الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مسند الإمام أحمد بن حنبل
(164 - 241 هـ)
حقق هذا الجزء وخرج أحاديثه وعلق عليه
شعيب الأرنَؤُوط - عَادل مُرْشِد
جَمال عبد اللَّطيف - عَبد اللَّطيف حِرزَ الله
الجزء السادس والثلاثون
مؤسسة الرسالة
تتمة مسند الأَنصار
حَدِيثُ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ
21673 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ (1) بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " خَيْرُ الشَّهَادَةِ مَا شَهِدَ بِهَا صَاحِبُهَا قَبْلَ أَنْ يُسْأَلَهَا "(2).
21674 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ هِشَامٍ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَمْنَعُوا إِمَاءَ اللهِ الْمَسَاجِدَ، وَلْيَخْرُجْنَ تَفِلَاتٍ "(3).
(1) في نسخة مصححة على هامش (ظ 5): محمد بن أبي بكر بن حَزْم. وقد سلف كذلك برقم (17062).
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد منقطع، فإن عبد الله بن عمرو بن عثمان لم يسمعه من زيد بن خالد، بينهما فيه عبد الرحمن بن أبي عمرة كما سلف بيانه برقم (17062) من هذا الطريق.
إسماعيل بن إبراهيم: هو ابن عُليَّة، وعبد الرحمن بن إسحاق: هو المدني.
وسيأتي من طريق عبد الرحمن بن أبي عمرة عن زيد بن خالد الجهني برقم (21683) و (21687).
(3)
صحيح لغيره، وهذا إسناد قد تفرد به عبد الرحمن بن إسحاق -وهو =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ابن عبد الله بن الحارث المدني- فرواه عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن هشام، ومرةً يقول: ابن عثمان بدلَ ابن هشام، عن بُسْر بن سعيد، عن زيد بن خالد الجُهَني، وعبد الرحمن بن إسحاق صدوق له أخطاء.
وأخرجه البزار في "مسنده"(2772)، وابن المنذر في "الأوسط" 4/ 228، وابن حبان (2211)، والطبراني في "الكبير"(5239)، وابن عدي في "الكامل" 4/ 1612 من طريق بشر بن المفضَّل، والطبراني (5240) من طريق خالد الواسطي، كلاهما عن عبد الرحمن بن إسحاق، بهذا الإسناد. وقال في رواية ابن حبان والطبراني في الموضع الأول: محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان -وهو ابن عفان-، وأما عند الباقين فيقول: محمد بن عبد الله، ويزيدُ عند ابن عدي ابنَ عمرو، هكذا دون بيانِ إن كان ابنَ عثمان أو ابنَ هشام.
وسيأتي برقم (21682) عن ربعي بن إبراهيم عن عبد الرحمن بن إسحاق.
وخالف عبدَ الرحمن بنَ إسحاق فيه إبراهيمُ بن سعد، فرواه عن أبيه وعن صالح بن كيسان، عن محمد بن عبد الله بن عَمرو بن هشام، عن بُكير بن عبد الله بن الأشجِّ، عن بسر بن سعيد، عن زينب الثقفية امرأة عبد الله بن مسعود: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرها أن لا تَمسَّ طيباً إذا خرجت إلى العِشاء الآخرة. فأما روايته عن أبيه، فأخرجها الطيالسي (1652)، والبخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 142، والنسائي 8/ 155، وابن حبان (2212)، والطبراني في "الكبير" 24/ (722). وبعضهم لا يذكر فيه سعد بن إبراهيم والد إبراهيم.
وأما روايته عن صالح بن كيسان فستأتي في "المسند" 6/ 363.
ورواه إبراهيم كذلك عن عبد الله بن مسلم أخي الزهري، عن بكير بن الأشج، أخرجه مِن هذا الطريق الطبراني 24/ (721).
