: 28

19279 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، يَعْنِي ابْنَ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، قَالَ: سَأَلْتُ (1) زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ، فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ خَتَنًا لِي حَدَّثَنِي عَنْكَ بِحَدِيثٍ فِي شَأْنِ عَلِيٍّ رضي الله عنه يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ، فَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْكَ، فَقَالَ: إِنَّكُمْ مَعْشَرَ أَهْلِ الْعِرَاقِ فِيكُمْ مَا فِيكُمْ، فَقُلْتُ لَهُ: لَيْسَ عَلَيْكَ مِنِّي بَأْسٌ، فَقَالَ: نَعَمْ، كُنَّا بِالْجُحْفَةِ، فَخَرْجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَيْنَا ظُهْرًا، وَهُوَ آخِذٌ بِعَضُدِ عَلِيٍّ رضي الله عنه، فَقَالَ:" أَيُّهَا النَّاسُ، أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنِّي أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ؟ " قَالُوا: بَلَى. قَالَ: " فَمَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ، فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ ". قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: هَلْ قَالَ: اللهُمَّ وَالِ مَنْ وَالَاهُ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ؟ قَالَ: إِنَّمَا أُخْبِرُكَ كَمَا سَمِعْتُ (2).

= و (5064)، والبغوي في "شرح السنة"(722)، وفي تفسير سورة البقرة الآية (238) من طرق عن إسماعيل، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

وفي الباب عن عبد الله بن مسعود سلف برقم (3563) وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.

قال السندي: في الحاجة، أي: في شأنها.

في الصلاة متعلق بـ "يكلم".

بالسكوت، أي: عن الكلام الغير اللائق، وإلا فلا سكوت عن القراءة والتسبيح ونحوهما، فالمراد بالقنوت هو السكوت عما لا يليق بالصلاة، والله تعالى أعلم.

(1)

في (ظ 13): أتيت.

(2)

صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف عطية -وهو ابن =

ص: 29

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= سعد- العَوْفي، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. ابن نُمير: هو عبد الله، وعبد الملك بن أبي سليمان: هو العَرزمي.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(5069) من طريق عثَّام بن علي (تصحف فيه إلى غنام)، و (5070) من طريق إسحاق الأزرق، كلاهما عن عبد الملك ابن أبي سليمان، بهذا الإسناد، غير أنه من طريق عَثَّام بن علي جاء بزيادة:"اللهم والِ من والاه، وعادِ مَنْ عاداه" مرفوعة، وسترد مرفوعة كذلك في الطرق الآتية المشار إليها عقب التخريج.

وأخرجه مختصراً الطبراني أيضاً (5071)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 235 من طريق فُضيل بن مرزوق، عن عطية، به.

وأخرجه مطولاً ومختصراً ابنُ أبي عاصم في "السنَّة"(1369) و (1371) و (1375)، والبزار (2540)(زوائد)، والطبراني في "الكبير"(4983) و (4986) و (5059) و (5065) و (5066) و (5068) و (5096) و (5097) و (5128)، وابن عدي في "الكامل" 6/ 2102، والحاكم في "المستدرك" 3/ 533 من طرق عن زيد بن أرقم، به. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.

ونقل ابن كثير في البداية 5/ 214 عن الذهبي قوله: وصدرُ الحديث متواتر، أتيقَّن أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قاله، وأما:"اللهمَّ والِ مَنْ والاه" فزيادةٌ قويَّة الإسناد.

وسيرد من طرق أخرى بالأرقام: (19302)(19325)(19328) و 5/ 370.

وفي الباب عن البراء بن عازب سلف برقم (18479)، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.

وانظر حديث علي السالف برقم (952)، وحديث أم سلمة الآتي 6/ 292، وانظر الحديث السالف برقم (19265).

قال السندي: قوله: هل قال .. إلخ قد جاءت هذه الزيادة في روايات، =

ص: 30

19280 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ وَأَبُو الْمُنْذِرِ قَالَا: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ صُهَيْبٍ، قَالَ أَبُو الْمُنْذِرِ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ: حَدَّثَنِي حَبِيبُ بْنُ يَسَارٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، قَالَ: لَقَدْ كُنَّا نَقْرَأُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَوْ كَانَ لِابْنِ آدَمَ وَادِيَانِ مِنْ ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ، لَابْتَغَى إِلَيْهِمَا آخَرَ، وَلَا يَمْلَأُ بَطْنَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ، وَيَتُوبُ اللهُ عَلَى مَنْ تَابَ "(1).

= وهي تبين أن المراد بالموالاة المحبة، لمقابلتها بالمعاداة، فيحمل "من كنت مولاه" على المحبة، والله تعالى أعلم.

(1)

إسناده صحيح، رجاله ثقات. محمد بن عبيد: هو الطنافسي، وأبو المنذر: هو إسماعيل بن عمر الواسطي، وحبيب بن يسار: هو الكندي الكوفي.

وأخرجه أبو عوانة في "مسنده"(كما في "إتحاف المهرة" 4/ 573) من طريق محمد بن عبيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(5032) من طريق أبي نعيم، عن يوسف بن صهيب، به.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/ 243، وعزاه إلى أحمد والطبراني، وزاد نسبته إلى البزار، وقال: ورجالهم ثقات.

وفي الباب عن ابن عباس سلف برقم (3501)، وانظر لزاماً التعليق عليه من أجل قول زيد: كنا نقرأ على عهد رسول الله

وعن أنس سلف برقم (12228).

وعن عائشة سيرد 6/ 55، وانظر حديث ابن عباس عن أُبي 5/ 117.

قال السندي: قوله: إلا التراب، كناية عن الموت، أي: لا ينقطع حرصُه إلا بالموت.

ويتوب الله على من تاب، أي: فينبغي أن يتوب إلى الله تعالى، عسى أن يتوب الله عليه، فيقطع عنه الحرص في حياته برحمته.

ص: 31

19281 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ مَوْلَى الْأَنْصَارِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: أَوَّلُ مَنْ أَسْلَمَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلِيٌّ رضي الله عنه (1).

(1) إسناده ضعيف، سلف الكلام على أبي حمزة مولى الأنصار -واسمه طلحة بن يزيد- عند الحديث رقم (19268).

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 74 و 13/ 47 و 14/ 75، وابن أبي عاصم في "الأوائل"(70)، والطبري في "تاريخه" 2/ 310 من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

زاد ابن أبي شيبة: قال عمرو بن مرة: فأتيتُ إبراهيمَ (يعني النخعي) فذكرتُ ذلك له، فأنكره، وقال: أبو بكر.

وسترد هذه الزيادة في الطرق الأخرى للحديث.

وأخرجه ابن أبي شيبة 14/ 313 - 314، والنسائي في "الكبرى"(8137) و (8392) و (8393)، والطبراني في "الأوائل"(53) من طرق عن شعبة، به. ولفظه عند النسائي (8393): أول من صلى علي. وقال بإثره: وقال في موضع آخر: "أسلمَ عليٌّ". قلنا: ولفظ أوَّل من صلَّى، سيرد برقم (19303).

وسيأتي بالأرقام (19284) و (19303) و (19306).

وفي الباب عن علي قال: أنا أولُ رجل صلَّى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، سلف برقم (1191) وإسناده ضعيف.

وعن ابن عباس سلف برقم (3061) مطولاً، وفيه: وكان أولَ من أسلم من الناس بعد خديجة، وإسناده ضعيف كذلك.

وجاء في حديث عفيف الكندي الوارد ضمن مسند العباس (1787)، قوله: لو كان اللهُ رزقني الإسلام يومئذ، فأكون ثالثاً مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه. بإسناد ضعيف جداً. =

ص: 32

19282 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ وَأَبِي، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: سَأَلْتُ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ: كَمْ غَزَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: تِسْعَ عَشْرَةَ، وَغَزَوْتُ مَعَهُ سَبْعَ عَشْرَةَ، وَسَبَقَنِي بِغَزَاتَيْنِ (1).

= قال السندي: قوله: أول من أسلم، أي: من الذكور، وإلا فالظاهر أن خديجة آمنت قبله، ومع ذلك؛ فينبغي أن يُقَيَّد بما بعد الإرسال، وإلا فالظاهر أن ورقةَ بنَ نوفل آمن قبل ذلك، وبهذا أخذ كثيرٌ من أهل السير، وهو غير مستبعد في النظر، ومن رأى أنه ما ثبت تقدمُ إسلامه على أبي بكر رضي الله عنهما قال: المرادُ: أوَّلُ من أسلم من الصغار، وأبو بكر أوَّلُ من أسلم من الرجال، والله تعالى أعلم.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. والد وكيع -وهو الجراح بن مَليح ابن عديّ الرؤاسي- توبع، وهو من رجال مسلم وأبي داود والترمذي وابن ماجه، وهو حسن الحديث، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، وهو من أثبت الناس في جدَّه أبي إسحاق للزومه إياه.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(5047 - 5048) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد بن حميد (261)، والبخاري (4471)، والطبراني (5046) من طرق عن إسرائيل، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 14/ 350 - 351، وأبو يعلى (1694)، والطبراني في "الكبير"(5044) و (5045) من طرق عن إسرائيل، به. وجاء عند أبي يعلى: بضع عشرة غزوة، وفي إسناده حُدَيج بن معاوية، وهو ضعيف.

وذكره الهيثمي في "المجمع" 9/ 382، ونسبه إلى أبي يعلى، وقال: وفيه حُديج بن معاوية، وثقة أبو حاتم وغيره، وضعَّفه النسائي وغيره، وبقية رجاله ثقات.

وسيرد بالأرقام (19298) و (19316) و (19335) و (19339). =

ص: 33

19283 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ، عَنْ عَائِذِ اللهِ الْمُجَاشِعِيِّ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، قَالَ: قُلْتُ - أَوْ قَالُوا -: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا هَذِهِ الْأَضَاحِيُّ؟ قَالَ:" سُنَّةُ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ ". قَالُوا: مَا لَنَا مِنْهَا؟ قَالَ: " بِكُلِّ شَعْرَةٍ حَسَنَةٌ ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، فَالصُّوفُ؟ قَالَ:" بِكُلِّ شَعْرَةٍ مِنَ الصُّوفِ حَسَنَةٌ "(1).

= وفي الباب: عن جابر قال: غزوتُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تسع عشرة غزوة. قال جابر: لم أشهد بدراً ولا أحداً

سلف برقم (14523).

قال الحافظ في "الفتح" 7/ 280 بعد أن ذكر أن عدد غزواته صلى الله عليه وسلم من حديث جابر إحدى وعشرون: فعلى هذا ففات زيدَ بنَ أرقم ذكرُ اثنتين منها، ولعلَّهما الأبواء وبواط، وكأن ذلك خفي عليه لصغره، ويؤيد ما قلتُه ما وقع عند مسلم بلفظ: "قلت: ما أولُ غزوةٍ غزاها؟ قال: ذات العُشير، أو العُشيرة، والعُشيرة كما تقدم (يعني في حديث زيد بن أرقم) هي الثالثة. وانظر تتمة كلامه.

وسترد في الرواية (19335).

(1)

إسناده ضعيف جداً، أبو داود -وهو نُفَيع بن الحارث الأعمى- الكوفي متروك، وعائذ الله المجاشعي ضعيف، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه عبد بنُ حُميد (259)، وابن ماجه (3127)، وابن عدي في "الكامل" 5/ 1993، والحاكم في "المستدرك" 2/ 389، والبيهقي في "السنن" 9/ 261 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

قال ابن عدي -ونقله عنه البيهقي-: سمعت ابن حماد يقول: قال البخاري: عائذُ الله المجاشعي عن أبي داود، روى عنه سلَّام بن مسكين، لا يصحُّ حديثه. =

ص: 34

19284 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَمْزَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، قَالَ: أَوَّلُ مَنْ صَلَّى مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلِيٌّ

= وقال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه! فتعقَّبه الذهبي بقوله: عائذ الله قال أبو حاتم: منكر الحديث. قلنا: ولم يذكر حال أبي داود الأعمى، وهو متروك، كما ذكرنا آنفاً.

وأخرجه العقيلي في "الضعفاء الكبير" 3/ 419 و 4/ 307، وابن قانع في "معجمه" 1/ 228، والطبراني في "الكبير"(5075) -ومن طريقه المزي في "تهذيبه"(في ترجمة عائذ الله المجاشعي) - وابن عدي في "الكامل" 5/ 1993، والبيهقي في "السنن" 9/ 261 من طرق عن سلَّام بن مسكين، به.

وفي باب فضل الأضحية عن عائشة عند الترمذي (1493)، وابن ماجه (3126) بلفظ:"ما عَمِلَ آدميٌّ من عمل يومَ النحر أحبَّ إلى الله من إهراق دم، وإنه لتأتي يومَ القيامة بقرونها وأشعارها وأظلافها، وإنَّ الدم لَيَقَعُ من الله بمكان قبل أن يقع من الأرض، فطيبُوا بها نفساً". قال الترمذي: حديث حسن غريب.

وعن أبي سعيد الخدري عند البزار (1202)(زوائد) بلفظ: "يا فاطمة، قومي إلى أضحيتك فاشهديها، فإن لك بكل قطرة تقطر من دمها أن يُغفر لك ما سلف من ذنوبك .... " أورده الهيثمي في "المجمع" 4/ 17 وقال: رواه البزار، وفيه عطية بن قيس، وفيه كلام كثير، وقد وُثق.

وعن عمران بن حصين عندَ الطبراني في "الكبير" 18/ (600)، و"الأوسط"(2530)، ولفظه مثل لفظ حديث أبي سعيد. أورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/ 17، وقال: فيه أبو حمزة الثمالي، وهو ضعيف.

ص: 35

رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. قَالَ عَمْرٌو: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِإِبْرَاهِيمَ، فَأَنْكَرَ ذَلِكَ، وَقَالَ: أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه (1).

19285 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةٍ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أُبَيٍّ: لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ قَالَ: فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَحَلَفَ عَبْدُ اللهِ بْنُ

(1) إسناده ضعيف، وهو مكرر (19281) غير شيخ أحمد، فهو هنا يزيد ابن هارون، وإبراهيم المذكور هو النخعي.

وهو عند المصنف في "فضائل الصحابة"(1004).

وأخرجه الطيالسي (678)، والنسائي في "الكبرى"(8391 م)، والطبري في "تاريخه" 2/ 310، والبغوي في "الجعديات"(84)، والطبراني في "الكبير"(5002)، وأبو بكر القطيعي في زوائده على "فضائل الصحابة" لأحمد (1040)، والبيهقي في "السنن" 6/ 206، والمزي في "تهذيب الكمال"(في ترجمة أبي حمزة طلحة بن يزيد الأنصاري) من طرق عن شعبة، به.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(2031)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 150 من طريق غالب بن عبد الله بن غالب، عن ابن عيينة، عن مسعر، عن عمرو بن مرة، به. غير أنه قال: أبو بكر، بدل: علي.

قال الطبراني: لم يروه عن سفيان غير هذا الشيخ غالب، وخالف شعبةُ. ثم ذكر روايته.

وأورده الهيثمي 9/ 103، ونسبه لأحمد والطبراني في "الأوسط"، وقال: ورجالُ أحمد رجال الصحيح!

وسلف برقم (19281).

ص: 36

أُبَيٍّ: إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ. قَالَ: فَلَامَنِي قَوْمِي، وَقَالُوا: مَا أَرَدْتَ إِلَى هَذَا؟! قَالَ: فَانْطَلَقْتُ، فَنِمْتُ كَئِيبًا حَزِينًا (1) قَالَ: فَأَرْسَلَ إِلَيَّ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَوْ أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: " إِنَّ اللهَ عز وجل قَدْ أَنْزَلَ عُذْرَكَ، وَصَدَّقَكَ ". قَالَ: فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا} ، حَتَّى بَلَغَ:{لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ} (2)[المنافقون: 7 - 8].

(1) في (س) و (ص) و (ق) و (م): أو حزيناً، والمثبت من (ظ 13)، وانظر شرح السندي عليها.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. والحَكَم: هو ابن عُتيبة.

وأخرجه النسائي في "السنن الكبرى"(11597) -وهو في "التفسير"(617) -، وابن جرير الطبري في "تفسيره" الآية (5) من سورة "المنافقون" 28/ 109 - 110، والطبراني في "الكبير"(5082) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (4902)، والترمذي (3314)، والطبري في "التفسير" 28/ 109 من طرق، عن شعبة، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

وعلقه البخاري بصيغة الجزم في "صحيحه" بإثر الحديث (4902)، فقال: وقال ابنُ أبي زائدة (وهو يحيى بن زكريا)، عن الأعمش، عن عمرو (وهو ابن مرة)، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن زيد بن أرقم، عن النبي صلى الله عليه وسلم، ووصله النسائي في "الكبرى"(11594) -وهو في "التفسير"(614) -، والطبري في "التفسير" 28/ 112، وأبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة" 4/ 594)، والطبراني في "الكبير"(4979) من طرق عن ابن أبي زائدة، به. =

ص: 37

19286 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ. وَحَجَّاجٌ قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِنَّ هَذِهِ الْحُشُوشَ

= وأخرجه مطولاً الترمذي (3313)، والطبراني في "الكبير"(5041)، والحاكم في "المستدرك" 2/ 488 - 489، والبيهقي في "الدلائل" 4/ 54 - 55 من طريق أبي سعيد الأزدي، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(5885)، والطبراني في "الكبير"(5073) من طريق خليفة بن حصين، كلاهما عن زيد بن أرقم، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

وسيرد بالأرقام (19295) و (19296) و (19297) و (19333) و (19334).

وفي الباب عن جابر، سلف برقم (15223) مختصراً.

قال الحافظ في "الفتح" 8/ 646: وفي الحديث من الفوائد: تركُ مؤاخذة كبراء القوم بالهفوات، لئلا ينفر أتباعهم، والاقتصارُ على معاتباتهم، وقبولُ أعذارهم، وتصديقُ أيمانهم وإن كانت القرائن تُرشد إلى خلاف ذلك، لما في ذلك من التأنيس والتأليف. وفيه جوازُ تبليغ ما لا يجوز للمقول فيه، ولا يُعَدُّ نميمة مذمومة، إلا إن قصد بذلك الإفساد المطلق، وأما إذا كانت فيه مصلحة ترجح على المفسدة، فلا.

قال السندي: قوله: في غزوة، قيل: هي غزوة بني المصطلق.

ما أردتَ؛ "ما" الاستفهامية مفعول للإرادة، أي: أيُّ شيء أردتَ ذاهباً إلى هذا الذي فعلتَ، أي: ما قصدتَ بما فعلت، أي: لا ينبغي ما فعلت، إذ لا يظهر فيه مقصد صحيح.

كئيباً، أي: حزيناً، فما بعده تفسير له، وفي بعض النسخ: أو حزيناً بالشك.

وصدَّقَك: من التصديق، أي: جعل كلامَك صادقاً.

ص: 38

مُحْتَضَرَةٌ، فَإِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمْ، فَلْيَقُلْ: اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخُبُثِ وَالْخَبَائِثِ " (1).

(1) رجالُه ثقات رجال الشيخين، وهذا حديث تفرَّد به قتادة، ورواه عنه شعبة، وسعيد بن أبي عروبة، ومعمر، وهشام الدستوائي، واختلفوا عليه فيه:

فرواه شعبة عنه، فقال: عن النضر بن أنس، عن زيد بن أرقم، رواه عن شعبة محمدُ بن جعفر وحجاج في هذه الرواية، وعبد الرحمن بن مهدي في الرواية (19332).

ورواه سعيدُ بنُ أبي عروبة، عنه، فقال: عن القاسم الشيباني، عن زيد بن أرقم، رواه عن سعيد أسباطُ بن محمد، وعبدُ الوهَّاب الخفاف في الرواية (19331)، وخالفهما ابنُ علية -عند النسائي في "الكبرى"(9904)، والطبراني في "الكبير"(5100)، وفي "الدعاء" (362) - فقال: عن النضر بن أنس، بدل: القاسم الشيباني، وثلاثتهم روى عن سعيد قبل الاختلاط.

ورواه معمر عنه، فقال: عن النضر بن أنس، عن أبيه أنس بن مالك، رواه عن معمر عبد الرزاق عند الطبراني في "الدعاء"(355).

ورواه هشام الدستوائي -كما ذكر الترمذي في "سننه" 1/ 11 - فقال: عن قتادة، عن زيد بن أرقم.

وقد عدَّ الترمذيُّ هذا الاختلاف اضطراباً، فقال: وحديثُ زيد بن أرقم في إسناده اضطرابٌ، ثم سرده. وقال في "العلل الكبير" 1/ 84: سألت محمداً (يعني البخاري) إيُّ الروايات عندنا أصحُّ؟ قال: لعل قتادة سمع منهما جميعاً عن زيد بن أرقم، ولم يقض في هذا بشيء. قلنا: يريد البخاري بقوله هذا دَفْعَ الاضطراب عن إسناد هذا الحديث، لأن قول معمر فيه: عن أنس بن مالك، وهمٌ، فيما نقله البيهقي في "سننه" 1/ 96 عن الإمام أحمد، وروايةُ الدستوائي فيها، انقطاع، فتمحَّض من هذه الروايات روايتا سعيد وشعبة، عن قتادة. ولم يقطع البخاري باضطرابهما، وإن لم يوافقه الترمذي، وصحَّحهما ابن حبان، =

ص: 39

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= فقال: الحديث مشهورٌ عن شعبةَ وسعيدٍ جميعاً، وهو ما تفرَّد به قتادة. قلنا: وتابعه على تصحيحهما الحاكم في "المستدرك"، فقال: وكلا الإسنادين من شرط الصحيح، ووافقه الذهبي.

وأخرجه الترمذي في "العلل الكبير" 1/ 82، وابن ماجه (296)، والنسائي في "الكبرى"(9903) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(75) - وابن خزيمة (69)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 4/ 287 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (679) -ومن طريقه ابن خزيمة (69)، والبيهقي 1/ 96 - ، وأبو داود (6)، والطبراني في "الكبير"(5099)، وفي "الدعاء"(361)، والحاكم 1/ 187 من طريق عمرو بن مرزوق، وأبو يعلى (7219) من طريق النضر بن شميل، وابن خزيمة (69)، وابن حبان (1408) من طريق خالد بن الحارث، وابن خزيمة أيضاً (69) من طريق ابن أبي عدي، خمستهم عن شعبة، به، واللفظ عند الطبراني والحاكم: .... فليقل: "أعوذ بالله من الرجس النجس الشيطان الرحيم".

وسيرد برقمي: (19331) و (19332).

وفي الباب عن أنس بن مالك عند البخاري (142)، ومسلم (375)، سلف برقمي:(13947) و (13999)، ولفظه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل الخلاء قال:"اللهم إني أعوذ بك من الخُبث والخبائث".

قال السندي: قوله: الحُشُوش؛ بضم المهملة والمعجمة جميعاً، وهي الكُنُف، واحدها حُشٌ، مثلثة الحاء، وأصله جماعة النخل الكثيفة، كانوا يقضون حوائجهم إليها قبل اتخاذ الكُنُف في البيوت.

مَحتَضَرة: بفتح الضاد، أي: تحضُرها الشياطين.

من الخُبُث: بضمتين، جمع الخبيث، والخبائث جمع الخبيثة، والمراد ذكور الشياطين وإناثهم، وسكون الباء غلط. قاله الخطابي، وردَّه النووي بأنَّ الإسكان جائز على سبيل التخفيف قياساً، ككتب ورسل، فلعل الخطابي أنكر =

ص: 40

19287 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ مَيْمُونٍ أَبِي عَبْدِ اللهِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، قَالَ: كَانَ لِنَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَبْوَابٌ شَارِعَةٌ فِي الْمَسْجِدِ. قَالَ: فَقَالَ يَوْمًا: " سُدُّوا هَذِهِ الْأَبْوَابَ إِلَّا بَابَ عَلِيٍّ ". قَالَ: فَتَكَلَّمَ فِي ذَلِكَ النَّاسُ (1). قَالَ: فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَحَمِدَ اللهَ تَعَالَى، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ:" أَمَّا بَعْدُ؛ فَإِنِّي أَمَرْتُ بِسَدِّ هَذِهِ الْأَبْوَابِ إِلَّا (2) بَابَ عَلِيٍّ، وَقَالَ فِيهِ قَائِلُكُمْ، وَإِنِّي وَاللهِ مَا سَدَدْتُ شَيْئًا وَلَا فَتَحْتُهُ، وَلَكِنِّي أُمِرْتُ بِشَيْءٍ فَاتَّبَعْتُهُ "(3).

= على من يقول أصله الإسكان، بل قد يقال: يمكن أن يكون أصله السكون بناء على أنه اسمٌ بمعنى الشرّ، وحينئذ فالخبائث صفة للنفوس، فيشمل ذكورَ الشياطين وإناثَهم جميعاً، والمراد التعوذ من الشرِّ وأصحابه.

(1)

في (ظ 13): أناس.

(2)

في (ظ 13): غير.

(3)

إسناده ضعيف ومتنه منكر، ميمون أبي عبد الله، وهو البصري الكندي، ضعفه ابن المديني ويحيى القطان وابن معين وأبو داود، والنسائي وأبو أحمد الحاكم، وقال الأثرم عن أحمد: أحاديثه مناكير، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عوف: هو ابن أبي جميلة الأعرابي.

وهو في "فضائل الصحابة" لأحمد (985)، ومن طريقه أخرجه الحاكم في "المستدرك" 3/ 125، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، فتعقبه الذهبي فقال: رواه عوف عن ميمون أبي عبد الله. قلنا: يعني يشير إلى أنه ضعيف لضعف ميمون هذا: وقد ذكره في "الميزان" 4/ 235، وذكر فيه هذا الحديث من منكراته.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(8423)، ومن طريقه الطحاوي في "شرح =

ص: 41

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= مشكل الآثار" (3561) من طريق محمد بن جعفر، به.

وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" 4/ 185 من طريق المعتمر بن سليمان، عن عوف، به.

وقال: وقد روي من طريق أصلح من هذا، وفيها لين أيضاً.

وذكره الهيثمي في "المجمع" 9/ 114، وقال: رواه أحمد، وفيه ميمون أبو عبد الله، وثَّقه ابنُ حبان! وضعفه جماعة، وبقية رجاله رجال الصحيح.

وفي الباب عن سعد بن أبي وقاص، سلف برقم (1511)، وفي إسناده عبد الله بن شريك العامري الكوفي مختلف فيه وكان من أصحاب المختار لم يحدث عنه ابن عيينة، وترك حديثه عبد الرحمن بن مهدي، وقال أبو حاتم والنسائي: ليس بقوي، قال العقيلي: كان ممن يغلو، يعني في التشيع، وعبد الله بن الرقيم مجهول.

وعن ابن عباس، سلف برقم (3061) وفي إسناده أبو بَلْج -وهو يحيى بن سُليم- لم يحمده الإمام أحمد، وقال: روى حديثاً منكراً، وقال البخاري: فيه نظر، وقد روى هذا الحديث عن عمرو بن ميمون، عن ابن عباس فزعم عبد الغني ابن سعيد في "إيضاح الإشكال" أن أبا أبلج غلط فيها وإنما هو ميمون أبو عبد الله عن ابن عباس، قلنا: وميمون ضعيف صاحب مناكير كما سلف بيانه.

وعن ابن عمر، سلف برقم (4797)، وفي إسناده هشامُ بنُ سعد، وهو ضعيف لا يحتج به، ويُكتب حديثُه في المتابعات.

ورابع من حديث جابر بن سمرة عند الطبراني في "الكبير"(2031)، وفي إسناده إسماعيل بن عمرو البجلي وهو واهٍ، وناصحُ بنُ عبد الله المُحَلِّمي الكوفي، مجمع على ضعفه، وتركه بعضهم، قال ابن عدي: من متشيعي أهل الكوفة، وقال البخاري: منكر الحديث.

قال ابن الجوزي في "الموضوعات" 1/ 366: هذه الأحاديثُ كُلُّها من وضع الرافضة، قابلوا به الحديث المتفق على صحته في سُدُّوا الأبواب إلا باب أبي بكر. =

ص: 42

19288 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنِ الْحَجَّاجِ مَوْلَى بَنِي ثَعْلَبَةَ، عَنْ قُطْبَةَ بْنِ مَالِكٍ عَمِّ (1) زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ، قَالَ: نَالَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ مِنْ عَلِيٍّ، فَقَالَ (2) زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ: قَدْ عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَنْهَى عَنْ سَبِّ الْمَوْتَى، فَلِمَ تَسُبُّ عَلِيًّا وَقَدْ مَاتَ (3)؟!

= وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في "منهاج السنة" 5/ 34 - 36: وهو يتحدث عن حديث ابن عباس الطويل: وفيه ألفاظ هي كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وكذلك قوله: "وسَدَّ الأبواب كلها إلا باب علي" فإن هذا مما وضعته الشيعة على طريق المقابلة، فان الذي في "الصحيح" عن أبي سعيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في مرضه الذي مات فيه:"إن أَمنَّ الناس علي في ماله وصحبته أبو بكر، ولو كنت متخذاً خليلاً غير ربِّي، لاتخذت أبا بكر خليلاً ولكن أخوة الإسلام ومودته، لا يَبْقَيَنَّ في المسجد خوخَةٌ إلا سُدَّت إلا خوخَةَ أبي بكر" ورواه ابن عباس أيضاً في "الصحيحين".

قلنا: ولم يصنع الحافظ ابن حجر رحمه الله شيئاً في تقوية هذا الحديث بمثل هذه الأسانيد ولم يُصب في تنقيد الحافظين ابن الجوزي والعراقي رحمهما الله لإيرادهما هذا الحديث في الموضوعات.

انظر "القول المسدد" 5 - 6 و 17 - 22 و"فتح الباري" 7/ 14 - 15.

(1)

في (ق): "عن" بدل "عم" وهو خطأ، ووقع كذلك في نسخة الحافظ ابن حجر، فنبَّه عليها في "تعجيل المنفعة" في ترجمة أبي أيوب الحجاج مولى بني ثعلبة.

(2)

في (ظ 13): فقال له.

(3)

صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة حجاج مولى بني ثعلبة، وهو ابن أيوب، ويكنى أبا أيوب كما سيرد في الرواية رقم (19315)، وهو من رجال "التعجيل". وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير قطبة بن مالك -وهو =

ص: 43

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الثعلبي- فمن رجال مسلم، وله صحبة. محمد بن بشر: هو العبدي، ومسعر: هو ابن كدام.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(4975) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن المبارك في "مسنده"(269) -ومن طريقه الطبراني في "الكبير"(4975)، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 236 عن مسعر، به. ووقع عند الطبراني: عن قطبة بن مالك، عن زياد بن علاقة، وهو خطأ، كما نبَّهنا عليه في فروق النسخ، ووقع في مطبوع "الحلية" سقط وتحريف.

وأخرجه الطبراني (4974)، والحاكم في "المستدرك" 1/ 384 - 385 من طريقين عن عمرو بن محمد بن أبي رزين الخزاعي، عن شعبة، عن مسعر، عن زياد بن علاقة، عن عمه قطبة بن مالك، أن المغيرة بن شعبة نال من علي، فقام إليه زيد .... وعمرو بن محمد بن أبي رزين صدوق حسن الحديث، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح.

قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرِّجاه، ووافقه الذهبي.

وأخرجه أبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة" 4/ 587) من طريقي شعبة وزهير بن معاوية، عن أبي إسحاق السبيعي، عن زيد بن أرقم، وإسناده صحيح. زهير بن معاوية -وإن روى عن أبي إسحاق بعد الاختلاط- متابع.

وذكره الهيثمي في "المجمع" 8/ 76، وقال: رواه الطبراني بأسانيد، ورجال أحد أسانيد الطبراني ثقات.

وسيأتي برقم (19315).

وفي باب النهي عن سبِّ الأموات، عن ابن عباس سلف برقم (3734)، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.

قال السندي: قوله: قد علمتَ؛ قال له ذلك على طريق التنزُّلِ وفرضِ أنه =

ص: 44

19289 -

حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ مَيْمُونًا يُحَدِّثُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَمَرَهُمْ أَنْ يَتَدَاوَوْا مِنْ ذَاتِ الْجَنْبِ بِالْعُودِ الْهِنْدِيِّ وَالزَّيْتِ (1).

= كان يستحق السبَّ حال حياته، وإلا فهو رضي الله تعالى عنه أعلى من أن يُسبَّ في حياته، فكيفَ بعد الموت؟!

(1)

التداوي بالعود الهندي منه صحيح، وميمون أبو عبد الله ضعيف، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أبي داود -وهو الطيالسي- فمن رجال مسلم. خالد الحَذّاء: هو ابن مهران.

وهو في "مسند" الطيالسي (686) إلا أنه أبهم أبا عبد الله ميموناً، ولم يصرح باسمه، فقال: عن رجل.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(7589) من طريق أبي داود، بهذا الإسناد.

وأخرجه الترمذي (2079)، والحاكم في "المستدرك" 4/ 201 - 202 من طريق عمرو بن محمد بن أبي رزين، والطبراني في "الكبير"(5090) والبيهقي في "السنن " 9/ 346 من طريق مسلم بن إبراهيم، كلاهما عن شعبة، به. وفيه:"القُسْط البحري". قلنا: وهو العود الهندي. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب صحيح، لا نعرفه إلا من حديث ميمون عن زيد، وقد روى عن ميمون غيرُ واحد هذا الحديث. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي!

وسيرد برقم (19327).

والتداوي من ذات الجنب بالعود الهندي سيرد من حديث أم قيس بنت محصن 6/ 355، وهو في صحيح البخاري (5718) ومسلم (2214).

وعن جابر سلف برقم (14385).

وانظر "زاد المعاد" 4/ 74.

ص: 45

19290 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الشَّامِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ يَخْطُبُ يَقُولُ: يَا أَهْلَ الشَّامِ، حَدَّثَنِي الْأَنْصَارِيُّ - قَالَ شُعْبَةُ: يَعْنِي زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ -: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ ". وَإِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَكُونُوهُمْ (1) يَا أَهْلَ الشَّامِ (2).

(1) في (س) و (ص) و (ق) و (م): تكونوا هم، والمثبت من (ظ 13).

(2)

مرفوعه صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أبي عبد الله الشامي، ذكره الحافظ في "التعجيل"، وقال: كذا ذكره الهيثمي، ولم أر له في أصل المسند ذكراً، ولا أورده الحسيني. قلنا: كذا قال مع أنه ذكره في "أطراف المسند" 2/ 374. وبقية رجاله ثقات. سليمان بن داود: هو الطيالسي.

وهو عند الطيالسي (689)، ومن طريقه أخرجه عبد بن حميد (268)، والبزار (3319)(زوائد)، والطبراني في "الكبير"(4967).

قال البزار: لا نعلم روى معاويةُ عن زيدٍ إلا هذا، وأبو عبد الله لا نعلم أحداً سماه، ولا رواه إلا شعبة.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/ 287، وقال: رواه أحمد والبزار والطبراني، وأبو عبد الله الشامي ذكره ابنُ أبي حاتم [في "الجرح والتعديل" 9/ 399]، ولم يجرحه أحد، وبقية رجاله رجال الصحيح.

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (8274) وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.

وأورده السيوطي في "الأزهار المتناثرة في الأحاديث المتواترة"(80).

قال السندي: قوله: أن تكونوهم، أي: أن تكونوا هم يا أهل الشام. "هم" أي: أولئك الطائفة، فهو خبر الكون من باب استعارة المرفوع =

ص: 46

19291 -

حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَمْزَةَ مَوْلَى الْأَنْصَارِ قَالَ: سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي مَنْزِلٍ نَزَلُوهُ فِي مَسِيرِهِ، فَقَالَ:" مَا أَنْتُمْ بِجُزْءٍ مِنْ مِئَةِ أَلْفِ جُزْءٍ مِمَّنْ يَرِدُ عَلَيَّ الْحَوْضَ مِنْ أُمَّتِي ". قَالَ: قُلْتُ: كَمْ كُنْتُمْ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: كُنَّا سَبْعَ مِئَةٍ أَوْ ثَمَانِ مِئَةٍ (1).

19292 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّضْرَ بْنَ أَنَسٍ يُحَدِّثُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" اللهُمَّ اغْفِرْ لِلْأَنْصَارِ، وَلِأَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ، وَلِأَبْنَاءِ أَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ "(2).

= للمنصوب، والاتصال في خبر الكون، فجائز في العربية.

(1)

إسناده ضعيف، أبو حمزة سلف الكلام عيه في الرواية (19268)، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. عمرو بن مرة: هو المُرادي الجَمَلي.

وأخرجه الطيالسي (677)، وعبد بن حميد (266)، وأبو داود (4746)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(85) -ومن طريقه اللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة"(2106)، والمزي في "تهذيبه"(في ترجمة طلحة بن يزيد) - والطبراني في "الكبير"(4997)، والحاكم في "المستدرك" 1/ 76 - 77، واللالكائي أيضاً (2107) من طرق عن شعبة، به.

وجاء العدد عند الطيالسي والبغوي واللالكائي والمزي: ثمان مئة، أو تسع مئة.

وقد سلف برقم (19268).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير =

ص: 47

19293 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، قَالَ: سَمِعْتُ دَاوُدَ الطُّفَاوِيَّ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ الْبَجَلِيِّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، قَالَ: كَانَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِي دُبُرِ صَلَاتِهِ: " اللهُمَّ رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ أَنَا شَهِيدٌ أَنَّكَ أَنْتَ الرَّبُّ وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ " قَالَهَا إِبْرَاهِيمُ مَرَّتَيْنِ " رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ، أَنَا شَهِيدٌ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ، رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ، أَنَا شَهِيدٌ أَنَّ الْعِبَادَ كُلَّهُمْ إِخْوَةٌ، اللهُمَّ رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ، اجْعَلْنِي مُخْلِصًا لَكَ وَأَهْلِي فِي كُلِّ سَاعَةٍ مِنَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، ذَا الْجِلَالِ وَالْإِكْرَامِ اسْمَعْ وَاسْتَجِبْ، اللهُ الْأَكْبَرُ الْأَكْبَرُ، اللهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ

= سليمان بن داود -وهو الطيالسي- فمن رجال مسلم، وهو ثقة. قتادة: هو ابن دعامة السَّدُوسي.

وهو عند المصنِّف في "فضائل الصحابة"(1426).

وهو في "مسند" الطيالسي (680)، ومن طريقه أخرجه أبو عوانة، كما في "إتحاف المهرة" 4/ 596.

وأخرجه مسلم (2506)(172) من طريق خالد بن الحارث وعبد الرحمن ابن مهدي، وأبو عوانة -كما في "إتحاف المهرة" 4/ 596 - من طريق بَدَل بن المُحَبِّر، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(5811)، والطبراني في "الكبير"(5101) من طريق عمرو بن مرزوق، أربعتهم عن شعبة، به. ولم يذكر عمرو ابن مرزوق قوله:"ولأبناء أبناء الأنصار".

وسيأتي بالأرقام (19299) و (19322) و (19323) و (19337) و (19343).

وفي الباب عن أنس بن مالك، سلف برقم (12414)، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.

ص: 48

وَالْأَرْضِ، اللهُ الْأَكْبَرُ الْأَكْبَرُ، حَسْبِيَ اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ، اللهُ الْأَكْبَرُ الْأَكْبَرُ " (1).

19294 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ وَمُؤَمَّلٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عَطَاءٍ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ، قَالَ: يَا زَيْدُ بْنَ أَرْقَمَ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أُهْدِيَ لَهُ عُضْوُ صَيْدٍ وَهُوَ مُحْرِمٌ، فَلَمْ يَقْبَلْهُ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ مُؤَمَّلٌ: فَرَدَّهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وَقَالَ:" إِنَّا حُرُمٌ "؟ قَالَ: نَعَمْ (2).

(1) إسناده ضعيف لضعف داود الطُّفاوي -وهو ابن راشد- قال ابن معين: ليس بشيء. وذكر له العقيلي في "الضعفاء" حديثاً باطلاً لا أصل له، ولجهالة أبي مسلم البَجَلي؛ قال الذهبي في "الميزان": لا يُعرف. وبقية رجاله ثقات. إبراهيم بن مهدي: هو المِصِّيصي، ومعتمر: هو ابن سليمان.

وأخرجه أبو داود (1508)، والنسائي في "الكبرى"(9929) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(101) - وأبو يعلى (7216)، والطبراني في "الكبير"(5122)، وابن السني (114)، والبيهقي في "الشعب"(622)، وفي "الأسماء والصفات"(272)، وفي "الدعوات الكبير"(94)، والمزي في "تهذيب الكمال"(في ترجمة داود الطُّفاوي) من طرق عن معتمر بن سليمان، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو يعلى (7217) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن داود الطُّفاوي، به.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم. قيس بن سعد وحماد بن سلمة من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير مُؤمَّل -وهو ابنُ إسماعيل وهو ضعيف، وقد توبع. عفَّان: هو ابن مُسلم الصفَّار، وعطاء: هو ابنُ أبي رباح. =

ص: 49

19295 -

حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ الْقُرَظِيَّ قَالَ: سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ، قَالَ: لَمَّا قَالَ: عَبْدُ اللهِ بْنُ أُبَيٍّ مَا قَالَ: لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ، وَقَالَ (1): لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ، قَالَ: فَسَمِعْتُهُ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ. قَالَ: فَلَامَنِي نَاسٌ مِنَ الْأَنْصَارِ. قَالَ: وَجَاءَ هُوَ، فَحَلَفَ مَا قَالَ ذَاكَ، فَرَجَعْتُ إِلَى الْمَنْزِلِ، فَنِمْتُ. قَالَ: فَأَتَانِي رَسُولُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أَوْ بَلَغَنِي، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" إِنَّ اللهَ عز وجل قَدْ صَدَّقَكَ وَعَذَرَكَ ". فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ} [المنافقون: 7](2).

• 19296 - قَالَ عَبْدُ اللهِ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُعَاذٍ، حَدَّثَنَا أَبِي،

= وأخرجه عبد بن حميد (269)، والنسائي 5/ 184 من طريق عفان، بهذا الإسناد. وقرن عبد بنُ حميد بعفان بن مسلم أبا الوليد الطيالسي.

وأخرجه أبو داود (1850) وابن خزيمة -كما في "إتحاف المهرة" 4/ 575 - والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 169، وابن حبان (3968)، والطبراني في "الكبير"(4965)، من طرق عن حماد بن سلمة، به.

وسلف برقم (19271).

(1)

في (س) و (م) و (ص) و (ق): أو قال. والمثبت من (ظ 13)، وهو الصحيح.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. هاشم: هو ابن القاسم. والحَكَم: هو ابن عُتيبة.

وأخرجه الطبري في "التفسير" 28/ 109 من طريق هاشم، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (19285).

ص: 50

حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم نَحْوَهُ (1).

• 19297 - قَالَ عَبْدُ اللهِ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُعَاذٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم نَحْوَهُ (2).

19298 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ:

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن أحمد، فمن رجال النسائي، وهو ثقة. عُبيد الله بن معاذ: هو ابن معاذ بن نصر بن حسان العنبري، والحَكَم: هو ابن عُتيبة.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(20582) من طريق عبد الله بن أحمد، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (19285).

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(5082) من طريق عبد الله بن أحمد، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (19285).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف من أجل أبي حمزة -وهو طلحة ابن يزيد- وقد سلف الكلام عليه عند الحديث (19268)، لكنه قد توبع في هذا الحديث. عبيد الله بن معاذ: هو ابنُ معاذ العَنبري.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(5003) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.

وقد سلف برقم (19285) وذكرنا في تخريجه أن الأعمش رواه عن عمرو ابن مرة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن زيد بن أرقم. قال الحافظ في "الفتح" 8/ 647: كأنَّ لعمرو بن مرة فيه شيخين.

ص: 51

سَأَلْتُ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ: كَمْ غَزَوْتَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: سَبْعَ عَشْرَةَ.

قَالَ: وَحَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم غَزَا تِسْعَ عَشْرَةَ، وَأَنَّهُ حَجَّ بَعْدَمَا هَاجَرَ حَجَّةً وَاحِدَةً: حَجَّةَ الْوَدَاعِ. قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: وَبِمَكَّةَ أُخْرَى (1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حسن بن موسى: هو الأشيب، وزهير -وهو ابن معاوية، وإن روى عن أبي إسحاق -وهو السبيعي- بعد الاختلاط- قد انتقى الشيخان له هذا الحديث.

وأخرجه مسلم (1254)(218) من طريق حسن بن موسى، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري في "صحيحه"(4404)، وفي "التاريخ الكبير" 3/ 385، ومسلم (1254)(144) ص 1447 (كتاب الجهاد والسير)، والدارمي (1786)، وأبو عوانة 4/ 370 و 370 - 371، والطبراني في "الكبير"(5043)(5049)، والبيهقي في "الدلائل" 5/ 453 من طرق عن زهير بن معاوية، به.

وسلف برقم (19282).

قال الحافظ في "الفتح" 8/ 107: اقتصاره على قوله: "أخرى" قد يُوهم أنه لم يحجَّ قبل الهجرة إلا واحدة، وليس كذلك، بل حجَّ قبل أن يهاجر مراراً، بل الذي لا ارتاب فيه أنه لم يترك الحجَّ وهو بمكة قط، لأن قريشاً في الجاهلية لم يكونوا يتركون الحجَّ، وإنما يتأخر منهم عنه من لم يكن بمكة، أو عاقه ضعف، وإذا كانوا -وهم على غير دين- يحرصون على إقامة الحجِّ، ويرونه من مفاخرهم التي امتازوا بها على غيرهم من العرب، فكيف يُظَنُّ بالنبي صلى الله عليه وسلم أنه يتركه! وقد ثبت من حديث جُبير بن مُطعم أنه رآه في الجاهلية واقفاً بعرفة، وأنَّ ذلك من توفيق الله له، وثبت دعاؤه قبائلَ العرب إلى الإسلام بمنى ثلاث سنين متوالية.

ص: 52

19299 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، أَنَّ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ كَتَبَ إِلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ زَمَنَ الْحَرَّةِ يُعَزِّيهِ فِيمَنْ قُتِلَ مِنْ وَلَدِهِ وَقَوْمِهِ، وَقَالَ: أُبَشِّرُكَ بِبُشْرَى مِنَ اللهِ عز وجل، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" اللهُمَّ اغْفِرْ لِلْأَنْصَارِ وَلِأَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ، وَلِأَبْنَاءِ أَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ، وَاغْفِرْ لِنِسَاءِ الْأَنْصَارِ، وَلِنِسَاءِ أَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ، وَلِنِسَاءِ أَبْنَاءِ أَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ "(1).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد -وهو ابن جُدعان- لكنه قد توبع كما سيأتي عند تخريج الحديث (19343)، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم، وروى له البخاري تعليقاً، وهو ثقة. حسن بن موسى: هو الأشيب.

وهو عند المصنِّف في "فضائل الصحابة"(1419).

وأخرجه الترمذي (3902)، والطبراني في "الكبير"(5103) من طريق هُشَيم، عن علي بن زيد، به. ولفظه:"اللهم اغْفِرْ للأنصار، ولِذَراريِّ الأنصار، ولذراريِّ ذراريِّهم".

قال الترمذي: هذا حديثٌ حسن صحيح.

وأخرجه البخاري (4906)، وابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1748) و (2103)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(5810)، والطبراني في "الكبير"(4972)، والبيهقي في "الدلائل" 4/ 57 من طريق موسى بن عقبة عن عبد الله بن الفضل أنه سمع أنس بن مالك يقول: حزنت على من أصيب بالحرَّة، فكتب إليَّ زيدُ بن أرقم .... زادوا: وشكَّ ابن الفضل في "أبناء أبناء الأنصار".

قلنا: قد رواه قتادة، عن النضر بن أنس، عن زيد بن أرقم من غير شك، كما سلف برقم (19292). =

ص: 53

19300 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ عَلَى جِنَازَةٍ، فَكَبَّرَ خَمْسًا، فَقَامَ إِلَيْهِ أَبُو عِيسَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي لَيْلَى، فَأَخَذَ بِيَدِهِ، فَقَالَ: نَسِيتَ؟ قَالَ: لَا، وَلَكِنْ صَلَّيْتُ خَلْفَ أَبِي الْقَاسِمِ خَلِيلِي صلى الله عليه وسلم، فَكَبَّرَ خَمْسًا، فَلَا أَتْرُكُهَا أَبَدًا (1).

= وقوله: "واغفر لنساء الأنصار":

له شاهد من حديث أنس سلف برقم (12594) بإسناد صحيح بلفظ: "اللهم اغفر للأنصار، ولأبناء الأنصار، ولأزواج الأنصار، ولذراري الأنصار".

وآخر من حديث جابر عند الطبراني في "الأوسط"(3742)، بلفظ "اللهم اغفر للأنصار، ولأبناء الأنصار، ولأزواجهم ولذراريهم" وفي سنده عيسى بن جارية وهو ضعيف.

(1)

إسناده ضعيف، عبد الأعلى -وهو ابنُ عامر الثعلبي- قد اتفقوا على ضعفه، ثم إنَّ في قوله:"صليتُ خلف زيد بن أرقم" وقفة، لأن روايته إنما هي عن التابعين، ولم تُعرف له رواية عن أحد من الصحابة، وقد جعله الحافظ في "التقريب" في الطبقة السادسة، وهم من لم يثبت لهم لقاءُ أحدٍ من الصحابة، غير أن الذهبي قال في "الميزان": قيل إنه مات سنة تسع وعشرين ومئة، قلنا: ومات زيد بن أرقم سنة ست وستين، فإن صحَّ ما قاله الذهبيُّ، فلعلَّه أدركه إنْ عُمِّر، والله أعلم.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 494 من طريق محمد بن كثير، والطبراني في "الأوسط"(1844) من طريق محمد بن سابق، كلاهما عن إسرائيل، به. وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن عبد الأعلى إلا إسرائيل.

وقد سلف من طريق عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن زيد بن أرقم برقم =

ص: 54

19301 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي سَلْمَانَ الْمُؤَذِّنِ قَالَ: تُوُفِّيَ أَبُو سَرِيحَةَ (1)، فَصَلَّى عَلَيْهِ زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ، فَكَبَّرَ عَلَيْهِ أَرْبَعًا (2)، وَقَالَ: كَذَا فَعَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم (3).

19302 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، الْمَعْنَى، قَالَا: حَدَّثَنَا

= (19272)، وإسناده صحيح، وانظر ما بعده.

قال السندي: قوله: فلا أتركُها -أي: الخَمس- بأن أراها غير جائزة، ولم يُرد أنه يداوم على الخمس عملاً، والله تعالى أعلم.

(1)

أبو سَرِيحة: هو حُذيفةُ بنُ أَسِيد الغفاريُّ، صحابيٌّ من أصحاب الشجرة، مات سنة اثنتين وأربعين، روى له الجماعة سوى البخاري.

(2)

ضُبِّب فوق كلمة "أربعاً" في (ظ 13)، وانظر التعليق التالي.

(3)

إسناده ضعيف لضعفِ شريك -وهو ابنُ عبد الله النَّخَعي- وجهالةِ حال أبي سَلْمان المؤذِّن، وهو يزيد بنُ عبد الله (ووقع في "تهذيب التهذيب": يزيد ابن عبد الملك) مؤذِّنُ الحجاج، وللاختلافِ عليه فيه، وبقيةُ رجاله ثقات رجال الصحيح. عثمان بن أبي زُرعة: هو ابنُ المغيرة.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 494، والطبراني في "الكبير"(4995)، وابنُ عبد البر في "التمهيد" 6/ 336 من طرق عن شريك، بهذا الإسناد.

واختلف فيه على أبي سَلْمان المؤذِّن:

فقد أخرجه الطبراني في "الكبير"(4994) عن علي بن عبد العزيز، عن أبي نعيم، عن العلاء بن صالح، عن أبي سلمان أنه صلَّى مع زيد بن أرقم على جنازة، فكبَّر عليها خمس تكبيرات، فقلت: أوَهمتَ أم عمداً؟ فقال: بل عمداً، إن النبي كان يصليها.

وانظر (19272).

ص: 55

فِطْرٌ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ: جَمَعَ عَلِيٌّ رضي الله عنه النَّاسَ فِي الرَّحَبَةِ، ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: أَنْشُدُ اللهَ كُلَّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ (1) غَدِيرِ خُمٍّ مَا سَمِعَ، لَمَّا قَامَ، فَقَامَ ثَلَاثُونَ مِنَ النَّاسِ. وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: فَقَامَ نَاسٌ كَثِيرٌ، فَشَهِدُوا حِينَ أَخَذَهُ (2) بِيَدِهِ، فَقَالَ لِلنَّاسِ:" أَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ؟ " قَالُوا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ، فَهَذَا مَوْلَاهُ، اللهُمَّ وَالِ مَنْ وَالَاهُ وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ " قَالَ: فَخَرَجْتُ وَكَأَنَّ فِي نَفْسِي شَيْئًا، فَلَقِيتُ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ، فَقُلْتُ لَهُ: إِنِّي سَمِعْتُ عَلِيًّا رضي الله عنه يَقُولُ: كَذَا وَكَذَا. قَالَ: فَمَا تُنْكِرُ؟ قَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ ذَلِكَ لَهُ (3).

(1) في (م) و (ص): يقول يوم، وجاءت كلمة "يقول" نسخة في هامش (س).

(2)

في (ظ 13): أخذ.

(3)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير فطر -وهو ابنُ خليفة- فمن رجال أصحاب السنن، وروى له البخاري مقروناً، وهو ثقة. حسين بن محمد: هو المرُّوذي، وأبو نعيم: هو الفضل بن دُكَين، وأبو الطفيل: هو عامر بنُ واثلة، آخر من مات من الصحابة.

وأخرجه ابن حبان (6931) من طريق أبي نعيم، بهذا الإسناد، وقرن بأبي نُعيم يحيى بنَ آدم. وزاد قولَ أبي نعيم: فقلتُ لفطر: كم بين هذا القول وبين موته (يعني موت عليّ)؟ قال: مئة يوم.

وأخرجه مطولاً ومختصراً النسائي في "الكبرى"(8478)، وابن أبي عاصم في "السنة"(1368)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1762)، والطبراني في "الكبير"(4968) من طرق عن فطر، به. =

ص: 56

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه مطولاً ومختصراً النسائي في "الكبرى"(8148) و (8464)، وابن أبي عاصم في "السنة"(1364) و (1365) و (1555)، والبزار (2538)(زوائد)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1765)، والطبراني في "الكبير"(4969) و (4970)، وفي "الأوسط"(1987)، والحاكم في "المستدرك" 3/ 109 من طريق حبيب بن أبي ثابت.

وأخرجه الطبراني في الكبير (4971) من طريق حكيم بن جُبير. وأخرجه الحاكم في "المستدرك" 3/ 109 من طريق محمد بن سلمة بن كُهيل، عن أبي سلمة، ثلاثتهم عن أبي الطُّفيل، به.

وهذه الأسانيد الثلاثة ضعيفة: في الإسناد الأول حبيبُ بن أبي ثابت لم يسمع من أبي الطفيل، فقد قال ابن المديني: لقيَ ابنَ عباس، وسمع من عائشة، ولم يسمع من غيرهما، ولم يذكر البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 312 سماعه إلا من ابن عباس وابن عمر، ومع ذلك فقد صححه الحاكم على شرط الشيخين، وسكت عنه الذهبي.

وفي الإسناد الثاني محمدُ بن سلمة بن كُهيل ضعَّفه ابن سعد في "الطبقات" 6/ 380، والجوزجاني، ونقل الحافظ في "اللسان" عن ابن معين أنه ضعيف، وذكره في "الضعفاء" ابن شاهين وابنُ عدي والذهبي.

وفي الإسناد الثالث حكيم بنُ جبير، قال أحمد: ضعيف الحديث مضطرب، وقال ابن معين وأبو داود: ليس بشيء، وقال البخاري: كان شعبة يتكلَّم فيه، وقال النسائي: ليس بالقوي، وقال الدارقطني: متروك، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، منكر الحديث، وقال ابن حبَّان في "المجروحين": كثير الوهم فيما يروي، كان أحمد بن حنبل لا يرضاه. قلنا: ووقع خطأ في مطبوع "المستدرك" يُصحح من هنا.

وأخرج أحمد في "فضائل الصحابة"(959)، والترمذي (3713) من طريق محمد بن جعفر، عن شعبة، عن سلمة بن كهيل، قال: سمعت أبا الطفيل يحدث عن أبي سَريحة أو زيد بن أرقم -شك شعبة- عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "من =

ص: 57

19303 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَمْزَةَ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ قَالَ: سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ يَقُولُ: أَوَّلُ مَنْ صَلَّى مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلِيٌّ رضي الله عنه. قَالَ عَمْرٌو: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِإِبْرَاهِيمَ، فَأَنْكَرَهُ، وَقَالَ: أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه (1).

19304 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي لَيْلَى يُحَدِّثُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: كُنَّا إِذَا جِئْنَاهُ، قُلْنَا: حَدِّثْنَا عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: إِنَّا قَدْ كَبِرْنَا وَنَسِينَا، وَالْحَدِيثُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم شَدِيدٌ (2).

= كنتُ مولاه، فعليٌّ مولاه" قال الترمذي (كما في المطبوع): هذا حديث حسن صحيح، لكن الذهبي نقل في "تاريخ الإسلام"(سير الخلفاء الراشدين) 1/ 233 عن الترمذي أنه حسَّنه، ولم يصححه، وقال: لأن شعبة رواه عن ميمون أبي عبد الله، عن زيد بن أرقم، نحوه، والظاهر أنه عند شعبة من طريقين، والأول رواه بندار، عن غندر، عنه.

وقد سلف برقم (19279).

وانظر (19265) ففيه قطعة أخرى من خطبة النبي صلى الله عليه وسلم في غدير خم. وانظر هذه القطعة من حديث أبي سعيد السالف برقم (11104).

قال السندي: قوله: لمّا قام، بالتشديد، أي: إلا قام، فيذكر ذلك الذي سمع في المجلس.

(1)

إسناده ضعيف، وهو مكرر (19281) غير شيخ أحمد، فهو هنا حسين، وهو ابنُ محمد المرُّوذي. وجاء هناك بلفظ: أوَّلُ مَنْ أسلم.

(2)

أثر صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. حسين: هو ابنُ محمد =

ص: 58

19305 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: قُلْنَا لِزَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ: حَدِّثْنَا، قَالَ: كَبُرْنَا وَنَسِينَا، وَالْحَدِيثُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم شَدِيدٌ (1).

= المرُّوذي، وعَمرو بنُ مرَّة: هو الجَمَلي المُرادي، وابنُ أبي ليلى: هو عبد الرحمن.

وأخرجه الطيالسي (676)، وابن ماجه (25)، والبغوي في "الجعديات"(69) -ومن طريقه الرامهرمزي في "المحدِّث الفاصل"(737) - والطبراني في "الكبير"(4978)، والخطيب في "الكفاية" ص 265 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.

وسيرد برقمي (19305) و (19324). وانظر (19265).

وفي الباب عن ابن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم تغيَّر وجهه، ثم قال: نحواً من ذا، أو قريباً من ذا، سلف برقم (3670).

وعن توبة العنبري قال: قال لي الشعبي: أرأيتَ حديث الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد قاعدتُ ابنَ عمر قريباً من سنتين، أو سنة ونصف، فلم أسمعه روى عن النبي غير هذا. وذكر الحديث، وسلف برقم (5565).

وعن محمد بن سيرين قال: كان أنس بن مالك إذا حدَّث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثاً، ففرغ منه، قال: أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. وسلف برقم (13124).

وانظر حديث عمران بن حصين 5/ 433.

(1)

أثر صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه ابنُ أبي شيبة 8/ 754 - 755 - ومن طريقه ابنُ ماجه (25) - عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (19304).

ص: 59

19306 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، قَالَ: أَوَّلُ مَنْ أَسْلَمَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ. فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّخَعِيِّ، فَأَنْكَرَهُ، وَقَالَ: أَبُو بَكْرٍ أَوَّلُ مَنْ أَسْلَمَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (1).

19307 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَافِعٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ دِينَارٍ يَذْكُرُ عَنْ أَبِي الْمِنْهَالِ، أَنَّ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ وَالْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ رضي الله عنهم كَانَا شَرِيكَيْنِ، فَاشْتَرَيَا فِضَّةً بِنَقْدٍ، وَنَسِيئَةً، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَأَمَرَهُمَا أَنَّ مَا كَانَ بِنَقْدٍ فَأَجِيزُوهُ، وَمَا كَانَ بِنَسِيئَةٍ

(1) إسناده ضعيف، وهو مكرر (19281) غير شيخ أحمد، فهو هنا محمد ابن جعفر.

وهو عند المصنِّف في "فضائل الصحابة"(1000) ومن طريقه أخرجه الحاكم في "مستدركه" 3/ 136، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، وإنما الخلاف في هذا الحرف أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه كان أول الرجال البالغين إسلاماً، وعلي بن أبي طالب تقدَّم إسلامه قبل البلوغ.

وأخرجه ابنُ أبي شيبة 14/ 110، والترمذي (3735)، والنسائي في "الكبرى"(8392)، والطبري في "تاريخه" 2/ 310 من طريق محمد بن جعفر، به.

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

قلنا: وأبو حمزة طلحة بن يزيد وقع في بعض نسخ الترمذي: أبو حمزة طلحة بن زيد، وهو خطأ. ونبَّه على ذلك المباركفوري في "تحفة الأحوذي" 10/ 239.

ص: 60

فَرُدُّوهُ (1).

19308 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ وَالْهَرَمِ وَالْجُبْنِ وَالْبُخْلِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ، اللهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا، وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا، أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلَاهَا، اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ، وَنَفَسٍ لَا تَشْبَعُ، وَعِلْمٍ لَا يَنْفَعُ، وَدَعْوَةٍ لَا يُسْتَجَابُ لَهَا " قَالَ: فَقَالَ زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنَاهُنَّ، وَنَحْنُ نُعَلِّمُكُمُوهُنَّ (2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن أبي بكير: هو الكرماني، أبو زكريا الكوفي، نزيل بغداد.

وقد سلف برقم (18541).

وانظر تخريج الحديث (19317).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفَّان: هو ابنُ مُسلم الصفَّار، وعاصم الأحول: هو ابن سليمان، وعبد الله بنُ الحارث: هو أبو الوليد البصري الأنصاري.

وأخرجه بتمامه ومختصراً أبو بكر بنُ أبي شيبة 3/ 374 و 10/ 186 - ومن طريقه مسلم (2722)، وابنُ أبي عاصم في "السنة"(320)، و"الآحاد والمثاني"(2105)، والطبراني في "الكبير"(5085)، و"الدعاء"(1364) -، والنسائي في "الكبرى"(7865)، وأبو عوانة كما في "إتحاف المهرة" 4/ 579، والبيهقي في "الدعوات الكبير"(307)، والبغوي في "شرح السنة"(1358) من طريق أبي معاوية، وعبدُ بنُ حميد (267)، والنسائي في "المجتبى" 8/ 260، وفي "الكبرى"(7895)، وأبو عوانة -كما في "إتحاف المهرة" 4/ 579 - =

ص: 61

19309 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ أَخْبَرَنِي، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَمْزَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ، فَنَزَلَ (1) مَنْزِلًا، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ:" مَا أَنْتُمْ بِجُزْءٍ مِنْ مِئَةِ أَلْفِ (2) جُزْءٍ مِمَّنْ يَرِدُ عَلَيَّ الْحَوْضَ مِنْ أُمَّتِي " قَالَ: كَمْ كُنْتُمْ يَوْمَئِذٍ؟

= والبيهقيُّ في "إثبات عذاب القبر"(207) من طريق مُحاضر بن مورِّع، والنسائي في "المجتبى" 8/ 285، وفي "الكبرى"(7866) من طريق ابن فُضَيل، والطبراني في "الكبير"(5086) من طريق الحسن بن صالح، أربعتهم عن عاصم الأحول، بهذا الإسناد. وقرن أبو معاوية بعبد الله بن الحارث أبا عثمان النَّهديّ، ووقع في مطبوعي "مصنف" ابن أبي شيبة، و"السنَّة" لابن أبي عاصم أخطاء تصحح من هنا.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(7864)، والدولابي في "الكنى والأسماء" 2/ 79، والطبراني في "الكبير" (5088) من طريق المثنى بن سعد (ويقال: ابن سعيد الطائي) عن عبد الله بن الحارث، به.

وأخرجه الترمذي (3572) من طريق أبي معاوية، والطبراني في "الكبير"(5087) من طريق علي بن مسهر، كلاهما عن عاصم الأحول، عن أبي عثمان النهدي، عن زيد، به، قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6557).

وعن أنس بن مالك، سلف برقم (12113)، وذكرنا بقية أحاديث الباب فيهما.

قال السندي: قوله: لا تشبع، أي: من الدنيا لكثرة حرصها عليها، وإلا فالحرصُ في الخير محمود.

(1)

في (م) و (ق): فنزلنا، وهي نسخة في (س).

(2)

كلمة "جزء" ليست في (ظ 13).

ص: 62

قَالَ: سَبْعَ مِئَةٍ أَوْ ثَمَانِ مِئَةٍ " (1).

19310 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْمِنْهَالِ، قَالَ: سَأَلْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ وَزَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ، عَنِ الصَّرْفِ، فَهَذَا يَقُولُ: سَلْ هَذَا، فَإِنَّهُ خَيْرٌ مِنِّي وَأَعْلَمُ (2)، وَهَذَا يَقُولُ: سَلْ هَذَا، فَهُوَ خَيْرٌ مِنِّي وَأَعْلَمُ. قَالَ: فَسَأَلْتُهُمَا، فَكِلَاهُمَا يَقُولُ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ بَيْعِ الْوَرِقِ بِالذَّهَبِ دَيْنًا، وَسَأَلْتُ هَذَا، فَقَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ بَيْعِ الْوَرِقِ بِالذَّهَبِ دَيْنًا (3).

19311 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا قَيْسٌ، عَنْ عَطَاءٍ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: يَا زَيْدُ بْنَ أَرْقَمَ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أُهْدِيَ لَهُ عُضْوُ صَيْدٍ وَهُوَ مُحْرِمٌ، فَلَمْ يَقْبَلْهُ؟ قَالَ: بَلَى (4).

19312 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرٌ الْأَحْمَرُ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ حَكِيمٍ، قَالَ:

(1) إسناده ضعيف، وهو مكرر (19291)، غير شيخ أحمد، فهو هنا عفان، وهو ابنُ مُسلم الصفّار.

وسلف كذلك برقم (19268).

(2)

قوله: "فإنه خيرٌ مني وأعلم" ليس في (ظ 13).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (19275) سنداً ومتناً، غير أن الإمام أحمد قرن هناك بعفان بهزاً.

(4)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (19294).

ص: 63

صَلَّيْتُ خَلْفَ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ عَلَى جِنَازَةٍ، فَكَبَّرَ خَمْسًا، ثُمَّ الْتَفَتَ، فَقَالَ: هَكَذَا كَبَّرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَوْ نَبِيُّكُمْ صلى الله عليه وسلم (1).

19313 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ: لَقِيتُ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ وَهُوَ دَاخِلٌ عَلَى الْمُخْتَارِ، أَوْ خَارِجٌ مِنْ عِنْدِهِ، فَقُلْتُ لَهُ: أَسَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ "؟ قَالَ: نَعَمْ (2).

(1) عبد العزيز بن حكيم؛ قال الذهبي في "الميزان": لا يُعرف، وقال: قال ابن معين: ثقة، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي، ونقل الحافظ في "اللسان" عن أبي داود قوله: ثقة، وذكره ابن حبان في "الثقات" 5/ 125، وقال: روى عنه الثوري وإسرائيل، وهو الذي يقال له: ابن أبي حكيم. ولم يذكره الحسيني في "الإكمال"، ولا الحافظ في "التعجيل" وهو على شرطهما. وجعفر الأحمر: هو ابنُ زياد، قال الحافظ في "التقريب": صدوق يتشيَّع.

وأخرجه العقيلي في "الضعفاء الكبير" 3/ 14 من طريق حجاج بن منهال، عن معتمر بن سليمان، قال: سمعت عبد العزيز بن حكيم قال: صليتُ خلف زيد بن أرقم على ميِّت، فكبَّر عليه خمساً، قال: وحدثني من زعم أنه سمع زيدَ بنَ أرقم يقول: هذه صلاةُ رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وقد سلف من طريق عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن زيد بن أرقم، برقم (19272)، وإسناده صحيح.

(2)

إسناده صحيح على شرط البخاري، عثمان بن المغيرة من رجاله، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السَّبيعي، وعلي بن ربيعة: هو الوالبي، وعثمان بن المغيرة: هو عثمان بن أبي زرعة.

وهو عند المصنِّف في "فضائل الصحابة"(968). =

ص: 64

19314 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ عُقْبَةَ الْمُحَلِّمِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ يَقُولُ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ الرَّجُلَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ يُعْطَى قُوَّةَ مِئَةِ رَجُلٍ فِي الْأَكْلِ وَالشُّرْبِ وَالشَّهْوَةِ وَالْجِمَاعِ ". فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ: فَإِنَّ الَّذِي يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ تَكُونُ لَهُ الْحَاجَةُ. قَالَ: فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " حَاجَةُ أَحَدِهِمْ عَرَقٌ يَفِيضُ مِنْ جِلْدِهِ، فَإِذَا بَطْنُهُ قَدْ ضَمُرَ "(1).

19315 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ مَوْلَى لِبَنِي ثَعْلَبَةَ، عَنْ قُطْبَةَ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: سَبَّ أَمِيرٌ مِنَ الْأُمَرَاءِ عَلِيًّا رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ، فَقَامَ زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ، فَقَالَ: أَمَا أَنْ قَدْ عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ سَبِّ

= وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 537 من طريق عُبيد الله بنُ موسى، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3463)، والطبراني في "الكبير"(5040) من طريق مالك بن إسماعيل النهدي، كلاهما عن إسرائيل، به. ولفظه:"إني تاركٌ فيكم الثقلين: كتاب الله، وعترتي".

وقد سلف من طريق يزيد بن حيان عن زيد مطولاً برقم (19265)، وذكرنا هناك شواهده.

(1)

حديث صحيح، وهو مكرر (19269) غير شيخ أحمد، فهو هنا وكيع، وهو ابنُ الجراح الرؤاسي.

وأخرجه ابنُ أبي شيبة 13/ 108 - 109 - ومن طريقه أبو نعيم في "صفة الجنة"(329) - وهنَّاد في "الزهد"(90)، والطبراني في "الكبير"(5006) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

ص: 65

الْمَوْتَى، فَلِمَ تَسُبُّ عَلِيًّا وَقَدْ مَاتَ (1)؟!

19316 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، وَأَبِي، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: سَأَلْتُ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ: كَمْ غَزَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: تِسْعَ عَشْرَةَ، وَغَزَوْتُ مَعَهُ سَبْعَ عَشْرَةَ غَزْوَةً، وَسَبَقَنِي بِغَزَاتَيْنِ (2).

19317 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ وَعَامِرُ بْنُ مُصْعَبٍ أَنَّهُمَا سَمِعَا أَبَا الْمِنْهَالِ يَقُولُ: سَأَلْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ وَزَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ، فَقَالَا: كُنَّا تَاجِرَيْنِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَسَأَلْنَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنِ الصَّرْفِ، فَقَالَ:" إِنْ كَانَ يَدًا بِيَدٍ، فَلَا بَأْسَ، وَإِنْ كَانَ نَسِيئَةً، فَلَا يَصْلُحُ "(3).

(1) صحيح، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرر (19288) غير شيخ أحمد، فهو هنا وكيع، وهو ابنُ الجرَّاح الرؤاسي.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(4973) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 366، وهنَاد في "الزهد"(1166)، والطبراني في "الكبير"(4973) من طرق عن وكيع، به.

وسلف برقم (19288)، وذكرنا هناك أسانيده التي يصحُّ بها.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (19282) سنداً ومتناً.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. رَوْح: هو ابن عُبادة، وابنُ جُريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز، وقد صرح بالتحديث. وعامر بن مصعب: روى له البخاري ومسلم هذا الحديث الواحد مقروناً بغيره، وأبو المنهال: هو عبد الرحمن بن مطعم.

وأخرجه البخاري (2060) و (2061)، والنسائي في "المجتبى" 7/ 280، وفي "الكبرى"(6168) -ومن طريقه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" =

ص: 66

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= (6059) - والدارقطني في "السنن" 3/ 17، والبيهقي في "السنن" 5/ 280 - 281، وفي "معرفة السنن"(11048)، والمزي في "تهذيب الكمال"(في ترجمة عامر بن مصعب) من طريقين، عن ابن جريج، به.

وأخرجه عبد الرزاق (14547) عن معمر.

وأخرجه البخاري (3939) عن علي ابن المديني، ومسلم (1589)(86) عن محمد بن حاتم، والنسائي في "المجتبى" 7/ 280، وفي "الكبرى"(6167) عن محمد بن منصور، ثلاثتهم عن سفيان بن عيينة.

كلاهما (معمر وسفيان) عن عمرو بن دينار، سمع أبا المنهال قال: باع شريكٌ لي دراهم في السوق نسيئة (لفظ البخاري). وذكر الحديث.

وجاء عند الحميدي (727)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(6060) من طريق سعيد بن عبد الرحمن المخزومي، كلاهما عن سفيان بن عيينة، به، بلفظ: باع شريكٌ لي دراهمَ بدراهمَ، بينهما فضلٌ - فقال البيهقي في "السنن" 5/ 281: عندي أن هذا خطأ، والصحيح ما رواه علي ابنُ المديني ومحمد بن حاتم. ثم قال: وهو المراد بما أُطلق في رواية ابن جُريج (يعني هذه)، فيكون الخبر وارداً في بيع الجنسين أحدهما بالآخر، فقال:"ما كان منه يداً بيد، فلا بأس، وما كان منه نسيئاً، فلا".

قلنا: رواية معمر عند عبد الرزاق فيها التصريحُ ببيع الجنسين، ولفظُها عن أبي المنهال قال: باع رجلٌ ذهباً بورق إلى الموسم. وبذلك فسَّر الحافظ في "الفتح" 4/ 383 قولَ أبي المنهال (في رواية ابن المديني): "باع شريكٌ لي دراهم .. " فقال: أي: بذهب.

وأخرجه البخاري (2497)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(6058)، والطبراني في "الأوسط"(6725) من طريق سليمان بن أبي مسلم، عن أبي المنهال، به، نحوه.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(5039) من طريق يحيى، عن شعبة، عن عمرو بن دينار، عن أبي المنهال، عن البراء وزيد بن أرقم قالا: قدم النبي صلى الله عليه وسلم =

ص: 67

19318 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ (1)، عَنْ إِيَاسِ بْنِ أَبِي رَمْلَةَ الشَّامِيِّ قَالَ: شَهِدْتُ مُعَاوِيَةَ سَأَلَ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ: شَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عِيدَيْنِ اجْتَمَعَا؟ قَالَ: نَعَمْ، صَلَّى الْعِيدَ أَوَّلَ النَّهَارِ، ثُمَّ رَخَّصَ فِي الْجُمُعَةِ، فَقَالَ:" مَنْ شَاءَ أَنْ يُجَمِّعَ فَلْيُجَمِّعْ "(2).

= ونحن نصرف، فقال:"لا بأس به يداً بيد" وكره النسيئة.

وسلف برقم (18541).

(1)

في (ظ 13): عن عثمان أبي المغيرة. قلنا: وهو صحيح كذلك، لأن عثمان بن المغيرة يكنى أبا المغيرة.

(2)

صحيح لغيره وهذ إسناد ضعيف لجهالة إياس بن أبي رملة الشامي، ذكره الذهبي في "الميزان"، وأشار إلى هذا الحديث، وقال: قال ابنُ المنذر: لا يثبت هذا، فإن إياساً مجهول. قلنا: وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير عثمان بن المغيرة -وهو عثمان بن أبي زُرعة أبو المغيرة- فمن رجال البخاري، وهو ثقة. عبدُ الرحمن: هو ابنُ مهدي، وإسرائيل: هو ابنُ يونس بن أبي إسحاق السَّبيعي.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 3/ 194، وفي "الكبرى"(1793)، وابنُ خزيمة (1464) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. لم يذكر النسائي قوله:"من شاء أن يُجمِّع فليُجمِّع".

وأخرجه الطيالسي (685) -ومن طريقه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1154)، والبيهقي في "السنن" 3/ 317 - وابنُ أبي شيبة 2/ 188، والدارمي (1612)، والبخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 438، وأبو داود (1070)، وابن ماجه (1310)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 303 - ومن طريقه البيهقي في "السنن" 3/ 317 - والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1153)، والطبراني في "الكبير"(5120)، والحاكم في "المستدرك" 1/ 288، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار"(7023) من طرق عن إسرائيل، =

ص: 68

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= به. ولم يُصرَّح عند ابن ماجه باسم من سأل زيداً، وفيه: سمعت رجلاً سأل زيد بن أرقم

ورواية البخاري: "قال: نعم، صلّى العيد، ثم أتى الجمعة".

قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي! وصححه علي ابنُ المديني فيما حكاه عنه الحافظ في "التلخيص" 2/ 88، والظاهر أنه صحَّحه لشواهده التي يتقوَّى بها:

فله شاهد من حديث أبي هريرة عند أبي داود (1073)، وابن ماجه (1311)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1155)، والحاكم 1/ 288 - 289، والبيهقي 3/ 318، قال: اجتمع عيدان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم في يوم عيد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"أيما شئتم أجزأكم". وفي إسناده بقية بن الوليد، رواه عن شعبة، عن المغيرة بن مقسم الضبي، عن عبد العزيز بن رفيع، عن أبي صالح، عنه. ولم يصرح بالتحديث في طبقات الإسناد كلِّها. وقال الحاكم: هذا حديثٌ صحيح على شرط مسلم، فإن بقية بنَ الوليد لم يُختلف في صدقه إذا روى عن المشهورين، وهذا حديث غريب من حديث شعبة. وقال الخطابي: في إسناده مقال.

وأخرجه عبد الرزاق (5728)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1156)، والبيهقي في "السنن" 3/ 318 من طريق سفيان الثوري، عن عبد العزيز بن رُفيع، عن أبي صالح، مرسلاً. وصحَّح أحمد والدارقطني إرسالَه، فيما ذكر الحافظ في "التلخيص" 2/ 88. قال البيهقي: ويُروى عن ابن عُيينة، عن عبد العزيز موصولاً بأهل العوالي، وفي إسناده ضعف.

وآخر من حديث وهب بن كَيْسان، قال: اجتمع عيدان على عهد ابن الزبير، فأخَّر الخروج حتى تعالى النهار، ثم خرج فخطب، فأطال الخطبة، ثم نزل فصلَّى، ولم يصلِّ للناس يومئذ الجمعة، فذكر ذلك لابن عباس، فقال: أصاب السنَّة. أخرجه النسائي 3/ 194 عن محمد بن بشار، عن يحيى القطان، عن عبد الحميد بن جعفر، عنه. وهذا إسناد صحيح. =

ص: 69

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه أبو داود (1071) عن محمد بن طريف البجلي، عن أسباط بن محمد، عن الأعمش، عن عطاء بن أبي رباح، قال: صلَّى بنا ابن الزبير في يوم عيد في يوم جمعة

بنحوه. وإسناده صحيح كذلك.

وأخرجه أبو داود (1072) كذلك من طريق ابن جريج، قال: قال عطاء: اجتمع يوم جمعة ويوم فطر على عهد ابن الزبير، فقال: عيدان اجتمعا في يوم واحد، فجمعهما جميعاً، فصلاهما ركعتين بكرة، لم يزد عليهما حتى صلى العصر. وابن جريج لم يصرح بالتحديث.

وثالث من حديث ابن عمر عند ابن ماجه (1312)، وسنده ضعيف. فيه جُبَارَة بن المُغَلِّس ومَُِنْدَل بنُ علي.

ورابع من حديث عمر بن عبد العزيز، عن النبي صلى الله عليه وسلم مقيداً بأهل العوالي، عند البيهقي في "السنن" 3/ 318 وإسناده منقطع.

وخامس من حديث عثمان بن عفان عند مالك في "الموطأ" 1/ 179، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "مسنده" 1/ 59 (بترتيب السندي)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" عقب (1156)، والبيهقي في "السنن" 3/ 318، مقيداً بأهل العوالي، موقوفاً عليه، أخرجه مالك، عن ابن شهاب، عن أبي عبيد مولى ابن أزهر، قال: شهدتُ العيدَ مع عثمان بن عفان رضي الله عنه، فجاء فصلَّى، ثم انصرف، فخطب، فقال: إنه قد اجتمع لكم في يومكم هذا عيدان، فمن أحبَّ من أهل العالية أن ينتظر الجمعة، فلينتظرها، ومن أحبَّ أن يرجع فليرجع، فقد أذنتُ لكم، وإسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عبيد: هو سعد بن عبيد الزهري مولى عبد الرحمن بن أزهر. والعوالي: قرىً بظاهر المدينة تبعد عنها أربعة أميال، وقيل: ثلاثة، وأبعدها ثمانية.

قال السندي: قوله: من شاء أن يجمِّع؛ بالتشديد؛ من التجميع، أي: يصلي الجمعة، وظاهره أن صلاة الجمعة غيرُ لازمة يوم العيد إذا صَلَّى العيد، ومن يراها لازمة لعله يقول: المراد الرخصة للبعيد في الذهاب إلى بيته، وعدم لزوم الانتظار لصلاة الجمعة، لا بيان عدم لزومها، والله تعالى أعلم.

ص: 70

19319 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنِ الْقَاسِمِ الشَّيْبَانِيِّ، أَنَّ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ رَأَى نَاسًا يُصَلُّونَ فِي مَسْجِدِ قُبَاءَ مِنَ الضُّحَى، فَقَالَ: أَمَا لَقَدْ عَلِمُوا أَنَّ الصَّلَاةَ فِي غَيْرِ هَذِهِ السَّاعَةِ أَفْضَلُ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ صَلَاةَ الْأَوَّابِينَ حِينَ تَرْمَضُ الْفِصَالُ (1) "(2).

19320 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: كَانَ زَيْدٌ يُكَبِّرُ عَلَى جَنَائِزِنَا أَرْبَعًا، وَأَنَّهُ كَبَّرَ عَلَى جِنَازَةٍ خَمْسًا، فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُكَبِّرُهَا (3).

(1) في (ظ 13) و (ق): حين ترمض الفصال من الضحى.

(2)

هر مكرر (19270) سنداً ومتناً.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (19272) غير شيخ أحمد، فهو هنا محمد بن جعفر.

وأخرجه الحازمي في "الاعتبار" ص 93 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابنُ أبي شيبة 3/ 302 - 303، ومسلم (957)، وأبو داود (3197)، والترمذي (1023)، وابن ماجه (1505) من طريق محمد بن جعفر، به.

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وقد ذهب بعض أهل العلم إلى هذا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم. رأوا التكبير على الجنازة خمساً، وقال أحمد وإسحاق: إذا كبَّر الإمامُ على الجنازة خمساً، فإنه يُتَّبع الإمامُ.

وسلف برقم (19272).

ص: 71

19321 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا أَنْتُمْ جُزْءٌ مِنْ مِئَةِ أَلْفٍ - أَوْ مِنْ سَبْعِينَ أَلْفًا - مِمَّنْ يَرِدُ عَلَيَّ الْحَوْضَ " قَالَ: فَسَأَلُوهُ كَمْ كُنْتُمْ؟ فَقَالَ: " ثَمَانِ مِئَةٍ أَوْ سَبْعَ مِئَةٍ "(1).

19322 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ. وَحَجَّاجٌ قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اللهُمَّ اغْفِرْ لِلْأَنْصَارِ، وَلِأَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ، وَلِأَبْنَاءِ أَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ "(2).

(1) إسناده ضعيف، وهو مكرر (19291) غير شيخ أحمد، فهو هنا محمد ابن جعفر.

وأخرجه الحاكم 1/ 76 - 77 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وجاء عند الحاكم: ثمان مئة، أو تسع مئة.

وأخرجه بقيُّ بن مَخْلد في "مرويات الصحابة في الحوض والكوثر"(17) من طريق محمد بن جعفر، به.

وقد سلف برقم (19268).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابنُ محمد المِصِّيصي، وقتادة: هو ابنُ دِعامة السَّدُوسي.

وأخرجه مسلم (2506)(172) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو عوانة -كما في "إتحاف المهرة" 4/ 596 - من طريق حجاج، به.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(5102) من طريق إبراهيم بن طهمان، عن الحجاج بن الحجاج الباهلي، عن قتادة، به.

وقد سلف برقم (19292).

ص: 72

19323 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي قَتَادَةُ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: فَذَكَرَ مِثْلَهُ (1).

19324 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: قُلْنَا لِزَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ: حَدِّثْنَا. قَالَ: كَبِرْنَا وَنَسِينَا، وَالْحَدِيثُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم شَدِيدٌ (2).

19325 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ (3)، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ مَيْمُونٍ أَبِي عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ وَأَنَا أَسْمَعُ: نَزَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِوَادٍ يُقَالُ لَهُ: وَادِي خُمٍّ، فَأَمَرَ بِالصَّلَاةِ، فَصَلَّاهَا بِهَجِيرٍ. قَالَ: فَخَطَبَنَا، وَظُلِّلَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِثَوْبٍ عَلَى شَجَرَةِ سَمُرَةٍ مِنَ الشَّمْسِ، فَقَالَ:" أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ - أَوْ أَلَسْتُمْ (4) تَشْهَدُونَ - أَنِّي أَوْلَى بِكُلِّ مُؤْمِنٍ مِنْ نَفْسِهِ؟ " قَالُوا: بَلَى. قَالَ: " فَمَنْ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو مكرر سابقه غير أن شيخ أحمد هنا هو بَهْز، وهو ابنُ أسد العمي.

(2)

أثر صحيح. رجاله ثقات رجال الشيخين، وهو مكرر (19304) غير شيخ أحمد، فهو هنا عفَّان، وهو ابنُ مُسلم الصفَّار.

(3)

في (م): سفيان، وهو خطأ.

(4)

في (س) و (ص) و (م) و (ق): أوَلستم، والمثبت من (ظ 13).

ص: 73

كُنْتُ مَوْلَاهُ، فَإِنَّ عَلِيًّا مَوْلَاهُ، اللهُمَّ وَالِ مَنْ وَالَاهُ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ (1) " (2).

19326 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْمِنْهَالِ رَجُلًا مِنْ بَنِي كِنَانَةَ قَالَ: سَأَلْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ وَزَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ. قَالَ: سَأَلْتُ هَذَا، فَقَالَ: ائْتِ فُلَانًا، فَإِنَّهُ خَيْرٌ مِنِّي وَأَعْلَمُ، وَسَأَلْتُ الْآخَرَ، فَقَالَ: مِثْلَ ذَلِكَ، فَقَالَا: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ بَيْعِ الْوَرِقِ بِالذَّهَبِ دَيْنًا (3).

(1) في (م) و (س) و (ص): اللهم عاد من عاداه، ووالِ مَنْ والاه. والمثبت من (ظ 13) و (ق).

(2)

صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالةِ أبي عبيد؛ ذكره الحافظ في "التعجيل" وقال: ما عرفتُ مَنْ هو أبو عبيد هذا، ولا أفرده الحسيني، ولا من تبعه بترجمة. قلنا: ولضعفِ ميمون أبي عبد الله. وبقيةُ رجاله ثقات رجال الشيخين. عفَّان: هو ابنُ مُسلم الصفَّار، وأبو عوانة: هو الوضَّاح بنُ عبد الله اليَشْكُري، والمغيرة: هو ابنُ مِقْسَم الضَّبِّي.

وأخرجه البزار (2537)(زوائد)، والطبراني في "الكبير"(5092) من طريق عفَّان، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(1362)، والنسائي في "الكبرى"(8469)، والدولابي في "الكنى والأسماء" 2/ 61 من طريق عوف، عن ميمون، به.

ووقع في مطبوع ابن أبي عاصم: ميمون أبي عبد الله، عن أبيه زيد. وهو خطأ.

وسلف برقم (19279)، وبإسناد صحيح برقم (19302).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (19275) سنداً ومتناً، غير أنه قرن هناك مع بهز عفان.

ص: 74

19327 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا مُعَاذٌ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَنْعَتُ الزَّيْتَ وَالْوَرْسَ مِنْ ذَاتِ الْجَنْبِ. قَالَ قَتَادَةُ: يَلُدُّهُ مِنْ جَانِبِهِ الَّذِي يَشْتَكِيهِ (1).

19328 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَيْمُونٍ أَبِي عَبْدِ اللهِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْفَسْطَاطِ،

(1) أبو عبد الله -وهو ميمون- ضعيف، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح، غير أن معاذاً -وهو ابنُ هشام الدستوائي- صدوق. عليُّ بن عبد الله: هو ابن المديني، وقتادة: هو ابنُ دِعامة السَّدوسي.

وأخرجه الترمذيُّ (2078)، والنسائي في "الكبرى"(7588)، والطبراني في "الكبير"(5091)، والحاكم 4/ 202 و 406 من طرق، عن معاذ، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح!

وقال الحاكم 4/ 406: هذا حديث عالي الإسناد، ولم يخرجاه، وقال الذهبي: صحيح! ونسب الحاكم ميموناً أبا عبد الله، فقال: البحراني.

وأخرجه ابن ماجه (3467)، والحاكم 4/ 202، والمزي في "تهذيب الكمال"(في ترجمة عبد الرحمن بن ميمون) من طريق عبد الرحمن بن ميمون، عن أبيه، به، بلفظ: نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذات الجنب وَرْساً، وقِسْطاً، وزَيْتاً، يُلَدُّ به.

وسلف برقم (19289) بلفظ: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرهم أن يتداوَوْا من ذات الجَنْب بالعُود الهندي والزيت. وذكرنا هناك ما جاء في الصحيح للتداوي من ذات الجَنْب بالعود الهندي، وهو القُسْط.

وقوله: يلده. اللدود من الأدوية ما يسقاه المريض في أحد شقي الفم.

ص: 75

فَسَأَلَهُ عَنْ ذَا. فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " أَلَسْتُ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ؟ " قَالُوا: بَلَى. قَالَ: " مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ ". قَالَ مَيْمُونٌ: فَحَدَّثَنِي بَعْضُ الْقَوْمِ عَنْ زَيْدٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " اللهُمَّ وَالِ مَنْ وَالَاهُ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ "(1).

19329 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَجْلَحَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، قَالَ: كَانَ عَلِيٌّ رضي الله عنه بِالْيَمَنِ، فَأُتِيَ بِامْرَأَةٍ وَطِئَهَا ثَلَاثَةُ نَفَرٍ فِي طُهْرٍ وَاحِدٍ، فَسَأَلَ اثْنَيْنِ: أَتُقِرَّانِ لِهَذَا بِالْوَلَدِ؟ فَلَمْ يُقِرَّا، ثُمَّ سَأَلَ اثْنَيْنِ: أَتُقِرَّانِ لِهَذَا بِالْوَلَدِ؟ فَلَمْ يُقِرَّا. ثُمَّ سَأَلَ اثْنَيْنِ حَتَّى فَرَغَ يَسْأَلُ اثْنَيْنِ اثْنَيْنِ عَنْ وَاحِدٍ، فَلَمْ يُقِرُّوا، ثُمَّ أَقْرَعَ بَيْنَهُمْ، فَأَلْزَمَ الْوَلَدَ الَّذِي خَرَجَتْ عَلَيْهِ الْقُرْعَةُ، وَجَعَلَ عَلَيْهِ ثُلُثَيِ الدِّيَةِ، فَرُفِعَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ (2).

(1) صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف ميمون أبي عبد الله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 6/ 2408 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (19279)، وبإسناد صحيح برقم (19302).

(2)

إسناده ضعيف لاضطرابه، فقد رواه الشعبي، واختُلف عنه.

فرواه أجلح -وهو ابنُ عبد الله- عنه، واختُلف عنه:

فرواه الثوري، عن أجلح، عن الشعبي، فقال: عن عبد خير، عن زيد بن أرقم. رواه أحمد عن عبد الرزاق، عنه، كما في هذه الرواية. =

ص: 76

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= واختُلف عن الثوري، فقال خُشَيشُ بنُ أصرم -عند أبي داود (2270)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 182، و"الكبرى"(5682) و (6036) - وإسحاقُ بنُ منصور -عند ابن ماجه (2348) -، وإسحاقُ بنُ إبراهيم الدَّبَري -عند الطبراني في "الكبير"(4987) -، وأبو الأزهر أحمدُ بنُ أزهر -عند البيهقي في "السنن" 10/ 266 - 267 - كلُّهم عن عبد الرزاق، عن الثوري، فقالوا: عن صالح الهَمْداني، عن الشعبي، عن عَبْد خَيْر، عن زيد بن أرقم. وذكر روايةَ عبد الرزاق هذه البخاريُّ في "التاريخ الكبير" 5/ 79. وقال البيهقي: هذا الحديث مما يعدُّ في أفراد عبد الرزاق، عن سفيان الثوري.

ورواه ابنُ عيينة كما في الرواية (19342)، وهُشَيْمٌ كما في الرواية (19344)، وعليُّ بنُ مُسْهِر -عند ابن أبي شيبة 7/ 352 - 353 و 11/ 379، والنسائي في "المجتبى" 6/ 182 - 183، وفي "الكبرى"(5683) و (6038)، والطبراني في "الكبير"(4990) -، ويحيى القَطَّان -عند أبي داود (2269)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 183، وفي "الكبرى"(5684)، والحاكم 2/ 207، والبيهقي في "السنن" 10/ 267، و"معرفة السنن والآثار"(20347) -، وجَعْفَرُ بنُ عون- عند الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 382، و"شرح مشكل الآثار"(4760)، والعقيلي في "الضعفاء" 1/ 123 (قال الطحاوي: أو يعلى ابن عبيد الطنافسي، أنا أشك في الذي حدثني به عنه منهما) -، وخالدُ بنُ عبد الله الواسطي، وعبدُ الله بنُ نُمير، وقيسُ بنُ الربيع، وأبو بكر بنُ عياش - عند الطبراني (4990) -، وعيسى بنُ يونس -عند الحاكم 3/ 135 - ، ومالكُ ابنُ إسماعيل عنده كذلك 4/ 96، كلهم عن الأجلح، عن الشعبي، فقالوا: عن عبد الله بن الخليل، عن زيد. وذكر البخاري في "التاريخ الكبير" 5/ 79 عبد الله ابن خليل، عن زيد بن أرقم، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: قاله خالد بن عبد الله، وابن نمير، عن الأجلح، عن الشعبي، ثم قال: ولا يُتابع عليه.

ورواه أبو إسحاق الشيباني، عن الشعبي، واختُلف عنه:

فرواه أبو إسحاق الفزاري، عنه، عن الشعبي، فقال: عن عبد الله بن =

ص: 77

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الخليل، عن زيد، كما ذكر الدارقطني في "العلل" 3/ 118.

ورواه خالدُ بنُ عبد الله الواسطي، عنه، عن عامر الشعبي، فقال: عن رجل من حضرموت غير مسمًّى، عن زيد بن أرقم، عند النسائي في "المجتبى" 6/ 183، و"الكبرى"(5685) و (6037)، والطبراني في "الكبير"(4989).

ورواه أبو سهل محمدُ بنُ سالم، عن الشعبي، فقال: عن علي بن ذريح، عن زيد بن أرقم. رواه ابنُ عيينة، عنه، عند الحميدي (786)، والعقيلي في "الضعفاء" 2/ 244، والطبراني في "الكبير"(4992).

ورواه داود بن يزيد الأودي، عن الشعبي، واختُلف عنه:

فرواه عبيدُ الله بنُ موسى، عن داود الأودي، عن الشعبي، فقال: عن أبي جُحَيفة، عن علي؛ عند البخاري في "التاريخ الكبير" 5/ 79، والبيهقي في "السنن" 10/ 267 - 268.

وخالفه الحسين بن يزيد الأصم صاحبُ السُّدِّيّ، فرواه عن داود الأودي، عن الشعبي مرسلاً، فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 3/ 119.

ورواه سلمةُ بنُ كهيل، عن الشعبي، عن عبد الله بن الخليل، عن علي موقوفاً. رواه عنه شعبة عند أبي داود (2271)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 184، و"الكبرى"(5686)، والبيهقي في "السنن" 10/ 267، و"معرفة السنن والآثار"(20348).

قال النسائي في "الكبرى" عقب الحديث (5684): هذه الأحاديث كلها مضطربة الأسانيد. ثم قال: وسلمة بن كهيل أثبتهم، وحديثه أولى بالصواب.

وقال العقيلي: الحديث مضطرب الإسناد، متقارب في الضعف.

وقال أبو حاتم -فيما نقله عنه ابنُه في "الجرح والتعديل" 1/ 402 - : قد اختلفوا في هذا الحديث فاضطربوا، والصحيح حديثُ سلمة بن كهيل. قلنا: يعني أصح ما رُوي في هذا الباب، كما قال البيهقي. =

ص: 78

19330 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنَا حَسَنُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي الْمِنْهَالِ، وَلَمْ يَسْمَعْهُ مِنْهُ، أَنَّهُ سَمِعَ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ وَالْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ يَقُولَانِ: سَمِعْنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِي الصَّرْفِ: " إِذَا كَانَ يَدًا بِيَدٍ، فَلَا بَأْسَ، وَإن (1) كَانَ دَيْنًا، فَلَا يَصْلُحُ "(2).

= ونقل البيهقي عن الشافعي قوله: لو ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، قُلنا به، وكانت الحجة فيه.

قلنا: ورجالُ إسناد هذه الرواية ثقات رجال الشيخين، غير أجلح بن عبد الله، فمن رجال أصحاب السنن، وروى له البخاري في "الأدب المفرد"، والجمهور على تضعيفه. سفيان: هو الثوري، وعبد خير الحضرمي: هو ابن يزيد.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4761)، والطبراني في "الكبير"(4988) من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد.

وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" 1/ 123 من طريق عبد الملك بن الصباح، عن سفيان، به.

وسيرد برقمي (19342) و (19344).

قال السندي: قوله: أتُقِرَّان لهذا، أي: للثالث.

ثلثي الدِّيَة، أي: القيمة، والمراد قيمة الأم، فإنها انتقلت إليه من يوم وقعَ عليها بالقيمة، وهذا الحديث يدل على ثبوت القضاء بالقُرعة، وعلى أن الولد لا يلحق بأكثر من واحد، بل عند الاشتباه يُفصل بينهم بالمسامحة، أو بالقُرعة، لا بالقيافة، ولعل من يقول بالقيافة يحمل حديث عليٍّ على ما إذا لم يوجد القائف، وقد أخذ بعضهم بالقرعة عند الاشتباه، والله تعالى أعلم.

(1)

في (م): وإذا.

(2)

حديث صحيح، وهو مكرر (19277) سنداً ومتناً.

ص: 79

19331 -

حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ. وَعَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْقَاسِمِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ هَذِهِ الْحُشُوشَ مُحْتَضَرَةٌ، فَإِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يَدْخُلَ، فَلْيَقُلْ: اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخَبِيثِ (1) وَالْخَبَائِثِ ".

قَالَ عَبْدُ الْوَهَّابِ: " الْخُبُثُ وَالْخَبَائِثُ (2) "(3).

(1) في (م): الخبث.

(2)

قوله: قال عبد الوهاب .... ليس في (م).

(3)

رجاله ثقات رجال الشيخين، غير القاسم الشيباني، وهو ابن عوف، فمن رجال مسلم والنسائي وابن ماجه، وهو ممن يعتبر به، وذكرنا اختلاف الرواة فيه على قتادة في الرواية (19286). أسباط: هو ابن محمد، وعبد الوهَّاب: هو ابنُ عطاء الخفَّاف، وسماعُهما من سعيد -وهو ابن أبي عَروبة- قبل الاختلاط. قتادة: هو ابن دِعامة السَّدوسي.

وأخرجه الحاكم 1/ 187، والخطيب في "تاريخ بغداد" 13/ 301 من طريق عبد الوهَّاب بن عطاء، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 1 و 10/ 452، وابن ماجه بعد (296)، والنسائي في "الكبرى"(9906) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(78) - والطبراني في "الكبير"(5115) من طريق عبدة بن سليمان، وابن ماجه أيضاً بعد (296) من طريق عبد الأعلى، والنسائي في "الكبرى"(9905) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(77) - والطبراني في "الكبير"(5115)، وفي "الدعاء"(363)، والحاكم في "المستدرك" 1/ 187 من طريق يزيد بن زُريع، والخطيب في "تاريخ بغداد" 13/ 301 من طريق علي بن عاصم، أربعتهم عن سعيد، به.

وأخرجه ابن حبان (1406) من طريق شعبة (كذا)، عن قتادة، عن القاسم =

ص: 80

19332 -

حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ هَذِهِ الْحُشُوشَ مُحْتَضَرَةٌ، فَإِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمُ الْخَلَاءَ، فَلْيَقُلْ: أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الْخُبُثِ وَالْخَبَائِثِ "(1).

= الشيباني، به. ولفظ "شعبة" الوارد في إسناده. كذا ورد في "الإحسان" و"التقاسيم والأنواع" 1/ ورقة 635، و"إتحاف المهرة" 4/ 585، وهو تصحيف عن "سعيد" يعني ابن أبي عروبة بلا شك، لأن سعيداً هو الذي رواه من طريق القاسم الشيباني، أما شعبة، فإنما رواه من طريق النضر بن أنس (كما في الروايتين (19286) و (19332)، وقد روى العُقيلي في "الضعفاء" 3/ 477 عن علي ابن المديني قوله: سمعت يحيى (يعني القطان) وقيل له: تحفظ حديث قتادة: "إن هذه الحشوش محتضرة"؟ قال: لا، فقلت له: إنما كان شعبة يحدثه عن قتادة، عن النضر بن أنس، عن زيد بن أرقم، وكان ابنُ أبي عروبة يحدثه عن قتادة، عن القاسم بن عوف الشيباني، عن زيد بن أرقم، فقال يحيى: شعبةُ لو علم أنه عن القاسم بن عوف لم يحمله. قلت: لم؟ قال: إنه تركه، وقد كان رآه.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(5114)، وفي "الدعاء"(364) من طريق سعيد بن بشير، عن قتادة، به.

وقد سلف من طريق شعبة، عن قتادة، عن النضر بن أنس، عن زيد بن أرقم برقم (19286)، وسيرد برقم (19332).

(1)

رجاله ثقات رجال الشيخين، وهذا حديث تفرَّد به قتادة، وذكرنا اختلاف الرواة فيه عليه في الرواية (19286). ابن مهدي: هو عبد الرحمن.

وأخرجه الترمذي في "العلل" 1/ 82، وابن ماجه (296)، والنسائي في "الكبرى"(9903) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(75) - وابن خزيمة (69) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.

وقد ذكرنا في الرواية (19286) لفظ حديث أنس الذي أخرجه الشيخان.

ص: 81

19333 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ وَيَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ. قَالَ: ابْنُ أَبِي بُكَيْرٍ: عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ. قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ عَمِّي فِي غَزَاةٍ، فَسَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أُبَيٍّ ابْنِ سَلُولَ يَقُولُ لِأَصْحَابِهِ: لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ، وَلَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ. فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِعَمِّي، فَذَكَرَهُ عَمِّي لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَرْسَلَ إِلَيَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَحَدَّثْتُهُ، فَأَرْسَلَ إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ أُبَيِّ ابْنِ سَلُولَ وَأَصْحَابِهِ، فَحَلَفُوا مَا قَالُوا، فَكَذَّبَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَصَدَّقَهُ، فَأَصَابَنِي هَمٌّ لَمْ يُصِيبُنِي مِثْلُهُ قَطُّ، وَجَلَسْتُ فِي الْبَيْتِ، فَقَالَ عَمِّي: مَا أَرَدْتَ إِلَى أَنْ كَذَّبَكَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَمَقَتَكَ؟ قَالَ: حَتَّى أَنْزَلَ اللهُ عز وجل: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ} [المنافقون: 1]. قَالَ: فَبَعَثَ إِلَيَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَرَأَهَا (1)، ثُمَّ قَالَ:" إِنَّ اللهَ عز وجل قَدْ صَدَّقَكَ "(2).

(1) في (ظ 13) و (ق): فقرأها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسرائيل: هو ابنُ يونس بن أبي إسحاق السَّبيعي.

وأخرجه الطبري في "التفسير" 28/ 109 من طريق يحيى بن آدم، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبدُ بن حميد (262) -ومن طريقه الترمذي (3312) - والبخاري (4900) و (4901) و (4904)، والطبراني في "الكبير"(5051)، والبيهقي في "الدلائل" 4/ 55 من طرق عن إسرائيل، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. =

ص: 82

19334 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، أَنَّهُ سَمِعَ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ يَقُولُ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ، فَأَصَابَ النَّاسَ شِدَّةٌ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أُبَيٍّ لِأَصْحَابِهِ: لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِهِ. وَقَالَ: لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ. فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَأَخْبَرْتُهُ بِذَلِكَ، فَأَرْسَلَ إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ أُبَيٍّ، فَسَأَلَهُ، فَاجْتَهَدَ يَمِينَهُ مَا فَعَلَ، فَقَالُوا: كَذَّبَ زَيْدًا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: فَوَقَعَ فِي نَفْسِي مِمَّا قَالُوا، حَتَّى أَنْزَلَ اللهُ عز وجل تَصْدِيقِي فِي:{إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ} [المنافقون: 1]. قَالَ: وَدَعَاهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِيَسْتَغْفِرَ لَهُمْ، فَلَوَّوْا رُؤُوسَهُمْ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى:{كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ} [المنافقون: 4] قَالَ: كَانُوا رِجَالًا أَجْمَلَ شَيْءٍ (1).

= وأخرجه الطبري في "التفسير" 28/ 113 من طريق علي بن سليمان، عن أبي إسحاق، به.

وقد سلف برقم (19285).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. زهير: هو ابن معاوية، وأبو إسحاق: هو السَّبيعي.

وأخرجه مسلم (2772) من طريق حسن بن موسى، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (4903)، والنسائي في "الكبرى"(11598) -وهو في التفسير (618) - وأبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة" 4/ 594)، والطبراني في "الكبير"(5050) من طرق عن زهير، به.

وأخرجه أبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة" 4/ 594) من طريق ابن أبي زائدة، عن أبيه، عن أبي إسحاق، به.

وسلف برقم (19285).

ص: 83

19335 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: لَقِيتُ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ، فَقُلْتُ (1): كَمْ غَزَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: تِسْعَ عَشْرَةَ. قُلْتُ: كَمْ غَزَوْتَ أَنْتَ مَعَهُ؟ قَالَ: سَبْعَ عَشْرَةَ غَزْوَةً. قَالَ: فَقُلْتُ: فَمَا أَوَّلُ غَزْوَةٍ غَزَا؟ قَالَ: ذَاتُ الْعُشَيْرِ، أَوِ الْعُشَيْرَةِ (2).

(1) في (م): فقلت له.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو إسحاق: هو السبيعي.

وأخرجه مطولاً البيهقي في "السنن" 3/ 348 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (1254)(143) ص 1447 (كتاب الجهاد والسير) من طريق محمد بن جعفر، به.

وأخرجه الطيالسي (681) و (682) و (684) -ومن طريقه الترمذي (1676)، وأبو عوانة 4/ 369 - 370، وأبو نعيم في "الحلية" 4/ 343، والبيهقي في "الدلائل" 5/ 460 - ، والبخاري (3949)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/ 629، والترمذي (1676)، وأبو عوانة 4/ 368 - 369، وابن حبان (6283)، والطبراني في "الكبير"(5042)، والحاكم في "مستدركه" 3/ 533، وأبو نعيم في "الحلية" 4/ 343، والبيهقي في "الدلائل" 5/ 459 - 460 من طرق عن شعبة، به.

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.

وقد سلف برقم (19282).

قال السندي: قوله: ذات العشير؛ هكذا جاء هذا اللفظ بالشك، قيل: هما مصغَّران، والأول بإعجام شين، والثاني بإهمالها، وقال القاضي: هي ذات العُشيرة بالتصغير والإعجام والهاء على المشهور، وهو موضع من بطن يَنبع، =

ص: 84

19336 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَمْزَةَ قَالَ: قَالَتِ الْأَنْصَارُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ أَتْبَاعًا، وَإِنَّا قَدْ تَبِعْنَاكَ، فَادْعُ اللهَ عز وجل أَنْ يَجْعَلَ أَتْبَاعَنَا مِنَّا. قَالَ: فَدَعَا لَهُمْ أَنْ يَجْعَلَ أَتْبَاعَهُمْ مِنْهُمْ. قَالَ: فَنَمَّيْتُ ذَلِكَ إِلَى ابْنِ أَبِي لَيْلَى، فَقَالَ: زَعَمَ ذَلِكَ زَيْدٌ. يَعْنِي ابْنَ أَرْقَمَ (1).

= وقيل: هو بمهملة ومعجمة وثبوتِ هاء وحذفها: موضعٌ بقرب ينبع.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، أبو حمزة -واسمه طلحة بن يزيد- سلف الكلام عليه وعلى روايته عند البخاري عند الحديث (19268). عمرو بن مُرَّة: هو الجَمَلي المُرادي.

وأخرجه ابنُ أبي شيبة 12/ 161 - ومن طريقه ابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1769) - والبخاري (3787) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد، وفيه عند البخاري: سمعت أبا حمزة، عن زيد بن أرقم: قالت الأنصار.

وأخرجه الطيالسي (675)، والبخاري (3788)، والبغوي في "الجعديات"(86)، والطبراني في "الكبير"(4977)، والحاكم 4/ 85 من طرق عن شعبة، به.

قال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه!

قلنا: قد أخرجه البخاري كما سلف.

والقائل: فنميتُ ذلك إلى ابن أبي ليلى، هو عَمرو بن مُرَّة، كما هو مصرَّح به عند البخاري.

وفي باب فضائل الأنصار، عن أبي هريرة سلف برقم (8169) وذكرنا بقية أحاديث الباب هناك.

قال الحافظ في "الفتح" 7/ 114 - 115: قوله: أن يجعل أتباعنا منا: =

ص: 85

19337 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ زَيْدٍ، يُحَدِّثُ عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، قَالَ: مَاتَ لِأَنَسٍ وَلَدٌ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" اللهُمَّ اغْفِرْ لِلْأَنْصَارِ، وَلِأَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ، وَلِأَبْنَاءِ أَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ "(1).

19338 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَبَهْزٌ قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حَبِيبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْمِنْهَالِ، قَالَ بَهْزٌ: أَخْبَرَنِى حَبِيبُ بْنُ أَبِى ثَابِتٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْمِنْهَالِ (2) رَجُلًا مِنْ بَنِي كِنَانَةَ، قَالَ: سَأَلْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ عَنِ الصَّرْفِ، فَقَالَ: سَلْ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ، فَإِنَّهُ خَيْرٌ مِنِّي وَأَعْلَمُ. قَالَ: فَسَأَلْتُ زَيْدًا، فَقَالَ: سَلِ الْبَرَاءَ، فَإِنَّهُ خَيْرٌ مِنِّي وَأَعْلَمُ. قَالَ: فَقَالَا جَمِيعًا: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ بَيْعِ الْوَرِقِ بِالذَّهَبِ دَيْنًا (3).

= أي: يقال لهم الأنصار، حتى تتناولهم الوصيةُ بهم بالإحسان إليهم ونحو ذلك.

وقوله، زعم، أي: قال. كما قدمنا مراراً أن لغة أهل الحجاز تطلق الزعم على القول.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد -وهو ابنُ جُدْعان- وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وهو عند المصنف في "فضائل الصحابة"(1462).

وأخرجه الطيالسي (683) عن شعبة، به.

وقد سلف برقم (19292).

(2)

من قوله: قال بهز: أخبرني

إلى هذا الموضع سقط من (م).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. بهز: هو ابن أسد العمي. =

ص: 86

19339 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَيْمُونٍ أَبِي عَبْدِ اللهِ قَالَ: سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ، قَالَ: غَزَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم تِسْعَ عَشْرَةَ غَزْوَةً، وَغَزَوْتُ مَعَهُ سَبْعَ عَشْرَةَ غَزْوَةً (1).

19340 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ مَطَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ قَالَ: شَكَّ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ زِيَادٍ فِي الْحَوْضِ، فَأَرْسَلَ إِلَى زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، فَسَأَلَهُ عَنِ الْحَوْضِ، فَحَدَّثَهُ حَدِيثًا مُونِقًا أَعْجَبَهُ، فَقَالَ لَهُ: سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: لَا، وَلَكِنْ حَدَّثَنِيهِ أَخِي (2).

= وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/ 280، وفي "الكبرى"(6169) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وهو مكرر (19275).

(1)

حديث صحيح، ميمون أبو عبد الله -وإن يكن ضعيفاً- تابعه أبو إسحاق السبيعي في الرواية (19335)، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وقد سلف برقم (19282).

(2)

إسناده ضعيف لضعف مطر -وهو ابنُ طَهْمان- الورَّاق، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همَّام، ومَعْمَر: هو ابنُ راشد.

وهو في "مصنَّف" عبد الرزاق (20852) مطوَّلاً.

وذكره الهيثمي في "المجمع" 10/ 361، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح!

وقد سلف بإسناد صحيح برقم (19266).

وسلف في مسند عبد الله بن عمرو بن العاص برقم (6872) من طريق =

ص: 87

19341 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ. وَابْنُ بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي حَسَنُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ طَاوُوسٍ، قَالَ: قَدِمَ زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ، فَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَسْتَذْكِرُهُ، كَيْفَ أَخْبَرْتَنِي عَنْ لَحْمٍ. قَالَ ابْنُ بَكْرٍ: أُهْدِيَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حَرَامًا. وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أُهْدِيَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ: نَعَمْ، أُهْدِيَ لَهُ عُضْوٌ. قَالَ ابْنُ بَكْرٍ: أَهْدَى رِجْلٌ عُضْوًا (1) مِنْ لَحْمِ صَيْدٍ، فَرَدَّهُ عَلَيْهِ، وَقَالَ:" إِنَّا لَا نَأْكُلُهُ، إِنَّا حُرُمٌ "(2).

= عبد الرزاق، بهذا الإسناد، وفيه قال عبد الله بن بريدة: شكَّ عُبيد الله بنُ زياد في الحوض، فقال له أبو سبرة -رجلٌ من صحابة عُبيد الله بن زياد-: فإنَّ أباك حين انطلق وافداً إلى معاوية انطلقتُ معه، فلقيتُ عبد الله بنَ عمرو، فحدثني

وذكر حديث الحوض.

وسلف في مسند ابن عمرو بن العاص كذلك برقم (6514) من طريق يحيى القطان، عن حسين المعلم، عن عبد الله بن بريدة، عن أبي سبرة، قال: كان عُبيد الله بن زياد يسأل عن الحوض، وكان يكذِّب به، بعدما سأل أبا برزة والبراء بنَ عازب. وعائذَ بنَ عمرو، ورجلاً آخر. قلنا: وهذا الرجل المبهم هو زيد بن أرقم. كما في رواية عبد الرزاق المذكورة آنفاً.

قال السندي: قوله: مونِقاً بكسر النون، أي: معجباً.

(1)

في (س) و (م) و (ص) و (ق): رجل عضو، وكُسرت الراء في (س) والمثبت من (ظ 13).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همّام، وابن بكر: هو محمد، وابن جُريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز، وقد صرَّح بالتحديث.

وهو عند عبد الرزاق في "المصنف"(8323) ومن طريقه أخرجه ابن =

ص: 88

19342 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَجْلَحَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي الْخَلِيلِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ: أَنَّ نَفَرًا وَطِئُوا امْرَأَةً فِي طُهْرٍ، فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ لِاثْنَيْنِ: أَتَطِيبَانِ نَفْسًا لِذَا؟ فَقَالَا: لَا. فَأَقْبَلَ عَلَى الْآخَرَيْنِ، فَقَالَ: أَتَطِيبَانِ نَفْسًا لِذَا؟ فَقَالَا: لَا. قَالَ: أَنْتُمْ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ. قَالَ: إِنِّي مُقْرِعٌ بَيْنَكُمْ، فَأَيُّكُمْ قَرَعَ أَغْرَمْتُهُ ثُلُثَيِ الدِّيَةِ، وَأَلْزَمْتُهُ الْوَلَدَ. قَالَ: فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" لَا أَعْلَمُ إِلَّا مَا قَالَ عَلِيٌّ " رضي الله عنه (1).

= خزيمة (2640)، وأبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة" 4/ 575)، والطبراني في "الكبير"(4963) لكن وقع في مطبوع ابن خزيمة "عطاء"، بدل:"طاووس"، وهو خطأ، وجاء على الصواب في "إتحاف المهرة" 4/ 575.

وأخرجه ابن خزيمة كذلك من طريق محمد بن بكر، به.

وقد سلف (19271).

(1)

إسناده ضعيف لاضطرابه، وقد بسطنا اضطرابه في الرواية السالفة برقم (19329). ورجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير أجلح -وهو ابنُ عبد الله- وقد بيَّنَّا حاله في الرواية المشار إليها، وغير عبدِ الله بن أبي الخليل -ويقال: عبد الله بن الخليل، وكنيتُه أبو الخليل- فمن رجال أصحاب السنن، وروى عنه جمع، وذكره ابنُ حبان في "الثقات". قال ابن سعد: كان قليل الحديث، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول.

وأخرجه الحميدي (785) -ومن طريقه الطبراني في "الكبير"(4990)، والحاكم في "المستدرك" 3/ 136 - والعقيلي في "الضعفاء" 2/ 244 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وقال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه! وسكت عنه الذهبي. =

ص: 89

19343 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَنَسٍ، قَالَ: كَتَبَ زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ إِلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ يُعَزِّيهِ بِمَنْ أُصِيبَ مِنْ وَلَدِهِ وَقَوْمِهِ يَوْمَ الْحَرَّةِ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: وَأُبَشِّرُكَ بِبُشْرَى مِنَ اللهِ عز وجل، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" اللهُمَّ اغْفِرْ لِلْأَنْصَارِ، وَلِأَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ، وَلِأَبْنَاءِ أَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ، وَلِنِسَاءِ الْأَنْصَارِ، وَلِنِسَاءِ أَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ، وَلِنِسَاءِ أَبْنَاءِ أَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ "(1).

= قال السندي: قوله: أتطيبان: من طابت نفسه بالشيء إذا سمحت به من غير كراهة ولا غضب.

متشاكسون، أي: مختلفون متنازعون.

قرع، أي: أصابته القرعة.

(1)

حديث صحيح وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(5105) من طريق يزيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني أيضاً (5106) من طريق فهد بن عوف، عن حماد، به.

وقد سلف برقم (19299) عن حسن بن موسى، عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد فقال: عن النضر بن أنس، عن زيد بن أرقم، قال الحافظ في "الأطراف" 2/ 378 - 379، وفي "إتحاف المهرة" 4/ 597: وهو المحفوظ. قلنا: لكن علي بن زيد لم ينفرد برواية الحديث عن أبي بكر بن أنس، فقد تابعه ثابت بن أسلم عنه، فأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة 12/ 160 - ومن طريقه ابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1753) و (2104)، وابن حبان (7281)، والطبراني في "الكبير"(5104)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(5813) من طريق يزيد بن هارون، عن حماد بن سلمة، عن ثابت =

ص: 90

19344 -

حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا الْأَجْلَحُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أَبِي الْخَلِيلِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ: أَنَّ عَلِيًّا رضي الله عنه أُتِيَ فِي ثَلَاثَةِ نَفَرٍ إِذْ كَانَ بِالْيَمَنِ اشْتَرَكُوا فِي وَلَدٍ، فَأَقْرَعَ بَيْنَهُمْ، فَضَمَّنَ الَّذِي أَصَابَتْهُ الْقُرْعَةُ ثُلُثَيِ الدِّيَةِ، وَجَعَلَ الْوَلَدَ لَهُ. قَالَ زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ: فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَأَخْبَرْتُهُ بِقَضَاءِ عَلِيٍّ، فَضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ (1).

19345 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ خَالِدٍ أَبِي الْعَلَاءِ الْخَفَّافِ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " كَيْفَ أَنْعَمُ وَصَاحِبُ الْقَرْنِ قَدِ الْتَقَمَ الْقَرْنَ، وَحَنَى جَبْهَتَهُ، وَأَصْغَى السَّمْعَ مَتَى يُؤْمَرُ " قَالَ: فَسَمِعَ ذَلِكَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَشَقَّ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" قُولُوا: حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ "(2).

= البناني، عن أبي بكر بن أنس، به. وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم.

وسلف برقم (19292).

(1)

إسناده ضعيف لاضطرابه، وقد بسطنا ذلك في الرواية (19329).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف عطية -وهو ابن سعد العَوْفي-، وخالد الخفَّاف -وهو ابن طَهْمان-، وقد اختلف فيه كما سيرد.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(5072)، وابن عدي في "الكامل" 3/ 891 من طريق محمد بن ربيعة، به.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/ 330، وقال: رواه أحمد والطبراني، =

ص: 91

19346 -

حَدَّثَنَاهُ أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ طَهْمَانَ أَبُو الْعَلَاءِ، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؛ فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (1).

19347 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْقَاسِمِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَتَى عَلَى مَسْجِدِ قُبَاءَ - أَوْ دَخَلَ مَسْجِدَ قُبَاءَ - بَعْدَمَا أَشْرَقَتِ الشَّمْسُ، فَإِذَا هُمْ يُصَلُّونَ، فَقَالَ:" إِنَّ صَلَاةَ الْأَوَّابِينَ كَانُوا يُصَلُّونَهَا إِذَا رَمِضَتْ الْفِصَالُ "(2).

= ورجاله وُثِّقوا على ضعف فيهم.

قال ابن عدي في "الكامل": وهذا يرويه خالد بن طهمان عن زيد بن أرقم، ويرويه مُطَرِّف ومن تابعه عليه عن عطية، عن ابن عباس، ورواه جماعة كثيرة عن عطية، عن أبي سعيد، وهذا أصحُّها.

قلنا: قد بسطنا الاختلاف فيه في تخريج رواية أبي سعيد السالفة برقم (11039)، وذكرنا هناك أحاديث الباب.

قال السندي: قولُه: وصاحب القَرْن، أي: إسرافيل منتظرٌ الأمرَ بالنفخ في القَرْن الذي هو الصُّور، يريد قرب القيامة.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرر الرواية (11039) السالفة في مسند أبي سعيد الخدري، وإنما أعادها الإمام أحمد هنا لذكر الاختلاف فيه على عطية العوفي. أبو أحمد: هو محمد بن عبد الله الزبيري.

وسلف قبله من طريق عطية العوفي، عن زيد بن أرقم.

(2)

إسناده على شرط مسلم. عبد الوهَّاب -وهو ابنُ عطاء الخفَّاف- =

ص: 92

19348 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ. وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، قَالَ: أَصَابَنِي رَمَدٌ، فَعَادَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: فَلَمَّا بَرَأْتُ خَرَجْتُ. قَالَ: فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَتْ عَيْنَاكَ لِمَا بِهِمَا مَا كُنْتَ صَانِعًا؟ " قَالَ: قُلْتُ: لَوْ كَانَتَا عَيْنَايَ لِمَا بِهِمَا صَبَرْتُ وَاحْتَسَبْتُ. قَالَ: " لَوْ كَانَتْ عَيْنَاكَ لِمَا بِهِمَا، ثُمَّ صَبَرْتَ وَاحْتَسَبْتَ، لَلَقِيتَ اللهَ عز وجل وَلَا ذَنْبَ لَكَ " قَالَ إِسْمَاعِيلُ: " ثُمَّ صَبَرْتَ وَاحْتَسَبْتَ، لَأَوْجَبَ اللهُ لَكَ الْجَنَّةَ "(1).

= من أعلم الناس بحديث سعيد -وهو ابن أبي عروبة-، وقتادة: هو ابنُ دعامة السدوسي، والقاسم -وهو ابنُ عوف، وإن كان ضعيفاً- قد انتقى له مسلم هذا الحديث الواحد.

وأخرجه أبو عوانة 2/ 271 من طريق عبد الوهاب الخفَّاف، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن خزيمة (1227)، والطبراني في "الكبير"(5111) من طريق يزيد بن زُريع، عن سعيد، به.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(5108) و (5110) من طريق الحجاج بن الحجاج، عن قتادة، به.

واخرج عبد بن حميد (258)، والطبراني في "الكبير"(5112) من طريق حسام بن مِصَكّ، عن قتادة، عن القاسم الشيباني، عن زيد بن أرقم، قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مسجد قباء فرآهم يصلون الضحى، فقال:"هذه صلاة الأوابين". وحسام بن مِصَكّ ضعيف، يكاد أن يترك.

وقد سلف برقم (19264).

(1)

إسناده حسن من أجل يونس بن أبي إسحاق -وهو السَّبيعي- وبقية =

ص: 93

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= رجاله ثقات رجال الصحيح. حجاج: هو ابنُ محمد المِصِّيصي.

وأخرجه أبو داود (3102)، والحاكم 1/ 342، والبيهقي في "السنن" 3/ 381 من طريق حجاج، بهذا الإسناد. ولفظه: عادني رسول الله صلى الله عليه وسلم من وجع كان بعيني. قال المنذري في "مختصر سنن أبي داود" 4/ 279: حديث حسن.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(532)، والطبراني في "الكبير"(5052)، و"الأوسط"(5948)، من طريق سَلْم بن قُتيبة، والبيهقي في "الشُّعب"(9191) من طريق عبد الله بن رجاء، والخطيب في "تاريخ بغداد" 8/ 411 من طريق النضر بن شميل، ثلاثتهم عن يونس، به. قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن أبي إسحاق إلا ابنه يونس، تفرَّد به سَلْم بن قتيبة! قلنا: لم يتفرد به كما هو ظاهر.

وأخرجه عبد بن حميد (270) من طريق عُبيد الله بن موسى، والطبراني في "الكبير"(5098) من طريق وكيع، كلاهما عن سفيان، عن جابر -وهو الجُعفي-، عن خيثمة، عن زيد، به.

واختلف فيه على جابر، فرواه عبد الرزاق، عن سفيان الثوري، عن جابر الجعفي، عن خيثمة، عن أنس كما سلف برقم (12636).

ورواه شريك كذلك عن جابر الجعفي، عن خيثمة من حديث أنس برقم (12586).

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(5126) من طريق أُنيسة بنت زيد بن أرقم، عن أبيها. وأنيسة مجهولة، وفي الإسناد مجهولات غيرها.

وأورد الهيثمي في "المجمع" 2/ 308 عن زيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما ابتُلي عبد بعد ذهاب دينه بأشد من بصره، ومن ابتُلي ببصره فصبر حتى يلقى الله، لَقِيَ الله تبارك وتعالى ولا حسابَ عليه". قال الهيثمي: رواه البزار، وفيه جابر الجعفي، وفيه كلام كثير وقد وُثق.

وفي باب الثواب لمن صبر واحتسب إذا فقد عينيه عن أبي هريرة، سلف برقم (7597)، وذكرنا بقية أحاديث الباب هناك.

ص: 94

‌بَقِيَّةُ حَدِيثِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ

(1)

• 19349 - [قَالَ عَبْدُ اللهِ](2): حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَاصِمِ بْنِ الْمُنْذِرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، حَدَّثَنَا سَلَّامٌ أَبُو الْمُنْذِرِ الْقَارِئُ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، أَوْ خَيْثَمَةَ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّمَا مَثَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالرَّجُلِ الْوَاحِدِ، إِذَا وَجِعَ مِنْهُ شَيْءٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ جَسَدِهِ "(3).

• 19350 - [قَالَ عَبْدُ اللهِ](4): حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو وَكِيعٍ الْجَرَّاحُ بْنُ مَلِيحٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْمِنْبَرِ: " مَنْ لَمْ يَشْكُرِ الْقَلِيلَ، لَمْ يَشْكُرِ الْكَثِيرَ، وَمَنْ لَمْ يَشْكُرِ النَّاسَ، لَمْ يَشْكُرِ اللهَ عز وجل، وَالتَّحَدُّثُ بِنِعْمَةِ اللهِ شُكْرٌ، وَتَرْكُهَا كُفْرٌ،

(1) سلفت ترجمة النعمان بن بشير قبل الحديث (18347).

(2)

في (م) و (ق) و (ص): حدثنا عبد الله حدثني أبي، وهو خطأ، فالحديث من زوائد عبد الله.

(3)

حديث صحيح، وهو مكرر الحديث السالف برقم (18448) سنداً ومتناً.

