الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مسند
الإمام أحمد بن حنبل
(164 - 241 هـ)
حقق هذا الجزء وخرج أحاديثه وعلق عليه
شعَيب الأرنَؤُوط - عَادل مُرْشِد
هيثم عبد الغَفُور
الجزء الرابع والثلاثون
حَدِيثُ أَبِي بَكَرَةَ نُفَيْعِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ كَلَدَةَ
(1)
20373 -
حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ، حَدَّثَنَا بَحْرُ بْنُ مَرَّارٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكَرَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكَرَةَ قَالَ: بَيْنَا أَنَا أُمَاشِي رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ آخِذٌ بِيَدِي، وَرَجُلٌ عَنْ يَسَارِهِ، فَإِذَا نَحْنُ بِقَبْرَيْنِ أَمَامَنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ، وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ (2)، وَبَلَى، فَأَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِجَرِيدَةٍ؟ " فَاسْتَبَقْنَا، فَسَبَقْتُهُ، فَأَتَيْتُهُ بِجَرِيدَةٍ، فَكَسَرَهَا نِصْفَيْنِ، فَأَلْقَى عَلَى ذَا الْقَبْرِ قِطْعَةً، وَعَلَى ذَا الْقَبْرِ قِطْعَةً، وَقَالَ:
(1) هو نفيع بن الحارث بن كلدة، وقيل: نفيع بن مسروح، وقيل: مسروحٌ اسمُه هو، وبه جزم ابن إسحاق. اشتهر بكنيته، وهو مولى النبي صلى الله عليه وسلم، تدلّى في حصار الطائف ببكرة، وفرَّ إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وأسلم على يده، وأعلمه أنه عبدٌ، فأعتقه. وقد سلف برقم (17530) بإسناد صحيح أن ثقيفاً سألوا النبي صلى الله عليه وسلم أن يرده إليهم، فأبى وقال صلى الله عليه وسلم:"هو طليق الله وطليق رسوله".
وأخرج أبو أحمد الحاكم في "الكنى" 2/ 348 - 349 من طريق أبي عثمان النهدي، عن أبي بكرة أنه قال: أنا مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن أبى الناس إلا أن ينسبوني، فأنا نفيع بن مسروح.
سكن البصرة، وكان من فضلاء الصحابة، توفي سنة إحدى وخمسين، وقيل: اثنتين وخمسين، في خلافة معاوية. "سير أعلام النبلاء" 2/ 5، و"الإصابة" 6/ 467 - 468.
(2)
في (ظ 10): كبيرة.
" إِنَّهُ يُهَوَّنُ عَلَيْهِمَا مَا كَانَتَا رَطْبَتَيْنِ، وَمَا يُعَذَّبَانِ إِلَّا فِي الْبَوْلِ وَالْغِيبَةِ "(1).
20374 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُيَيْنَةَ. قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِي بَكَرَةَ.
(1) إسناده قوي، بحر بن مَرَّار -وهو ابن عبد الرحمن بن أبي بكرة- صدوق لا بأس به. وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو سعيد مولى بني هاشم: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري.
وأخرجه الطيالسي (867) والبخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 127، والبزار في "مسنده"(3636)، والعقيلي في "الضعفاء" 1/ 154، والطبراني في "الأوسط"(3759)، وابن عدي في "الكامل" 2/ 487، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر"(125) من طرق عن الأسود بن شيبان، بهذا الإسناد. وقال العقيلي: ليس بمحفوظ من حديث أبي بكرة إلا عن بحر بن مرار هذا، وقد صح من غير هذا الوجه.
وقد روي الحديث عن بحر بن مرار، عن أبي بكرة، دون ذكر عبد الرحمن ابن أبي بكرة، وسيأتي (20411)، ورواية بحر عن أبي بكرة مرسلة، وروايتنا الموصولة هذه هي الصواب.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (9686). وانظر هناك تتمة أحاديث الباب.
قوله: "وما يعذبان في كبير" قال السندي، أي: في أمر يشق عليهما الاحتراز عنه.
وقوله: "وبلى" لبيان أنه بواسطة الاعتياد صار الاحتراز عليهما شاقاً. ويحتمل أن المراد بالكبير الذنب الكبير المقابل للصغير، والمراد أن ذنبهما كان صغيراً في نفسه، وصار بسبب اعتيادهما عليه كبيراً، فلا تناقض بين النفي والإثبات. قلنا: وفي حديث ابن عباس عند البخاري (6055): "وما يعذبان في كبيرة، وإنه لكبير".
وقوله: "الغيبة" جاء في أحاديث أخرى: النميمة، وهما قريبتان.
وَوَكِيعٌ قَالَ: حَدَّثَنَا عُيَيْنَةُ (1). وَيَزِيدُ، أَخْبَرَنَا عُيَيْنَةُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي بَكَرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا مِنْ ذَنْبٍ أَحْرَى أَنْ يُعَجِّلَ لِصَاحِبِهِ (2) الْعُقُوبَةَ، مَعَ مَا يُؤَخَّرُ لَهُ فِي الْآخِرَةِ، مِنْ بَغْيٍ أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ ". قَالَ وَكِيعٌ: " أَنْ يُعَجِّلَ اللهُ " وَقَالَ يَزِيدُ: " يُعَجِّلُ اللهُ " وَقَالَ: " مَعَ مَا يُدَّخَرُ لَهُ "(3).
(1) من قوله: "قال: حدثني أبي" إلى هنا سقط من (ظ 10) و (ق).
(2)
في (م): بصاحبه.
(3)
إسناده صحيح، يحيى: هو ابن سعيد القطان، ووكيع: هو ابن الجراح، ويزيد: هو ابن هارون، وهم من رجال الشيخين. وعيينة: هو ابن عبد الرحمن بن جوشن الغطفاني، وهو وأبوه روى لهما البخاري في "الأدب المفرد" وأصحاب السنن وهما ثقتان.
وهو في "الزهد" لوكيع (243) و (429)، ومن طريقه أخرجه هناد بن السري في "الزهد"(1398)، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق"(277)، وابن الأعرابي في "معجمه"(1947)، والبيهقي في "السنن" 10/ 234.
وأخرجه ابن المبارك في "مسنده"(15)، وفي "الزهد"(724)، والطيالسي (880)، والبخاري في "الأدب المفرد"(29) و (67)، وابن ماجه (4211)، وابن أبي الدنيا في "ذم البغي"(1)، وفي "مكارم الأخلاق"(211)، والبزار في "مسنده"(3678)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(1539)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(5998) و (5999)، والخرائطي (278)، وابن حبان (455) و (456)، والحاكم 2/ 356 و 4/ 163، والبيهقي في "الشعب"(6670) و (7960)، وفي "الآداب"(146)، والبغوي في "شرح السنة"(3438)، والمزي في ترجمة عبد الرحمن بن جوشن من "تهذيبه" 17/ 36 من طرق عن عيينة بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد، وصححه الترمذي والحاكم ووافقه الذهبي. =
20375 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُيَيْنَةَ. وَوَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عُيَيْنَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي بَكَرَةَ، قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَإِنَّا لَنَكَادُ أَنْ نَرْمُلَ بِهَا. قَالَ وَكِيعٌ: أَنْ نَرْمُلَ بِالْجِنَازَةِ رَمَلًا (1).
= وسيأتي برقم (20398) عن إسماعيل بن عُلية، عن عيينة.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/ 151 - 152، وعزاه للطبراني، ولفظه عنده:"ما من ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه العقوبة مع ما يدخر له في الأخرة من قطيعة الرحم والخيانة والكذب، وإن أعجل البر ثواباً لصلة الرحم، حتى إن أهل البيت ليكونون فقراء، فتنمو أموالهم، ويكثر عددهم إذا تواصلوا". قلنا: والزيادة التي فيه "وإن أعجل البر
…
" أخرجها ابن حبان (440) من طريق الحسن البصري، عن أبي بكرة، ورجال إسنادها ثقات، غير أن فيه عنعنة الحسن.
وأخرج الحاكم 4/ 156، والخرائطي (245) من طريق بكار بن عبد العزيز ابن أبي بكرة، قال: سمعت أبي يحدث عن أبي بكرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "كل الذنوب يؤخر الله ما شاء منها إلى يوم القيامة إلا عقوق الوالدين، فإن الله يعجله لصاحبه في الحياة قبل الممات" وقال الحاكم: صحيح الإسناد. وتعقبه الذهبي بقوله: بكار ضعيف.
قلنا: وسيأتي حديثنا برقم (20380) من طريق مولى لأبي بكرة، عن أبي بكرة، وفي بعض رواياته ذكر عقوق الوالدين.
وفي الباب عن عائشة عند ابن ماجه (4212)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(5997).
وعن أبي هريرة عند البيهقي في "السنن" 10/ 35، وقد اختلف في إسناده، وذكرنا الاختلاف فيه في "شرح المشكل" 15/ 260 - 261.
(1)
إسناده صحيح.
وأخرجه البزار في "مسنده"(3695) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. =
20376 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عُيَيْنَةُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي بَكَرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " الْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ، لِتِسْعٍ يَبْقَيْنَ (1)، أَوْ لِسَبْعٍ يَبْقَيْنَ، (1) أَوْ لِخَمْسٍ أَوْ لِثَلَاثٍ، أَوْ آخِرِ لَيْلَةٍ "(2).
= وسيأتي عن يحيى القطان مطولاً برقم (20400). وانظر تمام تخريجه هناك.
وفي الباب عن عند الله بن مسعود، وعن أبي هريرة، سلفا (3734) و (7267).
وعن عبد الله بن جعفر عند الطحاوي 1/ 477 - 478، والحاكم 1/ 355، وصححه ووافقه الذهبي.
(1)
في (ظ 10) و (ق) ونسخة في (س): بقين.
(2)
إسناده صحيح.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 76 عن وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (881)، والترمذي (794)، والبزار في "مسنده"(3681)، والنسائي في "الكبرى"(3403) و (3404)، وابن خزيمة (2175)، وابن حبان (3686)، والحاكم 1/ 438، والبيهقي في "الشعب"(3681) من طرق عن عيينة بن عبد الرحمن، به، وصححه الترمذي والحاكم، ووافقه الذهبي، ومعظمهم ذكره مطولاً فيه قصة. وسيأتي كذلك برقم (20404) و (20417).
وفي الباب عن ابن عباس وابن مسعود، وابن عمر، وأبي هريرة، وأبي سعيد الخدري، وأنس بن مالك، وجابر بن عبد الله، وعبد الله بن أنيس. سلفت أحاديثهم على التوالي (2052) و (3565) و (4547) و (7905) و (11679) و (13452) و (14607) و (16046).
وعن جابر بن سمرة، وأبي ذر الغفاري، ومعاذ بن جبل، وعبادة بن الصامت، وعائشة، وستأتي أحاديثهم (20809) و (20499) و 5/ 235 و 313 =
20377 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَا: حَدَّثَنَا عُيَيْنَةُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي بَكَرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا فِي غَيْرِ كُنْهِهِ، حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ ".
قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: كُنْهُهُ: حَقٌّ (1)(2).
= و 6/ 50.
قال السندي: قوله: "التمسوها" أي: ليلة القدر.
"لتسع يبقين": هي ليلة إحدى وعشرين إن كان الشهر ناقصاً، واثنين وعشرين إن كان تاماً، فعلى هذا ينبغي التماس كل ليلة من العشر الأخير، وكل ليلة وتر بالنظر إلى الحساب من آخر الشهر، بالنظر إلى احتمالَي التمام والنقص. والله أعلم.
(1)
في "جامع المسانيد" 5/ ورقة 112: حقه.
(2)
إسناده صحيح. أبو عبد الرحمن: هو عبد الله بن يزيد المقرئ.
وأخرجه ابن أبي شيبة 9/ 425 - 426، وأبو داود (2760)، وابن أبي عاصم في "الديات" ص 87، والحاكم 2/ 142، من طريق وكيع وحده، بهذا الإسناد. وسقط قوله: عن أبيه من مطبوع ابن أبي شيبة. والحديث صححه الحاكم ووافقه الذهبي.
وأخرجه الدارمي (2504) عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ.
وأخرجه الطيالسي (879)، والبزار في "مسنده"(3679)، والنسائي في "المجتبى" 8/ 24 - 25، و"الكبرى"(6949)، وابن الجارود في "المنتقى"(835) و (1070)، والبيهقي 9/ 231 من طرق عن عيينة بن عبد الرحمن، به.
وسيأتي من طريق عبد الرحمن بن جوشن برقم (20403)، ومن طريق الأشعث بن ثُرمُلة بالأرقام (20383) و (20397) و (20523)، ومن طريق الحسن البصري برقم (20469)، ومن طريق عبد الرحمن بن أبي بكرة برقم (20506) و (20515). =
20378 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا أَبُو عِمْرَانَ - شَيْخٌ بَصْرِيٌّ - قَالَ: سَمِعْتُ شَيْخًا يُحَدِّثُ، عَنِ ابْنِ أَبِي بَكَرَةَ
= وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6745)، وسلفت عنده أحاديث الباب، ونزيد عليها هنا حديث رجل، عن النبي صلى الله عليه وسلم الذي سلف برقم (16590).
قوله: "معاهَداً" المراد به من له عهد مع المسلمين، سواء كان بعقد جزية، أو هدنة من سلطان، أو أمان من إسلام.
وقوله: "من غير كنهه" كنه الأمر: حقيقته، وقيل: وقته وقدره، وقيل: غايته، يعني من قتله في غير وقته أو غاية أمره الذي يجوز فيه قتله.
وقوله: "حرم الله عليه الجنة" قال ابن خزيمة: معنى هذه الأخبار إنما هو على أحد معنيين: أحدهما: لا يدخل الجنة أي: بعض الجنان، إذ النبي صلى الله عليه وسلم قد أعلم أنها جنان في جنة
…
والمعنى الثاني: أن كل وعيد في الكتاب والسنة لأهل التوحيد، فإنما هو على شريطة، أي: إلا أن يشاء الله أن يغفر ويصفح ويتكرم ويتفضل.
وقال الحافظ ابن حجر: المراد بهذا النفي -وإن كان عاماً- التخصيص بزمان ما، لما تعاضدت الأدلة العقلية والنقلية أن من مات مسلماً ولو كان من أهل الكبائر، فهو محكوم بإسلامه غير مخلد في النار، ومآله إلى الجنة، ولو عُذب قبل ذلك.
وقال السندي: حاصل هذا أن قتل الذمي في حكم الآخرة كقتل المسلم، وقد قال تعالى في الثاني: {ومن يقتل مؤمناً متعمداً
…
} الآية [النساء: 93]، فكذلك قتل الذمي، وليس كفره يبيح قتله أو تخفيف وزره بعد أن دخل في العهد، والله تعالى أعلم.
انظر "التوحيد" لابن خزيمة 2/ 868 - 870، و"النهاية" 4/ 206، و"فتح الباري" 2/ 259، والمغني 11/ 466.
عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَجَمَ امْرَأَةً، فَحَفَرَ لَهَا إِلَى الثَّنْدُوَةِ (1).
20379 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ. وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكَرَةَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ كَتَبَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" لَا يَقْضِي الْحَاكِمُ بَيْنَ اثْنَيْنِ وَهُوَ غَضْبَانُ "(2).
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة الشيخ الراوي عن ابن أبي بكرة، وزكريا أبو عمران -وهو زكريا بن سُليم- صدوق، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. ابن أبي بكرة: هو عبد الرحمن.
وأخرجه المزي في ترجمة زكريا من "تهذيبه" 9/ 364 من طريق عبد الله ابن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 85، وأبو داود (4443)، ومن طريقه البيهقي 8/ 221 من طريق وكيع، به.
وسيأتي مطولاً برقم (20436)، وانظر تمام تخريجه هناك.
والثندوة: هي الثدي، وقيل: اللحمة التي في أصله، وقيل: هي للرجل بمنزلة الثدي للمرأة.
وللحديث شاهد من حديث بريدة الأسلمي عند مسلم (1695)(23)، وفيه: أمر بها فحفر لها إلى صدرها. وسيأتي 5/ 348.
وسيأتي من حديث أبي ذر الغفاري برقم (21545): أن النبي صلى الله عليه وسلم رجم امرأة فأمرني أن أحفر لها، فحفرت لها إلى سرتي. وإسناده ضعيف، والصحيح في هذا الباب ما في حديث أبي بكرة وحديث بريدة الأسلمي.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح، وعبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه مسلم (1717) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. =
20380 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الرَّاسِبِيُّ، عَنْ مَوْلًى لِأَبِي بَكْرَةَ، عَنْ أَبِي بَكَرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " ذَنْبَانِ مُعَجَّلَانِ لَا
= وأخرجه أبو داود (3589)، ومحمد بن خلف بن حيان في "أخبار القضاة" 1/ 81 - 82، وأبو عوانة 4/ 15 و 15 - 16، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(630) و (631)، وفي "الشروط" 2/ 846، وابن الأعرابي في "معجمه"(885)، والبيهقي 10/ 105 من طرق عن سفيان الثوري، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 7/ 233، ومسلم (1717)، والترمذي (1334)، والنسائي 8/ 237 - 238، والبزار في "مسنده"(3618)، وأبو عوانة 4/ 17، وابن الأعرابي (522 م) والطبراني في "المعجم الصغير"(731)، والبيهقي 10/ 105 من طرق عن عبد الملك بن عمير، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 7/ 232 من طريق أبي حَصين الأسدي، والنسائي 8/ 247، ومحمد بن خلف 1/ 82 من طريق أبي بشر جعفر بن أبي وحشية، والطبراني في "الأوسط"(2685) من طريق عطاء بن السائب، ثلاثتهم عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، به. وفي رواية أبي بشر عند النسائي زيادة:"لا يقضين أحد في قضاء بقضائين".
وسيأتي من طريق عبد الرحمن بن أبي بكرة بالأرقام (20389) و (20393) و (20467) و (20522).
وأخرجه الدارقطني 4/ 205 من طريق أبي بشر جعفر بن أبي وحشية، عن عبد الرحمن بن جوشن، عن أبي بكرة. وزاد:"ولا يقضين في أمر قضائين".
وفي الباب عن أم سلمة عند الدارقطني 4/ 205.
وعن الحسين بن علي رضي الله عنه عند محمد بن خلف 2/ 83.
وانظر "شرح مشكل الآثار" 2/ 96، و"شرح السنة" 10/ 95 - 96، و"فتح الباري" 13/ 137 - 138.
يُؤَخَّرَانِ: الْبَغْيُ، وَقَطِيعَةُ الرَّحِمِ " (1).
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف. مولى أبي بكرة سمي في روايات أخرى سعداً، وفي روايات أبا سعد، وفي روايات أبا سعيد. والصواب في اسمه سعد، هكذا ذكره البخاري في "تاريخه" 4/ 54، وابن أبي حاتم 4/ 99، ولم يأثرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في "الثقات" 6/ 377 في طبقة أتباع التابعين، ولم يذكروا عنه راوياً غير محمد بن عبد العزيز الراسبي، فهو مجهول.
وقد اختلف فيه على محمد بن عبد العزيز الراسبي كما سنبينه، ومحمد بن عبد العزيز الراسبي هو محمد بن عبد العزيز الجرمي، ويقال: الراسبي غير الجرمي، وقد فرقهما البخاري، ورد ذلك الخطيب في "الموضح" 1/ 34 - 38 وقال: يقال في نسبه: الجرمي، والتيمي، والراسبي. قلنا: والتيمي راو آخر كما سنبينه، وأما الراسبي فقد وثقه ابن معين والذهبي وابن حجر، وروى له مسلم حديثاً واحداً برقم (2631)، وذكره ابن حبان في "الثقات"، لكنه قال: لا أحسبه حافظاً، وقال الحاكم: أراه يضطرب في الرواية. فلا يبعد أن يكون الاضطراب منه.
وأخرجه الخطيب البغدادي في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 1/ 36 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه الخطيب 1/ 36، والبيهقي في "الشعب"(7961)، والذهبي في "السير" 9/ 32 - 33 من طريق الحجاج بن أرطاة، والخطيب 1/ 36 - 37 من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، كلاهما عن محمد بن عبد العزيز، عن مولى أبي بكرة، به. وسماه أبو نعيم في روايته سعداً. ووقع فيها:"البغي وعقوق الوالدين".
وأخرجه وكيع في "الزهد"(431)، ومن طريقه هناد بن السري في "الزهد"(1399)، والخطيب 1/ 36 عن محمد بن عبد العزيز، عن أبي سعد مولى أبي بكرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً، ووقع عند هناد والخطيب: أبو سعيد.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 166، والخطيب 1/ 34 من طريق أبي نعيم عن محمد بن عبد العزيز، عن سعد مولى أبي بكرة، عن عبيد الله =
20381 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنِي عُثْمَانُ الشَّحَّامُ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ أَبِي بَكَرَةَ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ:" اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكُفْرِ، وَالْفَقْرِ، وَعَذَابِ الْقَبْرِ "(1).
= ابن أبي بكرة، عن أبي بكرة. بلفظ:"البغي وعقوق الوالدين". ونُسِبَ محمد بن عبد العزيز عند الخطيب: التيمي، ولم يرد هكذا إلا في هذه الرواية، وقد تفرد بها عبد الله بن عمر بن أبان مشكدانة عن أبي نعيم. والتيمي راو آخر غير الراسبي كما يظهر من ترجمته في كتب التراجم، والراسبي قد وثقه ابن معين. وانظر حاشية المعلمي اليماني على "الموضح" 1/ 35.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(894)، وفي "التاريخ" 1/ 166، والحاكم 4/ 177، والخطيب 1/ 37، والبغوي (1682) من طريق محمد بن عبيد الطنافسي، عن محمد بن عبد العزيز الراسبي، عن أبي بكر بن عبيد الله ابن أنس بن مالك، عن أبيه، عن جده. وعند الحاكم: عن أبي بكر، عن أنس. وزادوا في متنه:"ومن عال جاريتين حتى تُدرِكا، دخلتُ الجنة أنا وهو كهاتين" وأشاربإصبعين السبابة والوسطى.
قلنا: وهذه الزيادة "ومن عال جاريتين
…
" أخرجها منفصلة الترمذي (1914)، لكنه قال: أبو بكر، عن أنس. وقال بإثره: روى محمد بن عبيد، عن محمد بن عبد العزيز غير حديث بهذا الإسناد. وقال: عن أبي بكر بن عبيد الله بن أنس، والصحيح هو عبيد الله بن أبي بكر بن أنس.
قلنا: وأخرج هذا المتن "من عال جاريتين
…
" على الوجه الصحيح مسلمٌ (2631) من طريق أبي أحمد الزبيري، عن محمد بن عبد العزيز، عن عبيد الله بن أبي بكر بن أنس، عن أنس.
وقد سلف حديثنا "ذنبان مؤخران
…
" بمعناه بإسناد صحيح برقم (20374).
(1)
إسناده قوي على شرط مسلم. عثمان الشحام ومسلم بن أبي بكرة =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= روى لهما مسلم حديثاً واحداً، وفي عثمان كلام ينزله عن رتبة الصحيح. وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 374 و 10/ 190، وابن أبي عاصم في "السنة"(870)، وابن خزيمة (747) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "تاريخه" 7/ 257، والبزار في "مسنده"(3675) والنسائي في "المجتبى" 3/ 73 - 74، و 8/ 262، و"الكبرى"(1270)، وكما في "التحفة" 9/ 57، وابن حبان (1028) وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(111)، والحاكم 1/ 35 و 252، وابن حجر في "نتائج الأفكار" 2/ 293 من طرق عن عثمان الشحام، به. وكلهم -غير الحاكم- ذكروا فيه القصة الآتية برقم (20447).
وأخرجه بذكر القصة الترمذي (3503)، والحاكم 1/ 533 من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد النبيل، عن عثمان الشحام، به. ولفظ الدعاء عندهما:"اللهمَّ إني أعوذ بك من الهم والكسل وعذاب القبر". وقال الترمذي -كما في التحفة-: حسن غريب. وتحرف عثمان في المطبوع منه إلى سفيان. وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.
وأخرجه ابن حجر 2/ 370 من طريق قطن بن كعب القطعي، عن أبي بكرة، وتحرف في مطبوعته قطن بن كعب إلى: قطن بن سعد. وقال ابن حجر بإثره: رجاله موثقون، لكن قطن لم يدرك أبا بكرة ولا واحداً من ولديه. والله أعلم.
وسيتكرر برقم (20409)، وسيأتي برقم (20447) من طريق مسلم بن أبي بكرة. ومطولاً برقم (20430) من طريق عبد الرحمن بن أبي بكرة.
وهذا الدعاء كان يدعوه النبي صلى الله عليه وسلم دبر الصلاة كما في الموضع المكرر برقم (20409) وكما في المصادر والروايات الأخرى.
وفي الباب عن أنس بن مالك عند ابن حبان (1023)، والحاكم 1/ 530، وإسناده صحيح على شرط الصحيح، وقد تحرف اسم شيبان -وهو ابن عبد الرحمن النحوي- في "موارد الظمآن" -طبعة عبد الرزاق حمزة- =
20382 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ أَبُو سَلَمَةَ الشَّحَّامُ، حَدَّثَنِي مُسْلِمُ بْنُ أَبِي بَكَرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " سَيَخْرُجُ قَوْمٌ أَحْدَاثٌ (1) أَحِدَّاءُ أَشِدَّاءُ، ذَليْقَةٌ أَلْسِنَتُهُمْ بِالْقُرْآنِ، يَقْرَؤُونَهُ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ، فَأَنِيمُوهُمْ، ثُمَّ إِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ، فَإِنَّهُ يُؤْجَرُ قَاتِلُهُمْ "(2).
= - إلى كيسان، ولم يتفطن له الألباني في "إرواء الغليل" 3/ 357 فقال عن إسناد ابن حبان: ضعيف.
وعن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11333). وفيه التعوذ من الكفر والدَّين، وفي بعض رواياته: من الكفر والفقر. وهو من رواية درّاج أبي السمح، عن أبي الهيثم. وفي باب التعوذ من الكفر عن معقل بن يسار عند البخاري في "الأدب المفرد"(716)، ولفظه:"اللهم إني أعوذ بك من أن أشرك بك شيئاً أعلمه وأستغفرك لما لا أعلمه".
وفي باب التعوذ من الفقر عن أبي هريرة، سلف برقم (8053)، وإسناده صحيح على شرط مسلم.
وعن عائشة، سيأتي 6/ 57، وهو متفق عليه.
وعن أم سلمة عند الحاكم 2/ 24، وصححه.
وفي باب التعوذ من عذاب القبر عن أنس بن مالك، سلف برقم (12113). وذكرنا عنده أحاديث الباب، ونزيد عليها هنا حديثي ابن مسعود وجابر بن عبد الله، وقد سلفا برقم (3700) و (14152). وحديث البراء بن عازب وقد سلف برقم (18534)، وحديثي أم مبشِّر وأم خالد بنت خالد، وسيأتيان 6/ 362 و 364.
وحديث ابن مسعود عند مسلم (2723).
(1)
لفظة "أحداث" سقطت من (ظ 10).
(2)
إسناده قوي على شرط مسلم كسابقه. =
20383 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ الْأَعْرَجِ، عَنِ الْأَشْعَثِ بْنِ ثُرْمُلَةَ، عَنْ أَبِي بَكَرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ قَتَلَ نَفْسًا مُعَاهَدَةً بِغَيْرِ حِلِّهَا، حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ أَنْ يَجِدَ رِيحَهَا "(1).
= وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(937) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار في "مسنده"(3676)، والحاكم 2/ 146 من طرق عن عثمان الشحام، به.
وسيأتي برقم (20446).
وأخرجه ابن أبي عاصم (936) من طريق نصر بن عاصم، عن أبي بكرة.
وانظر ما سيأتي برقم (20434).
وفي الباب عن عبد الله بن مسعود، سلف برقم (3831). وانظر تتمة أحاديث الباب هناك.
قوله: "أحداث" قال السندي: أي: صغار الأسنان، فيه أن صغر السن محل للفتنة.
قوله: "أحداء" قال في "اللسان": رجل حَديدٌ وحُدادٌ، من قوم أحِدَّاءَ، وأحِدَّةٍ وحداد: يكون في اللَّسَن والفهم والغضب. والفعل من ذلك كله: حَدَّ يَحِدُّ حِدَّةً.
وقوله: "ذليقة" قال السندي: أي: طليقة.
"فأنيموهم" من الإنامة، إفعال من النوم، وهو كناية عن القتل.
(1)
إسناده صحيح. الأشعث بن ثُرمُلة ثقة من رجال النسائي، وباقي رجال الإسناد ثقات من رجال الشيخين غير الحكم -وهو ابن عبد الله بن إسحاق بن الأعرج- فمن رجال مسلم. وكيع: هو ابن الجرَّاح الرؤاسي، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه ابن أبي شيبة 9/ 425 عن وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "تاريخه" 1/ 428 عن قبيصة بن عقبة، والبيهقي =
20384 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكَرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ جُهَيْنَةُ وَأَسْلَمُ وَغِفَارُ وَمُزَيْنَةُ خَيْرًا عِنْدَ اللهِ مِنْ بَنِي أَسَدٍ، وَمِنْ بَنِي تَمِيمٍ، وَمِنْ بَنِي عَبْدِ اللهِ بْنِ غَطَفانَ، وَمِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ " فَقَالَ رَجُلٌ: قَدْ خَابُوا وَخَسِرُوا (1). فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " هُمْ خَيْرٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ (2)، وَمِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ، وَمِنْ بَنِي أَسَدٍ، وَمِنْ بَنِي عَبْدِ اللهِ بْنِ غَطَفَانَ "(3).
= 9/ 205 من طريق محمد بن يوسف الفريابي، كلاهما عن سفيان، به.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الديات" ص 86 - 87، والبزار في "مسنده"(3696)، وابن جبان (4882) من طريق يزيد بن زريع، وابن أبي شيبة 9/ 425، وابن أبي عاصم ص 86، وابن خزيمة في "التوحيد" 2/ 863، والحاكم 1/ 44 من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، كلاهما عن يونس بن عبيد، به.
وأخرجه الدولابي في "الكنى" 2/ 126 من طريق حميد أبي المغيرة العجلي، عن الأشعث بن ثرملة، به.
وانظر (20377).
وقد روي عن يونس بن عبيد، عن الحسن البصري، عن أبي بكرة، ويأتي الكلام على هذه الرواية عند الحديث (20469).
(1)
في (ظ 10): أو خسروا.
(2)
جملة "هم خير من بني تميم" سقطت من (ظ 10).
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري. =
20385 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا الْجُرَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكَرَةَ، عَنْ أَبِيهِ - قَالَ: وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ مَرَّةً (1): كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: " أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ (2)؟ الْإِشْرَاكُ بِاللهِ. . . " - قَالَ: وَذُكِرَ الْكَبَائِرُ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: " الْإِشْرَاكُ بِاللهِ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ " وَكَانَ مُتَّكِئًا فَجَلَسَ وَقَالَ: " وَشَهَادَةُ الزُّورِ، وَشَهَادَةُ الزُّورِ، وَشَهَادَةُ الزُّورِ " أَوْ " قَوْلُ الزُّورِ (3)، وَشَهَادَةُ الزُّورِ "، فَمَا
= وهو عند المصنف في "فضائل الصحابة"(1469).
وأخرجه البخاري (3515)، والبزار في "مسنده"(3620) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (3515) عن قبيصة بن عقبة، والترمذي (3952) من طريق أبي أحمد الزبيري، كلاهما عن سفيان، به، وقال الترمذي: حسن صحيح.
وأخرجه الطبراني في "الصغير"(144) من طريق موسى بن عبد الملك بن عمير، عن أبيه، به.
وسيأتي بالأرقام (20410) و (20423) و (20487) و (20510) و (20513).
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7150).
قوله: قد خابوا وخسروا، المقصود به بنو تميم وبنو عامر بن صعصعة وبنو أسد وبنو غطفان. قال السندي: خابوا وخسروا، أي: حيث فاق عليهم من هو تحتهم بين الناس.
(1)
لفظة "مرة" ليست في (ظ 10).
(2)
في (م) ونسخة في (س) زيادة لفظة: ثلاثاً.
(3)
في (س): وقول الزور. وأما في (ظ 10) فقد ذكرت شهادة الزور ثلاث مرات، ثم وقع بعدها: وشهادة الزور قول الزور.
زَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُكَرِّرُهَا حَتَّى قُلْنَا: لَيْتَهُ سَكَتَ (1).
20386 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي بَكَرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَطَبَ فِي حَجَّتِهِ فَقَالَ: " أَلَا إِنَّ
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. الجريري: هو سعيد بن إياس، وقد اختلط بأخرة، لكن رواية إسماعيل -وهو ابن عُلية- عنه قبل اختلاطه. وسيتكرر برقم (20394).
وأخرجه البخاري (6919)، ومسلم (87)، والبزار في "مسنده"(3629)، وابن منده في "الإيمان"(470)، والبيهقي في "السنن" 10/ 121 من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (2654) و (5976) و (6273) و (6274) و (6919)، وفي "الأدب المفرد"(15)، والترمذي في "السنن"(1901) و (2301) و (3019)، وفي "الشمائل"(113)، والبزار (3630)، وابن منده (470)، والبيهقي في "السنن" 10/ 121، وفي "الشعب"(7866) من طرق عن الجريري، به.
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو بن العاص، سلف برقم (6884)، وذكرنا عنده أحاديث أخرى في الباب.
وعن أيمن بن خُريم بن فاتك، سلف برقم (17615)، ولفظه:"يا أيها الناس عدلت شهادة الزور إشراكاً بالله" ثلاثاً، ثم قرأ:{فاجتَنِبوا الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثَانِ واجتَنِبُوا قَولَ الزُّورِ} [الحج: 30].
قوله: وكان متكئاً، أي: قبل ذلك.
فجلس: إظهار لزيادة الاهتمام كما فعل ذلك حيث كرر تكراراً خارجاً عن العادة، ولعل ذلك لأن الشرك والعقوق مما يمنع عنه الطَّبع والناسُ وخوفَ العقوبةِ والذَّمِّ، بخلاف شهادة الزور، فإن الطمع في المال قد يدعو إليها، ولا مانع عنها، ولذلك اهتم بها.
وتمنيهم سكوته لما في التكرار من التعب. والله تعالى أعلم. قاله السندي.
الزَّمَانَ قَدْ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ. السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلَاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو الْقَعْدَةِ، وَذُو الْحِجَّةِ، وَالْمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ ". ثُمَّ قَالَ:" أَلَا أَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟ " قُلْنَا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ، قَالَ:" أَلَيْسَ يَوْمَ النَّحْرِ؟ " قُلْنَا: بَلَى. ثُمَّ قَالَ: " أَيُّ شَهْرٍ هَذَا؟ " قُلْنَا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ، فَقَالَ:" أَلَيْسَ ذَا الْحِجَّةِ؟ " قُلْنَا: بَلَى. ثُمَّ قَالَ: " أَيُّ بَلَدٍ هَذَا؟ " قُلْنَا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ. قَالَ: " أَلَيْسَتِ الْبَلْدَةَ؟ " قُلْنَا: بَلَى.
قَالَ: " فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ - قَالَ: وَأَحْسَبُهُ قَالَ: وَأَعْرَاضَكُمْ - عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، وَسَتَلْقَوْنَ (1) رَبَّكُمْ فَيَسْأَلُكُمْ عَنْ أَعْمَالِكُمْ. أَلَا لَا تَرْجِعُنَّ (2) بَعْدِي ضُلَّالًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ. أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ؟! أَلَا لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ مِنْكُمْ، فَلَعَلَّ مَنْ يُبَلَّغُهُ يَكُونُ أَوْعَى لَهُ مِنْ بَعْضِ مَنْ يَسْمَعُهُ ". قَالَ مُحَمَّدٌ: وَقَدْ كَانَ ذَاكَ، قَالَ: كَانَ (3)
(1) في (ظ 10): وستأتون.
(2)
المثبت من (س) و (ظ 10)، وفي (م) ونسخة في (س): لا ترجعوا، وفي نسخة السندي ونسخة أخرى في (س): لا ترجعون.
(3)
المثبت من (س)، وفي (م) ونسخة في (س): قال: قد كان
…
إلخ. وسقطت هذه العبارة كلها من (ق) و (ظ 10).
بَعْضُ مَنْ بُلِّغَهُ أَوْعَى لَهُ مِنْ بَعْضِ مَنْ سَمِعَهُ (1).
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، لكن محمد ابن سيرين لم يثبت سماعه من أبي بكرة، وروايته عنه مرسلة، والواسطة بينهما عبد الرحمن بن أبي بكرة وحميد بن عبد الرحمن الحميري كما سنبينه، وهما ثقتان من رجال الشيخين وقد تابع محمدَ بن سيرين الحسنُ البصري كما سيأتي (20449) و (20461).
وأخرجه أبو داود (1947)، والنسائي 7/ 127، والطبري في "تفسيره" 10/ 125، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1456)، والخطيب في "الفصل للوصل المُدرج في النقل" 2/ 749 - 750 من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد. واقتصروا على القطعة الأولى منه، غير الخطيب فقد ذكره بتمامه، وغير النسائي فقد اقتصر على قوله صلى الله عليه وسلم:"لا ترجعوا بعدي ضُلّالاً يضرب بعضكم رقاب بعض".
وأخرجه ابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" 1/ 40 - 41 من طريق أحمد بن زهير وعبد الله بن عمر وحماد بن زيد، عن أيوب، عن محمد بن سيرين، نُبئت أن أبا بكرة حدث قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى فقال: "أَلا فليبلغ الشاهد منكم الغائب، فإنه لعله أن يبلغه من هو أوعى له منه - أو من هو أحفظ له منه". قال أبو بكرة: فقد كان هذا، كذا ذكره مختصراً.
وأخرجه إبراهيم بن طهمان في "مشيخته"(114)، وأخرجه البخاري (3197) و (4406) و (5550) و (7447)، ومسلم (1679)(29)، وأبو داود (1948)، والبزار في "مسنده"(3615)، والبيهقي في "السنن" 5/ 165 - 166، وفي "الشعب"(3805)، والبغوي (1965) من طريق عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، والبخاري (4662) من طريق حماد بن زيد، ثلاثتهم (ابن طهمان، وعبد الوهاب، وحماد) عن أيوب، عن ابن أبي بكرة، عن أبي بكرة. ورواية إبراهيم بن طهمان: عن بعض بني أبي بكرة. وبعضهم اقتصر على القطعة الأولى منه.
قلنا: وستأتي القطعة الثانية منه برقم (20387) من هذا الطريق مصرّحاً فيه =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= باسم ابن أبي بكرة، وهو عبد الرحمن بن أبي بكرة. وانظر تمام تخريجه من هذا الطريق هناك. وستأتي القطعة الثانية أيضاً برقم (20506) من طريق محمد ابن سيرين، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، وحميد بن عبد الرحمن الحميري، عن أبي بكرة.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(967) من طريق سالم الخياط، عن محمد بن سيرين، عن أبي بكرة، واقتصر على القطعة الثانية منه.
وسيأتي من طريق محمد بن سيرين، عن أبي بكرة برقم (20419)، ومن طريق محمد بن سيرين والحسن البصري، عنه برقم (20449) و (20461)، ومن طريق محمد بن سيرين، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه برقم (20387) و (20453)، ومن طريق محمد بن سيرين، عن عبد الرحمن وحميد ابن عبد الرحمن الحميري، عن أبي بكرة برقم (20407) و (20498).
وفي الباب عن أبي حُرَّةَ الرقاشي، عن عمه، وسيأتي برقم (20695).
وعن ابن عمر عند عبد بن حميد (858)، والبزار (1141 - كشف الأستار). وفي هذين الحديثين ذكرت خطبة النبي صلى الله عليه وسلم مطولة.
وفي باب قوله صلى الله عليه وسلم: "إن الزمان قد استدار كهيئته
…
" والأشهر الحرم: عن أبي هريرة عند البزار (1142 - كشف الأستار)، والطبري 10/ 125. وهو من رواية أشعث بن سَوّار، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، وقال البزار بإثره لا نعلمه عن أبي هريرة إلا من هذا الوجه، ورواه ابن عون وقرة عن ابن سيرين، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه. قلنا: يشير البزار إلى حديثنا هذا، وقد رواه أشعث نفسه عن ابن سيرين عن أبي بكرة، وسيأتي في "المسند" (20419)، لكن ليس فيه هذه القطعة: "إن الزمان قد استدار
…
".
وعن ابن عباس عند الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1454).
وعن عبد الله بن عمرو عند الطبراني في "الأوسط"(2930).
وفي باب قوله صلى الله عليه وسلم: "إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام
…
" عن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11762)، وذكرنا هناك بعض أحاديث =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= الباب، ونزيد عليها هنا حديث سفيان بن وهب الخَوْلاني، وقد سلف برقم (17535)، وحديث ابن عمر عند البخاري (1742) و (4403) و (6043) و (6785)، وحديث سرَّاء بنت نبهان عند أبي داود (1953) وصححه ابن خزيمة (2973).
وفي باب قوله صلى الله عليه وسلم: "لا ترجعوا بعدي ضُلّالاً يضرب بعضكم رقاب بعض" عن ابن مسعود، وعن ابن عمر، وسلفا برقم (3815) و (5578). وذكرنا عندهما أحاديث الباب.
وفي باب قوله صلى الله عليه وسلم: "ليبلغ الشاهد الغائب .... " عن أنس بن مالك، سلف برقم (13350)، وذكرنا عنده تتمة أحاديث هذا الباب.
قوله صلى الله عليه وسلم: "قد استدار كهيئته" قال السندي، أي: على هيئته وحسابه القديم، وكان العرب يقدمون شهراً ويؤخرون آخر، ويسمون ذلك النسيء، فبين صلى الله عليه وسلم أن ذلك الوضع وضع جاهلي باطل، والمعتبر في المناسك وغيرها هو الوضع الإلهي السابق. وإضافة رجب إلى مضر لأنهم كانوا يحافظون عليه أشد المحافظة، ثم بين ذلك توضيحاً وتأكيداً، فقال:"الذي بين جمادى وشعبان".
"ألا أي يوم
…
" قاله تذكيراً للحرمة.
قوله: "أليست البلدة" قال البغوي في "شرح السنة" 7/ 219، أي: البلدة المحرمة كما قال الله سبحانه وتعالى: {إنما أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هذه البلدة التي حرَّمها} [النمل: 91]، وقال عز وجل:{رَبِّ اجعلْ هذا البَلَدَ آمِناً} [إبراهيم: 35]. ويقال: إن البلدة اسم خاص لمكة. ولها أسماء سواها.
وقوله: "وأعراضكم" قال البغوي: هي جمع العِرضِ، والعِرضُ: موضع المدح والذم من الإنسان، يريد الأمور التي يرتفعُ الرجلُ أو يسقط بذكرها، فيجوزُ أن يكونَ فيه دون أسلافه، ويجوز أن يكون في أسلافه، فيلحقه النقيصةُ بذكرهم وعيبهم. وانظر تتمة كلامه.
وانظر شرح الحديث أيضاً في "شرح مسلم" للنووي 11/ 167 - 170، و"فتح الباري" 1/ 158 - 159 و 3/ 576 و 8/ 324 - 325.
20387 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ - يَعْنِي ابْنَ سِيرِينَ -، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكَرَةَ، عَنْ أَبِي بَكَرَةَ قَالَ: لَمَّا كَانَ ذَلِكَ الْيَوْمُ، قَعَدَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى بَعِيرٍ، وَأَخَذَ رَجُلٌ بِزِمَامِهِ - أَوْ بِخِطَامِهِ -، فَقَالَ:" أَيُّ يَوْمٍ يَوْمُكُمْ هَذَا؟ " قَالَ: فَسَكَتْنَا حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ سِوَى اسْمِهِ، قَالَ:" أَلَيْسَ بِالنَّحْرِ؟ " قَالَ: قُلْنَا: بَلَى. قَالَ: " فَأَيُّ شَهْرٍ شَهْرُكُمْ هَذَا؟ " قَالَ: فَسَكَتْنَا حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ سِوَى اسْمِهِ، فَقَالَ:" أَلَيْسَ بِذِي الْحِجَّةِ؟ " قَالَ: قُلْنَا: بَلَى، قَالَ:" فَأَيُّ بَلَدٍ بَلَدُكُمْ هَذَا؟ " قَالَ: فَسَكَتْنَا حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ سِوَى اسْمِهِ، فَقَالَ:" أَلَيْسَ بِالْبَلْدَةِ؟ " قَالَ: قُلْنَا: بَلَى. قَالَ: " فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ بَيْنَكُمْ حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، أَلَا فَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ، فَإِنَّ الشَّاهِدَ (1) عَسَى أَنْ يُبَلِّغَهُ مَنْ هُوَ أَوْعَى لَهُ مِنْهُ " قَالَ مُحَمَّدٌ: فَقَالَ رَجُلٌ: قَدْ كَانَ ذَاكَ (2).
(1) في (ظ 10) ونسخة في (س): لأن الشاهد.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن أبي عدي: هو محمد ابن إبراهيم بن أبي عدي، وابن عون: هو عبد الله بن عون بن أرطبان.
وأخرجه الدارمي (1916)، والبخاري (67)، ومسلم (1679)(30)، والنسائي في "الكبرى"(4091) و (4092) و (5851)، وابن أبي عاصم في "الديات" ص 23 - 24، وأبو عوانة في الحدود كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 51، وابن حبان (3848) و (5973)، والبيهقي في"السنن" 3/ 298، والخطيب في "شرف أصحاب الحديث"(20)، وفي "فصل المدرج" 2/ 745 - 746 و 746، والقاضي عياض في "الإلماع" ص 14 - 15 من طرق =
20388 -
حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ عُيَيْنَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي بَكَرَةَ قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَإِنَّا لَنَرْمُلُ بِالْجِنَازَةِ رَمَلًا (1).
= عن ابن عون، بهذا الإسناد. وبعضهم اختصره، وزاد مسلم والخطيب في "المُدرج" في آخره: قال: ثم انكفأ إلى كبشين أملحين فذبحهما، وإلى جُزَيعةٍ من الغنم فقسمها بيننا. قلنا: وسيأتي الكلام على هذه الزيادة عند الحديث (20453).
وأخرجه ابن أبي شيبة 15/ 26 - 27، والبخاري (105) و (4406) و (5550) و (7447)، ومسلم (1679)(29)، والبزار في "مسنده"(3616)، وأبو عوانة كما في "الإتحاف" 5/ 51، وابن حبان (5974) و (5975)، والبيهقي 5/ 165 - 166، والخطيب في "شرف أصحاب الحديث"(21)، والبغوي (1965) من طريق أيوب السختياني، عن محمد بن سيرين، به. لكن لم يسم عبد الرحمن بن أبي بكرة، بل قال: ابن أبي بكرة. والحديث عند بعضهم مطول بمثل الرواية السالفة (20386). واقتصر الخطيب على آخره. وعند البزار زيادة في متنه: "ومن صلى الصبح فهو في ذمة الله، ومن أخفر الله أكبه الله في النار على وجهه".
وانظر ما قبله.
(1)
إسناده صحيح، رجاله ثقات، وهشيم -وهو ابن بشير- مدلس وقد عنعنه، لكنه صرح بالتحديث عند الحاكم، وهو متابع. عيينة بن عبد الرحمن: هو ابن جوشن الغَطَفاني.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 281، والنسائي 4/ 43، وابن حبان (3044)، والحاكم 1/ 355 من طريق هشيم، بهذا الإسناد. وقرن به عند النسائي إسماعيلَ ابن عُلَيَّةَ. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
وسيأتي مطولاً برقم (20400)، وانظر تمام تخريجه هناك.
20389 -
حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكَرَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَقْضِي الْقَاضِي بَيْنَ اثْنَيْنِ وَهُوَ غَضْبَانُ "(1).
20390 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، وَرِبْعِىُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، الْمَعْنَى، قَالَا: حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَكَرَةَ، قَالَ: كَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَامَ يَجُرُّ ثَوْبَهُ مُسْتَعْجِلًا حَتَّى أَتَى الْمَسْجِدَ، وَثَابَ النَّاسُ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، فَجُلِّيَ عَنْهَا، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا، فَقَالَ:" إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ يُخَوِّفُ بِهِمَا عِبَادَهُ، وَلَا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ " - قَالَ: وَكَانَ ابْنُهُ إِبْرَاهِيمُ مَاتَ - " فَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْهُمَا شَيْئًا فَصَلُّوا وَادْعُوا حَتَّى (2) يُكْشَفَ (3) مَا بِكُمْ "(4).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (1717)، والنسائي في "الكبرى"(5962)، والبزار في "مسنده"(3619)، وابن الجارود في "المنتقى"(997)، وأبو عوانة 4/ 17، وابن حبان (5063) و (5064)، والبيهقي 10/ 105 من طريق هشيم، بهذا الإسناد. وانظر (20379).
(2)
لفظة: "حتى" سقطت من (ظ 10).
(3)
في (م) زيادة لفظة "منهما".
(4)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ربعي بن إبراهيم متابع عبد الأعلى، فقد روى له البخاري في "الأدب" وأبو داود في "القدر" والترمذي، وهو ثقة. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= عبد الأعلى: هو ابن عبد الأعلى السامي، ويونس: هو ابن عبيد، والحسن: هو ابن أبي الحسن البصري. وقد قيل: إنه لم يسمع من أبي بكرة. قال ذلك الدارقطني في "التتبع" ص 323، وروي ذلك عن يحيى بن معين في رواية ابن أبي خيثمة، ونقله عنه العيني في "عمدة القاري" 7/ 77.
قلنا: لكن أثبت سماع الحسن من أبي بكرة علي ابن المديني والبخاري، وهما إماما هذا الفن، فقد روى البخاري في "صحيحه" بضعة أحاديث من رواية الحسن عن أبي بكرة -وهو لا يحتج إلا بما ثبت فيه اللقاء عنده- وأحد هذه الأحاديث حديث: "إن ابني هذا سيد
…
"، فقد رواه في "صحيحه" برقم (2704) وفيه تصريح الحسن بالسماع، وقال البخاري بإثره: قال لي علي بن عبد الله -وهو ابن المديني-: إنما ثبت لنا سماع الحسن من أبي بكرة بهذا الحديث.
قلنا: والحسن، وإن كان ثبت سماعه من أبي بكرة في بعض الأحاديث، لا تقبل روايته. عنه وعن وغيره من الصحابة إلا فيما صرح فيه بسماعه. وحديثنا هذا رواه البخاري في "صحيحه"، فهو عنده محمول على السماع، وقد جاء تصريحه بالسماع في رواية المبارك بن فضالة الآتية بعد حديثنا، وأورده عنه البخاري تعليقاً بعد روايته للحديث برقم (1048) لإثبات سماع الحسن، ومبارك بن فضالة -وإن كان فيه كلام- تقَبل روايته في مثل هذا، لا سيما إذا كانت عن الحسن البصري.
وأخرجه البخاري (5785) من طريق عبد الأعلى، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (1040) من طريق خالد الواسطي، و (1048)، والنسائي 3/ 124 من طريق حماد بن زيد، والبخاري (1062)، والبزار في "مسنده"(3660)، والبغوي في "الجعديات"(1384) و (1386)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 330، والبيهقي في "السنن" 3/ 331 من طريق شعبة بن الحجاج، والبخاري (1063)، والنسائي 3/ 146، والبيهقي 3/ 331 - 332 من طريق عبد الوارث بن سعيد، وابن أبي شيبة 2/ 468. والنسائي =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= 3/ 126 - 127، والطحاوي 1/ 330 من طريق هشيم بن بشير، والبزار في "مسنده"(3662)، والنسائي في "المجتبى" 3/ 152، وفي "الكبرى"(500)، وابن خزيمة (1374)، والبغوي في "الجعديات"(1385)، والطحاوي 1/ 330، والبيهقي 3/ 332 من طريق يزيد بن زريع، والبيهقي 3/ 337، وابن حجر في "تغليق التعليق" 2/ 401 من طريق حماد بن سلمة، والبغوي في "الجعديات"(1385)، وابن حبان (2833) من طريق نوح بن قيس، و (2835) من طريق إسماعيل ابن علية، كلهم عن يونس بن عبيد، به. وبعضهم اختصره، ولم يذكر بعضهم فيه قوله:"يخوف الله بهما عباده"، ولفظ روايتي يزيد بن زريع وإسماعيل ابن عُلية: فصلى ركعتين كما تصلون، وجاء مثل هذا اللفظ في إحدى الروايات عن شعبة عند البغوي في "الجعديات"(1384).
وعلقه البخاري بإثر (1048) من طرق عبد الوارث وشعبه وخالد الطحان وحماد بن سلمة، عن يونس، به.
وأخرجه الطيالسي (872) عن شعبة، عن الحسن، عن أبي بكرة. وشعبة إنما روى الحديث عن يونس، عن الحسن، ولا نعرف له رواية عن الحسن، فلعله سقط من مطبوعته: عن يونس.
وعلقه البخاري بإثر (1048)، ووصله النسائي 3/ 127 و 146، وابن حبان (2837)، والحاكم 1/ 334 - 335، والبيهقي في "السنن" 3/ 337 - 338، وفي "المعرفة"(7081) من طريق أشعث بن سوار، عن الحسن، به. وهو عندهم مختصر، وفيه: فصلى ركعتين مثل صلاتكم. وأشعث بن سوار ضعيف.
وأخرجه الدارقطني 2/ 64 من طريق حميد الطويل، عن الحسن، به. وفيه زيادة:"ولكن الله إذا تجلى لشيء خشع له". وإسناده ضعيف.
وانظر ما بعده.
وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (5883)، وانظر عنده تتمة أحاديث الباب.
وقوله في بعض الروايات: مثل صلاتكم هذه، جاء مثله في حديث النعمان =
20391 -
حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَكَرَةَ أَنَّهُ حَدَّثَهُ قَالَ: انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ عِنْدَهُ، فَوَثَبَ فَزِعًا يَجُرُّ ثَوْبَهُ. . . فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (1).
20392 -
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي مُوسَى - وَيُقَالُ لَهُ: إِسْرَائِيلُ - قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرَةَ - وَقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً: عَنْ أَبِي بَكَرَةَ -: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْمِنْبَرِ وَحَسَنٌ مَعَهُ، وَهُوَ يُقْبِلُ عَلَى النَّاسِ مَرَّةً وَعَلَيْهِ مَرَّةً، وَيَقُولُ: " إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ، وَلَعَلَّ اللهَ أَنْ يُصْلِحَ
= ابن بشير الذي سلف (18392)، ورأى ابن حبان والبيهقي أن المقصود بهذه العبارة: صلاتكم هذه في الكسوف. لكن جاء في بعض روايات حديث النعمان: كأحدث صلاة مكتوبة صليتموها.
وقد جاء أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى صلاة الكسوف ركعتين، وركع ركوعاً واحداً في كل ركعة منهما، روي ذلك في حديثي عبد الله بن عمرو السالفين برقم (6483) و (20178) وقال البخاري كما في "العلل الكبير" للترمذي 1/ 299: أصح الروايات عندي في صلاة الكسوف أربع ركعات في أربع سجدات. وانظر حديث جابر بن عبد الله السالف برقم (14417).
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل المبارك، وهو ابن فضالة.
وأخرجه الطيالسي (872)، وأخرجه ابن حبان (2834) من طريق هدبة بن خالد، كلاهما (الطيالسي وهدبة بن خالد) عن المبارك بن فضالة، بهذا الإسناد. ورواية الطيالسي مختصرة.
وعلقه البخاري بإثر الحديث (1048) في "صحيحه" من طريق المبارك، به.
وانظر ما قبله.
بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ " (1).
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري. أبو موسى -واسمه إسرائيل بن موسى- من رجال البخاري، وباقي رجاله ثقات من رجال الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، والحسن الراوي عن أبي بكرة: هو البصري.
وهو عند المصنف في "فضائل الصحابة"(1354).
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(2590) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحميدي (793)، والبخاري في "الصحيح"(2704) و (3746) و (7109)، وفي "التاريخ الأوسط" 1/ 122، والنسائي في "المجتبى" 3/ 107، وفي "الكبرى"(1718) و (8166)، وفي "عمل اليوم والليلة"(252)، والبزار في "مسنده"(3655)، والطبراني في "الكبير"(2590)، والقطيعي في زوائده على "فضائل الصحابة" لأحمد (1400)، والبيهقي في "الاعتقاد" ص 376 - 377، وفي "الدلائل" 6/ 442 من طريق سفيان بن عيينة، به. وذكر في أوله في بعض روايات البخاري قصة الصلح بين الحسن بن علي ومعاوية، وقال البخاري عند الموضع الأول في "الصحيح" وفي "التاريخ الأوسط": قال لي علي بن عبد الله -وهو ابن المديني-: إنما ثبت لنا سماع الحسن من أبي بكرة بهذا الحديث.
وأخرجه البخاري (3629) من طريق حسين بن علي الجعفي، عن أبي موسى، به.
وأخرجه أبو داود (4662)، والترمذي (3773)، والطبراني (2593)، والحاكم 3/ 174 - 175، والبيهقي في "الدلائل" 6/ 443، وابن الأثير في "أسد الغابة" من طريق أشعث بن عبد الملك الحمراني، والطبراني (2592)، والخطيب في "تاريخه" 13/ 18 من طريق منصور بن زاذان ويونس بن عبيد، والطبراني (2594) من طريق إسماعيل بن مسلم، و (2595) من طريق أبي الأشهب جعفر بن حيان العطاردي، خمستهم عن الحسن البصري، به. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وسيأتي من طريق الحسن بالأرقام (20392) و (20448) و (20473) و (20499) و (20516).
وقد روي عن الحسن من وجوه أخرى: فأخرجه النسائي في "الكبرى"(8165)، وفي "عمل اليوم والليلة"(253) من طريق أشعث بن عبد الملك، عن الحسن، عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، يعني أنس بن مالك.
وأخرجه في "عمل اليوم والليلة"(254) من طريق عوف الأعرابي، عن الحسن قال: بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
…
وأخرجه (255) من طريق داود بن أبي هند، و (256) من طريق هشام بن حسان، كلاهما عن الحسن، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً.
وروي عن الحسن البصري، عن أم سلمة، ذكره المزي في "التحفة" 9/ 39.
وفي الباب عن جابر بن عبد الله، أخرجه يحيى بن معين في "فوائده" كما في "الإتحاف" 3/ 171، ومن طريقه البيهقي في "الدلائل" 6/ 443 - 444، والخطيب 8/ 27، وإسناده قوي.
وفي باب قوله صلى الله عليه وسلم: "إنه لسيد" حديث أبي هريرة عند النسائي في "عمل اليوم والليلة"(250)، والطبراني (2596) ولفظه: عن المقبري قال: كنا مع أبي هريرة جلوساً، فجاء حسن بن علي بن أبي طالب، فسلم علينا، فرددنا عليه، وأبو هريرة لا يعلم، فمضى، فقيل له: يا أبا هريرة هذا حسن بن علي قد سلم علينا، فقام فلحقه، فقال: يا سيدي، فقلنا له: تقول: يا سيدي؟! قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إنه لسيد".
قوله: "سيد" قال السندي: أي: نافع للخلائق، وفيه أن السيادة بالنفع لهم لا بالحكم عليهم، وإن كان هناك ضرر عليهم في ذلك فقد يكون ترك الإمارة هو السيادة إذا كان صلاح الخلق فيه.
وقال الخطابي في "معالم السنن" 4/ 311: وقد خرج مصداق هذا القول فيه بما كان من إصلاحه بين أهل الشام وأهل العراق وتَخَلِّيه عن الأمر خوفاً من الفتنة وكراهية لإراقة الدم، ويسمى ذلك العام سنة الجماعة. =
20393 -
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكَرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا يَنْبَغِي لِلْقَاضِي - وَقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً: لِلْحَاكِمِ - أَنْ يَحْكُمَ بَيْنَ اثْنَيْنِ وَهُوَ غَضْبَانُ "(1).
20394 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا الْجُرَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكَرَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: ذُكِرَ الْكَبَائِرُ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: " الْإِشْرَاكُ بِاللهِ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ " وَكَانَ مُتَّكِئًا فَجَلَسَ، فَقَالَ:" وَشَهَادَةُ الزُّورِ، وَشَهَادَةُ الزُّورِ - أَوْ قَوْلُ الزُّورِ - " فَمَا زَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُكَرِّرُهَا حَتَّى قُلْنَا: لَيْتَهُ سَكَتَ.
= وفي الخبر دليل على أن واحداً من الفريقين لم يخرج بما كان منه في تلك الفتنة من قول أو فعل عن ملة الإسلام، إذ قد جعلهم النبي صلى الله عليه وسلم مسلمين، وهكذا سبيل كل متأول فيما تعاطاه من رأي ومذهب دعا إليه إذا كان فيما تناوله بشبهةٍ، وإن كان مخطئاً في ذلك. ومعلوم أن إحدى الفئتين كانت مصيبة والأخرى مخطئة.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة.
وأخرجه الشافعي في "مسنده" 2/ 177، والحميدي (792)، وابن ماجه (2316)، ومحمد بن خلف بن حيان في "أخبار القضاة" 1/ 81، وأبو عوانة 4/ 16، والبيهقي 10/ 105، والغوي (2498) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وانظر (20379).
وقَالَ مَرَّةً (1): أَخْبَرَنَا الْجُرَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكَرَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ؟ الْإِشْرَاكُ بِاللهِ. . . " فَذَكَرَهُ (2).
20395 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكَرَةَ، قَالَ: قَالَ أَبُو بَكَرَةَ: نَهَانَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ نَبْتَاعَ الْفِضَّةَ بِالْفِضَّةِ، وَالذَّهَبَ بِالذَّهَبِ إِلَّا سَوَاءً بِسَوَاءٍ، وَأَمَرَنَا أَنْ نَبْتَاعَ الْفِضَّةَ فِي الذَّهَبِ، وَالذَّهَبَ فِي الْفِضَّةِ كَيْفَ شِئْنَا. فَقَالَ لَهُ ثَابِتُ بْنُ عُبَيْدٍ: يَدًا بِيَدٍ؟ قَالَ: هَكَذَا سَمِعْتُ (3).
(1) في (ظ 10): هو قال مرة.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (20385).
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن علية، ويحيى ابن أبي إسحاق: هو الحضرمي مولاهم البصري النحوي.
وأخرجه البخاري (2175)، والبزار (3633)، وابن حبان (5014)، والبيهقي في "المعرفة"(11044) من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد. ولم يذكر عندهم سؤال ثابت بن عبيد في آخره.
وأخرجه ابن أبي شيبة 7/ 106 - 107، والبخاري (2182)، ومسلم (1590). والبزار (3634)، والنسائي في "المجتبى" 7/ 280، والطحاوي في "شرح المعاني"4/ 69، وفي "شرح المشكل"(6109)، وابن حبان (5014)، والبيهقي في "السنن" 5/ 282، وابن عبد البر في "الاستذكار"(28712) من طرق عن يحيى بن أبي إسحاق، به. ولم يذكر سؤال ثابت في آخره إلا عند مسلم. ولم يُسَمَّ فيه ثابت بن عبيد. ووقع عند ابن عبد البر في آخره بعد قوله:"كيف شئنا". يعني: يد الله بيد. وهي زيادة من أحد رواته. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/ 281، وفي"الكبرى"(6171) من طريق أبي توبة الربيع بن نافع، قال: حدثنا معاوية بن سلام، عن يحيى بن أبي كثير، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، به. لم يذكر بين ابن أبي كثير وبين عبد الرحمن بن أبي بكرة أحداً، لكن قال بإثره في "الكبرى": خبر أبي توبة أدخل بين يحيى بن أبي كثير وبين عبد الرحمن بن أبي بكرة يحيى بن أبي إسحاق!
قلنا: وقد أخرجه مسلم (1590)، والبزار (3634) من طريق يحيى بن صالح، حدثنا معاوية بن سلام، حدثنا يحيى بن أبي كثير، عن يحيى بن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه.
وقول أبي بكرة في آخر الحديث: "هكذا سمعت" يدل على أنه لم يسمع تقييد إباحة بيع الذهب بالفضة، والفضة بالذهب بأن يكون يداً بيد. لكن هذا القيد ثابت في الصحيح، فقد ورد في حديث البراء بن عازب وزيد بن أرقم عند البخاري (2180)، ومسلم (1589)، وقد سلف برقم (18541)، ولفظه: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع الوَرِق بالذهب دَيْناً، أي: مؤجلاً.
وفي حديث عبادة بن الصامت عند مسلم (1587)، وفيه:"فإذا اختلفت هذه الأصناف فبيعوا كيف شئتم إذا كان يداً بيد" وسيأتي بنحوه 5/ 320.
وانظر تتمة أحاديث الباب عند حديث أبي هريرة السالف (7558).
وثابت بن عبيد الذي سأل أبا بكرة هو ثابت بن عبيد الأنصاري الكوفي، تابعي ثقة، روى له البخاري في "الأدب"، واحتج به مسلم في "صحيحه".
وقد أخرج البزار (3683) من طريق بحر بن كنيز السقاء، عن عبد العزيز ابن أبي بكرة، عن أبيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الصرف قبل موته بشهرين. قلنا: وهذا إسناد ضعيف لضعف بحر بن كنيز السقاء، لكن صح من حديث أبي سعيد الخدري وجابر بن عبد الله وأبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الصرف، وسلف في مسند أبي هريرة برقم (9638). وهو محمول على ما إذا كان بالنسيئة أو بالزيادة مع الاتحاد.
20396 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعْدًا يَقُولُ: سَمِعَتْ أُذُنَايَ، وَوَعَى (1) قَلْبِي أَنَّ:" مَنْ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ غَيْرُ أَبِيهِ، فَالْجَنَّةُ عَلَيْهِ حَرَامٌ ". قَالَ: فَلَقِيتُ أَبَا بَكْرَةَ فَحَدَّثْتُهُ، فَقَالَ: وَأَنَا سَمِعَتْ أُذُنَايَ وَوَعَى (1) قَلْبِي مِنْ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم (2).
20397 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ الْأَعْرَجِ، عَنِ الْأَشْعَثِ بْنِ ثُرْمُلَةَ، عَنْ أَبِي بَكَرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ قَتَلَ نَفْسًا مُعَاهَدَةً بِغَيْرِ حِلِّهَا، حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ أَنْ يَشُمَّ رِيحَهَا (3) "(4).
20398 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا عُيَيْنَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ
(1) في (ظ 10) ونسخة في (س): ووعاه. وهو كذلك في الموضع السالف برقم (1504).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عثمان النهدي: هو عبد الرحمن بن ملّ، وهو مكرر الحديث السالف برقم (1504) في مسند سعد ابن أبي وقاص.
(3)
في (م): لم يشم ريحها.
(4)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الحكم بن الأعرج -واسمه الحكم بن عبد الله بن إسحاق الأعرج- فمن رجال مسلم، وغيرَ الأشعث بن ثرملة فمن رجال النسائي، وهو ثقة.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/ 25، وفي "الكبرى"(6950) و (8743) من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد.
وانظر (20377).
عَنْ أَبِي بَكَرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا مِنْ ذَنْبٍ أَحْرَى أَنْ يُعَجِّلَ اللهُ الْعُقُوبَةَ لِصَاحِبِهِ فِي الدُّنْيَا مَعَ مَا يَدَّخِرُ لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْبَغْيِ، وَقَطِيعَةِ الرَّحِمِ "(1).
20399 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكَرَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَحْسَبُهُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " شَهْرَانِ لَا يَنْقُصَانِ، شَهْرَا عِيدِ: رَمَضَانُ، وَذُو الْحِجَّةِ (2) "(3).
(1) إسناده صحيح، إسماعيل: هو ابن عُلية، وعبد الرحمن والد عيينة: هو ابن جوشن الغطفاني.
وأخرجه المزي في ترجمة عيينة بن عبد الرحمن من "تهذيب الكمال" 23/ 79 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحسين بن الحسن المروزي في زوائده على "الزهد" لابن المبارك (724)، وأبو داود (4902)، وابن ماجه (4211)، والترمذي (2511)، والحاكم 4/ 162، والمزي في ترجمة عبد الرحمن من "تهذيب الكمال" 17/ 36 من طريق إسماعيل ابن علية، به. وقرن به حسينٌ المروزي وابنُ ماجه والحاكم والمزي عبدَ الله بن المبارك.
وانظر (20374).
(2)
في (م): وذي الحجة.
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. خالد الحذَّاء: هو ابن مِهران.
وأخرجه الطيالسي (863)، والبخاري (1912)، ومسلم (1089)(31) و (32)، وأبو داود (2323)، والترمذي (692)، وابن ماجه (1659)، والبزار في "مسنده"(3624)، وأبو عوانة في الصيام كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 53، والبيهقي 4/ 250، والبغوي (1717) من طرق عن خالد الحذاء، بهذا =
20400 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُيَيْنَةَ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: خَرَجْتُ فِي جَنَازَةِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: فَجَعَلَ رِجَالٌ مِنْ أَهْلِهِ يَسْتَقْبِلُونَ الْجِنَازَةَ، فَيَمْشُونَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ وَيَقُولُونَ: رُوَيْدًا بَارَكَ اللهُ فِيكُمْ. قَالَ: فَلَحِقَنَا أَبُو بَكَرَةَ مِنْ طَرِيقِ المِرْبَدِ، فَلَمَّا رَأَى أُولَئِكَ وَمَا يَصْنَعُونَ حَمَلَ عَلَيْهِمْ بِبَغْلَتِهِ، وَأَهْوَى لَهُمْ بِالسَّوْطِ، وَقَالَ: خَلُّوا، فَوَالَّذِي كَرَّمَ وَجْهَ أَبِي الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم لَقَدْ رَأَيْتُنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَإِنَّا لَنَكَادُ أَنْ نَرْمُلَ بِهَا. وَقَالَ يَحْيَى مَرَّةً: لَقَدْ رَأَيْتُنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (1).
= الإسناد. وحسنه الترمذي، وقال بإثره: روي هذا الحديث عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً.
وأخرجه البخاري (1912)، ومسلم (1089)(32)، والبزار (3624)، وأبو عوانة، والبيهقي 4/ 250، والبغوي (1717) من طريق إسحاق بن سويد، والبزار (3625) من طريق عبد الرحمن بن إسحاق الكوفي، كلاهما عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، به.
وسيأتي بالأرقام (20479) و (20485) و (20511).
قال الطيبي كما في "مرقاة المفاتيح" 2/ 505: ظاهر سياق الحديث في بيان اختصاص الشهرين بمزية ليست في سائرها، وليس المراد أن ثواب الطاعة في سائرها قد ينقص دونها، فينبغي أن يحمل على الحكم ورفع الجناح أو الحرج عما عسى أن يقع فيه خطأ في الحكم، لاختصاصهما بالعيدين وجواز احتمال الخطأ فيهما، ومن ثم لم يقل: شهرا رمضان وذي الحجة. وانظر أيضاً في الكلام عليه ما سيأتي برقم (20479).
(1)
إسناده صحيح. يحيى بن سعيد: هو القطان، وهو من رجال الشيخين. وعيينة: هو ابن عبد الرحمن بن جوشن الغطفاني، وهو وأبوه ثقتان =
20401 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُيَيْنَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِي بَكَرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الدَّجَّالُ أَعْوَرُ بِعَيْنِ الشِّمَالِ، بَيْنَ عَيْنَيْهِ مَكْتُوبٌ: كَافِرٌ، يَقْرَؤُهُ الْأُمِّيُّ وَالْكَاتِبُ "(1).
= روى لهما البخاري في "الأدب المفرد" وأصحاب السنن.
وأخرجه الطيالسي (883)، والبخاري في "التاريخ الأوسط" 1/ 127، وأبو داود (3182) و (3183)، والبزار في "مسنده"(3680)، والنسائي 4/ 42 - 43، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 477، وابن حبان (3043)، والحاكم 3/ 446، والبيهقي 4/ 22 من طرق عن عيينة بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد. ورواية أبي داود والبيهقي: في جنازة عثمان بن أبي العاص، بدل عبد الرحمن ابن سمرة. ورواية الطحاوي على الشك: عثمان بن أبي العاص أو عبد الرحمن ابن سمرة، قال البخاري: وعثمان وهم.
وقد سلف الحديث مختصراً برقم (20375) و (20388). وانظر أحاديث الباب في الموضع الأول.
وعبد الرحمن بن سمرة: هو ابن حبيب بن عبد شمس، أبو سعيد، صحابي، افتتح سجستان، ثم سكن البصرة، ومات بها سنة خمسين أو بعدها. وستأتي أحاديثه في "المسند" 5/ 61.
قوله: رويداً، قال السندي، أي: أمهلوا ولا تستعجلوا في المشي.
المربد: بكسر الميم، موضع بالبصرة.
حمل عليهم
…
إلخ: تخويفاً لهم على ذلك.
خلُّوا: أي: اتركوا الناس ليستعجلوا.
(1)
إسناده صحيح كسابقه.
وأورده ابن كثير في "جامع المسانيد" 5/ ورقة 112، وقال: تفرد به أحمد.
وفي الباب عن ابن عمر، وأنس بن مالك، سلفا برقم (4804) =
20402 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُيَيْنَةَ، أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ أَبِي بَكَرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ أَسْنَدُوا أَمْرَهُمْ إِلَى امْرَأَةٍ "(1).
20403 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُيَيْنَةَ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِي بَكَرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا فِي غَيْرِ كُنْهِهِ، حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ أَنْ يَجِدَ رِيحَهَا "(2).
= و (12004). وانظر تتمة أحاديث الباب عندهما.
وفي باب قوله صلى الله عليه وسلم: "ويقرؤه الأمي والكاتب" حديث أبي أمامة عند ابن ماجه (4077). وحديث معاذ بن جبل عند البزار (3388 - كشف الأستار).
قوله: "بعين الشمال" قال السندي، أي: عَوَرُه بعين الشمال، فالجار والمجرور خبر لمقدر.
(1)
إسناده صحيح كسابقه.
وأخرجه الطيالسي (878)، وعنه ابن أبي شيبة 15/ 266 عن عيينة بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد.
وسيأتي من طريق عبد الرحمن بن جوشن برقم (20474) و (20477).
وأخرجه البزار في "مسنده"(3685) من طريق عبد العزيز بن أبي بكرة، عن أبيه. وعنده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال هذا الحديثَ عند موت كسرى ملك الفرس وتولي ابنته بعده.
وسيأتي من طريق الحسن البصري بالأرقام (20438) و (20478) و (20518)، ومن طريق عبد الرحمن بن أبي بكرة برقم (20508). وذكرت في رواية الحسن قصة موت كسرى.
وفي الباب عن جابر بن سمرة عند الطبراني في "الأوسط"(4852).
وإسناده ضعيف.
(2)
إسناده صحيح كسابقه، وانظر (20377).
20404 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُيَيْنَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: ذَكَرْتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ عِنْدَ أَبِي بَكَرَةَ، فَقَالَ: مَا أَنَا بِطَالِبِهَا إِلَّا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ بَعْدَ شَيْءٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، سَمِعْتُهُ يَقُولُ:" الْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ، مِنْ تِسْعٍ يَبْقَيْنَ (1)، أَوْ سَبْعٍ يَبْقَيْنَ، أَوْ خَمْسٍ يَبْقَيْنَ، أَوْ ثَلَاثٍ يَبْقَيْنَ، أَوْ آخِرِ لَيْلَةٍ "(2).
20405 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا أَشْعَثُ، عَنْ زِيَادٍ الْأَعْلَمِ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَكَرَةَ: أَنَّهُ رَكَعَ دُونَ الصَّفِّ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" زَادَكَ اللهُ حِرْصًا وَلَا تَعُدْ "(3).
(1) في (ظ 10): بقين. وكذا هو في المواضع الآتية من الحديث.
(2)
إسناده صحيح كسابقه. وانظر (20376).
(3)
إسناده صحيح. أشعث -وهو ابن عبد الملك الحَرّاني- ثقة روى له البخاري تعليقاً، وأصحاب السنن، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير زياد الأعلمي -وهو ابن حسان بن قُرَّة الباهلي- فمن رجال البخاري. والحسن البصري قد صرح بالتحديث عند أبي داود والنسائي والبيهقي، فانتفت شبهة تدليسه.
وأخرجه ابن الجارود في "المنتقى"(318) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار في "مسنده"(3651) من طريق معاذ بن معاذ العنبري، عن أشعث بن عبد الملك، به.
وأخرجه أبو داود (683)، والنسائي في "المجتبى" 2/ 118، وفي "الكبرى"(943)، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 395، وابن حبان (2195)، والبيهقي 3/ 106 من طريق يزيد بن زريع، عن سعيد بن أبي عروبة، عن زياد الأعلم، به. وهو عند الطحاوي بصورة المرسل، وجاء =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= تصريح الحسن بسماعه من أبي بكرة عند النسائي، وعند أبي داود برواية ابن داسة والرملي كما نقل الشيخ الفاضل محمد عوامة في طبعته، ورواه البيهقيُّ من طريق ابن داسة، وعنده أيضاً التصريح بالسماع.
وأخرجه محمد بن الحسن الشيباني في "الحجة" 1/ 215، وفي زياداته على "الموطأ" بروايته (286)، والطيالسي (876)، والبزار (3661)، وابن حبان (2194)، والطبراني في "الصغير"(1030) من طرق عن الحسن البصري، به.
وأخرجه البخاري في "القراءة خلف الإمام"(195) من طريق أبي خلف عبد الله بن عيسى الخزاز، عن يونس بن عبيد، عن الحسن، به. وفيه زيادة في آخره "صَلِّ ما أدركت، واقضِ ما سبقك"، وعبد الله بن عيسى ضعيف، فلا تثبت هذه الزيادة من حديث أبي بكرة. وقد أورد الهيثمي هذه الرواية في "المجمع" 2/ 76، وعزاها للطبراني.
وسيأتي من طريق الحسن البصري بالأرقام (20457) و (20458) و (20470) و (20471)، ومن طريق عبد العزيز بن أبي بكرة برقم (20435)، ومن طريق عبد الرحمن بن أبي بكرة برقم (20509).
وأخرجه عبد الرزاق (3378) من طريق يونس بن عبيد، عن الحسن البصري قال: سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً وهو يسرع إلى الصلاة
…
فذكره هكذا مرسلاً، ولم يسمِّ فيه أبا بكرة.
وأخرج بإثره برقم (3379) عن ابن جريج، عن الحسن، قال: التفت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "زادك الله حرصاً ولا تَعُد" قال: فثبت مكانه. وهذا إسناد ضعيف، ابن جريج لا يعرف بالرواية عن الحسن، وكان يدلس ويرسل. وهذا اللفظ منكر، فيه ذكر التفات النبي صلى الله عليه وسلم، وقوله في آخره: فثبت مكانه.
وفي الباب عن أبي هريرة بلفظ: "إذا أتى أحدكم الصلاة فلا يركع دون الصف حتى يأخذ مكانه من الصف" أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" =
20406 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مُهَلَّبِ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، عَنْ أَبِي بَكَرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ إِنِّي قُمْتُ رَمَضَانَ كُلَّهُ وَصُمْتُهُ (1) ". قَالَ: " فَلَا أَدْرِي أَكَرِهَ التَّزْكِيَةَ، أَمْ لَا بُدَّ (2) مِنْ غَفْلَةٍ أَوْ رَقْدَةٍ "(3).
= 1/ 396، وفي "شرح المشكل"(5577) مرفوعاً، وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 257 موقوفاً. وهو أصح.
وانظر شرح الحديث في "شرح السنة" 3/ 378 - 380، وفي "فتح الباري" 2/ 268 - 269.
(1)
في (م): أو صمتُه.
(2)
في الأصول، أم لا، فلا بد من
…
، وأثبتنا العبارة على الصواب من "جامع المسانيد" 5/ ورقة 96.
(3)
رجاله ثقات، رجال الشيخين غير مهلب بن أبي حبيبة، فقد روى له أبو داود والنسائي هذا الحديث. وهو ثقة أيضاً. لكن في الإسناد عنعنة الحسن البصري.
وأخرجه أبو داود (2415)، وابن أبي الدنيا في "الصمت"(312)، والبزار (3645)، والنسائي 4/ 130، وابن خزيمة (2075)، وابن حبان (3439)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(3655)، والمزي في ترجمة المهلب من "تهذيب الكمال" 29/ 6 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار (3644) من طريق أبي بحر عبد الرحمن بن عثمان البكراوي، عن سعيد بن أبي عروبة، عن رجل، عن الحسن، به بنحوه. قلنا: وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الرحمن بن عثمان البكراوي ولإبهام راويه عن الحسن. لكنه روي من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة، عن الحسن. وسيأتي (20488).
وسيأتي بالأرقام (20416) و (20427) و (20488) و (20489) و (20521). =
20407 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا قُرَّةُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ - يَعْنِي ابْنَ سِيرِينَ -، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكَرَةَ، وَعَنْ رَجُلٍ آخَرَ (1) وَهُوَ فِي نَفْسِي أَفْضَلُ مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكَرَةَ، عَنْ أَبِي بَكَرَةَ - قَالَ عَبْدُ اللهِ: قَالَ غَيْرُ أَبِي: عَنْ يَحْيَى فِي هَذَا الْحَدِيثِ: أُفَضِّلُ فِي نَفْسِي: حُمَيْدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (2) -: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَطَبَ النَّاسَ بِمِنًى فَقَالَ: " أَلَا تَدْرُونَ أَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟ " قُلْنَا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ، فَقَالَ:" أَلَيْسَ بِيَوْمِ النَّحْر " قُلْنَا: نَعَمْ. قَالَ: " أَيُّ بَلَدٍ هَذَا؟ " قُلْنَا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: " أَلَيْسَ بِالْبَلْدَةِ؟ " قُلْنَا: بَلَى
= قوله: "فلا أدري أكره التزكية
…
إلخ" المراد منه أنه لم يَدْرِ أقال هذا القول نهياً عن تزكية المرء نفسَه بذكره لفعله، أو أنه لا بد أن يكون قد تخلل قيامَه وصيامَه شيءٌ من الرقاد أو الغفلةِ. فلا يكون مستغرقاً لقيام رمضانَ كلِّه وصيامه. والله تعالى أعلم.
(1)
وقع في هذا السند في (ظ 10) تقديم وتأخير واضطراب، والمثبت على الصواب من باقي النسخ.
(2)
يعني عبد الله بن أحمد بن حنبل في قوله هذا أن هذا الرجل الذي قال عنه محمد بن سيرين: أفضل من عبد الرحمن بن أبي بكرة، جاء في بعض الروايات من طريق يحيى بن سعيد القطان مسمَّى، وهو حميد بن عبد الرحمن الحميري: قلنا: ولم نقف على رواية من طريق يحيى القطان صرح فيها باسم هذا الرجل، وسيأتي مصرحاً باسمه برقم (20498) من طريق أبي عامر العقدي. قال الحافظ في "الفتح" 3/ 575: وإنما كان حميد عند ابن سيرين أفضل من عبد الرحمن بن أبي بكرة لأنه دخل في الولايات، وكان حميد زاهداً.
يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ:" فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ وَأَبْشَارَكُمْ حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ؟ " قُلْنَا: نَعَمْ. قَالَ: " اللهُمَّ اشْهَدْ، لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ، فَإِنَّهُ رُبَّ مُبَلِّغٍ يُبَلِّغُهُ مَنْ هُوَ أَوْعَى لَهُ مِنْهُ " فَكَانَ كَذَلِكَ. وَقَالَ: " لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ ".
فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ حُرِّقَ ابْنِ الْحَضْرَمِيِّ، حَرَّقَهُ جَارِيَةُ بْنُ قُدَامَةَ، قَالَ: أَشْرِفُوا عَلَى أَبِي بَكَرَةَ، فَقَالُوا: هَذَا أَبُو بَكَرَةَ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: فَحَدَّثَتْنِي أُمِّي أَنَّ أَبَا بَكْرَةَ قَالَ: لَوْ دَخَلُوا عَلَيَّ (1) مَا بَهَشْتُ إِلَيْهِمْ بِقَصَبَةٍ (2).
(1) لفظة "عليَّ" سقطت من (ظ 10).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. قرة: هو ابن خالد السَّدوسي.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 8/ 19 - 20 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه بهذاالإسناد.
وأخرجه البخاري في "الصحيح"(7078)، وفي "خلق أفعال العباد"(397)، ومسلم (1679)(31)، وابن ماجه (233)، وابن أبي عاصم في "الديات" ص 24، والبزار في "مسنده"(3617) من طريق يحيى بن سعيد القطان، به. وبعضهم اختصره، ولم تذكر حادثة تحريق ابن الحضرمي إلا عند البخاري والبزار.
وأخرجه الطيالسي (859)، ومن طريقه أبو عوانة في الحدود كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 51، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" 1/ 41 من طريق أبي خيثمة زهير بن حرب، كلاهما عن قرة بن خالد، به. واقتصر الطيالسي على قول النبي صلى الله عليه وسلم:"لا ترجعوا بعدي كفاراً"، واقتصر بن عبد البر على قوله صلى الله عليه وسلم:"ليبلغ الشاهد الغائب، فرب مُبَلِّغ أوعى من سامع". =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرجه إبراهيم بن طهمان في "مشيخته"(115)، والطبراني في "الصغير"(427)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 8/ 246 من طريق أيوب السختياني، عن محمد بن سيرين عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه. واقتصروا على قوله صلى الله عليه وسلم:"لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض" زاد ابن طهمان وحده: "ليبلغ الشاهد الغائب". ووقع الإسناد عنده: عن بعض بني أبي بكرة، عن أبي بكرة. لم يصرح باسم عبد الرحمن.
وانظر ما سلف برقم (20386).
ابن الحضرمي المذكور في القصة: هو عبد الله بن عمرو بن الحضرمي. ذكر الطبري في حوادث سنة ثمان وثلاثين 5/ 110 - 112 عن عمر بن شبة أن عبد الله بن عباس خرج من البصرة وكان عامله لعلي، واستخلف زياد ابن سُمَيَّة على البصرة، فأرسل معاوية عبد الله بن عمرو بن الحضرمي ليأخذ له البصرة، فنزل في بني تميم وانضمت إليه العثمانية، فكتب زياد إلى علي يستنجده، فأرسل إليه أيمن بن ضبيعة المجاشعي، فقُتِلَ غيلةً، فبعث علي بعده جارية بن قدامة، فحصر ابن الحضرمي في الدار الذي نزل فيها، ثم أحرق الدار عليه وعلى من معه، وكانوا سبعين رجلاً أو أربعين.
وجارية بن قدامة: هو التميمي السعدي، وهو القائل: اشرفوا على أبي بكرة. وأم عبد الرحمن بن أبي بكرة: هي هالة بنت غليظ العجلية، وسماها ابن سعد: هولة.
وقوله: قال أشرفوا على أبي بكرة
…
قال العيني: جواب قوله: فلما كان
…
وذلك أن جارية لما أحرق ابن الحضرمي أمر جيشه أن يُشرفوا على أبي بكرة هل هو على الاستسلام والانقياد أم لا، فقال له جيشه: هذا أبو بكرة يراك وما صنعت بابن الحضرمي وما أنكر عليك بكلام ولا بسلاح، فلما سمع أبو بكرة ذلك وهو في غرفة له، قال: لو دخلوا علي ما بَهَشْتُ إليهم بقصبة
…
وقوله: "وأبشاركم" قال السندي: كان المراد بالأعراض: البواطن، وبالأبشار: الظواهر. =
20408 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ أَشْعَثَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَكَرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى بِهَؤُلَاءِ الرَّكْعَتَيْنِ، وَبِهَؤُلَاءِ (1) الرَّكْعَتَيْنِ، فَكَانَتْ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَرْبَعًا، وَلَهُمْ رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ (2).
= وقوله: "ما بهشت"، قال في "لسان العرب": بهش إليه بيده يَبْهَشُ بَهْشَاً، وبهشه بها: تَناولَتْه، نالَتْه أو قَصُرَتْ عنه. وبَهَشَ القوم بعضهم إلى بعض، يَبْهَشُون بَهْشاً، وهو من أدنى القتال.
ويعني أبو بكرة بقوله هذا: لو دخلوا عليَّ داري ما رفعت عليهم قصبة، لأني لا أرى قتال المسلمين، فكيف أن أقاتلهم بسلاح.
(1)
في (م): وهؤلاء.
(2)
صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أشعث -وهو ابن عبد الملك الحُمراني- فقد روى له البخاري تعليقاً وأصحاب السنن وهو ثقة. والحسن البصري مدلس وقد عنعن، لكن للحديث شاهد صحيح من حديث جابر بن عبد الله.
وأخرجه البزار في "مسنده"(3658)، والنسائي في "المجتبى" 2/ 103 و 3/ 179، و"الكبرى"(910)، والبيهقي 3/ 86 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (1248)، ومن طريقه البيهقي 3/ 260 من طريق معاذ ابن معاذ العنبري، والنسائي في "المجتبى" 3/ 178، وفي "الكبرى"(516) و (1939) من طريق خالد بن الحارث، وابن حبان (2881)، والدارقطني 2/ 61، والبيهقي 3/ 259 من طريق سعيد بن عامر، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 315 من طريق أبي عاصم النبيل، أربعتهم عن الأشعث، به. وعندهم جميعاً غير الطحاوي أن النبي صلى الله عليه وسلم سلم بعد الركعتين الأوليين. وعينت الصلاة في رواية معاذ بن معاذ أنها الظهر. وقال أبو داود بإثر الحديث: وبذلك كان يفتي الحسن، وكذلك في المغرب، يكون للإمام ست ركعات، وللقوم ثلاث ثلاث. وذكر البيهقي هذا القول، وقال بإثره: وجدته في كتابي موصولاً =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= بالحديث وكأنه من قول الأشعث وهو في بعض النسخ: قال أبو داود. قلنا: وكذا هو في النسخ المطبوعة من سنن أبي داود، في أوله: قال أبو داود.
وقد رويت هذه الهيئة لصلاة الخوف في المغرب من حديث أشعث مرفوعة. فقد أخرج ابن خزيمة (1368)، والدارقطني 2/ 61، والحاكم 1/ 337، والبيهقي 3/ 260 من طريق عمرو بن خليفة البكراوي، عن أشعث، به أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بالقوم صلاة المغرب ثلاث ركعات، ثم انصرف، وجاء الآخرون فصلى بهم ثلاث ركعات، فكانت للنبي صلى الله عليه وسلم ست ركعات، وللقوم ثلاث ثلاث. وقال الحاكم بإثره: سمعت أبا علي الحافظ -وهو الحسين بن علي بن يزيد النيسابوري- يقول: هذا حديث غريب، أشعث الحمراني لم يكتبه إلا بهذا الإسناد. قال الحاكم: وإنه صحيح على شرط الشيخين. وَوَهَّم البيهقي هذه الرواية. قلنا: وعمرو بن خليفة البكراوي روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات" وفال: في روايته بعض المناكير. فرواية الركعتين أصح، رواتها أشهر وأكثر وأوثق.
ويقوي رواية الركعتين أن أبا حُرة الرقاشي تابع أشعث عليها، فقد أخرجه الطيالسي (877)، ومن طريقه البزار (3659)، والطحاوي 1/ 315 عن أبي حُرة الرقاشي، عن الحسن، به.
وسيأتي من طريق الحسن، عن أبي بكرة برقم (20497).
وقد روي عن الحسن، عن جابر بن عبد الله، أخرجه الشافعي 1/ 176 - 177، وابن أبي شيبة 2/ 464، والنسائي 3/ 178 و 179، وابن خزيمة (1353)، والدارقطني 2/ 60 و 61، والبيهقي 3/ 259. وعند بعضهم ذكر التسليم بعد الركعتين الأوليين. قلنا: والحديثان محفوظان عن الحسن، من حديث جابر ومن حديث أبي بكرة، لكن لم يثبت سماع الحسن من جابر. ورواية ابن أبي شيبة: عن الحسن، نبئتُ عن جابر.
وقد صحت هذه الهيئة لصلاة الخوف من حديث جابر من طريقين آخرين غير طريق الحسن عنه. انظرهما في مسنده برقم (14928) و (14929). =
20409 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ الشَّحَّامُ، حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ أَبِي بَكَرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ:" اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكُفْرِ وَالْفَقْرِ، وَعَذَابِ الْقَبْرِ "(1).
20410 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكَرَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَتْ جُهَيْنَةُ وَأَسْلَمُ وَغِفَارُ خَيْرًا مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، وَبَنِي عَبْدِ اللهِ بْنِ غَطَفَانَ، وَبَنِي عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ " وَمَدَّ بِهَا صَوْتَهُ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، قَدْ خَابُوا وَخَسِرُوا. قَالَ:" فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَهُمْ خَيْرٌ "(2).
= فحديث جابر صحيح، ويقوي حديث أبي بكرة.
وانظر أحاديث الباب عند حديثي ابن مسعود وجابر السالفين برقم (3561) و (14180).
قال السندي: قوله: "صلى بهؤلاء الركعتين"، أي: في السفر، صلى بطائفة ركعتن، وبأخرى ركعتين، وقد جاء بسلامين، ولو فرض بسلام واحد لكان فيه اقتداء المفترض بالمتنفل، فإن فرض المسافر ركعتان، كيف ولو كان الفرض أربع ركعات للزم الأربع المقتدي بسبب الاقتداء؟ فكيف إذا كان بسلامين؟! والله تعالى أعلم.
قلنا: وانظر لهذه المسألة "معالم السنن" للخطابي 1/ 271، و"نصب الراية" 2/ 55 - 57، و 246 - 247.
(1)
إسناده قوي على شرط مسلم. وكيع: هو ابن الجراح. وهو مكرر (20381).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري.
وهو عند المصنف في "فضائل الصحابة"(1468). =
20411 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ، عَنْ بَحْرِ بْنِ مَرَّارٍ، عَنْ أَبِي بَكَرَةَ قَالَ: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَمَرَّ عَلَى قَبْرَيْنِ، فَقَالَ:" مَنْ يَأْتِينِي بِجَرِيدَةِ نَخْلٍ (1) " قَالَ: فَاسْتَبَقْتُ أَنَا وَرَجُلٌ آخَرُ، فَجِئْنَا بِعَسِيبٍ، فَشَقَّهُ بِاثْنَيْنِ (2)، فَجَعَلَ عَلَى هَذَا وَاحِدَةً، وَعَلَى هَذَا وَاحِدَةً، ثُمَّ قَالَ:" أَمَا إِنَّهُ سَيُخَفَّفُ عَنْهُمَا مَا كَانَ فِيهِمَا مِنْ بُلُولَتِهِمَا شَيْءٌ " ثُمَّ قَالَ: " إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ فِي الْغِيبَةِ وَالْبَوْلِ "(3).
= وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 196، ومسلم (2522)(194) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وانظر (20384).
قوله صلى الله عليه وسلم: "بني عبد الله بن غطفان" قال الحافظ في "الفتح" 6/ 544: كان اسم عبد الله بن غطفان في الجاهلية عبد العزى، فصيره النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله، وبنوه يعرفون ببني المُحوَّلة.
(1)
كلمة "نخل" لم ترد في (ظ 10).
(2)
في (ظ 10) ونسخة في (س): اثنين.
(3)
حديث قوي، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح غير بحر بن مرار -وهو ابن عبد الرحمن بن أبي بكرة- فهو صدوق لا بأس به، وروايته عن جده أبي بكرة مرسلة، وقد روي الحديث عنه، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة. عن أبي بكرة. وسلف برقم (20373). وصوب الدارقطني في "العلل" 7/ 156 الرواية الموصولة، وقال أبو حاتم كما في "العلل" لابنه 1/ 370: هي أصح.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 122 و 3/ 386، وعنه ابن ماجه (349) عن وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(5191)، والبيهقي في "إثبات =
20412 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ الشَّحَّامُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُسْلِمُ بْنُ أَبِي بَكَرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّهَا سَتَكُونُ فِتْنَةٌ، الْمُضْطَجِعُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْجَالِسِ، وَالْجَالِسُ خَيْرٌ مِنَ الْقَائِمِ، وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْمَاشِي، وَالْمَاشِي خَيْرٌ مِنَ السَّاعِي " قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَمَا تَأْمُرُنِي؟ قَالَ:" مَنْ كَانَتْ لَهُ إِبِلٌ فَلْيَلْحَقْ بِإِبِلِهِ، وَمَنْ كَانَتْ لَهُ غَنَمٌ فَلْيَلْحَقْ بِغَنَمِهِ، وَمَنْ كَانَتْ لَهُ أَرْضٌ، فَلْيَلْحَقْ بِأَرْضِهِ، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ فَلْيَعْمِدْ إِلَى سَيْفِهِ، فَلْيَضْرِبْ بِحَدِّهِ صَخْرَةً ثُمَّ لِيَنْجُ إِنْ اسْتَطَاعَ النَّجَاةَ، ثُمَّ لِيَنْجُ إِنْ اسْتَطَاعَ النَّجَاةَ "(1).
= عذاب القبر" (124) من طريق أبي داود الطيالسي، عن الأسود بن شيبان، به. قلنا: ورواية الطيالسي في "مسنده" (867) موصولة، فيها ذكر عبد الرحمن بن أبي بكرة.
وانظر (20373).
(1)
إسناده قوي على شرط مسلم. رجاله ثقات رجال الشيخين غير عثمان الشحام ومسلم بن أبي بكرة، فقد روى لهما مسلم هذا الحديث. وفي عثمان كلام ينزله عن رتبة الصحيح.
وأخرجه ابن أبي شيبة 15/ 7، ومسلم (2887) وأبو داود (4256)، وأبو عوانة في الفتن كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 54، وابن حبان (5965) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (2887) والبزار في "مسنده"(3677)، وأبو عوانة، والحاكم 4/ 440 - 441، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(5547) من طرق عن عثمان الشحام، به. وزادوا بآخره: "اللهم هل بلغت؟ اللهم هل =
20413 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي بَكَرَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: ذَكَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَرْضًا يُقَالُ لَهَا: البُصَيرةُ (1) إِلَى جَنْبِهَا نَهَرٌ يُقَالُ لَهُ: دِجْلَةُ، ذُو نَخْلٍ (2) كَثِيرٍ، وَيَنْزِلُ بِهِ بَنُو قَنْطُورَاءَ، فَيَتَفَرَّقُ (3) النَّاسُ ثَلَاثَ فِرَقٍ: فِرْقَةٌ تَلْحَقُ بِأَصْلِهَا، وَهَلَكُوا. وَفِرْقَةٌ تَأْخُذُ عَلَى أَنْفُسِهَا، وَكَفَرُوا. وَفِرْقَةٌ يَجْعَلُونَ ذَرَارِيَّهُمْ خَلْفَ ظُهُورِهِمْ، فَيُقَاتِلُونَ، قَتْلَاهُمْ شُهَدَاءُ، يَفْتَحُ اللهُ عَلَى بَقِيَّتِهِمْ. وَشَكَّ يَزِيدُ فِيهِ مَرَّةً، فَقَالَ: الْبُصَيْرَةُ أَوِ
= بلغت؟ اللهم هل بلغت؟ " قال: فقال رجل: يا رسول الله أرأيت إن أكرهت حتى ينطلق بي إلى أحد الصفين -أو إحدى الفئتين- فضربني رجل بسيفه، أو يجيء سهم فيقتلني؟ قال: "يبوء بإثمه وإثمك، ويكون من أصحاب النار".
وسيأتي الحديث بهذه الزيادة برقم (20490).
وفي الباب عن ابن مسعود، وأبي هريرة، سلفا برقم (4286) و (7796). وانظر عندهما تتمة أحاديث الباب، وانظر أيضاً حديث محمد بن سلمة السالف برقم (17979).
قوله صلى الله عليه وسلم: "المضطجع فيها
…
إلخ" قال السندي، أي: البعيد عن مباشرتها خير من القريب إليها، بقدْرِ البُعد.
وقوله: "فليعمد إلى سيفه .. " قال النووي في "شرح مسلم" 18/ 9 - 10: قيل: المراد كسر السيف حقيقة على ظاهر الحديث ليسد على نفسه باب هذا القتال. وقيل: هو مجاز. والمراد ترك القتال، والأول أصح.
وانظر "فتح الباري" 13/ 30 - 31.
(1)
في (ظ 10) و (ق): الْبَصْرَةُ.
(2)
في (ظ 10) و (ق): "ونخل" بدل "ذو نخل".
(3)
في (م): فيتفرق.
الْبَصْرَةُ (1).
(1) ضعيف، ومتنه منكر، سعيد بن جمهان وإن ذُكِرَ توثيقه عن غير واحد من أهل العلم، فقد قال المروذي: قلت لأحمد: يروى عن يحيى القطان أنه سئل عنه فلم يرضه! فقال: باطل، وغضب، وقال: ما قال هذا أحد غير علي ابن المديني، ما سمعت يحيى يتكلم فيه بشيء. وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به. وقال أبو داود مع توثيقه له: وقوم يُضعِّفونه. وقال الساجي: لا يتابع على حديثه. ونقل الحافظ ابن حجر في "التهذيب" أن البخاري قال: عنده عجائب. وقال في "التقريب": صدوق له أفراد.
وابن أبي بكرة اختلفت الروايات في تعيينه، فإن كان عبد الرحمن أو مسلماً فهو ثقة، وإن كان عبد الله أو عبيد الله كما سيأتي برقم (20452) فإنه غير مشهور بالرواية، ذكره الحسيني في "الإكمال" وقال: مجهول. وتعقبه الحافظ في "التعجيل" بقوله: لا يقال هذا لأولاد أبي بكرة، فإنهم مشاهير من رؤساء أهل البصرة، وعبيد الله أشهر من عبد الله، وهو الذي وقع ذِكرُه في "الصحيح" (يعني صحيح مسلم: 1717) .. ، وذكره ابن حبان في "الثقات".
ثم ذكر الحافظ الاختلاف فيه وقال: فالذي يظهر أن سعيد بن جُمْهان كان يضطرب فيه، والله أعلم.
وأخرجه ابن أبي شيبة 15/ 91، والبزار في "مسنده"(3667) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وسمي ابن أبي بكرة عند البزار عبيدَ الله.
وأخرجه البزار (3666) عن أبي كريب، قال: أخبرنا أبو معاوية، قال: أخبرنا العوام بن حوشب، به. وقال البزار بإثره: إنما قلت: عن ابن أبي بكرة لأن أبا كريب قال: عن عبد الله بن أبي بكرة، ولا أعلم لأبي بكرة ابناً يقال له: عبد الله، فجعلته عن ابن أبي بكرة.
وأخرجه أبو داود (4306)، وابن حبان (6748) من طريق عبد الوارث بن سعيد، عن سعيد بن جمهان، به. وسمى ابنَ أبي بكرة مسلماً.
وسيأتي برقم (20414) كما هو هنا: عن ابن أبي بكرة، وبرقم (20451) =
20414 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُمْهَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي بَكَرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَتَنْزِلُنَّ أَرْضًا يُقَالُ لَهَا: الْبَصْرَةُ - أَوِ الْبُصَيْرَةُ - عَلَى دِجْلَةَ، نَهَرٌ .. " فَذَكَرَ مَعْنَاهُ. قَالَ
= وسمي فيه ابن أبي بكرة: عبد الله، وبرقم (20452) وسمي فيه: عبد الله أو عبيد الله.
وذكر الدارقطني في "العلل" 7/ 158 أنه رواه أبو الأشهب جعفر بن الحارث، عن العوام، عن سعيد، عن أبي بكرة (في المطبوع منه: عن ابن أبي بكرة، وهو خطأ)، ولم يذكر بينهما أحداً. قال: والأول أصح. يعني بذكر ابن أبي بكرة.
وقال ابن أبي حاتم في "العلل" 2/ 419 - 420: سألت أبي عن حديث رواه دُرُسْت بن زياد، عن راشدٍ أبي محمد الحِمَّاني، عن أبي الحسن مولى أبي بكرة، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "تسكن طائفة من أمتي أرضاً يقال لها البصرة
…
فسمعت أبي يقول: هو حديث منكر. قلنا: وفي هذا الإسناد متابعة لسعيد بن جمهان، لكن متابعه أبا الحسن مولى أبي بكرة لم نجد له ترجمة، فهو مجهول.
قوله: "بنو قنطوراء" المراد بهم الترك كما سيأتي في الحديث التالي، قال الحافظ في "الفتح" 6/ 609: قيده الجواليقي في "المعرب" بالمد، وفي كتاب "البارع" بالقصر. قيل: كانت جارية لإبراهيم الخليل عليه السلام، فولدت له أولاداً، فانتشر منهم الترك، حكاه ابن الأثير واستبعده، وأما شيخنا الفيروز آبادي في "القاموس" فجزم به، وحكى قولاً آخر أن المراد بهم السودان.
وقوله: "بأصلها" قال السندي، أي: بأراضيها يشتغلون بالزراعة إعراضاً عن المقاتلة.
"تأخذ"، أي: الأمان.
وانظر "فتح الباري" 6/ 609، و"مرقاة المفاتيح" 5/ 166 - 167.
الْعَوَّامُ: بَنُو قَنْطُورَاءَ هُمُ التُّرْكُ (1).
20415 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكَرَةَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ النَّاسِ خَيْر؟ قَالَ:" مَنْ طَالَ عُمُرُهُ وَحَسُنَ عَمَلُهُ " قَالَ: فَأَيُّ النَّاسِ شَر؟ قَالَ: " مَنْ طَالَ عُمُرُهُ وَسَاءَ عَمَلُهُ "(2).
20416 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ
(1) إسناده ضعيف، وانظر ما قبله. محمد بن يزيد: هو الكلاعي الواسطي.
(2)
حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، لضعف علي بن زيد -وهو ابن جدعان- وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة فمن رجال مسلم. لكن يعتضد الحديث بالإسناد الآخر الآتي برقم (20444)، ورجاله ثقات، لكن فيه عنعنة الحسن البصري، ويحسن الحديث بالطريقين معاً.
وسيتكرر الحديث برقم (20480).
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(5208) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (864)، والدارمي (2742) عن حجاج بن المنهال، كلاهما (الطيالسي وحجاج) عن حماد بن سلمة، به. وقرن الطيالسي بحماد شعبةَ بن الحجاج.
وسيأتي من طريق عبد الرحمن بن أبي بكرة بالأرقام (20443) و (20482) و (20491) و (20429) و (20500) و (20504). وسيأتي من طريق الحسن برقم (20444).
وفي الباب عن أبي هريرة وعبد الله بن بسر، سلفا برقم (7212) و (17680).
وانظر أيضاً حديث طلحة بن عبيد الله السالف برقم (1389).
عَنْ أَبِي بَكَرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ: قُمْتُ رَمَضَانَ كُلَّهُ، وَلَا: صُمْتُهُ كُلَّهُ (1) " قَالَ الْحَسَنُ - وقَالَ يَزِيدُ مَرَّةً: قَالَ قَتَادَةُ (2) -: اللهُ أَعْلَمُ أَخَافَ عَلَى أُمَّتِهِ التَّزْكِيَةَ، أَوْ لَا بُدَّ (3) مِنْ رَاقِدٍ أَوْ غَافِلٍ (4)؟
20417 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا عُيَيْنَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: ذَكَرْتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ عِنْدَ أَبِي بَكَرَةَ، فَقَالَ: مَا أَنَا بِمُلْتَمِسِهَا بَعْدَمَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَّا فِي عَشْرِ الْأَوَاخِرِ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " الْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ، فِي الْوِتْرِ
(1) لفظ الحديث في (م): "لا يقولن أحدكم صمتُ رمضان كلَّه، ولا قمتُه كله". وأثبتنا ما في الأصول الخطية.
(2)
يعني المصنف أن جملة: الله أعلم أخاف على أمته .. كان يزيد بن هارون ينسبها إلى الحسن البصري، ونسبها مرة إلى قتادة.
(3)
في الأصول الخطية: أولا لا بد من .. والمثبت من (م)، وهو الموافق لمصادر التخريج.
(4)
رجاله ثقات رجال الشيخين. لكن الحسن البصري مدلس، وقد عنعن. همام: هو ابن يحيى العوذي.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في "الصمت"(413) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، عن همام، بهذا الإسناد.
تنبيه: روى البزار في "مسنده" بإثر الحديث (3643) أن يحيى بن سعيد القطان أنكر حديث قتادة هذا، وسنفصل القول في هذا عند الحديث الآتي برقم (20488).
وانظر (20406).
مِنْهُ " (1).
قَالَ: فَكَانَ أَبُو بَكَرَةَ يُصَلِّي فِي الْعِشْرِينَ (2) مِنْ رَمَضَانَ كَصَلَاتِهِ فِي سَائِرِ السَّنَةِ، فَإِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ اجْتَهَدَ (3).
20418 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ (4)، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكَرَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَمْكُثُ أَبَوَا الدَّجَّالِ ثَلَاثِينَ عَامًا لَا يُولَدُ لَهُمَا، ثُمَّ يُولَدُ لَهُمَا غُلَامٌ أَعْوَرُ، أَضَرُّ شَيْءٍ وَأَقَلُّهُ نَفْعًا، تَنَامُ عَيْنَاهُ، وَلَا يَنَامُ قَلْبُهُ " ثُمَّ نَعَتَ أَبَوَيْهِ. فَقَالَ: " أَبُوهُ رَجُلٌ طُوَالٌ مُضْطَرِبُ اللَّحْمِ، طَوِيلُ الْأَنْفِ، كَأَنَّ أَنْفَهُ مِنْقَارٌ، وَأُمُّهُ امْرَأَةٌ فِرْضَاخِيَّةٌ، عَظِيمَةُ الثَّدْيَيْنِ ".
قَالَ: فَبَلَغَنَا أَنَّ مَوْلُودًا مِنَ الْيَهُودِ وُلِدَ بِالْمَدِينَةِ، قَالَ: فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَالزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ حَتَّى دَخَلْنَا عَلَى أَبَوَيْهِ، فَرَأَيْنَا فِيهِمَا نَعْتَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَإِذَا هُوَ مُنْجَدِلٌ فِي الشَّمْسِ فِي قَطِيفَةٍ، لَهُ هَمْهَمَةٌ، فَسَأَلْنَا أَبَوَيْهِ فَقَالَا: مَكَثْنَا ثَلَاثِينَ عَامًا لَا يُولَدُ لَنَا، ثُمَّ وُلِدَ لَنَا غُلَامٌ أَعْوَرُ، أَضَرُّ شَيْءٍ وَأَقَلُّهُ نَفْعًا. فَلَمَّا خَرَجْنَا مَرَرْنَا بِهِ، فَقَالَ: مَا كُنْتُمَا فِيهِ؟ قُلْنَا: وَسَمِعْتَ؟! قَالَ: نَعَمْ، إِنَّهُ
(1) القسم المرفوع من الحديث سقط من (ظ 10).
(2)
في (ظ 10): العشر، وهو خطأ.
(3)
إسناده صحيح. عيينة بن عبد الرحمن: هو ابن جوشن الغطفاني.
وانظر (20376).
(4)
تحرفت في (م) إلى: زيد.
تَنَامُ عَيْنَايَ وَلَا يَنَامُ قَلْبِي، فَإِذَا هُوَ ابْنُ صَيَّادٍ (1).
(1) إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم.
وأخرجه ابن أبي شيبة 15/ 139 عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (865)، وأخرجه الترمذي (2248)، والبزار في "مسنده"(3628) من طريق عبد الله بن معاوية الجمحي، كلاهما (الطيالسي والجمحي) عن حماد بن سلمة، به. وقال الترمذي: حسن غريب. وتعقبه ابن كثير في "النهاية" 1/ 173 بقوله: بل منكر جداً.
وسيأتي برقم (20525) و (20543). وانظر حديث ابن مسعود السالف برقم (3610).
قال الحافظ في "الفتح" 13/ 326 بعد أن ذكر حديث أبي بكرة: ويوهي هذا الحديث أن أبا بكرة إنما أسلم لما نزل من الطائف حين حوصرت سنة ثمان من الهجرة، وفي حديث ابن عمر الذي في "الصحيحين"(البخاري 6173 ومسلم 2930) أنه صلى الله عليه وسلم لما توجه إلى النخل التي فيها ابن صياد كان ابن صياد يومئذ كالمحتلم، فمتى يدرك أبو بكرة زمان مولده بالمدينة وهو لم يسكن المدينة إلا قبل الوفاة النبوية بسنتين؟! فكيف يتأتى أن يكون في الزمن النبوي كالمحتلم؟! فالذي في "الصحيحين" هو المعتمد، ولعل الوهم وقع فيما يقتضي تراخي مولد ابن صياد، أو لا وَهمَ فيه، بل يحتمل قوله:"بلغنا أنه ولد لليهود مولود" على تأخر البلاغ، وإن كان مولده كان سابقاً على ذلك بمدة، بحيث يأتلف مع حديث ابن عمر الصحيح.
قوله: "طوال" قال السندي: كغُرابٍ، طويل.
"مضطرب اللحم" أي: خفيفُه.
"فِرضاخِيَّة" ضبط بكسر فاء وسكون راء وتشديد ياء، أي: ضخمة، قلنا: وفي "النهاية" لابن الأثير: أي: ضخمة عظيمة الثديين، يقال: رجل فِرضاخ، وامرأةٌ فِرضاخة، والياء للمبالغة.
"منجدل": مطروح. =
20419 -
حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَشْعَثُ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي بَكَرَةَ، قَالَ: خَطَبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ النَّحْرِ عَلَى نَاقَةٍ لَهُ، قَالَ: فَجَعَلَ يَتَكَلَّمُ هَاهُنَا مَرَّةً وَهَاهُنَا مَرَّةً عِنْدَ كُلِّ قَوْمٍ، ثُمَّ قَالَ:" أَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟ " قَالَ: فَسَكَتْنَا حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ غَيْرَ اسْمِهِ، قَالَ:" أَلَيْسَ يَوْمَ النَّحْر؟ " قَالَ: قُلْنَا: بَلَى. ثُمَّ قَالَ: " أَيُّ شَهْرٍ هَذَا؟ " قَالَ: فَسَكَتْنَا حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ غَيْرَ اسْمِهِ. قَالَ: ثُمَّ قَالَ: " أَلَيْسَ ذَا الْحِجَّةِ؟ " قَالَ: قُلْنَا: بَلَى. ثُمَّ قَالَ: " أَيُّ بَلَدٍ هَذَا؟ " قَالَ: فَسَكَتْنَا حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ غَيْرَ اسْمِهِ. قَالَ:، ثُمَّ قَالَ:" أَلَيْسَ الْبَلْدَةَ الْحَرَامَ؟ " قَالَ: قُلْنَا: بَلَى. قَالَ: " فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ حَرَامٌ عَلَيْكُمْ إِلَى أَنْ تَلْقَوْا رَبَّكُمْ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا " ثُمَّ قَالَ: " لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ مِنْكُمُ الْغَائِبَ، فَلَعَلَّ الْغَائِبَ أَنْ يَكُونَ أَوْعَى لَهُ مِنَ الشَّاهِدِ "(1).
= "هَمْهَمَة"، أي: كلام خفي لا يفهم، وأصل الهمهمة: صوت البقر.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف الأشعث -وهو ابن سوار-، ولانقطاعه بين ابن سيرين وأبي بكرة. وقد روي موصولاً بإسناد صحيح.
وأخرجه الدارقطني في "العلل" 7/ 153 - 154 من طريق أسباط بن محمد، بهذا الإسناد.
وانظر (20386).
قوله: "إلى أن تلقَوا رَبَّكم"، أي: ما دمتم أحياء، ومعلوم أن هذه أمور تتعلق بالحياة، فجعلها مُغَيَّاةً بهذه الغاية، في معنى أنها حرام دائماً.
20420 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ (1)، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ زِيَادٍ الْأَعْلَمِ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَكَرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم اسْتَفْتَحَ الصَّلَاةَ، فَكَبَّرَ، ثُمَّ أَوْمَأَ إِلَيْهِمْ أَنْ مَكَانَكُمْ، ثُمَّ دَخَلَ (2). فَخَرَجَ وَرَأْسُهُ يَقْطُرُ، فَصَلَّى بِهِمْ، فَلَمَّا قَضَى الصَّلَاةَ، قَالَ:" إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ (3)، وَإِنِّي كُنْتُ جُنُبًا "(4).
(1) تحرف في (م) إلى: زيد.
(2)
قوله: "ثم دخل" سقط من (ظ 10).
(3)
في (ظ 10) بشر مثلكم.
(4)
رجاله ثقات رجال الصحيح، لكن الحسن -وهو البصري- مدلس، وقد عنعنه. يزيد: هو ابن هارون، وزياد الأعلم: هو زياد بن حسان بن قرة الباهلي.
وأخرجه أبو داود (234)، وابن خزيمة (1629)، وابن عبد البر في "التمهيد" 1/ 177 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه الشافعي في "الأم" 1/ 167، وأبو داود (233)، وابن خزيمة (1629)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(623)، وابن حبان (2235)، والبيهقي في "السنن" 2/ 397 و 3/ 94، وفي "معرفة السنن والآثار"(4857) و (4858)، وابن عبد البر في "التمهيد" 1/ 175 و 177 من طرق عن حماد بن سلمة، به.
وسيأتي برقم (20426) و (20459).
ويشهد لما وقع في حديث أبي بكرة هذا من كون انصراف النبي صلى الله عليه وسلم كان بعد التكبير حديث علي بن أبي طالب السالف برقم (668)، وإسناده ضعيف.
وحديث أبي هريرة السالف برقم (9786)، لكن المحفوظ من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم انصرف قبل التكبير، كما سلف التنبيه عليه هناك. =
20421 -
حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ -، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَكَرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ "(1).
= وحديث أنس بن مالك عند الطحاوي في "مشكل الآثار"(624)، والدارقطني 1/ 362، والبيهقي 2/ 399 من طريق قتادة، عن أنس. وروي عن قتادة، عن بكر بن عبد الله المزني، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً. أخرجه الدارقطني بإثر حديث أنس.
وحديث عطاء بن يسار المرسل عند مالك في "الموطأ" 1/ 48، وعنه الشافعي في "مسنده" 1/ 114 - 115.
وحديث الربيع بن محمد -وهو تابعي مجهول- عند أبي داود بإثر الحديث (234)، وهو مرسل أيضاً.
قلنا: وقد جمع بعض أهل العلم بين هذه الأحاديث وحديث أبي هريرة المتفق عليه والذي سلف برقم (7238) وفيه: أن الانصراف كان قبل التكبير، بأن حملوا الروايات التي فيها ذكر دخول النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة على قرب دخوله فيها، لا على حقيقة دخوله فيها، وبعضهم جعلهما واقعتين كابن حبان والنووي، ورجَّح الحافظ ابن حجر في "الفتح" 2/ 122 حديث أبي هريرة الذي في "الصحيح". وطوَّل البحث في هذه المسألة أبو عمر ابن عبد البر في كتابيه "التمهيد" 1/ 173 - 190 و"الاستذكار" 3/ 101 - 110.
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف. مؤمل: هو ابن إسماعيل، وعلي ابن زيد: هو ابن جدعان، وهما ضعيفان.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في "الأهوال" كما في "النهاية" لابن كثير 1/ 403 من طريق حماد بن زيد، عن علي بن زيد بن جدعان، بهذا الإسناد.
وله شواهد عن جمع من الصحابة، منها حديث ابن عباس، وابن مسعود، وأبي هريرة، وأبي سعيد الخدري، وجابر بن عبد الله، وعقبة بن عامر، =
20422 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكَرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُمْ ذَكَرُوا رَجُلًا عِنْدَهُ، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا مِنْ رَجُلٍ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَفْضَلُ مِنْهُ فِي كَذَا وَكَذَا. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" وَيْحَكَ، قَطَعْتَ عُنُقَ صَاحِبِكَ " مِرَارًا يَقُولُ ذَلِكَ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنْ كَانَ أَحَدُكُمْ مَادِحًا أَخَاهُ لَا مَحَالَةَ فَلْيَقُلْ: أَحْسَبُ فُلَانًا - إِنْ كَانَ يُرَى أَنَّهُ كَذَاكَ - وَلَا أُزَكِّي عَلَى اللهِ أَحَدًا، وَحَسِيبُهُ اللهُ، أَحْسَبُهُ كَذَا وَكَذَا "(1).
= وجندب البجلي، وأبي عبد الله الصنابحي، وقد سلفت أحاديثهم بالأرقام (2327) و (3639) و (7993) و (11138) و (14719) و (17349) و (18809) و (19069).
ومنها حديث جابر بن سمرة، وسهل بن سعد، وحذيفة، ورجل، وعائشة، وستأتي أحاديثهم على التوالي (20805) و 5/ 333 و 393 و 412 و 6/ 121.
قلنا: وحديث الحوض من الأحاديث المتواترة، روي عن جمع من الصحابة. انظر "فتح الباري" 11/ 467 - 469 و"نظم المتناثر" ص 248.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. خالد الحذاء: هو خالد بن مهران البصري.
وأخرجه مسلم (3000)(66)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(239) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (862)، وابن أبي شيبة 9/ 7، والبخاري في "الصحيح"(6061)، وفي "الأدب المفرد"(333)، ومسلم (3000)(66)، وابن ماجه (3744)، وابن أبي الدنيا في "الصمت"(597)، وأبو عوانة في الرقاق كما في "إتحاف المهرة" 13/ 568، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(1297)، وابن حبان (5767)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(332)، والبيهقي =
20423 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ الضَّبِّيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي بَكَرَةَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ الْأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم (1) فَقَالَ: إِنَّمَا بَايَعَكَ سُرَّاقُ الْحَجِيجِ مِنْ أَسْلَمَ وَغِفَارَ وَمُزَيْنَةَ - وَأَحْسَبُ جُهَيْنَةَ،
= في "السنن الكبرى" 10/ 242، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة"(3572) من طرق عن شعبة، به.
وأخرجه البخاري (2662)، وأبو داود (4805)، والبيهقي في "الشعب"(4869)، وفي "الآداب"(380) من طرق عن خالد الحذاء، به.
وسيأتي بالأرقام (20462) و (20468) و (20484) و (20512).
وفي الباب عن أبي موسى الأشعري، سلف برقم (19692)، وهو متفق عليه.
قوله: "قطعت عنق صاحبك" قال السندي، أي: أهلكته، حيث إنه يؤدي إلى الاغترار بذلك والعجب به، وفيه هلاك لدينه. وقال النووي في "شرح مسلم" 18/ 127: وقد يكون من جهة الدنيا لما يشتبه عليه من حاله بالإعجاب.
"مراراً": قال السندي: متعلق بقوله: يقول.
"أحسب فلاناً"، أي: لا يقطع بالمدح، بل يأتي بما يدل على الظن.
"يُرى" على بناء المفعول، أي: يظن، حتى لا يكون كاذباً.
"ولا أزكي": من التزكية، هذا من جملة المَقُول، وكذا قوله:"وحسيبه الله" من جملة المقول، أي: يحاسبه على أعماله، فإن لم يكن كما قلتُ فهو عالم بحقيقة أمره، يجازيه على ذلك. يقول ذلك دفعاً للاغترار، والله تعالى أعلم.
وقال النووي 18/ 126: قد جاءت أحاديث كثيرة في "الصحيحين" بالمدح في الوجه. قال العلماء: وطريق الجمع بينها أن النهي محمول على المجازفة في المدح والزيادة في الأوصاف، أو على من يخاف عليه فتنة من إعجاب ونحوه إذا لم يكن فيه مجازفة، بل إن كان يحصل بذلك مصلحة، كَنَشْطِه للخير، والازدياد منه، والدوام عليه، أو الاقتداء به، كان مستحباً. والله أعلم.
(1)
في (م) ونسخة في (س): جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
مُحَمَّدٌ الَّذِي يَشُكُّ - فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ أَسْلَمُ وَغِفَارُ وَمُزَيْنَةُ - وَأَحْسَبُ جُهَيْنَةَ - خَيْرًا مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، وَبَنِي عَامِرٍ، وَأَسَدٍ، وَغَطَفَانَ، أَخَابُوا وَخَسِرُوا؟ " فَقَالَ: نَعَمْ. فَقَالَ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّهُمْ لَأَخْيَرُ مِنْهُمْ (1)، إِنَّهُمْ لَأَخْيَرُ مِنْهُمْ "(2).
20424 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ أَبِي بَكَرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: " إِذَا الْمُسْلِمَانِ حَمَلَ
(1) في (م): منه. وهو خطأ.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين: محمد بن أبي يعقوب، هو محمد ابن عبد الله بن أبي يعقوب الضبي التميمي، وقال عنه شعبة في بعض روايات هذا الحديث: سيد بني تميم.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 195، والبخاري (3516)، ومسلم (2522)(193) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (861)، والبخاري (6635)، ومسلم (2522)(193)، وأبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 52، وابن حبان (7290)، والبغوي (3854) من طرق عن شعبة، به. ووقع في اسم محمد بن أبي يعقوب في مطبوعة الطيالسي تحريف، ووقع عند البغوي: عبد الله بن أبي بكرة، بدل عبد الرحمن. وهو خطأ، فالحديث محفوظ من حديث عبد الرحمن.
وانظر (20384).
قوله: " إنهم لأخير منهم "قال النووي في "شرح مسلم" 16/ 76: هكذا هو في جميع نسخ مسلم: "لأخير"، وهي لغة قليلة تكررت في الأحاديث، وأهل العربية ينكرونها، ويقولون: الصواب خير وشر، ولا يقال: أخير ولا أشر، ولا يقبل إنكارهم، فهي لغة قليلة الاستعمال، وأما تفضيل هذه القبائل فلسَبْقِهم إلى الإسلام وآثارهم فيه.
أَحَدُهُمَا عَلَى صَاحِبِهِ السِّلَاحَ، فَهُمَا عَلَى جُرُفِ (1) جَهَنَّمَ، فَإِذَا قَتَلَ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ، دَخَلَاهَا جَمِيعًا " (2).
(1) في (م): طَرَفِ.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. شعبة: هو ابن الحجاج، ومنصور: هو ابن المعتمر.
وأخرجه الحافظ ابن حجر في "تغليق التعليق" 5/ 280 من طريق عبد الله ابن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وعلقه البخاري بإثر الحديث (7083)، ووصله ابن أبي شيبة 15/ 106، ومسلم (2888)(16)، وابن ماجه (3965) من طريق محمد بن جعفر، به.
وأخرجه الطيالسي (884)، ومن طريقه النسائي 7/ 124، وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4086)، وأبو عمرو الداني في "الفتن وغوائلها"(91) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، كلاهما (الطيالسي وعبد الصمد) عن شعبة، به.
وأخرجه النسائي 7/ 124، ومن طريقه ابن حجر في "تغليق التعليق" 5/ 280 من طريق سفيان الثوري، عن شعبة، به موقوفاً من قول أبي بكرة، وذكر البخاري هذه الرواية معلقة بإثر الحديث (7083)، ومن أجل هذه الرواية ذكر الدارقطني هذا الحديث في "التتبع" ص 321 متعقباً به الإمام مسلم. قال النووي في "شرح مسلم" 18/ 12 - 13: وهذا الاستدراك غير مقبول، فإن شعبة إمام حافظ، فزيادته الرفع مقبولة كما سبق بيانه مرات. قلنا: وقد جاء الحديث مرفوعاً من غير هذا الطريق، ورفعه ثابت في "الصحيحين"، فلا تقدح الرواية الموقوفة في صحة الرواية المرفوعة.