ورواه مخرمة بن بكير بن عبد الله بن الأشج عند مسلم (443)(141)، ومحمد بن عجلان عند مسلم (443)(142)، والنسائي 8/ 154 - 155، وابن حبان (2215)، والطبراني 24/ (718) و (719) و (720)، والليث بن سعد عند =
21675 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ (1)، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حِبَّانَ، عَنْ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ: أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَشْجَعَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم تُوُفِّيَ يَوْمَ خَيْبَرَ، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ " فَتَغَيَّرَ وُجُوهُ النَّاسِ مِنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: " إِنَّ صَاحِبَكُمْ
= النسائي 8/ 155، وابن جريج عند الطبراني 24/ (717)، أربعتهم عن بكير بن عبد الله بن الأشج، عن بُسْر بن سعيد، عن زينب امرأة عبد الله.
ورواه محمد بن عجلان عن يعقوب بن عبد الله بن الأشج عند النسائي 8/ 154، وعاصم بن عبد العزيز الأشجعي عن الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب عند الطبراني 24/ (724)، كلاهما (يعقوب والحارث) عن بسر بن سعيد، عن زينب الثقفية.
ورواه الزهري محمد بن مسلم، عن بُسْر بن سعيد، عن زينب عند النسائي 8/ 155، وقال: وهذا غير محفوظ من حديث الزهري.
ورواه يزيد بن خُصَيفة عن بُسر بن سعيد عن أبي هريرة، أخرجه مسلم (444)، والنسائي 8/ 154، ولفظه:"أيما امرأة أصابت بخوراً، فلا تشهد معنا العشاء الآخرة"، وقال النسائي: لا أعلم أحداً تابع يزيد بن خُصيفة عن بسر بن سعيد على قوله: عن أبي هريرة.
ويشهد لحديث زيد بن خالد بتمامه حديثُ أبي هريرة، وقد سلف برقم (9645)، وسنده حسن.
وحديث عائشة، وسيأتي 6/ 69 - 70، وسنده حسن.
وقوله: "وليخرجن تفلات" قال ابن الأثير: أي: تاركات للطيب، يقال: رجل تَفِلٌ، وامرأة تَفِلَةٌ ومِتْفال.
وروي أيضاً من حديث ابن عمر، لكن دون قوله:"وليخرجن تفلات"، أخرجه الشيخان، وقد سلف في مسنده برقم (4655).
(1)
قوله: "عن يحيى بن سعيد" سقط من (م).
غَلَّ فِي سَبِيلِ اللهِ " فَفَتَّشْنَا مَتَاعَهُ فَوَجَدْنَا خَرَزًا مِنْ خَرَزِ يَهُودَ مَا يُسَاوِي دِرْهَمَيْنِ (1).
21676 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا عَطَاءٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا، كَانَ لَهُ - أَوْ كُتِبَ لَهُ - مِثْلُ أَجْرِ الصَّائِمِ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا.
وَمَنْ جَهَّزَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللهِ، كَانَ لَهُ - أَوْ كُتِبَ لَهُ - مِثْلُ أَجْرِ الْغَازِي فِي أَنَّهُ لَا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الْغَازِي شَيْئًا " (2).
(1) إسناده محتمل للتحسين. وقد سلف الكلام عليه برقم (17031).
يحيى بن سعيد شيخ المصنف: هو القطان، وشيخه يحيى بن سعيد: هو الأنصاري.
وأخرجه المزي في ترجمة أبي عمرة من "تهذيب الكمال" 34/ 140 - 141 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحميدي (815)، وأبو داود (2710)، والنسائي 4/ 64، وابن حبان (4853)، والحاكم 2/ 127، والبيهقي في "دلائل النبوة" 4/ 255 من طريق يحيى بن سعيد القطان، به. وقرن أبو داود والحاكم والبيهقي بيحيى القطان بشرَ بنَ المفضل.
(2)
الشطر الأول من الحديث حسن لغيره، والشطر الثاني صحيح، وقد سلف الحديث برقم (17033) عن يعلى بن عبيد، عن عبد الملك بن أبي سليمان العرزمي. عن عطاء بن أبي رباح، عن زيد بن خالد. وعطاء لم يسمع من زيد كما سلف بيانُه.
