المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

مسند الإمام أحمد بن حنبل (164 - 241 هـ) حقق هذا الجزء وخرج - مسند أحمد - ط الرسالة - جـ ٣٥

[أحمد بن حنبل]

فهرس الكتاب

مسند

الإمام أحمد بن حنبل

(164 - 241 هـ)

حقق هذا الجزء وخرج أحاديثه وعلّق عليه

شعيب الأرنَؤُوط - عادل مُرْشِد

سعيد اللّحام

الجزء الخامس والثلاثون

ص: 1

اعتمدنا في تحقيق مسند الأنصار النسخَ الخطية التالية:

1 -

نسخة المكتبة الظاهرية، ورمزها (ظ 5).

2 -

نسخة أخرى من المكتبة الظاهرية، ورمزها (ظ 2).

3 -

نسخة المكتبة القادرية ببغداد، ورمزها (ق).

4 -

نسخة رمزنا لها بـ (ر): وهي نسخة مصورة من الخزانة الحسنية في الرباط بالمغرب، نُسِخت سنة 1133 هـ. والذي حصل لنا منها هو الجزء الأخير، ويبدأ بمسند الأنصار وينتهي بنهاية الكتاب.

وضعنا رقم الجزء والصفحة من الطبعة الميمنية بحاشية هذه الطبعة، وأشرنا في الحواشي إلى أهمِّ فروقها، وما وقع فيها من سقط أو تحريف، ورمزنا إليها بـ (م).

الرموز المستعملة في زيادات عبد الله، ووجاداته، وما رواه عن أبيه وعن شيخ أبيه أو غيره:

• دائرة صغيرة سوداء لزيادات عبد الله.

° دائرة صغيرة بيضاء لوجاداته.

* نجمة مدورة لما رواه عن أبيه وعن شيخ أبيه أو غيره.

ستأتي إحصائية الأحاديث الصحيحة والحسنة والضعيفة في الجزء الأخير من مسند الأنصار إن شاء الله.

ص: 7

‌مُسْنَدُ الْأَنْصَارِ

حَدِيثُ أَبِي الْمُنْذِرِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ (1) مِمَّا رَوَاهُ عَنْهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

(1) هو أُبي بن كعب بن قيس بن عبيد، من بني عمرو بن مالك بن النجار، من الخزرج، أبو المنذر الأنصاري، ويكنى أيضاً أبا الطفيل، المقرئ، سيد المسلمين. شهد العقبة والمشاهد كلها مع النبي صلى الله عليه وسلم، وكان رأساً في العلم والعمل.

روى أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أقْرأُ هذه الأمة أُبيُّ بن كعب" سلف برقم (12904)، وثبت في "الصحيح" أن عمر رضي الله عنه قال: أُبيٌّ اقرؤنا. وفي الصحيح أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم سأله: "أي آية في كتاب الله أعظم؟ قال: {اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ} [البقرة: 255] فضرب صلى الله عليه وسلم في صدره وقال: "لِيَهنِكَ العلمُ أبا المنذر". وأنه صلى الله عليه وسلم قال له: "إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن" وفي رواية "أمرني أن أقرئك القرآن" فقال أُبَيٌّ: الله سَمَّاني لك؟! قال: "نعم" قال: وقد ذكرت عند رب العالمين؟! قال: "نعم" فذرفت عيناه. وسيأتي في مسنده برقم (21112) أنه قال عن نفسه: إني تلقيت القرآن ممن تلقاه من جبريل وهو رطب.

كان أحدَ الذين جمعوا القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأحد الذين يَلُونَهُ صلى الله عليه وسلم في الصلاة، وأوصاه صلى الله عليه وسلم أن يلقنه إن فاته من قراءته شيء. وأوكل إليه عمر رضي الله عنه الصلاة بالناس في قيام رمضان يوم أن جمعهم عليه، فكان يصلي بهم عشرين ركعة.

وسلف في "المسند" برقم (11183) أنه دعا على نفسه ألا يفارقه الوعك حتى يموت في أن لا يشغله عن حج ولا عمرة ولا جهاد في سبيل الله ولا صلاة مكتوبة في جماعة. فأصابته الحمى، فما مَسَّه إنسان إلا وجد حَرَّه حتى مات. قال الذهبي: ملازمة الحمى له حرفت خُلُقَهُ يسيراً، ومن ثَمَّ يقول زِر بن حُبيش: كان أُبيٌّ فيه شَراسة. =

ص: 9

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ فِيمَنْ شَهِدَ بَدْرًا: أُبَيُّ بْنُ كَعْبِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالكِ بْنِ النَّجَّارِ.

21084 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: عَلِيٌّ أَقْضَانَا، وَأُبَيٌّ أَقْرَؤُنَا، وَإِنَّا لَنَدَعُ كَثِيرًا مِنْ لَحْنِ أُبَيٍّ. وَأُبَيٌّ يَقُولُ: سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَا أَدَعُهُ لِشَيْءٍ، وَاللهُ تبارك وتعالى يَقُولُ:{مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا} (1)[البقرة: 106].

= اختلف في وفاته رضي الله عنه على أقوال، ونرجح أنه توفي سنة اثنتين وثلاثين في خلافة عثمان، لما روي عن عبد الرحمن بن أبزى: قلت لأُبيّ لما وقع الناس في أمر عثمان: أبا المنذر ما المخرج؟ قال: كتاب الله، ما استبان لك فاعمل به، وما اشتبه عليك فكِلْهُ إلى عالمه. أخرجه البخاري في "التاريخ الأوسط" 1/ 89، والحاكم 3/ 303. وإسناده حسن. وقد ذكر زرُّ بن حبيش فيما سيأتي برقم (21200) أنه قدم في عهد عثمان بن عفان، فلزم أُبيّاً وعبد الرحمن بن عوف.

انظر ترجمته في "طبقات ابن سعد" 3/ 498 - 502، و"سير أعلام النبلاء" 1/ 389 - 402، و"تهذيب الكمال" 2/ 262 - 273.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وسفيان: هو ابن سعيد الثوري الكوفي.

وأخرجه الحاكم 3/ 305، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(754)، وفي "الحلية" 1/ 65 من طريق قبيصة بن عقبة، والبيهقي في "دلائل النبوة" 7/ 155 من طريق أبي أحمد الزبيري، كلاهما عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. ووقع عند الحاكم:{مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ ننسأهَا} بدل {أَوْ نُنْسِهَا} واقتصر أبو نعيم في "الحلية" على قوله: "علي أقضانا، وأُبيّ أقرؤنا". =

ص: 10

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وسيأتي الحديث عن يحيى، عن سفيان الثوري في الحديث الآتي بعده.

وسيأتي برقم (21086) من طريق الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، به.

وأخرجه ابن سعد 2/ 339 من طريق عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة، و 2/ 339 - 340 من طريق عكرمة، كلاهما عن ابن عباس، قال: قال عمر رضي الله عنهما: عليٌّ أقضانا، وأُبيٌّ أقرؤنا. وزاد في الموضع الثاني: وإنا لنرغب عن كثير من لحن أُبيٍّ.

وأخرجه ابن سعد 2/ 341، والطبراني في "الأوسط"(7717) من طريق عبد الواحد بن زياد، عن أبي فروة مسلم بن سالم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، سمعت عمر يقول: أقضانا عليٌّ، وأُبيٌّ أقرؤنا. واقتصر ابن سعد على قوله: وأُبيٌّ أقرؤنا.

وأخرجه ابن سعد 2/ 340 من طريق سعيد بن جبير وعطاء، أن عمر كان يقول: عليٌّ أقضانا للقضاء، وأُبيٌّ أقرؤنا للقرآن.

وأخرجه ابن سعد 2/ 339 من طريق عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال عمر بن الخطاب: عليٌّ أقضانا.

وأخرج ابن سعد 2/ 339، والبزار (1616)، والحاكم 3/ 135 عن عبد الله ابن مسعود قال: كنا نتحدث أن أقضى أهل المدينة عليُّ بن أبي طالب. ووقع في "مسند البزار": "أفضل" بدل "أقضى"، والظاهر أنه تحريف؛ فإن ابن حجر نسبه إلى البزار في "الفتح" 8/ 167، وفيه:"أقضى".

وقوله: "وأُبيٌّ أقرؤنا" سلف مرفوعاً ضمن حديث عن أنس بن مالك برقم (12904) وقد استوفينا تخريجه هناك.

وقوله: "عليٌّ أقضانا" ورد مرفوعاً عن أنس بن مالك أيضاً عند ابن ماجه (154)، وإسناده صحيح.

وقوله: "من لَحْنِ أُبيٍّ" قال السندي: أي: خطئه؛ حيث ظنه ثابتاً وهو منسوخ، وقيل: أراد به طريقه وروايته، وقيل: لغته، وهذا غير ظاهر، والأقرب منه أن يراد فهمه.

ص: 11

21085 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي حَبِيبٌ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي ثَابِتٍ - عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ: عَلِيٌّ أَقْضَانَا، وَأُبَيٌّ أَقْرَؤُنَا، وَإِنَّا لَنَدَعُ مِنْ قَوْلِ أُبَيٍّ، وَأُبَيٌّ يَقُولُ: أَخَذْتُ مِنْ فَمِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَا أَدَعُهُ، وَاللهُ يَقُولُ:{مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا} (1)[البقرة: 106].

21086 -

حَدَّثَنِا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، فِي سَنَةِ سِتٍّ وَعِشْرِينَ وَمِئَتَيْنِ، حَدَّثَنَا

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن سعيد الثوري الكوفي.

وأخرجه البخاري (4481)، والنسائي في "الكبرى"(10995) عن عمرو ابن علي، والبخاري (5005) عن صدقة بن الفضل، كلاهما عن يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.

وانظر ما قبله.

وقوله تعالى: {نُنْسِهَ} بضم النون وكسر السين بغير همز، كذا وقع في الأصول الخطية التي بين أيدينا من "مسند أحمد"، وفي سائر مصادر تخريج الأثر:{نَنْسَأْها} بفتح النون والسين وبالهمز، والذي يؤيد أن الرواية في هذا الأثر كذلك: ما أخرجه ابن أبي حاتم في تفسير سورة البقرة (1070) من طريق إسماعيل بن مسلم، عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عباس قال: خطبنا عمر، فقال: يقول الله: {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نَنْسَأْهَا} ، أي: نؤخرها. لكن في إسناده إسماعيل بن مسلم المكي، وهو ضعيف الحديث.

و {نَنْسَأْها} بفتح النون الأولى والسين وبالهمز، من التأخير، وهي قراءة أبي عمرو وابن كثير.

و {نُنْسِهَا} بضم النون الأولى وكسر السين من غير همز، من النسيان، هي قراءة الباقين. "انظر الكشف عن وجوه القراءات السبع" 1/ 258 - 259، و"حجة القراءات" ص 109 - 110، و"النشر في القراءات العشر" 2/ 220.

ص: 12

عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: خَطَبَنَا عُمَرُ عَلَى مِنْبَرِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: عَلِيٌّ أَقْضَانَا، وَأُبَيٌّ أَقْرَؤُنَا، وَإِنَّا لَنَدَعُ مِنْ قَوْلِ أُبَيٍّ شَيْئًا، وَإِنَّ أُبَيًّا سَمِعَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَشْيَاءَ، وَأُبَيٌّ يَقُولُ: لَا أَدَعُ مَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَدْ نَزَلَ بَعْدَ أُبَيٍّ كِتَابٌ (1).

‌حَدِيثُ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ [عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ]

21087 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، أَخْبَرَنِي أَبِي، أَخْبَرَنَا أَبُو أَيُّوبَ، أَنَّ أُبَيًّا حَدَّثَهُ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قُلْتُ: الرَّجُلُ يُجَامِعُ أَهْلَهُ، فَلَا يُنْزِلُ! قَالَ:" يَغْسِلُ مَا مَسَّ الْمَرْأَةَ مِنْهُ، وَيَتَوَضَّأُ، وَيُصَلِّي "(2).

(1) صحيح، سويد بن سعيد -وهو الهَرَويُّ ثم الحَدَثاني، وإن كان فيه ضعف- قد توبع كما سيأتي.

وأخرجه ابن سعد 2/ 339، وابن أبي شيبة 5/ 518 - 519 عن عبد الله بن نمير، عن سليمان بن مِهْران الأعمش، بهذا الإسناد. وقرن ابن سعد بعبد الله بن نمير يعلى بن عُبيد.

وانظر ما سلف برقم (21084).

وقوله: "وقد نزل بعدَ أُبيٍّ كتابٌ" أي: بعد سماعِه ذلك كتابٌ، أي: قرآنٌ أو حكمٌ نسخَ ذلك المسموعَ.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو أيوب: اسمه خالد بن زيد =

ص: 13

21088 -

وَحَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (1).

=الأنصاري.

وأخرجه البخاري (293)، وابن حبان (1169)، والبيهقي 1/ 164 من طريقين عن يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.

وأخرجه الشافعي 1/ 37، ومن طريقه البيهقي في "معرفة السنن والآثار" 1/ 459، وأخرجه عبد الرزاق (957) و (959)، وابن أبي شيبة 1/ 90، ومسلم (346)(84)، وأبو عوانة 1/ 286 - 287 والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 54، وابن حبان (1170) من طرق عن هشام بن عروة، به. وزاد عبد الرزاق في حديثه في الموضع الأول: فكان أبو أيوب يفتي بهذا عن أُبَيِّ بن كعب، ولفظه في الموضع الثاني: أن أُبَيَّ بن كعب سأل النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: أحدنا يأتي المرأة، ثم يكسل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"الماء من الماء"، ولفظ ابن أبي شيبة والطحاوي في موضع:"ليس في الإكسال إلا الطهور"، وقال ابن حبان في روايته:"ليغسل ذكره وأنثييه" بدل "ليغسل ما مس المرأة منه".

وسيأتي الحديث بالأرقام (21088) و (21089) و (21090).

وفي الباب عن عدة من الصحابة، منهم: أبو سعيد الخدري، وقد سلف حديثه برقم (11243)، وانظر تتمة أحاديث الباب هناك.

وهذه الأحاديث إنما كان العمل عليها في أول الأمر، ثم نسخت بوجوب الاغتسال بالتقاء الختانين، أي: بتغييب حشفة الذكر في فرج المرأة، سواء أنزل، أم لم ينزل، كما يبينه الحديث الآتي برقم (21096) و (21100)، وقد ذكرنا هناك شواهده.

وقوله: "ما مَسَّ المرأة منه": أي العضو الذي مَسَّ المرأةَ من الرجل، يريد الذَّكَر، أي: ليس عليه اغتسال.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم =

ص: 14

21089 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنِ الْمَلِيِّ عَنِ الْمَلِيِّ - يَعْنِي بِقَوْلِهِ: الْمَلِيِّ عَنِ الْمَلِيِّ: أَبَا أَيُّوبَ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ -: عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الَّذِي يَأْتِي أَهْلَهُ، ثُمَّ لَا يُنْزِلُ:" يَغْسِلُ ذَكَرَهُ، وَيَتَوَضَّأُ "(1).

قَالَ عَبْدُ اللهِ: قَالَ أَبِي: الْمَلِيُّ عَنِ الْمَلِيِّ: ثِقَةٌ عَنْ ثِقَةٍ.

• 21090 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: بَلَغَنِي عَنْ أَبِي أَيُّوبَ بْنِ زَيْدٍ حَدِيثٌ وَهُوَ بِأَرْضِ الرُّومِ، قَالَ: فَلَقِيتُ أَبَا أَيُّوبَ، فَحَدَّثَنِي، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" إِذَا جَامَعَ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ، ثُمَّ أَكْسَلَ فَلْيَغْسِلْ مَا أَصَابَ الْمَرْأَةَ مِنْهُ ثُمَّ لِيَتَوَضَّأْ "(2).

= الضرير الكوفي.

وأخرجه مسلم (346)(84)، وأبو عوانة 1/ 287، والبيهقي 2/ 411 من طرق عن أبي معاوية محمد بن خازم، بهذا الإسناد.

وانظر ما قبله.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن جعفر: هو الهُذَلي البصري المعروف بغُنْدر، وشعبة: هو ابن الحجاج العَتكي مولاهم الواسطي.

وأخرجه مسلم (346)(85) عن محمد بن المثنى، عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وهذا الحكم منسوخ كما سيأتي بيانه في الحديث (21096).

وانظر (21087).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وانظر (21087).

ص: 15

‌حَدِيثُ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ

21091 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ عُبَادَةَ، أَنَّ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أُنْزِلَ الْقُرْآنُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ "(1).

21092 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد -وهو ابن سلمة البصري-، فمن رجال مسلم. عفان: هو ابن مسلم الصفَّار البصري، وحميد: هو ابن أبي حميد الطويل، وأنس: هو ابن مالك الأنصاري الصحابي.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3096) و (3097)، وتمّامٌ في "فوائده"(1322) من طرق عن عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبري في "تفسيره" 1/ 15 - 16، وابن حبان (742)، والطبراني في "الأوسط"(5246) من طريق أبي الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي، عن حماد بن سلمة، به.

وانظر الحديث الآتي بعده.

وسيأتي الحديث أيضاً مطولاً ومختصراً من طريق أنس بن مالك (21093)، ومن طريق عبد الرحمن بن أبي ليلى (21171)، ومن طريق زِرِّ بن حُبَيشٍ (21204)، ومن طريق سليمان بن صُرَد (21149)، أربعتهم عن أُبيِّ ابن كعب.

وفي الباب عن أبي هريرة سلف برقم (7989)، وانظر تتمة شواهده والكلام على معناه هناك.

ص: 16

أَنَّ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ، قَالَ: أَقْرَأَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم آيَةً، وَأَقْرَأَهَا آخَرَ غَيْرَ قِرَاءَةِ أُبَيٍّ، فَقُلْتُ: مَنْ أَقْرَأَكَهَا؟ قَالَ: أَقْرَأَنِيهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قُلْتُ: وَاللهِ لَقَدْ أَقْرَأَنِيهَا كَذَا وَكَذَا، قَالَ أُبَيٌّ: فَمَا تَخَلَّجَ فِي نَفْسِي مِنَ الْإِسْلَامِ مَا تَخَلَّجَ يَوْمَئِذٍ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَمْ تُقْرِئْنِي آيَةَ كَذَا وَكَذَا؟ قَالَ:" بَلَى " قَالَ: فَإِنَّ هَذَا يَدَّعِي أَنَّكَ أَقْرَأْتَهُ كَذَا وَكَذَا، فَضَرَبَ بِيَدِهِ فِي صَدْرِي، فَذَهَبَ ذَاكَ، فَمَا وَجَدْتُ مِنْهُ شَيْئًا بَعْدُ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَتَانِي جِبْرِيلُ وَمِيكَائِيلُ، فَقَالَ جِبْرِيلُ: اقْرَأِ الْقُرْآنَ عَلَى حَرْفٍ، فَقَالَ مِيكَائِيلُ: اسْتَزِدْهُ، قَالَ: اقْرَأْهُ عَلَى حَرْفَيْنِ، قَالَ: اسْتَزِدْهُ، حَتَّى بَلَغَ سَبْعَةَ أَحْرُفٍ، قَالَ: كُلٌّ شَافٍ كَافٍ "(1).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه.

وأخرجه بنحوه النسائي 2/ 153، والطبراني في "الأوسط"(1048) من طريق ابن عباس، عن أُبيِّ بن كعب. وليس فيه قصة إتيان الملكين، وفيه:"سورة" بدل: "آية".

وأخرجه بنحوه أيضاً عبد الرزاق (20371) عن معمر، عن قتادة، قال: قال لي أُبيٌّ، فذكره. وزاد في آخره:"ما لم تخلط آية رحمة بآية عذاب، أو آية عذاب بآية رحمة، فإذا كانت "عزيز حكيم" فقلت: "سميع عليم" فإن الله سميع عليم" وليس فيه قصة إتيان الملكين.

وقوله: "عن قتادة، قال: قال لي أُبيٌّ" هكذا وقع في المطبوع من مصنف عبد الرزاق، وهو خطأ بلا ريب، فإن قتادة لم يدرك أُبيَّ بن كعب، فقتادة مولده سنة ستين، وأُبيٌّ وفاته سنة اثنتين وثلاثين على أبعد تقدير. وانظر ما قبله.

وقوله: "تَخَلَّجَ في نفسي"، أي: تَحَرَّكَ فيها شيءٌ من الرِّيبة والشَّكِّ، وأصل الاختلاج: الحركة والاضطراب.

ص: 17

21093 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ أُبَيًّا، قَالَ: مَا حَكَّ فِي صَدْرِي شَيْءٌ مُنْذُ أَسْلَمْتُ، إِلَّا أَنِّي قَرَأْتُ آيَةً، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. وَلَمْ يَذْكُرْ فِيهِ عُبَادَةَ (1).

‌حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ الدَّوْسِيِّ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ

• 21094 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ - وَهَذَا لَفْظُ حَدِيثِ ابْنِ نُمَيْرٍ - قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْقُوبَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حميد: هو ابن أبي حميد الطويل، وأنس: هو ابن مالك الأنصاري الصحابي.

وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" ص 336، والنسائي 2/ 154 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وقرن أبو عبيد بيحيى بن سعيد يزيدَ بن هارون.

وسيتكرر الحديث برقم (21132).

وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" ص 336، وابن أبي شيبة 10/ 517، وعبد بن حميد (164)، والنسائي في "الكبرى"(7986)، والطبري في مقدمة "تفسيره" 1/ 15، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3111)، وابن حبان (737)، والضياء في "المختارة"(1129) و (1130) من طرق عن حميد الطويل، به. ورواية ابن أبي شيبة مختصرة بلفظ:"اقرأ القرآن على سبعة أحرف".

وسيأتي الحديث من طريق بشر بن المفضل برقم (21133)، ومن طريق المعتمر بن سليمان برقم (21134)، كلاهما عن حميد الطويل.

وانظر ما سلف برقم (21091).

ص: 18

عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا أَنْزَلَ اللهُ فِي التَّوْرَاةِ، وَلَا فِي الْإِنْجِيلِ مِثْلَ أُمِّ الْقُرْآنِ، وَهِيَ السَّبْعُ الْمَثَانِي، وَهِيَ مَقْسُومَةٌ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ "(1).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة القرشي مولاهم الكوفي.

وأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(7560)، ومن طريقه ابن الضريس في "فضائل القرآن"(147)، وابن حبان (775)، وابن عبد البر في "التمهيد" 20/ 221، والضياء المقدسي في "المختارة"(1232).

وأخرجه الدارمي (3372) عن محمد بن سعيد، وابن خزيمة (501) من طريق أبي الأزهر حوثرة بن محمد، والحاكم 2/ 354 من طريق أحمد بن عبد الحميد الحارثي، أربعتهم (ابن أبي شيبة ومحمد وحوثرة وأحمد) عن أبي أسامة حماد بن أسامة، به. ولفظ الدارمي والحاكم:"فاتحة الكتاب هي السبع المثاني" وليس في رواية ابن خزيمة: "وهي مقسومة بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل".

وأخرجه الترمذي (3125)، والنسائي 2/ 139 من طريق الفضل بن موسى، عن عبد الحميد بن جعفر، به.

وأخرجه الحاكم 1/ 558 من طريق شبابةَ بن سوار، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أُبيِّ بن كعب: أنه قرأَ على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم {الْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} حتى ختمها، فقال:"إنَّها السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أُوعطيتُ".

وأخرجه ابن جرير الطبري في "التفسير" 14/ 55، وابن عبد البر في "التمهيد" 20/ 221 من طريق محمد بن جعفر، عن شعبة، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه. عن أُبيِّ بن كعب موقوفاً: السبع المثاني: {الْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} .

وأخرجه مرسلاً أبو عبيد في "فضائل القرآن" ص 221 من طريق عبد الله بن أبي بكر بن حزم، ومحمد بن إسحاق، ومحمد بن عجلان -فرقهم-، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وأحال على مثله، ولم يسق لفظه. =

ص: 19

• 21095 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ (1) أَبُو مَعْمَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَلَا أُعَلِّمُكَ سُورَةً مَا أُنْزِلَ فِي التَّوْرَاةِ، وَلَا فِي الزَّبُورِ، وَلَا فِي الْإِنْجِيلِ، وَلَا فِي الْقُرْآنِ مِثْلُهَا؟ " قُلْتُ: بَلَى، قَالَ:" فَإِنِّي أَرْجُو أَنْ لَا أَخْرُجَ مِنْ ذَلِكَ الْبَابِ حَتَّى تَعْلَمَهَا " ثُمَّ قَامَ رَسُولُ اللهِ، فَقُمْتُ مَعَهُ، فَأَخَذَ بِيَدِي، فَجَعَلَ يُحَدِّثُنِي حَتَّى بَلَغَ قُرْبَ الْبَابِ، قَالَ: فَذَكَّرْتُهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، السُّورَةَ الَّتِي قُلْتَ لِي؟ قَالَ:

= وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(6407) من طريق سليمان بن أرقم، عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أُبيِّ بن كعب، قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتحة الكتاب، ثم قال:"قال ربكم: ابنَ آدم، أنزلتُ عليك سبع آيات، ثلاث لي، وثلاث لك، وواحدة بيني وبينك، فأما التي لي: فالحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، إياك نعبد وإياك نستعين، منك العبادة، وعليَّ العون لك، وأما التي لك: فاهدنا الصراط المستقيم، هذه لك، صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم -اليهود-، ولا الضالين -النصارى-" وفيه سليمان بن أرقم، وهو ضعيف.

وقد سلف الحديث في مسند أبي هريرة برقم (8682) دون قوله: "وهي مقسومة بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل".

وهذه القطعة سلفت أيضاً من حديث أبي هريرة برقم (7836) ضمن حديث مطول.

وانظر ما بعده.

(1)

ليست في (م) والمثبت من سائر الأصول.

ص: 20

" فَكَيْفَ تَقْرَأُ إِذَا قُمْتَ تُصَلِّي؟ " فَقَرَأَ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ، قَالَ:" هِيَ هِيَ، وَهِيَ السَّبْعُ الْمَثَانِي، وَالْقُرْآنُ الْعَظِيمُ الَّذِي أُوتِيتُ بَعْدُ "(1). قَالَ عَبْدُ اللهِ: سَأَلْتُ أَبِي، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَسُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ فَقَدَّمَ الْعَلَاءَ عَلَى سُهَيْلٍ، وَقَالَ: لَمْ أَسْمَعْ أَحَدًا ذَكَرَ الْعَلَاءَ بِسُوءٍ.

وقَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: وَأَبُو صَالِحٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الْعَلَاءِ.

‌حَدِيثُ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ

21096 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، وَابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وإسماعيل أبو معمر: هو ابن إبراهيم ابن معمر الهذلي، وأبو أسامة: هو حماد بن أسامة القرشي مولاهم الكوفي.

وأخرجه الضياء في "المختارة"(1233) من طريق عبد الله، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد بن حميد (165)، والطبري في "التفسير" 14/ 58، وابن خزيمة (500)، والحاكم 1/ 557 و 2/ 257 - 258، والبيهقي في "القراءة خلف الإمام"(103)، وابن عبد البر في "التمهيد" 20/ 219، والضياء في "المختارة"(1234) من طرق عن أبي أسامة حماد بن أسامة، به.

وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/ 83، ومن طريقه أبو عبيد في "فضائل القرآن" ص 221، وإسحاق بن راهويه في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(7559)، والطبري 1/ 584، والحاكم 1/ 557 - 558 و 558، والبيهقي في "القراءة خلف الإمام"(107) عن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب، أن أبا سعيد مولى عامر بن كُرَيز أخبره: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نادى أُبيَّ بن كعب وهو يصلي، فذكر مثله، ورواية الطبري مختصرة، ووقع فيه: أبو سعيد مولى عامر ابن فلان، أو ابن فلان. ولم يسق أبو عبيد لفظه.

وانظر ما قبله.

(2)

في بعض النسخ: رافع بن رفاعة، وهو ذهول.

ص: 21

مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مَعْمَرِ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ (1)، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ عَنْ أَبِيهِ - قَالَ زُهَيْرٌ فِي حَدِيثِهِ: رِفَاعَةُ بْنُ رَافِعٍ، وَكَانَ عَقَبِيًّا بَدْرِيًّا -، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عُمَرَ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ يُفْتِي النَّاسَ فِي الْمَسْجِدِ - قَالَ زُهَيْرٌ فِي حَدِيثِهِ: النَّاسَ بِرَأْيِهِ - فِي الَّذِي يُجَامِعُ وَلَا يُنْزِلُ، فَقَالَ: أَعْجِلْ بِهِ، فَأُتِيَ بِهِ، فَقَالَ: يَا عَدُوَّ نَفْسِهِ، أَوَقَدْ بَلَغْتَ أَنْ تُفْتِيَ النَّاسَ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِرَأْيِكَ؟ قَالَ: مَا فَعَلْتُ، وَلَكِنْ حَدَّثَنِي عُمُومَتِي، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: أَيُّ عُمُومَتِكَ؟ قَالَ: أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ - قَالَ زُهَيْرٌ: وَأَبُو أَيُّوبَ وَرِفَاعَةُ بْنُ رَافِعٍ - فَالْتَفَتُّ إِلَيَّ: مَا يَقُولُ هَذَا الْفَتَى؟ وَقَالَ زُهَيْرٌ فِي حَدِيثِهِ (2): مَا يَقُولُ هَذَا الْغُلَامُ؟ - فَقُلْتُ: كُنَّا نَفْعَلُهُ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَسَأَلْتُمْ عَنْهُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: كُنَّا نَفْعَلُهُ عَلَى عَهْدِهِ، فَلَمْ نَغْتَسِلْ، قَالَ: فَجَمَعَ النَّاسَ، وَأَصْفَقَ (3) النَّاسُ عَلَى أَنَّ الْمَاءَ لَا يَكُونُ إِلَّا مِنَ الْمَاءِ، إِلَّا رَجُلَيْنِ: عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، وَمُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ، قَالَا: إِذَا جَاوَزَ الْخِتَانُ الْخِتَانَ، فَقَدْ وَجَبَ الْغُسْلُ، قَالَ: فَقَالَ عَلِيٌّ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ أَعْلَمَ النَّاسِ بِهَذَا أَزْوَاجُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَرْسَلَ إِلَى حَفْصَةَ، فَقَالَتْ: لَا عِلْمَ

(1) في (ر)"معمر بن أبي حُيَيَّة"، وهو قول فيه، وفي (ق):"معمر بن أبي حنيفة"، وهو تحريف.

(2)

قوله: "في حديثه" ليست في (م)، والمثبت من سائر الأصول.

(3)

في (م)"واتفق"، والمثبت من سائر الأصول.

ص: 22

لِي، فَأَرْسَلَ إِلَى عَائِشَةَ، فَقَالَتْ: إِذَا جَاوَزَ الْخِتَانُ الْخِتَانَ، وَجَبَ الْغُسْلُ، قَالَ: فَتَحَطَّمَ عُمَرُ - يَعْنِي: تَغَيَّظَ - ثُمَّ قَالَ: لَا يَبْلُغُنِي أَنَّ أَحَدًا فَعَلَهُ، وَلَم يَغْتَسِلُ (1)، إِلَّا أَنْهَكْتُهُ عُقُوبَةً (2).

(1) كذا في (ظ 5)، وفي (ر):"ولا يغتسل"، وفي (م) و (ق):"ولا يغسل".

(2)

صحيح، محمد بن إسحاق -وإن كان مدلساً وقد عنعنه- قد توبع. زهير: هو ابن معاوية الجُعْفي الكوفي، وابن إدريس: هو عبد الله بن إدريس الأَوْدي الكوفي.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 58، وفي "شرح مشكل الآثار"(3965) من طريق محمد بن عبد الله بن نمير، عن عبد الله بن إدريس، بهذا الإسناد.

وأخرجه البزار (3730) عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي، والطبراني في "الكبير"(4537) من طريق عثمان بن أبي شيبة، كلاهما عن عبد الله بن إدريس، به. مختصراً بلفظ: كنا نفعله في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا لم ننزل، لم نغتسل. وقرن الطبراني بعبد الله بن إدريس عبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي. وقال البزار في روايته:"معمر بن عبد الله بن أبي حبيبة".

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 58 من طريق أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ، عن عبد الله بن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب عن معمر بن أبي حبيبة، عن عبيد بن رفاعة بن رافع، قال: كنا في مجلس فيه زيد ابن ثابت، فتذاكرنا الغسل من الإنزال، فقال زيد: ما على أحدكم إذا جامع فلم ينزل إلا أن يغسل فرجه، ويتوضأ وضوءه للصلاة، فذكر الحديث.

وأخرجه أحمد بن منيع في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(971) عن يحيى ابن سعيد، والطبراني (4536) من طريق عبد الله بن صالح، كلاهما عن الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن معمر بن أبي حبيبة، عن عبيد بن رفاعة، عن زيد بن ثابت: أنه كان يقص، فيقول في قصصه: إن الرجل إذا خالط المرأة، فلم ينزل، فلا غسل عليه، فقام رجل من عند زيد، فأتى عمر، فأخبره، فذكرا الحديث. ورواية أحمد بن منيع أخصر مما هنا، وزاد الطبراني في روايته قصةً في العزل. =

ص: 23

• 21097 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى

= وأخرجه الطحاوي 1/ 59 من طريق يحيى بن عبد الله بن بكير، عن الليث ابن سعد، عن معمر بن أبي حبيبة، عن عبيد الله بن عدي بن الخيار، قال: تذاكر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عند عمر بن الخطاب الغسل من الجنابة، فذكر معناه.

وأخرج مالك في "الموطأ" 1/ 47، ومن طريقه الطحاوي 1/ 57، والبيهقي 1/ 166، وأخرج الطحاوي 1/ 57 من طريق يزيد بن هارون، وابن أبي شيبة 1/ 88 عن أبي خالد الأحمر، ثلاثتهم (مالك، ويزيد، وأبو خالد الأحمر) عن يحيى بن سعيد، عن عبد الله بن كعب مولى عثمان بن عفان، عن محمود بن لبيد الأنصاري، قال: سأل زيد بن ثابت عن الرجل يصيب أهله، ثم يكسل، ولا ينزل، فقال زيد: يغتسل، فقال له محمود: إن أُبيَّ بن كعب كان لا يرى الغسل، فقال له زيد بن ثابت: إن أُبيَّ بن كعب نزع عن ذلك قبل أن يموت.

وانظر ما بعده، وما سلف برقم (21087)، والحديث الآتي برقم (21100).

وأخرج نحو هذا الحديث مسلم (349)، وابن خزيمة (227)، والبيهقي 1/ 163 عن أبي موسى الأشعري. وليس فيه قصة زيد بن ثابت مع عمر بن الخطاب.

وفي باب وجوب الغسل إذا جاوز الختان الختان، وإن لم ينزل: عن عبد الله بن عمرو سلف برقم (6670).

وعن أبي هريرة سلف أيضاً برقم (7198).

وعن معاذ بن جبل سيأتي 5/ 234.

وعن عائشة سيأتي أيضاً 6/ 47.

وقوله: "وأصْفَقَ": أي: اتفق من الصَّفْق؛ لأن البائع والمشتري إذا اتفقا، يكون منهما صَفْقٌ.

وقوله: "أنْهَكْتُه" أي: أَوْصَلْتُه إلى الغاية من حيث العقوبةُ، أي: بالَغْتُ في عقوبته.

ص: 24

ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ (1) بْنَ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مَعْمَرِ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ (2)، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ وَمَعْنَاهُ (3).

‌حَدِيثُ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ

• 21098 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (4)، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا رَجُلٌ، سَمَّاهُ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْأَشْعَرِيُّ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ جَارِيَةَ (5)، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا

(1) وقع في (م) و (ق): "زيد" وهو خطأ، والمثبت من (ظ 5) و (ر).

(2)

كذا في (م)، وفي سائر الأصول:"أبي حُيَيَّة"، وقد سبقَ أنه قول فيه.

(3)

صحيح، وهذا الإسناد كسابقه.

وهو بتمامه في مصنف ابن أبي شيبة 1/ 87 - 88، ومختصراً في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(970).

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 58 - 59 من طريق عياش بن الوليد، عن عبد الأعلى بن عبد الأعلى السَّامي، به.

وأخرجه الطبراني (4537) من طريق عثمان بن أبي شيبة، عن عبد الأعلى ابن عبد الأعلى، به - مختصراً بلفظ: كنا نفعله على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا لم ننزل، لم نغتسل. وقرن بعبد الأعلى عبد الله بن إدريس.

وانظر ما قبله.

(4)

وقع في (م) زيادة: "حدثني أبي"، وهي مقحمة، والصواب ما أثبتناه كما في (ظ 5) و"أطراف المسند" 1/ 184، فإنه من زيادات عبد الله بن أحمد.

(5)

تصحفت في (م) إلى: "حارثة".

ص: 25

رَسُولَ اللهِ، عَمِلْتُ اللَّيْلَةَ عَمَلًا. قَالَ:" مَا هُوَ؟ " قَالَ: نِسْوَةٌ مَعِي فِي الدَّارِ قُلْنَ لِي: إِنَّكَ تَقْرَأُ وَلَا نَقْرَأُ، فَصَلِّ بِنَا. فَصَلَّيْتُ ثَمَانِيًا وَالْوِتْرَ، قَالَ: فَسَكَتَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَرَأَيْنَا أَنَّ سُكُوتَهُ رِضًا بِمَا كَانَ (1).

• 21099 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (2)، حَدَّثَنِي حَجَّاجُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا شَبَابَةُ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَوَاهُ (3).

(1) إسناده ضعيف لضعف عيسى بن جارية الأنصاري المدني، ولإبهام الراوي له عن يعقوب بن عبد الله الأشعري القُمِّي، لكن قد رواه غير واحد عن يعقوب كما في مصادر تخريج الحديث الآتية.

وأخرجه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(1613)، ومحمد بن نصر المروزي في "قيام رمضان - مختصره"(13)، وأبو يعلى (1801)، ومن طريقه ابن حبان (2549) و (2550)، وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(3743)، وابن عدي في "الكامل" 5/ 1888 - 1889 من طرق عن يعقوب بن عبد الله، بهذا الإسناد. وقالوا في حديثهم جميعاً: "عن جابر بن عبد الله، قال: جاء أُبيُّ بن كعب، فقال: يا رسول الله

إلخ" جعلوه من مسند جابر بن عبد الله. وفي حديثهم جميعاً عدا الطبراني وابن أبي أسامة: أن ذلك كان في شهر رمضان. ولم يذكر ابن أبي أسامة في روايته: قوله: "فصليت ثمانياً والوتر".

(2)

وقع في (م) زيادة: "حدثني أبي" وهو خطأ، والصواب ما أثبتناه من الأصول الخطية، فهو من زيادات عبد الله بن أحمد على "مسند" أبيه.

(3)

إسناده قوي على شرط مسلم من أجل أبي سفيان -وهو طلحة بن نافع الواسطي-، فهو صدوق لا بأس به، وقد سلف عند المصنف من هذا الوجه برقم (14252) عن جابر بن عبد الله: أن أُبيَّ بن كعب، فذكره، جعله =

ص: 26

‌حَدِيثُ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ

21100 -

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: قَالَ سَهْلٌ الْأَنْصَارِيُّ، وَكَانَ قَدْ أَدْرَكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ فِي زَمَانِهِ، حَدَّثَنِي أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ: أَنَّ الْفُتْيَا الَّتِي كَانُوا يَقُولُونَ: الْمَاءُ مِنَ الْمَاءِ، رُخْصَةٌ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَخَّصَ بِهَا فِي أَوَّلِ الْإِسْلَامِ، ثُمَّ أَمَرَنَا بِالِاغْتِسَالِ بَعْدَهَا (1).

= من مسند جابر بن عبد الله. حجاج بن يوسف: هو الثَّقفي البغدادي المعروف بابن الشاعر، وشَبَابة: هو ابن سَوَّار الفَزَاري، وشعبة: هو ابن الحجاج العتكي الواسطي، والأعمش: هو سليمان بن مِهْران الأَسدي الكوفي.

وأخرجه الضياء المقدسي في "المختارة"(1132) من طريق عبد الله بن أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" 4/ 79 - 80 من طريق أحمد ابن الحسن بن خِراش، عن شبابة بن سوار، به.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد صحيح متصل إن كان ابن شهاب الزهري قد سمعه من سهل بن سعد، فقد وقع تصريحه بالسماع منه في بعض طرقه، كما سيأتي بيانه عند الرواية (21102)، وسماعه منه ثابت في "الصحيحين" في غير هذا الحديث، ومنقطع إن لم يسمعه منه، فقد جاء في بعض الطرق: أنه حدثه به بعض من يرضى، عن سهل بن سعد، وهذا الرجل الذي لم يسمه الزهري يشبه أن يكون أبا حازم سلمة بن دينار كما قال ابن خزيمة في "صحيحه" 1/ 114، وابن حبان في "صحيحه" أيضاً 3/ 449، والحديث على كلا الحالين صحيح، وسنبين كل ذلك في موضعه. عثمان بن عمر: هو ابن فارس العَبْدي البصري، ويونس: هو ابن يزيد الأَيلي. =

ص: 27

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه ابن ماجه (609)، وابن الجارود (91)، وابن خزيمة (225)، والبيهقي 1/ 165 من طرق عن عثمان بن عمر، بهذا الإسناد. وزاد ابن الجارود والبيهقي فيه قصة.

وأخرجه الشافعي 1/ 37 قال: أخبرنا الثقة، عن يونس بن يزيد، عن الزهري، عن سهل بن سعد الساعدي، قال بعضهم: عن أُبيِّ بن كعب، ووقفه بعضهم على سهل بن سعد، قال: كان الماء من الماء شيئاً في أول الإسلام، ثم ترك ذلك بعد، وأمروا بالغسل إذا مس الختان الختان. ومن طريق الشافعي أخرجه البيهقي في "المعرفة" 1365، والحازمي في "الاعتبار" ص 32.

وأخرجه الدارمي (759)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 57 من طريق عبد الله بن صالح، عن عُقَيل بن خالد، عن ابن شهاب، به.

وأخرجه الدارمي (760)، وأبو داود (215)، وابن خزيمة (226)، وابن حبان (1179)، والطبراني (538)، والدارقطني 1/ 126، والبيهقي 1/ 166، والضياء المقدسي في "المختارة"(1177) من طريق محمد بن مِهْران، عن مُبشِّر بن إسماعيل الحلبي، عن أبي غسان محمد بن مُطرِّف، عن أبي حازم سلمة بن دينار، عن سهل بن سعد، عن أُبيِّ. وإسناده صحيح.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(2168) من طريق صالح بن أبي الأخضر، عن الزهري، عن عطاء بن يزيد، عن أُبيِّ بن كعب: أن الفتيا التي كانت تفتي بها الأنصار: الماء من الماء، رخصة كانت في أول الإسلام. قال الطبراني: لم يروه عن الزهري، عن عطاء، إلا صالح، ورواه أصحاب الزهري، عن الزهري، عن سهل بن سعد، وهو الصواب. قلنا: وصالح بن أبي الأخضر -اليمامِي- ضعيف.

وأخرج ابن أبي شيبة 1/ 88 عن سهل بن يوسف، عن شعبة، عن سيف ابن وهب، عن أبي حرب بن أبي الأسود الديلي، عن عميرة بن يثربي، عن أُبيٍّ، قال: إذا التقى ملتقاهما من وراء الختان فقد وجب الغسل.

وسيأتي الحديث عن علي بن إسحاق (21101)، وعن خلف بن الوليد (21102)، كلاهما عن عبد الله بن المبارك، عن يونس بن يزيد الأيلي. =

ص: 28

21101 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ - يَعْنِي ابْنَ الْمُبَارَكِ - أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ الْأَنْصَارِيِّ، وَقَدْ أَدْرَكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً، قَالَ: حَدَّثَنِي أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ: أَنَّ الْفُتْيَا الَّتِي كَانُوا يُفْتُونَ بِهَا فِي قَوْلِهِمْ: الْمَاءُ مِنَ الْمَاءِ، رُخْصَةٌ كَانَ أُرْخِصَ بِهَا فِي أَوَّلِ الْإِسْلَامِ، ثُمَّ أُمِرْنَا بِالِاغْتِسَالِ بَعْدَهَا (1).

21102 -

حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَهْلٍ، عَنْ أُبَيٍّ، نَحْوَهُ.

قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: وَأَخْبَرَنِي مَعْمَرٌ، بِهَذَا الْإِسْنَادِ، نَحْوَهُ (2).

= وسيأتي من طريق ابن جريج (21103)، ومن طريق شعيب بن أبي حمزة (21104)، كلاهما عن ابن شهاب الزهري.

وسيأتي أيضاً من طريق عمرو بن الحارث، عن الزهري، عن بعض من يَرضى، عن سهل بن سعد، عن أُبيٍّ برقم (21105).

وانظر ما سلف برقم (21087) و (21096).

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد كسابقه، علي بن إسحاق: هو السُّلَمي مولاهم المروزي.

وأخرجه الترمذي (110)، وابن خزيمة (225)، والحازمي في "الاعتبار" ص 32، والضياء في "المختارة"(1178) من طريق أحمد بن منيع، والطحاوي 1/ 57 من طريق يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني، وابن حبان (1173) من طريق حِبَّان بن موسى، والبيهقي 1/ 165، والخطيب في "تاريخ بغداد" 1/ 352 من طريق الحسن بن عرفة، أربعتهم عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد.

وانظر ما قبله.

(2)

حديث صحيح، وهذان إسنادان سلف الكلامُ على ما فيهما عند =

ص: 29

21103 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ

= الرواية (21100). خلف بن الوليد: هو أبو الوليد العَتَكي البغدادي نزيل مكة، ومعمر: هو ابن راشد الأَزْدي مولاهم البصري.

وأخرجه الترمذي (111)، وابن خزيمة (225) من طريق أحمد بن منيع، عن عبد الله بن المبارك، عن معمر بن راشد، عن الزهري، بهذا الإسناد.

وأخرجه موقوفاً على سهل بن سعد عبد الرزاق (951)، وابن أبي شيبة 1/ 89 عن عبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي، وابن خزيمة (226) من طريق محمد بن جعفر، والطبراني في "الكبير"(5696) من طريق عبد الواحد بن زياد، ثلاثتهم (عبد الرزاق، وعبد الأعلى، وعبد الواحد) عن معمر بن راشد، عن الزهري، عن سهل بن سعد، قال: إنما كان قول الأنصار: الماء من الماء رخصة في أول الإسلام، ثم أُمرنا بالغسل. ووقع من طريق محمد بن جعفر غُنْدَر، عن معمر، عن الزهري: أخبرني سهل بن سعد، وهذا يقوي سماع الزهري من سهل بن سعد هذا الحديث، ويدفع قول من قال بأنه لم يسمعه منه، لكن قال أبو حاتم في "الجرح والتعديل" 8/ 257: ما حدث معمر بن راشد بالبصرة، ففيه أغاليط. لذا قال ابن خزيمة في "صحيحه" 1/ 113: في القلب من هذه اللفظة التي ذكرها محمد بن جعفر -أعني: قوله: أخبرني سهل ابن سعد- وأهاب أن يكون هذا وهماً من محمد بن جعفر، أو ممن دونه. قلنا: لكن لم ينفرد به محمد بن جعفر، فقد أخرجه الطبري في "تهذيب الآثار"، وبقي بن مخلد في "مسنده" عن أبي كريب محمد بن العلاء الهَمْداني، وابن شاهين من طريق معلى بن منصور، كلاهما (أبو كريب، ومعلى) عن عبد الله بن المبارك، عن يونس بن يزيد، عن الزهري، قال: حدثني سهل بن سعد. وهذه متابعة قوية لمحمد بن جعفر، والله أعلم.

وانظر لذلك "التلخيص الحبير" 1/ 135، و"النكت الظراف" 1/ 17، و"إتحاف المهرة" 1/ 208.

وانظر (21100).

ص: 30

شِهَابٍ: قَالَ سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ، وَكَانَ قَدْ بَلَغَ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً حِينَ (1) تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وَسَمِعَ مِنْهُ: أَخْبَرَنِي أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، وَذَكَرَ نَحْوَهُ (2).

21104 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، قَالَ سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ الْأَنْصَارِيُّ، وَكَانَ قَدْ رَأَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَسَمِعَ مِنْهُ، وَذَكَرَ أَنَّهُ ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً، حِينَ (3) تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: حَدَّثَنِي أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ: أَنَّ الْفُتْيَا الَّتِي كَانُوا يُفْتُونَ بِهَا، رُخْصَةٌ كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رَخَّصَ فِيهَا فِي أَوَّلِ الْإِسْلَامِ، ثُمَّ أَمَرَ (4) بِالِاغْتِسَالِ بَعْدُ (5).

(1) هكذا في (م) و (ظ 5) ونسختين بهامشي (ر) و (ق)، وفي (ر) و (ق) ونسخة في (ظ 5):"حيث".

(2)

حديث صحيح، وقد سلف الكلام على سماع الزهري من سهل بن سعد عند الرواية (21100)، وأما ابن جريج -وهو عبد الملك بن عبد العزيز الأُموي مولاهم المكي- فمدلس، ولم يصرح بالتحديث، لكنه قد توبع. محمد بن بكر: هو البُرساني البصري.

وانظر (21100).

(3)

المثبت من نسختين بهامشي (ظ 5) و (ر)، وفي (م) وسائر الأصول الخطية: ثم.

(4)

في (م): "أمرنا".

(5)

حديث صحيح، وهذا إسناد سلف الكلام على ما فيه عند الرواية (21100). أبو اليمان: هو الحكم بن نافع البَهْراني الحِمصي، وشعيب: هو ابن أبي حمزة الحِمْصي.

وأخرجه ابن خزيمة (225) من طريق أبي اليمان الحكم بن نافع، بهذا الإسناد.

وانظر (21100).

ص: 31

21105 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ غَيْلَانَ، حَدَّثَنَا رِشْدِينُ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، حَدَّثَنِي بَعْضُ مَنْ أَرْضَى، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، أَنَّ أُبَيًّا حَدَّثَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَعَلَهَا رُخْصَةً لِلْمُؤْمِنِينَ لِقِلَّةِ ثِيَابِهِمْ، ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْهَا بَعْدُ. يَعْنِي: قَوْلَهُمْ: الْمَاءُ مِنَ الْمَاءِ (1).

21106 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنِي الْأَسْلَمِيُّ - يَعْنِي عَبْدَ اللهِ بْنَ عَامِرٍ - عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عَنِ الْمَسْجِدِ الَّذِي

(1) حديث صحيح دون قوله: "لقلة ثيابهم"، وهذا إسناد ضعيف من أجل رِشْدين -وهو ابن سعد المَهْري المِصْري- فهو ضعيف، لكنه قد توبع، ويشبه أن يكون الرجل الذي قال الزهري: حدثني مَنْ أَرْضَى، عن سهل بن سعد، هو أبو حازم سلمة بن دينار، كما قال ابن خزيمة في "صحيحه" 1/ 114، وابن حبان 3/ 449؛ لأن مبشر بن إسماعيل روى هذا الخبر عن أبي غسان محمد بن مطرف، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، قال ابن حبان: وقد تتبعت طرق هذا الخبر على أن أجد أحداً رواه عن سهل بن سعد، فلم أجد في الدنيا أحداً إلا أبا حازم. قلنا: سلف تخريج الخبر من طريق مبشر، عن أبي غسان، عن أبي حازم عند الرواية (21100).

يحيى بن غيلان: هو الخزاعي أو الأسلمي البغدادي، وعمرو بن الحارث: هو الأنصاري مولاهم المصري.

وأخرجه أبو داود (214)، والطحاوي 1/ 57، وابن خزيمة (226)، والبيهقي 1/ 165 من طريق عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث، بهذا الإسناد.

وانظر (21100).

وقوله: "لقلَّة ثيابهم" معناه غير ظاهر، وانظر الكلام عليه في "عون المعبود" 1/ 249 - 250.

ص: 32

أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى، فَقَالَ:" هُوَ مَسْجِدِي "(1).

21107 -

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَامِرٍ الْأَسْلَمِيُّ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" الْمَسْجِدُ الَّذِي أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى: مَسْجِدِي هَذَا "(2).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف فيه عبد الله بن عامر الأَسْلمي، متفق على ضعفه. عبد الله بن الحارث: هو المخزومي المكي.

وأخرجه أبو يعلى في "مسنده الكبير" كما في "إتحاف الخيرة"(1403) عن أبي ضمرة أنس بن عياض، عن عبد الله بن عامر الأسلمي، بهذا الإسناد.

وأخرجه الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" 4/ 79، والضياء المقدسي في "المختارة"(1133) من طريق أحمد بن الحسن بن خراش، عن شبابة بن سوار، عن شعبة بن الحجاج، عن سليمان الأعمش، عن أبي سفيان طلحة بن نافع، عن جابر بن عبد الله، عن أُبيِّ بن كعب. وهذا إسناد قوي على شرط مسلم.

وسيأتي الحديث عن أبي نعيم الفضل بن دكين، عن عبد الله بن عامر في الحديث التالي.

وسيأتي أيضاً عن عبد الله بن الحارث، بهذا الإسناد من حديث سهل بن سعد الساعدي في مسنده 5/ 335. ولم يذكر فيه أُبيَّ بن كعب.

وسيأتي بإسناد جيد على شرط مسلم 5/ 331 عن وكيع بن الجراح، عن ربيعة بن عثمان التيمي، عن عمران بن أبي أنس، عن سهل بن سعد، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وسيأتي أيضاً بإسناد حسن 5/ 331 عن أبي حازم سلمة بن دينار، عن سهل بن سعد عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم.

وفي الباب عن أبي سعيد الخدري سلف برقم (11046).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف كسابقه. أبو نعيم: هو الفضل =

ص: 33

‌حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ

• 21108 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، عَنِ الْمُثَنَّى، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: قُلْتُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: {وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ} [الطلاق: 4] لِلْمُطَلَّقَةِ ثَلَاثًا، أَوْ (1) لِلْمُتَوَفَّى عَنْهَا؟ قَالَ:" هِيَ لِلْمُطَلَّقَةِ ثَلَاثًا وَلِلْمُتَوَفَّى عَنْهَا "(2).

= دكين المُلائي.

وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في "مصنفه" 2/ 373 و 12/ 210، وفي "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(1399)، وعبد بن حميد (166)، والطبري في "تفسيره" 11/ 28، والشاشي (1422) و (1423)، والبلاذري في "فتوح البلدان" ص 11، والحاكم 2/ 334 من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، بهذا الإسناد.

وانظر ما قبله.

(1)

وقع في (م) و (ق) و (ر): "و"، والمثبت من (ظ 5).

(2)

إسناده ضعيف من أجل المثنى -وهو ابن الصَّبَّاح اليَمَاني الأَنْباري-، فهو ضعيف. عبد الوهاب الثقفي: هو ابن عبد المجيد البصري، وعمرو بن شعيب: هو ابن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص.

وأخرجه الدارقطني 4/ 39، والضياء المقدسي في "المختارة"(1212) من طريق عبد الله بن أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو يعلى الموصلي في "معجم شيوخه"(3)، ومن طريقه الضياء المقدسي في "المختارة"(1213)، وأخرجه الدارقطني 3/ 302 من طريق معاذ =

ص: 34

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= ابن المثنى، كلاهما (أبو يعلى ومعاذ) عن محمد بن أبي بكر المقدمي، به.

وأخرجه الدارقطني 3/ 302 من طريق يحيى بن أيوب، عن المثنى بن الصباح، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن سعيد بن المسيب، عن أُبيِّ بن كعب. فقال:"عن سعيد بن المسيب" بدل "عبد الله بن عمرو".

وأخرجه أبو يعلى في "مسنده الكبير" كما في "إتحاف المهرة" 1/ 204، والطبري في "تفسيره" 28/ 143، وابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير" 8/ 178 من طريق عبد الله بن لهيعة، عن عمرو بن شعيب، عن سعيد بن المسيب، عن أُبَيِّ بن كعب. فقالوا فيه:"عن سعيد بن المسيب" بدل: "عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو". وعبد الله بن لهيعة، وهو ضعيف.

وأخرجه عبد الرزاق (11717)، والطبري في "تفسيره" 28/ 143 من طريق عبد الكريم بن أبي المخارق، عن أُبَيِّ بن كعب، قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن: {وَأُوْلَاتُ الأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ} قال: "أجل كل حامل أن تضع ما في بطنها". هذا لفظ الطبري، وفيه عند عبد الرزاق قصة، ولفظ المرفوع منه: أنا قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: {وَأُوْلَاتُ الأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ} ، فالحامل المتوفى عنها زوجها أن تضع حملها؟ فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم:"نعم" وفيه عبد الكريم بن أبي المخارق، وهو ضعيف، ثم إنه لم يدرك أُبَيَّ بن كعب.

وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه"(1520) من طريق جويبر، عن الضحاك، قال: اخْتَلَفَتْ فيه أصحابُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، منهم من قال: آخر الأجلين، فقال أُبَيُّ بن كعب: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "أجل كل حامل أن تضع ما في بطنها". وفيه جويبر -وهو ابن سعيد الأزدي- ضعيف جداً، والضحاك -وهو ابن مُزاحم الهِلالي الخُراساني- لم يدرك أُبيّاً.

ويشهد لكون الحامل المتوفى عنها زوجُها داخلةً في عمومِ الآية المذكورة، قصةُ سُبَيعة بنت الحارث الأسلميةَ السالفة من حديث عبد الله بن مسعود برقم =

ص: 35

‌حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ

21109 -

حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ الْقُرْقُسَانِيُّ؛ قَالَ الْوَلِيدُ: حَدَّثَنِي الْأَوْزَاعِيُّ، وَقَالَ مُحَمَّدٌ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، أَنَّ الزُّهْرِيَّ حَدَّثَهُ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ تَمَارَى هُوَ وَالْحُرُّ بْنُ قَيْسِ بْنِ حِصْنٍ الْفَزَارِيُّ فِي صَاحِبِ مُوسَى الَّذِي سَأَلَ السَّبِيلَ إِلَى لُقِيِّهِ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: هُوَ خَضِرٌ، إِذْ مَرَّ بِهِمَا أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، فَنَادَاهُ ابْنُ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: إِنِّي تَمَارَيْتُ أَنَا وَصَاحِبِي هَذَا فِي صَاحِبِ مُوسَى الَّذِي سَأَلَ السَّبِيلَ إِلَى لُقِيِّهِ، فَهَلْ سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَذْكُرُ شَأْنَهُ؟ قَالَ: نَعَمْ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" بَيْنَا مُوسَى فِي مَلَأٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، إِذْ قَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ، فَقَالَ: هَلْ تَعْلَمُ أَحَدًا أَعْلَمَ مِنْكَ؟ قَالَ: لَا. قَالَ: فَأَوْحَى اللهُ إِلَيْهِ: عَبْدُنَا خَضِرٌ، فَسَأَلَ مُوسَى السَّبِيلَ إِلَى لُقِيِّهِ، وَجَعَلَ اللهُ لَهُ الْحُوتَ آيَةً، فَقِيلَ لَهُ: إِذَا فَقَدْتَ الْحُوتَ، فَارْجِعْ، فَإِنَّكَ سَتَلْقَاهُ ".

قَالَ ابْنُ مُصْعَبٍ فِي حَدِيثِهِ: " فَنَزَلَ مَنْزِلًا، فَقَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ: آتِنَا غَدَاءَنَا، لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا، فَعِنْدَ ذَلِكَ فَقَدَ

= (4273)، ومن حديث المِسْوَر بن مَخْرَمة (18917)، ومن حديث أبي السنابل (18713)، وستأتي عن أم سلمة 6/ 311 - 312، وعن أم الطفيل امرأة أُبَيِّ بن كعب 6/ 375، وعن سُبَيعة بنت الحارث نفسها 6/ 432.

ص: 36

الْحُوتَ، فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا}، فَجَعَلَ مُوسَى يَتْبَعُ أَثَرَ الْحُوتِ فِي الْبَحْرِ. قَالَ: فَكَانَ مِنْ شَأْنِهِمَا مَا قَصَّ اللهُ فِي كِتَابهِ (1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين من حديث الوليد بن مسلم القرشي الدمشقي، وأما محمد بن مصعب القَرْقَساني، فحسن في المتابعات والشواهد. الأوزاعي: اسمه عبد الرحمن بن عمرو، والزهري: اسمه محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة: هو ابن مسعود الهُذَلي المدني.

وأخرجه أبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 1/ 226 من طريق محمد بن مصعب القَرْقَساني، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (78) و (7478)، والنسائي في "الكبرى"(11309)، والطبري في "تفسيره" 15/ 282، وأبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 1/ 226، والشاشي (1410) من طرق عن عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي، به.

وأخرجه البخاري (74) و (3400)، ومسلم (2380)(174)، وأبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 1/ 226، وابن حبان (102)، والطبري في "تفسيره" 15/ 282 من طرق عن ابن شهاب الزهري، به.

وأخرجه الطبري 15/ 273 من طريق محمد بن إسحاق، عن ابن شهاب الزهري، به مختصراً بلفظ:"ما انجاب ماءٌ منذ كان الناسُ غيرُه، ثبت مكانُ الحوتِ الذي فيه، فانجابَ كالكُوَّةِ حتى رجع إليه موسى، فرأى مَسْلكَه، فقال: ذلك ما كنا نبغي".

وأخرجه الطبري أيضاً 15/ 276 من طريق محمد بن إسحاق، عن الزهري، به مختصراً بلفظ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: {ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا} ، أي: يَقُصَّان آثارَهما حتى انتهيا إلى مَدْخل الحوت. =

ص: 37

21110 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ الْعَبْدِيُّ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ شَيْبَةَ، عَنْ أَبِي حَبِيبِ بْنِ يَعْلَى بْنِ مُنْيةَ (1)، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عُمَرَ، فَقَالَ: أَكَلَتْنَا الضَّبُعُ - قَالَ مِسْعَرٌ: يَعْنِي السَّنَةَ - قَالَ: فَسَأَلَهُ عُمَرُ: مِمَّنْ أَنْتَ؟ فَمَا زَالَ يَنْسُبُهُ حَتَّى عَرَفَهُ، فَإِذَا هُوَ مُوسِرٌ (2)، فَقَالَ عُمَرُ: لَوْ أَنَّ لِامْرِئٍ وَادِيًا أَوْ وَادِيَيْنِ، لَابْتَغَى إِلَيْهِمَا ثَالِثًا. فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَلَا يَمْلَأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ، ثُمَّ يَتُوبُ اللهُ عَلَى مَنْ تَابَ. فَقَالَ عُمَرُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: مِمَّنْ سَمِعْتَ هَذَا؟ قَالَ: مِنْ أُبَيٍّ. قَالَ: فَإِذَا كَانَ بِالْغَدَاةِ، فَاغْدُ عَلَيَّ. قَالَ: فَرَجَعَ إِلَى أُمِّ الْفَضْلِ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهَا، فَقَالَتْ: وَمَا لَكَ وَلِلْكَلَامِ عِنْدَ عُمَرَ! وَخَشِيَ ابْنُ عَبَّاسٍ أَنْ يَكُونَ أُبَيٌّ نَسِيَ، فَقَالَتْ أُمُّهُ: إِنَّ أُبَيًّا عَسَى أَنْ لَا يَكُونَ نَسِيَ. فَغَدَا إِلَى عُمَرَ وَمَعَهُ الدِّرَّةُ، فَانْطَلَقَا (3) إِلَى أُبَيٍّ، فَخَرَجَ أُبَيٌّ عَلَيْهِمَا وَقَدْ تَوَضَّأَ، فَقَالَ: إِنَّهُ أَصَابَنِي مَذْيٌ، فَغَسَلْتُ ذَكَرِي، أَوْ فَرْجِي - مِسْعَرٌ شَكَّ -. فَقَالَ عُمَرُ: أَوَيُجْزِئُ ذَلِكَ؟ قَالَ: نَعَمْ.

= وسيأتي الحديث من طريق جعفر بن محمد الصادق، عن ابن شهاب الزهري برقم (21131).

وسيأتي بأتم مما هنا من طرق عن سعيد بن جبير، عن عبد الله بن عباس بالأرقام (21114) و (21117) و (21118) و (21119) و (21120).

(1)

وقع في (م) و (ق) ونسخة بهامش (ر): "أُمَيَّةَ"، والمثبت من (ظ 5) و (ر)، وكلاهما صحيح، فمُنية اسم أُمِّ يعلى، وأمية اسم أبيه.

(2)

تحرفت في (م) إلى: "موسى".

(3)

تحرفت في (م) إلى: "فانطلقنا".

ص: 38

قَالَ: سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: وَسَأَلَهُ عَمَّا قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ، فَصَدَّقَهُ (1).

(1) صحيح، وهذا إسناد ضعيف من أجل مصعب بن شيبة العَبْدري المكي، فهو لَيِّنُ الحديث، وأبو حبيب بن يعلى بن مُنْية التميمي، مجهول لا يعرف، لكنهما قد توبعا، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه الضياء المقدسي في "المختارة"(1206)، والمزيُّ في ترجمة أبي حبيب بن يعلى من "تهذيبه" 33/ 225 - 226 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 90 - 91، ومن طريقه ابن ماجه (507)، وأخرجه الشاشي (1431) عن العباس بن محمد الدوري، والضياء المقدسي في "المختارة"(1207) من طريق أبي همام الوليد بن شجاع، ثلاثتهم (ابن أبي شيبة، وعباس الدوري، والوليد بن شجاع) عن محمد بن بشر العَبْدي، به. ورواية ابن أبي شيبة مختصرة بقصة المذي.

وسيأتي الحديث دون قصة المذي من طريق يزيد بن الأصم، عن ابن عباس في الذي بعده. وإسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه أبو عوانة في الزكاة كما في "إتحاف المهرة" 1/ 229 من طريق حماد بن مسعدة، عن ابن عون، عن الذيال بن حرملة، عن أبيه، عن ابن عباس، به.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(542)، وفي "الأوسط"(6951) من طريق الحسين بن واقد، عن عطاء بن السائب، عن الشعبي، عن ابن عباس، عن أُبَيِّ ابن كعب، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو كان للإنسان واديان من المال، لالتمس الثالث، ولا يملأ بطن الإنسان إلا التراب، ثم يتوب الله على من تاب".

وأخرجه البخاري تعليقاً في "صحيحه"(6440)، والطبري 30/ 284، وأبو عوانة في الزكاة كما في "إتحاف المهرة" 1/ 229، والطحاوي في "شرح مشكل =

ص: 39

21111 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عُمَرَ يَسْأَلُهُ، فَجَعَلَ عُمَرُ (1) يَنْظُرُ إِلَى رَأْسِهِ مَرَّةً، وَإِلَى رِجْلَيْهِ أُخْرَى، هَلْ يَرَى عَلَيْهِ

= الآثار" إثرَ الحديث (2036)، والإسماعيلي في "مستخرجه" كما في "فتح الباري" 11/ 257 من طرق عن حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن أنس ابن مالك، عن أُبَيِّ بن كعب، قال: كنا نرى أن هذا الحديث من القرآن: "لو أن لابن آدم واديين من مال، لتمنى وادياً ثالثاً، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ثم يتوب الله على من تاب" حتى نزلت هذه السورة:{أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ} إلى آخرها. لكن ذكره ابن حجر في ترجمة عبد الله بن عباس، عن أُبَيِّ ابن كعب، فيفهم منه أن أبا عوانة رواه من طريق أنس بن مالك، عن ابن عباس، عن أُبَيٍّ.

وانظر الحديث الآتي برقم (21202)، وإسناده حسن.

ويشهد لقصة الوضوء من المذي حديث ابن مسعود السالف برقم (606)، وحديث المقداد بن الأسود السالف برقم (16725)، وحديث سهل بن حُنَيف السالف أيضاً برقم (15973).

وقوله صلى الله عليه وسلم: "لو أن لامرئ وادياً أو واديين، لابتغى إليهما ثالثاً

" قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" 11/ 257 تعليقاً على حديث أنس ابن مالك، عن أُبَيِّ بن كعب المذكور قريباً: ووجه ظنهم أن الحديث المذكور من القرآن، ما تضمنه من ذم الحرص على الاستكثار من جمع المال، والتقريع بالموت الذي يقطع ذلك، ولا بد لكل أحد منه، فلما نزلت هذه السورة، وتضمنت معنى ذلك مع الزيادة عليه، علموا أن الأول من كلام النبي صلى الله عليه وسلم.

وانظر لزاماً تعليقنا على حديث ابن عباس السالف برقم (3501).

(1)

لفظة: "عمر" سقطت من (م)، وأثبتناها من الأصول الخطية.

ص: 40

مِنَ الْبُؤْسِ (1) شَيْئًا؟ ثُمَّ قَالَ لَهُ عُمَرُ: كَمْ مَالُكَ؟ قَالَ: أَرْبَعُونَ مِنَ الْإِبِلِ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَقُلْتُ: صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ: " لَوْ كَانَ لِابْنِ آدَمَ وَادِيَانِ مِنْ ذَهَبٍ لَابْتَغَى الثَّالِثَ، وَلَا يَمْلَأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ، وَيَتُوبُ اللهُ عَلَى مَنْ تَابَ " فَقَالَ عُمَرُ: مَا هَذَا؟ فَقُلْتُ: هَكَذَا أَقْرَأَنِيهَا أُبَيٌّ. قَالَ: فَمُرَّ بِنَا إِلَيْهِ. قَالَ: فَجَاءَ إِلَى أُبَيٍّ، فَقَالَ: مَا يَقُولُ هَذَا؟ قَالَ أُبَيٌّ: هَكَذَا أَقْرَأَنِيهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: أَفَأُثْبِتُهَا؟ قَالَ: نَعَمْ (2). فَأَثْبَتَهَا (3).

21112 -

حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ - قَالَ عَفَّانُ فِي حَدِيثِهِ: حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ قَيْسٍ - عَنْ نُبَيْحٍ

(1) وقع في (ظ 5) و (ر): "البُؤسَى"، وهما واحد، وهو شِدَّة الحاجة.

(2)

قوله: "قال: نعم" ليست في (م).

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يزيد بن الأصمِّ -واسم الأصم: عمرو بن عبيد البَكَّائي- فمن رجال مسلم. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، وأبو إسحاق الشيباني: هو سليمان ابن أبي سليمان الكوفي.

وأخرجه الضياء المقدسي في "المختارة"(1209) من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه محمد بن حفص الدُّوري في زياداته على كتاب أبيه "قراءات النبي"(59) عن عبد الله بن محمد، عن أبي معاوية محمد بن خازم الضرير، به.

وأخرجه أبو عوانة في الزكاة كما في "إتحاف المهرة" 1/ 229 - 230 من طريق يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني، عن أبي إسحاق الشيباني، به.

وانظر ما قبله.

ص: 41

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ أُبَيًّا قَالَ لِعُمَرَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنِّي تَلَقَّيْتُ الْقُرْآنَ مِمَّنْ تَلَقَّاهُ - وَقَالَ عَفَّانُ: مِمَّنْ يَتَلَقَّاهُ - مِنْ جِبْرِيلَ وَهُوَ رَطْبٌ (1).

• 21113 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ الْمَكِّيِّ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أُبِيٍّ، قَالَ: آخِرُ آيَةٍ نَزَلَتْ: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ} الْآيَةَ [التوبة: 128](2).

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير نُبَيح -وهو ابن عبد الله العَنَزي الكوفي- فقد روى له أصحاب السنن، وهو ثقة، فقد وثقه أبو زرعة، والعجلي، والترمذي في "سننه" إثر الحديث (1717)، والذهبي في "الكاشف"، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وصحح حديثه الترمذي، وكذلك ابن خزيمة، وابن حبان، والحاكم، وقد جهله ابن المديني، وقال الحافظ ابن حجر في "التقريب": مقبول!

وأخرجه الضياء المقدسي في "المختارة"(1212) من طريق عبد الله بن أحمد عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه الحاكم 2/ 225 من طريق محمد بن غالب، عن عفان بن مسلم وأبي الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي، به. وذكر فيه قصة.

(2)

أثرٌ حسن، وهذا إسناد ضعيف، علي بن زيد -وهو ابن جُدعان- ضعيف، ويوسف المكي، كذا جاء منسوباً في هذه الرواية، وهو خطأ، فلم ينسبه أحد ممن خرَّج الحديث مكياً، وجاء مسمى في الروايات يوسف بن مهران، وهو البصري، ويوسف هذا لم يرو عنه غير علي بن زيد -ابن جدعان- ولذلك قال أحمد عنه: لا يعرف، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ويذاكر به، ومع ذلك وثقه أبو زرعة وابن سعد. قلنا: ولكن قد جاء من طريق آخر رجاله ثقات لكنه منقطع فيتحسن به. =

ص: 42

• 21114 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو عُثْمَانَ عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بُكَيْرٍ النَّاقِدُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو - يَعْنِي ابْنَ دِينَارٍ -، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: إِنَّ نَوْفًا الشَّامِيَّ يَزْعُمُ أَوْ يَقُولُ: لَيْسَ مُوسَى صَاحِبَ خَضِرٍ مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ. قَالَ: كَذَبَ نَوْفٌ عَدُوُّ اللهِ!

= وأخرجه الشاشي في "مسنده"(1414) عن أبي قلابة الرقاشي، عن بشر بن عمر، بهذا الإسناد. ولم ينسب يوسف فيه مكياً.

وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(7700) و (7701)، والطبري في "تفسيره" 11/ 78، والشاشي (1416)، والطبراني في "الكبير"(533)، والحاكم 2/ 338، والبيهقي في "دلائل النبوة" 7/ 139 من طرق عن شعبة، به. وقرن بكَّار بن قتيبة عند الحاكم في روايته عن أبي عامر العقدي عن شعبة بعلي بن زيد بن جدعان يونسَ بن عُبيد البصري، لذا قال: حديث شعبة عن يونس بن عُبيد صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه! قلنا: رواية يونس بن عُبيد عن يوسف بن مهران فيها نظر، فقد قال أحمد بن حنبل وأبو حاتم وأبو داود: لا نعلم روى عنه غير علي بن زيد بن جدعان، ثم قد رواه إسحاق بن راهويه عن أبي عامر العقدي عن شعبة ولم يذكر فيه يونس. ثم يوسف بن مهران لم يرو له الشيخان.

وأخرجه أحمد بن منيع في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(7702) عن هشيم، عن منصور بن زاذان، عن الحسن البصري، عن أُبَيِّ. قلنا: وهذا إسناد رجاله ثقات لكن الحسن لم يسمع من أُبَيِّ.

وأخرجه الطبري 11/ 78 من طريق أبان بن يزيد العطار، عن قتادة، عن أُبَيٍّ معضلاً.

وانظر ما سيأتي برقم (21226).

وانظر "الإتقان في علوم القرآن" للسيوطي 1/ 77 - 81.

ص: 43

حَدَّثَنِي أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "أَنَّ مُوسَى قَامَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ خَطِيبًا، فَقَالُوا لَهُ: مَنْ أَعْلَمُ النَّاسِ؟ قَالَ: أَنَا. فَأَوْحَى اللهُ إِلَيْهِ أَنَّ لِي عَبْدًا أَعْلَمَ مِنْكَ. قَالَ: رَبِّ فَأَرِنِيهِ. قَالَ: قِيلَ: تَأْخُذُ حُوتًا، فَتَجْعَلُهُ فِي مِكْتَلٍ، فَحَيْثُمَا فَقَدْتَهُ، فَهُوَ ثَمَّ. قَالَ: فَأَخَذَ حُوتًا، فَجَعَلَهُ فِي مِكْتَلٍ، وَجَعَلَ هُوَ وَصَاحِبُهُ يَمْشِيَانِ عَلَى السَّاحِلِ، حَتَّى أَتَيَا الصَّخْرَةَ. فَرَقَدَ مُوسَى، وَاضْطَرَبَ الْحُوتُ فِي الْمِكْتَلِ، فَوَقَعَ فِي الْبَحْرِ، فَحَبَسَ اللهُ عَلَيْهِ جِرْيَةَ الْمَاءِ فَاضْطَرَبَ الْمَاءُ، فَاسْتَيْقَظَ مُوسَى، فَقَالَ لِفَتَاهُ: آتِنَا غَدَاءَنَا، لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا. وَلَمْ يُصِبْ النَّصَبَ حَتَّى جَاوَزَ الَّذِي أَمَرَهُ اللهُ بِهِ، قَالَ: فَقَالَ: أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ، فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ، وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ، فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا، فَجَعَلَا يَقُصَّانِ آثَارَهُمَا، وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا، قَالَ: أَمْسَكَ عَنْهُ جِرْيَةَ الْمَاءِ، فَصَارَ عَلَيْهِ مِثْلُ الطَّاقِ، فَكَانَ لِلْحُوتِ سَرَبًا، وَكَانَ لِمُوسَى عَجَبًا، حَتَّى انْتَهَيَا إِلَى الصَّخْرَةِ، فَإِذَا رَجُلٌ مُسَجًّى، عَلَيْهِ ثَوْبٌ، فَسَلَّمَ مُوسَى عَلَيْهِ، فَقَالَ: وَأَنَّى بِأَرْضِكَ السَّلَامُ؟ قَالَ: أَنَا مُوسَى. قَالَ: مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ؟ قَالَ: نَعَمْ. أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِي مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا، قَالَ: يَا مُوسَى، إِنِّي عَلَى عِلْمٍ مِنَ اللهِ لَا تَعْلَمُهُ، وَأَنْتَ عَلَى عِلْمٍ مِنَ اللهِ عَلَّمَكَهُ اللهُ.

فَانْطَلَقَا يَمْشِيَانِ عَلَى السَّاحِلِ، فَمَرَّتْ سَفِينَةٌ، فَعَرَفُوا الْخَضِرَ،

ص: 44

فَحُمِلَ بِغَيْرِ نَوْلٍ، فَلَمْ يُعْجِبْهُ، وَنَظَرَ فِي السَّفِينَةِ، فَأَخَذَ الْقَدُومَ يُرِيدُ أَنْ يَكْسِرَ مِنْهَا لَوْحًا، فَقَالَ: حُمِلْنَا بِغَيْرِ نَوْلٍ وَتُرِيدُ أَنْ تَخْرِقَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا! قَالَ: أَلَمْ أَقُلْ: إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا؟! قَالَ: إِنِّي نَسِيتُ. وَجَاءَ عُصْفُورٌ فَنَقَرَ فِي الْبَحْرِ، قَالَ الْخَضِرُ: مَا يُنْقِصُ عِلْمِي وَلَا عِلْمُكَ مِنْ عِلْمِ اللهِ إِلَّا كَمَا نَقَصَ (1) هَذَا الْعُصْفُورُ مِنْ هَذَا الْبَحْرِ.

فَانْطَلَقَا حَتَّى [إِذَا] أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ، اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا، فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا، فَرَأَى غُلَامًا فَأَخَذَ رَأْسَهُ، فَانْتَزَعَهُ، فَقَالَ: أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً (2) بِغَيْرِ نَفْسٍ؟! لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا. قَالَ: أَلَمْ أَقُلْ لَكَ: إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا؟! - قَالَ سُفْيَانُ: قَالَ عَمْرٌو: وَهَذِهِ أَشَدُّ مِنَ الْأُولَى -.

قَالَ: فَانْطَلَقَا فَإِذَا جِدَارٌ يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ، فَأَقَامَهُ - وَأَرَانَا سُفْيَانُ بِيَدَيْهِ؛ فَرَفَعَ يَدَيْهِ هَكَذَا رَفْعًا، فَوَضَعَ رَاحَتَيْهِ، فَرَفَعَهُمَا بِبَطْنِ كَفَّيْهِ رَفْعًا - فَقَالَ: لَوْ شِئْتَ لَتَخِذْتَ (3) عَلَيْهِ أَجْرًا. قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ - قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: كَانَتِ الْأُولَى نِسْيَانًا - فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَرْحَمُ اللهُ مُوسَى، لَوْ كَانَ صَبَرَ حَتَّى يَقُصَّ

(1) وقع في (م) وحدها: "ينقص".

(2)

في (م): "زاكية"، والمثبت من الأصول الخطية.

(3)

وقعت في (م) والأصول الخطية عدا (ظ 5): "لَاتَّخَذْتَ" وفي نسخة في (ر): "اتخذت"، والمثبت من (ظ 5).

ص: 45

عَلَيْنَا مِنْ أَمْرِهِ " (1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عمرو بن دينار: هو الجُمَحي المكي.

وأخرجه مسلم (2380)(170) عن عمرو بن محمد الناقد، عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وقرن بعمرو بن محمد جماعةً.

وأخرجه مطولاً ومختصراً عبد الرزاق في "تفسيره" 1/ 408 - 410، والحميدي (371)، والبخاري (122) و (3278) و (3401) و (4725) و (4727) و (6672)، ومسلم (2380)(170)، وأبو داود (4707)، والترمذي (3149)، والنسائي في "الكبرى"(11308)، والطبري في "تفسيره" 15/ 278 - 279 و 285، وأبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 1/ 226، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3126)، وابن حبان (6220)، وابن عدي في "الكامل" 1/ 61، والحاكم 2/ 369، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 115 - 117، والواحدي في "الوسيط" 3/ 155 - 156 من طرق عن سفيان بن عيينة، به. وزاد بعضهم فيه: وكان ابن عباس يقرأ: "وكان أمامهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصباً"، ويقرأ:"وأما الغلام فكان كافراً وكان أبواه مؤمنين".

وأخرجه بنحوه النسائي في "الكبرى"(11306) من طريق عبد الله بن عبيد الأنصاري، عن سعيد بن جبير، به.

وأخرجه الطبري في "تفسيره" 15/ 279 - 280 من طريق الحسن بن عمارة، عن الحكم بن عتيبة، عن سعيد بن جبير، به. وسياقته أتم مما هنا، وفي بعض ما زاده نكارة. والحسن بن عمارة البَجَلي الكوفي قد تكلموا فيه.

وقوله: "قال: لو شئتَ لتَخِذْتَ عليه أَجْراً" سيأتي مفرداً من الطريق نفسه في الحديث التالي.

وقوله: "قال: فانطلقا، فإذا جدارٌ يريدُ أن ينقضَّ، فأقامه" وأرانا سفيان بيديه

إلخ، سيأتي بنحوه مفرداً من الطريق نفسه برقم (21116). =

ص: 46

• 21115 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (1)، حَدَّثَنَا عَمْرٌو النَّاقِدُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَوْ شِئْتَ لَتَخِذْتَ (2) عَلَيْهِ أَجْرًا "(3).

= وقوله: "كذب نوفٌ عَدُوُّ الله" نوف هذا: هو نوف بن فَضَالة البِكَاليُّ الحِمْيَريُّ، ابن امرأة كعب الأحبار، وقيل: ابن أخيه، كنيته أبو يزيد، وقيل غير ذلك، وكان عالماً حكيماً قاضياً، وإماماً لأهل دمشق.

وقول ابن عباس: "عدوُّ الله": قال النووي في "شرح صحيح مسلم" 15/ 137: قال العلماء: هو على وجه الإغلاظ، والزجر عن مثل قوله، لا أنه يَعتقِدُ أنه عدوُّ الله حقيقةً، وإنما قاله مبالغةً في إنكار قوله لمخالفته قولَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان ذلك في حال غضب ابن عباس لشِدَّةِ إنكاره، وحالَ الغضب تُطلَقُ الألفاظُ، ولا يراد بها حقائقُها.

وقوله: "في مِكْتَل" بكسر الميم، وفتح المثناة: هو القُفَّةُ، أو الزَّبِيلُ الكبير.

"واتخذ سبيله في البحر سَرَباً": السَّرَب: هو المَسْلكُ في خُِفْية.

"جِرْيةِ الماء" بكسر الجيم: حالةَ الجَرَيان.

"فصار عليه مثلُ الطَّاقِ"، أي: صار كبناءٍ عُقِدَ أعلاه، وبقي ما تحته خالياً.

"مُسَجّى" بتشديد الجيم، أي: مغطّى.

"بغير نَوْلٍ" بفتح النون، أي: بلا أُجْرة.

(1)

زاد في (م) و (ق) و (ر): "حدثني أبي"، وهو خطأ، والتصويب من (ظ 5).

(2)

وقع في (م) و (ق): "لاتخذت"، والمثبت من (ظ 5) و (ر)، وهي كذلك في مصادر التخريج، وزاد بعضهم في آخره: مخفَّفةً.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين كسابقه.

وأخرجه مسلم (2380)(173)، وابن حبان (6325)، والحاكم 2/ 243 من طريق عمرو الناقد، بهذا الإسناد. وزاد ابن حبان والحاكم:"مخففة". =

ص: 47

• 21116 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (1)، حَدَّثَنَا عَمْرٌو النَّاقِدُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:" فَإِذَا جِدَارٌ (2) يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ ". قَالَ بِيَدَيْهِ (3) فَرَفَعَهُمَا رَفْعًا (4).

21117 -

حَدَّثَنَا بَهْزُ بْنُ أَسَدٍ، حَدَّثَنِي سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، إِمْلَاءً عَلَيَّ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ:

= وأخرجه حفص بن عمر الدوري في "قراءات النبي صلى الله عليه وسلم"(77) عن بعض أصحابه، عن سفيان بن عيينة، به. وزاد: يعني مخففة.

والحديث بعض الحديث السابق.

وقوله: "لتَخِذْتَ" بتخفيف التاء، وكسر الخاء على "فَعِلْتَ"، يقال:"تَخِذَ، يَتْخَذُ"، هكذا قرأ ابن كثير المكي، وأبو عمرو بن العلاء، وقرأ الباقون:"لاتَّخَذْتَ" بتشديد التاء، وفتح الخاء على "افْتَعَلْتَ"، يقال:"اتَّخَذَ، يَتَّخِذُ". قال ابن جرير الطبري: هما لغتان معروفتان من لغات العرب بمعنى واحد، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب، غير أني أختار قراءته بتشديد التاء على "لافْتَعَلْت" لأنها أفصح اللغتين وأشهرهما، وأكثرهما على ألسن العرب. انظر "جامع البيان" 15/ 291، و"الكشف عن وجوه القراءات السبع" 2/ 70 - 71، و"حجة القراءات" ص 425 - 426، و"زاد المسير" 5/ 177.

(1)

زاد في (م) و (ق) و (ر): "حدثني أبي" وهو خطأ، والصواب ما أثبتناه من (ظ 5).

(2)

وقع في (م) و (ق): "الجدار" بزيادة الألف واللام، والمثبت من (ظ 5) و (ر).

(3)

وقع في (م) و (ر) ونسخة في (ق): "بيده" بصيغة الإفراد، والمثبت من (ظ 5) و (ق) ونسخة بهامش (ر)، وهو الصواب.

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين كسابقه.

وهو بعض الحديث السالف برقم (21114).

ص: 48

قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ، -[قال عَبْدُ اللهِ]: قَالَ: أَبِي: كَتَبْتُهُ عَنْ بَهْزٍ وَابْنِ عُيَيْنَةَ -: حَتَّى إِنَّ نَوْفًا يَزْعُمُ أَنَّ مُوسَى لَيْسَ بِصَاحِبِ الْخَضِرِ. قَالَ: فَقَالَ: كَذَبَ عَدُوُّ اللهِ! حَدَّثَنَا أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" قَامَ مُوسَى خَطِيبًا فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَسُئِلَ: أَيُّ النَّاسِ أَعْلَمُ؟ قَالَ: أَنَا. فَعَتَبَ اللهُ عَلَيْهِ إِذْ لَمْ يَرُدَّ الْعِلْمَ إِلَيْهِ، قَالَ: بَلْ عَبْدٌ لِي عِنْدَ مَجْمَعِ الْبَحْرَيْنِ هُوَ أَعْلَمُ مِنْكَ. قَالَ: أَيْ رَبِّ فَكَيْفَ لِي بِهِ؟ قَالَ: خُذْ حُوتًا (1)، فَاجْعَلْهُ فِي مِكْتَلٍ، ثُمَّ انْطَلِقْ، فَحَيْثُمَا فَقَدْتَهُ، فَهُوَ ثَمَّ. فَانْطَلَقَ مُوسَى وَمَعَهُ فَتَاهُ يَمْشِيَانِ، حَتَّى انْتَهَيَا إِلَى الصَّخْرَةِ، فَرَقَدَ مُوسَى، وَاضْطَرَبَ الْحُوتُ فِي الْمِكْتَلِ، فَخَرَجَ، فَوَقَعَ فِي الْبَحْرِ، فَأَمْسَكَ اللهُ عَنْهُ جِرْيَةَ الْمَاءِ مِثْلَ الطَّاقِ، وَكَانَ لِلْحُوتِ سَرَبًا - وَقَالَ سُفْيَانُ: فَعَقَدَ الْإِبْهَامَ وَالسَّبَّابَةَ، وَفَرَّجَ بَيْنَهُمَا - قَالَ: فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا كَانَ مِنَ الْغَدِ، قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ: آتِنَا غَدَاءَنَا، لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا. قَالَ: وَلَمْ يَجِدِ النَّصَبَ حَتَّى جَاوَزَ حَيْثُ أُمِرَ، قَالَ: ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِي، فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا؛ يَقُصَّانِ آثَارَهُمَا. قَالَ: وَكَانَ لِمُوسَى أَثَرُ الْحُوتِ عَجَبًا، وَلِلْحُوتِ سَرَبًا " فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (2).

(1) هكذا وقع في (م) و (ق) و (ر)، وفي (ظ 5) ونسخة بهامش (ق):"نوناً"، وهما واحد.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عمرو: هو ابن دينار الجُمَحي المكي.

وقد سلف الحديث عن عمرو بن محمد الناقد، عن سفيان بن عيينة برقم (21114).

ص: 49

• 21118 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَهُ، فَقَالَ الْقَوْمُ: إِنَّ نَوْفًا الشَّامِيَّ يَزْعُمُ أَنَّ الَّذِي ذَهَبَ يَطْلُبُ الْعِلْمَ لَيْسَ مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ مُتَّكِئًا، فَاسْتَوَى جَالِسًا، فَقَالَ: كَذَلِكَ يَا سَعِيدُ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، أَنَا سَمِعْتُهُ يَقُولُ ذَاكَ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: كَذَبَ نَوْفٌ، حَدَّثَنِي أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ: أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْنَا وَعَلَى صَالِحٍ، رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْنَا وَعَلَى أَخِي عَادٍ ". ثُمَّ قَالَ: " إِنَّ مُوسَى بَيْنَا هُوَ يَخْطُبُ قَوْمَهُ ذَاتَ يَوْمٍ، إِذْ قَالَ لَهُمْ: مَا فِي الْأَرْضِ أَحَدٌ أَعْلَمُ مِنِّي، وَأَوْحَى اللهُ إِلَيْهِ: إِنَّ فِي الْأَرْضِ مَنْ هُوَ أَعْلَمُ مِنْكَ، وَآيَةُ ذَلِكَ أَنْ تُزَوَّدَ حُوتًا مَالِحًا، فَإِذَا فَقَدْتَهُ، فَهُوَ حَيْثُ تَفْقِدُهُ. فَتَزَوَّدَ حُوتًا مَالِحًا، فَانْطَلَقَ هُوَ وَفَتَاهُ، حَتَّى إِذَا بَلَغَ الْمَكَانَ الَّذِي أُمِرُوا بِهِ، فَلَمَّا انْتَهَوْا إِلَى الصَّخْرَةِ، انْطَلَقَ مُوسَى يَطْلُبُ، وَوَضَعَ فَتَاهُ الْحُوتَ عَلَى الصَّخْرَةِ، وَاضْطَرَبَ، فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا، قَالَ فَتَاهُ: إِذَا جَاءَ نَبِيُّ اللهِ حَدَّثْتُهُ. فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ، فَانْطَلَقَا، فَأَصَابَهُمْ مَا يُصِيبُ الْمُسَافِرَ مِنَ النَّصَبِ وَالْكَلَالِ، وَلَمْ يَكُنْ يُصِيبُهُ مَا يُصِيبُ الْمُسَافِرَ مِنَ النَّصَبِ وَالْكَلَالِ حَتَّى جَاوَزَ مَا أُمِرَ بِهِ، فَقَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ: آتِنَا غَدَاءَنَا، لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا. قَالَ لَهُ فَتَاهُ: يَا نَبِيَّ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ، فَإِنِّي نَسِيتُ أَنْ أُحَدِّثَكَ، وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ،

ص: 50

فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا، قَالَ: ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِي. فَرَجَعَا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا، يَقُصَّانِ الْأَثَرَ حَتَّى إِذَا انْتَهَيَا إِلَى الصَّخْرَةِ، فَأَطَافَ بِهَا، فَإِذَا هُوَ مُسَجًّى بِثَوْبٍ لَهُ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَالَ لَهُ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: مُوسَى. قَالَ: مَنْ مُوسَى؟ قَالَ: مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ، قَالَ: أُخْبِرْتُ أَنَّ عِنْدَكَ عِلْمًا، فَأَرَدْتُ أَنْ أَصْحَبَكَ. قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا. قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللهُ صَابِرًا، وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا. قَالَ فَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا؟! قَالَ: قَدْ أُمِرْتُ أَنْ أَفْعَلَهُ. قَالَ: سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللهُ صَابِرًا. قَالَ: فَإِنْ اتَّبَعْتَنِي، فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا.

فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ، خَرَجَ مَنْ كَانَ فِيهَا، وَتَخَلَّفَ لِيَخْرِقَهَا، قَالَ: فَقَالَ لَهُ مُوسَى: تَخْرِقُهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا، لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا. قَالَ: أَلَمْ أَقُلْ: إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا؟ قَالَ: لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ، وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا.

فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى غِلْمَانٍ يَلْعَبُونَ عَلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ، وَفِيهِمْ غُلَامٌ لَيْسَ فِي الْغِلْمَانِ غُلَامٌ أَنْظَفَ - يَعْنِي مِنْهُ - فَأَخَذَهُ فَقَتَلَهُ، فَنَفَرَ مُوسَى عِنْدَ ذَلِكَ، وَقَالَ: أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ؟ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا، قَالَ: أَلَمْ أَقُلْ لَكَ: إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا؟ قَالَ: فَأَخَذَتْهُ ذَمَامَةٌ مِنْ صَاحِبِهِ، وَاسْتَحَيا، فَقَالَ: إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا، فَلَا تُصَاحِبْنِي، قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي

ص: 51

عُذْرًا.

فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ لِئَامًا، اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا، وَقَدْ أَصَابَ مُوسَى جَهْدٌ، فَلَمْ يُضَيِّفُوهُمَا، فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ، فَأَقَامَهُ، قَالَ لَهُ مُوسَى مِمَّا نَزَلَ بِهِمْ مِنَ الْجَهْدِ: لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا. قَالَ: هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ.

فَأَخَذَ مُوسَى بِطَرَفِ ثَوْبِهِ، فَقَالَ: حَدِّثْنِي. فَقَالَ: أَمَّا السَّفِينَةُ، فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ، وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا، فَإِذَا مَرَّ عَلَيْهَا، فَرَآهَا مُنْخَرِقَةً، تَرَكَهَا، وَرَقَعَهَا أَهْلُهَا بِقِطْعَةِ خَشَبَةٍ، فَانْتَفَعُوا بِهَا.

وَأَمَّا الْغُلَامُ، فَإِنَّهُ كَانَ طُبِعَ يَوْمَ طُبِعَ كَافِرًا، وَكَانَ قَدْ أُلْقِيَ عَلَيْهِ مَحَبَّةٌ مِنْ أَبَوَيْهِ، وَلَوْ أَطَاعَاهُ، لَأَرْهَقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا، فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا، وَوَقَعَ أَبُوهُ عَلَى أُمِّهِ، فَعَلِقَتْ، فَوَلَدَتْ مِنْهُ خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا.

وَأَمَّا الْجِدَارُ، فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ، وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا، فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا، وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا، رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ، وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي، ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا " (1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، وأبو إسحاق: اسمه عمرو بن عبد الله السَّبِيعي الهَمْداني. =

ص: 52

• 21119 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (1)، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَرْوَزِيُّ، حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ فِي تَفْسِيرِ ابْنِ جُرَيْجٍ الَّذِي أَمْلَاهُ عَلَيْهِمْ: أَخْبَرَنِي يَعْلَى بْنُ مُسْلِمٍ، وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ - يَزِيدُ أَحَدُهُمَا عَلَى الْآخِرِ - وَغَيْرُهُمَا - قَالَ: قَدْ سَمِعْتُ يُحَدِّثُهُ - عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: إِنَّا لَعِنْدَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ فِي بَيْتِهِ، إِذْ قَالَ: سَلُونِي. فَقُلْتُ: أَبَا عَبَّاسٍ - جَعَلَنِي اللهُ فِدَاءَكَ - بِالْكُوفَةِ رَجُلٌ قَاصٌّ يُقَالُ لَهُ: نَوْفٌ، يَزْعُمُ أَنَّهُ لَيْسَ مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ! أَمَّا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ،

= وأخرجه عبد بن حميد (169)، ومسلم (2380)(172)، والنسائي في "الكبرى"(5844)، والشاشي (1411) من طرق عن عبيد الله بن موسى، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (2380)(172)، والنسائي في "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف" 1/ 27، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3123) من طريق محمد بن يوسف الفريابي، عن إسرائيل بن يونس، به. ولم يسق مسلم لفظه، واقتصر الطحاوي على بعضه، ورواية النسائي مختصرة جداً بقوله تعالى:{فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا} قال: كانوا أهل قرية لئاماً.

وقصة بدء النبي صلى الله عليه وسلم بالدعاء لنفسه ثم للأنبياء، الواردة في أول الحديث ستأتي مفردة من طريق حمزة بن حبيب الزيات (21126) و (21127)، ومن طريق قيس بن الربيع (21130)، كلاهما عن أبي إسحاق السبيعي.

وقوله: "إن الغلام الذي قتله الخضر طبع يوم طبع كافراً" سيأتي ضمن حديث أخصر مما هنا برقم (21120)، ومفرداً برقم (21121) من طريق رَقَبَة ابن مَصْقَلة، ومفرداً أيضاً من طريق عبد الجبار بن عباس الهمداني (21122)، كلاهما عن أبي إسحاق السبيعي.

وانظر (21109).

وقوله: "ذمامةٌ"، أي: حياءٌ وإشفاقٌ من الذَّمِّ واللَّومِ.

(1)

وقع في (م) وحدها زيادة: "حدثني أبي"، وهو خطأ.

ص: 53

فَقَالَ: كَذَبَ عَدُوُّ اللهِ. وَأَمَّا يَعْلَى بْنُ مُسْلِمٍ، فَقَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: حَدَّثَنِي أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ مُوسَى رَسُولَ اللهِ ذَكَّرَ النَّاسَ يَوْمًا، حَتَّى إِذَا فَاضَتِ الْعُيُونُ، وَرَقَّتِ الْقُلُوبُ، وَلَّى فَأَدْرَكَهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلْ فِي الْأَرْضِ أَحَدٌ أَعْلَمُ مِنْكَ؟ قَالَ: لَا. قَالَ: فَعَتَبَ عَلَيْهِ، إِذْ لَمْ يَرُدَّ الْعِلْمَ إِلَى اللهِ، فَأَوْحَى اللهُ إِلَيْهِ: إِنَّ لِي عَبْدًا أَعْلَمَ مِنْكَ. قَالَ: أَيْ رَبِّ، وَأيْنَ (1)؟ قَالَ: مَجْمَعُ الْبَحْرَيْنِ. قَالَ: أَيْ رَبِّ، اجْعَلْ لِي عَلَمًا أَعْلَمُ ذَلِكَ بِهِ - قَالَ لِي عَمْرٌو: وَقَالَ: حَيْثُ يُفَارِقُكَ الْحُوتُ. وَقَالَ يَعْلَى: خُذْ حُوتًا (2) مَيِّتًا حَيْثُ يُنْفَخُ فِيهِ الرُّوحُ - فَأَخَذَ حُوتًا فَجَعَلَهُ فِي مِكْتَلٍ، قَالَ لِفَتَاهُ: لَا أُكَلِّفُكَ إِلَّا أَنْ تُخْبِرَنِي حَيْثُ يُفَارِقُكَ الْحُوتُ. قَالَ: مَا كَلَّفْتَنِي كَثِيرًا، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تبارك وتعالى:{إِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ} يُوشَعَ بْنِ نُونَ - لَيْسَتْ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ - قَالَ: فَبَيْنَا هُوَ فِي ظِلِّ صَخْرَةٍ فِي مَكَانٍ ثَرْيَانٍ، إِذْ تَضَرَّبَ الْحُوتُ وَمُوسَى نَائِمٌ، قَالَ فَتَاهُ: لَا أُوقِظُهُ، حَتَّى إِذَا اسْتَيْقَظَ، نَسِيَ أَنْ يُخْبِرَهُ، وَتَضَرَّبَ الْحَوْتُ حَتَّى دَخَلَ الْبَحْرَ، فَأَمْسَكَ اللهُ عَلَيْهِ جِرْيَةَ الْبَحْرِ، حَتَّى كَأَنَّ أَثَرَهُ فِي حَجَرٍ (3) - فَقَالَ لِي عَمْرٌو: وَكَأَنَّ أَثَرَهُ فِي حَجَرٍ، وَحَلَّقَ إِبْهَامَيْهِ

(1) في (م) و (ق) و (ر): "وأنى"، والمثبت من (ظ 5)، ونسختين بهامشي (ق) و (ر).

(2)

كذا وقعت في (م) و (ق) و (ر)، وفي (ظ 5):"نوناً"، وهما واحد.

(3)

كذا وقعت في (م) و (ق) و (ر)، وهي بفتح الحاء المهملة والجيم، =

ص: 54

وَاللَّتَيْنِ تَلِيَانِهِمَا - لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا، قَالَ: قَدْ قَطَعَ اللهُ عَنْكَ النَّصَبَ - لَيْسَتْ هَذِهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ - فَأَخْبَرَهُ، فَرَجَعَا فَوَجَدَا خَضِرًا - فَقَالَ لِي عُثْمَانُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ (1): عَلَى طِنْفِسَةٍ خَضْرَاءَ عَلَى كَبِدِ الْبَحْرِ. قَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: مُسَجًّى ثَوْبَهُ؛ قَدْ جَعَلَ طَرَفَهُ تَحْتَ رِجْلَيْهِ، وَطَرَفَهُ تَحْتَ رَأْسِهِ - فَسَلَّمَ عَلَيْهِ مُوسَى، فَكَشَفَ عَنْ وَجْهِهِ، وَقَالَ: هَلْ بِأَرْضِكَ مِنْ سَلَامٍ؟ مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا مُوسَى. قَالَ: مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَمَا شَأْنُكَ؟ قَالَ: جِئْتُ لِتُعَلِّمَنِي مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا. قَالَ: أَمَا يَكْفِيكَ أَنَّ أَنْبَاءَ التَّوْرَاةِ بِيَدِكَ وَأَنَّ الْوَحْيَ يَأْتِيكَ، يَا مُوسَى، إِنَّ لِي عِلْمًا لَا يَنْبَغِي أَنْ تَعْلَمَهُ، وَإِنَّ لَكَ عِلْمًا لَا يَنْبَغِي أَنْ أَعْلَمَهُ. فَجَاءَ طَائِرٌ، فَأَخَذَ بِمِنْقَارِهِ، فَقَالَ: وَاللهِ مَا عِلْمِي وَعِلْمُكَ فِي عِلْمِ اللهِ إِلَّا كَمَا أَخَذَ هَذَا الطَّائِرُ بِمِنْقَارِهِ مِنَ الْبَحْرِ.

حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ - وَجَدَا مَعَابِرَ صِغَارًا تَحْمِلُ أَهْلَ هَذَا السَّاحِلِ إِلَى هَذَا السَّاحِلِ - عَرَفُوهُ، فَقَالُوا: عَبْدُ اللهِ الصَّالِحُ - فَقُلْنَا لِسَعِيدٍ: خَضِرٌ (2)؟ قَالَ: نَعَمْ، لَا يَحْمِلُونَهُ بِأَجْرٍ - فَخَرقَهَا، وَوَتَّدَ

= ووقعت في (ظ 5) مجودة: "جُحْر" بالجيم المضمومة، والحاء المهملة الساكنة: وهو ما تَحْتفِرُه الهوامُّ والسِّباع لأنفسها.

(1)

القائل: هو ابن جريج، وعثمان بن أبي سليمان: هو ابن جبير بن مطعم القرشي، وهو ممن أخذ الحديث عن سعيد بن جبير.

(2)

في (م) والأصول الخطية التي بأيدينا: "بأجر"، والمثبت من رواية البخاري (4726)، وهو الأوْلى بالصواب.

ص: 55

فِيهَا وَتِدًا (1)، قَالَ مُوسَى: أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا - قَالَ مُجَاهِدٌ: نُكْرًا - قَالَ: أَلَمْ أَقُلْ: إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا - وَكَانَتِ الْأُولَى نِسْيَانًا، وَالثَّانِيَةُ شَرْطًا، وَالثَّالِثَةُ عَمْدًا - قَالَ: لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ، وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا.

فَلَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ - قَالَ يَعْلَى بْنُ مُسْلِمٍ: قَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: وَجَدَا غِلْمَانًا يَلْعَبُونَ، فَأَخَذَ غُلَامًا كَافِرًا كَانَ ظَرِيفًا، فَأَضْجَعَهُ، ثُمَّ ذَبَحَهُ بِالسِّكِّينِ -، قَالَ: أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً لَمْ تَعْمَلْ بِالْحِنْثِ؟!

فَانْطَلَقَا، فَوَجَدَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ، فَأَقَامَهُ - قَالَ سَعِيدٌ بِيَدِهِ هَكَذَا وَرَفَعَ يَدَهُ، فَاسْتَقَامَ. قَالَ يَعْلَى: فَحَسِبْتُ أَنَّ سَعِيدًا قَالَ: فَمَسَحَهُ بِيَدِهِ، فَاسْتَقَامَ - قَالَ: لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا - قَالَ سَعِيدٌ: أَجْرًا نَأْكُلُهُ - ".

قَالَ: وَكَانَ يَقْرَؤُهَا: {وَكَانَ وَرَاءَهُمْ} وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقْرَؤُهَا: وَكَانَ أَمَامَهُمْ مَلِكٌ.

يَزْعُمُونَ عَنْ غَيْرِ سَعِيدٍ أَنَّهُ قَالَ: هَذَا الْغُلَامُ الْمَقْتُولُ يَزْعُمُونَ أَنَّ اسْمَهُ جَيْسُورُ (2).

قَالَ: يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا، وَأَرَادَ إِذَا مَرَّتْ بِهِ أَنْ يَدَعَهَا

(1) في (م) و (ر) و (ق): "ودقَّ فيها وَتِداً"، وما أثبتناه من (ظ 5) ونسخة في (ر)، وهما بمعنى.

(2)

في رواية البخاري: يزعمون عن غير سعيدٍ أنه هُدَد بن بُدَد، والغلام المقتول .... إلخ.

ص: 56

لِعَيْبِهَا، فَإِذَا جَاوَزُوا، أَصْلَحُوهَا، فَانْتَفَعُوا بِهَا بَعْدُ (1). مِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: سَدُّوهَا بِقَارُورَةٍ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: بِالْقَارِ.

وَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ، وَكَانَ كَافِرًا، فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا، فَيَحْمِلُهُمَا حُبُّهُ عَلَى أَنْ يُتَابِعَاهُ عَلَى دِينِهِ، فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً، وَأَقْرَبَ رُحْمًا: هُمَا بِهِ أَرْحَمُ مِنْهُمَا بِالْأَوَّلِ الَّذِي قَتَلَهُ خَضِرٌ.

وَزَعَمَ غَيْرُ سَعِيدٍ: أَنَّهُمَا أُبْدِلَا (2) جَارِيَةٌ. وَأَمَّا دَاوُدُ بْنُ أَبِي عَاصِمٍ، فَقَالَ عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ: إِنَّهَا جَارِيَةٌ (3). وَبَلَغَنِي عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: أَنَّهَا جَارِيَةٌ.

وَوَجَدْتُهُ فِي كِتَابِ أَبِي: عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ يُوسُفَ، مِثْلَهُ (4).

(1) لفظة: "بعد" ليست من الأصول الخطية، وأثبتناها من (م).

(2)

وقع في (م) والأصول الخطية: "قالا" ولا وجه لها، والمثبت من رواية البخاري (4726).

(3)

هذا من كلام ابن جريج، وداود بن أبي عاصم: هو ابن عروة بن مسعود الثقفي.

(4)

حديث صحيح، عبد الله بن إبراهيم المروزي لم نجد له ترجمة في كتب الرجال التي بين أيدينا، لكنه قد توبع، تابعه يحيى بن معين كما أشار عبد الله بن أحمد في وجاداته، وإبراهيم بن موسى التميمي الرازي عند البخاري كما سيأتي في تخريجه، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. هشام بن يوسف: هو الصنعاني القاضي، وابن جريج. اسمه عبد الملك بن عبد العزيز الأموي مولاهم المكي. =

ص: 57

• 21120 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ (1) بْنُ يَعْقُوبَ أَبُو الْهَيْثَمِ الرَّبَالِيُّ (2)، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، حَدَّثَنَا رَقَبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، حَدَّثَنَا أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " بَيْنَمَا

= وأخرجه البخاري (2267) و (2728) و (4726) عن إبراهيم بن موسى التَّميمي، عن هشام بن يوسف، بهذا الإسناد. وروايته في الموضعين الأَولين مختصرة.

وقوله: "في مكان ثَرْيانَ": يقال: مكان ثَرْيان، وأَرض ثَرْيَا: إذا كان في ترابها بَلَلٌ ونَدىً.

وقوله: "إذ تَضَرَّبَ الحوتُ" بتاء مفتوحة، وضاد معجمة، وراء مشددة: هو "تَفَعَّل" من الضرب في الأرض، وهو السير.

وقوله: "طنفسة" بكسر الطاء والفاء بينهما نون ساكنة، أو بضم الطاء والفاء أو بكسر الطاء وبفتح الفاء: هي فرش صغير.

و"كَبد البحر": وسَطه.

و"مُسَجًّى" أي: مُغطًّى.

و"مَعابِر": جمع مِعْبر، بكسر الميم: وهو ما يعبر عليه من سفينة أو قَنْطَرة.

(1)

وقع في (م) و (ظ 5) و (ر): "يحيى"، والمثبت من (ق) ونسخة بهامش (ظ 5)، وهو الصواب.

(2)

تحرف في (م) إلى: "الرباني"، والمثبت من سائر الأصول الخطية، وقد تصحف أيضاً في "تعجيل المنفعة" إلى:"الزبالي" بالزاي المعجمة، والصواب في هذه النسبة: أَنها بفتح الراء المهملة والباء الموحدة، واللام بعد الألف، كما ذكر صاحب "الأنساب" 3/ 41، وقال: هذه النسبة إلى رَبَال، وهو الجد لأبي عمر حفص بن عمرو بن ربال بن إبراهيم بن عجلان المجاشعي الربالي الرقاشي من أهل البصرة. قلنا: ومحمد بن يعقوب الربالي رقاشي بصري كما في "الجرح والتعديل" 8/ 121.

ص: 58

مُوسَى فِي قَوْمِهِ يُذَكِّرُهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ - وَأَيَّامُ اللهِ: نِعَمُهُ وَبَلَاؤُهُ - إِذْ قَالَ: مَا أَعْلَمُ فِي الْأَرْضِ رَجُلًا خَيْرًا مِنِّي - أَوْ أَعْلَمَ مِنِّي -! قَالَ: فَأَوْحَى اللهُ إِلَيْهِ: إِنِّي أَعْلَمُ بِالْخَيْرِ مَنْ هُوَ - أَوْ عِنْدَ مَنْ هُوَ -، إِنَّ فِي الْأَرْضِ رَجُلًا هُوَ أَعْلَمُ مِنْكَ. قَالَ: يَا رَبِّ، فَدُلَّنِي عَلَيْهِ، فَقِيلَ لَهُ: تَزَوَّدْ حُوتًا مَالِحًا. فَفَعَلَ، ثُمَّ خَرَجَ، فَلَقِيَ الْخَضِرَ، فَكَانَ مِنْ أَمْرِهِمَا مَا كَانَ، حَتَّى كَانَ آخِرُ ذَلِكَ: مَرُّوا بِالْقَرْيَةِ اللِّئَامِ أَهْلُهَا، فَطَافَا فِي الْمَجَالِسِ، فَاسْتَطْعَمَا، فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا.

ثُمَّ قَصَّ عَلَيْهِ النَّبَأَ نَبَأَ السَّفِينَةِ، وَإِنَّهُ إِنَّمَا خَرَقَهَا لِيَتَجَوَّزَهَا الْمَلِكُ، فَلَا يُرِيدُهَا. وَأَمَّا الْغُلَامُ، فَطُبِعَ يَوْمَ طُبِعَ كَافِرًا، كَانَ أَبَوَاهُ عَطَفَا عَلَيْهِ، فَلَوْ أَنَّهُ أَدْرَكَ، أَرْهَقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا، وَأَمَّا الْجِدَارُ، فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ " (1).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد من أجل محمد بن يعقوب أبي الهيثم الرَّبَالي، فإنه لم يرو عنه غير أبي زرعة الرازي وعبد الله بن أحمد بن حنبل، ولم يؤثر فيه جرح أو تعديل، لكنه قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. معتمر بن سليمان: هو ابن طَرْخان التَّيْمي البصري، ورقبة: هو ابن مَصْقَلة العَبْدي الكوفي، وأبو إسحاق: اسمه عمرو بن عبد الله السبيعي.

وأخرجه مسلم (2380)(171) و (172)، والترمذي كما في "تحفة الأشراف" 1/ 24، والنسائي في "الكبرى"(11307)، وابن خزيمة في التوكل كما في "إتحاف المهرة" 1/ 226، وأبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 1/ 226 من طرق عن معتمر بن سليمان، بهذا الإسناد. ورواية مسلم والنسائي أتم مما هنا. ورواية الطحاوي مختصرة.

وأخرجه الإسماعيلي في "معجمه" 3/ 792 - 793 من طريق محمد بن أبان =

ص: 59

• 21121 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الْعَتَكِيُّ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الزَّهْرَانِيُّ، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَذْكُرُ، عَنْ رَقَبَةَ (ح)

وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: وحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَقَبَةَ (ح)

وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: وحَدَّثَنِي سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ (ح)

وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: وحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ خَالِدٍ الْوَاسِطِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَقَبَةَ - وَقَالُوا جَمِيعًا - عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:" الْغُلَامُ الَّذِي قَتَلَهُ الْخَضِرُ طُبِعَ كَافِرًا " زَادَ أَبُو الرَّبِيعِ فِي حَدِيثِهِ: " وَلَوْ أَدْرَكَ، لَأَرْهَقَ أَبَوَيْهِ طُغْيَانًا وَكُفْرًا "(1).

= الجعفي، عن أبي إسحاق السبيعي، به.

وقوله صلى الله عليه وسلم: "وأيام الله نِعَمه وبلاؤُه" سيأتي مفرداً من طريق محمد بن أبان الجعفي، عن أبي إسحاق السبيعي برقم (21128) و (21129).

وقوله: "وأما الغلام فطبع يوم طبع كافراً، كان أبواه عطفا عليه، فلو أنه أدرك، أرهقهما طغياناً وكفراً" سلف ضمن الرواية (21118).

وانظر (21109).

(1)

حديث صحيح، ولعبد الله بن أحمد فيه عدة شيوخ، منهم: سويد بن سعيد الهَرَوي الحَدَثاني، وهو ضعيف، ومحمد بن أحمد بن خالد الواسطي، وهو مجهول لا يعرف، لكنهما متابعان، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. معتمر بن سليمان: هو ابن طَرْخان التَّيْمي البصري، ورقبة: هو ابن مَصْقلة العَبْدي الكوفي، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السَّبيعي الهَمْداني. =

ص: 60

• 21122 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ وَأَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا سَلْمُ بْنُ قُتَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عَبَّاسٍ الْهَمْدَانِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:" الْغُلَامُ الَّذِي قَتَلَهُ صَاحِبُ مُوسَى طُبِعَ يَوْمَ طُبِعَ كَافِرًا "(1).

= وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3125) من طريق أبي الربيع سليمان بن داود الزَّهْراني، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(194) من طريق محمد بن أبي بكر المقدمي، به.

وأخرجه اللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة"(1074) من طريق سويد بن سعيد، به.

وأخرجه مسلم (2661)، وأبو داود (4705)، وأبو عوانة في القدر كما في "إتحاف المهرة" 1/ 228، والشاشي (1412) و (1413)، وابن حبان (6221)، واللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة"(1075)، والخطيب البغدادي 9/ 49، والواحدي في "الوسيط" 3/ 161، والبغوي في "معالم التنزيل" 3/ 174 من طرق عن المعتمر بن سليمان، به.

وأخرجه الطيالسي (538)، ومن طريقه ابن أبي عاصم في "السنة"(195)، وأبو عوانة في القدر كما في "إتحاف المهرة" 1/ 228 عن محمد بن أبان الجعفي، وأخرجه أبو داود (4706) من طريق إسرائيل بن يونس، كلاهما عن أبي إسحاق السبيعي، به. وزاد الطيالسي:"وألقي على أبويه محبة منه".

وهو بعض الحديث السالف برقم (21118).

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عبد الجبار بن عباس الشَّبَامي الهَمْداني، فهو صدوق حسن الحديث، وقد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال البخاري. سلم بن قتيبة: هو أبو قتيبة الشَّعِيري الخُراساني.

وأخرجه الترمذي (3150)، والطبري في "تفسيره" 16/ 3، من طريق =

ص: 61

• 21123 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ (1). عَنْ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ حَمْزَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أُبَيٍّ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَرَأَ: {إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا} [الكهف: 76](2).

• 21124 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْعَنْبَرِيُّ، حَدَّثَنَا أُمَيَّةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الْجَارِيَةِ الْعَبْدِيُّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَرَأَ:{قَدْ بَلَّغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا} [الكهف: 76] يُثَقِّلُهَا (3).

= عمرو بن علي، والإسماعيلي في "معجمه" 2/ 613 - 614 من طريق محمد بن فضيل، كلاهما عن أبي قتيبة سلم بن قتيبة، بهذا الإسناد.

وهو بعض الحديث السالف برقم (21176).

(1)

تحرف في (م) وسائر الأصول الخطية عدا (ظ 5) إلى: "سعيد".

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم. حمزة: هو ابن حبيب الزيات التَّيْمي الكوفي، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السَّبِيعي الهَمْداني.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4896) عن إبراهيم بن أبي داود، وابن حبان (6326) عن أبي يعلى الموصلي، كلاهما عن محمد بن عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد. وقال ابن حبان في روايته:{سَأَلْتُكَ} همز. وقال الطحاوي في آخره: مثقلة.

وأخرجه الحاكم 2/ 243 من طريق إسحاق بن يوسف، عن حمزة بن حبيب، به. وقال في آخره: مهموزتين.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف فيه أبو الجارية العَبْدي البصري، =

ص: 62

• 21125 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ يُوسُفَ الشَّاعِرُ، قَالَ: حَدَّثَنِي وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ - أَنَا سَأَلْتُهُ - حَدَّثَنَا أَبِي، قَال: سَمِعْتُ أَيُّوبَ، يُحَدِّثُ عَنْ

= وهو مجهول لا يعرف، لكنه قد توبع، وباقي رجاله ثقات. أبو عبد الله العنبري: هو محمد بن عبد الرحمن بن عبد الصمد البصري.

وأخرجه المزي في ترجمة أبي الجارية العبدي من "تهذيب الكمال" 33/ 180 من طريق عبد الله بن أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (3985)، والطبراني في "الكبير"(543) من طريق أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن العنبري، به.

وأخرجه الترمذي (2933)، والطبري في "تفسيره" 15/ 287، والشاشي (1417)، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان"(498) من طريق محمد ابن أحمد بن نافع العبدي، عن أمية بن خالد، به. وليس في إسناد مطبوع "تفسير الطبري":"شعبة".

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4897) من طريق نعيم بن حماد، عن أمية بن خالد، عن شعبة بن الحجاج، به. هكذا رواه نعيم بن حماد، فأسقط الواسطة بين أمية بن خالد وشعبة. قلنا: ونعيم بن حَمَّاد لَيِّن.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4896) من طريق حمزة بن حبيب الزيات، عن أبي إسحاق السبيعي، به.

وانظر التعليق على الحديث (21127).

وقوله تعالى: {مِنْ لَدُنِّي} بفتح اللام، وضم الدال، وتثقيل النون: هي قراءة الجمهور، وقرأَ نافع بضم الدال، وتخفيف النون، وقرأَ أبو بكر: بإسكان الدال وإشمامها الضم، وتخفيف النون. قال ابن جرير الطبري: وهما لغتان فصيحتان، قد قرأَ بكلِّ واحدة منهما علماء من القراء بالقرآن، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب، غير أن أعجب القراءتين إليَّ في ذلك: قراءة من فتح اللام، وضمَّ الدال، وشدَّد النون. "جامع البيان" 15/ 287، و"حجة القراءات" ص 424 - 425، و"الكشف عن وجوه القراءات السبع" 2/ 69 - 70، و"النشر في القراءات العشر" 2/ 313 - 314.

ص: 63

ابْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ: أَنَّ جِبْرِيلَ لَمَّا رَكَضَ زَمْزَمَ بِعَقِبِهِ، جَعَلَتْ أُمُّ إِسْمَاعِيلَ تَجْمَعُ الْبَطْحَاءَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" رَحِمَ اللهُ هَاجَرَ أُمَّ إِسْمَاعِيلَ، لَوْ تَرَكَتْهَا لَكَانَتْ مَاءً مَعِينًا "(1).

21126 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا حَمْزَةُ بْنُ حَبِيبٍ الزَّيَّاتُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا دَعَا لِأَحَدٍ،

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حجاج بن يوسف الشاعر، فمن رجال مسلم. جرير أبو وهب: هو ابن حازم ابن زيد الأَزْدي البصري، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السَّخْتياني.

وأخرجه الضياء المقدسي في "المختارة"(1211) من طريق عبد الله بن أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن حبان (3713)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1852)، والإسماعيلي في "معجمه" 3/ 773، والضياء في "المختارة"(1210) من طرق عن حجاج بن يوسف الشاعر، به. وجاء عندهم أول الحديث مرفوعاً أيضاً.

وأخرجه بحشل في "تاريخ واسط" ص 149، والنسائي في "الكبرى"(8376) و (8377) من طرق عن وهب بن جرير، به.

وقد سلف من حديث ابن عباس في "مسنده" برقم (2285) ليس فيه: "عن أُبَيِّ بن كعب".

وقوله صلى الله عليه وسلم: "لما رَكَضَ": الرَّكْض: هو الضرب بالرِّجْل والإصابة بها.

قوله: "تجمع البَطْحاءَ"، أي: تجمع الحصى الصِّغار لتحوط بها الماء، فلا يسيل.

وقوله: "مَعِيناً": أي جارياً على وجه الأرض، فعيل من: مَعَُنَ الماءُ: إذا جرى وسال.

ص: 64

بَدَأَ بِنَفْسِهِ، فَذَكَرَ ذَاتَ يَوْمٍ مُوسَى، فَقَالَ:" رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْنَا وَعَلَى مُوسَى، لَوْ كَانَ صَبَرَ، لَقَصَّ اللهُ تَعَالَى عَلَيْنَا مِنْ خَبَرِهِ، وَلَكِنْ قَالَ: إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي، قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا "(1).

21127 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، وَأَبُو قَطَنٍ عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمْزَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، مَعْنَاهُ (2).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حمزة بن حبيب الزيات القارئ الكوفي، فمن رجال مسلم. أبو إسحاق: اسمه عمرو بن عبد الله السبيعي الهَمْداني.

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 219 - 220، والحاكم 2/ 574 من طريق يحيى ابن آدم، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (3984)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 3 - 4، وابن حبان (988) من طرق عن حمزة بن حبيب الزيات، به. وقال أبو داود في آخره: طولها حمزة.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(11310) من طريق إسرائيل بن يونس، عن أبي إسحاق السبيعي، به.

وسيأتي في الحديث التالي، ومختصراً برقم (21130).

وقصة بدء النبي صلى الله عليه وسلم بالدعاء لنفسه ثم للأنبياء، سلفت ضمن الرواية المطولة برقم (21118).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي قطن عمرو بن الهيثم القُطَعي، وحمزة بن حبيب الزيات القارئ، فهما من رجال مسلم. حجاج: هو ابن محمد المِصيصي الأَعور.

وأخرجه حفص بن عمر الدوري في "قراءات النبي صلى الله عليه وسلم"(76)، والنسائي =

ص: 65

• 21128 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (1)، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللهِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانَ الْجَعْفِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي قَوْلِهِ تبارك وتعالى:{وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ} [إبراهيم: 5] قَالَ: " بِنِعَمِ اللهِ "(2).

= في "التفسير" كما في "تحفة الأشراف" 1/ 25، والطبري في "تفسيره" 15/ 287 و 288، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4895)، والخطيب البغدادي 6/ 400 من طريق حجاج بن محمد المصيصي وحده، بهذا الإسناد. واقتصر الطبري في الموضع الأول على ذكر الآية، وقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية، فقال:"استحيا في الله موسى". وقالوا جميعاً في آخره: مثقلة. أي: إن النون في قوله تعالى: {مِنْ لَدُنِّي} مثقلة، وقد سلفت الرواية بذلك في (21124).

وأخرجه الترمذي (3385) عن نصر بن عبد الرحمن الكوفي، عن أبي قطن عمرو بن الهيثم وحده، به مختصراً بلفظ: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا ذكر أحداً، فدعا له، بدأ بنفسه.

وانظر ما قبله.

(1)

زاد في (م) و (ق): "حدثني أبي"، وهو خطأ، والتصويب من (ظ 5) و (ر).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، يحيى بن عبد الله -ويقال: ابن عَبْدَوَيه- مولى بني هاشم، أبو زكريا البغدادي، وهَّاه يحيى بن معين، فقال: ليس بشيءٍ، وقال مرة: كذاب رجل سوء، وقال أبو حاتم: بصري مجهول، وقال ابن عدي: حدث عن شعبة وحماد بن سلمة بأحاديث ليست بمحفوظة، وذكره ابن الجوزي في "الضعفاء"، وأثنى عليه أحمد بن حنبل، وحث ابنه عبد الله على السماع منه، وقال ابن عدي أيضاً: أرجو أنه لا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ومحمد بن أبان بن صالح الجُعْفي الكوفي ضعيف =

ص: 66

• 21129 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْعَنْبَرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أُبَيٍّ، نَحْوَهُ، وَلَمْ يَرْفَعْهُ (1).

• 21130 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ أَبُو يَحْيَى الْبَزَّازُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، قَالَ: قَيْسٌ حَدَّثَنَا، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أُبَيٍّ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا ذَكَرَ الْأَنْبِيَاءَ، بَدَأَ بِنَفْسِهِ،

= أيضاً، لكنهما قد توبعا، ومن فوقهما ثقات من رجال الشيخين.

وأخرجه عبد بن حميد (168)، والطبري في "تفسيره" 13/ 184، والشاشي (1415)، وابن الأعرابي في "معجمه"(1433)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(4418)، والواحدي في "الوسيط" 3/ 23 من طرق عن محمد بن أبان الجعفي، بهذا الإسناد. ولفظ حديث البيهقي:"أوحى الله إلى موسى أن ذكرهم بأيام الله، وأيامه: نِعَمُه".

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(11260) من طريق زيد بن أبي أنيسة، عن أبي إسحاق السبيعي، به. ولفظه:"قام موسى يوماً في قومه، فذكرهم بأيام الله، وأيام الله: نعماؤه".

وسيأتي موقوفاً من طريق أبي الوليد الطيالسي، عن محمد بن أبان الجعفي في الحديث التالي.

وهو بعض الحديث السالف برقم (21120).

(1)

صحيح مرفوعاً، وهذا إسناد ضعيف من أجل محمد بن أبان بن صالح الجُعفي الكوفي، لكنه قد توبع، وباقي رجاله ثقات. أبو عبد الله العنبري: هو محمد بن عبد الرحمن بن عبد الصمد، وأبو الوليد الطيالسي: اسمه هشام بن عبد الملك.

وانظر ما قبله.

ص: 67

فَقَالَ: " رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْنَا، وَعَلَى هُودٍ، وَعَلَى صَالِحٍ "(1).

• 21131 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْمَكِّيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَيْمُونٍ الْقَدَّاحُ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّادِقُ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: مَارَانِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي فَزَارَةَ فِي الرَّجُلِ الَّذِي اتَّبَعَهُ مُوسَى، فَقُلْتُ: هُوَ الْخَضِرُ. وَقَالَ الْفَزَارِيُّ: هُوَ رَجُلٌ آخَرُ. فَمَرَّ بِنَا أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَدَعَوْتُهُ، فَسَأَلْتُهُ: سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَذْكُرُ الَّذِي تَبِعَهُ مُوسَى؟ قَالَ: نَعَمْ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " بَيْنَمَا مُوسَى جَالِسٌ فِي مَلَأٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: هَلْ أَحَدٌ أَعْلَمُ بِاللهِ مِنْكَ؟ قَالَ: مَا أَرَى. فَأَوْحَى اللهُ إِلَيْهِ: بَلَى، عَبْدِي الْخَضِرُ. فَسَأَلَ السَّبِيلَ

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد من أجل قيس -وهو ابن الربيع الأسدي الكوفي- إلا أنه قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال البخاري.

وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 3 من طريق علي بن محمد بن عبد الملك، عن أبي الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي، بهذا الإسناد. وقال: في آخره: وذكر غيرهم.

وأخرجه ابن ماجه (3852) من طريق سفيان بن عيينة، عن أبي إسحاق السبيعي، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"يرحمنا الله، وأخا عاد" لم يذكر: أُبَيَّ بن كعب.

وانظر (21126).

ص: 68

إِلَيْهِ، فَجَعَلَ اللهُ لَهُ الْحُوتَ آيَةً إِنْ افْتَقَدَهُ، وَكَانَ مِنْ شَأْنِهِ مَا قَصَّ اللهُ " (1).

‌حَدِيثُ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ

21132 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ (2)، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: مَا حَكَّ فِي صَدْرِي شَيْءٌ مُنْذُ أَسْلَمْتُ، إِلَّا أَنِّي قَرَأْتُ آيَةً، وَقَرَأَهَا رَجُلٌ غَيْرَ قِرَاءَتِي، فَأَتَيْنَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: قُلْتُ: أَقْرَأْتَنِي آيَةَ كَذَا وَكَذَا؟ قَالَ: "نَعَمْ " قَالَ: فَقَالَ الْآخَرُ: أَلَمْ تُقْرِئْنِي آيَةَ كَذَا وَكَذَا؟ قَالَ: " نَعَمْ، أَتَانِي جِبْرِيلُ (3 وَمِيكَائِيلُ، فَقَعَدَ جِبْرِيلُ 3) عَنْ يَمِينِي، وَمِيكَائِيلُ عَنْ يَسَارِي، فَقَالَ جِبْرِيلُ: اقْرَأِ الْقُرْآنَ عَلَى حَرْفٍ (4)، فَقَالَ مِيكَائِيلُ:

(1) إسناده ضعيف جداً، عبد الله بن ميمون القَدَّاح المخزومي المكي، متروك، لكن الحديث صحيح لم ينفرد به عبد الله بن ميمون هذا، فقد رواه غير واحد عن محمد بن مسلم بن شهاب الزهري كما في الرواية السالفة (21109) والطرق المخرجة عندها، غير أن المحفوظ فيه: أن المماراة إنما كانت في صاحب الخَضِر: هل هو موسى بني إسرائيل عليه السلام، أم آخر غيره؟ لا في الخضر. عبيد الله بن عبد الله: هو ابن عتبة بن مسعود الهُذَلي المدني.

(2)

وقع في (م) وسائر الأصول، "حدثنا سعيد"، وهو خطأ، صوبناه من "أطراف المسند" 1/ 181، وقد جاء هكذا على الصواب في الرواية السالفة برقم (21093).

(3 - 3) سقط من (م)، والمثبت من سائر الأصول.

(4)

زاد في (م) هنا لفظة: "واحد".

ص: 69

اسْتَزِدْهُ، حَتَّى بَلَغَ سَبْعَةَ أَحْرُفٍ، كُلُّهَا شَافٍ كَافٍ " (1).

• 21133 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، قَالَ: قَالَ أَنَسٌ: قَالَ أُبَيٌّ: مَا دَخَلَ قَلْبِي شَيْءٌ مُنْذُ أَسْلَمْتُ، فَذَكَرَ مَعْنَى حَدِيثِ أُبَيٍّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ (2).

• 21134 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: مَا دَخَلَ قَلْبِي مُنْذُ أَسْلَمْتُ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (3).