وعلقه البخاري بإثر (7083)، ووصله ابن حجر في "تغليق التعليق" 5/ 279 - 280 من طريق بكار بن عبد العزيز بن أبي بكرة، عن أبيه، عن جده. ولفظه في "التغليق":"إن فتنة كائنة، القاتل والمقتول في النار، إن المقتول قد أراد قتل القاتل". وبكار بن عبد العزيز ضعيف. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وسيأتي من طريق الحسن البصري، عن الأحنف بن قيس، عن أبي بكرة برقم (20439) و (20519)، ومن طريق الحسن عن أبي بكرة دون ذكر الأحنف برقم (20472) و (20518)، ومن طريق مسلم بن أبي بكرة، عن أبيه برقم (20493).
وفي الباب عن أبي موسى الأشعري، سلف برقم (19590).
قوله: "جرف جهنم" قال السندي: بجيم وراء مضمومتين، أو بسكون الراء، أي على طرف جهنم، وأصله المكان الذي أكله السيل من المسيل.
وقال الحافظ في "الفتح" 13/ 33 - 34: قال العلماء: معنى كونهما في النار أنهما يستحقان ذلك، ولكن أمرهما إلى الله تعالى، إن شاء عاقبهما ثم أخرجهما من النار كسائر الموحدين، وإن شاء عفا عنهما فلم يعاقبهما أصلاً، وقيل: هو محمول على من استحلَّ ذلك
…
واحتج به من لم ير القتال في الفتنة، وهم كل من ترك القتال مع علي في حروبه كسعد بن أبي وقاص، وعبد الله بن عمر، ومحمد بن مسلمة، وأبي بكرة وغيرهم. وقالوا: يجب الكف حتى إذا أراد أحد قتله لم يدفعه عن نفسه، ومنهم من قال: لا يدخل في الفتنة، فإن أراد أحد قتله دفع عن نفسه.
وذهب جمهور الصحابة والتابعين إلى وجوب نصر الحق وقتال الباغين، وحمل هؤلاء الأحاديثَ الواردة في ذلك على من ضعف عن القتال أو قصر نظره عن معرفة صاحب الحق.
واتفق أهل السنة على وجوب منع الطعن على أحد من الصحابة بسبب ما وقع لهم من ذلك، ولو عرف المحق منهم، لأنهم لم يقاتلوا في تلك الحروب إلا عن اجتهاد، وقد عفا الله تعالى عن المخطئ في الاجتهاد
…
وحمل هؤلاء الوعيد المذكور في الحديث على من قاتل بغير تأويل سائغ، بل بمجرد طلب الملك.
…
قال الطبري: لو كان الواجب في كل اختلاف يقع بين المسلمين الهرب منه بلزوم المنازل وكسر السيوف، لما أُقيم حد ولا أُبْطِل باطل، ولوجد =
20425 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكَرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " أَتَانِي جِبْرِيلُ وَمِيكَائِيلُ، فَقَالَ جِبْرِيلُ: اقْرَأِ الْقُرْآنَ عَلَى حَرْفٍ وَاحِدٍ، فَقَالَ مِيكَائِيلُ: اسْتَزِدْهُ، قَالَ: اقْرَأْهُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، كُلِّهَا شَافٍ كَافٍ مَا لَمْ تُخْتَمْ آيَةُ رَحْمَةٍ بِعَذَابٍ، أَوْ آيَةُ عَذَابٍ
= أهل الفسوق سبيلاً إلى ارتكاب المحرمات من أخذ الأموال وسفك الدماء وسبي الحريم، بأن يحاربوهم ويكف المسلمون أيديهم عنهم بأن يقولوا هذه فتنة وقد نُهينا عن القتال فيها. وهذا مخالف للأمر بالأخذ على أيدي السفهاء. انتهى.
وقد أخرج البزار في حديث "القاتل والمقتول في النار" زيادة تبين المراد، وهي:"إذا اقتتلتم على الدنيا فالقاتل والمقتول في النار" ويؤيده ما أخرجه مسلم (2908) بلفظ: "لا تذهب الدنيا حتى يأتي على الناس زمان لا يدري القاتل فيم قَتَل، ولا المقتول فيم قُتِل" فقيل: كيف يكون ذلك؟ قال: "الهرج، القاتل والمقتول في النار". قال القرطبي: فبين هذا الحديث أن القاتل إذا كان على جهل من طلب الدنيا أو اتباع هوى فهو الذي أريد بقوله: "القاتل والمقتول في النار".
قلت: ومن ثم كان الذين توقفوا عن القتال في الجمل وصفين أقل عدداً من الذين قاتلوا، وكلهم متأول مأجور إن شاء الله، بخلاف من جاء بعدهم ممن قاتل على طلب الدنيا كما سيأتي عن أبي برزة الأسلمي (عند البخاري 7112) والله أعلم. ومما يؤيد ما تقدم ما أخرجه مسلم (1848) عن أبي هريرة رفعه:"من قاتل تحت راية عُمِّيَّةٍ، يغضب لعَصَبةٍ، أو يدعو إلى عَصَبةٍ، أو ينصر عصبة، فقُتِلَ، فقتلته جاهلية".
قلنا: والزيادة التي نسبها الحافظ إلى البزار لم نجدها في "مسنده"(3637) ولا في "زوائده".
بِرَحْمَةٍ " (1).
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد -وهو ابن جدعان-، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة فمن رجال مسلم.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 517، والبزار في "مسنده"(3622)، والطبري في مقدمة "تفسيره" 1/ 18 و 22 من طريق زيد بن الحباب، بهذا الإسناد. زاد الطبري في آخره:"كقولك: هلم وتعال".
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/ 151، وزاد نسبته للطبراني.
وسيأتي برقم (20514) بأطول مما هنا، وفيه بعد قول ميكائيل عليه السلام: استزده: "فاستزاده، فأقرأه على حرفين. قال ميكائيل: استزده. فاستزاده حتى بلغ سبعة أحرف. قال: كل شافٍ كافٍ .. " وذكر الحديث.
ويشهد له حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما السالف برقم (2375)، وهو متفق عليه.
وحديث أُبيّ بن كعب الآتي برقم (21092).
ونزول القرآن على سبعة أحرف قد تواترت به الأحاديث، انظر بعض شواهده عند حديثي ابن مسعود وأبي هريرة السالفين برقم (4252) و (7989).
قال السندي: قوله: "استزده"، أي: اطلب منه زيادة الحروف للتسهيل.
"ما لم تختم"، أي: لا بد من مراعاة المناسبة بين رؤوس الآي ومضامينها، مع جواز ختمها بأسماء الله تعالى على وجه لا يخل بالمناسبة. والله تعالى أعلم.
قلنا: هذه الأحاديث التي ورد فيها التيسير على الناس في عهده صلى الله عليه وسلم في أن يقرؤوا بالمترادف بشرط أن لا يخلَّ بالمعنى إنما هو في أول الأمر، حتى إذا ذلَّت ألسنتهم بالقرآن نسخ هذا الحكم، وحفظ الصحابة الكرام رضوان الله عليهم القرآن الذي أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم بلفظه ومعناه. وهو الذي تلاه عليه جبريل، وحفظه منه النبي صلى الله عليه وسلم، وحفظه بعض الصحابة، وسجله كُتّاب الوحي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والقراءة بالمترادف هو المراد بقوله صلى الله عليه وسلم: "أنزل القرآن على سبعة أحرف" =
20426 -
حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ زِيَادٍ الْأَعْلَمِ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَكَرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ، فَأَوْمَأَ إِلَيْهِمْ: أَنْ مَكَانَكُمْ، فَذَهَبَ ثُمَّ جَاءَ وَرَأْسُهُ يَقْطُرُ، فَصَلَّى بِهِمْ " (1).
20427 -
حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَكَرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ: إِنِّي قُمْتُ رَمَضَانَ كُلَّهُ "(2).
20428 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي بَكَرَةَ قَالَ: أَكْثَرَ النَّاسُ فِي مُسَيْلِمَةَ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِيهِ شَيْئًا، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَطِيبًا، فَقَالَ: " أَمَّا بَعْدُ: فَفِي شَأْنِ هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي قَدْ أَكْثَرْتُمْ فِيهِ، وَإِنَّهُ (3) كَذَّابٌ مِنْ
= وأخطأ من فسر هذا الحديث بأن المراد منه القراءات السبعة. انظر للتوسع في هذا البحث "شرح مشكل الآثار" 8/ 108 - 134، و"جامع البيان" 1/ 21 - 67 لأبي جعفر الطبري، و"التمهيد" 8/ 272 - 302 لأبي عمر بن عبد البر.
(1)
رجاله ثقات، لكن الحسن البصري مدلس، وقد عنعنه. أبو كامل شيخ المصنف: هو مظفر بن مدرك الخراساني، وحماد: هو ابن سلمة. وانظر (20420).
(2)
رجاله ثقات رجال الشيخين، لكن الحسن البصري مدلس وقد عنعن. وسيتكرر برقم (20521). وانظر ما سلف برقم (20406)، وما سيأتي برقم (20488).
(3)
وفي الرواية الآتية برقم (20464): فإنه.
ثَلَاثِينَ كَذَّابًا يَخْرُجُونَ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ، وَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ بَلْدَةٍ إِلَّا يَبْلُغُهَا رُعْبُ الْمَسِيحِ (1) " (2).
20429 -
حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ، عَنِ الْحَسَنِ
(1) ذكر هذا الحديث في "مصنَّف" عبد الرزاق شيخِ المصنِّف بتمامه، وزاد في آخره:"إلا المدينة، على كل نقب من أنقابها ملكان يذبان عنها رعب المسيح"، وهذه الزيادة ليست في أصولنا الخطية ولا في "جامع المسانيد" 5/ ورقة 100، و"غاية المقصد" ورقة 369. وهي في (م) ونسخة في (س).
(2)
إسناده ضعيف، رجاله ثقات رجال الصحيح، لكن اختلف فيه على الزهري، فروي عنه كما هو هنا، وروي عنه بزيادة عياض بن مسافع بين طلحة ابن عبد الله وأبي بكرة كما سيأتي برقم (20464) و (20465)، وهو الصواب كما قال الدارقطني في "العلل" 7/ 166، وعياض بن مسافع مجهول. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، ومعمر: هو ابن راشد.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (20823)، ومن طريقه أخرجه الحاكم 4/ 541.
وأخرجه الحاكم أيضاً من طريق شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري، بهذا الإسناد. وقال الحاكم بإثره: قد احتج مسلم بطلحة بن عبد الله بن عوف، وقد أعضل معمر وشعيب بن أبي حمزة هذا الإسناد عن الزهري، فإن طلحة بن عبد الله لم يسمعه من أبي بكرة، إنما سمعه من عياض بن مسافع عن أبي بكرة.
وسيأتي الحديث بذكر عياض بن مسافع برقم (20464) و (20465)، وبدون ذكره كما هو هنا برقم (20476).
وقد صح من الحديث قوله صلى الله عليه وسلم: "لا يدخل المدينة رعب المسيح .. " إلى آخر الحديث، وسيأتي برقم (20441)، ويعني بالمسيح الدجال الذي يأتي في آخر الزمان.
وانظر حديث جابر بن عبد الله السالف برقم (14718).
عَنْ أَبِي بَكَرَةَ - قَالَ عَفَّانُ فِي حَدِيثِهِ: حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: أَخْبَرَنِي أَبُو بَكَرَةَ - قَالَ: أَتَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى قَوْمٍ يَتَعَاطَوْنَ سَيْفًا مَسْلُولًا، فَقَالَ:" لَعَنَ اللهُ مَنْ فَعَلَ هَذَا، أَوَلَيْسَ (1) قَدْ نَهَيْتُ عَنْ هَذَا " ثُمَّ قَالَ: " إِذَا سَلَّ أَحَدُكُمْ سَيْفَهُ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ، فَأَرَادَ أَنْ يُنَاوِلَهُ أَخَاهُ، فَلْيُغْمِدْهُ، ثُمَّ يُنَاوِلْهُ إِيَّاهُ "(2).
20430 -
حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَلِيلِ، حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مَيْمُونٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكَرَةَ أَنَّهُ قَالَ لِأَبِيهِ: يَا
(1) في (ظ 10): أليس.
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير المبارك -وهو ابن فضالة- فهو صدوق. وقد صرح بالتحديث هو والحسن البصري في رواية عفان، فانتفت شبهة تدليسهما. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم، وعفان: هو ابن مسلم الباهلي.
وأخرجه الحاكم 4/ 290 من طريق الخصيب بن ناصح، عن المبارك، بهذا الإسناد. وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/ 290، وزاد نسبته للطبراني.
وقد روي عن الحسن مرسلاً، وسلف برقم (14885) مقروناً بإسناد أبي الزبير عن جابر بن عبد الله، ووقع في التعليق عليه هناك ما نصه:"هو من جهة الحسن منقطع فإنه لم يسمع من جابر" وهذا ذهول، فإن الحسن إنما رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً، فيصحح من هنا، والله ولي التوفيق.
وقد أخرجه هكذا مرسلاً ابن أبي شيبة في "مصنفه" 8/ 582 - 583 و 583 من طرق عن الحسن، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وحديث جابر الذي سلف ذكره صحيح على شرط مسلم، وسلف أيضاً برقم (14201)، وهو يشهد لحديث أبي بكرة هذا ويقوِّيه.
أَبَهْ (1)، إِنِّي أَسْمَعُكَ (2) تَدْعُو كُلَّ غَدَاةٍ:" اللهُمَّ عَافِنِي فِي بَدَنِي، اللهُمَّ عَافِنِي فِي سَمْعِي، اللهُمَّ عَافِنِي فِي بَصَرِي، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ " تُعِيدُهَا ثَلَاثًا حِينَ تُصْبِحُ، وَثَلَاثًا حِينَ تُمْسِي. وَتَقُولُ:" اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكُفْرِ وَالْفَقْرِ، اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ " تُعِيدُهَا حِينَ تُصْبِحُ ثَلَاثًا، وَثَلَاثًا حِينَ تُمْسِي. قَالَ: نَعَمْ يَا بُنَيَّ، إِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَدْعُو بِهِنَّ، فَأُحِبُّ أَنْ أَسْتَنَّ بِسُنَّتِهِ.
قَالَ: وَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " دَعَوَاتُ الْمَكْرُوبِ: اللهُمَّ رَحْمَتَكَ أَرْجُو، فَلَا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ، أَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ "(3).
(1) في (م): يا أبت، وكلتا اللفظتين مستعملة.
(2)
في (ظ 10): سمعتك.
(3)
إسناده حسن في المتابعات والشواهد، جعفر بن ميمون ضعيف يعتبر به، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الجليل -وهو ابن عطية- فهو صدوق حسن الحديث. ولمعظمه متابعات وشواهد تقويه. أبو عامر: هو عبد الملك بن عمرو العقدي.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(701)، وأبو داود (5090)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(22) و (572) و (651)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(69) من طريق أبي عامر العقدي، بهذا الإسناد. ورواية النسائي في الموضعين الأولين، ورواية ابن السني دون ذكر دعاء المكروب، واقتصر على هذا الدعاء النسائي في الموضع الثالث.
وأخرجه الطيالسي (868) و (869)، ومن طريقه ابن حجر في "نتائج الأفكار" 2/ 369، وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 196 و 205 - 206، ومن طريقه =
20431 -
حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ الشَّحَّامُ، حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ أَبِي بَكَرَةَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّ بِرَجُلٍ سَاجِدٍ، وَهُوَ يَنْطَلِقُ إِلَى الصَّلَاةِ، فَقَضَى الصَّلَاةَ وَرَجَعَ عَلَيْهِ وَهُوَ سَاجِدٌ، فَقَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:" مَنْ يَقْتُلُ هَذَا؟ " فَقَامَ رَجُلٌ فَحَسَرَ عَنْ يَدَيْهِ، فَاخْتَرَطَ سَيْفَهُ وَهَزَّهُ، ثُمَّ قَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، كَيْفَ أَقْتُلُ رَجُلًا سَاجِدًا يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؟! ثُمَّ قَالَ:" مَنْ يَقْتُلُ هَذَا؟! " فَقَامَ رَجُلٌ، فَقَالَ: أَنَا. فَحَسَرَ عَنْ ذِرَاعَيْهِ وَاخْتَرَطَ سَيْفَهُ وَهَزَّهُ حَتَّى أُرْعِدَتْ يَدُهُ، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، كَيْفَ أَقْتُلُ رَجُلًا سَاجِدًا يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؟! فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَوْ قَتَلْتُمُوهُ، لَكَانَ أَوَّلَ فِتْنَةٍ وَآخِرَهَا "(1).
= ابن السني (342)، كلاهما (الطيالسي وابن أبي شيبة) عن عبد الجليل بن عطية، به. وبعضهم ذكره دون دعاء المكروب، واقتصر الباقون عليها.
وقد سلفت الاستعاذة من الكفر والفقر وعذاب القبر بإسناد قوي برقم (20381).
ويشهد لقوله: "اللهم عافني في بدني
…
" حديث عائشة عند الترمذي (3480)، وفي سنده انقطاع، وحديث أبي هريرة عنده أيضاً (3604) بلفظ: "اللهم متعني بسمعي وبصري واجعلهما الوارث مني
…
" وهو صحيح. وحديث ابن عمر عنده أيضاً (3502) وهو حسن.
وفي الباب عن أنس أيضاً، سلف برقم (12049).
ويشهد لدعاء المكروب حديث أنس عند النسائي في "عمل اليوم والليلة"(570)، وإسناده حسن في الشواهد.
(1)
رجاله رجال الصحيح، لكن في متنه نكارة، وقد تفرد به مسلمُ بن أبي بكرة عن أبيه، وعثمانُ الشحام عن مسلم بن أبي بكرة، وعثمان وثقه غير =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= واحد، لكن قال فيه يحيى القطان: تعرف وتنكر، ولم يكن عندي بذاك. وقال النسائي: ليس بالقوي، مع أنه قال فيه في موضع آخر: ليس به بأس. وقال الدارقطني: يعتبر به، وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالمتين عندهم.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(938) من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد.
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11118)، وفي آخره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الرجل:"إن هذا وأصحابه يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم .. " وذكر حديث الخوارج. وإسناده ضعيف.
وعن أنس عند البزار (1851 - كشف الأستار)، وأبي يعلى (90) و (3668) و (4127) و (4143)، والبيهقي في "الدلائل" 6/ 287 - 288، وأبي نعيم في "الحلية" 3/ 52 و 226. وطرقه كلها ضعيفة.
وعن جابر بن عبد الله عند أبي يعلى (2215)، ورجاله رجال الصحيح.
ورابع من مرسل عامر الشعبي عند سعيد بن يحيى الأموي في "مغازيه"، أورده الحافظ في "الفتح" 12/ 299، وفيه أن الرجل الذي أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتله اعترض عليه في قسمة الغنائم، وقال: إنك لتقسم وما ترى عدلاً.
وانظر ما سيأتي برقم (20434).
قوله: "أُرعِدت" قال السندي: على بناء المفعول، أي: أخذها الاضطراب.
وقوله: "لكان أول فتنة وآخرها"، أي: لما وقعت بعده فتنة.
وقد أورد الحافظ شواهد الحديث في "الفتح" 12/ 299، واستدل بها على أن هذا الرجل الذي أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتله هو ذو الخويصرة -أو ابن ذي الخويصرة- التميمي الذي اعترض على قسمة النبي صلى الله عليه وسلم، وقال النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك الموقف: "إن له أصحاباً يحقر أحدكم صلاته مع صلاته، وصيامه مع صيامه، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية
…
" وذكر الحديث. وقد سلف ذكر أحاديث هذا الباب عند حديث عبد الله بن عمرو السالف برقم (7038).
قلنا: وقد جاء في هذه الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن قتل هذا الرجل =
20432 -
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ أَبُو دَاوُدَ (1)، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَكَرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" صُومُوا - الْهِلَالَ - لِرُؤْيَتِهِ (2)، وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ، فَأَكْمِلُوا الْعِدَّةَ ثَلَاثِينَ، وَالشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا (3) " وَعَقَدَ (4).
= عندما استأذنه بعض أصحابه في ذلك، وهو الصحيح في هذا الباب، وهذا يخالف ما في حديث أبي بكرة من إذنه صلى الله عليه وسلم بقتله.
وسلف من حديث أوس بن أبي أوس الثقفي برقم (16160): أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقتل رجل، ثم رجع عن ذلك رداً للأمر إلى ظاهره، لكون هذا الرجل كان يشهد أن لا إله إلا الله، وقال السندي في ذلك الحديث: الأقرب أن يكون أمره صلى الله عليه وسلم بقتله عملاً بباطن الأمر، ثم ترجح عنده العمل بالظاهر لكونه أعم وأشمل له ولأمته، فمال إليه وترك العمل بالباطن. قلنا: وقد يحمل حديث أبي بكرة على ذلك إن صَحَّ، والله أعلم.
(1)
قوله: الطيالسي أبو داود، سقط من (ظ 10).
(2)
يعني: صوموا لرؤية الهلالَ.
(3)
لفظة "هكذا" الثالثة، سقطت من (ظ 10).
(4)
صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير عمران -وهو ابن داوَر القطان- وهو صدوق حسن الحديث. والحسن البصري مدلس، وقد عنعنه. قتادة: هو ابن دِعامة السدوسي.
وهو في "مسند الطيالسي"(873)، ومن طريقه أخرجه البزار في "مسنده"(3646)، والبيهقي 4/ 206.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/ 145، وزاد نسبته للطبراني في "الكبير"، وفاته أن يعزوه إلى أحمد.
وفي الباب عن ابن عمر، وهو متفق عليه، وقد سلف برقم (4488)، وسلفت عنده تتمة أحاديث الباب. =
20433 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ (1)، حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مِهْرَانَ، حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ أَوْسٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ كُسَيْبٍ الْعَدَوِيِّ، عَنْ أَبِي بَكَرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ أَكْرَمَ سُلْطَانَ اللهِ فِي الدُّنْيَا، أَكْرَمَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ أَهَانَ سُلْطَانَ اللهِ فِي الدُّنْيَا (2)، أَهَانَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "(3).
= قوله: "الشهر هكذا وهكذا وهكذا" وعَقَدَ، يعني أنه صلى الله عليه وسلم أشار بأصابع كفيه العشرة مرتين، ثم أشار مرة ثالثة وهو عاقد إبهام إحدى كفيه، والمراد أن الشهر يكون تسعة وعشرين يوماً.
(1)
تحرف في (ظ 10) إلى زكريا.
(2)
قوله: "في الدنيا" سقط من (ظ 10).
(3)
إسناده ضعيف، سعد بن أوس ضعفه ابن معين ووثقه ابن حبان، وزياد ابن كسيب روى عنه اثنان، ولم يوثقه غير ابن حبان، فهو مجهول. وباقي رجاله ثقات. وسيتكرر برقم (20495).
وأخرجه ابن حبان في "الثقات" 4/ 259 من طريق زيد بن أخزم، عن محمد بن بكر البرساني، بهذا الإسناد. وقرن به أبا داود الطيالسي، ووقع في أصله المخطوط تحريف، نبه عليه معلقه المعلمي اليماني رحمه الله.
وأخرجه الطيالسي (887)، والبخاري في "التاريخ" 3/ 367، والترمذي (2224)، وابن أبي عاصم في "السنة"(1017) و (1018) و (1024)، والبزار في "مسنده"(3670)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(419)، والبيهقي في "السنن" 8/ 163 - 164، وفي "الشعب"(7373)، والخطيب في "المتفق والمفترق"(443)، والشجري في "أماليه" 2/ 226، والمزي في ترجمة حميد ابن مهران من "تهذيب الكمال" 7/ 399 من طرق عن حميد، به. وقال الترمذي: حسن غريب. وزاد عند ابن أبي عاصم (1024)، والبيهقي في "الشعب" فيه:"السلطان ظل الله في الأرض". وذكر بعضهم قصة في مناسبة تحديث أبي بكرة بالحديث. =
20434 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ (1)، أَخْبَرَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ بِلَالِ بْنِ بُقْطُرَ (2)، عَنْ أَبِي بَكَرَةَ قَالَ: أُتِيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِدَنَانِيرَ، فَجَعَلَ يَقْبِضُ قَبْضَةً قَبْضَةً، ثُمَّ يَنْظُرُ عَنْ يَمِينِهِ كَأَنَّهُ يُؤَامِرُ أَحَدًا: مَنْ يُعْطِي (3)؟ - قَالَ عَفَّانُ فِي حَدِيثِهِ: يُؤَامِرُ أَحَدًا، ثُمَّ يُعْطِي (4) - وَرَجُلٌ أَسْوَدُ مَطْمُومٌ (5)، عَلَيْهِ ثَوْبَانِ أَبْيَضَانِ، بَيْنَ عَيْنَيْهِ أَثَرُ السُّجُودِ فَقَالَ: مَا عَدَلْتَ فِي الْقِسْمَةِ. فَغَضِبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَقَالَ: " مَنْ يَعْدِلُ عَلَيْكُمْ بَعْدِي؟! " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَا نَقْتُلُهُ؟ فَقَالَ:" لَا "،
= وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(1025) من طريق عبد الله بن لهيعة، عن أبي مرحوم عبد الرحيم بن ميمون، عن رجل من بني عدي، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه. بلفظ:"من أجلَّ سلطان الله أجله الله يوم القيامة". قلنا: وهذا إسناد ضعيف، ابن لهيعة سيئ الحفظ، وأبو مرحوم ضعيف، والرجل من بني عدي مجهول، ولا يبعد أن يكون سعدَ بن أوس، وهو ضعيف، أو زيادَ بن كسيب، وهو مجهول. فيكون مدار الحديث على واحد منهما، ويبقى ضعيفاً. والله تعالى أعلم.
قال السندي: قوله: "من أكرم سلطان الله" بالطاعة له فيما أمر الله تعالى فيه بطاعته، قال القاري في:"شرح المشكاة" 4/ 131، والإضافة في سلطان الله إضافة تشريف، كبيت الله وناقة الله.
(1)
زاد في هذا الموضع في (م) ونسخة في (س): قال عفان.
(2)
تحرف في (ظ 10) إلى: بقطن.
(3)
المثبت من "غاية المقصد" ورقة 233، ونسخة في (س)، وهو الصواب، وفي (م) وباقي الأصول: ثم يعطي.
(4)
قوله: قال عفان .. إلخ سقط من (م). وسقط من (ظ 10) قوله: ثم يعطي.
(5)
في نسخة في (س): مطموم الشعر.
ثُمَّ قَالَ لِأَصْحَابِهِ: " هَذَا وَأَصْحَابُهُ يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، لَا يَتَعَلَّقُونَ مِنَ الْإِسْلَامِ بِشَيْءٍ "(1).
20435 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا بَشَّارٌ الْخَيَّاطُ (2) قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ أَبِي بَكَرَةَ يُحَدِّثُ أَنَّ أَبَا بَكْرَةَ جَاءَ وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رَاكِعٌ، فَسَمِعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم صَوْتَ نَعْلِ أَبِي بَكَرَةَ (3) وَهُوَ يُحْضِرُ يُرِيدُ أَنْ يُدْرِكَ الرَّكْعَةَ، فَلَمَّا انْصَرَفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَالَ (4):" مَنِ السَّاعِي؟ " قَالَ أَبُو بَكَرَةَ: أَنَا. قَالَ: " زَادَكَ اللهُ
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة بلال بن بُقْطر، فلم يرو عنه غير عطاء بن السائب، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وفي حفظ عطاء بن السائب كلام خفيف. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث، وعفان: هو ابن مسلم الصفار.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(927) من طريق عفان، بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار (1852 - كشف الأستار) من طريق عمر بن عبد الرحمن بن قيس، عن عطاء بن السائب، به.
وانظر ما سلف برقم (20382).
ويشهد له حديث عبد الله بن عمرو بن العاص السالف برقم (7038). وانظر تتمة شواهده هناك.
قوله: مطموم. قال السندي: من "طَمَّ شعرَه"، أي: جَزَّه واستأصله.
وقيل: مطموم الشعر، أي: كثيره، من "طَمَّ الماء" إذا كثر، وقد جاء أنه محلوق الرأس، وهو يؤيد الأول.
(2)
تحرف في (ظ 10) إلى: شيبان الحناط.
(3)
في (ظ 10): نَعلَي أبي بكرة.
(4)
المثبت من (م) ونسخة في (س)، وفي (س) و (ظ 10): فلما انصرف قال النبي صلى الله عليه وسلم ....
حِرْصًا وَلَا تَعُدْ " (1).
20436 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ سُلَيْمٍ (2) الْمُنْقَرِي قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا يُحَدِّثُ عَمْرَو بْنَ عُثْمَانَ وَأَنَا شَاهِدٌ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي بَكَرَةَ يُحَدِّثُ أَنَّ أَبَا بَكْرَةَ حَدَّثَهُمْ، أَنَّهُ شَهِدَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى بَغْلَتِهِ وَاقِفًا، إِذْ جَاؤُوا بِامْرَأَةٍ حُبْلَى، فَقَالَتْ: إِنَّهَا زَنَتْ - أَوْ بَغَتْ - فَارْجُمْهَا. فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اسْتَتِرِي بِسِتْرِ اللهِ "، فَرَجَعَتْ، ثُمَّ جَاءَتِ الثَّانِيَةَ وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى بَغْلَتِهِ فَقَالَتْ: ارْجُمْهَا يَا نَبِيَّ اللهِ. فَقَالَ: " اسْتَتِرِي بِسِتْرِ اللهِ " فَرَجَعَتْ، ثُمَّ جَاءَتِ الثَّالِثَةَ وَهُوَ وَاقِفٌ، حَتَّى أَخَذَتْ بِلِجَامِ بَغْلَتِهِ، فَقَالَتْ: أَنْشُدُكَ اللهَ إِلَّا رَجَمْتَهَا. فَقَالَ: " اذْهَبِي حَتَّى تَلِدِي " فَانْطَلَقَتْ فَوَلَدَتْ غُلَامًا، ثُمَّ جَاءَتْ فَكَلَّمَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَالَ لَهَا: " اذْهَبِي فَتَطَهَّرِي مِنَ
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، بشار الخياط: هو بشار بن عبد الملك المزني كما قال الحافظ في ترجمته في "التعجيل"، وقد ضعفه ابن معين، ووثقه ابن حبان. وعبد العزيز بن أبي بكرة روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات". وظاهر الإسناد مرسل.
وأخرجه ابن عبد البر في "الاستذكار"(8856) من طريق بكار بن عبد العزيز بن أبي بكرة، عن أبيه، عن أبي بكرة. وبكار ضعيف، لكن يصلح حديثه للمتابعات.
وقد سلف بإسناد صحيح من طريق الحسن عن أبي بكرة برقم (20405).
قوله: "يحضر" قال السندي: من الإحضار، أي: يسرع في المشي.
(2)
تحرف في (ظ 10) إلى: سليمان.
الدَّمِ "، فَانْطَلَقَتْ ثُمَّ أَتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: إِنَّهَا قَدْ تَطَهَّرَتْ.
فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم نِسْوَةً فَأَمَرَهُنَّ أَنْ يَسْتَبْرِئْنَ الْمَرْأَةَ، فَجِئْنَ وَشَهِدْنَ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِطُهْرِهَا، فَأَمَرَ لَهَا بِحُفَيْرَةٍ إِلَى ثَنْدُوَتِهَا ثُمَّ جَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَالْمُسْلِمُونَ (1)، فَأَخَذَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حَصَاةً مِثْلَ الْحِمَّصَةِ فَرَمَاهَا، ثُمَّ مَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَقَالَ لِلْمُسْلِمِينَ:" ارْمُوهَا، وَإِيَّاكُمْ وَوَجْهَهَا "، فَلَمَّا طَفِئَتْ أَمَرَ بِإِخْرَاجِهَا، فَصَلَّى عَلَيْهَا، ثُمَّ قَالَ:" لَوْ قُسِّمَ أَجْرُهَا بَيْنَ أَهْلِ الْحِجَازِ وَسِعَهُمْ "(2).
(1) لفظة "المسلمون" سقطت من (ظ 10)، وأُشيرَ عليها في (س) أنها من نسخة.
(2)
إسناده ضعيف لإبهام الراوي عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير زكريا بن سليم، فهو صدوق. لكن أصل القصة صحيح كما سنبينه.
وأخرجه أبو داود (4444)، والنسائي في "الكبرى"(7209)، والبيهقي 8/ 221 من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، بهذا الإسناد. ولم يسق أبو داود والبيهقي متنه. ولم تذكر عند النسائي قصة تأخير المرأة حتى تطهر من النفاس.
وأخرجه البزار في "مسنده"(3665) من طريق قرة بن سليمان، والنسائي (7210) من طريق عثمان بن عمر، كلاهما عن زكريا بن سليم، به.
وانظر ما بعده.
وسلفت قصة الحفر إلى الثندوة برقم (20378).
ولأصل القصة شاهد من حديث بريدة عند مسلم (1695)، وسيأتي 5/ 348، وفيه أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم أخرها حتى وضعت المولود، وفي رواية أخرى أنه =
20437 -
حَدَّثَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ - يَعْنِي ابْنَ الْمُبَارَكِ -، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا أَبُو عِمْرَانَ الْبَصْرِيُّ. قَالَ: سَمِعْتُ شَيْخًا يُحَدِّثُ عَمْرَو بْنَ عُثْمَانَ الْقُرَشِيَّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكَرَةَ - فَذَكَرَ الْحَدِيثَ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: فَكَفَلَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَالَ:" لَوْ قُسِّمَ أَجْرُهَا بَيْنَ أَهْلِ الْحِجَازِ لَوَسِعَهُمْ "(1).
= أخرها حتى فطمته من الرضاع.
وشاهد ثان من حديث عمران بن حصين عند مسلم (1696)، وسلف برقم (19861)، وفيه أنه صلى الله عليه وسلم أخرها حتى تضع مولودها.
وثالث من حديث أنس بن مالك عند البزار (1540 - كشف الأستار)، وهو من رواية الأعمش عن أنس، ولم يسمع منه. وفيه أنه صلى الله عليه وسلم أخرها حتى الفطام.
وقوله: فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم حصاة مثل الحمّصة فرماها، لم يرد في شواهد الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم باشر الرمي بنفسه، وجاء في حديث أبي سعيد الخدري في قصة رجم ماعز الأسلمي عند مسلم (1694)، فرميناه بالعظم والمدر والخزف
…
ورميناه بجلاميد الحرة. والجلاميد: الحجارة الكبار.
ولم يرد في شواهد الحديث أيضاً الأمر باجتناب الوجه عند الرجم.
وعمرو بن عثمان المذكور في الإسناد، نسب في الحديث التالي قرشياً، ولعله عمرو بن عثمان بن عفان المترجم في "القريب"، وقد سمي في رواية النسائي (7210) سعيد بن عمرو بن عثمان، وهو وهم، والله أعلم.
(1)
إسناده ضعيف لإبهام الراوي عن عبد الرحمن بن أبي بكرة. عتاب بن زياد: هو الخراساني.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(7196) من طريق حِبان بن موسى، عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد.
وانظر ما قبله. =
20438 -
حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَكَرَةَ: أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ فَارِسَ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" إِنَّ رَبِّي قَدْ قَتَلَ رَبَّكَ " يَعْنِي (1) كِسْرَى.
قَالَ: وَقِيلَ لَهُ - يَعْنِي لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: إِنَّهُ قَدْ (2) اسْتَخْلَفَ ابْنَتَهُ. قَالَ: فَقَالَ: " لَا يُفْلِحُ قَوْمٌ تَمْلِكُهُمْ امْرَأَةٌ "(3).
= وقوله في الحديث: فكفله رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقع في "صحيح مسلم"(1695)(23) في حديث بريدة أن النبي صلى الله عليه وسلم دفع الصبي إلى رجل من المسلمين.
(1)
لفظة "يعني " أثبتناها من (م) ونسخة في (س).
(2)
لفظة "قد" أثبتناها من (م) ونسخة في (س).
(3)
حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. والحسن -وهو البصري- مدلس، وقد عنعن، ولم يرد تصريحه بالتحديث في أي من طرقه.
والقسم الأول من الحديث جاء ما يشهد له، وأما القسم الثاني فقد رواه عبد الرحمن بن جوشن عن أبي بكرة فيما سلف برقم (20402)، فهذه متابعة صحيحة لرواية الحسن. وإيراد البخاري له في "صحيحه" من طريق الحسن يدل على أنه عنده محمول على الاتصال.
حميد: هو ابن أبي حميد الطويل.
وأخرجه البزار في "مسنده"(3647)، والبيهقي في "الدلائل" 4/ 390 من طريق أسود بن عامر، بهذا الإسناد.
وأخرج القطعة الثانية منه الترمذي (2262)، والبزار (3649)، والنسائي 8/ 227، والحاكم 3/ 118 - 119 و 4/ 291 من طريق خالد بن الحارث، عن حميد الطويل، به. وجاء في الحديث عندهم قول أبي بكرة: فلما قدمت =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= عائشة -يعني البصرة- ذَكَرتُ قولَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعصمني الله به. يعني من الخروج في وقعة الجمل، وصححه الترمذي، ووقع عند الحاكم في الموضع الثاني: ملك ذي يزن، بدل كسرى، وهو وهم، وصححه على شرط الشيخين.
وأخرجها البخاري (4425) و (7099)، والبزار (3650)، والبيهقي 3/ 90 و 10/ 117 - 118، والبغوي (2486) من طريق عوف الأعرابي، والبزار (3648) من طريق أبي سهل كثير بن زياد، كلاهما عن الحسن، به. وذكر عندهم قول أبي بكرة عند وقعة الجمل.
وستأتي من طريق الحسن برقم (20478) و (20517).
وأخرجها البزار (3685) من طريق عبد العزيز بن أبي بكرة، عن أبيه، وسمى الملكة التي تولت ملك فارس: بوران. وهي بوران بنت شيرويه بن كسرى بن برويز كما قال الحافظ في "الفتح" 8/ 128.
وقد سلفت من طريق عبد الرحمن بن جوشن برقم (20402). وانظر ما سيأتي برقم (204505).
وأورد الهيثمي في "المجمع" 8/ 287 - 288 قصة قتل كسرى مطولة، وقال بإثرها: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير كثير بن زياد، وهو ثقة.
ويشهد لهذه القصة حديث عبد الله بن شداد بن الهاد عند ابن أبي شيبة 336 - 337. وهو مرسل، رجاله ثقات رجال الصحيح، وبه يتقوى هذا القسم من الحديث.
وانظر تفصيل هذه القصة في "طبقات ابن سعد" 1/ 259 - 260، و"دلائل النبوة" للبيهقي 4/ 390 - 391، و"السيرة النبوية" لابن كثير 3/ 508 - 512، و"الإصابة" لابن حجر 1/ 338 - 339 و 531 - 533.
قوله: "إن ربي" القائل هو النبي صلى الله عليه وسلم.
وقوله: "إنه قد استُخلفَ ابنتُه" كذا هو في أصولنا الخطية. والمراد: أنه قد جُعِلَ بعده خليفةً له ابنتُه.
20439 -
حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا الْمُعَلَّى بْنُ زِيَادٍ وَيُونُسُ وَأَيُّوبُ وَهِشَامٌ (1)، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ الْأَحْنَفِ، عَنْ أَبِي بَكَرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا تَوَاجَهَ الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا، فَقَتَلَ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ، فَالْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ " قِيلَ: هَذَا الْقَاتِلُ، فَمَا بَالَ الْمَقْتُولِ؟! قَالَ:" قَدْ أَرَادَ قَتْلَ صَاحِبِهِ "(2).
(1) المثبت من (س) و"أطراف المسند" 6/ 98 و"جامع المسانيد" 5/ 92. ووقع في باقي النسخ سقطٌ.
(2)
حديث صحيح، مؤمل بن إسماعيل -وإن كان سيئ الحفظ- قد تُوِبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير المعلى بن زياد، فقد روى له البخاري تعليقاً، واحتج به مسلم. يونس: هو ابن عبيد بن دينار البصري، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني، وهشام: هو ابن حسان القُردوسي، والحسن: هو البصري، والأحنف: هو ابن قيس التميمي.
وأخرجه الحافظ ابن حجر في "تغليق التعليق" 5/ 278 - 279 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وعلقه البخاري بإثر الحديث (7083) في "صحيحه"، ووصله الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4085) من طريق مؤمل، به، لكن لم يذكر عند الطحاوي هشام والمعلى بن زياد.
وأخرجه البخاري (31) و (6875)، وأبو عوانة في الفتن كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 53، والبيهقي 8/ 190، والبغوي (2549) من طريق عبد الرحمن بن المبارك، ومسلم (2888)(14)، وأبو داود (4268)، وابن منده في "الإيمان"(499)، والبيهقي 8/ 190 من طريق أبي كامل الجحدري، ومسلم (2888)(15)، وابن أبي عاصم في "الآحاد المثاني"(1564)، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= والنسائي 7/ 125، وأبو عوانة، وابن حبان (5945) و (5981)، وابن منده (499)، والبيهقي 8/ 190 من طريق أحمد بن عبدة الضبي، وابن أبي عاصم في "الديات" ص 39، وفي "الآحاد والمثاني"(1563)، والطحاوي في "شرح المشكل"(4087)، وأبو عوانة في الفتن كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 53 من طريق محمد بن أبي بكر المقدمي، وأبو عوانة، والطبراني في "الأوسط"(8569)، وأبو نعيم في "الحلية" 6/ 262 من طريق خالد بن خداش، وأبو عوانة من طريق معلى بن منصور، جميعهم عن حماد بن زيد، عن أيوب ويونس، به. زاد أحمد بن عبدة مع أيوب ويونس: المعلى بن زياد، وزاد خالد بن خداش عند الطبراني وأبي نعيم: المعلى وهشاماً. وذكر بعضهم سبب تحديث أبي بكرة بالحديث كما رواه الأحنف، قال: ذهبت لأنصر هذا الرجل -يعني علي بن أبي طالب- فلقيني أبو بكرة، فقال: أين تريد؟ قلت: أنصر هذا الرجل. قال: ارجع فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
…
فذكر الحديث.
وأخرجه مسلم (2888)(15)، وأبو داود (4269)، والنسائي 7/ 125، وأبو عوانة كما في "الإتحاف" 5/ ورقة 53، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد"(2308)، وابن حجر في "التغليق" 5/ 279 من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن أيوب وحده، به. وذكر البخاري هذا الطريق معلقاً بإثر الحديث (7083) من "صحيحه".
وقد اختلف في رواية هشام بن حسان ويونس بن عبيد، فقد رواه أبو الربيع الزهراني -كما في "علل" الدارقطني 7/ 163 - عن حماد بن زيد، عن هشام، بإسقاط الأحنف بن قيس من سنده.
وأخرجه كذلك النسائي 7/ 125 من طريق زائدة بن قدامة، عن هشام بن حسان، عن الحسن، عن أبي بكرة. وتابع زائدة عليه سفيان الثوري كما في "العلل" للدارقطني.
وأما رواية يونس، فقد ذكر الدارقطني أن أبا خلف عبد الله بن عيسى الخزاز =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ومحمد بن الحسن بن هلال الملقب بمحبوب روياه عنه عن الحسن عن أبي بكرة. وذهب الدارقطني إلى أن حماداً لعله جمع بين أيوب وهشام ويونس على إسناد حديث أيوب، فذكر فيه الأحنف، وهما لا يذكرانه.
قلنا: أما رواية هشام بن حسان فإن ما ذكره الدارقطني فيها محتمل، وأما رواية يونس فلا، فإن راوييها عنه بإسقاط الأحنف ضعيفان، والمحفوظ في رواية يونس ذكر الأحنف، وهو الذي اعتمده صاحبا "الصحيحين" وهما من هُما في هذه الصناعة، وأخرجاه عنه.
وقد روي الحديث عن الحسن عن أبي بكرة بإسقاط الأحنف من طريق قتادة فيما سيأتي عند المصنف برقم (20472)، ومن طريق المبارك بن فضالة فيما سيأتي أيضاً برقم (20517)، ومن طريق أبي حُرَّةَ واصل بن عبد الرحمن عند أبي عمرو الداني في "الفتن" (92). قال الحافظ في "الفتح" 13/ 32: كأن الحسن كان يرسله، فإذا ذكر القصة أسنده. وأراد بالقصة حمل السلاح والذهاب لنصرة علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
وأخرج البخاري (7083)، ومن طريقه أبو عمرو الداني (93) عن عبد الله ابن عبد الوهاب الحجبي، حدثنا حماد -يعني ابن زيد-، عن رجل لم يُسَمِّه، عن الحسن، قال: خرجت بسلاحي ليالي الفتنة، فاستقبلني أبو بكرة، فقال: أين تريد؟ قلت: أريد نصرة ابن عمِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
فذكر الحديث. وقال البخاري بإثره: قال حماد: فذكرت هذا الحديث لأيوب ويونس بن عبيد وأنا أريد أن يحدثاني به، فقالا: إنما روى هذا الحديث الحسن عن الأحنف بن قيس، عن أبي بكرة. حدثنا سليمان -يعني ابن حرب- حدثنا حماد بهذا.
قال الحافظ المزي في "تهذيبه" 22/ 135 عن الرجل المبهم في إسناد البخاري: قيل: هو عمرو بن عبيد. وجوز غيره كمغلطاي أن يكون هو هشام ابن حسان، نقل ذلك ابن حجر في "الفتح" 13/ 32 واستبعده. وقال في "الفتح" أيضاً: قوله: "حدثنا سليمان، حدثنا حماد بهذا" إشارة إلى موافقة =
* 20440 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ الْعَصَرِيَّ، حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ صُهْبَانَ، قَالَ: سَمِعْتْ أَبَا بَكْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " يُحْمَلُ (1) النَّاسُ عَلَى الصِّرَاطِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَتَقَادَعُ بِهِمْ جَنَبَتَا (2) الصِّرَاطِ تَقَادُعَ الْفَرَاشِ فِي النَّارِ " قَالَ: " فَيُنَجِّي اللهُ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ " قَالَ: " ثُمَّ يُؤْذَنُ لِلْمَلَائِكَةِ وَالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ أَنْ يَشْفَعُوا، فَيَشْفَعُونَ وَيُخْرِجُونَ، وَيَشْفَعُونَ وَيُخْرِجُونَ، وَيَشْفَعُونَ وَيُخْرِجُونَ ". وَزَادَ عَفَّانُ مَرَّةً: فَقَالَ أَيْضًا: " وَيَشْفَعُونَ وَيُخْرِجُونَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مَا يَزِنُ ذَرَّةً
= الرواية التي ذكرها حماد بن زيد عن أيوب ويونس بن عبيد. قلنا: فالذي اعتمده البخاري هو رواية سليمان بن حرب، وقصد إثبات ذكر الأحنف في الإسناد. ولا تصح الرواية التي فيها سماع الحسن من أبي بكرة، وإنما أخرجها البخاري ليبين أنها غلظ كما قال الحافظ في "التهذيب" 4/ 289.
وقد روي الحديث عن الحسن البصري، عن أبي موسى الأشعري، وقد سلف برقم (19676)، وانظر كلامنا عليه هناك.
وانظر (20424).
قوله: "إذا تواجه المسلمان" قال النووي في "شرح مسلم" 18/ 11: معنى "تواجها" ضرب كل واحد منهما وجه صاحبه، أي ذاته وجملته.
وقد استدل بقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث: "إنه كان حريصاً على قتل صاحبه" مَن ذهب إلى جواز المؤاخذة بالعزم على الفعل، وإن لم يقع الفعل. وانظر لهذه المسالة "فتح الباري" 11/ 323 - 329 و 13/ 34، وحديث أبي كبشة السالف برقم (18024).
(1)
تحرفت في (ظ 10) إلى: يحصل.
(2)
في (م): جنبة.
مِنْ إِيمَانٍ ".
قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ (1): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانَ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ
…
مِثْلَهُ (2).
(1) هو عبد الله بن أحمد بن حنبل.
(2)
إسناده حسن، أبو سليمان العَصَري ذكره البخاري في "الكنى" ص 37، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 9/ 380، وسمي في بعض روايات الحديث: كعب بن شبيب، وكذا سماه الدولابي في "الكنى"، والسمعاني في "الأنساب"، وقد روى عنه سعيد بن زيد، ولا يُعرف له راوٍ غيره، ووثقه ابن معين كما روى ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل". قلنا: ولم يذكره الحافظان الحسيني وابن حجر في "الإكمال" و"التعجيل"، مع أنه من شرطهما.
وسعيد بن زيد: هو ابن درهم أخو حماد بن زيد، وهو صدوق حسن الحديث، ومحمد بن أبان شيخ عبد الله بن أحمد في إسناده المذكور في آخر الحديث: هو الواسطي كما صرح به عند ابن أبي عاصم في "السنة"(837)، وهو صدوق لا بأس به، وقد تابعه عفان في إسناد أحمد، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 13/ 177 - 178، والبزار (3671)، وابن أبي عاصم في "السنة"(838)، والطبراني في "الصغير"(929) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(837) من طريق محمد بن أبان الواسطي، به.
وأخرجه البخاري في "الكنى" ص 37 عن موسى بن إسماعيل التبوذكي، والبزار (3697)، والدولابي في "الكنى" 1/ 195 من طريق معاذ بن هانئ، كلاهما عن سعيد بن زيد، به. وسمي أبو سليمان العصري في رواية معاذ بن هانئ كعب بن شبيب.
وفي الباب عن أبي بكر، سلف برقم (15). =
20441 -
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِيهِ (1) عَنْ أَبِي بَكَرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَدْخُلُ الْمَدِينَةَ رُعْبُ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ، لَهَا يَوْمَئِذٍ سَبْعَةُ أَبْوَابٍ، عَلَى كُلِّ بَابٍ مِنْهَا مَلَكَانِ "(2).
= وعن أبي هريرة، سلف برقم (7717).
وعن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11081) و (11898).
وعن جابر بن عبد الله، سلف برقم (14721).
وفي باب تقادع الناس عن الصراط عن أبي هريرة وحذيفة بن اليمان عند مسلم (195).
وعن ابن مسعود عند الترمذي (3159)، وانظر تخريجه عند حديثه السالف برقم (4141).
قوله: "تَقادَعُ" مخفف من "تتقادَعُ"، قال ابن الأثير في "النهاية"، أي: تُسقِطُهم فيها بعضهم فوق بعض، وتقادَعَ القوم: إذا مات بعضهم إثر بعض. وأصل القدع: الكف والمنع.
(1)
لفظة "عن أبيه" الثانية أثبتناها من (س)، وهي ثابتة في الإسناد كما أورده الحافظ ابن حجر في "أطراف المسند" 6/ 98 و"إتحاف المهرة" 5/ ورقة 53، وسقطت من (م) وباقي النسخ غير (س).
(2)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن داود الهاشمي شيخ المصنف، فقد روى له البخاري في "خلق أفعال العباد" وأصحاب السنن.
إبراهيم بن سعد: هو إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري. والراوي عن أبي بكرة: هو إبراهيم بن عبد الرحمن ابن عوف.
وعلقه البخاري بإثر الحديث (7126)، ووصله الطبراني في "الأوسط" =
20442 -
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي بَكَرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ مِثْلَهُ (1).
20443 -
حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ -، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكَرَةَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ النَّاسِ خَيْر؟ قَالَ:" مَنْ طَالَ عُمْرُهُ، وَحَسُنَ عَمَلُهُ " قَالَ: فَأَيُّ النَّاسِ شَر؟ قَالَ: " مَنْ طَالَ عُمْرُهُ وَسَاءَ عَمَلُهُ "(2).
= (1078)، ومن طريقه ابن حجر في "التغليق" 5/ 284 من طريق صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه، قال: قدمت البصرة، فلقيت أبا بكرة، فقال: أشهد أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "كل قرية يدخلها فزع الدجال إلا المدينة، يأتيها ليدخل، فيجد على بابها ملكاً مصلتاً بالسيف، فيرده عنها". قال الحافظ في "الفتح" 13/ 95: أراد البخاري بهذا التعليق ثبوت لقاء إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف لأبي بكرة، لأن إبراهيم مدني، وقد تستنكر روايته عن أبي بكرة، لأنه نزل البصرة من عهد عمر إلى أن مات.
وسيأتي الحديث برقم (20442) و (20475)، وهو قطعة من الحديث السالف برقم (20428).
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7234)، وانظر تتمة شواهده هناك.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري.
وأخرجه الحاكم 4/ 542 من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (1879) و (7125) عن عبد العزيز بن عبد الله، عن إبراهيم بن سعد والدِ يعقوب، به.
وانظر ما قبله.
(2)
حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد -وهو ابن =
20444 -
حَدَّثَنَا يُونُسُ - يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدٍ (1) - حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ يُونُسَ وَحُمَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَكَرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، مِثْلَهُ (2).
20445 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكَرَةَ، قَالَ: وَفَدْتُ مَعَ أَبِي إِلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، فَأُدْخِلْنَا عَلَيْهِ،
= جدعان-، لكنه يعتضد بالإسناد الآتي بعده، فيكون الحديث حسناً بمجموع الطريقين. وانظر (20415).
(1)
قوله: يعني ابن محمد، أثبتناه من (م) ونسخة في (س)، وليس في باقي النسخ.
(2)
حديث حسن، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. والحسن -وهو البصري - وإن كان مدلساً، وقد عنعنه.- تابعه عبد الرحمن بن أبي بكرة في الحديث الذي قبله، فيحسن الحديث بمجموع الطريقين. يونس الراوي عن الحسن: هو ابن عبيد العبدي، ومتابعُه حميد: هو ابن أبي حميد الطويل.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(5211)، والحاكم 1/ 339، وعنه البيهقي في "السنن الكبرى" 3/ 371 من طريق حجاج بن المنهال، والطبراني في "الصغير"(818)، وفي "الأوسط"(5445) من طريق محمد بن سلام الجمحي، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. لكن قُرِنَ بيونسَ وحميدٍ عند الحاكم والبيهقي ثابت البناني، واقتصر الطحاوي على يونس وحده.
وسيأتي برقم (20481) من طريق يونس وحده، وبرقم (20500) من طريق يونس وحميد، وبرقم (20501) من طريق يونس وثابت البناني، ثلاثتهم عن الحسن، عن أبي بكرة. وسلف برقم (20415) من طريق عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه.
فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرَةَ، حَدِّثْنِي بِشَيْءٍ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَقَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُعْجِبُهُ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ، وَيَسْأَلُ عَنْهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ:" أَيُّكُمْ رَأَى رُؤْيَا؟ " فَقَالَ رَجُلٌ: أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ، رَأَيْتُ كَأَنَّ مِيزَانًا دُلِّيَ مِنَ السَّمَاءِ، فَوُزِنْتَ أَنْتَ بِأَبِي بَكْرٍ، فَرَجَحْتَ بِأَبِي بَكْرٍ، ثُمَّ وُزِنَ أَبُو بَكْرٍ بِعُمَرَ، فَرَجَحَ أَبُو بَكْرٍ بِعُمَرَ، ثُمَّ وُزِنَ عُمَرُ بِعُثْمَانَ، فَرَجَحَ عُمَرُ بِعُثْمَانَ، ثُمَّ رُفِعَ الْمِيزَانُ، فَاسْتَاءَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" خِلَافَةُ نُبُوَّةٍ ثُمَّ يُؤْتِي اللهُ الْمُلْكَ مَنْ يَشَاءُ ".
قَالَ عَفَّانُ فِيهِ: " فَاسْتَآلَهَا "(1). وَقَالَ حَمَّادٌ: " فَسَاءَهُ ذَلِكَ "(2).
(1) يعني المصنف هنا أن في رواية عفان: "فاستآلها" بدل قوله في حديثنا: "فَاسْتَاءَ لَهَا"، ورواية عفان ستأتي برقم (20503)، والذي وجدناه فيها:"فَاسْتَاءَ لَهَا" كما في روايتنا. والله أعلم بالصواب.
(2)
حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد -وهو ابن جدعان-، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة فمن رجال مسلم، وله طريق أخرى يتقوى بها سنذكرها في التخريج، ويشهد له غير ما حديث. عبد الصمد شيخ المصنف: هو ابن عبد الوارث.
وأخرجه الطيالسي (866)، وأبو عبيد في "غريب الحديث" 3/ 100، وابن أبي شيبة 11/ 60 - 61 و 12/ 18 - 19، وأبو داود (4635)، ويعقوب بن سفيان 3/ 355، وابن أبي عاصم في "السنة"(1131) و (1132) و (1133) و (1135) و (1136)، والبزار في "مسنده"(3652)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3348)، والبيهقي في "الدلائل" 6/ 342، وفي "الاعتقاد" ص 364 من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وبعضهم اختصره، وذكر بعضهم في آخره قصةً بين معاوية وأبي بكرة، وستذكر عند المصنف في المواضع الآتية. ووقع =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= في إسناد الحديث عند ابن أبي عاصم في "السنة"(1132) حماد بن زيد بدل حماد بن سلمة، ويغلب على الظن أنه وهم.
وسيأتي برقم (20503) و (20505).
وأخرجه أبو داود (4634)، والترمذي (2287)، والنسائي في "الكبرى"(8136)، والبزار (3653)، وابن الأعرابي في "معجمه"(1529)، والحاكم 3/ 70 - 71 و 4/ 393 - 394، والبيهقي في "الدلائل" 6/ 348، وفي "الاعتقاد" ص 364 من طريق محمد بن عبد الله بن المثنى الأنصاري، حدثنا الأشعث بن عبد الملك الحمراني، عن الحسن البصري، عن أبي بكرة، ولم تذكر فيه قصة دخول أبي بكرة على معاوية، ولم يذكر فيه تأويل النبي صلى الله عليه وسلم للرؤيا. قلنا: وهذا إسناد رجاله ثقات، لكن فيه عنعنة الحسن البصري. وهو يقوي إسناد المصنِّفِ، ويحسَّن الحديث بمجموع الطريقين.
وفي الباب عن. جابر بن عبد الله، سلف برقم (14821).
وعن سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم عند البزار (3829)، والحاكم 3/ 71، والقسم المرفوع في آخره جاء عند الحاكم بلفظ:"خلافة النبوة ثلاثون عاماً، ثم تكون ملكاً". وهذا القسم سيأتي مفرداً في "المسند" 5/ 220.
وانظر حديث ابن عمر السالف برقم (5469).
وفي باب قوله صلى الله عليه وسلم: "خلافة نبوة
…
إلخ" عن حذيفة بن اليمان، سلف برقم (18406).
وعن أبي عبيدة بن الجراح ومعاذ بن جبل عند ابن أبي عاصم في "السنة"(1130) والبيهقي في "الدلائل" 6/ 340.
وعن أبي هريرة عند البيهقي في "الدلائل" 6/ 340.
قوله: "فاستاءَ لها" قال أبو عبيد في "غريب الحديث" 3/ 100: إنما هو من المساءة، أي أن الرؤيا ساءته فاستاء لها، إنما هو "افتعل" منها .. قال: إنما نرى مساءته كانت لما ذكر مما يكون من الملك بعد الخلافة. قال: وبعضهم يرويه: فاستآلها، فمن رواه هذه الرواية فمعناها التأوُّل، وإنما هو =
20446 -
حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ الشَّحَّامُ، حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ أَبِي بَكَرَةَ وَسَأَلَهُ: هَلْ سَمِعْتَ فِي الْخَوَارِجِ مِنْ شَيْءٍ؟ فَقَالَ: سَمِعْتُ وَالِدِي أَبَا بَكْرَةَ يَقُولُ: عَنْ نَبِيِّ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَلَا إِنَّهُ سَيَخْرُجُ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ أَشِدَّاءُ أَحِدَّاءُ، ذَلِقَةٌ أَلْسِنَتُهُمْ بِالْقُرْآنِ، لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، أَلَا فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمْ فَأَنِيمُوهُمْ، ثُمَّ إِذَا رَأَيْتُمُوهُمْ فَأَنِيمُوهُمْ، فَالْمَأْجُورُ قَاتِلُهُمْ "(1).
20447 -
حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ الشَّحَّامُ، حَدَّثَنِي مُسْلِمُ بْنُ أَبِي بَكَرَةَ، أَنَّهُ مَرَّ بِوَالِدِهِ وَهُوَ يَدْعُو وَيَقُولُ: اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكُفْرِ، وَالْفَقْرِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ، قَالَ: فَأَخَذْتُهُنَّ عَنْهُ، وَكُنْتُ أَدْعُو
= استفعل من ذلك، وهو وجه حسن غير مدفوع.
وقال ابن فارس عن رواية "فاستآلها" كما في هامش "غريب الحديث" لأبي عبيد: وليس من الرواية، هذا غلط من أبي عبيد، وأما الأصل: استأْوَلَ، استفعل من التأول.
قلنا: وقد فسر هذا الحرف ضمن الرواية الآتية برقم (20505): فأولها. وهي عن هوذة بن خليفة، عن حماد بن سلمة، به. والأشبه بالصواب رواية: فاستاءَ لها، ويؤيده الرواية التي ذكرها المصنف عن حماد:"فساءه ذلك"، ويؤيده أيضاً رواية الحسن البصري عن أبي بكرة، ففي آخرها: فرأينا الكراهية في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(1)
إسناده قوي على شرط مسلم، مسلم بن أبي بكرة وعثمان الشحام روى لهما مسلم حديثاً واحداً، وفي عثمان كلام ينزله عن رتبة الصحيح، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. روح: هو ابن عبادة القيسي.
وأخرجه البيهقي في "السنن" 18/ 187 من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد. وانظر (20382).
بِهِنَّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ، قَالَ: فَمَرَّ بِي وَأَنَا أَدْعُو بِهِنَّ، فَقَالَ: يَا بُنَيَّ، أَنَّى عَقَلْتَ (1) هَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ؟ قَالَ: يَا أَبَتَاهُ سَمِعْتُكَ تَدْعُو بِهِنَّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ، فَأَخَذْتُهُنَّ عَنْكَ. قَالَ: فَالْزَمْهُنَّ يَا بُنَيَّ، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَدْعُو بِهِنَّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ (2)(3).
20448 -
حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكَرَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي بِالنَّاسِ، وَكَانَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ رضي الله عنهما يَثِبُ عَلَى ظَهْرِهِ إِذَا سَجَدَ، فَفَعَلَ ذَلِكَ غَيْرَ مَرَّةٍ، فَقَالُوا لَهُ: وَاللهِ إِنَّكَ لَتَفْعَلُ بِهَذَا شَيْئًا مَا رَأَيْنَاكَ تَفْعَلُهُ بِأَحَدٍ. قَالَ الْمُبَارَكُ: فَذَكَرَ شَيْئًا، ثُمَّ قَالَ: " إِنَّ ابْنِي
(1) في (ظ 10) ونسخة في (س): أنى علِقت؟ وهي بمعنى: من أين تعلمت؟ وعمن أخذت؟
(2)
في (م): دبر كلِّ الصلاة، وفي نسخة في (س): دبر الصلاة.
(3)
إسناده قوي على شرط مسلم.
وأخرجه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" 2/ 293 من طريق عبد الله ابن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي في "كتاب الدعوات"(294)، وفي "إثبات عذاب القبر"(206) من طريق روح بن عبادة، به.
وأخرجه بنحوه الترمذي (3503)، والحاكم 1/ 533 من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد النبيل، عن عثمان الشحام، به. ولفظ الدعاء عندهما:"اللهم إني أعوذ بك من الهم والكسل وعذاب القبر". وقال الترمذي: حسن غريب، وصححه الحاكم على شرط مسلم.
وانظر (20381)
هَذَا سَيِّدٌ وَسَيُصْلِحُ اللهُ بِهِ بَيْنَ (1) فِئَتَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ". فَقَالَ الْحَسَنُ: فَوَاللهِ وَاللهِ، بَعْدَ أَنْ وَلِيَ لَمْ يُهْرَقْ فِي خِلَافَتِهِ مِلْءُ مِحْجَمَةٍ مِنْ دَمٍ (2).
20449 -
حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ
(1) لفظة "بين" أثبتناها من نسخة في (س).
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير المبارك بن فضالة فهو صدوق وقد توبع. هاشم: هو ابن القاسم أبو النضر، والحسن الراوي عن أبي بكرة: هو ابن أبي الحسن البصري.
وأخرجه الطيالسي (874)، والبزار في "مسنده"(3656) و (3657)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(3299)، وابن حبان (6964)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(389)، والطبراني في "الكبير"(2591)، وأبو نعيم في "الحلية" 2/ 35، والبيهقي في "الدلائل" 6/ 442 و 443 من طرق عن المبارك بن فضالة، بهذا الإسناد. وزاد عند بعضهم:"إنه ريحانتي من الدنيا". وستأتي هذه الزيادة عند المصنف برقم (20516) من طريق المبارك أيضاً، وبعضهم لم يذكر قول الحسن البصري في آخره.
وقد سلف الحديث من طريق إسرائيل بن موسى عن الحسن البصري برقم (20392)، وليس فيه وثوب الحسن على ظهر النبي صلى الله عليه وسلم، بل فيه أنه صلى الله عليه وسلم قال قوله هذا وهو يخطب، والحسن رضي الله عنه معه على المنبر، وتلك الرواية أصح وأشهر، وهي التي أوردها البخاري في "صحيحه".
وقصة وُثُوب الحسن على ظهر النبي صلى الله عليه وسلم جاءت في غير هذا الحديث، فقد رويت من حديث شداد بن الهاد السالف برقم (16033)، وإسناده صحيح.
ومن حديث عبد الله بن مسعود عند أبي يعلى (5017)، وهو من رواية زر ابن حبيش، عنه، وروي عن زر مرسلاً عند البيهقي في "السنن" 2/ 263.
ومن حديث أبي سعيد الخدري عند البزار (2638 - كشف الأستار).
ومن حديث أنس عند أبي يعلى (3428).
عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَكَرَةَ. وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي بَكَرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" أَلَا لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ " وَقَالَ ابْنُ سِيرِينَ: " ضُلَّالًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ "(1).
20450 -
حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مَوْلًى لِآلِ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ يُكَنَّى أَبَا عَبْدِ اللهِ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ أَبِي الْحَسَنِ الْبَصْرِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي بَكَرَةَ: أَنَّهُ دُعِيَ إِلَى شَهَادَةٍ مَرَّةً، فَجَاءَ إِلَى الْبَيْتِ، فَقَامَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ مَجْلِسِهِ، فَقَالَ: نَهَانَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا قَامَ الرَّجُلُ لِلرَّجُلِ مِنْ مَجْلِسِهِ أَنْ يَجْلِسَ فِيهِ، وَأَنْ يَمْسَحَ الرَّجُلُ يَدَهُ بِثَوْبِ مَنْ لَا يَمْلِكُ (2).
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة فمن رجال مسلم، لكن الحسن مدلس، وقد عنعنه، ومتابعه محمد بن سيرين لم يثبت سماعه من أبي بكرة، وقد روي الحديث من طريقه عن عبد الرحمن بن أبي بكرة وحميد بن عبد الرحمن الحميري، كلاهما عن أبي بكرة، فعرفت الواسطة بينه وبين أبي بكرة، وعاد الحديث متصلاً صحيحاً. وانظر (20386).
(2)
إسناده ضعيف لجهالة أبي عبد الله مولى آل أبي موسى الأشعري.
وأخرجه الطيالسي (871)، وابن أبي شيبة 8/ 584 - 585، وأبو داود (4827)، والبزار (3690)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(1630) و (1631)، والحاكم 4/ 272، والبيهقي 3/ 332، والمزي في ترجمة أبي عبد الله من "تهذيب الكمال" 34/ 33 - 34 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. ووقع =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= اسم أبي عبد الله عند البزار: أبو عبد الله مولى لقريش، وقال بإثره: لا نعلم أحداً سمى هذا الرجل مولى قريش، وجاء لفظه عند بعضهم: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا قام لك رجل من مجلسه، فلا تجلس فيه" أو قال: "لا تقم رجلاً من مجلسه ثم تجلس فيه".
قلنا: وسيأتي بهذا الشك في متنه برقم (20486).
وأخرج القطعة الثانية منه أبو نعيم الأصبهاني في "أخبار أصبهان" 2/ 44، والخطيب في "تاريخ بغداد" 3/ 197 و 12/ 343 من طريق المبارك بن فضالة، عن الحسن، عن أبي بكرة. وفي إسناده الواقدي، وهو متروك.
ولقصة النهي عن الجلوس في مجلس من يقوم للرجل، شاهد مرفوع من حديث ابن عمر، سلف برقم (5567)، وإسناده ضعيف. لكن صح عن ابن عمر موقوفاً أنه كان يكره ذلك، أخرجه البخاري في "صحيحه"(6270)، وصح عنه من فعله أنه كان لا يجلس في مجلس مَن يقوم له، أخرجه أحمد فيما سلف برقم (5625)، والبخاري في "الأدب المفرد"(1153).
وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا يُقيمُ الرجلُ الرجلَ مِن مجلسه فيجلس فيه". وهو اللفظ الذي وقع فيه الشك في بعض طرق حديث أبي بكرة. وقد سلف من أحاديث ابن عمر، وأبي هريرة، وجابر، وقد سلفت بالأرقام (4659) و (8462) و (14144)، وحديث جابر مخصص بيوم الجمعة.
وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إذا قام الرجل من مجلسه ثم رجع إليه، فهو أحق به"، وقد سلف من أحاديث ابن عمر، وأبي هريرة، وأبي سعيد الخدري، ووهب بن حذيفة بالأرقام (4874) و (7568) و (11282) و (15483).
وانظر "فتح الباري" 11/ 63 - 64.
وللقطعة الثانية من الحديث شاهد من حديث الحكم بن عمير عند الطبراني في "الكبير"(3191)، وإسناده ضعيف.
وقوله: "أن يمسح الرجل يده بثوب من لا يملك" جاء في بعض =
20451 -
حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا الْحَشْرَجُ ابْنُ نُبَاتَةَ الْقَيْسِيُّ الْكُوفِيُّ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بَكَرَةَ، حَدَّثَنِي أَبِي فِي هَذَا الْمَسْجِدِ - يَعْنِي مَسْجِدَ الْبَصْرَةِ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَتَنْزِلَنَّ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي أَرْضًا يُقَالُ لَهَا الْبُصَيْرَةُ (1)، يَكْثُرُ بِهَا عَدَدُهُمْ، وَيَكْثُرُ بِهَا نَخْلُهُمْ، ثُمَّ يَجِيءُ بَنُو قَنْطُورَاءَ، عِرَاضُ الْوُجُوهِ، صِغَارُ الْعُيُونِ، حَتَّى يَنْزِلُونَ (2) عَلَى جِسْرٍ لَهُمْ يُقَالُ لَهُ: دِجْلَةُ، فَيَتَفَرَّقُ (3) الْمُسْلِمُونَ ثَلَاثَ فِرَقٍ، فَأَمَّا فِرْقَةٌ، فَيَأْخُذُونَ بِأَذْنَابِ الْإِبِلِ وَتَلْحَقُ بِالْبَادِيَةِ، وَهَلَكَتْ، وَأَمَّا فِرْقَةٌ فَتَأْخُذُ عَلَى أَنْفُسِهَا، فَكَفَرَتْ، فَهَذِهِ وَتِلْكَ سَوَاءٌ، وَأَمَّا فِرْقَةٌ
= الروايات: "بثوب من لم يَكْسُهُ"، ومعناه كما قال القاري في "مرقاة المفاتيح" 4/ 583، أي: بثوب شخص لم يُلبِسْه ذلك الرجلُ الثوبَ، والمراد منه النهي عن التصرف في مال الغير والتحكم على من لا ولاية له عليه. وقال المظهر: معناه: إذا كانت يدك ملطخة بطعام فلا تمسح يدك بثوب أجنبي، ولكن بإزار غلامك أو ابنك وغيرهما ممن ألبسته الثوب. قال الطيبي: لعل المراد بالثوب الإزار والمنديل ونحوهما، فلما أطلق عليه لفظ الثوب عقبه بالكسوة مناسبةً للمعنى، أي: نهى أن يمسح يده بمنديل الأجنبي، فيمسح بمنديل نفسه، أو منديل وُهِبَه من غلامه أو ابنه.
(1)
في (م): الْبَصْرَةُ.
(2)
كذا هي في الأصول الخطية "ينزلون" على أن "حتى" ابتدائية، وفي (م) ومسند الطيالسي والفتن لأبي عمرو الداني:"ينزلوا" على أن الفعل منصوب بـ "أن" المضمرة بعد "حتى"، التي بمعنى "إلى".
(3)
في (ظ 10) ونسخة في (س): فيفترق.
فَيَجْعَلُونَ عِيَالَهُمْ خَلْفَ ظُهُورِهِمْ وَيُقَاتِلُونَ، فَقَتْلَاهُمْ شُهَدَاءُ، وَيَفْتَحُ اللهُ عَلَى بَقِيَّتِهَا " (1).
20452 -
حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا حَشْرَجٌ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ أَوْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكَرَةَ قَالَ: حَدَّثَنَي أَبِي، فِي هَذَا الْمَسْجِدِ - يَعْنِي مَسْجِدَ الْبَصْرَةِ - فَذَكَرَ مِثْلَهُ (2).
20453 -
حَدَّثَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكَرَةَ، عَنْ أَبِي بَكَرَةَ، قَالَ: لَمَّا كَانَ ذَاكَ الْيَوْمُ، رَكِبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَاقَتَهُ، ثُمَّ وَقَفَ فَقَالَ:" تَدْرُونَ أَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟ " فَذَكَرَ مَعْنَى حَدِيثِ ابْنِ أَبِي عَدِيٍّ (3)، وَقَالَ فِيهِ: " أَلَا لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ - مَرَّتَيْنِ -
(1) ضعيف، ومتنه منكر فيما قاله أبو حاتم، حشرج بن نباتة وإن كان فيه كلام، تابعه العوام بن حوشب وعبد الوارث بن سعيد. وسعيد بن جمهان متكلم فيه، فلا يحتملُ تفردُه بمثل هذا المتن، وقد اضطرب في تعيين تابعيه كما سبق بيانه مفصلاً عند الحديث (20413).
وأخرجه الطيالسي (870)، وابن عدي في "الكامل" 2/ 847، وأبو عمرو الداني في "الفتن وغوائلها"(473) من طرق عن حشرج بن نباتة، بهذا الإسناد. وسمي ابن أبي بكرة عند الطيالسي والداني عبدُ الرحمن بن أبي بكرة، وعند ابن عدي عبيدُ الله بن أبي بكرة، وعبد الرحمن بن أبي بكرة ثقة من رجال الشيخين. لكن الحديث غير ثابت من طريقه كما أسلفنا.
وانظر (20413).
(2)
ضعيف، ومتنه منكر. وانظر ما قبله. سريج: هو ابن النعمان.
(3)
وهو الحديث السالف برقم (20387).
فَرُبَّ مُبَلَّغٍ هُوَ أَوْعَى مِنْ مُبَلِّغٍ (1) " مِثْلَهُ. ثُمَّ مَالَ عَلَى نَاقَتِهِ إِلَى غُنَيْمَاتٍ، فَجَعَلَ يَقْسِمُهُنَّ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ الشَّاةُ، وَالثَّلَاثَةِ الشَّاةُ (2).
20454 -
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ (3) بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ حَمَّادَ بْنَ سَلَمَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ وَحُمَيْدٍ فِي آخَرِينَ، عَنِ الْحَسَنِ
(1) لفظة "مبلِّغ" أثبتناها من (م) ونسخة في (س).
(2)
إسناده قوي. هوذة بن خليفة شيخ المصنف صدوق لا بأس به، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه أبو عوانة في الحدود كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 51، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1458)، والخطيب في "شرف أصحاب الحديث"(20)، وفي "الفصل للوصل المدرج في النقل" 2/ 47 - 48 من طريق هوذة بن خليفة، بهذا الإسناد. وروايتا الطحاوي والخطيب في "شرف أصحاب الحديث" مختصرتان.
وأخرج النسائي 7/ 220 من طريق يزيد بن زريع، عن ابن عون، عن محمد، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه قال: ثم انصرف -كأنه يعني النبي صلى الله عليه وسلم يوم النحر إلى كبشين أملحين فذبحهما، وإلى جزيعة من الغنم فقسمها بيننا.
تنبيه: قصة الذبح والقسمة هذه أخرجها مسلم (1679)(30) بإثر ذكر خطبة النبي صلى الله عليه وسلم من طريق يزيد بن زريع، وحماد بن مسعدة، كلاهما عن ابن عون. وأخرجها منفصلة الترمذي (1520) من طريق أزهر بن سعيد السمان، عن ابن عون، وصححها. وقد قال الدارقطني في "التتبع" ص 319 - 320، و"العلل" 7/ 151 - 152 و 156 - 157، والخطيب في "المدرج" 2/ 748: ليست هذه الزيادة من حديث أبي بكرة، وإنما رواها محمد بن سيرين، عن أنس بن مالك في حديث آخر. قلنا: وحديث أنس الذي ذكرت فيه هذه القصة سلف برقم (12120).
(3)
في (ظ 10): عبد الله، وهو خطأ.
عَنْ أَبِي بَكَرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" إِنَّ اللهَ سَيُؤَيِّدُ هَذَا الدِّينَ بِأَقْوَامٍ لَا خَلَاقَ لَهُمْ "(1).
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات غير علي بن زيد -وهو ابن جدعان- فهو ضعيف، لكن متابَعه حميد الطويل ثقة من رجال الشيخين. والحسن البصري مدلس، وقد عنعنه.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 2/ 573 من طريق جسر بن فرقد، عن الحسن، بهذا الإسناد.
وقد روي الحديث عن حميد، عن أنس بن مالك، أخرجه البزار (1720 - كشف الأستار).
وروي عن الحسن، عن أنس، أخرجه الترمذي في "العلل" 2/ 955 - 956، والبزار (1721) من طريق مالك بن دينار، والطبراني في "المعجم الصغير"(132)، وفي "الأوسط"(1969)، وأبو نعيم في "الحلية" 6/ 262 من طريق المعلى بن زياد، كلاهما عن الحسن، عن أنس بن مالك.
وقد روي الحديث من وجه آخر عن أنس، أخرجه البزار (1722)، والنسائي في "الكبرى"(8886)، وابن حبان (4517) من طريق أبي قلابة عبد الله بن زيد الجرمي، عن أنس.
وروي عن الحسن، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً. أخرجه أبو نعيم في "الحلية" 3/ 13 من طريق المعلى بن زياد وأيوب وهشام بن حسان، عنه.
وله شاهد من حديث أبي هريرة السالف برقم (8090)، وفي آخره:"إن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر". وهو متفق عليه.
وشاهد ثان من حديث ابن مسعود عند ابن حبان (4518)، وأورده ابن حجر في "المطالب العالية"(2293)، وعزاه لمسدد في "مسنده".
وثالث من حديث عمرو بن النعمان بن مقرن عند الطبراني في "الكبير" 17/ (81)، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1096). وقد قيل: إن رواية عمرو بن النعمان عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلة. والإسناد إليه حسن. =
20455 -
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْحَرَّانِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكَرَةَ بَكَّارُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي بَكَرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي بَكَرَةَ: أَنَّهُ شَهِدَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَتَاهُ بَشِيرٌ يُبَشِّرُهُ بِظَفَرِ جُنْدٍ لَهُ عَلَى عَدُوِّهِمْ، وَرَأْسُهُ فِي حِجْرِ عَائِشَةَ، فَقَامَ فَخَرَّ سَاجِدًا، ثُمَّ أَنْشَأَ يُسَائِلُ (1) الْبَشِيرَ، فَأَخْبَرَهُ بِمَا أَخْبَرَهُ (2) أَنَّهُ وَلِيَ أَمْرَهُمْ امْرَأَةٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" الْآنَ هَلَكَتِ الرِّجَالُ إِذَا أَطَاعَتِ (3) النِّسَاءَ، هَلَكَتِ الرِّجَالُ إِذَا أَطَاعَتِ (3) النِّسَاءَ " ثَلَاثًا (4)(5).
= ورابع من حديث عبد الله بن عمرو عند الطبراني (56 - القطعة من الجزء 13)، ولفظه:"إن الله ليؤيد الإسلام برجال ما هم من أهله"، وفي إسناده عبد الرحمن بن زياد الإفريقي، وهو ضعيف.
قوله صلى الله عليه وسلم: "لا خلاق لهم" قال السندي، أي: لا نصيب لهم من الدين.
(1)
في (ظ 10) ونسخة في (س): يسأل.
(2)
في (م) و"جامع المسانيد" 5/ ورقة 114: فيما أخبره.
(3)
في (ظ 10) و (ق): طاعت، وهي بمعنى أطاعت.
(4)
لفظة "ثلاثاً" أثبتناها من (م) ونسخة في (س)، ومن "جامع المسانيد" 5/ ورقة 114.
(5)
إسناده ضعيف لضعف بكار بن عبد العزيز، وأبوه عبد العزيز بن أبي بكرة روى عنه جمع، وذكره ابن حبان والعجلي في "الثقات".
وأخرجه البزار (3692)، وابن عدي في "الكامل" 2/ 475، والحاكم 4/ 291، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 2/ 34 من طرق عن بكار بن عبد العزيز بهذا الإسناد. وهو في بعض رواياتهم مختصر.
وأخرج قصة سجود الشكر أبو داود (2774)، والترمذي (1578)، وابن ماجه (1394)، والبزار (3682)، والدارقطني 1/ 410 و 4/ 147 - 148، وابن =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= عدي في "الكامل" 2/ 475، والحاكم 1/ 276، والبيهقي في "السنن" 2/ 370، وفي "المعرفة"(4749)، والخطيب في "تاريخه" 2/ 124، والمزي في ترجمة عبد العزيز من "تهذيب الكمال" 18/ 117 من طرق عن بكار بن عبد العزيز، به. ووقع اسم بكار عند ابن ماجه: بكار بن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي بكرة، وهو وهم. وعند بعضهم بلفظ: كان صلى الله عليه وسلم إذا أتاه أمر يسر به خر ساجداً.
وأخرج البزار (3685) من طريق أبي المنهال البكراوي، عن عبد العزيز بن أبي بكرة، عن أبيه قال: لما مات كسرى قال: "مَن وَلَّوا بعده؟ " قال: ابنته بوران. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لن يفلح قوم أسندوا أمرهم إلى أمرأة". قلنا: وهو بهذا السياق صحيح، انظر ما سلف برقم (20402).
ولسجود الشكر شواهد: من حديث عبد الرحمن بن عوف الذي سلف برقم (1662)، وهو حديث حسن.
ومن حديث سعد بن أبي وقاص عند أبي داود (2775)، وفي إسناده مجهول.
ومن حديث أنس بن مالك عند ابن ماجه (1392)، وفي إسناده عبد الله ابن لهيعة، وهو سيئ الحفظ.
ومن حديث البراء بن عازب عند البيهقي في "السنن" 2/ 369، وفي "المعرفة"(4744) في قصة إسلام همدان، وإسناده ضعيف، تفرد به أبو عبيدة أحمد بن عبد الله بن أبي السفر، قال فيه أبو حاتم: شيخ، وقال النسائي: ليس بالقوي.
ومن حديث جرير بن عبد الله البجلي عند الطبراني في "الكبير"(2296) في قصة إحراق ذي الخلصة، وفي إسناده الحسين بن عمارة، وهو ضعيف، وأصل القصة في "الصحيحين" دون ذكر السجود.
ومن حديث أبي عون محمد بن عبيد الله بن سعيد الثقفي، عن عرفجة عند البيهقي في"السنن" 2/ 371، وفي "المعرفة"(4754)، ولفظه: أن النبي صلى الله عليه وسلم =
20456 -
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا بَكَّارٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِي بَكَرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ سَمَّعَ سَمَّعَ اللهُ بِهِ، وَمَنْ رَاءَى رَاءَى اللهُ بِهِ "(1).
= أبصر رجلاً به زمانة فسجد، قال محمد بن عبيد الله: وأن أبا بكر رضي الله عنه أتاه فتح أو أبصر رجلاً به زمانة فسجد. وقال البيهقي بإثره: ويقال: هذا عرفجة السلمي، ولا يرون له صحبة، فيكون مرسلاً. قلنا: وقد اختلف فيه على أبي عون الثقفي على أوجه عدة، وليس فيها إسناد قائم.
ومن حديث محمد بن علي الباقر عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً. بمثل قصة عرفجة، عند عبد الرزاق (5960)، وابن أبي شيبة 12/ 296، والبيهقي في "السنن" 2/ 371، وفي "المعرفة"(4752)، وفي إسناده جابر الجعفي، وهو ضعيف.
وورد سجود الشكر موقوفاً من فعل الصحابة، فقد روي عن كعب بن مالك فى قصة الثلاثة الذين خلفوا، وفيه أن كعباً سجد لما بشر بتوبة الله عليه، وقد سلف برقم (15789)، وهو متفق عليه.
وروي عن علي بن أبي طالب أنه سجد عندما رأى ذا الثُّدَيَّة بإثر وقعة النهروان بينه وبين الخوارج، وقد سلف في مسنده برقم (848)، وفي إسناده مجهول، لكن له طريق أخرى عند عبد الرزاق (5962)، وابن أبي شيبة 12/ 295 و 296، والبيهقي في "السنن" 2/ 371، وفي"المعرفة"(4758). يمكن أن يعتضد بها.
وعن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، ذكرناه عند حديث عرفجة من طريق أبي عون الثقفي عنهما، وروي عنهما من طرق أخرى عند ابن أبي شيبة 12/ 295 و 296. وأسانيدها ضعيفة.
قلنا: وهذه الشواهد بمجموعها -المرفوع منها والموقوف- تدل على مشروعية سجود الشكر.
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف بكار بن عبد العزيز. =
20457 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا زِيَادٌ الْأَعْلَمُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَكَرَةَ: أَنَّهُ جَاءَ وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَاكِعٌ، فَرَكَعَ دُونَ الصَّفِّ، ثُمَّ مَشَى إِلَى الصَّفِّ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" مَنْ هَذَا الَّذِي رَكَعَ، ثُمَّ مَشَى إِلَى الصَّفِّ؟ " فَقَالَ أَبُو بَكَرَةَ: أَنَا. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " زَادَكَ اللهُ حِرْصًا وَلَا تَعُدْ "(1).
= وأخرجه البزار في "مسنده"(3691) من طريق حامد بن عمر البكراوي، وابن عدي في "الكامل" 2/ 475 من طريق محمد بن معاوية، كلاهما عن بكار ابن عبد العزيز، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/ 222 وزاد نسبته للطبراني.
وله شاهد من حديث جندب البجلي، سلف برقم (18808)، وهو متفق عليه.
وشاهد ثان من حديث عبد الله بن عباس عند مسلم (2986)، وابن حبان (407).
وانظر تتمة شواهده عند حديث عبد الله بن عمرو السالف برقم (6509).
قال النووي في "شرح مسلم" 18/ 116: قال العلماء: معناه: من راءى بعمله وسَمَّعه الناس ليكرموه ويعظموه ويعتقدوا خيره، سَمَّع الله به يوم القيامة الناسَ وفضحه. وقيل: معناه: من سَمَّع بعيوبه وأذاعها أظهر الله عيوبه. وقيل: أسمَعَه المكروه. وقيل: أراه الله ثواب ذلك من غير أن يعطيه إياه ليكون حسرة عليه. وقيل: معناه: من أراد بعمله الناس أسمعه الله الناس، وكان ذلك حظه منه.
(1)
إسناده صحيح على شرط الصحيح. وسماع الحسن البصري للحديث سلف الكلام عليه عند الحديث (20405). عفان: هو ابن مسلم الباهلي، وزياد الأعلم: هو ابن حسان الباهلي.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 395، وفي "شرح مشكل =
20458 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، أَخْبَرَنَا زِيَادٌ الْأَعْلَمُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَكَرَةَ: أَنَّهُ دَخَلَ الْمَسْجِدَ وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رَاكِعٌ، فَرَكَعَ قَبْلَ أَنْ يَصِلَ إِلَى الصَّفِّ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" زَادَكَ اللهُ حِرْصًا وَلَا تَعُدْ "(1).
20459 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا زِيَادٌ الْأَعْلَمُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَكَرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ، فَأَوْمَأَ
= الآثار" (5576) من طريق عفان، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي أيضاً في "شرح المعاني" 1/ 395، وفي "شرح المشكل"(5575) من طريق أبي عمر حفص بن عمر الضرير، والبيهقي 3/ 106 من طريق سليمان بن حرب، كلاهما عن حماد بن سلمة، به.
وأخرجه أبو داود (684)، ومن طريقه البيهقي 3/ 105 - 106، والبغوي (823) عن موسى بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، عن زياد، عن الحسن، أن أبا بكرة جاء ورسول الله صلى الله عليه وسلم راكع
…
فذكره هكذا بصورة المرسل.
وانظر (20405).
(1)
إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير زياد الأعلم، فمن رجال البخاري، همام: هو ابن يحيى العوذي.
وأخرجه البخاري في "الصحيح"(783)، وفي "القراءة خلف الإمام"(135)، ومن طريقه البغوي (822) عن موسى بن إسماعيل التبوذكي، والبيهقي 2/ 90 و 3/ 106 من طريق أبي عمر الحوضي، كلاهما عن همام، به.
وانظر ما قبله.
إِلَى أَصْحَابِهِ، أَيْ: مَكَانَكُمْ، فَذَهَبَ، وَجَاءَ وَرَأْسُهُ يَقْطُرُ، فَصَلَّى بِالنَّاسِ (1).
20460 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنِي فُضَيْلُ بْنُ فَضَالَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكَرَةَ، قَالَ: رَأَى أَبُو بَكَرَةَ نَاسًا يُصَلُّونَ الضُّحَى، فَقَالَ: إِنَّهُمْ لَيُصَلُّونَ صَلَاةً مَا صَلَّاهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَلَا عَامَّةُ أَصْحَابِهِ (2).
(1) رجاله ثقات رجال الصحيح، لكن الحسن البصري مدلس، وقد عنعنه.
وأخرجه ابن خزيمة (1629)، وابن عبد البر في "التمهيد" 1/ 177 من طريق عفان، بهذا الإسناد. وانظر (20420).
(2)
إسناده قوي، فضيل بن فضالة وثقه ابن معين وابن شاهين وابن حبان، وقال أبو حاتم: شيخ. ولا يعرف أحد روى عنه غير شعبة، وهو من رجال النسائي، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن عبد الله -وهو ابن المديني- فمن رجال البخاري.
وأخرجه الدارمي (1456)، والبزار (3635)، والنسائي في "الكبرى"(478)، والمزي في ترجمة فضيل من "تهذيب الكمال" 23/ 304 من طرق عن معاذ بن معاذ العنبري، بهذا الإسناد.
وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4758)، وأخرجه البخاري (1175).
وعن عائشة، سيأتي 6/ 86، وأخرجه البخاري (1177).
قال السندي: قوله: "ما صلاها" الظاهر أنه قال بحسب علمه، وإلا فقد جاء أنه صلاها، ويحتمل أن المراد أنه ما داوم عليها، فكأنه أنكر عليهم المداومة عليها أيضاً. وبالجملة فقد جاء أنه صلى الله عليه وسلم صلى هذه الصلاة، ورغب =
20461 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، وَمُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي بَكَرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ "(1).
20462 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ وَيَزِيدُ - يَعْنِي ابْنَ زُرَيْعٍ - قَالَا: حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكَرَةَ، عَنْ أَبِي بَكَرَةَ قَالَ: مَدَحَ رَجُلٌ رَجُلًا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" وَيْلَكَ، قَطَعْتَ عُنُقَ صَاحِبِكَ - مِرَارًا - إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ مَادِحًا صَاحِبَهُ لَا مَحَالَةَ، فَلْيَقُلْ: أَحْسَبُ فُلَانًا، وَاللهُ حَسِيبُهُ، وَلَا أُزَكِّي عَلَى اللهِ أَحَدًا، إِنْ كَانَ يَعْلَمُ ذَلِكَ، أَحْسَبُهُ كَذَا وَكَذَا "(2).
= الناس فيها، والترغيب يكفي للعامل. والله تعالى أعلم. قلنا: وانظر "فتح الباري" 3/ 52 - 56.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة فمن رجال مسلم، لكن الحسن -وهو البصري- مدلس، وقد عنعنه، ومتابِعُه محمد -وهو ابن سيرين- لم يثبت سماعه من أبي بكرة، والواسطة بين ابن سيرين وأبي بكرة هما عبد الرحمن بن أبي بكرة وحميد بن عبد الرحمن الحميري كما بيناه فيما سلف برقم (20386). يونس: هو ابن عبيد بن دينار العبدي.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهيب: هو ابن خالد.
وأخرجه البخاري (6162) عن موسى بن إسماعيل، عن وهيب وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (3000)(65)، والبزار في "مسنده"(3627)، وأبو عوانة =
20463 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، أَنَّ أَبَا بَكْرَةَ قَالَ (1): نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْخَذْفِ. فَأَخَذَ ابْنُ عَمٍّ لَهُ، فَقَالَ: عَنْ هَذَا؟ وَخَذَفَ، فَقَالَ: أَلَا أُرَانِي أُخْبِرُكَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْهُ وَأَنْتَ تَخْذِفُ؟! وَاللهِ لَا أُكَلِّمُكَ عَرَبِيَّةً (2) مَا عِشْتُ أَوْ مَا بَقِيتُ. أَوْ نَحْوَ هَذَا (3).
= في الرقاق كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 51، وابن حبان (5766)، والبيهقي في "السنن" 10/ 242، وفي "الشعب"(4869) من طرق عن يزيد بن زريع، به.
وانظر (20422).
(1)
وردت هذه العبارة من الحديث في "جامع المسانيد" لابن كثير 5/ ورقة 94 بلفظ: أن أبا بكرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تخذفوا"، أو قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(2)
في (م) و (ظ 10) و (ق) ونسخة في (س): عزمة، والمثبت من (س)، وهو الموافق لـ "جامع المسانيد" 5/ ورقة 94، و"غاية المقصد" ورقة 131، و"مجمع الزوائد" 4/ 29، لكن قال في "المجمع": في رواية: عزمة، وفي نسخة السندي: عربية، وشرح عليها بقوله: عربية، أي: لغة عربية، أو: كلمة عربية، وهي لغتهم. وأما لفظة "عزمة" فهي من العزم على العمل، ومعنى العبارة: أقسمت بالله عازماً ألا أكلمك.
(3)
متن الحديث صحيح، لكن من حديث عند الله بن مغفل، وسيأتي من حديثه برقم (20563)، وهو في "الصحيحين" ولا يبعد أن يكون الوهم فيه من حماد بن سلمة، فقد يقع له نحو من هذا على جلالته وإمامته.
وأما حديث أبي بكرة فرجاله ثقات رجال الصحيح، إلا أنه منقطع، فإن ثابتاً قد أدرك أبا بكرة صغيراً، ولم يسمع منه كما قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/ 29 - 30. =
20464 -
حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَوْفٍ، أَنَّ عِيَاضَ بْنَ مُسَافِعٍ أَخْبَرَهُ عَنْ أَبِي بَكَرَةَ أَخِي زِيَادٍ لِأُمِّهِ، قَالَ أَبُو بَكَرَةَ: أَكْثَرَ النَّاسُ فِي شَأْنِ مُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابِ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ فِيهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم شَيْئًا، ثُمَّ قَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي النَّاسِ، فَأَثْنَى عَلَى اللهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ قَالَ:" أَمَّا بَعْدُ، فِي شَأْنِ (1) هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي قَدْ أَكْثَرْتُمْ فِي شَأْنِهِ، فَإِنَّهُ كَذَّابٌ مِنْ ثَلَاثِينَ كَذَّابًا يَخْرُجُونَ قَبْلَ الدَّجَّالِ، وَإِنَّهُ لَيْسَ بَلَدٌ إِلَّا يَدْخُلُهُ رُعْبُ الْمَسِيحِ إِلَّا الْمَدِينَةَ، عَلَى كُلِّ نَقْبٍ مِنْ نِقَابِهَا يَوْمَئِذٍ مَلَكَانِ يَذُبَّانِ عَنْهَا رُعْبَ الْمَسِيحِ "(2).
= وهذا الحديث تفرد بإخراجه الإمام أحمد.
وقد روي مثل هذه القصة عن خراش بن جبير، عن شيخ. أخرجه الدارمي (437)، وإسناده ضعيف، والصحيح في هذا الباب حديث عبد الله بن المغفل.
(1)
في (م) ونسخة في (س): فإن شأن.
(2)
إسناده ضعيف، عياض بن مسافع لم يرو عنه غير طلحة بن عبد الله ابن عوف، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقال الحسيني في "الإكمال": لا يدرى من هو. فهو مجهول، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير طلحة بن عبد الله، فمن رجال البخاري. حجاج: هو ابن محمد المصيصي، وليث: هو ابن سعد، وعُقَيل: هو ابن خالد الأيلي، وابن شهاب: هو محمد ابن مسلم بن عبيد الله الزهري الإمام.
وأخرجه الحاكم 4/ 541 - 542 من طريق عبد الله بن صالح، عن الليث، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2952)، وابن حبان (6652)، والحاكم 4/ 541 - 542 من طريق يونس بن يزيد الأيلي، عن ابن شهاب =
20465 -
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَمِّهِ، أَخْبَرَنِي طَلْحَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَوْفٍ، أَنَّ عِيَاضَ بْنَ مُسَافِعٍ حَدَّثَهُ أَنَّ أَبَا بَكْرَةَ أَخَا زِيَادٍ لِأُمِّهِ، قَالَ أَبُو بَكَرَةَ: أَكْثَرَ النَّاسُ فِي شَأْنِ مُسَيْلِمَةَ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ (1).
20466 -
حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، قَالَ: لَمَّا ادَّعَى زِيَادٌ، لَقِيتُ أَبَا بَكْرَةَ فَقُلْتُ: مَا هَذَا الَّذِي صَنَعْتُمْ؟ إِنِّي سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ يَقُولُ: سَمِعَتْ أُذُنَايَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَقُولُ: " مَنْ ادَّعَى أَبًا فِي الْإِسْلَامِ غَيْرَ أَبِيهِ، فَالْجَنَّةُ عَلَيْهِ حَرَامٌ ". فَقَالَ أَبُو بَكَرَةَ: وَأَنَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (2).
= الزهري، به.
وانظر (20428).
(1)
إسناده ضعيف لجهالة عياض بن مسافع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. يعقوب شيخ المصنف: هو ابن إبراهيم بن سعد الزهري، وابن أخي شهاب: هو محمد بن عبد الله بن مسلم، وعمه ابن شهاب: هو محمد بن مسلم الزهري الإمام.
وانظر ما قبله.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشيم: هو ابن بشير، وخالد الحذاء: هو ابن مهران، وأبو عثمان: هو عبد الرحمن بن ملّ النهدي، وهو مكرر الحديث (1454) في مسند سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه.
قال السندي: قوله: "ما هذا الذي صنعتم" من انتساب زياد إلى أبي سفيان.
"وأنا سمعته"، أي: فما فعلته أنا ولا رضيتُ به.
20467 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي بَكَرَةَ، أَنَّ أَبَاهُ أَمَرَهُ أَنْ يَكْتُبَ إِلَى ابْنٍ لَهُ - وَكَانَ قَاضِيًا بِسِجِسْتَانَ -: أَمَّا بَعْدُ، فَلَا تَحْكُمَنَّ بَيْنَ اثْنَيْنِ وَأَنْتَ غَضْبَانُ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" لَا يَحْكُمْ أَحَدٌ بَيْنَ اثْنَيْنِ وَهُوَ غَضْبَانُ "(1).
20468 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي بَكَرَةَ، عَنْ أَبِي بَكَرَةَ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَمَدَحَ رَجُلٌ رَجُلًا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" قَطَعْتَ ظَهْرَهُ، إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ مَادِحًا صَاحِبَهُ لَا مَحَالَةَ (2). فَلْيَقُلْ: أَحْسَبُهُ، وَاللهُ حَسِيبُهُ، وَلَا أَعْذِرُ عَلَى اللهِ أَحَدًا، أَحْسَبُهُ كَذَا وَكَذَا، إِنْ كَانَ يَعْلَمُ ذَلِكَ مِنْهُ "(3).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن أبي بكرة: هو عبد الرحمن.
وأخرجه ابن الأعرابي في "معجمه"(522 م) من طريق عبد الرحمن بن محمد المحاربي، بهذا الإسناد.
(2)
قوله: "لا محالة" سقط من (ظ 10).
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري.
وأخرجه أبو عوانة في الرقاق كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 51 من طريق زيد بن أبي الزرقاء، عن سفيان، بهذا الإسناد.
وانظر (20422).
قوله: "ولا أعذر على الله أحداً" كذا الأصول، وجاء على هامش (س): اعزر -بالزاي- نسخة، ولم نجد هذا الحرف عند غير أحمد ممن أورد هذا الحديث، ولفظه عند البخاري ومسلم وغيرهما:"ولا ازكي على الله أحداً"، والإمام أحمد أورد هذا الحديث عن عبد الرزاق، ولم نظفر به في "مصنفه".
20469 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ وَغَيْرِ وَاحِدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَكَرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّ رِيحَ الْجَنَّةِ لَتُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ مِئَةِ عَامٍ، وَمَا مِنْ عَبْدٍ يَقْتُلُ نَفْسًا مُعَاهَدَةً إِلَّا حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَرَائِحَتَهَا أَنْ يَجِدَهَا ". قَالَ أَبُو بَكَرَةَ: أَصَمَّ اللهُ أُذُنَيَّ إِنْ لَمْ أَكُنْ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُهَا (1).
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن الحسن البصري مدلس، وقد عنعنه. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، ومعمر: هو ابن راشد، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي، والحسن: هو ابن أبي الحسن البصري.
وأخرجه الحاكم 2/ 126 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. لكن لم يقرن بقتادة أحداً غيره.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(19712)، ومن طريقه أخرجه الحاكم 2/ 126، وأبو نعيم في "صفة الجنة"(193)، والبيهقي 8/ 133، والبغوي (2522)، ووقع في المطبوع من "المصنف" عن قتادة أو غيره، وعند أبي نعيم: قتادة وغيره. ولم يقرن الباقون بقتادة أحداً. ولم تذكر قصة قتل المعاهد عند أبي نعيم.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(2944) من طريق محمد بن سواء العنبري، عن قتادة، عن الحسن، بهذا الإسناد. وفي روايته:"من مسيرة خمس مئة عام".
وأخرجه عبد الرزاق (18522) من طريق عمرو بن عبيد، وابن حبان (7383) من طريق هشام بن حسان القردوسي، والطبراني في "الأوسط"(433) من طريق شبيب بن شيبة، ثلاثتهم عن الحسن البصري، به. ووقع في رواية الطبراني تصريح الحسن بسماعه من أبي بكرة. لكن راويها شبيب بن =
20470 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ أَبَا بَكْرَةَ دَخَلَ الْمَسْجِدَ وَالْإِمَامُ رَاكِعٌ، فَرَكَعَ قَبْلَ أَنْ يَصِلَ إِلَى الصَّفِّ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" زَادَكَ اللهُ حِرْصًا وَلَا تَعُدْ "(1).
= شيبة، التميمي -ونسب في الطبراني: السعدي- ضعفه غير واحد. ورواية ابن حبان والطبراني: "من مسيرة خمس مئة عام".
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(8744)، وابن حبان (4881)، والحاكم 1/ 44 من طريق حماد بن سلمة، وابن حبان (7382) من طريق حماد بن زيد، والحاكم 1/ 44 من طريق شريك بن الخطاب، ثلاثتهم عن يونس بن عبيد، عن الحسن، به. وقال النسائي: هذا خطأ، والصواب حديث ابن علية. يعني الحديث السالف برقم (20397) عن إسماعيل بن علية، عن يونس بن عبيد، عن الحكم بن الأعرج، عن الأشعث بن ثرملة، عن أبي بكرة. وقال البخاري في "التاريخ" 1/ 428 عن حديث أشعث: هو أصح، ونقل الحاكم عن شيخه أبي علي الحافظ أنه كان يحكم بحديث الأشعث أيضاً.
قال الحاكم: والذي يسكن إليه القلب أن هذا إسناد وذاك إسناد آخر، لا يعلل أحدهما الآخر، فإن حماد بن سلمة إمام، وقد تابعه عليه أيضاً شريك بن الخطاب، وهو شيخ ثقة من أهل الأهواز، والله أعلم. قلنا: وتابعه أيضاً حماد ابن زيد عند ابن حبان. ثم إن الحديث محفوظ من رواية الحسن، فقد رواه عنه قتادة وغيره كما ذكرنا في التخريج.
وانظر ما سلف برقم (20377).
قوله: "إن ريح الجنة يوجد من مسيرة مئة عام" جاء في روايات أخرى للحديث: "من مسيرة خمس مئة عام". وفي حديث عبد الله بن عمرو السالف (6745): "من مسيرة أربعين عاماً". وهي رواية البخاري (3166). وجاء في أحاديث أخرى غير ذلك.
(1)
حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، لكن صورته هنا صورة =
20471 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ (1)، سَمِعْتُ هِشَامًا يُحَدِّثُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَكَرَةَ، مِثْلَهُ (2).
20472 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَكَرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا تَوَاجَهَ الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا، فَقَتَلَ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ، فَالْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا الْقَاتِلُ، فَمَا بَالُ الْمَقْتُولِ؟! قَالَ:" إِنَّهُ كَانَ يُرِيدُ قَتْلَ صَاحِبِهِ "(3).
= الإرسال، لكن سيأتي بعده من رواية الحسن، عن أبي بكرة، والحسن قد صرح بسماعه منه عند غير المصنِّف كما سلف بيانه عند الحديث (20405).
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(3376).
(1)
زاد في (م) في هذا الموضع: حدثنا معمر. وزيادتها خطأ ولم ترد في الأصول الخطية ولا في "مصنف عبد الرزاق".
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "المصنف"(3377).
هشام: هو ابن حسَّان القُرْدوسي. وانظر ما قبله.
(3)
حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، لكن الحسن لم يسمعه من أبي بكرة، والواسطة بينهما الأحنفُ بن قيس، وقد صرح الحسن البصري بذكره في الطريق السالف برقم (20439). وفصلنا هذه المسألة هناك. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، ومعمر: هو ابن راشد، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي.
والحديث في "مصنف عبد الرزاق"(20728) و (20737)، ومن طريقه أخرجه البزار (3637).
وأخرجه البزار (3638) و (3642)، وابن عدي في "الكامل" 3/ 1259 من طريق سويد بن إبراهيم، والنسائي 7/ 125 من طريق عمر بن إبراهيم، كلاهما =
20473 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ الْحَسَنَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي بَكَرَةَ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُحَدِّثُنَا يَوْمًا وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ فِي حِجْرِهِ، فَيُقْبِلُ عَلَى أَصْحَابِهِ فَيُحَدِّثُهُمْ، ثُمَّ يُقْبِلُ عَلَى الْحَسَنِ فَيُقَبِّلُهُ، ثُمَّ قَالَ:" إِنَّ ابْنِي هَذَا لَسَيِّدٌ، إِنْ يَعِشْ يُصْلِحْ بَيْنَ طَائِفَتَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ "(1).
20474 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، حَدَّثَنَا عُيَيْنَةُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي بَكَرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ أَسْنَدُوا أَمْرَهُمْ إِلَى امْرَأَةٍ "(2).
20475 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي بَكَرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَا يَدْخُلُ الْمَدِينَةَ رُعْبُ
= عن قتادة، بهذا الإسناد.
وانظر (20424) و (20439).
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة الواسطة بين معمر والحسن البصري.
وهو في "المصنف"(20981).
وقد سلف من طريق إسرائيل بن موسى، عن الحسن برقم (20392)، فانظره.
(2)
إسناده صحيح، عيينة: هو ابن عبد الرحمن بن جوشن، وهو وأبوه ثقتان، روى لهما البخاري في "الأدب" وأصحاب السنن، ومحمد بن بكر من رجال الشيخين. وانظر (20402).
الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ، لَهَا يَوْمَئِذٍ سَبْعَةُ أَبْوَابٍ، لِكُلِّ بَابٍ مَلَكَانِ " (1).
20476 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي بَكَرَةَ (2) قَالَ: أَكْثَرَ النَّاسُ فِي شَأْنِ مُسَيْلِمَةَ، فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ عُقَيْلٍ (3).
20477 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا عُيَيْنَةُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي بَكَرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَا يُفْلِحُ قَوْمٌ أَسْنَدُوا
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن بشر: هو العبدي، ومسعر: هو ابن كدام، وسعد بن إبراهيم: هو ابن عبد الرحمن بن عوف الزهري.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 180 و 15/ 140، والبخاري (7126)، وابن حبان (3731) من طريق محمد بن بشر، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن حبان (6805) من طريق المَرْزُبان بن مسروق الكندي، وأبو عمرو الداني في "الفتن وغوائلها"(641) من طريق عبيد الله بن موسى، كلاهما عن مسعر بن كدام، به.
وانظر (20441).
(2)
وقع في (ظ 10) و (ق) هذا الإسناد متصلاً بمتن الحديث الذي بعده، وسقط ما بينهما، وهو انتقال نظر من النساخ.
(3)
يعني عن الزهري، وهو الحديث السالف برقم (20464). وهذا الإسناد الذي هنا ضعيف، رجاله ثقات رجال الصحيح، لكن طلحة بن عبد الله ابن عوف لم يروه عن أبي بكرة مباشرة، بينهما عياض بن مسافع كما في حديث عقيل، وعياض هذا مجهول. وانظر (20428).
أَمْرَهُمْ إِلَى امْرَأَةٍ " (1).
20478 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَكَرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يُفْلِحُ قَوْمٌ تَمْلِكُهُمْ امْرَأَةٌ "(2).
20479 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ.
وَرَوْحٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سَالِمٍ أَبِي (3) حَاتِمٍ، وَقَالَ رَوْحٌ: عَنْ سَالِمٍ أَبِي عُبَيْدِ اللهِ بْنِ سَالِمٍ.
وحَدَّثَنَا عَفَّانُ فِي حَدِيثٍ ذَكَرَهُ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ سَالِمٍ أَبِي عُبَيْدِ اللهِ - وَهُوَ أَيْضَا يُكَنَّى أَبَا حَاتِمٍ - عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكَرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: " شَهْرَا عِيدٍ لَا يَنْقُصَانِ:
(1) إسناده صحيح، عيينة: هو ابن عبد الرحمن بن جوشن، وهو وأبوه ثقتان روى لهما البخاري في "الأدب" وأصحاب السنن، ويزيد بن هارون ثقة جليل من رجال الشيخين.
وانظر (20402).
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل المبارك بن فضالة، وهو متابع. وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين، وعنعنة الحسن البصري لا تضر، فقد توبع، وروى حديثه هذا البخاري، فهو عنده محمول على الاتصال.
وأخرجه ابن حبان (4516)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(864) و (865) من طرق عن مبارك بن فضالة، بهذا الإسناد.
وانظر ما قبله و (20438).
(3)
في (ظ 10): سالم بن حاتم. وهو تحريف.
رَمَضَانُ، وَذُو الْحِجَّةِ " (1).
(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير سالم الراوي عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، وكنيته أبو حاتم، وهو والد عبيد الله بن سالم كما يتبين من روايات المصنف، وكذا ذكره الحسيني في "الإكمال": سالم أبو حاتم والد عبيد الله، وقال: وثقه ابن حبان. وقد ذكره ابن حبان باسم: سالم بن سالم، ووقع في بعض روايات حديثنا: سالم بن عبد الله بن سالم. لكن يحتمل أن يكون تحريفاً كما سنبينه.
وقد ذكر البخاري وابن أبي حاتم راوياً سمياه: سالم بن عبد الله بن سالم، وروى البخاري في ترجمته حديثنا هذا، كأنه يشير إلى احتمال أن يكونا واحداً. قلنا: لعل من سماه سالم بن سالم نسبه إلى جده، وإن كان راوياً واحداً فالرواة عنه ثلاثة، ومع توثيق ابن حبان له يكون حديثه قابلاً للتحسين، وهو إلى هذا متابع.
وأخرجه الدولابي في "الكنى والأسماء" 1/ 142 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "التاريخ" 4/ 116، والطحاوي في "شرح المعاني" 2/ 58، وفي "شرح مشكل الآثار"(497) من طريق روح بن عبادة، به. لكن وقع في "شرح المعاني": سالم بن عبد الله بن سالم، وفي "شرح المشكل": سالم بن عبيد الله بن سالم.
وأخرجه الطيالسي (863) عن حماد بن سلمة، به. ووقع اسم سالم عنده: سالم بن عبد الله بن سالم. وقرن به خالداً الحذاء.
قلنا: ويحتمل أن يكون ما وقع عند الطيالسي والطحاوي تحريفاً، وذكر هذا الاحتمال المعلمي اليماني في تعليقه على "التاريخ الكبير"، ويؤيده أن رواية روح في "المسند" وفي "التاريخ الكبير": سالم أبي عبيد الله بن سالم، وأن ما في النسخة التي عندنا من "مشكل الآثار": سالم بن عبيد الله. ليس سالم بن عبد الله كما في "شرح المعاني"، فالغالب أن الصواب في اسمه: سالم أبو عبيد الله بن سالم، وأن سالم بن عبد الله الذي ذكره البخاري وابن =
20480 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكَرَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ؟ - أَوْ قَالَ (1): خَيْرٌ؟ شَكَّ يَزِيدُ - قَالَ: " مَنْ طَالَ عُمْرُهُ وَحَسُنَ عَمَلُهُ " قِيلَ: فَأَيُّ النَّاسِ شَرٌّ؟ قَالَ: " مَنْ طَالَ عُمْرُهُ وَسَاءَ عَمَلُهُ "(2).
20481 -
حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَكَرَةَ: أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ؟ قَالَ:" مَنْ طَالَ عُمْرُهُ وَحَسُنَ عَمَلُهُ " قِيلَ: فَأَيُّ النَّاسِ شَرٌّ؟ قَالَ: " مَنْ طَالَ عُمْرُهُ وَسَاءَ عَمَلُهُ "(3).
= أبي حاتم راو آخر، وعلى هذا يكون سالم راوي حديثنا مجهولاً، ولا يضر ذلك، فهو متابع كما أسلفنا. انظر (20399).
وقوله: شهرا عيدٍ لا ينقصان
…
قال الترمذي، ونقله عنه البغوي في "شرح السنة" 6/ 235: وقال الإمام أحمد معنى هذا الحديث: شهرا عيد لا ينقصان، يقول: لا ينقصان معاً في سنة واحدة شهر رمضان وذو الحجة، إن نقص أحدهما تم الآخر. وقال البغوي: وقال إسحاق: معناه وإن كان تسعاً وعشرين، فهو تمام غير نقصان يريد في الثواب، فعلى قوله يجوز أن ينقص الشهران معاً في سنة واحدة. وقال بعضهم: إنما أراد بهذا تفضيل العمل في العشر من ذي الحجة، فإنه لا ينقص في الأجر والثواب عن شهر رمضان.
(1)
في (ظ 10): قالوا.
(2)
حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد -وهو ابن جدعان-، لكنه يعتضِد بالإسناد الآتي بعده. وهو مكرر (20415).
(3)
حديث حسن، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، لكن الحسن -وهو البصري- وإن كان مدلساً وقد عنعن، متابع في الحديث السابق. روح: =
20482 -
حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكَرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِثْلِهِ (1).
20483 -
حَدَّثَنَا رَوْحٌ وَأَبُو دَاوُدَ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ؛ قَالَ أَبُو دَاوُدَ: حَدَّثَنَا (2) عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَكَرَةَ، قَالَ: أَخَّرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْعِشَاءَ تِسْعَ لَيَالٍ - قَالَ أَبُو دَاوُدَ: ثَمَانِ لَيَالٍ - إِلَى ثُلُثِ اللَّيْلِ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَوْ أَنَّكَ عَجَّلْتَ لَكَانَ أَمْثَلَ لِقِيَامِنَا مِنَ اللَّيْلِ. قَالَ: فَعَجَّلَ بَعْدَ ذَلِكَ.
وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، فَقَالَ فِي حَدِيثِهِ: تِسْعَ لَيَالٍ (3). وَقَالَ عَفَّانُ: سَبْعَ (4) لَيَالٍ (5).
= هو ابن عبادة، وحماد: هو ابن سلمة، ويونس: هو ابن عبيد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(5210)، والبيهقي في "السنن" 3/ 371، وفي "الآداب"(997)، وفي "الزهد"(62) من طريق روح ابن عبادة، بهذا الإسناد.
وقرن البيهقي في "السنن" بيونس حميداً الطويل.
وانظر ما قبله وما سلف برقم (20444).
(1)
لفظة "مثله" سقطت من (م)، والحديث حسن، انظر ما قبله وما سلف برقم (20415).
(2)
في (ظ 10) ونسخة في (س): وحدثنا، بزيادة واو، والراوي عن علي ابن زيد هو حماد بن سلمة.
(3)
في (م): سبع.
(4)
في (م) و (س): تسع، والمثبت من (ظ 10) و (ق) ونسخة في (س).
(5)
إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد، وهو ابن جدعان. روح: هو ابن =
20484 -
حَدَّثَنَا مَحْبُوبُ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكَرَةَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَجُلًا مَدَحَ صَاحِبًا لَهُ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" وَيْلَكَ قَطَعْتَ عُنُقَهُ، إِنْ كُنْتَ مَادِحًا لَا مَحَالَةَ فَقُلْ: أَحْسَبُهُ كَذَا وَكَذَا، وَاللهُ حَسِيبُهُ، وَلَا أُزَكِّي عَلَى اللهِ أَحَدًا "(1).
20485 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ خَالِدًا الْحَذَّاءَ، يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكَرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " شَهْرَانِ لَا يَنْقُصَانِ، فِي كُلِّ
= عبادة، وأبو داود: هو الطيالسي، وعبد الصمد شيخ المصنف المذكور في آخر الحديث: هو ابن عبد الوارث، وعفان: هو ابن مسلم الباهلي.
وهو في "مسند الطيالسي"(875).
وأخرجه البيهقي 1/ 449 من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد.
قلنا: ويغني عن هذا الحديث الحديثُ الذي جاء فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم أخر العشاء ليلةً، حتى رقد بعض القوم. وقد روي من حديث ابن عباس، وابن عمر، وأنس بن مالك، وعائشة، وهي عند المصنِّف (1926) و (5611) و (12880) و 6/ 34. وكلها مخرجة في "الصحيحين".
وروي من أحاديث ابن مسعود، وأبي سعيد الخدري، وجابر بن عبد الله، وسلفت أحاديثهم بالأرقام (3760) و (11015) و (14743).
ومن حديث معاذ بن جبل، سيأتي 5/ 237.
ومن حديث أبي موسى الأشعري عند البخاري (567)، ومسلم (641).
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. محبوب بن الحسن: هو محمد ابن الحسن بن هلال، ومحبوب لقبه، وهو حسن الحديث في المتابعات والشواهد، وقد تابعه جمع من الثقات. خالد: هو ابن مهران الحذاء. وانظر (20422).
وَاحِدٍ مِنْهُمَا عِيدٌ: رَمَضَانُ وَذُو الْحِجَّةِ " (1).
20486 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ. وَحَجَّاجٌ قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ رَبّ (2) بْنَ سَعِيدٍ - وَقَالَ بَهْزٌ: عَبْدَ رَبِّهِ - يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ مَوْلَى أَبِي مُوسَى، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ، قَالَ: دَخَلَ عَلَيْنَا أَبُو بَكَرَةَ فِي شَهَادَةٍ، فَقَامَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ مَجْلِسِهِ، فَقَالَ أَبُو بَكَرَةَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يُقِمِ الرَّجُلَ الرَّجُلَ (3) مِنْ مَجْلِسِهِ ثُمَّ يَقْعُدُ فِيهِ " أَوْ قَالَ: " إِذَا أَقَامَ الرَّجُلُ الرَّجُلَ (4) مِنْ مَجْلِسِهِ، فَلَا يَجْلِسْ فِيهِ، وَلَا يَمْسَحِ الرَّجُلُ يَدَهُ بِثَوْبِ مَنْ لَا
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. شعبة: هو ابن الحجاج، وخالد الحذاء: هو ابن مهران.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 58، وفي "شرح مشكل الآثار"(496) من طريق عثمان بن عمر بن فارس، عن شعبة، بهذا الإسناد. وانظر (20399).
(2)
كذا وقع في الأصول: "عبد رب" غير نسخة في هامش (س) ففيها: عبد ربه. ولفظة "عبد رب" لعلها غلط أو تحريف من بعض الرواة، ففي طرق الحديث الأخرى في "المسند" وغيره: عبد ربه، ونبّه المصنِّف على ذلك بإيراده اللفظ الذي ذكره بهز بن أسد. وقد وقع مثل هذا عند حديث جابر بن عبد الله السالف برقم (14189).
(3)
في (ظ 10) و (ق): "لا يَقُم الرجل للرجلِ"، والصواب ما أثبتنا من (م) و (س).
(4)
في (م) و (س): "إذا أقام الرجلُ الرجلَ". والمثبت من (ظ 10) و (ق) و"جامع المسانيد" 5/ ورقة 100، وهو الموافق لما في مصادر التخريج.
يَمْلِكُ " (1).
20487 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكَرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" أَسْلَمُ وَغِفَارُ وَمُزَيْنَةُ وَجُهَيْنَةُ خَيْرٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ وَبَنِي عَامِرٍ "(2).
20488 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ. وَعَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَكَرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ: إِنِّي قُمْتُ رَمَضَانَ كُلَّهُ ".
قَالَ: فَاللهُ أَعْلَمُ: أَخَشِيَ عَلَى أُمَّتِهِ أَنْ تُزَكِّيَ أَنْفُسَهَا - قَالَ عَبْدُ الْوَهَّابِ: فَاللهُ أَعْلَمُ أَخَشِيَ التَّزْكِيَةَ (3) عَلَى أُمَّتِهِ - أَوْ قَالَ: لَا
(1) إسناده ضعيف لجهالة أبي عبد الله بن مولى أبي موسى، وهو أبو عبد الله مولى آل أبي موسى الأشعري. حجاج: هو ابن محمد المصيصي. وانظر (20450).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو بشر: هو جعفر بن إياس أبي وحشية.
وأخرجه الطيالسي (861)، ومسلم (2522)(194)، وأبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 52، وابن حبان (7290)، والبغوي (3854) من طرق عن شعبة، به. ووقع عند البغوي: عبد الله بن أبي بكرة بدل عبد الرحمن، وهو خطأ.
وانظر (20384).
(3)
لفظة "التزكية" لم ترد في (ظ 10) و (ق)، وأُشِّر عليها في (س) أنها =
بُدَّ مِنْ نَوْمٍ أَوْ غَفْلَةٍ (1).
20489 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ. وَعَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَكَرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ:
= ثابتة في نسخة.
(1)
رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الوهاب -وهو ابن عطاء الخفاف- فمن رجال مسلم، وهو صدوق لا بأس به، والحسن -وهو البصري- مدلس وقد عنعن. سعيد: هو ابن أبي عروبة.
وأخرجه البزار (3643) من طريق محمد بن إبراهيم بن أبي عدي، عن سعيد، بهذا الإسناد. وقال بإثره: هذا الحديث لا نعلم أحداً رواه تابع ابن أبي عدي عليه. قلنا: بل تابعه عليه محمد بن جعفر وعبد الوهاب بن عطاء في روايتنا التي هنا.
وأخرجه البزار أيضاً (3644) من طريق أبي بحر عبد الرحمن بن عثمان البكراوي، عن سعيد بن أبي عروبة، عن رجل، عن الحسن، به.
قلنا: عبد الرحمن بن عثمان ضعيف، والصواب في حديث سعيد روايته عن قتادة التي صرح فيها باسمه، فقد رواها عنه عبد الوهَّاب بن عطاء الخفاف، وهو ممن روى عنه قبل اختلاطه، وتابع سعيداً عليها همام فيما سلف برقم (20416) و (20427).
وقد روى البزار بإثر الحديث (3643) في "مسنده" أن يحيى بن سعيد القطان سئل عن هذا الحديث فقال: هذا ليس من حديث قتادة، إنما حدثنا المهلب بن أبي حبيبة، عن الحسن، عن أبي بكرة. قلنا: رواية يحيى بن سعيد عن المهلب سلفت برقم (20406)، لكن الحديث محفوظ من حديث قتادة، يدل عليه أن هماماً وسعيداً قد روياه عنه، وكلاهما ثقة عارف بحديثه.
وانظر (20406).
قُمْتُ رَمَضَانَ كُلَّهُ ".
قَالَ قَتَادَةُ: فَاللهُ أَعْلَمُ أَخَشِيَ عَلَى أُمَّتِهِ التَّزْكِيَةَ، قَالَ عَفَّانُ: أَوْ قَالَ: لَا بُدَّ مِنْ رَاقِدٍ أَوْ غَافِلٍ (1).
20490 -
حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ الشَّحَّامُ، حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ أَبِي بَكَرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" إِنَّهَا سَتَكُونُ فِتَنٌ، ثُمَّ تَكُونُ فِتْنَةٌ (2)، أَلَا فَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنَ السَّاعِي إِلَيْهَا، أَلَا وَالْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْقَائِمِ فِيهَا، أَلَا وَالْمُضْطَجِعُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْقَاعِدِ، أَلَا إِذَا نَزَلَتْ، فَمَنْ كَانَتْ لَهُ غَنَمٌ فَلْيَلْحَقْ بِغَنَمِهِ، أَلَا وَمَنْ كَانَتْ لَهُ أَرْضٌ فَلْيَلْحَقْ بِأَرْضِهِ، أَلَا وَمَنْ كَانَتْ لَهُ إِبِلٌ فَلْيَلْحَقْ بِإِبِلِهِ ". فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: يَا نَبِيَّ اللهِ، جَعَلَنِي اللهُ فِدَاءَكَ، أَرَأَيْتَ مَنْ لَيْسَتْ لَهُ غَنَمٌ وَلَا أَرْضٌ وَلَا إِبِلٌ، كَيْفَ يَصْنَعُ؟ قَالَ:" لِيَأْخُذْ سَيْفَهُ، ثُمَّ لِيَعْمِدْ بِهِ إِلَى صَخْرَةٍ، ثُمَّ لِيَدُقَّ عَلَى حَدِّهِ بِحَجَرٍ، ثُمَّ لِيَنْجُ إِنْ اسْتَطَاعَ النَّجَاءَ. اللهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ؟ اللهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ؟ " إِذْ قَالَ رَجُلٌ: يَا نَبِيَّ اللهِ، جَعَلَنِي اللهُ فِدَاءَكَ، أَرَأَيْتَ إِنْ أُخِذَ بِيَدِي مُكْرَهًا حَتَّى يُنْطَلَقَ بِي إِلَى أَحَدِ الصَّفَّيْنِ - أَوْ
(1) رجاله ثقات رجال الشيخين، لكن الحسن البصري مدلس، وقد عنعن. يزيد: هو ابن هارون، وعفان: هو ابن مسلم الصفار، وهمام: هو ابن يحيى العوذي.
وانظر ما قبله.
(2)
في (م): فتن.
إِحْدَى الْفِئَتَيْنِ، عُثْمَانُ يَشُكُّ (1) - فَيَحْذِفُنِي رَجُلٌ بِسَيْفِهِ، فَيَقْتُلَنِي (2)، مَاذَا يَكُونُ مِنْ شَأْنِي؟ قَالَ:" يَبُوءُ بِإِثْمِكَ وَإِثْمِهِ، وَيَكُونُ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ "(3).