وأخرجه الترمذي (1630)، والبزار في "مسنده"(3775)، وابن حبان (4633) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. =
21677 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " صَلُّوا فِي بُيُوتِكُمْ، وَلَا تَتَّخِذُوهَا قُبُورًا "(1).
21678 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي لَبِيدٍ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَنْطَبٍ، عَنْ خَلَّادِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " جَاءَنِي جِبْرِيلُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، مُرْ أَصْحَابَكَ، فَلْيَرْفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ بِالتَّلْبِيَةِ، فَإِنَّهَا مِنْ شَعَائِرِ الْحَجِّ "(2).
= وأخرجه عبد بن حميد (276)، والدارمي (1702) عن يعلى بن عبيد، عن عبد الملك بن أبي سليمان، به. واقتصر الدارمي على الشطر الأول منه: "من فطر صائماً
…
".
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد منقطع كسابقه.
وأخرجه البزار في "مسنده"(3777) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 255 عن هشيم بن بشير، عن عبد الملك بن أبي سليمان، به.
وسلف برقم (17030) من طرق عن عبد الملك بن أبي سليمان.
(2)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير المطلب بن عبد الله ابن حنطب، وخلاد بن السائب -وهو ابن خلاد الأنصاري- فقد روى لهما أصحاب السنن، وهما ثقتان.
وأخرجه ابن ماجه (2923)، وابن خزيمة (2628)، وابن حبان (3803)، والطبراني في "الكبير"(5170)، والحاكم 1/ 450 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرجه ابن سعد 2/ 178 من طريق أبي أحمد الزبيري، وعبد بن حميد (274)، والبيهقي 5/ 42 من طريق عبد الرزاق، كلاهما عن سفيان الثوري، به. ولفظه عند ابن سعد: "
…
فقال لي: ارفع صوتك بالإهلال
…
".
وخالف أبا أحمد الزبيري وعبدَ الرزاق قبيصةُ بن عقبة عند البخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 150، والطبراني في "الكبير"(5168)، ومعاذُ بنُ هشام عند الطبراني (5169)، فقالا: خلَّاد بن السائب عن أبيه عن زيد بن خالد، بزيادة: عن أبيه، وهذه رواية غير محفوظة.
وأخرجه البخاري في "تاريخه" 4/ 150، والبزار في "مسنده"(3763) والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(5784)، والطبراني (5171) و (5172) من طريق موسى بن عقبة، عن عبد الله بن أبي لبيد، به. ولفظه عند الطحاوي:"فقال لي: ارفع صوتك بالإهلالِ".
وخالف موسى بنَ عقبة -وهو ثقة من رجال الشيخين- أُسامةُ بن زيد الليثي -وهو حسن الحديث- عند ابن خزيمة (2630)، والحاكم 1/ 450، والبيهقي 5/ 42، فقال: عن ابن أبي لبيد عن المطلب عن أبي هريرة، وقد سلف في مسنده برقم (8314)، وبَيَّنَّا هناك أن أسامة بن زيد الليثي قد أخطأ فيه.
وأخرجه ابن خزيمة (2629)، والطحاوي في "شرح المشكل"(5785) من طريق موسى بن عقبة، عن المطلب، عن خلاد، عن زيد بن خالد، ولفظه عند ابن خزيمة:"أتاني جبريل فقال لي: أَشعِر بالتلبية، فإنها شعار الحج ".
وروي الحديث من طريق عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، عن خلاد بن السائب بن خلاد، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد سلف في مسنده برقم (16567)، وهذا هو الذي صححه البخاري فيما نقله عنه الترمذي في "العلل" 1/ 377.
وقال ابن حبان: سمع هذا الخبر خلاد بن السائب من أبيه، ومن زيد بن خالد الجهني، ولفظاهما مختلفان، وهما طريقان محفوظان. =
21679 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ. وَأَبُو النَّضْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَسُبُّوا الدِّيكَ، فَإِنَّهُ يَدْعُو إِلَى الصَّلَاةِ ".