(4)

في (م) و (ق): حدثنا عبد الله، حدثني أبي، وهو خطأ، فالحديث من زيادات عبد الله بن أحمد.

ص: 95

وَالْجَمَاعَةُ رَحْمَةٌ، وَالْفُرْقَةُ عَذَابٌ " (1).

• 19351 - قَالَ عَبْدُ اللهِ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدويه (2) مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو وَكِيعٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى هَذِهِ الْأَعْوَادِ - أَوْ عَلَى هَذَا الْمِنْبَرِ -: " مَنْ لَمْ يَشْكُرِ الْقَلِيلَ، لَمْ يَشْكُرِ الْكَثِيرَ، وَمَنْ لَمْ يَشْكُرِ النَّاسَ، لَمْ يَشْكُرِ اللهَ عز وجل، وَالتَّحَدُّثُ بِنِعْمَةِ اللهِ شُكْرٌ، وَتَرْكُهَا كُفْرٌ، وَالْجَمَاعَةُ رَحْمَةٌ، وَالْفُرْقَةُ عَذَابٌ " قَالَ: فَقَالَ أَبُو أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ: عَلَيْكُمْ بِالسَّوَادِ الْأَعْظَمِ، قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ: مَا السَّوَادُ الْأَعْظَمُ؟ فَنَادَى أَبُو أُمَامَةَ: هَذِهِ الْآيَةَ الَّتِي فِي سُورَةِ النُّورِ [54]{فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ} (3).

• 19352 - [قَالَ عَبْدُ اللهِ](4): حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ هُوَ الْقَوَارِيرِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا حَاجِبُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، يَعْنِي ابْنَ الْمُهَلَّبِ، عَنْ أَبِيهِ

(1) ضعيف دون قوله "ومن لم يشكر الناسَ لم يشكر الله" فهو صحيح لغيره وهو مكرر الحديث السالف برقم (18449) سنداً ومتناً.

(2)

في (س) و (م) و (ص) و (ق): عبد ربه، والمثبت من (ظ 13) وهامش (س)، وهو الصواب. وانظر تعليقنا عليه في الحديث (18450).

(3)

هو مكرر الحديث السالف برقم (18450) سنداً ومتناً.

(4)

في (م) و (ق): حدثنا عبد الله، حدثني أبي، وهو خطأ، فالحديث من زيادات عبد الله بن أحمد.

ص: 96

عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" قَارِبُوا بَيْنَ أَبْنَائِكُمْ ". يَعْنِي (1) سَوُّوا بَيْنَهُمْ (2).

• 19353 - قَالَ عَبْدُ اللهِ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَسَنِ الْبَاهِلِيُّ، وَعُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، قَالُوا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ حَاجِبِ بْنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ الْمُهَلَّبِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اعْدِلُوا بَيْنَ أَبْنَائِكُمْ، اعْدِلُوا بَيْنَ أَبْنَائِكُمْ، اعْدِلُوا بَيْنَ أَبْنَائِكُمْ "(3).

(1) في (ظ 13): قال يعني، وجاءت كلمة "قال" في هامش (س).

(2)

حديث صحيح، وهو مكرر (18451) سنداً ومتناً.

(3)

حديث صحيح، وهو مكرر (18452) سنداً ومتناً.

ص: 97

‌حَدِيثُ عُرْوَةَ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ الْبَارِقِيِّ (1)، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

19354 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا حُصَيْنٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ الْبَارِقِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْخَيْلُ مَعْقُودٌ بِنَوَاصِيهَا الْخَيْرُ وَ (2) الْأَجْرُ وَالْمَغْنَمُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ "(3).

(1) قال السندي: عروة بن أبي الجعد البارقي، يقال: عروة بن الجعد، ويقال ابن أبي الجعد، وصَوَّبَ الثاني ابن المديني، واسم أبي الجعد: سعد البارقي، وله أحاديث، وهو الذي أرسله النبي صلى الله عليه وسلم ليشتري الشاة بدينار، فاشترى به شاتين، الحديث مشهور في البخاري وغيره، وكان فيمن حضر فتوح الشام ونزلها، ثم سيَّره عثمان إلى الكوفة، وحديثه عند أهلها، وقال شبيب بن غرقدة: رأيت في دار عروة بن الجعد ستين فرساً مربوطة، كذا في "الإصابة"، قلتُ: وسيجيء سبعون فرساً في الكتاب. قلنا: في الرواية (19355).

(2)

أشير إلى الواو في (س) بنسخة.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشيم: هو ابنُ بشير، وقد صرَّح بالتحديث، وحُصين: هو ابن عبد الرحمن السُّلمي، والشعبي: هو عامر بنُ شَراحيل.

وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة 12/ 480 - ومن طريقه مسلم (1873)(99)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(226)، و"شرح معاني الآثار" 3/ 274، والطبراني في "الكبير" 17/ 399 - والبخاري (3119)، ومسلم (1873)(99)، وابن ماجه (2305)، والترمذي (1694)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 222، وفي "الكبرى"(4416)، وأبو يعلى (6828)، والطبراني في "الكبير" 17/ (398) وأبو نعيم في "الحلية" 8/ 127 من طرق عن حصين، به. وعند مسلم:"معقوص" بدل "معقود"، وهما بمعنى. وزاد عبدُ الله بنُ =

ص: 98

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= إدريس عند ابن أبي شيبة وابنِ ماجه وأبي يعلى والطحاوي: "الإبل عزٌّ لأهلها، والغنم بركة".

قال الترمذي: وهذا حديث حسن صحيح. قال أحمد بن حنبل: وفِقْهُ هذا الحديث أن الجهاد مع كل إمام إلى يوم القيامة. قلنا: وقال أبو نعيم: مشهور من حديث الشعبي، رواه عنه جماعة.

وأخرجه الحميدي (842) -ومن طريقه الطبراني في "الكبير" 17/ (402) وسعيدُ بن منصور في "سننه"(2431)، وأبو عوانة 5/ 18، وابنُ عبد البر في "الاستيعاب"(في ترجمة عروة)، والطبراني في "الكبير" 17/ (401)، و"الأوسط"(6377)، من طريقين عن الشعبي، به.

وأخرجه أبو عوانة 5/ 15، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 275، والطبراني في "الكبير" 17/ (415) و (416) و (417) و (418) و (419) و (420) و"الأوسط"(1940) من طرق عن عروة، به.

وسيرد بالأرقام (19355)(19358)(19359)(19360)(19361)(19364)(19365)(19366)(19368).

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (414)، وبحشل في "تاريخ واسط" ص 48 من طريق سعيد بن زيد، عن الزبير بن خِرِّيت، عن نعيم بن أبي هند، عن عروة، به. وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم فَتَلَ ناصيةَ فرسه بين أصبعيه، ثم قال: "الخيل

" والصحيح أنه مرسل، من مراسيل نُعيم بن أبي هند، فقد أخرجه أبو داود في "مراسيله" برقم (291) بنحوه عن موسى بن إسماعيل، عن جرير بن حازم، عن الزبير بن الخِرِّيت، عن نُعيم بن أبي هند أن النبي صلى الله عليه وسلم أُتي بفرس

وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين إلى نُعيم بن أبي هند، وليس فيه قوله: "والخيل معقودٌ بنواصيها الخير

".

وفي الباب عن ابن عمر سلف برقم (4616)، وذكرنا بقية أحاديث الباب هناك.

وقد ذكره السيوطي في "الأزهار المتناثرة في الأحاديث المتواترة"(77).

ص: 99

19355 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، أَخْبَرَنَا الْبَارِقِيُّ شَبِيبٌ، أَنَّهُ سَمِعَ عُرْوَةَ الْبَارِقِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ " وَرَأَيْتُ فِي دَارِهِ سَبْعِينَ فَرَسًا (1).

19356 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ شَبِيبٍ، أَنَّهُ سَمِعَ الْحَيَّ يُخْبِرُونَ، عَنْ عُرْوَةَ الْبَارِقِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ مَعَهُ بِدِينَارٍ يَشْتَرِي لَهُ أُضْحِيَّةً، وَقَالَ مَرَّةً: أَوْ شَاةً، فَاشْتَرَى لَهُ اثْنَتَيْنِ، فَبَاعَ وَاحِدَةً بِدِينَارٍ، وَأَتَاهُ بِالْأُخْرَى، فَدَعَا لَهُ بِالْبَرَكَةِ فِي بَيْعِهِ، فَكَانَ لَوْ اشْتَرَى التُّرَابَ لَرَبِحَ فِيهِ (2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابنُ عُيينة، وشَبِيب: هو ابنُ غَرْقَدَة.

وأخرجه الشافعي في "السنن"(638)، والحميدي (841)، وسعيد بن منصور (2430)، والبخاري (3643)، ومسلم (1873)(99)، وأبو عوانة 5/ 11، والطبراني في "الكبير" 17/ (411)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(223)، والبيهقي في "السنن" 6/ 329، وفي "الشُّعَب"(4306) وفي "معرفة السنن والآثار"(13047)، وابنُ عبد البر في "الاستذكار"(20439)، وفي "الاستيعاب"(في ترجمة عروة بن عياض بن أبي الجعد) من طرق عن سفيان، بهذا الإسناد.

وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه"(2426)، وابنُ أبي شيبة 12/ 482، ومسلم (1873)(99)، وابن ماجه (2786)، والطبراني في "الكبير" 17/ (410) من طريق أبي الأحوص، وأبو عوانة 5/ 11 من طريق زائدة بن قُدامة، كلاهما عن شَبيب، به. وعند سعيد بن منصور:"معقوص"، بدل:"معقود"، وهما بمعنى.

وقد سلف برقم (19354).

(2)

إسناده صحيح على شرط البخاري. وقوله: سمعت الحيَّ؛ يعني =

ص: 100

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= قبيلته، قال الحافظ في "فتح الباري" 6/ 634: وهذا يقتضي أن يكون سمعه من جماعة أقلُّهم ثلاثة. قلنا: وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو ابنُ عُيينة، وشَبيب: هو ابن غَرْقدة، وعروة البارقي: هو ابنُ أبي الجعد، وسيرد ذكرُ أبيه برقم (19357).

وقد تكلموا في صحة إسناد هذا الحديث لإبهام الحيّ، فذهب البيهقي -كما في "السنن الصغير"-، والخطابي والرافعي -فيما حكاه الحافظ عنهما- إلى تضعيفه، وسمَّوه مرسلاً، أو غير متصل، فقال الحافظ: الصوابُ أنه متصلٌ، في إسناده مبهم، إذ لا يُقال في إسنادٍ صرَّح كلُّ مَنْ فيه بالسماع من شيخه: إنه منقطع، وإن كانوا أو بعضُهم غيرَ معروف.

وقد وافقهم الحافظ على أن الحديث بهذا ضعيفٌ للجهل بحالهم، لكنه حين ردَّ على ابن القطان -الذي ذهب إلى أن هذا الحديث ليس على شرط البخاري، وأن البخاري لم يُرد بسياق هذا الحديث إلا حديثَ الخيل الذي أورده بعده، وأنه لم يحتجَّ به. لإبهام الواسطة فيه بين شبيب وعروة- قال (يعني الحافظ): هو كما قال، لكن ليس في ذلك ما يمنع تخريجه، ولا يحطُّه عن شرطه، لأن الحيَّ يمتنع في العادة تواطؤهم على الكذب، ويُضاف إلى ذلك ورودُ الحديث من الطريق التي هي الشاهد لصحة الحديث.

قلنا: يعني أن الحافظ قد قوَّى الحديث بطريقه الأخرى التي سترد برقم (19362)، وقوَّاه كذلك بشاهد آخر من حديث حكيم بن حزام.

قلنا: وممن توقَّف في صحة الحديث الشافعيُّ، فحكى الحافظ عنه أنه تارة قال: لا يصحُّ، لأن هذا الحديث غيرُ ثابت، وهذه رواية المُزني عنه، وتارة قال: إن صحَّ الحديث قلتُ به، وهذه رواية البُويطيّ.

وأخرجه الشافعي في "مسنده" 2/ 159 - 160 (بترتيب السندي) -ومن طريقه البيهقي في "معرفة السنن والآثار"(12071) -، والحميدي (843) -ومن طريقه الطبراني في "الكبير" 17/ (412) -، والبخاري (3642) -ومن طريقه البيهقي في "السنن" 6/ 112 - عن علي ابن المديني، وأبو داود (3384) عن =

ص: 101

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= مسدَّد، والبيهقي في "السنن" 6/ 112، و"السنن الصغير"(2150)، و"دلائل النبوة" 6/ 220 من طريق سعدان بن نصر، خمستهم عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وخالف ابنُ أبي شيبة، فأخرجه 14/ 218 - ومن طريقه ابن ماجه (2402)، والطبراني في "الكبير" 17/ 413 - عن ابن عُيينة، عن شبيب، عن عروة. لم يذكر بين شبيب وعروة أحداً. وأخرجه كذلك عبد الرزاق (14831) من طريق الحسن بن عُمارة، عن شَبيب، عن عروة. قال سفيان بن عيينة -فيما نقله الحميدي، وحكاه البخاري- وكان الحسن بن عمارة سمعته يحدثه فقال فيه: سمعتُ شبيباً يقول: سمعت عروة. فلما سألتُ شبيباً قال: لم أسمعه من عروة، حدثنيه الحي عن عروة. قال الحافظ: وهذا هو المعتمد.

قلنا: والحسن بن عُمارة ضعيف، قال الحافظ: هو أحد الفقهاء المتفق على ضعف حديثهم، وذكر أن رواية ابن المديني -ومن وافقه- تدلُّ على أنه وقعت في رواية من لم يذكر الحيَّ تسوية.

وسيرد من طريق أخرى بالرقمين (19362) و (19367).

وله شاهد من حديث حكيم بن حزام عند أبي داود (3386)، والترمذي (1257)، والدارقطني في "السنن" 3/ 9، والبيهقي 6/ 112 - 113. وفي إسناده مجهول.

قوله: يشتري له أضحية: جاء عند البخاري أن سفيان قال: يشتري له شاة كأنها أضحية. قال الحافظ في "الفتح" 6/ 635: لم أرَ في شيء من طرقه أنه أراد أضحية! قلنا: كذا قال، مع أن في رواية أحمد هذه التصريح بأنه أراد أضحية.

وقال الترمذي عقب (1258): وقد ذهب بعض أهل العلم إلى هذا الحديث، وقالوا به، وهو قول أحمد وإسحاق، ولم يأخذ بعض أهل العلم بهذا الحديث، منهم الشافعي.

قال الحافظ: وقد أجاب من لم يأخذ بها بأنها واقعةُ عين، فيَحتمل أن يكون عروةُ كان وكيلاً في البيع والشراء معاً، وهذا بحثٌ قويٌّ يقف به =

ص: 102

19357 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ زَكَرِيَّا، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ. وَحَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِي لَبِيدٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ. وحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ. كُلُّهُمْ قَالَ: ابْنُ أَبِي الْجَعْدِ (1).

= الاستدلال بهذا الحديث على تصرف الفضولي. والله أعلم. انظر "فتح الباري" 6/ 634 - 635، و"تلخيص الجبير" 2/ 5.

قال السندي: قوله: فاشترى له اثنتين، لا يخفى أنه كان وكيلاً، فمخالفته من باب مخالفة الوكيل إلى خير، لا من باب مخالفة المضارب، فمن أخذ منه الثاني فكأنه اعتبر أن المضارب بمنزلة الوكيل.

فباع واحدة: استدلَّ به من يُجوّز بيع الفضولي، ويقول: إنه موقوف على إجازة المالك، ومن لا يُجوزه يعتذر بأنه كان وكيلاً مطلقاً، فتَصرَّفَ بحكم إطلاق الوكالة، ولا يخفى بُعد الجواب عن الصواب.

لربح فيه: مبالغة في ربحه، أو محمول على حقيقته، فإن بعض أنواع التراب يُباع ويُشترى، كذا قيل، والأول هو الوجه، إذ لا استبعادَ في ربح أحدٍ في بيع ذلك النوع من التراب، والله تعالى أعلم.

(1)

سترد متون الأسانيد المذكورة هنا على النحو التالي:

رواية يحيى بن سعيد، سترد برقم (19359).

ورواية أبي كامل برقم (19362).

ورواية يحيى بن آدم برقم (19361).

ويضاف إليها: وقال عفَّان: ابن الجعد، وابن أبي الجعد، انظر (19364) و (19365) و (19367).

وقال محمد بن جعفر: عروة بن الجعد، في الروايتين (19358) و (19360).

وذكر ابنُ عبد البر في "الاستيعاب" أنه وهمٌ منه. قلنا: قد سماه بذلك غير =

ص: 103

19358 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي السَّفَرِ، عَنْ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الْجَعْدِ (1)، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " الْخَيْلُ مَعْقُودٌ بِنَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ: الْأَجْرُ وَالْمَغْنَمُ "(2).

19359 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ زَكَرِيَّا. وَوَكِيعٌ قَالَ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ عُرْوَةَ، قَالَ يَحْيَى: ابْنِ أَبِي الْجَعْدِ الْبَارِقِيُّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. وَقَالَ وَكِيعٌ فِي حَدِيثِهِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ: الْأَجْرُ وَالْمَغْنَمُ "(3).

= واحد، كما نقل الحافظ في "فتح الباري" 6/ 54 - 55.

(1)

في (م) و (س) و (ص) و (ق): ابن أبي الجعد، والمثبت من (ظ 13)، وهو الموافق للرواية (19360)، فإن محمد بن جعفر هو الذي سماه عروة بن الجعد، فيما ذكر ابن عبد البر في "الاستيعاب"، وقد قال علي ابن المديني: من قال فيه: عروة بن الجعد، فقد أخطأ.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 480 - 481، والنسائي في "المجتبى" 6/ 222، وفي "الكبرى"(4418) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وسقط اسم "الشعبي" من مطبوع ابن أبي شيبة.

وسلف (19354).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. زكريا -وهو ابنُ أبي زائدة- وإن دلَّس عن الشعبي، فإن يحيى بن سعيد -وهو القطان- راويه عنه لا يحملُ من حديث شيوخه المدلِّسين إلا ما كان مسموعاً لهم، صرَّح بذلك الإسماعيلي، فيما ذكر الحافظ في "الفتح" 1/ 309. ولذلك أخرج حديثه الشيخان: مسلم، =

ص: 104

19360 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْعَيْزَارِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ جَعْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ "(1).

= كما سنذكر في تخريج هذه الرواية، والبخاري كما سنذكر في تخريج الرواية (19366).

وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وعامر: هو ابن شَراحيل الشعبي.

وأخرجه مسلم (1873)(98) من طريق عبد الله بن نمير، والدارمي (2426)، وأبو عوانة 5/ 10 من طريق يعلى بن عبيد، كلاهما عن زكريا، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو عوانة 5/ 10 من طريق وكيع، به.

وسلف برقم (19354).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، العَيْزار -وهو ابن حُريث- من رجاله، وليس له عند مسلم غير هذا الحديث، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السَّبيعي. وقول محمد بن جعفر: عروة بن الجعد وهم منه، فيما ذكر ابنُ عبد البر في "الاستيعاب". وقال: إنما هو عروة بن أبي الجعد. قلنا: قد قاله كذلك غير محمد بن جعفر. ونقل الحافظ في "الفتح" 6/ 54 عن الإسماعيلي قوله: قال أكثر الرواة عن شعبة: عروة بن الجعد، إلا سليمان وابن أبي عدي. وانظر تتمة كلامه.

وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال"(في ترجمة العيزار بن حريث) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (1873)(99) من طريق محمد بن جعفر، به.

وأخرجه الطيالسي (1057) و (1245) -ومن طريقه أبو عوانة 5/ 10 - 11 - والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 274، والطبراني في "الكبير" 17/ 409، وابنُ عبد البر في "التمهيد" 14/ 100، من طرق عن شعبة، به.

وسلف برقم (19354).

ص: 105

19361 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ الْبَارِقِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم (1): " الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ: الْأَجْرُ وَالْمَغْنَمُ "(2).

19362 -

حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ الْخِرِّيتِ، حَدَّثَنَا أَبُو لَبِيدٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ الْبَارِقِيِّ، قَالَ: عَرَضَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

(1) في (م): عن عروة بن أبي الجعد، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال.

(2)

حديث صحيح. رجال إسناده ثقات رجال الشيخين، إلا أن أبا إسحاق -وهو السَّبيعي- لم يصرح بسماعه من عروة، وقد صرح بسماعه من عروة في رواية فطر عنه، كما سيرد في التخريج. ولا ندري هل سماع فطر من أبي إسحاق كان قبل الاختلاط أم بعده، وقد سلف بالحديث قبله من طريق شعبة عن أبي إسحاق، عن العيزار، عن عروة. قال العقيلي 4/ 451: وهذا أولى.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (407) من طريق يحيى بن آدم، بهذا الإسناد.

وأخرجه سعيد بن منصور (2428) عن حُدَيْج بن معاوية، وأحمد في "العلل"(4309)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 274 و"شرح مشكل الآثار"(227)، والعقيلي في "الضعفاء" 2/ 217، والطبراني في "الكبير" 17/ (405) من طريق فطر، و (406) من طريق زهير، و (408) من طريق عبد الحميد بن أبي جعفر الفراء، أربعتهم عن أبي إسحاق، به. ولم يصرح بسماعه من عروة إلا في رواية فطر عنه، فقال: وقف علينا عروة البارقي ونحن في مجلس

وأشرنا إلى رواية فطر آنفاً.

وسلف برقم (19354).

ص: 106

جَلَبٌ، فَأَعْطَانِي دِينَارًا، وَقَالَ:" أَيْ عُرْوَةُ، ائْتِ الْجَلَبَ، فَاشْتَرِ لَنَا (1) شَاةً " فَأَتَيْتُ الْجَلَبَ، فَسَاوَمْتُ صَاحِبَهُ، فَاشْتَرَيْتُ مِنْهُ شَاتَيْنِ بِدِينَارٍ، فَجِئْتُ أَسُوقُهُمَا - أَوْ قَالَ: أَقُودُهُمَا - فَلَقِيَنِي رَجُلٌ، فَسَاوَمَنِي، فَأَبِيعُهُ (2) شَاةً بِدِينَارٍ، فَجِئْتُ بِالدِّينَارِ، وَجِئْتُهُ (3) بِالشَّاةِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا دِينَارُكُمْ، وَهَذِهِ شَاتُكُمْ. قَالَ:" وَصَنَعْتَ كَيْفَ؟ " قَالَ: فَحَدَّثْتُهُ الْحَدِيثَ، فَقَالَ:" اللهُمَّ بَارِكْ لَهُ فِي صَفْقَةِ يَمِينِهِ " فَلَقَدْ رَأَيْتُنِي أَقِفُ بِكُنَاسَةِ الْكُوفَةِ، فَأَرْبَحُ أَرْبَعِينَ أَلْفًا قَبْلَ أَنْ أَصِلَ إِلَى أَهْلِي، وَكَانَ يَشْتَرِي الْجَوَارِيَ وَيَبِيعُ (4).

(1) لفظة "لنا" ليس في (ظ 13) ولا (ص)، وهي نسخة في (س).

(2)

في (ق) وهامش (س): فابتعته.

(3)

في (م) و (ظ 13): وجئت.

(4)

مرفوعه صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل سعيد بن زيد -وهو أخو حماد بن زيد- وأبي لَبِيد، وهو لِمَازة بنُ زَبَّار، وبقية رجاله ثقات. أبو كامل: هو مُظَفَّر بنُ مُدْرِك.

وأخرجه أبو داود (3385)، وابن ماجه (2402)، والترمذي بإثر (1258)، والطبراني في "الكبير" 17/ (421)، والدارقطني في "السنن" 3/ 10، وأبو نعيم في "دلائل النبوة"(388)، والبيهقي في "السنن" 6/ 112 من طرق عن سعيد بن زيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه الترمذي (12258) من طريق هارون الأعور المقرئ، عن الزبير ابن الخريت، به.

وسلف برقم (19356) بإسناد على شرط البخاري.

وسيكرر برقم (19367).

وانظر ما بعده.

قال السندي: قوله: بكُناسة الكوفة؛ الكُناسة بالضم: اسمُ موضعٍ بالكوفة.

ص: 107

• 19363 - قَالَ عَبْدُ اللهِ (1): حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ الْخِرِّيتِ، عَنْ أَبِي لَبِيدٍ وَهُوَ لُمَازَةُ بْنُ زَبَّارٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ الْبَارِقِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَهُ (2).

19364 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْعَيْزَارَ بْنَ حُرَيْثٍ يُحَدِّثُ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الْجَعْدِ الْأَزْدِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ "(3).

19365 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي حُصَيْنٌ وَعَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي السَّفَرِ، أَنَّهُمَا سَمِعَا الشَّعْبِيَّ، سَمِعَ عُرْوَةَ بْنَ الْجَعْدِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" الْخَيْلُ مَعْقُودٌ بِنَوَاصِيهَا (4) الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ: الْأَجْرُ وَالْمَغْنَمُ "(5).

(1) في (م) و (ق): حدثنا عبد الله، حدثني أبي، وهو خطأ، فالحديث من زوائد عبد الله، وقد ضُرب على قوله:"حدثني أبي" في (ظ 13) و (س)، وكذلك هو من الزوائد في "أطراف المسند" 4/ 343.

(2)

هو مكرر ما قبله، غير أنه من زوائد عبد الله، كما سلف.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (19360) غير شيخ أحمد، فهو هنا عفَّان: وهو ابن مُسلم الصفَّار.

وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 265 من طريق عفَّان، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (19354).

(4)

في (ظ 13): في نواصيها.

(5)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (19354) و (19358) =

ص: 108

19366 -

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، عَنِ الشَّعْبِيِّ، حَدَّثَنِي عُرْوَةُ الْبَارِقِيُّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ: الْأَجْرُ وَالْمَغْنَمُ "(1).

= غير شيخ أحمد، فهو هنا عفَّان، وهو ابنُ مسلم الصفَّار.

وأخرجه أبو داود الطيالسي (1056)، والدارمي (2427)، والبخاري (2850)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 222، وفي "الكبرى"(4419) وأبو عوانة 5/ 10، وابنُ قانع في "معجم الصحابة" 2/ 265، والطبراني في "الكبير" 17/ (397)، وابنُ عبد البر في "التمهيد" 14/ 99 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.

قال البخاري بإثر (2850): قال سليمان، عن شعبة: عن عروة بن أبي الجعد. تابعه مُسَدَّد، عن هشيم، عن حصين، عن الشعبي: عن عروة بن أبي الجعد.

قلنا: يعني أن سليمان -وهو ابن حرب- خالف حفص بن عمر شيخ البخاري في اسم والد عروة، فقال حفص: عروة بن الجعد، وقال سليمان: عروة بن أبي الجعد. وطريقه وصلها الطبراني في الرواية المذكورة آنفاً.

وانظر من سماه ابن الجعد، ومن سماه ابن أبي الجعد برقم (19357) و (19358).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (19359) غير شيخ أحمد، فهو هنا أبو نُعيم، وهو الفَضْل بنُ دُكين.

وأخرجه البخاري (2852) -ومن طريقه البغوي في "شرح السنة"(2645) - والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(225)، والطبراني في "الكبير" 17/ (396)، والبيهقي في "السنن الكبرى" 6/ 329، وفي "السنن الصغير"(3589)، من طريق أبي نعيم، بهذا الإسناد.

قال البغوي في "شرح السنة" 10/ 386: هذا حديث متفق على صحته، =

ص: 109

19367 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ الْخِرِّيتِ، عَنْ، أَبِي لَبِيدٍ، قَالَ: كَانَ عُرْوَةُ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ الْبَارِقِيُّ نَازِلًا بَيْنَ أَظْهُرِنَا، فَحَدَّثَ عَنْهُ، أَبُو لَبِيدٍ لُمَازَةُ بْنُ زَبَّارٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ قَالَ: عَرَضَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم جَلَبٌ، فَأَعْطَانِي دِينَارًا، فَقَالَ:" أَيْ عُرْوَةُ ائْتِ الْجَلَبَ، فَاشْتَرِ لَنَا شَاةً " قَالَ: فَأَتَيْتُ الْجَلَبَ، فَسَاوَمْتُ صَاحِبَهُ، فَاشْتَرَيْتُ مِنْهُ شَاتَيْنِ بِدِينَارٍ، فَجِئْتُ أَسُوقُهُمَا - أَوْ قَالَ: أَقُودُهُمَا - فَلَقِيَنِي رَجُلٌ، فَسَاوَمَنِي، فَأَبِيعُهُ شَاةً بِدِينَارٍ، فَجِئْتُ بِالدِّينَارِ، وَجِئْتُ بِالشَّاةِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا دِينَارُكُمْ، وَهَذِهِ شَاتُكُمْ، قَالَ:" وَصَنَعْتَ كَيْفَ؟ " فَحَدَّثْتُهُ الْحَدِيثَ، فَقَالَ:" اللهُمَّ بَارِكْ لَهُ فِي صَفْقِ (1) يَمِينِهِ " فَلَقَدْ رَأَيْتُنِي أَقِفُ بِكُنَاسَةِ الْكُوفَةِ، فَأَرْبَحُ أَرْبَعِينَ أَلْفًا قَبْلَ أَنْ أَصِلَ إِلَى أَهْلِي. وَكَانَ يَشْتَرِي الْجَوَارِيَ وَيَبِيعُ (2).

19368 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ:

= فيه الترغيب في اتخاذ الخيل للجهاد، وفيه أن الجهاد لا ينقطع أبداً، وفيه أن المال الذي يُكتسبُ بها خيرُ مال.

وسلف برقم (19354).

(1)

في (م): صفقة، وهي نسخة في (س).

(2)

مرفوعه صحيح، وهذا إسناد حسن، وهو مكرر (19362) غير شيخ أحمد، فهو هنا عفَّان، وهو ابنُ مسلم الصفَّار.

وقد سلف برقم (19356) بإسناد على شرط البخاري.

ص: 110

سَمِعْتُ عُرْوَةَ بْنَ الْجَعْدِ (1) الْبَارِقِيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ: الْأَجْرُ وَالْمَغْنَمُ "(2).

(1) في (م) و (س) و (ق): ابن أبي الجعد، والمثبت من (ظ 13) و (ص) وهو الموافق للرواية (19360) فإن غندراً -محمد بن جعفر- سماه عروة بن الجعد فيما ذكره ابنُ عبد البر في "الاستيعاب"، كما أشرنا غير مرة.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. حُصين: هو ابن عبد الرحمن السُّلَمي، والشعبي: هو عامر بن شَراحيل.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 6/ 222، وفي "الكبرى"(4417) من طريق ابن أبي عدي، وأبو عوانة 5/ 9 - 10 من طريق النَّضر بن شُميل، كلاهما عن شعبة، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (19354).

ص: 111

‌بَقِيَّةُ حَدِيثِ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ

(1)

19369 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: قُلْتُ: إِنَّ أَرْضَنَا أَرْضُ صَيْدٍ، فَيَرْمِي أَحَدُنَا الصَّيْدَ، فَيَغِيبُ عَنْهُ لَيْلَةً أَوْ لَيْلَتَيْنِ، فَيَجِدُهُ وَفِيهِ سَهْمُهُ؟ قَالَ:" إِذَا وَجَدْتَ سَهْمَكَ، وَلَمْ تَجِدْ فِيهِ أَثَرَ غَيْرِهِ، وَعَلِمْتَ أَنَّ سَهْمَكَ قَتَلَهُ، فَكُلْهُ "(2).

(1) سلفت ترجمة عدي بن حاتم قبل الحديث (18244).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. هُشيم -وهو ابنُ بَشير- صرَّح بالتحديث عند النسائي، وأبو بشر: هو جعفر ابن أبي وحشيَّة.

وأخرجه الطيالسي (1041) -ومن طريقه البيهقي في "السنن" 9/ 242، وفي "معرفة السنن" 13/ 450 - والنسائي في "المجتبى" 7/ 193، وفي "الكبرى"(4812) من طريق هُشيم، به. بلفظ: ولم نجد فيه أثر سَبُع، بدل: أثر غيره. وقرن أبو داود الطيالسي بهُشيم شعبة.

وأخرجه الترمذي (1468)، والنسائي في "المجتبى" 7/ 193، وفي "الكبرى"(4813) من طريق شعبة، عن أبي بشر، به.

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، والعملُ على هذا عند أهل العلم، وروى شُعبة هذا الحديث عن أبي بشر وعبدِ الملك بن ميسرة، عن سعيد بن جُبير، عن عدي بن حاتم. وعن أبي ثعلبة الخُشني مثله، وكلا الحديثين صحيح.

قلنا: سيرد من طريق شعبة عن عبد الملك بن ميسرة برقم (19376)، ومن طريق عامر الشعبي، عن عدي برقم (19388).

وسلف مطولاً برقم (18245). =

ص: 112

19370 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا حُصَيْنٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، أَخْبَرَنَا عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ} [البقرة: 187] قَالَ: عَمَدْتُ إِلَى عِقَالَيْنِ: أَحَدُهُمَا أَسْوَدُ، وَالْآخَرُ أَبْيَضُ، فَجَعَلْتُهُمَا تَحْتَ وِسَادِي. قَالَ: ثُمَّ جَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهِمَا، فَلَا تُبِيَّنُ (1) لِي الْأَسْوَدَ مِنَ الْأَبْيَضِ، وَلَا الْأَبْيَضَ مِنَ الْأَسْوَدِ (2)، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ غَدَوْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَخْبَرْتُهُ بِالَّذِي صَنَعْتُ، فَقَالَ:" إِنْ كَانَ وِسَادُكَ إِذًا لَعَرِيضًا (3) إِنَّمَا ذَلِكَ بَيَاضُ النَّهَارِ مِنْ سَوَادِ اللَّيْلِ "(4).

= وحديثُ أبي ثعلبة الخُشني سلف برقم (17744) بلفظ: "إذا رَمَيْتَ بسهمك، فغابَ ثلاثَ ليالٍ، فأَدْرَكْتَهُ، فكُلْ ما لم يُنْتِنْ".

وسلف من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، عن أبي ثعلبة برقم (6725).

(1)

في (ق) وهامش (س): يتبيَّن.

(2)

في (ظ 13): فلا تبين لي الأبيض من الأسود.

(3)

في (س) و (ص) و (م): لعريض، والمثبت من (ظ 13) و (ق)، وهي نسخة السندي.

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. هُشيم: هو ابنُ بَشير، وقد صرَّح بالتحديث، وحُصين: هو ابنُ عبد الرحمن السُّلَمي، والشعبيُّ: هو عامر بن شَراحيل.

وأخرجه بتمامه ومختصراً سعيد بنُ منصور في "التفسير"(277)، والبخاري (1916) -ومن طريقه البغوي في "معالم التنزيل" في تفسير الآية (187) من سورة البقرة- والترمذي (2970)، وابنُ خزيمة (1925) -ومن =

ص: 113

19371 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا مُجَالِدٌ وَزَكَرِيَّا وَغَيْرُهُمَا، عَنِ الشَّعْبِيِّ

= طريقه ابنُ حبان (3462) -وأبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة" 11/ 127)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 53، وفي "شرح مشكل الآثار"(1504) و (1505)، والبيهقي في "السنن" 4/ 215 من طريق هشيم، بهذا الإسناد. وقرن الطحاوي في إحدى روايتيه بحصين مجالداً. وسترد رواية مجالد برقم (19375).

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

وأخرجه بتمامه ومختصراً كذلك ابنُ أبي شيبة 3/ 28 - ومن طريقه مسلم (1090)، والبيهقي في "معرفة السنن"(8651) - والدارمي (1694)، والبخاري (4509)، وأبو داود (2349)، [والطبري] في "تفسيره"(2986)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 53، وابن حبان (3463)، والطبراني في "الكبير" 17/ (176) من طرق عن حُصين بن عبد الرحمن، به.

وأخرجه البخاري (4510)، والنسائي في "المجتبى" 4/ 148، وفي "الكبرى"(2479) و (11021) -وهو في "التفسير"(41) - وابن جرير في "التفسير"(2989)، وابن خزيمة (1926)، وأبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة" 11/ 127)، والطبراني في "الكبير" 17/ (177) و (178)(179) من طرق عن الشعبي، به.

وأورده السيوطي في "الدر المنثور" 1/ 199 وزاد نسبته إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.

وسيرد برقم (19375).

وفي الباب عن سهل بن سعد عند البخاري (1917)، ومسلم (1091).

وانظر حديث البراء السالف برقم (18611).

قال السندي: قوله: إلى عِقالين، بكسر العين، أي: خيطين.

إنْ كان: مخفَّفة من الثقيلة.

لعريضاً: حيث غاب تحته ظلمةُ الليل وضوءُ النهار المرادين بالخيطين.

إنما ذلك: المطلوب تمييزه هو بياضُ النهار متميزاً من سواد الليل.

ص: 114

عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ صَيْدِ الْمِعْرَاضِ، فَقَالَ:" مَا أَصَابَ بِحَدِّهِ، فَخَزَقَ، فَكُلْ، وَمَا أَصَابَ بِعَرْضِهِ، فَقَتَلَ، فَإِنَّهُ وَقِيذٌ، فَلَا تَأْكُلْ "(1).

19372 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ أَنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: أُرْسِلُ الْكَلْبَ الْمُعَلَّمَ، فَيَأْخُذُ. قَالَ:" إِذَا أَرْسَلْتَ كَلْبَكَ الْمُعَلَّمَ، وَذَكَرْتَ اسْمَ اللهِ عز وجل، فَأَخَذَ، فَكُلْ ". قُلْتُ: وَإِنْ قَتَلَ؟ قَالَ: " وَإِنْ قَتَلَ ". قَالَ: قُلْتُ: أَرْمِي بِالْمِعْرَاضِ. قَالَ: " إِذَا أَصَابَ بِحَدِّهِ، فَكُلْ، وَإِنْ أَصَابَ بِعَرْضِهِ، فَلَا تَأْكُلْ "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. زكريا -وهو ابن أبي زائدة- صرَّح بالتحديث عن الشعبي في الرواية السالفة برقم (18245)، ومجالد -وهو ابن سعيد، وإن يكن ضعيفاً- متابع. هُشيم: هو ابن بشير، وقد صرح بالتحديث.

وأخرجه الحميدي (914)، وابن ماجه (3212)، والطبراني في "الكبير" 17/ (161) من طرق عن مجالد، بهذا الإسناد.

وسلف مطولاً برقم (18245).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. منصور: هو ابن المعتمر، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/ 180 - 181، وفي "الكبرى"(4776) من طريق عبد العزيز بن عبد الصمد، بهذا الإسناد.

وهو مكرر الحديث رقم (18266) غير أنه هناك عن يحيى بن آدم، عن إسرائيل، عن منصور. وانظر بقية تخريجه هناك.

وله طرق كثيرة، سلف أولها برقم (18245).

ص: 115

19373 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ خَيْثَمَةَ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا سَيُكَلِّمُهُ اللهُ عز وجل، لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تَرْجُمَانٌ، ثُمَّ يَنْظُرُ أَيْمَنَ مِنْهُ، فَلَا يَرَى إِلَّا شَيْئًا قَدَّمَهُ، ثُمَّ يَنْظُرُ أَشْأَمَ مِنْهُ، فَلَا يَرَى إِلَّا شَيْئًا قَدَّمَهُ، ثُمَّ يَنْظُرُ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ، فَتَسْتَقْبِلُهُ النَّارُ " قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم (1): " مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَقِيَ وَجْهَهُ النَّارَ (2) وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، فَلْيَفْعَلْ "(3).

19374 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا سِمَاكٌ، عَنْ مُرَيِّ بْنِ قَطَرِيٍّ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَبِي كَانَ يَصِلُ الرَّحِمَ، وَيَقْرِي الضَّيْفَ، وَيَفْعَلُ كَذَا. قَالَ:" إِنَّ أَبَاكَ أَرَادَ شَيْئًا فَأَدْرَكَهُ ".

قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرْمِي الصَّيْدَ، وَلَا أَجِدُ مَا أُذَكِّيهِ بِهِ إِلَّا الْمَرْوَةَ وَالْعَصَا؟ قَالَ:" أَمَرَّ الدَّمَ بِمَا شِئْتَ، ثُمَّ اذْكُرْ اسْمَ اللهِ عز وجل ".

(1) قوله: قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم. ليس في (ظ 13).

(2)

في (ظ 13): "فمن استطاع أن يتقي النار" وأشير إليها في هامش (س).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير.

وهو مكرر الحديث رقم (18246) سنداً ومتناً، وقرن أحمد هناك بأبي معاوية وكيعاً.

ص: 116

قُلْتُ: طَعَامٌ مَا أَدَعُهُ إِلَّا تَحَرُّجًا؟ قَالَ: " مَا ضَارَعْتَ فِيهِ نَصْرَانِيَّةً، فَلَا تَدَعْهُ "(1).

19375 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مُجَالِدٍ، أَخْبَرَنِي عَامِرٌ، حَدَّثَنِي عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ، قَالَ: عَلَّمَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الصَّلَاةَ وَالصِّيَامَ، قَالَ:" صَلِّ كَذَا وَكَذَا، وَصُمْ، فَإِذَا غَابَتِ الشَّمْسُ، فَكُلْ وَاشْرَبْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ (2) الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ، وَصُمْ ثَلَاثِينَ يَوْمًا، إِلَّا أَنْ تَرَى الْهِلَالَ قَبْلَ ذَلِكَ ". فَأَخَذْتُ

(1) هو مكرر الحديث (18262) غير شيخ أحمد، فهو هنا يحيى، وهو ابن سعيد القطان. وسلف تخريجه هناك.

قال السندي: قوله: "أراد شيئاً"، أي: الذكر الجميل في الناس.

وقوله: "ثم اذكر اسم الله": الظاهر أن "ثم" للتأخير في التعليم، وليس المراد ذكره حالة الأكل، والله تعالى أعلم.

قلنا: وقوله: "فلا تدَعْهُ": جاء في النسخ الخطية و (م): "فلا فدَعه"، وهو محرَّف عن لفظ:"فلا تدعه" كما أثبتناه من جامع المسانيد وجاء على الصواب في الرواية (18262) ولفظها: "لا تدع شيئاً ضارعتَ فيه نصرانيةً". ولفظ: "فدعه" أيضاً مغاير لسياق روايات الحديث الأخرى، وقد تكلَّف السندي في توجيه هذه الرواية المحرفة، فقال:"ما ضارعتَ"، أي: الطعام الذي شابهتَ النصارى فيه، فلا خير فيه، فاللائق أن تدعه، فقوله:"فلا" معناه: فلا خير فيه، وقوله:"فدعه" متفرع على ذلك. اهـ، ثم تنبَّه رحمه الله في شرحه على حديث هُلْب الطائي 5/ 226 فأشار إلى ما وقع في حديث عدي بناءً على النسخ الخطية وقال: والظاهر أن التغيير من الرواة بحَسَب ما فهموا، والله تعالى أعلم.

(2)

في (م) و (ق): يتبين لك. وقد ضُرب على لفظة "لك" في (س).

ص: 117

خَيْطَيْنِ مِنْ شَعْرٍ: أَسْوَدَ وَأَبْيَضَ، فَكُنْتُ أَنْظُرُ فِيهِمَا، فَلَا يَتَبَيَّنُ (1) لِي، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَضَحِكَ، وَقَالَ:" يَا ابْنَ حَاتِمٍ، إِنَّمَا ذَاكَ بَيَاضُ النَّهَارِ مِنْ سَوَادِ (2) اللَّيْلِ "(3).

19376 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: قَالَ عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرْمِي الصَّيْدَ، فَأَطْلُبُ أَثَرَهُ بَعْدَ لَيْلَةٍ، فَأَجِدُ فِيهِ سَهْمِي؟ فَقَالَ:" إِذَا وَجَدْتَ فِيهِ سَهْمَكَ؛ وَلَمْ يَأْكُلْ مِنْهُ سَبُعٌ، فَكُلْ ". فَذَكَرْتُهُ لِأَبِي بِشْرٍ، فَقَالَ: عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ عَدِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:" إِنْ وَجَدْتَ فِيهِ سَهْمَكَ، تَعْلَمُ أَنَّهُ قَتَلَهُ، فَكُلْ "(4).

(1) في (ظ 13): يبين.

(2)

في (ظ 13): إنما ذاك بياض النهار وسواد الليل.

(3)

حديث صحيح، مجالد -وهو ابن سعيد، وإن يكن ضعيفاً- قرن الطحاوي به حُصَيْناً كما ذكرنا في تخريج الرواية (19370)، وهي بنحو هذه الرواية، وإسنادها صحيح على شرط الشيخين، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وعامر: هو ابن شَراحيل الشعبيّ.

وأخرجه الطبرانيُّ في "الكبير" 17/ (172) من طريق يحيى، بهذا الإسناد.

وأخرجه الحميدي (916)، والترمذي (2970) و (2971)، والطبري في "التفسير"(2987) و (2988)، والطبراني 17/ (173) و (174) من طرق عن مجالد، به. وتحرف اسم (مجالد) في مطبوع الترمذي (2971) إلى "مجاهد" انظر "تحفة الأشراف" 7/ 280.

وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان. =

ص: 118

19377 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَعْقِلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَدِيَّ بْنَ حَاتِمٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ "(1).

19378 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدِ، عَنْ ابْنِ حُذَيْفَةَ، قَالَ: كُنْتُ أُحَدَّثُ حَدِيثًا عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، فَقُلْتُ: هَذَا عَدِيٌّ فِي نَاحِيَةِ الْكُوفَةِ، فَلَوْ أَتَيْتُهُ، فَكُنْتُ أَنَا الَّذِي أَسْمَعُهُ مِنْهُ، فَأَتَيْتُهُ،

= وأخرجه ابن الجارود في "المنتقى"(919) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (1041)، وابن الجارود أيضاً (921)، والبغوي في "الجعديات"(470) و (471)، والطبراني في "الكبير" 17/ (216)، والبيهقي في "السنن الكبرى" 9/ 242 من طرق عن شعبة، به. وعندهم في رواية أبي بشر زيادة:"ولم ترَ فيه أَثرَ غيره". وقد سلفت روايةُ أبي بشر برقم (19369). ولم يذكر الطيالسي لفظه، إنما أحال على الحديث الآتي قبله عنده.

وأخرجه الطبراني 17/ (217) من طريق زيد بن الحريش، عن وَهْب بن جرير، عن شعبة، به. لكن جاء فيه: فحدَّثْتُ به إياسَ بنَ معاوية بنِ قُرَة، بدل أبي بِشْر. وزيد بن الحريش، لم نقف له على ترجمة.

وأخرجه ابنُ أبي شيبة 5/ 372، والنسائي في "الكبرى"(4814) من طريق شعبة، عن عبد الملك بن ميسرة، به. لم يذكرا قول أبي بشر.

وسلف مطولاً برقم (18245).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر الحديث (18272) غير شيخ أحمد، فهو هنا يحيى، وهو ابنُ سعيد القطان. أبو إسحاق: هو السَّبيعي.

ص: 119

فَقُلْتُ: إِنِّي كُنْتُ أُحَدَّثُ عَنْكَ حَدِيثًا، فَأَرَدْتُ أَنْ أَكُونَ أَنَا الَّذِي أَسْمَعُهُ مِنْكَ. قَالَ: لَمَّا بَعَثَ اللهُ عز وجل النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم (1)، فَرَرْتُ مِنْهُ حَتَّى كُنْتُ فِي أَقْصَى أَرْضِ الْمُسْلِمِينَ مِمَّا يَلِي الرُّومَ. قَالَ: فَكَرِهْتُ مَكَانِي الَّذِي أَنَا فِيهِ (2)، حَتَّى كُنْتُ لَهُ أَشَدَّ كَرَاهِيَةً لَهُ مِنِّي مِنْ حَيْثُ جِئْتُ. قَالَ: قُلْتُ: لَآتِيَنَّ هَذَا الرَّجُلَ، فَوَاللهِ لَئِنْ كَانَ صَادِقًا، فَلَأَسْمَعَنَّ مِنْهُ، وَلَئِنْ (3) كَانَ كَاذِبًا مَا هُوَ بِضَائِرِي. قَالَ: فَأَتَيْتُهُ، وَاسْتَشْرَفَنِي النَّاسُ، وَقَالُوا: عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ، عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ! قَالَ: أَظُنُّهُ قَالَ ثَلَاثَ مِرَارٍ. قَالَ: فَقَالَ لِي (4): " يَا عَدِيُّ بْنَ حَاتِمٍ، أَسْلِمْ تَسْلَمْ " قَالَ: قُلْتُ: إِنِّي مِنْ أَهْلِ دِينٍ. قَالَ: " يَا عَدِيُّ بْنَ حَاتِمٍ، أَسْلِمْ تَسْلَمْ " قَالَ: قُلْتُ: إِنِّي مِنْ أَهْلِ دِينٍ. قَالَهَا ثَلَاثًا. قَالَ: " أَنَا أَعْلَمُ بِدِينِكَ مِنْكَ ". قَالَ: قُلْتُ: أَنْتَ أَعْلَمُ بِدِينِي مِنِّي؟! قَالَ: " نَعَمْ ". قَالَ: " أَلَيْسَ تَرْأَسُ قَوْمَكَ؟ ". قَالَ: قُلْتُ: بَلَى - قَالَ: فَذَكَرَ مُحَمَّدٌ الرَّكُوسِيَّةَ، قَالَ كَلِمَةً الْتَمَسَهَا يُقِيمُهَا، فَتَرَكَهَا - قَالَ:" فَإِنَّهُ لَا يَحِلُّ فِي دِينِكَ الْمِرْبَاعُ ". قَالَ: فَلَمَّا قَالَهَا، تَوَاضَعَتْ مِنِّي هُنَيَّةٌ. قَالَ: وَقَالَ: " إِنِّي قَدْ أَرَى أَنَّ مِمَّا (5) يَمْنَعُكَ خَصَاصَةٌ تَرَاهَا

(1) في (ظ 13): لما بُعث النبي صلى الله عليه وسلم.

(2)

في (ظ 13): به.

(3)

في (م): وإن.

(4)

لفظة "لي" لم ترد في (ظ 13).

(5)

في (ظ 13): أرى ما.

ص: 120

بِمَنْ (1) حَوْلِي، وَأَنَّ النَّاسَ عَلَيْنَا أَلْبٌ وَاحِدٌ (2). هَلْ تَعْلَمُ مَكَانَ الْحِيرَةِ؟ " قَالَ: قُلْتُ: قَدْ سَمِعْتُ بِهَا، وَلَمْ آتِهَا. قَالَ:" لَتُوشِكَنَّ الظَّعِينَةُ أَنْ تَخْرُجَ مِنْهَا بِغَيْرِ جِوَارٍ حَتَّى تَطُوفَ ". قَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ (3): جِوارٍ (4). وَقَالَ يُونُسُ عَنْ حَمَّادٍ (5): جَوَازٍ. ثُمَّ رَجَعَ إِلَى حَدِيثِ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ: " حَتَّى تَطُوفَ بِالْكَعْبَةِ، وَلَتُوشِكَنَّ كُنُوزُ كِسْرَى بْنِ هُرْمُزَ أَنْ تُفْتَحَ ". قَالَ: قُلْتُ: كِسْرَى بْنُ هُرْمُزَ؟! قَالَ: " كِسْرَى بْنُ هُرْمُزَ ". قَالَ: قُلْتُ: كِسْرَى بْنُ هُرْمُزَ؟! قَالَ: " كِسْرَى بْنُ هُرْمُزَ " ثَلَاثَ مَرَّاتٍ. " وَلَيُوشِكَنَّ أَنْ يَبْتَغِيَ مَنْ يَقْبَلُ مَالَهُ مِنْهُ صَدَقَةً، فَلَا يَجِدُ ". قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ ثِنْتَيْنِ (6): قَدْ رَأَيْتُ الظَّعِينَةَ تَخْرُجُ مِنَ الْحِيرَةِ بِغَيْرِ جِوَارٍ حَتَّى تَطُوفَ بِالْكَعْبَةِ، وَكُنْتُ فِي الْخَيْلِ الَّتِي غَارَتْ - وَقَالَ يُونُسُ عَنْ حَمَّادٍ: أَغَارَتْ - عَلَى الْمَدَائِنِ. وَايْمُ اللهِ، لَتَكُونَنَّ الثَّالِثَةُ، إِنَّهُ لَحَدِيثُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

(1) في (م) و (ص): ممن.

(2)

في (س) و (ص) و (م): ألْباً واحداً، والمثبت من (ظ 13) و (ق)، وعند البيهقي في "الدلائل" 5/ 342:"وترى الناسَ علينا أَلْباً واحداً"، ونحوها في "أسد الغابة" 4/ 9. والأَلْب، بفتح الهمزة -أو كسرها- وسكون اللام: القوم يجتمعون على عداوة إنسان. قاله السندي.

(3)

رواية يزيد بن هارون سلفت برقم (18260).

(4)

في (م): جور، وهو تصحيف.

(5)

رواية يونس عن حماد سلفت برقم (18268)، ولم يسق أحمد لفظها.

(6)

في (ظ 13): فقد رأيت اثنتين.

ص: 121

حَدَّثَنِيهِ (1).

19379 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا، أَخْبَرَنِي عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا وَقَعَتْ رَمِيَّتُكَ فِي الْمَاءِ، فَغَرِقَ، فَلَا تَأْكُلْ "(2).

19380 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو يُحَدِّثُ عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ أَنَّ رَجُلًا جَاءَهُ يَسْأَلُهُ. قَالَ: فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ اسْتَقَلَّهُ، فَحَلَفَ، ثُمَّ قَالَ: لَوْلَا أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ، فَرَأَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا، فَلْيَأْتِ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ، وَلْيُكَفِّرْ عَنْ يَمِينِهِ "(3).

(1) بعضه صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل ابن حذيفة، وهو أبو عبيدة وهو مكرر الحديث (18269) سنداً، ولم يذكر هناك الحديث بطوله، إنما ذكر صدره، ثم قال: فذكر الحديث.

وانظر تخريج الحديث رقم (18268).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن زكريا: هو ابن أبي زائدة.

وأخرجه أبو داود (2850) -ومن طريقه أبو عوانة 5/ 132 - والطبراني في "الكبير" 17/ 166 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابنُ الجارود في "المنتقى"(920)، وأبو عوانة 5/ 132 و 133، والطبراني في "الكبير" 17/ 166 من طرق عن يحيى بن زكريا، به.

وسيرد مطولاً برقم (19388).

وسلف كذلك برقم (18245) ليس فيه ذكر وقوع الرميَّة في الماء.

(3)

حديث صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عبد الله =

ص: 122

قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: هَذَا حَدِيثٌ مَا سَمِعْتُهُ قَطُّ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا مِنْ أَبِي (1).

19381 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: سَمِعْتُ سِمَاكَ بْنَ حَرْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبَّادَ بْنَ حُبَيْشٍ يُحَدِّثُ عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ: جَاءَتْ خَيْلُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَوْ قَالَ: رُسُلُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا بِعَقْرَبٍ، فَأَخَذُوا عَمَّتِي وَنَاسًا. قَالَ: فَلَمَّا أَتَوْا بِهِمْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَصَفُّوا لَهُ. قَالَتْ (2): يَا رَسُولَ اللهِ، نَأَى الْوَافِدُ، وَانْقَطَعَ الْوَلَدُ، وَأَنَا عَجُوزٌ كَبِيرَةٌ، مَا بِي مِنْ خِدْمَةٍ، فَمُنَّ عَلَيَّ، مَنَّ اللهُ عَلَيْكَ. قَالَ:" مَنْ وَافِدُكِ؟ " قَالَتْ: عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ. قَالَ: " الَّذِي فَرَّ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ؟! ". قَالَتْ: فَمَنَّ عَلَيَّ. قَالَتْ: فَلَمَّا رَجَعَ وَرَجُلٌ إِلَى جَنْبِهِ نَرَى أَنَّهُ عَلِيٌّ؛ قَالَ: " سَلِيهِ حُمْلَانًا ". قَالَ: فَسَأَلَتْهُ، فَأَمَرَ لَهَا. قَالَتْ: فَأَتَانِي (3)، فَقَالَتْ: لَقَدْ فَعَلْتَ فَعْلَةً مَا كَانَ أَبُوكَ يَفْعَلُهَا. قَالَتْ:

= ابن عمرو، وهو مولى الحسن بن علي، وقد سلف الكلام عليه في الحديث رقم (18251).

(1)

قال الحافظ في "النكت الظراف" 7/ 281: المستغربُ من هذا الحديث قولُه: "أن رجلاً جاءه يسأله، فسأله عن شيء استقلَّه، فحلف أن لا يعطيه، ثم قال: لولا أني سمعت

". وإلا فأصلُ الحديث فيمن حلف مذكور في "صحيح مسلم".

(2)

في (س) و (ص) و (م): قلت، والمثبت من (ظ 13) و (ق).

(3)

كذا في النسخ الخطية، وجاء عند المزي -وقد رواه من طريق الإمام أحمد- وفي (م): فأتتني، وعند البيهقي في "الدلائل" 5/ 340: قال: فأتتني، وهو الوجه، وانظر "سيرة" ابن هشام 2/ 579 - 580، وانظر شرح السندي الآتي.

ص: 123

ائْتِهِ رَاغِبًا، أَوْ رَاهِبًا، فَقَدْ أَتَاهُ فُلَانٌ، فَأَصَابَ مِنْهُ، وَأَتَاهُ فُلَانٌ، فَأَصَابَ مِنْهُ. قَالَ: فَأَتَيْتُهُ، فَإِذَا عِنْدَهُ امْرَأَةٌ وَصِبْيَانٌ - أَوْ صَبِيٌّ - فَذَكَرَ قُرْبَهُمْ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَعَرَفْتُ أَنَّهُ لَيْسَ مُلْكُ كِسْرَى وَلَا قَيْصَرَ، فَقَالَ لَهُ:" يَا عَدِيُّ بْنَ حَاتِمٍ! مَا أَفَرَّكَ أَنْ يُقَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ؟ فَهَلْ مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللهُ؟! مَا أَفَرَّكَ أَنْ يُقَالَ: اللهُ أَكْبَرُ؟ فَهَلْ شَيْءٌ هُوَ أَكْبَرُ مِنَ اللهِ عز وجل؟! " قَالَ: فَأَسْلَمْتُ، فَرَأَيْتُ وَجْهَهُ اسْتَبْشَرَ، وَقَالَ:" إِنَّ الْمَغْضُوبَ عَلَيْهِمُ الْيَهُودُ، وإنَّ الضَّالِّينَ النَّصَارَى "، ثُمَّ سَأَلُوهُ، فَحَمِدَ اللهَ تَعَالَى، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ:" أَمَّا بَعْدُ، فَلَكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ أَنْ تَرْتَضِخُوا (1) مِنَ الْفَضْلِ، ارْتَضَخَ امْرُؤٌ بِصَاعٍ، بِبَعْضِ صَاعٍ، بِقَبْضَةٍ، بِبَعْضِ قَبْضَةٍ ". قَالَ شُعْبَةُ: وَأَكْثَرُ (2) عِلْمِي أَنَّهُ قَالَ: " بِتَمْرَةٍ، بِشِقِّ تَمْرَةٍ ". " وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَاقِي اللهَ عز وجل، فَقَائِلٌ مَا أَقُولُ: أَلَمْ أَجْعَلْكَ سَمِيعًا بَصِيرًا؟! أَلَمْ أَجْعَلْ لَكَ مَالًا وَوَلَدًا؟! فَمَاذَا قَدَّمْتَ؟ فَيَنْظُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ، وَمِنْ خَلْفِهِ، وَعَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ، فَلَا يَجِدُ شَيْئًا، فَمَا يَتَّقِي النَّارَ إِلَّا بِوَجْهِهِ، فَاتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوهُ، فَبِكَلِمَةٍ لَيِّنَةٍ، إِنِّي لَا أَخْشَى عَلَيْكُمُ الْفَاقَةَ، لَيَنْصُرَنَّكُمُ اللهُ تَعَالَى، وَلَيُعْطِيَنَّكُمْ - أَوْ لَيَفْتَحَنَّ لَكُمْ - حَتَّى تَسِيرَ الظَّعِينَةُ بَيْنَ الْحِيرَةِ ويَثْرِبَ إِنَّ (3) أَكْثَرَ مَا تَخَافُ السَّرَقَ عَلَى ظَعِينَتِهَا ".

(1) في (م): ترضخوا، وهو خطأ.

(2)

في (ظ 13) و (ق): وأكبر.

(3)

في (م): أو.

ص: 124

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ: حَدَّثَنَاهُ شُعْبَةُ مَا لَا أُحْصِيهِ، وَقَرَأْتُهُ عَلَيْهِ (1).

(1) بعضه صحيح، وفي هذا الإسناد عبَّاد بن حُبَيْش، لم يرو عنه غيرُ سماك بن حرب، ولم يوثقه غير ابن حبان، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف. قلنا: وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير سماك بن حرب، فمن رجال مسلم، وهو صدوق في غير روايته عن عكرمة.

وأخرجه مطوَّلاً ومختصراً ابنُ أبي حاتم في "التفسير"(40)، وابن حبان (6246)، والطبراني في "الكبير" 17/ (237)، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 170، والبيهقي في "دلائل النبوة" 5/ 339 - 340، والمزي في "تهذيب الكمال"(في ترجمة عبّاد بن حُبيش) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه مطولاً ومختصراً أيضاً الترمذي (2954)، والطبري (194) و (208)، وابن حبان (7206) و (7365)، والطبراني في "الكبير" 17/ (237) من طريق محمد بن جعفر، به. قال الترمذي: هذا حديث حسنٌ غريب، ولا نعرفه إلا من حديث سماك بن حرب.

وأخرجه مطولاً ومختصراً كذلك الترمذي (2953)، وابن أبي حاتم في "التفسير"(41) من طريق عمرو بن أبي قيس، والطبراني في "الكبير" 17/ (236) من طريق قيس بن الربيع، كلاهما عن سِماك بن حرب، به. ولم يرد في رواية الترمذي -وقد رواه مطولاً- قصة عمة عدي بن حاتم.

وقوله: "إن المغضوب عليهم اليهود، وإن الضالين النصارى" تابع عباداً فيه عامرُ بنُ شَراحيل الشعبي -وهو ثقة- عند الطبري في "التفسير"(193) و (207)، ومُرَيُّ بن قَطَري -وهو مجهول- عند الطبري أيضاً (195) و (209). =

ص: 125

19382 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ طَرَفَةَ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلَانِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَتَشَهَّدَ أَحَدُهُمَا، فَقَالَ: مَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ، فَقَدْ رَشَدَ، وَمَنْ

= وله شاهد من حديث عبد الله بن شقيق، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، سيرد 5/ 77.

وقوله: "فلكم أيها الناس أن ترتضخوا من الفضل

بتمرة، بشق تمرة، وإن أحدكم لاقي الله عز وجل فقائل ما أقول: ألم أجعلك سميعاً بصيراً" إلى آخر الحديث جاء بنحوه عند البخاري (3595).

وسلف بعض حديث البخاري هذا بنحوه برقم (18246)، وانظر أرقام مكرراته هناك.

وسلف في الحديث رقم (19378) قصة إسلام عدي دون ذكر عمته، وفيه:"يا عديُّ، أسْلِمْ تَسْلَم".

وفي الباب في قوله: "ألم أجعلك سميعاً بصيراً

": عن أبي هريرة، سلف برقم (10378) بلفظ: "يقول الله عز وجل يوم القيامة: يا ابن آدم حملتُك على الخيل والإبل، وزوَّجتك النساء، وجعلتك تربع وترأس، فأين شكر ذلك؟ " ورواه الترمذي (3358)، وابن حبان (7364) عنه، بلفظ: "ألم أصح جسمك وأُرْوِكَ من الماء البارد".

قال السندي: قولها: نأى الوافد، أي: بَعُد.

قالت: فأتاني: الظاهر أن الضمير لذلك الرجل.

أن ترتضخوا، أي: تعطوا شيئاً.

فقائل؛ أي: فالله تعالى قائلٌ له ما أقول لكم، وهو قوله: ألم أجعلك

إلخ.

قلنا: والسَّرَق؛ بالتحريك بمعنى السَّرقة، وهو في الأصل مصدر، يقال: سَرَقَ يَسْرِقُ سَرَقاً. قاله ابن الأثير.

ص: 126

يَعْصِهِمَا. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " بِئْسَ الْخَطِيبُ أَنْتَ، قُمْ "(1).

19383 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا مُجَالِدٌ، عَنْ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ صَيْدِ الْكَلْبِ، فَقَالَ:" إِذَا أَرْسَلْتَ كَلْبَكَ الْمُعَلَّمَ، فَسَمَّيْتَ عَلَيْهِ، فَأَخَذَ، فَأَدْرَكْتَ ذَكَاتَهُ، فَذَكِّهِ، وَإِنْ قَتَلَ، فَكُلْ، فَإِنْ أَكَلَ مِنْهُ (2)، فَلَا تَأْكُلْ "(3).

19384 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ حُذَيْفَةَ، عَنْ رَجُلٍ. قَالَ حَمَّادٌ: وَهِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، وَلَمْ يَذْكُرْ عَنْ رَجُلٍ. قَالَ

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. رجاله ثقات رجال الشيخين، غير تميم بن طَرَفَة، فمن رجال مسلم. عبد الرحمن: هو ابنُ مهدي، وسفيان: هو الثوري.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 6/ 90، وفي "الكبرى"(5530)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3318) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.

وقد سلف برقم (18247)، وذكرنا هناك وجه إنكار النبي صلى الله عليه وسلم على الخطيب في قوله: ومن يعصهما.

(2)

لفظة: "منه" ليست في (ظ 13).

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف مجالد -وهو ابن سعيد- وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. هُشيم: هو ابن بشير، وقد صرح بالتحديث.

وللحديث طرق صحيحة، سلف أولها مطولاً برقم (18245).

ص: 127

حَمَّادٌ (1): يَعْنِي كُنْتُ أَسْأَلُ النَّاسَ عَنْ حَدِيثِ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. وَهُوَ إِلَى جَنْبِي لَا أسأله (2) عَنْهُ، فَأَتَيْتُهُ، فَسَأَلْتُهُ. فَقَالَ: نَعَمْ، بُعِثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حِينَ بُعِثَ، فَكَرِهْتُهُ أَشَدَّ مَا كَرِهْتُ شَيْئًا قَطُّ (3).

19385 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ رَجُلٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ: حَدِيثٌ بَلَغَنِي عَنْكَ أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْكَ. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (4).

(1) قوله: "حماد" ليس في (ظ 13).

(2)

المثبت من (ظ 13)، وفي بقية النسخ: أسأل.

(3)

سلف بإسناده الأول من طريق يونس بن محمد المؤدب، عن حماد بن زيد، عن أيوب -وهو السختياني- عن محمد بن سيرين، عن أبي عبيدة بن حذيفة، عن رجل، برقم (18268).

وسلف بإسناده الثاني من طريق هشام -وهو ابن حسان- عن محمد بن سيرين، عن أبي عبيدة، عن عدي بن حاتم برقم (18260)، وسيكرر برقم (19385)، لكن ذُكر فيهما خطأً زيادة: عن رجل، بين أبي عبيدة بن حذيفة وعدي بن حاتم، ونبهنا عليه في الرواية (18260).

وسلف أيضاً من طريق ابن أبي عدي، عن ابن عون، عن ابن سيرين، عن أبي عبيدة بن حذيفة، عن عدي بن حاتم. ليس فيه:"عن رجل" برقمي: (18269) و (19378).

وسيرد من طريق حسين بن محمد المرُّوذي، عن جرير بن حازم، عن ابن سيرين، عن ابن حُذيفة أن رجلاً قال

قلت: أسأل عن حديث عديِّ بن حاتِم وأنا في ناحية الكوفة

فأتيتُه

برقم (19389).

(4)

هو مكرر رقم (18260)، وذكر هناك نص الحديث، ونبهنا هناك أن =

ص: 128

19386 -

حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ مُرَيِّ بْنِ قَطَرِيٍّ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَبِي كَانَ يَصِلُ الرَّحِمَ، وَيَفْعَلُ وَيَفْعَلُ، فَهَلْ لَهُ فِي ذَلِكَ؟ يَعْنِي مِنْ أَجْرٍ. قَالَ:" إِنَّ أَبَاكَ طَلَبَ أَمْرًا، فَأَصَابَهُ "(1).

19387 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ خَيْثَمَةَ، عَنِ ابْنِ مَعْقِلٍ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " اتَّقُوا النَّارَ " قَالَ: فَأَشَاحَ بِوَجْهِهِ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ يَنْظُرُ إِلَيْهَا، ثُمَّ قَالَ:" اتَّقُوا النَّارَ ". وَأَشَاحَ بِوَجْهِهِ - قَالَ: قَالَ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا - " اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا، فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ "(2).

= قوله في الإسناد: عن رجل، خطأ، لأن حماد بن زيد صرح في الرواية (19384) أن هشام بن حسان لم يذكر في إسناده: عن رجل.

(1)

حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لجهالة مُرَيّ بن قَطَري. مُؤمَّل -وهو ابنُ إسماعيل، وإن يكن ضعيفاً- تابعه أبو حُذيفة، وهو موسى بن مسعود النهدي عند الطحاوي كما سيرد. سفيان: هو الثوري.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4361) من طريق أبي حذيفة، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.

وذكرنا شاهده الذي يحسن به في الرواية (18262).

(2)

حديث صحيح، وهو مكرر الحديث (18271) سنداً ومتناً، وفيه خطأ في إسناده بيناه هناك.

قال السندي: قوله: وأشاح بوجهه، أي: أعرض بوجهه كأنه يرى النار، =

ص: 129

19388 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، يَعْنِي ابْنَ حَازِمٍ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ: قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ إِنَّا أَهْلُ صَيْدٍ، فَقَالَ:" إِذَا رَمَى أَحَدُكُمْ بِسَهْمِهِ، فَلْيَذْكُرْ اسْمَ اللهِ تَعَالَى، فَإِنْ قَتَلَ فَلْيَأْكُلْ، وَإِنْ وَقَعَ فِي مَاءٍ، فَوَجَدَهُ مَيْتًا، فَلَا يَأْكُلْهُ، فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي لَعَلَّ الْمَاءَ قَتَلَهُ، فَإِنْ وَجَدَ سَهْمَهُ فِي صَيْدٍ بَعْدَ يَوْمٍ أَوْ اثْنَيْنِ، وَلَمْ يَجِدْ فِيهِ أَثَرًا غَيْرَ سَهْمِهِ، فَإِنْ شَاءَ فَلْيَأْكُلْهُ ". قَالَ: " وَإِذَا أَرْسَلَ عَلَيْهِ (1) كَلْبَهُ، فَلْيَذْكُرْ اسْمَ اللهِ عز وجل، فَإِنْ أَدْرَكَهُ قَدْ قَتَلَهُ، فَلْيَأْكُلْ، وَإِنْ أَكَلَ مِنْهُ، فَلَا يَأْكُلْ، فَإِنَّهُ إِنَّمَا أَمْسَكَ عَلَى نَفْسِهِ، وَلَمْ يُمْسِكْ عَلَيْهِ، وَإِنْ أَرْسَلَ كَلْبَهُ، فَخَالَطَ كِلَابًا لَمْ يَذْكُرْ اسْمَ اللهِ عَلَيْهَا، فَلَا يَأْكُلْ، فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي أَيُّهَا قَتَلَهُ "(2).

= فيعرض عنها.

قلنا: شرح السندي هذه اللفظة في هذا الموضع، وحقُّها أن تورَّد في الحديث (18271).

(1)

لفظ: "عليه" ليس في (ظ 13)، وهو نسخة في (س).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. حسين بن محمد: هو ابن بهرام المرُّوذي، وعاصم الأحول: هو ابنُ سُليمان، وعامر: هو ابن شَراحيل الشعبي.

وأخرجه مطولاً ومختصراً عبد الرزاق (8458)، والبخاري (5484)، ومسلم (1929)(6)(7)، وأبو داود (2849) و (2850)، وابن ماجه (3213)، والترمذي (1469)، والنسائي في "المجتبى" 7/ 179 و 192 =

ص: 130

19389 -

حَدَّثَنَا حُسَينٌ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ حُذَيْفَةَ أَنَّ رَجُلًا قَالَ

قُلْتُ: أَسْأَلُ عَنْ حَدِيثِ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ وَأَنَا فِي نَاحِيَةِ الْكُوفَةِ، أَفَلَا أَكُونُ أَنَا الَّذِي أَسْمَعُهُ مِنْهُ؟! فَأَتَيْتُهُ، فَقُلْتُ: أَتَعْرِفُنِي؟ قَالَ: نَعَمْ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. وَقَالَ فِيهِ:" أَلَسْتَ رَكُوسِيًّا؟ " قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: " أَوَلَسْتَ تَرْأَسُ قَوْمَكَ؟ " فَقُلْتُ: بَلَى. قَالَ: " أَوَلَسْتَ تَأْخُذُ الْمِرْبَاعَ؟ " قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: " ذَاكَ لَا يَحِلُّ لَكَ فِي دِينِكِ " قَالَ: فَتَوَاضَعَتْ مِنِّي نَفْسِي. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1).

= و 192 - 193، وفي "الكبرى"(4774) و (4810) و (4811)، والطبري في "التفسير"(11209) و (11217)، وأبو عوانة 5/ 132 - 133، وابنُ حبان (5880)، والطبراني في "الكبير" 17/ (154) - (157)، والدارقطني 4/ 294، والبيهقي في "السنن الكبرى" 9/ 236 و 238 - 239 و 243 - 244 و 248، وفي "معرفة السنن" 13/ 442، والخطيب البغدادي في "التاريخ" 12/ 330 - 331 من طرق عن عاصم بن سليمان الأحول، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

وعلَّقه البخاري (5485) عن عبد الأعلى (وهو ابنُ عبد الأعلى) بصيغة الجزم، فقال: وقال عبد الأعلى، عن داود، عن عامر -يعني الشعبي- عن عدي، أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: يَرمي الصيدَ، فيفتقر أثره اليومين والثلاثة، ثم يجده ميتاً، وفيه سهمه. قال:"يأكل إن شاء". ووصله أبو داود (2853) عن الحسين بن معاذ، عن عبد الأعلى، به.

وللحديث طرق أخرى، سلف أولها برقم (18245).

(1)

بعضه صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل أبي عبيدة بن حذيفة، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. حسين: هو ابن محمد المرُّوذي، وجرير: هو ابن حازم، ومحمد: هو ابن سيرين. وقول أبي عبيدة بن حذيفة: أن =

ص: 131

19390 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ وَعَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ صَيْدِ الْمِعْرَاضِ، فَقَالَ:" مَا أَصَابَ بِحَدِّهِ فَكُلْ، وَمَا أَصَابَ بِعَرْضِهِ، فَهُوَ وَقِيذٌ ".

وَسَأَلْتُهُ (1) عَنْ صَيْدِ الْكَلْبِ، فَقَالَ:" إِذَا أَرْسَلْتَ كَلْبَكَ، وَذَكَرْتَ اسْمَ اللهِ عَلَيْهِ (2)، فَأَمْسَكَ عَلَيْكَ، فَكُلْ، وَإِنْ وَجَدْتَ مَعَهُ كَلْبًا غَيْرَ كَلْبِكَ، وَقَدْ قَتَلَهُ، وَخَشِيتَ أَنْ يَكُونَ قَدْ أَخَذَهُ مَعَهُ، فَلَا تَأْكُلْ، فَإِنَّكَ إِنَّمَا ذَكَرْتَ اسْمَ اللهِ عَلَى كَلْبِكَ، وَلَمْ تَذْكُرْهُ عَلَى غَيْرِهِ "(3).

= رجلاً قال .. يعني أن هذا الرجل روى له هذا الحديث، ثم سمعه أبو عبيدة من عديِّ بن حاتِم دون واسطة

وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" 14/ 324 - 325 عن حسين بن محمد، بهذا الإسناد.

وسلف بطوله برقم (18260) وذكرنا الصحيح منه هناك.

(1)

في (م): وسألت.

(2)

لفظ "عليه" ليس في (ظ 13).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (18245) غير شيخ أحمد، فهو هنا يزيد: وهو ابن هارون، وقرن هنا بزكريا عاصماً الأحول، وزكريا بن أبي زائدة صرح بالتحديث هناك.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/ 183، وفي "الكبرى"(4785)، وأبو عوانة 5/ 123 و 130 و 131، وأبو نعيم في "الحلية" 4/ 333 - 334، والبيهقي 9/ 236 و 249 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. =

ص: 132

19391 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي السَّفَرِ، وَعَنْ نَاسٍ ذَكَرَهُمْ شُعْبَةُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ (1) عَدِيَّ بْنَ حَاتِمٍ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْمِعْرَاضِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا أَصَابَ بِحَدِّهِ فَكُلْ (2)، وَإِذَا أَصَابَ بِعَرْضِهِ فَقَتَلَ، فَإِنَّهُ وَقِيذٌ، فَلَا تَأْكُلْ ".

قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أُرْسِلُ كَلْبِي؟ قَالَ:" إِذَا أَرْسَلْتَ كَلْبَكَ، وَسَمَّيْتَ، فَأَخَذَ، فَكُلْ، فَإِذَا (3) أَكَلَ مِنْهُ، فَلَا تَأْكُلْ، فَإِنَّمَا أَمْسَكَ عَلَى نَفْسِهِ ". قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أُرْسِلُ كَلْبِي، فَأَجِدُ مَعَهُ كَلْبًا آخَرَ لَا أَدْرِي أَيُّهُمَا أَخَذَ؟ قَالَ:" لَا تَأْكُلْ، فَإِنَّمَا سَمَّيْتَ عَلَى كَلْبِكَ، وَلَمْ تُسَمِّ عَلَى غَيْرِهِ "(4).

= وله طرق كثيرة أوردناها عند الرواية (18245). وانظر ما بعده.

(1)

في (ظ 13): سألت.

(2)

في (ظ 13): وهامش (س): فكله.

(3)

في (ظ 13): فإن.

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (1929)(3)، والنسائي في "المجتبى" 7/ 194 - 195، وفي "الكبرى"(4818) مختصراً من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد ولم يسق مسلم لفظه، وتحرف اسم "محمد بن جعفر" في مطبوع "المجتبى" و"الكبرى" إلى "محمد بن يعقوب" وجاء على الصواب في "تحفة الأشراف" 7/ 279، وليس لمحمد بن يعقوب هذا رواية عن شعبة.

وأخرجه بتمامه ومختصراً الطيالسي (1030)، والدارمي (2009)، والبخاري (175) و (2054) و (5476) و (5486)، ومسلم (1929)(3)، وأبو داود (2854)، والنسائي في "المجتبى" 7/ 183، وفي "الكبرى"(4783) =

ص: 133

19392 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا أَرْسَلْتَ كَلْبَكَ وَسَمَّيْتَ، فَخَالَطَ كِلَابًا أُخْرَى، فَأَخَذَتْهُ جَمِيعًا، فَلَا تَأْكُلْ، فَإِنَّكَ لَا تَدْرِي أَيُّهُمَا أَخَذَهُ، وَإِذَا رَمَيْتَ فَسَمَّيْتَ، فَخَزَقْتَ، فَكُلْ، فَإِنْ لَمْ يَنْخَزِقْ (1)، فَلَا تَأْكُلْ، وَلَا تَأْكُلْ مِنَ الْمِعْرَاضِ إِلَّا مَا ذَكَّيْتَ، وَلَا تَأْكُلْ مِنَ الْبُنْدُقَةِ إِلَّا مَا ذَكَّيْتَ "(2).

= و (4784)، وأبو عوانة 5/ 126 و 127، والطبراني في "الكبير" 17/ (141) و (142) و (159) و (165)، والبيهقي في "السنن الكبرى" 9/ 244، وفي "معرفة السنن" 13/ 442 من طرق عن شعبة، به. ليس فيه ذكر ناس غير عبد الله بن أبي السفر.

ولحديث عديٍّ في الصيد طرقٌ كثيرة في "المسند" سلف أولها برقم (18245).

(1)

في (ظ 13): يخزق، وفي (م) و (ق): يتخزق.

(2)

حديث صحيح دون قوله: "ولا تأكل من البندقة إلا ما ذكيت" وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه ما بين إبراهيم -وهو النَّخَعي- وعديِّ بن حاتِم. ورجالُ الإسناد ثقات رجال الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بنُ خَازِم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مِهْران.

وأخرجه كذلك عبد الرزاق (8530) عن معمر، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن عدي قال: سألتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيد المِعْراض، فقال:"إذا خَزَقَ فَكُلْ".

وأخرجه ابنُ أبي شيبة في "المصنف" 5/ 378 عن حفص، عن الأعمش، عن إبراهيم النَّخَعي قال:"لا تأكُلْ ما أصبتَ بالبُنْدُقة، أو بالحجر إلا أن تُذكِّي".

وأخرجه أيضاً عن جرير، عن مغيرة، عن إبراهيم قال:"إذا قَتَل الحجر، فلا تأكُلْ". =

ص: 134

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وقد انفرد الأعمش في هذه الرواية بزيادة: "ولا تأكل من البُندقة إلا ما ذكَّيت". وقال الإمام أحمد -كما في "العلل" 1/ 60 - حدثنا ابن مهدي، عن سفيان، قال: قلت للأعمش: حديث البُندقة ليس من حديثك؟ قال: ما أصنع به؟ لم يتركوني، قالوا: إن شعبة حدَّث به عنك.

وسلف مطولاً برقم (18245) بإسناد صحيح على شرط الشيخين ليس فيه ذكر صيد البندقة.

وعلَّق البخاري في المقتولة بالبندقة عن ابن عمر بصيغة الجزم قبل الحديث (5476)، فقال: وقال ابنُ عمر في المقتولة بالبُندقة: تلك الموقوذة. ثم قال البخاري: وكرهه سالم، والقاسم، ومجاهد، وإبراهيم، وعطاء، والحسن، وكره الحسنُ رمي البُندقة في القرى والأمصار، ولا يرى به بأساً فيما سواه.

قلنا: أما أثر ابن عمر. فوصله البيهقي في "السنن" 9/ 249 من طريق أبي عامر العقدي، عن زهير -هو ابن محمد- عن زيد بن أسلم، عنه.

وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" 5/ 378 عن عبد الرحيم بن سليمان، عن عبد الله، عن نافع، عن ابن عمر أنه كان لا يأكل ما أصابت البُندقةُ والحجر.

ولمالك في "الموطأ" 2/ 491 - ومن طريقه البيهقي في "السنن" 9/ 249 - عن نافع: رميتُ طائرين بحجر، فأصبتُهما، فأما أحدهما فمات، فطرحه ابن عمر، وأما الآخر، فذهب عبد الله يذكيه بقدوم، فمات قبل أن يُذكِّيَه، فطرحه أيضاً.

وأما أثر سالم -وهو ابنُ عبد الله بن عمر- والقاسم -وهو ابنُ محمد بن أبي بكر الصديق- فأخرجه ابن أبي شيبة 5/ 378 عن عبد الوهَّاب الثقفي، عن عبيد الله بن عمر، عنهما أنهما كانا يكرهان البندقة إلا ما أدركت ذكاته.

ولمالك في "الموطأ" 2/ 491 أنه بلغه أن القاسم بن محمد كان يكره ما قتل بالمعراض والبندقة.

وفي الباب أيضاً عن سعيد بن المسيب، وعكرمة، والشعبي، والحسن عند =

ص: 135

19393 -

حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أُرْسِلُ كَلْبِي الْمُكَلَّبَ؟ قَالَ:" إِذَا أَرْسَلْتَ كَلْبَكَ الْمُكَلَّبَ، وَذَكَرْتَ اسْمَ اللهِ (1)، فَأَمْسَكَ عَلَيْكَ، فَكُلْ ". قَالَ: قُلْتُ: وَإِنْ قَتَلَ؟ قَالَ: " وَإِنْ قَتَلَ، مَا لَمْ يُشَارِكْهُ كَلْبٌ غَيْرُهُ ". قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَأَرْمِي بِالْمِعْرَاض؟ قَالَ:" مَا خَزَقَ، فَكُلْ، وَمَا أَصَابَ بِعَرْضِهِ، فَقَتَلَ، فَلَا تَأْكُلْ "(2).

= ابن أبي شيبة 5/ 378 - 379.

قال الحافظ في قول الحسن في كراهية رمي البُندقة في القرى والأمصار، ولا يرى به بأساً في الفلاة: جعل مدار النهي على خشية إدخال الضرر على أحد من الناس. والله أعلم. "الفتح" 9/ 608.

والبُندقة: معروفةٌ، تتخذ من طينٍ، وتيبس، فيُرمى بها. قاله الحافظ في "الفتح" 9/ 607.

(1)

في (ظ 13): اسم الله عليه.

(2)

حديث صحيح -مؤمَّل- وهو ابن إسماعيل- قد توبع، كما في الرواية التالية، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو الثوري، والأعمش: هو سليمان بن مِهْران.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (205) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. وقرن منصوراً بالأعمش.

وأخرجه البيهقي 9/ 237 من طريق إبراهيم بن طَهْمان، عن الأعمش، بنحوه مختصراً.

وسلف بإسناد صحيح برقم (18245) وذكرنا أرقام طرقه هناك.

ص: 136

19394 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ. فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (1).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عبد الله بن الوليد -وهو ابن ميمون المعروف بالعَدَني- وبقيةُ رجاله ثقات رجالُ الشيخين. سفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المُعْتَمر، وإبراهيم: هو النَّخَعي، وهمَّام: هو ابنُ الحارث.

وأخرجه بتمامه ومختصراً البخاري (5477)، والترمذي (1465)، وأبو عوانة 5/ 121 و 122، والطبراني في "الكبير" 17/ (202)(205)، والبيهقي في "السنن" 9/ 249، والبغوي في "شرح السنة"(2772) من طرق، عن سفيان، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

وسلف برقم (18266) عن يحيى بن آدم، عن إسرائيل، عن منصور، بهذا الإسناد، وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين.

وسلف من طريق الشعبي عن عدي برقم (18245)، وذكرنا أرقام طرقه الأخرى هناك.

ص: 137

‌حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى

(1)

19395 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، فَلَمَّا غَابَتِ الشَّمْسُ، قَالَ:" انْزِلْ يَا فُلَانُ (2)، فَاجْدَحْ لَنَا " قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، عَلَيْكَ نَهَارٌ، قَالَ:" انْزِلْ فَاجْدَحْ " قَالَ: فَفَعَلَ، فَنَاوَلَهُ، فَشَرِبَ، فَلَمَّا شَرِبَ، أَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى الْمَغْرِبِ، فَقَالَ:" إِذَا غَرَبَتِ الشَّمْسُ هَاهُنَا، جَاءَ (3) اللَّيْلُ مِنْ هَاهُنَا، فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ "(4).

(1) سلفت ترجمة عبد الله بن أبي أوفى قبل الحديث (19102).

(2)

في (ظ 13) وهامش (ق): انزل يا بلال، وهي رواية أبي داود.

(3)

عند مسلم والبيهقي: وجاء.

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. هُشيم: هو ابنُ بَشِير، وقد صرَّح بالتحديث. الشيباني: هو أبو إسحاق سليمان بن أبي سليمان.

وأخرجه مسلم (1101)(52)، والبيهقي في "السنن" 4/ 216 من طريق هُشَيم، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 11 - 12، والبخاري (1955) و (1956) و (1958) و (5297)، ومسلم (1101)(53) و (54)، وأبو داود (2352)، وأبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة" 6/ 520)، وابن حبان (3511)، والبغوي في "شرح السنة"(1734) من طرق عن الشيباني، به.

وسيرد بالرقمين: (19399) و (19413).

وفي الباب عن عمر بن الخطاب، سلف برقم (192). =

ص: 138

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وعن أبي هريرة سلف برقم (9810) وذكرنا تتمة أحاديث الباب هناك.

قوله: عليك نهار؛ قال الحافظ في "الفتح" 4/ 117: يحتمل أن يكون المذكور كان يرى كثرة الضوء من شدة الصَّحو، فيظن أن الشمس لم تغرب، ويقول: لعلها غطَّاها شيءٌ من جبل ونحوه، أو كان هناك غيم، فلم يتحقق الغروب، وأما قول الراوي:(يعني عند البخاري برقم 1956: وغربت الشمس) فإخبار منه بما في نفس الأمر، وإلا فلو تحقق الصحابي أن الشمس غربت، توقَّف؛ لأنه حينئذ يكون معانداً، وإنما توقَّف احتياطاً واستكشافاً عن حكم المسألة.

ثم قال الحافظ: وقد اختلفت الروايات عن الشيباني في ذلك، فأكثر ما وقع فيها أن المراجعة وقعت ثلاثاً، وفي بعضها مرتين، وفي بعضها مرة واحدة، وهو محمول على أن بعض الرواة اختصر القصة.

قلنا: قد وقعت المراجعة مرتين في الرواية (19399)، وثلاثاً في الرواية (19413).

ثم ذكر الحافظ أن في الحديث من الفوائد بيان وقت الغروب، وأن الغروب متى تحقَّق كفى، وفيه إيماءٌ إلى الزجر عن متابعة أهل الكتاب، فإنهم يؤخِّرون الفطر عن الغروب، قال: وتأخير أهل الكتاب له أمد، وهو ظهور النجم.

قال السندي: قوله: فاجْدَحْ لنا؛ بهمزة وصل، وسكون جيم، وفتح دال مهملة، ثم حاء مهملة: أمرٌ من الجَدْح، وهو للخلط، أي: اخلط السويق بالماء، أو اللبن بالماء، لأُفطر عليه.

عليك نهار: كأنه قال ذلك بناءً على ظنه، وأنه اشتبه عليه ضوء الشمس ببقاء نفس الشمس.

جاء الليل من ها هنا: بدل من غابت الشمس ها هنا.

فقد أفطر الصائم، أي: دخل في وقت الإفطار، أو ما بقي صائماً، إذ لا صوم في الليل، أكل أو لم يأكل.

ص: 139

19396 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْمُجَالِدِ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، قَالَ: أَرْسَلَنِي ابْنُ شَدَّادٍ وَأَبُو بُرْدَةَ، فَقَالَا: انْطَلِقْ إِلَى ابْنِ أَبِي أَوْفَى، فَقُلْ لَهُ: إِنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ شَدَّادٍ وَأَبَا بُرْدَةَ يُقْرِئَانِكَ السَّلَامَ، وَيَقُولَانِ: هَلْ كُنْتُمْ تُسَلِفُونَ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْبُرِّ وَالشَّعِيرِ وَالزَّيتِ (1)؟ قَالَ: نَعَمْ، كُنَّا نُصِيبُ غَنَائِمَ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَنُسَلِفُهَا فِي الْبُرِّ وَالشَّعِيرِ وَالتَّمْرِ وَالزَّيتِ. فَقُلْتُ: عِنْدَ مَنْ كَانَ لَهُ زَرْعٌ، أَوْ عِنْدَ مَنْ لَيْسَ لَهُ زَرْعٌ؟ فَقَالَ: مَا كُنَّا نَسْأَلُهُمْ عَنْ ذَلِكَ. قَالَ: وَقَالَا لِي: انْطَلِقْ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، فَاسْأَلْهُ. قَالَ: فَانْطَلَقَ، فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: مِثْلَ مَا قَالَ: ابْنُ أَبِي أَوْفَى.

وَكَذَا حَدَّثَنَاهُ أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، قَالَ: وَالزَّيْتِ (2).

(1) في (س) و (ص) و (م): والزبيب، والمثبت من (ظ 13) و (ق) وهو الصواب، فقد قال الإمام أحمد في الإسناد الآتي: وكذا حدثناه أبو معاوية، عن زائدة، عن الشيباني، قال: والزيت. قلنا: وجاء لفظ "الزيت" كذلك من رواية عبد الواحد بن زياد، ومن رواية سفيان عن الشيباني عند البخاري (2244) و (2254). وجاء بلفظ:"الزبيب" في الرواية السالفة برقم (19122)، ومن طريق جرير عن الشيباني عند البخاري (2245).

(2)

إسناده صحيح على شرط البخاري. رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن أبي المجالد -ويقال: اسمه عبد الله- فمن رجال البخاري، وهو ثقة. هُشيم: هو ابنُ بشير، وقد صرح بالتحديث، والشيباني: هو أبو إسحاق =

ص: 140

19397 -

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ الشَّيْبَانِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ نَبِيذِ الْجَرِّ الْأَخْضَرِ. قَالَ: قُلْتُ: فَالْأَبْيَضِ؟ قَالَ: لَا أَدْرِي (1).

19398 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا أَبُو يَعْفُورٍ، عَبْدِيٌّ مَوْلًى لَهُمْ، قَالَ: ذَهَبْتُ إِلَى ابْنِ أَبِي أَوْفَى أَسْأَلُهُ عَنِ الْجَرَادِ؟ قَالَ: غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم سِتَّ غَزَوَاتٍ نَأْكُلُ الْجَرَادَ (2).

= سليمان بن أبي سليمان. عبدُ الله بن شداد من صغار الصحابة، وأبو بُرْدة: هو ابنُ أبي موسى الأشعري.

وأخرجه ابن حبان (4926) من طريق هشيم، بهذا الإسناد، لم يذكر ابنَ أَبْزَى.

وأخرجه عبد الرزاق (14077)، والبخاري (2244 - 2245)، و (2254 - 2255)، وأبو داود (3466)، والحاكم 2/ 44 - 45، والبيهقي في "السنن الكبرى" 6/ 20 و 25 - 26 من طرق عن الشيباني، بنحوه.

قال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي!

قلنا: قد أخرجه البخاري كما سلف.

وسلف برقم (19122).

قال السندي: قوله: هل كنتم تُسْلِفون، من الإسلاف والتسليف، والمراد: السَّلَم.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم. عمرو بن الهيثم من رجال مسلم، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وسلف برقم (19103).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عُيينة، وأبو يعفور العَبْدي: هو الكبير، اسمه وقدان، ويقال: واقد.

وأخرجه الشافعي في "سننه"(578)، وعبد الرزاق (8762)، والحميدي =

ص: 141

19399 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ، فَقَالَ لِرَجُلٍ:" انْزِلْ فَاجْدَحْ لَنَا " - قَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً: " فَاجْدَحْ لِي " - قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، الشَّمْسُ! قَالَ " انْزِلْ فَاجْدَحْ لَنَا " - وَقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً:" فَاجْدَحْ لِي " - قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، الشمس! قَالَ:" انزل فاجْدَحْ " فَجَدَحَ (1)، فَشَرِبَ، فَلَمَّا شَرِبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أَوْمَأَ بِيَدِهِ نَحْوَ اللَّيْلِ:" إِذَا رَأَيْتُمُ اللَّيْلَ قَدْ أَقْبَلَ مِنْ هَاهُنَا، فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ "(2).

= (713)، وابن أبي شيبة 8/ 325، ومسلم (1952)، والترمذي (1821)، والنسائي في "المجتبى" 7/ 210، وفي "الكبرى"(4869)، وابن الجارود في "المنتقى"(880)، وأبو عوانة 5/ 184، والبيهقي في "السنن الكبرى" 9/ 257، وفي "معرفة السنن"(18852)، من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

قال مسلم: قال أبو بكر بن أبي شيبة في روايته: سبع غزوات، وقال إسحاق بن إبراهيم: ست. وقال ابن أبي عمر: ست أو سبع.

وسلف برقم (19112) من طريق سفيان الثوري، وفيه: سبع غزوات. وانظر (19150).

(1)

وقع في (م): "وقال سفيان مرة: يا رسول الله، قال: اجْدَح، قال: يا رسول الله، قال: اجْدَح، فجدح". والسقط فيها ظاهر.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابنُ عُيينة.

وأخرجه عبد الرزاق (7594)، والحميدي (714)، والبخاري (1941)، ومسلم (1101)(54)، والنسائي في "الكبرى"(3311)، وابن حبان (3512) من طريق سفيان، بهذا الإسناد. =

ص: 142

19400 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى، قَالَ: أَصَبْنَا حُمُرًا خَارِجًا مِنَ الْقَرْيَةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَكْفِؤُوا الْقُدُورَ بِمَا فِيهَا ". فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، فَقَالَ: إِنَّمَا نَهَى عَنْهَا أَنَّهَا كَانَتْ تَأْكُلُ الْعَذِرَةَ (1).

19401 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا قَالَ: " سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ " قَالَ: " اللهُمَّ رَبَّنَا (2) لَكَ الْحَمْدُ مِلْءَ السَّمَاءِ (3)، وَمِلْءَ الْأَرْضِ، وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ "(4).

= وسلف برقم (19395).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عُيينة، والشيباني: هو أبو إسحاق سليمان بن أبي سليمان.

وأخرجه الشافعي في "السنن"(590)، وعبد الرزاق في "المصنف"(8722)، والنسائي في "المجتبى" 7/ 203، وأبو عوانة 5/ 162 من طريق سفيان، بهذا الإسناد.

وقرن عبد الرزاق بالشيباني أبا إسحاق الهَجَري.

وسلف برقم (19120).

(2)

لفظ: "ربنا" ليس في (ظ 13) ولا (ص)، وأشير إليها في (س) على أنها نسخة.

(3)

في (م): السماوات.

(4)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (19104) غير أن شيخ أحمد هنا: هو أبو معاوية، وهو محمد بن خازم الضرير.

وأخرجه ابن حزم في "المحلى" 4/ 119 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. =

ص: 143

19402 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا لَيْثٌ، عَنْ مُدْرِكٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَدْعُو فَيَقُولُ:" اللهُمَّ طَهِّرْنِي بِالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ وَالْمَاءِ الْبَارِدِ، اللهُمَّ طَهِّرْ قَلْبِي مِنَ الْخَطَايَا كَمَا طَهَّرْتَ الثَّوْبَ الْأَبْيَضَ مِنَ الدَّنَسِ، وَبَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ ذُنُوبِي كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ، وَنَفْسٍ لَا تَشْبَعُ، وَدُعَاءٍ لَا يُسْمَعُ، وَعِلْمٍ لَا يَنْفَعُ، اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَؤُلَاءِ الْأَرْبَعِ، اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِيشَةً تَقِيَّةً، وَمِيتَةً سَوِيَّةً، وَمَرَدًّا غَيْرَ مُخْزٍ "(1).

= وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 247، ومسلم (476)(202) -ومن طريقه ابن حزم 4/ 119 - وأبو داود (846)، والمزي في "تهذيبه"(في ترجمة عُبيد بن الحسن المزني) من طريق أبي معاوية الضرير، به.

(1)

حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، ليث -وهو ابن سليم- ضعيف، ومدرك: هو ابن عمارة بن عقبة بن أبي معيط، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وإسماعيل: هو ابن عُلية.

وقوله: "اللهمَّ طهِّرني بالثلج والبَرَد والماء والبارد، اللهم طهِّر قلبي من الخطايا كما طهَّرتَ الثوب الأبيض من الدنس" سلف بإسناد صحيح برقم (19118).

وقوله: "وباعد بيني وبين ذنوبي كما باعدتَ بين المشرق والمغرب" له شاهد من حديث عائشة عند البخاري (6368)، وسيرد 6/ 57.

وقوله: "اللهم إني أعوذ بك من قلب لا يخشع، ونفس لا تشبع، ودعاء لا يُسْمَع، وعلم لا ينفع، اللهم إني أعوذ بك من هؤلاء الأربع". له شاهد من حديث عبد الله بن عمرو؛ سلف برقم (6557)، وإسناده صحيح.

وقوله: "اللهم إني أسألك عيشة تقية، وميتة سوية، ومردًّا غير مُخْزٍ" حسن =

ص: 144

19403 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنِ القَاسِمِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى، قَالَ: قَدِمَ مُعَاذٌ الْيَمَنَ - أَوْ قَالَ: الشَّامَ - فَرَأَى النَّصَارَى تَسْجُدُ لِبَطَارِقَتِهَا وَأَسَاقِفَتِهَا، فَرَوَّى فِي نَفْسِهِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَحَقُّ أَنْ يُعَظَّمَ، فَلَمَّا قَدِمَ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، رَأَيْتُ النَّصَارَى تَسْجُدُ لِبَطَارِقَتِهَا وَأَسَاقِفَتِهَا، فَرَوَّأْتُ فِي نَفْسِي أَنَّكَ أَحَقُّ أَنْ تُعَظَّمَ. فَقَالَ:" لَوْ كُنْتُ آمُرُ (1) أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لِأَحَدٍ، لَأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا، وَلَا تُؤَدِّي الْمَرْأَةُ حَقَّ اللهِ عز وجل عَلَيْهَا كُلَّهُ حَتَّى تُؤَدِّيَ حَقَّ زَوْجِهَا عَلَيْهَا كُلَّهُ، حَتَّى لَوْ سَأَلَهَا نَفْسَهَا وَهِيَ عَلَى ظَهْرِ قَتَبٍ لَأَعْطَتْهُ إِيَّاهُ "(2).

= لغيره، فله شاهد ضعيف من حديث ابن عمر عند الطبراني في "الدعاء"(1435)، والحاكم 1/ 541.

(1)

في (ظ 13) وهامش (س): آمراً.

(2)

حديث جيد، وهذا إسناد ضعيف لاضطرابه، اضطرب فيه القاسم الشيباني، وهو ابن عوف.

فقد رواه عنه أيوب، واختلف عنه:

فرواه إسماعيل بن علية -في هذه الرواية- عن أيوب، عن القاسم، عن ابن أبي أوفى، قال: قدم معاذ

فجعله من مسند ابن أبي أوفى.

ورواه معمر، عن أيوب، -عند عبد الرزاق (20596) - فقال: عن عوف ابن القاسم، أو القاسم بن عوف، أن معاذ بن جبل

فجعله من مسند معاذ.

ورواه حماد بن زيد، عن أيوب، واختلف عنه:

فرواه يحيى بن آدم وإسحاق بن هشام التمار وعفان، عن حماد، عن أيوب =

ص: 145

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= عن القاسم الشيباني، فقالوا: عن ابن أبي أوفى، عن معاذ

فجعلوه من مسند معاذ بن جبل، ومن طريق عفان أخرجه الشاشي (1332)، وقرن بحمادٍ وُهيباً.

ورواه أزهر بن مروان عند ابن ماجه (1853)، ومحمد بنُ أبي بكر المقدمي عند ابن حبان (4171)، وسليمان بن حرب عند البيهقي في "السنن" 7/ 293، ثلاثتهم عن حماد، عن أيوب، عن القاسم، فقالوا: عن ابن أبي أوفى قال: لما قدم معاذ

جعلوه من مسند ابن أبي أوفى.

ورواه إسحاقُ بنُ هشام، عن حماد -فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 6/ 38 - فقال: عن أيوب وابن عون، عن القاسم الشيباني، قال الدارقطني: فأغرب بذكر ابن عون، ولم يتابَع عليه.

ورواه مؤمَّلُ بنُ إسماعيل، عن حماد، عن أيوب، عن القاسم الشيباني، فقال: عن زيد بن أرقم، عن معاذ. قال الدارقطني: جعله من رواية زيد بن أرقم، عن معاذ، ولم يُتابَع على هذه الرواية، عن حماد بن زيد.

ورواه قتادة -عند البزار (1468)"زوائد"، والطبراني في "الكبير"(5116) و (5117) - عن القاسم بن عوف، فقال: عن زيد بن أرقم، قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم معاذاً

ورواه هشام الدَّسْتوائي، عن القاسم في الرواية (19404)، فقال: عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبيه، عن معاذ.

ورواه النَّهَّاس بن قَهْم -عند البزار (1470)"زوائد"- عن القاسم الشيباني، فقال: عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبيه، عن صهيب، أن معاذاً

قال البزار: وأحسب الاختلاف من جهة القاسم.

وقال ابنُ أبي حاتم في "العلل" 2/ 252 - 253: وأخاف أن يكون الاضطراب من القاسم، وجزم الدارقطني في "العلل" 6/ 39 أن الاضطراب فيه من القاسم، فقال: والاضطراب فيه من القاسم بن عوف.

وأخرجه أبو نعيم في "الدلائل"(286)، والبيهقي في "الدلائل" 6/ 29 =

ص: 146

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= من طريق أبي الورقاء -وهو فائد بن عبد الرحمن- عن عبد الله بن أبي أوفى، قال: بينما نحن قعود مع النبي صلى الله عليه وسلم إذ أتاه آتٍ، فقال: إنَّ ناضح آلِ فلان قد أَبَقَ عليهم، قال: فنهض رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونهضنا معه، فقلنا: يا رسول الله، لا تقربْه، فإنَّا نخافه عليك، فدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من البعير، فلما رآه البعير سجد

إلى أن قال عليه الصلاة والسلام: "لو كنتُ آمِراً أحداً

" وأبو الورقاء قال البخاري في "التاريخ الكبير" 7/ 132: منكر الحديث، وسيرد بعد الرقم (19411) أن أحمد ضرب على حديثه، وكان عنده متروكَ الحديث.

وبنحو سياق حديثه هذا سلف من حديث أنس برقم (12614).

وسيرد برقم (19404).

وسيرد من حديث الأعمش، عن أبي ظَبْيان، عن معاذ بن جبل 5/ 227. وأبو ظَبيان لم يسمع من معاذ. قال الدارقطني: وهو الصحيح. قلنا: يعني من طريق حديث معاذ.

وله شاهد من حديث أبي هريرة عند الترمذي (1159)، وابن حبان (4162)، وإسناده حسن من أجل محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي.

وآخر من حديث أنس بن مالك، سلف برقم (12614)، وفي إسناده خلف ابن خليفة، اختلط قبل موته، ومع ذلك جوَّد إسنادَه المنذريُّ في "الترغيب والترهيب" 3/ 55.

وثالث من حديث عائشة سيأتي 6/ 7، وفي إسناده علي بن زيد بن جُدعان.

ورابع من حديث قيس بن سعد عند أبي داود (2140)، والحاكم 2/ 187، وفي سنده شريك النخعي، وحديثه حسن في الشواهد.

وخامس من حديث ابن عباس عند الطبراني (12003)، وفي إسناده أبو عزة الدباغ الحكم بن طهمان، وهو ضعيف، وأبو عون الزيادي، لم نعرفه. =

ص: 147

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وقوله: "ولا تؤدَّي المرأة حقَّ اللهِ عز وجل

" إلى قوله: "حتى لو سألها نفسها وهي على ظهر قَتَب" له شاهد من حديث طَلْق بن علي عند الترمذي (1160)، والطبراني في "الكبير" (8240) بلفظ: "إذا الرجل دعا زوجته لحاجته، فلتأْته، وإن كانت على التَّنُّور". وإسناده حسن من أجل قيس ابن طَلْق، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.

وآخر من حديث أبي هريرة عند مسلم (1436) بلفظ: "والذي نفسي بيده، ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشها، فتأبى عليه، إلا كان الذي في السماء ساخطاً عليها حتى يرضى عنها".

وهو عند البخاري (5193)، ومسلم (1436) (122) بلفظ:"إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه، فأبت أن تجيء، لعنتها الملائكة حتى تصبح".

وفي الباب أيضاً عن ابن عباس عند ابن ماجه (971)، والطبراني في "الكبير" (12275) بلفظ: "ثلاثة لا يقبل الله لهم صلاة

" وذكر منهم: "وامرأة باتت وزوجها عليها غضبان". وصححه ابن حبان (1757).

وعن أبي أمامة عند الترمذي (360) بلفظ: "ثلاثة لا تُجاوز صلاتُهم آذانَهم

" وذكر منهم: "وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط". وحسَّنه الترمذي.

وعن جابر بن عبد الله مرفوعاً عند ابن خزيمة (940)، وابن حبان (5355) بلفظ:"ثلاثة لا تقبل لهم صلاة ولا تصعد لهم إلى السماء حسنة .... " وذكر منهم: "المرأة الساخط عليها زوجها حتى يرضى". وفي إسناده زهير بن محمد التميمي، رواية أهل الشام عنه غيرُ مستقيمة، وهذا منها، ورواه الطبراني في "الأوسط"(9227) وفي إسناده عبد الله بن محمد بن عقيل، وهو ضعيف يعتبر

به.

قال ابن الأثير: القَتَب للجمل كالإكاف لغيره، ومعناه: الحثُّ لهن على مطاوعة أزواجهن، وأنه لا يَسَعُهُنَّ الامتناعُ في هذه الحال، فكيف في غيرها. =

ص: 148

19404 -

حَدَّثَنَا عَلِيٌّ (1)، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَوْفٍ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ أَحَدِ بَنِي مُرَّةَ بْنِ هَمَّامٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: إِنَّهُ أَتَى الشَّامَ، فَرَأَى النَّصَارَى. فَذَكَرَ مَعْنَاهُ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: فَقُلْتُ: لِأَيِّ شَيْءٍ تَصْنَعُونَ هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا كَانَ تَحِيَّةَ الْأَنْبِيَاءِ قَبْلَنَا، فَقُلْتُ: نَحْنُ أَحَقُّ أَنْ نَصْنَعَ هَذَا بِنَبِيِّنَا. فَقَالَ: نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّهُمْ كَذَبُوا عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ كَمَا حَرَّفُوا (2) كِتَابَهُمْ، إِنَّ اللهَ عز وجل أَبْدَلَنَا خَيْرًا مِنْ ذَلِكَ السَّلَامَ تَحِيَّةَ أَهْلِ الْجَنَّةِ "(3).

= قلنا: والإكاف، ويقال: الوكاف: برذعة الحمار، وهي كالسرج للفرس.

قال السندي: قوله: لبطارقتها؛ بفتح الموحدة.

وأساقفتها: بفتح الألف، والمراد لرؤسائها وعلمائها.

فروَّى: بتشديد الواو، وآخره همزة في الأصل، إلا أنه اشتهر بالتخفيف، يقال: روَّأْتُ في الأمر، إذا فكرت فيه، وفي "المصباح": الرَّويَّة: الفكر والتدبير في الأمر، وهي كلمة جرت على ألسنتهم بغير همز تخفيفاً، وهي من روَّأْت في الأمر، بالهمز، فقولُ: فروأْتُ في نفسي، ظهر فيه الهمزُ على الأصل.

(1)

قوله: حدثنا علي، سقط من (س) و (ص) و (ق) و (م)، وثبت في (ظ 13)، و"أطراف المسند"، لكن محققه حذفها، ظنَّها مقحمة. وعلي -وهو ابن المديني- يروي عن معاذ بن هشام.

(2)

في (م): حرقوا، وهو خطأ.

(3)

جيد دون قوله: "إنهم كذبوا على أنبيائهم .. إلى آخر الحديث. وهذا إسناد ضعيف لاضطرابه، وقد بسطنا القول في اضطرابه في الرواية السالفة برقم (19403). =

ص: 149

19405 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَتَاهُ قَوْمٌ بِصَدَقَتِهِمْ، صَلَّى عَلَيْهِمْ، فَأَتَاهُ أَبِي بِصَدَقَتِهِ، فَقَالَ:" اللهُمَّ صَلِّ عَلَى آلِ أَبِي أَوْفَى "(1).

19406 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ يَعْنِي ابْنَ أَبِي خَالِدٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي أَوْفَى: هَلْ بَشَّرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَدِيجَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ، بَشَّرَهَا بِبَيْتٍ مِنْ قَصَبٍ، لَا صَخَبٌ فِيهِ وَلَا

= وأخرجه البزار في "مسنده"(1461)(زوائد)، والطبراني في "الكبير" 20/ (90) مختصراً، والحاكم 4/ 172 من طريق معاذ بن هشام، بهذا الإسناد. وليس عندهم: إن الله عز وجل أبدلنا خيراً من ذلك السلامَ، تحية أهل الجنة. وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي!

وذكره الهيثمي في "المجمع" 4/ 309 ونسبه لأحمد والبزار، وقال: ورجال البزار رجال الصحيح، وكذلك طريق من طرق أحمد، وروى الطبراني بعضه أيضاً.

وسلف برقم (19403).

وقوله: "السلام تحية أهل الجنة" له شاهد موقوف من حديث ابن عباس، فيما ذكر الحافظ في "الفتح" 11/ 13، ونسبه إلى البيهقي في "الشُّعب".

وتحريفُ أهل الكتاب لكتابهم وكذبُهم على أنبيائهم؛ مما جاء في كتاب الله في غير موضع، وجاء فيه كذلك أن تحية أهل الجنة السلام في قوله تعالى:{تحيتهم فيها سلام} [يونس: 10] و [إبراهيم: 23].

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (19111) غير أن شيخ أحمد هنا: هو يحيى، وهو ابنُ سعيد القطَّان.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2363) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

ص: 150

نَصَبٌ (1).

19407 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي أَوْفَى، قَالَ: اعْتَمَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَطَافَ بِالْبَيْتِ، ثُمَّ خَرَجَ، فَطَافَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، وَجَعَلْنَا نَسْتُرُهُ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ أَنْ يَرْمِيَهُ أَحَدٌ، أَوْ يُصِيبَهُ بِشَيْءٍ، فَسَمِعْتُهُ يَدْعُو عَلَى الْأَحْزَابِ: يَقُولُ: " اللهُمَّ مُنْزِلَ الْكِتَابِ، سَرِيعَ الْحِسَابِ، هَازِمَ (2) الْأَحْزَابِ، اللهُمَّ اهْزِمْهُمْ وَزَلْزِلْهُمْ "(3).

19408 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى: أَوْصَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِشَيْءٍ؟ قَالَ: لَا. قُلْتُ: فَكَيْفَ أَمْرَ الْمُسْلِمِينَ بِالْوَصِيَّةِ؟ قَالَ: أَوْصَى بِكِتَابِ اللهِ عز وجل (4).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (19128) غير أن شيخ أحمد هنا هو يحيى بن سعيد، وهو القطان.

وأخرجه البخاري (3819) من طريق يحيى، بهذا الإسناد.

(2)

في (ظ 13) و (ق): اهزم.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(4219)، وابن خزيمة (2775)، وابن حبان (3843) من طريق يحيى، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (19107) و (19108).

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (19123) غير شيخ أحمد، فهو هنا وكيع، وهو ابنُ الجرَّاح الرؤاسي.

وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 2/ 260، وابن أبي شيبة في "مصنفه" =

ص: 151

قَالَ مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ: قَالَ طَلْحَةُ: وَقَالَ الْهُزَيْلُ بْنُ شُرَحْبِيلَ: أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه كَانَ يَتَأَمَّرُ عَلَى وَصِيِّ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم! وَدَّ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه، أَنَّهُ وَجَدَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَهْدًا، فَخُزِمَ أَنْفُهُ بِخِزَامٍ.

19409 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ أَبِي إِسْمَاعِيلَ السَّكْسَكِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى، قَالَ: أَتَى رَجُلٌ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي لَا أَقْرَأُ الْقُرْآنَ، فَمُرْنِي بِمَا يُجْزِئُنِي مِنْهُ. فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" قُلْ: الْحَمْدُ لِلَّهِ، وَسُبْحَانَ اللهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ ". قَالَ: فَقَالَهَا الرَّجُلُ، وَقَبَضَ كَفَّهُ، وَعَدَّ خَمْسًا مَعَ إِبْهَامِهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا

=11/ 206 - ومن طريقه مسلم (1634)(17)، وابن عبد البر في "التمهيد" 14/ 293 - 294 - وابن ماجه (2696) من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد.

وأخرجه الحميدي (722)، وابنُ سعد في "الطبقات" 2/ 260 و 3/ 183، والدارمي في "سننه"(3180) من طرق عن مالك بن مغول، به.

وقد سلف برقم (19123).

وهُزَيل بن شرَحْبيل: أحدُ كبار التابعين، ومن ثقات أهل الكوفة.

قال السندي: قولُه: كان يتأمَّر على وصيِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قاله على وجه الإنكار لما زعمه الروافض أن عليّاً كان وصيّاً إلا أنه تقدَّم عليه أبو بكر!

فخُزِمَ أَنْفُهُ، أي: فانقادَ له انقيادَ البعير الذي في أنفه خِزام -بكسر الخاء، وهي الزِّمام، بالكسر- لصاحبه.

ص: 152

لِلَّهِ تَعَالَى، فَمَا لِنَفْسِي؟ قَالَ:" قُلْ: اللهُمَّ اغْفِرْ لِي، وَارْحَمْنِي، وَعَافِنِي وَاهْدِنِي، وَارْزُقْنِي ". قَالَ: فَقَالَهَا، وَقَبَضَ عَلَى كَفِّهِ الْأُخْرَى، وَعَدَّ خَمْسًا مَعَ إِبْهَامِهِ. فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ وَقَدْ قَبَضَ كَفَّيْهِ جَمِيعًا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" لَقَدْ مَلَأَ كَفَّيْهِ مِنَ الْخَيْرِ "(1).

° 19410 - قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: وَكَانَ فِي كِتَابِ أَبِي: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا فَائِدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَتَاهُ غُلَامٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ هَاهُنَا غُلَامًا يَتِيمًا، لَهُ أُمٌّ أَرْمَلَةٌ وَأُخْتٌ يَتِيمَةٌ، أَطْعِمْنَا مِمَّا أَطْعَمَكَ اللهُ تَعَالَى، أَعْطَاكَ اللهُ مِمَّا عِنْدَهُ حَتَّى تَرْضَى. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ (2).

(1) حديث حسن بطرقه، وهذا إسناد ضعيف لضعف إبراهيم السكسكي، وقد سلف الكلام عليه في الرواية السالفة برقم (19110)، ويزيدُ بنُ هارون -وقد روى عن المسعودي، وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بعد الاختلاط- توبع.

وأخرجه الطيالسي (813) -ومن طريقه البيهقي في "الدعوات الكبير"(103) وفي "معرفة السنن والآثار"(4781) -، والطبراني في "الدعاء"(1713) من طريق عمرو بن مرزوق، وابن عدي 1/ 214 من طريق عاصم بن علي، والبيهقي في "السنن" 2/ 381 من طريق أبي النضر، كلهم (الطيالسي، وعمرو ابن مرزوق، وعاصم بن علي، وأبو النضر) عن المسعودي، بهذا الإسناد. وعمرو بن مرزوق سمع من المسعودي قبل اختلاطه.

(2)

إسناده ضعيف، فائدُ بنُ عبد الرحمن، ويكنى أبا الورقاء. قال الذهبي في "الميزان": تركه أحمد والناس، وروى عباس عن يحيى: ضعيف، وقال البخاري: منكر الحديث. قلنا: وقد ذكر عبدُ الله عقب الحديث التالي أن أباه =

ص: 153

° 19411 - قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: وَكَانَ فِي كِتَابِ أَبِي: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا فَائِدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ هَاهُنَا غُلَامًا قَدْ احْتُضِرَ، يُقَالُ لَهُ: قُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، فَلَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَقُولَهَا. فَقَالَ:" أَلَيْسَ كَانَ يَقُولُهَا فِي حَيَاتِهِ؟ " قَالَ: بَلَى. قَالَ: فَمَا مَنَعَهُ مِنْهَا عِنْدَ مَوْتِهِ؟ ". فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ (1).

= لم يرض حديثه، فضرب عليه، وأنه عنده متروك الحديث.

وأخرجه بطوله الحارثُ في "مسنده"(905)(زوائد) عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وأخرجه بطوله كذلك البزار (1911)(زوائد)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(11041) من طريقين عن فائد بن عبد الرحمن، به. قال البزار: لا نعلمه مرفوعاً من وجه إلا من هذا الوجه، وقد تقدم ذكرنا لفائد، يعني ضعفَه.

وأخرجه البيهقي أيضاً (11042) من طريق أيوب بن الحسن، عن عبد السلام بن نهشل، عن أبيه، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن عبد الله بن أبي أوفى. وأيوبُ وعبدُ السلام وأبوه لم نقع لهم على تراجم فيما بين أيدينا من المصادر.

وأورده بطوله الهيثمي في "المجمع" 8/ 161، وقال: رواه البزار بتمامه، وروى أحمد طرفاً من أوله، ثم قال: فذكر الحديث بطوله، وفي الإسناد فائد أبو الورقاء، وهو متروك.

(1)

إسناده ضعيف، وهو إسناد سابقه.

وأخرجه بطوله البيهقي في "شعب الإيمان"(7892) من طريق يزيد بن =

ص: 154

فَلَمْ يُحَدِّثْ (1) أَبِي بِهَذَيْنِ الْحَدِيثَيْنِ، ضَرَبَ عَلَيْهِمَا مِنْ كِتَابِهِ، لِأَنَّهُ لَمْ يَرْضَ حَدِيثَ فَائِدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَكَانَ (2) عِنْدَهُ مَتْرُوكَ الْحَدِيثِ.

19412 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَحَجَّاجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْمُخْتَارِ مِنْ بَنِي أَسَدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى، قَالَ: أَصَابَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابَهُ عَطَشٌ. قَالَ: فَنَزَلَ مَنْزِلًا، فَأُتِيَ بِإِنَاءٍ، فَجَعَلَ يَسْقِي أَصْحَابَهُ، وَجَعَلُوا يَقُولُونَ: اشْرَبْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" سَاقِي الْقَوْمِ آخِرُهُمْ ". حَتَّى سَقَاهُمْ كُلَّهُمْ (3).

19413 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ الشَّيْبَانِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ وَهُوَ صَائِمٌ، فَدَعَا صَاحِبَ شَرَابِهِ بِشَرَابٍ، فَقَالَ صَاحِبُ

= هارون، بهذا الإسناد. وقال: تفرَّد به فائد أبو الورقاء، وليس بالقوي، والله أعلم.

وأخرجه العقيلي في "الضعفاء الكبير" 3/ 461 من طريق جعفر بن سليمان، عن فائد به. وقال: ولا يتابعه إلا من هو نحوه.

وذكره الهيثمي في "المجمع" 8/ 148، ونسبه لأحمد والطبراني، وقال: وفيه فائد أبو الورقاء، متروك.

(1)

في (م) ونسخة في (س): فلم يحدثنا.

(2)

في (س) و (ص) و (م): أو كان، والمثبت هو الصواب.

(3)

إسناده ضعيف، وهو مكرر (19121) سنداً ومتناً، غير أن أحمد قرن هنا بحجاج محمد بن جعفر.

ص: 155

شَرَابِهِ: لَوْ أَمْسَيْتَ يَا رَسُولَ اللهِ، ثُمَّ دَعَاهُ، فَقَالَ لَهُ: لَوْ أَمْسَيْتَ. ثَلَاثًا. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا جَاءَ اللَّيْلُ مِنْ هَاهُنَا، فَقَدْ حَلَّ الْإِفْطَارُ "(1) أَوْ كَلِمَةً هَذَا مَعْنَاهَا.

19414 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ وَعَفَّانُ، الْمَعْنَى، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ - قَالَ عَفَّانُ فِي حَدِيثِهِ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ - وَقَالَ بَهْزٌ فِي حَدِيثِهِ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ - قَالَ: كُنَّا مَعَ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى نُقَاتِلُ (2) الْخَوَارِجَ، وَقَدْ لَحِقَ غُلَامٌ لِابْنِ أَبِي أَوْفَى بِالْخَوَارِجِ، فَنَادَيْنَاهُ: يَا فَيْرُوزُ، هَذَا ابْنُ أَبِي أَوْفَى. قَالَ: نِعْمَ الرَّجُلُ لَوْ هَاجَرَ. قَالَ: مَا يَقُولُ عَدُوُّ اللهِ؟ قَالَ: يَقُولُ: نِعْمَ الرَّجُلُ لَوْ هَاجَرَ. فَقَالَ: هِجْرَةٌ بَعْدَ هِجْرَتِي مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟! يُرَدِّدُهَا ثَلَاثًا، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" طُوبَى لِمَنْ قَتَلَهُمْ، ثُمَّ قَتَلُوهُ ". قَالَ عَفَّانُ فِي حَدِيثِهِ: " وَقَتَلُوهُ " ثَلَاثًا (3).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (1101)(54) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم أيضاً (1101)(54) من طريق معاذ العنبري، وأبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة" 6/ 520) من طريق يحيى بن أبي كثير، كلاهما عن شعبة، به.

وسلف برقم (19395).

قال السندي: قوله: لو أمسيت، أي: لو أخَّرت الإفطار حتى دخلتَ في المساء، لأصبتَ الوقت، ويحتمل أن "لو" للتمني، فلا يحتاج إلى جواب.

(2)

في (م): يقاتل.

(3)

إسناده جيد، وهو مكرر (19149) غير شيخ أحمد، فهو هنا بَهْز، =

ص: 156

19415 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا الْحَشْرَجُ بْنُ نُبَاتَةَ الْعَبْسِيُّ كُوفِيٌّ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ قَالَ: أَتَيْتُ (1) عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى وَهُوَ مَحْجُوبُ الْبَصَرِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، قَالَ لِي: مَنْ أَنْتَ؟ فَقُلْتُ: أَنَا سَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ، قَالَ: فَمَا فَعَلَ وَالِدُكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: قَتَلَتْهُ الْأَزَارِقَةُ. قَالَ: لَعَنَ اللهُ الْأَزَارِقَةَ، لَعَنَ اللهُ الْأَزَارِقَةَ، حَدَّثَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُمْ كِلَابُ النَّارِ. قَالَ: قُلْتُ: الْأَزَارِقَةُ وَحْدَهُمْ، أَمِ الْخَوَارِجُ كُلُّهَا؟ قَالَ: بَلِ الْخَوَارِجُ كُلُّهَا. قَالَ: قُلْتُ: فَإِنَّ السُّلْطَانَ يَظْلِمُ النَّاسَ، وَيَفْعَلُ بِهِمْ (2). قَالَ: فَتَنَاوَلَ يَدِي، فَغَمَزَهَا بِيَدِهِ غَمْزَةً شَدِيدَةً (3)، ثُمَّ قَالَ: وَيْحَكَ يَا ابْنَ جُمْهَانَ، عَلَيْكَ بِالسَّوَادِ الْأَعْظَمِ، عَلَيْكَ بِالسَّوَادِ الْأَعْظَمِ (4)، إِنْ كَانَ السُّلْطَانُ يَسْمَعُ مِنْكَ، فَأْتِهِ فِي بَيْتِهِ، فَأَخْبِرْهُ بِمَا تَعْلَمُ، فَإِنْ قَبِلَ مِنْكَ، وَإِلَّا فَدَعْهُ، فَإِنَّكَ لَسْتَ بِأَعْلَمَ مِنْهُ (5).

= وهو ابن أسد العمِّي.

(1)

في (ظ 13) و (ق) وهامش (س): لقيت.

(2)

في (ظ 13): ويفعل بهم ويفعل بهم، وكررت الجملة في هامش (س).

(3)

في (ظ 13): فغمزها غمزة بيديه.

(4)

قوله: "عليك بالسَّواد الأعظم" لم يكرر في (ظ 13) و (ق).

(5)

رجاله ثقات غير حَشْرَجِ بنِ نُباتةَ، فقد وثَّقه أحمد ويحيى بن مَعين، وأبو داود، والعباسُ بن عبد العظيم العنبري، وقال أبو زُرعة: لا بأس به، مستقيمُ الحديث، واختلف قولُ النسائي فيه، فقال في رواية: ليس بالقوي، =

ص: 157

19416 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ أَنْبَأَنِي، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى - قَالَ: وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ -، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَتَاهُ رَجُلٌ بِصَدَقَتِهِ، قَالَ:" اللهُمَّ صَلِّ عَلَى آلِ فُلَانٍ ". قَالَ: فَأَتَاهُ أَبِي بِصَدَقَتِهِ، فَقَالَ:" اللهُمَّ صَلِّ عَلَى آلِ أَبِي أَوْفَى "(1).

19417 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، أَخْبَرَنَا الْهَجَرِيُّ، قَالَ: خَرَجْتُ فِي جِنَازَةِ بِنْتِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى وَهُوَ عَلَى

= وقال في أخرى: ليس به بأس، وقال أبو حاتم: صالح، يُكتَبُ حديثُه، ولا يُحتجُّ به، وقال ابنُ عديّ: لا بأس به. وسعيد بن جُمهان صدوقٌ له أفراد، فيما قال الحافظ في "التقريب". قلنا: وهذه منها. وقال البخاري: في حديثه عجائب.

وأخرجه مختصراً الطيالسي (822)، وابنُ أبي عاصم في "السنة"(905)، وابنُ عدي في "الكامل" 2/ 847، والحاكم 3/ 571 من طرق عن الحَشْرَج بن نُباتة، بهذا الإسناد. وسكت عنه الحاكم (مع تساهله في التصحيح) والذهبيّ.