20491 -
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي بَكَرَةَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ؟ قَالَ:" مَنْ طَالَ عُمْرُهُ وَحَسُنَ عَمَلُهُ " قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ النَّاسِ شَرٌّ؟ قَالَ:" مَنْ طَالَ عُمْرُهُ وَسَاءَ عَمَلُهُ "(4).
(1) في (ظ 10) ونسخة في (س): شكَّ.
(2)
في (ظ 10): ليقتلني.
(3)
إسناده قوي على شرط مسلم. رجاله ثقات رجال الشيخين غير عثمان الشحام ومسلم بن أبي بكرة، فقد روى لهما مسلم هذا الحديث، وفي عثمان كلام ينزله عن رتبة الصحيح. روح: هو ابن عبادة.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(5548)، وأبو عوانة في الفتن كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 54، والبيهقي 8/ 190 من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد. وانظر (20412).
قوله: "فيحذفني" قال السندي: بالحاء المهملة والذال المعجمة، أي: يضربني به.
(4)
حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد -وهو ابن جدعان-، سليمان بن داود: هو الطيالسي، والحديث في "مسنده"(864)، وقرن فيه بشعبة حماد بن سلمة.
وأخرجه البغوي في "شرح السنة"(4095) من طريق أبي داود الطيالسي، بهذا الإسناد. =
20492 -
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكَرَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ؟ فَذَكَرَ مِثْلَهُ (1).
20493 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ أَبُو عُثْمَانَ (2) فِي (3) مَرْبَعَةِ الْأَحْنَفِ، حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ أَبِي بَكَرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" إِذَا اقْتَتَلَ الْمُسْلِمَانِ، فَالْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ "(4).
= وأخرجه الترمذي (2330)، والبزار (3623) من طريق خالد بن الحارث، عن شعبة، به، وقال الترمذي: حسن صحيح.
وانظر (20415).
(1)
حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان. أبو نعيم: هو الفضل بن دكين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 13/ 256، والدارمي (2742)، كلاهما عن أبي نعيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(5209) من طريق أسود بن عامر، عن زهير بن معاوية، به.
وانظر ما قبله و (20415).
(2)
فى (ظ 10): أبو سعيد عثمان. وهو خطأ، وزاد بعدها في (م) لفظة "الشحام"، وهو خطأ أيضاً.
(3)
تحرفت في (ظ 10) إلى: "بن".
(4)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، سعيد أبو عثمان روى عنه اثنان، وترجمه البخاري في "تاريخه" 3/ 503، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 4/ 47 باسم: سعيد بن عثمان، وذكره مسلم في "الكنى" باسم: أبو عثمان سعيد، ولم يذكر أي منهم فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان باسم: سعيد =
20494 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَكَرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَيَرِدَنَّ (1) عَلَيَّ الْحَوْضَ رِجَالٌ مِمَّنْ صَحِبَنِي وَرَآنِي، حَتَّى إِذَا رُفِعُوا إِلَيَّ وَرَأَيْتُهُمْ اخْتُلِجُوا دُونِي، فَلَأَقُولَنَّ: رَبِّ أَصْحَابِي أَصْحَابِي. فَيُقَالُ: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ "(2).
= ابن عثمان في "الثقات" 6/ 370. قلنا: فهو في عداد المجهولين. ولم يذكره الحسيني في "الإكمال" وابن حجر في "التعجيل" مع أنه من شرطهما. وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد.
وأخرجه البخاري في "التاريخ" 3/ 503 من طريق عبد الصمد، بهذا الإسناد.
وقد روي الحديث من طرق أخرى صحيحة عن أبي بكرة. انظر (20424).
(1)
في (ظ 10): ليرد.
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد -وهو ابن جدعان-، والحسن -وهو البصري- مدلس، ولم يصرح فيه بالتحديث.
وأخرجه ابن أبي شيبة 11/ 443، وعنه ابن أبي عاصم في "السنة"(765) عن عفان، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم (766) من طريق سعيد بن بشير، عن قتادة، عن الحسن، به. وسعيد بن بشير ضعيف.
وقد روي الحديث عن علي بن زيد، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه. وسيأتي (20507).
وروي عن الحسن، عن سمرة بن جندب. أخرجه الطبراني في "الكبير" =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= (6856) من طريق الحكم بن عبد الملك، عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة. والحكم بن عبد الملك ضعيف.
وروي عن الحسن مرسلاً. أخرجه عبد الرزاق (20855) عن معمر، عن رجل، عنه.
وانظر ما سلف برقم (20421).
وللحديث شاهد من حديث ابن عباس عند البخاري (3349)، ومسلم (2860)(58)، وقد سلف برقم (2096).
ومن حديث ابن مسعود عند البخاري (6576)، ومسلم (2297)، وقد سلف برقم (3639).
ومن حديث أنس بن مالك عند البخاري (6582)، ومسلم (400) و (2034)، وقد سلف برقم (13991).
ومن حديث سهل بن سعد عند البخاري (6583)، ومسلم (2290)، وسيأتي 5/ 333.
ومن حديث أسماء بنت أبي بكر عند البخاري (6593) و (7048)، ومسلم (2293).
ومن حديث أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عند البخاري (6586).
ومن حديث أبي هريرة عند البخاري معلقاً برقم (6585)، وموصولاً برقم (6587)، ومسلم (247) و (249) و (2352)، وقد سلف برقم (7968).
ومن حديث حذيفة عند مسلم (2297)، وسيأتي 5/ 388.
ومن حديث عائشة عند مسلم (2294)، وسيأتي 6/ 121.
ومن حديث أم سلمة عند مسلم (2295)، وسيأتي 6/ 297.
ومن حديثي أبي سعيد الخدري، وجابر بن عبد الله، وقد سلفا برقم (11138) و (14719).
ومن حديث أبي الدرداء عند الطبراني في "الأوسط"(399). =
20495 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مِهْرَانَ الْكِنْدِيُّ، حَدَّثَنِي سَعْدُ (1) بْنُ أَوْسٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ كُسَيْبٍ الْعَدَوِيِّ، عَنْ أَبِي بَكَرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ أَكْرَمَ سُلْطَانَ اللهِ فِي الدُّنْيَا (2)، أَكْرَمَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ أَهَانَ سُلْطَانَ اللهِ فِي الدُّنْيَا، أَهَانَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "(3).
20496 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكَرَةَ، قَالَ: قَالَ أَبُو بَكَرَةَ: نَهَانَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ نَبْتَاعَ الْفِضَّةَ بِالْفِضَّةِ، وَالذَّهَبَ بِالذَّهَبِ، إِلَّا سَوَاءً بِسَوَاءٍ، وَأَمَرَنَا أَنْ نَبْتَاعَ الْفِضَّةَ فِي الذَّهَبِ، وَالذَّهَبَ فِي الْفِضَّةِ كَيْفَ شِئْنَا. فَقَالَ لَهُ ثَابِتُ بْنُ عَبْدِ اللهِ: يَدًا بِيَدٍ؟ فَقَالَ: هَكَذَا سَمِعْتُ (4).
= وقوله: "اختلجوا" قال السندي: على بناء المفعول، أي: سلبوا من عندي وقوله: "أصحابي أصحابي" وقع في "غاية المقصد" ورقة 413: "أصيحابي أصيحابي" بالتصغير، وهو كذلك في نسخة السندي، وفي الموضع الآتي برقم (20507)، وقد جاءت بعض روايات "الصحيحين" بالتصغير أيضاً.
قلنا: والمراد بالأصحاب أو الأصيحاب في هذا الحديث وأمثاله فيما ذهب إليه أهل العلم: بعضُ من كان أسلم على عهد النبي صلى الله عليه وسلم من حفاة الأعراب وغيرهم ورأوه المرةَ والمرتين، ولم يكن الإيمان قد دخل في قلوبهم واستحكم بها، فارتدوا بعد وفاته صلى الله عليه وسلم على أعقابهم، انظر "فتح الباري" 11/ 385 - 386.
(1)
تحرفت في (ظ 10) إلى: سعيد.
(2)
قوله "في الدنيا" سقط من (ظ 10) و (ق).
(3)
إسناده ضعيف. وهو مكرر (20433).
(4)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (20395). ووقع =
20497 -
حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا أَشْعَثُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَكَرَةَ أَنَّهُ قَالَ: صَلَّى بِنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم صَلَاةَ الْخَوْفِ، فَصَلَّى بِبَعْضِ أَصْحَابِهِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ سَلَّمَ، فَتَأَخَّرُوا، وَجَاءَ آخَرُونَ فَكَانُوا فِي مَكَانِهِمْ. فَصَلَّى بِهِمْ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ سَلَّمَ. فَصَارَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَرْبَعُ رَكَعَاتِ، وَلِلْقَوْمِ رَكْعَتَانِ رَكْعَتَانِ (1)(2).
20498 -
حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكَرَةَ، عَنْ أَبِيهِ (3). وَرَجُلٌ فِي نَفْسِي أَفْضَلُ مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي بَكَرَةَ قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ النَّحْرِ فَقَالَ: " أَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟ " أَوْ قَالَ: " أَتَدْرُونَ أَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟ " قَالَ: قُلْنَا اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ. ثُمَّ قَالَ: " أَلَيْسَ يَوْمَ النَّحْر؟ " قَالَ: قُلْنَا: بَلَى. قَالَ: " فَأَيُّ شَهْرٍ هَذَا؟ " أَوْ قَالَ: " أَوَ تَدْرُونَ أَيُّ شَهْرٍ هَذَا؟ " قُلْنَا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ، قَالَ: " أَلَيْسَ ذُو
= هناك اسم الرجل الذي سأل أبا بكرة: ثابت بن عُبَيد، وهو الصواب، وأما ما وقع هنا "ثابت بن عبد الله" فتحريف أو خطأ.
(1)
في (ظ 10): ركعتين ركعتين.
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير أشعث -وهو ابن عبد الملك الحمراني- فقد روى له البخاري تعليقاً وأصحاب السنن، وهو ثقة، والحسن البصري مدلس، وقد عنعن. وللحديث شاهد صحيح من حديث جابر بن عبد الله. انظر (20408).
(3)
قوله: "عن أبيه" لم يرد في (ظ 10).
الْحِجَّةِ؟ (1)" قُلْنَا: بَلَى. قَالَ: " أَيُّ بَلَدٍ هَذَا؟ " قُلْنَا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ، قَالَ: " أَلَيْسَتِ الْبَلْدَةَ؟ " قُلْنَا: بَلَى. قَالَ: " فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ حَرَامٌ عَلَيْكُمْ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، إِلَى يَوْمِ تَلْقَوْنَ رَبَّكُمْ أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ؟ " قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: " اللهُمَّ اشْهَدْ، لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ، فَرُبَّ مُبَلَّغٍ أَوْعَى مِنْ سَامِعٍ. أَلَا لَا تَرْجِعُنَّ بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ "(2).
(1) المثبت من الأصول الخطية، وفي (م) ونسخة في (س):"ذا الحجة" على الجادة، وإثباتها بالرفع على أن "ذو" اسم ليس، وخبرها محذوف، أي: أليس ذو الحجة هذا الشهر. وفيه بحث انظره في "إرشاد الساري" للقسطلاني 3/ 242.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عامر العقدي: هو عبد الملك ابن عمرو، وحميد بن عبد الرحمن: هو الحميري.
وأخرجه البيهقي في "الشعب"(5489) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "الصحيح"(1741)، وفي "خلق أفعال العباد"(396)، ومسلم (1679)(31)، والنسائي في "الكبرى"(4093) و (5850)، وابن الجارود في "المنتقى"(833)، وابن خزيمة (2952)، وأبو عوانة في الحدود كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 51، والبيهقي في "السنن" 5/ 140 و 8/ 19 - 20، وفي "الشعب"(5488) و (5490)، والخطيب في "شرف أصحاب الحديث"(20)، وفي "فصل المدرج" 2/ 748 - 749 من طريق أبي عامر العقدي، بهذا الإسناد. وبعضهم اختصره. ووقع الإسناد في "منتقى ابن الجارود": عن عبد الرحمن بن أبي بكرة: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. وجاء على الصواب في "إتحاف المهرة". =
20499 -
حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَكَرَةَ قَالَ: بَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ يَخْطُبُ إِذْ جَاءَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، فَصَعِدَ إِلَيْهِ الْمِنْبَرَ، فَضَمَّهُ النَّبِيُّ (1) صلى الله عليه وسلم إِلَيْهِ، وَمَسَحَ عَلَى رَأْسِهِ، وَقَالَ:" ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ، وَلَعَلَّ اللهَ أَنْ يُصْلِحَ عَلَى يَدَيْهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ عَظِيمَتَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ "(2).
20500 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكَرَةَ، عَنْ أَبِي بَكَرَةَ. وَحُمَيْدٍ وَيُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَكَرَةَ: أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ؟
= وانظر ما سلف برقم (20386).
(1)
في (ظ 10): فضمه إليه. لم يذكر لفظة "النبي صلى الله عليه وسلم".
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف. مؤمل: هو ابن إسماعيل، وعلي ابن زيد: هو ابن جدعان، وهما ضعيفان، لكنهما قد توبعا. الحسن الراوي عن أبي بكرة: هو البصري.
وأخرجه أبو داود (4662)، والبيهقي في "الدلائل" 6/ 442 من طريق مسدد بن مسرهد، وأبو داود (4662)، والطبراني (2588) من طريق مسلم بن إبراهيم، والبزار في "مسنده"، (3654) عن يحيى بن حبيب، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(251) عن قتيبة بن سعيد، والطبراني (2588) من طريق عارم بن الفضل، والحاكم 3/ 175 من طريق عفان بن مسلم وسليمان بن حرب، والبيهقي 6/ 443 من طريق أبي الربيع الزهراني، كلهم عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (20392) من طريق إسرائيل بن موسى، عن الحسن.
قَالَ: " مَنْ طَالَ عُمْرُهُ وَحَسُنَ عَمَلُهُ " قَالَ: فَأَيُّ النَّاسِ شَرٌّ؟ قَالَ: " مَنْ طَالَ عُمْرُهُ وَسَاءَ عَمَلُهُ "(1).
20501 -
حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ وَيُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَكَرَةَ، فَذَكَرَهُ (2).
(1) حديث حسن، وقد رواه حماد بن سلمة من طريقين، الطريق الأولى فيها علي بن زيد بن جدعان، وهو ضعيف، والطريق الثانية رجالها ثقات رجال الصحيح، لكن فيها عنعنة الحسن -وهو البصري-، وهذان الطريقان يقوي أحدهما الآخر، فيحسن الحديث بمجموعهما. حميد: هو الطويل، ويونس: هو ابن عبيد.
وأخرجه البيهقي في "الزهد"(620) من طريق عفان، بهذا الإسناد.
وقد سلف من طريق عبد الرحمن بن أبي بكرة برقم (20415)، ومن طريق الحسن البصري برقم (20444).
(2)
حديث حسن، وهذا إسناد رجاله ثقات، غير أن فيه عنعنة الحسن البصري، وهو متابع. الحسن شيخ المصنف: هو ابن موسى الأشيب، وثابت: هو ابن أسلم البناني.
وأخرجه الحاكم 1/ 339، وعنه البيهقي في "السنن" 3/ 371 من طريق حجاج بن منهال، والبغوي (4094) من طريق آدم بن أبي إياس، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وقرن حجاج في روايته بيونس وثابت راوياً ثالثاً هو حميد الطويل. وقد سلف الحديث (20444) من طريقه مقروناً بيونس بن عبيد.
وانظر ما قبله.
تنبيه: وقع بعد هذا الحديث في (م): حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا حماد، عن ثابت ويونس، عن الحسن، عن أبي بكرة، فذكره. وليس لهذا الإسناد أصل في النسخ الخطية، ولعله انتقال نظر من الطابع.
20502 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكَرَةَ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" يَمْكُثُ أَبَوَا الدَّجَّالِ ثَلَاثِينَ عَامًا لَا يُولَدُ لَهُمَا وَلَدٌ، ثُمَّ يُولَدُ لَهُمَا غُلَامٌ أَضَرُّ شَيْءٍ وَأَقَلُّهُ نَفْعًا، تَنَامُ عَيْنَاهُ، وَلَا يَنَامُ قَلْبُهُ " ثُمَّ نَعَتَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَبَاهُ فَقَالَ: " أَبُوهُ رَجُلٌ طُوَالٌ، ضَرْبُ اللَّحْمِ، كَأَنَّ أَنْفَهُ مِنْقَارٌ، وَأُمُّهُ امْرَأَةٌ فِرْضَاخِيَّةٌ طَوِيلَةُ الثَّدْيَيْنِ ".
قَالَ أَبُو بَكَرَةَ: فَسَمِعْنَا بِمَوْلُودٍ وُلِدَ فِي الْيَهُودِ بِالْمَدِينَةِ، فَذَهَبْتُ أَنَا وَالزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ حَتَّى دَخَلْنَا عَلَى أَبَوَيْهِ، فَإِذَا نَعْتُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِيهِمَا، فَقُلْنَا: هَلْ لَكُمَا وَلَدٌ؟ فَقَالَا: مَكَثْنَا ثَلَاثِينَ عَامًا لَا يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ، ثُمَّ وُلِدَ لَنَا غُلَامٌ أَعْوَرُ، أَضَرُّ شَيْءٍ وَأَقَلُّهُ نَفْعًا، تَنَامُ عَيْنَاهُ وَلَا يَنَامُ قَلْبُهُ فَخَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِمَا فَإِذَا الْغُلَامُ مُنْجَدَلٌ فِي قَطِيفَةٍ فِي الشَّمْسِ، لَهُ هَمْهَمَةٌ، قَالَ: فَكَشَفْتُ عَنْ رَأْسِهِ، فَقَالَ: مَا قُلْتُمَا؟ قُلْنَا: وَهَلْ سَمِعْتَ؟ قَالَ: نَعَمْ، إِنَّهُ تَنَامُ عَيْنَايَ وَلَا يَنَامُ قَلْبِي. قَالَ حَمَّادٌ: وَهُوَ ابْنُ صَيَّادٍ (1).
20503 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكَرَةَ، قَالَ: وَفَدْنَا مَعَ زِيَادٍ إِلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، وَفِينَا أَبُو بَكَرَةَ، فَلَمَّا قَدِمْنَا عَلَيْهِ لَمْ يُعْجَبْ بِوَفْدٍ مَا أُعْجِبَ بِنَا، فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرَةَ، حَدِّثْنَا بِشَيْءٍ
(1) إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان. وانظر (20418).
سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَقَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُعْجِبُهُ الرُّؤْيَا الْحَسَنَةُ، وَيَسْأَلُ عَنْهَا، فَقَالَ ذَاتَ يَوْمٍ:" أَيُّكُمْ رَأَى رُؤْيَا؟ " فَقَالَ رَجُلٌ: أَنَا رَأَيْتُ كَأَنَّ مِيزَانًا دُلِّيَ مِنَ السَّمَاءِ، فَوُزِنْتَ أَنْتَ وَأَبُو بَكْرٍ، فَرَجَحْتَ بِأَبِي بَكْرٍ، ثُمَّ وُزِنَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ فَرَجَحَ أَبُو بَكْرٍ بِعُمَرَ، ثُمَّ وُزِنَ عُمَرُ بِعُثْمَانَ، فَرَجَحَ عُمَرُ بِعُثْمَانَ، ثُمَّ رُفِعَ الْمِيزَانُ. فَاسْتَاءَ لَهَا - وَقَدْ قَالَ حَمَّادٌ أَيْضًا: فَسَاءَهُ ذَاكَ - ثُمَّ قَالَ: " خِلَافَةُ نُبُوَّةٍ، ثُمَّ يُؤْتِي اللهُ الْمُلْكَ مَنْ يَشَاءُ ".
قَالَ: فَزُخَّ فِي أَقْفَائِنَا فَأُخْرِجْنَا. فَقَالَ زِيَادٌ: لَا أَبَا لَكَ، أَمَا وَجَدْتَ حَدِيثًا غَيْرَ ذَا؟! حَدِّثْهُ بِغَيْرِ ذَا. قَالَ: لَا وَاللهِ، لَا أُحَدِّثُهُ إِلَّا بِذَا حَتَّى أُفَارِقَهُ. فَتَرَكَنَا ثُمَّ دَعَا بِنَا، فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرَةَ حَدِّثْنَا بِشَيْءٍ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَبَكَعَهُ بِهِ، فَزُخَّ فِي أَقْفَائِنَا فَأُخْرِجْنَا. فَقَالَ زِيَادٌ: لَا أَبَا لَكَ، أَمَا تَجِدُ حَدِيثًا غَيْرَ ذَا؟! حَدِّثْهُ بِغَيْرِ ذَا. فَقَالَ: لَا وَاللهِ، لَا أُحَدِّثُهُ إِلَّا بِهِ حَتَّى أُفَارِقَهُ. قَالَ: ثُمَّ تَرَكَنَا أَيَّامًا ثُمَّ دَعَا بِنَا. فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرَةَ، حَدِّثْنَا بِشَيْءٍ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: فَبَكَعَهُ بِهِ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: أَتَقُولُ الْمُلْكَ؟ فَقَدْ رَضِينَا بِالْمُلْكِ (1).
(1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد، وهو ابن جدعان. لكن له طريق أخرى يتقوى بها، ذكرناها في الموضع السالف برقم (20445)، فانظره.
قوله: "لم يعجب" قال السندي: على بناء المفعول، من الإعجاب، وكذا قوله:"ما أعجب بنا". =
قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ (1): وَجَدْتُ هَذِهِ الْأَحَادِيثَ فِي كِتِابِ أَبِي بِخَطِّ يَدِهِ:
° 20504 - حَدَّثَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكَرَةَ، عَنْ أَبِي بَكَرَةَ (2): أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَنْ خَيْرُ النَّاسِ؟ قَالَ:" مَنْ طَالَ عُمْرُهُ وَحَسُنَ عَمَلُهُ " قَالَ: فَأَيُّ النَّاسِ شَرٌّ؟ قَالَ: " مَنْ طَالَ عُمْرُهُ وَسَاءَ عَمَلُهُ "(3).
° 20505 - وَبِإِسْنَادِهِ: وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: وَفَدْنَا إِلَى مُعَاوِيَةَ نُعَزِّيهِ مَعَ زِيَادٍ، وَمَعَنَا أَبُو بَكَرَةَ، فَلَمَّا قَدِمْنَا لَمْ يُعْجَبْ بِوَفْدٍ مَا أُعْجِبَ بِنَا، فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرَةَ، حَدِّثْنَا بِشَيْءٍ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَقَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُعْجِبُهُ الرُّؤْيَا الْحَسَنَةُ، وَيَسْأَلُ عَنْهَا، وَإِنَّهُ قَالَ ذَاتَ يَوْمٍ:" أَيُّكُمْ رَأَى رُؤْيَا " فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: أَنَا رَأَيْتُ مِيزَانًا دُلِّيَ مِنَ السَّمَاءِ، فَوُزِنْتَ فِيهِ أَنْتَ وَأَبُو
= "فزُخَّ في أقفائنا" ضبط على بناء المفعول، بتشديد الخاء المعجمة وإعجام الزاي، أي: دُفِعنا وأُخرِجنا.
"فبكعه به"، أي: وبَّخَه به، من: بَكعَه، إذا استقبله بما يكره.
وزيادٌ الذي وفد معه أبو بكرة إلى معاوية: هو زياد ابن أبيه، وهو أخو أبي بكرة لأمه، وكان والي البصرة لمعاوية.
(1)
هو عبد الله بن أحمد بن حنبل.
(2)
قوله: "عن أبي بكرة" سقط من (ظ 10).
(3)
حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان. وانظر (20415).
بَكْرٍ، فَرَجَحْتَ بِأَبِي بَكْرٍ، ثُمَّ وُزِنَ فِيهِ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، فَرَجَحَ أَبُو بَكْرٍ بِعُمَرَ، ثُمَّ وُزِنَ فِيهِ عُمَرُ وَعُثْمَانُ، فَرَجَحَ عُمَرُ بِعُثْمَانَ، ثُمَّ رُفِعَ الْمِيزَانُ، فَاسْتَآلها (1) النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَيْ: أَوَّلَهَا - فَقَالَ: " خِلَافَةُ نُبُوَّةٍ، ثُمَّ يُؤْتِي اللهُ الْمُلْكَ مَنْ يَشَاءُ ".
قَالَ: فَزُخَّ فِي أَقْفَائِنَا فَأُخْرِجْنَا، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ عُدْنَا، فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرَةَ حَدِّثْنَا بِشَيْءٍ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: فَبَكَعَهُ بِهِ، فَزُخَّ فِي أَقْفَائِنَا، فَلَمَّا كَانَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ عُدْنَا، فَسَأَلَهُ أَيْضًا قَالَ: فَبَكَعَهُ بِهِ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: تَقُولُ: إِنَّا مُلُوكٌ؟ قَدْ رَضِينَا بِالْمُلْكِ (2).
° 20506 - وَقَالَ أَبُو بَكَرَةَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ قَتَلَ نَفْسًا مُعَاهَدَةً بِغَيْرِ حَقِّهَا، لَمْ يَجِدْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ، وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ خَمْسِ مِئَةِ عَامٍ "(3).
° 20507 - وَقَالَ أَبُو بَكَرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَيَرِدَنَّ
(1) وقع هذا الحرف في بعض النسخ: فاستاء لها، وصوابه كما أثبتناه: فاستآلها، وكذا هو مثبت في نسخة السندي، ويؤيده التفسير الذي وقع بعده، أي: أَوَّلها.
(2)
حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان. وانظر (20445).
(3)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد، وهو ابن جدعان.
وانظر ما سلف برقم (20377) و (20469).
الْحَوْضَ عَلَيَّ رِجَالٌ مِمَّنْ صَحِبَنِي وَرَآنِي، فَإِذَا رُفِعُوا إِلَيَّ وَرَأَيْتُهُمْ اخْتُلِجُوا دُونِي، فَلَأَقُولَنَّ: أُصَيْحَابِي أُصَيْحَابِي (1). فَيُقَالُ: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ " (2).
° 20508 - وَقَالَ أَبُو بَكَرَةَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ يَلِي أَمْرَ فَارِسَ؟ " قَالُوا: امْرَأَةٌ. قَالَ: " مَا أَفْلَحَ قَوْمٌ يَلِي أَمْرَهُمْ امْرَأَةٌ "(3).
° 20509 - وَقَالَ أَبُو بَكَرَةَ: جِئْتُ وَنَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَاكِعٌ قَدْ حَفَزَنِي النَّفَسُ، فَرَكَعْتُ دُونَ الصَّفِّ، فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الصَّلَاةَ (4) قَالَ:" أَيُّكُمْ رَكَعَ دُونَ الصَّفِّ؟ " قُلْتُ: أَنَا. قَالَ: " زَادَكَ اللهُ حِرْصًا وَلَا تَعُدْ "(5).
° 20510 - وَقَالَ أَبُو بَكَرَةَ: قَالَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ أَسْلَمُ وَغِفَارٌ خَيْرًا مِنْ أَسَدٍ وَغَطَفَانَ، أَتَرَوْنَهُمْ خَسِرُوا؟! "
(1) في (ظ 10): أصحابي.
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان.
وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 2/ 293 من طريق هوذة بن خليفة، بهذا الإسناد. وانظر (20494).
(3)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان، وقد سلف بإسناد صحيح برقم (20402)، فانظره.
(4)
في (ظ 10): صلاته.
(5)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان.
وانظر (20405).
قوله: "حفزني النَفَس"، أي: غلبني وأتعبني.
قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: " فَإِنَّهُمْ خَيْرٌ مِنْهُمْ " ثُمَّ قَالَ: " أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَتْ جُهَيْنَةُ وَمُزَيْنَةُ خَيْرًا مِنَ الْحَلِيفَيْنِ: مِنْ تَمِيمٍ وَعَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ " يَمُدُّ بِهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَوْتَهُ: " أَتَرَوْنَهُمْ خَسِرُوا؟! " قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: " فَإِنَّهُمْ خَيْرٌ مِنْهُمْ "(1).
° 20511 - قَالَ: وَقَالَ أَبُو بَكَرَةَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " شَهْرَا عِيدٍ لَا يَنْقُصَانِ: رَمَضَانُ وَذُو الْحِجَّةِ "(2).
° 20512 - وَقَالَ أَبُو بَكَرَةَ: ذُكِرَ رَجُلٌ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأَثْنَى عَلَيْهِ رَجُلٌ خَيْرًا، فَقَالَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" وَيْحَكَ، قَطَعْتَ عُنُقَ أَخِيكَ، وَاللهِ لَوْ سَمِعَهَا مَا أَفْلَحَ أَبَدًا " ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا أَثْنَى أَحَدُكُمْ عَلَى أَخِيهِ (3) فَلْيَقُلْ: وَاللهِ إِنَّ فُلَانًا، وَلَا أُزَكِّي
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان، لكنه قد توبع.
وأخرجه الدارمي (3523) من طريق حجاج بن منهال، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وانظر (20384).
قوله: "الحليفين من تميم وعامر بن صعصعة"، سيأتي الحديث برقم (20513) من طريق علي بن زيد، وفيه أنه سمى الحليفين: أسد وغطفان.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان، وهو متابع. انظر (20399).
وقد روي من طريق حماد بن سلمة، عن سالم أبي حاتم، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة. وسلف من هذا الطريق برقم (20479).
(3)
في (م): على أحدٍ.
عَلَى اللهِ أَحَدًا " (1).
° 20513 - قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَجَدْتُ هَذَا الْحَدِيثِ فِي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّ يَدِهِ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكَرَةَ، عَنْ أَبِي بَكَرَةَ (2) أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَتْ أَسْلَمُ وَغِفَارٌ خَيْرًا مِنَ الْحَلِيفَيْنِ أَسَدٍ وَغَطَفَانَ، أَتَرَوْنَهُمْ خَسِرُوا؟! " قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: " أَفَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَتْ مُزَيْنَةُ وَجُهَيْنَةُ خَيْرًا مِنْ بَنِي تَمِيمٍ وَعَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ - وَرَفَعَ حَمَّادٌ بِهَا صَوْتَهُ يَحْكِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَتَرَوْنَهُمْ خَسِرُوا؟! " قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: " فَإِنَّهُمْ خَيْرٌ مِنْهُمْ "(3).
20514 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكَرَةَ، عَنْ أَبِي بَكَرَةَ: أَنَّ جِبْرِيلَ عليه السلام قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، اقْرَأِ الْقُرْآنَ عَلَى حَرْفٍ. قَالَ مِيكَائِيلُ عليه السلام: اسْتَزِدْهُ.
(1) حديث صحيح دون قوله: "والله لو سمعها ما أفلح أبداً"، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان، وقد تابعه خالد الحذاء فيما سلف برقم (20422)، وليست عنده هذه الزيادة.
(2)
قوله: "عن أبي بكرة" سقط من (ظ 10).
(3)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد -وهو ابن جدعان-، لكنه متابع، وباقي رجاله ثقات. عبيد الله بن محمد: هو عبيد الله بن محمد بن حفص بن عمر التيمي.
وانظر (20384) و (20510).
فَاسْتَزَادَهُ، قَالَ: فَاقْرَأْ عَلَى حَرْفَيْنِ. قَالَ مِيكَائِيلُ: اسْتَزِدْهُ. فَاسْتَزَادَهُ (1)، حَتَّى بَلَغَ سَبْعَةَ أَحْرُفٍ، قَالَ: كُلٌّ (2) شَافٍ كَافٍ (3) مَا لَمْ تَخْتِمْ آيَةَ عَذَابٍ بِرَحْمَةٍ، أَوْ آيَةَ رَحْمَةٍ بِعَذَابٍ، نَحْوَ قَوْلِكَ: تَعَالَ وَأَقْبِلْ، وَهَلُمَّ وَاذْهَبْ، وَأَسْرِعْ وَأَعْجِلْ (4)(5).
20515 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكَرَةَ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " مَنْ قَتَلَ نَفْسًا مُعَاهَدَةً بِغَيْرِ
(1) قوله: "فاستزاده" لم يرد في (ظ 10).
(2)
في (ظ 10) ونسخة في (س): فإن كلاً.
(3)
لفظة "كافٍ" سقطت من (ظ 10).
(4)
في (ظ 10): عجل.
(5)
صحيح لغيره دون قوله في آخره: "نحو قولك: تعال، وأقبل، وهلم
…
إلخ "، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد -وهو ابن جدعان-، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة فمن رجال مسلم. عفان: هو ابن مسلم.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3118)، وابن عبد البر في "التمهيد" 8/ 290 من طريق عفان بن مسلم، به.
وقد سلف مرفوعاً برقم (20425).
قوله: "نحو قولك: تعال وأقبل
…
" قال السندي: هو تفسير للحروف السبعة، بأن يقرأ موضع حرف مرادِفَه وما يفيد معناه. قلنا: وهذا الحرف "نحو قولك
…
" لم يرد بإسناد صحيح مرفوعاً، وقد روي عن ابن مسعود موقوفاً من قوله: إني سمعت القراء فوجدتهم متقاربين، فاقرؤوا كما عُلِّمْتُم، وإياكم والتنطع، فإنما هو كقول أحدكم: هلُمَّ وتعال. أخرجه الطبري في مقدمة "تفسيره" 1/ 22، والطبراني في "الكبير" (8680)، وإسناده صحيح.
حَقِّهَا، لَمْ يَجِدْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ، وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ مِئَةِ عَامٍ " (1).
20516 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ (2)، حَدَّثَنَا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، أَخْبَرَنِي أَبُو بَكَرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي، فَإِذَا سَجَدَ وَثَبَ الْحَسَنُ عَلَى ظَهْرِهِ وَعَلَى عُنُقِهِ، فَيَرْفَعُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَفْعًا رَفِيقًا لِئَلَّا يُصْرَعَ (3). قَالَ: فَعَلَ ذَلِكَ غَيْرَ مَرَّةٍ، فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، رَأَيْنَاكَ صَنَعْتَ بالْحَسَنِ شَيْئًا مَا رَأَيْنَاكَ صَنَعْتَهُ! قَالَ:" إِنَّهُ رَيْحَانَتِي مِنَ الدُّنْيَا، وَإِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ، وَعَسَى اللهُ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ "(4).
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف من أجل علي بن زيد، وهو ابن جدعان.
وانظر ما سلف برقم (20377) و (20469).
(2)
تحرف في (ظ 10) إلى: عثمان.
(3)
في (ظ 10): لئلا يضركم. وهو تحريف، وما بعدها سقط من هذه النسخة إلى قوله: قالوا: يا رسول الله
…
.
(4)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير مبارك بن فضالة، فهو صدوق. عفان: هو ابن مسلم الصفار، والحسن الراوي عن أبي بكرة: هو البصري.
وقد سلف برقم (20392) من طريق إسرائيل بن موسى، -وهو ثقة من رجال البخاري- عن الحسن. وليس فيه قصة وثوب الحسن بن علي رضي الله عنهما على ظهر النبي صلى الله عليه وسلم. وليس فيه قوله:"إنه ريحانتي من هذه الدنيا".
وقصة وثوب الحسن على ظهر النبي صلى الله عليه وسلم ذكرنا شواهدها فيما سلف برقم (20448). =
20517 -
حَدَّثَنَا هَاشِمٌ (1)، حَدَّثَنَا مُبَارَكٌ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَكَرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ تَمْلِكُهُمْ امْرَأَةٌ "(2).
20518 -
حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَكَرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا تَوَاجَهَ الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا وَكِلَاهُمَا يُرِيدُ أَنْ يَقْتُلَ صَاحِبَهُ، فَقَتَلَ أَحَدُهُمَا الْآخَرَ، فَهُمَا فِي النَّارِ " قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا الْقَاتِلُ، فَمَا بَالُ الْمَقْتُولِ؟! قَالَ:" لِأَنَّهُ أَرَادَ قَتْلَ صَاحِبِهِ "(3).
= وقوله صلى الله عليه وسلم: "إنه ريحانتي من الدنيا" يشهد له حديث ابن عمر عند البخاري (3753)، وقد سلف برقم (5568)، وذكرنا عنده أحاديث الباب، ونزيد عليها هنا حديث سعد بن أبي وقاص عند البزار (1078).
(1)
وقع في (م) مكان قوله: "حدثنا هاشم": وبه، فصار الحديث كأنه من رواية عفان عن مبارك، وهو خطأ. والمثبت من (ظ 10)، وهو الموافق لأطراف المسند 6/ 102.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل المبارك بن فضالة، وهو متابع، والحسن البصري -وإن كان مدلساً وقد عنعن- قد توبع، وقد أخرج البخاري هذا الحديث من روايته، فهو عنده محمول على الاتصال.
وانظر (20438).
(3)
حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير المبارك ابن فضالة، فهو صدوق، والحسن لم يسمع هذا الحديث من أبي بكرة، وإنما رواه عن الأحنف بن قيس، عن أبي بكرة، كما سلف برقم (20439). هاشم: هو أبو النضر هاشم بن القاسم.
وانظر (20424).
20519 -
حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ وَيُونُسُ وَهِشَامٌ وَالْمُعَلَّى بْنُ زِيَادٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ الْأَحْنَفِ، عَنْ أَبِي بَكَرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا تَوَاجَهَ الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا، فَقَتَلَ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ، فَهُمَا فِي النَّارِ جَمِيعًا "(1).
20520 -
حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكَرَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَصَفَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ صِفَةَ الدَّجَّالِ وَصِفَةَ أَبَوَيْهِ، قَالَ:" يَمْكُثُ أَبَوَا الدَّجَّالِ ثَلَاثِينَ سَنَةً لَا يُولَدُ لَهُمَا، ثُمَّ يُولَدُ لَهُمَا ابْنٌ مَسْرُورٌ مَخْتُونٌ، أَقَلُّ شَيْءٍ نَفْعًا وَأَضَرُّهُ، تَنَامُ عَيْنَاهُ وَلَا يَنَامُ قَلْبُهُ " فَذَكَرَهُ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: ثُمَّ وُلِدَ لَنَا هَذَا، أَعْوَرَ مَسْرُورًا مَخْتُونًا، أَقَلَّ شَيْءٍ نَفْعًا وَأَضَرَّهُ (2).
20521 -
حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَكَرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ: إِنِّي قُمْتُ رَمَضَانَ كُلَّهُ ".
(1) حديث صحيح، وهو مكرر (20439).
(2)
إسناده ضعف لضعف علي بن زيد -وهو ابن جدعان-، ومؤمل بن إسماعيل.
وقوله: "مسرور مختون" تفرد به مؤمل، وقد سلف الحديث بتمامه دون هذه الزيادة من غير طريقه برقم (20418)، وهو ضعيف أيضاً لضعف علي بن زيد بن جدعان.
والمسرور: مقطوع السُّرَّة.
قَالَ قَتَادَةُ: فَاللهُ أَعْلَمُ أَخَشِيَ التَّزْكِيَةَ عَلَى أُمَّتِهِ (1،) أَوْ يَقُولُ: لَا بُدَّ مِنْ رَاقِدٍ أَوْ غَافِلٍ (2)؟
20522 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكَرَةَ، قَالَ: كَتَبَ أَبُو بَكَرَةَ إِلَى ابْنِهِ وَهُوَ عَامِلٌ بِسِجِسْتَانَ: أَنْ لَا تَقْضِيَ بَيْنَ رَجُلَيْنِ وَأَنْتَ غَضْبَانُ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" لَا يَقْضِ حَكَمٌ بَيْنَ اثْنَيْنِ - أَوْ خَصْمَيْنِ - وَهُوَ غَضْبَانُ "(3).
20523 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ الْأَعْرَجِ، عَنِ الْأَشْعَثِ بْنِ ثُرْمُلَةَ، عَنْ أَبِي بَكَرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ قَتَلَ نَفْسًا مُعَاهَدَةً بِغَيْرِ حَقِّهَا، فَقَدْ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ أَنْ يَشُمَّ
(1) في (ظ 10) ونسخة في (س): على عباده.
(2)
رجاله ثقات رجال الشيخين. لكن الحسن -وهو البصري- مدلس، وقد عنعن. وهو مكرر (20427).
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (1717) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (860)، والبخاري (7158)، ومسلم (1717)، ومحمد ابن خلف بن حيان في "أخبار القضاة" 1/ 82، وأبو عوانة 4/ 16 - 17، والطحاوي في "الشروط" 2/ 845 - 846، وفي "شرح مشكل الآثار"(629)، والبيهقي 10/ 104 - 105 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وانظر (20383).
رِيحَهَا " (1).
20524 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ الثَّقَفِيُّ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، فَذَكَرَ قِصَّةً فِيهَا: قَالَ: فَلَمَّا قَدِمَ خُيِّرَ عَبْدُ اللهِ بَيْنَ ثَلَاثِينَ أَلْفًا وَبَيْنَ آنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ، قَالَ: فَاخْتَارَ الْآنِيَةَ، قَالَ: فَقَدِمَ تُجَّارٌ مِنْ دَارِينَ، فَبَاعَهُمْ إِيَّاهَا الْعَشَرَةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ، ثُمَّ لَقِيَ أَبَا بَكْرَةَ فَقَالَ: أَلَمْ تَرَ كَيْفَ خَدَعْتُهُمْ؟ قَالَ: كَيْفَ؟ فَذَكَرَ لَهُ ذَلِكَ، قَالَ: عَزَمْتُ عَلَيْكَ - أَوْ أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ - لَتَرُدَّنَّهَا، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَنْهَى عَنْ مِثْلِ هَذَا (2).
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الحكم بن الأعرج -واسمه الحكم بن عبد الله بن إسحاق- فمن رجال مسلم، وغير الأشعث بن ثرملة فقد روى له النسائي هذا الحديث، وهو ثقة. سفيان: هو الثوري.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(18521)، لكن في المطبوع منه مواضع بيضها محققه حبيب الرحمن الأعظمي رحمه الله. فتستدرك من هنا.
وانظر (20377).
(2)
رجاله ثقات، ولم نقع على القصة بتمامها فيما بين أيدينا من المصادر.
ولعل أبا بكرة رضي الله عنه يقصد بنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا البيع نهيَه عن بيع الفضة بالفضة إلا مثلاً بمثل. وقد سلف في الحديث (20395).
ودارين المذكورة في هذه القصة هي موضع في البحرين، تقع على سيف البحر، بها محطٌّ للسفن، يجلب إليه المسك من الهند.
حَدِيثُ الْعَلَاءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ
(1)
20525 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ. وَابْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ. وَأَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ (2)، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أَنَّ السَّائِبَ بْنَ يَزِيدَ، أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ الْعَلَاءَ بْنَ الْحَضْرَمِيِّ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَمْكُثُ الْمُهَاجِرُ بِمَكَّةَ بَعْدَ قَضَاءِ نُسُكِهِ ثَلَاثًا " قَالَ أَبُو عَاصِمٍ: ثَلَاثَ لَيَالٍ (3).
(1) اسمه العلاء بن عبد الله بن عماد من بلاد حضرموت، كان من حلفاء بني أمية ومن سادة المهاجرين، ولاه رسول الله صلى الله عليه وسلم البحرين، ثم وليها لأبي بكر وعمر، توفي سنة إحدى وعشرين، وقيل: سنة أربع عشرة.
(2)
تحرف في (م) إلى: سعيد.
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن بكر: هو محمد بن بكر البُرْساني، وأبو عاصم: هو الضحاك بن مخلد، وإسماعيل بن محمد بن سعد: هو ابن أبي وقاص الزهري.
وأخرجه مسلم (1352)(144)، والنسائي في "المجتبى" 3/ 121، وفي "الكبرى"(1912) و (4214)، والطبراني في "الكبير" 18/ (169)، والبيهقي 3/ 147 من طريق عبد الرزاق، والدارمي (1511)، ومسلم (1352)(444)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 301، والطبراني 22/ (170) من طريق أبي عاصم الضحاك، كلاهما بهذا الإسناد.
وانظر ما بعده. وسلف في مسند الكوفيين برقم (18985).
قال العلماء: معنى الحديث أن الذين هاجروا من مكة قبل الفتح إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، حَرُمَ عليهم استيطان مكة والإقامة بها، ثم أبيح لهم إذا وصلوها بحج =
20526 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُمَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَسْأَلُ السَّائِبَ: مَا سَمِعْتَ فِي السُّكْنَى بِمَكَّةَ؟ فَقَالَ: حَدَّثَنِي الْعَلَاءُ بْنُ الْحَضْرَمِيِّ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لِلْمُهَاجِرِ ثَلَاثًا بَعْدَ الصَّدَرِ "(1).
* 20527 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبِي وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا أَبُو حَمْزَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْمُغِيرَةَ الْأَزْدِيَّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ حَيَّانَ الْأَعْرَجِ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ، قَالَ: بَعَثَنِي نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْبَحْرَيْنِ - أَوْ أَهْلِ هَجَرَ، شَكَّ أَبُو حَمْزَةَ - قَالَ: كُنْتُ آتِي الْحَائِطَ (2) بَيْنَ الْإِخْوَةِ، فَيُسْلِمُ أَحَدُهُمْ، فَآخُذُ مِنَ الْمُسْلِمِ الْعُشْرَ، وَمِنَ الْآخَرِ الْخَرَاجَ (3).
= أو عمرة أو غيرهما أن يقيموا بعد فراغهم ثلاثة أيام، ولا يزيدوا على الثلاثة.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطان، وعبد الرحمن بن حميد: هو ابن عبد الرحمن بن عوف، والسائب: هو ابن يزيد بن سعيد الكندي.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(4212) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وانظر ما قبله.
قوله: "بعد الصَّدَر" قال الحافظ في "الفتح" 7/ 267: بفتح المهملتين، أي: بعد الرجوع من مِنى.
وقوله: "للمهاجر ثلاثاً" قال السندي: فيه اختصار تقديره: أن يمكث ثلاثاً، وبه يظهر وَجْه نصب "ثلاثاً". قلنا: وهو عند النسائي بالرفع.
(2)
زاد في (م) ونسخة في هامش (س): يكون.
(3)
إسناده ضعيف، المغيرة الأزدي مجهول، قال المزي في "التهذيب" =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= 28/ 408: أظنه المغيرة بن مسلم القَسْمَلي، فإن القسامل من الأزد. ومحمد ابن زيد: أيضاً مجهول، وحيان الأعرج روايته عن العلاء منقطعة. أبو حمزة: هو محمد بن ميمون المروزي.
وأخرجه المزي في ترجمة عتاب من "تهذيب الكمال" 19/ 292 - 293 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (1831)، والطبراني في "الكبير" 18/ (174) من طريق عتاب بن زياد، به.
قال ياقوت: وهجر مدينة، وهي قاعدة البحرين، وربما قيل: الهَجَر، بالألف واللام، وقيل: ناحية البحرين كلها هجرُ، وهو الصواب.
وهجر مشهورة بالتمر وكثرته، وفي المَثَل: كمُبْضعِ تمر إلى هجَر.
حَدِيثُ رَجُلٍ
20528 -
حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ، قَالَ: كُنْتُ فِي مَجْلِسٍ فِيهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بِالْمَدِينَةِ، فَقَالَ عُمَرُ لِرَجُلٍ مِنْ جُلَسَائِهِ: كَيْفَ سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ؟ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّ الْإِسْلَامَ بَدَأَ جَذَعًا، ثُمَّ ثَنِيًّا، ثُمَّ رَبَاعِيًا، ثُمَّ سَدِيسًا (1)، ثُمَّ بَازِلًا ". قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ: فَمَا بَعْدَ الْبُزُولِ إِلَّا النُّقْصَانُ (2).
(1) في (م): سدسياً.
(2)
إسناده ضعيف لإبهام راويه عن الصحابي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير علقمة بن عبد الله المزني، فمن رجال أصحاب السنن، وهو ثقة. روح: هو ابن عبادة، وعوف: هو ابن أبي جميلة الأعرابي.
وسلف الحدث في مسند المكيين برقم (15802) عن محمد بن جعفر، عن عوف.
بَقِيَّةُ حَدِيثِ مَالِكِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ
20529 -
حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ وَيُونُسُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ -، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ اللَّيْثِيِّ، قَالَ: قَدِمْنَا عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ شَبَبَةٌ، قَالَ: فَأَقَمْنَا عِنْدَهُ نَحْوًا مِنْ عِشْرِينَ لَيْلَةً، فَقَالَ لَنَا:" لَوْ رَجَعْتُمْ إِلَى بِلَادِكُمْ - وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَحِيمًا -، فَعَلَّمْتُمُوهُمْ - قَالَ سُرَيْجٌ: " وَأَمَرْتُمُوهُمْ - أَنْ يُصَلُّوا صَلَاةَ كَذَا فِي حِينَ كَذَا " قَالَ يُونُسُ: " وَمُرُوهُمْ فَلْيُصَلُّوا صَلَاةَ كَذَا فِي حِينِ كَذَا، وَصَلَاةَ كَذَا فِي حِينِ كَذَا، فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ، فَلْيُؤَذِّنْ لَكُمْ أَحَدُكُمْ، وَلْيَؤُمَّكُمْ أَكْبَرُكُمْ " (1).
20530 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ وَهُوَ أَبُو سُلَيْمَانَ: أَنَّهُمْ أَتَوْا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين من جهة يونس -وهو ابن محمد المؤدب-، وأما متابعه سريج -وهو ابن النعمان- فمن رجال البخاري. أيوب: هو السختياني، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجرمي.
وأخرجه البخاري (685) و (819)، ومسلم (674)(292)، وأبو عوانة 1/ 331، والطبراني 19/ (635) من طرق عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد.
وسلف الحديث في مسند المكيين برقم (15598) و (15601).
وانظر ما بعده.
هُوَ وَصَاحِبٌ لَهُ أَوْ صَاحِبَانِ لَهُ - فَقَالَ أَحَدُهُمَا: صَاحِبَيْنِ لَهُ. أَيُّوبُ أَوْ خَالِدٌ (1) - فَقَالَ لَهُمَا: " إِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ، فَأَذِّنَا وَأَقِيمَا، وَلْيَؤُمَّكُمَا أَكْبَرُكُمَا، وَصَلُّوا كَمَا تَرَوْنِي أُصَلِّي "(2).
20531 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ نَصْرِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ - وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَرْفَعُ يَدَيْهِ إِذَا دَخَلَ فِي الصَّلَاةِ، وَإِذَا رَكَعَ، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ، إِلَى أُذُنَيْهِ (3).
(1) أيوب وخالد هما راويا الحديث عن أبي قلابة كما في "سنن الدارقطني"، أما أيوب: فهو ابن أبي تميمة السختياني، وأما خالد: فهو ابن مِهران الحذّاء. وهو بذلك يشير إلى أن أحدهما قال مكان قوله: "صاحبان له": صاحبين له، بالنصب على أن الواو للمعيَّة.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الدارقطني 1/ 346 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله.
(3)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير نصر بن عاصم -وهو الليثي- فمن رجال مسلم. وقد صرح قتادة بالسماع عند النسائي وغيره، ثم رواية قتادة محمولة على السماع إذا روى عنه شعبة.
وأخرجه الطيالسي (1253)، والدارمي (1251)، والبخاري في "رفع اليدين"(7) و (102)، وأبو داود (745)، والنسائي 2/ 122 - 123، وأبو عوانة 2/ 94 - 95 و 95، وابن حبان (1863)، والطبراني في "الكبير" 19/ (625)، والدارقطني 1/ 292، والبغوي (567) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. =
20532 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ بُدَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ الْعُقَيْلِيِّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْهُمْ يُكنَى أَبَا عَطِيَّةَ، قَالَ: كَانَ مَالِكُ بْنُ الْحُوَيْرِثِ يَأْتِينَا فِي مُصَلَّانَا يَتَحَدَّثُ، قَالَ: فَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ يَوْمًا، فَقُلْنَا: تَقَدَّمْ، فَقَالَ: لَا، لِيَتَقَدَّمْ بَعْضُكُمْ حَتَّى أُحَدِّثَكُمْ لِمَ لَا أَتَقَدَّمُ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" إِنَّ مَنْ زَارَ قَوْمًا فَلَا يَؤُمَّهُمْ، وَلْيَؤُمَّهُمْ رَجُلٌ مِنْهُمْ "(1).
= وأخرجه النسائي 2/ 205 - 206 من طريق ابن أبي عدي، عن شعبة، به. وصوابه: عن سعيد -وهو ابن أبي عروبة-، وجاء على الصواب في رواية ابن الأحمر "السنن الكبرى"(585) بتحقيق الأستاذ عبد الصمد شرف الدين، وقد نَبَّه على ذلك وليُّ الدين أحمد بن عبد الرحيم العراقي في "أوهام الأطراف" ص 168، قلنا: ويؤيده أيضاً أن الطحاوي رواه كذلك في "شرح المشكل"(5837)، عن النسائي نفسه. وسلف الحديث في "المسند" على الصواب برقم (15600) عن ابن أبي عدي عن سعيد بن أبي عروبة.
وسيأتي برقم (20536) عن إسماعيل بن سعيد، وبرقم (20535) من طريق هشام الدستوائي، و (20537) من طريق همام العَوْذي، ثلاثتهم عن قتادة.
وأخرجه البخاري في "رفع اليدين"(54)، ومسلم (391)(25)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(922)، والطبراني في "الكبير" 19/ (626) و (627) و (628) و (631)، وفي "الشاميين"(2698)، والدارقطني 1/ 292، والبيهقي في "المعرفة"(768) من طرق عن قتادة، به.
(1)
المرفوع منه حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أبي عطية: وهو مولى بني عُقيل، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 219، والترمذي (356)، وابن خزيمة (1520) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. =
• 20533 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبَانَ الْوَاسِطِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبَانُ، حَدَّثَنَا بُدَيْلٌ مِثْلَهُ (1).
20534 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ الْعَطَّارُ، عَنْ بُدَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ، حَدَّثَنَي أَبُو عَطِيَّةَ مَوْلًى لَنَا، قَالَ: كَانَ مَالِكُ بْنُ الْحُوَيْرِثِ يَأْتِينَا فِي مُصَلَّانَا، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. يَعْنِي حَدِيثَ أَبِي (2).
20535 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ وَأَبُو عَامِرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ نَصْرِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا كَبَّرَ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى يَجْعَلَهُمَا قَرِيبًا مِنْ أُذُنَيْهِ، وَإِذَا رَكَعَ صَنَعَ مِثْلَ ذَلِكَ،
= وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 3/ 45 من طريق سعيد بن سليمان، عن أبان، به.
وسيأتي بالأرقام (20533) و (20534) و (20538).
وسلف الحديث في مسند الكوفيين برقم (15602) و (15603).
(1)
المرفوع منه حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه. إبراهيم بن الحجاج: هو ابن زيد السامي.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(925) عن إبراهيم بن الحجاج، وحده، بهذا الإسناد.
وانظر ما قبله.
(2)
المرفوع منه حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه. يزيد: هو ابن هارون.
وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ فَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ (1).
20536 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ نَصْرِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا دَخَلَ فِي الصَّلَاةِ رَفَعَ يَدَيْهِ، وَإِذَا رَكَعَ، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ، حَتَّى حَاذَتَا فُرُوعَ أُذُنَيْهِ (2).
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وقد صرح قتادة بسماعه من نصرٍ في رواية شعبة عنه، انظر ما سلف برقم (20531). عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد، وأبو عامر: هو عبد الملك بن عمرو العقدي، وهشام: هو ابن أبي عبد الله الدستُوائي.
وأخرجه ابن ماجه (859)، وابن قانع فى "معجم الصحابة" 3/ 46، والطبراني في "الكبير" 19/ (629) من طريق يزيد بن زريع، والنسائي 2/ 206 و 231، وأبو عوانة 2/ 94، والطحاوي في "شرح المشكل"(5839)، والطبراني 19/ (629) من طريق معاذ بن هشام الدستوائي، كلاهما عن هشام الدستوائي، بهذا الإسناد. زاد النسائي وعنه الطحاوي في روايته: وإذا رفع رأسه من السجود فعل مثل ذلك. وللكلام على هذه الزيادة انظر الرواية الآتية برقم (20537).
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم. إسماعيل: هو ابن علية. وانظر ما قبله.
وأخرجه النسائي 2/ 123 و 182 من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد.
والحديث قد سلف تخريجه برقم (15600) من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، ويستدرك هنا:
ابن أبي شيبة 1/ 233 و 334، والبخاري في "رفع اليدين"(66)، وابن أبي =
20537 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ نَصْرِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ حِيَالَ فُرُوعِ أُذُنَيْهِ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ (1).
20538 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبَانُ الْعَطَّارُ، حَدَّثَنَا بُدَيْلُ بْنُ مَيْسَرَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَطِيَّةَ مَوْلًى مِنَّا، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ، قَالَ: كَانَ يَأْتِينَا فِي مُصَلَّانَا، فَلَمَّا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ قِيلَ لَهُ: تَقَدَّمْ فَصَلِّهْ (2). قَالَ: لِيُصَلِّ بَعْضُكُمْ حَتَّى أُحَدِّثَكُمْ لِمَ لَا أُصَلِّي بِكُمْ. فَلَمَّا صَلَّى الْقَوْمُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا زَارَ أَحَدُكُمْ قَوْمًا، فَلَا يُصَلِّيَنَّ بِهِمْ، يُصَلِّي بِهِمْ رَجُلٌ مِنْهُمْ "(3).
= عاصم في "الآحاد والمثاني"(923)، والنسائي 2/ 194، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 224، وفي "شرح المشكل"(5837) و (5838)، والطبراني في "الكبير" 19/ (630)، والبيهقي 2/ 25 و 71 من طرق عن سعيد بن أبي عروبة، به.
(1)
حديث صحيح لكن دون ذكر السجود فيه، فهذا الحرف شاذ كما سبق بيانه عند الرواية السالفة برقم (15600). وانظر حديثي ابن عباس وابن عمر السالفين برقم (2308) و (4540).
وانظر (20535).
والحديث أخرجه أبو عوانة 2/ 95 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
(2)
في (م) ونسخة على هامش (س): فصلِّ.
(3)
المرفوع منه حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أبي عطية مولى بني عُقيل. عفان: هو ابن مسلم. وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 3/ 45 من طريق عفان بن مسلم، به. وانظر (20532).
20539 -
حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ -، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ اللَّيْثِيِّ: أَنَّهُ قَالَ لِأَصْحَابِهِ يَوْمًا: أَلَا أُرِيكُمْ كَيْفَ كَانَتْ صَلَاةُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: وَذَلِكَ فِي غَيْرِ حِينِ صَلَاةٍ، فَقَامَ فَأَمْكَنَ الْقِيَامَ، ثُمَّ رَكَعَ فَأَمْكَنَ الرُّكُوعَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ وَانْتَصَبَ قَائِمًا هُنَيَّةً، ثُمَّ سَجَدَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، وَيُكَبِّرُ فِي الْجُلُوسِ، ثُمَّ انْتَظَرَ هُنَيَّةً، ثُمَّ سَجَدَ. قَالَ أَبُو قِلَابَةَ: فَصَلَّى صَلَاةً كَصَلَاةِ شَيْخِنَا هَذَا - يَعْنِي: عَمْرَو بْنَ سَلِمَةَ الْجَرْمِيَّ، وَكَانَ يَؤُمُّ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
قَالَ أَيُّوبُ: فَرَأَيْتُ عَمْرَو بْنَ سَلِمَةَ يَصْنَعُ شَيْئًا لَا أَرَاكُمْ تَصْنَعُونَهُ، كَانَ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ السَّجْدَتَيْنِ اسْتَوَى قَاعِدًا، ثُمَّ قَامَ مِنَ الرَّكْعَةِ الْأُولَى وَالثَّالثةِ (1).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يونس: هو ابن محمد المؤدِّب، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السَّخْتِياني، وأبو قِلابة: هو عبد الله بن زيد الجَرْمي.
وأخرجه البخاري (802) و (818)، والطحاوي في "شرح المعاني" 4/ 354، وفي "شرح المشكل"(6069)، والطبراني في "الكبير" 19/ (633) من طرق عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد. ورواية غير الطحاوي مختصرة. وتحرفت في المطبوع من "شرح المشكل" الركعة الثالثة إلى الثانية.
وسلف تخريج الحديث عن إسماعيل ابن عُليَّة، عن أيوب برقم (15599)، ويستدرك هنا: البخاري (677) و (824)، والطبراني في "الكبير" 19/ (634)، والبيهقي 2/ 123 - 124 من طريق وهيب بن خالد، وأبو داود (842) من طريق إسماعيل ابن علية، كلاهما عن أيوب، به.
حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ الْمُزَنِيِّ
20540 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ. وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ صُهْبَانَ، عَنِ ابْنِ مُغَفَّلٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنِ الْخَذْفِ، وَقَالَ:" إِنَّهُ لَا يَنْكَأُ عَدُوًّا، وَلَا يَصِيدُ صَيْدًا، وَلَكِنَّهُ يَكْسِرُ السِّنَّ، وَيَفْقَأُ الْعَيْنَ "(1).
20541 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ (2)، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ الْعَلَاءِ، عَنِ الْحَسَنِ
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (1954)(55)، وابن ماجه (3627) من طريق محمد بن جعفر وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (914)، والبخاري في "الصحيح"(4841) و (6220)، وفي "الأدب المفرد"(905)، ومسلم (1954)(55)، وأبو داود (5270)، وابن ماجه (3227)، وأبو عوانة 5/ 185 و 186، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 124، والبيهقي 9/ 248 من طرق عن شعبة، به -وبعضهم يختصره.
وسيأتي من طريق عقبة بن صُهبان برقم (20573).
وسيأتي من طريق عبد الله بن بريدة برقم (20561)، ومن طريق سعيد بن جبير برقم (20551) و (20570)، كلاهما عن عبد الله بن مغفَّل.
وسلف عن ابن بريدة برقم (16794)، وعن سعيد بن جبير برقم (16808).
(2)
أقحم في (م) بين وكيع وأبي سفيان: سليمان وهو خطأ.
عَنِ ابْنِ مُغَفَّلٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ وَأَنْتُمْ فِي مَرَابِضِ الْغَنَمِ فَصَلُّوا، وَإِذَا حَضَرَتْ وَأَنْتُمْ فِي أَعْطَانِ الْإِبِلِ فَلَا تُصَلُّوا، فَإِنَّهَا خُلِقَتْ مِنَ الشَّيَاطِينِ "(1).
20542 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ مُغَفَّلٍ يَقُولُ: قَرَأَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَامَ الْفَتْحِ فِي مَسِيرِهِ سُورَةَ الْفَتْحِ عَلَى رَاحِلَتِهِ - وَقَالَ مَرَّةً: نَزَلَتْ سُورَةُ الْفَتْحِ وَهُوَ فِي مَسِيرٍ لَهُ، فَجَعَلَ يَقْرَأُ وَهُوَ عَلَى رَاحِلَتِهِ - قَالَ فَرَجَّعَ فِيهَا. قَالَ: فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: لَوْلَا أَنْ أَكْرَهَ أَنْ يَجْتَمِعَ النَّاسُ عَلَيَّ، لَحَكَيْتُ لَكُمْ قِرَاءَتَهُ (2).
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، أبو سفيان بن العلاء ترجم له البخاري في "الكنى" 9/ 39، فقال: قال يحيى القطان: كنت أشتهي أن أسمع منه حديث الحسن عن عبد الله بن مغفل، كان يقول فيه: حدثني ابن مغفل. كان شعبة يروي عنه، وروى عنه وكيع. قلنا: وهو متابع، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. الحسن: هو البصري، وقد سمع من عبد الله بن مغفل كما هو مبيَّن عند الرواية (16788).
وسيأتي من طرق عن الحسن بالأرقام (20556) و (20557) و (20571).
وسلف الحديث في مسند المدنيين برقم (16788) و (16799).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (794)(237)، وابن حبان (748) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وسيأتي من طرق عن شعبة بالأرقام (20543) و (20558) و (20565).
وسلف في مسند المدنيين برقم (16789) عن عبد الله بن إدريس عن شعبة.
20543 -
حَدَّثَنَا شَبَابَةُ وَأَبُو طَالِبِ بْنُ جَابَانَ الْقَارِئُ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، مِثْلَ هَذَا الْحَدِيثِ. قَالَ ابْنُ جَابَانَ فِي حَدِيثِهِ: آ آ (1).
20544 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ وَابْنُ جَعْفَرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا كَهْمَسُ بْنُ الْحَسَنِ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ - قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ فِي حَدِيثِهِ: أَخْبَرَنِي ابْنِ بُرَيْدَةَ (2) -، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " بَيْنَ كُلِّ أَذَانَيْنِ صَلَاةٌ - ثَلَاثَ مَرَّاتٍ - لِمَنْ شَاءَ "(3).
20545 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ غِيَاثٍ، حَدَّثَنِي أَبُو نَعَامَةَ
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين من جهة شبابة -وهو ابن سوار-، وأما متابعه أبو طالب -وهو حفص- بن جابان، فمجهول، قاله أبو حاتم الرازي.
وأخرجه البخاري (7540)، وأبو عوانة في فضائل القرآن كما في "إتحاف المهرة" 10/ 563 من طريق شبابة بن سوار، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله.
(2)
ما بين المعترضتين سقط من (م).
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن جعفر: هو محمد، وابن بريدة: هو عبد الله.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 356، ومسلم (838)، وابن ماجه (1162)، والترمذي (1162) من طريق وكيع وحده، بهذا الإسناد.
وسيتكرر عن محمد بن جعفر وحده برقم (20560).
وسيأتي من طريق كهمس وسعيد الجريري معاً برقم (20574).
وسلف في مسند المدنيين برقم (16790) عن يحيى القطان عن كهمس.
قوله: "أذانين" قال السندي، أي: الأذان والإقامة.
"صلاة" أي: نافلة، ولهذا قال:"لمن شاء".
عَنِ ابْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ، قَالَ: كَانَ أَبُونَا إِذَا سَمِعَ أَحَدًا مِنَّا يَقُولُ: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، يَقُولُ: أهِي أهِي، صَلَّيْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، فَلَمْ أَسْمَعْ أَحَدًا مِنْهُمْ يَقُولُ: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1).
20546 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيِّ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ أَوْ عَنْ غَيْرِهِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ - وَكَانَ أَحَدَ الرَّهْطِ الَّذِينَ نَزَلَتْ فِيهِمْ هَذِهِ الْآيَةُ:{وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ} إِلَى آخِرِ
(1) إسناده حسن في الشواهد، ابن عبد الله بن مغفل: هو يزيد كما جاء مصرحاً به في الرواية السالفة برقم (16787) وهو قد روى عنه جمع وحسن له الترمذي. أبو نعامة: هو قيس بن عباية الحنفي.
وأخرجه النسائي 2/ 135 من طريق خالد بن الحارث، والبيهقي 2/ 52 من طريق روح بن عبادة، كلاهما عن عثمان بن غياث، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (20559)، وسلف في مسند المدنيين برقم (16787).
قوله: "يقول بسم الله الرحمن الرحيم" قال السندي، أي: يجهر بها في الصلاة.
"أهي"، أي: البسملة من الصلاة أو "أهي"، أي: البدعة تأتي بها. قلنا: هكذا وقع في (م) و (س): "أهي أهي"، وفي (ظ 10) و (ق): أهي هي، وفي نسخة في هامش (س): هي هي.
تنبيه: أورد الحافظ الزيلعي هذا الحديث في "نصب الراية" 1/ 332 و 333 عن "المسند" ووقع فيه: "عن بَني عبد الله بن مغفل"، وذكر أن بنيه الذين يروى عنهم: يزيد وزياد ومحمد.
ووقع فيه أيضاً مكان قوله "أهي أهي": أي بني!
الْآيَةِ [التوبة: 92]- قَالَ: إِنِّي لَآخِذٌ بِغُصْنٍ مِنْ أَغْصَانِ الشَّجَرَةِ أُظَلِّلُ (1) بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُمْ يُبَايِعُونَهُ، فَقَالُوا: نُبَايِعُكَ عَلَى الْمَوْتِ؟ قَالَ: " لَا، وَلَكِنْ لَا تَفِرُّوا "(2).
20547 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا أَبُو سُفْيَانَ. وَابْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَوْلَا أَنَّ الْكِلَابَ أُمَّةٌ مِنَ الْأُمَمِ، لَأَمَرْتُ بِقَتْلِهَا، فَاقْتُلُوا مِنْهَا كُلَّ أَسْوَدَ بَهِيمٍ "(3).
(1) في (م) ونسخة على هامش (س): أُظلُّ.
(2)
إسناده ضعيف، أبو جعفر الرازي -وهو عيسى بن عبد الله بن ماهان- سيئ الحفظ.
وأخرجه الطبري في "التفسير" 10/ 212 من طريق وكيع، بهذا الإسناد مختصراً. وفي إسناده تحريف يُقوَّم من هنا.
قلنا: وقد ثبت عن جابر بن عبد الله فيما سلف برقم (14114) و (14823)، وعن معقل بن يسار فيما سلف برقم (20393) موقوفاً عليهما: أنهم لم يبايعوا النبي صلى الله عليه وسلم على الموت، وإنما على أن لا يفرُّوا. وانظر لزاماً الشواهد التي أوردناها عند الموضع الأول من حديث جابر.
(3)
إسناده الأول حسن من أجل أبي سفيان -وهو ابن العلاء-، وقد تكلمنا عليه عند الحديث السالف برقم (20541)، وأما إسناده الثاني فصحيح على شرط الشيخين، وقد صرح الحسن بسماعه في الحديث الذي يليه. ابن جعفر: هو محمد المعروف بغُندَر، وعوف: وهو ابن أبي جميلة الأعرابي، والحسن: هو البصري.
وأخرجه ابن حبان (5656) من طريق شعبة، عن أبي سفيان بن العلاء، =
20548 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ الْعَلَاءِ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَوْلَا أَنَّ الْكِلَابَ أُمَّةٌ مِنَ الْأُمَمِ، لَأَمَرْتُ بِقَتْلِهَا، فَاقْتُلُوا مِنْهَا كُلَّ أَسْوَدَ بَهِيمٍ ".
قَالَ: فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، مِمَّنْ سَمِعْتَ هَذَا؟ قَالَ: فَقَالَ: حَدَّثَنِيهِ - وَحَلَفَ - عَبْدُ اللهِ بْنُ مُغَفَّلٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مُنْذُ كَذَا وَكَذَا، وَلَقَدْ حَدَّثَنَا فِي ذَلِكَ الْمَجْلِسِ (1).
20549 -
حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ بْنُ أَبِي رَائِطَةَ الْحَذَّاءُ التَّمِيمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ أَوْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ الْمُزَنِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اللهَ اللهَ فِي أَصْحَابِي، اللهَ اللهَ فِي أَصْحَابِي، لَا تَتَّخِذُوهُمْ غَرَضًا بَعْدِي، فَمَنْ أَحَبَّهُمْ فَبِحُبِّي أَحَبَّهُمْ، وَمَنْ أَبْغَضَهُمْ فَبِبُغْضِي
= بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد بن حميد (503)، والدارمي (2008) عن سعيد بن عامر، وعبد بن حميد (503)، والطحاوي 4/ 54 من طريق هوذة بن خليفة، كلاهما عن عوف بن أبي جميلة، به.
وسيأتي عن وكيع وحده مكرراً برقم (20548)، وعن محمد بن جعفر وحده مكرراً برقم (20562).
وسلف ضمن الحديث (16788)، وسيأتي ضمن الحديث (20571) وكلاهما من طريق يونس بن عُبيد عن الحسن.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. وهو مكرر ما قبله.
أَبْغَضَهُمْ، وَمَنْ آذَاهُمْ فَقَدْ آذَانِي، وَمَنْ آذَانِي فَقَدْ آذَى اللهَ، وَمَنْ آذَى اللهَ فَيُوشِكُ أَنْ يَأْخُذَهُ " (1).
• 20550 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (2)، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَوْنٍ الْخَرَّازُ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عَبِيدَةَ بْنِ أَبِي رَائِطَةَ، بِمِثْلِ هَذَا الْحَدِيثِ (3).
20551 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، أَنَّ قَرِيبًا لِعَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ خَذَفَ، فَنَهَاهُ، وَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنِ الْخَذْفِ، وَقَالَ:" إِنَّهَا لَا تَصِيدُ صَيْدًا، وَلَا تَنْكَأُ عَدُوًّا، وَلَكِنَّهَا تَكْسِرُ السِّنَّ، وَتَفْقَأُ الْعَيْنَ ".
قَالَ: فَعَادَ، فَقَالَ: حَدَّثْتُكَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْهَا، ثُمَّ
(1) إسناده ضعيف لجهالة عبد الرحمن بن زياد أو عبد الرحمن بن عبد الله.
وهو في "فضائل الصحابة" للمصنف (1)، ومن طريق المصنف أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 9/ 123.
وسيأتي مكرراً برقم (20578). وسلف في مسند المدنيين برقم (16803)، وانظر تمام تخريجه هناك.
قوله: "الله الله" قال السندي: بالنصب، أي: راعُوه واتَّقوه واذكروه وخافُوه "في أصحابي"، أي: في شأنهم.
"غَرَضاً" بفتحتين وإعجام الغين، أي: مرمى السهام، يعني: السبّ والطعن.
(2)
في (م) و (س): حدثنا عبد الله حدثني أبي، على أنه من رواية الإمام أحمد، وهو خطأ، والصواب أن هذا الإسناد من زيادات ابنه كما في "فضائل الصحابة" و"الإتحاف" 10/ 567.
(3)
إسناده ضعيف كسابقه. وهو بهذا الإسناد في "فضائل الصحابة"(2).
عُدْتَ! لَا أُكَلِّمُكَ أَبَدًا (1).
20552 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنِي أَبِي. حَدَّثَنَا حُسَينٌ وَعَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" صَلُّوا قَبْلَ الْمَغْرِبِ رَكْعَتَيْنِ " ثُمَّ قَالَ: " صَلُّوا قَبْلَ الْمَغْرِبِ رَكْعَتَيْنِ " ثُمَّ قَالَ عِنْدَ الثَّالِثَةِ: " لِمَنْ شَاءَ ". كَرَاهِيَةَ أَنْ يَتَّخِذَهَا النَّاسُ سُنَّةً (2).
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، لكن سعيد ابن جبير لم يسمع من عبد الله بن مغفل كما سبق بيانه برقم (16808).
وأخرجه مسلم (1954)(56)، وابن ماجه (3226) من طريق إسماعيل ابن عُليَّة، بهذا الإسناد.
وسيأتي من طريق سعيد بن جبير برقم (20570)، وسلف في مسند المدنيين برقم (16808). وأنظر ما سلف برقم (20540).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث ابن سعيد، وحسين شيخ المصنف: هو ابن محمد بن بَهْرام المرُّوذي، وحسين شيخ عبد الوارث: هو ابن ذكوان المعلِّم.
وأخرجه ابن حبان (1588) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه البغوي (894) من طريق عفان بن مسلم، وحده، به.
وأخرجه البخاري (1183) و (7368)، وابن خزيمة (1289) من طريق أبي معمر عبد الله بن عمرو، وأبو داود (1281)، والدارقطني 1/ 265 - 266، والبيهقي 2/ 474 من طريق عبيد الله بن عمر، كلاهما عن عبد الوارث بن سعيد، به. ولم يذكر البخاري في روايتيه: ركعتين.
وانظر (20544). =
20553 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ الْمُزَنِيُّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا تَغْلِبَنَّكُمُ الْأَعْرَابُ عَلَى اسْمِ صَلَاةِ الْمَغْرِبِ " قَالَ: " وَتَقُولُ الْأَعْرَابُ: هِيَ الْعِشَاءُ "(1).
20554 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ - قَالَ عَفَّانُ فِي حَدِيثِهِ: أَخْبَرَنَا الْجُرَيْرِيُّ - عَنْ أَبِي نَعَامَةَ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ مُغَفَّلٍ سَمِعَ ابْنَهُ يَقُولُ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْقَصْرَ الْأَبْيَضَ، عَنْ يَمِينِ الْجَنَّةِ، إِذَا دَخَلْتُهَا. فَقَالَ: يَا بُنَيَّ سَلِ اللهَ الْجَنَّةَ، وَعُذْ بِهِ مِنَ النَّارِ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:
= قوله: "كراهية أن يتخذها الناس سُنَّة" قال الصحب الطبري -كما في "الفتح" 3/ 60 - : لم يُرِدْ نفيَ استحبابها، لأنه لا يمكن أن يأمر بما لا يستحبُّ، بل هذا الحديث من أقوى الأدلة على استحبابها، ومعنى قوله:"سُنَّة"، أي: شريعة، وطريقة لازمة، وكأن المراد انحطاط رتبتها عن رواتب الفرائض.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البيهقي 1/ 372 من طريق عيد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن خزيمة (341)، وأبو نعيم في "مستخرجه" كما في "الفتح" 2/ 44 من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، به. وسقط من مطبوع "صحيح" ابن خزيمة من إسناده:"عن أبيه"، ويستدرك من "إتحاف المهرة" 10/ 560.
وأخرجه البخاري (563) عن أبي معمر عبد الله بن عمرو المقعد، عن عبد الوارث بن سعيد، به.
" يَكُونُ قَوْمٌ يَعْتَدُونَ فِي الدُّعَاءِ وَالطَّهُورِ "(1).
20555 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ قَالَ: كُنَّا مُحَاصِرِي (2) قَصْرَ خَيْبَرَ، فَأَلْقَى إِلَيْنَا رَجُلٌ جِرَابًا فِيهِ شَحْمٌ، فَذَهَبْتُ آخُذُهُ، فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَاسْتَحْيَيْتُ (3).
20556 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْخَفَّافُ. قَالَ: سُئِلَ سَعِيدٌ عَنِ الصَّلَاةِ فِي أَعْطَانِ الْإِبِلِ، فَأَخْبَرَنَا عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِذَا - يَعْنِي - أَدْرَكَتْكَ الصَّلَاةَ وَأَنْتَ فِي أَعْطَانِ الْإِبِلِ، فَلَا تُصَلِّ، وَإِذَا
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد منقطع، فإن أبا نعامة -وهو قيس بن عَبَاية الحنفي- لم يسمع من عبد الله بن مغفل، وقد سلف الكلام عليه مفصلاً برقم (16796). الجريري: هو سعيد بن إياس.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 288، وعنه ابن ماجه (3864) عن عفان بن مسلم وحده، بهذا الإسناد.
(2)
في (م) ونسخة على هامش (س): محاصرين، وهو صحيح أيضاً.
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (3153) و (4214) و (5508)، ومسلم (1772)(73)، وأبو عوانة 4/ 110، وابن عدي في "الكامل" 2/ 692، والبيهقي في "السنن" 9/ 59 و 10/ 9، وفي "الدلائل" 4/ 241 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (20567)، وسلف من طريق سليمان بن المغيرة عن حميد ابن هلال برقم (16791).
(4)
المثبت من (س)، وفي (ظ 10) و (ق) و (م): أدركتَ.
أَدْرَكَتْكَ فِي مَرَابِضِ الْغَنَمِ، فَصَلِّ إِنْ شِئْتَ " (1).
20557 -
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ كَرِيْزٍ الْخُزَاعِيُّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ الْمُزَنِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَا تُصَلُّوا فِي عَطَنِ الْإِبِلِ، فَإِنَّهَا مِنَ الْجِنِّ خُلِقَتْ، أَلَا تَرَوْنَ عُيُونَهَا وَهَيْئَتُهَا (2) إِذَا نَفَرَتْ، وَصَلُّوا فِي مُرَاحِ الْغَنَمِ، فَإِنَّهَا هِيَ أَقْرَبُ مِنَ الرَّحْمَةِ "(3).
(1) إسناده قوي على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الوهاب بن عطاء الخفاف، فمن رجال مسلم، وهو صدوق لا بأس به. سعيد: هو ابن أبي عروبة.
وأخرجه عبد بن حميد (501)، والبيهقي 2/ 448 من طريق محمد بن بشر العبدي، والبيهقي 2/ 448 من طريق جعفر بن عون، كلاهما عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد.
وانظر (20541).
(2)
في (م) و (س): وهِبابَها، وعليها شرح السندي فقال: ضبط بكسر الهاء، يقال: هبَّ البعير هِباباً، إذا نشط في السير.
(3)
إسناده حسن. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزهري، وابن إسحاق: هو محمد.
وأخرجه الشافعي 1/ 67 - 68، ومن طريقه البيهقي 2/ 449، والبغوي (504) عن إبراهيم بن محمد، عن عبيد الله بن طلحة، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله.
قال السندي: قوله: "أقرب من الرحمة" لضعفها فلا يُخافُ منها التشويش على المصلي كما يُخافُ من جهة الإبل.
20558 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَبُو إِيَاسٍ أَنْبَأَنَا، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ مُغَفَّلٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ وَهُوَ عَلَى نَاقَتِهِ قَرَأَ سُورَةَ الْفَتْحِ. قَالَ: فَقَرَأَ أَبُو إِيَاسٍ، ثُمَّ رَجَّعَ، وَقَالَ: لَوْلَا أَنْ يَجْتَمِعَ النَّاسُ عَلَيَّ لَقَرَأْتُ بِهَذَا اللَّحْنِ (1).
20559 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْجُرَيْرِيِّ سَعِيدِ بْنِ إِيَاسٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عَبَايَةَ، حَدَّثَنِي ابْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ قَالَ: سَمِعَنِي أَبِي وَأَنَا أَقْرَأُ {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ: يَا بُنَيَّ، إِيَّاكَ وَالْحَدَثَ فِي الْإِسْلَامِ، فَإِنِّي صَلَّيْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَخَلْفَ أَبِى بَكْرٍ، وَخَلْفَ عُمَرَ وَعُثْمَانَ، فَكَانُوا لَا يَسْتَفْتِحُونَ الْقِرَاءَةَ بِبِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، وَلَمْ أَرَ رَجُلًا قَطُّ أَبْغَضَ إِلَيْهِ الْحَدَثُ مِنْهُ (2).
20560 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا كَهْمَسٌ، حَدَّثَنِي ابْنُ بُرَيْدَةَ، قَالَ:
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو إياس: هو معاوية بن قرة. وانظر (20542).
قوله: "بهذا اللحن" عنى به التطريب وترجيع الصوت.
(2)
إسناده حسن في الشواهد. وسلف الكلام عليه برقم (20545). عفان: هو ابن مسلم، ووهيب. هو ابن خالد.
وأخرجه البخاري في "القراءة خلف الإمام"(130) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد ومختصراً. وانظر (16787).
قَالَ ابْنُ مُغَفَّلٍ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " بَيْنَ كُلِّ أَذَانَيْنِ صَلَاةٌ، بَيْنَ كُلِّ أَذَانَيْنِ صَلَاةٌ، بَيْنَ كُلِّ أَذَانَيْنِ صَلَاةٌ (1)، لِمَنْ شَاءَ "(2).
20561 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا كَهْمَسٌ، حَدَّثَنِي ابْنُ بُرَيْدَةَ، عَنِ ابْنِ مُغَفَّلٍ قَالَ: رَأَى رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِهِ يَخْذِفُ، فَقَالَ: لَا تَخْذِفْ، فَإِنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَكْرَهُ الْخَذْفَ - أَوْ قَالَ: يَنْهَى عَنْهُ، كَهْمَسٌ يَقُولُ ذَلِكَ - فَإِنَّهَا لَا يُنْكَأُ بِهَا عَدُوٌّ، وَلَا يُصَادُ بِهَا صَيْدٌ، وَلَكِنَّهَا تَفْقَأُ الْعَيْنَ، وَتَكْسِرُ السِّنَّ. ثُمَّ رَآهُ بَعْدَ ذَلِكَ يَخْذِفُ، فَقَالَ: أُخْبِرُكَ أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَنْهَى عَنِ الْخَذْفِ - أَوْ يَكْرَهُهُ - ثُمَّ أَرَاكَ تَخْذِفُ، لَا أُكَلِّمُكَ كَلِمَةً (3) كَذَا وَكَذَا (4).
20562 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَوْلَا أَنَّ الْكِلَابَ أُمَّةٌ مِنَ الْأُمَمِ لَأَمَرْتُ بِقَتْلِهَا، وَلَكِنْ اقْتُلُوا مِنْهَا كُلَّ أَسْوَدَ بَهِيمٍ "(5).
(1) قوله: "بين كل أذانين صلاة" في المرة الثالثة ليس في (م) و (س).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (20544).
(3)
لفظة "كلمة" ليست في (ظ 10) و (س)، وهي من (م) و (ق) ونسخة في (س).
(4)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وقد سلف في مسند المدنيين من طريق كهمس برقم (16794). وانظر (20540).
(5)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (20547).
20563 -
حَدَّثَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، حَدَّثَنِي أَشْعَثُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَبُولَ الرَّجُلُ فِي مُسْتَحَمِّهِ، فَإِنَّ عَامَّةَ الْوَسْوَاسِ مِنْهُ (1).
(1) صحيح لغيره دون قوله: "فإن عامة إلى الوسواس منه" وهو موقوف، وهذا إسناد رجاله ثقات إلا أن الحسن البصري لم يصرح بسماعه من عبد الله ابن المغفل وقال الترمذي بعد ما أخرجه من هذا الطريق: حديث غريب، لا نعرفه مرفوعاً إلا من حديث الأشعث بن عبد الله. عبد الله. هو ابن المبارك.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 429، والترمذي (21)، والنسائي 1/ 34، وابن حبان (1255)، والحاكم 1/ 167 و 185 من طرق عن عبد الله ابن المبارك، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (30569) عن عبد الرزاق، عن معمر.
ورواه قتادة، فاختلف عليه فيه، فقد أخرج البيهقي 1/ 98 من طريق يزيد ابن إبراهيم، عن قتادة، عن سعيد، عن الحسن، عن عبد الله بن مغفل: أنه كان يكره البول في المغتسل، وقال: إن منه الوسواس.
وأخرج الحاكم 1/ 185، وعنه البيهقي 1/ 98 من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن عقبة بن صُهْبان، عن عبد الله بن مغفل قال: نُهي أو زُجِر أن يبال في المغتسل. وعقبة بن صهبان ثقة.
وأخرج ابن أبي شيبة 1/ 112، والبخاري في "تاريخه" 6/ 431، والعقيلي في "الضعفاء" 1/ 29، والبيهقي 1/ 98 من طريق شعبة، عن قتادة، عن عقبة ابن صهبان، عن ابن مغفل: أنه سئل عن الرجل يبول في مغتسله؟ قال: يخاف منه الوسواس.
وله شاهد دون قوله: "إن عامة الوسواس منه " فيما سلف برقم (17011) من طريق حميد الحميري عن رجل صحب النبي صلى الله عليه وسلم. وإسناده صحيح.
قوله: "في مستحمه" قال الخطابي في "معالم السنن": المستحَمُّ المغتسل =
20564 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ عَطِيَّةَ، قَالَ: سَأَلَتُ الْحَسَنَ عَنِ الرَّجُلِ يَتَّخِذُ الْكَلْبَ فِي دَارِهِ؟ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُغَفَّلٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " مَنْ اتَّخَذَ كَلْبًا نَقَصَ مِنْ أَجْرِهِ كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطٌ "(1).
20565 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَبَهْزٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُعَاوِيَةَ - قَالَ بَهْزٌ فِي حَدِيثِهِ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ - قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ مُغَفَّلٍ الْمُزَنِيَّ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ عَلَى نَاقَتِهِ يَقْرَأُ سُورَةَ الْفَتْحِ. قَالَ: فَقَرَأَ ابْنُ مُغَفَّلٍ وَرَجَّعَ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: لَوْلَا النَّاسُ لَأَخَذْتُ لَكُمْ بِذَاكَ الَّذِي ذَكَرَهُ ابْنُ مُغَفَّلٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
قَالَ بَهْزٌ فِي حَدِيثِهِ: أَوْ حَمَلَهُ عَلَى نَاقَتِهِ، قَالَ: فَقَرَأَ سُورَةَ الْفَتْحِ فَرَجَّعَ فِيهَا، قَالَ أَبُو إِيَاسٍ: لَوْلَا أَنِّي أَخْشَى أَنْ يَجْتَمِعَ
= ويسمى مستحمًّا باسم الحميم: وهو الماء الحار الذي يغتسلُ به، وإنما نهي عن ذلك إذا لم يكن المكان جَدداً صلباً، أو لم يكن مسلكٌ ينفذ فيه البول، ويسيل فيه الماء، فيوهم المغتسل أنه أصابه من قطره ورشاشه فيورثُه الوسواس.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد، فإن الحكم بن عطية ليس بالقوي، لكن يعتبر به، وقد توبع، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد.
وسيأتي برقم (20568) و (20576)، وضمن حديث برقم (20571) من طرق عن الحسن البصري. وانظر ما سيأتي برقم (20566).
قال السندي: قوله: "من اتخذ كلباً"، أي: من غير ضرورة، وإلا فقد جاء استثناء كلب الزرع ونحوه.
النَّاسُ عَلَيَّ لَرَجَّعْتُ كَمَا رَجَّعَ (1).
20566 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَبَهْزٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، قَالَ: سَمِعْتُ مُطَرِّفًا يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ، قَالَ: أَمَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِقَتْلِ الْكِلَابِ، ثُمَّ قَالَ:" مَا لَكُمْ وَلِلْكِلَابِ " ثُمَّ رَخَّصَ فِي كَلْبِ الصَّيْدِ وَالْغَنَمِ، وَقَالَ فِي الْإِنَاءِ:" إِذَا وَلَغَ فِيهِ الْكَلْبُ اغْسِلُوهُ سَبْعَ مَرَّاتٍ، وَعَفِّرُوهُ فِي الثَّامِنَةِ بِالتُّرَابِ "(2).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. بهز: هو ابن أسد، وأبو إياس: هو معاوية بن قرة نفسه.
وأخرجه مسلم (794)(238) من طريق محمد بن جعفر وحده، بهذا الإسناد.
وانظر (20542).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. بهز: هو ابن أسد، وأبو التياح: هو يزيد بن حُميد الضُّبعي، ومطرِّف: هو ابن عبد الله بن الشِّخِّير.
وأخرجه تاماً ومختصراً مسلم (280) و (1573)(49)، وابن ماجه (3201) من طريق محمد بن جعفر وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي 1/ 177، والدارقطني 1/ 65 من طريق بهز بن أسد وحده، به.
وسلف الحديث في مسند المدنيين عن يحيى القطان عن شعبة برقم (16792).
وانظر ما سيأتي برقم (20568).
قوله: "إذا ولغ فيه الكلب" قال السندي: يقال: وَلَغ الكلب يَلَغ، بفتح اللام فيهما، أي: شرب بطرف لسانه.
"وعفِّروه"، أي: الإناء، وهو أمر من التعفير، وهو التمريغ في التراب.
قلنا: وأما قوله: "في الثامنة بالتراب" فقد قال النووي في "شرح مسلم" =
20567 -
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ أَبُو دَاوُدٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ، قَالَ: دُلِّيَ جِرَابٌ مِنْ شَحْمٍ يَوْمَ خَيْبَرَ فَنَزَوْتُ وَأَخَذْتُهُ، فَنَظَرْتُ فَإِذَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَاسْتَحْيَيْتُ مِنْهُ (1).
20568 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ اتَّخَذَ كَلْبًا لَيْسَ بِكَلْبِ صَيْدٍ أَوْ كَلْبِ غَنَمٍ أَوْ كَلْبِ زَرْعٍ، فَإِنَّهُ يُنْتَقَصُ مِنْ عَمَلِهِ كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطٌ "(2).
20569 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، أَخْبَرَنِي أَشْعَثُ، عَنِ الْحَسَنِ
= 3/ 185: مذهبنا ومذهب الجماهير أن المراد: أغسلوه سبعاً واحدة منهن بالتراب مع الماء، فكأن التراب قائم مقام غسلةٍ فسمِّيت ثامنة لهذا، والله أعلم.
وانظر الكلام على حديث أبي هريرة السالف يرقم (7604).
وانظر لزاماً اختلاف العلماء في العدد الذي يغسل الإناء من ولوغ الكلب فيه في "الأوسط" 1/ 304 - 308، و"شرح معاني الآثار" 10/ 21 - 24 و"مختصر اختلاف العلماء" 1/ 117 - 119 لأبي بكر الرازي، و"فتح الباري" 1/ 275 - 278.
(1)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن داود -وهو الطيالسي- فمن رجال مسلم.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 439 و 14/ 467، ومسلم (1772)(73)، وأبو عوانة 4/ 110، والبيهقي 9/ 59 من طريق أبي داود الطيالسي بهذا الإسناد.
وانظر (20555).
(2)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. عوف: هو ابن أبي جميلة الأعرابي. وانظر (20564).
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَبُولَنَّ أَحَدُكُمْ فِي مُسْتَحَمِّهِ ثُمَّ يَتَوَضَّأُ فِيهِ، فَإِنَّ عَامَّةَ الْوَسْوَاسِ مِنْهُ "(1).
20570 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ فَخَذَفَ رَجُلٌ عِنْدَهُ مِنْ قَوْمِهِ
…
فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ إِسْمَاعِيلَ ابْنِ عُلَيَّةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: أَنَّ قَرِيبًا لِعَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ خَذَفَ فَنَهَاهُ (2).
20571 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَوْلَا أَنَّ الْكِلَابَ أُمَّةٌ مِنَ الْأُمَمِ، لَأَمَرْتُ بِقَتْلِهَا، فَاقْتُلُوا الْأَسْوَدَ الْبَهِيمَ.
(1) صحيح لغيره دون قوله: "فإن عامة الوسواس منه" فهو موقوف، وهذا إسناد رجاله ثقات، إلا أن الحسن البصري لم يصرح بسماعه من عبد الله بن المغفل. أشعث: هو ابن عبد الله الحُدَّاني.
وأخرجه أبو داود (27)، والحاكم 1/ 167، والبيهقي 1/ 98 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (978)، ومن طريقه أخرجه عبد بن حميد (505)، وأبو داود (27)، وابن ماجه (304)، وابن الجارود (35)، والعقيلي في "الضعفاء" 1/ 29، والبيهقي 1/ 98.
وانظر (20563).
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد منقطع بين سعيد بن جبير وعبد الله بن مغفَّل كما سلف بيانه برقم (16808) مكرراً عن عبد الرزاق. وحديث إسماعيل ابن عُلية سلف برقم (20551).
وَأَيُّمَا قَوْمٍ اتَّخَذُوا كَلْبًا لَيْسَ بِكَلْبِ صَيْدٍ أَوْ زَرْعٍ أَوْ مَاشِيَةٍ، نَقَصَ مِنْ أُجُورِهِمْ (1) كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطٌ ".
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " صَلُّوا فِي مَرَابِضِ الْغَنَمِ، وَلَا تُصَلُّوا فِي مَبَارِكِ الْإِبِلِ، فَإِنَّهَا خُلِقَتْ مِنَ الشَّيَاطِينِ "(2).
20572 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" يَقْطَعُ الصَّلَاةَ الْمَرْأَةُ وَالْحِمَارُ وَالْكَلْبُ "(3).
20573 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ صُهْبَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ نَهَى عَنِ الْخَذْفِ، وَقَالَ:" إِنَّهُ لَا يُصَادُ بِهِ صَيْدٌ، وَلَا يُنْكَأُ بِهِ عَدُوٌّ، وَلَكِنَّهَا تَفْقَأُ الْعَيْنَ، وَتَكْسِرُ السِّنَّ " وَقَالَ يَزِيدُ مَرَّةً: " لَا يُصَادُ بِهَا صَيْدٌ، وَلَا يُنْكَأُ بِهَا عَدُوٌّ "(4).
(1) في (ظ 10) ونسخة في (س): أجرهم.
(2)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، وسماع الحسن لهذا الحديث من عبد الله بن مغفل سلف الكلام عليه برقم (16788) عن إسماعيل ابن عُلية، عن يونس بن عُبيد. عبد الأعلى: هو ابن عبد الأعلى السامي.
ولقسمه الأول انظر (20547)، وللثاني انظر (20568)، وللثالث انظر (20541).
(3)
صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، عبد الأعلى: هو ابن عبد الأعلى السامي، وسعيد: هو ابن أبي عروبة. وهو مكرر (16797).
(4)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، =
20574 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْجُرَيْرِيُّ وَكَهْمَسٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " عِنْدَ كُلِّ أَذَانَيْنِ صَلَاةٌ، عِنْدَ كُلِّ أَذَانَيْنِ صَلَاةٌ، عِنْدَ كُلِّ أَذَانَيْنِ صَلَاةٌ، لِمَنْ شَاءَ "(1).
20575 -
حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا أَشْعَثُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ صَلَّى عَلَى جَنَازَةٍ، فَلَهُ قِيرَاطٌ، فَإِنْ انْتَظَرَ حَتَّى يُفْرَغَ مِنْهَا، فَلَهُ قِيرَاطَانِ "(2).
= وسعيد: هو ابن أبي عروبة.
وسلف من طريق شعبة عن قتادة برقم (20540).
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، والجُريري: هو سعيد بن إياس، وكهمس: هو ابن الحسن.
وأخرجه ابن خزيمة (1287)، وأبو عوانة 2/ 31 و 265 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارقطني 1/ 266 من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، عن الجريري وكهمس، به.
وأخرجه الدارمي (1440)، والبيهقي 2/ 474 من طريق يزيد بن هارون، عن الجريري وحده، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 356 - 357، والبخاري (624)، ومسلم (838)(304)، وأبو داود (1283)، وابن خزيمة (1287)، وأبو عوانة 2/ 31، وابن حبان (1560)، والدارقطني 1/ 266 من طرق عن الجُريري وحده، به. وانظر (20544).
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات، لكن فيه عنعنة الحسن -وهو البصري-. روح: هو ابن عبادة، وأشعث: هو ابن عبد الملك الحُمراني. =
20576 -
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ اتَّخَذَ كَلْبًا لَيْسَ بِكَلْبِ صَيْدٍ وَلَا زَرْعٍ وَلَا غَنَمٍ، فَإِنَّهُ يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِهِ كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطٌ "(1).
20577 -
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ أَبُو زَيْدٍ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، حَدَّثَنِي فُضَيْلُ بْنُ زَيْدٍ الرَّقَاشِيُّ - قَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ فِي حَدِيثِهِ: عَنْ فُضَيْلِ بْنِ زَيْدٍ - وَقَدْ غَزَا مَعَ عُمَرَ سَبْعَ غَزَوَاتٍ، قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ مُغَفَّلٍ الْمُزَنِيَّ: مَا حُرِّمَ عَلَيْنَا مِنَ الشَّرَاب؟ قَالَ: الْخَمْرُ. قَالَ: فَقُلْتُ: هَذَا فِي الْقُرْآنِ. فَقَالَ: لَا أُخْبِرُكَ إِلَّا مَا سَمِعْتُ مُحَمَّدًا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أَوْ رَسُولَ اللهِ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِمَّا أَنْ يَكُونَ بَدَأَ بِالرِّسَالَةِ أَوْ يَكُونَ بَدَأَ بِالِاسْمِ - فَقُلْتُ: شَرْعِي، إِنِّي (2) اكْتَفَيْتُ. فَقَالَ: نَهَى عَنِ الْحَنْتَمِ، وَهُوَ الْجَرُّ، وَنَهَى عَنِ الدُّبَّاءِ، وَهُوَ الْقَرْعُ، وَنَهَى عَنِ الْمُزَفَّتِ، وَهُوَ مَا لُطِّخَ
= وأخرجه النسائي 4/ 55 من طريق خالد بن الحارث، عن أشعث بن عبد الملك الحمراني، بهذا الإسناد، ولفظه:"من تبع جنازة حتى يفرغ منها فله قيراطان، فإن رجع قبل أن يفرغ منها فله قيراطٌ".
وسلف برقم (16798) من طريق مبارك بن فضالة عن الحسن البصري.
(1)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. سعيد: هو ابن أبي عروبة.
وأخرجه عبد بن حميد (502) عن سعيد بن عامر، بهذا الإسناد. وانظر (20564).
(2)
في (س): بأني، وفي (م): بأبي!
بِالْقَارِ مِنْ زِقٍّ أَوْ غَيْرِهِ، وَنَهَى عَنِ النَّقِيرِ.
قَالَ: فَلَمَّا سَمِعْتُ ذَاكَ اشْتَرَيْتُ أَفِيقَةً، فَهِيَ هُوَ ذَا مُعَلَّقَةٌ يُنْبَذُ فِيهَا (1).
20578 -
حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ بْنُ أَبِي رَائِطَةَ الْحَذَّاءُ التَّمِيمِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادٍ أَوْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ الْمُزَنِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اللهَ اللهَ فِي أَصْحَابِي (2)، لَا تَتَّخِذُوهُمْ غَرَضًا بَعْدِي، فَمَنْ أَحَبَّهُمْ فَبِحُبِّي أَحَبَّهُمْ، وَمَنْ أَبْغَضَهُمْ، فَبِبُغْضِي أَبْغَضَهُمْ، وَمَنْ آذَاهُمْ فَقَدْ آذَانِي، وَمَنْ آذَانِي فَقَدْ آذَى اللهَ وَمَنْ آذَى اللهَ، فَيُوشِكُ أَنْ يَأْخُذَهُ "(3).
(1) إسناده صحيح. سليمان بن داود: هو أبو داود الطيالسي، وثابت أبو زيد: هو ابن يزيد البصري الأحول، وعاصم الأحول: هو ابن سليمان، وعبد الصمد المذكور في الإسناد: هو ابن عبد الوارث العنبري، وهو شيخ المصنف، ولم نقع على روايته لهذا الحديث عند غيره. وأما رواية الطيالسي فهي في "مسنده"(918).
وقد سلف الحديث برقم (16807) عن عفان بن مسلم، عن ثابت الأحول.
وقوله: اشتريت أَفيقة. هو بفتح الهمزة وكسر الفاء وسكون الياء، أي: سقاء.
(2)
قوله: "الله الله في أصحابي" تكرر في (م) ونسخة على هامش (س).
(3)
إسناده ضعيف، وهو مكرر (20549).
حَدِيثُ رِجَالٍ مِنَ الْأَنْصَارِ
20579 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ أَبِي عُمَيْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ عُمُومَتِهِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ جَاءَ رَكْبٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَشَهِدُوا أَنَّهُمْ رَأَوْهُ بِالْأَمْسِ - يَعْنُونَ الْهِلَالَ - فَأَمَرَهُمْ أَنْ يُفْطِرُوا (1)، وَأَنْ يَخْرُجُوا مِنَ الْغَدِ. قَالَ شُعْبَةُ: أُرَاهُ مِنْ آخِرِ النَّهَارِ (2).
(1) في (ظ 10) و (س): فأفطروا.
(2)
إسناده جيد، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي عمير بن أنس، فقد روى له أصحاب "السنن" غير الترمذي، وقد تفرد أبو بشر بالرواية عنه، وصحح حديثه غيرُ واحد من أهل العلم، وقال ابن سعد: كان ثقة قليل الحديث، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وانفرد ابن عبد البر بتجهيله، ولم يُتابع. أبو بشر: هو جعفر بن إياس أبي وحشية.
وأخرجه البغوي في "الجعديات"(1787)، وأبو داود (1157)، والنسائي 3/ 180، والدارقطني 2/ 170، وابن حزم في "المحلى" 5/ 92، والبيهقي 4/ 250، والمزي في ترجمة أبي عمير من "التهذيب" 34/ 142 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وحسنه الدارقطني والبيهقي.
وأخرجه البيهقي 4/ 249 من طريق أبي عوانة الوضاح، عن أبي بشر، به.
وسيأتي برقم (20584) عن هشيم، عن أبي بشر.
وسلف في "المسند" برقم (13974) من طريق سعيد بن عامر، عن شعبة، عن قتادة، عن أنس، أن عمومة له من الأنصار. وبيَّنَّا هناك أنه تفرد به سعيد ابن عامر عن شعبة، وغلط فيه، والصحيح أن شعبة رواه عن أبي بشر. =
20580 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ أَبِي عُمَيْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ عُمُومَةٍ لَهُ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" لَا يَشْهَدُهُمَا مُنَافِقٌ " يَعْنِي: صَلَاةَ الصُّبْحِ وَالْعِشَاءِ.
قَالَ أَبُو بِشْرٍ: يَعْنِي: لَا يُوَاظِبُ عَلَيْهِمَا (1).
20581 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ. وَحَجَّاجٌ، قَالَا: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَلَّامِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِخْوَانُكُمْ فَأَحْسِنُوا إِلَيْهِمْ - أَوْ فَأَصْلِحُوا إِلَيْهِمْ - وَاسْتَعِينُوهُمْ عَلَى مَا غَلَبَكُمْ، وَأَعِينُوهُمْ عَلَى مَا غَلَبَهُمْ ".
= وفي الباب عن رِبْعي بن حِرَاش، عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، سلف برقم (18824).
قوله: "وأن يخرجوا" قال السندي: أي: إلى المصلى لصلاة العيد.
"من آخر النهار"، أي: جاؤوا من آخر النهار، فلذلك أخر الصلاة إلى الغد.
(1)
إسناده جيد كسابقه.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (9486).
وعن أبيّ بن كعب، سيأتي برقم (21265).
قال السندي: "لا يشهدهما منافق"، أي: فشهودهما دليل على أن صاحبه ليس بمنافق بل مؤمن.
"لا يواظب عليهما" لمَّا كان المنافق قد يشهدهما خوفاً من الفضيحة مثلاً، فسَّر شهودهما بالمداومة عليهما كما يدل عليه صيغةُ المضارع، فإنه يراد بها الاستمرار التجدُّدي عند أهل المعاني.
قَالَ حَجَّاجٌ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ: سَمِعْتُ سَلَّامَ بْنَ عَمْرٍو رَجُلًا مِنْ قَوْمِهِ. وَقَالَ حَجَّاجٌ: وَأَصْلِحُوا (1).
20582 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ مَطَرٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ: أَنَّ رَجُلًا أَوْطَأَ بَعِيرَهُ أُدْحِيَّ نَعَامٍ وَهُوَ مُحْرِمٌ، فَكَسَرَ بَيْضَهَا، فَانْطَلَقَ إِلَى عَلِيٍّ فَسَأَلَهُ عَنْ ذَلِكَ؟ فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: عَلَيْكَ بِكُلِّ بَيْضَةٍ جَنِينُ نَاقَةٍ، أَوْ ضِرَابُ نَاقَةٍ. فَانْطَلَقَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" قَدْ قَالَ عَلِيٌّ بِمَا سَمِعْتَ، وَلَكِنْ هَلُمَّ إِلَى الرُّخْصَةِ، عَلَيْكَ بِكُلِّ بَيْضَةٍ صَوْمٌ، أَوْ إِطْعَامُ مِسْكِينٍ "(2).
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، سلام بن عمرو -وهو اليشكري- تفرد بالرواية عنه أبو بشر جعفر بن أبي وحشية، ولم يوثقه سوى ابن حبان.
وأخرجه أبو يعلى (920) من طريق محمد بن جعفر وحده، بهذا الإسناد.
ومن عجيب ما قال المعلق عليه: أبو بشر جعفر بن أبي وحشية لم نجد له ترجمة! مع أنه من رجال الكتب الستة.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(190) عن آدم بن أبي إياس، عن شعبة، به.
وسيأتي من طريق أبي عوانة عن أبي بشر 5/ 371.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7364)، وهو عند مسلم.
وعن أبي ذر، سيأتي برقم (21409) و (21432). وهو عند الشيخين.
قال السندي: قوله: "إخوانُكم"، أي: المماليك، أي: المماليك إخوانكم، أو هو بالنصب، أي: راعوا إخوانكم، والمراد المماليك.
(2)
إسناده ضعيف، مطر -وهو ابن طهمان الورّاق- كثير الخطأ ليس بذاك =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= القويَّ، وقد اضطرب في إسناده كما سيأتي تفصيله. سعيد: هو ابن أبي عروبة.
وأخرجه أبو داود في "المراسيل"(139)، والبيهقي 5/ 207 - 208 من طريق أبي أسامة و 208 من طريق عبد الوهاب الخفاف، كلاهما عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارقطني 2/ 248 من طريق يزيد بن زريع، عن سعيد بن أبي عروبة، عن مطر، عن معاوية بن قرة، عن رجل من الأنصار من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. فجعل الرجلَ الأنصاريَّ من الصحابة.
وأخرجه الدارقطني 2/ 248 من طريق يزيد ين زريع، عن سعيد، عن مطر، عن معاوية، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن علي بن أبي طالب. فسمَّى الأنصاريَّ عبدَ الرحمن بن أبي ليلى، وهو أنصاريٌّ من أنفسهم.
وأخرجه ابن أبي شيبهّ 4/ 13 - 14 عن عبدة بن سليمان، عن سعيد، عن مطر، عن معاوية: بن قرة: أن رجلاً أوطأ بعيره
…
وهذا مرسل.
وأخرجه كذلك الدارقطني 2/ 249 من طريق عبدة بن سليمان، عن سعيد، عن مطر، عن معاوية بن قرة: أن رجلاً
…
مثله. وذِكر قتادة فيه غريب.
وأخرجه الدارقطني 2/ 248 من طريق إبراهيم بن المغيرة، عن مطر، عن معاوية بن قرة، عن شيخ من الأنصار، أنه حدَّثه: أن رجلاً
…
فذكره.
وأخرجه أيضاً 2/ 248 من طريق المغيرة بن مسلم، عن مطر، عن معاوية، عن شيخ من أهل هجر، عن علي بن أبي طالب، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه.
وأخرجه عبد الرزاق (8292) عن معمر، عن مطر، عن معاوية بن قرة: أن رجلاً من الأنصار أوطأ أُدحي نعامة وهو محرم
…
، وهذا أيضاً مرسل.
وأخرجه عبد الرزاق (8293) عن عبد الله بن محرر، عن معاوية بن قرة يحدث عن رجل من الأنصار. وعبد الله بن محرر متروك.
ولقوله: "عليك بكل بيضة صومٌ أو إطعام مسكين" شاهد من حديث أبي =
20583 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ حَسْنَاءَ امْرَأَةٍ مِنْ بَنِي صُرَيْمٍ، عَنْ عَمِّهَا قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ:" النَّبِيُّ فِي الْجَنَّةِ، وَالشَّهِيدُ فِي الْجَنَّةِ، وَالْمَوْلُودُ فِي الْجَنَّةِ، وَالْوَئِيدُ فِي الْجَنَّةِ "(1).
= هريرة عند الدارقطني 2/ 249، والبيهقي 5/ 207، وفيه انقطاع كما ذكر أبو حاتم في "العلل" 1/ 270، وقال هذا حديث ليس بصحيح عندي.
ومن حديث عائشة عند الدارقطني 2/ 250، والبيهقي 5/ 207، وصحح أبو داود في "المراسيل"(138) والبيهقيُّ إرسالَه.
ومن حديث ابن مسعود وأبي موسى الأشعري موقوفاً عليهما عند عبد الرزاق (8293)، والبيهقي 5/ 208. وفي الأسانيد ضعف.
(1)
إسناده ضعيف لجهالة حسناء: وهي بنت معاوية بن سُليم الصُّريمية، وأما عمُّها فقيل: اسمه أسلم بن سليم، لكن قال أبو نعيم في "معرفة الصحابة" 2/ 247: زعم بعض المتأخرين أن اسمه أسلم بن سليم، ولا يصحُّ. عوف: هو ابن أبي جميلة الأعرابي.
وأخرجه ابن سعد 7/ 84، وابن أبي شيبة 5/ 339، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(864)، وابن عبد البر في "التمهيد" 18/ 116 من طريق هَوْذَة بن خَليفة، وابن عبد البر 18/ 116 من طريق محمد بن جعفر، وأبو داود (2521)، والبيهقي 9/ 163 من طريق يزيد بن زريع، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين"(451)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 199 من طريق شعبة، أربعتهم عن عوف الأعرابي، بهذا الإسناد. وليس في رواية ابن سعد وابن أبي شيبة وأبي نعيم في "أخبار أصبهان" قولُه:"والمولود في الجنة".
وسيأتي الحديث برقم (20585)، وفي مسند الأنصار 5/ 409.
ويشهد له دون قوله: "والوئيد في الجنة" حديث الأسود بن سريع عند =
20584 -
حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ أَبِي عُمَيْرِ بْنِ أَنَسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُمُومَةٌ لِي مِنَ الْأَنْصَارِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: غُمَّ عَلَيْنَا هِلَالُ شَوَّالٍ، فَأَصْبَحْنَا صِيَامًا، فَجَاءَ رَكْبٌ مِنْ آخِرِ النَّهَارِ فَشَهِدُوا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُمْ رَأَوْا الْهِلَالَ بِالْأَمْسِ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الناسَ (1) أَنْ يُفْطِرُوا مِنْ يَوْمِهِمْ، وَأَنْ يَخْرُجُوا لِعِيدِهِمْ مِنَ الْغَدِ (2).
= الطبراني في "الكبير"(838)، وإسناده ضعيف.
وحديث أنس بن مالك عند الطبراني في "الأوسط"(1764)، وفي "الصغير"(118)، وإسناده ضعيف.
وحديث كعب بن عجرة عند ابن عدي 3/ 1244، وإسناده ضعيف.
ولقوله: "النبي في الجنة" شاهد من حديث سعيد بن زيد، سلف برقم (1631)، وإسناده حسن.
والوئيد: أي المدفون حياً، وكانوا يَئِدون البنات ومنهم من كان يئد البنيِن أيضاً عند المجاعة والضيق: فعيل بمعنى مفعول، وكون الوئيد في الجنة معناه صحيح في قوله تعالى {وإذَا الموؤُودة سُئِلَتْ بأي ذنبٍ قُتِلَتْ} .
وقوله: "المولود في الجنة" هو الطفل والسقط، ومن لم يدرك الحِنث، أي: لم يبلغ من التكليف.
(1)
لفظ "الناس" ليس في (م).
(2)
إسناده جيد، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي عمير بن أنس، وقد سلف الكلام عليه عند الحديث (20579).
وأخرجه عبد الرزاق (7339)، وابن أبي شيبة 3/ 67 و 14/ 88، وابن ماجه (1653)، والبيهقي 3/ 316 من طريق هشيم بن بشير، بهذا الإسناد. وانظر (20579).
20585 -
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ - يَعْنِي الْأَزْرَقَ - أَخْبَرَنَا عَوْفٌ، حَدَّثَتْنِي حَسْنَاءُ ابْنَةُ مُعَاوِيَةَ الصُّرَيْمِيَّةُ، عَنْ عَمِّهَا قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَنْ فِي الْجَنَّةِ؟ قَالَ:" النَّبِيُّ فِي الْجَنَّةِ، وَالشَّهِيدُ فِي الْجَنَّةِ، وَالْمَوْلُودُ فِي الْجَنَّةِ، وَالْمَوْءُودَةُ فِي الْجَنَّةِ "(1).
(1) إسناده ضعيف كما سلف برقم (20583). إسحاق الأزرق: هو ابن يوسف بن مِرْداس المخزومي.
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 6/ 366 من طريق عبد الله بن أحمد ابن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد 7/ 84 عن إسحاق بن يوسف الأزرق، به.
حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
20586 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ إِسْحَاقَ بْنَ سُوَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُطَرِّفَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ يُحَدِّثُ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: كَانَ بِالْكُوفَةِ أَمِيرًا (1)، قَالَ: فَخَطَبَ يَوْمًا فَقَالَ: إِنَّ فِي إِعْطَاءِ هَذَا الْمَالِ فِتْنَةً، وَفِي إِمْسَاكِهِ فِتْنَةً، وَبِذَلِكَ قَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي خُطْبَتِهِ حَتَّى فَرَغَ، ثُمَّ نَزَلَ (2).
(1) المثبت من "غاية المقصد" ورقة 103، و"مجمع الزوائد" 3/ 87 كلاهما للهيثمي، ويؤيد ما أثبتناه رواية ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2910)، ففيهما أن هذا الرجل المبهم الذي روى عنه مطرِّف هو الذي خطب بالكوفة، والقائل:"كان بالكوفة أميراً" هو مطرِّف. وفي نسخنا الخطية: أمير، بالرفع!
(2)
إسناده صحيح. إسحاق بن سويد: هو ابن هُبَيرة العَدَوي.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2910) من طريق معتمر بن سليمان، والقضاعي في "مسند الشهاب"(999) من طريق عبد الوهاب الثقفي، كلاهما عن إسحاق بن سويد، بهذا الإسناد.
حَدِيثُ رَجُلٍ أَعْرَابِيٍّ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
20587 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ حُمَيْدَ بْنَ هِلَالٍ يُحَدِّثُ عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ أَعْرَابِيٍّ: أَنَّهُ رَأَى عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَعْلَيْنِ مَخْصُوفَتَيْنِ (1).
(1) إسناد صحيح. مطرِّف: هو ابن عبد الله بن الشِّخِّير.
وقد سلف الحديث برقم (20058) من طريق يزيد بن عبد الله بن الشخِّير عن أخيه مطرِّف.
والنعل: مؤنثة، وقوله: مخصوفتين، أي: مخروزتين، يقال: خصف نعله يَخْصِفُها: إذا خرزها، من الخصف: الضم والجمع.
حَدِيثُ رَجُلٍ آخَرَ
20588 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ غِيَاثٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا السَّلِيلِ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يُحَدِّثُ النَّاسَ حَتَّى يُكْثَرَ عَلَيْهِ، فَيَصْعَدَ عَلَى ظَهْرِ بَيْتٍ فَيُحَدِّثَ النَّاسَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَيُّ آيَةٍ فِي الْقُرْآنِ أَعْظَمُ؟ " فَقَالَ رَجُلٌ: {اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [البقرة: 255] قَالَ: فَوَضَعَ يَدَهُ بَيْنَ كَتِفَيَّ قَالَ: فَوَجَدْتُ بَرْدَهَا بَيْنَ ثَدْيَيَّ - أَوْ قَالَ: فَوَضَعَ يَدَهُ بَيْنَ ثَدْيَيَّ فَوَجَدْتُ بَرْدَهَا بَيْنَ كَتِفَيَّ - قَالَ: " يَهْنِكَ يَا أَبَا الْمُنْذِرِ الْعِلْمُ الْعِلْمُ "(1).
(1) حديث صحيح، وهذا إسنادٌ فيه انقطاع، فإن أبا السَّليل -وهو ضُرَيب ابن نُقَير- لم يدرك صحابيَّ هذا الحديث، وهو أُبيُّ بن كعب، والواسطة بينهما فيه عبد الله بن رباح الأنصاري، كما سيأتي في مسند أُبي بن كعب (21278).
وقوله: "يَهْنِكَ" مضارع مجزوم بلام الأمر المحذوفة، أي: لِيَهْنِكَ. كما جاء مصرحاً بها في"مسند أبي"(21278).
حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ
20589 -
حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ، حَدَّثَنَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: أَنَّهُ حَجَّ مَعَ ذِي قَرَابَةٍ لَهُ مُقْتَرِنًا بِهِ، فَرَآهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:" مَا هَذَا؟ " قَالَ: إِنَّهُ نَذْرٌ. فَأَمَرَ بِالْقِرَانِ أَنْ يُقْطَعَ (1).
(1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الرجل البدوي وأبيه وجدِّه.
ويشهد له حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، سلف برقم (6714)، ولفظه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أدرك رجلين وهم مقترنان يمشيان إلى البيت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما بال القران؟ قالا: يا رسول الله نذرنا أن نمشي إلى البيت مقترنين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ليس هذا نذراً" فقطع قرانهما.
حَدِيثُ مَنْ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم
20590 -
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ وَعَبْدَةُ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " أَعْطُوا كُلَّ سُورَةٍ حَظَّهَا مِنَ الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ "(1).
(1) إسناده صحيح. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، وعبدة: هو ابن سليمان الكلابي، وعاصم: هو ابن سليمان الأحول، وأبو العالية: هو رفيع ابن مهران الرِّياحي.
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 6/ 417 من طريق عبد الله بن أحمد ابن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 369 عن عبدة وحده، به في الصلاة: باب من كان لا يجمع بين السورتين في ركعة.
وأخرجه محمد بن نصر المروزي في "مختصر قيام الليل"(166) باب كراهة تقطيع السورة، والجمع بين السور في ركعة، والطحاوي 1/ 345 باب جمع السور في ركعة، والبيهقي 3/ 10 من طرق عن عاصم الأحول، به. ولفظه عند الطحاوي:"لكل سورة ركعة".
وسيأتي برقم (20651).
وقد جاء غير ما حديث عن رسول الله أنه جمع بين سورتين أو أكثر في ركعة واحدة، منها حديث ابن مسعود السالف برقم (3607) وهو في "الصحيحين".
والأمر في حديث أبي العالية هذا ينصرف إلى من لم يُعط القرآن حقه في الصلاة من حيث إجادة حروفه وتبيانها، فيَهُذُّه كَهَذِّ الشعر، كما جاء في حديث ابن مسعود.
حَدِيثُ رَدِيفِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
20591 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي تَمِيمَةَ الْهُجَيْمِيِّ، عَمَّنْ كَانَ رَدِيفَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: كُنْتُ رَدِيفَهُ عَلَى حِمَارٍ، فَعَثَرَ الْحِمَارُ، فَقُلْتُ: تَعِسَ الشَّيْطَانُ. فَقَالَ لِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَقُلْ: تَعِسَ الشَّيْطَانُ، فَإِنَّكَ إِذَا قُلْتَ: تَعِسَ الشَّيْطَانُ، تَعَاظَمَ الشَّيْطَانُ فِي نَفْسِهِ، وَقَالَ: صَرَعْتُهُ بِقُوَّتِي، فَإِذَا قُلْتَ: بِاسْمِ اللهِ، تَصَاغَرَتْ إِلَيْهِ نَفْسُهُ حَتَّى يَكُونَ أَصْغَرَ مِنْ ذُبَابٍ "(1).
(1) حديث صحيح، وهذا الحديث اختُلف فيه على أبي تميمة -وهو طريف بن مجالد الهجيمي- فمرة يرويه عمن كان رديف النبي صلى الله عليه وسلم كما في رواية المصنف هذه، ومرة يرويه عن رجل عن رديف النبي صلى الله عليه وسلم كما في روايتي شعبة وسفيان عن عاصم -وهو ابن سليمان الأحول- الآتيتين بالأرقام (20592) و (20690) و 5/ 365، وكما في رواية الجمهور عن خالد الحذاء عنه وسيأتي تخريجها، وقد بُيِّن فيها التابعي المبهم الذي في روايتي شعبة وسفيان: وهو أبو المليح بن أسامة الهُذَلي، وهو ثقة من رجال الجماعة، فلا يبعد أن يكون أبو تميمة سمعه من الوجهين وأدَّاهما جميعاً، والله أعلم.
وهو عند عبد الرزاق (20899)، ومن طريقه أخرجه البغوي (3384).
وأخرجه الضياء في "المختارة"(1413) من طريق عبد الله بن المبارك، عن عاصم الأحول، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحاكم 4/ 292 من طريق يزيد بن زريع، عن خالد الحذاء، عن أبي تميمة، عن رديف النبي صلى الله عليه وسلم.
وأخرجه أبو داود (4982) من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، والنسائي =
20592 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا تَمِيمَةَ يُحَدِّثُ عَنْ رَدِيفِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ شُعْبَةُ: أَوْ (1) قَالَ عَاصِمٌ: عَنْ أَبِي تَمِيمَةَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ رَدِيفِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: عَثَرَ بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حِمَارُهُ، فَقُلْتُ: تَعِسَ الشَّيْطَانُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" لَا تَقُلْ: تَعِسَ الشَّيْطَانُ، فَإِنَّكَ إِذَا قُلْتَ: تَعِسَ الشَّيْطَانُ، تَعَاظَمَ وَقَالَ: بِقُوَّتِي صَرَعْتُهُ، وَإِذَا قُلْتَ: بِاسْمِ اللهِ، تَصَاغَرَ حَتَّى يَصِيرَ مِثْلَ الذُّبَابِ "(2).
= في "عمل اليوم والليلة"(554) من طريق عبد الله بن المبارك، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1068)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(555)، وأبو يعلى في "معجم شيوخه"(71)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(368)، والطبراني في "الكبير"(516)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(509)، والحاكم 4/ 292، وابن الأثير في "أسد الغابة" 1/ 82، والضياء في "المختارة"((1412) من طريق محمد بن حُمران، ثلاثتهم عن خالد الحذاء، عن أبي تميمة الهجيمي، عن أبي المليح، عن رديف النبي صلى الله عليه وسلم. وقال محمد بن حُمران وحده: عن أبي المليح، عن أبيه، قال: كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم
…
قال النسائي معلقاً على هذه الرواية: هذا عندي خطأ، والصواب عندنا حديث عبد الله بن المبارك. قلنا: وقد تابع ابنَ المبارك على ذلك خالدُ بن عبد الله عند أبي داود كما هو مبيَّن في التخريج، ومحمد بن حُمْران فيه لِين، فروايته شاذَّة.
وأخرجه مرسلاً النسائي في "عمل اليوم والليلة"(556) من طريق عبد الوهاب الثقفي، عن خالد الحذاء، عن أبي تميمة، عن أبي المليح، قال: كان رجل رديف النبي صلى الله عليه وسلم
…
(1)
لفظة "أو" من (س).
(2)
حديث صحيح كسابقه.
حَدِيثُ صَعْصَعَةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ
20593 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، عَنْ صَعْصَعَةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ عَمِّ الْفَرَزْدَقِ: أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَرَأَ عَلَيْهِ: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ. وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [الزلزلة: 7 - 8] قَالَ: حَسْبِي لَا أُبَالِي أَنْ لَا أَسْمَعَ غَيْرَهَا (1).
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه: وهو صعصعة بن معاوية، وقد اختُلف على جرير بن حازم فيه، فقيل: عنه، عن الحسن، عن صعصعة بن معاوية عم الفرزدق، وهي رواية الأكثرين عنه، لكن خطَّأَها ابن الأثير في "أسد الغابة" والمزي وابن حجر في "التهذيب" و"الإصابة"، ورواه هدبة بن خالد عن جرير عند الطبراني والحاكم والمزي، فقال: عن صعصعة بن معاوية عم الأحنف، وهو الذي صوَّبوه، وذكروا أنه ليس للفرزدق عمٌّ اسمه صعصعة، لكن جدّه اسمه صعصة بن ناجية، وذكروا له صحبة، وأما صعصعة بن معاوية فقد اختلفوا في صحبته، ووثقه النسائي وابن حبان، وقد صرح الحسن البصري بسماعه منه عند المصنف في الحديث التالي، وفي غير ما مصدر من مصادر التخريج.
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 3/ 21 - 22 من طريق عبد الله بن أحمد ابن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد 7/ 39، وابن بشكوال في "غوامض الأسماء المبهمة" ص 473 من طريق يزيد بن هارون، به.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1197) و (1198)، =
20594 -
حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ قَالَ: حَدَّثَنَا صَعْصَعَةُ بْنُ مُعَاوِيَةَ عَمُّ الْفَرَزْدَقِ قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَسَمِعْتُهُ يَقْرَأُ هَذِهِ الْآيَةَ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (1).
20595 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ قَالَ: قَدِمَ عَمُّ الْفَرَزْدَقِ صَعْصَعَةُ الْمَدِينَةَ، لَمَّا سَمِعَ:{مَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ. وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} قَالَ: حَسْبِي، لَا أُبَالِي أَنْ أَسْمَعَ غَيْرَ هَذَا (2).
= والنسائي في "الكبرى"(11694)، والطبراني في "الكبير"(7411)، والحاكم 3/ 613، وابن بشكوال ص 472، والمزي في ترجمة صعصعة بن معاوية من "تهذيب الكمال" 13/ 173 - 174 من طرف عن جرير بن حازم، به.