قَالَ أَبُو النَّضْرِ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ سَبِّ الدِّيكِ، وَقَالَ:" إِنَّهُ يُؤَذِّنُ بِالصَّلَاةِ "(1).
* 21680 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ قَيْسٍ أَخْبَرَهُ عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ أَنَّهُ قَالَ: لَأَرْمُقَنَّ اللَّيْلَةَ صَلَاةَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَتَوَسَّدْتُ عَتَبَتَهُ أَوْ فُسْطَاطَهُ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ طَوِيلَتَيْنِ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَهُمَا دُونَ اللَّتَيْنِ قَبْلَهُمَا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ دُونَ اللَّتَيْنِ قَبْلَهُمَا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ دُونَ اللَّتَيْنِ قَبْلَهُمَا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ دُونَ اللَّتَيْنِ قَبْلَهُمَا، ثُمَّ أَوْتَرَ، فَذَلِكَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ.
= وقال الحاكم: هذه الأسانيد كلها صحيحة وليس يعلِّل واحد منها الآخر، فإن السلف رضي الله عنهم كان يجتمع عندهم الأسانيد لمتن واحد كما يجتمع عندنا الآن.
(1)
رجاله ثقات رجال الشيخين، وقد اختلف في وصله وإرساله كما سلف بيانه برقم (17034).
وأخرجه عبد بن حميد (278)، وابن حبان (5731) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
قَالَ عَبْدُ اللهِ: وحَدَّثَنَا مُصْعَبٌ، حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ أَخْبَرَهُ عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ.
وَلَمْ يَذْكُرْ عَبْدَ الرَّحْمَنِ فِي حَدِيثِ مَالِكٍ " عَنْ أَبِيهِ "، وَالصَّوَابُ مَا رَوَى مُصْعَبٌ:" عَنْ أَبِيهِ ".
وَكَذَا حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنَا مَعْنٌ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ أَخْبَرَهُ عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ. وَالصَّوَابُ مَا قَالَ مُصْعَبٌ ومَعْنٌ:" عَنْ أَبِيهِ "، وَلَمْ يَذْكُرْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فِيهِ:" عَنْ أَبِيهِ "، وَهِمَ فِيهِ (1).
(1) إسناد الحديث صحيح، وقد سقط من إسناده في رواية عبد الرحمن بن مهدي وحده عن مالك: أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم والد عبد الله، والصواب ما قاله غيره عن مالك بذِكْره فيه، كما قال عبد الله بن أحمد.
عبد الرحمن: هو ابن مهدي، ومالك: هو ابن أنس الإمامُ صاحب المذهب، ومصعب: هو ابن عبد الله الزبيري، وأبو موسى الأنصاري: هو إسحاق بن موسى بن عبد الله، ومعن: هو ابن عيسى الأشجعي المدني.
وأخرجه المزي في ترجمة عبد الله بن قيس من "تهذيب الكمال" 15/ 454 - 455 بإسنادَيْ عبد الله بن أحمد، عن شيخيه مصعب وأبي موسى، ولم يخرِّجه من طريقه عن أبيه.
وهو في "الموطأ" رواية يحيى الليثي 1/ 122 بذكر أبي بكر بن محمد بن حزم، ومن طريق مالك أخرجه عبد الرزاق (4712)، وعبد بن حميد (273)، ومسلم (765)، وأبو داود (1366)، وابن ماجه (1362)، والترمذي في "الشمائل"(266)، والنسائي في "الكبرى"(1336)، وأبو عوانة (2286) و (2287)، والطحاوي 1/ 290، وابن حبان (2608)، والطبراني (5245)،
والبيهقي 3/ 8، وابن عبد البر في "التمهيد" 17/ 288 - 289. =
21681 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَرْبٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ، حَدَّثَنِي بُسْرُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ خَالِدٍ الْجُهَنِيُّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ جَهَّزَ غَازِيًا، فَقَدْ غَزَا، وَمَنْ خَلَفَ غَازِيًا فِي أَهْلِهِ بِخَيْرٍ، فَقَدْ غَزَا "(1).