• 21135 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْمَكِّيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو ضَمْرَةَ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: كَانَ أُبَيٌّ يُحَدِّثُ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " فُرِجَ سَقْفُ بَيْتِي وَأَنَا بِمَكَّةَ، فَنَزَلَ جِبْرِيلُ، فَفَرَجَ صَدْرِي، ثُمَّ غَسَلَهُ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ جَاءَ بِطَسْتٍ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حميد: هو ابن أبي حميد الطويل.

وهو مكرر (21093).

وقوله: "حك": هو بتشديد الكاف، يقال: حَكَّ في صدري، إذا لم تكن منشرح الصدر به، وكان في قلبك شيء من الشك.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وانظر (21093).

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف من أجل سويد بن سعيد -وهو الهَرويُّ ثم الحَدَثاني- فإنه ضعيف. المعتمر: هو ابن سليمان التَّيْمي.

وانظر (21093).

ص: 70

مِنْ ذَهَبٍ مَمْلُوءٍ حِكْمَةً وَإِيمَانًا، فَأَفْرَغَهَا فِي صَدْرِي، ثُمَّ أَطْبَقَهُ " (1).

‌حَدِيثُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ

21136 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَجْلَحَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ اللهَ أَمَرَنِي أَنْ أَعْرِضَ الْقُرْآنَ عَلَيْكَ " قَالَ: وَسَمَّانِي لَكَ رَبِّي؟ قَالَ: {بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْتَفْرَحُوا} [يونس: 58] هَكَذَا قَرَأَهَا أُبَيٌّ (2).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي من أجل محمد بن عباد المكي، وقد توبع؛ لكن قد اختلف في صحابيه كما سيأتي عند الرواية (21288). أبو ضمرة: هو أنس بن عياض بن ضمرة الليثي، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي، وأنس: هو ابن مالك خادم النبي صلى الله عليه وسلم.

وأخرجه الضياء في "المختارة"(1128) من طريق عبد الله بن أحمد، عن محمد بن عباد المكي، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو يعلى (3614)، ومن طريقه الضياء (1127) عن محمد بن عباد المكي، به.

وسيأتي مطولاً من طريق أبي ضمرة برقم (21288)، ويأتي الكلام عليه وذكر شواهده هناك.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد من أجل أجلح -وهو ابن عبد الله بن حُجَيَّةِ الكِنْدي-، لكنه قد توبع، وعبد الله بن عبد الرحمن بن أَبزى الخزاعي الكوفي، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان وابن خلفون في "ثقاتهما"، وقال أحمد بن حنبل: حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القَطَّان البصري. =

ص: 71

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه الضياء المقدسي في "المختارة"(1227) من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" ص 358، والشاشي (1437)، والمزي في ترجمة عبد الله بن عبد الرحمن بن أَبزى من "تهذيب الكمال" 15/ 195 من طريق يحيى بن سعيد القطان، به. وسقط من إسناد مطبوع "تهذيب الكمال":"بن سعيد، عن الأجلح، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن"، ووقع فيه:"فليفرحوا" بالياء التحتانية، وهو تصحيف.

وأخرجه الطيالسي (545)، وابن أبي شيبة 10/ 564 و 12/ 141، والبخاري في "خلق أفعال العباد"(536) و (537) و (538)، وأبو داود (3981)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1848)، والطبري في "تفسيره" 11/ 126، والحاكم 2/ 240 - 241، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 251، وفي "معرفة الصحابة"(750)، والضياء في "المختارة"(1227)، والجزري في "النشر في القراءات العشر" 2/ 285 من طرق عن الأَجلح بن عبد الله الكندي، به. واقتصر الطيالسي وأبو داود والحاكم والطبري على القراءة في الآية، وليس عند ابن أبي عاصم ذكر الآية، ووقع عندهم جميعاً خلا البخاري وأبي داود والطبري والضياء:"فليفرحوا" بالياء التحتانية، وهو تصحيف، ووقع في مطبوع الطيالسي:"عن الأَجلح، عن ذر، عن عبد الرحمن بن أَبزى، عن أبيه"، وهو خطأ.

وسيأتي الحديث من طريق أسلم المِنْقري، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أَبزى في الذي بعده

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(7998) و (8239)، والطبراني في "الأوسط"(1700)، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 251، والمزي في ترجمة سليمان بن عامر من "تهذيب الكمال" 12/ 14 من طريق محمد بن يحيى بن أيوب، عن سليمان بن عامر الكِنْدي، عن الربيع بن أنس، قال: قرأت القرآنَ على أبي العالية، وقرأَ أبو العالية على أُبَيِّ بن كعب، قال: وقال أُبَيٌّ: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أمرت أن أُقرئك القرآن" قلت: أوَذكرتُ هناك؟ قال: "نعم" قال: =

ص: 72

21137 -

حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا أَسْلَمُ الْمِنْقَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَا أُبَيُّ، أُمِرْتُ أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ سُورَةَ كَذَا وَكَذَا " قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ،

= فبكى أُبيٌّ. قال: فلا أدري شوقاً، أو خوفاً؟ وهذا إسناد حسن.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(539)، وفي "الأوسط"(447)، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 251 من طريق محمد بن عيسى الطباع، عن معاذ بن محمد بن معاذ بن أُبيِّ بن كعب، عن أبيه، عن جده، عن أُبيِّ بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أبا المنذر، إني أمرت أن أعرض عليك القرآن" فقال: بالله آمنت، وعلى يدك أسلمت، ومنك تعلمت. قال: فردَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم القول، فقال: يا رسول الله، وذكرت هناك؟ قال:"نعم، باسمك ونسبك في المَلأِ الأعلى" قال: فأقرأ إذاً يا رسولَ الله. وإسناده ضعيف.

وقوله: "إن الله أمرني أَن أَقرأَ عليك القرآنَ" سيأتي ضمن الرواية (21202) من طريق زر بن حبيش، عن أُبيِّ بن كعب.

وقد سلف الحديث دون ذكر الآية برقم (12403)، عن أنس بن مالك: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأُبيِّ بن كعب، فذكره.

وقوله: "هكذا قرأَها أُبيّ" يعني: قوله تعالى: {فَلْتَفْرَحُوا} بالتاء المثناة من فوق على أمر المخاطبين، وهي قراءة يعقوب الحضرمي في رواية رُوَيس اللؤلؤي، وقَرأَ الباقون:{فَلْيَفْرَحُوا} بالياء المثناة من تحت على أمر الغائبين، وقرأ أُبيُّ بن كعب أيضاً في تتمة الآية:{هُوَ خَيْرٌ مِمَّا تَجْمَعُونَ} بالتاء الفوقية على الخطاب، وبها قرأ ابن عامر الدمشقي وأبو جعفر المدني ورُوَيس اللؤلؤي، وقرأ الباقون:{يَجْمَعُونَ} بالياء التحتية على الغيبة. ورجح ابن جرير الطبري قراءة الياء التحتانية في الحرفين جميعاً. انظر "جامع البيان" 1/ 126، و"حجة القراءات" ص 424، و"النشر في القراءات العشر" 2/ 285.

ص: 73

وَقَدْ ذُكِرْتُ هُنَاكَ؟! قَالَ: " نَعَمْ ". قَالَ (1): فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا الْمُنْذِرِ، فَفَرِحْتَ بِذَلِكَ؟ قَالَ: وَمَا يَمْنَعُنِي وَاللهُ يَقُولُ: {قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْتَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا تَجْمَعُونَ} [يونس: 58] قَالَ مُؤَمَّلٌ: قُلْتُ لِسُفْيَانَ: هَذِهِ الْقِرَاءَةُ فِي الْحَدِيثِ؟ قَالَ: نَعَمْ (2).

(1) ليست في (م).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف من أجل مؤمل بن إسماعيل البصري، فهو ضعيف لسوء حفظه، لكنه قد توبع. سفيان: هو ابن سعيد الثوري الكوفي.

وأخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(749)، والضياء المقدسي في "المختارة"(1228) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. ورواية أبي نعيم مختصرة.

وأخرجه ابن أبي عاصم (1849) من طريق مؤمل بن إسماعيل، به.

وروايته مختصرة أيضاً.

وأخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد"(534) و (535)، وأبو داود (3980)، والطبري 11/ 126، والشاشي (1438)، والحاكم 3/ 304، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 251، وفي "معرفة الصحابة"(749) و (751) و (752)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(2594) من طرق عن سفيان الثوري، به. واقتصر أبو داود والطبري على ذكر القراءة في الآية، ولم يذكر الآية بتمامها سوى الطبري، ووقع عندهم جميعاً خلا أبي داود والطبري والشاشي:"فليفرحوا" بالياء التحتانية، وهو تصحيف.

وانظر ما قبله.

ص: 74

• 21138 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ حَدَّثَنِي أَبُو مُوسَى مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" لَا تَسُبُّوا الرِّيحَ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْهَا مَا تَكْرَهُونَ، فَقُولُوا: اللهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ هَذِهِ الرِّيحِ، وَمِنْ خَيْرِ مَا فِيهَا، وَمِنْ خَيْرِ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ هَذِهِ الرِّيحِ، وَمِنْ شَرِّ مَا فِيهَا، وَمِنْ شَرِّ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ "(1).

• 21139 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (2)، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْكُوفِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، لكن حبيب ابن أبي ثابت لم يسمعه من سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، بينهما ذر بن عبد الله المرهبي -وهو ثقة من رجال الشيخين- كما سيأتي في الرواية التالية، وصحح ذلك المزي في ترجمة سعيد بن عبد الرحمن من "التهذيب". وقد اختلف في رفع هذا الحديث ووقفه، كما سيأتي بيانه في الحديث التالي، وصوَّب النسائي وقفه فيما نقله الطحاوي عنه في "شرح المشكل" 2/ 381. الأعمش: هو سليمان بن مهران الكوفي.

وأخرجه الضياء في "المختارة"(1223) من طريق عبد الله بن أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(935) من طريق أبي عوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري، عن سليمان الأعمش، به.

ويشهد له حديث أبي هريرة السالف برقم (7413) بإسناد حسن، وانظر تتمة أحاديث الباب هناك.

(2)

زاد في (م) و (ق) و (ر): "حدثني أبي"، والمثبت من (ظ 5)، وهو =

ص: 75

فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ ذَرِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَسُبُّوا الرِّيحَ، فَإِنَّهَا مِنْ رَوْحِ اللهِ، وَسَلُوا اللهَ خَيْرَهَا، وَخَيْرَ مَا فِيهَا، وَخَيْرَ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ، وَتَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنْ شَرِّهَا، وَشَرِّ مَا فِيهَا، وَشَرِّ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ "(1).

= الصواب؛ فإنه من زوائد عبد الله بن أحمد على "مسند" أبيه.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف من أجل محمد بن يزيد العِجْلي الكوفي، لكنه قد توبع، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين. ابن فضيل: هو محمد بن فُضيل بن غَزْوان الضَّبِّي.

وأخرجه الضياء المقدسي في "المختارة"(1224) من طريق عبد الله بن أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه الترمذي (2252)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(934)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(918)، وابن السني في "اليوم والليلة"(298) من طرق عن محمد بن فضيل، به. وقال الترمذي: حسن صحيح. وسقط من إسناد مطبوع ابن السني: "ذر بن عبد الله".

وخالف محمدَ بن فضيل جريرُ بن عبد الحميد عن الأعمش، فوقفه على أُبيِّ بن كعب، أخرجه من طريقه النسائي (936)، والطحاوي بإثر الحديث (918)، والحاكم 2/ 272، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 463. ورواية النسائي والبيهقي مختصرة.

ورواه عن الأعمش مرفوعاً أسباط بن محمد وأبو عوانة كما عند الرواية السابقة.

ورواه شعبة عن حبيب بن أبي ثابت، فاختُلف عليه أيضاً:

فرواه عنه مسلم بن إبراهيم عند عبد بن حميد (167)، وسهل بن حمّاد =

ص: 76

• 21140 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ دَاوُدَ الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ ذَرٍّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: صَلَّى بِنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْفَجْرَ وَتَرَكَ آيَةً، فَجَاءَ أُبَيٌّ وَقَدْ فَاتَهُ بَعْضُ الصَّلَاةِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، نُسِخَتْ هَذِهِ الْآيَةُ أَوْ أُنْسِيتَهَا؟ قَالَ:" لَا، بَلْ أُنْسِيتُهَا "(1).

= عند النسائي (937)، ومن طريقه الضياء (1225)، فرفعاه.

وخالفهما محمد بن أبي عدي عند النسائي (938)، والطحاوي بإثر الحديث (918)، والنضر بن شميل عند النسائي أيضاً (939)، وعنه الطحاوي، فروياه عن شعبة موقوفاً على أُبيِّ ونقل الطحاوي عن النسائي تصويبه. وسقط من المطبوع في رواية النسائي (938): حبيب بن أبي ثابت.

وقوله صلى الله عليه وسلم: "فإنها من رَوْح الله" بفتح الراء: بمعنى الفَرَج والرحمة بعباده.

(1)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يحيى بن داود الواسطي، فقد روى له ابن ماجه، وهو ثقة. سفيان: هو الثوري، وذر: هو ابن عبد الله المرهبي.

وأخرجه ابن خزيمة (1647) عن محمد بن المثنى ومحمد بن بشار، عن يحيى بن سعيد القطان، عن سفيان، بهذا الإسناد. لكن لم يذكر ذر بن عبد الله في إسناد ابن المثنى، وفي روايته أن أُبيّاً قال للنبيِّ صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله نُسِّيتَ آية كذا وكذا أو نَسيتَها؟ قال: "لا، بل نَسِيتُها".

قلنا: وقد روى الإمام أحمد هذا الحديث عن يحيى بن سعيد القطان، عن سفيان، به. لكن جعله من مسند عبد الرحمن بن أَبزى، وقد سلف برقم (15365).

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(6408)، والدارقطني 1/ 400 من طريق الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، عن أُبيِّ بن كعب.

وانظر ما سيأتي في مسند أُبيٍّ برقم (21281).

وفي الباب عن المسور بن يزيد، من زوائد عبد الله بن أحمد سلف برقم =

ص: 77

• 21141 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ (1)، حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ الْأَبَّارُ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ طَلْحَةَ وَزُبَيْدٍ، عَنْ ذَرٍّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُوتِرُ بِـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} ، وَ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} ، وَ {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} (2).

= (16692).

وعن عبد الله بن عمر عند أبي داود (907)، وابن حبان (2242)، وانظر تعليقنا عليه هناك.

وعن أنس بن مالك عند الحاكم 1/ 276، والبيهقي 3/ 212.

وعن ابن عباس عند البزار (479 - كشف الأستار).

(1)

تحرف في (م) إلى: "أبي شيبان".

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي حفص الأَبَّار -واسمه عمر بن عبد الرحمن بن قيس-، فقد روى له البخاري في "خلق أفعال العباد" وأبو داود والنسائي وابن ماجه، وهو ثقة. الأعمش: هو سليمان ابن مِهران الأَسدي الكوفي، وطلحة: هو ابن مُصَرِّف اليامي، وزبيد: هو ابن الحارث اليامي، وذر: هو ابن عبد الله المُرْهِبي.

وأخرجه الضياء المقدسي في "المختارة"(1215) من طريق عبد الله بن أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (1423)، وابن ماجه (1171)، والضياء المقدسي في "المختارة"(1216) من طريق عثمان بن أبي شيبة، به. وليس في إسناد أبي داود: ذر بن عبد الله؛ فإنه قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا أبو حفص الأَبَّار (ح) وحدثنا إبراهيم بن موسى، أَخبرنا محمد بن أنس -وهذا لفظه-، عن الأعمش، عن طلحة وزبيد، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، به ويغلب على ظننا أن أبا داود يريد بقوله:"وهذا لفظه": أي لفظ إسناد محمد بن أنس =

ص: 78

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= ومتنه، لا إسناد أبي حفص الأَبَّار، وقد أَسقط منه محمد بن أنس: ذر ابن عبد الله المرهبي، وكذلك هو عند الحاكم 2/ 257 من طريق محمد بن أنس، وأما أبو حفص الأَبَّار، فقد ذكر فيه ذرَّ بن عبد الله، كذلك هو عند جميع من أخرجه من طريقه.

وأخرجه ابن حبان (2436)، والضياء المقدسي (1219) من طريق يحيى ابن معين، عن أبي حفص عمر بن عبد الرحمن الأَبار، به.

وأخرجه عبد بن حميد (176)، والنسائي 3/ 244، والشاشي (1433)، والطبراني في "الأوسط"(1687)، والدارقطني 2/ 31، والبيهقي 3/ 38 من طريق أبي جعفر الرازي، عن سليمان بن مهران الأَعمش، به.

وأخرجه أبو داود (1423)، والشاشي (1436)، والحاكم 2/ 257 من طريق محمد بن أنس، عن سليمان بن مهران الأَعمش، به. وليس في إسناده عند أبي داود والحاكم: ذر بن عبد الله المرهبي، ولم يسق الشاشي سنده، فوقف عند الأعمش، وأحال على إسناد سابق فيه ذر بن عبد الله، لكن ليس فيه زبيد بن الحارث متابع طلحة بن مصرف.

وسيأتي برقم (21142) من طريق طلحة، وبرقم (21143) من طريق زبيد كلاهما عن ذر عن سعيد بن عبد الرحمن.

وأخرجه محمد بن نصر المروزي في "الوتر- مختصره"(48)، والنسائي في "المجتبى" 3/ 235 و 235 - 236، وفي "عمل اليوم والليلة"(740)، والطبراني في "الأوسط"(8111)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(706)، والدارقطني 2/ 31، والبيهقي 3/ 39 من طريق قتادة بن دعامة، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أَبزى، به. وزاد النسائي في الموضع الثاني من "المجتبى"، وفي "عمل اليوم والليلة"، وعنه ابن السني: عزرة بن عبد الرحمن بين قتادة وسعيد ابن عبد الرحمن، وقال الدارقطني والبيهقي: ربما قال قتادة: عن عزرة بن عبد الرحمن، عن سعيد بن عبد الرحمن. وفي متن الحديث عند بعضهم زيادة.

وقد سلف في مسند عبد الرحمن بن أَبزى، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم برقم (15353). =

ص: 79

• 21142 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدَةَ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ طَلْحَةَ الْإِيَامِيِّ، عَنْ ذَرٍّ، عَنْ ابْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِي الْوَتْرِ بِـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} ، وَ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} ، وَ {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} ، فَإِذَا سَلَّمَ، قَالَ:" سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ " ثَلَاثَ مَرَّاتٍ (1).

• 21143 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْبَزَّازُ، حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ الضَّرِيرُ الْبَصْرِيُّ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ زُبَيْدٍ، عَنْ ذَرٍّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، مِثْلَهُ (2).

= وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2720).

وعن عائشة، سيأتي 6/ 227.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن أبي عبيدة، وأبيه -وهو عبد الملك بن معن بن عبد الرحمن المسعودي- فمن رجال مسلم.

وأخرجه الضياء المقدسي في "المختارة"(1220) من طريق عبد الله بن أحمد، بهذا الإسناد.

وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 2/ 300 و 10/ 387 و 14/ 263. وروايته في الموضع الثاني مختصرة بالذكر بعد الصلاة.

وأخرجه أبو داود (1430)، والنسائي في "المجتبى" 3/ 244، وفي "عمل اليوم والليلة"(729)، وابن الجارود (271)، والشاشي (1435)، وابن حبان (2450)، والبيهقي 3/ 41 - 42 من طرق عن محمد بن أبي عبيدة، به. ورواية أبي داود والبيهقي مختصرة بالذكر بعد الصلاة، ولم يقولا: ثلاث مرات.

وانظر ما قبله.

(2)

إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي عمر الضرير =

ص: 80

• 21144 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ يَحْيَى بْنِ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَلَمَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنَا إِذَا أَصْبَحْنَا: " أَصْبَحْنَا عَلَى فِطْرَةِ الْإِسْلَامِ وَكَلِمَةِ الْإِخْلَاصِ، وَسُنَّةِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، وَمِلَّةِ أَبِينَا إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا مُسْلِمًا، وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ " وَإِذَا أَمْسَيْنَا مِثْلَ ذَلِكَ (1).

= البصري -واسمه حفص بن عمر- فقد روى له أبو داود، وهو صدوق حسن الحديث.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 3/ 235، وفي "عمل اليوم والليلة"(734)، والضياء المقدسي في "المختارة"(1217) و (1221) من طريق سفيان الثوري، والشاشي (1432)، والبيهقي 3/ 40 - 41 من طريق مِسعر بن كِدَام، والدارقطني 2/ 31، والبيهقي 3/ 40 من طريق فِطْر بن خليفة، كلهم عن زبيد ابن الحارث اليامي، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، بهذا الإسناد. ولم يذكروا فيه ذَرَّ بن عبد الله المُرْهِبي، وزبيدُ بن الحارث يروي أيضاً عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى دون واسطة. وفي حديثهم جميعاً زيادة.

وانظر (21141).

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف جداً، إبراهيم بن إسماعيل ضعيف، وأبوه وجده متروكان. وقد سلف بإسناد صحيح على شرط الشيخين من حديث عبد الرحمن بن أَبزى في "مسنده" برقم (15360).

وأخرجه الطبراني في "الدعاء"(293) من طريق محمد بن عبد الواهب الحارثي، ويحيى بن عبد الحميد الحماني -فرَّقهما- قالا: حدثنا يحيى بن سلمة ابن كهيل، عن أبيه، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أَبزى، عن أَبيه، بهذا الإسناد.

ص: 81

21145 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي الْهُذَيْلِ، سَمِعَ ابْنَ أَبْزَى، سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ خَبَّابٍ، سَمِعَ أُبَيًّا يُحَدِّثُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَكَرَ الدَّجَّالَ، فَقَالَ:" إِحْدَى عَيْنَيْهِ، كَأَنَّهَا زُجَاجَةٌ خَضْرَاءُ، وَتَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ "(1).

(1) إسناده صحيح. سليمان بن داود: هو أبو داود الطيالسي البصري، وشعبة: هو ابن الحجاج العَتكي البصري، وحبيب بن الزُّبير: هو ابن مُشْكان الأصبهاني، وابن أَبزى: هو عبد الرحمن بن أَبزى الخُزَاعي، وعبد الله بن خَبَّاب: هو ابن الأَرَتِّ المدني.

وهو في "مسند الطيالسي"(544)، ومن طريقه أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" تعليقاً 2/ 39، والشاشي (1451)، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان"(55)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" 4/ 263، وفي "تاريخ أصبهان" 1/ 294 - 295، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر"(205)، والضياء المقدسي في "المختارة" (1203). وليس عند البخاري قوله:"تعوذوا من عذاب القبر"، ولم يقل البيهقي في روايته:"إحدى عينيه كأَنها زجاجة خضراء".

وأخرجه الشاشي (1453)، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 1/ 294 - 295 من طريق حجاج بن نصير، وابن حبان (6795) من طريق معاذ بن معاذ العنبري، كلاهما عن شعبة بن الحجاج، به.

وسيأتي الحديث برقم (21146) و (21147).

وفي باب التعوذ من عذاب القبر عن ابن عباس، سلف برقم (2168).

وعن أبي هريرة، سلف برقم (7237).

وعن أنس بن مالك، سلف أيضاً برقم (13447).

وعن زيد بن ثابت، سيأتي برقم (21658).

وعن عائشة، سيأتي أيضاً 6/ 88 - 89.

ص: 82

21146 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَرَوْحٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي الْهُذَيْلِ - قَالَ رَوْحٌ: الْعَنْزِيُّ - يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ - وَقَالَ رَوْحٌ فِي حَدِيثِهِ: إِنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ خَبَّابٍ حَدَّثَهُ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ - عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ ذَكَرَ الدَّجَّالَ عِنْدَهُ، فَقَالَ:" عَيْنُهُ خَضْرَاءُ كَالزُّجَاجَةِ، فَتَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ "(1).

21147 -

حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الدَّجَّالِ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ (2).

(1) إسناده صحيح. محمد بن جعفر: هو الهُذَلي البصري المعروف بغُنْدر، ورَوْح: هو ابن عُبادة القَيْسي البصري.

وأخرجه الضياء المقدسي في "المختارة"(1205) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه. بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان"(55) من طريق أبي موسى محمد بن المثنى، عن محمد بن جعفر وحده، به.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 5/ 78 - 79، والشاشي (1452)، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر"(205)، والضياء المقدسي مفرقاً (1202) و (1204) من طريق روح بن عبادة وحده، به. وليس في رواية البخاري قوله:"تعوذوا من عذاب القبر"، ولم يقل البيهقي في روايته:"عينه خضراء كالزجاجة".

وانظر ما قبله.

(2)

إسناده صحيح كسابقه. =

ص: 83

• 21148 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا خَلَّادُ بْنُ أَسْلَمَ، حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الزُّبَيْرِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي الْهُذَيْلِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، مِثْلَهُ (1). وَلَمْ يُذْكَرْ خَلَّادٌ فِي حَدِيثِهِ (2) عَبْدِ اللهِ بْنِ خَبَّابٍ (3).

‌حَدِيثُ سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدٍ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ

21149 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: قَرَأْتُ آيَةً، وَقَرَأَ ابْنُ مَسْعُودٍ خِلَافَهَا، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: أَلَمْ تُقْرِئْنِي آيَةَ كَذَا وَكَذَا؟ قَالَ: " بَلَى " فَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: أَلَمْ تُقْرِئْنِيهَا كَذَا وَكَذَا؟ فَقَالَ: " بَلَى، كِلَاكُمَا مُحْسِنٌ مُجْمِلٌ " قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ، فَضَرَبَ صَدْرِي، فَقَالَ: " يَا أُبَيُّ بْنَ كَعْبٍ، إِنِّي أُقْرِئْتُ الْقُرْآنَ، فَقُلْتُ: عَلَى حَرْفَيْنِ، فَقَالَ: عَلَى

= وأخرجه أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 1/ 247 من طريق هارون بن سليمان، عن وهب بن جرير، بهذا الإسناد.

وانظر (21145).

(1)

لفظة "مثله" سقطت من (م).

(2)

تحرفت في (م) إلى: "حديث".

(3)

إسناده صحيح كسابقه. وإسقاط الواسطة بين عبد الرحمن بن أَبزى وأُبيِّ بن كعب من إسناده لا يضر، فإن عبد الرحمن بن أَبزى صحابي صغير، وله رواية عن أُبيِّ بن كعب.

وانظر (21145).

ص: 84

حَرْفَيْنِ، أَوْ ثَلَاثَةٍ؟ فَقَالَ الْمَلَكُ الَّذِي مَعِي: عَلَى ثَلَاثَةٍ، فَقُلْتُ: عَلَى ثَلَاثَةٍ، حَتَّى بَلَغَ سَبْعَةَ أَحْرُفٍ، لَيْسَ مِنْهَا إِلَّا شَافٍ كَافٍ، إِنْ قُلْتَ: غَفُورًا رَحِيمًا، أَوْ قُلْتَ: سَمِيعًا عَلِيمًا، أَوْ عَلِيمًا سَمِيعًا، فَاللهُ كَذَلِكَ، مَا لَمْ تَخْتِمْ آيَةَ عَذَابٍ بِرَحْمَةٍ، أَوْ آيَةَ رَحْمَةٍ بِعَذَابٍ " (1).

21150 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدٍ الْخُزَاعِيِّ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: قَرَأْتُ آيَةً، وَقَرَأَ ابْنُ مَسْعُودٍ خِلَافَهَا، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (2).

• 21151 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ الْقَيْسِيُّ، حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدٍ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. همام: هو ابن يحيى العَوْذي، وقتادة: هو ابن دِعامة السَّدُوسي البصري.

وأخرجه الضياء في "المختارة"(1173) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (1477)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3112)، والبيهقي 2/ 384 من طرق عن همام بن يحيى، به. ورواية أبي داود أخصر مما هنا.

وسيأتي الحديث بالأرقام (21150) و (21151) و (21152) و (21153).

وانظر ما سلف برقم (21091).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، بهز: هو ابن أَسَد العَمِّي البصري.

وانظر ما قبله.

ص: 85

عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: قَرَأْتُ آيَةً، وَقَرَأَ ابْنُ مَسْعُودٍ خِلَافَهَا، وَقَرَأَ رَجُلٌ آخَرُ خِلَافَهَا، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1).

• 21152 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سُقَيْرٍ الْعَبْدِيِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا يَقْرَأُ، فَقُلْتُ: مَنْ أَقْرَأَكَ؟ قَالَ: رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: انْطَلِقْ إِلَيْهِ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: اسْتَقْرِئْ هَذَا، فَقَالَ:" اقْرَأْ "(2) فَقَرَأَ، فَقَالَ:" أَحْسَنْتَ " فَقُلْتُ لَهُ: أَوَلَمْ تُقْرِئْنِي كَذَا وَكَذَا؟ قَالَ: " بَلَى، وَأَنْتَ قَدْ أَحْسَنْتَ " فَقُلْتُ بِيَدَيَّ: قَدْ أَحْسَنْتَ! مَرَّتَيْنِ، قَالَ: فَضَرَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ فِي صَدْرِي، ثُمَّ قَالَ:" اللهُمَّ أَذْهِبْ عَنْ أُبَيٍّ الشَّكَّ " فَفِضْتُ عَرَقًا، وَامْتَلَأَ جَوْفِي فَرَقًا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَا أُبَيُّ، إِنَّ مَلَكَيْنِ أَتَيَانِي، فَقَالَ أَحَدُهُمَا: اقْرَأْ عَلَى حَرْفٍ، فَقَالَ الْآخَرُ: زِدْهُ، فَقُلْتُ: زِدْنِي، قَالَ: اقْرَأْ عَلَى حَرْفَيْنِ، فَقَالَ الْآخَرُ: زِدْهُ، فَقُلْتُ: زِدْنِي، قَالَ: اقْرَأْ عَلَى ثَلَاثَةٍ، فَقَالَ الْآخَرُ: زِدْهُ، فَقُلْتُ: زِدْنِي، قَالَ: اقْرَأْ عَلَى أَرْبَعَةِ أَحْرُفٍ، قَالَ الْآخَرُ: زِدْهُ، قُلْتُ: زِدْنِي، قَالَ: اقْرَأْ عَلَى خَمْسَةِ أَحْرُفٍ، قَالَ الْآخَرُ: زِدْهُ، قُلْتُ: زِدْنِي، قَالَ: اقْرَأْ عَلَى سِتَّةٍ، قَالَ الْآخَرُ: زِدْهُ، قَالَ: اقْرَأْ عَلَى

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وانظر (21149).

(2)

كذا في (م)، وفي (ظ) و (ر):"اقره"، وفي (ق):"اقرأه".

ص: 86

سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، فَالْقُرْآنُ أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ " (1).

• 21153 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْوَرَكَانِيُّ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" أَتَانِي مَلَكَانِ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِلْآخَرِ: أَقْرِئْهُ، قَالَ: عَلَى كَمْ؟ قَالَ: حَرْفٍ، قَالَ: زِدْهُ " قَالَ: " حَتَّى بَلَغَ سَبْعَةَ أَحْرُفٍ "(2).

(1) صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة سُقَير العَبْدي، فإنه لم يرو عنه غير أبي إسحاق السَّبيعي، ولم يوثقه غير ابن حبان. أبو بكر بن أبي شيبة: اسمه عبد الله بن محمد بن إبراهيم الكوفي، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي الكوفي، وأبو إسحاق: اسمه عمرو بن عبد الله السبيعي.

وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" ص 336 - 337 عن حجاج بن محمد الأعور، والطبري في مقدمة "تفسيره" 1/ 15 من طريق يحيى بن آدم، كلاهما عن إسرائيل بن يونس، بهذا الإسناد. وقال الطبري: عن فلان العبدي، ذهب عني اسمه.

وانظر (21149).

(2)

صحيح، وهذا إسناد ضعيف من أجل شريك -وهو ابن عبد الله النخعي القاضي- فهو سيئُ الحفظ، لكنه قد توبع.

وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" ص 336، وأحمد بن منيع كما في "إتحاف الخيرة"(7951)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(670) و (671)، والضياء في "المختارة"(1176) من طريق العوام بن حوشب، عن أبي إسحاق السبيعي، بهذا الإسناد، ورواية أبي عبيد والنسائي أطول مما هنا.

وأخرجه الطبري في مقدمة "تفسيره" 1/ 14، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3114) من طريق إسماعيل بن موسى ابن بنت السُّدِّي، عن شريك بن عبد الله النخعي، عن أبي إسحاق السبيعي، عن سليمان بن صرد مرسلاً. =

ص: 87

‌حَدِيثُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ

21154 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بَنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ ابْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِنَّ مِنَ الشِّعْرِ حِكْمَةً "(1).

= وأخرجه أحمد بن منيع كما في "إتحاف الخيرة"(7952) من طريق العوام ابن حوشب، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3115)، والطبراني في "الأوسط"(1189) من طريق زيد بن أبي أنيسة، كلاهما عن أبي إسحاق السبيعي، عن سليمان بن صرد، مرسلاً. وانظر (21149).

(1)

إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير مروان بن الحكم وابن الأسود بن عبد يغوث -وهو عبد الرحمن- فمن رجال البخاري. وإبراهيم بن سعد: هو ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 297، والشاشي في "مسنده"(1512) من طريقين عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وقرن الشاشي بيزيد بن هارون سليمان بن داود الهاشمي. وقال يزيد بن هارون، عن إبراهيم بن سعد، عن الزهري:"عبد الله بن الأسود بن عبد يغوث" وكذا قاله غير واحد عن إبراهيم ابن سعد، وهو معدود من أوهامه كما قال الحافظ المزي في "تحفة الأشراف" 1/ 31، وإنما هو عبد الرحمن بن الأسود كما هي رواية العامة عن الزهري.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1858) عن يعقوب بن حميد، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 297 من طريق إبراهيم بن أبي الوزير، كلاهما عن إبراهيم بن سعد، به. وقالا فيه:"عبد الله بن الأسود" أيضاً. =

ص: 88

21155 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ وَأَبُو كَامِلٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ - قَالَ أَبُو كَامِلٍ فِي حَدِيثِهِ: حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ - عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِنَّ مِنَ الشِّعْرِ حِكْمَةً ".

قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: هَكَذَا يَقُولُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ فِي حَدِيثِهِ: عَبْدِ اللهِ بْنِ الْأَسْوَدِ، وَإِنَّمَا هُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْأَسْوَدِ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ (1). كَذَا يَقُولُ غَيْرُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ (2).

• 21156 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي مَنْصُورُ بْنُ بَشِيرٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ مَرْوَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ

= وقد سلف الحديث في مسند المكيين برقم (15786) عن أبي اليمان، عن شعيب، عن الزهري.

وسيأتي من طرق عن إبراهيم بن سعد، عن الزهري بالأرقام (21155) و (21156) و (21165).

وسيأتي أيضاً من طرق عن الزهري بالأرقام (21158) و (21159) و (21160) و (21161) و (21162) و (21163).

وسيأتي من طريقين عن معمر، عن الزهري برقم (21157) و (21158)، وفيهما "عروة بن الزبير" بدل "أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث".

وسيأتي من طريق الوليد بن محمد الموقري، عن الزهري برقم (21164)، ولم يذكر فيه:"مروان بن الحكم".

(1)

قوله: "عن أُبيِّ بن كعب" ليس في (ظ 5)، وأثبتناه من (م) وسائر الأصول.

(2)

إسناده صحيح على شرط البخاري من جهة عبد الرحمن بن مهدي، وصحيح من جهة أبي كامل: وهو مُظَفَّر بن مُدْرِك الخُراساني.

وانظر ما قبله.

ص: 89

عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِنَّ مِنَ الشِّعْرِ حِكْمَةً "(1).

21157 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ.

قَالَ أَبِي: وَوَافَقَهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ، يَعْنِي: اتَّفَقَا عَلَى عُرْوَةَ، وَلَمْ يَقُولَا: أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (2).

21158 -

حَدَّثَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنْ

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. منصور بن بشير: هو ابن أبي مزاحم التركي البغدادي الكاتب.

وأخرجه المزي في ترجمة عبد الرحمن ابن الأسود بن عبد يغوث من "التهذيب" 16/ 528 من طريق عبد الله بن أحمد، بهذا الإسناد. وانظر (21154).

(2)

صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه على معمر، فقال عبد الرزاق كما في هذه الرواية، وعبد الله بن المبارك كما في الرواية التالية: عن الزهري، عن عروة ابن الزبير، وقال رباح بن زيد الصنعاني، وهشام بن يوسف الصنعاني كما في الرواية (21159) وتخريجها: عن الزهري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، وهي رواية العامة عن الزهري، وأشار إلى ترجيح هذه الرواية ابن حجر في "النكت الظراف" 1/ 32، فقال: ذكر عبد الرزاق أن رباح بن زيد قال: أخرج معمر كتابه، فإذا فيه:"عن أبي بكر بن عبد الرحمن" لا "عروة" وكأن معمراً حدَّث به مِن حفظه، فأبدل، وكتابه أتقن. وعلى كلا الحالين فالحديث صحيح، وإسناده على شرط البخاري.

وهو في "مصنف عبد الرزاق"(20499).

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 691 عن ابن عيينة، عن الزهري، عن عروة بن الزبير مرسلاً. وانظر (21154).

ص: 90

الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَخْبَرَنَا مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (1) بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ مِنَ الشِّعْرِ حِكْمَةً ".

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ: وَحَدَّثَنِي مَعْمَرٌ، مِثْلَهُ سَوَاءً، غَيْرَ أَنَّهُ جَعَلَ مَكَانَ أَبِي بَكْرٍ: عُرْوَةَ (2).

21159 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا رَبَاحٌ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِنَّ مِنَ الشِّعْرِ حِكْمَةً ".

(1) وقع في (م) والأصول الخطية: "عبد الله" والمثبت من "أطراف المسند" 1/ 217، و"إتحاف المهرة" 1/ 239 - 240، ويؤيده رواية عبد الله بن أحمد الآتية برقم (21160) عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن عبد الله بن المبارك، فإنه قال فيه:"عبد الرحمن بن الأسود"، وكذا وقع في المصادر التي خرجته من طريق أبي بكر بن أبي شيبة، عن عبد الله بن المبارك، ورواه أيضاً الليث بن سعد وعبد الله ابن وهب، عن يونس بن يزيد الأَيْلي، عن الزهري، فقالا:"عبد الرحمن بن الأسود" كما سيأتي تخريجه.

(2)

هذا الحديث له إسنادان: أما الأول، فصحيح رجاله ثقات رجال الصحيح غير عتاب بن زياد -وهو الخراساني- فقد روى له ابن ماجه، وهو ثقة. وأما الإسناد الثاني، فقد سلف الكلام عليه عند الرواية السابقة.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 4/ 297 من طريق عبد الله بن وهب، وتمام في "فوائده"(1144) من طريق الليث بن سعد، كلاهما عن يونس بن يزيد الأيلي، بهذا الإسناد.

وسيأتي الحديث من طريق عبد الله بن المبارك، عن يونس بن يزيد برقم (21160). وانظر (21154).

ص: 91

وَخَالَفَ رَبَاحٌ رِوَايَةَ ابْنِ الْمُبَارَكِ وَعَبْدِ الرَّزَّاقِ؛ لِأَنَّهُمَا قَالَا: عَنْ عُرْوَةَ. قَالَ رَبَاحٌ: عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (1).

• 21160 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو مُكْرَمٍ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَرْوَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ أُبَيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، مِثْلَهُ (2).

(1) صحيح، وهذا إسناد سلف الكلام عليه عند الرواية (21157). إبراهيم ابن خالد: هو الصنعاني المؤذن، ورباح: هو ابن زيد الصنعاني، ومعمر: هو ابن راشد الأَزدي مولاهم.

وأخرجه الواحدي في "الوسيط" 3/ 366 من طريق هشام بن يوسف الصنعاني، عن معمر بن راشد، بهذا الإسناد.

وانظر (21154).

(2)

إسناده صحيح على شرط البخاري من جهة ابن أبي شيبة، رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي مكرم- وهو عقبة بن مكرم بن عقبة بن مكرم الكوفي، فهو صدوق حسن الحديث.

يونس: هو ابن يزيد الأَيْلي.

وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 8/ 291، ومن طريقه أخرجه أبو داود (5010)، وابن ماجه (3755)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1854)، وعبد الغني المقدسي في "أحاديث الشعر"(12).

ووقع في المطبوع من "سنن ابن ماجه" زيادة: حدثنا أبو أسامة، بين أبي بكر بن أبي شيبة وعبد الله بن المبارك، والصواب حذفها كما في "تحفة الأشراف" 1/ 31.

وانظر (21154).

ص: 92

21161 -

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَرْوَانَ (1)، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، مِثْلَهُ (2).

21162 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي زِيَادٌ - يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ - أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ أَخْبَرَهُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، أَنَّ أُبَيًّا أَخْبَرَهُ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، مِثْلَهُ (3).

(1) قوله: "عن مروان" سقط من (م) و (ق)، وأثبتناه من (ر)، ولم يذكر الحديث برمَّته في (ظ 5)، ولا في "أطراف المسند" 1/ 217 و"إتحاف المهرة" 1/ 239 - 240، وإثبات مروان بن الحكم في الإسناد هو الصواب؛ فقد سلف الحديث من رواية يونس بن يزيد الأَيْلي، عن الزُّهْري برقم (21158) و (21160) بإثباته على الصواب.

(2)

إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير مروان بن الحكم وعبد الرحمن بن الأسود، فمن رجال البخاري. عثمان بن عمر: هو ابن فارس العَبْدي البصري.

وانظر (21154).

(3)

إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير مروان وعبد الرحمن بن الأَسود، فمن رجال البخاري. رَوْح: هو ابن عُبادة القَيسي البصري، وابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز المكي.

وأخرجه الشاشي (1511) عن عباس الدوري، عن روح بن عبادة، بهذا الإسناد.

وأخرجه الدارمي (2704)، والبخاري في "الأدب المفرد"(864)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1855) من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد، عن ابن جريج، به. وقد سقط من إسناد مطبوع "الأدب المفرد":"مروان بن الحكم". =

ص: 93

• 21163 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي عَمْرٌو النَّاقِدُ، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَبِي مَنِيعٍ الرُّصَافِيُّ، حَدَّثَنَا جَدِّي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْأَسْوَدِ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ أَخْبَرَهُ، أَنَّ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، أَخْبَرَهُ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، مِثْلَهُ (1).

• 21164 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُوقَرِيُّ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْأَسْوَدِ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ

فَذَكَرَهُ. وَلَمْ يَذْكُرْ فِيهِ مَرْوَانَ (2).

• 21165 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: وحَدَّثَنِي أَبُو مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (3).

= وانظر (21154).

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عبيد الله بن أبي زياد الرُّصافي، فهو صدوق، وقد توبع، وباقي رجاله ثقات.

وانظر (21154).

(2)

متن الحديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف جداً، فيه الوليد بن محمد المُوقَّري، وهو متروك، وسويد بن سعيد الهَرَوي ثم الحَدَثاني، وهو ضعيف.

وانظر (21154).

(3)

إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير مروان بن الحكم وعبد الرحمن بن الأسود، فمن رجال البخاري. أبو معمر: هو إسماعيل بن إبراهيم الهُذَلي القَطِيعي.

وأخرجه المزي في ترجمة عبد الرحمن بن الأسود من "تهذيب الكمال" 16/ 528 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. =

ص: 94

قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: هَكَذَا حَدَّثَنَاهُ أَبُو مَعْمَرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، وَقَالَ فِيهِ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْأَسْوَدِ، وَخَالَفَ أَبُو مَعْمَرٍ رِوَايَةَ مَنْ رَوَاهُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ؛ لِأَنَّهُ رَوَاهُ عَدَدٌ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، وَقَالُوا فِيهِ: عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْأَسْوَدِ (1).

‌حَدِيثُ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ

21166 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ. وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، حَدَّثَنِي سُوَيْدُ بْنُ غَفَلَةَ، قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ زَيْدِ بْنِ صُوحَانَ وَسَلْمَانَ بْنِ رَبِيعَةَ، حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالْعُذَيْبِ، الْتَقَطْتُ سَوْطًا، فَقَالَا لِي: أَلْقِهِ، فَأَبَيْتُ، فَلَمَّا قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ لَقِيتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: الْتَقَطْتُ مِئَةَ دِينَارٍ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ:" عَرِّفْهَا سَنَةً " فَعَرَّفْتُهَا سَنَةً، فَلَمْ أَجِدْ أَحَدًا يَعْرِفُهَا. قَالَ: فَقَالَ: " اعْرِفْ عَدَدَهَا وَوِعَاءَهَا وَوِكَاءَهَا، ثُمَّ عَرِّفْهَا سَنَةً، فَإِنْ جَاءَ صَاحِبُهَا، وَإِلَّا فَهِيَ

= وأخرجه الطيالسي (556)، و"الشافعي" 2/ 188، ومن طريقه البيهقي 10/ 237 عن إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، عن مروان بن الحكم، عن عبد الرحمن بن الأسود مرسلاً. وقد وقع في المطبوع من "مسند الشافعي":"أَخبرنا إبراهيم بن سعد، عن إبراهيم بن شهاب"! وهو تحريف.

وانظر (21154).

(1)

لم ينفرد أبو معمر بذلك، فقد تابعه عليه أبو داود الطيالسي كما سلف في تخريج الحديث، وأبو عمر الحوضي وعبد العزيز بن أبي سلمة العمري أيضاً كما ذكر الحافظ المزي في "تحفة الأشراف" 1/ 31.

ص: 95

كَسَبِيلِ مَالِكَ " وَهَذَا لَفْظُ وَكِيعٍ.

وَقَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ فِي حَدِيثِهِ: فَقَالَ: " عَرِّفْهَا " فَعَرَّفْتُهَا حَوْلًا، ثُمَّ أَتَيْتُهُ، فَقَالَ:" عَرِّفْهَا " فَعَرَّفْتُهَا حَوْلًا، ثُمَّ أَتَيْتُهُ، فَقَالَ:" عَرِّفْهَا " فَعَرَّفْتُهَا حَوْلًا، ثُمَّ أَتَيْتُهُ، فَقَالَ:" اعْلَمْ عِدَّتَهَا وَوِعَاءَهَا وَوِكَاءَهَا، فَإِنْ جَاءَ أَحَدٌ يُخْبِرُكَ بِعِدَّتِهَا وَوِعَائِهَا وَوِكَائِهَا، فَأَعْطِهَا إِيَّاهُ، وَإِلَّا فَاسْتَمْتِعْ بِهَا "(1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، لكن تعريف اللقطة فيه ثلاثةَ أحوال، مما أخطأ فيه سلمة بن كهيل، كما سيأتي بيانه في الحديث التالي. سفيان: هو الثوري.

وأخرجه ابن أبي شيبة 6/ 454 - 455 و 14/ 191 - 192، ومن طريقه مسلم (1723)(10)، والبيهقي 6/ 186، وأخرجه ابن ماجه (2506)، والشاشي (1466) من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (1723)(10)، والترمذي (1374)، والنسائي في "الكبرى"(5825)، وابن حبان (4892) من طرق عن عبد الله بن نمير، به. وقرن الترمذي بعبد الله بن نمير يزيدَ بن هارون.

وأخرجه عبد الرزاق (18615)، وعبد بن حميد (162)، والترمذي (1374)، وابن الجارود (668)، وأبو عوانة (6425) و (6426) و (6427) و (6428)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 137، وفي "شرح مشكل الآثار"(4699)، والشاشي (1461)، والبيهقي 6/ 192 و 197 من طرق عن سفيان بن سعيد الثوري، به. ووقع عند الشاشي والطحاوي قوله:"عرفها حولاً" مرة واحدة.

وأخرجه مسلم (1723)(10)، والنسائي في "الكبرى"(5820)، وأبو عوانة (6429) و (6430)، والطبراني في "الأوسط"(2064) و (4894) و (4961) و (7791) من طرق عن سلمة بن كهيل، به. ووقع عند النسائي والطبراني في =

ص: 96

* 21167 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سُوَيْدَ بْنَ غَفَلَةَ.

وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ (1)، حَدَّثَنِي سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سُوَيْدَ بْنَ غَفَلَةَ، قَالَ: غَزَوْتُ مَعَ زَيْدِ بْنِ صُوحَانَ وَسَلْمَانَ بْنِ رَبِيعَةَ، فَوَجَدْتُ سَوْطًا،

= الموضع الأخير: "فقال: عرفها عاماً" فعرفتها، فلم تعرف، مرتين أو ثلاثاً. وقال الطبراني في الموضع الأول:"أصبت دينارين" بدل "مئة دينار". وقال: "عرفها حولاً" مرة واحدة.

وسيأتي الحديث من طريق شعبة برقم (21167)، ومن طريق سليمان الأعمش برقم (21168)، ومن طريق محمد بن جحادة برقم (21169)، ومن طريق حماد بن سلمة برقم (21170)، أربعهم عن سلمة بن كهيل.

وسيأتي أيضاً من طريق عمارة بن غزية، عن سلمة بن كهيل، عن صعصعة ابن صوحان، عن أُبيِّ بن كعب برقم (21284).

وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، سلف في مسنده برقم (6683).

وعن زيد بن خالد الجهني، سلف أيضاً برقم (17037).

وقوله: "بالعُذَيْب" بضم أوله، تصغير العَذْب: واد بظاهر الكوفة بين القادسية والمغيثة، وقيل هو واد لبني تميم، والعذيب من منازل حاج الكوفة. "معجم البلدان" 4/ 92، و"معجم ما استعجم" 2/ 927، و"الروض المعطار" ص 409.

"وِعاءَها" بكسر الواو: الذي فيه النقود والدراهم، من جلد كان، أو من غيره.

"وِكاءها" بكسر الواو أيضاً: هو الخيط الذي يشد به الوِعاء.

(1)

وقع في (م): حدثنا يحيى بن سعيد، عن سعيد، عن شعبة، وهو خطأ صوبناه من (ظ 5) و (ر).

ص: 97

فَأَخَذْتُهُ، فَقَالَا لِي: اطْرَحْهُ، فَقُلْتُ: لَا، وَلَكِنْ أُعَرِّفُهُ، فَإِنْ وَجَدْتُ مَنْ يَعْرِفُهُ، وَإِلَّا اسْتَمْتَعْتُ بِهِ، فَأَبَيَا عَلَيَّ، وَأَبَيْتُ عَلَيْهِمَا، فَلَمَّا رَجَعْنَا مِنْ غَزَاتِنَا، حَجَجْتُ، فَأَتَيْتُ الْمَدِينَةَ، فَلَقِيتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ، فَذَكَرْتُ لَهُ قَوْلَهُمَا وَقَوْلِي لَهُمَا، فَقَالَ: وَجَدْتُ صُرَّةً فِيهَا مِئَةُ دِينَارٍ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرْتُ لَهُ ذَلِكَ، فَقَالَ:" عَرِّفْهَا حَوْلًا " فَعَرَّفْتُهَا حَوْلًا، فَلَمْ أَجِدْ مَنْ يَعْرِفُهَا، فَأَتَيْتُهُ، فَقُلْتُ لَهُ: لَمْ أَجِدْ مَنْ يَعْرِفُهَا. فَقَالَ: " عَرِّفْهَا حَوْلًا " ثَلَاثَ مَرَّاتٍ - وَلَا أَدْرِي قَالَ لَهُ ذَلِكَ فِي سَنَةٍ، أَوْ فِي ثَلَاثِ سِنِينَ - فَقَالَ لِي فِي الرَّابِعَةِ:" اعْرِفْ عَدَدَهَا وَوِكَاءَهَا، فَإِنْ وَجَدْتَ مَنْ يَعْرِفُهَا، وَإِلَّا فَاسْتَمْتِعْ بِهَا " وَهَذَا لَفْظُ حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ. وَزَادَ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ: فَلَقِيتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ بِمَكَّةَ، فَقَالَ: لَا أَدْرِي ثَلَاثَةَ أَحْوَالٍ، أَوْ حَوْلًا وَاحِدًا (1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن جعفر: هو الهُذَلي البصري المعروف بغُنْدر، ويحيى بن سعيد: هو القطَّان البصري، وشعبة: هو ابن الحجاج العَتَكي الواسطي.

وأخرجه البخاري (2426)، ومسلم (1723)(9)، والنسائي في "الكبرى"(5824) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (1702)، وابن حبان (4891) من طريق يحيى بن سعيد القطان، به.

وأخرجه الطيالسي (552)، والبخاري (2426) و (2437)، ومسلم (1723)(9)، وأبو داود (1701) و (1702)، والنسائي في "الكبرى"(5822) =

ص: 98

• 21168 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ (1)، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ، قَالَ: كُنَّا حُجَّاجًا، فَوَجَدْتُ سَوْطًا، فَأَخَذْتُهُ، فَقَالَ الْقَوْمُ: تَأْخُذُهُ؟ فَلَعَلَّهُ لِرَجُلٍ مُسْلِمٍ! قَالَ: فَقُلْتُ: أَوَلَيْسَ لِي أَخْذُهُ، فَأَنْتَفِعَ بِهِ،

= و (5823)، وأبو عوانة (6419)(6420) و (6421)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 137، وفي "شرح مشكل الآثار"(4698)، والشاشي (1463) و (1464) و (1465) و (1467)، والبيهقي 6/ 186 و 193 و 193 - 194 و 194 من طرق عن شعبة بن الحجاج، به. وقال بهز بن أسد العمي في حديثه عند مسلم، والنسائي في الموضع الثاني، والبيهقي في الموضع الأخير: قال شعبة: فسمعته -أي: سلمة بن كهيل- بعد عشر سنين يقول: عرفها عاماً واحداً.

وانظر ما قبله.

والقائل "فلقيتُه بعد ذلك بمكة" هو شعبة، والذي شك في الحديث، فقال: "لا أدري

" هو شيخه سلمة بن كهيل كما هو في جميع مصادر تخريج الحديث السابقة.

والظاهر أن تعريف اللقطة ثلاثة أحوال هو خطأ من سلمة بن كهيل كما قاله جماعة من أهل العلم، ثم إنه تثبَّت واستذكر، وثبت على عام واحد؛ بدليل أن شعبة سمعه منه مرة ثانية بعد عشر سنين، فكان يقول: عرفها عاماً واحداً. وهو الأفقه الموافق للأحاديث الصحيحة؛ كحديث عبد الله بن عمرو السالف برقم (6683)، وحديث زيد بن خالد الجهني السالف أيضاً برقم (17037)؛ فإن أحداً من أئمة الفتوى لم يذهب إلى أن اللقطة تعرف ثلاثة أعوام إلا شيئاً يُحكى عن عمر بن الخطاب، ونقله بعضهم عن شواذ من الفقهاء. انظر "فتح الباري" 5/ 79 - 80، و"المحلى" 8/ 262 - 263، و"سنن البيهقي" 6/ 194، و"شرح السنة" 8/ 311.

(1)

وقع في (م): حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا أبو خيثمة، وهو خطأ، والصواب ما أثبتناه من (ظ 5) و (ر)؛ إذ هو من زوائد عبد الله.

ص: 99

خَيْرٌ مِنْ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ؟ فَلَقِيتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: أَحْسَنْتَ، ثُمَّ قَالَ: الْتَقَطْتُ صُرَّةً فِيهَا مِئَةُ دِينَارٍ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ:" عَرِّفْهَا حَوْلًا " فَعَرَّفْتُهَا حَوْلًا، ثُمَّ أَتَيْتُهُ، فَقُلْتُ: قَدْ عَرَّفْتُهَا حَوْلًا. فَقَالَ: " عَرِّفْهَا سَنَةً أُخْرَى " ثُمَّ قَالَ: " انْتَفِعْ بِهَا، وَاحْفَظْ وِكَاءَهَا وَخِرْقَتَهَا، وَأَحْصِ عَدَدَهَا، فَإِنْ جَاءَ صَاحِبُهَا " قَالَ جَرِيرٌ: فَلَمْ أَحْفَظْ مَا بَعْدَ هَذَا. يَعْنِي: تَمَامَ الْحَدِيثِ (1).

• 21169 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ أَيُّوبَ بْنِ رَاشِدٍ الْبَصْرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: الْتَقَطْتُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِئَةَ دِينَارٍ، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" عَرِّفْهَا سَنَةً " فَعَرَّفْتُهَا سَنَةً، ثُمَّ أَتَيْتُهُ، فَقُلْتُ: قَدْ عَرَّفْتُهَا سَنَةً. قَالَ: " عَرِّفْهَا سَنَةً أُخْرَى " فَعَرَّفْتُهَا سَنَةً أُخْرَى، ثُمَّ أَتَيْتُهُ فِي الثَّالِثَةِ، فَقَالَ: " أَحْصِ عَدَدَهَا

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو خيثمة: هو زهير بن حرب النسائي، وجرير: هو ابن عبد الحميد الضَّبِّي الكوفي، والأعمش: هو سليمان ابن مِهْران الأَسَدي الكوفي.

وأخرجه أبو عوانة (6422) و (6423) من طريقين عن سليمان بن مِهْران الأعمش، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (1723)(10)، والنسائي في "الكبرى"(5821)، والبيهقي 6/ 193 من طرق عن جرير بن عبد الحميد، به.

وانظر (21166).

ص: 100

ووِكَاءَهَا، وَاسْتَمْتِعْ بِهَا " (1).

* 21170 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ (ح)

وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ النَّاجِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ، قَالَ: حَجَجْتُ أَنَا وَزَيْدُ بْنُ صُوحَانَ وَسَلْمَانُ بْنُ رَبِيعَةَ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. قَالَ: فَعَرَّفْتُهَا عَامَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً، قَالَ:" اعْرِفْ عَدَدَهَا وَوِعَاءَهَا وَوِكَاءَهَا، وَاسْتَمْتِعْ بِهَا، فَإِنْ جَاءَ صَاحِبُهَا، فَعَرَفَ عِدَّتَهَا وَوِكَاءَهَا، فَأَعْطِهَا إِيَّاهُ "(2).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل أحمد بن أيوب بن راشد الضبي البصري، فقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: ربما أغرب. قلنا: فهو حسن الحديث إلا عند المخالفة، وقد توبع. عبد الوارث: هو ابن سعيد العنبري البصري.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 137، وفي "شرح مشكل الآثار"(4700)، وأبو عوانة (6424) من طريق أبي معمر عبد الله بن عمرو المنقري، عن عبد الوارث بن سعيد، بهذا الإسناد.

وانظر (21166).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم من جهة بهز، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم، وأما إبراهيم بن الحجاج السامي الناجي، فلم يرو له من أصحاب الكتب الستة سوى النسائي، وهو ثقة.

وأخرجه مسلم (1723)(10) عن عبد الرحمن بن بشر، عن بهز بن أسد العمي، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (1703)، وأبو عوانة (6432)، والشاشي (1462)، والبيهقي 6/ 196 من طرق عن حماد بن سلمة، به. =

ص: 101

‌حَدِيثُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ

21171 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عِيسَى، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: كُنْتُ فِي الْمَسْجِدَ، فَدَخَلَ رَجُلٌ، فَقَرَأَ قِرَاءَةً أَنْكَرْتُهَا عَلَيْهِ، ثُمَّ دَخَلَ آخَرُ، فَقَرَأَ قِرَاءَةً سِوَى قِرَاءَةِ صَاحِبِهِ، فَقُمْنَا جَمِيعًا، فَدَخَلْنَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ هَذَا قَرَأَ قِرَاءَةً أَنْكَرْتُهَا عَلَيْهِ، ثُمَّ دَخَلَ هَذَا، فَقَرَأَ قِرَاءَةً غَيْرَ قِرَاءَةِ صَاحِبِهِ، فَقَالَ لَهُمَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" اقْرَآ " فَقَرَآ، قَالَ:" أَصَبْتُمَا " فَلَمَّا قَالَ لَهُمَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الَّذِي قَالَ، كَبُرَ عَلَيَّ، وَلَا إِذْ كُنْتُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَلَمَّا رَأَى الَّذِي غَشِيَنِي، ضَرَبَ فِي صَدْرِي، فَفِضْتُ عَرَقًا، وَكَأَنَّمَا أَنْظُرُ إِلَى اللهِ فَرَقًا، فَقَالَ:" يَا أُبَيُّ إِنَّ رَبِّي أَرْسَلَ إِلَيَّ: أَنْ اقْرَأِ الْقُرْآنَ عَلَى حَرْفٍ، فَرَدَدْتُ إِلَيْهِ: أَنْ هَوِّنْ عَلَى أُمَّتِي، فَأَرْسَلَ إِلَيَّ: أَنْ اقْرَأْهُ عَلَى حَرْفَيْنِ، فَرَدَدْتُ إِلَيْهِ: أَنْ هَوِّنْ عَلَى أُمَّتِي، فَأَرْسَلَ إِلَيَّ: أَنْ اقْرَأْهُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، وَلَكَ بِكُلِّ رَدَّةٍ مَسْأَلَةٌ تَسْأَلُنِيهَا قَالَ: قُلْتُ: اللهُمَّ اغْفِرْ لِأُمَّتِي، اللهُمَّ اغْفِرْ لِأُمَّتِي، وَأَخَّرْتُ الثَّالِثَةَ لِيَوْمٍ يَرْغَبُ إِلَيَّ فِيهِ الْخَلْقُ، حَتَّى إِبْرَاهِيمَ "(1).

= وانظر (21166).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الله بن عيسى: هو ابن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري. =

ص: 102

21172 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ الْحَكَمِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ عِنْدَ أَضَاَةِ بَنِي غِفَارٍ، قَالَ: فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ، فَقَالَ: إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تُقْرِئَ (1) أُمَّتَكَ الْقُرْآنَ عَلَى حَرْفٍ، قَالَ:" أَسْأَلُ اللهَ مُعَافَاتَهُ وَمَغْفِرَتَهُ، وَإِنَّ أُمَّتِي لَا تُطِيقُ ذَلِكَ " ثُمَّ أَتَاهُ (2) الثَّانِيَةَ، فَقَالَ: إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تُقْرِئَ (1) أُمَّتَكَ الْقُرْآنَ عَلَى حَرْفَيْنِ، فَقَالَ: " أَسْأَلُ اللهَ مُعَافَاتَهُ

= وأخرجه أبو عوانة (3844) من طريقين عن يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 516، ومسلم (820)، والطبري في مقدمة "تفسيره" 1/ 16 و 16 - 17 و 30، وأبو عوانة (3844)، وابن حبان (740)، والبيهقي 2/ 383 - 384، والبغوي (1227) من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد، به. ورواية ابن أبي شيبة والطبري في الموضع الأخير مختصرة، وزاد فيها الطبري بعد قوله: سبعة أحرف: من سبعة أبواب من الجنة.

وأخرجه بنحوه الطبري 1/ 16 - 17 و 17 و 17 - 18، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 252 من طرق عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، به. ورواية أبي نعيم مختصرة بلفظ: انطلقت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فضرب بيده صدري، ثم قال:"أعيذك بالله من الشك والتكذيب" قال: ففضت عرقاً، وكأني أنظر إلى ربي فرقاً.

وأخرجه بنحوه مرسلاً الطبري 1/ 18 من طريق سيار أبي الحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

وسيأتي الحديث بالأرقام (21172) و (21175) و (21176) و (21177) و (21179).

وانظر ما سلف برقم (21091).

(1)

في نسخة في (ظ): "تقرأ".

(2)

في (م): "جاء"، وفي (ق):"جاءه"، والمثبت من (ظ) و (ر).

ص: 103

وَمَغْفِرَتَهُ، إِنَّ أُمَّتِي لَا تُطِيقُ ذَلِكَ " ثُمَّ جَاءَهُ (1) الثَّالِثَةَ، فَقَالَ: إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تُقْرِئَ (2) أُمَّتَكَ الْقُرْآنَ عَلَى (3 ثلاثة أَحْرُفٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَسْأَلُ اللهَ مُعَافَاتَهُ وَمَغْفِرَتَهُ، فَإِنَّ أُمَّتِي لَا تُطِيقُ ذَلِكَ " ثُمَّ جَاءَ الرَّابِعَةَ، فَقَالَ: إِنَّ اللهُ يَأْمُرُكَ أَنْ تُقْرِئَ أُمَّتَكَ الْقُرْآَنَ عَلَى 3) سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، فَأَيُّمَا حَرْفٍ قَرَؤُوا عَلَيْهِ فَقَدْ أَصَابُوا "(4).

• 21173 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (5)، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ، حَدَّثَنَا

(1) في (م): "جاء"، والمثبت من سائر الأصول.

(2)

في نسخة في (ظ): "تقرأ".

(3 - 3) سقط من (م)، والمثبت من سائر الأصول.

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن جعفر: هو الهُذَلي البصري المعروف بغُنْدر، وشعبة: هو ابن الحجاج العَتَكي مولاهم الواسطي، والحكم: هو ابن عتيبة الكِنْدي الكوفي، ومجاهد: هو ابن جبر المخزومي مولاهم المكي، وابن أبي ليلى: هو عبد الرحمن الأنصاري المدني ثم الكوفي.

وأخرجه مسلم (821)، وأبو داود (1478)، والنسائي 2/ 152، والطبري في مقدمة "تفسيره" 1/ 17 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (558)، وأبو عبيد في "فضائل القرآن" ص 337، ومسلم (821)، والطبري في مقدمة "تفسيره" 1/ 17، وأبو عوانة (3840) و (3841) و (3842)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3117)، والبيهقي 2/ 384 من طرق عن شعبة بن الحجاج، به. وسقط من إسناد مطبوع "فضائل القرآن": مجاهد.

وانظر ما قبله.

وقوله: "أَضَاة بني غِفار": الأَضاة، بوزن الحَصاة: الغدير، وجمعها: أضىً وإضاء؛ كأكَم وإكام، وهو موضع قريب من مكة فوق سَرِف.

(5)

زاد في (م) هنا: حدثني أبي، وهو خطأ، فالحديث من زيادات =

ص: 104

يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَزْرَةَ، عَنْ الْحَسَنِ الْعُرَنِيِّ (1)، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْجَزَّارِ، عَنْ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، فِي هَذِهِ الْآيَةِ {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ} [السجدة: 21] قَالَ: الْمُصِيبَاتُ (2) وَالدُّخَانُ قَدْ مَضَيَا (3)، وَالْبَطْشَةُ وَاللِّزَامُ (4).

= عبد الله بن أحمد.

(1)

في (م): العدني، وهو تحريف.

(2)

وقع في (ظ 5) مكان هذه الكلمة لفظة لم نتبينها، وفي هامشها: المصيبات، كما هو مثبت من (م) و (ر) و (ق).

(3)

في (ظ 5): مضتا.

(4)

هذا الأثر إسناده صحيح على شرط مسلم، عزرة -وهو ابن عبد الرحمن الخزاعي- والحسن العرني ويحيى بن الجزار من رجال مسلم، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطان، وشعبة: هو ابن الحجاج، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي، وابن أبي ليلى: هو عبد الرحمن.

وأخرجه الطبري 21/ 108 عن محمد بن المثنى وعن محمد بن بشار، كلاهما عن يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد، وسقط من طريق ابن بشار يحيى بن الجزار، وقرن بيحيى بن سعيد في طريق ابن بشار محمد بن جعفر غندر.

وأخرجه مسلم (2799)، والطبري 21/ 108، وأبو عوانة في القدر وفي البعث كما في "إتحاف المهرة" 1/ 241، والطبراني في "الأوسط"(1264)، والحاكم 4/ 427 - 428، والبيهقي في "الشعب"(9821) من طرق عن شعبة، به. ولم يُذكر اللزام والبطشة عند الطبراني، وذكر مكان اللزام عند مسلم والحاكم: الروم، وأما رواية البيهقي فمختصرة بلفظ:{وَلَنُذِيقَنَّهُم مِّنَ العَذَابِ الأَدْنَى دُونَ العَذَابِ الأَكْبَرِ} قال: المصيبة في الدنيا.

وله شاهد عن ابن مسعود عند البخاري (1007)، ومسلم (2798). =

ص: 105

• 21174 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِي جَنَابٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عِيسَى، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، حَدَّثَنِي أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَجَاءَ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ إِنَّ لِي أَخًا وَبِهِ وَجَعٌ! قَالَ: " وَمَا وَجَعُهُ؟ " قَالَ:

= قوله: "المصيبات" فسر به أُبيٌّ رضي الله عنه العذاب الأدنى المذكور في الآية {وَلَنُذِيقَنَّهُم مِّنَ العَذَابِ الأَدْنَى} .

وقوله: "الدخان" يعني به المذكور في قوله تعالى: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ. يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ. رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا العَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ} [الدخان: 10 - 12].

و"البطشة": هي المذكورة في قوله تعالى: {يَوْمَ نَبْطِشُ البَطْشَةَ الكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ} [الدخان: 16].

و"اللزام": هو المذكور في قوله تعالى: {قُلْ مَا يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا} [الفرقان: 77].

وزيادة "الروم" المذكورة عند مسلم والحاكم يعني بها قوله تعالى: {غُلِبَتِ الرُّومُ. فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ. فِي بِضْعِ سِنِينَ} [الروم: 2 - 4].

وقد روي عن أُبيِّ بن كعب أنه فسر العذاب الأدنى والبطشة الكبرى بأنهما يوم بدر. أخرجهما الطبراني 21/ 110 و 25/ 117، وهما من رواية مجاهد بن جبر عنه، ولم يثبت سماعه منه.

وروي عنه أنه فسر اللزام بأنه يوم بدر أيضاً، أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" 2/ 72، والطبري 19/ 57، وهو من رواية قتادة عن أُبيٍّ، وقتادة لم يدرك أُبيّاً.

ولقصة مضي آية الدخان انظر "تفسير ابن كثير" 7/ 232، و"فتح الباري" 8/ 572.

ص: 106

بِهِ لَمَمٌ، قَالَ:" فَأْتِنِي بِهِ " فَوَضَعَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَعَوَّذَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ، وَأَرْبَعِ آيَاتٍ مِنْ أَوَّلِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، وَهَاتَيْنِ الْآيَتَيْنِ:{وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ} [البقرة: 163 - 164] وَآيَةِ الْكُرْسِيِّ، وَثَلَاثِ آيَاتٍ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، وَآيَةٍ مِنْ آلِ عِمْرَانَ {شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} [آل عمران: 18]، وَآيَةٍ مِنَ الْأَعْرَافِ {إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} ، [الأعراف: 54]، وَآخِرِ سُورَةِ الْمُؤْمِنِينَ {فَتَعَالَى اللهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ} [المؤمنون: 116 - 118]، وَآيَةٍ مِنْ سُورَةِ الْجِنِّ {وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا} [الجن: 3]، وَعَشْرِ آيَاتٍ مِنْ أَوَّلِ {وَالصَّافَّاتِ} ، وَثَلَاثِ آيَاتٍ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْحَشْرِ، وَ {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} ، وَالْمُعَوِّذَتَيْنِ. فَقَامَ الرَّجُلُ كَأَنَّهُ لَمْ يَشْتَكِ قَطُّ (1).

(1) إسناده ضعيف لضعف أبي جَنَاب، واسمه يحيى بن أَبي حَيَّة الكلبي، وقد اضطرب في إسناده كما سنبينه. عمر بن علي: هو ابن عطاء المقدمي.

وأخرجه الحاكم 4/ 412 - 413 من طريق محمد بن أبي بكر المقدمي، بهذا الإسناد. وقال: الحديث محفوظ صحيح ولم يخرجاه، وتعقبه الذهبي بقوله: أبو جَنَاب ضعفه الدارقطني، والحديث منكر.

وقد رواه أبو جَنَاب على وجهٍ آخر، فجعله من مسند أبي ليلى الأنصاري: أخرجه ابن ماجه (3549)، والطبراني في "الدعاء"(1080) من طريق عبدة بن سليمان، عن أبي جناب، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبيه. ولم يذكر فيه عبد الله بن عيسى.

وأخرجه أبو يعلى (1594)، وعنه ابن السني في "عمل اليوم والليلة"(632) من طريق صالح بن عمر، عن أبي جناب، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن رجل، عن أبيه. قال ابن حجر في "أطراف المسند" 1/ 221: لعله ابن أُبيِّ ابن كعب. لكن نقل صاحب "الفتوحات الربانية" 4/ 42 كلاماً طويلاً عنه =

ص: 107

• 21175 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (1)، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْأَسَدِيُّ لُوَيْنٌ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَعْيَنَ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَالِمٍ الْأَفْطَسُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زُبَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، أَنَّ جِبْرِيلَ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ فِي أَضَاةِ بَنِي غِفَارٍ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَقْرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى حَرْفٍ، فَلَمْ يَزَلْ يَزِيدُهُ حَتَّى بَلَغَ سَبْعَةَ أَحْرُفٍ (2).

• 21176 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ الْحَكمِ (3)، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَتَاهُ جِبْرِيلُ، فَقَالَ: إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تُقْرِئَ (4) أُمَّتَكَ الْقُرْآنَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، فَأَيُّمَا حَرْفٍ

= مقتضاه أن هذا الحديث من مسند أبي ليلى الأنصاري.

قوله: "به لمم" أي: طرف من الجنون.

(1)

وقع في (م): "حدثنا عبد الله، حدثني أبي"، وهو خطأ.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة حال عمر بن سالم الأَفْطَس؛ فإنه لم يرو عنه غير اثنين، ولم يوثقه غير ابن حبان، ثم إنه غير محفوظ من رواية زبيد -وهو ابن الحارث اليامي الكوفي- عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وإنما المحفوظ هو من رواية مجاهد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وقد سلف برقم (21172).

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 5/ 38 من طريق عبد الله بن أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو نعيم 5/ 38 من طريقين عن محمد بن سليمان الأسدي، به.

وانظر (21171).

(3)

تحرف في (م) إلى: "الحسن".

(4)

في نسخة في (ظ): "تقرأ".

ص: 108

قَرَؤُوا عَلَيْهِ، فَقَدْ أَصَابُوا (1).

• 21177 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (2)، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مِهْرَانَ السَّبَّاكُ الْبَصْرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ، عَنْ الْحَكَمِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ: أَنَّ جِبْرِيلَ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ بِأَضَاءَةِ بَنِي غِفَارٍ، فَقَالَ: إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تُقْرِئَ أُمَّتَكَ الْقُرْآنَ عَلَى حَرْفٍ وَاحِدٍ، فَقَالَ:" أَسْأَلُ اللهَ مُعَافَاتَهُ وَمَغْفِرَتَهُ "، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ إِلَى أَنْ قَالَ: إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تُقْرِئَ أُمَّتَكَ الْقُرْآنَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، فَمَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْهَا فَهُوَ كَمَا قَالَ (3).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو بكر بن أبي شيبة: هو عبد الله ابن محمد بن إبراهيم الكوفي، وغندر: هو محمد بن جعفر الهُذَلي البصري، وشعبة: هو ابن الحجاج العَتَكي مولاهم الواسطي، والحكم: هو ابن عُتَيْبة الكِنْدي الكوفي، ومجاهد: هو ابن جَبْر المخزومي مولاهم المكي.

وأخرجه مسلم (821) عن أبي بكر بن أبي شيبة، بهذا الإسناد.

وقد سلف الحديث عن محمد بن جعفر برقم (21172).

وانظر (21171).

(2)

وقع في (م): "حدثنا عبد الله، حدثني أبي"، وهو خطأ.

(3)

صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد من أجل جعفر بن مِهْران السَّباك، فقد روى عنه جمع، ولم يوثقه غير ابن حبان، وقال الذهبي: له ما ينكر، أي: عند التفرد، وهو هنا قد توبع. عبد الوارث: هو ابن سعيد.

وأخرجه الطبراني (535) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن حبان (738) عن الحسن بن سفيان، عن جعفر بن مهران السباك، به. =

ص: 109

• 21178 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ (1)، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: انْتَسَبَ رَجُلَانِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ أَحَدُهُمَا: أَنَا فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ بْنِ فُلَانٍ (2)، فَمَنْ أَنْتَ لَا أُمَّ لَكَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" انْتَسَبَ رَجُلَانِ عَلَى عَهْدِ مُوسَى عليه السلام، فَقَالَ أَحَدُهُمَا: أَنَا فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ - حَتَّى عَدَّ تِسْعَةً - فَمَنْ أَنْتَ لَا أُمَّ لَكَ؟ قَالَ: أَنَا فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ، ابْنُ الْإِسْلَامِ. قَالَ: فَأَوْحَى اللهُ إِلَى مُوسَى عليه السلام: أَنَّ هَذَيْنِ الْمُنْتَسِبَيْنِ، أَمَّا أَنْتَ أَيُّهَا الْمُنْتَمِي - أَوِ الْمُنْتَسِبُ - إِلَى تِسْعَةٍ فِي النَّارِ فَأَنْتَ عَاشِرُهُمْ، وَأَمَّا أَنْتَ يَا هَذَا الْمُنْتَسِبُ إِلَى اثْنَيْنِ فِي الْجَنَّةِ، فَأَنْتَ ثَالِثُهُمَا فِي الْجَنَّةِ "(3).

= وأخرجه الطبري 1/ 17 و 19 - 20، وأبو عوانة (3843) من طرق عن عد الوارث بن سعيد، به. وانظر (21171).

(1)

أثبتناه على الصواب من هامش (ظ 5) و"أطراف المسند" 1/ 220، ومن "المختارة" للضياء، وفي (ظ 5): يزيد بن أبي زياد عن أبي الجعد، وفي باقي النسخ: يزيد بن أبي زياد بن أبي الجعد.

(2)

عبارة "ابن فلان" الأخيرة لم ترد في (م) و (ق).

(3)

رجاله ثقات رجال الشيخين غير يزيد بن زياد بن أبي الجعد، فقد روى له البخاري في "خلق أفعال العباد" والنسائي وابن ماجه، وهو صدوق، وقد تفرد به بهذا الإسناد، فرواه من حديث أُبيٍّ مرفوعاً، وخالفه فيه عبيد الله ابن عمرو الرَّقي وجرير بن عبد الحميد، فروياه عن عبد الملك بن عمير، عن ابن أبي ليلى، عن معاذ، وسيأتي في مسنده 5/ 241. ابن نمير: هو عبد الله. =

ص: 110

• 21179 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي خَالِدٍ - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عِيسَى، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، حَدَّثَنِي أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، قَالَ: كُنْتُ فِي الْمَسْجِدِ، فَدَخَلَ رَجُلٌ، فَصَلَّى، فَقَرَأَ قِرَاءَةً أَنْكَرْتُهَا عَلَيْهِ، فَدَخَلَ رَجُلٌ آخَرُ، فَصَلَّى، فَقَرَأَ قِرَاءَةً سِوَى قِرَاءَةِ صَاحِبِهِ، فَلَمَّا قَضَيْنَا الصَّلَاةَ، دَخَلْنَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ هَذَا قَرَأَ قِرَاءَةً أَنْكَرْتُهَا عَلَيْهِ، فَدَخَلَ هَذَا، فَقَرَأَ قِرَاءَةً سِوَى قِرَاءَةِ صَاحِبِهِ، فَقَالَ لَهُمَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"اقْرَؤُوا " فَقَرَؤُوا، فَقَالَ:" قَدْ أَحْسَنْتُمْ "، فَسُقِطَ فِي نَفْسِي مِنَ التَّكْذِيبِ، وَلَا إِذْ كُنْتُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَلَمَّا رَأَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَا قَدْ غَشِيَنِي، ضَرَبَ صَدْرِي، قَالَ: فَفِضْتُ عَرَقًا، وَكَأَنَّمَا أَنْظُرُ إِلَى رَبِّي فَرَقًا، فَقَالَ لِي: " أُبَيٌّ! إِنَّ رَبِّي أَرْسَلَ إِلَيَّ، فَقَالَ لِي: اقْرَأْ عَلَى حَرْفٍ، فَرَدَدْتُ إِلَيْهِ: أَنْ هَوِّنْ عَلَى أُمَّتِي، فَرَدَّ إِلَيَّ: أَنْ

= وأخرج حديث أُبيٍّ الضياءُ في "المختارة"(1241) من طريق عبد الله بن أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد بن حميد (179)، والبيهقي في "الشعب"(5133) من طريق ابن أبي شيبة، بهذا الإسناد. ووقع في مطبوعة البيهقي: يزيد بن أبي زياد، وهو خطأ كما أسلفنا.

وقد روي هذا الحديث عن عمر بن الخطاب من قوله عند عبد الرزاق (20942)، ومن طريقه البيهقي في "الشعب"(5131)، وفيه أن عمر رضي الله عنه حدث به سعد بن أبي وقاص وسلمان الفارسي، وهو من رواية قتادة وعلي ابن زيد بن جدعان، ولم يلقيا عمر ولا سعداً ولا سلمان.

ص: 111

اقْرَأْ عَلَى حَرْفَيْنِ، فَرَدَدْتُ إِلَيْهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ: أَنْ هَوِّنْ عَلَى أُمَّتِي، فَرَدَّ عَلَيَّ: أَنْ اقْرَأْ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، وَلَكَ بِكُلِّ رَدَّةٍ رَدَدْتُكَهَا (1) سُؤْلَكَ أُعْطِيكَهَا، فَقُلْتُ: اللهُمَّ اغْفِرْ لِأُمَّتِي، اللهُمَّ اغْفِرْ لِأُمَّتِي، وَأَخَّرْتُ الثَّالِثَةَ لِيَوْمٍ يَرْغَبُ إِلَيَّ فِيهِ الْخَلْقُ، حَتَّى إِبْرَاهِيمَ " (2).

‌بَقِيَّةُ حَدِيثِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ

21180 -

حَدَّثَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ - يَعْنِي ابْنَ الْمُبَارَكِ -، أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كُنْتُ أَنَا وَأُبَيٌّ وَأَبُو طَلْحَةَ جُلُوسًا، فَأَكَلْنَا لَحْمًا وَخُبْزًا، ثُمَّ دَعَوْتُ بِوَضُوءٍ، فَقَالَا: لِمَ تَتَوَضَّأُ؟ فَقُلْتُ: لِهَذَا الطَّعَامِ الَّذِي أَكَلْنَا، فَقَالَا: أَتَتَوَضَّأُ مِنَ الطَّيِّبَاتِ؟! لَمْ يَتَوَضَّأْ مِنْهُ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ (3).

(1) كذا في (ظ 5) ونسختين بهامش (ر) و (ق)، وفي (م) و (ر) و (ق):"رددتها".

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير وهب بن بقية، فمن رجال مسلم. خالد بن عبد الله: هو الطحَّان المُزَني الواسطي، وعبد الله بن عيسى: هو ابن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري.

وانظر (21171).

وقوله: "فسُقِطَ في نفسي مِنَ التَّكْذِيبِ، ولا إذ كنتُ في الجاهلية": قال النووي في "شرح صحيح مسلم" 6/ 102: معناه: وسوس لي الشيطانُ تكذيباً للنبوة أَشدَّ مما كنت عليه في الجاهلية؛ لأنه في الجاهلية كان غافلاً أو متشككاً، فوسوسَ له الشيطانُ الجزمَ بالتكذيب.

(3)

إسناده حسن وهو مكرر (16365) سنداً ومتناً.

ص: 112

‌حَدِيثُ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ

21181 -

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، قَالَ: قُلْتُ لِأُبَيٍّ: إِنَّ عَبْدَ اللهِ يَقُولُ فِي الْمُعَوِّذَتَيْنِ، فَقَالَ: سَأَلْنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْهُمَا، فَقَالَ:" قِيلَ لِي، فَقُلْتُ " فَأَنَا أَقُولُ كَمَا قَالَ (1).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل أبي بكر بن عياش -وهو الأسدي الكوفي المقرئ-، وعاصم بن بَهْدلة -وهو ابن أبي النجود الأَسَدي الكوفي المقرئ- فهما صدوقان حسنا الحديث، وقد توبعا.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(120) من طريق أحمد بن عبد الله بن يونس، عن أبي بكر بن عياش، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" 2/ 411 عن معمر بن راشد، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(121) من طريق مالك بن مغول، وابن حبان (4429) من طريق منصور بن المعتمر، والطبراني في "الأوسط"(1143) و (4348) من طريق زيد بن أبي أنيسة، كلهم عن عاصم بن أبي النجود، به. وزاد فيه ابن حبان قصة النسخ في سورة الأحزاب. وستأتي في مسند أُبيِّ بن كعب برقم (21206).

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(10211)، وفي "الأوسط"(3512) من طريق إسماعيل بن مسلم المكي، عن سيار أبي الحكم، عن زر بن حبيش، عن ابن مسعود: أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن هاتين السورتين، فقال:"قيل لي، فقلتُ، فقولوا كما قلتُ". وقال الطبراني عقبه: لا يروى عن ابن مسعود إلا من هذا الوجه، وإنما رواه الناس عن زر، عن أُبيِّ بن كعب. قلنا: وإسماعيل بن مسلم المكي هذا ضعيف.

وسيأتي الحديث بالأرقام (21182) و (21183) و (21184) و (21185) و (21186) و (21187) و (21188) و (21189).

وسيأتي أيضاً من طريق عبد الرحمن بن يزيد، عن ابن مسعود برقم (21188) ولفظه: كان عبد الله يحكُّ المعوذتين من مصاحفه، ويقول: إنهما ليستا من كتاب الله. =

ص: 113

21182 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، قَالَ: سَأَلْتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ عَنِ الْمُعَوِّذَتَيْنِ، فَقَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم

= وقوله: إن عبد الله يقول في المعوذتين، هكذا وقع على الإبهام في رواية أحمد، عن أبي بكر بن عياش، وجاء في رواية أحمد بن عبد الله بن يونس، عن أبي بكر بن عياش عند الطحاوي: إن عبد الله يقول في المعوذتين: لا تُلحقوا بالقرآن ما ليس منه. ويوضحه ما سيأتي في الرواية (21186) وما بعدها، أن ابن مسعود كان لا يكتب المعوذتين في مصحفه، وأنه كان يحكهما منه؛ وهذا لظنه رضي الله عنه أنهما ليستا من القرآن، لأنه لم يسمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرؤهما في صلاته، لكن لم يتابعه على هذا أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قرأ بهما في الصلاة، وأُثبتتا في المصحف، وأَجمع الناس على أَنهما سورتان من القرآن.

قلنا: وقد ذهب جمع إلى تكذيب ما روي عن ابن مسعود وبطلانه، فقد قال ابن حزم في "المحلى" 1/ 13: وكل ما روي عن ابن مسعود من أن المعوذتين وأم القرآن لم تكن في مصحفه، فكذب موضوع لا يصح، وإنما صحت عنه قراءة عاصم، عن زِرٍّ بن حُبيش، عن ابن مسعود وفيها أم القرآن والمعوذتان.

وقال الإمام النووي في "شرح المهذب" 3/ 396: أجمع المسلمون على أن المعوذتين والفاتحة وسائر السُّور المكتوبة في المصحف قُرآن، وأن من جحد شيئاً منه كفر، وما نُقِل عن ابن مسعود في الفاتحة والمعوذتين باطل ليس بصحيح عنه.

وجاء في كتاب "الانتصار" للإمام الباقلاني -الأصل الخطّي- باب الكلام في المعوذتين، والكشف عن ظهور نقلهما، وقيام الحجة بهما، وإبطال ما يدَّعونه من إنكار عبد الله بن مسعود لكونهما قرآناً منزلاً، وتأويلُ ما رُوي في إسقاطهما من مصحفه، وحكَّه إياهما، وتركه إثبات فاتحة الكتاب في إمامِه، وما يتصل بهذه الفصول

ثم شرع في إقامة الحجج على عدم صحة ما نسب إلى ابن مسعود، وأفاض في ذلك، انظر ص 183 - 207 فإنه غاية في النفاسة.

ص: 114

عَنْهُمَا، فَقَالَ:" قِيلَ لِي، فَقُلْتُ لَكُمْ، فَقُولُوا " قَالَ أُبَيٌّ: فَقَالَ لَنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَنَحْنُ نَقُولُ (1).

21183 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْمُعَوِّذَتَيْنِ، فَقَالَ:" قِيلَ لِي، فَقُلْتُ " قَالَ أُبَيٌّ: فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَنَحْنُ نَقُولُ (2).

21184 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ الزُّبَيْرِ (3) بْنِ عَدِيٍّ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، بِمِثْلِهِ (4).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم -بن بَهْدلة، وهو ابن أبي النجود الأسدي مولاهم الكوفي المقرئ- فهو صدوق حسن الحديث، وقد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وكيع: هو ابن الجرَّاح الرُّؤَاسي الكوفي، وسفيان: هو ابن سعيد الثَّوْري الكوفي.

وانظر ما قبله.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه.

وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" ص 272 عن عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وانظر (21181).

(3)

وقع في (م): "الزبيري"، وهو خطأ.

(4)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي رزين -وهو مسعود بن مالك الأَسدي الكوفي- فمن رجال مسلم. سفيان: هو ابن سعيد الثوري الكوفي.

وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" ص 272 عن عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وانظر (21181).

ص: 115

21185 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرٍّ، قَالَ: سَأَلْتُ أُبَيًّا عَنِ الْمُعَوِّذَتَيْنِ، فَقَالَ: إِنِّي سَأَلْتُ عَنْهُمَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" فَقِيلَ لِي، فَقُلْتُ " فَأَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَنَحْنُ نَقُولُ (1).

21186 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، قَالَ: قُلْتُ لِأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ: إِنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ كَانَ لَا يَكْتُبُ الْمُعَوِّذَتَيْنِ فِي مُصْحَفِهِ، فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَخْبَرَنِي: أَنَّ جِبْرِيلَ قَالَ لَهُ: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} ، فَقُلْتُهَا، فَقَالَ:{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} ، فَقُلْتُهَا. فَنَحْنُ نَقُولُ مَا قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم (2).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم بن بَهْدلة -وهو ابن أبي النجود الأَسدي مولاهم الكوفي المقرئ-، فهو صدوق حسن الحديث، وقد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. شعبة: هو ابن الحجاج العَتَكي مولاهم الواسطي.

وأخرجه الطيالسي (541) عن شعبة بن الحجاج، بهذا الإسناد.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم بن بَهْدلة، فهو صدوق حسن الحديث، وقد توبع. عفان: هو ابن مسلم الصفَّار البصري.

وأخرجه ابن الضُريس في "فضائل القرآن"(292) عن موسى بن إسماعيل، وابن حبان (797)، والواحدي في "الوسيط" 4/ 575 - 576 من طريق هدبة ابن خالد، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.

وانظر (21181).

ص: 116

21187 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ أُبَيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، نَحْوَهُ (1).

• 21188 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَشْكَابٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مَعْنٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللهِ يَحُكُّ الْمُعَوِّذَتَيْنِ مِنْ مَصَاحِفِهِ، وَيَقُولُ: إِنَّهُمَا لَيْسَتَا مِنْ كِتَابِ اللهِ (2).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه. أبو عوانة: هو الوَضَّاح بن عبد الله اليَشْكُري الواسطي. وانظر (21181).

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. محمد بن أبي عبيدة بن معن: هو ابن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود الهُذَلي، واسم أبيه: عبد الملك، والأعمش: هو سليمان بن مهران الأَسَدي الكوفي، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السَّبيعي، وعبد الرحمن بن يزيد: هو ابن قيس النَّخَعي الكوفي.

وأخرجه الطبراني (9150) من طريق علي بن الحسين بن إشكاب، عن محمد بن أبي عبيدة بن معن، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني (9148) من طريق سفيان بن سعيد الثوري، و (9149) من طريق شعبة بن الحجاج، كلاهما عن أبي إسحاق السبيعي، به.

وأخرجه الطبراني (9151) من طريق محمد بن موسى الحَرَشي، عن عبد الحميد بن حسن، عن أبي إسحاق السبيعي، عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السُّلمي، عن عبد الله بن مسعود، أنه قال: لا تخلطوا بالقرآن ما ليس فيه، فإنما هما معوذتان تعوذ بهما النبي صلى الله عليه وسلم:{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} . وكان عبد الله يمحوهما من المصحف. وفيه: محمد بن موسى الحَرَشي، وهو ليِّن الحديث.

وأخرجه البزار (1586)، والطبراني (9152)، وأبو يعلى في "مسنده الكبير" =

ص: 117

قَالَ الْأَعْمَشُ: وَحَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: سَأَلْنَا عَنْهُمَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" فَقِيلَ لِي، فَقُلْتُ "(1).

21189 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدةَ وَعَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، قَالَ: قُلْتُ لِأُبَيٍّ: إِنَّ أَخَاكَ يَحُكُّهُمَا مِنَ الْمُصْحَفِ - قِيلَ لِسُفْيَانَ: ابْنِ مَسْعُودٍ؟ فَلَمْ يُنْكِرْ -، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" قِيلَ لِي، فَقُلْتُ " فَنَحْنُ نَقُولُ كَمَا قَاَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم.

قَالَ سُفْيَانُ: يَحُكُّهُمَا: الْمُعَوِّذَتَيْنِ (2)، وَلَيْسَا فِي مُصْحَفِ ابْنِ مَسْعُودٍ، كَانَ يَرَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُعَوِّذُ بِهِمَا الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ، وَلَمْ يَسْمَعْهُ يَقْرَؤُهُمَا فِي شَيْءٍ مِنْ صَلَاتِهِ، فَظَنَّ أَنَّهُمَا عُوذَتَانِ، وَأَصَرَّ عَلَى ظَنِّهِ، وَتَحَقَّقَ الْبَاقُونَ كَوْنَهُمَا مِنَ الْقُرْآنِ، فَأَوْدَعُوهُمَا إِيَّاهُ (3).

= كما في "المطالب العالية"(4198) من طريق الصلت بن بهرام، عن إبراهيم بن يزيد، عن علقمة بن قيس، عن ابن مسعود: أنه كان يحك المعوذتين من المصاحف، ويقول: إنما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتعوذ بهما. ولم يكن عبد الله يقرأ بهما.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم -وهو ابن أبي النجود الأَسدي مولاهم الكوفي-، فهو صدوق حسن الحديث، وقد توبع.

وانظر (21181).

(2)

من قوله: "قيل لسفيان" إلى هنا، جاء مكانه في (م):"فلم ينكر، قيل لسفيان: ابن مسعود؟ قال: نعم"، والمثبت من سائر الأصول إلا قوله: "قال سفيان: يحكهما، المعوذتين

إلخ"، فقد أثبتناه من (ظ 5) و (م)؛ إذ ليس في النسخ الأخرى مقولة سفيان هذه.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين من جهة عبدة -وهو ابن أبي لُبابة =

ص: 118

21190 -

حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ سَلَّامٍ، حَدَّثَنَا الْأَجْلَحُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: تَذَاكَرَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةَ الْقَدْرِ، فَقَالَ أُبَيٌّ: أَنَا وَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ أَعْلَمُ أَيُّ لَيْلَةٍ هِيَ، هِيَ اللَّيْلَةُ الَّتِي أَخْبَرَنَا بِهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، لَيْلَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ تَمْضِي مِنْ رَمَضَانَ، وَآيَةُ ذَلِكَ: أَنَّ الشَّمْسَ تُصْبِحُ الْغَدَ مِنْ تِلْكَ اللَّيْلَةِ تَرَقْرَقُ لَيْسَ لَهَا شُعَاعٌ.

فَزَعَمَ سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ: أَنَّ زِرًّا أَخْبَرَهُ: أَنَّهُ رَصَدَهَا ثَلَاثَ سِنِينَ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ يَدْخُلُ رَمَضَانُ إِلَى آخِرِهِ، فَرَآهَا تَطْلُعُ صَبِيحَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ، تَرَقْرَقُ لَيْسَ لَهَا شُعَاعٌ (1).

= الأسدي مولاهم الكوفي، وحسن من جهة عاصم- وهو ابن بَهْدلة الأَسدي مولاهم الكوفي.

وأخرجه الشافعي في "السنن المأثورة"(94)، ومن طريقه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(118)، وأخرجه الحميدي (374)، ومن طريقه الطحاوي (119)، والبيهقي 2/ 394، وأخرجه البخاري (4976)، والنسائي في "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف" 1/ 15 عن قتيبة بن سعيد، وأخرجه البخاري (4977) عن علي ابن المديني، أربعتهم عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وليس عندهم جميعاً قول سفيان.

وأخرجه البيهقي 2/ 393 من طريق سعدان بن نصر، عن سفيان بن عيينة، عن عبدة بن أبي لبابة وحده، به. وليس عنده قول سفيان أيضاً. وانظر (21181).

وقوله: "عُوذَتان": العُوذَة: هي الرُّقْيةُ يُرْقى بها الإنسانُ من فَزَع أو جنون أو مرض؛ لأنه يعاذ بها.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد من أجل =

ص: 119

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= مصعب بن سلام -وهو التميمي الكوفي-، والأَجلح -وهو ابن عبد الله بن حُجيَّة الكِنْدي- فهما ضعيفان يعتبر بهما، لكنهما قد توبعا. الشعبي: هو عامر بن شَرَاحيل.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 76، والنسائي في "الكبرى"(3408) و (3409)، وابن خزيمة (2191) من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد، عن زر بن حبيش، بهذا الإسناد. ورواية ابن أبي شيبة والنسائي في الموضع الثاني مختصرة بلفظ: ليلة القدر ليلة سبع وعشرين.

وأخرجه مُسَدَّدٌ في "مسنده" كما في "المطالب العالية"(1189) من طريق عبدِ الله بن شريك، عن زر بن حبيش، به. مختصراً بلفظ: ليلة القدر ليلة سبع وعشرين. وقرن في روايته بزرِّ بن حبيش سويدَ بن غفلة.

وسيأتي الحديث من طريقين عن عبد الله بن إدريس، عن الأجلح بن عبد الله برقم (21191) و (21192).

وسيأتي أيضاً من طرق عن عاصم بن أبي النجود، عن زر بن حبيش بالأرقام (21194) و (21196) و (21197) و (21198) و (21200) و (21209) و (21211).

وسيأتي من طريق عبدة بن أبي لبابة (21195)، ومن طريق عبدة وعاصم جميعاً (21193)، ومن طريق يزيد بن أبي سليمان (21199)، ومن طريق أبي بردة بن أبي موسى (21210)، كلهم عن زر بن حبيش.

وفي باب كون ليلة القدر ليلة سبع وعشرين من رمضان عن عدة من الصحابة، انظرهم عند حديث عبد الله بن مسعود السالف برقم (3565).

ولقوله: "ليس لها شعاع" شاهد من حديث ابن مسعود سلف برقم (3857)، وإسناده ضعيف.

وشاهد آخر من حديث عبادة بن الصامت سيأتي 5/ 324، وإسناده حسن في المتابعات والشواهد.

وقوله: "تَرْقْرَق": قال في "النهاية" 2/ 250: أي تدور وتجيء وتذهب، =

ص: 120

• 21191 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ الْأَجْلَحِ، عَنْ الشَّعْبِيِّ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ يَقُولُ: لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ هِيَ الَّتِي أَخْبَرَنَا بِهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَنَّ الشَّمْسَ تَطْلُعُ بَيْضَاءَ تَرَقْرَقُ "(1).

• 21192 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: وَحَدَّثَنَاهُ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ بِإِسْنَادِهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، مِثْلَهُ. وَزَادَ فِيهِ: لَيْسَ لَهَا شُعَاعٌ (2).

21193 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: سَمِعْتُهُ مِنْ عَبْدَةَ وَعَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، قَالَ:

= وهو كناية عن ظهور حركتها عند طلوعها، فإنها يُرى لها حركةٌ مُتخيَّلةٌ، بسبب قربها من الأُفق وأَبْخرتِه المعترضة بينها وبين الأَبصار، بخلاف ما إذا علت وارتفعت.

وجاءت أقوال أُخرى في تعيين ليلة القدر انظرها في "فتح الباري" 4/ 262 - 266.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد من أجل الأَجلح -وهو ابن عبد الله بن حُجيَّة الكِنْدي-، وقد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأبو بكر بن أبي شيبة: اسمه عبد الله بن محمد بن إبراهيم الكوفي. وعبد الله بن إدريس: هو الأَوْدي الكوفي.

وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 3/ 76.

وانظر ما قبله.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد كسابقه. عثمان بن أبي شيبة: هو عثمان بن محمد بن إبراهيم العَبْسي مولاهم الكوفي، وابن إدريس: هو عبد الله بن إدريس الأَوْدي الكوفي.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(3410) عن محمد بن العلاء، عن عبد الله ابن إدريس، بهذا الإسناد.

وانظر (21190).

ص: 121

سَأَلْتُ أُبَيًّا، قُلْتُ: أَبَا الْمُنْذِرِ، إِنَّ أَخَاكَ ابْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ: مَنْ يَقُمِ الْحَوْلَ، يُصِبْ لَيْلَةَ الْقَدْرِ! فَقَالَ: يَرْحَمُهُ اللهُ، لَقَدْ عَلِمَ أَنَّهَا فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، وَأَنَّهَا لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ. قَالَ: وَحَلَفَ. قُلْتُ: وَكَيْفَ تَعْلَمُونَ ذَلِكَ؟ قَالَ: بِالْعَلَامَةِ - أَوْ بِالْآيَةِ - الَّتِي أُخْبِرْنَا بِهَا: أَنَّ الشَّمْسَ تَطْلُعُ ذَلِكَ الْيَوْمَ لَا شُعَاعَ لَهَا (1).

21194 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي عَاصِمٌ، عَنْ زِرٍّ، قَالَ: قُلْتُ لِأُبَيٍّ: أَخْبِرْنِي عَنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ، فَإِنَّ ابْنَ أُمِّ عَبْدٍ كَانَ يَقُولُ: مَنْ يَقُمِ الْحَوْلَ، يُصِبْهَا! قَالَ: يَرْحَمُ اللهُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَدْ عَلِمَ أَنَّهَا فِي رَمَضَانَ، وَأَنَّهَا لِسَبْعٍ وَعِشْرِينَ، وَلَكِنَّهُ عَمَّى عَلَى النَّاسِ لِكَيْ لَا يَتَّكِلُوا، فَوَالَّذِي (2) أَنْزَلَ الْكِتَابَ عَلَى مُحَمَّدٍ، إِنَّهَا فِي

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين من جهة عبدة -وهو ابن أبي لُبابة الأَسدي مولاهم الكوفي-، وحسن من جهة عاصم -ابن بهدلة، وهو ابن أبي النَّجود الأَسدي مولاهم الكوفي-. سفيان: هو ابن عُيَينة الهلالي الكوفي.

وأخرجه الحميدي (375)، ومسلم ص 828 (220)، والترمذي (3351)، وابن خزيمة (2191)، وأبو عوانة في الصوم كما في "إتحاف المهرة" 1/ 196، وابن حبان (3689)، والبيهقي 4/ 312 من طرق عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(3406)، وابن خزيمة (2191) عن يعقوب ابن إبراهيم الدورقي، عن سفيان بن عيينة، عن عبدة بن أبي لبابة وحده، به.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(3407)، وابن خزيمة (2191) عن يعقوب ابن إبراهيم الدورقي، عن سفيان بن عيينة، عن عاصم بن أبي النجود وحده، به.

وانظر (21190).

(2)

كذا في الأصول الخطية، وفي (م):"فوالله الذي" بزيادة لفظ الجلالة.

ص: 122

رَمَضَانَ لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ. قَالَ: قُلْتُ: يَا أَبَا الْمُنْذِرِ، وَأَنَّى عَلِمْتَهَا؟ قَالَ: بِالْآيَةِ الَّتِي أَنْبَأَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَعَدَدْنَا وَحَفِظْنَا، فَوَاللهِ إِنَّهَا لَهِيَ - مَا يُسْتَثْنَى -.

قُلْتُ لِزِرٍّ: مَا الْآيَةُ؟ قَالَ: إِنَّ الشَّمْسَ تَطْلُعُ غَدَاةَ إِذٍ كَأَنَّهَا طَسْتٌ، لَيْسَ لَهَا شُعَاعٌ (1).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم -ابن بَهْدلة، وهو ابن أبي النَّجود الأسدي مولاهم الكوفي-، فهو صدوق حسن الحديث، وقد توبع. يحيى بن سعيد: هو القطَّان، وسفيان: هو ابن سعيد الثَّوْري.

وأخرجه الشاشي (1474) و (1476)، والبغوي (1828) من طرق عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن نصر في "قيام رمضان"(45)، والطبراني (9580) من طريق عبد الرزاق، عن سفيان الثوري، به. قلنا: قد وقع في المطبوع من "مصنف عبد الرزاق"(7700): معمر، عن عاصم، ويغلب على ظننا أنه تحريف، والصواب: سفيان، عن عاصم، لأن الطبراني قد أخرجه عن إسحاق بن إبراهيم الدبري، عن عبد الرزاق، عن سفيان الثوري، عن عاصم، و"مصنف عبد الرزاق" المطبوع هو من رواية إسحاق بن إبراهيم الدبري، ثم إن محمد بن يحيى تابع إسحاق بن إبراهيم فيه، فرواه عن عبد الرزاق، عن سفيان كما هو عند ابن نصر.

وأخرجه تاماً ومختصراً الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 92، والشاشي (1470)، وابن حبان (3691)، والطبراني في "الكبير"(9582) و (9583) و (9584) و (9585) و (9586)، وفي "الأوسط"(4350)، والواحدي في "الوسيط" 4/ 533 من طرق عن عاصم بن بهدلة، به. وذكر الشاشي معه حديثاً آخر.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 4/ 186 من طريق سعيد بن عامر، عن شعبة، عن عاصم، به. ولفظه: ليلة القدر ليلة سبع وعشرين بالآية التي حدثنا =

ص: 123

21195 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَةَ بْنَ أَبِي لُبَابَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، قَالَ: قَالَ أُبَيٌّ: لَيْلَةُ الْقَدْرِ، وَاللهِ إِنِّي لَأَعْلَمُهَا، - قَالَ شُعْبَةُ: وَأَكْثَرُ عِلْمِي هِيَ اللَّيْلَةُ الَّتِي أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِقِيَامِهَا - هِيَ لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ.

وَإِنَّمَا شَكَّ شُعْبَةُ، فِي هَذَا الْحَرْفِ: هِيَ اللَّيْلَةُ الَّتِي أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: وَحَدَّثَنِي صَاحِبٌ لِي بِهَا عَنْهُ (1).

= رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن الشمس تطلع صبيحتها صافية ليس لها شعاع. وقال أبو نعيم عقبه: غريب من حديث شعبة، والمشهور من حديث شعبة روايته عن عبدة بن أبي لبابة، عن زر. قلنا: سعيد بن عامر -وهو الضُّبَعي- كان يغلط. وسيأتي الحديث من طريق شعبة، عن عبدة في الحديث التالي.

وانظر (21190).

وقوله: "كأَنها طَسْتٌ": قال السندي: بفتح الطاء، وسكون المهملة، وحكي بكسر الطاء، وقد تعجم السين، وأنكره بعضهم: إناء معروف، ولعل وجه الشبه: أنه مُدوَّرٌ أبيضُ ليس له شعاع.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن جعفر: هو الهُذَلي البصري المعروف بغُنْدر. وشعبة: هو ابن الحجاج العَتَكي مولاهم الواسطي.

وأخرجه مسلم (762)(180) وص 828 (221) من طريقين عن محمد بن جعفر بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (762)(180)، وابن خزيمة (2188)، والشاشي (1479) من طرق عن شعبة، به. ولم يذكروا في روايتهم: إنما شك شعبة، وما بعده.

وأخرجه بأطول مما هنا مسلم (762)(179)، وأبو عوانة في الصوم كما في "إتحاف المهرة" 1/ 196، والبغوي في "الجعديات"(3533)، وابن حبان (3690)، والطبراني في "الكبير"(9587)، وفي "مسند الشاميين"(162)، =

ص: 124

21196 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، قَالَ: قَالَ لِي أُبَيٌّ: إِنَّهَا لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ، وَإِنَّهَا لَهِيَ هِيَ - مَا يَسْتَثْني - بِالْآيَةِ الَّتِي حَدَّثَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَحَسَبْنَا وَعَدَدْنَا، فَإِنَّهَا لَهِيَ هِيَ - مَا يَسْتَثْني - (1).

• 21197 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ وَخَلَفُ بْنُ هِشَامٍ الْبَزَّارُ وَعُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ، قَالُوا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ زِرٍّ، قَالَ: قُلْتُ لِأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ: أَبَا الْمُنْذِرِ، أَخْبِرْنِي عَنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ، فَإِنَّ صَاحِبَنَا - يَعْنِي ابْنَ مَسْعُودٍ - كَانَ إِذَا سُئِلَ عَنْهَا، قَالَ: مَنْ يَقُمِ الْحَوْلَ، يُصِبْهَا. فَقَالَ: يَرْحَمُ اللهُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَمَا وَاللهِ لَقَدْ عَلِمَ أَنَّهَا فِي رَمَضَانَ، وَلَكِنْ أَحَبَّ أَنْ لَا يَتَّكِلُوا، وَإِنَّهَا لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ - لَمْ يَسْتَثْنِ -.

قُلْتُ: أَبَا الْمُنْذِرِ، أَنَّى عَلِمْتَ ذَلِكَ؟ قَالَ: بِالْآيَةِ الَّتِي قَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: صَبِيحَةَ لَيْلَةِ الْقَدْرِ تَطْلُعُ الشَّمْسُ لَا شُعَاعَ لَهَا

= وفي "الأوسط"(3807) من طرق عن عبدة بن أبي لبابة، به.

وانظر (21190).

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم -وهو بن أبي النَّجود الأَسَدي مولاهم الكوفي- فهو صدوق حسن الحديث، وقد توبع.

وأخرجه بأطول مما هنا عبد بن حميد (163)، والشاشي (1478) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وانظر (21190).

ص: 125

كَأَنَّهَا طَسْتٌ حَتَّى تَرْتَفِعَ. وَهَذَا لَفْظُ حَدِيثِ الْمُقَدَّمِيِّ (1).

21198 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ زِرٍّ، قَالَ: قُلْتُ لِأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ: أَبَا الْمُنْذِرِ، أَخْبِرْنِي عَنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. قَالَ: فَقُلْتُ: يَا أَبَا الْمُنْذِرِ، أَنَّى عَلِمْتَ ذَلِكَ؟ قَالَ: بِالْآيَةِ الَّتِي أَخْبَرَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم (2).

• 21199 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو يُوسُفَ يَعْقُوبُ (3) بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا جَابِرُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ رِفَاعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ زِرَّ بْنَ حُبَيْشٍ، يَقُولُ: لَوْلَا سُفَهَاؤُكُمْ، لَوَضَعْتُ يَدَيَّ فِي أُذُنَيَّ، ثُمَّ نَادَيْتُ: أَلَا إِنَّ لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي رَمَضَانَ، فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ، فِي السَّبْعِ الْأَوَاخِرِ، قَبْلَهَا ثَلَاثٌ، وَبَعْدَهَا ثَلَاثٌ؛ نَبَأُ مَنْ لَمْ يَكْذِبْنِي، عَنْ نَبَإِ، مَنْ لَمْ يَكْذِبْهُ. قُلْتُ لِأَبِي يُوسُفَ: يَعْنِي أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: كَذَا هُوَ عِنْدِي (4).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه.

وأخرجه أبو داود (1378)، وابن خزيمة (2193)، والشاشي (1475)، والطبراني "الكبير"(9581) من طرق عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد.

وانظر (21190).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه. عفان: هو ابن مسلم الصفَّار البصري. وانظر (21190).

(3)

في (م): "أبو يوسف بن يعقوب"، وهو خطأ.

(4)

إسناده ضعيف من أجل يزيد بن أبي سليمان الكوفي، فقد روى عنه =

ص: 126

• 21200 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ النَّرْسِيُّ (1)، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ: أَنَّهُ قَالَ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ: مَنْ يَقُمِ الْحَوْلَ، يُصِبْهَا. فَانْطَلَقْتُ حَتَّى قَدِمْتُ عَلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، وَأَرَدْتُ لُقِيَّ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ - قَالَ عَاصِمٌ: فَحَدَّثَنِي أَنَّهُ لَزِمَ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ، فَزَعَمَ أَنَّهُمَا كَانَا يَقُومَانِ حِينَ (2) تَغْرُبُ الشَّمْسُ، فَيَرْكَعَانِ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْمَغْرِبِ - قَالَ: فَقُلْتُ لِأُبَيٍّ - وَكَانَتْ فِيهِ شَرَاسَةٌ -: اخْفِضْ لَنَا جَنَاحَكَ رَحِمَكَ اللهُ، فَإِنِّي إِنَّمَا أَتَمَتَّعُ مِنْكَ تَمَتُّعًا. فَقَالَ: تُرِيدُ أَنْ لَا تَدَعَ آيَةً فِي الْقُرْآنِ إِلَّا سَأَلْتَنِي عَنْهَا! قَالَ: وَكَانَ لِي صَاحِبَ صِدْقٍ - فَقُلْتُ: يَا أَبَا الْمُنْذِرِ، أَخْبِرْنِي عَنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ، فَإِنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ: مَنْ يَقُمِ الْحَوْلَ يُصِبْهَا. فَقَالَ: وَاللهِ لَقَدْ عَلِمَ

= غير واحد، ولم يؤثر فيه جرح أو تعديل، فهو مجهول الحال.

وانظر (21190).

وأخرجه المزي في ترجمة يزيد بن أبي سليمان من "التهذيب" 32/ 148 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(11690)، وابن الجارود في "المنتقى"(406)، وابن خزيمة (2187) من طرق عن عبد الرحمن بن مهدي، به.

وأخرجه الطيالسي (542) عن جابر بن يزيد بن رفاعة، به. وتحرف فيه يزيد إلى: زيد ووقع فيه: لولا مخافة السلطان بدل: لولا سفهاؤكم.

وانظر (21190).

(1)

تحرف في (م) إلى: "القرشي".

(2)

كذا في (ظ 5)، وفي (م) وسائر الأصول:"حتى".

ص: 127

عَبْدُ اللهِ أَنَّهَا فِي رَمَضَانَ، وَلَكِنَّهُ عَمَّى عَلَى النَّاسِ لِكَيْلَا يَتَّكِلُوا، وَاللهِ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ عَلَى مُحَمَّدٍ إِنَّهَا لَفِي رَمَضَانَ، وَإِنَّهَا لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ. فَقُلْتُ: يَا أَبَا الْمُنْذِرِ، أَنَّى عَلِمْتَ ذَلِكَ؟ قَالَ: بِالْآيَةِ الَّتِي أَنْبَأَنَا بِهَا مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم، فَعَدَدْنَا وَحَفِظْنَا، فَوَاللهِ إِنَّهَا لَهِيَ - مَا يَسْتَثْني -. قَالَ: فَقُلْتُ: وَمَا الْآيَةُ؟ فَقَالَ: إِنَّهَا تَطْلُعُ حِينَ تَطْلُعُ لَيْسَ لَهَا شُعَاعٌ حَتَّى تَرْتَفِعَ.

وَكَانَ عَاصِمٌ لَيْلَتَئِذٍ مِنَ السَّحَرِ لَا يَطْعَمُ طَعَامًا، حَتَّى إِذَا صَلَّى الْفَجْرَ، صَعِدَ عَلَى الصَّوْمَعَةِ، فَنَظَرَ إِلَى الشَّمْسِ حِينَ تَطْلُعُ لَا شُعَاعَ لَهَا، حَتَّى تَبْيَضَّ وَتَرْتَفِعَ (1).

(1) حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف حماد بن شعيب -وهو الحِمَّاني، أبو شعيب الكوفي-، لكنه قد توبع. عاصم: هو ابن أبي النَّجود الأَسدي مولاهم الكوفي.

وأخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(742)، وفي "الحلية" 4/ 182 - 183، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 6/ 417 من طريق عبد الله بن أحمد، بهذا الإسناد. ورواية أبي نعيم في "المعرفة" مختصرة بلفظ: عن زر أنه لزم أُبيّ بن كعب، وكانت فيه شراسة، فقلت له: اخفض لي جناحك، رحمك الله.

وأخرجه بنحوه الشاشي في "مسنده"(1473) من طريق شيبان بن عبد الرحمن النحوي، والشاشي أيضاً (1477)، ومن طريقه ابن عساكر 6/ 417 من طريق زيد بن أبي أنيسة، كلاهما عن عاصم بن أبي النجود، به. وسقط من إسناده عند ابن عساكر ثلاثة رواة!

وأخرجه مختصراً الطبراني (527)، والحاكم 3/ 303 من طريقين عن إسماعيل بن أبي خالد، عن زر بن حبيش، به. ولفظه: كانت في أبي شراسة.

وانظر (21190).

ص: 128

21201 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ أُبَيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ تَبِعَ جَنَازَةً حَتَّى يُصَلَّى عَلَيْهَا، وَيُفْرَغَ مِنْهَا، فَلَهُ قِيرَاطَانِ، وَمَنْ تَبِعَهَا حَتَّى يُصَلَّى عَلَيْهَا، فَلَهُ قِيرَاطٌ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَهُوَ أَثْقَلُ فِي مِيزَانِهِ مِنْ أُحُدٍ "(1).

21202 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَحَجَّاجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ

(1) حديث صحيح، حجاج بن أرطأة -وإن كان مدلساً وقد عنعن- إلَّا أنه قد توبع. وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه الطحاوي في "شرح المشكل"(1267) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 320، وأبو عوانة في الجنائز كما في "إتحاف المهرة" 1/ 197 من طريق عبد الله بن نمير، وابن ماجه (1541) من طريق عبد الرحمن المحاربي، كلاهما عن حجاج بن أرطأة، به.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(558)، ومن طريقه الضياء في "المختارة"(1167) و (1170)، عن أحمد بن القاسم قال: حدثنا أبو معمر القطيعي، قال: حدثنا جرير بن عبد الحميد، عن أبي إسحاق الشيباني، عن عدي بن ثابت، به. وزاد في هذه الرواية:"ومن أكل من هذه البقلة الخبيثة، فلا يقربنَّ مسجدنا". وإسناده صحيح. أحمد بن القاسم وثقه الخطيب والذهبي، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

وفي الباب عن أبي هريرة سلف برقم (7188) وهو في الصحيحين. وانظر تتمة شواهده هناك.

ص: 129

عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِنَّ اللهَ أَمَرَنِي أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ " قَالَ: فَقَرَأَ: {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ} [البينة: 1] قَالَ: فَقَرَأَ فِيهَا: وَلَوْ أَنَّ ابْنَ آدَمَ سَأَلَ وَادِيًا مِنْ مَالٍ فَأُعْطِيَهُ، لَسَأَلَ ثَانِيًا وَلَوْ سَأَلَ ثَانِيًا (1) فَأُعْطِيَهُ، لَسَأَلَ ثَالِثًا، وَلَا يَمْلَأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ، وَيَتُوبُ اللهُ عَلَى مَنْ تَابَ، وَإِنَّ ذَلِكَ (2) الدِّينَ الْقَيِّمَ عِنْدَ اللهِ الْحَنِيفِيَّةُ، غَيْرُ الْمُشْرِكَةِ، وَلَا الْيَهُودِيَّةِ، وَلَا النَّصْرَانِيَّةِ، وَمَنْ يَفْعَلْ خَيْرًا، فَلَنْ يُكْفَرَهُ " (3).

(1) قوله: "ولو سأل ثانياً" سقط من (م)، وأثبتناه من الأصول الخطية.

(2)

في نسخة على هامش (ظ 5) و (ر): "ذات"، وذات الدِّين: حقيقته وخاصته.

(3)

إسناده حسن من أجل عاصم بن بَهْدلةَ -وهو ابن أبي النَّجود الأَسدي الكوفي-، فقد روى له البخاري ومسلم مقروناً، وأصحاب السنن، وهو صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. محمد بن جعفر: هو الهُذَلي البصري المعروف بغُنْدَر، وحجاج: هو ابن محمد المِصِّيصي الأعور، وشعبة: هو ابن الحجاج العتكي الواسطي.

وأخرجه الضياء المقدسي في "المختارة"(1163) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (539)، والترمذي (3793) و (3898)، والشاشي مفرقاً (1484) و (1485) و (1486) و (1487)، والحاكم 2/ 224 و 531، وأبو نعيم في "الحلية" 4/ 187، والضياء في "المختارة"(1162) من طرق عن شعبة بن الحجاج، به. وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي. وقال الترمذي: حسن صحيح.

وأخرجه مختصراً أبو الشيخ في "الأمثال"(79) من طريق ثابت، عن عاصم بن بهدلة، به. =

ص: 130

• 21203 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ، حَدَّثَنَا سَلْمُ (1) بْنُ قُتَيْبَةَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ اللهَ

= وسيأتي الحديث من طريق سلم بن قتيبة، عن شعبة في الذي بعده.

وأخرجه الحاكم 2/ 256 من طريق معقل بن عبيد الله، عن عكرمة بن خالد، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن أُبيِّ بن كعب: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأُبيِّ: "إني أُقرئك سورة" فقال له أُبيٌّ: أُمرتَ بذاك بأبي أنت؟ قال: "نعم" فقرأَ: {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ وَالمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ البَيِّنَةُ. رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً} .

وقوله صلى الله عليه وسلم لأُبيِّ بن كعب: "إنَّ الله أمرني أن أَقرأَ عليك القرآنَ"، سلف من طريق عبد الرحمن بن أَبزى، عن أُبيِّ برقم (21136).

ولقوله: فقرأَ فيها: "ولو أن ابن آدم سأَل وادياً من مال" إلى قوله: "ويتوب الله على من تاب"، انظر ما سلف برقم (21110).

وفي باب قراءة النبي صلى الله عليه وسلم سورة البينة على أُبيِّ بن كعب، عن أبي حَبَّة البدري، سلف برقم (16000)، وعن أنس بن مالك سلف أيضاً برقم (12320).

والجمع بين هذا الحديث وبين حديث أنس بن مالك، عن أُبيٍّ الذي ذكرناه في تعليقنا على الحديث السالف برقم (21110)، ولفظه: كنا نرى أن هذا الحديث من القرآن: "لو أن لابن آدم واديين من مال، لتمنى وادياً ثالثاً، ولا يملأ جوف ابن آدم إلَّا التراب، ثم يتوب الله على من تاب" حتى نزلت هذه السورة: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ} إلى آخرها: أنه يحتمل أن يكون أُبيٌّ لما قرأَ عليه النبي صلى الله عليه وسلم: {لَمْ يَكُنِ} ، وكان هذا الكلام في آخر مما ذكره النبيُّ صلى الله عليه وسلم، احتمل عنده أن يكون بقية السورة، واحتمل أن يكون من كلام النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يتهيأ له أن يستفصل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك، حتى نزلت:{أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ} ، فانتفى الاحتمال. قاله الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" 11/ 257 - 258.

(1)

تحرفت في (م) إلى: "مسلم".

ص: 131

أَمَرَنِي أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ " قَالَ: فَقَرَأَ عَلَيَّ: "{لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ. رَسُولٌ مِنَ اللهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً. فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ. وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ} [البينة: 1 - 4]. " إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الْحَنِيفِيَّةُ، غَيْرُ الْمُشْرِكَةِ، وَلَا الْيَهُودِيَّةِ، وَلَا النَّصْرَانِيَّةِ، وَمَنْ يَفْعَلْ خَيْرًا، فَلَنْ يُكْفَرَهُ " قَالَ شُعْبَةُ: ثُمَّ قَرَأَ آيَاتٍ بَعْدَهَا، ثُمَّ قَرَأَ:" لَوْ أَنَّ لِابْنِ آدَمَ وَادِيَيْنِ مِنْ مَالٍ، لَسَأَلَ وَادِيًا ثَالِثًا، وَلَا يَمْلَأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ " قَالَ: ثُمَّ خَتَمَهَا بِمَا بَقِيَ مِنْهَا (1).

21204 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُعْفِيُّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ أُبَيٍّ، قَالَ: لَقِيَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم جِبْرِيلُ عِنْدَ أَحْجَارِ الْمِرَاءِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِجِبْرِيلَ:" إِنِّي بُعِثْتُ إِلَى أُمَّةٍ أُمِّيِّينَ، فِيهِمُ الشَّيْخُ الْعَاسِي (2)، وَالْعَجُوزَةُ (3) الْكَبِيرَةُ، وَالْغُلَامُ " قَالَ: فَمُرْهُمْ، فَلْيَقْرَؤُوا الْقُرْآنَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ (4).

(1) إسناده حسن كسابقه. سلم بن قتيبة: هو أبو قُتَيبةَ الشَّعيري الخُراساني.

وانظر ما قبله.

(2)

في نسخة في (ظ): "الفاني"، وفي (م):"العاصي"، وهو تحريف.

(3)

كذا في (ظ) وحدها، وفي (م) وبقية النسخ:"العجوزة".

(4)

صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم -وهو ابن أبي النَّجود الأَسدي مولاهم الكوفي-، فهو صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. زائدة: هو ابن قدامة الثقفي الكوفي، وزِرٌّ: هو ابن حُبيش الأَسَدي الكوفي. =

ص: 132

21205 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ أُبَيٍّ - قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ: عَنْ حُذَيْفَةَ - قَالَ: لَقِيَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم جِبْرِيلُ عِنْدَ أَحْجَارِ الْمِرَاءِ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1).

• 21206 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ، أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الطَّحَّانُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ

= وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 518، والطبري في مقدمة "تفسيره" 1/ 16، وابن حبان (739) من طريق حسين بن علي الجعفي، بهذا الإسناد. ورواية ابن أبي شيبة مختصرة بلفظ: مرهم فليقرؤوه على سبعة أحرف.

وأخرجه بنحوه الطيالسي (543)، والترمذي (2944)، والضياء في "المختارة"(1168) و (1169) من طرق عن عاصم بن أبي النجود، به.

وسيأتي عن أبي سعيد مولى بني هاشم، عن زائدة في الحديث التالي.

وانظر (21171).

وقوله: "أحجار المِرَاءِ": موضع بمكة، على لفظ جمع حَجَر، كانت قريش تتمارى عندها، وهي صُِفِيِّ السِّبابِ، وصُِفي: بضم أوله أو كسره، جمع الجمع لصَفَوات أو صَفاً، التي هي جمع صَفَاة، والصفاة: الحجر الصَّلْد الضَّخْم لا يُنبِتُ، مضاف إلى السِّباب، الذي هو مصدر سابَّ فلانٌ فلاناً. انظر "معجم ما استعجم" 1/ 117 و 2/ 838.

وقوله: "الشيخ العاسي"، أي: الكبير المُسِنُّ، من عَسَا القَضِيبُ: إذا يَبِسَ.

(1)

صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه. أبو سعيد مولى بني هاشم: هو عبد الرحمن بن عبد الله البصري. وانظر ما قبله.

وحديث حماد بن سلمة، عن عاصم بن أبي النجود، عن زر بن حبيش، عن حذيفة بن اليمان، سيأتي في مسنده 5/ 391.

ص: 133

عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: كَمْ تَقْرَؤُونَ سُورَةَ الْأَحْزَابِ؟ قَالَ: بِضْعًا وَسَبْعِينَ آيَةً. قَالَ: لَقَدْ قَرَأْتُهَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِثْلَ الْبَقَرَةِ، أَوْ أَكْثَرَ مِنْهَا، وَإِنَّ فِيهَا آيَةَ الرَّجْمِ (1).

• 21207 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرٍّ، قَالَ: قَالَ لِي أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ: كَأَيِّنْ تَقْرَأُ سُورَةَ الْأَحْزَابِ؟ أَوْ كَأَيِّنْ تَعُدُّهَا؟ قَالَ: قُلْتُ لَهُ: ثَلَاثًا وَسَبْعِينَ آيَةً، فَقَالَ: قَطُّ، لَقَدْ رَأَيْتُهَا وَإِنَّهَا لَتُعَادِلُ سُورَةَ الْبَقَرَةِ، وَلَقَدْ قَرَأْنَا فِيهَا " الشَّيْخُ وَالشَّيْخَةُ إِذَا زَنَيَا فَارْجُمُوهُمَا الْبَتَّةَ نَكَالًا مِنَ اللهِ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (2) "(3).

(1) إسناده ضعيف، لضعف يزيد بن أبي زياد -وهو الكوفي- قال ابن معين: لا يحتج به، وقال ابن المبارك: ارْمِ به، وقال شعبة: كان رفَّاعاً، وعاصم بن بهدلة -وإن كان صدوقاً- تقع له أوهام بسبب سوء حفظه، وهذا الحديث يُعَدُّ في أوهامه، ثم إن في هذا المتن نكارة، وهي قوله:"لقد قرأتها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم".

(2)

المثبت من (ظ 5) و (ق) ونسخة بهامش (ر)، وفي (م) و (ر) ونسخة بهامش (ظ 5): عليم حكيم.

(3)

إسناده ضعيف، عاصم بن بهدلة -وإن كان صدوقاً- له أوهام بسبب سوء حفظه، فلا يحتمل تفرُّدُه بمثل هذا المتن. وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير خلف بن هشام، فمن رجال مسلم.

وأخرجه الضياء في "المختارة"(1166) من طريق عبد الله بن أحمد، بهذا الإسناد!

وأخرجه الحاكم 4/ 359 من طريق أبي النعمان محمد بن الفضل، والبيهقي 8/ 211 من طريق سعيد بن منصور، كلاهما عن حماد بن زيد، به. =

ص: 134

• 21208 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ وَعَبْدُ الْأَعْلَى، قَالَا: حَدَّثَنَا دَاوُدُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مُوسَى، عَنْ زِيَادٍ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: قُلْتُ لِأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ: لَوْ مِتْنَ نِسَاءُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كُلُّهُنَّ، كَانَ يَحِلُّ لَهُ أَنْ يَتَزَوَّجَ؟ قَالَ: وَمَا يُحَرِّمُ ذَاكَ عَلَيْهِ؟ قَالَ: قُلْتُ: لِقَوْلِهِ: {لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ} [الأحزاب: 52] قَالَ: إِنَّمَا أُحِلَّ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ضَرْبٌ مِنَ النِّسَاءِ (1).

= وأخرجه الطيالسي (540)، وعبد الرزاق (5990) و (13363)، وأبو عبيد في "فضائل القرآن" ص 320، وأحمد بن منيع كما في "إتحاف الخيرة" 8/ 141، والنسائي في "الكبرى"(7150)، وابن حبان (4428) و (4429)، والحاكم 2/ 415 و 4/ 359 والضياء المقدسي في "المختارة"(1164) و (1165) من طرق عن عاصم، به. وزاد عند ابن حبان (4429) قصة حك المعوذتين من مصحف ابن مسعود، وقد سلف في "المسند" برقم (21181).

وسيأتي الكلام مفصلاً على آية الرجم المذكورة عند حديث زيد بن ثابت الآتي برقم (21596).

(1)

إسناده ضعيف، زياد الأنصاري نُسِبَ عند البخاري في "التاريخ" 3/ 359 وعند ابن أبي حاتم 3/ 536: زياد بن عبد الله، وجاء في بعض الروايات: رجل اسمه زياد. وهو مجهول، ومحمد بن أبي موسى كذلك، وهما من رجال "التعجيل"، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. عبيد الله بن عمر: هو ابن ميسرة القواريري، وعبد الأعلى: هو ابن عبد الأعلى السامي، وداود: هو ابن أبي هند.

وأخرجه الضياء في "المختارة"(1172) من طريق هبة الله بن عمر، عن يزيد بن زريع وعبد الأعلى السامي، بهذا الإسناد. =

ص: 135

• 21209 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، قَالَ: أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ، فَدَخَلْتُ الْمَسْجِدَ، فَإِذَا أَنَا بِأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، فَأَتَيْتُهُ، فَقُلْتُ: يَرْحَمُكَ اللهُ أَبَا الْمُنْذِرِ، اخْفِضْ لِي جَنَاحَكَ - وَكَانَ امْرَأً فِيهِ شَرَاسَةٌ - فَسَأَلْتُهُ عَنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ، فَقَالَ: لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ، قُلْتُ: أَبَا الْمُنْذِرِ، أَنَّى عَلِمْتَ ذَلِكَ؟ قَالَ: بِالْآيَةِ الَّتِي أَخْبَرَنَا بِهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَعَدَدْنَا وَحَفِظْنَا، وَآيَةُ ذَلِكَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ فِي صَبِيحَتِهَا مِثْلَ الطَّسْتِ (1) لَا شُعَاعَ لَهَا، حَتَّى

= وأخرجه الطبراني 22/ 29 عن محمد بن المثنى، عن عبد الأعلى السامي وحده، به.

وأخرجه ابن سعد 8/ 196، والدارمي (2240)، والطبري 22/ 29، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/ 454، والضياء (1171) من طرق عن داود بن أبي هند، به. ولفظه بتمامه عند الطبري: أحل له ضرباً من النساء، وحرم عليه ما سواهن، أحل له كلَّ امرأة آتى أجرها، وما ملكت يمينه مما أفاء الله عليه، وبنات عمه وبنات عماته، وبنات خاله وبنات خالاته، وكل امرأة وهبت نفسها له إن أراد أن يستنكحها خالصة له من دون المؤمنين. وفي رواية له: إنما أحل له ضرباً من النساء، فقال: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ

} إلى قوله: {إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ} [الأحزاب: 50] ثم قيل له: {لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ} .