وأخرجه مرسلاً عبد الرزاق في "تفسيره" 2/ 388 عن معمر، عن الحسن، قال: لما نزلت {فمن يعمل
…
} الآية قال رجل من المسلمين: حسبي إن عملت مثقال ذرة من خير أو شر أُريته. ومعمر لم يسمع من الحسن.
(1)
إسناده صحيح كسابقه.
وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 10 من طريق أسود بن عامر، بهذا الإسناد.
(2)
حديث صحيح، والحسن البصري قد صرح في الحديث السابق بأنه سمعه من صعصعة نفسه.
حَدِيثُ مَيْسَرَةَ الْفَجْرِ
20596 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ بُدَيْلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ مَيْسَرَةَ الْفَجْرِ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَتَى كُتِبْتَ نَبِيًّا؟ قَالَ:" وآدَمُ بَيْنَ الرُّوحِ وَالْجَسَدِ "(1).
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير صحابيِّه ميسرة الفجر، وقد ذكره في الصحابة البخاري والبغوي وابن السكن وابن قانع وغيرهم، ورووا له هذا الحديث، قال أبو الوليد ابن الفرضي في "الألقاب": اسم ميسرة الفجر: عبد الله بن أبي الجذعاء، وميسرة لقب له، ويشبه أن يكون كذلك، فإن عبد الله بن شقيق يروي عنهما:"متى كنت نبياً؟ ". بديل: هو ابن ميسرة.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (834) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(410)، والطبري في "المنتخب من ذيل المذيل" 11/ 569، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/ 130، والطبراني 20/ (834)، والآجري في "الشريعة" ص 416 و 421، وأبو نعيم في "الحلية" 9/ 53 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، به.
وأخرجه ابن سعد 7/ 60، والطحاوي في "شرح المشكل"(5977)، وابن قانع 3/ 129 - 130، والطبراني 20/ (833)، والآجري ص 421، وابن عدي في "الكامل" 4/ 1486، والحاكم 2/ 608 - 609، والبيهقي في "الدلائل" 1/ 84 - 85 و 2/ 129، وابن الأثير في "أسد الغابة" 5/ 285 من طريق إبراهيم ابن طهمان عن بديل بن ميسرة، به.
وأخرجه ابن سعد 1/ 148، والطحاوي في "شرح المشكل"(5976)، =
حَدِيثُ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
20597 -
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ سُلَيْمَانَ - يَعْنِي التَّيْمِيَّ - عَنْ أَنَسٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ قَالَ: " مَرَرْتُ عَلَى مُوسَى وَهُوَ يُصَلِّي فِي قَبْرِهِ "(1).
= والمزي في ترجمة عبد الله بن أبي الجدعاء من "تهذيب الكمال" 14/ 360، والذهبي في "معجم الشيوخ" 2/ 13 من طريق خالد الحذاء، وابن قانع 2/ 127 من طريق أيوب السختياني، كلاهما عن عبد الله بن شقيق، عن عبد الله ابن أبي الجذعاء، به.
وقد سلف الحديث برقم (16623) من طريق خالد الحذاء عن عبد الله بن شقيق، عن رجل، ولم يسمِّه، وسيأتي من هذا الطريق 5/ 379.
(1)
إسناده صحيح، وإبهام الصحابي لا يضر، والراوي عنه هنا صحابي آخر: وهو أنس بن مالك. ابن أبي عدي: هو محمد بن إبراهيم، وسليمان التيمي: هو ابن طرْخان.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 3/ 216 من طريق ابن أبي عدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي 3/ 216 من طريق معمر بن سليمان، عن أبيه، به.
وسيأتي 5/ 362 عن يحيى بن سعيد، عن سليمان التيمي و 5/ 365 عن يزيد بن هارون، عن سليمان.
وقد سلف في مسند أنس برقم (12210) من طريق سفيان الثوري، عن سليمان التيمي، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم بإسقاط الصحابي المبهم، فيكون مرسلَ صحابيٍّ ولا يضُّره ذلك.
حَدِيثُ أَعْرَابِيٍّ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
20598 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ فَرُّوخَ، حَدَّثَنِي بِسْطَامُ، عَنْ أَعْرَابِيٍّ تَضَيَّفَهُمْ: أَنَّهُ صَلَّى مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَسَلَّمَ تَسْلِيمَتَيْنِ (1).
20599 -
حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ فَرُّوخَ، حَدَّثَنَا بِسْطَامُ الْكُوفِيُّ، قَالَ: تَضَيَّفَنَا أَعْرَابِيٌّ، فَحَدَّثَ الْأَعْرَابِيُّ، عَنْ أَبِيهِ (2): أَنَّهُ صَلَّى مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَسَلَّمَ تَسْلِيمَتَيْنِ، عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ (3).
(1) إسناده ضعيف، بِسْطام -وهو ابن النضر الكوفي- في عداد المجهولين. وجاء في رواية أبي سعيد مولى بني هاشم التي تلي هذه الرواية أن الأعرابي روى عن أبيه أنه هو الذي صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم، فيكون في الإسناد مجهولان.
ويغني عنه حديث عبد الله بن مسعود عند مسلم (581)، وسلف في "المسند" برقم (4239).
وحديث سعد بن أبي وقاص عند مسلم أيضاً (582)، وسلف في مسنده برقم (1484).
عبد الصمد شيخ المصنف: هو ابن عبد الوارث العنبري.
(2)
وقع في (م) مكان قوله "عن أبيه": عن النبي صلى الله عليه وسلم. وهو تحريف.
(3)
إسناده ضعيف كسابقه. أبو سعيد: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري مولى بني هاشم.
وأورده البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 124 - 125 عن موسى بن إسماعيل، عن عمر بن فرُّوخ، بهذا الإسناد. ولم يسُق لفظه.
حَدِيثُ رَجُلٍ
20600 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَعَلَّكُمْ تَقْرَؤُونَ خَلْفَ الْإِمَامِ وَالْإِمَامُ يَقْرَأُ " قَالُوا: إِنَّا لَنَفْعَلُ ذَلِكَ. قَالَ: " فَلَا تَفْعَلُوا، إِلَّا أَنْ يَقْرَأَ أَحَدُكُمْ بِأُمِّ الْكِتَابِ " أَوْ قَالَ: " فَاتِحَةِ الْكِتَابِ "(1).
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير صحابيه.
وقد سلف برقم (18070).
حَدِيثُ قَبِيصَةَ بْنِ مُخَارِقٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
20601 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ هَارُونَ بْنِ رِئَابٍ، عَنْ كِنَانَةَ بْنِ نُعَيْمٍ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ الْمُخَارِقِ قَالَ: حُمِّلْتُ حَمَالَةً، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَسَأَلْتُهُ فِيهَا، فَقَالَ:" أَقِمْ حَتَّى تَأْتِيَنَا الصَّدَقَةُ، فَإِمَّا أَنْ نَحْمِلَهَا، وَإِمَّا أَنْ نُعِينَكَ فِيهَا ".
وَقَالَ: " إِنَّ الْمَسْأَلَةَ لَا تَحِلُّ إِلَّا لِثَلَاثَةٍ: لِرَجُلٍ تَحَمَّلَ حَمَالَةَ قَوْمٍ، فَيَسْأَلُ فِيهَا حَتَّى يُؤَدِّيَهَا ثُمَّ يُمْسِكُ، وَرَجُلٍ أَصَابَتْهُ جَائِحَةٌ اجْتَاحَتْ مَالَهُ، فَيَسْأَلُ فِيهَا حَتَّى يُصِيبَ قَوَامًا مِنْ عَيْشٍ - أَوْ سِدَادًا مِنْ عَيْشٍ - ثُمَّ يُمْسِكُ، وَرَجُلٍ أَصَابَتْهُ فَاقَةٌ، فَيَسْأَلُ حَتَّى يُصِيبَ قَوَامًا مِنْ عَيْشٍ - أَوْ سِدَادًا مِنْ عَيْشٍ - ثُمَّ يُمْسِكُ، وَمَا سِوَى ذَلِكَ مِنَ الْمَسَائِلِ سُحْتٌ، يَا قَبِيصَةُ يَأْكُلُهُ صَاحِبُهُ سُحْتًا "(1).
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. إسماعيل: هو ابن إبراهيم بن مقسم المعروف بابن عُلَيَّة، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني.
وأخرجه أبو عبيد في "الأموال"(1722)، والنسائي 5/ 89، وابن خزيمة (2359)، والطبراني في "الكبير" 18/ (948)، والبغوي (1626) من طريق إسماعيل ابن عُلية، بهذا الإسناد. ولم يذكر الطبراني قوله:"ورجل أصابته فاقة"
…
إلى قوله: "ثم يمسك"، وقال في روايته:"ورجل أصابته حاجة" =
20602 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي كَرِيمَةَ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ الْمُخَارِقِ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ لِي: " يَا قَبِيصَةُ مَا جَاءَ بِكَ؟ " قُلْتُ: كَبِرَتْ سِنِّي، وَرَقَّ عَظْمِي، فَأَتَيْتُكَ لِتُعَلِّمَنِي مَا يَنْفَعُنِي اللهُ عز وجل بِهِ. قَالَ:" يَا قَبِيصَةُ، مَا مَرَرْتَ بِحَجَرٍ وَلَا شَجَرٍ وَلَا مَدَرٍ، إِلَّا اسْتَغْفَرَ لَكَ، يَا قَبِيصَةُ، إِذَا صَلَّيْتَ الْفَجْرَ، فَقُلْ (1): سُبْحَانَ اللهِ الْعَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ، تُعَافَى مِنَ الْعَمَى وَالْجُذَامِ وَالْفَالِجِ، يَا قَبِيصَةُ قُلْ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِمَّا عِنْدَكَ، وَأَفِضْ عَلَيَّ مِنْ فَضْلِكَ، وَانْشُرْ عَلَيَّ رَحْمَتَكَ، وَأَنْزِلْ عَلَيَّ، مِنْ بَرَكَاتِكَ "(2).
= بدل قوله: "جائحة"، ورواية النسائي مختصرة بلفظ:"إن المسألة لا تحل إلا لثلاثة رجل تَحمَّل بحمالةٍ بين قوم فسأل فيها حتى يؤدِّيها ثم يمسك".
وأخرجه ابن خزيمة (2359)، والطبراني 18/ (948)، والدارقطني 2/ 119 - 120 من طريق عبد الوهاب الثقفي، والطبراني 18/ (948) من طريق حاتم بن وردان، كلاهما عن أيوب السختياني، به.
وقد سلف الحديث برقم (15916) عن سفيان بن عيينة، عن هارون بن رئاب.
(1)
في (م) ونسخة على هامش (س): فقل ثلاثاً.
(2)
إسناده ضعيف لإبهام الراوي عن قبيصة بن المخارق، وأبو كريمة قال الحافظ في "التعجيل" 2/ 535: يحتمل أن يكون هو فرات بن سلمان الرَّقِّي روى عنه الحسن بن عمر أبو المليح الرَّقِّي، ثم ذكر في ترجمته في "التعجيل" 2/ 111: أن أبا حاتم قال فيه: لا بأس به محلة الصدق، وأن ابن معين وثَّقه، وذكره ابن حبان في "الثقات". =
20603 -
حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ حَيَّانَ أَبِي الْعَلَاءِ، عَنْ قَطَنِ بْنِ قَبِيصَةَ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ الْمُخَارِقِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ الْعِيَافَةَ وَالطِّيَرَةَ وَالطَّرْقَ مِنَ الْجِبْتِ "(1).
20604 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ حَيَّانَ، حَدَّثَنِي قَطَنُ بْنُ قَبِيصَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ الْعِيَافَةَ وَالطَّرْقَ وَالطِّيَرَةَ مِنَ الْجِبْتِ ".
قَالَ عَوْفٌ: الْعِيَافَةُ: زَجْرُ الطَّيْرِ، وَالطَّرْقُ: الْخَطُّ يُخَطُّ فِي الْأَرْضِ، وَالْجِبْتُ، قَالَ الْحَسَنُ: إِنَّهُ الشَّيْطَانُ (2).
= وأخرجه الطبراني في "الكبير" 18/ (940) عن جعفر بن محمد بن حرب، عن أبي ظفر عبد السلام بن مطهر، عن نافع بن عبد الله أبي هرمز، وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 4/ 386 من طريق الخليل بن مرة، عن محمد بن الفضل بن عطية، كلاهما عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس، قال: قدم قبيصة بن مخارق الهلالي على رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
ثم ساقاه بطوله. وإسناد الطبراني ضعيف لجهالة شيخ الطبراني وجهالة نافع بن عبد الله أبي هرمز، وإسناد ابن الأثير تالف لأجل محمد بن الفضل بن عطية، فقد كذَّبوه.
(1)
إسناده ضعيف لجهالة حيان أبي العلاء، وانظر الكلام عليه عند الحديث (15915).
روح: هو ابن عبادة، وعوف: هو ابن أبي جميلة الأعرابي.
(2)
إسناده ضعيف كسابقه.
وأخرجه البيهقي 8/ 139 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. =
20605 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ مُخَارِقٍ وَزُهَيْرِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَا: لَمَّا نَزَلَتْ: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214]، صَعِدَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَقْمَةً مِنْ جَبَلٍ عَلَى أَعْلَاهَا حَجَرٌ، فَجَعَلَ يُنَادِي:" يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ، إِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ، إِنَّمَا مَثَلِي، وَمَثَلُكُمْ كَرَجُلٍ رَأَى الْعَدُوَّ، فَذَهَبَ يَرْبَأُ أَهْلَهُ، فَخَشِيَ أَنْ يَسْبِقُوهُ، فَجَعَلَ يُنَادِي وَيَهْتِفُ: يَا صَبَاحَاهْ "(1).
= وأخرجه الدولابي في "الكنى والأسماء" 1/ 86 من طريق محمد بن جعفر، به.
وأخرج تفسير عوفٍ للعيافة والطرْق أبو داود (3908) عن محمد بن بشار، عن محمد بن جعفر، به.
(1)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيَّيه، فقد خرَّج لهما مسلم، يحيى بن سعيد: هو القطّان، والتيمي: هو سليمان بن طَرْخَان، وأبو عثمان: هو عبد الرحمن بن ملٍّ النَّهْدي.
وأخرجه أبو عوانة 1/ 93 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد، ولم يسق لفظه.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(10815)، وفي "عمل اليوم والليلة"(979)، وابن منده في"الإيمان"(956) من طريق يحيى بن سعيد، به.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 285 و 4/ 387، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 239، والطبراني في "الكبير"(5305) من طريق يزيد ابن زريع، عن سليمان التيمي، به. واقتصر الطحاوي على قوله:"يا بني عبد مناف، إني نذير".
وأخرجه كرواية الطحاوي: ابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 342، والطبراني في "الأوسط"(5518) من طريق زياد بن أبي زياد الجصّاص، عن أبي عثمان النهدي، به. =
20606 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ مُخَارِقٍ وَزُهَيْرِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَا: لَمَّا نَزَلَتْ: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ (1).
20607 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ قَبِيصَةَ قَالَ: انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، فَأَطَالَ فِيهِمَا الْقِرَاءَةَ، فَانْجَلَتْ، فَقَالَ:" إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ يُخَوِّفُ بِهِمَا عِبَادَهُ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ، فَصَلُّوا كَأَحْدَثِ صَلَاةٍ صَلَّيْتُمُوهَا مِنَ الْمَكْتُوبَةِ "(2).
= وسلف برقم (15914) عن محمد بن أبي عدي، عن سليمان التيمي.
قوله: "رَقْمه من جبل" كذا وقع هنا بالقاف، ووقع فيما سلف برقم (15914):"رَضْمة من جبل" بالضاد، وقد ذكر ابن الأثير في "النهاية" الحديث في الموضعين، وقال في الأولى: رَقْمة الوادي: جانبه. وقال في الثانية: الرَّضمة: واحدة الرَّضْم والرِّضام، وهي دون الهِضاب، وقيل: صخور بعضها فوق بعض.
ويَربَأ، أي: يحفظهم من عدوهم، والاسم: الربيئة، وهي العين والطليعة الذي ينظر للقوم لئلا يَدْهَمَهم العدوُّ.
(1)
إسناده صحيح على شرط مسلم. إسماعيل: هو ابن عُلَيَّة، والتَّيمي: هو سليمان بن طَرْخان، وأبو عثمان: هو عبد الرحمن بن ملٍّ النَّهْدي.
وانظر ما قبله.
(2)
إسناده ضعيف، فإن أبا قلابة -وهو عبد الله بن زيد الجَرْمي- كان كثير الإرسال، ولم يصرِّح هنا بسماعه من قبيصة بن مخارق، وذكر البيهقي في "السنن" 3/ 334 أنه لم يسمعه منه إنما، رواه عن رجل عنه، وهذا الرجل هو =
20608 -
حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ
= هلال بن عامر -وقيل: عمرو- البصري، كما سيأتي في التخريج، وهو لا يعرف كما قال الذهبي في "الميزان". وروي هذا الحديث أيضاً من طريق أيوب وغيره عن أبي قلابة عن النعمان بن بشير فيما سلف برقم (18392)، وأبو قلابة لم يسمع من النعمان أيضاً فيما قاله يحيى بن معين وغيره، فهذا يفيد أن في الحديث اضطراباً أيضاً.
عبد الوهاب الثقفي: هو ابن عبد المجيد، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السَّختياني.
وأخرجه النسائي 3/ 144 من طريق عبيد الله بن الوازع، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 331 من طريق عبيد الله بن عمرو الرَّقي، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 344 من طريق عبد الوارث بن سعيد، ثلاثتهم عن أيوب السختياني، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (1186)، والطبراني في "الكبير" 18/ (958)، والبيهقي 3/ 334، والمزي في ترجمة هلال بن عامر من "التهذيب" 30/ 341 - 342 من طريق عباد بن منصور، والطبراني 18/ (957)، والمزي 30/ 341 من طريق أنيس بن سَوَّار الجَرْمي، كلاهما عن أيوب، عن أبي قلابة، عن هلال بن عامر أن قبيصة حدثه. أنيس بن سوار روى عنه جمع كما في "الجرح والتعديل" 2/ 335، وذكره ابن حبان في "الثقات" 6/ 82، وعباد بن منصور فيه كلام وهو إلى الضعف أقرب، والرجل الذي زاداه -وهو هلال بن عامر أو عمرو- لا يعرف، قاله الذهبي في "الميزان".
وأخرجه بنحوه النسائي 3/ 144، وابن خزيمة (1402) من طريق هشام الدستوائي، عن قتادة، عن أبي قلابة، عن قبيصة. وفي إسناد هذا الحديث -فضلاً عما سلف- قتادة عن أبي قلابة، وقد قال يحيى بن معين: لم يسمع منه.
وانظر حديث النعمان بن بشير، السالف برقم (18351).
عَنْ قَبِيصَةَ الْهِلَالِيِّ قَالَ: انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا يَوْمَئِذٍ مَعَهُ بِالْمَدِينَةِ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (1).
(1) إسناده ضعيف كسابقه. أبو سعيد مولى بني هاشم: هو عبد الرحمن ابن عبد الله بن عبيد البصري، ووهيب: هو ابن خالد.
وأخرجه أبو داود (1185)، والحاكم 1/ 333، وابن الأثير في "أسد الغابة" 4/ 384 من طريق موسى بن إسماعيل، عن وهيب، بهذا الإسناد.
حَدِيثُ عُتْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
20609 -
حَدَّثَنِا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا قُرَّةُ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ الْعَدَوِيِّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْهُمْ يُقَالُ لَهُ: خَالِدُ بْنُ عُمَيْرٍ - فَقَالَ أَبُو نَعَامَةَ: سَمِعْتُهُ مِنْ خَالِدِ بْنِ عُمَيْرٍ - قَالَ خَطَبَنَا عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ - قَالَ أَبُو نَعَامَةَ: عَلَى الْمِنْبَرِ، وَلَمْ يَقُلْهُ قُرَّةُ - فَقَالَ: أَلَا إِنَّ الدُّنْيَا قَدْ آذَنَتْ بِصُرْمٍ، وَوَلَّتْ حَذَّاءَ، وَلَمْ يَبْقَ مِنْهَا إِلَّا صُبَابَةٌ كَصُبَابَةِ الْإِنَاءِ، وَأَنْتُمْ فِي دَارٍ مُنْتَقِلُونَ عَنْهَا، فَانْتَقِلُوا بِخَيْرِ مَا بِحَضْرَتِكُمْ، فَلَقَدْ رَأَيْتُنِي سَابِعَ سَبْعَةٍ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَا لَنَا طَعَامٌ نَأْكُلُهُ إِلَّا وَرَقُ الشَّجَرِ، حَتَّى قَرِحَتْ أَشْدَاقُنَا (1).
(1) هذا الحديث له إسنادان، الأول: وكيع عن قرة -وهو ابن خالد السَّدُوسي- عن حميد بن هلال عن خالد بن عمير، والثاني: وكيع عن أبي نعامة -وهو عمرو بن عيسى العَدَوي- عن خالد بن عمير، والإسنادان صحيحان على شرط مسلم.
وقول الإمام أحمد بإثر الحديث أنه لم يحدِّث به عن أبي نعامة غير وكيع غير مسلَّم،، فقد رواه عنه أيضاً يزيد بن هارون وصفوان بن عيسى الزهري كما سيأتي لاحقاً.
وقد سلف عن وكيع عن قرة بن خالد برقم (17574)، وانظر تمام تخريجه هناك.
وأخرجه بالإسناد الثاني -وهو أبو نعامة عن خالد بن عمير عن عتبة بن غزوان- ابن أبي شيبة 13/ 54، ومن طريقه ابن ماجه (4156) عن وكيع، عن أبي نعامة، به. واقتصر ابن أبي شيبة على قوله: لقد رأيتني سابع سبعة مع =
قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ (1): سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: مَا حَدَّثَ بِهَذَا الْحَدِيثِ غَيْرُ وَكِيعٍ، يَعْنِي: أَنَّهُ غَرِيبٌ.
20610 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ رَجُلٍ - قَالَ أَيُّوبُ: أُرَاهُ خَالِدَ بْنَ عُمَيْرٍ - قَالَ: سَمِعْتُ عُتْبَةَ بْنَ غَزْوَانَ يَخْطُبُ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، قَالَ: وَلَقَدْ رَأَيْتُنِي سَابِعَ سَبْعَةٍ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَوْ قَالَ: مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَمَا لَنَا طَعَامٌ إِلَّا الشَّجَرَ - أَوْ قَالَ: وَرَقُ الشَّجَرِ - حَتَّى قَرِحَتْ أَشْدَاقُنَا (2).
= رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأخرجه كذلك الترمذي في "الشمائل"(136)، وإبراهيم الحربي في "غريب الحديث" 3/ 1185 والطبري في "المنتخب من كتاب الذيل" 11/ 554 من طريق صفوان بن عيسى الزهري، والطبراني في "الكبير" 17/ (283)، ومن طريقه المزي في ترجمة خالد بن عمير العدوي من "تهذيب الكمال" 8/ 146 - 147 من طريق يزيد بن هارون، كلاهما عن أبي نعامة، به- وقرنا بخالد بن عمير شُويسَ بن جيَّاش أبا الرُّقَاد العدوي. وعند بعضهم زيادات ليست في حديثنا هنا.
وانظر شرح غريب الحديث فيما سلف برقم (17575).
(1)
هو عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل.
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير خالد بن عمير وعتبة بن غزوان صحابيّ الحديث، فقد خرَّج لهما مسلم.
وأخرجه عبد الرزاق (20891) عن معمر، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(301)، والطبراني في "الكبير" 17/ (282)، وابن الأثير في "أسد =
قَالَ أَبِي: أَبُو نَعَامَةَ هَذَا: عَمْرُو بْنُ عِيسَى، وَأَبُو نَعَامَةَ السَّعْدِيُّ آخَرُ أَقْدَمُ مِنْ هَذَا، وَهَذَا أَكْبَرُ مِنْ ذَاكَ.
= الغابة" 3/ 566 - 567 من طريق محمد بن عبد الرحمن الطُّفاوي، كلاهما عن أيوب السختياني، بهذا الإسناد. والحديث عند عبد الرزاق وابن الأثير مطولٌ بنحو رواية بهز بن أسد السالفة برقم (17575)، ولم يسُق الطبراني لفظه. ووقع عند عبد الرزاق: حميد عن رجل عن عتبة، دون ذكر اسم ذلك الرجل، وهو خالد بن عمير كما في باقي طرق الحديث.
حَدِيثُ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ
(1)
20611 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَغَرِّ، عَنْ خَلِيفَةَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنْ جَدِّهِ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ: أَنَّهُ أَسْلَمَ، فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَغْتَسِلَ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ (2).
(1) قيس بن عاصم: هو ابن سنان بن خالد التميمي المِنْقَري، كنيته أبو علي وأمه أم أَسفر بنت خليفة، وَفَدَ على النبي صلى الله عليه وسلم في وفد بني تميم، وأسلم سنة تسع، لمَّا رآه النبي صلى الله عليه وسلم قال:"هذا سيدُ أهل الوَبَر". انظر "أسد الغابة" 4/ 432 - 433.
(2)
إسناده صحيح. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري، والأغرُّ: هو ابن الصبَّاح التَّميمي.
وأخرجه الترمذي (605)، وابن خزيمة (254)، والبغوي (341)، وابن الأثير في "أسد الغابة" 4/ 433 من طريق محمد بن بشار بندار، عن عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد، وقال الترمذي: حديث حسن لا نعرفه إلا من هذا الوجه، والعمل عليه عند أهل العلم: يستحبون للرجل إذا أسلم أن يغتسل ويغسل ثيابه.
وأخرجه عبد الرزاق (9833)، وأبو داود (355)، والنسائي 1/ 109، وابن الجارود (14)، وابن خزيمة (255)، وابن المنذر في "الأوسط"(640)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 348، وابن حبان (1240)، والطبراني في "الكبير" 18/ (866)، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 117، والبيهقي في "السنن" 1/ 171، وفي "معرفة السنن والآثار"(1421) و (1422)، وفي "الدلائل"
5/ 317، والبغوي (340) من طرق عن سفيان الثوري، به. ووقع في مطبوع "المنتقى" لابن الجارود: سليمان، بدل: سفيان، وهو خطأ. =
20612 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ الشِّخِّيرِ. وَحَجَّاجٌ قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، قَالَ حَجَّاجٌ فِي حَدِيثِهِ: سَمِعْتُ مُطَرِّفَ بْنَ الشِّخِّيرِ يُحَدِّثُ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ أَوْصَى وَلَدَهُ عِنْدَ مَوْتِهِ قَالَ: اتَّقُوا اللهَ عز وجل وَسَوِّدُوا أَكْبَرَكُمْ، فَإِنَّ الْقَوْمَ إِذَا سَوَّدُوا أَكْبَرَهُمْ، خَلَفُوا أَبَاهُمْ - فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَإِذَا مُتُّ فَلَا تَنُوحُوا عَلَيَّ، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ يُنَحْ عَلَيْهِ (1).
= وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 396 و 3/ 187، ومن طريقه البيهقي 1/ 172 عن قبيصة بن عقبة، عن سفيان الثوري، عن الأغر، عن خليفة بن حصين، عن أبيه: أن جده قيس بن عاصم
…
وقال أبو حاتم في "العلل" 1/ 24: هذا خطأ، أخطأ قبيصة في هذا الحديث إنما هو الثوري، عن الأغر، عن خليفة بن حصين، عن جده قيس: أنه أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم، ليس فيه أبوه.
قلنا: قبيصة لم ينفرد بهذا الإسناد عن سفيان، بل تابعه عليه وكيع عند المصنف برقم (20615)، لكن اختُلف على وكيع فيه، فروي عنه أيضاً بإسقاط حصين والد خليفة كما سيأتي، والمحفوظ إسقاطه، وإن ثبت فهو من المزيد في متصل الأسانيد، على أن حصين بن قيس هذا لم يرو عنه غير ابنه، وذكره ابن حبان في "الثقات" 4/ 156.
وأخرجه بأطول مما هنا الطبراني في "الكبير" 18/ (867)، وفي "الأوسط"(8037)، والبيهقي في "الدلائل" 5/ 317 من طريق قيس بن الربيع، عن الأغر، عن خليفة بن حصين، عن جدِّه.
(1)
إسناده محتمل للتحسين، حكيم بن قيس بن عاصم قيل: أنه ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وأبوه صحابي، وروى عنه تابعي كبير ثقة، وهو مطرف بن =
20613 -
حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ قَالَ: مُغِيرَةُ أَخْبَرَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ شُعْبَةَ بْنِ التَّوْأَمِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، عَنِ الْحِلْفِ؟ فَقَالَ: " مَا كَانَ مِنْ حِلْفٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَتَمَسَّكُوا بِهِ، وَلَا حِلْفَ فِي
= عبد الله بن الشخير، وذكره ابن حبان في "الثقات".
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1164)، والبزار (1378 - كشف الأستار) عن محمد بن المثنى عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1085) و (1260)، وابن سعد 7/ 36 - 37، والبخاري في "الأدب المفرد"(361)، وفي "التاريخ الكبير" 3/ 12، والنسائي 4/ 16، والطبراني في "الكبير" 18/ (869)، وابن الأثير في "أسد الغابة" 4/ 434، والمزي في ترجمة حكيم بن قيس بن عاصم من "تهذيب الكمال" 7/ 201 - 202 من طرق عن شعبة، به.
وأخرجه ضمن قصةٍ بحشلٌ في "تاريخ واسط" ص 119، والطبراني في "الكبير" 18/ (870)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(3336)، والمزي في ترجمة قيس بن عاصم من "تهذيبه" 24/ 60 و 62 من طريق الحسن البصري، والطبراني في "الكبير" 18/ (871)، وفي "الأوسط" كما في "مجمع البحرين"(2207)، والحاكم 3/ 611 من طريق عبد الملك بن أبي سوية المنقَري، وبحشل في "تاريخه"(165) من طريق عبد الرحمن بن شرحبيل ابن حسنة، ثلاثتهم عن قيس بن عاصم.
وفي باب كراهة النياحة على الميت عن سمرة بن جندب، سلف برقم (20110)، وانظر تتمة شواهده هناك.
قال السندي: قوله "وسوِّدوا" أي: اجعلوه رئيساً عليكم.
"خَلَفوا" بالتخفيف، أي: صاروا خلفاء له، أي: يبقى أمرُهم منتظماً كما كان مع الآباء، فكأنهم قاموا مقام آبائهم.
الْإِسْلَامِ " (1).
• 20614 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (2)، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ زِيَادٍ سَبَلَانُ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ شُعْبَةَ بْنِ التَّوْأَمِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، مِثْلَهُ (3).
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة مِقسَم الضَّبِّي أبي مغيرة، فلم يرو عنه غير ابنه، وذكره ابن حبان في "الثقات". شعبة بن التَّوأم: هو التميمي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 18/ (864)، عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 5/ 55 من طريق هشيم بن بشير، به.
وأخرجه الطيالسي (1084)، والحميدي (1206)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1166)، والبزار (1915 - كشف الأستار)، والطبري 5/ 55، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1616)، وابن حبان (4396)، والطبراني 18/ (864) من طريق جرير بن عبد الحميد الضبي، عن مغيرة بن مقسم، به.
وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2909)، وانظر تتمة شواهده والكلام على فقهه هناك.
(2)
في (م) والنسخ الخطية: حدثنا عبد الله حدثني أبي، على أنه من رواية الإمام أحمد: وهو خطأ، فإبراهيم بن زياد هو شيخ عبد الله بن أحمد، فهو من زياداته، وجاء على الصواب في "أطراف المسند" 5/ 211.
(3)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.
وأخرجه الطبراني 18/ (865)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(841) من طريق إبراهيم بن زياد سبلان، بهذا الإسناد. وسقط من مطبوع الطبراني مقسمٌ أبو المغيرة.
20615 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ الْأَغَرِّ الْمِنْقَرِيِّ، عَنْ خَلِيفَةَ بْنِ حُصَيْنِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ جَدَّهُ أَسْلَمَ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأَمَرَهُ أَنْ يَغْتَسِلَ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ (1).
(1) حديث صحيح، وحصين بن قيس لم يرو عنه غير ابنه، وذكره ابن حبان في "الثقات" 4/ 156.
وهو في "مسند" وكيع كما في "النكت الظِّراف" للحافظ ابن حجر 8/ 290.
وأخرجه ابن سعد 7/ 36، والبيهقي 1/ 171 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. ولم يذكرا فيه حصين بن قيس أبا خليفة.
وانظر (20611).
حَدِيثُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ
(1)
20616 -
حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا مَنْصُورٌ وَيُونُسُ (2)، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: قَالَ لِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ سَمُرَةَ، إِذَا آلَيْتَ عَلَى يَمِينٍ، فَرَأَيْتَ غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا فَأْتِ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ، وَكَفِّرْ عَنْ يَمِينِكَ "(3).
(1) قال السندي: قرشي عبشمي، نسبة إلى عبد شمس، يُكنى: أبا سَعْد. أسلم يوم الفتح، وشهد غزوة تبوك مع النبي صلى الله عليه وسلم، ثم شهد فتوح العراق، وهو الذي افتتح سجستان وغيرها في خلافة عثمان، ثم نزل البصرة، وإليه تنسب سكة أبي سمرة بالبصرة. مات بها سنة خمسين، وقيل: مات بمرو. والأول أصح.
(2)
تحرف في (م) إلى: منصور عن يونس.
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. الحسن: وهو البصري صرح بالتحديث عن عبد الرحمن بن سمرة في "الصحيحين" وغيرهما. هُشيم: هو ابن بشير، ومنصور: هو ابن زاذان، ويونس: هو ابن عبيد البصري.
وأخرجه مسلم (1652)، وأبو داود (3277)، والبزار في "مسنده"(2278)، والنسائي 7/ 11. وابن خزيمة في السياسة كما في "إتحاف المهرة" 10/ 605، وابن حبان (4479)، والدارقطني في "جزء أبي الطاهر الذهلي" (56)، والبيهقي 10/ 36 و 100 من طريق هشيم، بهذا الإسناد. وقرن مسلم وابن خزيمة وأبو عوانة وابن حبان والدارقطني والبيهقي بمنصورٍ ويونسَ حميداً الطويل.
وهو قطعة من حديث ذُكر بتمامه في روايات مسلم والبزار وابن حبان والدارقطني والبيهقي في موضعه الثاني. =
20617 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ حَيَّانَ بْنِ عُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَمُرَةَ، قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا أَتَرَامَى بِأَسْهُمِي فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَاللهِ إِذْ كُسِفَتِ الشَّمْسُ، فَنَبَذْتُهُنَّ وَسَعَيْتُ أَنْظُرُ مَا أَحْدَثَ (1) كُسُوفِ الشَّمْسِ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَإِذَا هُوَ رَافِعٌ يَدَيْهِ يُسَبِّحُ اللهَ عز وجل وَيَحْمَدُ وَيُهَلِّلُ وَيُكَبِّرُ، وَيَدْعُو، فَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى حُسِرَ عَنِ الشَّمْسِ، فَقَرَأَ سُورَتَيْنِ وَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ (2).
= وسيأتي بتمامه بشقيه من طريق يونس وحده عن الحسن برقم (20618) فانظر تخريجه هناك.
وأخرج هذه القطعة منفردة مسلم (1652)، وأبو داود (3278)، والنسائي 7/ 10 و 12، والطبراني في "الأوسط"(13)، والبيهقي 10/ 53 من طرق عن الحسن البصري، به.
قوله: "إذا آليتَ"، قال السندي: بالمد، أي: حلفتَ. "على يمين" أي: محلوف عليه.
"وكفِّر"، أي: من التكفير بمعنى أداء الكفارة.
(1)
في (م) والأصول الخطية: "ما حدث"، والجادة ما أُثبت، وهو الموافق لمصادر التخريج، وعلّق عليها السندي بقوله: ما حدث، هكذا بلا همز هاهنا، والمشهور: ما أحدث، وهو الظاهر، وأما على هذا فالظاهر نصب الكسوف بنزع الخافض، أي: بكسوف الشمس.
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حيّان بن عمير، فمن رجال مسلم. إسماعيل بن إبراهيم: هو المعروف بابن عُلَيَّة، والجُريري: هو سعيد بن إياس.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 469، ومسلم (913)(25) و (26) و (27)، =
20618 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ، لَا تَسْأَلِ الْإِمَارَةَ، فَإِنَّكَ إِنْ أُعْطِيتَهَا عَنْ مَسْأَلَةٍ وُكِلْتَ إِلَيْهَا، وَإِنْ أُعْطِيتَهَا عَنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ أُعِنْتَ عَلَيْهَا، وَإِذَا حَلَفْتَ عَلَى يَمِينٍ، فَرَأَيْتَ غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا، فَأْتِ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ، وَكَفِّرْ عَنْ يَمِينِكَ "(1).
= وأبو داود (1195)، والنسائي 3/ 124 - 125، وابن خزيمة (1373)، وابن حبان (2848)، والحاكم 1/ 329، والبيهقي 3/ 332 من طرق عن سعيد بن إياس الجريري، بهذا الإسناد.
وقد رويت أحاديث الكسوف مطولة ومختصرة عن عدة من الصحابة انظرها عند حديث ابن عُمر السالف برقم (5883).
قوله: "فنبذتهن"، أي: ألقيت سهامي وطرحتهن.
"حُسِر" قال السندي: على بناء المفعول، أي: كشف ما بها.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن إبراهيم المعروف بابن عُليَّة.
وأخرج شطره الأول فقط النسائي 8/ 225، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(59) من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي (2347)، والبخاري (7147)، ومسلم ص 1456 (13)، وأبو داود (2929)، والترمذي (1529)، ووكيع في "أخبار القضاة" 1/ 64، وأبو عوانة 4/ 405 و 406، وابن حبان (4348)، والبيهقي 10/ 53 و 100 من طرق عن يونس بن عبيد، به. واقتصر مسلم وأبو داود والترمذي ووكيع وأبو عوانة في بعض طرقه والبيهقي على الشطر الأول منه فقط، وقرن بعضهم
بيونس منصور بن زاذان وحميداً الطويل، وقرن البيهقي به: حميداً وثابتاً وحبيباً. وقد سلف مقروناً بمنصور برقم (20616) مختصراً بشطره الثاني. =
20619 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي لَبِيدٍ قَالَ:
= وأخرجه تاماً ومختصراً وكيع في "أخبار القضاة" 1/ 64 و 65، ومسلم (1652)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(568) و (569)، والبزار في "مسنده"(2274) و (2277) و (2279) و (2281) و (2282) و (2283) و (2284) و (2285) و (2286) و (2287) و (2290) و (2291) و (2292)، وأبو عوانة 4/ 407 - 408، والطبراني في "الأوسط"(14) و (15)، والسَّهمي في "تاريخ جرجان"(102) و (237) و (276) و (279) و (280) و (589) و (636)، والصيداوي في "معجم الشيوخ" ص 218، وأبو نعيم في "الحلية" 8/ 387، والبيهقي 10/ 52 - 53 و 53، والخطيب في "تاريخ بغداد" 4/ 189 و 228 و 7/ 161 و 8/ 460، والمزي في ترجمة عبد الرحمن بن سمرة من "تهذيب الكمال" 17/ 160 من طرق عن الحسن البصري، به.
وأخرج شطره الأول فقط ابن أبي شيبة 12/ 216 من طريق علي بن زيد، عن عبد الرحمن بن سمرة.
وأخرجه عبد الرزاق (20654)، ووكيع 1/ 63 - 64، وأبو عوانة 4/ 408 من طرق عن الحسن مرسلاً. وقرن أبو عوانة بالحسن محمدَ بنَ سيرين. واقتصر، الأولان على شطره الأول.
وسلف شطره الثاني فقط برقم (20616)، وسيأتي تاماً بالأرقام (20622) و (20623) و (20625) و (20627) و (20628) و (20629).
وفي باب سؤال الإمارة عن أنس، سلف برقم (12184)، وذكرت شواهده هناك.
وفي باب اليمين عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6907)، وانظر تتمة شواهده هناك.
قوله: "وُكلتَ"، قال السندي: على بناء المفعول مخففاً أو مشدداً. "إليها"، أي: المسألة أو الإمارة أو النفس، وهذا كناية عن عدم العَون من الله تعالى في معرفة الحق والتوفيق للعمل به.
غَزَوْنَا مَعَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ كَابُلَ، فَأَصَابَ النَّاسُ غَنَمًا فَانْتَهَبُوهَا، فَأَمَرَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ مُنَادِيًا يُنَادِي: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنِ انْتَهَبَ نُهْبَةً، فَلَيْسَ مِنَّا، فَرُدُّوا هَذِهِ الْغَنَمَ " فَرَدُّوهَا، فَقَسَمَهَا بِالسَّوِيَّةِ (1).
° 20620 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ:" وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّ يَدِهِ، وَأَكْبَرُ عِلْمِي أَنِّي قَدْ سَمِعْتُهُ مِنْهُ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا نَاصِحُ بْنُ الْعَلَاءِ أَبُو الْعَلَاءِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ أَبِي عَمَّارٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ: أَنَّهُ مَرَّ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ وَهُوَ عَلَى نَهَرِ أُمِّ عَبْدِ اللهِ يُسيِّلُ الْمَاءُ، مَعَ غِلْمَتِهِ وَمَوَالِيهِ، فَقَالَ لَهُ عَمَّارٌ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، الْجُمُعَةَ. فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَمُرَةَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ: " إِذَا كَانَ يَوْمُ مَطَرٍ وَابِلٍ، فَلْيُصَلِّ أَحَدُكُمْ فِي
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل أبي لَبيد -وهو لِمازة بن زَبَّار الأزدي- وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه الدارمي (1995)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1311) من طريق وهب بن جرير، وأبو داود (2703)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 167 - 168 من طريق سليمان بن حرب، كلاهما عن جرير بن حازم، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (20626) و (20631).
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (8317)، وانظر تتمة شواهده هناك.
ونزيد عليها هنا عن عمران بن حصين، سلف برقم (19929).
قوله: "نُهبة" بالضم، أي: الشيء المنهوب.
رَحْلِهِ " (1).
• 20621 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي (2) عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ، حَدَّثَنَا نَاصِحُ بْنُ الْعَلَاءِ أَبُو الْعَلَاءِ، حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ أَبِي عَمَّارٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، مِثْلَهُ (3).
قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: سَمِعْتُ الْقَوَارِيرِيَّ يَقُولُ: كُنْتُ أَمُرُّ بِنَاصِحٍ فَيُحَدِّثُنِي، فَإِذَا سَأَلْتُهُ الزِّيَادَةَ قَالَ: لَيْسَ عِنْدِي غَيْرُ ذَا. وَكَانَ ضَرِيرًا.
20622 -
حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَمُرَةَ الْقُرَشِيُّ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ، لَا تَسْأَلِ الْإِمَارَةَ، فَإِنَّكَ إِنْ أُعْطِيتَهَا
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل ناصح بن العلاء. علي بن عبد الله: هو ابن المديني.
وأخرجه ابن خزيمة (1862)، وابن المنذر في "الأوسط" 4/ 25، والحاكم 1/ 292 - 293 من طرق عن ناصح بن العلاء، بهذا الإسناد.
وانظر ما بعده.
ويشهد لترك الجمعة لعذرٍ حديثُ ابن عباس، عند البخاري (901)، ومسلم (699) وغيرهما.
وفي باب ترك الجماعة لعذر عن ابن عمر، سلف برقم (4478)، وذكرت باقي شواهده هناك.
قوله: "وابل"، قال السندي: أي: كبير القطر.
(2)
في (م) و (ظ 10) زيادة: حدثني أبي. وهي خطأ.
(3)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن. وانظر ما قبله.
عَنْ مَسْأَلَةٍ، وُكِلْتَ إِلَيْهَا، وَإِنْ أُعْطِيتَهَا عَنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ، أُعِنْتَ عَلَيْهَا، وَإِذَا حَلَفْتَ عَلَى يَمِينٍ فَرَأَيْتَ غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا، فَأْتِ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ، وَكَفِّرْ عَنْ يَمِينِكَ " (1).
• 20623 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (2)، حَدَّثَنِي أَبُو كَامِلٍ الْجَحْدَرِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا سِمَاكُ بْنُ عَطِيَّةَ وَيُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، مِثْلَهُ (3).
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل المبارك -وهو ابن فضالة-، وهو متابع.
وأخرجه البزار في "مسنده"(2289)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(948) من طريق الحجاج بن المنهال، وابن حبان (4480) من طريق عبد الرحمن بن سلام، كلاهما عن المبارك بن فضالة، بهذا الإسناد. واقتصر القضاعي في روايته على الشطر الأول من الحديث.
وانظر (20618).
(2)
في (م) والأصول الخطية: حدثنا عبد الله، حدثني أبي، على أنه من رواية الإمام أحمد، وهو خطأ، والصواب أنه من زيادات عبد الله، كما في "أطراف المسند" 4/ 260.
(3)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي كامل الجحدري: وهو فضيل بن حسين، فمن رجال مسلم. يونس بن عبيد: هو ابن دينار العبدي.
وأخرجه مسلم (1652) وص 1456 (13)، والبزار (2280) من طريق أبي كامل الجحدري، بهذا الإسناد. وقرنا بسماك ويونس هشامَ بن حسان. ولم يذكر البزار يونسَ، واقتصر مسلم في موضعه الثاني على القسم الأول منه.
وأخرجه وكيع محمد بن خلف في "أخبار القضاة" 1/ 65، وأبو عوانة 4/ 407، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 167، والدارقطني في "جزء أبي الطاهر الذهلي"(57) من طرق عن حماد بن زيد. وقرنوا جميعاً بسماك =
20624 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ (1)، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ وَلَا بِالطَّوَاغِيتِ ". وَقَالَ يَزِيدُ: " الطَّوَاغِي (2) "(3).
20625 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: ذَكَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: " لَا تَسْأَلِ الْإِمَارَةَ، فَإِنَّكَ إِنْ تُعْطَهَا عَنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ، تُعَنْ عَلَيْهَا، وَإِنْ
= ويونس هشامَ بن حسان. واقتصر وكيع وأبو عوانة على الإمارة فقط.
وأخرجه وكيع في "أخبار القضاة" 1/ 64 - 65 من طريق شريك، عن سماك وحده، به. واقتصر على الإمارة فقط.
وانظر (20618).
(1)
وقع في الأصول الخطية هنا: يزيد بن هارون، عن ابن عون، أخبرنا هشام، وفي (م): هشام، عن ابن عون، عن الحسن، وكلاهما خطأ، لعله سبق نظر من إسناد الحديث التالي، والصواب ما أثبتنا، وهو الموافق لما في "أطراف المسند" 4/ 261، ومصادر التخريج.
(2)
في (م): والطواغي، بزيادة واو، وهو خطأ.
(3)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. هشام: هو ابن حسان القُردوُسي.
وأخرجه النسائي 7/ 7، وابن الجارود (923)، والبيهقي 10/ 29 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1648)، وابن ماجه (2095) من طريق عبد الأعلى، عن هشام بن حسان، به. وعندهما: الطواغي.
وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4523)، وانظر تتمة شواهده هناك.
قوله: "الطواغيت"، قال السندي: أي: الشياطين أو الأصنام، جمع طاغوت، مبالغة الطاغي مِن طغى: إذا تجاوز الحد في المعصية.
تُعْطَهَا عَنْ مَسْأَلَةٍ تُكَلْ إِلَيْهَا، وَإِذَا حَلَفْتَ عَلَى يَمِينٍ، وَرَأَيْتَ غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا، فَأْتِ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ، وَكَفِّرْ عَنْ يَمِينِكَ " (1).
20626 -
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ يَعْلَى بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي لَبِيدٍ (2)، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " مَنِ انْتَهَبَ نُهْبَةً فَلَيْسَ مِنَّا "(3).
20627 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ لَهُ: " يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ، لَا تَسْأَلِ الْإِمَارَةَ، فَإِنَّكَ إِنْ أُعْطِيتَهَا عَنْ مَسْأَلَةٍ
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن عون: هو عبد الله بن عون ابن أرطبان.
وأخرجه وكيع في "أخبار القضاة" 1/ 65، والبخاري (6722)، والبزار (2275)، والنسائي 7/ 11 - 12 و 8/ 225، وابن الجارود (929) و (998)، وأبو عوانة 4/ 407، والبيهقي 10/ 36 و 100 من طرق عن ابن عون، بهذا الإسناد. واقتصر بعضهم على شطره الأول وبعضهم على الثاني.
وأخرجه وكيع في "أخبار القضاة" 1/ 65 من طريق أزهر السمان، عن ابن عون، عن الحسن مرسلاً.
وانظر (20618).
(2)
"عن أبي لبيد" سقطت من (م)، وتحرف في (ظ 10) و (ق) إلى: عن ابن لبيد.
(3)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل أبي لبيد -وهو لِمازة بن زَبَّار-. سليمان بن داود: هو الطيالسي، وجرير: هو ابن حازم.
وانظر (20619).
وُكِلْتَ إِلَيْهَا، وَإِنْ أُعْطِيتَهَا عَنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ أُعِنْتَ عَلَيْهَا، وَإِذَا حَلَفْتَ عَلَى يَمِينٍ، فَرَأَيْتَ غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا، فَكَفِّرْ عَنْ يَمِينِكَ، وَائْتِ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ " (1).
20628 -
حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ (2)، لَا تَسْأَلِ الْإِمَارَةَ، فَإِنَّكَ إِنْ أُوتِيتَهَا عَنْ مَسْأَلَةٍ وُكِلْتَ إِلَيْهَا، وَإِنْ أُوتِيتَهَا عَنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ أُعِنْتَ عَلَيْهَا، وَإِذَا حَلَفْتَ عَلَى يَمِينٍ، فَرَأَيْتَ غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا، فَكَفِّرْ عَنْ يَمِينِكَ، وَأْتِ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ "(3).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الله بن بكر: هو السهمي، وهشام: هو ابن حسان القردوسي.
وأخرجه البيهقي 10/ 52 من طريق عبد الله بن بكر السهمي، بهذا الإسناد.
وأخرجه وكيع محمد بن خلف في "أخبار القضاة" 1/ 65، ومسلم (1652) وص 1456 (13)، والبزار في "مسنده"(2280)، وأبو عوانة 4/ 407، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 167، والدارقطني في "جزء أبي الطاهر الذهلي"(57) من طريق حماد بن زيد، والبزار (2276) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، كلاهما عن هشام، بهذا الإسناد. واقتصر بعضهم على الشطر الأول. وقرنوا في رواية حماد بن زيد بهشام سماكَ بنَ عطية ويونسَ بن عبيد، إلا البزار فلم يذكر يونسَ.
وانظر (20618).
(2)
قوله: "يا عبد الرحمن" ليست في (ظ 10) و (ق).
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الباهلي. =
اتَّفَقَ عَفَّانُ وَأَسْوَدُ فِي حَدِيثِهِمَا فَقَالَ: " فَكَفِّرْ عَنْ يَمِينِكَ ثُمَّ ائْتِ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ "، وقَالَ أَبُو الْأَشْهَبِ، عَنِ الْحَسَنِ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: فَبَدَأَ بِالْكَفَّارَةِ.
20629 -
حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ، عَنِ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَمُرَةَ الْقُرَشِيُّ وَنَحْنُ بِكَابُلَ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ، لَا تَسْأَلِ الْإِمَارَةَ " فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1).
* 20630 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ -[قَالَ عَبْدُ اللهِ]: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ هَارُونَ بْنِ مَعْرُوفٍ - حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ شَوْذَبٍ (2)، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ كَثِيرٍ مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ
= وأخرجه أبو عوانة 4/ 407 من طريق أسود بن عامر وحده، بهذا الإسناد.
وأخرج الشطر الثاني منه النسائي 7/ 10 من طريق عفان وحده، به.
وأخرجه وكيع في "أخبار القضاة" 1/ 65، والطيالسي (1351)، والدارمي (2346)، والبخاري (6622) و (7146)، ومسلم (1652) وص 1456 (13)، والبزار (2288)، وأبو يعلى (1516)، وأبو عوانة 4/ 407، وأبو نعيم في "الحلية" 9/ 18 - 19، والبيهقي 10/ 52 من طرق عن جرير بن حازم، به. واقتصر الطيالسي على الشطر الثاني، ومسلم في موضعه الثاني على الشطر الأول، ولم يذكر أبو يعلى لفظه.
وانظر (20618).
(1)
حديث صحيح وهذا إسناد حسن من أجل المبارك: وهو ابن فضالة، وقد صرح بالتحديث عن الحسن فيما سلف برقم (20622)، ثم هو متابع. حسين: هو ابن محمد المرُّوذي.
وانظر (20618).
(2)
في (ظ 10) و (ق): عبد الله بن سودة، وهو تحريف.
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ (1) قَالَ: جَاءَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِأَلْفِ دِينَارٍ فِي ثَوْبِهِ حِينَ جَهَّزَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم جَيْشَ الْعُسْرَةِ، قَالَ: فَصَبَّهَا فِي حِجْرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَجَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُقَلِّبُهَا بِيَدِهِ وَيَقُولُ:" مَا ضَرَّ ابْنُ عَفَّانَ مَا عَمِلَ بَعْدَ الْيَوْمِ " يُرَدِّدُهَا مِرَارًا (2).
(1) قوله: "عن عبد الرحمن بن سمرة" سقط من (ظ 10) و (ق).
(2)
إسناده حسن من أجل كثير -وهو ابن أبي كثير- مولى عبد الرحمن بن سمرة. ضَمْرَة: هو ابن ربيعة الفلسطيني.
وهو في "فضائل الصحابة"(738) من طريق هارون بن معروف، بهذا الإسناد، من رواية عبد الله بن أحمد.
ومن طريق الإمام أحمد وابنه عبد الله أخرجه المزي في ترجمة عبد الله بن القاسم من "التهذيب" 15/ 440.
وأخرجه ابن هانئ في "مسائل أحمد" 2/ 172، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 283، والترمذي (3701)، وابن أبي عاصم في "السنة"(1279)، وفي "الجهاد"(82)، والطبراني في "الأوسط"(9222)، والحاكم 3/ 102، والبيهقي في "دلائل النبوة" 5/ 215 من طرق عن ضمرة، به. وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
وأخرجه أبو نعيم فى "الحلية" 1/ 59 من طريق عمر بن هارون البلخي، عن عبد الله بن شوذب، به.
وفي الباب عن عبد الرحمن بن خباب السلمي، سلف في "المسند" برقم (16696) من زيادات عبد الله بن أحمد.
وعن أنس عند الطبراني في "الأوسط"(2034) بإسناد ضعيف.
وعن ابن عمر، عند أبي نعيم في "الحلية" 1/ 59.
وعن الحسن البصري مرسلاً عند المصنِّف في "فضائل الصحابة"(787).
قال السندي: قوله: "ما ضرَّ ابنَ عفان .. إلخ"، أي: يحفظه الله تعالى عن =
20631 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، حَدَّثَنِي يَعْلَى بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي لَبِيدٍ قَالَ: غَزَوْنَا مَعَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ كَابُلَ قَالَ: فَأَصَابَ النَّاسُ غَنِيمَةً فَانْتَهَبُوهَا، فَأَمَرَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَمُرَةَ مُنَادِيًا يُنَادِي، فَنَادَى، فَاجْتَمَعَ النَّاسُ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنِ انْتَهَبَ فَلَيْسَ مِنَّا " رُدُّوهَا (1). فَرَدُّوهَا، فَقَسَمَهَا بَيْنَهُمْ بِالسَّوِيَّةِ (2).
= معصية لا تُغفَر له، وإن ارتكب ما يصلح للمغفرة، فالله تعالى يغفر له ذلك، ففيه بشارة بالعصممة عن الإيذاء، وبأن الله تعالى يغفر له غير ذلك إن اتفق وجوده.
(1)
"رُدوها" ليست في (ظ 10) و (ق).
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل أبي لَبيد، وهو لِمازة بن زَبّار. عفّان: هو ابن مسلم.
وانظر (20619).
حَدِيثُ جَابِرِ بْنِ سُلَيْمٍ الْهُجَيْمِيِّ
(1)
20632 -
حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ الْهُجَيْمِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سُلَيْمٍ، أَوْ سُلَيْمِ بْنِ جَابِرٍ (2) قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ مَعَ أَصْحَابِهِ، قَالَ: فَقُلْتُ: أَيُّكُمُ النَّبِيُّ؟ قَالَ: فَإِمَّا أَنْ يَكُونَ أَوْمَأَ إِلَى نَفْسِهِ، وَإِمَّا أَنْ يَكُونَ أَشَارَ إِلَيْهِ الْقَوْمُ، قَالَ: فَإِذَا هُوَ مُحْتَبٍ بِبُرْدَةٍ قَدْ وَقَعَ هُدْبُهَا عَلَى قَدَمَيْهِ، قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَجْفُو عَنْ أَشْيَاءَ، فَعَلِّمْنِي. قَالَ:" اتَّقِ اللهَ، وَلَا تَحْقِرَنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا، وَلَوْ أَنْ تُفْرِغَ مِنْ دَلْوِكَ فِي إِنَاءِ الْمُسْتَسْقِي، وَإِيَّاكَ وَالْمَخِيلَةَ، فَإِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْمَخِيلَةَ، وَإِنْ امْرُؤٌ شَتَمَكَ وَعَيَّرَكَ بِأَمْرٍ يَعْلَمُهُ فِيكَ، فَلَا تُعَيِّرْهُ بِأَمْرٍ تَعْلَمُهُ فِيهِ، فَيَكُونَ لَكَ أَجْرُهُ وَعَلَيْهِ إِثْمُهُ، وَلَا تَشْتُمَنَّ أَحَدًا "(3).
(1) قال السندي: هو جابر بن سُليم، وقيل: سُليم بن جابر، ورجّح البخاريُّ الأول، كنيته: أبو جُرَيّ بالتصغير، مشهور بكنيته.
(2)
قوله: "ابن جابر" سقط من (م).
(3)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، لجهالة حال عبد ربه الهجيمي، فلم يرو عنه سوى اثنين، ولم يؤثر توثيقه عن أحد، لكنه متابع، تابعه عقيل ابن طلحة فيما سيأتي في الرواية التالية. ووقع اسمه في "الزهد" لابن المبارك: عبد الله الهجيمي، وفي "الآحاد والمثاني ": عبد الله، قال ابن صاعد -كما في "الزهد"-: والناس يقولون: عبد ربه الهجيمي. قال الحافظ ابن حجر في "التعجيل" 1/ 785: هذا غلط نشأ عن تصحيف، وإنما هو عبيدة الهجيمي. قلنا: وسيأتي الحديث برقم (20635) وفيه عبيدة الهجيمي على الصواب. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= هشيم: هو ابن بشير.
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد"(1017)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1182) من طريق هشيم بن بشير، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 206، والنسائي في "الكبرى"(9691)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 142 من طريقين عن يونس بن عبيد، به. ورواية البخاري مختصرة بقوله: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم، ورواية ابن قانع مختصرة بقوله: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "إياك وإسبال الإزار، فإنها مخيلة". وجاء عند البخاري والنسائي بدل "عبد ربه": "عَبيدة الهجيمي"، وعند ابن قانع:"عَبيدة بن زيد".
وأخرجه الدولابي في "الكنى والأسماء" 1/ 66، وابن قانع 1/ 142 من طريق عبد السلام بن غالب الهجيمي، عن عبيدة الهجيمي به. وكنَّى ابنُ قانع عبدَ السلام: أبا عقيل، دون ذكر اسم أبيه. وروايته مختصرة.
وأخرجه الطيالسي (1208)، والبخاري في "الأدب المفرد"(1182)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1185)، والنسائي في "الكبرى"(9692) و (9693)، وابن حبان (521)، وابن قانع 1/ 142 من طريق قرة بن موسى، وابن أبي عاصم (1186)، والنسائي في "الكبرى"(9694) من طريق سهم بن معتمر، والدولابي 1/ 66 من طريق محمد بن سيرين، ثلاثتهم عن جابر بن سليم. ورواية ابن قانع مختصرة بقوله: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في بردة عليه كأني أنظر إلى أهدابها على قدميه. واقتصر ابن أبي عاصم على قوله: أنه لقي النبي صلى الله عليه وسلم وهو مؤتزر بإزار قطن قد استرخى ماشياه. وزاد النسائي في موضعه الأخير في أوله: وقال: عليك السلام يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"عليك السلام تحية الموتى". وجاء في الموضع الثاني للنسائي: حدثنا قرة بن موسى الهجيمي، حدثنا مشيختنا، عن مسلم بن جابر.
وانظر الأحاديث الأربعة التالية.
وفي باب لا تحقرن من المعروف شيئاً عن جابر بن عبد الله، سلف برقم =
20633 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ، عَنْ عَقِيلِ بْنِ طَلْحَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو جُرَىٍّ الْهُجَيْمِيُّ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ، فَعَلِّمْنَا شَيْئًا يَنْفَعُنَا اللهُ بِهِ. قَالَ:" لَا تَحْقِرَنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا وَلَوْ أَنْ تُفْرِغَ مِنْ دَلْوِكَ فِي إِنَاءِ الْمُسْتَسْقِي، وَلَوْ أَنْ تُكَلِّمَ أَخَاكَ وَوَجْهُكَ إِلَيْهِ مُنْبَسِطٌ، وَإِيَّاكَ وَتَسْبِيلَ الْإِزَارِ، فَإِنَّهُ مِنَ الْخُيَلَاءِ، وَالْخُيَلَاءُ لَا يُحِبُّهَا اللهُ وَإِنْ امْرُؤٌ سَبَّكَ بِمَا يَعْلَمُ فِيكَ، فَلَا تَسُبَّهُ بِمَا تَعْلَمُ فِيهِ، فَإِنَّ أَجْرَهُ لَكَ وَوَبَالَهُ عَلَى مَنْ قَالَهُ "(1).
= (14709)، وذكرت تتمة شواهده هناك.
وفي باب النهي عن إسبال الإزار، عن أبي هريرة سلف برقم (7467)، وذُكِرت شواهده هناك.
وفي النهي عن سباب المسلم عن ابن مسعود، سلف برقم (3647)، وذكرت بقية شواهده هناك.
قوله: هُدْبها، قال السندي: هُدْبة الثوب: طرفه.
أجفو: من جفا، أي: أتغلّظ في الكلام سائلاً عن أشياء.
"ولو أن تفرغ" من الإفراغ بمعنى الصب، أي: افعل كل معروف ولو صغيراً.
"والمَخِيلة"، أي: التكبر.
(1)
إسناده صحيح. يزيد: هو ابن هارون.
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 1/ 303 من طريق عبد الله بن أحمد ابن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن حبان (522)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(935) من طريق يزيد بن هارون، به. ورواية القضاعي مختصرة بقوله: "لا تحقرن من =
20634 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا سَلَّامٌ، حَدَّثَنَا عَقِيلُ بْنُ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي جُرَيٍّ الْهُجَيْمِيِّ: أَنَّهُ أَتَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي أُنَاسٍ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ، فَقَالُوا: إِنَّا مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ:" فَلَا تَشْتُمْهُ بِمَا تَعْلَمُ فِيهِ، فَإِنَّ أَجْرَ ذَلِكَ لَكَ وَوَبَالَهُ عَلَيْهِ "(1).
20635 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ الْهُجَيْمِيُّ، عَنْ أَبِي تَمِيمَةَ الْهُجَيْمِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سُلَيْمٍ (2) قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مُحْتَبٍ بِشَمْلَةٍ وَقَدْ وَقَعَ هُدْبُهَا عَلَى قَدَمَيْهِ، فَقُلْتُ: أَيُّكُمْ مُحَمَّدٌ، أَوْ رَسُولُ اللهِ؟ فَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى نَفْسِهِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ وَفِيَّ جَفَاؤُهُمْ، فَأَوْصِنِي. فَقَالَ: " لَا تَحْقِرَنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا، وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ وَوَجْهُكَ مُنْبَسِطٌ، وَلَوْ أَنْ
= المعروف شيئاً".
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" تعليقاً 2/ 206، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1181)، والنسائي في "الكبرى"(9696)، والطبراني في "الكبير"(6383)، وأبو الشيخ في "الأمثال"(235)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(935)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(3220)، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة"(3504) من طرق عن سلام بن مسكين، به.
وانظر ما قبله.
(1)
إسناده صحيح. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث، وسلام: هو ابن مسكين.
وانظر (20632).
(2)
قوله: "عن جابر بن سليم" سقط من (م) و (س)، والمثبت من (ظ 10) و (ق) و"أطراف المسند" 1/ 674 ومصادر التخريج.
تُفْرِغَ مِنْ دَلْوِكَ فِي إِنَاءِ الْمُسْتَسْقِي، وَإِنْ امْرُؤٌ شَتَمَكَ بِمَا يَعْلَمُ فِيكَ، فَلَا تَشْتُمْهُ بِمَا تَعْلَمُ فِيهِ، فَإِنَّهُ يَكُونُ لَكَ أَجْرُهُ وَعَلَيْهِ وِزْرُهُ، وَإِيَّاكَ وَإِسْبَالَ الْإِزَارِ، فَإِنَّ إِسْبَالَ الْإِزَارِ مِنَ الْمَخِيلَةِ، وَإِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْمَخِيلَةَ، وَلَا تَسُبَّنَّ أَحَدًا ". فَمَا سَبَبْتُ بَعْدَهُ أَحَدًا وَلَا شَاةً وَلَا بَعِيرًا (1).
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة حال عبيدة الهجيمي، لكنه قد توبع. عفان: هو ابن مسلم، ويونس: هو ابن عبيد بن دينار، وأبو تميمة الهجيمي: هو طريف بن مجالد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(6385)، ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" 19/ 270 - 271 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (4075) من طريق عبيد الله بن محمد، عن حماد بن سلمة، به.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 205 - 206 تعليقاً، والطبراني في "الكبير"(6384) من طريق عبد السلام بن عجلان، عن عبيدة، به. ولفظ البخاري مختصر على قوله:"لا تحقرن من الخير شيئاً ولو أن تصب فضل دلوك في إناء المستسقي"، وزاد الطبراني قصة، وهي: فقال رجل: يا رسول الله، ذكرت إسبال الإزار، وقد يكون بساق الرجل القرح أو شيء يُستحيى منه، فقال:"لا بأس إلى نصف الساق أو إلى الكعبين، إن رجلاً ممن كان قبلكم لبس بردة فتبختر فيها، فنظر الله عز وجل إليه من فوق عرشه فمقته، فأمر الأرض فأخذته، فهو يتجلجل بين الأرض، فاحذروا مقت الله عز وجل".
وأخرجه بنحوه عبد الرزاق (19982)، وابن أبي شيبة 8/ 391 - 392، وأبو داود (4084)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1183) و (1184)، والدولابي في "الأسماء والكنى" 1/ 66، والطبراني (6386) و (6387) و (6388)، والحاكم 4/ 186 من طرق عن أبي تميمة الهجيمي، به. وزادوا =
20636 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ أَبِي تَمِيمَةَ الْهُجَيْمِيِّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَلْهُجَيْمٍ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِلَامَ تَدْعُو؟ قَالَ:" أَدْعُو إِلَى اللهِ وَحْدَهُ، الَّذِي إِنْ مَسَّكَ ضُرٌّ فَدَعَوْتَهُ، كَشَفَ عَنْكَ، وَالَّذِي إِنْ ضَلَلْتَ (1) بِأَرْضٍ قَفْرٍ دَعَوْتَهُ، رَدَّ عَلَيْكَ، وَالَّذِي إِنْ أَصَابَتْكَ سَنَةٌ فَدَعَوْتَهُ، أَنْبَتَ عَلَيْكَ " قَالَ: قُلْتُ: فَأَوْصِنِي. قَالَ: " لَا تَسُبَّنَّ أَحَدًا، وَلَا تَزْهَدَنَّ فِي الْمَعْرُوفِ، وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ وَأَنْتَ مُنْبَسِطٌ إِلَيْهِ وَجْهُكَ، وَلَوْ أَنْ تُفْرِغَ مِنْ دَلْوِكَ فِي إِنَاءِ الْمُسْتَسْقِي، وَائْتَزِرْ إِلَى نِصْفِ السَّاقِ، فَإِنْ أَبَيْتَ فَإِلَى الْكَعْبَيْنِ، وَإِيَّاكَ وَإِسْبَالَ الْإِزَارِ، فَإِنَّ إِسْبَالَ الْإِزَارِ مِنَ الْمَخِيلَةِ، وَإِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْمَخِيلَةَ "(2).
= جميعاً في أوله غير عبد الرزاق: فقلت: عليك السلام يا رسول الله، فقال:"لا تقل عليك السلام فإن عليك السلام تحية الموتى"، وزاد بعضهم بعدها: فقلت: أنت رسول الله؟ فقال: "نعم"، الذي إذا أصابك ضُرٌّ دعوتَه، فكشف عنك ضرك، وإذا أجدبت بلادُك، دعوته أنبت لك، وإذا ضلت راحلتك دعوته رد عليك؟ قال:"نعم".
ولم يسُق ابن أبي شيبة لفظه، واقتصر على الزيادة المذكورة آنفاً. واقتصر الحاكم على قصة إسبال الإزار.
ولم يذكر عبد الرزاق اسم الصحابي، بل قال: جاء أعرابي .... وزاد سؤال الأعرابي للنبي صلى الله عليه وسلم.
وانظر (20632).
(1)
في نسخة في (س): أضللتَ.
(2)
إسناده صحيح. وهيب: هو ابن خالد. وصحابي الحديث: هو جابر =
حَدِيثُ عَائِذِ بْنِ عَمْرٍو
(1)
20637 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ.
وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، قَالَ: دَخَلَ عَائِذُ بْنُ عَمْرٍو - قَالَ يَزِيدُ: وَكَانَ مِنْ صَالِحِي أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَلَى عُبَيْدِ اللهِ بْنِ زِيَادٍ، فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " شَرُّ الرِّعَاءِ الْحُطَمَةُ ". قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: فَأَظُنُّهُ قَالَ: إِيَّاكَ أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ - وَلَمْ يَشُكَّ يَزِيدُ - فَقَالَ: اجْلِسْ فَإِنَّمَا أَنْتَ مِنْ نُخَالَةِ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: وَهَلْ كَانَتْ لَهُمْ، أَوْ فِيهِمْ نُخَالَةٌ؟! إِنَّمَا كَانَتِ النُّخَالَةُ بَعْدَهُمْ وَفِي غَيْرِهِمْ (2).
= ابن سُليم كما جاء مصرحاً به في الأحاديث السابقة.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(9695) من طريق عبد الوهَّاب الثقفي، عن خالد الحذاء، بهذا الإسناد مقتصراً على قوله: أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قلت: أوصني؟ قال: "لا تسبن أحداً ولا تزهد في معروف".
وانظر ما قبله.
قال السندي: قوله: "الذي إن مسَّكَ
…
" إلخ، وصفه تعالى بذلك ترغيباً في الإيمان به.
(1)
قال السندي: عائذُ بن عمرٍو، مُزَنيٌّ، وكان ممن بايع تحت الشجرة، وسكن البصرة، ومات في إمارة ابن زياد. وهو أخو رافع بن عمرو المزني.
(2)
صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، إلا أن علي بن المديني قال: ما أرى الحسن سمع من عائذ بن عمرو، ومع ذلك فقد أدرج حديثه هذا الأئمة في =
20638 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي شِمْرٍ الضُّبَعِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَائِذَ بْنَ عَمْرٍو يَنْهَى عَنِ الدُّبَّاءِ وَالْحَنْتَمِ وَالْمُزَفَّتِ
= صحاحهم كمسلم وأبي عوانة وابن حبان.
وأخرجه الدولابي في "الأسماء والكنى" 1/ 93، وأبو عوانة 4/ 424 من طريق يزيد بن هارون وحده، بهذا الإسناد. وقرن أبو عوانة بيزيد عارماً محمد ابن الفضل السدوسي.
وأخرجه مسلم (1830)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1093)، وأبو عوانة 4/ 424 - 425، وابن حبان (4511)، والطبراني في "الكبير" 18/ (26)، والبيهقي 8/ 161 من طرق عن جرير بن حازم، به. وليس عند ابن أبي عاصم رد عبيد الله على عائذ.
وأخرجه أبو عوانة 4/ 424، والطبراني 18/ (27) من طريق يونس بن عبيد، عن الحسن، به.
وروى المرفوع منه البزار (1604) من طريق عبد الكريم -وهو ابن أبي المخارق- عن الحسن، عن أنس، وعبد الكريم مجمع على ضعفه.
قوله: "شر الرعاء" قال السندي: بالكسر والمد: جمع راعٍ، كتجار جمع تاجر.
"الحطمة" بوزن هُمَزة: هو العنيف برعاية الإبل في السَّوْق والإيراد والإصدار، يلقي بعضها على بعض، ضربه مثلاً لوالي السوء.
وقيل: الحُطمة: القاضي الذي يظلم الرعية ولا يرحم، من الحطم: وهو الكسر.
وقيل: الأكول الحريص الذي يأكل ما يرى ويقضمه، فإن مَنْ هذا دأبه يكون دنيء النفس ظالماً بالطبع، شديد الطمع فيما في أيدي الناس.
"من نخالة"، بضم نون، معروف، أي: لست من فضلاء الصحابة وعلمائهم، بل من أراذلهم. فأجاب بأنهم كلهم فضلاء وعدول وصفوة الأُمة وسادتهم، وإنما جاء التخليط ممن بعدهم، والله تعالى أعلم.
وَالنَّقِيرِ. فَقُلْتُ لَهُ: عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ: نَعَمْ (1).
20639 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ سُلَيْمَانَ - يَعْنِي التَّيْمِيَّ -، عَنْ شَيْخٍ فِي مَجْلِسِ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ عَائِذِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: كَانَ فِي الْمَاءِ قِلَّةٌ، فَتَوَضَّأَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي قَدَحٍ، أَوْ فِي جَفْنَةٍ فَنَضَحَنَا بِهِ، قَالَ: وَالسَّعِيدُ فِي أَنْفُسِنَا مَنْ أَصَابَهُ، وَلَا نُرَاهُ إِلَّا قَدْ أَصَابَ الْقَوْمَ كُلَّهُمْ، قَالَ: ثُمَّ صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الضُّحَى (2).
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد محتمل للتحسين من أجل التابعي أبي شمر الضبعي، فقد روى عنه اثنان أحدهما شعبة بن الحجاج، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وروى له مسلم حديثاً واحداً مقروناً. وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 120، ومن طريقه الطبراني في "الكبير" 18/ (29/ 2) عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1297)، وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 226 من طريق روح، كلاهما (الطيالسي وروح) عن شعبة، به.
وعلقه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/ 59 فقال: قال عبد الله بن عثمان: أخبرني أبي، عن شعبة، به.
وسيأتي برقم (20645).
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7288)، وانظر تتمة شواهده هناك. ونزيد عليها هنا عن سمرة بن جندب، وسلف برقم (20186).
(2)
إسناده ضعيف لإبهام الراوي عن عائذ بن عمرو.
وأخرجه مُسدد في "مسنده" كما في "المطالب العالية"(11)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 302، والطبراني في "الكبير" 18/ (34) من طريق معتمر بن سليمان، عن سليمان التيمي، بهذا الإسناد.
قوله: فَنَضحنا به، قال السندي: أي: رشَّ علينا ذلك الماء، يحتمل أنهم =
20640 -
حَدَّثَنَا مُهَنَّأُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ أَبُو شِبْلٍ، وَحَسَنٌ - يَعْنِي ابْنَ مُوسَى - قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، الْمَعْنَى، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ عَائِذِ بْنِ عَمْرٍو: أَنَّ سَلْمَانَ وَصُهَيْبًا وبِلَالًا كَانُوا قُعُودًا فِي أُنَاسٍ، فَمَرَّ بِهِمْ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ، فَقَالُوا: مَا أَخَذَتْ سُيُوفُ اللهِ مِنْ عُنُقِ عَدُوِّ اللهِ مَأْخَذَهَا بَعْدُ. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَتَقُولُونَ هَذَا لِشَيْخِ قُرَيْشٍ وَسَيِّدِهَا؟! قَالَ: فَأُخْبِرَ بِذَلِكَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: " يَا أَبَا بَكْرٍ، لَعَلَّكَ أَغْضَبْتَهُمْ؟ فَلَئِنْ كُنْتَ أَغْضَبْتَهُمْ لَقَدْ أَغْضَبْتَ رَبَّكَ ". فَرَجَعَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ: أَيْ إِخْوَتَنَا، لَعَلَّكُمْ غَضِبْتُمْ؟ فَقَالُوا: لَا يَا أَبَا بَكْرٍ، يَغْفِرُ اللهُ لَكَ (1).
= اكتفوا بذلك عن الوضوء، وهذا أمر مخصوص، ويحتمل أنهم تيمَّموا لأجل الصلاة أو توضؤوا.
وقوله "صلى بنا": يدل على أداء الضحى جماعةً.
(1)
إسناده من جهة حسن بن موسى صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم، وأما مهنا بن عبد الحميد فمن رجال أبي داود والنسائي في "مسند علي" وهو ثقة. ثابت: هو ابن أسلم البناني.
وأخرجه مسلم (2504)، وأبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 6/ 420، والطبراني في "الكبير" 18/ (28) من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وسيأتي فيما بعده وبرقم (20643).
قوله: "في أناس"، قال السندي: أي: من فقراء الصحابة. "ما أخذت"، أي: ما قتله المسلمون إلى الآن، يقولون ذلك تأسفاً على ما فاتهم. "لعلك أغضبتهم" إلخ، فيه أن للفقراء شأناً عند ربهم.
20641 -
حَدَّثَنَا هُدْبَةُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، مِثْلَهُ بِإِسْنَادِهِ (1).
20642 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَشْهَبِ، حَدَّثَنَا عَامِرٌ الْأَحْولُ - شَيْخٌ لَهُ -، عَنْ عَائِذِ بْنِ عَمْرٍو - قَالَ: أَحْسَبُهُ رَفَعَهُ - قَالَ: " مَنْ عَرَضَ لَهُ شَيْءٌ مِنْ هَذَا الرِّزْقِ، فَلْيُوَسِّعْ بِهِ فِي رِزْقِهِ، فَإِنْ كَانَ عَنْهُ غَنِيًّا فَلْيُوَجِّهْهُ إِلَى مَنْ هُوَ أَحْوَجُ إِلَيْهِ مِنْهُ "(2).
20643 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ عَائِذِ بْنِ عَمْرٍو: أَنَّ صُهَيْبًا وَسَلْمَانَ وَبِلَالًا كَانُوا قُعُودًا،
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. هدبة: هو ابن خالد.
وانظر ما قبله.
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد منقطع، فإن عامراً الأحول -وهو ابن عبد الواحد- لم يدرك عائذاً. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث، وأبو الأشهب: هو جعفر بن حيان العطاردي.
وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 302 - 303، والطبراني في "الكبير" 18/ (30)، والبيهقي في "الشعب"(3554) من طرق عن أبي الأشهب، بهذا الإسناد.
وسيأتي بالأرقام (20647) و (20648) و (20649).
ويشهد له حديث عمر السالف برقم (100)، وهو متفق عليه، وحديث ابن عمر السالف برقم (5748)، وهو في "صحيح" مسلم.
وفي الباب أيضاً عن أبي هريرة، سلف برقم (7921).
وعن خالد بن عدي الجهني، سلف برقم (17936).
قوله: "من هذا الرزق": الظاهر أن المراد به بيت المال، أو مطلق المال، والمراد أن من أُعطي شيئاً من غير مسألة، فلا يرد، والله تعالى أعلم.
فَذَكَرَ نَحْوَهُ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَأَخْبَرَهُ بِذَلِكَ، فَقَالَ:" يَا أَبَا بَكْرٍ "(1).
20644 -
حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا بِسْطَامُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ خَلِيفَةَ بْنَ عَبْدِ اللهِ الْغُبَرِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَائِذَ بْنَ عَمْرٍو الْمُزَنِيَّ، قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ مَعَ نَبِيِّنَا صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ حَدِيثَ الْمَسْأَلَةِ (2).
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. عفان: هو ابن مسلم الباهلي.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(8277)، وأبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 6/ 420، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 346، وابن عبد البر في "الاستيعاب" 2/ 174 - 175 من طرق عن عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وانظر (20640).
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة خليفة بن عبد الله -ويقال: عبد الله بن خليفة-. روح: هو ابن عبادة.
وأخرجه أبو عوانة في الزكاة كما في "إتحاف المهرة" 6/ 418، والخطيب في "تاريخ بغداد" 5/ 171 من طرق عن روح بن عبادة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1094)، والنسائي 5/ 94 - 95، وابن الأثير في "أسد الغابة" 3/ 148، وابن عبد البر في "التمهيد" 18/ 324 - 325 من طريق شعبة عن بسطام بن مسلم، به.
وسيأتي مكرراً برقم (20646).
وفي باب التعفف عن السؤال عن عبد الله بن عمر، سلف برقم (4638)، وانظر تتمة شواهده هناك.
ونزيد عليها هنا عن الزبير بن العوام وأبي هريرة وحكيم بن حزام، وقد سلفت أحاديثهم على التوالي بالأرقام (1407) و (7317) و (15321).
20645 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا شِمْرٍ الضُّبَعِيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَائِذَ بْنَ عَمْرٍو - قُلْتُ لِيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ: الْمُزَنِيِّ؟ قَالَ: نَعَمْ -: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنِ الْحَنْتَمِ وَالدُّبَّاءِ وَالنَّقِيرِ وَالْمُزَفَّتِ (1).
20646 -
حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، حَدَّثَنَا بِسْطَامُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ خَلِيفَةَ بْنَ عَبْدِ اللهِ الْغُبَرِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَائِذَ بْنَ عَمْرٍو الْمُزَنِيَّ، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ نَبِيِّنَا صلى الله عليه وسلم، إِذَا أَعْرَابِيٌّ قَدْ أَلَحَّ عَلَيْهِ فِي الْمَسْأَلَةِ يَقُولُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَطْعِمْنِي، يَا رَسُولَ اللهِ، أَعْطِنِي، قَالَ: فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَدَخَلَ الْمَنْزِلَ وَأَخَذَ بِعِضَادَتَيِ الْحُجْرَةِ، وَأَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ، وَقَالَ:" وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ فِي الْمَسْأَلَةِ، مَا سَأَلَ رَجُلٌ رَجُلًا وَهُوَ يَجِدُ لَيْلَةً تُبِيِّتُهُ " فَأَمَرَ لَهُ بِطَعَامٍ (2).
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد محتمل للتحسين. وقد سلف الكلام على إسناده برقم (20638).
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 18/ (29) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف. وسلف مكرراً برقم (20644)، لكن دون ذكر متنه.
قال السندي: قوله: قد ألحّ في المسألة، أي: أكثر عليه في السؤال.
بعضادتي الحجرة: العضادتان بكسر العين: هما خشبتان من جانبي الباب. =
20647 -
حَدَّثَنَا يُونُسُ وَعَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَشْهَبِ، حَدَّثَنَا عَامِرٌ الْأَحْوَلُ - قَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ:، شَيْخٌ لَهُ - عَنْ عَائِذِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ: أَحْسَبُهُ رَفَعَهُ - قَالَ: " مَنْ عَرَضَ لَهُ شَيْءٌ مِنْ هَذَا الرِّزْقِ - وَقَالَ يُونُسُ: مِنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ وَلَا إِشْرَافٍ - فَلْيُوَسِّعْ بِهِ فِي رِزْقِهِ، فَإِنْ كَانَ عَنْهُ غَنِيًّا، فَلْيُوَجِّهْهُ إِلَى مَنْ هُوَ أَحْوَجُ إِلَيْهِ مِنْهُ "(1).
20648 -
حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَشْهَبِ، عَنْ عَامِرٍ الْأَحْوَلِ، قَالَ: قَالَ عَائِذُ بْنُ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ عَرَضَ لَهُ شَيْءٌ مِنْ هَذَا الرِّزْقِ مِنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ وَلَا إِشْرَافٍ، فَلْيَتَوَسَّعْ بِهِ (2)، فَإِنْ كَانَ عَنْهُ غَنِيًّا، فَلْيُوَجِّهْهُ إِلَى مَنْ هُوَ أَحْوَجُ إِلَيْهِ مِنْهُ "(3).
20649 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَشْهَبِ، عَنْ عَامِرٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ عَائِذِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ أَبُو الْأَشْهَبِ: أُرَاهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ آتَاهُ اللهُ رِزْقًا مِنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ فَلْيَقْبَلْهُ ".
قَالَ عَبْدُ اللهِ: سَأَلْتُ أَبِي: مَا الْإِشْرَافُ؟ قَالَ: تَقُولُ فِي نَفْسِكَ:
= "وهو يجد ليلةً"، أي: طعام ليلةٍ، أو المراد أنه يكفي المرء ليلةٌ يرقد فيها عن السؤال.
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد منقطع. وانظر (20642).
(2)
في (م) و (س): فليوسع به في رزقه.
(3)
صحيح لغيره، وهذا إسناد منقطع. وانظر (20642).
سَيَبْعَثُ إِلَيَّ فُلَانٌ، سَيَصِلُنِي فُلَانٌ (1).
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد منقطع. وانظر (20642).
حَدِيثُ رَافِعِ بْنِ عَمْرٍو الْمُزَنِيِّ
20650 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا مُشْمَعِلُّ بْنُ إِيَاسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ سُلَيْمٍ الْمُزَنِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَافِعَ بْنَ عَمْرٍو الْمُزَنِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " الْعَجْوَةُ وَالصَّخْرَةُ مِنَ الْجَنَّةِ "(1).
(1) إسناده صحيح، وهو مكرر (20345) سنداً ومتناً.
قيل في معنى الصخرة: صخرة بيت المقدس، ويمكن أن يراد بها الحجر الأسود، فقد ثبت عن أنس من قوله:"الحجر الأسود من الجنة"، وقد سلف برقم (13944) ولا يصح رفعه.
حَدِيثُ رَجُلٍ
20651 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ، عَنْ عَاصِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَالِيَةِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لِكُلِّ سُورَةٍ حَظُّهَا مِنَ الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ ". قَالَ: ثُمَّ لَقِيتُهُ بَعْدُ فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَقْرَأُ فِي الرَّكْعَةِ بِالسُّوَرِ، فَتَعْرِفُ مَنْ حَدَّثَكَ هَذَا الْحَدِيثَ؟ قَالَ: إِنِّي لَأَعْرِفُهُ وَأَعْرِفُ مُنْذُ كَمْ حَدَّثَنِيهِ، حَدَّثَنِي مُنْذُ خَمْسِينَ سَنَةٍ (1).
20652 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، حَدَّثَنِي نَافِعٌ، قَالَ: رُبَّمَا أَمَّنَا ابْنُ عُمَرَ بِالسُّورَتَيْنِ وَالثَّلَاثِ (2).
(1) إسناده صحيح، يحيى بن سعيد: هو ابن أبان بن سعيد بن العاص، وعاصم: هو ابن سليمان الأحول، وأبو العالية: هو رفيع بن مهران.
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 6/ 417 من طريق عبد الله بن أحمد ابن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. دون ذكر القصة في آخره. وانظر (20590).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبيد الله: هو ابن عمر العمري.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 367 عن أبي أسامة حماد بن أسامة، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 348 من طريق إسماعيل بن عياش، كلاهما عن عبيد الله بن عمر، بهذا الإسناد. وقرن الطحاوي بعبيدِ الله موسى بنَ عقبة. وزاد ابن أبي شيبة قوله: في المكتوبة.
وأخرجه عبد الرزاق (2846) و (2847) و (2848) و (2849)، =
بَقِيَّةُ حَدِيثِ الْحَكَمِ بْنِ عَمْرٍو الْغِفَارِيِّ
20653 -
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي - ابْنُ زَيْدٍ -، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: اسْتُعْمِلَ الْحَكَمُ بْنُ عَمْرٍو الْغِفَارِيُّ عَلَى خُرَاسَانَ، قَالَ: فَتَمَنَّاهُ عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ حَتَّى قِيلَ لَهُ: يَا أَبَا نُجَيْدٍ، أَلَا نَدْعُوهُ لَكَ؟ قَالَ: لَا، فَقَامَ عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ فَلَقِيَهُ بَيْنَ النَّاسِ قَالَ: تَذْكُرُ يَوْمَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا طَاعَةَ لِمَخْلُوقٍ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ "؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ عِمْرَانُ: اللهُ أَكْبَرُ (1).
= والطحاوي 1/ 348 من طرق عن نافع، به. وألفاظهم قريبة من لفظ المصنف محصَّلُها أن ابن عمر كان يقرأ أكثر من سورة في الركعة أحياناً.
وأخرج عبد الرزاق (2854)، والبيهقي 3/ 10 من طريق محمد بن سيرين عن ابن عمر أنه كان يقرأ بعشر سور في ركعة.
وفي الباب عن عائشة مرفوعاً عند ابن أبي شيبة 1/ 368، وإسناده صحيح، ولفظه:
…
عن عبد الله بن شقيق، قال: قلت لعائشة: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمع بين السُّوَر في ركعة؟ قالت: نعم، المفصَّل.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين من جهة عمران بن حُصين، وعلى شرط البخاري من جهة الحكم بن عمرو الغِفاري، فهو من رجاله. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني، ومحمد: هو ابن سيرين.
وأخرجه ابن عبد البر في "الاستذكار"(19326) من طريق سليمان بن حرب، بهذا الإسناد. دون ذكر قصة استعمال الحكم على خراسان.
وسيأتي من طريق محمد بن سيرين عن عمران والحكم بالأرقام (20656) و (20658) و (20661)، ومن طريق عبد الله بن الصامت عن عمران والحكم =
20654 -
حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ - يَعْنِي ابْنَ هِلَالٍ -، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: أَرَادَ زِيَادٌ أَنْ يَبْعَثَ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ عَلَى خُرَاسَانَ، فَأَبَى عَلَيْهِ (1)، فَقَالَ لَهُ أَصْحَابُهُ: أَتَرَكْتَ خُرَاسَانَ أَنْ تَكُونَ عَلَيْهَا؟ قَالَ: فَقَالَ إِنِّي وَاللهِ مَا يَسُرُّنِي أَنْ أُصْلَى بِحَرِّهَا وَتُصَلُّونَ بِبَرْدِهَا، إِنِّي أَخَافُ إِذَا كُنْتُ فِي نُحُورِ الْعَدُوِّ أَنْ يَأْتِيَنِي كِتَابٌ مِنْ زِيَادٍ، فَإِنْ أَنَا مَضَيْتُ هَلَكْتُ، وَإِنْ رَجَعْتُ ضُرِبَتْ عُنُقِي. قَالَ: فَأَرَادَ الْحَكَمَ بْنَ عَمْرٍو الْغِفَارِيَّ عَلَيْهَا، قَالَ: فَانْقَادَ لِأَمْرِهِ، قَالَ: فَقَالَ عِمْرَانُ: أَلَا أَحَدٌ يَدْعُو لِي الْحَكَمَ؟ قَالَ: فَانْطَلَقَ الرَّسُولُ، قَالَ: فَأَقْبَلَ الْحَكَمُ إِلَيْهِ قَالَ: فَدَخَلَ عَلَيْهِ، قَالَ: فَقَالَ عِمْرَانُ لِلْحَكَمِ: أَسَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَا طَاعَةَ لِأَحَدٍ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ "؟ قَالَ: نَعَمْ. فَقَالَ عِمْرَانُ: لِلَّهِ الْحَمْدُ، أَوِ اللهُ أَكْبَرُ (2).
20655 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي حَاجِبٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنْ بَنِي غِفَارٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم
= برقم (20654)، وعن الحسن عن عمران والحكم برقم (20659).
وقد سلف الحديث عن عمران في مسنده برقم (19880).
(1)
في (م): عليهم.
(2)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. بهز: هو ابن أسد العمِّي. وانظر ما قبله.
قال السندي: قوله: أن تكون عليها، أي: والياً عليها.
أن أصلى، أي: أتعب. وتصلون، أي: تتلذذون، فهما من الصلي، وقد استعمل في المثاني على وجه المشاكلة.
نَهَى أَنْ يَتَوَضَّأَ الرَّجُلُ مِنْ فَضْلِ طَهُورِ الْمَرْأَةِ (1).
20656 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ - يَعْنِي ابْنَ هَارُونَ - أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ وَنَحْنُ عِنْدَهُ فَقَالَ: اسْتُعْمِلَ الْحَكَمُ بْنُ عَمْرٍو الْغِفَارِيُّ عَلَى خُرَاسَانَ، فَتَمَنَّاهُ عِمْرَانُ حَتَّى قَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: أَلَا نَدْعُوهُ لَكَ؟ فَقَالَ لَهُ (2): لَا. ثُمَّ قَامَ عِمْرَانُ فَلَقِيَهُ بَيْنَ النَّاسِ، فَقَالَ عِمْرَانُ: إِنَّكَ قَدْ وُلِّيتَ أَمْرًا مِنْ أَمْرِ الْمُسْلِمِينَ عَظِيمًا، ثُمَّ أَمَرَهُ وَنَهَاهُ وَوَعَظَهُ، ثُمَّ قَالَ: هَلْ تَذْكُرُ يَوْمَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا طَاعَةَ لِمَخْلُوقٍ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ "؟ قَالَ الْحَكَمُ: نَعَمْ. قَالَ عِمْرَانُ: اللهُ أَكْبَرُ (3).
(1) رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي حاجب -وهو سوادة بن عاصم العَنَزي- فقد روى له أصحاب السنن وهو ثقة، وقد أعل بالوقف. وصحابي الحديث جاء مصرحاً باسمه فيما سلف برقم (17863)، وما سيأتي برقم (20657).
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 33، والترمذي في "السنن"(63)، وفي "العلل الكبير" 1/ 133، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2922)، والدارقطني 1/ 53، والطبراني في "الكبير"(3154) و (3157)، والبيهقي 1/ 191 و 191 - 192، وابن الأثير في "أسد الغابة" 2/ 40 من طرق عن سليمان التيمي، بهذا الإسناد.
(2)
في (ظ 10) و (ق): فقال عمران.
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين من جهة عمران بن حصين، وعلى شرط البخاري من جهة الحكم بن عمرو الغفاري، فهو من رجاله. هشام: هو ابن حسان القردوسي، ومحمد: هو ابن سيرين. =
20657 -
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَاجِبٍ يُحَدِّثُ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عَمْرٍو الْغِفَارِيِّ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى أَنْ يَتَوَضَّأَ الرَّجُلُ بِفَضْلِ (1) وَضُوءِ الْمَرْأَةِ (2).
= وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1018)، والطبراني في "الكبير" 18/ (381) و (437) من طريق يحيى بن سليم الطائفي، والطبراني 18/ (438) من طريق زائدة بن قدامة، وابن عبد البر في "الاستذكار"(19326) من طريق حماد بن زيد، ثلاثتهم عن هشام بن حسان، بهذا الإسناد. وقد ساقه الطبراني من حديث عمران بن حصين وحده، مقتصراً على المرفوع منه فقط دون القصة. وعند ابن عبد البر: عن عمران والحكم، واقتصر أيضاً على المرفوع منه فقط.
وانظر (20653).
(1)
في (م): من فضل.
(2)
رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي حاجب -وهو سوادة بن عاصم العَنَزي- فقد روى له أصحاب السنن، وهو ثقة، وقد أُعل بالوقف.
وأخرجه المزي في ترجمة الحكم بن عمرو من "تهذيب الكمال" 7/ 129 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وهو في "مسند الطيالسي"(1252)، ومن طريقه أخرجه أبو داود السجستاني (82)، وابن ماجه (373)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/ 276، والترمذي (64)، والنسائي 1/ 179، وابن حبان (1260)، والدارقطني 1/ 53، وابن حزم في "المحلى" 1/ 212، والبيهقي 1/ 191. وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وصححه ابن ماجه.
وانظر (20655).
وهذا الحديث معارض بأحاديث صحيحة ثابتة عن غير واحد من الصحابة روَوْا جوازَ الوضوء أو الاغتسال بفضل المرأة. انظر "الفتح" 1/ 300.
20658 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ - يَعْنِي ابْنَ إِبْرَاهِيمَ - قَالَ: سَأَلْتُ مُحَمَّدًا عَنْ حَدِيثِ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ فَقَالَ: نُبِّئْتُ أَنَّ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ قَالَ لِلْحَكَمِ الْغِفَارِيِّ - وَكِلَاهُمَا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: هَلْ تَعْلَمُ يَوْمَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا طَاعَةَ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ؟ " قَالَ: نَعَمْ. قَالَ عِمْرَانُ: اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ (1).
20659 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ وَحُمَيْدٌ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ زِيَادًا، اسْتَعْمَلَ الْحَكَمَ الْغِفَارِيَّ عَلَى جَيْشٍ، فَأَتَاهُ عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ فَلَقِيَهُ بَيْنَ النَّاسِ، فَقَالَ: أَتَدْرِي لِمَ جِئْتُكَ؟ فَقَالَ لَهُ: لِمَ؟ قَالَ: هَلْ تَذْكُرُ قَوْلَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِلرَّجُلِ الَّذِي قَالَ لَهُ أَمِيرُهُ: قَعْ فِي النَّارِ، فَأَدْرَكَ، فَاحْتَبَسَ، فَأُخْبِرَ بِذَلِكَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" لَوْ وَقَعَ فِيهَا، لَدَخَلَا النَّارَ جَمِيعًا، لَا طَاعَةَ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ "؟
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين من جهة عمران بن حصين، وعلى شرط البخاري من جهة الحكم بن عمرو. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث.
وقول محمد بن سيرين: نُبِّئْتُ أن عمران
…
، فالصحيح أنه سمع ذلك بنفسه، فقد كان جالساً في مجلس عمران بن حصين لما سمع الحديث كما سلف برقم (20656)، ثم إن هشاماً القردوسي أثبتُ في ابن سيرينَ من يزيدَ ابنِ إبراهيم، ولم يُعرف محمد بن سيرين بالتدليس، فتُحمل روايتُه على السماع. ثم إنه قد أخرجه الطيالسي (856) عن يزيد بن إبراهيم، بهذا الإسناد. وفيه أن محمد بن سيرين قال: قال عمران للحكم
…
وانظر (20653).
قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: إِنَّمَا أَرَدْتُ أَنْ أُذَكِّرَكَ هَذَا الْحَدِيثَ (1).
20660 -
حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْأَزْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عَمْرٍو الْغِفَارِيِّ، قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَأَخِي رَافِعُ
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح، إلا أنه منقطع، فالحسن -وهو ابن أبي الحسن البصري- لم يسمع من عمران ولا من الحكم. حماد: هو ابن سلمة، ويونس: هو ابن عبيد، وحميد: هو ابن أبي حميد الطويل.
وأخرجه البزار في "مسنده"(3581)، والطبراني في "الكبير"(3159) و 18/ (324) و (385)، والحاكم 3/ 443 - وصححه- من طريق حجاج بن منهال، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1017) عن هدبة بن خالد، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 209 من طريق ابن عائشة عبيد الله بن محمد بن حفص، ثلاثتهم عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. ولم يذكر الطبراني في الموضع الثالث الحكمَ بن عمرو، وقرن هو والحاكم وابن قانع بيونس وحميد حبيبَ بن الشهيد، أما البزار فذكر يونسَ وحده دون حميد. ورواية البزار والطبراني في الموضع الثالث وابن قانع مختصرة بقوله:"لا طاعة في معصية الله".
وتحرف في مطبوع الحاكم يونس وحبيب بن الشهيد إلى: يونس بن حبيب ابن الشهيد.
وأخرجه ابن خزيمة في السياسة كما في "إتحاف المهرة" 4/ 318، والطبراني في "الكبير" 18/ (367) و (407)، وفي "الأوسط" كما في "مجمع البحرين"(2564) من طرق عن الحسن البصري، به. ولم يذكر الطبراني في "الكبير" في الموضع الثاني ولا في "الأوسط" الحكمَ بن عمرو. وروايتا الطبراني في "الكبير" مختصرتان.
وانظر ما سلف برقم (20653).
ابْنُ عَمْرٍو عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَأَنَا مَخْضُوبٌ بِالْحِنَّاءِ، وَأَخِي مَخْضُوبٌ بِالصُّفْرَةِ، فَقَالَ لِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، هَذَا خِضَابُ الْإِسْلَامِ، وَقَالَ لِأَخِي رَافِعٍ: هَذَا خِضَابُ الْإِيمَانِ (1).
20661 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ، مِنْهُمْ أَيُّوبُ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، أَنَّ زِيَادًا اسْتَعْمَلَ الْحَكَمَ بْنَ عَمْرٍو الْغِفَارِيَّ، فَقَالَ عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ: وَدِدْتُ أَنِّي أَلْقَاهُ قَبْلَ أَنْ يَخْرُجَ. قَالَ: فَلَقِيَهُ، فَقَالَ لَهُ عِمْرَانُ: أَمَا عَلِمْتَ، أَوَمَا سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" لَا طَاعَةَ لِأَحَدٍ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ "؟ قَالَ: بَلَى. قَالَ: فَذَاكَ الَّذِي أَرَدْتُ أَنْ أَقُولَ لَكَ (2).
(1) إسناده ضعيف لجهالة حبيب بن عبد الله الأزدي، وضعف ابنه عبد الصمد بن حبيب. هاشم: هو ابن القاسم أبو النضر.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. أيوب، هو ابن أبي تميمة السختياني، وابن سيرين: هو محمد.
وهو عند عبد الرزاق في "المصنف"(20700). وانظر (20653).
حَدِيثُ أَبِي عَقْرَبٍ
(1)
20662 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ، عَنْ أَبِي نَوْفَلِ بْنِ أَبِي عَقْرَبٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنِ الصَّوْمِ؟ فَقَالَ: " صُمْ يَوْمًا مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ". فَاسْتَزَادَهُ فَقَالَ: بِأَبِي وَأُمِّي، إِنِّي أَجِدُنِي أَقْوَى، فَزِدْنِي. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنِّي أَجِدُنِي قَوِيًّا، إِنِّي أَجِدُنِي قَوِيًّا! " فَمَا كَادَ (2) أَنْ يَزِيدَهُ، فَاسْتَزَادَهُ، فَقَالَ:" صُمْ يَوْمَيْنِ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ " قَالَ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أَجِدُنِي قَوِيًّا. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنِّي أَجِدُنِي قَوِيًّا، إِنِّي أَجِدُنِي قَوِيًّا! " فَمَا كَادَ (2) أَنْ يَزِيدَهُ، فَلَمَّا أَلْحَمَ (3) عَلَيْهِ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" صُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ "(4).
(1) هو بكري من بني عُرَيْج بن بكر بن عبد مناة بن كنانة. مختلف في اسمه، فقيل: خالد بن بُجير، وقيل: عُويج بن خالد، وقيل غير ذلك. كان من أهل مكة ثم سكن البصرة، ويقال: إنه كان من الأجواد. انظر "الإصابة" 7/ 279.
(2)
في (م): فما كان.
(3)
في (ظ 10) و (ق): أَلَحَّ.
(4)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير صحابيه، فقد أخرج له البخاري في "الأدب المفرد" والنسائي.
وأخرجه النسائي 4/ 225 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وانظر (19051). =
20663 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ (1)، حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا نَوْفَلِ بْنَ أَبِي عَقْرَبٍ، يَقُولُ: سَأَلَ أَبِي رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الصَّوْمِ، فَقَالَ:" صُمْ يَوْمًا مِنْ كُلِّ شَهْرٍ " فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، بِأَبِي وَأُمِّي، زِدْنِي. قَالَ: يَقُولُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " زِدْنِي زِدْنِي! صُمْ يَوْمَيْنِ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ " فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، بِأَبِي وَأُمِّي زِدْنِي؛ فَإِنِّي أَجِدُنِي قَوِيًّا. قَالَ: يَقُولُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنِّي أَجِدُنِي قَوِيًّا، إِنِّي أَجِدُنِي قَوِيًّا، إِنِّي أَجِدُنِي قَوِيًّا! " قَالَ: فَأَلْحَمَ - أَيْ: أَمْسَكَ - حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ لَنْ يَزِيدَنِي، قَالَ: ثُمَّ قَالَ: " صُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ "(2).
= قوله: أَلْحَمَ عليه، أي: وقف عند هذا القول فلم يبرحْه، مِن ألْحَمَ بالمكان، إذا أقام فلم يبرح.
وقوله في رواية (ظ) و (ق): ألح عليه. قال في "اللسان": وألح عليه بالمسألة، وألحَّ في الشيء: كثر سؤاله إيّاه كاللاصقِ به، وقيل: ألح على الشيء: أقبل عليه لا يَفْتُرُ عنه، وهو الإلحاح، وكله من اللزوق.
(1)
قوله: "حدثنا عفان" سقط من (م).
(2)
إسناده صحيح كسابقه. وانظر ما قبله.
[حَدِيثُ رَجُلٍ مِنَ الطُّفَاوَةِ]
20664 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ - يَعْنِي ابْنَ الْمُغِيرَةِ -، عَنْ حُمَيْدٍ - يَعْنِي ابْنَ هِلَالٍ - قَالَ: كَانَ رَجُلٌ مِنَ الطُّفَاوَةِ طَرِيقُهُ عَلَيْنَا، فَأَتَى عَلَى الْحَيِّ فَحَدَّثَهُمْ قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فِي عِيرٍ لَنَا، فَبِعْنَا بِيَاعَتَنَا، ثُمَّ قُلْتُ: لَأَنْطَلِقَنَّ إِلَى هَذَا الرَّجُلِ، فَلَآتِيَنَّ مَنْ بَعْدِي بِخَبَرِهِ، قَالَ: فَانْتَهَيْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَإِذَا هُوَ يُرِينِي بَيْتًا، قَالَ:" إِنَّ امْرَأَةً كَانَتْ فِيهِ، فَخَرَجَتْ فِي سَرِيَّةٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَتَرَكَتْ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ عَنْزًا لَهَا وَصِيصِيَتَهَا، كَانَتْ تَنْسِجُ بِهَا " قَالَ: " فَفَقَدَتْ عَنْزًا مِنْ غَنَمِهَا وَصِيصِيَتَهَا فَقَالَتْ: يَا رَبِّ، إِنَّكَ قَدْ ضَمِنْتَ لِمَنْ خَرَجَ فِي سَبِيلِكَ أَنْ تَحْفَظَ عَلَيْهِ، وَإِنِّي قَدْ فَقَدْتُ عَنْزًا مِنْ غَنَمِي وَصِيصِيَتِي، وَإِنِّي أَنْشُدُكَ عَنْزِي وَصِيصِيَتِي " قَالَ: فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَذْكُرُ شِدَّةَ مُنَاشَدَتِهَا لِرَبِّهَا تبارك وتعالى، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" فَأَصْبَحَتْ عَنْزُهَا وَمِثْلُهَا، وَصِيصِيَتُهَا وَمِثْلُهَا، وَهَاتِيكَ فَأْتِهَا فَاسْأَلْهَا إِنْ شِئْتَ ". قَالَ: قُلْتُ: بَلْ أُصَدِّقُكَ (1).
(1) رجاله إلى حميد بن هلال ثقات رجال الصحيح، وليس في النص ما يصرح بسماع حميد من الرجل الطفاوي، والله تعالى أعلم.
وهذا الحديث تفرد به الإمام أحمد. ذكره الهيثمي في "المجمع" 5/ 277، وقال: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
قوله: فبعنا بياعتنا، قال السندي: البِياعة بالكسر: السِّلْعة. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= "وصيصيتها": ضُبط بكسر صادين مهملتين، وهي الصِّنّارة التي يُغزلُ بها وينسج.
"فأصبحت عنزها ومثلها"، أي: معها.
بَقِيَّةُ حَدِيثِ حَنْظَلَةَ بْنِ حِذْيَمٍ
(1)
20665 -
حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا ذَيَّالُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ حَنْظَلَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ حَنْظَلَةَ بَنَ حِذْيَمٍ جَدِّي، أَنَّ جَدَّهُ حَنِيفَةَ قَالَ لِحِذْيَمٍ: اجْمَعْ لِي بَنِيَّ فَإِنِّي (2) أُرِيدُ أَنْ أُوصِيَ، فَجَمَعَهُمْ، فَقَالَ: إِنَّ أَوَّلَ مَا أُوصِي: أَنَّ لِيَتِيمِي هَذَا الَّذِي فِي حِجْرِي مِئَةً مِنَ الْإِبِلِ الَّتِي كُنَّا نُسَمِّيهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ: الْمُطَيَّبَةَ. فَقَالَ حِذْيَمٌ: يَا أَبَةِ، إِنِّي سَمِعْتُ بَنِيكَ يَقُولُونَ: إِنَّمَا نُقِرُّ بِهَذَا عِنْدَ أَبِينَا، فَإِذَا مَاتَ رَجَعْنَا فِيهِ. قَالَ: فَبَيْنِي وَبَيْنَكُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَقَالَ حِذْيَمٌ: رَضِينَا فَارْتَفَعَ حِذْيَمٌ وَحَنِيفَةُ وحَنْظَلَةُ مَعَهُمْ غُلَامٌ، وَهُوَ رَدِيفٌ لِحِذْيَمٍ، فَلَمَّا أَتَوُا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سَلَّمُوا عَلَيْهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" مَا رَفَعَكَ يَا أَبَا حِذْيَمٍ؟ " قَالَ: هَذَا. وَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى فَخِذِ حِذْيَمٍ، فَقَالَ: إِنِّي خَشِيتُ أَنْ يَفْجَأَنِي الْكِبَرُ أَوِ الْمَوْتُ، فَأَرَدْتُ أَنْ أُوصِيَ، وَإِنِّي قُلْتُ: إِنَّ أَوَّلَ مَا أُوصِي أَنَّ لِيَتِيمِي هَذَا الَّذِي فِي حِجْرِي
(1) تحرف في (م) و (س) إلى: جذيم. وحنظلة بن حِذْيَم قال السندي: بكسر مهملة وسكون معجمة وفتح تحتانية: تميمي، ويقال: أسدي -أسد خزيمة-، ويقال: مالكي، ومالك: بطن من بني أسد بن خزيمة، له ولأبيه وجده صحبة.
(2)
في (ظ 10) و (ق): بني فلان.
مِئَةً مِنَ الْإِبِلِ كُنَّا نُسَمِّيهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ: الْمُطَيَّبَةَ. فَغَضِبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى رَأَيْنَا الْغَضَبَ فِي وَجْهِهِ، وَكَانَ قَاعِدًا فَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ، وَقَالَ:" لَا، لَا، لَا الصَّدَقَةُ خَمْسٌ، وَإِلَّا فَعَشْرٌ، وَإِلَّا فَخَمْسَ عَشْرَةَ، وَإِلَّا فَعِشْرُونَ، وَإِلَّا فَخَمْسٌ وَعِشْرُونَ، وَإِلَّا فَثَلَاثُونَ، وَإِلَّا فَخَمْسٌ وَثَلَاثُونَ، فَإِنْ كَثُرَتْ فَأَرْبَعُونَ ".
قَالَ: فَوَدَعُوهُ وَمَعَ الْيَتِيمِ عَصًا وَهُوَ يَضْرِبُ جَمَلًا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" عَظُمَتْ هَذِهِ هِرَاوَةُ يَتِيمٍ! ".
قَالَ حَنْظَلَةُ: فَدَنَا بِي إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: إِنَّ لِي بَنِينَ ذَوِي لِحًى وَدُونَ ذَلِكَ، وَإِنَّ ذَا أَصْغَرُهُمْ، فَادْعُ اللهَ لَهُ. فَمَسَحَ رَأْسَهُ وَقَالَ:" بَارَكَ اللهُ فِيكَ، أَوْ بُورِكَ فِيهِ ". قَالَ ذَيَّالٌ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ حَنْظَلَةَ يُؤْتَى بِالْإِنْسَانِ الْوَارِمِ وَجْهُهُ، أَوِ بِالْبَهِيمَةِ الْوَارِمَةِ الضَّرْعُ، فَيَتْفُلُ عَلَى يَدَيْهِ وَيَقُولُ: بِاسْمِ اللهِ. وَيَضَعُ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ، وَيَقُولُ: عَلَى مَوْضِعِ كَفِّ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَيَمْسَحُهُ عَلَيْهِ، وَقَالَ ذَيَّالٌ: فَيَذْهَبُ الْوَرَمُ (1).
(1) إسناده صحيح. أبو سعيد مولى هاشم: هو عبد الرحمن بن عبد الله ابن عبيد البصري، وذَيّال بن عبيد، تحرف في (م) وأصولنا الخطية إلى: ذيّال ابن عتبة، وهو خطأ، صوابه ما أثبتنا، وهو الموافق لما في "أطراف المسند" ومصادر ترجمته ومصادر التخريج، ولم يذكره أحد باسمه: ذيال بن عتبة.
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 2/ 64 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 203، والطبراني في "الأوسط" =
حَدِيثُ أَبِي غَادِيَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
20666 -
حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا رَبِيعَةُ بْنُ كُلْثُومٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا غَادِيةَ يَقُولُ: بَايَعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: فَقُلْتُ لَهُ: بِيَمِينِكَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَا جَمِيعًا فِي الْحَدِيثِ: وَخَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْعَقَبَةِ فَقَالَ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ إِلَى يَوْمِ تَلْقَوْنَ رَبَّكُمْ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ؟ "
= (2917) من طريق أبي سعيد مولى بني هاشم، به. وليس عند ابن قانع قصة حنيفة مع أبنائه، ورواية الطبراني مختصرة بقوله: إن لي بنين ذوي لحى
…
إلخ.
وأخرجه مطولاً ومختصراً أبو يعلى في "مسنده الكبير" كما في "المطالب العالية"(4527)، وابن قانع 1/ 204، والطبراني في "الكبير"(3477) و (3500) و (3501)، والبيهقي في "الدلائل" 6/ 214، وابن عبد البر في "الاستيعاب" 1/ 395 - 398 من طرق عن الذيال بن عبيد، به. وذكَر ابن عبد البر فى روايته اسمَ اليتيم، وهو: ضرس بن قطيعة، قال السندي: رواه الحسن ابن سفيان في "مسنده" وزاد أن اسم اليتيم: ضريس بن قطيعة.
قال السندي: قوله: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما رفعك؟ " أي: قال لحنيفة ذلك، والمراد: ما رفعك إليَّ، أو ما جعلك راكباً، والمقصود: لأي شيء جئت؟
"هِراوة يتيم"، بكسر الهاء: هي العصا.
لحىً: جمع لحية.
قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: " اللهُمَّ اشْهَدْ " ثُمَّ قَالَ: " أَلَا لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ "(1).
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. وهو مكرر (16699) إلا أن شيخ أحمد هناك هو عبد الصمد بن عبد الوارث.
أبو سعيد: هو مولى بني هاشم، وعفان: هو ابن مسلم الصَّفَّار، وكلثوم والد ربيعة: هو ابن جَبْر البصري.
وأخرجه ابن سعد 3/ 260 عن عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وقرن بعفانَ مسلمَ بن إبراهيم وموسى بنَ إسماعيل.
حَدِيثُ مَرْثَدِ بْنِ ظَبْيَانَ
(1)
20667 -
حَدَّثَنَا يُونُسُ وَحُسَيْنٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُضَارِبِ بْنِ حَزْنِ الْعِجْلِيِّ (2) قَالَ: وَحَدَّثَ مِرْثَدُ بْنُ ظَبْيَانَ قَالَ: جَاءَنَا كِتَابٌ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَمَا وَجَدْنَا لَهُ كَاتِبًا يَقْرَؤُهُ عَلَيْنَا، حَتَّى قَرَأَهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي ضُبَيْعَةَ:" مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ، أَسْلِمُوا تَسْلَمُوا "(3).
(1) قال السندي: مرثد بن ظبيان، شيباني ثم سدوسي، ذكره ابن السكن في الصحابة، وجاء أنه هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشهد معه يوم حنين، وقال ابن السكن: هو معروف في الصحابة.
(2)
قوله: "عن مضارب بن حَزْن العجلي" سقط من (م) والنسخ الخطية، وهو سقْطٌ قديم، فإنه لم يُذكر في "غاية المقصد" للهيثمي ورقة 304، ولا في "أطراف المسند" 5/ 271، واستدركناه من "أسد الغابة" لابن الأثير 5/ 136 حيث أخرجه من طريق المصنف، ومن "جامع المسانيد" 4/ ورقة 103.
(3)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل مضارب بن حزن، فقد روى عنه ثلاثة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال العجلي: تابعي ثقة، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول.
يونس: هو ابن محمد المؤدب، وحسين: هو ابن محمد بن بهرام المروذي، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي أبو معاوية البصري.
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 5/ 136 من طريق عبد الله بن أحمد ابن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه بإسقاط مضاربٍ، ابنُ سعد في "الطبقات" 1/ 281، وابن أبي =
حَدِيثُ رَجُلٍ
20668 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ الْجُرَيْرِيُّ (1)، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ قَالَ: مَرِضَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَدَخَلَ عَلَيْهِ أَصْحَابُهُ يَعُودُونَهُ، فَبَكَى، فَقِيلَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ يَا أَبِا عَبْدِ اللهِ (2)؟ أَلَمْ يَقُلْ لَكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " خُذْ مِنْ شَارِبِكَ، ثُمَّ اقْرِرْهُ (3) حَتَّى تَلْقَانِي؟ " قَالَ: بَلَى، وَلَكِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّ اللهَ تبارك وتعالى قَبَضَ قَبْضَةً بِيَمِينِهِ، فَقَالَ: هَذِهِ لِهَذِهِ وَلَا أُبَالِي، وَقَبَضَ قَبْضَةً أُخْرَى - يَعْنِي: بِيَدِهِ الْأُخْرَى - فَقَالَ: هَذِهِ لِهَذِهِ وَلَا
= عاصم في "الآحاد والمثاني"(1658) من طريق سعيد، عن قتادة، به.
ولم يصرح ابنُ سعد باسم الصحابي، فقال: عن رجل من بني سدوس، إلا أنه قال بإثر الحديث: وكان الذي أتاهم بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: ظبيان بن مرثد السدوسي.
وفي الباب عن أنس بن مالك عند البزار (1670 - كشف الأستار)، وأبي يعلى (2947)، وابن حبان (6558)، والطبراني في "الصغير"(307). ورجال بعضهم رجال الصحيح.
(1)
تحرف في (م) إلى: أخبرنا سعيد عن جرير.
(2)
في (م) و (س): يا عبد الله، وفي باقي النسخ ونسخة في هامش (س) كما هو مثبت.
(3)
في (ظ 10) و (ق): اقدره.
أُبَالِي " فَلَا أَدْرِي فِي أَيِّ الْقَبْضَتَيْنِ أَنَا (1).
(1) إسناده صحيح، وهو مكرر (17594).
حَدِيثُ عُرْوَةَ الْفُقَيْمِيِّ
(1)
20669 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا عَاصِمُ بْنُ هِلَالٍ، حَدَّثَنَا غَاضِرَةُ بْنُ عُرْوَةَ الْفُقَيْمِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُي عُرْوَةُ قَالَ: كُنَّا نَنْتَظِرُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَخَرَجَ رَجِلًا يَقْطُرُ رَأْسُهُ مِنْ وُضُوءٍ أَوْ غُسْلٍ، فَصَلَّى، فَلَمَّا قَضَى الصَّلَاةَ، جَعَلَ النَّاسُ يَسْأَلُونَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَعَلَيْنَا حَرَجٌ فِي كَذَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" لَا، أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ دِينَ اللهِ فِي يُسْرٍ " ثَلَاثًا يَقُولُهَا.
وَقَالَ يَزِيدُ مَرَّةً: جَعَلَ النَّاسُ يَقُولُونَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا تقُولُ فِي كَذَا؟ مَا تقُولُ فِي كَذَا؟ (2)
(1) قال السندي: عُروة الفُقَيمي، بفاء ثم قاف مصغّر، يُكنى أبا غاضرة، قال ابن حبان: يقال: إن له صحبة، وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: له صحبة.
(2)
حسن لغيره، عاصم بن هلال روى عنه جمع، وقد اختلفت أقوال أهل العلم فيه، وحاصلها أنه ضعيف يعتبر به. وغاضرة بن عروة، قال ابن المديني كما فى "الجرح والتعديل" 7/ 56 لابن أبي حاتم: شيخ مجهول، لم يروِ عنه غير عاصم بن هلال.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/ 30 - 31، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1190)، وأبو يعلى (6863)، والطبراني في "الكبير" 17/ (372)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 262، وابن الأثير في "أسد الغابة" 4/ 30 من طرق عن عاصم بن هلال، بهذا الإسناد.
ويشهد لقوله: "إن دين الله في يسر" حديث محجن بن الأدرع، وقد =
حَدِيثُ أُهْبَانَ بْنِ صَيْفِيٍّ
20670 -
حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُبَيْدٍ الدِّيلِيُّ، عَنْ عُدَيْسَةَ ابْنَةِ وُهْبَانَ بْنِ صَيْفِيٍّ: أَنَّهَا كَانَتْ مَعَ أَبِيهَا فِي مَنْزِلِهِ، فَمَرِضَ، فَأَفَاقَ مِنْ مَرَضِهِ ذَلِكَ، فَقَامَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ بِالْبَصْرَةِ، فَأَتَاهُ فِي مَنْزِلِهِ حَتَّى قَامَ عَلَى بَابِ حُجْرَتِهِ، فَسَلَّمَ، وَرَدَّ عَلَيْهِ الشَّيْخُ السَّلَامَ، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: كَيْفَ أَنْتَ يَا أَبَا مُسْلِمٍ؟ قَالَ: بِخَيْرٍ. فَقَالَ عَلِيٌّ: أَلَا تَخْرُجُ مَعِي إِلَى هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ، فَتُعِينَنِي؟ قَالَ: بَلَى إِنْ رَضِيتَ بِمَا أُعْطِيكَ. قَالَ عَلِيٌّ: وَمَا هُوَ؟ فَقَالَ الشَّيْخُ: يَا جَارِيَةُ، هَاتِ سَيْفِي. فَأَخْرَجَتْ إِلَيْهِ غِمْدًا، فَوَضَعَتْهُ فِي حِجْرِهِ، فَاسْتَلَّ مِنْهُ طَائِفَةً، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى عَلِيٍّ رضي الله عنه، فَقَالَ: إِنَّ خَلِيلِي عليه السلام وَابْنَ عَمِّكَ عَهِدَ إِلَيَّ إِذَا كَانَتْ فِتْنَةٌ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ أَنْ اتَّخِذْ سَيْفًا مِنْ خَشَبٍ، فَهَذَا سَيْفِي، فَإِنْ شِئْتَ، خَرَجْتُ بِهِ مَعَكَ. فَقَالَ عَلِيٌّ رضي الله عنه: لَا
= سلف برقم (18998).
وحديث أبي هريرة عند البخاري (39)، والنسائي 8/ 121 - 122، وابن حبان (351)، والبيهقي 3/ 18.
قوله: "رَجِلاً" قال السندي: بكسر الجيم، أي: حال كونه رَجِلَ الشَّعر (أي: غير مسترسِلٍ)، أو بضمها على أنه حال موطِّئة، مثل:{إنَّا أنزلناه قرآناً عربياً} [يوسف: 2]، ومنه قولك: فلان رجُلٌ كذا وكذا، وهو كثير.
حَاجَةَ لَنَا فِيكَ، وَلَا فِي سَيْفِكَ. فَرَجَعَ مِنْ بَابِ الْحُجْرَةِ، وَلَمْ يَدْخُلْ (1).
(1) حديث حسن بمجموع طرقه وشواهده، عُدَيْسة بنت أُهْبان بن صَيْفيٍّ الغِفارية روى لها الترمذي وابن ماجه هذا الحديث الواحد، وهي وإن لم يوثقها أحد، لكنها تابعية وابنة صحابي، وقد روى عنها جمع، وقد توبعت على هذا الحديث كما سيأتي في تخريجه، لكن في هذه المتابعة ضعف، وعبد الله بن عبيد الديلي؛ إن كان هو الحميري البصري المؤذن كما في "تهذيب الكمال" 15/ 262، فهو ثقة، وهذا الذي يترجح عندنا؛ لأن الحارث بن أبي أسامة قد أخرج قصة تكفين أهبان في "مسنده" كما في "المطالب العالية" 3/ 123 - 124 من طريقه عن عديسة، فنسبه: حِمْيريّاً، وإن كان غيره كما هو ظاهر صنيع الحسيني في "الإكمال" 1/ 470، وأبي زرعة ابن العراقي في "ذيل الكاشف" ص 160، ووافقهما ابن حجر في "تعجيل المنفعة" 1/ 750 - 751، و"تهذيب التهذيب" 2/ 380، فقد روى عنه جمع، وحسن الترمذيُّ حديثَه.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 8/ 481، والبخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 145، و"الأوسط" 1/ 112، وابن ماجه (3960)، والترمذي (2203)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 58، والطبراني (863) و (866)، ومن طريقه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" 2/ 312 - 313، والمزي في "تهذيب الكمال" 3/ 385 - 386، وأخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" 2/ 312 - 313، والخطيب البغدادي في "تلخيص المتشابه" 1/ 34 من طرق عن عبد الله بن عبيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 58 - 59 من طريق عبد السلام ابن حرب، عن يونس بن عبيد، عن عديسة بنت أهبان، به. هكذا هو في المطبوع من "معجم الصحابة": يونس بن عبيد، عن عديسة، والظاهر -والله أعلم- أنه سقط "عبد لله بن عبيد" من الإسناد. لأن الذي ذكره الطبراني بإثر الحديث (866)، والخطيب البغدادي في "تلخيص المتشابه" 1/ 34: أن يزيد =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ابن زريع إنما سمع الحديث أولاً من يونس بن عبيد، عن عبد الله بن عبيد، عن عديسة، قبل أن يلقى عبد الله بن عبيد، ثم سمعه ثانياً منه عن عديسة، فبيَّنَا أن يونس بن عبيد إنما سمع من عديسة بوساطة عبد الله بن عبيد، ولم يُذكر في ترجمة عديسة أو يونس بن عبيد: أن له رواية عنها، والله أعلم.
وأخرجه الطبراني (867)، وابن الأثير في "أسد الغابة" 1/ 162 من طريقين عن حماد بن زيد، عن عبد الكريم بن الحكم الغفاري، عن عديسة، به.
وقرن ابن الأثير بعبد الكريم الغفاري عبد الله بن عبيد. وسيأتي الحديث من هذا الطريق في "المسند" 6/ 393.
وسيأتي أيضاً بزيادة فيه من طريق أبي عمرو القسملي، عن ابنة أهبان، به، في الحديث الآتي بعده.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الأوسط" 1/ 112، والطبراني (868)، وابن عدي في "الكامل" 7/ 2697 من طرق عن يحيى بن زهدم، عن أبيه زهدم بن الحارث الغفاري، عن أهبان بن صيفي، ولفظه: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أهبان، أما إنك إن بقيت بعدي، فسترى في أصحابي اختلافاً، فإن بقيت إلى ذلك اليوم، فاجعل سيفك من عراجين" قال: فجعلت سيفي من عراجين، فأتاني علي رضي الله عنه، فأخذ بعِضادَتَي الباب، ثم سلم، فقال: يا أهبان، ألا تخرج؟ فقلت: بأبي وأمي يا أبا الحسن، قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو أمرني رسول الله، أو أوصاني رسول الله، أو تقدم إلي رسول لله -شك ابن زهدم- فقال:"يا أهبان، أما إنك إن بقيت بعدي، فسترى في أصحابي اختلافاً، فإن بقيت إلى ذلك اليوم، فاجعل سيفك من عراجين" فأخرجت إليه سيفي، فولَّى علي رضي الله عنه. وإسناده ضعيف؛ لجهالة زهدم بن الحارث الغفاري، وابنه يحيى متكلم فيه.