21682 -
حَدَّثَنَا رِبْعِيٌّ - يَعْنِي ابْنَ إِبْرَاهِيمَ -، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ هِشَامٍ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَمْنَعُوا إِمَاءَ اللهِ الْمَسَاجِدَ، وَلْيَخْرُجْنَ تَفِلَاتٍ "(2).
21683 -
حَدَّثَنَا أَبُو نُوحٍ قُرَادٌ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَمْرَةَ
= وأخرجه الطبراني (5246) من طريق زهير بن محمد، عن عبد الله بن أبي بكر، عن أبيه، به.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. حرب: هو ابن شَدَّاد، ويحيى: هو ابن أبي كثير، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف.
وأخرجه الترمذي (1631)، والنسائي 6/ 46 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن حَرْب بن شداد، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: هذا حديث صحيح.
وقد سلف الحديث من طريق عطاء بن أبي رباح عن زيد بن خالد ضمن الحديث رقم (17033)، وإسناده منقطع، ومن طريق بسر بن سعيد عن زيد بن خالد برقم (17045)، وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
(2)
صحيح لغيره، وقد سلف الكلام على إسناده برقم (21674).
عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ الشُّهَدَاءِ؟ الَّذِي يَأْتِي بِشَهَادَتِهِ قَبْلَ أَنْ يُسْأَلَهَا " أَوْ " يُخْبِرُ بِشَهَادَتِهِ قَبْلَ أَنْ يُسْأَلَهَا "(1).
21684 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ " قَالَ: فَكَانَ زَيْدٌ يَرُوحُ إِلَى الْمَسْجِدِ وَسِوَاكُهُ عَلَى أُذُنِهِ بِمَوْضِعِ قَلَمِ الْكَاتِبِ، مَا تُقَامُ صَلَاةٌ إِلَّا اسْتَاكَ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ (2).
21685 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ مَوْلًى لِجُهَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَنْهَى عَنِ النُّهْبَةِ وَالْخُلْسَةِ (3).
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح، لكن سقط منه هنا: أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، ومن رواية عبد الرزاق عن مالك كما في "التمهيد" 17/ 294، والمحفوظ عن أصحاب مالك الثقات إثباته، وهو الصواب كما قال أبو عمر في "التمهيد"، وانظر (17040).
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، محمد بن إسحاق مدلس ولم يصرح بسماعه، لكنه قد توبع كما في الرواية السالفة برقم (17048).
وقد سلف برقم (17032) عن يعلى ومحمد ابني عُبيدٍ، عن محمد بن إسحاق.
(3)
حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عبد الرحمن بن زيد بن خالد، =
21686 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، حَدَّثَنِي الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عَنِ اللُّقَطَةِ فَقَالَ: " عَرِّفْهَا سَنَةً، فَإِنْ جَاءَ بَاغِيهَا، فَأَدِّهَا إِلَيْهِ، وَإِلَّا فَاعْرِفْ عِفَاصَهَا وَوِكَاءَهَا، ثُمَّ كُلْهَا، فَإِنْ جَاءَ بَاغِيهَا، فَأَدِّهَا إِلَيْهِ "(1).
= ولإبهام الراوي عنه. يزيد: هو ابن هارون، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة.
وأخرجه ابن أبي شيبة 7/ 59، والطبراني (5265) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. ولفظه:"نهى عن النُّهبة والمُثْلة".
ويشهد للمُثْلة حديث المغيرة بن شعبة سلف برقم (18152). وانظر تتمة شواهده هناك.
وقد سلف حديث زيد بن خالد برقم (17052) عن هاشم بن القاسم عن ابن أبي ذئب.