وقد روي مثل هذا التفسير عن ابن عباس، وسلف في مسنده برقم (2922)، وإسناده ضعيف. وانظر "تفسير الطبري" 22/ 28 - 33.

(1)

المثبت من (م) و (ر) و (ق)، وفي (ظ 5):"الطَِّسّ" وهو: الطَِّسْت والتاء فيه بدل من السين، ويجمع على: طِسَاس، وطُسُوس.

ص: 136

تَرْتَفِعَ (1).

• 21210 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ بُنْدَارٌ، حَدَّثَنَا سَلْمُ بْنُ قُتَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ أُبَيٍّ، قَالَ: لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ (2).

21211 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ الْمُقْرِئُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَبِي الْفُرَاتِ أَخُو الْفُرَاتِ بْنِ أَبِي الْفُرَاتِ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ لِثَلَاثٍ يَبْقَيْنَ. وَلَمْ يَرْفَعْهُ (3).

(1) صحيح، وهذا إسناد حسن؛ أحمد بن محمد بن أيوب -وهو أبو جعفر الورَّاق صاحب "المغازي"- تُكُلِّم في روايته عن أبي بكر بن عياش، لكنه قد توبع، وأبو بكر بن عياش وعاصم -وهو ابن أبي النجود- صدوقان حسنا الحديث، وقد توبعا أيضاً.

وأخرجه الترمذي (793) عن واصل بن عبد الأَعلى، عن أبي بكر بن عياش، بهذا الإسناد. ولم يذكر فيه: أتيت المدينة

إلى قوله: شراسة. وفيه زيادة.

وانظر (21190).

(2)

صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل يونس بن أبي إسحاق -وهو أبو إسرائيل السَّبِيعي-، فهو صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو بردة: هو ابن أبي موسى الأشعري.

وانظر (21190).

(3)

صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة الحجاج بن أبي الفرات، لكنه قد توبع، وعاصم -وهو ابن بَهْدلة- صدوق حسن الحديث، وهو متابع أيضاً. =

ص: 137

‌حَدِيثُ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ

21212 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أُبَيٍّ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عَمٍّ لِي شَاسِعَ الدَّارِ، فَقُلْتُ: لَوْ أَنَّكَ اتَّخَذْتَ حِمَارًا أَوْ شَيْئًا! فَقَالَ: مَا يَسُرُّنِي أَنَّ بَيْتِي مُطَنَّبٌ بِبَيْتِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَمَا سَمِعْتُ عَنْهُ كَلِمَةً أَكْرَهَ إِلَيَّ مِنْهَا، قَالَ: فَإِذَا هُوَ يَذْكُرُ الْخُطَا إِلَى الْمَسْجِدِ، فَسَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:" إِنَّ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ دَرَجَةً "(1).

= وانظر (21190).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عُيَيْنة الهِلالي الكوفي ثم المكي، وعاصم: هو ابن سليمان الأَحْول البصري، وأبو عثمان: هو عبد الرحمن بن مَُلٍّ النَّهْدي.

وأخرجه الحميدي (376)، ومسلم (663) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (551) عن أبي زيد بن ثابت بن يزيد الأحول، ومسلم (663) من طريق الجراح بن مَلِيح الرُّؤَاسي والد وكيع، كلاهما عن عاصم بن سليمان الأحول، به. ورواية الطيالسي مختصرة.

وسيأتي الحديث من طريق عبد الله بن المبارك (21213)، وشعبة بن الحجاج (21215) وعباد بن عباد المهلبي (21217)، كلهم عن عاصم بن سليمان الأحول.

وسيأتي أيضاً عن يحيى بن سعيد (21214)، ومن طريق المعتمر بن سليمان (21216)، كلاهما عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي.

وفي باب فضل كثرة الخطا إلى المساجد لبعد المنزل انظر حديث أبي =

ص: 138

21213 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، حَدَّثَنِي أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَمَا إِنَّ لَكَ مَا احْتَسَبْتَ "(1).

21214 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: كَانَ رَجُلٌ بِالْمَدِينَةِ، لَا أَعْلَمُ رَجُلًا كَانَ أَبْعَدَ مِنْهُ مَنْزِلًا - أَوْ قَالَ: دَارًا - مِنَ الْمَسْجِدِ مِنْهُ، فَقِيلَ لَهُ: لَوْ اشْتَرَيْتَ حِمَارًا فَرَكِبْتَهُ فِي الرَّمْضَاءِ وَالظُّلُمَاتِ، فَقَالَ: مَا يَسُرُّنِي أَنَّ دَارِي - أَوْ قَالَ: مَنْزِلِي - إِلَى جَنْبِ الْمَسْجِدِ، فَنَمَى الْحَدِيثُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" مَا أَرَدْتَ بِقَوْلِكَ مَا يَسُرُّنِي أَنَّ مَنْزِلِي - أَوْ قَالَ: دَارِي - إِلَى جَنْبِ الْمَسْجِدِ؟ " قَالَ: أَرَدْتُ أَنْ يُكْتَبَ إِقْبَالِي إِذَا أَقْبَلْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ، وَرُجُوعِي إِذَا رَجَعْتُ إِلَى أَهْلِي. قَالَ:" أَعْطَاكَ اللهُ ذَلِكَ كُلَّهُ " أَوْ " أَنْطَاكَ اللهُ مَا

= هريرة السالف برقم (8618)، وقد ذكرنا تتمة أحاديث الباب هناك.

وقوله: "شاسع الدار" أي: بعيد الدار من المسجد.

وقوله: "مُطَنَّبٌ ببيت محمد صلى الله عليه وسلم" اسم مفعول من التطنيب، أي: مشدود بالأَطْناب؛ وهي الحبال التي تشد بها الخيام، والمعنى: ما أحب أن يكون بيتي إلى جانب بيته صلى الله عليه وسلم، مع أن جواره مطلوب لكل مؤمن، لما فيه من فوت أجر كثرة الخطا إلى المسجد.

(1)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن إسحاق -وهو السُّلَمي مولاهم المَرْوزي- فقد روى له الترمذي، وهو ثقة.

وانظر ما قبله.

ص: 139

احْتَسَبْتَ أَجْمَعَ " أَوْ " أَنْطَاكَ اللهُ ذَلِكَ كُلَّهُ مَا احْتَسَبْتَ أَجْمَعَ " (1).

21215 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ يُحَدِّثُ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: كَانَ رَجُلٌ يَأْتِي الصَّلَاةَ، فَقِيلَ لَهُ: لَوْ اتَّخَذْتَ حِمَارًا يَقِيكَ الرَّمْضَاءَ وَالشَّوْكَ وَالْوَقْعَ! - قَالَ شُعْبَةُ: وَذَكَرَ رَابِعَةً - قَالَ: مَحْلُوفَُِه، مَا أُحِبُّ أَنَّ طُنُبِي بِطُنُبِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" لَكَ مَا نَوَيْتَ " أَوْ قَالَ: " لَكَ أَجْرُ مَا نَوَيْتَ ". شُعْبَةُ يَقُولُ ذَلِكَ (2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطَّان التَّمِيمي البصري، والتَّيْمي: هو سليمان بن طَرْخان البصري.

وأخرجه ابن حبان (2040) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 207 - 208، وعبد بن حميد (161)، والدارمي (1284)، ومسلم (663)، وأبو داود (557)، وابن خزيمة (1500)، وأبو عوانة 1/ 389 - 390، وابن حبان (2041)، والبيهقي 3/ 64 و 10/ 77، والبغوي (787) من طرق عن سليمان التيمي، به.

وانظر (21212).

وقوله: "الرَّمْضاء": هي الأرض الشديدة الحرارة.

وقوله: "فنَمَى الحديث" بالبناء للفاعل، أي: ارتفع.

وقوله: "أَنْطاك الله" هي لغة في أعطى. وقيل: هي لغة أهل اليمن.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن جعفر: هو الهُذَلي البصري المعروف بغُنْدر، وشعبة: هو ابن الحجاج العَتَكي مولاهم الواسطي البصري. =

ص: 140

• 21216 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُعَاذِ بْنِ مُعَاذِ الْعَنْبَرِيِّ، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ، قَالَ: قَالَ أَبِي، حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: كَانَ رَجُلٌ مَا أَعْلَمُ مِنَ النَّاسِ مِنْ إِنْسَانٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مِمَّنْ يُصَلِّي الْقِبْلَةَ أَبْعَدَ بَيْتًا مِنَ الْمَسْجِدِ مِنْهُ، قَالَ: فَكَانَ يَحْضُرُ الصَّلَوَاتِ كُلَّهُنَّ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ لَهُ: لَوْ اشْتَرَيْتَ حِمَارًا تَرْكَبُهُ فِي الرَّمْضَاءِ والظَّلْمَاءِ! قَالَ: وَاللهِ مَا أُحِبُّ أَنَّ بَيْتِي بَلِزِقِ مَسْجِدِ (1) رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: فَأَخْبَرْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَسَأَلَهُ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، لِكَيْمَا يُكْتَبَ أَثَرِي، وَرُجُوعِي إِلَى أَهْلِي، وَإِقْبَالِي إِلَيْهِ أَوْ كَمَا قَالَ. قَالَ:" أَنْطَاكَ اللهُ ذَلِكَ كُلَّهُ " أَوْ " أَعْطَاكَ مَا احْتَسَبْتَ أَجْمَعَ " أَوْ كَمَا قَالَ (2).

= وانظر (21212).

وقوله: "الوَقَع" بفتحتين، أي: الحجارة المحدَّدَة.

وقوله: "مَحْلوفَُِه" بالضم: مبتدأ خبره مقدر، أي: قسمي، أو بالجر أو النصب بتقدير حرف القسم.

وقوله: "أنَّ طُنُبي" بضمتين، أو سكون الثاني: الحَبْل الذي تُشَدُّ به الخيمة ونحوها، والجمع: أَطْناب، مثل عُنُق، وأَعناق.

(1)

في (م) و (ر): "يلزق بمسجد".

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. المعتمر: هو ابن سليمان بن طَرْخان التَّيْمي البصري.

وأخرجه مسلم (663)، وابن خزيمة (1500) من طريق محمد بن عبد الأعلى الصنعاني، عن المعتمر بن سليمان، بهذا الإسناد.

وانظر (21212).

ص: 141

• 21217 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (1)، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: كَانَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ؛ بَيْتُهُ أَقْصَى بَيْتٍ فِي الْمَدِينَةِ، فَكَانَ لَا تَكَادُ تُخْطِئُهُ الصَّلَاةُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَتَوَجَّعْتُ لَهُ، فَقُلْتُ: يَا فُلَانُ، لَوْ أَنَّكَ اشْتَرَيْتَ حِمَارًا يَقِيكَ مِنْ حَرِّ الرَّمْضَاءِ، وَيَقِيكَ مِنْ هَوَامِّ الْأَرْضِ! قَالَ: وَاللهِ مَا أُحِبُّ أَنَّ بَيْتِي بِطُنُبِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: فَحَمَلْتُ حِمْلًا، حَتَّى أَتَيْتُ بِهِ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَخْبَرْتُهُ، فَدَعَاهُ، فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ، وَذَكَرَ أَنَّهُ يَرْجُو فِي أَثَرِهِ الْأَجْرَ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّ لَكَ مَا احْتَسَبْتَ "(2).

• 21218 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَبَّاسِ الْبَاهِلِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أُبَيٍّ: أَنَّ رَجُلًا اعْتَزَى فَأَعَضَّهُ أُبَيٌّ بِهَنِ أَبِيهِ. فَقَالُوا: مَا

(1) وقع في (م): "حدثنا عبد الله، حدثني أبي"، وهو خطأ.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عباد بن عباد: هو ابن حبيب بن المهلَّب بن أبي صُفْرة الأَزْدي البصري.

وأخرجه مسلم (663) عن محمد بن أبي بكر المقدمي، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن ماجه (783)، وابن خزيمة (450) و (1500) عن أحمد بن عبدة، وأبو عوانة 1/ 388 - 389، من طريق الصلت بن مسعود، كلاهما عن عباد بن عباد المهلبي، به. وانظر (21212).

وقوله: "فحَمَلْتُ حِمْلاً" بكسر الحاء، أي: ثقلاً، أي: عظم علي وثقل، واستعظمته لبشاعة لفظه، وهمني ذلك، ولا يريد الحمل على الظهر.

ص: 142

كُنْتَ فَحَّاشًا! قَالَ: إِنَّا أُمِرْنَا بِذَلِكَ (1).

‌حَدِيثُ أَبِي الْعَالِيَةِ الرِّيَاحِيِّ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ

21219 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ (2) مُحَمَّدُ بْنُ مُيَسَّرٍ الصَّاغَانِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنْ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ: أَنَّ الْمُشْرِكِينَ قَالُوا لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: يَا مُحَمَّدُ،

(1) إسناده حسن، محمد بن عمرو بن العباس روى عنه جمع، وترجمه الخطيب في "تاريخه" 3/ 127، ونقل توثيقه عن ابن خراش، وذكره ابن حبان في "الثقات" 9/ 107، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، وعاصم: هو ابن سليمان الأحول، وأبو عثمان: هو عبد الرحمن بن مل النهدي.

وأخرجه الضياء في "المختارة"(1235) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.

وسيأتي من طريق الحسن البصري، عن عتي بن ضمرة، عن أُبيٍّ برقم (21233) وما بعده.

وفي الباب عن عمر بن الخطاب موقوفاً عند ابن أبي شيبة 15/ 13.

قوله: "اعتزى" أي: انتسب، من: عزيت الشيء وعزوته، أعزيه وأَعزوه، إذا أسندته لأحد أو نسبته إليه. قال السندي: أي ذكر نسبه إلى آبائه بطريق الافتخار دون التعريف. قلنا: وفي الروايات الآتية جاء الحديث بلفظ: "من اعتزى بعزاء الجاهلية".

"أعضَّه" أي: قال له: اعضض ذكر أبيك.

والهن: كناية عن الذكر.

(2)

المثبت من (ظ 5)، وتحرف في باقي النسخ إلى:"أبو سعيد".

ص: 143

انْسُبْ لَنَا رَبَّكَ، فَأَنْزَلَ اللهُ تبارك وتعالى:{قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ. اللهُ الصَّمَدُ. لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ. وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} (1).

21220 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " بَشِّرْ هَذِهِ

(1) إسناده ضعيف لضعف أبي سعد محمد بن ميسر وأبي جعفر الرازي -وهو عيسى بن ماهان- أبو العالية: هو رفيع بن مهران.

وأخرجه الترمذي (3364)، والطبري 30/ 342، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/ 95، والعقيلي في "الضعفاء" 4/ 141، وابن عدي في "الكامل" 6/ 2231، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 279، والواحدي في "أسباب النزول" ص 309 من طريق أبي سعد الصاغاني، بهذا الإسناد. وزاد عن بعضهم: فالصمد: الذي لم يلد ولم يولد، لأنه ليس شيء يولد إلا سيموت، وليس شيء يموت إلا سيورث، وإن الله عز وجل لا يموت ولا يورث، {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} قال: لم يكن له شبيه ولا عدل، وليس كمثله شيء. وهذه الزيادة نظنها من كلام أبي جعفر الرازي.

وأخرجه الحاكم 2/ 540 وعنه البيهقي في "الأسماء والصفات" ص 44 من طريق محمد بن سابق، عن أبي جعفر الرازي، به. وفيه عندهما الزيادة المذكورة.

وأخرجه الترمذي (3365) من طريق عبيد الله بن موسى، والطبري 1/ 343 من طريق مهران بن أبي عمر العطار، والعقيلي 4/ 141 من طريق أبي النضر هاشم بن القاسم، ثلاثتهم عن أبي جعفر، به مرسلاً. وقال: هذا أصح من حديث أبي سعد. قلنا: وهو ضعيف أيضاً لضعف أبي جعفر الرازي.

وفي الباب عن جابر عند الطبري 30/ 343، وأبي يعلى (2044)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 279، وإسناده ضعيف.

ص: 144

الْأُمَّةَ بِالسَّنَاءِ وَالرِّفْعَةِ، وَالدِّينِ، وَالنَّصْرِ، وَالتَّمْكِينِ فِي الْأَرْضِ " وَهُوَ يَشُكُّ فِي السَّادِسَةِ، قَالَ: " فَمَنْ عَمِلَ مِنْهُمْ عَمَلَ الْآخِرَةِ لِلدُّنْيَا، لَمْ يَكُنْ لَهُ فِي الْآخِرَةِ نَصِيبٌ " (1).

قَالَ عَبْدُ اللهِ: قَالَ أَبِي: أَبُو سَلَمَةَ هَذَا: الْمُغِيرَةُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخُو عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُسْلِمٍ الْقَسْمَلِيِّ.

(1) إسناده قوي. سفيان: هو ابن سعيد الثوري الكوفي، وأبو سلمة: هو المغيرة بن مسلم القَسْمَلي السَّرَّاج، وأبو العالية: هو رُفَيع بن مِهْران الرِّياحي.

وأخرجه الشاشي (1491)، والحاكم 4/ 311، والبيهقي في "شعب الإيمان"(6834) و (10335)، وفي "دلائل النبوة" 6/ 317 - 318 من طريق زيد بن الحباب، والحاكم 4/ 318 من طريق عبد الصمد بن حسان، والبيهقي في "شعب الإيمان"(6833)، والبغوي في "شرح السنة"(4145) من طريق محمد بن يوسف الفريابي، ثلاثتهم عن سفيان بن سعيد الثوري، بهذا الإسناد، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي. وأسقط محمد بن يوسف الفريابي من إسناده:"الربيع بن أنس" كما بين ذلك البيهقي في "الشعب"، ورواية غيره أَوْلى، فقد نص بعض أهل العلم على أنه يخطئ في بعض ما يرويه عن سفيان الثوري.

وسيأتي الحديث من طريق معتمر بن سليمان (21221)، ومن طريق يحيى ابن يمان (21222)، كلاهما عن سفيان الثوري.

وسيأتي أيضاً من طريق عبد العزيز بن مسلم، عن الربيع بن أنس برقم (21223).

وسيأتي من طريق أيوب بن أبي تميمة السَّخْتِياني، عن أبي العالية رفيع بن مِهْران برقم (21224).

قوله: "بالسَّناء"، أي: بارتفاع المَنْزِلة والقَدْر، من سَنَى يَسْنَى سناءً، أي: ارتفع.

ص: 145

• 21221 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (1)، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ الْخُرَاسَانِيِّ، عَنْ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، مِثْلَهُ (2).

• 21222 - وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدُ، قَالَ: وحَدَّثَنِي أَبُو الشَّعْثَاءِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مُغِيرَةَ السَّرَّاجِ، عَنْ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " بَشِّرْ هَذِهِ الْأُمَّةَ بِالسَّنَاءِ، وَالرِّفْعَةِ وَالنَّصْرِ، وَالتَّمْكِينِ فِي الْأَرْضِ، فَمَنْ عَمِلَ مِنْهُمِ عَمَلَ الْآخِرَةِ لِلدُّنْيَا، لَمْ يَكُنْ لَهُ فِي الْآخِرَةِ نَصِيبٌ ". وَهَذَا لَفْظُ الْمُقَدَّمِيِّ (3).

(1) وقع في (م): "حدثنا عبد الله، حدثني أبي" وهو خطأ فالحديث من زوائد عبد الله بن أحمد.

(2)

إسناده قوي كسابقه.

وأخرجه ابن الأعرابي في "معجمه"(653)، ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" 10/ 290، وأخرجه الشهاب القضاعي (484)، والضياء المقدسي (1154) من طرق عن معتمر بن سليمان، بهذا الإسناد. ورواية القضاعي مختصرة.

وانظر ما قبله.

(3)

إسناده حسن من أجل يحيى بن يمان العِجْلي الكوفي، وقد توبع. سفيان: هو ابن سعيد الثوري الكوفي، ومغيرة السَّرَّاج: هو أبو سلمة مغيرة بن مسلم القَسْمَلي.

وانظر (21220).

ص: 146

* 21223 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ.

وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ - وَقَالَ عَبْدُ الْوَاحِدِ (1) فِي حَدِيثِهِ: حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ - عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" بَشِّرْ هَذِهِ الْأُمَّةَ بِالسَّنَاءِ، وَالنَّصْرِ، وَالتَّمْكِينِ، فَمَنْ عَمِلَ مِنْهُمْ عَمَلَ الْآخِرَةِ لِلدُّنْيَا، لَمْ يَكُنْ لَهُ فِي الْآخِرَةِ نَصِيبٌ "(2).

• 21224 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو يَحْيَى مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ

(1) قوله: "وقال عبد الواحد" سقط من (م) و (ق)، والمثبت من (ظ 5) و (ر).

(2)

إسناده قوي، الربيع بن أنس -وهو البكري أو الحنفي البصري- روى له أصحاب السنن، وهو صدوق لا بأس به، وباقي رجاله ثقات. عبد الواحد بن غياث: هو الصَّيْرفي البصري. وعبد العزيز بن مسلم: هو أبو زيد القَسْملي المروزي ثم البصري.

وهو في "الزهد" للمصنف ص 32 بإسناد الإمام أحمد، دون إسناد ابنه.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 9/ 42، والضياء المقدسي في "المختارة"(1151) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه الضياء المقدسي (1151) من طريق عبد الله بن أحمد، عن عبد الواحد بن غياث، به.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الزهد"(168)، والدولابي في "الكنى والأسماء" 1/ 180، والشاشي (1492) و (1493) و (1494) و (1495)، وابن حبان (405)، وأبو نعيم 1/ 255 - 256، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/ 318، والبغوي (4144) من طرق عن عبد العزيز بن مسلم القسملي، به.

وانظر (21220).

ص: 147

الْبَزَّازُ، حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " بَشِّرْ هَذِهِ الْأُمَّةَ بِالسَّنَاءِ، وَالتَّمْكِينِ فِي الْبِلَادِ، وَالنَّصْرِ، وَالرِّفْعَةِ فِي الدِّينِ، وَمَنْ عَمِلَ مِنْهُمْ بِعَمَلِ الْآخِرَةِ لِلدُّنْيَا، فَلَيْسَ لَهُ فِي الْآخِرَةِ نَصِيبٌ "(1).

• 21225 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ شَقِيقٍ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنْ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى بِهِمْ، فَقَرَأَ بِسُورَةٍ مِنَ الطُّوَلِ، ثُمَّ رَكَعَ خَمْسَ رَكَعَاتٍ وَسَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ قَامَ الثَّانِيَةَ فَقَرَأَ بِسُورَةٍ مِنَ الطُّوَلِ، ثُمَّ رَكَعَ خَمْسَ رَكَعَاتٍ وَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ جَلَسَ كَمَا

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال البخاري لكن قبيصة -وهو ابن عقبة السُّوائي- قد أخطأ في هذا الإسناد عن سفيان الثوري كما قال أبو حاتم كما في "العلل" 1/ 306، والصواب ما رواه الجماعة عن سفيان، عن المغيرة بن مسلم القسملي، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عن أُبيِّ، وقد ذكرنا هذه الطرق عند الرواية السالفة برقم (21220). وقبيصة هذا، قد نص بعض أهل العلم على أنه يخطئ في بعض ما يرويه عن سفيان الثوري.

وأخرجه الضياء المقدسي في "المختارة"(1153) من طريق عبد الله بن أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(6835) من طريق حفص بن عمر الرَّقِّي، عن قبيصة بن عقبة، به.

ص: 148

هُوَ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ يَدْعُو حَتَّى انْجَلَى كُسُوفُهَا (1).

• 21226 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ شَقِيقٍ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ أَنَّهُمْ جَمَعُوا الْقُرْآنَ فِي مَصَاحِفَ فِي خِلَافَةِ

(1) حديث منكر كما قال الذهبي، وهذا إسناد ضعيف، أبو جعفر الرازي -وهو عيسى بن عبد الله بن ماهان- سيئ الحفظ، وقد تفرد بهذا الحديث.

وأخرجه الطبراني في "الدعاء"(2237)، والبيهقي 3/ 329 والضياء في "المختارة"(1141) من طريق عبد الله بن أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو يعلى في "مسنده الكبير" كما في "المختارة" 3/ 349، والطبراني في "الدعاء"(2237)، وفي "الأوسط"(5915)، والبيهقي 3/ 329 من طريق روح بن عبد المؤمن، به. وقال الطبراني في "الأوسط" عقبه: لم يرو هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الكسوف عشر ركعات في أربع سجدات إلا أُبيّ بن كعب، ولا يُروى عن أُبيٍّ إلا بهذا الإسناد، تفرد به أبو جعفر الرازي.

وأخرجه أبو داود (1182)، والحاكم 1/ 333 من طريق محمد بن عبد الله ابن أبي جعفر الرازي، عن أبيه، عن أبي جعفر، به. وارتضاه الحاكم وأثنى على أبي جعفر الرازي! وتعقبه الذهبي، فقال: خبر منكر، وعبد الله بن أبي جعفر ليس بشيء، وأبوه فيه لين.

وانظر حديث جابر في صلاة الكسوف والتعليق عليه فيما سلف برقم (14417).

قوله: "من الطول" قال السندي: هو بضم ففتح: جمع الطُّولَى، كالكُبَر جمع الكبرى، قيل: هي من البقرة إلى براءة، ومنهم من استثنى الأنفال، وعدَّ الباقي.

"خمس ركعات" أراد بالركعة الركوع، أي: خمس ركوعات في ركعة واحدة.

ص: 149

أَبِي بَكْرٍ، فَكَانَ رِجَالٌ يَكْتُبُونَ وَيُمْلِي عَلَيْهِمْ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، فَلَمَّا انْتَهَوْا إِلَى هَذِهِ الْآيَةِ مِنْ سُورَةِ بَرَاءَةٌ:{ثُمَّ انْصَرَفُوا صَرَفَ اللهُ قُلُوبَهُمْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ} [التوبة: 127] فَظَنُّوا أَنَّ هَذَا آخِرُ مَا أُنْزِلَ مِنَ الْقُرْآنِ، فَقَالَ لَهُمْ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَقْرَأَنِي بَعْدَهَا آيَتَيْنِ: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} إِلَى {وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} [التوبة: 128 - 129] ثُمَّ قَالَ: هَذَا آخِرُ مَا أُنْزِلَ مِنَ الْقُرْآنِ، قَالَ: فَخُتِمَ بِمَا فُتِحَ بِهِ بِـ " اللهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ " وَهُوَ قَوْلُ اللهِ تبارك وتعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا يُوحَى (1) إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء: 25](2).

(1) هكذا في (م) والنسخ الخطية، بالياء التحتية المضمومة، وفتح الحاء، وهي قراءة جمهور القراء، وقرأَ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم: نُوحِي، بالنون المضمومة وكسر الحاء. انظر "حجة القراءات" لابن زنجلة ص 466.

(2)

إسناده ضعيف كسابقه.

وأخرجه الضياء في "المختارة"(1155) من طريق عبد الله بن أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه بنحوه أيضاً (1156) من طريق أحمد بن عبد الرحمن بن عبد الله الدشتكي، عن عبد الله بن أبي جعفر، عن أبيه، به.

وانظر ما سلف برقم (21113).

قوله: فختم بما فتح به بـ"الله الذي لا إله إلا هو" يعني أن الله تعالى افتتح الدِّين بالتوحيد، واستدلَّ على ذلك بقوله تعالى:{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا يُوحى إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} وختم الدين بالتوحيد أيضاً فقال في آخر آية مِن سورة براءة: {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ =

ص: 150

21227 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ، عَنْ (1) الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ فِي قَوْلِهِ تبارك وتعالى:{هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ} الْآيَةَ [الأنعام: 65]، قَالَ: هُنَّ أَرْبَعٌ وَكُلُّهُنَّ عَذَابٌ، وَكُلُّهُنَّ وَاقِعٌ لَا مَحَالَةَ، فَمَضَتْ اثْنَتَانِ بَعْدَ وَفَاةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِخَمْسٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً، فَأُلْبِسُوا شِيَعًا، وَذَاقَ بَعْضُهُمْ بَأْسَ بَعْضٍ، وَبَقِيَ ثِنْتَانِ وَاقِعَتَانِ لَا مَحَالَةَ: الْخَسْفُ وَالرَّجْمُ (2).

= عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ}.

(1)

تحرف في (م) إلى: بن الربيع.

(2)

إسناده ضعيف لضعف أبي جعفر الرازي -وهو عيسى بن ماهان-، وقد خولف كما سيأتي.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 1/ 253، والضياء في "المختارة"(1149) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 15/ 180، والطبري في "تفسيره" 7/ 226 من طريق وكيع، به.

وأخرجه الضياء (1150) من طريق عبيد الله بن موسى، عن أبي جعفر، به.

وأخرجه الطبري 7/ 222 عن محمد بن عيسى الدامغاني، عن ابن المبارك، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية قوله. قلنا: وهذا إسناد جيد، وهو الأولى بالصواب، فإن أُبيّاً قد توفي على الراجح في خلافة عثمان، فلا يكون قد أدرك زمن الفتن، والله تعالى أعلم.

وأما ما رواه أحمد (1466)، والترمذي (3066) من حديث سعد بن أبي وقاص أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في هذه الآية:"أما إنها كائنة ولم يأت تأويلها بعد" فحديث ضعيف.

قلنا: ويخالف هذين الحديثين حديثُ جابر بن عبد الله عند البخاري (4628)، قال: لما نزلت هذه الآية: {قُلْ هُوَ القَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ =

ص: 151

• 21228 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (1)، حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ شَقِيقٍ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنْ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ فِي قَوْلِهِ:{قُلْ هُوَ الْقَادِرُ} فَذَكَرَ نَحْوَهُ، وَقَالَ فِي حَدِيثِهِ: الْخَسْفُ وَالْقَذْفُ (2).

• 21229 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ هَدِيَّةُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْمَرْوَزِيُّ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ قُتِلَ مِنَ الْأَنْصَارِ أَرْبَعَةٌ وَسِتُّونَ رَجُلًا، وَمِنَ الْمُهَاجِرِينَ سِتَّةٌ، فَقَالَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: لَئِنْ كَانَ لَنَا يَوْمٌ مِثْلُ هَذَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، لَنُرْبِيَنَّ عَلَيْهِمْ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْفَتْحِ قَالَ رَجُلٌ لَا يُعْرَفُ: لَا قُرَيْشَ بَعْدَ الْيَوْمِ، فَنَادَى مُنَادِي رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَمِنَ الْأَسْوَدُ وَالْأَبْيَضُ إِلَّا فُلَانًا وَفُلَانًا، نَاسًا سَمَّاهُمْ، فَأَنْزَلَ اللهُ تبارك وتعالى:{وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ}

= عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ} قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أعوذ بوجهك"، {أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ} قال:"أعوذ بوجهك"، {أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ} قال:"هذا أهون، أو هذا أيسر". وسلف في "المسند" برقم (14316).

وانظر الحديث التالي.

(1)

وقع في (م) و (ق) زيادة: حدثني أبي، وهو خطأ، فالحديث من زوائد عبد الله بن أحمد.

(2)

إسناده ضعيف لضعف أبي جعفر الرازي، وسبق الكلام عليه في الحديث السابق.

ص: 152

[النحل: 126] فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "نَصْبِرُ وَلَا نُعَاقِبُ "(1).

• 21230 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَرْمِيُّ - قَدِمَ مِنَ الْكُوفَةِ - حَدَّثَنَا أَبُو تُمَيْلَةَ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ عُبَيْدٍ الْكِنْدِيُّ، عَنْ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، حَدَّثَنِي أَبُو الْعَالِيَةِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ: أَنَّهُ أُصِيبَ يَوْمَ أُحُدٍ مِنَ الْأَنْصَارِ أَرْبَعَةٌ وَسِتُّونَ، وَأُصِيبَ مِنَ الْمُهَاجِرِينِ سِتَّةٌ وَحَمْزَةُ، فَمَثَّلُوا بِقَتْلَاهُمْ،

(1) إسناده حسن. الفضل بن موسى: هو السيناني، وعيسى بن عبيد: هو ابن مالك الكندي.

وأخرجه الضياء في "المختارة"(1144) من طريق عبد الله بن أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه الترمذي (3129)، والنسائي في "الكبرى"(11279)، والضياء (1143) من طريق أبي عمار حسين بن حريث، وابن حبان (487)، والحاكم 2/ 358 - 359 و 446 من طريق إسحاق بن راهويه، كلاهما عن الفضل بن موسى السيناني، به. وعندهم: كفوا عن القوم إلا أربعة.

وأخرجه البيهقي في "الدلائل" 3/ 289 من طريق عبد الله بن عثمان، عن عيسى بن عبيد، به.

وانظر ما بعده.

وفي الباب عن أبي هريرة عند البزار (1795 - كشف الأستار)، والحاكم 3/ 197، والبيهقي في "الدلائل" 3/ 288 وإسناده ضعيف.

وعن ابن عباس عند البيهقي أيضاً 3/ 288، وإسناده ضعيف أيضاً.

قوله: "لنربين" قال السندي: من الإرباء، يقال: أربى على كذا: إذا زاد عليه، أي: لنزيدنَّ على ما قَتَلوا منا.

"لا قريش" يريد اقتلوهم كلَّهم ولا تتركوا منهم أحداً.

"أمن" بفتح فكسر من الأمن، أي: الكل آمنون، لا يقتل أحد منهم.

ص: 153

فَقَالَتِ الْأَنْصَارُ: لَئِنْ أَصَبْنَا مِنْهُمْ يَوْمًا مِنَ الدَّهْرِ لَنُرْبِيَنَّ عَلَيْهِمْ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ فَتْحِ مَكَّةَ نَادَى رَجُلٌ (1) لَا يُعْرَفُ: لَا قُرَيْشَ بَعْدَ الْيَوْمِ، فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى عَلَى نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم:{وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ} (2) فَقَالَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " كُفُّوا عَنِ الْقَوْمِ "(3).

• 21231 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا هَدِيَّةُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ وَمَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا حُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، عَنْ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ:{إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا} [النساء: 117] قَالَ: مَعَ كُلِّ صَنَمٍ جِنِّيَّةٌ (4).

(1) في (م) وحدها: رجل من القوم لا يعرف!

(2)

كتب فوق نهاية الآية في نسخة (ظ 5): إلى

الصابرين.

(3)

إسناده حسن. أبو تميلة: هو يحيى بن واضح الأنصاري مولاهم.

وانظر ما قبله.

(4)

إسناده حسن.

وأخرجه الضياء في "المختارة"(1157) من طريق عبد الله بن أحمد، بهذا الإسناد.

قال السندي: قوله: "جنّية" أي: امرأة من الجن، فلذلك قال: إلا إناثًا.

قلنا: قال ابن الجوزي في "زاد المسير" 2/ 203: وللمفسرين في معنى الآية أربعة أقوال:

أحدها: أن الإناث بمعنى الأموات، قاله ابن عباس والحسن في روايةٍ وقتادة، قال الحسن: كل شيءٍ لا روحَ فيه كالحجرِ والخشبة فهو إناث.

والثاني: أن الإناثَ: الأوثانُ، وهو قول عائشة ومجاهد.

والثالث: أن الإناث اللّات والعُزّى ومناةُ كلُّهن مُؤَنثٌ، وهذا قولُ أبي مالك =

ص: 154

• 21232 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الرَّبَالِيُّ، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، سَمِعْتُ أَبِي، يُحَدِّثُ عَنْ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ رُفَيْعٍ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ فِي قَوْلِ اللهِ عز وجل:{وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّاتِهِمْ (1) وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمُ} الْآيَةَ [الأعراف: 172] قَالَ: جَمَعَهُمْ فَجَعَلَهُمْ أَرْوَاحًا، ثُمَّ صَوَّرَهُمْ فَاسْتَنْطَقَهُمْ فَتَكَلَّمُوا، ثُمَّ أَخَذَ عَلَيْهِمُ الْعَهْدَ وَالْمِيثَاقَ، وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ، أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ؟ قَالَ: فَإِنِّي أُشْهِدُ عَلَيْكُمُ السَّمَاوَاتِ السَّبْعَ وَالْأَرَضِينَ السَّبْعَ، وَأُشْهِدُ عَلَيْكُمْ أَبَاكُمْ آدَمَ أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ: لَمْ نَعْلَمْ بِهَذَا، اعْلَمُوا أَنَّهُ لَا إِلَهَ غَيْرِي، وَلَا رَبَّ غَيْرِي فَلَا تُشْرِكُوا

= وابن زيد والسُّدِّي، وروى أبو رجاء عن الحسن قال: لم يكن حي من أحياء العرب إلا ولهم صنم يسمُّونه أنثى بني فلان، فنزلت هذه الآية، قال الزجاج: والمعنى: ما يدعون إلا ما يُسمونه باسم الإناث.

والرابع: أنها الملائكة، كانوا يزعمون أنها بنات الله، قاله الضحاك.

وفي المراد بالشيطان ثلاثة أقوال:

أحدها: شيطان يكون في الصنم، قال ابن عباس في كل صنم شيطان يتراءى للسَّدَنة فيكلمهم، وقال أُبيُّ بن كعب: مع كل صنم جِنِّيَّة.

والثاني: أنه إبليس، وعبادته طاعته فيما سَوَّل لهم. هذا قول مقاتل والزَّجاج.

والثالث: أنهم أصنامهم التي عَبَدوا، ذكره الماوَرْدي. ورجَّح الإمام الطبري في "تفسيره" 9/ 210 من تلك الأقوال تأويل من قال: عَنَى بذلك الآلهةَ التي كان مشركوا العرب يعبدونها من دون الله ويسمُّونها الإناث من الأسماء كاللات والعُزَّى ونائلة ومناة وما أشبه ذلك.

(1)

المثبت من (م) و (ظ 5)، وهي قراءة نافع وابن عامر وأبي عمرو كما في "حجة القراءات" لابن زنجلة ص 301، وفي (ر) و (ق): ذريتهم.

ص: 155

بِي شَيْئًا، وَإِنِّي سَأُرْسِلُ إِلَيْكُمْ رُسُلِي يُذَكِّرُونَكُمْ عَهْدِي وَمِيثَاقِي، وَأُنْزِلُ عَلَيْكُمْ كُتُبِي، قَالُوا: شَهِدْنَا بِأَنَّكَ رَبُّنَا وَإِلَهُنَا، لَا رَبَّ لَنَا غَيْرُكَ، وَلَا إِلَهَ لَنَا غَيْرُكَ (1) فَأَقَرُّوا بِذَلِكَ، وَرَفَعَ عَلَيْهِمْ آدَمَ يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ، فَرَأَى الْغَنِيَّ وَالْفَقِيرَ، وَحَسَنَ الصُّورَةِ، وَدُونَ ذَلِكَ، فَقَالَ: رَبِّ لَوْلَا سَوَّيْتَ بَيْنَ عِبَادِكَ؟! قَالَ: إِنِّي أَحْبَبْتُ أَنْ أُشْكَرَ.

وَرَأَى الْأَنْبِيَاءَ فِيهِمْ مِثْلُ السُّرُجِ عَلَيْهِمُ النُّورُ، خُصُّوا بِمِيثَاقٍ آخَرَ فِي الرِّسَالَةِ وَالنُّبُوَّةِ وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى:{وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ} إِلَى قَوْلِهِ، {عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ} [الأحزاب: 7] كَانَ فِي تِلْكَ الْأَرْوَاحِ فَأَرْسَلَهُ إِلَى مَرْيَمَ، فَحَدَّثَ عَنْ أُبَيٍّ: أَنَّهُ دَخَلَ مِنْ فِيهَا (2).

(1) قوله: "ولا إله لنا غيرك" ليس في (م).

(2)

أثر ضعيف، محمد بن يعقوب الربالي -بالراء- روى عنه عبد الله بن أحمد وأبو زرعة الرازي، ولم يؤثر توثيقه عن أحد، وقال الهيثمي عنه في "المجمع" 7/ 25: مستور.

وأخرجه الضياء في "المختارة"(1158) من طريق عبد الله بن أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه مطولاً الطبري 9/ 115، والحاكم 2/ 323 - 324، واللالكائي في "أصول الاعتقاد"(991)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 368 من طريق أبي جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، به. إلا رواية البيهقي فمختصرة بقصة مريم، ورواية الطبري لم يذكر فيها القصة. وأبو جعفر الرازي ضعيف.

قلنا: وقوله: "دخل من فيها" مخالف لظاهر القرآن في قوله تعالى: {وَمَرْيَمَ ابْنَةَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا} [التحريم: 12] قال الحافظ ابن كثير في تفسيره 8/ 200: إن الله بعث جبريل في صورة بشر سَوِيٍّ، وأمره الله أن ينفخ بفيه في جيب درعها، فنزلت النفخة فولجت في =

ص: 156

‌حَدِيثُ عُتَيِّ بْنِ ضَمْرَةَ السَّعْدِيِّ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ

21233 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عُتَيِّ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ: أَنَّ رَجُلًا اعْتَزَى بِعَزَاءِ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَعَضَّهُ، وَلَمْ يَكنِه، فَنَظَرَ الْقَوْمُ إِلَيْهِ، فَقَالَ لِلْقَوْمِ: إِنِّي قَدْ أَرَى الَّذِي فِي أَنْفُسِكُمْ، إِنِّي لَمْ أَسْتَطِعْ إِلَّا أَنْ أَقُولَ هَذَا، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَمَرَنَا:" إِذَا سَمِعْتُمْ مَنْ يَعْتَزِي بِعَزَاءِ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَعِضُّوهُ، وَلَا تَكْنُوا "(1).

= فرجها، فكان منه الحمل بعيسى عليه السلام.

قوله: "أحببت أن أُشكر" قال السندي: أي: ولا يحصل منهم الشكر على النعمة إلا إذا عرفوها بضدها، ومن هنا قيل: الأشياء تعرف بأضدادها.

"مثل السرج" جمع سراج كالكتب جمع كتاب.

"كان" أي: روح عيسى "في تلك الأرواح".

(1)

حديث حسن، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير عتي بن ضمرة، فحديثه يصلح للمتابعات والشواهد، وقد تابعه أبو عثمان النهدي فيما سلف برقم (21218). عوف: هو ابن أبي جميلة الأعرابي، والحسن: هو البصري.

وأخرجه أبو عبيد في "غريب الحديث" 1/ 300 - 301، والبخاري في "الأدب المفرد"(963)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(976)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3204) و (3207)، والشاشي (1499)، والطبراني في "الكبير"(532)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(756)، والبغوي (3541)، والضياء في "المختارة"(1244)، والمزي في ترجمة عتي من "تهذيب الكمال" 19/ 329 - 330 و 330 من طرق عن عوف الأعرابي، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" بإثر الحديث (963)، والشاشي =

ص: 157

21234 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ الْحَسَنِ، عَنْ عُتَيٍّ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: رَأَيْتُ رَجُلًا (1) تَعَزَّى عِنْدَ أُبَيٍّ بِعَزَاءِ الْجَاهِلِيَّةِ، افْتَخَرَ بِأَبِيهِ، فَأَعَضَّهُ بِأَبِيهِ، وَلَمْ يَكنِه، ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: أَمَا إِنِّي قَدْ أَرَى الَّذِي فِي أَنْفُسِكُمْ إِنِّي لَا أَسْتَطِيعُ (2) إِلَّا ذَلِكَ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" مَنْ تَعَزَّى بِعَزَاءِ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَعِضُّوهُ وَلَا تَكْنُوا "(3).

= (1500) من طريق مبارك بن فضالة، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(975)، وعنه الطحاوي (3205) من طريق السري بن يحيى، كلاهما عن الحسن، به.

وسيأتي (21234) و (21235) و (21236).

وأخرجه ابن أبي شيبة 15/ 32 - 33 من طريق كهمس بن الحسن، والنسائي في "الكبرى"(8865)، وفي "عمل اليوم والليلة"(974) من طريق أشعث بن عبد الملك الحمراني، كلاهما عن الحسن البصري، عن أُبيٍّ. ليس فيه عتيٌّ، والحسن لم يسمع من أُبيٍّ.

وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(2674)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(433) من طريق عمرو بن أبي سلمة، عن سعيد بن بشير، عن قتادة، عن الحسن، عن مكحول، عن عَجْرد بن مدراع التميمي، قال: يا آل تميم، وكان عند أُبيِّ، فقال أُبيٌّ

فذكره. وليس في إسناد الطبراني: مكحول. وإسناد هذه الرواية ضعيف لضعف عمرو بن أبي سلمة وسعيد بن بشير، وعجرد لم نقف له على ترجمة.

وانظر (21218).

(1)

القائل: "رأيتُ رجلاً": هو عتي بن ضمرة.

(2)

في (ظ 5) ونسخة بهامش (ر): لم أستطع.

(3)

حديث حسن. يحيى بن سعيد: هو القطان. =

ص: 158

• 21235 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (1)، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ عَوْفٍ، عَنْ الْحَسَنِ، عَنْ عُتَيٍّ، عَنْ أُبَيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، مِثْلَهُ (2).

21236 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ الْحَسَنِ، عَنْ عُتَيٍّ: أَنَّ رَجُلًا تَعَزَّى بِعَزَاءِ الْجَاهِلِيَّةِ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، قَالَ أُبَيٌّ: كُنَّا نُؤْمَرُ: " إِذَا الرَّجُلُ تَعَزَّى بِعَزَاءِ الْجَاهِلِيَّةِ، فَأَعِضُّوهُ بِهَنِ أَبِيهِ وَلَا تَكْنُوا "(3).

• 21237 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ مَيْسَرَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنْ الْحَسَنِ، عَنْ عُتَيٍّ قَالَ: قَالَ أُبَيٌّ: كُنَّا نُؤْمَرُ: " إِذَا اعْتَزَى رَجُلٌ " فَذَكَرَ مِثْلَهُ (4).

= وأخرجه الضياء في "المختارة"(1242) من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(8864)، وابن حبان (3153) من طريق يحيى بن سعيد، به. وانظر ما قبله.

(1)

زاد في (م): حدثني أبي، وهو خطأ، فالحديث من زوائد عبد الله بن أحمد.

(2)

حديث حسن. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 15/ 33.

وانظر (21233).

(3)

حديث حسن. إسماعيل: هو ابن علية، ويونس: هو ابن عبيد.

وانظر (21233).

(4)

حديث حسن. يونس: هو ابن عبيد.

وأخرجه الضياء في "المختارة"(1243) من طريق عمرو بن علي الفلاس، عن يزيد بن زريع، بهذا الإسناد.

وانظر (21233).

ص: 159

• 21238 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (1)، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى أَبُو مُوسَى الْعَنَزِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا خَارِجَةُ بْنُ مُصْعَبٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ الْحَسَنِ، عَنْ عُتَيٍّ، عَنْ أُبَيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لِلْوُضُوءِ شَيْطَانٌ يُقَالُ لَهُ: الْوَلَهَانُ، فَاتَّقُوهُ " أَوْ قَالَ: " فَاحْذَرُوهُ "(2).

(1) في (م) زيادة: حدثني أبي، وهي خطأ، فالحديث من زوائد عبد الله.

(2)

إسناده ضعيف جداً، خارجة بن مصعب متروك الحديث، وعتي بن ضمرة فيه جهالة، ثم هو معلول، فقد اختلف فيه على الحسن البصري كما سنبينه. أبو داود: هو الطيالسي.

وأخرجه الضياء في "المختارة"(1249) من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.

والحديث في "مسند" الطيالسي (547)، ومن طريقه أخرجه ابن ماجه (421)، والترمذي (57)، وابن خزيمة (122) وابن عدي في "الكامل" 3/ 923، والحاكم 1/ 162، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(755)، والبيهقي 1/ 197، والضياء (1247) و (1248)، والمزي في ترجمة خارجة من "تهذيب الكمال" 8/ 23، وفي ترجمة عتي منه 19/ 330 - 331. قال الترمذي: حديث غريب، وليس إسناده بالقوي عند أهل الحديث. وأخرجه الحاكم شاهداً، وقال: أَذكره محتسباً لما أُشاهده من كثرة وسواس الناس في صب الماء!

وأخرجه الشاشي (1503) من طريق محمد بن دينار، عن يونس بن عبيد، به. ومحمد بن دينار مختلف فيه، وهو إلى الضعف أقرب.

وقد روي عن الحسن قوله، أخرجه البيهقي 1/ 197 من طريق الثوري، عن بيان بن بشر، عن الحسن.

قال ابن أبي حاتم في "العلل" 1/ 53 عن حديث خارجة: قال لي أبي: كذا رواه خارجة (أي مرفوعاً)، وأخطأ فيه، ورواه الثوري، عن يونس، عن الحسن قوله. ورواه غير الثوري عن الحسن أن النبي صلى الله عليه وسلم

مرسل، وسئل =

ص: 160

• 21239 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ أَبُو يَحْيَى الْبَزَّازُ، حَدَّثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ الْحَسَنِ، عَنْ عُتَيٍّ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ مَطْعَمَ ابْنِ آدَمَ جُعِلَ مَثَلًا لِلدُّنْيَا، وَإِنْ قَزَحَهُ، وَمَلَحَهُ فَانْظُرُوا إِلَى مَا يَصِيرُ "(1).

= أبو زرعة عن هذا الحديث، فقال: رفعُه إلى النبي صلى الله عليه وسلم منكر.

وله شاهد مرفوعاً من حديث عمران بن حصين، أخرجه البيهقي 1/ 197 وضعفه، وضعفه أيضاً ابن حجر في "التلخيص" 1/ 101.

قال السندي: "الولهان" قيل: هو بفتحتين كنَزَوان، مصدر "وَلِهَ" بكسر اللام: إذا تحيَّر، وهذا الشيطان لإلقاء الناس في التَّحيُّرِ سمي وَلَهاناً. وقيل: هو بفتح فسكون، صفة من (وَلِهَ) بالكسر، كسَكِرَ فهو سكران، سمي به الشيطان الذي يُولِعُ الناسَ بكثرةِ استعمال الماءِ، وقد صرح بالأَول في "المجمع"، وبالثاني في "المصباح".

(1)

حسن لغيره، -عتي بن ضمرة فيه جهالة، لكن يصلح حديثه للمتابعات والشواهد، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي حذيفة موسى ابن مسعود، فهو صدوق، وقد تُكلم في حديثه عن سفيان الثوري، وهذا منه. وقد روي الحديث مرفوعاً وموقوفاً.

فأَخرجه الضياء في "المختارة"(1245) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.

وأخرجه الحسين المروزي في زوائده على "الزهد" لابن المبارك (494)، وابن أبي عاصم في "الزهد"(205)، والشاشي (1501)، وابن حبان (702)، والطبراني في "الكبير"(531)، وأبو الشيخ في "الأمثال"(269)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" 1/ 254، وفي "معرفة الصحابة"(757)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(5652) و (10473)، وفي "الزهد"(414)، والضياء المقدسي =

ص: 161

• 21240 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ الْحَسَنِ، عَنْ عُتَيٍّ قَالَ:

= في "المختارة"(1246) من طرق عن أبي حذيفة، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 13/ 389 عن أبي أحمد الزبيري، عن سفيان، به موقوفاً.

وأخرجه يحيى بن صاعد في زوائده على "زهد ابن المبارك"(495)، والشاشي في "مسنده"(1502)، والبيهقي في "الشعب"(5651) من طريق عبد السلام بن حرب، وابن صاعد في زوائده (493) من طريق هشيم بن بشير، وابن أبي الدنيا في "التواضع والخمول"(211) من طريق إسماعيل ابن علية، ثلاثتهم عن يونس بن عبيد، به. ورواية عبد السلام بن حرب مرفوعة، وأما روايتا هشيم وابن علية فموقوفتان.

وأخرجه الطيالسي (548)، ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" 1/ 254 عن أبي الأشهب، عن الحسن البصري، عن أُبيِّ بن كعب موقوفاً عليه. ليس فيه عتي بن ضمرة، والحسن لم يسمع من أُبيِّ.

وقد روي الحديث عن الحسن البصري، عن الضحاك بن سفيان الكلابي مرفوعاً. أخرجه المصنف فيما سلف برقم (15747) وفي إسناده علي بن زيد ابن جدعان، وهو ضعيف.

وله شاهد مرفوع من حديث سلمان الفارسي. ذكرناه عند حديث الضحاك السالف. وبه يحسن الحديث.

قوله: "وإن قزحه" قال السندي: بقاف وزاي، وحاء مهملة بالتخفيف أو التشديد، أي: أصلحه بالأبزار (يعني حبوب التوابل) و"إن" وصلية، أي: فانظروا إلى ما يصير وإن أصلحه.

"وملحه" بالتخفيف، من باب منع وضرب، يقال:"مَلَحت القدر" بالتخفيف: إذا طرحت فيها من الملح بقدرٍ، وأملحتها ومَلَّحتُها بالتشديد: إذا كثرت فيها الملح حتى فسدت.

ص: 162

رَأَيْتُ شَيْخًا بِالْمَدِينَةِ يَتَكَلَّمُ، فَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَقَالُوا: هَذَا أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، فَقَالَ: إِنَّ آدَمَ عليه السلام لَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ قَالَ لِبَنِيهِ: أَيْ بَنِيَّ إِنِّي أَشْتَهِي مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ، فَذَهَبُوا يَطْلُبُونَ لَهُ، فَاسْتَقْبَلَتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ وَمَعَهُمْ أَكْفَانُهُ وَحَنُوطُهُ، وَمَعَهُمُ الْفُؤُوسُ وَالْمَسَاحِي وَالْمَكَاتِلُ، فَقَالُوا لَهُمْ: يَا بَنِي آدَمَ، مَا تُرِيدُونَ وَمَا تَطْلُبُونَ - أَوْ مَا تُرِيدُونَ وَأَيْنَ تَذْهَبُونَ؟ - قَالُوا: أَبُونَا مَرِيضٌ فَاشْتَهَى مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ، قَالُوا لَهُمْ: ارْجِعُوا فَقَدْ قُضِيَ قَضَاءُ أَبِيكُمْ.

فَجَاؤُوا، فَلَمَّا رَأَتْهُمْ حَوَّاءُ عَرَفَتْهُمْ، فَلَاذَتْ بِآدَمَ، فَقَالَ: إِلَيْكِ عَنِّي فَإِنِّي إِنَّمَا أُوتِيتُ مِنْ قِبَلِكِ، خَلِّي بَيْنِي وَبَيْنَ مَلَائِكَةِ رَبِّي تبارك وتعالى. فَقَبَضُوهُ، وَغَسَّلُوهُ وَكَفَّنُوهُ وَحَنَّطُوهُ، وَحَفَرُوا لَهُ وَأَلْحَدُوا لَهُ، وَصَلَّوْا عَلَيْهِ، ثُمَّ دَخَلُوا قَبْرَهُ فَوَضَعُوهُ فِي قَبْرِهِ وَوَضَعُوا عَلَيْهِ اللَّبِنَ، ثُمَّ خَرَجُوا مِنَ الْقَبْرِ، ثُمَّ حَثَوْا عَلَيْهِ التُّرَابَ (1)، ثُمَّ قَالُوا: يَا بَنِي آدَمَ هَذِهِ سُنَّتُكُمْ (2).

(1) كلمة "التراب" لم ترد في (ظ 5).

(2)

إسناده ضعيف عتي بن ضمرة السعدي روى عنه اثنان: ابنه عبد الله والحسن البصري، وابنه عبد الله لم نقع له على ترجمةٍ، وقد وثق عتياً ابنُ سعد وابن حبان والعجلي، ووثقه تبعاً لهم ابن حجر في "التقريب"، وجهله علي ابن المديني وقال: وحديثه يشبه حديث أهل الصدق، وإن كان لا يعرف.

قلنا: ومدار هذا الحديث عليه، وفد تفرد به، ومثله يضعف فيما يتفرد به، والحديث هنا موقوف، وقد اختُلف في رفعه ووقفه كما سنبينه.

وأخرجه ابن عساكر في "تاريخه" 2/ ورقة 654، والضياء المقدسي في "المختارة"(1251) من طريق عبد الله بن أحمد، بهذا الإسناد. =

ص: 163

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وقد روي عن حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن الحسن البصري، بجعل ثابت البناني مكان حميد الطويل، أخرجه الحاكم 2/ 545 من طريق موسى بن إسماعيل، والطبراني في "الأوسط"(8257)، وابن عساكر، والضياء (1252) من طريق روح بن أسلم، كلاهما عن حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن الحسن، عن أُبيِّ بن كعب، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعاً، ومختصراً، وفيه: وغسلوه وتراً. وسقط عتي بن ضمرة من مطبوعة "الأوسط"، واستدركناه من "مجمع البحرين"(1236) و (1308). وقد ذكر الحافظ ابن حجر إسناد الحاكم في "إتحاف المهرة" 1/ 248، وذكر أنه عنده موقوف!

وأخرجه موقوفاً الطيالسي (549)، وسعيد بن منصور كما في "إتحاف الخيرة" 3/ 219، وابن أبي شيبة 3/ 243، وابن سعد 1/ 33، وأحمد بن منيع في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(2558)، والبيهقي 3/ 404، والضياء في "المختارة"(1250) من طريق يونس بن عبيد، وابن سعد 1/ 33 من طريق إسحاق بن الربيع، والدارقطني 2/ 71 من طريق عثمان بن سعد، ثلاثتهم عن الحسن البصري، به. وبعضهم يختصره.

وأخرجه مرفوعاً الطيالسي (549) عن المبارك بن فضالة، والدارقطني من طريق عثمان بن سعد، والطبراني في "الأوسط"(9255)، وابن عساكر 2/ ورقة 654 من طريق محمد بن ذكوان، والدارقطني 2/ 71، والحاكم 1/ 344، والبيهقي 3/ 404 من طريق يونس بن عبيد، ثلاثتهم عن الحسن، به مرفوعاً.

ورواية الدارقطني مختصرة بلفظ: "إن الملائكة صلت على آدم، فكبرت عليه أربعاً، وقالوا: هذه سنتكم يا بني آدم". وعند ابن عساكر: "إن آدم لما حضرته الوفاة أرسل الله إليه بكفن وحنوط من الجنة". وصححه الحاكم، وقال: هو من النوع الذي لا يوجد للتابعي إلا الراوي الواحد، فإن عتي بن ضمرة السعدي ليس له راوٍ غير الحسن، وعندي أن الشيخين عللاه بعلة أخرى، وهو أنه روي عن الحسن، عن أُبيٍّ دون ذكر عُتَيٍّ. قلنا: قد روى عن عتي بن ضمرة غير الحسن، وهو ابنه عبد الله. =

ص: 164

‌حَدِيثُ الطُّفَيْلِ بْنِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ عَنْ أَبِيهِ

21241 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ الطُّفَيْلِ بْنِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " جَاءَتِ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا

= ثم أخرجه الحاكم من طريق يزيد ابن الهاد، عن الحسن، عن أُبيَّ مرفوعاً. وقال بإثره: هذا لا يعلل حديث يونس بن عبيد، فإنه أعرف بحديث الحسن من أهل المدينة ومصر، والله أعلم.

وأخرجه عبد الرزاق (6086) عن ابن جريج، قال: حُدِّثتُ عن أُبيِّ بن كعب، عن النبي صلى الله عليه وسلم. فذكر نحوه مرفوعاً. وهذا إسناد ضعيف لجهالة الواسطة بين ابن جريج وأُبيٍّ بن كعب.

وأخرج الدارقطني 2/ 71، والحاكم 3/ 385 من طريق الهيثم بن جميل، حدثنا مبارك بن فضالة، عن الحسن، عن أنس بن مالك قال: كبَّرت الملائكةُ على آدم أربعاً وكبَّر أبو بكر على النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أربعاً. وذكر الحديث. وقد ذكرنا رواية المبارك، عن الحسن من حديث أُبيٍّ.

وأخرج عبد الرزاق (6088) عن معمر، عن ثابت البناني، قال: نزلت الملائكة حين حضر آدم الوفاة، فلما رآهم عرفهم فقبضوه، وغسلوه وكفنوه وصلوا عليه، ودفنوه، وبنوه ينظرون. وقال بإثره: وقال معمر: سمعت غير ثابت يقول: ثم قالوا: هذه سنة ولدك.

قوله: "قال لبنيه: أي بَنِيَّ

" قال السندي: فحين أراد الله تعالى نقله إلى الجنة بالموت جعل فيه اشتهاء ثمارها تسهيلاً للموت عليه، فإن الإنسان لا يبالي بالتعب في تحصيل المطلوب.

"فقد قُضِيَ قضاءُ أبيكم" أي: حصَلَ مطلُوبه، فإنه يلحق مطلوبَه بالموت.

"إليكِ" أي: تَبَعَّدي.

ص: 165

الرَّادِفَةُ، جَاءَ الْمَوْتُ بِمَا فِيهِ " (1).

21242 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ الطُّفَيْلِ بْنِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ جَعَلْتُ صَلَاتِي كُلَّهَا عَلَيْكَ؟ قَالَ: " إِذَاً يَكْفِيَكَ اللهُ مَا أَهَمَّكَ (2) مِنْ دُنْيَاكَ

(1) إسناده ضعيف، عبد الله بن محمد بن عقيل ضعيف في التفرد، وباقي رجاله ثقات. وكيع: هو ابن الجراح، وسفيان: هو الثوري.

وهو في "الزهد" لوكيع (44)، ومن طريقه أخرجه الطبري في "تفسيره" 30/ 32، وتمَّام في "فوائده"(1364)، وأبو نعيم في "الحلية" 8/ 377، وفي أوله عند أبي نعيم:"من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل، ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة".

وأخرجه بهذه الزيادة الحاكم 4/ 308 من طريق عبد الله بن الوليد العدني، عن سفيان، به.

وأخرجه عبد بن حميد (170)، والترمذي (2457)، وإسماعيل القاضي في "فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم"(14)، ومحمد بن نصر في "قيام الليل" كما في "مختصره"(83)، والحاكم 2/ 421 و 513، وأبو نعيم 1/ 256، والبيهقي في "الشعب"(517) و (1499) و (10579) من طرق عن سفيان، به. وفي أوله عندهم جميعاً: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذهب ربع الليل قام فقال: "يا أيها الناس، اذكروا الله، اذكروا الله" وفي رواية الترمذي وإسماعيل القاضي: إذا ذهب ثلثا الليل. والحديث عندهم مجموع إلى الحديث الذي بعده في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، إلا عند أبي نعيم والبيهقي (517) و (10579)، وحسَّنه الترمذي.

قوله: "الراجفة": النفخة الأولى. "الرادفة": النفخة الثانية، ومجيئها ومجيء الموت كناية عن القرب "بما فيه" من الشدة، أخبر بذلك ليستعدوا. قاله السندي.

(2)

في (ظ 5): ما همك.

ص: 166

وَآخِرَتِكَ " (1).

21243 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ وَأَبُو عَامِرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ - يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدٍ - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ الطُّفَيْلِ بْنِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " مَثَلِي فِي النَّبِيِّينَ كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى دَارًا فَأَحْسَنَهَا، وَأَكْمَلَهَا، وَتَرَكَ فِيهَا مَوْضِعَ لَبِنَةٍ لَمْ يَضَعْهَا، فَجَعَلَ النَّاسُ يَطُوفُونَ بِالْبُنْيَانِ وَيَعْجَبُونَ مِنْهُ، وَيَقُولُونَ: لَوْ تَمَّ

(1) حديث حسن، عبد الله بن محمد بن عقيل ضعيف عند التفرد، وهو حسن الحديث في المتابعات والشواهد، وهذا منها، وباقي رجال الإسناد ثقات.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 517 و 11/ 504، وابن أبي عاصم في "الزهد"(263)، والبيهقي في "الشعب"(10577) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وانظر تمام تخريجه عند الحديث السابق.

وله شاهد من حديث يعقوب بن زيد التيمي عند عبد الرزاق (3114)، وإسماعيل القاضي في " فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم "(13) ورجاله ثقات، لكن يعقوب التيمي تابعي صغير، وحديثه مرسل أو معضل.

وآخر من حديث حَبّان بن منقذ عند الطبراني (3574)، وإسناده ضعيف. وبهما يتحسن الحديث. والرجلُ المبهم السائل في حديث أُبيِّ هو أُبي نفسه كما جاء في مصادر أخرى للحديث.

وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية، فيما نقله ابن القيم في "جلاء الأفهام" ص 79، عن تفسير هذا الحديث فقال: كان لأُبي بن كعب دعاءٌ يدعو به لنفسه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: هل يجعل له منه ربعَه صلاةً عليه، فقال:"إنْ زِدْتَ فهو خيرٌ لك" فقال: النصفَ؟ فقال: "إن زدتَ فهو [خير لك " إلى أن قال: أجعل لك صلاتي كلَّها، أي: أجعلُ دعائي كلَّه صلاةً عليك، قال:" إذاً تُكفَى همَّك، ويُغفَر] (*) لك ذنبُك" لأن مَن صلَّى على النبيِّ صلى الله عليه وسلم صلاةً صلَّى الله عليه بها عشراً، ومن صلَّى الله عليه، كفاه همَّه، وغفر له ذنبه.

(*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: ما بين المعكوفين استدركه المحقق في موضع آخر فأثبتُّه هنا

ص: 167

مَوْضِعُ هَذِهِ اللَّبِنَةِ، فَأَنَا فِي النَّبِيِّينَ مَوْضِعُ تِلْكَ اللَّبِنَةِ! " (1).

• 21244 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ الْأَشْعَثِ بْنِ سَعِيدٍ السَّمَّانُ، ابْنُ أَبِي الرَّبِيعِ أَبُو بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ سَلَمَةَ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي الْحُسَامِ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنِ الطُّفَيْلِ بْنِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَثَلِي فِي النَّبِيِّينَ كَمَثَلِ رَجُلٍ ابْتَنَى دَارًا فَأَحْسَنَهَا وَأَجْمَلَهَا وَأَكْلَمَهَا، وَتَرَكَ مِنْهَا مَوْضِعَ لَبِنَةٍ لَمْ يَضَعْهَا، فَجَعَلَ النَّاسُ يَطُوفُونَ بِالْبُنْيَانِ (2) وَيَعْجَبُونَ، وَيَقُولُونَ: لَوْ تَمَّ مَوْضِعُ هَذِهِ اللَّبِنَةِ! "(3).

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن في الشواهد من أجل عبد الله بن محمد ابن عقيل، وزهير بن محمد -وهو التميمي العنبري- قوي الحديث، وقال الإمام أحمد: رواية عبد الرحمن بن مهدي وأبي عامر عنه أحاديث مستقيمة صحاح، وباقي رجاله ثقات. أبو عامر: هو عبد الملك بن عمرو العقدي.

وأخرجه الترمذي (3613) من طريق أبي عامر العقدي وحده، بهذا الإسناد. وقال: حسن صحيح غريب.

وأخرجه عبد بن حميد (172) عن أبي حذيفة موسى بن مسعود النهدي، عن زهير بن محمد، به. وانظر ما بعده.

ويشهد له حديث أبي هريرة السالف برقم (7322)، وهو متفق عليه. وانظر تتمة شواهده هناك.

(2)

في نسخة بهامش (ظ 5): البناء.

(3)

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن في الشواهد، سعيد بن سلمة ضعيف يعتبر به، وقد توبع في الحديث السابق، وعبد الله بن محمد بن عقيل يصلح حديثه في المتابعات والشواهد، والطفيل بن أُبيٍّ ثقة، وسعيد بن الأشعث السمان صدوق.

وأخرجه أبو الشيخ في "الأمثال"(255) عن ابن رُسْتَة -واسمه محمد بن =

ص: 168

21245 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ - يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدٍ - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ الطُّفَيْلِ بْنِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ، كُنْتُ إِمَامَ النَّبِيِّينَ وَخَطِيبَهُمْ، وَصَاحِبَ شَفَاعَتِهِمْ غَيْرَ فَخْرٍ "(1).

= عبد الله- عن سعيد بن سلمة، به. وانظر ما قبله.

قوله: "ابتنى" افتعال من البناء.

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد من أجل عبد الله ابن محمد: وهو ابن عقيل بن أبي طالب الهاشمي المدني. زهير بن محمد: هو التميمي الخراساني، وأبو عامر: هو عبد الملك بن عمرو العَقَدي البصري.

وأخرجه الترمذي بإثر الحديث (2613)، والضياء المقدسي في "المختارة"(1183) من طريقين عن أبي عامر عبد الملك العقدي، بهذا الإسناد. وجعل معه الضياء المقدسي حديثاً آخر، هو الحديث التالي برقم (21246).

وأخرجه الحاكم 4/ 78 عن أحمد بن جعفر القطيعي، عن عبد الله بن أحمد، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن زهير بن محمد، به، وجعل معه الحديث التالي.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(787) من طريق يحيى بن أبي بكير، والحاكم 1/ 71 من طريق أبي حذيفة النهدي، كلاهما عن زهير بن محمد، به.

ووقع في مطبوع "السنة": "محمد بن عبد الله بن عقيل" مقلوباً.

وسيأتي الحديث بالأرقام (21247) و (21249) و (21253) و (21256) و (21259).

وفي الباب عن أبي هريرة سلف في مسنده برقم (9623)، وانظر تتمة شواهده هناك.

وعن أنس بن مالك عند الدارمي (48)، والترمذي (3610)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 5/ 484، والبغوي (3624). وإسناده ضعيف، فيه ليث بن أبي سُلَيم، وهو ضعيف. =

ص: 169

21246 -

قَالَ: وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَوْلَا الْهِجْرَةُ، لَكُنْتُ امْرَأً مِنَ الْأَنْصَارِ، وَلَوْ سَلَكَ النَّاسُ وَادِيًا - أَوْ شِعْبًا - لَكُنْتُ مَعَ الْأَنْصَارِ "(1).

21247 -

حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ الطُّفَيْلِ بْنِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ، كُنْتُ إِمَامَ النَّبِيِّينَ " فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (2).

= وعن جابر بن عبد الله عند الدارمي (49)، والبخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 286، والبيهقي في "دلائل النبوة" 5/ 480. وإسناده ضعيف، فيه صالح بن عطاء بن خباب مولى بني الديل، وهو مجهول، ولم يوثقه غير ابن حبان.

(1)

صحيح لغيره، وإسناده إسناد سابقه.

وأخرجه الترمذي (3899)، والضياء المقدسي في "المختارة"(1180) و (1182) و (1183) من طريق أبي عامر عبد الملك بن عمرو العقدي، بهذا الإسناد، وذكر معه المقدسي في الموضع الثالث حديثاً آخر هو الحديث السابق.

وأخرجه الحاكم 4/ 78 عن أحمد بن جعفر القطيعي، عن عبد الله بن أحمد، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن زهير بن محمد، به. وذكر معه الحديث السابق.

وأخرجه الضياء المقدسي (1181) من طريق يحيى بن أبي بكير، عن زهير ابن محمد، به.

وسيأتي الحديث بالأرقام (21247) و (21253) و (21257) و (21258).

وله شاهد من حديث أبي هريرة سلف في مسنده برقم (8169)، وقد استوفينا تتمة شواهده هناك.

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد من أجل =

ص: 170

21248 -

حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ الطُّفَيْلِ بْنِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقْرُبُ إِلَى جِذْعٍ إِذْ كَانَ الْمَسْجِدُ عَرِيشًا، وَكَانَ يَخْطُبُ إِلَى ذَلِكَ الْجِذْعِ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلْ لَكَ أَنْ تَجْعَلَ لَكَ شَيْئًا تَقُومُ عَلَيْهِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، حَتَّى يَرَاكَ النَّاسُ وَتُسْمِعَهُمْ خُطْبَتَكَ؟ قَالَ:" نَعَمْ " فَصُنِعَ لَهُ ثَلَاثُ دَرَجَاتٍ اللَّاتِي عَلَى الْمِنْبَرِ.

فَلَمَّا صُنِعَ الْمِنْبَرُ، وَوُضِعَ فِي مَوْضِعِهِ الَّذِي وَضَعَهُ فِيهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَأْتِيَ الْمِنْبَرَ مَرَّ عَلَيْهِ، فَلَمَّا جَاوَزَهُ خَارَ الْجِذْعُ، حَتَّى تَصَدَّعَ وَانْشَقَّ، فَرَجَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَمَسَحَهُ بِيَدِهِ حَتَّى سَكَنَ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْمِنْبَرِ، وَكَانَ إِذَا صَلَّى، صَلَّى إِلَيْهِ.

= عبد الله بن محمد بن عقيل: وهو ابن أبي طالب الهاشمي المدني. زكريا: هو ابن عدي التيمي الكوفي، وعبيد الله بن عمرو: هو الأَسدي الرَّقِّي. وهذا الإسناد تحته متنان؛ أحدهما: السالف برقم (21245)، والثاني: سلف برقم (21246).

وقد أخرج المتنين معاً الشاشي في "مسنده"(1442)، وابن عدي في "الكامل" 4/ 1448، والضياء المقدسي في "المختارة"(1179) من طرق عن عبيد الله بن عمرو الرَّقي، بهذا الإسناد.

وأخرج المتن الأول عبد بن حميد (171)، والشاشي (1443) و (1444) من طريق زكريا بن عدي، به.

وأخرج المتن الأول أيضاً ابن ماجه (4314)، والحاكم 1/ 71 من طريقين عن عبيد الله بن عمرو الرَّقي، به.

وانظر (21245) و (21246).

ص: 171

فَلَمَّا هُدِمَ الْمَسْجِدُ وَغُيِّرَ، أَخَذَ ذَاكَ الْجِذْعَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، فَكَانَ عِنْدَهُ حَتَّى بَلِيَ وَأَكَلَتْهُ الْأَرَضَةُ وَعَادَ رُفَاتًا (1).

21249 -

حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ الطُّفَيْلِ بْنِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ

(1) صحيح لغيره دون قصة أخذ أُبي بن كعب للجذع، المذكورة في آخره، فلم ترد إلا في حديث أُبيِّ، ومَداره على عبد الله بن محمد بن عقيل، وهو حسن الحديث في المتابعات والشواهد، ولم يتابع على هذه القصة، ولم يرد ما يشهد لها، فهي ضعيفة، وباقي رجال الإسناد ثقات. عبيد الله بن عمرو: هو الرَّقي.

وأخرجه الدارمي (36) عن زكريا بن عدي، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن سعد 1/ 251 - 252، وابن ماجه (1414)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4176) من طرق عن عبيد الله بن عمرو، به.

وأخرجه الشافعي 1/ 143، ومن طريقه البيهقي في "الدلائل" 6/ 67 عن إبراهيم الأسلمي، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، به.

وسيأتي برقم (21252) و (21260).

ويشهد له حديث ابن عمر السالف برقم (5886)، وانظر تتمة شواهده هناك.

قلنا: وقد جاء في بعض هذه الشواهد أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أن يُدفن الجذع، رُوي ذلك في حديث أبي سعيد الخدري عند الدارمي (37)، وابن أبي شيبة 11/ 486، وحديث أنس بن مالك عند الدارمي (41)، والطحاوي في "شرح المشكل"(4179)، وابن خزيمة (1777)، وإسناده حسن، وحديث سهل بن سعد عند الطحاوي (4196)، وحديث ابن عباس عند البيهقي في "الدلائل" 2/ 558. وهذه القصة أصح من قصة أخذ أُبي بن كعب للجذع، وجمع بينهما الطحاوي في "شرح المشكل" 10/ 390، والحافظ ابن حجر في "الفتح" 6/ 603 بأن أُبيّاً أخذه بعدما دفن. والأَولى تضعيف حديث عبد الله بن محمد ابن عقيل لمخالفته.

ص: 172

عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ، كُنْتُ إِمَامَ النَّاسِ، وَخَطِيبَهُمْ، وَصَاحِبَ شَفَاعَتِهِمْ، وَلَا فَخْرَ "(1).

21250 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ صُفُوفًا خَلْفَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الظُّهْرِ أَوِ الْعَصْرِ، إِذْ رَأَيْنَاهُ يَتَنَاوَلُ شَيْئًا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُوَ فِي الصَّلَاةِ لِيَأْخُذَهُ، ثُمَّ تَنَاوَلَهُ لِيَأْخُذَهُ، ثُمَّ حِيلَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ، ثُمَّ تَأَخَّرَ وَتَأَخَّرْنَا، ثُمَّ تَأَخَّرَ الثَّانِيَةَ وَتَأَخَّرْنَا، فَلَمَّا سَلَّمَ قَالَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ: يَا رَسُولَ اللهِ، رَأَيْنَاكَ الْيَوْمَ تَصْنَعُ فِي صَلَاتِكَ شَيْئًا لَمْ تَكُنْ تَصْنَعُهُ. قَالَ: " إِنَّهُ (2) عُرِضَتْ عَلَيَّ الْجَنَّةُ بِمَا فِيهَا مِنَ الزَّهْرَةِ، فَتَنَاوَلْتُ قِطْفًا مِنْ عِنَبِهَا لِآتِيَكُمْ بِهِ، وَلَوْ أَخَذْتُهُ لَأَكَلَ مِنْهُ مَنْ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا يَتَنَقَّصُونَهُ (3)، فَحِيلَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ، وَعُرِضَتْ عَلَيَّ النَّارُ، فَلَمَّا وَجَدْتُ حَرَّ شُعَاعِهَا تَأَخَّرْتُ، وَأَكْثَرُ مَنْ رَأَيْتُ

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف من أجل شريك -وهو ابن عبد الله النَّخَعي القاضي- فهو سيئ الحفظ، لكنه قد توبع، وعبد الله بن محمد بن عقيل حسن في المتابعات والشواهد. أبو أحمد الزُّبَيري: اسمه محمد بن عبد الله بن الزُّبَير.

وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 5/ 480 - 481 من طريق يحيى بن أبي طالب، عن أبي أحمد الزُّبَيري، بهذا الإسناد.

وانظر (21245).

(2)

في نسخة في (ر) ونسخة في (ق): إني.

(3)

في (م): "لا يتنقصونه"، وفي (ق): ينقصونه.

ص: 173

فِيهَا النِّسَاءُ اللَّاتِي إِنْ ائْتُمِنَّ أَفْشَيْنَ، وَإِنْ سَأَلْنَ أَحْفَيْنَ - قَالَ زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ: أَلْحَفْنَ - وَإِنْ أُعْطِينَ لَمْ يَشْكُرْنَ، وَرَأَيْتُ فِيهَا لُحَيَّ بْنَ عَمْرٍو (1) يَجُرُّ قُصْبَهُ، وَأَشْبَهُ مَنْ رَأَيْتُ بِهِ مَعْبَدُ بْنُ أَكْثَمَ " (2) قَالَ مَعْبَدٌ: أَيْ رَسُولَ اللهِ، يُخْشَى عَلَيَّ مِنْ شَبَهِهِ، فَإِنَّهُ وَالِدٌ؟ قَالَ:" لَا، أَنْتَ مُؤْمِنٌ وَهُوَ كَافِرٌ " وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ جَمَعَ الْعَرَبَ عَلَى الْأَصْنَامِ " (3).

21251 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ - يَعْنِي ابْنَ عَمْرٍو - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الطُّفَيْلِ بْنِ أُبَيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، مِثْلَهُ (4).

21252 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ السَّمَّانُ أَبُو بَكْرٍ، أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ أَبِي الْحُسَامِ الْمَدِينِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنِ الطُّفَيْلِ بْنِ أُبَيٍّ

(1) ضُبِّبَ عليها في (ر)، وكتب بهامشها وهامش (ق): المشهور في اسمه: عمرو بن لُحَيٍّ.

(2)

في (ر): معبد بن معبد بن أكثم، والصواب ما أثبتنا.

(3)

إسناده ضعيف لتفرد عبد الله بن محمد بن عقيل به بهذه السياقة، وهو من مسند جابر بن عبد الله، وسلف برقم (14800) في مسنده عن زكريا بن عدي وحسين المرُّوذي، عن عبيد الله ابن عمرو الرَّقي، وسلف الكلام عليه هناك.

وقد رواه عبد الله بن محمد بن عقيل على وجه آخر، فجعله من مسند أُبي بن كعب، وهو الحديث الآتي بعده.

(4)

إسناده ضعيف لتفرد عبد الله بن محمد بن عقيل بسياقته، وانظر ما قبله.

ص: 174

عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي إِلَى جِذْعٍ إِذْ كَانَ الْمَسْجِدُ عَرِيشًا، وَكَانَ (1) يَخْطُبُ النَّاسَ إِلَى جَانِبِ ذَلِكَ الْجِذْعِ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلْ لَكَ أَنْ أَجْعَلَ لَكَ مِنْبَرًا تَقُومُ عَلَيْهِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، حَتَّى يَرَى النَّاسُ خُطْبَتَكَ؟ قَالَ:" نَعَمْ " فَصَنَعَ لَهُ ثَلَاثَ دَرَجَاتٍ هِيَ الَّتِي عَلَى الْمِنْبَرِ.

فَلَمَّا قُضِيَ الْمِنْبَرُ، وَوُضِعَ فِي مَوْضِعِهِ الَّذِي وَضَعَهُ فِيهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَدَا لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَقُومَ عَلَى ذَلِكَ الْمِنْبَرِ، فَمَرَّ إِلَيْهِ، فَلَمَّا أَنْ جَاوَزَ الْجِذْعَ الَّذِي كَانَ يَخْطُبُ إِلَيْهِ وَيَقُومُ إِلَيْهِ، خَارَ إِلَيْهِ ذَلِكَ الْجِذْعُ حَتَّى تَصَدَّعَ وَانْشَقَّ، فَنَزَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَمَّا سَمِعَ صَوْتَ الْجِذْعِ فَمَسَحَهُ بِيَدِهِ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْمِنْبَرِ، وَكَانَ إِذَا صَلَّى مَعَ ذَلِكَ مَالَ إِلَى الْجِذْعِ. يَقُولُ الطُّفَيْلُ: فَلَمَّا هُدِمَ الْمَسْجِدُ وَغُيِّرَ أَخَذَ أَبُوهُ - أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ - ذَلِكَ الْجِذْعَ، فَكَانَ عِنْدَهُ فِي بَيْتِهِ حَتَّى بَلِيَ وَأَكَلَتْهُ الْأَرَضَةُ (2)، وَعَادَ رُفَاتًا (3).

• 21253 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ

(1) من قوله: "يُصلي إلى جذع" إلى هنا سقط من (ظ 5).

(2)

في (م): الْأَرَضُ!

(3)

صحيح لغيره دون قصة أَخذ أُبي للجذع، المذكورة في آخره، وهذا إسناد ضعيف لضعف سعيد بن سلمة، لكنه قد توبع، وعبد الله بن محمد بن عقيل يضعف حديثه فيما يتفرد به، وقد تفرد بقصة أَخذ أُبيٍّ للجذع، وسعيد بن أبي الربيع السمان صدوق، والطفيل بن أُبي ثقة.

وانظر (21248).

ص: 175

عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ الطُّفَيْلِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ، كُنْتُ إِمَامَ النَّبِيِّينَ، وَخَطِيبَهُمْ، وَصَاحِبَ شَفَاعَتِهِمْ غَيْرَ فَخْرٍ "(1).

• 21254 - وَقَالَ: " لَوْلَا الْهِجْرَةُ، لَكُنْتُ امْرَأً مِنَ الْأَنْصَارِ، وَلَوْ سَلَكَ الْأَنْصَارُ وَادِيًا - أَوْ قَالَ: شِعْبًا - لَكُنْتُ مِنَ الْأَنْصَارِ "(2).

• 21255 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ قَزَعَةَ أَبُو عَلِيٍّ الْبَصْرِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ حَبِيبٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ ثُوَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ الطُّفَيْلِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:{وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى} [الفتح: 26] قَالَ: " لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ "(3).

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد من أجل عبد الله بن محمد بن عقيل: وهو ابن أبي طالب الهاشمي المدني. عبيد الله بن عمرو: هو الأَسَدي الرَّقِّي.

وأخرجه الضياء المقدسي في "المختارة"(1179) من طريق أبي يعلى الموصلي، عن هاشم بن الحارث، بهذا الإسناد. وقرن بهاشم إسماعيلَ بن عبد الله القرشي، وجعل معه حديثاً آخر هو الحديث التالي، وقد سلف برقم (21246).

وانظر (21245).

(2)

صحيح لغيره، وإسناده إسناد سابقه.

وأخرجه الضياء المقدسي (1179) من طريق أبي يعلى الموصلي، عن هاشم بن الحارث، بهذا الإسناد. وقرن بهاشمٍ إسماعيلَ بن عبد الله القرشي. وذكر معه حديثاً آخر هو الحديث السابق، وقد سلف برقم (21245).

وانظر (21246).

(3)

إسناده ضعيف لضعف ثوير: وهو ابن أبي فاختة، واسم أبي =

ص: 176

• 21256 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ الطُّفَيْلِ بْنِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ،

= فاختة: سعيد بن عِلاقة، وباقي رجاله ثقات غير الحسن بن قزعة، فهو صدوق.

وأخرجه الطبراني (536) عن عبد الله بن أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه الترمذي (3265)، وأبو يعلى في "معجم شيوخه"(142)، والطبري 26/ 104 وابن عدي في "الكامل" 2/ 534، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 107، وابن الأثير في "أُسد الغابة" 1/ 62 من طريق الحسن بن قزعة، به.

قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه مرفوعاً إلا من حديث الحسن بن قزعة. قال: وسألت أبا زرعة عن هذا الحديث فلم يعرفه مرفوعاً إلا من هذا الوجه.

وله شاهد من حديث أبي هريرة عند ابن حبان بإثر الحديث (218) "أمرت أن أقاتل الناس

" وإسناده صحيح، لكن زيادة التفسير فيه يظهر أَنها مدرجة من كلام الزهري كما قال ابن كثير في "تفسيره" 7/ 329.

وقد روي هذا التفسير مفرداً ومرفوعاً من حديث أبي هريرة عند البيهقي في "الأسماء والصفات" ص 105 - 106، وفي إسناده إسحاق بن يحيى الكلبي، وهو مجهول، لم يرو عنه غير يحيى بن صالح الوحاظي، ولا تُعرف له رواية عن غير الزهري، وجهَّله محمد بن يحيى الذهلي، وهو العارف بحديث الزهري، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الدارقطني: أَحاديثه صالحة. فلا يعتمد عليه لإثبات رفع الحديث.

وقد روي هذا التفسير عن غير واحد من الصحابة والتابعين موقوفاً. انظر "تفسير الطبري" و"الأسماء والصفات" و"تفسير ابن كثير".

ص: 177

كُنْتُ إِمَامَ النَّبِيِّينَ، وَخَطِيبَهُمْ، وَصَاحِبَ شَفَاعَتِهِمْ، وَلَا فَخْرَ " (1).

• 21257 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ مُوسَى، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنِ الطُّفَيْلِ بْنِ أُبَيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَوْلَا الْهِجْرَةُ، لَكُنْتُ امْرَأً مِنَ الْأَنْصَارِ، وَلَوْ سَلَكَ الْأَنْصَارُ وَادِيًا - أَوْ شِعْبًا - لَكُنْتُ مَعَ الْأَنْصَارِ "(2).

21258 -

حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْحَرَّانِي، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ الطُّفَيْلِ بْنِ أُبَيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَوْلَا الْهِجْرَةُ، لَكُنْتُ امْرَأً مِنَ الْأَنْصَارِ، وَلَوْ سَلَكَ النَّاسُ شِعْبًا - أَوْ قَالَ: وَادِيًا - لَكُنْتُ مَعَ الْأَنْصَارِ "(3).

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف من أجل شريك -وهو ابن عبد الله النخعي القاضي- فهو سيئ الحفظ، لكنه قد توبع، وعبد الله بن محمد بن عقيل حسن في المتابعات والشواهد.

وانظر (21245).

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد من أجل عبد الله بن محمد بن عقيل: وهو ابن أبي طالب الهاشمي المدني. أبو حذيفة موسى: هو ابن مسعود النَّهْدي.

وانظر (21246).

(3)

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد كسابقه.

وانظر (21246).

ص: 178

21259 -

وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ، كُنْتُ إِمَامَ النَّبِيِّينَ، وَخَطِيبَهُمْ، وَصَاحِبَ شَفَاعَتِهِمْ غَيْرَ فَخْرٍ ".

وَالْحَدِيثُ عَلَى لَفْظِ زَكَرِيَّا بْنِ عَدِيٍّ (1).

• 21260 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ سَالِمٍ أَبُو سَعِيدٍ الشَّاشِيُّ فِي سَنَةِ ثَلَاثِينَ وَمِئَتَيْنِ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو - يَعْنِي الرَّقِّيَّ أَبَا (2) وَهْبٍ - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ ابْنِ أُبَيِّ (3) بْنِ كَعْبٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي إِلَى جِذْعٍ، وَكَانَ الْمَسْجِدُ عَرِيشًا، وَكَانَ يَخْطُبُ إِلَى جَنْبِ ذَلِكَ الْجِذْعِ، فَقَالَ رِجَالٌ مِنْ أَصْحَابِهِ: يَا رَسُولَ اللهِ، نَجْعَلُ لَكَ شَيْئًا تَقُومُ عَلَيْهِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، حَتَّى تَرَى (4) النَّاسَ - أَوْ قَالَ: حَتَّى يَرَاكَ النَّاسُ - وَحَتَّى يَسْمَعَ النَّاسُ خُطْبَتَكَ؟ قَالَ: " نَعَمْ " فَصَنَعُوا لَهُ ثَلَاثَ دَرَجَاتٍ، فَقَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم كَمَا كَانَ يَقُومُ، فَصَغَا الْجِذْعُ إِلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ:" اسْكُنْ " ثُمَّ قَالَ لِأَصْحَابِهِ: " هَذَا الْجِذْعُ حَنَّ إِلَيَّ " فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " اسْكُنْ، إِنْ تَشَأْ غَرَسْتُكَ فِي الْجَنَّةِ، فيَأْكُلُ مِنْكَ

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد كسابقه.

وانظر (21245).

(2)

في (م) و (ق) و (ر): أبو، والمثبت من (ظ 5).

(3)

كذا وقع ابن أُبي بن كعب في (ظ 5) مبهماً، وهو كذلك في "أطراف المسند" 1/ 202، وفي "غاية المقصد" ورقة 69، وكذلك عند أبي نعيم في "دلائل النبوة" (306) حيث رواه من طريق عبد الله بن أحمد. ووقع في باقي الأصول مصرحاً به: الطفيل بن أُبي بن كعب.

(4)

في (ظ 5): يرى.

ص: 179

الصَّالِحُونَ، وَإِنْ تَشَأْ أُعِيدُكَ كَمَا كُنْتَ رَطْبًا " فَاخْتَارَ الْآخِرَةَ عَلَى الدُّنْيَا، فَلَمَّا قُبِضَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم دُفِعَ إِلَى أُبَيٍّ، فَلَمْ يَزَلْ عِنْدَهُ حَتَّى أَكَلَتْهُ الْأَرَضَةُ (1).

‌حَدِيثُ مُحَمَّدِ بْنِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ عَنْ أَبِيهِ

• 21261 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ أَبُو يَحْيَى الْبَزَّازُ،

(1) إسناده ضعيف، فقد تفرد به عبد الله بن محمد بن عقيل بهذه السياقة، وحديثه ضعيف فيما يتفرد به. وعيسى بن سالم وثقه الخطيب، ونقل الحافظ في "التعجيل" توثيقه عن ابن أبي حاتم، ولم نره في ترجمته في "الجرح والتعديل" 3/ 278، ولم يعرفه ابن معين كما في "سؤالات ابن الجنيد" ص 345، وقال الحسيني كما في "التعجيل": فيه نظر. وابن أُبي بن كعب هو الطفيل كما في روايات الحديث الأخرى، وهو وعبيد الله الرقي ثقتان.

وأخرجه أبو نعيم في "دلائل النبوة"(306) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.

وأخرجه البيهقي في "الدلائل" 6/ 67 من طريق عيسى بن سالم، به.

ولقوله في آخر الحديث: "إن تشأ غرستك

" شاهد ضعيف من حديث بريدة عند الدارمي (32)، وفي إسناده صالح بن حيان القرشي الكوفي، وهو ضعيف، وقد اضطرب فيه، فرواه على وجه آخر، فجعله من حديث عائشة، أخرجه الطبراني في "الأوسط" (2271)، وأبو نعيم في "الدلائل" (310)، وفي آخره عندهما: فسمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "نعم" فغار الجذع فذَهَبَ.

وأصل القصة صحيح دون هذه الزيادة، ودون قصة أخذ أُبي بن كعب للجذع، انظر (21248).

قوله: "فصغا"، أي: مالَ.

ص: 180

حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُعَاذِ بْنِ مُحَمَّدِ (1) بْنِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، حَدَّثَنِي أَبِي مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاذٍ، عَنْ مُعَاذٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ: أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ كَانَ جَرِيئًا عَلَى أَنْ يَسْأَلَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، عَنْ أَشْيَاءَ لَا يَسْأَلُهُ عَنْهَا غَيْرُهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا أَوَّلُ (2) مَا رَأَيْتَ فِي أَمْرِ النُّبُوَّةِ؟ فَاسْتَوَى (3) رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَالِسًا وَقَالَ: " لَقَدْ سَأَلْتَ أَبَا هُرَيْرَةَ! إِنِّي لَفِي صَحْرَاءَ ابْنُ عَشْرِ سِنِينَ وَأَشْهُرٍ، وَإِذَا بِكَلَامٍ فَوْقَ رَأْسِي، وَإِذَا رَجُلٌ يَقُولُ لِرَجُلٍ: أَهُوَ هُوَ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَاسْتَقْبَلَانِي بِوُجُوهٍ لَمْ أَرَهَا لِخَلْقٍ قَطُّ، وَأَرْوَاحٍ لَمْ أَجِدْهَا مِنْ خَلْقٍ قَطُّ، وَثِيَابٍ لَمْ أَرَهَا عَلَى أَحَدٍ قَطُّ، فَأَقْبَلَا إِلَيَّ يَمْشِيَانِ، حَتَّى أَخَذَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بِعَضُدِي، لَا أَجِدُ لِأَخْذِهِمَا مَسًّا، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: أَضْجِعْهُ. فَأَضْجَعَانِي بِلَا قَصْرٍ وَلَا هَصْرٍ. فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: افْلِقْ صَدْرَهُ، فَهَوَى أَحَدُهُمَا إِلَى صَدْرِي، فَفَلَقَهَا فِيمَا أَرَى بِلَا دَمٍ وَلَا وَجَعٍ، فَقَالَ لَهُ أَخْرِجِ الْغِلَّ وَالْحَسَدَ، فَأَخْرَجَ شَيْئًا كَهَيْئَةِ الْعَلَقَةِ، ثُمَّ نَبَذَهَا فَطَرَحَهَا، فَقَالَ لَهُ: أَدْخِلِ الرَّأْفَةَ وَالرَّحْمَةَ، فَإِذَا مِثْلُ الَّذِي أَخْرَجَ

(1) في (م) و (ق): معاذ بن محمد بن أُبي، وفي (ر): معاذ بن محمد بن محمد بن أُبي. وأثبتنا ما في (ظ 5)، وهو الموافق لما في "أطراف المسند" 1/ 226، وما في المصادر التي خرجته من طريق عبد الله بن أحمد.

(2)

لفظة "ما" لم ترد في (ق) و (ظ 5).

(3)

في (م) و (ر): في أمر النبوة.

(4)

في (ظ 5): استوى.

ص: 181

يُشْبِهُ الْفِضَّةَ، ثُمَّ هَزَّ إِبْهَامَ رِجْلِي الْيُمْنَى، فَقَالَ: اغْدُ وَاسْلَمْ فَرَجَعْتُ بِهَا أَغْدُو بِهِ (1) رِقَّةً عَلَى الصَّغِيرِ وَرَحْمَةً لِلْكَبِيرِ " (2).

(1) كذا في (ظ 5) و (ر)، وفي (م): فرجعت بها أغدو رقةً. وفي (ق): فرجعت أغدو به رقة.

(2)

إسناده ضعيف، محمد بن معاذ بن محمد بن أُبي مجهول، وكذلك أبوه معاذ، وأما ابنه معاذ بن محمد بن معاذ فقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات" 9/ 177، ومحمد بن أُبي روى عنه ثلاثة، وقيل: له رؤية، ووثقه ابن سعد وابن حبان، وباقي رجاله ثقات. قلنا: وقد ذكر علي ابن المديني هذا الحديث في "علله" وقال: رواه مالك بن محمد بن معاذ بن محمد بن معاذ بن محمد بن أُبي، عن أبيه، عن جده. حديث مدني، وإسناده مجهول كله، ولا نعرف محمداً ولا أباه ولا جده.

وأخرجه ابن عساكر في السيرة النبوية من تاريخه ص 375 - 376، والضياء المقدسي في "المختارة"(1264) من طريق عبد الله بن أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن حبان (7155)، والحاكم 3/ 510، وابن عساكر ص 374 - 375، والضياء المقدسي (1263) من طريق محمد بن عيسى ابن الطباع، وأبو نعيم في "دلائل النبوة"(166) من طريق عبد الله بن معاوية الدينوري، كلاهما عن معاذ بن محمد بن معاذ، عن أبيه، عن جده، عن أُبي، لم يذكروا فيه محمد ابن أُبي، قال الحافظ ابن حجر في "الأطراف" 1/ 226: الصواب ما قال يونس. يعني بذكر محمد بن أُبي في الإسناد. وروايتا ابن حبان والحاكم مقتصرتان على قوله: كان أبو هريرة جريئاً على أن يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم في أوله. وسقط من مطبوعة "المستدرك" ذِكر محمد بن عيسى ابن الطباع.

وقد روي حديث شق الصدر ضمن حديث الإسراء الطويل، وسيأتي من رواية أنس بن مالك عن أُبي برقم (21288). وثبتت هذه القصة عن غير واحد من الصحابة، وذكرنا بعض أحاديث الباب عند حديث أنس السالف برقم (12221). =

ص: 182

‌حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ

* 21262 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ.

وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ قَالَ: وحَدَّثَنَا الصَّلْتُ بْنُ مَسْعُودٍ الْجَحْدَرِيُّ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ:

= وفي باب جرأة أبي هريرة رضي الله عنه على السؤال حديث حذيفة عند الحاكم 3/ 510، وسنده ضعيف ولفظه: قال رجل لابن عمر: إن أبا هريرة يكثر الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال ابن عمر: أُعيذك بالله أن تكون في شك مما يجيء به، ولكنه اجْتَرَأَ وجَبُنَّا.

قوله: "لقد سألت" قال السندي: المراد الإخبار بأن سؤالك في محله.

وقوله: "ابن عشر سنين وأَشهر" قد بينا عند حديث أنس السالف (12221) أن الذي صح من أحاديث شق الصدر الحادثة التي وقعت للنبي صلى الله عليه وسلم وهو مسترضع في بني سعد، والحادثة التي فيها شق صدره صلى الله عليه وسلم يوم الإسراء. ولم يرد في شواهد الحديث ما يؤيد أن ذلك كان وعمره صلى الله عليه وسلم عشر سنين.

"أَرَها لخَلقٍ" أي: لمخلوق.

"بلا قصرٍ" أي: بلا حبسٍ للنفسِ، والقصر الحبس.

"ولا هصر" أي: بلا كسر عضوٍ وإمالته، من "هَصَرَ ظهره" أي: ثناه إلى الأرض، والمراد أنه ما كان أذىً بوجه من الوجوه.

"افلق" أمر من "فلقه" إذا شَقَّه.

"فهَوى" كرمى، أي: مال.

"ثم هَزَّ" أي: حَرَّك.

"واسلَمْ" من السلامة، قاله لأن المحل كان محل خوف تلفٍ.

"أغدو به" أي: غُدُوّاً مصحوباً بذلك الفعل.

"رِقَّةً" أي: حال كوني ذا رِقَّةٍ.

ص: 183

وَقَفْتُ أَنَا وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ فِي ظِلِّ أُجُمِ حَسَّانَ، فَقَالَ لِي أُبَيٌّ: أَلَا تَرَى النَّاسَ مُخْتَلِفَةً أَعْنَاقُهُمْ فِي طَلَبِ الدُّنْيَا؟ قَالَ: قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " يُوشِكُ الْفُرَاتُ أَنْ يَحْسِرَ عَنْ جَبَلٍ مِنْ ذَهَبٍ، فَإِذَا سَمِعَ بِهِ النَّاسُ سَارُوا إِلَيْهِ، فَيَقُولُ مَنْ عِنْدَهُ: وَاللهِ لَئِنْ تَرَكْنَا النَّاسَ يَأْخُذُونَ فِيهِ لَيَذْهَبَنَّ، فَيَقْتَتِلُ النَّاسُ، حَتَّى يُقْتَلَ مِنْ كُلِّ مِئَةٍ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ " وَهَذَا لَفْظُ حَدِيثِ أَبِي عَنْ عَفَّانَ (1).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، عبد الحميد بن جعفر وأبوه -وهو جعفر بن عبد الله بن الحكم- من رجال مسلم، وكذلك الصلت بن مسعود شيخ عبد الله بن أحمد، لكن تابع الصلتَ عفانُ بن مسلم، وهو من رجال الشيخين، وكذلك باقي رجال الإسناد. عبد الله بن الحارث: هو ابن نوفل بن الحارث الهاشمي.

وأخرجه أبو عوانة في الفتن كما في "إتحاف المهرة" 1/ 220 من طريق عفان بن مسلم، ومن طريق الصلت بن مسعود، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري في "التاريخ" 1/ 388، ومسلم في "صحيحه"(2895) من طرق عن خالد بن الحارث، به.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 1/ 255 من طريق بكر بن بكار، عن عبد الحميد بن جعفر، به.

وأخرجه عبد بن حميد (180) عن عبد الله بن محمد بن أبي شيبة، قال: وجدت في كتاب أبي محمد بن أبي شيبة، عن عبد الحميد بن جعفر، قال: أخبرت عن سليمان بن يسار، به.

وأخرجه البخاري في "التاريخ" 1/ 388، ويعقوب بن سفيان في "تاريخه" 1/ 315، 416، وابن حبان (6696)، والطبراني في "الكبير"(537)، وفي "مسند الشاميين"(1789)، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" =

ص: 184

• 21263 (1) - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا شُجَاعُ بْنُ مَخْلَدٍ وَأَبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ حُمْرَانَ الْحُمْرَانِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنِي أَبِي جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " يُوشِكُ الْفُرَاتُ أَنْ يَحْسِرَ عَنْ جَبَلٍ مِنْ ذَهَبٍ

" فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (2).

= 1/ 56 من طريق إسحاق بن إبراهيم بن العلاء الزبيدي، حدثنا عمرو بن الحارث، قال: حدثنا عبد الله بن سالم، عن محمد بن الوليد الزبيدي، قال: أخبرني الزهري، قال: أخبرني إسحاق مولى المغيرة بن نوفل، أن المغيرة بن نوفل أخبره، عن أُبي

فذكره، لكن قال في آخره:"فيقتل تسعة أعشارهم". وهذا إسناد ضعيف، إسحاق بن إبراهيم بن العلاء قال النسائي: لبس بثقة إذا روى عن عمرو بن الحارث، وإسحاق مولى المغيرة مجهول.

وانظر ما بعده.

قوله: "أُجُم حَسَّان "الأُجُم -بضمتين-: الحصن، والجمع آجام، كأُطُمٍ وآطام.

(1)

زاد قبل هذا الحديث في (م) حديثاً آخر، ركب فيه إسناد هذا الحديث على مَتن الذي قبله. وهو خطأ.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، عبد الله بن حمران الحُمراني صدوق، ورواية مسلم له متابعة، وهو متابع كما هو مبين في الحديث الذي قبله، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح.

وذكره البخاري في "التاريخ" 1/ 388 - 389، قال: قال لي محمد بن بشار، حدثنا عبد الله بن حمران، سمع عبد الحميد، عن أبيه، عن سليمان، عن عبد الله بن الحارث بن نوفل، قال: قال الحارث بن نوفل، سمعت أُبيّاً. قلنا: ولعل ذكر الحارث بن نوفل فيه اضطراب من عبد الله بن حمران، والصواب أنه من حديث عبد الله بن الحارث عن أُبي بن كعب.

ص: 185

‌حَدِيثُ قَيْسِ بْنِ عُبَادٍ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ

21264 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَمْرَةَ (1)، حَدَّثَنَا إِيَاسُ بْنُ قَتَادَةَ، عَنْ قَيْسٍ - يَعْنِي ابْنَ عُبَادٍ -، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ: أَسْقَطْتُهُ مِنْ كِتَابِي، هُوَ عَنْ قَيْسٍ إِنْ شَاءَ اللهُ.

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ وَوَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ إِيَاسَ بْنَ قَتَادَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عُبَادٍ قَالَ: أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ لِلُقِيِّ (2) أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم وَلَمْ يَكُنْ فِيهِمْ رَجُلٌ أَلْقَاهُ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ أُبَيٍّ، فَأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، وَخَرَجَ عُمَرُ مَعَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُمْتُ فِي الصَّفِّ الْأَوَّلِ، فَجَاءَ رَجُلٌ، فَنَظَرَ فِي وُجُوهِ الْقَوْمِ، فَعَرَفَهُمْ غَيْرِي، فَنَحَّانِي وَقَامَ فِي مَكَانِي، فَمَا عَقَلْتُ صَلَاتِي، فَلَمَّا صَلَّى قَالَ: يَا بُنَيَّ لَا يَسُؤُكَ اللهُ، فَإِنِّي لَمْ آتِكَ الَّذِي أَتَيْتُكَ (3) بِجَهَالَةٍ، وَلَكِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَنَا:" كُونُوا فِي الصَّفِّ الَّذِي يَلِينِي " وَإِنِّي نَظَرْتُ فِي وُجُوهِ الْقَوْمِ فَعَرَفْتُهُمْ غَيْرَكَ.

ثُمَّ حَدَّثَ، فَمَا رَأَيْتُ الرِّجَالَ مَتَحَتْ أَعْنَاقَهَا إِلَى شَيْءٍ مُتُوحَهَا إِلَيْهِ، قَالَ: فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: هَلَكَ أَهْلُ الْعُقْدَةِ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، أَلَا لَا

(1) تصحفت في (م) و (ق) إلى: أبي حمزة.

(2)

في نسخة في (ظ 5): للقاء.

(3)

في نسخة في (ظ 5): أتيت.

ص: 186

عَلَيْهِمْ آسَى، وَلَكِنْ آسَى عَلَى مَنْ يَهْلِكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ. وَإِذَا هُوَ أُبَيٌّ.

وَالْحَدِيثُ عَلَى لَفْظِ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ (1).

(1) إسناده صحيح، إياس بن قتادة قال في "التعجيل": روى عنه نصر ابن عمران وأهل البصرة. وقال ابن سعد في "الطبقات" 7/ 128: كان ثقة قليل الحديث، وذكره ابن حبان في "الثقات" 4/ 53، وقال: كان مقدماً في بني تميم، وباقي رجال الإسناد ثقات من رجال الشيخين، غير سليمان بن داود -وهو الطيالسي- فمن رجال مسلم، أبو جمرة: هو نصر بن عمران.

وأخرجه عبد بن حميد (177)، والحاكم 4/ 526 - 527 من طريق محمد ابن جعفر، بهذا الإسناد- ورواية عبد بن حميد مقتصرة على المرفوع منه.

وهو في "مسند الطيالسي"(555)، ومن طريقه أخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات"(1291)، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 252.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1850)، وأبو القاسم البغوي (1293)، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 226، وفي "شرح المشكل"(5833) من طريق وهب بن جرير، به. ورواية الطحاوي مقتصرة على المرفوع منه.

وأخرجه أبو القاسم البغوي (1292) من طريق سهل بن يوسف، عن شعبة، به.

وأخرجه عبد الرزاق (2460)، والنسائي 2/ 88، وابن خزيمة (1573)، وابن حبان (2181)، والخطابي في "غريب الحديث" 2/ 318، والحاكم 1/ 214 و 3/ 303 من طرق عن قبس بن عباد، به. ولم يذكر عند عبد الرزاق والحاكم 3/ 303 قول أُبيٍّ: هلك أهل العقدة

، واقتصر عليه الخطابي.

وأخرج قولَ أُبي هذا الطبراني في "الأوسط"(7311) من طريق عتي بن ضمرة، عن أُبيٍّ. وتحرفت عتي عنده إلى عيسى، ووقع على الصواب في "مجمع البحرين"(2572). =

ص: 187

‌حَدِيثُ أَبِي بَصِيرٍ الْعَبْدِيِّ وَابْنهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ

21265 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي بَصِيرٍ يُحَدِّثُ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ: أَنَّهُ قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الصُّبْحَ،

= وأخرجه ابن سعد 3/ 501، والحاكم 2/ 226 - 227 من طريق جندب بن عبد الله البجلي، عن أُبيٍّ ضمن قصة طويلة في لقاء جندب بن عبد الله بأُبيِّ بن كعب. ورجاله ثقات غير جعفر بن سليمان الضبعي، ففيه كلام يُنزله عن رتبة الصحة إلى الحسن. وقد روي نحو قصة جندب مع أُبي، عن عتي بن ضمرة عن أُبيّ عند ابن سعد 3/ 500 - 501 بإسناد صحيح إلى عتي. وهو الصواب إن شاء الله، فإن سياق القصة يدل على أن راويها تابعي، وعتي بن ضمرة تابعي، أما جندب البجلي فصحابي معروف.

وفي باب قوله صلى الله عليه وسلم: "كونوا في الصف الذي يليني" عن ابن مسعود، وأنس، سلفا برقم (4373) و (11963)، وانظر تتمة أحاديث الباب عند حديث ابن مسعود.

قوله: "فما رأيتُ الرجال متحت أعناقها" قال ابن الأثير: أي: مدت أعناقها نحوه.

وقوله: "متوحَها" مصدر غير جار على فعلِه، أو يكون كالشُّكور والكُفور.

وقوله: "أهل العقدة" قال الخطابي في "غريب الحديث" 2/ 318: يروى عن الحسن أنه قال: هم الأمراء، وإنما قيل لهم: أهل العُقدةِ، لأن الناس قد عقدوا لهم البيعة، وأعطَوهم الصفقة، ومعنى العقدة: البيعة المعقودة لهم.

ص: 188

فَقَالَ: " شَاهِدٌ فُلَانٌ؟ " فَقَالُوا: لَا. فَقَالَ: " شَاهِدٌ فُلَانٌ؟ " فَقَالُوا: لَا. فَقَالَ: " شَاهِدٌ فُلَانٌ " فَقَالُوا: لَا. فَقَالَ: " إِنَّ هَاتَيْنِ الصَّلَاتَيْنِ مِنْ أَثْقَلِ الصَّلَوَاتِ عَلَى الْمُنَافِقِينَ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِيهِمَا، لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا، وَالصَّفُّ الْمُقَدَّمُ عَلَى مِثْلِ صَفِّ الْمَلَائِكَةِ، وَلَوْ تَعْلَمُونَ فَضِيلَتَهُ، لَابْتَدَرْتُمُوهُ، وَصَلَاةُ الرَّجُلِ مَعَ الرَّجُلَ أَزْكَى مِنْ صَلَاتِهِ وَحْدَهُ وَصَلَاتُهُ مَعَ رَجُلَيْنِ (1) أَزْكَى مِنْ صَلَاتِهِ مَعَ رَجُلٍ، وَمَا كَانَ أَكْثَرَ فَهُوَ أَحَبُّ إِلَى اللهِ "(2).

(1) من قوله: "صلاة الرجل مع" إلى هنا سقط من (م)، ووقع فيها:"الرجلين". بدل قوله: "رجلين".

(2)

حديث حسن، وعبد الله بن أبي بصير العَبْدي الكوفي تفرد بالرواية عنه أبو إسحاق -وهو عمرو بن عبد الله السَّبيعي الهَمْداني- ولم يوثقه غير ابن حبان والعجلي، إلا أنه قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. محمد بن جعفر: هو الهُذَلي البصري المعروف بغُنْدَر، وشعبة: هو ابن الحجاج العَتَكي الواسطي.

وأخرجه الضياء المقدسي في "المختارة"(1197) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن خُزيمة (1477) من طريق محمد بن بشار بُنْدار، عن محمد ابن جعفر، به. وقرن بمحمد بن جعفر يحيى بن سعيد.

وأخرجه الطيالسي (554)، وعبد بن حميد (173)، والدارمي (1269)، وأبو داود (554)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/ 641، وابن خزيمة (1477)، والشاشي مفرقاً (1505) و (1507)، وتاماً (1509)، وابن الأعرابي في "معجمه"(948)، وابن حبان (2056)، والطبراني في "الأوسط"(1855)، والحاكم 1/ 247 - 248، والبيهقي 3/ 67 - 68 من طرق عن شعبة ابن الحجاج، به. ورواية الدارمي مختصرة. =

ص: 189

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه عبد الرزاق (2006)، ويعقوب بن سفيان 2/ 642، والطبراني في "الأوسط"(4771) و (9213)، وفي "مسند الشاميين"(1304)، والبيهقي 3/ 61، والخطيب البغدادي 7/ 212، والضياء المقدسي (1196) من طرق عن أبي إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي، به.

وسيأتي الحديث تاماً من طريق سفيان بن سعيد الثوري (21266)، ومختصراً من طريق الحجاج بن أرطأة (21272)، كلاهما عن أبي إسحاق السبيعي.

وسيأتي الحديث أيضاً من طريق شعبة بن الحجاج (21267)، ومن طريق سليمان بن مهران الأعمش (21268)، ومن طريق زهير بن معاوية (21269) و (21270)، ثلاثتهم عن أبي إسحاق السبيعي، عن عبد الله بن أبي بصير، عن أبيه، عن أُبي بن كعب. وقد صرَّح أبو إسحاق في رواية شعبة أنه سمع الحديثَ من عبد الله بن أبي بصير ومن أبيه.

وسيأتي من طريق جرير بن حازم، عن أبي إسحاق السبيعي، عن أبي بصير العبدي، عن أُبيِّ بن كعب برقم (21271).

وسيأتي من طريق أبي الأحوص سلام بن سليم، عن أبي إسحاق السبيعي، عن العيزار بن حريث، عن أبي بصير العبدي، عن أُبيِّ بن كعب برقم (21273). وقد تفرد أبو الأحوص عن السبيعي بذِكْر العَيْزار فيه.

وسيأتي من طريق حباب القطعي، عن أبي إسحاق السبيعي، عن رجل من عبد القيس، عن أُبيِّ بن كعب برقم (21274). والحبابُ مجهول.

ولقوله صلى الله عليه وسلم: "إن هاتين الصلاتين من أثقل" إلى قوله: "ولو تعلمون فضيلته لابتدرتموه" شاهدٌ من حديث أبي هريرة، وقد سلف في مسنده برقم (7226) و (9486)، وانظر تتمة شواهده هناك.

ويشهد لقول صلى الله عليه وسلم: "وصلاة الرجل مع الرجل أزكى

إلخ" حديث قُبَاث بن أشيم الليثي الذي أخرجه ابن سعد في "الطبقات" 7/ 411، والبخاري في "التاريخ الكبير" 7/ 192، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (926)، =

ص: 190

21266 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَصِيرٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْفَجْرَ، فَلَمَّا صَلَّى، قَالَ:" شَاهِدٌ فُلَانٌ؟ " فَسَكَتَ الْقَوْمُ، قَالُوا: نَعَمْ، وَلَمْ يَحْضُرْ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّ أَثْقَلَ الصَّلَاةِ عَلَى الْمُنَافِقِينَ صَلَاةُ الْعِشَاءِ وَالْفَجْرِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِيهِمَا، لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا، وَإِنَّ الصَّفَّ الْأَوَّلَ عَلَى مِثْلِ صَفِّ الْمَلَائِكَةِ، وَلَوْ تَعْلَمُونَ فَضِيلَتَهُ لَابْتَدَرْتُمُوهُ، إِنَّ صَلَاتَكَ مَعَ رَجُلَيْنِ أَزْكَى مِنْ صَلَاتِكَ مَعَ رَجُلٍ، وَصَلَاتَكَ مَعَ رَجُلٍ أَزْكَى مِنْ صَلَاتِكَ وَحْدَكَ، وَمَا كَثُرَ فَهُوَ أَحَبُّ إِلَى اللهِ "(1).

= والبزار (461 - كشف الأستار)، والطبراني في "المعجم الكبير" 19/ (73) و (74)، وفي "مسند الشاميين"(487) و (488) و (1867) و (2011)، والحاكم 3/ 625 من طرق عن يونس بن سيف الكَلاعي، عن عبد الرحمن بن زياد الليثي، عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صلاةُ الرجلين يَؤُمُّ أَحدهما صاحبَه، أَزكى عند الله من صلاة أَربعةٍ تَتْرى، وصلاة أربعةٍ يَؤُمُّ أحدُهم، أزكى عند الله تعالى من صلاة ثمانيةٍ تترى، وصلاة ثمانيةٍ يَؤُمُّ أحدُهم أزكى عند الله تعالى من صلاة مئةٍ تَتْرى". وإسناده ضعيف لجهالة عبد الرحمن بن زياد اللَّيثي.

(1)

حديث حسن كسابقه. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي الكوفي، وسفيان: هو ابن سعيد الثوري الكوفي.

وأخرجه الحاكم 1/ 248 من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق (2004)، ومن طريقه الضياء المقدسي في "المختارة"(1198)، وأخرجه الحاكم 1/ 248 من طرق عن سفيان بن سعيد الثوري، به.

وانظر ما قبله.

ص: 191

قَالَ وَكِيعٌ: عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بَصِيرٍ غَنْمِيٌّ.

• 21267 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَصِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ - قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: وَقَدْ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، وَمِنْ أَبِيهِ - قَالَ: سَمِعْتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ، يَقُولُ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَاةَ الصُّبْحِ يَوْمًا، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1).

(1) حديث حسن، عبد الله بن أبي بصير العَبْدي الكوفي ليس له راو غير أبي إسحاق -وهو عمرو بن عبد الله السبيعي الهمداني- ولم يوثقه غير ابن حبان والعجلي، لكن تابعه أبوه، وهو قد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. شعبة: هو ابن الحجاج العَتَكي الواسطي، وخالد بن الحارث: هو الهُجَيمي البصري.

وأخرجه البيهقي 3/ 68 من طريق يوسف بن يعقوب القاضي، عن محمد ابن أبي بكر المقدمي، بهذا الإسناد. وقرن بخالد بن الحارث يحيى بنَ سعيد القطان.

وأخرجه النسائي 2/ 104 - 105، وابن حبان (2057)، والحاكم 1/ 249 من طريقين عن خالد بن الحارث، به.

وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/ 641 - 642، والشاشي (1506)، والحاكم 1/ 249، والبيهقي 3/ 68 من طرق عن شعبة بن الحجاج، به. وقوله:"عن أبيه" لم يرد في مطبوع "المستدرك".

وأخرجه الدارمي (1272)، ويعقوب بن سفيان 2/ 641 من طريق خالد بن ميمون، وابن خزيمة (1553)، والضياء المقدسي (1195) من طريق يونس بن أبي إسحاق، كلاهما عن أبي إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي، به. ولم يذكروا فيه قول أبي إسحاق.

وفي أول الحديث وآخره عند الضياء المقدسي زيادة، والزيادة التي في =

ص: 192

• 21268 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوْنٍ الزِّيَادِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ - يَعْنِي ابْنَ زِيَادٍ - عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَصِيرٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1).

21269 -

حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ مُظَفَّرُ بْنُ مُدْرِكٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَصِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ، فَلَقِيتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ، فَقُلْتُ: أَبَا الْمُنْذِرِ، حَدِّثْنِي أَعْجَبَ حَدِيثٍ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَقَالَ: صَلَّى بِنَا - أَوْ لَنَا - رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَاةَ الْغَدَاةِ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ، فَقَالَ:" شَاهِدٌ فُلَانٌ؟ " فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (2).

= آخره، ولفظها:"ألا وإن صلاة الجماعة تفضل على صلاة الرجل وحده أربعاً وعشرين أو خمساً وعشرين درجة" أخرجها مفردة ابن ماجه (790) من الطريق نفسه.

وانظر (21265).

(1)

حديث حسن، عبد الله بن أبي بصير العَبْدي الكوفي تفرد بالرواية عنه أبو إسحاق -وهو عمرو بن عبد الله السَّبِيعي الهَمْداني- ولم يوثقه غير ابن حبان والعجلي، لكنه متابع. وباقي رجاله ثقات. أبو عون الزيادي: هو محمد ابن عون البصري، والأعمش: اسمه سليمان بن مِهْران الأَسَدي الكوفي.

وانظر (21265).

(2)

حديث حسن كسابقه. زهير: هو ابن معاوية الجُعْفي الكوفي.

وأخرجه الدارمي (1271)، وابن خزيمة (1476) و (1553)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(2642)، ومن طريقه أبو محمد البغوي في "شرح السنة"(790)، والضياء المقدسي في "المختارة"(1199)، وأخرجه الشاشي (1508)، والبيهقي 3/ 68 من طرق عن زهير بن معاوية، بهذا الإسناد. =

ص: 193

• 21270 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الله مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَصِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ، فَلَقِيتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ، فَذَكَرَ مِثْلَ ذَلِكَ (1).

• 21271 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ الْعَبْدِيِّ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: صَلَّى نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْغَدَاةَ، ثُمَّ قَالَ:" شَاهِدٌ فُلَانٌ؟ " فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (2).

= وانظر (21265).

(1)

حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، يحيى بن عبد الله -ويقال: ابن عبدويه- مولى بني هاشم، أبو زكريا البغدادي: وهّاه يحيى بن معين، فقال: ليس بشيء، وقال مرَّة: كذاب رجل سوء، وقال أبو حاتم: بصري مجهول، وقال ابن عدي: حدث عن شعبة وحمّاد بن سلمة بأحاديث ليست بمحفوظة، وذكره ابن الجوزي في "الضعفاء"، وأثنى عليه أحمد بن حنبل، وحثَّ ابنه عبد الله على السماع منه، وقال ابن عدي أيضاً: أرجو أنه لا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقد توبع، وعبد الله بن أبي بصير العَبْدي الكوفي وأبوه سلف الكلام عليهما.

وانظر (21265).

(2)

إسناده حسن من أجل أبي بصير العَبْدي الكوفي، فقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات". شيبان بن أبي شيبة: هو شيبان بن فَرُّوخ الحَبَطي الأُبُلِّي، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي الهَمْداني.

وأخرجه الضياء المقدسي في "المختارة"(1200) من طريق أبي يعلى الموصلي، عن شيبان بن أبي شيبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه الحاكم 1/ 248 من طريق شعبة بن الحجاج، والبيهقي 3/ 102 من طريق عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي، كلاهما عن أبي إسحاق السبيعي، به. =

ص: 194

• 21272 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَصِيرٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي الْعِشَاءِ وَصَلَاةِ الْغَدَاةِ مِنَ الْفَضْلِ فِي جَمَاعَةٍ، لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا "(1).

• 21273 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ الْبَزَّارُ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَا (2): حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ الْعَيْزَارِ بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، قَالَ: قَالَ أُبَيٌّ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَاةَ الْفَجْرِ، فَلَمَّا قَضَى الصَّلَاةَ، رَأَى مِنْ أَهْلِ الْمَسْجِدِ قِلَّةً، فَقَالَ:" شَاهِدٌ فُلَانٌ؟ " قُلْنَا: نَعَمْ. حَتَّى عَدَّ ثَلَاثَةَ نَفَرٍ، فَقَالَ:" إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ صَلَاةٍ أَثْقَلُ عَلَى الْمُنَافِقِينَ مِنْ صَلَاةِ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ، وَمِنْ صَلَاةِ الْفَجْرِ " وَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ (3).

= وانظر (21265).

(1)

حديث حسن، عبد الله بن أبي بصير العَبْدي الكوفي لم يرو عنه غير أبي إسحاق عمرو بن عبد الله السَّبيعي الهَمْداني، ولم يوثقه غير ابن حبان والعجلي، لكنه قد توبع.

شيبان: هو ابن فَرُّوخ بن أبي شيبة الحَبَطي الأُبُلِّي.

وانظر (21265).

(2)

في (م) وسائر الأصول: "قال"، والمثبت من (ظ 5)، وهو الصواب.

(3)

حديث حسن، وقد تفرَّد أبو الأحوص -وهو سلّام بن سُليم الكوفي- عن أبي إسحاق السَّبيعي، فجعله من حديثه عن العَيْزار بن حُريث -وهو ثقة- =

ص: 195

• 21274 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا حُبَابٌ (1) الْقُطَعِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيِّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ، عَنْ أُبِيٍّ، قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَاةَ الصُّبْحِ، فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ، أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ، ثُمَّ قَالَ:" إِنَّ أَثْقَلَ الصَّلَوَاتِ عَلَى الْمُنَافِقِينَ هَاتَانِ الصَّلَاتَانِ "(2).

= عن أبي بصير، وخالفه في ذلك كلُّ من رواه عن أبي إسحاق فأسقطوه، وبعضهم جعله من حديثه عن عبد الله بن أبي بصير عن أبيه كما سلف بيانه عند الحديث (21265).

وقال محمد بن يحيى الذهلي فيما نقله البيهقي 3/ 68: هذه الروايات محفوظة مَن قال: عن أبيه، ومن لم يقل، خلا حديث أبي الأحوص ما أدري كيف هو!

وأخرجه الضياء المقدسي في "المختارة"(1201) من طريق عبد الله بن أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه الحاكم 1/ 248 - 249 من طريق إسماعيل بن قتيبة، عن أبي بكر ابن أبي شيبة وحده، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة مفرقاً 1/ 332 و 379، ويعقوب بن سفيان 2/ 641، ومن طريقه البيهقي 3/ 68 من طريق أبي الأحوص سلام بن سليم، به. وليس عند ابن أبي شيبة قوله: "إن صلاتك مع رجلين

إلخ".

وأخرجه الحاكم 1/ 248، وأبو نعيم في "الحلية" 9/ 321 من طريق أبي إسحاق إبراهيم بن محمد الفزاري، عن سفيان الثوري، عن أبي إسحاق السَّبِيعي، به.

(1)

تحرفت في (م) إلى "عباب"، وصححناه من (ظ 5) و (ر).

(2)

حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، فيه حُباب القطعي، وهو مجهول =

ص: 196

‌حَدِيثُ الْمَشَايِخِ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ

21275 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يِسَافٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ - أَوْ عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ قَرَأَ بَـ {قُلِ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} فَكَأَنَّمَا قَرَأَ بِثُلُثِ الْقُرْآنِ "(1).

= لا يعرف، وهو مترجم في "تعجيل المنفعة" 1/ 418 - 419، والرجل المبهم من عبد القيس: هو عبد الله بن أبي بصير العبدي الكوفي أو أبوه، كما سلف بيانه عند الحديث (21265)، فإنهما من عبد القيس.

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح، لكن قد اختلف على هلال بن يساف فيه، كما يأتي. هشيم: هو ابن بشير، وحصين: هو ابن عبد الرحمن السُّلمي.

وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" ص 268، وأخرجه الضياء في "المختارة"(1239) من طريق أحمد بن منيع، وبرقم (1240) من طريق يحيى ابن يحيى، ثلاثتهم (أبو عبيد وأحمد ويحيى) عن هشيم، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي في "اليوم والليلة"(685) عن أحمد بن منيع، عن هشيم، عن حصين، عن هلال، عن ابن أبي ليلى، عن أُبيّ، عن رجل من الأنصار، عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكره. فزاد فيه رجلاً.

وأخرجه النسائي أيضاً (686) عن هلال بن العلاء، عن أبيه، عن هشيم، عن حصين، عن ابن أبي ليلى، عن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره دون شك، لكن أسقط من إسناده هلالاً.

وأخرجه أبو عبيد ص 268، وأحمد بن منيع كما في "المختارة" 3/ 438 عن يزيد بن هارون، عن زكريا بن أبي زائدة، عن الشعبي، عن أُبيِّ بن كعب قال، فذكره موقوفاً. =

ص: 197

• 21276 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ.

وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: وحَدَّثَنِي وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ، أَخْبَرَنَا خَالِدٌ الْوَاسِطِيُّ - قَالَ الثَّقَفِيُّ، فِي حَدِيثِهِ: حَدَّثَنَا أَبُو مَسْعُودٍ الْجُرَيْرِيُّ. وَقَالَ وَهْبٌ: أَخْبَرَنَا خَالِدٌ - عَنْ الْجُرَيْرِيِّ - عَنْ أَبِي نَضْرَةَ (1)، قَالَ: قَالَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ: الصَّلَاةُ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ سُنَّةٌ، كُنَّا نَفْعَلُهُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَلَا يُعَابُ عَلَيْنَا. فَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: إِنَّمَا كَانَ ذَاكَ إِذْ كَانَ فِي الثِّيَابِ قِلَّةٌ، فَأَمَّا إِذْ وَسَّعَ اللهُ، فَالصَّلَاةُ فِي الثَّوْبَيْنِ أَزْكَى (2).

= وسيأتي في "المسند" 5/ 418 - 419 من طريق هلال بن يساف، عن الربيع ابن خثيم، عن ابن أبي ليلى، عن امرأة من الأنصار، عن أبي أيوب الأنصاري.

و 5/ 418 من طريق هلال، عن الربيع، عن عمرو بن ميمون، عن امرأة من الأنصار، عن أبي أيوب.

وفي الباب عن ابن عمرو سلف برقم (6613)، وانظر شواهده هناك.

(1)

وقع في (م): عن أبي نضرة بن بقية، وهو خطأ، فقوله: ابن بقية إنما هو لوهب بن بقية، سقط من هناك ووضع هنا.

(2)

صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح، لكن أبا نضرة -وهو منذر بن مالك بن قطعة- لم يدرك هذه القصة، وإنما سمعها من أبي سعيد الخدري كما بين ذلك داود بن أبي هند كما سيأتي. عبد الوهَّاب الثقفي: هو ابن عبد المجيد، وخالد الواسطي: هو ابن عبد الله الطحان، وأبو مسعود الجريري: هو سعيد بن إياس.

وأخرجه مطولاً البيهقي في "السنن" 2/ 238 من طريق يزيد بن هارون، عن داود بن أبي هند، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، قال: اختلف أُبي بن كعب وابن مسعود في الصلاة في ثوب واحد، فقال أُبي: ثوبٍ، وقال ابن =

ص: 198

* 21277 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ وَحَسَنُ بْنُ مُوسَى وَعَفَّانُ، قَالُوا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ - وَقَالَ عَفَّانُ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ - عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم

وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَعْتَكِفُ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ، فَسَافَرَ سَنَةً، فَلَمْ يَعْتَكِفْ، فَلَمَّا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ، اعْتَكَفَ عِشْرِينَ يَوْمًا (1).

= مسعود: ثوبين، فجاز عليهم عمر، فلامهما، وقال: إنه ليسوءني أن يختلف اثنان من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم في شيء واحد، فعن أي فتياكما يصدر الناس؟ أما ابن مسعود فلم يأل، والقول ما قال أُبيٌّ. قلنا: وهذا إسناد صحيح.

وأخرجه عبد الرزاق (1384) عن معمر، عن قتادة، عن الحسن، قال اختلف أُبي وابن مسعود فذكره، قلنا: وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين لكنه منقطع أيضاً.

وفي باب الصلاة في ثوب واحد عن جابرٍ سلف برقم (14120)، وانظر تتمة شواهده هناك.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. عفان: هو ابن مسلم، وثابت: هو ابن أسلم البناني، وأبو رافع: هو نفيع الصائغ.

وأخرجه ابن ماجه (1770)، والنسائي في "الكبرى"(3344) من طريق عبد الرحمن بن مهدي وحده، بهذا الإسناد.

وأخرجه الضياء في "المختارة"(1273) من طريق عبد الله بن أحمد، عن هدبة، به.

وأخرجه ابن حبان (3663)، والضياء (1272) و (1274) - (1277) من =

ص: 199

* 21278 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي السَّلِيلِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أُبَيٍّ.

وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ الْقَوَارِيرِيُّ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أُبَيٍّ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سَأَلَهُ: " أَيُّ آيَةٍ فِي كِتَابِ اللهِ أَعْظَمُ؟ " قَالَ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، فَرَدَّدَهَا مِرَارًا، ثُمَّ قَالَ أُبَيٌّ: آيَةُ الْكُرْسِيِّ، قَالَ:" لِيَهْنِكَ الْعِلْمُ أَبَا الْمُنْذِرِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ لَهَا لِسَانًا وَشَفَتَيْنِ تُقَدِّسُ الْمَلِكَ عِنْدَ سَاقِ الْعَرْشِ "(1).

= طريق هدبة بن خالد، به.

وأخرجه الطيالسي (553)، وعبد بن حميد (181)، وأبو داود (2463)، والنسائي (3389)، وابن خزيمة (2225)، وأبو عوانة في الصوم كما في "إتحاف المهرة" 1/ 262، والحاكم 1/ 439، والبيهقي 4/ 314، والضياء (1271) من طرق عن حماد بن سلمة، به.

وله شاهد من حديث أنس، سلف برقم (12017).