وأخرجه اللالكائي في "أصول الاعتقاد"(2313) من طريق قَطَن بن نُسَيْر، عن عبد الوارث بن سعيد، عن سعيد بن جُمهان، به. وقَطَن بن نُسير ضعيف.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/ 230، وقال: روى ابنُ ماجه منه طرفاً، ورواه أحمد والطبراني، ورجال أحمد ثقات.

وسلف برقم (19130).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (19111) غير شيخ أحمد، فهو هنا عفان، وهو ابنُ مُسلم الصفَّار.

وأخرجه أبو عوانة كما في "إتحاف المهرة" 6/ 509 - 510، والطبراني في "الدعاء"(2012) من طريق عفَّان، بهذا الإسناد.

ص: 158

بَغْلَةٍ لَهُ حَوَّاءَ - يَعْنِي سَوْدَاءَ - قَالَ: فَجَعَلْنَ النِّسَاءُ يَقُلْنَ لِقَائِدِهِ: قَدِّمْهُ أَمَامَ الْجِنَازَةِ. فَفَعَلَ. قَالَ: فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ لَهُ: أَيْنَ الْجِنَازَةُ؟ قَالَ: فَقَالَ: خَلْفَكَ. قَالَ: فَفَعَلَ ذَلِكَ مَرَّةً، أَوْ مَرَّتَيْنِ. ثُمَّ قَالَ: أَلَمْ أَنْهَكَ أَنْ تُقَدِّمَنِي أَمَامَ الْجِنَازَةِ؟ قَالَ: فَسَمِعَ امْرَأَةً (1) تَلْتَدِمُ - وَقَالَ مَرَّةً: تَرْثِي - فَقَالَ: مَهْ، أَلَمْ أَنْهَكُنَّ عَنْ هَذَا، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَنْهَى (2) عَنِ الْمَرَاثِي، لِتُفِضْ إِحْدَاكُنَّ مِنْ عَبْرَتِهَا مَا شَاءَتْ.

فَلَمَّا وُضِعَتِ الْجِنَازَةُ تَقَدَّمَ، فَكَبَّرَ عَلَيْهَا أَرْبَعَ تَكْبِيرَاتٍ، ثُمَّ قَامَ هُنَيَّةً، فَسَبَّحَ بِهِ بَعْضُ الْقَوْمِ، فَانْفَتَلَ، فَقَالَ: أَكُنْتُمْ تَرَوْنَ أَنِّي أُكَبِّرُ الْخَامِسَةَ؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: " إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا كَبَّرَ الرَّابِعَةَ، قَامَ هُنَيَّةً.

فَلَمَّا وُضِعَتِ الْجِنَازَةُ جَلَسَ وَجَلَسْنَا إِلَيْهِ، فَسُئِلَ عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ الْأَهْلِيَّةِ، فَقَالَ: تَلَقَّانَا يَوْمَ خَيْبَرَ حُمُرٌ أَهْلِيَّةٌ خَارِجًا (3) مِنَ الْقَرْيَةِ، فَوَقَعَ النَّاسُ فِيهَا، فَذَبَحُوهَا، فَإِنَّ الْقُدُورَ لَتَغْلِي بِبَعْضِهَا، إِذْ نَادَى مُنَادِي رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَهْرِيقُوهَا ". فَأَهْرَقْنَاهَا. وَرَأَيْتُ عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى مِطْرَفًا مِنْ خَزٍّ أَخْضَرَ (4).

(1) في (س): امرأته، نسخة.

(2)

في (ظ 13): ينهانا.

(3)

في هامش (س): خارجة.

(4)

النهي عن لحوم الحمر الأهلية منه صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن عاصم، وهو الواسطي، والهَجَري، وهو إبراهيم بنُ مسلم أبو إسحاق العبدي. والنهي عن لحوم الحمر الأهلية: أخرجه عبد الرزاق في =

ص: 159

‌حَدِيثُ أَبِي قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيِّ

(1)

19418 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنِ الْحَجَّاجِ، يَعْنِي الصَّوَّافَ بْنَ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ وَأَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي بِنَا، فَيَقْرَأُ فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَسُورَتَيْنِ، وَيُسْمِعُنَا الْآيَةَ أَحْيَانًا، وَكَانَ يُطَوِّلُ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى مِنَ الظُّهْرِ، وَيُقَصِّرُ فِي الثَّانِيَةِ، وَكَذَلِكَ فِي الصُّبْحِ (2).

= "المصنف"(8722) عن سفيان الثوري، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 205 من طريق شعبة، كلاهما عن الهجري، بهذا الإسناد، وقرن عبد الرزاق بالهجري أبا إسحاق الشيباني.

وطريق أبي إسحاق الشيباني سلف برقم (19120) بإسناد صحيح، وانظر تمام تخريجه وأحاديث الباب هناك.

والتكبير على الجنازة، والنهي عن المراثي سلف برقم (19140).

وفي المشي أمام الجنازة انظر حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب السالف برقم (4539).

قال السندي: قوله: تلتدم؛ الالتدام: ضربُ النساء وجوههن في النياحة.

(1)

قال السندي: أبو قتادة بنُ رِبْعيّ: أنصاريٌّ خزرجيٌّ سَلَميّ، والمشهور أن اسمه الحارث، وقيل: النعمان، وقيل: عمرو، اختُلف في شهوده بدراً، واتفقوا على أنه شهِد أحداً وما بعدها، وكان يقال له: فارس رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلةً:"حفظك الله كما حفظتَ نبيه": واختُلف في تاريخ وفاته، وأين توفي، والله تعالى أعلم.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن أبي عدي: هو محمد =

ص: 160

19419 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" إِذَا شَرِبَ أَحَدُكُمْ، فَلَا يَتَنَفَّسْ فِي الْإِنَاءِ، وَإِذَا دَخَلَ الْخَلَاءَ، فَلَا يَتَمَسَّحْ بِيَمِينِهِ، وَإِذَا بَالَ، فَلَا يَمَسَّ ذَكَرَهُ بِيَمِينِهِ "(1).

= ابن إبراهيم بن أبي عدي، وقد يُنسب لجده، ويحيى بن أبي كثير صرَّح بالتحديث عند البخاري، وفي بعض طرق الحديث الآتية في مسند الأنصار، فأُمن تدليسُه. أبو سلمة: هو ابنُ عبد الرحمن بن عوف.

وأخرجه مسلم (451)(154)، وأبو داود (798)، والنسائي في "المجتبى" 2/ 166، وفي "الكبرى"(1050)، وابن ماجه (819) مختصراً من طريق محمد بن أبي عدي، بهذا الإسناد.

وسيرد في مسند الأنصار: 5/ 295، 297، 300، 301، 305، 307، 308، 309، 310، 311. وبعض هذه الروايات عند البخاري.

وفي الباب عن أبي هريرة سلف برقم (7991).

وعن عبد الله بن أبي أوفى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقوم في الركعة الأولى من صلاة الظهر حتى لا يسمع وَقْعَ قدم؛ سلف برقم (19146).

قال السندي: قوله: ويُسمعنا الآية: من الإسماع، أي: يقرأ بحيث نَسمع الآية من جملة ما قرأ، وهذا يدلُّ على أن الجهر القليل في السِّرِّيّة لا يضرّ، وعلى أن الجمع بين الجهر والسِّرِّ لا يُكره.

يُطوّل: من التطويل.

ويقصِّر: ضُبِط في بعض النسخ من التقصير، والمشهور في هذا المعنى القَصْر، من باب نصر، والله تعالى أعلم.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو إسناد سابقه، وقد صرَّح يحيى بالتحديث عند ابن خزيمة (79)، وابن المنذر في "الأوسط"(289).

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(6883) مختصراً من طريق ابن أبي عدي، =

ص: 161

19420 -

قَالَ يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ، فَلَا يَأْكُلْ بِشِمَالِهِ، وَإِذَا شَرِبَ، فَلَا يَشْرَبْ بِشِمَالِهِ، وَإِذَا أَخَذَ، فَلَا يَأْخُذْ بِشِمَالِهِ، وَإِذَا أَعْطَى، فَلَا يُعْطِي بِشِمَالِهِ "(1).

= بهذا الإسناد ولفظه: "إذا شرب أحدكم، فلا يشرب في الإناء".

وأخرجه بتمامه ومختصراً عبد الرزاق (19584)، والحميدي (428)، ومسلم (267)(63)، وأبو داود (31)، والترمذي (15)، والنسائي في "المجتبى" 1/ 25، وابن خزيمة (68) و (78) و (79)، وأبو عوانة 1/ 220 و 221، وابن المنذر في "الأوسط"(289) من طرق عن يحيى بن أبي كثير، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، والعمل على هذا عند عامة أهل العلم. كرهوا الاستنجاء باليمين.

وسيرد من طرق أخرى في مسند الأنصار 5/ 295، 296، 300، 309، 310، وسيكرر سنداً ومتناً 5/ 311.

وفي باب النهي عن التنفس في الشراب عن أبي سعيد الخُدري سلف برقم (11203).

وفي باب النهي عن الاستطابة باليمين عن أبي هريرة، سلف (7368).

وسيرد عن عمران بن حصين 4/ 439 قوله: ما مَسَسْتُ فرجي بيميني منذ بايعتُ بها رسولَ الله صلى الله عليه وسلم.

(1)

هو موصول بإسناد سابقه، غير أنه مرسَل. عبد الله بنُ أبي طلحة -وهو أخو أنس بن مالك لأمِّه- قال الحافظ في "الإصابة" في القسم الثاني: ثَبَتَ ذكرُه في حديث أنس في الصحيح [البخاري (5470) ومسلم (2144)] أنه لما ولدته أمُ سُليم، قالت: يا أنس، اذهب به إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فليُحنِّكْه، فكان أولَ شيء دخل جوفَه ريقُ النبي صلى الله عليه وسلم، وحنكه بتمرة، فجعل يتلمَّظ، فقال عليه الصلاة والسلام:"حِبُّ الأنصار التمر". قال ابن سعد: وُلد بعد غزوة =

ص: 162

‌حَدِيثُ عَطِيَّةَ الْقُرَظِيِّ

(1)

19421 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ عَطِيَّةَ الْقُرَظِيِّ، قَالَ: عُرِضْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ قُرَيْظَةَ، فَشَكُّوا فِيَّ، فَأَمَرَ بِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَنْظُرُوا إِلَيَّ، هَلْ أَنْبَتُّ بَعْدُ، فَنَظَرُوا، فَلَمْ يَجِدُونِي أَنْبَتُّ، فَخَلَّى عَنِّي، وَأَلْحَقَنِي بِالسَّبْيِ (2).

= حُنين، وأقام بالمدينة، وكان قليل الحديث. قلنا: روى عنه جمع، ووثَّقه ابن سعد والعجلي، وذكره ابن حبان في "الثقات".

وذكره الهيثمي في "المجمع" 5/ 26، وقال. رواه أحمد، وهو مرسل، ورجاله رجال الصحيح.

وسيكرر 5/ 311.

وفي باب الأكل والشرب باليمين عن ابن عمر سلف برقم (4537)، وذكرنا أحاديث الباب هناك.

(1)

سلفت ترجمة عطية القرظي قبل الحديث (18776).

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير صحابيِّه، فقد روى له أصحاب السنن. هُشيم: هو ابن بشير السلمي.

وأخرجه ابن حبان (4780). والطبراني في "الكبير" 17/ (438)، والمزي في "تهذيب الكمال" 20/ 158 من طريق هُشيم، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (18776).

وسيكرر بإسناده ومتنه 5/ 311 - 312.

وانظر ما بعده.

قال السندي: شَكُّوا: من الشَّكِّ. =

ص: 163

19422 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، أَنَّهُ سَمِعَ عَطِيَّةَ يَقُولُ: كُنْتُ يَوْمَ حَكَمَ سَعْدٌ فِيهِمْ غُلَامًا، فَلَمْ يَجِدُونِي أَنْبَتُّ، فَهَا أَنَا ذَا بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ (1).

= أنبتُّ: من الإنبات، أي: شعر العانة.

(1)

إسناده صحيح، وهو مكرر سابقه، غير شيخ أحمد، فهو هنا سفيان، وهو ابن عيينة.

وأخرجه الحميدي (888)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 155، وفي "الكبرى"(5623)، وابن ماجه (2542)، وأبو عوانة 4/ 55 - 56، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 216، وابنُ حبان (4782)، والطبراني في "الكبير" 17/ (432)، والحاكم 4/ 390 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وسيكرر بإسناده ومتنه 5/ 312.

قال السندي: قوله: فها أنا ذا: كناية عن عدم القتل.

ص: 164

‌حَدِيثُ عُقْبَةَ بْنِ الْحَارِثِ

(1)

19423 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: - وَقَدْ سَمِعْتُهُ مِنْ عُقْبَةَ، وَلَكِنِّي لِحَدِيثِ عُبَيْدٍ أَحْفَظُ -، قَالَ: تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً، فَجَاءَتْنَا امْرَأَةٌ سَوْدَاءُ، فَقَالَتْ: إِنِّي قَدْ أَرْضَعْتُكُمَا. فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: إِنِّي تَزَوَّجْتُ فُلَانَةَ ابْنَةَ فُلَانٍ، فَجَاءَتْنَا امْرَأَةٌ سَوْدَاءُ، فَقَالَتْ: إِنِّي قَدْ أَرْضَعْتُكُمَا، وَهِيَ كَاذِبَةٌ. فَأَعْرَضَ عَنِّي، فَأَتَيْتُهُ مِنْ قِبَلِ وَجْهِهِ، فَقُلْتُ: إِنَّهَا كَاذِبَةٌ. فَقَالَ: " فَكَيْفَ بِهَا وَقَدْ زَعَمَتْ أَنَّهَا قَدْ أَرْضَعَتْكُمَا، دَعْهَا عَنْكَ "(2).

19424 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: تَزَوَّجْتُ ابْنَةَ أَبِي إِهَابٍ، فَجَاءَتْ امْرَأَةٌ سَوْدَاءُ، فَذَكَرَتْ أَنَّهَا أَرْضَعَتْنَا، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُمْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَكَلَّمْتُهُ، فَأَعْرَضَ عَنِّي، فَقُمْتُ عَنْ يَمِينِهِ، فَأَعْرَضَ عَنِّي، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّمَا هِيَ سَوْدَاءُ. قَالَ:" وَكَيْفَ وَقَدْ قِيلَ "(3).

(1) سلفت ترجمة عقبة بن الحارث قبل الحديث (16148).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (16148) سنداً ومتناً.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (16149).

ص: 165

19425 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُقْبَةُ بْنُ الْحَارِثِ، قَالَ: أُتِيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالنُّعَيْمَانِ قَدْ شَرِبَ الْخَمْرَ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَنْ فِي الْبَيْتِ، فَضَرَبُوهُ بِالْأَيْدِي وَالْجَرِيدِ وَالنِّعَالِ. قَالَ: وَكُنْتُ فِيمَنْ ضَرَبَهُ (1).

19426 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْعَصْرَ، فَلَمَّا سَلَّمَ، قَامَ سَرِيعًا، فَدَخَلَ عَلَى بَعْضِ نِسَائِهِ، ثُمَّ خَرَجَ، وَرَأَى مَا فِي وُجُوهِ الْقَوْمِ مِنْ تَعَاجُبِهِمْ لِسُرْعَتِهِ، قَالَ:" ذَكَرْتُ وَأَنَا فِي الصَّلَاةِ تِبْرًا عِنْدَنَا، فَكَرِهْتُ أَنْ يُمْسِيَ - أَوْ يَبِيتَ - عِنْدَنَا، فَأَمَرْتُ بِقَسْمِهِ "(2).

19427 -

حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: انْصَرَفَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ صَلَّى الْعَصْرَ. فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (3).

(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير صحابيِّه فلم يخرج له سوى البخاري، وهو مكرر (16150) سنداً ومتناً.

(2)

إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أن صحابيه لم يخرج له سوى البخاري، وهو مكرر (16151) سنداً ومتناً.

(3)

إسناده صحيح على شرط البخاري، كسابقه، وهو مكرر (16152) سنداً ومتناً.

ص: 166

‌حَدِيثُ أَبِي نَجِيحٍ السُّلَمِيِّ

19428 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي نَجِيحٍ السُّلَمِيِّ، قَالَ: حَاصَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِصْنَ الطَّائِفِ - أَوْ قَصْرَ الطَّائِفِ - فَقَالَ: مَنْ بَلَغَ بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللهِ عز وجل، فَلَهُ دَرَجَةٌ فِي الْجَنَّةِ ". فَبَلَّغْتُ يَوْمَئِذٍ سِتَّةَ عَشَرَ سَهْمًا. " وَمَنْ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللهِ عز وجل، فَهُوَ لَهُ عِدْلُ مُحَرَّرٍ، وَمَنْ أَصَابَهُ شَيْبٌ فِي سَبِيلِ اللهِ عز وجل، فَهُوَ لَهُ نُورٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَأَيُّمَا رَجُلٍ أَعْتَقَ رَجُلًا مُسْلِمًا، جَعَلَ اللهُ عز وجل وِقَاءَ كُلِّ عَظْمٍ مِنْ عِظَامِهِ عَظْمًا مِنْ عِظَامِ مُحَرِّرِهِ مِنَ النَّارِ. وَأَيُّمَا امْرَأَةٍ مُسْلِمَةٍ أَعْتَقَتْ امْرَأَةً مُسْلِمَةً، فَإِنَّ اللهَ عز وجل جَاعِلٌ وِقَاءَ كُلِّ عَظْمٍ مِنْ عِظَامِهَا عَظْمًا مِنْ عِظَامِ مُحَرِّرِهَا مِنَ النَّارِ " (1).

19429 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ الْغَطَفَانِيِّ، عَنْ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ الْيَعْمُرِيِّ، عَنْ أَبِي نَجِيحٍ السُّلَمِيِّ، قَالَ: حَاصَرْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حِصْنَ الطَّائِفِ، فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ رَمَى بِسَهْمٍ فِي

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (17022) غير شيخ أحمد فهو هنا يحيى بن سعيد، وهو القطان. أبو نَجِيح السُّلَمي: هو عمرو بن عَبَسَة، وسلفت ترجمته قبل الحديث (17014).

ص: 167

سَبِيلِ اللهِ، فَبَلَّغَهُ، فَلَهُ دَرَجَةٌ فِي الْجَنَّةِ ". فَقَالَ رَجُلٌ: يَا نَبِيَّ اللهِ، إِنْ رَمَيْتُ، فَبَلَغْتُ، فَلِي دَرَجَةٌ فِي الْجَنَّةِ؟ قَالَ: فَرَمَى فَبَلَّغَ (1)، قَالَ: فَبَلَغْتُ يَوْمَئِذٍ سِتَّةَ عَشَرَ سَهْمًا، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (2).

(1) كلمة: فبلَّغ، ليست في (ظ 13).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (17022) غير أنه هنا عن عبد الوهَّاب -وهو ابن عطاء الخفَّاف-، عن سعيد -وهو ابنُ أبي عَروبة- وقد سمع منه قبل الاختلاط.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد"(165) من طريق يزيد بن زريع، عن سعيد، بهذا الإسناد.

ص: 168

‌تَمَامُ حَدِيثِ صَخْرٍ الْغَامِدِيِّ

(1)

19430 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ حَدِيدٍ الْبَجَلِيِّ، عَنْ صَخْرٍ الْغَامِدِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" اللهُمَّ بَارِكْ لِأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا ". قَالَ: فَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا بَعَثَ سَرِيَّةً بَعَثَهَا أَوَّلَ النَّهَارِ، وَكَانَ صَخْرٌ رَجُلًا تَاجِرًا، فَكَانَ لَا يَبْعَثُ غِلْمَانَهُ إِلَّا مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ، فَكَثُرَ مَالُهُ حَتَّى لَا يَدْرِيَ أَيْنَ يَضَعُ مَالَهُ (2).

(1) سلفت ترجمة صخر الغامدي قبل الحديث (15438).

(2)

حديث ضعيف دون قوله "اللهم بارك لأمتي في بكورها" فهو حسن بشواهده، وهو مكرر (15438) سنداً ومتناً.

ص: 169

‌حَدِيثُ سُفْيَانَ الثَّقَفِيِّ

(1)

19431 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سُفْيَانَ الثَّقَفِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ - وَقَدْ قَالَ هُشَيْمٌ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ (2) - مُرْنِي فِي الْإِسْلَامِ بِأَمْرٍ لَا أَسْأَلُ عَنْهُ أَحَدًا بَعْدَكَ. قَالَ: " قُلْ آمَنْتُ بِاللهِ، ثُمَّ اسْتَقِمْ ". قَالَ: قُلْتُ: فَمَا أَتَّقِي؟ فَأَوْمَأَ (3) إِلَى لِسَانِهِ (4).

(1) سلفت ترجمة سفيان الثقفي قبل الحديث (15416).

(2)

قوله: "وقد قال هشيم: قلتُ: يا رسول الله" ليس في (ظ 13).

(3)

في (ظ 13): قال: فأومأ.

(4)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير عبد الله بن سفيان، فقد أخرج له النسائي، وهو ثقة. يعلى به عطاء: هو العامري.

وأخرجه ابن أبي الدنيا في "الصمت"(1)، والبيهقي في "الشُّعب"(4924)، والخطيب في "تاريخه" 2/ 370 من طريق هُشيم، بهذا الإسناد. وقد تحرَّف اسم هشيم في مطبوع "الصمت" إلى نعيم.

وسلف برقم (15417).

ص: 170

‌حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ

(1)

19432 -

حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ جَابِرٍ الْحُدَّانِيِّ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم شَيْخٌ كَبِيرٌ يَدَّعِمُ عَلَى عَصًا لَهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ لِي غَدَرَاتٍ وَفَجَرَاتٍ، فَهَلْ يُغْفَرُ لِي؟ قَالَ:" أَلَسْتَ تَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ؟ ". قَالَ: بَلَى، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللهِ، قَالَ:" قَدْ غُفِرَ لَكَ غَدَرَاتُكَ وَفَجَرَاتُكَ "(2).

(1) سلفت ترجمة عمرو بن عبسة (وهو أبو نَجيح السُّلمي) قبل الحديث (17014).

(2)

حديث صحيح بشواهده، وهذا الإسناد فيه مكحول -وهو الشامي- كثيرُ الإرسال، ولا يُعرف له سماعٌ من عمرو بن عَبَسة، وقد عنعن. وبقية رجاله ثقات غير نوح بن قيس -وهو ابن رباح الأزدي- فصدوق. أشعث بن جابر: هو أشعث بن عبد الله بن جابر، نُسب إلى جده.

وأخرجه ابنُ أبي الدنيا في "حسن الظن بالله"(145) من طريق مسلم بن إبراهيم الأزدي، عن نوح بن قيس، بهذا الإسناد.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 1/ 32، وقال: رواه أحمد والطبراني، ورجاله موثقون، إلا أنه من رواية مكحول عن عمرو بن عبسة، فلا أدري أسمع منه أم لا. قلنا: لم نجده في مطبوع "معجم" الطبراني الكبير، فالظاهر أنه في القسم المفقود منه.

وأورده ابن حجر في "المطالب العالية"(2847)، ونسبه لأبي يعلى، ولعله في "مسنده الكبير". =

ص: 171

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وله شاهد من حديث أنس عند أبي يعلى (3433) -ومن طريقه ابنُ حجر في "الأمالي المطلقة" ص 114 - وابن خزيمة في "التوحيد"(342)، والطبراني في "الصغير"(1025)؛ أخرجوه من طرق عن أبي عاصم النبيل الضَّحَّاك بن مَخْلد، عن أبي همام مستور بن عبَّاد (وتحرف اسمه في المصادر سوى "الأمالي" إلى مستورد)، عن ثابت البُناني، عنه، قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ما تركتُ من حاجة ولا داجَّة إلا أتيتُ، قال:"أليس تشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وأنَّ محمداً رسول الله؟ " قالها ثلاث مرات. قال: نعم. قال: "فإن ذلك يأتي على ذلك". قال الطبراني: لم يروه عن ثابت إلا مستور، تفرَّد به أبو عاصم. وقال الحافظ: ورجاله رجال الصحيح سوى مستور، وقد وثقه ابنُ معين.

ثم قال الحافظ: وله شاهد من حديث الرجل صاحب القصة، وسياقه أتمُّ.

قلنا: أخرجه من حديثه ابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2718)، والبزار (3244)(زوائد)، والطبراني في "الكبير"(7235) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "الأمالي المطلقة" ص 144 - وابن الأثير في "أسد الغابة" 2/ 524، والبغوي في "معجم الصحابة"، وعلي بن سعيد العسكري، فيما ذكر الحافظ في "الأمالي المطلقة" من طرق عن أبي المغيرة -وهو عبد القدوس بن الحجاج الحمصي- عن صفوان بن عمرو، عن عبد الرحمن بن جبير، عن أبي طويل شطب الممدود رضي الله تعالى عنه، أنه أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فقال: أرأيتَ رجلاً عمل الذنوبَ كلَّها، فلم يترك منها شيئاً، وهو مع ذلك لم يترك حاجة ولا داجة إلا أتاها، فهل لذلك من توبة؟ قال:"أليس قد أسلمت؟ " قال: أما أنا فأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا الله وحدَه لا شريك له، وأن محمداً رسول الله. قال:"نعم، تفعل الخيرات، وتترك السيئات، فيجعلُهُن اللهُ لك حسناتٍ كلهنَّ". قال: وغَدَراتي وفَجَراتي؟! قال: "نعم". قال الحافظ: هذا حديث حسن صحيح غريب.

وقال الحافظ: قوله: من حاجة ولا داجة، حكى فيها الخطابي وجهين، =

ص: 172

19433 -

حَدَّثَنَا (1) يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ وَهُوَ الرَّحَبِيُّ، حَدَّثَنَا سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ بِعُكَاظٍ، فَقُلْتُ: مَنْ تَبِعَكَ عَلَى هَذَا الْأَمْرِ؟ فَقَالَ: " حُرٌّ وَعَبْدٌ ". وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَبِلَالٌ رضي الله عنهما. فَقَالَ لِي: " ارْجِعْ حَتَّى يُمَكِّنَ اللهُ

= فأما التخفيف؛ فالحاجة ظاهرة، والداجة إتْباع فيما يظهر، وأما التشديد، فروى البغويُّ من طريق مبشّر بن عبيد قال: الحاجّة: الذي يقطع الطريق على الحاج إذا ذهبوا، والداجّة: الذي يقطع عليهم الطريق إذا رجعوا. قال الحافظ: ورواية التشديد لائقة بالحديث الثاني دون الأول، والله أعلم. انتهى.

وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2280).

وعن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6568) بلفظ:"من لقي اللهَ لا يُشرك به شيئاً، لم تضرَّه معه خطيئة". وإسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر توجيهه هناك.

وعن معاذ بن جبل، سيرد 5/ 229 بلفظ:"ما من نفس تموتُ وهي تشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ، وأني رسولُ الله يرجع ذلك إلى قلب مؤمن إلا غَفَرَ اللهُ لها". وفي إسناده هِصَّان بن الكاهل، لم يرو عنه إلا اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ووثقه الذهبي في "الكاشف".

وانظر حديث ابن مسعود (3596)، وحديث سلمة بن يزيد الجعفي (15923).

قال السندي: قوله: يَدَّعِم، أي: يتكئ.

ألستَ تشهد، أي: أما أسلمتَ بعد ذلك.

قد غفر لك: لأن الإسلام يَجُبُّ ما قبله. والله تعالى أعلم.

(1)

كرر في (ظ 13) قبل هذا الحديث الحديثان السالفان برقمي (19428) و (19429)، وهما لعمرو بن عَبَسَة أيضاً، إلا أن الإمام أحمد أورده هناك وترجم لهما بكنية عمرو بن عَبَسَة، فقال: حديث أبي نجيح السُّلَمي.

ص: 173

عَزَّ وَجَلَّ لِرَسُولِهِ "، فَأَتَيْتُهُ بَعْدُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، جَعَلَنِي اللهُ فِدَاءَكَ، شَيْئًا تَعْلَمُهُ وَأَجْهَلُهُ، لَا يَضُرُّكَ، وَيَنْفَعُنِي اللهُ عز وجل بِهِ: هَلْ مِنْ سَاعَةٍ أَفْضَلُ مِنْ سَاعَةٍ، وَهَلْ مِنْ سَاعَةٍ يُتَّقَى (1) فِيهِ؟ فَقَالَ: " لَقَدْ سَأَلْتَنِي عَنْ شَيْءٍ مَا سَأَلَنِي عَنْهُ أَحَدٌ قَبْلَكَ، إِنَّ اللهَ عز وجل يَتَدَلَّى فِي جَوْفِ اللَّيْلِ، فَيَغْفِرُ إِلَّا مَا كَانَ مِنَ الشِّرْكِ وَالْبَغْي، فَالصَّلَاةُ مَشْهُودَةٌ مَحْضُورَةٌ، فَصَلِّ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، فَإِذَا طَلَعَتْ، فَأَقْصِرْ عَنِ الصَّلَاةِ - فَإِنَّهَا تَطْلُعُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ، وَهِيَ صَلَاةُ الْكُفَّارِ - حَتَّى تَرْتَفِعَ، فَإِذَا اسْتَقَلَّتِ الشَّمْسُ، فَصَلِّ، فَإِنَّ الصَّلَاةَ مَحْضُورَةٌ مَشْهُودَةٌ حَتَّى يَعْتَدِلَ النَّهَارُ، فَإِذَا اعْتَدَلَ النَّهَارُ، فَأَقْصِرْ عَنِ الصَّلَاةِ - فَإِنَّهَا سَاعَةٌ تُسَجَّرُ فِيهَا جَهَنَّمُ - حَتَّى يَفِيءَ الْفَيْءُ، فَإِذَا فَاءَ الْفَيْءُ (2)، فَصَلِّ، فَإِنَّ الصَّلَاةَ مَحْضُورَةٌ مَشْهُودَةٌ (3) حَتَّى تَدَلَّى الشَّمْسُ لِلْغُرُوبِ، فَإِذَا تَدَلَّتْ فَأَقْصِرْ عَنِ الصَّلَاةِ حَتَّى تَغِيبَ الشَّمْسُ، فَإِنَّهَا تَغِيبُ عَلَى قَرْنَيْ شَيْطَانٍ، وَهِيَ صَلَاةُ الْكُفَّارِ " (4).

(1) في "التمهيد": يُتّقى ذكرها. وفي "المستدرك": تبقى أو ينبغي ذكرها. وفي "مسند" الطبراني: تبقى ذكرها. وفي "سنن النسائي": يُبتغى ذكرها. وفي "سنن" البيهقي: نبتغي ذكرها.

(2)

قوله: "فإذا فاء الفيء" ليس في (ظ 13).

(3)

كلمة "مشهودة" ليست في (ظ 13).

(4)

إسناده ضعيف لانقطاعه بين سُلَيم بن عامر، وعمرو بن عَبَسة، على خطأ في متنه، واختُلف فيه على يزيد بن هارون، كما سيرد.

وأخرجه ابنُ سعد 4/ 215 مختصراً، وعبد بن حميد (297)، وأخرجه =

ص: 174

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الدارقطني في "النزول"(66) مختصراً و (67) من طريق أحمد بن منصور -وهو ابن سَيَّار البغدادي- ثلاثتُهم عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وتابع يزيدَ بنَ هارون -عند الدارقطني- يحيى بنُ أبي بُكَير، وعبدُ الصمد ابن النُّعمان. ويحيى بنُ أبي بكير ثقة، وعبدُ الصمد بن النعمان صالح الحديث صدوق فيما قال أبو حاتم، فهؤلاء ثلاثة: ثقتانِ وصدوق، رووه بإسناد منقطع.

وخالفهم أبو ثور -وهو إبراهيم بن خالد الكلبي، الثقة الفقيه- عند ابن عبد البر في "التمهيد" 4/ 14 - 15، فرواه عن يزيد بن هارون، به، متصلاً بذكر أبي أُمامة بين سُليم بن عامر وعمرو بن عَبَسة، وروايتُه شاذّة، لأنه خالف في وصله من هم أكثر عدداً من الثقات ممن رووه بإسناد منقطع، ومع ذلك صحَّح أبو حاتم -كما في "العلل" 2/ 354 - الرواية المتصلة، ولم يُشر إلى شذوذها.

ورواه مرسلاً كذلك الطبراني في "مسند الشاميين"(952) مختصراً من طريق سعيد بن عبد الجبار -وهو أبو عثمان الزبيدي الحمصي الشامي- عن صفوان بن عمرو، عن سُلَيم بن عامر، به. بلفظ: أتيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، هو وأبو بكر وبلال فلقد رأيتني وإني لربع الإسلام، وسعيدُ بنُ عبد الجبار ليس بقوي، لكنه متابع بيزيد بن هارون في رواية أحمد.

وأخرجه مطولاً ومختصراً دون ذكر الصلوات الخمس ابنُ سعد 4/ 215، والترمذي (3579)، وابنُ خزيمة (1147)، والحاكم 1/ 309 و 3/ 66 - ومن طريقه البيهقي في "السنن" 3/ 4 - من طريق معاوية بن صالح، عن سُلَيم بن عامر، وضمرة بن حبيب، ونُعَيم بن زياد، عن أبي أمامة، عن عمرو بن عَبَسة، به، وهذا إسناد صحيح. ولفظ الترمذي وابن خزيمة والحاكم 1/ 309:"أقربُ ما يكون الربُّ من العبد في جوف الليل الآخر، فإن استطعتَ أن تكونَ ممن يذكرُ الله في تلك الساعة فكُنْ". قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه. قلنا: ولم يذكر عنده ضمرة بن حبيب، ولا نعيم بن زياد. =

ص: 175

19434 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: مَنْ تَابَعَكَ عَلَى أَمْرِكَ هَذَا؟ قَالَ: " حُرٌّ وَعَبْدٌ ". يَعْنِي أَبَا بَكْرٍ وَبِلَالًا رضي الله عنهما، وَكَانَ عَمْرٌو يَقُولُ بَعْدَ ذَلِكَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُنِي وَإِنِّي

= ولم يرد عند أحد لفظ رواية أحمد هذه، وهو:"فيغفرُ إلا ما كان من الشرك والبغي" وجاء نحوه في أحاديث ليلة النصف من شعبان، كما في حديث معاذ بن جبل عند ابن حبان (5665).

وأخرجه بطوله الطبراني في "مسند الشاميين"(1969)، وابنُ عبد البر في "التمهيد" 4/ 13. ومن قوله:"هل من ساعة أفضلُ من الأخرى" إلى آخر الحديث: أخرجه النسائي في "المجتبى" 1/ 279، ومن قوله:"إذا طلعت الشمسُ فإنها تطلعُ بين قرني الشيطان" إلى آخره. أخرجه الطحاويُّ في "شرح معاني الآثار" 1/ 152 كلهم من طريق معاوية بن صالح، بإسناد ابن خزيمة المذكور آنفاً، وهذا إسناد متصل صحيح، غير أنه قد وقع عندهم الخطأُ نفسُه الواقع في رواية أحمد، فلم تُذكر عندهم صلاةُ العَصْر، ولا صلاةُ الفجر عند النسائي والطبراني، وابن عبد البر، وقد سلف لفظُه الصحيح في مسند الشاميين في الروايتين (17014) و (17019) وهو: "إذا صلَّيتَ الصبح، فأَقْصِرْ عن الصلاة حتى تطلعُ الشمس

" ثم قال: "فإذا فاء الفيءُ، فصلِّ، فإنَّ الصلاة مشهودةٌ محضورةٌ حتى تُصلي العصر، فإذا صلَّيتَ العصر، فأَقْصِرْ عن الصلاة حتى تَغْرُب الشمس .... ". وإسنادهما صحيح.

والرواية (17019) في مسند الشاميين مطولة.

وفي الباب في قوله: "إن الله ينزل في جوف الليل" عن ابن مسعود، سلف برقم. (3673). وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.

قال السندي: قوله: شيئاً، أي: أسألُك شيئاً.

ص: 176

لَرُبُعُ الْإِسْلَامِ (1).

19435 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، يَعْنِي ابْنَ دِينَارٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ذَكْوَانَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَنْ مَعَكَ (2) عَلَى هَذَا الْأَمْرِ؟ قَالَ:" حُرٌّ وَعَبْدٌ "، قُلْتُ: مَا الْإِسْلَامُ؟ قَالَ: " طِيبُ الْكَلَامِ، وَإِطْعَامُ الطَّعَامِ ". قُلْتُ: مَا الْإِيمَانُ؟ قَالَ: " الصَّبْرُ وَالسَّمَاحَةُ ". قَالَ: قُلْتُ: أَيُّ الْإِسْلَامِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: " مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ ". قَالَ: قُلْتُ:

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد فيه اضطراب، فقد اختُلف فيه على يعلى ابن عطاء:

فرواه هُشَيم، عنه، واختُلف عليه فيه:

فرواه أحمد عنه في هذه الرواية، عن يعلى بن عطاء، فقال: عن عبد الرحمن بن أبي عبد الرحمن، وهو ابن البيلماني.

ورواه عقبةُ بنُ مُكْرَم عند أبي نعيم في "الحلية" 2/ 16 عن هُشيم، عن يعلى بن عطاء، فقال: عن عبد الرحمن بن عمرو بن عَبَسَة.

ورواه حماد بن سلمة في الرواية (17018) و (17028) عن يعلى بن عطاء، فقال: عن يزيد بن طَلْق، عن عبد الرحمن بن البيلماني، زاد فيه: يزيدَ بنَ طلق. وذكرنا هناك أن عبد الرحمن بن البيلماني ضعيف.

هُشَيم: هو ابن بشير، وعُقبة بن مكرم: هو ابنُ عُقبة بن مُكْرَم، أبو مُكْرَم الضَّبيّ الكوفيّ، صدوق، من العاشرة، مات سنة (234)، وليس من رجال الكتب الستة. وذكره المزي والحافظ تمييزاً.

وسلف مطولاً بإسناد صحيح برقم (17019).

(2)

في (ق) و (م) ونسخة في (س): تبعك.

ص: 177

أَيُّ الْإِيمَانِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: " خُلُقٌ حَسَنٌ ". قَالَ: قُلْتُ: أَيُّ الصَّلَاةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: " طُولُ الْقُنُوتِ ". قَالَ: قُلْتُ: أَيُّ الْهِجْرَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: " أَنْ تَهْجُرَ مَا كَرِهَ رَبُّكَ عز وجل ". قَالَ: قُلْتُ: فَأَيُّ الْجِهَادِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: " مَنْ عُقِرَ جَوَادُهُ، وَأُهْرِيقَ دَمُهُ ". قَالَ: قُلْتُ: أَيُّ السَّاعَاتِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: " جَوْفُ اللَّيْلِ الْآخِرُ، ثُمَّ الصَّلَاةُ مَكْتُوبَةٌ مَشْهُودَةٌ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ، فَإِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ، فَلَا صَلَاةَ إِلَّا الرَّكْعَتَيْنِ حَتَّى تُصَلِّيَ الْفَجْرَ، فَإِذَا صَلَّيْتَ صَلَاةَ الصُّبْحِ، فَأَمْسِكْ (1) عَنِ الصَّلَاةِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، فَإِذَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ (2)، فَإِنَّهَا تَطْلُعُ فِي قَرْنَيْ شَيْطَانٍ، وَإِنَّ الْكُفَّارَ يُصَلُّونَ لَهَا، فَأَمْسِكْ عَنِ الصَّلَاةِ حَتَّى تَرْتَفِعَ، فَإِذَا ارْتَفَعَتْ فَالصَّلَاةُ مَكْتُوبَةٌ مَشْهُودَةٌ حَتَّى يَقُومَ الظِّلُّ قِيَامَ الرُّمْحِ، فَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ، فَأَمْسِكْ عَنِ الصَّلَاةِ حَتَّى تَمِيلَ، فَإِذَا مَالَتْ، فَالصَّلَاةُ مَكْتُوبَةٌ مَشْهُودَةٌ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ، فَإِذَا كَانَ عِنْدَ غُرُوبِهَا، فَأَمْسِكْ عَنِ الصَّلَاةِ، فَإِنَّهَا تَغْرُبُ - أَوْ تَغِيبُ - فِي قَرْنَيْ شَيْطَانٍ، وَإِنَّ الْكُفَّارَ يُصَلُّونَ لَهَا "(3).

(1) في (ق): فأقصر.

(2)

قوله: "فإذا طلعت الشمس" ليس في (ق).

(3)

قوله: أيُّ الساعات أفضل؟ قال: "جوفُ الليل الآخِر" صحيح، وقوله في أفضلِ الإيمان وأفضلِ الصلاة وأفضلِ الهجرة وأفضلِ الجهاد، صحيحٌ لغيره، وهذا إسناد فيه ضعف وانقطاع، محمد بنُ ذكوان -وهو الطَّاحي الأَزْدِي الجَهْضَمي مولاهم، خالُ ولد حماد بن زيد- وشهرُ بنُ حَوْشب ضعيفان، =

ص: 178

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وشهرُ بنُ حوشب لم يسمع عمرو بن عبسة، فيما قال أبو حاتم وأبو زرعة، كما في "المراسيل"، وبقية رجاله ثقات. ابنُ نمير: هو عبد الله.

وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(300)، وأخرجه ابن ماجه (2794) من طريق يعلى بن عبيد، كلاهما عن حجاج بن دينار، بهذا الإسناد.

قال البوصيري في "الزوائد" 3/ 163: هذا إسناد فيه محمد بن ذكوان الطاحي، ويقال: الجَهْضَمي، وهو ضعيف. قلنا: لم يُشر إلى ضعف شَهْر بن حوشب، ولا إلى انقطاعه.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 1/ 54، وقال: قلت: روى مسلم منه: من معك على هذا الأمر؟ قال: "حُرٌّ وعبد". رواه أحمد، وفي إسناده شهر بن حوشب، وقد وثق على ضعف فيه.

قلنا: ولم يُشر كذلك إلى انقطاعه، ولا إلى ضعف محمد بن ذكوان.

وقوله: من معك على هذا الأمر؟ قال: "حر وعبد" سلف بإسناد صحيح برقم (17019).

وقوله: أيُّ الإيمان أفضل؟ قال: "خُلُقٌ حسن" له شاهد من حديث أبي هريرة سلف برقم (7402) بلفظ: "أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً".

وقد سلف في الرواية (17027) أنه سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيُّ الإيمان أفضل؟ قال: "الجهاد"، وإسنادها منقطع.

وقوله: أيُّ الصلاة أفضل؟ قال: "طول القنوت" له شاهد من حديث عبد الله بن حُبْشيّ سلف برقم (15401)، وإسناده قوي.

وقوله: أي الهجرة أفضل؟ قال: "أن تهجر ما كره ربك عز وجل" له شاهد من حديث عبد الله بن حُبْشي المذكور آنفاً، وسلف نحوه من حديث ابن عمرو ابن العاص برقم (6515) بلفظ:"والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه". وقد سلف في الرواية (17027) أنه سئل عليه الصلاة والسلام: أيُّ الهجرة أفضل؟ قال: "الجهاد"، وإسنادها منقطع. =

ص: 179

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وقوله: أيُّ الجهاد أفضل؟ قال: "من عُقر جواده، وأهريق دمه" سلف كذلك في الرواية (17027). وله شاهد من حديث جابر سلف برقم (14210)، وإسناده قوي.

وقوله: أيُّ الساعات أفضل؟ قال: "جوف الليل الآخِر" له شاهد بإسناد صحيح من حديث أبي داود (1277)، ذكرناه في تخريج الرواية السالفة برقم (17018)، وانظر الرواية (19447).

وقوله: "فإذا مالت، فالصلاة مكتوبة مشهودة حتى تغرب الشمس" لم تذكر فيه صلاةُ العصر، والصحيح بعد قوله: فإذا مالت "فإن الصلاة مشهودة محضورة حتى تصلي العصر، فإذا صليت العصر فأقصر عن الصلاة حتى تغرب الشمس" وجاءت الرواية كذلك على الصواب برقمي (17014) و (17019)، وإسنادهما صحيح، وسلف دون ذكر صلاة العصر برقم (19433) وإسناده ضعيف.

وقوله: ما الإسلام. قال: "طيب الكلام" قلت: وما الإيمان؟ قال: "الصبر والسماحة" له شاهد مرسَل من حديث عُبيد بن عمير أورده ابن أبي حاتم في "العلل" 2/ 149، وذكر الاختلاف فيه على عُبيد بن عمير، وذكره كذلك البخاري في "التاريخ الكبير" 5/ 143، والحافظ في "الإصابة" في ترجمة عبد الله بن حُبْشي، وقال: ذكر البخاري في "التاريخ الكبير" له علة، وهي الاختلاف على عُبيد بن عمير في سنده على الأزدي، عنه

قلنا: قد بسطنا هذا الاختلاف في تخريج حديث عبد الله بن حُبْشي السالف برقم (15401)، وخلاصة القول فيه أنه مرسَل كما بيَّنَّا هناك. وقد أورد البخاري أحد طرقه في "التاريخ الكبير" 6/ 530، لكن تحرف فيه بكر بن خنيس إلى بكر بن حسين، وأبو بدر الحلبي إلى أبي بكر الحلبي، وجاء على الصواب في 5/ 25.

وقد سلف في الرواية (17027) أنه سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما الإسلام؟ قال: "أن يُسْلِمَ قلبُك لله عز وجل، وأن يَسلَمَ المسلمون من لسانك ويدك". =

ص: 180

19436 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي الْفَيْضِ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: كَانَ بَيْنَ مُعَاوِيَةَ وَبَيْنَ قَوْمٍ مِنَ الرُّومِ عَهْدٌ، فَخَرَجَ مُعَاوِيَةُ. قَالَ: فَجَعَلَ يَسِيرُ فِي أَرْضِهِمْ حَتَّى يَنْقُضُوا (1)، فَيُغِيرَ عَلَيْهِمْ، فَإِذَا رَجُلٌ يُنَادِي فِي نَاحِيَةِ النَّاسِ: وَفَاءٌ لَا غَدْرٌ (2)، فَإِذَا هُوَ عَمْرُو بْنُ عَبَسَةَ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ

= وإسنادها منقطع، لكن ذكرنا من الشواهد ما تصح بها.

وقوله: أيُّ الإسلام أفضل؟ قال: "من سَلِمَ المسلمون من لسانه ويده" سلف برقم (17027) أنه سئل عليه الصلاة والسلام: أيُّ الإسلام أفضل؟ قال: "الإيمان" وإسنادها منقطع قال السندي: قولُه: "طيب الكلام"، فسره ببعض الأعمال التي يحصل بها المسالمة والمصالحة بينه وبين العباد، وكذا فسَّر الإيمان ببعض الأعمال تنبيهاً على الاهتمام بهذه الأعمال للمسلم والمؤمن.

والسماحة: أي الجود والكرم.

خُلُق: بضمتين، أو سكون الثاني، أي: خلق حسن يعامل به مع الله تعالى ومع عباده فينال كمال الإيمان بذلك.

"فإذا طلع الفجر فلا صلاة" أي: فلا تصلِّ إلا الركعتين، أي: سُنَّة الفجر، فالحديث يدل على كراهة النفل بعد طلوع الفجر سوى ركعتي الفجر.

(1)

كذا في النسخ عدا (ص)، فجاء فيها وفي نسخة السندي:"ينفضوا" ومثله في مطبوع ابن أبي شيبة، وشرح عليها السندي، فقال: أي: حتى يتفرَّقوا بسبب العهد الذي بينهم وبينه، فإنهم بسبب ذلك العهد لا يجتمعون على حربه.

قلنا: وجاء في الرواية السالفة برقم (17015): فإذا انقضى الأمد، غزاهم. ومثله في مصادر التخريج.

(2)

كررت جملة: "وفاء لا غدر" في (ظ 13).

ص: 181

قَوْمٍ عَهْدٌ، فَلَا يَشِدَّ عُقْدَةً، وَلَا يَحُلَّهَا (1) حَتَّى يَمْضِيَ أَمَدُهَا، أَوْ يَنْبِذَ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ " (2).

19437 -

حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا الْفَرَجُ، حَدَّثَنَا لُقْمَانُ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ السُّلَمِيِّ، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: حَدِّثْنَا حَدِيثًا سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيْسَ فِيهِ انْتِقَاصٌ وَلَا وَهْمٌ، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: " مَنْ وُلِدَ لَهُ ثَلَاثَةُ أَوْلَادٍ فِي الْإِسْلَامِ، فَمَاتُوا قَبْلَ أَنْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ، أَدْخَلَهُ اللهُ عز وجل الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِهِ (3) إِيَّاهُمْ، وَمَنْ شَابَ شَيْبَةً فِي سَبِيلِ اللهِ عز وجل كَانَتْ لَهُ نُورًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللهِ عز وجل بَلَغَ بِهِ الْعَدُوَّ، أَصَابَ أَوْ أَخْطَأَ، كَانَ لَهُ كَعِدْلِ رَقَبَةٍ، وَمَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً مُؤْمِنَةً أَعْتَقَ اللهُ بِكُلِّ عُضْوٍ مِنْهَا عُضْوًا مِنْهُ مِنَ النَّارِ، وَمَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ فِي سَبِيلِ اللهِ عز وجل، فَإِنَّ لِلْجَنَّةِ ثَمَانِيَةَ أَبْوَابٍ، يُدْخِلُهُ اللهُ عز وجل مِنْ أَيِّ بَابٍ شَاءَ مِنْهَا الْجَنَّةَ "(4).

(1) في (م): ولا يحلّ.

(2)

حديث صحيح بشاهده، وهو مكرر (17015) غير شيخ أحمد، فهو هنا وكيع، وهو ابن الجراح؛ ثقة من رجال الشيخين.

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 459 عن وكيع، بهذا الإسناد.

(3)

في (ظ 13) وهامش (س): بفضل رحمته.

(4)

حديث صحيح دون قوله: "من وُلد له .... " و"ومن أنفق زوجين" فصحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف الفَرَج، وهو ابنُ فَضَالة. وباقي =

ص: 182

19438 -

حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ، حَدَّثَنِي شَهْرٌ، حَدَّثَنِي أَبُو طَيْبَةَ (1) قَالَ: إِنَّ شُرَحْبِيلَ بْنَ السِّمْطِ دَعَا عَمْرَو بْنَ عَبَسَةَ السُّلَمِيَّ، فَقَالَ: يَا ابْنَ عَبَسَةَ، هَلْ أَنْتَ مُحَدِّثِي حَدِيثًا سَمِعْتَهُ أَنْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيْسَ فِيهِ تَزَيُّدٌ وَلَا كَذِبٌ، وَلَا تُحَدِّثْنِيهِ عَنْ آخَرَ سَمِعَهُ مِنْهُ غَيْرِكَ (2)؟ قَالَ: نَعَمْ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّ اللهَ عز وجل يَقُولُ: قَدْ حَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلَّذِينَ يَتَحَابُّونَ مِنْ أَجْلِي، وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلَّذِينَ يَتَصَافُّونَ مِنْ أَجْلِي، وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلَّذِينَ

= رجال الإسناد ثقات. لقمان: هو ابنُ عامر الوصّابي، وأبو أمامة: هو صُدَيُّ بنُ عَجْلان الباهلي، صحابي سكن الشام.

وأخرجه سعيد بن منصور (2419) عن فَرَج بن فَضالة، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (17020)، وبإسناد صحيح على شرط مسلم برقم (17022) وفيه ذكر الرمي والشيبة والإعتاق.

وقوله: "من وُلد له ثلاثة أولاد

" إلى آخره له شاهد من حديث أبي هريرة سلف برقم (7265)، وإسناده صحيح على شرط الشيخين، وذكرنا هناك أحاديث الباب.

وقوله: "ومن أنفق زوجين في سبيل الله

" له شاهد من حديث أبي هريرة سلف برقم (7633)، وإسناده صحيح على شرط الشيخين، وذكرنا هناك أحاديث الباب.

(1)

في هامش (س): ظبية. قلنا: ويقال له ذلك أيضاً، كما سيرد.

(2)

في (ظ 13) وهامش (س): عن آخر سمعته منه، عن آخر سمعته منه، عن غيرك. وفي (س) و (ص): سمعه منك غيرك، والمثبت من (ق) و (م). وهو الوارد في مصادر التخريج.

ص: 183

يَتَزَاوَرُونَ مِنْ أَجْلِي، وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلَّذِينَ يَتَبَاذَلُونَ مِنْ أَجْلِي، وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلَّذِينَ يَتَنَاصَرُونَ مِنْ أَجْلِي " (1).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف شَهْر وهو ابن حوشب، وبقية رجاله ثقات. هاشم: هو ابنُ القاسم أبو النضر، وعبدُ الحميد: هو ابن بَهْرام صاحب شَهْر بن حوشب، وأبو طَيْبة -ويقال: أبو ظَبْيَة، وهو أصحُّ فيما ذكر الحافظ في "التقريب"- هو السُّلَفي الكَلَاعي، وشُرَحْبيل بن السِّمط -وليس من رجال الإسناد- هو الكندي الشامي.

وأخرجه ابن المبارك في "مسنده"(9)، وفي "الزهد"(716)، وعبدُ بنُ حميد (304) مطولاً مع الذي بعده عن أحمد بن يونس، كلاهما عن عبد الحميد بن بهرام، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط" بسند لا يفرح به (9076)، و"الصغير"(1095) عن مسلمة بن جابر اللخمي، عن منبه بن عثمان، والبيهقي في "شعب الإيمان"(8996) من طريق عبد الله بن محمد بن أبي مريم، عن عمرو بن أبي سلمة، عن صدقة بن عبد الله، كلاهما عن الوَضِين بن عطاء، عن محفوظ بن علقمة، عن عبد الرحمن بن عائذ، أن شُرَحبيل بن السِّمط قال لعمرو بن عبسة .... ومسلمة بن جابر اللخمي مجهول الحال، وعبد الله بن محمد بن أبي مريم -وهو عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم- يحدث بالبواطيل. وعمرو بن أبي سلمة، وصدقة بن عبد الله، ضعيفان.

وأورده المنذري في "الترغيب والترهيب"(4441)، وقال: رواه أحمد، ورواته ثقات! والطبراني في الثلاثة. واللفظ له. قلنا: ورد عنده بلفظ "يتصادقون" بدل "يَتَصافَوْنَ". وهو في القسم المفقود من "المعجم الكبير".

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/ 279، وقال: رواه الطبراني في الثلاثة، وأحمد بنحوه، ورجال أحمد ثقات!

وفي الباب عن معاذ بن جبل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأثر عن الله عز وجل قال: "وجبت محبتي للذين يتحابُّون فيّ، ويتجالسون فيّ، ويتباذلون فيَّ". =

ص: 184

19439 -

وقَالَ عَمْرُو بْنُ عَبَسَةَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " أَيُّمَا رَجُلٍ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللهِ عز وجل، فَبَلَغَ مُخْطِئًا، أَوْ مُصِيبًا، فَلَهُ مِنَ الْأَجْرِ كَرَقَبَةٍ يُعْتِقُهَا مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، وَأَيُّمَا رَجُلٍ شَابَ شَيْبَةً فِي سَبِيلِ اللهِ، فَهِيَ لَهُ نُورٌ، وَأَيُّمَا رَجُلٍ مُسْلِمٍ أَعْتَقَ رَجُلًا مُسْلِمًا، فَكُلُّ عُضْوٍ مِنَ الْمُعْتَقِ بِعُضْوٍ مِنَ الْمُعْتِقِ فِدَاءٌ لَهُ مِنَ النَّارِ، وَأَيُّمَا امْرَأَةٍ مُسْلِمَةٍ أَعْتَقَتْ امْرَأَةً مُسْلِمَةً فَكُلُّ عُضْوٍ مِنَ الْمُعْتَقَةِ بِعُضْوٍ مِنَ الْمُعْتِقَةِ فِدَاءٌ لَهَا مِنَ النَّارِ، وَأَيُّمَا رَجُلٍ مُسْلِمٍ قَدَّمَ لِلَّهِ عز وجل مِنْ صُلْبِهِ ثَلَاثَةً (1) لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ، أَوْ امْرَأَةٍ، فَهُمْ لَهُ سُتْرَةٌ مِنَ النَّارِ، وَأَيُّمَا رَجُلٍ قَامَ إِلَى وَضُوءٍ يُرِيدُ الصَّلَاةَ - فَأَحْصَى الْوَضُوءَ إِلَى أَمَاكِنِهِ - سَلِمَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ أَوْ خَطِيئَةٍ لَهُ، فَإِنْ قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ، رَفَعَهُ اللهُ عز وجل بِهَا دَرَجَةً، وَإِنْ قَعَدَ، قَعَدَ سَالِمًا ". فَقَالَ شُرَحْبِيلُ بْنُ السِّمْطِ: آنْتَ سَمِعْتَ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَا ابْنَ عَبَسَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَالَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، لَوْ أَنِّي لَمْ أَسْمَعْ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم غَيْرَ مَرَّةٍ أَوْ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثٍ أَوْ أَرْبَعٍ أَوْ خَمْسٍ أَوْ سِتٍّ أَوْ سَبْعٍ - فَانْتَهَى عِنْدَ سَبْعٍ - مَا حَلَفْتُ، يَعْنِي مَا بَالَيْتُ أَنْ لَا أُحَدِّثَ بِهِ

= سيرد 5/ 229 و 239 و 247.

وعن العرباض بن سارية بلفظ "المتحابُّون بجلالي في ظل عرشي يوم لا ظلّ إلا ظلي". سلف برقم (17158) وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.

وانظر حديث أبي هريرة (7232) و (7919) وأبي سعيد (11829).

(1)

في (ظ 13): قدم الله له ثلاثة من صلبه.

ص: 185

أَحَدًا مِنَ النَّاسِ، وَلَكِنِّي وَاللهِ مَا أَدْرِي عَدَدَ مَا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (1).

19440 -

حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، حَدَّثَنَا بَحِيرُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ

(1) حديث صحيح دون قوله: "من ولد إسماعيل". وهذا إسناد ضعيف، وهو بإسناد سابقه.

وأخرجه عبد بن حميد (304) عن أحمد بن يونس، عن عبد الحميد بن بهرام، بهذا الإسناد.

وقد سلف برقم (19437)، وذكرنا هناك ما يصحُّ به الرميُّ، والشيبة، والإعتاق، وأجرُ موت الأولاد.

وقوله: "وأيُّما رجل قام إلى وضوء يريد الصلاة سَلِمَ من كل ذنب أو خطيئة". سلف بإسناد صحيح برقم (17019) وذُكرت مواضع الوضوء هناك مفصَّلة. فقد جاء فيه: ما منكم من أحد يُقَرِّبُ وَضُوءه ثم يتمضمض ويستنشق وينتثر، إلا خرت خطاياه من فمه وخياشيمه مع الماء حين ينتثر، ثم يغسل وجهه كما أمره الله تعالى إلا خرَّت خطايا وجهه من أطراف لحيته مع الماء

إلى آخر مواضع الوضوء. وهذا هو المراد من قول عمرو بن عبسة هنا: فأحصى الوضوء إلى أماكنه، أي: عدَّد رسول الله صلى الله عليه وسلم أماكن الوضوء.

وسيرد هذا الحديث من حديث أبي أمامة برقم 5/ 252 وفصلت فيه مواضع الوضوء، وقد سمعه أبو أمامة من عمرو بن عبسة كما في آخر الرواية (17019).

وفي الباب عن عثمان بن عفان سلف برقم (415)، وذكرنا بقية أحاديث الباب هناك.

وقوله: "فإن قام إلى الصلاة رفعه الله عز وجل بها درجة" له شاهد من حديث أبي أمامة سيرد برقم 5/ 248 بلفظ: "واعلم أنك لن تسجد لله سجدة إلا رفع الله لك بها درجة، وحطَّ عنك خطيئة". وإسناده صحيح.

ص: 186

عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ أَنَّهُ حَدَّثَهُمْ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " مَنْ بَنَى لِلَّهِ مَسْجِدًا لِيُذْكَرَ اللهُ عز وجل فِيهِ، بَنَى اللهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ، وَمَنْ أَعْتَقَ نَفْسًا مُسْلِمَةً كَانَتْ فِدْيَتَهُ مِنْ جَهَنَّمَ، وَمَنْ شَابَ شَيْبَةً فِي سَبِيلِ اللهِ عز وجل، كَانَتْ لَهُ نُورًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ "(1).

19441 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَرِيزٌ، حَدَّثَنَا سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ، حَدِيثَ شُرَحْبِيلَ بْنِ السِّمْطِ حِينَ قَالَ لِعَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ: حَدِّثْنَا حَدِيثًا لَيْسَ فِيهِ تَزَيُّدٌ وَلَا نُقْصَانٌ، فَقَالَ عَمْرٌو: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً مُسْلِمَةً،

(1) حديث صحيح دون قوله: "من بنى لله مسجداً .. " فصحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، فيه بقية -وهو ابن الوليد- يدلّس تدليس التسوية، وقد عنعن، وباقي رجال الإسناد ثقات.

وأخرجه مطولاً ومختصراً الترمذي (1635)، والبغوي في "شرح السنة"(2420) من طريق حَيْوة بن شُريح، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب، وحَيْوة بن شُريح: هو ابن يزيد الحمصي. وقال البغوي: حسن غريب.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1328)، والنسائي في "المجتبى" 2/ 31، وفي "الكبرى"(767)، والطبراني في "مسند الشاميين"(1162) من طرق عن بقية، به.

وقد سلف برقم (19437)، وبإسناد صحيح برقم (17022) وفيه ذكر الإعتاق والشيبة.

وقوله: "من بنى لله مسجداً .. " له شاهد من حديث عثمان سلف برقم (434) وإسناده صحيح على شرط مسلم، وذكرنا أحاديث الباب في مسند عبد الله بن عمرو بن العاص عند الرواية (7056).

ص: 187

كَانَتْ فِكَاكَهُ مِنَ النَّارِ عُضْوًا بِعُضْوٍ " (1).

19442 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُبَيْدٍ أَبُو دَوْسٍ الْيَحْصَبِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَائِذٍ الثُّمَالِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ السُّلَمِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " شَرُّ قَبِيلَتَيْنِ فِي الْعَرَبِ نَجْرَانُ وَبَنُو تَغْلِبَ "(2).

19443 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنِي شُرَحْبِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ مَوْهَبٍ الْأَمْلُوكِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ السُّلَمِيِّ، قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى السَّكُونِ وَالسَّكَاسِكِ، وَعَلَى خَوْلَانَ خَوْلَانَ الْعَالِيَةِ، وَعَلَى

(1) حديث صحيح، وهو مكرر (17020) غير شيخ أحمد، فهو هنا أبو المغيرة، وهو عبد القدوس بن الحجاج، وهو ثقة.

(2)

صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عثمان بن عبيد، وهو أبو دَوْس اليحصبيُّ الشامي، وبقية رجاله ثقات. أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن حجاج الخولاني الحمصي.

وأخرجه الدولابي في "الكنى والأسماء" 1/ 170 من طريق أبي المغيرة، بهذا الإسناد.

وأخرجه مطولاً يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 329 عن عبد الله بن يوسف التنيسي، عن يحيى بن حمزة، عن أبي حمزة -وهو عيسى ابن سُليم الرستني الحمصي- عن عبد الرحمن بن جبير الحضرمي وراشد بن سعد المقرئي وشبيب الكَلَاعي، عن جبير بن نفير، عن عمرو بن عبسة، به. وهذا إسناد صحيح. (وتحرف اسم عبد الرحمن بن جبير في مطبوع "المعرفة والتاريخ" إلى عبد الله بن جبير).

وسيرد مطولاً برقم (19445).

ص: 188

الْأَمْلُوكِ أَمْلُوكِ رَدْمَانِ (1).

19444 -

حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ السِّمْطِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" مَنْ قَاتَلَ فِي سَبِيلِ اللهِ عز وجل فُوَاقَ نَاقَةٍ، حَرَّمَ اللهُ عَلَى وَجْهِهِ النَّارَ "(2).

(1) إسناده ضعيف لجهالة عبد الرحمن بن يزيد بن موهب الأملوكي: ذكره الحسيني في "الإكمال"، وقال: ليس بالمشهور. وبقيةُ رجاله ثقات، غير ابن عياش -وهو إسماعيل- فصدوق في روايته عن أهل بلده، وهذا منها. أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن الحجاج الخولاني الحمصي، وشُرحبيل بن مسلم: هو الخولاني الشامي.

وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(552) من طريق عبد الوهاب بن نجدة الحوطي، وابنُ عساكر في "تاريخ دمشق" 13/ 562 (مخطوط، نشر دار البشير) من طريق داود بن رُشَيد، كلاهما عن إسماعيل بن عياش، بهذا الإسناد.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/ 45، وقال: رواه أحمد والطبراني، وفيه عبد الرحمن بن يزيد بن موهب، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.

وعزاه كذلك إلى الطبراني الحافظ في "التعجيل".

والسَّكون والسكاسك كلاهما ولد أشرس بن كندة، انظر "جمهرة" ابن حزم ص 429 - 432.

قال السندي: السَّكُون، ضبط بفتح السين، وهذه كلها قبائلُ دعا لهم النبي صلى الله عليه وسلم بالصلاة والرحمة.

(2)

حديث قوي لغيره، وهذا إسناد ضعيف، عبد العزيز بن عبيد الله، وهو ابن حمزة بن صهيب بن سنان الشامي الحمصي، ضعفه يحيى بن معين، وأبو زرعة، وأبو حاتم وأبو داود والنسائي، ولم يرو عنه غيرُ إسماعيل بن عياش، وباقي رجاله ثقات غير ابن عياش، فصدوق في روايته عن أهل بلده، وحُميدِ =

ص: 189

19445 -

19446 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنِي شُرَيْحُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَائِذٍ الْأَزْدِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ السُّلَمِيِّ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَعْرِضُ يَوْمًا خَيْلًا وَعِنْدَهُ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنِ بْنِ بَدْرٍ الْفَزَارِيُّ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَنَا أَفْرَسُ بِالْخَيْلِ مِنْكَ "، فَقَالَ عُيَيْنَةُ: وَأَنَا أَفْرَسُ بِالرِّجَالِ مِنْكَ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" وَكَيْفَ ذَاكَ؟ " قَالَ: خَيْرُ الرِّجَالِ رِجَالٌ يَحْمِلُونَ سُيُوفَهُمْ عَلَى عَوَاتِقِهِمْ، جَاعِلِينَ رِمَاحَهُمْ عَلَى مَنَاسِجِ خُيُولِهِمْ، لَابِسُو الْبُرُودِ مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ. فَقَالَ

= ابنِ عقبة -وهو ابن رومان بن زُرارة القرشي الفلسطيني، وقد ينسب إلى جده- فروى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات" في موضعين: نسبه في الموضع الأول إلى جده، فقال: حميد بن رومان، وفي الثاني إلى أبيه، فقال: حميد بن عقبة، وكذا فعل ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"، وذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 349 - 350، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً. الحكم بن نافع: هو أبو اليمان الحمصي.

وأخرجه ابنُ أبي عاصم في "الجهاد"(138) من طريق أبي اليمان، بهذا الإسناد، وقال: وفُواق الناقة: قَدْرُ ما تَمُدُّ رأسها للذي يحلبها.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 5/ 275، ونسبه لأحمد، وقال: وفيه عبد العزيز بن عبيد الله، وهو ضعيف.

وله شاهد من حديث أبي هريرة، سلف برقم (9762)، وآخر عن معاذ بن جبل سيرد 5/ 230 - 231.

قال السندي: قوله: فُواق ناقة؛ بضم فائه وتُفتح: هو قَدْرُ ما بين الحلبتين، فإن الناقة تُحلب، ثم تترك سويعة تُرضع الفصيل لتدر، ثم تحلب. وقد ذُكر في تفسيره غير ذلك.

ص: 190

رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " كَذَبْتَ، بَلْ خَيْرُ الرِّجَالِ رِجَالُ أَهْلِ الْيَمَنِ، وَالْإِيمَانُ يَمَانٍ إِلَى لَخْمٍ وَجُذَامَ وَعَامِلَةَ، وَمَأْكُولُ حِمْيَرَ خَيْرٌ مِنْ آكِلِهَا، وَحَضْرَمَوْتُ خَيْرٌ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ، وَقَبِيلَةٌ خَيْرٌ مِنْ قَبِيلَةٍ، وَقَبِيلَةٌ شَرٌّ مِنْ قَبِيلَةٍ، وَاللهِ مَا أُبَالِي أَنْ يَهْلِكَ الْحَارِثَانِ كِلَاهُمَا، لَعَنَ اللهُ الْمُلُوكَ الْأَرْبَعَةَ: جَمْداً، وَمِخْوَساً، وَمِشْرَحاً (1)، وَأَبْضَعَةَ، وَأُخْتَهُمُ الْعَمَرَّدَةَ ". ثُمَّ قَالَ: " أَمَرَنِي رَبِّي عز وجل أَنْ أَلْعَنَ قُرَيْشًا مَرَّتَيْنِ، فَلَعَنْتُهُمْ، وَأَمَرَنِي أَنْ أُصَلِّيَ عَلَيْهِمْ مَرَّتَيْنِ (2)، فَصَلَّيْتُ عَلَيْهِمْ مَرَّتَيْنِ ". ثُمَّ قَالَ: " عُصَيَّةُ عَصَتِ اللهَ وَرَسُولَهُ غَيْرَ قَيْسٍ وَجَعْدَةَ وَعُصَيَّةَ (3) ". ثُمَّ قَالَ: " لَأَسْلَمُ وَغِفَارُ وَمُزَيْنَةُ وَأَخْلَاطُهُمْ مِنْ جُهَيْنَةَ خَيْرٌ مِنْ بَنِي أَسَدٍ وَتَمِيمٍ وَغَطَفَانَ وَهَوَازِنَ عِنْدَ اللهِ عز وجل يَوْمَ الْقِيَامَةِ ". ثُمَّ قَالَ: " شَرُّ قَبِيلَتَيْنِ فِي الْعَرَبِ نَجْرَانُ وَبَنُو تَغْلِبَ، وَأَكْثَرُ الْقَبَائِلِ فِي الْجَنَّةِ مَذْحِجٌ "(4)(5).

(1) تصحف في (م) إلى مِشْرَخَاءَ.

(2)

كلمة "مرتين" ليست في (م).

(3)

كذا في النسخ! وعند الحاكم "وتلخيص" الذهبي: عصية عصت الله ورسوله، عبد قيس وجعدة وعصمة. وفي "المعرفة والتاريخ" إلا عصية وقيس جعدة! وهذا الاستثناء:"غير قيس وجعدة وعصية" لم يرد عند الطبراني في "مسند الشاميين"، وقد رواه من طريق أبي المغيرة شيخ أحمد.

(4)

جاء في (م) و (ق) بعدها لفظة: "ومأكول"، وهي الكلمة الأولى من العبارة التي زادها صفوان، كما سيأتي.

(5)

إسناده صحيح. أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن الحجاج الخولاني، وصفوان بن عمرو: هو السكسكي. =

ص: 191

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وهو عند المصنف في "فضائل الصحابة"(1650) بهذا الإسناد.

وأخرجه بتمامه الطبراني في "مسند الشاميين"(969) من طريقين عن أبي المغيرة، به، ولم يرد عنده استثناء قيس وجعدة وعصية.

وأخرجه مختصراً ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2269) و (2282) مفرقاً، والنسائي في "الكبرى"(8351) من طريق أبي المغيرة به.

وأخرجه مختصراً جداً الطبراني في "مسند الشاميين"(2040) من طريق عافية ابن أيوب المصري، والحاكم 4/ 81 من طريق عبد الله بن وهب، كلاهما عن معاوية بن صالح -وهو ابن حُدير- عن شُريح بن عبيد، عن عبد الرحمن بن عائذ، به. قال الحاكم: هذا حديث غريب المتن صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي. وسقط اسمُ شُريح بن عبيد من مطبوع "مستدرك" الحاكم، و"تلخيص" الذهبي.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 248 - 249 مختصراً، وابنُ أبي عاصم (2270) و (2283) مفرقاً مختصراً، ويعقوبُ بنُ سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 327 - 328 مطولاً، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(804) من طريق عبد الله بن يوسف -وهو التنيسي الكلاعي الحمصي- عن يحيى بن حمزة -وهو ابن واقد الدمشقي- عن أبي حمزة العنسي -وهو عيسى بن سُلَيم الحمصي الرستني- عن عبد الرحمن بن جُبير -وهو ابن نفير الحضرمي الحمصي- (وتحرف اسمه في مطبوع "المعرفة والتاريخ" إلى عبد الله) وراشد ابن سعد المَقْرَئي وشَبِيب الكلاعي -وهو ابن نُعيم أبو رَوْح الحمصي- عن جُبير بن نُفير- عن عمرو بن عبسة، به. وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير راشد بنِ سعد المَقرَئي، فمن رجال أصحاب السنن، وروى له البخاري في "الأدب المفرد"، وهو ثقة، وشبِيب الكلاعي، فمن رجال أبي داود والنسائي، وهو ثقة.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/ 43، وقال: رواه أحمد متصلاً ومرسلاً، والطبراني، وسمى الثاني (كذا في طبعة القدسي، وفي طبعة دار الفكر: وسمى الساقط) بُسْرَ بنَ عبيد الله، ورجال الجميع ثقات. قلنا: إنما رواه أحمد بإسناد =

ص: 192

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= متصل، وبإسناد فيه رجل مبهم، وهو الذي سيرد برقم (19450) من طريق حسن بن موسى، عن زهير بن معاوية، عن يزيد بن يزيد بن جابر، عن رجل عن عمرو بن عبسة، ويأتي الكلام عليه في موضعه.

وأورده الهيثمي كذلك 1/ 43 - 44، مطولاً، وقال: رواه الطبراني عن شيخه بكر بن سهل الدمياطي، قال الذهبي: حمل عنه الناس، وهو مقارب الحال، وقال النسائي: ضعيف، وبقية رجاله رجال الصحيح، وقد رواه بنحوه بإسناد جيد عن شيخين آخرين.

وسلف منه قوله: "شرُّ قبيلتين في العرب نجران وبنو تغلب" برقم (19442) وإسناده حسن.

وفي الباب في قوله: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يعرض يوماً خيلاً

إلى قوله: لعن اللهُ الملوك الأربعة

وأُخْتَهُم العَمَرَّدَة، عن معاذ بن جبل عند الطبراني في "الكبير" 20/ (192) من طريق خالد بن معدان، عنه، ولم يسمع منه، ولفظ معاذ فيه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في دارنا يعرض الخيل

وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/ 44، وقال: رواه الطبراني، ورجاله ثقات إلا أن خالد بن معدان لم يسمع من معاذ.

وفي الباب في قوله: "الإيمان يمان" عن أبي هريرة سلف برقم (7202) وإسناده صحيح على شرط الشيخين، وأحاديث الباب فيه مذكورة عند ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" 4/ 259 - 261. وبسطنا شرحه في حديث أبي هريرة المشار إليه.

وفي الباب في قوله: "عُصَيَّة عصت الله ورسوله" عن ابن عمر سلف برقم (4702) بإسناد صحيح على شرط الشيخين، وذكرنا أحاديث الباب هناك.

وفي الباب في قوله: "أسلم وغفار ومزينة وأخلاطهم من جهينة خير من بني أسد وتميم وغطفان وهوازن عند الله عز وجل يوم القيامة" عن أبي هريرة سلف برقم (7150) بلفظ: "لأسلم وغفار وشيءٌ من مزينة وجهينة -أو: شيء من جهينة ومزينة-، خير عند الله -قال: أحسبه قال: يوم القيامة- من أسد =

ص: 193

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وغطفان وهوازن وتميم" وهو عند البخاري (3523)، ومسلم (2521).

وعن أبي بكرة الثقفي، سيأتي 5/ 36، ولفظه:"أرأيتم إن كان جهينة وأسلم وغفار ومزينة خيراً عند الله من بني أسد، ومن بني تميم، ومن بني عبد الله بن غطفان، ومن بني عامر بن صعصعة؟ " فقال رجل: قد خابوا وخسروا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "هم خير من بني تميم، ومن بني عامر بن صعصعة، ومن بني أسد، ومن بني عبد الله بن غطفان". وأخرجه البخاري (3515) و (3516) و (6635)، ومسلم (2522)(193) و (194) و (195).

وفي بعض رواياته أنه صلى الله عليه وسلم قال ذلك بعد أن قال له الأقرع بن حابس التميمي: إنما بايعك سراق الحجيج. وذكر الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/ 45 بسياقة أخرى، وفيه أنه صلى الله عليه وسلم قاله وعنده عيينة بن حصن الفزاري، قال الهيثمي: وفيه الحسن بن أبي جعفر. قلنا: وهو ضعيف.

وعن أنس عند البزار (2814)(زوائد) مرفوعاً بلفظ: "لأَسلمُ وغفار ورجال من مزينة وجهينة خير من الحليفين غطفان وبني عامر بن صعصعة" فقال عُيينة ابنُ حصن: والله لأَنْ أكون في هؤلاء في النار -يعني غطفان وبني عامر- أحبُّ إلي من أن أكون في هؤلاء في الجنة. أورده الهيثمي في "المجمع" 10/ 45، وقال: وفيه إبراهيم بن محمد بن جناح، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.

وعن أبي هريرة بلفظ: "قريش، والأنصار، وجهينة، ومزينة، وأسلم، وغفار، وأشجع موالي، ليس لهم مولى دون الله ورسوله". سلف برقم (7904)، وهو متفق عليه.

وبنحو لفظ حديث أبي هريرة عن زيد بن خالد الجهني، وأبي أيوب الأنصاري، سيأتيان 5/ 193 - 194 و 417 - 418.

وانظر حديث ابن عمر السالف برقم (4702) بلفظ: "أسلم سالمها الله، وغفار غفر الله لها".

والملوك الأربعة الذين لعنهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم؛ ذكر ابنُ سعد في "الطبقات" 5/ 13 أنهم كانوا وفدوا على النبي صلى الله عليه وسلم مع الأشعث بن قيس، فأسلموا ورجعوا =

ص: 194

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= إلى بلادهم، ثم ارتدوا، فقُتلوا يوم النُّجير، وإنما سُمُّوا ملوكاً لأنه كان لكل واحد منهم وادٍ يملكُه بما فيه. قلنا: وذكرهم ابن حزم في "جمهرة أنساب العرب" ص 428. والنُّجير؛ ذكر ياقوت في "معجمه" أنه حصنٌ باليمن قرب حضرموت منيع، لجأ إليه أهل الرِّدة مع الأشعث بن قيس في أيام أبي بكر رضي الله عنه، فحاصره زياد بن لَبِيد البياضي حتى افتتحه عنوة، وقتل من فيه، وأسر الأشعث بن قيس، وذلك في سنة (12) للهجرة.

قال السندي: قوله: يعرض، من العَرض.

أفرسُ: أكثر معرفة.

على مناسج خيولهم؛ جمع مِنْسج بكسر الميم، وهو للفرس بمنزلة الكاهل للإنسان.

إلى لَخْم؛ بفتح فسكون معجمة: قبيلة من اليمن.

وجُذام: بالضم قبيلة من اليمن.

وعاملة: بكسر الميم، من قُضاعة.

ومأكول حمير؛ أي: أمواتهم، فإنهم أكلتهم الأرض.

خير من آكلها؛ أي: أحيائها.

وحضر موت: أي أهلها.

الحارثان: ظاهره أن المراد بهما حضرموت وبنو الحارث، فكأنه أُطلق عليهما الحارثان تغلبياً، ولعل المراد ملوك كندة وحضرموت، والله تعالى أعلم.

جَمْداً؛ بفتح فسكون، أو بفتحتين، ففي القاموس: جَمْد بن معدي كرب من ملوك كِندة، أو هو بالتحريك.

ومِخْوساً: ضبط بكسر فسكون، وكذا مِشْرحاً، وأما أَبْضَعَة: فضبط بفتح فسكون، وهم إخوة، وأختهم العَمَرَّدة، ضبط بفتحات مع تشديد الراء.

أن ألعن قريشاً، أي: بعضَهم الذين ماتوا على الكفر.

عليهم، أي: على الذين آمنوا.

قلنا: وعُصيَّة؛ قال الحافظ في "الفتح" 6/ 544: هم بطنٌ من بني سُلَيم =

ص: 195

قَالَ: قَالَ أَبُو الْمُغِيرَةِ (1): قَالَ صَفْوَانُ: " وَمَأْكُولُ حِمْيَرَ خَيْرٌ مِنْ آكِلِهَا " قَالَ: مَنْ مَضَى خَيْرٌ مِمَّنْ بَقِيَ.

19447 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" صَلَاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، وَجَوْفُ اللَّيْلِ الْآخِرُ أَجْوَبُهُ دَعْوَةً ". قُلْتُ: أَوْجَبُهُ؟ قَالَ: لَا، بَلْ أَجْوَبُهُ. يَعْنِي بِذَلِكَ الْإِجَابَةَ (2).

= ينسبون إلى عُصَيَّة -بمهملتين مصغر- ابن خُفَاف -بضم المعجمة وفاءين مخفف- ابنِ امرئ القيس بن بُهْثَة -بضم الموحدة وسكون الهاء بعدها مثلثة- ابن سُلَيم-[بن منصور] قلنا: وذكر ابنُ حزم في "جمهرة أنساب العرب" ص 468 أنهم من بطون قبائل قيس عَيْلان بن مُضَر.

(1)

وقع في (م) و (ق) قبل قوله: "قال: قال أبو المغيرة": حدثنا عبد الله حدثني أبي، ولم ترد في باقي النسخ.

(2)

قوله منه: "جوف الليل أجوبه دعوة" صحيح، وقوله منه:"صلاة الليل مثنى مثنى" صحيح لغيره. وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي بكر بن عبد الله، وهو ابنُ أبي مريم الغساني الشامي، وقد ينسب إلى جده، وكان قد سُرق بيته فاختلط، وقد اضطرب في متن هذا الحديث، فمرة قال:"جوف الليل أجوبُه دعوة" كما في هذه الرواية، وأخرى قال:"أوجبه" كما في الرواية (19449) - وبقيةُ رجاله ثقات رجال الشيخين، غير حبيب بن عبيد -وهو الرحبي أبو حفص الحمصي- فمن رجال مسلم، وروى له البخاري في "الأدب المفرد". أبو اليمان: هو الحكم بن نافع البهراني الحمصي.

وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/ 339 - 340 عن أبي اليمان، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 5/ 154 من طريق أبي المغيرة، عن أبي بكر =

ص: 196

19448 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَ ذَلِكَ (1).

19449 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ عَطِيَّةَ

= ابن أبي مريم، به، وقرن بحبيب بن عبيد عطيةَ بنَ قيس. وسيرد من طريق عطية في الرواية التالية.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 2/ 264، ونسبه لأحمد، وقال: فيه أبو بكر ابن أبي مريم، وهو ضعيف.

وسيرد برقمي (19448) و (19449).

وقوله: "جوف الليل أجوبه دعوة" جاء بإسناد صحيح عند أبي داود برقم (1277) بلفظ: قلت: يا رسول الله، أيُّ الليل أسمعُ؟ قال:"جوف الليل الآخر"، وقد ذكرناه بإسناده في تخريج الرواية (17018)، وله إسناد آخر صحيح عند الترمذي (3579) والنسائي 1/ 279، وابن خزيمة (1147)، ولفظه: قلت: يا رسول الله، فهل من دعوة أقربُ من أخرى؟ قال: "نعم، إن أقربَ ما يكون الرب من العبد جوف الليل الآخر

". وسؤال عمرو لم يرد عند الترمذي.

وفي الباب عن ابن مسعود سلف برقم (3673).

وقوله: "صلاة الليل مثنى مثنى" له شاهد من حديث ابن عمر سلف برقم (4492)، وإسناده صحيح على شرط الشيخين. وذكرنا هناك أحاديث الباب.

قال السندي: أجوبه: اسم تفضيل من الإجابة، وهو قياس عند بعض، وسماع كثير الآخرين.

(1)

هو مكرر ما قبله، غير أن شيخ أبي بكر بن عبد الله -وهو ابن أبي مريم- هنا عطية بن قيس -وهو الكلابي أبو يحيى الحمصي، ويقال: الشامي- وشيخه في الرواية السابقة حبيب بن عبيد، وقرنهما أبو نعيم كما ذكرنا في التخريج هناك.

ص: 197

عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" صَلَاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، وَجَوْفُ اللَّيْلِ الْآخِرُ أَوْجَبُهُ دَعْوَةً ". قَالَ: فَقُلْتُ: أَجْوَبُهُ؟ قَالَ: لَا، وَلَكِنْ أَوْجَبُهُ. يَعْنِي بِذَلِكَ الْإِجَابَةَ (1).

19450 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ، قَالَ: بَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَعْرِضُ خَيْلًا، وَعِنْدَهُ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنِ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ بَدْرٍ الْفَزَارِيُّ، فَقَالَ لِعُيَيْنَةَ:" أَنَا أَبْصَرُ بِالْخَيْلِ مِنْكَ ". فَقَالَ عُيَيْنَةُ: وَأَنَا أَبْصَرُ بِالرِّجَالِ مِنْكَ. قَالَ: " فَكَيْفَ ذَاكَ؟ " قَالَ: خِيَارُ الرِّجَالِ الَّذِينَ يَضَعُونَ أَسْيَافَهُمْ عَلَى عَوَاتِقِهِمْ، وَيَعْرِضُونَ رِمَاحَهُمْ عَلَى مَنَاسِجِ خُيُولِهِمْ مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ. قَالَ: " كَذَبْتَ، خِيَارُ الرِّجَالِ رِجَالُ أَهْلِ الْيَمَنِ، وَالْإِيمَانُ يَمَانٍ، وَأَنَا يَمَانٍ، وَأَكْثَرُ الْقَبَائِلِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي الْجَنَّةِ مَذْحِجٌ،

(1) بعضه صحيح، وبعضه الآخر صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرر ما قبله، غير أن شيخ أحمد هنا هو محمد بن مصعب -وهو القَرْقَساني- وهو ضعيف، كما أسلفنا في الرواية (19447)، لضعف أبي بكر -وهو ابن عبد الله بن أبي مريم-، وقد اضطرب في متن هذا الحديث، فقال هناك:"جوف الليل أجوبه دعوة"، وقال في هذه الرواية:"أوجبه دعوة"، والظاهر أن صوابه "أجوبه" الوارد في تلك الرواية، ولذا ضبب في (ظ 13) على لفظ "أوجبه" في الموضعين.

وأخرجه ابنُ قانع في "معجم الصحابة" 2/ 195 - 196 من طريق محمد بن مصعب، بهذا الإسناد.

وذكرنا في الرواية (19447) الروايات والشواهد التي يصح بها.

ص: 198

وحَضْرَمَوْتُ خَيْرٌ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ، وَمَا أُبَالِي أَنْ يَهْلِكَ الْحَيَّانِ كِلَاهُمَا، فَلَا قَيْلَ وَلَا مَلِكَ إِلَّا الِلَّهَ عز وجل، لَعَنَ اللهُ الْمُلُوكَ الْأَرْبَعَةَ: جَمَداً، وَمِشْرَحاً، وَمِخْوَسَاً وَأَبْضَعَةَ، وَأُخْتَهُمُ الْعَمَرَّدَةَ " (1).

(1) صحيح، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الرواي عن عمرو بن عبسة، وقد أشار الهيثمي في "المجمع" 10/ 43 إلى هذا الإسناد، وسماه مرسلاً، فالظاهرُ أنه سقَط هذا الرجل من نسخته من "المسند"، يؤيده أنه ذكر أن الطبراني أخرج الحديث، وسمى الساقط بسر بن عبيد الله، وبُسْرٌ هذا يروي عن عمرو بن عبسة، ويروي عنه يزيد بن يزيد بن جابر، كما ذكر المزي في "التهذيب"، فإن صحَّ تعيينه، يكون الإسناد صحيحاً على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين سوى يزيد بن يزيد بن جابر، وصحابيه، فمن رجال مسلم. وليست لدينا رواية الطبراني، فهي في القسم المفقود من "معجمه الكبير" كما ذكر محققه.

وسلف مطولاً بإسناد صحيح برقم (19445).

ص: 199

‌حَدِيثُ مُحَمَّدِ بْنِ صَيْفِيٍّ

(1)

19451 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا حُصَيْنٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صَيْفِيٍّ الْأَنْصَاريِّ، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ:" أَصُمْتُمْ يَوْمَكُمْ هَذَا؟ " فَقَالَ بَعْضُهُمْ: نَعَمْ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَا. قَالَ: " فَأَتِمُّوا بَقِيَّةَ يَوْمِكُمْ هَذَا ". وَأَمَرَهُمْ أَنْ يُؤْذِنُوا أَهْلَ الْعَرُوضِ أَنْ يُتِمُّوا يَوْمَهُمْ ذَلِكَ (2).

(1) قال السندي: محمد بن صيفي أنصاري، يقال: إنه نزل الكوفة، وحديثُه في صوم عاشوراء سنده صحيح.

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أن صحابيه لم يُخرجا له، وروى له النسائي وابن ماجه. هُشيم: هو ابن بشير، وقد صرَّح بالتحديث، وهو أعلم الناس بحديث حُصين فيما قال ابن مهدي. وحُصين: هو ابنُ عبد الرحمن السلمي، والشعبي: هو عامر بن شراحيل.

وأخرجه ابن قانع في "معجمه" 3/ 20 - 21 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وصححه ابن خزيمة (2091) من طريق هشيم، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 54 - 55 - ومن طريقه ابن ماجه (1735) - والنسائي في "المجتبى" 4/ 192، و"الكبرى"(2629)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2277)، وابن قانع 3/ 20 - 21، وابن حبان (3617)، والطبراني في "الكبير" 19/ (530) و (531)، والمزي في "تهذيبه"(في ترجمة محمد بن صيفي) من طرق عن حصين، به. قال ابن أبي شيبة: يعني بأهل العَروض: مَنْ حولَ المدينة.

وأخرجه ابن قانع 3/ 21، والطبراني 19/ (532) من طريق هُشَيم، عن =

ص: 200

‌حَدِيثُ يَزِيدَ بْنِ ثَابِتٍ

(1)

19452 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَمِّهِ يَزِيدَ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا وَرَدْنَا الْبَقِيعَ، إِذَا هُوَ بِقَبْرٍ جَدِيدٍ، فَسَأَلَ عَنْهُ، فَقِيلَ: فُلَانَةُ، فَعَرَفَهَا، فَقَالَ:" أَلَا آذَنْتُمُونِي بِهَا؟ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، كُنْتَ قَائِلًا صَائِمًا، فَكَرِهْنَا أَنْ نُؤْذِنَكَ، فَقَالَ:" لَا تَفْعَلُوا، لَا يَمُوتَنَّ فِيكُمْ مَيِّتٌ مَا كُنْتُ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ أَلَا آذَنْتُمُونِي بِهِ، فَإِنَّ صَلَاتِي عَلَيْهِ لَهُ رَحْمَةٌ ". قَالَ: ثُمَّ أَتَى الْقَبْرَ،

= داود بن أبي هند، عن الشعبي، به. قال ابن قانع: والأول أصح. قلنا: يعني حديث حصين.

وفي الباب عن هند بن أسماء بن حارثة، سلف برقم (15962)، وذكرنا بقية أحاديث الباب هناك.

قال السندي: قوله: أتموا، أمر من الإتمام، وهذا يقتضي أنه كان فرضاً حتى يجب موافقة المفطر للصائمين.

أن يؤذنوا: من الإيذان، بمعنى الإخبار.

أهل العَروض: بفتح العين، يطلق على مكة والمدينة وما حولهما.

(1)

قال السندي: يزيد بن ثابت هو أخو زيد بن ثابت المشهور بعلم الفرائض، وهو أكبر منه، أنصاري، قال خليفة: شهد بدراً، وأنكره غيره، وقالوا: إنه استشهد باليمامة.

ص: 201

فَصَفَّنَا (1) خَلْفَهُ، وَكَبَّرَ عَلَيْهِ أَرْبَعًا (2).

(1) في (ص) و (ق): فصففنا.

(2)

إسناده صحيح إن ثبت سماعُ خارجه بن زيد -وهو ابن ثابت- من عمه يزيد بن ثابت، وإلا فمنقطع، فقد قال البخاري في "التاريخ الصغير" 1/ 42 - ونقله عنه الحافظ المزي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة خارجة بن زيد) -: إن صحَّ قولُ موسى بن عقبة: إن يزيد بن ثابت قُتل أيام اليمامة في عهد أبي بكر الصديق، فإن خارجة لم يدرك يزيد. وقال ابنُ عبد البر في "الاستيعاب" (في ترجمة يزيد بن ثابت): وروى عنه خارجة بن زيد، ولا أحسبه سمع منه. وقال الحافظ في "الإصابة": إذا مات (يعني يزيد) باليمامة فروايةُ خارجة عنه مرسلة. هُشيم: هو ابن بشير، وقد صرح بالتحديث، وعثمان بن حكيم: هو ابن عبّاد بن حنيف.

وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 6/ 271 - 272 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه بتمامه ومختصراً ابن أبي شيبة 3/ 275 - 276 و 360، وابن ماجه (1528)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1970)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/ 228 - 229، وابن حبان (3087) و (3092)، والطبراني في "الكبير" 22/ (628)، والبيهقي في "السنن" 4/ 35، 48 من طريق هُشيم، به.

وأخرجه النسائي 4/ 84 - 85، وفي "الكبرى"(2149)، وأبو يعلى (937) -ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" 5/ 480 - وابن قانع 3/ 228 - 229، وابن حبان (3083)، والطبراني في "الكبير" 22/ (627)، والحاكم في "مستدركه" 3/ 591 من طرق عن عثمان بن حكيم، به.

وفي الباب عن أبي هريرة أن امرأة سوداء، أو رجلاً، كان يَقُمُّ المسجد، ففقده رسول الله، فسأل عنه، فقالو: مات، فقال:"ألا كنتم آذنتموني به"

سلف برقم (8634) وإسناده صحيح على شرط الشيخين. وذكرنا بقية =

ص: 202

19453 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ عُثْمَانَ، يَعْنِي ابْنَ حَكِيمٍ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَمِّهِ يَزِيدَ بْنِ ثَابِتٍ، أَنَّهُ كَانَ جَالِسًا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي أَصْحَابِهِ، فَطَلَعَتْ جِنَازَةٌ، فَلَمَّا رَآهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثَارَ، وَثَارَ أَصْحَابُهُ مَعَهُ (1)، فَلَمْ يَزَالُوا قِيَامًا حَتَّى نَفَذَتْ، قَالَ: وَاللهِ مَا أَدْرِي مِنْ تَأَذٍّ بِهَا، أَوْ مِنْ تَضَايُقِ الْمَكَانِ، وَلَا أَحْسِبُهَا إِلَّا يَهُودِيًّا أَوْ يَهُودِيَّةً، وَمَا سَأَلْنَا (2) عَنْ قِيَامِهِ صلى الله عليه وسلم (3).

= أحاديث الباب هناك.

قال السندي: قوله: ألا، بالتخفيف.

آذنتموني؛ بالمد، أي: أخبرتموني.

قائلاً: من القيلولة.

فإن صلاتي: من قال بالخصوص أخذه من هذا الكلام.

(1)

كلمة "معه" ليست في (ظ 13).

(2)

في (ظ 13): سألناه.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد يصح إن ثبت سماعُ خارجة بن زيد -وهو ابنُ ثابت- من عمه يزيد بن ثابت، وقد بسطنا القول في ذلك في إسناد الحديث السابق. ابنُ نُمير: هو عبد الله.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 357 - ومن طريقه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1971)، والطبراني في "الكبير" 22/ (629) - والحاكم في "مستدركه" 3/ 591 من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد. وتحرف اسم عثمان بن حكيم في مطبوع ابن أبي شيبة إلى "عبد الله بن حكيم"، وتحرف اسم "ابن نمير" في مطبوع الحاكم إلى "ابن عمير".

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 4/ 45، وفي "الكبرى"(2047) مختصراً من طريق مروان بن معاوية الفزاري، عن عثمان بن حكيم، به. =

ص: 203

‌حَدِيثُ الشَّرِيدِ بْنِ سُوَيْدٍ الثَّقَفِيِّ

(1)

19454 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شَرِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ الشَّرِيدِ بْنِ سُوَيْدٍ، قَالَ: مَرَّ بِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا جَالِسٌ هَكَذَا، وَقَدْ وَضَعْتُ يَدِي الْيُسْرَى خَلْفَ ظَهْرِي، وَاتَّكَأْتُ عَلَى أَلْيَةِ يَدِي، فَقَالَ:" أَتَقْعُدُ قَعْدَةَ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ؟ "(2).

= وله شاهد من حديث جابر بن عبد الله، قال: مرَّت بنا جنازة، فقام لها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقمنا معه، فقلتُ: يا رسول الله، إنها جِنازة يهودي! فقال:"إن الموت فزع، فإذا رأيتم الجِنازة، فقوموا" سلف برقم (14427)، وإسناده صحيح على شرط الشيخين.

وفي الباب عن عبد الله بن عمرو بن العاص، سلف برقم (6573)، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.

وانظر حديث أبي موسى الأشعري الآتي برقم (19491) وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "فلستم لها تقومون إنما تقومون لمن معها من الملائكة " وانظر تخريجه، ففيه ذكر تعدد تعليل سبب القيام، والجمع بين الروايات في ذلك.

قال السندي: قوله: ثار، أي: قام.

نفذت؛ بإعجام الذال، أي: مضت.

من تأذٍّ بها، أي: قام لأجل التأذِّي بتلك الجِنازة من نَتَن الريح ونحوه هنا، ولكن قد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم كان يقوم للجنازة أولاً، ثم نُسخ ذلك، والله تعالى أعلم.

(1)

سلفت ترجمة الشريد بن سويد قبل الحديث (17945).

(2)

ابن جريج -وهو عبد الملك بنُ عبد العزيز- مدلس، وقد عنعن، =

ص: 204

19455 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ

= ورجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير علي بن بحر، فمن رجال أبي داود والترمذي، وروى له البخاري تعليقاً، وهو ثقة، وصحابيُّه كذلك لم يرو له سوى مسلم.

وأخرجه أبو داود (4848) -ومن طريقه البيهقي في "السنن" 3/ 236، و"الآداب"(313) - عن علي بن بحر، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن حبان (5674)، والطبراني في "الكبير"(7242)، والحاكم 4/ 269، والبيهقي في "السنن الكبرى" 3/ 236 من طرق عن عيسى بن يونس، به.

قال أبو داود: قال القاسم: أَلْيَةُ الكفِّ أصلُ الإبهام وما تحته.

وجاء عند ابن حبان: قال ابن جريج: وضع راحتيه على الأرض وراء ظهره.

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(7243) من طريق مندل بن علي، عن ابن جريج، به، نحوه.

وانظر (19458).

وفي باب الهيئات المنهي عنها عن طِخْفَة بن قيس الغفاري سلف برقم (15543).

وعن جابر سلف (14178).

وعن أبي أمامة عند البخاري في "الأدب المفرد"(1188)، وابن ماجه (3725).

قال السندي: قوله: على ألْية يدي؛ الأَلْية بفتح الهمزة: اللحمة التي في أصل الإبهام والتي تقابلها، وبكسر الهمزة بمعنى الجانب.

قِعْدَةَ المغضوب عليهم؛ بكسر القاف للهيئة، والمغضوب عليهم هم اليهود، كما جاء في تفسير الفاتحة، ويُحتمل أن المراد ها هنا أهل النار، وتكون هذه هيئة قعودهم فيها، والله تعالى أعلم.

ص: 205

عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنِ الشَّرِيدِ، أَنَّ أُمَّهُ أَوْصَتْ أَنْ يُعْتِقُوا عَنْهَا رَقَبَةً مُؤْمِنَةً، فَسَأَلَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: عِنْدِي جَارِيَةٌ سَوْدَاءُ نُوبِيَّةٌ، فَأُعْتِقُهَا عَنْهَا؟ فَقَالَ:" ائْتِ بِهَا ". فَدَعَوْتُهَا، فَجَاءَتْ، فَقَالَ لَهَا:" مَنْ رَبُّكِ؟ " قَالَتْ: اللهُ. قَالَ: " مَنْ أَنَا؟ " قَالَتْ: رَسُولُ اللهِ. قَالَ: " أَعْتِقْهَا، فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ "(1).

19456 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا وَبْرُ بْنُ أَبِي دُلَيْلَةَ، شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ الطَّائِفِ، عَنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَيْمُونِ بْنِ مُسَيْكَةَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ خَيْرًا، عَنْ عَمْرِو بْنِ الشَّرِيدِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَيُّ الْوَاجِدِ يُحِلُّ عِرْضَهُ وَعُقُوبَتَهُ "(2).

قَالَ وَكِيعٌ: عِرْضُهُ: شِكَايَتُهُ. وَعُقُوبَتُهُ: حَبْسُهُ.

19457 -

حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ - يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْلَى بْنِ كَعْبٍ الثَّقَفِيَّ الطَّائِفِيَّ - قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ الشَّرِيدِ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: اسْتَنْشَدَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ شِعْرِ أُمَيَّةَ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ، فَأَنْشَدْتُهُ، فَكُلَّمَا أَنْشَدْتُهُ بَيْتًا قَالَ:" هِيَ "(3). حَتَّى أَنْشَدْتُهُ مِئَةَ قَافِيَةٍ، فَقَالَ:" إِنْ كَادَ لَيُسْلِمُ "(4).

(1) هو مكرر (17945) السالف في مسند الشاميين سنداً ومتناً.

(2)

هو مكرر (17946) السالف في مسند الشاميين سنداً ومتناً.

(3)

جاء في الروايات الآتية: إيه، وهيه، وهو الموافق لما في المصادر.

(4)

حديث صحيح. عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي -وإن يكن ضعيفاً- =

ص: 206

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= تابعه إبراهيمُ بنُ ميسرة في الروايتين (19467) و (19476)، وإنما أخرج له مسلمٌ متابعة. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير صحابيه فلم يخرج له البخاري في الصحيح. أبو أحمد: هو محمد بن عبد الله بن الزبير الزبيري.

وأخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" 10/ 227، و"السنن الصغير"(4292) من طريق أبي أحمد الزبيري، بهذا الإسناد. قال البيهقي: قال الشافعي رحمه الله: وسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم الحُداء والرَّجَز.

وأخرجه الطيالسي (1271)، والبخاري في "الأدب المفرد"(869)، ومسلم (2255)، وابنُ ماجه (3758)، والترمذي في "الشمائل"(249)، وأبو عوانة كما في "إتحاف المهرة" 6/ 190، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 342، والطبراني في " الكبير"(7237)، والبغوي في "شرح السنة"(3400)، وابنُ الأثير في "أسد الغابة" 2/ 520 - 521 (في ترجمة الشريد)، والمزي في "تهذيب الكمال"(في ترجمة عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي) من طرق عن عند الله بن عبد الرحمن الطائفي، به.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 300 من طريق سفيان الثوري، عن يعلى بن عند الرحمن، عن عمرو بن الشريد، به. وقوله: يعلى ابن عند الرحمن من الأوهام، صوابه عبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى كما ذكر المزي في "التهذيب"، قلنا: ولعله محرَّفٌ عن "أبي يعلى بن عبد الرحمن" لأن أبا يعلى كنية عبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(7259) من طريق سماك بن حرب أن عمرو ابن رافع حدثه -وكان مولىً لأبي سفيان- أن الشريد بينما هو يمشي بين منىً والشِّعب في حَجة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي حَجَّ؛ قال: وإذا وَقْعُ ناقةٍ خلفي، فالتفتُّ، فإذا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم

ثم ذكر نحوه.

وسيرد بالأرقام: (19464)(19467)(19476).

وفي الباب عن أبي هريرة سلف برقم (7383). =

ص: 207

19458 -

حَدَّثَنَا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنْ عَمْرٍو بْنِ الشَّرِيدِ، أَنَّهُ سَمِعَهُ يُخْبِرُ (1) عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ كَانَ إِذَا وَجَدَ الرَّجُلَ رَاقِدًا (2) عَلَى وَجْهِهِ لَيْسَ عَلَى عَجُزِهِ شَيْءٌ، رَكَضَهُ بِرِجْلِهِ، وَقَالَ:" هِيَ أَبْغَضُ الرِّقْدَةِ إِلَى اللهِ عز وجل "(3).

= وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم صدَّق أميةَ في شيء من شعره؛ سلف برقم (2314)، وإسناده ضعيف.

وسلف حديثُ ابن عباس (2424) مرفوعاً بلفظ: "إن من الشعر حكماً، ومن البيان سحراً".

قال السندي: قوله: هي، بكسر الهاء، وسكون الياء: كلمة يُستزاد بها الحديثُ وغيره، وكان أمية ترهَّب قبل الإسلام، وكان حريصاً على استعلام النبي الموعود من العرب، وكان يرجو أن يكون هو ذاك النبي الموعود، فلما أخبر أنه من قريش، منعه الحسد من الإيمان به، وبالجملة فكان شعره مشتملاً على الحكم والعلوم، فلذا استزاده.

إن كاد لَيُسْلِمُ: إنْ مخفّفة من الثقيلة، ويُسْلم من الإسلام.

(1)

في (ظ 13) و (م): يخبره.

(2)

في نسخة في (س): نائماً.

(3)

مرفوعه حسن لغيره، وهذا إسناد مرسَل، كما في جميع النسخ، و"مجمع الزوائد" 8/ 101، ووقع في "أطراف المسند" 2/ 578، و"إتحاف المهرة" 6/ 191 متصلاً، بذكر الشريد والد عمرو، ولا نظنه إلا وهماً من الحافظ رحمه الله، فقد صرَّح عمرو بن الشريد في الرواية الآتية برقم (19473) بإرساله، فقال: بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرَّ على رجل وهو راقد

قلنا: وقد فاتنا أن نشير إلى إرساله حيث ذكرناه شاهداً لحديث طِخْفَةَ بن =

ص: 208

19459 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنِ الشَّرِيدِ بْنِ سُوَيْدٍ الثَّقَفِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" جَارُ الدَّارِ أَحَقُّ بِالدَّارِ مِنْ غَيْرِهِ "(1).

= قيْسٍ الغفاري السالف برقم (15543)، فيستدرك من هنا. ابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 8/ 101، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح.

وسيرد برقم (19473) دون قوله: ليس على عجزه شيء.

وله شاهد من حديث طِخْفَةَ بن قيس الغِفاري المذكور آنفاً، وإسناده ضعيف.

وآخر من حديث أبي أُمامة عند البخاري في "الأدب المفرد"(1188) من طريق يزيد بن هارون، وابن ماجه (3725) من طريق سَلَمة بن رجاء، كلاهما عن الوليد بن جميل الدمشقي، أنه سمع القاسم بن عبد الرحمن الدمشقي أبا عبد الرحمن، عن أبي أُمامة قال: مرَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم على رجل نائم في المسجد منبطحٍ على وجهه، فضربه برجله، وقال:"قم، واقعد، فإنها نومة جهنَّمية"، وإسناده حسن من أجل الوليد بن جميل.

قال السندي: قوله: ليس على عجزه شيء، أي: مكشوف العجز.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد اختُلف فيه على عمرو بن شعيب، فرواه همَّام عن قتادة في هذه الرواية، عنه، عن الشريد، ورواه جمعٌ عن حسين المعلم في الروايات (19461) و (19462) و (19477) عنه، عن عَمرو بن الشريد، عن الشريد، وهو الصحيح، كما قال أبو حاتم وأبو زرعة، فيما نقله عنهما ابنُ أبي حاتم في "العلل" 1/ 477، قالا: وحسين أحفظُهم عن عمرو بن الشريد عن أبيه. عفَّان: هو ابنُ مسلم الصفَّار، وهمَّام: هو ابنُ يحيى العَوْذي، وقتادة: هو ابنُ دِعامة السَّدُوسي، وقد عنعن. =

ص: 209

19460 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي عَاصِمِ بْنِ عُرْوَةَ (1) بْنِ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيُّ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ الشَّرِيدِ، حَدَّثَهُ، أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" إِذَا شَرِبَ الرَّجُلُ، فَاجْلِدُوهُ، ثُمَّ إِذَا شَرِبَ فَاجْلِدُوهُ، ثُمَّ إِذَا شَرِبَ فَاجْلِدُوهُ (2) " أَرْبَعَ مِرَارٍ، أَوْ خَمْسَ مِرَارٍ " ثُمَّ إِذَا شَرِبَ فَاقْتُلُوهُ "(3).

= وأخرجه ابن سعد في الطبقات 5/ 315 عن عفَّان الصفَّار، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابنُ عدي في "الكامل" 5/ 1700 من طريق عمر بن إبراهيم، عن قتادة، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن الشريد، به. وعُمر بن إبراهيم -وهو العبدي البصري- في حديثه في قتادة ضعف. وقد وهم في قوله: عمرو ابن شعيب عن أبيه.

وأخرجه النسائي في "الكبرى" -كما في "التحفة" 4/ 152 - 153 - من طريق منصور بن زاذان، عن الحَكَم بن عُتيبة، عن عمرو بن شعيب، عن رجل من آل الشَّريد، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم

ولا يصحُّ إسناده، وذكره ابن أبي حاتم في "العلل" 1/ 477.

وسيرد كذلك برقم (19469)، وانظر تتمة تخريجه في الرواية (19461).

قال السندي: قوله: أحقُّ بالدار، أي: له الشُّفعة إذا بيعت.

(1)

في (س) و (ص): عمرو .. وجاء في هامش (س): عروة (نسخة)، ولم يرد هذا الحديث في (ظ 13).

(2)

عبارة: "إذا شرب فاجلدوه" جاءت في (م) مرتين فقط، وفي (ق) مرة واحدة.

(3)

إسناده ضعيف بهذه السياقة، عبدُ الله بنُ أبي عاصم بن عروة بن مسعود الثقفي، لم يذكره الحسيني في "الإكمال"، ولا الحافظ في "التعجيل"، وجاء اسمه عند النسائي والدارمي والطبراني: عبد الله بن عتبة بن عروة بن =

ص: 210

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= مسعود، لكن لم يترجم له المزي في "التهذيب"، ولا استدركه الحافظ في "تهذيبه" و"تقريبه"، وذكره المزي في الرواة عن عمرو بن الشريد، ولم يرقم له برقم النسائي، ولم نجد له ترجمة في "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم، ولا في "ثقات" ابن حبان، ولا في غيرهما من كتب الرجال، وجاء اسمه في "النكت الظراف": عبد الله بن عطية بن عمرو الثقفي، ولم نقع له على ترجمة كذلك، وبقية رجاله ثقات غير ابن إسحاق -وهو محمد- فصدوق. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.

وأخرجه الدارمي (2313)، والنسائي في "الكبرى"(5301) -ومن طريقه ابن حزم في "المحلى" 11/ 367 - والطبراني في "الكبير"(7244) من طريق يزيد بن زُريع، عن محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد، بألفاظ متقاربة، ولفظ النسائي:"إذا شربَ الخمر فاجلدوه، ثم إن شرب فاجلدوه، ثم إن شرب فاجلدوه، ثم إن شرب فاقتلوه". وبهذا اللفظ هو صحيح لغيره، كما سيرد.

وأخرجه الحاكم في "المستدرك" 4/ 372 من طريق محمد بن مسلمة، عن يزيد بن هارون، عن محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن عمرو بن الشريد، عن الشريد، مرفوعاً بلفظ:"إذا شرب أحدكم الخمر فاجلدوه، ثم إن عاد فاجلدوه، فإن عاد في الرابعة فاقتلوه". قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. قلنا: حديث الحاكم صحيح لغيره، لأن في إسناده محمد بن مسلمة -وهو ابن الوليد أبو جعفر الواسطي الطيالسي- قال الخطيب في "تاريخ بغداد" 3/ 305: في حديثه مناكير بأسانيد واضحة إلا أن الحاكم ذكر أنه سمع الدارقطني يقول: لا بأس به. ثم قال الخطيب: رأيت هبة الله بن الحسن الطبري (وهو أبو القاسم اللالكائي) يضعفه، وسمعت الحسن بن محمد الخلال يقول: ضعيف جداً.

وذكره الهيثمي في "المجمع" 6/ 277 - 278، وقال: رواه الطبراني، وفيه عبد الله بن عتبة بن عروة بن مسعود الثقفي، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.

قلنا: فاته أن ينسبه لأحمد. =

ص: 211

19461 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أَخْبَرَنَا حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ الشَّرِيدِ، عَنْ أَبِيهِ الشَّرِيدِ بْنِ سُوَيْدٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرْضٌ لَيْسَ لِأَحَدٍ فِيهَا شِرْكٌ وَلَا قَسْمٌ إِلَّا الْجِوَارُ؟ قَالَ:" الْجَارُ أَحَقُّ بِسَقَبِهِ مَا كَانَ "(1).

= وله شاهد من حديث أبي هريرة، سلف برقم (7762) بلفظ:"من شرب الخمر فاجلدوه، ثم إذا شرب فاجلدوه، ثم إذا شرب فاجلدوه، ثم إذا شرب في الرابعة فاقتلوه". وإسناده صحيح على شرط مسلم.

وفي الباب عن تسعة من الصحابة ذكرنا مواضع أحاديثهم في "المسند" عقب تخريج حديث عبد الله بن عمرو السالف برقم (6553)، وانظر ما نقلناه هناك عن الترمذي وغيره في حكم قتل شارب الخمر في الرابعة.

(1)

حديث صحيح، عبد الوهَّاب بنُ عطاء -وهو الخفّاف- تابعه رَوْحُ بنُ عُبادة ويحيى بن سعيد في الروايتين (19462) و (19477)، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح غير عمرو بن شعيب، فمن رجال أصحاب السنن، وروى له البخاري في "جزء القراءة"، وهو ثقة. حُسين المعلِّم: هو ابنُ ذكوان.

وأخرجه ابن أبي شيبة 7/ 168 - ومن طريقه ابنُ ماجه (2496)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 124، والطبراني في "الكبير"(7253) - عن أبي أسامة، والنسائي في "المجتبى" 7/ 320، و"الكبرى"(6302) من طريق عيسى بن يونس، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 342 من طريق بشر ابن المفضل، ثلاثتهم عن حسين المعلم، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي في "الكبرى" -كما في "تحفة الأشراف" 4/ 152 - من طريق الوليد بن مسلم، عن ابن جريج، والدارقطني في "السنن" 4/ 224 من طريق الأوزاعي، كلاهما عن عمرو بن شعيب، به.

واختُلف فيه على ابن جريج، فرواه النسائي أيضاً من طريق إسماعيل بن إبراهيم، عن ابن جُريج، عن عمرو بن شعيب، عن عمرو بن الشَّريد، عن =

ص: 212

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= النبي صلى الله عليه وسلم مرسَلاً. لم يَقُلْ: عن أبيه، وذكر هذا الإسناد المرسَلَ ابنُ أبي حاتم في "العلل" 1/ 477، وذكر أن أباه وأبا زرعة قالا: الصحيح حديث حسين المعلم.

وأخرجه الدارقطني في "السنن" 4/ 223 من طريق المثنى بن الصَّبَّاح، عن عمرو بن شعيب، عن سعيد بن المسيب، عن الشريد، به، بلفظ:"الشريك أحقُّ بشُفْعته حتى يأخذ أو يترك". والمثنى بن الصَّبَّاح ضعيف، اختلط بأَخَرة.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(7256) من طريق يعقوب بن عطاء، عن عمرو بن الشَّريد، عن أبيه، به.

وأخرجه الطبراني كذلك (7255) من طريق يونس بن الحارث الطائفي، عن عمرو بن الشريد، مرسلاً، بلفظ: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقضي بالشُّفعة في البئر والدار والحائط قبل أن يقسم.

وأخرجه النسائي في "الكبرى" -كما في "تحفة الأشراف" 4/ 152 - وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 343 من طريق عبد الله بن معمر، عن إبراهيم بن ميسرة، عن عمرو بن الشريد، عن الشريد، به.

واختلف فيه على إبراهيم بن ميسرة، فرواه جمعٌ -منهم السفيانان- عنه، عن عمرو بن الشريد، عن أبي رافع. وسيرد من حديث أبي رافع في مسنده 6/ 10 و 390، ويرد تخريجه هناك، وهو عند البخاري (2258).

قال الترمذي عقب حديث سمرة (1368): سمعت محمداً (يعني البخاري) يقول: كلا الحديثين عندي صحيح.

وقال الحافظ في "الفتح" عقب هذا الحديث: فيحتمل أن يكون (يعني عمرو بن الشريد) سمعه من أبيه ومن أبي رافع.

وفي الباب عن سمرة سيرد 5/ 12، وقال الترمذي: حديث سمرة حديث حسن صحيح.

وعن أنس عند الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 122، وابن حبان =

ص: 213

19462 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ. وَالْخَفَّافُ، أَخْبَرَنَا حُسَيْنٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الشَّرِيدِ، عَنْ أَبِيهِ الشَّرِيدِ بْنِ سُوَيْدٍ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ - قَالَ الْخَفَّافُ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ - أَرْضٌ لَيْسَ لِأَحَدٍ فِيهَا شِرْكٌ وَلَا قَسْمٌ إِلَّا الْجِوَارُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْجَارُ أَحَقُّ بِسَقَبِهِ مَا كَانَ "(1).

19463 -

حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، أَخْبَرَنِي وَبْرُ بْنُ أَبِي دُلَيْلَةَ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَيْمُونِ بْنِ مُسَيْكَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ الشَّرِيدِ قَالَ:

= (5182) غير أن البخاري قال -كما في "علل الترمذي الكبير" 1/ 568: الصحيح حديثُ الحسن عن سمرة، وحديث قتادة عن أنس غير محفوظ، ولم يُعرف أن أحداً رواه

غير عيسى بن يونس اهـ. وقال مثلَه الترمذيُّ عقب حديث سمرة (1368).

وانظر حديث جابر (14157)، ففيه ذكر بقية أحاديث الباب، وانظر ما نقلناه هناك عن البغوي.

قال السندي: قوله: بسَقَبِهِ؛ السَّقَبُ؛ بفتحتين: القُرب، وباءُ "بسَقَبه" صلة "أحقُّ" لا للسبب، أي: الجار أحقُّ بالدار الساقبة، أي: القريبة، ومن لا يقول بشُفعة الجار يحمل الجار على الشريك، فإنه يسمى جاراً، ويحمل الباء على السببية، أي: أحقُّ بالبرِّ والمعونة بسبب قُربه من جاره، ولا يخفى أنه لا معنى لقولنا: الشريك أحقُّ بالدار القريبة، كما هو مؤدَّى التأويل الأول، والظاهر أن بعض الروايات يردُّ التأويلين، والله تعالى أعلم.

(1)

هو مكرر سابقه.

ص: 214

حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَيُّ الْوَاجِدِ يُحِلُّ عِرْضَهُ وَعُقُوبَتَهُ "(1).

19464 -

حَدَّثَنَا أَزْهَرُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْلَى بْنِ كَعْبٍ الطَّائِفِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الشَّرِيدِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم اسْتَنْشَدَهُ مِنْ شِعْرِ أُمَيَّةَ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ قَالَ: فَأَنْشَدَهُ مِئَةَ قَافِيَةٍ، فَلَمْ أُنْشِدْهُ شَيْئًا إِلَّا قَالَ:" إِيهِ، إِيهِ " حَتَّى إِذَا اسْتَفْرَغْتُ مِنْ مِئَةِ قَافِيَةٍ قَالَ: " كَادَ أَنْ يُسْلِمَ "(2).

19465 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْسَرَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ يَعْقُوبَ بْنَ عَاصِمِ بْنِ عُرْوَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ الشَّرِيدَ يَقُولُ: أَشْهَدُ لَوَقَفْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِعَرَفَاتٍ. قَالَ: فَمَا مَسَّتْ قَدَمَاهُ الْأَرْضَ حَتَّى أَتَى جَمْعًا (3).

(1) هو مكرر (17946) السالف في مسند الشاميين غير شيخ أحمد، فهو هنا الضَّحَّاك بن مخلد، وهو أبو عاصم النبيل، ثقة من رجال الشيخين.

وسلف أيضاً برقم (19456).

(2)

حديث صحيح، وهو مكرر (19457) غير شيخ أحمد، فهو هنا أزهر ابن قاسم، من رجال أبي داود والنسائي وابن ماجه، وهو صدوق.

وسيرد بإسناد صحيح برقمي (19467) و (19476).

قال السندي: قوله: إيه، إيه، أي: زِدْ، زِدْ.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير يعقوب بن عاصم، فمن رجال مسلم، وقد أخرج له حديث الدَّجَّال (2940) محتجاً به، وغير صحابيِّه فلم يخرج له البخاري في "الصحيح". رَوْح: هو ابنُ عُبادة، وزكريا بن إسحاق: هو المكّي، ويعقوب بنُ عاصم بن عروة: هو ابنُ =

ص: 215

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= مسعود الثقفي الطائفي.

وأخرجه أبو داود -كما في "تحفة الأشراف" 4/ 153 - من طريق رَوْح بن عُبادة، بهذا الإسناد. وقال المزي: هذا الحديث في رواية أبي الحسين بن العبد، وأبي بكر بن داسة، عن أبي داود، وثم يذكره أبو القاسم. قلنا: وليس هو في مطبوع "سنن" أبي داود المتداول، فهو من رواية اللؤلؤي.

وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال"(في ترجمة يعقوب بن عاصم) من طريق سعيد بن سلّام، عن زكريا بن إسحاق، به.

وسيرد برقم (19471).

وله شاهد من حديث ابن عباس عند مسلم (1286)، ولفظه: أن رسول الله أفاض من عَرَفَة، وأسامةُ رِدْفُه. قال أسامة: فما زال يسير على هَيْئَتِه حتى أتى جَمْعاً. قال النووي في قوله: على هَيْئَتِهِ؛ هكذا هو في معظم النسخ، وفي بعضها: هِيْنَتِه، وكلاهما صحيح المعنى.

وقوله: فما مَسَّتْ قدماه الأرض حتى أتى جَمْعاً.

قال السندي: قاله بحسب علمه، وإلا فقد جاء أنه نزل، فبال، وتوضأ وضوءاً خفيفاً.

قلنا: المراد من الحديث -والله أعلم- أنه صلى الله عليه وسلم ما نزلَ للصلاة قبل جَمْع، وإنما ظلَّ سائراً إلى أن وصل إلى جَمْع، يدلُّ عليه أن أسامة بن زيد روى -كما عند البخاري (1669) - أنه صلى الله عليه وسلم لما بلغ الشِّعب الأيسر الذي دون المزدلفة، أناخَ، فبال، ثم صَبَّ عليه الوَضوء، فتوضأ وُضوءاً خفيفاً، قال أسامة: فقلتُ: الصلاةُ يا رسول الله، قال:"الصلاةُ أمامَك": فركب رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى المزدلفة، فصلَّى. وقد روى أسامةُ أيضاً -كما في حديث ابن عباس الذي ذكرناه شاهداً- أنه صلى الله عليه وسلم حين أفاض من عرفة لا زال يسير على هيئتة حتى أتى جمعاً. وروى أيضاً -كما سيرد في مسنده 5/ 206 - قال: كنت =

ص: 216

19466 -

حَدَّثَنَا مُهَنَّا بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ. [قَالَ عَبْدُ اللهِ:] قَالَ أَبِي: كُنْيَتُهُ أَبُو شِبْلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنِ الشَّرِيدِ، أَنَّ أُمَّهُ أَوْصَتْ أَنْ يُعْتَقَ عَنْهَا رَقَبَةٌ (1)، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أُمِّي أَوْصَتْ أَنْ يُعْتَقَ عَنْهَا رَقَبَةٌ مُؤْمِنَةٌ، وَعِنْدِي جَارِيَةٌ نُوبِيَّةٌ سَوْدَاءُ، فَقَالَ:" ادْعُ بِهَا "، فَجَاءَ بِهَا، فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" مَنْ رَبُّكِ؟ " قَالَتْ: اللهُ. قَالَ: " مَنْ أَنَا؟ " قَالَتْ: أَنْتَ رَسُولُ اللهِ. قَالَ: " أَعْتِقْهَا فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ "(2).

19467 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْسَرَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ عَمْرَو بْنَ الشَّرِيدِ يَقُولُ: قَالَ الشَّرِيدُ: كُنْتُ رِدْفًا لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لِي:" أَمَعَكَ مِنْ شِعْرِ أُمَيَّةَ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ شَيْءٌ؟ ". قُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ:" أَنْشِدْنِي "، فَأَنْشَدْتُهُ بَيْتًا، فَلَمْ يَزَلْ يَقُولُ لِي كُلَّمَا أَنْشَدْتُهُ:" إِيهِ "، حَتَّى أَنْشَدْتُهُ مِئَةَ بَيْتٍ. قَالَ: ثُمَّ سَكَتَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم،

= رِدْفَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم حين أفاض من عرفات، فلم ترفع راحلتُه رجلها عاديةً حتى بلغ جَمْعاً.

وجاء في الرواية الآتية برقم (19471): أشهدُ لأَفضتُ

وحديثه الذي أشرنا إليه عند البخاري سيرد 5/ 202.

(1)

في (م): رقبة مؤمنة.

(2)

هو مكرر (17945) السالف في مسند الشاميين غير شيخ أحمد، فهو هنا مُهَنَّا بن عبد الحميد، روى له أبو داود والنسائي، وهو ثقة.

وسلف كذلك برقم (19455).

ص: 217

وَسَكَتُّ (1).

19468 -

حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الشَّرِيدِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ مَجْذُومٌ مِنْ ثَقِيفٍ لِيُبَايِعَهُ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ:" ائْتِهِ فَأَخْبِرْهُ أَنِّي قَدْ بَايَعْتُهُ، فَلْيَرْجِعْ "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير صحابيِّه، فلم يخرج له البخاري. رَوْح: هو ابنُ عُبادة.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(7239) من طريق رَوْح بن القاسم، عن إبراهيم بن مَيْسرة، بهذا الإسناد.

وسيرد من طريق ابنِ عُيينة، عن إبراهيم بن مَيْسرة، به، برقم (19476).

وسلف برقم (19457).

(2)

حديث صحيح، شريك -وهو ابن عبد الله النَّخَعي- إنما أخرج له مسلم متابعة، وقد تُوبع، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير يعلى ابن عطاء -وهو العامري- فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاري في "جزء القراءة"، وهو ثقة، وصحابيُّه من رجال مسلم كذلك.

وأخرجه الطيالسي (1270)، وابن أبي شيبة 8/ 319 - 320 و 9/ 43 - 44، ومسلم (2231)، وابن خزيمة، وأبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة"6/ 186)، والطبراني في "الكبير"(7247) من طرق عن شريك، به. وقرن ابن أبي شيبة ومسلم بشريك هشيماً، وسيرد من طريق هشيم برقم (19474) وفي الباب عن علي مرفوعاً بلفظ:"لا تُديموا النظر إلى المُجَذَّمين، وإذا كلَّمتُموهم، فليكنْ بينكم وبينهم قِيدُ رُمْحٍ" سلف برقم (581)، وإسناده ضعيف.

وعن ابن عباس مرفوعاً بلفظ: "لا تُديموا إلى المجذومين النظر" سلف =

ص: 218

19469 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ أَبُو يَعْلَى الطَّائِفِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الشَّرِيدِ، عَنْ أَبِيهِ. وَأَبُو عَامِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْلَى قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ الشَّرِيدِ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْجَارُ أَحَقُّ بِسَقَبِهِ (1) ". قَالَ أَبُو عَامِرٍ فِي حَدِيثِهِ: " الْمَرْءُ أَحَقُّ "(2).

= برقم (2075)، وإسناده ضعيف كذلك.

وعن أبي هريرة مرفوعاً بلفظ: "فِرَّ من المجذوم فرارَكَ من الأسد" سلف برقم (9722)، وهو صحيح بطرقه، ووهم محمد بن طاهر المقدسي، فأورده في كتابه في "الأحاديث الموضوعة" برقم (524).

وعنه كذلك بلفظ: "لا يُورِد مُمْرِض على مُصِحٍّ" سلف برقم (9263)، وإسناده صحيح.

قال السندي: قوله: فليرجع: لأنه إذا حضر استقذره الناس، فيتأذَّى من غير حاجة، والله تعالى أعلم.

(1)

في (م) و (ق) زيادة: من غيره، وهي نسخة في (س).

(2)

حديث صحيح، عبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى الطائفي -ويكنى أبا يعلى، وإن يكن ضعيفاً- متابع في الرواية (19461)، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أن صحابيَّه لم يخرج له البخاري في الصحيح. إسحاق بن سليمان: هو الرازي أبو يحيى العبدي، وأبو عامر: هو العَقَدي.