وفي باب الأمر باعتزال الفتن عند الخلاف والفرقة، وكسر السلاح أحاديث =
20671 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو الْقَسْمَلِيِّ، عَنْ ابْنَةِ أُهْبَانَ: أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ أَتَى أُهْبَانَ، فَقَالَ: مَا يَمْنَعُكَ مِنَ اتِّبَاعِي؟ فَقَالَ: أَوْصَانِي خَلِيلِي وَابْنُ عَمِّكِ - يَعْنِي رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: " سَتَكُونُ فِتَنٌ وَفُرْقَةٌ، فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ، فَاكْسِرْ سَيْفَكَ، وَاتَّخِذْ سَيْفًا مِنْ خَشَبٍ " فَقَدْ وَقَعَتِ الْفِتْنَةُ وَالْفُرْقَةُ، وَكَسَرْتُ سَيْفِي، وَاتَّخَذْتُ سَيْفًا مِنْ خَشَبٍ.
وَأَمَرَ أَهْلَهُ حِينَ ثَقُلَ أَنْ يُكَفِّنُوهُ، وَلَا يُلْبِسُوهُ قَمِيصًا، قَالَ: فَأَلْبَسْنَاهُ قَمِيصًا، فَأَصْبَحْنَا وَالْقَمِيصُ عَلَى الْمِشْجَبِ (1).
= كثيرة استوفينا ذكرها فيما سلف عند حديث محمد بن مسلمة برقم (17979).
وقوله: "طائفة"، أي: قطعة من السيف.
(1)
حديث حسن كسابقه. أبو عمرو القسملي: يحتمل أنه عبد الله بن عبيد الحميري البصري الوارد في إسناد الحديث السابق، ويؤيده أن ابن قانع كنى عبد الله بن عبيد هذا في "معجم الصحابة" 1/ 58 بأبي عمرو، ثم إنه منسوب إلى:"قسامل"، وهي محلة بالبصرة على أحد وجهين، وعبد الله بن عبيد بصري، وإلا فإن أبا عمرو القسملي هذا لا يعرف كما قال الحسيني في "الإكمال" 2/ 316 - 317، وأبو زرعة ابن العراقي في "ذيل الكاشف"ص 338، وابن حجر في "تعجيل المنفعة" 2/ 516، لكنه قد توبع كما في الحديث السابق، وكما سيأتي في تخريجه. وعفان: هو ابن مسلم الصفار البصري.
وأخرجه الطبراني (864) من طريق أَسد بن موسى، عن حماد بن سلمة، به.
وسيأتي الحديث مع زيادة فيه، لكن دون ذكر قصة تكفين أهبان في =
حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ تَغْلِبَ
(1)
20672 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، قَالَ سَمِعْتُ الْحَسَنَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ تَغْلِبَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَتَاهُ شَيْءٌ، فَأَعْطَاهُ نَاسًا، وَتَرَكَ نَاسًا - وَقَالَ جَرِيرٌ: أَعْطَى رِجَالًا، وَتَرَكَ رِجَالًا - قَالَ فَبَلَغَهُ عَنْ الَّذِينَ تَرَكَ أَنَّهُمْ عَتِبُوا، وَقَالُوا، قَالَ: فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ، فَحَمِدَ اللهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: " إِنِّي أُعْطِي نَاسًا، وَأَدَعُ نَاسًا، وَأُعْطِي رِجَالًا، وَأَدَعُ رِجَالًا - قَالَ عَفَّانُ: قَالَ ذِي وَذِي - وَالَّذِي أَدَعُ أَحَبُّ
= "المسند" 6/ 393 عن مؤمل بن إسماعيل، وعن أسود بن عامر، كلاهما عن حماد بن سلمة، به.
وقصة التكفين وحدها أخرجها بأطول مما هنا الحارث بن أسامة في "مسنده" كما في "المطالب العالية" 3/ 123 - 124. والطبراني (862) من طريق عثمان بن الهيثم، عن عبد الله بن عبيد، عن عديسة بنت أهبان، به.
وقال ابن عبد البر في "الاستيعاب" 1/ 39: وهذا خبر -يعني: قصة أهبان في القميص الذي كفن فيه- رواه جماعة من ثقات البصريين وغيرهم، منهم: سليمان التيمي، وابنه معتمر، ويزيد بن زريع، ومحمد بن عبد الله بن المثنى، عن المعلى بن جابر بن مسلم، عن عديسة بنت وهبان، عن أبيها.
وقوله: "المِشْجَب" قال ابن الأثير في "النهاية" 2/ 445: هو بكسر الميم، عِيدانٌ تُضَمُّ رؤوسُها، ويُفَرَّجُ بين قوائِمها، وتوضع عليها الثِّياب، وقد تُعَلَّق عليها الأَسْقية لتبريد الماء.
(1)
صحابيٌّ معروف نزل البصرة، أَثنى عليه النبي صلى الله عليه وسلم في إسلامه فيما سيرويه المصنف، وهو عند البخاري في "صحيحه"، عاش إلى خلافة معاوية. انظر "الإصابة" 4/ 607 - 608.
إِلَيَّ مِنْ الَّذِي أُعْطِي، أُعْطِي أُنَاسًا لِمَا فِي قُلُوبِهِمْ مِنْ الْجَزَعِ وَالْهَلَعِ، وَأَكِلُ قَوْمًا إِلَى مَا جَعَلَ اللهُ فِي قُلُوبِهِمْ مِنْ الْغِنَى وَالْخَيْرِ، مِنْهُمْ عَمْرُو بْنُ تَغْلِبَ ". قَالَ: وَكُنْتُ جَالِسًا تِلْقَاءَ وَجْهِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي بِكَلِمَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حُمْرَ النَّعَمِ (1).
20673 -
حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ تَغْلِبَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنِّي أُعْطِي
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه عمرو بن تَغْلِب -وهو النَّمَري-، فمن رجال البخاري. عفان: هو ابن مسلم الصفَّار البصري، والحسن: هو ابن أبي الحسن الأنصاري مولاهم البصري.
وأخرجه البخاري (923) و (3145) و (7535)، والبيهقي 7/ 18 من طرق عن جرير بن حازم، بهذا الإسناد.
وسيأتي عن وهب بن جرير بن حازم، عن أبيه في الحديث الآتي بعده.
وأخرجه الطيالسي (1170) عن مبارك بن فضالة، ومن طريقه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1665)، وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 211 - 212، وأبو نعيم في "الحلية" 2/ 11 من طريق أشعث بن عبد الملك الحمراني، وابن حجر في "تغليق التعليق" 2/ 365 - 366 من طريق يونس بن عبيد، ثلاثتهم عن الحسن البصري، به. وفي حديث أشعث بن عبد الملك عن الحسن: خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى أهل الصفة ذات يوم، فقال
…
الحديث.
وفي الباب عن سعد بن أبي وقاص، سلف برقم (1522).
وعن أنس بن مالك سلف برقم (12696).
وقوله: "حُمْر النَّعَم": هي الإبل الحُمْر، وهي أحب الإبل إلى العرب.
أَقْوَامًا، وَأَرُدُّ آخَرِينَ، وَالَّذِينَ أَدَعُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الَّذِينَ أُعْطِي، أُعْطِي أَقْوَامًا لِمَا أَخَافُ مِنْ هَلَعِهِمْ وَجَزَعِهِمْ، وَأَكِلُ أَقْوَامًا إِلَى مَا جَعَلَ اللهُ فِي قُلُوبِهِمْ مِنَ الْغِنَى وَالْخَيْرِ، مِنْهُمْ عَمْرُو بْنُ تَغْلِبَ ". قَالَ: قَالَ عَمْرٌو: فَوَاللهِ مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي بِكَلِمَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حُمْرَ النَّعَمِ (1).
20674 -
حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ تَغْلِبَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " تُقَاتِلُونَ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ قَوْمًا يَنْتَعِلُونَ الشَّعَرَ، وَلَتُقَاتِلُنَّ قَوْمًا كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ "(2).
20675 -
حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري كسابقه.
(2)
إسناده صحيح على شرط البخاري كسابقه.
وأخرجه البخاري في "صحيحه"(2927) و (3592)، وفي "التاريخ الكبير" 6/ 304 - 305، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 212 من طرق عن جرير ابن حازم، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود الطيالسي (1171) عن مبارك بن فضالة، عن الحسن البصري، به. وفي حديثه زيادة.
وانظر الأحاديث الثلاثة التالية.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7263)، وانظر تتمة شواهده والكلام على شرحه هناك.
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ تَغْلِبَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ تُقَاتِلُوا قَوْمًا عِرَاضَ الْوُجُوهِ، كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ "(1).
20676 -
حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ تَغْلِبَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ تُقَاتِلُوا أَقْوَامًا يَنْتَعِلُونَ الشَّعْرَ "(2).
20677 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ تَغْلِبَ، قَالَ: سَمَعَتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ تُقَاتِلُوا قَوْمًا، نِعَالُهُمُ الشَّعْرُ - أَوْ (3) يَنْتَعِلُونَ الشَّعَرَ - وَإِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ تُقَاتِلُوا قَوْمًا عِرَاضَ الْوُجُوهِ، كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ "(4).
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري كسابقه.
وأخرجه ابن ماجه (4098) عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن أسود بن عامر، بهذا الإسناد. وجمع في روايته بين هذا الحديث والذي بعده، ولم يفرقه كما هي رواية أحمد.
وانظر ما قبله.
(2)
إسناده صحيح على شرط البخاري كسابقه. وانظر (20674).
(3)
كلمة "أو" ليست في (ظ 10) و (ق)، وأثبتناها من (م) و (س).
(4)
إسناده صحيح على شرط البخاري كسابقه. عفان: هو ابن مسلم البصري الصفَّار. وانظر (20674).
حَدِيثُ جَرْمُوزٍ الْهُجَيْمِيِّ
(1)
20678 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ هَوْذَةَ الْقُرَيْعِيُّ، أَنَّهُ قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ سَمِعَ جَرْمُوزًا الْهُجَيْمِيَّ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَوْصِنِي. قَالَ: " أُوصِيكَ أَنْ لَا تَكُونَ لَعَّانًا "(2).
(1) جُرْموز الهُجَيْمي: من بني الهُجَيْم بن عمرو بن تميم، وقيل: القُرَيْعي، وهو بطن من تميم أيضاً، له صحبة، روى هذا الحديث الواحد ومخرجه عن أهل البصرة. "الاستيعاب" 1/ 262، "أسد الغابة" 1/ 329، "الإصابة" 1/ 471.
(2)
إسناده قوي، إن كان الرجل المبهم في إسناده هو أبا تميمة الهجيمي كما نقل الحافظ ابن حجر في "الإصابة" 1/ 471 عن البغوي وابن السكن الجزم به، لأن أبا تميمة هذا -واسمه: طريف بن مجالد الهجيمي البصري- ثقة روى له البخاري وأصحاب السنن، على أن بعضهم رواه بإسقاط الرجل المبهم من إسناده كما سيأتي في تخريجه، ثم إن رواية ابن السكن كما قال الحافظ في "الإصابة" 1/ 471، ورواية البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 247 - 248 فيها تصريح بسماع عبيد الله بن هوذة هذا الحديث من جرموز الهجيمي، فيحتمل كما قال الحافظ أن يكون عبيد الله سمعه عنه بواسطة، ثم سمعه منه. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث العنبري مولاهم البصري.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1189)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 149، والطبراني في "الكبير"(2181) من طرق عن عبد الصمد بن عبد الوارث، به.
وأخرجه ابن أبي عاصم (1188) من طريق أبي عامر عبد الملك بن =
حَدِيثُ حَابِسٍ التَّمِيمِيِّ
(1)
20679 -
حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا عَلِيٌّ - يَعْنِي ابْنَ مُبَارَكٍ - عَنْ يَحْيَى، حَدَّثَنِي حَيَّةُ التَّمِيمِيُّ، أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" لَا شَيْءَ فِي الْهَامِ، وَالْعَيْنُ حَقٌّ، وَأَصْدَقُ الطِّيَرِ الْفَأْلُ "(2).
= عمرو العقدي، عن عبيد الله بن هوذة، به. وقال في روايته: رجل من هجيم.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 247 - 248 و 248، وابن أبي الدنيا في "الصمت"(666)، وابن أبي عاصم (1187)، وابن قانع 1/ 149، والطبراني (2180)، وابن الأثير في "أسد الغابة" 1/ 330 من طرق عن عبد الصمد بن عبد الوارث، عن عبيد الله بن هوذة القريعي، عن جرموز الهجيمي، به. وأسقطوا جميعاً الراوي المبهم من الإسناد، وفي رواية البخاري في الموضع الأول تصريح عبيد الله بالسماع من جرموز، وقرن في الموضع الثاني بعبد الصمد أبا عامر العقدي.
وفي باب النهي عن اللعن وذمه عن عبد الله بن مسعود، سلف برقم (3839).
وعن أبي هريرة، سلف برقم (9522).
وعن ثابت بن الضحاك الأنصاري، سلف برقم (16385).
وعن عائشة، سيأتي 6/ 130.
(1)
حابس التَّميمي: هو حابس بن ربيعة التَّميمي، أبو حَيَّةَ، وليس بوالد الأَقْرع بن حابس، له صحبة، وعداده في البصريين، ليس له سوى هذا الحديث. "الاستيعاب" 1/ 359، "أسد الغابة" 1/ 375، و"الإصابة" 1/ 559.
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لأجل حيَّه التميمي -وهو ابن =
20680 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَرْبٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنِي حَيَّةُ بْنُ حَابِسٍ التَّمِيمِيُّ، أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" لَا شَيْءَ فِي الْهَامِ، وَالْعَيْنُ حَقٌّ، وَأَصْدَقُ الطِّيَرِ الْفَأْلُ "(1).
= حابس بن ربيعة-، فإنه لم يرو عنه غير يحيى بن أبي كثير، ولم يوثقه سوى ابن حبان، وللاضطراب في إسناده على يحيى بن أبي كثير. أبو عامر: هو عبد الملك بن عمرو العَقَدي، وعلي بن المبارك: هو الهُنائي البصري، ويحيى: هو ابن أبي كثير الطائي مولاهم اليمامي.
وقد سلف مكرراً برقم (16627)، وانظر شواهده والكلام على شرحه هناك.
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث العنبري مولاهم البصري، وحرب: هو ابن شداد اليشْكُري البصري، يحيى: هو ابنُ أبي كثير الطائي مولاهم اليمامي. وانظر (16627).
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 107 عن عبد الله بن محمد، وابن خزيمة في التوكل كما في "إتحاف المهرة" 4/ 97 عن عبدة بن عبد الصمد الخزاعي، كلا عن عبد الصمد بن عبد الوارث، بهذا الإسناد. واقتصر البخاري على قوله:"لا شيء في الهام"، وتحرف "حرب" في "الإتحاف" إلى:"حارث".
وأخرجه ابن أبي عاصم (1180) عن الحسن بن علي، ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" 1/ 375، وأخرجه أبو يعلى (1582) عن أحمد بن إبراهيم الدورقي، ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" 2/ 79، كلاهما (الحسن، والدورقي) عن عبد الصمد بن عبد الوارث، به. غير أنهما قالا:"عن حية التميمي، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم" بإسقاط "أبيه" من الإسناد، والصواب إثباته كما جاء في الروايات الأخرى على ما رجحه ابن الأثير ووقع =
20681 -
حَدَّثَنَا (1) حَسَنُ بْنُ مُوسَى وَحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ حَيَّةَ، حَدَّثَهُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا شَيْءَ فِي الْهَامِ، وَالْعَيْنُ حَقٌّ، وَأَصْدَقُ الطِّيَرِ الْفَأْلُ "(2).
= في مطبوع "مسند أبي يعلى": "حية بن حابس التميمي، أن أباه أخبره" أي: بإثبات أبيه، وهو خطأ في النسخة المطبوع عنها؛ لأن ابن الأثير أخرجه من طريق أبي يعلى، فأسقطه من الإسناد كما سلف في تخريجه، ويؤيده أن الحافظ ابن حجر قال في "الإصابة" 1/ 559: أخرجه ابن أبي عاصم وأبو يعلى من وجه آخر عن يحيى بن أبي كثير، حدثني حية بن حابس، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
الحديث، فسقط منه "أبيه".
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 108، والطبراني (3561) من طريق عبد الله بن رجاء، عن حرب بن شداد، عن يحيى بن أبي كثير، عن حية ابن حابس، عن أبيه، به. ولم يذكر البخاري لفظه.
وقوله: "وأصدق الطير الفأل"، وقع في (م):"وأصدق الفأل الطيرة"، وهو خطأ، والمثبت من سائر الأصول.
(1)
وقع في (م) هنا: "حدثنا عبد الصمد، حدثنا حسن بن موسى" بزيادة: "حدثنا عبد الصمد"، وهي زيادة مقحمة ليست في سائر الأصول.
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه. حسن بن موسى: هو الأشيب البغدادي، وحسين بن محمد: هو ابن بَهْرام التميمي المَرُّوذي. شيبان: هو ابن عبد الرحمن التميمي مولاهم النحوي.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 108 عن سعد بن حفص، عن شيبان بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد. ووقع في إسناده "ابن حية" بدل "حية".
قلنا: هكذا رواه شيبان بن عبد الرحمن النحوي، عن يحيى بن أبي كثير، عن حية، عن أبيه، عن أبي هريرة، وهو مخالف لرواية علي بن المبارك =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وحرب بن شداد، عن يحيى بن أبي كثير؛ فقد جعلاه من مسند حابس التميمي، ولم يذكرا في إسناده أبا هريرة، وهذه الرواية هي التي صححها أبو حاتم في "العلل" 2/ 250، وابن حجر في "الإصابة" 1/ 559، وقال الترمذي في "العلل الكبير" 2/ 692: كان حديث علي بن المبارك أشبه لَمَّا وافقه حرب ابن شداد. وهو الذي يقتضيه صنيع أحمد هنا، فإنه أورد الإسنادين جميعاً في مسند حابس التميمي، لكن قال أبو زرعة الرازي كما في "العلل" 2/ 250: أشبه عندي يحيى عن حية بن حابس، عن أبيه، عن أبي هريرة. وتوقف فيه البخاري، فلم يقض في هذا الحديث بشيء كما نقل الترمذي في "العلل الكبير" 2/ 692.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 108 عن محمد بن يحيى الذهلي، عن موسى بن إسماعيل، عن أبان بن يزيد العطار، عن يحيى بن أبي كثير، أن رجلاً حدثه، عن أبي هريرة.
وانظر (16627).
وقوله: "أصدق الطير الفأل": الطير والطائر والطيرة بمعنى، فالطيرة لا تكون إلا فيما يسوء، وقد تستعمل فيما يسر، والفأل فيما يسر ويسوء قال ابن الأثير: وإنما أحب الفأل، لأن الناس أَمَّلُوا فائدة الله تعالى وَرَجَوْا عائدته عند كل سبب ضعيف أو قوي، فهم على خير، وقد جاء في الحديث المتفق على صحته:"لا طيرة وخيرها الفأل، قالوا: وما الفألُ؟ قال: الكلمة الصالحة يسمعُها أحدكم "أي على قصد التفاؤل كطالب ضالة: يا واجد، وكتاجر: يا رازق وكمسافر: يا سالم وأمثال ذلك، وقد جاءت الطيرة بمعنى الجنس والفأل بمعنى النوع، ومنه الحديث "أصدق الطِّيرة الفأل".
قال الطيبي: ومعنى الترخص في الفأل والمنع من الطيرة هو أن الشخص لو رأى شيئاً، وظنه حسناً، وحرضه على طلب حاجته، فليفعل ذلك، وإذا رأى ما بعده مشؤوماً ويمنعه من المُضيِّ إلى حاجته، فلا يجوز قبوله، بل يمضي لسبيله، فإذا قبل وانتهى عن المُضيِّ في طلب حاجته فهو =
حَدِيثُ رَجُلٍ
20682 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ بِلَالِ بْنِ بُقْطُرَ، أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم اسْتُعْمِلَ عَلَى سِجِسْتَانَ، فَلَقِيَهُ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: تَذْكُرُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَيْثُ اسْتَعْمَلَ رَجُلًا عَلَى جَيْشٍ، وَعِنْدَهُ نَارٌ قَدْ أُجِّجَتْ، فَقَالَ لِرَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ: قُمْ فَانْزُهَا. فَقَامَ فَنَزَاهَا، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" لَوْ وَقَعَ فِيهَا، لَدَخَلَا النَّارَ، إِنَّهُ لَا طَاعَةَ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ " وَإِنَّمَا أَرَدْتُ أَنْ أُذَكِّرَكَ هَذَا. وَقَالَ حَمَّادٌ أَيْضًا: قُمْ فَانْزُهَا، فَأَبَى، فَعَزَمَ عَلَيْهِ. وَقَدْ قَالَ حَمَّادٌ أَيْضًا:" لَا طَاعَةَ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ " قَالَ: نَعَمْ (1).
= الطيرة المنهي عنها.
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لأجل بلال بن بُقطُر -البصري-، فإنه لم يرو عنه غير عطاء بن السائب، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وعطاء بن السائب اختلط بأخره، وسماع حماد بن سلمة منه مختلف في كونه قبل الاختلاط أم بعده. عفان: هو ابن مسلم البصري الصفار، والصحابي الذي استعمل على سجستان هو الحكم بن عمرو الغفاري، والرجل الذي لقيه هو عمران بن حصين. وقد سلف الحديث عن الحكم بن عمرو الغفاري في مسنده. انظر (20653).
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2919) عن هدبة بن =
حَدِيثُ رَجُلٍ مِنَ الْحَيِّ
20683 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَ (1) الْحَسَنُ بِحَدِيثِ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ عُمَرَ فِي الدِّيبَاجِ. قَالَ: فَقَالَ الْحَسَنُ:
= خالد، عن حماد بن سلمة، به. وقال فيه:"فقام لينزوها" بدل "فقام، فنزاها".
والرجل الذي استُعْمِل على إمارة الجيش اختلف في تعيينه، فقد جاء في حديث أبي سعيد الخدري السالف في "المسند" (11639): أنه عبد الله بن حذافة السهمي القرشي، وجاء في حديث علي بن أبي طالب السالف في "المسند" أيضاً (622): أنه رجل من الأنصار، لكن وقع في بعض روايات حديث علي:"رجلاً" هكذا مطلقاً دون نسبة أو تسمية، والذي رجحه للخطيب البغدادي في "الأسماء المبهمة" ص 171: أنه عبد الله بن حذافة، وأن قول بعض الرواة في حديث علي: إنه رجل من الأنصار، وهم، وهو ما رجحه ابن الجوزي أيضاً، لكن مال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 8/ 59 إلى احتمال تعدد القصة، وإليه جنح ابن القيم.
وقوله: "أُجِّجَتْ" على بناء المفعول من التأجيج، بجيمين، أي: أُوقدت.
وقوله: "فانْزُها": هو أمر بالنَّزْو، وهو الوثوب.
قوله: "فنزاها" كذا وقع هنا في هذه الرواية، وهو مشكل لمخالفته الروايات الثابتة: من أنه لم يدخلها أحد من أصحابه، وهو ما أثر عن حماد بعد.
(1)
فى الأصول الخطية التي بين أيدينا هنا اضطراب، وما أثبتناه من (س) و (ق)، ومعناه:"أن سليمان التيمي ذكر: أنه حَدَّثَ الحسنَ بحديث أبي عثمان النَّهْدي" ويؤيده ما وقع في "أطراف المسند" 8/ 61: "أخبرنا سليمان التيمي، قال: حدثت الحسن" بصيغة التكلم.
أَخْبَرَنِي رَجُلٌ مِنَ الْحَيِّ: أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ لَبِنَتُهَا دِيبَاجٌ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَبِنَةٌ مِنْ نَارٍ "(1).
(1) إسناده ضعيف، فيه علي بن عاصم -الواسطي التَّيْمي مولاهم-، وهو ضعيف. سليمان التَّيْمي: هو ابن طَرْخان أبو المعتمر، والحسن: هو ابن أبي الحسن البصري، وأبو عثمان النَّهْدي: اسمه عبد الرحمن بن ملّ، والحديث على ضعفه مخالف لما جاء في الأحاديث الصحيحة: من استثناء قليل الحرير في الثوب من الحرمة، ومنها حديث عمر بن الخطاب المشار إليه، ولفظه كما سلف في مسنده برقم (92): وإياكم والتنعم، وزي أهل الشرك، ولبوس الحرير، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا عن لبوس الحرير، وقال:"إلا هكذا"، ورفع لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إصْبَعَيه.
وقوله: "لَبِنَتها" بفتح اللام وكسر الباء، ويجوز كسر اللام وإسكان الباء تخفيفاً: هي رُقْعَة تُعمل موضع جَيْب القميص والجُبَّة.
حَدِيثُ مُجَاشِعِ بْنِ مَسْعُودٍ
20684 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ مُجَاشِعِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا مُجَالِدُ بْنُ مَسْعُودٍ يُبَايِعُكَ عَلَى الْهِجْرَةِ، فَقَالَ:" لَا هِجْرَةَ بَعْدَ فَتْحِ مَكَّةَ، وَلَكِنْ أُبَايِعُهُ عَلَى الْإِسْلَامِ "(1).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم البصري الصفَّار، وأبو عثمان: هو عبد الرحمن بن ملٍّ النَّهْدي البصري. وهو مكرر الحديث رقم (15850).
حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ سَلِمَةَ
20685 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنِي أَيُّوبُ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ سَلِمَةَ، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْفَتْحِ، جَعَلَ النَّاسُ يَمُرُّونَ عَلَيْنَا قَدْ جَاؤُوا مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَكُنْتُ أَقْرَأُ وَأَنَا غُلَامٌ، فَجَاءَ أَبِي بِإِسْلَامِ قَوْمِهِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" يَؤُمُّكُمْ أَكْثَرُكُمْ قُرْآنًا " فَنَظَرُوا، فَكُنْتُ أَكْثَرَهُمْ قُرْآنًا، قَالَ: فَقَالَتْ امْرَأَةٌ: غَطُّوا اسْتَ قَارِئِكُمْ. قَالَ: فَاشْتَرَوْا لَهُ بُرْدَةً (1)، قَالَ: فَمَا فَرِحْتُ أَشَدَّ مِنْ فَرَحِي بِذَلِكَ (2).
20686 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ وَاصِلٍ الْحَدَّادُّ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ أَبُو الْحَارِثِ الْجَرْمِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ سَلِمَةَ الْجَرْمِيَّ يُحَدِّثُ: أَنَّ أَبَاهُ وَنَفَرًا مِنْ قَوْمِهِ وَفَدُوا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ ظَهَرَ أَمْرُهُ، وَتَعَلَّمَ النَّاسُ
(1) لم ترد في (س) و (ظ)، والمثبت من سائر الأصول.
(2)
إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه عمرو بن سَلِمَةَ الجَرْمي، فمن رجال البخاري.
وأخرجه ابن سعد 1/ 337 و 7/ 90، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2597)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(1229)، والدارقطني في "المؤتلف والمختلف" 3/ 1196 من طرق عن شعبة بن الحجاج، بهذا الإسناد.
وانظر (15902).
الْقُرْآَنَ (1)، فَقَضَوْا حَوَائِجَهُمْ، ثُمَّ سَأَلُوهُ مَنْ يُصَلِّي لَنَا - أَوْ يُصَلِّي بِنَا -؟ فَقَالَ:" يُصَلِّي لَكُمْ - أَوْ بِكُمْ (2) - أَكْثَرُكُمْ جَمْعًا لِلْقُرْآنِ - أَوْ أَخْذًا لِلْقُرْآنِ - " فَقَدِمُوا عَلَى قَوْمِهِمْ، فَسَأَلُوا فِي الْحَيِّ، فَلَمْ يَجِدُوا أَحَدًا جَمَعَ أَكْثَرَ مِمَّا جَمَعْتُ، فَقَدَّمُونِي بَيْنَ أَيْدِيهِمْ، فَصَلَّيْتُ بِهِمْ وَأَنَا غُلَامٌ عَلَيَّ شَمْلَةٌ لِي، قَالَ: فَمَا شَهِدْتُ مَجْمَعًا مِنْ جَرْمٍ إِلَّا كُنْتُ إِمَامَهُمْ إِلَى يَوْمِي هَذَا (3).
20687 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَلِمَةَ، قَالَ: كَانُوا يَأْتُونَا الرُّكْبَانُ مِنْ قِبَلِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَنَسْتَقْرِئُهُمْ، فَيُحَدِّثُونَا: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لِيَؤُمَّكُمْ أَكْثَرُكُمْ قُرْآنًا "(4).
(1) ليست في (م)، وأثبتاها من سائر الأصول.
(2)
قوله: "أو بكم" كذاِ في (ظ) و (ق)، وفي (م) و (س):"أو يؤمكم".
(3)
إسناده صحيح. وانظر (15902).
وقوله: "شَمْلة": هي كساء يُتَغَطَّى به ويُتلفَّف فيه، أو مِئْزر من صوف أو شَعر يُتَوشَّح به.
(4)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، فيه علي بن عاصم، وهو: الواسطي التَّيْمي مولاهم، وهو ضعيف، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيِّه عمرو بن سلمة الجَرْمي، فمن رجال البخاري. خالد الحذاء: هو ابن مِهْران البصري، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجَرْمي البصري، وهو مكرر الحديث (15902).
حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ بَنِي سَلِيْطٍ
20688 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، أَخْبَرَنِي شَيْخٌ مَنْ بَنِي سَلِيطٍ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَأُكَلِّمُهُ فِي سَبْيٍ أُصِيبَ لَنَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَإِذَا هُوَ يُحَدِّثُ الْقَوْمَ وَحَلْقَةٌ قَدْ أَطَافَتْ بِهِ، فَإِذَا هُوَ قَاعِدٌ عَلَيْهِ إِزَارُ قِطْرٍ (1) لَهُ غَلِيظٌ، أَوَّلُ شَيْءٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ وَهُوَ يَقُولُ (2) بِيَدِهِ هَكَذَا، وَأَشَارَ الْمُبَارَكُ بِإِصْبَعِهِ السَّبَّابَةِ:" الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ، التَّقْوَى هَاهُنَا، التَّقْوَى هَاهُنَا "(3) أَيْ: فِي الْقَلْبِ.
20689 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَلِيطٍ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ فِي أَزْفَلَةٍ مِنَ النَّاسِ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ:" الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ، التَّقْوَى هَاهُنَا " قَالَ حَمَّادٌ: وَقَالَ بِيَدِهِ إِلَى صَدْرِهِ: " وَمَا تَوَادَّ رَجُلَانِ فِي اللهِ فَتَفَرَّقَ بَيْنَهُمَا إِلَّا بِحَدَثٍ (4)
(1) في (ظ 10) و (ق): قطن.
(2)
في (س) و (م): سمعته منه يقول وهو يقول.
(3)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل المبارك بن فضالة، وقد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. عفان: هو ابن مسلم. والحسن: هو البصري. وانظر (16624).
القطر بالكسر، والقطرية: ضرب من البرود.
(4)
في (ظ 10): لحدث.
يُحْدِثُهُ أَحَدُهُمَا، وَالْمُحْدَثُ شَرٌّ، وَالْمُحْدَثُ شَرٌّ، وَالْمُحْدَثُ شَرٌّ " (1).
(1) الشطر الأول منه صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد -وهو ابن جدعان- وانظر ما قبله.
وأما الشطر الثاني فحسن لغيره، يشهد لقوله: "وما تواد رجلان
…
إلخ" حديث ابن عمر السالف برقم (5356)، وفي إسناده ابن لهيعة وهو سيئ الحفظ.
وحديث أنس عند البخاري في "الأدب المفرد"(401). وسنده حسن في المتابعات والشواهد.
حَدِيثُ رَدِيفِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
20690 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي تَمِيمَةَ، عَنْ رِديفِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. أَوْ عَنْ رَجُلٍ، عَنْ رِدْفِ (1) النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ كَانَ عَلَى حِمَارٍ، فَعَثَرَ، فَقَالَ الَّذِي خَلْفَهُ: تَعِسَ الشَّيْطَانُ، فَقَالَ:" لَا تَقُلْ تَعِسَ الشَّيْطَانُ، فَإِنَّكَ إِذَا قُلْتَ: تَعِسَ الشَّيْطَانُ، تَعَاظَمَ وَقَالَ: بِعِزَّتِي صَرَعْتُكَ، وَإِذَا قُلْتَ: بِاسْمِ اللهِ، تَصَاغَرَ حَتَّى يَصِيرَ مِثْلَ ذُبَابٍ "(2).
(1) في نسخة على هامش (س): رديف.
(2)
إسناده صحيح. وانظر (20591).
حَدِيثُ رَجُلٍ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم
20691 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَمَّنْ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ:{فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذَّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ. وَلَا يُوثَقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ} [الفجر: 25 - 26] يَعْنِي: يُفْعَلُ بِهِ.
قَالَ خَالِدٌ: وَسَأَلْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي بَكَرَةَ فَقَالَ: {فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذَّبُ} أَيْ: يُفْعَلُ بِهِ (1).
(1) رجاله ثقات رجال الشيخين. وقد اختلف في إسناده على أبي قلابة -وهو عبد الله بن زيد الجَرْمي- كما سيأتي. خالد الحذاء: هو ابن مهران.
وأخرجه أبو داود (3996) من طريق حفص بن عمر الحوضي، عن شعبة، بهذا الإسناد. قال أبو داود: بعضهم أدخل بين خالد وأبي قلابة رجلاً.
وأخرجه أبو عمر الدوري في "قراءات النبي صلى الله عليه وسلم"(126)(127)، والطبري 30/ 189، والحاكم 2/ 255 من طرق عن خالد الحذاء، به. وقد صرح أبو قلابة بالتحديث عند الدوري والطبري، وفي إسناد الدوري أبو عمارة حمزة بن القاسم، وهو لا يعرف بجرح ولا تعديل، وفي إسناد الطبري خارجة بن مصعب بن خارجة، وهو متروك.
وأخرجه أبو داود (3997) من طريق حماد بن زيد، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، قال: أنبأني من أقرأه النبي صلى الله عليه وسلم، أو من أقرأه من أقرأه النبي صلى الله عليه وسلم. فزاد في الإسناد رجلاً مبهماً. =
حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
20692 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا الْأَزْرَقُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمُرَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" أَوَّلُ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَلَاتُهُ، فَإِنْ أَتَمَّهَا كُتِبَتْ لَهُ تَامَّةً، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ أَتَمَّهَا قَالَ: انْظُرُوا تَجِدُونَ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ، فَأَكْمِلُوا مَا ضَيَّعَ مِنْ فَرِيضَتِهِ، ثُمَّ الزَّكَاةُ، ثُمَّ تُؤْخَذُ الْأَعْمَالُ عَلَى حَسَبِ ذَلِكَ "(1).
= وأخرجه ابن منده في "الصحابة" كما في "أسد الغابة" 6/ 427 من طريق عبيد الله بن موسى، عن سليمان الخوزي، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن مالك بن الحويرث. وسليمان الخوزي في عداد المجهولين.
قال ابن زنجلة في "حجة القراءات" ص 763: قرأ الكسائي: {فيومئذ لا يعذَّب عذابه أحد} بفتح الذال، {ولا يوثَق} بفتح الثاء. المعنى: لا يعذَّب أحد يوم القيامة كما يعذب الكافر.
وقرأ الباقون: {لا يعذِّبُ عذابه أحد، ولا يوثِق وثاقه} بكسر الذال والثاء. المعنى لا يعذِّب عذابَ الله أحد، ولا يوثِق وثاق الله أحد، أي: لا يعذب أحد في الدنيا مثل عذاب الله في الآخرة. قال الحسن: قد علم الله أن في الدنيا عذاباً ووثاقاً، فقال: فيومئذ لا يعذب عذابه أحد في الدنيا، ولا يوثق وثاقه أحد في الدنيا. قال الزجاج: من قرأ "يُعذِّب" فالمعنى لا يتولى يوم القيامة عذاب الله أحد، الملك يومئذ له وحده.
(1)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير صحابيه. وقد سلف الحديث في مسند المدنيين برقم (16614) عن حسن بن موسى، عن حماد بن سلمة.
حَدِيثُ قُرَّةَ بْنِ دُعْمُوصِ النُّمَيْرِيِّ
20693 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، قَالَ: جَلَسَ إِلَيْنَا شَيْخٌ فِي مَكَانِ أَيُّوبَ، فَسَمِعَ الْقَوْمَ يَتَحَدَّثُونَ، فَقَالَ: حَدَّثَنِي مَوْلَايَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَقُلْتُ: مَا اسْمُهُ؟ قَالَ: قُرَّةُ بْنُ دُعْمُوصٍ النُّمَيْرِيُّ، قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَحَوْلَهُ النَّاسُ، فَجَعَلْتُ أُرِيدُ أَنْ (1) أَدْنُوَ مِنْهُ فَلَمْ أَسْتَطِعْ، فَنَادَيْتُهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، اسْتَغْفِرْ لِلْغُلَامِ النُّمَيْرِيِّ. فَقَالَ:" غَفَرَ اللهُ لَكَ ".
قَالَ: وَبَعَثَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الضَّحَّاكَ بْنَ قَيْسٍ سَاعِيًا، فَلَمَّا رَجَعَ رَجَعَ بِإِبِلٍ جِلَّةٍ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَتَيْتَ هِلَالَ بْنَ عَامِرٍ، وَنُمَيْرَ بْنَ عَامِرٍ (2)، وَعَامِرَ بْنَ رَبِيعَةَ، فَأَخَذْتَ جِلَّةَ أَمْوَالِهِمْ؟ " قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّي سَمِعْتُكَ تَذْكُرُ الْغَزْوَ، فَأَحْبَبْتُ أَنْ آتِيَكَ بِإِبِلٍ تَرْكَبُهَا، وَتَحْمِلُ عَلَيْهَا. فَقَالَ:" وَاللهِ، لَلَّذِي تَرَكْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الَّذِي أَخَذْتَ، ارْدُدْهَا، وَخُذْ مِنْ حَوَاشِي أَمْوَالِهِمْ صَدَقَاتِهِمْ ". قَالَ: فَسَمِعْتُ الْمُسْلِمِينَ يُسَمُّونَ تِلْكَ الْإِبِلَ الْمَسَانَّ الْمُجَاهِدَاتِ (3).
(1) لفظة "أن" من (ظ 10) فقط.
(2)
"نمير بن عامر" ليس في (س)، وتحرف في (ظ 10) و (ق) إلى: عمر ابن عامر.
(3)
إسناده ضعيف لجهالة مولى قرة. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 7/ 46 - 47، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 311 - 312، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 356، والبيهقي 4/ 102 من طريق سليمان بن حرب، والطبراني في "الكبير" 19/ (71) من طريق موسى بن إسماعيل، كلاهما عن جرير بن حازم، بهذا الإسناد.
ويشهد للنهي عن أخذ كرائم الأموال في الصدقة حديث مصدِّق النبي صلى الله عليه وسلم برقم (18837)، وانظر تتمة شواهده هناك.
قوله: بإبل جلة: قال السندي: ضبط بكسر الجيم وتشديد اللام، أي: عظيمة سمينة.
حَدِيثُ طُفَيْلِ بْنِ سَخْبَرَةَ
(1)
20694 -
حَدَّثَنَا بَهْزٌ وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ طُفَيْلِ بْنِ سَخْبَرَةَ أَخِي عَائِشَةَ لِأُمِّهَا: أَنَّهُ رَأَى فِيمَا يَرَى النَّائِمُ، كَأَنَّهُ مَرَّ بِرَهْطٍ مِنَ الْيَهُودِ، فَقَالَ: مَنْ أَنْتُمْ؟ قَالُوا: نَحْنُ الْيَهُودُ، قَالَ: إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الْقَوْمُ، لَوْلَا أَنَّكُمْ تَزْعُمُونَ أَنَّ عُزَيْرًا ابْنُ اللهِ! فَقَالَتِ الْيَهُودُ: وَأَنْتُمُ الْقَوْمُ، لَوْلَا أَنَّكُمْ تَقُولُونَ: مَا شَاءَ اللهُ وَشَاءَ مُحَمَّدٌ! ثُمَّ مَرَّ بِرَهْطٍ مِنَ النَّصَارَى فَقَالَ: مَنْ أَنْتُمْ؟ قَالُوا: نَحْنُ النَّصَارَى، فَقَالَ: إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الْقَوْمُ، لَوْلَا أَنَّكُمْ تَقُولُونَ: الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ! قَالُوا: وَأَنْتُمُ الْقَوْمُ (2)، لَوْلَا أَنَّكُمْ تَقُولُونَ: مَا شَاءَ اللهُ وَمَا شَاءَ مُحَمَّدٌ (3)! فَلَمَّا أَصْبَحَ أَخْبَرَ بِهَا مَنْ أَخْبَرَ، ثُمَّ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ:" هَلْ أَخْبَرْتَ بِهَا أَحَدًا؟ " قَالَ عَفَّانُ: قَالَ: نَعَمْ، فَلَمَّا صَلَّوْا خَطَبَهُمْ، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ،
(1) قال السندي. طفيل بن سخبرة: أزدي، حليف قريش، له صحبة، وهو غير الذي روى عنه الزهري، فلا صحبة له، وهو أخو عائشة لأمها أم رومان، كان عبد الله بن الحارث بن سخبرة قدم مكة فحالف أبا بكر، فمات، فخلف أبو بكر بعده على أم رومان، فالطفيل أكبر من عائشة ومن أخيها عبد الرحمن.
(2)
في (م): وإنكم أنتم القوم.
(3)
في (ظ 10) و (س): ما شاء الله وشاء محمد، والمثبت من (ق) و (م) ونسخة في (س).
ثُمَّ قَالَ: " إِنَّ طُفَيْلًا رَأَى رُؤْيَا، فَأَخْبَرَ بِهَا مَنْ أَخْبَرَ مِنْكُمْ، وَإِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَقُولُونَ كَلِمَةً كَانَ يَمْنُعُنِي الْحَيَاءُ مِنْكُمْ أَنْ أَنْهَاكُمْ عَنْهَا " قَالَ: " لَا تَقُولُوا: مَا شَاءَ اللهُ وَمَا شَاءَ مُحَمَّدٌ "(1).
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح غير صحابيه، فلم يرو له غير ابن ماجه، وقد اختلف في إسناده على عبد الملك بن عمير كما سيأتي بيانه.
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 3/ 78 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني "(2743)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 50، والحاكم 3/ 463، والبيهقي في "دلائل النبوة" 7/ 22، والخطيب في "موضح الأوهام" 1/ 303، والحازمي في "الاعتبار" ص 242 - 243، والمزي في ترجمة طفيل بن سخبرة من "تهذيب الكمال" 13/ 391 من طرق عن حماد بن سلمة، به. ورواية الخطيب مختصرة بالمرفوع:"لا تقولوا ما شاء الله وشاء محمد".
وأخرجه بنحوه مطولاً ومختصراً الدارمي (2699)، والبخاري معلقاً في "التاريخ الكبير" 4/ 363 - 364، وابن قانع 2/ 50، والطبراني في "الكبير"(8214)، والخطيب في "الموضح" 1/ 303، والمزي 13/ 391 من طريق شعبة بن الحجاج، وابن ماجه (2118) من طريق أبي عوانة، وابن قانع 2/ 50 من طريق زياد بن عبد الله، والطبراني (8215) من طريق زيد بن أبي أنيسة، والحاكم 3/ 462 - 463 من طريق عبيد الله بن عمرو، خمستهم عن عبد الملك ابن عمير، به. ووقع في رواية شعبة عند الدارمي: "أن رجلاً من المشركين رأى رجلاً من المسلمين فقال: نعم القوم أنتم
…
إلخ. وفي روايته عند ابن قانع: أن رجلاً من اليهود رأى في المنام فذكره بنحوه. وفي روايته عند البخاري والخطيب مختصر بالمرفوع منه دون القصة.
ورواه سفيان بن عيينة عن عبد الملك بن عمير عن ربعي عن حذيفة، كما =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= عند البخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 364، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(984)، وابن ماجه (2118)، والحازمي في "الاعتبار" 243 - 244، وسيأتي 5/ 393 في مسند حذيفة.
ورواه من طرق عن شعبة، عن منصور، عن عبد الله بن يسار، عن حذيفة أبو داود (4980)، والنسائي في "اليوم والليلة"(985)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(236)، والبيهقي 3/ 216 مختصراً بالمرفوع منه. ولفظه:"لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان ولكن قولوا ما شاء الله ثم شاء فلان" وإسناده صحيح وسيأتي 5/ 384.
ورواه من طرق عن المسعودي، عن معبد الجهني، عن عبد الله بن يسار، عن قُتيلة بنت صيفي، ابنُ سعد 8/ 309، والطبراني 52/ 5 و 6، والطحاوي (238) و (239)، والحاكم 4/ 297، والبيهقي 3/ 216 بلفظ: أن حبراً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إنكم تشركون تقولون: ما شاء الله وشئت. وسيأتي 6/ 371 - 372، وتابع المسعودي عليه مسعر عند النسائي في "لمجتبى" 3/ 6، وفي "عمل اليوم والليلة"(986). وإسناده صحيح.
ورواه النسائي في "اليوم والليلة"(987) من طريق إبراهيم بن طهمان، عن مغيرة، عن معبد بن خالد، عن قتيلة قالت: دخلت يهودية على عائشة فقالت: إنكم تشركون
…
ولم يسق لفظه.
ورواه معمر عن عبد الملك عن جابر بن سمرة، كما عند الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(237)، وابن حبان (5725).
ورواه هانئ بن يحيى، عن شعبة، عن عبد الملك بن عمير، عن ربعي، عن عبد خير، عن عائشة أنها قالت: قالت اليهود: نعم القوم قوم محمد
…
إلخ. وهو عند الحازمي في "الاعتبار" ص 243.
وفي باب المرفوع منه عن ابن عباس، سلف برقم (1839).
قال السندي: قوله: "كان يمنعني الحياء .. إلخ": فيه أن ما يوهم المنكر يمكن السكوت عنه حياءً، ثم إنه إنما نهى عنه لما علم إيهام هذه الكلمة المساواة، لا بمجرد الرؤيا. وانظر "الفتح"11/ 540 - 541.
حَدِيثُ عَمِّ أَبِي حُرَّةَ الرَّقَاشِيِّ
(1)
20695 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي حُرَّةَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ عَمِّهِ، قَالَ: كُنْتُ آخِذًا بِزِمَامِ نَاقَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي أَوْسَطِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ، أَذُودُ عَنْهُ النَّاسَ، فَقَالَ:" يَا أَيُّهَا النَّاسُ، هَلْ تَدْرُونَ فِي أَيِّ يَوْمٍ أَنْتُمْ؟ وفِي أَيِّ شَهْرٍ أَنْتُمْ (2)؟ وَفِي أَيِّ بَلَدٍ أَنْتُمْ؟ " قَالُوا: فِي يَوْمٍ حَرَامٍ، وَشَهْرٍ حَرَامٍ، وَبَلَدٍ حَرَامٍ. قَالَ: " فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، إِلَى يَوْمِ تَلْقَوْنَهُ.
ثُمَّ قَالَ: " اسْمَعُوا مِنِّي تَعِيشُوا، أَلَا لَا تَظْلِمُوا، أَلَا لَا تَظْلِمُوا، أَلَا لَا تَظْلِمُوا، إِنَّهُ لَا يَحِلُّ مَالُ امْرِئٍ إِلَّا بِطِيبِ نَفْسٍ مِنْهُ، أَلَا وَإِنَّ كُلَّ دَمٍ وَمَالٍ وَمَأْثَرَةٍ كَانَتْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ تَحْتَ قَدَمِي هَذِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَإِنَّ أَوَّلَ دَمٍ يُوضَعُ دَمُ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، كَانَ مُسْتَرْضِعًا فِي بَنِي لَيْثٍ، فَقَتَلَتْهُ هُذَيْلٌ، أَلَا
(1) في (م): حديث عم أبي حرة الرقاشي عن عمه، زاد "عن عمه" وهو خطأ. قال الحافظ في "الإصابة" 2/ 140: جزم الباوردي والطبراني وغير واحد بأن اسم عمه حنيفة. وقيل: حنيفة اسم أبي حرة، وقيل: اسم أبي حرة حكيم.
(2)
في (م): في أي شهر أنتم؟ وفي أي يوم أنتم.
وَإِنَّ كُلَّ رِبًا كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوعٌ وَإِنَّ اللهَ قَضَى أَنَّ أَوَّلَ رِبًا يُوضَعُ رِبَا الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، لَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ، لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ، أَلَا وَإِنَّ الزَّمَانَ قَدْ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ " ثُمَّ قَرَأَ:{إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ} [التوبة: 36].
أَلَا لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ، أَلَا إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يَعْبُدَهُ الْمُصَلُّونَ، وَلَكِنْ (1) فِي التَّحْرِيشِ بَيْنَكُمْ، فَاتَّقُوا اللهَ فِي النِّسَاءِ، فَإِنَّهُنَّ عِنْدَكُمْ عَوَانٌ لَا يَمْلِكْنَ لِأَنْفُسِهِنَّ شَيْئًا، وَإِنَّ لَهُنَّ عَلَيْكُمْ، وَلَكُمْ عَلَيْهِنَّ حَقًّا (2): أَنْ لَا يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ أَحَدًا غَيْرَكُمْ، وَلَا يَأْذَنَّ فِي بُيُوتِكُمْ لِأَحَدٍ تَكْرَهُونَهُ، فَإِنْ خِفْتُمْ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ، وَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غَيْرَ مُبَرِّحٍ " - قَالَ حُمَيْدٌ: قُلْتُ لِلْحَسَنِ (3): مَا الْمُبَرِّحُ؟ قَالَ: الْمُؤَثِّرُ - " وَلَهُنَّ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ، وَإِنَّمَا أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانَةِ اللهِ، وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللهِ، ألا وَمَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ أَمَانَةٌ، فَلْيُؤَدِّهَا إِلَى مَنْ ائْتَمَنَهُ عَلَيْهَا " وَبَسَطَ يَدَيْهِ فَقَالَ: " أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ، أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ، أَلَا
(1) في (س) و (م): ولكنه.
(2)
في (ظ 10) و (ق): وإن لهن عليكم حقاً، ولكم عليهن حق. وفي (س): وإن لهن عليكم ولكم عليهن حق.
(3)
حميد: هو ابن أبي حميد الطويل، والحسن: هو البصري.
هَلْ بَلَّغْتُ؟! " ثُمَّ قَالَ: " لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ، فَإِنَّهُ رُبَّ مُبَلَّغٍ أَسْعَدُ مِنْ سَامِعٍ ".
قَالَ حُمَيْدٌ: قَالَ الْحَسَنُ حِينَ بَلَّغَ هَذِهِ الْكَلِمَةَ: قَدْ وَاللهِ بَلَّغُوا أَقْوَامًا كَانُوا أَسْعَدَ بِهِ (1).
(1) صحيح لغيره مقطعاً، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد، وهو ابن جدعان.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(3609) من طريق عبد الأعلى بن حماد، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. ولم يسق لفظ الخطبة.
وأخرجه مختصراً بوضع الربا: الدارمي (2534) عن حجاج بن منهال، وأبو يعلى (1569)، ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" 6/ 366 عن عبد الأعلى بن حماد، كلاهما عن حماد بن سلمة، به.
وأخرجه مختصراً بحرمة مال المسلم: ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1671) عن عبد الواحد بن غياث، وأبو يعلى (1570)، والدارقطني 3/ 26 من طريق حجاج بن منهال، ثلاثتهم عن حماد بن سلمة، به.
وأخرجه مختصراً بقوله: "فإن خفتم نشوزهن فاهجروهن في المضاجع": أبو داود (2145) عن موسى بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، به.
وفي باب قوله: "لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفس منه" عن عمرو بن يثربي، سلف برقم (15488)، وعن أبي حميد الساعدي، سيأتي 5/ 425، وعن ابن عباس عند البيهقي 6/ 97.
وفي باب وضع دم ربيعة وربا العباس والوصية بالنساء عن جابر ضمن حديثه الطويل في الحج عند مسلم (1218)، وأبي داود (1905)، وابن ماجه (3074).
وعن عمرو بن الأحوص عند الترمذي (1163) و (3087)، وابن ماجه (1851)، والنسائي في "الكبرى"(9169)، والطحاوي في "شرح المشكل"(2524). واقتصروا في رواياتهم على الوصية بالنساء عدا الترمذي (3087). =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وفي باب قوله: "إن الشيطان قد أيس
…
إلخ" عن جابر، سلف برقم (14366)، وانظر تتمة شواهده هناك.
ولتتمة شواهد الخطبة انظر حديث أبي سعيد الخدري السالف برقم (11762)، وحديث أبي بكرة السالف برقم (20407).
قال السندي: قوله: "ومأثرة" بفتح ميم وضم مثلثة أو فتحها: كل ما يذكر ويؤثر من مكارم أهل الجاهلية ومفاخرهم.
"تحت قدمي"، كناية عن إبطالها وإسقاطها، أي: فلا مؤاخذة بعد الإسلام بما جرى في الجاهلية، ولا قصاص ولا كفارة ولا دية، ولا يؤخذ الزائد على رأس المال بما وقع في الجاهلية من عقد الربا.
"يوضع": يبطل.
"قد استدار"، أي: صار على هيئته، أي: وبطل ما كان عليه أهل الجاهلية من النسيء.
"أن يعبده المصلون": بسجود الصنم.
"عوان"، أي: أسيرات محبوسات بقيود الزوجية.
"لا يوطئن"، قال النووي في "شرح مسلم" 8/ 184: والمختار أنَّ معناه: أنْ لا يأذنَّ لأحدٍ تكرهونه في دخولِ بُيوتكم، والجلوس في منازلكم، سواء كان المأذون له رجلاً أجنبياً، أو امرأة، أو أحداً من محارم الزوجة، فالنهي يتناولُ جميعَ ذلك، وهذا حكمُ المسألةِ عند الفقهاء: أنها لا يَحلُّ لها أن تأذنَ لرجلٍ أو امرأةٍ ولا غيره في دخول منزل الزوج إلا مَن علمت أو ظنت أنَّ الزوج لا يكرهه.
"والضرب المبرح"، قال النووي: هو الضرب الشديد الشاق.
قلنا: وقد روى ابن حبان في "صحيحه"(4189) عن إياس بن أبي ذباب، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تضربوا إماء الله"، قال: فَذَئِرَ النساءُ وساءت أخلاقهن على أزواجهن، فقال عمر بن الخطاب: ذَئِرَ النساء، وساءت أخلاقهن على أزواجهن منذ نَهَيْتَ عن ضربهن، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"فاضربوا" فضرب =
حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ خَثْعَمٍ
20696 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، يُقَالُ لَهُ: عَمَّارٌ، قَالَ: أَدْرَبْنَا عَامًا، ثُمَّ قَفَلْنَا، وَفِينَا شَيْخٌ مِنْ خَثْعَمٍ، فَذُكِرَ الْحَجَّاجُ،
= الناسُ نساءهم تلك الليلة، فأتى نساء كثير يشتكين الضرب، فقال النبي صلى الله عليه وسلم حين أصبح:"لقد طاف بآل محمد الليلة سبعون امرأة كُلهن يشتكين الضربَ، وايمُ الله لا تجدون أولئك خياركم". وإسناده صحيح، وانظر تمام تخريجه فيه.
وفي قوله: "ولا تجدون أولئك خياركم" دلالة على أنّ ضربهم مباح في الجملة، ومحلُّ ذلك أن يضربها تأديباً إذا رأى منها ما يكره فيما يجب عليها فيه طاعته، فإن اكتفى بالتهديد ونحوه كان أفضل، ومهما أمكن الوصول إلى الغرض بالإبهام لا يُعدَلُ إلى الفعل، لما في وقوع ذلك من النفرة المضادة لحسن المعاشرة المطلوبة في الزوجية إلا إذا كان في أمر يتعلقُ بمعصية الله، وصحَّ عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت:"ما ضرب بيده امرأة له قطُّ، ولا خادماً له قط، ولا ضرب بيده شيئاً قط إلا أن يجاهد في سبيل الله، ولا خُيِّرَ بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثماً، فإن كان إثماً كان أبعدَ الناس منه، وما انتقم لنفسه إلا أن تُنتهك حرمةُ الله عز وجل، فينتقم لله" وسيأتي في "المسند" 6/ 31 - 32. وانظر "فتح الباري" 9/ 214 - 215.
وقوله: "بكلمة الله" قال السندي: أي: بإباحته وحكمه، وقيل: المراد بها الإيجاب والقبول، أي: الكلمة التي أمر الله تعالى بها، وقيل: بالإباحة المذكورة في قوله تعالى: {فانكحوا} [النساء: 3]، وقيل: كلمة التوحيد، إذ لا يحلُّ مسلمٌ لغير المسلم، وقيل: كلمة الله هي قوله تعالى: {فإمساك بمعروفٍ أو تسريحٌ بإحسان} [البقرة: 229].
فَوَقَعَ فِيهِ، وَشَتَمَهُ، فَقُلْتُ لَهُ: لِمَ تَسُبُّهُ وَهُوَ يُقَاتِلُ أَهْلَ الْعِرَاقِ فِي طَاعَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ؟ فَقَالَ: إِنَّهُ هُوَ الَّذِي أَكْفَرَهُمْ، ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " يَكُونُ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ خَمْسُ فِتَنٍ، فَقَدْ مَضَتْ أَرْبَعٌ وَبَقِيَتْ وَاحِدَةٌ، وَهِيَ الصَّيْلَمُ، وَهِيَ فِيكُمْ يَا أَهْلَ الشَّامِ، فَإِنْ أَدْرَكْتَهَا فَإِنْ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ حَجَرًا فَكُنْهُ، وَلَا تَكُنْ مَعَ وَاحِدٍ مِنَ الْفَرِيقَيْنِ، وَإِلَّا (1) فَاتَّخِذْ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ ". وَقَدْ قَالَ حَمَّادٌ: " وَلَا تَكُنْ " قَدْ حَدَّثَنَا بِهِ حَمَّادٌ قَبْلَ ذَا.
قُلْتُ: أَأَنْتَ سَمِعْتَهُ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: نَعَمْ. قُلْتُ: يَرْحَمُكَ اللهُ، أَفَلَا كُنْتَ أَعْلَمْتَنِي أَنَّكَ رَأَيْتَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى أُسَائِلَكَ (2).
(1) المثبت من (ظ 10) و"أسد الغابة"، وفي (م) و (س) و (ق): ألا.
(2)
إسناده ضعيف لجهالة عمار الرجل الشامي، وقيل: عمارة بن عبيد، وهو من رجال "التعجيل" لم يرو عنه غير داود بن أبي هند، وزعم بعضهم أن له صحبة، ولا يصح، فالصحيح أنه تابعي، انظر "الإصابة" 4/ 583 - 584، و"تعجيل المنفعة" 2/ 620 - 621.
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 6/ 392 - 393 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه مختصراً ابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 245 من طريق أحمد ابن يحيى بن حميد، عن حماد بن سلمة، به. وليس في إسناده ذكر الشيخ الخثعمي، حيث قال: عن عمارة بن عبيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وأخرجه بنحوه مختصراً ابن قانع 2/ 245، وابن عدي في "الكامل" 3/ 1136 من طريق سليمان بن كثير عن داود بن أبى هند، به. وفيه أن عمارة ابن عبيد هو الشيخ الخثعمي نفسه. =
حَدِيثُ رَجُلٍ
20697 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَمَّارٌ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي عَمَّارٍ -، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَتَى عَلَيَّ زَمَانٌ وَأَنَا أَقُولُ: أَوْلَادُ الْمُسْلِمِينَ مَعَ الْمُسْلِمِينَ، وَأَوْلَادُ الْمُشْرِكِينَ مَعَ الْمُشْرِكِينَ، حَتَّى حَدَّثَنِي فُلَانٌ، عَنْ فُلَانٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عَنْهُمْ، فَقَالَ:" اللهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ ". قَالَ: فَلَقِيتُ الرَّجُلَ، فَأَخْبَرَنِي فَأَمْسَكْتُ عَنْ قَوْلِي (1).
= وفي باب الأمر باعتزال الفتن عند الخلاف والفرقة عن محمد بن مسلمة سلف برقم (17979)، وذكرنا تتمة أحاديث الباب هناك.
قال السندي: قوله: "أدربنا"، أي: دخلنا الدرب، وكل مدخل إلى الروم درب.
وقوله: "إنه هو الذي أكفرهم"، أي: جعلهم كافرين، والضمير للحجاج، أو لأمير المؤمنين.
وقوله: "الصيلم"، أي: الداهية.
(1)
إسناده صحيح. وسيأتي 5/ 410 عن إسماعيل ابن علية، عن خالد الحذاء، عن عمار.
وقد سلف الحديث في مسند ابن عباس من حديثه برقم (1845). وانظر كلامنا عليه هناك.
حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ قَيْسٍ
20698 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ شَيْخًا مِنْ قَيْسٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ قَالَ: جَاءَنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَعِنْدَنَا بَكْرَةٌ صَعْبَةٌ لَا نَقْدِرُ عَلَيْهَا، قَالَ: فَدَنَا مِنْهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَمَسَحَ ضَرْعَهَا، فَحَفَلَ، فَاحْتَلَبَ،
قَالَ: وَلَمَّا مَاتَ أَبِي جَاءَ، وَقَدْ شَدَدْتُهُ فِي كَفَنِهِ، وَأَخَذْتُ سُلَّاءَةً فَشَدَدْتُ بِهَا الْكَفَنَ، فَقَالَ:" لَا تُعَذِّبْ أَبَاكَ بِالسُّلَّى " قَالَهَا حَمَّادٌ ثَلَاثًا، قَالَ: ثُمَّ كَشَفَ عَنْ صَدْرِهِ وَأَلْقَى السُّلَّى، ثُمَّ بَزَقَ عَلَى صَدْرِهِ، حَتَّى رَأَيْتُ رُضَاضَ بُزَاقِهِ عَلَى صَدْرِهِ (1).
(1) إسناده ضعيف لإبهام الشيخ القيسي.
وفي باب إدرار الضرع إذا مسه النبي صلى الله عليه وسلم له عن ابن مسعود، سلف برقم (3598).
قوله: "بكرة"، أي: الفتيَّة من الإبل.
قال السندي: "سُلّاءَة" بالمد: شوك النخل، جمعه سُلّاء بوزن رمان.
وقوله: "رضاض بزاقه" بضم راء والتخفيف، أي: قَطَرَاتُه.
حَدِيثُ سُلَيْمٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ
20699 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى، عَنْ مُعَاذِ بْنِ رِفَاعَةَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ، يُقَالُ لَهُ: سُلَيْمٌ، أَتَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ يَأْتِينَا بَعْدَمَا نَنَامُ، وَنَكُونُ فِي أَعْمَالِنَا بِالنَّهَارِ، فَيُنَادِي بِالصَّلَاةِ، فَنَخْرُجُ إِلَيْهِ، فَيُطَوِّلُ عَلَيْنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" يَا مُعَاذُ بْنَ جَبَلٍ، لَا تَكُنْ فَتَّانًا، إِمَّا أَنْ تُصَلِّيَ مَعِي، وَإِمَّا أَنْ تُخَفِّفَ عَلَى قَوْمِكَ ".
ثُمَّ قَالَ: " يَا سُلَيْمُ، مَاذَا مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ؟ " قَالَ: إِنِّي أَسْأَلُ اللهَ الْجَنَّةَ، وَأَعُوذُ بِهِ مِنَ النَّارِ، وَاللهِ مَا أُحْسِنُ دَنْدَنَتَكَ وَلَا دَنْدَنَةَ مُعَاذٍ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" وَهَلْ تَصِيرُ دَنْدَنَتِي، وَدَنْدَنَةُ مُعَاذٍ إِلَّا أَنْ نَسْأَلَ اللهَ الْجَنَّةَ وَنَعُوذَ بِهِ مِنَ النَّارِ ".
ثُمَّ قَالَ سُلَيْمٌ: سَتَرَوْنَ غَدًا إِذَا الْتَقَى الْقَوْمُ إِنْ شَاءَ اللهُ. قَالَ: وَالنَّاسُ يَتَجَهَّزُونَ إِلَى أُحُدٍ، فَخَرَجَ وَكَانَ فِي الشُّهَدَاءِ (1).
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد منقطع، فإن معاذ بن رفاعة لم يسمع هذا الحديث من سليم، فقد جاء في آخره أن سُليماً استشهد في أحد. عمرو بن يحيى: هو المازني.
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 2/ 443 من طريق عبد الله بن أحمد ابن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 110، وابن عبد البر في =
حَدِيثُ أُسَامَةَ الْهُذَلِيِّ
20700 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ يَوْمَ حُنَيْنٍ كَانَ مَطِيرًا، قَالَ: فَأَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مُنَادِيَهُ: أَنَّ الصَّلَاةَ فِي الرِّحَالِ (1).
= "الاستيعاب" 2/ 72 - 73 من طريق موسى بن إسماعيل التبوذكي، عن وهيب بن خالد، به.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 409 - 410، والطبراني في "الكبير"(6391)، والخطيب في "الأسماء المبهمة" ص 117، وابن بشكوال في "غوامض الأسماء المبهمة" ص 318 من طريق سليمان بن بلال، عن عمرو بن يحيى المازني، به.
وفي الباب عن أنس بن مالك، سلف برقم (12247).
وعن جابر، سلف برقم (14190).
ويشهد لقصة سؤال النبي صلى الله عليه وسلم للرجل وجوابه له حديث جابر، انظر تخريجه عند الحديث (14241).
قوله: "ما أحسن دندنتك"، قال السندي: فتحتان ما سوى النون وسكونها، أي: مسألتك الخفية، أو كلامك الخفي، والدندنة: أن يتكلم الرجلُ بكلام تُسمع نَغْمَتُه ولا تُفهم.
(1)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه فقد روى له أصحاب السنن. عفان: هو ابن مسلم، وهمام: هو ابن يحيى العَوْذي، وأبو المليح: هو ابن أسامة بن عمير الهذلي.
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 1/ 82 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد 2/ 157، وأبو داود (1057)، وابن خزيمة (1658)، =
20701 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، مِثْلَهُ سَوَاءً (1).
20702 -
حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: قَتَادَةُ أَخْبَرَنَا، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُمْ كَانُوا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ حُنَيْنٍ، فَأَصَابَهُمْ مَطَرٌ فَنَادَى مُنَادِيَهُ أَنْ صَلُّوا فِي رِحَالِكُمْ (2).
= والطبراني في "الكبير"(497)، والضياء في "المختارة"(1406) من طرق عن همام، به. ولم يذكر الضياء حُنيناً.
وأخرجه البزار في "مسنده"(2333)، وابن خزيمة (1658)، والطبراني في "الكبير"(497) و (501) من طرق عن قتادة، به. وقرن الطبراني في الموضع الثاني بقتادة زياد بن أبي مليح.
وأخرجه الطيالسي (1320)، وابن سعد 7/ 44، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 11 و 12، والطبراني في "الكبير"(498) و (499)، وابن عدي في "الكامل" 3/ 1170، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(778) و (779) و (780)، والبيهقي 3/ 71 من طرق عن أبي مليح، به. ولفظ الطبراني في الموضع الثالث وأبي نعيم في الموضع الأخير والبيهقي:"من شاء أن يصلي في رحلهِ فليصلِّ".
وقد سلف برقم (20280).
وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4478)، وانظر تتمة شواهده هناك.
(1)
صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أن الحسن لم يذكر سماعه من سمرة. وهو مكرر (20260).
(2)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه، فقد روى له أصحاب السنن. بهز: هو ابن أسد العمي، وأبو المليح: هو ابن أسامة بن عمير الهذلي.
وأخرجه ابن سعد 2/ 157، والبزار في "مسنده"(2332)، والنسائي =
20703 -
حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا أَبَانُ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ يَوْمَ حُنَيْنٍ فِي يَوْمٍ مَطِيرٍ: " الصَّلَاةُ فِي الرِّحَالِ "(1).
20704 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ، قَالَ: صَلَّيْتُ الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ بِالْبَصْرَةِ، وَمُطِرْنَا، ثُمَّ جِئْتُ أَسْتَفْتِحُ، قَالَ: فَقَالَ لِي أَبي (2) أُسَامَةُ: رَأَيْتُنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم زَمَنَ الْحُدَيْبِيَةِ مُطِرْنَا، فَلَمْ تَبُلَّ السَّمَاءُ أَسَافِلَ نِعَالِنَا، فَنَادَى مُنَادِي النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنْ صَلُّوا فِي رِحَالِكُمْ (3).
= 2/ 111، وابن خزيمة (1658)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(995)، وابن حبان (2081) و (2083)، والطبراني (497)، والضياء فى "المختارة"(1407) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
(1)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه، فقد روى له أصحاب السنن.
(2)
تحرفت في (م) إلى: "أَبُو".
(3)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه، فقد روى له أصحاب السنن. سفيان: هو الثوري، وخالد الحذاء: هو ابن مهران، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجرمي.
وهو عند عبد الرزاق في "المصنف"(1924)، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير"(496)، والضياء في "المختارة"(1404).
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 21 عن محمد بن يوسف، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (1059)، وابن خزيمة (1863)، والحاكم 1/ 293 =
20705 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِالْحُدَيْبِيَةِ، فَأَصَابَنَا مَطَرٌ لَمْ يَبُلَّ أَسْفَلَ نِعَالِنَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" صَلُّوا فِي رِحَالِكُمْ "(1).
20706 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ. وَابْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ بْنِ أُسَامَةَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ جُلُودِ السِّبَاعِ (2).
= من طريق سفيان بن حبيب، وابن حبان (2079)، وأبو موسى المديني في "نزهة الحفاظ" ص 69 من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، كلاهما عن خالد الحذاء، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 233 - 234 عن هشيم، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 11 من طريق بشر بن المفضل، والطبراني في "الأوسط"(8822) من طريق أشعث بن سوَّار، والبيهقي 3/ 71 من طريق عبد الوهاب بن عطاء الثقفي، أربعتهم عن خالد الحذاء، به. ولم يذكروا جميعاً أبا قلابة في إسناده، ولخالد رواية عن أبي المليح بدون واسطة.
(1)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه، فمن رجال السنن.
وانظر ما سلف برقم (20700).
(2)
إسناده صحيح. رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيّه، فقد روى له الأربعة. إسماعيل: هو ابن علية، وابن جعفر: هو محمد، وسعيد: هو ابن أبي عروبة.
وأخرجه الضياء في "المختارة"(1397) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (4132) من طريق إسماعيل ابن علية، به. =
20707 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا خَالِدٌ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ بْنِ أُسَامَةَ، قَالَ: خَرَجْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ فِي لَيْلَةٍ مَطِيرَةٍ، فَلَمَّا رَجَعْتُ اسْتَفْتَحْتُ، فَقَالَ أَبِي: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: أَبُو الْمَلِيحِ. قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم زَمَنَ الْحُدَيْبِيَةِ وَأَصَابَتْنَا سَمَاءٌ، لَمْ تَبُلَّ أَسَافِلَ نِعَالِنَا، فَنَادَى مُنَادِي رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَنْ صَلُّوا فِي رِحَالِكُمْ (1).
= وأخرجه ابن أبي شيبة 14/ 249، والدارمي (1983)، والترمذي (1770)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3252)، والطبراني في "الكبير"(508) و (509)، والحاكم 1/ 144، والبيهقي 1/ 18، والضياء في "المختارة"(1394) و (1396) من طرق عن سعيد بن أبي عروبة، به. زاد بعضهم: أن تُفْتَرَشَ.
وأخرجه البزار في "مسنده"(2331) من طريق إسماعيل ابن علية، والطبراني في "الكبير"(510) من طريق عبد الرزاق، عن معمر، والبيهقي 1/ 21 من طريق شعبة، ثلاثتهم عن يزيد الرِّشك، والطبراني (511) من طريق مطر الوراق، كلاهما (يزيد ومطر) عن أبي المليح، به. ورواية الطبراني الأولى فيها شك في وصله، قال: عن أبي المليح، أراه عن أبيه. وهو في "مصنف عبد الرزاق"(215) مرسل.
وأخرجه عبد الرزاق (215) عن معمر، وابن أبي شيبة 14/ 250، والبزار (2330) من طريق ابن علية، والترمذي (1771) من طريق شعبة، ثلاثتهم عن يزيد الرشك، عن أبي المليح، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً. ورجح الترمذي إرساله.
وسيأتي برقم (20712).
وفي الباب عن معاوية بن أبي سفيان، سلف برقم (16833)، وانظر تتمة شواهده هناك.
(1)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه فقد روى له =
20708 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ. وَحَجَّاجٌ، حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْمَلِيحِ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتٍ يَقُولُ: " إِنَّ اللهَ لَا يَقْبَلُ صَلَاةً بِغَيْرِ طُهُورٍ، وَلَا صَدَقَةً مِنْ غُلُولٍ "(1).
= أصحاب السنن. إسماعيل: هو ابن علية، وخالد: هو ابن مهران الحذاء.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 234، وابن ماجه (936)، وابن خزيمة (1657)، والطبراني في "الكبير"(500)، والضياء في "المختارة"(1405) من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد.
(1)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه، فقد روى له أصحاب السنن. حجاج: هو ابن محمد المصيصي.
وأخرجه ابن ماجه (271)، والبزار في "مسنده"(2329) من طريق محمد ابن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1319)، وابن أبي شيبة 1/ 5، والدارمي (686)، وأبو داود (59)، وابن ماجه (271)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 304، والنسائي 5/ 56 - 57، وأبو عوانة 1/ 235، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(996)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3300)، وابن الأعرابي في "معجمه"(381)، وابن حبان (1705)، والطبراني في "الكبير"(505)، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 176، والبيهقي 1/ 42 و 230، وابن عبد البر في "التمهيد" 19/ 278، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة"(157)، والضياء في "المختارة"(1403) من طرق عن شعبة، به.
وأخرجه البزار في "مسنده"(2328)، والنسائي 1/ 87 - 88، والطبراني في "الكبير"(506)، وابن عبد البر في "التمهيد" 19/ 278، والضياء في "المختارة"(1398) و (1399) و (1400) و (1401) و (1402) من طريق أبي عوانة، وأبو نعيم في "الحلية" 8/ 176 - 177 من طريق سعيد بن أبي عروبة، كلاهما عن قتادة، به. =
20709 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَجُلًا مِنْ قَوْمِهِ أَعْتَقَ شَقِيصًا لَهُ مِنْ مَمْلُوكٍ، فَرَفَعَ ذَلِكَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَجَعَلَ خَلَاصَهُ عَلَيْهِ فِي مَالِهِ، وَقَالَ:" لَيْسَ لِلَّهِ شَرِيكٌ "(1).
= وأخرجه الطبراني في "الصغير"(100) من طريق خالد الحذاء، عن أبي مليح، به.
وسيأتي برقم (20714).
وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4700).
وعن أنس بن مالك عند ابن أبي شيبة 1/ 5، وابن ماجه (273)، وأبي عوانة 1/ 235.
وعن أبي هريرة عند أبي عوانة 1/ 236، والبزار (252 - كشف الأستار). وانظر ما سلف في مسنده برقم (8078).
وعن أبي بكر الصديق عند أبي عوانة 1/ 237، وابن عدي في "الكامل" 6/ 3332.
وعن أبي بكرة عند ابن ماجه (274)، وابن عدي في "الكامل" 3/ 931.
وعن ابن مسعود عند الطبراني في "الكبير"(10205).
وعن أبي سعيد عند الطبراني في "الأوسط"(6893).
وعن الزبير بن العوّام عنده أيضاً (6151).
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه، وقد اختُلف فيه على قتادة، فروي عنه مرة موصولاً ومرة مرسلاً كما سيأتي بيانه. سعيد: هو ابن أبي عروبة.
وأخرجه موصولاً أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(776)، والضياء في "المختارة"(1409) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. =
20710 -
حَدَّثَنَا بَهْزٌ، عَنْ هَمَّامٍ حَدِيثُ الشَّقِيصِ (1) فِي الْعَبْدِ، مُرْسَلٌ (2).
20711 -
حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، أَنَّ أَبَا الْمَلِيحِ أَخْبَرَهُ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ يَوْمَ حُنَيْنٍ كَانَ يَوْمًا مَطِيرًا، فَأَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مُنَادِيَهُ يُنَادِي: أَنَّ الصَّلَاةَ فِي الرِّحَالِ (3).
= وأخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(776) من طريق عبد الله بن بكر السهمي، به.
وأخرجه مرسلاً ابن أبي شيبة 6/ 184، والبيهقي 10/ 274 من طريق عباد ابن العوام، والنسائي في "الكبرى"(4971)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(5383) من طريق إسماعيل ابن علية، كلاهما عن سعيد بن أبي عروبة، به.
وسيأتي موصولاً برقم (20716) عن أبي سعيد مولى بني هاشم، عن همام.
ومرسلاً برقم (20710) عن بهز بن أسد عن همام، و (20718) عن أبي سعيد، عن هشام الدستوائي.
وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4451)، وانظر تتمة شواهده هناك.
(1)
في (م) وهامش (س): قال: حديث الشقيص. وهذا الحديث ليس في (ظ 10) و (ق).
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد مرسل رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(777) من طريق عبد الله بن أحمد ابن حنبل، عن أبيه، عن بهز، عن همام، عن أبي المليح: أن رجلاً
…
وأخرجه أبو داود (3933)، والبيهقي 10/ 273 من طريق محمد بن كثير، عن همام، به.
وانظر ما قبله.
(3)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيّه، فقد روى له أصحاب السنن.
20712 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ (1)، حَدَّثَنَا قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ جُلُودِ السِّبَاعِ (2).
20713 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ، عَنْ أَبِيهِ (3): أَنَّهُمْ أَصَابَهُمْ مَطَرٌ بِحُنَيْنٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" صَلُّوا فِي الرِّحَالِ "(4).
(1) تحرف في (ظ 10) و (ق) إلى: معبد.
(2)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيّه، فقد روى له أصحاب السنن. سعيد: هو ابن أبي عروبة.
وأخرجه الدارمي (1984)، وأبو داود (4132)، والترمذي في "السنن"(1770)، وفي "العلل الكبير" 2/ 740، والنسائي 7/ 176، وابن الجارود (875)، والطبراني في "الكبير"(508)، وابن عبد البر في "التمهيد" 1/ 164، والضياء في "المختارة"(1395) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وانظر (20706).
والنهي في هذا الحديث عن جلود السباع، أي عن الركوب عليها أو الانتفاع بها محمولٌ عند الجمهور على ما قبل الدباغ. أو لِما في ذلك من الزينة والخيلاء، وانظر "شرح مشكل الآثار" 8/ 290 - 299، و"التمهيد" 1/ 164 - 165.
(3)
قوله: "عن أبيه" سقط من (ظ 10) و (ق).
(4)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه، فقد روى له أصحاب السنن.
وانظر (20700).
20714 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ (1)، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْمَلِيحِ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَا يَقْبَلُ اللهُ (2) صَدَقَةً مِنْ غُلُولٍ، وَلَا صَلَاةً بِغَيْرِ طُهُورٍ "(3).
20715 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ - وَهُوَ ابْنُ جَعْفَرٍ -، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ شَهِدَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِحُنَيْنٍ فِي يَوْمٍ مَطِيرٍ أَمَرَ مُنَادِيَهُ فَنَادِى (4): إِنَّ الصَّلَاةَ فِي الرِّحَالِ (5).
20716 -
حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَجُلًا مِنْ هُذَيْلٍ أَعْتَقَ شَقِيصًا لَهُ مِنْ مَمْلُوكٍ،
(1) تحرف في (م) إلى: سعيد.
(2)
في (م): إن الله عز وجل لا يقبل.
(3)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه، فقد روى له أصحاب السنن.
وأخرجه ابن ماجه (271) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وانظر (20708).
(4)
في (م): فينادي.
(5)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه، فقد روى له أصحاب السنن. سعيد: هو ابن أبي عروبة.
وأخرجه ابن خزيمة (1658)، والطبراني في "الكبير"(497) من طرق عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد. وانظر (20700).
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " هُوَ حُرٌّ كُلُّهُ، لَيْسَ لِلَّهِ شَرِيكٌ "(1).
20717 -
حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِمِثْلِهِ، وَلَمْ يَذْكُرْ مِنْ هُذَيْلٍ (2).
20718 -
حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، عَنْ هشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ أَبِي الْمَلِيحِ، بِمِثْلِهِ غَيْرَ أَنَّهُ لَمْ يَذْكُرْ " عَنْ أَبِيهِ "(3).
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح غير صحابيه، فقد روى له أصحاب السنن، وقد اختلف فيه على قتادة كما سلف بيانه برقم (20709).
وأخرجه الضياء في "المختارة"(1411) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (3933)، والنسائي في "الكبرى"(4970)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 107، وفي "شرح مشكل الآثار"(5381) و (5382)، والطبراني في "الكبير"(507)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(777)، والبيهقي 10/ 273، والضياء في "المختارة"(1408) و (1410) من طرق عن همام، به.
(2)
حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سعيد -وهو مولى بني هاشم- فمن رجال البخاري، لكن الحسن -وهو البصري- لم يصرح بسماعه من سمرة.
(3)
حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح إلا أنه مرسل. هشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(4972)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(5384) من طريق أبي عامر العقدي، عن هشام، به.
وقد سلف مرسلاً برقم (20710) عن بهز، عن همام.
وانظر (20709).
20719 -
حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا عَبَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ الْعَوَّامِ - عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ بْنِ أُسَامَةَ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" الْخِتَانُ سُنَّةٌ لِلرِّجَالِ، مَكْرُمَةٌ لِلنِّسَاءِ "(1).
(1) إسناده ضعيف. حجاج -وهو ابن أرطاة- مدلس وقد عنعن، وقد اضطرب فيه:
فرواه عن أبي المليح، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم كما في رواية المصنف، وأخرجه كذلك البيهقي 8/ 325 من طريق حفص بن غياث، عنه، بهذا الإسناد.
ورواه عن أبي المليح، عن أبيه، عن شداد بن أوس، أخرجه كذلك الطبراني في "الكبير"(7112) و (7113).
ورواه عن رجل، عن أبي المليح، عن شداد بن أوس، أخرجه ابن أبي شيبة 9/ 58.
ورواه عن مكحول، عن أبي أيوب الأنصاري، أخرجه البيهقي 8/ 325، وقال: هو منقطع، وخطأ أبو حاتم هذه الرواية، كما في "العلل" 2/ 247، وقال: وإنما أراد حديث حجاج ما قد رواه مكحول، عن أبي الشِّمال، عن أبي أيوب، عن النبي صلى الله عليه وسلم: "خمسٌ من سُنن المرسَلين: التعطر والحناء والسواك
…
" فترك أبا الشمال.
قلنا: ورواية حجاج عن مكحول، عن أبي الشمال، عن أبي أيوب مرفوعاً: أخرجها الترمذي (1080)، والطبراني في "الكبير"(4085). وقد صحح الترمذي ذكر أبي الشمال فيه.
وسيأتي في "المسند" 5/ 421 دون ذكر أبي الشمال.
وله طريق أخرى من غير رواية حجاج، أخرجه الطبراني في "الكبير"(11590)، والبيهقي 8/ 324 - 325، من طريق عبدان، عن أيوب بن محمد الوزان، عن الوليد بن الوليد القلانسي، عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، عن محمد بن عجلان، عن عكرمة، عن ابن عباس، مرفوعاً. وعبد الرحمن =
20720 -
حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا أَبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ مُنَادِيَهُ يَوْمَ حُنَيْنٍ فِي يَوْمٍ مَطِيرٍ، فَنَادَى: الصَّلَاةُ فِي الرِّحَالِ (1).
= ابن ثابت فيه كلام، وقد تفرد بهذا الحديث فجعله من حديث ابن عباس، وهو ليس بذاك القوي. قال البيهقي: إسناده ضعيف، والمحفوظ موقوف. ثم أخرج الرواية الموقوفة بإسناده إلى ابن عباس.
وفي باب ختان النساء عن أم عطية عند أبي داود (5271) من طريق محمد ابن حسان، عن عبد الملك بن عمير، عنها. قال أبو داود: روي عن عبيد الله ابن عمرو، عن عبد الملك بمعناه، وإسناده ليس بالقوي، وقد روي مرسلاً. ومحمد بن حسان مجهول، وهذا الحديث ضعيف. وانظر تتمة الكلام عليه في "التلخيص الحبير" 4/ 83.
(1)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيّه، فمن رجال السنن. وانظر (20700).
حَدِيثُ نُبَيْشَةَ الْهُذَلِيِّ
(1)
20721 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، قَالَ: كَانَ نُبَيْشَةُ الْهُذَلِيُّ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَنَّ الْمُسْلِمَ إِذَا اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، ثُمَّ أَقْبَلَ إِلَى الْمَسْجِدِ لَا يُؤْذِي أَحَدًا، فَإِنْ لَمْ يَجِدِ الْإِمَامَ خَرَجَ، صَلَّى مَا بَدَا لَهُ، وَإِنْ وَجَدَ الْإِمَامَ قَدْ خَرَجَ، جَلَسَ، فَاسْتَمَعَ وَأَنْصَتَ حَتَّى يَقْضِيَ الْإِمَامُ جُمُعَتَهُ وَكَلَامَهُ، إِنْ لَمْ يُغْفَرْ لَهُ فِي جُمُعَتِهِ تِلْكَ ذُنُوبُهُ كُلُّهَا، أَنْ تَكُونَ كَفَّارَةً لِلْجُمُعَةِ الَّتِي تَلِيهَا "(2).
(1) هو نُبَيْشة الخَيْر بن عمرو -وقيل: ابن عبد الله- الهُذَلي، يكنى أبا طريف. له صحبة، نزل البصرة، وهو ابن عم سلمة بن المُحَبِّقْ الهذلي. "الإصابة" 6/ 421، و"الاستيعاب" 3/ 540، و"أسد الغابة" 5/ 310.
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، فإن عطاء -وهو ابن أبي مسلم- الخراساني روايته عن الصحابة مرسلة.
وله شاهد من حديث أبي هريرة وأبي سعيد الخدري جميعاً، سلف برقم (11768).
ومن حديث أبي ذر الغفاري، وأبي الدرداء، وأبي أيوب الأنصاري، وسلمان الفارسي، ستأتي في "المسند" على التوالي (21539) و 5/ 198 و 420 و 438.
ولقوله: "أن تكون كفارة للجمعة التي تليها" شاهد من حديث عبد الله بن عمرو، سلف برقم (7002)، وإسناده حسن. =
20722 -
حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا خَالِدٌ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ، عَنْ نُبَيْشَةَ الْهُذَلِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ، وَشُرْبٍ، وَذِكْرِ اللهِ "(1).
20723 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ بْنِ أُسَامَةَ، عَنْ نُبَيْشَةَ الْهُذَلِيِّ، قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا كُنَّا نَعْتِرُ عَتِيرَةً فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَمَا تَأْمُرُنَا؟ قَالَ:" اذْبَحُوا لِلَّهِ فِي أَيِّ شَهْرٍ مَا كَانَ، وَبَرُّوا اللهَ، وَأَطْعِمُوا " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا كُنَّا نُفَرْعُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَرَعًا، فَمَا تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: " فِي كُلِّ سَائِمَةٍ فَرَعٌ تَغْذُوهُ
= وقوله: "أن تكون كفارة" قال السندي: أي: فلا أقل أن تكون كفارة، أو فلا تخلو أن تكون كفارة، ولا بد من تقدير شيء، لتتم به الجملة، فتقع جزاء للشرط.
(1)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيّه، فقد روى له مسلم، وأصحاب السنن. هشيم: هو ابن بشير الواسطي، وخالد الحذاء: هو ابن مِهْران.
وأخرجه المزي في ترجمة نبيشة الهذلي من "تهذيب الكمال" 29/ 315 - 316 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1141)(144)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 245 من طريقين عن هشيم بن بشير، به. ولم يذكر مسلم في حديثه:"وذكر الله".
وسيأتي ضمن حديث بالأرقام (20723) و (20728) و (20729).
وللحديث شواهد عن غير واحد من الصحابة، استوفينا ذكرها في مسند عبد الله بن عمر (4970).
مَاشِيَتُكَ، حَتَّى إِذَا اسْتَحْمَلَ، ذَبَحْتَهُ، فَتَصَدَّقْتَ بِلَحْمِهِ - قَالَ خَالِدٌ: أُرَاهُ قَالَ: عَلَى ابْنِ السَّبِيلِ - فَإِنَّ ذَلِكَ هُوَ خَيْرٌ ".
قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّا كُنَّا نَهَيْنَاكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا لُحُومَهَا فَوْقَ ثَلَاثٍ كَيْ تَسَعَكُمْ، فَقَدْ جَاءَ اللهُ بِالسَّعَةِ، فَكُلُوا، وَادَّخِرُوا وَأْتَجِرُوا (1)، أَلَا وَإِنَّ هَذِهِ الْأَيَّامَ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرِ اللهِ "(2).
(1) كذا في (س) والأصل الذي شرح عليه السندي: "وأْتَجِرُوا" بهمزة قطع، وتخفيف التاء، وفي سائر الأصول:"واتَّجِرُوا" بهمزة وصل، وتشديد التاء. قال ابن الأثير في "النهاية" 1/ 25:"وأْتَجِروا"، أي: تصدقوا طالبين الأجر بذلك، ولا يجوز فيه:"اتَّجِروا" بالإدغام؛ لأن الهمزة لا تُدْغم في التاء، وإنما هو من الأجر، لا من التجارة، وقد أجازه الهروي في كتابه، واستشهد عليه بقوله في الحديث الآخر: إن رجلاً دخل المسجد، وقد قضى النبي صلى الله عليه وسلم صلاته، فقال:"من يتَّجر، فيقوم، فيصلي معه"، الرواية إنما هي:"يَأْتَجِرُ"، وإن صح فيها "يَتَّجر"، فيكون من التجارة، لا من الأجر، كأنه بصلاته معه قد حصل لنفسه تجارة، أي: مكسباً.
وقال الخطابي في "غريب الحديث" 3/ 229: ومما سبيله أن يُهْمز لرفع الإشكال، وعوام الرواة يتركون الهمز فيه: قوله صلى الله عليه وسلم في الضحايا: "كلوا، وادَّخروا، وأْتَجِرُوا"، أي: تصدقوا طلب الأجر فيه، والمحدثون يقولون: واتَّجروا، فينقلب المعنى فيه عن الصدقة إلى التجارة، وبيع لحوم الأضاحي فاسد غير جائز.
ولولا موضع الإشكال، وما يعرض من الوهم في تأويله، لكان جائزاً أن يقول:"واتَّجروا" بالإدغام، كما قيل في الأمانة:"اتُّمِنَ"، إلا أن الإظهار هاهنا واجب، وهو مذهب الحجازيين.
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه. إسماعيل: هو ابن إبراهيم =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ابن مِقْسم الأسدي مولاهم، المعروف بابن عُلَيَّة.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" إثر الحديث (1071) عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد. والقسم الثاني منه مختصر بلفظ:"وكنت نهيتكم عن لحوم الأضاحي فوق ثلاث، فكلوا".
وأخرج الشطر الأول منه الشافعي مفرقاً في "السنن المأثورة"(395) و (396)، وابن ماجة (3167)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1071) و (1072)، والنسائي في "المجتبى" 7/ 170 - 171، وفي "الكبرى"(4557) من طرق عن خالد بن مِهْران الحذاء، به. وفي حديثهم جميعاً: كنا نعتر عتيرة في الجاهلية في رجب.
وأخرج الشطر الأول منه إلى قوله: "وبروا الله تعالى، وأطعموا": الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1063)، والحاكم في "المستدرك" 4/ 235 من طريقين عن خالد الحذاء، به.
وأخرج الشطر الثاني منه الشافعي في "السنن المأثورة"(397)، وأبو داود (2813)، وابن ماجه (3160)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/ 168 من طرق عن خالد الحذاء، به. ورواية ابن ماجه مختصرة بلفظ:"كنت نهيتكم عن لحوم الأضاحي فوق ثلاثة أيام، فكلوا، وادخروا". ووقع عند ابن قانع: "واتَّجروا"، وليس في رواية الشافعي هذه اللفظة، ولا قوله:"وذِكْر الله".
وسيأتي الحديث مختصراً ومطولاً بالأرقام (20726) و (20727) و (20728) و (20729). وانظر ما قبله.
وفي باب مشروعية الفَرَع والعَتِيرة عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6713)، والحارث بن عمرو، سلف أيضاً برقم (15972).
وقد بسطنا الكلام على شرح هذا الحديث وفقهه، وأوجه الجمع بينه وبين الأحاديث المعارضة له، التي فيها نفي الفَرَع والعتيرة في الإسلام والنهي عنهما عند حديث عبد الله بن عمرو (6713)، وحديث أبي هريرة (7135) بما يغني عن إعادته هنا. =
قَالَ خَالِدٌ: قُلْتُ لِأَبِي قِلَابَةَ (1): كَمِ السَّائِمَةُ؟ قَالَ: مِئَةٌ.
20724 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا الْمُعَلَّى بْنُ رَاشِدٍ الْهُذَلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي جَدَّتِي أُمُّ عَاصِمٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ هُذَيْلٍ، يُقَالُ لَهُ: نُبَيْشَةُ الْخَيْرِ، وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيْنَا نُبَيْشَةُ وَنَحْنُ نَأْكُلُ فِي قَصْعَةٍ، فَقَالَ لَنَا: حَدَّثَنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " أَنَّهُ مَنْ أَكَلَ فِي قَصْعَةٍ، ثُمَّ لَحَسَهَا، اسْتَغْفَرَتْ لَهُ الْقَصْعَةُ "(2).
= وأحاديث نسخ النهي عن ادخار لحوم الأضاحي، استوفينا ذكرها عند حديث عبد الله بن عمر (4558).
وقوله: "استحمل"، أي: قوي للحمل.
(1)
أبو قلابة المذكور هنا: هو عبد الله بن زيد الجَرْمي، وسيأتي الحديث من طريق خالد الحذاء عنه، عن أبي المليح الهذلي، به قريباً برقم (20729).
(2)
إسناده ضعيف لجهالة حال أم عاصم جدة أبي اليمان المعلى بن راشد الهذلي. عفان: هو ابن مسلم الصفَّار البصري.
وأخرجه المزي في ترجمة المعلى بن راشد من "التهذيب" 28/ 285 - 286 من طريق أحمد بن حنبل بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 7/ 50 - 51 و 51، والدارمي (2027)، والبخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 127 - 128، وابن ماجه (3271) و (3272)، والترمذي (1804)، ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" 5/ 310، وأخرجه ابن أبي خيثمة كما في "الإصابة" 3/ 278، وبحشل في "تاريخ واسط" ص 47، والدولابي في "الكنى والأسماء" 2/ 168، وابن السكن، وابن شاهين كما في "الإصابة" 3/ 278، والبيهقي في "شعب الإيمان"(5860)، وفي "الآداب"(500)، والبغوي (2877) من طرق عن معلى بن راشد، به. ووقع في رواية =
• 20725 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عَبْدِ المُؤْمِنِ، وَعُبَيْدُ اللهِ الْقَوَارِيرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ صُدْرَانَ (1)، قَالُوا: حَدَّثَنَا الْمُعَلَّى بْنُ رَاشِدٍ - قَالَ أَحَدُ الْمُحَدِّثِينَ فِيهِ: أَبُو الْيَمَانِ النَّبَّالُ -، قَالَ: حَدَّثَتْنِي جَدَّتِي أُمُّ عَاصِمٍ، عَنْ نُبَيْشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِنَحْوِهِ (2).
= بحشل "العلاء بن راشد" بدل المعلى بن راشد. وقال الترمذي: حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث المعلى بن راشد.
وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 323 من طريق محمد بن عقبة، عن معلى بن راشد، عن جدته، قالت: دخل علينا رجل من هذيل، يقال له: سحر الخير، فذكره. كذا قال ابن قانع:"سحر الخير" بسين وحاء مهملتين، بعدهما راء، وهو تصحيف شنيع كما نبه عليه الحافظ ابن حجر في "الإصابة" 3/ 277، والسخاوي في "المقاصد الحسنة" ص 400، والصواب أنه نبيشة الخير كما تقدم، هذا مع أنه أخرجه أيضاً على الصواب في ترجمة نبيشة 3/ 168 - 169، لكن وقع له في سنده خبط آخر، فقال: عن المعلى بن أسد القواس، قال: حدثني أبي، عن جدي، عن رجل من هذيل يقال له: نبيشة، فذكره. والصواب: عن المعلى بن راشد، عن جدته أم عاصم، عن نبيشة الهذلي. كذا رواه الأئمة كما تقدم.
وانظر ما بعده.
وأما لَحْس القَصْعة أو لَعْقها، فقد ثبت الأمر به عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أنس بن مالك السالف برقم (12815)، ومن حديث جابر بن عبد الله أيضاً السالف برقم (15224).
(1)
في (م) والأصول التي بين أيدينا جميعاً: "حدثني أبي، حدثنا روح بن عبد المؤمن، وعبيد الله القواريري. وحدثنا عبد الله، قال: وحدثني محمد بن صدران
…
"، وهو خطأ، والصواب ما أثبتناه، وهو الموافق لما في "أطراف المسند" 5/ 401، و"إتحاف المهرة" 5/ 40، و"جامع المسانيد والسنن" 4/ 245، و"تهذيب الكمال" 28/ 286.
(2)
إسناده ضعيف كسابقه. روح بن عبد المؤمن: هو الهُذَلي مولاهم =
20726 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، قَالَ: ابْنُ عَوْنٍ حَدَّثَنَا، عَنْ جَمِيلٍ، عَنْ أَبِي مَلِيحٍ، عَنْ نُبَيْشَةَ، قَالَ: ذُكِرَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: كُنَّا نَعْتِرُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ. قَالَ: " اذْبَحُوا لِلَّهِ فِي أَيِّ شَهْرٍ مَا كَانَ (1)، وَبَرُّوا اللهَ وَأَطْعِمُوا "(2).
20727 -
حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ أَبِي مَلِيحٍ، عَنْ نُبَيْشَةَ الْهُذَلِيِّ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قُلْتُ: إِنَّا كُنَّا نَعْتِرُ عَتِيرَةً لَنَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَمَا تَأْمُرُنَا؟ قَالَ:" اذْبَحُوا فِي أَيِّ (3) شَهْرٍ مَا كَانَ، وَبَرُّوا اللهَ، وَأَطْعِمُوا " قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا كُنَّا
= البصري المقرئ، وعبيد الله القواريري: هو ابن عمر البصري، ومحمد بن صُدْران: هو محمد بن إبراهيم بن صُدْران السَّلِيمي البصري.
وأخرجه المزي في ترجمة المعلى بن راشد من "تهذيب الكمال" 28/ 286 من طريق عبد الله بن أحمد، بهذا الإسناد.
(1)
المثبت من (م) ونسخة في (س)، وفي بقية الأصول: شهر كان.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة جميل -وهو غير منسوب- فإنه لم يرو عنه غير ابن عون -وهو عبد الله بن عون المزني مولاهم البصري-، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: لا أدري من هو؟ ولا ابن من هو؟ لكنه قد توبع. أبو مليح: هو ابن أسامة الهذلي.
وأخرجه المزي في ترجمة جميل من "التهذيب" 5/ 132 من طريق أحمد ابن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/ 169، وفي "الكبرى"(4554) عن محمد بن المثنى، عن ابن أبي عدي، به.
وانظر (20723).
(3)
المثبت من (م)، وفي بقية الأصول:"كل".
نُفَرِعُ فَرَعًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَمَا تَأْمُرُنَا؟ قَالَ:" فِي كُلِّ سَائِمَةٍ فَرَعٌ تَغْذُوهُ مَاشِيَتُكَ، فَإِذَا اسْتَحْمَلَ، ذَبَحْتَهُ، وَتَصَدَّقْتَ بِلَحْمِهِ " - قَالَ (1): أَحْسَبُهُ قَالَ: عَلَى ابْنِ السَّبِيلِ - فَإِنَّ ذَلِكَ خَيْرٌ " (2).
20728 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ أَبِي مَلِيحِ بْنِ أُسَامَةَ، عَنْ نُبَيْشَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّا كُنَّا نَهَيْنَاكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا لُحُومَهَا فَوْقَ ثَلَاثٍ كَيْ يَسَعَكُمْ، فَقَدْ جَاءَ اللهُ بِالسَّعَةِ، فَكُلُوا، وَادَّخِرُوا وَأْتَجِرُوا (3)، أَلَا وَإِنَّ هَذِهِ الْأَيَّامَ أَيَّامُ أَكْلٍ، وَشُرْبٍ، وَذِكْرِ اللهِ "(4).
20729 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ - قَالَ خَالِدٌ: وَأَحْسَبُنِي قَدْ سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي الْمَلِيحِ -
(1) القائل: هو خالد الحذاء كما سلف في الحديث (20723).
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيّه، فقد روى له مسلم، وأصحاب السنن. هُشيم: هو ابن بَشِير الواسطي، وخالد: هو ابن مِهْران الحذاء، وأبو مليح: هو ابن أسامة الهذلي.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1064) من طريق سعيد بن منصور، عن هشيم بن بشير، بهذا الإسناد.
وانظر (20723).
(3)
كذا في (س)، وفي بقية الأصول:"واتَّجِروا"، وقد سلف التعليق على هذه الكلمة عند الحديث (20723).
(4)
إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه. إسماعيل: هو ابن إبراهيم بن مقسم الأسدي مولاهم، المعروف بابن علية، وخالد: هو ابن مهران الحذاء. وانظر (20722) و (20723).
عَنْ نُبَيْشَةَ، رَجُلٍ مِنْ هُذَيْلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" إِنِّي كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ لُحُومِ الْأَضَاحِيِّ فَوْقَ ثَلَاثٍ كَيْمَا تَسَعَكُمْ فَقَدْ جَاءَ اللهُ بِالْخَيْرِ فَكُلُوا، وَادَّخِرُوا، وَأْتَجِرُوا، وَإِنَّ هَذِهِ الْأَيَّامَ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرٍ لِلَّهِ " فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا كُنَّا نَعْتِرُ عَتِيرَةً فِي الْجَاهِلِيَّةِ فِي رَجَبٍ، فَمَا تَأْمُرُنَا؟ فَقَالَ:" اذْبَحُوا لِلَّهِ فِي أَيِّ شَهْرٍ مَا كَانَ، وَبَرُّوا اللهَ وَأَطْعِمُوا " فَقَالَ رَجُلٌ آخَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا كُنَّا نُفَرِعُ فَرَعًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَمَا تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " فِي كُلِّ سَائِمَةٍ مِنَ الْغَنَمِ فَرَعٌ تَغْذُوهُ غَنَمُكَ، حَتَّى إِذَا اسْتَحْمَلَ، ذَبَحْتَهُ، فَتَصَدَّقْتَ بِلَحْمِهِ عَلَى ابْنِ السَّبِيلِ، فَإِنَّ ذَلِكَ هُوَ خَيْرٌ "(1).
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه. شعبة: هو ابن الحجاج الأزْدي مولاهم الواسطي، وخالد: هو ابن مِهْران الحذاء، وأبو قِلابة: هو عبد الله بن زيد الجَرْمي، وأبو المليح: هو ابن أسامة الهُذَلي.
وأخرجه النسائي فى "المجتبى" 7/ 170، وفي "الكبرى"(4556) عن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن، عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولاً ومختصراً الدارمي (1958)، ومسلم (1141)، وأبو داود (2830)، ومن طريقه البيهقي 9/ 311 - 312، وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/ 169 - 170 و 171، وفي "الكبرى"(4555) و (4558)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 186 من طرق عن خالد الحذاء، به. وزاد أبو داود في روايته: قال خالد: قلت لأبي قلابة: كم السائمة؟ قال: مئة. وهذه الزيادة سلفت في الحديث (20723). وانظر (20722).
حَدِيثُ حَبِيبِ بْنِ مِخْنَفٍ
(1)
20730 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْكَرِيمِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ مِخْنَفٍ، قَالَ: انْتَهَيْتُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ عَرَفَةَ، قَالَ: وَهُوَ يَقُولُ: " هَلْ تَعْرِفُونَهَا؟ " قَالَ: فَمَا أَدْرِي مَا رَجَعُوا عَلَيْهِ، قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " عَلَى أَهْلِ كُلِّ بَيْتٍ أَنْ يَذْبَحُوا شَاةً فِي كُلِّ رَجَبٍ، وَكُلِّ أَضْحَى شَاةً "(2).
(1) هو حَبِيب بن مِخْنف بن سُلَيم الأَزْدي الغامدي، من الأزد بالكوفة والبصرة كما قال بعضهم، وقال آخرون: عداده في أهل الحجاز، وله هذه الرواية في مسند البصريين، لم تثبت صحبته، فالإسناد إليه فيها ضعيف، وقد اختلف في كونها من مسنده أم من مسند أبيه. "الإصابة" 2/ 24، و"أسد الغابة" 1/ 448، و"الاستيعاب" 1/ 331.
(2)
إسناده ضعيف لضعف عبد الكريم -وهو أبو أمية بن أبي المخارق المعلم البصري- وقد قال النسائي والدارقطني: متروك، وقال ابن حبان: كان كثير الوهم، فاحش الخطأ، وحبيب بن مخنف مجهول كما قال ابن القطان.
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 1/ 448 من طريق عبد الله بن أحمد ابن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(8001) و (8159)، ومن طريقه الطبراني 20/ (740) عن ابن جريج، قال: أخبرني عبد الكريم، عن حبيب بن مخنف، عن أبيه، به. كذا قال عبد الرزاق في "مصنفه":"حبيب بن مخنف، عن أبيه"، وسبب الاختلاف بين روايته في "المصنف"، وبين رواية أحمد بن حنبل عنه: أن عبد الرزاق كان يرويه في بعض الأوقات، ولا يذكر أباه، على ما قاله أبو نعيم في "معرفة الصحابة" فيما نقله عنه ابن الأثير في "أسد الغابة" =
20731 -
حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو رَمْلَةَ، عَنْ مِخْنَفِ بْنِ سُلَيْمٍ - قَالَ رَوْحٌ: الْغَامِدِيُّ - قَالَ: وَنَحْنُ وُقُوفٌ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِعَرَفَةَ، فَقَالَ:" يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ عَلَى أَهْلِ كُلِّ بَيْتٍ فِي كُلِّ عَامٍ أَضْحَاةً وَعَتِيرَةً، أَتَدْرُونَ مَا الْعَتِيرَةُ؟ هِيَ الَّتِي يُسَمِّيهَا النَّاسُ الرَّجَبِيَّةُ "(1).
= 1/ 448، ونقل ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 3/ 108، وابن عبد البر في "الاستيعاب" 1/ 331 عن عبد الرزاق، أنه قال:"لا أدري أعن أبيه، أم لا؟ "، ورواه أبو عاصم الضحاك بن مخلد النبيل كما في "الجرح والتعديل" 3/ 108، و"الاستيعاب" 1/ 331،، و"الإصابة" 2/ 24 نقلاً عن ابن منده-، فقال: عن ابن جريج، عن عبد الكريم، عن حبيب بن مخنف، قال: انتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة
…
الحديث. ولم يذكر: "عن أبيه". لكن صوب أبو نعيم كما في "أسد الغابة" 1/ 448 و"تعجيل المنفعة" 1/ 425: ما رواه عبد الرزاق، عن ابن جريج، عن عبد الكريم، عن حبيب بن مخنف، عن أبيه. ومال إليه أبو زرعة بن العراقي في "ذيل الكاشف" ص 71، ووافقه ابن حجر في "تعجيل المنفعة" 1/ 425، وفي "الإصابة" 2/ 24، وفي "أطراف المسند" 2/ 229.
وانظر ما سلف برقم (17889).
(1)
إسناده ضعيف لجهالة أبي رَمْلة: واسمه عامر. معاذ بن معاذ: هو أبو المثنى العَنْبري القاضي، وابن عون: هو عبد الله بن عون بن أَرْطَبان البصري، وروح المذكور في أول الإسناد: هو ابن عُبادة القَيْسي البصري، وسنذكر تخريج الحديث من طريقه أيضاً.
وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 3/ 91 من طريق عبد الله بن أحمد ابن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. =
حَدِيثُ أَبِي زَيْدٍ الْأَنْصَارِيِّ
(1)
20732 -
حَدَّثَنَا حَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَزْرَةُ الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنَا عِلْبَاءُ بْنُ أَحْمَرَ، حَدَّثَنَا أَبُو زَيْدٍ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اقْتَرِبْ مِنِّي "، فَاقْتَرَبْتُ مِنْهُ، فَقَالَ:" أَدْخِلْ يَدَكَ، فَامْسَحْ ظَهْرِي " قَالَ: فَأَدْخَلْتُ
= وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 253، ومن طريقه ابن ماجه (3125)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2318)، والطبراني 20/ (739)، وأخرجه النسائي 7/ 167 - 168، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1058)، والطبراني 20/ (739) من طرق عن معاذ بن معاذ العنبري، به.
وأخرجه الترمذي (1518)، والبيهقي 9/ 312 - 313 من طريقين عن روح ابن عبادة، عن عبد الله بن عون، به. وحسنه الترمذي وقواه الحافظ في "الفتح" 10/ 4 ولعلهما انتهيا إلى ذلك للطريق السالفة، لكنها لا تصلح للمتابعة، فإن عبد الكريم لا يحتج به، ولا يكتب حديثه للمتابعة.
وانظر (17889).
(1)
هو أبو زيد عمرو بن أخطب الأنصاري، قيل: هو من ولد عدي بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر، وإنما قيل له: أنصاري، وليس من الأوس والخزرج، لأنه من ولد أخيهما عدي بن حارثة بن ثعلبة، فإن الأوس والخزرج هما ولد حارثة بن ثعلبة، وكثيراً ما تفعل العرب هذا، تنسب ولد الأخ إلى عمهم لشهرته، وقيل: بل هو من بني الحارث بن الخزرج، مشهور بكنيته، وهو جد عزرة بن ثابت، له صحبة ورواية، وقد غزا مع النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث عشرة غزوة، ومسح النبي صلى الله عليه وسلم يده على وجهه ودعا له، فبلغ بضعاً ومئة سنة أسود الرأس واللحية، نزل البصرة.
يَدِي فِي قَمِيصِهِ، فَمَسَحْتُ ظَهْرَهُ، فَوَقَعَ خَاتَمُ النُّبُوَّةِ بَيْنَ إِصْبَعَيَّ. قَالَ: فَسُئِلَ عَنْ خَاتَمِ النُّبُوَّةِ؟ فَقَالَ: شَعَرَاتٌ بَيْنَ كَتِفَيْهِ (1).
20733 -
حَدَّثَنَا حَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ، حَدَّثَنَا عَزْرَةُ بْنُ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنَا عِلْبَاءُ بْنُ أَحْمَرَ، حَدَّثَنَا أَبُو زَيْدٍ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " ادْنُ مِنِّي " قَالَ: فَمَسَحَ بِيَدِهِ عَلَى رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ، قَالَ: ثُمَّ قَالَ: " اللهُمَّ جَمِّلْهُ، وَأَدِمْ جَمَالَهُ " قَالَ: فَلَقَدْ بَلَغَ بِضْعًا وَمِئَةَ سَنَةٍ وَمَا فِي رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ بَيَاضٌ إِلَّا نَبْذٌ يَسِيرٌ، وَلَقَدْ كَانَ مُنْبَسِطَ الْوَجْهِ، وَلَمْ يَنْقَبِضْ وَجْهُهُ حَتَّى مَاتَ (2).
(1) إسناده قوي على شرط مسلم. عزرة الأنصاري: هو ابن ثابت بن أبي زيد عمرو بن أخطب.
وأخرجه الطبراني 17/ (44) من طريق صالح بن عمر الواسطي، عن عزرة ابن ثابت، بهذا الإسناد.
وسيأتي الحديث عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد، عن عزرة بن ثابت 5/ 341.
وسيأتي أيضاً من طريق أبي نَهِيك عثمان بن نَهِيك، عن أبي زيد الأنصاري 5/ 340.
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سلف (11656)، وقد ذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه.
وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 6/ 211 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وقال في حديثه: "فمسح بيده على رأسي =
20734 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ بُجْدَانَ، عَنْ أَبِي زَيْدٍ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ أَظْهُرِ دِيَارِنَا، فَوَجَدَ قُتَارًا، فَقَالَ:" مَنْ هَذَا الَّذِي ذَبَحَ؟ " قَالَ: فَخَرَجَ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنَّا، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَانَ هَذَا يَوْمًا الطَّعَامُ فِيهِ كَرِيهٌ، فَذَبَحْتُ لِآكُلَ، وَأُطْعِمَ جِيرَانِي. قَالَ:" فَأَعِدْ " قَالَ: لَا وَالَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، مَا عِنْدِي إِلَّا جَذَعٌ مِنَ الضَّأْنِ أَوْ حَمَلٌ - قَالَهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ -. قَالَ:" فَاذْبَحْهَا، وَلَا تُجْزِئُ جَذْعَةَ عَنْ أَحَدٍ بَعْدَكَ "(1).
= ولحيتي". وقال البيهقي: هذا إسناد صحيح موصول.
وسيأتي الحديث عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد، عن عزرة بن ثابت 5/ 341.
وسيأتي أيضاً من طريق أبي نَهِيك عثمان بن نهيك 5/ 340، ومن طريق أنس بن سيرين 5/ 340، كلاهما عن أبي زيد الأنصاري.
وقوله: "نَبْذ" بفتح فسكون، أي: شيء يسير أو قليل.
وقوله: "ولم يَنْقَبض"، أي: لم يظهر فيه يُبْسُ الكِبَر، ولم تَزُلْ منه طراوة الشباب.
(1)
صحيح لغيره دون قوله: "من الضّأْن أو حَمَل" وهو خطأ وقع في الرواية كما سيأتي بيانه، وهذا إسناد ضعيف فيه عمرو بن بُجْدان -وهو العامري البصري-، لا يعرف له حال، وقد اختلف فيه على خالد، وهو ابن مِهْران الحذاء. عفان: هو ابن مسلم الصَّفَّار البصري، وعبد الوارث: هو ابن سعيد العَنْبري مولاهم، وأبو قِلابة: هو عبد الله بن زيد الجَرْمي.
وأخرجه ابن ماجه (3154)، والطبراني 17/ (54) من طريق عبد الأعلى =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ابن عبد الأعلى السامي، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أبي زيد الأنصاري. ولم يذكر فيه عبدُ الأعلى عَمرَو بن بجدان. وهو إن كان كذلك، فالإسناد منقطع؛ لإن أبا قلابة لم يسمع من أبي زيد عَمرِو بنِ أخطبَ الأنصاري.
وأخرجه الطبراني 17/ (51) من طريق خالد بن عبد الله الطحان، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن عمرو بن سلمة أو عن أبي المهلب، عن أبي زيد الأنصاري. فذكر خالد الطحان الواسطة بين أبي قلابة وأبي زيد: عمرو ابن سلمة أو أبا المهلب، على الشك، فإن كان محفوظاً، فالإسناد صحيح.
وأخرجه الطبراني 17/ (53) من طريق إسماعيل بن إبراهيم، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن رجل من قومه -قال خالد: أحسبه عمرو بن بُجْدان-، عن أبي زيد الأنصاري. وستأتي هذه الطريق في "المسند" 5/ 340. وقول خالد فيه: أحسبه عمرو بن بُجْدان، مع قوله: رجل من قومه، فيه تناقض، فإن أبا قلابة جرمي من قُضاعة، وعَمرو بن بُجْدان هذا عامِريٌّ فَقْعَسِي.
وسيأتي الحديث أيضاً عن عبد الصمد بن عبد الوارث بن سعيد، عن أبيه 5/ 341.
وفي الباب أحاديث كثيرة، منها في "المسند": عن أنس بن مالك، سلف برقم (12120).
وعن عقبة بن عامر، سلف برقم (17304) و (17346).
وعن جابر بن عبد الله، سلف (14927).
وعن أبي بردة بن نيار، سلف (16485).
وعن البراء بن عازب، سلف (18481).
وعن زيد بن خالد، سيأتي 5/ 194.
والمراد بالرجل المذكور في الحديث: هو أبو بُرْدة بن نِيار كما ورد =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= التصريح به في أحاديث الباب، وهو من الأنصار.
وقوله: "جَذَع من الضَّأْن، أو حَمَل" خطأ في الرواية، والصحيح: أنه جذع من المعز، كما جاء التصريح به في بعض أحاديث الباب الثابتة.
وقوله: "ولا تُجْزِئُ جَذَعةٌ عن أحد بعدك": الأحاديث الواردة في الباب ليس فيها التصريح بنفي إجزاء الجذعة من المعز عن الغير إلا في قصة أبي بردة ابن نيار، وأما ورود ذلك في حديث عقبة بن عامر عند البيهقي 9/ 270، فزيادة ضعيفة، نبهنا على شذوذها عند الحديث (17346)، ولا منافاة بين الأحاديث التي فيها الإذن بالتضحية بالجذع من المعز لغير أبي بردة، وبين حديث أبي بردة، لاحتمال أن يكون، ذلك في ابتداء الأمر، ثم تقرر الشرع بأن الجذع من المعز لا يجزئ، واختص أبو بردة بالرخصة في ذلك، وما قيل: من أن هؤلاء شاركوا أبا بردة في ذلك، فغير مُسَلَّم، لأن المشاركة إنما وقعت في مطلق الإجزاء لا في خصوص منع الغير، فإنه صلى الله عليه وسلم لم يقل لأحد:"إنها لا تجزئ عن أحد بعدك" إلا لأبي بردة كما قدمنا، والله أعلم. انظر "فتح الباري" 10/ 14 - 15.
وقوله: "قُتاراً" بضم القاف: هو ريح القِدْر والشِّواء ونحوهما.
وقوله: "الطَّعام فيه كَرِيهٌ": يعني أَنَّ طَلَب الطعام في هذا اليوم شاقٌّ، وقيل: معناه أنَّ هذا يومٌ يُكْرَه فيه ذبح شاةٍ للَحْم خاصة، إنما تُذْبَح للنُّسُك. "النهاية" 4/ 169.
حَدِيثُ نُقَادَةَ الْأَسَدِيِّ
(1)
20735 -
حَدَّثَنَا يُونُسُ وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا غَسَّانُ بْنُ بُرْزِينَ، حَدَّثَنَا سَيَّارُ بْنُ سَلَامَةَ الرِّيَاحِيُّ، عَنِ الْبَرَاءِ السَّلِيطِيِّ، عَنْ نُقَادَةَ الْأَسَدِيِّ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ بَعَثَ نُقَادَةَ الْأَسَدِيَّ إِلَى رَجُلٍ يَسْتَمْنِحُهُ نَاقَةً لَهُ، وَأَنَّ الرَّجُلَ رَدَّهُ، فَأَرْسَلَ بِهِ إِلَى رَجُلٍ آخَرَ سِوَاهُ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ بِنَاقَةٍ، فَلَمَّا أَبْصَرَهَا (2) رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ جَاءَ بِهَا نُقَادَةُ يَقُودُهَا، قَالَ:" اللهُمَّ بَارِكْ فِيهَا وَفِيمَنْ أَرْسَلَ بِهَا " قَالَ نُقَادَةُ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَفِيمَنْ جَاءَ بِهَا؟ قَالَ:" وَفِيمَنْ جَاءَ بِهَا ". فَأَمَرَ بِهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَحُلِبَتْ فَدَرَّتْ، فَقَالَ: رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اللهُمَّ أَكْثِرْ مَالَ فُلَانٍ وَوَلَدَهُ - يَعْنِي الْمَانِعَ الْأَوَّلَ - اللهُمَّ اجْعَلْ رِزْقَ فُلَانٍ يَوْمًا بِيَوْمٍ " يَعْنِي صَاحِبَ النَّاقَةِ الَّذِي أَرْسَلَ بِهَا (3).
(1) قال السندي: نُقادة -بضم نون بعدها قاف، أسَدِي، وقيل: أسلمي- ابن عبد الله، وقيل غير ذلك. له صحبة، معدود في أهل الحجاز، سكن البادية، ونزل البصرة، يكنى أبا بهيسة، بموحدة ومهملة.
(2)
في (م): أبصر بها.
(3)
إسناده ضعيف لجهالة البراء السَّلِيطي. يونس: هو ابن محمد المؤدِّب، عفان: هو ابن مسلم.
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 5/ 355 - 356 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرجه ابن ماجه (4134)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1061)، والمزي في ترجمة البراء السَّليطي من "تهذيب الكمال" 4/ 42 من طريق عفان بن مسلم وحده، به.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 8/ 126 - 127، وابن ماجه (4134)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/ 166، والمزي في "تهذيب الكمال" 4/ 42 من طرق عن غسان بن برزين، به.
وأخرجه مختصراً ابن قانع 3/ 167 من طريق هرمز بن جُوزان عن البراء، به.
وأخرج ابن سعد في "الطبقات" 1/ 293 عن هشام بن محمد عن أبي سفيان النخعي، عن رجل من بني أسد ثم من بني مالك بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لنقادة بن عبد الله
…
وذكر نحو حديث نقادة. وإسناده ضعيف لإبهام الرجل الأسدي.
قال السندي: قوله: يستمنحه ناقة له، أي: يطلب منه أن يمنحه ناقة، أي: يعطيه للانتفاع بها، وضمير له لنقادة، أي: لأجله، ويحتمل أن يكون للرجل، أي: ناقة تكون ملكاً للرجل، وحينئذ فلعله طلب لبعض المحتاجين إلى ذلك، نقادة أو غيره.
"فدرّت" أي: كثر لبنها.
حَدِيثُ رَجُلٍ
20736 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ بُدَيْلٍ الْعُقَيْلِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ شَقِيقٍ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ مَنْ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ بِوَادِي الْقُرَى وَهُوَ عَلَى فَرَسِهِ، وَسَأَلَهُ رَجُلٌ مِنْ بَلْقِينٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَنْ هَؤُلَاءِ؟ قَالَ:" هَؤُلَاءِ الْمَغْضُوبُ عَلَيْهِمْ "، فَأَشَارَ إِلَى الْيَهُودِ، فَقَالَ: مَنْ هَؤُلَاءِ؟ قَالَ: " هَؤُلَاءِ الضَّالُّونَ " يَعْنِي النَّصَارَى.
قَالَ: وَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: اسْتُشْهِدَ مَوْلَاكَ، أَوْ قَالَ: غُلَامُكَ فُلَانٌ. قَالَ: " بَلْ هُوَ يُجَرُّ إِلَى النَّارِ فِي عَبَاءَةٍ غَلَّهَا "(1).
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير صحابيّه، ولا تضر جهالته، بُدَيل العُقيلي: هو ابن ميسرة. وهو مكرر (20351).
حَدِيثُ الْأَعْرَابِيِّ
20737 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ بْنِ الشِّخِّيرِ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ مُطَرِّفٍ فِي سُوقِ الْإِبِلِ فَجَاءَ أَعْرَابِيٌّ مَعَهُ قِطْعَةُ أَدِيمٍ، أَوْ جِرَابٍ، فَقَالَ: مَنْ يَقْرَأُ، أَوَ فِيكُمْ مَنْ يَقْرَأُ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، فَأَخَذْتُهُ فَإِذَا فِيهِ:" بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللهِ، لِبَنِي زُهَيْرِ بْنِ أُقَيْشٍ - حَيٍّ مِنْ عُكْلٍ -: إِنَّهُمْ إِنْ شَهِدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَفَارَقُوا الْمُشْرِكِينَ، وَأَقَرُّوا بِالْخُمُسِ فِي غَنَائِمِهِمْ، وَسَهْمِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَصَفِيِّه، فَإِنَّهُمْ آمِنُونَ بِأَمَانِ اللهِ وَرَسُولِهِ ".
فَقَالَ لَهُ بَعْضُ الْقَوْمِ: هَلْ سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم شَيْئًا تُحَدِّثُنَاهُ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالُوا: فَحَدِّثْنَا يَرْحَمُكَ اللهُ، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: " مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَذْهَبَ كَثِيرٌ مِنْ وَحَرِ صَدْرِهِ (1) فَلْيَصُمْ شَهْرَ الصَّبْرِ، وَثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ". فَقَالَ لَهُ الْقَوْمُ أَوْ بَعْضُهُمْ: أَأَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ: أَلَا أُرَاكُمْ تَتَّهِمُونِي أَنْ أَكْذِبَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟! - وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ مَرَّةً: تَخَافُونَ - وَاللهِ لَا أُحَدِّثَنَّكُمْ (2) حَدِيثًا سَائِرَ الْيَوْمِ.
(1) في (ظ 10) و (ق): الصدر.
(2)
في (م) و (س): لا حدثتكم.
ثُمَّ انْطَلَقَ (1).
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيّه، فقد روى له أبو داود والنسائي هذا الحديث، ولم يُسمياه، وسمّاه غيرهما: النَّمِر بن تولب، كما سيأتي في التخريج، وسماع إسماعيل -وهو ابن عُلَيَّة- من الجريري -وهو سعيد بن إياس- قبل الاختلاط. أبو العلاء بن الشخير: هو يزيد بن عبد الله.
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 5/ 358 من طريق عبد الله بن أحمد ابن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد 1/ 279 عن إسماعيل ابن عُلية، به.
وأخرجه أبو عبيد في "الأموال"(30)، وحميد بن زنجويه في "الأموال"(80)، والنسائي 7/ 134، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 302 - 303، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/ 165، والطبراني في "الأوسط"(4937)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 306، والخطيب البغدادي في "الأسماء المبهمة" ص 315 من طرق عن سعيد الجريري، به. واقتصر ابن زنجويه والنسائي وابن قانع على قصة رسالة النبي صلى الله عليه وسلم لبنى زهير بن أُقيش. ولم يسق أبو نعيم لفظه، وقد جاء مصرحاً باسم الصحابي بأنه النمر بن تولب العُكْلي عند ابن قانع والطبراني والخطيب.
وأخرجه ابن قانع 3/ 165 - 166 من طريق عوف الأعرابي، و 166 من طريق مخلد بن مروان، كلاهما عن يزيد بن عبد الله بن الشخير، به، واقتصر في الموضع الثاني على قصة الصوم.
وسيأتي برقم (20738) و (20740) و 5/ 363.
وفي باب قوله: "من سرَّه أن يذهب كثير من وحر صدره
…
" عن علي ابن أبي طالب عند البزار (1054 و 1055 و 1056 - كشف الأستار)، وأبي يعلى (442)، وإسناده ضعيف.
وعن ابن عباس عند البزار (1057 - كشف الأستار)، وإسناده حسن.
وعن أبي ذر سيأتي 5/ 154، وإسناده ضعيف. وعن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عند النسائي 4/ 208. =
20738 -
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ هَارُونَ بْنِ رِئَابٍ، عَنِ ابْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ رَجُلٍ مَنْ بَنِي أُقَيْشٍ، قَالَ: مَعَهُ كِتَابُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" صِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنَ الشَّهْرِ يُذْهِبْنَ (1) وَحَرَ الصَّدْرِ "(2).