وفي باب مداومته صلى الله عليه وسلم على اعتكاف العشر الأواخر من رمضان، عن ابن عمر سلف برقم (6172)، وانظر بعض شواهده هناك.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وإبهام الراوي في إسناد عبد الله بن أحمد لا يضر، بيَّنه في إسناد أبيه. سفيان: هو الثوري، وسعيد الجريري: هو ابن إياس، وأبو السليل: هو ضُرَيْب بن نُقَيْر. وعبيد الله القواريري: هو عبيد الله ابن عمر.

وهو في "مصنف" عبد الرزاق (6001)، ومن طريقه أخرجه الطبراني (526)، وعنه أبو نعيم في "الحلية" 1/ 250، ورواية الأخيرين مختصرة.

وأخرجه عبد بن حميد (178)، ومسلم (810)، وأبو داود (1460)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1847)، والحاكم 3/ 304، وأبو نعيم في =

ص: 200

وَهَذَا لَفْظُ حَدِيثِ أُبَيٍّ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ.

21279 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زُرَارَةَ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُصَدِّقًا عَلَى بَلِيٍّ وَعُذْرَةَ وَجَمِيعِ بَنِي سَعْدِ بْنِ هُذَيْمِ بْنِ قُضَاعَةَ - وَقَالَ يَعْقُوبُ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: مِنْ قُضَاعَةَ - قَالَ: فَصَدَّقْتُهُمْ، حَتَّى مَرَرْتُ بِآخِرِ رَجُلٍ مِنْهُمْ، وَكَانَ مَنْزِلُهُ وَبَلَدُهُ مِنْ أَقْرَبِ مَنَازِلِهِمْ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالْمَدِينَةِ. قَالَ: فَلَمَّا جَمَعَ إِلَيَّ مَالَهُ لَمْ أَجِدْ عَلَيْهِ فِيهَا إِلَّا ابْنَةَ مَخَاضٍ - يَعْنِي: فَأَخْبَرْتُهُ أَنَّهَا صَدَقَتُهُ -. قَالَ: فَقَالَ: ذَاكَ مَا لَا لَبَنَ فِيهِ وَلَا ظَهْرَ، وَايْمُ اللهِ مَا قَامَ فِي مَالِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَلَا رَسُولٌ لَهُ قَطُّ قَبْلَكَ، وَمَا كُنْتُ لِأُقْرِضَ اللهَ مِنْ مَالِي مَا لَا لَبَنَ فِيهِ وَلَا ظَهْرَ، وَلَكِنْ هَذِهِ نَاقَةٌ فَتِيَّةٌ سَمِينَةٌ فَخُذْهَا.

= "معرفة الصحابة"(748)، وفي "الحلية" 1/ 250 من طرق عن سعيد الجريري، به. وروايتهم مختصرة إلا عبد بن حميد.

وأخرجه الطيالسي (550) عن جعفر بن سليمان، عن سعيد الجريري، عن عبد الله بن رباح، به. لم يذكر فيه جعفرُ بن سليمان: أبا السليل.

وقد سلف الحديث برقم (20588) عن محمد بن جعفر، عن عثمان بن غياث، عن أبي السليل، قال: كان رجل من أصحاب النبيِّ صلى الله عليه وسلم فذكره. فأبهم الصحابي وأسقط تابعيه.

قوله: "ليهنك العلم" قال الأُبيُّ: أي: ليكن العلم هنيئاً لك، وهو دعاء له بتيسره عليه، وإخباره بأنه من أهله.

ص: 201

قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: مَا أَنَا بِآخِذٍ مَا لَمْ أُومَرْ بِهِ، فَهَذَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْكَ قَرِيبٌ، فَإِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ تَأْتِيَهُ فَتَعْرِضَ عَلَيْهِ مَا عَرَضْتَ عَلَيَّ فَافْعَلْ، فَإِنْ قَبِلَهُ مِنْكَ قَبِلَهُ، وَإِنْ رَدَّهُ عَلَيْكَ رَدَّهُ. قَالَ: فَإِنِّي فَاعِلٌ. قَالَ: فَخَرَجَ مَعِي وَخَرَجَ بِالنَّاقَةِ الَّتِي عَرَضَ عَلَيَّ حَتَّى قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: فَقَالَ لَهُ: يَا نَبِيَّ اللهِ أَتَانِي رَسُولُكَ لِيَأْخُذَ مِنِّي صَدَقَةَ مَالِي، وَايْمُ اللهِ مَا قَامَ فِي مَالِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَلَا رَسُولٌ لَهُ قَطُّ قَبْلَهُ، فَجَمَعْتُ لَهُ مَالِي، فَزَعَمَ أَنَّ مَا عَلَيَّ فِيهِ ابْنَةَ مَخَاضٍ، وَذَلِكَ مَا لَا لَبَنَ فِيهِ وَلَا ظَهْرَ، وَقَدْ عَرَضْتُ عَلَيْهِ نَاقَةً فَتِيَّةً سَمِينَةً لِيَأْخُذَهَا فَأَبَى عَلَيَّ ذَلِكَ، وَقَالَ: هَا هِيَ هَذِهِ قَدْ جِئْتُكَ بِهَا يَا رَسُولَ اللهِ خُذْهَا. قَالَ: فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " ذَلِكَ الَّذِي عَلَيْكَ فَإِنْ تَطَوَّعْتَ بِخَيْرٍ قَبِلْنَاهُ مِنْكَ. وَآجَرَكَ اللهُ فِيهِ " قَالَ: فَهَا هِيَ ذِهْ يَا رَسُولَ اللهِ قَدْ جِئْتُكَ بِهَا فَخُذْهَا. قَالَ: فَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِقَبْضِهَا، وَدَعَا لَهُ فِي مَالِهِ بِالْبَرَكَةِ (1).

(1) إسناده حسن لأجل محمد بن إسحاق. وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزهري.

وأخرجه الحاكم 1/ 399 - 400، والبيهقي 4/ 96 - 97 والضياء في "المختارة"(1255) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (1583)، وابن خزيمة (2277) من طريق يعقوب بن إبراهيم، به. وأخرجه ابن حبان (3269)، والضياء (1254) من طريق يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، به.

وأخرجه ابن خزيمة (2380) من طريق محمد بن سلمة، عن محمد بن =

ص: 202

• 21280 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ، يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ حَزْمٍ، حَدَّثَنِي أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَهُ مُصَدِّقًا، فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ أُبَيٍّ، وَزَادَ فِيهِ: قَالَ عُمَارَةُ: وَقَدْ ولِيتُ صَدَقَاتِهِمْ فِي زَمَنِ مُعَاوِيَةَ، فَأَخَذْتُ مِنْ ذَلِكَ الرَّجُلِ ثَلَاثِينَ حِقَّةً لِأَلْفٍ وَخَمْسِ مِئَةِ بَعِيرٍ عَلَيْهِ (1).

* 21281 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَأَبُو سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ الْجَارُودِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ

= إسحاق، عن عبد الله بن أبي نجيح، عن عبد الرحمن بن أبي عمرة، عن عمارة ابن عمرو، به.

وانظر الحديث التالي.

قوله: "بليّ" بوزن رَضِيّ.

قوله: "فصدقهم" بالتشديد، أي: أخذتُ صدقاتهم.

"ذاك ما لا لبن فيه" أي: ذاك الذي ذكرت من بنت المخاض لا ينتفع به لا بلبن ولا بركوب. قاله السندي.

(1)

إسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق، وقد صرح بالسماع في الإسناد السابق، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه الضياء في "المختارة"(1256) من طريق عبد الله بن أحمد، بهذا الإسناد.

وانظر ما قبله.

قوله: "حِقة": مؤنثة حِق بالكسر: ما طَعَن في السنة الرابعة من الإبل، وقيل: سمي بذلك لأنه استحق أن يُحمل عليه.

ص: 203

كَعْبٍ - قَالَ الْخُزَاعِيُّ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ لِي (1) أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ.

وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ الْجَارُودِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى بِالنَّاسِ فَتَرَكَ آيَةً، فَقَالَ:" أَيُّكُمْ أَخَذَ عَلَيَّ شَيْئًا مِنْ قِرَاءَتِي؟ " فَقَالَ أُبَيٌّ: أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ، تَرَكْتَ آيَةَ كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" قَدْ عَلِمْتُ إِنْ كَانَ أَحَدٌ أَخَذَهَا عَلَيَّ، فَإِنَّكَ أَنْتَ هُوَ "(2).

(1) لفظة "لي" سقطت من (م)، وزدناها من الأصول الخطية.

(2)

رجاله ثقات غير الجارود بن أبي سبرة فقد روى له البخاري في رفع اليدين وأبو داود، وهو صدوق، لكنه لم يسمع من أُبيٍّ فيما قاله ابن معين وابن خلفون، وقول الخزاعي في الإسناد:"قال لي أُبي" كذا وقع هنا في رواية "المسند"، ومن طريقه الضياء في "المختارة"، وأورده المزي من طريق "المسند" أيضاً لكن قال فيه:"قال: قال أُبي بن كعب"، وهكذا رواه الضياء عن أبي يعلى في "مسنده الكبير" من طريق الخزاعي، فقال فيه: قال أُبي بن كعب. قلنا: وهو الصواب فقد رواه غير واحد عن حماد فلم يذكروا فيه تصريح الجارود بالسماع. أبو سلمة الخزاعي: هو منصور بن سلمة.

وأخرجه من طريق "المسند" عن أحمد بن حنبل، وابنه عبد الله الضياء في "المختارة"(1134) و (1135)، والمزي في ترجمة أُبي من "تهذيب الكمال" 2/ 267 - 268.

وأخرجه الضياء (1136) من طريق زهير بن حرب، عن منصور بن سلمة، به.

وأخرجه عبد بن حميد (174)، والضياء (1137) من طريق سليمان بن حرب، والبخاري في "القراءة خلف الإمام"(192) من طريق موسى بن إسماعيل، كلاهما عن حماد بن سلمة، به. =

ص: 204

21282 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، عَنْ أُمِّ وَلَدِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ: أَنَّهُ دَخَلَ رَجُلٌ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" مَتَى عَهْدُكَ بِأُمِّ مِلْدَمٍ؟ " وَهُوَ حَرٌّ بَيْنَ الْجِلْدِ وَاللَّحْمِ، قَالَ: إِنَّ ذَلِكَ لَوَجَعٌ مَا أَصَابَنِي قَطُّ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" مَثَلُ الْمُؤْمِنِ مَثَلُ الْخَامَةِ تَحْمَرُّ مَرَّةً، وَتَصْفَرُّ أُخْرَى "(1).

21283 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنْ الْحَسَنِ: أَنَّ عُمَرَ أَرَادَ أَنْ يَنْهَى عَنْ مُتْعَةِ الْحَجِّ، فَقَالَ لَهُ أُبَيٌّ: لَيْسَ ذَلكَ لَكَ، قَدْ تَمَتَّعْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَلَمْ يَنْهَنَا عَنْ ذَلِكَ، فَأَضْرَبَ عَنْ ذَلِكَ عُمَرُ.

= وأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" عن عفان بن مسلم، وابن أبي عمر العدني في "مسنده" عن بشر بن السري كما في "إتحاف الخيرة"(1545) و (1546)، كلاهما عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن الجارود، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم مرسلاً.

وانظر ما سلف برقم (21240).

(1)

إسناده ضعيف لإبهام الرجل الذي حدَّث عنه إسماعيل بن أمية، ولإبهام أُمِّ ولد أُبيِّ بن كعب.

ولقصة أُم ملدم انظر حديث أبي هريرة السالف برقم (8395).

وشطره الثاني يغني عنه حديث كعب بن مالك السالف برقم (15769) ولفظه: "مثل المؤمن مثل الخامة من الزرع تقيمها الرياح، تعدلها مرة، وتصرعها أخرى حتى يأتيه أجله

" وانظر شواهد له أخرى عنده.

قوله: "أُم ملدم" بوزن منبر كُنية الحمى.

"مثل الخامة" بخفة الميم هي الغض الرطب من النبات.

ص: 205

وَأَرَادَ أَنْ يَنْهَى عَنْ حُلَلِ الْحِبَرَةِ لِأَنَّهَا تُصْبَغُ بِالْبَوْلِ، فَقَالَ لَهُ أُبَيٌّ: لَيْسَ ذَلِكَ لَكَ قَدْ لَبِسَهُنَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَلَبِسْنَاهُنَّ فِي عَهْدِهِ (1).

• 21284 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنَا

(1) رجاله ثقات رجال الشيخين، لكن الحسن -وهو البصري- لم يلق عمرَ ولا أُبيّاً، لكن قد صح نهي عمر عن متعة الحج كما سيأتي، وأما شطره الثاني فقد جاء من طرق عن عمر، وهي وإن كانت منقطعة، لكن بمجموعها تدلُّ على أن لها أصلاً عن عمر. هشيم: هو ابن بشير، ويونس: هو ابن عبيد.

وقصة نهي عمر عن متعة الحج، سلفت بسند صحيح في مسنده برقم (351)، وعن جابر برقم (14479).

وأخرج شطره الثاني عبد الرزاق (1495) عن ابن عيينة، عن عمرو بن عبيد، عن الحسن، به. قلنا: وعمرو هذا ضعيف متهم.

وأخرج أيضاً (1493) عن معمر، عن قتادة، قال: هَمَّ عمر أن ينهى عن الحِبَرة من صباغ البول، فذكر نحوه.

وأخرج أيضاً (1494) عن أيوب، عن ابن سيرين، قال: هَمَّ عمر أن ينهى عن ثياب حبرة لصبغ البول، ثم قال: كان نهينا عن التعمق.

وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم لَبِسَ الحِبرة من حديث أنس، سلف برقم (11945).

وحديث عائشة الآتي 6/ 89 أن النبي صلى الله عليه وسلم حين توفي سُجِّيَ بثوب حبرة.

قوله: "فأضرب عن ذلك" أي: أعرض عن قول أُبي، ولم يسمعه، فما امتنع عن النهي بل نهى عن المتعة.

"حلل حبرة": الحبرة كالعنبة نوع من برود اليمن.

"قد لبسهن النبي" لعل ذلك بناءً على عدم ثبوت صبغها بالبول أو لاحتمال غسلها بعد ذلك، أو أن البول يجوز أن يكون بول مأكول اللحم وهو طاهر كما عليه مالك وغيره.

ص: 206

عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ، حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بْنُ غَزِيَّةَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ صَعْصَعَةَ بْنِ صُوحَانَ، قَالَ: أَقْبَلَ هُوَ وَنَفَرٌ مَعَهُ، فَوَجَدُوا سَوْطًا، فَأَخَذَهُ صَاحِبُهُ، فَلَمْ يَأْمُرُوهُ وَلَمْ يَنْهَوْهُ، فَقَدِمْتُ الْمَدِينَةَ، فَلَقِيَنَا أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، فَسَأَلْنَاهُ، فَقَالَ: وَجَدْتُ مِئَةَ دِينَارٍ فِي زَمَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" عَرِّفْهَا حَوْلًا " فَكَرَّرَ عَلَيْهِ، حَتَّى ذَكَرَ أَحْوَالًا ثَلَاثَةً، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! فَقَالَ: " شَأْنُكَ بِهَا "(1).

• 21285 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الرَّقَاشِيُّ الْخَرَّازُ (2)، حَدَّثَنَا سَلْمُ (3) بْنُ قُتَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَنْ أَبِي (4) الْفَضْلِ، عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ

(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال مسلم غير أن عُمارة بن غَزِيَّة الأنصاري المدني غلط في إسناده كما قال أبو عوانة الإسفراييني، والصواب: عن سلمة بن كهيل، عن سويد بن غفلة، وله فيه قصة مع زيد بن صوحان، لا مع أخيه صعصعة كما في الرواية السالفة برقم (21166)، ثم إن تعريفها ثلاثةَ أحوال خطأ من سلمة، كما سلف التنبيه عليه عند الرواية (21167).

وأخرجه أبو عوانة (6431) عن يوسف بن يعقوب القاضي، عن محمد بن أبي بكر المقدمي، بهذا الإسناد.

(2)

المثبت من (ظ 5) و (ق)، وفي (م): الخزاز، وفي (ر): الخزار، وفي ترجمته من "الثقات" 8/ 254، و"ذيل الكاشف" ص 110 و"تعجيل المنفعة" 1/ 551: الحزار ولم نتبيَّن ضبطَه.

(3)

تحرف في (م) إلى: مسلم.

(4)

المثبت من (ظ 5) و (ق) و"أطراف المسند" 1/ 229 - 230، وفي (ر) و (م): ابن، وهو خطأ.

ص: 207

عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَا بِلَالُ، اجْعَلْ بَيْنَ أَذَانِكَ وَإِقَامَتِكَ نَفَسًا يَفْرَُغُ الْآكِلُ مِنْ طَعَامِهِ فِي مَهَلٍ، وَيَقْضِي الْمُتَوَضِّئُ حَاجَتَهُ فِي مَهَلٍ "(1).

• 21286 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْبَزَّازُ، أَخْبَرَنَا قُرَّةُ بْنُ حَبِيبٍ، أَخْبَرَنَا مُعَارِكُ بْنُ عَبَّادٍ الْعَبْدِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي الْجَوْزَاءِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" يَا بِلَالُ " فَذَكَرَ نَحْوَهُ (2).

• 21287 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا

(1) إسناده ضعيف لجهالة أبي الفضل فيما قاله الحسيني في ترجمة أبي الجوزاء، وأما ما ترجمه الحسيني في ترجمة أبي الفضل من كونه عبد الله بن الفضل بن عباس، وتبعه الحافظ في "التعجيل" فبعيد، فإن عبد الله بن الفضل مدني، وأبا الجوزاء بصري، ولم يذكر أحدٌ لعبد الله بن الفضل رواية عن أبي الجوزاء، وأبو الجوزاء هذا -وهو أوس بن عبد الله الربعي- لم يسمع من أُبي فيما قاله الهيثمي في "المجمع" 2/ 4، وأغرب الحسيني في "الإكمال" فجهَّله، وهو ذهاب منه إلى أنه راوٍ آخر غير أوس.

وفي الباب عن جابر عند الترمذي (195) و (196)، والحاكم 1/ 204، والبيهقي 2/ 19، وإسناده ضعيف.

قوله: "نفساً" قال السندي: بفتحتين، أي: فراغاً.

"في مهل" بفتح فسكون أو بفتحتين، أي: بلا استعجال.

(2)

إسناده ضعيف، وهذا الإسناد أخطأ فيه معارك بن عباد وهو ضعيف، والإسناد السابق هو الصواب. محمد بن عبد الرحيم: هو ابن أبي زهير البغدادي المعروف بصاعقة.

ص: 208

عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَرَأَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ بَرَاءَةٌ، وَهُوَ قَائِمٌ يُذَكِّرُ بِأَيَّامِ اللهِ، وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ وُِجَاهَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو الدَّرْدَاءِ وَأَبُو ذَرٍّ، فَغَمَزَ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ أَحَدُهُمَا فَقَالَ: مَتَى أُنْزِلَتْ هَذِهِ السُّورَةُ يَا أُبَيُّ؟ فَإِنِّي لَمْ أَسْمَعْهَا إِلَّا الْآنَ! فَأَشَارَ إِلَيْهِ، أَنْ اسْكُتْ، فَلَمَّا انْصَرَفُوا، قَالَ: سَأَلْتُكَ مَتَى أُنْزِلَتْ هَذِهِ السُّورَةُ فَلَمْ تُخْبِرْنِي. قَالَ أُبَيٌّ: لَيْسَ لَكَ مِنْ صَلَاتِكَ الْيَوْمَ إِلَّا مَا لَغَوْتَ، فَذَهَبْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، وَأَخْبَرْتُهُ بِالَّذِي قَالَ أُبَيٌّ، فَقَالَ:" صَدَقَ أُبَيٌّ "(1).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي إن ثبت سماع عطاء بن يسار من أُبيِّ بن كعب، عبد العزيز بن محمد -وهو الدراوردي- وشيخه شريك بن عبد الله صدوقان لا بأس بهما.

وأخرجه ابن ماجه (1111) عن محرز بن سلمة العدني، عن عبد العزيز بن محمد، بهذا الإسناد، وذكر فيه سورة الملك، ومحرز صدوق حسن الحديث.

وأخرجه ابن خزيمة (1807) و (1808)، والحاكم 1/ 287 - 288 و 2/ 229 - 230، والبيهقي 3/ 219 - 220 من طرق عن سعيد بن أبي مريم، عن محمد بن جعفر بن أبي كثير، عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر، عن عطاء بن يسار عن أبي ذر قال: دخلت المسجد يوم الجمعة

فذكره. فجعله من حديث أبي ذر.

قلنا: قال الذهبي في "تلخيص المستدرك": ما أحسب عطاءً أدرك أبا ذر، ومثله قال الحافظ في "إتحاف المهرة" 14/ 172 - 173.

قال البيهقي: ورواه عبد الله بن جعفر، عن شريك، عن عطاء، عن أبي الدرداء، عن أُبي بن كعب وجعل القصة بينهما، ورواه حرب بن قيس، عن =

ص: 209

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= أبي الدرداء، وجعل القصة بينه وبين أُبي، ورواه عيسى بن جارية، عن جابر ابن عبد الله فذكر معنى هذه القصة بين ابن مسعود وأُبي بن كعب، ورواه الحكم بن أبان، عن عكرمة، عن ابن عباس فجعل معنى هذه القصة بين رجل غير مسمى وبين عبد الله بن مسعود، وجعل المصيب عبد الله بن مسعود بدل أُبي. وليس في الباب أصح من هذا الحديث الذي ذكرنا إسناده، والله أعلم، فقد رواه أبو سلمة بن عبد الرحمن مرسلاً بين أبي ذر وبين أُبي بن كعب في شيءٍ سأله عنه، وأسنده محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.

قلنا: أما رواية عبد الله بن جعفر فلم نجدها.

وأما رواية حرب بن قيس فستأتي في مسند أبي الدرداء 5/ 198. وإسنادها ضعيف.

وأما رواية عيسى بن خارجة، فأخرجها أبو يعلى (1799) و (1800)، ومن طريقه أخرجها ابن حبان (2794)، وإسنادها ضعيف.

وأما رواية الحكم بن أبان، فأخرجها ابن خزيمة (1809)، وإسنادها ضعيف.

وأما رواية أبي سلمة المرسلة فأخرجها عبد الرزاق (5424)، وإسنادها ضعيف.

وأما رواية محمد بن عمرو الموصولة فأخرجها الطيالسي (2365)، والبزار (643 - كشف الأستار)، والطحاوي 1/ 367، والبيهقي 3/ 220. وإسنادها حسن.

قلنا: ولم ينفرد محمد بن عمرو بوصله، بل توبع، فأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(2840) من طريق معاوية بن سلام، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، به مختصراً. وإسناده صحيح.

وأخرجه عبد الرزاق (5421) عن معمر، عن عمرو وغيره، عن الحسن، فذكر القصة بين ابن مسعود وأُبي بن كعب، مثل رواية عيسى بن خارجة.

وفي باب الإنصات إلى الخطيب يوم الجمعة عن أبي هريرة سلف برقم (7332)، وانظر تتمة شواهده هناك.

ص: 210

• 21288 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُسَيَّبِيُّ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: كَانَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " فُرِجَ سَقْفُ بَيْتِي وَأَنَا بِمَكَّةَ، فَنَزَلَ جِبْرِيلُ، فَفَرَجَ صَدْرِي ثُمَّ غَسَلَهُ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ جَاءَ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ مُمْتَلِئٍ حِكْمَةً وَإِيمَانًا، فَأَفْرَغَهَا فِي صَدْرِي ثُمَّ أَطْبَقَهُ، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي فَعَرَجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ، فَلَمَّا جَاءَ السَّمَاءَ الدُّنْيَا فَافْتَتَحَ، فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، قَالَ: هَلْ مَعَكَ أَحَدٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، مَعِي مُحَمَّدٌ. قَالَ: أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ فَافْتَحْ، فَلَمَّا عَلَوْنَا السَّمَاءَ الدُّنْيَا إِذَا رَجُلٌ عَنْ يَمِينِهِ أَسْوِدَةٌ، وَعَنْ يَسَارِهِ أَسْوِدَةٌ، وَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ يَمِينِهِ تَبَسَّمَ، وَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ يَسَارِهِ بَكَى، قَالَ: مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ وَالِابْنِ الصَّالِحِ قَالَ: قُلْتُ لِجِبْرِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ هَذَا آدَمُ وَهَذِهِ الْأَسْوِدَةُ عَنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ نَسَمُ بَنِيهِ فَأَهْلُ الْيَمِينِ هُمْ أَهْلُ الْجَنَّةِ، وَالْأَسْوِدَةُ الَّتِي عَنْ شِمَالِهِ أَهْلُ النَّارِ، فَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ يَمِينِهِ ضَحِكَ، وَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ شِمَالِهِ بَكَى. قَالَ: ثُمَّ عَرَجَ بِي جِبْرِيلُ حَتَّى جَاءَ السَّمَاءَ الثَّانِيَةَ، فَقَالَ لِخَازِنِهَا: افْتَحْ، فَقَالَ لَهُ خَازِنُهَا مِثْلَ مَا قَالَ خَازِنُ السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَفَتَحَ لَهُ ".

قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: فَذَكَرَ أَنَّهُ وَجَدَ فِي السَّمَاوَاتِ آدَمَ وَإِدْرِيسَ وَمُوسَى وَعِيسَى وَإِبْرَاهِيمَ، وَلَمْ يثْبُتْ لِي كَيْفَ مَنَازِلُهُمْ، غَيْرَ أَنَّهُ ذَكَرَ أَنَّهُ وَجَدَ آدَمَ فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا، وَإِبْرَاهِيمَ فِي السَّمَاءِ

ص: 211

السَّادِسَةِ، قَالَ أَنَسٌ: فَلَمَّا مَرَّ جِبْرِيلُ وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِإِدْرِيسَ، قَالَ: مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ وَالْأَخِ الصَّالِحِ. قَالَ: " فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا إِدْرِيسُ، قَالَ: ثُمَّ مَرَرْتُ بِمُوسَى فَقَالَ: مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ وَالْأَخِ الصَّالِحِ، قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا مُوسَى، ثُمَّ مَرَرْتُ بِعِيسَى فَقَالَ: مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ وَالْأَخِ الصَّالِحِ، قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ. قَالَ: ثُمَّ مَرَرْتُ بِإِبْرَاهِيمَ فَقَالَ: مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ وَالِابْنِ الصَّالِحِ، قُلْتُ مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا إِبْرَاهِيمُ ".

قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: وَأَخْبَرَنِي ابْنُ حَزْمٍ (1): أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ وَأَبَا حبَّةَ الْأَنْصَارِيَّ يَقُولَانِ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " ثُمَّ عُرِجَ بِي حَتَّى ظَهَرْتُ بِمُسْتَوًى أَسْمَعُ صَرِيفَ الْأَقْلَامِ ".

قَالَ ابْنُ حَزْمٍ وَأَنَسُ بْنُ مَالِكٍ (2): قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " فَرَضَ اللهُ عَلَى أُمَّتِي خَمْسِينَ صَلَاةً، قَالَ: فَرَجَعْتُ بِذَلِكَ حَتَّى أَمُرَّ عَلَى مُوسَى، فَقَالَ: مَاذَا فَرَضَ رَبُّكَ عَلَى أُمَّتِكَ؟ قُلْتُ: فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسِينَ صَلَاةً، فَقَالَ لِي مُوسَى: رَاجِعْ رَبَّكَ، فَإِنَّ أُمَّتَكَ لَا تُطِيقُ ذَلِكَ. قَالَ: فَرَاجَعْتُ رَبِّي فَوَضَعَ شَطْرَهَا، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى

(1) ابن حزم: هو أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم وروايته عن أبي حبة منقطعة، لأنه استشهد بأحد قبل مولد أبي بكر بدهر. قاله الحافظ في "الفتح" 1/ 462.

(2)

قوله: "قال ابن حزم" أي: عن شيخه. "وأنس بن مالك" أي: عن أُبيّ.

ص: 212

فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: رَاجِعْ رَبَّكَ فَإِنَّ أُمَّتَكَ لَا تُطِيقُ ذَلِكَ، قَالَ: فَرَاجَعْتُ رَبِّي، فَقَالَ: هِيَ خَمْسٌ وَهِيَ خَمْسُونَ لَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ. قَالَ: فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى، فَقَالَ: رَاجِعْ رَبَّكَ، فَقُلْتُ: قَدْ اسْتَحْيَيْتُ مِنْ رَبِّي. قَالَ: ثُمَّ انْطَلَقَ بِي حَتَّى أَتَى بِي سِدْرَةَ الْمُنْتَهَى، قَالَ: فَغَشِيَهَا أَلْوَانٌ مَا أَدْرِي مَا هِيَ! قَالَ: ثُمَّ أُدْخِلْتُ الْجَنَّةَ، فَإِذَا فِيهَا جَنَابِذُ اللُّؤْلُؤِ، وَإِذَا تُرَابُهَا الْمِسْكُ " (1).

آخِرُ مُسْنَدِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، لكن تفرد أنس بن عياض أبو ضمرة عن يونس بجعله من حديث أُبي بن كعب، ورواه جمع من أصحاب يونس عنه، فجعلوه من مسند أبي ذر، قلنا: وقد توبع يونس أيضاً في جعله من مسند أبي ذر، وصحح أبو حاتم كما في "العلل" 2/ 402 - 403 كونه من حديث أبي ذر، وقال الدارقطني في "العلل" 6/ 234: اختلف عن يونس، فقال أبو ضمرة: عن يونس، عن الزهري، عن أنس، عن أُبيٍّ، وأحسبه سقط عليه "ذر" فجعله عن أُبي بن كعب، ووهم فيه.

وأخرجه الضياء في "المختارة"(1126) من طريق عبد الله بن أحمد، به.

وأما حديث أبي ذر، فأَخرجه البخاري تعليقاً (1636) و (3342)، ومسلم (163)، والنسائي في "الكبرى"(314)، وأبو عوانة (354)، وابن حبان (7406)، وابن منده في "الإيمان"(714)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 2/ 379 - 382 من طريق عبد الله بن وهب، والبخاري (349)، والبزار في "مسنده"(3892)، وأبو يعلى (3616)، والآجري في "الشريعة" ص 481 - 482، وابن منده بإثر الحديث (714)، والبغوي (3754) من طريق الليث بن سعد، والبخاري (3342) من طريق عنبسة بن خالد الأيلي، ثلاثتهم عن يونس ابن يزيد الأيلي، عن الزهري، عن أنس، عن أبي ذر. وبعضهم يختصره. =

ص: 213

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وتابع يونس في جعله من مسند أبي ذر عُقَيلُ بن خالد، فأخرجه من طريقه أبو عوانة (355) عن الزهري، به.

وأخرج أبو يعلى (2535) من طريق الليث بن سعد، عن يونس، عن الزهري، قال: حدثني ابن حزم، عن ابن عباس وأبي حبة الأنصاري، قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لما أُسري بي ظهرت لمستوى اسمع فيه صريف الأقلام".

وأخرج النسائي 1/ 221 من طريق ابن وهب، عن يونس، عن الزهري، عن أنس وابن حزم قصة فرض الصلاة. ولهذه القطعة انظر حديث أنس السالف برقم (12641).

وسلف بنحوه برقم (17835) من طريق قتادة، عن أنس، عن مالك بن صعصعة.

وانظر حديث أنس السالف برقم (12505).

قال السندي: قوله: "أسودة" بوزن أغلمة، جمع سواد، وهو الشخص.

"نسم بنيه" بفتحتين جمع نسمة، وهي الروح أو النفس.

"صريف الأقلام" أي: صوت الأقلام الجارية بالأقدار.

"هي خمس" أي: أداءً "وهي خمسون" أي: أجراً إذ كل واحدة منها بعشرة على قاعدة: من جاء بالحسنة، فثبت القولان الأول والآخر، فلذا قال تعالى:{مَا يُبَدَّلُ القَوْلُ لَدَيَّ} [ق: 29].

"جنابذ" جمع جُنبذ معرب، أي: قبب اللؤلؤ.

ص: 214

‌حَدِيثُ أَبِي ذَرٍّ الْغِفَارِيِّ رضي الله عنه

(1)

(1) أبو ذر الغفاري، اختلف في اسمه واسم أبيه، والمشهور: جندب بن جنادة الغفاري، وقيل: بُرَير بن جنادة، وقيل: جندب بن السكن، وقيل غير ذلك.

وهو أحد السابقين الأولين من نُجباء أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. قيل: كان خامس خمسة في الإسلام، وكان رأساً في الزهد والصدق والعلم والعمل، قوَّالاً بالحق لا تأخذه في الله لومة لائم على حِدَّةٍ فيه.

أقام في اليمن بعد إسلامه، فلما أن هاجر النبي صلى الله عليه وسلم هاجر إليه أبو ذر ولازمه وجاهد معه، وشهد فتح بيت المقدس مع عمر بن الخطاب.

نزل أبو ذر الشام، ثم وقع بينه وبين معاوية بن أبي سفيان خلاف كما في "صحيح" البخاري (1406) عن زيد بن وهب، قال: مررت بالرَّبَذة، فإذا أنا بأبي ذر، فقلت له: ما أنزلك منزلك هذا؟ قال: كنت بالشامِ فاختلفتُ أنا ومعاوية في: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} [التوبة: 34] قال معاوية: نزلت في أهل الكتاب، فقلت: نزلت فينا وفيهم، فكان بيني وبينه في ذلك، وكتب إلى عثمان يشكوني، فكتب إليَّ عثمان أنِ اقدَم المدينة، فقدمتها، فكثر عليَّ الناس حتى كأنهم لم يروني قبل ذلك، فذكرت ذلك لعثمان، فقال لي: إن شئت تنحيت فكنت قريباً، فذاك الذي أنزلني هذا المنزل، ولو أمّروا عليَّ حبشياً لسمعتُ وأطعت.

وبقي بالربذة إلى أن توفي فيها سنة اثنتين وثلاثين في أواخر خلافة عثمان، وصلى عليه عبد الله بن مسعود، رضي الله عن الجميع.

قلنا: والربذة: من قرى المدينة على ثلاثة أيام منها، قريبة من ذات عرق، وإنما سأله زيد بن وهب عن سبب نزوله فيها، لأن مبغضي عثمان رضي الله عنه كانوا يشنعون عليه أنه نفى أبا ذر، وقد بين أبو ذر أن نزوله في ذلك المكان كان باختياره، وفي حديث عبد الله بن الصامت عند ابن سعد في "الطبقات" 4/ 232 أنه استأذن عثمان إلى الربذة وفي هذا النص إنما أشار عليه =

ص: 215

21289 -

حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ يُحَدِّثُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ حِمَازٍ (1)، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: أَقْبَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَنَزَلْنَا ذَا الْحُلَيْفَةِ، فَتَعَجَّلَتْ رِجَالٌ إِلَى الْمَدِينَةِ، وَبَاتَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَبِتْنَا مَعَهُ، فَلَمَّا أَصْبَحَ سَأَلَ عَنْهُمْ، فَقِيلَ: تَعَجَّلُوا إِلَى الْمَدِينَةِ، فَقَالَ:" تَعَجَّلُوا إِلَى الْمَدِينَةِ وَالنِّسَاءِ! أَمَا إِنَّهُمْ سَيَدَعُونَهَا أَحْسَنَ مَا كَانَتْ " ثُمَّ قَالَ: " لَيْتَ شِعْرِي مَتَى تَخْرُجُ نَارٌ مِنَ الْيَمَنِ مِنْ جَبَلِ الْوِرَاقِ، تُضِيءُ مِنْهَا أَعْنَاقُ الْإِبِلِ بُرُوكًا بِبُصْرَى كَضَوْءِ النَّهَارِ "(2).

= عثمان بالتنحي عن المدينة لدفع المفسدة التي خافها على غيره من مذهبه الذي كان ينادي به، وهو أن كل مال مجموع يفضل عن القوت، وسداد العيش فهو كنز يذم فاعلُه، وأن آية الوعيد- وهي قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالفِضَّةَ

} نزلت في ذلك، قال ابن عبد البر وخالفه جمهور الصحابة ومن بعدهم، وحملوا الوعيد على مانعي الزكاة.

وانظر "سير أعلام النبلاء" 2/ 46 - 47.

(1)

تصحف في (م) إلى: جماز، وفي (ر) إلى: حمار، والمثبت من (ظ 5) و (ق)، وهو كذلك في "طبقات" ابن سعد 6/ 232، و"الإكمال" 2/ 547، و"تبصير المنتبه" 1/ 260.

(2)

صحيح لغيره لكن بلفظ: "تخرج نار من الحجاز"، وهذا إسناد ضعيف، حبيب بن حماز لم يرو عنه سوى اثنين، ووثقه العجلي وابن حبان، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. عمرو بن مرة: هو ابن عبد الله الجملي، وعبد الله بن الحارث: هو الزبيدي النجراني.

وأخرجه البزار في "مسنده"(430)، وابن حبان (6841) من طريق وهب ابن جرير، بهذا الإسناد. =

ص: 216

21290 -

حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ الْبَكْرِيِّ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ حَمَّازٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (1).

21291 -

حَدَّثَنَا (2) الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: كُنْتُ أَخْدُمُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ آتِي الْمَسْجِدَ إِذَا

= وسيأتي في الحديث التالي من طريق زائدة بن قدامة، عن الأعمش.

وأخرجه ابن أبي شيبة 15/ 77 عن أبي خالد الأحمر، عن عمرو بن قيس، عن عمرو بن مرة، عن رجل، عن أبي ذر. وأبو خالد الأحمر -وهو سليمان ابن حيان- قال الحافظ في التقريب: صدوق يخطئ.

ويشهد لقوله: "سيدعونها أحسن ما كانت" حديث أبي هريرة السالف برقم (7193). وهو متفق عليه.

وقصة خروج النار من الحجاز أخرجها البخاري (7118)، ومسلم (2902) من حديث أبي هريرة بلفظ:"لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز تضيء أعناقَ الإبل ببصرى".

(1)

صحيح لغيره. وسبق الكلام عليه في الحديث الذي قبله. زائدة: هو ابن قدامة.

وأخرجه ابن أبي شيبة 15/ 78، وعمر بن شبة في "تاريخ المدينة" 1/ 280 من طريق معاوية بن عمرو، بهذا الإسناد، واقتصر ابن شبة على قصة خروج النار.

وأخرجه الحاكم 4/ 442 من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، عن زائدة، به.

(2)

وقع هذا الحديث والحديثان التاليان له في (م) والنسخ المتأخرة على أنه من زيادات عبد الله، والصواب أنه من روايته عن أبيه كما في (ظ 5)، و"أطراف المسند" 6/ 178 - 179.

ص: 217

أَنَا فَرَغْتُ مِنْ عَمَلِي، فَأَضْطَجِعُ فِيهِ، فَأَتَانِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا وَأَنَا مُضْطَجِعٌ، فَغَمَزَنِي بِرِجْلِهِ، فَاسْتَوَيْتُ جَالِسًا فَقَالَ لِي:" يَا أَبَا ذَرٍّ، كَيْفَ تَصْنَعُ إِذَا أُخْرِجْتَ مِنْهَا؟ " فَقُلْتُ: أَرْجِعُ إِلَى مَسْجِدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَإِلَى بَيْتِي. قَالَ: " فَكَيْفَ تَصْنَعُ إِذَا أُخْرِجْتَ مِنْهَا؟ " فَقُلْتُ: إِذَاً آخُذَ بِسَيْفِي، فَأَضْرِبَ بِهِ مَنْ يُخْرِجُنِي. فَجَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَدَهُ عَلَى مَنْكِبِي، فَقَالَ:" غَفْرًا يَا أَبَا ذَرٍّ - ثَلَاثًا - بَلْ تَنْقَادُ مَعَهُمْ حَيْثُ قَادُوكَ، وَتَنْسَاقُ مَعَهُمْ حَيْثُ سَاقُوكَ، وَلَوْ عَبْد (1) أَسْوَدَ ". قَالَ أَبُو ذَرٍّ: فَلَمَّا نُفِيتُ إِلَى الرَّبَذَةِ أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَتَقَدَّمَ رَجُلٌ أَسْوَدُ كَانَ فِيهَا عَلَى نَعَمِ الصَّدَقَةِ، فَلَمَّا رَآنِي أَخَذَ لِيَرْجِعَ وَلِيُقَدِّمَنِي، فَقُلْتُ: كَمَا أَنْتَ، بَلْ أَنْقَادُ لِأَمْرِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (2).

(1) في (م): عَبْدًا.

(2)

إسناده ضعيف، إسماعيل بن عياش ضعيف في روايته عن غير أهل بلده، وهذه منها، وشهر بن حوشب ضعيف، وقد اختلف عليه في إسناده كما سيأتي. عبد الله بن أبي حسين: هو عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين المكي.

وسيأتي الحديث من طريق عبد الحميد بن بهرام، عن شهر بن حوشب، عن أسماء بنت يزيد في مسندها 6/ 457.

وسيأتي برقم (21382) من طريق أبي حرب بن أبي الأسود عن عمه، وبرقم (21551) من طريق أبي السليل، كلاهما عن أبي ذر. وكلا الإسنادين ضعيف، وفي متنهما بعض اختلاف.

وقصة السمع والطاعة، ستأتي برقم (21428) بسند صحيح عن أبي ذر. ونذكر شواهدها هناك.

ص: 218

21292 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ مُعَانِ (1) بْنِ رِفَاعَةَ، عَنْ أَبِي خَلَفٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" الْإِسْلَامُ ذَلُولٌ لَا يَرْكَبُ إِلَّا ذَلُولًا "(2).

21293 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ الْبَخْتَرِيِّ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ سَلْمَانَ (3)، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" اثْنَانِ خَيْرٌ مِنْ وَاحِدٍ وَثَلَاثَةٌ (4) خَيْرٌ مِنَ اثْنَيْنِ، وَأَرْبَعَةٌ خَيْرٌ مِنْ ثَلَاثَةٍ، فَعَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَةِ، فَإِنَّ اللهَ لَنْ يَجْمَعَ أُمَّتِي إِلَّا عَلَى هُدًى "(5).

(1) تحرف في (م) والنسخ المتأخرة إلى معاذ، والتصويب من (ظ 5) وأطراف المسند 6/ 161.

(2)

إسناده ضعيف جداً معان بن رفاعة لين، وأبو خلف -وهو الأعمى- متروك الحديث.

وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 6/ 2330 من طريق أبي حيوة شريح بن يزيد، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 16/ ورقة 650 من طريق عاصم بن خالد، كلاهما عن معان بن رفاعة، عن أبي خلف الأعمى، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم. فجعلوه من مسند أنس.

قوله: "ذلولٌ" قال السندي: أي: دين سهل سمح، الحرج عنه مرفوع.

"إلا ذلولاً" هو الذي لا يشدد الأمر على نفسه بل يأخذ بالتوسط، والحاصل أن الإفراط في الإسلام يخاف منه الانقطاع، والتوسط يرجى فيه المداومة.

(3)

تحرف في (م) و (ر) إلى: سليمان.

(4)

في (م) و (ر): ثلاث.

(5)

إسناده ضعيف جداً، البختري بن عبيد متروك الحديث، وأبوه: عبيد =

ص: 219

21294 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَجَّاجِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ: أَنَّ أَبَا سَالِمٍ الْجَيْشَانِيَّ أَتَى إِلَى أَبِي أُمَيَّةَ فِي مَنْزِلِهِ، فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ يَقُولُ: إِنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِذَا أَحَبَّ أَحَدُكُمْ صَاحِبَهُ، فَلْيَأْتِهِ فِي مَنْزِلِهِ، فَلْيُخْبِرْهُ أَنَّهُ يُحِبُّهُ لِلَّهِ " وَقَدْ جِئْتُكَ فِي مَنْزِلِكَ (1).

= ابن سلمان الطابخي: مجهول.

وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 11/ ورقة 19 من طريق هشام بن عمار، عن البختري بن عبيد، عن أبيه، عن أبي هريرة. فجعله من حديث أبي هريرة وزاد فيه:"واعلموا أن كلَّ شاطن هوي في النار". وانظر ما سيأتي (21560).

ويغني عنه في باب لزوم الجماعة ما سلف عن عمر برقم (114)، وعن أنس بن مالك برقم (13350). وانظر تتمة شواهده هناك.

وفي باب عدم اجتماع أمة محمد صلى الله عليه وسلم على الضلالة: عن أبي بصرة الغفاري سيأتي 6/ 396. وعن أبي مالك الأشعري عند أبي داود (4253)، وسماه ابن أبي عاصم في روايته (92) كعب بن عاصم.

وعن ابن عمر عند الترمذي (2167).

وعن أنس عند ابن ماجه (3950)، وعند ابن أبي عاصم (83) و (84).

وعن ابن عباس عند الحاكم 1/ 116.

وعن ابن مسعود موقوفاً سلف برقم (3600) وفيه: فما رأى المسلمون حسناً فهو عند الله حسنٌ، وما رأوا سيئاً، فهو عند الله سيِّئٌ وإسناده حسن.

(1)

إسناده ضعيف، يزيد بن أبي حبيب، وهو وإن كان ثقة، لكنه قد كان يرسل، ولم يُبيِّن هنا عمن رواه، وابن لهيعة -هو عبد الله- سيئ الحفظ، وقد تفرد في هذا الحديث بقوله:"فليأته في منزله" ولم يرد هذا الحرف في غير هذا الحديث فيما نعلم. أبو سالم الجيشاني: هو سفيان بن هانئ المصري.

والحديث في "الزهد" لعبد الله بن المبارك (712). =

ص: 220

21295 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ وَعَفَّانُ، الْمَعْنَى، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ بُرْدٍ أَبِي الْعَلَاءِ - قَالَ عَفَّانُ: قَالَ: أَخْبَرَنَا بُرْدٌ أَبُو الْعَلَاءِ - عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ، عَنْ غُضَيْفِ بْنِ الْحَارِثِ، أَنَّهُ مَرَّ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَقَالَ: نِعْمَ الْفَتَى غُضَيْفٌ، فَلَقِيَهُ أَبُو ذَرٍّ، فَقَالَ: أَيْ أُخَيَّ اسْتَغْفِرْ لِي، قَالَ: أَنْتَ صَاحِبُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَنْتَ أَحَقُّ أَنْ تَسْتَغْفِرَ لِي! فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ: نِعْمَ الْفَتَى غُضَيْفٌ، وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّ اللهَ ضَرَبَ بِالْحَقِّ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ وَقَلْبِهِ " قَالَ عَفَّانُ: " عَلَى لِسَانِ عُمَرَ يَقُولُ بِهِ "(1).

= وأخرجه عبد الله بن وهب في "جامعه"(232)، وابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص 284 من طريق أبي الأسود النضر بن عبد الجبار، كلاهما (ابن وهب والنضر) عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد.

وسيأتي برقم (21514).

وفي الباب عن أنس، سلف برقم (12430). وانظر شواهد أخرى له هناك.

(1)

إسناده صحيح. يونس: هو ابن محمد المؤدب، وعفان: هو ابن مسلم.

وهو عند المصنف في "فضائل الصحابة"(317) عن يونس بن محمد وعفان بن مسلم، بهذا الإسناد.

وسيأتي من طريق محمد بن إسحاق، عن مكحول، عن غضيف برقم (21457) و (21542).

وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(1248)، وابن أبي حاتم في "العلل" 2/ 386، والطبراني في "الكبير"(1077)، وفي "مسند الشاميين"(1463) من طريق أبي بكر بن أبي مريم، عن حبيب بن عبيد، عن غضيف بن الحارث، عن بلال بن رباح. مختصراً بالمرفوع. قلنا: وأبو بكر بن أبي مريم ضعيف. =

ص: 221

21296 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ هُبَيْرَةَ، أَخْبَرَنِي أَبُو تَمِيمٍ الْجَيْشَانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو ذَرٍّ، قَالَ: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: " لَغَيْرُ الدَّجَّالِ أَخْوَفُنِي عَلَى أُمَّتِي " قَالَهَا ثَلَاثًا. قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا هَذَا الَّذِي غَيْرُ الدَّجَّالِ أَخْوَفُكَ عَلَى أُمَّتِكَ؟ قَالَ:" أَئِمَّةً مُضِلِّينَ "(1).

21297 -

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةُ، عَنِ ابْنِ هُبَيْرَةَ، عَنْ

= وفي الباب عن ابن عمر سلف برقم (5145). وذكرت شواهده هناك.

قوله: "ضرب بالحق على لسان عمر" قال السندي: أي: جعل الحق لازماً له لا يتعداه إلى الباطل.

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناده ضعيف، ابن لهيعة -وهو عبد الله- سيئ الحفظ. أبو تميم الجيشاني: هو عبد الله بن مالك بن أبي الأسحم.

وأخرجه ابن عبد الحكم في " فتوح مصر" ص 285 عن طلق بن السمح ويحيى بن عبد الله بن بكير وهانئ بن المتوكل، ثلاثتهم عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد.

وانظر ما بعده.

وفي الباب عن عمر بن الخطاب، سلف برقم (293).

وعن شداد بن أوس، سلف برقم (17115)، وروي حديثه عن ثوبان وهو الصواب كما سيأتي 5/ 278.

وعن أبي الدرداء، سيأتي 6/ 441.

قوله: "أخوفني" قال السندي: هو اسم تفضيل بني للمفعول، أي: أشد مُخوِّفاتي لحقه نونُ الوقاية تشبيهاً له بالفعل، وقيل: كان في الأصل أخوف لي باللام فقلبت نوناً.

"أئمة" بالنصب، أي: أريدُ بهم الأئمة المضلين.

ص: 222

أَبِي تَمِيمٍ الْجَيْشَانِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ يَقُولُ: كُنْتُ مُخَاصِرَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا إِلَى مَنْزِلِهِ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ:" غَيْرُ الدَّجَّالِ أَخْوَفُ عَلَى أُمَّتِي مِنَ الدَّجَّالِ " فَلَمَّا خَشِيتُ أَنْ يَدْخُلَ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ شَيْءٍ أَخْوَفُ عَلَى أُمَّتِكَ مِنَ الدَّجَّالِ؟ قَالَ:" الْأَئِمَّةَ الْمُضِلِّينَ "(1).

21298 -

حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَا أَبَا ذَرٍّ، أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ؟ قُلْ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ "(2).

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.

وانظر ما قبله.

قوله: "مخاصرَ النبي صلى الله عليه وسلم" قال السندي: بالخاء المعجمة، أي: ماشياً معه آخذاً بيده، والمخاصرة: أن يأخذ رجل بيد رجل يتماشيان، ويدُ كلٍّ عند خصر صاحبه.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد قوي على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين. غير عمار بن محمد -وهو ابن أخت سفيان الثوري- فمن رجال مسلم، وهو صدوق حسن الحديث، وقد توبع.

وأخرجه البزار في "مسنده"(4020)، والنسائي في "الكبرى"(11303)، والطبراني في "الدعاء "(1646) و (1647) من طرق عن الأعمش، بهذا الإسناد.

وسيأتي بالأرقام (21346) و (21387) و (21394).

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(1642)، وفي "الدعاء"(1653) من طريق أبي زينب مولى حازم الغفاري، عن أبي ذر. وأبو زينب مجهول. =

ص: 223

21299 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ الْأَعْمَشُ، عَنْ مُجَاهِدِ بْنِ جَبْرٍ أَبِي الْحَجَّاجِ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أُوتِيتُ خَمْسًا لَمْ يُؤْتَهُنَّ نَبِيٌّ كَانَ قَبْلِي: نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ، فَيُرْعَبُ مِنِّي الْعَدُوُّ عَنْ مَسِيرَةِ شَهْرٍ، وَجُعِلَتْ لِي الْأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا، وَأُحِلَّتْ لِي الْغَنَائِمُ وَلَمْ تَحِلَّ (1) لِأَحَدٍ كَانَ قَبْلِي، وَبُعِثْتُ إِلَى الْأَحْمَرِ وَالْأَسْوَدِ، وَقِيلَ لِي: سَلْ تُعْطَهْ، فَاخْتَبَأْتُهَا شَفَاعَةً لِأُمَّتِي، وَهِيَ نَائِلَةٌ مِنْكُمْ - إِنْ شَاءَ اللهُ - مَنْ لَقِيَ اللهَ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا "(2).

= وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" كما في "المطالب العالية" 8/ 329، والطبراني في "الدعاء"(1644) من طريق معبد بن هلال، عن رجل من أهل دمشق، عن عوف بن مالك، عن أبي ذر.

وسيأتي من طريق عمرو بن ميمون (21336)، ومن طريق بُشير بن كعب برقم (21349) و (21504)، ومن طريق عبد الرحمن بن غنم برقم (21394).

وسيأتي ضمن الحديث (21415) من طريق عبد الله بن الصامت، وضمن الحديث (21517) من طريق محمد بن كعب، كلاهما عن أبي ذر.

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7966)، وانظر تتمة شواهده هناك.

قوله: "على كنز" قال السندي: أي: على عمل يترتب عليه من الأجر كنز.

(1)

في (ظ 5) ونسخة في (س): تحلل.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن إسحاق، وقد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزهري. =

ص: 224

قَالَ الْأَعْمَشُ: فَكَانَ مُجَاهِدٌ يَرَى أَنَّ الْأَحْمَرَ: الْإِنْسُ، وَالْأَسْوَدَ: الْجِنُّ.

21300 -

حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ - حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" تَغِيبُ الشَّمْسُ تَحْتَ الْعَرْشِ، فَيُؤْذَنُ لَهَا فَتَرْجِعُ، فَإِذَا كَانَتْ تِلْكَ اللَّيْلَةُ الَّتِي تَطْلُعُ صَبِيحَتَهَا مِنَ الْمَغْرِبِ، لَمْ يُؤْذَنْ لَهَا، فَإِذَا أَصْبَحَتْ قِيلَ لَهَا: اطْلُعِي مِنْ مَكَانِكِ " ثُمَّ قَرَأَ: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ

= وأخرجه ابن أبي شيبة 11/ 435 - 346، وأبو داود (489)، وابن صاعد في زوائده على "الزهد" لابن المبارك (1069)، والحاكم 2/ 424، وأبو نعيم في "الحلية" 3/ 277، والبيهقي في "الدلائل" 5/ 473 من طرق عن الأعمش، بهذا الإسناد. رواية أبي داود مقتصرة على "جعلت لي الأرض طهوراً ومسجداً".

وسيأتي (21314) و (21435).

وانظر ما سيأتي برقم (21305) و (21328) و (21334).

وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (7068) وذكرت أحاديث الباب عنده.

قوله: "بالرعب" قال السندي: بضم فسكون، أي: بإلقائه في قلوب الأعداء بلا أسباب ظاهرة وآلات معتادة، وإلّا فالناس يخافون من بعض الجبابرة مسيرة شهر وأكثر لكن ذلك مع الأسباب.

"مسجداً" موضعاً للصلاة.

"طهوراً" بفتح الطاء، والمراد أن الأرض ما دامت على حالها الأصلية فهي كذلك، وإلا فإذا تنجست خرجت عن ذلك، وظاهر الحديث أن التيمم جائز على وجه الأرض كلِّه، لا يختص بالتراب.

"فاختبأتها" أي: تلك الدعوة.

ص: 225

رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ} [الأنعام: 158](1).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، مؤمل -وهو ابن إسماعيل- سيئ الحفظ، وقد خالفه من هو أحفظ منه، روح بن عبادة فرواه عن حماد بن سلمة، عن يونس، عن إبراهيم بن يزيد التيمي، عن أبي ذر دون ذكر يزيد والد إبراهيم. لكن صحَّ الحديث موصولاً بذكر يزيد من غير طريق حماد كما سيأتي. يونس: هو ابن عبيد بن دينار.

وأخرجه البزار في "مسنده"(4012) من طريق روح بن عبادة، والطبري في "تفسيره" 8/ 99 من طريق فهد بن عوف، كلاهما عن حماد، عن يونس بن عبيد، عن إبراهيم التيمي، عن أبي ذر. قال: البزار عقبه: لم يقل: عن إبراهيم التيمي عن أبيه، ولكن أرسله. قلنا: فهد بن عوف لقبٌ، واسمه: زيد بن عوف القطعي، وهو متروك كما في "الجرح والتعديل" 3/ 570، فالعمدة على رواية روح.

وأخرجه مسلم (159)(250)، والنسائي (11176)، والطبري 8/ 97، وابن حبان (6153) من طريق إسماعيل ابن علية، ومسلم (159)(250)، والطبري 8/ 97 من طريق خالد بن عبد الله، كلاهما عن يونس بن عبيد، عن إبراهيم بن يزيد التيمي، عن أبيه، عن أبي ذر. وعندهم الحديث مطول إلا رواية النسائي.

وأخرجه مختصراً الطبري 8/ 100 من طريق موسى بن المسيب، عن إبراهيم، عن أبيه، به.

وسيأتي بالأرقام (21352) و (21406) و (21459) و (21541) و (21543).

وفي باب خروج الشمس من مغربها يوم القيامة عن أبي هريرة، سلف برقم (7161).

قوله: "تغيب الشمس تحت العرش" الواجب في مثل هذه الأحاديث الغيبية الصحيحة السالمة عن المعارض التصديق بها كما ورد النص، ولا يجب أن نعلم كيفية سجودها، وهي تحت العرش في كل آن، وتسجد وتنقاد للرحمن في كل لحظة، قال الله تعالى:{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ} [الحج: 18]. =

ص: 226

21301 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ صَامَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، فَقَدْ صَامَ الدَّهْرَ كُلَّهُ "(1).

= قال شيخ الإسلام ابن تيمية في رسالة "قنوت الأشياء كلها لله" بعد أن أورد حديث أبي ذر هذا ص 37: فقد أخبر في هذا الحديث الصحيح بسجود الشمس إذا غربت واستئذانها، قال أبو العالية: ما في السماء نجم ولا شمس ولا قمر إلا يقع ساجداً حين يغيب، ثم لا ينصرف حتى يؤذن فيأخذ ذات اليمين حتى يرجع إلى مطلبه. ومعلوم أن الشمس لا تزال في الفلك كما أخبر الله تعالى بقوله:{وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} فهي لا تزال تسبح في الفَلَك وهي تسجد لله، وتستأذنه كل ليلةٍ كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم فهي تسجد سجوداً يناسبها، وتخضع له وتخشع، كما يخضع ويخشع كل ساجد من الملائكة والأنس والجن.

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، لكن أبا عثمان -وهو عبد الرحمن بن مل النهدي- لم يسمعه من أبي ذر بينهما رجل كما سيأتي. إسرائيل: هو ابن يونس السبيعي.

وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 6/ 2431 من طريق مخول بن إبراهيم، عن إسرائيل بن يونس، بهذا الإسناد. ولفظه:"من صام ثلاثة أيام من كل شهر، فقد صام الشهر كله".

وأخرجه ابن ماجه (1708)، والترمذي (762)، والبزار في "مسنده"(3904)، والنسائي 4/ 219، والبغوي (1801) من طرق عن عاصم بن سليمان الأحول، به. وزادوا فيه: فأنزل الله تصديق ذلك في كتابه {مَنْ جَاءَ بِالحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} [الأنعام: 160] فاليوم بعشرة أيام.

وأخرجه النسائي 4/ 219 من طريق عبد الله بن المبارك، عن عاصم، عن أبي عثمان، عن رجل، عن أبي ذر. ولفظه: "من صام ثلاثة أيام من كل شهر فقد تم =

ص: 227

21302 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا دَيْلَمٌ، عَنْ وَهْبِ بْنِ أَبِي دُبَيٍّ (1)، عَنْ أَبِي حَرْبٍ، عَنْ مِحْجَنٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ الْعَيْنَ لَتُولَعُ الرَّجُلَ (2) بِإِذْنِ اللهِ، حَتَّى يَصْعَدَ حَالِقًا ثُمَّ يَتَرَدَّى مِنْهُ "(3).

= صوم الشهر، أو فله صوم الشهر" الشك من عاصم. وزاد فيه رجلاً بين أبي عثمان وأبي ذر. ورجاله ثقات إلى أبي عثمان. وتابع ابن المبارك شيبان النحوي كما ذكر الدارقطني في "العلل" 6/ 284.

وسيأتي من طريق الأزرق بن قيس عن رجل تميمي عن أبي ذر برقم (21364).

وفي الباب عن غير واحد من الصحابة انظرهم عند حديث قتادة بن ملحان السالف برقم (17513).

ولصيام ثلاثة أيام البيض انظر الحديث الآتي برقم (21334).

وستأتي وصية النبي صلى الله عليه وسلم أبا ذر بصيام ثلاثة أيام من كل شهر برقم (21518).

(1)

ضبطها المزي بخطه في "تهذيب الكمال" بضم الدال وتشديد الباء الموحدة وكسرها، وبعدها الياء، وضبطها الحافظ في "التقريب": بموحدة مصغر.

(2)

في (ر): بالرجل.

(3)

إسناده ضعيف، محجن غير منسوب، لم يرو عنه سوى أبي حرب ابن أبي الأسود، ومع ذلك وثقه ابن حبان. ديلم: هو ابن غزوان العبدي، وهب بن أبي دبي: هو وهب بن عبد الله بن أبي دبي.

وأخرجه البزار في "مسنده"(3972) عن محمد بن عبد الملك القرشي، وابن عدي في "الكامل" 3/ 971 من طريق الصلت بن مسعود، كلاهما عن ديلم بن غزوان، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو يعلى في "مسنده الكبير" كما في "إتحاف الخيرة"(5372)، وعنه ابن عدي 3/ 970 - 971 عن إبراهيم بن محمد بن عرعرة، عن ديلم، عن وهب بن أبي دبي، عن محجن، عن أبي ذر. وقال الأخير عقبه: وهذا الحديث يرويه ديلم عن وهب، وأظن أنه وهم من رواية الصلت بن مسعود، =

ص: 228

21303 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ - يَعْنِي ابْنَ عَطَاءٍ -، عَنْ يَزِيدَ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي زِيَادٍ -، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: خَرَجَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: " أَتَدْرُونَ أَيُّ الْأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ؟ " قَالَ قَائِلٌ: الصَّلَاةُ وَالزَّكَاةُ، وَقَالَ قَائِلٌ: الْجِهَادُ، قَالَ:" إِنَّ أَحَبَّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللهِ الْحُبُّ فِي اللهِ، وَالْبُغْضُ فِي اللهِ "(1).

= حيث قال: عن وهب، عن أبي حرب، عن محجن، ولعل أبا حرب هو محجن. قلنا: لم ينفرد به الصلت كما علمت.

وسيأتي عن عفان وعارم عن ديلم برقم (21471).

وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2477)، ولفظه "العين حق تستنزل الحالق" وإسناده ضعيف إلا أن قوله فيه:"العين حق" صحيح من غير حديث ابن عباس.

قوله: "لتولع" قال السندي: على بناء المفعول.

"الرجل" بالنصب على نزع الخافض، وأصله: لتولع بالرجل، يقال: أولع بالشيء على بناء المفعول، أي: علق به، والمراد أن العين لتصيب الرجل.

"حالقاً"الجبل العالي.

(1)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، يزيد بن عطاء -وهو اليشكري-، ويزيد بن أبي زياد -وهو الهاشمي مولاهم- ضعيفان، ولإبهام الراوي عن أبي ذر. حسين: هو بن محمد بن بهرام المروذي. ومجاهد: هو ابن جبر المكي.

وأخرجه أبو داود (4599) من طريق خالد بن عبد الله الطحان، عن يزيد ابن أبي زياد، بهذا الإسناد.

وفي الباب عن البراء بن عازب، سيأتي برقم (18524)، وانظر تتمة شواهده هناك.

قوله: "الحب في الله" قال السندي: أي: أن يصير هواه تابعاً لرضا الله =

ص: 229

21304 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي عَامِرٍ، قَالَ: كُنْتُ كَافِرًا، فَهَدَانِي اللهُ لِلْإِسْلَامِ، وَكُنْتُ أَعْزُبُ عَنِ الْمَاءِ، وَمَعِي أَهْلِي، فَتُصِيبُنِي الْجَنَابَةُ، فَوَقَعَ ذَلِكَ فِي نَفْسِي، وَقَدْ نُعِتَ لِي أَبُو ذَرٍّ، فَحَجَجْتُ فَدَخَلْتُ مَسْجِدَ مِنًى فَعَرَفْتُهُ بِالنَّعْتِ، فَإِذَا شَيْخٌ مَعْرُوقٌ (1) آدَمُ، عَلَيْهِ حُلَّةٌ قِطْرِيٌّ، فَذَهَبْتُ حَتَّى قُمْتُ إِلَى جَنْبِهِ وَهُوَ يُصَلِّي، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ، ثُمَّ صَلَّى صَلَاةً أَتَمَّهَا وَأَحْسَنَهَا، وَأَطْوَلَهَا (2)، فَلَمَّا فَرَغَ رَدَّ عَلَيَّ، قُلْتُ: أَنْتَ أَبُو ذَرٍّ؟ قَالَ: إِنَّ أَهْلِي لَيَزْعُمُونَ ذَلِكَ! قَالَ: كُنْتُ كَافِرًا فَهَدَانِي اللهُ لِلْإِسْلَامِ، وَأَهَمَّنِي دِينِي، وَكُنْتُ أَعْزُبُ عَنِ الْمَاءِ وَمَعِي أَهْلِي، فَتُصِيبُنِي الْجَنَابَةُ، فَوَقَعَ ذَلِكَ فِي نَفْسِي. قَالَ: هَلْ تَعْرِفُ أَبَا ذَرٍّ؟! قُلْتُ: نَعَمْ.

قَالَ: فَإِنِّي اجْتَوَيْتُ الْمَدِينَةَ - قَالَ أَيُّوبُ: أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا - فَأَمَرَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِذَوْدٍ مِنْ إِبِلٍ وَغَنَمٍ، فَكُنْتُ أَكُونُ فِيهَا، فَكُنْتُ أَعْزُبُ مِنَ الْمَاءِ وَمَعِي أَهْلِي فَتُصِيبُنِي الْجَنَابَةُ، فَوَقَعَ فِي نَفْسِي أَنِّي قَدْ هَلَكْتُ، فَقَعَدْتُ عَلَى بَعِيرٍ مِنْهَا، فَانْتَهَيْتُ إِلَى

= تعالى فلا يحب الشيء إلا له تعالى، ولا يبغض إلا له، وهذه هي الغاية القصوى.

(1)

تصحف في (م) و (ر) و (ق) إلى: معروف، والتصويب من (ظ 5)، ومعناه قليل اللحم.

(2)

في نسختين على هامشي (ظ 5) و (ر): وما طولها.

ص: 230

رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم نِصْفَ النَّهَارِ، وَهُوَ جَالِسٌ فِي ظِلِّ الْمَسْجِدِ فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَنَزَلْتُ عَنِ الْبَعِيرِ، وَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلَكْتُ. قَالَ:" وَمَا أَهْلَكَكَ؟ " فَحَدَّثْتُهُ، فَضَحِكَ، فَدَعَا إِنْسَانًا مِنْ أَهْلِهِ، فَجَاءَتْ جَارِيَةٌ سَوْدَاءُ بِعُسٍّ فِيهِ مَاءٌ، مَا هُوَ بِمَلْآنَ، إِنَّهُ لَيَتَخَضْخَضُ، فَاسْتَتَرْتُ بِالْبَعِيرِ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلًا مِنَ الْقَوْمِ فَسَتَرَنِي فَاغْتَسَلْتُ، ثُمَّ أَتَيْتُهُ فَقَالَ:" إِنَّ الصَّعِيدَ الطَّيِّبَ طَهُورٌ مَا لَمْ تَجِدِ الْمَاءَ، وَلَوْ إِلَى عَشْرِ حِجَجٍ، فَإِذَا وَجَدْتَ الْمَاءَ، فَأَمِسَّ (1) بَشَرَتَكَ "(2).

(1) في (ظ 5): فامسِسْ.

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير الرجل العامري -وهو عمرو بن بجدان- كما سماه خالد الحذاء في الروايتين الآتيتين برقم (21371) و (21568)، وعمرو بن بجدان هذا تفرد بالرواية عنه أبو قلابة ووثقه العجلي وابن حبان، وصحح حديثه هذا الترمذي وابن حبان والحاكم وغيرهم. وروى حديث أبي ذر هذا أبو هريرة بسند صحيح كما سيأتي. إسماعيل: هو ابن علية، وأيوب: هو السختياني، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجرمي.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 156 - 157، والدارقطني 1/ 187 من طريق إسماعيل ابن عُلية، بهذا الإسناد. مختصراً دون القصة.

وأخرجه بنحوه الطيالسي (484)، وعبد الرزاق (912)، وأبو داود (333)، من طرق عن أيوب السختياني، به.

وأخرجه مختصراً دون القصة الطبراني في "مسند الشاميين"(2743)، والدارقطني 1/ 187 من طريق سعيد بن بشير، عن قتادة، عن أبي قلابة، عن رجاء بن عامر، عن أبي ذر. وتحرف رجاء في الطبراني إلى: جابر بن غانم. قال الدارقطني: كذا قال: رجاء بن عامر، والصواب رجل من بني عامر كما قال ابن علية عن أيوب. قلنا: وسعيد بن بشير ضعيف. =

ص: 231

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه مختصراً كذلك الدارقطني 1/ 187 من طريق موسى بن خلف العمي، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن عمه أبي المهلب، عن أبي ذر. قلنا: وموسى بن خلف ليس بذاك القوي، لا سيما عند المخالفة.

وأخرجه الدارقطني 1/ 187 من طريق قبيصة بن عقبة، عن سفيان الثوري، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن محجن أو أبي محجن، عن أبي ذر مختصراً دون القصة.

قلنا: قد تفرد قبيصة عن سفيان الثوري بتسميته محجناً أو أبا محجن، وخالفه عبد الرزاق وغيره كما سيأتي في الرواية (21371). ورواية قبيصة عن سفيان الثوري متكلم فيها ولا سيما عند المخالفة، فقد قال ابن معين: قبيصة ثقة في كل شيء إلا في حديث سفيان، فإنه سمع منه وهو صغير.

وسيأتي في الرواية التالية برقم (21305) من طريق شعبة، عن أيوب، نسب الرجل المبهم فيها قشيرياً، قال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في حاشية "سنن الترمذي" 1/ 215: وهذا الرجل هو الأول نفسه، لأن بني قشير من بني عامر كما في "الاشتقاق" لابن دُريد ص 181، وهو عمرو بن بجدان نفسه.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(1355) عن أحمد بن محمد بن صدقة، عن مقدم بن محمد المقدمي، عن القاسم بن يحيى بن عطاء بن مقدم، عن هشام بن حسان، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، قال: كان أبو ذر في غنيمة له، فذكره. قال الهيثمي في "المجمع" 1/ 261: ورجاله رجال الصحيح، وهو كما قال.

وأخرجه البزار (310 - كشف الأستار) عن مقدم بن محمد، به، ولم يذكر القصة واقتصر على المرفوع. وله طريق أخرى سلفت في المسند برقم (7747) بلفظ: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إني أكون في الرَّمل أربعة أشهر أو خمسة أشهر، فيكون فينا النفساء، والحائض والجنب، فما ترى؟ قال:"عليك بالتراب".

وسلف قوله صلى الله عليه وسلم: "وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً" ضمن حديث أبي ذر برقم (21299).

ص: 232

21305 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ (1)، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي قُشَيْرٍ قَالَ: كُنْتُ أَعْزُبُ عَنِ الْمَاءِ، فَتُصِيبُنِي الْجَنَابَةُ، فَلَا أَجِدُ الْمَاءَ، فَأَتَيَمَّمُ، فَوَقَعَ فِي نَفْسِي مِنْ ذَلِكَ، فَأَتَيْتُ أَبَا ذَرٍّ، فِي مَنْزِلِهِ فَلَمْ أَجِدْهُ، فَأَتَيْتُ الْمَسْجِدَ وَقَدْ وُصِفَتْ لِي هَيْئَتُهُ، فَإِذَا هُوَ يُصَلِّي فَعَرَفْتُهُ بِالنَّعْتِ، فَسَلَّمْتُ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ حَتَّى انْصَرَفَ، ثُمَّ رَدَّ عَلَيَّ، فَقُلْتُ: أَنْتَ أَبُو ذَرٍّ؟ قَالَ: إِنَّ أَهْلِي يَزْعُمُونَ ذَاكَ! فَقُلْتُ: مَا كَانَ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ أَحَبَّ إِلَيَّ رُؤْيَتُهُ مِنْكَ. فَقَالَ: قَدْ رَأَيْتَنِي! فَقُلْتُ: إِنِّي كُنْتُ أَعْزُبُ عَنِ الْمَاءِ فَتُصِيبُنِي الْجَنَابَةُ، فَلَبِثْتُ أَيَّامًا أَتَيَمَّمُ، فَوَقَعَ فِي نَفْسِي مِنْ ذَلِكَ، أَوْ أُشْكِلَ عَلَيَّ!

فَقَالَ: أَتَعْرِفُ (2) أَبَا ذَرٍّ؟! كُنْتُ بِالْمَدِينَةِ فَاجْتَوَيْتُهَا، فَأَمَرَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِغُنَيْمَةٍ، فَخَرَجْتُ فِيهَا فَأَصَابَتْنِي جَنَابَةٌ، فَتَيَمَّمْتُ بِالصَّعِيدِ، فَصَلَّيْتُ أَيَّامًا، فَوَقَعَ فِي نَفْسِي مِنْ ذَلِكَ حَتَّى ظَنَنْتُ

= قال السندي: قوله: "أعزب" بإهمال عين وإعجام زاي مضمومة، أي: أغيب.

"نعت" أي: ذكر لي بأوصافه.

"اجتويت المدينة" أي: استثقلت هواءها.

"بذود" أي: بنُوقٍ.

"بعُسّ" بضم عين فتشديد سين مهملتين، أي: بقدح.

(1)

في (م) ونسخة على هامش (ظ 5): سعيد، والمثبت من (ظ 5) و (ر) و (ق) ومن "أطراف المسند" 6/ 182.

(2)

في (ظ 5) و (ر): تعرف.

ص: 233

أَنِّي هَالِكٌ، فَأَمَرْتُ بِنَاقَةٍ لِي أَوْ قَعُودٍ، فَشُدَّ عَلَيْهَا ثُمَّ رَكِبْتُ، فَأَقْبَلْتُ حَتَّى قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ، فَوَجَدْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي ظِلِّ الْمَسْجِدِ فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ وَقَالَ:" سُبْحَانَ اللهِ، أَبُو ذَرٍّ؟! " فَقُلْتُ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أَصَابَتْنِي جَنَابَةٌ، فَتَيَمَّمْتُ أَيَّامًا، فَوَقَعَ فِي نَفْسِي مِنْ ذَلِكَ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنِّي هَالِكٌ، فَدَعَا لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِمَاءٍ، فَجَاءَتْ بِهِ أَمَةٌ سَوْدَاءُ فِي عُسٍّ يَتَخَضْخَضُ، فَاسْتَتَرْتُ بِالرَّاحِلَةِ، وَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلًا فَسَتَرَنِي فَاغْتَسَلْتُ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" يَا أَبَا ذَرٍّ، إِنَّ الصَّعِيدَ الطَّيِّبَ طَهُورٌ مَا لَمْ تَجِدِ الْمَاءَ وَلَوْ فِي عَشْرِ حِجَجٍ، فَإِذَا قَدَرْتَ عَلَى الْمَاءِ فَأَمِسَّهُ بَشَرَتَكَ "(1).

21306 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، قَالَ: أَخَّرَ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ زِيَادٍ الصَّلَاةَ، فَسَأَلْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ الصَّامِتِ فَضَرَبَ فَخِذِي، قَالَ: سَأَلَتُ خَلِيلِي أَبَا ذَرٍّ فَضَرَبَ فَخِذِي، وَقَالَ: سَأَلْتُ خَلِيلِي - يَعْنِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: " صَلِّ لِمِيقَاتِهَا،

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير الرجل القشيري -وهو عمرو بن بجدان- كما أوضحنا ذلك في الحديث السابق.

قوله: "أو قَعود" قال السندي: بفتح قاف وهو من الإبل ما أمكن أن يُرْكَب، وأدناه ما له سنتان، ثم هو قعود إلى أن يدخل في السنة السادسة، ثم هو جمل.

"فشُدَّ" على بناء المفعول، أي: شد الرَّحل.

ص: 234

فَإِنْ أَدْرَكْتَ فَصَلِّ مَعَهُمْ، وَلَا تَقُولَنَّ: إِنِّي قَدْ صَلَّيْتُ فَلَا أُصَلِّي " (1).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن الصامت، فمن رجال مسلم. سفيان: هو الثوري، وأبو العالية: هو البرَّاء.

وهو في "مصنف" عبد الرزاق (3781).

وأخرجه البزار في "مسنده"(3952)، وأبو عوانة (1523) و (2407)، والبيهقي 2/ 299 و 300 من طرق عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق (3780)، والبخاري في "الأدب المفرد"(954)، والبزار (3953)، وابن خزيمة (1637)، وأبو عوانة (2407)، وابن حبان (2406) من طرق عن أيوب بن أبي تميمة، به. وأقحم في إسناد "المصنف" بين أيوب وأبي العالية: ابن سيرين، وقد رواه البزار من طريقه، وليس فيه ابن سيرين.

وأخرجه مسلم (648)(244)، وأبو عوانة (1007) و (1524) و (2409) من طريق مطر بن طهمان الوراق، عن أبي العالية البرَّاء، به.

وأخرجه بنحوه الطبراني في "مسند الشاميين"(213) من طريق خالد بن معدان، عن عبد الله بن الصامت، به.

وسيأتي الحديث من طريق أبي العالية بالأرقام (21423) و (21478) و (21479) ومن طريق أبي عمران بالأرقام (21324) و (21417) و (21428) و (21445) و (21490) و (21501)، ومن طريق أبي نَعامة برقم (21417) و (21418)، ثلاثتهم عن عبد الله بن الصامت.

وفي الباب عن عبد الله مسعود، سلف برقم (3601)، وذُكرت شواهده هناك.

قوله: "لا تقولن" قال السندي: أي: عندهم خوفاً من الفتنة أو في نفسك، أي: لا تترك الصلاة معهم خوفاً من الفتنة، أو لأن الصلاة من خير الأعمال فالتكاسل عنها غير لائق.

ص: 235

21307 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ الْأَسْلَمِيِّ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ أَحْسَنَ مَا غُيِّرَ بِهِ هَذَا الشَّيْبُ الْحِنَّاءُ وَالْكَتَمُ "(1).

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. لكن أشار أبو حاتم كما في "العلل" 2/ 302، والدارقطني في "العلل" 6/ 277 - 278 إلى أن معمراً قد تفرد به عن الجريري، وأغرب!

وهو في "مصنف عبد الرزاق"(20174)، ومن طريقه أخرجه أبو داود (4205)، وابن حبان (5474)، والطبراني في "الكبير"(1638)، والبيهقي 7/ 310، والبغوي (3178).

وسيتكرر برقم (21338).

وسيأتي من طريق الأجلح عن عبد الله بن بريدة بالأرقام (21337) و (21362) و (21386) و (21489).

وأخرجه النسائي 8/ 139 من طريق عبد الوارث بن سعيد، عن الجريري، عن عبد الله بن بريدة، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً.

وأخرجه أيضاً في "الكبرى"(9354) من طريق سفيان بن حبيب، وفي "المجتبى" 8/ 140 من طريق المعتمر بن سليمان، كلاهما عن كهمس بن الحسن، عن ابن بريدة عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً.

وأخرجه النسائي 8/ 139 من طريق غيلان بن جامع المحاربي، عن أبي إسحاق السبيعي، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبي ذر. وهذا إسناد صحيح.

قوله: "الكتم" بفتحتين، وتخفيف تائِه أشهر من تشديدها: نبت فيه حُمرة يصغ به الشعر من نبات الجبال، وورقه كورق الآس يخضب به مدقوقاً. قاله السندي.

ص: 236

21308 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْمُخَارِقِ، قَالَ: خَرَجْنَا حُجَّاجًا، فَلَمَّا بَلَغْنَا الرَّبَذَةَ قُلْتُ لِأَصْحَابِي: تَقَدَّمُوا، وَتَخَلَّفْتُ، فَأَتَيْتُ أَبَا ذَرٍّ وَهُوَ يُصَلِّي، فَرَأَيْتُهُ يُطِيلُ الْقِيَامَ، وَيُكْثِرُ الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: مَا أَلَوْتُ أَنْ أُحْسِنَ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" مَنْ رَكَعَ رَكْعَةً أَوْ سَجَدَ سَجْدَةً رُفِعَ بِهَا دَرَجَةً، وَحُطَّتْ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةٌ "(1).

21309 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي هَذَا الحَدِيْثُ فَأَقَرَّ بِهِ: حَدَّثَنِي مَهْدِيُّ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّمْلِيُّ، حَدَّثَنِي ضَمْرَةُ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ السَّيْبَانِيِّ (2)،

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، المخارق لم يذكروا في الرواة عنه غير أبي اسحاق -وهو عمرو بن عبد الله السبيعي- فهو كما قال الحسيني: مجهول. زهير: هو ابن معاوية.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/ 430، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 476، والبيهقي 3/ 10 من طريق أبي الأحوص سلام بن سليم، عن أبي إسحاق السبيعي، بهذا الإسناد. وقرن الطحاوي في روايته بأبي الأحوص حُديج بن معاوية.

وسيأتي من طريق مطرف بن الشخير برقم (21317)، ومن طريق الأحنف ابن قيس برقم (21452)، وكلاهما عن أبي ذر.

ولفضل الصلاة انظر ما سيأتي برقم (21556).

وفي الباب عن أبي فاطمة، سلف برقم (15527)، وانظر له شواهد أخرى هناك.

قال السندي: قوله: "ما ألوت" هو كدعوت، أي: ما قصرت.

(2)

تصحف في (م) و (ر) و (ق) إلى: الشيباني بالشين المعجمة، وكذا في =

ص: 237

عَنْ قَنْبَرٍ حَاجِبِ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: كَانَ أَبُو ذَرٍّ يُغَلِظُ لِمُعَاوِيَةَ، قَالَ: فَشَكَاهُ إِلَى عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، وَإِلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَإِلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، وَإِلَى أُمِّ حَرَامٍ، فَقَالَ: إِنَّكُمْ قَدْ صَحِبْتُمْ كَمَا صَحِبَ، وَرَأَيْتُمْ كَمَا رَأَى، فَإِنْ رَأَيْتُمْ أَنْ تُكَلِّمُوهُ. ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى أَبِي ذَرٍّ فَجَاءَ فَكَلَّمُوهُ، فَقَالَ: أَمَّا أَنْتَ يَا أَبَا الْوَلِيدِ، فَقَدْ أَسْلَمْتَ قَبْلِي، وَلَكَ السِّنُّ وَالْفَضْلُ عَلَيَّ، وَقَدْ كُنْتُ أَرْغَبُ بِكَ عَنْ مِثْلِ هَذَا الْمَجْلِسِ، وَأَمَّا أَنْتَ يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ، فَإِنْ كَادَتْ وَفَاةُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ تَفُوتَكَ، ثُمَّ أَسْلَمْتَ، فَكُنْتَ مِنْ صَالِحِي الْمُسْلِمِينَ، وَأَمَّا أَنْتَ يَا عَمْرُو بْنَ الْعَاصِ، فَقَدْ جَاهَدْتَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَمَّا أَنْتِ يَا أُمَّ حَرَامٍ، فَإِنَّمَا أَنْتِ امْرَأَةٌ، وَعَقْلُكِ عَقْلُ امْرَأَةٍ، وَمَا (1) أَنْتِ وَذَاكَ؟! قَالَ: فَقَالَ عُبَادَةُ: لَا جَرَمَ لَا جَلَسْتُ مِثْلَ هَذَا الْمَجْلِسِ أَبَدًا (2).

= بعض كتب التراجم التي ترجمت له، والتصويب من (ظ 5) وكتب الرجال وهو بالسين المهملة من سَيْبان حِمير.

(1)

في (م) و (ق): "وأما" والمثبت من (ظ 5) و (ر).

(2)

إسناده ضعيف، وفي بعض حروفه نكارة، قنبر مولى معاوية، وقيل: قُتير كما في "توضيح المشتبه" 7/ 251 - 252: مجهول فقد تفرد بالرواية عنه أبو زرعة السيباني، وهو يحيى بن أبي عمرو. ضَمرة: هو ابن ربيعة الرملي.

وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 14/ 409 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه أيضاً من طريق محمد بن أبي أسامة الحلبي، عن ضَمرة، به. =

ص: 238

21310 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، قَالَ: وَأَخْبَرَنِي بَحِيرُ بْنُ سَعْدٍ (1)، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، قَالَ: قَالَ أَبُو ذَرٍّ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " قَدْ أَفْلَحَ مَنْ أَخْلَصَ قَلْبَهُ لِلْإِيمَانِ، وَجَعَلَ قَلْبَهُ سَلِيمًا، وَلِسَانَهُ صَادِقًا، وَنَفْسَهُ مُطْمَئِنَّةً، وَخَلِيقَتَهُ مُسْتَقِيمَةً، وَجَعَلَ أُذُنَهُ مُسْتَمِعَةً، وَعَيْنَهُ نَاظِرَةً، فَأَمَّا الْأُذُنُ فَقَمِعٌ، وَالْعَيْنُ مُقِرَّةٌ بِمَا (2) يُوعَى الْقَلْبُ، وَقَدْ أَفْلَحَ مَنْ جَعَلَ قَلْبَهُ وَاعِيًا "(3).

= قوله: "أما أنت يا أبا الوليد فقد أسلمت قبلي" أبو الوليد كنية عبادة بن الصامت، وقوله في هذا الحديث: أسلمت قبلي، منكر فإن أبا ذر كان خامس من أسلم، وأما عبادة بن الصامت فقد تأخر إسلامه إلى بيعة العقبة.

(1)

تحرف في (م) إلى: بجير بن سعيد.

(2)

في (م): بمقرة لما.

(3)

إسناده ضعيف، بقية -وهو ابن الوليد- يدلس تدليس التسوية، ولم يصرح بالتحديث في جميع طبقات السند، وخالد بن معدان كان يرسل، ولم يذكروه في الرواة عن أبي ذر، ولم يصرح بسماعه من أبي ذر.

وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(1141)، وأبو نعيم في "الحلية" 5/ 216، والبيهقي في "الشعب"(108) من طرق عن بقية بن الوليد، بهذا الإسناد. وقال أبو نعيم عقبه: غريب من حديث خالد تفرد به بحير عنه.

قال السندي: قوله: "من أخلص قلبه" بالنصب: أي: جعله خالصاً للإيمان بحيث لا يشوبه ريبة.

"مطمئنة" أي: ثابتة على الأعمال الصالحة والاجتهاد فيها.

"خليقته" أي: طريقته في طلب الخير والحق.

"وعينه ناظرة" أي: فيما يورث العِبرة، متأملة في دلائل الحق.

"فقمع" بفتح أو كسر فسكون، وهو ما يوضع في فم القربة حتى ينصب =

ص: 239

21311 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ (1)، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَقُولُ اللهُ: يَا ابْنَ آدَمَ، لَوْ عَمِلْتَ قِرَابَ الْأَرْضِ خَطَايَا وَلَمْ تُشْرِكْ بِي شَيْئًا، جَعَلْتُ لَكَ قُرَابَ الْأَرْضِ مَغْفِرَةً "(2).

= من خلاله الماء، والمعنى أنه مسلك للقلب، فينبغي أن يسمع بها الخير ليدخل ذاك في القلب دون الشرِّ.

"مُقرة" اسم فاعل من الإقرار بمعنى الإثبات، أي: مثبتة في القلب ما يحفظه من المعاني.

(1)

تحرف "سابق" في (م) إلى: ثابت.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. منصور: هو ابن المعتمر.

وأخرجه البزار في "مسنده"(3990)، والحاكم 4/ 246 من طريق محمد ابن مُحبَّب، عن إبراهيم بن طهمان، بهذا الإسناد، مطولاً بنحو الرواية الآتية برقم (21360).

وأخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد"(433) و (434) من طريق سالم ابن أبي الجعد، وابن حبان (226) من طريق عبد العزيز بن رفيع، كلاهما عن المعرور بن سويد، به.

وأخرجه البزار (3989) من طريق محمد بن محبب، عن إبراهيم بن طهمان، عن منصور، عن لاحق بن حميد، عن المعرور، به.

وسيأتي مطولاً ومختصراً بالأرقام (21315) و (21316) و (21360) و (21377) و (21565).

وسيأتي من طريق معدي كرب بالأرقام (21472) و (21505) و (21506)، ومن طريق أبي معروف برقم (21321)، ومن طريق عبد الرحمن بن غنم برقم (21368)، ثلاثتهم عن أبي ذر.

ص: 240

21312 -

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ (1)، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ غَيْلَانَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ الْحِمْصِيِّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَزَالُ أُمَّتِي بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْإِفْطَارَ، وَأَخَّرُوا السُّحُورَ "(2).

21313 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي ذَرٍّ: لَوْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَسَأَلْتُهُ. قَالَ: وَمَا كُنْتَ تَسْأَلُهُ؟ قَالَ: كُنْتُ أَسْأَلُهُ هَلْ رَأَى رَبَّهُ؟ قَالَ: فَإِنِّي قَدْ سَأَلْتُهُ فَقَالَ: " قَدْ رَأَيْتُهُ نُورًا أَنَّى أَرَاهُ؟! "

قَالَ عَفَّانُ: وَبَلَغَنِي عَنِ ابْنِ (3) هِشَامٍ - يَعْنِي مُعَاذًا - أَنَّهُ رَوَاهُ عَنْ أَبِيهِ، كَمَا قَالَ هَمَّامٌ:" قَدْ رَأَيْتُهُ "(4).

(1) أقحم بين موسى بن داود وابن لهيعة في (م) و (ر) و (ق): "حدثنا داود" وهو خطأ، والتصويب من (ظ 5) و"أطراف المسند" 6/ 181.

(2)

إسناده ضعيف، ابن لهيعة -وهو عبد الله- سيئ الحفظ، وسليمان بن أبي عثمان -وهو التجيبي- وعدي بن حاتم الحمصي مجهولان.

وسيأتي مطولاً عن موسى بن داود برقم (21507) ويأتي هناك تخريجه وشواهده.

(3)

لفظة "ابن" سقطت من (م) و (ر) و (ق)، وأثبتناها من (ظ 5) و"أطراف المسند".

(4)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن شقيق -وهو العقيلي- فمن رجال مسلم.

وأخرجه أبو عوانة (384) من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. =

ص: 241

21314 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ قَبْلِي: بُعِثْتُ إِلَى الْأَحْمَرِ وَالْأَسْوَدِ، وَجُعِلَتْ لِي الْأَرْضُ طَهُورًا وَمَسْجِدًا، وَأُحِلَّتْ لِي الْغَنَائِمُ وَلَمْ تَحِلَّ لِأَحَدٍ قَبْلِي، وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ، فَيُرْعَبُ الْعَدُوُّ وَهُوَ مِنِّي مَسِيرَةَ شَهْرٍ، وَقِيلَ لِي: سَلْ تُعْطَهْ، وَاخْتَبَأْتُ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لِأُمَّتِي، فَهِيَ نَائِلَةٌ

وأخرجه مسلم (178)(292)، وأبو عوانة (384)، وابن منده في "الإيمان" بإثر الحديث (771) من طريق عفان بن مسلم، به. ولفظه عند مسلم:"نور أنى أراه". وقال عفان عقبه عند ابن منده: فقلت لهمام: كيف يكون "قد رأيته" ويقول: "نور أنى أراه"؟! قال: هكذا قال.

وأخرجه أبو عوانة (384)، وابن منده (771) من طريق عفان، قال الأول: حدثنا معاذ، وقال الثاني: بلغني أو سمعته رواه عن أبيه (يعني هشاماً الدستوائي)، عن قتادة، به.

وقد خالف رواية عفان عن معاذ زيدُ بن أخزم عند ابن أبي عاصم في "السنة"(441)، وبندار عند مسلم (178)(292)، وابن خزيمة 1/ 512 - 513، وابن منده (773) و (774)، وعبيد الله القواريري عند أبي عوانة (384)، وابن حبان (58)، وعبد الرحمن بن محمد الحارثي عند ابن منده (772)، وإسحاق ابن إبراهيم وعمرو بن علي عند ابن منده (774)، فرووه عن معاذ بن هشام، عن أبيه، به بلفظ: قال: رأيت نوراً. إلا رواية أبي عوانة وابن منده (774)، فبلفظ:"نور أنى أراه؟! ".

وسيأتي الحديث من طريق يزيد بن إبراهيم التستري، عن قتادة بالأرقام (21392) و (21498) و (21527) بلفظ:"نور أنى أراه؟! ".

وسيأتي شرحه عند الرواية (21392).

ص: 242

مِنْكُمْ - إِنْ شَاءَ اللهُ - مَنْ لَمْ يُشْرِكْ بِاللهِ شَيْئًا " (1).

21315 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ، أَنَّ أَبَا ذَرٍّ قَالَ: حَدَّثَنَا الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ صلى الله عليه وسلم فِيمَا يَرْوِي عَنْ رَبِّهِ عز وجل أَنَّهُ قَالَ: " الْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا أَوْ أَزِيدُ، وَالسَّيِّئَةُ بِوَاحِدَةٍ أَوْ أَغْفِرُ، وَلَوْ لَقِيتَنِي بِقُرَابِ الْأَرْضِ خَطَايَا، مَا لَمْ تُشْرِكْ بِي، لَقِيتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً ".

قَالَ: وَقُرَابُ الْأَرْضِ: مِلْءُ الْأَرْضِ (2).

21316 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الدارمي (2467)، وابن حبان (6462) من طريق يحيى بن حماد، عن أبي عوانة الوضاح اليشكري، بهذا الإسناد.

وانظر (21299).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم -وهو ابن بهدلة- وقد توبع. عفان: هو ابن مسلم، وهمام: هو ابن يحيى العوذي.

وأخرجه الحاكم 4/ 241 من طريق عبد الله بن يزيد المقرئ، عن همام، بهذا الإسناد. وقال: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه.

وأخرجه البزار (3991) من طريق محمد بن جابر بن سيار، عن مسلم بن سالم أبي فروة، عن شمر بن عطية، عن المعرور، به. قلنا: وابن سيار ضعيف.

وانظر ما سيأتي برقم (21360).

ص: 243

عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: سَمِعْتُ الصَّادِقَ الْمَصْدُوقَ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (1).

21317 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ (2)، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ مُطَرِّفٍ، قَالَ: قَعَدْتُ إِلَى نَفَرٍ مِنْ قُرَيْشٍ، فَجَاءَ رَجُلٌ فَجَعَلَ يُصَلِّي: يَرْكَعُ وَيَسْجُدُ ثُمَّ يَقُومُ، ثُمَّ يَرْكَعُ وَيَسْجُدُ لَا يَقْعُدُ، فَقُلْتُ: وَاللهِ مَا أَرَى هَذَا يَدْرِي يَنْصَرِفُ عَلَى شَفْعٍ أَوْ وِتْرٍ، فَقَالُوا: أَلَا تَقُومُ إِلَيْهِ فَتَقُولَ لَهُ؟! قَالَ: فَقُمْتُ فَقُلْتُ: يَا عَبْدَ اللهِ، مَا أَرَاكَ تَدْرِي تَنْصَرِفُ عَلَى شَفْعٍ أَوْ عَلَى وَتْرٍ؟

قَالَ: وَلَكِنَّ اللهَ يَدْرِي، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" مَنْ سَجَدَ لِلَّهِ سَجْدَةً، كَتَبَ اللهُ لَهُ بِهَا حَسَنَةً، وَحَطَّ بِهَا عَنْهُ خَطِيئَةً، وَرَفَعَ لَهُ بِهَا دَرَجَةً " فَقُلْتُ: مَنْ أَنْتَ؟ فَقَالَ: أَبُو ذَرٍّ. فَرَجَعْتُ إِلَى أَصْحَابِي، فَقُلْتُ: جَزَاكُمُ اللهُ مِنْ جُلَسَاءَ شَرًّا، أَمَرْتُمُونِي أَنْ أُعَلِّمَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (3).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم -وهو ابن بهدلة- وقد توبع. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري. وسيتكرر برقم (21377).

وأخرجه البزار في "مسنده"(4000) عن خالد بن يوسف، عن أبي عوانة، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله.

(2)

قوله: "حدثنا عثمان" سقط من (م) و (ق).

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد -وهو ابن =

ص: 244

21318 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: عَلِيُّ بْنُ مُدْرِكٍ، أَخْبَرَنِي، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا زُرْعَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ خَرَشَةَ بْنِ الْحُرِّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " ثَلَاثَةٌ لَا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ، وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ " قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَنْ هُمْ؟ خَسِرُوا وَخَابُوا! قَالَ: فَأَعَادَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، قَالَ:" الْمُسْبِلُ، وَالْمُنَفِّقُ سِلْعَتَهُ بِالْحَلِفِ الْكَاذِبِ - أَوِ الْفَاجِرِ - وَالْمَنَّانُ "(1).

= جُدعان-، والمحفوظ فيه عن مطرف -وهو ابن عبد الله بن الشخير- وقفُه على أبي ذر كما سيأتي، لكن صح الحديث مرفوعاً عن أبي ذر من طريق الأحنف ابن قيس عنه كما في الرواية الآتية برقم (21452).

وأخرجه بنحوه عبد الرزاق (3562) عن إسماعيل بن عبد الله بن الحارث، وابن أبي شيبة 2/ 51 عن علي بن مسهر، كلاهما عن داود بن أبي هند، عن أبي عثمان النهدي، عن مطرف، به موقوفاً. وقرن عبد الرزاق بداود خالداً الحذاء.

وانظر ما سلف برقم (21308).

قوله: "ينصرف على شفع أو وتر" قال السندي: أي: أنه لا يضبط الركعات ولا يحفظ كم عددها.

"ولكن الله يدري" أي: فيجازيني بما صليت شفعاً كان أو وتراً، وفيه أن الوتر في التطوع مشروع.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. علي بن مدرك: هو النخعي، وأبو زرعة: هو ابن عمرو بن جرير بن عبد الله البجلي.

وأخرجه أبو عوانة (116)، وابن منده في "الإيمان"(616)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 481 من طريق عفان، عن شعبة، بهذا الإسناد. =

ص: 245

21319 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ حَصِيرَةَ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو ذَرٍّ: لَأَنْ أَحْلِفَ عَشْرَ مِرَارٍ أَنَّ ابْنَ صَائِدٍ هُوَ الدَّجَّالُ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَحْلِفَ مَرَّةً وَاحِدَةً أَنَّهُ لَيْسَ بِهِ. قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَنِي إِلَى أُمِّهِ، فَقَالَ:" سَلْهَا كَمْ حَمَلَتْ بِهِ " قَالَ: فَأَتَيْتُهَا فَسَأَلْتُهَا، فَقَالَتْ: حَمَلْتُ بِهِ اثْنَيْ عَشَرَ شَهْرًا. قَالَ: ثُمَّ أَرْسَلَنِي إِلَيْهَا، فَقَالَ:" سَلْهَا عَنْ صَيْحَتِهِ حِينَ وَقَعَ " قَالَ: فَرَجَعْتُ إِلَيْهَا

= وأخرجه الطيالسي (467)، وعبد الله الدارمي (2605)، وأبو داود (4087)، والترمذي (1211)، وأبو عوانة (115) و (116) و (117)، وعثمان الدارمي في "الرد على الجهمية" ص 93، وابن حبان (4907)، وابن منده (616)، والبيهقي في "السنن" 5/ 265، من طرق عن شعبة، به.

وسيأتي بالأرقام (21404) و (21405) و (21408) و (21436) و (21481) و (21544).

وانظر ما سيأتي برقم (21340).

وفي باب المسبل، عن ابن عباس سلف برقم (2955).

وفي باب المنفق سلعته بالحلف الكاذب، عن أبي هريرة سلف ضمن حديث برقم (7442).

وفي باب المنان، عن ابن عمر سلف ضمن حديث برقم (6180).

قال الطيبي: جمع الثلاثة في قَرَن؛ لأن المسبل إزاره هو المتكبر المرتفع بنفسه على الناس ويحتقرهم، والمنان إنما مَنَّ بعطائه لما رأى من عُلوه على المُعطَى له، والحالف البائع يُراعي غبطة نفسه، وهضم صاحب الحق، والحاصل من المجموع: احتقار الغير، وإيثار نفسه، ولذلك يُجازيه الله باحتقاره له، وعدم التفاته إليه، كما لوَّح به "لا يكلمهم الله".

ص: 246

فَسَأَلْتُهَا، فَقَالَتْ: صَاحَ صَيْحَةَ الصَّبِيِّ ابْنِ شَهْرٍ. ثُمَّ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنِّي قَدْ خَبَأْتُ لَكَ خَبْأً " قَالَ: خَبَأْتَ لِي خَطْمَ (1) شَاةٍ عَفْرَاءَ وَالدُّخَانَ. قَالَ: فَأَرَادَ أَنْ يَقُولَ: الدُّخَانَ فَلَمْ يَسْتَطِعْ، فَقَالَ: الدُّخُّ الدُّخُّ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" اخْسَأْ، فَإِنَّكَ لَنْ تَعْدُوَ قَدْرَكَ "(2).

(1) كذا وقع في رواية المصنف، ورواه غيره بلفظ:"عظم شاة" وأورده ابن الأثير في "النهاية" 2/ 51 كما عند المصنف، والخَطْم من كل دابَّة: مقدَّم أنفها وفمها.

(2)

حديث منكر، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير الحارث بن حصيرة، فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد"، والنسائي في "خصائص علي" و"مسنده" ووثقه ابن معين والنسائي والعجلي، وابن شاهين، وابن حبان وابن نمير، وقال أبو داود: شيعي صدوق، وقال الدارقطني: شيخ للشيعة يغلو في التشيع، وقال أبو حاتم: لولا أن الثوري روى عنه لتُرك حديثه، وقال ابن عدي: وهو أحد من يُعدُّ من المحترقين بالكوفة في التشيع، وعلى ضعفه يكتب حديثه. وقال العقيلي: لا يتابع على حديثه هذا وله غير حديث منكر، وأما حديث ابن صياد (يعني أصل حديثه) فقد رواه جماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عنه بأسانيد صحاح.

قلنا: ومنها حديث ابن مسعود في "الصحيح"، وسلف برقم (3610) وذكرنا له شواهد أخرى هناك.

وأما حديث أبي ذر فأخرجه الطحاوي في "شرح المشكل"(2859) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.

وأخرجه عمر بن شبة في "أخبار المدينة" 2/ 401 - 402، والبزار في "مسنده"(3983)، والطحاوي (2860)، والعقيلي في "الضعفاء" 1/ 217، والطبراني في "الأوسط"(8515) من طرق عن عبد الواحد بن زياد، به.

وانظر شرحه عند حديث ابن مسعود السالف برقم (3610).

ص: 247

21320 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَبُو مَسْعُودٍ الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْجَسْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَيُّ الْكَلَامِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: " مَا اصْطَفَاهُ اللهُ لِعِبَادِهِ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ "(1).

21321 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي مَعْرُوفٍ

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، عفان: هو ابن مسلم، ووهيب: هو ابن خالد الباهلي، وأبو مسعود الجريري: هو سعيد بن إياس، وأبو عبد الله الجسري: هو حميري -اسم بلفظ النسبة- ابن بشير من جَسْر عَنَزة.

وأخرجه مسلم (2731)(84) من طريق حَبَان بن هلال، عن وهيب بن خالد، بهذا الإسناد.

وأخرجه الترمذي (3593)، والطبراني في "الدعاء"(1677)، والحاكم 1/ 501، والبيهقي في "الدعوات الكبير"(128) من طريق إسماعيل ابن عُلية، عن سعيد الجريري، به. وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه!

وسيأتي برقم (21429) و (21529).

وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(824) من طريق عبد الله بن المختار، عن الجريري، عن أبي عبد الله الجسري، عن أبي ذر، بلفظ: سألت النبي صلى الله عليه وسلم ما نقول في سجودنا، قال:"ما اصطفى الله لملائكته: سبحان الله وبحمده". لم يذكر في إسناده عبد الله بن الصامت.

قال الدارقطني في "العلل" 6/ 246 بعدما ذكر طريق عبد الله بن المختار هذه: والصواب قول ابن علية ومن تابعه.

وفي الباب عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، سلف برقم (16412)، وذكرت شواهده هناك.

ص: 248

أَنَّ أَبَا ذَرٍّ حَدَّثَهُمْ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَوْ أَنَّ عَبْدِي اسْتَقْبَلَنِي بِقُرَابِ الْأَرْضِ خَطَايَا، اسْتَقْبَلْتُهُ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً "(1).

21322 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَا يَسُرُّنِي أَنَّ لِي أُحُدًا ذَهَبًا، أَمُوتُ يَوْمَ أَمُوتُ وَعِنْدِي مِنْهُ دِينَارٌ أَوْ نِصْفُ دِينَارٍ، إِلَّا أَنْ أَرْصُدَهُ لِغَرِيمٍ "(2).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، علي بن زيد -وهو ابن جدعان- ضعيف، وأبو معروف مجهول، تفرد بالرواية عنه علي بن زيد.

وانظر ما سلف برقم (21311).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، سعيد بن الحارث كذا سماه عفان، وهو خطأ، صوابه سويد بن الحارث كما سماه سليمان بن حرب والطيالسيُّ كما في مصادر التخريج، ومحمد بن جعفر كما في الرواية الآتية برقم (21426)، وسويد هذا لم يرو عنه غير عمرو بن مرة، ومع ذلك وثقه ابن حبان! وقال الحسيني: مجهول لا يعرف.

وأخرجه الطيالسي (465)، وأخرجه الدارمي (2767)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 8/ 376 من طريق سليمان بن حرب، كلاهما (الطيالسي وسليمان) عن شعبة، بهذا الإسناد. ووقع اسم التابعي عندهم: سويد بن الحارث.

وسيأتي الحديث من طريق سويد بن الحارث برقم (21426) و (21532)، ومن طريق زيد بن وهب برقم (21329) و (21347)، ومن طريق سالم بن أبي الجعد برقم (21329)، ومن طريق الأحنف بن قيس برقم (21425)، ومن طريق النعمان الغفاري برقم (21570) خمستهم عن أبي ذر.

وانظر الحديث السالف برقم (453) من طريق مالك بن عبد الله الزبادي عن أبي ذر في مسند عثمان بن عفان. =

ص: 249

21323 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ، سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَقْطَعُ صَلَاةَ الرَّجُلِ، إِذَا لَمْ يَكُنْ بَيْنَ يَدَيْهِ كَآخِرَةِ الرَّحْلِ: الْمَرْأَةُ وَالْحِمَارُ وَالْكَلْبُ الْأَسْوَدُ ". قُلْتُ: مَا بَالُ الْأَسْوَدِ مِنَ الْأَحْمَرِ؟ قَالَ: ابْنَ أَخِي، سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَمَا سَأَلْتَنِي، فَقَالَ:" الْكَلْبُ الْأَسْوَدُ شَيْطَانٌ "(1).

= وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2724).

وعن أبي هريرة، سلف برقم (7484).

قوله: "أرصده" أي: أُعِدُّه.

"لغريم" أي: لمَدِين.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن الصامت، فمن رجال مسلم.

وأخرجه الطيالسي (453)، والدارمي (1414)، وأبو داود (702)، وأبو عوانة (1400)، وابن حبان في "صحيحه"(2385)، وفي كتاب "الصلاة" كما في "إتحاف المهرة" 14/ 149، والبيهقي 2/ 274 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (510)، والترمذي (338)، وابن خزيمة (830) و (831)، وأبو عوانة (1398) و (1399) والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 458، وابن حبان في "الصحيح"(2383) و (2388) و (2389) و (2391)، وفي كتاب "الصلاة"، والطبراني في "الصغير"(195) و (505) و (1161)، وفي "الأوسط"(3349) و (8295)، وفي "الكبير"(1635) و (1636) من طرق عن حميد بن هلال، به.

وسيأتي الحديث من طريق حميد بن هلال عن عبد الله بن الصامت بالأرقام (21342) و (21378) و (21402) و (21424) و (21430)، ومن طريق علي ابن زيد بن جدعان عن عبد الله بن الصامت برقم (21455). =

ص: 250

21324 -

حَدَّثَنَا مَرْحُومُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعَطَّارُ، حَدَّثَنِي أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَا أَبَا ذَرٍّ، صَلِّ الصَّلَاةَ لِوَقْتِهَا، فَإِنْ أَتَيْتَ النَّاسَ وَقَدْ صَلَّوْا، كُنْتَ قَدْ أَحْرَزْتَ صَلَاتَكَ، وَإِنْ لَمْ يَكُونُوا صَلَّوْا، صَلَّيْتَ مَعَهُمْ وَكَانَتْ لَكَ نَافِلَةً "(1).

= وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (3241).

وعن أبي هريرة، سلف برقم (7983).

وعن عبد الله بن مغفل، سلف برقم (16797).

وانظر تتمة شواهده وشرحه ومُعارضيه والكلام عليه عند حديثي أبي هريرة وابن عباس.

قوله: "يقطع صلاة الرجل" قال السندي: ذكر الرجل إما للاحتراز عن المرأة إن قلنا بخصوص الحكم للرجل، أو لأنه الأصل إن قلنا بعموم الحكم كما هو ظاهر بعض الروايات.

"كآخرة الرحل": الخشبة التي يستند إليها راكب البعير.

"شيطان": حمله بعضهم على ظاهره، وقال: إن الشيطان يتصور بصورة الكلاب السود. وقيل: بل هو أشد ضرراً من غيره، فسمي شيطاناً.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن الصامت، فمن رجال مسلم. أبو عمران الجوني: هو عبد الملك بن حبيب الأزدي.

وأخرجه ابن حبان (1719) من طريق مرحوم بن عبد العزيز العطار، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق (3782)، والدارمي (1228)، ومسلم (648)(238) و (239)، وأبو داود (431)، والترمذي (176)، وأبو عوانة (1005) و (1006) و (2406)، والبيهقي 3/ 124 من طرق عن أبي عمران الجوني، به.

وانظر (21306).

ص: 251

21325 -

حَدَّثَنَا مَرْحُومٌ، حَدَّثَنِي أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: رَكِبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِمَارًا وَأَرْدَفَنِي خَلْفَهُ، وَقَالَ:" يَا أَبَا ذَرٍّ، أَرَأَيْتَ إِنْ أَصَابَ النَّاسَ جُوعٌ شَدِيدٌ لَا تَسْتَطِيعُ أَنْ تَقُومَ مِنْ فِرَاشِكَ إِلَى مَسْجِدِكَ، كَيْفَ تَصْنَعُ؟ " قَالَ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: " تَعَفَّفْ "

قَالَ: " يَا أَبَا ذَرٍّ، أَرَأَيْتَ إِنْ أَصَابَ النَّاسَ مَوْتٌ شَدِيدٌ يَكُونُ الْبَيْتُ فِيهِ بِالْعَبْدِ - يَعْنِي الْقَبْرَ - كَيْفَ تَصْنَعُ؟ " قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: " اصْبِرْ ".

قَالَ: " يَا أَبَا ذَرٍّ، أَرَأَيْتَ إِنْ قَتَلَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا - يَعْنِي - حَتَّى تَغْرَقَ حِجَارَةُ الزَّيْتِ مِنَ الدِّمَاءِ، كَيْفَ تَصْنَعُ؟ " قَالَ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: " اقْعُدْ فِي بَيْتِكَ، وَأَغْلِقْ عَلَيْكَ بَابَكَ ". قَالَ: فَإِنْ لَمْ أُتْرَكْ؟ قَالَ: " فَأْتِ مَنْ أَنْتَ مِنْهُمْ، فَكُنْ فِيهِمْ " قَالَ: فَآخُذُ سِلَاحِي؟ قَالَ: " إِذَاً تُشَارِكَهُمْ فِيمَا هُمْ فِيهِ، وَلَكِنْ إِنْ خَشِيتَ أَنْ يَرُوعَكَ (1) شُعَاعُ السَّيْفِ، فَأَلْقِ طَرَفَ رِدَائِكَ عَلَى وَجْهِكَ حَتَّى يَبُوءَ بِإِثْمِهِ وَإِثْمِكَ "(2).

(1) في (ر) و (ق): يرد عليك.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه.

وأخرجه البزار في "مسنده"(3959)، وابن حبان (6685) من طريق مرحوم بن عبد العزيز، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق (20729)، ومن طريقه الحاكم 2/ 156 - 157 =

ص: 252

21326 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الصَّامِتِ

= و 4/ 423 - 424، والبغوي (4220) عن معمر، وأخرجه البزار (3958) من طريق صالح بن رستم، وابن حبان (5960)، والحاكم 4/ 423 - 424 من طريق حماد بن سلمة، والبيهقي 8/ 191 من طريق شعبة، أربعتهم (معمر وصالح وحماد بن سلمة وشعبة) عن أبي عمران الجوني، به. وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين!

وخالف جمهور الرواة عن أبي عمران حماد بن زيد، فأخرجه من طريقه تاماً ومختصراً الطيالسيُّ (459)، وأبو داود (4261) و (4409)، وابن ماجه (3958)، والبزار (3928)، والحاكم 4/ 424، والبيهقي 8/ 169 و 191 والمزي في ترجمة المشعث من "التهذيب" 28/ 9 - 10 عن أبي عمران، عن المُشعَّث ابن طريف، عن عبد الله بن الصامت، عن أبي ذر. فأدخل المشعَّث بن طريف بين عمران وعبد الله بن الصامت. قال أبو داود: لم يذكر المشعث في هذا الحديث غير حماد بن زيد. قلنا: والمشعث بن طريف مجهول.

وسيأتي الحديث برقم (21445) عن عبد العزيز بن عبد الصمد عن أبي عمران الجوني عن عبد الله بن الصامت.

وفي باب الأمر باعتزال الفتن وعدم رفع السلاح، فيها انظر ما أوردناه عند حديث محمد بن مسلمة السالف برقم (17979).

قال السندي: قوله: "تعفف" أي: كُفَّ نفسك عن السؤال.

"يعني القبر" هو بيان لكثرة الموت حتى تصير القبور غالية لكثرة الحاجة إليها وقلة الحفارين، ويحتمل أن يكون بياناً لرخاء البيوت بكثرة الموت حتى يكون البيت مساوياً للعبد.

"اصبر" أي: فكثرة الموت في مكان لا يقتضي الخروج من ذلك المكان.

"حجارة الزيت" قيل هي موضع بالمدينة.

"فإن لم أُترك" على بناء المفعول، أي: إن كان ما تركوني بهذا.

"من أنت منهم" أي: اترك المدينة وائتِ قبيلتك وأهل باديتك.

ص: 253

عَنْ أَبِي ذَرٍّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهُ:" يَا أَبَا ذَرٍّ إِذَا طَبَخْتَ فَأَكْثِرِ الْمَرَقَةَ، وَتَعَاهَدْ جِيرَانَكَ " أَوْ " اقْسِمْ بَيْنَ جِيرَانِكَ "(1).

21327 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ (2) عَبْدِ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا آنِيَةُ الْحَوْضِ؟ قَالَ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَآنِيَتُهُ أَكْثَرُ مِنْ عَدَدِ نُجُومِ السَّمَاءِ

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن الصامت، فمن رجال مسلم. عبد العزيز بن عبد الصمد: هو العَمِّي البصري.

وأخرجه الحميدي (139)، والبخاري في "الأدب المفرد"(114)، ومسلم (2625)(142)، والبزار في "مسنده"(3961) من طريق عبد العزيز بن عبد الصمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن ماجه (3362)، والترمذي (1833)، والبزار (3962)، وابن حبان (523)، والبغوي (1689) من طريق أبي عامر صالح بن رستم الخزاز، عن أبي عمران الجوني، به. وزادوا في أوله إلا ابن ماجه:"لا يحقرن أحدكم شيئاً من المعروف، وإن لم يجد فليلقَ أخاه بوجهٍ طلق" وهي عند مسلم (2626).

وسيأتي الحديث برقم (21381).

وسيأتي ضمن حديث مطول برقم (21428) و (21501).

وفي الباب عن جابر بن عبد الله، سلف برقم (15030) وذكرنا له شاهداً آخر عنده.

قوله: "إذا طبخت" أي: اللحم. قاله السندي.

(2)

المثبت من (ظ 5) و"أطراف المسند" 6/ 174 - 175، وفي (م) وبقية النسخ: حدثنا عبد العزيز حدثنا عبد الصمد، وهو تحريف.

ص: 254

وَكَوَاكِبِهَا فِي اللَّيْلَةِ الْمُظْلِمَةِ الْمُصْحِيَةِ، آنِيَةُ الْجَنَّةِ مَنْ شَرِبَ مِنْهَا لَمْ يَظْمَأْ آخِرَ مَا عَلَيْهِ، يَشْخُبُ فِيهِ مِيزَابَانِ مِنَ الْجَنَّةِ، مَنْ شَرِبَ مِنْهُ لَمْ يَظْمَأْ، عَرْضُهُ مِثْلُ طُولِهِ، مَا بَيْنَ عَمَّانَ إِلَى أَيْلَةَ، مَاؤُهُ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ " (1).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن الصامت، فمن رجال مسلم.

وأخرجه ابن أبي شيبة 11/ 442 - 443، و 13/ 146، ومسلم (2300)، والترمذي (2445)، والبزار في "مسنده"(3960)، وأبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 14/ 158 - 159 من طريق عبد العزيز بن عبد الصمد، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب.

وفي الباب عن أنس، سلف برقم (12362)، ولفظه:"مثل ما بين ناحيتي حوضي مثل ما بين المدينة وصنعاء، أو مثل ما بين المدينة وعمان". و (13353) ولفظه: "إن في حوضي من الأباريق عددَ نجوم السماء".

وعن أبي برزة، سلف برقم (19804)، ولفظه:"إن لي حوضاً ما بين أيلة إلى صنعاء، عرضه كطوله، فيه ميزابان ينثعبان من الجنة، من وَرِق، والآخر من ذهب، أحلى من العسل، وأبرد من الثلج، وأبيض من اللبن، من شرب منه لم يظمأ حتى يدخل الجنة، فيه أباريق عدد نجوم السماء ".

وعن سهل بن سعد، سيأتي 5/ 333، ولفظه:"أنا فرطكم على الحوض، من ورد شرب، ومن شرب لم يظمأ بعدها أبداً".

وعن حذيفة بن اليمان، سيأتي 5/ 390، ولفظه:"بين حوضي كما بين أيلة ومضر، آنيته أكثر، أو قال مثل عدد نجوم السماء، ماؤه أحلى من العسل، وأشد بياضاً من اللبن، وأبرد من الثلج، وأطيب من المسك، من شرب منه لم يظمأ بعده".

وعن حارثة بن وهب عند البخاري (6592)، ومسلم (2298)، ولفظه:"حوضه ما بين صنعاء والمدينة". =

ص: 255

21328 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنِي فُلَيْتٌ الْعَامِرِيُّ، عَنْ جَسْرَةَ (1) الْعَامِرِيَّةِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةً فَقَرَأَ بِآيَةٍ حَتَّى أَصْبَحَ، يَرْكَعُ بِهَا وَيَسْجُدُ بِهَا:{إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [المائدة: 118]، فَلَمَّا أَصْبَحَ، قُلْتُ: يَا

= وعن المستورد بن شداد عند البخاري (6592)، ومسلم (2298)، ولفظه:"ترى فيه الآنية مثل الكواكب".

وعن جابر بن سمرة عند مسلم (2305)، ولفظه:"ألا إني فَرَطٌ لكم على الحوض، وإن بُعد ما بين طرفيه كما بين صنعاء وأيلة، كأن الأباريق فيه النجوم".

وفي الباب أيضاً عن غير واحدٍ من الصحابة غير مَن ذكرنا، انظرهم عند حديث عبد الله بن عمر السالف برقم (6162).

قوله: "ما آنية الحوض؟ " قال العكبري في "إعراب الحديث النبوي": حقيقة السؤال بـ "ما" أن يتعرف بها حقيقة الشيء لا عدده، وعلى هذا يكون التقدير:"ما عدد آنية الحوض؟ " أو أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم لم يعلم الآنية من أي شيء هي، فعدل عن سؤاله إلى بيان كثرتها، وفي ذلك تضخيم لأمرها، وتنبيه على عظم شأنها.

قوله: "المُصْحِية" اسم فاعل من أصحت السماء إذا انكشف غيمها.

"آخر ما عليه" أي: حتى آخر مدة بقائه، والمعنى: لم يظمأ تمام عمره، وإلا فلا آخر لعمره هناك.

"يشخب" يسيل، وأصله ما خرج من تحت يد الحالب عند عصره لضرع الشاة.

"ميزابان": أي: مِزرابان.

"أيلة": هي المدينة المعروفة الآن باسم العقبة، وهي جنوبي الأردن.

(1)

تحرف في (م) إلى ميسرة.

ص: 256

رَسُولَ اللهِ، مَا زِلْتَ تَقْرَأُ هَذِهِ الْآيَةَ حَتَّى أَصْبَحْتَ، تَرْكَعُ بِهَا وَتَسْجُدُ بِهَا! قَالَ:" إِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي الشَّفَاعَةَ لِأُمَّتِي فَأَعْطَانِيهَا، وَهِيَ نَائِلَةٌ - إِنْ شَاءَ اللهُ - لِمَنْ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا "(1).

(1) إسناده حسن، فُليت العامري -ويقال: أفلت- هو قدامة بن عبد الله بن عبدة البكري، على ما رجحه الدارقطني وابن ماكولا، فقد ذكر ابن أبي خيثمة أن سفيان الثوري كان يسمِّي قدامة هذا فُليتاً. قلنا: ويؤيده أن محمد بن فضيل قد سماه في رواية فليتاً، وفي أخرى قدامة، وقد فرَّق بينهما المزي. جسرة العامرية: هي بنت دجاجة.

وأخرجه الخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 1/ 454 - 455 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 11/ 497 - 498، والبزار في "مسنده"(4061) من طريق محمد بن فضيل، به. ووقع عند البزار وحده: محمد بن فضيل عن قدامة بن عبد الله.

وسيأتي الحديث مطولاً ومختصراً بالأرقام (21388) و (21495) و (21496) و (21538). ووقع اسمه في جميعها: قدامة، ويأتي تخريجه في مواضعه.

وأخرجه البيهقي 3/ 13 من طريق ابن أبي شيبة، عن محمد بن فضيل، عن كليب العامري، عن خرشة بن الحر، عن أبي ذر!! كذا وقع فيه، وهو خطأ، فقد جاء على الصواب في المصدر المنقول عنه وهو "المصنف".

ولقوله: "إني سألت ربي الشفاعة

" انظر ما سلف برقم (21299) من طريق عبيد بن عُمير الليثي عن أبي ذر.

وفي باب ترديد النبي صلى الله عليه وسلم لآية حتى أصبح عن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11593/ 2). لكن لم يُسمِّ فيه الآية.

وعن عائشة كذلك عند الترمذي في "سننه"(448)، وفي "الشمائل"(271)، والبغوي (914). وإسناده صحيح. =

ص: 257

21329 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا سَالِمٌ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي حَفْصَةَ - عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ. وَمَنْصُورٌ (1)، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَا أَبَا ذَرٍّ، أَيُّ جَبَلٍ هَذَا؟ " قُلْتُ: أُحُدٌ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا يَسُرُّنِي أَنَّهُ لِي ذَهَبًا قِطَعًا أُنْفِقُهُ فِي سَبِيلِ اللهِ، أَدَعُ مِنْهُ قِيرَاطًا " قَالَ: قُلْتُ: قِنْطَارًا يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " قِيرَاطًا " قَالَهَا ثَلَاثَ مِرَارٍ، ثُمَّ قَالَ:" يَا أَبَا ذَرٍّ إِنَّمَا أَقُولُ الَّذِي هُوَ أَقَلُّ، وَلَا أَقُولُ الَّذِي هُوَ أَكْثَرُ "(2).

= قوله: "يركع بها ويسجد بها" يعني أنه قرأ بها بعد الفاتحة في كل ركعة من صلاته حتى أصبح.

(1)

في (م) والأصول الخطية و"جامع المسانيد": وأبو منصور، ولم نتبين من هو، ويغلب على ظننا أن صوابه منصور: وهو ابن المعتمر، ولم يذكر الحافظ في "إطرافه" 6/ 167 هذا الحديث من طريق أبي منصور أو منصور، ولم يخرجه أحد من هذا الطريق.

(2)

هذا الحديث له إسنادان، أما الأول فضعيف، سالم بن أبي حفصة ضعيف، وسالم بن أبي الجعد حديثه منقطع عن أبي ذر، قاله الحافظ في "أطراف المسند" 6/ 169.

وأما إسناده الثاني -وهو محمد بن فضيل عن منصور بن المعتمر- فصحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، إن صح ما انتهينا إليه من تعيين الراوي عن زيد بن وهب.

وسيأتي من طريق الأعمش عن زيد بن وهب عن أبي ذر ضمن حديث برقم (21347) ويأتي تخريجه هناك.

وانظر ما سلف برقم (21322).

ص: 258

21330 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم:" إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ إِلَى الصَّلَاةِ، فَإِنَّ الرَّحْمَةَ تُوَاجِهُهُ، فَلَا يَمْسَحِ الْحَصَى "(1).

21331 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي مُرَاوِحٍ

(1) إسناده محتمل للتحسين، أبو الأحوص -وهو مولى بني ليث أو بني غفار- لم يرو عنه غير الزهري، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وصحَّح له هذا الحديث هو وابن خزيمة، وحسَّنه الترمذي وتبعه البغوي، وصحَّحه الحافظ ابن حجر في "بلوغ المرام" ص 56 - 57. وفي المقابل قال النسائي: لا نعرفه، وقال الدوري عن ابن معين: ليس بشيء، وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالمتين عندهم، وقال ابن القطان الفاسي: لا تعرف له حال. سفيان: هو ابن عيينة.

وأخرجه المزي في ترجمة أبي الأحوص من "التهذيب" 33/ 17 - 18 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه الحميدي (128)، وابن أبي شيبة 2/ 410 - 411، والدارمي (1388)، وأبو داود (945)، وابن ماجه (1027)، والترمذي (379)، والنسائي 3/ 6، وابن الجارود (219)، وابن خزيمة (913)، والطحاوي في "شرح المشكل"(1427)، وابن حبان (2273)، والبيهقي 2/ 284، والبغوي (662) من طريق سفيان بن عيينة، به.

وأخرجه الطيالسي (476)، وعبد الرزاق (2399)، والطحاوي (1426)، والطبراني في "مسند الشاميين"(1804)، والبغوي (663) من طرق عن الزهري، به.

وسيأتي برقم (21332) و (21448) و (21553).

وقد جاء الإذن بالمسح مرةً واحدةً، انظر ما سيأتي برقم (21446).

ص: 259

عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟ قَالَ:" إِيمَانٌ بِاللهِ، وَجِهَادٌ فِي سَبِيلِهِ " قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَأَيُّ الرِّقَابِ أَفْضَلُ؟ قَالَ:" أَنْفَسُهَا عِنْدَ أَهْلِهَا، وَأَغْلَاهَا ثَمَنًا " قَالَ: فَإِنْ لَمْ أَجِدْ؟ قَالَ: " تُعِينُ صَانِعًا، أَوْ تَصْنَعُ لِأَخْرَقَ " وَقَالَ: فَإِنْ لَمْ أَسْتَطِعْ؟ قَالَ: " كُفَّ أَذَاكَ عَنِ النَّاسِ، فَإِنَّهَا صَدَقَةٌ تَصَدَّقُ بِهَا عَنْ نَفْسِكَ "(1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة.

وأخرجه ابن عساكر في "الأربعون في الحثِّ على الجهاد" ص 52 - 53 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه الحميدي (131)، وابن حبان (152) من طريق سفيان بن عيينة، به. وقرن به ابنُ حبان، عبدَ العزيز الدراورديَّ.

وأخرجه عبد الرزاق (20299)، وابن أبي شيبة 5/ 285، والدارمي (2738)، والبخاري في "الصحيح"(2518)، وفي "أفعال العباد"(156)، ومسلم (84)، وابن ماجه (2523)، والبزار في "مسنده"(4037) و (4038)، وأبو عوانة (178) و (179) و (181)، وابن منده في "الإيمان"(232)، والبيهقي 6/ 273 و 9/ 272 و 10/ 273، والخطيب في "تاريخ بغداد" 4/ 323، والبغوي (2418)، والمزي في ترجمة أبي مراوح من "التهذيب" 3/ 271 من طرق عن هشام بن عروة، به. وبعضهم يرويه مختصراً.

وأخرجه البخاري في "الأدب"(220) و (305)، والبزار (4039) من طريق أبي الزناد عبد الله بن ذكوان، والبخاري في "أفعال العباد"(157)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 19، وفي "الكبرى"(4895) من طريق عبيد الله بن أبي جعفر، كلاهما عن عروة بن الزبير، به مختصراً.

وسيأتي برقم (21449) و (21500). وانظر حديث أبي أمامة الآتي 5/ 265 - 266. =

ص: 260

21332 -

حَدَّثَنَا هَارُونُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْأَحْوَصِ مَوْلَى بَنِي لَيْثٍ يُحَدِّثُنَا فِي مَجْلِسِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، وَابْنُ الْمُسَيَّبِ جَالِسٌ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا ذَرٍّ يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ إِلَى الصَّلَاةِ، فَإِنَّ الرَّحْمَةَ تُوَاجِهُهُ، فَلَا يُحَرِّكِ الْحَصَى " أَوْ " لَا يَمَسَّ الْحَصَى "(1).

21333 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ فِي الْأَرْضِ أَوَّلُ؟ قَالَ: " الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ " قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: " ثُمَّ الْمَسْجِدُ الْأَقْصَى " قُلْتُ: كَمْ بَيْنَهُمَا؟ قَالَ: " أَرْبَعُونَ سَنَةً " قُلْتُ:

= ويشهد لقوله: "أي الأعمال أفضل؟ " والجواب عليه، حديث أبي هريرة السالف برقم (7511)، وانظر تتمة شواهده هناك.

قوله: "أي الرقاب أفضل" قال السندي: أي في الإعتاق.

"أنفسها" اسم تفضيل من النفاسة.

"لأخرق" مَنْ لا يعرف صنعة.

(1)

إسناده محتمل للتحسين كما سلف بيانه عند الحديث رقم (21330).

هارون: هو ابن معروف، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي.

وأخرجه ابن حبان (2274) من طريق حرملة بن يحيى، عن ابن وهب، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن المبارك في "الزهد"(1185)، وأخرجه تمَّام الرازي في "فوائده"(363) من طريق عثمان بن عمر، كلاهما (ابن المبارك وعثمان) عن يونس، به.

ص: 261

ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: " ثُمَّ حَيْثُمَا أَدْرَكْتَ الصَّلَاةَ فَصَلِّ، فَكُلُّهَا مَسْجِدٌ "(1).

21334 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: سَمِعْنَاهُ مِنَ اثْنَيْنِ وَثَلَاثَةٍ: حَدَّثَنَا حَكِيمُ بْنُ جُبَيْرٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ ابْنِ الْحَوْتَكِيَّةِ، قَالَ عُمَرُ: مَنْ حَاضِرُنَا يَوْمَ الْقَاحَةِ؟ فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ: أَنَا، أَمَرَهُ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، وإبراهيم التيمي: هو ابن يزيد بن شريك.

وأخرجه الحميدي (134)، وابن خزيمة (787) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق (1578)، والبخاري (3366) و (3425)، ومسلم (520)(1) و (2)، وابن ماجه (753)، والنسائي في "المجتبى" 2/ 32، وفي "الكبرى"(11281)، وابن خزيمة (1290)، وأبو عوانة (1158) و (1159) و (1160)، وابن حبان (6228)، والبغوي في "التفسير" 1/ 328 من طرق عن الأعمش، به. ورواية أبي عوانة الثانية مختصرة بلفظ:"إن الأرض مسجد وطهور، فأينما أدركتك الصلاة فتيمم وصلِّ".

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 4/ 217 من طريق عبد الأعلى بن عامر عن إبراهيم التيمي، به.

قلنا: وإبراهيم عليه السلام هو الذي بنى المسجد الحرام، ويعقوب عليه السلام بنى بيت المقدس، وسليمان بن داود عليه السلام جدد بناء بيت المقدس.

وسيأتي الحديث من طريق الأعمش عن التيمي بالأرقام (21383) و (21390) و (21391) و (21421) و (21468).

ولقوله: "ثم حيثما أدركت الصلاة فصلِّ فكلها مسجد" انظر ما سلف برقم (21299).

ص: 262

رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِصِيَامِ الْبِيضِ الْغُرِّ: ثَلَاثَ عَشْرَةَ، وَأَرْبَعَ عَشْرَةَ، وَخَمْسَ عَشْرَةَ (1).