وأخرجه الطيالسي (973) و (1272)، وعبد الرزاق في "المصنف"(14380)، والنسائي -كما في "تحفة الأشراف" 4/ 152 - وابنُ الجارود في "المنتقى"(645)، والطبراني في "الكبير"(7254)، والدارقطني في "السنن" 4/ 224، والبيهقي في "السنن الكبرى" 6/ 105، وابنُ عبد البر في "التمهيد" 7/ 46 من طرق عن عبد الله بن عبد الرحمن، به.

زاد بعضهم: فقلتُ لعمرو: ما سَقَبُه؟ قال: شُفْعَتُه، أو الجوار. =

ص: 219

19470 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ الْحَدَّادُ أَبُو عُبَيْدَةَ، عَنْ خَلَفٍ، يَعْنِي ابْنَ مِهْرَانَ، حَدَّثَنَا عَامِرٌ الْأَحْوَلُ، عَنْ صَالِحِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الشَّرِيدِ قَالَ: سَمِعْتُ الشَّرِيدَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ قَتَلَ عُصْفُورًا عَبَثًا، عَجَّ إِلَى اللهِ عز وجل يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْهُ، يَقُولُ: يَا رَبِّ، إِنَّ فُلَانًا قَتَلَنِي عَبَثًا، وَلَمْ يَقْتُلْنِي لِمَنْفَعَةٍ "(1).

= وأخرجه النسائي في "الكبرى" أيضاً -كما في "تحفة الأشراف" 4/ 152 - من طريق سفيان الثوري، عن يعلى بن عبد الرحمن، عن عمرو بن الشريد، به. وقوله: يعلى بن عبد الرحمن، وَهْمٌ، صوابه: عبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى. كما ذكر المزي في "التهذيب". قلنا: ولعله محرف عن "أبي يعلى بن عبد الرحمن" لأن أبا يعلى كنية عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي.

(1)

إسناده ضعيف لجهالة صالح بن دينار -وهو الجعفي، أو الهلالي- قال الذهبي في "الميزان": روى عنه عامر الأحول فقط. وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح، غير خَلَف بن مِهران -وهو العدوي أبو الربيع البصري- فمن رجال النسائي، وهو صدوق، وثَّقه الراوي عنه أبو عبيدة عبد الواحد الحداد، وهو ابن واصل. وعامرُ الأحول -وهو ابنُ عبد الواحد- فيه كلامٌ ينزل به عن رتبة الصحيح.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/ 239، وفي "الكبرى"(4535)، وابنُ قانع في "معجمه" 1/ 343، وابنُ حبان (5894)، والطبراني في "الكبير"(7245)، والمزي في "التهذيب"(في ترجمة خلف بن مهران) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه الدولابي في "الكنى والأسماء" 1/ 175، والطبراني (7245) أيضاً، وابن قانع 1/ 343 كذلك، وابن عدي في "الكامل" 5/ 1737 - ومن طريقه البيهقي في "الشُّعب"(11076) - والخطيب في "تاريخ بغداد" 8/ 11 =

ص: 220

19471 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْسَرَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ يَعْقُوبَ بْنَ عَاصِمِ بْنِ عُرْوَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الشَّرِيدَ قَالَ: أَشْهَدُ لَأَفَضْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَمَا مَسَّتْ قَدَمَاهُ الْأَرْضَ حَتَّى أَتَى جَمْعًا. وَقَالَ مَرَّةً: لَوَقَفْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِعَرَفَاتٍ، فَمَا مَسَّتْ

[قَالَ عَبْدُ اللهِ]: قَالَ أَبِي: حَيْثُ قَالَ رَوْحٌ: وَقَفْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أَمْلَاهُ مِنْ كِتَابِهِ (1).

19472 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْسَرَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ عَمْرَو بْنَ الشَّرِيدِ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم تَبِعَ رَجُلًا مِنْ ثَقِيفٍ، حَتَّى هَرْوَلَ فِي أَثَرِهِ، حَتَّى أَخَذَ ثَوْبَهُ، فَقَالَ:" ارْفَعْ إِزَارَكَ ". قَالَ: فَكَشَفَ الرَّجُلُ عَنْ رُكْبَتَيْهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أَحْنَفُ، وَتَصْطَكُّ رُكْبَتَايَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" كُلُّ خَلْقِ اللهِ عز وجل حَسَنٌ ". قَالَ: وَلَمْ يُرَ ذَلِكَ الرَّجُلُ إِلَّا وَإِزَارُهُ إِلَى أَنْصَافِ سَاقَيْهِ

= من طريق أبي عبيدة الحداد، به.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1572)، وابن قانع في "معجمه" 1/ 343، من طريق حَرَمي بن عُمارة بن أبي حفصة، عن أبي الربيع خَلَفِ بن مِهْران، به.

وفي الباب عن عبد الله بن عمرو سلف برقم (6550)، وإسناده ضعيف لجهالة أحد رواته.

قال السندي: قوله: عجَّ، أي: صاح.

(1)

هو مكرر (19465) سنداً ومتناً.

ص: 221

حَتَّى مَاتَ (1).

19473 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْسَرَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ عَمْرَو بْنَ الشَّرِيدِ يَقُولُ: بَلَغَنَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّ عَلَى رَجُلٍ وَهُوَ رَاقِدٌ عَلَى وَجْهِهِ، فَقَالَ:" هَذَا أَبْغَضُ الرُّقَادِ إِلَى اللهِ عز وجل "(2).

19474 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الشَّرِيدِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ فِي وَفْدِ ثَقِيفٍ رَجُلٌ مَجْذُومٌ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أن صحابيَّة لم يخرج له البخاري في "الصحيح". رَوْح: هو ابنُ عُبادة.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1708) من طريق رَوْح، به.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/ 124، ونسبه إلى الإمام أحمد والطبراني، وقال: ورجال أحمد رجال الصحيح.

وسيرد برقم (19475).

وفي الباب عن ابن عمر مرفوعاً: "ما مسَّ الأرضَ، فهو في النار" سلف برقم (5694)، وذكرنا بقية أحاديث الباب هناك.

قال السندي: قوله: إني أحنف؛ من الحَنَف، وهو إقبالُ القدمِ بأصابعها على القدم الأخرى.

وتصطكُّ ركبتاي، أي: تضرب إحداهما الأخرى عند المشي.

(2)

حسنٌ لغيره، وهذا إسناد مرسل، رَوْح: هو ابن عبادة، وزكريا: هو ابنُ إسحاق المكِّي. ولم يرد هذا الحديث في (ظ 13)، ولا في "أطراف المسند".

وسلف برقم (19458).

ص: 222

النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " ارْجِعْ فَقَدْ بَايَعْتُكَ "(1).

19475 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الشَّرِيدِ، عَنْ أَبِيهِ - أَوْ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عَاصِمٍ أَنَّهُ سَمِعَ الشَّرِيدَ يَقُولُ -: أَبْصَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلًا يَجُرُّ إِزَارَهُ، فَأَسْرَعَ إِلَيْهِ - أَوْ هَرْوَلَ - فَقَالَ:" ارْفَعْ إِزَارَكَ، وَاتَّقِ اللهَ ". قَالَ: إِنِّي أَحْنَفُ، تَصْطَكُّ رُكْبَتَايَ، فَقَالَ:" ارْفَعْ إِزَارَكَ، فَإِنَّ كُلَّ خَلْقِ اللهِ عز وجل حَسَنٌ "، فَمَا رُئِيَ ذَلِكَ الرَّجُلُ بَعْدُ إِلَّا إِزَارُهُ يُصِيبُ أَنْصَافَ سَاقَيْهِ، أَوْ إِلَى أَنْصَافِ سَاقَيْهِ (2).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. صحابيُّه، ويعلى بنُ عطاء من رجاله، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين، وهُشَيم بن بشير لم يذكروا أنه دلَّس عن يعلى بن عطاء.

وأخرجه ابنُ أبي شيبة 8/ 319 - 320 و 9/ 43 - 44، ومسلم (2231)، وابن ماجه (3544)، والنسائي في "المجتبى" 7/ 150، وفي "الكبرى"(7590) و (8715)، وابن خزيمة (كما في "إتحاف المهرة" 6/ 186) من طريق هُشيم، بهذا الإسناد، وقرن ابنُ أبي شيبة ومسلم بهُشَيم شريكَ بنَ عبد الله النَّخَعي، وقد سلف من طريقه برقم (19468)، وذكرنا هناك أحاديث الباب.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، يعقوب بن عاصم احتجَّ به مسلم في حديث الدجَّال (2940)، وصحابيُّه كذلك من رجال مسلم، وروى له البخاري في "الأدب المفرد" وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وشكُّ سفيان بن عيينة في ذكر عمرو أو يعقوب لا يضرُّ، فكلٌّ منهما ثقة، وقد سلف من طريق زكريا ابن إسحاق، عن إبراهيم بن ميسرة، عن عمرو بن الشريد، دون شك برقم =

ص: 223

19476 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الشَّرِيدِ، عَنْ أَبِيهِ إِنْ شَاءَ اللهُ - أَوْ يَعْقُوبَ بْنِ عَاصِمٍ، يَعْنِي عَنِ الشَّرِيدِ -[قَالَ عَبْدُ اللهِ:] كَذَا حَدَّثَنَاهُ أَبِي. قَالَ: أَرْدَفَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَلْفَهُ، فَقَالَ:" هَلْ مَعَكَ مِنْ شِعْرِ أُمَيَّةَ شَيْءٌ؟ ". قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: " أَنْشِدْنِي ". فَأَنْشَدْتُهُ بَيْتًا، فَقَالَ:" هِيهْ "، فَلَمْ يَزَلْ يَقُولُ:" هِيهْ "، حَتَّى أَنْشَدْتُهُ مِئَةَ بَيْتٍ (1).

= (19472).

وأخرجه الحميدي (810) -ومن طريقه الطبراني في "الكبير"(7240) - عن سفيان بن عيينة، به. قال الحميدي: كان يشكُّ سفيان.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(7241) من طريق أسد بن موسى، عن سفيان، به. لم يذكر يعقوبَ بنَ عاصم، وقال: لم يذكر أسدُ بنُ موسى في حديثه الشَّكَّ في عمرو بنِ الشريد ويعقوبَ بنِ عاصم.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، صحابيُّه من رجاله، وروى له البخاري في "الأدب المفرد"، ويعقوبُ بنُ عاصم أخرج له مسلم حديث الدجَّال (2940) محتجاً به، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو ابن عُيينة.

وأخرجه الشافعي في "الأم" 6/ 215، وابنُ أبي شيبة 8/ 692 - 693، ومسلم (2255)، وأبو عوانة -كما في "إتحاف المهرة" 6/ 190 - 191 - من طرق عن سفيان، بهذا الإسناد.

وأخرجه الحميدي (809)، والبخاري في "الأدب المفرد"(799)، ومسلم (2255)، والنسائي في "الكبرى"(10836)، وأبو عوانة -كما في "إتحاف المهرة" 6/ 191 - وابن حبان (5782)، والطبراني في "الكبير"(7238)، =

ص: 224

19477 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ حُسَيْنٍ الْمُعَلِّمِ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ الشَّرِيدِ، عَنْ أَبِيهِ الشَّرِيدِ بْنِ سُوَيْدٍ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرْضٌ لَيْسَ لِأَحَدٍ فِيهَا شَرِيكٌ، وَلَا قَسْمٌ إِلَّا الْجِوَارَ؟ قَالَ:" الْجَارُ أَحَقُّ بِسَقَبِهِ مَا كَانَ "(1).

= والبيهقي في "الكبرى" 10/ 226 - 227 من طرق عن سفيان، به. لم يذكروا يعقوب بنَ عاصم.

قال الشافعي: استماع الحُداء ونشيدُ الأعراب لا بأس به، قَلَّ أو كثُر، وكذلك استماع الشعر.

وسلف برقم (19457).

(1)

حديث صحيح، وهو مكرر (19461) غير شيخ أحمد، فهو هنا يحيى ابن سعيد، وهو القطان.

ص: 225

‌حَدِيثُ مُجَمِّعِ بْنِ جَارِيَةَ الْأَنْصَارِيِّ

(1)

19478 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يزِيْدٍ (2) الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ مُجَمِّعِ بْنِ جَارِيَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَيَقْتُلَنَّ ابْنُ مَرْيَمَ الدَّجَّالَ بِبَابِ لُدٍّ " أَوْ " إِلَى جَانِبِ لُدٍّ "(3).

(1) سلفت ترجمة مجمع بن جارية قبل الحديث (15466).

(2)

في النسخ: زيد، والمثبت من الروايات الأخرى للحديث، وانظر التعليق على قوله: عبد الله بن يزيد في الحديث (15466). وجاء في هامش (س) ما نصه: قوله: عن عبد الله بن زيد. كذا. وفي نسختين: عن عبد الرحمن بن يزيد الأنصاري.

(3)

حديث صحيح لغيره، وهو مكرر (15469) سنداً ومتناً.

ص: 226

‌حَدِيثُ صَخْرٍ الْغَامِدِيِّ

(1)

19479 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ حَدِيدٍ، عَنْ صَخْرٍ الْغَامِدِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اللهُمَّ بَارِكْ لِأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا ". قَالَ: وَكَانَ إِذَا بَعَثَ سَرِيَّةً، أَوْ جَيْشًا، بَعَثَهُمْ مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ. قَالَ: وَكَانَ صَخْرٌ رَجُلًا تَاجِرًا، فَكَانَ يَبْعَثُ تِجَارَتَهُ مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ، قَالَ: فَأَثْرَى، وَكَثُرَ مَالُهُ (2).

19480 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: يَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ أَنْبَأَنِي قَالَ: سَمِعْتُ عُمَارَةَ بْنَ حَدِيدٍ، رَجُلًا مِنْ بَجِيلَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ صَخْرًا الْغَامِدِيَّ: رَجُلًا مِنَ الْأَزْدِ يَقُولُ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " اللهُمَّ بَارِكْ لِأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا ". قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا بَعَثَ سَرِيَّةً، بَعَثَهُمْ مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ، وَكَانَ صَخْرٌ رَجُلًا تَاجِرًا، وَكَانَ لَهُ غِلْمَانٌ، فَكَانَ يَبْعَثُ غِلْمَانَهُ مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ. قَالَ: فَكَثُرَ مَالُهُ حَتَّى كَانَ لَا يَدْرِي أَيْنَ يَضَعُهُ (3).

19481 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ حَدِيدٍ الْبَجَلِيِّ

(1) سلفت ترجمة صخر الغامدي قبل الحديث (15438).

(2)

حديث ضعيف دون قوله: "اللهمَّ بارِك لأمتي في بكورها"، فهو حسن بشواهده. وهو مكرر (15443) سنداً ومتناً.

(3)

هو مكرر (15558) سنداً ومتناً، وانظر ما قبله.

ص: 227

عَنْ صَخْرٍ الْغَامِدِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" اللهُمَّ بَارِكْ لِأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا ". قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا بَعَثَ سَرِيَّةً بَعَثَهَا أَوَّلَ النَّهَارِ، وَكَانَ صَخْرٌ تَاجِرًا، فَكَانَ لَا يَبْعَثُ غِلْمَانَهُ إِلَّا مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ، فَكَثُرَ مَالُهُ حَتَّى كَانَ لَا يَدْرِي أَيْنَ يَضَعُهُ (1).

19482 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الْمَاجِشُونُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ وَهُوَ يَمُوتُ، فَقُلْتُ: أَقْرِئْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنِّي السَّلَامَ (2).

19483 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ، أَخْبَرَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ - قَالَ: وَكَانَ ثِقَةً، قَالَ: وَكَانَ الْحَكَمُ يَأْخُذُ عَنْهُ - عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: سُئِلَ عَنْ أَلْبَانِ الْإِبِلِ، فَقَالَ:" تَوَضَّؤُوا مِنْ أَلْبَانِهَا "، وَسُئِلَ عَنْ أَلْبَانِ الْغَنَمِ؟ فَقَالَ:" لَا تَوَضَّؤُوا مِنْ أَلْبَانِهَا "(3).

(1) هو مكرر (15438) سنداً ومتناً، ولم يرد هذا الحديث في (ظ 13)، وانظر ما قبله.

(2)

أثرٌ صحيح الإسناد، وهو مكرر (11660) غير شيخ أحمد، فهو هنا محمد بن مقاتل المَرْوَزيّ، وهو من رجال البخاري، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه ابن ماجه (1450) من طريق محمد بن عيسى، عن يوسف، به.

(3)

إسناده ضعيف، وهو مكرر (19097) سنداً ومتناً.

ص: 228

19484 -

حَدَّثَنَا (1) مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ حَمَّادٍ قَالَ: الْبَوْلُ عِنْدَنَا بِمَنْزِلَةِ الدَّمِ، مَا لَمْ يَكُنْ قَدْرَ الدِّرْهَمِ، فَلَا بَأْسَ بِهِ (2).

(1) لم يرد هذا الأثر في (ظ 13)، وهي أتقن النسخ. ولا ندري سبب إيراد هذه الفتوى في النسخ الأخرى من المسند وليست على شرطه؟

(2)

أثر صحيح الإسناد، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد -وهو ابنُ أبي سليمان- فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد" وأخرج له مسلم مقروناً بغيره، وأصحاب السنن، وقال الإمام الذهبي: ثقة إمام حجة، تفقه بإبراهيم النخعي وهو أنبلُ أصحابه وأفقهُهم وأقيسُهم وأبصرُهم بالمناظرة والرأي.

فأفقه أهل الكوفة علي وابن مسعود، وأفقه أصحابهما علقمة، وأفقه أصحابه إبراهيم، وأفقه أصحاب إبراهيم حماد بن أبي سليمان، وأفقه أصحاب حماد أبو حنيفة [الإمام]، وأفقه أصحابه أبو يوسف، وانتشر أصحاب أبي يوسف في الآفاق، وأفقُههم محمد بن الحسن، وأفقه أصحاب محمد أبو عبد الله الشافعي رحمهم الله تعالى.

ص: 229

‌حَدِيثُ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ

(1)

19485 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَمُوتُ مُسْلِمٌ إِلَّا أَدْخَلَ اللهُ عز وجل مَكَانَهُ النَّارَ يَهُودِيًّا أَوْ نَصْرَانِيًّا "(2).

(1) قال السندي: أبو موسى الأشعري، هو عبدُ الله بن قيس، أشعري مشهور باسمه وبكنيته معاً، قدم المدينة بعد فتح خيبر، واستعمله النبيُّ صلى الله عليه وسلم على بعض اليمن، كزَبِيد وعَدَن وأعمالهما، واستعمله عمرُ على البصرة بعد المغيرة، فافتتح الأهواز، ثم أصبهان، ثم استعمله عثمانُ على الكوفة، ثم كان أحدَ الحكمين بصفِّين، ثم اعتزل الفريقين، وجاء أنه كتب عمرُ في وصيَّتِه [الآتية برقم (19490)] لا يُقَرُّ لي عاملٌ أكثر من سنة، وأقِرُّوا الأشعريَّ أربع سنين.

وكان حسنَ الصوت بالقرآن، وفي الصحيح المرفوع [البخاري (5048)، ومسلم (793)]: "لقد أُوتي مزماراً من مزامير آل داود".

وهو الذي فَقَّهَ أهلَ البصرة وأقرأهم. وقيل: قضاةُ الأمة أربعة: عُمر، وعلي، وأبو موسى، وزيدُ بن ثابت، وجاء أنه كان له سراويلُ يلبسه بالليل مخافةَ أن يتكشَّف.

جاء أنه مات سنة [خمسين وقيل بعدها] وهو ابن نيِّف وستين، واختلفوا هل مات بالكوفة أو بمكة.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم -وقد أخرجه في "صحيحه"- رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أن البخاريَّ أعلَّه في "التاريخ الكبير" بالاختلاف =

ص: 230

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= فيه على أبي بردة، وأشار إلى ذلك البيهقي في "الشُّعب" 1/ 342. لكنَّ لفظَه هذا رواه عن أبي بردة سبعةُ رواة لم يختلفوا عليه فيه، كما سيرد. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث، وهمَّام: هو ابن يحيى العَوْذي، وقتادة: هو ابن دِعامة السَّدوسي ..

وأخرجه مسلم (2767)(50) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، بهذا الإسناد. وقرن بسعيد بن أبي بُردة عونَ بنَ عُتبة.

وأخرجه الطيالسي (499)، ومسلم (2767)(50) من طريق عفّان بن مسلم، وأبو يعلى (7281) عن هدبة، ثلاثتهم عن همام، بهذا الإسناد، وقرن مسلم بسعيد بن أبي بُردة عوناً، وسقط من مطبوع الطيالسي اسمُ قتادة.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 38 - ومن طريقه العُقيلي في "الضعفاء" 4/ 400 - 401 - من طريق يحيى بن زكريا، وأبو يعلى (7267 - 7268) من طريق عبد الرحمن بن سعيد بن أبي بردة، ورواه إسماعيل ابن محمد بن جُحَادة -فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 7/ 206 - عن موسى الجهني، ثلاثتهم عن سعيد بن أبي بردة، به.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 38، والطبراني في "مسند الشاميين"(2554)، والبيهقي في "البعث والنشور"(93) من طريق عبد الملك ابن عمير، وعبدُ الله بنُ أحمد في "السنّة"(276)، وأبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة" 10/ 97) من طريق فرات بن سليمان، كلاهما عن أبي بردة، به.

وسيرد بهذا اللفظ من طريق عون بن عتبة برقم (19486)، ومن طريق محمد بن المنكدر برقم (19650)، ومن طريق عمارة القرشي برقم (19654)، ومن طريق طلحة بن يحيى التيمي برقم (19670) أربعتهم عن أبي بردة، به. وسيرد كذلك من طريق بُريد بن عبد الله بن أبي بُردة، عن أبي بردة، برقم (19600)، لكن اختُلف فيه على بريد.

فهؤلاء سبعةُ رواة رَوَوْا عن أبي بُردة، عن أبي موسى هذا الحديث، لم =

ص: 231

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= يختلفوا عليه فيه، ولذلك أخرجه مسلم في "صحيحه"، وهذا ما أشار إليه البيهقي في "شُعب الإيمان" عقب الحديث (378) بقوله: حديثُ أبي بردة، عن أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم قد صحَّ عند مسلم بن الحجاج وغيره، رحمهم الله. قلنا: وهو هذا الحديث في الفداء، والظاهر أن مسلماً انتقاه من الرواية المطولة، التي فيها زيادة:"إن أمتي أمة مرحومة، جعل اللهُ عذابَها بأيديها". وسترد برقم (19658)، وفي إسنادها مبهم، وسترد هذه الزيادة فقط برقم (19678)، وسنبسط الحديث عنها هناك.

وأخرجه مسلم (2767)(51)، وأبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة" 10/ 97)، والحاكم في "المستدرك" 4/ 252 - 253، والبيهقي في "البعث والنشور"(98) من طريق أبي رَوْح حَرَميِّ بنِ عُمارة، عن شدّاد أبي طلحة الراسبي، عن غيلان بن جرير، عن أبي بُردة، به، بلفظ:"يجيءُ يومَ القيامة ناسٌ من المسلمين بذنوب أمثال الجبال، فيغفرها الله لهم، ويضعُها على اليهود والنصارى" فيما أحسب أنا. قال أبو رَوْح: لا أدري ممن الشكّ. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، فتعقَّبه الذهبي بأن شداداً له مناكير، ولم يتعقبه بأن مسلماً قد أخرجه.

وضعَّفه كذلك البيهقي، فقال: وأما حديث شداد أبي طلحة الراسبي عن غيلان بن جرير، فهذا حديث شكَّ فيه راويه، وشدّاد أبو طلحة ممن تكلَّم أهل العلم بالحديث فيه، وإن كان مسلم بنُ الحجاج استشهد به في كتابه، فليس هو ممن يُقْبَلُ ما يُخالِف فيه، والذين خالفوه في لفظ الحديث عدد، وهو واحد، وكل واحد ممن خالفه أحفظ منه، فلا معنى للاشتغال بتأويل ما رواه، مع خلافِ ظاهرِ ما رواه للأصول الصحيحة الممهَّدة في {ألَّا تَزِرُ وازرةٌ وِزْرَ أخرى} [النجم: 38]. والله أعلم.

قلنا: وضعَّفه أيضاً الحافظُ في "الفتح" 11/ 398، وأعلَّه بغَيلان بن جرير، ثم ذكر أن روايته هذه أوَّلَها النوويُّ تبعاً لغيره

ثم ذكر تأويله.

قال البخاري: والخبرُ عن النبي صلى الله عليه وسلم في الشفاعة، وأنَّ قوماً يُعذَّبون، ثم =

ص: 232

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= يخرجون، أكثرُ وأَبْيَنُ وأشهر.

فقال البيهقي بعد أن نقل كلام البخاري، وذكر تصحيح مسلم لحديث الفداء؛ قال: وذلك (يعني حديث الفداء) لا يُنافي حديث الشفاعة، فإن حديث الفداء، وإن ورد مورد العموم في كل مؤمن، فيحتمل أن يكون المرادُ به كلَّ مؤمن قد صارت ذنوبُه مكفَّرةً بما أصابه من البلايا في حياته، ففي بعض ألفاظه:"إن أمتي أمةٌ مرحومة؛ جعل الله عذابها بأيديها، فإذا كان يومُ القيامة دفع اللهُ إلى كل رجل من المسلمين رجلاً من أهل الأديان، فكان فداءَه من النار". وحديث الشفاعة يكون فيمن لم تَصِرْ ذنوبُه مكفَّرةً في حياته، ويُحتمل أن يكون هذا القولُ لهم في حديث الفداء بعد الشفاعة، والله أعلم.

ونقل كلامَ البيهقي الحافظُ في "الفتح" 11/ 398، ثم قال: وقال غيره: يُحتمل أن يكون الفداء مجازاً عما يدلُّ عليه حديثُ أبي هريرة [عند البخاري (6569)] بلفظ: "لا يدخل الجنةَ أحدٌ إلا أُرِيَ مقعدَه من النار لو أساء ليزداد شكراً، ولا يدخلُ النارَ أحدٌ إلا أُرِيَ مقعدَه من الجنة لو أحسنَ ليكون عليه حسرة"، فيكون المرادُ بالفداء إنزالَ المؤمن في مقعد الكافر من الجنة الذي كان أُعِدَّ له، وإنزالَ الكافر في مقعد المؤمن الذي كان أُعِدَّ له، وقد يُلاحظُ في ذلك قوله تعالى:{وتلك الجنةُ التي أُورثتموها بما كنتم تعملون} [الزخرف: 72]، وبذلك أجاب النووي تبعاً لغيره.

وسيرد الحديث بالأرقام (19486) و (19560) و (19600) و (19650) و (19654) و (19655) و (19658) و (19670) و (19675) و (19678).

وانظر حديث جابر (14722)، وحديث البراء بن عازب (17614).

وأحاديث الشفاعة التي أشار إليها البخاري سلفت من حديث أبي هريرة برقم (7717)، وحديث أبي سعيد الخدري برقم (11533)، وحديث أنس برقم (12153)، وحديث جابر برقم (14312).

ص: 233

19486 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ وَعَوْنِ بْنِ عُتْبَةَ أَنَّهُمَا شَهِدَا أَبَا بُرْدَةَ يُحَدِّثُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِهَذَا الْحَدِيثِ. قَالَ عَوْنٌ: فَاسْتَحْلَفَهُ بِاللهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَهُ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمْ يُنْكِرْ ذَلِكَ سَعِيدٌ عَلَى عَوْنٍ أَنَّهُ اسْتَحْلَفَهُ (1).

19487 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ (2)، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، إِنَّ الْمَعْرُوفَ وَالْمُنْكَرَ خَلِيقَتَانِ يُنْصَبَانِ لِلنَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَأَمَّا الْمَعْرُوفُ فَيُبَشِّرُ أَصْحَابَهُ، وَيُوعِدُهُمُ الْخَيْرَ، وَأَمَّا الْمُنْكَرُ، فَيَقُولُ: إِلَيْكُمْ إِلَيْكُمْ. وَمَا يَسْتَطِيعُونَ لَهُ إِلَّا لُزُومًا "(3).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر ما قبله، غير أنه قرن هنا بسعيد بن أبي بردة عونَ بنَ عتبة، وهو عونُ بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، ثقة، من رجال مسلم وأصحاب السنن.

وأخرجه مسلم (2767)(50) من طريق عبد الصمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 38، والبيهقي في "شعب الإيمان"(376) من طريق محمد بن سنان العَوَقِيّ، وأبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة" 10/ 97) من طريق عمرو بن عاصم، كلاهما عن همَّام، به.

(2)

في (ق) و (م)، ونسخة في هامش (س)، و"أطراف المسند": همَّام، وهو خطأ، والمثبت من (س) و (ص) و (ظ 13).

(3)

رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أن الحسن -وهو ابن أبي الحسن البصري- لم يسمع من أبي موسى، فيما ذكر أبو حاتم وأبو زرعة -كما في "المراسيل" ص 39 - 40، وعليُّ بنُ المديني كما في "جامع التحصيل" ص 195. عبدُ الصمد: هو ابنُ عبد الوارث، وهشام: هو ابن أبي عبد الله الدَّستَوائي، وقَتَادة: هو ابن دِعامة السَّدوسي. =

ص: 234

19488 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ يَعْنِي ابْنَ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا لَيْثٌ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَاةً ثُمَّ قَالَ: " عَلَى مَكَانِكُمْ اثْبُتُوا ". ثُمَّ أَتَى الرِّجَالَ، فَقَالَ:" إِنَّ اللهَ عز وجل يَأْمُرُنِي أَنْ آمُرَكُمْ أَنْ تَتَّقُوا اللهَ تَعَالَى، وَأَنْ تَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ". ثُمَّ تَخَلَّلَ إِلَى النِّسَاءِ، فَقَالَ لَهُنَّ: " إِنَّ اللهَ عز وجل

= وأخرجه البيهقي في "شُعب الإيمان"(11180) من طريق عبد الصمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (535)، والحسين المروزي في زوائده على "الزهد" لابن المبارك (980)، وابنُ أبي الدنيا في "قضاء الحوائج"(15)، والبزار (3296)(زوائد)، والطبراني في "الأوسط"(8920) من طرق عن هشام، به.

قال البزار: لا نعلمه يُروى عن أبي موسى مرفوعاً إلا بهذا الإسناد.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/ 262 ونسبه لأحمد والبزار والطبراني، وذكر أن رجال أحمد والبزار رجال الصحيح.

وأخرجه الطبراني في "مكارم الأخلاق" من طريق سعيد بن بشير، عن قتادة، به. وقال: فسَّر أهلُ العلم قوله صلى الله عليه وسلم: خليقتان: يعني ثوابَهما.

قال السندي: قوله: خليقتان، أي: مخلوقتان، ولعل التأنيث باعتبار الموصوف الصورة.

يُنصبان: على بناء المفعول.

ويُوعدهم: من الإيعاد، وفيه أنه يستعمل الإيعاد في الخير كما يستعمل فيه الوعد.

إليكم إليكم، أي: تبعَّدوا عني، وهو اسم فعل؛ بمعنى يُبعدهم المنكر عن نفسه، وهم لا يقدرون أن يُفارقوه.

ص: 235

يَأْمُرُنِي أَنْ آمُرَكُنَّ أَنْ تَتَّقُوا اللهَ وَأَنْ تَقُولُوا (1) قَوْلًا سَدِيدًا ". قَالَ: ثُمَّ رَجَعَ حَتَّى أَتَى الرِّجَالَ (2)، فَقَالَ: " إِذَا دَخَلْتُمْ مَسَاجِدَ الْمُسْلِمِينَ وَأَسْوَاقَهُمْ وَمَعَكُمُ النَّبْلُ، فَخُذُوا بِنُصُولِهَا، لَا تُصِيبُوا بِهَا أَحَدًا، فَتُؤْذُوهُ أَوْ تَجْرَحُوهُ " (3).

(1) ضبب فوق كلمتي: "تتقوا" و"تقولوا" في (ظ 13)، إذ الجادة فيهما:"تَتَّقين" و"تَقُلْن"، كما في الرواية الآتية برقم (19703). وانظر قول السندي.

(2)

في (ظ 13): ثم رجع إلى الرجال، وهو لفظ الرواية (19703).

(3)

قوله منه: "إذا دخلتم مساجد المسلمين" إلى آخر الحديث، صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف ليث -وهو ابن أبي سُليم- وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث.

والقسم الأول منه في وصية الرجال والنساء بالتقوى: أخرجه ابنُ أبي حاتم -فيما ذكره ابنُ كثير في تفسير قوله تعالى: {اتقوا اللهَ وقُولُوا قولاً سديداً} [الأحزاب: 70]- من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، والبزار (3217)"زوائد" من طريق محمد بن عبد الرحمن الطُّفاوي، كلاهما عن ليث، بهذا الإسناد.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 7/ 94، وزاد نسبته إلى الطبراني، وأورده كذلك 10/ 233، وقال: وفيه ليث بن أبي سُليم، وهو مدلِّس، وبقية رجال أحمد رجال الصحيح.

وأورده السيوطي في "الدر المنثور" في تفسير قوله تعالى من سورة الأحزاب: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا اللهَ وقُولُوا قولاً سديداً} وزاد نسبته إلى ابن مردويه.

وقولُه منه: "إذا دخلتم مساجد المسلمين

":

أخرج نحوه الطيالسي (520) عن أبي بكر الهُذلي، عن أبي بردة، به.

وسيرد بالأرقام (19500) و (19545) و (19577) و (19674) =

ص: 236

19489 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حِدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، قَالَ: حُدِّثْتُ عَنِ الْأَشْعَرِيِّ أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " اللهُمَّ إِنِّي أَسْتَغْفِرُكَ لِمَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ، وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ، إِنَّكَ أَنْتَ الْمُقَدِّمُ، وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ، وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ "(1).

= و (19754).

وسيكرر الحديث بتمامه برقم (19703).

وفي باب قوله: "إذا دخلتم مساجد المسلمين وأسواقهم

" عن جابر، سلف برقمي (14310) و (14980).

وعن أبي بكرة سيرد 5/ 41 - 42.

وانظر حديث أبي هريرة السالف برقمي (7476) و (8212).

قال السندي: قوله: يأمرني أن آمركن، أي: وآمر الرجال، ولهذا قيل: أن تتقوا الله؛ بخطاب الذكور تغليباً لهم على النساء. والله أعلم.

(1)

حديث صحيح، شيخُ ابنِ بُريدة -وإن كان مبهماً- متابع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عبدُ الصمد: هو ابنُ عبد الوارث بن سعيد العنبري، وحسين: هو ابنُ ذكوان المعلِّم، وابنُ بُريدة: هو عبد الله.

وأخرجه الحاكم 1/ 511 من طريق أبي قِلابة الرَّقاشي -وهو عبد الملك بن محمد بن عبد الله- عن عبد الصمد، بهذا الإسناد، غير أنه جعله من رواية ابن بُريدة عن أبي موسى الأشعري، دون واسطة، فصحَّحه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. والذي يغلب على الظن أن الخطأ الواقع في إسناده بحذف الواسطة بين ابن بُريدة وأبي موسى إنما هو من أبي قِلابة الرَّقاشي، فقد قال الدارقطني فيه: صدوق كثير الخطأ من الأسانيد والمتون، كان يحدِّث من حفظه، فكثُرت الأوهامُ منه.

وأخرجه البخاري بإثر الحديث (6398)، ومسلم (2719)(70)، والطبراني في "الدعاء"(1795) من طريق عبيد الله بن معاذ، عن أبيه معاذ =

ص: 237

19490 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ فِي وَصِيَّتِهِ: أَنْ لَا يُقَرَّ لِي عَامِلٌ أَكْثَرَ مِنْ سَنَةٍ، وَأَقِرُّوا الْأَشْعَرِيَّ - يَعْنِي أَبَا مُوسَى - أَرْبَعَ سِنِينَ (1).

= ابن معاذ العنبري، عن شعبة، عن أبي إسحاق السَّبيعي، عن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، مطولاً بلفظ الرواية الآتية برقم (19738)، وهي من طريق السَّبيعي.

وأخرجه البخاري في "صحيحه"(6398)، وفي "الأدب المفرد"(688)، ومسلم (2719)، وابن حبان (957) من طريق عبد الملك بن الصَّبَّاح، عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن ابن أبي موسى، عن أبيه، به، مطولاً كذلك، ونبسط الحديث عن إبهام ابن أبي موسى في هذا الإسناد في الرواية (19738).

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(5820) من طريق محمد بن عبد الواحد ابن عنبسة بن عبد الواحد، قال: حدثني عنبسة بن عبد الواحد، عن نُصَير بن الأشعث، عن أبي إسحاق، عن أبي تميمة الهُجَيمي، عن أبي موسى، به. قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن نُصير بن الأشعث إلا عنبسة، تفرد به ولدُه عنه. قلنا: وفي المطبوع تصحيف يُصحح من هنا.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/ 209، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح، إلا أن ابن بُريدة، قال: حُدثت عن الأشعري.

وسيرد برقم (19738).

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7913)، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.

(1)

أثر ضعيف الإسناد لضعف مجالد، وهو ابن سعيد، وهُشَيْمٌ -وهو ابن بشير- مدلِّس، وقد عنعن، والشعبي -وهو عامر بن شَراحيل- لم يدرك عمر.

وأخرج ابن سعد 4/ 109 عن مالك بن إسماعيل النهدي، عن حِبَّان -وهو ابن علي العَنَزي- عن مجالد، عن الشعبي أن عمر أوصى أن يترك أبو موسى =

ص: 238

19491 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي (1)، حَدَّثَنَا لَيْث، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا مَرَّتْ بِكُمْ (2) جِنَازَةُ يَهُودِيٍّ أَوْ نَصْرَانِيٍّ أَوْ مُسْلِمٍ فَقُومُوا لَهَا، فَلَسْتُمْ لَهَا تَقُومُونَ، إِنَّمَا تَقُومُونَ لِمَنْ مَعَهَا مِنَ الْمَلَائِكَةِ "(3).

= بعده سنة. يعني على عمله. قلنا: وحبّان ضعيف أيضاً.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 9/ 360، وقال: رواه أحمد بإسناد حسن! إلا أن الشعبي لم يسمع من عمر، رضي الله عنه.

(1)

قوله: قال: حدثنا أبي. استدرك من (ظ 13). وسقط من باقي النسخ.

(2)

في (ظ 13): بك.

(3)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ليث -وهو ابن أبي سُليم- وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد، وأبو بردة: هو ابن أبي موسى الأشعري.

واختُلف فيه على ليث بن أبي سليم:

فرواه عبدُ الوارث، كما في هذه الرواية، وشيبان النحوي كما في الرواية الآتية برقم (19705) عنه، عن أبي بردة، به.

ورواه حسانُ بنُ إبراهيم، كما عند الحازمي في "الاعتبار" ص 91 عنه، عن أبي إسحاق، عن أبي بردة، بزيادة أبي إسحاق.

وقوله: "إذا مرت بكم جنازة فقوموا لها" له شاهد من حديث جابر بن عبد الله عند البخاري (1311) قال: مرَّ بنا جنازة، فقام لها النبي صلى الله عليه وسلم، فقمنا به، فقلنا: يا رسول الله، إنها جنازة يهودي! قال:"إذا رأيتم الجنازة فقوموا".

وآخر من حديث عبد الله بن عمرو أنه سأل رجلٌ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، تمر بنا جنازة الكافر، أفنقوم لها؟ قال:"نعم قوموا لها، فإنكم لستم تقومون لها، إنكم تقومون إعظاماً للذي يقبض النفوس". وقد سلف =

ص: 239

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= برقم (6573).

وثالث من حديث عامر بن ربيعة مرفوعاً عند البخاري (1308) بلفظ: "إذا رأى أحدكم جنازة فإن لم يكن ماشياً معها، فليقم حتى يُخَلِّفها أو تُخَلِّفه، أو توضع من قبل أن تخلفه".

ورابع من حديث أبي هريرة قال: مُرَّ على رسول الله صلى الله عليه وسلم بجنازة، فقال:"قوموا، فإن للموت فَزَعاً" وسلف برقم (7860).

وخامس من حديث أبي سعيد الخدري عند البخاري (1310)، وسلف برقم (11195).

وقوله: "فلستم لها تقومون، إنما تقومون لمن معها من الملائكة":

له شاهد من حديث أنس عند النسائي في "المجتبى" 4/ 47 - 48 أخرجه عن إسحاق -وهو ابن راهويه- عن النضر -وهو ابن شُميل- عن حماد بن سلمة، عن قتادة، عنه، أن جنازة مرت برسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام، فقيل: إنها جنازة يهودي! فقال: "إنما قمنا للملائكة" وأخرجه الحاكم في "المستدرك" 1/ 357 من طريق النضر بن شميل (تحرف فيه إلى إسماعيل)، بهذا الإسناد، وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه بهذا اللفظ، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا.

وانظر حديث يزيد بن ثابت السالف برقم (19453).

وقد اختلف في هذه الروايات تعليلُ القيام للجنازة، وجمع الحافظ ابن حجر بينها في "الفتح" 3/ 180، فقال: لأن القيام للفَزَع من الموت فيه تعظيم لأمر الله، وتعظيم للقائمين بأمره في ذلك، وهم الملائكة.

وسيرد برقم (19705) ما يدل على نسخ القيام من حديث علي رضي الله عنه، وأشرنا إلى ذلك عند حديث عبد الله بن عمرو (6573)، ونقلنا عن الحافظ الاختلاف في أصل المسألة، فراجعه، وانظر "الفتح" 3/ 180 - 181.

قال السندي: قوله: فقوموا لها؛ اللام بمعنى في، أي: قوموا في وقت مرورها بكم. =

ص: 240

19492 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ حِطَّانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الرَّقَاشِيِّ، عَنِ الْأَشْعَرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ الْهَرْجَ ". قَالُوا: وَمَا الْهَرْجُ؟ قَالَ: " الْقَتْلُ ". قَالُوا: أَكْثَرُ مِمَّا نَقْتُلُ؟ إِنَّا لَنَقْتُلُ كُلَّ عَامٍ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ أَلْفًا. قَالَ: " إِنَّهُ لَيْسَ بِقَتْلِكُمُ الْمُشْرِكِينَ، وَلَكِنْ قَتْلُ بَعْضِكُمْ بَعْضًا ". قَالُوا: وَمَعَنَا عُقُولُنَا يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: " إِنَّهُ لَتُنْزَعُ عُقُولُ أَهْلِ ذَلِكَ الزَّمَانِ، وَيُخْلُفُ لَهُ هَبَاءٌ مِنَ النَّاسِ، يَحْسِبُ أَكْثَرُهُمْ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ، وَلَيْسُوا عَلَى شَيْءٍ ". قَالَ عَفَّانُ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ أَبُو مُوسَى: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا أَجِدُ لِي وَلَكُمْ مِنْهَا مَخْرَجًا إِنْ أَدْرَكَتْنِي (1) وَإِيَّاكُمْ، إِلَّا أَنْ نَخْرُجَ مِنْهَا كَمَا دَخَلْنَا فِيهَا، لَمْ (2) نُصِبْ مِنْهَا دَمًا وَلَا مَالًا (3).

= وقوله: لستم لها؛ اللام فيه للتعليل، أي: لأجلها، فلا يتوهم المنافاة.

(1)

في (ظ 13): أدركني.

(2)

في (ظ 13): ما لم.

(3)

مرفوعه صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد -وهو ابن جُدعان- وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير حمّادِ بن سلمة، وحِطّان بنِ عبد الله الرَّقاشي، فمن رجال مسلم، وروى البخاري لحماد بن سلمة تعليقاً، وهما ثقتان. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث، وعفّان: هو ابن مسلم الصَّفَّار.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 12 عن حَجَّاج -وهو ابن مِنهال- عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد، ولم يَسُقْ لفظه.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(118) من طريق عبد الرحمن بن =

ص: 241

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= مَغْراء، وأبو يعلى (7234) من طريق يحيى بن سعيد الأموي، كلاهما عن أبي بُردة بُريد بن عبد الله بن أبي بُردة، عن جدّه أبي بُردة، عن أبي موسى، به. مختصراً. لفظ البخاري:"لا تقوم الساعة حتى يَقْتُل الرجلُ جارَه وأخاه وأباه" ولفظُ أبي يعلى: قال صلى الله عليه وسلم: "إن بين يدي الساعة الهَرْجَ، قلنا: وما الهرجُ؟ قال: القتلُ القتلُ، حتى يقتل الرجلُ جاره وابن عمه وأباه" قال: فرأينا من قتل أباه زمان الأزارقة.

ورواه بنحوه مطولاً إيادُ بنُ لَقِيط، واختُلف عليه فيه:

فرواه عبدُ الغفار بن القاسم، عنه، عن قَرَظَة بن حسان، عن أبي موسى، عند أبي يعلى (7228).

ورواه عبيدُ الله بن إياد، عن أبيه إياد، يذكر عن حذيفة، وهو عند أحمد 5/ 389 عن يحيى بن أبي بكير، عن عبيد الله بن إياد، به.

قلنا: عبد الغفار بن القاسم ذكره الذهبي في "الميزان"، وقال: قال علي ابن المديني: كان يضع الحديث، وقال يحيى بن معين: ليس بشيء، وقال البخاري: ليس بالقوي عندهم. قلنا: وضعّفه أئمةُ الجرح والتعديل. فالصوابُ أن الحديث حديثُ حذيفة غير أن إسناده منقطع، إياد بن لقيط لم يدرك حذيفة ابن اليمان.

وأورد حديثَ أبي يعلى هذا الهيثميُّ في "مجمع الزوائد" 7/ 324، وعزاه إلى الطبراني فقط، وقال: وفيه مَنْ لم يُسَمَّ. ولم يذكر الاختلاف فيه، وقال أيضاً: في الصحيح طرف منه.

وسيرد مطولاً ومختصراً بالأرقام (19497) و (19499) و (19630) و (19636)، وسيكرر برقم (19717).

وسلف مختصراً من حديث ابن مسعود وأبي موسى برقم (3695)، وذكرنا هناك حديث الباب.

قال السندي: قوله: الهَرْج، بفتح فسكون.

أكثر مما نقتل: أكثر: بالرفع، أي: أيُقتل أكثرُ مما نقتله من الكفرة، =

ص: 242

19493 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللهِ هِيَ الْعُلْيَا، فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ عز وجل "(1).

= فقوله: نقتل، بالنون، على بناء الفاعل، والمقدر بالياء على بناء المفعول.

بقتلكم: بزيادة الباء في خبر ليس.

ويخلف: كينصر، أي: يقوم له.

هباء، أي: أراذل، وهو في الأصل الغبار المنبثّ.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. زهير: هو ابن معاوية، ومنصور: هو ابن المعتمر، وشقيق: هو ابن سلمة أبو وائل الكوفي.

وأخرجه أبو عوانة 5/ 76 - 77 من طريق أحمد بن يونس، عن زهير، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (123)، ومسلم (1904)(151)، وأبو عوانة 5/ 76 من طريق جرير، وأبو عوانة كذلك من طريق زائدة، والدارقطني في "العلل" 7/ 228 من طريق سفيان، ثلاثتهم عن منصور، به.

وأخرجه الطيالسي (488)، وابنُ أبي عاصم في "الجهاد"(243) من طريق حماد بن سلمة، عن عاصم، عن أبي وائل، به.

وسيأتي بالأرقام (19543) و (19596) و (19631) و (19739) و (19740).

وفي الباب عن عمر مرفوعاً بلفظ: "إنما الأعمال بالنية .. " سلف برقم (168).

وعنه كذلك مرفوعاً بلفظ: "من قُتل أو مات في سبيل الله، فهو في الجنة" سلف ضمن حديث برقم (285).

وعن أبي هريرة أن رجلاً قال: يا رسول الله، الرجل يريد الجهاد في سبيل الله وهو يبتغي عَرَضَ الدنيا؟ فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "لا أجر له

" وسلف برقم (7900). =

ص: 243

19494 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، قَالَ: قَالَ أَبُو مُوسَى: لَقَدْ ذَكَّرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ صَلَاةً كُنَّا نُصَلِّيهَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، إِمَّا نَسِينَاهَا، وَإِمَّا تَرَكْنَاهَا عَمْدًا، يُكَبِّرُ كُلَّمَا رَكَعَ، وَكُلَّمَا رَفَعَ، وَكُلَّمَا سَجَدَ (1).

= وعنه أيضاً بلفظ: "إن أول الناس يقضى فيه يوم القيامة ثلاثةٌ: رجلٌ استُشهد، فأُتي به، فعرَّفه نعمه، فَعَرَفها، فقال: فما عملت فيها؟ قال: قاتلتُ حتى قُتِلتُ، قال كذبت، ولكنك قاتلتَ ليُقال: هو جريء، فقد قيل، ثم أُمر به، فَسُحِب على وجهه، حتى أُلقي النار

" وسلف برقم (8277).

وعن معاذ بن جبل بلفظ: "وأما من غزا فخراً ورياءً وسمعة، وعصى الإمام، وأفسد في الأرض، فإنه لم يرجع بالكفاف" وسيرد 5/ 234.

وعن عبادة بن الصامت مرفوعاً بلفظ: "من غزا في سبيل الله وهو لا ينوي في غَزاته إلا عقالاً، فله ما نوى" وسيرد 5/ 315 و 320 و 329.

وعن أبي أمامة عند النسائي في "المجتبى" 6/ 24 قال: جاء رجل، فقال: يا رسول الله، أرأيتَ رجلاً غزا يلتمس الأجر والذكر ما له؟ قال:"لا شيء له"، فأعادها ثلاثاً، كل ذلك يقول:"لا شيء له" ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصاً، وابتُغي به وجهه". وجَوَّدَ إسناده الحافظُ في "الفتح" 6/ 28.

وانظر حديث عبد الله بن عمرو السالف برقم (6577).

قال السندي: قوله: فهو في سبيل الله، أي: مقاتل فيها، أي: لا بدّ في كون القتال في سبيل الله من حسن النية.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد اختُلف فيه على أبي إسحاق، وهو السَّبيعي.

فرواه إسرائيل -وهو ابن يونس بن أبي إسحاق- كما في هذه الرواية، =

ص: 244

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وعند البزار (535)"زوائد"، وأبو أحمد الزبيريُّ عند البزار (535) كذلك، وأسدُ بنُ موسى كما عند الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 221، وسفيانُ الثوري كما عند الدارقطني في "العلل" 7/ 224، أربعتهم عن أبي إسحاق السبيعي، بهذا الإسناد.

ورواه عمارُ بنُ رُزَيق كما سيرد في الرواية (19498)، وأبو بكر بن عيّاش وأبو الأحوص -كما سنذكر في تخريجها- عن أبي إسحاق، عن بريد بن أبي مريم، عن أبي موسى.

ورواه زهير بن معاوية، كما سيرد في الرواية (19722) عن أبي إسحاق، عن بريد بن أبي مريم، عن رجل من تميم، عن أبي موسى. قال الدارقطني في "العلل" 7/ 224: والصوابُ قولُ زهير.

ورواه سلمةُ بنُ صالح، عن أبي إسحاق، عن أبي موسى، لم يذكر بينهما أحداً. وسلمةُ بنُ صالح قال أبو داود والنسائي: متروك الحديث.

ورواه أبو رزين عن أبي موسى، واختُلف عنه:

فرواه إبراهيم بن مهدي -وهو المصيصي- عن أبي حفص الأبّار، عن الأعمش، عن أبي رزين، عن أبي موسى.

ورواه أبو معاوية كما عند ابن أبي شيبة 1/ 240 عن الأعمش، عن أبي رزين، عن علي موقوفاً. قال الدارقطني: وهو المحفوظ.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/ 131، ونسبه للبزار -وفاته أن ينسبه لأحمد- وقال: ورجاله ثقات.

وأورده الحافظ في "الفتح" 2/ 270، وصحح إسناده، ولم يذكر الاختلاف فيه على أبي إسحاق.

وسيرد بالأرقام (19498) و (19585) و (19691) و (19722).

وفي الباب: عن ابن عباس، سلف برقم (3294).

وعن ابن مسعود، سلف برقم (3660).

وعن ابن عمر، سلف برقم (5402). =

ص: 245

19495 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا مِنْ قُرَيْشٍ يُقَالُ لَهُ: أَبُو عَبْدِ اللهِ كَانَ يُجَالِسُ جَعْفَرَ بْنَ رَبِيعَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بُرْدَةَ الْأَشْعَرِيَّ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ أَعْظَمَ الذُّنُوبِ عِنْدَ اللهِ عز وجل أَنْ يَلْقَاهُ عَبْدٌ بِهَا بَعْدَ الْكَبَائِرِ الَّتِي نَهَى عَنْهَا أَنْ يَمُوتَ الرَّجُلُ وَعَلَيْهِ دَيْنٌ لَا يَدَعُ قَضَاءً "(1).

= وعن أبي هريرة، سلف برقم (7220).

وعن أنس، سلف برقم (12259).

وعن وائل بن حُجر، سلف برقم (18850).

وعن عمران بن حصين، سيرد 4/ 428.

وعن أبي مالك الأشعري، سيرد 5/ 342.

وانظر (15352).

قال السندي: قوله: ذكّرنا، من التذكير والحاصلُ أنهم أماتوا التكبير إلا ناساً منهم، كعلي رضي الله عنه، ثم أقام الله هذه السُّنَّةَ السَّنِيَّة، فلله الحمد. ومن هنا ظهر أنه لا اعتماد على عمل الناس في مقابلة الأحاديث، والله تعالى أعلم.

وانظر "الفتح" 2/ 270.

(1)

إسناده ضعيف لجهالة حال أبي عبد الله القرشي -ويقال: أبو عبيد الله، والأول أصحُّ فيما ذكر أبو حاتم- فقد تفرد بالرواية عنه سعيدُ بنُ أبي أيوب وحيوةُ بنُ شريح، فيما ذكر البخاري وابنُ أبي حاتم، وفات الذهبيَّ ذكرُ حيوةَ بنِ شريح، فقال في "الميزان": لا يُعرف، روى عنه سعيد بن أبي أيوب فقط. وبقيةُ رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الله بن يزيد: هو أبو عبد الرحمن القرشي المقرئ، وجعفر بن ربيعة (وليس هو من رجال الإسناد) هو ابن شرحبيل بن حسنة الكندي، أبو شرحبيل المصري.

وأخرجه المزي في "تهذيبه"(في ترجمة أبي عبد الله القرشي) من طريق =

ص: 246

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الإمام أحمد، بهذا الإسناد، وعنده: "مِنْ أَعْظَم الذنوب

".

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 9/ 53، والبيهقي في "شعب الإيمان"(5542) من طريق عبد الله بن يزيد، بهذا الإسناد. وسقط من إسناد مطبوع "التاريخ الكبير " سعيدُ بنُ أبي أيوب، وأبو عبد الله القرشي.

وأخرجه أبو داود (3342)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(5441) من طريق ابن وهب، عن سعيد بن أبي أيوب، به.

وفي الباب أحاديث تقويه:

منها عن ابن عمر، سلف برقم (5385) ولفظه:"من مات وعليه دين، فليس بالدينار ولا بالدرهم، ولكنها الحسنات والسيئات". وإسناده صحيح.

وعن أبي هريرة بلفظ: "نفس المؤمن مُعَلَّقَةٌ ما كان عليه دين"، سلف برقم (19659).

وعن جابر بن عبد الله، ذكر أن رجلاً تُوفي وعليه دين: ديناران، فتحملهما أبو قَتَادة، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"الآن برَّدْتَ عليه جلْدَه"، وسلف برقم (14536) وإسناده حسن.

وعن سمرة بن جُندب بلفظ: "إن صاحبكم محتبس على باب الجنة في دين عليه" وإسناده منقطع، وسيرد 5/ 11.

وعن محمد بن عبد الله بن جحش، يلفظ:"والذي نفسي بيده، لو أن رجلاً قُتل في سبيل الله، ثم أحيي، ثم قُتل ثم أُحيي، ثم قُتل وعليه دين، ما دخل الجنة حتى يُقضى عنه دينُه" وسيرد 5/ 289، وهذا لفظ النسائي.

وعن عبد الله بن جحش أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، ماذا لي إن قُتلتُ في سبيل الله عز وجل؟ قال:"الجنة". فلما ولّى قال: "إلا الدَّين، سارَّني به جبريل آنفاً" وسلف برقم (17253).

وعن قتادة أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم: أرأيتَ إنْ قُتلتُ في سبيل الله صابراً محتسباً، مُقبلاً غير مُدْبر، كَفَّر اللهُ به خطاياي؟

فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إن قُتلتَ في سبيل الله مُقبلاً غير مُدبر كَفَّر الله عنك خطاياك إلا الدَّين. كذلك قال =

ص: 247

19496 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ الرَّجُلُ: يُحِبُّ الْقَوْمَ وَلَمَّا يَلْحَقْ بِهِمْ؟ فَقَالَ: " الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ "(1).

= لي جبريل عليه السلام" وسيرد 5/ 297.

وعن أنس عند أبي يعلى (3477) أن النبي صلى الله عليه وسلم أُتي بجنازة، ليصلي عليها، فقال:"هل عليه دين؟ " قالوا: نعم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"إن جبريل نهاني أن أصلي على رجل عليه دين، وقال: إن صاحب الدَّين مُرْتَهَنٌ في قبره، حتى يُقضى عنه دينه". وإسناده ضعيف.

وانظر حديث سلمة بن الأكوع السالف برقم (16510).

وحديث عبد الرحمن بن أبي بكر السالف برقم (1707).

قال السندي: قوله: أن يلقاه، بدل من الذنوب.

أن يموت

إلخ خبر إنّ.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن عُبيد: هو الطَّنافِسي، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وشَقيق: هو ابن سلمة أبو وائل.

وأخرجه عبد بن حميد (552)، وهنّاد في "الزهد"(483)، ومسلم (2641)، وأبو عوانة -كما في "إتحاف المهرة" 10/ 29 - والبيهقيُّ في "الآداب"(217)، والبغوي في "شرح السنة"(3478) من طريق محمد بن عبيد، بهذا الإسناد. وقرن مسلمٌ بمحمد بن عبيد أبا معاوية الضرير.

وأخرجه أبو عوانة أيضاً، وأبو نعيمُ في "أخبار أصبهان" 1/ 264، والبيهقي في "شعب الإيمان"(497) من طريق محمد بن كُناسة، عن الأعمش، به، لكن فيه أن أبا موسى هو الذي سأل رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، والصوابُ روايةُ من ذَكَر أن رجلاً غيره هو الذي سأله، كما بين ذلك الحافظُ في "الفتح" 10/ 549.

وقد اختُلف فيه على الأعمش:

فرواه محمد بن عبيد كما في هذه الرواية، وسفيانُ الثوري كما في الروايات (19526) و (19533) و (19555)، وأبو معاوية كما في الرواية =

ص: 248

19497 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللهِ وَأَبُو مُوسَى جَالِسَيْنِ وَهُمَا يَتَذَاكَرَانِ الْحَدِيثَ، فَقَالَ أَبُو مُوسَى: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ أَيَّامٌ يُرْفَعُ فِيهَا الْعِلْمُ، وَيَنْزِلُ فِيهَا الْجَهْلُ، وَيَكْثُرُ فِيهَا الْهَرْجُ " وَالْهَرْجُ: الْقَتْلُ (1).

= (19628) عن الأعمش، عن أبي وائل، عن أبي موسى.

ورواه جرير بن عبد الحميد، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله بن مسعود، كما عند البخاري (6169) ثم قال البخاري: تابعه جرير بن حازم وسليمان بن قرم وأبو عوانة عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله. فذكر الحافظ أن هؤلاء جميعاً قالوا: عن عبد الله غير منسوب. قال الدارقطني في "العلل" 5/ 94: لعلهما صحيحان. وقال الحافظ في "الفتح" 10/ 558: صنيع البخاري يقتضي أنه كان عند أبي وائل عن ابن مسعود وأبي موسى جميعاً، وأن الطريقين صحيحان. وذكر أبو عوانة في "صحيحه" عن عثمان بن أبي شيبة أن الطريقين صحيحان.

قلنا: قد سلف من حديث شعبة عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله في مسند ابن مسعود برقم (3718)، وسيرد في مسند أبي موسى برقم (19629).

وذكرنا أحاديث الباب في مسند ابن مسعود.

وقد أورده السيوطي في "الأزهار المتناثرة في الأحاديث المتواترة"(61).

قال السندي: قوله: ولما يلحق، لمَّا نافية، أي: ما لحق بهم بالأعمال.

وانظر ما نقلناه عن السندي كذلك في هذا الحديث في مسند ابن مسعود السالف برقم (3718).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن عُبيد: هو الطّنافِسي، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وشقيق: هو ابن سلمة أبو وائل. =

ص: 249

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه أبو عوانة -كما في "إتحاف المهرة" 10/ 30 - من طريق محمد بن عبيد، بهذا الإسناد. قال الحافظ: لم يسنده محمد بن عبيد إلا عن أبي موسى حَسْب.

وأخرجه البخاري (7065)، ومسلم (2672) من طريق جرير بن عبد الحميد، والبخاري (7064) من طريق حفص بن غياث، كلاهما عن الأعمش، به.

وسيرد برقم (19630) من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، به.

وسلف في مسند ابن مسعود برقم (3615) من طريق وكيع، عن الأعمش، به، من حديث أبي موسى وابن مسعود. وفاتنا أن نذكر هناك أنه أخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد" ص 64، وأبو عوانة -كما في "إتحاف المهرة"- من طريق عبيد الله بن موسى، وأبو نعيم في "الحلية" 4/ 112 من طريق سفيان الثوري، كلاهما عن الأعمش، به، من حديثهما.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(317) من طريق عُبيد الله بن عمرو -وهو الرقي- عن زيد بن أبي أُنيسة، عن عَبِيدة -وهو ابن عمرو السَّلْماني- عن أبي وائل، قال: جلس ابنُ مسعود وعبدُ الله بن قيس في ناحية من المسجد الأيمن، فقال ابن مسعود: حدِّثْنا يا أبا موسى، حدِّثْنا عن الأيام التي سمعتَ من رسول الله صلى الله عليه وسلم تكون بين يدي الساعة، فقال أبو موسى: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول

فذكره بنحوه.

وقد ذكر الدارقطني في "العلل" 5/ 144 أن أصحاب الأعمش يروونه عن الأعمش، عن أبي وائل، عن أبي موسى. قال: وهو الصحيح، وخالفه الحافظ في "الفتح" 13/ 8، فذكر أنه قد اتفق كثر الرواة عن الأعمش على أنه عن عبد الله وأبي موسى معاً.

قلنا: الذين رووه عن الأعمش من حديث أبي موسى فحسب -مما وقفنا عليه- هم المذكورون آنفاً: محمد بن عبيد الطنافسي، وجرير، وحفص بن غياث، وأبو معاوية. أما الذين رووه عنه من حديث عبد الله وأبي موسى معاً، =

ص: 250

19498 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، يَعْنِي ابْنَ آدَمَ، حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ رُزَيْقٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ بُرَيدَ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنِ الْأَشْعَرِيِّ، قَالَ: لَقَدْ ذَكَّرَنَا ابْنُ أَبِي طَالِبٍ وَنَحْنُ بِالْبَصْرَةِ صَلَاةً كُنَّا نُصَلِّيهَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُكَبِّرُ إِذَا سَجَدَ وَإِذَا قَامَ، فَلَا أَدْرِي أَنَسِينَاهَا أَمْ تَرَكْنَاهَا عَمْدًا (1).

19499 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ يُونُسَ وَثَابِتٍ وَحُمَيْدٍ وَحَبِيبٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ حِطَّانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ

= فهم وكيع، وعبيد الله بن موسى، وعبد الله بن نمير، وسفيان الثوري، وزائدة، وأبو أسامة حماد بن أسامة، ويعلى بن عبيد، وهم أكثر عدداً كما ذكر الحافظ.

وسلف مطولاً برقم (19492) بإسناد ضعيف.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد اختُلف فيه على أبي إسحاق، وهو السبيعي. وبسطنا الاختلاف فيه في الرواية (19494).

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 241 مطولاً بذكر السلام على يمينه ويساره، وابن ماجه (917) مختصراً بذكر السلام حسب من طريق أبي بكر بن عياش، ورواه أبو الأحوص -فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 7/ 223 - كلاهما عن بُريد بن أبي مريم، بهذا الإسناد.

وسيرد برقم (19722) من طريق زهير بن معاوية، عن أبي إسحاق، عن بريد بن أبي مريم، عن رجل، عن أبي موسى، وهو الصواب، كما ذكر الدارقطني.

وسلف برقم (19494).

ص: 251

السَّاعَةِ ". فَذَكَرَ نَحْوًا مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الصَّمَدِ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: قَالَ أَبُو مُوسَى: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَا أَجِدُ لِي وَلَكُمْ إِنْ أَدْرَكْتُهُنَّ إِلَّا أَنْ نَخْرُجَ مِنْهَا كَمَا دَخَلْنَاهَا لَمْ نُصِبْ فِيهَا دَمًا وَلَا مَالًا (1).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم، وروى له البخاري تعليقاً، يونُس شيخ أحمد: هو ابن محمد المُؤَدّب، ويونُس شيخُ ابنِ سلمة هو ابن عُبيد، وثابت: هو البناني، وحميد: هو الطويل، وحبيب: هو ابن الشهيد الأزدي البصري، والحسن: هو البصري.

غير أنه قد اختُلف فيه على الحسن البصري:

فرواه حماد بن سلمة كما في هذه الرواية، من حديث الحسن، عن حِطّان ابن عبد الله الرقاشي، عن أبي موسى. قال البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 12: ولم يصح حِطّان.

ورواه إسماعيلُ ابنُ عُلَيَّة وغيره، كما سيرد في الرواية (19636) عن يونس، عن الحسن، عن أَسيد بن المتشمس، عن أبي موسى. قال الدارقطني: في "العلل" 7/ 237: والمحفوظُ قولُ من قال: عن الحسن، عن أَسِيد بن المُتَشمس. ثم قال: ومن قال: عن الحسن، عن حطان، فقولُه غير مدفوع، يحتمل أن يكون أخذه عنهما جميعاً.

وأخرجه ابن حبان (6710)، والبيهقي في "الدلائل" 6/ 528 - 529 من طريق يونس بن محمد المؤدب، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 12 عن موسى -وهو ابن إسماعيل التبوذكي- عن حماد بن سلمة، عن يونس بن عبيد وحميد الطويل، عن الحسن، عن حطان، به، وذكر أنه لم يصح حطان، كما سلف.

واختُلف فيه على حميد الطويل:

فرواه معتمر عند البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 12، والحاكم في =

ص: 252

19500 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا مَرَرْتُمْ بِالسِّهَامِ فِي أَسْوَاقِ الْمُسْلِمِينَ أَوْ فِي مَسَاجِدِهِمْ، فَأَمْسِكُوا بِالْأَنْصَالِ لَا تَجْرَحُوا بِهَا أَحَدًا "(1).

19501 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ لَعِبَ بِالْكِعَابِ، فَقَدْ عَصَى اللهَ وَرَسُولَهُ "(2).

= "المستدرك" 4/ 520 - 521 عن الحسن، عن حطان، عن أبي موسى موقوفاً. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي!

ولتمام تخريجه انظر الرواية (19636).

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف ليث -وهو ابن أبي سُلَيم- وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام، وسفيان: هو الثوري.

وهو في "مصنف" عبد الرزاق (1735).

وسيرد بإسناد صحيح بالأرقام (19545) و (19577) و (19674).

وسلف مطولاً برقم (19488).

(2)

حديث حسن، وهذا إسناد اختُلف فيه على سعيد بن أبي هند:

فرواه ابنُه عبدُ الله بن سعيد بن أبي هند، كما في هذه الرواية، عنه، عن رجل، عن أبي موسى.

ورواه أسامةُ بن زيد الليثي كما في الرواية (19521)، وموسى بنُ ميسرة كما في الرواية (19551)، ونافع كما في الرواية (19580)، ويزيدُ بنُ الهاد كما عند الحاكم في "المستدرك" 1/ 50 عن سعيد بن أبي هند، عن أبي =

ص: 253

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= موسى، لم يذكروا الرجل بينهما.

واختُلف فيه على أسامةَ بنِ زيد الليثي:

فرواه وكيع كما في الرواية (19521)، وابنُ وهب كما عند ابن عبد البَرّ في "التمهيد" 13/ 174، وأبو أسامة حمادُ بنُ أسامة كما عند البيهقي في "الشعب"(6498)، و"الآداب"(771) عنه، عن سعيد بن أبي هند، عن أبي موسى.

وخالفهم ابنُ المبارك، فرواه كما في الرواية (19522) عن أسامة، عن سعيد بن أبي هند، عن أبي مرّة مولى عقيل، عن أبي موسى. بزيادة أبي مرة بين سعيد وأبي موسى. قال الدارقطني في رواية ابن المبارك هذه في "العلل" 7/ 240: وهو أشبه بالصواب، والله أعلم. ثم قال فيه 7/ 242: وهو الصحيح.

قلنا: نخشى أن يكون أسامةُ بنُ زيد الليثي قد اضطرب فيه، لأن الذين رووه عنه بذكر الرجل بين سعيد وأبي موسى، وبِتَرْك ذِكْره، كُلُّهم ثقات، غير أن الذين لم يذكروه عنه أكثر، وحينئذ فلا يُفرح بتصحيح الدارقطني للإسناد الذي ذُكر فيه أبو مُرَّة مولى عقيل، على أنه قد نُكر فيه على الشك، ففيه: عن أبي مُرَّة مولى عقيل، فيما أعلم. وقد قال عبدُ الله بن أحمد بن حنبل: سألتُ أبي عن أسامة بن زيد الليثي، فقال: نظرةٌ في حديثه يتبينُ لك اضطرابُ حديثه.

قلنا: فيترجّح إسنادُ الجماعة، وهم: موسى بنُ ميسرة، ونافعٌ، ويزيدُ ابنُ الهاد في روايته عن سعيد بن أبي هند عن أبي موسى، لم يذكروا رجلاً بينهما، وهو ما رجَّحه البيهقيُّ في "السنن" 10/ 215، فقال: وهو أولى. قلنا: وهو على ذلك إسناد منقطع، لأن سعيد بن أبي هند لم يسمع أبا موسى، كما ذكر أبو حاتم -فيما نقله عنه ابنه في "المراسيل" ص 67 - والدارقطني في "العلل" 7/ 242.

ولا يبعد أن يكون عبدُ الله بنُ سعيد بن أبي هند قد وهم في ذكر الرجل =

ص: 254

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= في هذا الإسناد، لأنه -وإن كان ثقةً- قال فيه ابنُ حبان -فيما نقله عنه المِزّي-: يخطئ. وصرح الحاكمُ في "المستدرك" 1/ 50 أنه هو الذي وهم بذكر الرجل في هذا الإسناد. قلنا: وقد اختُلف عليه فيه أيضاً، فقد رواه موسى بنُ ميسرة عند ابن عبد البَرّ في "التمهيد" 13/ 174، و"الاستذكار" 27/ 129 عنه، عن أبيه سعيد، عن أبي موسى، دون ذكر الرجل.

وأخرجه الحاكم 1/ 50 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. وقال: وهذا مما لا يُوهن حديث نافع، ولا يُعلّله، فقد تابع يزيدُ بنُ عبد الله بن الهاد نافعاً على رواية سعيد بن أبي هند.

قلنا: يُريد بحديث نافع روايته عن سعيد بن أبي هند عن أبي موسى، ليس بينهما رجل. فقد ذهب الحاكم إلى ترجيح رواية نافع لمتابعة يزيد ابن الهاد له. وسترد رواية نافع برقم (19580).

وسيرد بإسناد يتقوى به في الرواية (19649).

وأخرجه عبد بن حميد (548) عن عبد الرزاق، به.

وسيرد بالأرقام (19521) و (19522) و (19551) و (19580) و (19649).

وفي الباب عن بُريدة مرفوعاً، بلفظ:"من لعب بالنردشير، فكأنما صَبَغَ يده في لحم خنزير ودمه " رواه مسلم (2260)، وسيرد 5/ 352 و 357 و 361.

وعن ابن مسعود، قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يكره عشر خلال، وذكر منها: والضربَ بالكِعاب. سلف برقم (3605) وإسناده ضعيف. والكِعابُ: جمع كعب، وهو الذي يُلعب به في النرد، وكَرِه هنا بمعنى حَرَّم.

وعن عبد الله بن مسعود كذلك بلفظ: "إياكم وهاتان الكعبتان الموسومتان، اللتان تزجران زجراً، فإنها ميسر العجم" سلف برقم (4263) وإسناده ضعيف، وصحّح الدارقطني وَقْفَه كما ذكرنا هناك.

وعن رجل من الصحابة، سيرد 5/ 370 بلفظ:"مثل الذي يلعب النرد، ثم يقوم فيصلي، مثل الذي يتوضأ بالقيح ودم الخنزير، ثم يقوم فيصلي". وفي إسناده مجهول. =

ص: 255

19502 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: رَفَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَرِيرًا بِيَمِينِهِ، وَذَهَبًا بِشِمَالِهِ، فَقَالَ:" أُحِلَّ لِإِنَاثِ أُمَّتِي، وَحُرِّمَ عَلَى ذُكُورِهَا "(1).

= وعن ابن عمر عند البيهقي 10/ 215 من طريق ابن وهب، عن معاوية بن صالح، عن يحيى بن سعيد، عن نافع، عنه كان يقول: النردُ هي الميسر. وإسناده صحيح.

وعن عثمان بن عفان عند البيهقي 10/ 215 من حديث زبيد بن الصلت أنه سمعه رضي الله عنه وهو على المنبر يقول: يا أيها الناس، إياكم والميسر، يُريد النَّرْد، فإنها قد ذُكرتْ لي أنها في بيوت ناس منكم، فمن كانت في بيته فليحرقها أو فيكسرها.

وعن ابن عمر عند ابن عبد البرّ في "الاستذكار" 27/ 130 من رواية يحيى ابن سعيد، قال: دخل عبدُ الله بن عمر داره، فإذا أناسٌ يلعبون فيها بالنرد، فصاح ابنُ عمر، وقال: ما لِداري يلعبون فيها بالأَرْن؟! قال: وكانت النرد تُدعى في الجاهية بالأَرْن.

قال ابنُ عبد البَرّ: وقال عثمان بن أبي سليمان: أول من قدم بالنرد إلى مكة أبو قيس بنُ عبد مناف بن زهرة، فوضعها بفناء الكعبة، فلعب بها، وعلَّمها.

وقال في "التمهيد" 13/ 175: وهذا الحديث يُحرّم اللعب بالنرد جملة واحدة، لم يَستثن وقتاً من الأوقات، ولا حالاً من حال، فسواء شغل النَّردُ عن الصلاة أو لم يشغل

على ظاهر الحديث. والنرد هو الذي يُعرف بالطبل، ويُعرف بالكعاب، ويُعرف أيضاً بالأرن، ويُعرف أيضاً بالنردشير.

(1)

حديث صحيح بشواهده، وهذا إسنادٌ اختُلف فيه على عبد الله بن سعيد بن أبي هند:

فرواه عبد الرزاق كما في هذه الرواية عنه، عن أبيه سعيد بن أبي هند، عن رجل، عن أبي موسى. =

ص: 256

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= ورواه محمدُ بنُ جعفر كما عند الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 251، عنه، عن سعيد بن أبي هند، عن أبي موسى، لم يذكر الرجلَ بينهما. وهذا إسناد منقطعٌ، كما ذكرنا في الرواية السابقة (19501).

ورواه نافع عن سعيد بن أبي هند، واختُلف عنه.

وسنبسط الاختلاف عنه في الرواية التالية (19503). وانظر ما ذكرناه من الاختلاف على سعيد بن أبي هند في الرواية السابقة.

وسيرد بالأرقام (19503) و (19507) و (19515) و (19645).

وانظر (19718).

وفي الباب عن علي بن أبي طالب، قال: إن نبي الله صلى الله عليه وسلم أخذ حريراً، فجعله في يمينه، وأخذ ذهباً فجعله في شماله، ثم قال:"إن هذين حرام على ذكور أمتي" وسلف برقم (935)، وإسناده ضعيف.

وعن عقبة بن عامر عند الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(416) و (4821) من طريق سعيد بن أبي مريم، عن يحيى بن أيوب، عن عمرو بن الحارث والحسن بن ثوبان، عن هشام بن أبي رُقَيَّة، عن عقبة بن عامر، مرفوعا بلفظ:"الحرير والذهب حرام على ذكور أمتي حِلٌّ لإناثهم" وإسناده حسن من أجل هشام بن أبي رُقَيَّة، روى عنه جمع، ووثَّقه العجلي، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وهو من رجال "التعجيل"، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير يحيى بن أيوب، فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاري متابعةً، وفيه كلام ينزله عن رتبة الصحيح، والحسن بن ثوبان فمن رجال النسائي وابن ماجه، وهو صدوق، ثم هو متابع. وسلف بنحوه في مسند أحمد 4/ 156 من طريق ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، به.

وعن عبد الله بن عمرو عند ابن أبي شيبة 8/ 352، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4819) بلفظ رواية أحمد، وفي إسناده الإفريقي -وهو عبد الرحمن بن زياد بن أنعم- وشيخه عبد الرحمن بن رافع ضعيفان، وحديثهما حسن في الشواهد. =

ص: 257

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وعن عمر بن الخطاب عند البزار (3005)"زوائد"، والطبراني في "الأوسط"(3629)، وفي "الصغير" (464) بمثله. قال البزار: لا نعلم رواه بهذا السند إلا عمرو بن جرير، وهو لين الحديث. وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن إسماعيل ابن أبي خالد إلا عمرو بن جرير، تفرد به داود بن سليمان.

وعن ابن عباس عند البزار (3006)"زوائد"، والطبراني في "الكبير"(10889)، بمثله، وفي إسناده إسماعيل بن مسلم، وهو ضعيف. قال البزار: إسماعيل ضعيف، وقد روي هذا من غير وجه، وأسانيدها متقاربة. وأخرجه الطبراني أيضاً (11333) بمثله، وفي إسناده محمد بن الفضل بن عطية، ضعّفوه.

وعن زيد بن أرقم عند الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4820)، و"شرح معاني الآثار" 4/ 251، والعقيلي في "الضعفاء" 1/ 174، والطبراني في "الكبير"(5125) بمثله، أورده الهيثمي في "المجمع" 5/ 143، وقال: وفيه ثابت بن زيد بن ثابت بن أرقم، وهو ضعيف. قلنا: قال ابن حبان: كان الغالب على حديثه الوهم، فلا يحتج به إذا انفرد. قلنا: ولم ينفرد بهذا الحديث، فله شواهد كثيرة. وفي إسناده أُنيسة بنت زيد بن أرقم، مجهولة. قال العقيلي: وهذا يروى بغير هذا الإسناد بأسانيد صالحة.

وعن واثلة عند الطبراني في "الكبير" 22/ 234، بمثله، وفي إسناده محمد ابن عبد الرحمن المقدسي القشيري، متروك الحديث.

وعن معاوية، سلف برقم (16833)، وإسناده حسن، وانظر تخريجه هناك.

وأحاديث الباب في تحريم الذهب على الرجال ذكرناها بإثر تخريج حديث ابن مسعود (3582).

وأحاديث الباب في تحريم الحرير ذكرناها بإثر تخريج حديثي أبي سعيد الخدري (11179) ومعاوية (16833).

وقد أورد الغماري هذا الحديث في زياداته على "الأزهار المتناثرة في الأحاديث المتواترة" ص 111، وذكر روايته عن سبعة عشر صحابياً سمَّاهم. =

ص: 258

19503 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أُحِلَّ الذَّهَبُ وَالْحَرِيرُ لِلْإِنَاثِ مِنْ أُمَّتِي، وَحُرِّمَ عَلَى ذُكُورِهَا "(1).

= وانظر تخريج الرواية (19515).

وانظر "نصب الراية" 4/ 222 - 225.

قال ابن شاهين في "ناسخ الحديث ومنسوخه" ص 446 - ونقله السندي في حاشيته على النسائي 8/ 157 - : وكان في أول الإسلام يلبس الرجالُ الخواتيمَ الذهب وغير ذلك، وكان الحظرُ قد وقع على الناس كلهم، ثم أباحه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم للنساء دون الرجال، فصار ما كان على النساء من الحظر مباحاً لهم، فنَسخت الإباحةُ الحظرَ.

قلنا: ومن الأحاديث المنسوخة التي وقع الحظر فيها على الناس كلهم -فيما ذكر ابنُ شاهين- حديثُ عبد الله بن عمرو السالف برقم (6556) بلفظ: "من لبس الذهب من أمتي فمات وهو يلبسه حرم الله عليه ذهب الجنة، ومن لبس الحرير من أمتي، فمات وهو يلبسه، حرَّم الله عليه حرير الجنّة".

وذكر ابنُ شاهين مما نُسِخَ أيضاً حديث أبي هريرة السالف برقم (8416) بلفظ: "من أحب أن يُطَوِّق حبيبه طوقاً من نار، فليطوقه طوقاً من ذهب

"، وسيرد في مسند أبي موسى الأشعري برقم (19718)، ونتكلم عليه هناك.

(1)

حديث صحيح بشواهده، وهذا إسناد اختُلف فيه على نافع:

فرواه أيوب السختياني كما في هذه الرواية، وعبد الله العمري، كما في الرواية (19507) -واختُلف عنهما- عن نافع، عن سعيد بن أبي هند، عن رجل من أهل البصرة، عن أبي موسى.

ورواه عبيدُ الله بنُ عمر كما في الروايتين (19515) و (19645)، وعبدُ الله بن نافع كما عند الطيالسي (506) عنه، عن سعيد بن أبي =

ص: 259

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= هند، عن أبي موسى. لم يذكر الرجل بينهما.

واختُلف فيه عن أيوب السختياني: فرواه معمر عنه بذكر الرجل بين سعيد وأبي موسى، كما في هذه الرواية، ورواه حمادُ بنُ زيد كما عند البيهقي 3/ 275 عن أيوب، فلم يذكر الرجل، ورواه سعيد بن أبي عروبة عنه، واضطرب فيه، فقد رواه يزيدُ بنُ هارون كما عند السهمي في "تاريخ جرجان"(234) عنه بذكر الرجل، ورواه عبدُ الأعلى بن عبد الأعلى السامي كما عند النسائي في "المجتبى" 8/ 161، و"الكبرى"(19433)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4824) عن سعيد بإسقاط الرجل، وكلاهما رويا عنه قبل الاختلاط.

واختُلف فيه عن عبد الله العمري:

فرواه سريج بن النعمان كما في الرواية (19507) عنه بذكر الرجل، ورواه ابنُ وهب في "جامعه" ص 102 بإسقاطه. وسُريج بنُ النعمان قال فيه أبو داود: ثقةٌ غلط في أحاديث. قلنا: ولعل هذا منها، ثم إن ابن وهب أوثقُ منه.

ولم يُختلف فيه عن عُبيد الله بن عمر في إسقاط الرجل من الإسناد، فقد رواه ابنُ عبد البر في "التمهيد" 14/ 243، و"الاستذكار" 26/ 205 من حديث يزيد بن زريع، وبشر بن المُفضّل، ومعتمر بن سليمان، ويحيى بن سعيد، وعبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، وأبي معاوية الضرير، وحماد بن مسعدة، كلهم عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن سعيد بن أبي هند، عن أبي موسى، وبذلك يترجَّحُ حديثُ عبيد الله بن عمر على حديث أيوب السختياني وعبدِ الله العمري، لا سيما وقد اختُلف عنهما فيه كما بيّنا، وقد قال ابنُ عبد البر في "التمهيد" 14/ 244: والصوابُ فيه عن عبيد الله (تحرف في المطبوع إلى عبد الله) ما رواه هؤلاء عنه. قلنا: ورجح روايتَه الطحاويُّ في "شرح مشكل الآثار" 12/ 312، ومن ثم فقولُ الدارقطني في رواية عبد الله العمري في "العلل" 7/ 241 - 242: وهو أشبه بالصواب، فيه نظر لما تقدم، واعتمادُه في تقوية رواية العمري على رواية أسامة بن زيد -وقد صححها، =

ص: 260

19504 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ حِطَّانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الرَّقَاشِيِّ، أَنَّ أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ صَلَّى بِأَصْحَابِهِ صَلَاةً، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَطَبَنَا، فَبَيَّنَ لَنَا سُنَّتَنَا، وَعَلَّمَنَا صَلَاتَنَا، فَقَالَ:" إِذَا صَلَّيْتُمْ، فَأَقِيمُوا صُفُوفَكُمْ، ثُمَّ لِيَؤُمَّكُمْ أَحَدُكُمْ ". فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1).

= وهي التي سترد برقم (19522) - فيه نظر كذلك، فإن أسامة قد اضطرب فيها، كما بينا في الرواية (19501)، فانظره لزاماً.

والحديثُ في "مصنف" عبد الرزاق (19930) ولم يرد في إسناده: "عن رجل" بين سعيد بن أبي هند وأبي موسى، مع أن عبد الحق ذكر أنه موجود في "مصنف" عبد الرزاق في هذا الإسناد، وذلك فيما حكاه عنه الحافظ في "التهذيب"، لكن يظهر أن سقط الرجل من إسناد "المُصَنَّف" قديم، فقد ردَّ الحافظُ على عبد الحق، فقال: ليست (يعني "عن رجل") في كتاب عبد الرزاق ولا غيره من حديث نافع.

قلنا: بل هي ثابتة عند أحمد عن عبد الرزاق، كما هو ظاهر في هذه الرواية، وأخرجها من طريق عبد الرزاق كذلك ابنُ عبد البر في "التمهيد" 14/ 244، وثمة أيضاً رواية أخرى لغير عبد الرزاق من حديث نافع، وفي إسنادها "عن رجل" سترد برقم (19507)، وقد عزى الحافظ لعبد الرزاق إسناداً آخر، ذكر فيه "عن رجل"، ولم نجده في "مصنفه"، وهو عند أحمد في الرواية (19105)، ولعلها من رواية عبد الرزاق خارج مصنفه.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، حِطّان بن عبد الله الرقاشي من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، ومعمر: هو ابن راشد، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي، ويونس =

ص: 261

19505 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى أَرْضِ قَوْمِي، فَلَمَّا حَضَرَ الْحَجُّ، حَجَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَحَجَجْتُ، فَقَدِمْتُ عَلَيْهِ وَهُوَ نَازِلٌ بِالْأَبْطَحِ، فَقَالَ لِي:" بِمَ أَهْلَلْتَ يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ قَيْسٍ؟ ". قَالَ: قُلْتُ: لَبَّيْكَ بِحَجٍّ كَحَجِّ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: " أَحْسَنْتَ ". ثُمَّ قَالَ: " هَلْ سُقْتَ هَدْيًا؟ " فَقُلْتُ: مَا فَعَلْتُ. فَقَالَ لِي: " اذْهَبْ، فَطُفْ بِالْبَيْتِ وَبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، ثُمَّ احْلِلْ ". فَانْطَلَقْتُ، فَفَعَلْتُ مَا أَمَرَنِي، وَأَتَيْتُ امْرَأَةً مِنْ قَوْمِي، فَغَسَلَتْ رَأْسِي بِالْخِطْمِيِّ، وَفَلَتْهُ، ثُمَّ أَهْلَلْتُ بِالْحَجِّ يَوْمَ التَّرْوِيَةِ، فَمَا زِلْتُ أُفْتِي النَّاسَ بِالَّذِي أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى تُوُفِّيَ، ثُمَّ زَمَنَ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه، ثُمَّ زَمَنَ عُمَرَ رضي الله عنه، فَبَيْنَا أَنَا قَائِمٌ عِنْدَ الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ أَوِ الْمَقَامِ أُفْتِي النَّاسَ بِالَّذِي أَمَرَنِي بِهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، إِذْ أَتَانِي رَجُلٌ، فَسَارَّنِي، فَقَالَ: لَا تَعْجَلْ بِفُتْيَاكَ، فَإِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ أَحْدَثَ فِي الْمَنَاسِكِ شَيْئًا.

= ابن جبير: هو أبو غلاب البصري.

وهو في "مصنف" عبد الرزاق (3065) ومن طريقه أخرجه مسلم (404)(64)، وأبو عوانة 2/ 129، وابن حبان -كما في "إتحاف المهرة" 10/ 19 - والبيهقي 2/ 96 و 140 - 141 و 377.

وسيرد بطوله في الرواية (19665).

وسيرد كذلك بالأرقام (19511) و (19595) و (19627) و (19723).

وسنذكر أحاديث الباب في الحديث (19665).

ص: 262

فَقُلْتُ: أَيُّهَا النَّاسُ، مَنْ كُنَّا أَفْتَيْنَاهُ فِي الْمَنَاسِكِ شَيْئًا، فَلْيَتَّئِدْ، فَإِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَادِمٌ، فَبِهِ فَائْتَمُّوا. قَالَ: فَقَدِمَ عُمَرُ رضي الله عنه، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، هَلْ أَحْدَثْتَ فِي الْمَنَاسِكِ شَيْئًا؟ قَالَ: نَعَمْ، إِنْ نَأْخُذَ بِكِتَابِ اللهِ عز وجل، فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالتَّمَامِ، وَإِنْ نَأْخُذَ بِسُنَّةِ نَبِيِّنَا صلى الله عليه وسلم، فَإِنَّهُ لَمْ يَحْلِلْ حَتَّى نَحَرَ الْهَدْيَ (1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. قيس بن مسلم: هو الجدلي أبو عمرو الكوفي.

وأخرجه البيهقي 5/ 20 من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (1559)، وأبو عوانة -كما في "إتحاف المهرة" 10/ 34 - ، والبغوي في "شرح السنة"(1889) من طريقين عن سفيان الثوري، به.

وأخرجه البخاري (4346)، ومسلم (1221)(156)، وأبو يعلى (7278)، والدولابي 1/ 57، وأبو عوانة -كما في "إتحاف المهرة" 10/ 34 - ، والبيهقي في "السنن" 4/ 338، وفي "الدلائل" 5/ 404، من طرق عن قيس ابن مسلم، به.

وأخرجه مسلم (1222)، والبزار في "المسند"(226)، والنسائي في "المجتبى" 5/ 153، و"الكبرى"(3715) من طريق شعبة، عن الحكم بن عتيبة، عن عمارة بن عمير، عن إبراهيم بن أبي موسى، عن أبي موسى، به، مختصراً.

وسيرد من طريق شعبة، عن قيس برقم (19534).

وسيكرر برقمي (19548) و (19671).

وسلف في مسند عمر (273) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، به. =

ص: 263

19506 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ حَرْمَلَةَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: أَمَانَانِ كَانَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم رُفِعَ أَحَدُهُمَا، وَبَقِيَ الْآخَرُ:{وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} [الأنفال: 33](1).

= وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4822)، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.

قال السندي: قوله: ثم احلل، أي: أمر بفسخِ الحج وجعله عمرة.

وفَلَتْه؛ في "المصباح": فَلَيْتُ رأسي فَلْيَاً من باب رمى: نقَّيته من القمل.

بالذي أمرني به، أي: بالتمتع.

فسارّني: بتشديد الراء، من السرّ، أي: تكلم معي سِرًّا.

فليتّئد: بتشديد التاء، أي: فلا يعجل في العمل بها.

فبه، أي: بأمير المؤمنين، لا بفتيانا.

بالتمام، بقوله:{وأتموا الحجَّ والعمرةَ لله} [البقرة: 196] ومن التمام إتيان كل منهما بسفر جديد.

فإنه لم يحلل

والمتمتع بالعمرة يحل قبل ذلك، فلذلك نهيتُ عن المتعة، والله تعالى أعلم.

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة محمد بن أبي أيوب، فقد تفرد بالرواية عنه حرملةُ بن قيس، ولم يؤثر توثيقُه عن غير ابن حبان، وهو من رجال "التعجيل". وحرملة بن قيس -وهو النخعي- قال أحمد: ما أرى بحديثه بأساً، وقال ابن معين: ثبتٌ، وهو من رجال "التعجيل" كذلك. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 32، والحاكم في "المستدرك" 1/ 542 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وتحرّف اسم محمد بن أبي أيوب في مطبوع "المستدرك" إلى عبيد بن أبي أيوب. وسكت عنه الحاكم والذهبي.

وأخرجه مرفوعاً الترمذي (3082)، وتمَّام الرازي في "فوائده"(1345) =

ص: 264

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= "الروض البسام" من طريق سفيان بن وكيع، عن عبد الله بن نمير، عن إسماعيل بن إبراهيم بن المهاجر، عن عبّاد بن يوسف، عن أبي بُردة بن أبي موسى، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنزل الله عليَّ أمانَيْنِ لأمتي: {وما كان اللهُ ليُعَذِّبَهُم وأنتَ فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون} فإذا مضيتُ تركتُ فيهم الاستغفار إلى يوم القيامة" قال الترمذي: هذا حديث غريب، وإسماعيلُ بنُ مهاجر يُضَعَّفُ في الحديث. قلنا: وسفيان بن وكيع ضعفوه، وقال ابنُ أبي حاتم: قيل لأبي زرعة: كان يُتَّهَمُ بالكذب؟ قال: نعم. وقال ابن حبان: ابتُلي بِوَرَّاقِ سوءٍ كان يُدخل عليه الحديثَ، وكان يثق به، فيجيب فيما يقرأ عليه، وقيل له بعد ذلك في أشياء منها فلم يرجع، فمن أجل إصراره على ما قيل له استحق الترك.

وقد صحَّ من حديث أبي موسى قولُه عليه الصلاة والسلام: "أنا أَمَنَةٌ لأصحابي" وسيرد برقم (19566).

وللحديث الموقوف شاهد من حديث أبي هريرة عند الحاكم 1/ 542 - ومن طريقه البيهقي في "شعب الإيمان"(654) - من طريق أسود بن عامر شاذان، عن حماد بن سلمة، عن أبي جعفر الخطمي، عن محمد بن كعب القُرظي، عنه رضي الله عنه قال: كان فيكم أمانان مضت إحداهما، وبقيت الأخرى، {وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون}. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه، وقد اتفقا على أن تفسير الصحابي حديث مسند. ووافقه الذهبي. قلنا: إنما هو صحيح فحسب، وليس على شرط مسلم، فأبو جعفر الخطمي -وهو عمير بن يزيد الأنصاري- لم يرو له مسلم -إنما روى له أصحاب السنن، وهو ثقة.

وآخر من حديث ابن عباس عند الطبري في "التفسير"(16000) في تفسير قوله تعالى: {وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم .. } ، والبيهقي في "السنن" 5/ 46، قال: كان فيهم أمانان: نبيُّ الله والاستغفارُ، قال: فذهب النبي صلى الله عليه وسلم، وبقي الاستغفار. وإسناده حسن من أجل أبي حذيفة موسى بن مسعود النهدي. =

ص: 265

19507 -

حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، يَعْنِي الْعُمَرِيَّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أُحِلَّ لِإِنَاثِ أُمَّتِي الْحَرِيرُ وَالذَّهَبُ، وَحُرِّمَ عَلَى ذُكُورِهَا "(1).

19508 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَخِيهِ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، قَالَ: قَدِمَ رَجُلَانِ مَعِي مِنْ قَوْمِي قَالَ: فَأَتَيْنَا إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَخَطَبَا، وَتَكَلَّمَا، فَجَعَلَا يُعَرِّضَانِ بِالْعَمَلِ، فَتَغَيَّرَ وَجْهُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَوْ رُئِيَ فِي وَجْهِهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّ أَخْوَنَكُمْ عِنْدِي مَنْ يَطْلُبُهُ، فَعَلَيْكُمَا (2) بِتَقْوَى اللهِ عز وجل ". قَالَ: فَمَا اسْتَعَانَ بِهِمَا عَلَى شَيْءٍ (3).

= وفي الباب عن فضالة بن عبيد مرفوعاً بلفظ: "العبد آمن من عذاب الله عز وجل ما استغفر الله عز وجل" وإسناده ضعيف، وسيود 6/ 20.

قال السندي: قوله: رُفع أحدهما، وهو الأمان بوجوده صلى الله عليه وسلم، فإنه قد رُفع بوفاته صلى الله عليه وسلم، وبقي الآخر، وهو الأمان بالاستغفار، وفيه حثٌّ للناس على الإكثار من الاستغفار، حيثُ ما بقي لهم إلا هذا الأمان، والله تعالى أعلم.

(1)

حديث صحيح بشواهده، وهذا إسناد اختُلف فيه على نافع، وقد بسطنا الاختلاف عليه في الرواية (19503).

وسلف برقم (19502).

(2)

في (م) و (ق): فعليكم.

(3)

إسناده ضعيف لإبهام أخي إسماعيل بن أبي خالد، قال المزي في "التحفة" 6/ 467: كان لإسماعيل ثلاثة إخوة: سعيد، وأشعث، ونعمان، وقد روى إسماعيل عنهم كُلِّهم، فالله أعلم أيهم هذا. قلنا: أما سعيد؛ فمن رجال =

ص: 266

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= التهذيب، وهو مقبول، وأما أشعث: فذكره ابن حبان في "الثقات" 4/ 30، وقال: روى عنه أخوه إسماعيل، وأما نعمان: فلم نجد من ترجم له، وجاء ذكره في بعض الروايات عند يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/ 188 و 189 و 271، وقد ذكر المزي أيضاً في "تهذيبه" أخاً رابعاً لإسماعيل، من شيوخه، وهو خالد بن أبي خالد، ولم نقع له على ترجمة كذلك. ثم إنه قد اختُلف فيه على إسماعيل، كما سيرد. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، وسفيان: هو الثوري، وإسماعيل بن أبي خالد: هو الأحمسي، وأبو بردة: هو ابن أبي موسى الأشعري.

وأخرجه ابن خزيمة -كما في "إتحاف المهرة" 10/ 64 - من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 82، والنسائي في "الكبرى"(5931) و (8746)، وأبو عوانة 4/ 351، وتمام في "فوائده"(906)(الروض البسام) من طرق، عن سفيان، به.

واختلف على إسماعيل فيه:

فأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 82 من طريق عمر بن علي، وأبو داود (2930) من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، كلاهما، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أخيه، عن بشر بن قرة، عن أبي بردة، به.

وأخرجه ابن خزيمة -كما في "إتحاف المهرة" 10/ 63 - من طريق قيس ابن الربيع، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن بشر بن قرة، عن أبي بردة، به. ولا ندري إن كان لفظ "عن أخيه" ذكر في الأصل بعد إسماعيل، وسقط من المطبوع؟

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 82 و 7/ 184، والنسائي في "الكبرى"(5932) من طريق عباد بن العوام، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أخيه، عن قرة بن بشر، عن أبي بردة، به.

وقال البخاري: وقال ابنُ طهمان: عن شعبة، عن إسماعيل، عن أبيه، =

ص: 267

19509 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حَسِبْتُهُ قَالَ: فِي حَائِطٍ - فَجَاءَ رَجُلٌ، فَسَلَّمَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" اذْهَبْ، فَأْذَنْ لَهُ، وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ ". فَذَهَبْتُ، فَإِذَا هُوَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه، فَقُلْتُ: ادْخُلْ، وَأَبْشِرْ بِالْجَنَّةِ، فَمَا زَالَ يَحْمَدُ اللهَ عز وجل حَتَّى جَلَسَ، ثُمَّ جَاءَ آخَرُ، فَسَلَّمَ، فَقَالَ:" ائْذَنْ لَهُ، وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ ". فَانْطَلَقْتُ، فَإِذَا هُوَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه، فَقُلْتُ: ادْخُلْ، وَأَبْشِرْ بِالْجَنَّةِ، فَمَا زَالَ يَحْمَدُ اللهَ عز وجل حَتَّى جَلَسَ، ثُمَّ جَاءَ آخَرُ، فَسَلَّمَ، فَقَالَ: " اذْهَبْ، فَأْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ

= عن بشر بن قرة، عن أبي بردة: جاء رجلان مع أبي موسى إلى النبي صلى الله عليه وسلم نحوه، ولا يصح فيه: عن أبيه.

وسيرد برقم (19666) بأتم منه، بلفظ:"إنا لا نستعمل على عملنا من أراده" وإسناده صحيح على شرط الشيخين.

وسيرد أيضاً مطولاً ومفرقاً ومختصراً بالأرقام: (19544)(19572)(19598)(19647)(19673)(19687)(19699)(19728)(19737)(19741)(19742).

وفي باب ذم الحرص على الإمارة عن أبي هريرة، سلف برقم (9791).

وعن عبد الرحمن بن سمرة، سيرد 5/ 62.

وعن أبي ذر سيرد 5/ 173.

قال السندي: قوله: فخطبا، أي: حمدا الله، وتشهدا بالشهادتين.

يُعَرّضان: من التعريض ممن يطلبه، أي: يطلب العمل، فإنه تعبٌ في الدنيا مع احتماله في الآخرة، فلا يرضى به إلا الخائن.

ص: 268

بِالْجَنَّةِ عَلَى بَلْوَى شَدِيدَةٍ ". قَالَ: فَانْطَلَقْتُ، فَإِذَا هُوَ عُثْمَانُ، فَقُلْتُ: ادْخُلْ، وَأَبْشِرْ بِالْجَنَّةِ عَلَى بَلْوَى شَدِيدَةٍ. قَالَ: فَجَعَلَ يَقُولُ: اللهُمَّ صَبْرًا، حَتَّى جَلَسَ (1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام، ومعمر: هو ابن راشد، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي، وأبو عثمان النهدي: هو عبد الرحمن بن مَلّ.

وهو في "فضائل الصحابة" للمصنف (208).

وهو في "مصنف" عبد الرزاق (20402) ومن طريقه أخرجه عبد بن حميد (555)، وأبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة" 10/ 43).

وأخرجه بتمامه ومختصراً البخاري (3695) و (7262)، ومسلم (2403)، والترمذي (3710)، وأبو عوانة، وابن حبان (6911)، والطبراني في "الكبير" من طريق أيوب السختياني، والبخاري أيضاً (3695)، وابن أبي خيثمة في "تاريخه"، وابن أبي عاصم في "السنة"(1450)، وأبو عوانة، وابن حبان (6910)، والطبراني في "الكبير" من طريق علي بن الحكم، وأبو عوانة من طريق عاصم الأحول وزياد بن أبي زياد الجصاص، والطبراني في "الأوسط"(2116) من طريق إسماعيل بن عمران خمستهم، عن أبي عثمان، به. وقرن البخاري بعلي بن الحكم عاصماً الأحول، وقال: وزاد فيه عاصم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قاعداً في مكان فيه ماء قد كشف عن ركبتيه -أو ركبته- فلما دخل عثمان غطاها.

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

وطرقُ ابن أبي خيثمة والطبراني ذكرها الحافظ في "تغليق التعليق" 4/ 67 - 68، وطرق أبي عوانة ذكرها في "إتحاف المهرة" 10/ 42 - 43.

وأخرجه البخاري في "الصحيح"(3674) و (7097)، وفي "الأدب المفرد"(1151)، ومسلم (2403)(29)، وابن أبي عاصم في "السنة"(1449) =

ص: 269

19510 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: سَلَّمَ عَبْدُ اللهِ بْنُ قَيْسٍ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنهما ثَلَاثَ مَرَّارٍ، فَلَمْ يُؤْذَنْ لَهُ، فَرَجَعَ، فَأَرْسَلَ عُمَرُ فِي إِثَرِهِ: لِمَ رَجَعْتَ؟ قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِذَا سَلَّمَ أَحَدُكُمْ ثَلَاثًا، فَلَمْ يُجَبْ فَلْيَرْجِعْ "(1).

= و (1460)، وبحشل في "تاريخ واسط" ص 229، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/ 388 - 389 من طريق سعيد بن المسيب، عن أبي موسى، به.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(1450) و (1451) و (1452)، وعبد الله بن أحمد في زوائده على "فضائل الصحابة"(289)، وأبو عوانة كما في "إتحاف المهرة" 10/ 25، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 58 من طرق عن أبي موسى، به.

وسيرد بالأرقام (19643) و (19644) و (19653).

وفي الباب عن عبد الله بن عمرو بن العاص، سلف برقم (6548)، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.

قال السندي: قوله: وبشِّره، بالتشديد، وأَبشر، بهمزة قطع.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، أبو نضرة -وهو المنذر بن مالك العبدي- من رجاله، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام، ومعمر: هو ابن راشد، وقد سمع من سعيد الجُريري -وهو ابن إياس- قبل الاختلاط، وتُوبع الجريري بأبي مسلمة سعيد بن يزيد كما سيرد.

وهو في "مصنف" عبد الرزاق (19423) مطولاً، ومن طريقه أخرجه أبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة" 5/ 420 - 421)، والبيهقي في "السنن" =

ص: 270

19511 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ حِطَّانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا قَالَ الْإِمَامُ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقُولُوا: رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ، يَسْمَعِ اللهُ عز وجل لَكُمْ، فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى قَضَى عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ "(1).

= 7/ 97 - 98، والبغوي في "شرح السنة" (3318). قال البغوي: هذا حديث متفق على صحته.

وأخرجه مسلم (2153)(35)، وأبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة" 5/ 420)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1579) و (1580) من طريق شعبة، والترمذي (2690) بنحوه من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، كلاهما عن الجريري، به. وقرن شعبةُ بالجُريري سعيدَ بن يزيد أبا مسلمة، قال الترمذي: هذا حديث حسن. وسيرد من طريق أبي مسلمة برقم (19611).

وسيرد أيضاً بالأرقام (19556) و (19581) و (19677) و (19750).

وفي الباب عن أنس سلف برقم (12406).

وانظر حديث أبي سعيد الخدري، السالف برقم (11029).

قال السندي: قوله: فلم يُجَبْ، على بناء المفعول، من الإجابة.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (19504).

قال السندي: قوله: يسمع الله لكم، أي: يقبل منكم حمدكم، ويستجيب دعاءكم، وحينئذ فيُحتملُ أن يكون الدعاء هو هذا الحمد، وقد تقدم وجهه بأن الثناء على الكريم من أحسن وجوه السؤال، أو دعاء آخر يكون في الصلاة أو غيرها.

قوله: فإن الله قضى

إلخ، دليل على الاستجابة بضم مقدمة أخرى، أي: وما قضى على لسانه، فهو حقٌّ وصِدق، والله تعالى أعلم.

ص: 271

19512 -

حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ جَدِّهِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ الْخَازِنَ الْأَمِينَ الَّذِي يُعْطِي مَا أُمِرَ بِهِ كَامِلًا مُوَفَّرًا طَيِّبَةً بِهِ نَفْسُهُ، حَتَّى يَدْفَعَهُ إِلَى الَّذِي أُمِرَ لَهُ بِهِ أَحَدُ الْمُتَصَدِّقِينَ "(1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 216، والبخاري (1438) و (3219)، ومسلم (1023)، وأبو داود (1684)، وأبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة" 10/ 63)، وابن حبان (3359)، والقُضاعي في "مسند الشهاب"(302)، والبيهقي في "السنن" 4/ 192، وفي "شعب الإيمان"(7695) من طريق حماد ابن أسامة، بهذا الإسناد. وسقط اسم أبي بردة من مطبوع "مسند الشهاب"، وفي مطبوع ابن أبي شيبة سقطٌ وتصحيف يُصحح من هنا.

وأخرجه أبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة"10/ 63)، والقُضاعي (303) من طريق أبي أحمد الزبيري، عن بريد، به.

وسيرد مطولاً برقمي (19624) و (19667).

ومطوله سيرد مقطعاً بالأرقام (19584) و (19625) و (19660) و (19661) و (19662) و (19663) و (19706) و (19730) و (19757).

وفي الباب عن عائشة عند البخاري (1437)، ومسلم (1024)، سيرد 6/ 99.

وعن جابر عند ابن عدي في "الكامل" 4/ 1505.

قال السندي: قوله: الذي يعطي ما أُمر به، أي: لا يعطي ما يريد ويشتهي.

مُوفَّراً: بفتح الفاء، من التوفير، أي: تاماً، فهو تأكيد "كاملاً".

طيبةً نفسه، أي: يكون راضياً بذلك، قال ذلك إذ كثيراً ما لا يرضى الإنسان بخروج شيء من يده، وإن كان ملكاً لغيره. والمنصوبات أحوال من =

ص: 272

19513 -

حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ، أَخْبَرَنَا ثَابِتُ بْنُ عُمَارَةَ الْحَنَفِيُّ، عَنْ غُنَيْمِ بْنِ قَيْسٍ، عَنِ الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " كُلُّ عَيْنٍ زَانِيَةٌ "(1).

= "ما أُمر به".

حتى يدفعه: مترتب على الأمانة، أي: فبسبب أمانته يصرفه في محله، أو هو غايةٌ لطيبِ نفسه به، أي: طابت به نفسه من حين أُمر إلى أن دفع في محلِّه.

أحدُ المتصدقين، أي: يُشارك صاحب المال في الصدقة، فيصيران متصدقَين، ويكون هو أحدهما، وهذا هو خبر إن.

(1)

إسناده جيد، ثابت بن عمارة: وثقه ابن معين والدارقطني وابن حبان، وقال أحمد والنسائي: لا بأس به. وقال البزار: مشهور، وقال الذهبي: صدوق، وتفرد أبو حاتم بقوله: ليس عندي بالمتين، وبقيةُ رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه ابن خزيمة (1681)، وابن حبان (4424)، والبيهقي في "السنن" 3/ 246، و"الشُّعَب"(7815)، و"الآداب"(758) من طريق النضر بن شميل، والبزار (1551)"زوائد" من طريق ابن أبي عدي، والقُضاعي في "مسند الشهاب"(203) من طريق محمد بن عبد الله الأنصاري، ثلاثتهم عن ثابت بن عمارة، بهذا الإسناد. وهو من طريق النضر بن شميل مطول بزيادة:"إذا استعطرت المرأة فخرجت على القوم ليجدوا ريحها .. " وسترد في الرواية (19578).

قال البزار: لا نعلم أحداً رواه بهذا اللفظ إلا أبو موسى، وثابت مشهور، روى عنه يحيى بن سعيد ومروان بن معاوية وابن أبي عدي وغيرهم.

وأخرجه ابن أبي شيبة 4/ 327 عن وكيع، والدارمي -مطولاً بالزيادة المذكورة آنفاً- عن أبي عاصم، كلاهما عن ثابت بن عمارة، به، موقوفاً. قال =

ص: 273

19514 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: اخْتَصَمَ رَجُلَانِ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي أَرْضٍ، أَحَدُهُمَا مِنْ أَهْلِ حَضْرَمَوْتَ، قَالَ: فَجَعَلَ يَمِينَ أَحَدِهِمَا (1)، قَالَ: فَضَجَّ الْآخَرُ، وَقَالَ: إِنَّهُ إِذًا (2) يَذْهَبُ بِأَرْضِي. فَقَالَ: " إِنْ هُوَ اقْتَطَعَهَا بِيَمِينِهِ ظُلْمًا، كَانَ مِمَّنْ لَا يَنْظُرُ اللهُ عز وجل إِلَيْهِ يَوْمَ

= البزار: وقال أبو عاصم: يرفعه بعض أصحابنا. قلنا: الذين رفعوه أربعة ثقات.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 6/ 256، وقال: رواه البزار والطبراني، ورجالهما ثقات.

وسيرد برقمي (19646) و (19748).

وفي الباب عن أبي هريرة بلفظ: "وزنى العين النظر" وإسناده صحيح على شرط الشيخين، سلف برقم (7719)، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.

قال السندي: قوله: "كلُّ عين زانيةٌ "، أي: كلُّ عين ناظرةٍ في الحرام زانيةٌ. أو المراد: كل عين يتأتَّى منها الزنى بالإمكان، والمراد أنَّ فعل العين إذا كان على غير وجهه فهو نوعٌ من الزنى.

وقال المناوي: كلُّ عين زانية: يعني كل عين نظرت إلى أجنبية عن شهوة فهي زانيةٌ، أي: أكثرُ العيون لا تنفكُّ مِنْ نظر غير مُستحسَنٍ ومُحرَّم، وذلك زناها، أي: فليحذر من النظر، ولا يَدَّعِ أحدٌ العصمةَ من هذا الخطر، فقد قال صلى الله عليه وسلم لعلي -مع جلالته-:"يا عليّ لا تُتبع النظرةَ النظرةَ". (قلنا: قوله: من نظر غير مستحسَن ومحرَّم: لم يقع مرتباً على الصواب في مطبوع "فيض

القدير").

(1)

في (ظ 13): فجعل يمين أحدهما للآخر.

(2)

كلمة "إنه" ليست في (ظ 13)، وكلمة "إذاً" ليست في (ق).

ص: 274

الْقِيَامَةِ، وَلَا يُزَكِّيهِ، وَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ ". قَالَ: وَوَرِعَ الْآخَرُ، فَرَدَّهَا (1).

(1) إسناده صحيح، ثابت بن الحجاج -وإن لم يرو عنه غيرُ جعفر بن برقان- وثقه ابنُ سعد، وأبو داود، والذهبيُّ، والحافظُ، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وبقيةُ رجاله رجال الشيخين غير جعفر بن برقان، فمن رجال مسلم، وروى له البخاري في "الأدب المفرد"، وهو ثقة. حسين بن علي: هو الجعفي، وأبو بُردة: هو ابن أبي موسى.

وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة 7/ 3 - 4، وعبد بن حميد (538)، ومحمد ابن عاصم في "جزئه"(13)، والبزار (1359)"زوائد"، وأبو يعلى (7274)، من طريق حسين بن علي، بهذا الإسناد.

قال البزار: لا نعلمه عن أبي موسى إلا من هذا الوجه، ولا روى ثابتٌ عن أبي بردة إلا هذا. قلنا: سقط من مطبوع "جزء محمد بن عاصم" اسمُ حسين الجعفي، ووقع في مطبوع عبد بن حميد زيادة: فقال الآخر: فلا أبالي. ولعله تصحيف عن: فلا أب لي. وإلا فهو يخالف سياق الحديث.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(1094) من طريق مسكين بن بكير، عن جعفر بن برقان، به. وقال لم يَرْوِ هذا الحديث عن أبي بردة إلا ثابت، تفرد به جعفر.

وذكره الهيثمي في "المجمع" 4/ 178، وزاد نسبته إلى الطبراني في "الكبير"، وقال: إسناده حسن.

وله شاهد من حديث وائل بن حجر عند مسلم (139).

وفي الباب عن ابن مسعود، سلف برقم (3576). وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.

ونزيد هنا: حديث سعيد بن زيد، سلف برقم (1641).

وانظر حديث أبي موسى الآتي برقم (19603).

وحديث أبي سُود الآتي 5/ 79. =

ص: 275

19515 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْحَرِيرُ وَالذَّهَبُ حَرَامٌ عَلَى ذُكُورِ أُمَّتِي، وَحِلٌّ (1) لِإِنَاثِهِمْ "(2).

= قال السندي: فجعل، أي: قضى بيمين المُنْكِر للمدعي، لعجزه عن البينة.

فضجَّ، أي: صاح، بتشديد الجيم، من الضجيج.

إنْ هو: إن شرطية.

ووَرِع: بكسر الراء، من الوَرَع، بفتحتين، بمعنى الاتقاء.

(1)

في (ظ 13) و (ص): حلٌّ (بدون واو)، وفي (ق): حُرم على ذكور أمتي، وأحل لإناثهم.

(2)

حديث صحيح بشواهده، وهذا إسناد منقطع، سعيد بن أبي هند لم يَلْقَ أبا موسى فيما ذكر أبو حاتم، كما في "المراسيل" لابنه ص 67، وذكرنا الاختلاف فيه على نافع في الرواية (19503). محمد بن عبيد: هو الطنافسي، وعبيد الله: هو ابن عمر العُمري، ونافع: هو مولى ابن عمر.

وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 14/ 244 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد، وسقط من المطبوع اسم محمد بن عبيد.

وأخرجه عبد بن حميد (546)، والبيهقي 4/ 141 من طريق محمد بن عبيد، به.

وأخرجه ابنُ أبي شيبة 8/ 346، والترمذي (1720)، والنسائي في "المجتبى" 8/ 190، وفي "الكبرى"(9449)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 251، وفي "شرح مشكل الآثار"(4823)، وابنُ شاهين في "ناسخ الحديث ومنسوخه"(588) و (589) و (590)، والبيهقي 2/ 425، وابن عبد البر في "التمهيد" 14/ 243 - 244، وفي "الاستذكار"(39243) من طرق كثيرة عن عبيد الله، به. قال الترمذي: حديث حسن صحيح. =

ص: 276

19516 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ. وَإِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ (1)، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " تُسْتَأْمَرُ الْيَتِيمَةُ فِي نَفْسِهَا، فَإِنْ سَكَتَتْ، فَقَدْ أَذِنَتْ، وَإِنْ أَبَتْ، لَمْ تُكْرَهْ "(2).

= وقال: وفي الباب عن عمر، وعلي، وعقبة بن عامر، وأنس، وحُذيفة، وأم هانئ، وعبد الله بن عمرو، وعمران بن حصين، وعبد الله بن الزبير، وجابر، وأبي ريحان، وابن عمر، وواثلة بن الأسقع.

قلنا: وانظر "نصب الراية" 4/ 222 - 225.

وسلف برقم (19502).

(1)

قوله: "وإسحاق بن يوسف، أخبرنا يونس بن أبي إسحاق" سقط من (م).

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير يونس بن أبي إسحاق -وهو السَّبِيعي- فمن رجال مسلم، وهو صدوق. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وإسحاق بن يوسف: هو الأزرق.

وأخرجه ابن أبي شيبة 4/ 139، والدارمي (2185)، والبزار (1423)"زوائد"، وأبو يعلى (7229) بنحوه و (7327)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 364، و"شرح مشكل الآثار"(5727)، وابن حبان (4085)، والدارقطني 3/ 241 و 242، والحاكم 2/ 166 - 167، والبيهقي في "السنن" 7/ 120، 122، وفي "معرفة السنن والآثار"(13610)، وفي "السنن الصغير"(2396)، وابن عبد البر في "الاستذكار"(23291)، من طرق عن يونس بن أبي إسحاق، بهذا الإسناد. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين! ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي! قلنا: بل هو على شرط مسلم، كما بينا في صدر التخريج. قال الدارقطني: وكذلك رواه ابنُ فُضيل، ووكيع، ويحيى بن آدم، وعبد الله بن داود، وأبو قتيبة وغيرهم. وقال البيهقي في =

ص: 277

19517 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَطْعِمُوا الْجَائِعَ، وَفُكُّوا الْعَانِيَ، وَعُودُوا الْمَرِيضَ ". قَالَ: قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: الْمَرْضَى (1).

= "معرفة السنن والآثار": وهذا إسناد موصول رواه جماعة من الأئمة عن يونس.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/ 280، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني، ورجال أحمد رجال الصحيح.

وأخرج الدولابي في "الكنى والأسماء" 2/ 4 من طريق أبي شيبة إبراهيم بن عثمان قاضي واسط، عن أبي إسحاق، عن أبي بكر بن أبي موسى، عن أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"يُستأمر النساء في أنفسهن، فإذا سكتن، فذلك لَهُنَّ إقرار". وأبو شيبة إبراهيم بن عثمان متروك الحديث.

وسيأتي برقم (19657) و (19688).

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7527)، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.

قال السندي: قوله: وإن أَبَتْ لم تُكره: من الإكراه، وهذا يدلُّ على أنه ليس على الصغيرة ولاية الإجبار لغير الأب، والحديثُ مشكل عبد الشافعي، إذ لا فائدة عنده لأمرها، ولذلك حملَ بعضُهم اليتيمة على البالغة، وتَسْميتُها يتيمةً باعتبارِ ما كان، ولا يخفى أنَّ البالغة ذاتَ الأب أيضاً كذلك، فلا فائدة لذكر اليتيمة حينئذ، والله تعالى أعلم.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وعبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(7492) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وقرن بوكيع بشرَ بنَ السري. =

ص: 278

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه البيهقي في "الآداب"(86)، وفي "الشُّعَب"(3358) من طريق عبد الرحمن، به. وسقط من مطبوع "الشُّعب" اسم منصور.

وأخرجه عبد الرزاق (6763)، وهنّاد في "الزهد"(376)، وعبد بن حميد (554)، وابنُ زنجويه في "الأموال"(517)، والدارمي (2465)، والبخاري (5373)، وأبو داود (3105)، وأبو عوانة 5/ 118، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2747)، وابن حبان (3324)، والبيهقي في "السنن" 3/ 379 و 9/ 226 و 10/ 3، وفي " الشُّعب"(9165)، وفي "الآداب"(224)، والبغوي في "شرح السنة"(1407) من طرق عن سفيان الثوري، به. وقرن البيهقيُّ في "الآداب" و"السنن" بمنصورٍ الأعمشَ.

وجاء عند عبد الرزاق بدل: "أطعموا الجائع": "أجيبوا الداعي". وقد جاء هذا اللفظ من رواية يحيى القطان عند البخاري (5174). قال الحافظ في "الفتح" 9/ 519: وكأنّ بعض الرواة حفظ ما لم يحفظ الآخر. قلنا: وسيرد الحديث من رواية يحيى القطان برقم (19641) بلفظ: " أطعموا الجائع".

ولم يرد عند الدارمي قوله: "وعودوا المريض". وزاد أكثرهم: قال سفيان: والعاني: الأسير.

وأخرجه الطيالسي (489)، وأبو عبيد في "الأموال"(332)، والبخاري (3046) و (5649)، والنسائي في "الكبرى"(7492) و (8666)، وأبو يعلى (7325)، وأبو عوانة 5/ 118، والطبراني في "الأوسط"(2613)، والبيهقي في "السنن" 9/ 226 من طرق عن منصور، به.

وأخرجه أبو عبيد في "الأموال"(333) عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي وائل، به.

وسيرد برقم (19641).

وفي باب عيادة المريض: عن علي، سلف برقم (612).

وعن أبي هريرة، سلف برقم (8325).

وعن أبي سعيد، سلف برقم (11180). =

ص: 279

19518 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا نِكَاحَ إِلَّا بِوَلِيٍّ "(1).

= وعن كعب بن مالك، سلف برقم (15797)، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.

وفي باب إطعام الطعام: عن ابن عمرو، سلف برقم (6615).

وانظر رقم (19452).

وفي باب فكاك الأسير: عن علي، سلف برقم (599).

وعن سلمة بن الأكوع، سلف (16502).

وعن عمران بن حُصين، سيرد 4/ 432.

وانظر حديث السيدة عائشة 6/ 120.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد اختُلف فيه على أبي إسحاق في وصله وإرساله، ووصلُه أصح.

فرواه إسرائيل -كما في هذه الرواية- عن أبي إسحاق، عن أبي بردة، عن أبي موسى، مرفوعاً. وسماعُ إسرائيل من جدِّه أبي إسحاق في غاية الإتقان للزومه إياه.

وتابع إسرائيلَ في وصله: شريكُ بنُ عبد الله النَّخعي كما عند الدارمي (2183)، والترمذي (1101)، وابن حبان (4077) و (4090)، والطبراني في "الأوسط"(6805)، والبيهقي في "السنن الكبرى" 7/ 107 - 108، وفى "السنن الصغير"(2368)، والخطيب في "تاريخه" 6/ 41، وقيسُ بنُ الربيع كما عند الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 9، والحاكم 2/ 170، وأبي نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 120، والبيهقي في "السنن الكبرى" 7/ 108، والخطيب في "الكفاية"(578)، والطبراني في "الأوسط"(5561)، وعنده زيادة:"وشهود". =

ص: 280

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وزهيرُ بنُ معاوية كما عند ابن الجارود (703)، وابنِ حبان (4077)، وابن عدي 5/ 1790، والحاكم 2/ 171، والبيهقي في "السنن الكبرى" 07/ 17، وعبدُ الحميد الهلالي، كما عند ابن عدي 5/ 1958.

وشريك وقيس بن الربيع وعبد الحميد الهلالي ضعفاء، وزهيرُ بن معاوية سمع من أبي إسحاق بعد الاختلاط، غير أن الترمذي رجَّح روايتهم مع رواية إسرائيل لما سيأتي.

ورواه سفيان الثوري، واختُلف عليه فيه:

فأخرجه ابن الجارود في "المنتقى"(704)، وتمّام في "فوائده"(757)"الروض البسّام"، وابن حزم في "المحلى" 9/ 452، والذهبي في "معجم الشيوخ " 2/ 405 من طريق بشر بن منصور، والإسماعيليُّ في "معجم الشيوخ" 2/ 609 - 610 من طريق عبد الرزاق وجعفر بن عون، وتمّام (756) من طريق عبد الله بن وَهْب، والخطيب في "تاريخه" 6/ 279 من طريق خالد بن عمرو الأموي، خمستهم عن سفيان الثوري، عن أبي إسحاق، عن أبي بردة، عن أبي موسى، به مرفوعاً.

وأخرجه عبد الرزاق (10475)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 9 من طريق أبي عامر العَقَدي، والخطيب في "الكفاية" ص 579 - 580 من طريق الحسين بن حفص، والترمذي في "العلل" 1/ 428 من طريق عبد الرحمن بن مهدي أربعتهم عن سفيان الثوري، عن أبي إسحاق، عن أبي بردة، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً دون ذكر أبي موسى في الإسناد.

ورواه شعبة، واختُلف عليه فيه كذلك:

فأخرجه الدارقطني في "السنن" 3/ 220، وابن حزم في "المحلى" 9/ 452 من طريق يزيد بن زريع، عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن أبي بردة، عن أبي موسى، به، مرفوعاً.

وتابع يزيدَ النعمانُ بنُ عبد السلام كما عند ابن عدي في "الكامل" 3/ 1145، والحاكم 2/ 169، وتمام (758)، والبيهقي 7/ 109 إلا أن في =

ص: 281

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= طريقه سليمان بن داود الشاذكوني، وهو على حفظه متروك.

وأخرجه الطحاوي 3/ 9 من طريق وهب بن جرير، والخطيب في "الكفاية" ص 580 من طريق محمد بن جعفر، كلاهما عن شعبة عن أبي إسحاق، عن أبي بردة، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً، دون ذكر أبي موسى في الإسناد.

وتابع سفيانَ وشعبةَ في إرساله أبو الأحوص سلّامُ بنُ سُلَيم فيما أخرجه ابن أبي شيبة 4/ 131 و 14/ 168.

والمحفوظ عن سفيان وشعبة الإرسالُ، نصَّ على ذلك الترمذي في "جامعه" عقب الرواية (1102) 3/ 409 فقال: وروى شعبةُ والثوريُّ عن أبي إسحاق، عن أبي بردة، عن النبي صلى الله عليه وسلم:"لا نكاح إلا بولي"، وقد ذكر بعضُ أصحاب سفيان عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي بردة عن أبي موسى، ولا يصح.

وقال البيهقي في "السنن" 7/ 109: والمحفوظ عنهما غير موصول.

قلنا: وقد تنازع الأئمة في أيهما أصح، حديث إسرائيل، وقد وصله، أم حديث سفيان وشعبة، وقد أرسلاه؟

والذي مال إليه جمهورُ الحفّاظ أن حديث إسرائيل أصح، فقد نقل الدارقطني عن عبد الرحمن بن مهدي أنه قيل له: إن شعبة وسفيان يُوقفانه على أبي بردة، فقال: إسرائيل عن أبي إسحاق أحبُّ إلى من سفيان وشعبة. ونقل البيهقي عن حجاج بن منهال قوله: قلنا لشعبة: حدِّثنا أحاديثَ أبي إسحاق، قال: سلُوا عنها إسرائيل، فإنه أثبت فيها مني.

ونقل الحاكم والبيهقي عن علي ابن المديني قوله: حديث إسرائيل صحيحٌ في "لا نكاح إلا بِوَلِيّ"، وبنحوه قال محمد بن يحيى فيما نقله عنه الحاكم.

وقال البخاري فيما نقله عنه البيهقي في "السنن" 7/ 108: الزيادة من الثقة مقبولة، وإسرائيل بن يونس ثقة، وإن كان شعبة والثوري أرسلاه، فإن ذلك لا يضر الحديث.

وقال الترمذي: وروايةُ هؤلاء (يعني إسرائيل ومن تابعه) الذين رووا عن أبي إسحاق، عن أبي بردة، عن أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم "لا نكاح إلا بولي" =

ص: 282

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= عندي أصح، لأن سماعهم من أبي إسحاق في أوقات مختلفة، وإن كان شعبةُ والثوريُّ أحفظَ وأثبتَ من جميع لهؤلاء الذين رووا عن أبي إسحاق هذا الحديث، فإن رواية هؤلاء عندي أَشْبَهُ، لأن شعبة والثوري سمعا هذا الحديث من أبي إسحاق في مجلس واحد.