20739 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ وَأَبِي الدَّهْمَاءِ، قَالَا: كَانَا يُكْثِرَانِ السَّفَرَ نَحْوَ هَذَا الْبَيْتِ، قَالَا: أَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ، فَقَالَ الْبَدَوِيُّ: أَخَذَ بِيَدِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَجَعَلَ يُعَلِّمُنِي مِمَّا عَلَّمَهُ اللهُ، وَقَالَ:" إِنَّكَ لَنْ تَدَعَ شَيْئًا اتِّقَاءَ اللهِ إِلَّا أَعْطَاكَ اللهُ (3) خَيْرًا مِنْهُ "(4).
= "وأقروا": من الإقرار، ولعله خصَّ هذا بالذكر لأنهم كانوا أهل المحاربة، وإلا فلا بُدَّ من الإقرار بجميع أحكام الإسلام، إلا أنه اكتفى عنه بالشهادتين لتضمن الشهادة بالرسالة جميع ذلك، والله تعالى أعلم.
"من وحر صدره"، الوحر بفتحتين، أي: غشه ووساوسه، أو حقده، أو غيظه، أو عداوته، أقوال، وبالجملة فالمراد تنقية الصدر.
والصَّفِيُّ، قال ابن الأثير في "النهاية": ما كان يأخذه رئيسُ الجيش ويختاره لنفسه من الغنيمة قبل القِسْمة، ويقال له: الصَّفِيَّة، والجمعُ: الصفايا.
(1)
في (م): يُذهب.
(2)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير صحابيّه.
(3)
لفظ الجلالة ليس في (ظ 10) و (س)، وهو في (ق) ونسخة في (س).
(4)
إسناده صحيح. إسماعيل: هو ابن عُليَّةَ، وأبو قتادة: هو تميم بن نُذَير (بالذال المعجمة ووقع في نسخة التقريب والتحرير ندير بالدال المهلة وهو تصحيف) العَدَوي، وأبو الدَّهماء: هو قِرفة ابن بُهيس العدوي.
وأخرجه المزي في ترجمة أبي الدهماء من "تهذيب الكمال" 23/ 570 - =
20740 -
حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، قَالَ: كُنَّا بِالْمِرْبَدِ جُلُوسًا، فَأَتَى عَلَيْنَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ، لَمَّا رَأَيْنَاهُ قُلْنَا: كَأَنَّ هَذَا (1) رَجُلٌ لَيْسَ مِنْ أَهْلِ الْبَلَدِ. قَالَ: أَجَلْ.
= 571 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه حسين المروزي في زياداته على "زهد" ابن المبارك (1168)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(1135) من طريق سعيد بن سليمان، والنسائي في الرقائق من "الكبرى" كما في "التحفة" 11/ 199 من طريق عبد الله بن المبارك، والقضاعي (1136) من طريق عبد الملك بن إبراهيم، والبيهقي في "الزهد الكبير" (860) من طريق أبي النضر هاشم بن القاسم: أربعتهم عن سليمان بن المغيرة، به. وجاء في رواية عبد الملك بدل أبي الدهماء أبو بلال.
وأخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" 5/ 335 من طريق أبي هلال، عن حميد بن هلال، عن رجل من قومه، عن الأعرابي.
وأخرجه القضاعي في "مسند الشهاب"(1137) و (1138) من طريقين عن حميد بن هلال، عن رجل سأل النبي صلى الله عليه وسلم
…
الحديث.
وسيأتي الحديث برقم (20746) و 5/ 363.
وفي الباب عن عبد الله بن عمر عند أبي نعيم في "الحلية" 2/ 196.
وقال أبو نعيم: هذا حديث غريب من حديث الزهري لم نكتبه إلا من هذا الوجه.
وعن أبي بن كعب موقوفاً عند وكيع في "الزهد"(355)، وعنه هناد في "الزهد"(937)، ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" 1/ 253، وفيه مسلم بن شداد، وهو حسن في الشواهد.
قال السندي: قوله: "إلا أعطاك خيراً منه"، أي: في الدنيا أو في الآخرة.
(1)
في (م): هذا كأن.
فَإِذَا مَعَهُ كِتَابٌ فِي قِطْعَةِ أَدِيمٍ - قَالَ: وَرُبَّمَا قَالَ: فِي قِطْعَةِ جِرَابٍ - فَقَالَ: هَذَا كِتَابٌ كَتَبَهُ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَإِذَا فِيهِ:" بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، هَذَا كِتَابٌ مِنْ مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ رَسُولِ اللهِ، لِبَنِي زُهَيْرِ بْنِ أُقَيْشٍ - وَهُمْ حَيٌّ مِنْ عُكْلٍ -، إِنَّكُمْ إِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ، وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ، وَفَارَقْتُمُ الْمُشْرِكِينَ، وَأَعْطَيْتُمُ الْخُمُسَ مِنَ الْمَغْنَمِ، ثُمَّ سَهْمَ النَّبِيِّ وَالصَّفِيَّ " وَرُبَّمَا قَالَ: " وَصَفِيَّهُ، فَأَنْتُمْ آمِنُونَ بِأَمَانِ اللهِ، وَأَمَانِ رَسُولِهِ ". فَذَكَرَ مَعْنَى حَدِيثِ الْجُرَيْرِىِّ (1).
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيّه.
وأخرجه يونس بن بكير في زياداته على "سيرة ابن إسحاق" المطبوع منه (452)، وأبو داود (2999)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/ 165، وابن حبان (6557)، والطبراني في "الأوسط"(4937)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 306، والبيهقي 7/ 58، والخطيب في "الأسماء المبهمة" ص 314 و 315 من طرق عن قُرة بن خالد، بهذا الإسناد. ولم يذكر أبو داود والبيهقي قصة الصوم. ولم يسُق أبو نعيم لفظه، وقد جاء مصرحاً باسم الصحابي عند ابن قانع والطبراني والخطيب في الموضع الثاني، وهو النَّمِر بن تَولبٍ العُكْلِي الشاعر.
وانظر (20737).
حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ
20741 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ سَوَادَةَ الْقُشَيْرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ، عَنْ أَبِيهِ - وَكَانَ أَبُوهُ أَسِيرًا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَا تُقْبَلُ صَلَاةٌ لَا يُقْرَأُ فِيهَا بِأُمِّ الْكِتَابِ "(1).
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة الرجل البدوي الذي روى عنه عبد الله بن سَوَادة القُشَيري. عبد الوارث: هو ابن سعيد العنبري.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (9529)، وانظر تتمة شواهده هناك.
حَدِيثُ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ
20742 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ مَعْبَدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَعَتَ مِنْ عِرْقِ النَّسَا أَنْ تُؤْخَذَ أَلْيَةُ كَبْشٍ عَرَبِيٍّ لَيْسَتْ بِصَغِيرَةٍ وَلَا عَظِيمَةٍ، فَتُذَابَ، ثُمَّ تُجَزَّأَ ثَلَاثَةَ أَجْزَاءٍ، فَيُشْرَبَ كُلَّ يَوْمٍ عَلَى رِيقِ (1) النَّفْسِ جُزْءً (2).
(1) المثبت من (م) و (س)، وفي (ظ 10) و (ق) ونسخة في (س): الريق.
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الرجل الأنصاري.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2921) عن هدبة بن خالد، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وانظر ما بعده.
وفي الباب عن أنس بن مالك، سلف برقم (13295)، وإسناده صحيح.
وعن ابن عباس عند الطبراني في "الكبير"(12481)، و"الأوسط"(3430)، و"الصغير"(344)، وإسناده حسن. قوله:"عِرْق النَّسا"، قال ابن الأثير في "النهاية" 5/ 51: النَّسا بوزن العصا: عِرْق يخرج من الورك فيستبطن الفخذ. والأفصح أن يقال له: النَّسا، لا عِرْق النّسا.
وقال ابن سِيدَه -كما في "لسان العرب":- والنَّسا من الورك إلى الكعب، ولا يقال: عرق النسا، وقد غلط فيه ثعلب فأضافه.
قلنا: في الحديث دليل على جواز تسمية هذا المرض بعرق النسا، خلافاً لمن منع هذه التسمية وقال: النسا هو العرق نفسه، فيكون من باب إضافة الشيء إلى نفسه، وهو ممتنع. والجواب عنه ما قاله ابن القيم في "زاد المعاد" =
20743 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ سِيرِينَ، عَنْ أَخِيهِ مَعْبَدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: نَعَتَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ عِرْقِ النَّسَا أَنْ تُؤْخَذَ أَلْيَةُ كَبْشٍ عَرَبِيٍّ، لَا عَظِيمَةٌ وَلَا صَغِيرَةٌ، فَيُذِيبَهَا فَتُجَزَّأَ ثَلَاثَةَ أَجْزَاءٍ، فَيَشْرَبَ عَلَى رِيقِ النَّفْسِ كُلَّ يَوْمٍ جُزْءً (1).
= 4/ 72 من وجهين، أحدهما: أن العرق أعم من النسا، فهو من باب إضافة العام إلى الخاص، نحو: كل الدراهم أو بعضها. والثاني: النسا هو المرض الحالُّ بالعرق، والإضافة فيه من باب إضافة الشيء إلى محله وموضعه.
قوله: "ألية كبش عربي"، قال السندي: قيل: هو ما قلّت فضوله ولَطُفَ شحمه، ورَعْيُه يكون في البرِّ الحارِّ يرعى القيصوم ونحوه، وهذه تصلح للأعراب والذين يعرض لهم هذا المرض من يبس، وقد تنفع ما كان من مادة غليظة لزجة بالإنضاج والإسهال، فإن الألية تنضج وتلين وتسهل.
(1)
صحيح لغيره، وانظر ما قبله.
حَدِيثُ رَجُلٍ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ
(*)
20744 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، مَرَّ بِهِ، فَقَالَ:" اقْرَأْ بِهِمَا فِي صَلَاتِكَ: بِالْمُعَوِّذَتَيْنِ "(1).
20745 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي السَّفَرِ، وَالنَّاسُ يَعْتَقِبُونَ، وَفِي الظَّهْرِ قِلَّةٌ، فَحَانَتْ نَزْلَةُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَنَزْلَتِي، فَلَحِقَنِي مِنْ بَعْدِي فَضَرَبَ مَنْكِبِي، فَقَالَ:" قُلْ: أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ "، فَقُلْتُ: أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ، فَقَرَأَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَرَأْتُهَا مَعَهُ، ثُمَّ قَالَ:" قُلْ: أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ "، فَقَرَأَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَرَأْتُهَا مَعَهُ، فَقَالَ:" إِذَا صَلَّيْتَ فَاقْرَأْ بِهِمَا "(2).
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. والرجل الصحابي هو عقبة بن عامر، كما بيَّنَا ذلك في الرواية السالفة برقم (20284). وسماع شعبة من الجريري -وهو سعيد بن إياس- قبل اختلاطه.
وأخرجه الطحاوي في "شرح المشكل"(128) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن الضريس في "فضائل القرآن"(295) عن أبي عمر النمري، عن شعبة، به. وانظر ما بعده.
(2)
إسناده صحيح، وقد سلف مكرراً برقم (20284). وانظر ما قبله.
(*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: في المطبوع وقعت هنا صفحة غير هذه بالخطأ فأثبتُّ الصواب
حَدِيثُ أَعْرَابِيٍّ
20746 -
حَدَّثَنَا بَهْزٌ وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ، قَالَ عَفَّانُ فِي حَدِيثِهِ: حَدَّثَنَا أَبُو قَتَادَةَ وَأَبُو الْدَّهْمَاءِ - قَالَ عَفَّانُ: وَكَانَا يُكْثِرَانِ الْحَجَّ - قَالَا: أَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ، فَقَالَ الْبَدَوِيُّ: أَخَذَ بِيَدِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَجَعَلَ يُعَلِّمُنِي مِمَّا عَلَّمَهُ اللهُ، فَكَانَ فِيمَا حَفِظْتُ عَنْهُ أَنْ قَالَ:" إِنَّكَ لَنْ تَدَعَ شَيْئًا اتِّقَاءً لِلَّهِ (1)، إِلَّا آتَاكَ اللهُ خَيْرًا مِنْهُ "(2).
(1) في (م) و (س): اتقاءَ الله.
(2)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير صحابيّه.
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 6/ 440 من طريق عبد الله بن أحمد ابن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وانظر (20739).
حَدِيثُ أَبِي سُودٍ
(1)
20747 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، عَنْ أَبِي سُودٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " الْيَمِينُ الْفَاجِرَةُ الَّتِي يَقْتَطِعُ بِهَا الرَّجُلُ مَالَ الْمُسْلِمِ، تُعْقِمُ الرَّحِمَ "(2).
(1) قال السندي: هو جدُّ حسان والد وكيع الذي قَتَل قتيبة بن مسلم أمير خراسان في خلافة سليمان بن عبد الملك
…
وقال البغوي: لا أعلم لأبي سودٍ إلا هذا الحديث، ولا أعلم رواه غير معمر.
(2)
إسناده ضعيف لإبهام الرجل الذي روى عنه معمر.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1214) من طريق يحيى بن آدم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (950) من طريق سويد بن نصر وحبان ابن موسى، عن ابن المبارك، به.
وفي باب حرمة اليمين الكاذبة عن عبد الله بن مسعود، سلف برقم (3576)، وانظر تتمة شواهده هناك. وليس فيها: تعقم الرحم.
حَدِيثُ رَجُلٍ
20748 -
حَدَّثَنَا أَزْهَرُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ، وَغَزَوْنَا نَحْوَ فَارِسَ، فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ بَاتَ فَوْقَ بَيْتٍ لَيْسَتْ لَهُ إِجَّارٌ فَوَقَعَ فَمَاتَ، فَبَرِئَتْ مِنْهُ الذِّمَّةُ، وَمَنْ رَكِبَ الْبَحْرَ عِنْدَ ارْتِجَاجِهِ فَمَاتَ، فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ الذِّمَّةُ "(1).
20749 -
حَدَّثَنَا أَزْهَرُ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ - يَعْنِي الدَّسْتُوَائِيَّ -، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، قَالَ: كُنَّا بِفَارِسَ وَعَلَيْنَا أَمِيرٌ يُقَالُ لَهُ: زُهَيْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، فَقَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " مَنْ بَاتَ فَوْقَ إِجَّارٍ - أَيْ (2): فَوْقَ بَيْتٍ لَيْسَ حَوْلَهُ شَيْءٌ يَرُدُّ رِجْلَهُ - فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ
(1) إسناده ضعيف، محمد بن ثابت لم ينسبه هنا، وفي هذه الطبقة من البصريين راويان: محمد بن ثابت بن أسلم البُناني، ومحمد بن ثابت العبدي، وكلاهما ضعيف، وفي روايته عن أبي عمران الجَوْني -وهو عبد الملك بن حبيب الأزدي- التصريح بسماعه هذا الحديث من بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وفيه نظر، فقد رواه من هو أوثق منه عن أبي عمران، فأدخل فيه راوياً مجهولاً بينهما كما في الحديث التالي.
(2)
في (م) و (س): أو، والمثبت من (ظ 10) و (ق) ونسخة على هامش (س).
الذِّمَّةُ، وَمَنْ رَكِبَ الْبَحْرَ بَعْدَ مَا يَرْتَجُّ، فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ الذِّمَّةُ " (1).
(1) إسناده ضعيف لجهالة زهير بن عبد الله، فإنه لم يَرْوِ عنه غير أبي عمران الجَوْني، وانفرد ابن حبان فذكره في "ثقاته"، وفي الإسناد اضطراب كما سيأتي.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(4725) من طريق وهب بن جرير، عن هشام الدستوائي، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(1194)، وفي "التاريخ الكبير" 3/ 26 من طريق الحارث بن عبيد، عن أبي عمران الجوني، به.
وسيأتي 5/ 271 من طريق أبان بن يزيد العطار، عن أبي عمران الجوني، به.
وأخرجه أبو عبيد في "غريب الحديث" 1/ 275 من طريق عباد بن عباد، والبيهقي في "الشعب"(4723) من طريق حماد بن سلمة، و (4724) من طريق حماد بن زيد، ثلاثتهم عن أبي عمران الجوني، عن زهير بن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم! هكذا جاء عندهم بإسقاط الواسطة بين زهير وبين النبي صلى الله عليه وسلم، ومن أجل ذلك ذكره ابن عبد البر وأبو نعيم وابن زَبْر والعسكري في الصحابة! لكن ذكر ابن أبي حاتم في "المراسيل" ص 60 عن أبيه أنه قال في حديثه هذا: هو مرسل، وبيَّن في موضع آخر منه ص 132 أن أباه نقل ذلك عن يحيى بن معين.
وأورده البخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 426 عن إبراهيم بن المختار، عن شعبة، عن أبي عمران: سمعت محمد بن زهير بن أبي جبل، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وإبراهيم بن المختار ضعيف.
ويشهد لشطره الأول حديث علي بن شيبان عند البخاري في "الأدب المفرد"(1192)، وأبي داود (5041)، وإسناده ضعيف لجهالة بعض رواته، وقال البخاري: في إسناده نظر.
وثان من حديث ابن عباس عند ابن عدي في "الكامل" 2/ 702 و 708.
وفي إسناده الحسن بن عمارة، وهو متروك عند أهل الحديث. =
حَدِيثُ عُبَادَةَ بْنِ قُرْطٍ
20750 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، قَالَ: قَالَ عُبَادَةُ بْنُ قُرْطٍ: إِنَّكُمْ تَأْتُونَ أَشْيَاءَ هِيَ أَدَقُّ فِي أَعْيُنِكُمْ مِنَ الشَّعْرِ، كُنَّا نَعُدُّهَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمُوبِقَاتِ. قَالَ: فَذَكَرُوا ذَلِكَ لِمُحَمَّدٍ، فَقَالَ: صَدَقَ، أَرَى جَرَّ الْإِزَارِ مِنْهُ (1).
= وثالث من حديث عبد الله بن جعفر عند الطبراني في "الكبير"(217 - قطعة من الجزء 13). وفي إسناده يزيد بن عياض كذَّبه مالك وغيره.
قلنا: فهذه الشواهد لا يُفرح بها ولا تصلح لأن يُشدَّ بها الحديث.
وأخرج الترمذي (2854) من طريق عبد الجبار بن عمر، عن محمد بن المنكدر، عن جابر، قال: نهى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أن ينام الرجل على سطح ليس بمحجور عليه. وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث محمد بن المنكدر عن جابر إلا من هذا الوجه، وعبد الجبار بن عمر يضعَّف.
وأخرج البخاري في "الأدب المفرد"(1193) من طريق عمران بن مسلم ابن رياح، عن علي بن عُمارة، قال: جاء أبو أيوب الأنصاري فصعدت به على سطح أفلح، فنزل وقال: كدتُ أن أبيت الليلة ولا ذمة لي. وعلي بن عمارة مجهول الحال.
قال السندي: "فبرئت منه الذمة"، أي: العهدة والأمان، يريد أن لا يؤخذ أحد بذمته، وليس على أحد عهدته، لأنه عرَّض نفسه للهلاك، ولم يحترز لها.
(1)
هذا الأثر صحيح، وإسناده ضعيف لانقطاعه، حميد بن هلال لم يسمع من عبادة، بينهما أبو قتادة العدوي، كما جاء مصرحاً به في الرواية التالية. إسماعيل: هو ابن علية، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني. ومحمد المذكور في آخره: هو ابن سيرين. وهو مكرر (15859).
20751 -
حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ قُرْطٍ - أَوْ قُرْصٍ - قَالَ: إِنَّكُمْ تَعْمَلُونَ أَعْمَالًا هِيَ أَدَقُّ فِي أَعْيُنِكُمْ مِنَ الشَّعْرِ، إِنْ كُنَّا لَنَعُدُّهَا عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْمُوبِقَاتِ (1).
20752 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، حَدَّثَنَا أَبُو قَتَادَةَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ قُرْصٍ - أَوْ قُرْطٍ -: إِنَّكُمْ لَتَعْمَلُونَ الْيَوْمَ أَعْمَالًا هِيَ أَدَقُّ فِي أَعْيُنِكُمْ مِنَ الشَّعْرِ، كُنَّا نَعُدُّهَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْمُوبِقَاتِ.
فَقُلْتُ لِأَبِي قَتَادَةَ: فَكَيْفَ لَوْ أَدْرَكَ زَمَانَنَا هَذَا؟ فَقَالَ أَبُو قَتَادَةَ: لَكَانَ لِذَلِكَ أَقْوَلَ (2).
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير صحابيه فلم يخرِّجا له. سليمان: هو ابن المغيرة القيسي مولاهم. وأبو قتادة: هو العدوي البصري.
وأخرجه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" كما في "بغية الباحث"(1073) عن أبي النضر هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1353) عن قرة بن خالد وسليمان بن المغيرة، به.
وانظر ما قبله وما بعده.
(2)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير صحابيه فلم يخرجا له.
وأخرجه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" كما في "بغية الباحث" =
حَدِيثُ أَبِي رِفَاعَةَ
(1)
20753 -
حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو رِفَاعَةَ: انْتَهَيْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَخْطُبُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، رَجُلٌ غَرِيبٌ جَاءَ يَسْأَلُ عَنْ دِينِهِ، لَا يَدْرِي مَا دِينُهُ!! قَالَ: فَأَقْبَلَ إِلَيَّ فَأَتَى بِكُرْسِيٍّ، فَقَعَدَ عَلَيْهِ، فَجَعَلَ يُعَلِّمُنِي مِمَّا عَلَّمَهُ اللهُ تَعَالَى، قَالَ: ثُمَّ أَتَى خُطْبَتَهُ فَأَتَمَّ آخِرَهَا (2).
= (1072) عن عفان، بهذا الإسناد- دون قوله: "فقلت لأبي قتادة
…
إلخ".
وانظر ما قبله.
(1)
قال السندي: أبو رفاعة العَدَوي: تميم بن أَسَد، بفتحتين، وقيل: ابن أَسِيد، بفتح فكسر، وقيل: بالضم، مصغَّر، وله صحبة، قيل: غزا سجستان مع عبد الرحمن بن سَمُرة، فقام في آخر الليل، فسقط فمات، وكان من فضلاء الصحابة بالبصرة، وقيل: كان بكابُل.
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن المغيرة، فمن رجال مسلم، وقد روى له البخاري تعليقاً ومقروناً.
وأخرجه ابن المبارك في "الجهاد"(159)، والبخاري في "الأدب المفرد"(1164)، ومسلم (876)، والنسائي 8/ 220، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1217)، وابن خزيمة (1457) و (1800)، والطبراني (1274)، والحاكم 1/ 286، والبيهقي 3/ 218 من طرق عن سليمان بن المغيرة، بهذا الإسناد.
وأخرجه القضاعي في "مسند الشهاب"(1138) من طريق يزيد بن زريع، عن خالد الحذَّاء، عن حميد بن هلال، به.
حَدِيثُ الْجَارُودِ الْعَبْدِيِّ
(1)
20754 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ مُطَرِّفٍ قَالَ: حَدِيثَانِ بَلَغَانِي عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ عَرَفْتُ أَنِّي قَدْ صَدَّقْتُهُمَا، لَا أَدْرِي أَيُّهُمَا قَبْلَ صَاحِبِهِ؟ حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ الْجَذْمِيُّ، جَذِيمَةُ عَبْدِ الْقَيْسِ، حَدَّثَنَا الْجَارُودُ قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ وَفِي الظَّهْرِ قِلَّةٌ، إِذْ تَذَاكَرَ الْقَوْمُ الظَّهْرَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، قَدْ عَلِمْتُ مَا يَكْفِينَا مِنَ الظَّهْرِ. فَقَالَ:" وَمَا يَكْفِينَا؟ " قُلْتُ: ذَوْدٌ نَأْتِي عَلَيْهِنَّ فِي جُرُفٍ فَنَسْتَمْتِعُ بِظُهُورِهِمْ. قَالَ: " لَا، ضَالَّةُ الْمُسْلِمُ حَرَقُ النَّارِ، فَلَا تَقْرَبَنَّهَا، ضَالَّةُ الْمُسْلِمِ حَرَقُ النَّارِ، فَلَا تَقْرَبَنَّهَا، ضَالَّةُ الْمُسْلِمِ حَرَقُ النَّارِ، فَلَا تَقْرَبَنَّهَا ".
وَقَالَ فِي اللُّقَطَةِ: " الضَّالَّةُ تَجِدُهَا فَانْشُدَنَّهَا، وَلَا تَكْتُمْ، وَلَا تُغَيِّبْ، فَإِنْ عُرِفَتْ فَأَدِّهَا، وَإِلَّا فَمَالُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ "(2).
(1) قال السندي: الجارود العبدي: هو جارود بن المعلَّى، وقيل: ابن العلاء، أبو المنذر، عبديٌّ، من عبد القيس، وكان سيداً لهم، قيل: الجارود اسمه، وقيل: لقب، واسمه بشر، وكان نصرانياً، وحين قدم على النبي صلى الله عليه وسلم فَرِحَ به وقرَّبه وأدناه، وكان حسن الإسلام صَلِيباً على دينه، قيل: قتل بأرض فارس في خلافة عمر رضي الله عنه، وقيل: غير ذلك.
(2)
إسناده حسن، أبو مسلم الجَذَمي -بفتح الجيم والذال وضبطت في "التقريب" بسكون الذال خطأً- روى عنه جمع ولم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير صحابيه فلم يخرجا له، وحديثه =
20755 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، وَأَحْمَدُ الْحَدَّادُ (1)، قَالَ: وَحَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ الشِّخِّيرِ
= عند الترمذي والنسائي. إسماعيل: هو ابن عُليَّة، وسعيد الجريري: هو ابن إياس، وأبو العلاء بن الشِّخير: هو يزيد بن عبد الله بن الشِّخير، ومطرف أخوه.
وأخرجه الطبراني (2119) من طريق ابن علية، بهذا الإسناد، مختصراً.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(5792) و (5810)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1637) و (1638)، والطبراني في "الصغير"(846)، وفي "الكبير"(2120) و (2121) و (2122) من طرق عن الجُريري، به.
وأخرجه الدارمي (2602) عن يزيد بن هارون، عن الجُريري، عن أبي العلاء، عن أبي مسلم، به. ولم يذكر مطرِّفاً.
وفي باب اللقطة انظر حديثَ عبد الله بن عمرو، السالف برقم (6683)، وانظر تتمة شواهده هناك.
قال السندي: قوله: "قد عرفت أن قد صَدَّقْتُهُما" من التصديق، أي: علمت من نفسي أني مصدِّق بهما بناءً على أن أحدهما ناسخ للآخر، لكن لا أدري أيهما ناسخ وأيهما منسوخ.
"جُرُف": ضبط بضمتين، ويجوز سكون الثاني، أي: في أرض أكلها المَسِيل، والمراد: جرف المدينة.
"حَرَقُ النار" الحرق: بفتحتين اسم من إحراق الناس، أي: سبب لدخول النار، وهذا إذا قصد الانتفاع بها أو تملُّكها
…
وما جاء من الإذن، فإنما هو بعد التعريف، فلا نسخَ، والله تعالى أعلم.
والذَّوْد: ما بين الثلاث إلى العَشْر من الإبل.
(1)
وقع في (م) ونسخنا الخطية: الحذَّاء، والمثبت من "أطراف المسند" 2/ 180، وهو الموافق لما في المصادر.
عَنِ الْجَارُودِ الْعَبْدِيِّ، يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" ضَالَّةُ الْمُسْلِمِ حَرَقُ النَّارِ فَلَا تَقْرَبَنَّهَا "(1).
20756 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ الْجَذْمِيِّ
(1) حديث حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه، فقد روى له الترمذي والنسائي، وغير أحمد الحداد -وهو أحمد بن داود، أبو سعيد الحداد الواسطي- فقد روى عنه جمع ووثقه ابن سعد في "الطبقات" 7/ 358، وابن حبان في "الثقات" 8/ 10، ويحيى بن معين كما في "تاريخ بغداد" 4/ 138، وفات الحافظين الهيثميَّ وابن حجر أن يترجما له! وله ترجمة أيضاً في "التاريخ الكبير" 2/ 4، و"الجرح والتعديل" 2/ 50. وهذا الحديث إنما سمعه مطرِّف من أبي مسلم الجَذَمي كما صرَّح هو بذلك فيما سلف برقم (20754)، فمدار الحديث عليه.
وحديث عبد الرزاق في "مصنفه"(18603)، ومن طريقه أخرجه الطبراني (2110)، والبيهقي 6/ 191.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(5793) من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وقال: خالفه شعبة، وأخرجه (5794) من طريقه عن خالد الحذاء، عن أبي العلاء، عن مطرف، عن أبي مسلم الجذمي، عن الجارود.
ومن طريق شعبة أخرجه الطحاوي 4/ 133، والطبراني (2112)، والبيهقي 6/ 190 عن خالد الحذاء، عن أبي العلاء، عن أبي مسلم، عن الجارود -فلم يذكر مطرِّفاً، وهي كطريق عبد الوهَّاب عن خالد الحذاء في الحديث التالي.
وأخرجه الطبراني (2113) من طريق خالد بن عبد الله، عن خالد الحذاء، عن مطرف، عن أبي مسلم، عن الجارود، ولم يذكر أبا العلاء يزيد بن الشِّخير.
عَنِ الْجَارُودِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " ضَالَّةُ الْمُسْلِمِ حَرَقُ النَّارِ "(1).
20757 -
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ الْجَذْمِيِّ، عَنِ الْجَارُودِ بْنِ مُعَلَّى الْعَبْدِيِّ: أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنِ الضَّوَالِّ، فَقَالَ:" ضَالَّةُ الْمُسْلِمِ حَرَقُ النَّارِ "(2).
(1) إسناده حسن، أبو مسلم الجذمي روى عنه جمع وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجاله ثقات. عبد الوهاب: هو ابن عبد المجيد الثقفي.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(5795) من طريق عبد الوهاب الثقفي، بهذا الإسناد.
(2)
إسناده حسن لأجل أبي مسلم الجَذَمي.
وأخرجه الطيالسي (1294)، والنسائي في "الكبرى"(5796)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1641)، والطبراني (2116) من طرق عن المثنى ابن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو يعلى (919) و (1539)، وابن حبان (4887)، والطبراني (2114) من طريق أبان بن يزيد، عن قتادة، به.
وعلقه الترمذي بإثر الحديث (1881) من طريق قتادة، به.
وأخرجه الطبراني (2117) من طريق عبد الوهاب بن عطاء، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أبي مسلم، عن الجارود. قال الطبراني: ولم يذكر سعيدٌ يزيدَ بن عبد الله.
وأخرجه ابن أبي عاصم (1640)، والطبراني (2109) من طريق أبي كامل الجحدري، عن أبي معشر البَرَّاء، عن المثنى بن سعيد، عن قتادة، عن عبد الله ابن بابي، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، عن الجارود. وسقط من المطبوع من "الآحاد" عبد الله بن بابي.
20758 -
حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ -، عَنْ أَيُّوبَ عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ، عَنِ الْجَارُودِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " ضَالَّةُ الْمُسْلِمِ حَرَقُ النَّارِ "(1).
20759 -
حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ (2) عَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ الْجَذْمِيِّ، عَنِ الْجَارُودِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" ضَالَّةُ الْمُسْلِمِ حَرَقُ النَّارِ "(3).
(1) إسناده حسن لأجل أبي مسلم الجَذَمي. سريج: هو ابن النعمان، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السَّختياني.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(5797)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1639)، والطحاوي 4/ 133، والطبراني (2118) من طرق عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي 6/ 190 من طريق وُهَيب، عن أيوب، به.
وأخرجه النسائي (5798) من طريق جرير بن حازم، عن أيوب السختياني، عن أبي مسلم، عن الجارود.
(2)
قوله: "يزيد بن" سقط من (م).
(3)
إسناده حسن. بهز: هو ابن أسد العَمِّي، وهَمَّام: هو ابن يحيى العَوْذي.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 133 من طريق عفان بن مسلم، والطبراني (2115) من طريق حجاج بن نصير، كلاهما عن همام، بهذا الإسناد.
حَدِيثُ الْمُهَاجِرِ بْنِ قُنْفُذٍ
20760 -
حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ حُضَيْنٍ أَبِي سَاسَانَ الرَّقَاشِيِّ، عَنِ الْمُهَاجِرِ بْنِ قُنْفُذِ بْنِ عُمَيْرِ (1) بْنِ جُدْعَانَ قَالَ: سَلَّمْتُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَتَوَضَّأُ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ وُضُوئِهِ قَالَ:" لَمْ يَمْنَعْنِي أَنْ أَرُدَّ عَلَيْكَ إِلَّا أَنِّي كُنْتُ عَلَى غَيْرِ وُضُوءٍ "(2).
20761 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ سَعِيدٍ. وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ حُضَيْنٍ أَبِي سَاسَانَ، عَنِ الْمُهَاجِرِ بْنِ قُنْفُذٍ - قَالَ عَبْدُ الْوَهَّابِ: ابْنُ عُمَيْرِ بْنِ جُدْعَانَ
(1) في (م) و (ق): عمرو، وهو خطأ.
(2)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حُضَين أبي ساسان فمن رجال مسلم. وغير صحابيه فلم يخرِّجا له، وحديثه عند أبي داود والنسائي وابن ماجه. روح: هو ابن عبادة، وسعيد: هو ابن أبي عروبة، والحسن: هو البصري.
وأخرجه المزي في ترجمة المهاجر بن قنفذ من "تهذيب الكمال" 28/ 578 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (350) من طريق روح، به.
وأخرجه أبو داود (17)، والنسائي 1/ 37، وابن خزيمة (206)، والطحاوي 1/ 27 و 85، وابن حبان (803)، والطبراني 20/ (781)، والحاكم 1/ 167 و 3/ 479، والبيهقي 1/ 90 من طرق عن سعيد بن أبي عروبة، به.
وانظر ما بعده.
- أَنَّهُ سَلَّمَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَتَوَضَّأُ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ وُضُوئِهِ، قَالَ:" إِنَّهُ لَمْ يَمْنَعْنِي أَنْ أَرُدَّ عَلَيْكَ إِلَّا أَنِّي كَرِهْتُ أَنْ أَذْكُرَ اللهَ إِلَّا عَلَى طَهَارَةٍ "(1).
20762 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ الْمُهَاجِرِ بْنِ قُنْفُذٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَبُولُ - أَوْ قَدْ بَالَ - فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ حَتَّى تَوَضَّأَ، ثُمَّ رَدَّ عَلَيَّ (2).
(1) إسناده من جهة عبد الوهاب -وهو ابن عطاء الخفاف- قوي، فهو من رجال مسلم، وهو صدوق لا بأس به، ومن جهة محمد بن جعفر صحيح. سعيد: هو ابن أبي عروبة، وقتادة: هو ابن دِعامة السدوسي، والحسن: هو البصري.
وقد سلف الحديث من طريق محمد بن جعفر برقم (19034).
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد منقطع، فإن الحسن البصري إنما سمعه من حضين أبي ساسان عن المهاجر كما في الحديثين السابقين.
عفان: هو ابن مسلم، وحماد: هو ابن سلمة، وحميد: هو ابن أبي حميد الطويل.
[حَدِيثُ قَتَادَةَ بْنِ مِلْحَانَ]
20763 -
حَدَّثَنَا عَارِمٌ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، قَالَ: وَحَدَّثَ أَبِي، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ بْنِ عُمَيْرٍ الْجُرَيْرِيِّ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ قَتَادَةَ بْنِ مِلْحَانَ حِينَ حَضَرَ، فَمَرَّ رَجُلٌ فِي أَقْصَى الدَّارِ، قَالَ: فَأَبْصَرْتُهُ فِي وَجْهِ قَتَادَةَ، قَالَ: وَكُنْتُ إِذَا رَأَيْتُهُ كَأَنَّ عَلَى وَجْهِهِ الدِّهَانَ، قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَسَحَ وَجْهَهُ (1).
• 20764 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (2)، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَهُرَيْمُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَا: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، قَالَ: قَالَ أَبِي، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ بْنِ عُمَيْرٍ: كُنْتُ عِنْدَ قَتَادَةَ بْنِ مِلْحَانَ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ (3).
(1) إسناده صحيح. عارم: هو محمد بن الفضل، ومعتمر: هو ابن سليمان بن طرخان. وهو مكرر (20317).
وقوله: "كأنما على وجهه الدهان". الدِّهان: جمع الدُّهْنِ، قال ابن الأثير: ومنه حديث قتادة بن مِلحان، وذكر هذا الحديث. يقول: كأن لونَه يُعلى بالدهن لصفائه.
(2)
وقع في النسخ الخطية و (م) على أنه من رواية عبد الله بن أحمد عن أبيه، وهو خطأ، والصواب أنه من زيادات عبد الله كما سلف برقم (20318).
(3)
إسناده صحيح. وهو مكرر (20318).
حَدِيثُ رَجُلٍ
20765 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ خَالِدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا قِلَابَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، [عَنْ] رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:[قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم](1): " أَتَقْرَؤُونَ وَالْإِمَامُ يَقْرَأُ؟ " أَوْ قَالَ: " تَقْرَؤُونَ خَلْفَ الْإِمَامِ وَالْإِمَامُ يَقْرَأُ؟ " قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ:" فَلَا تَفْعَلُوا، إِلَّا أَنْ يَقْرَأَ أَحَدُكُمْ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ فِي نَفْسِهِ [إِنْ شَاءَ] (2) ".
قَالَ خَالِدٌ: وَحَدَّثَنِي بَعْدُ، وَلَمْ يَقُلْ:" إِنْ شَاءَ " فَقُلْتُ لِأَبِي قِلَابَةَ: إِنْ شَاءَ؟ قَالَ: لَا أَذْكُرُهُ (3).
(1) ما بين المعقوفات ليس في (م) ونسخنا الخطية، واستدركناه من الروايات الأخرى للحديث، فانظر ما سلف برقم (18070) و (20600).
(2)
ما بين المعقوفين ليس في (م) ونسخنا الخطية، وإثباته لازم، وذلك ليستقيم كلام خالد الذي ذكره المصنف بعده. والله تعالى أعلم.
(3)
إسناده صحيح. خالد: هو الحذَّاء، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجَرْمي.
وانظر (18070).
حَدِيثُ أَبِي عَسِيْبٍ
(1)
20766 -
حَدَّثَنَا بَهْزٌ وَأَبُو كَامِلٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ - يَعْنِي الْجَوْنِيَّ -، عَنْ أَبِي عَسِيبٍ، أَوْ أَبِي عَسِيمٍ. قَالَ بَهْزٌ: إِنَّهُ شَهِدَ الصَّلَاةَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالُوا: كَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْهِ؟ قَالَ: ادْخُلُوا أَرْسَالًا أَرْسَالًا، قَالَ: فَكَانُوا يَدْخُلُونَ مِنْ هَذَا الْبَابِ، فَيُصَلُّونَ عَلَيْهِ، ثُمَّ يَخْرُجُونَ مِنَ الْبَابِ الْآخَرِ، قَالَ: فَلَمَّا وُضِعَ فِي لَحْدِهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ الْمُغِيرَةُ: قَدْ بَقِيَ مِنْ رِجْلَيْهِ شَيْءٌ لَمْ يُصْلِحُوهُ. قَالُوا: فَادْخُلْ فَأَصْلِحْهُ. فَدَخَلَ، وَأَدْخَلَ يَدَهُ، فَمَسَّ قَدَمَيْهِ، فَقَالَ: أَهِيلُوا عَلَيَّ التُّرَابَ، فَأَهَالُوا عَلَيْهِ التُّرَابَ حَتَّى بَلَغَ أَنْصَافَ سَاقَيْهِ، ثُمَّ خَرَجَ، فَكَانَ يَقُولُ أَنَا أَحْدَثُكُمْ عَهْدًا بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (2).
(1) قال السندي: أبو عسيب مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم مشهور بكنيته، قيل: اسمه أحمر، وقيل: سفينة مولى أم سلمة، والراجح أنه غيره، ثم قيل: هو أبو عسيم، آخره ميم، وقيل: أبو عسيم غيره.
(2)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم، وغير صحابيه فلم يخرج له أحد من أصحاب الكتب الستة. بهز: هو ابن أسد العَمِّي، وأبو كامل: هو مظفَّر بن مُدرِك الخراساني، وأبو عمران الجوني: هو عبد الملك بن حبيب.
ويشهد لقصة الصلاة حديث ابن عباس عند ابن ماجه (1628). وحديث سهل بن سعد عند البيهقي في "الدلائل" 7/ 250. وكلاهما ضعيف.
ويشهد لقول المغيرة: "أنا أحدثكم عهداً برسول الله صلى الله عليه وسلم" حديثه هو عند =
20767 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ عُبَيْدٍ أَبُو نُصَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَسِيبٍ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَتَانِي جِبْرِيلُ بِالْحُمَّى وَالطَّاعُونِ، فَأَمْسَكْتُ الْحُمَّى بِالْمَدِينَةِ، وَأَرْسَلْتُ الطَّاعُونَ إِلَى الشَّامِ، فَالطَّاعُونُ شَهَادَةٌ لِأُمَّتِي وَرَحْمَةٌ، وَرِجْسٌ عَلَى الْكَافِرِ (1) "(2).
= ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1547)، والطبراني 20/ (993)، وفيه مجالد بن سعيد، وهو ضعيف.
وحديث ابن أبي مرحب عند الطبراني 20/ (863). وحسَّن إسناده الهيثمي في "المجمع" 9/ 361.
وفي حديث علي السالف برقم (787) حيث قال: أظن المغيرة بن شعبة يحدثكم أنه كان أحدث الناس عهداً برسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالوا: أجل، عن ذلك جئنا نسألك، قال: أحدث الناس عهداً برسول الله صلى الله عليه وسلم قُثَم بن العباس. وإسناده حسن.
(1)
في (م): الكافرين.
(2)
إسناده صحيح.
وأخرجه ابن سعد 7/ 61، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(466)، والحارث بن أبي أسامة في "مسنده" كما في "بغية الباحث"(255)، والدولابي في "الأسماء والكنى" 1/ 44، وابن حبان في "الثقات" 5/ 399، والطبراني (974) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
ويشهد لقوله: "الطاعون شهادة" حديث أبي هريرة السالف برقم (8092)، وانظر تتمة شواهده هناك.
قنا: ذكر الحافظ في "فتح الباري" 10/ 191 أن الحِكمة في إمساك الحمَّى بالمدينة وإرسال الطاعون، أنه صلى الله عليه وسلم لمَّا دخل المدينة كان في قِلَّةٍ من أصحابه عدداً ومَددَاً، وكانت المدينة وَبِئةً كما في حديث عائشة عند البخاري =
20768 -
حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا حَشْرَجٌ، عَنْ أَبِي نُصَيْرَةَ، عَنْ أَبِي عَسِيبٍ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلًا فَمَرَّ بِي، فَدَعَانِي إِلَيْهِ فَخَرَجْتُ، ثُمَّ مَرَّ بِأَبِي بَكْرٍ فَدَعَاهُ فَخَرَجَ إِلَيْهِ، ثُمَّ بِعُمَرَ (1) فَدَعَاهُ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ، فَانْطَلَقَ حَتَّى دَخَلَ حَائِطًا لِبَعْضِ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ لِصَاحِبِ الْحَائِطِ:" أَطْعِمْنَا بُسْرًا " فَجَاءَ بِعِذْقٍ فَوَضَعَهُ فَأَكَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ، ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ بَارِدٍ، فَشَرِبَ، فَقَالَ:" لَتُسْأَلُنَّ عَنْ هَذَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ " قَالَ: فَأَخَذَ عُمَرُ الْعِذْقَ فَضَرَبَ بِهِ الْأَرْضَ حَتَّى تَنَاثَرَ الْبُسْرُ قِبَلَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَئِنَّا لَمَسْؤُولُونَ عَنْ هَذَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ:" نَعَمْ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ: خِرْقَةٍ كَفَّ بِهَا الرَّجُلُ عَوْرَتَهُ، أَوْ كِسْرَةٍ سَدَّ بِهَا جَوْعَتَهُ، أَوْ جَحْرٍ يَتَدَخَّلُ فِيهِ مِنَ الْحَرِّ وَالْقُرِّ "(2).
= (1889) وغيره، فخُيِّر النبي صلى الله عليه وسلم في أمرين يحصل بكلٍّ منهما الأجر الجزيل، فاختار الحمَّى حينئذٍ لقِلَّة الموت بها غالباً، بخلاف الطاعون، ثم لما احتاج إلى جهاد الكفَّار وأُذِنَ له في القتال، كانت قضية استمرار الحمَّى بالمدينة أن تُضعِفَ أجساد الذين يحتاجون إلى التقوية لأجل الجهاد، فدعا بنَقْل الحُمَّى من المدينة إلى الجُحْفة كما في حديث عائشة أيضاً المذكور، فعادت المدينةُ أصحَّ بلاد الله بعد أن كانت بخلاف ذلك، ثم كانوا من حينئذٍ من فاتته الشهادةُ بالطاعون ربما حصلت له بالقتل في سبيل الله، ومن فاته ذلك حصلت له الحمَّى التي هي حظُّ المؤمن من النار، ثم استمر ذلك بالمدينة تمييزاً لها عن غيرها لتحقُّق إجابة دعوته وظهور هذه المعجزة العظيمة بتصديق خبره هذه المدَّة المتطاولة، والله أعلم.
(1)
في (م) ونسخة على هامش (س): ثم مرَّ بعمر.
(2)
حَشْرج -وهو ابن نُبَاتة الأشجعي- مختلف فيه وثقه غير واحد، وقال =
حَدِيثُ الْخَشْخَاشِ الْعَنْبَرِيِّ
20769 -
حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، أَخْبَرَنِي مُخْبِرٌ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ أَبِي الْحَرِّ، عَنِ الْخَشْخَاشِ الْعَنْبَرِيِّ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَمَعِي ابْنٌ لِي فَقَالَ: " ابْنُكَ؟ " قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: " لَا يَجْنِي عَلَيْكَ وَلَا تَجْنِي عَلَيْهِ "(1).
= أبو حاتم: صالح يكتب حديثه ولا يحتج به، وقال النسائي في رواية: ليس بالقوي، وفي أخرى: ليس به بأس، وباقي رجال الإسناد ثقات. سريج: هو ابن النعمان. وانظر حديث عثمان بن عفان السالف برقم (440).
وفي الباب ما يشهد لبعضه عن جابر، سلف برقم (14637).
وعن أبي هريرة عند مسلم (2038).
وعن ابن عباس عند ابن حبان (5216).
العِذْق: القِطْف من النخل، ويقال له: القِنْوُ أيضاً.
والجَحْر: الغار البعيدُ القَعْرِ قاله الصغاني في "التكملة".
والقُرُّ: البَرْد. وحكى ابن قتيبة في قافة التثليثَ.
(1)
حديث صحيح، والمُخبِر المبهم في هذا الإسناد: هو الوليد بن مسلم أبو بشر العنبري فيما صححه ابن الأثير في "أسد الغابة" 2/ 136، والمزي في "التهذيب" 6/ 536، وباقي رجال الإسناد ثقات. هشيم: هو ابن بشير، وحصين بن أبي الحُرِّ: هو حصين بن مالك بن الخشخاش، فالخشخاش جدُّه.
وأخرجه المزي في ترجمة الخشخاش من "التهذيب" 6/ 536 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
قال المزي: وكذلك رواه يعقوب بن إبراهيم الدورقي عن هشيم. =
حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَرْجِسَ
(1)
20770 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَرْجِسَ، قَالَ: تَرَوْنَ هَذَا الشَّيْخَ؟ - يَعْنِي نَفْسَهُ - كَلَّمْتُ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَكَلْتُ مَعَهُ، وَرَأَيْتُ الْعَلَامَةَ الَّتِي بَيْنَ كَتِفَيْهِ، وَهِيَ فِي طَرَفِ نَُغْضِ كَتِفِهِ الْيُسْرَى، كَأَنَّهُ جُمْعٌ - يَعْنِي الْكَفَّ الْمُجْتَمِعَ؛ وَقَالَ بِيَدِهِ فَقَبَضَهَا - عَلَيْهِ خِيلَانٌ كَهَيْئَةِ الثَّآلِيلِ (2).
= وسلف الحديث في مسند الكوفيين برقم (19031) عن هشيم كما هو هنا، وعنه عن يونس بن عبيد، عن حصين بن أبي الحر، عن الخشخاش العنبري. فلم يذكر الواسطة بين يونس وحصين. وانظر تمام تخريجه هناك.
(1)
قال السندي: عبد الله بن سرجس -بفتح المهملة وسكون الراء وكسر الجيم بعدها مهملة- مُزَني، حليف بني مخزومٍ، له صحبة، نزل البصرة، له أحاديثُ عند مسلم وغيره، وقال شعبة عن عاصمٍ الأحول -كما سيأتي في "المسند"- قال: رأى عبدُ الله بن سَرجِس النبيَّ صلى الله عليه وسلم، ولم يكن له صحبة، قال أبو عمر: أراد الصحبة الخاصَّة، وإلا فهو صحابيٌّ صحيح السماع من حديثه -عند مسلم وغيره-: رأيت النبيَّ صلى الله عليه وسلم وأكلتُ معه خبزاً ولحماً ورأيت الخاتم
…
الحديث، وفيه: فقلت: استغفر لي يا رسولَ الله [وهو أول حديث له في المسند].
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه، فهو من أفراد مسلم.
وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه"(20796)، ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الدلائل" 1/ 264.
وأخرجه مسلم (2346)، والترمذي في "الشمائل"(22)، والنسائي في =
20771 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَرْجِسَ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا خَرَجَ مُسَافِرًا يَقُولُ: " اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ، وَكَآبَةِ الْمُنْقَلَبِ، وَالْحَوْرِ بَعْدَ الْكَوْرِ، وَدَعْوَةِ الْمَظْلُومِ، وَسُوءِ الْمَنْظَرِ فِي الْأَهْلِ وَالْمَالِ "(1).
= "الكبرى"(11496)، وفي "عمل اليوم والليلة"(422)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1103) و (1104)، وأبو يعلى (1563)، وابن حبان (6299)، والبيهقي في "الدلائل" 1/ 264 من طرق عن عاصم الأحول، به. وبعضهم يزيد فيه قصة استغفار النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن سرجس الآتية برقم (20778).
وانظر (20774) و (20780).
وفي باب خاتم النبوة عن غير واحد من الصحابة، انظر حديث أبي سعيد السالف برقم (11656).
قال السندي: "نُغْض كتفه" بضم النون أو فتحها وسكون غين معجمة، وضاد معجمة: أعلى الكتف، وقيل: عظم رقيق على طرفه.
"جُمع": بضم جيم وسكون ميم، يريد أن الخاتم مثل جُمْع الكف، وهو أن تجمع الأصابع وتضمها وتعطفها إلى باطن الكف، ووجه الشبه: الهيئة أو المقدار، بل المراد الهيئة ليوافق بيضة الحمام، أي: كصورته بعد جمع الأصابع وضمها.
"خِيلانٌ": بكسر الخاء المعجمة وسكون الياء: جمع خال، وهو الشامَةُ في الوجه.
"الثآليل" كمصابيح: جمع ثُؤْلُول، وهو هذه الحبة التي تظهر في الجلد كالحمصة فما دونها.
(1)
إسناده صحيح على شرط مسلم. =
20772 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا عَاصِمٌ بِالْكُوفَةِ فَلَمْ أَكْتُبْهُ، فَسَمِعْتُ شُعْبَةَ يُحَدِّثُ بِهِ فَعَرَفْتُهُ بِهِ عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَرْجِسَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا سَافَرَ قَالَ:" اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ، وَكَآبَةِ الْمُنْقَلَبِ، وَالْحَوْرِ بَعْدَ الْكَوْرِ، وَدَعْوَةِ الْمَظْلُومِ، وَسُوءِ الْمَنْظَرِ فِي الْأَهْلِ وَالْمَالِ "(1).
= وهو عند عبد الرزاق في "المصنف"(9231). و (20927).
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 359 و 12/ 518، ومسلم (1343)، وابن ماجه (3888)، والنسائي 8/ 272 و 273، وابن خزيمة (2533) من طرق عن عاصم الأحول، بهذا الإسناد. وفي رواية مسلم: والحور بعد الكون.
وسيأتي الحديث بالأرقام (20772) و (20773) و (20776) و (20781).
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (9205)، وانظر تتمة شواهده هناك.
قال السندي: قوله: "من وَعْثاء السفر" بفتح الواو وسكون العين المهملة وبالثاء المثلثة والمد: هي المشقَّة.
وكآبة، كالكراهة: تغيُّر النفس من حزن ونحوه.
والمُنقَلب -بفتح اللام-: المرجع.
والحَوْر بعد الكور: هما بالراء، وقد جاء الثاني بالنون أيضاً، قيل: هو الرجوع من الإيمان إلى الكفر، أو من الطاعة إلى المعصية، والحَوْر: من حارَ إذا رجع، والكَوْر: من تكوير العمامة: إذا لفَّها وجمعها، والمراد بالكون: الكون على الحالة الجميلة.
(1)
إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه عبد بن حميد (510) عن يزيد بن هارون، عن عاصم الأحول، عن عبد الله بن سرجس، وقال في آخره عن يزيد: سمعته من عاصم: وثبتني شعبة.
وأخرجه الدارمي (2672) عن يزيد بن هارون، عن شعبة، عن عاصم، به. =
20773 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَرْجِسَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا سَافَرَ قَالَ: " اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ، وَكَآبَةِ الْمُنْقَلَبِ، وَالْحَوْرِ بَعْدَ الْكَوْرِ، وَدَعْوَةِ الْمَظْلُومِ، وَسُوءِ الْمَنْظَرِ فِي الْأَهْلِ وَالْمَالِ "(1).
20774 -
حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَرْجِسَ: أَنَّهُ رَأَى الْخَاتَمَ الَّذِي بَيْنَ كَتِفَيِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
وَقَدْ رَأَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صُحْبَةٌ (2).
20775 -
حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَرْجِسَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا يَبُولَنَّ أَحَدُكُمْ فِي الْجُحْرِ، وَإِذَا نِمْتُمْ فَأَطْفِئُوا السِّرَاجَ، فَإِنَّ الْفَأْرَةَ تَأْخُذُ الْفَتِيلَةَ، فَتَحْرِقُ أَهْلَ الْبَيْتِ، وَأَوْكِئُوا الْأَسْقِيَةَ، وَخَمِّرُوا الشَّرَابَ، وَغَلِّقُوا الْأَبْوَابَ بِاللَّيْلِ ".
= وكذا أخرجه الطيالسي (1180) عن شعبة، والنسائي 8/ 272 من طريق خالد بن الحارث، عن شعبة.
(1)
إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر ما قبله.
(2)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو سعيد: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري مولى بني هاشم، وثابت: هو ابن يزيد الأحول. وانظر (20770).
وقد ذكرنا ما قيل في صحبته في ترجمته أول مسنده.
قَالُوا لِقَتَادَةَ: مَا يُكْرَهُ مِنَ الْبَوْلِ فِي الْجُحْر؟ قَالَ: يُقَالُ إِنَّهَا مَسَاكِنُ الْجِنِّ (1).
(1) رجله ثقات رجال الصحيح، وقتادة -وإن لم يصرِّح بسماعه من عبد الله بن سرجس- قد أثبت سماعه منه غيرُ واحد من أهل العلم كعلي ابن المديني وأبي زرعة وأبي حاتم الرازيَّينِ، وأحمد بن حنبل في رواية ابنه عبد الله، وأما في رواية حرب بن إسماعيل فقد تشكَّك في سماعه منه، وصحح هذا الحديث ابن خزيمة وابن السَّكن فيما أفاده الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" 1/ 106.
هشام والد معاذ: هو ابن أبي عبد الله الدَّستُوائي.
وأخرجه أبو داود (29)، والنسائي 1/ 33 - 34، وابن الجارود في "المنتقى"(34)، والحاكم 1/ 186، والبيهقي 1/ 99، والبغوي (192) من طريق معاذ بن هشام، بهذا الإسناد -واقتصروا فيه جميعهم غير الحاكم وعنه البيهقي، على قصة النهي عن البول في الجحر وتعليق قتادة عليه.
وفي الباب دون النهي عن التبول في الجحر عن أبي هريرة، سلف برقم (8752)، وانظر تتمة شواهده هناك.
قلنا: وأما ما جاء في آخر الحديث من تعليل قتادة لكراهية البول في الجُحر فلم يأثره عن أحد، وفي بعض الروايات عنه:"كان يقال: إنها مسكن الجن"، وهو غريب إلا إن أراد بالجنِّ صغارَ الحيات، فإنه يقال لها: جِنٌّ وجِنَّان، واحدها جانٌّ، قال ابن الأثير في "النهاية": وهو الدقيق الخفيف.
وقال السندي: قوله: "في الجُحْر": الثُّقب، فإنه مأوى الهوامِّ المؤذية، فلا يؤْمَن أن يصيبه مضرَّة منها.
و"أوكوا": من أوكيتَ الإناءَ، إذا شَدَدْتَ رأسه بالحبل، ولا يقال: أوكأت، بهمزة في آخره.
و"خمِّروا" من التخمير بمعنى التغطية.
20776 -
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَرْجِسَ - قَالَ عَاصِمٌ: وَقَدْ كَانَ رَأَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم (1) إِذَا خَرَجَ فِي سَفَرٍ قَالَ: " اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ، وَكَآبَةِ الْمُنْقَلَبِ، وَالْحَوْرِ بَعْدَ الْكَوْرِ، وَدَعْوَةِ الْمَظْلُومِ، وَسُوءِ الْمَنْظَرِ فِي الْمَالِ وَالْأَهْلِ " وَإِذَا رَجَعَ قَالَ مِثْلَهَا، إِلَّا أَنَّهُ يَقُولُ:" وَسُوءِ الْمَنْظَرِ فِي الْأَهْلِ وَالْمَالِ " يَبْدَأُ بِالْأَهْلِ (2).
20777 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَرْجِسَ، قَالَ: أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، صَلَاةُ الصُّبْحِ، فَرَأَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلًا يُصَلِّي رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ، فَقَالَ لَهُ:" بِأَيِّ صَلَاتَيْكَ احْتَسَبْتَ؟ بِصَلَاتِكَ وَحْدَكَ، أَوْ صَلَاتِكَ الَّتِي صَلَّيْتَ مَعَنَا؟ "(3).
(1) قوله: "رسول الله صلى الله عليه وسلم" من (م) ونسخة في (س).
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه مسلم (1343)، وابن ماجه (3888) من طريق أبي معاوية محمد ابن خازم، بهذا الإسناد. وانظر (20771).
(3)
إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه ابن خزيمة (1125) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي 1/ 174 من طريق سعيد بن عامر، عن شعبة، به.
وأخرجه مسلم (712)، وأبو داود (1265)، وابن ماجه (1152)، والنسائي 2/ 117، وأبو عوانة 2/ 35، وابن خزيمة (1125)، وابن حبان (2191) و (2192)، والبيهقي 2/ 482 من طرق عن عاصم الأحول، به. =
20778 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ سَرْجِسَ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَكَلْتُ مَعَهُ مِنْ طَعَامِهِ، فَقُلْتُ: غَفَرَ اللهُ لَكَ يَا رَسُولَ اللهِ. فَقُلْتُ: أَسْتَغْفَرَ لَكَ؟ - قَالَ شُعْبَةُ: أَوْ قَالَ لَهُ رَجُلٌ - قَالَ: نَعَمْ، وَلَكُمْ؛ وَقَرَأَ:{وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} [محمد: 19]، ثُمَّ نَظَرْتُ إِلَى نَُغْضِ كَتِفِهِ الْأَيْمَنِ، أَوْ كَتِفِهِ الْأَيْسَرِ - شُعْبَةُ الَّذِي يَشُكُّ - فَإِذَا هُوَ كَهَيْئَةِ الْجُمْعِ، عَلَيْهِ الثَّآلِيلُ (1).
20779 -
حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عِيسَى أَبُو بِشْرٍ الرَّاسِبِيُّ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ أَبُو زَيْدٍ الْقَيْسِيُّ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ أَنَّهُ قَالَ: قَدْ رَأَى عَبْدُ اللهِ بْنُ سَرْجِسَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم غَيْرَ أَنَّهُ لَمْ تَكُنْ لَهُ
= وانظر حديث ابن عباس، السالف برقم (2130)، وحديث مالك بن بُحينة الآتي 5/ 345.
قال السندي: قوله: "احتسبتَ"، أي: اعتددتَ حتى خرجت من البيت إلى المسجد لأجلها، فإن كانت تلك هي الصلاة مع الجماعة، فكيف أعرضتَ عنها واشتغلتَ بغيرها حين وجدتَها قد أقيمت؟!
(1)
إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(295) و (421) من طريق محمد ابن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(1533) من طريق هدبة بن المنهال، عن عاصم الأحول، به -دون قصة الخاتم الذي بين كتفي النبي صلى الله عليه وسلم.
وانظر (20770).
صُحْبَةٌ (1).
20780 -
حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ وَأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَرْجِسَ، قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَدَخَلْتُ عَلَيْهِ، وَأَكَلْتُ مِنْ طَعَامِهِ وَشَرِبْتُ مِنْ شَرَابِهِ، وَرَأَيْتُ خَاتَمَ النُّبُوَّةِ - قَالَ هَاشِمٌ: فِي نُغْضِ كَتِفِهِ الْيُسْرَى - كَأَنَّهُ جُمْعٌ، فِيهَا خِيلَانٌ سُودٌ كَأَنَّهَا الثَّآلِيلُ (2).
20781 -
حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَرْجِسَ، أَنَّهُ كَانَ رَأَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا سَافَرَ قَالَ: " اللهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ، وَالْخَلِيفَةُ فِي الْأَهْلِ، اللهُمَّ اصْحَبْنَا فِي سَفَرِنَا، وَاخْلُفْنَا فِي أَهْلِنَا، اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ، وَكَآبَةِ الْمُنْقَلَبِ، وَمِنَ الْحَوْرِ بَعْدَ الْكَوْرِ، وَدَعْوَةِ الْمَظْلُومِ، وَسُوءِ الْمَنْظَرِ فِي الْأَهْلِ وَالْمَالِ ".
(1) هذا الأثر إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير بكر بن عيسى فقد روى له النسائي، وهو ثقة. وانظر (20774).
ثابت أبو زيد: هو ابن يزيد الأحول، وعاصم الأحول: هو ابن سليمان.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ شريك -وهو ابن عبد الله النَّخعي- لكنه متابَع.
وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات"(2245) عن علي بن الجعد، عن شريك، بهذا الإسناد. وانظر (20770).
قَالَ: وَسُئِلَ عَاصِمٌ عَنِ الْحَوْرِ بَعْدَ الْكَوْر؟ قَالَ: حَارَ بَعْدَ مَا كَانَ (1).
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه عبد بن حميد (511)، والترمذي (3439)، والنسائي في "الكبرى"(8801)، وفي "عمل اليوم والليلة"(499)، وابن خزيمة (2533) من طرق عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد. وانظر (20771).
حَدِيثُ امْرَأَةٍ يُقَالُ لَهَا: رَجَاءُ
20782 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنِ امْرَأَةٍ يُقَالُ لَهَا: رَجَاءُ، قَالَتْ: كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذْ جَاءَتْهُ امْرَأَةٌ بِابْنٍ لَهَا، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ اللهَ لِي فِيهِ بِالْبَرَكَةِ، فَإِنَّهُ قَدْ تُوُفِّيَ لِي ثَلَاثَةٌ. فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَمُنْذُ أَسْلَمْتِ؟ " قَالَتْ: نَعَمْ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " جُنَّةٌ حَصِينَةٌ ". فَقَالَ لِي رَجُلٌ: اسْمَعِي يَا رَجَاءُ مَا يَقُولُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم (1).
(1) صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الصحابية التي روى عنها ابن سيرين، فهي من أفراد الإمام أحمد. وقد خالف عبدَ الرزاق في إسناده يزيدُ بن هارون، كما عند المصنف في الحديث التالي، فجعله من حديث محمد بن سيرين عن امرأة يقال لها: ماوية عن رجل من الصحابة. هشام: هو ابن حسان القردوسي.
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 7/ 109 من طريق عبد الله بن أحمد ابن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3303)، والطبراني في "الكبير" 24/ (708) من طريق عبد الرزاق، به -إلا أن الطبراني سمَّى المرأة "رحما".
وروى هذه القصة عبد الرزاق في "مصنفه"(20137) عن معمر، عن أيوب السختياني، عن أبي قلابة: أن امرأةً جاءت النبي صلى الله عليه وسلم
…
ورجاله ثقات رجال الشيخين، وهو مرسل.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7265)، وانظر تتمة شواهده هناك. =
20783 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَتْنَا امْرَأَةٌ كَانَتْ تَأْتِينَا يُقَالُ لَهَا: مَاوِيَّةُ (1)، كَانَتْ تُرْزَأُ فِي وَلَدِهَا، وَأَتَتْ (2) عُبَيْدَ اللهِ بْنَ مَعْمَرٍ الْقُرَشِيَّ وَمَعَهُ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَحَدَّثَ ذَلِكَ الرَّجُلُ: أَنَّ امْرَأَةً أَتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِابْنٍ لَهَا، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ اللهَ أَنْ يُبْقِيَهُ لِي، فَقَدْ مَاتَ لِي قَبْلَهُ ثَلَاثَةٌ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَمُنْذُ أَسْلَمْتِ؟ " فَقَالَتْ: نَعَمْ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " جُنَّةٌ حَصِينَةٌ ".
قَالَتْ مَاوِيَّةُ: فَقَالَ لِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مَعْمَرٍ: اسْمَعِي يَا مَاوِيَّةُ. قَالَ مُحَمَّدٌ: فَخَرَجَتْ مَاوِيَّةُ مِنْ عِنْدِ ابْنِ مَعْمَرٍ. فَأَتَتْنَا فَحَدَّثَتْنَا هَذَا الْحَدِيثَ (3).
= قوله: "جُنَّة حصينة"، أي: أولئك الأولاد الذين ماتوا وقاية وسُترة لك من النار.
(1)
في (ظ 10) و (ق) في المواضع كلها: مارية، بالراء، والمثبت من (س) و (م) و"مجمع الزوائد" 3/ 6، وهذه الكلمة في (س) مجوَّدة ومضبوطة بتشديد الياء المثنَّاة.
(2)
في (م) والنسخ: وأتيت، بزيادة ياء، وما أثبتناه موافق لما في "مجمع الزوائد"، وهو الصواب إن شاء الله، فإن في آخر الحديث ما يبيِّن أن ابن سيرين لم يكن حاضراً في مجلس ابن معمر عندما حدَّث الصحابيُّ بالحديث، وإنما جاءَتهم ماويَّة فحدثتهم به.
(3)
صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ماويَّة المرأة التي حدَّث عنها ابن سيرين، وقد تفرد بالرواية عنها، ولا تُعرَف من هي.
يزيد: هو ابن هارون، وقد خالفه في هذا الإسناد عبد الرزاق كما في =
حَدِيثُ بَشِيرِ ابْنِ الْخَصَاصِيَةِ
(1)
20784 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنِي أَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ سُمَيْرٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ، عَنْ بَشِيرِ ابْنِ الْخَصَاصِيَةِ، بَشِيرِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَأَى رَجُلًا يَمْشِي فِي نَعْلَيْنِ بَيْنَ الْقُبُورِ، فَقَالَ:" يَا صَاحِبَ السَّبْتِيَّتَيْنِ، أَلْقِهِمَا "(2).
= الحديث السالف، فجعله من حديث محمد بن سيرين عن امرأة يقال لها: رجاء، قالت: كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وعبيد الله بن معمر القرشي المذكور في الحديث كان والياً على البصرة فيما ذكره مسلم في "الكنى"، وابن حبان في "الثقات". انظر "تعجيل المنفعة"(697).
(1)
قال السندي: هو بشير بن مَعْبَد، سَدُوسي معروف بابن الخصاصية: بفتح المعجمة وتخفيف المهملة، وهي منسوبة إلى خصاصية: وهي أمُّ جدِّ بشيرٍ الأعلى، وقيل: أمه. وكان اسمه زحماً -بالزاي وسكون المهملة- فغيره النبي صلى الله عليه وسلم، ولذلك قيل له: بشير رسول الله صلى الله عليه وسلم بالإضافة.
(2)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير خالد بن سمير وبشير صحابي الحديث، فقد خرَّج لهما البخاري في "الأدب المفرد" وأبو داود والنسائي وابن ماجه، وخالد ثقة وثقه النسائي والعجلي وابن حبان. وسيتكرر 5/ 224.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 396، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1651)، وابن ماجه (1568)، والنسائي 4/ 96، والطحاوي 1/ 510، والحاكم 3/ 373 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. =
20785 -
حَدَّثَنَا بَهْزٌ وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي سَدُوسٍ يُقَالُ لَهُ: دَيْسَمٌ، قَالَ: قُلْنَا لِبَشِيرِ ابْنِ الْخَصَاصِيَةِ - قَالَ: وَمَا كَانَ اسْمُهُ بَشِيرًا، فَسَمَّاهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَشِيرًا -: إِنَّ لَنَا جِيرَةً مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، لَا تَشُدُّ لَنَا قَاصِيَةٌ إِلَّا ذَهَبُوا بِهَا، وَإِنَّهَا تُخْفِي لَنَا مِنْ أَمْوَالِهِمْ أَشْيَاءُ، أَفَنَأْخُذُهَا؟ قَالَ: لَا (1).
20786 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، حَدَّثَنِي شَيْخٌ مِنْ بَنِي سَدُوسٍ يُقَالُ لَهُ: دَيْسَمٌ
= وزاد. في رواية النسائي وابن ماجه قصة مروره صلى الله عليه وسلم على مقبرة المشركين ثم مقبرة المسلمين الآتية برقم (20787) و (20788).
قال السندي: قوله: "يا صاحب السِّبتيتين أَلقِهما" السِّبْتية بكسر السين نسبةً إلى السِّبْت: وهي جلود البقر المدبوغة بالقَرَظ يُتَّخَذ منها النِّعال، لأنه سَبَتَ شعرها، أي: حُلِقَ وأُزيل، وقيل: لأنها انسبَتَت بالدِّباغ، أي: لانت، وأُريد بهما النَّعلانِ المتخذان من السِّبت، وأمره بالخلع احتراماً للمقابر عن المشي بهما أو لقذر بهما أو لاختياله في مشيه، وقيل: وفي الحديث كراهة المشي في المقابر بالنعل، قلت: لا يتم ذلك إلا على بعض الوجوه المذكورة.
(1)
إسناده ضعيف، دَيْسم لم يرو عنه غير أيوب ولم يوثقه غير ابن حبان 4/ 220، فهو في عداد المجهولين.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1647)، ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" 1/ 229 - 230 من طريق عفان وحده، بهذا الإسناد -واقتصر فيه على قصة تسمية بشير. وقصة تغيير اسم بشير صحيحة، انظر ما سيأتي برقم (20788) و 5/ 225.
قال السندي: "القاصية": المنفردة من الراعي، أي: متى ما انفردت لنا شاة عن بقية الغنم أخذوها، فهل نأخذ ما خفي من أموالهم في مقابلة ذلك.
عَنْ بَشِيرِ ابْنِ الْخَصَاصِيَةِ، وَكَانَ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَسَمَّاهُ بَشِيرًا، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1).
20787 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا أَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ سُمَيْرٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ، عَنْ (2) بَشِيرِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: كُنْتُ أُمَاشِي رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم آخِذًا (3) بِيَدِهِ، فَقَالَ لِي:" يَا ابْنَ الْخَصَاصِيَةِ، مَا أَصْبَحْتَ تَنْقِمُ عَلَى اللهِ؟! أَصْبَحْتَ تُمَاشِي رَسُولَهُ - قَالَ: أَحْسَبُهُ قَالَ: آخِذًا بِيَدِهِ -" قَالَ: قُلْتُ: مَا أَصْبَحْتُ أَنْقِمُ عَلَى اللهِ شَيْئًا، قَدْ أَعْطَانِي اللهُ كُلَّ خَيْرٍ. قَالَ: فَأَتَيْنَا عَلَى قُبُورِ الْمُشْرِكِينَ، فَقَالَ:" لَقَدْ سَبَقَ هَؤُلَاءِ خَيْرًا كَثِيرًا " ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ أَتَيْنَا عَلَى قُبُورِ الْمُسْلِمِينَ، فَقَالَ:" لَقَدْ أَدْرَكَ هَؤُلَاءِ خَيْرًا كَثِيرًا " ثَلَاثَ مَرَّاتٍ يَقُولُهَا، قَالَ: فَبَصُرَ بِرَجُلٍ يَمْشِي بَيْنَ الْمَقَابِرِ فِي نَعْلَيْهِ، فَقَالَ:" وَيْحَكَ يَا صَاحِبَ السِّبْتِيَّتَيْنِ، أَلْقِ سِبْتِيَّتَيْكَ"(4) مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، فَنَظَرَ الرَّجُلُ، فَلَمَّا رَأَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، خَلَعَ نَعْلَيْهِ (5).
(1) إسناده ضعيف كسابقه.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (6818) بطوله.
(2)
زاد في (م) بعد هذا: بشير بن الخصاصية.
(3)
في (ظ 10) ونسخة على هامش (س): آخذُ.
(4)
في بعض النسخ: سِبْتِيَّتَكَ. بالإفراد.
(5)
إسناده صحيح.
وأخرجه الطيالسي (1123) و (1124)، والبخاري في "الأدب المفرد" =
20788 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ سُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا بَشِيرُ بْنُ نَهِيكٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي بَشِيرُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ اسْمُهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ زَحْمَ بْنَ مَعْبَدٍ، فَهَاجَرَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَسَأَلَهُ:" مَا اسْمُكَ؟ " قَالَ: زَحْمٌ. قَالَ: " لَا، بَلْ أَنْتَ بَشِيرٌ ". فَكَانَ اسْمَهُ.
قَالَ: بَيْنَا أَنَا أُمَاشِي رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذْ قَالَ: " يَا ابْنَ الْخَصَاصِيَةِ، مَا أَصْبَحْتَ تَنْقِمُ عَلَى اللهِ؟! أَصْبَحْتَ تُمَاشِي رَسُولَ اللهِ - قَالَ أَبُو شَيْبَانَ - وَهُوَ الْأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ -: أَحْسَبُهُ قَالَ: آخِذًا (1) بِيَدِهِ -" فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، مَا أَنْقِمُ عَلَى اللهِ شَيْئًا، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَقَالَ:" يَا صَاحِبَ السِّبْتِيَّتَيْنِ أَلْقِ سِبْتِيَّتَكَ "(2).
= (775) و (829)، وأبو داود (3230)، وابن حبان (3170)، والطبراني (1230)، والحاكم 1/ 373، والمزي في ترجمة خالد بن سمير من "تهذيب الكمال" 8/ 90 من طرق عن أسود بن شيبان، بهذا الإسناد -وزادوا في أوله قصة تسمية بشير الآتية في الحديث التالي.
وانظر (20784).
(1)
في (ظ 10) و (ق): آخِذَه.
(2)
إسناده صحيح. وانظر ما قبله.
حَدِيثُ أُمِّ عَطِيَّةَ
(1)
20789 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ، قَالَتْ: كُنَّا نَمْنَعُ عَوَاتِقَنَا أَنْ يَخْرُجْنَ، فَقَدِمَتِ امْرَأَةٌ، فَنَزَلَتْ قَصْرَ بَنِي خَلَفٍ، فَحَدَّثَتْ: أَنَّ أُخْتَهَا كَانَتْ تَحْتَ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ غَزَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثِنْتَيْ عَشْرَةَ غَزْوَةً، قَالَتْ أُخْتِي: غَزَوْتُ مَعَهُ سِتَّ غَزَوَاتٍ، قَالَتْ: كُنَّا نُدَاوِي الْكَلْمَى، وَنَقُومُ عَلَى الْمَرْضَى، فَسَأَلَتْ أُخْتِي رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: هَلْ عَلَى إِحْدَانَا بَأْسٌ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا جِلْبَابٌ أَنْ لَا تَخْرُجَ؟ فَقَالَ: " لِتُلْبِسْهَا صَاحِبَتُهَا مِنْ جِلْبَابِهَا، وَلْتَشْهَدِ (2) الْخَيْرَ وَدَعْوَةَ الْمُؤْمِنِينَ ".
قَالَتْ: فَلَمَّا قَدِمَتْ أُمُّ عَطِيَّةَ فَسَأَلْتُهَا - أَوْ سَأَلْنَاهَا -: هَلْ سَمِعْتِ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: كَذَا وَكَذَا؟ - قَالَتْ: وَكَانَتْ لَا تَذْكُرُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم (3) إِلَّا قَالَتْ: بِيَبَا - فَقَالَتْ: نَعَمْ، بِيَبَا، قَالَ: " لِتَخْرُجِ
(1) قال السندي: أم عطيَّة أنصارية، اسمها: نُسيبة بنون ومهملة وموحَّدة مصغَّر، وقيل: بفتح النون وكسر السين، معروفة باسمها وكنيتها، وهي بنت الحارث.
(2)
في (ظ 10) و (ق): وتشهد.
(3)
زاد في (م): أبداً.
الْعَوَاتِقُ ذَوَاتُ الْخُدُورِ - أَوْ قَالَتْ: الْعَوَاتِقُ وَذَوَاتُ الْخُدُورِ - وَالْحُيَّضُ فَيَشْهَدْنَ الْخَيْرَ، وَدَعْوَةَ الْمُؤْمِنِينَ، وَيَعْتَزِلْنَ (1) الْحُيَّضُ الْمُصَلَّى ". فَقُلْتُ لِأُمِّ عَطِيَّةَ: الْحَائِضُ؟! فَقَالَتْ: أَوَلَيْسَ يَشْهَدْنَ عَرَفَةَ وَتَشْهَدُ كَذَا وَتَشْهَدُ كَذَا؟! (2).
(1) في (ق): ويعتزل، وهما روايتان جاءَتا في "الصحيح".
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن علية، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السَّختياني.
وأخرجه البخاري (1652)، والنسائي 1/ 193 و 3/ 180، والطبراني 25/ (130)، وابن خزيمة (1466) من طريق إسماعيل ابن عليَّة، بهذا الإسناد -ورواية النسائي والطبراني مختصرة بقصة أم عطية.
وأخرجه الحميدي (361) و (362)، والبخاري (324) و (974) و (980)، وأبو داود (1137)، والطبراني 25/ (129)، والبيهقي 3/ 306 من طرق عن أيوب، به -ورواية البخاري الثانية والطبراني مختصرة.
وأخرجه مختصراً البخاري (971)، ومسلم (890)(11)، وأبو داود (1138)، والبيهقي 3/ 306 من طريق عاصم الأحول، عن حفصة بنت سيرين، به.
وسيأتي برقم (20793)، وانظر ما سيأتي برقم (20797) و (20799).
قال السندي: قوله: "كنا نمنع عواتقنا" جمع عاتِقٍ، وهي التي قاربت البلوغ، وقيل: الشابة أول ما تبلغ، وقيل: هي التي ما تزوجت وقد أدركت وشبَّت.
الكَلْمى: كالجرحى، لفظاً ومعنى.
بيبا: هو بقلب الهمزة ياء وفتح الباء الموحدة، وأصله بأبي كما في إحدى روايات البخاري. وانظر القسطلاني 1/ 360.
وذوات الخدور: بضم الخاء المعجمة والدال المهملة: جمع خِدْر، بكسر الخاء: السِّتر أو البيت.
20790 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ، قَالَتْ: أَتَانَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ نَغْسِلُ ابْنَتَهُ، فَقَالَ:" اغْسِلْنَهَا ثَلَاثًا، أَوْ خَمْسًا، أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، إِنْ رَأَيْتُنَّ ذَلِكَ، بِمَاءٍ وَسِدْرٍ، وَاجْعَلْنَ فِي الْآخِرَةِ كَافُورًا - أَوْ شَيْئًا مِنْ كَافُورٍ - فَإِذَا فَرَغْتُنَّ فَآذِنَّنِي " قَالَتْ: فَلَمَّا فَرَغْنَا آذَنَّاهُ، فَأَلْقَى إِلَيْنَا حَِقْوَهُ، وَقَالَ:" أَشْعِرْنَهَا إِيَّاهُ ".
قَالَ: وَقَالَتْ حَفْصَةُ: قَالَ: " اغْسِلْنَهَا وِتْرًا ثَلَاثًا أَوْ خَمْسًا أَوْ سَبْعًا ". قَالَ: وَقَالَتْ أُمُّ عَطِيَّةَ: مَشَطْنَاهَا ثَلَاثَةَ قُرُونٍ (1).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن عليّة، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السَّختياني.
وأخرجه مسلم (939)(38)، والنسائي 4/ 32، والطبراني 25/ (93) من طريق إسماعيل ابن عليَّة، بهذا الإسناد.
وأخرجه مالك 1/ 222، والشافعي 1/ 203، وعبد الرزاق (6089) و (6093)، وابن أبي شيبة 3/ 242، والبخاري (1253) و (1254) و (1258) و (1259) و (1260)، ومسلم (939)(36) و (38)، وأبو داود (3142) و (3146)، وابن ماجه (1458)، والنسائي 4/ 28 و 31 و 32، وابن حبان (3032) و (3033)، والطبراني 25/ (86 - 90) و (92) و (98)، والبيهقي 3/ 389 و 4/ 4 و 4/ 6، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة"(1474) من طرق عن أيوب السختياني، به.
والقائل في آخر الحديث: "وقالت حفصة" هو أيوب السَّختياني كما جاء مبيَّناً في رواية البخاري وابن حبان. وستأتي رواية أيوب عن حفصة برقم (20795).
وأخرجه بنحوه البخاري (1257)، والترمذي (990)، والنسائي 4/ 33، =
20791 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ حَفْصَةَ، عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ قَالَتْ: كَانَ فِيمَا أَخَذَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَيْنَا عِنْدَ الْبَيْعَةِ أَنْ " لَا تَنُحْنَ " فَمَا وَفَتْ مِنَّا غَيْرُ خَمْسِ نِسْوَةٍ (1).
= وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(3173)، وابن حبان (3033)، والطبراني 25/ (94 - 100)، والبيهقي 3/ 389 من طرق عن محمد بن سيرين، به- وقرن الترمذيُّ في إحدى طرقه والبيهقي بمحمد بن سيرين أختَه حفصة.
وسيأتي الحديث من طريق قتادة عن ابن سيرين برقم (20800).
وسيأتي من طريق محمد بن سيرين، قال: نبئت أن أم عطية قالت. برقم (20801).
وسيأتي أيضاً في مسند النساء 6/ 407 عن سفيان، عن أيوب، عن محمد ابن سيرين، عن أم عطية. قال محمد: وحدثتناه حفصةُ
…
قال السندي: قوله: "حَِقْوه" بفتح الحاء، والكسر لغة: في الأصل: مَعقِدُ الإزار، ثم يراد به الإزار للمجاورة.
وقوله: "أَشعِرْنها" من الإشعار، أي: اجعَلْنَه شعاراً لها، وهو الثوب الذي يلي الجَسَد، وإنما أمر بذلك تبركاً به.
"ثلاثة قرون"، أي: ثلاثة ضفائر، ضفيرتان من القرنين وواحدة من الناصية.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشام: هو ابن حسَّان، وحفصة: هي ابنة سِيرين، أخت محمد.
وأخرجه الطبراني 25/ (134) من طريق زائدة بن قدامة، عن هشام، بهذا الإسناد. مختصراً: أخذ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم البيعة أن لا ننوح.
وأخرجه الطبراني 25/ (132) من طريق أيوب، عن حفصة، به.
وأخرجه البخاري (1306)، ومسلم (936)، والنسائي 7/ 149، والطبراني 25/ (110) و (111)، والبيهقي 4/ 62 من طريق محمد بن سيرين، عن أم عطية.
وانظر ما سيأتي بالأرقام (20796) و (20797) و (20798). =
20792 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ. وَيَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ (1) عَنْ حَفْصَةَ، عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ، قَالَتْ: غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَبْعَ غَزَوَاتٍ، أَخْلُفُهُمْ فِي رِحَالِهِمْ، وَأَصْنَعُ لَهُمُ الطَّعَامَ، وَأَقُومُ عَلَى مَرْضَاهُمْ، وَأُدَاوِي جَرْحَاهُمْ (2).
20793 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ. وَيَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ حَفْصَةَ، عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ قَالَتْ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِأَبِي وَأُمِّي - أَنْ
= والنساء الخمسة هنَّ -كما في بعض المصادر-: أمُّ سُليم، وأمُّ العلاء، وابنة أبي سبرة امرأةُ معاذ وامرأتان، أو ابنة أبي سبرة وامرأة معاذ، وامرأة أخرى.
(1)
قوله: "ويزيد أخبرنا هشام" سقط من (م).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وهشام: هو ابن حسَّان.
وأخرجه مسلم (1812)(142) من طريق يزيد بن هارون وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 525، والدارمي (2422)، ومسلم (1812)(142)، وابن ماجه (2856)، والنسائي في "الكبرى"(8880)، والطبراني 25/ (121) و (122) من طرق عن هشام بن حسان، به.
وأخرجه بنحوه الطبراني 25/ (163) من طريق حفصة بنت عمرو مولاة أنس بن سيرين، عن حفصة بنت سيرين، به.
وفي باب غزو النساء عن ابن عباس سلف برقم (2235).
وعن أنس عند مسلم (1810)، وأبي داود (2531)، والترمذي (1575)، حبان (4723) و (4724).
وعن الربيِّع بنت معوِّذ، سيأتي 6/ 358.
نُخْرِجَ الْعَوَاتِقَ، وَذَوَاتِ الْخُدُورِ، وَالْحُيَّضَ يَوْمَ الْفِطْرِ وَيَوْمَ النَّحْرِ، فَأَمَّا الْحُيَّضُ، فَيَعْتَزِلْنَ الْمُصَلَّى، وَيَشْهَدْنَ الْخَيْرَ وَدَعْوَةَ الْمُسْلِمِينَ. قَالَ: قِيلَ: أَرَأَيْتَ إِحْدَاهُنَّ لَا يَكُونُ لَهَا جِلْبَابٌ؟ قَالَ: " فَتُلْبِسْهَا (1) أُخْتُهَا مِنْ جِلْبَابِهَا "(2).
20794 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطُّفَاوِيُّ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ. وَيَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ، عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ الْأَنْصَارِيَّةِ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ يَزِيدُ: عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ -: " لَا تُحِدُّ الْمَرْأَةُ فَوْقَ ثَلَاثٍ إِلَّا عَلَى زَوْجٍ، فَإِنَّهَا تُحِدُّ عَلَيْهِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا، وَلَا تَلْبَسُ ثَوْبًا مَصْبُوغًا إِلَّا عَصْبًا، وَلَا تَكْتَحِلُ، وَلَا تَمَسُّ طِيبًا إِلَّا عِنْدَ طُهْرِهَا - قَالَ يَزِيدُ: أَدْنَى (3) طُهْرِهَا - فَإِذَا طَهُرَتْ مِنْ مَحِيْضِهَا، نُبْذَةً مِنْ
(1) في (م) و (س): فلتلبِسها.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 182، والدارمي (1609)، ومسلم (890)(12)، وابن ماجه (1307)، والترمذي (540)، والنسائي في "الكبرى"(1759)، وابن الجارود في "المنتقى"(257)، وابن خزيمة (1467)، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 387، وابن حبان (2816) و (2817)، والطبراني 25/ (123 - 128)، والبيهقي 3/ 306 من طرق عن هشام بن حسان، بهذا الإسناد.
وانظر (20789).
(3)
تحرفت كلمة "أدنى" في (م) إلى: أو في.
قُسْطٍ وَأَظْفَارٍ " (1).
(1) إسناده من جهة محمد بن عبد الرحمن حسن لأجله، فهو من رجال البخاري إلا أن فيه كلاماً ينزله عن رتبة الصحيح، ومن جهة يزيد -وهو ابن هارون- صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم ص 1128 (66)، وأبو داود (2303)، وابن حبان (4305)، والطبراني 25/ (140)، والبيهقي 7/ 440 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي (2286)، والبخاري (5342)، ومسلم ص 1128 (66)، وأبو داود (2302)، والنسائي 6/ 202، وابن الجارود في "المنتقى"(766)، والطحاوي في "شرح المعاني" 3/ 66، والطبراني 25/ (141)، والبيهقي 1/ 183، والبغوي (2390) من طرق عن هشام بن حسان، به.
وعلقه البخاري بإثر الحديث (313)، وبرقم (5343) من طريق هشام، به.
وأخرجه البخاري (313)، ومسلم ص 1128 (67)، والطحاوي 3/ 76، والطبراني 25/ (137)، والبيهقي 1/ 183 من طريق أيوب السختياني، والنسائي 6/ 204، والطبراني 25/ (138) من طريق عاصم الأحول، كلاهما عن حفصة، به.
وأخرجه النسائي 6/ 206 من طريق زائدة، عن هشام، به- مختصراً: أن النبي صلى الله عليه وسلم رخَّص للمتوفَّى عنها عند طهرها في القُسْط والأَظفار.
وأخرج آخره موقوفاً عبد الرزاق (12129) عن هشام بن حسان، عن أم الهذيل حفصة بنت سيرين، عن أم عطية من قولها.
وأخرجه مطولاً ومختصراً عبد الرزاق (12128)، والبخاري (1279) و (5340)، والطبراني 25/ (116) و (117) و (118) من طريق محمد بن سيرين، عن أم عطية.
وسيأتي عن عبد الله بن نمير، عن هشام 6/ 408.
قال السندي: "عصباً" بفتح فسكون، وهو ما يعصب غزلُها، أي: يربط، =
20795 -
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ، عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ قَالَتْ: لَمَّا مَاتَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اغْسِلْنَهَا وِتْرًا ثَلَاثًا أَوْ خَمْسًا، وَاجْعَلْنَ فِي الْخَامِسَةِ كَافُورًا أَوْ شَيْئًا مِنْ كَافُورٍ، فَإِذَا غَسَّلْتُنَّهَا فَأَعْلِمْنَنِي ". قَالَتْ: فَأَعْلَمْنَاهُ فَأَعْطَانَا حِقْوَهُ، وَقَالَ:" أَشْعِرْنَهَا إِيَّاهُ "(1).
20796 -
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ حَفْصَةَ، عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ قَالَتْ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ
= ثمَّ يُصبغ ويُنسج فيأتي مخططاً.
نَبذة: ضُبط بفتح نون وسكون موحدة، أي: شيئاً يسيراً.
من قُسْط: بضم قاف وسكون سين، قال النووي: القُسط والأظفار نوعان معروفان من البخور، رخَّص فيهما لإزالة الرائحة الكريهة لا للتطييب.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، وعاصم: هو ابن سليمان الأحول.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 243، ومسلم (939)(40)، والطبراني 25/ (165) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحميدي (360)، وابن أبي شيبة 3/ 243، والبخاري (1254) و (1258) و (1259)، ومسلم (939)(39)، وابن ماجه (1459)، والنسائي 4/ 30 و 31 و 32، وابن حبان (3032)، والطبراني 25/ (159)، والبيهقي 4/ 6 من طريق أيوب بن أبي تميمة السختياني، عن حفصة، به -زاد بعضهم: ابدأن بميامنها بمواضع الوضوء منها.
وسيأتي هذا الحرف من طريق خالد الحذاء عن حفصة 6/ 408.
وسيأتي من طريق هشام بن حسان، عن حفصة 6/ 407 و 408.
وانظر (20790).
لَا يُشْرِكْنَ بِاللهِ شَيْئًا} إِلَى قَوْلِهِ: {وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ} [الممتحنة: 12]، قَالَتْ: كَانَ مِنْهُ النِّيَاحَةُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِلَّا آلَ فُلَانٍ، فَإِنَّهُمْ قَدْ كَانُوا أَسْعَدُونِي فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَلَا بُدَّ لِي مِنْ أَنْ أُسْعِدَهُمْ. قَالَتْ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِلَّا آلَ فُلَانٍ "(1).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين كسابقه.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 389، ومسلم (937)، والنسائي في "الكبرى"(11587)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3333)، وابن حبان (3145)، والطبراني في "الكبير" 25/ (136)، والحاكم 1/ 383، والبيهقي 4/ 62 من طريق أبي معاوية محمد بن خازم، بهذا الإسناد.
وسيتكرر 6/ 407.
وأخرجه الطبراني 25/ (135) من طريق زهير بن معاوية، عن عاصم الأحول، به، بلفظ: بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان فيما أمرنا بالمعروف أن لا ننوح، فقالت امرأة: يا رسول الله إن آل فلان أسعدنني فلن أبايعك حتى أسعدهن، قالت: فأسعدتهن ثم بايعته، قالت: فلم تفِ منا امرأة غيري وأم سليم.
وأخرجه البخاري (4892) و (7215)، وأبو داود (3127)، والطبراني في "الكبير" 25/ (133)، والبيهقي 4/ 62 من طريق عبد الوارث بن سعيد، عن أيوب السختياني، عن حفصة، به. وفيه: ونهانا عن النياحة، فقبضت امرأة يدها، فقالت: أسعدتني فلانة، أريد أن أجزيها، فما قال لها النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً، فانطلقت ورجعت، فبايعها. وزاد البخاري في الرواية الثانية وفي إحدى روايتي البيهقي، فما وفت إلا أم سليم وأم العلاء
…
، وسيأتي نحوها في "المسند" برقم (20791). ورواية أبي داود مختصرة.
وقال البيهقي: رواه عاصم بن سليمان الأحول عن حفصة بنت سيرين، ولا أدري هل حفظ ما روي فيه من الإذن في الإسعاد أم لا، فقد رواه أيوب السختياني وهو أحفظ منه على ما ذكرنا، ورواه هشام بن حسان عن حفصة فلم يذكر شيئاً من ذلك. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= قلنا: بل قد روي عن أيوب كرواية عاصم، فأخرجه النسائي 7/ 148 - 149 عن محمد بن منصور الخزاعي، عن ابن عيينة، عن أيوب السختياني، عن محمد بن سيرين، عن أم عطية، قالت: لما أردت أن أبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت: يا رسول الله إن امرأة أسعدتني في الجاهلية، فأذهب فأُسعدها، ثم أجيئك فأبايعك، قال: اذهبي فأسعديها، قالت: فذهبت فأسعدتُها، ثم جئت فبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم. قلنا: وهذا إسناد صحيح.
وحديث محمد بن سيرين سيأتي من طريق هشام بن حسان وحبيب بن الشهيد عنه 6/ 408 ولفظه: أن رسول الله أخذ على النساء أن لا ينُحن. فقالت امرأة: يا رسول الله إن امرأة أسعدتني أفلا أسعدها؟ فقبضت يدها وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم يده فلم يُبايعها.
وسلف الحديث من طريق هشام بن حسان برقم (20791) و (20798)، وسيأتي من طريقه 6/ 408 عن حفصة.
وسيأتي من طريق عبد الواحد بن زياد، عن عاصم الأحول، عن حفصة 6/ 408.
وفي الباب عن عجوز من الأنصار، سلف برقم (16556)، وإسناده ضعيف.
وعن أم سلمة الأنصارية عند الترمذي (3307)، وإسناده ضعيف.
وفي باب مبايعة النبي صلى الله عليه وسلم النساء عن ابن عباس، سلف برقم (3063).
وعن ابن عَمرو، سلف برقم (6850).
وعن عائشة بنت الصديق، وأميمة بنت رقية، وعائشة بنت قدامة، وسلمى بنت قيس، ستأتي أحاديثهم في "المسند" على التوالي 6/ 270 و 357 و 365 و 379 - 380.
وسلف النهي عن الإسعاد من حديث أنس بن مالك برقم (13032)، وانظر لزاماً "فتح الباري" 8/ 638 - 639.
قال السندي: قولها: "إلا آل فلان"، أي: لا ننوح عند أحد إلا آل فلان، =
20797 -
حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عُثْمَانَ الْكِلَابِيُّ أَبُو يَعْقُوبَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَطِيَّةَ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ جَدَّتِهِ أُمِّ عَطِيَّةَ، قَالَتْ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ، جَمَعَ نِسَاءَ الْأَنْصَارِ فِي بَيْتٍ، ثُمَّ بَعَثَ إِلَيْهِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، قَامَ عَلَى الْبَابِ فَسَلَّمَ، فَرَدَدْنَ عليه السلام، فَقَالَ: أَنَا رَسُولُ رَسُولِ اللهِ إِلَيْكُنَّ. قُلْنَا: مَرْحَبًا بِرَسُولِ اللهِ وَرَسُولِ رَسُولِ اللهِ. قَالَ: تُبَايِعْنَ عَلَى أَنْ لَا تُشْرِكْنَ بِاللهِ شَيْئًا، وَلَا تَزْنِينَ، وَلَا تَقْتُلْنَ أَوْلَادَكُنَّ، وَلَا تَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ تَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيكُنَّ وَأَرْجُلِكُنَّ، وَلَا تَعْصِينَهُ فِي مَعْرُوفٍ؟ قُلْنَا: نَعَمْ، فَمَدَدْنَا أَيْدِيَنَا مِنْ دَاخِلِ الْبَيْتِ، وَمَدَّ يَدَهُ مِنْ خَارِجِ الْبَيْتِ، ثُمَّ قَالَ: اللهُمَّ اشْهَدْ. وَأَمَرَنَا بِالْعِيدَيْنِ أَنْ نُخْرِجَ فِيهِ الْعُتَّقَ وَالْحُيَّضَ، وَنَهَى عَنْ اتِّبَاعِ الْجَنَائِزِ، وَلَا جُمُعَةَ عَلَيْنَا.
وَسَأَلْتُهَا عَنْ قَوْلِهِ: وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ؟ قَالَتْ: نُهِينَا عَنِ النِّيَاحَةِ (1).
= قالت ذلك طلباً للاستثناء، فأعطاها صلى الله عليه وسلم مطلوبها.
وقولها: "أسعدوني"، أي: وافقوني في النوح.
و"أُسعدهم" من الإسعاد، أي: أوافقهم في النوح لأداء حقهم.
(1)
حديث صحيح دون ذكر عمر فيه، وهذا إسناد ضعيف، إسماعيل بن عبد الرحمن لم يرو عنه سوى إسحاق بن عثمان، وذكره ابن حبان في "الثقات". أبو سعيد: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد مولى بني هاشم.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 390، وأبو داود (1139)، وأبو يعلى (226)، وابن خزيمة (1722) و (1723)، وابن حبان (3041)، والطبراني 25/ (85)، =
20798 -
حَدَّثَنَا غَسَّانُ بْنُ الرَّبِيعِ، حَدَّثَنَا أَبُو زَيْدٍ ثَابِتُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ حَفْصَةَ، عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ قَالَتْ: كُنْتُ فِيمَنْ بَايَعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَكَانَ فِيمَا أَخَذَ عَلَيْنَا أَنْ لَا نَنُوحَ، وَلَا نُحَدِّثَ مِنَ الرِّجَالِ إِلَّا مَحْرَمًا (1).
= والبيهقي 3/ 184 من طرق عن إسحاق بن عثمان، بهذا الإسناد. ورواية أبي داود مختصرة، ورواية ابن أبي شيبة مقتصرة على قصة النوح.
ولبيعة النساء انظر ما سلف برقم (20796).
ولخروج النساء للعيدين انظر ما سلف برقم (20789).
وللنهي عن اتباع الجنائز انظر ما سيأتي 6/ 408: كنا ننهى عن اتباع الجنائز ولم يُعزم علينا.
وللنهي عن النياحة انظر ما سلف برقم (20796).
ولسقوط الجمعة عن النساء عن طارق بن شهاب عند أبي داود (1067) وغيره، ورجاله ثقات. وطارق بن شهاب قد رأى النبي صلى الله عليه وسلم وأدخله بعض أهل العلم في الصحابة. ورواه الحاكم 1/ 288 من طريق طارق بن شهاب عن أبي موسى مرفوعاً. وعَدَّ الحافظ في "إتحاف المهرة" ذكر أبي موسى فيه وهماً، وقال: إنها زيادة شاذة.
(1)
صحيح دون قوله: "ولا نحدث من الرجال إلا محرماً". غسان بن الربيع وإن روى عنه جمع، ووثقه ابن حبان، لا يحتمل تفرده خاصة، وقد اختلفت فيه كلمة الدارقطني فمرة قال: ضعيف، ومرة قال: صالح. وقال الذهبي في "الميزان": ليس بحجة في الحديث. هشام: هو ابن حسان القردوسي.
وأخرج ابن جرير الطبري في "تفسيره" 28/ 78 - 79 و 79 من طريقين عن قتادة في قوله تعالى: {يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك} الآية [الممتحنة:12] ذكر لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ عليهن يومئذٍ النياحة، ولا يحدثن الرجال إلا رجلاً منكن محرماً. فقال عبد الرحمن بن عوف: يا نبي الله إن لنا =
20799 -
حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ - يَعْنِي ابْنَ حَازِمٍ - عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ الْأَنْصَارِيَّةِ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَأْمُرُنَا أَنْ نُخْرِجَ الْعَوَاتِقَ وَالْحُيَّضَ وَذَوَاتِ الْخُدُورِ، فَأَمَّا الْحُيَّضُ فَيَعْتَزِلْنَ الْمُصَلَّى، وَيَشْهَدْنَ الْخَيْرَ، وَالدَّعْوَةَ مَعَ الْمُسْلِمِينَ (1).
= أضيافاً وإنا نغيب عن نسائنا، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس أولئك عنيت".
وأخرج ابن أبي حاتم كما في "تفسير ابن كثير" 8/ 127 من طريق ابن أبي زائدة، عن مبارك بن فضالة، عن الحسن قال: كان فيما أخذ النبي صلى الله عليه وسلم ألا تحدثن الرجال إلا أن تكون ذات محرم، فإن الرجل لا يزال يحدث المرأة حتى يمذي بين فخذيه.
قلنا: مبارك مدلس وقد عنعن، والحديث مرسل.
وللنهي عن النَّوح انظر (20791) و (20796).
وفي باب بيعتهن أن لا يحدِّثن من الرجال إلا محرماً عن أم عفيف أو بنت عفيف عند ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3307)، والطبراني في "الكبير" 25/ (410) وإسناده ضعيف جداً.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد: هو ابن سيرين.
وأخرجه البخاري (351) و (974) و (981)، ومسلم (890)، وأبو داود (1136) و (1137)، وابن ماجه (1308)، والترمذي (539)، والنسائي في "المجتبى" 3/ 180، وفي"الكبرى"(1759)، وابن الجارود في "المنتقى"(105)، وابن خزيمة (1467)، والطحاوي 1/ 387، والطبراني في "الأوسط"(674)، وفي "الكبير"(101 - 109)، والبيهقي 3/ 305، والبغوي (1110) من طرق عن محمد بن سيرين، بهذا الإسناد.
وانظر ما سلف برقم (20789).
20800 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: أَخَذَ ابْنُ سِيرِينَ غُسْلَهُ عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ، قَالَتْ: غَسَّلْنَا ابْنَةَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَمَرَنَا أَنْ نَغْسِلَهَا بِالسِّدْرِ ثَلَاثًا، فَإِنْ أَنْجَتْ وَإِلَّا فَخَمْسًا، فَإِنْ أَنْجَتْ وَإِلَّا فَأَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ. قَالَتْ: فَرَأَيْنَا أَنَّ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ سَبْعٌ (1).
20801 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، قَالَ: نُبِّئْتُ أَنَّ أُمَّ عَطِيَّةَ قَالَتْ: تُوُفِّيَتْ إِحْدَى بَنَاتِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأَمَرَنَا أَنْ نَغْسِلَهَا ثَلَاثًا أَوْ خَمْسًا أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ إِنْ رَأَيْتُنَّ، وَأَنْ نَجْعَلَ فِي الْغَسْلَةِ الْآخِرَةِ (2) شَيْئًا مِنْ سِدْرٍ وَكَافُورٍ (3).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
عفان: هو ابن مسلم، وهمام: هو ابن يحيى العوذي، وابن سيرين: هو محمد.
وأخرج أبو داود (3147)، ومن طريقه ابن عبد البر في "التمهيد" 1/ 375 عن هدبة بن خالد، عن همام بن يحيى، عن قتادة، عن محمد بن سيرين: أنه كان يأخذ الغسل عن أم عطية يغسل بالسدر مرتين، والثالثة بالماء والكافور.
وأخرجه كلفظ المصنف الطبراني في "الكبير" 25/ (84)، وابن عبد البر في "التمهيد" 1/ 373 - 374 من طريق محمد بن سليمان العَوَقي، عن همام ابن يحيى، عن قتادة، عن أنس بن مالك أنه كان أخذ ذلك عن أم عطية، فذكره.
وانظر (20790).
قوله: "أنجت"، أي: أنقت.
(2)
لفظة: "الآخرة" سقطت من (ظ 10)، وفي (ق): الأخيرة.
(3)
حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، لكن يزيد =
حَدِيثُ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ السُّوَائِيِّ
(1)
20802 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ كَذَّابِينَ "(2).
= ابن إبراهيم -وهو التستري- قد خالف جمهورَ أصحاب ابن سيرين، فقد رووه بهذا اللفظ عن أم عطية دون واسطة، نعم قد رواه ابن سيرين مرة أخرى عن أخته حفصة عن أم عطية، لكن فيه زيادات على ما رواه هو عن أم عطية بدون واسطة، انظر (20790).
وسيأتي 6/ 407 من طريق أيوب، عن محمد بن سيرين، عن حفصة، عن أم عطية.
(1)
قال السندي: جابر بن سَمُرة بن جُنادة السوائي، عامري سوائي، حليف بني زهرة، أمه أخت سعد بن أبي وقاص، له ولأبيه صحبة، وجاء عنه أنه قال: جالست النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من مئة مرة، أخرجه الطبراني (1789) و (1948) و (1950) و (1990)(وسيأتي في المسند 20853)، وهو في "صحيح مسلم" (862) عنه: صلينا مع النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من ألفي مرة (وسيأتي برقم: 20851)، قال ابن السكن: يكنى أبا عبد الله، ويقال: يكنى أبا خالد، نزل الكوفة، وابتنى بها داراً، وتوفي في ولاية بشر بن مروان الأُموي على العراق.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل سماك -وهو ابن حرب الذهلي- وهو صدوق حسن الحديث وقد توبع، وباقي رجال الإسناد ثقات من رجال الشيخين. إسرائيل: هو ابن يونس السبيعي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(2041) من طريق عمر بن عبيد الطنافسي، عن سماك، بهذا الإسناد.
وسيأتي من طريق سماك بالأرقام (20819) و (20823) =
20803 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ يَقُولُ: أُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بمَاعِزِ بْنِ مَالِكٍ، رَجُلٍ قَصِيرٍ، فِي إِزَارِهِ مَا عَلَيْهِ رِدَاءٌ، قَالَ: وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، مُتَّكِئٌ عَلَى وِسَادَةٍ عَلَى يَسَارِهِ، فَكَلَّمَهُ، وَمَا أَدْرِي مَا يُكَلِّمُهُ، وَأَنَا بَعِيدٌ مِنْهُ، بَيْنِي وَبَيْنَهُ قَوْمٌ، فَقَالَ:" اذْهَبُوا بِهِ " ثُمَّ قَالَ: " رُدُّوهُ " فَكَلَّمَهُ وَأَنَا أَسْمَعُ، فَقَالَ:" اذْهَبُوا بِهِ فَارْجُمُوهُ " ثُمَّ قَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَطِيبًا وَأَنَا أَسْمَعُهُ، قَالَ: فَقَالَ: " أَكُلَّمَا نَفَرْنَا فِي سَبِيلِ اللهِ، خَلَفَ أَحَدُهُمْ لَهُ نَبِيبٌ كَنَبِيبِ التَّيْسِ يَمْنَحُ إِحْدَاهُنَّ الْكُثْبَةَ مِنَ اللَّبَنِ، وَاللهِ لَا أَقْدِرُ عَلَى أَحَدِهِمْ إِلَّا نَكَّلْتُ بِهِ (1).
= و (20839) و (20863) و (20892) و (20902) و (20952) و (20959) و (20967) و (21021) و (21036).
وسيأتي ضمن حديث مطول من طريق عامر بن سعد، عن جابر بن سمرة برقم (20805) و (20830). وإسناده قوي.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7228)، وانظر تتمة شواهده هناك.
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل سماك، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه أبو عوانة في الحدود كما في "الإتحاف" 3/ 91 من طريق أحمد ابن حنبل، بهذا الإسناد.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (13343)، ومن طريقه أخرجه أبو عوانة، والطبراني في "الكبير"(1917). =
20804 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، قَالَ أَخْبَرَنِي سِمَاكٌ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ يَقُولُ: كَانَ مُؤَذِّنُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُؤَذِّنُ، ثُمَّ يُمْهِلُ، فَلَا يُقِيمُ حَتَّى إِذَا رَأَى نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ خَرَجَ، أَقَامَ الصَّلَاةَ حِينَ يَرَاهُ (1).
= وأخرجه الدارمي (2316) عن عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، به.
وأخرجه مسلم (1962)(17)، وأبو داود (4422)، والنسائي في "الكبرى"(7183)، وأبو يعلى (7446)، وأبو عوانة، والطبراني (1979) و (1980) و (2049)، والبيهقي 8/ 226 - 227 من طرق عن سماك، به. وبعضهم يختصره.
وسيأتي الحديث مطولاً ومختصراً بالأرقام (20854) و (20867) و (20901) و (20936) و (20979) و (20983) و (20984) و (21041).
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (9809).
وعن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (10988)، وانظر تتمة شواهده عندهما.
قال السندي: نبيب: بنون مفتوحة ثم بموحدة مكسورة ثم ياء مثناة من تحت ساكنة، وهو صوت التيس عند السفاد.
يمنح: بفتح الياء والنون، أي: يعطي.
الكثبة: بضم الكاف، ثم مثلثة ساكنة ثم موحدة: القليل من اللبن.
(1)
إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سماك -وهو ابن حرب- فمن رجال مسلم، وهو صدوق حسن الحديث، وقد روى له البخاري متابعة. وسيتكرر برقم (20997).
وهو عند عبد الرزاق في "المصنف"(1830) و (1837)، ومن طريقه أخرجه الترمذي (202)، والطبراني في "الكبير"(1912).
وأخرجه أبو داود (537)، وأبو عوانة 2/ 30 - 31، وابن خزيمة (1525)، والحاكم 1/ 201 - 202 و 213 من طرق عن إسرائيل بن يونس، بهذا الإسناد. =
20805 -
حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْمُهَاجِرِ بْنِ مِسْمَارٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: سَأَلْتُ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ عَنْ حَدِيثِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَزَالُ الدِّينُ قَائِمًا حَتَّى يَكُونَ اثْنَا عَشَرَ خَلِيفَةً مِنْ قُرَيْشٍ.
ثُمَّ يَخْرُجُ كَذَّابُونَ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ.
ثُمَّ تَخْرُجُ عِصَابَةٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَيَسْتَخْرِجُونَ كَنْزَ الْأَبْيَضِ، كِسْرَى وَآلِ كِسْرَى.
وَإِذَا أَعْطَى اللهُ أَحَدَكُمْ خَيْرًا، فَلْيَبْدَأْ بِنَفْسِهِ وَأَهْلِهِ.
وَأَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ " (1).
= وسيأتي من طريق إسرائيل بالأرقام (20850) و (21001) و (21007).
ومن طريق زهير بن معاوية، عن سماك سيأتي برقم (20893) و (20852).
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، المهاجر بن مسمار صدوق حسن الحديث، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. ابن أبي ذئب: هو محمد ابن عبد الرحمن.
وأخرجه مقطعاً الطبراني في "الكبير"(1803) و (1805) و (1807) و (1808) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1822)، وأبو عوانة 4/ 401 من طريق محمد بن إسماعيل ابن أبي فديك، عن ابن أبي ذئب، به- وسقط ابن أبي ذئب من نسخة أبي عوانة.
وسيأتي برقم (20830). =
20806 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ ابْنِ الْقِبْطِيَّةِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: كُنَّا إِذَا صَلَّيْنَا وَرَاءَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قُلْنَا: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ بِأَيْدِينَا يَمِينًا وَشِمَالًا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَرْمُونَ بِأَيْدِيهِمْ كَأَنَّهَا أَذْنَابُ الْخَيْلِ الشُّمْسِ؟! أَلَا يَسْكُنُ أَحَدُكُمْ (1)، وَيُشِيرُ بِيَدِهِ عَلَى فَخِذِهِ، ثُمَّ يُسَلِّمُ عَلَى صَاحِبِهِ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ "(2).
= وأخرجه مسلم (2305)، وأبو عوانة في المناقب كما في "الإتحاف" 3/ 100، وأبو يعلى (7443) و (7478)، والطبراني في "الكبير"(2002)، وفي "الأوسط"(724) من طريق سماك، عن جابر مختصراً بقصة الحوض.
ولقوله: "لا يزال الدين قائماً حتى يكون اثنا عشر خليفة" انظر ما سيأتي برقم (20814). ونذكر عنده تخريجه وطرق وشواهده.
ولقوله: "ثم يخرج كذابون" انظر ما سلف برقم (20802).
ولقوله: "ثم تخرج عصابة من المسلمين فيستخرجون كنز الأبيض" انظر ما سيأتي برقم (20821).
وفي باب أن يبدأ بنفسه وأهله عن جابر بن عبد الله، سلف برقم (14532)، وعن أبي هريرة، سلف برقم (7155)، وانظر تتمة شواهده هناك.
أما حديث الحوض فهو من الأحاديث المشهورة، وقد ذكرنا بعضاً من شواهده عند حديث أبي بكرة السالف برقم (20421).
قوله: "فرطكم على الحوض" الفَرَط: بفتحتين: المتقدم بطلب الماء.
(1)
المثبت من (م) وبقية النسخ، وفي (ظ 13): أحدهم.
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير =
20807 -
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكٍ قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ - وَسُئِلَ عَنْ شَيْبِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
= عبيد الله ابن القبطية فمن رجال مسلم. يزيد: هو ابن هارون، ومسعر: هو ابن كدام.
وأخرجه أبو عوانة 2/ 239، وابن خزيمة (733) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه الشافعي 1/ 92، وعبد الرزاق (3135)، والحميدي (896)، والبخاري في "التاريخ الكبير" 5/ 397، وفي "رفع اليدين"(38)، ومسلم (431)(120)، وأبو داود (998) و (999)، والنسائي 3/ 4 - 5 و 61 - 62، وابن خزيمة (733)، وأبو عوانة 2/ 239، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 268، وابن حبان (1880) و (1881)، والطبراني في "الكبير"(1836) و (1837)، والبيهقي 2/ 172 - 173 و 173 و 178 و 180، والبغوي (699)، والمزي في ترجمة ابن القبطية من "تهذيب الكمال" 19/ 143 من طرق عن مسعر بن كدام، به.
وأخرجه مسلم (431)(121)، والنسائي 3/ 64، وأبو عوانة 2/ 239 - 240 و 240، والطبراني في "الكبير"(1839) و (1840)، وفي "الأوسط"(836)، والبيهقي 1/ 394 و 2/ 181 من طريق فرات القزاز، عن عبيد الله ابن القبطية، به.
وسيأتي من طريق محمد بن عبيد برقم (20972)، ووكيع برقم (21028) كلاهما عن مسعر.
وسيأتي من طريق تميم بن طرفة، عن جابر برقم (20875).
قال السندي: قوله بأيدينا، أي: مشيرين بأيدينا.
يرمون: يشيرون.
الشمس: بضم الأول وسكون الثاني أو بضمتين: جمع شَموس، وهو النفور من الدوابِّ، الذي لا يستقرُّ لشغبِه وحدّته.
كَانَ فِي رَأْسِهِ شَعَرَاتٌ إِذَا دَهَنَ رَأْسَهُ لَمْ يَتَبَيَّنَّ، وَإِذَا لَمْ يَدْهُنْهُ تَبَيَّنَّ (1).
20808 -
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكٍ، سَمِعَ جَابِرًا يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِي الظُّهْرِ بِـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} وَنَحْوَهَا، وَفِي الصُّبْحِ بِأَطْوَلَ مِنْ ذَلِكَ (2).
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل سماك، وباقي رجال الإسناد ثقات من رجال الصحيح.
وهو في "مسند الطيالسي"(762)، ومن طريقه أخرجه ابن سعد 1/ 433، ومسلم (2344)(108)، والترمذي في "الشمائل"(38)، والنسائي 8/ 150، والبيهقي في "الدلائل" 1/ 235.
وسيأتي بالأرقام (20840) و (20953) و (20988) و (20992)، وضمن حديث مطول سيأتي برقم (20998) و (20999).
وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (5633).
وعن أنس، سلف برقم (11965).
وعن عبد الله بن بسر، سلف برقم (17672).
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل سماك.
وهو في "مسند" الطيالسي (763)، ومن طريقه أخرجه مسلم (460)، وابن خزيمة (510)، وأبو عوانة 2/ 150، والطبراني في "الكبير"(1893) و (1905)، والبيهقي 2/ 391 لكن وقع عندهم غير مسلم والرواية الثانية للطبراني القراءة بـ {والليل إذا يغشى} ، وهي الرواية الآتية برقم (20963) و (21047).
وسيأتي من طريق حماد، عن سماك بالأرقام (20982) و (21018) و (21048) أنه كان يقرأ بـ {والسماء ذات البروج} و {والسماء والطارق} .
وللقراءة في الفجر انظر ما سيأتي برقم (20843). ونذكر أحاديث الباب =
20809 -
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" الْتَمِسُوا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ "(1).
20810 -
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، قَالَ: قُلْتُ لِجَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ: أَكُنْتَ تُجَالِسُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: نَعَمْ، وَكَانَ طَوِيلَ الصَّمْتِ، قَلِيلَ الضَّحِكِ، وَكَانَ أَصْحَابُهُ يَذْكُرُونَ عِنْدَهُ الشِّعْرَ وَأَشْيَاءَ مِنْ أُمُورِهِمْ، فَيَضْحَكُونَ، وَرُبَّمَا
= عندها.
وله شاهد من حديث أنس عند النسائي 3/ 163 - 164، وابن حبان (1824)، ولفظه أنهم كانوا يسمعون منه في الظهر النغمة بـ {سبح اسم ربك الأعلى} و {هل أتاك حديث الغاشية} ، وإسناده صحيح.
وانظر حديث أبي سعيد الخدري السالف برقم (10986).
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف من أجل شريك -وهو ابن عبد الله النخعي-، وقد توبع.
وهو في "مسند الطيالسي"(778)، ومن طريقه أخرجه البزار (1032 - كشف الأستار).
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 513 و 3/ 76، والطبراني في "الكبير"(1906) و (1941) و (2027)، وفي "الصغير"(285) من طرق عن سماك، به. رواية المعجم الصغير: ليلة سبع وعشرين.
وسيأتي من طريق عبد الرحمن بن شريك، عن شريك مطولاً برقم (20930).
وفي الباب عن علي، سلف برقم (1111).
وعن ابن عمر، سلف برقم (4547)، وإسناده صحيح.
وعن عبادة بن الصامت، سيأتي 5/ 324.
تَبَسَّمَ (1).
20811 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ وَمُؤَمَّلٌ - الْمَعْنَى، وَهَذَا لَفْظُ عَبْدِ اللهِ - قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي
(1) حديث حسن، شريك -وإن كان سيئ الحفظ- قد توبع. وسماك صدوق حسن الحديث.
وأخرجه عبد الغني المقدسي في "أحاديث الشعر"(17) من طريق عبد الله ابن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وهو في "مسند الطيالسي"(771)، ومن طريقه البيهقي 7/ 52.
وأخرجه تاماً ومقطعاً ابن أبي شيبة 8/ 712 - 713، والترمذي في "السنن"(2850)، وفي "الشمائل"(246)، وأبو يعلى (7449)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1623)، وابن حبان (5781)، والطبراني في "الكبير"(1789) و (1948) و (1950) و (1960)، والبيهقي 10/ 240، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة"(3411) من طرق عن شريك، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (771)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(2159)، والطبراني في "الكبير"(1948) و (1990) و (1999) و (2017)، وفي "الأوسط"(1631)، وفي "الصغير"(1189)، والبيهقي 7/ 52 و 10/ 240 من طرق عن سماك، به.
وسيأتي برقم (20853) و (21010) من طريق شريك.
وسيأتي برقم (20844) من طريق زهير بن معاوية، عن سماك.
وسيأتي ضمن الحديث (20917) في صفة الرسول صلى الله عليه وسلم: أنه كان لا يضحك إلا تبسّماً.
ويشهد له بهذا اللفظ حديث عبد الله بن الحارث بن جزء عند الترمذي في "السنن"(3642)، وفي "الشمائل"(228). وصححه.
وفي الباب عن أبي مالك الأشجعي عن أبيه عند الطبراني (8198)، وإسناده ضعيف.
ثَوْرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ: أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: أَتَوَضَّأُ مِنْ لُحُومِ الْغَنَمِ؟ قَالَ: " لَا " قَالَ: فَأُصَلِّي فِي مُرَاحِ الْغَنَمِ؟ قَالَ: " نَعَمْ " قَالَ: أَتَوَضَّأُ مِنْ لُحُومِ الْإِبِلِ؟ قَالَ: " نَعَمْ " قَالَ: فَأُصَلِّي فِي أَعْطَانِهَا؟ قَالَ: " لَا "(1).
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من جهة عبد الله بن الوليد -وهو ابن ميمون العدني- فيه سماك بن حرب وجعفر بن أبي ثور وهما صدوقان، ومؤمل -وهو ابن إسماعيل- سيئ الحفظ، سفيان: هو الثوري. وسيتكرر برقم (20957).
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 70 من طريق مؤمل بن إسماعيل وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن الجارود في "المنتقى"(25) من طريق أبي حذيفة موسى بن مسعود النهدي، عن سفيان الثوري، به.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1456)، والطبراني في "الكبير"(1861) من طريق زكريا بن أبي زائدة، والطبراني (1862) من طريق الحسن بن صالح، كلاهما عن سماك، به. والرواية الأولى للطبراني مختصرة.
وأخرجه بنحوه ابن أبي شيبة 1/ 385، والطبراني (1868) من طريق محمد ابن قيس الأسدي، عن جعفر بن أبي ثور السوائي، به. ورواية ابن أبي شيبة مختصرة.
وسيأتي من طريق سماك بالأرقام (20869) و (20877) و (20955) و (20956) و (20980) و (21044).
ومن طريق أشعث بن أبي الشعثاء بالأرقام (20909) و (20974) و (21009).
ومن طريق عثمان بن عبد الله بن موهب برقم (20925) و (21015)، ثلاثتهم عن جعفر بن أبي ثور. وفي بعض رواياته أنه صلى الله عليه وسلم أجاب في الوضوء =
20812 -
حَدَّثَنَا أَبُو قَطَنٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَشْكَلَ الْعَيْنِ، مَنْهُوسَ الْعَقِبِ (1).
20813 -
حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ قَائِمًا،
= من لحوم الغنم: "إن شئت توضأ منه وإن شئت لا توضأ".
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (9825)، وانظر تتمة شواهده هناك.
(1)
إسناده حسن من أجل سماك، وهو ابن حرب. أبو قَطَن: هو عمرو بن الهيثم.
وأخرجه الترمذي (3646)، وأبو عوانة في المناقب كما في "الإتحاف" 3/ 89 من طريق أبي قطن عمرو بن الهيثم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (765)، وابن سعد في "الطبقات" 1/ 416، وأبو عوانة، وابن حبان (6289)، والطبراني في "الكبير"(1903)، والحاكم 2/ 606، والبيهقي في "الدلائل" 1/ 210 و 211 من طرق عن شعبة، به. وجاء في رواية الطيالسي وابن حبان: أشهل العينين، وسيأتي تفسيرهما عند الرواية الآتية برقم (20986) وزاد بعضهم: ضليع الفم.
وسيأتي برقم (20912) و (20986).
وفي باب صفة عيني النبي صلى الله عليه وسلم عن علي بن أبي طالب، سلف برقم (684).
قوله: منهوس العقب، قال السندي، أي: قليل لحم العقب، وأصل النهس بإهمال السين: أخذ اللحم بأطراف الإنسان، والنهش: الأخذ بجميعها، والمشهور في الحديث الإهمال، وروي بالإعجام.
وَيَجْلِسُ بَيْنَ الْخُطْبَتَيْنِ، وَيَقْرَأُ آيَاتٍ، وَيُذَكِّرُ النَّاسَ (1).
20814 -
حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا مُجَالِدٌ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ السُّوَائِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ: " إِنَّ هَذَا الدِّينَ لَنْ يَزَالَ (2) ظَاهِرًا عَلَى مَنْ
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل سماك، سفيان: هو الثوري.
وأخرجه أبو داود (1101)، وأبو عوانة في الصلاة كما في "الإتحاف" 3/ 67، والطبراني في "الكبير"(1884) من طرق عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وزادوا قوله: وكانت صلاته قصداً وخطبته قصداً، وستأتي في "المسند" انظر (20846).
وأخرجه أبو داود الطيالسي (772) و (787)، وعبد الرزاق الصنعاني (5258)، وأبو داود السجستاني (1094)، والنسائي 3/ 110، وابن خزيمة (1447)، وأبو عوانة الإسفراييني، وابن حبان (2803)، والطبراني في "الكبير"(1911) و (1991) و (2001) و (2004) و (2011) و (2051)، والحاكم 1/ 286 - 287 من طرق عن سماك بهذا الإسناد. وزاد الطيالسي في موضعه الأول، والحاكم والطبراني: وكانت صلاته قصداً وخطبته قصداً. وعند الحاكم والطبراني زيادات أخرى.
وسيأتي الحديث تاماً ومقطعاً من طرق عن سماك بالأرقام (20818) و (20827) و (20833) و (20842) و (20846) و (20851) و (20865) و (20868) و (20878) و (20881) و (20919) و (20945) و (20947) و (20949) و (20954) و (20960) و (20973) و (21034) و (21035) و (21038) و (21051).
وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4919)، وانظر تتمة شواهده هناك.
(2)
في (ظ 10): لا يزال.
نَاوَأَهُ، لَا يَضُرُّهُ مُخَالِفٌ وَلَا مُفَارِقٌ، حَتَّى يَمْضِيَ مِنْ أُمَّتِي اثْنَا عَشَرَ خَلِيفَةً " قَالَ: ثُمَّ تَكَلَّمَ بِشَيْءٍ لَمْ أَفْهَمْهُ، فَقُلْتُ لِأَبِي: مَا قَالَ؟ قَالَ: " كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ "(1).
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف مجالد -وهو ابن سعيد- لكنه قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. عامر: هو الشعبي.
وأخرجه الطبراني (1796) من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو عوانة 4/ 398 - 399، والطبراني في "الكبير"(1797) و (1798) و (1799) و (1800) و (1801)، والحاكم 3/ 617 من طرق عن عامر الشعبي، به.
وأخرجه تاماً ومختصراً مسلم (1821)(5)، وأبو عوانة 4/ 395 و 396، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(2754)، والطبراني في "الكبير"(2063) و (2067) و (2068) و (2069) من طريق حصين بن عبد الرحمن، وأبو عوانة 4/ 396 و 396 - 397، وأبو القاسم البغوي (2754)، والطبراني (2061) و (2062) و (2063) من طريق زياد بن علاقة، وأبو داود (4279)، وابن أبي عاصم في "السنة"(1123)، وفي "الآحاد"(1449)، وأبو عوانة 4/ 399 و 399 - 400، والطبراني (1849 - 1852)، والبيهقي في "الدلائل" 6/ 519 - 520 من طريق أبي خالد والد إسماعيل، وأبو عوانة 4/ 397 - 398، والطبراني في "الكبير"(1841)، وفي "الأوسط"(863) من طريق عبيد الله ابن القبطية، وأبو عوانة 4/ 398 - 399، والطبراني (1883) من طريق المسيب بن رافع، والترمذي (2223) من طريق أبي بكر بن أبي موسى، وأبو عوانة 4/ 399 من طريق معبد بن خالد، والطبراني (1801) من طريق يزيد بن عبد الرحمن الأودي، و (2060) من طريق النضر بن صالح، تسعتهم عن جابر ابن سمرة.