(1)
إسناده قوي على شرط مسلم، الضحاك بن عثمان -وهو ابن عبد الله ابن خالد الحِزَامي- من رجاله، وهو صدوق لا بأس به، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. أبو النضر: هو سالم بن أبي أُمية.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" كما في "التحفة" 3/ 230 - 231، وأبو عوانة (6434) و (6435)، والطحاوي 4/ 138 من طريق محمد بن إسماعيل بن أبي فديك -وقرن به النسائيُّ أبا بكر الحنفي- بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (1706) من طريق محمد بن إسماعيل بن أبي فديك، عن الضحاك بن عثمان، عن بسر بن سعيد، عن زيد بن خالد الجهني. قلنا: ليس فيه ذكر الواسطة بين الضحاك وبسر بن سعيد، وهو سالم أبو النضر، كذلك هو في جميع النسخ التي بين أيدينا من "السنن" لكن أورده المزي في "التحفة" 3/ 230 وعزاه إلى أبي داود، وذكر في إسناده سالماً أبا النضر، فلعله قد وقع في نسخ "السنن" سقط قديم، والله تعالى أعلم. =
21687 -
حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي أُبَيُّ بْنُ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، حَدَّثَنِي خَارِجَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي عَمْرَةَ الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ خَالِدٍ الْجُهَنِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" خَيْرُ الشُّهُودِ مَنْ أَدَّى شَهَادَتَهُ قَبْلَ أَنْ يُسْأَلَهَا "(1).
21688 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، أَخْبَرَنِي يَعْقُوبُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ؛ قَالَ يَحْيَى: وَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " قُرَيْشٌ وَالْأَنْصَارُ وَأَسْلَمُ وَغِفَارٌ - أَوْ غِفَارٌ وَأَسْلَمُ - وَمَنْ كَانَ مِنْ أَشْجَعَ وَجُهَيْنَةَ
= وأخرجه كذلك بإسقاط سالمٍ الطبرانيُّ في "الكبير"(5237) من طريق ابن أبي فديك، به.
وسلف برقم (17046) عن أبي بكر الحنفي، عن الضحاك بن عثمان.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف أُبيِّ بن عباس بن سهل، وقد وهمَ فزادَ في إسناد هذا الحديث خارجةَ بن زيد بن ثابت، وخالفَ بذلك عبدَ الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، وهو ثقة من رجال الشيخين، وخالف كذلك محمدَ بن عمارة بن عمرو بن حزم، وهو صدوق من رجال السنن.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 188، وابن ماجه (2364)، والترمذي (2297)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2551)، والطبراني في "الكبير"(5183)، وابن عدي في "الكامل" 1/ 411، والبيهقي 10/ 159 من طريق زيد بن الحباب، بهذا الإسناد.
وانظر الأرقام (17040) و (17047) و (21673).
- أَوْ جُهَيْنَةَ وَأَشْجَعَ - حُلَفَاءُ، مَوَالِيَّ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللهِ وَلَا رَسُولِهِ مَوْلًى " (1).
21689 -
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ مَسَّ فَرْجَهُ فَلْيَتَوَضَّأْ "(2).
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، إسماعيل بن عيَّاش وإن كان في روايته عن غير أهل بلده كلام، متابع، ويعقوب بن خالد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وله ترجمة في "التعجيل"(1198)، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. يحيى بن سعيد: هو الأنصاري، وأبو صالح السَّمَّان: اسمه ذكوان.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(5248) من طريق إسماعيل بن أبي أويس، عن أبيه، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، بهذا الإسناد.
وأخرجه أيضاً (5247) من طريق عبد الله بن صالح، عن الليث بن سعد، عن يحيى بن سعيد، عن يعقوب بن إبراهيم، عن أبي صالح السمان، عن زيد بن خالد. وعبد الله بن صالح سيئ الحفظ.
وفي الباب عن أبي هريرة سلف برقم (7904)، وانظر تتمة شواهده هناك.