وقال البيهقي: والاعتمادُ على رواية إسرائيل ومن تابعه في وصل الحديث. وبنحوه قال الذهبي في "معجم الشيوخ" 2/ 405.

وقال الحاكم: أما إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق الثقة الحجة في حديث جده أبي إسحاق، فلم يُختلف عنه في وصل هذا الحديث، وقال أيضاً: استدللنا بالروايات الصحيحة، وبأقاويل أئمة هذا العلم على صحة حديث أبي موسى بما فيه غُنْيَةٌ لمن تأمله.

وخالفهم ابن عدي، فقال 5/ 1958: والأصل في هذا الحديث مرسل عن أبي بردة عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وكذلك رجح الطحاوي إرساله في "شرح معاني الآثار" 3/ 8 - 9.

وصحح ابنُ حبان وصلَه وإرسالَه معاً، فقال عقب الرواية (4083): سمع هذا الخبر أبو بردة، عن أبي موسى مرفوعاَ، فمرة كان يحدث به عن أبيه مسنداً، ومرة يرسله، وسمعه أبو إسحاق من أبي بردة مرسلاً ومسنداً معاً، فمرةً كان يُحدث به مرفوعاً، وتارة مرسلاً، فالخبر صحيح مرسلاً ومسنداً معاً، لا شك وارتياب في صحته.

وأخرجه الترمذي (1101)، وأبو يعلى (7227)، وابن حبان (4083)، والدارقطني 3/ 218 - 219 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن الجارود في "المنتقى"(702) من طريق وكيع، به.

وأخرجه الدارمي (2182)، وأبو داود (2085)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 8 و 9، والحاكم 2/ 170، والبيهقي في "السنن الكبرى" 7/ 107، وفي "السنن الصغير"(2369)، وفي "معرفة السنن"(13528)، والخطيب في "الكفاية"(578) من طرق عن إسرائيل، به. =

ص: 283

19519 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ زَهْدَمٍ الْجَرْمِيِّ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَأْكُلُ دَجَاجًا (1).

= وأخرجه الطيالسي (523) وسعيد بن منصور (527)، والترمذي (1101) وابن ماجه (1881)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 9، وابن عدي 1/ 416، والحاكم 2/ 171، والبيهقي 7/ 107، والبغوي في "شرح السنة"(2261) من طريق أبي عوانة عن أبي إسحاق، به.

قلنا: وقد صرح أبو عوانة أنه لم يسمع هذا الحديث من أبي إسحاق، فقال فيما نقله عنه البيهقي: بيني وبينه إسرائيل. وقد جاء إسرائيل مصرَّحاً به في الإسناد فيما أخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 9.

وسيأتي برقم (19710) و (19746).

وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2260) وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.

قال السندي: قوله: "لا نكاح إلا بولي"، أي: بإذنه، ولا دلالة فيه على عدم صحة النكاح بعبارة النساء، ومن لا يقول باشتراط الولي في النكاح يقول: في إسناد الحديث مقالٌ، أشار إلى بعضه الترمذي، وقالوا على تقدير الصحة: يُحمل على نكاح امرأة تحت ولي بصغر أو جنون، والله تعالى أعلم.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وسفيان: هو الثوري، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني، وأبو قِلابة: هو عبد الله بن زيد الجَرمي، وزَهْدَم الجَرْمي: هو ابن مضرّب.

وأخرجه البخاري (5517)، والترمذي في "سننه"(1827)، وفي "الشمائل"(156)، والبغوي في "شرح السنة"(2807) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وقال البغوي: هذا حديث متفق على صحته.

وأخرجه الدارمي (2056) عن محمد بن يوسف، عن سفيان، به.

وأخرجه الترمذي (1826)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" ص 200 =

ص: 284

19520 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَاصِمٍ يَعْنِي الْأَحْوَلَ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ، فَأَشْرَفْنَا عَلَى وَادٍ، فَذَكَرَ مِنْ هَوْلِهِ، فَجَعَلَ النَّاسُ يُكَبِّرُونَ، وَيُهَلِّلُونَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" أَيُّهَا النَّاسُ، ارْبَعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ ". وَرَفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ، فَقَالَ:" أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّكُمْ لَا تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلَا غَائِبًا، إِنَّهُ مَعَكُمْ "(1).

= من طريق قَتَادة، عن زهدم، به.

قال الترمذي: هذا حديث حسن، وقد روي من غير وجه عن زَهْدَم، ولا نعرفه إلا من حديث زَهْدَم.

وسيرد برقم (19554)، وبأتم منه أو ببعضه بالأرقام (19558)(19591)(19592)(19593)(19594)(19622)(19637)(19638)(19639)(19749).

قال السندي: قوله: يأكل دجاجاً، بتثليث الدال، كما في "القاموس"، وفي "المصباح": تفتح الدال وتكسر، ومنهم من يقول: الكسر لغة قليلة.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجرَّاح الرُّؤاسي، وسفيان: هو الثوري، وعاصم الأحول: هو ابنُ سليمان، وأبو عثمان: هو عبد الرحمن بن مَلّ النَّهدي.

وهو عند وكيع في "الزهد" برقم (341) مختصراً.

وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(9244)، والبخاري (2992)، وأبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة" 10/ 41)، والبيهقي في "الأسماء والصفات"(64) من طرق عن سفيان الثوري، به. زاد البخاري والبيهقي قوله:"إنه سميع قريب".

وأخرجه الطيالسي (493)، وابن أبي شيبة 2/ 488 و 10/ 376، وعبد بنُ =

ص: 285

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= حميد في "المنتخب"(542)، والبخاري (4205)، ومسلم (2704)(44)، وأبو داود (1528)، والنسائي في "الكبرى"(8823) و (10372) و (11427) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(538) - وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(518)، واللالكائي (685) و (686)، والبيهقي في "السنن" 2/ 184، والبغوي في "شرح السنة"(1283) من طرق عن عاصم، به. زادوا (غير الطيالسي وابن أبي شيبة وأبي داود) قوله صلى الله عليه وسلم لأبي موسى:"ألا أدلك على كلمة من كنز من كنوز الجنة؟ " قلت: بلى يا رسول الله فداك أبي وأمي، قال:"لا حول ولا قوة إلا بالله". وسترد هذه الزيادة بالأرقام الآتي ذكرها.

وأخرجه عبد الرزاق (9246) عن معمر، عن أيوب وعاصم أو أحدهما، عن أبي عثمان، به.

وأخرجه بمثله ومطولاً حسين المروزي في الزيادات على "الزهد" لابن المبارك (1121)، والبخاري (6384) و (7386)، ومسلم (2704)(45)، والترمذي (3374) و (3461)، وابن أبي عاصم في "السنة"(618)، والنسائي في "الكبرى "(10188) و (10386) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(356) و (552) - وأبو يعلى (7252)، وابنُ خزيمة في "صحيحه"(2563)، وفي "التوحيد" ص 48 - 49، وابنُ السُّنِّي في "عمل اليوم والليلة"(521)، والبيهقي في "الأسماء والصفات "(382) و (383)، من طرق عن أبي عثمان النهدي، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

وسيرد بالأرقام (19575) و (19579) و (19599) و (19604) و (19605) و (19648) و (19745) و (19755).

وفي باب الذِّكْرِ الخَفِي عن سعد بن أبي وقّاص مرفوعاً بلفظ: "خيرُ الذِّكْرِ الخَفِي، وخيرُ الرِّزْقِ ما يَكْفي"، سلف برقم (1477).

قال السندي: قوله: اربعوا: من رَبَع، كمنع، أي: ارفقوا.

لا تَدْعون، أي: فلا تصيحوا صياح من ينادي أصمَّ أو غائباً، ففيه نهيٌ عن الصياح بالذكر، لا عن استعمال الصوت المتوسط فيه.

ص: 286

19521 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم " مَنْ لَعِبَ بِالنَّرْدِ، فَقَدْ عَصَى اللهَ وَرَسُولَهُ "(1).

19522 -

حَدَّثَنَا عَتَّابٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي مُرَّةَ مَوْلَى عَقِيلٍ فِيمَا أَعْلَمُ عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ لَعِبَ بِالنَّرْدِ، فَقَدْ عَصَى اللهَ وَرَسُولَهُ "(2).

(1) حسن، وهذا إسناد منقطع، سعيدُ بن أبي هند لم يَلقَ أبا موسى الأشعري، فيما ذكر أبو حاتم، كما في "المراسيل" ص 67، وقد اختُلف فيه على سعيد بن أبي هند، وبسطنا الاختلافَ عليه في الرواية السالفة برقم (19501). ورجال الإسناد ثقاتٌ رجال الشيخين غير أسامة بن زيد -وهو الليثيّ- فمن رجال أصحاب السنن، وروى له البخاري استشهاداً، ونقل الحافظُ عن ابن القطان أن مسلماً لم يحتج به، إنما أخرج له استشهاداً، وهو صدوق يَهِمُ. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 737 عن وكيع، بهذا الإسناد. وتحرف فيه اسم أسامة بن زيد إلى:"أبو أسامة بن يزيد".

وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(6498)، وفي "الآداب"(771) من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، وابنُ عبد البر في "التمهيد" 13/ 174 من طريق ابن وهب، كلاهما عن أسامة بن زيد، به.

وانظر ما بعده.

وسلف برقم (19501).

(2)

حديث حسن، وهذا إسناد اختُلف فيه على أسامة بن زيد -وهو الليثي- وقد فصلنا القول فيه في الرواية (19501). عتّاب: هو ابن زياد =

ص: 287

19523 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ وَابْنُ جَعْفَرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرٍو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مُرَّةَ (1) الْهَمْدَانِيِّ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " كَمَلَ مِنَ الرِّجَالِ كَثِيرٌ، وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا آسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، وَمَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَإِنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ "(2).

= الخراساني، وعبدُ الله: هو ابن المبارك. وأبو مُرّة: هو يزيد الهاشمي مولى عقيل بن أبي طالب، نقل ابنُ سعد في "الطبقات" 5/ 177 عن الواقدي قولَه: إنما هو مولى أم هانئ أخت عقيل، ولكنه كان يلزم عقيلاً، فنُسب إلى ولائه، وكان شيخاً قديماً.

وأخرجه الدارقطني في "العلل" 7/ 240، والخطيب في "تاريخه" 7/ 352 من طريق الحسن بن عيسى النيسابوري، عن ابن المبارك، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (19501).

(1)

قوله: "عن مرة" سقط من (س) و (ص) و (م).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عمرو بن مرة: هو المرادي الجملي، ومرة: هو ابن شراحيل الطيب.

وهو عند أحمد في "فضائل الصحابة"(1632) عن وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 128، والبخاري (3411)، ومسلم (2431)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3014) من طريق وكيع، به.

وأخرجه البخاري (5418)، ومسلم (2431)، والترمذي في "السنن"(1834)، وفي "الشمائل"(176)، والنسائي في "الكبرى"(8356) مختصراً، وابن ماجه (3280)، وأبو يعلى (7245)، وابن حبان (7114) من طريق محمد بن جعفر، به. =

ص: 288

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه عبد بن حميد (566)، والبخاري (3769)، ومسلم (2431)، والنسائي في "المجتبى" 7/ 68، وفي "الكبرى"(8381) و (8895) مختصراً، وأبو يعلى (7269)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(150)، والطبراني في "الكبير" 23/ (106)، وأبو نعيم في "الحلية" 5/ 98 - 99، واللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة"(2747) و (2748) من طرق عن شعبة، به.

وأخرجه البخاري (3433) و (3769) -ومن طريقه البغوي في "شرح السنة"(3962)، وفي "التفسير" الآية (42) من سورة آل عمران -وأخرجه الطبري في "التفسير"(7031) عن المثنى بن إبراهيم، كلاهما عن آدم بن أبي إياس، عن شعبة، به، لكن وقع في رواية الطبري زيادة:"وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد".

قلنا: وشيخ الطبري المثنى بن إبراهيم لم نقف له على ترجمة، غير أن فضل خديجة وفاطمة رضي الله عنهما ورد من طرق صحيحة فيما سلف من حديث علي برقم (640)، وحديثِ ابن عباس برقم (2668)، فانظرهما لزاماً.

وأخرجه الطيالسي (504) عن شعبة، عن عمرو بن مرة، عن من يحدث عن أبي موسى، به.

وسيأتي برقم (19668).

وفي الباب في قوله: "وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام" عن أنس، سلف برقم (12597).

وعن عائشة سيرد 6/ 159.

قال السندي: قوله: كمل، كنصر، وكرم، وعلم.

ولم يكمل من النساء: أي: فيمن سبق، وإلا ففي وقته صلى الله عليه وسلم. كمل من النساء خديجة وفاطمة وعائشة، ثم لعل المراد بالكمال هو الوصول إلى مرتبة منه، فلا يشكل الكلامُ بأم موسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام وبحواء وهاجر وسارة. والله تعالى أعلم.

كفضل الثَّرِيد: قيل: مثَّل بالثريد، لأنه أفضل طعام العرب، لأنه مع اللحم =

ص: 289

19524 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الْمَسْعُودِيِّ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، أَنَّ أَسْمَاءَ لَمَّا قَدِمَتْ لَقِيَهَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه فِي بَعْضِ طُرُقِ الْمَدِينَةِ، فَقَالَ: آلْحَبَشِيَّةُ هِيَ؟ قَالَتْ: نَعَمْ. فَقَالَ: نِعْمَ الْقَوْمُ أَنْتُمْ لَوْلَا أَنَّكُمْ سَبَقْتُمْ بِالْهِجْرَةِ. فَقَالَتْ هِيَ لِعُمَرَ: كُنْتُمْ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَحْمِلُ رَاجِلَكُمْ، وَيُعَلِّمُ جَاهِلَكُمْ، وَفَرَرْنَا بِدِينِنَا، أَمَا إِنِّي لَا أَرْجِعُ حَتَّى أَذْكُرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَرَجَعَتْ إِلَيْهِ، فَقَالَتْ لَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" بَلْ (1) لَكُمُ الْهِجْرَةُ مَرَّتَيْنِ: هِجْرَتُكُمْ إِلَى الْمَدِينَةِ، وَهِجْرَتُكُمْ إِلَى الْحَبَشَةِ "(2).

= جامعٌ بين الغذاء واللذة والقوة، وسهولةِ التناول، وقلةِ المؤنة في المضغ، فيُفيد بأنها أعطيت مع حسن الخلق وحلاوة المنطق وفصاحة اللسان رزانةُ الرأي، فهي تصلح للتبعّل والتحدث، وحسبك أنها عقلت ما لم يعقل غيرها من النساء، وروت ما لم يرو مثلها من الرجال.

(1)

كلمة "بل" ليست في (ظ 13).

(2)

إسناده صحيح، المسعودي -وهو عبدُ الرحمن بن عبد الله بن عتبة، وإن كان اختلط- سمع وكيع منه قبل اختلاطه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه الطيالسي (526)، وأخرجه الحاكم 3/ 212 من طريق عبد الله بن رجاء، كلاهما عن المسعودي، بهذا الإسناد، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.

وسقط اسم عبد الله بن رجاء من مطبوع الحاكم، وقد استدركناه من "إتحاف المهرة" 10/ 101.

وأخرجه -بسياق أطول- البخاريُّ (4230) و (4231)، ومسلم (2503) =

ص: 290

19525 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ الْمَسْعُودِيِّ. وَيَزِيدُ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: سَمَّى لَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَفْسَهُ أَسْمَاءً، مِنْهَا مَا حَفِظْنَا، فَقَالَ:" أَنَا مُحَمَّدٌ، وأَحْمَدُ، والْمُقَفِّي، والْحَاشِرُ، ونَبِيُّ الرَّحْمَةِ ". قَالَ يَزِيدُ: " ونَبِيُّ التَّوْبَةِ، ونَبِيُّ الْمَلْحَمَةِ "(1).

= من طريق بريد بن عبد الله، عن أبي بردة، به.

وسيأتي برقم (19694).

قال السندي: قوله: أن أسماء: [هي] بنتُ عُميس زوجةُ جعفر.

لما قدمت: من الحبشة.

آلحبشية: بالمد على الاستفهام، أي: أهي التي جاءت من الحبشة.

أنتم، أي: الذين جاؤوا من الحبشة.

سُبقتم: على بناء المفعول، أي: الناس سبقوكم بها، وأنتم تأخرتم فيها بسبب الذهاب إلى الحبشة.

يحمل راجلكم، أي: يعطيه الراحلة.

ويعلّم: من التعليم.

وفررنا: من الفرار، أي: كنتم في راحة، وكنا في تعب للدين، فإن لم يكن لنا زيادة عليكم، فلا أقل أنه لا زيادة لكم علينا.

لا أرجع، أي: إلى بيتي.

فرجعت إليه، أي: إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

(1)

إسناده صحيح، يزيد -وهو ابن هارون- وإن سمع من المسعودي -وهو عبدُ الرحمن بن عبد الله بن عُتْبة- بعد اختلاطه، قد تابعه وكيع، وهو ممن سمع من المسعودي قبل اختلاطه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو عبيدة: هو ابن عبد الله بن مسعود.

وأخرجه الطيالسي (492)، وابن أبي شيبة 11/ 457 - 458، وأبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة" 10/ 121)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" =

ص: 291

19526 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، رَجُلٌ أَحَبَّ قَوْمًا وَلَمَّا يَلْحَقْ بِهِمْ؟ قَالَ:" الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ "(1).

19527 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا أَحَدَ أَصْبَرُ عَلَى

= (1152)، والحاكم 2/ 604، والبيهقي في "دلائل النبوة" 1/ 156 - 157، وفي "الشعب"(1400) من طرق عن المسعودي، بهذا الإسناد.

وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.

وأخرجه مسلم (2355)، وأبو يعلى (7244)، وأبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة" 10/ 121)، وابن حبان (6314)، والطبراني في "الأوسط"(2737) و (4335)، وفي "الصغير"(217)، وأبو نعيم في "الحلية" 5/ 99 - 100 من طرق عن عمرو بن مرة، به.

وسيأتي بالرقمين (19621) و (19651).

وقد سلف نحوه من حديث جبير بن مطعم برقم (16734)، وذكرنا هناك أحاديث الباب.

قال السندي: قوله: والمُقَفِّي، بتشديد الفاء المكسورة، بمعنى خاتم النبيين.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح، وسفيان: هو الثوري، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي الكوفي.

وأخرجه أبو عوانة -كما في "إتحاف المهرة" 10/ 28 - من طرق عن سفيان، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (19496).

ص: 292

أَذًى يَسْمَعُهُ (1) مِنَ اللهِ عز وجل، إِنَّهُ يُشْرَكُ بِهِ وَهُوَ يَرْزُقُهُمْ " (2).

19528 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " فَنَاءُ أُمَّتِي بِالطَّعْنِ وَالطَّاعُونِ ". فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا الطَّعْنُ قَدْ عَرَفْنَاهُ، فَمَا الطَّاعُونُ؟ قَالَ:" وَخْزُ أَعْدَائِكُمْ مِنَ الْجِنِّ، وَفِي كُلٍّ شُهَدَاءُ "(3).

(1) في هامش (س): سمعه.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو عبد الرحمن: هو عبد الله بن حبيب السُّلمي.

وهو عند وكيع في "الزهد"(536) مختصراً، ومن طريقه أخرجه مسلم (2804)(49).

وأخرجه عبد الرزاق (20250) و (20273) -ومن طريقه أبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة" 10/ 38 - 39) - والحميدي (774) -ومن طريقه النسائي في "الكبرى"(11445)، وهو في "التفسير"(465) - والبخاري (7378)، ومسلم (2804)(49) و (50)، وأبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة" 10/ 38)، وابن حبان (642)، والطبراني في "الأوسط"(3494)، وفي "مكارم الأخلاق"(34) من طرق عن الأعمش، به.

قال السندي: قوله: "لا أحد أصبر

" إلخ، أي: إنه تعالى أشدُّ حِلْماً عن فاعله وتركِ المعاقبة عليه، وقيل: أراد به الامتناع.

(3)

هذا إسناد اختُلف فيه على زياد بن علاقة، فرواه سفيان -وهو الثوري كما في هذه الرواية- عنه، عن رجل، عن أبي موسى. وكذلك رواه شعبة عنه، كما سيأتي برقم (19743). =

ص: 293

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= ورواه سَعَّادُ بنُ سليمان، كما عند البخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 211 - 212، والبزار (3040)"زوائد"، والطبراني في "الأوسط"(1418)، ومسعر بنُ كدام، كما عند الطبراني في "الصغير"(351) كلاهما عنه، عن يزيد ابن الحارث (وهو لا يعرف، وفي مطبوع البزار: زياد بن الحارث)، عن أبي موسى، به.

ورواه حجاجُ بنُ أرطاة كما عند الطبراني في "الأوسط"(8507) عنه، عن كردوس بن عياش الثعلبي، عن أبي موسى، به. وحجاج ضعيف.

ورواه أبو مريم -وهو عبد الغفار بن القاسم- كما عند الدارقطني في "العلل "7/ 257، عنه، عن البراء بن عازب، عن أبي موسى. وأبو مريم ضعيف جداً.

ورواه أبو حنيفة -كما في "مسنده"(393) - عنه، عن عبد الله بن الحارث، عن أبي موسى، به. وعبد الله بن الحارث مجهول.

ورواه أبو بكر النهشلي كما في الرواية (19744)، عنه، عن أسامة بن شريك، عن أبي موسى.

والظاهرُ أن الحديث معروفٌ في بني ثعلبة قومِ زياد بن علاقة، فقد جاء في رواية شعبة (19743) عن زياد، قال: حدثني رجل من قومي .. ثم قال في آخره: فلم أَرْضَ بقوله، فسألتُ سيد الحي وكان معهم، فقال: صدق، حدثناه أبو موسى. وهو ما جاء التصريح به عند أبي شيبة، فيما حكاه عنه الدارقطني في "العلل" 7/ 256 - 257، فقال: وقال أبو شيبة: عن زياد، عن اثني عشر رجلاً من بني ثعلبة، عن أبي موسى. ومن ثم قال الدارقطني: والاختلافُ فيه من قِبَلِ زياد بن علاقة، ويُشبه أن يكون حَفِظَهُ عن جماعة، فمرةً يرويه عن ذا، ومرة يرويه عن ذا.

وانظر (19708).

قال السندي: قوله: بالطعن: أراد القتل بالسلاح أعم من أن يكون بالرمح، أو بالسيف، أو غيرهما. =

ص: 294

19529 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ. وَابْنُ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى (1). قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ فِي حَدِيثِهِ: سَمِعْتُ أَبَا عُبَيْدَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ اللهَ تَعَالَى يَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ، وَيَبْسُطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ، حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا "(2).

= وخز: الوخز بفتح واو وسكون خاء معجمة، بعدها زاي معجمة: طعن بالرمح أو غيره، ليس بنافذ.

وفي قوله: أعدائكم، إشارة إلى أن الطاعنين من الجن كفرة.

وفي كُلٍّ: من الطعن والطاعون.

(1)

في (م): أبي موسى الأشعري.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (2759)، وأبو الشيخ في "العظمة"(129) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابنُ منده في "الإيمان"(779)، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد"(694) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، به.

وأخرجه الطيالسي (490)، وعبد بن حميد في "المنتخب"(562)، ومسلم (2759)، وابنُ خزيمة في "التوحيد" 74 - 75، وأبو عوانة كما في "إتحاف المهرة" 10/ 120، وأبو الشيخ في "العظمة"(128)، وابن منده في "الإيمان"(779)، وفي "الرد على الجهمية"(45)، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد"(695)، والبيهقي في "السنن" 8/ 136 و 10/ 188، وفي "الشعب"(7075)، وفي "الأسماء والصفات"(699) من طرق عن شعبة، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 13/ 181، وهنّاد في "الزهد"(885)، وحسين المروزي في زياداته على "الزهد" لابن المبارك (1091)، وابن أبي عاصم في =

ص: 295

19530 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَابْنُ جَعْفَرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِأَرْبَعٍ، فَقَالَ:" إِنَّ اللهَ عز وجل لَا يَنَامُ، وَلَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنَامَ، يَخْفِضُ الْقِسْطَ، وَيَرْفَعُهُ، يُرْفَعُ إِلَيْهِ عَمَلُ اللَّيْلِ بِالنَّهَارِ وَعَمَلُ النَّهَارِ بِاللَّيْلِ "(1).

= "السنة"(615) و (616)، والنسائي في "الكبرى"(11180) -وهو عنده في "التفسير"(200) - وأبو الشيخ في "العظمة"(126)، والدارقطني في "الصفات"(18)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 7/ 389 من طريق الأعمش، وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" ص 19، وابن حبان (266)، وأبو الشيخ (130)، وابن منده في "الإيمان"(778) من طريق العلاء بن المسيب، كلاهما عن عمرو بن مرة، به.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(617) من طريق أبي بردة، عن أبي موسى، به.

وسيأتي برقم (19619).

وانظر ما بعده و (19587) و (19632).

قال السندي: قوله: يبسُطُ يده، أي: يجود على عباده في الليل، فيتوب على من أساء بالنهار ليتوب ذلك المسيء إليه، فإن توبةَ العبد موقوفةٌ على توبة الرب تبارك وتعالى، قال تعالى:{ثم تاب عليهم ليتوبوا} [التوبة:118]. فقوله: ليتوب مسيء النهار، برفع المسيء على أنه فاعل يتوب.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (179)(295)، وأبو الشيخ في "العظمة"(149) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن منده في "الإيمان"(779) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، به.

وأخرجه الطيالسي (491)، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 75 - 76، وأبو =

ص: 296

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= عوانة 1/ 146، وابن منده في "الإيمان"(779)، والبيهقي في "الأسماء والصفات"(671) من طرق عن شعبة، به.

وسيأتي بنحوه برقم (19587)، ومطولاً برقم (19632)، وانظر تتمة تخريجه هناك.

قال السندي: قوله: قام فينا

إلخ، أي: قام خطيباً فينا، مذكراً بأربع كلمات، فقولُه: فينا، وبأربع: حالان مترادفان أو متداخلان، ويحتمل أن يكون "فينا" متعلقاً بقام على تضمين معنى: خطب، وبأربع حالاً، أي: خطب فينا قائماً مذكراً بأربع كلمات، والقيام على الوجهين على ظاهره، ويحتمل أن يكون "بأربع" متعلقاً بقام، و"فينا" بيان، أو القيامُ على هذا من قام بالأمر: إذا تشمَّر وتجلَّد له، أي: تشمَّر بحفظ هذه الكلمات، وكأنَّ السامع حين سمع ذلك قال: في حق من؟ أجيب: فينا، أي: في حقنا. كذا ذكره الطيبي. قلتُ: وعلى الوجه الثالث لو جعل "فينا" متعلقاً بقام من غير اعتبار سؤال، أي: قام بأربع كلمات في حقّنا، ولأجلِ انتفاعنا، كان صحيحاً، والأقربُ أن المعنى: قام فيما بيننا بتبليغ أربع كلمات، أي: بسببه، فالجاران متعلقان بالقيام، وهو على ظاهره، ولك أن تجعل القيام من قام بالأمر، وتجعل "فينا" بمعنى فيما بيننا متعلقاً به أيضاً، فالوجوه ستة، وزعم الطيبي أنها ثلاثة.

بأربع، أي: بأربع كلمات، وجاء في بعض الروايات بخمس كلمات، والمرادُ بالكلمة الجملةُ المركبةُ المفيدة، ففي هذه الرواية اختصار، والكلمة الخامسة: حجابهُ النور.

لا ينام: إذِ النومُ لاستراحة القوى والحواسّ، وهي على الله تعالى محال.

ولا ينبغي له، أي: لا يصحُّ، ولا يستقيم له النوم، فالكلمةُ الأولى للدلالة على عدم صدور النوم، والثانية للدلالة على استحالته عليه تعالى، ولا يلزم من عدم الصدور استحالتُه، فلذلك ذُكرت الكلمةُ الثانية بعد الأولى.

يخفضُ القِسْطَ ويرفعه: قيل: أُريد بالقِسْطِ الرزقُ، لأنه قِسْطُ كُلِّ مخلوق، أي: نصيبه، وخَفْضُه تقليلُه، ورفعُه تكثيرُه، وقيل: القِسْطُ: الميزانُ، لأنه يقع =

ص: 297

19531 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ صَدَقَةٌ ". قَالَ (1): أَفَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ يَجِدْ؟ قَالَ: " يَعْمَلُ بِيَدِهِ، فَيَنْفَعُ نَفْسَهُ، وَيَتَصَدَّقُ ". قَالَ: أَفَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَفْعَلَ؟ قَالَ: " يُعِينُ ذَا الْحَاجَةِ الْمَلْهُوفَ ". قَالَ: أَرَأَيْتَ (2) إِنْ لَمْ يَفْعَلْ؟ قَالَ: " يَأْمُرُ بِالْخَيْرِ أَوْ بِالْعَدْلِ ". قَالَ: أَفَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَفْعَلَ؟ قَالَ: " يُمْسِكُ عَنِ الشَّرِّ، فَإِنَّهُ لَهُ صَدَقَةٌ "(3).

= به المعدلة في القسمة والمعنى أن الله تعالى يخفض ويرفع ميزان أعمال العباد المرتفعة إليه، وأرزاقهم النازلة من عنده، كما يرفع الوزَّان يده، ويخفِضُها عن الوزن، وقيل: هو إشارة إلى أنه يحكم بين خلقه بميزان العدل، فأمرُه كأمرِ الوزَّان الذي يخفض يده ويرفعها، وهذا أنسب بما قبله، كأنه قيل: كيف يجوز عليه النوم وهو الذي يتصرف أبداً في ملكه بميزان العدل؟

يُرفع إليه، أي: للعرض عليه، وإن كان هو تعالى أعلم به، ليأمر ملائكته بإمضاء ما قضى لفاعله جزاءً له على فعله، أو يُرفعُ إلى خزائنه، ليُحفظ إلى يوم الجزاء.

(1)

في (ظ 13) و (ق) وهامش (س): قيل.

(2)

في (ظ 13) و (ق): أفرأيت.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، عبد الرحمن: هو ابنُ مهدي.

وأخرجه مسلم (1008) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (495)، وابنُ أبي شيبة 9/ 108، وعبد بن حميد في "المنتخب"(561)، والبخاري في "صحيحه"(1445) و (6022)، وفي "الأدب المفرد"(225) و (306)، ومسلم (1008)(55)، والنسائي في "المجتبى" 5/ 64، وفي "الكبرى"(2318)، والحسين المروزي في زياداته =

ص: 298

19532 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ صَالِحٍ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" مَنْ كَانَتْ لَهُ أَمَةٌ فَعَلَّمَهَا، فَأَحْسَنَ تَعْلِيمَهَا، وَأَدَّبَهَا فَأَحْسَنَ تَأْدِيبَهَا، وَأَعْتَقَهَا، فَتَزَوَّجَهَا، فَلَهُ أَجْرَانِ، وَعَبْدٌ أَدَّى حَقَّ اللهِ عز وجل وَحَقَّ مَوَالِيهِ، وَرَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمَنَ بِمَا جَاءَ بِهِ عِيسَى وَمَا جَاءَ بِهِ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم، فَلَهُ أَجْرَانِ "(1).

= على "الزهد" لابن المبارك (336)، والدارمي (2747)، وأبو عوانة كما في "إتحاف المهرة" 10/ 81، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(538)، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 18، والبيهقي في "الآداب"(107)، وفي "الشعب"(7616)، وابن ميمون النرسي في "ثواب قضاء حوائج الإخوان"(22) و (23)، والبغوي في "شرح السنة"(1643) من طرق عن شعبة، به.

وسيأتي برقم (19686).

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (8183).

وعن جابر، سلف برقم (14709).

وعن أبي ذر، وبريدة، وحذيفة، سيرد على التوالي 5/ 154، 354، 383.

قال السندي: قوله: "على كل مسلم صدقة"، أي: تتأكد عليه الصدقة، وبيّن أن هذه الصدقة لا تتوقَّف على المال، بل تحصل بكل معروف حتى بالإمساك عن الشرّ.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري، وصالح الثوري: هو ابن صالح بن حي الهمداني الكوفي، والشعبي: هو عامر بن شَراحيل.

وأخرجه بتمامه ومختصراً عبد الرزاق (13112)، والبخاري (2547)، =

ص: 299

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأبو عوانة 1/ 103، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1969)، وابن منده في "الإيمان"(395)، والبيهقي في "السنن" 7/ 128، وفي "الشُّعب"(8608)، والخطيب في "موضح أوهام الجمع" 1/ 291، من طرق عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.

وأخرجه الحميدي (768)، وسعيد بن منصور (913) و (914)، والدارمي (2244)، والبخاري في "صحيحه"(97) و (3011) و (3446) و (5083)، وفي "الأدب المفرد"(203)، ومسلم (154)، والترمذي بإثر الحديث (1116)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 115، وفي "الكبرى"(5502)، وأبو عوانة 1/ 103، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1968) و (1970) و (1971)(1972)(1975)، وابن حبان (227) و (4053)، وابن منده في "الإيمان"(397)(398)(399)(400)، والحاكم في "المعرفة "ص 7، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 331، وابن حزم في "المحلى" 9/ 505، والبيهقي في "السنن" 7/ 122، وفي "السنن الصغير"(2404)، والخطيب في "الموضح" 1/ 290، والبغوي في "شرح السنة"(26) من طرق عن صالح، به. قال الترمذي: حديث أبي موسى حديث حسن صحيح.

وأخرجه مطولاً ومختصراً الترمذي (1116)، وأبو عوانة 1/ 103، والطبراني في "الأوسط"(1889) و (3073) و (5871)، وفي "الصغير"(113)، والدارقطني في "العلل" 7/ 201، والخطيب في "تاريخه" 4/ 288 من طرق عن الشعبي، به.

وأخرجه البخاري في "صحيحه"(2551)، وفي "الأدب المفرد"(204) و (205)، وأبو يعلى (7308)، والبيهقي في "الآداب"(71)، وفي "الشعب"(8607) من طريق أبي بردة بريد، عن جده أبي بردة، به، مختصراً في العبد المملوك.

وسيرد بالأرقام: (19564)(19602)(19634)(19656)(19712)(19727). =

ص: 300

19533 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ "(1).

19534 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مُنِيخٌ بِالْأَبْطَحِ، فَقَالَ لِي:" أَحَجَجْتَ؟ " قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: " فَبِمَ أَهْلَلْتَ؟ " قَالَ: قُلْتُ: لَبَّيْكَ بِإِهْلَالٍ كَإِهْلَالِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: " قَدْ أَحْسَنْتَ ". قَالَ: " طُفْ بِالْبَيْتِ وَبِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، ثُمَّ أَحِلَّ ". قَالَ: فَطُفْتُ بِالْبَيْتِ وَبِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، ثُمَّ أَتَيْتُ امْرَأَةً مِنْ بَنِي قَيْسٍ، فَفَلَّتْ رَأْسِي، ثُمَّ أَهْلَلْتُ بِالْحَجِّ، قَالَ: فَكُنْتُ أُفْتِي بِهِ النَّاسَ،

= وفي باب تأدية العبد حق الله وحق مواليه؛ عن أبي هريرة سلف برقم (7428).

وفي باب من أسلم من أهل الكتاب؛ عن أبي أمامة سيرد 5/ 259.

قال السندي: قوله: "فله أجران"، أي: بكل عمل من أعماله المتعلقة بهذا الشأن، كالتعليم والإعتاق، أو بكل ما يفعل من الأعمال كرامةً لهذا العمل، والله تعالى أعلم.

وعبدٌ أدّى حقَّ الله

إلخ، أي: كذلك، فالخبر مقدر، ويحتمل أن يكون قوله:"فله أجران" خبر عنهما بتأويل كل واحد، والله تعالى أعلم.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (19526) غير شيخ أحمد، فهو هنا عبد الرحمن، وهو ابن مهدي.

ص: 301

حَتَّى كَانَ خِلَافَةُ عُمَرَ رضي الله عنه، فَقَالَ رَجُلٌ (1): يَا أَبَا مُوسَى، أَوْ يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ قَيْسٍ، رُوَيْدَكَ بَعْضَ فُتْيَاكَ، فَإِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فِي شَأْنِ النُّسُكِ بَعْدَكَ. قَالَ: فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، مَنْ كُنَّا أَفْتَيْنَاهُ فُتْيَا، فَلْيَتَّئِدْ، فَإِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَادِمٌ عَلَيْكُمْ، فَبِهِ فَأْتَمُّوا. قَالَ: فَقَدِمَ عُمَرُ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: إِنْ نَأْخُذْ بِكِتَابِ اللهِ، فَإِنَّ كِتَابَ اللهِ تَعَالَى يَأْمُرُنَا بِالتَّمَامِ، وَإِنْ نَأْخُذْ بِسُنَّةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَحِلَّ حَتَّى بَلَغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ (2).

19535 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَوْسٍ

(1) في (ظ 13): فقال لي رجل، وجاءت لفظة:"لي" نسخة في هامش (س).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البخاري (1565) و (1795)، ومسلم (1221)(154) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه بتمامه ومختصراً الطيالسي (516)، والدارمي (1815)، والبخاري (1724) و (4397)، ومسلم (1221)(154)، والنسائي في "المجتبى" 5/ 156، و"الكبرى"(3722)، وابن الجارود في "المنتقى"(432)، وأبو عوانة -كما في "إتحاف المهرة" 10/ 34 - ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 190، والبيهقي في "السنن" 4/ 339 و 5/ 41 من طرق عن شعبة، به.

وسلف من طريق سفيان الثوري، عن قيس بن مسلم برقم (19505).

ص: 302

عَنْ أَبِي مُوسَى، أَنَّهُ أُغْمِيَ عَلَيْهِ، فَبَكَتْ عَلَيْهِ (1) أُمُّ وَلَدِهِ، فَلَمَّا أَفَاقَ، قَالَ لَهَا: أَمَا بَلَغَكِ مَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: فَسَأَلْتُهَا، فَقَالَتْ: قَالَ: " لَيْسَ مِنَّا مَنْ سَلَقَ وحَلَقَ وَخَرَقَ "(2).

(1) لفظ: "عليه" ليس في (ظ 13).

(2)

حديث صحيح، يزيد بن أوس -وإن كان مجهولاً، لم يروِ عنه سوى إبراهيم بن يزيد النخعي، ولم يُؤْثر توثيقُه عن غير ابن حبان، وجهَّلَه ابنُ المديني- قد توبع، وامرأة أبي موسى: مي أم عبد الله بنت أبي دومة، صحابية، أخرج لها مسلم هذا الحديث، وبقيةُ رجاله ثقات رجال الشيخين. منصور: هو ابن المعتمر.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 4/ 21، وفي "الكبرى"(1992)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(896) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (507) -ومن طريقه أبو القاسم البغوي في "الجعديات"(897) - عن شعبة، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 289 عن محمد بن فضيل، ومسلم (104) من طريق هُشيم، كلاهما عن حُصين، عن عياض الأشعري، عن امرأة أبي موسى، عن أبي موسى، به.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1333)، وابن منده (605) من طريق شعبة، عن حُصين، عن عياض الأشعري، عن أبي موسى، به، دون ذكر امرأة أبي موسى في الإسناد.

وأخرجه مسلم (104)، والطبراني في "الأوسط"(1332)، وابن منده (607)، والبيهقي 4/ 64 من طريق شعبة، عن عبد الملك بن عمير، عن ربعي ابن حراش، عن أبي موسى، مرفوعاً.

وأخرجه ابن سعد 4/ 115 - 116 من طريق أبي عوانة، وابنُ سعد أيضاً =

ص: 303

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= 4/ 15 وأبو عوانة 1/ 56، وابن منده (608) من طريق شعبة كلاهما عن عبد الملك بن عمير، عن ربعي بن حراش، عن أبي موسى موقوفاً. وقد رفعه شعبة فيما ذكرنا آنفاً.

وأخرجه أبو يعلى (7235) من طريق علي بن مسهر، عن داود، عن عبد الأعلى النخعي، عن أم عبد الله، عن أبي موسى مرفوعاً.

وأخرجه ابن حبان (3154) من طريق خالد وهو ابن عبد الله الواسطي، عن داود بن أبي هند، عن أبي حرب بن أبي الأسود، عن عبد الأعلى النخعي، عن أبي موسى قال: يا أم عبد الله، ألا أخبرك بما لعن رسولُ الله صلى الله عليه وسلم

فذكر الحديث. وعبد الأعلى النخعي ذكره ابن حبان في "الثقات" 5/ 128، وقال: يروي عن أبي موسى الأشعري، ويروي عن أم عبد الله عن أبي موسى، روى داود بن أبي هند عن أبي حرب بن أبي الأسود، عنه.

قلنا: لكن جاء في إسناد أبي يعلى أنه روى عنه داود، ولم يذكر البخاري وابن أبي حاتم سوى روايته عن أم عبد الله، قال البخاري: قاله داود. فلا ندري هل يروي عنه داود وأبو حرب كلاهما؟ أم هل سقط أبو حرب من إسناد أبي يعلى؟ وعلى كل فهو مجهول العين، أو مجهول الحال. لكنه متابع بما سلف.

وسيرد بالأرقام: (19539)(19540)(19547)(19616)(19617)(19626)(19690)(19729).

وفي الباب عن ابن مسعود، سلف برقم (3658)، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.

قال السندي: قوله: أنه أُغمي عليه، أي: على أبي موسى.

فسألتُها: بصيغة المتكلم، وهذا من قول يزيد بن أوس وضمير المفعول لأم الولد.

مَنْ سَلَق: أي: رفع صوته عند المصيبة، وقيل: أن تصكَّ وجهها.

وحَلَق: أي: رأسه للمصيبة.

وخَرَق: أي: ثوبه لها.

ص: 304

19536 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ سَمِعَ بِي مِنْ أُمَّتِي أَوْ يَهُودِيٌّ أَوْ نَصْرَانِيٌّ فَلَمْ يُؤْمِنْ بِي لَمْ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ "(1).

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، سعيد بن جبير لم يسمع أبا موسى الأشعري، فقد وُلد سعيد سنة 46 هـ، وتُوفي أبو موسى نحو الخمسين على أحد الأقوال، وقد أشار إلى إرسال رواية سعيد عن أبي موسى البزارُ، والحافظُ في "التقريب". وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه الطيالسي (509)، والبزار في "مسنده"(16)"زوائد"، والنسائي في "الكبرى"(11241) -وهو في "التفسير"(261) - والطبريُّ في "تفسيره"(18079)، وأبو نُعيم في "الحلية" 4/ 308 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. قال البزار: لا نعلم أحداً رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا أبو موسى، بهذا الإسناد، ولا أحسب سمع سعيدٌ من أبي موسى. قال الهيثمي: هو في الصحيح عن أبي هريرة. قلنا: سلف في "المسند" من حديث أبي هريرة برقم (8203)، وإسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن حبان (4880) من طريق أبي الوليد، عن شعبة، به، بلفظ:"من سمَّع يهودياً أو نصرانياً دخل النار". وقد بوَّب عليه ابن حبان بقوله: إيجاب دخول النار لمن أَسْمَعَ أهلَ الكتاب ما يكرهونه. فتعقَّبه الحافظُ في "إتحاف المهرة" 10/ 24 - 25، فقال: وهذا فيه نظر كبير، وهو غلطٌ نشأ عن تصحيف،

وكأنَّ الرواية التي وقعت لابن حبان مختصرة: "من سَمِعَ بي فلم يُؤمن دخل النار يهودياً أو نصرانياً" فتحرف عليه، وبوَّب هو على ما تحرَّف، فوقع في خطأ كبير. قلنا: وقد فاتنا أن نُنبه على ذلك في صحيح ابن حبان، فيُستدرك من هنا.

وأخرجه مطولاً سعيد بن منصور في "سننه"(التفسير)(1084) عن أبي عوانة، عن أبي بشير، به. =

ص: 305

19537 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ أَسْوَدُ طَوِيلٌ. قَالَ: جَعَلَ أَبُو التَّيَّاحِ يَنْعَتُهُ أَنَّهُ قَدِمَ مَعَ ابْنِ عَبَّاسٍ الْبَصْرَةَ، فَكَتَبَ إِلَى أَبِي مُوسَى، فَكَتَبَ إِلَيْهِ أَبُو مُوسَى أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَمْشِي، فَمَالَ إِلَى دَمْثٍ فِي جَنْبِ حَائِطٍ، فَبَالَ، ثُمَّ قَالَ:" كَانَ بَنَو إِسْرَائِيلَ إِذَا بَالَ أَحَدُهُمْ، فَأَصَابَهُ شَيْءٌ مِنْ بَوْلِهِ، تَتَبَّعَهُ (1)، فَقَرَضَهُ بِالْمِقْرَاضَيْنِ "(2). وَقَالَ: " إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يَبُولَ، فَلْيَرْتَدْ لِبَوْلِهِ "(3).

= وأخرجه مطولاً عبدُ الرزاق في "تفسيره" 2/ 303، والطبري في "تفسيره"(18073) و (18075) و (18076) من طريق أيوب، عن سعيد بن جبير، به.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 8/ 261، وقال: رواه الطبراني واللفظ له، وأحمد بنحوه، ورجالُ أحمد رجالُ الصحيح، والبزارُ أيضاً باختصار.

وسيرد برقم (19562).

قال السندي: قوله: من أمتي، أي: من غير أهل الكتاب من الأميين، ولكونه صلى الله عليه وسلم من الأميين أضافهم إليه.

أو يهوديٍّ: بالجر عطف على أمتي، أي: أو مِن أهل الكتاب، والمرادُ أنَّ كلَّ من بلغته دعوتُه صلى الله عليه وسلم، وثبتت عنده رسالتُه، يجب عليه الإيمانُ به، أمياً كان، أو كتابياً، فإن لم يؤمن به لم يدخل الجنة، وعُلم منه عمومُ رسالته صلى الله عليه وسلم إلى الكُلِّ، والله تعالى أعلم.

(1)

في (س) و (ق): يتبعه.

(2)

في (م) ونسخة في (س): بالمقاريض، وفي (ق): بمقاريض.

(3)

صحيح لغيره دون قوله: "إذا أراد أحدكم أن يبول فليرتد لبوله"، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الرجل الراوي عنه أبو التّيّاح، وبقية رجاله ثقات =

ص: 306

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= رجال الشيخين. أبو التياح: هو يزيد بن حميد الضُّبَعي.

وأخرجه الطيالسي (519)، والبيهقي 1/ 93 - 94 من طريق وهب بن جرير، كلاهما عن شعبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن المنذر في "الأوسط" 1/ 336 من طريق محمد بن إسحاق، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه، عن أبي موسى، به.

وقوله: "كان بنو إسرائيل إذا بال أحدهم

":

أخرجه بنحوه أبو يعلى (7284) من طريق علي بن عاصم الواسطي، عن خالد، وهو الحذّاء، عن توبة العنبري، عن أبي بردة، عن أبيه، مرفوعاً بلفظ:"كان صاحبُ بني إسرائيل أشدَّ في البول منكم، كانت معه مبراة إذا أصاب شيئاً من جسده البولُ براه بها". وعلي بن عاصم ضعيف.

وله شاهد من حديث عبد الرحمن بن حَسَنَة، سلف 4/ 196 بإسناد صحيح، ولفظه: كنت أنا وعمرو بن العاص جالسين، قال: فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه دَرَقَةٌ أو شبهها، فاستتر بها، فبال جالساً، قال: فقلنا: أيبولُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم كما تبول المرأة! قال: فجاءنا، فقال:"أَوَ ما علمتم ما أصاب صاحبَ بني إسرائيل؟ كان الرجلُ منهم إذا أصابه الشيءُ من البول، قرضه، فنهاهم عن ذلك، فعُذِّب في قبره".

ويُعارضه حديثُ حذيفة، وهو عند البخاري (226)، ومسلم (273)(74) وسيرد 5/ 402، ولفظه عند البخاري: قال أبو وائل، وهو شقيق بن سلمة: كان أبو موسى يُشَدِّدُ في البول، ويقولُ: إن بني إسرائيل كان إذا أصاب ثوبَ أحدهم قرضه، فقال حذيفة: ليته أمسك، أتى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم سُبَاطة قوم، فبال قائماً. وانظر حديث المغيرة بن شعبة (18150).

وجمع بينهما الحافظ في "الفتح" 1/ 330، فقال: الأظهر -يعني بولَه صلى الله عليه وسلم قائماً- أنه فعل ذلك لبيان الجواز، وكان أكثر أحواله البول عن قعود، والله أعلم. ثم قال: وقد ثبت عن عمر وعلي وزيد بن ثابت وغيرهم أنهم بالُوا قِياماً، وهو دالٌّ على الجواز من غير كراهة إذا أمن الرشاش، والله أعلم. =

ص: 307

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وقوله: "إذا أراد أحدكم البول فليرتد لبوله":

أخرجه أبو داود (3) -ومن طريقه البيهقي في "السنن" 1/ 94 - من طريق حماد ابن سلمة، وابن المنذر في "الأوسط" 1/ 329 من طريق أبي عبد الرحمن المقرئ، كلاهما عن شعبة، به. وقد سقط من "الأوسط" الرجل المبهم في الإسناد.

وله شاهد من حديث أبي هريرة عند الطبراني في "الأوسط"(3088) رواه عن بشر بن موسى، عن يحيى بن إسحاق السَّيْلَحيني، عن سعيد بن زيد، عن واصل مولى أبي عُيينة، عن يحيى بن عبيد، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال:"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتبوأ لبوله كما يتبوأ لمنزله". وقال: لم يرو هذا الحديثَ عن واصلٍ مولى أبي عيينة إلا سعيدُ بن زيد. ويحيى: هو يحيى بن عبيد بن مرجى، لم يسند عبيد بن مرجى عن أبي هريرة إلا هذا الحديث.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/ 204، وقال: رواه الطبراني في "الأوسط"، وهو من رواية يحيى بن عبيد بن مرجى عن أبيه، ولم أَرَ من ذكرهما، وبقية رجاله موثقون.

ونقل المناوي في "فيض القدير" 5/ 200 عن الولي العراقي قوله: فيه يحيى بن عبيد وأبوه غير معروفين.

قال السندي: قوله: فكتب، أي: ابن عباس.

إلى دمث: بفتحتين، أو كسر الميم، هو أشهر: الأرض السهلة الرخوة.

في جنب حائط، أي: في قُربه، وهو يحتمل أن لا يكون القرب بحيث يضر البول فيه البناء، فلا إشكال في البول فيه، وعلى تقدير أن يكون مضراً، فيحتمل أن يكون الجدار غير مملوك، أو علم صلى الله عليه وسلم برضا صاحب الدار.

فقَرَضَه، أي: قطعه، أي: محل البول، فكان الحكمُ في حقِّهم أشدَّ، وخفَّف الله تعالى لهذه الأمة حتى يكفيهم إمرارُ الماء على البول.

فليرتَدْ: بسكون الدال: افتعال من راد، ومنه الإرادة، يقال: ارتاده: إذا طلبه. في "النهاية": أي ليطلب مكاناً ليناً لئلا يرجع عليه رشاش بوله. يريد أن المفعول محذوف بقرينة المقام، ولو قدر فليطلب مثل هذا المكان فحذف =

ص: 308

19538 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي وَهُوَ بِحَضْرَةِ الْعَدُوِّ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّ أَبْوَابَ الْجَنَّةِ تَحْتَ ظِلَالِ السُّيُوفِ ". قَالَ: فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ رَثُّ الْهَيْئَةِ، فَقَالَ: يَا أَبَا مُوسَى، آنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ فَرَجَعَ إِلَى أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: أَقْرَأُ عَلَيْكُمُ السَّلَامَ، ثُمَّ كَسَرَ جَفْنَ سَيْفِهِ، فَأَلْقَاهُ، ثُمَّ مَشَى بِسَيْفِهِ، فَضَرَبَ بِهِ حَتَّى قُتِلَ (1).

= المفعول بقرينة مشاهدة مثله كان أولى.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، جعفر بن سليمان -وهو الضُّبَعي- من رجاله، وقد أخرج له هذا الحديث، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. بهز: هو ابن أسد العَمِّي، وأبو عمران: هو عبد الملك بن حبيب.

وأخرجه الطيالسي (530)، وابن أبي شيبة 2/ 292، ومسلم (1902)، والترمذي (1659)، وابن أبي عاصم في "الجهاد"(9)، وأبو يعلى (7324) و (7330)، والدولابي في "الكنى والأسماء" 1/ 121، وأبو عوانة 5/ 39 - 40، وابن حبان (4617)، والرامهرمزي في "الأمثال"(81)، وابن عدي في "الكامل" 2/ 570، والحاكم في "المستدرك" 2/ 70، وأبو نعيم في "الحلية" 2/ 317، والقضاعي في "مسند الشهاب"(118)، والبيهقي 9/ 44 من طرق عن جعفر، به. قال الترمذي: هذا حديث صحيح غريب لا نعرفه إلا من حديث جعفر بن سليمان الضُّبَعي، وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي! قلنا: قد أخرجه مسلم كما ذكرنا.

وأخرجه بنحوه أبو عوانة 5/ 40 من طريق الحارث بن عبيد، عن أبي عمران، به.

وسيبرد برقم (19680). =

ص: 309

19539 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَوْسٍ قَالَ: أُغْمِيَ عَلَى أَبِي مُوسَى، فَبَكَوْا عَلَيْهِ، فَقَالَ: إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّنْ (1) بَرِئَ مِنْهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَسَأَلُوا عَنْ ذَلِكَ امْرَأَتَهُ، فَقَالَتْ: مَنْ حَلَقَ، أَوْ خَرَقَ، أَوْ سَلَقَ (2).

19540 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَوْفٍ، عَنْ خَالِدٍ الْأَحْدَبِ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ قَالَ: أُغْمِيَ عَلَى أَبِي مُوسَى، فَبَكَوْا عَلَيْهِ، فَأَفَاقَ، فَقَالَ: إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكُمْ مِمَّنْ (3) بَرِئَ مِنْهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: مِمَّنْ حَلَقَ، أَوْ خَرَقَ، أَوْ سَلَقَ (4).

= وفي الباب عن عبد الله بن أبي أوفى، سلف برقم (19114).

قال السندي: قوله: "تحت ظلال السيوف" أي: في القرب منها عند المقارعة بها.

آنتَ: بالمد على الاستفهام.

أقرأ عليكم؛ يودعهم بذلك.

جَفْن سيفه: بفتح جيم وسكون فاء، أي: غمده تنبيهاً على أنه لا يريد رد السيف إليه.

(1)

في (ظ 13): مما، وفي هامشها: ممن.

(2)

حديث صحيح، وهو مكرر (19535) غير أن شيخ أحمد هنا: هو عفّان، وهو ابن مسلم الصفّار.

وأخرجه ابن سعد 4/ 115 عن عفّان، بهذا الإسناد.

(3)

في (ظ 13) و (ق): مما، وهي نسخة في (س).

(4)

إسناده صحيح، خالد الأحدب: هو ابن عبد الله بن محرز المازني ابن =

ص: 310

19541 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ. وَحَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، حَدَّثَنِي عَوْفٌ، عَنْ زِيَادِ بْنِ مِخْرَاقٍ، عَنْ أَبِي كِنَانَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: قَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى بَابِ بَيْتٍ فِيهِ نَفَرٌ مِنْ قُرَيْشٍ، فَقَالَ: وَأَخَذَ بِعِضَادَتَيِ (1) الْبَابِ، ثُمَّ قَالَ:" هَلْ فِي الْبَيْتِ إِلَّا قُرَشِيٌّ؟ " قَالَ: فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ غَيْرُ فُلَانٍ ابْنِ أُخْتِنَا. فَقَالَ: " ابْنُ أُخْتِ الْقَوْمِ مِنْهُمْ ". قَالَ: ثُمَّ قَالَ: " إِنَّ هَذَا الْأَمْرَ فِي قُرَيْشٍ مَا دَامُوا إِذَا اسْتُرْحِمُوا رَحِمُوا، وَإِذَا حَكَمُوا عَدَلُوا، وَإِذَا قَسَمُوا أَقْسَطُوا، فَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ مِنْهُمْ، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يُقْبَلُ مِنْهُ صَرْفٌ وَلَا عَدْلٌ "(2).

= أخي صفوان بن محرز، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وأخرج له مسلم حديثاً واحداً، وقد تُوبع، وبقيةُ رجاله ثقات رجال الشيخين. عوف: هو ابن أبي جميلة الأعرابي.

وأخرجه المزي في "تهذيبه"(في ترجمة خالد الأحدب) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن سعد 4/ 115 عن عفّان، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 4/ 20، وفي "الكبرى"(1988)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1332)، وابن حبان (3151) من طريق سليمان بن حرب، عن شعبة، به.

وقد سلف برقم (19535).

(1)

في (م): بعضادة.

(2)

حديث صحيح لغيره دون قوله: فمن لم يفعل ذلك منهم

إلى آخر الحديث، وهذا إسناد ضعيف، لجهالة أبي كنانة: وهو القرشي، فقد روى عنه =

ص: 311

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= ثلاثة غير أنه لم يؤثر توثيقه عن أحد، وجهله ابن القطان والذهبي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير زياد بن مخراق، فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد" وأبو داود وهو ثقة.

وأخرجه المِزِّي في "تهذيب الكمال"(في ترجمة أبي كنانة) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه البزار (1582)"زوائد" من طريق محمد بن جعفر، به. وقال: لا نعلمه بهذا اللفظ إلا عن أبي موسى، وأبو كنانة روى عنه زياد بن مخراق حديثين، هذا أحدهما.

وأخرجه مختصراً ابنُ أبي شيبة 9/ 61 و 12/ 170، وأبو داود (5122)، وابن أبي عاصم في "السنة"(1121) من طريق أبي أسامة، به.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 5/ 193، وقال: روى أبو داود منه: "ابنُ أخت القوم منهم" فقط، رواه أحمد والبزار والطبراني، ورجال أحمد ثقات!

قلنا: وقوله: "ابنُ أُخْتِ القوم منهم" له شاهد من حديث أنس، سلف برقم (12187)، وإسناده صحيح على شرط الشيخين، وذكرنا هناك أحاديث الباب.

وقوله: "إنَّ هذا الأمر في قريش ما داموا إذا استُرحموا رَحموا، وإذا حَكموا عَدلوا، وإذا قَسموا أقسطوا" له شاهد من حديث أبي هريرة، سلف برقم (7653) وإسناده صحيح، وذكرنا هناك أحاديث الباب.

وقوله: "فعليه لعنةُ الله والملائكة والناس أجمعين" له شاهد من حديث أنس، سلف برقم (12307)، وفي إسناده مجهول.

وقوله: "لا يُقْبَلُ منه صَرْفٌ ولا عَدْل" له شاهد من حديث أنس كذلك أخرجه الطيالسي (2133) -ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" 3/ 171 - وإسناده ضعيف لانقطاعه، في إسناده سعد بن إبراهيم، لم يلق أحداً من الصحابة.

قال السندي: قوله: إن هذا الأمر، أي: الحكم والإمارة.

إذا استُرحموا: على بناء المفعول، والحاصل أن ثبوت الخلافة في قريش ليس على إطلاقه، بل مقيدٌ بمراعاة الدين والمسلمين، وعليه تُحمل الأحاديثُ =

ص: 312

19542 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا مَعَ أَبِي مُوسَى وَعَبْدِ اللهِ، فَقَالَ أَبُو مُوسَى: أَلَمْ تَسْمَعْ لِقَوْلِ عَمَّارٍ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَاجَةٍ: فَأَجْنَبْتُ، فَلَمْ أَجِدِ الْمَاءَ، فَتَمَرَّغْتُ فِي الصَّعِيدِ كَمَا تَمَرَّغُ (1) الدَّابَّةُ، ثُمَّ أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرْتُ (2) ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ:" إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيكَ أَنْ تَقُولَ "(3) وَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى الْأَرْضِ، ثُمَّ مَسَحَ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا بِصَاحِبَتِهَا، ثُمَّ مَسَحَ بِهِمَا وَجْهَهُ. لَمْ يُجِزِ الْأَعْمَشُ الْكَفَّيْنِ (4).

= المطلقة، فلا يُتوهَّمُ عدمُ مطابقتها للواقع، والله تعالى أعلم.

(1)

في (ق) و (ص): تتمرغ، وهي نسخة في (س).

(2)

في (م): فذكر.

(3)

قوله: "أن تقول" ليس في (ظ 13) ولا (ص)، وأشير إليه في (س) بنسخة، ووقع في (ق):"أن تفعل هكذا" بدل: "أن تقول".

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وشقيق: هو ابن سلمة، وهو مكرر الحديث (18328).

قال السندي: وعبد الله، أي: ابن مسعود، وكان يقول: إنَّ الجنب لا يتيمم، كقول عمر، ويُخالفه أبو موسى في ذلك، كما كان عمار يُخالف عمر في ذلك، فاستدلَّ أبو موسى على ابن مسعود بحديث عمار.

فتمرَّغْتُ، أي: تقلَّبتُ في التراب، كأنه ظنَّ أن إيصال التراب إلى جميع الأعضاء واجبٌ في الجنابة، كإيصال الماء.

كما تَمَرَّغُ، أصله: تتمرَّغ، بتاءين، كما في نسخة.

كل واحدة منهما: من اليدين. =

ص: 313

19543 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ الرَّجُلَ يُقَاتِلُ شَجَاعَةً، وَيُقَاتِلُ حَمِيَّةً، وَيُقَاتِلُ رِيَاءً، فَأَيُّ ذَلِكَ فِي سَبِيلِ اللهِ؟ قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللهِ عز وجل هِيَ الْعُلْيَا، فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ عز وجل "(1).

= بصاحبتها، أي: بالأخرى.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وشقيق: هو ابن سلمة، أبو وائل الكوفي.

وأخرجه مسلم (1904)(150)، والترمذي (1646)، وابن ماجه (2783)، وابن أبي عاصم في "الجهاد"(242)، والبيهقي في "السنن الكبرى" 9/ 168، وفي "السنن الصغير"(3685)، وفي "الأسماء والصفات"(398)، والبغويُّ في "شرح السنة"(2626) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.

قال الترمذي: هذا حديث حسنٌ صحيحٌ، وقال البغويُّ: هذا حديث متفق على صحته.

وأخرجه الطيالسي (486)، وعبد الرزاق (9567)، وعبد بن حميد (553)، والبخاري (7458)، ومسلم (1904)(150)، وأبو عوانة 5/ 77، وابن حبان (4636)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" 7/ 128، والبيهقي في "السنن" 9/ 168 من طرق عن الأعمش، به.

وسلف برقم (19493).

قال السندي: قوله: يقاتل شجاعة؛ أي إن ملكة الشجاعة تحمله على القتال من غير أن ينوي به أمراً، أو أنه يقاتل إظهاراً للشجاعة بين الناس، لكن على هذا يرجع إلى الرياء. =

ص: 314

19544 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى، قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ مُعَاذًا وَأَبَا مُوسَى إِلَى الْيَمَنِ، فَأَمَرَهُمَا أَنْ يُعَلِّمَا النَّاسَ الْقُرْآنَ (1).

19545 -

حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا بُرَيْدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا أَبُو بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: " إِذَا مَرَّ أَحَدُكُمْ بِالنَّبْلِ فِي مَسَاجِدِنَا أَوْ

= حَمِيَّة: بفتح فكسر، وتشديد ياء، أي: استنكافاً من أن يُقال له: جبان ونحوه، أو استنكافاً من أن يكون قومه مغلوبين.

من قاتل، أي: ليس شيءٌ مما ذكرتَ في سبيل الله، وإنما الذي في سبيل الله هو ما قُصد به إعلاءُ دينه، وهو المرادُ بالكلمة، لثبوته بكلامه تعالى.

(1)

إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير طلحة بن يحيى -وهو ابن طلحة بن عبيد الله التيمي- فمن رجال مسلم، وثقه يعقوب بن شيبة والعجلي والدارقطني، ووثقه ابن معين في رواية، وقال في رواية: ليس بالقوي، وقال أبو داود: ليس به بأس، وقال أبو زرعة والنسائي: صالح، وقال أبو حاتم: صالح الحديث، حسنُ الحديث، صحيح الحديث، وقال ابن عدي: روى عنه الثقات، ما برواياته عندي بأس، وقال البخاري: منكر الحديث، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: كان يخطئ، وقال الحافظ في "الفتح" 11/ 29: فيه ضعف.

وأخرجه الحاكم 1/ 567 من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين! ولم يخرجاه هكذا، ووافقه الذهبي! قلنا: طلحة بن يحيى لم يخرج له البخاري.

وسترد أحاديثُ إرساله صلى الله عليه وسلم أبا موسى الأشعري ومعاذ بن جبل إلى اليمن بالأرقام (19598) و (19666) و (19673) و (19699) و (19742).

ص: 315

أَسْوَاقِنَا، فَلْيُمْسِكْ بِيَدِهِ عَلَى مَشَاقِصِهَا لَا يَعْقِرْ أَحَدًا " (1).

19546 -

حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا بُرَيْدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا أَبُو بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ:" تَعَاهَدُوا هَذَا الْقُرْآنَ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَهُوَ أَشَدُّ تَفَلُّتًا مِنْ أَحَدِكُمْ مِنَ الْإِبِلِ مِنْ عُقُلِهِ ".

قَالَ أَبُو أَحْمَدَ: قُلْتُ لِبُرَيْدٍ: هَذِهِ الْأَحَادِيثُ الَّتِي حَدَّثْتَنِي عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟ (2) قَالَ: هِيَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَلَكِنْ لَا أَقُولُ لَكَ (3).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وقد صرح بُريد برفعه عقب الحديث الذي يلي هذا الحديث. أبو أحمد: هو محمد بن عبد الله بن الزبير الزبيري.

وأخرجه أبو عوانة -كما في "إتحاف المهرة" 10/ 65 - ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 280 من طريق أبي أحمد الزبيري، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (452) و (7075)، ومسلم (2615)(124)، وأبو داود (2587)، وابن ماجه (3778)، وأبو يعلى (7291)، وابن خزيمة (1318)، وأبو عوانة -كما في "إتحاف المهرة" 10/ 65، وابن حبان (1649)، والبيهقي في "السنن الكبرى" 8/ 23، و"شعب الإيمان"(5336)، و"الآداب"(462) من طرق، عن بُريد، به.

وسلف مطولاً برقم (19488).

(2)

قوله: "عن النبي صلى الله عليه وسلم" ليس في (ظ 13).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو أحمد: هو محمد بن عبد الله الزُّبيري الأسدي، بُريد بن عبد الله: هو ابن أبي بُردة بن أبي موسى الأشعري.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 500 و 10/ 477، وأبو عوانة (كما في "إتحاف =

ص: 316

19547 -

حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيُّ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى الْفُضَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ فِي حَدِيثَ أَبِي حَرِيزٍ، أَنَّ أَبَا بُرْدَةَ حَدَّثَهُ قَالَ: أَوْصَى أَبُو مُوسَى حِينَ حَضَرَهُ الْمَوْتُ، فَقَالَ: إِذَا انْطَلَقْتُمْ بِجِنَازَتِي، فَأَسْرِعُوا الْمَشْيَ، وَلَا يَتَّبِعُنِي مُجَمَّرٌ، وَلَا تَجْعَلُوا فِي لَحْدِي شَيْئًا يَحُولُ بَيْنِي وَبَيْنَ التُّرَابِ، وَلَا تَجْعَلُوا عَلَى قَبْرِي بِنَاءً، وَأُشْهِدُكُمْ أَنِّي بَرِيءٌ مِنْ كُلِّ حَالِقَةٍ أَوْ سَالِقَةٍ أَوْ خَارِقَةٍ. قَالُوا: أَوَسَمِعْتَ فِيهِ شَيْئًا؟ قَالَ: نَعَمْ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (1).

= المهرة" 10/ 83) من طريق أبي أحمد الزبيري، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (5033)، ومسلم (791)، وأبو عوانة كذلك، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 2/ 11، والبيهقي في "السنن الصغير"(947)، وفي "الأربعون الصغرى"(45) من طريق أبي أسامة، عن بريد، به.

وسيأتي برقم (19685).

وفي الباب عن عبد الله بن مسعود، سلف برقم (3620)، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.

قال السندي: قوله: تعاهدوا، أي: حافظوا، وداوموا عليه، وجدِّدوا العهد به.

تفلتاَ: تخلُّصاً.

من عُقُلِهِ؛ بضمتين، جمع عقال، ككتب جمع كتاب.

(1)

إسناده حسن من أجل أبي حَرِيز: وهو عبد الله بن الحسين الأزدي، قاضي سجستان، فقد اختُلف فيه، فضعّفه يحيى بن سعيد القطان وأحمد بن حنبل وأبو داود والنسائي والجوزجاني وسعيد بن أبي مريم، وقال ابن عدي: عامَّةُ ما يرويه لا يتابِعُه عليه أحدٌ، واختَلف قولُ ابن معين فيه، فوثَّقه مرة، وضعّفه أخرى، ووثّقه أبو زرعة، وقال أبو حاتم: حسن الحديث، ليس بمنكر الحديث، يكتب حديثُه، وقال الدارقطني: يعتبر به. قلنا: وقد توبع، وبقية =

ص: 317

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= رجاله ثقات رجالُ الشيخين غير الفُضَيل بن ميسرة، فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد" وأصحابُ السنن خلا الترمذي، وهو ثقة.

وأخرجه ابنُ ماجه (1487)، وابنُ حبان (3150)، والبيهقي في "السنن" 3/ 395 من طريق المعتمر، بهذا الإسناد.

وعلّقه البخاري بصيغة الجزم (1296) عن الحكم بن موسى، ووصلَه من طريقه (يعني الحكم) مسلم (104)، وأبو عوانة 1/ 56 - 57 و 57، وابن حبان (3152)، وابن منده (603)، والبيهقي 4/ 64 عن يحيى بن حمزة، عن عبد الرحمن بن جابر، عن القاسم بن مخيمرة، عن أبي بردة، قال: وَجِعَ أبو موسى وَجَعاً فغشي عليه، ورأسه في حجر امرأة من أهله، فصاحت امرأةٌ من أهله، فلم يستطع أن يرد عليها شيئاً، فلما أفاق قال: أنا بريءٌ مما برئ منه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكره.

وأخرجه مسلم (104)، وابن ماجه (1586)، والنسائي في "المجتبى" 4/ 20، وفي "الكبرى"(1990)، وابن منده (604)، وابن حزم في "المحلى" 5/ 147، والبيهقي في "السنن" 4/ 64، وفي "السنن الصغير"(1144)، وفي "الشعب"(10157) من طريق أبي صخرة، عن عبد الرحمن بن يزيد وأبي بردة ابن أبي موسى، قالا: أُغمي على أبي موسى وأقبلت امرأته أمُّ عبد الله تصيح برنَّة، قالا: ثم أفاق، قال: ألم تعلمي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أنا بريءٌ ممن حلق وسلق وخرق"؟.

وفي الباب في الإسراع بالجنازة عن أبي هريرة، سلف برقم (7267)، وإسناده صحيح على شرط الشيخين.

وفي باب النهي عن إتْباع الجنازة بنار، سلف من حديث أبي هريرة برقم (9515).

وفي باب النهي عن البناء على القبر عن جابر، سلف برقم (14149)، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.

قال السندي: قوله: مجمر، ضبط بكسر الميم على أنه اسم للآلة.

ص: 318

19548 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ بِالْبَطْحَاءِ، فَقَالَ:" بِمَ أَهْلَلْتَ؟ ". فَقُلْتُ: بِإِهْلَالٍ كَإِهْلَالِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. فَقَالَ: " هَلْ سُقْتَ مِنْ هَدْيٍ؟ ". قُلْتُ: لَا. قَالَ: " طُفْ بِالْبَيْتِ وَبِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، ثُمَّ حِلَّ "(1).

19549 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، أَنَّ أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ مَثَلُ (2) الْأُتْرُجَّةِ، طَعْمُهَا طَيِّبٌ، وَرِيحُهَا طَيِّبٌ، وَمَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ التَّمْرَةِ، طَعْمُهَا طَيِّبٌ، وَلَا رِيحَ لَهَا، وَمَثَلُ الْفَاجِرِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الرَّيْحَانَةِ، مُرٌّ طَعْمُهَا، وطَيِّبُ رِيحُهَا (3)، وَمَثَلُ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (273) سنداً ومتناً، غير أنه سلف هناك مطولاً. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وقد خرجناه هناك، ونزيد أنه: أخرجه الفاكهي في "أخبار مكة"(1829) مختصراً جداً، والبزار في "المسند"(227)، والنسائي في "الكبرى"(3718)، وابن حزم في "المحلى" 7/ 101 - 102، من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (19505).

(2)

في (ظ 13) و (ق): كمثل.

(3)

في (م): وريحها طيب.

ص: 319

الْفَاجِرِ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الْحَنْظَلَةِ، مُرٌّ طَعْمُهَا، وَلَا رِيحَ لَهَا " (1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. رَوْح: هو ابن عبادة، وقد روى عن سعيد-وهو ابن أبي عروبة- قبل الاختلاط، وقتادة: هو ابن دِعامة السَّدوسي.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/ 124 - 125، وفي "الكبرى"(11769)، وابن حبان (771) من طريق يزيد بن زُرَيْع، عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق (20933) عن معمر، والبخاري (5427)، ومسلم (797)، والدارمي (3363)، والترمذي (2865)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2501)، والنسائي في "الكبرى"(8082)، وأبو يعلى (7237)، وأبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة" 10/ 10)، والرامهرمزيُّ في "الأمثال"(47) من طريق أبي عوانة، وتمامُ الرازي في "فوائده"(1297)"الروض البسام" من طريق محمد بن سُلَيم الراسبي، ثلاثتهم عن قتادة، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

قلنا: وتابع سعيدَ بنَ أبي عروبة أيضاً في روايته عن قتادة بهذا اللفظ فقط همامُ بنُ يحيى، وشعبةُ كما سيرد على التوالي برقمي (19614) و (19664).

ورواه أبانُ بنُ يزيد العطار عن قتادة، فزاد فيه: "ومثل الجليس الصالح كمثل صاحب المسك

" وسيرد القول فيه في تخريج الرواية (19615).

وفي باب فضل صاحب القرآن عن علي، سلف برقم (1268).

وعن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6799).

وعن عائشة، سيرد 6/ 48.

قال السندي: قوله: الأُترجة، بضم همزة وراء وتشديد جيم، معروفٌ، =

ص: 320

19550 -

حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ غَالِبٍ التَّمَّارِ قَالَ: سَمِعْتُ مَسْرُوقَ بْنَ أَوْسٍ أَو أَوْسَ بْنَ مَسْرُوقٍ رَجُلًا مِنْ بَنِي يَرْبُوعٍ يُحَدِّثُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ، يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" الْأَصَابِعُ سَوَاءٌ ". فَقُلْتُ لِغَالِبٍ: عَشْرٌ عَشْرٌ؟ فَقَالَ: نَعَمْ (1).

= والحاصل أن الأيمان مشبَّه بطيب الباطن، كطيب الطعم؛ لأن به طهارةَ الباطن، والقرآنُ مشبه بطيب الظاهر، كطيب الريح، فإنه مسموع للغير تميل إليه الطباع، والله تعالى أعلم.

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة مسروق بن أوس، فالمحفوظ أنه لم يروِ عنه إلا راوِ واحد -كما سيتبين في التخريج- ولم يُؤْئر توثيقُه عن غير ابن جبان، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول.

وقد اختُلف فيه على غالب التمار.

فرواه شعبةُ، كما في هذه الرواية، والرواية الآتية برقم (19557) عنه، عن مسروق بن أوس أو أوس بن مسروق، على الشك، ورواه دون شك في الرواية (19561) فقال: أوس بن مسروق، ورواه إسماعيلُ ابن عُلَيَّة، كما في الرواية (19620) عن غالب التمار، فقال: عن مسروق بن أوس، وكذلك رواه سعيدُ بنُ أبي عروبة، كما في الرواية (19610) و (19707) عن غالب، عن حميد بن هلال، عن مسروق بن أوس، فزاد في الإسناد حميد بن هلال. قال الدارقطني في "العلل" 7/ 249: والصواب قول شعبة وابن عُلَيَّة. قلنا: يعني دون زيادة حميد بن هلال في الإسناد. وأشار عليُّ ابنُ المديني إلى ترجيح طريق سعيد، فيما نقله عنه البيهقي في "السنن" 8/ 92.

قلنا: لكن سعيداً قد اختُلف عليه فيه:

فرواه محمدُ بنُ جعفر، كما في الرواية (19610)، ومحمدُ بنُ بشر، كما في الرواية (19707)، وعبدةُ بنُ سليمان، كما عند أبي داود (4556)، وحفصُ بنُ عبد الرحمن، كما عند النسائي في "المجتبى" 8/ 56، وفي =

ص: 321

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= "الكبرى"(7050)، والنضرُ بن شميل، كما عند ابن ماجه (2654)، والدارقطني في "السنن " 3/ 210 - 211 خمستُهم عن سعيد بن أبي عروبة، عن غالب التمّار، عن حميد بن هلال، عن مسروق بن أوس، عن أبي موسى، به. فزادوا في الإسناد: حميد بن هلال. ومحمدُ بنُ بشر وعبدةُ بنُ سليمان سَمِعا من سعيد قبل اختلاطه.

ورواه يزيدُ بنُ زريع -كما عند النسائي في "المجتبى" 8/ 56، وفي "الكبرى"(7048) - عن سعيد، عن غالب، عن مسروق، به. لم يذكر حميداً في الإسناد. ويزيدُ بنُ زريع سمع من سعيد قبل الاختلاط كذلك.

ورواه أبو الأشعث -كما عند النسائي في "المجتبى" 8/ 56، وفي "الكبرى"(7047)، والدارقطني 3/ 211 - عن خالد بن الحارث، عن سعيد، عن قتادة، عن مسروق، فذكر قتادة في الإسناد. قال الدارقطني: تفرَّد به أبو الأشعث، وليس هو عندي بمحفوظ عن قتادة، والله أعلم.

وغالب التمار وثَّقه ابن سعد، وقال أبو حاتم: صالح الحديث، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه الطيالسي (511) -ومن طريقه البيهقي 8/ 92 - والدارمي (2369)، وأبو داود (4557)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(1496)، وابن حبان (6013)، والدارقطني في "السنن" 3/ 211، والبغوي في "شرح السنة"(2540)، والمزي في "تهذيبه"(في ترجمة غالب التمار) من طرق عن شعبة، به.

وسيرد بالأرقام (19557) و (19561) و (19610) و (19620) و (19707).

وله شاهد من حديث ابن عباس عند الترمذي (1391) بإسناد صحيح، وصححه ابن حبان (6012).

وآخر من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، سلف برقم (6681)، =

ص: 322

19551 -

حَدَّثَنَا أَبُو نُوحٍ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ مُوسَى بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ لَعِبَ بِالنَّرْدِ، فَقَدْ عَصَى اللهَ وَرَسُولَهُ "(1).

19552 -

حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ، عَنْ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " تَوَضَّؤُوا مِمَّا غَيَّرَتِ النَّارُ لَوْنَهُ "(2).

= وذكرنا هناك أحاديث الباب.

قال السندي: قوله: عشرٌ عشرٌ، أي: دية كل واحد عشر عشر.

(1)

حديث حسن، وهذا إسناد منقطع، سعيدُ بن أبي هند لم يَلْقَ أبا موسى الأشعري فيما ذكر أبو حاتم، كما في "المراسيل" ص 67، وبسطنا الاختلاف فيه على سعيد بن أبي هند في الرواية (19501)، ورجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي نوح -وهو عبد الرحمن بن غزوان الخزاعي المعروف بقُرَاد- فمن رجال البخاري، وهو ثقة، له أفراد، وموسى بن ميسرة، فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد"، وأبو داود، والنسائي في "مسند مالك"، وهو ثقة.

وهو عند مالك في "الموطأ" 2/ 958، ومن طريقه أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(1274)، وأبو داود (4938)، وابن حبان (5872)، والبيهقي في "السنن" 10/ 214، وفي "معرفة السنن"(20147)، وفي "شعب الإيمان"(6498)، والبغوي في "شرح السنة"(3414).

(2)

إسناده فيه ضعف وانقطاع، المبارك -وهو ابن فَضَالة- يُدَلِّسُ ويُسَوِّي، وقد عنعن، والحسن -وهو البصري- لم يسمع من أبي موسى، فيما ذكر أبو حاتم وأبو زرعة وعلي ابن المديني، كما في "مراسيل" ابن أبي حاتم، و"جامع التحصيل" =

ص: 323

19553 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمٍ. قَالَ عَفَّانُ: أَخْبَرَنَا عَاصِمُ ابْنُ بَهْدَلَةَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَحْرُسُهُ أَصْحَابُهُ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1).

19554 -

حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ زَهْدَمٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى، أَنَّهُ جَاءَ رَجُلٌ وَهُوَ يَأْكُلُ دَجَاجًا، فَتَنَحَّى،

= وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(2761)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 341 من طريقين عن المبارك، بهذا الإسناد. قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن الحسن، عن أبي موسى إلا مبارك. قلنا: ولفظه عند أبي نعيم: "توضؤوا مما مست النار".

وذكره الهيثمي في "المجمع" 1/ 248، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الأوسط"، ورجاله موثقون.

وسيرد برقم (19704).

وفي الباب في الوضوء مما مست النار عن أبي هريرة، سلف برقم (7605)، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب، وذكرنا هناك أن الوضوء مما مست النار منسوخ في قول الجمهور.

وانظر حديث جابر (14262).

(1)

بعضُه صحيح، وهذا إسنادٌ حسن من أجل عاصم بن بهدلة، وبقيةُ رجاله ثقاتٌ رجالُ الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم، واستَشهد به البخاري. يونس بن محمد: هو المؤدب، وعفّان: هو ابن مسلم، وأبو بردة: هو ابن أبي موسى الأشعري.

وسيرد تخريجه برقم (19618).

ص: 324

فَقَالَ: إِنِّي حَلَفْتُ أَنْ لَا آكُلَهُ، إِنِّي رَأَيْتُهُ يَأْكُلُ شَيْئًا قَذِرًا، فَقَالَ: ادْنُهُ، فَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَأْكُلُهُ (1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو أحمد: هو محمد بن عبد الله الزبيري، وسفيان: هو الثوري، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجَرْمي، وزهدم: هو ابن مُضَرِّب الجَرْمي.

وأخرجه البيهقي في "السنن" 9/ 333 - 334 من طريق محمد بن يوسف الفريابي، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابنُ الجارود (888)، والحميدي (765)، والنسائي في "المجتبى" 7/ 206، وفي "الكبرى"(4858) من طريق سفيان بن عيينة، عن أيوب، به. زاد النسائي: وأمره أن يكفر عن يمينه.

ولفظه عند البيهقي عن زهدم قال: رأيت أبا موسى رضي الله عنه يأكل الدجاج، فدعاني، فقلتُ: إني رأيتُه يأكل نَتناً، قال: ادنُه، فكُلْ. وكذا لفظُه عند الترمذي (1826)، وأبي الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" ص 200 من طريق قتادة عن زهدم، قال: دخلت على أبي موسى وهو يأكل دجاجة، فقال: ادْنُ، فكلْ.

قال الحافظ في "الفتح" 9/ 647: وكذا أخرجه أبو عوانة في "صحيحه" من وجه آخر عن زهدم نحوه، وقال فيه: فقال لي: ادن فكل، فقلتُ: إني لا أريده.

ثم قال الحافظ: فهذه عدة طرق صرح زَهْدم فيها بأنه صاحبُ القصة، فهو المعتمد، ولا يُعَكِّر عليه إلا ما وقع في "الصحيحين" مما ظاهرُه المُغايرة بين زهدم والممتنع من أكل الدجاج، ففي روايةٍ عن زَهْدَم [سترد برقم 19591)] كنا عند أبي موسى، فدخل رجلٌ من بني تَيْم الله أحمرُ شبيهٌ بالموالي، فقال: هلم، فتلكأ

الحديث، فإن ظاهره أن الداخل دخل، وزَهْدَم جالسٌ عند أبي موسى، لكن يجوز أن يكون مرادُ زهدم بقوله:"كنا" قومَه الذين دخلوا قبله =

ص: 325

19555 -

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: قِيلَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: الرَّجُلُ يُحِبُّ الْقَوْمَ وَلَمَّا يَلْحَقْ بِهِمْ؟ قَالَ: " الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ "(1).

19556 -

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ

= على أبي موسى، وهذا مجازٌ قد استَعمل غيرُه مثلَه، كقول ثابت البُناني: خَطَبَنا عمرانُ بنُ حصين، أي: خطبَ أهلَ البصرة، ولم يُدرك ثابتٌ خطبةَ عمران المذكورة، فيحتمل أن يكون زهدم دخل، فجرى له ما ذكر، وغايةُ ما فيه أنه أبهم نفسه، ولا عجب فيه. والله أعلم.

وقوله: إني رأيتُه يأكل شيئاً قذراً: قال الحافظ: وفي رواية أبي عوانة: "إني رأيتها تأكل قذراً" وكأنه ظنَّ أنها أكثرت من ذلك بحيث صارت جلّالة، فبَيَّنَ له أبو موسى أنها ليست كذلك، أو أنه لا يلزم من كون تلك الدجاجة التي رآها كذلك أن يكون كلُّ الدجاج كذلك.

وسلف برقم (19519).

قال السندي: قوله: فتنحى، أي: ابتعد، احترازاً عن أكل الدجاج.

ادنُه: الهاء للسكت، وهو أمر من الدنوّ، أي: صِر قريباً.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (19526) غير شيخ أحمد، فهو هنا أبو نُعيم، وهو الفضل بن دكين.

وأخرجه البخاري (6170)، وأبو عوانة -كما في "إتحاف المهرة" 10/ 28 - والطبراني في "الأوسط"(5889)، و"الصغير"(831)، وأبو نعيم في "الحلية" 4/ 112 من طريق أبي نعيم، بهذا الإسناد. قال البخاري: تابعه أبو معاوية، ومحمد بن عبيد.

قلنا: رواية أبي معاوية سترد برقم (19628)، ورواية محمد بن عبيد سلفت برقم (19496).

ص: 326

عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" لِيَسْتَأْذِنْ أَحَدُكُمْ ثَلَاثًا، فَإِنْ أُذِنَ لَهُ، وَإِلَّا فَلْيَرْجِعْ "(1).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، طلحة بن يحيى بن طلحة -وهو ابن عبيد الله التيمي- من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو نعيم: هو الفضل بن دكين.

وأخرجه يعقوبُ بنُ سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 267 مطولاً، وأبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة" 10/ 82) من طريق أبي نعيم، بهذا الإسناد.

وأخرجه مطولاً مسلم (2154)(37) من طريق الفضل بن موسى، ثم أخرجه من طريق علي بن هاشم، وأبو داود (5181) من طريق عبد الله بن داود، وأبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة" 10/ 82) من طريق سفيان، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1582) من طريق عبد السلام بن حرب، خمستهم عن طلحة بن يحيى، به. وجاء في رواية طلحة هذه أن أُبَيَّ بن كعب شهد مع أبي موسى أنه سمع هذا الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وروايةُ الأكثر أن الذي شهد مع أبي موسى إنما هو أبو سعيد الخدري، وهو ما سيرد في الروايتين (19581)(19611)، وأبيُّ بنُ كعب إنما مرَّ ذكرُه في حديث أبي سعيد عند مسلم (2153) أنه قال لأبي موسى: لا يقوم معك إلا أحدثُنا سِنّاً. قم يا أبا سعيد. قال أبو سعيد: فقمتُ حتى أتيتُ عمر، فقلتُ: قد سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هذا. قال الدارقطني في "العلل" 7/ 199: حديثُ أبي سعيد (يعني أنه هو الذي شهد) هو المحفوظ، على أن مسلم بن الحجاج قد أخرج حديث طلحة بن يحيى في "الصحيح". وقال الحافظ في "الفتح" 11/ 29: طلحة بن يحيى فيه ضعف، وروايةُ الأكثر أولى أن تكون محفوظة. ثم قال: ويمكن الجمع بأن أبيَّ بنَ كعب جاء بعد أن شهد أبو سعيد. وانظر تتمة ما قاله الحافظ فإنه نفيس.

وسلفا برقم (19510).

وانظر حديث أبي سعيد السالف برقم (11029). =

ص: 327

19557 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ غَالِبٍ، عَنْ أَوْسِ بْنِ مَسْرُوقٍ أَوْ مَسْرُوقِ بْنِ أَوْسٍ الْيَرْبُوعِيِّ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" الْأَصَابِعُ سَوَاءٌ ". قَالَ شُعْبَةُ: قُلْتُ لَهُ: عَشْرًا عَشْرًا؟ قَالَ: نَعَمْ (1).

19558 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنِي غَيْلَانُ بْنُ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي رَهْطٍ مِنَ الْأَشْعَرِيِّينَ نَسْتَحْمِلُهُ، فَقَالَ:" لَا وَاللهِ مَا أَحْمِلُكُمْ، وَمَا عِنْدِي مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ " فَلَبِثْنَا مَا شَاءَ اللهُ، ثُمَّ أَمَرَ لَنَا بِثَلَاثِ ذَوْدٍ غُرِّ الذُّرَى، فَلَمَّا انْطَلَقْنَا، قَالَ بَعْضُنَا لِبَعْضٍ: أَتَيْنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَسْتَحْمِلُهُ، فَحَلَفَ أَنْ لَا يَحْمِلَنَا، ارْجِعُوا بِنَا، أَيْ حَتَّى نُذَكِّرَهُ، قَالَ: فَأَتَيْنَاهُ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا أَتَيْنَاكَ نَسْتَحْمِلُكَ، فَحَلَفْتَ أَنْ لَا تَحْمِلَنَا، ثُمَّ حَمَلْتَنَا! فَقَالَ: " مَا أَنَا حَمَلْتُكُمْ (2) بَلِ اللهُ عز وجل حَمَلَكُمْ، إِنِّي وَاللهِ - إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى - لَا أَحْلِفُ عَلَى يَمِينٍ، فَأَرَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا إِلَّا أَتَيْتُ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ، وَكَفَّرْتُ عَنْ

= قال السندي: قوله: فإن أُذن له؛ على بناء المفعول، أي: فليدخل البيت.

(1)

صحيح لغيره، وهو مكرر (19550) غير أن شيخ أحمد هنا: هو حسين بن محمد، وهو المرُّوذي.

قال السندي: قوله: عشراً عشراً. هكذا بالنصب في النسخ، أي: ليعط في ديتها عشراً عشراً.

(2)

في (ظ 13): أحملكم.

ص: 328

يَمِينِي " أَوْ قَالَ: " إِلَّا كَفَّرْتُ يَمِينِي، وَأَتَيْتُ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ " (1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه أبو داود (3276)، مختصراً، والبيهقي 10/ 51 - 52 من طريق سليمان بن حرب، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (500)، والبخاري (6623) و (6718) و (6719)، ومسلم (1649)(7)، والنسائي في "المجتبى" 7/ 9 - 10، وفي "الكبرى"(4721)، وابن ماجه (2107)، وأبو يعلى (7251)، والبيهقي في "السنن الكبرى" 10/ 26، 32، 51، 51 - 52، وفي "السنن الصغير"(4019)، والبغوي في "شرح السنة"(2436) من طرق عن حماد بن زيد، به.

وجاء عند البخاري (6623)، وابن ماجه (2107)، والبيهقي في "السنن" 10/ 51 - 52 على التردّد في تقديم الكفارة وتأخيرها، كرواية أحمد، وسائرُ الروايات على تقديم الكفارة دون تردّد.

قال البغوي: هذا حديث متفق على صحته.

ووقع في رواية البخاري (6718)"إلا كفرتُ عن يميني، وأتيتُ الذي هو خير، وكفَّرت". قال الحافظ في "الفتح" 11/ 605: كذا وقع لفظ "وكفَّرت" مكرراً في رواية السرخسي.

وأخرجه مطولاً ومختصراً البخاري (4415) و (6678)، ومسلم (1649)(8)، وأبو يعلى (7258) و (7297)، والبيهقي في "الدلائل" 5/ 216 - 217 من طريق بُريد، عن أبي بردة، به.

وجاء في بعض طرقه: "فأمر لنا بخمس ذَوْدٍ" بدل "ثلاث"، وهو لفظ الرواية الآتية برقم (19608)، ونتكلم على ذلك هناك.

وفي الباب عن عمران بن حصين عند ابن حبان (4351).

وعن أبي الدرداء عند البيهقي في "السنن" 10/ 52.

وفي باب كفارة اليمين عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6907)، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.

قال السندي: قوله: نستحمله، أي: نطلب منه أن يحملنا على الجمال =

ص: 329

19559 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَعْيَنَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ حَفِظَ مَا بَيْنَ فُقْمَيْهِ وَفَرْجَهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ "(1).

= في غزوة تبوك.

بثلاث ذَوْد: بفتح الذال المعجمة، جمع الناقة معنى، أي: بثلاث نُوق. قلنا: وقال النووي: إن الذَّود من الإبل ما بين الثلاث إلى العشر، فهو من إضافة الشيء إلى نفسه، والمراد ثلاث إبلٍ من الذَّود، لا ثلاث أذواد.

وقال السندي: غُرّ الذُّرى، بضم غين وتشديد راء، والذُّرى بضم معجمة مقصوراً، أي: بيض الأسنام من كثرة الشحم.

ما أنا أحملكم

إلخ: يريد أن المنّة لله تعالى، لا لمخلوقٍ من مخلوقاته، وهو الفاعلُ حقيقة، أو المراد: إني حلفتُ نظراً إلى ظاهر الأسباب، وهذا جاء من الله تعالى على خلاف تلك الأسباب. وعلى كل تقدير، فالجوابُ عن الحلف هو قولُه: "والله لا أحلف على يمين

إلخ ".

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله بن محمد بن عَقَيل ولاضطرابه فيه، ولإبهام شيخه في الإسناد -ومع ذلك حَسَّنَ الإسنادَ الحافظُ في "الفتح" 11/ 309 - وبقية رجاله ثقاتٌ رجالُ الشيخين، غير أحمد بن عبد الملك، فمن رجال البخاري.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/ 54، وعبدُ الله بن أحمد في زوائده على "الزهد" لأبيه ص 264، وأبو يعلى (7275)، والحاكم 4/ 358، والقضاعي في "مسند الشهاب"(545)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(5755) من طريق معلّى بن منصور الرازي، والحاكم 4/ 358 من طريق المعافى بن سليمان الحراني، وتمام الرازي في "فوائده"(1116)"الروض البسام" من طريق أبي صالح الحراني، ثلاثتهم عن موسى بن أَعْيَن، عن عبد الله بن محمد =

ص: 330

19560 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، أَنَّ عَوْنًا وَسَعِيدًا ابْنَي أَبِي بُرْدَةَ حَدَّثَاهُ، أَنَّهُمَا شَهِدَا أَبَا بُرْدَةَ يُحَدِّثُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَا يَمُوتُ رَجُلٌ مُسْلِمٌ إِلَّا

= ابن عقيل، عن سليمان بن يسار، عن عَقِيل مولى ابن عباس، عن أبي موسى قال (واللفظ للبيهقي): كنت أنا وأبو الدرداء عند النبي صلى الله عليه وسلم، فقال:"من حفظ ما بين فقميه ورجليه دخل الجنة". ووقع اللفظُ في زوائد عبد الله في "الزهد": "من حفظ ما بين فَقْميه ولَحييه دخل الجنة"(كذا، والفَقْمان واللحيان بمعنى).

واضطرب فيه عبدُ الله بنُ محمد بن عَقِيل:

فرواه عبيدُ الله بنُ عمرو عند الطبراني في "المعجم الكبير"(919) عنه عن علي بن الحسين، عن أبي رافع، مرفوعاً بلفظ:"من حفظ ما بين فقميه وفخذيه دخل الجنة". وقد جوَّدَه الحافظُ في "الفتح" 11/ 309 مع أن إسناده -مع اضطراب عبد الله بن محمد بن عَقِيل فيه- فيه انقطاع، فعليُّ بن الحسين -وهو زينُ العابدين- ولد سنة 33، وأبو رافع مات بعد مقتل عثمان بيسير، يعني مابين 35 - 36 هـ.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/ 298 وقال: رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني بنحوه، ورجال الطبراني وأبي يعلى ثقات، وفي رجال أحمد راوٍ لم يُسَمَّ، وبقيةُ رجاله ثقات، والظاهر أن الراوي الذي سقط عند أحمد هو سليمان ابن يسار.

وفي الباب عن سهل بن سعد عند البخاري (6474)، وسيرد 5/ 333، ولفظه:"من يضمن لي ما بين لَحيَيْه وما بين رجليه أضمن له الجنة".

وعن أبي هريرة عند الترمذي (2409)، وأبي يعلى (6200)، وابن حبان (5703)، والحاكم 4/ 357، وفي إسناده محمد بن عجلان، وهو حسن الحديث.

قال السندي: قوله: ما بين فَقْمَيْه؛ ضبط بفتح فاء، وسكون قاف، أي: لحييه، يريد الفم عن التكلم بما لا ينبغي، وعن أكل ما لا ينبغي.

قلنا: وقد ضبط الفقم بضم الفاء أيضاً.

ص: 331

أَدْخَلَ اللهُ عز وجل مَكَانَهُ النَّارَ يَهُودِيًّا أَوْ نَصْرَانِيًّا " قَالَ: فَاسْتَحْلَفَهُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِاللهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: فَحَلَفَ لَهُ. قَالَ: فَلَمْ يُحَدِّثْنِي سَعِيدٌ أَنَّهُ اسْتَحْلَفَهُ، وَلَمْ يُنْكِرْ عَلَى عَوْنٍ قَوْلَهُ (1).

19561 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ غَالِبٍ التَّمَّارِ قَالَ: سَمِعْتُ أَوْسَ بْنَ مَسْرُوقٍ رَجُلًا مِنَّا كَانَ أَخَذَ الدِّرْهَمَيْنِ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه، وَغَزَا فِي خِلَافَتِهِ يُحَدِّثُ.

عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" الْأَصَابِعُ سَوَاءٌ "(2). قَالَ شُعْبَةُ: فَقُلْتُ: عَشْرٌ عَشْرٌ؟ قَالَ: نَعَمْ (3).

19562 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي أَبُو بِشْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ سَمِعَ بِي مِنْ أُمَّتِي أَوْ يَهُودِيٌّ أَوْ نَصْرَانِيٌّ، ثُمَّ لَمْ يُؤْمِنْ بِي، دَخَلَ النَّارَ "(4).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (19486) غير شيخ أحمد، فهو هنا عفان، وهو ابن مسلم الصفار.

وأخرجه مسلم (2767)(50)، وأبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة" 10/ 97)، وابن حنان (630)، والبيهقي في "البعث"(92) من طريق عفان، بهذا الإسناد.

(2)

في (ظ 13): أنه قال في الأصابع: سواء.

(3)

صحيح لغيره، وهو مكرر (19550) غير أن شيخ أحمد هنا هو محمد ابن جعفر.

(4)

صحيح لغيره، وهو مكرر (19536) غير أن شيخ أحمد هنا هو عفّان =

ص: 332

19563 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، أَنَّ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسٍ حَدَّثَهُ، أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُكْثِرُ زِيَارَةَ الْأَنْصَارِ خَاصَّةً وَعَامَّةً، فَكَانَ إِذَا زَارَ خَاصَّةً أَتَى الرَّجُلَ فِي مَنْزِلِهِ، وَإِذَا زَارَ عَامَّةً أَتَى الْمَسْجِدَ (1).

19564 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو زُبَيْدٍ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ كَانَتْ لَهُ جَارِيَةٌ، فَأَعْتَقَهَا وَتَزَوَّجَهَا، كَانَ لَهُ أَجْرَانِ "(2).

= وهو ابن مسلم الصفّار.

وأخرجه ابن أبي شيبة (كما في "إتحاف المهرة" 10/ 25) عن عفّان، بهذا الإسناد.

(1)

إسناده ضعيف لإبهام الرجل الراوي عن أبي بكر بن أبي موسى الأشعري، وبقيةُ رجاله ثقاتٌ رجالُ الشيخين. عفّان: هو ابن مسلم الصفَّار، وهمّام: هو ابن يحيى العوذي.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 8/ 173 وقال: رواه أحمد، وفيه راوٍ لم يُسَمَّ، وبقية رجاله رجال الصحيح.

قال السندي: قوله: أتى المسجد؛ أي: مسجدهم كالقُباء والقبلتين.

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن داود الهاشمي، فقد أخرج له البخاري في "خلق أفعال العباد" وأصحاب السنن، وهو ثقة. أبو زبيد: هو عَبْثَر بن القاسم الزُّبيدي، ومطرف: هو ابن طريف الكوفي.

وأخرجه أبو عوانة 1/ 103 من طريق سليمان بن داود، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (2053)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 115، وفي =

ص: 333

19565 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَمْرٍو، يَعْنِي ابْنَ أَبِي عَمْرٍو، عَنِ الْمُطَّلِبِ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ عَمِلَ حَسَنَةً، فَسُرَّ بِهَا، وَعَمِلَ سَيِّئَةً، فَسَاءَتْهُ (1)، فَهُوَ مُؤْمِنٌ "(2).

= "الكبرى"(5501) عن هنّاد بن السّري، عن أبي زُبيد، به.

وأخرجه البخاري (2544)، وأبو يعلى (7323) من طريقين عن مطرف، به.

وسلف برقم (19532).

(1)

في (ظ 13): فأساءته.

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، المُطَلب -وهو ابنُ عبد الله بن حَنْطَب- لا يُعرف له سماعٌ من الصحابة، فيما نقل الترمذي في "العلل الكبير" 2/ 964 عن البخاري. وقال أبو حاتم -كما في "المراسيل" ص 164 - : عامة روايته مرسل. اهـ. وبقيةُ رجاله رجالُ الصحيح. عبد العزيز بن محمد: هو الدراوردي، وعمرو بن أبي عمرو: هو مولى المُطَّلِب بن عبد الله بن حَنْطَب.

وأخرجه البزار (79)"زوائد" عن محمد بن أبان القرشي، والحاكم في "المستدرك" 1/ 13 و 54، والبيهقي في "شعب الإيمان"(6993) من طريق سعيد بن منصور، كلاهما عن عبد العزيز بن محمد، بهذا الإسناد. وقرن سعيدُ ابنُ منصور بعبد العزيز بن محمد يعقوبَ بنَ عبد الرحمن. قال البزار: لا نعلمه يُروى عن أبي موسى إلا بهذا الإسناد. وقال الحاكم: قد احتجا برواة هذا الحديث عن آخرهم، وهو صحيح على شرطهما، ولم يخرجاه، إنما أخرجا في خطبة عمر بن الخطاب:"ومن سَرَّتْه حسنتُه وساءتْه سيئتُه فهو مؤمن". قلنا: لم يخرجا للمُطَّلِب في الصحيح، ولم يحتج البخاري بالدراوردي بل روى له مقروناً، ثم إنهما لم يخرجا حديث عمر بن الخطاب المذكور:"ومن سرَّته حسنتُه وساءَته سَيِّئَته، فهو مؤمن". =

ص: 334

19566 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُعْفِيُّ، عَنْ مُجَمِّعِ بْنِ يَحْيَى بْنِ (1) زَيْدِ بْنِ جَارِيَةَ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: سَمِعْتُهُ يَذْكُرُهُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: صَلَّيْنَا الْمَغْرِبَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قُلْنَا: لَوْ انْتَظَرْنَا حَتَّى نُصَلِّيَ مَعَهُ الْعِشَاءَ. قَالَ: فَانْتَظَرْنَا، فَخَرَجَ إِلَيْنَا، فَقَالَ:" مَا زِلْتُمْ هَاهُنَا؟ " قُلْنَا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ، قُلْنَا: نُصَلِّي مَعَكَ الْعِشَاءَ. قَالَ: " أَحْسَنْتُمْ - أَوْ أَصَبْتُمْ " ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ. قَالَ: وَكَانَ كَثِيرًا مِمَّا (2) يَرْفَعُ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَقَالَ: " النُّجُومُ أَمَنَةٌ لِلسَّمَاءِ، فَإِذَا ذَهَبَتِ النُّجُومُ أَتَى السَّمَاءَ مَا تُوعَدُ، وَأَنَا أَمَنَةٌ لِأَصْحَابِي، فَإِذَا ذَهَبْتُ أَتَى أَصْحَابِي مَا يُوعَدُونَ، وَأَصْحَابِي أَمَنَةٌ لِأُمَّتِي، فَإِذَا ذَهَبَ (3) أَصْحَابِي، أَتَى

= وأخرجه عبد بن حميد (559) من طريق سليمان بن بلال، عن عمرو بن أبي عمرو، به.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 1/ 86، وزاد نسبته إلى الطبراني في "الكبير"، وقال: رجاله رجال الصحيح، ما خلا المُطَّلِب بن عبد الله، فإنه ثقة، ولكنه يُدلِّس، ولم يسمع من أبي موسى، فهو منقطع.

وفي الباب عن عمر، سلف برقم (114)، وإسناده صحيح.

وعن عامر بن ربيعة، سلف (15696).

وعن أبي أمامة عند ابن حبان (176)، سيرد 5/ 252، وإسناده صحيحٌ.

(1)

تحرفت في (م) إلى "عن".

(2)

في (م): ما.

(3)

في (م) و (ق) و (ص): ذهبت.

ص: 335

أُمَّتِي مَا يُوعَدُونَ " (1).

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن عبد الله -وهو ابن المديني- فمن رجال البخاري، ومُجَمِّع بن يحيى بن زيد -ويقال: يزيد- بن جارية، فمن رجال مسلم.

وأخرجه ابنُ حبان (7249)، والمزي في "تهذيب الكمال"(في ترجمة مجمع بن يحيى بن يزيد بن جارية) من طريق علي بن عبد الله ابن المديني، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة 12/ 175 مختصراً، ومسلم (2531)، وأبو يعلى (7276)، وعبدُ بن حُميد (539)، والخلال في "السنة"(772)، وأبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة" 10/ 94)، والبيهقي في "الاعتقاد والهداية" ص 206، والبغوي في "شرح السنة"(3861)، والمزي في "تهذيب الكمال" أيضاً من طرق عن حسين بن علي الجُعْفي، به.

وانظر (19506).

وفي الباب عن محمد بن المنكدر، عن أبيه، عند الطبراني في "الكبير" 20/ (846)، و"الأوسط"(7463)، و"الصغير"(967)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 3/ 67 - 68، والحاكم في "المستدرك" 3/ 457، وسكت عنه، ولم يرد عند الذهبي في "التلخيص".

وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/ 312. وقال: رواه الطبراني في الثلاثة، ورجاله ثقات. قلنا: هو حديث مرسل، فالمنكدر والد محمد قال أبو حاتم: لا تثبت له صحبة، وقال ابن عبد البر في "الاستيعاب": حديثه مرسل، ولا تثبت له صحبة، ولكنه ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. قلنا: وذكره ابن حبان في التابعين.

وعن ابن عباس مختصراً عند الطبراني في "الأوسط"(4086) و (6683). ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/ 17 وقال: إسناده جيد إلا أن علي بن طلحة لم يسمع من ابن عباس.

قلنا: في إسناد حديثي المنكدر وابن عباس محمد بن سوقة، فنخشى أن =

ص: 336

19567 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْأُرْدُنِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُعَيْمٍ الْقَيْنِيِّ (1) قَالَ: حَدَّثَنِي الضَّحَّاكُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَرْزَبٍ الْأَشْعَرِيُّ، أَنَّ أَبَا مُوسَى حَدَّثَهُمْ قَالَ: لَمَّا هَزَمَ اللهُ عز وجل هَوَازِنَ بِحُنَيْنٍ، عَقَدَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِأَبِي عَامِرٍ الْأَشْعَرِيِّ عَلَى خَيْلِ الطَّلَبِ، فَطَلَبَ، فَكُنْتُ فِيمَنْ طَلَبَهُمْ، فَأَسْرَعَ بِهِ فَرَسُهُ، فَأَدْرَكَ ابْنَ دُرَيْدِ بْنِ الصِّمَّةِ، فَقَتَلَ أَبَا عَامِرٍ، وَأَخَذَ اللِّوَاءَ، وَشَدَدْتُ عَلَى ابْنِ دُرَيْدٍ، فَقَتَلْتُهُ، وَأَخَذْتُ اللِّوَاءَ، وَانْصَرَفْتُ بِالنَّاسِ، فَلَمَّا رَآنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَحْمِلُ اللِّوَاءَ قَالَ:" يَا أَبَا مُوسَى قُتِلَ أَبُو عَامِرٍ؟ " قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَفَعَ يَدَيْهِ (2) يَقُولُ: " اللهُمَّ عُبَيْدَكَ عُبَيْدًا أَبَا عَامِرٍ، اجْعَلْهُ مِنَ الْأَكْثَرِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "(3).

= يكون حديثاً واحداً اختُلف عليه فيه.

قال السندي: قوله: ثم قلنا: لو انتظرنا، أي: قلنا في أنفسنا، أي: قلنا فيما بيننا، بأن قال بعضنا لبعض.

أمَنَة: بفتحات، أي: أمان لها من الانشقاق.

أتى أصحابي ما يوعدون: من الفتن التي وقعت في حياة الصحابة.

(1)

وقع في (م): القيسي، وهو خطأ.

(2)

في (ظ 13): رفع يديه يدعو الله.

(3)

حديث صحيح بغير هذه السياقة، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله ابن نُعيم القَيْنِي، قال الذهبي: ليس بشيء، ولانقطاعه، الضحاكُ بنُ عبد الرحمن ابن عرزب قال أبو حاتم: روايته عن أبي موسى مرسلة. كما في "الجرح =

ص: 337

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= والتعديل" 4/ 459. وقال الحافظ في "إتحاف المهرة" 10/ 32: يقال: لم يسمع منه. قلنا: وقوله: "أن أبا موسى حدثهم"، يعني حدَّث قومه. الوليد بن مسلم -وإن لم يُصرّح بالسماع في جميع طبقات الإسناد- تابعه يحيى بن حمزة ابن واقد الحضرمي عند الطبراني في "الأوسط" كما سيرد، وهو ثقة. وبقية رجاله ثقات. علي بنُ عبد الله: هو ابن المديني. وأبو عامر الأشعري الوارد ذِكْرُهُ في الحديث هو عَمُّ أبي موسى الأشعري، وقال ابن إسحاق: هو ابن عمه. قال الحافظ: والأول أشهر.

وأخرجه أبو يعلى (7222) -وعنه ابن حبان (7191) - من طريق الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(6734) من طريق يحيى بن حمزة -وهو ابن واقد الحضرمي- عن يحيى بن عبد العزيز الأردُنيِّ، به. وحسَّن إسنادَه الحافظُ في "الفتح" 8/ 42 - 43 مع أنه أشار إلى انقطاعه في "إتحاف المهرة" كما نقلنا عنه آنفاً. قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديثُ عن الضحاك، عن أبي موسى إلا بهذا الإسناد، تفرد به يحيى بنُ حمزة.

وسياقتُه الصحيحة أخرجها مطولة ومختصرة البخاري (2884) و (4323) و (6383)، ومسلم (2498)، والنسائي في "الكبرى"(8781)، وأبو يعلى (7313)، وأبو عوانة -كما في "إتحاف المهرة" 10/ 91، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 224، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 58، والبيهقي في "الدلائل" 5/ 152 - 153، و"الدعوات الكبير"(273) والبغوي في "شرح السنة"(1398) من طريق أبي أسامة، عن بُريد، عن أبي بردة، عن أبي موسى، بلفظ:"اللهم اجعله يوم القيامة فوق كثير من خلقك من الناس" هذا لفظ البخاري. ولفظ مسلم: "أو من الناس".

وفي الصحيح أيضاً أن أبا موسى رجع فدخل على النبي صلى الله عليه وسلم بيته، وهنالك أخبره بخبرِه وخبرِ أبي عامر.

وذكر ابنُ إسحاق -فيما نقله عنه الحافظ في "الفتح" 8/ 42 - أن اسم ابنِ =

ص: 338

19568 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا أَبُو التَّيَّاحِ، عَنْ شَيْخٍ لَهُمْ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: مَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى دَمْثٍ إِلَى جَنْبِ حَائِطٍ، فَبَالَ. قَالَ شُعْبَةُ فَقُلْتُ لِأَبِى التَّيَّاحِ: جَالِسًا؟ قَالَ: لَا أَدْرِي. قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانُوا إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَوْلُ قَرَضُوهُ بِالْمَقَراِضينِ (1)، فَإِذَا بَالَ أَحَدُكُمْ فَلْيَرْتَدْ لِبَوْلِهِ "(2).

19569 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى الْفُضَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ (3) حَدِيثِ أَبِي حَرِيزٍ، أَنَّ أَبَا بُرْدَةَ حَدَّثَهُ، عَنْ حَدِيثِ أَبِي مُوسَى، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " ثَلَاثَةٌ لَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ: مُدْمِنُ خَمْرٍ، وَقَاطِعُ رَحِمٍ (4)، وَمُصَدِّقٌ بِالسِّحْرِ، وَمَنْ

= دريد الذي قتل أبا عامر هو سَلَمة، فيما زعموا، ثم نقل الحافظ عن ابن هشام قولاً آخر، فانظره.

وسيرد برقم (19693).

قال السندي: قوله: بحُنين؛ الباء بمعنى في، متعلقة بهَزَم.

قوله: على خيل الطَّلَب، أي: أميراً عليهم، والطَّلَب بفتحتين: جمع طالب، أو مصدر، أي: على خيل أرسلها لطَلب العدو.

عُبيدَك: بالنصب، أي: اجعل عبيدَك.

من الأكثرين: المراد هم الأكثرون خيراً، أو أجراً، ونحو ذلك.

(1)

في (م) و (ق): بالمقاريض، وهي نسخة في (س).

(2)

صحيح لغيره دون قوله: "فإذا بال أحدكم

" وهو مكرر (19537) غير أن شيخ أحمد هنا هو بهز بن أسد العَمِّي.

(3)

في "أطراف المسند" 7/ 111: (في) بدل (عن).

(4)

في (ظ 13) وهامش (ق): الرحم.

ص: 339

مَاتَ مُدْمِنًا لِلْخَمْرِ (1) سَقَاهُ اللهُ عز وجل مِنْ نَهْرِ الْغُوطَةِ " قِيلَ: وَمَا نَهْرُ الْغُوطَةِ؟ قَالَ: " نَهْرٌ يَجْرِي مِنْ فُرُوجِ الْمُومِسَاتِ، يُؤْذِي أَهْلَ النَّارِ رِيحُ فُرُوجِهِمْ " (2).

(1) في (ظ 13): الخمر.

(2)

قوله منه: "ثلاثة لا يدخلون الجنة: مدمنُ خمرٍ، وقاطعُ رحمٍ، ومصدقٌ بالسحر" حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي حَرِيز -وهو عبد الله بن الحسن الأزدي- وبقية رجاله ثقاتٌ رجالُ الشيخين غير عليِّ بنِ عبد الله، هو ابن المديني -وهو من رجال البخاري، والفُضَيْلِ بنِ مَيْسَرة، فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد"، وأصحاب السنن سوى الترمذي، وهو صدوق.

وأخرجه ابنُ حبان (5346) من طريق علي ابن المديني، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو يعلى (7248)، وابن حبان (6137)، والحكم 4/ 146 من طريقين عن المُعْتَمِر بن سليمان، به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد! ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي! وتحرف اسم أبي حريز في مطبوع الحاكم إلى أبي جرير.

وأخرجه بَحْشَل في "تاريخ واسط" ص 161 من طريق أبي معشر، عن الفضيل بن ميسرة، به. وتحرف اسم فضيل في مطبوعه إلى فضل، واسم أبي حريز إلى أبي جرير.

وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/ 74، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني، ورجال أحمد وأبي يعلى ثقات.

ولقوله: "ثلاثةٌ لا يدخلون الجنة: مدمن خمر، وقاطع رحم، ومصدّق بالسحر" شاهدٌ من حديث أبي سعيد الخدري مرفوعاً بلفظ: "لا يدخل الجنة صاحبُ خمس: مدمن خمر، ولا مؤمن بسحر، ولا قاطع رحم

"، سلف برقم (11107).

وذكرنا بقية شواهده في تخريج حديث ابن عمر، السالف برقم (6180) =

ص: 340

* 19570 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، [قَالَ عَبْدُ اللهِ]: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: وُلِدَ لِي غُلَامٌ، فَأَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَسَمَّاهُ إِبْرَاهِيمَ، وَحَنَّكَهُ بِتَمْرَةٍ (1).

= فيُحَسَّن بها الحديث.

قال السندي: قوله: مدمن خمر، أي: ملازمُها، وهو الذي مات بلا توبة.

من فروج المومسات، أي: الزانيات.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وشارك عبدُ الله أباه في سماعه من عبد الله بن محمد، وهو أبو بكر بن أبي شيبة. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة.

وأخرجه مسلم (2145) عن أبي بكر بن أبي شيبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري في "صحيحه"(5467) و (6198)، وفي "الأدب المفرد"(840)، ومسلم (2145)، وأبو يعلى (7315)، وأبو عوانة -كما في "إتحاف المهرة" 10/ 62 - وابنُ عدي في "الكامل" 2/ 495، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان"(20)، والبيهقي في "السنن" 9/ 305، وفي "الشُّعَب"(8621) و (8622)، وفي "الآداب"(467)، والبغوي في "شرح السنة"(2820) من طرق عن أبي أسامة، به.

وزاد البخاري وغيره: ودعا له بالبركة، وكان أكبرَ ولدِ أبي موسى.

وفي الباب عن أنس بن مالك، سلف برقم (12028)، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب، ونزيد عليها: حديث عائشة، سيرد 6/ 212.

قال السندي: قوله: وُلد لي، على بناء المفعول.

وحنكه: حَنَكَ الصبي، بالتخفيف، وحنَّكَه بالتشديد، وهو أشهر، أي: مضغ تمراً ودَلَكَ به حَنَكَه، بفتحتين، وهو ما تحت الذقن، أو أعلى داخل الفم أو الأسفل في طرف مُقَدَّم اللحيين من أسفلها.

ص: 341

19571 -

وَقَالَ: احْتَرَقَ بَيْتٌ بِالْمَدِينَةِ عَلَى أَهْلِهِ، فَحُدِّثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِشَأْنِهِمْ، فَقَالَ:" إِنَّمَا هَذِهِ النَّارُ عَدُوٌّ لَكُمْ، فَإِذَا نِمْتُمْ فَأَطْفِؤُوهَا عَنْكُمْ "(1).

19572 -

قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا بَعَثَ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِهِ فِي بَعْضِ أَمْرِهِ قَالَ: " بَشِّرُوا وَلَا تُنَفِّرُوا، وَيَسِّرُوا وَلَا تُعَسِّرُوا "(2).

(1) إسناده إسناد سابقه، وهو صحيح على شرط الشيخين.

وهو عند ابن أبي شيبة 8/ 668 - 669، وأخرجه عنه مسلم (2016)، وابن ماجه (3770)، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري في "صحيحه"(6294)، وفي "الأدب المفرد"(1227)، ومسلم (2016)، وأبو يعلى (7293)، وأبو عوانة 5/ 336، وابن حبان (5520)، والبيهقي في "الشعب"(6065)، والبغوي في "شرح السنة"(3065) من طرق عن أبي أسامة، به.

وذكرنا أحاديث الباب في مسند عبد الله بن عمر عند الرواية (4515) ونزيد عليها حديث أبي هريرة، وقد سلف برقم (8752)، ولفظه:"أطفئوا السُّرُج، وأغلقوا الأبواب، وخمِّروا الطعام والشراب".

قال السندي: قوله: فحُدِّث؛ على بناء المفعول من التحديث.

(2)

إسناده إسناد (19570) وهو صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (1732) من طريق أبي بكر بن أبي شيبة، بهذا الإسناد، وقرن بابن أبي شيبة أبا كُريب.

وأخرجه أبو داود (4835) عن عثمان بن أبي شيبة، وأبو عوانة 4/ 83 عن الحسن بن علي بن عفان وأبي البختري، ثلاثتهم عن أبي أسامة، به.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(416) من طريق عمرو بن عثمان الكلابي، عن زهير بن معاوية، عن أبي إسحاق، عن أبي بردة، عن أبيه، به، =

ص: 342

19573 -

وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ (1) مَثَلَ مَا بَعَثَنِي اللهُ عز وجل بِهِ مِنَ الْهُدَى وَالْعِلْمِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَصَابَ الْأَرْضَ، فَكَانَتْ مِنْهُ طَائِفَةٌ قَبِلَتْ، فَأَنْبَتَتِ الْكَلَأَ وَالْعُشْبَ الْكَثِيرَ، وَكَانَتْ مِنْهَا أَجَادِبُ أَمْسَكَتِ الْمَاءَ، فَنَفَعَ اللهُ عز وجل بِهَا نَاسًا، فَشَرِبُوا، فَرَعَوْا، وَسَقَوْا وَزَرَعُوا وَأَسْقَوْا، وَأَصَابَتْ طَائِفَةً مِنْهَا أُخْرَى، إِنَّمَا هِيَ قِيعَانٌ لَا تُمْسِكُ مَاءً، وَلَا تُنْبِتُ كَلَأً، فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ فَقُهَ فِي دِينِ اللهِ عز وجل، وَنَفَعَهُ اللهُ عز وجل بِمَا بَعَثَنِي بِهِ، وَنَفَعَ بِهِ فَعَلِمَ وَعَلَّمَ، وَمَثَلُ مَنْ لَمْ يَرْفَعْ بِذَلِكَ رَأْسًا، وَلَمْ يَقْبَلْ هُدَى اللهِ عز وجل الَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ "(2).

= ولفظه: "تكاتفا ولا تعاصيا، ويسرا ولا تعسرا" وقال: لم يرو هذا الحديث عن زهير إلا عمرو بن عثمان.

وسيرد بأتم منه برقمي: (19699) و (19742).

وانظر (19508).

وفي الباب عن أنس سلف برقم (12333)، وذكرنا بقية أحاديث الباب هناك.

قال السندي: قال: بشروا: أي: قال له ومن معه من العسكر.

(1)

لفظ "إن" ليس في (ظ 13).

(2)

إسناده إسناد (19570)، وهو صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (2282)، وابن أبي عاصم في "السنة"(903) عن أبي بكر ابن أبي شيبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (79)، ومسلم (2282)، والنسائي في "الكبرى"(5843)، وأبو يعلى (7311)، وأبو عوانة -كما في "إتحاف المهرة" 10/ 99 - وابن حبان (4)، والرامهرمزي في "الأمثال"(12)، وأبو الشيخ في "الأمثال"(326)، والبيهقي في "الدلائل" 1/ 368، والخطيب في "الفقيه =

ص: 343

* 19574 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ. وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبَّادٍ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِوَضُوءٍ، فَتَوَضَّأَ،

= والمتفقه" 1/ 48 - 49، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" ص 11، والبغوي في "شرح السنة" (135)، وفي "التفسير" الآية (58) من سورة الأعراف من طرق عن أبي أسامة حماد بن أسامة، به.

قال السندي: قوله: كمثل غيث، أي: مطرٍ نافع في الطهارة والحياة وكثرة المنافع وشدة الحاجة إليه.

أصاب الأرض: أي: التي هي محلُّ الانتفاع، وقد قسم هذا القسم إلى قسمين باعتبار اختلاف أنواع الانتفاع، وقابلَه بما لا انتفاع فيه، وهو الذي بيَّنه بقوله: وأصابت طائفة أخرى

إلخ. فالحاصلُ أن الأرض بالنظر إلى الغيثِ قسمان، والقسمُ الأول منهما قسمان أيضاً.

قبلت: أي: ذلك الغيث.

أجادب: هي صِلاب الأراضي التي تُمسك المياه.

قيعان: جمع قاع، وهو الأرضُ المستوي الذي يسيل عنه الماء، فلا يقبل الماء في باطنه، ولا يُمسِكه على ظاهره حتى يترتَّب عليه أحد النفعين.

فذلك: المذكورُ من قسمي الأرض وهما محلُّ الانتفاع، وغيرُ محل الانتفاع، نعم قد قسم محل الانتفاع بالماء في الأرض إلى قسمين: ما يُنتفع فيه بعين الماء، وما يُنتفع فيه بثمرات الماء بينهما، على أن محل الانتفاع بالعلم في الناس قسمان: قسمٌ ينتفع فيه بعينِ العلم، كأهل الرواية والحديث، وقسمٌ يُنتفع فيه بثمراتِ العلم، كأهل الدراية والفقه، وبهذا اندفع توهُّم أن المذكور في جانب المُشَبَّه به ثلاثةُ أقسام، وفي جانب المُشَبَّه قسمان. ومنشأُ ذلك التوهُّم هو قِلَّةُ النظر في نظم الحديث، وإلا فلا يخفى على الناظر أن قوله:"وأصابت طائفةً أخرى" عطف على قوله: "أصاب الأرضَ" ذُكر مقابلاً له، وقولُه:"فكانت منه طائفةٌ" تقسيمٌ للقسم الأول، والله تعالى أعلم.

ص: 344

وَصَلَّى، وَقَالَ:" اللهُمَّ أَصْلِحْ لِي دِينِي، وَوَسِّعْ عَلَيَّ فِي ذَاتِي، وَبَارِكْ لِي فِي رِزْقِي "(1).

19575 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ وَعَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ وَالْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ

(1) حديث حسن لغيره، وهذا إسناد -وإن يكن رجالُه ثقات، وصححه النووي في "الأذكار"- قال الحافظ في "نتائج الأفكار" ص 268: في الحكم على الإسناد بالصحة نظر، لأن أبا مِجْلَز (وهو لاحق بن حميد السدوسي) لم يَلْقَ سَمُرة بن جندب ولا عمران بن حصين، فيما قاله عليُّ ابنُ المديني، وقد تأخرا بعد أبي موسى، ففي سماعه من أبي موسى نظرٌ، وقد عُهد منه الإرسالُ ممن لم يلقَه، ورجالُ الإسناد رجالُ الصحيح إلا عبّاد بن عبّاد، والله أعلم.

وهو عند ابن أبي شيبة في "المصنف" 10/ 281، وعنه أخرجه أبو يعلى (7273).

واختُلف على معتمر بن سليمان في بعض ألفاظه:

فرواه عنه ابنُ أبي شيبة بلفظ هذه الرواية: "اللهم أصلح لي ديني، ووسع عليَّ في ذاتي، وبارك لي في رزقي".

ورواهُ محمدُ بنُ عبد الأعلى عند النسائي في "الكبرى"(9908) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(80) - ومن طريقه ابن السني في "عمل اليوم والليلة"(28)، ومحمدُ بنُ الفضل عارم، ومحمد بنُ أبي بكر المُقَدَّمي عند الطبراني في "الدعاء"(656) ثلاثتهم عن معتمر بن سليمان، به، بلفظ:"اللهم اغفر لي ذنبي، ووسع لي في داري، وبارك لي في رزقي".

وبهذا اللفظ سلف من حديث رجل عن النبي صلى الله عليه وسلم برقم (16599)، وإسناده ضعيف.

ومن حديث أبي هريرة عند الترمذي (3500)، وإسناده ضعيف كذلك. وبهذين الشاهدين يحسن الحديث.

قال السندي: قوله: في ذاتي؛ بشرح الصدر، وسعة الخلق.

ص: 345

عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهُ:" أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ؟ " قَالَ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: " لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ "(1).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. حماد -وهو ابن سلمة- من رجاله، وقد روى عن الجُرَيري -وهو سعيد بن إياس- قبل الاختلاط، وعليُّ بنُ زيد -وهو ابن جدعان- متابع، وقد روى له مسلم متابعة، وبقية رجاله ثقاتٌ رجالُ الشيخين. عفّان: هو ابن مسلم الصّفَّار، وأبو عثمان النَّهدي: هو عبد الرحمن ابن مَلّ.

وأخرجه مطولاً ومختصراً الربيع بن حبيب في "مسنده"(825)، وأبو داود (1526)، وأبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة" 10/ 41)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(5788)، والطبراني في "الصغير"(1177)، و"الدعاء"(1665) و (1666)، والخطيبُ في "تاريخ بغداد" 11/ 32 من طرق عن حماد ابن سلمة، بهذا الإسناد. ولم يذكر الربيع بنُ حبيب عليَّ بنَ زيد والجُرَيري، وجاء عند الطبراني في "الصغير" و"الدعاء" (1666): عن حماد بن سلمة، عن عليِّ بن زيد، وحَبِيب بن الشهيد، وقَرَن بهما في "الدعاء" الجُريريَّ. وتحرف في مطبوع "إتحاف المهرة" إلى: حماد بن سلمة وعلي بن زيد والجريري.