21335 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا اثْنَانِ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ: مُحَمَّدِ (2)

(1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف حكيم بن جبير، وقد توبع في الحديث التالي، وابن الحوتكية -وهو يزيد- لم يرو عنه غير موسى بن طلحة، فهو مجهول، وقد اختلف فيه على موسى كما سيأتي. سفيان: هو ابن عيينة.

وقد سلف الحديث في مسند عمر برقم (210) من طريق المسعودي عن حكيم بن جبير بهذا الإسناد، وبيَّن هناك أن الذي أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم بصيام أيام البيض هو الأعرابيُّ الذي أتاه بالأرنب وكان صائماً.

ورواه بالقصة عبدُ الملك بن عمير عن موسى بن طلحة عن أبي هريرة، سلف برقم (8434)، وقد وقع منَّا هناك تساهل في تصحيح إسناده، فالحديث مختلف في إسناده.

وسيأتي الحديث دون قصة الأعرابي برقم (21350) و (21437) و (21537) من طريق يحيى بن سام، عن موسى بن طلحة، عن أبي ذر- ولم يذكر فيه ابن الحوتكية، وصرح موسى في بعض طرقه بسماعه من أبي ذر، فيكون موسى قد سمع من أبي ذر قصة الصوم دون قصة الأرنب، ورَوَى عن ابن الحوتكية القصتين معاً كما قال ابن خزيمة في "صحيحه" 3/ 302.

وانظر "العلل" للدارقطني 2/ 226 - 231.

ويشهد له دون القصة حديث قتادة بن ملحان، سلف برقم (17513). وإسناده ضعيف.

وحديث ابن عباس عند النسائي 4/ 198 - 199. وسنده حسن.

وسلف حديث أبي ذر في الحثِّ على صيام ثلاثة أيام من كلِّ شهر من غير تعيين برقم (21301).

قوله: "القاحة" موضع بقرب المدينة.

(2)

المثبت من "أطراف المسند" 6/ 192، ووقع في (م) والأصول =

ص: 263

بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَحَكِيمِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ ابْنِ الْحَوْتَكِيَّةِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ رَجُلًا قَالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأَمَرَهُ بِصِيَامِ ثَلَاثَ عَشْرَةَ وَأَرْبَعَ عَشْرَةَ وَخَمْسَ عَشْرَةَ (1).

21336 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، سَمِعَ مُحَمَّدَ بْنَ السَّائِبِ بْنِ بَرَكَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: كُنْتُ أَمْشِي خَلْفَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: " أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ؟ " قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: " لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ "(2).

= الخطية: ومحمد، وهو خطأ، فمحمد بن عبد الرحمن وحكيم بن جبير هما الاثنان المذكوران.

(1)

حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.

سفيان: هو ابن عيينة، ومحمد بن عبد الرحمن: هو ابن عبيد القرشي مولى آل طلحة.

وأخرجه الحميدي (136)، والنسائي في "الكبرى"(4823) من طريق سفيان بن عيينة، عن حكيم بن جبير ومحمد بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد- مطولاً بقصة الأعرابي ومجيئه بالأرنب إلى النبي صلى الله عليه وسلم. وقرن النسائيُّ بحكيمٍ ومحمدِ بن عبد الرحمن عمرَو بنَ عثمان.

وأخرجه كذلك عبد الرزاق (7874)، وابن خزيمة (2127) من طريق سفيان بن عيينة، عن محمد بن عبد الرحمن وحده، به.

وأخرجه ابن خزيمة بإثر (2127) من طريق سفيان، عن عمرو بن عثمان وحده، عن موسى، به. وتحرف في إسناده عمرو إلى: عمر.

وانظر ما قبله.

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن السائب =

ص: 264

21337 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْأَجْلَحَ، عَنْ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ الدِّيلِيِّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ مِنْ أَحْسَنِ مَا غَيَّرْتُمْ بِهِ الشَّيْبَ الْحِنَّاءَ وَالْكَتَمَ "(1).

21338 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ الْأَسْلَمِيِّ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ

= ابن بركة، فقد روى له الترمذي والنسائي وابن ماجه، وهو ثقة. سفيان: هو ابن عيينة، وعمرو بن ميمون: هو الأودي.

وأخرجه الحميدي (130)، وابن أبي شيبة 13/ 516، وحسين المروزي في زوائده على "الزهد" لابن المبارك (1122)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(14)، وابن حبان (820) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وانظر ما سلف (21298).

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات، الأجلح -وهو ابن عبد الله- ضعيف يعتبر به، وقد توبع كما الرواية السالفة برقم (21307). ابن بريدة: هو عبد الله.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 432، وابن ماجه (3622)، والبزار في "مسنده"(3922) من طريق عبد الله بن إدريس، بهذا الإسناد. وقرن البزار بابن إدريس أبا أسامة حماداً، وأُقحِم في إسناده عند البزار بين ابن بريدة وأبي الأسود: يحيى بن يعمر!

وأخرجه الترمذي (1753)، والنسائي 8/ 139، والطحاوي في "شرح المشكل"(3681) و (3682) من طرق عن الأجلح، به.

ص: 265

عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ أَحْسَنَ مَا غُيِّرَ بِهِ الشَّيْبُ الْحِنَّاءُ وَالْكَتَمُ "(1).

21339 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي السَّلِيلِ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ قَعْنَبٍ الرِّيَاحِيِّ قَالَ: أَتَيْتُ أَبَا ذَرٍّ، فَلَمْ أَجِدْهُ، وَرَأَيْتُ الْمَرْأَةَ فَسَأَلْتُهَا، فَقَالَتْ: هُوَ ذَاكَ فِي ضَيْعَةٍ لَهُ. فَجَاءَ يَقُودُ - أَوْ يَسُوقُ - بَعِيرَيْنِ قَاطِرًا أَحَدَهُمَا فِي عَجُزِ صَاحِبِهِ، فِي عُنُقِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا قِرْبَةٌ، فَوَضَعَ الْقِرْبَتَيْنِ، قُلْتُ: يَا أَبَا ذَرٍّ، مَا كَانَ مِنَ النَّاسِ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ أَلْقَاهُ مِنْكَ، وَلَا أَبْغَضَ أَنْ أَلْقَاهُ مِنْكَ!

قَالَ: لِلَّهِ أَبُوكَ، وَمَا يَجْمَعُ هَذَا؟! قَالَ: قُلْتُ: إِنِّي كُنْتُ وَأَدْتُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَكُنْتُ أَرْجُو فِي لِقَائِكَ أَنْ تُخْبِرَنِي أَنَّ لِي تَوْبَةً وَمَخْرَجًا، وَكُنْتُ أَخْشَى فِي لِقَائِكَ أَنْ تُخْبِرَنِي أَنَّهُ لَا تَوْبَةَ لِي! فَقَالَ: أَفِي الْجَاهِلِيَّةِ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. فَقَالَ: عَفَا اللهُ عَمَّا سَلَفَ. ثُمَّ عَاجَ بِرَأْسِهِ إِلَى الْمَرْأَةِ فَأَمَرَ لِي بِطَعَامٍ فَالْتَوَتْ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَمَرَهَا فَالْتَوَتْ عَلَيْهِ، حَتَّى ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمَا، قَالَ: إِيهًا دَعِينَا عَنْكِ. فَإِنَّكُنَّ لَنْ تَعْدُونَ مَا قَالَ لَنَا فِيكُنَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قُلْتُ: وَمَا قَالَ لَكُمْ فِيهِنَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: " الْمَرْأَةُ ضِلَعٌ، فَإِنْ تَذْهَبْ تُقَوِّمُهَا تَكْسِرْهَا، وَإِنْ تَدَعْهَا فَفِيهَا أَوَدٌ وَبُلْغَةٌ ". فَوَلَّتْ فَجَاءَتْ بِثَرِيدَةٍ كَأَنَّهَا قَطَاةٌ، فَقَالَ: كُلْ وَلَا أَهُولَنَّكَ، إِنِّي صَائِمٌ.

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. وهو مكرر (21307).

ص: 266

ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي، فَجَعَلَ يُهَذِّبُ الرُّكُوعَ وَيُخَفِّفُهُ (1)، وَرَأَيْتُهُ يَتَحَرَّى أَنْ أَشْبَعَ أَوْ أُقَارِبَ، ثُمَّ جَاءَ فَوَضَعَ يَدَهُ مَعِي، فَقُلْتُ: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ! فَقَالَ: مَا لَكَ؟ فَقُلْتُ: مَنْ كُنْتُ أَخْشَى مِنَ النَّاسِ أَنْ يُكَذِّبَنِي، فَمَا كُنْتُ أَخْشَى أَنْ تُكَذِّبَنِي! قَالَ: لِلَّهِ أَبُوكَ إِنْ كَذَبْتُكَ كَذْبَةً مُنْذُ لَقِيتَنِي. فَقَالَ: أَلَمْ تُخْبِرْنِي أَنَّكَ صَائِمٌ، ثُمَّ أَرَاكَ تَأْكُلُ؟! قَالَ: بَلَى، إِنِّي صُمْتُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ هَذَا الشَّهْرِ، فَوَجَبَ لِي أَجْرُهُ، وَحَلَّ لِي الطَّعَامُ مَعَكَ (2).

(1) في (ظ 5) ونسخة في (ر): ويُخفّه.

(2)

رجاله ثقات رجال الصحيح غير نُعيم بن قعنب، فقد روى له البخاري في "الأدب" والنسائي، ولم يوثقه غير ابن حبان، وروى عنه هذا الحديث ثلاثة اختلف عليهم، فقد رواه سعيد الجريري عن أبي السليل عن نُعيم. ومرة آخرى عن أبي العلاء بن الشخير عنه، وثالثة عن أبي العلاء أو أبي السليل أو غالب ابن عَجْرد عنه كما قال المزي في ترجمة نُعيم بن قعنب من "التهذيب" 29/ 489 - 490.

إسماعيل: هو ابن إبراهيم المعروف بابن عُليَّة، وأبو السَّلِيل: هو ضُريب ابن نُقَير.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(9152) من طريق إسماعيل ابن عليَّة، بهذا الإسناد. مختصراً بالمرفوع منه فقط.

وسيأتي الحديث بأخصر مما هنا من طريق الجريري عن أبي العلاء عن نعيم برقم (21454). ولم تقع لنا رواية غالب بن عجرد عن نعيم.

ويشهد لقصة المرأة كالضلع حديث أبي هريرة، سلف برقم (9524)، وانظر تتمة شواهده هناك.

وسلفت قصة صيام ثلاثة أيام من الشهر مرفوعة من حديث أبي ذر نفسه برقم (21301). =

ص: 267

21340 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنِ ابْنِ الْأَحْمَسِ، قَالَ: لَقِيتُ أَبَا ذَرٍّ فَقُلْتُ لَهُ: بَلَغَنِي عَنْكَ أَنَّكَ تُحَدِّثُ حَدِيثًا عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَقَالَ: أَمَا إِنَّهُ لَا تَخَالُنِي أَكْذِبُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدَمَا سَمِعْتُهُ مِنْهُ، فَمَا الَّذِي بَلَغَكَ عَنِّي؟ قُلْتُ: بَلَغَنِي أَنَّكَ تَقُولُ: " ثَلَاثَةٌ يُحِبُّهُمُ اللهُ، وَثَلَاثَةٌ يَشْنَؤُهُمُ اللهُ " قَالَ: قُلْتُهُ وَسَمِعْتَهُ.

قُلْتُ: فَمَنْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يُحِبُّ اللهُ؟ قَالَ: " الرَّجُلُ يَلْقَى الْعَدُوَّ فِي الْفِئَةِ فَيَنْصِبُ لَهُمْ نَحْرَهُ حَتَّى يُقْتَلَ، أَوْ يُفْتَحَ لِأَصْحَابِهِ، وَالْقَوْمُ يُسَافِرُونَ فَيَطُولُ سُرَاهُمْ حَتَّى يُحِبُّوا أَنْ يَمَسُّوا الْأَرْضَ، فَيَنْزِلُونَ فَيَتَنَحَّى أَحَدُهُمْ، فَيُصَلِّي حَتَّى يُوقِظَهُمْ لِرَحِيلِهِمْ، وَالرَّجُلُ

= قال السندي: قوله: "ثم عاج برأسه" أي: مال به وذهب بنفسه.

"فالتوت" أي: انعطفت ومالت "عليه" مقبلة بالخصام والكلام.

"إيْهاً": أمر بالسكوت.

"ضلع" بكسر الضاد مع فتح اللام عند الحجازيين، وسكونها عند التميميين: واحد عظام الجنين، شبهت المرأة بها في العَوَج.

"أود" بفتحتين، أي: عوج.

"بلغة" بضم فسكون، ما يُكتفى به في العيش.

"قطاة" بفتح القاف: ضرب من الحمام، والتشبيه في القلة.

"ولا أهولنك" من التهويل، أي: لا يوقعك إعراضي عن الأكل في الهول.

"إن كذبتك" نفي، أي: ما كذبتك.

ص: 268

يَكُونُ لَهُ الْجَارُ يُؤْذِيهِ جِوَارُهُ، فَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُ حَتَّى يُفَرِّقَ بَيْنَهُمَا مَوْتٌ أَوْ ظَعْنٌ ".

قُلْتُ: وَمَنْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَشْنَؤُهُمُ اللهُ؟ (1) قَالَ: " التَّاجِرُ الْحَلَّافُ - أَوْ قَالَ: الْبَائِعُ الْحَلَّافُ - وَالْبَخِيلُ الْمَنَّانُ، وَالْفَقِيرُ الْمُخْتَالُ "(2).

(1) لفظ الجلالة ليس في (ظ 5) و (ر).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، ابن الأحمس -ويقال: ابن الأحمسي- مجهول، فقد تفرد بالرواية عنه أبو العلاء -وهو يزيد بن عبد الله- ابن الشخير، وقد اختلف على أبي العلاء في إسناده.

إسماعيل: هو ابن علية، وروايته عن الجريري -وهو سعيد بن إياس- قبل اختلاطه.

وأخرجه أحمد بن منيع كما في "إتحاف الخيرة المهرة"(5990) عن إسماعيل ابن عُلية، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن المبارك في "الجهاد"(47)، وابن أبي عاصم في "الجهاد"(127)، ومحمد بن نصر في "قيام الليل"(252)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2782) و (2783) من طرق عن سعيد الجريري، به. ورواية ابن أبي عاصم مختصرة.

وأخرجه بنحوه مختصراً عبد الرزاق (20282) عن معمر، عن سعيد الجريري، عن أبي العلاء بن الشخير، عن أبي ذر. لم يذكر فيه ابن الأحمس. ومعمر ممن روى عن الجريري قبل اختلاطه، ثم الجريري متابع.

فأخرجه ابن أبي شيبة 5/ 302 عن أبي أسامة حماد، عن كهمس بن الحسن، عن أبي العلاء، قال: قلت: لأبي ذر، فذكره مختصراً، لم يذكر فيه أيضاً ابن الأحمس.

وسيأتي الحديث برقم (21530) من طريق الأسود بن شيبان، عن العلاء، عن مطرف، عن أبي ذر. =

ص: 269

21341 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ الْحَسَنِ، عَنْ صَعْصَعَةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: أَتَيْتُ أَبَا ذَرٍّ، قُلْتُ: مَا مَالُكَ (1)؟ قَالَ: لِي عَمَلِي (2). قُلْتُ: حَدِّثْنِي. قَالَ: نَعَمْ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ يَمُوتُ لَهُمَا ثَلَاثَةٌ مِنْ أَوْلَادِهِمَا لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ، إِلَّا غَفَرَ اللهُ لَهُمَا ".

قُلْتُ: حَدِّثْنِي. قَالَ: نَعَمْ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُنْفِقُ مِنْ كُلِّ مَالٍ لَهُ زَوْجَيْنِ فِي سَبِيلِ اللهِ، إِلَّا اسْتَقْبَلَتْهُ حَجَبَةُ الْجَنَّةِ كُلُّهُمْ يَدْعُوهُ إِلَى مَا عِنْدَهُ " قُلْتُ: وَكَيْفَ ذَاكَ؟ قَالَ:

= وسيأتي الحديث (21355) من طريق ربعي بن حراش، عن زيد بن ظبيان، وبرقم (21356) من طريق ربعي، وبرقم (21357) من طريق ربعي، عن رجل ثلاثتهم عن أبي ذر.

وانظر ما سلف برقم (21318).

ويشهد لبعضه حديث ابن مسعود السالف برقم (3949).

وحديث أبي الدرداء عند الطبراني في "المعجم الكبير" كما في "مجمع الزوائد" 2/ 255، وقال الهيثمي: ورجاله ثقات.

قال السندي: قوله: "في الفِئة" أي: الجماعة.

"فينصب لهم نحره" أي: يثبت في مقابلتهم.

"سراهم" بضم السين، أي: سيرهم في الليل.

"يحبوا أن يمسوا الأرض" أي: يرقدوا ويستريحوا.

"أو ظعن" بفتح فسكون، أي: سفر.

(1)

تحرف في (م) و (ر) إلى: ما بالك!

(2)

قوله: "لي عملي" تكرر مرتين في نسخة (ظ 5).

ص: 270

إِنْ كَانَتْ رِجَالًا فَرَجُلَيْنِ، وَإِنْ كَانَتْ إِبِلًا فَبَعِيرَيْنِ، وَإِنْ كَانَتْ بَقَرًا فَبَقَرَتَيْنِ (1).

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صعصعة بن معاوية، فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد" والنسائي وابن ماجه، وله صحبة، وقيل: إنه مخضرم.

وصرح الحسن -وهو البصري- بسماعه من صعصعة في الرواية الآتية برقم (21413).

إسماعيل: هو ابن إبراهيم بن مقسم المعروف بابن عُليَّة، ويونس: هو ابن عبيد بن دينار العبدي.

وأخرجه البزار في "مسنده"(3909) و (3910)، والنسائي 4/ 24 - 25 و 6/ 48 - 49، والطبراني في "الكبير"(1645)، والحاكم 2/ 86 - 87، والبيهقي 9/ 171 من طرق عن يونس بن عبيد، بهذا الإسناد. واقتصر النسائي في موضعه الأول على الشطر الأول من الحديث، والنسائي في موضعه الثاني والطبراني والحاكم على الشطر الثاني منه، وصححه الحاكم.

وأخرجه بتمامه البزار (3910) و (3911) و (3912) و (3913)، وأبو عوانة (7484) و (7485) و (7486)، وابن حبان (4643)، والطبراني في "الكبير"(1644)، والبيهقي 9/ 171 والمزي في ترجمة صعصعة من "التهذيب" 13/ 172 - 173 من طرق عن الحسن البصري، به.

وأخرج الحديث الأول مفرداً البخاري في "الأدب المفرد"(150)، وابن حبان (2940)، والطبراني في "الصغير"(895) من طرق عن الحسن، به. وزاد البخاري:"وما من رجل أعتق مسلماً إلا جعل الله كل عضو منه فكاكه لكل عضو منه".

وأخرج الحديث الثاني مفرداً أبو عوانة (7487)، وابن حبان (4644)، والطبراني في "الكبير"(1645) من طرق عن الحسن، به.

وسيأتي الحديث من طريق صعصعة بن معاوية عن أبي ذر بالأرقام =

ص: 271

21342 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ صَامِتٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ يُصَلِّي، فَإِنَّهُ يَسْتُرُهُ إِذَا كَانَ بَيْنَ يَدَيْهِ مِثْلُ آخِرَةِ الرَّحْلِ، فَإِذَا لَمْ يَكُنْ بَيْنَ يَدَيْهِ مِثْلُ آخِرَةِ الرَّحْلِ، فَإِنَّهُ يَقْطَعُ صَلَاتَهُ الْحِمَارُ وَالْمَرْأَةُ وَالْكَلْبُ الْأَسْوَدُ " قُلْتُ: يَا أَبَا ذَرٍّ، مَا بَالُ الْكَلْبِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْكَلْبِ الْأَحْمَرِ مِنَ الْكَلْبِ الْأَصْفَرِ؟ قَالَ: يَا ابْنَ أَخِي سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَمَا سَأَلْتَنِي، فَقَالَ:" الْكَلْبُ الْأَسْوَدُ شَيْطَانٌ "(1).

= (21358) و (21413) و (21453). وسيأتي شطره الأول ضمن حديث قصة وفاة أبي ذر من طريق إبراهيم بن الأشتر عن أبيه عن أم ذر عن أبي ذر برقم (21373)، ومن طريق إبراهيم أيضاً مرسلاً برقم (21467).

ويشهد للشطر الأول منه حديث أبي هريرة السالف برقم (7265)، وذكرنا تتمة شواهده هناك.

وللشطر الثاني حديثُه أيضاً السالف برقم (7633).

قوله: "مسلمين" أي: زوجين من المسلمين.

"لم يبلغوا الحنث" أي: لم يبلغوا الحُلُم.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن الصامت، فمن رجال مسلم.

وسيتكرر برقم (21424).

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 281، ومسلم (510)، وابن خزيمة (806) و (830)، وابن حبان (2392) من طريق إسماعيل ابن عُليَّة، بهذا الإسناد.

وأخرجه الترمذي (338)، والنسائي 2/ 63 - 64، وابن خزيمة (806) =

ص: 272

21343 -

حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنِّي أُوتِيتُهُمَا مِنْ كَنْزٍ، مِنْ بَيْتٍ تَحْتَ الْعَرْشِ، وَلَمْ يُؤْتَهُمَا نَبِيٌّ قَبْلِي " يَعْنِي: الْآيَتَيْنِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ (1).

= و (830)، وأبو عوانة (1398)، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 458، وابن حبان في "الصحيح"(2389)، وفي كتاب "الصلاة" كما في "إتحاف المهرة" 14/ 149 من طرق عن يونس بن عبيد، به. وقال الترمذي: حسن صحيح.

وانظر (21323).

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير الراوي المبهم الذي روى عنه ربعي، وقد اختلف عليه في تسميته، فسماه زهير عن منصور فيما سيأتي برقم (21344): زيد بن ظبيان، وشك فيه هناك، فقال: أو عن رجل، وسماه شيبان النحوي عن منصور عنه فيما سيأتي برقم (21345) و (21564): خرشة بن الحر أو المعرور بن سويد. فاما زيد بن ظبيان فلم يرو عنه غير ربعي بن حراش ووثقه ابن حبان، وأما خرشة والمعرور فكلاهما ثقة من رجال الشيخين. جرير: هو ابن عبد الحميد بن قرط، ومنصور: هو ابن المعتمر.

وأخرجه أحمد بن منيع كما في "إتحاف الخيرة"(7602) عن جرير، عن منصور، عن ربعي، عن أبي ذر. فأسقط الواسطة بين ربعي وأبي ذر.

وسيأتي في مسند حذيفة 5/ 383 من طريق أبي مالك الأشجعي، عن ربعي ابن حراش عن حذيفة.

وأخرج الحاكم 1/ 562، والبيهقي في "شعب الإيمان"(2403) من طريق عبد الله بن صالح المصري، عن معاوية بن صالح، عن أبي الزاهرية، عن جبير بن نفير، عن أبي ذَرٍّ رفعه:"إن الله ختم سورة البقرة بآيتين أعطانيهما من كنزه الذي تحت العرش، فتعلموهن وعلموهن نساءكم وأبنائكم، فإنهما صلاة وقرآن ودعاء". =

ص: 273

21344 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ؛ قَالَ مَنْصُورٌ: عَنْ زَيْدِ بْنِ ظَبْيَانَ، أَوْ عَنْ رَجُلٍ، عَنْ (1) أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أُعْطِيتُ خَوَاتِيمَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ مِنْ بَيْتِ كَنْزٍ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ، لَمْ يُعْطَهُنَّ نَبِيٌّ قَبْلِي "(2).

21345 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ خَرَشَةَ بْنِ الْحُرِّ، عَنِ (3) الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أُعْطِيتُ خَوَاتِيمَ سُورَةِ

= وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" ص 233، والحاكم 1/ 562 من طريق عبد الله بن صالح، بإسناده السابق إلى جبير بن نفير مرسلاً دون ذكر أبي ذر. قلنا: وعبد الله بن صالح سيئ الحفظ.

وفي الباب عن عقبة بن عامر، سلف برقم (17324)، وانظر تتمة شواهده هناك.

(1)

في (م): أو عن أبي ذر، وهو خطأ.

(2)

صحيح لغيره، وسلف الكلام عليه في الحديث السابق. زهير: هو ابن معاوية.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 398 معلقاً، والبيهقي في "الشعب"(2404)، وابن مردويه كما في "تفسير ابن كثير" 1/ 506 من طريق سفيان الثوري، عن منصور، عن ربعي بن حراش، عن زيد بن ظبيان -بدون شك- عن أبي ذر.

(3)

كذا في (م) والأصول الخطية، وفي "أطراف المسند" 6/ 165: ربعي عن خرشة بن الحر أو المعرور بن سويد، ويؤيد هذا الثاني أن الدارقطني أورد الحديث في "العلل" 6/ 239 من طريق شيبان، عن منصور عن ربعي عن خرشة والمعرور. قلنا: ولم نجد رواية لخرشة عن المعرور، والله أعلم.

ص: 274

الْبَقَرَةِ مِنْ بَيْتِ كَنْزٍ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ، وَلَمْ يُعْطَهُنَّ نَبِيٌّ قَبْلِي " (1).

21346 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ؟ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ "(2).

21347 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي حَرَّةِ الْمَدِينَةِ عِشَاءً وَنَحْنُ نَنْظُرُ إِلَى أُحُدٍ، فَقَالَ:" يَا أَبَا ذَرٍّ " قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " مَا أُحِبُّ أَنَّ أُحُدًا ذَاكَ عِنْدِي ذَهَبًا، أُمْسِي ثَالِثَةً

(1) صحيح لغيره، وسلف الكلام عليه عند الحديث السالف برقم (21343). حسين: هو ابن محمّد بن بهرام المروذي، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي، ومنصور: هو ابن المعتمر.

وسيأتي عن حجاج عن شيبان، بهذا الإسناد برقم (21564).

وانظر (21343).

(2)

إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وسفيان: هو الثوري، وسليمان: هو الأعمش، ومجاهد: هو ابن جبر المكي، وابن أبي ليلى: هو عبد الرحمن.

وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(43) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني في "الدعاء"(1645) من طريق محمد بن كثير، والبغوي في "شرح السنة"(1284) من طريق محمد بن يوسف، كلاهما عن سفيان الثوري به.

وانظر (21298).

ص: 275

وَعِنْدِي مِنْهُ دِينَارٌ إِلَّا دِينَارًا أَرْصُدُهُ لِدَيْنٍ، إِلَّا أَنْ أَقُولَ بِهِ فِي عِبَادِ اللهِ هَكَذَا " وَحَثَا عَنْ يَمِينِهِ، وَبَيْنَ يَدَيْهِ، وَعَنْ يَسَارِهِ.

قَالَ: ثُمَّ مَشَيْنَا، فَقَالَ:" يَا أَبَا ذَرٍّ، إِنَّ الْأَكْثَرِينَ هُمُ الْأَقَلُّونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَّا مَنْ قَالَ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا " وَحَثَا عَنْ يَمِينِهِ، وَبَيْنَ يَدَيْهِ، وَعَنْ يَسَارِهِ.

قَالَ: ثُمَّ مَشَيْنَا، فَقَالَ:" يَا أَبَا ذَرٍّ، كَمَا أَنْتَ حَتَّى آتِيَكَ " قَالَ: فَانْطَلَقَ حَتَّى تَوَارَى عَنِّي، قَالَ: فَسَمِعْتُ لَغَطًا وَصَوْتًا، قَالَ: فَقُلْتُ: لَعَلَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَرَضَ لَهُ، قَالَ: فَهَمَمْتُ أَنْ أَتْبَعَهُ، ثُمَّ ذَكَرْتُ قَوْلَهُ:" لَا تَبْرَحْ حَتَّى آتِيَكَ " فَانْتَظَرْتُهُ حَتَّى جَاءَ، فَذَكَرْتُ لَهُ الَّذِي سَمِعْتُ، فَقَالَ:" ذَاكَ جِبْرِيلُ أَتَانِي، فَقَالَ: مَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّتِكَ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا، دَخَلَ الْجَنَّةَ " قَالَ: قُلْتُ: وَإِنْ زَنَى، وَإِنْ سَرَقَ؟ قَالَ:" وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ "(1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران.

وأخرجه مسلم ص 687 - 688 (32)، والبزار في "مسنده"(3975)، وابن منده في "الإيمان"(84) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. واقتصر ابن منده على القطعة الثالثة.

وأخرجه البخاري (2388) و (6268) و (6444)، والبزار (3976) و (3977)، وأبو عوانة في الزكاة كما في "إتحاف المهرة" 14/ 124، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3994)، وابن حبان (170) و (3326)، والبيهقي في "السنن الكبرى" 10/ 189، وفي " شعب الإيمان"(347) من طرق عن الأعمش، به. واقتصر الطحاوي على القطعة الثالثة. =

ص: 276

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه بطوله أيضاً البخاري في "الأدب المفرد"(803)، وابن حبان (195) من طريق حماد بن أبي سليمان، وأبو عوانة من طريق حبيب بن حسان، كلاهما عن زيد بن وهب، به.

وأخرجه دون القطعة الاولى البخاري (6443)، ومسلم ص 688 - 689 (33)، وأبو عوانة، والبيهقي 10/ 190 من طريق عبد العزيز بن رفيع، عن زيد ابن وهب، به.

وأخرج القطعة الثالثة مفردة البخاري (3222)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(1123)، وابن خزيمة في "التوحيد" 2/ 809، وأبو عوانة، والطحاوي في "شرح المشكل"(3996) و (3997)، وابن منده (85) و (86) من طرق عن زيد بن وهب، به.

وأخرج القطعة الثانية مفردة ابن ماجه (4130)، وابن حبان (3331) من طريق مالك بن مرثد الحنفي، عن أبي ذر مرفوعاً.

وللقطعة الأولى من الحديث انظر (21329).

والقطعة الثانية ستأتي مفردة من طريق المعرور بن سويد عن أبي ذر برقم (21399) و (21412)، وضمن حديث من طريق النعمان الغفاري عن أبي ذر برقم (21570).

والقطعة الثالثة ستأتي من طريق زيد بن وهب عن أبي ذر برقم (21434) و (21464)، ومن طريق المعرور بن سويد عن أبي ذر برقم (21414) و (21433)، ومن طريق أبي الأسود الديلي عن أبي ذر برقم (21466).

ويشهد للقطعة الثانية حديث أبي هريرة السالف برقم (8323).

وللقطعة الثالثة حديث عبد الله بن عمرو السالف برقم (6586)، وذكرت شواهده هناك.

قال السندي: قوله: "إن الأكثرين" أي: الأكثرين أموالاً.

"لغطاً" بفتحتين، أي: أصواتاً مختلفة.

"عرض له" أي: عَرَضَ له عارض، خاف أن أحداً تعرَّض له. =

ص: 277

21348 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي حَرْبِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ (1): كَانَ يَسْقِي عَلَى حَوْضٍ لَهُ، فَجَاءَ قَوْمٌ فَقَالَ: أَيُّكُمْ يُورِدُ عَلَى أَبِي ذَرٍّ وَيَحْتَسِبُ شَعَرَاتٍ مِنْ رَأْسِهِ؟ فَقَالَ رَجُلٌ: أَنَا، فَجَاءَ الرَّجُلُ فَأَوْرَدَ عَلَيْهِ الْحَوْضَ فَدَقَّهُ، وَكَانَ أَبُو ذَرٍّ قَائِمًا فَجَلَسَ، ثُمَّ اضْطَجَعَ، فَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا ذَرٍّ، لِمَ جَلَسْتَ، ثُمَّ اضْطَجَعْتَ؟ قَالَ: فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَنَا: " إِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ وَهُوَ قَائِمٌ فَلْيَجْلِسْ، فَإِنْ ذَهَبَ عَنْهُ الْغَضَبُ وَإِلَّا فَلْيَضْطَجِعْ "(2).

= "دخل الجنة" أي: ولو بعد حين.

(1)

القائل هو أبو الأسود الدؤلي يحكي فعل أبي ذر.

(2)

رجاله ثقات رجال الصحيح، لكن قد اختلف على داود بن أبي هند في إسناده كما يأتي.

فأخرج المرفوع منه أبو داود (4782)، ومن طريقه البغوي (3584) عن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد: لكن ثم يذكر في الإسناد أبا الأسود، وأبو حرب لم يسمع من أبي ذر.

وأخرجه كذلك بإسقاط أبي الأسود أبو يعلى في "مسنده الكبير" كما في "إتحاف الخيرة"(7158)، وعنه ابن حبان (5688) عن سريج بن يونس، عن أبي معاوية، به.

وأخرجه كذلك ابن أبي شيبة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(7157) عن عبد الرحيم بن سليمان، عن داود بن أبي هند، عن بكر بن عبد الله المزني، عن أبي ذر، ورجاله ثقات رجال الصحيح، لكن بكراً المزني لم يسمع من أبي ذر كما قال أبو حاتم.

وأخرجه كذلك أبو داود (4783) عن وهب بن بقية، عن خالد بن عبد الله الواسطي، =

ص: 278

21349 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ طَلْقِ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ بُشَيْرِ بْنِ كَعْبٍ الْعَدَوِيِّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " هَلْ لَكَ فِي كَنْزٍ مِنْ كَنْزِ الْجَنَّةِ؟ " قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: "لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ "(1).

= عن داود بن أبي هند [عن بكر المزني](*): أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث أبا ذر فذكره. وقال أبو داود عقبه: وهذا أصح الحديثين (يعني المرسل). قلنا: وهذا الإسناد رجاله ثقات رجال الصحيح أيضاً وأخرجه الخرائطي في "مساوئ الأخلاق"(346) من طريق إسحاق بن عبد الواحد الموصلي، عن خالد بن عبد الله، عن داود بن أبي هند، عن بكر بن عبد الله المزني، عن عمران بن حصين مختصراً. وإسحاق بن عبد الواحد متكلم فيه.

وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11143) ضمن حديث طويل، وسنده ضعيف.

قال السندي: قوله: "يورد" أي: إبله. "على أبي ذر" أي: على حوضه.

"ويحتسب" أي: يطلب.

"فدقه" كأنه دق على رأسه طلباً لشعره.

قال الخطابي: القائم متهيئ للحركة والبطش، والقاعد دونه في هذا المعنى، والمضطجع ممنوع منهما، فيشبه أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم إنما أمره بالقعود لئلا تبدر منه في حال قيامه وقعوده بادرة يندم عليها فيما بعدُ.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، رجاله ثقات رجال الصحيح غير طلق بن حبيب -وهو وإن روى له مسلم- ففيه كلام ينزله عن رتبة الصحيح.

وأخرجه البزار في "مسنده"(4031) من طريق عبد الملك بن أبي سليمان، عن طلق بن حبيب، عن أبي ذر. لم يذكر فيه بشير بن كعب. قال البزار: لا نعلم طلق بن حبيب سمع من أبي ذر.

وانظر ما سلف (21298).

(*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: ما بين المعكوفين استدركه المحقق في موضع آخر فأثبتُّه هنا

ص: 279

21350 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَامٍ عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ كَانَ مِنْكُمْ صَائِمًا مِنَ الشَّهْرِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، فَلْيَصُمِ الثَّلَاثَ الْبِيضَ "(1).

21351 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ وَابْنُ نُمَيْرٍ، الْمَعْنَى، قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ، فَقَالَ:" هُمُ الْأَخْسَرُونَ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ " فَأَخَذَنِي غَمٌّ وَجَعَلْتُ أَتَنَفَّسُ. قَالَ: قُلْتُ: هَذَا شَرٌّ حَدَثَ فِيَّ. قَالَ: قُلْتُ: مَنْ هُمْ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي؟ قَالَ: " الْأَكْثَرُونَ، إِلَّا مَنْ قَالَ فِي عِبَادِ اللهِ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا، وَقَلِيلٌ مَا هُمْ.

(1) إسناده حسن، يحيى بن سام روى عنه جمع، وقال أبو داود: بلغني أنه لا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجال الإسناد رجال الشيخين. محمد بن عبيد: هو ابن أبي أمية الطنافسي، والأعمش: هو سليمان ابن مهران. وقد صرّح موسى بن طلحة بأنه سمع هذا الحديث من أبي ذر في بعض طرق حديث شعبة الذي سيأتي برقم (21437).

وأخرجه البغوي في "شرح السنة"(1800) من طريق محمد بن عبيد، بهذا الإسناد. وحسَّنه.

وأخرجه بنحوه عبد الرزاق (7873) عن معمر، عن يزيد بن أبي زياد، عن موسى بن طلحة، عن أبي ذر.

وسيأتي الحديث برقم (21437) من طريق شعبة عن الأعمش، وبرقم (21537) من طريق فطر بن خليفة، كلاهما عن يحيى بن سام.

وانظر ما سلف برقم (21334).

ص: 280

مَا مِنْ رَجُلٍ يَمُوتُ فَيَتْرُكُ غَنَمًا أَوْ إِبِلًا أَوْ بَقَرًا لَمْ يُؤَدِّ زَكَاتَهَا (1)، إِلَّا جَاءَتْ (2) يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْظَمَ مَا تَكُونُ وَأَسْمَنَ، حَتَّى تَطَأَهُ بِأَظْلَافِهَا وَتَنْطَحَهُ بِقُرُونِهَا حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ، ثُمَّ تَعُودُ أُولَاهَا عَلَى أُخْرَاهَا ". وَقَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ:" كُلَّمَا نَفِدَتْ أُخْرَاهَا عَادَتْ عَلَيْهِ أُولَاهَا "(3).

(1) في (م): زكاته.

(2)

في (ظ 5): جاءته.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله.

وأخرجه بتمامه مسلم (990)، والبزار في "مسنده"(3993)، وابن خزيمة (2251)، والبيهقي 4/ 97 من طريق وكيع، وأبو عوانة من طريق زائدة بن قدامة، وعبد الحميد أبي يحيى الحماني، ثلاثتهم عن الأعمش، بهذا الإسناد.

وأخرج شطره الأول ابن أبي شيبة 13/ 244 من طريق ابن نمير وحده، به.

وأخرج الشطر نفسه الحميدي (140) عن سفيان بن عيينة، والبخاري (6638) من طريق حفص بن غياث، كلاهما عن الأعمش، به.

وأخرج الشطر الثاني أبو عوانة في الزكاة كما في "إتحاف المهرة" 14/ 196 من طريق محمد بن عبيد الطنافسي وابن نمير، به.

وأخرج الشطر الثاني أيضاً الدارمي (1619) من طريق أبي الأحوص، والبخاري (1460) من طريق حفص بن غياث، وابن حبان (3256) من طريق داود الطائي، ثلاثتهم عن الأعمش، به.

وأخرجه بشطريه البزار (3980) من طريق عبد الرحمن بن محمد المحاربي، عن الأعمش، عن زيد بن وهب، عن أبي ذر. وسلف شطره الأول مفرداً ضمن حديث عن أبي معاوية عن الأعمش، عن زيد بن وهب.

وأخرج شطريه أيضاً الطبراني في "الأوسط"(4049) من طريق مالك بن ضمرة عن أبي ذر. ضمن حديث طويل فيه قصة لأبي ذر. =

ص: 281

21352 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَسْجِدِ حِينَ وَجَبَتِ الشَّمْسُ، فَقَالَ:" يَا أَبَا ذَرٍّ، تَدْرِي أَيْنَ تَذْهَبُ الشَّمْسُ؟ " قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: " فَإِنَّهَا تَذْهَبُ حَتَّى تَسْجُدَ بَيْنَ يَدَيْ رَبِّهَا، فَتَسْتَأْذِنَ فِي الرُّجُوعِ، فَيُؤْذَنَ لَهَا وَكَأَنَّهَا قَدْ قِيلَ لَهَا: ارْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْتِ، فَتَرْجِعَ إِلَى مَطْلَعِهَا، فَذَلِكَ مُسْتَقَرُّهَا " ثُمَّ قَرَأَ: {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا} [يس: 38](1).

21353 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ

= وسيأتي الحديث بتمامه من طريق أبي معاوية عن الأعمش برقم (21491).

وسيأتي الشطر الأول مفرداً من طريق وكيع عن الأعمش برقم (21399) و (21412)، والشطر الثاني مفرداً من طريق وكيع أيضاً برقم (21401).

وفي باب الشطر الثاني عن أبي هريرة، سلف برقم (7563).

وعن جابر بن عبد الله، سلف برقم (14442).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن عبيد: هو الطنافسي، وإبراهيم التيمي: هو ابن يزيد بن شريك. وسيتكرر برقم (21541).

وأخرجه الطيالسي (460)، والبخاري (3199) و (4802) و (7424)، ومسلم (159)(250)، والترمذي (2186) و (3227)، والنسائي في "الكبرى"(11430)، والطبري في "التفسير" 23/ 5، والطحاوي في "شرح المشكل"(281)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 135، وابن حبان (6154)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 392 - 393، والبغوي في "معالم التنزيل" 4/ 13 من طرق عن الأعمش، بهذا الإسناد.

وانظر (21401).

ص: 282

عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: بَيْنَمَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ إِذْ قَامَ إِلَيْهِ أَعْرَابِيٌّ فِيهِ جَفَاءٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَكَلتْنَا (1) الضَّبُعُ! فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" غَيْرُ ذَلِكَ أَخْوَفُ لِي عَلَيْكُمْ، حِينَ تُصَبُّ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا صَبًّا، فَيَا لَيْتَ أُمَّتِي لَا يَتَحَلَّوْنَ الذَّهَبَ "(2).

(1) المثبت من (ر) ونسخة على هامش (ظ 5)، وفي (م) و (ظ 5) و (ق): أكلنا، قال صاحب النهاية: يعني السنة المجدبة، وهي في الأصل: الحيوان المعروف، والعرب تكني به عن سنة الجدب.

(2)

إسناده ضعيف لضعف يزيد -وهو ابن أبي زياد الهاشمي مولاهم- وباقي رجاله ثقات. أبو سعيد: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد مولى بني هاشم، وزائدة: هو ابن قدامة.

وأخرجه البزار في "مسنده"(3984) من طريق جرير بن عبد الحميد، والطبراني في "الأوسط"(3976) من طريق الأعمش، كلاهما عن يزيد بن أبي زياد، بهذا الإسناد، ووقع عند الطبراني:"الحارث بن أبي زياد" بدل "يزيد".

وسيأتي من طريق سفيان الثوري عن يزيد برقم (21370) و (21547)، ومن طريق شعبة عن يزيد 5/ 368، إلا أنه في الرواية الأخيرة أبهم صحابي الحديث فقال: عن رجل.

وفي الباب عن حذيفة بن اليمان عند الطبراني في "الأوسط"(9433)، وجعل فيه بدل الذهب: الديباج. قال الهيثمي في "المجمع" 5/ 143: فيه عبيدة بن معتب، وهو متروك.

وعن أبي الدرداء، قال في "المجمع" 5/ 143: رواه الطبراني وفيه راو لم يسمَّ، والمسعودي اختلط، وبقية رجاله ثقات. اهـ، وفيه بدل الذهب: الحرير.

وفي باب خشية الرسول صلى الله عليه وسلم من أن تفتح على أمته الدنيا:

عن أبي هريرة، وأبي سعيد الخدري، وعمرو بن عوف، وعقبة بن عامر، والمسور بن مخرمة، سلفت أحاديثهم في "المسند" على التوالي (8074) =

ص: 283

21354 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ أَبِي شَبِيبٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهُ:" اتَّقِ اللهَ حَيْثُمَا كُنْتَ، وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ "(1).

قَالَ وَكِيعٌ: وَقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً: عَنْ مُعَاذٍ، فَوَجَدْتُ فِي كِتَابِي: عَنْ أَبِي ذَرٍّ. وَهُوَ السَّمَاعُ الْأَوَّلُ.

= و (11157) و (17234) و (17397) و (18916).

(1)

حسن لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير ميمون بن أبي شبيب، فقد روى له مسلم في المقدمة، وهو صدوق حسن الحديث، لكنه لم يسمع من أبي ذر كما قال أبو حاتم وغيره، ثم قد اختلف على سفيان -وهو الثوري- في إسناده كما يأتي.

وأخرجه الدارمي (2791)، والترمذي (1987)، والحاكم 1/ 54، وأبو نعيم في "الحلية" 4/ 378، والبيهقي في "الشعب"(8026)، وفي "الزهد الكبير"(869) من طرق عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.

وغلط الحاكم فصححه على شرط الشيخين!

وسيأتي عن وكيع وعبد الرحمن بن مهدي برقم (21403)، وعن يحيى القطان برقم (21536) ثلاثتهم عن سفيان الثوري.

وانظر ما سيأتي برقم (21487) و (21573).

وسيأتي في مسند معاذ بن جبل 5/ 228 عن وكيع عن سفيان، و 5/ 236 عن إسماعيل ابن علية عن ليث بن أبي سليم، كلاهما (سفيان وليث) -وغيرهما كما سيأتي تخريجه هناك- عن حبيب بن أبي ثابت عن ميمون بن أبي شبيب، عن معاذ. لكن قال محمود بن غيلان شيخ الترمذي فيما نقله عنه بإثر الحديث (1987): والصحيح حديث أبي ذر! كذا قال، لكن وقع في حديث عن أنس كما سيأتي في تخريج حديث معاذ ما يؤيد أنه من حديث معاذ.

ص: 284

21355 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، قَالَ سَمِعْتُ رِبْعِيَّ بْنَ حِرَاشٍ يُحَدِّثُ عَنْ زَيْدِ بْنِ ظَبْيَانَ، رَفَعَهُ إِلَى أَبِي ذَرٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " ثَلَاثَةٌ يُحِبُّهُمُ اللهُ، وَثَلَاثَةٌ يُبْغِضُهُمُ اللهُ، أَمَّا الثَّلَاثَةُ الَّذِينَ يُحِبُّهُمُ اللهُ: فَرَجُلٌ أَتَى قَوْمًا فَسَأَلَهُمْ بِاللهِ وَلَمْ يَسْأَلْهُمْ بِقَرَابَةٍ بَيْنَهُمْ فَمَنَعُوهُ، فَتَخَلَّفَ رَجُلٌ بِأَعْقَابِهِمْ فَأَعْطَاهُ سِرًّا لَا يَعْلَمُ بِعَطِيَّتِهِ إِلَّا اللهُ وَالَّذِي أَعْطَاهُ، وَقَوْمٌ سَارُوا لَيْلَتَهُمْ حَتَّى إِذَا كَانَ النَّوْمُ أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِمَّا يُعْدَلُ بِهِ، نَزَلُوا فَوَضَعُوا رُؤُوسَهُمْ فَقَامَ يَتَمَلَّقُنِي وَيَتْلُو آيَاتِي، وَرَجُلٌ كَانَ فِي سَرِيَّةٍ فَلَقَوْا الْعَدُوَّ فَهُزِمُوا، فَأَقْبَلَ بِصَدْرِهِ حَتَّى يُقْتَلَ أَوْ يَفْتَحَ اللهُ لَهُ.

وَالثَّلَاثَةُ الَّذِينَ يُبْغِضُهُمُ اللهُ: الشَّيْخُ الزَّانِي، وَالْفَقِيرُ الْمُخْتَالُ، وَالْغَنِيُّ الظَّلُومُ " (1).

(1) حديث صحيح، زيد بن ظَبيان وإن تفرد بالرواية عنه ربعي بن حراش، ولم يوثقه غير ابن حبان، إلا أنه قد توبع كما في الرواية السالفة برقم (21340)، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. منصور: هو ابن المعتمر.

وأخرجه الحاكم 1/ 416 - 417، والمزي في ترجمة زيد بن ظيبان من "تهذيب الكمال" 10/ 82 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم.

وأخرجه تاماً ومختصراً ابن أبي شيبة 5/ 289، والترمذي (2568)، وابن أبي عاصم في "الجهاد"(129)، والنسائي 3/ 207 - 208 و 5/ 84، وابن خزيمة (2456) و (2564)، وابن حبان (3350) و (4771) من طريق محمد ابن جعفر، به. وصححه الترمذي. =

ص: 285

21356 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِنَّ اللهَ يُحِبُّ ثَلَاثَةً، وَيُبْغِضُ ثَلَاثَةً: يُبْغِضُ الشَّيْخَ الزَّانِيَ، وَالْفَقِيرَ الْمُخْتَالَ، وَالْمُكْثِرَ الْبَخِيلَ.

وَيُحِبُّ ثَلَاثَةً: رَجُلٌ كَانَ فِي كَتِيبَةٍ، فَكَرَّ يَحْمِيهِمْ حَتَّى قُتِلَ، أَوْ

= وأخرجه الترمذي (2568 م)، والحاكم 1/ 416 - 417 و 2/ 113 من طرق عن شعبة، به.

وأخرجه محمد بن نصر المروزي في "قيام الليل"(251)، وابن حبان (3350) من طريق جرير، عن منصور بن المعتمر، به.

وانظر الحديثين التاليين، وما سلف برقم (21340).

ولقصة الثلاثة الذين يبغضهم الله عن أبي هريرة، سلف برقم (9594).

وأخرج الترمذي (2567)، والطبراني في "الكبير"(10486) من طريق أبي بكر بن عياش، عن الأعمش، عن منصور، عن ربعي بن حراش، عن عبد الله ابن مسعود يرفعه قال:"ثلاثة يحبهم الله: رجل قام من الليل يتلو كتاب الله، ورجل تصدق صدقة بيمينه يخفيها، أراه قال: من شماله، ورجل كان في سرية فانهزم أصحابه فاستقبل العدو". وقال الترمذي عقبه: حديث غريب من هذا الوجه، غير محفوظ، والصحيح ما روى شعبةُ وغيره، عن منصور، عن ربعي، عن زيد بن ظبيان، عن أبي ذر. وأبو بكر بن عياش: كثير الغلط. وقال الدارقطني في "العلل" 6/ 242: وهم فيه أبو بكر بن عياش عن الأعمش، والصواب حديث زيد بن ظبيان.

قال السندي: قوله: "مما يعدل به" على بناء المفعول، أي: مما يجعل عديلاً له ومثلاً ومساوياً في العبادة.

"يتملقني" من المَلَق، بفتحتين: الزيادة في الدعاء والتضرع.

"بصدره" تأكيد الإقبال، فإنه لا يكون إلا بالصدر.

ص: 286

فَتَحَ (1) اللهُ عَلَيْهِ، وَرَجُلٌ كَانَ فِي قَوْمٍ فَأَدْلَجُوا فَنَزَلُوا مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ، وَكَانَ النَّوْمُ أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِمَّا يُعْدَلُ بِهِ، فَنَامُوا وَقَامَ يَتْلُو آيَاتِي وَيَتَمَلَّقُنِي، وَرَجُلٌ كَانَ فِي قَوْمٍ فَأَتَاهُمْ رَجُلٌ يَسْأَلُهُمْ بِقَرَابَةٍ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُ فَبَخِلُوا عَنْهُ، وَخَلَفَ بِأَعْقَابِهِمْ فَأَعْطَاهُ حَيْثُ لَا يَرَاهُ إِلَّا اللهُ وَمَنْ أَعْطَاهُ " (2).

21357 -

حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ اللهَ يُبْغِضُ " فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (3).

21358 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا قُرَّةُ، عَنْ الْحَسَنِ، عَنْ صَعْصَعَةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: لَقِيتُ أَبَا ذَرٍّ بِالرَّبَذَةِ. قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ

(1) في (م) يفتح، والمثبت من الأصول الخطية.

(2)

حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، إلا أن ربعي بن حراش لم يسمع من أبي ذر، بينهما زيد بن ظبيان كما في الرواية السابقة، وهو المحفوظ كما قال الدارقطني في "العلل" 5/ 51، والمزي في ترجمة ربعي من "التهذيب" 9/ 55. عبد الملك بن عمرو: هو أبو عامر العقدي، وسفيان: هو الثوري.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(1315) من طريق محمد بن يوسف، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. ولم يسق لفظه.

وانظر ما قبله.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، مؤمل -وهو ابن إسماعيل- سيئ الحفظ. والرجل المبهم هو زيد بن ظبيان كما في الرواية السالفة برقم (21355).

ص: 287

أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ مِنْ مَالِهِ فِي سَبِيلِ اللهِ ابْتَدَرَتْهُ حَجَبَةُ الْجَنَّةِ ".

وَقَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ يَمُوتُ لَهُمَا ثَلَاثَةٌ مِنَ الْوَلَدِ لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ (1)، إِلَّا أَدْخَلَهُمُ اللهُ الْجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ إِيَّاهُمْ "(2).

21359 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، أَنَّ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَخْبَرَهُ عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" إِنْ مَرَّ رَجُلٌ عَلَى بَابٍ لَا سِتْرَ لَهُ غَيْرِ مُغْلَقٍ، فَنَظَرَ، فَلَا خَطِيئَةَ عَلَيْهِ، إِنَّمَا الْخَطِيئَةُ عَلَى أَهْلِ الْبَيْتِ "(3).

(1) في (ظ 5) ونسخة في (ر): حنثاً.

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صعصعة بن معاوية، فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد"، والنسائي وابن ماجه، له صحبة، وقيل: مخضرم. عبد الملك بن عمرو: هو أبو عامر العقدي، وقرة: هو ابن خالد، والحسن -وهو البصري- قد صرح بالتحديث فيما سيأتي برقم (21413).

وأخرجه ابن حبان (4645) من طريق أبي عامر العقدي، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو عوانة (7482) من طريق عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي، عن قرة بن خالد، به. وانظر (21341).

قوله: "بفضل رحمته إياهم" أي: بفضل رحمة الله للأولاد، وقيل: بفضل رحمته تعالى للآباء. انظر "فتح الباري" 3/ 121.

(3)

إسناده ضعيف، ابن لهيعة -وهو عبد الله- سيئ الحفظ، وقد تفرد بهذا الحديث. أبو عبد الرحمن: هو عبد الله بن يزيد الحُبُلي المعافري.

وسيأتي مطولاً عن يحيى بن إسحاق وموسى بن داود، عن ابن لهيعة برقم (21572). ويأتي تخريجه وشرحه هناك.

ص: 288

21360 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَقُولُ اللهُ عز وجل: مَنْ عَمِلَ حَسَنَةً فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا أَوْ أَزِيدُ، وَمَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَجَزَاؤُهَا مِثْلُهَا أَوْ أَغْفِرُ، وَمَنْ عَمِلَ قُرَابَ الْأَرْضِ خَطِيئَةً، ثُمَّ لَقِيَنِي لَا يُشْرِكُ بِي شَيْئًا، جَعَلْتُ لَهُ مِثْلَهَا مَغْفِرَةً، وَمَنْ اقْتَرَبَ إِلَيَّ شِبْرًا اقْتَرَبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَمَنْ اقْتَرَبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا اقْتَرَبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا، وَمَنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً "(1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وسيتكرر برقم (21488).

وأخرجه الحسين المروزي في زوائده على "زهد" ابن المبارك (1035)، ومسلم (2687) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (2687)، وابن ماجه (3821)، والبزار في "مسنده"(3988)، وأبو عوانة في الدعوات كما في "الإتحاف" 14/ 199، وإبراهيم بن محمد بن سفيان في زوائده على "صحيح مسلم" بإثر الحديث (2687)، وابن منده في "الإيمان"(78)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 209 - 210 و 407، وفي "الشعب"(1043) و (7047) و (7048)، والبغوي (1253) من طرق عن الأعمش، به.

وأخرجه الطيالسي (464)، والبزار في "مسنده"(3999) من طريق محمد ابن جعفر، كلاهما (الطيالسي ومحمد) عن شعبة، عن واصل بن حيان الأحدب، عن المعرور، عن أبي ذر، قال: قال الله، فذكره. وقال الطيالسي عقبه: لم يرفعه شعبة عن واصل، ورفعه الناس عن الأعمش عن المعرور. قلنا: وقع في مطبوع "مسند الطيالسي" ذِكْر الرسول صلى الله عليه وسلم، فصار مرفوعاً وهو خطأ.

وانظر (21311). =

ص: 289

21361 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ مُنْذِرٍ، حَدَّثَنَا أَشْيَاخٌ، مِنَ التَّيْمِ قَالُوا: قَالَ أَبُو ذَرٍّ: لَقَدْ تَرَكَنَا مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم، وَمَا يُحَرِّكُ طَائِرٌ جَنَاحَيْهِ فِي السَّمَاءِ إِلَّا أَذْكَرَنَا مِنْهُ عِلْمًا (1).

21362 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا الْأَجْلَحُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ الدِّيلِيِّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ أَحْسَنَ مَا غُيِّرَ بِهِ الشَّيْبُ الْحِنَّاءُ وَالْكَتَمُ "(2).

= وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7422). وعن أنس، سلف برقم (12233) وانظر تتمة الشواهد عندهما.

(1)

حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أشياخ منذر، وهو ابن يعلى الثوري. ابن نمير: هو عبد الله.

وسيأتي برقم (21439) من طريق شعبة عن الأعمش.

وسيأتي عن منذر الثوري عن أبي ذر، بإسقاط أشياخ منذر برقم (21440).

وروي عن فطر بن خليفة، عن أبي الطفيل، عن أبي ذر، كما سيأتي عند الرواية رقم (21440)، ورجاله ثقات، لكن وقع على فطر خلاف فيه كما سيأتي.

وفي الباب ما يشهد لمعناه عن غير واحد من الصحابة، انظر حديث المغيرة بن شعبة السالف برقم (18224).

قوله: "إلا أذكرنا" قال السندي: الظاهر أنه بفتح الراء، وفيه ضمير يرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وضبطه بعضهم بسكون الراء، والله تعالى أعلم.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات، الأجلح -وهو ابن =

ص: 290

21363 -

حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، ذَهَبَ الْأَغْنِيَاءُ بِالْأَجْرِ، يُصَلُّونَ وَيَصُومُونَ وَيَحُجُّونَ! قَالَ:" وَأَنْتُمْ تُصَلُّونَ وَتَصُومُونَ وَتَحُجُّونَ " قُلْتُ: يَتَصَدَّقُونَ وَلَا نَتَصَدَّقُ! قَالَ: "ءوَأَنْتَ فِيكَ صَدَقَةٌ: رَفْعُكَ الْعَظْمَ عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ، وَهِدَايَتُكَ الطَّرِيقَ صَدَقَةٌ، وَعَوْنُكَ الضَّعِيفَ بِفَضْلِ قُوَّتِكَ صَدَقَةٌ، وَبَيَانُكَ عَنِ الْأَرْتَمِ صَدَقَةٌ، وَمُبَاضَعَتُكَ امْرَأَتَكَ صَدَقَةٌ " قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، نَأْتِي شَهْوَتَنَا وَنُؤْجَرُ؟! قَالَ:" أَرَأَيْتَ لَوْ جَعَلْتَهُ فِي حَرَامٍ، أَكُنْتَ تَأْثَمُ؟ " قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: " فَتَحْتَسِبُونَ بِالشَّرِّ وَلَا تَحْتَسِبُونَ بِالْخَيْرِ؟! "(1).

= عبد الله- ضعيف يعتبر به، وقد توبع كما في الرواية السالفة برقم (21307).

وسيتكرر برقم (21489).

وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 1/ 439 عن عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أنه منقطع، فإنَّ أبا البَختري -وهو سعيد بن فيروز الطائي- لم يدرك أبا ذر فيما قاله أبو حاتم. يعلى بن عبيد: هو الطنافسي، والأعمش: هو سليمان بن مهران.

وأخرجه البيهقي في "السنن" 6/ 82، وفي "شعب الإيمان"(7619) من طريق شجاع بن الوليد، عن الأعمش سليمان بن مهران، بهذا الإسناد.

وسيأتي برقم (21469) من طريق سفيان عن الأعمش، وبرقم (21427) من طريق شعبة عن عمرو بن مرة وروايته هذه مختصرة.

وأخرجه بنحوه البخاري في "الأدب المفرد"(891)، والترمذي (1956)، والبزار في "مسنده"(4070)، وابن حبان (529)، والطبراني في "الأوسط" =

ص: 291

21364 -

حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ الْأَزْرَقِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ بَابِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، وَفِينَا أَبُو ذَرٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " صَوْمُ شَهْرِ الصَّبْرِ وَثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ

= (4837) وابن عدي في "الكامل" 5/ 1913 من طريق أبي زميل سماك الحنفي، عن مالك بن مرثد، عن أبيه مرثد، عن أبي ذر.

وسيأتي الحديث بنحوه بالأرقام (21473) و (21474) و (21475) و (21482) و (21548) من طريق يحيى بن يعمر عن أبي الأسود عن أبي ذر، غير أنه لم يذكر يحيى بنُ يعمر في الموضعين (21474) و (21548) أبا الأسود. وسيأتي برقم (21484) من طريق أبي سلام ممطور عن أبي ذر.

وفي الباب أحاديث تشهد لحديث أبي ذر لكن بألفاظ مختلفة، وقد ذكرنا بعضها مفرقاً في عدة مواضع من حديث أبي ذر، لموافقة ألفاظها لتلك المواضع.

وفي الباب أيضاً عن أبي موسى عند البخاري (1445)، وعند مسلم (1008)، وسلف برقم (19531) ولفظه:"على كل مسلم صدقة" فقالوا: يا نبي الله فمن لم يجد؟ قال: "يعمل بيده، فينفع نفسه ويتصدق" قالوا: فإن لم يجد؟ قال: "يُعين ذا الحاجة الملهوف" قالوا: فإن لم يجد؟ قال: "فليعمل بالمعروف، وليمسك عن الشر، فإنها له صدقة".

وعن جابر سلف برقم (14709) ولفظه: "كُل معروف صدقة

" وانظر تتمة شواهده هناك.

قوله: "عن الأرتم" قال ابن الأثير في مادة "رتم": كذا وقع في الرواية فإن كان محفوظاً فلعله من قولهم: رتمت الشيء: إذا كسرته، ويكون معناه معنى "الأرَتِّ" وهو الذي لا يفصح الكلام ولا يُصحِّحه ولا يُبينه.

وقال في مادة "رثم": هو الذي لا يُصحح كلامه ولا يبينه لآفةٍ في لسانه أو أسنانه. وأصله من رَثيم الحصى، وهو ما دُقَّ منه بالأخفاف، أو من رثمتُ أنفه: إذا كسرته حتى أدميته، فكأن فمه قد كسر، فلا يُفصح كلامَه.

ص: 292

كُلِّ شَهْرٍ صَوْمُ الدَّهْرِ، وَيُذْهِبُ مَغَلَةَ الصَّدْرِ " قَالَ: قُلْتُ: وَمَا مَغَلَةُ الصَّدْرِ؟ قَالَ: رِجْسُ الشَّيْطَانِ (1).

21365 -

حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مَعْبَدِ بْنِ هِلَالٍ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ، فِي مَسْجِدِ دِمَشْقَ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا الصَّوْمُ؟ قَالَ:" قَرْضٌ مُجْزِئٌ (2) "(3).

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الرجل التميمي. أبو كامل: هو مظفر بن مدرك.

وأخرجه الطيالسي (482) عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وفي أوله قصة.

وسلف عن أبي ذر برقم (21301) بلفظ: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من صام ثلاثة أيام من كل شهر، فقد صام الدهر كله".

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف بسند صحيح برقم (7577) دون قصة مغلة الصدر.

وقد ثبت في حديث ابن الشخير عن أعرابي مرفوعاً: "من سرَّه أن يذهب كثيرٌ من وَحَرِ صدره، فليصم شهر الصبر، وثلاثة أيام من كل شهر"، سلف في "المسند" برقم (20737).

قوله: "صوم شهر الصبر" أي: شهر رمضان.

"مغلة" بفتح الميم وتشديد اللام بمعنى الغِلّ -بكسر الغين- وهو الغش والحقد، والمراد الفساد.

(2)

تصحف في (م) و (ق) إلى: فرض مجزئ!

(3)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الراوي عن عوف بن مالك، وباقي رجاله ثقات. عوف بن مالك: هو الأشجعي.

وسيأتي ضمن حديث مطول برقم (21546) و (21552) من طريق عُبيد ابن الخشخاش عن أبي ذر، وإسناده ضعيف أيضاً، =

ص: 293

21366 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ خَرَشَةَ بْنِ الْحُرِّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ مِنَ اللَّيْلِ، قَالَ:" اللهُمَّ بِاسْمِكَ نَمُوتُ وَنَحْيَا " وَإِذَا اسْتَيْقَظَ قَالَ: " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَحْيَانَا بَعْدَ مَا أَمَاتَنَا، وَإِلَيْهِ النُّشُورُ "(1).

21367 -

حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ مُحَمَّدِ ابْنِ أُخْتِ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَقُولُ اللهُ عز وجل:

= وفي الباب عن أبي أمامة ضمن حديث، سيأتي 5/ 265، وإسناده ضعيف. وسلف برقم (7174) حديث أبي هريرة، وأبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم عن الله تعالى:"الصوم لي وأنا أجزي به".

قال السندي: قوله: "قرض مجزي" كمرميّ، أي: هو عملٌ من أعمال البر، ولا بدَّ أنه تعالى يجزي فاعله، فهو بمنزلة المال الذي أخذه الله تعالى من عبده بالاستقراض، ولا بدَّ أن الله تعالى يردُّ القرض على عبده.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي، ومنصور: هو ابن المعتمر، وربعي: هو ابن حراش.

وأخرجه البخاري (7395)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(860) من طريق سعد بن حفص، والنسائي أيضاً (750) من طريق آدم كلاهما عن شيبان النحوي، بهذا الإسناد. واقتصر النسائي في رواية آدم على أوَّله.

وأخرجه البخاري (6325) من طريق محمد بن ميمون أبي حمزة السُّكَّري، عن منصور، به.

وفي الباب عن البراء بن عازب سلف برقم (18603)، وانظر شاهده هناك.

ص: 294

يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ مُذْنِبٌ إِلَّا مَنْ عَافَيْتُ، فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ، وَمَنْ عَلِمَ أَنِّي أَقْدِرُ عَلَى الْمَغْفِرَةِ فَاسْتَغْفَرَنِي بِقُدْرَتِي غَفَرْتُ لَهُ وَلَا أُبَالِي، وَكُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلَّا مَنْ هَدَيْتُ، فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ، وَكُلُّكُمْ فَقِيرٌ إِلَّا مَنْ أَغْنَيْتُ، فَاسْأَلُونِي أُغْنِكُمْ.

وَلَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ، وَحَيَّكُمْ وَمَيِّتَكُمْ، وَرَطْبَكُمْ وَيَابِسَكُمْ، اجْتَمَعُوا عَلَى أَشْقَى قَلْبٍ مِنْ قُلُوبِ عِبَادِي، مَا نَقَصَ فِي مُلْكِي جَنَاحَ بَعُوضَةٍ، وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ عَبْدٍ مِنْ عِبَادِي، مَا زَادَ فِي مُلْكِي جَنَاحَ بَعُوضَةٍ.

وَلَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ، وَحَيَّكُمْ وَمَيِّتَكُمْ، وَرَطْبَكُمْ وَيَابِسَكُمْ، اجْتَمَعُوا، فَسَأَلَنِي كُلُّ سَائِلٍ مِنْهُمْ مَا بَلَغَتْ أُمْنِيَّتُهُ، فَأَعْطَيْتُ كُلَّ سَائِلٍ مِنْهُمْ مَا سَأَلَ، مَا نَقَصَنِي، كَمَا لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ مَرَّ بِشَفَةِ الْبَحْرِ فَغَمَسَ فِيهِ إِبْرَةً ثُمَّ انْتَزَعَهَا، كَذَلِكَ لَا يَنْقُصُ مِنْ مُلْكِي، ذَلِكَ بِأَنِّي جَوَادٌ مَاجِدٌ صَمَدٌ، عَطَائِي كَلَامٌ، وَعَذَابِي كَلَامٌ، إِذَا أَرَدْتُ شَيْئًا فَإِنَّمَا أَقُولُ لَهُ: كُنْ، فَيَكُونُ " (1).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، ليث بن أبي سليم وشهر بن حوشب ضعيفان.

وأخرجه أبو عوانة في البر والصلة كما في "إتحاف المهرة" 14/ 164 من طريق عمار بن محمد بهذا الإسناد.

وأخرجه هناد في "الزهد"(905)، والترمذي (2495)، والبزار في "مسنده"(4051)، وأبوعوانة من طرق عن ليث بن أبي سليم، به.

وأخرجه أبو حاتم كما في "العلل" 2/ 134، وأبو عوانة، والطبراني في =

ص: 295

21368 -

حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ، حَدَّثَنَا شَهْرٌ، حَدَّثَنِي ابْنُ غَنْمٍ، أَنَّ أَبَا ذَرٍّ حَدَّثَهُ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ اللهَ عز وجل يَقُولُ: يَا عَبْدِي، مَا عَبَدْتَنِي وَرَجَوْتَنِي، فَإِنِّي غَافِرٌ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ، وَيَا عَبْدِي إِنْ لَقِيتَنِي بِقُرَابِ الْأَرْضِ خَطِيئَةً، مَا لَمْ تُشْرِكْ بِي، لَقِيتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً "(1).

= "مسند الشاميين"(2811) من طرق عن شهر بن حوشب، به. ورواية "العلل" والطبراني مختصرة.

وسيأتي من طريق موسى بن المسيب، عن شهر بن حوشب برقم (21540).

وسيأتي من طريق أبي أسماء الرحبي، عن أبي ذر برقم (21420)، وإسناده صحيح.

وأخرجه بأطول منه بنحوه البخاري في "الأدب المفرد"(490)، ومسلم (2577)، والبزار (4053)، وأبو عوانة، وابن حبان (619)، والطبراني في "الشاميين"(338)، والحاكم 4/ 241، وأبو نعيم في "الحلية" 5/ 125 - 126، والبيهقي في "السنن" 6/ 93، وفي "الاسماء والصفات" ص 285، وفي "الشعب"(7088) من طريق أبي إدريس الخولاني، عن أبي ذر، وبعضهم لم يسق لفظه.

وانظر الحديث التالي.

قوله: "جواد": أي: ذو جود وعطاء.

"ماجد" أي: ذو الارتفاع والعلو.

"صمد" أي: السَّيد لأنه يقصد في الحوائج.

(1)

حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر، وهو ابن حوشب. عبد الحميد: هو ابن بهرام الفزاري، وابن غنم: هو عبد الرحمن.

وأخرجه البيهقي في "الشعب"(1041) من طريق أسد بن موسى وأبي الوليد الطيالسي، عن عبد الحميد بن بهرام، به. =

ص: 296

21369 -

وَقَالَ أَبُو ذَرٍّ: " إِنَّ اللهَ عز وجل يَقُولُ: يَا عِبَادِي، كُلُّكُمْ مُذْنِبٌ إِلَّا مَنْ أَنَا عَافَيْتُهُ " فَذَكَرَ نَحْوَهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: " ذَلِكَ بِأَنِّي جَوَادٌ وَاجِدٌ مَاجِدٌ، إِنَّمَا عَطَائِي كَلَامٌ "(1).

21370 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَامَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَكَلَتْنَا الضَّبُعُ - يَعْنِي السَّنَةَ - قَالَ:" غَيْرُ ذَلِكَ أَخْوَفُ لِي عَلَيْكُمْ: الدُّنْيَا إِذَا صُبَّتْ عَلَيْكُمْ صَبًّا، فَيَا لَيْتَ أُمَّتِي لَا يَلْبَسُونَ الذَّهَبَ "(2).

21371 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيِّ، وَخَالِدٍ

= وسيأتي من طريق شهر، عن معدي كرب برقم (21472).

وانظر الحديث السابق، وما سلف برقم (21311).

(1)

صحيح مرفوعاً كما سلف برقم (21367)، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر -وهو ابن حوشب-، وهو هنا موقوف.

وأخرجه أبو عوانة في البر والصلة كما في "إتحاف المهرة" 14/ 164 من طريق أبي صالح كاتب الليث ومنصور بن أبي مزاحم، كلاهما عن عبد الحميد ابن بهرام، بهذا الإسناد لكن الحافظ ساقه ضمن الطرق المرفوعة، ولم يُشر إلى أنه موقوف.

قوله: "واجد": هو الغني الذي لا يفتقر.

(2)

إسناده ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد: وهو الهاشمي مولاهم.

وأخرجه البزار في "مسنده"(3985) من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.

وانظر (21353).

ص: 297

الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، كِلَاهُمَا ذَكَرَهُ: خَالِدٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ بُجْدَانَ وَأَيُّوبُ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ: أَنَّ أَبَا ذَرٍّ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ أَجْنَبَ فَدَعَا لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِمَاءٍ، فَاسْتَتَرَ وَاغْتَسَلَ، ثُمَّ قَالَ لَهُ:" إِنَّ الصَّعِيدَ الطَّيِّبَ وَضُوءُ لِلْمُسْلِمِ (1) وَإِنْ لَمْ يَجِدِ الْمَاءَ عَشْرَ سِنِينَ، وَإِذَا وَجَدَ الْمَاءَ فَلْيُمِسَّهُ بَشَرَتَهُ، فَإِنَّ ذَلِكَ هُوَ خَيْرٌ "(2).

(1) في (م) و (ق): المسلم.

(2)

صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عمرو بن بجدان، وقد سلف الكلام عليه عند الرواية (21304). وفي هذا الإسناد سَمَّى خالدٌ الحذاء الراويَ عن أبي ذر عمرَو بن بجدان، وأما طريق أيوب، فقال: عن رجل لم يُسمِّه، عن أبي ذر.

وأخرجه النسائي 1/ 171، وابن حبان (1313)، والدارقطني 1/ 186، والبيهقي 1/ 212 من طريق مخلد بن يزيد، عن سفيان الثوري، عن أيوب وخالد، عن أبي قلابة، عن عمرو بن بجدان، بهذا الإسناد.

وقال البيهقي عقبه: تفرد به مخلد هكذا، وغيره يرويه عن الثوري، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن رجل، عن أبي ذر. وعن خالد، عن أبي قلابة، عن عمرو بن بجدان، عن أبي ذر كما رواه سائر الناس. وقال الدارقطني في "العلل" 6/ 253: وأحسبه حمل حديث أيوب على حديث خالد لأن أيوب يرويه عن أبي قلابة عن رجل لم يُسمه عن أبي ذر.

وأخرجه عبد الرزاق (913) عن سفيان، عن خالد الحذاء وحده، به- وسمى الراوي عن أبي ذر عمرَو بن بجدان.

وأخرجه أبو داود (332)، وابن حبان (1311)، والحاكم 1/ 176، والبيهقي 1/ 220 من طريق خالد الطحان، وأخرجه البزار في "مسنده"(3973)، وابن خزيمة (2292)، وابن حبان (1312)، والدارقطني 1/ 187، والبيهقي 1/ 212 =

ص: 298

21372 -

حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ الْأَسْوَدُ - قَالَ مُؤَمَّلٌ: وَكَانَ رَجُلًا صَالِحًا - قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الصِّدِّيقِ يُحَدِّثُ ثَابِتًا الْبُنَانِيَّ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّكُمْ فِي زَمَانٍ عُلَمَاؤُهُ كَثِيرٌ خُطَبَاؤُهُ قَلِيلٌ، مَنْ تَرَكَ فِيهِ عَشِيْرَ مَا يَعْلَمُ هَوَى - أَوْ قَالَ: هَلَكَ -، وَسَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَقِلُّ عُلَمَاؤُهُ وَيَكْثُرُ خُطَبَاؤُهُ، مَنْ تَمَسَّكَ فِيهِ بِعَشِيْرِ مَا يَعْلَمُ نَجَا "(1).

= و 220 من طريق يزيد بن زريع، كلاهما عن خالد الحذاء، به.

وانظر (21304).

(1)

إسناده ضعيف، مؤمل -وهو ابن إسماعيل- سيئ الحفظ، ولإبهام الرواي عن أبي ذر.

حماد: هو ابن سلمة، وحجاج الأسود: هو ابن أبي زياد القسملي، وأبو الصِّديق: هو بكر بن عمرو الناجي.

وأورده البخاري في "التاريخ" 2/ 374 عن إسحاق، عن مؤمل، بهذا الإسناد- ولم يذكر فيه الرجل المبهم.

واورده البخاري أيضاً 2/ 374 من طريق إبراهيم بن موسى، عن عيسى بن يونس، عن الحجاج بن أبي زياد الأسود، عن أبي نضرة أو أبي الصديق، عن أبي ذر- لم يذكر أيضاً الرجل المبهم، وفي سماعهما من أبي ذر نظر.

وفي الباب عن أبي هريرة مرفوعاً عند الترمذي (2267) ولفظه: "إنكم في زمان من ترك منكم عُشْرَ ما أمر به هلك، ثم يأتي زمانٌ من عمل منهم بِعُشر ما أُمر به نجا" وقال الترمذي عقبه: غريب، لا نعرفه إلا من حديث نعيم بن حماد. قلنا: ونعيم ليس بالقوي.

قوله: "عَشِير" بفتح عين وكسر شين معجمة: جزء من عشرة.

ص: 299

21373 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْأَشْتَرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُمِّ ذَرٍّ قَالَتْ: لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا ذَرٍّ الْوَفَاةُ، قَالَتْ: بَكَيْتُ، فَقَالَ: مَا يُبْكِيكِ؟ قَالَتْ: وَمَا لِي لَا أَبْكِي وَأَنْتَ تَمُوتُ بِفَلَاةٍ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا يَدَ لِي بِدَفْنِكَ، وَلَيْسَ عِنْدِي ثَوْبٌ يَسَعُكَ فَأُكَفِّنَكَ فِيهِ. قَالَ: فَلَا تَبْكِي وَأَبْشِرِي، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" لَا يَمُوتُ بَيْنَ امْرَأَيْنِ مُسْلِمَيْنِ وَلَدَانِ أَوْ ثَلَاثَةٌ فَيَصْبِرَانِ وَيَحْتَسِبَانِ فَيَرَيَانِ (1) النَّارَ أَبَدًا ".

وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَيَمُوتَنَّ رَجُلٌ مِنْكُمْ بِفَلَاةٍ مِنَ الْأَرْضِ يَشْهَدُهُ عِصَابَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ " وَلَيْسَ مِنْ أُولَئِكَ النَّفَرِ أَحَدٌ إِلَّا وَقَدْ مَاتَ فِي قَرْيَةٍ أَوْ جَمَاعَةٍ، وَإِنِّي أَنَا الَّذِي أَمُوتُ بِفَلَاةٍ، وَاللهِ مَا كَذَبْتُ وَلَا كُذِبْتُ (2).

(1) في (م): فيردان، والمثبت من الأصول الخطية.

(2)

إسناده حسن، إبراهيم بن الأشتر: هو إبراهيم بن مالك بن الحارث، روى عن أبيه وعمر وروى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات" وكان من أعيان الأمراء بالكوفة، وأبوه مالك بن الحارث المعروف بالأشتر روى عنه جمع، وذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من تابعي أهل الكوفة، وقال: كان من أصحاب عليٍّ، وشهد معه الجمل وصفِّين ومشاهده كلَّها وولّاه على مصر، وقال العجلي: كوفي تابعي ثقة، وذكره ابن حبان في "الثقات" وهو من المخضرمين، وروى له النسائي. وأُمُّ ذرّ ذكرها ابن حبان في ثقات التابعين، ويقال: لها صحبة. وباقي رجاله رجال الصحيح. إسحاق بن عيسى: هو ابن نجيح ابن الطباع، ويحيى بن سليم: هو الطائفي، وعبد الله بن عثمان: =

ص: 300

21374 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ يَزِيدَ بْنِ نُعَيْمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ الْغِفَارِيَّ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ بِالْفُسْطَاطِ يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ تَقَرَّبَ إِلَى اللهِ شِبْرًا، تَقَرَّبَ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَمَنْ تَقَرَّبَ إِلَى اللهِ ذِرَاعًا، تَقَرَّبَ إِلَيْهِ بَاعًا، وَمَنْ أَقْبَلَ عَلَى اللهِ مَاشِيًا، أَقْبَلَ اللهُ إِلَيْهِ مُهَرْوِلًا ".

وَاللهُ أَعْلَى وَأَجَلُّ، وَاللهُ أَعْلَى وَأَجَلُّ، وَاللهُ أَعْلَى وَأَجَلُّ (1).

= هو ابن خثيم، ومجاهد: هو ابن جبر المكي.

وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 4/ 233 - 234، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(984)، والبزار في "مسنده"(4060)، وابن حبان (6670) و (6671)، والحاكم 3/ 344 - 346، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 169 - 170، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/ 401 - 402 من طرق عن يحيى ابن سليم، بهذا الإسناد- مطولاً بنحو الرواية الآتية برقم (21467). وسقط من مطبوع "الآحاد والمثاني":"أم ذر". وليس في روايات ابن أبي عاصم وابن حبان في الموضع الأول وأبي نعيم والبيهقي قوله صلى الله عليه وسلم: "لا يموت بين امرأين مسلمين

إلخ".

وانظر ما سلف برقم (21341).

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، ابن لهيعة -وهو عبد الله- رواية قتيبة بن سعيد عنه صالحة. يزيد بن عمرو: هو المعافري، ويزيد بن نعيم كذا وقع في رواية "المسند"، ولم يُسمِّه أحدٌ ممن ترجم له بهذا الاسم، وإنما سَمَّوه: زياد بن نُعيم، وهو ابن ربيعة بن نعيم الحضرمي؛ ينسب إلى جده.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(1646) من طريق سعيد بن أبي مريم، عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد. وجاء عنده: زياد بن نعيم على الجادة.

وانظر ما سلف برقم (21360).

ص: 301

21375 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ الْحِمْصِيِّ، عَنْ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ زَنَّى أَمَةً لَمْ يَرَهَا تَزْنِي، جَلَدَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِسَوْطٍ مِنْ نَارٍ "(1).

21376 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُهَاجِرٍ أَبِي الْحَسَنِ، قَالَ: سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ وَهْبٍ، قَالَ: جِئْنَا مِنْ جَنَازَةٍ، فَمَرَرْنَا بِأَبِي ذَرٍّ، فَقَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ فَأَرَادَ الْمُؤَذِّنُ أَنْ يُؤَذِّنَ لِلظُّهْرِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَبْرِدْ " ثُمَّ أَرَادَ أَنْ يُؤَذِّنَ، فَقَالَ لَهُ:" أَبْرِدْ " - وَالثَّالِثَةَ، أَكْبَرُ عِلْمِي شُعْبَةُ قَالَ لَهُ - حَتَّى رَأَيْنَا فَيْءَ التُّلُولِ، قَالَ:" إِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ، فَإِذَا اشْتَدَّ الْحَرُّ فَأَبْرِدُوا بِالصَّلَاةِ "(2).

(1) إسناده ضعيف، الحمصي وأبو طالب مجهولان، قال صاحب "تعجيل المنفعة" 2/ 486: كذا رأيته في "المسند" ووقع في "الكنى" لأبي أحمد تبعاً للبخاري: الجهضمي، ولم يذكر له اسماً ولا حالاً، ولا لأبي طالب.

وأخرج الحديث البخاري في "الكنى" 9/ 45 عن يحيى بن بكير، عن الليث، بهذا الإسناد، وسقط منه الحمصي أو الجهضمي!

قوله: "من زنَّى" بالتشديد من التزنية، أي: نسبها إلى الزنى.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الطيالسي (445)، وابن أبي شيبة 1/ 324، والبخاري (539) و (629) و (3258)، وأبو داود (401)، والترمذي (158)، وابن خزيمة (394)، والطحاوي 1/ 186، وابن حبان (1509)، والبيهقي 1/ 438، والبغوي (363) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. =

ص: 302

21377 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنِ الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم الصَّادِقَ الْمَصْدُوقَ يَقُولُ: " قَالَ اللهُ عز وجل: الْحَسَنَةُ عَشْرٌ أَوْ أَزِيدُ، وَالسَّيِّئَةُ وَاحِدَةٌ أَوْ أَغْفِرُهَا، فَمَنْ لَقِيَنِي، لَا يُشْرِكُ بِي شَيْئًا، بِقُرَابِ الْأَرْضِ خَطِيئَةً جَعَلْتُ لَهُ مِثْلَهَا مَغْفِرَةً "(1).

21378 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: يَقْطَعُ صَلَاةَ الرَّجُلِ إِذَا لَمْ يَكُنْ بَيْنَ يَدَيْهِ مِثْلُ آخِرَةِ الرَّحْلِ: الْمَرْأَةُ وَالْحِمَارُ وَالْكَلْبُ الْأَسْوَدُ. قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي ذَرٍّ: مَا بَالُ الْكَلْبِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْكَلْبِ الْأَحْمَرِ؟ قَالَ: يَا ابْنَ

= وسيأتي برقم (21441) و (21533).

وفي الباب عن أبي هريرة سلف برقم (7130)، وانظر تمام شواهده هناك.

قوله: "أبرد" أمر من الإبراد، وهو الدخول في البرد، أي: ادخُل في البرد، وأما قوله:"فأبردوا بالصلاة" فالباء فيه للتعدية، أي: أدخلها في البرد.

"حتى رأينا" غاية للقول، أي: كان يقول له أبرد كلما يقوم.

"فيء التلول" بضم المثناة وخفة اللام جمع تَلٍّ، بفتح فتشديد: كل ما اجتمع على الأرض من تراب ورمل، وهي منبطحة لا يظهر لها ظل إلا إذا ذهب أكثر وقت الظهر. قاله السندي.

وانظر الكلام على قوله: "من فيح جهنم" عند حديث أبي هريرة المشار إليه.

(1)

إسناده حسن. وهو مكرر (21316).

ص: 303

أَخِي، سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَمَا سَأَلْتَنِي، فَقَالَ:" الْكَلْبُ الْأَسْوَدُ شَيْطَانٌ "(1).

21379 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الصَّامِتِ، قَالَ: قَالَ أَبُو ذَرٍّ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، الرَّجُلُ يُحِبُّ الْقَوْمَ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَعْمَلَ بِأَعْمَالِهِمْ؟ قَالَ:" أَنْتَ يَا أَبَا ذَرٍّ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ " قَالَ: قُلْتُ: فَإِنِّي أُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ. يُعِيدُهَا مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ (2).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، سليمان بن المغيرة وعبد الله بن الصامت من رجاله، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. بهز: هو ابن أسد العمِّي، وحميد: هو ابن هلال العدوي.

وأخرجه مسلم (510)، وأبو داود (702)، وأبو عوانة (1400)، وابن حبان (2384)، والبيهقي 2/ 274 من طرق عن سليمان بن المغيرة، بهذا الإسناد.

وسلف مرفوعاً صريحاً برقم (21323).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه الدارمي (2787)، والبخاري في "الأدب المفرد"(351)، وأبو داود (5126)، والبزار في "مسنده"(3950) و (3951)، وأبو عوانة في البر والصلة كما في "الإتحاف" 14/ 155، وابن حبان (556) من طرق عن سليمان ابن المغيرة، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(2715) من طريق سعيد بن بشير، عن قتادة، عن حميد بن هلال، به.

وسيأتي برقم (21463) عن روح وهاشم بن القاسم عن سليمان بن المغيرة.

وفي الباب عن ابن مسعود، سلف برقم (3718). وانظر تتمة شواهده هناك.

ص: 304

21380 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، الرَّجُلُ يَعْمَلُ الْعَمَلَ فَيَحْمَدُهُ النَّاسُ عَلَيْهِ، وَيُثْنُونَ عَلَيْهِ بِهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" تِلْكَ عَاجِلُ بُشْرَى الْمُؤْمِنِ "(1).

21381 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو عِمْرَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: أَوْصَانِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا طَبَخْتُ قِدْرًا أَنْ أُكْثِرَ مَرَقَتَهَا، فَإِنَّهُ أَوْسَعُ لِلْجِيرَانِ (2).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. بهز: هو ابن أسد العَمِّي، وحماد: هو ابن سلمة، وأبو عمران الجَوْني: هو عبد الملك بن حبيب البصري.

وأخرجه مسلم (2642)، وأبو عوانة في البر والصلة كما في "إتحاف المهرة" 14/ 155، وابن حبان (367) و (5768) من طريق حماد بن زيد، عن أبي عمران الجوني، بهذا الإسناد.

وسيأتي الحديث من طريق شعبة عن أبي عمران الجوني برقم (21400) و (21477).

قوله: "تلك عاجل بُشرى المؤمن" قال النووي في "شرح مسلم" 16/ 189: قال العلماء: معناه هذه البشرى المعجَّلة له بالخير، وهي دليل على رضا الله تعالى عنه ومحبته له فيحبَّبه إلى الخلق، ثم يوضع له القَبُولُ في الأرض، هذا كلُّه إذا حمده الناس من غير تعرُّضٍ منه لحمدهم، وإلا فالتعرُّضُ مذموم.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه.

وأخرجه ابن حبان (21381) من طريق سليمان بن حرب، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. =

ص: 305

* 21382 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ دَاوُدَ بْنَ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي حَرْبِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ الدِّيلِيِّ، عَنْ عَمِّهِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: أَتَانِي نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا نَائِمٌ فِي مَسْجِدِ الْمَدِينَةِ، فَضَرَبَنِي بِرِجْلِهِ، فَقَالَ:" أَلَا أَرَاكَ نَائِمًا فِيهِ؟ " قَالَ: قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ، غَلَبَتْنِي عَيْنِي. قَالَ:" كَيْفَ تَصْنَعُ إِذَا أُخْرِجْتَ مِنْهُ؟ " قَالَ: آتِي الشَّامَ الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الْمُبَارَكَةَ. قَالَ: " كَيْفَ تَصْنَعُ إِذَا أُخْرِجْتَ مِنَ الشَّامِ؟ " قَالَ: أَعُودُ إِلَيْهِ. قَالَ (1): " كَيْفَ تَصْنَعُ إِذَا أُخْرِجْتَ مِنْهُ؟ " قَالَ: مَا أَصْنَعُ يَا نَبِيَّ اللهِ، أَضْرِبُ بِسَيْفِي؟! فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى مَا هُوَ خَيْرٌ لَكَ مِنْ ذَلِكَ وَأَقْرَبُ رُشْدًا؟ تَسْمَعُ وَتُطِيعُ، وَتَنْسَاقُ لَهُمْ حَيْثُ سَاقُوكَ "(2).

21383 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْأَعْمَشِ (3)،

= وانظر (21326).

(1)

من بعد قوله: "المقدسة المباركة" إلى هنا سقط من (م).

(2)

إسناده ضعيف، عم أبي حرب بن أبي الأسود الدِّيلي لا يعرف، ولم يرو عنه غير أبي حرب.

وأخرجه الدارمي (1399) من طريق سعيد بن المغيرة، وابن أبي عاصم في "السنة"(1074) من طريق موسى بن أيوب، وابن حبان (6668) من طريق عبد الأعلى بن حماد ثلاثتهم عن معتمر بن سليمان، بهذا الإسناد. واقتصر الدارمي على أوله إلى قوله:"يا نبي الله غلبتني عيني".

وانظر ما سلف (21291).

(3)

في (م) و (ظ 5) و (ق): أبو عوانة وسليمان الأعمش بواو العطف، وهو خطأ صوبناه من نسخة (ر)، ومن "أطراف المسند" 6/ 196، ومن "مستخرج" أبي عوانة الإسفراييني.

ص: 306

عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كُنْتُ أَعْرِضُ عَلَيْهِ وَيَعْرِضُ عَلَيَّ فِي السِّكَّةِ، فَيَمُرُّ بِالسَّجْدَةِ فَيَسْجُدُ، قَالَ: قُلْتُ: أَتَسْجُدُ فِي السِّكَّةِ؟ قَالَ: نَعَمْ، سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ يَقُولُ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ فِي الْأَرْضِ أَوَّلُ؟ قَالَ:" الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ " قَالَ: قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: " ثُمَّ الْمَسْجِدُ الْأَقْصَى " قَالَ: قُلْتُ: كَمْ بَيْنَهُمَا؟ قَالَ: " أَرْبَعُونَ سَنَةً " قَالَ: " ثُمَّ أَيْنَمَا أَدْرَكَتْكَ الصَّلَاةُ فَصَلِّ فَهُوَ مَسْجِدٌ "(1).

وَقَدْ قَالَ أَبُو عَوَانَةَ: كُنْتُ أَقْرَأُ عَلَيْهِ وَيَقْرَأُ عَلَيَّ.

21384 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الصَّامِتِ: أَنَّهُ كَانَ مَعَ أَبِي ذَرٍّ فَخَرَجَ عَطَاؤُهُ وَمَعَهُ جَارِيَةٌ لَهُ، فَجَعَلَتْ تَقْضِي حَوَائِجَهُ، قَالَ: فَفَضَلَ مَعَهَا سَبْعٌ، قَالَ: فَأَمَرَهَا أَنْ تَشْتَرِيَ بِهِ فُلُوسًا، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: لَوْ ادَّخَرْتَهُ لِلْحَاجَةٍ تَنُوبُكَ، أَوْ لِلضَّيْفِ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم، وأبو عوانة: هو الوضاح اليشكري، وإبراهيم التيمي: هو ابن يزيد بن شريك.

وأخرجه أبو عوانة الإسفراييني (1161) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.

وأخرجه أيضاً (1161) من طريق حبان بن هلال، عن أبي عوانة، به.

وانظر (21333).

قوله: قوله: "كنتُ أَعرض عليه" القائل هو: إبراهيم التيمي، أي: كنت أعرض على أبي القرآنَ ويعرضه عليَّ.

ص: 307

يَنْزِلُ بِكَ. قَالَ: إِنَّ خَلِيلِي عَهِدَ إِلَيَّ " أَنْ أَيُّمَا ذَهَبٍ أَوْ فِضَّةٍ أُوكِيَ عَلَيْهِ، فَهُوَ جَمْرٌ عَلَى صَاحِبِهِ حَتَّى يُفْرِغَهُ فِي سَبِيلِ اللهِ عز وجل "(1).

21385 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ يَحْيَى، حَدَّثَنِي أَبُو صَالِحٍ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ بَنِي أَسَدٍ.

وَيَعْلَى، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ ذَكْوَانَ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ بَنِي أَسَدٍ، أَنَّ أَبَا ذَرٍّ أَخْبَرَهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَشَدُّ أُمَّتِي لِي حُبًّا قَوْمٌ يَكُونُونَ - أَوْ يَخْرُجُونَ - بَعْدِي، يَوَدُّ أَحَدُهُمْ أَنَّهُ أَعْطَى أَهْلَهُ وَمَالَهُ وَأَنَّهُ رَآنِي "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن الصامت، فمن رجال مسلم.

وأخرجه البزار في "مسنده"(3926)، والطبراني (1634)، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 162 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني (1641) من طريق منصور بن زاذان، عن الحسن البصري، عن عبد الله بن الصامت، به- ولم يذكر فيه قصة.

وسيأتي برقم (21561) و (21528) عن يزيد بن هارون عن همام. وسيأتي بنحوه برقم (21480) من طريق أبي مجيبٍ عن أبي ذر.

وانظر (21451) و (21470).

وفي الباب عن أبي أمامة عند الطبراني (7636)، وإسناده ضعيف.

قوله: "تنوبك" قال السندي: أي: تنزل بك.

"أُوكي" بلا همز في آخره، أي: ربط عليه.

(2)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الرجل الأسدي. يحيى بن سعيد شيخ المصنف: هو ابن فرُّوخ القطان، ويحيى الراوي عن ذكوان أبي صالح: هو ابن سعيد بن قيس الأنصاري، ويعلى شيخ المصنف في الإسناد =

ص: 308

21386 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ الْأَجْلَحِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ أَحْسَنَ مَا غُيِّرَ بِهِ الشَّيْبُ الْحِنَّاءُ وَالْكَتَمُ "(1).

21387 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ مِنْ (2) كُنُوزِ الْجَنَّةِ "(3).

21388 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا قُدَامَةُ الْعَامِرِيُّ، عَنْ جَسْرَةَ بِنْتِ دَجَاجَةَ

= الثاني: هو ابن عبيد بن أبي أُمَّية الطَّنافسي.

وسيأتي مكرراً عن يحيى بن سعيد القطان وحده برقم (21494).

وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري (3589)، ومسلم (2364)، وسلف برقم (8141).

وعن سمرة بن جندب عند الطبراني في "الكبير"(7097).

قوله: "أعطى أهله وماله" قال السندي: أي: صرفَ أهلَه وماله في تحصيل رؤيتي.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات، الأجلح -وهو ابن عبد الله- ضعيف يعتبر به، وقد توبع كما في الرواية السالفة برقم (21307).

وأخرجه البزار في "مسنده"(3921)، والنسائي 8/ 139، والدارقطني في "العلل" 6/ 279 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وأُقحِم في "مسند البزار" بين ابن بريدة وأبي الأسود: يحيى بن يعمر!

(2)

في (م): كنز من.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (21346).

ص: 309

عَنْ أَبِي ذَرٍّ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ فَرَدَّدَهَا حَتَّى أَصْبَحَ: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [المائدة: 118](1).

21389 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " صَلِّ الصَّلَاةَ لِوَقْتِهَا "(2).

21390 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ أَوَّلُ؟

(1) إسناده حسن. قدامة العامري: هو ابن عبد الله بن عبدة البكري.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 477، والبغوي (915) من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 347 من طريق أبي خالد الأحمر، عن قدامة العامري، به.

وانظر (21328).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن الصامت فمن رجال مسلم.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 381 عن وكيعٍ، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (449)، وابن أبي شيبة 2/ 382، وأبو عوانة (1525) و (1527) و (2404)، والطحاوي 1/ 363، والبيهقي 2/ 301، والبغوي (390) من طرق عن شعبة، به. وبعضهم رواه بأتم مما هنا بنحو الحديث السالف برقم (21324).

وانظر (21306).

ص: 310

قَالَ: " الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ " قَالَ: قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: " ثُمَّ الْمَسْجِدُ الْأَقْصَى " قَالَ: قُلْتُ: كَمْ بَيْنَهُمَا؟ قَالَ: " أَرْبَعُونَ سَنَةً، ثُمَّ أَيْنَمَا أَدْرَكَتْكَ الصَّلَاةُ فَصَلِّ، فَهُوَ مَسْجِدٌ "(1)،

21391 -

حَدَّثَنَا عَبْدَةُ (2)، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، فَذَكَرَهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: أَيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ فِي الْأَرْضِ أَوَّلُ؟ (3)

21392 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ وَبَهْزٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ قَتَادَةَ - قَالَ بَهْزٌ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي ذَرٍّ: لَوْ أَدْرَكْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَأَلْتُهُ. قَالَ: عَنْ أَيِّ شَيْءٍ؟ قُلْتُ: هَلْ رَأَيْتَ رَبَّكَ؟ فَقَالَ: قَدْ سَأَلْتُهُ، فَقَالَ:" نُورٌ أَنَّى أَرَاهُ (4) ".

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وإبراهيم التيمي: هو ابن يزيد بن شريك.

وأخرجه ابن خزيمة (787) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق (1578)، وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 4/ 216 - 217 من طريق أبي حذيفة موسى بن مسعود، كلاهما (عبد الرزاق وأبو حذيفة) عن سفيان الثوري، به. وانظر (21333).

(2)

المثبت من (م) وبقية الأصول الخطية، وفي "أطراف المسند" 6/ 196: عبيدة. قلنا: وكلاهما يروي عنه الإمام أحمد، وكلاهما أيضاً يروي عن الأعمش، وحينئذ فلا وجه لتخطئة محقق الكتاب لما وقع في الطبعة الميمنية.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبدة: هو ابن سليمان الكلابي. وانظر ما قبله.

(4)

في (م) و (ظ 5) و (ق): نور أنى أراه، وضبطت في (ظ 5) بفتح الهمزة الأولى وتشديد النون المفتوحة. ولم تضبط في (ق). =

ص: 311

يَعْنِي عَلَى طَرِيقِ الْإِيجَابِ (1)

= وأما نسخة (ر) فقد ضبطت فيها "نُورانيّ" بضم النون الأولى وكسر النون الثانية وياء مشددة، نسبة إلى النور.

وقوله في آخر الحديث: "يعني على طريق الإيجاب" يظهر أنه من كلام عبد الله بن أحمد، أو من كلام الإمام أحمد، وحينئذ تقرأ الكلمة نورانيّ أراه.

قال القاضي عياض كما في "شرح مسلم" للنووي 3/ 12: لم تقع إلينا ولا رأيتها في شيء من الأصول. وقال ابن تيمية عنها: إنها تصحيف.

قلنا: والصواب أنهما كلمتان "نور أنى" قال الإمام النووي في "شرح مسلم" 3/ 12: هكذا رواه جميع الرواة في جميع الأصول والروايات، ومعناه: حجابه نورٌ، فكيف أَراه؟!

قلنا: وهذا المعنى مأخوذ من حديث أبي موسى عند مسلم (179) رَفَعه: "حجابه النُّور، لو كشفه لأَحرَقَت سُبُحاتُ وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه".

وقال المازري: الضمير في "أراه" عائد على الله تعالى، ومعناه أن النور مَنَعَني من الرؤية كما جرت العادة بإغشاء الأنوار الأبصار، ومنعها من إدراك ما حالت بين الرائي وبينه.

ونقل ابن القيم رحمه الله عن ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى 6/ 507 - 508 قوله صلى الله عليه وسلم: "نور أنى أراه" معناه كان ثَمَّ نورٌ، وحال دون رؤيته نور، فأنى أراه؟! قال: ويدل عليه أن في بعض ألفاظ الصحيح: هل رأيت ربك؟ فقال: رأيت نوراً. وقد أعضل أمر هذا الحديث على كثير من الناس حتى صحفه بعضهم فقال: نورانيّ أراه، على أنها ياء النسب، والكلمة كلمة واحدة، وهذا خطأ لفظاً ومعنىً.

وانظر أيضاً "زاد المعاد" 3/ 37، و"مجموع الفتاوى" 3/ 386 - 389.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن شقيق، فمن رجال مسلم.

وأخرجه ابن منده في "الإيمان"(770) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، عن وكيع وحده، بهذا الإسناد. =

ص: 312

21393 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يُؤْتَى بِالرَّجُلِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُقَالُ: اعْرِضُوا عَلَيْهِ صِغَارَ ذُنُوبِهِ. قَالَ: فَتُعْرَضُ عَلَيْهِ وَيُخَبَّأُ عَنْهُ كِبَارُهَا، فَيُقَالُ: عَمِلْتَ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا كَذَا وَكَذَا، وَهُوَ مُقِرٌّ لَا يُنْكِرُ، وَهُوَ مُشْفِقٌ مِنَ الْكِبَارِ، فَيُقَالُ: أَعْطُوهُ مَكَانَ كُلِّ سَيِّئَةٍ عَمِلَهَا (1) حَسَنَةً " قَالَ: " فَيَقُولُ: إِنَّ لِي ذُنُوبًا مَا أَرَاهَا ". قَالَ: قَالَ أَبُو ذَرٍّ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ (2).

= وأخرجه مسلم (178)(291)، والترمذي (3282)، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/ 510، وابن منده (770) من طريق وكيع وحده، به.

وأخرجه الطيالسي (474)، وابن خزيمة 1/ 508 - 509 و 509 و 513، وأبو عوانة (383) و (384)، وابن منده (770) و (771)، وأبو نعيم في "الحلية" 9/ 61 من طرق عن يزيد بن إبراهيم، به. وليس عند أحد منهم قوله:"على طريق الإيجاب". وانظر (21313).

(1)

لفظة "عملها" أثبتناها من (ظ 5) ومن "الزهد" لوكيع نفسه.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو في "زهد" وكيع برقم (367). ومن طريقه أخرجه هنَّاد في "الزهد"(211)، ومسلم (190)(315)، والترمذي في "الشمائل"(229)، والبزار في "مسنده"(3987)، وأبو عوانة (435)، وابن منده في "الإيمان"(848)، والبغوي (4360).

وأخرجه مسلم (190)(314)، وأبو عوانة (434)، وابن منده (847)، والبيهقي في "السنن" 10/ 190، وفي "البعث والنشور"(98)، وفي "الأسماء والصفات" ص 54 من طريق عبد الله بن نمير، وأبو عوانة (434) من طريق أبي يحيى الحِمَّاني، كلاهما عن الأعمش، بهذا الإسناد.

وسيأتي برقم (21492).

ص: 313

21394 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم.

وَحَدَّثَنَا يَعْلَى، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ "(1).

21395 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُسْهِرٍ، عَنْ خَرَشَةَ بْنِ الْحُرِّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَا أَبَا ذَرٍّ، انْظُرْ أَرْفَعَ رَجُلٍ فِي الْمَسْجِدِ " قَالَ: فَنَظَرْتُ، فَإِذَا رَجُلٌ عَلَيْهِ حُلَّةٌ، قَالَ: قُلْتُ: هَذَا. قَالَ: قَالَ لِي: " انْظُرْ أَوْضَعَ رَجُلٍ فِي الْمَسْجِدِ " قَالَ: فَنَظَرْتُ، فَإِذَا رَجُلٌ عَلَيْهِ أَخْلَاقٌ، قَالَ: قُلْتُ: هَذَا. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَهَذَا عِنْدَ اللهِ أَخْيَرُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ مِلْءِ الْأَرْضِ مِثْلِ (2) هَذَا "(3).

(1) هذا الحديث له إسنادان، أما الأول: فصحيح على شرط الشيخين، وأما الإسناد الثاني: فضعيف لضعف شهر بن حوشب. يعلى: هو ابن عبيد الطنافسي.

وأخرجه ابن ماجه (3825) من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد.

وأخرجه البزار في "مسنده"(4049) من طريق يعلى بن عبيد، به.

وسلف من طريق عبد الرحمن بن أبي ليلى برقم (21298).

(2)

في (م): من مِثل.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن مُسهِر، فمن رجال مسلم. =

ص: 314

21396 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ وَيَعْلَى، قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ:" يَا أَبَا ذَرٍّ، ارْفَعْ رَأْسَكَ، فَانْظُرْ إِلَى أَرْفَعِ رَجُلٍ فِي الْمَسْجِدِ " فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1).

21397 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ

= وهو في "الزهد" للمصنف ص 27 - 28، وقال فيه: حدثنا وكيع ووافقه زائدة، حدثنا الأعمش

إلخ.

وهو في "زهد" وكيع أيضاً (144)، وعنه أخرجه ابن أبي شيبة 13/ 222.

وأخرجه ابن حبان (681) من طريق أبي أسامة، عن الأعمش، بهذا الإسناد.

وسيأتي برقم (21398) عن أبي معاوية عن زائدة بن قدامة عن الأعمش.

وأخرجه البزار في "مسنده"(4018) و (4019) من طريق يونس بن بكير، عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، عن أبي ذر.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 8/ 115 - 116 من طريق الفضيل بن عياض، عن الأعمش، عن المعرور بن سُوَيد، عن أبي ذر.

وسيأتي الحديث من طريق الأعمش عن زيد بن وهب عن أبي ذر بالأرقام (21396) و (21397) و (21493).

قوله: "أرفع رجل" أي: الرفعة من حيث الدنيا.

"الأخلاق" جمع خَلَقٍ بفتحتين، وهو الثوب العتيق.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله، ويعلى: هو ابن عبيد بن أبي أُمية الطَّنافسي.

وأخرجه ابن أبي شيبة 13/ 222 عن يعلى بن عبيد، بهذا الإسناد- وقرن بيعلى أبا معاوية، وسيأتي الحديث من طريق هذا الأخير برقم (21493).

وانظر ما قبله وما بعده.

ص: 315

عَنْ أَبِي ذَرٍّ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَقَالَ:" خَيْرٌ عِنْدَ اللهِ مِنْ قُرَابِ الْأَرْضِ مِثْلَ هَذَا "

وَكَذَا قَالَ أَبُو مُعَاوِيَةُ، عَنْ زَيْدٍ (1).

21398 -

وحَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةُ (2)، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ الْأَعْمَشِ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ خَرَشَةَ، فَذَكَرَهُ (3).

21399 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْأَكْثَرُونَ هُمُ الْأَسْفَلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، إِلَّا مَنْ قَالَ بِالْمَالِ هَكَذَا وَهَكَذَا، وَهَكَذَا وَهَكَذَا، وَقَلِيلٌ مَا هُمْ "(4).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن عبيد: هو الطنافسي.

وانظر ما قبله. وطريق أبي معاوية التي أشار إليها المصنف ستأتي برقم (21493).

(2)

هكذا وقع في (م) ونسخنا الخطية، وهو كذلك في "غاية المقصد" ورقة 397، ووقع في "جامع المسانيد" لابن كثير: معاوية، بإسقاط لفظ "أبو"، وفي "أطراف المسند" 6/ 166: معاوية بن عمرو، ويغلب على ظننا أنه الصواب، ولا يترتب على هذا الخلاف شيء، فإن أبا معاوية -وهو محمد بن خازم- ومعاوية بن عمرو من شيوخ أحمد، وكلاهما ثقة.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن مُسهر، فمن رجال مسلم. زائدة: هو ابن قُدَامة الثقفي، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وخَرَشة: هو ابن الحُرِّ.

وانظر (21395).

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو في "زهد" وكيع (166)، ومن طريقه أخرجه ابن أبي شيبة 13/ 244، =

ص: 316

21400 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ وَابْنُ جَعْفَرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ - قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: سَمِعْتُ أَبَا عِمْرَانَ - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الصَّامِتِ ابْنُ أَخِي أَبِي ذَرٍّ - وَكَانَ أَبُو ذَرٍّ عَمَّهُ - عَنْ أَبِي ذَرٍّ أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ الرَّجُلَ يَعْمَلُ الْعَمَلَ يُحِبُّهُ النَّاسُ عَلَيْهِ؟ قَالَ:" تِلْكَ عَاجِلُ بُشْرَى الْمُؤْمِنِ "(1).

21401 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا مِنْ صَاحِبِ إِبِلٍ وَلَا بَقَرٍ وَلَا غَنَمٍ لَا يُؤَدِّي زَكَاتَهَا، إِلَّا جَاءَتْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْظَمَ

= ومسلم (990)، والبزار في "مسنده"(3993)، وابن خزيمة (2251)، والبيهقي 4/ 97. وزادوا جميعاً عدا وكيع وابن أبي شيبة:"ما من صاحب إبل ولا بقر .. " بنحو حديث محمد بن عبيد وابن نمير عن الأعمش السالف برقم (21351).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن الصامت، فمن رجال مسلم. ابن جعفر: هو محمد ويلقَّب بغُندَر، وأبو عمران الجَوْني: هو عبد الملك بن حبيب.

وأخرجه مسلم (2642) من طريق وكيع وابن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 11/ 53، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة"(4140) من طريق وكيع وحده، به.

وأخرجه ابن ماجه (4225)، والبزار في "مسنده"(3956) من طريق محمد بن جعفر وحده، به.

وأخرجه الطيالسي (455)، ومسلم (2642)، والبزار (3955)، وأبو عوانة في البر والصلة كما في "إتحاف المهرة" 14/ 155، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(1197)، وابن حبان (366)، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة"(4139) من طرق عن شعبة، به.

وسيتكرر عن محمد بن جعفر برقم (21477)، وانظر (21380).

ص: 317

مَا كَانَتْ وَأَسْمَنَهُ، تَنْطَحُهُ بِقُرُونِهَا، وَتَطَؤُهُ بِأَخْفَافِهَا، كُلَّمَا نَفِدَتْ أُخْرَاهَا عَادَتْ عَلَيْهِ أُولَاهَا، حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ " (1).

21402 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْكَلْبِ الْأَسْوَدِ الْبَهِيمِ، فَقَالَ:" شَيْطَانٌ "(2).

21403 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ مَيْمُونٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ؛ قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ (3): قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ،

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (990)، وابن ماجه (1785)، والبزار في "مسنده"(3993)، والنسائي 5/ 29، وابن خزيمة (2251)، وأبو عوانة في الزكاة كما في "إتحاف المهرة" 14/ 196، والبيهقي 4/ 97 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. زاد مسلم والبزار وابن خزيمة في إحدى روايتيه والبيهقيُّ في أول الحديث: "هم الآخرون ورب الكعبة

" بنحو حديث محمد بن عبيد وابن نمير عن الأعمش السالف برقم (21351).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن المغيرة وعبد الله بن الصامت، فمن رجال مسلم.

وأخرجه ابن ماجه (3210) من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو عوانة (1402) من طريق مطر الوراق، عن حميد بن هلال، به.

وهذا الحديث مختصر من الحديث السالف برقم (21323).

قوله: "البهيم" أي: الخالص السواد.

(3)

قوله: "قال عبد الرحمن" يعني في روايته، وعبد الرحمن هذا: هو ابن =

ص: 318

أَوْصِنِي. قَالَ: " اتَّقِ اللهَ حَيْثُمَا كُنْتَ، وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ "(1).

وَكَانَ حَدَّثَنَا بِهِ وَكِيعٌ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ أَبِي شَبِيبٍ، عَنْ مُعَاذٍ ثُمَّ رَجَعَ.

21404 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ خَرَشَةَ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ. وَالْمَسْعُودِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُدْرِكٍ، عَنْ خَرَشَةَ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" ثَلَاثَةٌ لَا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ وَلَا يُزَكِّيهِمْ، وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ " قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَنْ هُمْ؟ فَقَدْ خَابُوا وَخَسِرُوا! قَالَ:" الْمَنَّانُ، وَالْمُسْبِلُ، وَالْمُنَفِّقُ سِلْعَتَهُ بِالْحَلِفِ الْفَاجِرِ "(2).

= مهدي شيخ المصنف.

(1)

حسن لغيره، وسلف عن وكيع وحده برقم (21354)، وتكلمنا عليه هناك.

وأخرجه البزار في "مسنده"(4022)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(652)، والبيهقي في "الشعب"(8026) من طريق عبد الرحمن بن مهدي وحده، بهذا الإسناد.

(2)

حديث صحيح، إسناده الأول: رجاله ثقات رجال الشيخين غير الرجل المبهم -وهو سليمان بن مسهر الفزاري، جاء مُسمًّى في الرواية الآتية برقم (21405) - فمن رجال مسلم.

والإسناد الثاني -وهو وكيع عن المسعودي، واسمه عبد الرحمن بن عبد الله ابن عتبة- صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير المسعودي، فمن رجال أصحاب السنن، وهو ثقة وقد توبع. خرشة: هو ابن الحُرِّ.

وأخرجه ابن ماجه (2208) من طريق وكيع، عن المسعودي وحده، بهذا =

ص: 319

21405 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ مُسْهِرٍ، عَنْ خَرَشَةَ بْنِ الْحُرِّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ:" الْمَنَّانُ بِمَا أَعْطَى، وَالْمُسْبِلُ إِزَارَهُ "(1).

21406 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا} [يس: 38] قَالَ: " مُسْتَقَرُّهَا تَحْتَ الْعَرْشِ "(2).

= الإسناد. وانظر (21318).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن مسهر -وهو الفزاري- فمن رجال مسلم. سليمان شيخ شعبة: هو ابن مهران الأعمش.

وأخرجه مسلم (106)، والنسائي 5/ 81 و 8/ 208، وابن منده في "الإيمان"(618) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وسيتكرر برقم (21481).

وأخرجه أبو عوانة (111)، والبيهقي 4/ 191 من طريق وهب بن جرير، عن شعبة، به.

وأخرجه أبو عوانة (112)، والطحاوي في "شرح المشكل"(3487) من طريق شيبان النحوي، عن الأعمش، به.

وانظر ما قبله.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. إبراهيم التيمي: هو ابن يزيد بن شريك.

وسيأتي مكرراً برقم (21543).

وأخرجه البخاري (4803) و (7433)، ومسلم (159)(250)، وابن حبان =

ص: 320

21407 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ بَكْرٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهُ:" انْظُرْ، فَإِنَّكَ لَيْسَ بِخَيْرٍ مِنْ أَحْمَرَ وَلَا أَسْوَدَ إِلَّا أَنْ تَفْضُلَهُ بِتَقْوَى "(1).

21408 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ. وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُسْهِرٍ، عَنْ خَرَشَةَ بْنِ الْحُرِّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" ثَلَاثَةٌ لَا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ: الْمَنَّانُ الَّذِي لَا يُعْطِي شَيْئًا إِلَّا مَنَّهُ، وَالْمُسْبِلُ إِزَارَهُ، وَالْمُنَفِّقُ سِلْعَتَهُ بِالْحَلِفِ الْفَاجِرِ "(2).

= (6152)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 393، والبغوي في "شرح السنة"(4293)، وفي "معالم التنزيل" 4/ 12 - 13 من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد. وانظر (21300).

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي هلال الراسبي -وهو محمد بن سُليم-، وبكر -وهو ابن عبد الله المزني- لم يسمع من أبي ذر.

وفي الباب عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وسيأتي 5/ 411، وإسناده صحيح، وبنحوه عن عقبة بن عامر سلف برقم (17313).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن مسهر -وهو الفزاري- فمن رجال مسلم. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري.

وأخرجه أبو عوانة (113)، وابن منده في "الإيمان"(617)، من طريق عبد الرزاق وحده، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (106)، وأبو داود (4088)، والنسائي 7/ 246، وابن منده في "الإيمان"(617) من طريق يحيى بن سعيد القطان، عن سفيان، به.

وانظر (21318). =

ص: 321

21409 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ وَاصِلٍ، عَنْ الْمَعْرُورِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِخْوَانُكُمْ جَعَلَهُمُ اللهُ فِتْنَةً تَحْتَ أَيْدِيكُمْ، فَمَنْ كَانَ أَخُوهُ تَحْتَ يَدَيْهِ، فَلْيُطْعِمْهُ مِنْ طَعَامِهِ، وَلْيَكْسُهُ مِنْ لِبَاسِهِ، وَلَا يُكَلِّفْهُ مَا يَغْلِبُهُ، فَإِنْ كَلَّفَهُ مَا يَغْلِبُهُ فَلْيُعِنْهُ عَلَيْهِ "(1).

= وقوله: الذي لا يعطي شيئاً إلا مَنَّهُ، أي: عظَّم الإحسان وفَخَرَ به، وأبدأ فيه وأعاد حتى يُفسده ويبغِّضه.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري، وواصل: هو ابن حيَّان الأَحدب، والمعرور: هو ابن سُويد الأسدي.

وأخرجه الترمذي (1945) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وقال: حسن صحيح.

وأخرجه بنحوه البخاري في "الصحيح"(6050)، وفي "الأدب"(194)، ومسلم (1661)(38) و (39)، وأبو داود (5158)، وابن ماجه (3690) والبزار في "مسنده"(3992)، وأبو عوانة (6068) و (6069) و (6070)، والطحاوي في "شرح المعاني" 4/ 356، وابن حبان كما في "إتحاف المهرة" 14/ 197 - وسقط من نسخة "الإحسان"-، والبغوي (2402) من طريق الأعمش، عن المعرور بن سويد، به، وبعضهم يزيد فيه على بعض.

وسيأتي برقم (21431) و (21432) من طريق شعبة عن واصل الأحدب.

وانظر ما سيأتي برقم (21483).

وفي الباب عن أبي اليَسَر عند مسلم (3007).

وعن أبي هريرة مرفوعاً: "للمملوك طعامه وكسوتُه، ولا تُكَلِّفُوه من العمل ما لا يُطيق"، وقد سلف في مسنده برقم (7364).

وعن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أرقَّاؤكُم إخوانكم، فأحسنوا إليهم، استعينوهم على ما غلبكم، وأعينوهم على ما غُلبوا"، وقد سلف برقم (20548). =

ص: 322

21410 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ عُمَرَ بْنِ ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ مُجَاهِدٌ: عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَمْ يَبْعَثِ اللهُ نَبِيًّا إِلَّا بِلُغَةِ قَوْمِهِ "(1).

21411 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ بِشْرِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ عَاصِمٍ - قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ: أَبُوهُ (2) - عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، سَبَقَنَا أَصْحَابُ الْأَمْوَالِ وَالدُّثُورِ سَبْقًا بَيِّنًا، يُصَلُّونَ وَيَصُومُونَ كَمَا نُصَلِّي وَنَصُومُ، وَعِنْدَهُمْ أَمْوَالٌ يَتَصَدَّقُونَ بِهَا، وَلَيْسَتْ عِنْدَنَا أَمْوَالٌ؟! فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَلَا أُخْبِرُكَ بِعَمَلٍ إِنْ أَخَذْتَ بِهِ أَدْرَكْتَ مَنْ كَانَ قَبْلَكَ، وَفُتَّ مَنْ يَكُونُ بَعْدَكَ؟ إِلَّا أَحَدًا أَخَذَ بِمِثْلِ عَمَلِكَ: تُسَبِّحُ خِلَافَ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَتَحْمَدُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَتُكَبِّرُ أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ "(3).

= قوله: "فتنة" أي: اختباراً لهم ولكم لينظر كيف تعملون. قاله السندي.

(1)

متنه صحيح، فقد نصَّ القرآن الكريم على ذلك، في غير ما آية، منها ما في سورة إبراهيم [4]:{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ} . وأما إسناد هذا الحديث، فرجاله ثقات رجال الصحيح لكن مجاهداً -وهو ابن جبر- لم يسمع من أبي ذر.

(2)

يعني أن عاصماً هو والد بشر.

(3)

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم والد بشر: وهو ابن سفيان بن عبد الله الثقفي. عبد الله بن الحارث: هو ابن عبد الملك المخزومي، وعمر بن سعيد: هو ابن أبي حسين النوفلي.

وأخرجه البزار في "مسنده"(4054) من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد عن عمر بن سعيد بن أبي حُسين، قال: أخبرني بشر بن عاصم أن أباه =

ص: 323

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= أخبره أنه سمع أبا الدرداء أو أبا ذر، فذكر قصة في أوله ثم ساقه، وذكر التحميد فيه أربعاً وثلاثين. قال أبو عاصم: هو أبو ذر، ولكن قال عمر بن سعيد: حدثني بشر بن عاصم أن أباه أخبره: أنه سمع أبا الدرداء أو أبا ذر.

وأخرجه الحميدي (133)، وأخرجه الحسين المروزي في زوائده على "الزهد" لابن المبارك (1157)، وعنه ابن ماجه (927)، كلاهما (الحميدي والحسين المروزي) عن سفيان بن عيينة، عن بشر بن عاصم، به. قال سفيان: إحداهن أربعاً وثلاثين، وزاد الحميدي: وعند منامِكَ مثل ذلك.

وأخرجه ابن خزيمة (748) من طريق عبد الجبار بن العلاء، عن سفيان بن عيينة، عن بشر بن عاصم، به. وجعل التكبير فيه ثلاثاً وثلاثين وزاد:"وإذا أويتَ إلى فراشك".

وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(810) من طريق حزام بن حكيم، عن أبي ذر. وذكر التكبير فيه ثلاثاً وثلاثين، وجعل تكملة المئة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيءٍ قديرٍ. وزاد فيه زيادة ستأتي في الحديث رقم (21484). قلنا: وفي إسناده ضعف، ووقع فيه حزام بن حكيم مقلوباً.

وأخرجه أيضاً (1879) من طريق الحسن بن جابر، عن عاصم بن حميد، عن أبي ذر. وجعل التكبير ثلاثاً وثلاثين وأن تَختم بلا إله إلَّا الله وحده لا شريك له. قلنا: وفي إسناده أيضاً ضعف.

وانظر ما سيأتي برقم (21512).

وفي الباب عن أبي هريرة عند الشيخين وسلف برقم (7243)، وفيه قصة أبي ذر إلا أنه قال فيه: تكبر دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين وتسبح ثلاثاً وثلاثين، وتحمد ثلاثاً وثلاثين، وتختمها بلا إله إلا الله إلخ.

وعن أبي الدرداء، سيأتي 5/ 196، بنحو حديث أبي ذر.

وعن كعب بن عجرة عند مسلم (597).

ويشهد لرواية ابن عيينة في حديثه عن بشر: "وعند منامك مثل ذلك" =

ص: 324

21412 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم جَالِسًا فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ قَالَ: فَأَقْبَلْتُ فَلَمَّا رَآنِي قَالَ: " هُمُ الْأَخْسَرُونَ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ " فَجَلَسْتُ فَلَمْ أَتَقَارَّ أَنْ قُمْتُ إِلَيْهِ، فَقُلْتُ: مَنْ هُمْ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي؟ قَالَ: " هُمُ الْأَكْثَرُونَ مَالًا إِلَّا مَنْ قَالَ بِالْمَالِ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا، وَقَلِيلٌ مَا هُمْ "(1).

21413 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ قُرَّةَ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، حَدَّثَنِي صَعْصَعَةُ بْنُ مُعَاوِيَةَ قَالَ: انْتَهَيْتُ إِلَى الرَّبَذَةِ، فَإِذَا أَنَا بِأَبِي ذَرٍّ قَدْ تَلَقَّانِي بِرَوَاحِلَ قَدْ أَوْرَدَهَا، ثُمَّ أَصْدَرَهَا، وَقَدْ أَعْلَقَ قِرْبَةً فِي عُنُقِ بَعِيرٍ مِنْهَا لِيَشْرَبَ وَيَسْقِيَ أَصْحَابَهُ، وَكَانَ خُلُقًا مِنْ أَخْلَاقِ الْعَرَبِ، قُلْتُ: يَا أَبَا ذَرٍّ مَا لَكَ؟ قَالَ: لِي عَمَلِي. قُلْتُ: إِيهٍ يَا أَبَا ذَرٍّ، مَا سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ؟ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ مِنْ مَالِهِ ابْتَدَرَتْهُ حَجَبَةُ الْجَنَّةِ " قُلْنَا: مَا هَذَانِ الزَّوْجَانِ؟ قَالَ: إِنْ كَانَتْ رِجَالًا فَرَجُلَانِ، وَإِنْ كَانَتْ خَيْلًا فَفَرَسَانِ وَإِنْ كَانَتْ إِبِلًا

= حديثُ علي عند الشيخين، وسلف برقم (604).

قوله: "الدثور" بضم دال جمع دَثْر، بفتح فسكون، وهو المال الكثير.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. الأعمش: هو سليمان بن مهران.

وانظر (21351).

قوله: "فلم أتقارّ" بشديد الراء من القرار، أي: فما حصل لي القرار خوفاً من أن يكون في حقي. قاله السندي.

ص: 325

فَبَعِيرَانِ " حَتَّى عَدَّ أَصْنَافَ الْمَالِ كُلِّهِ.

قُلْتُ: يَا أَبَا ذَرٍّ إِيهٍ، مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ؟ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ يُتَوَفَّى لَهُمْ ثَلَاثَةٌ مِنَ الْوَلَدِ لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ، إِلَّا أَدْخَلَهُ اللهُ الْجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ لِلصِّبْيَةِ (1) "(2).

21414 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا مَهْدِيٌّ، حَدَّثَنَا وَاصِلٌ الْأَحْدَبُ، عَنْ مَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: " أَتَانِي آتٍ مِنْ رَبِّي فَأَخْبَرَنِي - أَوْ قَالَ: فَبَشَّرَنِي، شَكَّ مَهْدِيٌّ - أَنَّهُ مَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّتِي لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ " قُلْتُ: وَإِنْ زَنَى، وَإِنْ

(1) تحرف في (م) إلى: المصيبة.

(2)

إسناده صحيح. صعصعة بن معاوية أخرج له البخاري في "الأدب المفرد" والنسائي وابن ماجه، وله صحبة، وقيل: إنه مخضرم، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطان، وقرة: هو ابن خالد، والحسن: هو البصري.

وانظر (21341).

قوله: "قد أوردها" أي: الرواحل.

"أصدرها" أي: ردّها عن الماء إلى بيته.

"وكان خلقاً" أي: بتعليق القربة. قاله السندي.

قوله في هذا الحديث "للصبية" لم يرد إلا في هذه الرواية، ولعله تصرف من أحد رواته، والمحفوظ في حديث أبي ذر وغيره:"بفضل رحمته إياهم"، وقد اختلف في عود الضمير في "إياهم"، فقيل: للأولاد، وقيل للآباء. انظر "فتح الباري" 3/ 121.

ص: 326

سَرَقَ؟ قَالَ: " وَإِنْ زَنَى، وَإِنْ سَرَقَ "(1).

21415 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا سَلَّامٌ أَبُو الْمُنْذِرِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: أَمَرَنِي خَلِيلِي صلى الله عليه وسلم بِسَبْعٍ: أَمَرَنِي بِحُبِّ الْمَسَاكِينِ، وَالدُّنُوِّ مِنْهُمْ، وَأَمَرَنِي أَنْ أَنْظُرَ إِلَى مَنْ هُوَ دُونِي، وَلَا أَنْظُرَ إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقِي، وَأَمَرَنِي أَنْ أَصِلَ الرَّحِمَ وَإِنْ أَدْبَرَتْ، وَأَمَرَنِي أَنْ لَا أَسْأَلَ أَحَدًا شَيْئًا، وَأَمَرَنِي أَنْ أَقُولَ بِالْحَقِّ وَإِنْ كَانَ مُرًّا، وَأَمَرَنِي أَنْ لَا أَخَافَ فِي اللهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ، وَأَمَرَنِي أَنْ أُكْثِرَ مِنْ قَوْلِ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ، فَإِنَّهُنَّ مِنْ كَنْزٍ تَحْتَ الْعَرْشِ (2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. مهدي: هو ابن ميمون، وواصل الأحدب: هو ابن حيَّان.

وأخرجه البخاري (1237)، والبزار في "مسنده"(3998)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(1117)، وابن خزيمة في "التوحيد" 2/ 813، والطحاوي في "شرح المشكل"(3998)، وابن منده في "الإيمان"(80) و (81) من طرق عن مهدي بن ميمون، بهذا الإسناد.

وسيأتي برقم (21433) من طريق شعبة عن واصل الأحدب.

وسلف برقم (21347) من طريق زيد بن وهب عن أبي ذر.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل سلام أبي المنذر -وهو ابن سليمان المزني- فهو صدوق حسن الحديث، وقد توبع، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه الطبراني في "الصغير"(758) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني في "الدعاء"(1648) من طريق عبيد الله بن محمد بن عائشة، والبيهقي 10/ 91 من طريق يزيد بن عمر المدائني، كلاهما عن سلام =

ص: 327

21416 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ:

= أبي المنذر، به.

وأخرجه الحارث بن أبي أسامة كما في "إتحاف الخيرة"(441)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(354)، وابن حبان (449)، والطبراني في "الأوسط"(7735)، وفي "الدعاء"(1648) و (1649)، و (1650) و (1651) و (1652)، والبيهقي 10/ 91 من طرق عن محمد بن واسع، به. وبعضهم يختصره، واقتصر النسائي على الحوقلة.

وأخرجه البزار في "مسنده"(3966)، والطبراني في "الكبير"(1648)، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 159 - 160 من طريق يحيى بن أبي زكريا الغساني، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن بُديل بن ميسرة، عن عبد الله بن الصامت، به. قلنا: ويحيى الغساني ضعيف، وقال البزار عقبه: بُديل لم يسمع من عبد الله بن الصامت.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(1649) من طريق محمد بن بشر، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن عامر الشعبي -وربما قال إسماعيل: بعض أصحابنا- عن أبي ذر. قلنا: وأخرجه ابن أبي شيبة 13/ 232 عن محمد بن بشر، به- لكن قال في روايته: عن عامر، قال: قال أصحابنا عن أبي ذر.

وأخرجه مسدد كما في "إتحاف الخيرة"(4040) من طريق سفيان الثوري، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن رجل، عن أبي ذر.

وأخرجه أبو يعلى في "مسنده الكبير" كما في "إتحاف الخيرة"(4043) من طريق يحيى بن مسلم البكاء، عن أبي رافع الصائغ، عن أبي ذر. ويحيى ضعيف.

وسيأتي بنحوه من طريق محمد بن كعب، عن أبي ذر برقم (21517).

ولقوله: "أمرني أن لا أخاف في الله لومة لائم" انظر ما سيأتي برقم (21509).

ولقوله: "أمرني أن أكثر من قول: لا حول ولا قوة إلا بالله

إلخ" انظر ما سلف برقم (21298).

ص: 328

أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى أَبِي ذَرٍّ وَهُوَ بِالرَّبَذَةِ، وَعِنْدَهُ امْرَأَةٌ لَهُ سَوْدَاءُ مُشْبَعَةٌ (1) لَيْسَ عَلَيْهَا أَثَرُ الْمَجَاسِدِ وَلَا الْخَلُوقِ، قَالَ: فَقَالَ: أَلَا تَنْظُرُونَ إِلَى مَا تَأْمُرُنِي بِهِ هَذِهِ السُّوَيْدَاءُ؟! تَأْمُرُنِي أَنْ آتِيَ الْعِرَاقَ، فَإِذَا أَتَيْتُ الْعِرَاقَ مَالُوا عَلَيَّ بِدُنْيَاهُمْ، وَإِنَّ خَلِيلِي صلى الله عليه وسلم عَهِدَ إِلَيَّ: أَنَّ دُونَ جِسْرِ جَهَنَّمَ طَرِيقًا ذَا دَحَضٍ وَمَزَلَّةٍ، وَإِنَّا نَأْتِي عَلَيْهِ وَفِي أَحْمَالِنَا اقْتِدَارٌ. وَحَدَّثَ مَطَرٌ، أَيْضًا بِالْحَدِيثِ أَجْمَعَ فِي قَوْلِ أَحَدِهِمَا: أَنْ نَأْتِيَ عَلَيْهِ وَفِي أَحْمَالِنَا اقْتِدَارٌ. وَقَالَ الْآخَرَانِ: نَأْتِيَ عَلَيْهِ وَفِي أَحْمَالِنَا اضْطِمَارٌ (2) أَحْرَى أَنْ نَنْجُوَ، مَنْ أَنْ نَأْتِيَ عَلَيْهِ وَنَحْنُ مَوَاقِيرُ (3).