وسيأتي من طريق مجالد، عن عامر الشعبي بالأرقام (20817) و (20941) =
20815 -
حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، أَنَّ أَهْلَ بَيْتٍ كَانُوا بِالْحَرَّةِ مُحْتَاجِينَ قَالَ: فَمَاتَتْ عِنْدَهُمْ نَاقَةٌ لَهُمْ أَوْ لِغَيْرِهِمْ (1)، فَرَخَّصَ لَهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي أَكْلِهَا، قَالَ: فَعَصَمَتْهُمْ بَقِيَّةَ شِتَائِهِمْ، أَوْ سَنَتِهِمْ (2).
= و (20880) و (20905) و (20906) و (20937) و (20938).
وقد روى مجالد قصة ملك اثني عشر خليفة بغير هذه السياقة، عن الشعبي، عن مسروق، عن ابن مسعود، سلف برقم (3781).
وسيأتي من طريق داود بن أبي هند، عن عامر الشعبي بالأرقام (20879) و (20927) و (21013).
وسيأتي من طريق ابن عون، عن عامر الشعبي بالأرقام (20926) و (20939) و (20966).
وسيأتي من طريق سماك برقم (20836)، ومن طريق الأسود بن سعيد برقم (20860)، ومن طريق عبد الملك بن عمير برقم (20872)، ومن طريق أبي خالد الوالبي برقم (21033) كلهم عن جابر بن سمرة.
وانظر ما سلف برقم (20805).
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو عند ابن أبي عاصم في "السنة"(1152).
قوله: "ناوأه"، أي: عاداه. وانظر شرح الحديث عند النووي في "شرح مسلم" 12/ 201 - 203.
(1)
المثبت من (ظ 10) و (ظ 13) ومن نسخة في (س) و (ق)، وفي (م) و (س) و (ق): أو بعيرهم.
(2)
إسناده ضعيف. شريك -وهو ابن عبد الله النخعي- سيئ الحفظ وقد توبع، وهذا الحديث قد تفرد به سماك -وهو ابن حرب- وقد اختلف فيه أهل العلم، ومثله لا يحتمل تفرده في مثل هذه الأبواب، قال النسائي كما في "تهذيب التهذيب": إذا انفرد بأصل لم يكن حجة، لأنه كان يُلقَّن فيتلقن. =
20816 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ يَقُولُ: مَاتَ رَجُلٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَتَاهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَاتَ فُلَانٌ. قَالَ:" لَمْ يَمُتْ " ثُمَّ أَتَاهُ الثَّانِيَةَ، ثُمَّ الثَّالِثَةَ، فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" كَيْفَ مَاتَ (1)؟ " قَالَ: نَحَرَ نَفْسَهُ بِمِشْقَصٍ. قَالَ: فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِ (2).
= وأخرجه الطيالسي (776)، وأبو يعلى (7448)، والطبراني (1946) من طرق عن شريك، بهذا الإسناد. ورواية الطيالسي مطولة وفيها أن الناقة كانت لُقطةً عندهم كما سيأتي في "المسند" من رواية حماد بن سلمة، وذكر في رواية أبي يعلى والطبراني أن أهل البيت هم من بني سليم.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(1924) من طريق إسرائيل بن يونس، و (2043) من طريق عمرو بن أبي قيس، عن سماك، به. والرواية الأولى مختصرة.
وسيأتي الحديث من طريق أبي عوانة الوضاح برقم (20824) و (20918)، وعنده وحده أن الميتة كانت بغلاً، ومن طريق حماد بن سلمة مطولاً برقم (20903) و (20993) كلاهما عن سماك.
قوله: "فعصمتهم"، أي: منعتهم من الهلاك بأن كفتهم. قاله السندي.
(1)
لفظة "مات" ليست في (ظ 13) و (س).
(2)
إسناده حسن من أجل سماك. إسرائيل: هو ابن يونس السبيعي.
وهو عند عبد الرزاق في "المصنف"(6619)، ومن طريقه أخرجه الطبراني (1920).
وأخرجه الطبراني (1920) من طريق محمد بن كثير، والحاكم 1/ 364 من طريق عبيد الله بن موسى، كلاهما عن إسرائيل، بهذا الإسناد.
وسيأتي الحديث بالأرقام (20848) و (20858) و (20861) و (20864) =
20817 -
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا مُجَالِدٌ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ السُّوَائِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ: " لَا يَزَالُ هَذَا الدِّينُ ظَاهِرًا عَلَى مَنْ نَاوَأَهُ، لَا يَضُرُّهُ مُخَالِفٌ وَلَا مُفَارِقٌ، حَتَّى يَمْضِيَ مِنْ أُمَّتِي اثْنَا عَشَرَ أَمِيرًا كُلُّهُمْ " ثُمَّ خَفِيَ عَلَيَّ قَوْلُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: وَكَانَ أَبِي أَقْرَبَ إِلَى رَاحِلَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنِّي، فَقُلْتُ: يَا أَبَتَاهُ، مَا الَّذِي خَفِيَ مِنْ قَوْلِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: يَقُولُ: " كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ "(1).
20818 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، قَالَ: سَأَلْتُ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ، كَيْفَ كَانَ يَخْطُبُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: كَانَ يَخْطُبُ قَائِمًا، غَيْرَ أَنَّهُ كَانَ يَقْعُدُ قَعْدَةً، ثُمَّ يَقُومُ (2).
= و (20883) و (20904) و (20910) و (20977) و (21030).
قوله: "بمشقص" بكسر الميم: هو نصل عريض.
"فلم يُصلِّ عليه" لئلا يغتر فاعل هذا الفعل. قاله السندي.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف مجالد -وهو ابن سعيد- لكنه قد توبع. ابن نمير: هو عبد الله، وعامر: هو ابن شراحيل الشعبي. وسيتكرر برقم (20841). وانظر (20814).
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل سماك.
وأخرجه ابن ماجه (1105) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (757)، والنسائي 3/ 186، وابن حبان (2801)، والطبراني (1886) و (1887) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وانظر (20813).
تنبيه: تكرر في (م) بعد هذا الحديث من (20802) إلى (20815).
20819 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ كَذَّابِينَ ". قَالَ سِمَاكٌ: وَسَمِعْتُ أَخِي يَقُولُ: قَالَ جَابِرٌ: " فَاحْذَرُوهُمْ "(1).
20820 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، أَنَّهُ سَأَلَ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ: كَيْفَ كَانَ يَصْنَعُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا صَلَّى الصُّبْحَ؟ قَالَ: كَانَ يَقْعُدُ فِي مَقْعَدِهِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ (2).
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل سماك -وهو ابن حرب- وقد توبع، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح، وأخو سماك: هو محمد ابن حرب، وهو ثقة من رجال مسلم.
وأخرجه مسلم (2923) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (755) و (1277) عن شعبة، به.
وأخرجه أبو عوانة في الفتن كما في "الإتحاف" 3/ 79 من طريق سعيد بن عامر، والبيهقي في "الدلائل" 6/ 480 من طريق وهب بن جرير، كلاهما عن شعبة، به. ولفظه عند البيهقي:"إن بين يدي الساعة ثلاثين كذاباً دجالاً، كلهم يزعم أنه نبي".
وسيتكرر برقم (20959)، وانظر (20802).
(2)
إسناده حسن من أجل سماك، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه مسلم (670)(287)، وابن خزيمة (757) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (758)، وابن خزيمة (757)، وأبو عوانة 2/ 23، =
20821 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَتَفْتَحَنَّ عِصَابَةٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ - أَوْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ - كَنْزَ آلِ كِسْرَى الَّذِي فِي الْأَبْيَضِ "(1).
20822 -
قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: " إِنَّ اللهَ سَمَّى الْمَدِينَةَ طَيْبَةَ "(2).
= والطبراني في "الكبير"(1888) من طرق عن شعبة، به.
وأخرجه عبد الرزاق (3202)، ومسلم (670)(287)، والطبراني (1913) و (2006) و (2013) و (2019) و (2045)، والبغوي (711) من طرق عن سماك، به.
وسيأتي بالأرقام (20844) و (20845) و (20913) و (20948) و (20961) و (20968) و (21003) و (21032) و (21037).
وانظر في هذا الباب كتاب "الترغيب والترهيب" للمنذري 1/ 294 - 302.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل سماك، فهو صدوق حسن الحديث، وقد توبع، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. عفان: هو ابن مسلم، وأبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري.
وأخرجه مسلم (2919)(78)، وأبو يعلى (7444)، والطبراني (1975)، والبيهقي في "الدلائل" 4/ 388 - 389 من طرق عن أبي عوانة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي 4/ 389 من طريق أسباط بن نصر، عن سماك، به.
وسيأتي بالأرقام (20946) و (20987) و (20996). وسلف برقم (20805) ضمن حديث من طريق عامر بن سعد، عن جابر بن سمرة. وانظر ما سيأتي برقم (20871).
(2)
إسناده حسن من أجل سماك. =
20823 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ كَذَّابُونَ "(1).
20824 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: مَاتَ بَغْلٌ - وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ: نَاقَةٌ - عِنْدَ رَجُلٍ، فَأَتَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَسْتَفْتِيهِ، فَزَعَمَ جَابِرُ بْنُ
= وأخرجه أبو يعلى (7444) عن محمد بن عبيد بن حساب، والطبراني (1976) من طريق مسدد بن مسرهد، كلاهما عن أبي عوانة، بهذا الإسناد. ورواية الطبراني أن الذي سماها هو النبي صلى الله عليه وسلم. وسيأتي كذلك في "المسند" من طريق شعبة عن سماك برقم (21046).
وسيأتي بالأرقام (20887) و (20899) و (20916) و (20931) و (20969) و (21022) و (21046) و (21049).
قلنا: وقد جاء في غير ما حديث تسمية النبي صلى الله عليه وسلم للمدينة طابة وطيبة فعن البراء بن عازب، سلف برقم (18519).
وعن زيد بن ثابت، سيأتي 5/ 184. وهو متفق عليه.
وعن فاطمة بنت قيس عند مسلم (2942)(119)، وسيأتي بنحوه في المسند 6/ 373 - 374.
وعن أبي حميد الساعدي، سيأتي 5/ 424 - 425. وهو متفق عليه.
وعن أبي أيوب وابن عباس والنعمان بن بشير عند عمر بن شبة في، "تاريخ المدينة" 1/ 165.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل سماك. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري.
وأخرجه مسلم (2923)، وأبو يعلى (7442)، والطبراني (1978) من طرق عن أبي عوانة، بهذا الإسناد. وانظر (20802).
سَمُرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِصَاحِبِهَا: " أَمَا لَكَ مَا يُغْنِيكَ عَنْهَا؟ " قَالَ: لَا. قَالَ: " اذْهَبْ فَكُلْهَا "(1).
قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: الصَّوَابُ: نَاقَةٌ.
20825 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَيْمُونٍ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ - يَعْنِي الرَّقِّيَّ -، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ - يَعْنِي ابْنَ عَمْرٍو -، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: أُصَلِّي فِي ثَوْبِي الَّذِي آتِي فِيهِ أَهْلِي؟ قَالَ: " نَعَمْ، إِلَّا أَنْ تَرَى فِيهِ شَيْئًا تَغْسِلُهُ "(2).
(1) إسناده ضعيف، وسلف الكلام عليه برقم (20815).
وأخرجه الحاكم 4/ 125 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(1977)، والبيهقي 9/ 356 من طريقين عن أبي عوانة، به. وستأتي رواية حماد المذكورة برقم (20903) و (20993).
وانظر (20815).
(2)
صحيح، إلا أنه اختُلف في رفع هذا الحديث ووقفه، ومال الإمام أحمد وأبو حاتم إلى وقفه، وصححه مرفوعاً ابن حبان والبوصيري. عبد الله بن ميمون شيخ أحمد لم يرو عنه غير اثنين، ولم يؤثر توثيقه عن أحد، فهو مجهول، لكنه قد توبع، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. وسيتكرر برقم (20921).
وأخرجه ابن أبي حاتم في "العلل" 1/ 192، وابن ماجه (542) من طريق سليمان بن عبيد الله الرَّقِّي، وابن ماجه (542) من طريق يحيى بن يوسف الزَّمِّي، وأبو يعلى (7479)، وابن حبان (2333)، والطبراني (1881) والخطيب في "تاريخه" 11/ 111 من طريق عبد الجبار بن عاصم، والطبراني =
هَذَا الْحَدِيثُ لَا يُرْفَعُ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ.
20826 -
حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ - يَعْنِي ابْنَ جَابِرٍ - عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي بِنَا الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ، وَلَا يُطِيلُ فِيهَا وَلَا يُخِفُّ، وَسَطًا مِنْ ذَلِكَ، وَكَانَ يُؤَخِّرُ الْعَتَمَةَ (1).
= (1881) من طريق عبد الرحمن بن عبيد الله الحلبي، أربعتهم عن عبيد الله بن عمرو، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (20920) عن مخلد بن الحسن بن أبي زميل عن عبيد الله بن عمرو.
وخالف عبيد الله بن عمرو اثنان ثقتان فروياه عن عبد الملك بن عمير موقوفاً، فقد أخرجه ابن أبي شيبة 2/ 482، وابن المنذر في "الأوسط" 2/ 157 من طريق أسباط بن محمد، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 53 من طريق أبي عوانة، كلاهما عن عبد الملك بن عمير، عن جابر، موقوفاً. وفي الباب عن معاوية بن أبي سفيان: أنه سأل أخته أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم: هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في الثوب الواحد الذي يجامعها فيه؟ قالت: نعم إذا لم يكن فيه أذىً. وسيأتي في "المسند" 6/ 426 - 427، وإسناده صحيح.
(1)
حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف أيوب بن جابر -وهو ابن سَّيار السحيمي- لكن تابعه أبو عوانة الوضاح فيما سيأتي برقم (21002).
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(2055) من طريق محمد بن أبان الواسطي، عن أيوب بن جابر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني (1959) من طريق شريك، و (2016) من طريق قيس بن الربيع، كلاهما عن سماك، به. ورواية شريك مختصرة بتأخير العشاء، ورواية =
20827 -
حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ قَرْمٍ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ قَائِمًا، فَمَنْ حَدَّثَكَ أَنَّهُ رَآهُ قَطُّ (1) يَخْطُبُ إِلَّا قَائِمًا، فَقَدْ كَذَبَ، وَلَكِنَّهُ رُبَّمَا خَرَجَ وَرَأَى النَّاسَ فِي قِلَّةٍ فَجَلَسَ، ثُمَّ يَثُوبُونَ، ثُمَّ يَقُومُ فَيَخْطُبُ (2).
20828 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، حَدَّثَنِي سِمَاكٌ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنِّي لَأَعْرِفُ حَجَرًا بِمَكَّةَ كَانَ يُسَلِّمُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ أُبْعَثَ، إِنِّي لَأَعْرِفُهُ الْآنَ "(3).
= قيس ضمن حديث مطول.
وسيأتي من طريق أبي عوانة عن سماك برقم (21002).
وانظر ما سيأتي بالأرقام (20829) و (20843) و (20845) و (20882) و (20891) و (20989) و (20995) و (21003).
وسيأتي ضمن الحديث رقم (20846) أن صلاته كانت قصداً.
وفي باب تخفيف الصلاة عن أنس، سلف برقم (11967)، وإسناده صحيح.
وفي باب تأخير العشاء عن ابن عمر، سلف برقم (4826)، وانظر تتمة شواهده هناك.
(1)
لفظة "قط" زدناها من (ظ 10) و (ظ 13).
(2)
جاء في (م) والنسخ الخطية عدا (ظ 13) زيادة كلمة: قائماً.
والحديث صحيح لغيره دون قوله: ولكنه ربما خرج
…
إلخ، وهذا إسناد ضعيف لضعف سليمان بن قرم. وانظر (20813) و (20818).
(3)
إسناده حسن من أجل سماك. وسيتكرر برقم (20893).
وأخرجه ابن أبي شيبة 11/ 464، والدارمي (20)، ومسلم (2277)، وابن =
* 20829 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ - وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ -، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُؤَخِّرُ صَلَاةَ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ (1).
= حبان (6482) وتمام في "فوائده"(1412)، والبيهقي في "الدلائل" 2/ 153، والبغوي (3709) من طريق يحيى بن أبي بكير، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(1995) من طريق أبي حذيفة موسى بن مسعود، عن إبراهيم بن طهمان، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(1907)، وفي "الأوسط"(2033)، وفي "الصغير"(167)، وأبو نعيم في "الدلائل"(301)، وفي "أخبار أصبهان" 1/ 108 من طريق شعبة بن الحجاج، والطبراني في "الكبير"(1961) من طريق شريك النخعي، كلاهما عن سماك، به. ولفظ رواية شريك:"كان يسلم عليَّ ليالي بعثت".
وسيأتي برقم (21005).
(1)
إسناده حسن من أجل سماك. وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
عبد الله بن محمد: هو أبو بكر بن أبي شيبة صاحب "المصنَّف"، وأبو الأحوص: هو سلَّام بن سليم.
وهو في "مصنف" ابن أبي شيبة 1/ 330، ومن طريقه أخرجه مسلم (643)، وابن حبان (1527)، والطبراني (1983).
وأخرجه مسلم (643)، والنسائي 1/ 266، وابن حبان (1534)، والطبراني (1983)، والبيهقي 1/ 450 - 451 من طرق عن أبي الأحوص، بهذا الإسناد.
وسيأتي من طريق أبي الأحوص برقم (20882) و (20891).
وانظر (20826).
* 20830 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ - وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عَبِدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ - حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ الْمُهَاجِرِ بْنِ مِسْمَارٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: كَتَبْتُ إِلَى جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ مَعَ غُلَامِي: أَخْبِرْنِي بِشَيْءٍ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: فَكَتَبَ إِلَيَّ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْجُمُعَةِ عَشِيَّةَ رَجْمِ الْأَسْلَمِيِّ يَقُولُ: " لَا يَزَالُ الدِّينُ قَائِمًا حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ، أَوْ يَكُونَ عَلَيْكُمْ اثْنَا عَشَرَ خَلِيفَةً كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ ".
وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: " عُصْبَةُ الْمُسْلِمِينَ يَفْتَتِحُونَ الْبَيْتَ الْأَبْيَضَ بَيْتَ كِسْرَى وَآلِ كِسْرَى ".
وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: " إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ كَذَّابِينَ فَاحْذَرُوهُمْ ".
وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: " إِذَا أَعْطَى اللهُ أَحَدَكُمْ خَيْرًا، فَلْيَبْدَأْ بِنَفْسِهِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ ".
وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: " أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ "(1).
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، المهاجر بن مسمار صدوق حسن الحديث، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. عبد الله بن محمد: هو ابن أبي شيبة.
وأخرجه تاماً ومقطعاً مسلم (1822)، و (2305)(45)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1454)، وأبو يعلى (7463 - 7467)، والطبراني (1802) و (1804) و (1806) و (1809) من طريق ابن أبي شيبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه كذلك مسلم (1822) و (2305)(45)، وأبو عوانة 4/ 400 =
* 20831 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ - وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ - حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ سِيَاهٍ أَبِي يَحْيَى، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ رَيَّاحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُمَارَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: كُنْتُ فِي مَجْلِسٍ فِيهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: وَأَبِي سَمُرَةُ جَالِسٌ أَمَامِي، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّ الْفُحْشَ وَالتَّفَحُّشَ لَيْسَا مِنَ الْإِسْلَامِ، وَإِنَّ أَحْسَنَ النَّاسِ إِسْلَامًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا "(1)،
* 20832 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ - وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْهُ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْأَسَدِيُّ، حَدَّثَنَا فِطْرٌ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ الْوَالِبِيِّ
= و 401، والطبراني (1802) و (1804) و (1806)، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد"(2104) من طرق عن حاتم بن إسماعيل، به. وانظر (20805).
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد محتمل للتحسين. علي بن عمارة روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات". أبو أسامة: هو حماد بن أسامة، وعمران ابن رياح: هو عمران بن مسلم بن رياح.
وهو في "مصنف" ابن أبي شيبة 8/ 514، ومن طريقه أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 6/ 291، وأبو يعلى (7468)، والطبراني (2072).
وسيأتي برقم (20943).
وأخرجه الطبراني (2072) من طريق عثمان بن أبي شيبة، وابن أبي الدنيا في "الصمت"(239) من طريق الحسن بن الصباح، كلاهما عن أبي أسامة، بهذا الإسناد.
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6487) و (6504) و (6735).
وعن أبي هريرة، سلف برقم (7402)، وانظر تتمة شواهده عندهما.
عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " ثَلَاثٌ أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي: الِاسْتِسْقَاءُ بِالْأَنْوَاءِ، وَحَيْفُ السُّلْطَانِ، وَتَكْذِيبٌ بِالْقَدَرِ "(1).
20833 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ قَائِمًا، ثُمَّ يَقْعُدُ قَعْدَةً لَا يَتَكَلَّمُ، ثُمَّ يَقُومُ يَخْطُبُ (2) خُطْبَةً أُخْرَى عَلَى
(1) إسناده ضعيف جداً، محمد بن القاسم الأسدي ضعيف جداً، وبعضهم كذَّبه.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(324)، وأبو يعلى (7462)، والطبراني في "الكبير"(1853) من طريق أبي بكر بن أبي شيبة، عن محمد بن القاسم، بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار (2181 - كشف الأستار)، وأبو يعلى (7470)، والطبراني في "الكبير"(1853)، وفي "الأوسط"(1873)، وفي "الصغير"(112) من طرق عن محمد بن القاسم، به.
وفي الباب عن أبي أمامة عند الطبراني في "الكبير"(8113)، وإسناده ضعيف.
وعن أبي محجن عند ابن عبد البر في "جامع بيان العلم" 2/ 39، وإسناده ضعيف.
وفي باب تحريم الاستسقاء بالأنواء عن أبي هريرة، سلف برقم (7560)، وعن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11042)، وانظر تتمة شواهده عندهما.
قال السندي: بالأنواء، أي: بالنجوم بأن يقول: مطرنا بنوء كذا، وهذا حرام إن رأى تأثيراً للنجم، وإن رأى أنه علامة، فلا ينبغي أن يقول أيضاً لما فيه من التشبه بمن يرى التأثير.
(2)
في (م) ونسخة في (س): فيخطب.
مِنْبَرِهِ، فَمَنْ حَدَّثَكَ أَنَّهُ يَرَاهُ يَخْطُبُ قَاعِدًا فَلَا تُصَدِّقْهُ (1).
20834 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ. وَحَجَّاجٌ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى ابْنِ الدَّحْدَاحِ (2) - قَالَ حَجَّاجٌ: عَلَى أَبِي الدَّحْدَاحِ - ثُمَّ أُتِيَ بِفَرَسٍ مُعْرَورٍ، فَعَقَلَهُ رَجُلٌ فَرَكِبَهُ، فَجَعَلَ يَتَوَقَّصُ بِهِ، وَنَحْنُ نَتَّبِعُهُ نَسْعَى خَلْفَهُ، قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " كَمْ عِذْقٍ مُعَلَّقٍ - أَوْ مُدَلًّى - (3) فِي الْجَنَّةِ لِابْنِ (4) الدَّحْدَاحِ ".
قَالَ حَجَّاجٌ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ رَجُلٌ مَعَنَا عِنْدَ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ فِي الْمَجْلِسِ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " كَمْ مِنْ عِذْقٍ مُدَلًّى لِأَبِي الدَّحْدَاحِ فِي الْجَنَّةِ "(5).
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل سماك، وهو ابن حرب.
وأخرجه أبو داود (1095)، والنسائي 3/ 191، وأبو يعلى (7441)، وأبو عوانة في العيدين كما في "الإتحاف" 3/ 68، والطبراني في "الكبير"(1973) من طرق عن أبي عوانة، بهذا الإسناد.
وانظر (20813).
(2)
في (ظ 10) و (ظ 13) و (ق): أم الدحداح.
(3)
في (ظ 13) و (س): كم عذق مدلى .. إلخ.
(4)
في (م) والنسخ الخطية "لأبي"، والصواب في رواية محمد بن جعفر ما أثبتنا، وهو الذي في مصادر التخريج من طريقه.
(5)
إسناده حسن من أجل سماك. وسيتكرر برقم (20894). =
20835 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ قَالَ: رَأَيْتُ خَاتَمًا فِي ظَهْرِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَأَنَّهُ بَيْضَةُ حَمَامٍ (1).
= وأخرجه مسلم (965)، والطبراني في "الكبير"(1899)، والبيهقي 4/ 22 - 23 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه تاماً ومختصراً الطيالسي (760)، وعبد الرزاق (6285)، وأبو داود (3178) والترمذي (1013)، وأبو عوانة في الجنائز كما في "الإتحاف" 3/ 74، وابن حبان (7157) و (7158)، والطبراني في "الكبير"(1899) و (1900) و (1901) من طرق عن شعبة، به. وجاء في رواية ابن حبان والطبراني (1901) قوله: "كم من عذق
…
إلخ" من قول جابر بن سمرة.
وأخرجه الطيالسي (760)، والترمذي (1014)، والطبراني في "الكبير"(1943) و (1994) و (2010) و (2018)، وفي "الأوسط"(636) من طرق عن سماك بن حرب، به. واقتصروا على قصة ركوبه على الفرس.
وسيأتي بالأرقام (20935) و (20944) و (20976).
ولقوله: "كم من عذق لأبي الدحداح" انظر حديث أنس السالف في مسنده برقم (12482). وهو صحيح.
قال السندي: معرور بضم الميم: اسم فاعل من اعرَوْرَى، أي: بلا سَرْج.
يتوقص: يتوثب.
عذق: بكسر العين: ما عليه الرطب، وبالفتح: النخل، وقد ضبط بهما.
(1)
إسناده حسن من أجل سماك، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، وسيتكرر برقم (20895).
وأخرجه أبو عوانة في المناقب كما في "الإتحاف" 3/ 90 عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. =
20836 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " يَكُونُ اثْنَا عَشَرَ أَمِيرًا " فَقَالَ كَلِمَةً لَمْ أَسْمَعْهَا، فَقَالَ الْقَوْمُ:" كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ "(1).
= وأخرجه مسلم (2344)(108) من طريق محمد بن جعفر، به.
وأخرجه الطيالسي (759)، وابن سعد 1/ 425، وأبو يعلى (7475)، وأبو عوانة، وابن حبان (6298) و (6301)، والطبراني (1908)، والحاكم 2/ 606 من طرق عن شعبة، به.
وأخرجه ابن سعد 1/ 425، ومسلم (2344)(110)، والطبراني (2009)، والبيهقي في "الدلائل" 1/ 262 - 263 من طريق الحسن بن صالح، والترمذي في "السنن"(3644)، وفي "الشمائل"(16)، والطبراني (2056)، والبغوي (3633) من طريق أيوب بن جابر، كلاهما عن سماك، به.
وسيأتي برقم (20934) و (20978) و (21031)، وضمن حديث مطول سيأتي برقم (20998) و (20999).
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11656)، وانظر تتمة شواهده هناك.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل سماك، وقد توبع كما عند الحديث السالف برقم (20814).
وسيتكرر هذا الحديث برقم (20896).
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(1896) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1821)(6)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1452)، وأبو عوانة 4/ 395 - 396 و 398، والطبراني (1923) و (2007) =
20837 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ الْمُسَيَّبِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ طَرَفَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" أَمَا يَخْشَى أَحَدُكُمْ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ وَهُوَ فِي الصَّلَاةِ، أَنْ لَا يَرْجِعَ إِلَيْهِ بَصَرُهُ "(1).
20838 -
حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا سِمَاكٌ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَا يَزَالُ الْإِسْلَامُ عَزِيزًا إِلَى اثْنَيْ عَشَرَ خَلِيفَةً " فَقَالَ كَلِمَةً خَفِيَّةً (2)
= و (2044) من طرق عن سماك، به.
وسيأتي من طرق أخرى عن سماك بالأرقام (20838) و (20861) و (20889) و (20941) و (20951) و (21020) و (21050).
(1)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير تميم بن طرفة فمن رجال مسلم. سليمان: هو ابن مهران الأعمش. وسيتكرر برقم (20876).
وأخرجه الدارمي (1301)، وأبو داود (912)، وأبو يعلى (7473)، والطبراني (1817) و (1818) و (1820) و (1821) من طرق عن الأعمش، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (20965) و (21042).
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (8408). وانظر تتمة شواهده هناك.
(2)
في (ظ 13) و (ق): خفيفة.
لَمْ أَفْهَمْهَا، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي: مَا قَالَ؟ قَالَ: قَالَ: " كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ "(1).
20839 -
حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ كَذَّابُونَ "(2).
20840 -
حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: مَا كَانَ فِي رَأْسِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الشَّيْبِ إِلَّا شَعَرَاتٌ فِي مَفْرِقِ رَأْسِهِ، إِذَا ادَّهَنَ، وَارَاهُنَّ الدُّهْنُ (3).
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل سماك، وهو ابن حرب. بهز: هو ابن أسد العمي. وسيتكرر برقم (20951) و (21020).
وأخرجه الطيالسي (767) و (1278)، ومسلم (1821)(7)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1448)، وابن حبان (6662)، والطبراني (1964) من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وانظر (20836).
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل سماك. وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(1969) من طريق حجاج بن منهال، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وسيتكرر برقم (20952) و (21021). وانظر (20802).
(3)
إسناده حسن من أجل سماك. وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. وسيتكرر برقم (20866) و (20953). =
20841 -
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا مُجَالِدٌ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ السُّوَائِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِي حِجَّةِ الْوَدَاعِ: " لَا يَزَالُ هَذَا الدِّينُ ظَاهِرًا عَلَى مَنْ نَاوَأَهُ، لَا يَضُرُّهُ مُخَالِفٌ وَلَا مُفَارِقٌ حَتَّى يَمْضِيَ مِنْ أُمَّتِي اثْنَا عَشَرَ أَمِيرًا، كُلُّهُمْ (1) ". قَالَ: ثُمَّ خَفِيَ عَلَيَّ قَوْلُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: وَكَانَ أَبِي أَقْرَبَ إِلَى رَاحِلَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنِّي، فَقُلْتُ: يَا أَبَتَاهُ مَا الَّذِي خَفِيَ عَلَيَّ مِنْ قَوْلِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: يَقُولُ: " كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ " قَالَ: فَأَشْهَدُ عَلَى إِفْهَامِ أَبِي إِيَّايَ، قَالَ:" كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ "(2).
20842 -
حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: نَبَّأَنِي جَابِرُ بْنُ سَمُرَةَ: أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَطَبَ قَائِمًا عَلَى الْمِنْبَرِ، ثُمَّ يَجْلِسُ، ثُمَّ يَقُومُ فَيَخْطُبُ قَائِمًا. قَالَ: فَقَالَ لِي جَابِرٌ: فَمَنْ نَبَّأَكَ أَنَّهُ كَانَ يَخْطُبُ قَاعِدًا، فَقَدْ كَذَبَ، فَقَدْ وَاللهِ
= وأخرجه ابن سعد 1/ 433، والترمذي في "الشمائل"(43)، والطبراني (1963)، والحاكم 2/ 607، والبيهقي في "الدلائل" 1/ 235 - 236، والبغوي (3654) من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وانظر (20807).
(1)
وقع في (م) والنسخ الخطية زيادة "من قريش"، والصواب حذفها ليستقيم الكلام فيما بعد، وقد سلف الحديث بإسناده ومتنه دون هذه الزيادة على الصواب.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف مجالد: وهو ابن سعيد. وهو مكرر (20817).
صَلَّيْتُ مَعَهُ أَكْثَرَ مِنْ أَلْفَيْ صَلَاةٍ (1).
20843 -
حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: سَأَلْتُ جَابِرًا عَنْ صَلَاةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: كَانَ يُخَفِّفُ وَلَا يُصَلِّي صَلَاةَ هَؤُلَاءِ.
قَالَ: وَنَبَّأَنِي أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقْرَأُ فِي الْفَجْرِ بِـ {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ} ، وَنَحْوِهَا (2).
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل سماك. أبو كامل: هو مظفر بن مدرك، وزهير: هو ابن معاوية، وسيتكرر برقم (20954).
وأخرجه مسلم (862)، وأبو داود (1093)، وأبو عوانة في العيدين كما في "الإتحاف" 3/ 68، والطبراني في "الكبير"(1934)، والبيهقي 3/ 197 من طرق عن زهير بن معاوية، بهذا الإسناد.
وانظر (20813).
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات غير سماك -وهو ابن حرب- فهو صدوق، لكن قد اختلف عليه في قصة القراءة في صلاة الفجر كما سيأتي. أبو كامل: هو مظفر بن مدرك، وزهير: هو ابن معاوية.
فأخرجه أبو عوانة 2/ 160، والطبراني في "الكبير"(1937) و (1938) من طريقين عن زهير بن معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني (2000) من طريق جعفر بن الحارث، عن سماك، به مختصراً بقراءة {ق} .
وأخرجه الطبراني (2052) من طريق يزيد بن عطاء، عن سماك، به مطولاً، وفيه: كان يقرأ بـ {ق} و {يس} . وإسناده ضعيف لضعف يزيد بن عطاء.
وسيأتي من طريق زهير بن معاوية برقم (20971)، ومن طريق زائدة بالأرقام (20845) و (20989) و (21003) كلاهما عن سماك بقراءة {ق} .
وسيأتي من طريق إسرائيل بن يونس، عن سماك برقم (20995) أنه =
20844 -
حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ وَأَبُو النَّضْرِ، قَالَا: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: سَأَلْتُ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ: أَكُنْتَ تُجَالِسُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: نَعَمْ كَثِيرًا، كَانَ لَا يَقُومُ مِنْ مُصَلَّاهُ الَّذِي يُصَلِّي فِيهِ الصُّبْحَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، فَإِذَا طَلَعَتْ (1) قَامَ، وَكَانَ يُطِيلُ - قَالَ أَبُو النَّضْرِ: كَثِيرَ - الصُّمَاتِ، فَيَتَحَدَّثُونَ، فَيَأْخُذُونَ فِي أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ، فَيَضْحَكُونَ، وَيَتَبَسَّمُ (2).
20845 -
حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ سِمَاكٍ
= كان يقرأ في الفجر الواقعة ونحوَها.
وسلف في "المسند" برقم (16396) من طريق أبي عوانة الوضاح، عن سماك، عن رجل من أهل المدينة أنه قرأ في الفجر {ق} و {يس} .
ولتخفيف الصلاة انظر ما سلف برقم (20826).
ويشهد للقراءة في صلاة الفجر بـ {ق} حديث قطبة بن مالك عند مسلم (457)، وسلف في "المسند" برقم (18903).
(1)
في (م) ونسخة في (س): طلعت الشمس.
(2)
إسناده حسن من أجل سماك. أبو كامل: هو مظفر بن مدرك الخراساني، وأبو النضر: هو هاشم بن القاسم، وزهير: هو ابن معاوية.
وأخرجه المقدسي في "أحاديث الشعر"(18) من طريق عبد الله بن أحمد ابن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولاً ومختصراً مسلم (670)(286) و (2322)، وأبو داود (1294)، والنسائي في "المجتبى" 3/ 80 - 81، وفي "عمل اليوم والليلة"(170)، والبغوي في "الجعديات"(2755)، وأبو عوانة 2/ 22، وابن حبان (6259)، والطبراني (1933)، والبيهقي 7/ 52 من طرق عن زهير بن معاوية به.
وانظر (20810) و (20821).
عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا صَلَّى الْفَجْرَ قَعَدَ فِي مُصَلَّاهُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ.
قَالَ: وَكَانَ يَقْرَأُ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ بِـ {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ} وَكَانَتْ صَلَاتُهُ بَعْدُ تَخْفِيفًا (1).
(1) شطره الأول حسن، والثاني صحيح لغيره، وإسناده حسن من أجل سماك، وقد اختُلف عليه في الشطر الثاني، كما بيناه عند الرواية السالفة برقم (20843). حسين بن علي: هو ابن الوليد الجعفي، وزائدة: هو ابن قدامة الثقفي.
وسيتكرر برقم (21003).
وأخرجه مسلم (458)(168)، وأبو يعلى (7459) من طريق حسين بن علي، بهذا الإسناد، ولفظه: كان يقرأ في الفجر بـ {ق والقرآن المجيد} وكانت صلاته بعدُ تخفيفاً.
وأخرجه ابن خزيمة (526)، وأبو عوانة 2/ 160، وابن حبان (1816)، والطبراني (1929)، والبيهقي 2/ 389 من طرق عن زائدة، به. ولفظه عندهم كلفظ رواية مسلم.
وأخرجه الطبراني (1927) من طريق معاوية بن عمرو وأبي الوليد الطيالسي، عن زائدة، به مختصراً بالجلوس بعد الفجر.
وقد سلفت قصة الجلوس بعد الفجر برقم (20820).
وانظر لتخفيف الصلاة ما سلف برقم (20826).
وانظر (20843).
قوله: وكانت صلاته بعدُ تخفيفاً، قال القاري في "المرقاة" 1/ 527: أي: في بقية الصلوات. وقيل: أي: بعد ذلك الزمان، فإنه عليه السلام كان يطول أول الهجرة لقلة أصحابه، ثم لما كثر الناس، وشق عليهم التطويل لكونهم أهل أعمال من تجارة وزراعة خفف رفقاً بهم.
20846 -
حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ قَائِمًا، فَمَنْ حَدَّثَكَ أَنَّهُ جَلَسَ فَكَذِّبْهُ.
قَالَ: وَقَالَ جَابِرٌ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ خُطْبَتَيْنِ، يَخْطُبُ ثُمَّ يَجْلِسُ، ثُمَّ يَقُومُ فَيَخْطُبُ، وَكَانَتْ خُطْبَةُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَصَلَاتُهُ قَصْدًا (1).
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل سماك. زائدة: هو ابن قدامة.
وسيتكرر برقم (20873).
وأخرجه الطبراني (1928) و (1930) من طريق معاوية بن عمرو، عن زائدة، بهذا الإسناد، وروايته الأولى مختصرة بلفظ: كانت صلاة رسول الله وخطبته قصداً.
وأخرجه مختصراً كذلك مسلم (866)(42)، والطبراني (2005) من طريق زكريا بن أبي زائدة، وأبو داود (1107)، والحاكم 1/ 279، والطبراني (2015)، والبيهقي 3/ 207 من طريق شيبان، والطبراني (2021) من طريق قيس بن الربيع، ثلاثتهم عن سماك، به. ولفظ رواية شيبان: كان لا يطيل الموعظة يوم الجمعة، إنما هن كلمات يسيرات.
وسيأتي قوله: وكانت خطبة رسول الله وصلاته قصداً من طريق سماك بالأرقام (20878) و (20885) و (20945) و (20949) و (20973) و (21025) و (21035) و (21038)، ومن طريق تميم بن طرفة، عن جابر برقم (21026).
وقصة خطبة النبي صلى الله عليه وسلم قائماً سلفت برقم (20813) وعنده ذكرت طرقه.
وانظر لتخفيف الصلاة ما سلف برقم (20826). =
20847 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْعِيدَيْنِ غَيْرَ مَرَّةٍ وَلَا مَرَّتَيْنِ بِغَيْرِ أَذَانٍ وَلَا إِقَامَةٍ (1).
20848 -
حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرُّؤَاسِيُّ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أُخْبِرَ أَنَّ رَجُلًا قَتَلَ نَفْسَهُ، قَالَ:" إِذَنْ لَا أُصَلِّيَ عَلَيْهِ "(2).
= وفي باب تقصير الخطبة، عن عمار بن ياسر، عند مسلم (869)، وسلف برقم (18317).
وعن عبد الله بن أبي أوفى عند الدارمي (74)، والنسائي 3/ 108.
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل سماك. أبو الأحوص: هو سلام بن سليم.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 168، ومسلم (887)، وأبو داود (1148)، والترمذي (532)، وابن حبان (2819)، والطبراني (1981)، والبيهقي 3/ 284، والبغوي (1100) من طرق عن أبي الأحوص، بهذا الإسناد.
وسيأتي بالأرقام (20857) و (20890) و (20932) و (21029).
وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2171)، وإسناده صحيح.
وعن ابن عمر، سلف برقم (4967)، وانظر تتمة شواهده هناك.
(2)
إسناده حسن من أجل سماك.
وأخرجه مطولاً ومختصراً مسلم (978)، وأبو داود (3185)، والنسائي 4/ 66، والطبراني (1932)، والبيهقي 4/ 19 من طرق عن زهير بن معاوية، بهذا الإسناد. وانظر (20816).
20849 -
حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: كَانَ بِلَالٌ يُؤَذِّنُ إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ لَا يَخْرِمُ، ثُمَّ لَا يُقِيمُ حَتَّى يَخْرُجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَإِذَا خَرَجَ أَقَامَ حِينَ يَرَاهُ (1).
20850 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ (2) جَابِرُ بْنُ سَمُرَةَ قَالَ: كَانَ مُؤَذِّنُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُؤَذِّنُ ثُمَّ يُمْهِلُ، فَلَا يُقِيمُ حَتَّى إِذَا رَأَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ، أَقَامَ حِينَ يَرَاهُ (3).
(1) إسناده حسن من أجل سماك. زهير: هو ابن معاوية.
وأخرجه مسلم (606)، وأبو عوانة 2/ 31، والبيهقي 2/ 19 من طريق الحسن بن أعين، عن زهير بن معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (770) و (783)، وابن ماجه (713)، وأبو يعلى (7450)، والطبراني (1947) و (1957) و (2016) و (2051)، والحاكم 1/ 286، والبيهقي 1/ 438 من طرق عن سماك بن حرب، به.
وسيأتي برقم (20852) من طريق زهير بن معاوية.
وقوله: كان بلال يؤذن إذا زالت الشمس، سيأتي من طريق شعبة برقم (21016)، ومن طريق حماد برقم (21017) و (21019) كلاهما عن سماك.
وللإقامة انظر ما سلف برقم (20804).
(2)
في (م): نبأني جابر.
(3)
إسناده حسن من أجل سماك.
وسيتكرر برقم (21057). وانظر ما قبله.
20851 -
حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: نَبَّأَنِي جَابِرُ بْنُ سَمُرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَخْطُبُ عَلَى الْمِنْبَرِ قَائِمًا، ثُمَّ يَجْلِسُ، ثُمَّ يَقُومُ فَيَخْطُبُ قَائِمًا، فَمَنْ نَبَّأَكَ أَنَّهُ كَانَ يَخْطُبُ جَالِسًا، فَقَدْ كَذَبَ، فَقَدْ وَاللهِ صَلَّيْتُ مَعَهُ أَكْثَرَ مِنْ أَلْفَيْ صَلَاةٍ (1).
20852 -
حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا سِمَاكٌ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: كَانَ بِلَالٌ يُؤَذِّنُ إِذَا دَحَضَتْ، ثُمَّ لَا يُقِيمُ حَتَّى يَرَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَإِذَا رَآهُ أَقَامَ حِينَ يَرَاهُ (2).
20853 -
حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: شَهِدْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَكْثَرَ مِنْ مِئَةِ مَرَّةٍ فِي الْمَسْجِدِ، وَأَصْحَابُهُ يَتَذَاكَرُونَ الشِّعْرَ وَأَشْيَاءَ مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ، فَرُبَّمَا تَبَسَّمَ مَعَهُمْ (3).
20854 -
حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل سماك. وانظر (20813).
(2)
إسناده حسن من أجل سماك. وانظر (20849).
وقوله: دَحَضت، أي: الشمس، يُقال: دَحَضت الشمس عن بطن السماء: إذا زالت عن وسط السماءِ إلى جهة الغرب.
(3)
حديث حسن، شريك -وهو ابن عبد الله النخعي- وإن كان سيئ الحفظ قد توبع. وانظر (20810).
عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ: أَنَّ مَاعِزًا جَاءَ فَأَقَرَّ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَرْبَعَ مَرَّاتٍ فَأَمَرَ بِرَجْمِهِ (1).
20855 -
حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: كُنَّا إِذَا جِئْنَا إِلَيْهِ - يَعْنِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم جَلَسَ أَحَدُنَا حَيْثُ يَنْتَهِي (2).
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ شريك، وقد توبع. وانظر (20803).
(2)
حديث حسن، شريك -وهو ابن عبد الله النخعي، وإن كان سيئ الحفظ- قد تابعه زهير بن معاوية كما ذكر الترمذي.
وأخرجه الطيالسي (780)، والبخاري في "الأدب المفرد"(1141)، وأبو داود (4825)، والترمذي (2725)، والنسائي في "الكبرى"(5899)، وأبو يعلى (7453)، وابن حبان (6433)، والطبراني في "الكبير"(1951)، وابن عدي في "الكامل" 4/ 1333، والبيهقي في "الشعب"(8242)، وفي "السنن" 3/ 231 من طرق عن شريك، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وقد رواه زهير بن معاوية عن سماك أيضاً. قلنا: ولم نقف على رواية زهير هذه.
وسيأتي برقم (20929) و (21040) من طريق شريك النخعي.
وفي الباب عن علي بن أبي طالب عند ابن سعد 1/ 422 - 424، والبيهقي في "الدلائل" 1/ 286 - 290، وابن عساكر في "السيرة النبوية" ص 288 - 291 ضمن حديث مطولٍ جداً قال: وإذا انتهى -يعني النبي صلى الله عليه وسلم إلى القوم جلس حيث ينتهي به المجلس، ويأمر بذلك.
وعن شيبة بن عثمان بن طلحة عند الطبراني في "الكبير"(7197) ولفظه: "إذا انتهى أحدكم إلى المجلس، فإن وسع له فليجلس، وإلا فلينظر إلى أوسع مكان يرى فليجلس" وحسن إسناده الهيثمي في "المجمع" 8/ 59.
20856 -
حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَجَمَ يَهُودِيًّا وَيَهُودِيَّةً (1).
20857 -
وَقَالَ: لَمْ (2) يَكُنْ يُؤَذَّنُ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْعِيدَيْنِ (3).
20858 -
وَإِنَّ رَجُلًا قَتَلَ نَفْسَهُ، فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم (4).
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ شريك -وهو ابن عبد الله النخعي- وقد توبع.
وأخرجه ابن أبي شيبة 6/ 500 - 501 و 10/ 148 - 149 و 14/ 148، وابن ماجه (2557)، والترمذي (1437)، وأبو يعلى (7451) و (7471)، والطبراني في "الكبير"(1954) من طرق عن شريك، به.
وأخرجه الطيالسي (775) عن حماد بن سلمة، عن سماك، به. وإسناده حسن.
وسيأتي من طريق شريك بالأرقام (20907) و (20914) و (20915) و (20994).
وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4498)، وإسناده صحيح، وانظر تتمة شواهده هناك.
(2)
في (م) ونسخة في (س): ولم.
(3)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ شريك، وقد توبع.
وأخرجه الطيالسي (777)، وأبو يعلى (7454)، وابن خزيمة (1432)، والطبراني (1952) من طرق عن شريك، بهذا الإسناد. ولفظه عندهم إلا الطيالسي: صلَّيتُ مع النبي صلى الله عليه وسلم في يومِ عيد فلم يُؤذَّن له ولم يُقَم.
وانظر (20847).
(4)
حديث حسن، شريك -وإن كان سيئ الحفظ- قد توبع.
وأخرجه الطيالسي (779)، وابن أبي شيبة 3/ 350 - 351، والبغوي في "الجعديات"(2422)، وابن حبان (3093) و (3095)، والطبراني (1955) و (1956) من طرق عن شريك، بهذا الإسناد. =
20859 -
حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، رَفَعَهُ قَالَ:" لَا يَزَالُ هَذَا الدِّينُ قَائِمًا يُقَاتِلُ عَلَيْهِ عِصَابَةٌ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ ".
قَالَ شَرِيكٌ: سَمِعْتُهُ مِنْ أَخِيهِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَرْبٍ، قُلْتُ لِشَرِيكٍ: عَمَّنْ ذَكَرَهُ هُوَ لَكُمْ أَنْتُمْ؟ قَالَ: عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ (1).
20860 -
حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ خَيْثَمَةَ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ سَعِيدٍ الْهَمْدَانِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أَوْ قَالَ: قَالَ
= وانظر (20816).
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ شريك، وقد توبع. وإبراهيم بن حرب أخو سماك المذكور في آخر الحديث في عداد المجهولين.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 281 - 282 من طريق شاذان أسود ابن عامر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحاكم 4/ 449، والطبراني (2011) من طريق حسن بن صالح، والطبراني (1996) من طريق إبراهيم بن طهمان، كلاهما عن سماك، به. وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه! قلنا: إسناده حسن للخلاف المعروف في سماك، ثم قد أخرجه مسلم كما يأتي عند الرواية (21985).
وسيأتي من طريق سماك، عن جابر برقم (21985) و (21011).
ومن طريق سماك، عن جابر، عمن حدثه عن النبي صلى الله عليه وسلم بالأرقام (20933) و (21014) و (21045).
ويشهد له حديث أبي هريرة السالف برقم (8274)، وذكرنا تتمة شواهده هناك.
رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَكُونُ بَعْدِي اثْنَا عَشَرَ خَلِيفَةً، كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ " قَالَ: ثُمَّ رَجَعَ إِلَى مَنْزِلِهِ، فَأَتَتْهُ قُرَيْشٌ، فَقَالُوا: ثُمَّ يَكُونُ مَاذَا؟ قَالَ: " ثُمَّ يَكُونُ الْهَرْجُ "(1).
20861 -
حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا سِمَاكٌ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ذُكِرَ لَهُ رَجُلٌ نَحَرَ نَفْسَهُ بِمَشَاقِصَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" إِذَنْ لَا أُصَلِّيَ عَلَيْهِ "(2).
20862 -
حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنِي جَابِرٌ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" يَكُونُ بَعْدِي اثْنَا عَشَرَ أَمِيرًا " ثُمَّ لَا أَدْرِي مَا قَالَ بَعْدَ ذَلِكَ، فَسَأَلْتُ الْقَوْمَ كُلَّهُمْ،
(1) حديث صحيح دون قوله: "ثم يكون الهرج"، الأسود بن سعيد روى عنه ثلاثة. وذكره ابن حبان في "الثقات"، وروى له أبو داود، وقد تابعه غير واحد، لكنَّ أحداً منهم لم يذكر قصة الهرج. وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه البزار (3329 - كشف الأستار) من طريق هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 446، وأبو داود (4281)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(2756)، وابن حبان (6661)، والطبراني (2059)، والبيهقي في "الدلائل" 6/ 520، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة"(4236)، والمزي في ترجمة الأسود بن سعيد من "تهذيب الكمال" 3/ 223 من طرق عن زهير بن معاوية، به. وعند البغويَّيْنِ: ثم رجعتُ إلى منزلي بدل: رجع إلى منزله.
وانظر ما سلف برقم (20814).
(2)
إسناده حسن من أجل سماك. وانظر (20816).
فَقَالُوا: قَالَ: " كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ "(1).
20863 -
حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا سِمَاكٌ، حَدَّثَنِي جَابِرُ بْنُ سَمُرَةَ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ كَذَّابِينَ " فَقُلْتُ: آنْتَ سَمِعْتَهُ؟ قَالَ: أَنَا سَمِعْتُهُ (2).
20864 -
حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ: أَنَّ رَجُلًا قَتَلَ نَفْسَهُ، فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم (3).
20865 -
حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا سِمَاكٌ
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل سماك. أبو كامل: هو مظفر بن مدرك، وزهير: هو ابن معاوية.
وأخرجه البغوي في "الجعديات"(2754)، والطبراني (2063) من طريق علي بن الجعد، عن زهير بن معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني (1936) من طريق عَمرو بن خالد الحراني، عن زهير، به.
وانظر (20836).
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل سماك.
وأخرجه أبو عوانة في الفتن كما في "الإتحاف" 3/ 79 من طريق الحسن ابن محمد بن أعين، والطبراني في "الكبير"(1935) من طريق عمرو بن خالد الحراني، كلاهما عن زهير بن معاوية، بهذا الإسناد. وبينت رواية الطبراني أن السائل هو سماك.
وانظر (20802).
(3)
حديث حسن، شريك -وإن كان سيئ الحفظ- قد توبع. وانظر (20816).
عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَطُّ يَخْطُبُ فِي الْجُمُعَةِ إِلَّا قَائِمًا، فَمَنْ حَدَّثَكَ أَنَّهُ جَلَسَ فَكَذِّبْهُ، فَإِنَّهُ لَمْ يَفْعَلْ، كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ ثُمَّ يَقْعُدُ، ثُمَّ يَقُومُ فَيَخْطُبُ، كَانَ يَخْطُبُ خُطْبَتَيْنِ، يَقْعُدُ بَيْنَهُمَا فِي الْجُمُعَةِ (1).
20866 -
حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: مَا كَانَ فِي رَأْسِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الشَّيْبِ إِلَّا شَعَرَاتٌ فِي مَفْرِقِ رَأْسِهِ، إِذَا هُوَ ادَّهَنَ وَارَاهُنَّ الدُّهْنُ (2).
20867 -
حَدَّثَنَا بَهْزٌ وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَجَمَ مَاعِزَ بْنَ مَالِكٍ وَلَمْ يَذْكُرْ جَلْدًا (3).
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل سماك. أبو سعيد: هو عبد الرحمن بن عبد الله مولى بني هاشم.
وانظر (20813).
(2)
إسناده حسن من أجل سماك. بهز: هو ابن أسد العمي. وهو مكرر (20840).
(3)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل سماك.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 82 - 83 عن عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 82 - 83، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 139 من طريق شاذان الأسود بن عامر، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وانظر (20803).
20868 -
حَدَّثَنَا بَهْزٌ وَأَبُو كَامِلٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سِمَاكٍ - قَالَ أَبُو كَامِلٍ: أَخْبَرَنَا سِمَاكٌ - عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ قَائِمًا (1).
20869 -
حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي ثَوْرِ بْنِ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: هَلْ أَتَوَضَّأُ مِنْ لُحُومِ الْغَنَمِ؟ قَالَ: " إِنْ شِئْتَ فَعَلْتَ، وَإِنْ شِئْتَ لَمْ تَفْعَلْ " قَالَ: أَتَوَضَّأُ مِنْ لُحُومِ الْإِبِلِ؟ قَالَ: " نَعَمْ " قَالَ: فَقَفَّى، ثُمَّ رَجَعَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أُصَلِّي فِي مَبَاءَةِ (2) الْغَنَمِ؟ قَالَ:" نَعَمْ " قَالَ: أُصَلِّي فِي مَبَارِكِ الْإِبِلِ؟ قَالَ: " لَا "(3).
20870 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ، أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ الْوَالِبِيِّ
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل سماك -وهو ابن حرب-. بهز: هو ابن أسد، وأبو كامل: هو مظفر بن مدرك.
وأخرجه الطبراني (1965) من طريق حجاج بن المنهال، عن حماد، بهذا الإسناد.
وانظر (20813).
(2)
المثبت من (ظ 13) و (س)، وفي (م) وبقية النسخ: مبات. قال ابن الأثير في مباءة الغنم: هي منزلها الذي تأوي إليه.
(3)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، سماك وجعفر صدوقان.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1455)، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 70، والطبراني (1860) من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وانظر (20811).
عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُشِيرُ بِأُصْبُعَيْهِ، وَيَقُولُ:" بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَذِهِ مِنْ هَذِهِ "(1).
20871 -
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا هَلَكَ كِسْرَى فَلَا كِسْرَى بَعْدَهُ، وَإِذَا هَلَكَ قَيْصَرُ فَلَا قَيْصَرَ بَعْدَهُ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتُنْفَقَنَّ كُنُوزُهُمَا فِي سَبِيلِ اللهِ "(2).
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل أبي خالد الوالبي، فقد روى عنه جمع، وقال أبو حاتم: صالح الحديث، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير علي بن بحر، فقد روى له البخاري تعليقاً وأبو داود والترمذي، وهو ثقة.
وأخرجه الطبراني (1844) من طريق عثمان بن علي، و (1847) من طريق عمار بن زريق، كلاهما عن الأعمش، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (20981) و (21043).
ورواه محمد بن عبيد عن الأعمش فجعله من حديث وهب السُّوائي، وقد سلف برقم (18770).
وفي الباب عن أنس، سلف برقم (12245). وانظر تتمة شواهده هناك.
(2)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إبراهيم بن مهدي -وهو المصيصي-، فقد روى له أبو داود وهو ثقة.
وأخرجه البخاري (6629)، وأبو عوانة الإسفراييني في الفتن كما في "الإتحاف" 3/ 79، والطحاوي (512)، والطبراني في "الكبير"(1871) من طرق عن أبي عوانة اليشكري، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (3121) و (3619)، ومسلم (2919)، وأبو عوانة، والطحاوي "شرح المشكل"(511)، وابن حبان (6690)، والطبراني في =
20872 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " يَكُونُ اثْنَا عَشَرَ أَمِيرًا " قَالَ: فَقَالَ كَلِمَةً لَمْ أَسْمَعْهَا، قَالَ: فَقَالَ أَبِي: إِنَّهُ قَالَ: " كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ "(1).
20873 -
حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ قَطُّ إِلَّا وَهُوَ قَائِمٌ، فَمَنْ حَدَّثَكَ أَنَّهُ رَآهُ يَخْطُبُ وَهُوَ قَاعِدٌ، فَقَدْ كَذَبَ.
= "الكبير"(1870) و (1872) و (1873)، وفي "الأوسط"(1850)، والبيهقي 9/ 177 من طرق عن عبد الملك بن عمير، به. وبعضهم يختصره.
وسيأتي برقم (20940) و (21012). وانظر ما سلف برقم (20821).
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7184).
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (7222)، والبيهقي في "الدلائل" 6/ 519، والبغوي (4237) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو عوانة 4/ 396 - 397، والطبراني (2062) من طريق إبراهيم ابن محمد بن مالك الهمداني، وأبو عوانة 4/ 395 - 396 من طريق حماد بن سلمة، كلاهما عن عبد الملك بن عمير، به.
وسيأتي من طريق عبد الملك بالأرقام (20922) و (20923) و (20924) و (20962) و (21039).
وانظر ما سلف برقم (20814).
قَالَ: وَقَالَ سِمَاكٌ: قَالَ جَابِرُ بْنُ سَمُرَةَ: كَانَتْ صَلَاةُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَخُطْبَتُهُ قَصْدًا.
وقَالَ جَابِرُ بْنُ سَمُرَةَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ قَائِمًا، ثُمَّ يَجْلِسُ، ثُمَّ يَقُومُ فَيَخْطُبُ (1).
20874 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ الْمُسَيَّبَ بْنَ رَافِعٍ، يُحَدِّثُ عَنْ تَمِيمِ بْنِ طَرَفَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ خَرَجَ عَلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ:" مَا لِي أَرَاكُمْ عِزِينَ؟ " وَهُمْ قُعُودٌ (2).
20875 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ الْمُسَيَّبَ بْنَ رَافِعٍ، يُحَدِّثُ عَنْ تَمِيمِ بْنِ طَرَفَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَأَبْصَرَ قَوْمًا قَدْ رَفَعُوا أَيْدِيَهُمْ، فَقَالَ: " قَدْ رَفَعُوهَا كَأَنَّهَا أَذْنَابُ الْخَيْلِ
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل سماك. وهو مكرر (20846).
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير تميم بن طرفة فمن رجال مسلم. سليمان: هو الأعمش.
وأخرجه مسلم (430)، وأبو داود (4824)، والنسائي في "الكبرى"(11622)، والطبراني (1823) و (1830)، والبغوي (3337) من طرق عن الأعمش، بهذا الإسناد.
وسيأتي بالأرقام (20958) و (20964) و (21027).
قوله: "عِزين" قال ابن الأثير في "النهاية" 3/ 233: جمع عِزَةٍ، وهي الحَلْقة المجتمعة من الناس، وأصلُها عِزْوة، فحذفت الواو، وجمعت جمع السلامة على غير قياس.
الشُّمَّسِ، اسْكُنُوا فِي الصَّلَاةِ " (1).
20876 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ الْمُسَيَّبَ بْنَ رَافِعٍ يُحَدِّثُ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ طَرَفَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" أَمَا يَخْشَى أَحَدُكُمْ إِذَا رَفَعَ بَصَرَهُ وَهُوَ فِي الصَّلَاةِ أَنْ لَا يَرْجِعَ إِلَيْهِ بَصَرُهُ "(2).
20877 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ أَبِي ثَوْرِ بْنِ عِكْرِمَةَ
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه.
وأخرجه ابن حبان (1879) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود الطيالسي (786)، والطبراني (1824) من طريق أبي الوليد الطيالسي، كلاهما (الطيالسيَّان) عن شعبة، به.
وأخرجه مسلم (430)، وأبو داود (912) و (1000)، والنسائي 3/ 4، وأبو يعلى (7472)، وأبو عوانة 2/ 85، وابن حبان (1878)، والطبراني (1822) و (1825) و (1826) و (1827) من طرق عن الأعمش، به.
وأخرجه الطحاوي في "شرح المشكل"(5926)، وفي "شرح المعاني" 1/ 458 من طريق شريك، عن الأعمش، عن المسيب بن رافع، عن جابر. ليس فيه تميم بن طرفة.
وأخرجه عبد الرزاق (3252) عن الثوري، عن الأعمش، عن جابر -معضلاً.
وأخرجه أيضاً (3253) عن معمر، عن الأعمش، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً.
وسيأتي برقم (20958) و (20964) و (21027).
وانظر ما سلف برقم (20806).
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم. سليمان: هو ابن مهران الأعمش. وهو مكرر (20837).
عَنْ جَدِّهِ - وَهُوَ جَابِرُ بْنُ سَمُرَةَ -: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عَنِ الصَّلَاةِ فِي مَبَارِكِ الْإِبِلِ؟ فَقَالَ: " لَا تُصَلِّ " وَسُئِلَ عَنِ الصَّلَاةِ فِي مَرَابِضِ الْغَنَمِ؟ فَقَالَ: " صَلِّ ".
وَسُئِلَ عَنِ الْوُضُوءِ مِنْ لُحُومِ الْإِبِلِ؟ فَقَالَ: " يُتَوَضَّأْ مِنْهُ "(1) وَسُئِلَ عَنْ لُحُومِ الْغَنَمِ؟ فَقَالَ: " إِنْ شِئْتَ تَوَضَّأْ، وَإِنْ شِئْتَ لَا تَوَضَّأْ (2) "(3).
20878 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ يَقُولُ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَجْلِسُ بَيْنَ الْخُطْبَتَيْنِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَيَخْطُبُ قَائِمًا.
وَكَانَتْ صَلَاتُهُ قَصْدًا، وَخُطْبَتُهُ قَصْدًا، وَيَقْرَأُ آيَاتٍ مِنَ الْقُرْآنِ عَلَى الْمِنْبَرِ (4).
(1) في (م): "توضأ".
(2)
في (م): تتوضأ.
(3)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، سماك وأبو ثور بن عكرمة -وهو جعفر بن أبي ثور- صدوقان.
وأخرجه الطيالسي (766) عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني (1863) من طريق روح بن عبادة، عن شعبة، به.
وانظر (20811).
(4)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل سماك. سفيان: هو الثوري. وسيتكرر برقم (20928).
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (5256)، ومن طريقه أخرجه أبو عوانة في الصلاة كما في "الإتحاف" 3/ 67، والطبراني (1884).
وانظر (20813).
20879 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا دَاوُدُ، عَنْ عَامِرٍ: قَالَ: حَدَّثَنِي جَابِرُ بْنُ سَمُرَةَ السُّوَائِيُّ، قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: " إِنَّ هَذَا الدِّينَ لَا يَزَالُ عَزِيزًا إِلَى اثْنَيْ عَشَرَ خَلِيفَةً " قَالَ: ثُمَّ تَكَلَّمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِكَلِمَةٍ لَمْ أَفْهَمْهَا، وَضَجَّ النَّاسُ، فَقُلْتُ لِأَبِي: مَا قَالَ؟ قَالَ: " كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ "(1).
20880 -
حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ -، حَدَّثَنَا مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِعَرَفَاتٍ، فَقَالَ:" لَا يَزَالُ هَذَا الْأَمْرُ عَزِيزًا مَنِيعًا ظَاهِرًا عَلَى مَنْ نَاوَأَهُ حَتَّى يَمْلِكَ اثْنَا عَشَرَ كُلُّهُمْ " قَالَ: فَلَمْ أَفْهَمْ مَا بَعْدُ، قَالَ: فَقُلْتُ لِأَبِي: مَا بَعْدَ كُلُّهُمْ "؟ (2) قَالَ: " كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ " (3).
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير داود -وهو ابن أبي هند- فمن رجال مسلم، وقد روى له البخاري تعليقاً. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد، وعامر: هو الشعبي.
وأخرجه مسلم (1821)(8)، وأبو داود (4280)، وأبو عوانة 4/ 394، والطبراني (1793) عن داود بن أبي هند، بهذا الإسناد.
وانظر (20814).
(2)
في (م): ما قال بعدما قال كُلُّهم.
(3)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف مجالد -وهو ابن سعيد- وقد توبع.
وسيتكرر برقم (20906). =
• 20881 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْوَرَكَانِيُّ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرٍ - يَعْنِي ابْنَ سَمُرَةَ - قَالَ: جَالَسْتُهُ أَكْثَرَ مِنْ مِئَةِ مَرَّةٍ - يَعْنِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، كَذَا قَالَ الْوَرَكَانِيُّ - مَا كَانَ يَخْطُبُ إِلَّا قَائِمًا، يَخْطُبُ (1) خُطْبَتَهُ الْأُولَى، ثُمَّ يَقْعُدُ قَعْدَةً، ثُمَّ يَقُومُ فَيَخْطُبُ خُطْبَتَهُ الْأُخْرَى (2).
• 20882 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ، حَدَّثَنَا سَلَّامٌ أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُؤَخِّرُ الْعِشَاءَ (3).
= وأخرجه الطبراني (1795) من طريق حجاج بن منهال، عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد. وانظر (20814).
تنبيه: جاء بعد هذا الحديث في (م) و (س) ما نصه: ومن حديث أبي عبد الرحمن عن مشايخه من حديث جابر بن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم. ولم يرد هذا العنوان في بقية نسخنا الخطية، ولذلك حذفناه.
(1)
لفظة: "يخطب" ليست في (ظ 13) و (ق).
(2)
صحيح لغيره، شريك -وهو ابن عبد الله النخعي، وإن كان سيئ الحفظ- قد توبع.
وأخرجه النسائي 3/ 109 من طريق علي بن حجر، والطبراني (1950) من طريق زكريا بن يحيى، كلاهما عن شريك، بهذا الإسناد.
وانظر (20813).
(3)
إسناده حسن من أجل سماك، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. وسيتكرر برقم (20891).
وانظر (20829).
• 20883 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ زُرَارَةَ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ: أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم جُرِحَ فَآذَتْهُ الْجِرَاحَةُ، فَدَبَّ إِلَى مَشَاقِصَ فَذَبَحَ بِها (1) نَفْسَهُ، فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم. وَقَالَ: كُلُّ ذَلِكَ أَدَبٌ مِنْهُ.
هَكَذَا أَمْلَاهُ عَلَيْنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَامِرٍ مِنْ كِتَابِهِ، وَلَا أَحْسَبُ هَذِهِ الزِّيَادَةَ إِلَّا مِنْ قَوْلِ شَرِيكٍ قَوْلَهُ: ذَلِكَ أَدَبٌ مِنْهُ (2).
• 20884 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْمُعَلِّمُّ أَبُو مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ جَابِرٍ الْيَمَامِيُّ، حَدَّثَنَا سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: جَاءَ جُرْمُقَانِيٌّ إِلَى أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: أَيْنَ صَاحِبُكُمْ هَذَا الَّذِي يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ؟ لَئِنْ سَأَلْتُهُ لَأَعْلَمَنَّ أَنَّهُ نَبِيٌّ أَوْ غَيْرُ نَبِيٍّ. قَالَ: فَجَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: الْجُرْمُقَانِيُّ: اقْرَأْ عَلَيَّ أَوْ قُصَّ عَلَيَّ، فَتَلَا عَلَيْهِ آيَاتٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ فَقَالَ الْجُرْمُقَانِيُّ: هَذَا وَاللهِ الَّذِي جَاءَ بِهِ
(1) في الأصول "بِهِ"، والمثبت من "سنن ابن ماجه"، ومشاقص جمع مشقص، وهو نصل السهم العريض.
(2)
حديث حسن، شريك -وإن كان سيئ الحفظ- قد توبع.
وأخرجه ابن ماجه (1526) عن عبد الله بن عامر بن زرارة، بهذا الإسناد. وفي روايته: كان ذلك منه أدباً.
وانظر (20816).
قوله: "فدبَّ" قال السندي: بتشديد الباء، أي: سار شيئاً فشيئاً "كل ذلك أدب منه"، أي: تأديباً لمن يفعل بنفسه مثل ذلك.
مُوسَى (1).
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: هَذَا الْحَدِيثُ مُنْكَرٌ.
• 20885 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَبُو عَلِيٍّ الْمَوْصِلِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَكَانَتْ صَلَاتُهُ قَصْدًا وَخُطْبَتُهُ قَصْدًا (2).
• 20886 - وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ، قَالَ: كَانَتْ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: خُطْبَتَانِ يَجْلِسُ بَيْنَهُمَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ، وَيُذَكِّرُ النَّاسَ (3).
(1) إسناده ضعيف لضعف أيوب بن جابر اليمامي. وعبد الرحمن المعلم: هو ابن واقد بن مسلم البغدادي، ولم يعرفه الحافظان: الحسيني وابن حجر، وهو لين الحديث.
وأخرجه الطبراني (2054) عن عبيد الله بن عبد الرحمن بن واقد، عن أبيه، بهذا الإسناد.
قوله: "جرمقاني" واحد الجرامقة، قال صاحب "القاموس": قوم من العَجَم، صاروا بالموصل في أوائل الإسلام.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل سماك، وقد توبع كما في الرواية الآتية برقم (21026).
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 114، والدارمي (1557)، ومسلم (866)(41)، والترمذي (507)، والنسائي 3/ 191، وابن حبان (2802)، والطبراني (1984)، والبيهقي 3/ 207 من طرق عن أبي الأحوص، بهذا الإسناد.
وانظر (20846).
(3)
إسناده حسن.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 112، والدارمي (1559)، ومسلم (862) =
• 20887 - قَالَ: وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّ اللهَ سَمَّى الْمَدِينَةَ طَابَةَ "(1).
• 20888 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أُهْدِيَ لَهُ طَعَامٌ أَصَابَ مِنْهُ، ثُمَّ بَعَثَ بِفَضْلِهِ إِلَى أَبِي أَيُّوبَ، فَأُهْدِيَ لَهُ طَعَامٌ فِيهِ ثُومٌ، فَبَعَثَ بِهِ إِلَى أَبِي أَيُّوبَ، وَلَمْ يَنَلْ مِنْهُ شَيْئًا، فَلَمْ يَرَ أَبُو أَيُّوبَ أَثَرَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الطَّعَامِ، فَأَتَى بِهِ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَسَأَلَهُ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ:" إِنِّي إِنَّمَا تَرَكْتُهُ مِنْ أَجَلِ رِيحِهِ ". قَالَ: فَقَالَ أَبُو أَيُّوبَ: وَأَنَا أَكْرَهُ مَا تَكْرَهُ (2).
= (34)، وأبو داود (1094)، والطبراني (1985)، والبيهقي 3/ 210 من طرق عن أبي الأحوص، بهذا الإسناد.
وانظر (20813).
(1)
إسناده حسن كسابقه.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 179، ومسلم (1385)، والنسائي في "الكبرى"(4260)، والطبراني (1987) من طرق عن أبي الأحوص، بهذا الإسناد. ولفظ الطبراني: "إن الله أمرني أن أسمي المدينة
…
إلخ".
وانظر (20822).
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناده حسن من أجل سماك -وهو ابن حرب- فهو صدوق حسن الحديث، وقد توبع كما سيأتي بيانه في مسند أبي أيوب الأنصاري 5/ 416، وجابر بن سمرة إنما سمعه من أبي أيوب الأنصاري.
وأخرجه الطبراني (1986) من طريق مسدد، عن أبي الأحوص، بهذا الإسناد.
20889 -
حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا سِمَاكٌ - وَهُوَ ابْنُ حَرْبٍ -، حَدَّثَنِي جَابِرُ بْنُ سَمُرَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" يَكُونُ بَعْدِي اثْنَا عَشَرَ أَمِيرًا " ثُمَّ لَا أَدْرِي مَا قَالَ بَعْدَ ذَلِكَ، فَسَأَلْتُ الْقَوْمَ؟ فَقَالُوا: قَالَ: " كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ "(1).
• 20890 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا أَبُو سُلَيْمَانَ الضَّبِّيُّ دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الْمُسَيِّبِيُّ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَهُ الْعِيدَيْنِ فَلَمْ يُؤَذَّنْ لَهُ، وَلَمْ يُقَمْ (2).
= وأخرجه الطبراني (1940) من طريق زهير بن معاوية، و (2047) من طريق عمرو بن أبي قيس، كلاهما عن سماك، به. ولم يسق لفظ الرواية الثانية.
وسيأتي بالأرقام (20897) و (20898) و (20990) و (20991) و (21023).
تنبيه: تكرر بعد هذا الحديث الأحاديث السالفة بالأرقام (20856) و (20857) و (20858) و (20859) و (20861) على التوالي، وأشير عليها في نسخة (س) أنها مكررة، لذلك حذفناها. وقد وقع في هذا الموضع في نسختي (ظ 10) و (ظ 13) تقديم وتأخير في ترتيب بعض الأحاديث، ولم نلتفت إليه، واعتمدنا ترتيب (م) و (س).
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل سماك، وقد توبع.
وانظر (20836).
تنبيه: تكرر بعد هذا الحديث الأحاديث السالفة من (20863 - 20867) و (20873). وكتب عليها في نسخة (س) أنها مكررة، لذلك حذفناه.
(2)
صحيح لغيره، شريك -وهو ابن عبد الله النخعي-، وإن كان سيئ الحفظ -قد توبع.
وانظر (20847).
• 20891 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ سَلَّامُ بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُؤَخِّرُ الْعِشَاءَ (1).
• 20892 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا خَلَّادُ بْنُ أَسْلَمَ أَبُو بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ كَذَّابُونَ " قَالَ سِمَاكٌ: وَقَالَ لِي أَخِي: إِنَّهُ قَالَ: " فَاحْذَرُوهُمْ "(2).
20893 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، حَدَّثَنِي سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنِّي لَأَعْرِفُ حَجَرًا بِمَكَّةَ كَانَ يُسَلِّمُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ أُبْعَثَ، إِنِّي لَأَعْرِفُهُ الْآنَ "(3).
20894 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ. وَحَجَّاجٌ. قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ
(1) إسناده حسن من أجل سماك. وهو مكرر (20882).
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل سماك بن حرب، وقد توبع. وأخو سماك: هو محمد، وهو ثقة من رجال مسلم.
وأخرجه أبو يعلى (7476) عن إسحاق بن أبي إسرائيل، عن النضر بن شميل، بهذا الإسناد.
وانظر (20819).
(3)
إسناده حسن. وهو مكرر (20828).
عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى ابْنِ الدَّحْدَاحِ - قَالَ حَجَّاجٌ: أَبِي الدَّحْدَاحِ -، ثُمَّ أُتِيَ بِفَرَسٍ عُرْيٍ، فَعَقَلَهُ رَجُلٌ فَرَكِبَهُ، فَجَعَلَ يَتَوَقَّصُ بِهِ وَنَحْنُ نَتْبَعُهُ نَسْعَى خَلْفَهُ، قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " كَمْ مِنْ عِذْقٍ مُعَلَّقٍ - أَوْ مُدَلًّى - فِي الْجَنَّةِ لِابْنِ (1) الدَّحْدَاحِ ".
قَالَ حَجَّاجٌ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ رَجُلٌ مَعَنَا عِنْدَ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ فِي الْمَجْلِسِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " كَمْ مِنْ عِذْقٍ مُدَلًّى لِأَبِي الدَّحْدَاحِ فِي الْجَنَّةِ "(2).
20895 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ قَالَ: رَأَيْتُ خَاتَمًا فِي ظَهْرِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَأَنَّهُ بَيْضَةُ حَمَامٍ (3).
20896 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " يَكُونُ اثْنَا عَشَرَ أَمِيرًا " فَقَالَ كَلِمَةً لَمْ أَسْمَعْهَا، فَقَالَ الْقَوْمُ:
(1) في (م) والنسخ الخطية "لأبي" وانظر التعليق على هذا الحرف عند مكرره.
(2)
إسناده حسن من أجل سماك. وهو مكرر (20834).
(3)
إسناده حسن. وهو مكرر (20835).
" كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ "(1).
• 20897 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكٍ - يَعْنِي ابْنَ حَرْبٍ -، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا أَكَلَ طَعَامًا بَعَثَ بِفَضْلِهِ إِلَى أَبِي أَيُّوبَ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ بِفَضْلَةٍ لَمْ يَأْكُلْ مِنْهَا، فِيهَا ثُومٌ، فَأَتَاهُ أَبُو أَيُّوبَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَحَرَامٌ هُوَ؟ قَالَ:" لَا، وَلَكِنِّي كَرِهْتُهُ مِنْ أَجْلِ رِيحِهِ " فَقَالَ أَبُو أَيُّوبَ: فَإِنِّي أَكْرَهُ مَا كَرِهْتَ (2).
• 20898 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (3)، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ النَّاجِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا أُتِيَ بِطَعَامٍ
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. وهو مكرر (20836).
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن.
وأخرجه الطحاوي 4/ 239، والبيهقي 3/ 77 من طريق إبراهيم بن مرزوق، عن سعيد بن عامر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (589)، ومن طريقه الترمذي (1807)، وأبو عوانة في الأطعمة كما في "الإتحاف" 3/ 87، والحاكم 3/ 460 عن شعبة، به.
وأخرجه ابن حبان (5110)، والطبراني (1889) من طريق معاذ بن معاذ، عن شعبة، به.
وسيأتي عن يحيى بن سعيد، عن شعبة، عن سماك، عن جابر بن سمرة، عن أبي أيوب من حديثه في مسنده 5/ 417.
وانظر (20888).
(3)
وقع في (م) والنسخ المتأخرة: حدثنا عبد الله حدثني أبي، فصار من رواية عبد الله عن أبيه، والصواب أنه من زياداته كما في (ظ 13) و (ظ 10).
فَأَكَلَ مِنْهُ، بَعَثَ بِفَضْلِهِ إِلَى أَبِي أَيُّوبَ، فَكَانَ أَبُو أَيُّوبَ يَتَتَبَّعُ أَثَرَ أَصَابِعِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَيَضَعُ أَصَابِعَهُ حَيْثُ يَرَى أَثَرَ أَصَابِعِهِ، فَأُتِيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ بِصَحْفَةٍ، فَوَجَدَ مِنْهَا رِيحَ ثُومٍ، فَلَمْ يَذُقْهَا، وَبَعَثَ بِهَا إِلَى أَبِي أَيُّوبَ فَلَمْ يَرَ أَثَرَ أَصَابِعِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَجَاءَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَمْ أَرَ فِيهَا أَثَرَ أَصَابِعِكَ؟ قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنِّي وَجَدْتُ مِنْهَا رِيحَ ثُومٍ " قَالَ: لِمَ تَبْعَثُ إِلَيَّ مَا لَا تَأْكُلُ؟ فَقَالَ: " إِنَّهُ يَأْتِينِي الْمَلَكُ "(1).
• 20899 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ - حَدَّثَنَا سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: كَانُوا يَقُولُونَ: يَثْرِبَ وَالْمَدِينَةَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّ اللهَ سَمَّاهَا طَيْبَةَ "(2).
• 20900 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ الْجَزَرِيُّ، عَنْ نَاصِحٍ،
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه.
وأخرجه الطيالسي (589)، ومن طريقه أخرجه أبو عوانة في الأطعمة كما في "الإتحاف" 3/ 87، والحاكم 3/ 460 عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن حبان (2094) من طريق النضر بن شميل، والطبراني (1972) من طريق حجاج بن منهال وسهل بن بكار، ثلاثتهم عن حماد بن سلمة، به.
وانظر ما قبله.
(2)
إسناده حسن. شيبان بن أبي شيبة: هو ابن فَرُّوخ.
وأخرجه الطبراني (1970) من طريق حجاج بن المنهال، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وانظر (20822).
أَبِي عَبْدِ اللهِ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَأَنْ يُؤَدِّبَ الرَّجُلُ وَلَدَهُ - أَوْ أَحَدُكُمْ وَلَدَهُ - خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَتَصَدَّقَ كُلَّ يَوْمٍ بِنِصْفِ صَاعٍ "(1).
قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَهَذَا الْحَدِيثُ لَمْ يُخَرِّجْهُ أَبِي فِي " مُسْنَدِهِ " مِنْ أَجْلِ نَاصِحٍ، لِأَنَّهُ ضَعِيفٌ فِي الْحَدِيثِ، وَأَمْلَاهُ عَلَيَّ فِي النَّوَادِرِ.
• 20901 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى بْنِ الرَّبِيعِ وَهُوَ ابْنُ أَبِي الرَّبِيعِ الْجُرْجَانِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَجَمَ مَاعِزًا، وَلَمْ يَذْكُرْ جَلْدًا (2).
(1) إسناده ضعيف لضعف ناصح أبي عبد الله. وسيتكرر برقم (20970).
وأخرجه الترمذي (1951)، والعقيلي في "الضعفاء" 4/ 311، وابن حبان في "المجروحين" 3/ 54، والطبراني (2032)، وابن عدي في "الكامل" 7/ 2510، والحاكم 4/ 263، والسهمي في "تاريخ جرجان" ص 394، والبيهقي في "الشعب"(8655) و (8656) و (8657) من طرق عن ناصحٍ، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث غريب، وناصح: هو ابن العلاء. كذا قال الترمذي، ولم يتابعه عليه أحدٌ، ووهَّمه الحافظ المزي في "التهذيب" وناصح بن العلاء هذا ضعيف أيضاً.
وفي الباب عن عمرو بن سعيد بن العاص مرسلاً: "ما نَحَل والدٌ ولدَه أفضلَ من أدبٍ حسنٍ"، أخرجه الترمذي (1952)، وسلف في "المسند" برقم (15403)، وسنده ضعيف.
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، الحسن بن يحيى بن الربيع وسماك صدوقان حسنا الحديث، وباقي رجال الإسناد ثقات. حماد: هو ابن سلمة. =
• 20902 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ كَذَّابُونَ "(1).
• 20903 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا سِمَاكٌ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ: أَنَّ رَجُلًا كَانَ مَعَ وَالِدِهِ بِالْحَرَّةِ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: إِنَّ نَاقَةً لِي ذَهَبَتْ، فَإِنْ أَصَبْتَهَا فَأَمْسِكْهَا. فَوَجَدَهَا الرَّجُلُ، فَلَمْ يَجِئْ صَاحِبُهَا حَتَّى مَرِضَتْ، فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ: انْحَرْهَا حَتَّى نَأْكُلَهَا. فَلَمْ يَفْعَلْ حَتَّى نَفَقَتْ، فَقَالَتْ امْرَأَتُهُ: اسْلُخْهَا حَتَّى نُقَدِّدَ لَحْمَهَا وَشَحْمَهَا. قَالَ: حَتَّى أَسْأَلَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَسَأَلَهُ، فَقَالَ:" هَلْ عِنْدَكَ شَيْءٌ يُغْنِيكَ عَنْهَا؟ " قَالَ: لَا. قَالَ: " كُلْهَا ". فَجَاءَ صَاحِبُهَا بَعْدَ ذَلِكَ، فَقَالَ: فَهَلَّا نَحَرْتَهَا! قَالَ: اسْتَحْيَيْتُ مِنْكَ (2).
= وانظر (20803).
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف سويد، وقد توبع.
وأخرجه ابن أبي شيبة 15/ 170، ومن طريقه أخرجه مسلم (2923)، والطبراني (1988) عن أبي الأحوص، بهذا الإسناد. وقرن مسلم بابن أبي شَيْبَة يحيى بن يحيى. وانظر (20802).
(2)
إسناده ضعيف، وقد سلف الكلام عليه برقم (20815). عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث.
وأخرجه أبو داود (3816)، والطبراني (1971)، والبيهقي 9/ 356 من =
• 20904 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمْ يُصَلِّ عَلَى رَجُلٍ قَتَلَ نَفْسَهُ (1).
• 20905 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ الْبَزَّارُ الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنْ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِعَرَفَةَ فَقَالَ: " لَنْ يَزَالَ هَذَا الدِّينُ عَزِيزًا مَنِيعًا ظَاهِرًا عَلَى مَنْ نَاوَأَهُ، لَا يَضُرُّهُ مَنْ فَارَقَهُ - أَوْ خَالَفَهُ - حَتَّى يَمْلِكَ اثْنَا عَشَرَ، كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ " أَوْ كَمَا قَالَ (2).
20906 -
حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ - حَدَّثَنَا مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِعَرَفَاتٍ فَقَالَ: " لَنْ يَزَالَ هَذَا الْأَمْرُ عَزِيزًا مَنِيعًا ظَاهِرًا عَلَى مَنْ نَاوَأَهُ حَتَّى يَمْلِكَ اثْنَا عَشَرَ، كُلُّهُمْ " قَالَ: فَلَمْ أَفْهَمْ مَا بَعْدُ، قَالَ: فَقُلْتُ لِأَبِي: مَا بَعْدَ " كُلُّهُمْ "؟ قَالَ: " كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ "(3).
= طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
(1)
حديث حسن، شريك -وإن كان سيئ الحفظ- قد توبع. وانظر (20816).
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف مجالد: وهو ابن سعيد.
وانظر (20814).
(3)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف مجالد. وهو مكرر (20880).
• 20907 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ. وَابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَا: رَجَمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَهُودِيًّا وَيَهُودِيَّةً (1).
20908 -
حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، أُرَاهُ عَنْ أَشْعَثَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي ثَوْرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَأْمُرُنَا بِصِيَامِ عَاشُورَاءَ، وَيَحُثُّنَا عَلَيْهِ، وَيَتَعَاهَدُنَا عِنْدَهُ، فَلَمَّا فُرِضَ رَمَضَانُ لَمْ يَأْمُرْنَا وَلَمْ يَنْهَنَا عَنْهُ، وَلَمْ يَتَعَاهَدْنَا عِنْدَهُ (2).
(1) صحيح لغيره، وهذان إسنادان ضعيفان: الأول لسوء حفظ شريك بن عبد الله -وهو النخعي-، والثاني: وهو شريك عن ابن أبي ليلى -وهو محمد بن عبد الرحمن-، لسوء حفظ شريك وابن أبي ليلى، وقد سلف في مسند ابن عمر برقم (6094) عن علي بن هاشم بن البريد، عن ابن أبي ليلى، به.
وانظر (20856).
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير جعفر بن أبي ثور، فمن رجال مسلم، وهو صدوق، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في الثقات، وهو معروف بالرواية عن جده جابر. شيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي، وأشعث: هو ابن أبي الشعثاء، وسيتكرر برقم (21008)، وفيه:"عن الأشعث" دون شكٍّ.
وأخرجه الطيالسي (784)، ومسلم (1128)، وأبو عوانة في الصيام كما في "الإتحاف" 3/ 89، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 74، والطبراني (1869)، والبيهقي 4/ 289 من طرق عن شيبان، بهذا الإسناد. =
20909 -
حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ الْأَشْعَثِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي ثَوْرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ نَتَوَضَّأَ مِنْ لُحُومِ الْإِبِلِ، وَلَا نَتَوَضَّأَ مِنْ لُحُومِ الْغَنَمِ، وَأَنْ نُصَلِّيَ فِي دِمَنِ الْغَنَمِ، وَلَا نُصَلِّيَ فِي عَطَنِ الْإِبِلِ (1).
• 20910 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ - يَعْنِي ابْنَ مَنْصُورٍ السَّلُولِيَّ - حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ: أَنَّ رَجُلًا نَحَرَ نَفْسَهُ بِمِشْقَصٍ، فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم (2).
• 20911 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ سِمَاكٍ
= وفي الباب عن ابن مسعود، سلف برقم (4024)، وانظر تتمة شواهده هناك.
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن. وسيتكرر برقم (21009).
وأخرجه مسلم (360)، والطبراني (1864) و (1867) من طريق عبيد الله ابن موسى، عن شيبان، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (495)، وابن حبان (1157) من طريق زائدة بن قدامة، عن أشعث، به. وانظر (20811).
والدَّمَن: جمع دِمْنة، والأصل فيه: ما تُدمِّنه الإبلُ والغنم بأبوالها وأبعارها، أي: تلبِّدُه. قاله ابن الأثير في "النهاية"، والمراد به هنا مرابض الغنم.
(2)
إسناده حسن. وانظر (20816).
عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَرَأَيْتُهُ مُتَّكِئًا عَلَى مِرْفَقَةٍ (1).
• 20912 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو عَمْرٍو الْعَنْبَرِيُّ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُعَاذِ بْنِ مُعَاذٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكٍ، قَالَ: سَأَلْتُ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ عَنْ صِفَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: كَانَ أَشْكَلَ الْعَيْنِ، ضَلِيعَ الْفَمِ، مَنْهُوسَ الْعَقِبِ (2).
(1) إسناده حسن من أجل سماك. عثمان بن محمد: هو عثمان بن أبي شيبة.
وأخرجه أبو يعلى (7457) عن عثمان بن أبي شيبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (4143)، والترمذي في "السنن"(2771)، وفي "الشمائل"(126)، وابن حبان (589) من طرق عن وكيع، بهذا الإسناد. زاد ابن حبان في روايته: على يساره.
وأخرجه الترمذي في "السنن"(2770)، وفي "الشمائل"(122)، وأبو عوانة في الحدود كما في "الإتحاف" 3/ 83 من طريق إسحاق بن منصور السَّلُولي، والطبراني (1919) من طريق عبد الرزاق، كلاهما عن إسرائيل، به. وزادا: على يساره. وحسَّنه الترمذي.
وسيأتي برقم (20975)، وسلف ضمن قصة ماعز برقم (20803).
والمِرفقة: المِخَدةَّ.
(2)
إسناده حسن.
وأخرجه الطبراني (1904) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن حبان (6288)، والطبراني (1904) عن سليمان بن الحسن ابن المنهال، عن عبيد الله بن معاذ، به.
وانظر (20812)، وفُسِّر عنده قوله:"منهوس العقب".
وأما "أشكل العين" فسيأتي تفسيره عند الرواية (20986). =
• 20913 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ الْبَزَّارُ الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا صَلَّى الْفَجْرَ قَعَدَ فِي مُصَلَّاهُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ (1).
• 20914 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ (2)، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَجَمَ يَهُودِيًّا وَيَهُودِيَّةً (3).
• 20915 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا خَلَفٌ، أَيْضًا حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ
= قوله: "ضليع الفم"، قال ابن الأثير، أي: عظيمه، وقيل: واسعه، والعربُ تمدح عِظَمَ الفم، وتذمُّ صِغَره.
(1)
إسناده حسن. أبو الأحوص: هو سلَّام بن سُلَيم.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 404 و 9/ 97، ومسلم (670) و (287)، والترمذي (585)، والنسائي 3/ 80، وابن حبان (2028) و (2029)، والطبراني (1982) من طرق عن أبي الأحوص، بهذا الإسناد. وانظر (20820).
(2)
قوله: "عن سماك" سقط من (م) والنسخ الخطية غير (ظ 13) ومنها استدركناه، ومن "أطراف المسند" 1/ 682.
(3)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، لسوء حفظ شريك: وهو ابن عبد الله النَّخَعي.
وانظر (20856).
تنبيه: وقع بعد هذا الحديث في (م) ما نصه: يعني هذا الحديث وحديث خلف عن شريك ليس فيه سماك، وإنما سمعه -والله أعلم- خلف من المبارَكي عن شريك، أنه لم يكن في كتابه: عن سماك. وجاء هذا التعليق على هامش (س) و (ق).
مُحَمَّدٍ الْمُبَارَكِيُّ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَجَمَ يَهُودِيًّا وَيَهُودِيَّةً (1).
• 20916 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّ اللهَ سَمَّى الْمَدِينَةَ طَابَةَ "(2).
• 20917 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي شُجَاعُ بْنُ مَخْلَدٍ أَبُو الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ سِمَاكٍ - وَهُوَ ابْنُ حَرْبٍ -، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: كَانَ فِي سَاقَيْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حُمُوشَةٌ، وَكَانَ لَا يَضْحَكُ إِلَّا تَبَسُّمًا، وَكُنْتُ إِذَا رَأَيْتُهُ، قُلْتُ: أَكْحَلُ الْعَيْنَيْنِ، وَلَيْسَ بِأَكْحَلَ (3).
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.
(2)
إسناده حسن، سماك -وهو ابن حرب- صدوق حسن الحديث.
وانظر (20821).
(3)
إسناده ضعيف، الحجاج -وهو ابن أرطاة- مدلِّس وقد عنعنه ولم يصرح بسماعه.
وأخرجه ابن أبي شيبة 11/ 513، والترمذي في "السنن"(3645)، وفي "الشمائل"(226)، وأبو يعلى (7458)، والطبراني (2024)، والحاكم 2/ 606، والبيهقي في "الدلائل" 1/ 212 و 247، والبغوي (3642) من طرق عن عباد بن العوام، بهذا الإسناد. وحسَّنه الترمذي، وصححه الحاكم لكن تعقبه الذهبي فأعلَّه بحجّاج. =
• 20918 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: مَاتَ بَغْلٌ عِنْدَ رَجُلٍ، فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَسْتَفْتِيهِ، قَالَ: فَزَعَمَ جَابِرُ بْنُ سَمُرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِصَاحِبِهَا: " مَا لَكَ مَا يُغْنِيكَ عَنْهَا؟ " قَالَ: لَا. قَالَ: " فَاذْهَبْ فَكُلْهَا "(1).
• 20919 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ قَائِمًا، يَقْعُدُ قَعْدَةً لَا يَتَكَلَّمُ فِيهَا، فَقَامَ فَخَطَبَ خُطْبَةً أُخْرَى قَائِمًا، فَمَنْ حَدَّثَكَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَطَبَ قَاعِدًا، فَلَا تُصَدِّقْهُ (2).
= وأخرجه أبو يعلى (7455) من طريق عبد الرحيم بن سليمان، عن حجاج ابن أرطاة، به.
وسيأتي برقم (21004).
ولضحكه صلى الله عليه وسلم انظر ما سلف برقم (20810)، وهو حسنٌ.
قال السندي: "حُموشة" بضمتين، أي: دِقَّة.
"أكحل العينين" يقال: في عينيه كَحَل بفتحتين: سواد في أجفان العين خِلقةً، والرجل أكحل وكحيل. وكان المراد بالمنفي ها هنا ما كان بواسطة استعمال الكحل، والمقصود إثبات أنه كان أكحل خلقةً لا بواسطة استعمال الكحل.
(1)
إسناده ضعيف، سلف الكلام عليه برقم (20815).
وسلف الحديث من رواية أبي عوانة أيضاً برقم (20824).
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل سماك.
وانظر (20813).
• 20920 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو أَحْمَدَ مَخْلَدُ بْنُ الْحَسَنِ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي زُمَيْلٍ -، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ - يَعْنِي ابْنَ عَمْرٍو الرَّقِّيَّ -، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ - يَعْنِي ابْنَ عُمَيْرٍ -، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أُصَلِّي فِي الثَّوْبِ الَّذِي آتِي فِيهِ أَهْلِي؟ قَالَ: " نَعَمْ، إِلَّا أَنْ تَرَى فِيهِ شَيْئًا فَتَغْسِلَهُ "(1).
• 20921 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَيْمُونٍ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرَّقِّيُّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ - يَعْنِي ابْنَ عَمْرٍو -، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: أُصَلِّي فِي ثَوْبِي الَّذِي آتِي فِيهِ أَهْلِي؟ قَالَ: " نَعَمْ، إِلَّا أَنْ تَرَى فِيهِ شَيْئًا فَتَغْسِلَهُ "(2).
20922 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: جِئْتُ أَنَا وَأَبِي إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَقُولُ: " لَا يَزَالُ هَذَا الْأَمْرُ صَالِحًا حَتَّى يَكُونَ اثْنَا عَشَرَ أَمِيرًا " ثُمَّ
(1) إسناده قوي، لكن اختلف في رفعه ووقفه كما سلف برقم (20825)، ومخلد بن الحسن قال النسائي: لا بأس به، وقال أبو حاتم: صدوق، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه أبو يعلى (7460)، وابن حبان (2333) من طريق مخلد بن الحسن، بهذا الإسناد.
(2)
صحيح، وقد اختلف في رفعه ووقفه، وهو مكرر (20825).
قَالَ كَلِمَةً لَمْ أَفْهَمْهَا، فَقُلْتُ لِأَبِي: مَا قَالَ؟ قَالَ: " كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ "(1).
20923 -
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَا يَزَالُ هَذَا الْأَمْرُ مَاضِيًا حَتَّى يَقُومَ اثْنَا عَشَرَ أَمِيرًا " ثُمَّ تَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ خَفِيَتْ عَلَيَّ، فَسَأَلْتُ عَنْهَا أَبِي: مَا قَالَ؟ قَالَ: " كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ "(2).
• 20924 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الرُّزِّيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الصَّمَدِ الْعَمِّيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِي عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" لَا يَزَالُ هَذَا الدِّينُ عَزِيزًا - أَوْ قَالَ: لَا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ، شَكَّ أَبُو عَبْدِ الصَّمَدِ - إِلَى اثْنَيْ عَشَرَ خَلِيفَةً ".
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري. وسيتكرر برقم (21039).
وأخرجه أبو عوانة 4/ 395 من طريق محمد بن يوسف الفريابي، والطبراني (1876) من طريق وكيع، كلاهما عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وانظر ما بعده وما سلف برقم (20872).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة. وسيتكرر برقم (20962).
وأخرجه مسلم (1821)(6)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1453)، والطبراني (1875) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وانظر (20872).
ثُمَّ قَالَ كَلِمَةً خَفِيَّةً، فَقُلْتُ لِأَبِي: مَا قَالَ؟ قَالَ: " كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ (1).
• 20925 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ لُوَيْنٌ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ مَوْهَبٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي ثَوْرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَسَأَلُوهُ: أَنَتَوَضَّأُ مِنْ لُحُومِ الْغَنَمِ؟ فَقَالَ: " إِنْ شِئْتُمْ فَتَوَضَّؤُوا، وَإِنْ شِئْتُمْ لَا تَتَوَضَّؤُوا "(2) فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَنَتَوَضَّأُ مِنْ لُحُومِ الْإِبِلِ؟ قَالَ:" نَعَمْ " تَوَضَّؤُوا " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، نُصَلِّي فِي مَرَابِضِ الْغَنَمِ؟ قَالَ: " نَعَمْ " قَالُوا: نُصَلِّي فِي مَبَارِكِ الْإِبِلِ؟ قَالَ: " لَا " (3).
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي جعفر الرُّزِّي فمن رجال مسلم. أبو عبد الصمد: هو عبد العزيز بن عبد الصمد.
وانظر (20914).
(2)
في (ظ 13) و (س): لا توضَّؤُوا.
(3)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل جعفر بن أبي ثور، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح غير محمد بن سليمان، فقد روى له أبو داود والترمذي، وهو ثقة. أبو عوانة: هو وضَّاح بن عبد الله اليَشكُري، وعثمان بن موهب: هو عثمان بن عبد الله بن مَوْهَب.
وأخرجه مسلم (360)، وابن خزيمة (31)، وأبو عوانة 1/ 270 و 396 و 401 - 402، والطحاوي 1/ 70 و 384، وابن حبان (1124) و (1154) و (1156)، وابن حزم في "المحلى" 1/ 242، والطبراني (1866)، والبيهقي 1/ 158 من طرق عن أبي عوانة، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (360)، والطبراني (1867)، وابن حزم 1/ 242 من =
• 20926 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَلِيٍّ الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا ابن عَوْنٍ (1)، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا يَزَالُ هَذَا الْأَمْرُ عَزِيزًا مَنِيعًا يُنْصَرُونَ عَلَى مَنْ نَاوَأَهُمْ عَلَيْهِ إِلَى اثْنَيْ عَشَرَ خَلِيفَةً " ثُمَّ قَالَ كَلِمَةً أَصَمَّنِيهَا النَّاسُ، فَقُلْتُ لِأَبِي: مَا قَالَ؟ قَالَ: " كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ "(2).
= طريق شيبان بن فروخ، عن عثمان بن عبد الله، به -وقرن به عند مسلم وابن حزم أشعث بن أبي الشعثاء.
وسيأتي من طريق عثمان بن مَوهَب عن جعفر برقم (21015).
وأخرجه الطبراني. في "الكبير"(7106)، والحاكم 3/ 617 من طريق سليمان بن داود الشاذَكُوني، عن إسماعيل بن عبد الله بن موهب، عن عثمان ابن عبد الله بن موهب، عن جابر بن سمرة، عن أبيه سمرة. فجعلاه من مسند سمرة. قلنا: وسليمان الشاذكوني متروك، وسقط من مطبوع "المستدرك" عثمان ابن عبد الله بن موهب.
وانظر ما سلف برقم (20811).
(1)
تحرف في (م) إلى: أَبُو عَوْنٍ.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن عون: هو عبد الله بن عون ابن أَرطَبان.
وأخرجه مسلم (1821)(9) من طريق نصر بن علي الجهضمي، عن يزيد ابن زريع، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم أيضاً من طريق أزهر بن سعد السمان، عن ابن عون، به.
وانظر (20814).
قوله: "أصمَّنِيها الناسُ" قال ابن الأثير في "النهاية": أي: شَغَلوني عن سماعها، فكأنهم جعلوني أَصمَّ.
• 20927 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَلِيٍّ الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ عَامِرٍ - يَعْنِي الشَّعْبِيَّ -، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَا يَزَالُ هَذَا الْأَمْرُ عَزِيزًا إِلَى اثْنَيْ عَشَرَ خَلِيفَةً " فَكَبَّرَ النَّاسُ وَضَجُّوا، وَقَالَ كَلِمَةً خَفِيَّةً، قُلْتُ لِأَبِي: يَا أَبَتِ، مَا قَالَ؟ قَالَ:" كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ "(1).
20928 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ يَقُولُ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَجْلِسُ بَيْنَ الْخُطْبَتَيْنِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَيَخْطُبُ قَائِمًا.
وَكَانَتْ صَلَاتُهُ قَصْدًا، وَخُطْبَتُهُ قَصْدًا، وَيَقْرَأُ آيَاتٍ مِنَ الْقُرْآنِ عَلَى الْمِنْبَرِ (2).
• 20929 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ حَبِيبٍ لُوَيْنٌ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد، زهير بن إسحاق بن زهير -وهو السَّلُولي أبو إسحاق البصري- من رجال "تعجيل المنفعة"(242)، وقد اختُلف فيه، وهو كما قال الدارقطني: يُعتَبر به. وهو متابعٌ، وباقي رجال الإسناد ثقات.
وانظر (20814).
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل سماك. سفيان: هو ابن سعيد الثوري. وهو مكرر (20878).
عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: كُنَّا إِذَا أَتَيْنَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم جَلَسَ أَحَدُنَا حَيْثُ يَنْتَهِي (1).
• 20930 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي غَالِبٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شَرِيكٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْتَمِسُوا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ فِي وَتْرٍ، فَإِنِّي قَدْ رَأَيْتُهَا فَنُسِّيتُهَا، هِيَ لَيْلَةُ مَطَرٍ وَرِيحٍ " أَوْ قَالَ: " قَطْرٍ وَرِيحٍ "(2).
• 20931 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي غَالِبٍ، حَدَّثَنَا عَمْرٌو - وَهُوَ ابْنُ طَلْحَةَ -، حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ، عَنْ سِمَاكٍ
(1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ شريك، وقد توبع.
وأخرجه أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 2/ 299 من طريق أحمد بن جعفر الأشعري، عن محمد بن سليمان لوين، بهذا الإسناد.
وانظر (20855).
(2)
صحيح لغيره دون قوله: "وهي ليلة مطر وريح"، وهذا إسناد ضعيف، عبد الرحمن بن شريك روى له البخاري في "الأدب المفرد"، وقال أبو حاتم: واهي الحديث، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما أخطأ. وأبوه شريك -وهو ابن عبد الله النخعي- سيئ الحفظ.
وأخرجه البزار (1031 - كشف الأستار) و (1033) من طريقين عن عبد الرحمن بن شريك، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني (1962) من طريق خلاد بن يزيد، عن شريك، به.
وانظر (20809).
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11076)، وانظر تتمة شواهده هناك.
عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: ذُكِرَ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةُ فَقَالَ: " إِنَّ اللهَ هُوَ سَمَّى الْمَدِينَةَ طَابَةَ ". قَالَ جَابِرٌ: وَأَنَا أَسْمَعُهُ (1).
• 20932 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي غَالِبٍ، حَدَّثَنَا عَمْرٌو بْنُ طَلْحَةَ، حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ، عَنْ سِمَاكٍ (2)، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ صَلَّى خَلْفَهُ فِي يَوْمِ عِيدٍ بِغَيْرِ أَذَانٍ وَلَا إِقَامَةٍ (3).
وَزَعَمَ سِمَاكٌ: أَنَّهُ صَلَّى خَلْفَ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ وَالْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، بِغَيْرِ أَذَانٍ (4).
• 20933 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا عَمْرٌو، حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:
(1) إسناده حسن، عمرو بن طلحة -وهو عمرو بن حماد بن طلحة القَنَّاد، وينسب إلى جده- وسماك صدوقان حسنا الحديث، وباقي رجال الإسناد ثقات.
وانظر (20821).
(2)
لم يذكر الإسناد في (م) و (س). وسقط هذا الحديث من (ظ 13).
(3)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن كسابقه.
وأخرجه الطبراني (1942) عن علي بن عبد العزيز، عن عمرو بن أبي طلحة، بهذا الإسناد.
وانظر (20847).
(4)
زاد في (م) و (س): ولا إقامة.
" لَا يَزَالُ هَذَا الدِّينُ قَائِمًا يُقَاتِلُ عَلَيْهِ عِصَابَةٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ "(1).
• 20934 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللهِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِئَتَيْنِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: رَأَيْتُ الْخَاتَمَ بَيْنَ كَتِفَيِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كَأَنَّهُ بَيْضَةٌ (2).
• 20935 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الله، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ يَقُولُ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي جَنَازَةِ أَبِي الدَّحْدَاحِ وَهُوَ عَلَى فَرَسٍ يَتَوَقَّصُ، وَنَحْنُ نَسْعَى حَوْلَهُ (3).
• 20936 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكٍ، قَالَ:
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن كسابقه.
وانظر (20859).
(2)
حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، يحيى بن عبد الله -وهو يحيى بن عبدويه- جهله أبو حاتم، وقال يحيى بن معين: كذاب، رجل سوء، وقال مرة: ليس بشيء. ومع هذا أثنى عليه أحمد!!
وانظر (20835).
(3)
حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف يحيى بن عبد الله.
وانظر (20834).
سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ يَقُولُ: أَتَى مَاعِزُ بْنُ مَالِكٍ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: إِنِّي زَنَيْتُ. فَرَدَّهُ مَرَّتَيْنِ، ثُمَّ رَجَمَهُ (1).
• 20937 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، وَعُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، قَالُوا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا مُجَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِعَرَفَاتٍ - وَقَالَ الْمُقَدَّمِيُّ فِي حَدِيثِهِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ بِمِنًى. وَهَذَا لَفْظُ حَدِيثِ أَبِي الرَّبِيعِ - فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: " لَنْ يَزَالَ هَذَا الْأَمْرُ عَزِيزًا ظَاهِرًا حَتَّى يَمْلِكَ اثْنَا عَشَرَ كُلُّهُمْ " ثُمَّ لَغَطَ الْقَوْمُ وَتَكَلَّمُوا، فَلَمْ أَفْهَمْ قَوْلَهُ بَعْدَ " كُلُّهُمْ "، فَقُلْتُ لِأَبِي: يَا أَبَتَاهُ مَا بَعْدَ " كُلُّهُمْ "؟ قَالَ: " كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ " وَقَالَ الْقَوَارِيرِيُّ فِي حَدِيثِهِ: " لَا يَضُرُّهُ مَنْ خَالَفَهُ أَوْ فَارَقَهُ حَتَّى يَمْلِكَ اثْنَا عَشَرَ "(2).
• 20938 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا مُجَالِدٌ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ السُّوَائِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ يَقُولُ: " لَا يَزَالُ هَذَا الدِّينُ ظَاهِرًا عَلَى كُلِّ مَنْ
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف يحيى بن عبد الله، وقد تابعه محمد بن جعفر فيما سيأتي برقم (20983)، وانظر تخريجه والكلام عليه هناك.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف مجالد، وقد توبع.
وانظر (20814).
نَاوَأَهُ، لَا يَضُرُّهُ مَنْ خَالَفَهُ، أَوْ فَارَقَهُ " (1).
• 20939 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ الْقَوَارِيرِيُّ، حَدَّثَنَا سُلَيْمُ بْنُ أَخْضَرَ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَزَالُ هَذَا الدِّينُ عَزِيزًا مَنِيعًا يُنْصَرُونَ عَلَى مَنْ نَاوَأَهُمْ عَلَيْهِ إِلَى اثْنَيْ عَشَرَ خَلِيفَةً "(2).
قَالَ: فَجَعَلَ النَّاسُ يَقُومُونَ وَيَقْعُدُونَ.
• 20940 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا هَلَكَ قَيْصَرُ، فَلَا قَيْصَرَ بَعْدَهُ، وَإِذَا هَلَكَ كِسْرَى، فَلَا كِسْرَى بَعْدَهُ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَتُنْفَقَنَّ كُنُوزُهُمَا فِي سَبِيلِ اللهِ "(3).
• 20941 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا عُمَرَ بْنِ
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف مجالد.
وانظر (20814).
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليم بن أخضر فمن رجال مسلم. ابن عون: اسمه عبد الله.
وانظر (20814).
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن أبي بكر: هو المقدمي، وأبو عوانة هو الوضاح بن عبد الله اليشكري.
وانظر (20871).
عُبَيْدٍ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " يَكُونُ مِنْ بَعْدِي اثْنَا عَشَرَ أَمِيرًا " فَتُكُلِّمَ فَخَفِيَ عَلَيَّ، فَسَأَلْتُ الَّذِي يَلِينِي، أَوْ إِلَى جَنْبِي، فَقَالَ:" كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ "(1).
• 20942 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو إِبْرَاهِيمَ التَّرْجُمَانِيُّ - هُوَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ (2) - حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ الْمُقْرِئُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ بَيْعِ الْحَيَوَانِ بِالْحَيَوَانِ نَسِيئَةً (3).
• 20943 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ. وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ وَيُوسُفُ الصَّفَّارُ مَوْلَى بَنِي أُمَيَّةَ، قَالُوا: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ سِيَاهٍ الثَّقَفِيِّ، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ رِيَاحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُمَارَةَ
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل سماك.
وأخرجه الترمذي (2223)، وأبو عوانة 4/ 397، والطبراني (2070) من طرق عن عمر بن عبيد، بهذا الإسناد.
وانظر (20836).
(2)
قوله: إسماعيل بن إبراهيم أثبتناه من (س) و (م).
(3)
حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، أبو عمر المقرئ هو حفص بن سليمان الأسدي صاحب عاصم، وهو ضعيف في الحديث مع إمامته في القراءة.
وأخرجه الطبراني (2057) من طريق محمد بن الفضل بن عطية، عن سماك، بهذا الإسناد. ومحمد بن الفضل متروك، وكذبه بعضهم.
وفي الباب عن جابر بن عبد الله، سلف برقم (14331)، وانظر تتمة شواهده هناك.
عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا فِي مَجْلِسٍ فِيهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَبِي سَمُرَةَ جَالِسٌ أَمَامِي، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّ الْفُحْشَ وَالتَّفَحُّشَ (1) لَيْسَا مِنَ الْإِسْلَامِ فِي شَيْءٍ، وَإِنَّ خَيْرَ النَّاسِ إِسْلَامًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا "(2).
قَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ فِي حَدِيثِهِ: زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي يَحْيَى، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ رِيَاحٍ.
• 20944 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الزُّهْرِيُّ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا أَبِي وَعَمِّي، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْوَجِيهِ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ مَعَ جَنَازَةِ ثَابِتِ بْنِ الدَّحْدَاحَةِ عَلَى فَرَسٍ أَغَرَّ مُحَجَّلٍ تَحْتَهُ (3)، لَيْسَ عَلَيْهِ سَرْجٌ، مَعَهُ النَّاسُ، وَهُمْ حَوْلَهُ، قَالَ: فَنَزَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَصَلَّى عَلَيْهِ، ثُمَّ جَلَسَ حَتَّى فُرِغَ مِنْهُ، ثُمَّ قَامَ فَقَعَدَ عَلَى فَرَسِهِ، ثُمَّ انْطَلَقَ يَسِيرُ حَوْلَهُ الرِّجَالُ (4).
(1) في (م) و (ق): والتفاحش.
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد محتمل للتحسين.
وانظر (20831).
(3)
في نسخة على هامش (س): يُخِبُّه، أي: من الخبب، وهو ضرب من العدو، وقد سلف برقم (20834): يتوقص به، أي: يتوثب.
(4)
إسناده حسن من أجل سماك. عبد الله بن سعد: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزهري، وعمه: اسمه يعقوب.
وأخرجه الطبراني (2050) من طريق عبد الله بن سعد، بهذا الإسناد. وفيه حدثنا عمي فقط ولم يذكر أباه. =
• 20945 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الزُّهْرِيُّ، حَدَّثَنَا عَمِّي، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: مَنْ حَدَّثَكَ أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ قَاعِدًا قَطُّ فَلَا تُصَدِّقْهُ، قَدْ رَأَيْتُهُ أَكْثَرَ مِنْ مِئَةِ مَرَّةٍ، فَرَأَيْتُهُ يَخْطُبُ قَائِمًا ثُمَّ يَجْلِسُ، فَلَا يَتَكَلَّمُ بِشَيْءٍ، ثُمَّ يَقُومُ فَيَخْطُبُ خُطْبَتَهُ الْأُخْرَى. قُلْتُ: كَيْفَ كَانَتْ خُطْبَتُهُ؟ قَالَ: كَانَتْ قَصْدًا، كَلَامٌ يَعِظُ بِهِ النَّاسَ، وَيَقْرَأُ آيَاتٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ تَعَالَى (1).
• 20946 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي عِمْرَانُ بْنُ بَكَّارٍ الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ - يَعْنِي ابْنَ خَالِدٍ الْوَهْبِيَّ -، حَدَّثَنَا قَيْسٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَتَفْتَحَنَّ عِصَابَةٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَبْيَضَ آلِ كِسْرَى "(2).
= وانظر (20834).
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ شريك. أبو القاسم الزهري: هو عبد الله بن سعد بن إبراهيم، وعمه: اسمه يعقوب.
وانظر (20813).
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل قيس -وهو ابن الربيع-، وسماك -وهو ابن حرب-، وقد توبعا.
وأخرجه الطيالسي (782)، ومن طريقه الطبراني (2020) عن قيس بن الربيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني (1878) من طريق يونس بن بكير، عن قيس بن الربيع، عن سماك، به. وقرن بسماك عبد الملك بن عمير.
وانظر (20821).
• 20947 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: مَا رُئِيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ إِلَّا قَائِمًا (1).
• 20948 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا صَلَّى الْفَجْرَ، جَلَسَ فِي مُصَلَّاهُ، لَمْ يَرْجِعْ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ (2).
• 20949 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ دِينَارٍ، حَدَّثَنَا مُصْعَبٌ
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن لأجل سماك.
وأخرجه الطبراني (2042) من طريق أبي بكر بن أبي شيبة، عن عمر بن عبيد، بهذا الإسناد. وانظر (20813).
(2)
إسناده حسن لأجل سماك، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير أبي داود الحفري -وهو عمر بن سعد بن عبيد، فمن رجال مسلم. سفيان: هو الثوري.
وأخرجه أبو داود (4850) عن عثمان بن أبي شيبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي 2/ 186 من طريق علي بن حرب، عن أبي داود الحفري، به.
وأخرجه أبو عوانة 2/ 23، والطبراني (1885) من طريق أبي نعيم، وأبو عوانة في المناقب كما في "الإتحاف" 3/ 94 من طريق يحيى بن آدم، عن سفيان، به.
وأخرجه عبد الرزاق (3202) عن إسرائيل بن يونس، عن سماك، به.
وانظر (20820).
- يَعْنِي ابْنَ الْمِقْدَامِ - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقْرَأُ فِي خُطْبَتِهِ آيَاتٍ مِنَ الْقُرْآنِ، وَيُذَكِّرُ النَّاسَ، وَكَانَتْ خُطْبَتُهُ قَصْدًا، وَصَلَاتُهُ قَصْدًا (1).
• 20950 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ حَفْصٍ السَّعْدِيُّ - قَالَ عَبْدُ اللهِ، وَقَدْ رَأَيْتُ أَنَا سَلَمَةَ بْنَ حَفْصٍ، وَكَانَ يُكَنَّى أَبَا بَكْرٍ مِنْ وَلَدِ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ، أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ، فَحَدَّثَنِي عَنْهُ أَبُو بَكْرٍ الصَّغَانِيُّ - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: كَانَتْ أُصْبُعُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مُتَظَاهِرَةً (2).
20951 -
حَدَّثَنَا بَهْزُ بْنُ أَسَدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا سِمَاكٌ، قَالَ
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل سماك. قاسم بن دينار: هو قاسم بن زكريا بن دينار. وانظر (20813).
(2)
إسناده ضعيف، سلمة بن حفص، قال ابن حبان في "المجروحين" 1/ 339: شيخ من أهل الكوفة، كان يضع الحديث، لا يحل الاحتجاج به ولا الرواية عنه إلا عند الاعتبار، وذكر له هذا الحديث، وقال: هذا خبر منكر لا أصل له، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم معتدل الخلق. ويحيى بن يمان ضعيف يعتبر به. الصغاني: هو محمد بن إسحاق.
وأخرجه البيهقي في "الدلائل" 1/ 248 من طريق الصغاني، بهذا الإسناد. بلفظ: كان إصبع رسول الله صلى الله عليه وسلم خنصره من رجله متظاهرة.
وسيأتي في "المسند" 6/ 366 من حديث ميمونة بنت كردم ضمن حديث طويل: فما نسيت فيما نسيت طول إصبع قدمه السبابة على سائر أصابعه. وقد روته عنها سارة بنت مقسم، وهي لا تعرف.
سَمِعْتُ جَابِرُ بْنُ سَمُرَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَا يَزَالُ الْإِسْلَامُ عَزِيزًا إِلَى اثْنَيْ عَشَرَ خَلِيفَةً " فَقَالَ كَلِمَةً خَفِيَّةً لَمْ أَفْهَمْهَا، قَالَ: فَقُلْتُ لِأَبِي: مَا قَالَ؟ قَالَ: " كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ "(1).
20952 -
حَدَّثَنَا بَهْزُ بْنُ أَسَدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ كَذَّابُونَ "(2).
20953 -
حَدَّثَنَا بَهْزُ بْنُ أَسَدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: مَا كَانَ فِي رَأْسِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الشَّيْبِ إِلَّا شَعَرَاتٌ فِي مَفْرِقِ رَأْسِهِ إِذَا ادَّهَنَ وَارَاهُنَّ الدُّهْنُ (3).
20954 -
حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: نَبَّأَنِي جَابِرُ بْنُ سَمُرَةَ: أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ قَائِمًا عَلَى الْمِنْبَرِ، ثُمَّ يَجْلِسُ، ثُمَّ يَقُومُ فَيَخْطُبُ قَائِمًا، قَالَ: فَقَالَ لِي جَابِرٌ: مَنْ نَبَّأَكَ أَنَّهُ كَانَ يَخْطُبُ قَاعِدًا فَقَدْ كَذَبَ، فَقَدْ وَاللهِ صَلَّيْتُ مَعَهُ أَكْثَرَ مِنْ أَلْفَيْ صَلَاةٍ (4).
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل سماك. وهو مكرر (20838).
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. وهو مكرر (20839).
(3)
إسناده حسن من أجل سماك. وهو مكرر (20840).
(4)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل سماك. وهو مكرر (20842).
• 20955 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ خَلَّادُ بْنُ أَسْلَمَ، حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا ثَوْرِ بْنَ عِكْرِمَةَ بْنِ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عَنِ الصَّلَاةِ فِي مَباءَةِ (1) الْغَنَمِ، فَرَخَّصَ، وَسُئِلَ عَنِ الصَّلَاةِ فِي مَباءَةِ (1) الْإِبِلِ، فَنَهَى عَنْهُ، وَسُئِلَ عَنِ الْوُضُوءِ مِنْ لُحُومِ الْإِبِلِ؟ فَقَالَ:" تَوَضَّؤُوا " وَسُئِلَ عَنِ الْوُضُوءِ مِنْ لُحُومِ الْغَنَمِ؟ فَقَالَ: " إِنْ شِئْتَ فَتَوَضَّأْ، وَإِنْ شِئْتَ فَلَا "(2).
20956 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي ثَوْرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّ رَجُلًا أَتَاهُ، فَقَالَ: أَتَوَضَّأُ مِنْ لُحُومِ الْغَنَمِ؟ قَالَ: " لَا " قَالَ: فَأُصَلِّي فِي مَرَابِضِهَا؟ قَالَ: " نَعَمْ إِنْ شِئْتَ " قَالَ: أَفَنَتَوَضَّأُ مِنْ لُحُومِ الْإِبِلِ؟ قَالَ: " نَعَمْ " قَالَ: فَأُصَلِّي فِي أَعْطَانِهَا؟ قَالَ: " لَا "(3).
(1) في (ظ 10) و (ق): مبارك. وفي (م): مبات. وما أثبتناه من (ظ 13) و (س)، والمباءَة: قال ابن الأثير، أي: منزلها الذي تأوي إليه.
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، سماك وأبو ثور -واسمه جعفر- صدوقان.
وأخرجه ابن حبان (1126) من طريق إسحاق بن إبراهيم، عن النضر بن شميل، بهذا الإسناد.
وانظر (20811).
(3)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، سماك وجعفر صدوقان. وسيتكرر =
20957 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ وَمُؤَمَّلٌ - الْمَعْنَى، وَهَذَا لَفْظُ عَبْدِ اللهِ - قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي ثَوْرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ: أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَتَوَضَّأُ مِنْ لُحُومِ الْغَنَمِ؟ قَالَ: " لَا " قَالَ: فَأُصَلِّي فِي مُرَاحِ الْغَنَمِ؟ قَالَ: " نَعَمْ " قَالَ: أَتَوَضَّأُ مِنْ لُحُومِ الْإِبِلِ؟ قَالَ: " نَعَمْ " قَالَ: أُصَلِّي فِي أَعْطَانِهَا؟ قَالَ: " لَا "(1).
20958 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُسَيَّبُ بْنُ رَافِعٍ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ طَرَفَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ الْمَسْجِدَ وَهُمْ حَِلَقٌ فَقَالَ: " مَا لِي أَرَاكُمْ عِزِينَ؟ ".
وَدَخَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَسْجِدَ وَقَدْ رَفَعُوا أَيْدِيَهُمْ، فَقَالَ:" قَدْ رَفَعُوهَا كَأَنَّهَا أَذْنَابُ خَيْلٍ شُمُْسٍ، اسْكُنُوا فِي الصَّلَاةِ "(2).
= برقم (21044).
وأخرجه مسلم (360)، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 70، والطبراني (1859) من طريق معاوية بن عمرو، عن زائدة بن قدامة، بهذا الإسناد.
وانظر (20811).
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من جهة عبد الله بن الوليد من أجل سماك وجعفر، فهما صدوقان، وضعيف من جهة مؤمل -وهو ابن إسماعيل- لسوء حفظه وهو مكرر (20811).
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير تميم بن طرفة فمن رجال مسلم.
وأخرجه مختصراً بقصة الحِلَق أبو داود (4823)، وأبو يعلى (7482)، =
20959 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي سِمَاكٌ. وَابْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ -: " بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ كَذَّابُونَ ". قَالَ يَحْيَى فِي حَدِيثِهِ: قَالَ أَخِي (1)، وَكَانَ أَقْرَبَ مِنِّي:" فَاحْذَرُوهُمْ "(2).
20960 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي سِمَاكٌ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ قَائِمًا ثُمَّ يَقْعُدُ ثُمَّ يَقُومُ (3).
= والطبراني (1831) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مختصراً بقصة رفع الأيدي أبو يعلى (7480)، والطبراني (1828) من طريق يحيى بن سعيد، به.
وانظر (20874) و (20875).
(1)
في (ظ 13) و (س): أبي، وهو خطأ.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل سماك، وهو ابن حرب، وقد توبع، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. وأخو سماك: هو محمد ابن حرب، وهو ثقة من رجال مسلم.
وأخرجه الطبراني (1898) من طريق يحيى وحده، بهذا الإسناد.
وقد سلف الحديث عن محمد بن جعفر برقم (20819). وفيه أيضاً رواية سماك عن أخيه.
وسيأتي عن يحيى بن سعيد برقم (20967).
(3)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل سماك. وانظر (20813).
20961 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي سِمَاكٌ، قَالَ: قُلْتُ لِجَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ: كَيْفَ كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَصْنَعُ إِذَا صَلَّى الْفَجْر؟ قَالَ: كَانَ يَجْلِسُ فِي مُصَلَّاهُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ (1).
20962 -
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ السُّوَائِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَا يَزَالُ هَذَا الْأَمْرُ مَاضِيًا حَتَّى يَقُومَ اثْنَا عَشَرَ أَمِيرًا " ثُمَّ تَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ خَفِيَتْ عَلَيَّ، سَأَلْتُ أَبِي: مَا قَالَ؟ قَالَ: " كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ "(2).
20963 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِي الظُّهْرِ {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى} وَفِي الْعَصْرِ نَحْوَ ذَلِكَ، وَفِي الصُّبْحِ أَطْوَلَ مِنْ ذَلِكَ (3).
(1) إسناده حسن من أجل سماك. وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
وانظر (20820).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (20923).
(3)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل سماك. وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. وسيتكرر برقم (21047).