وأخرجه الطبراني في "الدعاء"(1663) و (1669) و (1670)، وأبو نعيم في "الحلية" 3/ 12، والخطيب في "تاريخ بغداد" 12/ 143 - 144 من طرق عن أبي عثمان، به.

وسلف بقطعة أخرى منه برقم (19520).

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7966)، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.

ويستدرك: وعن أبي أيوب الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أُسْري به مَرَّ على إبراهيم

فقال له: "مُرْ أُمَّتك، فليُكْثِروا من غراس الجنة، فإن =

ص: 346

19576 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسٍ الْأَشْعَرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" الْخَيْمَةُ دُرَّةٌ مُجَوَّفَةٌ، طُولُهَا فِي السَّمَاءِ سِتُّونَ مِيلًا، فِي كُلِّ زَاوِيَةٍ مِنْهَا لِلْمُؤْمِنِ أَهْلٌ لَا يَرَاهُمُ الْآخَرُونَ " وَرُبَّمَا قَالَ عَفَّانُ: " لِكُلِّ زَاوِيَةٍ "(1).

= تربتها طيبة، وأرضها واسعة، قال: وما غراس الجنة؟ قال: لا حول ولا قوة إلا بالله" سيرد 5/ 418.

قال السندي: قوله: على كنز، أي على ما يُتوصل به إلى كنز من الأجر في الجنة.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفّان: هو ابن مسلم الصفّار، وهمام: هو ابن يحيى العَوْذي، وأبو عمران الجَوْني: هو عبد الملك بن حبيب الأزدي، وأبو بكر بن أبي موسى الأشعري. يقال: اسمه عمرو، ويقال: عامر.

وأخرجه أبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة" 10/ 114) من طريق عفّان، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (3243)، وأبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة" 10/ 114)، وأبو الشيخ في "العظمة"(608)، والبيهقي في "البعث والنشور"(332) من طرق عن همام، به.

وأخرجه مسلم (2838)(23) من طريق الحارث بن عبيد، عن أبي عمران الجَوْني، به.

وعند البخاري: "ثلاثون ميلاً".

ثم علّق البخاري رواية "ستين ميلاً" بصيغة الجزم، فقال: قال أبو عبد الصمد (وهو عبد العزيز بن عبد الصمد) والحارثُ بن عبيد، عن أبي عمران:"ستون ميلاً".

قلنا: طريق أبي عبد الصمد وصلها البخاري، كما سيرد في تخرج الحديث (19681)، وطريق الحارث بن عبيد وصلَها مسلمٌ، كما سلف قريباً. =

ص: 347

19577 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا مَرَّ أَحَدُكُمْ فِي مَسْجِدٍ (1) أَوْ سُوقٍ أَوْ مَجْلِسٍ وَبِيَدِهِ نِبَالٌ، فَلْيَأْخُذْ بِنِصَالِهَا ".

قَالَ أَبُو مُوسَى: فَوَاللهِ مَا مِتْنَا حَتَّى سَدَّدَهَا (2) بَعْضُنَا فِي وُجُوهِ بَعْضٍ (3).

= وسيرد بالأرقام (19681)(19683)(19761)(19762).

وانظر (19682).

(1)

في (ظ 13): بمسجد.

(2)

في (ظ 13) و (ق): سدد بها. ورواية مسلم: سددناها.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، حماد -وهو ابن سلمة- من رجاله، وروى له البخاري تعليقاً، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عفان: هو ابن مسلم، وثابت: هو البناني.

وأخرجه أبو عوانة -كما في "إتحاف المهرة" 10/ 65 من طريق عفان، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (2615)(123)، وأبو عوانة -كما في "إتحاف المهرة" 10/ 65، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(3386)، والبغوي في "شرح السنة"(2576) من طرق عن حماد بن سلمة، به. وعند مسلم: فليأخذ بنصالها، ثم ليأخذ بنصالها، ثم ليأخذ بنصالها.

وجاء عند البغوي بعد قوله: "فليأخذ بنصالها": يمدُّ بهن صوته.

وسلف مطولاً برقم (19488).

قال السندي: قوله: نِبال؛ بكسر نون، جمع نَبْل، بفتح فسكون، كالنصال، جمع نصل، والنَّبْلُ: هو السهام التي لا نِصال لها.

قوله: حتى سدَّدها؛ أي النبال والنصال، يُريد ما جرى بين الصحابة من الفتن، فإن ذاك خلافُ مقتضى هذا الأمر، والله تعالى أعلم.

ص: 348

19578 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ ثَابِتٍ يَعْنِي ابْنَ عُمَارَةَ، عَنْ غُنَيْمٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا اسْتَعْطَرَتِ الْمَرْأَةُ فَخَرَجَتْ عَلَى الْقَوْمِ لِيَجِدُوا رِيحَهَا فَهِيَ كَذَا وَكَذَا "(1).

(1) إسناده جيد، ثابت بن عمارة، بسطنا الكلام عليه في الرواية (19513). وبقية رجاله رجال الصحيح. يحيى بن سعيد: هو القطان، وغُنيم: هو ابن قيس.

وأخرجه أبو داود (4173) عن مسدد، والترمذي (2786) عن محمد بن بشار، كلاهما عن يحيى القطان، بهذا الإسناد. زاد أبو داود:"قال قولاً شديداً". ولفظُ الترمذي: "والمرأةُ إذا استعطرت فمرت بالمجلس فهي كذا وكذا" يعني زانية. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. قلنا: وجاء عنده مطولاً بزيادة: "كُلُّ عين زانية" في أوله، وسلفت هذه الزيادة برقم (19513).

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/ 153، وفي "الكبرى"(9422)، وابن خزيمة (1681)، وابن حبان (4424)، والبيهقي في "السنن" 3/ 246، و"الشعب"(7815)، و"الآداب"(758)، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 2/ 355، والمزي في "تهذيب الكمال"(في ترجمة غنيم بن قيس) من طرق عن ثابت بن عمارة، به، وعندهم -إلا المزي- بدل كذا وكذا:"فهي زانية"، وسيرد بهذا اللفظ في الروايتين (19711) و (19747)، وزاد المزي بعد قوله:"كذا وكذا": "تكلم به، يعني باتت فاعلة" وعنده: "فوجدوا ريحها" بدل: "ليجدوا". وزاد ابنُ خزيمة، وابنُ حبان، والبيهقي:"وكلُّ عين زانية".

وأخرجه ابن أبي شيبة 9/ 26 عن وكيع، والدارمي (2646) عن أبي عاصم، كلاهما عن ثابت بن عمارة، عن غنيم بن قيس، عن أبي موسى، موقوفاً. ولفظ رواية وكيع:"أيما امرأة تطيبت ثم خرجت إلى المسجد ليوجد ريحها، لم تُقبل لها صلاة، حتى تغتسل اغتسالها من الجنابة". وزاد الدارمي: "وكل عين زانية" وقال آخر من حديثه: وقال أبو عاصم: يرفعه بعضُ أصحابنا.

وسيأتي برقم (19711) و (19747). =

ص: 349

19579 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ غِيَاثٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ " أَوَ: " مَا تَدْرِي مَا كَنْزٌ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ؟ "(1) قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ:" لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ "(2).

19580 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ. وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي نَافِعٌ (3)، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" مَنْ لَعِبَ بِالنَّرْدِ، فَقَدْ عَصَى اللهَ وَرَسُولَهُ "(4).

= وفي الباب عن أبي هريرة سلف برقم (7356).

(1)

قوله: "أو: ما تدري ما كنز من كنوز الجنة" ليس في (ظ 13).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وأبو عثمان: هو عبد الرحمن بن مَلّ النَّهدي.

وأخرجه مسلم (2704)(47) من طريق النضر بن شميل، عن عثمان بن غياث، بهذا الإسناد.

وسلف بقطعة أخرى منه برقم (19520).

(3)

قوله (وحدثنا محمد بن عبيد، حدثنا عُبيد الله، حدثني نافع) سقط من (ظ 13).

(4)

حسن، وهذا إسناد منقطع، سعيد بن أبي هند لم يَلْقَ أبا موسى الأشعري، فيما ذكر أبو حاتم، كما في "المراسيل" ص 67، وقد بسطنا الاختلاف فيه على سعيد بن أبي هند في الرواية (19501)، ورجالُه ثقات رجال الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، ومحمد بن عبيد: هو الطنافسي، وعبيد الله: هو ابن عمر العمري، ونافع: هو مولى ابن عمر.

وأخرجه أبو يعلى (7290)، والدارقطني في "العلل" 7/ 240، والحاكم =

ص: 350

19581 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، هُوَ ابْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، أَنَّ أَبَا مُوسَى اسْتَأْذَنَ عَلَى عُمَرَ رضي الله عنه ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَلَمْ يَأْذَنْ (1) لَهُ، فَرَجَعَ، فَقَالَ: أَلَمْ أَسْمَعْ صَوْتَ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسٍ آنِفًا؟ قَالُوا: بَلَى. قَالَ: فَاطْلُبُوهُ. قَالَ: فَطَلَبُوهُ، فَدُعِيَ، فَقَالَ:

= 1/ 50 من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد. وقرن أبو يعلى والدارقطنيُّ بيحيى بشرَ بنَ المفضّل.

وأخرجه عبدُ بنُ حميد (547)، والحاكم 1/ 50، والبيهقي في "السنن" 10/ 215، وفي "السنن الصغير"(4263) من طريق محمد بن عبيد، به. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين! ولم يخرجاه لوهمٍ وقع لعبد الله بن سعيد ابن أبي هند لسوء حفظه. ووافقه الذهبي! مع أن إسناده منقطع كما أسلفنا.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 735 - ومن طريقه ابن ماجه (3762) - من طريق عبد الرحيم بن سليمان وأبي أسامة حماد بن أسامة، والبخاري في "الأدب المفرد"(1277) من طريق زهير بن معاوية، والدارقطني في "العلل" 7/ 240 من طريق عبد الله ابن المبارك، أربعتهم عن عبيد الله العمري، به.

وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 4/ 1441 من طريق يونس بن يزيد، عن الزهري، عن نافع، به.

وأخرجه الحاكم 1/ 50 من طريق يزيد بن عبد الله بن الهاد، عن سعيد بن أبي هند، به.

وأخرجه الطيالسي (510)، ورواه أيوب السختياني -فيما ذكر البيهقي في "السنن" 10/ 215 - كلاهما عن نافع، عن سعيد بن أبي هند، عن أبي موسى، موقوفاً. قال ابن عبد البر في "التمهيد" 13/ 175: الذين رفعوه ثقات يجب قبولُ زيادتهم، وفي قول أبي موسى:"فقد عصى الله ورسوله" ما يدل على رفعه.

وسلف برقم (19501).

(1)

في (ظ 13) و (م) وهامش (س) يؤذن.

ص: 351

مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ؟ قَالَ: " اسْتَأْذَنْتُ ثَلَاثًا، فَلَمْ يُؤْذَنْ لِي، فَرَجَعْتُ، كُنَّا نُؤْمَرُ بِهَذَا. فَقَالَ: لَتَأْتِيَنَّ عَلَيْهِ بِالْبَيِّنَةِ، أَوْ لَأَفْعَلَنَّ. قَالَ: فَأَتَى مَسْجِدًا أَوْ مَجْلِسًا لِلْأَنْصَارِ (1)، فَقَالُوا: لَا يَشْهَدُ لَكَ إِلَّا أَصْغَرُنَا. فَقَامَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ، فَشَهِدَ لَهُ، فَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: خَفِيَ هَذَا عَلَيَّ مِنْ أَمْرِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أَلْهَانِي عَنْهُ الصَّفْقُ بِالْأَسْوَاقِ "(2).

(1) في (ظ 13): فأتى مجلساً أو مسجداً للأنصار.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطان، وابنُ جريج: هو عبدُ الملك بن عبد العزيز، وقد صرح بالتحديث عند البخاري ومسلم، وعطاء: هو ابن أبي رباح.

وأخرجه البخاري (7353)، ومسلم (2153)(36) من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري في "الصحيح"(2062) وفي "الأدب المفرد"(1065)، ومسلم (2153)(36)، وأبو داود (5182)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1581)، وابن حبان (5807) من طرق عن ابن جريج، به.

وسلف برقم (19510).

قولُه: فقالوا: لا يشهدُ معك إلا أصغرُنا، القائلُ هو أبيُّ بن كعب كما هو مصرح به عند مسلم (2153)(33).

قال السندي: قولُه: فقال: ألم أسمع

أي: قال عمر ذلك.

بالبينة: أي الشاهد، ولو كان واحداً، قال ذلك تثبيتاً خوفاً من أنَّ كُلَّ من اعترض عليه بشيء يدَّعي أنه حديث، وإلا فَخَبَرُ الآحاد مقبول، ويُحتمل أنَّ قبول خبر الآحاد عنده مقيدٌ بما إذا لم يكن المحل محلَّ تهمة، بأن اعترض على الرجل، فأتى بالحديث لدفع الاعتراض عن نفسه، وحينئذٍ لا بُدَّ من البينة في قبول خبرِ الآحاد، والله تعالى أعلم. =

ص: 352

19582 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي قَسَامَةُ بْنُ زُهَيْرٍ. قَالَ: ابْنُ جَعْفَرٍ: عَنْ قَسَامَةَ بْنِ زُهَيْرٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ اللهَ عز وجل خَلَقَ آدَمَ مِنْ قَبْضَةٍ قَبَضَهَا مِنْ جَمِيعِ الْأَرْضِ، فَجَاءَ بَنُو آدَمَ عَلَى قَدْرِ الْأَرْضِ، جَاءَ مِنْهُمُ الْأَبْيَضُ وَالْأَحْمَرُ وَالْأَسْوَدُ وَبَيْنَ ذَلِكَ، وَالْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ، وَالسَّهْلُ وَالْحَزْنُ، وَبَيْنَ ذَلِكَ "(1).

= إلا أصغرُنا: ليظهر أن أصغر الأنصار قد علم ما خَفِيَ على أكبر المهاجرين، وهو عمر.

ألهاني: جعلني غافلاً عنه.

الصَّفْقُ بالأسواق: أي: التجارة.

(1)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير قَسَامة بن زهير، فقد روى له أصحاب السنن سوى ابن ماجه، وهو ثقة. يحيى بن سعيد: هو القطان، وعوف: هو ابن أبي جميلة الأعرابي.

وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال"(في ترجمة قَسَامة بن زهير) من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه الترمذي (2955)، والطبري في "التفسير"(645)، وفي "التاريخ" 1/ 91، وابنُ خزيمة في "التوحيد" ص 64، وأبو الشيخ في "العظمة"(1017) من طريقي يحيى بن سعيد ومحمد بن جعفر، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

وأخرجه أبو داود (4693)، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 64، وابن حبان (6181)، وأبو الشيخ في "العظمة"(1018) من طريق يحيى بن سعيد، به.

وأخرجه عبد الرزاق في "التفسير" 1/ 43، وأبو داود (4693)، والترمذي =

ص: 353

19583 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ قَسَامَةَ بْنِ زُهَيْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَشْعَرِيَّ. فَذَكَرَ مِثْلَهُ (1).

19584 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا بُرَيْدُ بْنُ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَإِنَّهُ سَأَلَهُ سَائِلٌ،

= (2955)، والطبري في "التفسير"(645)، وفي التاريخ 1/ 91، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 64، وابن حبان (6160)، وأبو الشيخ في "العظمة"(1017)، والحاكم 2/ 261 - 262، وأبو نعيم في "الحلية" 8/ 135، والبيهقي في "السنن" 9/ 3، وفي "الأسماء والصفات"(815)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 2/ 613 (مخطوط نشر دار البشير) من طرق عن عوف، به. قال الحاكم: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي.

وسيأتي في الحديث الذي يليه، وبرقم (19642).

وفي الباب عن ابن عباس عند البيهقي في "الأسماء والصفات"(817).

قال السندي: قوله: من قَبْضَة؛ بفتح القاف أو ضمها، كغَرْفة وغُرفة، والفتح أشهر.

على قدر الأرض، أي: على لونها وصفاتها من الخبيث والطيب.

والخبيثُ والطيبُ: هما الكافر والمؤمن، قال تعالى:{والبلدُ الطَّيِّبُ يخرجُ نَبَاتُه بإذن ربِّه والذي خَبُثَ لا يخرج إلا نَكِدًا} [الأعراف: 58] هو مَثَل لهما.

والسهلُ: هو الذي فيه رِفْق.

والحَزْن: هو الذي فيه شدة في الخُلُق، والله تعالى أعلم.

(1)

إسناده صحيح، وهو مكرر سابقه، غير أن شيخ أحمد هنا هو روح: وهو ابن عُبادة.

ص: 354

فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اشْفَعُوا تُؤْجَرُوا، وَلْيَقْضِ اللهُ عز وجل عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ مَا أَحَبَّ "(1).

19585 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ الْأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: قَالَ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ: لَقَدْ ذَكَّرَنَا عَلِيٌّ رضي الله عنه صَلَاةً

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. والمراد بقوله: "عن أبيه" جدُّه الأدنى، وهو أبو بردة بن أبي موسى، وبقوله:"عن جده"، جدُّه الأعلى، وهو أبو موسى.

وأخرجه البخاري (1432) -ومن طريقه القضاعي في "مسند الشهاب"(619) - من طريق عبد الواحد بن زياد، والبخاري أيضاً (6028) و (7476)، والترمذي (2672)، وأبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة" 10/ 99)، وأبو يعلى (7296)، والقضاعي (621)، والبيهقي في "السنن" 8/ 167، وفي "الشُّعَب"(7612) و (7613)، وفي "الآداب"(114) من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة. والحُميدي (771)، وأبو داود (5131) و (5133) من طريق سفيان بن عيينة، وأبو عوانة أيضاً من طريق أبي أحمد الزبيري وأبي يحيى الحماني، خمستُهم عن بُريد بن عبد الله بن أبي بردة، عن أبي بردة، عن أبي موسى، به.

وسيرد برقم (19706)، ومطولاً برقم (19667).

وانظر (19512).

وفي الباب عن معاوية عند أبي داود (5132)، والنسائي 5/ 78.

وعن جابر عند ابن عدي في "الكامل" 4/ 1505.

وعنه أيضاً بإسناد آخر عند البيهقي في "الشعب"(7650) وفيه قصة.

قال السندي: قوله: اشفعوا، أي: للسائل.

تؤجروا: لقول الله تعالى: {مَنْ يَشْفَعْ شفاعةً حسنةً يَكُنْ له نصيبٌ منها} [النساء:85].

ص: 355

صَلَّيْنَاهَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَسِينَاهَا، وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ تَرَكْنَاهَا عَمْدًا، يُكَبِّرُ كُلَّمَا رَكَعَ، وَإِذَا سَجَدَ، وَإِذَا رَفَعَ (1).

19586 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ. وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ دَيْلَمٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَتْ الْيَهُودُ يَتَعَاطَسُونَ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم رَجَاءَ أَنْ يَقُولَ لَهُمْ: يَرْحَمُكُمُ اللهُ، فَكَانَ يَقُولُ لَهُمْ:" يَهْدِيكُمُ اللهُ، وَيُصْلِحُ بَالَكُمْ "(2).

(1) حديث صحيح، وهو مكرر (19494) غير شيخ أحمد، فهو هنا وكيع، وهو ابن الجراح الرؤاسي.

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير حكيم بن دَيْلَم، فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد" وأصحاب السنن سوى ابن ماجه، وهو ثقة؛ فقد وثَّقه سفيان الثوري في رواية، ويحيى بن معين، والنسائي، وابن حبان، والعجلي، وابن شاهين، وابن خلفون، والخطيب، وابن عبد البر، والذهبي. وقال أحمد وسفيان الثوري في رواية أخرى: شيخ صدق. وقال أبو حاتم: لا بأس به، ثم قال: وهو صالحٌ يكتب حديثه ولا يحتجُّ به. وكيع: هو ابن الجراح، وعبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري، وأبو بردة: هو ابن أبي موسى.

وأخرجه أبو داود (5038)، والبيهقي في "الشعب"(9351) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه الترمذي (2739) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، به. وقال: هذا حديث حسن صحيح.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(940)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 302، وفي "شرح مشكل الآثار"(4014)، وابن السني في "عمل =

ص: 356

19587 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ اللهَ عز وجل لَا يَنَامُ، وَلَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنَامَ، يَخْفِضُ الْقِسْطَ وَيَرْفَعُهُ، حِجَابُهُ النَّارُ، لَوْ كَشَفَهَا لَأَحْرَقَتْ سُبُحَاتُ وَجْهِهِ كُلَّ شَيْءٍ أَدْرَكَهُ بَصَرُهُ " ثُمَّ قَرَأَ أَبُو عُبَيْدَةَ {نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا

= اليوم والليلة" (262)، والحاكم 4/ 268، والبيهقي في "الشعب" (9351) من طرق عن سفيان الثوري، به.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 302، وفي "شرح مشكل الآثار"(4015) من طريق أبي حذيفة -وهو موسى بن مسعود النهدي- عن سفيان، عن حكيم بن الديلم، عن الضحاك -وهو ابن مزاحم الهلالي- عن أبي بردة، به. وأبو حذيفة سيئ الحفظ.

وفي الباب عن ابن عمر عند البيهقي في "الشُّعب"(9352) قال: اجتمع المسلمون واليهود عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فشمَّته الفريقان جميعاً، فقال للمسلمين:"يغفر الله لكم، ويرحمنا الله وإياكم" وقال لليهود: "يهديكم الله، ويصلح بالكم". قال البيهقي: تفرد به عبد الله بن عبد العزيز بن أبي روَّاد، عن أبيه، وهو ضعيف.

وفي باب تشميت العاطس المسلم عن أبي هريرة سلف برقم (8631)، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.

قال السندي: قوله: يتعاطسون، أي: يتكلَّفون في العطسة، والمراد يتعاطسون، ويحمدون، والحديثُ يدلُّ على أن الكافر لا يُدعى له بالرحمة، وإن كانت رحمةُ الدنيا شاملة، لقوله تعالى:{ورحمتي وَسِعَتْ كلَّ شيء} [الأعراف: 156] بل يُدعى له بالهداية، وصلاحِ البال.

ص: 357

وَسُبْحَانَ اللهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (1).

(1) إسناده صحيح. المسعودي -وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة، وإن كان قد اختلط- سمع وكيعٌ منه قبل الاختلاط. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه ابن ماجه (196)، وأبو يعلى (7262) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (491)، وابنُ خزيمة في "التوحيد" ص 20، والآجري في "الشريعة" ص 304 - 305، وأبو الشيخ في "العظمة"(119)، والبيهقي في "الأسماء والصفات"(394) و (671) من طرق عن المسعودي، به.

وسلف بنحوه برقم (19530)، وسيأتي بنحوه مطولاً برقم (19632)، وانظر تمام تخريجه هناك.

قال السندي: قوله: حجابه النار، الحجاب: هو الحائل بين الرائي والمرئي، والمرادُ ها هنا: هو المانعُ للخلقِ عن إبصاره في دار الفناء، ولا كلام في دار البقاء، فلا يَرِدُ أن الحديث يدل على امتناع الرؤية في الآخرة، وكذا لا يَرِدُ أنه ليس له مانع عن الإدراك، فكيف قيل: حجابه؟ ثم إنه جاء في روايات هذا الحديث: "حجابه النور" وفي هذه الرواية: "النار" موضع "النور". والمراد واحد. والمعنى أن حجابه على خلاف الحجب المعهودة، فهو محتجبٌ عن الخلق بأنوار عِزِّه وجلالِه، وسَعة عظمته وكبريائه، وذلك هو الحجابُ الذي تدهش دونه العقولُ، وتذهب الأبصار، وتتحيَّر البصائر، ولو كشف ذلك الحجاب، وتجلَّى لما وراءه من حقائق الصفات وعظمة الذات، لم يبق مخلوقٌ إلا احترق، وهذا معنى قوله: لو كشفها، أي: رفعها وأزالها، وهذا هو المتبادر من كشف الحجاب، ويُفهم من كلام بعضهم أن المراد: لو أظهرها.

سُبُحات وجهه؛ السُّبُحات: بضمتين، جمع سُبْحة، كغُرفة وغُرُفات، وفسر سبحات الوجه بجلالته، وقيل: أضواء وجهه، وقيل: محاسنه، لأنك إذا رأيت الوجه الحسن، قلت: سبحان الله، وقيل: قال بعض أهل التحقيق: إنها الأنوار =

ص: 358

19588 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَسْوَدِ قَالَ: قَالَ أَبُو مُوسَى: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا أَرَى أَنَّ عَبْدَ اللهِ مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ. أَوْ مَا ذَكَرَ مِنْ هَذَا (1).

= التي إذا رآها الراؤون من الملائكة سبَّحوا وهلّلوا لما يَرُوعهم من جلال الله وعظمته. قلت: ظاهر الحديث يفيد أن سُبُحاتِ الوجه لا تظهر لأحد، وإلا لأحرقت المخلوقات، فكيف يقال: إن الملائكة يرونها؟!

كل شيء أدركه بصره، أي: كل مخلوق أدرك ذلك المخلوقَ بصرُه تعالى، ومعلوم أن بصره محيط بجميع الكائنات مع وجود الحجاب، فكيف إذا كُشف، فهذا كناية عن هلاك المخلوقات أجمع، وقيل: المراد أدرك اللهَ تعالى بصرُ ذلك المخلوق، أي: كل من يراه يهلك، وكأنهم راعوا أن الحجاب مانع عن إبصارهم، فعند الرفع ينبغي أن يُعتبر إبصارهم، وإلا فإبصاره تعالى دائمي، والله تعالى أعلم.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، وأبو إسحاق: هو السبيعي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي.

وأخرجه مسلم (2460)(111)، والنسائي في "الكبرى"(8263)، وأبو عوانة -كما في "إتحاف المهرة" 10/ 7 - والطبراني في "الكبير"(8498)، والدارقطني في "العلل" 7/ 225، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 110 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (3763) و (4384)، ومسلم (2460)(110)، والترمذي (3806)، والنسائي في "الكبرى"(8388)، وأبو عوانة -كما في "إتحاف المهرة" 10/ 7 - والطبراني في "الكبير"(8497)، والحاكم 3/ 314 - 315، والبغوي في "شرح السنة"(3946) من طرق عن أبي إسحاق، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه. وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه! قلنا: بل هُوَ في "الصحيحين" كما =

ص: 359

19589 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَا أَحَدٌ أَصْبَرَ عَلَى أَذًى يَسْمَعُهُ مِنَ اللهِ عز وجل، يَدْعُونَ لَهُ وَلَدًا، وَيُعَافِيهِمْ، وَيَرْزُقُهُمْ "(1).

= تقدم. ولفظه عند البخاري: قال أبو موسى الأشعري: قدمت أنا وأخي من اليمن، فمكثنا حيناً ما نرى إلا أن عبد الله بنَ مسعود رجلٌ من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، لما نرى من دخوله ودخول أُمِّه على النبي صلى الله عليه وسلم.

وأخرجه الطيالسي (532) عن شعبة، عن أبي إسحاق، قال الأشعري: لقد أتيت

لم يذكر الأسود، ولعله سقط من المطبوع.

وأخرجه ابن قانع في "معجمه" 2/ 124 من طريق عمرو بن حكام، عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن أبي موسى. وكذلك قال عفان، عن شعبة، فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 7/ 225، وذكر أيضاً أن يعقوب الحضرمي قال في إسناده عن شعبة، عن أبي إسحاق، قال شعبة: لا أدري هو عن أبي الأحوص أَوْ لا؟ وقال أيضاً: وقال قائل عن أبي إسحاق، عن عن عبد الرحمن بن يزيد، عن أبي موسى. ثم قال: وقول الثوري ومن تابعه هو الصواب.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبدُ الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو عبد الرحمن: هو عبد الله بن حبيب السُّلمي.

وأخرجه البخاري في "صحيحه"(6099) وفي "الأدب المفرد"(389)، والنسائي في "الكبرى"(7708)، والبيهقي في "الأسماء والصفات"(1063) من طريق يحيى بن سعيد القطّان، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن حبان (642) من طريق يحيى القطّان كذلك، عن الأعمش، لم يذكر بينهما سفيانَ الثوري.

وسلف برقم (19527).

ص: 360

19590 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ أَخًا لِأَبِي مُوسَى كَانَ يَتَسَرَّعُ فِي الْفِتْنَةِ، فَجَعَلَ يَنْهَاهُ، وَلَا يَنْتَهِي، فَقَالَ: إِنْ كُنْتُ أُرَى أَنَّ (1) سَيَكْفِيكَ مِنِّي الْيَسِيرُ، أَوْ قَالَ: مِنَ (2) الْمَوْعِظَةِ دُونَ مَا أَرَى، وَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا تَوَاجَهَ الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا، فَقَتَلَ أَحَدُهُمَا الْآخَرَ (3)، فَالْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ " فَقِيلَ (4): هَذَا الْقَاتِلُ، فَمَا بَالُ الْمَقْتُولِ؟ قَالَ:" إِنَّهُ أَرَادَ قَتْلَ صَاحِبِهِ "(5).

(1) في (م) ونسخة في (س): أنه.

(2)

في نسخة في (س): مني.

(3)

قوله: "فقتل أحدهما الآخر" ليس في (ص).

(4)

في (م) ونسخة في (س): "قالوا: يا رسول الله" بدل: "فقيل".

(5)

صحيح لغيره، وهذا إسناد منقطع، الحسن -وهو البصري- لم يسمع من أبي موسى. وبقية رجاله ثقاتٌ رجالُ الشيخين. إسماعيل: هو ابن عُلَيَّة، ويونس: هو ابن عبيد.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/ 125 - 126، و"الكبرى"(3589) من طريق إسماعيل ابن عُلَيَّة، بهذا الإسناد.

وسيرد بالأرقام (19609)(19676)(19751).

وله شاهد من حديث أبي بكرة عند البخاري (31)، ومسلم (2888)، سيرد 5/ 41 و 43 و 46 - 47.

قال السندي: قوله: هذا القاتل، الخبر مُقدَّرٌ، أي: استحقَّ النارَ بقتله، ويمكن أن يكون "القاتل" هو الخبرَ، أي: هذا الذي صدر منه الفعل هو القاتل، فاستحقاقُه للنار واضحٌ.

أراد قتلَ صاحبِه، أي: إرادةً مقرونةً بفعل التوجه بالسيف نحوه، فليس هذا مجرد الإرادة، فلا يصلح الحديث دليلاً لمن جوز المؤاخذة بالنية، والله تعالى =

ص: 361

19591 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنِ الْقَاسِمِ التَّمِيمِيِّ، عَنْ زَهْدَمٍ الْجَرْمِيِّ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَبِي مُوسَى، فَقَدَّمَ فِي طَعَامِهِ لَحْمَ دَجَاجٍ، وَفِي الْقَوْمِ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَيْمِ اللهِ أَحْمَرُ كَأَنَّهُ مَوْلًى، فَلَمْ يَدْنُ، قَالَ لَهُ أَبُو مُوسَى: ادْنُ، فَإِنِّي قَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَأْكُلُ مِنْهُ. قَالَ: إِنِّي رَأَيْتُهُ يَأْكُلُ شَيْئًا، فَقَذِرْتُهُ، فَحَلَفْتُ أَنْ لَا أَطْعَمَهُ أَبَدًا. فَقَالَ: ادْنُ أُخْبِرْكَ عَنْ ذَلِكَ، إِنِّي أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي رَهْطٍ مِنَ الْأَشْعَرِيِّينَ نَسْتَحْمِلُهُ، وَهُوَ يَقْسِمُ نَعَمًا مِنْ نَعَمِ الصَّدَقَةِ - قَالَ أَيُّوبُ: أَحْسِبُهُ وَهُوَ غَضْبَانُ - فَقَالَ: " لَا وَاللهِ مَا (1) أَحْمِلُكُمْ، وَمَا عِنْدِي مَا أَحْمِلُكُمْ " فَانْطَلَقْنَا، فَأُتِيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِنَهْبِ إِبِلٍ، فَقَالَ:" أَيْنَ هَؤُلَاءِ الْأَشْعَرِيُّونَ؟ " فَأَتَيْنَا، فَأَمَرَ لَنَا بِخَمْسِ ذَوْدٍ غُرِّ الذُّرَى، فَانْدَفَعْنَا، فَقُلْتُ لِأَصْحَابِي: أَتَيْنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَسْتَحْمِلُهُ، فَحَلَفَ أَنْ لَا يَحْمِلَنَا، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَيْنَا، فَحَمَلَنَا، فَقُلْتُ نَسِيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَمِينَهُ، وَاللهِ لَئِنْ تَغَفَّلْنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَمِينَهُ لَا نُفْلِحُ أَبَدًا، ارْجِعُوا بِنَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلْنُذَكِّرْهُ يَمِينَهُ. فَرَجَعْنَا إِلَيْهِ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَتَيْنَاكَ نَسْتَحْمِلُكَ، فَحَلَفْتَ أَنْ لَا تَحْمِلَنَا، ثُمَّ حَمَلْتَنَا، فَعَرَفْنَا أَوْ ظَنَنَّا أَنَّكَ نَسِيتَ (2) يَمِينَكَ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: " انْطَلِقُوا، فَإِنَّمَا حَمَلَكُمُ اللهُ عز وجل، إِنِّي وَاللهِ - إِنْ شَاءَ اللهُ - لَا

= أعلم.

(1)

في (ظ 13): لا.

(2)

في (ظ 13): أنك كنت نسيت.

ص: 362

أَحْلِفُ عَلَى يَمِينٍ، فَأَرَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا، إِلَّا أَتَيْتُ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ، وَتَحَلَّلْتُهَا " (1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن عُلَيَّة، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني، والقاسم التميمي: هو ابن عاصم الكليبي.

وأخرجه بتمامه ومختصراً الدارمي (2055)، والبخاري (6721)، ومسلم (1649)(9)، والترمذي في "الشمائل "(158)، والنسائي في "المجتبى" 7/ 206، وفي "الكبرى"(4859)، والمزي في "تهذيب الكمال"(في ترجمة زَهْدم) من طريق إسماعيل، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (4385) من طريق عبد السلام بن حرب، و (5518) و (6680) وبإثر (6721) من طريق عبد الوارث، والحميدي (766)، ومسلم (1649)(9) من طريق سفيان بن عيينة، ثلاثتهم عن أيوب، به.

وأخرجه مسلم (1649)(9) أيضاً، والبيهقي 10/ 31 من طريق الصَّعِق بن حَزْن، عن مطر الورَّاق، عن زهدم، به.

قال الدارقطني في "التتبع" ص 169: الصَّعِق والمطر ليسا بالقويين، ومع ذلك فمطر لم يسمعه من زَهْدَم، وإنما رواه عن القاسم بن عاصم، عنه. فتعقبه أبو العباس القرطبي في "المفهم" 4/ 630 فقال: وهذا لا عتب على مسلم فيه، ولا نقص يلحق كتابَه بسبب ذلك، لأنه قد أخرج الحديثَ من طرق كثيرة صحيحة، ثم أردف هذا السندَ بعد تلك الطرق الصحيحة المتصلة، ولذلك قال فيه: عن زهدم قال: دخلتُ على أبي موسى، وهو يأكلُ لحم دجاج، وساق الحديث بنحو حديثهم، وزاد فيه: قال: إني والله ما نسيتُ. فذكره مُرْدِفاً لأجل هذه اللفظة الزائدة، ثم هذا على ما شَرَطَه في أول كتابه، حيث قَسَم الأسانيدَ إلى ثلاثة أقسام وثلاث طبقات. فهذا السندُ من الطبقة الأخيرة التي هي دون من قبلها، وفيها مغمزٌ بوجه ما، وهذا يدلُّ على أنه أدخل الثلاثَ الطبقات في كتابه، خلافاً لمن زعم أنه لم يُدخل فيه من الطبقة =

ص: 363

19592 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ زَهْدَمٍ الْجَرْمِيِّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِي مُوسَى، فَقُرِّبَ لَهُ طَعَامٌ فِيهِ دَجَاجٌ. فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (1).

= الثالثة أحداً. قلنا: وقال نحوه النوويُّ في "شرح مسلم" 11/ 113.

وانظر (19519) و (19558).

وسيكرر برقم (19637).

وقوله: "وفي القوم رجلٌ من بني تيم الله أحمر" قد حقَّق الحافظُ في "الفتح" 9/ 647 أن المراد به زهدمٌ نفسُه، وهو صاحبُ القصة، كما جاء مُصرَّحاً به في روايات أخرى، وبسطنا ذلك في الرواية (19554)، وانظر ما قيل في نسبته إلى بني تيم الله الرواية (19593).

ووقع في الرواية السالفة برقم (19558): أَمَرَ لنا بثلاث ذَوْدٍ، وفي هذه الرواية: أمر لنا بخمس ذَوْد. قال الحافظ في "الفتح" 11/ 604: لعل الجمع بينهما يحصُلُ من الرواية التي تقدمت في غزوة تبوك بلفظ: "خذ هذين القرينين"، فلعل روايةَ الثلاث باعتبار ثلاثة أزواج، وروايةَ الخمس باعتبار أن أحد الأزواج كان قرينه تبعاً، فاعتَدَّ به تارة، ولم يعتدَّ به أخرى. ويمكن أن يُجمع بأنه أمر لهم بثلاث ذَوْدٍ أولاً، ثم زادهم اثنين، فإن لفظ زهدم:"ثم أُتي بنَهْب ذَوْدٍ غُرِّ الذرى فأعطاني خمس ذود"، فوقعت في رواية زهدم جملةُ ما أعطاهم، وفي رواية غيلان عن أبي بردة مبدأُ ما أَمر لهم به، ولم يذكر الزيادة، وأما روايةُ "خذ هذين القرينين ثلاث مرار" وقد مضى في المغازي بلفظ أصرح منها، وهو قوله:"ستة أَبْعِرَة" فعلى ما تقدم إن تكون السادسة كانت تبعاً، ولم تكن ذروتها موصوفة بذلك.

وقوله: غرّ الذرى: الغرّ: البيض جمع الأغرّ وهو الأبيض.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام =

ص: 364

19593 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ (1)، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، حَدَّثَنِي أَبُو قِلَابَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي تَيْمِ اللهِ يُقَالُ لَهُ زَهْدَمٌ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَبِي مُوسَى، فَأُتِيَ بِلَحْمِ دَجَاجٍ. فَذَكَرَهُ (2).

19594 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ وَ عَنْ الْقَاسِمِ التَّمِيمِيِّ (3)، عَنْ زَهْدَمٍ الْجَرْمِيِّ، قَالَ:

= الصنعاني، ومعمر: هو ابن راشد، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني.

وهو بتمامه في "مصنف" عبد الرزاق برقم (16035).

وسلف لفظه بتمامه في الحديث قبله.

وسلف مختصراً برقم (19519).

(1)

قوله: حدثنا سفيان، سقط من (م) و (ص).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسنادٌ حسنٌ من أجل عبد الله بن الوليد -وهو العدني- وبقيةُ رجاله ثقاتٌ رجال الشيخين. سفيان: هو الثوري، وهو مكرر ما قبله.

وسلف بتمامه برقم (19591).

وسلف مختصراً برقم (19519).

وقد وُصِفَ زَهْدَمٌ هنا بأنه من بني تيم الله، ووُصف في الروايات الأخرى بأنه جَرْمي، فذكر الحافظ في "الفتح" 9/ 647 أنه لا بُعْدَ في أن يُنْسَبَ زهدمٌ إلى بني تيم الله تارة، وإلى بني جَرْم تارة أخرى، وقال: جَرْمٌ قبيلةٌ في قُضاعة يُنسبون إلى جَرم بن زبّان -بزاي وموحدة ثقيلة- ابن عمران بن الحاف بن قضاعة، وتيمُ الله بطنٌ من بني كلب، وهم قبيلةٌ في قُضاعة أيضاً، يُنسبون إلى تيم الله بن رُفَيدة بن ثور بن كلب بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة، فحلوان عمّ جَرْم. قال الرشاطي في "الأنساب": وكثيراً ما يَنْسِبُون الرجل إلى أعمامه.

(3)

تحرف في (م) إلى التيمي.

ص: 365

كَانَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْأَشْعَرِيِّ إِخَاءٌ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَمَعْنَاهُ (1).

19595 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ حِطَّانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، قَالَ: عَلَّمَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَاتَنَا وَسُنَّتَنَا، فَقَالَ: " إِنَّمَا الْإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ، فَإِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا، وَإِذَا قَالَ:{غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} فَقُولُوا: آمِينَ، يُجِبْكُمُ اللهُ تَعَالَى، وَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا، وَإِذَا رَفَعَ فَارْفَعُوا، وَإِذَا قَالَ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقُولُوا: رَبَّنَا (2) لَكَ الْحَمْدُ، يَسْمَعِ اللهُ لَكُمْ، وَإِذَا سَجَدَ فَاسْجُدُوا، وَإِذَا رَفَعَ فَارْفَعُوا، فَإِنَّ الْإِمَامَ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفّان: هو ابن مسلم الصفّار، ووُهَيْب: هو ابن خالد الباهلي، وأيوب: هو السختياني.

وأخرجه مسلم (1649)(9)، والبيهقي في "السنن الكبرى" 10/ 50 - 51، وفي "السنن الصغير"(3999) من طريق عفّان، بهذا الإسناد.

ووقع في مطبوع "السنن الصغير": عن أبي قِلابة، عن القاسم التميمي، وهو خطأ.

وأخرجه مختصراً ابن حبان (5222) من طريق سهل بن بكار، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" ص 200 من طريق إبراهيم بن الحجاج، كلاهما عن وُهيب، به. لم يذكرا القاسم التميمي.

وأخرجه بتمامه البخاري (6649) و (7555) وبإثر (6721)، ومسلم (1649)(9)، والبيهقي 10/ 50 - 51 من طريق عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، عن أيوب، به.

وسلف مختصراً برقم (19519)، وبتمامه برقم (19591).

(2)

في (ظ 13) ونسخة في (س): اللهم ربَّنا.

ص: 366

يَسْجُدُ قَبْلَكُمْ، وَيَرْفَعُ قَبْلَكُمْ " قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم " فَتِلْكَ بِتِلْكَ " (1).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، حِطَّان بن عبد الله الرَّقَاشي من رجاله، وبقيةُ رجاله ثقات رجال الشيخين. إسماعيل -وهو ابن عُلية- روى عن سعيد -وهو ابن أبي عروبة- قبل الاختلاط، كما نقل ابنُ رجب عن العجلي في "شرح علل الترمذي" ص 568.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 2/ 96 - 97، وفي "الكبرى"(904) من طريق إسماعيل ابن عُلَيَّة، بهذا الإسناد.

وأخرجه بتمامه ومختصراً الدارمي (1312) و (1358)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 221، 238، 264 - 265 من طريق سعيد بن عامر، وابنُ أبي شيبة 1/ 252 - 253، 292، 352 - ومن طريقه مسلم (404)(63)، وابنُ حبان في "الصلاة" كما في "إتحاف المهرة" 10/ 19 - عن حماد ابن أسامة، وابنُ ماجه (901)، وابنُ خزيمة (1584)، وابنُ عبد البر في "التمهيد" 6/ 147 من طريق ابن أبي عدي، وابنُ ماجه أيضاً من طريق عبد الأعلى السامي، والنسائي في "المجتبى" 2/ 196 - 197، وفي "الكبرى"(651) من طريق خالد بن الحارث، وأبو يعلى (7224) من طريق يزيد بن زريع، وابنُ خزيمة (1584) من طريق عبدة بن سليمان، والدارقطني في "السنن" 1/ 330 - ومن طريقه البيهقي 2/ 156 - من طريق سالم بن نوح، ثمانيتهم عن سعيد بن أبي عروبة، به. وقرن ابنُ ماجه بسعيد بن أبي عروبة هِشاماً الدستَوائي، وسترد رواية هشام الدستوائي برقم (19665)، وقرن الدارقطني بسعيدٍ عُمرَ بنَ عامر، وجاء عنده من رواية سالم بن نوح زيادة:"وإذا قرأ فأنصتوا". قال الدارقطني: سالم بن نوح ليس بالقوي. قلنا: يريد الدارقطني توهين هذه الزيادة، وسترد في رواية سليمان التيمي برقم (19723) ونفصلُ القول فيها هناك.

وزاد النسائي وابنُ ماجه وأبو يعلى عقب ألفاظ التشهد: "سبع كلمات، وهي تحية الصلاة". قال سعيد -كما في رواية أبي يعلى-: فلا أدري أفي قول أبي موسى كان ذلك، أو شيءٌ كان قتادة يقوله، يعني بقوله: =

ص: 367

19596 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ. قَالَ عَفَّانُ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ أَنَّ أَعْرَابِيًّا أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، الرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِلْمَغْنَمِ، وَالرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِيُذْكَرَ، وَالرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِيُرَى مَكَانُهُ، فَمَنْ فِي سَبِيلِ اللهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللهِ هِيَ الْعُلْيَا (1)، فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ عز وجل "(2).

= "سبع كلمات".

وسلف برقم (19504).

وفي باب قوله: "إنما الإمام ليؤتم به .. " عن أبي هريرة سلف برقمي (7144) و (8889)، وذكرنا بقية أحاديث الباب هناك.

قال السندي: قوله: "ليُؤتم به"، أي: ليُقتَدَى به، وقوله: "فإذا كبر

إلخ" تفصيل للاقتداء به.

يُجبكم الله: جوابُ الأمر، أي: يستجب لكم.

يسمعِ اللهُ: بالجزم، جوابُ الأمر، أي: يستجب لكم.

فتلك بتلك، أي: فزيادةُ إمامكم عليكم في الركوع آخراً بمقابلة زيادة إمامكم عليكم في الركوع أولاً.

قلنا: ويردُ بسطُ مزيدٍ مما قيل فيها أيضاً في الرواية (19665).

(1)

في (ظ 13): أعلى، وهي النسخة التي شرح عليها السندي.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الصفار، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة.

وأخرجه البخاري (3126)، ومسلم (1904)(149) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (487)، وسعيدُ بنُ منصور في "سننه"(2543)، والبخاري =

ص: 368

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= (2810)، وأبو داود (2517)(2518)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 23، وفي "الكبرى"(4344)، وأبو عوانة 5/ 75 و 76، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(5106)، وأبو نعيم في "الحلية" 5/ 98، والبيهقي في "السنن" 9/ 167، وفي "شعب الإيمان"(4263) من طرق عن شعبة، به.

وسلف برقم (19493).

قال الحافظ في "الفتح" 6/ 29: وفي إجابة النبي صلى الله عليه وسلم بما ذُكر غايةُ البلاغة والإيجاز، وهو من جوامع كَلِمِه صلى الله عليه وسلم، لأنه لو أجابه بأن جميع ما ذَكره ليس في سبيل الله احتمل أن يكون ما عدا ذلك كلّه في سبيل الله، وليس كذلك، فَعَدَل إلى لفظ جامع، عدل به عن الجواب عن ماهيّة القتال إلى حال المقاتل، فتضمن الجوابَ وزيادةً، ويحتمل أن يكون الضميرُ في قوله "فهو" راجعاً إلى القتال الذي في ضمن "قَاتَل"، أي: فقتالُه قتالٌ في سبيل الله، واشتمل طلبُ إعلاء كلمة الله على طلب رضاه، وطلبِ ثوابِه، وطلبِ دَحْضِ أعدائه، وكلُّها متلازمة. والحاصلُ مما ذُكر: أن القتال منشؤه القوةُ العقلية، والقوةُ الغضبية، والقوةُ الشهوانية، ولا يكون في سبيل الله إلا الأول. وقال ابنُ بَطّال: إنما عدل النبيُّ صلى الله عليه وسلم عن لفظ جواب السائل، لأن الغضب والحميةَ قد يكونان لله، فعدل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك إلى لفظ جامع، فأفاد دفعَ الإلباس، وزيادةَ الإفهام، وفيه بيانُ أن الأعمال إنما تُحتسب بالنية الصالحة، وأن الفضل الذي ورد في المجاهد يختص بمن ذُكر.

قال السندي: قوله: ليذكر، على بناء المفعول، ومرجعه إلى السمعة والاشتهار.

وقوله: ليُرى مكانه: إشارة إلى الرياء.

هي أعلى: أي: من كلمة غيره تعالى، فاسم التفضيل مستعمل بمن، فلذلك ذُكِّر مع تأنيث الموصوف، ولو كان مع اللام لأنث، كما في قوله تعالى:{وكلمة الله هي العليا} [التوبة: 40].

ص: 369

19597 -

حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَمَعِي نَفَرٌ مِنْ قَوْمِي، فَقَالَ:" أَبْشِرُوا وَبَشِّرُوا مَنْ وَرَاءَكُمْ أَنَّهُ مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ صَادِقًا بِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ " فَخَرَجْنَا مِنْ عِنْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم نُبَشِّرُ النَّاسَ، فَاسْتَقْبَلَنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه، فَرَجَعَ بِنَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِذًا يَتَّكِلَ النَّاسُ؟ قَالَ: فَسَكَتَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم (1).

(1) حديث صحيح، مُؤمَّلُ بنُ إسماعيل -وإن كان سيىِّء الحفظ- تابعه بهزُ بنُ أسد العَمِّي- كما سيأتي في الرواية (19689) - وروح بنُ عبادة -كما عند الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4003) - وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. أبو عمران الجَوْني: هو عبد الملك بن حبيب الأزدي، وأبو بكر بن أبي موسى: اسمه عمرو أو عامر.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4003) من طريق روح بن عبادة، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.

وسيأتي برقم (19689).

وفي الباب عن أنس، سلف برقم (12606): وفيه أن معاذاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أفلا أبشر الناس؟ فقال صلى الله عليه وسلم: "لا، إني أخاف أن يتكلوا عليها" وإسناده صحيح.

وعن أبي هريرة، عند مسلم (31)، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم أمره أن يُبشر بالجنة من يشهد أن لا إله إلا الله موقناً بها، فلقيه عمر، فردَّه، وقال للنبي صلى الله عليه وسلم: إني أخشى أن يتكل الناس عليها، فخلِّهم يعملون. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: =

ص: 370

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= "فخلِّهم".

وعن جابر عند ابن حبان (151) وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر جابراً أن يبشِّر الناس، فردَّه عمر كذلك.

وعن أبي سعيد الخُدري عند البزار (8)"زوائد"، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم أذن لمعاذ في التبشير، فلقيه عمر، فقال: "لا تعجل

" وفي إسناده محمدُ بنُ أبي ليلى وعطية العوفي.

قلنا: وفي النفس شيء من تعدُّد القصة على هذا النحو، فهل حصلَتْ مع أبي هريرة وأبي موسى وجابر ومعاذ جميعاً، وفي كل مرة يأمرُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أحدَهم أن يُبشر الناس، ويلقاه عمرُ، ويردُّه! وإن ردَّ عمرُ الأولَ منهم، ووافقه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فهل يسوغ لعمر إنْ أَمَرَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم غيرَه بالتبشير أن يردّه كذلك!

إن الذي تميل إليه النفسُ أن القصةَ وقعت مع أبي هريرة في الحديث الذي رواه مسلم، فإسناد حديث أبي سعيد الخدري ضعيفٌ، ولعل في حديث أبي موسى هذا علَّةً لم نقف عليها، وحمادُ ابنُ سلمة في بعض حديثه وهم، وكذا في حديث جابر عند ابن حبان! والله أعلم.

وفي باب أن من قال لا إله إلا الله، دخل الجنة: عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6586)، وعن أبي هريرة سلف برقم (9466)، وعن أنس، سلف برقم (12332)، وذكرنا في تخريج رواياتهم أحاديث الباب، ونزيد عليها: حديث سهيل بن بيضاء، سلف برقم (15738)، وحديث رفاعة بن عرابة، سلف برقم (16215)، وحديث عتبان بن مالك، سلف برقم (16481)، وحديث حذيفة، سيرد 5/ 391.

قال السندي: قوله: دخل الجنة: الظاهر أنه ابتداء، ولولا ذلك لما ظهر الاتكال، إلا أن يقال: هو اتكالٌ على الظاهر، والله تعالى أعلم بالسرائر.

إذاً يتكل الناس: أي: إذا بُشِّروا بهذا يتكلون على التوحيد، ويتركون =

ص: 371

19598 -

حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ سَلَّامٍ، حَدَّثَنَا الْأَجْلَحُ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْيَمَنِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ بِهَا أَشْرِبَةً، فَمَا أَشْرَبُ وَمَا أَدَعُ؟ قَالَ:" وَمَا هِيَ؟ " قُلْتُ: الْبِتْعُ والْمِزْرُ، فَلَمْ يَدْرِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَا هُوَ، فَقَالَ:" مَا الْبِتْعُ وَمَا الْمِزْرُ؟ " قَالَ: أَمَّا الْبِتْعُ، فَنَبِيذُ الذُّرَةِ يُطْبَخُ حَتَّى يَعُودَ بِتْعًا، وَأَمَّا الْمِزْرُ، فَنَبِيذُ الْعَسَلِ. قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَشْرَبَنَّ مُسْكِرًا "(1).

= الأعمال.

(1)

قوله: "لا تشربنَّ مسكراً" صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف مصعب ابن سلّام، والأجلحِ -وهو ابنُ عبد الله الكوفي أبو حُجَيَّة، قال المزي وغيره: يقال: اسمه يحيى، والأجلح لقب-، على خطأ في تفسير البتع والمزر، وبقيةُ رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 13/ 109 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/ 299 - 300، وفي "الكبرى"(5113) و (6816)، وأبو يعلى (7239) من طريق عبد الله بن المبارك، عن الأجلح، به، بزيادة:"فإني حرمتُ كُلَّ مسكر" وفيه: أما البِتْعُ فنبيذُ العسل، وأما المِزْر فنبيذُ الذرة، وهو الصوابُ في تفسيرهما، وسيرد على الصواب كذلك في الرواية (19647).

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/ 300، وفي "الكبرى"(5114)، وابن حبان (5377) من طريقين عن ابن فضيل -وهو محمد- عن الشيباني، عن أبي بردة، عن أبي موسى، قال: بعثني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن، فقلت: يا رسول الله، إن بها أشربة يقال لها: البتع والمزر، قال:"وما البِتْع والمِزْر؟ " قلت: =

ص: 372

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= شراب يكون من العسل، والمزر يكون من الشعير، قال:"كل مسكر حرام". وإسناده صحيح.

وفي رواية النسائي هذه كما في رواية أحمد أن الرسول صلى الله عليه وسلم هو الذي سأل عن تفسير البتع والمزر، وسيرد في الروايتين (19647) و (19673) أن أبا موسى فسرهما قبل أن يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهما، وإسنادهما صحيح.

وجاء عند أبي داود التصريحُ بأن تفسير البِتْع مرفوع، فقد أخرج أبو داود (3684) عن وهب بن بَقِيَّة، عن خالد -وهو ابن عبد الله الواسطي- عن عاصم بن كليب، عن أبي بردة، عن أبي موسى قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن شراب من العسل، فقال:"ذاك البِتْع"، قلت: وينتبذ من الشعير والذرة، فقال:"ذلك المِزْر"، ثم قال:"أخبر قومك أن كل مسكر حرام". ورجاله ثقات غير أن عاصم بن كليب قال فيه ابن المديني -فيما ذكره ابن الجوزي في "الضعفاء" كما. في حواشي "تهذيب الكمال"-: لا يُحتج بما انفرد به.

وأخرجه عبد الرزاق (13555) و (17080) عن محمد بن راشد، عن عمرو بن شعيب، عن أبي موسى أنه حين بعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليمن سأله، قال: إن قومي يصنعون شراباً من الذرة يُقال له: المِزْر، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:"أيُسكر؟ " قال: نعم، قال:"فانْهَهُم عنه". قال: قد نهيتُهم، فلم ينتهوا. قال:"فمن لم ينته في الثالثة فاقْتُله". وإسنادُه منقطع. وقوله: "في الثالثة" لم يرد في الرواية (13555).

وسيرد من طرق بالأرقام (19647) و (19673) و (19728) و (19742).

وفي باب تحريم المسكر مما يصنع من الحبوب عن الديلمي الحميري، وقد سلف برقم (18034)، وانظر شواهده هناك.

وقد بسط الحافظُ أحاديث تحريم كل مسكر في "الفتح" 10/ 44، ثم ذكر أنها زادت عن ثلاثين صحابياً، وقال: وأكثرُ الأحاديث عنهم جياد، =

ص: 373

19599 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ الثَّقَفِيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي غَزَاةٍ، فَجَعَلْنَا لَا نَصْعَدُ شَرَفًا، وَلَا نَعْلُو شَرَفًا، وَلَا نَهْبِطُ فِي وَادٍ (1) إِلَّا رَفَعْنَا أَصْوَاتَنَا بِالتَّكْبِيرِ. قَالَ: فَدَنَا مِنَّا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" أَيُّهَا (2) النَّاسُ، ارْبَعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ، فَإِنَّكُمْ مَا تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلَا غَائِبًا، إِنَّمَا تَدْعُونَ سَمِيعًا بَصِيرًا، إِنَّ الَّذِي تَدْعُونَ أَقْرَبُ إِلَى أَحَدِكُمْ مِنْ عُنُقِ رَاحِلَتِهِ، يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ قَيْسٍ، أَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَةً مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ؟ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ "(3).

= ومضمونُها أن المسكر لا يَحِلُّ تناوُله، بل يجب اجتنابه.

وانظر "الأزهار المتناثرة في الأحاديث المتواترة" للسيوطي رقم (84)، والاستدراك عليه ص 113.

قال السندي: قوله: البِتْع، بكسر الموحَّدة، وسكون المشاة من فوق.

والمِزْر: بكسر ميم، وسكون راء معجمة.

الذُّرة: بضم وخفة راء.

(1)

في (ق): ولا نهبط وادياً.

(2)

في (ظ 13): يا أيها.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. خالد الحَذَّاء: هو ابن مهران، وأبو عثمان النَّهدي: هو عبد الرحمن بنَ مَلّ.

وأخرجه البيهقي في "الأسماء والصفات"(389) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. =

ص: 374

19600 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ وَهُوَ النَّضْرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ - يَعْنِي الْقَاصَّ - حَدَّثَنَا بُرَيْدٌ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ لَمْ يَبْقَ مُؤْمِنٌ إِلَّا أُتِيَ بِيَهُودِيٍّ أَوْ نَصْرَانِيٍّ حَتَّى يُدْفَعَ إِلَيْهِ يُقَالُ لَهُ: هَذَا فِدَاؤُكَ مِنَ النَّارِ ". قَالَ أَبُو بُرْدَةَ: فَاسْتَحْلَفَنِي عُمَرُ

= وأخرجه بتمامه ومختصراً مسلم (2704)(46)، والنسائي في "الكبرى"(7680)، والطبراني في "الدعاء"(1671)، واللالكائي (683)(684)، والبيهقي في "الأسماء والصفات"(70)، و"الدعوات"(266) من طريق عبد الوهاب، به.

وأخرجه البخاري (6610)، والنسائي في "الكبرى"(7681)، وأبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة" 10/ 41)، وأبو نعيم في "الحلية" 8/ 186، والبيهقي في "الأسماء والصفات"(928)، و"الشُّعب"(662) من طريقين عن خالد الحذَّاء، به. قال أبو نعيم: هذا حديث صحيح متفق عليه.

وقد سلف برقم (19520).

قال النووي في "شرح صحيح مسلم" 17/ 26: اربعوا، بهمزة وصل وبفتح الباء الموحدة، معناه: ارفُقُوا بأنفسكم، واخفِضُوا أصواتكم، فإنَّ رفع الصوت إنما يفعلُه الإنسان لِبُعْدِ من يخاطِبُه ليسمعه، وأنتم تدعون اللهَ تعالى، وليس هو بأصمَّ ولا غائبٍ، بل هو سميع قريب، وهو معكم بالعلم والإحاطة، ففيه الندبُ إلى خَفْض الصوت بالذكر، إذا لم تدعُ حاجةٌ إلى رفعه، فإنه إذا خَفَضهُ كان أبلغَ في توقيره وتعظيمه، فإن دَعَتْ حاجةٌ إلى الرفع، رفع، كما جاءت به أحاديث. وقولُه صلى الله عليه وسلم في الرواية الأخرى:"والذي تَدْعُونه أقربُ إلى أحدكم من عُنُق راحلته" هو بمعنى ما سبق، وحاصلُه أنه مجاز، كقوله تعالى {ونحن أقربُ إليه من حَبْلِ الوَرِيد} [ق: 16] والمرادُ تحقيقُ سماع الدعاء.

ص: 375

بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِاللهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ: أَسَمِعْتَ أَبَا مُوسَى يَذْكُرُهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ. فَسُرَّ (1) بِذَلِكَ عُمَرُ (2).

19601 -

حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ أَبُو الْيَمَانِ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ كَانَ يُنَفِّلُ فِي مَغَازِيهِ (3).

(1) في (ظ 13): قال: فَسُرَّ.

(2)

صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف النضر بن إسماعيل، وللاختلافِ فيه على أبي بُردة، وبقيةُ رجاله ثقات رجال الشيخين. بُريد: هو ابن عبد الله ابن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري، أبو بردة الكوفي.

وأخرجه أبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة" 10/ 97) من طريق النضر بن إسماعيل، بهذا الإسناد.

واختُلف فيه على بريد:

فأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 39 من طريق يحيى بن سعيد (وهو الأموي) عن بُريد، عن أبي بردة، عن رجل من الأنصار، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، بهذا.

وقد سلف بإسناد صحيح برقم (19485)، وفصلنا القولَ فيه هناك.

(3)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد العزيز بن عبيد الله -وهو الحمصي- ولم يرو عنه غير إسماعيل بن عياش، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين، غير إسماعيل بن عياش الحمصي، فقد روى له البخاريُّ في "رفع اليدين" وأصحابُ السنن، وهو صدوقٌ في روايته عن أهل بلده، وهذا منها.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(5379) من طريق الوليد بن شجاع =

ص: 376

19602 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " ثَلَاثَةٌ يُؤْتَوْنَ أُجُورَهُمْ مَرَّتَيْنِ: رَجُلٌ كَانَتْ لَهُ أَمَةٌ فَأَدَّبَهَا فَأَحْسَنَ تَأْدِيبَهَا، وَعَلَّمَهَا

= السَّكُوني، عن إسماعيل بن عياش، بهذا الإسناد.

وله شاهد من حديث حبيب بن مسلمة الفهري، سلف بالأرقام (17462) - (17469) بألفاظ متقاربة، منها أن النبي صلى الله عليه وسلم نفَّل الثُّلُث بعد الخمس في رَجْعَته.

وآخر من حديث عبادة بن الصامت سيرد 5/ 319 و 322 و 323 - 324، حسنه الترمذي (1561)، وصححه ابن حبان (4855)، وفي إسناده عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله بن عياش، وثَّقه ابنُ سعد والعجلي، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن معين: صالح، وقال أبو حاتم: شيخ، وقال النسائي: ليس بالقوي، وضعَّفه عليُّ ابنُ المديني، وقال أحمد: متروك الحديث، وقال ابنُ نُمير: لا أقدم على ترك حديثه.

وثالث من حديث ابن عمر عند البخاري (3135)، ومسلم (1750) (40) بلفظ: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يُنَفِّلُ بعضَ من يبعث من السرايا لأنفسهم خاصة سوى قسم عامة الجيش.

ورابع من حديث ابن عمر كذلك سلف برقم (5288).

قال الساعاتي في "الفتح الرباني" 14/ 86: معناه أنه صلى الله عليه وسلم كان ينفل من يستحق النفل على قدر بَلائه وتَعَبه.

هذا وقد جاء في (م) بعد هذا الحديث ما نصه:

حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن صالح، أنه كان ينفل في مغازيه. وهذا ملفق من متن هذا الحديث مع إسناد الحديث التالي. ووهم محققُ "أطراف المسند"، فاستدركه على الحافظ في تعليقه على "الأطراف" 7/ 109 تعليق رقم (3).

ص: 377

فَأَحْسَنَ تَعْلِيمَهَا، ثُمَّ أَعْتَقَهَا، فَتَزَوَّجَهَا، وَمَمْلُوكٌ أَعْطَى حَقَّ رَبِّهِ عز وجل وَحَقَّ مَوَالِيهِ، وَرَجُلٌ آمَنَ بِكِتَابِهِ وَبِمُحَمَّدٍ " صلى الله عليه وسلم قَالَ: قَالَ لِي الشَّعْبِيُّ: خُذْهَا بِغَيْرِ شَيْءٍ، وَلَوْ سِرْتَ فِيهَا إِلَى كَرْمَانَ لَكَانَ ذَلِكَ يَسِيرًا (1).

19603 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٍ (2)، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. صالح: هو ابن صالح الثوري الهَمْداني الكوفي.

وأخرجه الطيالسي (502)، والدارمي (2245)، ومسلم (154)، وأبو عوانة 1/ 103، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1974)، وابن منده في "الإيمان"(396)، وابن حزم في "المحلى" 9/ 505، والبيهقي في "الشعب"(8609)، وفي "الآداب"(72)، والبغوي في "شرح السنة"(25) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وجاء عند مسلم: ثم قال الشعبي للخراساني: خذ هذا الحديث بغير شيء، فقد كان الرجل يرحل فيما دون هذا إلى المدينة.

وسلف برقم (19532).

قال السندي: قوله: خذها، أي: هذه الكلمات.

فيها: أي في تحصيل هذه الكلمات، يريد أن يستعظم عنده العلم ليحفظه ولا يُضيعه، لا أن يَمُنَّ به عليه.

قلنا: وكرمان: قال ياقوت: بالفتح، ثم السكون، وآخره نون، وربما كُسرت، والفتح أشهر بالصحة

ناحية كبيرة معمورة ذات بلاد وقرى ومدن واسعة بين فارس ومكران وسجستان وخراسان.

(2)

في النسخ الخطية و (م): شعبة، وهو تحريف قديم، صوابُه سعيد، فقد رواه أحمد في "العلل"(268) و (370)، وصرح فيه باسمه، فقال: سعيد ابن أبي عروبة. وجاء على الصواب في "أطراف المسند" 7/ 113، وقد أخطأ من اعتمد على أنه شعبة، أخذاً بما في المطبوع.

ص: 378

سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَجُلَيْنِ اخْتَصَمَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي دَابَّةٍ لَيْسَ لِوَاحِدٍ مِنْهُمَا بَيِّنَةٌ، فَجَعَلَهُ بَيْنَهُمَا نِصْفَيْنِ (1).

(1) هو حديث معلولٌ عند أهل الحديث مع الاختلاف في إسناده على قتادة.

فرواه سعيدُ بنُ أبي عروبة، واختُلف عليه فيه:

فأخرجه أحمد، كما في هذه الرواية، عن محمد بن جعفر، وأخرجه ابنُ ابن أبي شيبة 10/ 168 عن عبدة بن سليمان، وأبو داود (3613) من طريق يزيد بن زريع، و (3614) من طريق عبد الرحيم بن سليمان، والترمذي في "العلل" 1/ 565 من طريق محمد بن بكر، والنسائي في "المجتبى" 8/ 248، وفي "الكبرى"(5998)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4753) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، وابنُ ماجه (2330)، والطحاوي (4751)، والبيهقي في "السنن" 10/ 254، وفي "معرفة السنن"(20270)، وفي "السنن الصغير"(4338) من طريق روح بن عبادة، والطحاويُّ (4752)، والبيهقي في "السنن" 6/ 67 و 10/ 254، وفي "السنن الصغير"(4338) من طريق سعيد بن عامر، والحاكمُ 4/ 94 - 95 من طريق عبد الوهاب بن عطاء، تسعتهم عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، به. قال الحاكم: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي!

وأورده المزي في "تحفة الأشراف" 6/ 452، فقال: وقال خالدُ بنُ الحارث: عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن سعيد بن أبي بردة -قال خالد-: أُراه عن أبيه.

وأخرجه البيهقي في "السنن" 10/ 255 من طريقي يزيد بن زريع وخالد بن الحارث، كلاهما عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن خِلَاس، عن أبي رافع، عن أبي هريرة، فجعله من حديث أبي هريرة، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم أَمَرَهما أن يَسْتَهِما على اليمين. =

ص: 379

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= ورواه الضحاك بنُ حمزة -كما عند الطبراني في "الأوسط"(2)، والبيهقي في "السنن" 10/ 257 - عن قتادة، عن أبي مجلز، عن أبي بردة، عن أبي موسى، وفيه أن كُلًّا من الرجلين جاء معه شاهدان.

ورواه عن قتادة كذلك هَمّام بنُ يحيى العَوْذي، واختُلف عليه فيه:

فأخرجه ابنُ أبي شيبة 10/ 184، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4754)، وابنُ الغطريف في "جزئه"(14) من طريق عفان، وأبو داود (3615) من طريق حجَّاج بن مِنهال، وأبو يعلى (7280)، والطحاوي (4755)، والحاكم 4/ 95، والبيهقي في "السنن" 10/ 257 و 259، وفي "السنن الصغير"(4341) من طريق هدبة بن خالد، ثلاثتهم عن قتادة، به. ولفظه: أن رجلين اختصما في بعير، فبعث كل واحد منهما شاهدين، فقسمه النبي صلى الله عليه وسلم بينهما.

وأخرجه أحمد في "العلل"(271) و (369) عن عبد الصمد بن عبد الوارث، عن همام، عن قتادة، عن سعيد بن أبي بردة، عن أبيه، مرسلاً، لم يذكر أبا موسى في الإسناد.

ورواه عن قتادة كذلك شعبةُ، واختُلف عليه:

فأخرجه البيهقي في "السنن" 10/ 257، وفي "السنن الصغير"(4340) من طريق سعيد بن عامر، عن شعبة، عن قتادة، عن سعيد بن أبي بردة، عن أبيه، عن أبي موسى، به، بلفظ رواية همام.

وأخرجه البيهقي في "السنن" 10/ 255 من طريق محمد بن جعفر، عن شعبة، عن قتادة، عن سعيد بن أبي بردة، عن أبيه، مرسلاً، لم يذكر أبا موسى في الإسناد. ومحمد بنُ جعفر أثبت الناس في شعبة. وذكر البيهقي أن إرسال شعبة هذا الحديث عن قتادة كالدلالة على صحة ما قال البخاري، والله أعلم. قلنا: يعني أنه مرسل، وسيجيء ذلك.

ورواه عن قتادة كذلك حمادُ بنُ سلمة، واختُلف عليه فيه:

فأخرجه النسائي في "الكبرى"(5997)، والطحاوي في "شرح مشكل =

ص: 380

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الآثار" (4756) من طريق محمد بن كثير، والبيهقيُّ في "السنن" 10/ 258 من طريق أبي عمر الضرير حفص بن عمر، كلاهما عن حماد بن سلمة، عن قتادة، عن النضر بن أنس، عن أبي بردة، عن أبي موسى، به.

وأخرجه ابن حبان (5068)، والبيهقي في "السنن" 10/ 258 من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، عن حماد بن سلمة، عن قتادة، عن النضر بن أنس، عن بشير بن نهيك، عن أبي هريرة، فجعله من حديث أبي هريرة. قال البيهقي: كذا وجدته في كتابي في موضعين، وقد رأيته في "مسند إسحاق "هكذا، إلا أنه ضُرب على اسم بشير بن نهيك بعد كتبته بخط قديم.

وأخرجه أحمد في "العلل"(269) و (371)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4757) من طريق أبي كامل مظفر بن مدرك، عن حماد بن سلمة، عن قتادة، عن النضر بن أنس، عن أبي بردة، مرسلاً، لم يذكر أبا موسى في الإسناد، وهو بلفظ رواية همام السالفة، وعند أحمد زيادة: وقال حماد: قال لي سماكُ بنُ حرب: أنا حدَّثتُ أبا بردة بهذا الحديث.

وقال الدارقطني في "العلل" 7/ 204: المحفوظ حديث أبي كامل عن حماد، عن قتادة.

قلنا: وبهذه الطريق تتبينُ علَّةُ هذا الحديث، فأبو بردة لم يسمعه من أبيه أبي موسى، إنما سمعَه من سماك بن حرب، وقد حدث به سماك عن تميم بن طَرَفَة مرسلاً، وهو الصحيح، وقد نبه على ذلك البخاري، كما في "علل الترمذي" 1/ 565، والدارقطنيُّ في "العلل" 7/ 204 - 205.

وقد أخرج حديثَ سماكٍ ابنُ أبي شيبة 6/ 316 و 10/ 156 من طريق أبي الأحوص، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4758) من طريق حماد بن سلمة، والبيهقيُّ في "السنن" 10/ 258 و 259 و 260 من طريق أبي عوانة، ثلاثتهم عن سماك بن حرب، عن تميم بن طرفة مرسلاً. ولفظه عند الطحاوي: =

ص: 381

19604 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " هَلْ تَدْرِي " أَوْ " هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ؟ " قَالَ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: " لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ "(1).

= أن رجلين ادَّعيا بعيراً، فأقام كلُّ واحد مهما شاهدين، فقضى به رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بينهما نصفين.

وقد اختُلف على سِماك في متنه:

فأخرجه أبو داود في "المراسيل"(339) من طريق أبي الأحوص، ومن طريق سفيان، كما في "تحفة الأشراف" 13/ 152، كلاهما عن سِماك بن حرب، عن تميم بن طرفة مرسلاً، ولفظه عند أبي داود: وَجَدَ رجلٌ مع رجلٍ ناقةً له، فارتفعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأقام البينةَ أنها ناقتُه، وأقام الآخر البينةَ أنه اشتراها من العدو، قال النبي صلى الله عليه وسلم:"إن شئتَ فخذها بما اشتراها، وإن شئتَ فَدَعْ".

وقد وصل طريقَ سماك الطبراني في "الكبير"(1834) من طريق ياسين الزيات، و (1835)، من طريق سويد بن عبد العزيز عن حجَّاج بن أرطاة، كلاهما عن سماك، عن تميم، عن جابر بن سمرة، به. وياسينُ الزيّات وسويدُ ابن عبد العزيز وحجَّاجُ بنُ أرطاة ضعفاء، فلم يصح وصلُه.

وانظر في الاستهام على اليمين حديثَ أبي هريرة السالف برقم (8209).

قال السندي: قوله: ليس لواحد منهما بينة، ولعله لم يكن لأحدهما يد أيضاً بأن تكون في يد ثالثٍ، يقول: هي لأحدهما.

فجعله، أي: محلَّ الخصام أو المدعى، وبهذا الاعتبار ذَكَّر الضمير، والله تعالى أعلم.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (19579) غير =

ص: 382

19605 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، أَنَّهُمْ كَانُوا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ، فَرَفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ بِالدُّعَاءِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّكُمْ لَا تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلَا غَائِبًا، إِنَّكُمْ تَدْعُونَ قَرِيبًا مُجِيبًا يَسْمَعُ دُعَاءَكُمْ، وَيَسْتَجِيبُ ".

ثُمَّ قَالَ: " يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ قَيْسٍ - أَوْ يَا أَبَا مُوسَى - أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ "(1).

19606 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ يَعْنِي ابْنَ أَبِي سُلَيْمَانَ الْعرْزَمِيَّ، عَنْ أَبِي عَلِيٍّ رَجُلٍ مِنْ بَنِي كَاهِلٍ، قَالَ: خَطَبَنَا أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ، فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، اتَّقُوا هَذَا

= شيخ أحمد، فهو هنا محمد بن جعفر.

وسلف بقطعة أخرى منه برقم (19520).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عاصم: هو ابن سليمان الأحول، وأبو عثمان: هو عبد الرحمن بن مَلّ النَّهدي.

وأخرج الطيالسي (493) القسمَ الأول منه، والطبراني في "الدعاء"(1668) القسمَ الثاني منه من طريق مؤمَّل بن إسماعيل"، كلاهما عن شعبة، بهذا الإسناد. وقرن الطيالسيُّ مع شعبة ثابتاً أبا زيد، وهو ابن يزيد الأحول البصري.

وأخرج ابن ماجه (3824) القسم الثاني منه من طريق جرير، عن عاصم، به.

وسلف قسمه الأول برقم (19520).

ص: 383

الشِّرْكَ، فَإِنَّهُ أَخْفَى مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ، فَقَامَ إِلَيْهِ عَبْدُ اللهِ بْنُ حَزْنٍ وَقَيْسُ بْنُ المُضَارِبِ، فَقَالَا: وَاللهِ لَتَخْرُجَنَّ مِمَّا قُلْتَ، أَوْ لَنَأْتِيَنَّ عُمَرَ، مَأْذُونٌ لَنَا أَوْ غَيْرُ مَأْذُونٍ. قَالَ: بَلْ أَخْرُجُ مِمَّا قُلْتُ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ، فَقَالَ:" أَيُّهَا النَّاسُ، اتَّقُوا هَذَا الشِّرْكَ، فَإِنَّهُ أَخْفَى مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ " فَقَالَ لَهُ مَنْ شَاءَ اللهُ أَنْ يَقُولَ: وَكَيْفَ نَتَّقِيهِ وَهُوَ أَخْفَى مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " قُولُوا: اللهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ نُشْرِكَ بِكَ شَيْئًا نَعْلَمُهُ، وَنَسْتَغْفِرُكَ لِمَا (1) لَا نَعْلَمُ "(2).

(1) في (ق) وهامش (س): مما.

(2)

إسناده ضعيف لجهالة أبي علي الكاهلي، فقد تفرد بالرواية عنه عبد الملك بن أبي سليمان العَرْزَمي، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير عبد الملك بن أبي سليمان فمن رجال مسلم.

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 337 - 338، والبخاري في "التاريخ الكبير" 9/ 58، والطبراني في "الأوسط"(3503) من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد.

قال الطبراني: لم يروه عن عبد الملك بن أبي سليمان إلا ابنُ نمير، ولا يُروى عن أبي موسى إلا من هذا الوجه.

وذكره الهيثمي في "المجمع" 10/ 223، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، ورجال أحمد رجال الصحيح غير أبي علي، ووثقه ابن حبان.

وفي الباب عن أبي بكر الصديق بنحو لفظ رواية أحمد هذه عند أبي يعلى بالأرقام: (58) و (59) و (60)، وفي إسناده ليثُ بنُ أبي سُلَيم، وهو ضعيف، وشيخه فيه أبو محمد لا يُعرف، وقد اضطرب فيه. =

ص: 384

19607 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ حَرْمَلَةَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: أَمَانَانِ كَانَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، رُفِعَ أَحَدُهُمَا، وَبَقِيَ الْآخَرُ {مَا كَانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ

= وعن عائشة عند البزار (3566)"زوائد"، والعُقَيلي في "الضعفاء" 3/ 61 - 62 في ترجمة عبد الأعلى بن أعين، والحكم 2/ 291، وأبي نعيم في "الحلية" 8/ 368 و 29/ 53، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" 2/ 823 أخرجوه من طريق عبد الأعلى بن أعين، عن يحيى بن أبي كثير، عن عروة، عن عائشة مرفوعاً بلفظ:"الشرك أخفى في أمتي من دبيب النمل على الصفا"، ورواه بعضُهم مطولاً. قال العُقيلي: وعبد الأعلى بن أعين هذا حدث عن يحيى ابن أبي كثير بغير حديثٍ منكرٍ لا أصل له، وقال ابنُ حبان في ترجمة عبد الأعلى بن أعين في "المجروحين": يروي عن يحيى بنِ أبي كثير ما ليس من حديثه، لا يجوز الاحتجاج به بحال، وقال الدارقطني: ليس بثقة. قلنا: ومع ذلك قال الحاكم: صحيح الإسناد! ولم يخرجاه، لكن تعقبه الذهبي بقوله: عبد الأعلى قال الدارقطني: ليس بثقة.

وقد أورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/ 223، وقال: رواه البزار، وفيه عبد الأعلى بن أعين، وهو ضعيف.

وعن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11252)، وفيه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم من المسيح عندي؟ " قال: قلنا: بلى. قال: "الشرك الخفي، أن يقوم الرجل بعمل لمكان رجل". وإسناده ضعيف.

وانظر حديث أبي هريرة السالف برقم (7999).

قال السندي: قوله: فإنه أخفى من دبيب النمل، فإن الرياء يقع في العمل من حيث لا يدري به صاحبه، كما لا يدري الإنسان بدبيب النمل.

مما قلتَ: من عُهدَته بحُجته.

أو لنأتين عمر: حتى نخبره بكلامك، فيُعاقبك إن كان غير ثابت.

ص: 385

وَمَا كَانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} (1).

19608 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَمَّنْ سَمِعَ حِطَّانَ بْنَ عَبْدِ اللهِ الرَّقَاشِيَّ قَالَ: قَالَ أَبُو مُوسَى: قُلْتُ لِصَاحِبٍ لِي: تَعَالَ فَلْنَجْعَلْ يَوْمَنَا هَذَا لِلَّهِ عز وجل (2)، فَلَكَأَنَّمَا شَهِدَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:" وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: تَعَالَ فَلْنَجْعَلْ يَوْمَنَا هَذَا لِلَّهِ عز وجل " فَمَا زَالَ يُرَدِّدُهَا حَتَّى تَمَنَّيْتُ أَنْ أَسِيخَ فِي الْأَرْضِ (3).

(1) هو مكرر (19506) سنداً ومتناً.

(2)

جاء هنا في (ظ 13) و (ق): زيادة كلمة: "صالحاً".

(3)

إسناده ضعيف لإبهام من روى عنه ثابت، وهو ابن أسلم البُناني، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه البزار (3577)"زوائد" من طريق أبي داود، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد، بلفظ:

وكان النبي صلى الله عليه وسلم سمع مقالتنا، فصعد المنبر، ثم قال: يقول أحدهم: .....

قال البزار: لا نعلمه يُروى بهذا اللفظ إلا عن أبي موسى بهذا الطريق.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/ 225، وقال: رواه أحمد والبزار، ورجالهما رجال الصحيح، إلا أن ثابتاً البناني قال: حدثني من سمع حِطّان، ولم يُسَمِّه.

وسيرد برقم (19756).

قال السندي: قوله: أن أسيخ في الأرض، بالخاء المعجمة، يقال: ساخت قوائمه في الأرض، أي: دخلت فيها، وغابت، وسيجيء أن النبي صلى الله عليه وسلم كرر هذا القول، ولعل سببه كراهةُ أن يُخَصَّ يومٌ بالجَعْلِ لله تعالى، بل ينبغي للمؤمن أن يجعل عُمُرَه كُلَّه لله تعالى، ويصرفَه في مرضاته، فأيُّ وجهٍ =

ص: 386

19609 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، أَنَّ أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ كَانَ لَهُ أَخٌ يُقَالُ لَهُ: أَبُو رُهْمٍ، وَكَانَ يَتَسَرَّعُ فِي الْفِتْنَةِ، وَكَانَ الْأَشْعَرِيُّ يَكْرَهُ الْفِتْنَةَ، فَقَالَ لَهُ: لَوْلَا مَا أَبْلَغْتَ إِلَيَّ مَا حَدَّثْتُكَ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ الْتَقَيَا (1) بِسَيْفَيْهِمَا، فَقَتَلَ أَحَدُهُمَا الْآخَرَ، إِلَّا دَخَلَا جَمِيعًا النَّارَ "(2).

19610 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ غَالِبٍ التَّمَّارِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ مَسْرُوقِ بْنِ أَوْسٍ، أَنَّ أَبَا مُوسَى حَدَّثَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَضَى فِي الْأَصَابِعِ عَشْرًا عَشْرًا مِنَ الْإِبِلِ (3).

= لتخصيص اليومِ بذلك؟ والله تعالى أعلم.

(1)

في (ظ 13): يلتقيان.

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد منقطع، الحسنُ -وهو البصري- لم يسمع من أبي موسى. وبقية رجاله ثقاتٌ رجالُ الشيخين. عفّان: هو ابن مسلم، وهمّام: هو ابن يحيى العَوْذِي، وقتادة: هو ابن دِعامة السَّدوسي.

وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" ص 385 من طريق مسلم بن إبراهيم، عن همام، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (19590)، وذكرنا هناك شاهده الذي يصح به.

(3)

حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد سلف الكلام عليه في الرواية (19550).

وأخرجه أبو يعلى (7334) من طريق النضر بن شميل، عن سعيد أو شعبة، عن غالب التمار، به.

ص: 387

19611 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي مَسْلَمَةَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: إِنَّ أَبَا مُوسَى اسْتَأْذَنَ عَلَى عُمَرَ رضي الله عنهما، قَالَ: وَاحِدَةً، ثِنْتَيْنِ، ثَلَاثًا (1)، ثُمَّ رَجَعَ أَبُو مُوسَى، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ رضي الله عنه: لَتَأْتِيَنَّ عَلَى هَذَا بِبَيِّنَةٍ أَوْ لَأَفْعَلَنَّ. قَالَ: كَأَنَّهُ يَقُولُ: أَجْعَلُكَ نَكَالًا فِي الْآفَاقِ. قَالَ: فَانْطَلَقَ أَبُو مُوسَى إِلَى مَجْلِسٍ فِيهِ الْأَنْصَارُ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُمْ، فَقَالَ: أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِذَا اسْتَأْذَنَ أَحَدُكُمْ ثَلَاثًا، فَلَمْ يُؤْذَنْ لَهُ، فَلْيَرْجِعْ "؟ قَالُوا: بَلَى، لَا يَقُومُ مَعَكَ إِلَّا أَصْغَرُنَا. قَالَ: فَقَامَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ إِلَى عُمَرَ رضي الله عنه، فَقَالَ: هَذَا أَبُو سَعِيدٍ، فَخَلَّى عَنْهُ (2).

(1) في (ظ) و (ر): ثلاث، والمثبت من (ق)، وانظر شرح السندي.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي نضرة -وهو المنذر بن مالك العبدي- فمن رجال مسلم. أبو مسلمة: هو سعيد ابن يزيد الأزدي البصري.

وأخرجه مسلم (2153)(35) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (2153)(35)، وأبو عوانة -كما في "إتحاف المهرة" 5/ 420 - والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1579) و (1580) من طرق عن شعبة، عن أبي مسلمة سعيد بن يزيد والجُريري، به.

وأخرجه مسلم (2153)(35) من طريق بشر بن المفضل، عن أبي مسلمة سعيد بن يزيد، به. نحوه.

وسلف من طريق الجريري برقم (19510).

قال السندي: قوله: قال: واحدة، أي: عدّ عُمر استئذانه، فقال: واحدة، =

ص: 388

19612 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ لَيْثٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بُرْدَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ (1): إِنَّ أُنَاسًا مَرُّوا عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِجِنَازَةٍ يُسْرِعُونَ بِهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" لِتَكُونَ (2) عَلَيْكُمُ (3) السَّكِينَةُ "(4).

= بالنصب، أي: استأذن مرة واحدة، وقال في المرة الثانية: ثنتين، أي: مرتين اثنتين، وفي المرة الثالثة: ثلاث مرات، فقوله: ثلاث، بالنصب، ولا عبرة بالخط.

فخلّى: من التخلية، أي: عمر.

عنه: أي عن أبي موسى.

(1)

لفظ "قال" ليس في (ظ 13).

(2)

في نسخة في (س): لتكن، وهو الوجه، وهو لفظ الرواية الآتية برقم (19695).

(3)

في (ص) و (ق): عليهم.

(4)

إسناده ضعيف لضعف ليث -وهو ابن أبي سُلَيم- وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه ابن ماجه (1479)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(612)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 478 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطحاوي 1/ 479، والبيهقي في "السنن" 4/ 22، والخطيب في "تاريخه" 11/ 323 من طريق زائدة -وهو ابن قدامة- عن ليث، به.

وسيأتي برقمي (19640) و (19695).

وقد ثبت من حديث أبي هريرة السالف برقم (7267) إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بالإسراع بالجِنازة، فقال:"أسرعوا بجنائزكم، فإن كان صالحاً خيرٌ قدمتموه إليه، وان كان سوى ذلك، فشرٌّ تضعونه عن رقابكم" وإسناده صحيح على شرط الشيخين.

وفي باب الإسراع بالجنازة كذلك عن أبي هريرة سلف برقم (8760) بلفظ: =

ص: 389

19613 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُوسَى يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَقْبَلُ اللهُ عز وجل صَلَاةَ رَجُلٍ فِي جَسَدِهِ شَيْءٌ مِنَ الْخَلُوقِ "(1).

= كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تبع جنازة قال: "انبسطوا بها، ولا تدبوا دبيب اليهود بجنائزها" وإسناده ضعيف جداً، وذكرنا هناك أن قوله:"انبسطوا" كناية عن الإسراع بها.

قال السندي: قوله: يُسرعون بها، أي: إسراعاً زائداً على ما ينبغي.

قلنا: وانظر ما سننقله عن الطحاوي في الرواية (19640).

(1)

إسناده ضعيف، لجهالة جَدِّ الربيع بن أنس، وهو زيد أو زياد، وجاء عند أبي داود: عن جَدَّيْه، وكلاهما مجهول، والربيع بن أنس، ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: الناس يتقون من حديثه ما كان من رواية أبي جعفر [الرازي] عنه، لأن في أحاديثه عنه اضطراباً كثيراً، أبو جعفر الرازي -وهو عيسى بن أبي عيسى- من رجال أصحاب السنن، وروى له البخاري في "الأدب المفرد"، وهو مختلف فيه، وقال الحافظ في "التقريب": صدوقٌ سيِّئ الحفظ، محمدُ بنُ عبد الله بن الزبير: هو أبو أحمد الزبيري.

وأخرجه أبو داود (4178)، وابن عبد البر في "التمهيد" 2/ 182 - 183 من طريق محمد بن عبد الله الزبيري، بهذا الإسناد، وجاء عندهما: عن جَدَّيه، كما أشرنا إليه آنفاً. ووقع في نسب أبي أحمد الزبيري عند أبي داود اسم حرب، ففيه: محمد بن عبد الله بن حرب، وهو من الأوهام، فيما نبَّه عليه المِزِّي في "تهذيب الكمال" 25/ 463، ولم ينتبه له صاحبُنَا المِفضال الأستاذ محمد عوامة في تحقيقه لسنن أبي داود، فيستدرك من هنا.

وانظر (17552) و (18886).

قال السندي: قوله: من الخَلُوق، بفتح الخاء المعجمة: من طيب النساء.

ص: 390

19614 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ وَبَهْزٌ قَالَا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ حَدَّثَهُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الْأُتْرُجَّةِ، طَعْمُهَا طَيِّبٌ، وَرِيحُهَا طَيِّبٌ، وَمَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ التَّمْرَةِ، طَعْمُهَا طَيِّبٌ، وَلَا رِيحَ لَهَا، وَمَثَلُ الْفَاجِرِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الرَّيْحَانَةِ، رِيحُهَا طَيِّبٌ، وَطَعْمُهَا مُرٌّ، وَمَثَلُ الْفَاجِرِ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الْحَنْظَلَةِ، طَعْمُهَا مُرٌّ وَلَا رِيحَ لَهَا "(1).

19615 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبَانُ بِهَذَيْنِ كِلَيْهِمَا، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم نَحْوَهُ (2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفّان: هو ابن مسلم الصفّار، وبَهْز: هو ابن أسد العَمِّي، وهَمّام: هو ابن يحيى العَوْذي، وقتادة: هو ابن دعامة السَّدوسي.

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 529 - 530، وأبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة" 10/ 10) من طريق عفّان، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (494)، وعبد بن حميد (565)، والبخاري (5020) و (7560)، ومسلم (797)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2500)، وأبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة" 10/ 10) وابنُ حبان (770)، والرامهرمزي في "الأمثال"(47)، وأبو الشيخ الأصبهاني في "الأمثال"(318)، وأبو نعيم في "الحلية" 9/ 59 - 60 من طرق عن همّام، به.

وسلف برقم (19549).

(2)

حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أن أبان -وهو ابن يزيد العطّار- خالف فيه كما سيرد، والمراد بهذين الحديثين: حديث: "مثلُ المؤمن الذي يقرأ القرآن"، وحديث:"مثلُ الجليس الصالح". عفّان: هو ابن مسلم الصفَّار. =

ص: 391

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجهما البغوي في "شرح السنة"(1175) من طريق عفّان، بهذا الإسناد.

وأوردهما العُقيلي في "الضعفاء" 1/ 159 - 160، وقال: هكذا رواه أبان، جاء بألفاظ الخبرين جميعاً، وخالفه شعبةُ وهمّام وسعيد وأبو عوانة، كلهم رووا عن قَتَادة، عن أنس، عن أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"مثلُ المؤمن الذي يقرأ القرآن" فجاؤوا بالحديث الأول، ولم يذكر أحدٌ منهم "مثلُ الجليس الصالح". ولم يتابع أبانَ عليه أحدٌ. ورواه شُبيل بن عَزْرة، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"مثلُ الجليس الصالح" فتابع أبانَ، ولم يقل: عن أبي موسى.

قلنا: قد أخرجهما كذلك أبو داود (4829) عن مسلم بن إبراهيم، عن أبان، عن قتادة، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، لم يذكر أبا موسى، فقال المِزّي في "تحفة الأشراف" 1/ 298 في حديث "مثلُ المؤمن الذي يقرأ القرآن": رواه غير واحد عن قتادة، عن أنس، عن أبي موسى، وهو المحفوظ.

وحديثُ "مثلُ الجليس الصالح" رواه النضر بنُ شُميل -كما عند العُقيلي في "الضعفاء" 1/ 159 عن عوف -وهو ابن أبي جميلة- عن قَسَامَة بنِ زُهير، عن أبي موسى مرفوعا بلفظ:"مثلُ الجليس الصالح كحامل المسك، إلّا يَهَبْ لك تجدْ رِيْحَه، ومثلُ الجليس السُّوء كالكِيْر، إذا جلستَ إليه نفخ لِكِيْره، فيُصِيبُكَ من دُخانه وشرره".

قال العُقيلي: هكذا رواه النضرُ بنُ شميل، عن عوف، وخالفه معتمر في لفظه، [فرواه] عن عَوف، عن قَسامة بن زهير، عن أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"مثل الذي أُعطيَ الإيمان وأُعطيَ القرآنَ كمثل الأُترجَّة، طيبة الطعم طيبة الريح، ومثل الذي لم يُعط الإيمان، ولم يُعط القرآن، كمثل الحنظلة، مرة الطعم، لا ريح لها، ومَثَلُ مَنْ أُعطي الإيمان، ولم يُعط القرآن، كمثل التمرة، طيبة الطعم، لا ريح لها، ومثل الذي أعطي القرآن، ولم يُعط الإيمان، كمثل الريحانة، مرة الطعم، طيبة الريح " قلنا: ومن طريق معتمر بهذا الإسناد قد أخرجه العقيلي في "الضعفاء" 1/ 159، وابن حبان (121)، وأبو الفضل الرازي في "فضائل القرآن"(93). =

ص: 392

19616 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَوْسٍ، قَالَ: أُغْمِيَ عَلَى أَبِي مُوسَى، فَبَكَوْا عَلَيْهِ، فَقَالَ: إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّنْ بَرِئَ مِنْهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَسَأَلُوا عَنْ ذَلِكَ امْرَأَتَهُ مَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ (1): أَمَا عَلِمْتُمْ مَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: فَذَكَرُوا ذَلِكَ لِامْرَأَتِهِ (2)، فَقَالَتْ:" مِمَّنْ حَلَقَ، وَسَلَقَ، وخَرَقَ "(3).

19617 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَوْفٍ قَالَ: سَمِعْتُ خَالِدًا الْأَحْدَبَ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ، قَالَ: أُغْمِيَ عَلَى أَبِي مُوسَى، فَبَكَوْا عَلَيْهِ، فَأَفَاقَ، فَقَالَ: إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكُمْ مِمَّا بَرِئَ مِنْهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِمَّنْ حَلَقَ وسَلَقَ وخَرَقَ (4).

= ورواه بهذا اللفظ هَوْذَة بن خليفة، عن قسامة، ولم يذكر أبا موسى، ولم يرفعه. أخرجه من طريقه العقيلي 1/ 159، ثم قال العقيلي: وحديث قسامة مضطرب الإسناد والمتن.

قلنا: وحديث: "مثل الجليس الصالح

" أخرجاه من حديث بُريد، عن أبي بردة، عن أبي موسى، وسيرد برقم (19624).

وحديث: "مَثَل المؤمن الذي يقرأ القرآن .. " سلف بإسناد صحيح على شرطهما برقم (19549).

(1)

في (ظ 13) و (م): قالت، والمثبت من (س) و (ص) و (ق)، وهو المناسب للسياق.

(2)

قوله: "قال: فذكروا ذلك لامرأته" ليس في (م).

(3)

حديث صحيح، وهو مكرر (19539) سنداً ومتناً.

وانظر الرواية (19626).

(4)

إسناده صحيح، وهو مكرر (19540) سنداً ومتناً.

ص: 393

وَحَدَّثَنَا بِهِمَا عَفَّانُ مَرَّةً أُخْرَى، فَقَالَ فِيهِمَا جَمِيعًا: مِمَّنْ حَلَقَ، أَوْ سَلَقَ أَوْ خَرَقَ (1).

19618 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَاصِمٌ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَحْرُسُهُ أَصْحَابُهُ، فَقُمْتُ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَلَمْ أَرَهُ فِي مَنَامِهِ، فَأَخَذَنِي مَا قَدُمَ وَمَا حَدُثَ، فَذَهَبْتُ أَنْظُرُ، فَإِذَا أَنَا بِمُعَاذٍ قَدْ لَقِيَ الَّذِي لَقِيتُ، فَسَمِعْنَا صَوْتًا مِثْلَ هَزِيزِ الرَّحَا (2)، فَوَقَفَا عَلَى مَكَانِهِمَا، فَجَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ قِبَلِ الصَّوْتِ، فَقَالَ:" هَلْ تَدْرُونَ أَيْنَ كُنْتُ؟ وَفِيمَ كُنْتُ؟ أَتَانِي آتٍ مِنْ رَبِّي عز وجل، فَخَيَّرَنِي بَيْنَ أَنْ يُدْخِلَ نِصْفُ أُمَّتِي الْجَنَّةَ، وَبَيْنَ الشَّفَاعَةِ، فَاخْتَرْتُ الشَّفَاعَةَ " فَقَالَا: يَا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ اللهَ عز وجل أَنْ يَجْعَلَنَا فِي شَفَاعَتِكَ. فَقَالَ:" أَنْتُمْ وَمَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا فِي شَفَاعَتِي "(3).

(1) هو مكرر ما قبله، غير أنه هنا بحرف "أو" بدل واو العطف في حلق وسَلَقَ ..

(2)

في (س) زيادة كلمة: تهر. وفي هامشها: تُجَرُّ.

(3)

إسناده حسن من أجل عاصم، وهو ابن أبي النجود، وبقيةُ رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم، واستشهد به البخاري. عفّان: هو ابن مسلم، ويونس بن محمد: هو المؤدب.

وأخرجه الطبراني في "الصغير"(784) من طريق حميد بن هلال، وابنُ عساكر في "تاريخ دمشق"(في ترجمة الحكم بن هشام بن عبد الرحمن) من طريق عبد الملك بن عمير، كلاهما عن أبي بردة، بهذا الإسناد. وقرن =

ص: 394

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= عبدُ الملك بنُ عمير بأبي بردة أبا بكر بن أبي موسى.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/ 368 - 369، وعزاه إلى أحمد والطبراني، وقال في رواية أحمد: رجالها رجال الصحيح غير عاصم بن أبي النجود، وقد وُثَّق، وفيه ضعف.

وسلف برقم (19553).

وسيرد برقم (19724).

وسيكرر في مسند معاذ بن جبل 5/ 232.

وقوله: "أنتم ومن مات لا يشرك بالله شيئاً في شفاعتي"؛ سيرد بلفظ: "إني اختبأت شفاعتي، ثم جعلتُها لمن مات من أمتي لم يشرك بالله شيئاً" برقم (19735) ويرد تخريجه هناك.

وفي الباب في قوله: "خيَّرني بين أن يُدخل نصف أمتي الجنة وبين الشفاعة فاخترتُ الشفاعة": عن ابن عمر، سلف برقم (5452) وإسناده مضطرب، وفَصَّلْنا القولَ فيه هناك، ومن أسانيده المضطربة إسنادٌ صحابيُّه أبو موسى الأشعري، وهو عند ابن ماجه (4311).

وعن عوف بن مالك سيرد 6/ 28 من رواية أبي المليح الهذلي عنه، غير أن فيه اختلافاً على أبي المليح، كما سنذكر هناك، فقد رواه أبو المليح أيضاً من طريق آخر عنه عن معاذ بن جبل، كما سيرد 5/ 232، ورواه أبو المليح كذلك عن أبي موسى الأشعري 5/ 232، ورواه أبو المليح عند أحمد 6/ 23 عن أبي بردة، عن عوف بن مالك من طريق آخر عن أبي المليح.

قال السندي: قوله: كان يحرسه: قبل نزول قوله تعالى: {والله يعصمك من الناس} [المائدة: 67].

ما قَدُم: بضم الدال، وكذا حَدُث، بضم الدال، للمشاكلة، وإن كان الأصل فيه الفتح، يعني الهمومَ والأفكارَ القديمة والحديثة في سبب غيبته.

هزيز الرحا: بزايين معجمتين، أي: صوتُ دورانها.

أن يُدخل: من الإدخال، أو الدخول، فعلى الأول نصف أمتي، بالنصب، =

ص: 395

19619 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ اللهَ عز وجل يَبْسُطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ، وَيَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ، حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا "(1).

19620 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا غَالِبٌ التَّمَّارُ، عَنْ مَسْرُوقِ بْنِ أَوْسٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" فِي الْأَصَابِعِ عَشْرٌ عَشْرٌ "(2).

19621 -

حَدَّثَنَا عَمْرُو (3) بْنُ الْهَيْثَمِ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ. وحَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: سَمَّى لَنَا (4) رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَفْسَهُ أَسْمَاءً

= وعلى الثاني، بالرفع.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر الحديث (19529)، إلا أن شيخ أحمد هنا: هو عفّان وهو ابن مسلم الصّفّار.

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد سلف الكلام عليه في الرواية (19550).

وأخرجه الدارقطني في "السنن" 3/ 211 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه الشافعي في "المسند" 2/ 110 (بترتيب السندي)، وفي "السنن"(603)، وابن أبي شيبة 9/ 192، وأبو يعلى (7335)، والدارقطني 3/ 211، والبيهقي 8/ 92 من طريق إسماعيل، بهذا الإسناد.

(3)

في (م): عمر، وهو خطأ.

(4)

لفظ "لنا" ليس في (ظ 13).

ص: 396

مِنْهَا مَا حَفِظْنَا، وَمِنْهَا مَا لَمْ نَحْفَظْ، فَقَالَ:" أَنَا مُحَمَّدٌ، وَأَنَا أَحْمَدُ، وَالْمُقَفِّي، وَالْحَاشِرُ، وَنَبِيُّ التَّوْبَةِ، وَنَبِيُّ الْمَلْحَمَةِ "(1).

19622 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ سُلَيْمَانَ يَعْنِي التَّيْمِيَّ، عَنْ أَبِي السَّلِيلِ، عَنْ زَهْدَمٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: انْطَلَقْنَا إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم نَسْتَحْمِلُهُ، فَقَالَ:" وَاللهِ لَا أَحْمِلُكُمْ "، فَرَجَعْنَا، فَبَعَثَ إِلَيْنَا بِثَلَاثٍ بُقْعِ الذُّرَى، فَقَالَ بَعْضُنَا لِبَعْضٍ: حَلَفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ لَا يَحْمِلَنَا، فَأَتَيْنَاهُ، فَقُلْنَا: إِنَّكَ حَلَفْتَ أَنْ لَا تَحْمِلَنَا! فَقَالَ: " مَا أَنَا حَمَلْتُكُمْ، إِنَّمَا حَمَلَكُمُ اللهُ تَعَالَى، مَا عَلَى الْأَرْضِ يَمِينٌ أَحْلِفُ عَلَيْهَا، فَأَرَى (2) غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا، إِلَّا أَتَيْتُهُ "(3).

(1) حديث صحيح، وقد سلف الكلام عليه في الرواية رقم (19525).

(2)

في (ظ 13): أرى.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو السَّلِيل -وهو ضُريب بن نُقَير القيسي- من رجاله، وبقية رجاله ثقاتٌ رجال الشيخين. ابن أبي عدي: هو محمدُ بنُ إبراهيم، وسليمان التيمي: هو ابن طرخان، وزهدم: هو ابن مضرِّب الجَرْمي.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/ 9، وفي "الكبرى"(4720) من طريق ابن أبي عدي، بهذا الإسناد مختصراً.

وأخرجه مسلم (1649)(10)، وابن حبان (4354) من طريقين، عن سليمان التيمي، به.

قال البيهقي في "السنن" 10/ 31: قصَّر به التيمي، فلم ينقل فيه الكفارة.

وسلف مطولاً برقم (19591) =

ص: 397

19623 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ الْكُوفِيُّ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى، فَقَالَ: أَيْ بَنِيَّ، أَلَا أُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" مَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً أَعْتَقَ اللهُ عز وجل بِكُلِّ عُضْوٍ مِنْهَا عُضْوًا مِنْهُ مِنَ النَّارِ "(1).

= وسلف بقطعة أخرى منه برقم (19519).

قوله: بُقْع الذُّرى: صفة لذَوْد، والبُقْع جمع أبقع، وأصله ما كان فيه بياض وسواد، لكن المراد بها البيض، ومعناه بعث إلينا بإبل بيض الأسنمة. قاله النووي.

قلنا: ومما يدل على أن المراد بها البيض أنه جاء في روايات أخرى كما في (19591) بلفظ: غُرّ الذُّرى. والغُرُّ: البيض، جمع الأغر، وهو الأبيض.

(1)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير شعبة الكوفي -وهو ابن دينار- فمن رجال النسائي، وهو ثقة.

وأخرجه الشافعي في "سننه"(601)، والحميدي (767)، والنسائي في "الكبرى"(4878)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(718)، والحاكم في "مستدركه" 2/ 211 - 212، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 60، والبيهقي في "السنن" 10/ 272، وفي "معرفة السنن"(20383)، والمزي في "تهذيب الكمال"(في ترجمة شعبة بن دينار الكوفي) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. قال أبو نعيم: لم يسند شعبةُ الكوفي حديثاً فيما أعلم غيره، تفرد به عنه سفيان.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/ 242 - 243، وقال: رواه أحمد والطبراني، وقال: لا يُروى عن أبي موسى إلا بهذا الإسناد، ورجال أحمد ثقات.

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (9441)، وذكرنا بقية أحاديث الباب هناك.

ونزيد هنا: حديث عمرو بن عَبَسَة، سلف برقمي (19437) و (19441).

ص: 398

19624 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى رِوَايَةً قَالَ:" الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا، وَمَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ مَثَلُ الْعَطَّارِ، إِنْ لَمْ يُحْذِكَ مِنْ عِطْرِهِ عَلَقَكَ مِنْ رِيحِهِ، وَمَثَلُ الْجَلِيسِ السُّوءِ مَثَلُ الْكِيرِ، إِنْ لَمْ يُحْرِقْكَ نَالَكَ مِنْ شَرَرِهِ، وَالْخَازِنُ الْأَمِينُ الَّذِي يُؤَدِّي مَا أُمِرَ بِهِ مُؤْتَجِرًا أَحَدُ الْمُتَصَدِّقِينَ "(1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة.

وقوله منه: "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشدُّ بعضه بعضاً":

أخرجه الحميدي (772)، وأبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة" 10/ 100) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (503) عن ابن المبارك، وأبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة" 10/ 100) من طريق أبي أحمد الزبيري، وأبي يحيى الحماني، وأبو الشيخ في "التوبيخ والتنبيه"(52) من طريق أبي أحمد الزبيري، ثلاثتهم عن بريد، به.

وقوله منه: "ومثل الجليس الصالح

":

أخرجه الحميدي (770)، ومسلم (2628)، وابن حبان (579)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(1378) و (1379) من طريق سفيان بن عيينة، به.

وأخرجه البخاري (2101)، وأبو يعلى (7270)، وأبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة" 10/ 99) من طرق، عن بريد، به.

وأخرجه الطيالسي (515) عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، عن أبي موسى قال: "مثل الجليس الصالح

" وجاء في آخره: لم يرفعه أبو داود. =

ص: 399

19625 -

حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ بُرَيْدٍ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا "(1).

19626 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ سَهْمِ بْنِ مِنْجَابٍ، عَنْ الْقَرْثَعِ قَالَ:

= وقوله منه: "الخازن الأمين الذي يؤدي

":

أخرجه الحميدي (769) عن سفيان بن عيينة، به.

وسلف من رواية حماد بن أسامة، عن بريد برقم (19512).

قال السندي: قوله: كالبنيان، ليس إخباراً عنهم، بل بيانٌ لما ينبغي أن يكونوا عليه، حثّاً لهم على التآلف والموافقة.

مثلُ الجليس الصالح: حثٌّ على مجالسة الصلحاء، ومجانبة الأشرار.

إن لم يُحْذِك: هو بحاء مهملة وذال معجمة، من أَحْذَيتُه إذا أعطيتَه، أي: لم يعطه من عطره شيئاً.

عَلِقك: بكسر اللام.

مؤتجراً: أي: طالباً للأجر.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن إدريس: هو عبد الله، وبُريد: هو ابن عبد الله بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري.

وأخرجه ابن أبي شيبة 11/ 21 - 22 و 13/ 252، ومسلم (2585)، والطبراني في "مكارم الأخلاق"(89)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(134) من طريق ابن إدريس، بهذا الإسناد. وقرن مسلمٌ بابن إدريس ابنَ المبارك وأبا أسامة. وسقط اسم أبي بردة بن أبي موسى من مطبوع "مسند الشهاب".

وأخرجه اللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة"(1678) من طريق ابن المبارك، عن بريد، به.

وانظر ما قبله والرواية (19512).

ص: 400

لَمَّا ثَقُلَ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ صَاحَتْ امْرَأَتُهُ، فَقَالَ لَهَا: أَمَا عَلِمْتِ مَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَتْ: بَلَى، ثُمَّ سَكَتَتْ. فَلَمَّا مَاتَ، قِيلَ لَهَا: أَيُّ شَيْءٍ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَتْ: قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَعَنَ مَنْ حَلَقَ أَوْ خَرَقَ أَوْ سَلَقَ (1).

19627 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ حِطَّانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، قَالَ: عَلَّمَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَاتَنَا وَسُنَّتَنَا، فَقَالَ:" إِنَّمَا الْإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ، فَإِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا، وَإِذَا قَالَ: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} فَقُولُوا: آمِينَ، يُجِبْكُمُ اللهُ تَعَالَى، وَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا، وَإِذَا رَفَعَ فَارْفَعُوا، وَإِذَا قَالَ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقَالُوا: اللهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ، يَسْمَعِ اللهُ لَكُمْ، وَإِذَا سَجَدَ فَاسْجُدُوا، وَإِذَا رَفَعَ فَارْفَعُوا، فَإِنَّ الْإِمَامَ يَسْجُدُ قَبْلَكُمْ، وَيَرْفَعُ قَبْلَكُمْ " قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم " تِلْكَ

(1) حديث صحيح، القرثع: وهو الضبي، روى عنه جمع، ووثّقه العجلي، وذكره ابن حبان في "المجروحين" وضعّفه إذا انفرد، فقال: يستحق مجانبة ما انفرد من الروايات لمخالفته الأثبات. قلنا: وقد توبع هنا، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 289 - 290، والنسائي في "المجتبى" 4/ 21، وفي "الكبرى"(1994)، والطبراني في "الكبير" 25/ (429) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.

وقد سلف برقم (19535)، وبرقم (19540) بإسناد صحيح.

ص: 401

بِتِلْكَ " (1).

19628 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ رَجُلًا أَحَبَّ قَوْمًا وَلَمَّا يَلْحَقْ بِهِمْ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ "(2).

وَكَذَا حَدَّثَنَاهُ وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى. وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ أَيْضًا، عَنْ أَبِي مُوسَى (3).

19629 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ "(4).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (19595) سنداً ومتناً.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (19496) غير شيخ أحمد، فهو هنا أبو معاوية: وهو محمد بن خازم الضرير.

وأخرجه مسلم (2641)، وأبو عوانة -كما في "إتحاف المهرة" 10/ 28 - 29 - والشاشي (578)، وابنُ حبان (557) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. وقرن مسلمٌ بأبي معاوية محمدَ بنَ عبيد الطنافسي.

وسلفت روايةُ محمد بن عُبيد برقم (19496).

(3)

سلفت روايةُ وكيع برقم (19526).

وروايةُ محمد بن عُبيد برقم (19496).

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر الحديث (3718) سنداً ومتناً الذي أورده الإمامُ أحمد في مسند ابن مسعود، ثم ذكره هنا في =

ص: 402

19630 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ

= مسند أبي موسى، وكذا فعل الحافظ، فأورده في أحاديث ابن مسعود، ثم أورده في طرق أحاديث أبي موسى، ذلك لأن قوله في الإسناد: عن عبد الله، جاء غير منسوب، فيحتمل أن يكون عبدَ الله بن مسعود أو عبدَ الله بنَ قيس أبا موسى الأشعري، وقد حكى الإسماعيليُّ عن بُندار -وهو محمدُ بنُ بشّار- أنه عبدُ الله بنُ قيس أبو موسى الأشعري، فيما ذكره الحافظ في "الفتح" 10/ 558، وقال: واستدَلَّ برواية سفيان الثوري، عن الأعمش (يعني عن أبي وائل، عن أبي موسى الواردة هنا بالأرقام (19526)(19533)(19555)) ولما شرح الحافظُ روايةَ سفيان هذه عند البخاري (6170) التي صرَّح فيها أبو وائل بقوله: عن أبي موسى، قال الحافظ: وهذا يؤيدُ قول بُندار أنَّ عبد الله حيث لم يُنْسَب فالمرادُ بهِ في هذا الحديث أبو موسى، وأن مَنْ نَسَبه ظنَّ أنه ابنُ مسعود، لكثرة مجيءِ ذلك على هذه الصورة في رواية أبي وائل، ولكنه هنا خرج عن القاعدة، وتَبَيَّنَ برواية من صرَّح أنه أبو موسى الأشعري أن المرادَ بعبدِ الله ابنُ قيس، وهو أبو موسى الأشعري، ولم أَرَ مَنْ صرَّح في روايته عن الأعمش أنه عبدُ الله بنُ مسعود، إلا ما وقع في رواية جَرِير بن عبد الحميد عند البخاري [(6169)] عن قُتيبة، عنه، وقد أخرجه مسلمٌ عن إسحاق بن راهويه وعثمانَ بنِ أبي شيبة كلاهما عن جرير، فقال: عن عبد الله، حسب، وكذا قال أبو يعلى عن أبي خيثمة، وكذا أخرجه الإسماعيليُّ من رواية جعفر ابن العباس، وأبو عوانة من رواية إسحاق بن إسماعيل، كلُّهم عن جرير، به. وكل من ذكر البخاريُّ أنه تابعه (يعني تابع جريرَ بنَ عبد الحميد) إنما جاء من روايته أيضاً عن عبد الله، غيرَ منسوب، وكذا أخرجه أبو عوانة من رواية شيبان عن الأعمش، فقال: عبد الله، ولم ينسبه.

قلنا: وقد نقلنا في الرواية (19496) عن الحافظ كذلك أن صنيع البخاري (بإيراد حديثيهما) أنه كان عند أبي وائل عن ابن مسعود وأبي موسى جميعاً، وأن الطريقين صحيحان فراجع تتمته هناك، وانظر ما ذكرناه في الرواية (3718).

ص: 403

عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامًا، يَنْزِلُ فِيهَا الْجَهْلُ، وَيُرْفَعُ فِيهَا الْعِلْمُ، وَيَكْثُرُ فِيهَ الْهَرْجُ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا الْهَرْجُ؟ قَالَ:" الْقَتْلُ "(1).

19631 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الرَّجُلِ يُقَاتِلُ شَجَاعَةً، وَيُقَاتِلُ حَمِيَّةً، وَيَقَاتِلُ رِيَاءً، فَأَيُّ ذَلِكَ فِي سَبِيلِ اللهِ تَعَالَى؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللهِ هِيَ الْعُلْيَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ عز وجل "(2).

19632 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ (3)

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (19497) غير شيخ أحمد، فهو هنا أبو معاوية، وهو محمد بن خازم الضرير.

وأخرجه ابن أبي شيبة 15/ 13، ومسلم (2672)، والترمذي (2200)، وابن ماجه (4051)، وأبو عوانة -كما في "إتحاف المهرة" 10/ 30 - من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.

وسلف من وجه آخر عن أبي موسى مطولاً برقم (19492).

قال السندي: قوله: ينزلُ فيها الجهل؛ أي: يوجد ويحصُلُ، وعَبَّر عنه بالنزول لكونه مُقَدَّراً، فكأنه نزلَ من السماء، ومثلُه قولُه تعالى:{وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج} [الزمر: 6].

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (19543) سنداً ومتناً.

(3)

في (م): عن عبيدة، وهو خطأ.

ص: 404

عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ، فَقَالَ:" إِنَّ اللهَ تَعَالَى لَا يَنَامُ وَلَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنَامَ، وَلَكِنَّهُ يَخْفِضُ الْقِسْطَ وَيَرْفَعُهُ، يُرْفَعُ إِلَيْهِ عَمَلُ اللَّيْلِ قَبْلَ عَمَلِ النَّهَارِ، وَعَمَلُ النَّهَارِ قَبْلَ عَمَلِ اللَّيْلِ، حِجَابُهُ النُّورُ، لَوْ كَشَفَهُ لَأَحْرَقَتْ سُبُحَاتُ وَجْهِهِ مَا انْتَهَى إِلَيْهِ بَصَرُهُ مِنْ خَلْقِهِ "(1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (179)(293)، وابن ماجه (195)، وابنُ أبي عاصم في "السنة"(614)، وأبو يعلى (7263)، وابنُ خزيمة في "التوحيد" ص 19 و 75، وأبو عوانة 1/ 145 - 146، والآجُرِّي في "الشريعة" ص 304، وأبو الشيخ في "العظمة"(120)، وابنُ منده في "الإيمان"(776)، والبغوي في "شرح السنة"(91)، وفي "التفسير" -عند آية الكرسي- من طريق أبي معاوية الضرير، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (179)(294)، وعثمانُ الدارمي في "الرد على الجهمية" ص 25 و 30، وابنُ خزيمة في "التوحيد" ص 20، وأبو عوانة 1/ 146، والطبراني في "الأوسط"(1535) و (6022)، وأبو الشيخ في "العظمة"(127)، وابنُ منده في "الإيمان"(775) و (777)، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد"(696)، والبيهقي في "الأسماء والصفات"(391) و (392) من طرق عن الأعمش، به.

وتحرف اسم عمرو بن مرة في مطبوع "الأوسط"(1535) إلى عبد الله بن مرة.

وأخرجه ابنُ خزيمة في "التوحيد" ص 19 و 19 - 20، وابنُ حبان (266)، والطبراني في "الأوسط"(6022)، والآجُرِّي في "الشريعة" ص 290 - 291 و 304، وأبو الشيخ في "العظمة"(130)، وابن منده في "الإيمان"(778) من طرق عن عمرو بن مرة، به. =

ص: 405

19633 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا أَحَدَ أَصْبَرُ عَلَى أَذًى يَسْمَعُهُ مِنَ اللهِ عز وجل، إِنَّهُ يُشْرَكُ بِهِ، وَيُجْعَلُ لَهُ وَلَدٌ، وَهُوَ يُعَافِيهِمْ، وَيَدْفَعُ عَنْهُمْ، وَيَرْزُقُهُمْ "(1).

= وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(541)، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 20، والآجري في "الشريعة" ص 290 و 305، وأبو الشيخ في "العظمة"(131)، والإسماعيلي في "معجمه" 2/ 562، والسهمي في "تاريخ جرجان" ص 130 - 131 من طريق أبي بُردة، عن أبي موسى، به.

وسلف برقم (19587).

قال السندي: قوله: قبل عمل النهار، أي: قبل أن يَشْرَع العبدُ في عمل النهار، أو قبل أن يُرفع عملُ النهار، والأول أبلغُ، لما فيه من الدلالة على مسارعة الكرام الكتبة إلى رفع الأعمال وسرعة عُروجهم إلى ما فوق السماوات، وقد سبق بقيةُ الحديث مفصّلاً مشروحاً.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازِم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو عبد الرحمن السُّلمي: هو عبد الله بنُ حبيب.

وأخرجه مسلم (2804)(49)، والنسائي في "الكبرى"(11323)، -وهو في "التفسير"(343) - وأبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة" 10/ 38)، وتمّام في "الفوائد"(24)"الروض البسام"، واللالكائيُّ في "أصول الاعتقاد"(687)، والبيهقيُّ في "الأسماء والصفات"(1064)، من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (19527).

ص: 406

19634 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ فِرَاسٍ، عَنْ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " ثَلَاثَةٌ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ (1) مَرَّتَيْنِ: رَجُلٌ آمَنَ بِالْكِتَابِ الْأَوَّلِ وَالْكِتَابِ الْآخِرِ، وَرَجُلٌ لَهُ أَمَةٌ فَأَدَّبَهَا فَأَحْسَنَ تَأْدِيبَهَا، ثُمَّ أَعْتَقَهَا وَتَزَوَّجَهَا، وَعَبْدٌ مَمْلُوكٌ أَحْسَنَ عِبَادَةَ رَبِّهِ، وَنَصَحَ لِسَيِّدِهِ " أَوْ كَمَا قَالَ (2).

19635 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي نَاسٍ مِنْ قَوْمِي بَعْدَمَا فَتَحَ خَيْبَرَ بِثَلَاثٍ، فَأَسْهَمَ لَنَا، وَلَمْ

(1) وفي نسخة في (س): أجورهم.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل بن إبراهيم: هو ابن عُلَيَّة، وفراس: هو ابن يحيى الهمداني، والشعبي: هو عامر بن شَراحيل.

وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 59 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1973)، والسَّهمي في "تاريخ جرجان"(548)، والخطيب في "تاريخه" 6/ 229 من طريق إسماعيل بن إبراهيم، به.

وأخرجه عبد الرزاق (13111) عن معمر بن راشد، عن رجل من همدان، عن الشعبي، به. والرجل: هو فراس بن يحيى الهمداني، وقد سماه إسماعيل ابن عُلَيَّة كما سلف.

وسلف برقم (19532).

ص: 407

يَقْسِمْ (1) لِأَحَدٍ لَمْ يَشْهَدِ الْفَتْحَ غَيْرِنَا (2).

19636 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ الْحَسَنِ، أَنَّ أَسِيدَ بْنَ الْمُتَشَمِّسِ قَالَ: أَقْبَلْنَا مَعَ أَبِي مُوسَى مِنْ أَصْبَهَانَ، فَتَعَجَّلْنَا، وَجَاءَتْ عُقَيْلَةُ، فَقَالَ أَبُو مُوسَى: أَلَا فَتًى يُنْزِلُ كَنَّتَهُ؟ قَالَ: يَعْنِي أَمَةَ الْأَشْعَرِيِّ. فَقُلْتُ: بَلَى، فَأَدْنَيْتُهَا مِنْ شَجَرَةٍ، فَأَنْزَلْتُهَا، ثُمَّ جِئْتُ، فَقَعَدْتُ مَعَ الْقَوْمِ، فَقَالَ: أَلَا أُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُحَدِّثُنَاهُ، فَقُلْنَا: بَلَى، يَرْحَمُكَ اللهُ. قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُحَدِّثُنَا " أَنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ الْهَرْجَ " قِيلَ: وَمَا الْهَرْجُ؟ قَالَ:

(1) في (ق) ونسخة في (س): يسهم.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، إسحاق بن عيسى: وهو ابن الطباع من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. ويُريد بُرَيْدُ بنُ عبد الله بأبيه جدَّه الأدنى أبا بُردة بنَ أبي موسى، وقد جاء مصرَّحاً به عند البخاري ومسلم وغيرهما.

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 410، والبخاري (4233)، والترمذي (1559)، وأبو يعلى (7236)، وأبو عوانة 4/ 321، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2912)، وابنُ حبان (4813)، والبيهقي 6/ 333 من طرق عن حفص بن غياث، به.

وأخرجه مطولاً ومختصراً ابن سعد 4/ 106، والبخاري (3136)، ومسلم (2502)، وأبو داود (4725)، وابن الجارود في "المنتقى"(1089)، وأبو يعلى (7316)، وأبو نعيم في "الحلية" 2/ 74 - 75، والبيهقي 6/ 333، والبغوي في "شرح السنة"(2721) من طريق أبي أسامة، عن بريد، به.

وانظر (19524).

ص: 408

" الْكَذِبُ وَالْقَتْلُ " قَالُوا: أَكْثَرُ مِمَّا نَقْتُلُ (1) الْآنَ؟ قَالَ: " إِنَّهُ لَيْسَ بِقَتْلِكُمُ الْكُفَّارَ، وَلَكِنَّهُ قَتْلُ بَعْضِكُمْ بَعْضًا، حَتَّى يَقْتُلَ الرَّجُلُ جَارَهُ، وَيَقْتُلَ أَخَاهُ، وَيَقْتُلَ عَمَّهُ، وَيَقْتُلَ ابْنَ عَمِّهِ " قَالُوا: سُبْحَانَ اللهِ! ومَعَنَا عُقُولُنَا؟ قَالَ: " لَا إِلَّا أَنَّهُ يُنْزَعُ عُقُولَ أَهْلِ ذَاكُم (2) الزَّمَانِ حَتَّى يَحْسَبَ أَحَدُكُمْ أَنَّهُ عَلَى شَيْءٍ، وَلَيْسَ عَلَى شَيْءٍ ".

وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ تُدْرِكَنِي وَإِيَّاكُمْ تِلْكَ الْأُمُورُ، وَمَا أَجِدُ لِي وَلَكُمْ مِنْهَا مَخْرَجًا فِيمَا عَهِدَ إِلَيْنَا نَبِيُّنَا صلى الله عليه وسلم إِلَّا أَنْ نَخْرُجَ مِنْهَا كَمَا دَخَلْنَاهَا، لَمْ نُحْدِثْ فِيهَا شَيْئًا (3).

(1) في (ظ 13): يُقْتَل.

(2)

في (ق): ذلك، وفي (م): ذاك.

(3)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أَسِيد بن المتشمس، فمن رجال ابن ماجه، وهو ثقة. إسماعيل: هو ابن عُليّة، ويونس: هو ابن عبيد.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 12 من طريق يزيد بن زُريع، عن يونس بن عبيد، بهذا الإسناد، ولم يَسُقْ لفظه.

وأخرجه ابن المبارك في "مسنده"(260)، والبخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 12، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان"(17)، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 1/ 226 من طريق مبارك بن فضالة، وقرن أبو الشيخ به أبا حُرَّة، وأخرجه ابن أبي شيبة 15/ 105 - 106، والبخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 12 أيضاً، وابن ماجه (3959) من طريق عوف الأعرابي، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" كذلك من طريق قتادة، أربعتهم عن الحسن، به. وأبو حُرَّة -وهو واصل بن عبد الرحمن- كان يدلس عن الحسن، لكنه متابع. =

ص: 409

19637 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ الْقَاسِمِ التَّمِيمِيِّ، عَنْ زَهْدَمٍ الْجَرْمِيِّ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَبِي مُوسَى، فَقُدِّمَ طَعَامُهُ

فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ زَهْدَمٍ (1).

= واختُلف فيه على يونس بن عبيد:

فرواه عبدُ الوهّاب الثقفي -فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 7/ 237 - عنه، عن الحسن، عن أبي موسى، لم يذكر بينهما أحداً، وكذلك قال حزم بن أبي حزم القُطَعي عند أبي يعلى (7255) عن الحسن، عن أبي موسى، والحسن لم يسمع من أبي موسى.

واختُلف فيه على قتادة أيضاً:

فرواه أبو عوانة -كما عند أبي يعلى (7247) ومن طريقه أبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان"(18) - عن الحسن، عن أبي موسى.

وقد قال الدارقطني في "العلل" 7/ 237: ومن قال: عن الحسن، عن أبي موسى، فإنه أرسل الحديث، فلا حُجَّة له ولا عليه.

قال ابنُ أبي حاتم -كما في "علل الحديث" 2/ 426 - سألت أبي عن حديث رواه حزم، عن الحسن، عن أبي موسى

قال أبي: هذا وهم بهذا الإسناد. رواه عوف بن الحسن عن أَسيد بن المتشمس، عن أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم. قلت: سمع الحسن من أبي موسى؟ قال: لا.

وسلف مختصراً برقم (19497).