(1) تحرفت في (م) إلى: مسغبة.

(2)

من قوله: "وقال الآخران" إلى هنا كرر خطأ في (م)، وكلمة اضطمار تحرفت فيها إلى: اضطهار.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي أسماء -وهو عمرو بن مرثد الرحبي- فمن رجال مسلم. همام: هو ابن يحيى العوذي، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجرمي.

وأخرجه الحارث بن أبي أسامة كما في "بغية الباحث"(1087)، ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" 1/ 161 عن عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.

ويشهد لقصة جسر جهنم حديث أبي سعيد الخدري، وسلف برقم (11127).

وفي الباب عن أنس عند الطبراني في "الأوسط"(4806) ولفظه: خرج رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يوماً وهو آخذ بيد أبي ذر فقال: "يا أبا ذر، أعلمت أن بين أيدينا عَقبةً كَؤُوداً لا يصعدها إلا المُخِفُّونَ" فقال رجل: يا رسول الله: أمن المُخِفِّينَ أنا أم من المثقلين؟ قال: "عندك طعام يوم" قال: نعم، وطعام غدٍ، قال:"وطعام بعد غدٍ؟ " قال: لا. قال: "لو كان عندك طعام ثلاث لكنت من المثقلين". وإسناده ضعيف. =

ص: 329

21417 -

حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ أَبِي نَعَامَةَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" يَا أَبَا ذَرٍّ، إِنَّهَا سَتَكُونُ عَلَيْكُمْ أَئِمَّةٌ يُمِيتُونَ الصَّلَاةَ، فَإِنْ أَدْرَكْتُمُوهُمْ فَصَلُّوا الصَّلَاةَ لِوَقْتِهَا، وَاجْعَلُوا صَلَاتَكُمْ (1) مَعَهُمْ نَافِلَةً "(2).

= وأخرج البزار (3696 - كشف الأستار)، وصححه الحاكم 4/ 573 - 574 عن أبي الدرداء مرفوعاً:" إن بين أيدينا عقبة كؤوداً لا ينجو منها إلا كلُّ مُخفّ".

قوله: "سوداء مشبعة": قال السندي: اسم مفعول من الإشباع أي: كثيرة السواد.

"أثر المجاسد" بالجيم جمع مُجْسَد بضم الميم وفتح السين، وهو الثوب المصبوغ بالزعفران أو العصفر، يقال: أجسدت الثوب: إذا صبغته بهما.

"الخلوق" بفتح الخاء: طيب مركب من الزعفران وغيره.

"دحض" بفتح فسكون، أو بفتحتين، وهو أن لا تثبت الأقدام.

"ومزلة" بكسر زاي وفتحها بمعنى الدحض.

"اقتدار" أي: توَسُّط.

"اضطمار" افتعال من الضمر، أي: خلو وخفة.

"مواقير" أي: أصحاب أثقال.

(1)

في (م) و (ر): صلواتكم.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن رجاله ثقات رجال الصحيح غير مبارك بن فضالة، فقد روى له البخاري تعليقاً وأصحاب السنن غير النسائي، وهو صدوق حسن الحديث، وقد صرح بسماعه من أبي نعامة -وهو السعدي- في الحديث التالي، وقد توبع. هاشم: هو ابن القاسم.

وأخرجه أبو عوانة (2407) عن أحمد بن إسحاق، والطبراني في "الكبير" =

ص: 330

21418 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ، حَدَّثَنِي أَبُو نَعَامَةَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ الصَّامِتِ، أَنَّ أَبَا ذَرٍّ قَالَ لَهُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَا أَبَا ذَرٍّ إِنَّهَا سَتَكُونُ أَئِمَّةٌ " فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1).

21419 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: صُمْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَمَضَانَ فَلَمْ يَقُمْ بِنَا شَيْئًا مِنَ الشَّهْرِ، حَتَّى إِذَا كَانَ لَيْلَةُ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ، قَامَ بِنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى كَادَ أَنْ يَذْهَبَ ثُلُثُ اللَّيْلِ، فَلَمَّا كَانَتِ اللَّيْلَةُ الَّتِي تَلِيهَا، لَمْ يَقُمْ بِنَا، فَلَمَّا كَانَتْ لَيْلَةُ سِتٍّ وَعِشْرِينَ، قَامَ بِنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى كَادَ أَنْ يَذْهَبَ شَطْرُ اللَّيْلِ.

قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَوْ نَفَّلْتَنَا بَقِيَّةَ لَيْلَتِنَا هَذِهِ! قَالَ:" لَا، إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا قَامَ مَعَ الْإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ، حُسِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ " فَلَمَّا كَانَتِ اللَّيْلَةُ الَّتِي تَلِيهَا لَمْ يَقُمْ بِنَا، فَلَمَّا أَنْ كَانَتْ لَيْلَةُ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ، جَمَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَهْلَهُ وَاجْتَمَعَ لَهُ النَّاسُ،

= (1633) من طريق أسد بن موسى، كلاهما عن مبارك بن فضالة، بهذا الإسناد. وجاء اسم أحمد في المطبوع من مستخرج أبي عوانة: محمد. وهو خطأ.

وأخرجه مسلم (648)(243)، وعنه أبو عوانة (2408)، ومن طريقه البغوي (392) من طريق شعبة، عن أبي نعامة، به.

وانظر ما بعده و (21306).

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه من أجل المبارك بن فضالة. حسين: هو ابن محمد بن بهرام المروذي. وانظر ما قبله.

ص: 331

فَصَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى كَادَ يَفُوتُنَا الْفَلَاحُ. قُلْتُ: وَمَا الْفَلَاحُ؟ قَالَ: السُّحُورُ، ثُمَّ لَمْ يَقُمْ بِنَا يَا ابْنَ أَخِي شَيْئًا مِنَ الشَّهْرِ (1).

21420 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَعَبْدُ الصَّمَدِ، الْمَعْنَى، قَالَا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ - قَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ - عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ - وَقَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ: الرَّحَبِيُّ -، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِيمَا يَرْوِي عَنْ رَبِّهِ عز وجل: " إِنِّي حَرَّمْتُ عَلَى نَفْسِي الظُّلْمَ، وَعَلَى عِبَادِي، أَلَا فَلَا تَظَالَمُوا. كُلُّ بَنِي آدَمَ يُخْطِئُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ثُمَّ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرُ لَهُ وَلَا أُبَالِي.

وَقَالَ: يَا بَنِي آدَمَ كُلُّكُمْ كَانَ ضَالًّا إِلَّا مَنْ هَدَيْتُ، وَكُلُّكُمْ كَانَ عَارِيًا إِلَّا مَنْ كَسَوْتُ، وَكُلُّكُمْ كَانَ جَائِعًا إِلَّا مَنْ أَطْعَمْتُ،

(1) إسناده ضعيف لضعف علي بن عاصم، وقد خالف الثقات في متن الحديث فجعل قيامه صلى الله عليه وسلم في الليالي الزوجية من العشر الأواخر، وتابعه على ذلك وهيب بن خالد عند الطيالسي (466) وروايته شاذَّة.

وسيأتي على الصواب في قيامه صلى الله عليه وسلم الليالي الفردية من طريق دواد بن أبي هند برقم (21447)، ويأتي تخريجه هناك، ومن طريق أبي الزاهرية عن جبير ابن نفير برقم (21566).

وسيأتي كذلك من طريق شريح بن عبيد الحضرمي، عن أبي ذر برقم (21510).

قوله: "لو نفلتنا" قال السندي: بتشديد الفاء، أي: لو زدتنا صلاة بقية الليل.

"إن الرجل .. إلخ" تحريض لهم على اتباع الإمام، وإن الإمام لا يكلف بما زاد على ما فعل.

ص: 332

وَكُلُّكُمْ كَانَ ظَمْآنَ إِلَّا مَنْ سَقَيْتُ، فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ، وَاسْتَكْسُونِي أَكْسُكُمْ، وَاسْتَطْعِمُونِي أُطْعِمْكُمْ، وَاسْتَسْقُونِي أَسْقِكُمْ.

يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَجِنَّكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَصَغِيرَكُمْ وَكَبِيرَكُمْ وَذَكَرَكُمْ وَأُنْثَاكُمْ - قَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ: وَعُيِيَّكُمْ (1) وَبَيِّنَكُمْ - عَلَى قَلْبِ أَتْقَاكُمْ رَجُلًا وَاحِدًا، لَمْ تَزِيدُوا فِي مُلْكِي شَيْئًا، وَلَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَجِنَّكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَصَغِيرَكُمْ وَكَبِيرَكُمْ وَذَكَرَكُمْ وَأُنْثَاكُمْ عَلَى قَلْبِ أَكْفَرِكُمْ رَجُلًا، لَمْ تُنْقِصُوا مِنْ مُلْكِي شَيْئًا إِلَّا كَمَا يُنْقِصُ رَأْسُ الْمِخْيَطِ مِنَ الْبَحْرِ " (2).

(1) تحرف في (م) و (ق) إلى: عسيكم.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي أسماء الرحبي -وهو عمرو بن مرثد- فمن رجال مسلم. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وعبد الصمد: هو ابن عبد الوارث، وهمام: هو ابن يحيى العوذي، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجرمي.

وأخرجه مسلم (2577) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث وحده، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (463)، وأبو عوانة في البر والصلة كما في "إتحاف المهرة" 14/ 214 من طرق عن همام بن يحيى، به.

وأخرجه عبد الرزاق (20272) عن معمر، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي ذر. لم يذكر فيه أبا أسماء!

وانظر ما سلف برقم (21367).

قوله: "عييكم" قال السندي: ضبط بفتح العين وكسرها، وتشديد الياء، وهو العاجز عن الكلام.

"والبين" بفتح وتشديد الياء: الفصيح القادر على الكلام. =

ص: 333

21421 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ فِي الْأَرْضِ أَوَّلُ؟ قَالَ:" الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ " قَالَ: قُلْتُ: ثُمَّ أَيُّ؟ قَالَ: " ثُمَّ الْمَسْجِدُ الْأَقْصَى " قَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ: يَعْنِي بَيْتَ الْمَقْدِسِ. قَالَ: قُلْتُ: كَمْ بَيْنَهُمَا؟ قَالَ: " أَرْبَعُونَ سَنَةً، وَأَيْنَمَا أَدْرَكَتْكَ الصَّلَاةُ فَصَلِّ فَإِنَّهُ مَسْجِدٌ "(1).

21422 -

وَابْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيَّ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (2).

= "المخيط" بوزن المنبر: الإبرة.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وإبراهيم التيمي: هو ابن يزيد بن شريك.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 402 و 14/ 116، ومسلم (520)(1)، وابن ماجه (753)، وابن خزيمة (787)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(117)، والبيهقي في "السنن" 2/ 433، وفي "الدلائل" 2/ 43، وابن عبد البر في "التمهيد" 10/ 34، والواحدي في "التفسير الوسيط" 1/ 465 - 466 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. ورواية ابن أبي شيبة الأولى مختصرة بلفظ:"أينما أدركتك الصلاة فصل فهو مسجد". وروايته الثانية مختصرة ليس فيها: قلت: كم بينهما

إلخ.

وانظر (21333).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن جعفر: هو محمد المعروف بغُندَر.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(11069) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. =

ص: 334

21423 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ الْبَرَّاءِ، قَالَ: أَخَّرَ ابْنُ زِيَادٍ الصَّلَاةَ، فَأَتَانِي عَبْدُ اللهِ بْنُ الصَّامِتِ، فَأَلْقَيْتُ لَهُ كُرْسِيًّا فَجَلَسَ عَلَيْهِ، فَذَكَرْتُ لَهُ صَنِيعَ ابْنِ زِيَادٍ، فَعَضَّ عَلَى شَفَتِهِ، وَضَرَبَ فَخِذِي، وَقَالَ: إِنِّي سَأَلْتُ أَبَا ذَرٍّ كَمَا سَأَلْتَنِي، فَضَرَبَ فَخِذِي كَمَا ضَرَبْتُ عَلَى فَخِذِكَ، وَقَالَ: إِنِّي سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَمَا سَأَلْتَنِي، فَضَرَبَ فَخِذِي كَمَا ضَرَبْتُ فَخِذَكَ فَقَالَ:" صَلِّ الصَّلَاةَ لِوَقْتِهَا، فَإِنْ أَدْرَكَتْكَ مَعَهُمْ فَصَلِّ، وَلَا تَقُلْ: إِنِّي قَدْ صَلَّيْتُ فَلَا أُصَلِّي "(1).

21424 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا أَحَدُكُمْ قَامَ يُصَلِّي

= وأخرجه الطيالسي (462)، ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" 4/ 216، وأخرجه البزار في "مسنده"(4015)، والطبري في "تفسيره" 4/ 8 - 9، وابن خزيمة (787)، وأبو عوانة (1161)، وابن حبان (1598) من طرق عن شعبة، به.

وسيتكرر برقم (21468). وانظر ما قبله.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن الصامت، فمن رجال مسلم. إسماعيل: هو ابن إبراهيم بن مقسم المعروف بابن عُلَيَّة، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني.

وأخرجه مسلم (648)(242)، والنسائي 2/ 75، وابن خزيمة (1637) من طريق إسماعيل ابن عُلَيَّة، بهذا الإسناد.

وانظر (21306).

ص: 335

فَإِنَّهُ يَسْتُرُهُ إِذَا كَانَ بَيْنَ يَدَيْهِ مِثْلُ آخِرَةِ الرَّحْلِ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ بَيْنَ يَدَيْهِ مِثْلُ آخِرَةِ الرَّحْلِ، فَإِنَّهُ يَقْطَعُ صَلَاتَهُ الْحِمَارُ وَالْمَرْأَةُ وَالْكَلْبُ الْأَسْوَدُ " قَالَ: فَقُلْتُ: يَا أَبَا ذَرٍّ، مَا بَالُ الْكَلْبِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْكَلْبِ الْأَحْمَرِ مِنَ الْكَلْبِ الْأَصْفَرِ؟ فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَمَا سَأَلْتَنِي فَقَالَ: " الْكَلْبُ الْأَسْوَدُ شَيْطَانٌ "(1).

21425 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَبَيْنَا أَنَا فِي حَلَقَةٍ فِيهَا مَلَأٌ مِنْ قُرَيْشٍ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، فَاتَّبَعْتُهُ حَتَّى جَلَسَ إِلَى سَارِيَةٍ، فَقُلْتُ: مَا رَأَيْتُ هَؤُلَاءِ إِلَّا كَرِهُوا مَا قُلْتَ لَهُمْ. فَقَالَ: إِنَّ خَلِيلِي أَبَا الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم دَعَانِي فَقَالَ: " يَا أَبَا ذَرٍّ " فَأَجَبْتُهُ فَقَالَ: " هَلْ تَرَى أُحُدًا؟ " فَنَظَرْتُ مَا عَلَا مِنَ الشَّمْسِ وَأَنَا أَظُنُّهُ يَبْعَثُنِي فِي حَاجَةٍ، فَقُلْتُ: أَرَاهُ. قَالَ: " مَا يَسُرُّنِي أَنَّ لِي مِثْلَهُ ذَهَبًا أُنْفِقُهُ كُلَّهُ إِلَّا ثَلَاثَةَ الدَّنَانِيرِ "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو مكرر (21342).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن إبراهيم المعروف بابن عليَّة، والجُريري: هو سعيد بن إياس، وأبو العلاء بن الشخير: هو يزيد بن عبد الله.

وأخرجه مسلم (992)(34)، وابن حبان (3259) من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد. وساقاه بتمامه.

وأخرجه كذلك البخاري (1407) و (1408) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى وعبد الوارث بن سعيد، عن الجريري، به. =

ص: 336

21426 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ سُوَيْدَ بْنَ الْحَارِثِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا - قَالَ شُعْبَةُ أَوْ قَالَ: مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي أُحُدًا ذَهَبًا - أَدَعُ مِنْهُ يَوْمَ أَمُوتُ دِينَارًا أَوْ نِصْفَ دِينَارٍ إِلَّا لِغَرِيمٍ "(1).

21427 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ ذَكَرَ أَشْيَاءَ يُؤْجَرُ فِيهَا الرَّجُلُ حَتَّى ذَكَرَ لِي غَشَيَانَ أَهْلِهِ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُؤْجَرُ فِي شَهْوَتِهِ يُصِيبُهَا؟! قَالَ:" أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ آثِمًا، أَلَيْسَ كَانَ يَكُونُ عَلَيْهِ الْوِزْرُ؟! " فَقَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: " فَكَذَلِكَ يُؤْجَرُ "(2).

= وانظر ما سيأتي برقم (21451) و (21534).

وانظر ما سلف (21322).

وقصة ملأ قريش التي لم يسق المصنف لفظها ستأتي عنده مفردة بالأرقام (21470) و (21485) و (21486).

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة سويد بن الحارث. وسيتكرر برقم (21532).

وانظر ما قبله.

(2)

حديث صحيح، وسنده منقطع كما سلف بيانه برقم (21363).

وأخرجه الطيالسي (471) عن شعبة، عن عمرو بن مرة سمع أبا البختري يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في أشياء يؤجر فيها الرجل

فذكره ثم قال: لم يرفعه شعبة (أي: لم يَصِلْه وأرسله)، وقال الأعمش: عن عمرو بن مرة، =

ص: 337

21428 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَحَجَّاجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: أَوْصَانِي خَلِيلِي صلى الله عليه وسلم بِثَلَاثَةٍ: " اسْمَعْ وَأَطِعْ وَلَوْ لِعَبْدٍ مُجَدَّعِ الْأَطْرَافِ. وَإِذَا صَنَعْتَ مَرَقَةً فَأَكْثِرْ مَاءَهَا، ثُمَّ انْظُرْ أَهْلَ بَيْتٍ مِنْ جِيرَانِكَ فَأَصِبْهُمْ مِنْهُ بِمَعْرُوفٍ. وَصَلِّ الصَّلَاةَ لِوَقْتِهَا، وَإِذَا وَجَدْتَ الْإِمَامَ قَدْ صَلَّى فَقَدْ أَحْرَزْتَ صَلَاتَكَ، وَإِلَّا فَهِيَ نَافِلَةٌ "(1).

= عن أبي البختري، عن أبي ذر.

قلنا: وقد سلفت طريق الأعمش برقم (21363) وستأتي برقم (21469).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن الصامت، فمن رجال مسلم. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، وأبو عمران: هو عبد الملك بن حبيب الجَوْني.

وأخرجه تاماً أبو عوانة في الصلاة (1526)، وفي البر والصلة كما في "إتحاف المهرة" 14/ 153 من طريق حجاج وحده، بهذا الإسناد.

وأخرجه كذلك البخاري في "الأدب المفرد"(113)، والبزار في "مسنده"(3957)، وابن حبان (1718) من طريق عبد الله بن المبارك، وأبو عوانة (2404) من طريق وهب بن جرير، وابن حبان (5964) من طريق النضر بن شميل، والبغوي (391) من طريق شبابة بن سوار، أربعتهم عن شعبة، به. وفي رواية ابن حبان قصة لأبي ذر مع عثمان.

وأخرجه دون القطعة الثانية مسلمٌ (648)(240) من طريق عبد الله بن إدريس، عن شعبة، به.

وأخرج القطعة الأولى مفردة مسلم (1837)(36)، وابن ماجه (2862)، وابن خزيمة في "كتاب السياسة" كما في "إتحاف المهرة" 14/ 152، والبيهقي 3/ 88 من طريق محمد بن جعفر وحده، به. =

ص: 338

21429 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ. وَحَجَّاجٌ، قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْجَسْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنْ نَبِيِّ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" إِنَّ أَحَبَّ الْكَلَامِ إِلَى اللهِ أَنْ يَقُولَ الْعَبْدُ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ ".

= وأخرجها أبو عوانة (2404) من طريق حجاج وحده، به.

وأخرجها مفردة أيضاً الطيالسي (452)، ومسلم (1837)(36)، وابن أبي عاصم في "السنة"(1052)، وأبو عوانة (1522) و (1525)، والبيهقي 3/ 88 و 8/ 155 من طرف عن شعبة، به.

وأخرج القطعة الثانية مفردة النسائي في "الكبرى"(6690)، وابن حبان (514) من طريق محمد بن جعفر وحده، به.

وأخرجها كذلك ابن المبارك في "الزهد"(606)، والطيالسي (450)، والدارمي (2079)، ومسلم (2625)(143)، والنسائي في الرقائق من "الكبرى" كما في "التحفة" 9/ 195، وأبو عوانة في البر والصلة من طرق عن شعبة، به. وفي طريقين من طرق أبي عوانة قصة لأبي ذر مع عثمان.

وأخرجها أيضاً أبو عوانة في البر والصلة من طريق أبي عامر الخزاز، عن أبي عمران الجوني، به.

وأخرج القطعة الثالثة مفردة ابن ماجه (1256)، وابن حبان (1482) من طريق محمد بن جعفر وحده، به.

وأخرجها كذلك أبو عوانة (2404) من طريق حجاج، به.

وسيأتي الحديث بقطعه الثلاث عن يحيى بن سعيد عن شعبة برقم (21501).

وسلفت القطعة الثانية منه برقم (21326).

والقطعة الثالثة سلفت برقم (21306).

وفي باب السمع والطاعة عن ابن عمر وأبي هريرة وأنس، سلفت أحاديثهم على التوالي بالأرقام (4668) و (8953) و (12126) وانظر الشواهد عند هذه المواضع.

ص: 339

قَالَ حَجَّاجٌ: إِنَّهُ سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنْ أَحَبِّ الْعَمَلِ إِلَى اللهِ. أَوْ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ أَحَبَّ الْكَلَامِ إِلَى اللهِ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ "(1).

21430 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَحَجَّاجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" يَقْطَعُ الصَّلَاةَ إِذَا لَمْ يَكُنْ بَيْنَ يَدَيِ الرَّجُلِ مِثْلُ آخِرَةِ الرَّحْلِ: الْمَرْأَةُ وَالْحِمَارُ وَالْكَلْبُ الْأَسْوَدُ " فَقُلْتُ: مَا بَالُ الْأَسْوَدِ مِنَ الْأَحْمَرِ؟! فَقَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. حجاج: هو ابن محمد المصيصي، وأبو مسعود: هو سعيد بن إياس الجريري، وأبو عبد الله الجَسْري: هو حِمْيريُّ ابن بشير.

وأخرجه الطبراني في "الدعاء"(1678) عن عبد الله بن أحمد، عن أبيه، عن محمد بن جعفر وحده، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 290 - 291 و 13/ 454، ومسلم (2731)(85) من طريق يحيى بن أبي بكير، والبخاري في "الأدب المفرد"(638) عن آدم ابن أبي إياس، والبزار في "مسنده"(3967) من طريق عمار بن عبد الجبار، وبرقم (3968) من طريق روح بن عبادة أربعتهم عن شعبة، به. رواية البخاري مطولة بلفظ: "أحب الكلام إلى الله: سبحان الله لا شريك له، له الملك وله

الحمد، وهو على كل شيء قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله، سبحان الله وبحمده".

وأخرجه النسائي في "اليوم والليلة"(825) عن مالك بن سعد، عن روح، عن شعبة، عن الجريري، عن سوادة بن عاصم، عن ابن الصامت، به. فجعل بدل أبي عبد الله الحميري سوادةَ، قلنا: ومالك بن سعد فيه ضَعْفٌ.

وانظر (21320).

ص: 340

اللهِ صلى الله عليه وسلم كَمَا سَأَلْتَنِي، فَقَالَ:" إِنَّ الْأَسْوَدَ شَيْطَانٌ "(1).

21431 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: وَاصِلٌ الْأَحْدَبُ أَخْبَرَنِي، قَالَ: سَمِعْتُ الْمَعْرُورَ بْنَ سُوَيْدٍ قَالَ، لَقِيتُ أَبَا ذَرٍّ بِالرَّبَذَةِ وَعَلَيْهِ ثَوْبٌ، وَعَلَى غُلَامِهِ ثَوْبٌ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (2).

21432 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَحَجَّاجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ وَاصِلٍ الْأَحْدَبِ، عَنْ الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ - قَالَ حَجَّاجٌ: سَمِعْتُ الْمَعْرُورَ - قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا ذَرٍّ، وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ - قَالَ حَجَّاجٌ: بِالرَّبَذَةِ -، وَعَلَى غُلَامِهِ مِثْلُهُ - قَالَ حَجَّاجٌ مَرَّةً أُخْرَى، فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ - فَذَكَرَ أَنَّهُ سَابَّ رَجُلًا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَعَيَّرَهُ بِأُمِّهِ، قَالَ: فَأَتَى الرَّجُلُ النَّبِيَّ

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن الصامت، فمن رجال مسلم. حجاج: هو ابن محمد المصيصي.

وأخرجه الدارمي (1414)، وأبو عوانة (1401) من طريق حجاج وحده، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (510)، وابن ماجه (952)، وابن خزيمة (830) من طريق محمد بن جعفر وحده، به.

وانظر (21323).

(2)

زاد في (م): "أي: معنى الحديث الذي بعده" وهذه الزيادة ليست في (ظ 5)، وهي على هامشي (ر) و (ق).

والحديث إسناده صحيح على شرط الشيخين. بهز: هو ابن أسد، وواصل الأحدب: هو ابن حيَّان. وانظر ما بعده.

ص: 341

صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ، إِخْوَانُكُمْ خَوَلُكُمْ جَعَلَهُمُ اللهُ تَحْتَ أَيْدِيكُمْ، فَمَنْ كَانَ أَخُوهُ تَحْتَ يَدِهِ، فَلْيُطْعِمْهُ مِمَّا يَأْكُلُ، وَلْيَكْسُهُ مِمَّا يَلْبَسُ، وَلَا تُكَلِّفُوهُمْ مَا يَغْلِبُهُمْ، فَإِنْ كَلَّفْتُمُوهُمْ فَأَعِينُوهُمْ عَلَيْهِ "(1).

21433 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ وَاصِلٍ الْأَحْدَبِ، عَنِ الْمَعْرُورِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " أَتَانِي جِبْرِيلُ فَبَشَّرَنِي "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور.

وأخرجه مسلم (1661)(40)، والبزار في "مسنده"(3996) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري في "الصحيح"(30) و (2545)، وفي "الأدب المفرد"(189)، وأبو عوانة (6071) و (6072) من طرق عن شعبة، به.

وانظر (21409).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البخاري (7487)، ومسلم (94)(153)، والبزار في "مسنده"(3997)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(1116)، وأبو عوانة (35)، وابن منده في "الإيمان"(82) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد- وسقط من مطبوع "اليوم والليلة" محمد بن جعفر.

وأخرجه ابن منده (82) من طريق بشر بن المفضَّل، عن شعبة، به.

وسلف برقم (21414) من طريق مهدي بن ميمون عن واصل الأحدب.

وانظر الحديث التالي.

ص: 342

21434 -

وَقَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" بَشَّرَنِي جِبْرِيلُ: أَنَّهُ مَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّتِكَ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ " قَالَ: قُلْتُ: وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ؟ قَالَ: " وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ "(1).

21435 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَبَهْزٌ وَحَجَّاجٌ، قَالُوا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ وَاصِلٍ - قَالَ بَهْزٌ: حَدَّثَنَا وَاصِلٌ الْأَحْدَبُ - عَنْ مُجَاهِدٍ - وَقَالَ حَجَّاجٌ: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا -، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ قَبْلِي: جُعِلَتْ لِي الْأَرْضُ طَهُورًا وَمَسْجِدًا، وَأُحِلَّتْ لِي الْغَنَائِمُ، وَلَمْ تَحِلَّ لِنَبِيٍّ قَبْلِي، وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ عَلَى عَدُوِّي، وَبُعِثْتُ إِلَى كُلِّ أَحْمَرَ وَأَسْوَدَ، وَأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ، وَهِيَ نَائِلَةٌ مِنْ أُمَّتِي مَنْ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا " قَالَ حَجَّاجٌ: " مَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليمان: هو ابن مِهْران الأعمش.

وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(1119) من طريق غندر محمد جعفر، عن شعبة، بهذا الإسناد.

وانظر (21347) و (21464).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، لكن مجاهداً لم يسمعه من أبي ذر، بينهما عبيد بن عمير الليثي كما سلف برقم (21299).

وأخرجه البزار في "مسنده"(4077) من طريق محمد بن جعفر وحده، بهذا الإسناد. =

ص: 343

21436 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُدْرِكٍ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ خَرَشَةَ بْنِ الْحُرِّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" ثَلَاثَةٌ لَا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ وَلَا يُزَكِّيهِمْ " قَالَ: فَقَرَأَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثَلَاثَ مِرَارٍ، قَالَ: فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ: خَابُوا وَخَسِرُوا، وَخَابُوا وَخَسِرُوا، وَخَابُوا وَخَسِرُوا، قَالَ: مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " الْمُسْبِلُ (1)، وَالْمَنَّانُ، وَالْمُنَفِّقُ سِلْعَتَهُ بِالْحَلِفِ الْكَاذِبِ "(2).

= وأخرجه الطيالسي (472)، واللالكائي في "أصول الاعتقاد"(1449) من طريق أبي عامر العقدي عبد الملك بن عمرو كلاهما (الطيالسي والعقدي) عن شعبة، به.

وأخرجه الحسين المروزي في زياداته على "زهد" ابن المبارك (1068) و (1618) من طريق وكيع بن الجراح، عن الأعمش، عن مجاهد عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً.

وأخرجه الحارث بن أبي أسامة (8545 - إتحاف الخيرة)، ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" 5/ 117 من طريق عبد العزيز بن أبان عن عمر بن ذر عن مجاهد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي ذر فذكره.

(1)

في (م) وحدها: المسبل إزارَه.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو زرعة: هو ابن عمرو بن جرير ابن عبد الله البجلي.

وأخرجه ابن أبي شيبة 7/ 22 و 9/ 92 - 93، ومسلم (106)، وابن ماجه (2208)، والبزار في "مسنده"(4024)، والنسائي 5/ 81 و 7/ 245 - 246، وابن منده في "الإيمان"(616)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 223 من طريق محمد ابن جعفر، بهذا الإسناد. وانظر (21318).

ص: 344

21437 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَامٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ أَنَّهُ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا صُمْتَ مِنْ شَهْرٍ (1) ثَلَاثًا، فَصُمْ ثَلَاثَ عَشْرَةَ، وَأَرْبَعَ عَشْرَةَ، وَخَمْسَ عَشْرَةَ "(2).

21438 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُنْذِرٍ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَشْيَاخٍ لَهُمْ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم.

وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ مُنْذِرِ بْنِ يَعْلَى أَبِي يَعْلَى، عَنْ أَشْيَاخٍ لَهُ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَأَى شَاتَيْنِ تَنْتَطِحَانِ، فَقَالَ:" يَا أَبَا ذَرٍّ هَلْ تَدْرِي فِيمَ تَنْتَطِحَانِ؟ " قَالَ: لَا. قَالَ: " لَكِنَّ اللهَ يَدْرِي، وَسَيَقْضِي بَيْنَهُمَا "(3).

(1) في (ظ 5): الشهر.

(2)

إسناده حسن من أجل يحيى بن سام، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. سليمان: هو ابن مِهران الأعمش.

وأخرجه الطيالسي (475)، والترمذي (761)، والنسائي 4/ 222، و 222 - 223، وابن خزيمة (2128)، وتمَّام الرازي في "فوائده"(587)، والبيهقي 4/ 294، والمزي في ترجمة يحيى بن سام من "التهذيب" 31/ 318 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد- وصرح موسى بن طلحة في بعض هذه المصادر بسماعه من أبي ذر، وقال الترمذي: حديث حسن.

وانظر (21350).

(3)

حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أشياخ منذر الثوري، لكن روي الحديث بنحوه من طريق آخر سيأتي برقم (21511) وفي إسناده ضعفٌ أيضاً. سليمان: هو ابن مِهران الأعمش. =

ص: 345

21439 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ الْمُنْذِرِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَشْيَاخٍ لَهُمْ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: لَقَدْ تَرَكَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَمَا يَتَقَلَّبُ فِي السَّمَاءِ طَائِرٌ إِلَّا ذَكَّرَنَا مِنْهُ عِلْمًا (1).

21440 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا فِطْرٌ، عَنِ الْمُنْذِرِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، الْمَعْنَى (2).

= وأخرجه الطيالسي (480) عن شعبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة، وأبو يعلى في "مسنديهما" كما في "إتحاف الخيرة"(354) و (355) من طريق أبي معاوية، به.

وفي الباب عن عثمان بن عفان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الجمَّاء لتُقَصُّ من القَرْناءِ يوم القيامة" سلف برقم (520)، وسنده ضعيف. وعن أبي هريرة مرفوعاً:"لتُؤَدَّنَّ الحقوقُ إلى أهلها يوم القيامة، حتى يقتصَّ للشاة الجَمَّاء من الشاةِ القرناء نطحتها". سلف برقم (7204) وهو في "صحيح مسلم"(2582).

(1)

حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أشياخ منذرٍ الثوري.

وأخرجه الطيالسي (479) عن شعبة، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (21361). وانظر الحديث التالي.

(2)

حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، فإن منذراً -وهو ابن يعلى الثوري- لم يدرك أبا ذر، والواسطة بينهما أشياخ للمنذر لم يسمِّهم كما في الرواية السابقة.

حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، وفِطْر: هو ابن خليفة.

وأخرجه وكيع في "الزهد"(522)، وعنه ابن سعد في "الطبقات" 2/ 354 عن فطر بن خليفة، بهذا الإسناد.

وخالف وكيعاً وحجاجاً سفيانُ بن عيينة فرواه عن فطر، عن أبي الطفيل =

ص: 346

21441 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ شُعْبَةُ: أَخْبَرَنَا عَنْ مُهَاجِرٍ أَبِي الْحَسَنِ مِنْ بَنِي تَيْمِ اللهِ مَوْلًى لَهُمْ، قَالَ: رَجَعْنَا مِنْ جَنَازَةٍ فَمَرَرْنَا بِزَيْدِ بْنِ وَهْبٍ فَحَدَّثَ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ، فَأَرَادَ الْمُؤَذِّنُ أَنْ يُؤَذِّنَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" أَبْرِدْ " ثُمَّ أَرَادَ أَنْ يُؤَذِّنَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" أَبْرِدْ " قَالَهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، قَالَ: حَتَّى رَأَيْنَا فَيْءَ التُّلُولِ فَصَلَّى، ثُمَّ قَالَ:" إِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ، فَإِذَا اشْتَدَّ الْحَرُّ، فَأَبْرِدُوا بِالصَّلَاةِ "(1).

21442 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ وَهَاشِمٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ ابْنِ (2) شِمَاسَةَ:

= عامر بن واثلة، عن أبي ذر. أخرجه من طريقه البزار في "مسنده"(3897)، وابن حبان (65)، والطبراني في "الكبير"(1647)، والذهبي في "تذكرة الحفاظ" 3/ 829. زاد الطبراني في آخره: فقال صلى الله عليه وسلم: "ما بقي شئٌ يُقرِّبُ من الجنة ويباعد من النار، إلا وقد بُيِّنَ لكم".

وخالفهم يحيى بن سعيد القطان، فرواه عن فطر، عن عطاء بن أبي رباح، عن أبي الدرداء. أخرجه من طريقه أبو يعلى (5109).

قال الحافظ ابن حجر في "المطالب العالية" 4/ 28: رجاله ثقات إلا أنه منقطع. أي: بين عطاء وأبي الدرداء.

وانظر (21361).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور. وانظر (21376).

(2)

تحرف في (م) و (ق) إلى: أبي.

ص: 347

أَنَّ مُعَاوِيَةَ بْنَ حُدَيْجٍ مَرَّ عَلَى أَبِي ذَرٍّ وَهُوَ قَائِمٌ عِنْدَ فَرَسٍ لَهُ فَسَأَلَهُ: مَا تُعَالِجُ مِنْ فَرَسِكَ هَذَا؟ فَقَالَ: "إِنِّي أَظُنُّ أَنَّ هَذَا الْفَرَسَ قَدْ اسْتُجِيبَ لَهُ دَعْوَتُهُ. قَالَ: وَمَا دُعَاءُ الْبَهِيمَةِ مِنَ الْبَهَائِمِ؟ قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا مِنْ فَرَسٍ إِلَّا وَهُوَ يَدْعُو كُلَّ سَحَرٍ فَيَقُولُ: اللهُمَّ أَنْتَ خَوَّلْتَنِي عَبْدًا مِنْ عِبَادِكَ، وَجَعَلْتَ رِزْقِي بِيَدِهِ، فَاجْعَلْنِي أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ أَهْلِهِ وَمَالِهِ وَوَلَدِهِ (1).

[قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ]: قَالَ أَبِي: وَوَافَقَهُ عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ عَنْ ابْنِ (2) شِمَاسَةَ.

(1) إسناد هذا الأَثر صحيح، وهو من رواية ابن شماسة -وهو عبد الرحمن- عن معاوية بن حُديج كما سيأتي. حجاج: هو ابن محمد، وهاشم: هو ابن القاسم أبو النَّضر، وليث: هو ابن سعد.

وأخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص 143 عن أبيه عبد الله بن عبد الحكم وشعيب بن الليث، عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد.

وأخرجه أيضاً ص 143 من طريق عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عبد الرحمن بن شماسة، عن معاوية بن حُديج: أنه مرَّ على رجل بالمِضمار معه فرسٌ

فذكره، وسمَّى الرجلَ أبا ذرٍّ. وهي الرواية التي أشار إليها المصنف بإثر الحديث.

وسيأتي برقم (21497) من طريق عبد الحميد بن جعفر، عن يزيد بن أبي حبيب، عن سويد بن قيس، عن معاوية بن حُديج، عن أبي ذر مرفوعاً. والليث بن سعد وعمرو بن الحارث المصري أوثق من عبد الحميد بن جعفر، والمحفوظ روايتهما كما في "العلل" للدارقطني 6/ 267.

قال السندي: قوله: "أنت خوَّلتني" بالتشديد، أي: أعطيتني.

(2)

تحرف في (م) و (ق) إلى: أبي.

ص: 348

21443 -

حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، عَنْ خَالِدِ بْنِ ذَكْوَانَ، حَدَّثَنِي أَيُّوبُ بْنُ بُشَيْرٍ، عَنْ فُلَانٍ الْعَنَزِيِّ - وَلَمْ يَقُلْ: الْغُبَرِيِّ -، أَنَّهُ أَقْبَلَ مَعَ أَبِي ذَرٍّ، فَلَمَّا رَجَعَ تَقَطَّعَ النَّاسُ عَنْهُ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا ذَرٍّ، إِنِّي سَائِلُكَ عَنْ بَعْضِ أَمْرِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: إِنْ كَانَ سِرًّا مِنْ سِرِّ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ أُحَدِّثْكَ بِهِ. قُلْتُ: لَيْسَ بِسِرٍّ، وَلَكِنْ كَانَ إِذَا لَقِيَ الرَّجُلَ يَأْخُذُ بِيَدِهِ يُصَافِحُهُ؟ قَالَ: عَلَى الْخَبِيرِ سَقَطْتَ لَمْ يَلْقَنِي قَطُّ إِلَّا أَخَذَ بِيَدِي غَيْرَ مَرَّةٍ وَاحِدَةٍ، وَكَانَتْ تِلْكَ آخِرَهُنَّ، أَرْسَلَ إِلَيَّ فَأَتَيْتُهُ فِي مَرَضِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ، فَوَجَدْتُهُ مُضْطَجِعًا فَأَكْبَبْتُ عَلَيْهِ، فَرَفَعَ يَدَهُ فَالْتَزَمَنِي صلى الله عليه وسلم (1).

21444 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ بُشَيْرِ بْنِ كَعْبٍ الْعَدَوِيِّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ عَنَزَةَ، أَنَّهُ قَالَ لِأَبِي ذَرٍّ حِينَ سُيِّرَ مِنَ الشَّامِ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَقَالَ فِيهِ: هَلْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَافِحُكُمْ إِذَا لَقِيتُمُوهُ؟ فَقَالَ: مَا لَقِيتُهُ قَطُّ إِلَّا صَافَحَنِي (2).

(1) إسناده ضعيف لجهالة العَنَزي، وأيوب بن بُشير -وهو ابن كعب العدوي البصري- روى عنه غير واحد، وذكره ابن حبان في "ثقاته" 6/ 56، لكن جهَّله ابن خِراش.

وانظر ما بعده.

قلنا: وقد ثبتت مشروعية المصافحة في غير هذا الحديث، انظر ما علَّقناه على حديث أنس السالف برقم (13044).

قال السندي: قوله: "تَقطَّع الناسُ عنه" أي: تفرَّقوا عنه.

(2)

إسناده ضعيف كسابقه. أبو الحسين: هو خالد بن ذكوان، وسيتكرر =

ص: 349

21445 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الْعَمِّيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: كُنْتُ خَلْفَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حِينَ خَرَجْنَا مِنْ حَاشِي الْمَدِينَةِ، فَقَالَ: " يَا أَبَا ذَرٍّ، صَلِّ الصَّلَاةَ لِوَقْتِهَا، وَإِنْ جِئْتَ وَقَدْ صَلَّى الْإِمَامُ كُنْتَ قَدْ أَحْرَزْتَ صَلَاتَكَ قَبْلَ ذَلِكَ، وَإِنْ جِئْتَ وَلَمْ يُصَلِّ صَلَّيْتَ مَعَهُ، وَكَانَتْ صَلَاتُكَ لَكَ نَافِلَةً، وَكُنْتَ قَدْ أَحْرَزْتَ صَلَاتَكَ.

يَا أَبَا ذَرٍّ، أَرَأَيْتَ إِنِ النَّاسُ جَاعُوا حَتَّى لَا تَبْلُغَ مَسْجِدَكَ مِنَ الْجَهْدِ، أَوْ لَا تَرْجِعَ إِلَى فِرَاشِكَ مِنَ الْجَهْدِ، فَكَيْفَ أَنْتَ صَانِعٌ؟ " قَالَ: قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ! قَالَ: " تَعَفَّفْ "(1). قَالَ " يَا أَبَا ذَرٍّ، أَرَأَيْتَ إِنِ النَّاسُ مَاتُوا حَتَّى يَكُونَ الْبَيْتُ بِالْعَبْدِ فَكَيْفَ أَنْتَ صَانِعٌ؟ " قَالَ: قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ! قَالَ: " تَصَبَّرْ "(2).

قَالَ: " يَا أَبَا ذَرٍّ، أَرَأَيْتَ إِنِ النَّاسُ قُتِلُوا حَتَّى تَغْرَقَ حِجَارَةُ الزَّيْتِ مِنَ الدِّمَاءِ، كَيْفَ أَنْتَ صَانِعٌ؟ " قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ!

= الحديث بتمامه برقم (21476).

وأخرجه أبو داود (5214) عن موسى بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (473) عن حماد بن سلمة، عن أبي الحسين، عن أيوب بن بُشير أو رجل آخر، عن قاضي أهل مصر، أو قاصّ، شكَّ أيوب بن بشير: أنه قال لأبي ذر

فذكره.

(1)

في (م) وحدها: تصبَّر.

(2)

في (م) وحدها: تعفَّف.

ص: 350

قَالَ: " تَدْخُلُ بَيْتَكَ " قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَإِنْ أَنَا دُخِلَ عَلَيَّ؟ قَالَ:" تَأْتِي مَنْ أَنْتَ مِنْهُ " قَالَ: قُلْتُ: وَأَحْمِلُ السِّلَاحَ؟ قَالَ: " إِذًا شَارَكْتَ " قَالَ: قُلْتُ: كَيْفَ أَصْنَعُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " إِنْ خِفْتَ أَنْ يَبْهَرَكَ شُعَاعُ السَّيْفِ، فَأَلْقِ طَائِفَةً مِنْ رِدَائِكَ عَلَى وَجْهِكَ، يَبُؤْ بِإِثْمِكَ وَإِثْمِهِ "(1).

21446 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عِيسَى، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ.

وَمُؤَمَّلٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَخِيهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنْ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى سَأَلْتُهُ عَنْ مَسْحِ الْحَصَى؟ فَقَالَ: " وَاحِدَةً أَوْ دَعْ ". قَالَ مُؤَمَّلٌ: عَنْ تَسْوِيَةِ الْحَصَى، أَوْ مَسْحِ (2).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن الصامت، فمن رجال مسلم.

وأخرج القسم الثالث منه ابنُ أبي شيبة 15/ 12 عن عبد العزيز بن عبد الصمد العمِّي، بهذا الإسناد.

وانظر (21325).

(2)

حديث صحيح، وهذا الإسناد ضعيف، مؤمَّل -وهو ابن إسماعيل-، وابن أبي ليلى -وهو محمد بن عبد الرحمن- سيِّئا الحفظ، لكنهما متابعان. سفيان: هو الثوري، وعيسى: هو ابن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وعبد الرحمن: هو أبوه.

وهو في "مصنف" عبد الرزاق (2403).

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 411 عن عبد الله بن نمير، عن ابن أبي ليلى، =

ص: 351

21447 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُرَشِيِّ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: صُمْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَمَضَانَ، فَلَمْ يَقُمْ بِنَا مِنَ الشَّهْرِ شَيْئًا حَتَّى بَقِيَ سَبْعٌ، فَقَامَ بِنَا حَتَّى ذَهَبَ نَحْوٌ مِنْ ثُلُثِ اللَّيْلِ، ثُمَّ لَمْ يَقُمْ بِنَا اللَّيْلَةَ الرَّابِعَةَ، وَقَامَ بِنَا اللَّيْلَةَ الَّتِي تَلِيهَا حَتَّى ذَهَبَ نَحْوٌ مِنْ شَطْرِ اللَّيْلِ، قَالَ: فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ لَوْ نَفَّلْتَنَا بَقِيَّةَ لَيْلَتِنَا هَذِهِ! قَالَ: " إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا قَامَ مَعَ الْإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ حُسِبَ لَهُ بَقِيَّةُ لَيْلَتِهِ " ثُمَّ لَمْ يَقُمْ بِنَا السَّادِسَةَ، وَقَامَ بِنَا السَّابِعَةَ، قَالَ: وَبَعَثَ إِلَى أَهْلِهِ وَاجْتَمَعَ النَّاسُ، فَقَامَ بِنَا حَتَّى خَشِينَا أَنْ يَفُوتَنَا الْفَلَاحُ. قَالَ: قُلْتُ: وَمَا الْفَلَاحُ؟ قَالَ: السُّحُورُ (1).

= بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن خزيمة (916)، والطحاوي في "شرح المشكل"(1429) من طريق محمد بن يوسف الفريابي، عن سفيان الثوري، عن محمد بن عبد الرحمن ابن أبي ليلى، عن عبد الله بن عيسى بن أبي ليلى، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبي ذر.

وأخرجه عبد الرزاق (2404)، والطيالسي (470) عن سفيان بن عيينة، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن أبي ذر. وهذا سند رجاله ثقات إلا أنه منقطع بين مجاهد وأبي ذر.

قال الطيالسي: وقال سفيان: عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن أبي ليلى -وهو عبد الرحمن- عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه. وهذا سند على شرط الشيخين.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم -سفيان: هو ابن سعيد الثوري =

ص: 352

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وهو في "مصنف" عبد الرزاق (7706)، ومن طريقه أخرجه ابن الجارود (403)، والبيهقي 2/ 494.

وأخرجه الدارمي (1778)، والبزار في "مسنده"(4042) من طريق عبد الله ابن موسى، والبزار (4041) من طريق مهران بن أبي عمر، كلاهما عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 394، والدارمي (1777)، وأبو داود (1375)، وابن ماجه (1327)، والترمذي (806)، والبزار (4043)، ومحمد بن نصر المروزي في "مختصر قيام رمضان"(8)، والنسائي 3/ 83 - 84 و 202 - 203، وابن خزيمة (2206)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 349، وابن حبان (2547)، والبغوي (991) من طرق عن داود بن أبي هند، به- وجاء عندهم: فلم يقم بنا شيئاً حتى بقي سبعٌ

فلما كانت السادسة لم يقم بنا، فلما كانت الخامسة قام بنا .... فلما كانت الرابعة لم يقم بنا، فلما كانت الثالثة

إلخ. فاعتبروا أن الثالثة هي ليلة سبع وعشرين. قال ابن حبان: قول أبي ذر: "لم يقم بنا في السادسة، وقام بنا في الخامسة" يريد: مما بقي من العشر لا مما مضى منه، وكان الشهر الذي خاطب النبي صلى الله عليه وسلم أمته بهذا الخطاب فيه تسعاً وعشرين، فليلة السادسة من باقي تسع وعشرين تكون ليلة أربع وعشرين، وليلة الخامسة من باقي تسع وعشرين تكون ليلة الخامس والعشرين.

وانظر ما سلف برقم (21419).

وفي الباب عن النعمان بن بشير، سلف برقم (18402)، قال وهو على منبر حمص: قمنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة ثلاث وعشرين في شهر رمضان إلى ثلث الليل الأول، ثم قمنا معه ليلة خمس وعشرين إلى نصف الليل، ثم قام بنا ليلة سبع وعشرين حتى ظننا أن لا نُدرِكَ الفلاح. فأما نحن فنقول: ليلة السابعة ليلة سبع وعشرين، وأنتم تقولون: ليلة ثلاث وعشرين السابعة. فمن أصوب نحن أو أنتم؟

وإسناده صحيح.

ص: 353

21448 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ. وَعَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ إِلَى الصَّلَاةِ، فَإِنَّ الرَّحْمَةَ تُوَاجِهُهُ، فَلَا تُحَرِّكُوا الْحَصَى "(1).

21449 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حَبِيبٍ مَوْلَى عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِي مُرَاوِحٍ الْغِفَارِيِّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَسَأَلَهُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ:" إِيمَانٌ بِاللهِ وَجِهَادٌ فِي سَبِيلِ اللهِ " فَقَالَ: أَيُّ الْعَتَاقَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: " أَنْفَسُهَا " قَالَ: أَفَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ أَجِدْ؟ قَالَ: " فَتُعِينُ الصَّانِعَ، أَوْ تَصْنَعُ لِأَخْرَقَ " قَالَ: أَفَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ أَسْتَطِعْ؟ قَالَ: " فَدَعِ النَّاسَ مِنْ شَرِّكَ، فَإِنَّهَا صَدَقَةٌ تَصَّدَّقُ بِهَا عَنْ نَفْسِكَ "(2).

(1) إسناده محتمل للتحسين كما سلف عند الحديث رقم (21330).

عبد الأعلى: هو ابن عبد الأعلى السامي.

وهو في "مصنف" عبد الرزاق (2398).

وأخرجه ابن المبارك في "الزهد"(1185)، وأخرجه ابن خزيمة (914) من طريق يزيد بن زريع، كلاهما (ابن المبارك ويزيد) عن معمر، بهذا الإسناد.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل حبيب مولى عروة -وهو حبيب الأعور- وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.

وهو في "مصنف" عبد الرزاق (20298)، ومن طريقه أخرجه مسلم (84)، وأبو عوانة (180)، وابن منده في "الإيمان"(233).

وانظر (21331).

ص: 354

21450 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: عَكَّافُ بْنُ بِشْرٍ التَّمِيمِيُّ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" يَا عَكَّافُ، هَلْ لَكَ مِنْ زَوْجَةٍ؟ " قَالَ: لَا. قَالَ: " وَلَا جَارِيَةٍ؟ " قَالَ: وَلَا جَارِيَةَ. قَالَ: " وَأَنْتَ مُوسِرٌ بِخَيْرٍ؟ " قَالَ: وَأَنَا مُوسِرٌ بِخَيْرٍ. قَالَ: " أَنْتَ إِذًا مِنْ إِخْوَانِ الشَّيَاطِينِ، لَوْ كُنْتَ فِي النَّصَارَى كُنْتَ مِنْ رُهْبَانِهِمْ، إِنَّ سُنَّتَنَا النِّكَاحُ، شِرَارُكُمْ عُزَّابُكُمْ، وَأَرَاذِلُ مَوْتَاكُمْ عُزَّابُكُمْ، أَبِالشَّيْطَانِ تَمَرَّسُونَ! مَا لِلشَّيْطَانِ مِنْ سِلَاحٍ أَبْلَغُ فِي الصَّالِحِينَ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا الْمُتَزَوِّجُونَ، أُولَئِكَ الْمُطَهَّرُونَ الْمُبَرَّؤُونَ مِنَ الْخَنَا، وَيْحَكَ يَا عَكَّافُ، إِنَّهُنَّ صَوَاحِبُ أَيُّوبَ وَدَاوُدَ وَيُوسُفَ وَكُرْسُفَ ".

فَقَالَ لَهُ بِشْرُ بْنُ عَطِيَّةَ: وَمَنْ كُرْسُفُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " رَجُلٌ كَانَ يَعْبُدُ اللهَ بِسَاحِلٍ مِنْ سَوَاحِلِ الْبَحْرِ ثَلَاثَ مِئَةِ عَامٍ، يَصُومُ النَّهَارَ، وَيَقُومُ اللَّيْلَ، ثُمَّ إِنَّهُ كَفَرَ بِاللهِ الْعَظِيمِ فِي سَبَبِ امْرَأَةٍ عَشِقَهَا، وَتَرَكَ مَا كَانَ عَلَيْهِ مِنْ عِبَادَةِ اللهِ، ثُمَّ اسْتَدْرَكَ اللهُ بِبَعْضِ مَا كَانَ مِنْهُ فَتَابَ عَلَيْهِ، وَيْحَكَ يَا عَكَّافُ تَزَوَّجْ، وَإِلَّا فَأَنْتَ مِنَ الْمُذَبْذَبِينَ " قَالَ: زَوِّجْنِي يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " قَدْ زَوَّجْتُكَ كَرِيمَةَ بِنْتَ كُلْثُومٍ الْحِمْيَرِيِّ "(1).

(1) إسناده ضعيف لجهالة الرجل الراوي عن أبي ذر، وللاضطراب الذي =

ص: 355

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وقع في أسانيده كما سيأتي.

وهو في "مصنف" عبد الرزاق (10387).

وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" 3/ 356 من طريق الوليد بن مسلم، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1410)، وأبو يعلى (6856)، وابن حبان في "المجروحين" 3/ 3 - 4، والطبراني في "الكبير" 18/ (158)، وفي "الشاميين"(3567)، والبيهقي في "الشعب"(5480)، وابن الأثير في "أسد الغابة" 4/ 43 و 68 - 69 و 7/ 251 من طريق بقية بن الوليد، كلاهما عن معاوية بن يحيى، عن سليمان بن موسى، عن مكحول، عن غضيف بن الحارث، عن عطية بن بُسْر -بالسين المهملة- المازني قال: جاء عكَّاف بن وَدَاعة الهِلالي إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

فذكره. وهذا إسناد ضعيف من أجل معاوية بن يحيى الصدفي، وبقية بن الوليد في الإسناد الثاني ضعيف أيضاً.

وأخرجه العقيلي 3/ 356، والطبراني في "الشاميين"(381) من طريق بُرْد ابن سنان، عن مكحول، عن عطية بن بُسْر، عن عكَّاف بن وداعة الهلالي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ووقع عند الطبراني: عطية بن قيس!

وقال العقيلي في "الضعفاء": لا يتابع عليه، ونقل عن البخاري أنه قال عطية بن بُسر عن عكاف بن وداعة لم يُقِم حديثه.

وقال ابن حبان في "ثقاته" 5/ 261: عطية بن بُسر، شيخ من أهل الشام، حديثه عند أهلها، روى عنه مكحول في التزويج متناً منكراً، وإسناده مقلوب.

وقال الحافظ ابن حجر في "الإصابة" 4/ 537: والطرق المذكورة كلها لا تخلو من ضعف واضطرابٍ.

وقوله في هذا الحديث: "شراركم عزابكم" روي أيضاً من حديث أبي هريرة، أخرجه أبو يعلى (2042)، والطبراني في "الأوسط"(4473)، وابن الجوزي في "الموضوعات" 2/ 257 - 258 و 258، وإسناده تالف.

قوله: "أبِالشيطان تمرَّسون" أي: تعبثون وتتلاعبون به. و"الخَنَا": هو الفُحش.

ص: 356

21451 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ الْمُغِيرَةِ بْنِ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ الْأَقْنَعِ الْبَاهِلِيُّ، حَدَّثَنَا الْأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ، قَالَ: كُنْتُ بِالْمَدِينَةِ فَإِذَا أَنَا بِرَجُلٍ يَفِرُّ النَّاسُ مِنْهُ حِينَ يَرَوْنَهُ، قَالَ: قُلْتُ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا أَبُو ذَرٍّ صَاحِبُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: قُلْتُ: مَا يُفِرُّ النَّاسَ؟ قَالَ: إِنِّي أَنْهَاهُمْ عَنِ الْكُنُوزِ بِالَّذِي كَانَ يَنْهَاهُمْ عَنْهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم (1).

21452 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: سَمِعْتُ الْأَوْزَاعِيَّ يَقُولُ: أَخْبَرَنِي هَارُونُ بْنُ رِئَابٍ، عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: دَخَلْتُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ، فَوَجَدْتُ فِيهِ رَجُلًا يُكْثِرُ السُّجُودَ، فَوَجَدْتُ فِي نَفْسِي مِنْ ذَلِكَ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قُلْتُ: أَتَدْرِي عَلَى شَفْعٍ انْصَرَفْتَ أَمْ عَلَى وِتْرٍ؟ قَالَ: إِنْ أَكُ لَا أَدْرِي فَإِنَّ اللهَ عز وجل يَدْرِي، ثُمَّ قَالَ: أَخْبَرَنِي حِبِّي أَبُو الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم. ثُمَّ بَكَى، ثُمَّ قَالَ: أَخْبَرَنِي حِبِّي أَبُو الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم. ثُمَّ

(1) صحيح، وهذا إسناد محتمل للتحسين، عبد الله بن يزيد بن الأقنع روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "ثقاته" 7/ 27، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو الثوري.

وأخرجه الحاكم 4/ 522 من طريق عَبْدان، عن عبد الله بن المبارك، عن سفيان، بهذا الإسناد. وصحح إسناده ووافقه الذهبي في "تلخيصه" وهو تساهل منهما. وقد تحرف "عبدان" في المطبوع منه إلى: عبد الرزاق، وصححناه من "إتحاف المهرة" 14/ 103.

وسيأتي برقم (21534) عن عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري.

وانظر (21384) و (21425).

ص: 357

بَكَى، ثُمَّ قَالَ: أَخْبَرَنِي حِبِّي أَبُو الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ:" مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْجُدُ لِلَّهِ سَجْدَةً، إِلَّا رَفَعَهُ اللهُ بِهَا دَرَجَةً، وَحَطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةً، وَكَتَبَ لَهُ بِهَا حَسَنَةً ". قَالَ: قُلْتُ: أَخْبِرْنِي مَنْ أَنْتَ يَرْحَمُكَ اللهُ؟ قَالَ: أَنَا أَبُو ذَرٍّ صَاحِبُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَتَقَاصَرَتْ إِلَيَّ نَفْسِي (1).

21453 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَيَزِيدُ، قَالَا: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنِ الْحَسَنِ، حَدَّثَنِي صَعْصَعَةُ - قَالَ يَزِيدُ: ابْنُ مُعَاوِيَةَ - أَنَّهُ لَقِيَ أَبَا ذَرٍّ وَهُوَ يَقُودُ جَمَلًا لَهُ، وَفِي عُنُقِهِ قِرْبَةٌ، فَقُلْتُ لَهُ: أَلَا تُحَدِّثُنِي حَدِيثًا سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: بَلَى، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ يَمُوتُ لَهُمَا ثَلَاثَةٌ مِنَ الْوَلَدِ لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ، إِلَّا أَدْخَلَهُمَا اللهُ الْجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ إِيَّاهُمْ.

وَمَا مِنْ مُسْلِمٍ يُنْفِقُ مِنْ زَوْجَيْنِ مِنْ مَالِهِ فِي سَبِيلِ اللهِ، إِلَّا ابْتَدَرَتْهُ حَجَبَةُ الْجَنَّةِ ". وَقَالَ يَزِيدُ:" إِلَّا أَدْخَلَهُمَا اللهُ الْجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ إِيَّاهُمْ "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير هارون بن رئاب، فمن رجال مسلم.

وهو في "مصنف" عبد الرزاق (3061) و (4847).

وأخرجه الدارمي (1461)، والبزار في "مسنده"(3903)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 135، والبيهقي 2/ 489 من طرق عن الأوزاعي، به. وروايتا البزار وابن قانع مختصرتان.

وانظر ما سلف برقم (21308).

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صعصعة بن معاوية، =

ص: 358

21454 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ قَعْنَبٍ قَالَ: خَرَجْتُ إِلَى الرَّبَذَةِ، فَإِذَا أَبُو ذَرٍّ قَدْ جَاءَ فَكَلَّمَ امْرَأَتَهُ فِي شَيْءٍ، فَكَأَنَّهَا رَدَّتْ عَلَيْهِ، وَعَادَ فَعَادَتْ، فَقَالَ: مَا تَزِدْنَ عَلَى مَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْمَرْأَةُ (1) كَالضِّلْعِ، فَإِنْ ثَنَيْتَهَا انْكَسَرَتْ وَفِيهَا بُلْغَةٌ وَأَوَدٌ "(2).

= فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد" والنسائي وابن ماجه، وله صحبة، وقيل: إنه مخضرم. يزيد: هو ابن هارون، هشام: هو ابن حسان القُرْدوسي، والحسن: هو ابن أبي الحسن البصري.

وأخرجه ابن أبي شيبة 5/ 349، وأبو عوانة (7483) من طريق يزيد بن هارون وحده، بهذا الإسناد- واقتصر ابن أبي شيبة على الشطر الثاني من الحديث.

وأخرجه الدارمي (2403) عن عثمان بن عمر، والبيهقي 9/ 171 من طريق عبد الله بن بكر السهمي، كلاهما عن هشام بن حسان، به. واقتصر الدارمي على الشطر الثاني منه. وانظر (21341).

(1)

في (ظ 5): إنما المرأة.

(2)

رجاله ثقات رجال الشيخين غير نعيم بن قَعنَب، فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد" والنسائي، وسلف الكلام على هذا الإسناد برقم (21339). أبو العلاء بن عبد الله: اسمه يزيد.

وهو في "مصنف" عبد الرزاق (7878) مطوَّل نحو الحديث السالف برقم (21339).

وأخرجه الدارمي (2221)، والبخاري في "الأدب المفرد"(747)، والبزار في "مسنده"(3969) و (3970)، والمزي في ترجمة نعيم من "التهذيب" =

ص: 359

21455 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: يَقْطَعُ الصَّلَاةَ الْكَلْبُ الْأَسْوَدُ، أَحْسَبُهُ قَالَ: وَالْمَرْأَةُ الْحَائِضُ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي ذَرٍّ: مَا بَالُ الْكَلْبِ الْأَسْوَدِ؟ قَالَ: أَمَا إِنِّي قَدْ سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ:" إِنَّهُ شَيْطَانٌ "(1).

21456 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ بْنُ جُمَيْعٍ الْقُرَشِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الطُّفَيْلِ عَامِرُ بْنُ وَاثِلَةَ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ (2) قَالَ: قَامَ أَبُو ذَرٍّ، فَقَالَ: يَا بَنِي غِفَارٍ، قُولُوا: وَلَا تَخْتَلِفُوا، فَإِنَّ الصَّادِقَ الْمَصْدُوقَ حَدَّثَنِي:" أَنَّ النَّاسَ يُحْشَرُونَ عَلَى ثَلَاثَةِ أَفْوَاجٍ: فَوْجٌ رَاكِبِينَ طَاعِمِينَ كَاسِينَ، وَفَوْجٌ يَمْشُونَ وَيَسْعَوْنَ، وَفَوْجٌ تَسْحَبُهُمُ الْمَلَائِكَةُ عَلَى وُجُوهِهِمْ وَتَحْشُرُهُمْ إِلَى النَّارِ " فَقَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ: هَذَانِ قَدْ عَرَفْنَاهُمَا، فَمَا بَالُ الَّذِينَ يَمْشُونَ وَيَسْعَوْنَ؟ قَالَ: " يُلْقِي اللهَ الْآفَةَ عَلَى الظَّهْرِ حَتَّى لَا يَبْقَى ظَهْرٌ، حَتَّى إِنَّ

= 29/ 490 من طرق عن سعيد الجريري، بهذا الإسناد. ورواية البخاري مطولة نحو رواية عبد الرزاق في "المصنف".

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان، لكنه متابع.

وهو في "مصنف" عبد الرزاق (2348)، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير"(1632).

وأنظر (21323).

(2)

تحرف في (م) إلى: أسد.

ص: 360

الرَّجُلَ لَيَكُونُ لَهُ الْحَدِيقَةُ الْمُعْجِبَةُ، فَيُعْطِيهَا بِالشَّارِفِ ذَاتِ الْقَتَبِ، فَلَا يَقْدِرُ عَلَيْهَا " (1).

21457 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ غُضَيْفِ بْنِ الْحَارِثِ رَجُلٍ مِنْ أَيْلَةَ، قَالَ: مَرَرْتُ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقَالَ: نِعْمَ الْغُلَامُ. فَاتَّبَعَنِي رَجُلٌ مِمَّنْ كَانَ عِنْدَهُ، فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي، ادْعُ اللهَ لِي بِخَيْرٍ. قَالَ: قُلْتُ: وَمَنْ أَنْتَ رَحِمَكَ اللهُ؟ قَالَ: أَنَا أَبُو ذَرٍّ صَاحِبُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَقُلْتُ: غَفَرَ اللهُ لَكَ، أَنْتَ أَحَقُّ أَنْ تَدْعُوَ لِي مِنِّي لَكَ! قَالَ: يَا ابْنَ أَخِي، إِنِّي سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ حِينَ مَرَرْتُ بِهِ آنِفًا يَقُولُ:

(1) إسناده قوي، الوليد بن جميع -وهو الوليد بن عبد الله بن جميع- روى له مسلم، وهو صدوق لا بأس به، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. يزيد: هو ابن هارون.

وأخرجه البزار في "مسنده"(3891)، والنسائي 4/ 116 - 117، والطبراني في "الصغير"(1084)، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 2/ 312، والحاكم 4/ 564 من طرق عن الوليد بن جميع، بهذا الإسناد.

وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري (6522)، ومسلم (2861). وسلف نحوه من وجه آخر عن أبي هريرة عند المصنف برقم (8647).

وآخر عن معاوية بن حَيْدة، سلف برقم (20031).

الآفة، أي: آفة الموت.

والظَّهْر: المراد به ما يحمل الناسَ من الدوابِّ.

والشارف ذات القَتَب، أي: الناقة العظيمة عليها رَحْلُها.

وانظر "فتح الباري" 11/ 379 - 381.

ص: 361

نِعْمَ الْغُلَامُ، وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" إِنَّ اللهَ وَضَعَ الْحَقَّ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ يَقُولُ بِهِ "(1).

21458 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ أَبُو ذَرٍّ: إِنِّي لَأَقْرَبُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّ أَقْرَبَكُمْ مِنِّي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن إسحاق صدوق، وقد صرح بالتحديث عند يعقوب بن سفيان في "تاريخه" 1/ 416، وهو متابع.

وأخرجه ابن سعد 2/ 335، والبزار في "مسنده"(4059)، والمزي في ترجمة غضيف من "تهذيب الكمال" 23/ 114 - 115 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد- واقتصر ابن سعد والبزار على المرفوع منه.

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 21، وأبو داود (2962)، وابن ماجه (108)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 461، وابن أبي عاصم في "السنة"(1249)، الطبراني في "مسند الشاميين"(1543) و (3565)، والقطيعي في زياداته على "فضائل الصحابة" لأحمد (521)، والحاكم 3/ 86 - 87، والبيهقي في "المدخل"(66) من طرق عن محمد بن إسحاق، به- واقتصر ابن أبي شيبة وأبو داود وابن ماجه ويعقوب بن سفيان وابن أبي عاصم على المرفوع منه أيضاً.

وأخرجه الطبراني أيضاً (1543) و (3566)، والحاكم 3/ 86 - 87، والبيهقي (66) من طريق هشام بن الغاز ومحمد بن عجلان، عن مكحول، به.

وسيأتي برقم (21542) عن يعلى بن عبيد عن محمد بن إسحاق.

وانظر (21295).

ص: 362

خَرَجَ مِنَ الدُّنْيَا كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ تَرَكْتُهُ عَلَيْهِ " وَإِنَّهُ وَاللهِ مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَقَدْ تَشَبَّثَ مِنْهَا بِشَيْءٍ غَيْرِي (1).

21459 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ - يَعْنِي ابْنَ حُسَيْنٍ - عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَلَى حِمَارٍ وَعَلَيْهِ بَرْذَعَةٌ أَوْ قَطِيفَةٌ، قَالَ: وَذَلِكَ عِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ، فَقَالَ لِي:" يَا أَبَا ذَرٍّ، هَلْ تَدْرِي أَيْنَ تَغِيبُ هَذِهِ؟ " قَالَ: قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: " فَإِنَّهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَامِيَةٍ، تَنْطَلِقُ حَتَّى تَخِرَّ لِرَبِّهَا سَاجِدَةً تَحْتَ الْعَرْشِ، فَإِذَا حَانَ خُرُوجُهَا أَذِنَ اللهُ لَهَا فَتَخْرُجُ فَتَطْلُعُ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يُطْلِعَهَا مِنْ حَيْثُ تَغْرُبُ حَبَسَهَا، فَتَقُولُ: يَا رَبِّ إِنَّ مَسِيرِي بَعِيدٌ فَيَقُولُ لَهَا: اطْلُعِي مِنْ حَيْثُ غِبْتِ، فَذَلِكَ حِينَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا "(2).

(1) حديث محتمل للتحسين، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، فإن عراك بن مالِك لم يسمع من أبي ذر، كما أن محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة بن وقَّاص الليثي- أدخل بينه وبين عراك في رواية عبدة بن سليمان عنه عند هناد في "الزهد"(554) واسطةً مجهولة، فقال: حدثنا من حدَّثه عراكُ بن مالك، على أن المصنف قد أخرج هذا الحديث في كتابه "الزهد" ص 147، وابن سعد في "الطبقات" 4/ 228 - 229 عن يزيد -وهو ابن هارون- فقال فيه: عن محمد بن عمرو: سمعت عراك بن مالك! والله أعلم.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(1627) من طريق هيَّاج بن بسطام، عن محمد بن عمرو، عن عراك بن مالك، به. وهياج ضعيف.

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سفيان بن حسين =

ص: 363

21460 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْعَوَّامُ، قَالَ مُحَمَّدٌ: عَنِ الْقَاسِمِ، وَقَالَ يَزِيدُ فِي حَدِيثِهِ: حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ عَوْفٍ الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ رَجُلٍ قَالَ: كُنَّا قَدْ حَمَلْنَا لِأَبِي ذَرٍّ شَيْئًا نُرِيدُ أَنْ نُعْطِيَهُ إِيَّاهُ، فَأَتَيْنَا الرَّبَذَةَ فَسَأَلْنَا عَنْهُ فَلَمْ نَجِدْهُ، قِيلَ: اسْتَأْذَنَ فِي الْحَجِّ، فَأُذِنَ لَهُ، فَأَتَيْنَاهُ بِالْبَلْدَةِ، وَهِيَ مِنًى، فَبَيْنَا نَحْنُ عِنْدَهُ إِذْ قِيلَ لَهُ: إِنَّ عُثْمَانَ صَلَّى أَرْبَعًا، فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَى أَبِي ذَرٍّ، وَقَالَ قَوْلًا شَدِيدًا، وَقَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، وَصَلَّيْتُ مَعَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ. ثُمَّ قَامَ أَبُو ذَرٍّ فَصَلَّى أَرْبَعًا، فَقِيلَ لَهُ: عِبْتَ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ شَيْئًا، ثُمَّ صنعتَه (1)! قَالَ: الْخِلَافُ أَشَدُّ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَطَبَنَا فَقَالَ:" إِنَّهُ كَائِنٌ بَعْدِي سُلْطَانٌ فَلَا تُذِلُّوهُ، فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُذِلَّهُ فَقَدْ خَلَعَ رِبْقَةَ الْإِسْلَامِ مِنْ عُنُقِهِ، وَلَيْسَ بِمَقْبُولٍ مِنْهُ تَوْبَةٌ حَتَّى يَسُدَّ ثُلْمَتَهُ الَّتِي ثَلَمَ، وَلَيْسَ بِفَاعِلٍ، ثُمَّ يَعُودُ فَيَكُونُ فِيمَنْ يُعِزُّهُ ".

= -وهو الواسطي- فقد روى له أصحاب السنن وعلق له البخاري وروى له مسلم في مقدمة "صحيحه". يزيد: هو ابن هارون، والحكم: هو ابن عتيبة، وإبراهيم التيمي: هو ابن يزيد بن شريك.

وأخرجه مختصراً أبو داود (4002)، والحاكم 2/ 244 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وأخرجه بنحوه الطبراني في "الأوسط"(4467) من طريق أبي مريم عبد الغفار بن القاسم، عن هارون بن سعد، عن إبراهيم التيمي، به.

وانظر (21300).

(1)

في (م) و (ق): صَنَعْتَ.

ص: 364

أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ لَا يَغْلِبُونَا عَلَى ثَلَاثٍ: أَنْ نَأْمُرَ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ، وَنُعَلِّمَ النَّاسَ السُّنَنَ (1).

21461 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الصَّامِتِ، سَمِعَ أَبَا ذَرٍّ قَالَ: إِنَّ خَلِيلِي صلى الله عليه وسلم عَهِدَ إِلَيَّ: " أَيُّمَا ذَهَبٍ أَوْ فِضَّةٍ أُوكِيَ عَلَيْهِ، فَهُوَ كَيٌّ عَلَى صَاحِبِهِ حَتَّى يُفْرِغَهُ فِي سَبِيلِ اللهِ إِفْرَاغًا "(2).

21462 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُؤَمَّلِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ

(1) إسناده ضعيف لإبهام الراوي عن أبي ذر، والقاسم بن عوف الشيباني ذكره ابن حبان في "الثقات"، وضعَّفه النسائي، وقال أبو حاتم مضطرب الحديث ومحلُّه عندي الصِّدق. يزيد: هو ابن هارون، ومحمد بن يزيد: هو الكلاعي الواسطي، والعوَّام: هو ابن حَوْشَب.

وأخرج القسم الأخير منه -وهو قوله: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم

إلخ- الدارميُّ (543) من طريق يزيد بن هارون، عن العوام بن حوشب، عن القاسم ابن عوف، عن أبي ذر. ليس فيه الرجل المبهم!

وانظر الحديث الآتي برقم (21560).

ورِبقة الإسلام، قال ابن الأثير في "النهاية" 2/ 190: الرِّبقة في الأصل: عُرْوة في حبل تُجعل في عنق البهيمة أو يدها تُمسكها، فاستعارها للإسلام، يعني ما يشدُّ به المسلمُ نفسَه من عُرى الإسلام، أي: حدوده وأحكامه وأوامره ونواهيه.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن الصامت، فمن رجال مسلم.

وسيأتي بهذا الإسناد برقم (21528)، وزاد فيه هناك قصة.

وانظر (21384).

ص: 365

عَنْ أَبِي ذَرٍّ: أَنَّهُ أَخَذَ بِحَلْقَةِ بَابِ الْكَعْبَةِ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَا صَلَاةَ بَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ، وَلَا بَعْدَ الْفَجْرِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، إِلَّا بِمَكَّةَ، إِلَّا بِمَكَّةَ "(1).

(1) صحيح لغيره دون قوله: "إلا بمكة" ويمكن أن يشهد لهذا الحرف حديث جبير بن مطعم كما سيأتي، وحديث أبي ذر هذا إسناده ضعيف لضعف عبد الله بن المُؤمَّل، وبينه وبين قيس فيه حميدٌ مولى عفراء كما في مصادر التخريج، وهو غير حميد بن قيس الأعرج الذي روى له الجماعة، فذاك ثقة، وأما حميدٌ مولى عفراء هذا فضعيف فيما قاله البيهقي وابن عبد البر، ومجاهد لم يسمع من أبي ذر فيما قاله أبو حاتم والبيهقي وابن عبد البر والمنذري كما في "التلخيص" للحافظ ابن حجر 1/ 189.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(851)، والبيهقي 2/ 461 من طريق سعيد ابن سليمان الواسطي، والدارقطني 1/ 424 - 425، والبيهقي 2/ 461 من طريق الشافعي، كلاهما عن عبد الله بن مؤمل، عن حميد مولى عفراء، عن قيس ابن سعد، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن خزيمة (2748)، وابن عدي في "الكامل" 4/ 1455، والدارقطني 2/ 265 - 266 من طريق سعيد ابن سالم القدَّاح، عن عبد الله بن المؤمَّل، عن حميد مولى عفراء، عن قيس بن سعد، عن مجاهد، به. ولم يذكر ابن خزيمة وابن عدي فيه قيساً. قال ابن خزيمة: أنا أشكُّ في سماع مجاهد من أبي ذر.

وأخرجه البيهقي 2/ 461 - 462 من طريق خلاد بن يحيى، عن إبراهيم ابن طهمان، عن حميد مولى عفراء، عن قيس بن سعد، عن مجاهد قال: جاءنا أبو ذر .. فذكره. ثم قال: حميد الأعرج -وهو مولى عفراء- ليس بالقوي، ومجاهد لا يثبت له سماع من أبي ذر، وقوله:"جاءنا" يعني: جاء بلدنا، والله أعلم.

ثم أخرجه 2/ 462 من طريق ابن عدي في "الكامل" 7/ 2744 بإسناده عن =

ص: 366

21463 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ وَهَاشِمٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ، قَالَ هَاشِمٌ: عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: قَالَ أَبُو ذَرٍّ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، الرَّجُلُ يُحِبُّ الْقَوْمَ وَلَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَعْمَلَ كَعَمَلِهِمْ؟ قَالَ:" أَنْتَ يَا أَبَا ذَرٍّ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ " قُلْتُ: فَإِنِّي أُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ. قَالَ: " فَأَنْتَ يَا أَبَا ذَرٍّ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ ".

= اليسع بن طلحة قال: سمعت مجاهداً يقول: بلغنا أن أبا ذر قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بحلقتي الكعبة يقول ثلاثاً: "لا صلاة بعد العصر إلا بمكة" ثم قال: اليسع بن طلحة قد ضعَّفوه، والحديث منقطع، مجاهد لم يدرك أبا ذر، والله أعلم.

قال ابن عبد البرِّ في "التمهيد" 13/ 45: هذا حديث وإن لم يكن بالقوي، لضعف حميد مولى عفراء، ولأن مجاهداً لم يسمع من أبي ذر، ففي حديث جبير بن مطعم ما يقويه مع قول جمهور علماء المسلمين به، وذلك أن ابن عباس، وابن عمر، وابن الزبير، والحسن، والحسين، وعطاء، وطاووس، ومجاهداً، والقاسم بن محمد، وعُروة بن الزبير كانوا يطوفون بعد العصر وبعضهم بعد الصبح أيضاً، ويُصلون بإثر فراغهم من طوافهم ركعتين في ذلك الوقت، وبه قال الشافعي وأحمد وإسحاق وأبو ثور وداود بن علي، وقال مالك بن أنس: من طاف بالبيت بعد العصر أخر ركعتي الطواف حتى تغرب الشمس، وكذلك من طاف بعد الصبح لم يركعهما حتى تطلع الشمس وترتفع، وقال أبو حنيفة يركعهما إلا عند غروب الشمس وطلوعها واستوائها.

قلنا: حديث جبير بن مطعم الذي أشار إليه ابن عبد البرِّ هو السالف في "المسند" برقم (16736) مرفوعاً: "يا بني عبد مناف، لا تَمنعُنَّ أحداً طاف بهذا البيت أو صلَّى أيَّ ساعة من ليل أو نهار".

ويشهد للحديث دون قوله: "إلا بمكة" غير ما حديث صحيح، انظر الإشارة إليها عند حديث ابن عمر السالف برقم (4612).

ص: 367

قَالَ هَاشِمٌ: قَالَهَا لَهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ: " أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ "(1).

21464 -

حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ رُفَيْعٍ وَالْأَعْمَشُ، كُلُّهُمْ سَمِعَ زَيْدَ بْنَ وَهْبٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" مَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. روح: هو ابن عُبادة، وهاشم: هو ابن القاسم أبو النَّضر. وانظر (21379).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي داود -وهو سليمان بن داود الطيالسي- فمن رجال مسلم. الأعمش: هو سليمان بن مهران.

وهو في "مسند" الطيالسي (444)، ومن طريقه أخرجه الترمذي (2644)، وابن خزيمة في "التوحيد" 2/ 812، وابن حبان (169)، وابن منده في "الإيمان"(83)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 99.

وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(1121) و (1122)، والبزار في "مسنده"(3977)، وأبو عوانة في الزكاة كما في "إتحاف المهرة" 14/ 124، وابن حبان (213) وابن منده (84)، والبيهقي 10/ 190 من طرق عن شعبة، به. وقرن النسائي بحبيب وعبد العزيز والأعمش بلالاً.

وعلَّقه البخاري في "صحيحه" بإثر الحديث (6443) عن النضر بن شميل عن شعبة. وروايته مطولة وزاد فيها قصته صلى الله عليه وسلم مع أبي ذر والتي قال له فيها: "إن المكثرين هم المقلُّون يوم القيامة

". وهذه الزيادة سلفت مجموعة مع هذا الحديث برقم (21347).

وأخرجه البخاري (3222)، وابن خزيمة في "التوحيد" 2/ 809 من طريق ابن أبي عدي، والنسائي في "اليوم والليلة"(1120) من طريق يحيى بن أبي بكير، كلاهما عن شعبة، عن حبيب وحده، به. =

ص: 368

21465 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا أَبِي (1)، حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ - يَعْنِي الْمُعَلِّمَ (2) - عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ يَعْمَرَ، أَنَّ أَبَا الْأَسْوَدِ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي ذَرٍّ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" لَيْسَ مِنْ رَجُلٍ ادَّعَى لِغَيْرِ أَبِيهِ، وَهُوَ يَعْلَمُهُ إِلَّا كَفَرَ، وَمَنْ ادَّعَى مَا لَيْسَ لَهُ، فَلَيْسَ مِنَّا، وَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ، وَمَنْ دَعَا رَجُلًا بِالْكُفْرِ، أَوْ قَالَ: عَدُوُّ اللهِ، وَلَيْسَ كَذَاكَ إِلَّا حَارَ عَلَيْهِ "(3).

= وأخرجه النسائي في "اليوم والليلة"، (1118)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1997)، وابن منده (85) من طريق حاتم بن أبي صغيرة، عن حبيب وحده، به.

وأخرجه البخاري (6443)، ومسلم ص 688 - 689 (33)، وأبو عوانة، والبيهقي 10/ 190 من طريق جرير بن عبد الحميد، وأبو نعيم في "الحلية" 8/ 310 من طريق أبي بكر بن عياش، كلاهما عن عبد العزيز بن رفيع وحده، به. ورواية جرير مطولة بنحو رواية النضر بن شميل التي علقها البخاري وذكرناها آنفاً.

وانظر (21347).

(1)

قوله: "حدثني أبي" سقط من (م).

(2)

في (م) و (ر) و (ق): يعني ابن المعلِّم، وهو خطأ.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث ابن سعيد، وحُسين المعلِّم: هو ابن ذكوان، وابن بريدة: هو عبد الله، وأبو الأسود: هو ظالم بن عمرو الدِّيلي.

وأخرجه تامَّاً ومقطعاً مسلم (61)، وابن ماجه (2319)، والبزار في "مسنده"(3919)، وأبو عوانة (55)، والطحاوي في "شرح المشكل"(862) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، بهذا الإسناد.

وأخرجه كذلك البخاري في "الصحيح"(3508) و (6045)، وفي "الأدب =

ص: 369

21466 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، أَنَّ يَحْيَى بْنَ يَعْمَرَ، حَدَّثَهُ أَنَّ أَبَا الْأَسْوَدِ الدِّيلِيَّ، حَدَّثَهُ أَنَّ أَبَا ذَرٍّ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَعَلَيْهِ ثَوْبٌ أَبْيَضُ، فَإِذَا هُوَ نَائِمٌ، ثُمَّ أتيتُه (1) فَإِذَا هُوَ نَائِمٌ، ثُمَّ أَتَيْتُهُ وَقَدْ اسْتَيْقَظَ فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ، فَقَالَ:" مَا مِنْ عَبْدٍ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، ثُمَّ مَاتَ عَلَى ذَلِكَ إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ " قُلْتُ: وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ؟! قَالَ: " وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ " قُلْتُ: وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ؟! قَالَ: " وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ " ثَلَاثًا، ثُمَّ قَالَ فِي الرَّابِعَةِ:" عَلَى رَغْمِ أَنْفِ أَبِي ذَرٍّ ". قَالَ: فَخَرَجَ أَبُو ذَرٍّ يَجُرُّ إِزَارَهُ وَهُوَ يَقُولُ: " وَإِنْ رَغِمَ أَنْفُ أَبِي ذَرٍّ.

قَالَ: فَكَانَ أَبُو ذَرٍّ يُحَدِّثُ بِهَذَا بَعْدُ، وَيَقُولُ: وَإِنْ رَغِمَ أَنْفُ

= المفرد" (432) و (433)، والطحاوي (863)، والبغوي في "شرح السنة" (3552) من طريق أبي معمر المُقعَد، وأبو عوانة (56)، وابن منده في "الإيمان" (593) من طريق أبي معمر ومحمد بن عمر القصبي، كلاهما عن عبد الوارث ابن سعيد، به.

وسيأتي برقم (21571) عن عبد الصمد، بهذا الإسناد، واقتصر على القطعة الأخيرة منه.

وفي باب ذمِّ من ادَّعى لغير أبيه انظر حديث عبد الله بن عمرو برقم (6592) و (7019). وذُكرت شواهده عند الموضع الأول.

ويشهد للقطعة الثالثة حديث ابن عمر، وقد سلف برقم (4687)، وانظر تتمة شواهده هناك.

قال السندي: "إلا حار عليه" بالحاء المهملة، أي: رجع على القائل شؤمُه ووَباله، أو يخاف أن يصير كذلك.

(1)

في (م): أتيته أحدِّثه.

ص: 370

أَبِي ذَرٍّ (1).

21467 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ - يَعْنِي ابْنَ الْأَشْتَرِ -، أَنَّ أَبَا ذَرٍّ حَضَرَهُ الْمَوْتُ وَهُوَ بِالرَّبَذَةِ فَبَكَتْ امْرَأَتُهُ، فَقَالَ: مَا يُبْكِيكِ؟ قَالَتْ: أَبْكِي أَنَّهُ لَا يَدَ لِي بِنَفْسِكَ، وَلَيْسَ عِنْدِي ثَوْبٌ يَسَعُكَ كَفَنًا. فَقَالَ: لَا تَبْكِي، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ وَأَنَا عِنْدَهُ فِي نَفَرٍ يَقُولُ:" لَيَمُوتَنَّ رَجُلٌ مِنْكُمْ بِفَلَاةٍ مِنَ الْأَرْضِ، يَشْهَدُهُ عِصَابَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ " قَالَ: فَكُلُّ مَنْ كَانَ مَعِي فِي ذَلِكَ الْمَجْلِسِ مَاتَ فِي جَمَاعَةٍ وَفِرْقَةٍ، فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ غَيْرِي، وَقَدْ أَصْبَحْتُ بِالْفَلَاةِ أَمُوتُ، فَرَاقِبِي الطَّرِيقَ فَإِنَّكِ سَوْفَ تَرَيْنَ مَا أَقُولُ، فَإِنِّي وَاللهِ مَا كَذبْتُ وَلَا كُذِبْتُ. قَالَتْ: وَأَنَّى ذَلِكَ وَقَدْ انْقَطَعَ الْحَاجُّ؟ قَالَ: رَاقِبِي الطَّرِيقَ.

قَالَ: فَبَيْنَا هِيَ كَذَلِكَ إِذَا هِيَ بِالْقَوْمِ تَخِدُ بِهِمْ رَوَاحِلُهُمْ كَأَنَّهُمُ الرَّخَمُ، فَأَقْبَلَ الْقَوْمُ حَتَّى وَقَفُوا عَلَيْهَا فَقَالُوا: مَا لَكِ؟ قَالَتْ: امْرُؤٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ تُكَفِّنُونَهُ وَتُؤْجَرُونَ فِيهِ! قَالُوا: وَمَنْ هُوَ؟ قَالَتْ:

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (94)(154)، وابن منده في "الإيمان"(87) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (5827)، وأبو عوانة (36)، والبغوي (51) من طريق أبي معمر، عن عبد الوارث بن سعيد، به.

وانظر ما سلف برقم (21347).

ص: 371

أَبُو ذَرٍّ. فَفَدَّوْهُ بِآبَائِهِمْ وَأُمَّهَاتِهِمْ، وَوَضَعُوا سِيَاطَهُمْ فِي نُحُورِهَا يَبْتَدِرُونَهُ، فَقَالَ: أَبْشِرُوا، أَنْتُمُ النَّفَرُ الَّذِينَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِيكُمْ مَا قَالَ، أَبْشِرُوا، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" مَا مِنَ امْرَأَيْنِ مُسْلِمَيْنِ هَلَكَ بَيْنَهُمَا وَلَدَانِ أَوْ ثَلَاثَةٌ فَاحْتَسَبَا وَصَبَرَا فَيَرَيَانِ النَّارَ أَبَدًا " ثُمَّ قَدْ أَصْبَحْتُ الْيَوْمَ حَيْثُ تَرَوْنَ وَلَوْ أَنَّ ثَوْبًا مِنْ ثِيَابِي يَسَعُنِي، لَمْ أُكَفَّنْ إِلَّا فِيهِ، فَأَنْشُدُكُمُ اللهَ أَنْ لَا يُكَفِّنَنِي رَجُلٌ مِنْكُمْ كَانَ أَمِيرًا أَوْ عَرِيفًا أَوْ بَرِيدًا. فَكُلُّ الْقَوْمِ كَانَ قَدْ نَالَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا إِلَّا فَتًى مِنَ الْأَنْصَارِ كَانَ مَعَ الْقَوْمِ، قَالَ: أَنَا صَاحِبُكَ، ثَوْبَانِ فِي عَيْبَتِي مِنْ غَزْلِ أُمِّي، وَأَحدُ ثَوْبَيَّ هَذَيْنِ اللَّذَيْنِ عَلَيَّ. قَالَ: أَنْتَ صَاحِبِي فَكَفِّنِّي (1).

(1) حديث حسن، وهذا إسناد منقطع، فإن إبراهيم بن الأشتر لم يسمع من أبي ذر، وجاء موصولاً في الرواية السالفة برقم (21373). عفان: هو ابن مسلم، ووهيب: هو ابن خالد.

وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 4/ 232 - 233، عن عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وليس في روايته قوله صلى الله عليه وسلم: "ما من امرأين

إلخ".

وخالف الإمام أحمدَ وابنَ سعد محمدُ بن إسحاق الصغاني، فرواه موصولاً عن عفان بن مسلم، عن وهيب، عن عبد الله بن عثمان، عن مجاهد، عن إبراهيم بن الأشتر، عن أبيه، عن زوجة أبي ذر، به. أخرجه من طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" 1/ 358.

وأخرجه مختصراً بقصة الفتى الأنصاري الحاكم 3/ 337 - 338 من طريق زائدة، عن عبد الله بن عثمان، عن مجاهد، قال: قال أبو ذر فذكره منقطعاً.

قال السندي: قوله: "تَخِد بهم رواحلهم" كتَعِدُ من الوخْد، وهو ضربٌ من سَيْر الإبل السريع. =

ص: 372

21468 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ سَأَلَهُ عَنْ أَوَّلِ مَسْجِدٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ، قَالَ:" مَسْجِدُ الْحَرامِ (1) ثُمَّ بَيْتُ الْمَقْدِسِ " فَسُئِلَ كَمْ بَيْنَهُمَا؟ قَالَ: " أَرْبَعُونَ عَامًا، وَحَيْثُمَا أَدْرَكَتْكَ الصَّلَاةُ فَصَلِّ فَثَمَّ مَسْجِدٌ "(2).

21469 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قِيلَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: ذَهَبَ أَهْلُ الْأَمْوَالِ بِالْأَجْرِ! فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ فِيكَ صَدَقَةً كَثِيرَةً " فَذَكَرَ فَضْلَ سَمْعِكَ، وَفَضْلَ بَصَرِكَ، قَالَ:" وَفِي مُبَاضَعَتِكَ أَهْلَكَ صَدَقَةٌ " فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ: أَيُؤْجَرُ أَحَدُنَا فِي شَهْوَتِهِ؟ قَالَ: " أَرَأَيْتَ لَوْ وَضَعْتَهُ فِي غَيْرِ حِلٍّ أَكَانَ عَلَيْكَ وِزْرٌ؟ " قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: " أَفَتَحْتَسِبُونَ بِالشَّرِّ وَلَا تَحْتَسِبُونَ بِالْخَيْرِ "(3).

21470 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَشْهَبِ، حَدَّثَنَا خُلَيْدٌ الْعَصَرِيُّ - قَالَ أَبُو جُرَيٍّ: أَيْنَ لَقِيتَ خُلَيْدًا؟ قَالَ: لَا أَدْرِي -، عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: كُنْتُ قَاعِدًا مَعَ أُنَاسٍ مِنْ قُرَيْشٍ إِذْ

= "الرَخَم" بفتحتين: جمع رَخَمة، كقصب جمع قَصَبة، طائر معروف.

(1)

في (م): الْمَسْجِدُ.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليمان: هو ابن مِهران الأعمش، وإبراهيم التيمي: هو ابن يزيد بن شريك. وهو مكرر (21422).

(3)

حديث صحيح، وسنده منقطع وسلف الكلام عليه برقم (21363).

ص: 373

جَاءَ أَبُو ذَرٍّ حَتَّى كَانَ قَرِيبًا مِنْهُمْ قَالَ: لِيُبَشَّرِ الْكَنَّازُونَ بِكَيٍّ مِنْ قِبَلِ ظُهُورِهِمْ يَخْرُجُ مِنْ قِبَلِ بُطُونِهِمْ، وَبِكَيٍّ مِنْ قِبَلِ أَقْفَائِهِمْ يَخْرُجُ مِنْ جِبَاهِهِمْ. قَالَ: ثُمَّ تَنَحَّى فَقَعَدَ، قَالَ: فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: أَبُو ذَرٍّ. قَالَ: فَقُمْتُ إِلَيْهِ، فَقُلْتُ: مَا شَيْءٌ سَمِعْتُكَ تُنَادِي بِهِ؟ قَالَ: مَا قُلْتُ لَهُمْ شَيْئًا إِلَّا شَيْئًا قَدْ سَمِعُوهُ مِنْ نَبِيِّهِمْ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: قُلْتُ لَهُ: مَا تَقُولُ فِي هَذَا الْعَطَاءِ؟ قَالَ: خُذْهُ، فَإِنَّ فِيهِ الْيَوْمَ مَعُونَةً، فَإِذَا كَانَ ثَمَنًا لِدِينِكَ فَدَعْهُ (1).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، خُليدٌ العَصَري -وهو ابن عبد الله- روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وروى له مسلم هذا الحديث الواحد متابعةً، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو الأشهب: هو جعفر بن حيَّان.

وأخرجه مسلم (992)(35)، وابن حبان (3260) من طريق شيبان بن فَرُّوخ، والبزار في "مسنده"(3901) من طريق حبان بن هلال، كلاهما عن أبي الأشهب، بهذا الإسناد.

وسيأتي برقم (21485) و (21486) من طريق أبي نعامةَ عن الأحنف بن قيس.

وأخرجه بنحوه البخاري (1407)، ومسلم (992)(34)، وابن حبان (3259) من طريق أبي العلاء بن الشخير، عن الأحنف بن قيس، به. ورواية مسلم وابن حبان مطولة، وفيها:"ما يسرني إن لي مثل أحد ذهباً أُنفقه كُلَّه إلا ثلاثة دنانير" وهذه الزيادة سلفت في "المسند" برقم (21425).

وأخرجه البزار في "مسنده"(3902) من طريق أبي عقيل بشير بن عقبة الناجي، عن رجل، عن الأحنف، به.

وأخرج عبد الرزاق (6865) عن معمر، عن قتادة، عن أبي ذر موقوفاً قال: بشر أصحاب الكنوز بكيٍّ في الجباه، وفي الجنوب، وفي الظهور، وقتادة لم يدرك أبا ذرّ. وانظر ما سلف برقم (21384) و (21451).

ص: 374

21471 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ وَعَارِمٌ أَبُو النُّعْمَانِ، قَالَا: حَدَّثَنَا دَيْلَمُ بْنُ غَزْوَانَ الْعَطَّارُ الْعَبْدِيُّ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ أَبِي دُبَيٍّ - قَالَ عَفَّانُ: حَدَّثَنِي - عَنْ أَبِي حَرْبِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ مِحْجَنٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ الْعَيْنَ لَتُولَعُ الرَّجُلَ بِإِذْنِ اللهِ، يَتَصَعَّدُ حَالِقًا ثُمَّ يَتَرَدَّى مِنْهُ "(1).

21472 -

حَدَّثَنَا عَارِمٌ، حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، حَدَّثَنَا غَيْلَانُ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ مَعْدِي كَرِبَ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَرْوِيهِ عَنْ رَبِّهِ قَالَ:" ابْنَ آدَمَ، إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ، ابْنَ آدَمَ، إِنْ تَلْقَنِي بِقُرَابِ الْأَرْضِ خَطَايَا لَقِيتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً بَعْدَ أَنْ لَا تُشْرِكَ بِي شَيْئًا، ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ إِنْ تُذْنِبْ حَتَّى يَبْلُغَ ذَنْبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ تَسْتَغْفِرُنِي أَغْفِرْ لَكَ وَلَا أُبَالِي "(2).

(1) إسناده ضعيف لجهالة محجن، وسلف الكلام عليه عند الرواية (21302).

عارم أبو النعمان: اسمه محمد بن الفَضْل السَّدُوسي، وعارم لقب له.

وأخرجه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(5371) عن عفان بن مسلم وحده، بهذا الإسناد.

(2)

حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، شهر بن حوشب ضعيف، وقد اختلف عليه في الحديث كما سيأتي، ومعدي كرب -وهو الهمداني المشرقي- لم يرو عنه غير اثنين، ولم يوثقه غير ابن حبان، فهو في عداد المجهولين. عارم: هو محمد بن الفضل أبو النعمان السدوسي، وغيلان: هو ابن جرير المِعْوَلي.

وأخرجه الدارمي (2788) عن عارمٍ، بهذا الإسناد. =

ص: 375

21473 -

حَدَّثَنَا عَارِمٌ وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، حَدَّثَنَا وَاصِلٌ مَوْلَى أَبِي عُيَيْنَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُقَيْلٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ الدِّيلِيِّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ بِالْأُجُورِ، يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي، وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ، وَيَتَصَدَّقُونَ بِفُضُولِ أَمْوَالِهِمْ. قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَوَلَيْسَ قَدْ جَعَلَ اللهُ لَكُمْ مَا تَصَّدَّقُونَ، إِنَّ بِكُلِّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةً، وَبِكُلِّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةً، وَفِي بُضْعِ أَحَدِكُمْ صَدَقَةً " قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيَأْتِي أَحَدُنَا شَهْوَتَهُ يَكُونُ لَهُ فِيهَا أَجْرٌ؟! قَالَ:" أَرَأَيْتُمْ لَوْ وَضَعَهَا فِي الْحَرَامِ، أَكَانَ عَلَيْهِ فِيهَا وِزْرٌ؟! وَكَذَلِكَ إِذَا وَضَعَهَا فِي الْحَلَالِ، كَانَ لَهُ فِيهَا أَجْرٌ ". قَالَ عَفَّانُ: تَصَّدَّقُونَ، وَقَالَ: " وَتَهْلِيلَةٍ وَتَكْبِيرَةٍ صَدَقَةً، وَأَمْرٍ بِمَعْرُوفٍ صَدَقَةً، وَنَهْيٍ عَنْ مُنْكَرٍ صَدَقَةً، وَفِي بُضْع

" (1).

= وأخرجه أبو عوانة في البر والصلة كما في "إتحاف المهرة" 14/ 195، والبيهقي في "الشعب"(1042) من طرق عن مهدي بن ميمون، به.

وأخرجه أبو عوانة أيضاً من طريق سريج، عن مهدي، عن هشام بن عروة، عن شهر، به.

وسلف برقم (21368) من طريق شهر، عن عبد الرحمن بن غَنْم، عن أبي ذر.

وأخرجه البيهقي في "الشعب"(1040) من طريق العلاء بن زيد، عن شهر، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء. قلنا: والعلاء متروك. وانظر ما سلف برقم (21311) و (21367) و (21420).

"عَنان السماء": هو السَّحَاب.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، رجاله ثقات رجال الصحيح. =

ص: 376

21474 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا مَهْدِيٌّ، وَلَمْ يَذْكُرْ أَبَا الْأَسْوَدِ (1).

21475 -

حَدَّثَنَا عَارِمٌ وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ وَاصِلٍ مَوْلَى أَبِي عُيَيْنَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُقَيْلٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ الدِّيلِيِّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يُصْبِحُ عَلَى كُلِّ سُلَامَى مِنْ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ، وَتَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وَتَكْبِيرَةٍ

= عارم: هو محمد بن الفضل أبو النعمان، وأبو الأسود الدِّيلي: هو ظالم بن عمرو.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(227)، والبغوي في "شرح السنة"(1644) من طريق محمد بن الفضل عارم، بهذا الإسناد. ورواية البخاري نحوه مختصرة.

وأخرجه مسلم (1006)(53)، وابن حبان (838) من طريق عبد الله بن محمد بن أسماء الضبعي، والبزار في "مسنده"(3918) من طريق فطْر بن حماد، كلاهما عن مهدي بن ميمون، به. ولفظ ابن حبان دون قوله: "أياتي أحدُنا شهوته

".

وأخرجه البزار (3917) من طريق حماد بن زيد، عن واصل مولى أبي عيينة، به.

وسيأتي (21482) عن وهب بن جرير عن مهدي بن ميمون.

وانظر ما سلف برقم (21363) و (21411).

ويشهد لأوله حديث أبي هريرة السالف برقم (7243). وهو متفق عليه.

(1)

حديث صحيح، رجاله رجال الصحيح، وقد روي عن مهدي بن ميمون بِذِكْرِ أبي الأسود الدِّيلي بين يحيى بن يعمر وأبي ذر، ويحيى وأبو الأسود كلاهما روى عن أبي ذر، وكلاهما ثقة، وانظر ما قبله.

أبو النضر: هو هاشم بن القاسم.

ص: 377

صَدَقَةٌ، وَتَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنِ الْمُنْكَرِ صَدَقَةٌ، وَيُجْزِئُ أَحَدَكُمْ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُمَا مِنَ الضُّحَى " (1).

21476 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنِي أَبُو حُسَيْنٍ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ بُشَيْرِ بْنِ كَعْبٍ الْعَدَوِيِّ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ عَنْزةَ (2)، أَنَّهُ قَالَ لِأَبِي ذَرٍّ حِينَ سُيِّرَ مِنَ الشَّامِ، قَالَ: إِنِّي أُرِيدُ أَنْ

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي رجاله رجال الصحيح.

وأخرجه أبو عوانة (2121) من طريق عارم محمد بن الفضل وحده، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو عبيد في "غريب الحديث" 3/ 10، ومسلم (720)(84)، وابن خزيمة (1225) من طرق عن مهدي بن ميمون، به. ورواية أبي عبيد مختصرة.

وأخرجه أبو داود (1286) و (5244) من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، عن واصلٍ مولى أبي عيينة، به. وزاد في الموضع الأول:"فله بكل صلاة صدقة، وصيام صدقة، وحج صدقة".

وسيأتي برقم (21548) من طريق هشام بن حسان عن واصل، إلا أنه لم يذكر فيه أبا الأسود، ويحيى بن يعمر وأبو الأسود كلاهما يروي عن أبي ذر.

وانظر الحديث السالف برقم (21473).

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (8183).

وعن بريدة، سيأتي 5/ 354.

وعن ابن عباس عند ابن حبان (299) وغيره.

(2)

في النسخ الخطية: عَنْز، والمثبت مما سلف برقم (21444)، ومن "سنن" أبي داود.

ص: 378

أَسْأَلَكَ عَنْ حَدِيثٍ مِنْ حَدِيثِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: إِذَنْ أُخْبِرَكَ بِهِ إِلَّا أَنْ يَكُونَ سِرًّا. فَقُلْتُ: إِنَّهُ لَيْسَ بِسِرٍّ، هَلْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَافِحُكُمْ إِذَا لَقِيتُمُوهُ؟ فَقَالَ: مَا لَقِيتُهُ قَطُّ إِلَّا صَافَحَنِي، وَبَعَثَ إِلَيَّ يَوْمًا وَلَسْتُ فِي الْبَيْتِ، فَلَمَّا جِئْتُ أُخْبِرْتُ بِرَسُولِهِ (1) فَأَتَيْتُهُ وَهُوَ عَلَى سَرِيرٍ لَهُ، فَالْتَزَمَنِي، فَكَانَتْ أَجْوَدَ وَأَجْوَدَ (2).

21477 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عِمْرَانَ الْجَوْنِيَّ يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، الرَّجُلُ يَعْمَلُ لِنَفْسِهِ فَيُحِبُّهُ النَّاسُ؟ قَالَ:" تِلْكَ عَاجِلُ بُشْرَى الْمُؤْمِنِ "(3).

21478 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ الْبَرَّاءِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" يَا أَبَا ذَرٍّ، كَيْفَ أَنْتَ إِذَا بَقِيتَ فِي قَوْمٍ يُؤَخِّرُونَ الصَّلَاةَ عَنْ وَقْتِهَا؟ " قَالَ: فَقَالَ لِي: " صَلِّ الصَّلَاةَ لِوَقْتِهَا، فَإِنْ أَدْرَكْتَهُمْ لَمْ يُصَلُّوا فَصَلِّ مَعَهُمْ، وَلَا تَقُلْ: إِنِّي قَدْ صَلَّيْتُ، وَلَا أُصَلِّي "(4).

(1) في (ظ 5) و (ر): برسول الله.

(2)

إسناده ضعيف. وهو مكرر (21444).

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو عمران الجوني: هو عبد الملك ابن حبيب.

وهو مكرر (21400)، وقرن هناك بمحمد بن جعفر وكيعاً.

(4)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير =

ص: 379

21479 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ بُدَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَالِيَةِ الْبَرَّاءَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ضَرَبَ فَخِذَهُ وَقَالَ لَهُ:" كَيْفَ أَنْتَ إِذَا بَقِيتَ فِي قَوْمٍ يُؤَخِّرُونَ الصَّلَاةَ " ثُمَّ قَالَ: " صَلِّ الصَّلَاةَ لِوَقْتِهَا ثُمَّ انْهَضْ، فَإِنْ كُنْتَ فِي الْمَسْجِدِ حَتَّى تُقَامَ الصَّلَاةُ، فَصَلِّ مَعَهُمْ "(1).

21480 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ ثَقِيفٍ يُقَالُ لَهُ: فُلَانُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُجِيبٍ، قَالَ:

= عبد الله بن الصامت، فمن رجال مسلم. أيوب: هو ابن أبي تميمة السَّختياني.

وأخرجه أبو عوانة (2407) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن خزيمة (1639) من طريق محمد بن جعفر، به.

وأخرجه البيهقي 3/ 128 من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، عن شعبة، به.

وانظر (21306).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير بديل بن ميسرة وعبد الله بن الصامت، فمن رجال مسلم. أبو عامر: هو عبد الملك بن عمرو العَقَدي.

وأخرجه الطيالسي (454)، والدارمي (1227)، ومسلم (648)(241)، والبزار في "مسنده"(3954)، والنسائي 2/ 113، وأبو عوانة (1522)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 363، والبيهقي 3/ 128 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.

وانظر ما قبله.

ص: 380

لَقِيَ أَبُو ذَرٍّ أَبَا هُرَيْرَةَ وَجَعَلَ - أُرَاهُ قَالَ - قَبِيعَةَ سَيْفِهِ فِضَّةً فَنَهَاهُ، وَقَالَ أَبُو ذَرٍّ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا مِنْ إِنْسَانٍ - أَوْ قَالَ: أَحَدٍ - تَرَكَ صَفْرَاءَ أَوْ بَيْضَاءَ إِلَّا كُوِيَ بِهَا "(1).

21481 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ مُسْهِرٍ، عَنْ خَرَشَةَ بْنِ الْحُرِّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " ثَلَاثَةٌ لَا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ وَلَا يُزَكِّيهِمْ، وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ: الْمَنَّانُ بِمَا أَعْطَى، وَالْمُسْبِلُ إِزَارَهُ، وَالْمُنَفِّقُ سِلْعَتَهُ بِالْحَلِفِ الْكَاذِبِ "(2).

21482 -

حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ وَاصِلٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُقَيْلٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ الدِّيلِيِّ

(1) إسناده ضعيف لجهالة فلان بن عبد الواحد الثقفي -واسمه يحيى، وقيل: عبد الله، وقيل: عبد الواحد كما في "التعجيل"(1385) - ولجهالة أبي مجيب.

قال الحافظ في "التعجيل": أخرجه البخاري في كتاب "الكنى" فيما حكاه الحاكم أبو أحمد عنه من طريق ابن أبي عدي، عن شعبة، عن عبد الله بن عبد الواحد الثقفي، عن أبي مجيب الشامي. فذكره.

وقد أشار الذهبي إلى نكارته، فقال في ترجمة يحيى بن عبد الواحد من "الميزان": يروي عنه شعبة عن أبي المجيب بحديث منكر.

لكن يشهد للمرفوع منه حديث أبي ذر السالف برقم (21384).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم. سليمان: هو ابن مِهران الأعمش.

وهو مكرر (21405).

ص: 381

عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ بِالْأُجُورِ، يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي، وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ، وَيَتَصَدَّقُونَ بِفُضُولِ أَمْوَالِهِمْ! فَقَالَ:" أَوَلَيْسَ قَدْ جَعَلَ اللهُ لَكُمْ مَا تَصَّدَّقُونَ، إِنَّ بِكُلِّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ، وَبِكُلِّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ، وَبِكُلِّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وَبِكُلِّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنِ الْمُنْكَرِ صَدَقَةٌ، وَفِي بُضْعِ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، يَأْتِي أَحَدُنَا شَهْوَتَهُ وَيَكُونُ لَهُ فِيهَا أَجْرٌ؟! فَقَالَ:" أَرَأَيْتُمْ لَوْ وَضَعَهَا فِي الْحَرَامِ أَلَيْسَ كَانَ يَكُونُ عَلَيْهِ وِزْرٌ - أَوِ الْوِزْرُ -؟ " قَالُوا: بَلَى. قَالَ: " فَكَذَلِكَ إِذَا وَضَعَهَا فِي الْحَلَالِ، يَكُونُ لَهُ الْأَجْرُ "(1).

21483 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ مُوَرِّقٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ لَاءَمَكُمْ مِنْ خَدَمِكُمْ فَأَطْعِمُوهُمْ مِمَّا تَأْكُلُونَ، وَاكْسُوهُمْ مِمَّا تَلْبَسُونَ - أَوْ قَالَ: تَكْتَسُونَ - وَمَنْ لَا يُلَائِمُكُمْ، فَبِيعُوهُ وَلَا تُعَذِّبُوا خَلْقَ اللهِ "(2).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي. واصل: هو مولى أبي عيينة.

وسلف برقم (21473) عن عارم وعفان عن مهدي بن ميمون.

(2)

حسن لغيره بهذه السياقة، وهذا الإسناد رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أنه منقطع، فإن مورِّقاً -وهو العجلي- لم يسمع أبا ذر فيما قاله أبو زرعة الرازي والدارقطني. عبد الملك بن عمرو: هو أبو عامر العَقَدي، وسفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر.

وسيأتي برقم (21515) عن عبد الله بن الوليد عن سفيان.

وأخرجه أبو داود (5161)، ومن طريقه البيهقي 8/ 7 عن محمد بن عمرو =

ص: 382

21484 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا عَلِيٌّ - يَعْنِي ابْنَ مُبَارَكٍ -، عَنْ يَحْيَى، عَنْ زَيْدِ بْنِ سَلَّامٍ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ، قَالَ أَبُو ذَرٍّ: عَلَى كُلِّ نَفْسٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ طَلَعَتْ فِيهِ الشَّمْسُ صَدَقَةٌ مِنْهُ عَلَى نَفْسِهِ. قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مِنْ أَيْنَ أَتَصَدَّقُ وَلَيْسَ لَنَا أَمْوَالٌ؟ قَالَ:" لِأَنَّ مِنْ أَبْوَابِ الصَّدَقَةِ التَّكْبِيرَ، وَسُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ، وَتَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ، وَتَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ، وَتَعْزِلُ الشَّوْكَةَ عَنْ طَرِيقِ النَّاسِ وَالْعَظْمَ وَالْحَجَرَ، وَتَهْدِي الْأَعْمَى، وَتُسْمِعُ الْأَصَمَّ وَالْأَبْكَمَ حَتَّى يَفْقَهَ، وَتُدِلُّ الْمُسْتَدِلَّ عَلَى حَاجَةٍ لَهُ قَدْ عَلِمْتَ مَكَانَهَا، وَتَسْعَى بِشِدَّةِ سَاقَيْكَ إِلَى اللهْفَانِ الْمُسْتَغِيثِ، وَتَرْفَعُ بِشِدَّةِ ذِرَاعَيْكَ مَعَ الضَّعِيفِ، كُلُّ ذَلِكَ مِنْ أَبْوَابِ الصَّدَقَةِ مِنْكَ عَلَى نَفْسِكَ، وَلَكَ فِي جِمَاعِكَ زَوْجَتَكَ أَجْرٌ ".

قَالَ أَبُو ذَرٍّ: كَيْفَ يَكُونُ لِي أَجْرٌ فِي شَهْوَتِي؟! فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ لَكَ وَلَدٌ فَأَدْرَكَ وَرَجَوْتَ خَيْرَهُ فَمَاتَ، أَكُنْتَ

= الرازي، والبزار في "مسنده"(3923) عن يوسف بن موسى، كلاهما عن جرير ابن عبد الحميد، عن منصور، بهذا الإسناد.

وأخرجه بنحوه أبو داود أيضاً (5157) عن عثمان بن أبي شيبة، عن جرير ابن عبد الحميد، عن الأعمش، عن المعرور بن سويد، عن أبي ذر. لكن جمهور أصحاب الأعمش لم يرووه على هذا الوجه، والمحفوظ من حديثه نحو ما سلف برقم (21409).

ويشهد للفظ حديث مورِّق عن أبي ذر حديثُ عبد الرحمن بن يزيد عن أبيه =

ص: 383

تَحْتَسِبُ بِهِ؟ " قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: " فَأَنْتَ خَلَقْتَهُ؟ " قَالَ: بَلِ اللهُ خَلَقَهُ. قَالَ: " فَأَنْتَ هَدَيْتَهُ؟ " قَالَ: بَلِ اللهُ هَدَاهُ. قَالَ: " فَأَنْتَ تَرْزُقُهُ؟ " قَالَ: بَلِ اللهُ كَانَ يَرْزُقُهُ. قَالَ: " كَذَلِكَ فَضَعْهُ فِي حَلَالِهِ وَجَنِّبْهُ حَرَامَهُ، فَإِنْ شَاءَ اللهُ أَحْيَاهُ، وَإِنْ شَاءَ أَمَاتَهُ، وَلَكَ أَجْرٌ " (1).

21485 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو نَعَامَةَ، عَنْ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ وَأَنَا أُرِيدُ الْعَطَاءَ مِنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، فَجَلَسْتُ إِلَى حَلْقَةٍ مِنْ حِلَقِ قُرَيْشٍ فَجَاءَ رَجُلٌ عَلَيْهِ أَسْمَالٌ لَهُ قَدْ لَفَّ ثَوْبًا عَلَى رَأْسِهِ، قَالَ: بَشِّرِ الْكَنَّازِينَ بِكَيٍّ فِي الْجِبَاهِ، وَبِكَيٍّ فِي الظُّهُورِ، وَبِكَيٍّ فِي الْجُنُوبِ. ثُمَّ تَنَحَّى إِلَى سَارِيَةٍ، فَصَلَّى خَلْفَهَا رَكْعَتَيْنِ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقِيلَ:

= عن النبي صلى الله عليه وسلم السالف برقم (16409)، وإسناده ضعيف.

(1)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(9027)، والبيهقي في "الشعب"(11171) من طريق أبي عامر عبد الملك بن عمرو، بهذا الإسناد.

وأخرجه مختصراً ابن حبان (3377)، والبيهقي في "الشعب"(7618) من طريق سعيد بن أبي هلال، عن أبي سعيد المَهْري، عن أبي ذر- ووقف فيه إلى قوله:"كل ذلك من أبواب الصدقة منك على نفسك".

وأخرجه كذلك الطبراني في "مسند الشاميين"(810) من طريق بشر بن العلاء بن زَبْر، عن حكيم بن حزام، عن أبي ذر- وذكر في أوله فضل التكبير والتسبيح والتحميد دبر كل صلاة بمثل الحديث السالف برقم (21411).

وانظر ما سلف برقم (21363) و (21473).

ص: 384

هَذَا أَبُو ذَرٍّ، فَقُلْتُ لَهُ: مَا شَيْءٌ سَمِعْتُكَ تُنَادِي بِهِ؟ قَالَ: مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا شَيْئًا سَمِعُوهُ مِنْ نَبِيِّهِمْ صلى الله عليه وسلم. فَقُلْتُ لَهُ: يَرْحَمُكَ اللهُ، إِنِّي كُنْتُ آخُذُ الْعَطَاءَ مِنْ عُمَرَ، فَمَا تَرَى؟ قَالَ: خُذْهُ، فَإِنَّ فِيهِ الْيَوْمَ مَعُونَةً، وَيُوشِكُ أَنْ يَكُونَ دِيْنًا، فَإِذَا كَانَ دِيْنًا فَارْفُضْهُ (1).

21486 -

حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا أَبُو نَعَامَةَ السَّعْدِيُّ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ وَمَعْنَاهُ، وَلَمْ يَذْكُرْ:" إِلَّا شَيْئًا سَمِعُوهُ مِنْ نَبِيِّهِمْ صلى الله عليه وسلم "، وَلَا أُرَى عَفَّانَ إِلَّا وَهِمَ، وَذَهَبَ إِلَى حَدِيثِ أَبِي الْأَشْهَبِ، لِأَنَّ عَفَّانَ زَادَهُ، وَلَمْ يَكُنْ عِنْدَنَا (2).

21487 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنِ أَشْيَاخِهِ

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو نعامة: هو السَّعدي، وقيل: اسمه عبد ربِّه، وقيل: عمرو.

وانظر ما بعده.

وسلف برقم (21470) عن عفان عن أبي الأشهب عن خُليد العَصَري عن الأحنف.

(2)

إسناده صحيح. أبو كامل: هو مظفَّر بن مدرِك الخراساني، وحماد: هو ابن سلمة.

قلنا: يفهم من كلام المصنف على هذا الإسناد أن قول أبي ذر "بَشِّر الكنَّازين

إلخ" موقوف عليه في حديث حماد بن سلمة، وأن عفان وهم في روايته عنه في الرواية السابقة فرفعه، وكأنه التبس عليه حديثُه عن أبي الأشهب السالف برقم (21470) حيث رفعه، بحديثه عن حمادٍ هذا، والله تعالى أعلم.

ص: 385

عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَوْصِنِي. قَالَ:" إِذَا عَمِلْتَ سَيِّئَةً فَأَتْبِعْهَا حَسَنَةً تَمْحُهَا ". قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَمِنَ الْحَسَنَاتِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ؟ قَالَ:"هِيَ أَفْضَلُ الْحَسَنَاتِ "(1).

21488 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنِ الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَقُولُ اللهُ عز وجل: مَنْ عَمِلَ حَسَنَةً، فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا أَوْ أَزِيدُ، وَمَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَجَزَاؤُهَا مِثْلُهَا أَوْ أَغْفِرُ، وَمَنْ عَمِلَ قُرَابَ الْأَرْضِ خَطِيئَةً ثُمَّ لَقِيَنِي لَا يُشْرِكُ بِي شَيْئًا، جَعَلْتُ لَهُ مِثْلَهَا مَغْفِرَةً، وَمَنْ اقْتَرَبَ إِلَيَّ شِبْرًا اقْتَرَبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَمَنْ اقْتَرَبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا اقْتَرَبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا، وَمَنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً "(2).

21489 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا الْأَجْلَحُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ الدِّيلِيِّ

(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أشياخ شِمْر بن عطية.

والشطر الأول سلف برقم (21354) من طريق ميمون بن أبي شبيب عن أبي ذر.

وأما الشطر الثاني، فيشهد له حديث جابر بن عبد الله عند ابن ماجه (3800)، والترمذي (3383)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (831) بلفظ:"أفضلُ الذِّكر لا إله إلا الله، وأفضل الدعاء الحمد لله" وإسناده حسن، وصححه ابن حبان (846).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (21360).

تنبيه: هذا الحديث ليس في (ظ 5).

ص: 386

عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ أَحْسَنَ مَا غُيِّرَ بِهِ الشَّيْبُ الْحِنَّاءُ وَالْكَتَمُ "(1).

21490 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ رُسْتُمَ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ صَامِتٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَا أَبَا ذَرٍّ، إِنَّهُ سَيَكُونُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ يُؤَخِّرُونَ الصَّلَاةَ عَنْ مَوَاقِيتِهَا، فَإِنْ أَنْتَ أَدْرَكْتَهُمْ فَصَلِّ الصَّلَاةَ لِوَقْتِهَا - وَرُبَّمَا قَالَ: فِي رَحْلِكَ - ثُمَّ ائْتِهِمْ، فَإِنْ وَجَدْتَهُمْ قَدْ صَلَّوْا كُنْتَ قَدْ صَلَّيْتَ، وَإِنْ وَجَدْتَهُمْ لَمْ يُصَلُّوا، صَلَّيْتَ مَعَهُمْ، فَتَكُونُ لَكَ نَافِلَةً "(2).

21491 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنِ الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: انْتَهَيْتُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ جَالِسٌ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ، فَلَمَّا رَآنِي مُقْبِلًا، قَالَ:" هُمُ الْأَخْسَرُونَ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ " فَقُلْتُ: مَا لِي؟ لَعَلِّي أُنْزِلَ فِيَّ شَيْءٌ، مَنْ هُمْ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي؟

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات، الأجلح -وهو ابن عبد الله- ضعيف يعتبر به، وقد توبع. وهو مكرر (21362).

ابن نمير: هو عبد الله، وأبو الأسود الديلي: اسمه ظالم بن عمرو.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، صالح بن رستم -وهو أبو عامر الخزاز- وإن روى له مسلم، صدوق حسن الحديث، وقد توبع، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن الصامت، فمن رجال مسلم. إسماعيل: هو ابن إبراهيم بن مِقسَم المعروف بابن عُليَّة.

وانظر (21306).

ص: 387

قَالَ: " الْأَكْثَرُونَ أَمْوَالًا إِلَّا مَنْ قَالَ هَكَذَا " فَحَثَا بَيْنَ يَدَيْهِ، وَعَنْ يَمِينِهِ، وَعَنْ شِمَالِهِ.

قَالَ: ثُمَّ قَالَ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَا يَمُوتُ أَحَدٌ مِنْكُمْ، فَيَدَعُ إِبِلًا وَبَقَرًا وَغَنَمًا لَمْ يُؤَدِّ زَكَاتَهَا، إِلَّا جَاءَتْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْظَمَ مَا كَانَتْ وَأَسْمَنَهُ، تَطَؤُهُ بِأَخْفَافِهَا، وَتَنْطَحُهُ بِقُرُونِهَا، كُلَّمَا نَفِدَتْ أُخْرَاهَا، أُعِيدَتْ عَلَيْهِ أُولَاهَا حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ "(1).

21492 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنِ الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنِّي لَأَعْرِفُ آخِرَ أَهْلِ النَّارِ خُرُوجًا مِنَ النَّارِ، وَآخِرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولًا الْجَنَّةَ، يُؤْتَى بِرَجُلٍ فَيَقُولُ: نَحُّوا كِبَارَ ذُنُوبِهِ وَسَلُوهُ عَنْ صِغَارِهَا. قَالَ: فَيُقَالُ لَهُ: عَمِلْتَ كَذَا يَوْمَ كَذَا وَكَذَا، وَعَمِلْتَ كَذَا يَوْمَ كَذَا وَكَذَا. قَالَ: فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، لَقَدْ عَمِلْتُ أَشْيَاءَ لَمْ أَرَهَا هُنَا ". قَالَ: فَضَحِكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ، قَالَ: " فَيُقَالُ لَهُ:

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مِهران.

وأخرجه ابن أبي شيبة 13/ 244، وهناد في "الزهد"(607)، ومسلم (990)، والترمذي (617)، والنسائي 5/ 10 - 11، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 56 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. واقتصر ابن أبي شيبة والخرائطي على الشطر الأول منه.

وانظر (21351).

ص: 388

فَإِنَّ لَكَ مَكَانَ كُلِّ سَيِّئَةٍ حَسَنَةً " (1).

21493 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَا أَبَا ذَرٍّ، ارْفَعْ بَصَرَكَ فَانْظُرْ أَرْفَعَ رَجُلٍ تَرَاهُ فِي الْمَسْجِدِ " قَالَ: فَنَظَرْتُ، فَإِذَا رَجُلٌ جَالِسٌ عَلَيْهِ حُلَّةٌ، قَالَ: فَقُلْتُ: هَذَا. قَالَ: فَقَالَ: " يَا أَبَا ذَرٍّ، ارْفَعْ بَصَرَكَ فَانْظُرْ أَوْضَعَ رَجُلٍ تَرَاهُ فِي الْمَسْجِدِ " قَالَ: فَنَظَرْتُ، فَإِذَا رَجُلٌ ضَعِيفٌ عَلَيْهِ أَخْلَاقٌ، قَالَ: فَقُلْتُ: هَذَا. قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَهَذَا أَفْضَلُ عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ قُِرَابِ الْأَرْضِ مِثْلِ هَذَا "(2).

21494 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، حَدَّثَنِي أَبُو صَالِحٍ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ بَنِي أَسَدٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِنَّ أَشَدَّ أُمَّتِي لِي حُبًّا قَوْمٌ يَكُونُونَ - أَوْ يَجِيئُونَ - بَعْدِي، يَوَدُّ أَحَدُهُمْ أَنَّهُ أَعْطَى أَهْلَهُ وَمَالَهُ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (190)(315)، والترمذي (2596)، وابن حبان (7375)، وابن منده في "الإيمان"(849) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. وانظر (21393).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن أبي شيبة 13/ 222، وهنَّاد في "الزهد"(815)، والبزار في "مسنده"(3979) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.

وانظر (21396) و (21397).

ص: 389

وَأَنَّهُ رَآنِي " (1).

21495 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا قُدَامَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَتْنِي جَسْرَةُ بِنْتُ دَجَاجَةَ، أَنَّهَا انْطَلَقَتْ مُعْتَمِرَةً، فَانْتَهَتْ إِلَى الرَّبَذَةِ، فَسَمِعَتْ أَبَا ذَرٍّ يَقُولُ: قَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةً مِنَ اللَّيَالِي فِي صَلَاةِ الْعِشَاءِ فَصَلَّى بِالْقَوْمِ، ثُمَّ تَخَلَّفَ أَصْحَابٌ لَهُ يُصَلُّونَ، فَلَمَّا رَأَى قِيَامَهُمْ وَتَخَلُّفَهُمْ انْصَرَفَ إِلَى رَحْلِهِ، فَلَمَّا رَأَى الْقَوْمَ قَدْ أَخْلَوْا الْمَكَانَ رَجَعَ إِلَى مَكَانِهِ فَصَلَّى، فَجِئْتُ فَقُمْتُ خَلْفَهُ، فَأَوْمَأَ إِلَيَّ بِيَمِينِهِ فَقُمْتُ عَنْ يَمِينِهِ، ثُمَّ جَاءَ ابْنُ مَسْعُودٍ فَقَامَ خَلْفِي وَخَلْفَهُ، فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ بِشِمَالِهِ، فَقَامَ عَنْ شِمَالِهِ، فَقُمْنَا ثَلَاثَتُنَا يُصَلِّي كُلُّ رَجُلٍ مِنَّا بِنَفْسِهِ، وَيَتْلُو مِنَ الْقُرْآنِ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَتْلُوَ، فَقَامَ بِآيَةٍ مِنَ الْقُرْآنِ يُرَدِّدُهَا حَتَّى صَلَّى الْغَدَاةَ، فَبَعْدَ أَنْ أَصْبَحْنَا أَوْمَأْتُ إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ: أَنْ سَلْهُ مَا أَرَادَ إِلَى مَا صَنَعَ الْبَارِحَةَ؟ فَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ بِيَدِهِ: لَا أَسْأَلُهُ عَنْ شَيْءٍ حَتَّى يُحدِثَ إِلَيَّ، فَقُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، قُمْتَ بِآيَةٍ مِنَ الْقُرْآنِ وَمَعَكَ الْقُرْآنُ؟! لَوْ فَعَلَ هَذَا بَعْضُنَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ! قَالَ:" دَعَوْتُ لِأُمَّتِي " قَالَ: فَمَاذَا أُجِبْتَ، أَوْ مَاذَا رُدَّ عَلَيْكَ؟ قَالَ:" أُجِبْتُ بِالَّذِي لَوْ اطَّلَعَ عَلَيْهِ كَثِيرٌ مِنْهُمْ طَلْعَةً تَرَكُوا الصَّلَاةَ " قَالَ: أَفَلَا أُبَشِّرُ النَّاسَ؟ قَالَ: " بَلَى ". فَانْطَلَقْتُ مُعْنِقًا قَرِيبًا مِنْ قَذْفَةٍ بِحَجَرٍ، فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ،

(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف. وهو مكرر (21385).

ص: 390

إِنَّكَ إِنْ تَبْعَثْ إِلَى النَّاسِ بِهَذَا نَكَلُوا عَنِ الْعِبَادَةِ. فَنَادَاهُ (1): أَنِ ارْجَعْ، فَرَجَعَ. وَتِلْكَ الْآيَةُ:{إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [المائدة: 118](2).

21496 -

حَدَّثَنَا مَرْوَانُ، حَدَّثَنَا قُدَامَةُ الْبَكْرِيُّ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ، وَقَالَ:" يَنْكُلُوا عَنِ الْعِبَادَةِ "(3).

(1) في (م) و (ق): فنادى.

(2)

إسناده حسن.

وأخرجه البزار في "مسنده"(4062) من طريق محمد بن عبيد، ومحمد بن نصر المروزي في "مختصر قيام الليل"(65/ أ) من طريق عبد الواحد بن زياد، كلاهما عن قدامة بن عبد الله، بهذا الإسناد.

وانظر ما بعده، وما سلف برقم (21328).

وسيأتي برقم (21538) عن يحيى بن سعيد مختصراً بقصة ترديده الآية فقط.

وقوله: "أُجِبتُ بالذي لو اطَّلع عليه

إلخ" قد جاء في بعض روايات الحديث كما سلف برقم (21328) أن ذلك هو الشَّفاعة لمن لا يشرك بالله شيئاً، ويُشكل وقوعُ ذِكر عمر في هذا الحديث، فقد جاء في "صحيح" مسلم (31) من حديث أبي هريرة أن عمر وقع منه ذلك عندما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة: "اذهب بِنَعْليَّ هاتَيْن، فمَن لَقيتَ من وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلَّا الله، مستيقناً بها قلبُه، فبشره بالجنة"، وهذا هو المحفوظ، والله تعالى أعلم.

قوله: "مُعنِقاً" قال السندي: اسم فاعل من الإعناق يقال: أعنق إعناقاً: إذا سار سيراً سريعاً، والاسم منه العَنَق -بفتحتين- وهو نوع من السَّير سريع.

"نَكَلوا" أي: تأخَّروا.