وأخرجه مسلم (459)، والنسائي 2/ 166 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (806)، والطبراني (1894) من طريق معاذ بن معاذ، =
20964 -
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ مُسَيَّبِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ طَرَفَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ، فَقَالَ:" مَا لِي أَرَاكُمْ رَافِعِي أَيْدِيكُمْ، كَأَنَّهَا أَذْنَابُ خَيْلٍ شُمُْسٍ، اسْكُنُوا فِي الصَّلَاةِ؟! "
ثُمَّ خَرَجَ عَلَيْنَا فَرَآنَا حَِلَقًا، فَقَالَ:" مَا لِي أَرَاكُمْ عِزِينَ؟ "
ثُمَّ خَرَجَ عَلَيْنَا، فَقَالَ:" أَلَا تَصُفُّونَ كَمَا تَصُفُّ الْمَلَائِكَةُ عِنْدَ رَبِّهَا؟ " قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَكَيْفَ تَصُفُّ الْمَلَائِكَةُ عِنْدَ رَبِّهَا؟ قَالَ:" يُتِمُّونَ الصُّفُوفَ الْأُولَى، وَيَتَرَاصُّونَ فِي الصَّفِّ "(1).
= عن شعبة، به.
وانظر (20808).
(1)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير تميم بن طرفة، فمن رجال مسلم. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير.
وأخرجه مسلم (430)، وابن خزيمة (1542) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد، ورواية ابن خزيمة مختصرة بتسوية الصفوف.
وأخرجه مقطعاً ابن أبي شيبة 1/ 353، و 10/ 378، وأبو داود (912)، وأبو عوانة 2/ 39 - 40، وابن خزيمة (1544)، والطبراني (1815) و (1832) من طريق أبي معاوية، به.
وأخرجه عبد الرزاق (2432)، ومسلم (430)، وأبو داود (661)، والنسائي 2/ 92، وأبو يعلى (7474) و (7481) و (7482)، وابن حبان (2154) و (2162)، والطبراني (1810 - 1814)، والبيهقي 3/ 101، والبغوي (809) من طرق عن الأعمش، به. مختصراً بقصة تسوية الصفوف غير أبي =
20965 -
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ مُسَيَّبِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ طَرَفَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَنْتَهِي أَقْوَامٌ يَرْفَعُونَ أَبْصَارَهُمْ إِلَى السَّمَاءِ فِي الصَّلَاةِ، أَوْ لَا تَرْجِعُ إِلَيْهِمْ "(1).
= يعلى فذكر فيه قصة الحلق. ووقع في المطبوع من البيهقي: المسيب بن رافع، عن تميم بن رافع، عن تميم بن طرفة، بإقحام تميم بن رافع فيه، ولا وجود لهذا الراوي، وهو انتقال نظر بين الاسمين السابق واللاحق.
وأخرجه الطبراني (1816) من طريق علي بن مدرك، عن تميم بن طرفة، به. مختصراً بتسوية الصفوف.
وأخرجه الطبراني (2075) من طريق أبي تميمة الهجيمي، عن جابر. مختصراً بتسوية الصفوف.
ولقصة رفع الأيدي انظر (20875).
ولقصة الحلق انظر (20874).
وقصة تسوية الصفوف ستأتي عن وكيع، عن الأعمش برقم (21024).
(1)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير تميم بن طرفة، فمن رجال مسلم. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 239، ومسلم (428)، وأبو داود (912)، والطبراني (1819)، والبيهقي 2/ 283 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. وقالوا فيه: لينتهين.
وانظر (20837).
قوله: "لا ينتهي" قال السندي: هكذا في هذه الرواية "لا ينتهي" بما هو ظاهره النفي، والمشهور:"لَيَنْتَهِينَّ" بالإثبات، وهو الظّاهر، فهذه الروايُة إما مبنيةٌ على زيادِة لا، مثل:{لا أقسم} ، أو على أنها لنفي ما رآهم يفعلون، والنهي عنه، أي: لا تفعلوا، ثم شرع يخبرهم بسبب ذلك، أي: ينتهي أقوام. =
20966 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ ابْنِ عَوْنٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِي - أَوْ مَعَ ابْنِي - قَالَ: وَذَكَرَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: " لَا يَزَالُ هَذَا الْأَمْرُ عَزِيزًا مَنِيعًا، يُنْصَرُونَ عَلَى مَنْ نَاوَأَهُمْ عَلَيْهِ إِلَى اثْنَيْ عَشَرَ خَلِيفَةً " ثُمَّ تَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ، أَصَمَّنِيهَا النَّاسُ، فَقُلْتُ لِأَبِي أَوْ لِابْنِي: مَا الْكَلِمَةُ الَّتِي أَصَمَّنِيهَا النَّاسُ؟ قَالَ: " كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ "(1).
20967 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي سِمَاكٌ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَوْ قَالَ قَالَ: رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ كَذَّابِينَ " قَالَ أَخِي، وَكَانَ أَقْرَبَ إِلَيْهِ مِنِّي، قَالَ: سَمِعْتُهُ قَالَ: " فَاحْذَرُوهُمْ "(2).
20968 -
حَدَّثَنَا يَحْيَي بْنُ سَعِيدٍ (3)، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي سِمَاكٌ - يَعْنِي ابْنَ حَرْبٍ -
= ويحتمل أن تكون "أو" في قوله: "أو لا ترجع" بمعنى: إلى أن: لا ينتهون إلى أن تسلب أبصارُهم، لكن يصيُر الكلامُ على هذا إخبارٌ بأنهم لا ينتهون إلى أن يقع سَلْبُ الأبصار، فينبغي أن يقع السلبُ في وقت ليَصْدُقَ هذا الخبر.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن عون: هو عبد الله بن عون ابن أَرطبان.
وانظر (20814).
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل سماك، وقد توبع. وهو مكرر (20959).
(3)
تحرف في (م) إلى: "أبو سعيد".
عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا صَلَّى الْغَدَاةَ، جَلَسَ فِي مُصَلَّاهُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ حَسْنَاءَ (1).
20969 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي سِمَاكٌ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ اللهَ سَمَّى الْمَدِينَةَ طَابَةَ "(2).
20970 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ نَاصِحٍ أَبِي عَبْدِ اللهِ (3)، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَأَنْ يُؤَدِّبَ
(1) إسناده حسن من أجل سماك، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه أبو عوانة 2/ 23 من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، عن سفيان، بهذا الإسناد. وانظر (20820).
(2)
إسناده حسن من أجل سماك.
وأخرجه الطبراني (1892) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (761)، ومن طريقه عمر بن شبة في "تاريخ المدينة" 1/ 164 عن شعبة، به.
وأخرجه ابن حبان (3726)، والطبراني (1892) من طريق معاذ بن معاذ، عن شعبة، به.
وفي هذه المصادر جميعًا: أن رسول الله سمَّى المدينة طابة. وسيأتي بهذا اللفظ في "المسند" من طريق شعبة برقم (21046).
وانظر (20821).
(3)
تحرف في (م) إلى: عبيد الله.
الرَّجُلُ وَلَدَهُ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَتَصَدَّقَ كُلَّ يَوْمٍ بِنِصْفِ صَاعٍ " (1).
قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَا حَدَّثَ (2) أَبِي عَنْ نَاصِحٍ أَبِي عَبْدِ اللهِ (3) غَيْرَ هَذَا الْحَدِيثِ.
20971 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، عَنْ زُهَيْرٍ، عَنْ سِمَاكٍ، قَالَ: سَأَلْتُ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ عَنْ صَلَاةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقْرَأُ فِي الْفَجْرِ بِـ {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ} وَنَحْوِهَا (4).
20972 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ ابْنِ الْقِبْطِيَّةِ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ قَالَ: كُنَّا نَقُولُ خَلْفَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا سَلَّمْنَا: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، يُشِيرُ أَحَدُنَا بِيَدِهِ عَنْ يَمِينِهِ، وَعَنْ شِمَالِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا بَالُ الَّذِينَ يَرْمُونَ
(1) إسناده ضعيف لضعف ناصح أبي عبد الله. وهو مكرر (20900).
(2)
في (م): حدثني.
(3)
تحرف في (م) إلى: عبيد الله.
(4)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل سماك، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. زهير: هو ابن معاوية.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 353، ومن طريقه مسلم (458)(169) عن يحيى بن آدم، بهذا الإسناد. وقرن مسلم بابن أبي شيبة محمد بن رافع، وزادا فيه: وكان يخفف الصلاة.
وانظر (20843).
بِأَيْدِيهِمْ فِي الصَّلَاةِ كَأَنَّهَا أَذْنَابُ الْخَيْلِ الشُّمُْسِ، أَلَا يَكْفِي أَحَدَكُمْ أَنْ يَضَعَ يَدَهُ عَلَى فَخِذِهِ ثُمَّ يُسَلِّمَ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ " (1).
20973 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَخْطُبُ قَائِمًا، وَيَجْلِسُ بَيْنَ الْخُطْبَتَيْنِ، وَيَتْلُو آيَاتٍ مِنَ الْقُرْآنِ، وَكَانَتْ خُطْبَتُهُ قَصْدًا، وَصَلَاتُهُ قَصْدًا (2).
• 20974 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (3)، حَدَّثَنَا عَمْرٌو النَّاقِدُ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ السَّلُولِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ أَبِي الشَّعْثَاءِ، عَنْ جَعْفَرٍ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي ثَوْرٍ -
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبيد الله بن القبطية فمن رجال مسلم. وانظر (20806).
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل سماك.
وأخرجه ابن ماجه (1106)، وابن خزيمة (1448) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وسيأتي عن وكيع بالأرقام (21025) و (21034) و (21035).
وانظر (20813).
تنبيه: جاء في الأصول الخطية وفي (م) بعد هذا الحديث حديث من مسند سبرة بن معبد، وقد سلف في مسنده سنداً ومتناً برقم (15348)، وكتب في هامش (ظ 13) هنا: أنه من مسند سبرة فيحوَّل، وكتب في هامش (س): أنه من مسند المكيين. ولذلك حذفناه.
(3)
وقع في (م) و (ق) على أنه من رواية عبد الله عن أبيه، والصواب أنه من زيادات عبد الله.
عَنْ جَدِّهِ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ (1)، قَالَ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ نَتَوَضَّأَ مِنْ لُحُومِ الْإِبِلِ، وَأَنْ لَا نَتَوَضَّأَ مِنْ لُحُومِ الْغَنَمِ، وَأَنْ نُصَلِّيَ فِي مَبَاءَةِ (2) الْغَنَمِ، وَلَا نُصَلِّيَ فِي أَعْطَانِ الْإِبِلِ (3).
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: سَمِعْتُ حَجَّاجَ بْنَ الشَّاعِرِ يَسْأَلُ أَبِي، فَقَالَ: أَيُّمَا أَحَبُّ إِلَيْكَ: عَمْرٌو النَّاقِدُ، أَوِ الْمُعَيْطِيُّ؟ فَقَالَ: كَانَ عُمَرٌو النَّاقِدُ يَتَحَرَّى الصِّدْقَ (4).
20975 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِهِ فَرَأَيْتُهُ مُتَّكِئًا عَلَى وِسَادَةٍ (5).
(1) وقع في (ظ 10) و (ق) ونسخة في (س): عن جده، عن جابر بن سمرة، والصواب حذف لفظة: عن.
(2)
في (س): مبارك. وكلاهما بمعنى.
(3)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل جعفر بن أبي ثور. عمرو الناقد: هو ابن محمد بن بكير.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 47 و 386 و 14/ 150، وابن ماجه (495)، وابن حبان (1125) و (1127) و (1157)، والطبراني (1863) و (1865) من طرق عن إسرائيل، بهذا الإسناد.
وانظر (20811).
(4)
وقع كلام عبد الله بن أحمد هذا في (م) والنسخ الخطية بإثر الحديث الآتي برقم (20980)، وحقه أن يكون هنا كما أثبتناه. المعيطي: هو محمد بن عمر وثقه ابن حبان، وتوفي سنة اثنتين وعشرين ومئتين، انظر ترجمته في "لسان الميزان" و"الأنساب".
(5)
إسناده حسن من أجل سماك. =
20976 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بِفَرَسٍ حِينَ انْصَرَفَ مِنْ جَنَازَةِ أَبِي الدَّحْدَاحِ فَرَكِبَ، وَنَحْنُ حَوْلَهُ نَمْشِي (1).
20977 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ وَشَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ: أَنَّ رَجُلًا قَتَلَ نَفْسَهُ، فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم (2).
20978 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنِي إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ
= وأخرجه أبو داود (4143) عن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وانظر (20911).
(1)
إسناده حسن من أجل سماك.
وأخرجه مسلم (965)، وأبو عوانة في الجنائز كما في "الإتحاف" 3/ 74، والطبراني (1993)، والبيهقي 4/ 22 من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي 4/ 85 - 86، والطبراني (1992)، والبيهقي 1/ 255 من طرق عن مالك بن مغول، به.
وانظر (20834).
(2)
إسناده حسن، شريك -وإن كان سيئ الحفظ- قد توبع. وسيتكرر برقم (21030).
وأخرجه الترمذي (1068) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وقال: حسن صحيح.
وانظر (20816).
عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: رَأَيْتُهَا مِثْلَ بَيْضَةِ الْحَمَامَةِ (1)، وَلَوْنُهَا لَوْنُ جَسَدِهِ (2).
20979 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ الْمَسْعُودِيِّ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: جَاءَ مَاعِزُ بْنُ مَالِكٍ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَاعْتَرَفَ عِنْدَهُ بِالزِّنَى، قَالَ: فَحَوَّلَ وَجْهَهُ، قَالَ: فَجَاءَنَا فَاعْتَرَفَ مِرَارًا، فَأَمَرَ بِرَجْمِهِ فَرُجِمَ، ثُمَّ أُتِيَ فَأُخْبِرَ، فَقَامَ فَحَمِدَ اللهَ تَعَالَى وَأَثْنَى عَلَيْهِ، قَالَ:" مَا بَالُ رِجَالٍ كُلَّمَا نَفَرْنَا فِي سَبِيلِ اللهِ تَخَلَّفَ أَحَدُهُمْ عِنْدَهُنَّ لَهُ نَبِيبٌ كَنَبِيبِ التَّيْسِ، يَمْنَحُ إِحْدَاهُنَّ الْكُثْبَةَ، لَئِنْ أَمْكَنَنِي اللهُ مِنْهُمْ، لَأَجْعَلَنَّهُمْ نَكَالًا "(3).
• 20980 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي ثَوْرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ جَدِّهِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أَوْ رَجُلٌ (4) قَالَ:
(1) المثبت من (ظ 13) و (ق)، وفي (م) وبقية النسخ: الحمام.
(2)
إسناده حسن من أجل سماك. إسرائيل: هو ابن يونس السبيعي. وسيتكرر برقم (21031).
وأخرجه الطبراني (1918) من طريق عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، بهذا الإسناد.
وانظر (20835)،
والمراد بالحديث خاتم النبوة.
(3)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل سماك. المسعودي: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة الكوفي. وانظر (20803).
(4)
في (م) وحدها: "أَوْ رَجُلًا".
يَا رَسُولَ اللهِ، أَتَوَضَّأُ مِنْ لُحُومِ الْغَنَمِ؟ قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنْ شِئْتَ " فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1).
20981 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا فِطْرٌ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ الْوَالِبِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ "(2).
20982 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقْرَأُ فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ} {وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ} وَشَبَهَهَا (3).
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، سماك وجعفر صدوقان. وانظر (20811).
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل أبي خالد الوالبي. فطر: هو ابن خليفة.
وأخرجه الحارث بن أبي أسامة كما في "بغية الباحث"(1118) عن يحيى ابن هاشم، والطبراني (1843) من طريق أبي نعيم، كلاهما عن فطر بن خليفة، بهذا الإسناد.
وانظر (20870).
(3)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل سماك، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه الترمذي (307)، والبغوي (594) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. =
20983 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ قَالَ: أُتِيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِرَجُلٍ قَصِيرٍ أَشْعَثَ ذِي عَضَلَاتٍ، عَلَيْهِ إِزَارٌ وَقَدْ زَنَى، فَرَدَّهُ مَرَّتَيْنِ، قَالَ: ثُمَّ أَمَرَ بِهِ فَرُجِمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" كُلَّمَا نَفَرْنَا غَازِينَ فِي سَبِيلِ اللهِ تَخَلَّفَ أَحَدُهُمْ (1)، لَهُ نَبِيبٌ كَنَبِيبِ التَّيْسِ، يَمْنَحُ إِحْدَاهُنَّ الْكُثْبَةَ، إِنَّ اللهَ لَا يُمَكِنُنِي مِنْ أَحَدٍ مِنْهُمْ إِلَّا جَعَلْتُهُ نَكَالًا " أَوْ " نَكَّلْتُهُ "(2).
= وأخرجه الطيالسي (774)، والدارمي (1290)، والبخاري في "القراءة"(296)، وأبو داود (805)، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 207، وابن حبان (1827)، والطبراني (1966)، والبيهقي 2/ 391 من طرق عن حماد بن سلمة، به. وسقط من المطبوع في "القراءة" شيخ البخاري.
وانظر (20808).
(1)
في (م) و (ظ 10) وهامش (ق) ونسخة في (س): أحدكم.
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل سماك. وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه مسلم (1692)(18)، وأبو داود (4423)، والنسائي في "الكبرى"(7192) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (764)، وابن أبي شيبة 10/ 73، ومسلم (1692)(18)، وأبو عوانة (6268) و (6269) و (6270)، والطحاوي في "شرح المعاني" 3/ 142 و 143، وابن حبان (4436)، والطبراني (1897)، والبيهقي 8/ 212 من طرق عن شعبة، به.
وانظر (20803).
قوله: "فرده مرتين"، قال الزيلعي في "نصب الراية" 3/ 316: أي: رده =
قَالَ: فَحَدَّثَنِيهِ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، فَقَالَ: إِنَّهُ رَدَّهُ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ.
20984 -
حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بِمَاعِزِ بْنِ مَالِكٍ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ:" تَخَلَّفَ أَحَدُهُمْ يَنِبُّ (1) كَنَبِيبِ التَّيْسِ ".
قَالَ: فَحَدَّثْتُهُ الْحَكَمَ فَأَعْجَبَهُ، وَقَالَ لِي: مَا الْكُثْبَةُ (2)؟ فَسَأَلْتُ سِمَاكًا عَنِ الْكُثْبَةِ: فَقَالَ: اللَّبَنُ الْقَلِيلُ (3).
20985 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" لَنْ يَبْرَحَ هَذَا الدِّينُ قَائِمًا يُقَاتِلُ عَلَيْهِ عِصَابَةٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ "(4).
= مرتين بعد مرتين، واختصر الراوي منها مرتين. قلنا: ويوضحه رواية سماك، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس السالفة برقم (2874): أتي النبي صلى الله عليه وسلم بماعز، فاعترف عنده مرتين، فقال:"اذهبوا به" ثم قال: "ردوه" فاعترف مرتين، حتى اعترف أربع مرات، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"اذهبوا به فارجموه".
(1)
في (م): يَنْبُب. بفك الإدغام.
(2)
قوله: "وقال لي: ما الكثبة" ليس في (ظ 13) و (س).
(3)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل سماك. حجاج: هو ابن محمد المصيصي. وانظر (20803).
(4)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل سماك.
وأخرجه مسلم (1922) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. =
20986 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكٍ قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ضَلِيعَ الْفَمِ، أَشْكَلَ الْعَيْنِ، مَنْهُوسَ الْعَقِبَيْنِ.
قُلْتُ لِسِمَاكٍ: مَا ضَلِيعُ الْفَمِ؟ قَالَ: عَظِيمُ الْفَمِ. قُلْتُ: مَا أَشْكَلُ الْعَيْنِ؟ قَالَ: طَوِيلُ شُفْرِ الْعَيْنِ (1). قُلْتُ: مَا مَنْهُوسُ الْعَقِب؟ قَالَ: قَلِيلُ لَحْمِ الْعَقِبِ (2).
20987 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:
= وأخرجه الطيالسي (756)، وأبو عوانة 5/ 105، وابن حبان (6837)، والطبراني (1891) من طرق عن شعبة، به.
وانظر (20859).
(1)
كذا في (م) ونسخنا الخطية، قال القاضي عياض في "المشارق" 2/ 253: ذكر مسلم عن سماك في تفسير أشكل العينين، أي: طويل شَقِّ العينين، وكذا ذكره عنه الترمذي وغيره، وفي بعض نسخ مسلم: طويل شفر العين، والمعروف عن سماك ما تقدم، ولم يقل سماك في هذا التفسير كله شيئاً، والوجه فيه ما اتفق عليه أئمة اللغة أنها حمرة في بياض العين تخالطها، والشهلة: حمرة تخالط سوادها، هذا قول أبي عبيد وغيره.
(2)
إسناده حسن من أجل سماك.
وأخرجه مسلم (2339)، والترمذي (3647) وفي "الشمائل"(8)، وأبو عوانة في المناقب كما في "الإتحاف" 3/ 89، والبيهقي في "الدلائل" 1/ 245، والبغوي (3643) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وانظر (20812).
" لَتَفْتَحَنَّ كُنُوزَ كِسْرَى الْأَبْيَضَ - قَالَ شُعْبَةُ: أَوْ قَالَ: الَّذِي فِي الْأَبْيَضِ - عِصَابَةٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ "(1).
20988 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: مَا كَانَ فِي رَأْسِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الشَّيْبِ إِلَّا شَعَرَاتٌ فِي مَفْرِقِ رَأْسِهِ، كَانَ إِذَا ادَّهَنَ غَطَّاهُنَّ (2).
20989 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِي الصُّبْحِ بِـ {ق} ، وَكَانَ صَلَاتُهُ بَعْدُ تَخْفِيفًا (3).
20990 -
حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا أُتِيَ بِطَعَامٍ أَكَلَ
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل سماك.
وأخرجه مسلم (2919)(18) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن حبان (6687)، والطبراني (1902) من طريق معاذ بن معاذ، والحكم 4/ 515 من طريق آدم بن أبي إياس، كلاهما عن شعبة، به.
وانظر (20821).
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل سماك بن حرب، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. وانظر (20807).
(3)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل سماك بن حرب، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
وانظر (20843) و (20845).
مِنْهُ، وَبَعَثَ بِفَضْلِهِ إِلَى أَبِي أَيُّوبَ، فَكَانَ أَبُو أَيُّوبَ يَضَعُ أَصَابِعَهُ حَيْثُ يَرَى أَثَرَ أَصَابِعِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِقَصْعَةٍ فَوَجَدَ فيها (1) رِيحَ ثُومٍ، فَلَمْ يَذُقْهَا، وَبَعَثَ بِهَا إِلَى أَبِي أَيُّوبَ، فَنَظَرَ، فَلَمْ يَرَ فِيهَا أَثَرَ أَصَابِعِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمْ يَذُقْهَا، فَأَتَاهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَمْ أَرَ فِيهَا أَثَرَ أَصَابِعِكَ؟ قَالَ:" إِنِّي وَجَدْتُ مِنْهَا رِيحَ ثُومٍ " قَالَ: فَتَبْعَثُ إِلَيَّ بِمَا لَا تَأْكُلُ؟ قَالَ: " إِنِّي يَأْتِينِي الْمَلَكُ "(2).
• 20991 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: سَمِعْتُ بَعْضَ أَصْحَابِنَا يَقُولُ: عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ، قَالَ: قَالَ لِي سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: عِنْدَكَ حَدِيثٌ أَحْسَنُ مِنْ هَذَا وَأَجْوَدُ إِسْنَادًا مِنْ هَذَا؟ قَالَ: قُلْتُ: مَا هُوَ؟ قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي يَزِيدَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُمِّ أَيُّوبَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَزَلَ عَلَى أَبِي أَيُّوبَ، فَذَكَرَ هَذَا حَدِيثَ الثُّومِ. قَالَ: قُلْتُ لَهُ: نَعَمْ: شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَزَلَ عَلَى أَبِي أَيُّوبَ. فَسَكَتَ (3).
20992 -
حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا سِمَاكٌ، قَالَ:
(1) في (م) و (س): فَوَجَدَ مِنْهَا.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات غير سماك بن حرب، فهو صدوق. أبو كامل: هو مظفر بن مدرك، وحماد: هو ابن سلمة. وانظر (20888).
(3)
حديث سفيان بن عيينة، عن عبيد الله بن أبي يزيد سيرويه الإمام أحمد فيما سيأتي 6/ 433 و 462 عن سفيان، ويأتي تخريجه هناك.
وحديث شعبة سلف برقم (20897) من رواية عبد الله بن أحمد، عن زهير ابن حرب، عن سعيد بن عامر، عن شعبة، به.
سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ، وَقِيلَ لَهُ: أَكَانَ فِي رَأْسِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم شَيْبٌ؟ قَالَ: لَمْ يَكُنْ فِي رَأْسِهِ وَلَا فِي لِحْيَتِهِ إِلَّا شَعَرَاتٌ فِي مَفْرِقِ رَأْسِهِ، إِذَا دَهَنَهُنَّ وَارَاهُنَّ الدُّهْنُ (1).
20993 -
حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ وَبَهْزٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سِمَاكٍ - قَالَ أَبُو كَامِلٍ: أَخْبَرَنَا سِمَاكٌ - عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ: أَنَّ رَجُلًا كَانَ بِالْحَرَّةِ مَعَهُ أَهْلُهُ وَوَلَدُهُ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: إِنِّي أَضْلَلْتُ نَاقَةً لِي، فَإِنْ وَجَدْتَهَا فَأَمْسِكْهَا. فَوَجَدَهَا فَمَرِضَتْ، فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ: انْحَرْهَا. فَأَبَى، فَنَفَقَتْ، فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ: قَدِّدْهَا حَتَّى نَأْكُلَ مِنْ لَحْمِهَا وَشَحْمِهَا. قَالَ: حَتَّى أَسْتَأْمِرَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم. فَأَتَاهُ فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ لَهُ:" هَلْ لَكَ غِنًى يُغْنِيكَ؟ " قَالَ: لَا. قَالَ: " فَكُلُوهَا ". قَالَ: فَجَاءَ صَاحِبُهَا بَعْدَ ذَلِكَ، فَقَالَ: أَلَا كُنْتَ نَحَرْتَهَا؟! قَالَ: اسْتَحْيَيْتُ مِنْكَ (2).
20994 -
حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَجَمَ يَهُودِيًّا وَيَهُودِيَّةً (3).
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل سماك بن حرب، وباقي رجاله رجال الصحيح. أبو كامل: هو مظفر بن مدرك. وانظر (20807).
(2)
إسناده ضعيف، تفرد به سماك بن حرب، ومثله لا يُحتمل في مثل هذا المتن. بهز: هو ابن أسد العمي. وانظر (20815).
(3)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ شريك، وهو ابن عند الله النخعي. وانظر (20856).
20995 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ. وَيَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي الصَّلَوَاتِ كَنَحْوٍ مِنْ صَلَاتِكُمُ الَّتِي تُصَلُّونَ الْيَوْمَ، وَلَكِنَّهُ كَانَ يُخَفِّفُ، كَانَتْ صَلَاتُهُ أَخَفَّ مِنْ صَلَاتِكُمْ، وَكَانَ يَقْرَأُ فِي الْفَجْرِ الْوَاقِعَةَ وَنَحْوَهَا مِنَ السُّوَرِ (1).
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل سماك بن حرب. وقد وقع في رواية إسرائيل هذه أنه صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الصبح بالواقعة، وقد جاء أنه كان يقرأ بـ (ق) كما سلف برقم (20843).
إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(2720)، ومن طريقه أخرجه الطبراني (1914) و (1929). وجاء عنده في الموضع الثاني: كان يقرأ بـ (ق)، وذلك لأنه قرن بطريق إسرائيل طريق زائدة بن قدامة، فساق متن حديث زائدة لأنه ترجم لزائدة عن سماك، وأما في الموضع الأول (1914) فأورده تحت ترجمة إسرائيل عن سماك، وساق روايته بقراءة سورة الواقعة.
وأخرجه ابن خزيمة (531)، وعنه ابن حبان (1813) من طريق خلف بن الوليد، والحاكم 1/ 240 من طريق عبيد الله بن موسى، كلاهما عن إسرائيل، بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي 3/ 119 من طريق سفيان الثوري، عن سماك، به.
وانظر (20826) و (20843).
تنبيه: وقع بإثر هذا الحديث في المطبوع من "صحيح ابن خزيمة" قول ابن خزيمة: روى هذا الخبر من ليس الحديث صناعته، فجاء بطامَّةٍ رواه عن سليمان التيمي، فقال: عن أنس بن مالك
…
إلخ. وأوهم أن قول ابن خزيمة هذا يتعلق بحديث جابر بن سمرة، والصواب أنه قاله في حديث أبي برزة =
20996 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ (1)، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَيَفْتَحَنَّ رَهْطٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ كُنُوزَ كِسْرَى الَّتِي - قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: الَّذِي - بِالْأَبْيَضِ ".
قَالَ جَابِرٌ: فَكُنْتُ فِيهِمْ، فَأَصَابَنِي أَلْفُ دِرْهَمٍ (2).
20997 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ يَقُولُ: كَانَ مُؤَذِّنُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُؤَذِّنُ ثُمَّ يُمْهِلُ حَتَّى إِذَا رَأَى نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ خَرَجَ، أَقَامَ الصَّلَاةَ حِينَ يَرَاهُ (3).
20998 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ
= الذي وقع عنده قبل حديث جابر بالأرقام (528) و (529) و (530). ومتنه غير متن حديث جابر، ويؤيده أن ابن حجر أورد قول ابن خزيمة عند حديث أبي برزة في "إتحاف المهرة" 13/ 500.
(1)
قوله: "حدثنا عبد الرزاق" سقط من (م).
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل سماك بن حرب. وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، وأبو نعيم: هو الفضل بن دُكين.
وأخرجه الطبراني (1915) من طريق أبي نعيم وحده، بهذا الإسناد.
وانظر (20821).
(3)
إسناده حسن من أجل سماك بن حرب. وهو مكرر (20804).
أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ شَمِطَ مُقَدَّمُ رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ، فَإِذَا ادَّهَنَ وَمَشَطَ (1) لَمْ يَتَبَيَّنْ، وَإِذَا شَعِثَ رَأْسُهُ تَبَيَّنَ، وَكَانَ كَثِيرَ الشَّعْرِ وَاللِّحْيَةِ، فَقَالَ رَجُلٌ: وَجْهُهُ مِثْلُ السَّيْفِ؟ قَالَ: لَا، بَلْ كَانَ (2) مِثْلَ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ مُسْتَدِيرًا، قَالَ: وَرَأَيْتُ خَاتَمَهُ عِنْدَ كَتِفِهِ مِثْلَ بَيْضَةِ الْحَمَامَةِ، يُشْبِهُ جَسَدَهُ (3).
(1) المثبت من (م) و (س)، وفي (ظ 10) و (ظ 13) ونسخة في (س): مشطه، وفي (ق): مشطها.
(2)
لفظة "كان" أثبتناها من (م) و (ق) و (ظ 10) ونسخة في (س). ولم ترد في (ظ 13) و (س).
(3)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل سماك بن حرب، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 1/ 416 و 425 و 430 و 433، وابن أبي شيبة 11/ 514، ومسلم (2344)(109)، وأبو يعلى (7456)، وابن حبان (6297)، والطبراني (1916) و (1918) و (1921) و (1926)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" ص 173، والبيهقي في "الدلائل" 1/ 195 - 196 و 235 و 262، وابن عساكر في القسم الأول من السيرة النبوية من "تاريخ دمشق" ص 252 - 253 من طرق عن إسرائيل، بهذا الإسناد. وبعضهم اختصره.
وقد سلفت قصة الشيب برقم (20807)، وقصة خاتم النبوة برقم (20835)، وانظر ما بعده.
وأخرج الدارمي (60)، والترمذي في "السنن"(2811)، وفي "الشمائل"(9)، والنسائي في "الكبرى"(9640)، والحاكم 4/ 186، والبيهقي في =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= "الدلائل" 1/ 196 من طريق أشعث بن سوار، عن أبي إسحاق السبيعي، عن جابر بن سمرة قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلةٍ إِضحِيانٍ، فجعلت انظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى القمر، وعليه حلة حمراء، فإذا هو عندي أحسن من القمر. قلنا: أشعث بن سوار ضعيف، وقد روي نحو هذا الحديث عن أبي إسحاق السبيعي، عن البراء بن عازب عند البخاري (3551)، ومسلم (2337)، وسلف في "المسند" برقم (18473). قال الترمذي في "العلل" 2/ 767 عند حديث جابر: سألت محمداً -يعني البخاري-: ترى هذا الحديث هو حديث أبي إسحاق عن البراء؟ قال: لا، هذا غير ذاك الحديث. قال الترمذي: كأنه رأى الحديثين جميعاً محفوظين. وقال النسائي: حديث جابر خطأ، والصواب حديث البراء.
قلنا: وقد روي نحو هذا الحديث أيضاً عن أبي إسحاق السبيعي، عن امرأة من همدان، عند البيهقي في "الدلائل" 1/ 199، وابن عساكر ص 268 - 269، وفي إسناده يونس بن أبي يعفور العبدي. وقد ضعفه غير واحد.
ولقصة كثرة شعر النبي صلى الله عليه وسلم شاهد من حديث علي بن أبي طالب، سلف برقم (684) و (946).
ومن حديثي أنس بن مالك وجابر بن عبد الله السالفين برقم (13519) و (14188)، وهما صحيحان.
ومن حديث البراء بن عازب عند النسائي 8/ 183، وأصله في "الصحيحين" وهو الحديث السالف برقم (18473)، لكن زاد في رواية النسائي:"كث اللحية".
ومن حديث هند بن أبي هالة عند الترمذي في "الشمائل"(7)، والبيهقي في "الدلائل" 1/ 285 - 287.
ومن حديث أم معبد عند البيهقي في "الدلائل" 1/ 276 - 279.
ولقوله: "كان وجهه مثل الشمس والقمر" شاهد من حديث أبي هريرة، =
20999 -
حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، حَدَّثَنَا سِمَاكٌ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ شَمِطَ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (1).
21000 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَخَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَا: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ يَقُولُ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَاةَ الْفَجْرِ، فَجَعَلَ يَهْوِي بِيَدِهِ - قَالَ خَلَفٌ: يَهْوِي (2) - فِي الصَّلَاةِ قُدَّامَهُ، فَسَأَلَهُ الْقَوْمُ حِينَ انْصَرَفَ! فَقَالَ:" إِنَّ الشَّيْطَانَ هُوَ كَانَ يُلْقِي عَلَيَّ شَرَرَ النَّارِ لِيَفْتِنَنِي عَنْ صَلَاتِي، فَتَنَاوَلْتُهُ، فَلَوْ أَخَذْتُهُ، مَا انْفَلَتَ مِنِّي حَتَّى يُنَاطَ إِلَى سَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي الْمَسْجِدِ، يَنْظُرُ إِلَيْهِ وِلْدَانُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ "(3).
= سلف برقم (8604)، وهو حديث حسن.
ومن حديث البراء، سلف برقم (18473)، وأخرجه البخاري (3551)، ومن حديث كعب بن مالك الطويل في قصة توبته، وسلف برقم (15789)، وفيه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سر استنار وجهه كأنه قطعة قمر. وهو متفق عليه.
ومن حديث الرُّبَيِّع بنت مُعَوِّذ عند البيهقي في "الدلائل" 1/ 200.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل سماك، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم.
وأخرجه أبو عوانة في المناقب كما في "الإتحاف" 3/ 98 و 98 - 99 من طريق أبي النضر، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله.
(2)
كذا في (م) وكافة النسخ، وفي رواية خلف عند الطبراني: ينتهر شيئاً.
(3)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل سماك بن حرب. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وهو عند عبد الرزاق في "المصنف"(2338).
وأخرجه الطبراني (1925) من طريق خلف بن الوليد وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي في "الدلائل" 7/ 97 من طريق أبي غسان مالك بن إسماعيل النهدي، عن إسرائيل، به.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(626)، والطبراني (2048) من طريق عمرو بن أبي قيس، والطبراني (2053)، والدارقطني 1/ 365، والبيهقي في "السنن" 2/ 450 من طريق مفضل بن صالح، كلاهما عن سماك، به. ولفظ رواية المفضل: "إن الشيطان أراد أن يمر بين يدي، فخنقته حتى وجدتُ برد لسانه على يدي، وايم الله لولا ما سبقني إليه أخي سليمان لارتبط إلى سارية من سواري المسجد
…
". والمفضل بن صالح ضعيف، لكن الحديث جاء بنحو هذا اللفظ من غير حديث جابر بن سمرة كما سنبينه في الشواهد.
وقد روي الحديث عن سماك على وجه آخر، أخرجه ابن أبي عاصم (627)، والحاكم 3/ 258 من طريق عمرو بن أبي قيس، عن سماك، عن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن أبيه. قلنا: وهذا الحديث وهم من عمرو بن أبي قيس، فإنه قد رواه على الوجهين، من حديث جابر بن سمرة، ومن حديث عبد الله بن عتبة عن أبيه وقد قال أبو داود: في حديثه أوهام. ولم يتابع على حديث عتبة بن مسعود.
وله شاهد من حديث أبي هريرة، سلف برقم (7969)، وجاء آخر الحديث بلفظ:"وأردت أن أربطه إلى جنب سارية من سواري المسجد حتى تصبحوا فتنظروا إليه كلكم أجمعون" قال: "فذكرت دعوة أخي سليمان: رب هب لي ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي". وهو في "الصحيحين" بهذا اللفظ، ووقع عند النسائي في "الكبرى"(550) و (551)، وابن حبان (2349) قوله:"فخنقته حتى وجدت برد لسانه على كفي"، وهو بهذا اللفظ حسن.
وشاهد ثان من حديث أبي الدرداء عند مسلم (542)، وفي آخره: =
21001 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: كَانَ مُؤَذِّنُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُؤَذِّنُ، ثُمَّ يُمْهِلُ وَلَا يُقِيمُ، حَتَّى إِذَا رَأَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ خَرَجَ، أَقَامَ الصَّلَاةَ حِينَ يَرَاهُ (1).
21002 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي الصَّلَوَاتِ نَحْوًا مِنْ صَلَاتِكُمْ، وَكَانَ يُؤَخِّرُ الْعَتَمَةَ بَعْدَ صَلَاتِكُمْ شَيْئًا، وَكَانَ يُخَفِّفُ (2) الصَّلَاةَ (3).
= "فأردت أخذه، والله لولا دعوة أخينا سليمان لأصبح موثقاً
…
".
وثالث من حديث ابن مسعود، سلف برقم (3926)، وفيه:"فخنقته حتى لأجد برد لسانه في يدي"، ووقع في آخره في غير "المسند":"ولولا ما دعا سليمان لأصبح مناطاً إلى أسطوانة من أساطين المسجد".
ورابع من حديث أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11780)، وفيه قوله:"حتى وجدت برد لعابه"، وفيه قصة سليمان، وإسناده حسن.
وخامس من حديث عائشة عند النسائي في "الكبرى"(11439)، وفيه:"حتى وجدت برد لسانه على يدي" وإسناده حسن.
(1)
إسناده حسن من أجل سماك بن حرب. وهو مكرر (20850).
(2)
المثبت من (م) و (س)، وفي باقي الأصول: يُخِفُّ.
(3)
إسناده حسن من أجل سماك بن حرب، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. عفان: هو ابن مسلم، ويحيى بن حماد: هو الشيباني البصري ختن أبي عوانة، وأبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري.
وأخرجه مسلم (643)، وأبو يعلى (7447)، والطبراني (1974) من =
21003 -
حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ بِـ {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ} وَكَانَتْ صَلَاتُهُ بَعْدُ تَخْفِيفًا. وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا صَلَّى الْفَجْرَ، قَعَدَ فِي مُصَلَّاهُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ (1).
21004 -
حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا عَبَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ الْعَوَّامِ -، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: كَانَ فِي سَاقَيْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حُمُوشَةٌ، وَكَانَ لَا يَضْحَكُ إِلَّا تَبَسُّمًا، وَكَانَ إِذَا نَظَرْتُ إِلَيْهِ، قُلْتُ: أَكْحَلُ، وَلَيْسَ بِأَكْحَلَ (2).
21005 -
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ مُعَاذٍ الضَّبِّيُّ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ بِمَكَّةَ لَحَجَرًا كَانَ يُسَلِّمُ عَلَيَّ لَيَالِيَ بُعِثْتُ، إِنِّي لَأَعْرِفُهُ إِذَا مَرَرْتُ
= طرق عن أبي عوانة، بهذا الإسناد.
وانظر (20826).
(1)
إسناده حسن من أجل سماك. والشطر الأول منه صحيح لغيره، وهو مكرر (20845).
(2)
إسناده ضعيف. الحجاج -وهو ابن أرطاة- مدلس، وقد عنعنه، وباقي رجاله ثقات غير سماك بن حرب، فهو صدوق.
وانظر (20917).
بِهِ " (1).
21006 -
حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ يَقُولُ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَاةَ الصُّبْحِ، فَجَعَلَ يَنْتَهِرُ شَيْئًا قُدَّامَهُ، فَلَمَّا انْصَرَفَ سَأَلْنَاهُ، فَقَالَ:" ذَاكَ الشَّيْطَانُ أَلْقَى عَلَى قَدَمَيَّ شَرَرًا مِنْ نَارٍ لِيَفْتِنَنِي (2) عَنِ الصَّلَاةِ، قَالَ: وَقَدِ انْتَهَرْتُهُ، وَلَوْ أَخَذْتُهُ لَنِيطَ إِلَى سَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي الْمَسْجِدِ حَتَّى يُطِيفَ بِهِ وِلْدَانُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ "(3).
(1) حديث حسن، سليمان بن معاذ الضبي: هو سليمان بن قرم بن معاذ، وهو ضعيف، لكنه متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح غير سماك بن حرب، فهو صدوق.
وهو عند أبي داود الطيالسي في "مسنده"(781)، ومن طريقه أخرجه الترمذي (3624)، وأبو يعلى (7469)، والطبراني (2028)، والبيهقي 2/ 153، وأبو نعيم (300)، كلاهما في "دلائل النبوة".
وقد سلف برقم (20828) من طريق إبراهيم بن طهمان، عن سماك. وفيه:"كان يسلم علي قبل أن أبعث".
(2)
المثبت من (م) و (س)، وهو الجادة، وفي باقي النسخ: ليَفْتِنِّي، وضبب عليها في (ظ 13).
(3)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل سماك بن حرب. زهير: هو ابن معاوية.
وأخرجه الطبراني (1939) من طريق عمرو بن خالد، عن زهير، بهذا الإسناد.
وانظر (21000).
21007 -
حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: كَانَ مُؤَذِّنُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يُؤَذِّنُ، ثُمَّ لَا يُقِيمُ، يُمْهِلُ حَتَّى إِذَا رَأَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَدْ خَرَجَ أَقَامَ الصَّلَاةَ (1).
21008 -
حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنِ الْأَشْعَثِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي ثَوْرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَأْمُرُ بِصِيَامِ عَاشُورَاءَ، وَيَحُثُّنَا عَلَيْهِ، وَيَتَعَاهَدُنَا عِنْدَهُ، فَلَمَّا فُرِضَ رَمَضَانُ لَمْ يَأْمُرْنَا بِهِ، وَلَمْ يَنْهَنَا عَنْهُ، وَلَمْ يَتَعَاهَدْنَا عِنْدَهُ (2).
21009 -
حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ الْأَشْعَثِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي ثَوْرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ نَتَوَضَّأَ مِنْ لُحُومِ الْإِبِلِ، وَلَا نَتَوَضَّأَ مِنْ لُحُومِ الْغَنَمِ، وَأَنْ نُصَلِّيَ فِي دِمَنِ الْغَنَمِ، وَلَا نُصَلِّيَ فِي عَطَنِ الْإِبِلِ (3).
21010 -
حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرٍ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: كُنَّا نَجْلِسُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَكَانُوا يَتَنَاشَدُونَ الْأَشْعَارَ، وَيَتَذَاكَرُونَ أَشْيَاءَ مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ، وَرَسُولُ
(1) إسناده حسن من أجل سماك بن حرب. وانظر (20804).
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل جعفر بن أبي ثور، وهو مكرر (20908).
(3)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن كسابقه. وهو مكرر (20909).
اللهِ صلى الله عليه وسلم سَاكِتٌ فَرُبَّمَا تَبَسَّمَ. أَوْ قَالَ: كُنَّا نَتَنَاشَدُ الْأَشْعَارَ وَنَذْكُرُ أَشْيَاءَ مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ، فَرُبَّمَا تَبَسَّمَ صلى الله عليه وسلم (1).
21011 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الزُّبَيْرِيُّ وَخَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَا: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ: أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَزَالُ هَذَا الْأَمْرُ قَائِمًا يُقَاتِلُ عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ "(2).
قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ (3): هَذَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ لَيْسَ مِنْ وَلَدِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، إِنَّمَا كَانَ اسْمُ جَدِّهِ الزُّبَيْرَ.
21012 -
حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلَكِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِذَا ذَهَبَ قَيْصَرُ، فَلَا قَيْصَرَ بَعْدَهُ، وَإِذَا ذَهَبَ كِسْرَى، فَلَا كِسْرَى بَعْدَهُ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَتُنْفَقَنَّ كُنُوزُهُمَا فِي سَبِيلِ اللهِ "(4).
(1) حديث حسن، شريك -وإن كان سيئ الحفظ- قد توبع.
وانظر (20810).
تنبيه: من قوله: أو قال: كنا نتناشد
…
إلى آخر الحديث لم يرد في (ظ 13).
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن لأجل سماك بن حرب.
وأخرجه الطبراني (1922) من طريق خلف بن الوليد وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحاكم 4/ 449 من طريق عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، به.
وانظر (20859).
(3)
هو عبد الله بن أحمد بن حنبل، وقوله هذا لم يرد في (ظ 13).
(4)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير =
21013 -
حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " يَكُونُ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ اثْنَا عَشَرَ خَلِيفَةً "(1).
21014 -
حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا سِمَاكٌ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: نُبِّئْتُ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَنْ يَبْرَحَ هَذَا الدِّينُ قَائِمًا؛ يُقَاتِلُ عَلَيْهِ عِصَابَةٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ "(2).
21015 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَوْهَبٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي ثَوْرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: كُنْتُ قَاعِدًا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأَتَاهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَنَتَوَضَّأُ مِنْ لُحُومِ الْغَنَمِ؟ قَالَ: " إِنْ
= شيببان -وهو ابن فروخ- فمن رجال مسلم.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(1874) من طريق عبيد الله بن موسى، عن شيبان بن فروخ، بهذا الإسناد.
وانظر (20871).
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ مؤمل، وهو مختصر من الحديث السالف برقم (20814)، فانظره.
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن لأجل سماك.
وأخرجه الطبراني (1931) من طريق حسين بن علي الجعفي، عن زائدة، بهذا الإسناد.
وانظر (20859).
شِئْتَ تَوَضَّأْ مِنْهُ، وَإِنْ شِئْتَ لَا تَوَضَّأْ (1) " قَالَ: أَفَأَتَوَضَّأُ مِنْ لُحُومِ الْإِبِلِ؟ قَالَ: " نَعَمْ، فَتَوَضَّأْ مِنْ لُحُومِ الْإِبِلِ " قَالَ: فَنُصَلِّي فِي مَبَارِكِ الْإِبِلِ؟ قَالَ: " لَا " قَالَ: أَنُصَلِّي فِي مَرَابِضِ الْغَنَمِ؟ قَالَ: " نَعَمْ، صَلِّ فِي مَرَابِضِ الْغَنَمِ "(2).
21016 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي الظُّهْرَ إِذَا دَحَضَتْ الشَّمْسُ (3).
21017 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: كَانَ بِلَالٌ يُؤَذِّنُ إِذَا دَحَضَتِ
(1) في (م): "لا توضأْ منه".
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل جعفر بن أبي ثور، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. عفان: هو ابن مسلم، وأبو عوانة: هو الوضاح ابن عبد الله اليشكري.
وانظر (20811).
(3)
إسناده حسن من أجل سماك بن حرب، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه مسلم (618) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (618)، وابن ماجه (673) من طريق يحيى القطان، وأبو داود (806)، والطبراني (1894) من طريق معاذ بن معاذ، كلاهما عن شعبة، به. وزاد في رواية معاذ: قرأ بنحو من {والليل إذا يغشى} ، والعصر كذلك، والصلوات كذلك، إلا الصبح فإنه كان يطيلها. وهذه الزيادة قد سلفت في "المسند" برقم (20963).
وانظر (20849).
الشَّمْسُ (1).
21018 -
حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقْرَأُ فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ بِـ {وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ} وَ {السَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ} وَنَحْوَهُمَا مِنَ السُّورِ (2).
21019 -
حَدَّثَنَا بَهْزٌ وَأَبُو كَامِلٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ: أَنَّ بِلَالًا كَانَ يُؤَذِّنُ بِالظُّهْرِ إِذَا دَحَضَتِ الشَّمْسُ (3).
21020 -
حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا سِمَاكٌ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:
(1) إسناده حسن، من أجل سماك بن حرب.
وأخرجه الطيالسي (921)، وابن أبي شيبة 1/ 323، وأبو داود (403)، والطبراني (1968)، والبيهقي 1/ 438 من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وانظر (20849).
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل سماك. وانظر (20808).
(3)
إسناده حسن من أجل سماك بن حرب. وباقي رجاله الإسناد ثقات رجال الصحيح غير أبي كامل -وهو مظفر بن مدرك- فقد روى له أبو داود في "التفرد" والنسائي، وهو ثقة.
وانظر (20849).
" لَا يَزَالُ الْإِسْلَامُ عَزِيزًا إِلَى اثْنَيْ عَشَرَ خَلِيفَةً " ثُمَّ قَالَ كَلِمَةً خَفِيَّةً لَمْ أَفْهَمْهَا، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي: مَا قَالَ؟ قَالَ: " كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ "(1).
21021 -
حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ كَذَّابُونَ "(2).
21022 -
حَدَّثَنَا بَهْزٌ وَسُرَيْجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: كَانَ النَّاسُ يَقُولُونَ: يَثْرِبَ وَالْمَدِينَةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّ اللهَ سَمَّاهَا طَابَةَ ".
قَالَ سُرَيْجٌ: يَثْرِبُ الْمَدِينَةُ (3).
21023 -
حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا سِمَاكٌ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا أَكَلَ طَعَامًا بَعَثَ بِفَضْلِهِ إِلَى أَبِي أَيُّوبَ، وَكَانَ أَبُو أَيُّوبَ يَضَعُ أَصَابِعَهُ حَيْثُ
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل سماك بن حرب. وهو مكرر (20838).
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل سماك بن حرب. وهو مكرر (20839).
(3)
إسناده حسن من أجل سماك بن حرب، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. سريج: هو ابن النعمان.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(1970) من طريق سريج وحده، بهذا الإسناد.
وانظر (20821).
يَرَى أَصَابِعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأُتِيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِطَعَامٍ فَوَجَدَ فِيهِ رِيحَ ثُومٍ، فَلَمْ يَأْكُلْ، وَبَعَثَ بِهِ إِلَى أَبِي أَيُّوبَ، فَلَمْ يَرَ فِيهِ أَثَرَ أَصَابِعِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي لَمْ أَرَ فِيهِ أَثَرَ أَصَابِعِكَ؟ قَالَ:" إِنِّي وَجَدْتُ مِنْهُ رِيحَ ثُومٍ " قَالَ: أَتَبْعَثُ إِلَيَّ مَا لَسْتَ آكِلًا؟ قَالَ: " إِنَّهُ يَأْتِينِي الْمَلَكُ "(1).
21024 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ الْمُسَيَّبِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ طَرَفَةَ الطَّائِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ السُّوَائِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَلَا تَصُفُّونَ كَمَا تَصُفُّ الْمَلَائِكَةُ عِنْدَ رَبِّهَا؟ " قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَكَيْفَ تَصُفُّ الْمَلَائِكَةُ عِنْدَ رَبِّهَا؟ قَالَ:" يُتَمِّمُونَ الصُّفُوفَ الْأُوَلَ، وَيَتَرَاصُّونَ فِي الصَّفِّ "(2).
21025 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: كَانَتْ صَلَاةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَصْدًا،
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات غير سماك بن حرب، فهو صدوق.
وانظر (20888).
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير تميم بن طرفة، فمن رجال مسلم.
وأخرجه مسلم (430)، وابن ماجه (992)، وابن خزيمة (1544)، وأبو عوانة 2/ 85 من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وانظر (20964).
وَخُطْبَتُهُ قَصْدًا (1).
21026 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ الْمُسَيَّبِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ طَرَفَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: كَانَتْ صَلَاةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَصْدًا، وَخُطْبَتُهُ قَصْدًا (2).
21027 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنِ الْمُسَيَّبِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ طَرَفَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ رَافِعِو (3) أَيْدِينَا فِي الصَّلَاةِ، فَقَالَ:" مَا لِي أَرَاكُمْ رَافِعِي أَيْدِيكُمْ كَأَنَّهَا أَذْنَابُ خَيْلٍ شُمُْسٍ، اسْكُنُوا فِي الصَّلَاةِ ".
قَالَ: وَدَخَلَ عَلَيْنَا الْمَسْجِدَ وَنَحْنُ حَِلَقٌ مُتَفَرِّقُونَ، فَقَالَ:" مَا لِي أَرَاكُمْ عِزِينَ "(4).
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل سماك، وقد توبع كما في الرواية التالية. سفيان: هو الثوري.
وهو مختصر الحديث السالف برقم (20973).
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير تميم بن طرفة فمن رجال مسلم.
وانظر ما قبله، وما سلف برقم (20846).
(3)
في (م) والنسخ الخطية: رافعي، بالياء، وكذا هو عند أبي عوانة والبيهقي، والجادَّة ما أثبتنا.
(4)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير تميم بن طرفة فمن رجال مسلم. =
21028 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ ابْنِ الْقِبْطِيَّةِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: كُنَّا إِذَا صَلَّيْنَا خَلْفَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَشَارَ أَحَدُنَا إِلَى أَخِيهِ مِنْ عَنْ يَمِينِهِ وَمِنْ عَنْ شِمَالِهِ، فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَا بَالُ أَحَدِكُمْ يَفْعَلُ هَذَا كَأَنَّهَا أَذْنَابُ خَيْلٍ شُمُْسٍ، إِنَّمَا يَكْفِي أَحَدَكُمْ (1) أَنْ يَقُولَ هَكَذَا - وَوَضَعَ يَمِينَهُ عَلَى فَخِذِهِ، وَأَشَارَ بِأُصْبَعِهِ -[ثُمَّ] يُسَلِّمُ عَلَى أَخِيهِ مِنْ عَنْ يَمِينِهِ وَمِنْ عَنْ شِمَالِهِ "(2).
= وأخرجه مسلم (430) من طريق وكيع، بهذا الإسناد- ولم يسق لفظه.
وأخرج شطره الأول البيهقي 2/ 280 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، به.
وأخرج شطره الأول أيضاً النسائي في "الكبرى"(11622)، وأبو عوانة 2/ 85، والبيهقي 2/ 2.80 من طريق وكيع، به.
وأخرج شطره الثاني تمام في فوائده (1187)، والبيهقي 3/ 243 من طريق وكيع، به.
ولشطره الأول انظر (20875).
ولشطره الثاني انظر (20874).
(1)
زاد هنا في (م): "أولا يكفي أحدكم"، ولم ترد هذه الزيادة في شيء من الأصول، وجاءت على هامش (س) على أنها في نسخة مكان قوله:"إنما يكفي أحدكم".
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبيد الله بن القبطية فمن رجال مسلم. مسعر: هو ابن كِدام.
وأخرجه مسلم (431)(120)، وأبو داود (998)، وأبو عوانة 2/ 238 - 239، وابن خزيمة (733) و (1708)، والطبراني (1838) والبيهقي 2/ 173، والمزي في ترجمة عبيد الله ابن القبطية من "التهذيب" 19/ 143 من =
21029 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: لَمْ يَكُنْ يُؤَذَّنُ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَلَا يُقَامُ لَهُ فِي الْعِيدَيْنِ (1).
21030 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، وَشَرِيكٌ. وَحَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ (2)، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ: أَنَّ رَجُلًا قَتَلَ نَفْسَهُ - قَالَ حَجَّاجٌ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم (3).
21031 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: رَأَيْتُهَا مِثْلَ بَيْضَةِ الْحَمَامَةِ، لَوْنُهَا لَوْنُ جَسَدِهِ (4).
21032 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ
= طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وانظر (20806).
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ شريك -وهو ابن عبد الله النخعي- وقد توبع.
وانظر (20847).
(2)
في (م) ونسخة في (س): إسرائيل.
(3)
إسناده حسن، شريك -وإن كان سيئ الحفظ- قد توبع. إسرائيل: هو ابن يونس السبيعي.
وقد سلف الحديث من طريق وكيع وحده برقم (20977).
وانظر (20816).
(4)
إسناده حسن من أجل سماك. وهو مكرر (20978).
عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَجْلِسُ فِي مُصَلَّاهُ إِذَا صَلَّى الْغَدَاةَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ حَسْنَاءَ (1).
21033 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ فِطْرٍ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ الْوَالِبِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَزَالُ هَذَا الْأَمْرُ مُوَائِمًا (2) أَوْ مُقَارِبًا حَتَّى يَقُومَ اثْنَا عَشَرَ خَلِيفَةً، كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ "(3).
21034 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُذَكِّرُ فِي خُطْبَتِهِ (4).
(1) إسناده حسن من أجل سماك. سفيان: هو الثوري.
وأخرجه مسلم (670)(287)، وأبو عوانة 2/ 23 من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وانظر (20820).
(2)
في (م): مؤاتي.
(3)
حديث صحيح عن جابر بن سمرة من غير طريق أبي خالد الوالبي، فقد أخطأ فيه فطر -وهو ابن خليفة- فجعله من حديثه عن جابر، وقد خالفه من هو أحفظ منه وهو الأعمش، فرواه عن أبي خالد الوالبي، عن أبي جُحيفة.
أخرجه البزار (1585 - كشف الأستار) عن إبراهيم بن زياد البغدادي، عن محمد بن عبيد الطنافسي، عن الأعمش، عن أبي خالد الوالبي، عن أبي جحيفة. وهذا إسناد صحيح إلى أبي خالد على شرط مسلم.
(4)
إسناده حسن من أجل سماك. سفيان: هو الثوري.
وانظر (20813).
21035 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَجْلِسُ بَيْنَ الْخُطْبَتَيْنِ، وَيَتْلُو آيَاتٍ مِنَ الْقُرْآنِ، وَكَانَتْ صَلَاتُهُ قَصْدًا وَخُطْبَتُهُ قَصْدًا (1).
21036 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ كَذَّابِينَ "(2).
21037 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سِمَاكٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ يَقُولُ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا صَلَّى الصُّبْحَ جَلَسَ فِي مُصَلَّاهُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ حَسْنَاءَ، أَوْ تَرْتَفِعَ الشَّمْسُ حَسْنَاءَ (3).
21038 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَخْطُبُ قَائِمًا وَيَجْلِسُ ثُمَّ يَقُومُ، وَيَقْرَأُ آيَاتٍ وَيَذْكُرُ اللهَ، وَكَانَتْ خُطْبَتُهُ قَصْدًا، وَصَلَاتُهُ
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن كسابقه. سفيان: هو الثوري. وهو مكرر (20973).
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل سماك، وقد توبع. وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. إسرائيل: هو ابن يونس السبيعي.
وانظر (20802).
(3)
إسناده حسن من أجل سماك. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري.
وانظر (20820).
قَصْدًا (1).
21039 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: جِئْتُ أَنَا وَأَبِي إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَقُولُ: " لَا يَزَالُ هَذَا الْأَمْرُ صَالِحًا حَتَّى يَكُونَ اثْنَا عَشَرَ أَمِيرًا " ثُمَّ قَالَ كَلِمَةً لَمْ أَفْهَمْهَا، قُلْتُ لِأَبِي: مَا قَالَ؟ قَالَ: قَالَ: " كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ "(2).
21040 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: كُنَّا إِذَا انْتَهَيْنَا إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم جَلَسَ أَحَدُنَا حَيْثُ يَنْتَهِي (3).
21041 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَمَّادٍ. وَبَهْزٌ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل سماك، لكن المحفوظ فيه:"يذكِّر الناسَ"، كما في الرواية السالفة برقم (20813).
وأخرجه ابن ماجه (1106)، والنسائي 3/ 110 و 192، وابن الجارود في "المنتقى"(296) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وانظر (20813).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (20922).
(3)
حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، سلف الكلام عليه برقم (20855).
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 4/ 1333 و 1337 من طريق عبد الرحمن ابن مهدي، بهذا الإسناد.
عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَجَمَ مَاعِزَ بْنَ مَالِكٍ، وَلَمْ يَذْكُرْ جَلْدًا (1).
21042 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ الْمُسَيَّبِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ طَرَفَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ يَرْفَعُونَ أَبْصَارَهُمْ إِلَى السَّمَاءِ فِي الصَّلَاةِ، أَوْ لَا تَرْجِعُ إِلَيْهِمْ "(2).
21043 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ الْوَالِبِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ "(3).
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل سماك. بهز: هو ابن أسد العمي.
وقد سلف عن بهز وعفان، عن حماد بن سلمة برقم (20867).
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير تميم بن طرفة فمن رجال مسلم. سفيان: هو الثوري.
وأخرجه ابن ماجه (1045) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وانظر (20837).
(3)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل أبي خالد الوالبي، كما سلف الكلام عليه عند الحديث (20870)، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وإسرائيل: هو ابن يونس، ومنصور: هو ابن المعتمر.
وأخرجه الطبراني في "الكبير""1846" من طريق عبد الرحمن بن مهدي، =
21044 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي ثَوْرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّ رَجُلًا أَتَاهُ فَقَالَ: أَتَوَضَّأُ مِنْ لُحُومِ الْغَنَمِ؟ قَالَ: " لَا " قَالَ: فَأُصَلِّي فِي مَرَابِضِهَا؟ قَالَ: " نَعَمْ إِنْ شِئْتَ " قَالَ: فَأَتَوَضَّأُ مِنْ لُحُومِ الْإِبِلِ؟ قَالَ: " نَعَمْ " قَالَ: أَفَأُصَلِّي فِي أَعْطَانِهَا؟ قَالَ: " لَا "(1).
21045 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيِّ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: نُبِّئْتُ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَنْ يَبْرَحَ هَذَا الدِّينُ قَائِمًا يُقَاتِلُ عَلَيْهِ عِصَابَةٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ "(2).
21046 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ
= بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(1845) من طريق عبيد الله بن موسى، و (1848)، وفي "الأوسط"(4964) من طريق مخول بن إبراهيم، كلاهما عن إسرائيل، به.
وانظر (20870).
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، سماك وجعفر صدوقان، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. زائدة: هو ابن قدامة.
وهو مكرر (20956).
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل سماك.
وانظر (20859).
عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم. وَقَالَ مَرَّةً: سَمِعْتُ جَابِرًا - يَعْنِي ابْنَ سَمُرَةَ -: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سَمَّى الْمَدِيَنَةَ طَابَةَ (1).
21047 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ بِـ {اللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى} (2) وَفِي الصُّبْحِ أَطْوَلَ مِنْ ذَلِكَ (3).
21048 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سِمَاكِ - قَالَ عَفَّانُ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ: أَخْبَرَنَا سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ -، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ بِـ {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ} وَ {السَّمَاءِ وَالطَّارِقِ} وَنَحْوِهِمَا. قَالَ عَفَّانُ: وَنَحْوِهِمَا مِنَ السُّوَرِ (4).
21049 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ،
(1) إسناده حسن من أجل سماك.
وانظر (20822).
(2)
زاد هنا في (م): ونحو ذلك.
(3)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل سماك. وهو مكرر (20963).
(4)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل سماك. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وعفان: هو ابن مسلم.
وأخرجه النسائي 2/ 166 من طريق عبد الرحمن بن مهدي وحده، بهذا الإسناد.
وانظر (20808).
قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّ اللهَ سَمَّى الْمَدِينَةَ طَابَةَ "(1).
21050 -
حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عُبَيْدٍ أَبُو حَفْصٍ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " يَكُونُ بَعْدِي اثْنَا عَشَرَ أَمِيرًا " قَالَ: ثُمَّ تَكَلَّمَ فَخَفِيَ عَلَيَّ مَا قَالَ، قَالَ: فَسَأَلْتُ بَعْضَ الْقَوْمِ أَوِ الَّذِي يَلِينِي: مَا قَالَ؟ قَالَ: " كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ "(2).
21051 -
حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عُبَيْدٍ (3)، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ إِلَّا قَائِمًا (4).
(1) إسناده حسن من أجل سماك.
وانظر (20822).
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل سماك.
وأخرجه الترمذي (2223)، وأبو عوانة 4/ 397، والطبراني (2070) من طريق عمر بن عبيد، بهذا الإسناد.
وانظر (20836).
(3)
في (م): عبيد الله. وهو خطأ.
(4)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل سماك.
وانظر (20813).
حَدِيثُ خَبَّابِ بْنِ الْأَرَتِّ (1) عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
21052 -
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ وَهْبٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ خَبَّابًا يَقُولُ: شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الرَّمْضَاءَ، فَلَمْ يُشْكِنَا. قَالَ شُعْبَةُ: يَعْنِي فِي الظُّهْرِ (2).
(1) قال السندي: خباب كعلّام، والأرتّ بتشديد المثناة: تميمي، ويقال: خزاعي، أبو عبد الله، سُبي في الجاهلية، فبيع بمكة، فكان مولى أم أنمار الخزاعية، ثم حالف بني زهرة. أسلم قديماً، وكان من السابقين الأولين، وكان من المستضعفين، وجاء أنه أسلم سادس ستة، وهو أول من أظهر إسلامه وعذب عذاباً شديداً لأجل ذلك، ثم شهد المشاهد كلها، وآخى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين جُبير بن عَتيك، وشهد بدراً وما بعدها، ونزل الكوفة، ومات بها سنة سبع وثلاثين منصَرَف عليٍّ من صفين، وصلَّى عليه عليٌّ، وعاش ثلاثاً وستين سنة.
وجاء أنه تَمَّول (أي: صار صاحب مالٍ)، وأنه مرض مرضاً شديداً حتى كاد يتمنى الموت، وكان يقول: لولا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا أن ندعو بالموت لدعوت به. ويقال: إنه أول من دفن بظهر الكوفة، وقيل: إنه لما رجع عليٌّ من صفين مرَّ بقبر خباب فقال: رحم الله خباباً، أسلم راغباً، وهاجر طائعاً، وعاش مجاهداً، وابتلي في جسمه أحوالاً، ولن يضيع الله أجره.
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن داود -وهو أبو داود الطيالسي-، وغير سعيد بن وهب فمن رجال مسلم. شعبة: هو ابن الحجاج، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السَّبيعي.
وهو في "مسند" الطيالسي (1052)، ومن طريقه أخرجه أبو عوانة 1/ 345 =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرجه الطبراني في "الكبير"(3699) من طريق عمرو بن مرزوق، عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 323 - 324، ومسلم (619)، والنسائي 1/ 247، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 185، وابن المنذر في "الأوسط" 2/ 358، والطبراني (3700) و (3701) و (3702) و (3703)، والبيهقي 1/ 438 - 439 و 2/ 104 - 105، والبغوي (358) من طرق عن أبي إسحاق، به. زاد ابن المنذر والطبراني (3701) و (3703): قال: "إذا زالت الشمس فصلوا".
وفي روايات مسلم والنسائي والبيهقي: قيل لأبي إسحاق: أفي الظهر؟ قال: نعم. قيل: أفي تعجيلها؟ قال: نعم.
وفي رواية الطحاوي: قال أبو إسحاق: كان يعجل الظهر فيشتد عليهم الحر.
وأخرجه الحميدي (153)، وابن ماجه (675)، والطحاوي 1/ 185، وابن حبان (1480)، والطبراني (3676) و (3677) و (3678) و (3686) و (3704) من طرق عن خباب.
وسيأتي برقم (21063).
وفي الباب عن عبد الله بن مسعود عند ابن ماجه (676)، وإسناده ضعيف.
وفي تعجيل الظهر في أول وقتها عن أنس، سلف برقم (11970)، وهو متفق عليه: كنا نصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم في شدة الحر، فإذا لم يستطع أحدنا أن يمكِّن وجهه من الأرض بسط ثوبه فسجد عليه.
وعن أبي برزة نضلة بن عبيد، سلف برقم (19767): كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الهجير -وهي التي تدعونها الأولى- حين تدحض الشمس.
وعن جابر بن سمرة، سلف برقم (21016): كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي =
21053 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ (ح) وَأَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، قَالَ: وَقَالَ الزُّهْرِيُّ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ خَبَّابٍ
= الظهر إذا دحضت الشمس.
وعن عائشة، سيأتي 6/ 135: ما رأيت أحداً أشد تعجيلاً للظهر من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا من أبي بكر ولا من عمر.
قوله: "الرمضاء"، قال السندي: كحمراء بضاد معجمة، هي: الرمل الحار لحرارة الشمس.
"فلم يشكنا" مِن أشكى: إذا أزال شكواه، في "النهاية": شكوا إليه حرّ الشمس وما يصيب أقدامهم منه إذا خرجوا إلى صلاة الظهر، وسألوه تأخيرها قليلاً، فلم يجبهم إلى ذلك. وقال القرطبي: يحتمل أن يكون هذا قبل أن يأمرهم بالإبراد، ويحتمل أنهم طلبوا زيادة تأخير الظهر على وقت الإبراد، فلم يجبهم إلى ذلك. وقيل: معنى: "فلم يُشكِنَا"، أي: لم يحوجنا إلى الشكوى، ورخص لنا في الإبراد. وعلى هذا يظهر التوفيق بين الأحاديث.
قلنا: وقد جاء الأمر بالإبراد عن غير واحد من الصحابة، ذكرناها عند حديث أبي هريرة السالف برقم (7130).
قال الحافظ في "الفتح" 1/ 493 عند شرحه لحديث أنس السالف ذكره: وفيه تقديم الظهر في أول الوقت، وظاهر الأحاديث الواردة في الأمر بالإبراد يعارضه، فمن قال: الإبراد رخصة، فلا إشكال، ومن قال: سنّة، فإما أن يقول: التقديم المذكور رخصة، وإما أن يقول: منسوخ بالأمر بالإبراد. وأحسن منهما أن يقال: إن شدة الحر أن توجد مع الإبراد، وتكون فائدة الإبراد وجود ظل يُمشَى فيه إلى المسجد، أو يصلَّى فيه في المسجد، أشار إلى هذا الجمع القرطبي ثم ابن دقيق العيد، وهو أولى من دعوى تعارض الحديثين.
وانظر في المسألة "الأوسط" لابن المنذر 2/ 359 - 361، و"شرح معاني الآثار" للطحاوي 1/ 188 و 189.
عَنْ أَبِيهِ خَبَّابِ بْنِ الْأَرَتِّ مَوْلَى بَنِي زُهْرَةَ - وَكَانَ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: رَاقَبْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي لَيْلَةٍ صَلَّاهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم كُلَّهَا حَتَّى كَانَ مَعَ الْفَجْرِ، [فَلَمَّا] سَلَّمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ صَلَاتِهِ جَاءَهُ خَبَّابٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، لَقَدْ صَلَّيْتَ اللَّيْلَةَ صَلَاةً مَا رَأَيْتُكَ صَلَّيْتَ نَحْوَهَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَجَلْ إِنَّهَا صَلَاةُ رَغَبٍ وَرَهَبٍ، سَأَلْتُ رَبِّي ثَلَاثَ خِصَالٍ: فَأَعْطَانِي اثْنَتَيْنِ، وَمَنَعَنِي وَاحِدَةً، سَأَلْتُ رَبِّي أَنْ لَا يُهْلِكَنَا بِمَا أَهْلَكَ بِهِ الْأُمَمَ قَبْلَنَا، فَأَعْطَانِيهَا، وَسَأَلْتُ رَبِّي أَنْ لَا يُظْهِرَ عَلَيْنَا عَدُوًّا غَيْرَنَا، فَأَعْطَانِيهَا، وَسَأَلْتُ رَبِّي أَنْ لَا يَلْبِسَنَا شِيَعًا فَمَنَعَنِيهَا "(1).
(1) إسناده صحيح. عبد الله بن عبد الله بن الحارث: يقال فيه: عبد الله وعبيد الله، مكبراً ومصغراً، وأبو اليمان: هو الحكم بن نافع، والزهري: هو محمد بن مسلم بن شهاب.
وأخرجه الطبراني (3621)، ومن طريقه المزي في ترجمة عبد الله بن خباب من "تهذيب الكمال" 14/ 447 - 448 من طريق أبي اليمان وعلي بن عياش، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي 3/ 216 - 217 من طريق عثمان بن سعيد بن كثير وبقية ابن الوليد، عن شعيب بن أبي حمزة، به.
وأخرجه الترمذي (2175)، والطبراني (3623)، وابن الأثير في "أسد الغابة" 2/ 115 من طريق النعمان بن راشد، والطبراني (3624) من طريق معمر بن راشد و (3626) من طريق أبي أويس، ثلاثتهم عن الزهري، به.
وأخرجه الطبراني (3625) من طريق محمد بن الوليد الزبيدي، عن عبد الله ابن عبد الله بن الحارث بن نوفل، به. =
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ سَمِعَ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ سَمَاعًا.
21054 -
حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ، قَالَ: أَتَيْنَا خَبَّابًا نَعُودُهُ، فَقَالَ: لَوْلَا أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَا يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ " لَتَمَنَّيْتُهُ (1).
= وسيأتي برقم (21055).
وفي الباب عن أنس، سلف برقم (12486)، وانظر تتمة شواهده هناك.
قوله: "كلها" قال السندي: يحتمل أن المراد غالبها، ويحتمل أن ما جاء أنه ما كان يصلي كل الليل يكون محمولاً على العادة.
"بما أهلكوا"، أي: من العذاب.
"أن لا يظهر"، من الإظهار، أي: لا يجعلهم غالبين علينا.
"أن لا يلبسنا"، من لَبَس كضَرَب، أي: لا يخلطنا في معركة الحرب حال كوننا فرقاً متفرقة، أي: أن لا يُوقِعَ الخلاف بين المسلمين.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ شريك -وهو ابن عبد الله النخعي-، وقد توبع. حارثة: هو ابن مُضَرِّب العبدي.
وأخرجه الترمذي (2483)، وابن ماجه (4163)، والطبراني (3670) من طرق عن شريك، بهذا الإسناد. وزاد فيه الترمذي وابن ماجه: المسلم يؤجر في كل شيء خلا ما يجعل في هذا التراب. وسيأتي تخريج هذه القطعة من طريق شريك، بهذا الإسناد عند الحديث (21059). وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وأخرجه عبد الرزاق (20635)، ومن طريقه الطبراني (3668) عن معمر، وأخرجه الطبراني (3672)، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 144 من طريق الأعمش، كلاهما عن أبي إسحاق، به. وزاد عبد الرزاق في روايته قول =
21055 -
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ خَبَّابِ بْنِ الْأَرَتِّ، أَنَّ خَبَّابًا قَالَ: رَمَقْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي صَلَاةٍ صَلَّاهَا حَتَّى إِذَا كَانَ مَعَ الْفَجْرِ، فَلَمَّا سَلَّمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ صَلَاتِهِ جَاءَهُ خَبَّابٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ - بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي - لَقَدْ صَلَّيْتَ، فَذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ شُعيْبٍ (1). (2)
= خباب: لقد رأيتني في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ما لي درهم، وإن في جانب البيت لأربعين ألفاً، وستأتي هذه الزيادة برقم (21066) و (21072)، وهما من طريق حارثة بن مضرب عن خباب.
وسيأتي الحديث من طريق قيس بن أبي حازم عن خباب بالأرقام (21059) و (21069) و (21070) و (21079).
وفي باب كراهة تمني الموت عن أبي هريرة، سلف برقم (7578).
وعن أنس، سلف برقم (11979)،
وعن أبي عبيد سعد بن عبيد، مولى عبد الرحمن بن أزهر عند البخاري (7235).
(1)
تحرف في (م) إلى: شعبة.
(2)
إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الصحيح غير عبد الله بن خباب فقد روى له الترمذي والنسائي هذا الحديث الواحد، وهو ثقة.
وأخرجه الطبراني (3622) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(282)، والنسائي في "الكبرى"(1333)، وابن حبان (7236) من طريق يعقوب بن إبراهيم، به.
وانظر (21053).
21056 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَارَةَ بْنَ عُمَيْرٍ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ قَالَ: سَأَلْنَا خَبَّابًا: أَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِي الظُّهْر؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَمِنْ أَيْنَ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ؟ قَالَ: بِتَحَرُّكِ (1) لِحْيَتِهِ (2).
21057 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ (3)، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ قَيْسٍ
(1) في (ظ 10) و (ق) ونسخة في (س): بتحريك، والمثبت من (م) وبقية النسخ.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. وسيتكرر برقم (21062). محمد ابن جعفر: هو الهذلي المعروف بغندر، وشعبة: هو ابن الحجاج، وسليمان: هو ابن مهران الأعمش، وأبو معمر: هو عبد الله بن سخبرة.
وأخرجه ابن خزيمة (506) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحميدي (156)، والبخاري (746) و (760) و (777)، وفي "القراءة خلف الإمام"(295)، وأبو داود (801)، وابن خزيمة (505)، والطحاوي 1/ 208، وابن حبان (1826)، والطبراني (3684) و (3685) و (3688) و (3689)، والبيهقي 2/ 37 و 193 من طرق عن الأعمش، به. وزادوا جميعاً:"والعصر"، وهذه الزيادة سترد في المواضع الآتية في "المسند".
وسيأتي بالأرقام (21060) و (21061) و (21067).
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (10986)، وانظر تتمة شواهده هناك.
قوله: "بتحرك لحيته"، قال السندي: كأنهم علموا بذلك، مع علمهم بأن القيام في الصلاة محل القرآن، وإلا فالتحرك لا يدل على قراءة القرآن بخصوصه.
(3)
تحرف في (م) إلى: عبيد الله.
عَنْ خَبَّابٍ قَالَ: أَتَيْنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ مُتَوَسِّدًا بُرْدَةً لَهُ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ اللهَ لَنَا، وَاسْتَنْصِرْهُ، قَالَ: فَاحْمَرَّ لَوْنُهُ أَوْ تَغَيَّرَ، فَقَالَ:" لَقَدْ كَانَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ يُحْفَرُ لَهُ حُفْرَةٌ، وَيُجَاءُ بِالْمِنْشَارِ، فَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ فَيُشَقُّ، مَا يَصْرِفُهُ عَنْ دِينِهِ، وَيُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ الْحَدِيدِ مَا دُونَ عَظْمٍ مِنْ (1) لَحْمٍ أَوْ عَصَبٍ، مَا يَصْرِفُهُ عَنْ دِينِهِ، وَلَيُتِمَّنَّ اللهُ هَذَا الْأَمْرَ حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مَا بَيْنَ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ، لَا (2) يَخْشَى إِلَّا اللهَ وَالذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ، وَلَكِنَّكُمْ تَعْجَلُونَ "(3).
(1) لفظة: "من" أثبتناها من (م) ونسخة في هامش (س).
(2)
في (ظ 13): ما.
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن عبيد: هو الطنافسي، وإسماعيل: هو ابن أبي خالد الأحمسي، وقيس: هو ابن أبي حازم.
وأخرجه الحميدي (157)، والبخاري (3852)، وأبو داود (2649)، والنسائي في "الكبرى"(5893)، وأبو يعلى (7213)، والطبراني (3639) و (3639/ 2) و (3640) و (3646) و (3647)، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 144، والبيهقي في "السنن" 9/ 5، وفي "الدلائل" 6/ 315، وابن الأثير في "أسد الغابة" 2/ 115 من طرق عن إسماعيل، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحميدي (157)، والبخاري (3852)، والنسائي في "الكبرى"(5893)، وابن حبان (2897)، والطبراني (3646) و (3647) من طريق بيان ابن بشر، وبنحوه الطبراني (3648) و (3649)، والحاكم 3/ 382 من طريق المغيرة بن عبد الله اليشكري، كلاهما عن قيس بن أبي حازم، به.
وسيأتي بالأرقام (21069) و (21070) و (21073) و 6/ 395.
وفي باب قوله: "وليتمن الله هذا الأمر
…
" عن عدي بن حاتم، سلف 4/ 257. =
21058 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى قَالَ: سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ، قَالَ: سَمِعْتُ شَقِيقًا، حَدَّثَنَا خَبَّابٌ، (ح) وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ خَبَّابٍ، قَالَ: هَاجَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَبْتَغِي وَجْهَ اللهِ، فَوَجَبَ أَجْرُنَا عَلَى اللهِ، فَمِنَّا مَنْ مَضَى لَمْ يَأْكُلْ مِنْ أَجْرِهِ شَيْئًا، مِنْهُمْ: مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ، قُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ، فَلَمْ نَجِدْ مَا (1) نُكَفِّنُهُ فِيهِ إِلَّا نَمِرَةً، كُنَّا إِذَا غَطَّيْنَا بِهَا رَأْسَهُ خَرَجَتْ رِجْلَاهُ، وَإِذَا غَطَّيْنَا رِجْلَيْهِ خَرَجَ رَأْسُهُ، فَأَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ نُغَطِّيَ بِهَا رَأْسَهُ، وَنَجْعَلَ عَلَى رِجْلَيْهِ إِذْخِرًا. وَمِنَّا مَنْ أَيْنَعَتْ لَهُ ثَمَرَتُهُ، فَهُوَ يَهْدِبُهَا. يَعْنِي يَجْتَنِيهَا (2).
= قوله: "متوسداً بردةً له"، قال السندي، أي: جاعلاً إياها وسادةً.
"ادع الله لنا": في التخلص عن كيد الكافرين. "واستنصره" عليهم.
"فاحمرّ لونه": رأى قلة صبرهم على ذلك، فشجعهم بذلك على الصبر، إذ لا سيل إلى نيل الخير بلا صبر على المكاره.
(1)
في (م) و (ظ 10) و (ق) ونسخة في (س): فلم نجد له شيئاً نكفنه.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وأبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، وشقيق: هو ابن سلمة أبو وائل.
وأخرجه البخاري (3914)، والنسائي 4/ 38 - 39، والطبراني (3661) من طريق يحيى وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 260 و 14/ 393، ومسلم (940)، وابن الجارود في "المنتقى"(522)، والطبراني (3658) و (3663)، والبيهقي 3/ 401، والبغوي (1479) من طريق أبي معاوية وحده، به.
وأخرجه عبد الرزاق (6195)، والحميدي (155)، والبخاري (1276) و (3897). =
21059 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسٍ، قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى خَبَّابٍ نَعُودُهُ، وَهُوَ يَبْنِي حَائِطًا لَهُ، فَقَالَ: الْمُسْلِمُ يُؤْجَرُ فِي كُلِّ شَيْءٍ إْلَّا (1) مَا يَجْعَلُ فِي هَذَا التُّرَابِ.
= و (3913) و (4047) و (4082) و (6432) و (6448)، ومسلم (940)، وأبو داود (2876) و (3155)، والترمذي (3853)، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/ 39 - 40، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4046) و (4047)، وابن حبان (7019)، والطبراني في "الكبير"(3657) و (3659) و (3660) و (3662) و (3664)، وفي "الأوسط"(3490)، والبيهقي في "السنن" 4/ 7، وفي "الدلائل" 3/ 299 - 300 من طرق عن الأعمش، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(3656) من طريق أحمد بن يحيى الأحول، عن أبي عبيدة بن معن المسعودي، عن الأعمش، عن شقيق بن سلمة، عن مسروق -وهو ابن الأجدع- عن خباب. فزاد فيه مسروقاً وأحمد بن يحيى ضعيف، ضعَّفه الدارقطني.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(3694) من طريق عامر الشعبي، عن خباب.
وسيأتي برقم (21077).
وفي الباب عن عبد الرحمن بن عوف عند البخاري (1274) و (1275) و (4045)، والطحاوي في "شرح المشكل"(4048)، وابن حبان (7018)، والبيهقي في "السنن" 3/ 401، وفي "الدلائل" 3/ 299.
قوله: "لم يأكل من أجره شيئاً"، قال السندي: كناية عن الغنائم التي تناولها مَن أدرك الفتوح.
"أَينعت"، أي: نضجت.
"يهدبها"، أي: يجتنيها.
(1)
في (م) ونسخة في (س): خلا ما يجعل.
وَقَدْ اكْتَوَى سَبْعًا فِي بَطْنِهِ، وَقَالَ: لَوْلَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَانَا أَنْ نَدْعُوَ بِالْمَوْتِ، لَدَعَوْتُ بِهِ (1).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح، وابن أبي خالد: هو إسماعيل، وقيس: هو ابن أبي حازم.
وأخرجه البخاري (6430)، ومسلم (2681)، وأبو عوانة في الدعوات كما في "إتحاف المهرة" 4/ 418، والطبراني في "الكبير"(3637) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. دون قوله: دخلنا على خباب وهو يبني حائطاً له، فقال: المسلم يؤجر
…
إلخ. وزاد البخاري: إن أصحاب محمد مضوا
…
الخ. وستأتي هذه القطعة ضمن الحديث الآتي برقم (21069) و (21070).
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 437، والحميدي (154)، والبخاري في "الصحيح"(5672) و (7234)، وفي "الأدب المفرد"(454) و (455)، ومسلم (2681)، وأبي عوانة، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(702)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 324، وابن حبان (2999) و (3243)، والطبراني (3632) و (3633) و (3635) و (3636) و (3637) و (3641) و (3645)، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 146، والبيهقي 3/ 377، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة"(4085)، وابن الأثير في "أسد الغابة" 2/ 116 من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد، به -وبعضهم يزيد فيه على بعض.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 64 من طريق إسرائيل بن يونس، والطبراني (3644)، وأبو نعيم 1/ 146 من طريق عيسى بن المسيب، والطبراني (3645) من طريق بيان بن بشر، ثلاثتهم عن قيس، به.
وأخرجه ابن ماجه (4163)، والترمذي (2483)، والطبراني (3675)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(1046) من طريق حارثة بن مضرب، والطبراني (3690) من طريق عمرو بن شرحبيل، كلاهما عن خباب. واقتصر الطبراني والقضاعي في رواية حارثة على الشطر الأول ورفعا قوله: "المسلم يؤجر
…
"، واقتصر الطبراني في رواية عمرو بن شرحبيل على الشطر الثاني =
21060 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ، قَالَ: قُلْنَا لِخَبَّابٍ: بِأَيِّ شَيْءٍ كُنْتُمْ تَعْرِفُونَ قِرَاءَةَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ؟ قَالَ: بِاضْطِرَابِ لِحْيَتِهِ (1).
21061 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْأَعْمَشِ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ، عَنْ خَبَّابٍ، قَالَ: قِيلَ لَهُ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ؟ قَالَ: نَعَمْ. قِيلَ: بِأَيِّ شَيْءٍ كُنْتُمْ تَعْرِفُونَ ذَلِكَ؟ قَالَ:
= منه.
وسيأتي من طريق قيس عن خباب بالأرقام (21069) و (21070) و (21079).
وانظر ما سلف برقم (21054).
وفي باب قوله: المسلم يؤجر .. إلخ، عن أنس عند الترمذي (2482)، وإسناده ضعيف.
وفيما يتعلق بالبناء، قال الحافظ في "الفتح" 10/ 129: وهو محمول على ما زاد على الحاجة. قلنا: وهو موقوف من قول خباب، ولا يصح رفعُه.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. الأعمش: هو سليمان ابن مهران.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 361 - 362 و 2/ 529، وابن ماجه (826)، وابن خزيمة (506)، والطحاوي 1/ 208، وابن حبان في "صحيحه"(1830)، وفي "كتاب الصلاة" كما في "إتحاف المهرة" 4/ 415 - 416، والطبراني (3687) من طريق وكيع بهذا الإسناد.
وانظر (21056).
بِاضْطِرَابِ لِحْيَتِهِ (1).
21062 -
وَابْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَارَةَ، مَعْنَاهُ (2).
21063 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ (ح) وَابْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ خَبَّابٍ قَالَ: شَكَوْنَا إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم شِدَّةَ الرَّمْضَاءِ، فَمَا أَشْكَانَا، يَعْنِي فِي الصَّلَاةِ. وَقَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: فَلَمْ يُشْكِنَا (3).
21064 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ كَانَ مَعَ الْخَوَارِجِ ثُمَّ فَارَقَهُمْ، قَالَ:
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه عبد الرزاق (2676)، والبخاري (761)، وابن خزيمة (506)، والطحاوي 1/ 208، والطبراني (3683)، والبغوي (595) من طرق عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وانظر (21056).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (21056). ابن جعفر: هو محمد.
(3)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سعيد بن وهب فمن رجال مسلم. أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي.
وأخرجه عبد الرزاق (2055)، والحميدي (152)، وأبو عوانة 345، والطحاوي 1/ 185، والطبراني في "الكبير"(3698) من طرق عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وانظر (21052).
دَخَلُوا قَرْيَةً، فَخَرَجَ عَبْدُ اللهِ بْنُ خَبَّابٍ ذَعِرًا يَجُرُّ رِدَاءَهُ، فَقَالُوا: لَمْ تُرَعْ؟ قَالَ: وَاللهِ لَقَدْ رُعْتُمُونِي. قَالُوا: أَنْتَ عَبْدُ اللهِ بْنُ خَبَّابٍ صَاحِبُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَهَلْ سَمِعْتَ مِنْ أَبِيكَ، حَدِيثًا يُحَدِّثُهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم تُحَدِّثُنَاهُ؟ (1) قَالَ: نَعَمْ، سَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ ذَكَرَ فِتْنَةً الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْقَائِمِ، وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْمَاشِي، وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنَ السَّاعِي، قَالَ:" فَإِنْ أَدْرَكْتَ ذَاكَ، فَكُنْ عَبْدَ اللهِ الْمَقْتُولَ ". قَالَ أَيُّوبُ: وَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا قَالَ: " وَلَا تَكُنْ عَبْدَ اللهِ الْقَاتِلَ ". قَالُوا: أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ أَبِيكَ يُحَدِّثُهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَقَدَّمُوهُ عَلَى ضَفَّةِ النَّهَرِ، فَضَرَبُوا عُنُقَهُ فَسَالَ دَمُهُ كَأَنَّهُ شِرَاكُ نَعْلٍ مَا ابْذَقَرَّ، وَبَقَرُوا أُمَّ وَلَدِهِ عَمَّا فِي بَطْنِهَا (2).
(1) قوله: "تحدثناه" ليس في (ظ 10) و (ظ 13).
(2)
رجاله ثقات رجال الشيخين، والرجل المبهم الذي روى عنه حميد إن كان ثقة عنده فالإسناد صحيح، والله تعالى أعلم. إسماعيل: هو ابن عُلَيَّة، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 5/ 245 - 246، وأبو يعلى (7215) من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(3630) من طريق مسلمة بن قعنب، عن أيوب، به.
وأخرجه الطبراني (3631) من طريق صالح بن رُستُم، عن حميد، به.
وأخرجه عبد الرزاق (18578) عن معمر، عن غير واحد من عبد القيس، عن حميد بن هلال، عن أبيه، فذكره.
وأخرجه الدارقطني 3/ 132 من طريق أحمد بن محمد بن رشدين، عن =
21065 -
حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ نَحْوَهُ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: مَا امْذَقَرَّ (1)، يَعْنِي: لَمْ يَتَفَرَّقْ، وَقَالَ:" لَا تَكُنْ عَبْدَ اللهِ الْقَاتِلَ ". وَكَذَلِكَ قَالَ بَهْزٌ أَيْضًا (2).
= زكريا بن يحيى، والخطيب في "تاريخه" 1/ 205 من طريق علي بن عمرو بن خالد الحراني، عن أبيه، كلاهما عن الحكم بن عبدة الشيباني البصري، عن أيوب، عن حميد، عن أبي الأحوص، فذكره ولم يذكر فيه:"كن عبد الله المقتول ولا تكن عبد الله القاتل"، وفيه أن ذلك كان في قتال علي للخوارج. وأحمد بن محمد بن رشدين ضعيف، وكذبه بعضهم، وعلي بن عمرو لم نجد له ترجمة، والحكم بن عبدة مستور.
وأخرجه ابن أبي شيبة 15/ 308 - 309، والدارقطني 3/ 131 - 132 من طريق يزيد بن هارون، وابن أبي شيبة 15/ 123 - 124 عن ابن علية، كلاهما عن سليمان التيمي، عن أبي مجلز لاحق بن حميد، فذكر القصة دون الحديث المرفوع فيها، وفيها أن ذلك كان أثناء قتال علي بن أبي طالب للخوارج. ورجاله ثقات.
وانظر ما بعده.
ويشهد للمرفوع منه حديث سعد بن أبي وقاص السالف برقم (1446)، وحديث أبي هريرة السالف برقم (7796)، وانظر تتمة شواهده عند حديث أبي هريرة.
قوله: "ما ابذقر" قال السندي: بموحدة وذال معجمة وقاف وتشديد راء، مثل اقشعر، في "القاموس": ما ابذقر الدم في الماء، أي: لم يتفرق أجزاؤه فيمتزج به، ولكن مر فيه مجتمعاً متميزاً عنه.
(1)
وقع في (م) والنسخ الخطية: "ابْذَقَرَّ" بالباء، وهو تحريف، والصواب أنه في رواية أبي النضر بالميم، كما وقع عند أبي عبيد في "غريب الحديث".
(2)
رجاله ثقات كسابقه. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم، وبهز: هو ابن أسد العمي، وسليمان: هو ابن المغيرة.
وأخرجه أبو عبيد في "غريب الحديث" 4/ 395 عن أبي النضر، بهذا =
21066 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى خَبَّابٍ وَقَدْ اكْتَوَى، فَقَالَ: مَا أَعْلَمُ أَحَدًا لَقِيَ مِنَ الْبَلَاءِ مَا لَقِيتُ، لَقَدْ كُنْتُ وَمَا أَجِدُ دِرْهَمًا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَإِنَّ لِي فِي نَاحِيَةِ بَيْتِي هَذَا أَرْبَعِينَ أَلْفًا، وَلَوْلَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَانَا أَوْ نَهَى أَنْ نَتَمَنَّى الْمَوْتَ لَتَمَنَّيْتُهُ (1).
= الإسناد- ولم يسق متنه.
وأخرجه ابن أبي شيبة 15/ 310 - 311، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(283)، والطبراني (3629) من طرق عن سليمان بن المغيرة، به.
وانظر ما قبله.
(1)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حارثة بن مضرب، فقد روى له البخاري في "الأدب" وأصحاب السنن. شعبة: هو ابن الحجاج، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي.
وأخرجه الترمذي (970) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وقال: حسن صحيح.
وأخرجه مختصراً الطيالسي (1053)، ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" 1/ 144، وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 324 من طريق وهب ابن جرير، والطبراني في "الكبير"(3669) من طريق عمرو بن مرزوق، ثلاثتهم (الطيالسي ووهب وعمرو) عن شعبة، بهذا الإسناد. ورواية الطحاوي مختصرة بقوله: دخلت على خباب وقد اكتوى.
وأخرج ابن أبي شيبة 14/ 8، وأبو نعيم 1/ 145 من طريق شقيق بن سلمة، قال: دخلنا على خباب نعوده، فقال: إن في هذا التابوت ثمانين ألف درهم، والله ما شددت لها من خيط، ولا منعتها من سائل. ثم بكى، فقلنا: ما يبكيك؟ قال: أبكي أن أصحابي مضوا ولم تنقصهم الدنيا شيئاً، وإنا لقينا =
21067 -
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ. وَابْنُ نُمَيْرٍ، أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ (1) قَالَ: قُلْتُ لِخَبَّابٍ: هَلْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ وَذَكَرَهُ (2).
21068 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: قَالَ خَبَّابُ بْنُ الْأَرَتِّ: كُنْتُ قَيْنًا بِمَكَّةَ، فَكُنْتُ أَعْمَلُ لِلْعَاصِ بْنِ وَائِلٍ، فَاجْتَمَعَتْ لِي عَلَيْهِ دَرَاهِمُ، فَجِئْتُ أَتَقَاضَاهُ، فَقَالَ: لَا أَقْضِيكَ حَتَّى تَكْفُرَ بِمُحَمَّدٍ. قَالَ: قُلْتُ: وَاللهِ لَا أَكْفُرُ بِمُحَمَّدٍ، حَتَّى تَمُوتَ ثُمَّ تُبْعَثَ. قَالَ: فَإِذَا بُعِثْتُ كَانَ لِي مَالٌ وَوَلَدٌ؟ قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأَنْزَلَ اللهُ: {أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ
= بعدهم حتى لم نجد لها موضعاً إلا التراب.
والشطر الثاني من هذا الحديث سيأتي برقم (21069).
وانظر (21054).
(1)
قوله: "أبي معمر" تحرف في (م) إلى: "أبي معاوية".
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وسيتكرر الحديث برقم (21078) و 6/ 395 من طريق أبي معاوية وحده، وقد ساق لفظه في الموضعين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، وابن نمير: هو عبد الله.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 361 - 362، والنسائي في "الكبرى"(530)، وابن خزيمة (505)، والطحاوي 1/ 208، وابن حبان فى "كتاب الصلاة" كما في "إتحاف المهرة" 4/ 415 - 416، والطبراني (3687) من طريق أبي معاوية وحده، بهذا الإسناد.
وانظر (21056).
بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا} حَتَّى بَلَغَ {فَرْدًا} [مريم: 77 - 80](1).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، وأبو الضحى: هو مسلم بن صبيح الكوفي العطار، ومسروق: هو ابن الأجدع الهمداني.
وهو في "تفسير عبد الرزاق" 2/ 13 ومن طريقه أخرجه الطبري في "تفسيره" 16/ 121.
وأخرجه البخاري (4733)، وابن حبان (5010)، والطبراني في "الكبير"(3650) من طرق عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1054)، والبخاري (2091) و (2275) و (2425) و (4732) و (4734) و (4735)، ومسلم (2795)(35) و (36)، والترمذي (3162)، وأبو عوانة في البعث كما في "إتحاف المهرة" 4/ 416، وابن حبان (4885)، والطبراني (3651) و (3652) و (3653) و (3654) و (3655)، والبيهقي في "السنن" 6/ 52، وفي "الدلائل" 2/ 280 - 281، والبغوي في "تفسيره" 3/ 207 - 208، والواحدي في "تفسيره" 3/ 194 وفي "أسباب النزول" ص 204 من طرق عن الأعمش، به.
وأخرجه الطبراني (3665) من طريق حماد بن شعيب، عن الأعمش، عن أبي وائل شقيق بن سلمة، عن خباب. قال الطبراني: هكذا رواه حماد بن شعيب، عن الأعمش، عن أبي وائل. ورواه الناس كما ذكرناه أولاً عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن خباب، فإن كان حماد بن شعيب ضبطه عن الأعمش، فهو غريب من حديث أبي وائل. قلنا: وحماد بن شعيب ضعيف.
وسيأتي برقم (21075) و (21076).
وفي الباب عن ابن عباس عند الطبري 16/ 120 - 121.
قوله: "حتى تموت ثم تبعث"، قال السندي: كناية عن الدوام والأبد، إذ لا كفر بعد ذلك، ويومئذ يؤمن الكافر.
21069 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ: أَتَيْنَا خَبَّابَ بْنَ الْأَرَتِّ نَعُودُهُ، وَقَدْ اكْتَوَى فِي بَطْنِهِ سَبْعًا، فَقَالَ: لَوْلَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَانَا أَنْ نَدْعُوَ بِالْمَوْتِ لَدَعَوْتُ بِهِ، فَقَدْ طَالَ بِي مَرَضِي.
ثُمَّ قَالَ: إِنَّ أَصْحَابَنَا الَّذِينَ مَضَوْا لَمْ تُنْقِصْهُمُ الدُّنْيَا شَيْئًا، وَإِنَّا أَصَبْنَا بَعْدَهُمْ مَا لَا نَجِدُ لَهُ مَوْضِعًا إِلَّا التُّرَابَ - وَقَالَ: كَانَ يَبْنِي حَائِطًا لَهُ - وَإِنَّ الْمَرْءَ الْمُسْلِمَ يُؤْجَرُ فِي نَفَقَتِهِ كُلِّهَا، إِلَّا فِي شَيْءٍ يَجْعَلُهُ فِي التُّرَابِ.
قَالَ: وَشَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً لَهُ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَا تَسْتَنْصِرُ اللهَ لَنَا؟ فَجَلَسَ مُحْمَرًّا وَجْهُهُ، فَقَالَ:" وَاللهِ لَقَدْ كَانَ مَنْ كَانَ (1) قَبْلَكُمْ يُؤْخَذُ فَتُجْعَلُ الْمَنَاشِيرُ عَلَى رَأْسِهِ، فَيُفَرَّقُ بِفِرْقَتَيْنِ مَا يَصْرِفُهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ، وَلَيُتِمَّنَّ اللهُ هَذَا الْأَمْرَ، حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مَا بَيْنَ صَنْعَاءَ وَحَضْرَمَوْتَ، لَا يَخَافُ إِلَّا اللهَ وَالذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ "(2).
(1) لفظة "كان" ليست في (م) و (ظ 10).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون.
وأخرجه أبو عوانة في الدعوات كما في "إتحاف المهرة" 4/ 418 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرج القطعة الثانية منه البخاري (6431) من طريق يحيى بن سعيد، عن =
21070 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: لَمْ تُنْقِصْهُمُ الدُّنْيَا شَيْئًا. " وَيُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ الْحَدِيدِ مَا دُونَ عَظْمِهِ مِنْ لَحْمٍ وَعَصَبٍ، لَا يَصْرِفُهُ عَنْ دِينِهِ شَيْءٌ "(1).
21071 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدٍ الْفَائِشِيِّ (2)، عَنْ بِنْتٍ لِخَبَّابٍ قَالَتْ: خَرَجَ خَبَّابٌ فِي سَرِيَّةٍ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتَعَاهَدُنَا، حَتَّى كَانَ يَحْلُبُ عَنْزًا لَنَا، فَكَانَ يَحْلُبُهَا فِي جَفْنَةٍ لَنَا، فَكَانَتْ تَمْتَلِئُ حَتَّى تَطْفَحَ، قَالَتْ: فَلَمَّا قَدِمَ خَبَّابٌ، حَلَبَهَا، فَعَادَ حِلَابُهَا إِلَى مَا كَانَ، قَالَ: فَقُلْنَا لِخَبَّابٍ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَحْلُبُهَا حَتَّى تَمْتَلِئَ جَفْنَتُنَا، فَلَمَّا حَلَبْتَهَا نَقَصَ حِلَابُهَا (3).
= إسماعيل بن أبي خالد، به.
وأخرج القطعة الثانية أيضاً ابنُ أبي شيبة 14/ 8، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 145 من طريق شقيق بن سلمة، عن خباب.
وأخرج الحاكم 3/ 383 من طريق حارثة بن مضرب عن خباب، قال: لقد خشيت أن يذهب بأجورنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أصبنا بعده من الدنيا.
وانظر (21059).
ولقوله: شكونا إلى رسول الله وهو متوسد
…
إلخ. انظر (21057).
(1)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن يزيد -وهو الكَلاعي الواسطي- فقد روى له أبو داود والترمذي والنسائي وهو ثقة. وانظر ما قبله.
(2)
تحرف في (م) إلى: الغائشي، بالغين.
(3)
إسناده ضعيف لجهالة عبد الرحمن بن زيد -وقيل: يزيد- الفائشي، =
21072 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى خَبَّابٍ وَقَدْ اكْتَوَى سَبْعًا فَقَالَ: لَوْلَا أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَا يَتَمَنَّى أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ " لَتَمَنَّيْتُهُ.
وَلَقَدْ رَأَيْتُنِي مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَا أَمْلِكُ دِرْهَمًا، وَإِنَّ فِي جَانِبِ بَيْتِي الْآنَ لَأَرْبَعِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ.
قَالَ: ثُمَّ أُتِيَ بِكَفَنِهِ، فَلَمَّا رَآهُ بَكَى، وَقَالَ: لَكِنَّ حَمْزَةَ لَمْ يُوجَدْ لَهُ كَفَنٌ إِلَّا بُرْدَةٌ مَلْحَاءُ، إِذَا جُعِلَتْ عَلَى رَأْسِهِ قَلَصَتْ عَنْ قَدَمَيْهِ، وَإِذَا جُعِلَتْ عَلَى قَدَمَيْهِ قَلَصَتْ عَنْ رَأْسِهِ، حَتَّى مُدَّتْ
= وقد اختلف فيه على أبي إسحاق -وهو السبيعي-، فمرةً قال هكذا، ومرة قال: عن عبد الرحمن بن مالك الأحمسي، ومرة قال: عن عبد الرحمن بن مدرك، وأسقطه مرة. وكان أبو إسحاق قد اختلط. وسيتكرر 6/ 372.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 8/ 290، وابن أبي شيبة 11/ 495، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3207) و (3208)، والطبراني 25/ (460)، وابن الأثير في "أسد الغابة" 7/ 416 - 417، من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه الطيالسي (1663) عن زهير، عن أبي إسحاق، عن ابنة خباب. هكذا دون واسطة بين أبي إسحاق وابنة خباب.
وسيأتي 6/ 372 عن خلف بن الوليد، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن مالك الأحمسي، عن ابنة خباب. وإسناده ضعيف لجهالة عبد الرحمن بن مالك.
وفي باب تكثير لبن الضرع ببركة النبي صلى الله عليه وسلم انظر حديث ابن مسعود السالف برقم (3598).
عَلَى رَأْسِهِ، وَجُعِلَ عَلَى قَدَمَيْهِ الْإِذْخِرُ (1).
21073 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا قَيْسٌ، عَنْ خَبَّابٍ قَالَ: شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حارثة بن مضرب فقد روى له البخاري في "الأدب" وأصحاب السنن وهو ثقة. إسرائيل. هو ابن يونس ابن أبي إسحاق السبيعي. وسيتكرر 6/ 395.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 1/ 145 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني (3674) و (3682) من طريق يحيى بن آدم، به. واقتصر في الموضع الأول على القطعة الثانية من الحديث، وفي الموضع الثاني على القطعة الأخيرة منه.
وأخرجه الطبراني (3671)، وأبو نعيم 1/ 145 من طريق أسد بن موسى، عن إسرائيل، به. مقتصراً على القطعة الأولى منه.
وأخرجه الطبراني (2940) و (3673) من طريق زكريا بن أبي زائدة، و (2940) و (3681) من طريق زائدة بن قدامة، و (3680) من طريق يونس بن أبي إسحاق، ثلاثتهم عن أبي إسحاق، به. مختصراً بالقطعة الأخيرة إلا (3673) فاقتصر فيه على القطعة الثانية.
وانظر (21066).
وقوله: "لا يتمنى"، كذا جاء في الأصول، والجادَّة حذف الألف، لأنه نهي، وما هنا له وجه، ولفظ "الحلية" من طريق "المسند": لا يَتَمَنَّينَّ.
وفي باب قصة حمزة عن أنس، سلف برقم (12300)، وانظر تتمة شواهده هناك.
تنبيه: هذا الحديث والحديثان بعده لم تُذْكر في (ظ 13)، وهي مكررة سنداً ومتناً 6/ 395.
مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ، فَقُلْنَا: أَلَا تَسْتَنْصِرُ لَنَا اللهَ، أَوَلَا تَسْتَنْصِرُ لَنَا؟ فَقَالَ:" قَدْ كَانَ الرَّجُلُ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ يُؤْخَذُ، فَيُحْفَرُ لَهُ فِي الْأَرْضِ، فَيُجَاءُ بِالْمِنْشَارِ، فَيُوضَعُ (1) عَلَى رَأْسِهِ فَيُجْعَلُ بِنِصْفَيْنِ، فَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ، وَيُمَشَّطُ بِأَمْشَاطِ الْحَدِيدِ مَا دُونَ عَظْمِهِ مِنْ لَحْمٍ وَعَصَبٍ فَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ، وَاللهِ لَيُتِمَّنَّ اللهُ هَذَا الْأَمْرَ حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى حَضْرَمَوْتَ لَا يَخَافُ إِلَّا اللهَ وَالذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ، وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ "(2).
21074 -
حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا أَبُو يُونُسَ الْقُشَيْرِيُّ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ خَبَّابِ بْنِ الْأَرَتِّ، حَدَّثَنِي أَبِي خَبَّابُ بْنُ الْأَرَتِّ قَالَ: إِنَّا لَقُعُودٌ عَلَى بَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَنْتَظِرُ أَنْ يَخْرُجَ لِصَلَاةِ الظُّهْرِ، إِذْ خَرَجَ عَلَيْنَا، فَقَالَ:" اسْمَعُوا " فَقُلْنَا: سَمِعْنَا. ثُمَّ قَالَ: " اسْمَعُوا " فَقُلْنَا: سَمِعْنَا. فَقَالَ: " إِنَّهُ سَيَكُونُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ، فَلَا تُعِينُوهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ، فَمَنْ
(1) قوله: "فيوضع" أثبتناها من (ظ 10)، ولم ترد في (م) و (س)، وفي (ق) ونسخة على هامش (س): فيوضع المنشار.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطان. وسيتكرر 6/ 395.
وأخرجه البخاري (3612) و (6943)، والنسائي 8/ 204، وابن حبان (6698)، والطبراني (3638)، والبيهقي في "الدلائل" 6/ 315 من طريق يحيى ابن سعيد، بهذا الإسناد.
وانظر (21057).
صَدَّقَهُمْ بِكَذِبِهِمْ، فَلَنْ يَرِدَ عَلَيَّ الْحَوْضَ " (1).
21075 -
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ خَبَّابِ بْنِ الْأَرَتِّ قَالَ: كُنْتُ رَجُلًا قَيْنًا، وَكَانَ لِي عَلَى الْعَاصِ بْنِ وَائِلٍ دَيْنٌ فَأَتَيْتُهُ أَتَقَاضَاهُ، فَقَالَ: لَا، وَاللهِ، لَا أَقْضِيكَ حَتَّى تَكْفُرَ بِمُحَمَّدٍ. فَقُلْتُ: وَاللهِ لَا أَكْفُرُ بِمُحَمَّدٍ حَتَّى تَمُوتَ، ثُمَّ تُبْعَثَ. قَالَ: فَإِنِّي إِذَا مُتُّ ثُمَّ بُعِثْتُ جِئْتَنِي وَلِي ثَمَّ مَالٌ وَوَلَدٌ فَأَعْطَيْتُكَ. فَأَنْزَلَ اللهُ: {أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا} إِلَى قَوْلِهِ: {وَيَأْتِينَا فَرْدًا} [مريم: 77 - 80](2).
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله موثَّقون، إلا أن فيه انقطاعاً، قال العلائي في "جامع التحصيل" ص 232: قال عبد الله بن أحمد: سألت أبي: سماك بن حرب سمع من عبد الله بن خباب؟ قال: لا. وقال الحافظ في "إتحاف المهرة" 4/ 417: فيه انقطاع، فإن عبد الله بن خباب قتل سنة ثمان وثلاثين عندما قاتل عليٌّ الخوارج، وسماك بن حرب لم يدركه فيما أظن، إلا أنه وقع عند الحاكم: عن سماك، أن عبد الله أخبره كما ترى، فيحرر هذا، فلعل خباباً كان له ابن آخر يسمى عبد الله عاش إلى أن أدركه سماك بن حرب وغيره.
أبو يونس: هو حاتم بن أبي صغيرة.
وسيتكرر 6/ 395.
وأخرجه ابن حبان (284)، والطبراني (3627)، والحاكم 1/ 78 من طرق عن أبي يونس، بهذا الإسناد. وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه الطبراني (3628) من طريق داود بن أبي هند، عن سماك بن حرب، به.
وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (5702)، وانظر تتمة شواهده هناك.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن =
21076 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ خَبَّابٍ قَالَ: كُنْتُ رَجُلًا قَيْنًا، وَكَانَ لِي عَلَى الْعَاصِ بْنِ وَائِلٍ حَقٌّ، فَأَتَيْتُهُ أَتَقَاضَاهُ فَقَالَ: لَا أُعْطِيكَ حَتَّى تَكْفُرَ بِمُحَمَّدٍ، فَقُلْتُ: لَا وَاللهِ، لَا أَكْفُرُ بِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم حَتَّى تَمُوتَ ثُمَّ تُبْعَثَ. قَالَ: فَضَحِكَ، ثُمَّ قَالَ: سَيَكُونُ لِي ثَمَّ مَالٌ وَوَلَدٌ فَأُعْطِيكَ حَقَّكَ، فَأَنْزَلَ اللهُ:{أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا. أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمْ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا} الْآيَةَ [مريم: 77 - 78](1).
= خازم الضرير، ومسلم: هو ابن صبيح الكوفي أبو الضحى، ومسروق: هو ابن الأجدع بن مالك الوادعي.
وأخرجه مسلم (2795)(36)، والترمذي (3162)، والنسائي في "الكبرى"(11322)، والطبري في "التفسير" 16/ 120، والطبراني في "الكبير"(3654)، والواحدي في "أسباب النزول" ص 204 من طريق أبي معاوية الضرير، بهذا الإسناد.
وانظر ما بعده وما سلف برقم (21068).
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه مسلم (2795)(36)، وأبو عوانة في "البعث" كما في "إتحاف المهرة" 4/ 416، والطبراني في "الكبير"(3653) من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد.
وانظر ما قبله.
تنبيه: وقع هذا الحديث خطأً في (م) على أنه من زيادات عبد الله، والصحيح أنه من رواية أبيه الإمام أحمد، كما في أصولنا الخطية و"أطراف المسند" 2/ 303.
21077 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: وَسَمِعْتُ الْأَعْمَشَ، يَرْوِي عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ خَبَّابٍ قَالَ: هَاجَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَمِنَّا مَنْ مَاتَ وَلَمْ يَأْكُلْ مِنْ أَجْرِهِ شَيْئًا، مِنْهُمْ: مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ، لَمْ يَتْرُكْ إِلَّا نَمِرَةً إِذَا غَطُّوا بِهَا رَأْسَهُ بَدَتْ رِجْلَاهُ، وَإِذَا غَطَّيْنَا رِجْلَيْهِ بَدَا رَأْسُهُ، فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" غَطُّوا رَأْسَهُ ". وَجَعَلْنَا عَلَى رِجْلَيْهِ (1) إِذْخِرًا، قَالَ: وَمِنَّا مَنْ أَيْنَعَ الثِّمَارَ، فَهُوَ يَهْدِبُهَا (2).
21078 -
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ، قَالَ: قُلْنَا لِخَبَّابٍ: هَلْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْر؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَقُلْنَا: فَبِأَيِّ شَيْءٍ كُنْتُمْ تَعْرِفُونَ ذَلِكَ؟ قَالَ: فَقَالَ: بِاضْطِرَابِ لِحْيَتِهِ (3).
(1) المثبت من (م) و (ق)، وفي (ظ 10) و (س): رجله.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. وسيتكرر 6/ 395. شقيق: هو ابن سلمة أبو وائل.
وأخرجه الترمذي (3853) من طريق عبد الله بن إدريس، بهذا الإسناد.
تنبيه: هذا الحديث سقط من (ظ 13).
قوله: "أينع الثمار"، أي: أنضجَها، ونسب له إنضاج الثمار مجازاً، والمعنى: أنه بعد هؤلاء قد توسعت علينا الدنيا، فنحن نباشر أموالنا وبساتيننا على أحسن وجه، والله تعالى أعلم. وقد سلف الحديث من طريق يحيى بن سعيد القطان عن الأعمش، وفيه:"ومنا من أينعت له ثمرته".
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (21067).
21079 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا قَيْسٌ، قَالَ: أَتَيْتُ خَبَّابًا أَعُودُهُ، وَقَدْ اكْتَوَى سَبْعًا فِي بَطْنِهِ، وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: لَوْلَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَانَا أَنْ نَدْعُوَ بِالْمَوْتِ لَدَعَوْتُ بِهِ (1).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطان، وإسماعيل: هو ابن أبي خالد، وقيس: هو ابن أبي حازم.
وأخرجه البخاري في "صحيحه"(6349) و (6350)، وفي "الأدب المفرد"(687)، والنسائي 4/ 4، والطبراني في "الكبير"(3634) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.
وانظر (21059).
حَدِيثُ ذِي الْغُرَّةِ
• 21080 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بُكَيْرٍ (1) النَّاقِدُ، حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ عُبَيْدَةَ الضَّبِّيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ - يَعْنِي قَاضِي الرَّيِّ - عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ ذِي الْغُرَّةِ قَالَ: عَرَضَ أَعْرَابِيٌّ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَسِيرُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، تُدْرِكُنَا الصَّلَاةُ وَنَحْنُ فِي أَعْطَانِ الْإِبِلِ، فَنُصَلِّي فِيهَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" لَا " قَالَ: أَنَتَوَضَّأُ مِنْ لُحُومِهَا؟ قَالَ: " نَعَمْ " قَالَ: أَفَنُصَلِّي فِي مَرَابِضِ الْغَنَمِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " نَعَمْ " قَالَ: أَفَنَتَوَضَّأُ مِنْ لُحُومِهَا؟ قَالَ: " لَا "(2).
(1) تحرف في (م) و (س) إلى: بكر.
(2)
صحيح لكن من حديث البراء بن عازب، وقد سلف بيانه برقم (16629) حيث إنه مكرره سنداً ومتناً. عُبيدة الضّبِّي: هو ابن مُعتِّب، وعبد الله ابن عبد الله قاضي الري: هو الرازي.
حَدِيثُ ضَمْرَةَ بْنِ سَعْدٍ السُّلَمِيِّ
(1)
• 21081 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبَانَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: سَمِعْتُ زِيَادَ بْنَ ضَمْرَةَ بْنِ سَعْدٍ السُّلَمِيَّ، يُحَدِّثُ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي وَجَدِّي - وَكَانَا قَدْ شَهِدَا حُنَيْنًا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَا: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الظُّهْرَ، ثُمَّ جَلَسَ إِلَى ظِلِّ شَجَرَةٍ، فَقَامَ إِلَيْهِ الْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ، وَعُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنِ بْنِ بَدْرٍ يَطْلُبُ بِدَمِ الْأَشْجَعِيِّ عَامِرِ بْنِ الْأَضْبَطِ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ سَيِّدُ قَيْسٍ، وَالْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ يَدْفَعُ عَنْ مُحَلِّمِ بْنِ جَثَّامَةَ لِخِنْدِفٍ، فَاخْتَصَمَا بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَسَمِعْنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" تَأْخُذُونَ الدِّيَةَ خَمْسِينَ فِي سَفَرِنَا هَذَا، وَخَمْسِينَ إِذَا رَجَعْنَا " قَالَ: يَقُولُ عُيَيْنَةُ: وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ لَا أَدَعُهُ حَتَّى أُذِيقَ نِسَاءَهُ مِنَ الْحُزْنِ مَا أَذَاقَ نِسَائِي. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " بَلْ تَأْخُذُونَ الدِّيَةَ ". فَأَبَى عُيَيْنَةُ، فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ لَيْثٍ يُقَالُ لَهُ: مُكْيتلٌ، رَجُلٌ قَصِيرٌ مَجْمُوعٌ، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، مَا وَجَدْتُ لِهَذَا الْقَتِيلِ شَبِيهًا فِي غُرَّةِ الْإِسْلَامِ
(1) قال السندي: ضَمْرَة بن سعد السُّلَمي، هذا هو الأشهر، وقيل: ابن ربيعة، وقيل: ضُميرة بالتصغير. وقال البخاري وابن السكن: له صحبة، وقال البغوي: سكن المدينة، وقال ابن منده: له ولأبيه صحبة، وحديثه عند أبي داود، قال البغوي: لا أعلم له غيره. جاء أنه شهد هو وأبوه حنيناً.
إِلَّا كَغَنَمٍ وَرَدَتْ فَرُمِيَ أَوَّلُهَا فَنَفَرَ آخِرُهَا، اسْنُنِ الْيَوْمَ وَغَيِّرْ غَدًا. قَالَ: فَرَفَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدَهُ، ثُمَّ قَالَ:" بَلْ تَقْبَلُونَ الدِّيَةَ فِي سَفَرِنَا هَذَا خَمْسِينَ، وَخَمْسِينَ إِذَا رَجَعْنَا " فَلَمْ يَزَلْ بِالْقَوْمِ حَتَّى قَبِلُوا الدِّيَةَ، قَالَ: فَلَمَّا قَبِلُوا الدِّيَةَ، قَالَ: قَالُوا: أَيْنَ صَاحِبُكُمْ يَسْتَغْفِرُ لَهُ رَسُولُ اللهِ؟ فَقَامَ رَجُلٌ آدَمُ طَوِيلٌ ضَرْبٌ، عَلَيْهِ حُلَّةً كَانَ تَهَيَّأَ لِلْقَتْلِ حَتَّى جَلَسَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا جَلَسَ، قَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" مَا اسْمُكَ؟ " قَالَ: أَنَا مُحَلِّمُ بْنُ جَثَّامَةَ. قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اللهُمَّ لَا تَغْفِرْ لِمُحَلِّمٍ، اللهُمَّ لَا تَغْفِرْ لِمُحَلِّمٍ " ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَقَامَ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ، وَهُوَ يَتَلَقَّى دَمْعَهُ بِفَضْلِ رِدَائِهِ، فَأَمَّا نَحْنُ بَيْنَنَا فَنَقُولُ: قَدْ اسْتَغْفَرَ لَهُ، وَلَكِنَّهُ أَظْهَرَ مَا أَظْهَرَ (1)، لِيَدَعَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ عَنْ (2) بَعْضٍ (3).
(1) زاد هنا في (ظ 13): "بيننا"، وضبب فوقها.
(2)
في (م) و (س) و (ق): من.
(3)
إسناده ضعيف لجهالة زياد بن ضمرة، لم يرو عنه غير محمد بن جعفر، وقد اختلف في اسمه، فقيل: زياد بن ضميرة بن سعد، وقيل: زياد بن ضمرة، وقيل: زيد بن ضميرة السلمي، وقيل: الأسلمي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(5457) من طريق سعيد بن يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (4503)، وابن ماجه (2625)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(978)، وفي "الديات" ص 102، وابن الجارود في "المنتقى"(777)، والبيهقي 9/ 116 من طرق عن محمد بن إسحاق، به.
وأخرجه أبو داود (4503)، وابن أبي عاصم في "الديات" ص 102 - 103، =
حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ يَثْرِبِيٍّ
• 21082 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْمَكِّيُّ، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ حَسَنٍ الْجَارِيِّ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ حَارِثَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَثْرِبِيٍّ، قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" أَلَا وَلَا يَحِلُّ لِامْرِئٍ مِنْ مَالِ أَخِيهِ شَيْءٌ إِلَّا بِطِيبِ نَفْسٍ مِنْهُ ". فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ لَقِيتُ غَنَمَ ابْنِ عَمِّي، أَجْتَزِرُ
= والطبراني (5455)، والبيهقي 9/ 116 من طريق عبد الرحمن بن الحارث، عن محمد بن جعفر، به. وقال: عن أبيه، ولم يذكر جده.
وسيأتي الحديث 6/ 10 عن سعيد بن يحيى بن سعيد، عن أبيه.
وسيأتي في مسند عبد الله بن أبي حدرد قصة قتل محلم بن جثامة عامراً الأشجعي 6/ 11.
قال السندي: "لخِندف"، ضبط بكسر الخاء المعجمة وسكون النون وكسر الدال: اسم قبيلة، أي: لأجلها.
"غرة الإسلام"، أي: في أوله، كغرة الشهر، لأوله.
"فرمي أولها" على بناء المفعول، أي: فلذلك ينبغي أن تقتل هذا في الأول حتى يكون قتله عظة وعبرة للآخرين.
"اسنن" صيغة أمر من سن سنّة، من باب نصر، وهذا مثل ثان ضربه لترك القتل، كما أن الأول ضربه للقتل، ولذلك ترك العطف، ومعناه: قدر حكمك اليوم وغيره غداً، أي: إن تركت القصاص اليوم في أول ما شرع، واكتفيت بالدية، ثم أجريت القصاص على أحد، يصير ذلك كهذا المثل، والحاصل: إن قتلت اليوم يصير مثله مثل غنم، وإن تركت اليوم يصير مثله كهذا المثل.
مِنْهَا شَاةً؟ فَقَالَ: " إِنْ لَقِيتَهَا نَعْجَةً تَحْمِلُ شَفْرَةً وَأَزْنَادًا بِخَبْتِ الْجَمِيشِ، فَلَا تَهِجْهَا ". قَالَ: يَعْنِي بِخَبْتِ الْجَمِيشِ أَرْضًا بَيْنَ مَكَّةَ وَالْجَارِ، أَرْضٌ (1) لَيْسَ بِهَا أَنِيسٌ (2).
21083 -
حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْحَسَنِ - يَعْنِي الْجَارِيَّ - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عِمَارَةَ (3) بْنَ حَارِثَةَ الضَّمْرِيَّ (4)، يُحَدِّثُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَثْرِبِيٍّ الضَّمْرِيِّ قَالَ: شَهِدْتُ خُطْبَةَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِمِنًى، فَكَانَ فِيمَا خَطَبَ بِهِ أَنْ قَالَ: " وَلَا يَحِلُّ لِامْرِئٍ مِنْ مَالِ
(1) لفظة "أرض" ليست في (م) و (س).
(2)
شطره الأول صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، عمارة بن حارثة الضمري انفرد بالرواية عنه عبد الرحمن بن أبي سعيد -وقد سقط من إسناد محمد بن عباد وذكره غيرُه- ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وبقية رجاله ثقات.
وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 208، والدارقطني 3/ 26 من طريق محمد بن عباد، بهذا الإسناد. وليس فيه عبد الرحمن بن أبي سعيد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" 4/ 241 من طريق أصبغ بن الفرج، عن حاتم بن إسماعيل، به. وذكر في إسناده عبد الرحمن بن أبي سعيد.
وانظر ما بعده.
ولقوله صلى الله عليه وسلم: "ولا يحل لامرئٍ من مال أخيه شيء إلا بطيب نفس منه" شواهد يتقوى بها ويصح، سلفت عند حديث أبي حُرَّة الرقاشي عن عمِّه، برقم (20965).
(3)
تحرف في (م) إلى: عمرو.
(4)
قوله: "الضمري" ليست في (م) و (س) و (ظ 13).
أَخِيهِ، إِلَّا مَا طَابَتْ بِهِ نَفْسُهُ " قَالَ: فَلَمَّا سَمِعْتُ ذَلِكَ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ لَوْ لَقِيتُ غَنَمَ ابْنِ عَمِّي، فَأَخَذْتُ مِنْهَا شَاةً، فَاجْتَزَرْتُهَا، عَلَيَّ فِي ذَلِكَ شَيْءٌ؟ قَالَ:" إِنْ لَقِيتَهَا نَعْجَةً، تَحْمِلُ شَفْرَةً وَأَزْنَادًا، فَلَا تَمَسَّهَا "(1) ".
هَذَا آخِرُ مُسْنَدِ الْبَصْرِيِّينَ رضي الله عنهم.
(1) هو كسابقه. أبو عامر: هو عبد الملك بن عمرو العقدي.
وهو مكرر (15488) سنداً ومتناً.
تنبيه: هذا الحديث سقط من (ظ 13).