قال السندي: قوله: ألا بالتخفيف، للعرض والتحضيض.

كَنَّتة: بفتح كاف وتشديد نون، زوجة الابن، يُريد بها عقيلة.

أكثر: بالنصب: أي: أنقتل أكثر.

مما نقتل: بالنون على بناء الفاعل.

والذي نفس محمد بيده: من كلام أبي موسى يحلف برب محمد صلى الله عليه وسلم.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (19591) سنداً ومتناً.

ص: 410

19638 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ زَهْدَمٍ الْجَرْمِيِّ. قَالَ أَيُّوبُ: وَحَدَّثَنِيهِ الْقَاسِمُ الْكَلْبِيُّ، عَنْ زَهْدَمٍ - قَالَ: فَأَنَا لِحَدِيثِ الْقَاسِمِ أَحْفَظُ - قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَبِي مُوسَى. فَقُدِّمَ طَعَامُهُ

فَذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ زَهْدَمٍ (1).

19639 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ زَهْدَمٍ الْجَرْمِيِّ. قَالَ أَيُّوبُ: وَحَدَّثَنِيهِ الْقَاسِمُ الْكَلْبِيُّ، عَنْ زَهْدَمٍ، قَالَ: فَأَنَا لِحَدِيثِ الْقَاسِمِ أَحْفَظُ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَبِي مُوسَى، فَدَعَا بِمَائِدَتِهِ، فَجِيءَ بِهَا وَعَلَيْهَا لَحْمُ دَجَاجٍ

فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (2).

19640 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا لَيْثٌ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ قَالَ: مَرَّتْ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم جِنَازَةٌ تُمْخَضُ مَخْضَ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني، وأبو قِلَابة: هو عبدُ الله بنُ زيد الجَرْمي، والقاسم: هو ابن عاصم التميمي الكُلَيبي نسبة إلى كُلَيْب بن يربوع، وهو بطن من تميم. ووقع في النسخ: الكلبي: وهو خطأ.

وأخرجه البيهقي 10/ 52 من طريق سليمان بن حرب بهذا الإسناد.

وأخرجه بتمامه البخاري (3133) عن عبد الله بن عبد الوهاب، ومسلم (1649)(9)، ومختصراً ابن حبان (5255) من طريق أبي الربيع الزهراني (وهو سليمان بن داود العتكي) كلاهما عن حماد بن زيد، به.

وسلف بتمامه برقم (19591).

ومختصراً برقم (19519).

(2)

هو مكرر سابقه سنداً ومتناً. وانظر ما قلناه هناك في نسبة الكلبي للقاسم.

ص: 411

الزِّقِّ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " عَلَيْكُمُ الْقَصْدَ "(1).

(1) إسناده ضعيف، وقد سلف نحوه برقم (19612).

وأخرجه ابنُ أبي شيبة 3/ 281 عن محمد بن فضيل، عن ليث بن أبي سُليم، بهذا الإسناد. ووقع في مطبوعه: محمد بن فضيل عن بنت أبي بردة، عن أبي موسى، وهو تحريف.

وله شاهد لا يُفرح به من حديث ابن مسعود أخرجه الطبراني في "الأوسط"(6017) عن محمد بن الحسين بن مكرم، والمِزِّي في "تهذيب الكمال"(في ترجمة أبي ماجدة الحنفي) من طريق أبي بكر ابن خُزيمة، كلاهما عن نصر بن علي، قال: حدثنا عبدُ المؤمن بنُ عبَّاد. قال: حدثنا أيوب السختياني، عن أبي ماجدة، عن ابنِ مسعود قال: مرَّت على رسول الله صلى الله عليه وسلم جِنازةٌ تُمْخَضُ مَخْضَ الزِّقِّ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"عليكم بالقَصْدِ في المشي بجنائزكم دون الهرولة، فإن كان خيراً عجلتُموه إليه، وإن كان شرّاً، فلا يُبعد اللهُ إلا أهل النار". وأبو ماجدة؛ قال الترمذي: مجهول، وقال النسائي: منكر الحديث، وقال الدارقطني: مجهول متروك. وعبدُ المؤمن بن عبَّاد؛ قال الذهبي في "الميزان": ضعَّفه أبو حاتم، وقال البخاري: لا يُتابع على حديثه.

وقد سلف في مسند ابن مسعود برقم (3734) و (3978) من طريق آخر، عن أبي ماجدة، عن ابن مسعود مرفوعاً بلفظ: "السير ما دون الخَبَب، فإن يك خيراً تعجل إليه

إلى آخر الحديث.

قال الطحاوي: ففي هذا الحديث أن الميت كان يتمخض لتلك السرعة تَمَخُّض الزِّق، فيُحتمل أن يكون أمرهم بالقَصْد، لأن السرعةَ سرعةٌ يُخاف منها أن يكون من الميت شيء، فنهاهم عن ذلك، فكان ما أمرهم به من السرعة في الآثار الأُوَلِ هي أقصدُ من هذه السرعة.

وقال السندي: قوله: تُمخض، بخاء وضاد معجمتين، أي: تُحَرَّكُ.

الزقّ؛ لإخراج السمن من اللبن.

القَصْدَ؛ بالنصب، مثل قوله تعالى:{عليكم أَنْفُسَكم} [المائدة: 105].

ص: 412

19641 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " فُكُّوا الْعَانِيَ، وَأَطْعِمُوا الْجَائِعَ، وَعُودُوا الْمَرِيضَ "(1).

19642 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، حَدَّثَنَا قَسَامَةُ بْنُ زُهَيْرٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ (2) صلى الله عليه وسلم. وحَدَّثَنَاهُ هَوْذَةُ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ قَسَامَةَ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَشْعَرِيَّ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ اللهَ عز وجل خَلَقَ آدَمَ مِنْ قَبْضَةٍ قَبَضَهَا مِنْ جَمِيعِ الْأَرْضِ، فَجَاءَ بَنُو آدَمَ عَلَى قَدْرِ الْأَرْضِ، جَاءَ (3) مِنْهُمْ الْأَحْمَرَ وَالْأَبْيَضَ وَالْأَسْوَدَ، وَبَيْنَ ذَلِكَ، وَالسَّهْلَ وَالْحَزْنَ، وَبَيْنَ ذَلِكَ، وَالْخَبِيثَ وَالطَّيِّبَ، وَبَيْنَ ذَلِكَ "(4).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطان، وسفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة.

وأخرجه البخاري (5174) و (7173)، والبيهقي في "السنن" 3/ 379، من طريق مسدد، عن يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

وجاء عند البخاري والبيهقي: "أجيبوا الداعي. بدل: "أطعموا الجائع".

وقد سلف برقم (19517).

قال السندي: قوله: فكُّوا العاني، أي: الأسير.

(2)

قوله: عن النبي صلى الله عليه وسلم، ليس في (ظ 13) ولا (ص) ولا (ق).

(3)

في (م): جعل.

(4)

إسناده صحيح، وهَوْذَة -وهو ابن خليفة- صدوق، وقد توبع. وهو =

ص: 413

19643 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ غِيَاثٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي مُوسَى أَنَّهُ كَانَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي حَائِطٍ، وَبِيَدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عُودٌ يَضْرِبُ بِهِ بَيْنَ الْمَاءِ وَالطِّينِ، فَجَاءَ رَجُلٌ يَسْتَفْتِحُ، فَقَالَ:" افْتَحْ (1) لَهُ، وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ " فَإِذَا هُوَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه قَالَ: فَفَتَحْتُ لَهُ، وَبَشَّرْتُهُ بِالْجَنَّةِ، ثُمَّ جَاءَ رَجُلٌ يَسْتَفْتِحُ، فَقَالَ:" افْتَحْ (1) لَهُ، وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ " فَإِذَا هُوَ عُمَرُ رضي الله عنه فَفَتَحْتُ لَهُ، وَبَشَّرْتُهُ بِالْجَنَّةِ، ثُمَّ جَاءَ رَجُلٌ، فَاسْتَفْتَحَ (2)، فَقَالَ:" افْتَحْ لَهُ، وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ عَلَى بَلْوَى تُصِيبُهُ، أَوْ بَلْوَى تَكُونُ " قَالَ: فَإِذَا هُوَ عُثْمَانُ رضي الله عنه، فَفَتَحْتُ لَهُ، وَبَشَّرْتُهُ بِالْجَنَّةِ، وَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: اللهُ الْمُسْتَعَانُ (3).

= مكرر الحديث (19582). يحيى بن سعيد: هو القطان.

وأخرجه ابنُ سعد 1/ 26، وعبد بن حميد في "المنتخب"(549)، وابنُ قانع في "معجم الصحابة" 2/ 124 - 125، وأبو نعيم في "الحلية" 3/ 104، والبيهقي في "الأسماء والصفات"(715)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 2/ 613 - 614 و 614 (مخطوط نشر دار البشير)، والمزي في "تهذيب الكمال"(في ترجمة قَسَامة بن زهير) من طريق هوذة بن خليفة، بهذا الإسناد.

وسلف من طريق يحيى بن سعيد برقم (19582) مقروناً بمحمد بن جعفر.

(1)

في (ظ 13) وهامش (ق): ائذن، وجاء في هامش (ظ 13): افتح. نسخة.

(2)

في (ق): يستفتح، وهي نسخة في (س).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطان، وأبو عثمان: هو عبد الرحمن بن ملّ النهدي. =

ص: 414

19644 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ يَعْنِي ابْنَ غِيَاثٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَائِطٍ مِنْ حِيطَانِ الْمَدِينَةِ، فَذَكَرَ مَعْنَى حَدِيثِ يَحْيَى، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ فِي قَوْلِ عُثْمَانَ رضي الله عنه: اللهُ الْمُسْتَعَانُ، اللهُمَّ صَبْرًا، وَعَلَى اللهِ التُّكْلَانُ (1).

19645 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" أُحِلَّ لُبْسُ الْحَرِيرِ وَالذَّهَبِ لِنِسَاءِ أُمَّتِي وَحُرِّمَ عَلَى ذُكُورِهَا "(2).

= وهو في "فضائل الصحابة" لأحمد (209).

وأخرجه البخاري في "الصحيح"(6216)، وفي "الأدب المفرد"(965)، والنسائي في "الكبرى"(8133) من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (3693)، ومسلم (2403)(28)، وأبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة" 10/ 42 - 43)، وابن حبان (6912)، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 57 مختصراً من طرق عن عثمان بن غياث، به.

وسلف برقم (19509).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر سابقه غير أن شيخ أحمد هنا هو محمد بن جعفر.

(2)

حديث صحيح بشواهده، وهو مكرر الرواية (19515) غير شيخ أحمد، فهو هنا يحيى بن سعيد، وهو القطان.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/ 190، وفي "الكبرى"(9449)، وابنُ =

ص: 415

19646 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، يَعْنِي ابْنَ عُمَارَةَ، حَدَّثَنَا غُنَيْمُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" كُلُّ عَيْنٍ زَانِيَةٌ "(1).

19647 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا قُرَّةُ، حَدَّثَنَا سَيَّارٌ أَبُو الْحَكَمِ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قُلْتُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ لِأَهْلِ الْيَمَنِ شَرَابَيْنِ أَوْ أَشْرِبَةً، هَذَا الْبِتْعُ مِنَ الْعَسَلِ، وَالْمِزْرُ مِنَ الذُّرَةِ وَالشَّعِيرِ، فَمَا تَأْمُرُنِي فِيهِمَا؟ قَالَ:" أَنْهَاكُمْ عَنْ كُلِّ مُسْكِرٍ "(2).

= عبد البر في "التمهيد" 14/ 243، وفي "الاستذكار"(39243) من طريق يحيى ابن سعيد، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (19502)، وذكرنا الاختلاف فيه عن نافع برقم (19503).

(1)

إسناده جيد، وهو مكرر (19513) غير شيخ أحمد، فهو هنا يحيى، وهو ابن سعيدٍ القطان.

وأخرجه مطولاً الترمذي (2786) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد بزيادة:"والمرأة إذا استعطرت، فمرت بالمجلس، فهي كذا وكذا" يعني زانية، وسلفت هذه الزيادةُ برقم (19578). قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

وسلف برقم (19513).

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطان، وقُرَّة: هو ابن خالد السدوسي، وسَيَّار أبو الحكم: هو العَنَزِي، وأبو بُردة: هو ابن أبي موسى الأشعري.

وأخرجه الإمام أحمد في كتاب "الأشربة"(238)، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن الجارود في "المنتقى"(856)، وأبو يعلى (7241)، والبيهقي في "السنن" 8/ 291، وفي "الصغير"(3345)، والخطيب في "تاريخ =

ص: 416

19648 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: أَخَذَ الْقَوْمُ فِي عُقْبَةٍ أَوْ ثَنِيَّةٍ، فَكُلَّمَا عَلَا رَجُلٌ عَلَيْهَا، نَادَى لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ، وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى بَغْلَةٍ يَعْرِضُهَا فِي الْخَيْلِ، فَقَالَ:" يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّكُمْ لَا تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلَا غَائِبًا ".

ثُمَّ قَالَ: " يَا أَبَا مُوسَى أَوْ يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ قَيْسٍ، أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ؟ " قَالَ: قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: " لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ "(1).

= بغداد" 3/ 73 من طريق يحيى بن سعيد القطان، به.

وأورده الدارقطني في "العلل" 7/ 213، وقال: تفرد به يحيى القطان، وخالفه إياسُ بنُ دَغْفَل، فرواه عن سَيّار، عن سعيد بن أبي بردة، عن أبيه، عن أبي موسى. وخالفهما عوفٌ الأعرابي، فرواه عن سيار، عن بعض الأشعريين، عن أبي موسى. وحديثُ قُرَّة أشبهُ بالصواب.

وسلف من وجه آخر برقم (19598).

وسيرد من طريق سعيد بن أبي بردة، عن أبيه، عن أبي موسى برقم (19673)، ونذكر تتمة طرقه هناك.

وانظر (19508).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، والتيمي: هو سليمان بن طَرْخان، وأبو عثمان: هو عبد الرحمن بن ملّ النهدي.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(8824)، وابن حبان (804)، وابن السِّني في "عمل اليوم والليلة"(517)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 10/ 274، من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري في "صحيحه"(6409)، وفي "خلق أفعال العباد" =

ص: 417

19649 -

حَدَّثَنَا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا الْجُعَيْدُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُصَيْفَةَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ بَشِيرِ بْنِ (1) الْمُحَرَّرِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" لَا يُقَلِّبُ كَعَبَاتِهَا أَحَدٌ يَنْتَظِرُ مَا تَأْتِي بِهِ إِلَّا عَصَى اللهَ وَرَسُولَهُ "(2).

= ص 91، ومسلم (2704)(45)، وأبو داود (1527)، وابنُ أبي عاصم في "السنة"(619)، والنسائي في "الكبرى"(10371) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(537) - وأبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة" 10/ 41)، والطبراني في "الدعاء"(1664) من طرق عن سليمان التيمي، به.

ووقع عند البخاري في "خلق أفعال العباد"، والطبراني في "الدعاء":"أصمًّا"؛ قال الحافظ في "الفتح" 11/ 188: كأنه لمناسبة غائباً. قلنا: ومثله قراءة نافع وهشام وأبي بكر والكسائي وأبي جعفر: {سلاسلاً} بالتنوين في قوله تعالى: {إنا أعتدنا للكافرين سلاسل وأغلالاً وسعيراً} [الدهر: 4]. وقراءة الباقين بغير تنوين.

وسلف برقم (19520).

(1)

في (م) و (ق): عن، وهو خطأ.

(2)

حديث حسن، ولهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير حُميد بن بشير بن المحرر، فقد أورده الحسيني في "الإكمال"، وقال: وثّقه ابنُ حبان، قلنا: ذكره ابنُ حبان في "الثقات" 6/ 191. لكن جاء فيه: حميد بن بكر، فذكر الحافظ في "التعجيل" أنه تحريف، والصواب بشير، كما في إسناد أحمد، وقد ذكره ابنُ حبان على الصواب في موضع آخر 4/ 150، لكن جاء فيه أنه يروي عن أبي موسى، والصوابُ أنه يروي عن محمد بن كعب، عن أبي موسى. قال ابن حبان 1/ 191: يُعتبر بحديثه إذا لم يكن في إسناده ضعيف. قلنا: وليس في هذا الإسناد ضعيف، فهو إذن لا بأس به في الشواهد. الجُعيد: هو الجَعْدُ بن عبد الرحمن بن أوس، وقد يُصَغَّر، ويزيد بن خصيفة: هو يزيد بن عبد الله بن خُصَيْفة، نُسِبَ إلى جده، ومحمدُ بنُ كعب: هو القُرَظي.

وأخرجه أبو يعلى (7289)، والبيهقي 10/ 215 من طريق مكي بن =

ص: 418

19650 -

حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا مِنْ مُؤْمِنٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَّا يَأْتِي بِيَهُودِيٍّ أَوْ نَصْرَانِيٍّ، يَقُولُ: هَذَا فِدَاِي (1) مِنَ النَّارِ "(2).

= إبراهيم، بهذا الإسناد. وسلف بإسناد آخر برقم (19501) يحسن به الحديث.

قال السندي: قوله: لا يقلب كعباتها: هو جمع كعبة جمع سلامة، والضمير للعبة المسماة بالنَّرْد، والكعبات هي فصوص النرد.

وقوله: ينتظر ما تأتي به، إشارة إلى كونها على وجه القمار، أي: لا يباشر أحد هذه اللعبة على وجه القمار، قيل: واللعب بالفصوص حرام، وكرهها عامةُ الصحابة رضي الله تعالى عنهم.

(1)

في (م): فدائي.

(2)

صحيح بغير هذه السياقة، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي معشر -وهو نَجِيح بنُ عبد الرحمن السِّندي المدني مولى بني هاشم- ومُصعبِ بن ثابت. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير خلف بن الوليد، فمن رجال "التعجيل"، وهو ثقة.

وأخرجه أبو يعلى (7282) عن بشر بن الوليد، عن أبي معشر، به.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(8694) من طريق الليث، عن مصعب بن ثابت، به. وقال: لم يرو هذا الحديث عن محمد بن المنكدر إلا مصعب بن ثابت.

وسيرد برقم (19670) بلفظ: "إذا كان يوم القيامة دُفع إلى كل مؤمن رجلٌ من أهل الملل، فيقال له: هذا فداؤك من النار" وهو عند مسلم بنحوه كما سيرد.

وسلف برقم (19485).

قال السندي: قوله: إلا يأتي بيهودي. على بناء الفاعل، أي: بعدما يُدفع =

ص: 419

19651 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، قَالَ: سَمَّى لَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَفْسَهُ أَسْمَاءً مِنْهَا مَا حَفِظْنَا، قَالَ:" أَنَا مُحَمَّدٌ، وَأَحْمَدُ، والْمُقَفِّي، والْحَاشِرُ، ونَبِيُّ التَّوْبَةِ، والْمَلْحَمَةِ "(1).

19652 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ، حَدَّثَنَا قَتَادَةَ (2)، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، قَالَ: قَالَ أَبُو مُوسَى: يَا بُنَيَّ، كَيْفَ لَوْ رَأَيْتَنَا وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَرِيحُنَا رِيحُ الضَّأْنِ (3).

= إليه يهودي أو نصراني يأتي به ويقول: هذا فدائي.

(1)

حديث صحيح، وقد سلف الكلام عليه في الرواية رقم (19525).

وأخرجه ابن سعد 1/ 104 - 105 عن محمد بن عُبيد وهاشمِ بنِ القاسم -أبي النضر- وكثيرِ بنِ هشام، والفضلِ بنِ دُكين، أربعتُهم عن المسعودي، بهذا الإسناد.

(2)

في (م): أبو قتادة، وهو خطأ.

(3)

حديث صحيح، أبو هلال -وهو محمدُ بنُ سُلَيم الراسبي- وإن يكن ضعيفاً- متابع، كما سيرد في الرواية (19759) وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. حسن بن موسى: هو الأشيب، وقتادة: هو ابنُ دِعامة السَّدُوسي.

وأخرجه ابن حبان (1235) من طريق خالد بن قيس بن رباح الأزدي، والطبرانيُّ في "الأوسط"(1967)، والحاكمُ في "مستدركه" 4/ 188، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 162 من طريق أبي سلمة محمد بن أبي حفصة مَيْسَرة، كلاهما عن قَتَادة، بهذا الإسناد. زاد الطبراني والحاكم وأبو نعيم:"وطعامُنا الأسودان التمر والماء". =

ص: 420

19653 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَ أَبُو الزِّنَادِ، أَنَّ أَبَا سَلَمَةَ أَخْبَرَهُ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ نَافِعِ بْنِ عَبْدِ الْحَارِثِ (1) الْخُزَاعِيَّ أَخْبَرَهُ، أَنّ أَبَا مُوسَى أَخْبَرَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ فِي حَائِطٍ بِالْمَدِينَةِ عَلَى قُفِّ الْبِئْرِ مُدَلِّيًا رِجْلَيْهِ، فَدَقَّ الْبَابَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" ائْذَنْ لَهُ، وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ " فَفَعَلَ، فَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه، فَدَلَّى رِجْلَيْهِ، ثُمَّ دَقَّ الْبَابَ عُمَرُ رضي الله عنه، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" ائْذَنْ لَهُ، وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ " فَفَعَلَ، ثُمَّ دَقَّ الْبَابَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رضي الله عنه، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم " ائْذَنْ لَهُ، وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ، وَسَيَلْقَى بَلَاءً ".

= وأخرجه ابنُ أبي شيبة 8/ 412، وابنُ ماجه (3758)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(6159) من طريق حسن بن موسى، عن شيبان بن عبد الرحمن. النحوي، عن قتادة، به، بلفظ الرواية الآتية برقم (19758). وتحرف شيبان ابن عبد الرحمن في مطبوع البيهقي إلى شيبان عن عبد الرحمن.

وذكره الهيثمي في "المجمع" 10/ 325 من أجل زيادة: "وطعامنا الأسودان التمر والماء"، وقال: رواه أبو داود باختصار (يعني دون هذه الزيادة)، والطبرانيُّ في "الأوسط"، ورجالُه رجالُ الصحيح. قلنا: وسنذكر رواية أبي داود في تخريج الرواية (19759).

وسيرد برقمي (19758) و (19759).

قال السندي: قوله: وريحُنا ريحُ الضأن، أي: كان اللباس الصوف، فإذا جاء المطر مثلاً ثار ريحُه مثل ريح الضأن.

(1)

في (س) و (ص) و (ق) و (م): نافع بن الحارث، وهو خطأ، وجاء على الصواب في (ظ 13).

ص: 421

فَفَعَلَ (1).

19654 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى وَعَفَّانُ، قَالَا: ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ

(1) حديث صحيح، عبدُ الرحمن بنُ نافع بن عبد الحارث -وإن تفرد بالرواية عنه أبو سلمة، كما ذكر الذهبي في "الميزان"- تابعه أبو عثمان النهدي في الروايتين (19509) و (19643)، وغيره كما ذكرنا في التخريج، وبقيةُ رجاله ثقات رجال الشيخين، يعقوب: هو ابنُ إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، وصالح: هو ابن كَيْسَان، وأبو الزناد: هو عبدُ الله بنُ ذكوان.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(8131)، وأبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة" 10/ 44) من طريق يعقوب، بهذا الإسناد.

وصالحُ بنُ كيسان تابعه في روايته عن أبي الزناد عبدُ الرحمن بنُ أبي الزناد كما عند البخاري في "الأدب المفرد"(1195)، ويونسُ بنُ يزيد فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 7/ 233، والمزي في "تهذيب الكمال"(في ترجمة عبد الرحمن بن نافع بن عبد الحارث)، وخالفهم محمدُ بنُ عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي، فيما سلف برقم (15374) فرواه عن أبي سلمة، عن نافع بن عبد الحارث، عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يذكر أبا موسى. قال الدارقطني في "العلل" 7/ 234: والقول قول صالح بن كيسان ومن تابعه. قلنا: وانظر "الفتح" 7/ 37.

وسلف برقم (19509).

قال السندي: قوله: على قُفِّ البئر، بضم قاف وتشديد فاء: هو الدكّة التي تُجْعَلُ حولها، وأصلُه ما غَلُظَ من الأرض وارتفع، وهو من القُفّ بمعنى اليابس، لأن ما ارتفع حول البئر يكون يابساً غالباً.

مُدَلِّياً: من التدلية، أو الإدلاء، بمعنى الإرسال.

فدلّى رجليه: للموافقة، فإنها أتم للمؤالفة.

ص: 422

عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَجْمَعُ اللهُ عز وجل الْأُمَمَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ (1) يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَإِذَا بَدَا لِلَّهِ عز وجل أَنْ يَصْدَعَ بَيْنَ خَلْقِهِ، مَثَّلَ لِكُلِّ قَوْمٍ مَا كَانُوا يَعْبُدُونَ، فَيَتْبَعُونَهُمْ حَتَّى يُقْحِمُونَهُمُ النَّارَ، ثُمَّ يَأْتِينَا رَبُّنَا عز وجل وَنَحْنُ عَلَى مَكَانٍ رَفِيعٍ، فَيَقُولُ: " مَنْ أَنْتُمْ؟ فَنَقُولُ: نَحْنُ الْمُسْلِمُونَ. فَيَقُولُ: مَا تَنْتَظِرُونَ؟ فَيَقُولُونَ: نَنْتَظِرُ رَبَّنَا عز وجل " قَالَ: فَيَقُولُ: " وَهَلْ تَعْرِفُونَهُ إِنْ رَأَيْتُمُوهُ؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ. فَيَقُولُ: كَيْفَ تَعْرِفُونَهُ وَلَمْ تَرَوْهُ؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، إِنَّهُ لَا عِدْلَ لَهُ. فَيَتَجَلَّى لَنَا ضَاحِكًا يَقُولُ (2): أَبْشِرُوا أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ (3)، فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا جَعَلْتُ مَكَانَهُ فِي النَّارِ يَهُودِيًّا أَوْ نَصْرَانِيًّا " (4).

(1) سقطت كلمة "واحد" من (م).

(2)

في (م) و (ص) و (ق): فيقول، وهي نسخة في (س).

(3)

في (ظ 13): يا معاشر المسلمين.

(4)

قوله: "ليس منكم أحدٌ إلا جعلتُ مكانه في النار يهودياً أو نصرانياً" صحيحٌ، وهذا إسنادٌ ضعيفٌ لضعف علي بن زيد -وهو ابن جدعان- وجهالةِ عمارة، وهو القرشي البصري، وليس من رجال "التهذيب"، ولم يذكره الحسيني في "الإكمال"، ولا الحافظُ في "التعجيل"، وهو على شرطهما، وذكره الذهبيُّ في "الميزان"، وقال: قال الأزدي: ضعيف جداً، روى عنه عليُّ ابن زيد بن جدعان وحده. قلنا: وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد ابن سلمة، فمن رجال مسلم، وهو ثقة. عفّان: هو ابن مسلم الصفّار.

وأخرجه عبدُ بنُ حميد (540)، والآجري في "الشريعة" ص 280 مختصراً من طريق الحسن بن موسى، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابنُ خزيمة في "التوحيد" ص 236 من طريق عفان، به. =

ص: 423

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 270، وعثمان الدارمي في "الرد على الجهمية" 47 - 48، وعبدُ الله بنُ أحمد في "السنة"(277)، وابنُ خزيمة في "التوحيد" ص 236، والآجري في "الشريعة" ص 280، والدارقطني في "الصفات"(34). وتمّام الرازي في "فوائده"(55)"الروض البسام" من طرق عن حماد بن سلمة، به، مختصراً، بلفظ:"يتجلّى لنا ربُّنا عز وجل يوم القيامة ضاحكاً" غير عثمان الدارمي فذكره مطولاً.

وقوله منه: "ليس منكم أحدٌ إلا جعلتُ مكانَه في النار يهودياً أو نصرانياً" سلف نحوه برقم (19485)، بإسناد صحيح.

وصدرُ الحديث إلى قوله: "فيتجلّى لنا ضاحكاً" سلف بنحوه مرفوعاً من حديث جابر برقم (14721)، وفي إسناده ابنُ لهيعة.

وسلف موقوفاً على جابر برقم (15115)، بإسناد صحيح، وهو مما لا يُعْلَم بالرأي.

قال السندي: قوله: فإذا بدا. هكذا في النسخ "بدا" من البدوّ، و"لله" جار ومجرور متعلِّق به، أي: ظهر له تعالى. قيل: وهو خطأ، لأنه بمعنى ظهور شيء بعد أن لم يكن، وهو محالٌ في حقه تعالى، إلا أن يُأوَّل بمعنى أراده، والصوابُ بدأ الله، على أنَّ بدأ، بالهمزة، "والله " بالرفع فاعلُه، أي: شرع الله. انتهى. قلت: والأقرب التأويل بلا تخطئة الرواية بعد ثبوتها، والله تعالى أعلم.

أن يَصْدَعَ: بفتح الدال، كيمنع، أي: يَفْصِلَ ويقضي.

مُثِّل: من التمثيل، على بناء الفاعل أو المفعول.

يُقَحِّمونهم: من التقحيم، أي: يُدخلونهم.

لا عِدْلَ له: قيل: هو بفتح العين وكسرها، بمعنى المِثل، ومنهم من فَرَّق بين الكسر والفتح، فقال: بالفتح: ما عادَلَه من جنسه، وبالكسر: ما ليس من جنسه، وقيل: بالعكس، وقيل: بالفتح: المثل، وبالكسر: ما يوازنه، فعلى الأول والثالث ينبغي هاهنا الفتح، وعلى الثاني الكسر، والوجهُ جواز الوجهين.

ص: 424

19655 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنْ عُمَارَةَ الْقُرَشِيِّ، قَالَ: وَفَدْنَا إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَفِينَا أَبُو بُرْدَةَ، فَقَضَى حَاجَتَنَا، فَلَمَّا خَرَجَ أَبُو بُرْدَةَ، رَجَعَ، فَقَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: اذْكُرِ الشَّيْخَ، قَالَ (1): مَا رَدَّكَ؟ أَلَمْ أَقْضِ حَوَائِجَكَ؟ قَالَ: فَقَالَ أَبُو بُرْدَةَ: إِلَّا (2) حَدِيثًا حَدَّثَنِيهِ أَبِي، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" يَجْمَعُ اللهُ عز وجل الْأُمَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ لِأَبِي بُرْدَةَ: آللَّهِ لَسَمِعْتَ أَبَا مُوسَى يُحَدِّثُ بِهِ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: نَعَمْ، لَأَنَا سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي يُحَدِّثُهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (3).

19656 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ. وَحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا أَعْتَقَ الرَّجُلُ أَمَتَهُ (4)، ثُمَّ تَزَوَّجَهَا بِمَهْرٍ جَدِيدٍ، كَانَ لَه ُ أَجْرَانِ "(5).

(1) كلمة "قال" من (ظ 13).

(2)

في (ظ 13): لا إلا.

(3)

هو مكرر ما قبله، وسلف الكلام عليه هناك فانظره.

قال السندي: قوله: اذكر، أمر من الذكر.

الشيخ: منادى، حُذف النداء منه، أي: أيها الشيخ.

قلنا: لعلها: اذَّكر الشيخ، بمعنى: تذكّر شيئاً.

(4)

في (ظ 13): من أعتق أمته.

(5)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي بكر بن عياش، =

ص: 425

19657 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ

= فمن رجال البخاري، وروايته في مقدمة مسلم، حسين بن محمد: هو المروذي، وأبو حَصين -بفتح الحاء- هو عثمان بن عاصم بن حُصين -بضم الحاء- الأسدي الكوفي. وقد اختُلف عليه فيه كما سيرد.

وعلَّقه البخاري عقب الرواية (5083) عن أبي بكر بن عياش بصيغة الجزم، عن أبي حَصِين، بهذا الإسناد، ووصله من طريقه (يعني طريق أبي بكر) الطيالسي (501)، وأبو نُعيم في "الحلية" 8/ 308، وابنُ حزم في "المحلى" 9/ 505، والبيهقي في "السنن" 7/ 128، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 2/ 560، والحافظ في "تغليق التعليق" 4/ 397.

وخالفه شعبة، فرواه -فيما أخرجه أبو عوانة 1/ 104 - عن أبي حَصِين، عن الشعبي، عن أبي بردة، عن أبي موسى: زاد في الإسناد الشعبيَّ، قال الدارقطني: والقولُ قولُ شعبة.

قلنا: وقول الدارقطني مدفوع بتعليق البخاري له بصيغة الجزم مما يفيد اتصاله، فأبو حَصِين مات سنة 129 أو 132، ومات أبو بردة سنة 103 أو 104 أو 107، وكلاهما كوفي، وأبو بكر بن عياش أحدُ الحفّاظ المشهورين في الحديث، واحتج به البخاري، كما ذكر الحافظ في "الفتح" 9/ 127. وقد زاد في روايته:"بمهر جديد"، قال الحافظ: فأفادت هذه الطريق ثبوت الصداق، فإنه لم يقع التصريح به في الطريق الأولى (يعني السالفة برقم (19532)) بل ظاهرها أن يكون العتقُ نفسَ المهر. ثم قال الحافظ: وذكر أبو نُعيم أن أبا بكر تفرد بها عن أبي حَصِين، وذكر الإسماعيلي أن فيه اضطراباً على أبي بكر بن عياش، كأنه عنى في سياق المتن، لا في الإسناد، وليس ذلك الاختلافُ اضطراباً، لأنه يرجعُ إلى معنى واحد، وهو ذكر المهر، واستدلَّ به على أن عتق الأمة لا يكون نفسَ الصداق، ولا دلالة فيه، بل هو شرطٌ لما يترتب عليه الأجران المذكوران، وليس قيداً في الجواز.

ص: 426

عَنْ أَبِيهِ رَفَعَهُ قَالَ: " تُسْتَأْمَرُ الْيَتِيمَةُ فِي نَفْسِهَا، فَإِنْ سَكَتَتْ فَقَدْ أَذِنَتْ، وَإِنْ أَبَتْ، فَلَا تُزَوَّجْ "(1).

19658 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ، حَدَّثَنَا رَبِيعٌ يَعْنِي أَبَا سَعِيدٍ النَّصْرِيَّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ. قَالَ أَبُو بُرْدَةَ: حَدَّثَنِي أَبِي أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّ هَذِهِ الْأُمَّةَ مَرْحُومَةٌ، جَعَلَ اللهُ عز وجل عَذَابَهَا بَيْنَهَا، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ دُفِعَ إِلَى كُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ رَجُلٌ (2) مِنْ أَهْلِ الْأَدْيَانِ، فَيُقَالَ (3): هَذَا يَكُونُ فِدَاءَكَ مِنَ النَّارِ "(4).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السَّبيعي.

وأخرجه البزار (1422)"زوائد"، والدارقطني 3/ 242، من طريق النضر ابن شُميل، عن إسرائيل، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابنُ أبي شيبة 4/ 138 عن سلّام -وهو ابن سُلَيْم- عن أبي إسحاق، عن أبي بردة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

مرسلاً.

وقد سلف برقم (19516).

(2)

في نسخة في (س): دفع الله عز وجل إلى كل امرئ منهم رجلاً.

(3)

في (ظ 13) و (ص) وهامش (ق): فيقول، وفي (م): فقال، والمثبت من (س).

(4)

إسناده ضعيف، ربيع أبو سعيد النصري، من رجال "التعجيل"، وهو مجهول، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح، غير محمد بن سابق، فصدوق.

وأخرجه الطبراني في "الصغير"(5)، والبيهقي في "البعث والنشور"(95) من طريق أبي النضر وعبدِ الله بن عثمان بن خُثيم، والطبراني في "الشاميين" =

ص: 427

19659 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْأَوْدِيُّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيِّ، أَنَّ رَجُلًا كَانَ يُقَالُ لَهُ: حُمَمَةُ (1) مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ إِلَى أَصْبَهَانَ غَازِيًا فِي خِلَافَةِ عُمَرَ رضي الله عنه، فَقَالَ: اللهُمَّ إِنَّ حُمَمَةَ يَزْعُمُ أَنَّهُ يُحِبُّ لِقَاءَكَ، فَإِنْ كَانَ حُمَمَةُ صَادِقًا، فَاعْزِمْ

= (2550) من طريق عمرو بن قيس السَّكُوني، والطبراني في "الأوسط"(1) وفي "مسند الشاميين"(2554) من طريق عبد الملك بن عمير، و (2278)، والبيهقي في "البعث والنشور"(94)، وابنُ الجوزي في "العلل المتناهية"(1546) من طريق أبي بكر بن أبي بردة، خمستهم عن أبي بردة، به. ولفظه عند الطبراني في "مسند الشاميين":"إذا كان يوم القيامة، بعث الله عز وجل إلى كل مؤمن ملكاً معه كافرٌ، فيقول الملكُ للمؤمن: يا مؤمن، هاك هذا الكافر، فهو فداؤك من النار".

وسقط من مطبوع الطبراني الأوسط (2278) اسم أبي بكر بن بردة وأبيه.

ونقل ابنُ الجوزي عن النسائي قوله: هذا حديث منكر.

قلنا: وقد أخرجه عبدُ بنُ حميد في "المنتخب"(537) من طريق عبيد الله ابن موسى، عن طلحة بن يحيى، عن أبي بردة، به. وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم. وقد أخرجه مسلم -كما سيرد في تخريج الرواية (19670) - من طريق حماد بن أسامة عن طلحة بن يحيى، لكن دون قوله:"إن هذه الأمة أمةٌ مرحومةٌ جعل اللهُ عذابَها بينها".

وأخرجه الطبراني في "الشامين"(465)(2494) من طريق نصر بن علقمة، عن أبي موسى، وهذا إسناد منقطع، نصرُ بنُ علقمة لم يدرك أبا موسى.

وانظر حديث أنس السالف برقم (12486).

(1)

وقع في (ظ 13): حمضة، وكتب فوقها: حُمَمَة. قلنا: وهو الوارد في باقي النسخ، وفي "الإصابة".

ص: 428

لَهُ بِصِدْقَهُ (1)، وَإِنْ كَانَ كَاذِبًا فَاعْزِمْ عَلَيْهِ، وَإِنْ كَرِهَ (2)، اللهُمَّ لَا تَرُدَّ حُمَمَةَ مِنْ سَفَرِهِ هَذَا. قَالَ: فَأَخَذَهُ الْمَوْتُ - وَقَالَ عَفَّانُ مَرَّةً: الْبَطْنُ - فَمَاتَ بأَصْبَهَانَ. قَالَ: فَقَامَ أَبُو مُوسَى، فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّا وَاللهِ مَا سَمِعْنَا فِيمَا سَمِعْنَا مِنْ نَبِيِّكُمْ صلى الله عليه وسلم وَمَا بَلَغَ عِلْمَنَا (3) إِلَّا أَنَّ حُمَمَةَ شَهِيدٌ (4).

(1) في (س) و (ص) و (م): صدقه، والمثبت من (ظ 13) و (ق)، وهو الموافق لأكثر المصادر.

(2)

في (ص): وإن كان كره.

(3)

في (ظ 13): "وما بلغنا" بدل: "وما بلغ علمنا".

(4)

إسناده صحيح إن ثبت سماعُ حُميد بن عبد الرحمن الحميري لهذه القصة من أبي موسى، فليس في الإسناد تصريحٌ من حُميد بسماعه منه.

ورجالُ الإسناد ثقات رجال الشيخين غير داود بن عبد الله الأودي، فمن رجال أصحاب السنن، وهو ثقة. عفّان: هو ابن مسلم الصفار، وأبو عوانة: هو الوضّاح بن عبد الله اليَشْكُري.

وأخرجه ابنُ أبي شيبة 13/ 13 - 14، والحارث (1031)"بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث"، وأبو نُعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 71 من طريق عفان، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (505)، والطبراني في "الكبير"(3610) من طريق مسدد، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 71 من طريق الطيالسي ومسدد، كلاهما عن أبي عوانة، به.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 2/ 317، وقال: رواه الطبراني في "الكبير" وأحمد بنحوه، وفيه داود الأَوْدي وثَّقه ابنُ معين في رواية وضعَّفه في أخرى. قلنا: إنما ضعَّف ابنُ معين داودَ بنَ يزيد الأودي، ولم يُضعِّف داود بن عبد الله الأودي هذا، بل وثقه مطلقاً، نبَّه على ذلك الحافظُ في "تهذيب التهذيب". =

ص: 429

19660 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، عَنْ أَبِي كَبْشَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُوسَى يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ كَمَثَلِ الْعَطَّارِ، إِنْ لَا يُحْذِكَ يَعْبَقْ بِكَ مِنْ رِيحِهِ، وَمَثَلُ الْجَلِيسِ السَّوْءِ كَمَثَلِ صَاحِبِ الْكِيرِ "(1).

= وأورده أيضاً 9/ 400، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح غير داود بن عبد الله الأودي، وهو ثقة، وفيه خلاف.

ونسبه ابن حجر في "الإصابة"(في ترجمة حُمَمَة) كذلك إلى ابن المبارك في كتاب الجهاد.

قال السندي: قوله: كان يقال له حُمَمة: ضبط بضم حاء مهملة، وفتح الميمين، وكذا وقع في "الإصابة" بميمين، وقد وقع في بعض النسخ بالضاد موضع الميم الثانية، وجاء أنه بات عنده رجل، فرآه يبكي عنده الليل أجمع.

فاعزِمْ: من العزم، والمرادُ الإرادة، أي: فحقِّق صدقه، والله تعالى أعلم.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أبي كبشة -وهو السدوسي البصري- قال الذهبي في "الميزان": لا يُعرف. قلنا: وأبهمه ابنُ المبارك، فقال: عن رجل من بني سدوس. وبقيةُ رجاله ثقات رجال الشيخين. عفّان: هو ابن مسلم الصفار، وعاصم الأحول: هو ابن سليمان.

وقد اختُلف فيه على عاصم الأحول:

فرواه عنه عبدُ الواحد بنُ زياد، كما في هذه الرواية، والقاسم بنُ معن -فيما ذكره الدارقطني في "العلل" 7/ 247 - مرفوعاً.

ورواه ابنُ المبارك في "الزهد"(358)، وعليُّ بنُ مسهر فيما أخرجه ابن أبي شيبة 13/ 385 - 386، وأبو معاوية فيما أخرجه هنّاد في "الزهد"(1237) ثلاثتهم عن عاصم الأحول موقوفاً، وزادوا في أوله:"الجليسُ الصالحُ خيرٌ من الوحدة، والوحدةُ خيرٌ من جليس السوء". قال العُقيلي في "الضعفاء" 1/ 160: وهذه الرواية أولى من رواية عبد الواحد وبُريد وشُبيل وأبان =

ص: 430

19661 -

قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّمَا سُمِّيَ الْقَلْبُ مِنْ تَقَلُّبِهِ، إِنَّمَا مَثَلُ الْقَلْبِ كَمَثَلِ رِيشَةٍ مُعَلَّقَةٍ فِي أَصْلِ شَجَرَةٍ، تُقَلِّبُهَا الرِّيحُ ظَهْرًا لِبَطْنٍ "(1).

= العطار، وهذا الصحيح في لفظ الجليس الصالح.

قلنا: وقال الدارقطني: إن كان عبدُ الواحد بن زياد حفظ مرفوعاً، فالحديث له، لأنه ثقة. اهـ.

وروايةُ بُريد أخرجها الشيخان مرفوعة، وسلفت برقم (19624)، ورواية أبان العطار سلفت برقم (19615)، وذكرنا في تخريجها رواية شبيل: وهو ابن عزرة.

وقد سلف برقم (19624).

(1)

هو بإسناد سابقه، وهو إسناد ضعيف كما سلف، وذكرنا أنه اختلف في رفعه ووقفه، ووقفه أصح، كما سنذكر في الرواية (19757). وأخرجه من ذكرناهم في تخريج الحديث السابق، يُضاف إليهم:

وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(752) من طريق عبد الواحد بن زياد، به.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 1/ 263 من طريق علي بن مسهر، عن عاصم الأحول، به موقوفاً.

وسيرد برقم (19757) بإسنادٍ موقوفه أصح، كما سنذكر في التخريج.

وفي الباب عن أنس عند البيهقي في "شعب الإيمان"، برقم (751)، بلفظ:"مَثَلُ القَلْبِ مَثَلُ ريشةٍ بأرض فلاة تقلبها الرياح". وهو عند البزار (44)"زوائد" بلفظ: "مَثَلُ المؤمن كمَثلِ ريشة

" وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/ 293، وقال: رواه البزار، وفيه أحمد بن عبد الجبار العطاردي، وثقه الدارقطني، وقال ابنُ عديّ: رأيتُ أهل العراق مجمعين على ضعفه. قلنا: وهو متصل إنْ ثبتَ سماع أبي سفيان طلحةَ بن نافع من أنس، فسماعه منه محتمل.

وعن أبي عبيدة بن الجراح موقوفاً عند أبي نعيم في "الحلية" 1/ 102، =

ص: 431

19662 -

قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا، وَيُمْسِي كَافِرًا، وَيُمْسِي مُؤْمِنًا، وَيُصْبِحُ كَافِرًا، الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْقَائِمِ، وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْمَاشِي، وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنَ السَّاعِي " قَالُوا: فَمَا تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: " كُونُوا أَحْلَاسَ بُيُوتِكُمْ "(1).

= والبيهقي في "الشعب"(754)، ورواه مرفوعاَ الحاكم في "المستدرك" 4/ 307، والبيهقي في "الشعب"(755)، وصححه الحاكم، فتعقَّبه الذهبيُّ بأن فيه انقطاعاً. قلنا: وفي إسناده أيضاً بَقِيَّةُ بنُ الوليد، يدلِّس تدليس التسوية، وقد عنعن.

وعن عبد الله بن عمرو مرفوعاً بلفظ: "إن قلوب بني آدم كلها بين أصبعين من أصابع الرحمن عز وجل كقلبٍ واحد يصرف كيف يشاء" ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللهم مُصَرِّف القلوب صرِّف قلوبنا إلى طاعتك" سلف برقم (6569)، وإسناده صحيح على شرط مسلم.

قال السندي: قوله: من تَقَلُّبه، أي: لأجل تَقَلُّبه سمي قلباً.

(1)

صحيح، وهو بإسناد (19660)، وذكرنا هناك الاختلاف في رفعه ووقفه.

وأخرجه أبو داود (4262) من طريق عفَّان بن مسلم، بهذا الإسناد.

وأخرجه الحاكم 4/ 440، والبيهقي في "الشعب"(752) من طريقين عن عبد الواحد بن زياد، به. قال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وسكت عنه الذهبي. قلنا: لأن في إسناده أبا كبشة، وهو مجهول.

وخالف عبدَ الواحد بنَ زياد في رفعه: عليُّ بنُ مسهر وأبو معاوية كما عند ابن أبي شيبة 15/ 11، وهناد في "الزهد"(1237)، فروياه موقوفاً. قال الدارقطني في "العلل" 7/ 248: فإن كان عبدُ الواحد بنُ زياد حفظ مرفوعاً، فالحديثُ له، لأنه ثقة.

وسيرد من طريق محمد بن جحادة، عن عبد الرحمن بن ثَرْوان، عن هُزَيْل =

ص: 432

19663 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَرْوَانَ، عَنْ الْهُزَيْلِ بْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:" كَسِّرُوا قِسِيَّكُمْ، وَقَطِّعُوا أَوْتَارَكُمْ " يَعْنِي فِي الْفِتْنَةِ " وَالْزَمُوا أَجْوَافَ الْبُيُوتِ، وَكُونُوا فِيهَا كَالْخَيِّرِ مِنْ ابَنِي (1) آدَمَ "(2).

= ابن شُرَحْبِيل، عن أبي موسى، مرفوعاً برقم (19730).

وانظر ما بعده.

وله شاهد من حديث أبي هريرة سلف برقم (8030) بلفظ: "بادروا بالأعمال فِتَناً كقِطَع اللّيل المُظْلِم، يصبح الرجل مؤمناً، ويمسي كافراً، ويمسي مؤمناً، ويصبح كافراً، يبيع دينَه بِعَرَض من الدنيا قليل" وإسناده صحيح على شرط مسلم. وجاء بمثل لفظه من حديث النعمان بن بشير، وسلف برقم (18404).

وآخر من حديث أبي بكرة عند مسلم (2887) بلفظ: "إنها ستكون فِتَنٌ، ألا ثم تكون فتنة، القاعد فيها خير من الماشي فيها، والماشي فيها خير من الساعي إليها".

وثالث من حديث سعد بن أبي وقاص سلف برقم (1446) بنحو لفظ حديث أبي بكرة.

ورابع من حديث ابن مسعود سلف برقم (4286) بنحو حديث أبي بكرة أيضاً، لكن في بعض ألفاظه نكارة.

وخامس من حديث محمد بن مسلمة سلف برقم (16029)، وفيه:"ثم اجلس في بيتك حتى تأتيك يد خاطئة .. ".

قال السندي: قوله: أحلاس بيوتكم، أي: ملازمين له ملازمة الفراش.

(1)

في (س) و (ص) و (م): بني، وهي نسخة السندي.

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل عبد الرحمن بن ثروان، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير الهُزَيل بن شرحبيل، فمن رجال =

ص: 433

19664 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ

= البخاري، وهو ثقة. عفان: هو ابن مسلم الصّفّار، وهَمّام: هو ابن يحيى العَوْذي.

وأخرجه ابنُ أبي شيبة 15/ 12 من طريق عفان، بهذا الإسناد.

وأخرجه الترمذي (2204) من طريق سهل بن حماد، عن هَمّام، به، ولفظُه في آخره:"وكونُوا كابنِ آدم"، ليس فيه:"كالخير". وقال: هذا حديث حسن غريب صحيح.

وسيرد مطولاً برقم (19730) بزيادة: "واضربوا بسيوفكم الحجارة".

وانظر (19512) و (19662).

وله شاهد من حديث أبي بكرة مرفوعاً عند مسلم (2887)(13) بلفظ: "إنها ستكون فِتَنٌ

القاعد فيها خير من الماشي فيها

ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فإذا نزلَتْ -أو وقعَتْ- فمن كان له إبل فلْيَلْحَقْ بإبله، ومن كانت له غنمٌ فليلحق بغنمه، ومن كانت له أرضٌ فلْيَلْحَقْ بأرضه" فقال رجل: يا رسول الله، أرأيتَ مَنْ لم يكن له إبلٌ ولا غنمٌ ولا أرض؟ قال:"يعمدُ إلى سيفه، فيدُقُّ على حدِّه بحجر، ثم لينج إن استطاع النجاء"

فقال رجل: يا رسول الله، أرأيتَ إن أُكرهتُ حتى يُنْطَلَق بي إلى أحد الصفين -أو إحدى الفئتين- فضَربني رجلٌ بسيفه، أو يجيء سهم فيقتلني؟ قال:"يبوءُ بإثمه وإثمك، ويكون من أصحاب النار".

وآخر من حديث محمد بن مسلمة مرفوعاً سلف برقم (16029)، بلفظ:"إنه ستكون فتنة وفرقة واختلاف، فإذا كان ذلك فَأْتِ بسيفك أُحُداً، فاضرب به عُرْضه، واكسر نبلك، واقْطع وتَرَكَ، واجلس في بيتك" وفي رواية: "فاضرب به حتى تقطعه، ثم اجلس في بيتك، حتى تأتيك يد خاطئة أو يُعافيك الله عز وجل"، وفي إسناده عليّ بن زيد بن جدعان، وهو ضعيف.

قال السندي: قوله: كالخيّر من بني آدم؛ هو بالتشديد، أي: سلموا أنفسكم إلى من يريد قتلها كما فعله الخيّر من أولاد آدم.

ص: 434

عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ مَثَلُ (1) الْأُتْرُجَّةِ، طَعْمُهَا طَيِّبٌ، وَرِيحُهَا طَيِّبٌ، وَمَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ مَثَلُ التَّمْرَةِ، طَعْمُهَا طَيِّبٌ، وَلَا رِيحَ لَهَا، وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الرَّيْحَانَةِ، طَيِّبٌ رِيحُهَا، وَلَا طَعْمَ لَهَا ". وَقَالَ يَحْيَى مَرَّةً: " طَعْمُهَا مُرٌّ، وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ مَثَلُ الْحَنْظَلَةِ، لَا رِيحَ لَهَا، وَطَعْمُهَا خَبِيثٌ "(2).

19665 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ يُونُسَ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ حِطَّانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الرَّقَاشِيِّ، أَنَّ الْأَشْعَرِيَّ صَلَّى بِأَصْحَابِهِ صَلَاةً، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ حِينَ جَلَسَ فِي صَلَاتِهِ: أَقَرَّتِ الصَّلَاةُ بِالْبِرِّ وَالزَّكَاةِ. فَلَمَّا قَضَى

(1) في نسخة في (س): كمثل.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بنُ سعيد: هو القطان، وشعبة: هو ابن الحجَّاج، وقتادة: هو ابن دِعامة السدوسي.

وأخرجه البخاري (5059)، ومسلم (797)، وأبو داود (4830)، وابن ماجه (214)، والنسائي في "الكبرى"(6732) و (8081)، وأبو الفضل الرازي في "فضائل القرآن"(92)، من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. ولفظ البخاري: "مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن ويعمل به

ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن ويعمل به".

وأخرجه أبو داود (4830) أيضاً من طريق عبيد الله بن معاذ، عن أبيه، عن شعبة، به.

وسلف برقم (19549).

ص: 435

الْأَشْعَرِيُّ صَلَاتَهُ، أَقْبَلَ عَلَى الْقَوْمِ، فَقَالَ: أَيُّكُمُ الْقَائِلُ كَلِمَةَ كَذَا وَكَذَا؟ فَأَرَمَّ الْقَوْمُ - قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: قَالَ أَبِي: أَرَمَّ: السُّكُوتُ - قَالَ: لَعَلَّكَ يَا حِطَّانُ قُلْتَهَا - لِحِطَّانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ - قَالَ: وَاللهِ إِنْ قُلْتُهَا، وَلَقَدْ رَهِبْتُ أَنْ تَبْكَعَنِي (1) بِهَا. قَالَ (2) رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: أَنَا قُلْتُهَا، وَمَا أَرَدْتُ بِهَا إِلَّا الْخَيْرَ (3)، فَقَالَ الْأَشْعَرِيُّ: أَلَا تَعْلَمُونَ مَا تَقُولُونَ فِي صَلَاتِكُمْ؟ فَإِنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَطَبَنَا، فَعَلَّمَنَا سُنَّتَنَا، وَبَيَّنَ لَنَا صَلَاتَنَا، فَقَالَ:" أَقِيمُوا صُفُوفَكُمْ، ثُمَّ لِيَؤُمَّكُمْ أَقْرَؤُكُمْ، فَإِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا، وَإِذَا قَالَ: {وَلَا الضَّالِّينَ} فَقُولُوا: آمِينَ، يُجِبْكُمُ (4) اللهُ، فإِذَا (5) كَبَّرَ الْإِمَامُ، وَرَكَعَ، فَكَبِّرُوا وَارْكَعُوا، فَإِنَّ الْإِمَامَ يَرْكَعُ قَبْلَكُمْ، وَيَرْفَعُ قَبْلَكُمْ " قَالَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " فَتِلْكَ بِتِلْكَ، فَإِذَا قَالَ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقُولُوا: اللهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ، يَسْمَعِ اللهُ لَكُمْ، فَإِنَّ اللهَ عز وجل قَالَ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، وَإِذَا كَبَّرَ الْإِمَامُ وَسَجَدَ، فَكَبِّرُوا وَاسْجُدُوا، فَإِنَّ الْإِمَامَ يَسْجُدُ قَبْلَكُمْ، وَيَرْفَعُ قَبْلَكُمْ " قَالَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " فَتِلْكَ بِتِلْكَ، فَإِذَا كَانَ عِنْدَ

(1) تحرف في (س) و (ص) و (م): إلى تبعكني، والمثبت من (ظ 13) و (ق)، وهي كذلك في مصادر التخريج.

(2)

في (ظ 13): فقال.

(3)

في (ظ 13): خيراً.

(4)

تصحف في (م) إلى يحبكم.

(5)

في (م): ثم إذا. وهي نسخة في (س).

ص: 436

الْقَعْدَةِ، فَلْيَكُنْ مِنْ أَوَّلِ قَوْلِ أَحَدِكُمْ أَنْ يَقُولَ:" التَّحِيَّاتُ الطَّيِّبَاتُ الصَّلَوَاتُ لِلَّهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ (1)، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ (2) مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ "(3).

(1) قال أبو داود: لم يقل أحمد: "وبركاته" وهي في راويته كما ترى.

(2)

في (م) و (ق) وهامش (س): وأشهد أنَّ. وضُرب على كلمة "أشهد" في (ظ 13). وذكر أبو داود أن أحمد لم يقل: وأشهد.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، حِطّان بن عبد الله الرَّقاشي من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطان، وهشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي.

وأخرجه أبو داود (972) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد، وفيه:"فليؤُمَّكُم أحدُكم" قد أثبت رواية أبي عوانة عن قتادة.

وأخرجه بتمامه ومختصراً النسائي في "المجتبى" 2/ 241 - 242 و 3/ 41 - 42، وفي "الكبرى"(760) و (1203)، وابن خزيمة (1584) و (1593)، وابن حبان (2167) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه مطولاً ومختصراً الطيالسي (517) -ومن طريقه أبو عوانة 2/ 128 - 129، والبيهقي 2/ 141 - وأخرجه مسلم (404)(63) من طريق معاذ بن هشام، وابن ماجه (901) من طريق ابن أبي عدي، ثلاثتهم عن هشام الدستَوائي، به. وقرن ابنُ ماجه بهشامٍ سعيدَ بنَ أبي عروبة، وقد سلفت رواية سعيد برقمي (19595) و (19627).

وأخرجه مطولاً ومختصراً مسلم (404)(62)، وأبو داود (972)، وأبو عوانة 2/ 129، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 238 من طريق أبي عوانة (وهو الوضّاح اليشكري)، وأبو عوانة 2/ 129، أيضاً من طريق أبان وشعبة، والطحاوي 1/ 221 و 238 و 265 من طريق أبان وهمام أربعتهم عن قتادة، به. ولم يسق أبو عوانة لفظه. =

ص: 437

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه الدارقطني في "سننه" 1/ 292 (16)(17) من طريق النضر بن شميل، عن حماد بن سلمة، عن الأزرق بن قيس، عن حِطّان، عن أبي موسى قال: هل أُريكم صلاةَ رسول الله؟ فكبر ورفع يديه، ثم كبر ورفع يديه للركوع، ثم قال: سمع الله لمن حمده، ثم رفع يديه، ثم قال: هكذا. فاصنعوا، ولا يرفع بين السجدتين. ثم أخرجه الدارقطني من طريق زيد بن الحباب، عن حماد بن سلمة، بإسناده عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه. قال الدارقطني في "السنن": رفعه هذان -يعني النضر وزيد بن الحباب- ووقفه غيرهما. وانظر "العلل" 7/ 254.

وقد سلف برقم (19504).

وفي باب إقامة الصف عن ابن عمر، سلف برقم (5724) وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب، وانظر (18516) و (18618).

وفي باب قوله: "ليؤمكم أقرؤكم" عن أبي سعيد، سلف برقم (11190) وذكرنا بقية أحاديث الباب هناك.

وفي باب قوله: "سمع الله لمن حمده" عند الرفع من الركوع: عن ابن عباس، سلف برقم (2440)، وعن أبي هريرة سلف برقم (9401) وأورده الصديق الغماري في زياداته على "الأزهار المتناثرة" ص 87.

وفي باب قوله: "فإذا كبَّر فكبروا

" عن أبي هريرة، سلف برقم (7144) وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.

وفي باب التشهد عن ابن مسعود، سلف برقم (3562)، وأورده السيوطي في "الأزهار المتناثرة" ص 33.

قال السندي: قوله: أُقِرَّت الصلاةُ بالبر والزكاة، وروي: قَرَّت، أي: استقرت معهما، وقُرنت بهما، أي: هي مقرونة بالبر وهو الصدق وجماع الخير، ومقرونة بالزكاة في القرآن، مذكورة معها، وقيل: أي: قُرنت بهما، وصار الجمع مأموراً به.

فأرَمَّ القومُ: رُوي بالزاي المعجمة وتخفيف الميم، أي: أمسكوا عن =

ص: 438

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الكلام، والرواية المشهورة بالراء وتشديد الميم، أي: سكتوا، ولم يجيبوا.

قوله: إن قلتُها: إن نافية.

ولقد رَهِبْتُ: من حدِّ "سَمِعَ"، أي: خِفْت.

أن تَبْكعني بفتح مثناة، وسكون موحدة، أي: تُوَبِّخني بهذه الكلمة، وتستقبلني بالمكروه. هذا وبقية الحديث قد سبق مفصلاً. يعني برقم (19595).

وقال ابنُ خزيمة في قوله عليه الصلاة والسلام: "فتلك بتلك" عقب الحديث (1593): يُريد أن الإمام يسبِقُكم إلى الركوع، فيركعُ قبلكم، فترفعون أنتم رؤوسَكم من الركوع بعد رفعه، فتمكُثُون في الركوع، فهذه المكثةُ في الركوع بعد رفع الإمام الرأسَ من الركوع بتلك السبقة التي سبقكم بها الإمامُ إلى الركوع، وكذلك السجود.

وقال الخطابي: وقوله: "فتلك بتلك": فيه وجهان: أحدهما أن يكون ذلك مردوداً إلى قوله: "وإذا قرأ {غيرِ المغضوب عليهم ولا الضالين} فقولوا: آمين، يُجبكم الله" يريد أنَّ كلمة "آمين" يُستجاب بها الدعاء الذي تضمَّنه السورة أو الآية، كأنه قال: فتلك الدعوةُ مضمنة بتلك الكلمة، أو معلقةٌ بها، أو ما أشبه ذلك من الكلام.

والوجه الآخر أن يكون ذلك معطوفاً على ما يليه من الكلام "وإذا كبَّر وركع فكبروا واركعوا" يريد أن صلاتكم معلقة بصلاة إمامكم، فاتبعوه، وائتموا به، ولا تختلفوا عليه، فتلك إنما تصح وتثبت بتلك. وكذلك الفصلُ الآخر، وهو قوله:"وإذا قال: سمع الله لمن حمده، فقولوا: ربنا لك الحمد يسمع الله لكم" إلى أن قال: "فتلك بتلك" يريد والله أعلم أن الاستجابة مقرونة بتلك الدعوة وموصولةٌ بها.

وقال القرطبي في "المفهم" 2/ 38: قوله: "فتلك بتلك" هذا إشارة إلى أن حقَّ الإمام السبقُ، فإذا فرغ تلاه المأموم مُعَقِّباً، والباء في "تلك" للإلصاق والتعقيب. وقيل في "تلك بتلك" أن معناه أن الحالة من صلاتكم وأعمالكم إنما تصحُّ بتلك الحالة من اقتدائكم به. =

ص: 439

19666 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بُرْدَةَ قَالَ: قَالَ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ: أَقْبَلْتُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَمَعِي رَجُلَانِ مِنَ الْأَشْعَرِيِّينَ، أَحَدُهُمَا عَنْ يَمِينِي، وَالْآخَرُ عَنْ يَسَارِي، فَكِلَاهُمَا سَأَلَ الْعَمَلَ وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَسْتَاكُ، قَالَ:" مَا تَقُولُ يَا أَبَا مُوسَى، أَوْ يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ قَيْسٍ؟ " قَالَ: قُلْتُ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، مَا أَطْلَعَانِي عَلَى مَا فِي أَنْفُسِهِمَا، وَمَا شَعُرْتُ أَنَّهُمَا يَطْلُبَانِ الْعَمَلَ. قَالَ: فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى سِوَاكِهِ تَحْتَ شَفَتِهِ قَلَصَتْ. قَالَ: " إِنِّي (1) أَوْ لَا نَسْتَعْمِلُ عَلَى عَمَلِنَا مَنْ أَرَادَهُ، وَلَكِنْ اذْهَبْ أَنْتَ يَا أَبَا مُوسَى أَوْ يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ قَيْسٍ " فَبَعَثَهُ عَلَى الْيَمَنِ، ثُمَّ أَتْبَعَهُ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ، فَلَمَّا قَدِمَ عَلَيْهِ، قَالَ: انْزِلْ، وَأَلْقَى لَهُ وِسَادَةً، فَإِذَا رَجُلٌ عِنْدَهُ مُوثَقٌ، قَالَ:" مَا هَذَا؟ " قَالَ: كَانَ يَهُودِيًّا، فَأَسْلَمَ، ثُمَّ رَاجَعَ دِينَهُ دِينَ السَّوْءِ، فَتَهَوَّدَ. قَالَ: لَا أَجْلِسُ حَتَّى يُقْتَلَ، قَضَاءُ اللهِ وَرَسُولِهِ، ثَلَاثَ مِرَارٍ، فَأَمَرَ بِهِ فَقُتِلَ، ثُمَّ تَذَاكَرْنَا (2) قِيَامَ اللَّيْلِ، فَقَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ: أَمَّا أَنَا فَأَنَامُ

= وقال النووي في "شرح صحيح مسلم" 4/ 121: ومعنى "تلك بتلك" أن اللحظة التي سبقكم الإمامُ بها في تقدمه إلى الركوع تنجبر لكم بتأخيركم في الركوع بعد رفعه لحظة، فتلك اللحظةُ بتلك اللحظة، وصار قدرُ ركوعكم كقدر ركوعه، وقال مثله في السجود.

(1)

في نسخة في (س): إنا.

(2)

في نسخة في (س): تذاكرا.

ص: 440

وَأَقُومُ، أَوْ أَقُومُ وَأَنَامُ، وَأَرْجُو فِي نَوْمَتِي مَا أَرْجُو فِي قَوْمَتِي (1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطان.

وأخرجه بتمامه ومختصراً: أبو داود (3579) و (4354) -ومن طريقه البيهقي في "السنن" 8/ 195، وفي "الدلائل" 5/ 401 - 402 - من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد، وقرن أبو داود في الرواية (4354) بأحمد مسدداً، وجاء فيها:"فكلاهما سأل العمل، والنبي صلى الله عليه وسلم ساكت" بدل "يستاك".

وأخرجه بتمامه ومختصراً كذلك: البخاري (2261) و (6923) و (7156)، ومسلم ص 1456 - 1457 (1733)(15)، وبحشل في "تاريخ واسط" ص 213 - 214 والنسائي في "المجتبى " 1/ 9 - 10، وفي "الكبرى"(8)، وأبو عوانة 4/ 410، وأبو يعلى (7240)، وابنُ حبان (1071)، والبيهقي 8/ 205 من طريق يحيى القطان، به.

وأخرجه بتمامه ومختصراً أبو عوانة 1/ 193 و 4/ 409 - 410، والنسائي في "المجتبى" 7/ 105، وفي "الكبرى"(3529)، والقضاعي (1134) من طرق عن قُرَّة بن خالد، به.

وأخرجه البخاري (7157) من طريق خالد الحذاء، عن حميد بن هلال، به، بذكر قصة المرتد. وسيأتي مختصراً بهذه القصة في مسند معاذ 5/ 231. وانظر شواهده هناك.

وأخرجه الطيالسي (531) عن سليمان بن المغيرة، عن حميد، قال: قال أبو موسى الأشعري: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعي رجلان .. فذكر قصتهما. وهذا إسناد منقطع، ثم أشار الطيالسي إلى إسناده المتصل فقال: روى هذا الحديث يحيى بن سعيد، عن قُرَّة، عن حميد، عن أبي بردة، عن أبي موسى.

وأخرج منه قصة الرجلين اللذين سألا العمل: ابنُ أبي شيبة 12/ 215 - ومن طريقه مسلم ص 1456 (1733)(14)، والبغوي في "شرح السنة"(2466) - والبخاري (7149)، وابنُ خزيمة كما في "إتحاف المهرة" 10/ 63، وأبو عوانة 4/ 408، وابن حبان (4481)، والبيهقي 10/ 100 من طريق أبي أسامة، عن بُريدِ بن عبد الله بن أبي بردة، عن جده أبي بردة، به. قال =

ص: 441

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= البغوي: هذا حديث متفق على صحته.

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 271 من طريق سعيد بن أبي بردة، وأبو داود (4355) -ومن طريقه البيهقي 8/ 206 - من طريق طلحة بن يحيى وبُريد بن عبد الله بن أبي بردة، و (4356) من طريق حفص، عن الشيباني، أربعتهم عن أبي بردة، عن أبي موسى، به، بذكر قصة المرتد. وفي رواية الشيباني: فدعاه عشرين ليلة، أو قريباً منها، فجاء معاذ، فدعاه، فأبى، فضرب عنقه. قال أبو داود: ورواه عبد الملك بن عمير، عن أبي بردة، ولم يذكر الاستتابة، ورواه ابنُ فُضيل عن الشيباني، عن سعيد بن أبي بردة، عن أبيه، عن أبي موسى، لم يذكر فيه الاستتابة.

وأخرجه ابنُ أبي شيبة أيضاً 2/ 272 من طريق علي بن مسهر، عن الشيباني، عن سعيد بن أبي بردة، عن أبيه، أن معاذاً قال لأبي موسى: كيف تقرأ القرآن

فذكره مرسلاً بقصة القيام.

وأخرجه البخاري (4341، 4342) عن موسى بن إسماعيل، والبيهقي في "الدلائل" 5/ 402 - 403 من طريق عبد الله بن عبد الوهاب الحَجَبي، كلاهما عن أبي عوانة، عن عبد الملك بن عمير، عن أبي بردة، قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا موسى ومعاذ بن جبل إلى اليمن

ثم قال: "يَسِّرا ولا تُعَسِّرا وبَشِّرا ولا تُنَفِّرا"

ثم ذكر قصة اليهودي المرتد، وقصةَ القيام. قال الحافظ في "الفتح" 8/ 61: هذا صورته مرسل، وقد عقَّبه المصنف (يعني البخاري) بطريق سعيد بن أبي بردة، عن أبيه، عن أبي موسى. وهو ظاهر الاتصال، وإن كان يتعلق بالسؤال عن الأشربة، لكن الغرض منه إثباتُ قصةِ بعثِ أبي موسى إلى اليمن. قلنا: وسترد عندنا في الرواية (19673).

قال الدارقطني في "العلل" 7/ 215: ورواه الهيثم بن جميل، عن أبي عوانة، عن عبد الملك، عن أبي بردة، عن أبي موسى، متصلاً، ثم قال: والصوابُ من حديث عبد الملك المرسل.

وقد سلف مختصراً بقصة الرجلين برقم (19508)، وذكرنا أحاديث باب =

ص: 442

19667 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي أَبُو بُرْدَةَ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا جَاءَهُ السَّائِلُ أَوْ ذُو الْحَاجَةِ، قَالَ:" اشْفَعُوا تُؤْجَرُوا، وَلْيَقْضِ اللهُ عز وجل عَلَى لِسَانِ رَسُولِهِ مَا شَاءَ " وَقَالَ: " الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ (1) بَعْضًا " وَقَالَ: " الْخَازِنُ الْأَمِينُ الَّذِي يُؤَدِّي مَا أُمِرَ بِهِ طَيِّبَةً بِهِ نَفْسُهُ أَحَدُ الْمُتَصَدِّقِينَ "(2).

= ذم الإمارة هناك، وذكرنا أرقام رواياته الواردة في "المسند" هناك.

قال السندي: قوله: قَلَصَت، أي: ارتفعت شَفَتُه، بسبب كون السواك تحتها.

قضاءُ الله ورسوله: بالرفع على أنه خبرٌ لمقدر، أي: ذاك -وهو قتلُ المرتد- قضاءُ الله ورسوله، ويمكن نصبُه بتقدير: عليك، أو خذ، ونحو ذلك.

وأرجو في نومتي: من الثواب والأجر، بناءً على أن النوم إذا قُصد به القوة على العبادة يكونُ فيه الأجر كما في العبادة.

(1)

في (ظ 13): بعضها.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطان، وسفيان: هو الثوري، وأبو بردة بن عبد الله: هو بُرَيْد.

وأخرج طرفَه الأول "اشفعوا تُؤْجَرُوا" النسائيُّ في "المجتبى" 5/ 77 - 78، وفي "الكبرى"(2337) من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد.

وأخرجه مجموعاً ومفرقاً: عبدُ بنُ حميد (556)، والبخاري (481) و (2260) و (6026)، و (6027)، والنسائي في "المجتبى" 5/ 79 - 80، وفي "الكبرى"(2341)، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 75، وابن حبان (232)، والطبراني في "مكارم الأخلاق"(130)، وابن عدي في "الكامل" 2/ 495، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 120، والقضاعي (620)، والخطيب في =

ص: 443

19668 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ يَحْيَى فِي حَدِيثِهِ: قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ. قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: عَنْ مُرَّةَ الْهَمْدَانِيِّ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" كَمُلَ مِنَ الرِّجَالِ كَثِيرٌ، وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّسَاءِ غَيْرُ (1) مَرْيَمَ بِنْتِ عِمْرَانَ وَآسِيَةَ امْرَأَةِ فِرْعَوْنَ، وَإِنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ "(2).

= "تاريخ بغداد 2/ 5، والبغوي في "شرح السنة" (3461) من طرق عن سفيان الثو ري، به.

قال البغوي: هذا حديث متفق على صحته. قلنا: وما وقع في بعض المصادر من قولهم: عن أبي بردة، عن أبيه، عن أبي موسى، المراد بـ "عن أبيه": جدُّه الأدنى أبو بُردة، كما نبهنا على ذلك في الرواية (19584): وسيرد كذلك في التعليق رقم (1) في الرواية (19706)، وانظر إسناد الرواية (19635). وجاء في "مكارم الأخلاق" للخرائطي: عن أبي بردة، عن أبيه عن أبي موسى، وأبو بُردة كنية بُريد بن عبد الله بن أبي بُردة.

وقوله: "اشفعوا تؤجروا، ولْيَقْضِ اللهُ على لسان رسوله ما شاء" سلف برقم (19584).

وقوله: "المؤمنُ للمؤمن كالبنيان يَشُدُّ بعضُه بعضاً" سلف برقم (19624).

وقوله:، الخازنُ الأمين الذي يؤدي .. " سلف برقم (19512).

(1)

في (ص): إلا.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر الحديث (19523).

عمرو بن مُرَّة: هو المرادي الجملي، وشيخُه مُرَّة: هو ابن شَرَاحيل الطيب.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(8353) مختصراً، واللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة"(2746) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

ص: 444

19669 -

حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنِي أَبُو الْعُمَيْسِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: كَانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ يَوْمًا تَصُومُهُ (1) الْيَهُودُ تَتَّخِذُهُ (2) عِيدًا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" صُومُوهُ أَنْتُمْ "(3).

(1) في (ظ 13): يصومه.

(2)

في (ظ 13): يتخذوه.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة، وأبو العُميس: هو عتبة بن عبد الله بن عُتبة بن عبد الله بن مسعود، وقيس بن مسلم: هو الجَدَلي العَدْواني.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 55، والبخاري (2005) و (3942)، ومسلم (1131)، والنسائي في "الكبرى"(2848)، وأبو يعلى (7333)، وأبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة" 10/ 35 - 36)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 76، والبيهقي في "السنن الكبرى" 4/ 289، من طريق أبي أسامة، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (1131)(130) من طريق أبي أسامة، عن صدقة بن أبي عمران، عن قيس بن مسلم، به، وفيه زيادة: يُلبسون نساءهم فيه حُلِيَّهم وشارتهم.

قال الدارقطني في "العلل" 7/ 237: يرويه أبو عميس وصدقة بن أبي عمران، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، عن أبي موسى، وهو صحيح عنهما.

وأخرجه أبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة" 10/ 35 - 36)، وابن حبان (3627) من طريق حفص بن غياث عن أبي عميس، به. بلفظ: كانت يهود تتخذ يوم عاشوراء عيداً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"خالفوهم، صوموا أنتم". فترجم له ابن حبان بقوله: ذكر الأمر بصيام يوم عاشوراء، إذ اليهود كانت تتخذه عيداً، فلا تصومُه. قلنا: ليس في الحديث ما يشير إلى أن اليهود =

ص: 445

19670 -

حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ دُفِعَ إِلَى كُلِّ مُؤْمِنٍ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمِلَلِ، فَقَالَ لَهُ: هَذَا فِدَاؤُكَ مِنَ النَّارِ "(1).

= كانت لا تصومه، كما ذكر ابنُ حبان. بل كانت تصومه كما في هذه الرواية.

وخالف أبا عميس رقبةُ بنُ مصقلة -كما عند النسائي في "الكبرى"(2849) - فرواه عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، عن النبي صلى الله عليه وسلم، لم يذكر أبا موسى.

وفي الباب عن جابر، سلف برقم (14663)، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.

وانظر أحاديث: ابن مسعود (4024)، وقيس بن سعد (15477)، وهند ابن أسماء (15962)، وعبد الله بن الزبير (16132)، وأسماء بن حارثة (16716)، وبعجة بن عبد الله 6/ 467.

قال السندي: قوله: "صوموه أنتم"، أي: موافقةً لموسى، لا موافقةً لليهود، ولذلك جاء:"نحن أحق بموسى منهم" والله تعالى أعلم.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناده حسن، طلحةُ بنُ يحيى -وهو ابن طلحة القرشي التيمي- من رجال مسلم، وهو صدوق حسن الحديث وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو أسامة: هو حمّاد بن أسامة.

وأخرجه مسلم (2767)(49)، وأبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة" 10/ 96 - 97)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 80 و 189، والبيهقي في "شعب الإيمان"(375)، وفي "البعث والنشور"(90)(91) من طريق أبي أسامة، بهذا الإسناد. وزاد أبو نعيم: قال أبو أسامة: هذا خير للمؤمنين من الدنيا وما فيها. وإسناده كأنك تنظر إليه.

وأخرجه عبد بن حميد (537)، وأبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة" 10/ 97)، والبيهقي في "الشعب"(375) من طريق عبيد الله بن موسى، وأبو =

ص: 446

19671 -

حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ قَالَ: قَالَ أَبُو مُوسَى: قَدِمْتُ مِنَ الْيَمَنِ قَالَ: فَقَالَ لِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " بِمَ أَهْلَلْتَ؟ " قَالَ: قُلْتُ: بِإِهْلَالٍ كَإِهْلَالِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: فَقَالَ: " هَلْ مَعَكَ مِنْ هَدْيٍ؟ " قَالَ: قُلْتُ، يَعْنِي لَا. قَالَ: فَأَمَرَنِي، فَطُفْتُ بِالْبَيْتِ وَبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، ثُمَّ أَتَيْتُ امْرَأَةً مِنْ قَوْمِي، فَمَشَطَتْ رَأْسِي، وَغَسَلَتْهُ، ثُمَّ أَحْلَلْتُ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ أَهْلَلْتُ بِالْحَجِّ. قَالَ: فَكُنْتُ أُفْتِي النَّاسَ بِذَلِكَ إِمَارَةَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُمَا، فَبَيْنَا أَنَا وَاقِفٌ فِي سُوقِ الْمَوْسِمِ، إِذْ جَاءَ رَجُلٌ فَسَارَّنِي، فَقَالَ: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فِي شَأْنِ النُّسُكِ. قَالَ: قُلْتُ: أَيُّهَا النَّاسُ، مَنْ كُنَّا أَفْتَيْنَاهُ فِي شَيْءٍ فَلْيَتَّئِدْ، فَهَذَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ قَادِمٌ عَلَيْكُمْ، فَبِهِ فَأْتَمُّوا. قَالَ: فَقَالَ لِي: إِنْ نَأْخُذْ بِكِتَابِ اللهِ تَعَالَى، فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالتَّمَامِ، وَإِنْ نَأْخُذْ بِسُنَّةِ نَبِيِّنَا صلى الله عليه وسلم، فَإِنَّهُ لَمْ يَحِلَّ حَتَّى نَحَرَ الْهَدْيَ (1).

= عوانة أيضاً من طريق الفضل بن موسى، كلاهما عن طلحة، به، بزيادة في أوله هي قوله صلى الله عليه وسلم:"إن هذه الأمة أمةٌ مرحومةٌ، عذابُها بأيديها"، وسلفت في الرواية (19658).

وسلف برقم (19485)، وانظر الكلام عليه هناك.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (19505) غير شيخ أحمد، فهو هنا أبو داود الحَفَريّ، وهو عمر بن سعد، الكوفي، من رجال مسلم.

وسلف برقم (19505).

ص: 447

19672 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا مُغِيرَةُ الْكِنْدِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ (1) أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنِّي لَأَتُوبُ إِلَى اللهِ عز وجل فِي كُلِّ يَوْمٍ مِئَةَ مَرَّةٍ ". قَالَ عَبْدُ اللهِ: يَعْنِي مُغِيرَةَ بْنَ أَبِي الْحُرّ (2).

(1) في (م): عن، وهو خطأ.

(2)

صحيح من حديث الأغَرِّ المزني، وهذا إسنادٌ خالف فيه المغيرة الكندي، فرواه عن سعيد بن أبي بردة، عن أبيه، عن جده أبي موسى.

ورواه ثابت البناني وعمرو بن مرة، فقالا: عن أبي بردة، عن الأغَرِّ المُزني، كما سلف برقمي (18291) و (18292). قال العُقيلي في "الضعفاء" 4/ 175: وهذا أولى، وقال الدارقطني في "العلل" 7/ 217: وهو أشبههما بالصواب، وقال المِزّي في "تحفة الأشراف" 6/ 462: المحفوظ حديث أبي بردة، عن الأغر المزني، وقال الذهبي في "ميزان الاعتدال" (في ترجمة المغيرة الكندي): وهذا أشبه.

قلنا: وقد رواه حميد بن هلال، فقال: عن أبي بردة، عن رجل من المهاجرين، كما سلف برقم (18293)، فذكر الحافظُ أن هذا الرجل هو الأغر المزني، كما ذكرنا هناك.

وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. وكيع: هو ابن الجَرَّاح.

وأخرجه ابن ماجه (3816) عن علي بن محمد الطنافسي، عن وكيع، بهذا الإسناد، بلفظ:"سبعين مرة"، بدل:"مئة مرة".

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 298، 13/ 462، وعبد بن حميد (558)، والنسائي في "الكبرى"(10275) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(441) - والعقيلي في "الضعفاء" 4/ 175، والطبراني في "الأوسط"(3749)، وفي "الدعاء"(1809)، والصيداوي في "معجم الشيوخ" 300 - 301، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 1/ 60، والمزي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة المغيرة بن =

ص: 448

19673 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: بَعَثَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنَا وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ إِلَى الْيَمَنِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ شَرَابًا يُصْنَعُ بِأَرْضِنَا يُقَالُ لَهُ: الْمِزْرُ مِنَ الشَّعِيرِ، وَشَرَابٌ يُقَالُ لَهُ: الْبِتْعُ مِنَ الْعَسَلِ، فَقَالَ:

= أبي الحُرّ) من طريق أبي نعيم، عن المغيرة بن أبي الحر الكندي، به. قال الطبراني في "الأوسط": لم يرو هذا الحديث عن سعيد بن أبي بردة إلا المغيرة ابن أبي الحُرّ.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(10274) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(440) - والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 289، والطبراني في "الدعاء"(1810)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(6789) من طريق موسى بن عقبة، عن أبي إسحاق، عن أبي بردة، عن أبي موسى، به.

قال أبو حاتم -كما في "العلل" 2/ 187 - : ورواه إسرائيل، عن أبي إسحاق عن أبي بكر وأبي بردة ابني أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه، ولم يذكرا أبا موسى. وقال: وحديث إسرائيل أَشْبَهُ إذ كان هو أحفظ.

قلنا: سيرد من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي بردة، بذكر أبي موسى، مرفوعاً في مسند حذيفة 5/ 394.

وفي الباب عن عبد الله بن عمر، سلف برقم (4726)، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.

قال السندي: قوله: إني لأتوبُ إلى الله: ترغيبٌ لأمته في الإكثار من التوبة والاستغفار، فإنه إذا كان مع ما أعطاه الله تعالى من العصمة أولاً والمغفرة ثانياً يتوبُ هذا العدد كل يوم، فكيف غيرُه، وبالجملة فالإكثارُ من التوبة يستجلب محبة الله تعالى. قال تعالى:{إن الله يحب التوابين} [البقرة: 222] فلذلك كان يكثر صلى الله عليه وسلم، ويُرَغِّبُ الأمة في الإكثار منها، والله تعالى أعلم.

ص: 449

" كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ "(1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وسعيد بن أبي بردة: هو ابن أبي موسى الأشعري.

وأخرجه الإمام أحمد في "الأشربة"(224) عن وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (1733) ص 1586 عن وكيع، به.

وعلَّقه البخاري عقب (4345) و (7172) عن وكيع بصيغة الجزم به، ووصلَه عنه برقم (3038) بقطعة أخرى من الحديث، سترد في الرواية (19699).

وأخرجه الطيالسي (497) -ومن طريقه النسائي في "المجتبى" 8/ 298، وفي "الكبرى"(5105)(6815)، وأبو عوانة 5/ 263، والبيهقي في "السنن" 8/ 291 - عن شعبة، به. وعن الطيالسي علَّقه البخاري بصيغة الجزم عقب (4345) و (7172).

وأخرجه أبو عوانة 5/ 263 - 264، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 217 من طرق عن شعبة، به، وعلَّقه البخاري عقب (4345) و (7172) بصيغة الجزم عن النضر بن شميل، ويزيد بن هارون، عن شعبة. وسترد روايتهما موصولة في تخريج الروايتين (19699) و (19742).

ورواه سليمان الشيباني، واختلف عنه:

فرواه خالدُ بنُ عبد الله الواسطي كما عند البخاري (4343) عنه، عن سعيد ابن أبي بردة، عن أبي بردة، به.

ورواه عليُّ بنُ مسهر كما عند ابن أبي شيبة 8/ 100، وأبي عوانة 5/ 264، وابنُ فضيل كما عند النسائي في "المجتبى" 8/ 300، و"الكبرى"(5114)، وابن حبان (5377)، وجريرُ بنُ عبد الحميد وعبدُ الواحد بن زياد كما عند البخاري (4343) تعليقاً بصيغة الجزم، أربعتهم عن الشيباني، عن أبي بردة، به. وروايةُ جرير بن عبد الحميد وصلها الإسماعيلي -فيما قال الحافظ في "الفتح" 8/ 63.

وأخرجه الدارمي (2098)، والنسائي في "المجتبى" 8/ 298، وفى "الكبرى"(5106) والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4974)، وفي "شرح =

ص: 450

19674 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنِي بُرَيْدُ بْنُ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا مَرَّ أَحَدُكُمْ بِالنَّبْلِ فِي الْمَسْجِدِ، فَلْيُمْسِكْ بِنُصُولِهَا "(1).

19675 -

حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ دُفِعَ إِلَى كُلِّ مُؤْمِنٍ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمِلَلِ، فَيُقَالُ لَهُ: هَذَا فِدَاؤُكَ مِنَ النَّارِ "(2).

= معاني الآثار" 4/ 220 من طريق إسرائيل، والطحاوي في "شرح المشكل" (4973)، وفي "شرح معاني الآثار" 4/ 220، من طريق شريك، وفي "شرح مشكل الآثار" (4975)، و"شرح معاني الآثار" 4/ 220 من طريق الفضيل، ثلاثتهم عن أبي إسحاق (هكذا غير منسوب، والظاهر أنه السبيعي، للرواة عنه)، عن أبي بردة، به.

وسلفت قطعة أخرى منه برقم (19508).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح، وبريد بن أبي بردة: هو بُريد بن عبد الله بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري، والمراد بقوله:"عن أبيه": جدُّه أبو بردة، وبقوله:"عن جدِّه": جدُّه الأعلى أبو موسى الأشعري، كما صُرِّحَ به في غير رواية.

وأخرجه ابنُ أبي شيبة 2/ 436 عن وكيع، بهذا الإسناد مرفوعاً.

وأخرجه كذلك 8/ 582 عن وكيع، به موقوفاً. فإن صح ما في المطبوع، فلعل بُريداً حدث به مرفوعاً تارة، وموقوفاً تارة أخرى. كما ذكر هو عقب الرواية (19546).

وقد سلف مطولاً برقم (19488).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، وهو مكرر (19670) سنداً ومتناً.

ص: 451

19676 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ، عَنْ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:" إِذَا تَوَجَّهَ (1) الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا، فَقَتَلَ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ، فَهُمَا فِي النَّارِ " قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا الْقَاتِلُ، فَمَا بَالُ الْمَقْتُولِ؟ قَالَ:" إِنَّهُ (2) أَرَادَ قَتْلَ صَاحِبِهِ "(3).

(1) في (م): تواجه.

(2)

في (ق): لأنه.

(3)

صحيح لغيره، وهذا إسناد منقطع، الحسن -وهو البصري- لم يسمع من أبي موسى، وبقيةُ رجاله ثقاتٌ رجال الشيخين. سليمان: هو ابن طَرْخان التَّيْمي.

وأخرجه ابنُ أبي شيبة 15/ 44، وعبد بنُ حميد (543). وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/ 124، و"الكبرى"(3583) عن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، وأبو نعيم في "الحلية" 3/ 36 من طريق الحارث بن أبي أسامة، أربعتهم عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

قال أبو نعيم: كذا رراه سليمان عن الحسن، وأرسله عن أبي موسى، وصحيحُه رواية الأحنف بن قيس، عن أبي بكرة.

قلنا: ورواية الحسن عن أبي موسى محفوظةٌ أيضاً، فقد ذكرها الدارقطني في "العلل" 7/ 252، ثم ذكر رواية الحسن عن الأحنف بن قيس عن أبي بكرة، وقال: وهو صحيح عنه. قلنا: يعني صحيح عنه كذلك، وأراد الدارقطني أن الطريقين محفوظان، وعبارةُ أبي نُعيم تشير إلى أن الصحيح حديث أبي بكرة، وأن حديث أبي موسى خطأ غير محفوظ! ثم إن المزي ذكر الطريقين في "تحفة الأشراف" 6/ 408 - 409، ولم يُشر إلى أن أحدهما غير محفوظ.

وأخرجه ابن ماجه (3964) عن أحمد بن سنان، عن يزيد بن هارون، عن =

ص: 452

19677 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا دَاوُدُ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: اسْتَأْذَنَ أَبُو مُوسَى عَلَى عُمَرَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُمَا ثَلَاثًا، فَلَمْ يُؤْذَنْ لَهُ، فَرَجَعَ، فَلَقِيَهُ عُمَرُ، فَقَالَ: مَا شَأْنُكَ رَجَعْتَ؟ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مِنْ اسْتَأْذَنَ ثَلَاثًا، فَلَمْ يُؤْذَنْ لَهُ، فَلْيَرْجِعْ ". فَقَالَ: لَتَأْتِيَنَّ عَلَى هَذَا بِبَيِّنَةٍ، أَوْ لَأَفْعَلَنَّ وَلَأَفْعَلَنَّ، فَأَتَى مَجْلِسَ قَوْمِهِ، فَنَاشَدَهُمُ اللهَ تَعَالَى، فَقُلْتُ: أَنَا مَعَكَ. فَشَهِدُوا لَهُ بِذَلِكَ (1)، فَخَلَّى سَبِيلَهُ (2).

19678 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ. وهَاشِمٌ، يَعْنِي ابْنَ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ (3)، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ

= سليمان وسعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن الحسن، به.

قال المزي في "تحفة الأشراف" 6/ 408 - بعد أن ذكر طريق يزيد بن هارون الأولَ عند النسائي، وطريقَه الثاني عند ابن ماجه عن أحمد بن سنان-: كذا قال، والصواب الأول. قلنا: يعني الطريق التي ليس فيها زيادة قتادة بين سليمان التيمي والحسن. وهي رواية أحمد هذه.

وسيرد من طريق يزيد، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن الحسن، برقم (19751)، وليس فيه ذكر سليمان.

وسلف برقم (19590)، وأشرنا هناك إلى حديث أبي بكرة الذي يَصِحُّ به.

(1)

لفظة "بذلك" ليست في (ظ 13) ولا (ص)، وأشير إليها في (س) بنسخة.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (11145) سنداً ومتناً.

وسلف برقم (19510).

(3)

قوله: "وهاشم يعني ابن القاسم، حدثنا المسعودي" ليس في (ظ 13).

ص: 453

عَنْ جَدِّهِ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ أُمَّتِي أُمَّةٌ مَرْحُومَةٌ لَيْسَ عَلَيْهَا فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ، إِنَّمَا عَذَابُهَا فِي الدُّنْيَا الْقَتْلُ والْبَلَابِلُ وَالزَّلَازِلُ ". قَالَ أَبُو النَّضْرِ: " بِالزَّلَازِلِ وَالْقَتْلِ وَالْفِتَنِ "(1).

(1) ضعيف، يزيد -وهو ابن هارون- وهاشم بن القاسم، رويا عن المسعودي -وهو عبدُ الرحمن بنُ عبد الله- بعد الاختلاط، وقد اختُلف فيه على أبي بردة -كما سيرد- اختلافاً كثيراً.

وأخرجه عبدُ بنُ حميد (536)، والحاكم في "المستدرك" 4/ 444 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد! ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي!. وأخرجه أبو داود (4278) من طريق كثير بن هشام، والقضاعي في "مسند الشهاب"(969) من طريق معاذ بن معاذ، كلاهما عن المسعودي، به.

واختُلف فيه على أبي بُردة:

فرواه عن أبي بردة عن أبي موسى:

سعيدُ بنُ أبي بردة، كما في هذه الرواية.

ومعاويةُ بنُ إسحاق، كما في الرواية (19658)، وفي إسنادها مجهول.

وعمرو بن قيس السَّكوني، وفي طريقه أبو القاسم الحمصي لم نعرفه.

والوليدُ بنُ عيسى أبو وهب -قال البخاري: فيه نظر.

وليثُ بنُ أبي سُلَيْم، وهو ضعيف.

ومحمدُ بنُ إسحاق بن طلحة التيمي. وروايات هؤلاء الأربعة المذكورين آخراً أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 38 - 39. ومحمد بنُ إسحاق ابن طلحة التيمي هذا؛ قال فيه أبو حاتم -كما في "الجرح والتعديل" =

ص: 454

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= 7/ 194 - 195 - : لا أعرفُ محمد بن إسحاق بن طلحة يحدث عن أبي بردة، إنما يروي عن أبي بردة إسحاقُ بنُ يحيى بن طلحة. قلنا: وهو ضعيف.

ورواه رياحُ بنُ الحارث، كما عند البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 39، والحاكم في "المستدرك" 4/ 253 - 354 عن أبي بردة، قال: بينا أنا واقف في السوق في إمارة زياد، إذ ضربتُ بإحدى يديَّ على الأخرى تعجباً، فقال رجلٌ من الأنصار قد كانت لوالده صحبةٌ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم: ممَّ تعجبُ يا أبا بردة؟ قلتُ: أعجبُ من قومٍ دينُهم واحد، ونبيُّهم واحد، ودعوتُهم واحدة، وحجُّهم واحد، وغزوهُم واحد، يستحلُّ بعضُهم قتل بعض! قال: فلا تعجب، فإني سمعتُ والدي أخبرني أنه سمع رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:"إنَّ أمتي أمةٌ مرحومة، ليس عليها في الآخرة حساب ولا عذاب، إنما عذابُها في القتل والزلازل والفتن". قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد! ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي! قلنا: شيخ أبي بردة في هذا الإسناد مبهم، فلا يصحّ.

ورواه أبو بكر بن عياش، عن أبي حَصِين (وهو عثمان بن عاصم الأسدي) عن أبي بُردة، قال: كنتُ عند عُبيد الله بن زياد، فأُتي برؤوس الخوارج، فكلما مرُّوا عليه برأسٍ قال: إلى النار، فقال له عبدُ الله بنُ يزيد: أولا تدري! سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "عذابُ هذه الأمة جُعل بأيديها في دنياها". أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 38، والحاكم في "المستدرك" 1/ 49 - 50 و 4/ 254، والقضاعي في "مسند الشهاب"(1000)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 4/ 205 من طرق عن أبي بكر بن عياش، عن أبي حَصِين. وهذا إسنادٌ رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي بكر بن عياش، فروايته في مذقدمة مسلم. وصححه الحاكم على شرط الشيخين! وقال: لا أعلم له علة، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي! مع أن أبا بكر بن عياش روايته في مقدمة مسلم، كما ذكرنا. وهذه الروايةُ قد ضعَّفها أحمدُ بنُ حنبل، فيما حكاه ابن أبي حاتم في =

ص: 455

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= "المراسيل" ص 91 - 92، فقد نقل عن الأثرم قولَه: قيل لأبي عبد الله أحمد ابن حنبل: ليست لعبد الله بن يزيد صحبةٌ صحيحةٌ؟ قال: أما صحيحة فلا. ثم قال: شيءٌ يرويه أبو بكر بن عياش، عن أبي حَصِين، عن أبي بردة، عن عبد الله بن يزيد قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، وضعَّفه أبو عبد الله، وقال: ما أرى ذاك بشيء.

قلنا: وقد أورد الحاكم 1/ 50 شاهداً تابع أبا حَصِين فيه الحسنُ بنُ الحكم النخعي، وصححه، لكن سكت عنه الذهبي.

وقال الحاكم في 4/ 254: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، إنما أخرج مسلمٌ وحده حديثَ طلحة بن يحيى، عن أبي بردة، عن أبي موسى:"أمتي أمةٌ مرحومة".

قلنا: إنما انتقى مسلمٌ منه لفظَ حديثِ الفداء السالف برقم (19485).

ورواه حُميد -وهو ابن هلال- عن أبي بردة، أنه خرج من عند زياد أو ابن زياد، فجلس إلى رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: سمعتُ النبي صلى الله عليه وسلم

أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 39 عن موسى بن إسماعيل التَّبوذكي، عن حماد بن سلمة، عن يونس بن عبيد، عنه.

ورواه عليُّ بنُ مدرك عند البخاري كذلك 1/ 39 - 40 عن أبي بردة قال: حدثني رجل من الأنصار، عن بعض أهله يرفعه:"هذه أمة مرحومة". وشيخُ أبي بردة الرجلُ من الأنصار مبهم.

وقد أشار شيخُ الصنعة الإمام أبو عبد الله البخاري في كتابه "التاريخ الكبير" 1/ 39 بعد أن أورد طرق هذا الحديث وبيَّن ما فيها من اضطراب: والخبرُ عن النبي صلى الله عليه وسلم في الشفاعة وأن قوماً يعذَّبون ثم يخرجون كثر وأبينُ وأَشهَر. وهذا يدلُّ على أن البخاري رحمه الله أضاف إلى اضطراب السند نقد المتن وأنه مخالف للأحاديث الصحيحة التي تكاد تكون متواترة بأن أناساً من أمة محمدٍ صلى الله عليه وسلم يدخلون النار ثم يخرجون منها بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم.

ص: 456

19679 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ السَّكْسَكِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا بُرْدَةَ بْنَ أَبِي مُوسَى وَاصْطَحَبَ هُوَ ويَزِيدُ بْنُ أَبِي كَبْشَةَ فِي سَفَرٍ، وَكَانَ يَزِيدُ يَصُومُ، فَقَالَ لَهُ أَبُو بُرْدَةَ: سَمِعْتُ أَبَا مُوسَى مِرَارًا يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا مَرِضَ الْعَبْدُ، أَوْ سَافَرَ، كُتِبَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ مِثْلُ مَا كَانَ يَعْمَلُ مُقِيمًا صَحِيحًا "(1).

= وسيكرر الحديث برقم (19752).

قال السندي: قوله: والبلابل: هي الهموم والأحزان، وبلبلةُ الصدر وَسواسُه.

(1)

إسناده صحيح على شرط البخاري. إبراهيم بن إسماعيل السكسكي -وهو إبراهيم بن عبد الرحمن بن إسماعيل أبو إسماعيل، نَسَبَهُ إلى جدِّه- من رجاله، وهو -وإن كان ضعيفاً- قد انتقى له البخاريُّ هذا الحديثَ. وبقيةُ رجاله ثقاتٌ رجال الشيخين. يزيد: هو ابنُ هارون. ويزيدُ بن أبي كبشة المذكور في القصة: شاميٌّ ثقة، وَلِيَ خَرَاجَ السِّنْد لسليمان بن عبد الملك، ومات في خلافته، وليس له في البخاري ذِكْرٌ إلا في هذا الموضع، واسم أبيه أبي كبشة: حَيْوِيل، كما قال الحافظ في "الفتح" 6/ 136.

وأخرجه ابنُ أبي شيبة في "مصنفه" 3/ 230، وعبدُ بن حميد في "المنتخب"(534)، والبخاري (2996)، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 1/ 60، والبيهقي في "السنن" 3/ 374، وفي "شعب الإيمان"(9928) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وأخرجه هناد في "الزهد"(435) من طريق محمد بن عبيد، وأبو داود =

ص: 457

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= (3091)، والحاكم في "المستدرك" 1/ 341 من طريق هُشَيْم، كلاهما عن العَوَّام بن حَوْشَب، به. ولفظُه (عند أبي داود والحاكم):"إذا كان العبد يعمل عملاً صالحاً، فشَغَلَه عن ذلك مرضٌ أو سفرٌ، كُتِبَ له كصالح ما كان يعمل وهو صحيحٌ مقيمٌ". قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط البخاري، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. قلنا: سقط من مطبوع "المستدرك" و"تلخيصه" اسمُ العوام بن حَوْشَب من الإسناد.

قال الدارقطني في "التتبع" ص 166: لم يسنده غير العوّام، وخالفه مِسْعَرٌ، رواه عن إبراهيم السكسكي، عن أبي بردة قوله، ولم يذكر أبا موسى، ولا النبيَّ صلى الله عليه وسلم.

فقال الحافظُ في "مقدمة الفتح" ص 363: مِسْعَرٌ أحفظُ من العوّام بلا شك، إلا أنَّ مثل هذا لا يُقال من قِبلَ الرأي، فهو في حكم المرفوع، وفي السياق قصةٌ تدلُّ على أن العوّام حَفِظَه

وقد قال أحمدُ ابنُ حنبل: إذا كان في الحديث قصةٌ، دلَّ على أن راويه حَفِظَه، والله أعلم.

قلنا: وقد أخرجه ابن حبان (2929)، والطبراني في "الصغير"(778) من طريق أحمد بن أبي الحواري، عن حفص بن غياث، عن العوّام ومِسْعَر، عن إبراهيم السَّكْسكي، عن أبي بردة، عن أبي موسى. قال الدارقطني في "العلل" 7/ 202: حَمَلَ حديثَ أحدهما على الآخر.

قلنا: لكن الطبراني ظن أن حفصَ بنَ غياث رواه عن مِسْعَر، عن إبراهيم السكسكي، عن أبي بردة، عن أبي موسى، مرفوعاً. كما قال عقب الحديث (8604) في "الأوسط".

وقد اختُلف فيه على مِسْعَر بن كِدام كذلك:

فقد رواه رَوَّادُ بنُ الجَرَّاح، كما عند الطبراني في "الأوسط"(8604) عن مِسْعَر، عن سعيد بن أبي بردة، عن أبي بردة، عن أبي موسى، مرفوعاً. ورَوًّادُ ابنُ الجَرَّاح صدوقٌ اختلط بأَخَرَةٍ، فتُرك، ومع ذلك جعل الحافظُ سعيدَ بنَ أبي بردة في هذا الإسناد متابعاً لإبراهيم السَّكْسَكي، كما ذكر في "الفتح" 6/ 137. =

ص: 458

19680 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ وَعَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَا: حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ، الْمَعْنَى، قَالَ عَفَّانُ فِي حَدِيثِهِ: سَمِعْتُ أَبَا عِمْرَانَ الْجَوْنِيَّ يَقُولُ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي وَهُوَ بِحَضْرَةِ الْعَدُوِّ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ أَبْوَابَ الْجَنَّةِ تَحْتَ ظِلَالِ السُّيُوفِ ". قَالَ: فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ رَثُّ الْهَيْئَةِ، فَقَالَ: يَا أَبَا مُوسَى، أَأَنْتَ سَمِعْتَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ هَذَا؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَرَجَعَ إِلَى أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: أَقْرَأُ عَلَيْكُمُ السَّلَامَ. ثُمَّ كَسَرَ جَفْنَ سَيْفِهِ، ثُمَّ مَشَى بِسَيْفِهِ إِلَى الْعَدُوِّ، فَضَرَبَ بِهِ حَتَّى قُتِلَ (1).

19681 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الْعَمِّىُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" فِي الْجَنَّةِ خَيْمَةٌ مِنْ لُؤْلُؤَةٍ مُجَوَّفَةٍ، عَرْضُهَا سِتُّونَ مِيلًا، فِي كُلِّ زَاوِيَةٍ مِنْهَا أَهْلٌ مَا يَرَوْنَ الْآخَرِينَ، يَطُوفُ عَلَيْهِمُ الْمُؤْمِنُ "(2).

= وسيرد برقم (19753).

وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6482)، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (19538) غير أن شيخي أحمد هنا هما: عفّان، وهو ابن مسلم الصفَّار، وعبد الصمد، وهو ابنُ عبد الوارث.

(2)

إسناده صحيح على شرط البخاري: عليُّ بنُ عبد الله -وهو ابن المديني- من رجاله، وبقية رجاله ثقاتٌ رجال الشيخين. أبو عمران الجَوْني =

ص: 459

19682 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" جَنَّتَانِ مِنْ فِضَّةٍ، آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا، وَجَنَّتَانِ مِنْ ذَهَبٍ، آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا، وَمَا بَيْنَ الْقَوْمِ وَبَيْنَ أَنْ يَنْظُرُوا إِلَى رَبِّهِمْ تَعَالَى إِلَّا رِدَاءُ الْكِبْرِيَاءِ عَلَى وَجْهِهِ عز وجل فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ "(1).

= هو عبد الملك بن حبيب الأزدي، أو الكندي.

وأخرجه البخاري (4879)، ومسلم (2838)(24)، والترمذي (2528)، والنسائي في "الكبرى"(11562) مختصراً -وهو في "التفسير"(582) - وأبو يعلى (7332)، وابن حبان (7395)، والبغوي في "شرح السنة"(4379) من طرق عن عبد العزيز بن عبد الصمد، به. وجمع البخاري والترمذي والبغوي معه الحديثَ الآتي بعده. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وقال البغوي: هذا حديث متفق على صحته.

وسلف برقم (19576).

(1)

إسناده صحيح على شرط البخاري، وهو إسناد سابقه.

وأخرجه البخاري (7444) -ومن طريقه البغوي في "شرح السنة"(4380) - عن علي بن عبد الله، بهذا الإسناد. ووقع في مطبوع "شرح السنة" سقطٌ في الإسناد.

وأخرجه البخاري (4878) و (4880)، ومسلم (180)، والترمذي و (2528)، والنسائي في "الكبرى"(7765) و (11441) -وهو في "التفسير"(461) - وابنُ ماجه (186)، وابنُ أبي عاصم في "السنة"(613)، وأبو يعلى (7331)، والدُّولابي في "الكنى والأسماء" 2/ 71، وابنُ خزيمة في "التوحيد" ص 16، وأبنُ حبان (7386)، وابنُ منده في الإيمان (780)، واللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة"(831)، وأبو نُعيم في "الحلية" 2/ 316 =

ص: 460

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= 317، وفي "صفة الجنة"(437)، والبيهقي في "البعث والنشور"(238)، وفي "الاعتقاد والهداية" ص 82، وفي "الأسماء والصفات"(648)، والبغوي في "شرح السنة"(4379) من طرق عن عبد العزيز بن عبد الصمد العَمِّي، به.

وجمع البخاريُّ (4880) والترمذيُّ والبغويُّ (4379) إليه الحديثَ الذي قبله (19681).

قال الترمذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ، وقال البغوي: هذا حديثٌ متفقٌ على صحته.

وأخرجه موقوفاً من كلام أبي موسى ابنُ أبي شيبة 13/ 383 - ومن طريقه الحاكم في "مستدركه" 2/ 474 - 475 - عن عبد الصمد بن عبد الوارث، والحاكمُ أيضاً 1/ 84 - وعنه البيهقي في "البعث والنشور"(241) - من طريق آدم بن أبي إياس، كلاهما عن حماد بن سلمة، عن أبي عمران، عن أبي بكر ابن أبي موسى، عن أبي موسى في قوله عز وجل:{وَلِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ} [الرحمن:46] قال: جنّتان من ذهب للسابقين، وجنّتان من فضة للتابعين. وقرن الحاكمُ 1/ 84 بأبي عمران ثابتاً البُناني. قال الحكم 1/ 84: هذا إسناد صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه هكذا، إنما اخرجا من حديث الحارث بن عبيد وعبد العزيز بن عبد الصمد، عن أبي عمران الجَوْني، عن أبي بكر بن أبي موسى، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم:"جنتان من فضة" الحديث، وليس فيه ذكر السابقين والتابعين. قلنا: حديث الحارث بن عبيد سيرد برقم (19731)، ولم يخرجاه ووهم الحاكمُ في عزوه إليهما.

وأخرجه الطبراني في "التفسير" 27/ 146 من طريق مؤمَّل، عن حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن أبي بكر بن أبي موسى، عن أبيه. قال حماد: لا أعلمه إلا رفعه في قوله: {ولمن خافَ مقامَ ربِّه جَنَّتانِ}

الحديث.

وسيرد برقم (19731).

قال السندي: قوله: جنّتان مبتدأ، والابتداء بالنكرة جائز إذا كان الكلام مفيداً. =

ص: 461

19683 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " الْخَيْمَةُ دُرَّةٌ طُولُهَا فِي السَّمَاءِ سِتُّونَ مِيلًا، فِي كُلِّ زَاوِيَةٍ مِنْهَا أَهْلٌ لِلْمُؤْمِنِ، وَلَا (1) يَرَاهُمُ

= من فضة: يحتمل أنه خبر لجنتان، بتقدير: كائنتان من فضة، وقوله: آنيتُهما وما فيهما: بدل اشتمال من "جنتان"، أو من ضمير "كائنتان"، أو بتقدير: كائنة من فضة، وآنيتُهما فاعل الجار والمجرور، ويحتمل أنه خبر لما بعده، والجملة خبر "لجنتان".

بين القوم: أهل الجنة.

في جنات عدن: حال من ضمير ينظرون، أو خبر لمقدر: وذلك في جنات عدن، ثم الظاهر أن المراد برداء الكبرياء نفس صفة الكبرياء على أن الإضافة بيانية، وهذا هو الموافق لحديث:"الكبرياء ردائي" وحينئذ فلا يخفى أن ظاهر هذا الحديث يُفيد أنهم لا يَرَوْنَهُ تعالى، فإنه إذا كان رداء الكبرياء مانعاً من نظر أهل جنات عدن، فكيف غيرهم، وصفةُ الكبرياء من لوازم ذاته تعالى، لا يمكن زوالُها عنه، فيدوم المنعُ بدوامها، إلا أن يُقال: هي مانعة من دوام النظر، لا من أصل النظر، على أن معنى "وبين أن ينظُروا" أي: وبين أن يُديموا النظر، فلولا هي لدام نظرُهم، وذلك لأن المنعَ مِن مقتضياتِ المعاملة بهذه الصفة، وهي غير لازمة، وبهذا صارت صفةُ الكبرياء مانعةً عن دوام النظر دون أصلها، ويحتمل إن المراد برداء الكبرياء هي المعاملة بمقتضاها، لا نفس صفة الكبرياء، كما هو مقتضى الإضافة، إذ الأصلُ فيها التغاير، لا البيان، وهو المناسب للتعبير بالرداء، بناءً على أن الرداء عادة لا يلزم اللابس لزوم الإزار، وحينئذ فرداءُ الكبرياء وإن كان مانعاً من أصل النظر لكنه لكونه غير لازم يمكن النظر، وعلى الوجهين فالحديث مسوقٌ لإفادةِ كمالِ قرب أهل جنة عدن منه تعالى، والله تعالى أعلم.

(1)

في (ظ 13): لا. دون واو قبلها.

ص: 462

الْآخَرُونَ " (1).

19684 -

حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ دَيْلَمٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَتْ يَهُودُ يَأْتُونَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَيَتَعَاطَسُونَ عِنْدَهُ رَجَاءَ أَنْ يَقُولَ لَهُمْ: يَرْحَمُكُمُ اللهُ، فَكَانَ يَقُولُ لَهُمْ:" يَهْدِيكُمُ اللهُ، وَيُصْلِحُ بَالَكُمْ "(2).

* 19685 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ. قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، عَنْ بُرَيْدٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " تَعَاهَدُوا الْقُرْآنَ، فَإِنَّهُ أَشَدُّ تَفَلُّتًا مِنْ قُلُوبِ الرِّجَالِ مِنَ الْإِبِلِ مِنْ عُقُلِهَا (3) "(4).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عمران الجَوْني: هو عبد الملك بن حبيب الأزدي.

وأخرجه ابن أبي شيبة 13/ 105 - 106، وعبد بن حميد (544)، والدارمي (2833)، ومسلم (2838)(25) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (19576).

(2)

إسناده صحيح، وهو مكرر الحديث (19586)، غير أن شيخ الإمام أحمد في هذا الإسناد هو معاذ بن معاذ، وهو العنبري.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(10061)، وهو في "عمل اليوم والليلة"(232) من طريق معاذ بن معاذ، بهذا الإسناد.

(3)

في (ظ 13) و (م) و (ص): عقله.

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وقد شارك عبدُ الله بنُ أحمد أباه =

ص: 463

19686 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ صَدَقَةٌ ". قَالُوا: فَإِنْ لَمْ يَجِدْ؟ قَالَ: " يَعْتَمِلُ بِيَدَيْهِ، فَيَنْفَعُ نَفْسَهُ وَيَتَصَدَّقُ " قَالُوا: فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ أَوْ يَسْتَطِعْ؟ قَالَ: " يُعِينُ ذَا الْحَاجَةِ الْمَلْهُوفَ ". قَالُوا: فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ، أَوْ لَمْ يَفْعَلْ (1)؟ قَالَ:" يَأْمُرُ بِالْخَيْرِ ". قَالُوا: فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ أَوْ يَفْعَلْ؟ قَالَ: " يُمْسِكُ عَنِ الشَّرِّ، فَإِنَّهُ صَدَقَةٌ "(2).

19687 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَخِيهِ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: قَدِمَ رَجُلَانِ مِنَ الْأَشْعَرِيِّينَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: فَجَعَلَا يُعَرِّضَانِ بِالْعَمَلِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّ أَخْوَنَكُمْ عِنْدِي مَنْ يَطْلُبُهُ "(3).

= في رواية الحديث، وهو ثقة من رجال النسائي. محمدُ بنُ الصبَّاح: هو البزَّار الدُّولابي أبو جعفر البغدادي، وبُريد: هو ابن عبد الله بن أبي بُردة بن أبي موسى الأشعري.

وسلف برقم (19546) من طريق أبي أحمد الزبيري، عن بُريد، به.

(1)

في (ظ 13): أو يفعل.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر الحديث (19531)، إلا أن شيخ أحمد في هذا الإسناد هو محمد بن جعفر.

(3)

هو مكرر (19508) غير شيخ أحمد، فهو هنا عبد الرحمن بن مهدي. =

ص: 464

19688 -

حَدَّثَنَا أَبُو قَطَنٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، قَالَ: قَالَ أَبُو بُرْدَةَ، قَالَ أَبُو مُوسَى: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " تُسْتَأْمَرُ الْيَتِيمَةُ فِي نَفْسِهَا، فَإِنْ سَكَتَتْ فَقَدْ أَذِنَتْ، وَإِنْ أَنْكَرَتْ لَمْ تُكْرَهْ ". قُلْتُ لِيُونُسَ: سَمِعْتَهُ مِنْهُ - أَوْ سَمِعْتَهُ مِنْ أَبِي بُرْدَةَ -؟ قَالَ: نَعَمْ (1).

19689 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" أَبْشِرُوا وَبَشِّرُوا النَّاسَ: مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ صَادِقًا بِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ ". فَخَرَجُوا يُبَشِّرُونَ النَّاسَ، فَلَقِيَهُمْ عُمَرُ رضي الله عنه، فَبَشَّرُوهُ، فَرَدَّهُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" مَنْ رَدَّكُمْ؟ " قَالُوا: عُمَرُ. قَالَ: " لِمَ رَدَدْتَهُمْ يَا عُمَرُ؟ " قَالَ: إِذًا يَتَّكِلَ النَّاسُ يَا رَسُولَ اللهِ (2).

19690 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى

= وأخرجه النسائي في "الكبرى"(5931) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.

(1)

إسناده حسن. أبو قَطَن -وهو عَمرو بن الهيثم البصري- ويونس -وهو ابنُ أبي إسحاق السَّبِيعي- من رجال مسلم، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه الدارقطني 3/ 241 من طريق أبي قَطَن، بهذا الإسناد.

وهو مكرر (19516) غير شيخ أحمد.

(2)

صحيح، وهو مكرر الحديث (19597)، إلا أن شيخ الأمام أحمد هنا هو بهز، وهو ابن أسد العَمِّي.

ص: 465

عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَيْسَ مِنَّا مَنْ حَلَقَ وَخَرَقَ، وسَلَقَ "(1).

19691 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ الْأَسْوَدِ، قَالَ: قَالَ أَبُو مُوسَى: لَقَدْ ذَكَّرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه صَلَاةً كُنَّا نُصَلِّيهَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، إِمَّا نَسِينَاهَا، وَإِمَّا تَرَكْنَاهَا عَمْدًا، يُكَبِّرُ كُلَّمَا رَكَعَ، وَكُلَّمَا رَفَعَ، وَكُلَّمَا سَجَدَ (2).

* 19692 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ. قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ. حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، عَنْ بُرَيْدٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، قَالَ: سَمِعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رَجُلًا يُثْنِي

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، شريك: هو ابن عبد الله النَّخَعي الكوفي. ويزيد بنُ أبي زياد: هو الكوفي مولى الهاشميين. وكلاهما ضعيف. عبدُ الرحمن بن أبي ليلى: هو الأنصاري المدني، ثم الكوفي، وهو ثقة.

وأخرجه عبد الرزاق (6684) عن معمر، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: دخلنا على الأشعري، فبكت عليه أمُّ ولده، فنهيناها، وقلنا: أَعَلَى مثلِ أبي موسى تبكين؟ فقال: دعوها فلتُهْرِقْ من دمعها سَجْلاً أو سَجْلين، ولكني أشهدكم أني بريءٌ ممن حلق أو سلق أو خرق.

وسلف برقم (19535).

(2)

هو مكرر (19494) سنداً ومتناً. وجاء في هامش (ظ 13) عند هذا الحديث كلمة: معاد.

ص: 466

عَلَى رَجُلٍ، وَيُطْرِيهِ فِي الْمِدْحَةِ، فَقَالَ:" لَقَدْ أَهْلَكْتُمْ - أَوْ قَطَعْتُمْ - ظَهْرَ الرَّجُلِ "(1).

19693 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُؤَمَّلٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اللهُمَّ اجْعَلْ عُبَيْدًا أَبَا عَامِرٍ فَوْقَ أَكْثَرِ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ". قَالَ: فَقُتِلَ عُبَيْدٌ يَوْمَ أَوْطَاسٍ، وَقَتَلَ أَبُو مُوسَى قَاتِلَ عُبَيْدٍ. قَالَ: قَالَ أَبُو وَائِلٍ:

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وقد شارك عبدُ الله بنُ أحمد أباه في رواية الحديث، وهو ثقة من رجال النسائي. محمد بن الصبَّاح: هو البزاز الدولابي أبو جعفر البغدادي، وبُريد: هو ابن عبد الله بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري.

وأخرجه البخاري في "الصحيح"(2663) و (6060)، وفي "الأدب المفرد"(334)، ومسلم (3001)، وأبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة" 10/ 86)، والبيهقي في "السنن" 10/ 242، وفي "شُعب الإيمان"(4868) من طريق محمد بن الصبَّاح، بهذا الإسناد.

وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (5684)، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.

ونزيد هنا: حديث محجن الأدرع، سلف برقم (18976).

وحديث أبي بكرة، سيأتي 5/ 41.

قال السندي: قوله: ويُطريه: من الإطراء، وهو مجاوزة الحدِّ في المدح والكذب، ومعنى يُطريه، يعدّيه الحَدّ.

في المدحة: بكسر الميم وسكون الدال.

لقد أهلكتم؛ فإنه كثيراً ما يغترُّ الممدوح إذا علم بأنَّ أحداً مدحه، ولو بالكذب، فيصير هالكاً.

ص: 467

أَرْجُو (1) أَنْ لَا يَجْمَعَ اللهُ عز وجل بَيْنَ قَاتِلِ عُبَيْدٍ، وَبَيْنَ أَبِي مُوسَى فِي النَّارِ (2).

19694 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: لَقِيَ عُمَرُ أَسْمَاءَ بِنْتَ عُمَيْسٍ رضي الله عنهما، فَقَالَ: نِعْمَ الْقَوْمُ أَنْتُمْ، لَوْلَا أَنَّكُمْ سُبِقْتُمْ بِالْهِجْرَةِ، وَنَحْنُ أَفْضَلُ مِنْكُمْ. قَالَتْ: كُنْتُمْ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُ جَاهِلَكُمْ، وَيَحْمِلُ رَاجِلَكُمْ، وَفَرَرْنَا بِدِينِنَا، فَقَالَتْ: لَا أَنْتَهِي حَتَّى أَدْخُلَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَدَخَلَتْ، فَذَكَرَتْ مَا قَالَ لَهَا عُمَرُ رضي الله عنه، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " بَلْ لَكُمُ الْهِجْرَةُ مَرَّتَيْنِ: هِجْرَتُكُمْ

(1) في (ق) و (م): وإني لأرجو، وهي نسخة في (س).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف مُؤَمَّل، وهو ابن إسماعيل. وبقيةُ رجاله ثقات رجال الصحيح غير عاصم -وهو ابن أبي النَّجود- فمن رجال أصحاب السنن، وروى له البخاري ومسلم مقروناً، وهو حسن الحديث. أبو وائل: هو شَقيق بن سلمة.

وأخرجه ابنُ سعد في "الطبقات" 4/ 115 عن موسى بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. كذا وقع فيه موسى بدل مؤمل، فإن صحَّ ما في مطبوع "الطبقات"، يكون موسى بن إسماعيل -وهو ثقة- متابعاً لمؤمَّل بن إسماعيل، فيصحُّ الحديث من طريق ابن سعد.

وقوله: فقُتل عُبيد يوم أوطاس -بفاء التعقيب بعد الدعاء-: قد يُفهم منه أن عُبيداً -وهو أبو عامر الأشعري- قُتل بعد دعائه له صلى الله عليه وسلم، والصحيح أنه قُتل، فدعا له صلى الله عليه وسلم، كما في "صحيح" البخاري (4323) وغيره مما ذكرناه في تخريج الرواية (19567)، فانظرها.

ص: 468

إِلَى الْحَبَشَةِ، وَهِجْرَتُكُمْ إِلَى الْمَدِينَةِ " (1).

19695 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، قَالَ سَمِعْتُ أَبَا بُرْدَةَ زَمَنَ الْحَجَّاجِ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ رَأَى جِنَازَةً يُسْرِعُونَ بِهَا، فَقَالَ:" لِتَكُنْ (2) عَلَيْكُمُ السَّكِينَةُ "(3).

19696 -

حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مَالِكٍ أَبُو جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي مُوسَى فِي بَيْتِ ابْنَةِ أُمِّ الْفَضْلِ، فَعَطَسْتُ وَلَمْ يُشَمِّتْنِي، وَعَطَسَتْ فَشَمَّتَهَا، فَرَجَعْتُ إِلَى أُمِّي، فَأَخْبَرْتُهَا، فَلَمَّا جَاءَهَا قَالَتْ: عَطَسَ ابْنِي عِنْدَكَ فَلَمْ تُشَمِّتْهُ، وَعَطَسَتْ فَشَمَّتَّهَا! فَقَالَ: إِنَّ ابْنَكِ عَطَسَ، فَلَمْ يَحْمَدِ اللهَ تَعَالَى، فَلَمْ أُشَمِّتْهُ، وَإِنَّهَا عَطَسَتْ، فَحَمَدَتِ اللهَ تَعَالَى، فَشَمَّتُّهَا، وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" إِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ، فَحَمِدَ اللهَ، فَشَمِّتُوهُ، وَإِنْ لَمْ يَحْمَدِ اللهَ عز وجل، فَلَا تُشَمِّتُوهُ " فَقَالَتْ: أَحْسَنْتَ. أَحْسَنْتَ (4).

(1) حديث صحيح، وهو مكرر الحديث (19524)، إلا أن شيخ أحمد في هذا الإسناد هو أبو عبد الرحمن عبد الله بنُ يزيد المقرئ.

(2)

في (ظ 13): ليكن.

(3)

إسناده ضعيف، وهو مكرر الحديث (19612)، غير أن الإمام أحمد رواه هنا عن حجَّاج، وهو ابن محمد المِصِّيصي.

(4)

إسناده صحيح على شرط مسلم. عاصم بن كُليب من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" 3/ 683 - 684 - ومن طريقه البيهقي =

ص: 469

19697 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، يَعْنِي ابْنَ جَعْفَرٍ. قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرٌو، عَنْ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ أَحَبَّ دُنْيَاهُ، أَضَرَّ بِآخِرَتِهِ، وَمَنْ أَحَبَّ آخِرَتَهُ، أَضَرَّ بِدُنْيَاهُ، فَآثِرُوا مَا يَبْقَى عَلَى مَا يَفْنَى "(1).

= في "الشعب"(9330) - والبخاري في "الأدب المفرد"(941)، ومسلم (2992)، والحاكمُ في "المستدرك" 4/ 265 من طريق القاسم بن مالك، بهذا الإسناد. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. قلنا: قد أخرجه مسلم كما سلف.

وأخرجه البيهقي في "الشُّعَب"(9331) من طريق عبَّاد بن العَوَّام، عن عاصم بن كليب، به.

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (8346)، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.

قال الحافظ في "الفتح" 10/ 610: قال النووي: مقتضى هذا الحديث أنَّ من لم يَحْمَد اللهَ لم يُشَمَت -قلت: هو منطوقه، لكن هل النهي فيه للتحريم أو التنزيه؟ الجمهورُ على الثاني- قال: وأقلُّ الحمد والتشميت أن يُسْمِع صاحبَه، ويُؤخذ منه أنه إذا أتى بلفظ آخر غير الحمد لا يُشَمَّت.

قال السندي: فعطست، بفتح الطاء.

فلم يشمِّتني؛ بإعجام الشين، أو بإهمالها، وتشديد الميم.

(1)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه. المُطَّلبُ بن عبد الله -وهو ابنُ حنْطَب- لا يعرف له سماعٌ من الصحابة، فيما نقل الترمذي في "العلل الكبير" 2/ 964 عن البخاري. وقال أبو حاتم -كما في "المراسيل" ص 164 - : عامَّةُ روايته مرسل. قلنا: وبقية رجاله رجال الشيخين، غير سليمان بن داود الهاشمي، فمن رجال السنن، وروى عنه البخاري في كتاب "أفعال العباد"، وهو =

ص: 470

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= ثقة. عمرو: هو ابنُ أبي عمرو ميسرة، مولى المطَّلب بن عبد الله بن حنطب.

وأخرجه الحاكم 4/ 319، والبغوي في "شرح السنة"(4038) من طريقين، عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإسناد. قال الحاكم: هذا حديث صحيح، ووافقه الذهبي، ولم يتعقبه بانقطاعه، وتعقَّبه في الرواية بعده الآتية برقم (19698).

وأخرجه عبد بن حميد (568)، وابن أبي عاصم في "الزهد"(162)، وابن حبان (709)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(418)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(10337)، و"الآداب"(993)، و"الزهد الكبير"(451)، والبغوي في "شرح السنة"(4038) من طرق عن عمرو بن أبي عمرو، به.

وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/ 249، وقال: رواه أحمد والبزار والطبراني، ورجالهم ثقات.

وله شاهد من حديث أبي هريرة عند ابن أبي عاصم في "الزهد"(161) أخرجه عن هَدِيَّة بن عبد الوهاب، أخبرنا الفضل بن موسى، أخبرنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عنه مرفوعاً بلفظ:"من طلب الدنيا أضرَّ بالآخرة، ومن طلب الآخرة اضرَّ بالدنيا" فسمعته قال: "فأضروا بالفاني للباقي". وإسناده حسن من أجل محمد بن عمرو، وهو ابن علقمة بن وقاص، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين، غير ابن أبي عاصم، وهدية بن عبد الوهاب، فمن رجال ابن ماجه، وكلاهما ثقة، فيُحَسَّن به.