(3)

إسناده حسن كسابقه. مروان: هو ابن معاوية الفَزَاري. =

ص: 391

21497 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ حُدَيْجٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ فَرَسٍ عَرَبِيٍّ إِلَّا يُؤْذَنُ لَهُ مَعَ كُلِّ فَجْرٍ يَدْعُو بِدَعْوَتَيْنِ يَقُولُ: اللهُمَّ إِنَّكَ خَوَّلْتَنِي مَنْ خَوَّلْتَنِي مِنْ بَنِي آدَمَ، فَاجْعَلْنِي مِنْ أَحَبِّ أَهْلِهِ وَمَالِهِ إِلَيْهِ " أَوْ " أَحَبَّ أَهْلِهِ وَمَالِهِ إِلَيْهِ ".

قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: قَالَ أَبِي: خَالَفَهُ عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ فَقَالَ: عَنْ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شِمَاسَةَ. وقَالَ لَيْثٌ: عَنْ ابْنِ (1) شِمَاسَةَ أَيْضًا (2).

= وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" ص 144 عن مروان بن معاوية الفزاري، بهذا الإسناد.

(1)

تحرف في (م) و (ر) و (ق) إلى: أبي.

(2)

صحيح موقوفاً، فقد رواه ليث بن سعد وعمرو بن الحارث -كما سلف عند الحديث رقم (21442) - عن يزيد بن أبي حبيب عن عبد الرحمن ابن شماسة، عن معاوية بن حُديج، عن أبي ذر موقوفاً، وهو المحفوظ كما قال الدارقطني في "العلل" 6/ 267، فإن الليث وعمرو بن الحارث أوثق وأتقن من عبد الحميد بن جعفر، وقد خالفهما أيضاً في جعله من حديث يزيد عن سويد بن قيس، وهما جعلاه من حديث يزيد عن عبد الرحمن بن شماسة.

وأخرجه البزار في "مسنده"(3893)، والنسائي 6/ 223، وأبو نعيم في "الحلية" 8/ 387، والحاكم 2/ 144 من طريق يحيى بن سعيد القطَّان، بهذا الإسناد.

وأخرجه الحاكم 2/ 92، وعنه البيهقي 6/ 330 من طريق روح بن عبادة، عن عبد الحميد بن جعفر، به.

وقوله: "بدعوتين" قال السندي: أي بمرتين من الدعاء، إحداهما: اجعلني أحبَّ أهله، والثاني: أحب ماله، أما قوله:"اللهم خوَّلتني" فتمهيد لذلك، =

ص: 392

21498 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي ذَرٍّ: لَوْ كُنْتُ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَسَأَلْتُهُ. قَالَ: عَنْ أَيِّ شَيْءٍ؟ قُلْتُ: أَسْأَلُهُ: هَلْ رَأَى مُحَمَّدٌ رَبَّهُ؟ قَالَ: فَقَالَ: قَدْ سَأَلْتُهُ، فَقَالَ:" نُورًا (1) أَنَّى أَرَاهُ "(2).

21499 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ، حَدَّثَنِي أَبُو زُمَيْلٍ سِمَاكٌ الْحَنَفِيُّ، حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الزِّمَّانِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي (3) مَرْثَدٌ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا ذَرٍّ، قُلْتُ: كُنْتَ سَأَلْتَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ؟ قَالَ: أَنَا كُنْتُ أَسْأَلَ النَّاسِ عَنْهَا! قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَخْبِرْنِي عَنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ: أَفِي رَمَضَانَ هِيَ، أَوْ فِي غَيْرِهِ؟ قَالَ:" بَلْ هِيَ فِي رَمَضَانَ " قَالَ: قُلْتُ: تَكُونُ مَعَ الْأَنْبِيَاءِ مَا

= وهو من التخويل بمعنى التمليك.

(1)

في (م) و (ق): نور. وما أثبتناه من (ظ 5) و (ر)، وهو على تقدير: رأيتُ نوراً.

وانظر التعليق على الرواية (21392).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن شقيق، فمن رجال مسلم. يزيد بن إبراهيم: هو التُّستَري.

وأخرجه ابن منده في "الإيمان" بإثر (770) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

وانظر (21313).

(3)

تحرف في (م) إلى: أبو. بالرفع.

ص: 393

كَانُوا فَإِذَا قُبِضُوا رُفِعَتْ، أَمْ هِيَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ:" بَلْ هِيَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " قَالَ: قُلْتُ: فِي أَيِّ رَمَضَانَ هِيَ؟ قَالَ: " الْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأُوَلِ وَالْعَشْرِ (1) الْأَوَاخِرِ " ثُمَّ حَدَّثَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَحَدَّثَ، ثُمَّ اهْتَبَلْتُ غَفْلَتَهُ (2) قُلْتُ: فِي أَيِّ الْعِشْرِينَ هِيَ؟ قَالَ: " ابْتَغُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ، لَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا " ثُمَّ حَدَّثَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَحَدَّثَ، ثُمَّ اهْتَبَلْتُ غَفْلَتَهُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ بِحَقِّي عَلَيْكَ لَمَا أَخْبَرْتَنِي فِي أَيِّ الْعَشْرِ هِيَ؟ قَالَ: فَغَضِبَ عَلَيَّ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ مِثْلَهُ مُنْذُ صَحِبْتُهُ - أَوْ صَاحَبْتُهُ - كَلِمَةً نَحْوَهَا، قَالَ:" الْتَمِسُوهَا فِي السَّبْعِ الْأَوَاخِرِ، لَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا "(3).

(1) في (م) و (ق): أو العشر. والصواب ما أثبتناه من (ظ 5) و (ر)، وقول أبي ذر فيما بعد:"في أي العشرين هي؟ " يؤيِّده.

(2)

في (م): وغفلته، بالواو.

(3)

إسناده ضعيف، مرثد بن عبد الله الزِّمّاني لم يرو عنه سوى ابنه مالك، وقال الذهبي في "الميزان" 4/ 87: فيه جهالة. وذكره ابن حبان في "الثقات"!

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(3427) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه البزار في "مسنده"(4068)، وابن خزيمة (2170)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 85، والحاكم 1/ 437 و 2/ 530 - 531، والبيهقي 4/ 307 من طرق عن عكرمة بن عمار، به.

ورواه الأوزاعي فقال فيه مكان "مالك بن مرثد عن أبيه": مرثد بن أبي =

ص: 394

21500 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، حَدَّثَنِي أَبِي، أَنَّ أَبَا مُرَاوِحٍ الْغِفَارِيَّ أخْبَرَهُ أَنَّ أَبَا ذَرٍّ أخْبَرَهُ أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟ قَالَ:" إِيمَانٌ بِاللهِ، وَجِهَادٌ فِي سَبِيلِهِ " قَالَ: فَأَيُّ الرِّقَابِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: " أَغْلَاهَا ثَمَنًا، وَأَنْفَسُهَا عِنْدَ أَهْلِهَا " قَالَ: أَفَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ أَفْعَلْ؟ قَالَ: " تُعِينُ صَانِعًا، أَوْ تَصْنَعُ لِأَخْرَقَ " قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ ضَعُفْتُ؟ قَالَ: " تُمْسِكُ عَنِ الشَّرِّ، فَإِنَّهُ صَدَقَةٌ تَصَّدَّقُ بِهَا عَلَى نَفْسِكَ "(1).

= مرثد عن أبيه، أخرجه ابن أبي شيبة 3/ 74 من طريق سفيان الثوري، والبزار (4067)، وابن خزيمة (2169) من طريق أبي عاصم، وابن حبان (3683) من طريق الوليد بن مسلم، ثلاثتهم عن الأوزاعي، عن مرثد بن أبي مرثد، عن أبيه، عن أبي ذر. لكن وقع في رواية أبي عاصم: عن مرثد أو أبي مرثد -شك أبو عاصم- عن أبيه، عن أبي ذر.

وفي باب التماس ليلة القدر في العشر الأواخر انظر حديث ابن عباس، السالف برقم (2052).

وحديث ابن عمر، السالف برقم (4499).

وانظر بقية أحاديث الباب عند حديث ابن مسعود السالف برقم (3565).

قال السندي: قوله: "ثم اهتبلت غفلته" من الاهتبال: وهو الاغتنام والاحتيال، يقال: اهتبلتُ غفلته.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشام: هو ابن عروة بن الزبير.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(226)، والنسائي في "الكبرى"(4894)، وابن الجارود (969) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد، واقتصر فيه النسائي على قصة أفضل الرِّقاب.

وانظر (21331).

ص: 395

21501 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ (1)، حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الصَّامِتِ، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ أَبُو ذَرٍّ عَلَى عُثْمَانَ مِنَ الشَّامِ فَقَالَ: أَمَرَنِي خَلِيلِي صلى الله عليه وسلم بِثَلَاثٍ: " اسْمَعْ وَأَطِعْ وَلَوْ عَبْدًا مُجَدَّعَ الْأَطْرَافِ، وَإِذَا صَنَعْتَ مَرَقَةً فَأَكْثِرْ مَاءَهَا، ثُمَّ انْظُرْ أَهْلَ بَيْتٍ مِنْ جِيرَتِكَ فَأَصِبْهُمْ مِنْهَا بِمَعْرُوفٍ، وَصَلِّ الصَّلَاةَ لِوَقْتِهَا، فَإِنْ وَجَدْتَ الْإِمَامَ قَدْ صَلَّى فَقَدْ أَحْرَزْتَ صَلَاتَكَ، وَإِلَّا فَهِيَ نَافِلَةٌ "(2).

21502 -

حَدَّثَنَا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ ابْنِ عَمٍّ لِأَبِي ذَرٍّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ لَمْ يَقْبَلِ اللهُ لَهُ صَلَاةً أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، فَإِنْ تَابَ تَابَ اللهُ عَلَيْهِ، فَإِنْ عَادَ كَانَ مِثْلَ ذَلِكَ " فَمَا أَدْرِي أَفِي الثَّالِثَةِ أَمْ فِي الرَّابِعَةِ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " فَإِنْ عَادَ كَانَ حَتْمًا عَلَى اللهِ أَنْ يَسْقِيَهُ مِنْ طِينَةِ الْخَبَالِ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا طِينَةُ الْخَبَالِ؟ قَالَ:" عُصَارَةُ أَهْلِ النَّارِ "(3).

(1) وقع في (م) وحدها بعد هذا زيادة: "حدثنا قتادة" وهي زيادة مقحمة.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن الصامت، فمن رجال مسلم. وانظر (21428).

(3)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، عبيد الله بن أبي زياد -وهو القدَّاح- وشهر بن حوشب فيهما ضعف، والأول أحسن حالاً، وابن عمِّ أبي ذر مبهمٌ. =

ص: 396

21503 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ غَيْلَانَ، حَدَّثَنَا رِشْدِينُ - يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ - حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ. قَالَ: وَحَدَّثَنِي رِشْدِينُ، عَنْ سَالِمِ بْنِ غَيْلَانَ التُّجِيبِيِّ، حَدَّثَهُ أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ أَبِي عُثْمَانَ حَدَّثَهُ عَنْ حَاتِمِ بْنِ أَبِي عَدِيٍّ أَوْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ الْحِمْصِيِّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قُلْتُ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَبِيتَ عِنْدَكَ اللَّيْلَةَ، فَأُصَلِّيَ بِصَلَاتِكَ. قَالَ:" لَا تَسْتَطِيعُ صَلَاتِي " فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَغْتَسِلُ، فَسُتِرَ بِثَوْبٍ وَأَنَا مُحَوَّلٌ عَنْهُ، فَاغْتَسَلَ، ثُمَّ فَعَلْتُ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي وَقُمْتُ مَعَهُ حَتَّى جَعَلْتُ أَضْرِبُ بِرَأْسِي الْجُدُرَاتِ مِنْ طُولِ صَلَاتِهِ، ثُمَّ أَذَّنَ بِلَالٌ لِلصَّلَاةِ فَقَالَ:" أَفَعَلْتَ؟ " قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: " يَا بِلَالُ، إِنَّكَ لَتُؤَذِّنُ إِذَا كَانَ الصُّبْحُ سَاطِعًا فِي السَّمَاءِ، وَلَيْسَ ذَلِكَ الصُّبْحَ، إِنَّمَا الصُّبْحُ هَكَذَا مُعْتَرِضًا " ثُمَّ دَعَا بِسَحُورٍ فَتَسَحَّرَ (1).

= وأخرجه البزار في "مسنده"(4074) من طريق مكي بن إبراهيم، بهذا الإسناد.

وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4917)، وانظر الكلام على شواهده هناك.

قال السندي: "من طينة الخبال" بفتح الخاء المعجمة: في الأصل الفسادُ، قيل: هذا مقيَّد بما إذا لم يغفر له، بدليل قوله تعالى:{إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء: 48].

"عُصارة أهل النار" يريد الصَّديد السائل من أبدانهم.

(1)

إسناده ضعيف، رشدين بن سعد ضعيف، وسليمان بن أبي عثمان وحاتم بن أبي عدي -وقيل: عدي بن حاتم- مجهولان. عمرو بن الحارث: هو ابن يعقوب المصري، وهو هنا يرويه عن سليمان بن أبي عثمان. =

ص: 397

21504 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ طَلْقِ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ بُشَيْرِ بْنِ كَعْبٍ الْعَدَوِيِّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " هَلْ لَكَ فِي كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ؟ " قَالَ: فَقُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: " لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ "(1).

21505 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا عَامِرٌ الْأَحْوَلُ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ مَعْدِي كَرِبَ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِيمَا يَرْوِي عَنْ رَبِّهِ عز وجل أَنَّهُ قَالَ: " يَا ابْنَ آدَمَ، إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي فَإِنِّي سَأَغْفِرُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ، وَلَوْ لَقِيتَنِي بِقُرَابِ الْأَرْضِ خَطَايَا لَلَقِيتُكَ

= وعزاه البوصيري في "إتحاف الخيرة"(3058) إلى "مسند أبي يعلى الكبير" و"مسند أحمد"، وقال: ومدار إسناديهما على سليمان بن أبي عثمان التجيبي وهو مجهول.

وانظر (21507).

قال السندي: قوله: "أضرب برأسي الجدرات" كأن ذلك كان بسبب غَلَبة النوم عليه في أثناء الصلاة حتى يضطرب رأسه من ذلك ويميل إلى الجدرات.

"فقال" أي: لبلالٍ: "أفعلتَ؟ " بالخِطاب، وهذا يدلُّ على أن أذان بلال كان عن غلط، وقد سبق في مسند ابن عُمر (6050) وغيره تحقيقه.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، رجاله ثقات رجال الصحيح غير طلق بن حبيب، ففيه كلام ينزله عن رتبة الصحيح.

وانظر ما سلف (21298).

ص: 398

بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً، وَلَوْ عَمِلْتَ مِنَ الْخَطَايَا حَتَّى تَبْلُغَ عَنَانَ السَّمَاءِ مَا لَمْ تُشْرِكْ بِي شَيْئًا ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي، لَغَفَرْتُ لَكَ، ثُمَّ لَا أُبَالِي " (1).

21506 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ غَيْلَانَ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ مَعْدِي كَرِبَ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، مِثْلَهُ (2).

21507 -

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ غَيْلَانَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ الْحِمْصِيِّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِبِلَالٍ: " أَنْتَ يَا بِلَالُ تُؤَذِّنُ إِذَا كَانَ الصُّبْحُ سَاطِعًا فِي السَّمَاءِ، فَلَيْسَ ذَلِكَ بِالصُّبْحِ، إِنَّمَا الصُّبْحُ هَكَذَا مُعْتَرِضًا " ثُمَّ دَعَا بِسَحُورِهِ فَتَسَحَّرَ، وَكَانَ يَقُولُ:" لَا تَزَالُ أُمَّتِي بِخَيْرٍ مَا أَخَّرُوا السَّحُورَ، وَعَجَّلُوا الْفِطْرَ "(3).

(1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، سلف الكلام عليه برقم (21472).

همام: هو ابن يحيى العَوْذي، وعامر الأحول: هو ابن عبد الواحد.

وأخرجه أبو عوانة في البر والصلة كما في "إتحاف المهرة" 14/ 195 - 196 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.

(2)

حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، سلف الكلام عليه برقم (21472). وانظر ما سلف برقم (21311).

(3)

إسناده ضعيف، ابن لهيعة -وهو عبد الله- سيئ الحفظ، وسليمان بن أبي عثمان -وهو التجيبي- وعدي بن حاتم الحمصي مجهولان.

وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 140 عن الربيع بن سليمان الجيزي، عن أبي الأسود النضر بن عبد الجبار، عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد. =

ص: 399

21508 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: حَدَّثَنِي يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْأَحْوَصِ مَوْلَى بَنِي لَيْثٍ يُحَدِّثُنَا فِي مَجْلِسِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، وَابْنُ الْمُسَيَّبِ جَالِسٌ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا ذَرٍّ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَزَالُ اللهُ عز وجل مُقْبِلًا عَلَى الْعَبْدِ فِي صَلَاتِهِ مَا لَمْ يَلْتَفِتْ، فَإِذَا صَرَفَ وَجْهَهُ، انْصَرَفَ عَنْهُ "(1).

= ولم يذكر فيه: "لا تزال أمتي .. إلخ". وتحرف فيه سليمان بن أبي عثمان إلى: سليمان عن ابن عثمان.

وسلف الحديث مختصراً بالشطر الثاني عن موسى بن داود برقم (21312).

وانظر ما سلف برقم (21503).

قلنا: لكن متن الحديث صحيح من غير حديث أبي ذر، فشطره الأول قد صح من حديث سمرة بن جندب عند مسلم (1094)، وسلف في "المسند" برقم (20158).

وشطره الثاني قد صح من حديث سهل بن سعد عند الشيخين، وسيأتي في "المسند" 5/ 331، وانظر حديث أبي هريرة السالف برقم (9810).

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد محتمل للتحسين من أجل أبي الأحوص، وقد سلف الكلام عليه عند الحديث رقم (21330). علي بن إسحاق: هو السلمي مولاهم المروزي، وعبد الله: هو ابن المبارك، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي.

وهو عند ابن المبارك في "الزهد"(1186)، ومن طريقه أخرجه النسائي في "المجتبى" 3/ 8، وفي "الكبرى"(527) و (1118) والطحاوي في "شرح المشكل"(1428)، والمزي في "تهذيب الكمال" 33/ 18 - 19 في ترجمة أبي الأحوص.

وأخرجه الدارمي (1423)، وابن خزيمة (482)، والحاكم 1/ 236، والبيهقي 2/ 282 من طريق الليث بن سعد، وأبو داود (909)، وابن خزيمة (481)، وابن حبان في "الصلاة" كما في "إتحاف المهرة" 14/ 213، والبيهقي =

ص: 400

21509 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ، عَنْ أَبِي الْيَمَانِ، وَأَبِي الْمُثَنَّى، أَنَّ أَبَا ذَرٍّ قَالَ: بَايَعَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَمْسًا، وَوَاْثَقَنِي (1) سَبْعًا، وَأَشْهَدَ عَلَيَّ تِسْعًا، أَنْ لَا أَخَافَ فِي اللهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ.

قَالَ أَبُو الْمُثَنَّى: قَالَ أَبُو ذَرٍّ: فَدَعَانِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: " هَلْ لَكَ إِلَى بَيْعَةٍ، وَلَكَ الْجَنَّةُ؟ " قُلْتُ: نَعَمْ. وَبَسَطْتُ يَدِي، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ وَهُوَ يَشْتَرِطُ عَلَيَّ:" أَنْ لَا تَسْأَلَ النَّاسَ شَيْئًا " قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: " وَلَا سَوْطَكَ إِنْ يَسْقُطْ مِنْكَ، حَتَّى تَنْزِلَ إِلَيْهِ فَتَأْخُذَهُ "(2).

= 2/ 281 من طريق عبد الله بن وهب، كلاهما عن يونس بن يزيد الأيلي، به.

وفي الباب عن الحارث الأشعري، سلف برقم (17170) ضمن حديث طويل.

وانظر في كراهة الالتفات في الصلاة حديث عائشة عند البخاري (751)، وسيأتي 6/ 70، وحديث أبي هريرة سلف برقم (7595).

(1)

في (ق) و (م): وأوثقني.

(2)

إسناده ضعيف، أبو اليمان -وهو عامر بن عبد الله بن لحي الهوزني- وأبو المثنى في عداد المجهولين. أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن حجاج الخولاني، وصفوان: هو ابن عمرو السكسكي.

وانظر ما سيأتي برقم (21573) و (21574).

ولقوله: أن لا أخاف في الله لومة لائم انظر ما سلف برقم (21415).

ويشهد لقوله: "أن لا تسأل الناس شيئاً" حديث عوف بن مالك عند مسلم (1043)، وأبي داود (1642)، وابن ماجه (2867)، والنسائي 1/ 229.

وحديث ثوبان، سيأتي 5/ 275.

ص: 401

21510 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ الْحَضْرَمِيِّ، يَرُدُّهُ إِلَى أَبِي ذَرٍّ، أَنَّهُ قَالَ: لَمَّا كَانَ الْعَشْرُ الْأَوَاخِرُ اعْتَكَفَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَسْجِدِ، فَلَمَّا صَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم صَلَاةَ الْعَصْرِ مِنْ يَوْمِ اثْنَيْنِ وَعِشْرِينَ، قَالَ:" إِنَّا قَائِمُونَ اللَّيْلَةَ إِنْ شَاءَ اللهُ، فَمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَقُومَ فَلْيَقُمْ " وَهِيَ لَيْلَةُ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ، فَصَلَّاهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم جَمَاعَةً بَعْدَ الْعَتَمَةِ حَتَّى ذَهَبَ ثُلُثُ اللَّيْلِ، ثُمَّ انْصَرَفَ، فَلَمَّا كَانَ لَيْلَةُ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ لَمْ يُصَلِّ شَيْئًا وَلَمْ يَقُمْ، فَلَمَّا كَانَ لَيْلَةُ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ قَامَ بَعْدَ صَلَاةِ الْعَصْرِ يَوْمَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ فَقَالَ:" إِنَّا قَائِمُونَ اللَّيْلَةَ إِنْ شَاءَ اللهُ - يَعْنِي لَيْلَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ - فَمَنْ شَاءَ فَلْيَقُمْ " فَصَلَّى بِالنَّاسِ حَتَّى ذَهَبَ ثُلُثُ اللَّيْلِ، ثُمَّ انْصَرَفَ، فَلَمَّا كَانَ لَيْلَةُ سِتٍّ وَعِشْرِينَ لَمْ يَقُلْ شَيْئًا وَلَمْ يَقُمْ، فَلَمَّا كَانَ عِنْدَ صَلَاةِ الْعَصْرِ مِنْ يَوْمِ سِتٍّ وَعِشْرِينَ قَامَ فَقَالَ:" إِنَّا قَائِمُونَ إِنْ شَاءَ اللهُ - يَعْنِي لَيْلَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ - فَمَنْ شَاءَ أَنْ يَقُومَ فَلْيَقُمْ ". قَالَ أَبُو ذَرٍّ: فَتَجَلَّدْنَا لِلْقِيَامِ فَصَلَّى بِنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى ذَهَبَ ثُلُثَا اللَّيْلِ، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى قُبَّتِهِ فِي الْمَسْجِدِ فَقُلْتُ لَهُ: إِنْ كُنَّا لَقَدْ طَمِعْنَا يَا رَسُولَ اللهِ أَنْ تَقُومَ بِنَا حَتَّى تُصْبِحَ. فَقَالَ: " يَا أَبَا ذَرٍّ، إِنَّكَ إِذَا صَلَّيْتَ مَعَ إِمَامِكَ وَانْصَرَفْتَ إِذَا انْصَرَفَ، كُتِبَ لَكَ قُنُوتُ لَيْلَتِكَ "(1).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات إلا أنه منقطع، شريح بن =

ص: 402

° 21511 - قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: وَجَدْتُ هَذَا الحَدِيْثَ فِي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّ يَدِهِ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا لَيْثٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَرْوَانَ (1)، عَنْ الْهُزَيْلِ بْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ جَالِسًا، وَشَاتَانِ تَعْتلفَانِ (2)، فَنَطَحَتْ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى، فَأَجْهَضَتْهَا، قَالَ: فَضَحِكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقِيلَ لَهُ: مَا يُضْحِكُكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " عَجِبْتُ لَهَا، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَيُقَادَنَّ لَهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ "(3).

21512 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا حُيَيُّ (4) بْنُ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ أَبَا كَثِيرٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا ذَرٍّ الْغِفَارِيَّ صَاحِبَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: كَلِمَاتٌ مَنْ ذَكَرَهُنَّ مِئَةَ مَرَّةٍ دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ: اللهُ أَكْبَرُ، وَسُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا

= عبيد الحضرمي لم يدرك أبا ذر. أبو اليمان: هو الحَكَم بن نافع.

وانظر ما سلف برقم (21419) و (21447).

(1)

تحرف في (م) و (ر) و (ق) إلى مروان، وهو خطأ، والمثبت من (ظ 5).

(2)

تحرفت في (م) إلى: تقترنان.

(3)

حديث حسن، وهذا إسناده ضعيف لضعف ليث، وهو ابن أبي سليم.

وأخرجه البزار (4032) من طريق إسحاق بن إدريس، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.

وانظر ما سلف برقم (21438).

(4)

تحرف في (م) إلى: يحيى.

ص: 403

قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ، ثُمَّ لَوْ كَانَتْ خَطَايَاهُ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ لَمَحَتْهُنَّ.

قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ (1) قَالَ أَبِي: لَمْ يَرْفَعْهُ (2).

21513 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ حُجَيْرَةَ الشَّيْخَ يَقُولُ: أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ أَبَا ذَرٍّ يَقُولُ: نَاجَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةً إِلَى الصُّبْحِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَمِّرْنِي. فَقَالَ:" إِنَّهَا أَمَانَةٌ، وَخِزْيٌ وَنَدَامَةٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، إِلَّا مَنْ أَخَذَهَا بِحَقِّهَا وَأَدَّى الَّذِي عَلَيْهِ فِيهَا "(3).

21514 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، أَنَّ أَبَا سَالِمٍ الْجَيْشَانِيَّ، أَتَى أَبَا أُمَيَّةَ فِي مَنْزِلِهِ فَقَالَ:

(1) قوله: "قال أبو عبد الرحمن" فقط، زدناه من هامش (ظ 5).

(2)

إسناده ضعيف لسوء حفظ ابن لهيعة، وجهالة أبي كثير مولى بني هاشم، وحيي ليس بذاك القوي.

ويغني عنه الحديث المرفوع السالف برقم (21411).

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ عبد الله بن لهيعة، وقد رواه غيره عن الحارث بن يزيد، فلم يذكر الواسطة المبهمة بين ابن حجيرة -وهو عبد الرحمن- وبين أبي ذر. حسن: هو ابن موسى الأشيب، والحارث ابن يزيد: هو الحضرمي المصري.

أخرجه مسلم (1825)، والطحاوي في "شرح المشكل"(57) من طريق يزيد بن أبي حبيب، عن بكر بن عمرو المعافري، عن الحارث بن يزيد الحضرمي، عن ابن حُجيرة، عن أبي ذرٍّ.

وأخرجه الطيالسي (485)، وابن سعد 4/ 231 من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري، عن الحارث بن يزيد، عن أبي ذر. وهذا سند منقطع.

وانظر الحديث الآتي برقم (21563).

ص: 404

إِنِّي سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ يَقُولُ: إِنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِذَا أَحَبَّ أَحَدُكُمْ صَاحِبَهُ فَلْيَأْتِهِ فِي مَنْزِلِهِ فَلْيُخْبِرْهُ أَنَّهُ يُحِبُّهُ لِلَّهِ عز وجل " وَقَدْ أَحْبَبْتُكَ فَجِئْتُكَ فِي مَنْزِلِكَ (1).

21515 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ (2)، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ مُوَرِّقٍ الْعِجْلِيِّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ لَاءَمَكُمْ مِنْ خَدَمِكُمْ فَأَطْعِمُوهُمْ مِمَّا تَأْكُلُونَ، وَاكْسُوهُمْ مِمَّا تَلْبَسُونَ، وَمَنْ لَا يُلَائِمُكُمْ مِنْ خَدَمِكُمْ، فَبِيعُوا وَلَا تُعَذِّبُوا خَلْقَ اللهِ "(3).

21516 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ -وَهُوَ ابْنُ عَامِرٍ - حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ مُوَرِّقٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ: " إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ، وَأَسْمَعُ مَا لَا تَسْمَعُونَ، أَطَّتِ السَّمَاءُ وَحَقَّ لَهَا أَنْ تَئِطَّ، مَا فِيهَا مَوْضِعُ أَرْبَعِ أَصَابِعَ إِلَّا عَلَيْهِ مَلَكٌ سَاجِدٌ. لَوْ عَلِمْتُمْ مَا أَعْلَمُ، لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا، وَلَا تَلَذَّذْتُمْ بِالنِّسَاءِ عَلَى الْفُرُشَاتِ، وَلَخَرَجْتُمْ عَلَى - أَوْ إِلَى - الصُّعُدَاتِ تَجْأَرُونَ إِلَى اللهِ " قَالَ:

(1) إسناده ضعيف، وسلف الكلام عليه عند الحديث (21294).

(2)

في (م): حدثنا أبو الوليد، وهو خطأ، والمثبت من (ظ 5) و (ر)، وفي (ق): حدثنا ابن الوليد.

(3)

حسن لغيره بهذه السياقة، وهذا الإسناد رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أنه منقطع، فإن مورقاً العجلي لم يسمع من أبي ذر. وانظر (21483).

ص: 405

فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ: وَاللهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي شَجَرَةٌ تُعْضَدُ (1).

(1) حسن لغيره، وهذا إسناد منقطع، مورق -وهو العجلي- لم يسمع من أبي ذر.

وأخرجه ابن ماجه (4190)، والبزار (3524)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1135)، والحاكم 2/ 510 - 511 و 4/ 544، والبغوي (4172) من طريق عبيد الله بن موسى، والترمذي (2312)، والبزار (3525) من طريق أبي أحمد الزبيري، كلاهما عن إسرائيل، بهذا الإسناد.

وقد أدرجوا قول أبي ذر في آخره في الحديث غير البغوي، ولم يورده الطحاوي في روايته.

وأخرجه الحاكم 4/ 579 من طريق شعبة، عن يونس بن خباب، عن مجاهد، عن أبي ذر موقوفاً مختصراً: لو تعلمون ما أعلم

إلخ.

وفي باب قوله: "أطت السماء

إلخ" عن حكيم بن حزام عند الطحاوي في "شرح المشكل" (1134)، والطبراني (3122)، وإسناده قوي.

وفي باب قوله: "لو تعلمون ما أعلم

إلخ". عن أبي هريرة سلف برقم (7499)، وانظر تتمة شواهده هناك.

قوله: "أطت" قال السندي: بفتح الهمزة والطاء المهملة المشددة. وقال ابن الأثير في "النهاية" 1/ 54: الأطيط صوت الأقتاب [والقتب: صوت الرحل]، وأطيط الإبل: أصواتها وحنينها، أي: إن كثرة ما فيها من الملائكة أثقلتها حتى أطت، وهذا مَثَلٌ وإيذان بكثرة الملائكة وإن لم يكن ثَمَّ أطيط، فإنما هو كلامُ تقريب: أريد به تقرير عظمة الله تعالى.

قوله: "الصعدات" قال ابن الأثير 3/ 29: هي الطرق، وهي جمع صُعُد، وصُعُدٌ جمع صعيد، كطريق وطرق وطُرُقات. وقيل: هي جمع صُعْدة كظلمة، وهي فِناء باب الدار وممر الناس بين يديه.

قوله: "تجأرون": قال في "النهاية" 1/ 232: الجؤار: رفع الصوت والاستغاثة، جأر يجأر.

ص: 406

* 21517 - حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الرِّجَالِ الْمَدَنِيُّ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ، مَوْلَى غُفْرَةَ، عَنِ ابْنِ كَعْبٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" أَوْصَانِي حِبِّي بِخَمْسٍ: أَرْحَمُ الْمَسَاكِينَ وَأُجَالِسُهُمْ، وَأَنْظُرُ إِلَى مَنْ هُوَ تَحْتِي، وَلَا أَنْظُرُ إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقِي، وَأَنْ أَصِلَ الرَّحِمَ وَإِنْ أَدْبَرَتْ، وَأَنْ أَقُولَ بِالْحَقِّ وَإِنْ كَانَ مُرًّا، وَأَنْ أَقُولَ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ " يَقُولُ مَوْلَى غُفْرَةَ: لَا أَعْلَمُ بَقِيَ فِينَا مِنَ الْخَمْسِ إِلَّا هَذِهِ: قَوْلُنَا: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ ".

قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنَ الْحَكَمِ بْنِ مُوسَى، وقَالَ: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، مِثْلَهُ (1).

21518 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ - يَعْنِي ابْنَ جَعْفَرٍ -أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَرْمَلَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: أَوْصَانِي حِبِّي بِثَلَاثٍ لَا أَدَعُهُنَّ إِنْ شَاءَ اللهُ أَبَدًا: أَوْصَانِي بِصَلَاةِ الضُّحَى، وَبِالْوِتْرِ قَبْلَ النَّوْمِ، وَبِصِيَامِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ (2).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، عمر مولى غُفرة -وهو ابن عبد الله المدني- ضعيف كثير الإرسال.

وأخرجه الحارث بن أبي أسامة (4042 - إتحاف الخيرة) عن الحكم بن موسى، بهذا الإسناد. ولم يقل فيه:"أن أقول الحق وإن كان مراً".

وانظر ما سلف برقم (21415).

(2)

إسناده صحيح إن كان عطاء بن يسار سمع من أبي ذر، وهذا إسناد =

ص: 407

21519 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ الْخَزَّازُ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" لَا تَحْقِرَنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا، فَإِنْ لَمْ تَجِدْ، فَالْقَ أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ "(1).

= رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن داود الهاشمي، فقد روى له أصحاب السنن والبخاري في "أفعال العباد" وهو ثقة.

وأخرجه النسائي 4/ 217 - 218، وابن خزيمة (1083) و (1221) و (2122) عن علي بن حجر، عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن المنذر في "الأوسط" 5/ 170 من طريق محمد بن جعفر، عن محمد بن أبي حرملة، به.

وفي الترغيب بصيام ثلاثة أيام من كل شهر، انظر ما سلف برقم (21301).

وله شاهد من حديث أبي هريرة، سلف برقم (7512)، وهو صحيح. وعن أبي الدرداء عند مسلم (722)، وسيأتي 6/ 440.

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل أبي عامر الخزاز -واسمه صالح بن رُسْتُم- وهو من رجال مسلم، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. روح: هو ابن عبادة، وأبو عمران الجَوْني: هو عبد الملك بن حبيب.

وأخرجه أبو عوانة في البر والصلة كما في "إتحاف المهرة" 14/ 154 من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (2626)، والترمذي (1833)، والبزار في "مسنده"(3962)، وأبو عوانة، وابن حبان (468) و (523)، والبيهقي في "السنن" 4/ 188، وفي "الآداب"(266)، والبغوي (1689) من طرق عن أبي عامر الخزاز، به.

وأخرج البخاري في "الأدب المفرد"(891)، والترمذي (1956)، وابن حبان (474) و (529)، والطبراني في "الأوسط"(4837)، وابن عدي في "الكامل" 5/ 1913 من طريق مرثد، عن أبي ذر ضمن حديث فيه:"تبسمك في وجه أخيك صدقة". =

ص: 408

21520 -

حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ حَرْمَلَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شِمَاسَةَ، عَنْ أَبِي بَصْرَةَ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّكُمْ سَتَفْتَحُونَ مِصْرَ، وَهِيَ أَرْضٌ يُسَمَّى فِيهَا الْقِيرَاطُ، فَإِذَا فَتَحْتُمُوهَا، فَأَحْسِنُوا إِلَى أَهْلِهَا، فَإِنَّ لَهُمْ ذِمَّةً وَرَحِمًا - أَوْ قَالَ: ذِمَّةً وَصِهْرًا - فَإِذَا رَأَيْتَ رَجُلَيْنِ يَخْتَصِمَانِ فِيهَا فِي مَوْضِعِ لَبِنَةٍ، فَاخْرُجْ مِنْهَا ".

قَالَ: فَرَأَيْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ شُرَحْبِيلَ ابْنِ حَسَنَةَ وَأَخَاهُ رَبِيعَةَ يَخْتَصِمَانِ فِي مَوْضِعِ لَبِنَةٍ، فَخَرَجْتُ مِنْهَا (1).

= وفي الباب عن جابر بن عبد الله، سلف برقم (14709)، وانظر تتمة شواهده هناك.

قال السندي: قوله: "لا تحقرنَّ" من حَقَرهُ، كضرب، أي: لا تترك شيئاً من الخير باعتقاد أنه حقير.

"طَلْق" بفتح فسكون، أي: متهلِّل بسَّام.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم. وهب بن جرير: هو ابن حازم، وحرملة. هو ابن عمران، وأبو بصرة: هو حُميل -بضم الحاء المهملة، وقيل: بفتحها، وقيل: بالجيم- بن بَصرة بن وقاص الغفاري، وهو صحابي سكن مصر.

وأخرجه مسلم (2543)(227)، وأبو عوانة في المناقب كما في "الإتحاف" 14/ 163 من طريق وهب بن جرير، بهذا الإسناد.

وانظر ما بعده.

وفي الباب عن كعب بن مالك عند عبد الرزاق (9996) و (9997) و (9998)، وابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص 3، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2364) و (2365) و (2366)، والطبراني في "الكبير" 19/ (111) و (112) و (113)، والحاكم 2/ 553، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/ 322 مرفوعاً =

ص: 409

21521 -

وَحَدَّثَنَاهُ هَارُونُ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شِمَاسَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (1).

21522 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَابِتِ

= بلفظ: "إذا افتتحتم مصر فاستوصوا بالقبط خيراً، فإن لهم ذمة ورَحِماً"، قال الزهري: فالرحم أن أم إسماعيل منهم. وإسناده صحيح.

وعن عمر بن الخطاب عند ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص 3.

القيراط: قال ابن الأثير في "النهاية" 4/ 42: القيراط: جزء من أجزاء الدينار، وهو نصف عُشْره في أكثر البلاد، وأهل الشام يجعلونه جزءاً من أربعة وعشرين، والياء فيه بدل من الراء، فإن أصله: قرّاط. وقد تكرر في الحديث.

وأراد بالأرض المستفتحة مصر، وخصه بالذكر وإن كان القيراط مذكوراً في غيرها لأنه كان يغلب على أهلها أن يقولوا: أعطيت فلاناً قراريط، إذا أسمعه ما يكرهه. واذهب لا أعطيك قراريطك: أي: سبَّك وإسماعَك المكروه ولا يوجد ذلك في كلام غيرهم.

ومعنى قوله: "فإن لهم ذمة ورحماً أو صهراً" قال النووي في "شرح مسلم" 16/ 97: وأما الذمة: فهي الحرمة والحق، وهي هنا بمعنى الذمام، وأما الرحم فلكون هاجر أم إسماعيل منهم، وأما الصهر، فلكون مارية أم إبراهيم منهم.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص 2 - 3، ومسلم (2543)(226)، وأبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 14/ 163، والطحاوي في "شرح المشكل"(1256) و (2363)، وابن حبان (6676)، والبيهقي في "السنن الكبرى" 9/ 206، وفي "دلائل النبوة" 6/ 321 من طرق عن ابن وهب، بهذا الإسناد. ورواية ابن حبان مختصرة.

وانظر ما قبله.

ص: 410

ابْنِ ثَوْبَانَ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنِ ابْنِ نُعَيْمٍ حَدَّثَهُ (1)، أَنَّ أَبَا ذَرٍّ حَدَّثَهُمْ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" إِنَّ اللهَ يَقْبَلُ تَوْبَةَ عَبْدِهِ - أَوْ يَغْفِرُ لِعَبْدِهِ - مَا لَمْ يَقَعِ الْحِجَابُ " قِيلَ: وَمَا وُقُوعٌ الْحِجَابِ؟ قَالَ: " تَخْرُجُ النَّفْسُ (2)، وَهِيَ مُشْرِكَةٌ "(3).

(1) تحرف في (م) و (ر) إلى: مكحول بن أبي نعيم حدثه. ووقع فيهما وفي (ق) بعد هذا زيادة: "عن أسامة بن سَلمان"، والصواب إسقاطها كما في (ظ 5)، فقد روى البزار هذا الحديث من طريق أبي داود أيضاً فأسقطه.

(2)

في (م) وحدها: قالوا: يا رسول الله وما الحجاب؟ قال: "أن تموت النفس

".

(3)

إسناده ضعيف لجهالة ابن نعيم -واسمه عمر- وقوله في رواية أبي داود الطيالسي هذه: أن أبا ذر حدَّثهم، خطأ، والصواب أن بينهما أسامة بن سلمان كما سيأتي، وهو مجهول أيضاً.

وأخرجه البزار في "مسنده"(4055) من طريق أبي داود الطيالسي، بهذا الإسناد.

وانظر ما بعده.

ويغني عنه قوله صلى الله عليه وسلم: "إن الله يقبل توبة العبد ما لم يُغَرْغِر" روي ذلك من حديث ابن عمر، وسلف عند المصنف برقم (6160).

ومن حديث رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لم يسمَّ، وسلف برقم (15443).

ومن حديث عبادة بن الصامت عند الطبري 4/ 302، والقضاعي في "مسند الشهاب"(1085).

ومن حديث بُشير بن كعب مرسلاً عند الطبري 4/ 301 - 302.

وبنحوه من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، وسلف برقم (6920).

قلنا: ولا يخلو إسناد واحد منها من مقال. لكن بمجموع طرقها يُحسَّن الحديث باللفظ المذكور.

ص: 411

21523 -

حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَوْبَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ نُعَيْمٍ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ سَلْمَانَ (1)

عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ اللهَ لَيَغْفِرُ لِعَبْدِهِ مَا لَمْ يَقَعِ الْحِجَابُ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا (2) الْحِجَابُ؟ قَالَ:" أَنْ تَمُوتَ النَّفْسُ وَهِيَ مُشْرِكَةٌ "(3).

21524 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ وَعِصَامُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَوْبَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ نُعَيْمٍ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ سَلْمَانَ (4) - وَقَالَ عِصَامٌ: عُمَرَ بْنِ نُعَيْمٍ الْعَنْسِيِّ -

(1) في (م) و (ق): سليمان: وهو خطأ.

(2)

في (م) وحدها: وما وقوع.

(3)

إسناده ضعيف لجهالة عمر بن نُعيم وشيخه أسامة بن سلمان. عبد الرحمن بن ثوبان: هو عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، وهو صدوق حسن الحديث.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 21، والبزار في "مسنده"(4056)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(3527)، وابن حبان (627)، والطبراني في "الشاميين"(195) و (3577)، والحاكم 4/ 257 من طرق عن عبد الرحمن بن ثوبان، بهذا الإسناد. وتساهل الحاكم فصحح إسناده!

وأخرجه ابن حبان (626) من طريق الوليد بن مسلم، عن عبد الرحمن بن ثوبان، به. لكن أسقط من إسناده عمر بن نُعيم.

وروي من طريق عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول، عن جُبير بن نُفَير، عن ابن عمرَ مرفوعاً بلفظ:"إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر" وقد سلف برقم (6160).

(4)

تحرف في (م) و (ق) إلى: سليمان.

ص: 412

أَنَّ أَبَا ذَرٍّ حَدَّثَهُمْ - وَقَالَا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا وُقُوعُ الْحِجَابِ؟ - أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ اللهَ لَيَغْفِرُ لِعَبْدِهِ " فَذَكَرَا مِثْلَهُ (1).

21525 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ صَامِتٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو ذَرٍّ: خَرَجْنَا مِنْ قَوْمِنَا غِفَارٍ، وَكَانُوا يُحِلُّونَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ، أَنَا وَأَخِي أُنَيْسٌ وَأُمُّنَا، فَانْطَلَقْنَا حَتَّى نَزَلْنَا عَلَى خَالٍ لَنَا ذِي مَالٍ وَذِي (2) هَيْئَةٍ، فَأَكْرَمَنَا خَالُنَا وَأَحْسَنَ إِلَيْنَا، فَحَسَدَنَا قَوْمُهُ، فَقَالُوا لَهُ: إِنَّكَ إِذَا خَرَجْتَ عَنْ أَهْلِكَ، خَلَفَكَ إِلَيْهِمْ أُنَيْسٌ. فَجَاءَ خَالُنَا فَنَثَا (3) عَلَيْهِ مَا قِيلَ لَهُ، فَقُلْتُ: أَمَّا مَا مَضَى مِنْ مَعْرُوفِكَ، فَقَدْ كَدَّرْتَهُ، وَلَا جِمَاعَ لَنَا فِيمَا بَعْدُ. قَالَ: فَقَرَّبْنَا صِرْمَتَنَا، فَاحْتَمَلْنَا عَلَيْهَا، وَتَغَطَّى خَالُنَا ثَوْبَهُ وَجَعَلَ يَبْكِي، قَالَ: فَانْطَلَقْنَا حَتَّى نَزَلْنَا بِحَضْرَةِ مَكَّةَ، قَالَ: فَنَافَرَ أُنَيْسٌ رَجُلًا عَنْ صِرْمَتِنَا، وَعَنْ مِثْلِهَا، فَأَتَيَا الْكَاهِنَ، فَخَيَّرَ أُنَيْسًا، فَأَتَانَا بِصِرْمَتِنَا، وَمِثْلِهَا.

وَقَدْ صَلَّيْتُ - يَا ابْنَ أَخِي - قَبْلَ أَنْ أَلْقَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثَلَاثَ سِنِينَ. قَالَ: فَقُلْتُ: لِمَنْ؟ قَالَ: لِلَّهِ. قَالَ: قُلْتُ: فَأَيْنَ تَوَجَّهُ؟

(1) إسناده ضعيف كسابقه.

(2)

كذا في (م) على أنه صفة، وفي النسخ الخطية "ذو مالٍ وذو" على أنه خبر لمبتدأ محذوف.

(3)

في (ر) ونسخة على هامش (ظ): فثنَّى، أي: أعاده ثانية. وقوله: فنثا: أي: أشاعه وأفشاه.

ص: 413

قَالَ: حَيْثُ وَجَّهَنِي اللهُ، قَالَ: وَأُصَلِّي عِشَاءً حَتَّى إِذَا كَانَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ أُلْقِيتُ كَأَنِّي خِفَاءٌ - قَالَ أَبُو النَّضْرِ (1): قَالَ سُلَيْمَانُ: كَأَنِّي خِفَاءٌ، قَالَ: يَعْنِي خِبَاءً (2) - تَعْلُوَنِي الشَّمْسُ.

قَالَ: فَقَالَ أُنَيْسٌ: إِنَّ لِي حَاجَةً بِمَكَّةَ، فَاكْفِنِي حَتَّى آتِيَكَ. قَالَ: فَانْطَلَقَ فَرَاثَ عَلَيَّ، ثُمَّ أَتَانِي، فَقُلْتُ: مَا حَبَسَكَ؟ قَالَ: لَقِيتُ رَجُلًا يَزْعُمُ أَنَّ اللهَ أَرْسَلَهُ عَلَى دِينِكَ. قَالَ: فَقُلْتُ: مَا يَقُولُ النَّاسُ لَهُ؟ قَالَ: يَقُولُونَ: إِنَّهُ شَاعِرٌ وَسَاحِرٌ وَكَاهِنٌ، وَكَانَ أُنَيْسٌ شَاعِرًا، قَالَ: فَقَالَ: قَدْ سَمِعْتُ قَوْلَ الْكُهَّانِ، فَمَا يَقُولُ بِقَوْلِهِمْ، وَقَدْ وَضَعْتُ قَوْلَهُ عَلَى أَقْرَاءِ الشِّعْرِ، فَوَاللهِ مَا يَلْتَامُ لِسَانُ أَحَدٍ أَنَّهُ شِعْرٌ، وَاللهِ إِنَّهُ لَصَادِقٌ، وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ. قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: هَلْ أَنْتَ كَافِيَّ حَتَّى أَنْطَلِقَ فَأَنْظُرَ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَكُنْ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ عَلَى حَذَرٍ، فَإِنَّهُمْ قَدْ شَنِفُوا لَهُ وَتَجَهَّمُوا لَهُ - وَقَالَ عَفَّانُ: شَئِفُوا لَهُ، وَقَالَ بَهْزٌ: سَبَقُوا لَهُ، وَقَالَ أَبُو النَّضْرِ: شَفَوْا لَهُ -

قَالَ: فَانْطَلَقْتُ حَتَّى قَدِمْتُ مَكَّةَ، فَتَضَعَّفْتُ رَجُلًا مِنْهُمْ، فَقُلْتُ: أَيْنَ هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي تَدْعُونَهُ الصَّابِئَ؟ قَالَ: فَأَشَارَ إِلَيَّ، قَالَ: الصَّابِئُ، قَالَ: فَمَالَ أَهْلُ الْوَادِي عَلَيَّ بِكُلِّ مَدَرَةٍ وَعَظْمٍ حَتَّى خَرَرْتُ مَغْشِيًّا عَلَيَّ، فَارْتَفَعْتُ حِينَ ارْتَفَعْتُ كَأَنِّي نُصُبٌ أَحْمَرُ،

(1) هو هاشم بن القاسم وروايته عند ابن سعد وأبي نعيم في "الحلية" كما سيأتي في التخريج.

(2)

قوله: "قال: يعني خباء" سقط من (م).

ص: 414

فَأَتَيْتُ زَمْزَمَ فَشَرِبْتُ مِنْ مَائِهَا، وَغَسَلْتُ عَنِّي الدَّمَ، فَدَخَلْتُ بَيْنَ الْكَعْبَةِ وَأَسْتَارِهَا، فَلَبِثْتُ بِهِ - يَا ابْنَ أَخِي - ثَلَاثِينَ، مِنْ بَيْنِ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، وَمَا لِي طَعَامٌ إِلَّا مَاءُ زَمْزَمَ، فَسَمِنْتُ حَتَّى تَكَسَّرَتْ عُكَنُ بَطْنِي، وَمَا وَجَدْتُ عَلَى كَبِدِي سَخْفَةَ جُوعٍ.

قَالَ: فَبَيْنَا أَهْلُ مَكَّةَ فِي لَيْلَةٍ قَمْرَاءَ إِضْحِيَانٍ - وَقَالَ عَفَّانُ: إِصْحِيَانٍ، وَقَالَ بَهْزٌ: إِضْحِيَانٍ، وَكَذَلِكَ قَالَ أَبُو النَّضْرِ - فَضَرَبَ اللهُ عَلَى أَصْمِخَةِ أَهْلِ مَكَّةَ فَمَا يَطُوفُ بِالْبَيْتِ غَيْرُ امْرَأَتَيْنِ، فَأَتَتَا عَلَيَّ وَهُمَا تَدْعُوَانِ إِسَافَ وَنَائِلَ، قَالَ: فَقُلْتُ: أَنْكِحُوا أَحَدَهُمَا الْآخَرَ. فَمَا ثَنَاهُمَا (1) ذَلِكَ، قَالَ: فَأَتَتَا عَلَيَّ، فَقُلْتُ: وَهَنٌ مِثْلُ الْخَشَبَةِ. غَيْرَ أَنِّي لَمْ أُكَنِّ، قَالَ: فَانْطَلَقَتَا تُوَلْوِلَانِ، وَتَقُولَانِ: لَوْ كَانَ هَاهُنَا أَحَدٌ مِنْ أَنْفَارِنَا! قَالَ: فَاسْتَقْبَلَهُمَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ وَهُمَا هَابِطَانِ مِنَ الْجَبَلِ، فَقَالَ:" مَا لَكُمَا " فَقَالَتَا: الصَّابِئُ بَيْنَ الْكَعْبَةِ وَأَسْتَارِهَا. قَالَا: " مَا قَالَ لَكُمَا؟ " قَالَتَا: قَالَ لَنَا كَلِمَةً تَمْلَأُ الْفَمَ.

قَالَ: فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم هُوَ وَصَاحِبُهُ حَتَّى اسْتَلَمَ الْحَجَرَ، فَطَافَ بِالْبَيْتِ، ثُمَّ صَلَّى، قَالَ: فَأَتَيْتُهُ، فَكُنْتُ أَوَّلَ مَنْ حَيَّاهُ بِتَحِيَّةِ أَهْلِ الْإِسْلَامِ، فَقَالَ:" عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللهِ، مِمَّنْ أَنْتَ؟ " قَالَ: قُلْتُ: مِنْ غِفَارٍ. قَالَ: فَأَهْوَى بِيَدِهِ، فَوَضَعَهَا عَلَى جَبْهَتِهِ، قَالَ: فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: كَرِهَ أَنِّي انْتَهَيْتُ إِلَى غِفَارٍ. قَالَ: فَأَرَدْتُ أَنْ آخُذَ بِيَدِهِ، فَقَذَفَنِي صَاحِبُهُ، وَكَانَ أَعْلَمَ بِهِ مِنِّي قَالَ:" وَمَتَى كُنْتَ هَاهُنَا "

(1) تحرفت في (م) إلى: حدثناهما.

ص: 415

قَالَ: كُنْتُ هَاهُنَا مُنْذُ ثَلَاثِينَ مِنْ بَيْنِ لَيْلَةٍ وَيَوْمٍ. قَالَ: " فَمَنْ كَانَ يُطْعِمُكَ؟ " قُلْتُ: مَا كَانَ لِي طَعَامٌ إِلَّا مَاءُ زَمْزَمَ. قَالَ: فَسَمِنْتُ حَتَّى تَكَسَّرَتْ عُكَنُ بَطْنِي، وَمَا وَجَدْتُ عَلَى كَبِدِي سُخْفَةَ جُوعٍ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّهَا مُبَارَكَةٌ، وَإِنَّهَا طَعَامُ طُعْمٍ ".

قَالَ أَبُو بَكْرٍ: ائْذَنْ لِي يَا رَسُولَ اللهِ فِي طَعَامِهِ اللَّيْلَةَ. قَالَ: فَفَعَلَ، قَالَ: فَانْطَلَقَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وَانْطَلَقَ أَبُو بَكْرٍ، وَانْطَلَقْتُ مَعَهُمَا، حَتَّى فَتَحَ أَبُو بَكْرٍ بَابًا، فَجَعَلَ يَقْبِضُ لَنَا مِنْ زَبِيبِ الطَّائِفِ، قَالَ: فَكَانَ ذَلِكَ أَوَّلَ طَعَامٍ أَكَلْتُهُ بِهَا، فَلَبِثْتُ مَا لَبِثْتُ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنِّي قَدْ وُجِّهَتْ إِلَيَّ أَرْضٌ ذَاتُ نَخْلٍ، وَلَا أَحْسَبُهَا إِلَّا يَثْرِبَ، فَهَلْ أَنْتَ مُبَلِّغٌ عَنِّي قَوْمَكَ لَعَلَّ اللهَ أَنْ يَنْفَعَهُمْ بِكَ وَيَأْجُرَكَ فِيهِمْ؟ "

قَالَ: فَانْطَلَقْتُ حَتَّى أَتَيْتُ أَخِي أُنَيْسًا، قَالَ: فَقَالَ لِي: مَا صَنَعْتَ؟ قَالَ: قُلْتُ: إِنِّي صَنَعْتُ أَنِّي أَسْلَمْتُ وَصَدَّقْتُ. قَالَ: قَالَ: فَمَا بِي رَغْبَةٌ عَنْ دِينِكَ، فَإِنِّي قَدْ أَسْلَمْتُ وَصَدَّقْتُ. ثُمَّ أَتَيْنَا أُمَّنَا، فَقَالَتْ: فَمَا بِي رَغْبَةٌ عَنْ دِينِكُمَا، فَإِنِّي قَدْ أَسْلَمْتُ وَصَدَّقْتُ فَتَحَمَّلْنَا حَتَّى أَتَيْنَا قَوْمَنَا غِفَارًا، فَأَسْلَمَ بَعْضُهُمْ قَبْلَ أَنْ يَقْدَمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ - وَقَالَ، يَعْنِي يَزِيدَ بِبَغْدَادَ: وَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِذَا قَدِمَ، وَقَالَ بَهْزٌ: إِخْوَانُنَا (1)، نُسْلِمُ، وَكَذَا قَالَ أَبُو النَّضْرِ - وَكَانَ يَؤُمُّهُمْ خُفَافُ

(1) كذا وقع في (م) وسائر النسخ الخطية، وهي مطابقة لرواية يزيد كما سيأتي!! لكن وقع في رواية أبي النضر عند ابن سعد: إخوتنا.

ص: 416

بْنُ إِيمَاءِ بْنِ رَحَضَةَ الْغِفَارِيُّ، وَكَانَ سَيِّدَهُمْ يَوْمَئِذٍ، وَقَالَ بَقِيَّتُهُمْ: إِذَا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَسْلَمْنَا، فَقَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ، فَأَسْلَمَ بَقِيَّتُهُمْ، قَالَ: وَجَاءَتْ أَسْلَمُ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِخْوَانُنَا، نُسْلِمُ عَلَى الَّذِي أَسْلَمُوا عَلَيْهِ. فَأَسْلَمُوا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" غِفَارٌ غَفَرَ اللهُ لَهَا، وَأَسْلَمُ سَالَمَهَا اللهُ " وَقَالَ بَهْزٌ: وَكَانَ يَؤُمُّهُمْ إِيمَاءُ بْنُ رَحَضَةَ، وَقَالَ أَبُو النَّضْرِ: إِيمَاءٌ (1).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، سليمان بن المغيرة وعبد الله بن الصامت من رجال مسلم، وباقي رجاله على شرطهما.

وأخرجه ابن سعد 4/ 219 - 222، وابن أبي شيبة 14/ 215 - 219، ومسلم (2473)، وأبو عوانة في المناقب كما في "الإتحاف" 14/ 158، وأبو نعيم في "الدلائل"(197) من طرق عن سليمان بن المغيرة، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو عوانة أيضاً من طريق ابن عون، عن حميد بن هلال، به.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 1/ 157 من طريق أبي النضر، عن سليمان ابن المغيرة، به. مختصراً بقصة صلاة أبي ذر قبل الإسلام.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 1/ 157 من طريق أبي هلال محمد بن سليم، عن حميد بن هلال مختصراً بقصة صلاته أيضاً.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3334) من طريق يزيد بن هارون، به. مختصراً بقصة ذهاب أنيس إلى مكة وإيابه.

وأخرجه الطحاوي أيضاً (1595) من طريق يزيد بن هارون، به مختصراً بقصة سلام أبي ذر على النبي صلى الله عليه وسلم.

وأخرجه الدارمي (2524) و (2639)، والبخاري في "الأدب المفرد"، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(339)، والطحاوي (1595)، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 159 من طرق عن سليمان بن المغيرة، به مختصراً بقصة سلام أبي ذر على النبي صلى الله عليه وسلم. =

ص: 417

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه الطبراني في "الكبير"(1640)، و"الأوسط"(4282) من طريق خالد الحذاء، عن حميد بن هلال مختصراً بقول النبي صلى الله عليه وسلم في زمزم:"إنها مباركة، إنها طعام طعم".

وأخرجه الطيالسي (456) و (457) و (458) عن سليمان بن المغيرة، به، مقطعاً ومختصراً.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 1/ 159 من طريقين عن سليمان بن المغيرة 1/ 159 مقطعاً ومختصراً.

وأخرجه أبو عوانة في المناقب كما في "الإتحاف" 1/ 156 من طريق حسين ابن محمد، عن سليمان بن المغيرة، به. مختصراً بقول النبي صلى الله عليه وسلم:"أسلم سالمها الله، وغفار غفر الله لها" وسيأتي الحديث مختصراً بهذه القطعة برقم (21535).

وأخرجه مطولاً بنحوه الطبراني في "الكبير"(773)، وفي "الأحاديث الطوال"(5)، والحاكم 3/ 339 - 341، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 157 - 158 من طريق الوليد بن مسلم، عن عباد بن الريان اللخمي، عن عروة بن رويم، عن عامر بن لُدَين، عن أبي ليلى الأشعري، عن أبي ذر. وانظر ما بعده.

وانظر قصة إسلام أبي ذر من حديث ابن عباس، عند البخاري (3861)، ومسلم (2474).

وفي باب قوله: "غفار غفر الله لها، وأسلم سالمها الله" عن ابن عمر سلف برقم (4702) وانظر تتمة شواهده هناك.

قال السندي: قوله: صرمتنا: بكسر صاد مهملة: القطيع من الإبل، وتطلق على القطيع من الغنم.

قوله: فنافر: من المنافرة، وهي المفاخرة. وكانت مفاخرتهما في الشعر، أيهما أشعر، ومن كان أشعر فله صِرمةُ الرجلين، وهذا معنى: عن صِرمتنا وعن مثلها، أي: راهن كل منهما صِرمته، وقال: من كان أشعر فله الصِّرمتان، فخيَّر: أي حكم بأن أنيساً أشعر وأفضل.

خِفاء: بكسر خاء معجمة وتخفيف فاء ومد؛ وهو ككساء لفظاً ومعنى. =

ص: 418

• 21526 - حَدَّثَنَا هُدْبَةُ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ بِإِسْنَادِهِ (1).

= فَرَاث عليَّ: أي: أبطأ.

على دينك: أي رجلاً كائناً على دينك، وهو على دينك في ترك الأصنام، والتوجه إلى عبادة الرحمن تعالى.

أقراء الشعر: بالقاف والراء والمد، أي: طرقه وأنواعه.

شَنِفوا: بشين معجمة مفتوحة، ثم نون مكسورة، ثم فاء، أي: أبغضوه. قلنا: وبمعناه شئفوا بالهمز. وقوله: شَفوا له: أي: عالجوه بكلِّ ما يُشتفَى به، والمعنى على المجاز والله أعلم.

وأما قوله: سبقوا له، فلم نتبين وجهه، فلينظر.

وتجهموا: أي: قابلوه بوجوه كريهة.

فتضعَّفت: أي: رأيته ضعيفاً، فوجدت أنه لا يصيبني بمكروه.

مَدَرة: قطعة من الطين اليابس.

نصب: بضمتين أو سكون الثاني، وهو صنم أو حجر كانوا يذبحون عليه، أي: صرت من كثرة الدماء التي سالت مني كأني نصب.

تكسَّرت، أي: انثنت من كثرة السِّمَن.

عُكَن: جمع عكنة، كغُرَف جمع غُرفة، وهي الطَّيُّ في البطن من السِّمَن.

سخفة: بفتح أو ضم فسكون: رقة الجوع وضعفه.

قمراء: أي طالع قمرها.

إضْحِيان: بكسر الهمزة والحاء وسكون ضاد معجمة بينهما، أي: مضيئة.

أصْمِخَة: جمع صماخ، مثل سلاح وأسلحة، وهو الخرق الذي في الأذن، والمراد ها هنا الآذان، وهذا كناية عن النوم.

إساف: اسم صنم، وكذا نائلة، وهو المشهور، وفي نسخ المسند: نائل.

فقلت: وهَنٌ: بفتح الهاء وتخفيف النون، يكون كناية عن كل شيء، وهو ها هنا كناية عن الذَّكَر.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه مسلم (2473) و (2514)، وابن أبي عاصم (989)، وابن حبان =

ص: 419

21527 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ - يَعْنِي ابْنَ هَارُونَ - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ شَقِيقٍ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي ذَرٍّ: لَوْ أَدْرَكْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَسَأَلْتُهُ. قَالَ: وَعَمَّا كُنْتَ تَسْأَلُهُ؟ قَالَ: سَأَلْتُهُ هَلْ رَأَى رَبَّهُ عز وجل. قَالَ أَبُو ذَرٍّ: قَدْ سَأَلْتُهُ، فَقَالَ:" نُورٌ أَنَّى أَرَاهُ "(1).

21528 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ صَامِتٍ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِي ذَرٍّ وَقَدْ خَرَجَ عَطَاؤُهُ وَمَعَهُ جَارِيَةٌ لَهُ، فَجَعَلَتْ تَقْضِي حَوَائِجَهُ - وَقَالَ مَرَّةً: تُقَضِّي (2) - قَالَ: فَفَضَلَ مَعَهُ فَضْلٌ - قَالَ: أَحْسِبُهُ قَالَ: سَبْعٌ - قَالَ: فَأَمَرَهَا أَنْ تَشْتَرِيَ بِهَا فُلُوسًا، قُلْتُ: يَا أَبَا ذَرٍّ، لَوِ ادَّخَرْتَهُ لِلْحَاجَةِ تَنُوبُكَ، وَلِلضَّيْفِ يَأْتِيكَ! فَقَالَ: إِنَّ خَلِيلِي عَهِدَ إِلَيَّ أَنْ " أَيُّمَا ذَهَبٍ أَوْ فِضَّةٍ أُوكِيَ عَلَيْهِ، فَهُوَ جَمْرٌ عَلَى صَاحِبِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُفْرِغَهُ إِفْرَاغًا فِي سَبِيلِ اللهِ "(3).

= (7133)، والبيهقي في "السنن" 5/ 147، وفي "الدلائل" 2/ 208 - 212 من طريق هدبة بن خالد، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن شقيق، فمن رجال مسلم.

وأخرجه الترمذي (3282) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وانظر (21371).

(2)

هكذا ضبطت في (ظ 5).

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم. يزيد: هو ابن هارون، وهمام: هو ابن يحيى العوذي. =

ص: 420

21529 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْجُرَيْرِيُّ أَبُو مَسْعُودٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْجَسْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَيُّ الْكَلَامِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ عز وجل؟ قَالَ: " مَا اصْطَفَاهُ لِمَلَائِكَتِهِ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، ثَلَاثًا تَقُولُهَا "(1).

21530 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ، عَنْ يَزِيدَ أَبِي الْعَلَاءِ (2)، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ قَالَ: بَلَغَنِي عَنْ أَبِي ذَرٍّ حَدِيثٌ، فَكُنْتُ أُحِبُّ أَنْ أَلْقَاهُ فَلَقِيتُهُ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا ذَرٍّ، بَلَغَنِي عَنْكَ حَدِيثٌ فَكُنْتُ أُحِبُّ أَنْ أَلْقَاكَ فَأَسْأَلَكَ عَنْهُ، فَقَالَ: قَدْ لَقِيتَ فَاسْأَلْ. قَالَ: قُلْتُ: بَلَغَنِي أَنَّكَ تَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " ثَلَاثَةٌ يُحِبُّهُمُ اللهُ، وَثَلَاثَةٌ يُبْغِضُهُمُ اللهُ " قَالَ: نَعَمْ، فَمَا أَخَالُنِي أَكْذِبُ عَلَى خَلِيلِي مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم ثَلَاثًا يَقُولُهَا -. قَالَ: قُلْتُ: مَنِ الثَّلَاثَةُ الَّذِينَ يُحِبُّهُمُ اللهُ عز وجل؟ قَالَ: " رَجُلٌ غَزَا فِي سَبِيلِ اللهِ، فَلَقِيَ الْعَدُوَّ مُجَاهِدًا مُحْتَسِبًا فَقَاتَلَ

= وهو في "الزهد" للمصنف ص 146 - 147 بإسناده ومتنه.

وسلف بهذا الإسناد دون القصة برقم (21461).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو مسعود الجريري: هو سعيد بن إياس، ورواية يزيد عنه في "صحيح مسلم". أبو عبد الله العنزي: هو حميريُّ ابن بشير، وابن الصامت: هو عبد الله.

وأخرجه المزي في ترجمة حميري من "التهذيب" 7/ 420 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد. انظر (21320).

(2)

تحرف في (م) والنسخ المتأخرة إلى: يزيد بن العلاء.

ص: 421

حَتَّى قُتِلَ، وَأَنْتُمْ تَجِدُونَ فِي كِتَابِ اللهِ عز وجل:{إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا} [الصف: 4]، وَرَجُلٌ لَهُ جَارٌ يُؤْذِيهِ، فَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُ وَيَحْتَسِبُهُ حَتَّى يَكْفِيَهُ اللهُ إِيَّاهُ بِمَوْتٍ أَوْ حَيَاةٍ، وَرَجُلٌ يَكُونُ مَعَ قَوْمٍ فَيَسِيرُونَ حَتَّى يَشُقَّ عَلَيْهِمُ الْكَرَى وَالنُّعَاسُ، فَيَنْزِلُونَ فِي آخِرِ اللَّيْلِ فَيَقُومُ إِلَى وُضُوئِهِ وَصَلَاتِهِ ".

قَالَ: قُلْتُ: مَنِ الثَّلَاثَةُ الَّذِينَ يُبْغِضُهُمُ اللهُ؟ قَالَ: " الْفَخُورُ الْمُخْتَالُ، وَأَنْتُمْ تَجِدُونَ فِي كِتَابِ اللهِ عز وجل: {إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} [لقمان: 18]، وَالْبَخِيلُ الْمَنَّانُ، وَالتَّاجِرُ - أَوِ الْبَيَّاعُ (1) - الْحَلَّافُ ".

قَالَ: قُلْتُ: يَا أَبَا ذَرٍّ، مَا الْمَالُ؟ قَالَ: فِرْقٌ لَنَا وَذَوْدٌ - يَعْنِي بِالْفِرْقِ: غَنَمًا يَسِيرَةً -. قَالَ: قُلْتُ: لَسْتُ عَنْ هَذَا أَسْأَلُ، إِنَّمَا أَسْأَلُكَ عَنْ صَامِتِ الْمَالِ؟ قَالَ: مَا أَصْبَحَ لَا أُمْسِي، وَمَا أَمْسَى لَا أُصْبِحُ. قَالَ: قُلْتُ: يَا أَبَا ذَرٍّ، مَا لَكَ وَلِإِخْوَتِكَ قُرَيْشٍ؟ قَالَ: وَاللهِ لَا أَسْأَلُهُمْ دُنْيَا وَلَا أَسْتَفْتِيهِمْ عَنْ دِينِ اللهِ حَتَّى أَلْقَى اللهَ وَرَسُولَهُ ثَلَاثًا يَقُولُهَا (2).

(1) في (م) و (ر) و (ق): والبيَّاع.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الأسود بن شيبان، فمن رجال مسلم. يزيد شيخ المصنف: هو ابن هارون، ويزيد أبو العلاء: هو ابن عبد الله بن الشِّخِّير.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2784) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد، دون القطعة الأخيرة منه. =

ص: 422

21531 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" إِنَّ أُنَاسًا مِنْ أُمَّتِي سِيمَاهُمْ التَّحْلِيقُ، يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ حُلُوقَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، هُمْ شَرُّ الْخَلْقِ وَالْخَلِيقَةِ "(1).

= وأخرجه الطيالسي (468)، ومن طريقه ابن أبي عاصم في "الجهاد"(128)، والبيهقي 9/ 160، وأخرجه البزار في "مسنده"(3908)، والطحاوي (2784) من طريق أبي عامر العقدي، والطحاوي أيضاً (2784)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير" 8/ 132 من طريق أبي نعيم، والطبراني في "الكبير"(1637)، والحاكم 2/ 88 - 89 من طريق مسلم بن إبراهيم، أربعتهم (الطيالسي وأبو عامر وأبو نعيم ومسلم بن إبراهيم) عن الأسود بن شيبان، به.

وانظر ما سلف برقم (21340).

قال السندي: "الكَرَى" بفتحتين: النُّعاس ومَبادئ النوم.

"فِرْق" بكسر فاء وسكون راءٍ، قطيع من الغنم كبير.

"ما أصبَح" ماضٍ من الإصباح.

"لا أُمسي" صيغة المتكلم من التمسية، أي: لا أُخلِّيهِ إلى المساء، والله تعالى أعلم.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن الصامت، فمن رجال مسلم.

وأخرجه الطيالسي (448) عن شعبة، بهذا الإسناد- وقرن به سليمانَ بن المغيرة.

وأخرجه ابن حبان (6738) من طريق شيبان بن أبي شيبة، عن سليمان بن المغيرة، عن حميد بن هلال، به.

وسلف في مسند رافع بن عمرو المزني برقم (20342) من طريق سليمان ابن المغيرة، وزاد فيه هناك: أن رافع بن عمرو سمع هذا الحديث أيضاً.

ص: 423

21532 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ سُوَيْدَ بْنَ الْحَارِثِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا - قَالَ شُعْبَةُ: أَوْ قَالَ: مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي أُحُدًا ذَهَبًا - أَدَعُ مِنْهُ يَوْمَ أَمُوتُ دِينَارًا أَوْ نِصْفَ دِينَارٍ إِلَّا لِغَرِيمٍ "(1).

21533 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ مُهَاجِرًا أَبَا الْحَسَنِ يُحَدِّثُ، أَنَّهُ سَمِعَ زَيْدَ بْنَ وَهْبٍ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: أَذَّنَ مُؤَذِّنُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالظُّهْرِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" أَبْرِدْ أَبْرِدْ " - أَوْقَالَ: " انْتَظِرْ انْتَظِرْ " - وَقَالَ: " إِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ، فَإِذَا اشْتَدَّ الْحَرُّ، فَأَبْرِدُوا عَنِ الصَّلَاةِ " قَالَ أَبُو ذَرٍّ: حَتَّى رَأَيْنَا فَيْءَ التُّلُولِ (2).

21534 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ الْمُغِيرَةِ بْنِ النُّعْمَانِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ الْأَقْنَعِ (3)، عَنْ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ:

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة سويد بن الحارث. وهو مكرر (21426).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البخاري (535)، ومسلم (616)، والبزار في "مسنده"(3982)، وابن خزيمة (328) من طريق محمد بن جعفر غندر، بهذا الإسناد.

وانظر (21376).

(3)

وقع في (م) والنسخ الخطية: "بن خال الأقنع" بزيادة كلمة "خال"، ولا وجه لها، وقد وُضع عليها ضبَّة في (ظ 5) إشارة إلى خطئها، وجاء على الصواب بدونها في الرواية السالفة برقم (21451) وفي "جامع المسانيد".

ص: 424

بَيْنَمَا أَنَا فِي حَلْقَةٍ إِذْ جَاءَ أَبُو ذَرٍّ، فَجَعَلُوا يَفِرُّونَ مِنْهُ، فَقُلْتُ: لِمَ يَفِرُّ مِنْكَ النَّاسُ؟ قَالَ: إِنِّي أَنْهَاهُمْ عَنِ الْكَنْزِ الَّذِي كَانَ يَنْهَاهُمْ عَنْهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم (1).

21535 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَسْلَمُ سَالَمَهَا اللهُ، وَغِفَارٌ غَفَرَ اللهُ لَهَا "(2).

21536 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي حَبِيبٌ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ أَبِي شَبِيبٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" اتَّقِ اللهَ حَيْثُمَا كُنْتَ، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ، وَإِذَا عَمِلْتَ سَيِّئَةً، فَاعْمَلْ حَسَنَةً تَمْحُهَا "(3).

21537 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ فِطْرٍ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَامٍ، عَنْ مُوسَى

(1) صحيح، وهذا إسناد محتمل للتحسين من أجل عبد الله بن يزيد، وقد سلف برقم (21451) عن عبد الرزاق عن سفيان الثوري.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن الصامت، فمن رجال مسلم.

وأخرجه أبو عوانة في المناقب كما في "الإتحاف" 14/ 156 من طريق يزيد بن هارون وحجاج بن محمد، كلاهما عن شعبة، بهذا الإسناد.

وقد سلف في آخر قصة إسلام أبي ذر برقم (21525).

(3)

حسن لغيره، وسلف الكلام عليه برقم (21354).

وأخرجه البيهقي في "الشعب"(8026) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

ص: 425

ابْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ نَصُومَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ وَأَرْبَعَ عَشْرَةَ وَخَمْسَ عَشْرَةَ (1).

21538 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ قُدَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ جَسْرَةَ، أَنَّهَا سَمِعَتْ أَبَا ذَرٍّ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَامَ بِآيَةٍ لَيْلَةً يُرَدِّدُهَا (2).

21539 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ ابْنِ عَجْلَانَ، حَدَّثَنِي سَعِيدٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ وَدِيعَةَ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " مَنْ اغْتَسَلَ أَوْ تَطَهَّرَ، فَأَحْسَنَ

(1) إسناده حسن من أجل يحيى بن سام. يحيى شيخ المصنف: هو ابن سعيد القطَّان، وفطر: هو ابن خليفة.

وأخرجه ابن حبان (3655) من طريق يحيى القطَّان، بهذا الإسناد.

وأخرجه البزار في "مسنده"(4064)، والنسائي 4/ 222، وابن حبان (3656)، والبيهقي 4/ 294 من طرق عن فطر بن خليفة، به.

وانظر (21350).

(2)

إسناده حسن. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وجَسْرة: هي بنت دجاجة.

وأخرجه ابن ماجه (1350)، والنسائي في "المجتبى" 2/ 177، وفي التفسير من "الكبرى"(11161)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 347، والحاكم 1/ 241، والبيهقي في "السنن" 3/ 14، وفي "الشعب"(775)، والخطيب في "موضح الأوهام" 1/ 456، والمزي في ترجمة قدامة بن عبد الله من "التهذيب" 23/ 548 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.

وصححه البوصيري في "مصباح الزجاجة " ورقة/ 87، والحاكم.

وانظر (21495).

ص: 426

الطُّهُورَ، وَلَبِسَ مِنْ أَحْسَنِ ثِيَابِهِ، وَمَسَّ مَا كَتَبَ اللهُ لَهُ مِنْ طِيبِ أَوْ دُهْنِ أَهْلِهِ، ثُمَّ أَتَى الْجُمُعَةَ، فَلَمْ يَلْغُ وَلَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَ اثْنَيْنِ، غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى " (1).

(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير ابن عجلان -وهو محمد- فرواية مسلم له استشهاداً وليس احتجاجاً، وعلَّق له البخاري وروى له أصحاب السنن، وهو صدوق، وقد خولف في هذا الحديث كما سيأتي. يحيى: هو ابن سعيد القطَّان، وسعيد: هو ابن أبي سعيد المقبري.

وأخرجه ابن ماجه (1097) عن سهل بن أبي سهل وحوثرة بن محمد، وابن خزيمة (1764) و (1812) عن بندار محمد بن بشار، والحاكم 1/ 290 - 291 من طريق مسدَّد، والمزي في ترجمة ابن وديعة من "التهذيب" 16/ 265 من طريق يعقوب الدورقي، خمستهم عن يحيى القطان، بهذا الإسناد. وانفرد محمد بن بشار فقال في حديثه:"عن سعيد وعن أبيه عن عبد الله بن وديعة". وسقطت الواو من المطبوع فصار الإسناد "عن سعيد عن أبيه" وسقط من مطبوع الحاكم "عن أبيه"، ويستدرك الخطآن من "الإتحاف" 14/ 161. وأشار ابن خزيمة إلى توهيم رواية بندار هذه.

وأخرجه الحميدي (138) عن سفيان، عن محمد بن عجلان، به. وزاد في آخره:"وزيادة ثلاثة أيام".

وسيأتي برقم (21569) من طريق الليث بن سعد عن ابن عجلان.

وروى الحديث ابنُ أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبيه عن ابن وديعة عن سلمان الفارسي، أخرجه من هذا الوجه البخاري في "صحيحه"(883) و (910)، وسيأتي في "المسند" 5/ 438. وهذا الذي رجَّحه الحافظ ابن حجر في "الفتح" 2/ 371 فقال: ابن عجلان دون ابن أبي ذئب في الحِفظ، فروايته مرجوحة، مع أنه يحتمل أن يكون ابن وديعة سمعه من أبي ذر وسلمان جميعاً، ويرجح كونه عن سلمان ورودُه من وجه آخر عنه. قلنا: وسيأتي تخريج طرقه في موضعه. =

ص: 427

21540 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا مُوسَى - يَعْنِي ابْنَ الْمُسَيَّبِ الثَّقَفِيَّ - عَنْ شَهْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ الْأَشْعَرِيِّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِنَّ اللهَ يَقُولُ: يَا عِبَادِي، كُلُّكُمْ مُذْنِبٌ إِلَّا مَنْ عَافَيْتُ، فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ، وَمَنْ عَلِمَ مِنْكُمْ أَنِّي ذُو قُدْرَةٍ عَلَى الْمَغْفِرَةِ فَاسْتَغْفَرَنِي بِقُدْرَتِي، غَفَرْتُ لَهُ وَلَا أُبَالِي، وَكُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلَّا مَنْ هَدَيْتُ، فَسَلُونِي الْهُدَى أَهْدِكُمْ، وَكُلُّكُمْ فَقِيرٌ إِلَّا مَنْ أَغْنَيْتُ، فَسَلُونِي أَرْزُقْكُمْ، وَلَوْ أَنَّ حَيَّكُمْ وَمَيِّتَكُمْ وَأُولَاكُمْ وَأُخْرَاكُمْ، وَرَطْبَكُمْ وَيَابِسَكُمْ، اجْتَمَعُوا عَلَى قَلْبِ أَتْقَى عَبْدٍ مِنْ عِبَادِي، لَمْ يَزِيدُوا فِي مُلْكِي جَنَاحَ بَعُوضَةٍ، وَلَوْ أَنَّ حَيَّكُمْ وَمَيِّتَكُمْ، وَأُوَّلَكُمْ وَآَخِرَكُمْ (1)، وَرَطْبَكُمْ وَيَابِسَكُمْ اجْتَمَعُوا فَسَأَلَ كُلُّ سَائِلٍ مِنْهُمْ مَا بَلَغَتْ أُمْنِيَّتُهُ، وَأَعْطَيْتُ كُلَّ سَائِلٍ مَا سَأَلَ، لَمْ يَنْقُصْنِي، إِلَّا كَمَا لَوْ مَرَّ أَحَدُكُمْ عَلَى شَفَةِ الْبَحْرِ، فَغَمَسَ إِبْرَةً ثُمَّ انْتَزَعَهَا، ذَلِكَ لِأَنِّي جَوَادٌ مَاجِدٌ وَاجِدٌ، أَفْعَلُ مَا أَشَاءُ، عَطَائِي كَلَامٌ (2)، وَعَذَابِي كَلَامٌ (2)، إِذَا أَرَدْتُ شَيْئًا فَإِنَّمَا أَقُولُ لَهُ:

= ورواه صالح بن كيسان عن سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة، أخرجه ابن خزيمة (1803)، والبيهقي 3/ 243، وصالح بن كيسان ثقة.

ورواه أيضاً عبيد الله بن عمر العمري عن سعيد المقبري عن أبي هريرة عند أبي يعلى (6549)، والإسناد إلى العمري ضعيف. وقد روي عن أبي هريرة من غير هذا الوجه، انظر حديثه السالف في "المسند" برقم (9484).

(1)

في (م): وَأُولَاكُمْ وأخراكم.

(2)

في (م) وبعض النسخ: كلامي.

ص: 428

كُنْ فَيَكُونُ " (1).

21541 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ أَبُو ذَرٍّ: بَيْنَمَا أَنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَسْجِدِ حِينَ وَجَبَتِ الشَّمْسُ قَالَ: " يَا أَبَا ذَرٍّ، أَيْنَ تَذْهَبُ الشَّمْسُ؟ " قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: " فَإِنَّهَا تَذْهَبُ حَتَّى تَسْجُدَ بَيْنَ يَدَيْ رَبِّهَا عز وجل ثُمَّ تَسْتَأْذِنُ فَيُؤْذَنُ لَهَا وَكَأَنَّهَا قَدْ قِيلَ لَهَا: ارْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْتِ، فَتَطْلُعُ مِنْ مَكَانِهَا، وَذَلِكَ مُسْتَقَرٌّ لَهَا ". قَالَ مُحَمَّدٌ: ثُمَّ قَرَأَ: {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا} [يس: 38](2).

21542 -

حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ - يَعْنِي ابْنَ إِسْحَاقَ - عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ غُضَيْفِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: مَرَرْتُ بِعُمَرَ وَمَعَهُ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَأَدْرَكَنِي رَجُلٌ مِنْهُمْ فَقَالَ: يَا فَتَى، ادْعُ اللهَ لِي بِخَيْرٍ

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر- وهو ابن حوشب.

وأخرجه ابن ماجه (4257)، وأبو حاتم كما في "العلل" 2/ 134، والبزار في "مسنده"(4052)، وأبو عوانة في البر والصلة كما في "إتحاف المهرة" 14/ 164، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 159 و 227 من طرق عن موسى بن المسيب، بهذا الإسناد. وبعضهم لم يسق لفظه. وانظر (21425).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله، ومحمد ابن عبيد: هو الطنافسي، وإبراهيم التَّيمي: هو ابن يزيد بن شريك.

وسلف برقم (21352) عن محمد بن عبيد وحده.

ص: 429

بَارَكَ اللهُ فِيكَ. قَالَ: قُلْتُ: وَمَنْ أَنْتَ رَحِمَكَ اللهُ؟ قَالَ: أَنَا أَبُو ذَرٍّ. قَالَ: قُلْتُ: يَغْفِرُ اللهُ لَكَ، أَنْتَ أَحَقُّ. قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ عُمَرَ يَقُولُ: نِعْمَ الْغُلَامُ، وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" إِنَّ اللهَ وَضَعَ الْحَقَّ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ يَقُولُ بِهِ "(1).

21543 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ قَوْلِ اللهِ عز وجل: {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا} [يس: 38] قَالَ: " مُسْتَقَرُّهَا تَحْتَ الْعَرْشِ "(2).

21544 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُدْرِكٍ، عَنْ خَرَشَةَ بْنِ الحُرِّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ. وَحَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ خَرَشَةَ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ (3): قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " ثَلَاثَةٌ لَا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ، وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلَا يُزَكِّيهِمْ، وَلَهُمْ عَذَابٌ

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن إسحاق، وقد صرح بالتحديث عند يعقوب بن سفيان في "تاريخه" 1/ 416.

والحديث بإسناده ومتنه في "فضائل الصحابة" للمصنف (316).

وأخرجه ابن سعد 2/ 335، والبغوي في "شرح السنة"(3876) من طريق يعلى بن عبيد، به.

وانظر (21457).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. إبراهيم التَّيمي: هو ابن يزيد بن شريك.

وهو مكرر (21406).

(3)

من قوله: "وحدثنا الأعمش" إلى هنا سقط من (م).

ص: 430

أَلِيمٌ: الْمُسْبِلُ، وَالْمَنَّانُ، وَالْمُنَفِّقُ سِلْعَتَهُ بِالْحَلِفِ الْفَاجِرِ " (1).

21545 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ سَعْدٍ أَوْ سَعِيدٍ (2)، عَنْ أَبِي ذَرٍّ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَجَمَ امْرَأَةً، فَأَمَرَنِي أَنْ أَحْفِرَ لَهَا، فَحَفَرْتُ لَهَا إِلَى سُرَّتِي (3).

21546 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، أَنْبَأَنِي أَبُو عُمَرَ الدِّمَشْقِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ الْخَشْخَاشِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ فَجَلَسْتُ، فَقَالَ:" يَا أَبَا ذَرٍّ، هَلْ صَلَّيْتَ؟ " قُلْتُ: لَا. قَالَ: " قُمْ فَصَلِّ " قَالَ: فَقُمْتُ فَصَلَّيْتُ ثُمَّ جَلَسْتُ، فَقَالَ:" يَا أَبَا ذَرٍّ، تَعَوَّذْ بِاللهِ مِنْ شَرِّ شَيَاطِينِ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ " قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَلِلْإِنْسِ

(1) حديث صحيح، وسلف الكلام على إسناده عند مكرره (21404).

(2)

في (م): ثابت بن سعد عن سعيد، وهو خطأ.

(3)

إسناده ضعيف لضعف جابر -وهو ابن يزيد الجُعْفي- وثابت بن سعد لم نتبيَّنه، وفي هذه الطبقة ثابت بن سعد الطائي الحمصي، وهو في عداد المجهولين، إلا أن أحداً لم يذكر له رواية عن أبي ذر، ولا لجابر الجعفي عنه رواية، والله تعالى أعلم.

وهذا الحديث تفرد بروايته الإمام أحمد.

والصحيح في هذا الباب ما ورد عن بريدة الأسلمي عند مسلم (1695)(23)، وفيه: أمر بها فحفر لها إلى صدرها. وسيأتي 5/ 348.

وعن أبي بكرة، سلف برقم (20378)، وفيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم رجم امرأة فحفر لها إلى الثَّنْدُوة، وإسناده ضعيف.

ص: 431

شَيَاطِينُ؟! قَالَ: " نَعَمْ ".

قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، الصَّلَاةُ؟ قَالَ:" خَيْرٌ مَوْضُوعٌ، مَنْ شَاءَ أَقَلَّ، وَمَنْ شَاءَ أَكْثَرَ " قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَالصَّوْمُ (1)؟ قَالَ:" قَرْضٌ مُجْزِئٌ (2)، وَعِنْدَ اللهِ مَزِيدٌ " قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَالصَّدَقَةُ؟ قَالَ:" أَضْعَافٌ مُضَاعَفَةٌ " قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَأَيُّهَا أَفْضَلُ؟ قَالَ:" جَهْدٌ مِنْ مُقِلٍّ، أَوْ سِرٌّ إِلَى فَقِيرٍ ".

قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الْأَنْبِيَاءِ كَانَ أَوَّلُ؟ قَالَ:" آدَمُ " قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَنَبِيٌّ كَانَ؟ قَالَ:" نَعَمْ نَبِيٌّ مُكَلَّمٌ " قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَمِ الْمُرْسَلُونَ؟ قَالَ:" ثَلَاثُ مِئَةٍ وَبِضْعَةَ عَشَرَ، جَمًّا غَفِيرًا "، وَقَالَ مَرَّةً:" خَمْسَةَ عَشَرَ " قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، آدَمُ أَنَبِيٌّ كَانَ؟ قَالَ:" نَعَمْ، نَبِيٌّ مُكَلَّمٌ ".

قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّمَا أُنْزِلَ عَلَيْكَ أَعْظَمُ؟ قَالَ:" آيَةُ الْكُرْسِيِّ {اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [البقرة: 255] "(3).

(1) في (م): فما الصوم.

(2)

تصحف في (م) إلى: فرض مجزئ.

(3)

إسناده ضعيف جداً لجهالة عبيد بن الخشخاش، ولضعف أبي عمر الدمشقي، وقال الدارقطني: المسعودي عن أبي عمر الدمشقي متروك. المسعودي: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة.

وأخرجه مطولاً ومختصراً ابن سعد 1/ 32، والنسائي 8/ 275، والحاكم في "المستدرك" 2/ 282 من طرق عن المسعودي عبد الرحمن بن عبد الله، بهذا الإسناد. =

ص: 432

21547 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي زِيَادٍ - عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَكَلَتْنَا الضَّبُعُ! قَالَ:" غَيْرُ ذَلِكَ أَخْوَفُ عِنْدِي عَلَيْكُمْ مِنْ ذَلِكَ، أَنْ تُصَبَّ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا صَبًّا، فَلَيْتَ أُمَّتِي لَا يَلْبَسُونَ الذَّهَبَ "(1).

= وأخرجه ابن حبان في "المجروحين" 3/ 129، وابن عدي في "الكامل" 7/ 2699، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 168، والبيهقي في "السنن" 9/ 4 من طريق يحيى بن سعيد السعيدي، عن ابن جريج، عن عطاء، عن عبيد بن عمير، عن أبي ذر. ولم يسوقوا لفظه بتمامه. وهذا إسناد ضعيف جداً، يحيى ابن سعيد -ويقال: سعد- قال العقيلي في "الضعفاء" 4/ 404: لا يتابع على حديثه، وقال ابن حبان: يروي عن ابن جريج المقلوبات، وعن غيره من الثقات الملزقات، لا يحلُّ الاحتجاج به إذا انفرد، وقال ابن عدي: هذا أنكر الروايات.

وأخرجه بنحوه الطبراني في "الأوسط"(4718) من طريق عبد الله بن لهيعة، عن خالد بن يزيد، عن صفوان بن سليم، عن أبي صالح السمان، عن أبي ذر. وفي إسناده سقط استدرك من "مجمع البحرين" للهيثمي 1/ 268 - 269 وهذا الإسناد ضعيف من أجل ابن لهيعة.

وسيأتي برقم (21552) عن يزيد بن هارون عن المسعودي.

وسلف سؤاله عن الصوم فقط برقم (21365) من غير هذا الوجه عن أبي ذر.

وفي الباب حديثُ أبي أمامة، وسيأتي في مسنده 5/ 265، ولكنه لا يُفرح به، فيه علي بن يزيد الألهاني، وهو متفق على ضعفه.

(1)

إسناده ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد: وهو مولى الهاشميين الكوفي. سفيان: هو الثوري. وانظر (21353).

ص: 433

21548 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ وَاصِلٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُقَيْلٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" يُصْبِحُ كُلَّ يَوْمٍ عَلَى كُلِّ سُلَامَى مِنَ ابْنِ آدَمَ صَدَقَةٌ " ثُمَّ قَالَ: " إِمَاطَتُكَ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ، وَتَسْلِيمُكَ عَلَى النَّاسِ صَدَقَةٌ، وَأَمْرُكَ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيُكَ عَنِ الْمُنْكَرِ صَدَقَةٌ، وَمُبَاضَعَتُكَ أَهْلَكَ صَدَقَةٌ " قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيَقْضِي الرَّجُلُ شَهْوَتَهُ، وَتَكُونُ لَهُ صَدَقَةٌ؟! قَالَ:" نَعَمْ، أَرَأَيْتَ لَوْ جَعَلَ تِلْكَ الشَّهْوَةَ فِيمَا حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ، أَلَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ وِزْرٌ؟ " قُلْنَا: بَلَى. قَالَ: " فَإِنَّهُ إِذَا جَعَلَهَا فِيمَا أَحَلَّ اللهُ فَهِيَ صَدَقَةٌ " قَالَ: وَذَكَرَ أَشْيَاءَ صَدَقَةً صَدَقَةً، قَالَ: ثُمَّ قَالَ: " وَيُجْزِئُ مِنْ هَذَا كُلِّهِ رَكْعَتَا الضُّحَى "(1).

21549 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا مَهْدِيٌّ، حَدَّثَنَا وَاصِلٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُقَيْلٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ؛ وَكَانَ وَاصِلٌ رُبَّمَا ذَكَرَ أَبَا الْأَسْوَدِ الدِّيلِيَّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " عُرِضَتْ عَلَيَّ أَعْمَالُ

(1) حديث صحيح، رجاله رجال الصحيح، ورواه عارم وعفان عن مهدي ابن ميمون عن واصل، فزاد فيه أبا الأسود بين يحيى بن يعمر وأبي ذر، سلف برقم (21475)، وأبو الأسود ويحيى بن يعمر كلاهما روى عن أبي ذر، وهما ثقتان.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(9028) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (1285) و (5243) من طريق عباد بن عباد وحماد بن زيد، كلاهما عن واصل مولى أبي عيينة، به.

ص: 434

أُمَّتِي حَسَنُهَا وَسَيِّئُهَا، فَوَجَدْتُ فِي مَحَاسِنِ أَعْمَالِهَا الْأَذَى يُمَاطُ عَنِ الطَّرِيقِ، وَوَجَدْتُ فِي مَسَاوِئِ أَعْمَالِهَا النُّخَاعَةَ تَكُونُ فِي الْمَسْجِدِ لَا تُدْفَنُ " (1).

21550 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ وَاصِلٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُقَيْلٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " عُرِضَتْ عَلَيَّ أُمَّتِي بِأَعْمَالِهَا حَسَنَةٍ وَسَيِّئَةٍ، فَرَأَيْتُ فِي مَحَاسِنِ أَعْمَالِهَا إِمَاطَةَ الْأَذَى عَنِ

(1) إسناده قوي متصلٌ بذِكْر أبي الأسود فيه، ورجاله رجال الصحيح. مهدي: هو ابن ميمون، وواصل: هو مولى أبي عيينة، وأبو الأسود: هو ظالم ابن عمرو.

وأخرجه الطيالسي (483)، والبخاري في "الأدب المفرد"(230)، ومسلم (553)، وأبو عوانة (1211)، وابن حبان (1641)، والبيهقي 2/ 291، والبغوي (489) من طرق عن مهدي بن ميمون، بهذا الإسناد، وذكروا جميعهم أبا الأسود بين يحيى بن يعمر وبين أبي ذر دون شك، إلا الطيالسي، ففي روايته الشك كما هو عند المصنِّف.

وأخرجه البزار في "مسنده"(3916) من طريق حماد بن زيد، وابن حبان (1640) من طريق هشام بن حسان، كلاهما عن واصل مولى أبي عيينة، به. وذكرا فيه أبا الأسود دون شك.

وسيأتي برقم (21550) من طريق يحيى بن يعمر عن أبي ذر دون ذِكْر أبي الأسود بينهما، وبرقم (21567) من طريق يحيى بن يعمر عن أبي الأسود عن أبي ذر دون شك.

ولإماطة الأذى عن الطريق انظر ما قبله.

وفي باب النخاعة في المسجد، عن أنس سلف برقم (12062).

ص: 435

الطَّرِيقِ، وَرَأَيْتُ فِي سَيِّئِ أَعْمَالِهَا النُّخَاعَةَ فِي الْمَسْجِدِ لَا تُدْفَنُ " (1).

21551 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا كَهْمَسُ بْنُ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا أَبُو السَّلِيلِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: جَعَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتْلُو عَلَيَّ هَذِهِ الْآيَةَ: {وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا} [الطلاق: 2]، حَتَّى فَرَغَ مِنَ الْآيَةِ، ثُمَّ قَالَ:" يَا أَبَا ذَرٍّ لَوْ أَنَّ النَّاسَ كُلَّهُمْ أَخَذُوا بِهَا لَكَفَتْهُمْ " قَالَ فَجَعَلَ يَتْلُوهَا، وَيُرَدِّدُهَا عَلَيَّ حَتَّى نَعَسْتُ، ثُمَّ قَالَ:" يَا أَبَا ذَرٍّ، كَيْفَ تَصْنَعُ إِنْ أُخْرِجْتَ مِنَ الْمَدِينَةِ؟ " قَالَ: قُلْتُ: إِلَى السَّعَةِ وَالدَّعَةِ، أَنْطَلِقُ حَتَّى أَكُونَ حَمَامَةً مِنْ حَمَامِ مَكَّةَ. قَالَ:" كَيْفَ تَصْنَعُ إِنْ أُخْرِجْتَ مِنْ مَكَّةَ؟ " قَالَ: قُلْتُ: إِلَى السَّعَةِ وَالدَّعَةِ، إِلَى الشَّامِ وَالْأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ. قَالَ:" كَيْفَ تَصْنَعُ إِنْ أُخْرِجْتَ مِنَ الشَّامِ؟ " قَالَ: قُلْتُ: إِذَنْ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ أَضَعَ سَيْفِي عَلَى عَاتِقِي. قَالَ: " أَوَخَيْرٌ مِنْ ذَلِكَ؟ " قَالَ: قُلْتُ: أَوَخَيْرٌ مِنْ ذَلِكَ؟! قَالَ: " تَسْمَعُ وَتُطِيعُ وَإِنْ كَانَ عَبْدًا حَبَشِيًّا "(2).

(1) حديث قويٌّ، وهذا إسناد منقطع، فإن يحيى بن يعمر لم يسمعه من أبي ذر، بينهما فيه أبو الأسود كما في الحديث السابق.

وأخرجه ابن أبي شيبة 9/ 29 - 30، وعنه ابن ماجه (3683) عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن حبان (1640) من طريق معتمر بن سليمان، عن هشام بن حسان، به. لكن زاد فيه أبا الأسود الديلي بين يحيى بن يعمر وبين أبي ذر، وهذه الزيادة سلفت في الحديث السابق.

(2)

إسناده ضعيف لانقطاعه، فإن أبا السليل -وهو ضُريب بن نُقَير- لم يدرك أبا ذر. =

ص: 436

21552 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ أَبِي عُمَرَ (1) الشَّامِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ الْخَشْخَاشِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ، فَقَالَ لِي:" يَا أَبَا ذَرٍّ، هَلْ صَلَّيْتَ؟ " قُلْتُ: لَا. قَالَ: " قُمْ فَصَلِّ " قَالَ: فَقُمْتُ فَصَلَّيْتُ، ثُمَّ أَتَيْتُهُ فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ، فَقَالَ:" يَا أَبَا ذَرٍّ، اسْتَعِذْ بِاللهِ مِنْ شَرِّ شَيَاطِينِ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ " قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ وَهَلْ لِلْإِنْسِ مِنْ شَيَاطِينَ؟ قَالَ: " نَعَمْ، يَا أَبَا ذَرٍّ، أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ؟ " قَالَ: قُلْتُ: بَلَى بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، قَالَ:" قُلْ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ، فَإِنَّهَا كَنْزٌ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ ".

قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَمَا الصَّلَاةُ؟ قَالَ:" خَيْرٌ مَوْضُوعٌ، فَمَنْ شَاءَ أَكْثَرَ وَمَنْ شَاءَ أَقَلَّ " قَالَ: قُلْتُ: فَمَا الصِّيَامُ، يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ:" قَرْضٌ مُجْزِئٌ (2) " قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ فَمَا الصَّدَقَةُ؟ قَالَ: " أَضْعَافٌ مُضَاعَفَةٌ، وَعِنْدَ اللهِ مَزِيدٌ " قَالَ: قُلْتُ: أَيُّهَا أَفْضَلُ

= وأخرجه الدارمي (2725)، وابن ماجه (4220)، والنسائي في "الكبرى"(11603) من طريق معتمر بن سليمان، وابن حبان (6669)، والحاكم 2/ 492 من طريق النضر بن شميل، والطبراني في "الأوسط"(2495) من طريق عبد الرحمن بن حماد الشعيثي، ثلاثتهم عن كهمس بن الحسن، بهذا الإسناد. واقتصروا فيه -غير ابن حبان والطبراني- على أوله إلى قوله:"لكفتهم".

وانظر ما سلف برقم (21291).

(1)

في (م): عمرو.

(2)

تصحف في (م) و (ق) إلى: فرض مجزئ.

ص: 437

يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " جُهْدٌ مِنْ مُقِلٍّ، أَوْ سِرٌّ إِلَى فَقِيرٍ " قُلْتُ: فَأَيُّمَا أَنْزَلَ اللهُ عز وجل عَلَيْكَ أَعْظَمُ؟ قَالَ: " {اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [البقرة: 255] " حَتَّى خَتَمَ الْآيَةَ.

قُلْتُ: فَأَيُّ الْأَنْبِيَاءِ كَانَ أَوَّلَ؟ قَالَ: " آدَمُ " قُلْتُ: أَوَنَبِيٌّ كَانَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " نَعَمْ نَبِيٌّ مُكَلَّمٌ " قُلْتُ: فَكَمِ الْمُرْسَلُونَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " ثَلَاثُ مِئَةٍ وَخَمْسَةَ عَشَرَ، جَمًّا غَفِيرًا "(1).

21553 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ إِلَى الصَّلَاةِ اسْتَقْبَلَتْهُ الرَّحْمَةُ، فَلَا يَمَسَّ الْحَصَى وَلَا يُحَرِّكْهَا "(2).

(1) إسناده ضعيف، وسلف الكلام عليه برقم (21546).

وأخرجه الطيالسي (478)، والبزار في "مسنده"(4034)، والبيهقي في "الشعب"(3576) من طرق عن المسعودي عبد الرحمن بن عبد الله، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني في "الشاميين"(1979) من طريق عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح، عن أبي عبد الملك محمد بن أيوب، عن ابن عائذ، عن أبي ذر. وإسناده ضعيف فيه غير ما ضعيفٍ ومجهولٍ.

وأخرجه مطولاً مجموعاً إلى أحاديث أخرى ابنُ حبان في "صحيحه"(361)، وفي "المجروحين" له 3/ 130، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 166 - 168 من طريق إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى، عن أبيه، عن جده أبي إدريس الخولاني، عن أبي ذر. وهذا إسناد تالف، إبراهيم بن هشام كذَّبه أبو حاتم وأبو زرعة، وقال الذهبي: متروك.

وقد سلف قوله صلى الله عليه وسلم في فضل لا حول ولا قوة إلَّا بالله مفرداً برقم (21298).

(2)

إسناده محتمل للتحسين من أجل أبي الأحوص، وسلف الكلام عليه =

ص: 438

21554 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ الْمُغِيرَةِ الطَّائِفِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمِقْدَامِ، عَنْ ابْنِ شَدَّادٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: إِنَّ الْآخِرَ قَدْ زَنَى. فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ ثَلَّثَ، ثُمَّ رَبَّعَ، فَنَزَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَقَالَ مَرَّةً: فَأَقَرَّ عِنْدَهُ بِالزِّنَى فَرَدَّدَهُ أَرْبَعًا، ثُمَّ نَزَلَ - فَأَمَرَنَا فَحَفَرْنَا لَهُ حَفِيرَةً لَيْسَتْ بِالطَّوِيلَةِ، فَرُجِمَ فَارْتَحَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَئِيبًا حَزِينًا، فَسِرْنَا حَتَّى نَزَلَ مَنْزِلًا، فَسُرِّيَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لِي:" يَا أَبَا ذَرٍّ، أَلَمْ تَرَ إِلَى صَاحِبِكُمْ، غُفِرَ لَهُ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ "(1).

21555 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ مُهَاجِرٍ أَبِي خَالِدٍ،

= برقم (21330).

يزيد: هو ابن هارون، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة.

وأخرجه الطيالسي (476)، وأخرجه البغوي (663) من طريق أسد بن موسى، كلاهما (الطيالسي وأسد) عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد.

(1)

إسناده ضعيف، حجاج بن أرطأة مدلس وقد عنعن، وعبد الله بن المِقدام لم يرو عنه غير عبد الملك بن المغيرة، ولم يؤثر توثيقه عن أحد، فهو مجهول. ابن شداد: هو عبد الله.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 142 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وأخرجه أيضاً من طريق إبراهيم بن الزبرقان وأبي خالد الأحمر، عن الحجاج بن أرطأة، به.

ويغني عنه حديث بريدة الأسلمي عند مسلم (1695). وسيأتي في "المسند" 5/ 347.

وانظر حديث أبي هريرة السالف برقم (9809).

ص: 439

حَدَّثَنِي أَبُو الْعَالِيَةِ، حَدَّثَنِي أَبُو مُسْلِمٍ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي ذَرٍّ: أَيُّ قِيَامِ اللَّيْلِ أَفْضَلُ؟ قَالَ أَبُو ذَرٍّ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَمَا سَأَلْتَنِي - شَكَّ عَوْفٌ - فَقَالَ: " جَوْفُ اللَّيْلِ الْغَابِرِ - أَوْ نِصْفُ اللَّيْلِ - وَقَلِيلٌ فَاعِلُهُ "(1).

21556 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَلِيلِ - يَعْنِي ابْنَ عَطِيَّةَ - حَدَّثَنَا مُزَاحِمُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الضَّبِّيُّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ زَمَنَ الشِّتَاءِ وَالْوَرَقُ يَتَهَافَتُ،

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، المهاجر أبو خالد -ويقال: أبو مخلد- قال أبو حاتم: ليِّن الحديث ليس بذاك، وليس بالمتقِن، يكتب حديثه، وأبو مسلم -وهو الجَذْمي- روى عنه جمع وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. عوف: هو ابن أبي جميلة الأعرابي، وأبو العالية: هو الرِّياحي رُفيع بن مِهران.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(1308) من طريق إسحاق بن يوسف الأزرق، وابن حبان (2564) من طريق عبد الله بن المبارك، كلاهما عن عوف، بهذا الإسناد.

وفي الباب عن أبي هريرة عند مسلم (1163)، وسلف برقم (8026). وعن عمرو بن عَبَسة ضمن حديث سلف برقم (17018)، وإسناده ضعيف.

وأخرج نحوه النسائي في "الكبرى"(4216) من طريق حميد بن عبد الرحمن الحميري، عن أُهبان ابن امرأة أبي ذر، عن أبي ذرٍّ: أنه سأل رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: أيُّ الرِّقاب أزكى، وأيُّ الليل خيرٌ، وأيُّ الأشهُر أفضل؟ فقال له:"أزكى الرقاب أغلاها ثمناً، وخيرُ الليلِ جوفُه، وأفضل الأشهر شهر الله الذي تدعونه المحرَّم ". وأُهبان لم يرو عنه غير حميد بن عبد الرحمن، وذكره بعضهم في الصحابة!

قال السندي: قوله: "جوف الليل الغابر" أي: نصف الليل الباقي، أي: الأخير.

ص: 440

فَأَخَذَ بِغُصْنَيْنِ مِنْ شَجَرَةٍ، قَالَ: فَجَعَلَ ذَلِكَ الْوَرَقُ يَتَهَافَتُ، قَالَ: فَقَالَ: " يَا أَبَا ذَرٍّ " قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " إِنَّ الْعَبْدَ الْمُسْلِمَ لَيُصَلِّي الصَّلَاةَ يُرِيدُ بِهَا وَجْهَ اللهِ، فَتَهَافَتُ عَنْهُ ذُنُوبُهُ كَمَا يَتَهَافَتُ هَذَا الْوَرَقُ عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ "(1).

21557 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ، بَلَغَهُ عَنْهُ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ الْنَصْرِيِّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " فِي الْإِبِلِ صَدَقَتُهَا، وَفِي الْغَنَمِ صَدَقَتُهَا، وَفِي الْبَقَرِ صَدَقَتُهَا، وَفِي الْبَزِّ (2)

(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة مزاحم بن معاوية. أبو عامر: هو عبد الملك بن عمرو العَقَدي.

وله شاهد من حديث سلمان الفارسي، سيأتي 5/ 439، وفي إسناده علي ابن زيد بن جُدعان، وهو ضعيف.

وبنحوه من حديث ابن عمر عند أبي نعيم في "الحلية" 6/ 99 - 100، والبيهقي 3/ 10، ولا بأس به.

وانظر في حطِّ الخطايا بالصلاة ما سلف برقم (21308).

وانظر في هذا الباب حديث أبي هريرة السالف برقم (8924).

(2)

البز بالزاي: كما في هامش نسخة (ظ 5): الثياب التي هي أمتعة البزاز وكذلك جاء مقيداً بالزاي في "سنن الدارقطني"، ونقله عنه البيهقى في "سننه"، وأدرج هذا الحديث تحت عنوان: باب زكاة التجارة.

وقال النووي في "المجموع" 6/ 47: هو بفتح الباء والزاي، هكذا رواه جميع الرواة، وصرح بالزاي الدارقطني والبيهقي، وقال في "تهذيب الأسماء واللغات" 3/ 27: هو بفتح الباء وبالزاي، وهذا وإن كان ظاهراً لا يحتاج إلى تقييد فإنما قيدته، لأنني بلغني أن بعض الكتاب صحفه بالبُر بضم الباء وبالراء.

ص: 441

صَدَقَتُهُ " (1).

21558 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، وَيَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ،

(1) إسناده ضعيف لانقطاعه، فإن ابن جريج -وهو عبد الملك بن عبد العزيز- قد صرح بأنه لم يسمعه من عمران بن أبي أنس وإنما بلغه عنه، ونقل الترمذي في "العلل" عن البخاري قوله: ابن جريج لم يسمع من عمران ابن أبي أنس يقول: حدثت عن عمران بن أبي أنس.

وأخرجه الترمذي في "العلل الكبير" 1/ 307، والدارقطني 2/ 102، والحاكم 1/ 388، والبيهقي 4/ 147 من طريق محمد بن بكر، بهذا الإسناد. ورواية الترمذي مختصرة، وسقط من رواية البيهقي ذِكر البقر.

وأخرجه مختصراً وضمن حديث مطول ابن أبي شيبة 3/ 213، والبزار في "مسنده"(3895) و (3896)، والدارقطني 2/ 100 - 101 و 101، والبيهقي 4/ 147 من طريق موسى بن عُبيدة الربذي، عن عمران بن أبي أنس، عن مالك ابن الحدثان، عن أبي ذر. وموسى بن عبيدة ضعيف، وقال ابن حجر في "إتحاف المهرة" 14/ 182: ومدار الحديث عليه.

وأخرجه الحاكم في "المستدرك" 1/ 388 عن دعلج بن أحمد السجزي، حدثنا هشام بن علي السدوسي، حدثنا عبد الله بن رجاء، حدثنا سعيد بن سلمة بن أبي الحسام، حدثنا عمران بن أبي أنس، به. وقد سقط من إسناده بين سعيد بن سلمة وبين عمران بن أبي أنس موسى بنُ عبيدة الرَّبذي، فقد رواه الدارقطني في "سننه" 2/ 101 عن دعلج بن أحمد بإسناد الحاكم، فذكر فيه موسى بن عبيدة الرَّبذي بين سعيد وعمران. ويؤيد رواية الدارقطني روايةُ البيهقي في "سننه" 4/ 147 من طريق أحمد بن عبيد الصفار، عن هشام بن علي، به.

وانظر تفصيل الصدقة في هذه الأشياء غير البزِّ في حديث أبي بكر الصِّديق السالف برقم (72)، وحديث ابن عمر السالف برقم (4634)، وحديث أبي بكر بن محمد بن حزم، عن أبيه، عن جده عند ابن حبان (6559)، وحديث معاذ بن جبل الآتي 5/ 230.

ص: 442

عَنْ مُطَرِّفٍ - قَالَ ابْنُ أَبِي بُكَيْرٍ: حَدَّثَنَا مُطَرِّفٌ يَعْنِي الْحَارِثِيَّ -، عَنْ أَبِي الْجَهْمِ - قَالَ ابْنُ أَبِي بُكَيْرٍ: مَوْلَى الْبَرَاءِ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ خَيْرًا (1) - عَنْ خَالِدِ بْنِ وُهْبَانَ - قَالَ ابْنُ أَبِي بُكَيْرٍ (2): أَوْ وُهْبَانَ -، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ صلى الله عليه وسلم: " كَيْفَ أَنْتَ وَأَئِمَّةً مِنْ بَعْدِي يَسْتَأْثِرُونَ بِهَذَا الْفَيْءِ؟! " قَالَ: قُلْتُ: إِذَاً - وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ - أَضَعَ سَيْفِي عَلَى عَاتِقِي، ثُمَّ أَضْرِبَ بِهِ حَتَّى أَلْقَاكَ أَوْ أَلْحَقَ بِكَ. قَالَ:" أَوَلَا أَدُلُّكَ عَلَى خَيْرٍ (3) مِنْ ذَلِكَ؟ تَصْبِرُ حَتَّى تَلْقَانِي "(4).

• 21559 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (5)، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ - يَعْنِي ابْنَ عَيَّاشٍ - عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ أَبِي الْجَهْمِ، عَنْ خَالِدِ بْنِ وُهْبَانَ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " يَا أَبَا ذَرٍّ، كَيْفَ أَنْتَ عِنْدَ

(1) قوله: "مولى البراء وأثنى عليه خيراً" وقع في (م) بعد: يحيى بن أبي بكير، في أول السند، وهو خطأ.

(2)

قوله: "قال ابن أبي بكير" سقط من (م).

(3)

في (م) و (ق) ونسخة في (ر): على ما هو خير.

(4)

إسناده ضعيف لجهالة خالد بن وهبان. مطرف: هو ابن طريف، وأبو الجهم: هو سليمان بن الجهم بن أبي الجهم الحارثي الجوزجاني.

وأخرجه أبو داود (4759) عن عبد الله بن محمد النفيلي، عن زهير بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن سعد 4/ 622، وابن أبي عاصم في "السنة"(1104) و (1105)، والبزار في "مسنده"(4057) من طرق عن مطرف، به.

وانظر ما بعده. وما سلف برقم (21551).

(5)

وقع في (م): حدثنا عبد الله، حدثني أبي، على أنه من رواية أبيه، وهو خطأ.

ص: 443

وُلَاةٍ يَسْتَأْثِرُونَ عَلَيْكَ بِهَذَا الْفَيْءِ؟! " قَالَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، أَضَعُ سَيْفِي عَلَى عَاتِقِي، فَأَضْرِبُ بِهِ حَتَّى أَلْحَقَكَ. قَالَ: " أَفَلَا أَدُلُّكَ عَلَى مَا هُوَ (1) خَيْرٌ لَكَ مِنْ ذَلِكَ؟ تَصْبِرُ حَتَّى تَلْقَانِي " (2).

• 21560 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ - يَعْنِي ابْنَ عَيَّاشٍ - عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ أَبِي الْجَهْمِ، عَنْ خَالِدِ بْنِ وُهْبَانَ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ خَالَفَ الْجَمَاعَةَ شِبْرًا، خَلَعَ رِبْقَةَ الْإِسْلَامِ مِنْ عُنُقِهِ "(3).

(1) قوله: "ما هو" ليس في (م) و (ر)، وأثبتناه من (ظ) و (ق)، ونسخة في (ر).

(2)

إسناده ضعيف لجهالة خالد بن وهبان.

وأخرجه المزي في ترجمة خالد بن وهبان من "تهذيب الكمال" 8/ 191 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله.

(3)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة خالد بن وهبان. مطرف: هو ابن طريف، وأبو الجهم: هو سليمان بن الجهم بن أبي الجهم الجوزجاني.

وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" 8/ 190 - 191 في ترجمة خالد بن وهبان، من طريق عبد الله بن أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (4758)، والبيهقي في "السنن" 8/ 157 من طريق أحمد ابن يونس، عن أبي بكر بن عياش، به. وقرن أبو داود بأبي بكر بن عياش زهير بن معاوية ومندلاً، وقرن به البيهقي زهيراً وحده، ورواية زهير ستأتي في الحديث التالي.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(892) و (1054)، والحاكم 1/ 117 من طرق عن مطرف بن طريف، به.

وانظر الحديثين التاليين، وما سلف برقم (21293) و (21460).

وفي الباب عن ابن عمر سلف برقم (5386)، وانظر تتمة شواهده هناك.

ص: 444

21561 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ طَرِيفٍ، عَنْ أَبِي الْجَهْمِ، عَنْ خَالِدِ بْنِ وُهْبَانَ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ شِبْرًا، خَلَعَ رِبْقَةَ الْإِسْلَامِ مِنْ عُنُقِهِ "(1).

21562 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ أَبِي الْجَهْمِ، عَنْ خَالِدِ بْنِ وُهْبَانَ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ مِثْلَهُ (2).

21563 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي سَالِمٍ الْجَيْشَانِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَا أَبَا ذَرٍّ، لَا تَوَلَّيَنَّ مَالَ يَتِيمٍ، وَلَا تَأَمَّرَنَّ عَلَى اثْنَيْنِ "(3).

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة خالد بن وهبان.

وأخرجه ابن أبي عاصم (1054) من طريق يحيى بن آدم، بهذا الإسناد.

وانظر ما قبله.

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة خالد بن وهبان. وانظر ما قبله.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو عبد الرحمن: هو عبد الله بن يزيد المقرئ، وأبو سالم الجَيْشاني: هو سفيان بن هانئ المصري.

وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 4/ 231، ومسلم (1826)، وأبو داود (2868)، ويعقوب بن سفيان في "تاريخه" 2/ 463 (وقد سقط من المطبوع اسم شيخه، وهو أبو عبد الرحمن المقرئ)، والنسائي 6/ 255، وأبو عوانة (7020)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(56)، وابن حبان (5564)، والحاكم 4/ 91، والبيهقي 3/ 129 و 6/ 283 من طرق عن أبي عبد الرحمن =

ص: 445

21564 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ خَرَشَةَ بْنِ الْحُرِّ، عَنْ الْمَعْرُورِ (1)، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أُعْطِيتُ خَوَاتِيمَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ مِنْ كَنْزٍ تَحْتَ الْعَرْشِ، وَلَمْ يُعْطَهُنَّ نَبِيٌّ قَبْلِي "(2).

21565 -

حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنِ الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: حَدَّثَنِي الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ، رَفَعَ الْحَدِيثَ (3)

= المقرئ، بهذا الإسناد- وزاد في أوله:"يا أبا ذر، إني أراك ضعيفاً، وإني أُحبُّ لك ما أُحبُّ لنفسي".

وانظر الحديث السالف برقم (21513).

قال القرطبي المحدِّث -فيما نقله عنه السيوطي في شرحه على النسائي 6/ 255 - : معنى "إني أراك ضعيفاً"، أي: ضعيفاً عن القيام بما يتعين على الأمير من مراعاة مصالح رعيته الدنيوية والدينية، ووَجْهُ ضعفه عن ذلك أن الغالب عليه كان الزهد واحتقار الدنيا، ومَنْ هذا حالُه لا يعتني بمصالح الدنيا وبأموالها اللذين بمراعاتهما تنتظم مصالح الدين ويتم أمرُه، وقد كان أبو ذر أَفْرَطَ في الزهد في الدنيا حتى انتهى به الحال إلى أن يفتي بتحريم الجمع للمال، وإن أُخرجت زكاته، وكان يَرى أنه الكنز الذي توعد الله عليه في القرآن، فلما علم النبي صلى الله عليه وسلم منه هذه الحالة، نصحه، ونهاه عن الإمارة، وعن ولاية مال الأيتام، وأكد النصيحة بقوله:"وإني أحب لك ما أُحب لنفسي" وأما من قَوِيَ على الإمارة، وعَدَلَ فيها، فإنه من السبعة الذين يظلهم الله في ظله.

(1)

كذا في (م) والأصول الخطية: "خرشة بن الحر عن المعرور"، وانظر التعليق على الحديث السالف برقم (21345).

(2)

صحيح لغيره، وسلف الكلام عليه عند الحديث السالف برقم (21343). حجاج: هو ابن محمد المصيصي.

(3)

أي: إلى الله عز وجل، فهو حديث قُدُسيٌّ، والصادق المصدوق: أراد =

ص: 446

قَالَ: " الْحَسَنَةُ عَشْرٌ أَوْ أَزِيدُ، وَالسَّيِّئَةُ وَاحِدَةٌ أَوْ أَغْفِرُهَا، وَمَنْ لَقِيَنِي لَا يُشْرِكُ بِي شَيْئًا بِقُرَابِ الْأَرْضِ خَطِيئَةً، جَعَلْتُ لَهُ مِثْلَهَا مَغْفِرَةً "(1).

21566 -

حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي أَبُو الزَّاهِرِيَّةِ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قُمْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةَ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، إِلَى ثُلُثِ اللَّيْلِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ قَالَ:" لَا أَحْسَبُ مَا تَطْلُبُونَ إِلَّا وَرَاءَكُمْ " ثُمَّ قُمْنَا مَعَهُ لَيْلَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ إِلَى نِصْفِ اللَّيْلِ، ثُمَّ قَالَ:" لَا أُحْسَبُ مَا تَطْلُبُونَ إِلَّا وَرَاءَكُمْ " فَقُمْنَا مَعَهُ لَيْلَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ حَتَّى أَصْبَحَ وَسَكَتَ (2).

21567 -

حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ وَعَارِمٌ وَيُونُسُ، قَالُوا: حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ وَاصِلٍ مَوْلَى أَبِي عُيَيْنَةَ - قَالَ عَارِمٌ: حَدَّثَنَا وَاصِلٌ - عَنْ يَحْيَى بْنِ عُقَيْلٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ الدِّيلِيِّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " عُرِضَتْ عَلَيَّ أَعْمَالُ أُمَّتِي حَسَنُهَا وَسَيِّئُهَا، فَوَجَدْتُ فِي مَحَاسِنِ أَعْمَالِهَا إِمَاطَةَ الْأَذَى

= به النبيَّ صلى الله عليه وسلم.

(1)

إسناده حسن من أجل عاصم -وهو ابن بهدلة-. هاشم: هو ابن القاسم، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي. وانظر (21360).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو الزاهرية: هو حُدير بن كُريب الحَضْرمي.

وأخرجه ابن خزيمة (2205) من طريق زيد بن الحباب، بهذا الإسناد. وانظر (21419).

ص: 447

عَنِ الطَّرِيقِ، وَوَجَدْتُ فِي مَسَاوِئِ أَعْمَالِهَا النُّخَاعَةَ " قَالَ عَارِمٌ:" تَكُونُ فِي الْمَسْجِدِ لَا تُدْفَنُ " وَقَالَ يُونُسُ: " النُّخَاعَةُ (1) تَكُونُ فِي الْمَسْجِدِ لَا تُدْفَنُ "(2).

21568 -

حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ عَمْرُو بْنِ بُجْدَانَ (3)، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ الصَّعِيدَ الطَّيِّبَ وَضُوءُ الْمُسْلِمِ، وَإِنْ لَمْ يَجِدِ الْمَاءَ عَشْرَ سِنِينَ، فَإِذَا وَجَدَهُ فَلْيُمِسَّهُ بَشَرَهُ، فَإِنَّ ذَلِكَ هُوَ خَيْرٌ "(4).

(1) كذا وقع في (م) والنسخ الخطية في الموضعين، وعندئذٍ فلا وجه للإشارة إلى اختلاف الروايات، إذ لا فرق ظاهرٌ بينهما، ولعل أحدهما قال:"النخامة" بالميم، والآخر قالها بالعين، والله تعالى أعلم.

(2)

إسناده قوي على شرط مسلم. عارم: هو محمد بن الفضل السَّدوسي، ويونس: هو ابن محمد المؤدب.

وأخرجه ابن خزيمة (1308) من طريق وهب بن جرير وحده، بهذا الإسناد. وتحرف في المطبوع منه "مولى أبي عيينة" إلى: مولى ابن عيينة.

وانظر (21549).

(3)

تحرف في (م) إلى: عامر بن بحران، وتحرف "عمرو" أيضاً في (ر) و (ق) إلى: عامر.

(4)

صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير عمرو بن بجدان، وسلف الكلام عليه عند الرواية (21304). أبو أحمد: هو محمد بن عبد الله بن الزبير الأسدي، وخالد الحذاء: هو ابن مهران، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد. =

ص: 448

21569 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ - يَعْنِي ابْنَ عَجْلَانَ - عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ وَدِيعَةَ الْخُدْرِيِّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" مَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَأَحْسَنَ الْغُسْلَ، ثُمَّ لَبِسَ مِنْ صَالِحِ ثِيَابِهِ، ثُمَّ مَسَّ مِنْ دُهْنِ بَيْتِهِ مَا كُتِبَ - أَوْ مِنْ طِيبِهِ - ثُمَّ لَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَ اثْنَيْنِ، كَفَّرَ اللهُ عَنْهُ مَا بَيْنَهُ، وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ "(1).

قَالَ مُحَمَّدٌ: فَذَكَرْتُ لِعُبَادَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، فَقَالَ: صَدَقَ، وَزِيَادَةَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ (2).

= وأخرجه الترمذي (124) من طريق أبي أحمد، بهذا الإسناد. وقال: حسن صحيح.

(1)

حديث صحيح، وقد سلف الكلام عليه برقم (21539).

يونس: هو ابن محمد المؤدِّب، وليث: هو ابن سعد.

وأخرجه ابن خزيمة (1763) من طريق شعيب بن الليث، عن أبيه، بهذا الإسناد.

(2)

كذا وقع في "المسند"، ووقع في "صحيح" ابن خزيمة: قال سعيد: فذكرتها لعُمارة بن عمرو بن حَزْم. قال: صدق،

إلخ. وهذا هو الصواب، فسعيد: هو المقبري، وعمارة بن عمرو ثقة استُشْهد بالحَرَّة، وقيل: مع ابن الزبير، وأما عبادة بن عامر بن عمرو كما وقع في "المسند" فلم نقع له على ذِكْر في كتب التراجم، والله تعالى أعلم.

وأما ما ذكر من زيادة ثلاثة أيام، فقد وقع مدرجاً في رواية سفيان بن عيينة عن ابن عجلان عند الحميدي (138)، كما وقعت في رواية أبي صالح عن أبي هريرة السالفة برقم (9484).

ورواية عمارة بن عمرو هذه خرَّجها الإسماعيلي في "مستخرجه" كما في "الفتح" 2/ 371 من طريق الضحاك بن عثمان الحزامي، عن سعيد المقبري، عنه عن سَلْمان الفارسي.

ص: 449

* 21570 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ -[قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ]: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ هَارُونَ - وَحَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرٌو، عَنْ الْحَارِثِ بْنِ يَعْقُوبَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ الْغِفَارِيِّ، عَنِ النُّعْمَانِ الْغِفَارِيِّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" يَا أَبَا ذَرٍّ، اعْقِلْ مَا أَقُولُ لَكَ: لَعَنَاقٌ يَأْتِي رَجُلًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أُحُدٍ ذَهَبًا يَتْرُكُهُ وَرَاءَهُ، يَا أَبَا ذَرٍّ اعْقِلْ مَا أَقُولُ لَكَ: إِنَّ الْمُكْثِرِينَ هُمُ الْأَقَلُّونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، إِلَّا مَنْ قَالَ كَذَا وَكَذَا، اعْقِلْ يَا أَبَا ذَرٍّ مَا أَقُولُ لَكَ: إِنَّ الْخَيْلَ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " أَوْ " إِنَّ الْخَيْلَ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ "(1).

21571 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي حُسَيْنٌ (2)، قَالَ: قَالَ ابْنُ بُرَيْدَةَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ يَعْمَرَ، أَنَّ أَبَا الْأَسْوَدِ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي ذَرٍّ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَا يَرْمِي رَجُلٌ

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أبي الأسود والنعمان الغفاريين. عمرو: هو ابن الحارث بن يعقوب.

وأخرجه أبو عوانة (7293) من طريق ضرار بن صرد، عن ابن وهب، بهذا الإسناد.

وانظر ما سلف برقم (21347).

وفي باب الخيل معقود في نواصيها الخير عن ابن عمر، سلف برقم (6416)، وانظر تتمة شواهده هناك.

قوله: "لعناق" قال السندي: بفتح مهملة، هي الأنثى من أولاد المعز دون السنة.

(2)

تحرف في (م) والنسخ الخطية إلى: حصين.

ص: 450

رَجُلًا بِالْفِسْقِ وَلَا يَرْمِيهِ بِالْكُفْرِ إِلَّا ارْتَدَّتْ عَلَيْهِ إِنْ لَمْ يَكُنْ صَاحِبُهُ كَذَلِكَ " (1).

21572 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ. وَمُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ (2)، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَيُّمَا رَجُلٍ كَشَفَ سِتْرًا فَأَدْخَلَ بَصَرَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُؤْذَنَ لَهُ، فَقَدْ أَتَى حَدًّا لَا يَحِلُّ لَهُ أَنْ يَأْتِيَهُ، وَلَوْ أَنَّ رَجُلًا فَقَأَ عَيْنَهُ، لَهُدِرَتْ، وَلَوْ أَنَّ رَجُلًا مَرَّ عَلَى بَابٍ لَا سِتْرَ لَهُ فَرَأَى عَوْرَةَ أَهْلِهِ، فَلَا خَطِيئَةَ عَلَيْهِ إِنَّمَا الْخَطِيئَةُ عَلَى أَهْلِ الْبَيْتِ "(3).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث ابن سعيد، وحسين: هو ابن ذكوان المعلِّم، وابن بريدة: هو عبد الله، وأبو الأسود: هو ظالم بن عمرو الدِّيلي.

وسلف بهذا الإسناد مطوَّلاً برقم (21465).

(2)

في (م) وحدها: عُبيد بن أبي جعفر، وهو خطأ.

(3)

إسناده ضعيف، ابن لهيعة -وهو عبد الله- سيئ الحفظ. موسى: هو ابن داود الضبي، وأبو عبد الرحمن الحبلي: هو عبد الله بن يزيد المعافري.

وأخرجه الترمذي (2707) عن قتيبة بن سعيد، عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد. وقال: غريب لا نعرفه مثل هذا إلا من حديث ابن لهيعة.

وسلف عن حسن بن موسى عن ابن لهيعة مختصراً برقم (21359).

وانظر حديث أبي هريرة السالف برقم (7313).

قال المباركفوري في "شرح الترمذي": قوله: "فأدخل بصره" أي: في الكشف والدخول "فقد أتى حداً" أي: فعل شيئاً يوجب الحد، أي: التعزير. "لا يحل له أن يأتيه" استئناف متضمن للعلة، أو معناه: أتى أمراً لا يحل له أن =

ص: 451

21573 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا دَرَّاجٌ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" سِتَّةَ أَيَّامٍ، ثُمَّ اعْقِلْ يَا أَبَا ذَرٍّ مَا أَقُولُ لَكَ بَعْدُ " فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ السَّابِعُ، قَالَ:" أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللهِ فِي سِرِّ أَمْرِكَ وَعَلَانِيَتِهِ، وَإِذَا أَسَأْتَ فَأَحْسِنْ، وَلَا تَسْأَلَنَّ أَحَدًا شَيْئًا وَإِنْ سَقَطَ سَوْطُكَ، وَلَا تَقْبِضْ أَمَانَةً، وَلَا تَقْضِ بَيْنَ اثْنَيْنِ "(1).

21574 -

حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ دَرَّاجٍ، عَنْ أَبِي الْمُثَنَّى (2)

= يأتيه، وإليه ينظر قوله تعالى:{وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ} [الطلاق: 1]، ويؤيده قوله فيه:"لو أن رجلاً" أي: من أهل البيت "فقأ عينه لهدرت" قال في القاموس: فقأ العين كمنع: كسرها أو قلعها أو بخقها.