وسيرد بالحديث بعده.

وانظر حديث ابن عباس (2744)، وحديث ابن مسعود (3709)، وحديث ابن عمر (4764).

قال السندي: قوله: من أحب دنياه، فيسعى في تحصيلها وجمعها.

بآخرته: فإنه لا يتفرغ لتحصيلها، وأيضاً قد يكون مراعاة الدنيا محوجة إلى الإضرار بالآخرة.

فآثروا: أمر من الإيثار بمعنى الاختيار، قال تعالى:{بل تُؤثرون الحياة الدنيا والآخرةُ خيرٌ وأبقى} . [الأعلى: 16 - 17].

ص: 471

19698 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ الْمُطَّلِبِ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ أَحَبَّ دُنْيَاهُ، أَضَرَّ بِآخِرَتِهِ، وَمَنْ أَحَبَّ آخِرَتَهُ، أَضَرَّ بِدُنْيَاهُ، فَآثِرُوا مَا يَبْقَى عَلَى مَا يَفْنَى "(1).

19699 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ مُعَاذًا وَأَبَا مُوسَى إِلَى الْيَمَنِ، فَقَالَ:" بَشِّرُوا وَلَا تُنَفِّرُوا، وَيَسِّرُوا وَلَا تُعَسِّرُوا، وَتَطَاوَعَا وَلَا تَخْتَلِفَا " قَالَ: فَكَانَ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا فُسْطَاطًا يَكُونُ فِيهِ، يَزُورُ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ.

قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَظُنُّهُ عَنْ أَبِي مُوسَى (2).

(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه كسابقه.

أبو سَلَمة الخُزاعي: هو منصور بنُ سلمة، وعبد العزيز بنُ محمد: هو الدراوردي، وهما من رجال الصحيح.

وأخرجه ابن أبي الدنيا في "ذمّ الدنيا"(8)، والحاكم 4/ 308، والبيهقي في "السنن" 3/ 370، وفي "الشُّعب"(10337)، وفي "الآداب"(993) من طرق عن عبد العزيز بن محمد، بهذا الإسناد. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، فتعقَّبه الذهبي بقوله: فيه انقطاع.

وسلف بالحديث قبله، وذكرنا هناك شاهده الذي يحسن به.

(2)

حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أن عبد الله بن الإمام أحمد، لم يجزم باتصاله، فقال: أظنُّه عن أبي موسى، وقد جزم باتصاله =

ص: 472

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= من طريق وكيع البخاريُّ كما سيرد في التخريج، وسلف متصلاً من طريق وكيع في الرواية (19673) بقطعة أخرى من الحديث، وجاء متصلاً من طريقه في مصادر التخريج. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي.

وأخرجه مرسلاً البخاري (4344 - 4345) عن مسلم بن إبراهيم، و (7172) من طريق عبد الملك بن عمرو العَقَدي، كلاهما عن شعبة، بهذا الإسناد. ثم قال البخاري: وقال النضر وأبو داود ويزيد بن هارون ووكيع عن شعبة، عن سعيد بن أبي بردة، عن أبيه، عن جده، عن النبي صلى الله عليه وسلم. قلنا: يعني رووه متصلاً. وروايتا النضر بن شميل ويزيد بنِ هارون ستردان موصولتين في تخريج (19742)، ورواية الطيالسي ذكرناها موصولة في تخريج الرواية (19673).

وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة 9/ 60 - 61 - ومن طريقه مسلم (1733)(7)، والبيهقي في "السنن" 10/ 86 - والبخاري (3038) من طريق وكيع، بهذا الإسناد، متصلاً. ووقع عند ابن أبي شيبة مختصراً بلفظ:"يَسِّرا ولا تعسِّرا"، وعند الآخرين بتمامه.

وأخرجه الطيالسي (496) -ومن طريقه أبو عوانة 4/ 83 - 84 - ، والبيهقي في "السنن" 8/ 155 و"الدلائل" 5/ 401 - وأبو عوانة أيضاً من طريق أبي النضر، كلاهما عن شعبة، به، متصلاً. وعلَّقه البخاري في "الصحيح"(4345) و (7172) عن أبي داود الطيالسي، عن شعبة، به، متصلاً.

وأخرجه مسلم (1733) من طريق زيد بن أبي أنيسة وعمرو بن دينار، كلاهما عن سعيد بن أبي بردة، به، متصلاً. قال مسلم: وليس في حديث زيد ابن أبي أنيسة: "وتطاوعا ولا تختلفا".

وسلف برقم (19572)، وسيرد مطولاً (19742).

وانظر (19508).

قال السندي: قوله: فُسطاط، بضم الفاء، وفيه لغات، أي: خيمة، ولعل المراد أن كلاً منهما كان في طرف من الأرض، ولذا احتاج إلى خيمة على =

ص: 473

19700 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: مَرِضَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَاشْتَدَّ مَرَضُهُ، فَقَالَ:" مُرُوا أَبَا بَكْرٍ يُصَلِّي (1) بِالنَّاسِ ". فَقَالَتْ عَائِشَةُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ رَقِيقٌ، مَتَى يَقُومُ مَقَامَكَ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ. قَالَ:" مُرُوا أَبَا بَكْرٍ، فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ، فَإِنَّكُنَّ صَوَاحِبَاتُ يُوسُفَ " فَأَتَاهُ الرَّسُولُ، فَصَلَّى أَبُو بَكْرٍ بِالنَّاسِ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (2).

= حدة، ولم يكفهما خيمة واحدة.

(1)

في (ق): فليُصَلِّ. وهي نسخة في (س)، وهو الموافق للحديث بعده، ولمصادر التخريج. وفي (ص) و (م): يُصَلِّ.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. حسين بن علي: هو الجُعْفي، وزائدة: هو ابن قُدامة.

وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 3/ 178، وابنُ أبي شيبة 2/ 330، والبخاري (678)، ومسلم (420)، وابنُ أبي عاصم في "السنة"(1164)، وأبو عوانة في "مسنده" 2/ 120، والبيهقي في "السنن" 3/ 78، وفي "دلائل النبوة" 7/ 187، من طريق حسين بن علي، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (3385)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 451، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 406 - 407، وفي "شرح مشكل الآثار"(4212)، والطبراني في "الأوسط"(5002)، والبيهقي في "السنن" 8/ 152 من طرق عن زائدة، به. ووقع في مطبوع "الدلائل": عن عبد الملك، عن عمير، وهو خطأ. وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن عبد الملك بن عمير إلا زائدة.

وسيأتي برقم (19701). =

ص: 474

19701 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، يَعْنِي ابْنَ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: مَرِضَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" مُرُوا أَبَا بَكْرٍ، فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ ". فَذَكَرَهُ (1).

19702 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ الْحَارِثِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: " الصَّلَاةُ عَلَى ظَهْرِ

= وفي الباب عن العباس، سلف برقم (1784).

وعن ابن عباس، سلف برقم (2055).

وعن بُريدةَ الأسلمي، سيرد 5/ 361.

وعن عائشة، سيرد 6/ 96 و 159.

وعن عبد الله بن عمر بن الخطاب، عند البخاري (682).

وانظر لزاماً حديث عبد الله بن زَمْعة، السالف برقم (18906)، وحديث عائشة، الآتي 6/ 34، وحديث أنس، السالف برقم (13204).

قوله: فأتاه الرسولُ: هو بلال.

وقوله: فصلَّى بالناس في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أي: إلى أن مات، وكذا صرّح به موسى بنُ عقبة في "المغازي". قاله الحافظُ في "الفتح" 2/ 165.

قال السندي: قوله: متى يقوم، فيه إهمال "متى" عن العمل، حملاً له على إذا، لموافقتهما في الظرفية.

صواحبات يوسف: في كثرة الإلحاح.

(1)

إسناده صحيح، رجالُه ثقاتٌ رجال الشيخين غير أبي سعيد مولى بني هاشم -وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد- فقد روى له البخاري متابعة، وأبو داود في "فضائل الأنصار"، والنسائي وابنُ ماجه. وهو مكرر ما قبله.

ص: 475

الدَّابَّةِ فِي السَّفَرِ هَكَذَا، وَهَكَذَا، وَهَكَذَا، وَهَكَذَا " (1).

19703 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ يَعْنِي شَيْبَانَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ (2) أَبِي مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَاةَ الظُّهْرِ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ، فَقَالَ:" مَكَانَكُمْ ". فَاسْتَقْبَلَ الرِّجَالَ، فَقَالَ:" إِنَّ اللهَ تبارك وتعالى يَأْمُرُنِي أَنْ آمُرَكُمْ أَنْ تَتَّقُوا اللهَ، وَأَنْ تَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ". ثُمَّ تَخَطَّى الرِّجَالَ، فَأَتَى النِّسَاءَ، فَقَالَ:" إِنَّ اللهَ تبارك وتعالى يَأْمُرُنِي أَنْ آمُرَكُنَّ أَنْ تَتَّقِينَ اللهَ عز وجل، وَأَنْ تَقُلْنَ قَوْلًا سَدِيدًا ". ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الرِّجَالِ، فَقَالَ: " إِذَا دَخَلْتُمْ مَسَاجِدَ

(1) إسناده ضعيف لضعف يونس بن الحارث، وهو الثقفي الطائفي نزيل الكوفة، وبقيةُ رجاله ثقاتٌ رجالُ الشيخين. أبو عاصم: هو الضَّحَّاك بنُ مَخْلَد.

وأخرجه محمد بن نصر المروزي في "السنة"(381)، والطبراني في "الأوسط"(2448) من طريق أبي عاصم، بهذا الإسناد.

وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/ 162، وقال: رواه أحمد، والطبراني في "الأوسط"، وفيه يونس بن الحارث، ضعَّفه أحمدُ وغيره، ووثّقه ابنُ حبان، وأبو أحمد بنُ عدي، وابنُ معين في رواية.

وقد صحَّ أنه صلى الله عليه وسلم كان يُصلِّي التطوُّع فحسب على دابته حيث توجَّهت به من حديث ابن عمر، السالف برقم (4470)، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.

قال السندي: قوله: هكذا، ذكره أربع مرات، للإشارة إلى الجهات الأربع، أي: في الجهات كلها.

(2)

في (س) و (ص) و (ق) و (م): عن، وهو خطأ، وجاءت على الصواب في (ظ 13).

ص: 476

الْمُسْلِمِينَ وَأَسْوَاقَهُمْ - أَوْ أَسْوَاقَ الْمُسْلِمِينَ وَمَسَاجِدَهُمْ - وَمَعَكُمْ مِنْ هَذِهِ النَّبْلِ شَيْءٌ، فَأَمْسِكُوا بِنُصُولِهَا، لَا (1) تُصِيبُوا أَحَدًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَتُؤْذُوهُ، أَوْ تَجْرَحُوهُ " (2).

19704 -

حَدَّثَنَا أَبو أَحْمَدَ حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَأَبُو النَّضْرِ قَالَا: حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ، عَنْ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " تَوَضَّؤُوا مِمَّا غَيَّرَتِ النَّارُ لَوْنَهُ "(3).

19705 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ يَعْنِي شَيْبَانَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا مَرَّتْ بِكُمْ جِنَازَةٌ، فَإِنْ كَانَ مُسْلِمًا أَوْ يَهُودِيًّا أَوْ نَصْرَانِيًّا، فَقُومُوا لَهَا، فَإِنَّهُ لَيْسَ لَهَا نَقُومُ، وَلَكِنْ نَقُومُ لِمَنْ مَعَهَا مِنَ الْمَلَائِكَةِ ". قَالَ لَيْثٌ: فَذَكَرْتُ هَذَا الْحَدِيثَ لِمُجَاهِدٍ، فَقَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ سَخْبَرَةَ الْأَزْدِيُّ، قَالَ: إِنَّا لَجُلُوسٌ مَعَ عَلِيٍّ رضي الله عنه نَنْتَظِرُ جِنَازَةً، إِذْ مَرَّتْ

(1) في (ظ 13): ولا.

(2)

قوله منه: "إذا دخلتم مساجد المسلمين وأسواقهم

" إلى آخر الحديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف ليث، وهو ابنُ أبي سُلَيْم، وهو مكرر (19488). أبو النضر: هو هاشم بن القاسم، وشيبان: هو ابنُ عبد الرحمن النَّحوي.

(3)

هو مكرر (19552) سنداً ومتناً، غير أنه قرن هنا بأبي النضر -وهو هاشم بن القاسم- أبا أحمد حسينَ بنَ محمد وهو المرُّوذي.

ص: 477

بِنَا أُخْرَى، فَقُمْنَا، فَقَالَ عَلِيٌّ رضي الله عنه: مَا يُقِيمُكُمْ؟ فَقُلْنَا: هَذَا مَا تَأْتُونَا بِهِ يَا أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ، قَالَ: وَمَا ذَاكَ. قُلْتُ: زَعَمَ أَبُو مُوسَى أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِذَا مَرَّتْ بِكُمْ جِنَازَةٌ، إِنْ كَانَ مُسْلِمًا أَوْ يَهُودِيًّا أَوْ نَصْرَانِيًّا، فَقُومُوا لَهَا، فَإِنَّهُ لَيْسَ لَهَا نَقُومُ، وَلَكِنْ نَقُومُ لِمَنْ مَعَهَا مِنَ الْمَلَائِكَةِ ". فَقَالَ عَلِيٌّ رضي الله عنه: مَا فَعَلَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَطُّ غَيْرَ مَرَّةٍ بِرَجُلٍ مِنَ الْيَهُودِ، وَكَانُوا أَهْلَ كِتَابٍ، وَكَانَ يَتَشَبَّهُ بِهِمْ، فَإِذَا (1) نُهِيَ انْتَهَى، فَمَا عَادَ لَهَا بَعْدُ (2).

(1) في (ق): فلما.

(2)

هذا الحديث إنما هو حديثان:

أولهما: حديث أبي موسى، وهو صحيح لغيره، كما بيَّنَّا في الرواية (19491)، ليث -وهو ابن أبي سُليم- ضعيف، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. أبو النَّضر: هو هاشمُ بن القاسم، وأبو معاوية شيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي.

وأخرجه بتمامه مع حديث عليٍّ الحازميُّ في "الاعتبار" ص 92 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابنُ أبي شيبة 3/ 357 من طريق ليث، عن مجاهد، عن عبد الله ابن سَخْبَرة، عن أبي موسى، مختصراً.

وذكرنا شواهده التي يصحُّ بها في الرواية (19491).

وثانيهما: حديث علي، وهو صحيح دون قوله:"وكانوا أهل كتاب، وكان يتشبَّه بهم".

فقد أخرجه ابنُ أبي شيبة 3/ 358، والنسائي 4/ 46 من طريقين عن سفيان -وهو ابنُ عيينة- عن ابن أبي نَجِيح -وهو عبد الله- عن مجاهد، عن أبي معمر -وهو عبد الله بن سخبرة- قال: كنا عند عليّ، فمرت به جِنازة، فقاموا =

ص: 478

19706 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا بُرَيْدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ (1)، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: جَاءَ سَائِلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" اشْفَعُوا فَلْتُؤْجَرُوا، وَلْيَقْضِ اللهُ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ مَا شَاءَ "(2).

19707 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا غَالِبٌ التَّمَّارُ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ مَسْرُوقِ بْنِ أَوْسٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَضَى فِي

= لها، فقال علي: ما هذا؟ قالوا: أمرُ أبي موسى. فقال: إنما قام رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لجنازة يهودية، ولم يَعُدْ بعد ذلك. وإسناده صحيح على شرط الشيخين.

وسلف نحوه بإسنادين آخرين عن علي برقمي (623) و (631).

وسلف من طريق سفيان الثوري، عن لَيْث بن أبي سُلَيم، عن مجاهد، به، برقم (1200)، وفاتنا أن نُبيَّن هناك أن لفظة "وكان يتشبه بأهل الكتاب" ضعيفة، ليس لليث فيها متابع.

قال السندي: قوله: فقوموا لها، أي: وقت مرورها، فاللام للظرف، فلا ينافي آخر الكلام.

(1)

في (ظ 13): "عن أبي بردة" بدل "عن أبيه"، وكلاهما صواب، فالمراد بقوله: عن أبيه، جدُّه الأدنى أبو بردة. وسلف التنبيه على ذلك في الرواية (19584)، وانظر "أطراف المسند" 7/ 113.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (19584) غير شيخ أحمد، فهو هنا محمد بنُ عبيد، وهو الطَّنافسي.

وانظر (19512).

ص: 479

الْأَصَابِعِ بِعَشْرٍ عَشْرٍ مِنَ الْإِبِلِ " (1).

19708 -

حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بَلْجٍ، قَالَ: حَدَّثَنَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ذَكَرَ الطَّاعُونَ، فَقَالَ:" وَخْزٌ مِنْ أَعْدَائِكُمْ مِنَ الْجِنِّ، وَهِيَ شَهَادَةُ الْمُسْلِمِ "(2).

(1) صحيح لغيره، وهذا إسنادٌ سلف الكلام عليه في الرواية السالفة برقم (19550).

وأخرجه ابن أبي شيبة 9/ 192 - ومن طريقه ابن أبي عاصم في "الديات"(169) - والدارقطني في "السنن" 3/ 210 - 211، والبيهقي 8/ 92 من طريق محمد ابن بشر، بهذا الإسناد، إلا أن ابن أبي شيبة قرن بمحمد بن بشر أبا أسامة.

وقد سلف (19550).

(2)

أبو بلج -وهو الفزاريُّ الواسطيُّ الكبير، مختُلف فيه، وقال البخاري: فيه نظر، وقول البخاري في راوٍ ما: فيه نظر يدل على أنه متهم واه عنده، قال الحافظ العراقي: قول البخاري: فلان فيه نظر يعني بهذه العبارة: أنهم تركوا حديثه، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، سوى بكر بن عيسى -شيخ الإمام أحمد، وهو أبو بشر البصري الراسبي- فقد روى له النسائي، وهو ثقة. أبو عَوانة: هو الوضَّاح بنُ عبد الله اليشكري.

وأخرجه الحاكم 1/ 50 من طريق يحيى بن حمَّاد، عن أبي عوانة، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابنُ خزيمة كما في "إتحاف المهرة" 10/ 112، والحاكم 1/ 50 من طريق حاتم بن أبي صغيرة، عن أبي بَلْج، به. قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي!

وسلف بأطول منه برقم (19528)، فانظره لزاماً.

وقوله: "وهي شهادة المسلم": تقدَّمت أحاديث الباب في مسند صفوان بن أمية برقم (15301).

ص: 480

19709 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ هَارُونَ أَبِي (1) إِسْحَاقَ الْكُوفِيِّ مَنْ هَمْدَانَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ صَلَّى فِي يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ثِنْتَيْ (2) عَشَرَ رَكْعَةً سِوَى الْفَرِيضَةِ، بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ "(3).

(1) في (س) و (ص) و (ق) و (م) و"أطراف المسند": بن، وهو خطأ، والمثبت من (ظ 13).

(2)

في النسخ الخطية: ثنتا، والمثبت من (م) ومصادر الحديث، قال السندي: قوله: ثنتا عشرة ركعة؛ الظاهر: ثنتي عشرة ركعة، وقد فسّرت بالرواتب.

(3)

صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، غير هارون أبي إسحاق الكوفي، فلم يرو عنه سوى اثنين، ووثقه ابن معين -كما في "الجرح والتعديل" 9/ 99 - ، وذكره ابن حبان في "الثقات". وذكره المزي في "تهذيب الكمال" في "الكنى" تمييزاً.

وقد اختُلف فيه على حماد بن زيد راويه عنه:

فأخرجه أحمد في هذه الرواية، والبزار (702)"زوائد" من طريق سليمان ابن حرب، والطبراني في "الأوسط"(9432) من طريق أحمد بن إبراهيم الموصلي، كلاهما عن حماد بن زيد، عن هارون أبي إسحاق، بهذا الإسناد.

ورواه عارم ومسدد -فيما ذكر البخاري في "التاريخ الكبير" 8/ 225 - عن حماد بن زيد، به، مرسلاً، لم يذكرا أبا موسى.

وأخرجه البزار (701)"زوائد" من طريق الحسن بن أبي جعفر -وهو الجُفْري- عن هارون أبي إسحاق الكوفي، به، متصلاً. والحسن بن أبي جعفر ضعيف.

قال البزار: تفرد به هارون، ولم يُتابع عليه، ولا روى عنه إلا هذان الرجلان. =

ص: 481

19710 -

حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِيهِ. وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا نِكَاحَ إِلَّا بِوَلِيٍّ "(1).

= وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/ 231، وزاد نسبته إلى الطبراني في "الكبير".

وله شاهد من حديث أم حبيبة عند مسلم (728) بلفظ: "من صلَّى اثنتي عشرة ركعة في يوم وليلة، بُني له بهنَّ بيتٌ في الجنة"، وسيرد 6/ 326.

وآخرُ من حديث أبي هريرة، سلف برقم (10462)، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.

(1)

حديث صحيح، وهذا الحديث له إسنادان:

أولهما رواه يزيد بن هارون، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي بردة، عن أبيه، وقد سلف الكلام عليه برقم (19518) فانظره لزاماً. وأخرجه من طريق يَزيدَ ابنُ أبي شيبة 4/ 131 و 14/ 168 - 169.

وثانيهما رواه أسباط بن محمد، عن يونس بن أبي إسحاق، عن أبي بردة، عن أبيه. وهذا إسناد اختُلف فيه على يونس:

فرواه أسباطُ بن محمد، عن يونس، عن أبي بردة، عن أبيه، وتابعه عبدُ الواحد الحداد كما سيأتي (19746)، وقَبِيصةُ بنُ عُقبة كما عند ابن الجارود (701)، والحاكم 2/ 171، ومن طريقه البيهقي 7/ 109.

وأخرجه الترمذي (1101) من طريق زيد بن الحباب، والحاكم 2/ 171 - ومن طريقه البيهقي 7/ 109 - من طريق عيسى بن يونس، والبيهقي كذلك 7/ 109، والخطيب في "الكفاية" ص 578 من طريق الحسن بن قُتيبة، ثلاثتهم عن يونس بن أبي إسحاق، عن أبي إسحاق، عن أبي بُردة، به. فزادوا في الإسناد أبا إسحاق بين يونس وأبي بردة.

وأخرجه الحاكم 2/ 171 - ومن طريقه البيهقي 7/ 109 - من طريق =

ص: 482

19711 -

حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ غُنَيْمِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَيُّمَا امْرَأَةٍ اسْتَعْطَرَتْ، فَمَرَّتْ بِقَوْمٍ لِيَجِدُوا رِيحَهَا، فَهِيَ زَانِيَةٌ "(1).

19712 -

حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ

= أسباط بن محمد والحسن بن قُتيبة، عن يونس، عن أبي بُردة، به، دون ذكر أبي إسحاق. قال البيهقي: وكأنَّ شيخنا أبا عبد الله -يعني الحاكم- حملَ حديثَ ابنِ قُتيبة على حديث أسباط.

قلنا: وزيادةُ أبي إسحاق في الإسناد من المزيد في متصل الأسانيد، لأن يونس قد ثبت سماعُه من أبي بردة دون واسطة، كما سلف برقم (19688)، فالطريقان محفوظان.

وقال الترمذي في "العلل" 1/ 430 - ونقله عنه البيهقي 7/ 109 - : إنَّ يونس بن أبي إسحاق قد روى هذا عن أبيه، وقد أدرك يونسُ بعضَ مشايخ أبي إسحاق، وهو قديم السماع.

وقال الحاكم: لستُ أعلم بين أئمة هذا العلم خلافاً على عدالة يونس بن أبي إسحاق، وأن سماعه من أبي بردة مع أبيه صحيحٌ.

وقد نقل الحاكم عن قَبيصة بن عقبة قولَه: جاءني عليُّ ابنُ المديني، فسألني عن هذا الحديث، فحدثتُه به (يعني دون ذكر أبي إسحاق في الإسناد) فقال علي ابنُ المديني: قد استرحنا من خلاف أبي إسحاق.

(1)

إسناده جيد، وهو مكرر الرواية (19578) غير شيخ أحمد، فهو هنا مروان بن معاوية، وهو الفزاري، من رجال الشيخين.

وانظر الرواية (19513).

ص: 483

كَانَتْ لَهُ جَارِيَةٌ، فَأَدَّبَهَا فَأَحْسَنَ أَدَبَهَا، وَعَلَّمَهَا، فَأَحْسَنَ تَعْلِيمَهَا، ثُمَّ أَعْتَقَهَا وَتَزَوَّجَهَا (1)، فَلَهُ أَجْرَانِ، وَأَيُّمَا رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمَنَ بِنَبِيِّهِ، وَآمَنَ بِمُحَمَّدٍ، فَلَهُ أَجْرَانِ، وَأَيُّمَا عَبْدٍ مَمْلُوكٍ أَدَّى حَقَّ اللهِ عز وجل عَلَيْهِ وَحَقَّ مَوَالِيهِ، فَلَهُ أَجْرَانِ " (2).

19713 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي تَمِيمَةَ عَنْ أَبِي مُوسَى. قَالَ وَكِيعٌ: وَحَدَّثَنِي الضَّحَّاكُ أَبُو الْعَلَاءِ أَنَّهُ سَمِعَهُ مِنْ أَبِي تَمِيمَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ صَامَ الدَّهْرَ، ضُيِّقَتْ عَلَيْهِ جَهَنَّمُ هَكَذَا ". وَقَبَضَ كَفَّهُ (3).

(1) في (ظ 13): فتزوجها.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (19532) غير أن شيخ أحمد هنا: هو عبدة بن سليمان، وهو الكلابي.

وأخرجه مسلم (154)، وابن ماجه (1956)، وأبو يعلى (7256)، وابن حزم في "المحلَّى" 9/ 505، من طريق عبدة بن سليمان، بهذا الإسناد.

(3)

موقوفُه صحيح، فقد اختُلف على أبي تميمة -وهو طريفُ بن مجالد- في رفعه ووقفه:

فرواه قتادة عنه، واختُلف عليه:

فرواه شعبة -كما في هذه الرواية، وعند الطيالسي (513)، وابن أبي شيبة 3/ 78، والبيهقي في "السنن" 4/ 300 - عنه، عن أبي تميمة عن أبي موسى، موقوفاً.

وتابعه همَّام بن يحيى، كما عند عبد بن حميد في "المنتخب"(563).

وخالفهما سعيد بن أبي عروبة، فرواه -كما عند البزار (1040)(زوائد)، =

ص: 484

19714 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ الضُّبَعِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا وَصَفَهُ كَانَ يَكُونُ مَعَ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:

= والنسائي كما في "تحفة الأشراف" 6/ 422 - 423، وابن خزيمة (2154) و (2155) - عنه، عن أبي تميمة، عن أبي موسى، مرفوعاً. إلا أن في طريقه محمد بنَ أبي عديّ، وسماعُه من سعيد بعد الاختلاط.

وتابع قتادةَ في وقفه الثوريُّ، كما عند عبد الرزاق في "المصنف"(7866) وعقبةُ بن عبد الله الأصمّ، كما عند عبد الله بن أحمد في زوائده على "الزهد" لأبيه ص 246.

ورواه الضحاك أبو العلاء: وهو ابن يسار البصري -كما في هذه الرواية، وهو عند الطيالسي (514)، والبزار (1041)، وابن حبان (3584)، والطبراني في "الأوسط"(2583)، والبيهقي في "السنن الكبرى" 4/ 300، وفي "السنن الصغير"(1415)، وفي "الشعب"(3891) -عن أبي تميمة، عن أبي موسى، مرفوعاً.

والضحاك بن يسار من رجال التعجيل، ضعَّفه ابن معين وأبو داود، وذكره في الضعفاء ابنُ الجارود والساجي والعُقيلي، وقال ابنُ عدي: لا أعرف له إلا الشيء اليسير، وانفرد أبو حاتم بقوله: لا بأس به.

قلنا: وقد تابعه من لا يُفرح بمتابعته، وهو أبَانُ بنُ أبي عياش فيما رواه عبد بن حميد في "المنتخب"(564). وأبان متروك.

وقد سلف النهي عن صيام الدهر من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص برقم (6527)، وإسناده صحيح على شرط الشيخين، ولفظه:"لا صامَ من صامَ الدهر".

قلنا: وهذا الحديث، وإن كان موقوفاً، فهو في حكم المرفوع، وقد وجَّه معناه الحافظُ في "الفتح" 4/ 222، فقال: وظاهرُه أنها تُضَيَّقُ عليه حصراً له فيها لتشديده على نفسه، وحمله عليها، ورغبتِه عن سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، واعتقادِه أن غير سنته أفضلُ منها، وهذا يقتضي الوعيد الشديد، فيكون حراماً. وانظر تتمة كلام الحافظ إن شئت.

ص: 485

كَتَبَ أَبُو مُوسَى إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ: إِنَّكَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ زَمَانِكَ، وَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَ أَحَدُهُمْ إِذَا أَصَابَهُ الشَّيْءُ مِنَ الْبَوْلِ، قَرَضَهُ بِالْمَقَارِيضِ ".

وَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّ عَلَى دَمْثٍ - يَعْنِي مَكَانًا لَيِّنًا - فَبَالَ فِيهِ، وَقَالَ:" إِذَا بَالَ أَحَدُكُمْ فَلْيَرْتَدْ لِبَوْلِهِ "(1).

19715 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَلِيِّ بْنِ رِفَاعَةَ، عَنْ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يُعْرَضُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثَلَاثَ عَرَضَاتٍ: فَأَمَّا عَرْضَتَانِ، فَجِدَالٌ وَمَعَاذِيرُ، وَأَمَّا الثَّالِثَةُ، فَعِنْدَ ذَلِكَ تَطِيرُ الصُّحُفُ فِي الْأَيْدِي، فَآخِذٌ (2) بِيَمِينِهِ، وَآخِذٌ بِشِمَالِهِ "(3).

(1) صحيح لغيره دون قوله: "إذا بال أحدكم

" وهو مكرر (19537) غير أن شيخ أحمد هنا هو وكيع، وهو ابنُ الجرَّاح الرُّؤاسي.

(2)

في (ظ 13) وهامش (ق): قال: آخذٌ.

(3)

إسناده ضعيف لانقطاعه، الحسن البصري لم يسمع من أبي موسى، كما بيَّنَّا في الرواية السالفة برقم (19487). وقد اختُلف فيه على عليٍّ بن عليِّ بن رِفاعة:

فرواه وكيع -كما في هذه الرواية، وهو عنده في "الزهد"(366) ومن طريقه أخرجه ابن ماجه (4277) - عنه، به، مرفوعاً.

ورواه وكيع -كما عند الطبري في تفسير قوله تعالى: {يومئذ تُعرضون لا تخفى منكم خافية} [الحاقة: 18]- عنه، به، موقوفاً.

ورواه وكيع كذلك -عند الترمذي (2425) - عنه، عن الحسن، عن أبي =

ص: 486

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= هريرة مرفوعاً. فجعله من حديث أبي هريرة، قال الترمذي: لا يصح هذا الحديث من قِبل أن الحسن لم يسمع من أبي هريرة، وقد رواه بعضهم عن علي الرفاعي، عن الحسن، عن أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يصحُّ هذا الحديث من قِبل أن الحسن لم يسمع من أبي موسى.

ورواه موقوفاً ابن المبارك -فيما أخرجه عنه نُعيم بن حماد في زياداته على"الزهد" له (395) - عن عليِّ بن رِفاعة، عن الحسن، عن أبي موسى.

ورواه محمد بن عبد الرحمن بن سهم الأنباري فيما أخرجه أبو نعيم في "الحلية" 2/ 94 عن عبد الله بن المبارك، عن علي بن علي الرفاعي، عن الحسن، عن عامر بن عبد قيس، قوله. قال أبو نعيم: كذا قال عامر موقوفاً

ويشبه أن يكون عامر بن عبد قيس سمعه من أبي موسى، فأرسله. لأن عامراً ممن تلقَّن القرآن من أبي موسى وأصحابه حين قدم البصرة، وعلَّم أهلها القرآن.

وأخرجه الطبري كذلك من طريق مروان الأصفر، عن أبي وائل، عن عبد الله، موقوفاً.

قال الدارقطني في "العلل" 7/ 251: يرويه وكيع عن علي بن رفاعة عن الحسن، عن أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعاً، وغيرُه يرويه موقوفاً، والموقوفُ هو الصحيح.

قلنا: وتبقى علة الانقطاع بين الحسن وأبي موسى، وعلي بن علي بن رفاعة، قال أحمد: لا بأس به، إلا أنه رفع أحاديث.

وانظر حديث عائشة 6/ 110.

قال السندي: قوله: يُعرض الناس، على بناء المفعول، أي: على الله تعالى.

تطير الصحف، أي: تقع صحف الأعمال.

فآخذ: أي: فمنهم آخذ.

ص: 487

19716 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَسِيدِ بْنِ أَبِي أَسِيدٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" الْمَيِّتُ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ الْحَيِّ عَلَيْهِ (1)، إِذَا قَالَتِ النَّائِحَةُ: وَاعَضُدَاهُ، وَانَاصِرَاهُ، وَاكَاسِبَاهُ، جُبِذَ الْمَيِّتُ، وَقِيلَ لَهُ: آنَتَ عَضُدُهَا؟ آنَتَ نَاصِرُهَا؟ آنْتَ كَاسِبُهَا؟ (2) " فَقُلْتُ: سُبْحَانَ اللهِ! يَقُولُ اللهُ عز وجل: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} . فَقَالَ: وَيْحَكَ، أُحَدِّثُكَ عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَتَقُولُ هَذَا (3)! فَأَيُّنَا كَذَبَ؟ فَوَاللهِ مَا كَذَبْتُ عَلَى أَبِي مُوسَى، وَلَا كَذَبَ أَبُو مُوسَى عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (4).

(1) لفظ "عليه" ليس في (ظ 13) ولا (ص)، وهو نسخة في (س).

(2)

جاء في "سنن ابن ماجه" و"المستدرك" و"الاستذكار": كاسيها بالياء المثناة من تحت.

(3)

في (ظ 13) و (ق): هكذا، وهي نسخة السندي.

(4)

صحيح لغيره، أَسِيد بن أبي أَسيد -وهو البرَّاد، وإن لم يُؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وأشار الدارقطني إلى أنه لا يُحتمل تفرُّده بقوله: يعتبر به -لم ينفرد به، كما سيرد في الشواهد، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير موسى بن أبي موسى، فمن رجال الترمذي وابن ماجه، ووثقه ابن معين -فيما نقله عنه محقق "تهذيب الكمال"-، وذكره ابن حبان في "الثقات". أبو عامر: هو عبد الملك بن عَمرو العَقَدي، وزهير: هو ابن محمد التميمي، وروايةُ أبي عامر العَقَدي عنه مستقيمة.

وأخرجه ابن عبد البر في "الاستذكار"(11707) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. =

ص: 488

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه الحاكم 2/ 471 من طريق أبي عامر العَقَدي، به. وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه. وسكت عنه الذهبي.

وأخرجه الترمذي (1003)، وابن ماجه (1594)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 61، والمزي في "تهذيب الكمال"(في ترجمة موسى بن أبي موسى الأشعري) من طريقين عن أَسِيد بن أبي أَسِيد، به. ولفظه عند الترمذي:"ما من ميِّت يموت، فيقومُ باكيه، فيقول: واجبلاه، واسيداه، أو نحو ذلك، إلا وُكِّل به ملكان يلهزانه: أهكذا كنت؟ ". قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.

وقوله: "إن الميت يُعَذَّب ببكاء الحي عليه" له شاهد من حديث عمر بن الخطاب أخرجه البخاري (1290)، ومسلم (927)(19) من طريق أبي إسحاق وهو الشيباني، عن أبي بردة، عن أبي موسى قال: لما أُصيب عمر رضي الله عنه، جعل صهيب يقول: واأخاه، فقال عمر: أما علمتَ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الميت ليعذب ببكاء الحي". وأخرجه مسلم (927)(20) كذلك من طريق عبد الملك بن عمير، عن أبي بردة، به، نحوه.

وقوله: "إذا قالت النائحة: واعضداه

" إلى قوله: "آنت كاسبها؟ " له شاهد عند البخاريِّ (4267) من حديث النعمان بن بشير، رضي الله عنهما قال: أُغمي على عبد الله بن رواحة، فجعلت أختُه عمرة تبكي: واجبلاه، واكذا واكذا تعدّد عليه، فقال حين أفاق: ما قُلْتِ شيئاً إلا قيل لي: آنت كذلك؟ قلنا: وهذا وإن كان من كلام عبد الله بن رواحة إلا أنه في حكم المرفوع، فقد ساق الحافظُ في "الفتح" 7/ 516 - 517 قصة يُفهم منها أنه قاله بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم.

وقولُ أَسيد: فقلتُ: سبحان الله! يقول الله عز وجل: {ولا تزر وازرة وزر أخرى} قد جاء مثلُه من قول عائشة في استدراكها على عبد الله بن عُمر في حديثه السالف برقم (4865). وذكرنا هناك أحاديث الباب، وتأويلَ تعذيبِ الميت ببكاء أهله عليه. =

ص: 489

19717 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ حِطَّانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ الْهَرْجَ " فَقَالُوا: وَمَا الْهَرْجُ؟ قَالَ: " الْقَتْلُ ". قَالُوا (1): أَكْثَرُ مِمَّا نَقْتُلُ؟ إِنَّا لَنَقْتُلُ فِي الْعَامِ الْوَاحِدِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ أَلْفًا. قَالَ: " إِنَّهُ لَيْسَ بِقَتْلِكُمُ الْمُشْرِكِينَ، وَلَكِنْ قَتْلُ بَعْضِكُمْ بَعْضًا ". قَالُوا: وَمَعَنَا عُقُولُنَا يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: " إِنَّهُ يُنْزَعُ (2) عُقُولُ أَكْثَرِ أَهْلِ ذَلِكَ (3) الزَّمَانِ، وَيَخْلُفُ لَهُ (4) هَبَاءٌ مِنَ النَّاسِ، يَحْسَبُ أَكْثَرُهُمْ أَنَّهُ (5) عَلَى شَيْءٍ، وَلَيْسُوا عَلَى شَيْءٍ ". قَالَ أَبُو مُوسَى: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا أَجِدُ

= قال السندي: قوله: ببكاء الحي، المراد مقابل الميت، أو القبيلة.

جُبذ: على بناء المفعول، أي: جُرَّ بعنف، كما يَجُرُّ الخصمُ صاحبه.

آنت عضدها: بالمدّ على الاستفهام للتوبيخ، أو بلا مدّ، على حذف أداة الاستفهام، أو على أنه خبر للاستهزاء، مثلُ قوله تعالى:{ذُقْ إنك أنتَ العزيزُ الكريم} [الدخان: 49].

وتقولُ هكذا: أي: تُعارِضُه بالقرآن لتردَّه؛ أي: يجب أن تجمع بينهما إن قدرتَ على ذلك، بأن تقول: هذا إن كان الميت راضياً بذلك، بأن أوصى به، أو علم من أهله ذلك، ولم يمنعهم، فحينئذٍ صار ذلك من وزره، وإلا فَفَوِّضِ الأمرَ إلى عالِمِه.

(1)

في (ظ 13) وهامش (س): قال.

(2)

في (م): لينزع، وهي نسخة في (س).

(3)

في هامش (س): ذلكم.

(4)

لفظة "له" ليست في (ظ 13)، وضرب عليها في (ق).

(5)

في هامش (س): أنهم.

ص: 490

لِي وَلَكُمْ مِنْهَا مَخْرَجًا إِنْ أَدْرَكَتْنِي وَإِيَّاكُمْ إِلَّا أَنْ نَخْرُجَ مِنْهَا كَمَا دَخَلْنَاهَا، لَمْ نُصِبْ فِيهَا (1) دَمًا وَلَا مَالًا (2).

19718 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَسِيدُ بْنُ أَبِي أَسِيدٍ، عَنْ ابْنِ أَبِي مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ، أَوْ عَنْ ابْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُحَلِّقَ حَبِيبَتَهُ حَلْقَةً مِنْ نَارٍ، فَلْيُحَلِّقْهَا حَلْقَةً مِنْ ذَهَبٍ، وَمَنْ سَرَّهُ أَنْ يُسَوِّرَ حَبِيبَتَهُ سِوَارًا مِنْ نَارٍ، فَلْيُسَوِّرْهَا (3) سِوَارًا مِنْ ذَهَبٍ، وَلَكِنِ الْفِضَّةُ، فَالْعَبُوا بِهَا لَعِبًا "(4).

(1) في (ظ 13): منها.

(2)

هو مكرر (19492) سنداً ومتناً، غير أنه قرن هناك بعفان عبدَ الصمد بنَ عبد الوارث.

(3)

في (ظ 13) و (ص) و (م) وهامش (س): فليسوره.

(4)

إسناده ضعيف لاضطراب أَسِيد بن أبي أَسيد -وهو البراد- فيه، فقد رواه في هذه الرواية عن ابن أبي موسى، عن أبيه، أو عن ابن أبي قتادة، عن أبيه، ورواه في الرواية (8416) عن نافع بن عباس مولى أبي قتادة، عن أبي هريرة. ثم إن أَسيداً هذا لم يوثقه سوى ابن حبان، وقال الدارقطني: يُعتبر به. قلنا: يعني مثلُه لا يُحتمل تفرُّده، وقد انفرد برواية هذا الحديث، ولم يتابعه أحدٌ -إلا ما جاء من حديث سهل بن سعد، ولا يُفرح به، كما سيرد- فلا يُحتج بحديثه، وقد أخطأَ مَن جعلَ حديثَ أبي موسى شاهداً لحديث أبي هريرة، فإنما هو حديثٌ واحد مضطرب فيه، ورواه من لا يُحتجُّ بتفرُّده، كما ذكرنا.

وعبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، ضعّفوه، وقال ابن حبان: لا يجوزُ الاحتجاج بخبره إذا انفرد، وقال ابن عدي: بعض ما يرويه منكر، ولا يُتابع =

ص: 491

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= عليه، وهو في جملة من يُكتبُ حديثُه من الضعفاء.

وابنُ أبي موسى، لعله موسى، وابنُ أبي قتادة لعله عبد الله، فقد روى عنهما أَسيد بن أبي أَسيد البرَّاد، كما في "تهذيب الكمال"، ولا فائدة من تعيينهما ورفع إبهامهما، فالحديثُ ضعيفٌ على كل حال. عبدُ الصمد: هو ابن عبد الوارث.

وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 4/ 1608 من طريق عبد الصمد، بهذا الإسناد.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 5/ 147، وقال: رواه أحمد، وقد روى أَسيد هذا عن موسى بن أبي موسى وعبدِ الله بن أبي قتادة، فإن كانا هما اللذين أُبهما، فالحديث حسن! وإن كان غيرهما، فلم أعرفهما.

وله شاهد لا تقوم به الحجة من حديث سهل بن سعد أخرجه الطبراني في "الكبير"(5811) عن إسحاق بن داود الصوَّاف التستري، عن محمد بن سنان القزاز، عن إسحاق بن إدريس، عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبي حازم، عنه مرفوعاً بلفظ:"من أحبَّ أن يُسوِّر ولدَه بسوارين من نار، فلْيُسَوِّرْهُ بسوار من ذهب، ولكن الوَرِق والفضة العبوا بها كيف شئتم". وإسحاقُ بنُ داود الصواف شيخ الطبراني لم نجد له ترجمة في أيٍّ من كتب الرجال المتوافرة بين أيدينا.

ومحمد بن سنان القزاز: قال أبو عبيد الآجري: سمعتُه -يعني أبا داود- يتكلم في محمد بن سنان يُطلق فيه الكذب. وقال ابن أبي حاتم: كتب عنه أبي بالبصرة، وكان مستوراً في ذلك الوقت، فأتيتُه أنا ببغداد، سألت عنه عبد الرحمن بن خِراش، فقال: هو كذّاب. وقال ابنُ عقدة: في أمره نظرٌ، سمعتُ عبد الرحمن بنَ يوسف يذكرُه، فقال: ليس عندي بثقة. قلنا: وأشار إلى كذبه عليُّ ابن المديني فيما ذكره يعقوبُ بن شيبة، ومع فلك قال الدارقطني: لا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات"!

وإسحاقُ بنُ إدريس -هو الأسواري، بصري- قال العقيلي في "الضعفاء" =

ص: 492

19719 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا خَافَ مِنْ رَجُلٍ، أَوْ مِنْ قَوْمٍ، قَالَ:" اللهُمَّ إِنِّي أَجْعَلُكَ فِي نُحُورِهِمْ، وَأَعُوذُ (1) بِكَ مِنْ شُرُورِهِمْ "(2).

= 1/ 101: قال البخاري: إسحاق بن إدريس الأسواري البصري كذّاب. وقال ابنُ معين: ليس بشيء يضع الأحاديث، وقال ابن عدي في "الكامل في الضعفاء": قال النسائي: متروك الحديث. وقال الذهبي في "الميزان": تركه ابنُ المديني، وقال أبو زرعة: واهٍ، وقال الدارقطني: منكر الحديث.

وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ضعّفوه، وقال ابن معين: ليس حديثه بشيء، وقال البخاري وأبو حاتم: ضعَّفه علي ابن المديني جداً.

فهذا إسناد مسلسل بالكذابين والضعفاء، لا يصلح شاهداً، ولا يُفرح به.

قال السندي: قوله: أن يُحَلِّق، من التحليق.

حبيبته: كالزوجة والبنت.

فالعبوا بها: خذوا منها الزينة المباحة، كالخاتم للذكر، وفي "العبوا" إشارة إلى أن التحلية المباحة معدودة في اللعب والأخذ بما لا يعنيه، والحديث يدل على حرمة الذهب للنساء أيضاً كما للرجال، ولذلك قال السيوطي في حاشية أبي داود: هذا منسوخ، إذ المشهور جواز الذهب للنساء، والله تعالى أعلم.

قلنا: الحديث ضعيف كما سلف، فلا يحتج به، والإجماع على جواز لبس الذهب للنساء محلقاً وغير مُحَلِّق.

(1)

في (م): نعوذ.

(2)

حديث حسن، عمران -وهو ابنُ داوَر القطان أبو العوام- وإنْ يكن ضعيفاً، واضطرب فيه كما سيرد -تابعه هشامٌ الدستوائي، كما في الرواية التالية، وحجاجُ بنُ حجاج الباهلي، كما عند أبي عوانة والحافظ، وهما ثقتان، وبقية رجاله ثقاتٌ رجال الصحيح، لكن قتادة -وهو ابنُ دعامة- =

ص: 493

19720 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاذٌ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسٍ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا خَافَ قَوْمًا قَالَ: " اللهُمَّ إِنَّا نَجْعَلُكَ فِي نُحُورِهِمْ وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ

= مدلِّس، وقد عنعن، فنزل الحديثُ عن رتبة الصحيح، كما قال الحافظ، فيما سنذكر. سليمان بن داود -هو الطيالسي، وأبو بُردة: هو ابنُ أبي موسى الأشعريُّ.

وهو عند الطيالسي (524)، ومن طريقه أخرجه البيهقي في "السنن" 5/ 253، وجاء عنده: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دعا على قوم قال

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(2552)، والبيهقي في "السنن" 5/ 253 و 9/ 152 من طريق عمرو بن مرزوق، عن عمران، به.

وأخرجه أبو عوانة 4/ 87، والحافظ في "الأمالي المطلقة" ص 127 من طريق الحجاج بن الحجاج -وهو الباهليّ- عن قتادة، به. قال الحافظ: هذا حديث حسن غريب من حديث أبي بردة بن أبي موسى، لم يروه عنه إلا قتادة، وقال: هو عزيز عن قتادة.

وقال -فيما نقله عنه ابنُ علّان في "الفتوحات الربانية" 4/ 16 - : حديث حسن غريب، ورجالُه رجال الصحيح، لكن قتادة مدلس، ولم أره عنه إلا بالعنعنة. قلنا: وقد صحَّحه النووي في كتابه "الأذكار" من رواية الدستوائي.

واضطرب فيه عمران بن داوَر، فرواه النعمان بنُ عبد السلام -كما عند الطبراني في "الصغير"(996) - عنه، عن قتادة، عن سعيد بن أبي بُردة، عن أبي موسى، به. وسعيد بنُ أبي بردة لم يسمع من جده، كما ذكر ابن أبي حاتم في "المراسيل" ص 67 - 68. قال الطبراني: لم يروه عن سعيد إلا أبو العوَّام عمران القطان، تفرَّد به النعمان بنُ عبد السلام.

وانظر ما بعده.

قال السندي: قوله: في نحورهم، أي: في مقابلتهم، فادفعهم عنا.

ص: 494

شُرُورِهِمْ " (1).

19721 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو لَيْلَى عَبْدُ اللهِ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنْ مَزِيدَةَ بْنِ جَابِرٍ قَالَ: قَالَتْ أُمِّي: كُنْتُ فِي مَسْجِدِ الْكُوفَةِ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ رضي الله عنه وَعَلَيْنَا أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ. قَالَ: فَسَمِعَتْهُ يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ بِصَوْمِ عَاشُورَاءَ، فَصُومُوا (2).

(1) حديث حسن. معاذ -وهو ابن هشام الدَّستَوائي- لا بأس به، وقد احتج به الشيخان، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. علي بن عبد الله: هو ابن المديني، وقتادة: هو ابن دِعامة السَّدُوسي.

وأخرجه أبو داود (1537)، والنسائي في "الكبرى"(8631) و (10437) -وهو في "عمل اليوم والليلة"(601) - وابن حبان (4765)، وابن السُّنِّي في "عمل اليوم والليلة"(333)، والحاكم في "المستدرك" 2/ 142، والبيهقي في "السنن" 5/ 253، و"الدعوات"(420)، وابن حجر في "الأمالي المطلقة" ص 127 من طرق عن معاذ بن هشام، بهذا الإسناد. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، وأكبر ظني أنهما لم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وصحَّحه النووي في "الأذكار"، وحسَّنه الحافظ لتدليس قتادة، كما ذكرنا في الرواية السالفة (19719).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبدِ الله بنِ مَيسرة، وجهالة أم مزيدة، ومَزِيدة بنُ جابر -وهو الهَجَري- كما ذكر ابنُ حبان في "الثقات" 7/ 515 - قال أحمد: معروف، وقال أبو زرعة: ليس بشيء. اهـ. قلنا: وليس هو من رجال التهذيب، وذكره الحافظ تمييزاً. يونس بن محمد: هو أبو محمد المؤدِّب.

وأخرجه الدولابي في "الكنى والأسماء" 2/ 93 من طريق يونس بن محمد، بهذا الإسناد. =

ص: 495

19722 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، قَالَ: لَقَدْ صَلَّى بِنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه صَلَاةً ذَكَّرَنَا بِهَا (1) صَلَاةً كُنَّا نُصَلِّيهَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَسِينَاهَا، وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ تَرَكْنَاهَا عَمْدًا، يُكَبِّرُ فِي كُلِّ رَفْعٍ وَوَضْعٍ، وَقِيَامٍ وَقُعُودٍ (2).

19723 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي غَلَّابٍ، عَنْ حِطَّانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: عَلَّمَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ، فَلْيَؤُمَّكُمْ أَحَدُكُمْ، وَإِذَا قَرَأَ الْإِمَامُ فَأَنْصِتُوا "(3).

= وأخرجه ابنُ عدي في "الكامل" 4/ 1488 من طريق عبد الصمد بن النعمان، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 76، والطبراني في "الأوسط"(2642) من طريق مسلم بن إبراهيم، كلاهما عن عبد الله بن ميسرة، به. وتصحَّف اسم مَزِيدة في مطبوع الطبراني إلى: بريدة. قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن مَزِيدة إلا عبدُ الله بنُ ميسرة.

وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/ 186، وقال: رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه مَزِيْدة بن جابر، وهو ضعيف.

وسلف بنحوه بإسناد صحيح برقم (19669).

(1)

في (ظ 13) وهامش (س): ذكرناها.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد اختُلف فيه على أبي إسحاق -وهو السَّبيعي- وبسطنا الاختلاف فيه في الرواية (19494). حسن: هو ابن موسى الأشيب، وزهير: هو ابن معاوية.

(3)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن عبد الله =

ص: 496

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= - وهو ابن المديني، فمن رجال البخاري، وحِطّانَ بنِ عبد الله الرَّقاشي، فمن رجال مسلم. جرير: هو ابنُ عبد الحميد، وسليمان التَّيمي: هو ابنُ طرخان، وقتادة: هو ابنُ دعامة السَّدوسي، وأبو غَلّاب: هو يونس بن جبير.

وأخرجه أبو عوانة 2/ 133 من طريق عليِّ بنِ عبد الله، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (404)(63)، وأبو يعلى (7326)، والبيهقي 2/ 155 - 156 من طريق إسحاق بن إبراهيم، وابنُ ماجه (847)، والدارقطني في "السنن" 1/ 330 - 331 من طريق يوسف بن موسى القطان، كلاهما عن جرير ابنِ عبد الحميد، به. ولم يسُق مسلم لفظه، إنما ذكر هذه الزيادة:"وإذا قرأ فأنصتوا" في حديث سليمان التيمي.

وأخرجه أبو داود (973)، والنسائي في "المجتبى" 2/ 242، وفي "الكبرى"(761)، وأبو عوانة 2/ 132 - 133، والدارقطني في "السنن" 1/ 330 - 331 و 351 - 352 من طريق المعتمر بن سليمان، عن أبيه سليمان التيمي، به. وزاد فيه معتمر عن سليمان:"وحدَهُ لا شريك له". قال الدارقطني في "العلل" 7/ 253: لم يذكر هذا سواه. وقال أبو داود: قوله: "فأنصتوا" ليس بمحفوظ، لم يجئْ به إلا سليمان التيمي في هذا الحديث.

قلنا: وأعلَّه كذلك الدارقطني في "العلل" 7/ 254 بتفرد سليمان التيمي به من الثقات، وأنه لم يتابعه إلا سالمُ بنُ نوح، وليس بالقوي، وأنَّ الحديث رواه هشام الدَّستَوائي، وسعيد بن أبي عروبة، وهمام، وأبو عوانة، وأبان، ومعمر، وعدي بن أبي عمارة، كلُّهم عن قَتَادة، فلم يقل أحد منهم:"وإذا قرأ فأنصتوا"، وهم أصحابُ قتادة الحفاظُ عنه، وإجماعُهم على مخالفته يدل على وهمه. ونقل نحوَ ذلك البيهقيُّ في "السنن" 2/ 156 عن أبي علي النيسابوري شيخ الحاكم، ومال إلى قوله النووي في "شرح صحيح مسلم" 4/ 123.

قلنا: لكنَّ مسلماً لم يُؤثِّر عنده تَفَرُّد سليمانَ التيمي به، فصححه لثقة سليمان وحفظه، فقد قال له أبو إسحاق -وهو سفيانُ بنُ إبراهيم راوي "صحيحه"، كما ذكر عقب الحديث (404) (63) -: قال أبو بكر ابنُ أخت =

ص: 497

19724 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، يَعْنِي الْأَشْيَبَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُكَيْنُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ الْأَعْرَجُ - قَالَ: عَبْدُ اللهِ: يَعْنِي أَظُنُّهُ الشَّنِّيَّ - قَالَ: حَدَّثَنَا حَمْزَةُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَخْفَرٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ. قَالَ: فَعَرَّسَ بِنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَانْتَبَهْتُ (1) بَعْضَ اللَّيْلِ

= أبي النضر في هذا الحديث. (يعني طعنَ فيه، وقدحَ في صحته) فقال مسلم: تريدُ أحفظَ من سليمان!

وقد رُوي من حديث أبي هريرة كما سلف برقم (8889)، لكن تكلم فيه أبو داود وابنُ معين وأبو حاتم الرازي والدارقطني، كما سلف بسطُه هناك، غير أن مسلماً صححه كذلك، فقال -كما ذكر عقب الحديث (404) (63) -: هو عندي صحيح، فسُئل: لِمَ لَمْ تضعه في "صحيحك؟ " قال: ليس كل شيء عندي صحيح وضعتُه هاهنا، إنما وضعتُ هاهنا ما أجمعوا عليه". قلنا: ورَدَّ المنذريُّ على أبي داود توهينه للحديث في "مختصره لسنن أبي داود" 1/ 313. وذكر ابنُ عبد البر في "التمهيد" 11/ 34 بسنده إلى أحمد بن حنبل أنه صحَّح حديثي أبي موسى وأبي هريرة.

وقال الشيخ أنور الكشميري في حاشية "نصب الراية" 2/ 15: قد صحح حديث الإنصات أحمد بن حنبل وإسحاق، وصاحبه أبو بكر بن الأثرم ثم مسلم ثم النسائي، ثم ابن جرير، ثم أبو عمر وابن حزم، ثم المنذري، ثم ابن تيمية، وابن كثير في "تفسيره"، ثم الحافظ في "الفتح" وآخرون، وجمهور المالكية والحنابلة. وقد وردت أخبار في أن قوله تعالى {وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا} أنها نزلت في الصلاة، وجاء في "المغني" 2/ 261 لابن قدامة: قال أحمد في رواية أبي داود: وأجمع الناسُ على أن هذه الآية نزلت في الصلاة.

وسلف برقم (19504).

وانظر حديث أبي هريرة السالف برقم (7270) والتعليق عليه.

(1)

في (ق) و (م): فانتهيت.

ص: 498

إِلَى مُنَاخِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَطْلُبُهُ، فَلَمْ أَجِدْهُ. قَالَ: فَخَرَجْتُ بَارِزًا أَطْلُبُهُ، وَإِذَا رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَطْلُبُ مَا أَطْلُبُ. قَالَ: فَبَيْنَا (1) نَحْنُ كَذَلِكَ، إِذْ اتَّجَهَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَنْتَ بِأَرْضِ حَرْبٍ، وَلَا نَأْمَنُ عَلَيْكَ، فَلَوْلَا إِذْ بَدَتْ لَكَ الْحَاجَةُ (2)، قُلْتَ لِبَعْضِ أَصْحَابِكَ، فَقَامَ مَعَكَ. قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنِّي سَمِعْتُ هَزِيزًا كَهَزِيزِ الرَّحَى - أَوْ حَنِينًا كَحَنِينِ النَّحْلِ - وَأَتَانِي آتٍ مِنْ رَبِّي عز وجل، فَخَيَّرَنِي بِأَنْ (3) يُدْخِلَ ثُلُثُ أُمَّتِي الْجَنَّةَ، وَبَيْنَ الشَّفَاعَةِ لَهُمْ، فَاخْتَرْتُ لَهُمْ شَفَاعَتِي، وَعَلِمْتُ أَنَّهَا أَوْسَعُ لَهُمْ، فَخَيَّرَنِي بَيْنَ أَنْ يَدْخُلَ شَطْرُ أُمَّتِي الْجَنَّةَ (4)، وَبَيْنَ شَفَاعَتِي لَهُمْ، فَاخْتَرْتُ شَفَاعَتِي لَهُمْ، وَعَلِمْتُ أَنَّهَا أَوْسَعُ لَهُمْ " قَالَ: فَقَالَا: يَا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ اللهَ تَعَالَى أَنْ يَجْعَلَنَا مِنْ أَهْلِ شَفَاعَتِكَ. قَالَ: فَدَعَا لَهُمَا، ثُمَّ إِنَّهُمَا نَبَّهَا أَصْحَابَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَخْبَرَاهُمْ بِقَوْلِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: فَجَعَلُوا يَأْتُونَهُ، وَيَقُولُونَ: يَا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ اللهَ تَعَالَى أَنْ يَجْعَلَنَا مِنْ أَهْلِ شَفَاعَتِكَ، فَيَدْعُوَ لَهُمْ. قَالَ: فَلَمَّا أَضَبَّ عَلَيْهِ الْقَوْمُ، وَكَثُرُوا، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّهَا لِمَنْ مَاتَ وَهُوَ يَشْهَدُ

(1) في نسخة في (س): فبينما.

(2)

في (ظ 13) وهامش (س): حاجة.

(3)

في (ظ 13): بين أن.

(4)

وقع في (م) قوله: "فخيَّرني أن يدخل شطر أمتي الجنة" قبل قوله: "فخيرني بأن يدخل ثلث أمتي الجنة"، وهو خطأ.

ص: 499

أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ " (1).

19725 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، يَعْنِي السَّالَحِينِيَّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، قَالَ: دَفَنْتُ ابْنًا لِي، وَإِنِّي لَفِي الْقَبْرِ إِذْ أَخَذَ بِيَدَيَّ أَبُو طَلْحَةَ، فَأَخْرَجَنِي، فَقَالَ: أَلَا أُبَشِّرُكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: حَدَّثَنِي الضَّحَّاكُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ (2) أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " قَالَ

(1) قوله صلى الله عليه وسلم في الشفاعة: "إنها لمن مات وهو يشهد أن لا إله إلا الله" صحيح لغيره كما سيرد برقم (19735)، وقوله:"خيَّرني بين أن يدخل شطر أمتي الجنة، وبين شفاعتي لهم، فاخترت شفاعتي لهم" حسن، كما سلف برقم (19618)، وهذا إسناد ضعيف لجهالة حمزة بن علي بن مخفر، وهو من رجال "التعجيل"، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير سُكَين بن عبد العزيز -وهو سُكَين بن أبي الفرات- فقد روى له البخاري في "جزء القراءة"، ووثّقه وكيع وابنُ معين والعجلي، وذكره ابنُ حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: لا بأس به، وضعَّفه أبو داود والنسائي والدارقطني، وجهَّله ابنُ خزيمة، وقال ابن عدي: فيما يرويه بعضُ النكرة، وإنه لا بأس به، لأنه يروي عن قوم ضعفاء، ولعل البلاءَ منهم. قلنا: وغير يزيد الأعرج الشَّنِّي، فقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات".

وقد سلف بنحوه بإسناد حسن برقم (19618). وانظر لفظه هناك.

قال السندي: قوله: فعرَّس بنا: من التعريس، وهو نزول المسافر آخر الليل.

فانتبهتُ: من الانتباه، أي: استيقظت.

أضبَّ عليه القوم: يقال: أضبُّوا عليه: إذا كثروا، من أضبوا: إذا تكلموا متتابعاً، وإذا نهضوا في الأمر جميعاً.

(2)

تحرف في (م) إلى "بن".

ص: 500

اللهُ تَعَالَى: يَا مَلَكَ الْمَوْتِ، قَبَضْتَ وَلَدَ عَبْدِي، قَبَضْتَ قُرَّةَ عَيْنِهِ وَثَمَرَةَ فُؤَادِهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَمَا قَالَ؟ قَالَ: حَمِدَكَ وَاسْتَرْجَعَ. قَالَ: ابْنُوا لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ، وَسَمُّوهُ بَيْتَ الْحَمْدِ " (1).

(1) إسناده ضعيف. أبو سِنان -وهو عيسى بن سِنان القَسْمَلي- ضعَّفه أحمد والنسائي والعقيلي، وقال أبو زرعة ويعقوب بن سفيان: لين الحديث، وقال أبو زرعة مرة: مخلط ضعيف الحديث، وقال أبو حاتم: ليس بقوي في الحديث، واختلف فيه قولُ ابن معين، فضعَّفه في روايات عنه، ووثقه في رواية، وقال ابن خراش: صدوق، وقال في موضع آخر: في حديثه نكرة، وقال العجلي: لا بأس به، وقال الذهبي: هو ممن يُكتب حديثُه على لينه. وأبو طلحة -وهو الخولاني الشامي- تفرَّد بالرواية عنه أبو سنان القَسْمَلي. والضَّحّاكُ بنُ عبد الرحمن -وهو ابن عرزب- قال أبو حاتم: روى عن أبي موسى الأشعري، مرسل، وقال الحافظ في "إتحاف المهرة" 10/ 32، و"أطراف المسند" 7/ 96: يقال: لم يسمع منه، ومع ذلك حسَّنه الترمذي والبغوي! وبقيةُ رجاله ثقات.

وأخرجه عبد بن حميد (551) عن يحيى بن إسحاق، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (508) -ومن طريقه البيهقي في "السنن" 4/ 68، و"الشعب"(9699)، والمِزِّي في "تهذيب الكمال"(في ترجمة أبي طلحة الخولاني) - ونعيم بنُ حماد في "الزيادات على زهد ابن المبارك"(108)، وابن حبان (2948)، وابن السُّنِّي في "عمل اليوم والليلة"(581)، والبيهقي في "الآداب"(930)، والبغوي في "شرح السنة"(1549)، وفي تفسير قوله تعالى: {وَلنَبْلُونَّكم بشيءٍ من الخوفِ والجوعِ ونَقْصٍ من الأموال والأنفس

} [البقرة: 155]، من طرق، عن حماد بن سلمة، به. قال البغوي: هذا حديث حسن غريب.

وأخرجه البيهقي في "الشُّعب"(9700) من طريق أبي أسامة، عن أبي سنان، عن الضحاك بن عبد الرحمن، عن أبي موسى، موقوفاً، لم يذكر أبا =

ص: 501

19726 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، يَعْنِي ابْنَ الْمُبَارَكِ. فَذَكَرَهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: أَبُو طَلْحَةَ الْخَوْلَانِيُّ، وَقَالَ: الضَّحَّاكُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَرْزَبٍ (1).

19727 -

حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ، يَعْنِي الطَّحَّانَ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ فِي الَّذِي يُعْتِقُ جَارِيَةً،

= طلحة في إسناده.

وسيرد فيما بعده.

وفي باب ثواب فَقْدِ الأولاد:

عن ابن مسعود، سلف برقم (3554).

وعن أبي هريرة، سلف برقم (7265).

وذكرنا فيهما أحاديث الباب، ونزيد هنا:

عن حوشب، سلف برقم (15843).

وعن امرأة يقال لها: رجاء، سيرد 5/ 83.

قال السندي: قوله: وثمرة فؤاده، أي: محبة قلبه، وهو مثلُ: قرة عينه، فإن الولد تَقَرُّ به العين، ويُحِبُّه القلب، فسُمِّي قرة العين ومحبة القلب.

واسترجع، أي: قال: إنا لله وإنا إليه راجعون.

(1)

إسناده ضعيف كسابقه. علي بن إسحاق: هو السلمي مولاهم، المروزي.

وأخرجه الترمذي (1021) عن سويد بن نصر، عن عبد الله بن المبارك، عن حماد بن سلمة، عن أبي سِنان، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. قلنا: مع جهالة أبي طلحة الخولاني، وإرسال الضحاك بن عبد الرحمن بن عَرْزَب، عن أبي موسى، كما ذكرنا في الرواية السالفة.

وسلف برقم (19725).

ص: 502

ثُمَّ يَتَزَوَّجُهَا: " لَهُ أَجْرَانِ "(1).

19728 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَرِيشُ بْنُ سُلَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ "(2).

19729 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ، قَالَ:

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير خلف بن الوليد، وهو أبو الوليد الجوهري فمن رجال "التعجيل"، وهو ثقة. وهو مكرر (19564) خالد الطحان: هو ابن عبد الله الواسطي، ومطرِّف: هو ابن طريف.

وأخرجه سعيد بن منصور (912)، ومسلم (154) 2/ 1045، وابن منده في "الإيمان" بعد (400) من طرق عن خالد، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (19532).

(2)

حديث صحيح، حَرِيش بن سُلَيم -ويقال: ابن أبي حَرِيش، وإن يكن مقبولاً- توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. سليمان بن داود: هو أبو داود الطيالسي.

وأخرجه أحمد في كتاب "الأشربة"(11) بهذا الإسناد.

وهو في "مسند الطيالسي"(498)، ومن طريقه أخرجه النسائي في "المجتبى" 8/ 298 - 299، 299، وفي "الكبرى"(5107) و (5112)، وأبو نُعيم في "الحلية" 5/ 26. قال أبو نعيم: غريبٌ من حديث طلحة، تفرَّد به الحُريش.

وسلف مطولاً برقم (19673)، وإسناده صحيح على شرط الشيخين.

وسلفت أول قطعة منه برقم (19508).

ص: 503

قَالَ أَبُو مُوسَى: إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّنْ بَرِئَ اللهُ مِنْهُ وَرَسُولُهُ صلى الله عليه وسلم، وَأَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَرِئَ مِمَّنْ حَلَقَ وسَلَقَ وخَرَقَ (1).

19730 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَرْوَانَ، عَنْ هُزَيْلِ بْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا، وَيُمْسِي كَافِرًا، وَيُمْسِي مُؤْمِنًا، وَيُصْبِحُ كَافِرًا، الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْقَائِمِ، وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْمَاشِي، وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنَ السَّاعِي، فَاكْسِرُوا قِسِيَّكُمْ، وَقَطِّعُوا أَوْتَارَكُمْ، وَاضْرِبُوا بِسُيُوفِكُمُ الْحِجَارَةَ، فَإِنْ دُخِلَ عَلَى أَحَدِكُمْ بَيْتَهُ، فَلْيَكُنْ كَخَيْرِ ابْنَيْ آدَمَ "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، داود بن أبي هند من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد العنبري، وعاصم بن سليمان: هو الأحول.

وأخرجه مسلم (104)، وابن منده في "الإيمان"(606)، وتمّام في "فوائده"(493)"الروض البسام" من طرق عن عبد الصمد، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (19535).

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل عبد الرحمن بن ثَرْوان، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير الهُزَيْل بن شُرَحْبيل، فمن رجال البخاري، وهو ثقة. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد العنبري.

وأخرجه أبو داود (4259)، وابن ماجه (3961)، وابن حبان (5962)، والطبراني في "الأوسط"(8558)، والبيهقي في "السنن" 8/ 191 من طرق =

ص: 504

19731 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو قُدَامَةَ الْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدٍ الْإِيَادِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ، يَعْنِي الْجَوْنِيَّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" جِنَانُ الْفِرْدَوْسِ أَرْبَعٌ: ثِنْتَانِ مِنْ ذَهَبٍ، حِلْيَتُهُمَا وَآنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا، وَثِنْتَانِ مِنْ فِضَّةٍ، آنِيَتُهُمَا وَحِلْيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا، وَلَيْسَ بَيْنَ الْقَوْمِ وَبَيْنَ أَنْ يَنْظُرُوا إِلَى رَبِّهِمْ عز وجل إِلَّا رِدَاءُ الْكِبْرِيَاءِ عَلَى وَجْهِهِ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ. وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَشْخَبُ مِنْ جَنَّةِ عَدْنٍ، ثُمَّ تَصْدَّعُ بَعْدَ ذَلِكَ أَنْهَارًا "(1).

= عن عبد الوارث بن سعيد، به.

قال الطبراني: لم يَرْوِ هذا الحديث عن محمد بن جُحادة إلا عبدُ الوارث. قلنا: قد روى عنه أيضاً همامُ بن يحيى قوله: "اكسروا قسيّكم

"كما سلف في الرواية (19663).

وانظر (19512).

ومن أول الحديث إلى قوله: "والماشي فيها خيرٌ من الساعي" ذكرنا شواهده في الرواية (19662).

ومن قوله: "فاكسروا قِسِيَّكم" إلى آخر الحديث، ذكرنا شواهده في الرواية (19663).

قال السندي: قوله: فإنْ دُخل على أحدكم بيتُه؛ دُخل على بناء المفعول، وبيتُه بالرفع على المشهور، وجاء نصبه على خلاف المشهور بأن يكون نائب الفاعل الجار والمجرور، وكذا يجوز نصبُه على قول من رأى أن نحو البيت بعد الدخول ظرف لا مفعول به، والله تعالى أعلم.

(1)

إسناده ضعيف بهذه السياقة، لضعف أبي قُدامة الحارث بن عُبيد الإيادي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو عمران: هو عبد الملك بن =

ص: 505

19732 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَارِسٍ صَاحِبُ الْجَوْرِ (1)

= حبيب الجَوْني.

وأخرجه أبو نعيم في "صفة الجنة" بعد (436) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، بهذا الإسناد.

وأخرجه بتمامه ومختصراً الطيالسي (529)، وابنُ أبي شيبة 13/ 148، وعبد بن حميد (545)، والدارمي (2822)، وأبو عوانة 1/ 157، وابن منده في "الإيمان"(781)، وأبو نعيم في "الحلية" 2/ 316 - 317، وفي "صفة الجنة"(141) و (436)، والبيهقي في "البعث والنشور"(239) من طرق عن أبي قدامة الحارث بن عبيد، به. وتحرف اسم الحارث أبي قدامة عند الطيالسي (ومن طريقه أبو عوانة والبيهقي) إلى: الحارث بن قدامة.

وسلف بإسناد صحيح برقم (19682) بلفظ: "جنتان من فضة آنيتُهما وما فيهما، وجنتان من ذهب آنيتُهما وما فيهما، وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم تعالى إلا رداء الكبرياء على وجهه عز وجل في جنات عدن".

والذي صحَّ في شأن هذه الأنهار -وهي سَيْحان، وجَيْحان، والفُرات، والنيل- ما جاء عند مسلم (2839) من حديث أبي هريرة مرفوعاً بلفظ:"سَيْحان وجَيْحان والفُرات والنيل، كلٌّ من أنهار الجنة"، وقد سلف برقمي (7886) و (9674)، بإسناد صحيح على شرط الشيخين.

قال السندي: قوله: وهذه الأنهار، أي الأربع: النيل، والفرات، والسّيحان والجيحان.

تشخب، أي: تسيل.

ثم تصدَّع: بتشديد الدال، أي: تشقَّق.

(1)

كذا في النسخ الخطية و (م) بالجيم، وفي "أطراف المسند": الحور -بالحاء- وهي كذلك في مصادر ترجمته. وفي أصول "تعجيل المنفعة" 2/ 450 الحرير، غيَّرها محققُه إلى حور -بالحاء- لتتفق مع مصادر ترجمته التي ذكرها. ووقع في "إتحاف المهرة": الجرير -بالجيم- ولم نقع على وجه هذه التسمية.

ص: 506

قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بُرْدَةَ بْنُ أَبِي مُوسَى، عَنْ أَبِي مُوسَى، أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعَصْرِ (1).

(1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد فيه أبو دارس -ويقال: أبو دراس- وهو إسماعيل بن دارس البصري، من رجال "التعجيل" يروي عن أبي بكر وأبي بردة ابني أبي موسى، وقد اختلف قولُ ابن معين فيه، فقال في رواية عثمان الدارمي عنه: لم يرو إلا حديثاً واحداً، ليس به بأس. ونقل الذهبي عنه في "الميزان" أنه ضعَّفه، وقال أبو حاتم: ليس بالمعروف، وذكره ابنُ حبان في "الثقات". وبقيةُ رجاله ثقاتٌ رجال الشيخين.

وأخرجه البخاري في "تاريخه الكبير" 1/ 44 عن مكي، وهو ابن إبراهيم، عن أبي دارس، فقال: عن أبي بكر بن أبي موسى، عن أبيه، به.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(7130) من طريق إبراهيم بن المستمر العروقي، عن يحيى بن عاصم صاحب أبي عاصم، عن محمد بن حمران بن عبد الله، عن شعيب بن سالم، عن جعفر بن أبي موسى، عن أبي موسى، به، وعنده زيادة: وكان أبو موسى يصليهما. قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن جعفر بن أبي موسى إلا بهذا الإسناد، تفرد به إبراهيم بنُ المستمر.

وأورده الهيثميُّ في "مجمع الزوائد" 2/ 223، وقال: رواه الطبراني في "الأوسط، و"الكبير" وزاد: قال أبو دارس: رأيتُ أبا بكر بن أبي موسى يصليهما، ويقول: رأيتُ أبا موسى يصليهما، ويقول: إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصليهما في بيت عائشة رضي الله عنها. ورجاله رجال الصحيح غير أبي دارس قال فيه ابن معين: لا بأس به. قلنا: فاته أن ينسبه إلى أحمد.

وله شاهدٌ من حديث عائشة عند البخاري (591)، ومسلم (835)، وسيرد 6/ 50، ولفظه عند البخاري: ما ترك النبيُّ صلى الله عليه وسلم السجدتين بعد العصر عندي قطُّ.

وقد ذكرنا في مسند ابن عمر عند الحديث السالف برقم (4612) الجمعَ =

ص: 507

19733 -

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَدْرُ بْنُ عُثْمَانَ - مَوْلًى لِآلِ عُثْمَانَ - قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: وَأَتَاهُ سَائِلٌ يَسْأَلُهُ عَنْ مَوَاقِيتِ الصَّلَاةِ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ شَيْئًا، فَأَمَرَ بِلَالًا، فَأَقَامَ (1) بِالْفَجْرِ حِينَ انْشَقَّ الْفَجْرُ، وَالنَّاسُ لَا يَكَادُ يَعْرِفُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، ثُمَّ أَمَرَهُ، فَأَقَامَ بِالظُّهْرِ حِينَ زَالَتِ الشَّمْسُ، وَالْقَائِلُ يَقُولُ: انْتَصَفَ النَّهَارُ أَوْ لَمْ يَنْتَصِفْ (2)، وَكَانَ أَعْلَمَ مِنْهُمْ، ثُمَّ أَمَرَهُ، فَأَقَامَ بِالْعَصْرِ (3) وَالشَّمْسُ مُرْتَفِعَةٌ، ثُمَّ أَمَرَهُ، فَأَقَامَ بِالْمَغْرِبِ حِينَ وَقَعَتِ الشَّمْسُ، ثُمَّ أَمَرَهُ، فَأَقَامَ بِالْعِشَاءِ (4) حِينَ غَابَ الشَّفَقُ، ثُمَّ أَخَّرَ الْفَجْرَ مِنَ الْغَدِ حَتَّى انْصَرَفَ مِنْهَا وَالْقَائِلُ يَقُولُ: طَلَعَتِ الشَّمْسُ، أَوْ كَادَتْ، وَأَخَّرَ الظُّهْرَ حَتَّى كَانَ قَرِيبًا مِنْ وَقْتِ الْعَصْرِ بِالْأَمْسِ، ثُمَّ أَخَّرَ الْعَصْرَ

= بين حديث المنهي عن الصلاة بعد العصر، وبين صلاته صلى الله عليه وسلم بعدها، فانظره، وانظر كذلك حديث تميم الداري السالف برقم (16941)، وحديث أم سلمة الآتي 6/ 315، وحديث ميمونة الآتي 6/ 334 - 335.

قال السندي: قوله: يصلي ركعتين بعد العصر، قد جاء ذكرُهما في حديث عائشة وغيرها، فقيل بجواز الصلاة بعد العصر بسبب، وقيل بالخصوص، وذلك لثبوت النهي قطعاً، والله تعالى أعلم.

(1)

في (ق): فأذن. وفي هامشها: فأقام.

(2)

كلمة "ينتصف" ليست في (ظ 13).

(3)

في (ظ 13): العصر.

(4)

في (ظ 13): العشاء. وهي نسخة في (س).

ص: 508

حَتَّى (1) انْصَرَفَ مِنْهَا وَالْقَائِلُ يَقُولُ: احْمَرَّتِ الشَّمْسُ، ثُمَّ أَخَّرَ الْمَغْرِبَ حَتَّى كَانَ عِنْدَ سُقُوطِ الشَّفَقِ، وَأَخَّرَ الْعِشَاءَ حَتَّى كَانَ ثُلُثُ اللَّيْلِ الْأَوَّلُ، فَدَعَا السَّائِلَ، فَقَالَ:" الْوَقْتُ فِيمَا بَيْنَ هَذَيْنِ "(2).

19734 -

حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْبَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَكْحُولٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَائِشَةَ وَكَانَ جَلِيسًا لِأَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ دَعَا أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ، وَحُذَيْفَةَ بْنَ

(1) لفظ "حتى" ليست في (ظ 13)، وهو نسخة في (س).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، بدر بن عثمان من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو نعيم: هو الفضل بن دكين.

وأخرجه أبو عوانة 1/ 375، وابن المنذر في "الأوسط"(945) و (950)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 148، والدارقطني في "السنن" 1/ 263، والبيهقي في "السنن" 1/ 370 - 371 من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، بهذا الإسناد.

وأخرجه بتمامه ومختصراً ابنُ أبي شيبة 1/ 317 و 14/ 253، ومسلم (614)(178) و (179)، وأبو داود (395)، والنسائي في "المجتبى" 1/ 260 - 261، وفي "الكبرى"(1499)، وأبو عوانة 1/ 375، والدارقطني في "السنن" 1/ 263 - 264 و 264، والبيهقي في "السنن" 1/ 366 - 367 و 374 من طرق عن بدر بن عثمان، به.

ونقل الترمذي في "العلل الكبير" 1/ 202 عن البخاري قوله: أصح الأحاديث عندي في المواقيت حديثُ جابر بن عبد الله، وحديثُ أبي موسى.

قلنا: حديث جابر سلف برقم (14538).

وفي الباب كذلك عن أبي سعيد الخدري سلف برقم (11249)، وذكرنا بقية أحاديث الباب هناك.

ص: 509

الْيَمَانِ رضي الله عنهم، فَقَالَ: كَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُكَبِّرُ فِي الْفِطْرِ وَالْأَضْحَى؟ فَقَالَ: أَبُو مُوسَى: كَانَ يُكَبِّرُ أَرْبَعًا (1)، تَكْبِيرَهُ عَلَى الْجَنَائِزِ. وَصَدَّقَهُ حُذَيْفَةُ، فَقَالَ أَبُو عَائِشَةَ: فَمَا (2) نَسِيتُ بَعْدُ قَوْلَهُ: تَكْبِيرَهُ عَلَى الْجَنَائِزِ. وَ أَبُو عَائِشَةَ حَاضِرٌ سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ (3).

(1) في (م) و (ق): أربع تكبيرات، وهي نسخة في (س).

(2)

في (ظ 13): ما.

(3)

حديث حسن موقوفاً، وهذا إسناد ضعيف لجهالة حال أبي عائشة، فلم يذكروا في الرواة عنه سوى اثنين، ولم يُؤثر توثيقُه عن أحد، وجهَّله ابنُ حزم وابنُ القطان والذهبي. وابنُ ثوبان: هو عبد الرحمن بنُ ثابت بن ثوبان، مختلف فيه، وهو حسن الحديث، إلا أنهم أنكروا عليه أحاديث يرويها عن أبيه، عن مكحول. وبقية رجاله ثقات.

وأخرجه المِزِّي في "تهذيب الكمال"(ترجمة أبي عائشة) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابنُ أبي شيبة 2/ 172، وأبو داود (1153)، والبيهقي في "السنن" 3/ 289 - 290 من طريق زيد بن الحباب، به.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 345 - 346 من طريق غسان ابن الربيع، عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، به.

وأخرج نحوه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 346 من طريق نعيم بن حماد، عن محمد بن يزيد الواسطي، عن النعمان بن المنذر، عن مكحول، عن رسول حذيفة وأبي موسى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكبّر في العيدين أربعاً وأربعاً سوى تكبيرة الافتتاح. ونُعيم ضعيف، ورسولُ حذيفة -وإن كان مبهماً- متابع.

وأخرج نحوه الطحاوي كذلك في "شرح معاني الآثار" 4/ 349 من طريق ابن عون، عن مكحول، قال: حدثني من أرسله سعيدُ بنُ العاص، فاتفق له =

ص: 510

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= أربعةٌ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم على ثماني تكبيرات. قلنا: وإسناده ضعيف لإبهام الذي روى عنه مكحول.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 347 موقوفاً من طريق عبد الرحمن بن زياد، عن زهير بن معاوية، عن أبي إسحاق، عن إبراهيم بن عبد الله بن قيس، عن أبيه أن سعيد بن العاص دعاهم يوم عيد، فدعا الأشعريَّ وابنَ مسعود وحذيفةَ بنَ اليمان رضي الله عنهم، فقال: إن اليوم عيدكم، فكيف أصلي؟ فقال حذيفة: سل الأشعريَّ، وقال الأشعريُّ: سل عبد الله، فقال عبدُ الله: تكبر، وذكر الحديث وهو يكبر تكبيرة، ويفتتح بها الصلاة، ثم يكبر بعدها ثلاثاً، ثم يقرأ، ثم يكبر تكبيرة يركع بها، ثم يسجد، ثم يقوم فيقرأ، ثم يكبر ثلاثاً، ثم يكبر تكبيرة يركع بها.

قلنا: وعبد الرحمن بن زياد: هو ابن أَنْعُم الإفريقيّ ضعيف، وزهير بن معاوية: هو الجُعفي وسماعُه من أبي إسحاق -وهو السَّبيعي- بعد الاختلاط.

ثم إنه قد اختلف فيه على أبي إسحاق:

فرواه زهير عنه، عن إبراهيم بن عبد الله بن قيس، عن أبيه، كما سلف.

ورواه سفيان الثوري -كما عند الطحاوي 4/ 348 - عنه، عن عبد الله بن أبي موسى، عن عبد الله، إلا أنَّ في طريقه مؤمَّلَ بنَ إسماعيل، وهو ضعيف.

ورواه معمر -كما عند ابن حزم 5/ 83 - عنه، عن الأسود بن يزيد، قال: كان ابن مسعود جالساً وعنده حذيفة وأبو موسى الأشعري، فسألهم سعيد بن العاص

وأخرجه موقوفاً الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 348 من طريق هشام ابن أبي عبد الله: وهو الدستوائي، عن حماد، هو ابن أبي سليمان، عن إبراهيم، وهو النَّخَعي، عن علقمة بن قيس قال: خرج الوليد بن عقبة بن أبي مُعَيط على ابن مسعود وحذيفة والأشعري رضي الله عنهم، فقال: إن العيد غداً، فكيف التكبير؟ فقال ابن مسعود، فذكر نحو ذلك، وزاد: فقال الأشعري =

ص: 511

19735 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أُعْطِيتُ خَمْسًا: بُعِثْتُ إِلَى الْأَحْمَرِ وَالْأَسْوَدِ، وَجُعِلَتْ لِي الْأَرْضُ طَهُورًا وَمَسْجِدًا، وَأُحِلَّتْ لِي الْغَنَائِمُ (1)، وَلَمْ تَحِلَّ لِمَنْ كَانَ قَبْلِي، وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ شَهْرًا، وَأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ، وَلَيْسَ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا وَقَدْ سَأَلَ شَفَاعَةً، وَإِنِّي اخْتَبَأْتُ (2) شَفَاعَتِي، ثُمَّ جَعَلْتُهَا لِمَنْ مَاتَ

= وحذيفة رضي الله عنهما: صدق أبو عبد الرحمن. قلنا: يعني ذكر نحو حديث زهير عن أبي إسحاق، وهذا إسناد حسن.

وله شاهد -أخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 345 وحسَّن إسناده- من حديث القاسم بن عبد الرحمن الشامي عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، قال: صلَّى بنا النبيُّ صلى الله عليه وسلم يوم عيد، فكبَّر أربعاً وأربعاً، ثم أقبل علينا بوجهه حين انصرف، قال:"لا تنسَوْا، كتكبير الجنائز" وأشار بأصابعه، وقبض إبهامه. قلنا: القاسم بن عبد الرحمن روايته عن كثير من الصحابة مرسلة، وقيل: إنه لم يسمع من أحد من الصحابة سوى أبي أمامة.

وقد سلف من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص برقم (6688) بإسناد حسن أن النبي صلى الله عليه وسلم كبر في عيد ثنتي عشرة تكبيرة، سبعاً في الأولى، وخمساً في الآخرة، ولم يصل قبلها ولا بعدها. وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب، وقول البخاري في ذلك.

قال السندي: قوله: تكبيره على الجنائز: أي هي أربع مع التحريمة، فالزوائد ثلاث، كما يقول علماؤنا الحنفية.

(1)

في (س) و (ص) و (ق): المغانم.

(2)

في (م): أخبأت.

ص: 512

مِنْ أُمَّتِي لَمْ يُشْرِكْ بِاللهِ شَيْئًا " (1)(2).

19736 -

حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، يَعْنِي الزُّبَيْرِيَّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ، وَلَمْ

(1) في (ظ 13): لمن مات لا يشرك بالله شيئاً.

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد اختُلف فيه على إسرائيل في وصله وإرساله، فرواه عنه حسين بن محمد -وهو المرُّوذي- في هذه الرواية موصولاً، ورواه أبو أحمد الزبيري عنه في الرواية التالية مرسلاً. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي.

وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" 11/ 433 من طريق عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي بردة بن أبي موسى. دون ذكر أبي موسى في الإسناد. ووقع مكانه بياضٌ فيما ذكر محققه، فزاد:"عن أبيه" من نسخة أخرى.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/ 258، وقال: رواه أحمد متصلاً ومرسلاً، والطبراني، ورجاله رجال الصحيح.

وله شاهد من حديث جابر عند البخاري (335)، ومسلم (521)، وسلف برقم (14264).

وفي الباب كذلك عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (7068)، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.

قال السندي: قوله: ونُصرتُ بالرعب، أي: بإلقاء الرعب في قلوب الأعداء، بلا أسباب ظاهرة كما للسلاطين، وإلا فالرعبُ مع تلك الأسباب معتاد.

الشفاعة: العامة.

وقد سأل شفاعة، أي: سأل ما أعطي من الدعاء.

ص: 513

يُسْنِدْهُ (1).

19737 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا غَيْلَانُ بْنُ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَسْتَاكُ وَهُوَ وَاضِعٌ طَرَفَ السِّوَاكِ عَلَى لِسَانِهِ يَسْتَنُّ إِلَى فَوْقَ، فَوَصَفَ حَمَّادٌ كَأَنَّهُ يَرْفَعُ سِوَاكَهُ. قَالَ حَمَّادٌ وَوَصَفَهُ لَنَا غَيْلَانُ، قَالَ: كَانَ (2) يَسْتَنُّ طُولًا (3).

19738 -

حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَدْعُو بِهَؤُلَاءِ الدَّعَوَاتِ:

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد اختُلف في وصله وإرساله، كما ذكرنا في الرواية السابقة. أبو أحمد الزبيري: هو محمد بن عبد الله بن الزبير.

(2)

في (ظ 13) و (ق) وهامش (س): كأنه.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يونس بن محمد: هو المؤدِّب.

وأخرجه البخاري (244) -ومن طريقه البغوي في "شرح السنة"(203) - ومسلم (254)(45)، والنسائي في "المجتبى" 1/ 9، و"الكبرى"(3)، وابن خزيمة (141)، وأبو عوانة 1/ 192، وابن حبان (1073)، والبيهقي في "السنن" 1/ 35، من طرق عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد بألفاظ متقاربة، ولفظ البخاري: أتيتُ النبي صلى الله عليه وسلم، فوجدتُه يستنُّ بسواك بيده، يقول: اع اع، والسواك في فيه، كأنه يتهوَّع. وليس عندهم من قوله: يستنُّ إلى فوق

إلى آخر الحديث.

وسلف مطولاً برقم (19666).

وانظر (19508).

ص: 514

" اللهُمَّ اغْفِرْ لِي خَطَايَايَ وَجَهْلِي وَإِسْرَافِي فِي أَمْرِي، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، اللهُمَّ اغْفِرْ لِي جِدِّي وَهَزْلِي، وَخَطَئِي وَعَمْدِي، وَكُلُّ (1) ذَلِكَ عِنْدِي "(2).

(1) في (س) و (م): كلُّ. دون واو قبلها.

(2)

حديث صحيح، شريك -وهو ابن عبد الله النخعي- متابع، وبقيةُ رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو أحمد: هو محمد بن عبد الله بن الزُّبير الزُّبيري، وأبو إسحاق: هو السَّبيعي، وأبو بُردة: هو ابنُ أبي موسى الأشعري.

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 281، وابن حبان (954)، والإسماعيلي فيما ذكر الحافظ في "الفتح" 11/ 197 من طريق شريك، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري في "صحيحه"(6398)، وفي "الأدب المفرد"(688)، ومسلم (2719)، وأبو عوانة -كما في "إتحاف المهرة" 10/ 87 - وابن حبان (957) من طريق عبد الملك بن الصّبَّاح، والبخاري كذلك بإثر (6398)، ومسلم (2719)، وأبو عوانة -كما في "الإتحاف"- والطبراني في "الدعاء"(1795) من طريق معاذ العنبري، كلاهما عن شعبة، وأخرجه البخاري أيضاً في "الصحيح"(6399)، وفي "الأدب المفرد"(689)، والبغوي في "شرح السنة"(1371)، من طريق إسرائيل، وأبو عوانة أيضاً -كما في "الإتحاف"- من طريق نصر بن علي وجادةً عن أبيه علي بن نصر الجهضمي، والإسماعيلي -فيما ذكر الحافظ في "الفتح" 11/ 197 من طريق أشعث، وقيس بنِ الربيع، خمستُهم عن أبي إسحاق، به.

زاد شعبة في روايته قولَه: "اللهم اغْفِرْ لي ما قدَّمْتُ وما أخَّرت، وما أسْرَرْتُ وما أعلنتُ

" إلى آخر لفظ الرواية السالفة برقم (19489). قال البغوي: هذا حديث متفق على صحته.

وقد أَبهَمَ عبدُ الملك بن الصّبَاح اسمَ ابنِ أبي موسى، وسماه معاذ العنبري وإسرائيل: أبا بردة: وقرنَ إسرائيلُ به أبا بكر بن أبي موسى، وقال: أحسبه عن أبي موسى. فقال الحافظ في "الفتح" 11/ 197: وقعت لي طريق إسرائيل =

ص: 515

19739 -

حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، يَعْنِي الْبَكَّائِيَّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مُنَكِّسٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا الْقِتَالُ فِي سَبِيلِ اللهِ تَعَالَى؟ فَإِنَّ أَحَدَنَا يُقَاتِلُ حَمِيَّةً، وَيُقَاتِلُ غَضَبًا، فَلَهُ أَجْرٌ؟ قَالَ: فَرَفَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَأْسَهُ إِلَيْهِ، وَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ قَائِمًا (1) مَا رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَيْهِ، ثُمَّ

= من وجه آخر، أخرجها أبو محمد ابن صاعد في "فوائده" عن محمد بن عمرو الهروي، عن عبيد الله بن عبد المجيد الذي أخرجه البخاري من طريقه بسنده، وقال في روايته: عن أبي بكر وأبي بردة ابني أبي موسى، عن أبيهما. ولم يشك. وقال: غريب من حديث أبي بكر بن أبي موسى. قلت: وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق، وهو من أثبت الناس في حديث جده.

وذكر أبو عوانة أن نصر بنَ علي زاد في روايته أن أبان بن تغلب قال لأبي إسحاق السَّبيعي: سمعتَه من أبي بردة؟ قال: حدثنيه سعيدُ بنُ أبي بردة، عن أبيه.

وحكى الحافظ نحوه عن الإسماعيلي في "الفتح" 11/ 197، فقال الحافظ في "الإتحاف": ظهر من رواية علي بن نصر أن أبا إسحاق دلَّسه. قلنا: لكنه قال في "الفتح" 11/ 197: وهذا تعليل غير قادح، فإن شعبة كان لا يروي عن أحد من المدلِّسين إلا ما يتحقق أنه سمع من شيخه!

وقد سلف برقم (19489).

وفي باب قوله: "اللهم اغْفِرْ لي خطايايَ وجَهْلي

" عن عثمان بن أبي العاص سلف برقم (16269).

(1)

في (م) بعد قوله قائماً زيادة: (أو كان قاعداً، الشكُّ من زهير) وسترد في الحديث التالي.

ص: 516

قَالَ: " مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللهِ هِيَ الْعُلْيَا، فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ عز وجل "(1).

19740 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ قَالَ: حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ الْمُعْتَمِرِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: قَالَ أَبُو مُوسَى: سَأَلَ رَجُلٌ، أَوْ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَالِسٌ مُنَكِّسٌ (2) فَقَالَ: مَا الْقِتَالُ فِي سَبِيلِ اللهِ عز وجل؟ فَإِنَّ أَحَدَنَا يُقَاتِلُ حَمِيَّةً وَغَضَبًا، فَلَهُ أَجْرٌ؟ قَالَ: فَرَفَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَأْسَهُ إِلَيْهِ، وَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ قَائِمًا، أَوْ كَانَ قَاعِدًا - الشَّكُّ مِنْ زُهَيْرٍ - مَا رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَيْهِ، فَقَالَ:" مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللهِ هِيَ الْعُلْيَا، فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ عز وجل "(3).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، زياد بن عبد الله البَكَّائي، من رجاله، وروى له البخاري مقروناً، وبقيةُ رجاله ثقات رجال الشيخين. منصور: هو ابنُ المعتمر، وشقيق بن سلمة: هو أبو وائل الكوفي.

وهو مكرر (19493) غير أن أحمد رواه هنا عن زياد البكَّائي، عن منصور.

وانظر شرحه في الرواية (19596).

قال السندي: قوله: وهو منكِّس، أي: خافضٌ رأسَه، يقال: نكس، بالتشديد والتخفيف: إذا خفض رأسه، وطأطأ إلى الأرض، كالمهموم، وحينئذ فقول الراوي: ولولا أنه، أي: السائل، كان قائماً

إلخ، لا يخلو عن نظر، لأن من خفض رأسه إذا أجاب رفع رأسه وإن كان السائل قاعداً توجيهاً للوجه إلى السائل ليفهم، والله تعالى أعلم.

(2)

في (م): منكِّس رأسَه.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مطوَّل (19493)، غير شيخ =

ص: 517

19741 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُقَدَّمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُمَيْسٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، قَالَ: أَتَانِي نَاسٌ مِنَ الْأَشْعَرِيِّينَ، فَقَالُوا: اذْهَبْ مَعَنَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَإِنَّ لَنَا حَاجَةً. قَالَ: فَقُمْتُ مَعَهُمْ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، اسْتَعِنْ بِنَا فِي عَمَلِكَ، فَاعْتَذَرْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِمَّا قَالُوا، وَقُلْتُ: لَمْ أَدْرِ مَا حَاجَتُهُمْ، فَصَدَّقَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَعَذَرَنِي، وَقَالَ:" إِنَّا لَا نَسْتَعِينُ فِي عَمَلِنَا مَنْ سَأَلَنَاهُ "(1).

19742 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَبَا مُوسَى وَمُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ إِلَى الْيَمَنِ، فَقَالَ لَهُمَا:" يَسِّرَا وَلَا تُعَسِّرَا، وَبَشِّرَا وَلَا تُنَفِّرَا، وَتَطَاوَعَا ". قَالَ أَبُو مُوسَى: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا بِأَرْضٍ يُصْنَعُ فِيهَا

= أحمد، فهو هنا حسن بن موسى، وهو الأشْيب.

وانظر شرحه في الرواية (19596).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عمر بن علي بن مُقدَّم: هو عمر ابن علي بن عطاء بن مُقَدَّم، وإن كان موصوفاً بالتدليس- قد صرَّح بالتحديث من أبي عُميس، وهو عتبة بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/ 224، و"الكبرى"(5935)، وأبو عوانة 4/ 410 من طريق سليمان بن حرب، بهذا الإسناد.

وسلف مطولاً برقم (19666)، وبإسناد ضعيف برقم (19508).

وانظر ما بعده.

ص: 518

شَرَابٌ مِنَ الْعَسَلِ يُقَالُ لَهُ: الْبِتْعُ، وَشَرَابٌ مِنَ الشَّعِيرِ يُقَالُ لَهُ: الْمِزْرُ؟ قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ "(1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الإمام أحمد في كتاب "الأشربة"(8) بهذا الإسناد. دون قوله: "يسِّرا ولا تعسِّرا

".

وأخرجه البخاري (6124)، وأبو عوانة 5/ 263 من طريق النضر بن شميل، وأبو عوانة 5/ 267 مطولاً من طريق يزيد بن هارون، و 4/ 84 - 85 من طريق النضر بن شميل وحجاج، و 5/ 267 - 268 من طريق وهب بن جرير، والبغوي في "الجعديات"(539) -ومن طريقه ابن عبد البر في "التمهيد" 7/ 125 - عن علي بن الجعد، أربعتهم عن شعبة، به.

وأخرجه مطولاً عبد الرزاق (5959) عن رجل، عن شعبة. ثم قال: وقد ذكر معمر بعضه عن سعيد بن أبي بردة.

وأخرجه مسلم (1733)، ص 1586، وابن حبان (5373)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 2/ 375، والبيهقي في "السنن" 8/ 294 من طريق محمد بن عبَّاد، عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، سمعه من سعيد بن أبي بردة، به، وجاء فيه بلفظ:"كلُّ ما أسكَرَ عن الصلاة، فهو حرام" قال ابن حبان: غريب غريب. قلنا: وهذه الغرابة إنما هي في الإسناد لرواية عمرو بن دينار، عن سعيد بن أبي بردة، فقد قال ابنُ المديني -فيما رواه الخطيب في "تاريخ بغداد"، ونقله عنه الحافظ في "النكت الظراف" 6/ 451 - : كذبٌ وباطل، إنما روى هذا الشيباني عن سعيد بن أبي بردة، ولم يرو عمرو بن دينار عن سعيد ابن أبي بردة، ولا عن أبي بردة شيئاً، وأنكره جداً. وذكر الدارقطني في "العلل" 7/ 215 أن رواية محمد بن عبَّاد هذه غير محفوظة، وأنه اختُلف على ابن عُيينة فيه، والإسناد الآخر عنه غير محفوظ أيضاً.

وأخرجه مسلم (1733)(71) ص 1586 - 1587 كذلك، وأبو عوانة =

ص: 519

19743 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ قَوْمِي، قَالَ شُعْبَةُ: قَدْ كُنْتُ أَحْفَظُ اسْمَهُ، قَالَ: كُنَّا عَلَى بَابِ عُثْمَانَ رضي الله عنه نَنْتَظِرُ الْإِذْنَ عَلَيْهِ، فَسَمِعْتُ أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " فَنَاءُ أُمَّتِي بِالطَّعْنِ وَالطَّاعُونِ ". قَالَ: فَقُلْنَا (1): يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا الطَّعْنُ قَدْ عَرَفْنَاهُ، فَمَا الطَّاعُونُ؟ قَالَ:" طَعْنُ أَعْدَائِكُمْ مِنَ الْجِنِّ، فِي (2) كُلٍّ شَهَادَةٌ (3) ". قَالَ زِيَادٌ: فَلَمْ أَرْضَ بِقَوْلِهِ، فَسَأَلْتُ سَيِّدَ الْحَيِّ، وَكَانَ مَعَهُمْ، فَقَالَ: صَدَقَ، حَدَّثَنَاهُ أَبُو مُوسَى (4).

19744 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ (5)، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ النَّهْشَلِيُّ

= 4/ 85، 5/ 265 - 266، والبيهقي 8/ 291 من طريق عبيد الله بن عمرو، وأبو عوانة 4/ 85 - 86، وابن حبان (5376) من طريق أبي عبد الرحيم خالد بن يزيد -ويقال: ابن أبي يزيد الحراني- كلاهما عن زيد بن أبي أنيسة، عن سعيد ابن أبي بردة، به. باللفظ السابق.

وسلف مختصراً برقم (19699).

قال القرطبي في "المفهم" 5/ 268: قوله: "أنهى عن كل مسكر أسكر عن الصلاة"، أي: صدَّ عنها بما فيه من السُّكْر، كما أشار اللهُ تعالى إليه حيث قال:{ويَصُدَّكُم عن ذِكْرِ اللهِ وعن الصلاة فهل أنتُم مُنتهون} . [المائدة: 91]

(1)

في (ظ 13): فقلت.

(2)

في (م): وفي، وقد ضرب على الواو في (س).

(3)

في (ظ 13): شهداء.

(4)

سلف الكلام على هذا الحديث في الرواية السالفة برقم (19528).

وأخرجه الطيالسي (534) عن شعبة، بهذا الإسناد.

(5)

في (م): بكر، وهو خطأ.

ص: 520

قَالَ: حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ عِلَاقَةَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ قَالَ: خَرَجْنَا فِي بِضْعَ عَشْرَةَ مِنْ بَنِي ثَعْلَبَةَ، فَإِذَا نَحْنُ بِأَبِي مُوسَى، فَإِذَا هُوَ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" اللهُمَّ اجْعَلْ فَنَاءَ أُمَّتِي فِي الطَّاعُونِ ". فَذَكَرَهُ (1).

(1) هذا إسناد سلف الكلام عليه في الرواية (19528) فانظره. وأسامةُ بنُ شريك صحابيٌّ جليل من بني ثعلبة قوم زياد بن علاقة.

وأخرجه البيهقي في "الدلائل" 6/ 384 من طريق العباس بن محمد الدوري، عن يحيى بن أبي بكير، بهذا الإسناد.

وأخرجه البزار (3039)(زوائد) عن الفضل بن سهل، عن يحيى بن أبي بكير، عن أبي بكر النهشلي، عن زياد بن علاقة، عن قطبة بن مالك، عن أبي موسى، به.

قال الحافظ. في "بذل الماعون" 113: وما أظنُّه إلا وهماً من البزار ومن شيخه، فإن أحمد بنَ حنبل أحفظُ من الفضل بن سهل وأتقنُ.

وأخرجه أبو يعلى (7226) من طريق جُبارة بن مُغَلِّس، عن أبي بكر النهشلي، به.

وانظر ما قبله.

قال المناوي في "فيض القدير": قال بعضهم: دعا لأمته، فاستجيب له في البعض، أو أراد طائفة مخصوصة أو صفة مخصوصة كالخيار. فلا تعارض بينه وبين الخبر الآتي:"إن الله أجاركم من ثلاث، أن يدعو عليكم نبيكم، فتهلكوا جميعاً" الحديث. قال القرطبي: بيانه أن مراده بأمته صحبُه خاصة، لأنه دعا لجميع أمته أن لا يهلكهم بسنة عامة، ولا يسلط أعداءهم عليهم، فأجيب، فلا تذهب بيضتهم ولا معظمهم بموت عام ولا بعدو على مقتضى دعائه هذا، والدعاء المذكور يقتضي أن يفنوا كلهم بالقتل والموت، فتعين صرفه إلى أصحابه. لأن الله اختار لمعظمهم الشهادة بالقتل في سبيل الله وبالطاعون الواقع في زمنهم، فهلك به بقيتهم، فقد جمع الله لهم الأمرين.

ص: 521

19745 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ. قَالَ: فَهَبَطْنَا (1) فِي وَهْدَةٍ مِنَ الْأَرْضِ. قَالَ: فَرَفَعَ النَّاسُ أَصْوَاتَهُمْ بِالتَّكْبِيرِ، فَقَالَ (2):" أَيُّهَا النَّاسُ ارْبَعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ، فَإِنَّكُمْ (3) لَا تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلَا غَائِبًا، إِنَّكُمْ تَدْعُونَ سَمِيعًا قَرِيبًا ". قَالَ: ثُمَّ دَعَانِي وَكُنْتُ مِنْهُ قَرِيبًا، فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ قَيْسٍ، أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى كَلِمَةٍ مِنْ كَنْزِ (4) الْجَنَّةِ؟ " قَالَ: قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: " لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ "(5).

19746 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ الْحَدَّادُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ

(1) في (م) و (ص): فأهبَطَنا وهدةً، وهي نسخة في (س).

(2)

في (ظ 13) و (ق): فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

(3)

في (ظ 13): إنكم.

(4)

في (ق): كنوز.

(5)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، وعاصم الأحول: هو ابن سليمان، وأبو عثمان النَّهدي: هو عبدُ الرحمن بنُ مَلّ.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 488 و 10/ 376، ومسلم (2704)(44)، والنسائي في "الكبرى"(7679)، وأبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة" 10/ 41)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(5787)، والطبراني في "الدعاء"(1667) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (19520).

ص: 522

عَنْ أَبِي مُوسَى، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا نِكَاحَ إِلَّا بِوَلِيٍّ "(1).

19747 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، قَالَا: حَدَّثَنَا ثَابِتُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ غُنَيْمِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ رَوْحٌ: قَالَ: سَمِعْتُ غُنَيْمًا قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُوسَى يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم (2) -: " أَيُّمَا امْرَأَةٍ اسْتَعْطَرَتْ، ثُمَّ مَرَّتْ عَلَى الْقَوْمِ لِيَجِدُوا رِيحَهَا، فَهِيَ زَانِيَةٌ "(3).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد سلف الكلام عليه في الرواية السالفة برقم (19710).

وأخرجه أبو داود (2085) -ومن طريقه البيهقي في "السنن" 7/ 109 - من طريق أبي عُبيدة الحداد، به. قال البيهقي: ثم قال أبو داود رحمه الله في بعض النسخ من كتاب "السنن": هو يونس بن أبي كثير. فتعقَّبه الحافظ في "التهذيب"، وقال: الصواب أنه يونس بن أبي إسحاق، فإن الحديث مشهور من روايته عن أبي بردة، وقد أخرجه البيهقي من طرق كذلك.

(2)

من قوله: "قال روح" إلى هذا الموضع، سقط من (ظ 13).

(3)

إسناده جيد، وهو مكرر الرواية (19578) غير أن أحمد رواه هنا عن عبد الواحد، وهو ابنُ واصل الحدَّاد أبو عبيدة، من رجال البخاري، ورَوْحِ بنِ عبادة، من رجال الشيخين.

وأخرجه ابن جُميع الصيداوي في "معجم الشيوخ" 1/ 133 - 134 من طريق عبد الواحد أبي عبيدة الحداد، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(557)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2716) و (4553)، والحاكم في "المستدرك" 2/ 396، وابنُ =

ص: 523

19748 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ وَرَوْحٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا ثَابِتُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ غُنَيْمِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ رَوْحٌ: سَمِعْتُ غُنَيْمًا، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُوسَى، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " كُلُّ عَيْنٍ زَانِيَةٌ "(1).

19749 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ، يَعْنِي التَّيْمِيَّ، عَنْ أَبِي السَّلِيلِ، عَنْ زَهْدَمٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: أَتَيْنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَسْتَحْمِلُهُ، فَقَالَ:" لَا وَاللهِ لَا أَحْمِلُكُمْ ". فَلَمَّا رَجَعْنَا، أَرْسَلَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِثَلَاثِ ذَوْدٍ بُقْعِ الذُّرَى. قَالَ: فَقُلْتُ: حَلَفَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ لَا

= عساكر في "تاريخ دمشق"(ترجمة الحسن بن عطية) من طريق رَوْح بن عُبادة، به. زاد عبد بن حُميد، والطحاوي، وابن عساكر:"وكلُّ عين زانية".

قال الحاكم: هذا حديث أخرجه الصَّغَاني في التفسير عند قوله تعالى: {قُلْ للمؤْمنين يَغُضُّوا من أبصارهم} [النور: 30]، وهو صحيح الإسناد، ولم يخرِّجاه، ووافقه الذهبي.

(1)

إسناده جيد، وهو مكرر سابقه، وهو مكرر (19513) غير أن أحمد رواه هنا عن عبد الواحد، وهو ابن واصلُ الحدَّاد أبو عُبيدة، من رجال البخاري، ورَوْحٍ، وهو ابنُ عبادة، من رجال الشيخين.

وأخرجه عبد بنُ حُميد في "المنتخب"(557)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2716) و (4553)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(ترجمة الحسن بن عطيَّة) من طريق رَوْح بن عُبادة، بهذا الإسناد، مطولاً مع الحديث الذي قبله برقم (19747).

وسلف برقم (19513).

ص: 524

يَحْمِلَنَا، ثُمَّ حَمَلَنَا، فَأَتَيْنَاهُ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّكَ حَلَفْتَ أَنْ لَا تَحْمِلَنَا، فَحَمَلْتَنَا! فَقَالَ:" لَمْ أَحْمِلْكُمْ، وَلَكِنَّ اللهَ حَمَلَكُمْ، وَاللهِ لَا أَحْلِفُ عَلَى يَمِينٍ، فَأَرَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا، إِلَّا أَتَيْتُهُ "(1).

قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: قَالَ أَبِي: أَبُو السَّلِيلِ: ضُرَيْبُ بْنُ نُقَيْرٍ (2).

19750 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا دَاوُدُ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: اسْتَأْذَنَ أَبُو مُوسَى عَلَى عُمَرَ رضي الله عنهما ثَلَاثًا، فَلَمْ يُؤْذَنْ لَهُ، فَرَجَعَ، فَلَقِيَهُ عُمَرُ رضي الله عنه، فَقَالَ: مَا شَأْنُكَ رَجَعْتَ؟ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ اسْتَأْذَنَ ثَلَاثًا، فَلَمْ يُؤْذَنْ لَهُ، فَلْيَرْجِعْ ". فَقَالَ: لَتَأْتِيَنَّ عَلَى هَذِهِ بِبَيِّنَةٍ، أَوْ لَأَفْعَلَنَّ وَلَأَفْعَلَنَّ. فَأَتَى مَجْلِسَ قَوْمِهِ، فَنَاشَدَهُمُ اللهَ تَعَالَى، فَقُلْتُ: أَنَا

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (19622) غير شيخ أحمد، فهو هنا يزيد بن هارون.

وأخرجه البيهقي في "السنن" 10/ 31 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد، وقال: قصَّر به التَّيمي، فلم ينقل فيه الكفَّارة.

وسلف مطوَّلاً برقم (19591).

وسلف بقطعة أخرى منه برقم (19519).

(2)

ويقال ابن نفير، بالفاء، وابن نفيل، بالفاء واللام، كما في "تهذيب الكمال". وقد ورد قوله: "قال أبو عبد الرحمن: قال أبي:

إلخ في كلٍّ من (س) و (ظ 13) عقب الحديث (19755)، ومكانه في هذا الموضع، كما هو في (م).

ص: 525

مَعَكَ، فَشَهِدُوا لَهُ، فَخَلَّى عَنْهُ (1)(2).

19751 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" إِذَا الْمُسْلِمَانِ تَوَاجَهَا بِسَيْفَيْهِمَا، فَقَتَلَ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ، فَهُمَا فِي النَّارِ ". قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا الْقَاتِلُ، مَا بَالُ الْمَقْتُولِ؟ قَالَ:" إِنَّهُ أَرَادَ قَتْلَ صَاحِبِهِ "(3).

19752 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَبِي مُوسَى، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ أُمَّتِي أُمَّةٌ

(1) في (م): فخلَّى سبيله.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (19677) سنداً ومتناً.

(3)

صحيح لغيره، وهذا إسناد منقطع، الحسن -وهو البصري- لم يسمع من أبي موسى. سعيد: هو ابن أبي عروبة، وسماع يزيد -وهو ابن هارون- منه بعد الاختلاط، لكن تابعه همام في الرواية (19609).

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/ 124 - 125، و"الكبرى"(3584) عن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن ماجه (3964) عن أحمد بن سنان، عن يزيد بن هارون، به. وقرن مع سعيد سليمانَ التيمي، ونقلنا في الرواية (19676) عن المِزِّي أنَّ ذكر سليمان فيه خطأ، والصوابُ طريق سليمان، عن الحسن، ليس بينهما قتادة، أو طريق سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن الحسن.

وسلف برقم (19590)، وذكرنا هناك شاهده الذي يصحُّ به.

ص: 526

مَرْحُومَةٌ، لَيْسَ عَلَيْهَا فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ، إِنَّمَا (1) عَذَابُهَا فِي الدُّنْيَا الْقَتْلُ وَالْبَلَابِلُ (2) وَالزَّلَازِلُ " (3).

19753 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ. وَمُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، الْمَعْنَى، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَوَّامُ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ أَبُو (4) إِسْمَاعِيلَ السَّكْسَكِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بُرْدَةَ بْنَ أَبِي مُوسَى وَهُوَ يَقُولُ لِيَزِيدَ بْنِ أَبِي كَبْشَةَ وَاصْطَحَبَا فِي سَفَرٍ، فَكَانَ يَزِيدُ يَصُومُ فِي السَّفَرِ، فَقَالَ لَهُ أَبُو بُرْدَةَ: سَمِعْتُ أَبَا مُوسَى مِرَارًا يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّ الْعَبْدَ الْمُسْلِمَ إِذَا مَرِضَ، أَوْ سَافَرَ، كُتِبَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ كَمَا كَانَ يَعْمَلُ مُقِيمًا صَحِيحًا ". قَالَ مُحَمَّدٌ، يَعْنِي ابْنَ يَزِيدَ: " كَتَبَ اللهُ لَهُ (5) مِثْلَ مَا كَانَ يَعْمَلُ مُقِيمًا صَحِيحًا (6).

19754 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا مَرَّ أَحَدُكُمْ بِسُوقٍ،

(1) في (م): إلا، وهو خطأ.

(2)

في (م): والبلاء.

(3)

ضعيف، وهو مكرر (19678) سنداً ومتناً، غير أنه رواه هناك كذلك عن هاشم بن القاسم.

(4)

في (ق) و (م): بن. قلنا: نُسب إلى جده.

(5)

لفظ: "له" ليس في (م).

(6)

إسناده صحيح على شرط البخاري، وهو مكرر (19679) سنداً ومتناً، غير أن الإمام أحمد رواه هنا أيضاً عن محمد بن يزيد، وهو أبو سعيد الكَلَاعي الواسطي، من رجال أبي داود والترمذي والنسائي، وهو ثقة.

ص: 527

أَوْ مَجْلِسٍ، أَوْ مَسْجِدٍ، وَمَعَهُ نَبْلٌ، فَلْيَقْبِضْ عَلَى نِصَالِهَا، فَلْيَقْبِضْ عَلَى نِصَالِهَا ". ثَلَاثًا. قَالَ أَبُو مُوسَى: فَمَا زَالَ بِنَا الْبَلَاءُ حَتَّى سَدَّدَ بِهَا بَعْضُنَا فِي وُجُوهِ بَعْضٍ! (1)

19755 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي غَزَاةٍ، فَأَسْرَعْنَا الْأَوْبَةَ، وَأَحْسَنَّا الْغَنِيمَةَ، فَلَمَّا أَشْرَفْنَا عَلَى الرُّزْدَاقِ، جَعَلَ الرَّجُلُ مِنَّا يُكَبِّرُ. قَالَ: حَسِبْتُهُ قَالَ: بِأَعْلَى صَوْتِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَيُّهَا النَّاسُ " وَجَعَلَ يَقُولُ بِيَدِهِ هَكَذَا، وَوَصَفَ يَزِيدُ كَأَنَّهُ يُشِيرُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّكُمْ لَا تُنَادُونَ أَصَمَّ وَلَا غَائِبًا، إِنَّ الَّذِي تُنَادُونَ دُونَ رُؤُوسِ رَوَاحِلِكُمْ (2) ". ثُمَّ قَالَ: يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ قَيْسٍ، أَوْ: يَا أَبَا مُوسَى، أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى كَلِمَةٍ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ؟ " قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " قُلْ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ "(3).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (19577) غير شيخ أحمد، فهو هنا يزيد، وهو ابن هارون، ثقة من رجال الشيخين.

وسلف مطولاً برقم (19488).

(2)

في (م) و (ق): ركابكم، وهي نسخة في (س). قلنا: وهي رواية البيهقي في "الأسماء والصفات"(928)، و"الشُّعب"(662) من طريق خالد الحذَّاء السالف برقم (19599).

(3)

حديث صحيح، يزيد -وهو ابن هارون- وإن روى عن الجُرَيْرِي -وهو سعيد بنُ إياس- بعد الاختلاط، قد تابعه حمَّادُ بنُ سَلَمة في الرواية (19575)، وقد روى عنه قبل الاختلاط، والجُريري كذلك تابعه هناك ثابتٌ =

ص: 528

19756 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ حِطَّانَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، قَالَ: قُلْتُ لِرَجُلٍ: هَلُمَّ فَلْنَجْعَلْ يَوْمَنَا هَذَا لِلَّهِ عز وجل. فَوَاللهِ لَكَأَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم شَاهِدٌ هَذَا (1)، فَخَطَبَ، فَقَالَ:" وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: هَلُمَّ فَلَنَجْعَلْ يَوْمَنَا هَذَا لِلَّهِ عز وجل " فَمَا زَالَ يَقُولُهَا حَتَّى تَمَنَّيْتُ (2) أَنَّ الْأَرْضَ سَاخَتْ بِي (3).

19757 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ غُنَيْمِ بْنِ قَيْسٍ

= البُناني، وتابعه في تتمة الرواية خالدٌ الحذَّاءُ في الرواية (19599) إلا في ألفاظ يسيرة لا تَضُرُّ.

وأخرج أبو عوانة قسمه الأول (كما في "إتحاف المهرة" 10/ 41) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وقوله: "إن الذي تنادون دون رؤوس رواحِلِكُم" جاء في الرواية (19595) بلفظ: "إن الذي تدعون أقربُ إلى أحدكم من عنق راحلته".

وسلف برقم (19520).

قال السندي: قوله: فأسرعنا الأوبة، أي: الرجوع.

وأحسنَّا: بتشديد النون، من الإحسان.

على الرُّزداق: بضم مهملة وسكون معجمة. في "الصحاح": هو لغة في تعريب الرُّستاق، وقال في الرستاق: هو فارسي معرب، ويقال: رُزداق، ورُسداق، وهي السواد.

(1)

في (م): هذا اليوم.

(2)

في (ظ 13): تمنينا.

(3)

إسناده ضعيف، وهو مكرر الحديث (19608)، غير شيخ الإمام أحمد، فهو في هذا الإسناد يزيد، وهو ابن هارون.

ص: 529

عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ هَذَا الْقَلْبَ كَرِيشَةٍ بِفَلَاةٍ مِنَ الْأَرْضِ، يُقِيمُهَا (1) الرِّيحُ ظَهْرًا لِبَطْنٍ ". قَالَ أَبِي: وَلَمْ يَرْفَعْهُ إِسْمَاعِيلُ عَنِ الْجُرَيْرِيِّ (2).

19758 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: حَدَّثَ أَبُو بُرْدَةَ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:

(1) في (ظ 13): تقيمها، وفي (ق): يقلّبها.

(2)

إسناده ضعيف، وقد اختُلف في رفعه ووقفه، ووقفُه أرجح. يزيد -وهو ابن هارون- سمع من الجُرَيْري -وهو سعيد بن إياس- بعد الاختلاط.

وأخرجه عبد بن حميد (535)، وابن أبي عاصم في "السنة"(227)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(753)، والمِزِّي في "تهذيبه"(في ترجمة غُنيم ابن قيس) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وأخرجه مرفوعاً ابن ماجه (88)، وابن أبي عاصم في "السنة"(228) من طريق الأعمش، عن يزيد بن أبان الرَّقاشي، عن غُنيم بن قيس، به، ويزيد بن أبان الرَّقَاشي ضعيف.

وخالفهما شعبة -وقد سمع من الجُريري قبل الاختلاط- فرواه موقوفاً، كما عند أبي القاسم البغوي في "الجعديات"(1472)، وأبي نعيم في "الحلية" 1/ 261. قال أبو نعيم: رواه ابن عُلَيَّة عن الجُريري مثله. قلنا: وذكر الإمام أحمد عقب الحديث أن ابن عُلية لم يرفعه.

ووقفه غير شعبة وابنِ عُلية ابنُ المبارك، وعليُّ بن مسهر، وأبو معاوية محمد بن خازم الضرير، كما في الرواية (19661). ورفعَه عبدُ الواحد بن زياد، والقاسم بن معن كما في الرواية المشار إليها، ويزيدُ بنُ هارون، ويزيدُ الرَّقَاشي كما سلف في تخريج هذه الرواية، وروايتهما ضعيفة، فمن وقفه أَثْبَتُ وأكثر.

وانظر (19512).

ص: 530

قَالَ أَبِي: لَوْ شَهِدْتَنَا وَنَحْنُ مَعَ نَبِيِّنَا صلى الله عليه وسلم إِذَا أَصَابَتْنَا السَّمَاءُ، حَسِبْتَ أَنَّ رِيحَنَا رِيحُ الضَّأْنِ، إِنَّمَا لِبَاسُنَا الصُّوفُ (1).

19759 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، قَالَ: قَالَ لِي (2) أَبُو مُوسَى: يَا بُنَيَّ، لَوْ رَأَيْتَنَا وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَصَابَنَا الْمَطَرُ، وَجَدْتَ مِنَّا رِيحَ الضَّأْنِ (3).

(1) حديث صحيح، رجاله ثقاتٌ رجال الشيخين، روح -وهو ابن عبادة- روى عن سعيد -وهو ابن أبي عروبة- قبل الاختلاط، وقتادة هو ابن دِعامة السَّدُوسي، وقوله هنا:"حَدَّثَ أبو بردة" -وإن كان يشعر بالانقطاع- قد جاء في الرواية الآتية بلفظ: عن أبي بردة، وقد قال الذهبي في قتادة في "الميزان": مدلِّس ورُمي بالقدر، ومع هذا فاحتجَّ به أصحابُ الصحاح، لا سيما إذا قال: حدثنا.

وسلف برقم (19652).

(2)

كلمة "لي" ليست في (ظ 13).

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، سليمان بن داود -وهو الطيالسي- من رجاله، وروى له البخاري تعليقاً، وبقية رجاله ثقاتٌ رجالُ الشيخين. أبو عَوانة: هو الوضَّاح بنُ عبد الله اليَشْكُري، وقَتَادة: هو ابنُ دِعامة السَّدُوسي.

وهو في "مسند" الطيالسي (525).

وأخرجه أبو داود (4033)، والترمذي (2479)، وأبو يعلى (7266)، والحاكم في "مستدركه" 4/ 187، والبغوي في "شرح السنة"(3098) من طرق عن أبي عَوانة، به. قال الترمذي: هذا حديث صحيح، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. =

ص: 531

19760 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، قَالَ: صَلَّى أَبُو مُوسَى بِأَصْحَابِهِ وَهُوَ مُرْتَحِلٌ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَصَلَّى الْعِشَاءَ رَكْعَتَيْنِ، وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَامَ، فَقَرَأَ مِئَةَ آيَةٍ مِنْ سُورَةِ النِّسَاءِ فِي رَكْعَةٍ، فَأُنْكِرَ ذَلِكَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: مَا أَلَوْتُ أَنْ أَضَعَ قَدَمَيَّ حَيْثُ وَضَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدَمَهُ (1)، وَأَنْ أَصْنَعَ مِثْلَ مَا صَنَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم (2).

19761 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو

= وسلف بالحديث قبله، وبرقم (19652).

(1)

جاء عند النسائي والبيهقي: قدميه. ولم يرد هذا اللفظ في (ظ 13) ولا (ص).

(2)

رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أن في سماع أبي مِجْلَز -وهو لاحقُ ابنُ حُميد- من أبي موسى نظراً، كما سلف في الحديث (19574). عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث، وثابت: هو ابن يزيد أبو زيد الأحول، وعاصم: هو ابنُ سليمان الأحول.

وأخرجه الطيالسي (512) عن ثابت الأحول، بهذا الإسناد. وفيه: فقرأ فيها بمئة آية من النساء والبقرة

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 3/ 243 - 244، وفي "الكبرى"(1424) باب القراءة في الوتر، والبيهقي في "السنن" 3/ 25 باب الوتر بركعة واحدة، من طريق حمَّاد بن سَلَمة، عن عاصم الأحول، به.

وللوتر بركعة شاهد من حديث ابن عمر، سلف برقم (4492)، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.

قال السندي: قوله: ما ألوتُ، بلا مدّ، أي: ما قصَّرتُ.

ص: 532

عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ أن (1) أَبَا بَكْرٍ. وَقَالَ عَفَّانُ: عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسٍ الْأَشْعَرِيِّ أَخْبَرَهُ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْخَيْمَةُ دُرَّةٌ مُجَوَّفَةٌ، طُولُهَا فِي السَّمَاءِ سِتُّونَ مِيلًا، فِي كُلِّ (2) زَاوِيَةٍ مِنْهَا (3) أَهْلٌ لِلْمُؤْمِنِ لَا يَرَاهُمُ الْآخَرُونَ "(4).

19762 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، وَذَكَرَ نَحْوَهُ (5).

(1) في (م): "قال إن".

(2)

في (ظ 13) و (ص) و (س): "وكل". والمثبت من (ق) ونسخة من (س) و (م)، وهو الموافق لرواية عفان السالفة برقم (19576).

(3)

لفظ "منها" ليس في (م).

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (19576) سنداً ومتناً، غير أنه قرن بعفَّان هنا عبد الصمد، وهو ابنُ عبد الوارث.

وانظر ما بعده.

(5)

حديث صحيح، وهذا إسناد قال فيه عبدُ الصمد: حدثنا قتادة، وقال في الرواية السابقة: حدثنا أبو عمران الجَوْني، وهو مَخرج الحديث، كما سلف في الروايات (19576) (19681) (19683). فلا ندري إن كان لهمّام بن يحيى فيه شيخان: قتادة وأبو عمران، ولا ندري إن كانت رواية قتادة هذه محفوظة أم لا؟ فلم نجد من أخرج هذه الرواية سوى أحمد.

ص: 533