(1)

إسناده ضعيف، ابن لهيعة: سيئ الحفظ، ودرَّاج -وهو ابن سمعان أبو السَّمح- ضعيف صاحب مناكير. أبو الهيثم: هو سليمان بن عمرو بن عبيد العُتْواري.

ولقوله: "أوصيك بتقوى الله في سر أمرك وعلانيته، وإذا أسأت فأحسن" انظر ما سلف برقم (21354).

ولقوله: "ولا تسألن أحداً شيئاً وإن سقط سوطك" انظر ما سلف برقم (21509).

وأما قوله: "ولا تقبض أمانة، ولا تقض بين اثنين" فقد صح من حديث أبي سالم الجيشاني عن أبي ذر بلفظ: "لا تولَّيَنَّ مال يتيم، ولا تأمَّرَن على اثنين"، سلف برقم (21563). وانظر ما بعده.

(2)

المثبت من "أطراف المسند" 6/ 205 - 206، ومن (م) وسائر الأصول عدا (ظ 5)، ففيها: عن أبي الهيثم، وضبب عليها، وكتب في هامشها: في نسخة: عن أبي المثنى بدل أبي الهيثم. وما أثبتناه هو الصواب كما في "شرح المشكل" أيضاً.

ص: 452

عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " سِتَّةَ أَيَّامٍ، اعْقِلْ يَا أَبَا ذَرٍّ مَا يُقَالُ لَكَ " إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: " وَلَا تُؤْوِيَنَّ أَمَانَةً وَلَا تَقْضِيَنَّ بَيْنَ اثْنَيْنِ "(1).

• 21575 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَهْدِيٍّ الْأَيْلِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ وَاصِلٍ مَوْلَى أَبِي عُيَيْنَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُقَيْلٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ (2)، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ الدِّيلِيِّ: قَالَ: قَدْ رَأَيْتُ أَصْحَابَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَمَا رَأَيْتُ بِأَبِي ذَرٍّ (3) شَبِيهًا (4).

آخِرُ حَدِيثِ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه

(1) إسناده ضعيف لضعف دراج، وجهالة أبي المثنى.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(46) عن يونس بن عبد الأعلى، عن ابن وهب، بهذا الإسناد.

وانظر ما قبله.

(2)

وقع في إسناده في النسخ اضطراب وسقط، وضبطناه من "أطراف المسند" 6/ 200.

(3)

في (م): لأبي ذر.

(4)

إسناده حسن من أجل محمد بن مهدي، وباقي رجاله رجال الصحيح. أبو داود: هو سليمان بن داود الطيالسي.

ص: 453

‌حَدِيثُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ (1) عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

21576 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الرِّجَالِ، عَنْ شُرَحْبِيلَ، قَالَ: أَخَذْتُ نُهَسًا بِالْأَسْوَافِ (2)، فَأَخَذَهُ مِنِّي زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ فَأَرْسَلَهُ، وَقَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَرَّمَ مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا (3).

(1) هو زيد بن ثابت بن الضحاك الخزرجي النجاري الأنصاري، الإمام الكبير، شيخ المقرئين والفرضيين، مفتي المدينة يُكنى أبا سعيد، ويقال: أبا خارجة.

كان رضي الله عنه أحد الأذكياء، فلما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم أسلم زيد وهو ابن إحدى عشرة سنة، فأمره النبيُّ صلى الله عليه وسلم أن يتعلم خط اليهود ليقرأَ له كتبهم، وكان أحد كتاب الوحي لرسول اللهِ صلى الله عليه وسلم، وهو الذي أمره أبو بكر بجمع القرآن، فكان يتتَبَّع القرآن يجمعه من الرقاع والأكتاف والعسب، وصدور الرجال.

كان قاضياً لعمر، وكان عمر يستخلفه على المدينة إذا حجَّ.

وهو أحد النفر الذين ندبهم عثمان بن عفان إلى كتابة هذا المصحف العثماني، الذي لم يبق بأيدي الأُمَّة قرآنٌ سواه، ولله الحمد.

توفي رضي الله عنه سنة خمس وأربعين على رأي الجمهور، عن ست وخمسين سنة.

(2)

في (م): بالأسواق، بالقاف، وهو خطأ. قال السندي: بالأسواف: بفتح أوله، وبعدها سين مهملة، وآخره فاء، موضع بالمدينة من حرمها بناحية البقيع. وهو موضع صدقة زيد بن ثابت.

(3)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف شرحبيل بن سعد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 14/ 199 - 200، والطبراني (4911)، والبيهقي 5/ 199 من طريق الوليد بن كثير، والطبراني (4910)، والذهبي في "السير" =

ص: 454

21577 -

حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ، أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ قَالَ: رَخَّصَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْعِ الْعَرَايَا أَنْ تُبَاعَ بِخَرْصِهَا كَيْلًا (1).

= 2/ 430 من طريق ابن أبي ذئب، كلاهما عن شرحبيل بن سعد، بهذا الإسناد.

وأخرجه مالك 2/ 890، ومن طريقه البيهقي 5/ 198 - 199 عن رجل عن زيد. ولم يسم فيه شرحبيل.

وأخرجه عبد الرزاق (17148) عن ابن جريج قال: حُدثت عن زيد بن ثابت أنه قال

فذكره بدون القصة.

وسيأتي الحديث برقم (21633) و (21670).

وفي باب تحريم المدينة عن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11177). وانظر تتمة شواهده هناك.

قوله: نُهَساً: بضم النون، وفتح الهاء، وآخره سين مهملة: وهو طائر من الفصيلة الصُّرَدية ورتبة العصفوريات، لونه كستنائي، وهو أكبر من العصفور، ضخم الرأس والمنقار، شرس الطباع، يصيد العصافير وصغار الحيوان، ويديم تحريك ذنبه.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل ابن أبي الزناد -وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن ذكوان- وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير سريج -وهو ابن النعمان- فمن رجال البخاري.

وأخرجه أبو داود (3362)، والنسائي 7/ 267، والطحاوي 4/ 29، والبيهقي 5/ 311 من طريق يونس بن يزيد الأيلي، عن الزهري، بهذا الإسناد.

وسيأتي الحديث من طريق ابن عمر، عن زيد بن ثابت بالأرقام (21581) و (21583) و (21584) و (21627) و (21638) و (21656) و (21657) و (21672).

وقد سلف الحديث في مسند ابن عمر برقم (4490).

ص: 455

21578 -

حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ الرُّكَيْنِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ خَلِيفَتَيْنِ: كِتَابُ اللهِ، حَبْلٌ مَمْدُودٌ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ - أَوْ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ - وَعِتْرَتِي أَهْلُ بَيْتِي، وَإِنَّهُمَا لَنْ يَتَفَرَّقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ "(1).

21579 -

حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ الْمُطَّلِبِ (2) بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: دَخَلَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ عَلَى مُعَاوِيَةَ، فَحَدَّثَهُ حَدِيثًا، فَأَمَرَ إِنْسَانًا أَنْ يَكْتُبَ، فَقَالَ زَيْدٌ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى أَنْ نَكْتُبَ شَيْئًا مِنْ حَدِيثِهِ، فَمَحَاهُ (3).

(1) حديث صحيح بشواهده دون قوله: "وإنهما لن يتفرقا حتى يردا عَليَّ الحوضَ" وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ شريك، وهو ابن عبد الله النخعي. وانظر تمام الكلام عليه في مسند أبي سعيد الخدري برقم (11104).

وأخرجه عبد بن حميد (240)، وابن أبي عاصم (754)، والطبراني (4921) و (4922) و (4923) من طرق عن شريك، بهذا الإسناد.

وسيأتي برقم (21654).

(2)

في (م): عبد المطلب، وهو خطأ.

(3)

إسناده ضعيف لانقطاعه، المطلب بن عبد الله -وهو ابن المطلب بن حنطب- لم يسمع من زيد بن ثابت. أبو أحمد: هو محمد بن عبد الله الزبيري.

وأخرجه أبو داود (3647)، والخطيب في "تقييد العلم" ص 35، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" 1/ 63 من طريق أبي أحمد الزبيري، بهذا الإسناد. =

ص: 456

21580 -

حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: تَمَارَوْا فِي الْقِرَاءَةِ فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ، فَأَرْسَلُوا إِلَى، خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ، فَقَالَ: قَالَ أَبِي: قَامَ، أَوْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُطِيلُ الْقِيَامَ، وَيُحَرِّكُ شَفَتَيْهِ، فَقَدْ أَعْلَمُ ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ إِلَّا لِقِرَاءَةٍ، فَأَنَا أَفْعَلُ (1).

= وأخرجه الخطيب ص 35 من طريق سليمان بن بلال، عن كثير بن زيد، به.

وأخرج الدارمي (474) من طريق عبد الله بن عون، عن ابن سيرين، عن أنس، عن زيد بن ثابت قصة امتناع زيد عن الكتابة لمروان بن الحكم وهو أمير على المدينة، وليس فيها الحديث المرفوع.

ويشهد لحديثنا في النهي عن الكتابة حديث أبي سعيد الخدري السالف برقم (11085).

وفي جواز الكتابة سلف حديث عبد الله بن عمرو برقم (6510)، وحديث أبي هريرة سلف برقم (7242) و (9231).

وانظر كلامنا على المسألة عند حديث ابن عمرو.

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل كثير بن زيد، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير المطلب بن عبد الله -وهو ابن المطلب بن حنطب- فقد روى له البخاري في "القراءة خلف الإمام" وأصحاب السنن، وهو ثقة.

وأخرجه أحمد بن منيع في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(1847)، والبيهقي 2/ 193 من طريق أبي أحمد الزبيري، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري في "القراءة خلف الإمام"(292) و (297) من طريق أبي بكر الحنفي، عن كثير بن زيد، به.

وأخرجه الطبراني (4886) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن محمد بن أبي بكر المقدمي، عن كثير بن زيد، عن خارجة بن زيد، به. ولم يذكر فيه =

ص: 457

21581 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَخَّصَ فِي بَيْعِ الْعَرَايَا أَنْ تُبَاعَ بِخَرْصِهَا، وَلَمْ يُرَخِّصْ فِي غَيْرِ ذَلِكَ (1).

21582 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ سَمِعْتُ أَبَا النَّضْرِ يُحَدِّثُ عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم اتَّخَذَ حُجْرَةً فِي الْمَسْجِدِ مِنْ حَصِيرٍ، فَصَلَّى فِيهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيَالِيَ، حَتَّى اجْتَمَعَ إِلَيْهِ نَاسٌ، ثُمَّ فَقَدُوا صَوْتَهُ، فَظَنُّوا أَنَّهُ قَدْ نَامَ، فَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يَتَنَحْنَحُ لِيَخْرُجَ إِلَيْهِمْ، فَقَالَ: " مَا زَالَ بِكُمُ الَّذِي رَأَيْتُ مِنْ صَنِيعِكُمْ حَتَّى

= المطلب بن عبد الله.

وسيأتي برقم (21678).

وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (10986)، وعن خباب بن الأرت، سلف برقم (21056)، وانظر تتمة شواهده عند حديث أبي سعيد.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن مصعب -وهو ابن صدقة القرقساني- وقد توبع، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه الدارمي (2558)، والطبراني (4759) من طريق محمد بن يوسف، وابن حبان (5009) من طريق الوليد بن مسلم، كلاهما عن الأوزاعي، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي 7/ 267 - 268، والطبراني في "الكبير"(4760) و (4761) و (4762)، وفي "الشاميين"(1770)، والبيهقي 5/ 311 من طرق عن الزهري، به.

وانظر ما سلف برقم (21577).

ص: 458

خَشِيتُ أَنْ يُكْتَبَ عَلَيْكُمْ، وَلَوْ كُتِبَ عَلَيْكُمْ، مَا قُمْتُمْ بِهِ، فَصَلُّوا أَيُّهَا النَّاسُ فِي بُيُوتِكُمْ، فَإِنَّ أَفْضَلَ صَلَاةِ الْمَرْءِ فِي بَيْتِهِ إِلَّا الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ " (1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهيب: هو ابن خالد، وأبو النضر: هو سالم بن أبي أمية.

وأخرجه عبد بن حميد (250)، والبخاري (7290)، والنسائي 3/ 197 - 198، وابن خزيمة (1204)، وأبو عوانة (2164)، والطحاوي في " شرح المعاني" 1/ 350، وفي "شرح المشكل"(613)، والبيهقي 3/ 109 من طريق عفان، بهذا الإسناد. ورواية أبي عوانة وابن خزيمة مختصرة بقوله: أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة.

وأخرجه البخاري (731)، ومسلم (781)(214)، وأبو عوانة (2164)، وبإثر الحديث (2210) و (3058)، وابن حبان (2491)، والبيهقي 2/ 494 من طرق عن وهيب، به.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(4892) من طريق عبد العزيز بن المختار، عن موسى بن عقبة، به.

وأخرجه الطحاوي 1/ 351 من طريق ابن لهيعة، عن أبي النضر، به. مختصراً بقوله: إن أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة.

وأخرجه أبو داود (1044)، والطحاوي 1/ 350 - 351، والطبراني في "الكبير"(4893)، و"الأوسط"(4190)، و"الصغير"(544)، وابن عدي في "الكامل" 1/ 317، وتمام في "فوائده"(415)، والبغوي (995)، و (996) من طريق سليمان بن بلال، والطبراني في "الكبير"(4894) من طريق عبد العزيز بن محمد، كلاهما عن إبراهيم بن أبي النضر، عن أبيه، به. مختصراً بلفظ:"صلاة المرء في بيته أفضل من صلاته في مسجدي هذا إلا المكتوبة ".

وأخرجه مالك 1/ 130، ومن طريقه النسائي في "الكبرى"(1293) عن أبي =

ص: 459

21583 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَخَّصَ فِي بَيْعِ الْعَرَايَا بِخَرْصِهَا (1).

21584 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ بَيْعِ الثَّمَرِ بِالتَّمْرِ، فَأَخْبَرَهُمْ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَخَّصَ فِي الْعَرَايَا (2).

= النضر، عن بسر بن سعيد، عن زيد بن ثابت، موقوفاً. قال الحافظ في "إتحاف المهرة" 4/ 241: وقد رواه الدارقطني من حديث زيد بن الحباب وأبي مسهر، كلاهما عن مالك مرفوعاً.

وسيأتي الحديث بالأرقام (21594) و (21603) و (21624) و (21632).

وسيأتي برقم (21608) مختصراً بلفظ: احتجم في المسجد، وهو تصحيف، صوابه: احتجر، كما سنبينه هناك.

وفي الباب عن أنس، سلف برقم (12005).

وعن عائشة، سيأتى 6/ 30 و 267.

وعن جابر عند ابن خزيمة (1070).

ويشهد لقوله: "أفضل صلاة المرء في بيته إلا الصلاة المكتوبة" حديث ابن عمر السالف برقم (4511)، وانظر تتمة شواهده هناك.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد سلف عن إسماعيل ابن علية في مسند ابن عمر برقم (4490).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد سلف عن سفيان في مسند ابن عمر برقم (4541).

وأخرجه البخاري (2183) و (2184)، ومسلم (1534)(59)، والبيهقي 5/ 308 - 309 و 311 من طريق عُقيل بن خالد، عن الزهري، بهذا الإسناد.

وانظر ما سلف برقم (21577).

ص: 460

21585 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: تَسَحَّرْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَخَرَجْنَا إِلَى الْمَسْجِدِ، فَأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، قُلْتُ: كَمْ كَانَ بَيْنَهُمَا؟ قَالَ: قَدْرُ مَا يَقْرَأُ الرَّجُلُ خَمْسِينَ آيَةً (1).

21586 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ طَاوُوسٍ، عَنْ حُجْرٍ الْمَدَرِيِّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم جَعَلَ الْعُمْرَى لِلْوَارِثِ. وَقَالَ مَرَّةً: قَضَى بِالْعُمْرَى (2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان.

وأخرجه عبد بن حميد (248)، والدارمي (1695)، والبخاري (1921)، والترمذي (703)، والنسائي 4/ 143، وابن خزيمة (1941)، وأبو عوانة (2761)، والطحاوي 1/ 177، والطبراني (4792)، والبيهقي 4/ 238، والبغوي (355)، وابن الأثير في "أسد الغابة " 2/ 279 من طرق عن هشام الدستوائي، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (1097)، وابن خزيمة (1941)، والطبراني (4795)، من طريق عمر بن عامر السُّلمي، وأبو عوانة (2763) والطحاوي 1/ 177 والطبراني (4793) و (4794) من طريق منصور بن زاذان، كلاهما عن قتادة، به. ورواية منصور عند أبي عوانة والطبراني في الثانية مختصرة، أما الطحاوي فلم يسق لفظها.

وسيأتي الحديث بالأرقام (21616) و (21620) و (21637) و (21671).

وقد سلف عن أنس في مسنده برقم (12739): أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وزيد بن ثابت تسحرا

فذكره.

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حجر المدري -وهو ابن قيس الهمداني الحَجوري- فقد روى له أبو داود والنسائي وابن ماجه، =

ص: 461

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وهو ثقة. سفيان: هو ابن عيينة، وعمرو: هو ابن دينار.

وأخرجه الشافعي 2/ 168، والحميدي (398)، وابن أبي شيبة 7/ 137، وابن ماجه (2381)، والنسائي 6/ 271 - 272، والطحاوي في "شرح المعاني" 4/ 91، وفي "شرح المشكل"(5469)، والطبراني في "الكبير"(4945)، والبيهقي 6/ 174 من طريق سفيان، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" 4/ 91، وفي "شرح المشكل"(5467)، وابن حبان (5132) و (5133) و (5134)، والطبراني في "الكبير"(4943) و (4946) و (4947) و (4950) و (4951) و (4952) و (4953)، وفي "الأوسط"(4869) و (5607)، وفي "الصغير"(717) و (774) من طرق عن عمرو بن دينار، به.

وأخرجه النسائي 6/ 271 من طريق حبان بن موسى، عن عبد الله بن المبارك، عن معمر، عن عمرو بن دينار، به.

وأخرجه النسائي 6/ 271 عن محمد بن عبيد، عن ابن المبارك، به. ولم يذكر فيه حجراً المدري.

وأخرجه النسائي 6/ 270 - 271 عن محمد بن عبيد، عن ابن المبارك، عن معمر، عن ابن طاووس، عن أبيه، عن حجر المدري، عن زيد.

وأخرجه النسائي 6/ 271، والطبراني في "الكبير"(4954) من طريق أبي داود الطيالسي، عن شعبة، عن عمرو بن دينار، عن طاووس، عن حجر المدري، عن زيد.

وأخرجه النسائي 6/ 271 من طريق خالد بن الحارث، عن شعبة، عن عمرو بن دينار، عن طاووس، عن زيد. لم يذكر فيه حجراً المدري.

وأخرجه بنحوه الطحاوي في "شرح المعاني" 4/ 91، وفي "شرح المشكل"(5468) من طريق إبراهيم بن ميسرة، عن طاووس، عن زيد ليس فيه حجر.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(4955) من طريق حماد بن سلمة، و (4956) من طريق حماد بن زيد، كلاهما عن عمرو بن دينار، عن طاووس، =

ص: 462

21587 -

حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ عُبَيْدٍ، قَالَ: قَالَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " تُحْسِنُ السُّرْيَانِيَّةَ؟ إِنَّهَا تَأْتِينِي كُتُبٌ " قَالَ: قُلْتُ: لَا. قَالَ: " فَتَعَلَّمْهَا " فَتَعَلَّمْتُهَا فِي سَبْعَةَ عَشَرَ يَوْمًا (1).

= عن حجر المدري، عن زيد بن ثابت موقوفاً.

وانظر ما سيأتي برقم (21645) و (21648) و (21649) و (21651).

وفي الباب عن ابن عباس سلف برقم (2250)، وعن أبي هريرة سلف برقم (8566)، وانظر الكلام على العمرى في حديث جابر (14126).

(1)

إسناده صحيح إن كان ثابت بن عبيد سمع من مولاه زيد بن ثابت، فقد قال الذهبي في ترجمته من "تاريخ الإسلام": أظن روايته عن مولاه زيد منقطعة. جرير: هو ابن عبد الحميد الضبي.

وأخرجه علي بن المديني في "العلل" وإسحاق بن راهويه، وأبو يعلى في "مسنديهما" كما في "تغليق التعليق" 5/ 308، ويعقوب بن سفيان في "تاريخه" 1/ 483 - 484، وابن أبي داود في "المصاحف" ص 7، والطحاوي في "شرح المشكل"(2038)، والحاكم 3/ 422، وابن حبان (7136)، والطبراني (4928)، والحافظ في "تغليق التعليق" 5/ 307 - 308، من طريق جرير، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن سعد 2/ 358، وابن أبي داود ص 7، والطبراني (4927) و (4928) و (4929)، وابن أبي عاصم في "العلم" كما في "التغليق" 5/ 308، والحافظ فيه أيضاً 5/ 308 من طرق عن الأعمش، به.

وأخرجه الطبراني (4930) من طريق أبي بكر بن عياش، عن الأعمش، عن عدي بن ثابت، عن زيد بن ثابت. وقال: هكذا رواه أبو بكر بن عياش، عن عدي بن ثابت، فخالف أصحاب الأعمش في الإسناد، فإن كان حفظه فهو غريب من حديث عدي بن ثابت، وإلا فالحديث كما رواه الناس، عن الأعمش، عن ثابت بن عبيد. =

ص: 463

21588 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ أَبِي الْوَلِيدِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: قَالَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ: يَغْفِرُ اللهُ لِرَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، أَنَا وَاللهِ أَعْلَمُ بِالْحَدِيثِ مِنْهُ، إِنَّمَا أَتَى رَجُلَانِ قَدْ اقْتَتَلَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنْ كَانَ هَذَا شَأْنَكُمْ، فَلَا تُكْرُوا الْمَزَارِعَ " قَالَ: فَسَمِعَ رَافِعٌ قَوْلَهُ: " لَا تُكْرُوا الْمَزَارِعَ "(1).

= وسيأتي برقم (21618) و (21619) من طريق خارجة بن زيد بن ثابت، عن أبيه.

وقوله: "تحسن السريانية" الظاهر أنه يعني العبرية لغة اليهود، وقد جاء في الرواية الآتية برقم (21618):"يا زيد تعلم لي كتاب يهود".

(1)

إسناده حسن من أجل عبد الرحمن بن إسحاق -وهو المدني- ومن أجل أبي عبيدة بن محمد، وباقي رجاله ثقات. وسيتكرر برقم (21628).

وأخرجه ابن أبي شيبة 6/ 342 و 14/ 276، وأبو داود (3390)، وابن ماجه (2461)، والنسائي 7/ 50، والطبراني (4822) من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق (14465)، وأبو داود (3390)، والطحاوي في "شرح المعاني" 4/ 110، وفي "شرح المشكل"(2690)، والطبراني (4822)، والبيهقي 6/ 134 من طرق عن عبد الرحمن بن إسحاق، به.

وانظر ما سلف في مسند ابن عمر برقم (4504)، وفي مسند رافع بن خديج برقم (15803).

قال السندي: قوله: أنا أعلم بالحديث، أي: بحديث لا تُكروا المزارع، وكان رافع يروي النهي مطلقاً، فبين زيد أنه لم ينه مطلقاً، بل مقيداً بما إذا أدى إلى الاختصام.

قلنا: وقد جاءت صورة النهي عن كراء الأرض فيما إذا اختص صاحب الأرض بجزء منها مما على الجداول وغيرها، فيكون له جُزء وللمُزارع جزء، وهذا مما يحصل فيه الخِصَام الذي ذكره زيد بن ثابت، فقد يهلك المزروع في =

ص: 464

21589 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا أَبُو سِنَانٍ سَعِيدُ بْنُ سِنَانٍ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ ابْنِ الدَّيْلَمِيِّ قَالَ: لَقِيتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا الْمُنْذِرِ، إِنَّهُ قَدْ وَقَعَ فِي نَفْسِي شَيْءٌ مِنْ هَذَا الْقَدَرِ، فَحَدِّثْنِي بِشَيْءٍ، لَعَلَّهُ يَذْهَبُ مِنْ قَلْبِي. قَالَ: لَوْ أَنَّ اللهَ عَذَّبَ أَهْلَ سَمَاوَاتِهِ وَأَهْلَ أَرْضِهِ، لَعَذَّبَهُمْ وَهُوَ غَيْرُ ظَالِمٍ لَهُمْ، وَلَوْ رَحِمَهُمْ، كَانَتْ رَحْمَتُهُ لَهُمْ خَيْرًا مِنْ أَعْمَالِهِمْ، وَلَوْ أَنْفَقْتَ جَبَلَ أُحُدٍ ذَهَبًا فِي سَبِيلِ اللهِ، مَا قَبِلَهُ اللهُ مِنْكَ حَتَّى تُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ، وَتَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ، وَمَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ، وَلَوْ مِتَّ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ، لَدَخَلْتَ النَّارَ.

قَالَ: فَأَتَيْتُ حُذَيْفَةَ، فَقَالَ لِي مِثْلَ ذَلِكَ، وَأَتَيْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ، فَقَالَ لِي مِثْلَ ذَلِكَ، وَأَتَيْتُ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ، فَحَدَّثَنِي عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَ ذَلِكَ (1).

= هذا الجزء، وينمو في ذلك الجزء، أو بالعكس.

أما إذا زارعه على جزء مما يخرج من الأرض عامَّةً دون تقييد بجزء منها، أو مقابل شيء معلوم من الدراهم والدنانير، فجائز عند الجمهور.

وحُمل حديث المخابرة الآتي برقم (21631) على المعنى المذكور آنفاً، والله أعلم.

انظر "شرح مشكل الآثار" 7/ 102 - 126، و"المغني" 7/ 555 - 561.

(1)

إسناده قوي، سعيد بن سنان صدوق لا بأس به. وباقي رجاله ثقات. وهو موقوف من حديث أُبي بن كعب وابن مسعود وحذيفة بن اليمان، ومرفوع من حديث زيد بن ثابت. سفيان: هو الثوري، وابن الديلمي: هو عبد الله بن فيروز.

وهو عند عبد الله بن أحمد بن حنبل في "السنة"(844) عن أبيه، عن =

ص: 465

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= يحيى بن سعيد. بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد بن حميد (247) عن عبد الرزاق، وأبو داود (4699)، وابن حبان (727) من طريق محمد بن كثير، كلاهما عن سفيان، به.

وأخرجه الطبراني في "الشاميين"(1962)، والآجري في "الشريعة " ص 187 و 203 من طريق أبي صالح عبد الله بن صالح، حدثني معاوية بن صالح أن أبا الزاهرية حدير بن كريب، حدثه عن كثير بن مرة، عن ابن الديلي. ولم يذكر الطبراني، والآجري في الموضع الأول في إسناده غير زيد بن ثابت، أما الموضع الثاني فذكر فيه سعد بن أبي وقاص بدل حذيفة، وكلاهما لم يذكرا قوله: وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك

إلخ. عبد الله بن صالح -وهو كاتب الليث- سيئ الحفظ.

وأخرجه الطبراني (10564) من طريق عمر بن عبد الله مولى غفرة، عن أبي الأسود الدؤلي، عن عمران بن حصين، فحدثه به موقوفاً. ثم قال أبو الأسود فأتيت عبد الله بن مسعود فسألته، فقال عبد الله لأُبي بن كعب يا أبا المنذر، حدثه، فقال أُبي: يا أبا عبد الرحمن حدثه، فحدث ابن مسعود بمثل حديث عمران بن حصين، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم. وعمر بن عبد الله ضعيف كثير الإرسال.

وأخرجه الطبراني أيضاً 18/ (556) عن عبدان بن أحمد، عن محمد بن مصطفى، عن محمد بن شعيب، عن سعيد بن عبد الرحمن بن يزيد بن رقيش الأسدي، عن أبي الأسود الدؤلي عن عمران بن حصين وعبد الله بن مسعود وأُبي بن كعب، مرفوعاً. وإسناده حسن.

ولم يذكر في كلا الروايتين قوله: وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك

إلخ.

وسيأتي الحديث برقم (21611) و (21653).

ويشهد لقوله: "وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك" حديث ابن عباس عند الترمذي (2144)، والطبراني (11243)، والحاكم 2/ 542، ورواية الطبراني والحاكم جاءت ضمن حديث طويل. =

ص: 466

21590 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، مِنْ وَلَدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ خَرَجَ مِنْ عِنْدِ مَرْوَانَ نَحْوًا مِنْ نِصْفِ النَّهَارِ، فَقُلْنَا: مَا بَعَثَ إِلَيْهِ السَّاعَةَ إِلَّا لِشَيْءٍ سَأَلَهُ عَنْهُ. فَقُمْتُ إِلَيْهِ فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: أَجَلْ، سَأَلَنَا عَنْ أَشْيَاءَ سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " نَضَّرَ اللهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا حَدِيثًا، فَحَفِظَهُ حَتَّى يُبَلِّغَهُ غَيْرَهُ، فَإِنَّهُ رُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَيْسَ بِفَقِيهٍ، وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ.

ثَلَاثُ خِصَالٍ لَا يَغِلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ مُسْلِمٍ أَبَدًا: إِخْلَاصُ الْعَمَلِ لِلَّهِ، وَمُنَاصَحَةُ وُلَاةِ الْأَمْرِ، وَلُزُومُ الْجَمَاعَةِ، فَإِنَّ دَعْوَتَهُمْ تُحِيطُ مِنْ وَرَائِهِمْ ".

وَقَالَ: " مَنْ كَانَ هَمُّهُ الْآخِرَةَ، جَمَعَ اللهُ شَمْلَهُ، وَجَعَلَ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ، وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ، وَمَنْ كَانَتْ نِيَّتُهُ الدُّنْيَا، فَرَّقَ اللهُ عَلَيْهِ ضَيْعَتَهُ، وَجَعَلَ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَلَمْ يَأْتِهِ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا مَا كُتِبَ لَهُ ".

وَسَأَلَنَا عَنِ الصَّلَاةِ الْوُسْطَى، وَهِيَ الظُّهْرُ (1).

= وحديث عبادة بن الصامت موقوفاً سيأتي 5/ 317، ورفعه الآجري في إحدى طرقه ص 186.

(1)

إسناده صحيح.

وهو في "الزهد" للمصنف ص 33. =

ص: 467

21591 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ قُسَيْطٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ

= وأخرجه تاماً ومقطعاً ابن أبي عاصم في "السنة"(94)، وفي "الزهد"(163)، وابن حبان (67)، والخطيب في "الفقيه والمتفقه" 2/ 71، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" 1/ 39 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه تاماً ومقطعاً الدارمي (229)، وأبو داود (3660)، وابن ماجه (4105)، والترمذي (2656)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1600)، وابن حبان (68) والطبراني في "الكبير"(4890) و (4891)، والرامهرمزي في "المحدث الفاصل"(3) و (4)، والبيهقي في "الشعب"(1736)، والخطيب في "شرف أصحاب الحديث"(24)، وابن عبد البر 1/ 38 - 39 و 39 من طرق عن شعبة، به.

وأخرجه البيهقي (1737) من طريق جهضم بن عبد الله اليمامي، عن عمر ابن سليمان، به.

وأخرجه ابن ماجه (230)، والطبراني في "الكبير"(4924) من طريق ليث بن أبي سليم، عن يحيى بن عباد، عن أبيه، والطبراني في "الكبير"(4925) من طريق ليث، عن محمد بن وهب، عن أبيه، والطبراني في "الأوسط"(7267) من طريق إبراهيم بن أبي عبلة، وابن عبد البر 1/ 39 من طريق ليث، كلاهما عن محمد بن عجلان، عن أبيه، ثلاثتهم عن زيد بن ثابت. وليث سيئ الحفظ.

ولقوله عن الصلاة الوسطى: "وهي الظهر" انظر ما سيأتي برقم (21595).

وله شاهد دون قصة الصلاة الوسطى من حديث ابن عباس عند الرامهرمزي (9)، والطبراني (11690)، وإسناده ضعيف، واقتصر الطبراني على القطعة الثالثة.

ويشهد للقطعة الأولى والثانية حديث أنس السالف برقم (13350) وانظر تتمة شواهده هناك.

وللقطعة الثالثة حديث أنس عند الترمذي (2465)، وإسناده ضعيف.

قوله: "وهي الظهر " قال السندي: مقتضى الأحاديث أنها العصر، وعليه الجمهور. قلنا: وقد سلف أنها العصر من حديث ابن مسعود برقم (3716) و (3829) وانظر تتمة شواهده هناك. وانظر "شرح السنة" للبغوي 2/ 232 - 237.

ص: 468

عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم النَّجْمَ، فَلَمْ يَسْجُدْ (1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد بن قسيط: هو يزيد بن عبد الله بن قسيط.

وأخرجه ابن خزيمة (568)، وعنه ابن حبان (2769) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وقرن بيحيى عثمان بن عمر.

وأخرجه الشافعي 1/ 123، وعبد بن حميد (251)، والدارمي (1472)، والبخاري (1073)، وأبو عوانة (1952)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(2858)، والطحاوي 1/ 352، وابن حبان في "الصحيح"(2762)، وفي الصلاة كما في "إتحاف المهرة" 4/ 642، والطبراني (4829)، والبيهقي 2/ 324، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة "(769) من طرق عن ابن أبي ذئب، به.

وأخرجه البخاري (1072)، ومسلم (577)، والنسائي 2/ 160، وأبو عوانة (1951)، وابن خزيمة (568) من طريق يزيد بن خصيفة، وابن خزيمة (568) أيضاً من طريق أبي صخر حميد بن زياد، والطحاوي 1/ 352 من طريق إسماعيل بن أبي كثير، ثلاثتهم عن يزيد بن قسيط، به.

وأخرجه أبو داود (1405)، وابن خزيمة (566) و (568)، والطحاوي 1/ 352، والدارقطني 1/ 409 - 410 من طريق ابن وهب، والطحاوي 1/ 352 من طريق حيوة بن شريح، كلاهما عن أبي صخر حميد بن زياد، عن يزيد بن قسيط، عن خارجة بن زيد، عن زيد بن ثابت.

وسيأتي برقم (21623).

وفي سجود النبي صلى الله عليه وسلم في النجم حديث ابن مسعود سلف برقم (3682)، وحديث أبي الدرداء الآتي 5/ 194.

وقد بوَّب البخاري على حديث زيد بن ثابت: باب من قرأَ السجدة ولم يسجد، قال الحافظ في "الفتح" 2/ 555: يشير بذلك إلى الرد على من احتج بحديث الباب على أن المفصل لا سجود فيه كالمالكية، أو أن النجم بخصوصها =

ص: 469

21592 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي الْجَهْمِ بْنِ صُخَيْرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَاةَ الْخَوْفِ بِذِي قَرَدٍ - أَرْضٌ مِنْ أَرْضِ بَنِي سُلَيْمٍ - فَصَفَّ النَّاسُ خَلْفَهُ صَفَّيْنِ: صَفًّا مُوَازِي الْعَدُوِّ، وَصَفًّا خَلْفَهُ، فَصَلَّى بِالصَّفِّ الَّذِي يَلِيهِ رَكْعَةً، ثُمَّ نَكَصَ هَؤُلَاءِ إِلَى مَصَافِّ هَؤُلَاءِ، وَهَؤُلَاءِ إِلَى مَصَافِّ هَؤُلَاءِ، فَصَلَّى بِهِمْ رَكْعَةً أُخْرَى (1).

21593 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الرُّكَيْنِ الْفَزَارِيِّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى صَلَاةَ الْخَوْفِ، فَذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ (2).

= لا سجود فيها كأبي ثور، لأن ترك السجود فيها في هذه الحالة لا يدل على تركه مطلقاً، لاحتمال أن يكون السبب في الترك إذ ذاك إما لكونه بلا وضوء، أو لكون الوقت كان وقت كراهة، أو لكون القارئ كان لم يسجد، أو ترك حينئذ لبيان الجواز، وهذا أرجح الاحتمالات، وبه جزم الشافعي، لأنه لو كان واجباً لأمره بالسجود ولو بعد ذلك.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي بكر بن أبي الجهم، فمن رجال مسلم. وهو مكرر ما سلف في مسند ابن عباس برقم (2063). وانظر الحديث التالي.

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، القاسم بن حسان روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ووثقه أحمد بن صالح فيما نقله عنه ابن شاهين في "الثقات" ص 267، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير الركين =

ص: 470

21594 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ سَالِمٍ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَكَانَ بِحُجْرَةٍ، فَكَانَ يَخْرُجُ يُصَلِّي فِيهَا، فَفَطِنَ لَهُ أَصْحَابُهُ، فَكَانُوا يُصَلُّونَ بِصَلَاتِهِ (1).

21595 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ أَبِي حَكِيمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الزِّبْرِقَانَ يُحَدِّثُ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي الظُّهْرَ بِالْهَاجِرَةِ، وَلَمْ يَكُنْ يُصَلِّي صَلَاةً أَشَدَّ عَلَى أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنْهَا، قَالَ: فَنَزَلَتْ: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى} [البقرة: 238] قَالَ: إِنَّ قَبْلَهَا صَلَاتَيْنِ، وَبَعْدَهَا صَلَاتَيْنِ (2).

= -وهو ابن الربيع بن عُمَيلة - الفزاري، فمن رجال مسلم.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 461 و 14/ 538 عن وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق (4250)، وابن خزيمة (1345)، والطحاوي 1/ 310، وابن حبان (2870)، والطبراني (4919)، والبيهقي 3/ 262 - 263 من طرق عن سفيان، به.

وأخرجه الطبراني (4920) من طريق شريك، عن الركين بن الربيع، به- مختصراً بلفظ: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف مرة لم يصلِّ بنا قبلها ولا بعدها. وشريك -وهو ابن عبد الله النخعي- سيئ الحفظ.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وسيأتي مطولاً عن وكيع، عن عبد الله بن سعيد برقم (21632). وانظر (21582).

(2)

إسناده صحيح. الزبرقان: هو ابن عمرو بن أمية الضمري.

وأخرجه أبو داود (411)، والنسائي في "الكبرى"(357)، والطبري 1/ 562، والبغوي (389) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. =

ص: 471

21596 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ الصَّلْتِ، قَالَ: كَانَ [سَعِيدُ](1) بْنُ الْعَاصِ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ يَكْتُبَانِ الْمَصَاحِفَ، فَمَرُّوا عَلَى هَذِهِ الْآيَةِ، فَقَالَ زَيْدٌ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " الشَّيْخُ وَالشَّيْخَةُ إِذَا زَنَيَا فَارْجُمُوهُمَا الْبَتَّةَ ".

فَقَالَ عُمَرُ: لَمَّا أُنْزِلَتْ (2) أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: أَكْتِبْنِيهَا. قَالَ شُعْبَةُ: فَكَأَنَّهُ كَرِهَ ذَلِكَ. فَقَالَ عُمَرُ: أَلَا تَرَى أَنَّ الشَّيْخَ إِذَا لَمْ يُحْصَنْ جُلِدَ، وَأَنَّ الشَّابَّ إِذَا زَنَى وَقَدْ أُحْصِنَ

= وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 434 تعليقاً من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، والطحاوي 1/ 167، والطبراني (4821)، والبيهقي 1/ 458 من طريق عمرو بن مرزوق، كلاهما عن شعبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(362)، والطبراني (4808) من طريق محمد بن المثنى، حدثنا عثمان بن عثمان الغطفاني، عن ابن أبي ذئب، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن زيد. وزاد في آخره: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لينتهين أقوام أو لأحرقن بيوتهم".

وخطأ النسائي رواية ابن أبي ذئب، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، فقال: هذا خطأ، والصواب ابن أبي ذئب، عن الزبرقان بن عمرو بن أمية، عن زيد بن ثابت وأسامة بن زيد. قلنا: وسيأتي بهذا الإسناد وبالزيادة المذكورة في مسند أسامة بن زيد برقم 5/ 206.

وانظر ما سلف برقم (21590).

(1)

هذه الزيادة من "تهذيب الكمال" ولم ترد في (م) والنسخ الخطية.

(2)

في (م): أنزلت هذه.

ص: 472

رُجِمَ (1).

(1) رجاله ثقات رجال الشيخين غير كثير بن الصلت، فقد روى له النسائي، وهو ثقة.

وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" 24/ 130 في ترجمة كثير بن الصلت من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(7145)، والحاكم 4/ 360 من طريق محمدبن جعفر، به.

وأخرجه الدارمي (2323)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 229، والحاكم 4/ 360، والبيهقي 8/ 211 من طرق عن شعبة، به. مختصراً دون قصة عمر.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(7148) من طريق خالد بن الحارث، والبيهقي 8/ 211 من طريق ابن أبي عدي، كلاهما عن عبد الله بن عون، عن محمد بن سيرين، قال: نُبِّئت عن ابن أخي كثير بن الصلت قال: كنا عند مروان -يعني ابن الحكم- وفينا زيد بن ثابت. قال زيد: كنا نقرأ: الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة. فقال مروان: أفلا نجعله في المصحف؟ قال: لا، ألا ترى الشابين يرجمان.

وقال المزي في "تحفة الأشراف" 3/ 225: رواه يزيد بن زريع، عن ابن عون، عن محمد، قال: نبئت عن كثير بن الصلت.

وقول زيد: لا، ألا ترى أن الشابين الثيبين يرجمان، قال الشيخ الفاضل محمد الصادق إبراهيم عرجون رحمه الله في كتابه "محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم" 4/ 119: وهذا يفيد أن زيد بن ثابت لم يتحقق عنده أن ما سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم من قول "الشيخ والشيخة" قرآن تجب كتابته في المصحف ولهذا جاء ردُّه على مروان بأن هذا الكلام الذي يزعم أنه قرآن لا يتفق معناه مع واقع التشريع المجمع عليه في حد الثيب، سواء أكان شاباً أم شيخاً، فتخصيص الرجم بالشيخ والشيخة لا وجه له، وهذا يخرجه عن كونه قرآناً تجب كتابته في المصحف. =

ص: 473

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر بعد أن قال له: أَكتبني آية الرجم: "لا أستطيع" يشبه أن يكون قاطعاً في أن ما يُزعم من قولهم: "الشيخ والشيخة" قرآن نزل ثم نسخ، كلام لا يعتمد فيه على شبه دليل، لأن قول عمر لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أكتبني أو اكتب لي، ومعناهما: ائذن لي أن أكتبها، وهذا بالقطع قبل أن تنسخ، لأنه لا يعقل من عمر ولا من غيره أن يطلب من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأذن له في كتابة ما نسخ، وإذا كان هذا الطلب من عمر قبل النسخ، فلماذا قال له النبي صلى الله عليه وسلم:"لا أستطيع"، وفي رواية: كأنه كره ذلك.

ويستفاد من هذا الحديث: أن هذا الكلام "الشيخ والشيخة" ليس بقرآن منزَّل مِن عند الله، لأن إجماع الأمة على العمل بخلافه.

وقال الإمام البخاري في "صحيحه"(6829) في الحدود، باب الاعتراف بالزنى: حدثنا عليُّ بن عبد الله، حدثنا سفيانُ، عن الزُّهْريّ، عن عُبيد الله، عن ابن عباسٍ رضي الله عنهما قال: قال عمرُ: لقد خَشِيتُ أن يطولَ بالناسِ زمانٌ، حتى يقولَ قائلٌ: لا نجدُ الرجمَ في كتاب الله، فيضِلوا بتركِ فريضةٍ أنزَلها الله، ألا وإن الرجمَ حقٌّ على من زنى وقد أُحصن، إذا قامتِ البيِّنة، أو كان الحمل أو الاعتراف. -قال سفيانُ، هو ابن عيينة: كذا حفظت- ألا وقد رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده.

قلنا: قال ابن حجر في "الفتح" 12/ 143: وقد أخرجه الإسماعيلي من رواية جعفر الفريابي عن علي بن عبد الله شيخ البخاري فيه، فقال بعد قوله: أو الاعتراف: وقد قرأناها "الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة" وقد رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا معه، فسقط من رواية البخاري من قوله:"وقرأَ" إلى قوله: "البتة" ولعل البخاري هو الذي حذف ذلك عمداً، فقد أخرجه النسائي

(7156)

عن محمد بن منصور، عن سفيان كرواية جعفر، ثم قال: لا أعلم أحداً ذكر في الحديث "الشيخ والشيخة" غير سفيان، وينبغي أن يكون وهم في ذلك، قال الحافظ: وقد أخرج الأئمة هذا الحديث من رواية مالك ويونس =

ص: 474

21597 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ حَاضِرَ بْنَ الْمُهَاجِرِ الْبَاهِلِيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ يَسَارٍ

= ومعمر وصالح بن كيسان وعقيل وغيرهم من الحفاظ عن الزهري فلم يذكروها.

هذا وقد قال قوم من أهل العلم فيما نقله عنهم الإمام أبو بكر الباقلاني في "الانتصار" بأن آيات القرآن لا تثبت إلا بالتواتر، فهذا الحديثُ وأمثالُه مما قيل فيه: إنه كان قرآناً ثم نُسخ، هي أخبار آحاد ليست مشهورة فضلاً عن أن تكون متواترة. ولا يُقطع على إنزال قرآن ونسخه بأخبار آحادٍ لا حُجَّة فيها.

وقال العلامة الصادق عرجون تعليقاً على رواية البخاري السالفة: فهذا الحديث وهو من أعلى وأرفع الأسانيد لم يذكر فيه "الشيخ والشيخة"، ومعناه كله منصبٌّ على إثبات حد الرجم للمحصن، وهو أمر مجمع عليه من الأمة سلفها وخلفها، ولم يشذَّ عن هذا الإجماع إلا طوائف من الخوارج والمعتزلة، فإنهم أنكروا حد الرجم، وقالوا: لم يكن الرجم في كتاب الله، وقول عمر رضي الله عنه: فيضل بترك فريضة أنزلها الله، يحتمل أن المراد من إنزال الله إياها وحيُه بها إلى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وحياً غير قرآني، فتكون فريضة الرجم ثابتة بوحي السنة، ويدل لذلك قول عمر رضي الله عنه: ألا وإن الرجم حق على من زنى وقد أحصن، بل يجب حمل كلام عمر على هذا الوجه السديد.

وهذه الحقيقة للرجم لا يلزم أن تكون ثابتة بنص قرآني، بل يكفي فيها أن تكون ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث صحيح، كما يستفاد ذلك من قوله صلى الله عليه وسلم:"ألا وإني أُوتيتُ الكتاب ومثله معه".

وفي قول عمر رضي الله عنه: ألا وقد رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده، ما يقوي ما ذهبنا إليه من فهم قوله: فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله، لأن معناه: فيضلوا بترك فريضة أوحى بها الله إلى رسوله صلى الله عليه وسلم بضربٍ من ضروب الوحي غير القرآني، فقام صلى الله عليه وسلم بتنفيذ ما أوحى به الله من حد الرجم، واتبعه من بعده الراشدون والمتقون من ولاة أمر أمته صلى الله عليه وسلم.

ص: 475

يُحَدِّثُ عَنْ (1) زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ: أَنَّ ذِئْبًا نَيَّبَ فِي شَاةٍ، فَذَبَحُوهَا بِمَرْوَةٍ، فَرَخَّصَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي أَكْلِهَا (2).

21598 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ (3)، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ

(1) لفظة "عن" سقطت من (م).

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، حاضر بن المهاجر -وهو أبو عيسى الباهلي- لم يرو عنه غير شعبة ولم يوثقه غير ابن حبان، وقال أبو حاتم: مجهول.

وأخرجه الطبراني (4832)، والبيهقي 9/ 250 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن حبان (5885)، والحاكم 4/ 113 - 114 من طريق أحمد بن حنبل، به.

وأخرجه النسائي 7/ 225، وابن ماجه (3176) من طريق محمد بن جعفر، به.

وأخرجه الحاكم 4/ 113 - 114 من طريق مسلم بن إبراهيم، عن شعبة، به.

وأخرجه البيهقي 9/ 250 من طريق محمد بن عمر الواقدي، عن ربيعة بن عثمان، عن زيد بن أبي عتاب، عن سليمان بن يسار، به.

ويشهد له حديث ابن عمر السالف برقم (4597)، وانظر تتمة شواهده هناك.

قوله: "بمروة"، قال ابن الأثير في "النهاية" 4/ 322: المروة: حجر أبيض براق، وقيل: هي التي يُقدح منها النار.

(3)

تحرف في (م) وسائر النسخ عدا (ظ 5) إلى: بكير.

ص: 476

عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" تَوَضَّؤُوا مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ "(1).

21599 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ عَدِيُّ بْنُ ثَابِتٍ: أَخْبَرَنِي عَنْ (2) عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ إِلَى أُحُدٍ، فَرَجَعَ أُنَاسٌ خَرَجُوا مَعَهُ، فَكَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِيهم فِرْقتان (3): فِرْقَةٌ تَقُولُ بِقَتْلِهِمْ (4)، وَفِرْقَةٌ تَقُولُ: لَا، فَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل:{فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ} [النساء: 88] فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّهَا طَيْبَةُ، وَإِنَّهَا تَنْفِي الْخَبَثَ كَمَا تَنْفِي النَّارُ خَبَثَ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عامر: هو عبد الملك بن عمرو العقدي، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة.

وأخرجه الطحاوي 1/ 62 من طريق أبي عامر العقدي، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(4833) من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد، عن ابن أبي ذئب، به.

وأخرجه النسائي 1/ 107، والطبراني في "الكبير"(4836) و (4837) و (4838) و (4838/ 2) و (4840)، وفي "الأوسط"(1168).

وسيأتي الحديث بالأرقام (21642) و (21647) و (21655) و (21660) و (21669).

وفي الباب عن أبي هريرة سلف برقم (7605)، وانظر تتمة شواهده وكلامنا على نسخه هناك.

(2)

لفظة "عن" سقطت من (م).

(3)

في (م): فَكَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِرْقَتَيْنِ.

(4)

في (م): بقتلتهم.

ص: 477

الْفِضَّةِ " (1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. بهز: هو ابن أسد العَمِّي، وعبد الله بن يزيد: هو ابن زيد بن حصين الأنصاري الخَطْمي. وسيتكرر برقم (21630).

وأخرجه ابن أبي شيبة 14/ 406، وعبد بن حميد (242)، والبخاري (1884) و (4050) و (4589)، ومسلم (1384) و (2776)، ويعقوب بن سفيان في "تاريخه" 1/ 348، والطبري 5/ 192، وأبو عوانة (3750)، والطحاوي في "شرح المشكل"(5173 - 5175)، والبيهقي في "الدلائل" 3/ 222 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. ورواية مسلم الأولى مختصرة بقصة المدينة، وجميع روايات الطحاوي غير الأخيرة منها لم يذكر فيها قصة المدينة.

وأخرجه الطبري 5/ 192، والطحاوي (5172) من طريق شبابة بن سوار، عن شعبة، به. وأسقط الطبري منه شعبة. ولفظه: ذكر المنافقون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال فريق: نقتلهم، وفريق: لا نقتلهم، فأنزل الله عز وجل:{فَمَا لَكُمْ فِي المُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ} الآية، فجعل القصة في المدينة. وقد خطأ الطحاوي شبابة في متنه لمخالفته الثقات عن شعبة فيه، ومخالفته لحال مُعاملة النبي صلى الله عليه وسلم للمنافقين في المدينة، فقال: كان المنافقون في مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة غير متعرضين من قِبل رسول الله بقتل ولا بما سواه وكان صلى الله عليه وسلم يحملهم على علانيتهم.

وأخرجه الطبراني (4805) من طريق سفيان الثوري، عن جابر الجعفي، عن عدي، به. ولفظه: كان المنافقون وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في بيت، فقالت طائفة: لوددنا أنهم لو برزوا لنا فقاتلناهم، وكرهت طائفة ذلك حتى علت أصواتهم، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لزيد: "اكتبها: {فَمَا لَكُمْ فِي المُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ

} " وجابر الجعفي ضعيف.

وسيأتي الحديث برقم (21636). =

ص: 478

21600 -

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ أَفْلَحَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: أُمِرْنَا أَنْ نُسَبِّحَ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَنَحْمَدَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَنُكَبِّرَ أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ، فَأُتِيَ رَجُلٌ فِي الْمَنَامِ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقِيلَ لَهُ: أَمَرَكُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ تُسَبِّحُوا فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ كَذَا وَكَذَا؟ قَالَ الْأَنْصَارِيُّ فِي مَنَامِهِ: نَعَمْ، قَالَ: فَاجْعَلُوهَا خَمْسًا وَعِشْرِينَ خَمْسًا وَعِشْرِينَ، وَاجْعَلُوا فِيهَا التَّهْلِيلَ. فَلَمَّا أَصْبَحَ، غَدَا عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" فَافْعَلُوا "(1).

= وفي باب قوله: "إنها طيبة" عن جابر بن سمرة سلف برقم (20812)، وانظر تتمة شواهده هناك.

وفي باب قوله: "إنها تنفي الخبث

إلخ" عن جابر سلف برقم (14284)، وعن أبي هريرة سلف برقم (7232).

(1)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير كثير بن أفلح، فقد روى له النسائي، وهو ثقة. هشام: هو ابن حسان القُردوسي، ومحمد: هو ابن سيرين.

وأخرجه المزي في "التهذيب" في ترجمة كثير بن أفلح 24/ 106 من طريق عبد الله بن أحمد، بهذا الإسناد.

واخر جه الدارمي (1354)، وابن خزيمة (752)، وابن حبان (2017)، والطبراني في "الكبير"(4898)، وفي "الدعاء"(731) من طريق عثمان بن عمر، به.

وأخرجه ابن المبارك في "الزهد"(1160)، والترمذي (3413)، والنسائي في "المجتبى" 3/ 76 وفي "عمل اليوم والليلة"(157)، وابن خزيمة (752)، والطحاوي في "شرح المشكل"(4097)، والطبراني في "الدعاء"(731) من =

ص: 479

21601 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: كُنْتُ أَكْتُبُ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: " اكْتُبْ {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ} " فَجَاءَ عَبْدُ اللهِ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أُحِبُّ الْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَلَكِنْ بِي مِنَ الزَّمَانَةِ، وَقَدْ تَرَى، وَذَهَبَ بَصَرِي. قَالَ زَيْدٌ: فَثَقُلَتْ فَخِذُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى فَخِذِي، حَتَّى خَشِيتُ أَنْ تَرُضَّهَا فَقَالَ:" اكْتُبْ {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ} [النساء: 95] "(1).

= طرق عن هشام بن حسان، به. وهذا الحديث لم يرد في النسخ المخطوطة العتيقة من "سنن" الترمذي، ولم يذكره المزي في "تحفة الأشراف"، ولا استدركه عليه الحافظ ابن حجر!!

وسيأتي برقم (26659).

ويشهد له حديث ابن عمر عند النسائي في "المجتبى" 3/ 76، وإسناده قوي. وانظر "الفتح" 2/ 329 - 330.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه أبو نعيم في "الدلائل"(175) من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وهو عن عبد الرزاق في "تفسيره" 1/ 169، ومن طريقه أخرجه الطبري 5/ 229، وابن حبان (4713)، والطبراني (4899).

وأخرجه الطبراني (4899) من طريق ابن المبارك، عن معمر، به.

وأخرجه عبد بن حميد (241) عن النضر بن شميل، عن شعبة، عن سعد ابن إبراهيم، عن أبيه، عن زيد. =

ص: 480

21602 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: حَدَّثَنِي سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ السَّاعِدِيُّ أَنَّهُ قَالَ: رَأَيْتُ مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ، جَالِسًا فِي الْمَسْجِدِ، فَأَقْبَلْتُ حَتَّى جَلَسْتُ إِلَى جَنْبِهِ، فَأَخْبَرَنَا أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَمْلَى عَلَيْهِ:{لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ} فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1).

= وأخرجه مسلم (1898)(141)، والطبري 5/ 228 من طريق محمد بن المثنى، عن محمد بن جعفر، عن شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن رجل، عن زيد. وقرن مسلم بمحمد بن المثنى محمد بن بشار وقال: وقال محمد بن بشار في روايته: سعد بن إبراهيم، عن أبيه، عن رجل، عن زيد.

وسيأتي بالأرقام (21602) و (21664) و (21669).

وفي الباب عن البراء بن عازب سلف برقم (18485).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد، وصالح: هو ابن كيسان.

وأخرجه ابن سعد 4/ 211 - 212، والترمذي (3033)، والنسائي 6/ 9 - 10، وابن الجارود في "المنتقى"(1034) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (2832) و (4592)، والطحاوي في "شرح المشكل"(1497) و (1498)، والطبراني (4816)، والبيهقي 9/ 23، والبغوي في "تفسيره" 1/ 467 من طرق عن إبراهيم بن سعد، به.

وأخرجه ابن سعد 4/ 212، والنسائي 6/ 9، والطبري 5/ 229، والطبراني (4814) و (4815) من طريق عبد الرحمن بن إسحاق العامري، والواحدي في "أسباب النزول" ص 117 - 118 من طريق محمد بن إسحاق بن يسار، كلاهما عن الزهري، به.

وانظر ما قبله.

ص: 481

21603 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةً، فَسَمِعَ أَهْلُ الْمَسْجِدِ صَلَاتَهُ، قَالَ: فَكَثُرَ النَّاسُ اللَّيْلَةَ الثَّانِيَةَ فَخَفِيَ عَلَيْهِمْ صَوْتُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَجَعَلُوا يَسْتَأْنِسُونَ وَيَتَنَحْنَحُونَ، قَالَ: فَاطَّلَعَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: " مَا زِلْتُمْ بِالَّذِي تَصْنَعُونَ حَتَّى خَشِيتُ أَنْ يُكْتَبَ عَلَيْكُمْ، وَلَوْ كُتِبَتْ عَلَيْكُمْ مَا قُمْتُمْ بِهَا، وَإِنَّ أَفْضَلَ صَلَاةِ الْمَرْءِ فِي بَيْتِهِ، إِلَّا صَلَاةَ الْمَكْتُوبَةِ "(1).

21604 -

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَعَنَ اللهُ الْيَهُودَ، اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ "(2).

21605 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، مِثْلَهُ، إِلَّا

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد منقطع، موسى بن عقبة لم يسمعه من بُسر بن سعيد، بينهما أبو النضر سالم بن أبي أمية. انظر (21582).

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عقبة بن عبد الرحمن. وسيتكرر برقم (21625).

وأخرجه عبد بن حميد (244) عن عثمان بن عمر، بهذا الإسناد. وقرن بعثمان عبد الملك. وطريق عبد الملك ستأتي في الحديث التالي.

وفي الباب عن أبي هريرة سلف برقم (7826)، وانظر تتمة شواهده هناك.

ص: 482

أَنَّهُ قَالَ: " قَاتَلَ اللهُ الْيَهُودَ "(1).

21606 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنِ ابْنِ شِمَاسَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا حِينَ قَالَ: " طُوبَى لِلشَّامِ، طُوبَى لِلشَّامِ " قُلْتُ: مَا بَالُ الشَّامِ؟ قَالَ: " الْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَجْنِحَتِهَا عَلَى الشَّامِ "(2).

21607 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ شِمَاسَةَ، أَخْبَرَهُ

(1) صحيح لغيره، وإسناده ضعيف كسابقه.

وأخرجه عبد بن حميد (244)، والطبراني (4907) من طريق عبد الملك ابن عمرو العَقَدي، بهذا الإسناد. وقرن عبد بن حميد بعبد الملك عثمانَ بن عمر، وقد سلف من طريقه في الحديث السالف.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، فقد روى هذا الحديث عن ابن لهيعة عبدُالله بن وهب كما سيأتي في التخريج، وروايته عنه صالحة، ثم إن ابن لهيعة قد توبع، وانظر الحديث التالي. ابن شماسة: اسمه عبد الرحمن.

وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/ 301 من طريق عبد الله ابن وهب، والطبراني (4934) من طريق عمرو بن خالد الحراني، كلاهما عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد. وقرن يعقوب بن سفيان بابن لهيعة عمرَو بن الحارث.

ومن طريق عمرو بن الحارث أخرجه ابن حبان (7304)، والطبراني (4935). قال ابن حبان: وذكر ابن سَلْم -وهو شيخ ابن حبان- آخرَ مع عمرو ابن الحارث؛ يعني ابن لهيعة، وإنما لم يذكره لأنه ليس من شرطه. وإسناد ابن حبان صحيح على شرط مسلم.

ص: 483

أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم نُؤَلِّفُ الْقُرْآنَ مِنَ الرِّقَاعِ إِذْ قَالَ: " طُوبَى لِلشَّامِ " قِيلَ: وَلِمَ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " إِنَّ مَلَائِكَةَ الرَّحْمَنِ بَاسِطَةٌ أَجْنِحَتَهَا عَلَيْهَا "(1).

21608 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، يُخْبِرُنِي عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم احْتَجَمَ فِي الْمَسْجِدِ.

قُلْتُ لِابْنِ لَهِيعَةَ: فِي مَسْجِدِ بَيْتِهِ؟ قَالَ: لَا، فِي مَسْجِدِ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم (2).

21609 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ هِشَامٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي

(1) إسناده حسن من أجل يحيى بن أيوب، وهو الغافقي.

وأخرجه المزي في "تهذيبه" 17/ 174 في ترجمة عبد الرحمن بن شماسة من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 5/ 325 و 12/ 191 - 192، والطبراني (4933)، والحاكم 2/ 229 من طريق يحيى بن إسحاق، به.

وأخرجه الترمذي (3954) من طريق وهب بن جرير، وابن حبان (114)، والحاكم 2/ 229 و 2/ 611، والبيهقي في "الدلائل" 7/ 147 من طريق جرير ابن حازم كلاهما عن يحيى بن أيوب، به. ورواية جرير بن حازم -عدا الموضع الأول في الحاكم- مختصرة بقوله: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم نؤلف القرآن من الرقاع.

(2)

حديث صحيح، لكن بلفظ "احتجر" كما سلف برقم (21582)، وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ ابن لهيعة. قال الحافظ ابن حجر في "الأطراف" 2/ 384: كذا قال ابن لهيعة: "احتجم" بالميم، وهو تصحيف بلا ريب، وإنما هو "احتجر" بالراء، أي: اتخذ حُجرةً.

ص: 484

أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ أَوْ أَبَا أَيُّوبَ، قَالَ لِمَرْوَانَ: أَلَمْ أَرَكَ قَصَّرْتَ سَجْدَتَيِ الْمَغْرِبِ؟ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِيهَا بِالْأَعْرَافِ (1).

21610 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ

(1) إسناده صحيح، وهذا الحديث يمكن أن يكون سمعه عروةُ من زيد بن ثابت، أو مروان بن الحكم. هشام: هو ابن عروة بن الزبير.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 369، وابن خزيمة (518) و (540)، والطحاوي 1/ 211 من طرق عن هشام بن عروة، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن خزيمة (517)، والحاكم 1/ 237 من طريق محاضر بن المورِّع، والطبراني (4825) من طريق الليث بن سعد، كلاهما عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن زيد بن ثابت وحده بدون شك، فذكروه دون قصة مروان.

وأخرجه النسائي 2/ 169 - 170، وابن خزيمة (541)، والطحاوي 1/ 211، وابن حبان (1836)، والطبراني (4813) و (4827) من طريق أبي الأسود، عن عروة، به. وصرح الطحاوي بالإخبار بين عروة وزيد بن ثابت. قال الحافظ في "الفتح" 2/ 247: فكأن عروة سمعه من مروان، عن زيد، ثم لقي زيداً فأَخبره.

وذكروا فيه أن مروان بن الحكم كان يقرأ بـ {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} و {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الكَوْثَرَ} عدا الطبراني فروايته مختصرة بدون قصة.

وسيأتي الحديث برقم (21633) و (21641) و (21646)، وفي مسند أبي أيوب الأنصاري 5/ 418.

وفي الباب عن عائشة عند النسائي 2/ 170. وإسناده صحيح.

قال السندي: قوله: قصرت سجدتي المغرب، أي: ركعتي المغرب، والمراد: الركعتان الأُوليان اللَّتان هما محل القراءة، والمراد: أنك واظبت على قراءة القصار فيهما، وهو غير لازم، بل قد جاء قراءة الطوال أيضاً. قلنا: وقد سلف من حديث أبي هريرة برقم (7991) ما يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ في المغرب بقصار المفصل.

ص: 485

عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم اطَّلَعَ قِبَلَ الْيَمَنِ، فَقَالَ:" اللهُمَّ أَقْبِلْ بِقُلُوبِهِمْ " وَاطَّلَعَ مِنْ قِبَلِ كَذَا، فَقَالَ:" اللهُمَّ أَقْبِلْ بِقُلُوبِهِمْ، وَبَارِكْ لَنَا فِي صَاعِنَا وَمُدِّنَا "(1).

21611 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سِنَانٍ، يُحَدِّثُ، عَنْ وَهْبِ بْنِ خَالِدٍ الْحِمْصِيِّ، عَنِ ابْنِ الدَّيْلَمِيِّ، قَالَ: وَقَعَ فِي نَفْسِي شَيْءٌ مِنَ الْقَدَرِ، فَأَتَيْتُ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَوْ أَنَّ اللهَ عَذَّبَ أَهْلَ سَمَاوَاتِهِ وَأَهْلَ أَرْضِهِ، لَعَذَّبَهُمْ غَيْرَ ظَالِمٍ لَهُمْ، وَلَوْ رَحِمَهُمْ، كَانَتْ رَحْمَتُهُ لَهُمْ خَيْرًا مِنْ أَعْمَالِهِمْ، وَلَوْ كَانَ لَكَ جَبَلُ أُحُدٍ - أَوْ مِثْلُ جَبَلِ أُحُدٍ - ذَهَبًا، أَنْفَقْتَهُ فِي سَبِيلِ اللهِ، مَا قَبِلَهُ اللهُ مِنْكَ حَتَّى تُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ، وَتَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ، وَأَنَّ مَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ، وَأَنَّكَ إِنْ مِتَّ عَلَى غَيْرِ هَذَا، دَخَلْتَ النَّارَ "(2).

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل عمران: وهو ابن داوَر القطان. سليمان بن داود: هو أبو داود الطيالسي.

وأخرجه الترمذي (3934)، والبيهقي في "الدلائل" 6/ 236 - 237 من طريق أبي داود الطيالسي، بهذا الإسناد. وزاد في رواية البيهقي: ونظر قِبَل الشام

ونظر قِبل العراق.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(4789)، وفي "الأوسط"(2548) من طريق عمرو بن مرزوق، وفي "الكبير"(4790) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، كلاهما عن عمران القطان، به.

وفي الباب عن جابر سلف برقم (14690) وانظر تتمة شواهده هناك.

(2)

إسناده قوي، أبو سنان -وهو سعيد بن سنان- صدوق لا بأس به، =

ص: 486

21612 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ هُبَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ قَبِيصَةَ بْنَ ذُؤَيْبٍ يَقُولُ: إِنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْ آلَ الزُّبَيْرِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى عِنْدَهَا رَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعَصْرِ، فَكَانُوا يُصَلُّونَهَا. قَالَ قَبِيصَةُ: فَقَالَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ: يَغْفِرُ اللهُ لِعَائِشَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ عَائِشَةَ، إِنَّمَا كَانَ ذَلِكَ لِأَنَّ أُنَاسًا مِنَ الْأَعْرَابِ أَتَوْا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِهَجِيرٍ، فَقَعَدُوا يَسْأَلُونَهُ وَيُفْتِيهِمْ، حَتَّى صَلَّى الظُّهْرَ وَلَمْ يُصَلِّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ قَعَدَ يُفْتِيهِمْ حَتَّى صَلَّى الْعَصْرَ فَانْصَرَفَ إِلَى بَيْتِهِ، فَذَكَرَ أَنَّهُ لَمْ يُصَلِّ بَعْدَ الظُّهْرِ شَيْئًا، فَصَلَّاهُمَا بَعْدَ الْعَصْرِ، يَغْفِرُ اللهُ لِعَائِشَةَ، نَحْنُ أَعْلَمُ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ عَائِشَةَ، نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الصَّلَاةِ بَعْدَ الْعَصْرِ (1).

= وباقي رجاله ثقات. ابن الديلمي: هو عبد الله بن فيروز.

وهو عند عبد الله بن أحمد في "السنة"(843) عن أبيه، عن إسحاق بن سليمان، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن ماجه (77)، وابن أبي عاصم في "السنة"(245)، والطبراني (4940)، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد"(1092) و (1093) من طريق إسحاق بن سلميان الرازي، به. زاد ابن ماجه واللالكائي في روايته الثانية ذِكرَ أُبي بن كعب وعبد الله بن مسعود وحذيفة، على نحو ما سلف برقم (21589).

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ ابن لهيعة.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(4900) من طريق محمد بن معاوية النيسابوري، وفي "الشاميين"(2142) من طريق عبد الغفار بن داود الحراني، كلاهما عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد. وروايته في "الكبير" مختصرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الصلاة بعد العصر، ولم يذكر قصة.

وانظر ما بعده. وانظر "فتح الباري" 3/ 105 - 106. =

ص: 487

21613 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ هُبَيْرَةَ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّهَا أَخْبَرَتْ آلَ الزُّبَيْرِ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (1).

21614 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْمُحَاقَلَةِ وَالْمُزَابَنَةِ (2).

21615 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَبِيعُوا الثَّمَرَةَ حَتَّى يَبْدُوَ صَلَاحُهَا "(3).

= ويشهد له حديث عائشة الآتي 6/ 124 - 200.

وحديث أم سلمة الآتي 6/ 293 و 299 و 303.

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ ابن لهيعة.

(2)

حديث صحيح، وقد تفرد محمد بن إسحاق بأن جعله من حديث زيد والصواب أنه من حديث ابن عمر، وقد سلف تخريجه والكلام عليه عند الحديث رقم (4490) من مسند ابن عمر.

وسيأتي برقم (21657).

وانظر ما سلف برقم (21584).

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن إسحاق. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد.

وأخرجه الطحاوي 4/ 23 من طريق صالح بن أبي الأخضر، عن الزهري، بهذا الإسناد. وصالح ضعيف. =

ص: 488

21616 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ: أَنَّهُ تَسَحَّرَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ثُمَّ خَرَجْنَا إِلَى الصَّلَاةِ. قَالَ: قُلْتُ لِزَيْدٍ: كَمْ بَيْنَ ذَلِكَ؟ قَالَ: قَدْرُ قِرَاءَةِ خَمْسِينَ آيَةً (1).

21617 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَامَ خُطَبَاءُ الْأَنْصَارِ، فَجَعَلَ مِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا اسْتَعْمَلَ رَجُلًا مِنْكُمْ قَرَنَ مَعَهُ رَجُلًا مِنَّا، فَنَرَى أَنْ يَلِيَ هَذَا الْأَمْرَ رَجُلَانِ: أَحَدُهُمَا مِنْكُمْ، وَالْآخَرُ مِنَّا. قَالَ: فَتَتَابَعَتْ خُطَبَاءُ الْأَنْصَارِ عَلَى ذَلِكَ، قَالَ: فَقَامَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ، وَإِنَّ الْإِمَامَ إِنَّمَا يَكُونُ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ، وَنَحْنُ أَنْصَارُهُ كَمَا كُنَّا أَنْصَارَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَقَامَ أَبُو بَكْرٍ، فَقَالَ: جَزَاكُمُ اللهُ خَيْرًا مِنْ حَيٍّ يَا مَعْشَرَ

= وسيأتي ضمن قصة برقم (21662).

ويشهد له حديث ابن عمر السالف برقم (4525). وانظر ما سيأتي برقم (21672).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه أبو عوانة (2761) من طريق عفان، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (575)، وأبو عوانة (2761) من طريق عمرو بن عاصم، عن همام، به.

وانظر (21585).

ص: 489

الْأَنْصَارِ، وَثَبَّتَ قَائِلَكُمْ، ثُمَّ قَالَ: وَاللهِ لَوْ فَعَلْتُمْ غَيْرَ ذَلِكَ لَمَا صَالَحْنَاكُمْ (1).

21618 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ (2)، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ، أَنَّ أَبَاهُ زَيْدًا أَخْبَرَهُ: أَنَّهُ لَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ، قَالَ زَيْدٌ: ذُهِبَ بِي إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَأُعْجِبَ بِي، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا غُلَامٌ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ، مَعَهُ مِمَّا أَنْزَلَ اللهُ عَلَيْكَ بِضْعَ عَشْرَةَ سُورَةً، فَأَعْجَبَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَقَالَ:" يَا زَيْدُ، تَعَلَّمْ لِي كِتَابَ يَهُودَ، فَإِنِّي وَاللهِ مَا آمَنُ يَهُودَ عَلَى كِتَابِي " قَالَ زَيْدٌ: فَتَعَلَّمْتُ لَهُ (3) كِتَابَهُمْ، مَا مَرَّتْ بِي خَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً حَتَّى حَذَقْتُهُ وَكُنْتُ أَقْرَأُ لَهُ كُتُبَهُمْ إِذَا كَتَبُوا إِلَيْهِ، وَأُجِيبُ عَنْهُ إِذَا كَتَبَ (4).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وهيب: هو ابن خالد، وداود: هو ابن أبي هند، وأبو نضرة: هو المنذر بن مالك بن قِطْعَة.

وأخرجه الطبراني (4785)، والحاكم 3/ 76 من طريق عفان بن مسلم. بهذا الإسناد. ورواية الحاكم مطولة.

وأخرجه الطيالسي (602) عن وهيب، به، ووقع فيه بياض استوعب نصف المتن.

وانظر حديث سقيفة بني ساعدة في مسند عمر السالف برقم (391).

(2)

في (م): عن أبي الزناد، عن الأعرج، وهو خطأ.

(3)

لفظة "له" أثبتناها من (ظ 5).

(4)

إسناده حسن من أجل عبد الرحمن: وهو ابن أبي الزناد.

وأخرجه ابن سعد 2/ 358 - 359، والبخاري في "تاريخه" 3/ 380 - 381، =

ص: 490

21619 -

حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: أُتِيَ بِي (1) رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَقْدَمَهُ الْمَدِينَةَ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ (2).

21620 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ (ح)

وَيَزِيدُ، قَالَ: أَنْبَأَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ (ح)

وَوَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الدَّسْتَوَائِيُّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: تَسَحَّرْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَخَرَجْنَا إِلَى الْمَسْجِدِ، وَأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ. فَقُلْتُ: كَمْ بَيْنَهُمَا (3)؟ قَالَ: قَدْرُ مَا يَقْرَأُ الرَّجُلُ خَمْسِينَ آيَةً. قَالَ: قَالَ يَزِيدُ، فِي حَدِيثِهِ: فَقُلْتُ لِزَيْدٍ: كَمْ كَانَ قَدْرُ مَا بَيْنَهُمَا؟ قَالَ: نَحْوًا مِنْ خَمْسِينَ آيَةً (4).

= وأبو داود (3645)، والترمذي (2715)، والطحاوي في "شرح المشكل"(2039)، والطبراني (4856) و (4857)، والحافظ في "تغليق التعليق" 5/ 307 من طرق عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، بهذا الإسناد.

وعلقه البخاري في "صحيحه"(7195) بصيغة الجزم.

وانظر ما بعده، وما سلف برقم (21587).

(1)

لفظة "بي" أثبتناها من (ظ 5) و (ر).

(2)

إسناده حسن من أجل ابن أبي الزناد. وانظر ما قبله.

(3)

في (ظ) و (ر): كم ما بينهما.

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (1097) من طريق يزيد بن هارون ووكيع، بهذا الإسناد. =

ص: 491

21621 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الدَّسْتَوَائِيُّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: تَسَحَّرْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَخَرَجْنَا إِلَى الْمَسْجِدِ، فَأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ. قُلْتُ: كَمْ كَانَ بَيْنَهُمَا؟ قَالَ: قَدْرُ مَا يَقْرَأُ الرَّجُلُ خَمْسِينَ آيَةً (1).

21622 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ: أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الْقِرَاءَةِ فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ؟ فَقَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُطِيلُ الْقِيَامَ، وَيُحَرِّكُ شَفَتَيْهِ (2).

21623 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ وَيَزِيدُ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ قُسَيْطٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: قَرَأْتُ {وَالنَّجْمِ} ، فَلَمْ يَسْجُدْ فِيهَا. قَالَ يَزِيدُ: قَرَأْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (3).

= وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 10، وابن ماجه (1694)، والترمذي (704)، والنسائي 4/ 143، وابن خزيمة (1941) من طريق وكيع، به.

وسلف برقم (21585) عن يحيى وحده. وانظر ما بعده.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر ما قبله.

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد منقطع، المطلب بن عبد الله لم يسمعه من زيد بن ثابت بينهما خارجة بن زيد بن ثابت، انظر (21580).

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 528، وابن أبي عمر العَدَني في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(1845)، وعبد بن حميد (255)، والطبراني (4915) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 6، وأبو داود (1404)، والترمذي (576) من =

ص: 492

21624 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ سَالِمٍ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَفْضَلُ صَلَاةِ الْمَرْءِ فِي بَيْتِهِ إِلَّا الْمَكْتُوبَةَ "(1).

21625 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ. وَعُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" قَاتَلَ اللهُ الْيَهُودَ - وَقَالَ عُثْمَانُ: لَعَنَ اللهُ الْيَهُودَ - اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ "(2).

21626 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، أَمْلَاهُ عَلَيْنَا، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ طَاوُوسٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَعَلَ الرُّقْبَى لِلْوَارِثِ (3).

= طريق وكيع وحده، بهذا الإسناد. وانظر (21591).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 245، وابن خزيمة (1203)، والطبراني في "الكبير"(4896) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وسيأتي مطولاً عن مكي عن عبد الله بن سعيد برقم (21632).

وانظر (21582).

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عقبة بن عبد الرحمن. وهو مكرر (21604) و (21605).

(3)

حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الرجل المبهم، وقد جاء مسمى في غير هذه الرواية، وهو حُجْر المَدَري، وقد روى له أبو داود =

ص: 493

21627 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَخَّصَ لِصَاحِبِ الْعَرِيَّةِ أَنْ يَبِيعَهَا بِخَرْصِهَا (1).

21628 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ أَبِي الْوَلِيدِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: قَالَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ: يَغْفِرُ اللهُ لِرَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، أَنَا وَاللهُ أَعْلَمُ

= والنسائي وابن ماجه، وهو ثقة. ابن أبي نجيح: هو عبد الله بن يسار.

وأخرجه النسائي 6/ 269 من طريق محمد بن يوسف، عن سفيان، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي 6/ 268 - 269 من طريق عبيد الله بن عَمْرٍو، عن سفيان، به. ولم يذكر فيه الرجل المبهم بين طاووس وزيد.

وأخرجه النسائي 6/ 269 من طريق عبد الجبار بن العلاء، عن سفيان، عن ابن أبي نجيح، به.

وسيأتي بالأرقام (21645) و (21650) و (21651).

وفي الباب عن ابن عباس سلف برقم (2250)، وابن عمر سلف برقم (4801).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو في "الموطأ" 2/ 619 - 620، ومن طريقه أخرجه الشافعي 2/ 150، والبخاري (2188)، ومسلم (1539)(60)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(3032)، وابن حبان (5001) و (5005)، والطبراني (4767)، والبيهقي 5/ 309، والبغوي في "شرح السنة"(2074).

وانظر ما سلف برقم (21577).

ص: 494

بِالْحَدِيثِ مِنْهُ، إِنَّمَا أَتَى رَجُلَانِ قَدْ اقْتَتَلَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنْ كَانَ هَذَا (1) شَأْنَكُمْ، فَلَا تُكْرُوا الْمَزَارِعَ "، قَالَ: فَسَمِعَ رَافِعٌ قَوْلَهُ: " لَا تُكْرُوا الْمَزَارِعَ "(2).

21629 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ الطَّائِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ} قَالَ: قَرَأَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى خَتَمَهَا، وَقَالَ:" النَّاسُ حَيِّزٌ، وَأَنَا وَأَصْحَابِي حَيِّزٌ " وَقَالَ: " لَا هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ، وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ ".

فَقَالَ لَهُ مَرْوَانُ: كَذَبْتَ. وَعِنْدَهُ رَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، وَهُمَا قَاعِدَانِ مَعَهُ عَلَى السَّرِيرِ، فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ: لَوْ شَاءَ هَذَانِ لَحَدَّثَاكَ. فَرَفَعَ عَلَيْهِ مَرْوَانُ الدِّرَّةَ لِيَضْرِبَهُ، فَلَمَّا رَأَيَا ذَلِكَ قَالَا: صَدَقَ (3).

21630 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: عَدِيُّ بْنُ ثَابِتٍ أَخْبَرَنِي عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ

(1) في (ظ 5) و (ق): هكذا.

(2)

إسناده حسن. وهو مكرر (21588).

(3)

صحيح لغيره، دون قوله:"الناس حيز وأنا وأصحابي حيز"، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، أبو البختري الطائي -وهو سعيد بن فيروز- لم يسمع من أبي سعيد، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وقد سلف الحديث في مسند أبي سعيد الخدري برقم (11167).

ص: 495

عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ إِلَى أُحُدٍ فَرَجَعَ أُنَاسٌ خَرَجُوا مَعَهُ، فَكَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِيهِمْ فِرْقتانِ (1)، فِرْقَةٌ تَقُولُ بِقَتْلِهِمْ، وَفِرْقَةٌ تَقُولُ: لَا.

وَقَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: فَكَانَ النَّاسُ فِيهِمْ فِرْقَتَيْنِ، فَرِيقًا يَقُولُونَ بِقَتْلِهِمْ، وَفَرِيقًا يَقُولُونَ: لَا.

قَالَ بَهْزٌ، فَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ} [النساء: 88]، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّهَا طَيْبَةُ، وَإِنَّهَا تَنْفِي الْخَبَثَ، كَمَا تَنْفِي النَّارُ خَبَثَ الْفِضَّةِ ".

حَدَّثَنَاهُ عَفَّانُ، وَقَالَ فِيهِ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ يَزِيدَ، فَذَكَرَ مَعْنَى حَدِيثِ بَهْزٍ (2).

21631 -

حَدَّثَنَا كَثِيرٌ، حَدَّثَنَا جَعْفَرٍ (3)، حَدَّثَنَا ثَابِتِ بْنِ الْحَجَّاجِ، قَالَ: قَالَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ: نَهَانَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْمُخَابَرَةِ. قُلْتُ: وَمَا الْمُخَابَرَةُ؟ قَالَ: تَأجَّرُ (4) الْأَرْضَ بِنِصْفٍ، أَوْ بِثُلُثٍ،

(1) في (م): فِرْقَتَيْنِ، وهو خطأ والجادة ما أثبتناه، وانظر مكرره (21599).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وسيأتي مكرراً برقم (21634).

وسلف عن بهز بن أسد وحده برقم (21599)، وسيأتي عن عفان وحده برقم (21634)، وعن محمد بن جعفر وحده برقم (21636).

(3)

وقع في (م): حدثنا كثير بن جعفر، وهو خطأ.

(4)

في نسخة على هامش (ظ): تأخذ.

ص: 496

أَوْ بِرُبُعٍ (1).

21632 -

حَدَّثَنَا مَكِّيٌّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: احْتَجَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَسْجِدِ حُجْرَةً، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَخْرُجُ مِنَ اللَّيْلِ، فَيُصَلِّي فِيهَا، فَصَلَّوْا مَعَهُ بِصَلَاتِهِ - يَعْنِي رِجَالًا - وَكَانُوا يَأْتُونَهُ كُلَّ لَيْلَةٍ، حَتَّى إِذَا كَانَ لَيْلَةٌ مِنَ اللَّيَالِي، لَمْ يَخْرُجْ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَتَنَحْنَحُوا وَرَفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ، قَالَ: فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُغْضَبًا، قَالَ: فَقَالَ لَهُمْ: " أَيُّهَا النَّاسُ، مَا زَالَ بِكُمْ صَنِيعُكُمْ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنْ سَيُكْتَبُ عَلَيْكُمْ، فَعَلَيْكُمْ بِالصَّلَاةِ فِي بُيُوتِكُمْ، فَإِنَّ خَيْرَ صَلَاةِ الْمَرْءِ فِي بَيْتِهِ إِلَّا الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ "(2).

(1) إسناده صحيح. كثير: هو ابن هشام الرقي، وجعفر: هو ابن بُرقَان.

وأخرجه عبد بن حميد (253) من طريق كثير بن هشام، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 6/ 346، ومن طريقه أبو داود (3407)، والطبراني (4938)، والبيهقي 6/ 133 عن عمر بن أيوب الموصلي، عن جعفر بن برقان، به.

وانظر ما سيأتي برقم (21635)، وما سلف برقم (21588).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. مكي: هو ابن إبراهيم بن بشير التميمي.

وأخرجه الدارمي (1366)، والبخاري تعليقاً (6113)، وأبو داود (1447)، وأبو عوانة (2165) و (2211) و (3056) و (3057)، والبغوي (994) من طريق مكي، بهذا الإسناد. ورواية الدارمي مختصرة، قال: عليكم بالصلاة في بيوتكم، فإن خير صلاة المرء في بيته إلا الجماعة. =

ص: 497

21633 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ قَالَ: قَالَ لِي زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ: أَلَمْ أَرَكَ اللَّيْلَةَ خَفَّفْتَ الْقِرَاءَةَ فِي سَجْدَتَيِ الْمَغْرِبِ؟ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيَقْرَأُ فِيهِمَا بِطُولَى الطُّولَيَيْنِ (1).

21634 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: عَدِيُّ بْنُ ثَابِتٍ أَخْبَرَنِي، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ يَزِيدَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: لَمَّا خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى أُحُدٍ، رَجَعَ أُنَاسٌ خَرَجُوا مَعَهُ، فَكَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِرْقَتَيْنِ: فِرْقَةٌ تَقُولُ: نَقْتُلُهُمْ، وَفِرْقَةٌ تَقُولُ: لَا.

= وأخرجه البخاري (6113)، ومسلم (781)(231)، والترمذي (450)، وابن خزيمة (1203)، والبغوي (997) من طريق محمد بن جعفر، وأبو عوانة (3057) من طريق عبد الحميد بن جعفر، والطبراني في "الكبير"(4895) من طريق عبد الرحمن بن محمد المحاربي، ثلاثتهم عن عبد الله بن سعيد، به. ورواية محمد بن جعفر عند الترمذي وابن خزيمة والبغوي مختصرة بقوله: أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة. وجاء في روايته عند البخاري ومسلم: أنهم رفعوا أصواتهم وحصبوا الباب.

وقد سلف مقطعاً عن وكيع عن عبد الله بن سعيد برقم (21594) و (21624).

وانظر (21582).

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عبد الرحمن بن أبي الزناد، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. وانظر (21609).

ص: 498

قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: فَكَانَ فَرِيقٌ يَقُولُونَ: قَتْلَهُمْ، وَفَرِيقٌ يَقُولُونَ: لَا.

قَالَ بَهْزٌ، فَأَنْزَلَ اللهُ {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ} [النساء: 88]، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّهَا طَيْبَةُ، وَإِنَّهَا تَنْفِي الْخَبَثَ كَمَا تَنْفِي النَّارُ خَبَثَ الْفِضَّةِ "(1).

21635 -

حَدَّثَنَا فَيَّاضُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو مُحَمَّدٍ الرَّقِّيُّ، عَنْ جَعْفَرٍ - يَعْنِي ابْنَ بُرْقَانَ -، عَنْ ثَابِتِ بْنِ الْحَجَّاجِ، قَالَ: قَالَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ: نَهَانَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْمُخَابَرَةِ. قَالَ: وَقِيلَ لَهُ: مَا الْمُخَابَرَةُ؟ قَالَ: أَنْ تَأْخُذَ الْأَرْضَ بِنِصْفٍ، أَوْ بِثُلُثٍ، أَوْ بِرُبُعٍ، أَوْ بِأَشْبَاهِ هَذَا (2).

21636 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ (3)، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ، يُحَدِّثُ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، أَنَّهُ قَالَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ:{فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا} [النساء: 88]، قَالَ: رَجَعَ أُنَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَكَانَ النَّاسُ فِيهِمْ فِرْقَتَيْنِ،

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (21630).

(2)

إسناده جيد، فياض بن محمد صدوق لا بأس به، وباقي رجال الإسناد ثقات. وانظر (21631).

(3)

وقع هنا في (م) و (ر): حدثنا فياض بن محمد، حدثنا محمد بن جعفر، وهو خطأ ناتج عن انتقال نظر من الحديث السابق، ولم ترد هذه الزيادة في (ظ 5) و (ق) و"أطراف المسند" 2/ 391، و"إتحاف المهرة" 4/ 635.

ص: 499

فَرِيقٌ يَقُولُونَ: قَتْلَهُمْ، وَفَرِيقٌ يَقُولُونَ: لَا. قَالَ: فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ} وَقَالَ: " إِنَّهَا طَيْبَةُ، وَإِنَّهَا تَنْفِي الْخَبَثَ، كَمَا تَنْفِي النَّارُ خَبَثَ الْفِضَّةِ "(1).

21637 -

حَدَّثَنَا بَهْزُ بْنُ أَسَدٍ أَبُو الْأَسْوَدِ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ: أَنَّهُ تَسَحَّرَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: ثُمَّ خَرَجْنَا حَتَّى أَتَيْنَا الصَّلَاةَ. قَالَ أَنَسٌ: فَقُلْتُ لِزَيْدٍ: كَمْ كَانَ بَيْنَ ذَلِكَ؟ قَالَ: قَدْرُ قِرَاءَةِ خَمْسِينَ آيَةً، أَوْسِتِّينَ آيَةً (2).

21638 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَخَّصَ فِي بَيْعِ الْعَرَايَا بِخَرْصِهَا كَيْلًا (3).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البخاري (4589)، ومسلم (2776)، والترمذي (3028)، والنسائي في "الكبرى"(1113) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وانظر (21630) و (21634).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (21585).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبيد الله: هو ابن عمر العمري.

وأخرجه البيهقي 5/ 309 من طريق محمد بن عبيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق (4486)، ومسلم (1539)(64) و (65)، والنسائي 7/ 267، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2053) و (2054)، وابن الجارود (658)، والطبراني (4770) و (4771) و (4772) من طرق عن عبيد الله بن عمر، بهذا الإسناد.

ص: 500

21639 -

حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ (1) مَكْحُولٍ وَعَطِيَّةَ وَضَمْرَةَ وَرَاشِدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ: أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ زَوْجٍ، وَأُخْتٍ لِأُمٍّ وَأَبٍ، فَأَعْطَى الزَّوْجَ النِّصْفَ، وَالْأُخْتَ النِّصْفَ، فَكُلِّمَ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: حَضَرْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَضَى بِذَلِكَ (2).

° 21640 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: وَجَدْتُ هَذَا الحَدِيْثَ فِي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّ يَدِهِ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي خَارِجَةُ بْنُ زَيْدٍ، أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ قَالَ: لَمَّا نَسَخْنَا الْمَصَاحِفَ فُقِدَتْ آيَةٌ مِنْ سُورَةِ الْأَحْزَابِ، قَدْ كُنْتُ أَسْمَعُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ بِهَا، فَالْتَمَسْتُهَا، فَلَمْ أَجِدْهَا مَعَ أَحَدٍ إِلَّا مَعَ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيِّ، الَّذِي جَعَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم شَهَادَتَهُ شَهَادَةَ رَجُلَيْنِ، قَوْلُ اللهِ عز وجل:

(1) تحرف في (م) وسائر النسخ الخطية عدا (ظ 5) إلى: بن.

(2)

إسناد ضعيف لضعف أبي بكر بن عبد الله: وهو ابن أبي مريم، ولانقطاعه فإن مكحولاً، وعطية: وهو ابن قيس الكلابي، وضمرة: وهو ابن حبيب، وراشد: وهو ابن سعد المقرائي، لم يسمع واحد منهم من زيد بن ثابت كما قال الحافظ ابن حجر في "إتحاف المهرة" 4/ 656.

ومع ضعف هذا الإسناد، فإن الفتوى في هذه المسألة صحيحة لقوله تعالى:{وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُنَّ وَلَدٌ} [النساء: 12] ولقوله تعالى: {إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ} [النساء: 176].

ص: 501

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. شعيب: هو ابن أبي حمزة الأُموي مولاهم الحمصي.

وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" ص 283، والبخاري (2807) و (4784)، والطبراني في "الشاميين"(3213) من طريق الحكم بن نافع، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (2807) من طريق سليمان بن بلال، عن محمد بن أبي عتيق، عن الزهري، به.

وأخرج الطبراني (4843) من طريق خالد بن خداش، عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن عمرو بن أبي عمرو، و (4844) من طريق إبراهيم بن محمد، عن عبد العزيز الدراوردي، عن عمارة بن غزية، كلاهما عن الزهري، به، قصةَ نسخ القرآن في عهد أبي بكر دون قصة خزيمة.

وسيأتي الحديث برقم (21643) عن أبي كامل عن إبراهيم بن سعد، و (21652) عن عبد الرزاق عن معمر، كلاهما عن الزهري.

ورواه الزهري، عن عبيد بن السباق، عن زيد بن ثابت مطولاً في قصة جمع القرآن في عهد أبي بكر وقال فيه: حتى وجدت آخر سورة التوبة مع خزيمة الأنصاري -وفي روايةٍ: أبي خزيمة، وفي رواية على الشك: خزيمة أو أبي خزيمة- لم أجدها مع أحد غيره: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ} [التوبة: 128 - 129] حتى خاتمة براءة.

أخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" ص 283، والبخاري (4679)، والطبراني في "الشاميين"(3190) من طريق أبي اليمان، عن شعيب، عن الزهري، عن عبيد بن السباق، به. وقال فيه: خزيمة الأنصاري.

وأخرجه البخاري (4986) و (7425) عن موسى بن إسماعيل، عن إبراهيم ابن سعد، عن الزهري، به. وقال فيه: أبو خزيمة الأنصاري. =

ص: 502

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه البخاري (7191)، والبيهقي 2/ 40 - 41 من طريق محمد بن عبيد الله أبو ثابت، وأبو بكر المروزي (45) من طريق سويد بن سعيد، والطبراني (4903)، والبيهقي 2/ 41 من طريق أبي الوليد الطيالسي -وقرن البيهقي بالطيالسي إبراهيم بن مرة- أربعتهم عن إبراهيم بن سعد، عن الزهري، به، وقرن البيهقي بأبي الوليد الطيالسي إبراهيم بن حمزة. ولم يسق لفظه. وقالوا فيه: خزيمة أو أبو خزيمة على الشك.

وأخرجه أبو عبيد ص 281، والترمذي (3103)، وأبو يعلى (64)، وابن أبي داود في "المصاحف" ص 13 - 14 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، وأبو يعلى (91) من طريق عبد العزيز بن أبي سلمة، وابن أبي داود ص 12 - 13 من طريق أبي داود الطيالسي، ثلاثتهم عن إبراهيم بن سعد، عن الزهري، به. وقالوا فيه: خزيمة بن ثابت.

وأخرجه أبو عبيد ص 284، وابن أبي داود ص 14 - 15، وأبو يعلى (71)، والطبراني (4902) من طريق يونس بن يزيد الأيلي، والطبراني (4901) من طريق عبد الرحمن بن خالد بن مسافر، كلاهما عن الزهري، به. وقالا فيه: خزيمة بن ثابت.

وأخرجه ابن أبي داود ص 14، والطبراني (4904) من طريق إبراهيم بن إسماعيل الأنصاري، عن الزهري، به. وقال فيه: رجل من الأنصار، ورواية الطبراني مختصرة: سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم آيةً، وطلبتها فلم أجدها حتى وجدتها مع رجل من الأنصار:{لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ} الآية.

قلنا: ومما سبق من التفصيل يتبين أن معظم الرواة الثقات متفقون على أن اسم الصحابي هو خزيمة بن ثابت الأنصاري إلا رواية واحدة عند البخاري انفرد بها موسى بن إسماعيل، عن إبراهيم بن سعد، فقال: أبو خزيمة الأنصاري، ولعل الصواب ما عليه الأكثر.

وأما الآية، سواء كانت الآية التي في سورة التوبة، أو التي في سورة =

ص: 503

21641 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّ مَرْوَانَ أَخْبَرَهُ أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ، قَالَ لَهُ: مَا لِي أَرَاكَ تَقْرَأُ فِي الْمَغْرِبِ بِقِصَارِ السُّوَرِ؟ قَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِيهَا بِطُولَى الطُّولَيَيْنِ. قَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: وَمَا طُولَى الطُّولَيَيْنِ؟ قَالَ: الْأَعْرَافُ (1).

21642 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّهُ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، أَنَّ خَارِجَةَ بْنَ زَيْدٍ الْأَنْصَارِيَّ أَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَاهُ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " تَوَضَّؤُوا مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ "(2).

= الأحزاب، فقد ثبت كونُها قرآناً بإقرار الصحابة زيداً على إثباتها في المصحف وإجماعهم على تداولها وقراءتها فيما بَعْدُ في الأمصار، ومعنى قول زيد:"فلم أجدها إلا مع خزيمة" أي: أنه لم يجدها مكتوبة عند أحد إلا عند خزيمة، فالذي انفرد به خزيمة هو كتابتها لا حفظها، وليست الكتابة شرطاً في المتواتر بل المشروط فيه أن يرويه جمعٌ يُؤمَن تواطؤهم على الكذب، ولو لم يكتبه واحد منهم. انظر "الفتح" 9/ 15.

(1)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير مروان بن الحكم فمن رجال البخاري.

وأخرجه البخاري (764)، وابن خزيمة (515)، والطبراني (4812) من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد، والنسائي 2/ 170 من طريق خالد بن الحارث، كلاهما عن ابن جريج، بهذا الإسناد.

وانظر (21609).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد =

ص: 504

21643 -

حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي خَارِجَةُ بْنُ زَيْدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ يَقُولُ: فُقِدَتْ آيَةٌ مِنْ سُورَةِ الْأَحْزَابِ حِينَ نَسَخْنَا الْمَصَاحِفَ، قَدْ كُنْتُ أَسْمَعُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ بِهَا:{رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ} [الأحزاب: 23] فَوَجَدْتُهَا مَعَ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ، فَأَلْحَقْتُهَا فِي سُورَتِهَا فِي الْمُصْحَفِ (1).

= المصيصي، وليث: هو ابن سعد، وعقيل: هو ابن خالد.

وأخرجه الدارمي (762)، والطحاوي 1/ 62، والطبراني (4836/ 2) من طريق عبد الله بن صالح، ومسلم (351)، والبيهقي 1/ 155 من طريق شعيب ابن الليث، والبيهقي 1/ 155 من طريق يحيى بن بكير، ثلاثتهم عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطحاوي 1/ 62، والطبراني (4835) من طريق عبد الله بن صالح، عن الليث، عن عبد الرحمن بن خالد بن مسافر، عن ابن شهاب، به. وعبد الله ابن صالح -وهو كاتب الليث- سيئ الحفظ، وقد وافق في روايته الأولى رواية الجماعة، وهو أولى. وانظر (21598).

وهذا الحديث منسوخ عند الجمهور كما بيناه في حديث أبي هريرة السالف برقم (7605).

(1)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي كامل -وهو مظفَّر ابن مدرِك- فقد روى له أبو داود في "التفرد" والنسائي، وهو ثقة.

وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" ص 282، والترمذي (3104) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، والبخاري (4049) و (4988) عن موسى بن إسماعيل، والنسائي في "الكبرى"(11401) من طريق الهيثم بن أيوب، وأبو يعلى (92) عن عبد العزيز بن أبي سلمة، والطبراني (4842)، والبيهقي 2/ 41 من طريق أبي الوليد الطيالسي -وقرن به البيهقي إبراهيمَ بن حمزة- والطبراني =

ص: 505

21644 -

حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ السَّبَّاقِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: أَرْسَلَ إِلَيَّ أَبُو بَكْرٍ مَقْتَلَ الْيَمَامَةِ، فَإِذَا عُمَرُ عِنْدَهُ جَالِسٌ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا زَيْدُ بْنَ ثَابِتٍ، إِنَّكَ غُلَامٌ شَابٌّ عَاقِلٌ، لَا نَتَّهِمُكَ، قَدْ كُنْتَ تَكْتُبُ الْوَحْيَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَتَتَبَّعِ الْقُرْآنَ، فَاجْمَعْهُ. قَالَ زَيْدٌ: فَوَاللهِ لَوْ كَلَّفُونِي نَقْلَ جَبَلٍ مِنَ الْجِبَالِ، مَا كَانَ أَثْقَلَ عَلَيَّ مِمَّا أَمَرَنِي بِهِ مِنْ جَمْعِ الْقُرْآنِ، فَقُلْتُ: أَتَفْعَلَانِ شَيْئًا لَمْ يَفْعَلْهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم! قَالَ: هُوَ وَاللهِ خَيْرٌ. فَلَمْ يَزَلْ أَبُو بَكْرٍ يُرَاجِعُنِي حَتَّى شَرَحَ اللهُ صَدْرِي بِالَّذِي شَرَحَ لَهُ صَدْرَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رضي الله عنهما (1).

21645 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ طَاوُوسٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَعَلَ الرُّقْبَى لِلَّذِي أُرْقِبَهَا، وَالْعُمْرَى لِلَّذِي أُعْمِرَهَا (2).

= (4842) من طريق يحيى الحِماني، كلهم عن إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد. وتفرد عبد الرحمن بن مهدي بقوله فيه: خزيمة أو أبو خزيمة، على الشك.

وانظر ما بعده، وما سلف برقم (21640).

(1)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي كامل، فقد روى له أبو داود في "التفرد" والنسائي، وهو ثقة.

وقد سلف مختصراً من هذا الطريق في مسند أبي بكر برقم (57).

(2)

حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الرجل المبهم، وقد =

ص: 506

21646 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَابْنُ بَكْرٍ (1)، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي مُلَيْكَةَ يُحَدِّثُ يَقُولُ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّ مَرْوَانَ أَخْبَرَهُ، قَالَ: قَالَ لِي زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ: مَا لَكَ تَقْرَأُ فِي الْمَغْرِبِ بِقِصَارِ الْمُفَصَّلِ؟ لَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِي صَلَاةِ الْمَغْرِبِ طُولَى الطُّولَيَيْنِ. قَالَ: قُلْتُ لِعُرْوَةَ: مَا طُولَى الطُّولَيَيْنِ؟ قَالَ: الْأَعْرَافُ (2).

21647 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ (3)، قَالَ: قَرَأْتُ فِي كِتَابِ مَعْمَرٍ، عَنِ

= جاء مسمًّى في غير هذه الرواية، وهو حُجر المدري، وقد روى له أبو داود والنسائي وابن ماجه، وهو ثقة.

وهو عند عبد الرزاق (16875)، ومن طريقه أخرجه الطبراني (4957)، وسقط سفيان من مطبوع "مصنَّف" عبد الرزاق.

وأخرجه الطبراني (4795) من طريق أبي نعيم الفضيل بن دكين، عن سفيان، بهذا الإسناد.

وأخرجه مختصراً بالعمرى ابن أبي شيبة 7/ 139، والنسائي 6/ 270 من طريق وكيع، عن سفيان، به. ولم يذكر فيه الرجل المبهم بين طاووس وزيد.

وانظر (21586) و (21626).

(1)

في (م): وابن أبي بكر، وهو خطأ.

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير مروان بن الحكم فمن رجال البخاري. ابن بكر: هو محمد بن بكر البُرْساني.

وهو عند عبد الرزاق في "المصنَّف"(2691)، ومن طريقه أخرجه أبو داود (812)، وابن خزيمة (516)، والطبراني (4811).

وانظر (21609).

(3)

في (م) و (ق): حدثنا عبد الرزاق وأبو بكر، وأبو بكر زيادة مقحمة =

ص: 507

الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ خَارِجَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: فِي الْوُضُوءِ مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ (1).

21648 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ طَاوُوسٍ، عَنْ حُجْرٍ الْمَدَرِيِّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْعُمْرَى لِلْوَارِثِ "(2).

= ليست في (ظ 5) و (ر)، و"أطراف المسند" 2/ 386.

(1)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. خارجة: هو ابن زيد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 51 عن ابن علية، والطبراني (4839) من طريق يزيد بن زريع، كلاهما عن معمر، عن الزهري، عن خارجة، عن زيد بن ثابت موقوفاً ليس فيه عبد الملك بن أبي بكر.

وسيأتي برقم (21655) عن عبد الأعلى، عن معمر، بهذا الإسناد، مرفوعاً.

وأخرجه عبد الرزاق (666) عن ابن جريج، عن الزهري بلاغاً، عن زيد بن ثابت مرفوعاً.

وانظر (21598).

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حجر المدري، فقد روى له أبو داود والنسائي وابن ماجه، وهو ثقة.

وهو عند عبد الرزاق في "المصنف"(16874)، ومن طريقه أخرجه الطبراني (4942).

وانظر (21586).

ص: 508

21649 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَابْنُ بَكْرٍ (1)، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ. وَرَوْحٌ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، أَنَّ طَاوُوسًا أَخْبَرَهُ، أَنَّ حُجْرًا الْمَدَرِيَّ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْعُمْرَى فِي الْمِيرَاثِ "(2).

21650 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا رَبَاحٌ، عَنْ عُمَرَ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ طَاوُوسٍ، عَنْ حُجْرٍ الْمَدَرِيِّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تُرْقِبُوا، فَمَنْ أَرْقَبَ، فَسَبِيلُ (3) الْمِيرَاثِ "(4).

(1) تحرف في (م) إلى: وابن أبي بكر.

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حجر المدري فقد روى له أبو داود والنسائي وابن ماجه، وهو ثقة. ابن بكر: هو محمد البرساني، وروح: هو ابن عبادة.

وهو عند عبد الرزاق (16873)، ومن طريقه أخرجه الطبراني (4941).

وأخرجه الطحاوي 4/ 91 من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد، عن ابن جريج، بهذا الإسناد.

وانظر (21586).

(3)

في (ظ) و (ر): فبسبيل.

(4)

إسناده صحيح. رباح: هو ابن زيد الصنعاني.

وأخرجه الطبراني (4949) عن عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي 6/ 270 من طريق عبد الله بن المبارك، عن حنظلة بن أبي سفيان، عن طاووس، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وهو معضل.

وانظر (21626).

ص: 509

21651 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ شِبْلٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ طَاوُوسٍ، عَنْ حُجْرٍ الْمَدَرِيِّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ أَعْمَرَ عُمْرَى، فَهِيَ لِمُعْمِرِهِ (1) مَحْيَاهُ وَمَمَاتَهُ، لَا تُرْقِبُوا، فَمَنْ أَرْقَبَ شَيْئًا، فَهُوَ سَبِيلُ الْمِيرَاثِ "(2).

21652 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ أَوْ غَيْرِهِ أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ قَالَ: لَمَّا كُتِبَتِ الْمَصَاحِفُ فَقَدْتُ آيَةً كُنْتُ أَسْمَعُهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَوَجَدْتُهَا عِنْدَ خُزَيْمَةَ الْأَنْصَارِيِّ {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ} إِلَى، {تَبْدِيلًا} [الأحزاب: 23]، قَالَ: فَكَانَ خُزَيْمَةُ يُدْعَى ذَا الشَّهَادَتَيْنِ، أَجَازَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم شَهَادَتَهُ بِشَهَادَةِ رَجُلَيْنِ.

(1) تحرف في (م) إلى: لعمره.

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير حجر المدري، فقد روى له أبو داود والنسائي وابن ماجه، وهو ثقة. شبل: هو ابن عباد المكي المقرئ.

وأخرجه الطبراني (4948) عن عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه البيهقي 6/ 175 من طريق عبد الله بن الحارث، به.

وأخرجه أبو داود (3559)، والنسائي 6/ 272، والطبراني (4988)، والبيهقي 6/ 175 من طريق معقل بن عبيد الله، عن عمرو بن دينار، به. ولم يُذكر في إسناد النسائي طاووس.

وانظر (21586) و (21626).

ص: 510

قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَقُتِلَ يَوْمَ صِفِّينَ مَعَ عَلِيٍّ رضي الله عنهما (1).

21653 -

حَدَّثَنَا قُرَّانُ بْنُ تَمَّامٍ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ وَهْبٍ الْحِمْصِيِّ، عَنِ ابْنِ الدَّيْلَمِيِّ (2)، قَالَ: أَتَيْتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ، فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّهُ قَدْ وَقَعَ فِي نَفْسِي مِنَ الْقَدَرِ شَيْءٌ، فَأُحِبُّ أَنْ تُحَدِّثَنِي بِحَدِيثٍ لَعَلَّ اللهَ أَنْ يُذْهِبَ عَنِّي مَا أَجِدُ. قَالَ:" لَوْ أَنَّ اللهَ عَذَّبَ أَهْلَ السَّمَاوَاتِ وَأَهْلَ الْأَرْضِ، عَذَّبَهُمْ وَهُوَ غَيْرُ ظَالِمٍ لَهُمْ، وَلَوْ رَحِمَهُمْ كَانَتْ رَحْمَتُهُ لَهُمْ خَيْرًا مِنْ أَعْمَالِهِمْ، وَلَوْ كَانَ أُحُدٌ لَكَ ذَهَبًا، فَأَنْفَقْتَهُ فِي سَبِيلِ اللهِ، ثُمَّ لَمْ تُؤْمِنْ بِالْقَدَرِ، وَتَعْلَمْ أَنَّ مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ، وَأَنَّ مَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ، مَا تُقُبِّلَ مِنْكَ، وَلَوْ مِتَّ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ دَخَلْتَ النَّارَ ".

وَلَا عَلَيْكَ أَنْ تَلْقَى أَخِي عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ فَتَسْأَلَهُ. فَلَقِيَ عَبْدَ اللهِ، فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ لَقِيَ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ، فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ لَقِيَ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ، فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ، إِلَّا أَنَّهُ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ولم يرد الشكُّ في هذه الرواية إلا عند المصنف، ورواه غيره من طريق خارجة دونَ شك.

وهو عند عبد الرزاق في "المصنف"(15568) و (20416)، وأخرجه عبد بن حميد (646)، والطبراني (4841)، والبغوي (3986) من طريق عبد الرزاق، هذا الإسناد عن خارجة وحده بلا شك.

وانظر (21640).

(2)

تحرف في (م) إلى: الديلي.

ص: 511

حَدَّثَهُ عَنْ نَبِيِّ اللهِ صلى الله عليه وسلم (1).

21654 -

حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ الرُّكَيْنِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ خَلِيفَتَيْنِ: كِتَابُ اللهِ وَأَهْلُ بَيْتِي، وَإِنَّهُمَا لَنْ يَتَفَرَّقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ جَمِيعًا "(2).

21655 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" تَوَضَّؤُوا مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ "(3).

21656 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ نَافِعِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنِي زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَخَّصَ فِي الْعَرِيَّةِ

(1) إسناده قوي، أبو سنان -وهو سعيد بن سنان- صدوق لا بأس به، وباقي رجاله ثقات. ابن الديلمي: هو عبد الله بن فيروز.

وانظر (21589).

(2)

حديث صحيح بشواهده دون قوله: "وإنهما لن يتفرقا حتى يردا عليَّ الحوض جميعاً". وانظر (21578).

(3)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، وقد جاء في "المسند" في غير ما موضع بزيادة عبد الملك بن أبي بكر في إسناده بين الزهري وبين خارجة، وهو من المزيد في متصل الأسانيد، انظر (21598).

عبد الأعلى: هو ابن عبد الأعلى السامي.

ص: 512

أَنْ تُؤْخَذَ بِمِثْلِ خَرْصِهَا تَمْرًا يَأْكُلُهَا أَهْلُهَا رُطَبًا (1).

21657 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنِ الْمُزَابَنَةِ وَالْمُحَاقَلَةِ، إِلَّا أَنَّهُ رَخَّصَ لِأَهْلِ الْعَرَايَا أَنْ يَبِيعُوهَا بِمِثْلِ خَرْصِهَا (2).

21658 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَسْعُودٍ الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَائِطٍ مِنْ حِيطَانِ الْمَدِينَةِ، فِيهِ أَقْبُرٌ، وَهُوَ عَلَى بَغْلَتِهِ، فَحَادَتْ بِهِ، وَكَادَتْ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن الجارود (660) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق (14486)، والبخاري (2380)، ومسلم (1539)(61) و (62) و (63)، وابن ماجه (2269)، والنسائي 7/ 267، وابن أبي عاصم "الآحاد والمثاني"(2055)، والطبراني (4763) و (4764) و (4765) و (4766)، والبيهقي 5/ 309 و 310 من طرق عن يحيى بن سعيد، به.

وانظر ما سلف برقم (21577).

(2)

حديث صحيح، وقد تفرد ابن إسحاق بأن جعل النهي عن المزابنة من حديث زيد بن ثابت، والصواب أنه من حديث ابن عمر.

وأخرجه الطحاوي 4/ 29 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

مختصراً بالترخيص في العرايا.

وانظر (21614).

ص: 513

أَنْ تُلْقِيَهُ، فَقَالَ:" مَنْ يَعْرِفُ أَصْحَابَ هَذِهِ الْأَقْبُرِ؟ " فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، قَوْمٌ هَلَكُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ. فَقَالَ:" لَوْلَا أَنْ لَا تَدَافَنُوا، لَدَعَوْتُ اللهَ أَنْ يُسْمِعَكُمْ عَذَابَ الْقَبْرِ " ثُمَّ قَالَ لَنَا: " تَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ " قُلْنَا: نَعُوذُ بِاللهِ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ. ثُمَّ قَالَ: " تَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ " فَقُلْنَا: نَعُوذُ بِاللهِ مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ. ثُمَّ قَالَ: " تَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ " فَقُلْنَا: نَعُوذُ بِاللهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ. ثُمَّ قَالَ: " تَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ " قُلْنَا: نَعُوذُ بِاللهِ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ (1).

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي نضرة -وهو المنذر بن مالك بن قِطْعة- فمن رجال مسلم.

وأخرجه الطبراني (4783)، والبغوي (1361) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 373 و 10/ 185 و 15/ 34 - 35 و 130، ومن طريقه عبد بن حميد (254)، ومسلم (2867)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2057)، والطبراني (4783) -وقرن به عثمانَ بن أبي شيبة- والبيهقي في "إثبات عذاب القبر"(203) عن إسماعيل ابن علية، وأبو عوانة في البعث كما في "إتحاف المهرة" 4/ 659 من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، والطحاوي في "شرح المشكل"(5203)، والبيهقي (89) و (203) من طريق عبد الوهاب بن عطاء الخفاف، ثلاثتهم عن سعيد الجريري، به.

وأخرجه ابن حبان (1000) من طريق وهب بن بقية، عن خالد بن عبد الله الطحان، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، قال: بينما نحن في حائط

ولم يذكر فيه زيد بن ثابت! مع أن أبا سعيد قال -كما في حديث ابن أبي شيبة عند مسلم-: لم أشهده من النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن حدثنيه زيد بن ثابت. فلعل أحد =

ص: 514

21659 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ أَفْلَحَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: أُمِرْنَا أَنْ نُسَبِّحَ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ تَسْبِيحَةً، وَنَحْمَدَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ تَحْمِيدَةً، وَنُكَبِّرَ أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ تَكْبِيرَةً، قَالَ: فَرَأَى رَجُلٌ فِي الْمَنَامِ، فَقَالَ: أُمِرْتُمْ بِثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ تَسْبِيحَةً، وَثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ تَحْمِيدَةً، وَأَرْبَعٍ وَثَلَاثِينَ تَكْبِيرَةً، فَلَوْ جَعَلْتُمْ فِيهَا التَّهْلِيلَ، فَجَعَلْتُمُوهَا خَمْسًا وَعِشْرِينَ. فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" قَدْ رَأَيْتُمْ فَافْعَلُوا " أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ (1).

21660 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ (2) عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ

= الرواة أخطأ في حديث ابن حبان، فأسقط زيداً، أو أنه قد سقط من الأصل الخطي لنسخة "الإحسان" والله أعلم.

وفي الباب عن أنس سلف برقم (12007).

وعن أُم مبشر سيأتي 6/ 362.

وقد جاءت الاستعاذة من هذه الأربع من حديث أبي هريرة وغيره بعد الفراغ من التشهد الأخير في الصلاة.

انظر ما سلف برقم (7237).

(1)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير كثير بن أفلح فقد روى له النسائي، وهو ثقة. روح: هو ابن عبادة البصري، وهشام: هو ابن حسان، ومحمد: هو ابن سيرين.

وانظر (21600).

(2)

تحرف في (م) إلى: عن.

ص: 515

عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " تَوَضَّؤُوا مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ "(1).

21661 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى أَنْ يُصَلَّى إِذَا طَلَعَ قَرْنُ الشَّمْسِ أَوْغَابَ قَرْنُهَا، وَقَالَ:" إِنَّهَا تَطْلُعُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ " أَوْ " مِنْ بَيْنِ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ "(2).

21662 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: قَالَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ: قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ، وَنَحْنُ نَتَبَايَعُ الثِّمَارَ قَبْلَ أَنْ يَبْدُوَ صَلَاحُهَا، فَسَمِعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم خُصُومَةً، فَقَالَ:" مَا هَذَا؟ " فَقِيلَ لَهُ: هَؤُلَاءِ ابْتَاعُوا الثِّمَارَ، يَقُولُونَ: أَصَابَنَا الدَُّمَانُ وَالْقُشَامُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" فَلَا تَبَايَعُوهَا حَتَّى يَبْدُوَ صَلَاحُهَا ".

(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إسماعيل بن عمر -وهو الواسطي- فمن رجال مسلم.

وانظر (21598).

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. عفان: هو ابن مسلم. وهمام: هو ابن يحيى العوذي، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي.

وحديث زيد تفرد به الإمام أحمد وله شاهد من حديث ابن عمر سلف برقم (4612) وانظر تتمة شواهده هناك.

ص: 516

حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ وَقَالَ: الْأَدْمَانُ وَالْقُشَامُ (1).

21663 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنِي زِيَادُ بْنُ سَعْدٍ الْخُرَاسَانِيُّ، سَمِعَ شُرَحْبِيلَ بْنَ سَعْدٍ يَقُولُ:

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عبد الرحمن بن أبي الزناد. وأبو الزناد: هي كنية عبد الله بن ذكوان والد عبد الرحمن.

وأخرجه أبو داود (3372) من طريق عنبسة بن خالد، والطحاوي 4/ 28 والبيهقي 5/ 301 - 302 من طريق وهب الله بن راشد، كلاهما عن يونس بن يزيد الأيلي، عن أبي الزناد، عن عروة، عن سهل بن أبي حثمة، عن زيد بن ثابت. وعنبسة ووهب الله صدوقان.

وعلَّقه البخاري في "صحيحه"(2193) قال: وقال الليث، عن أبي الزناد، عن عروة، عن سهل بن أبي حثمة، عن زيد بن ثابت. قال البخاري بإثره: رواه علي بن بحر، حدثنا حَكَّام، حدثنا عنبسة، عن زكريا، عن أبي الزناد، عن عروة، عن سهل، عن زيد.

قلنا: أما رواية الليث فقد قال الحافظ في "الفتح" 4/ 394: لم أره موصولاً من طريق الليث، وأما رواية علي بن بحر، ففي إسنادها زكريا: وهو ابن خالد، فهو في عداد المجهولين. حَكَّام: هو ابن سَلْم الرازي، وعنبسة: هو ابن سعيد بن الضُّريس.

وقد سلف الحديث مختصراً برقم (21615).

قوله: "الدمان" قال السندي: بفتح وخِفَّة: فساد الثمر وتعفنه قبل إدراكه حتى يسوَدَّ، من الدِّمْن وهو السِّرقين (الزبل)، ويقال: الدمال: باللام، بمعناه، وضبطه الخطَّابي بالضم، وهو أشبه، لأن ما كان من الأدواء والعاهات فهو بالضم، كالسُّعال والزُّكام، وقد جاء في الحديث: القُشام والمُراض في رواية أبي داود (3372)، وهما من آفات الثمرة، ولاخلاف في ضمهما، وقيل: هما لغتان، ويروى: الدمار بالراء، ولا معنى له.

وقوله: "القشام" قال: هو أن ينتفِضَ ثمرُ النخل قبل أن يصيرَ بلحاً.

ص: 517

أَتَانَا زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ وَنَحْنُ فِي حَائِطٍ لَنَا، وَمَعَنَا فِخَاخٌ نَنْصِبُ بِهَا، فَصَاحَ بِنَا وَطَرَدَنَا، وَقَالَ: أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَرَّمَ صَيْدَهَا؟! (1)

21664 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: قَالَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ: إِنِّي قَاعِدٌ إِلَى جَنْبِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا إِذْ أُوحِيَ إِلَيْهِ، قَالَ: وَغَشِيَتْهُ السَّكِينَةُ، وَوَقَعَ فَخِذُهُ عَلَى فَخِذِي حِينَ غَشِيَتْهُ السَّكِينَةُ، قَالَ زَيْدٌ: فَلَا وَاللهِ مَا وَجَدْتُ شَيْئًا قَطُّ أَثْقَلَ مِنْ فَخِذِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ سُرِّيَ عَنْهُ، فَقَالَ:" اكْتُبْ يَا زَيْدُ " فَأَخَذْتُ كَتِفًا، فَقَالَ:" اكْتُبْ {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُجَاهِدُونَ} - الْآيَةَ كُلَّهَا إِلَى قَوْلِهِ -: {أَجْرًا عَظِيمًا} " فَكَتَبْتُ ذَلِكَ فِي كَتِفٍ، فَقَامَ حِينَ سَمِعَهَا ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ، وَكَانَ رَجُلًا أَعْمَى، فَقَامَ حِينَ سَمِعَ فَضِيلَةَ الْمُجَاهِدِينَ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَكَيْفَ بِمَنْ لَا يَسْتَطِيعُ الْجِهَادَ مِمَّنْ هُوَ

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف شرحبيل بن سعد.

وأخرجه الحميدي (400)، ومن طريقه أبو عوانة في الحج كما في "الإتحاف" 4/ 628 عن سفيان، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني (4913) من طريق محمد بن أبي عمر العدني، عن سفيان، به.

وأخرجه الطحاوي 4/ 192 من طريق إبراهيم بن بشار، عن زياد بن سعد، به.

وانظر (21576).

ص: 518

أَعْمَى وَأَشْبَاهِ ذَلِكَ؟ قَالَ زَيْدٌ: فَوَاللهِ مَا قَضَى (1) كَلَامَهُ - أَوْ مَا هُوَ إِلَّا أَنْ قَضَى كَلَامَهُ - غَشِيَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم السَّكِينَةُ، فَوَقَعَتْ فَخِذُهُ عَلَى فَخِذِي، فَوَجَدْتُ مِنْ ثِقَلِهَا كَمَا وَجَدْتُ فِي الْمَرَّةِ الْأُولَى، ثُمَّ سُرِّيَ عَنْهُ، فَقَالَ:" اقْرَأْ " فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُجَاهِدُونَ} فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} [النساء: 95] " فَأَلْحَقْتُهَا، فَوَاللهِ لَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى مُلْحَقِهَا عِنْدَ صَدْعٍ كَانَ فِي الْكَتِفِ (2).

21665 -

حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: قَالَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ: أَنْزَلَ اللهُ عز وجل عَلَى رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا إِلَى جَنْبِهِ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ (3).

(1) تحرفت في (م) إلى: مضى.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عبد الرحمن بن أبي الزناد.

وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه"(2314)، وفي قسم التفسير منه (681)، وابن سعد 4/ 211، وأبو داود (2507) و (3975)، والطحاوي في "شرح المشكل"(1499) وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 228 - 229، والطبراني (4851) و (4852)، والحاكم 2/ 81 - 82، والبيهقي 9/ 23 - 24 من طرق عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، بهذا الإسناد. ورواية أبي داود الثانية مختصرة.

وانظر (21601).

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. وانظر ما قبله.

ص: 519

21666 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ بْنُ حَبِيبِ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَّمَهُ دُعَاءً، وَأَمَرَهُ أَنْ يَتَعَاهَدَ بِهِ أَهْلَهُ كُلَّ يَوْمٍ، قَالَ: " قُلْ حِينَ (1) تُصْبِحُ: لَبَّيْكَ اللهُمَّ لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، وَالْخَيْرُ فِي يَدَيْكَ وَمِنْكَ وَبِكَ وَإِلَيْكَ، اللهُمَّ مَا قُلْتُ مِنْ قَوْلٍ، أَوْ نَذَرْتُ مِنْ نَذْرٍ، أَوْ حَلَفْتُ مِنْ حَلِفٍ، فَمَشِيئَتُكَ بَيْنَ يَدَيْهِ، مَا شِئْتَ كَانَ، وَمَا لَمْ تَشَأْ لَمْ يَكُنْ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِكَ، إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، اللهُمَّ وَمَا صَلَّيْتُ مِنْ صَلَاةٍ، فَعَلَى مَنْ صَلَّيْتَ، وَمَا لَعَنْتُ مِنْ لَعْنَةٍ، فَعَلَى مَنْ لَعَنْتَ، إِنَّكَ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ.

أَسْأَلُكَ اللهُمَّ الرِّضَا بَعْدَ الْقَضَاءِ، وَبَرْدَ الْعَيْشِ بَعْدَ الْمَمَاتِ، وَلَذَّةَ نَظَرٍ إِلَى وَجْهِكَ، وَشَوْقًا إِلَى لِقَائِكَ، مِنْ غَيْرِ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ، وَلَا فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ.

أَعُوذُ بِكَ اللهُمَّ أَنْ أَظْلِمَ أَوْ أُظْلَمَ، أَوْ أَعْتَدِيَ أَوْ يُعْتَدَى عَلَيَّ، أَوْ أَكْتَسِبَ خَطِيئَةً مُحْبِطَةً، أَوْ ذَنْبًا لَا يُغْفَرُ.

اللهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ، فَإِنِّي أَعْهَدُ إِلَيْكَ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا، وَأُشْهِدُكَ وَكَفَى بِكَ شَهِيدًا، أَنِّي أَشْهَدُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ، لَكَ الْمُلْكُ، وَلَكَ الْحَمْدُ، وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ،

(1) في (م): قل كل يوم حين.

ص: 520

وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ، وَأَشْهَدُ أَنَّ وَعْدَكَ حَقٌّ، وَلِقَاءَكَ حَقٌّ، وَالْجَنَّةَ حَقٌّ، وَالسَّاعَةَ آتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا، وَأَنْتَ تَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ إِنْ تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي، تَكِلْنِي إِلَى ضَيْعَةٍ وَعَوْرَةٍ وَذَنْبٍ وَخَطِيئَةٍ، وَإِنِّي لَا أَثِقُ إِلَّا بِرَحْمَتِكَ، فَاغْفِرْ لِي ذَنْبِي كُلَّهُ، إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ، وَتُبْ عَلَيَّ، إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ " (1).

21667 -

حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ: قَالَ: أُتِيَ [بِي] رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَقْدَمَهُ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ، عَنْ ابْنِ أَبِي

(1) إسناده ضعيف لانقطاعه، ضمرة بن حبيب لم يسمع من أبي الدرداء، وأبو بكر -وهو ابن أبي مريم- ضعيف. أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن حجاج الخولاني.

وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" 1/ 33، والطبراني في "الكبير"(4803)، وفي "الشاميين"(1481)، وفي "الدعاء"(321)، والبيهقي في "الدعوات الكبير"(43) من طريق أبي المغيرة، بهذا الإسناد.

وأخرجه الحاكم 1/ 516 - 517، والبيهقي (42) من طريق عيسى بن يونس، عن أبي بكرة، عن ضمرة، عن زيد، لم يذكر أبا الدرداء. وإسناده منقطع، ضمرة لم يسمع من زيد.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(4932)، وفي "الشاميين"(2013)، وفي "الدعاء"(320) عن بكر بن سهل الدمياطي، عن عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح، عن ضمرة بن حبيب، عن زيد، لم يذكر أبا الدرداء.

ص: 521

الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ (1).

21668 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي أَبُو الزِّنَادِ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: قَدِمَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ بِزَيْتٍ فَسَاوَمْتُهُ فِيمَنْ سَاوَمَهُ مِنَ التُّجَّارِ، حَتَّى ابْتَعْتُهُ مِنْهُ، حَتَّى (2) قَالَ: فَقَامَ إِلَيَّ رَجُلٌ فَرَبَّحَنِي فِيهِ حَتَّى أَرْضَانِي، قَالَ: فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ لِأَضْرِبَ عَلَيْهَا، فَأَخَذَ رَجُلٌ بِذِرَاعِي مِنْ خَلْفِي، فَالْتَفَتُّ إِلَيْهِ، فَإِذَا هُوَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، فَقَالَ: لَا تَبِعْهُ حَيْثُ ابْتَعْتَهُ حَتَّى تَحُوزَهُ إِلَى رَحْلِكَ، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ نَهَى عَنْ ذَلِكَ. فَأَمْسَكْتُ يَدِي (3).

(1) إسناده حسن من أجل ابن أبي الزناد. وهو مكرر (21619) بإثر حديث سليمان بن داود.

(2)

لفظة "حتى" ليست في (ظ 5).

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل ابن إسحاق، وقد توبع، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد.

وأخرجه ابن حبان (4984) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (3499)، والطبراني (4782)، والدارقطني 3/ 13، والحاكم 2/ 40، والبيهقي 5/ 314 من طريق أحمد بن خالد الوهبي، والطبراني (4783) من طريق يونس بن بكير، كلاهما عن ابن إسحاق، به.

وأخرجه الطبراني (4781)، والدارقطني 3/ 12 من طريق جرير بن حازم، والدارقطني 3/ 12 من طريق إسحاق بن حازم، كلاهما عن أبي الزناد، به.

وفي الباب عن ابن عمر سلف برقم (4517)، وانظر تتمة شواهده هناك.

ص: 522

21669 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، أَنَّ خَارِجَةَ بْنَ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيَّ أَخْبَرَهُ أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " تَوَضَّؤُوا مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ "(1).

21670 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ بالْأَسْوَافِ (2) وَمَعِي طَيْرٌ اصْطَدْتُهُ، قَالَ: فَلَطَمَ قَفَايَ، وَأَرْسَلَهُ مِنْ يَدِي، وَقَالَ: أَمَا عَلِمْتَ يَا عُدَيَّ (3) نَفْسِكَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَرَّمَ مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا (4).

21671 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو اليمان: هو الحكم بن نافع، وشعيب: هو ابن أبي حمزة.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(4834)، وفي "مسند الشاميين"(3208) من طريق أبي اليمان، بهذا الإسناد.

وانظر (21598).

(2)

في (م) وسائر النسخ الخطية: بالأسواق، بالقاف وهو خطأ، والصواب ما أثبتنا، وهو موضع بالمدينة.

(3)

في (م) و (ق): عدو.

(4)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف شرحبيل بن سعد.

وأخرجه الطبراني (4912) من طريق سُريج بن النعمان وزكريا بن يحيى زحمويه، عن ابن أبي الزناد، بهذا الإسناد.

وانظر (21576).

ص: 523

أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: مَرَرْتُ بِنَبِيِّ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَتَسَحَّرُ يَأْكُلُ تَمْرًا، فَقَالَ:" تَعَالَ فَكُلْ " فَقُلْتُ: إِنِّي أُرِيدُ الصَّوْمَ. فَقَالَ: " وَأَنَا أُرِيدُ مَا تُرِيدُ " فَأَكَلْنَا، ثُمَّ قُمْنَا إِلَى الصَّلَاةِ، فَكَانَ بَيْنَ مَا أَكَلْنَا، وَبَيْنَ أَنْ قُمْنَا إِلَى الصَّلَاةِ قَدْرُ مَا يَقْرَأُ (1) الرَّجُلُ خَمْسِينَ آيَةً (2).

21672 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، أَنْبَأَنَا سُفْيَانُ بْنُ حُسَينٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا تُبَاعُ ثَمَرَةٌ بِثَمْرَةٍ، وَلَا تُبَاعُ ثَمَرَةٌ حَتَّى يَبْدُوَ صَلَاحُهَا ". قَالَ: فَلَقِيَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ فَقَالَ: رَخَّصَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي عَرَايَا.

قَالَ سُفْيَانُ: الْعَرَايَا نَخْلٌ كَانَتْ تُوهَبُ لِلْمَسَاكِينِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَنْتَظِرُوا بِهَا، فَيَبِيعُونَهَا بِمَا شَاؤُوا مِنْ ثَمَرِهِ (3).

(1) في (م): قدر ما يأكل، وهو خطأ.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل أبي هلال، وهو محمد بن سُليم الراسبي، وقد توبع، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.

وانظر (21585).

(3)

حديث صحيح، سفيان بن حسين ضعيف في الزُّهري، لكنه قد توبع، انظر ما سلف برقم (21584)، وما سلف في مسند ابن عمر برقم (6376).

والنهي عن بيع الثمرة حتى يبدو صلاحها سلف في مسند ابن عمر برقم (4525).

وانظر ما سلف برقم (21615).

ص: 524