(2)
إسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سَعْد الزهري.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 73، والطبراني في "الكبير"(5222)، وابن عدي في "الكامل" 6/ 2125 من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 163، والبزار في "مسنده"(3762)، والطحاوي =
21690 -
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي عُمَارَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ طُعْمَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: قَسَمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي أَصْحَابِهِ غَنَمًا لِلضَّحَايَا، فَأَعْطَانِي عَتُودًا جَذَعًا مِنَ الْمَعْزِ، قَالَ: فَجِئْتُهُ بِهِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهُ جَذَعٌ! قَالَ:" ضَحِّ بِهِ " فَضَحَّيْتُ بِهِ (1).
21691 -
حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ (2)، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ - يَعْنِي ابْنَ الدَّرَاوَرْدِيِّ -،
= 1/ 73، والطبراني (5221) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، عن محمد ابن إسحاق، به.
وأخرجه ابن عدي 1/ 196 من طريق عبد الملك بن جريج، عن محمد بن مسلم بن شهاب الزهري، به. وقرن بزيد بن خالدٍ عائشةَ، وقال: هو من حديث ابن جريج عن الزهري غير محفوظ.
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو بن العاص، سلف برقم (7076)، وانظر تتمة شواهده هناك.
(1)
إسناده حسن، ابن إسحاق وعمارة بن عبد الله حَسَنا الحديث.
وأخرجه ابن حبان (5899) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (2798)، والبزار في "مسنده"(3776)، والطبراني في "الكبير"(5217) و (5218) و (5219) و (5220)، والبيهقي 9/ 270 من طرق عن محمد بن إسحاق، به.
وفي الباب عن عقبة بن عامر سلف برقم (17304).
الجَذَع من أولاد المَعْز: ابن خمسة أَشهر، والعَتُود: ما رَعَى وقوي.
(2)
زاد في (م) وحدها بعد هذا: "حدثنا عبد الرحمن" وهذه الزيادة لم ترد في شيء من نسخنا الخطية ولا في "أطراف المسند" 2/ 405 ولا في "جامع المسانيد" 2/ ورقة 54.
عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ صَلَّى سَجْدَتَيْنِ لَا يَسْهُو فِيهِمَا، غَفَرَ اللهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ "(1).
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله رجال الصحيح إلَّا أنه منقطع، فإن زيد بن أسلم لم يسمع من زيد بن خالد، بينهما فيه عطاء بن يسار كما سلف برقم (17054)، وفي إسناده هناك لِينٌ. سريج: هو ابن النعمان، وعبد العزيز ابن الدراوردي: هو عبد العزيز بن محمد بن عبيد.
حَدِيث أَبِي الدَّرْدَاءِ
(1)
21692 -
حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ عُمَرَ (2) الدِّمَشْقِيِّ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، قَالَتْ: حَدَّثَنِي أَبُو الدَّرْدَاءِ: أَنَّهُ سَجَدَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِحْدَى عَشْرَةَ سَجْدَةً، مِنْهُنَّ النَّجْمُ (3).
(1) أبو الدرداء: عويمر بن زيد بن قيس، ويقال: عويمر بن عامر، وقيل غير ذلك، مشهور بكنيته، أنصاري خزرجي، حكيم هذه الأمة.
أسلم يوم بدر، ثم شهد أحداً، وأبلى فيها بلاء حسناً.
وهو معدود فيمن جمع القرآن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتصدر للإقراء بدمشق في خلافة عثمان، وقبل ذلك، وولي القضاء بدمشق في دولة عثمان، فهو أول من ذُكِرَ من قضاتها.
اختلف في وفاته، والأصح عند أصحاب الحديث أنه مات في خلافة عثمان.
انظر "السير" 2/ 335 - 354، و"الإصابة" 4/ 747.
(2)
تحرف في (م) إلى: عَمرو.
(3)
إسناده ضعيف لجهالة عُمر الدمشقي: وهو ابن حيان، وهو منقطع أيضاً بينه وبين أم الدرداء، قاله البخاري في "تاريخه" 6/ 206.
وأخرجه ابن ماجه (1055)، والمزي في "تهذيب الكمال" 21/ 314 في ترجمة عمر بن حيان الدمشقي من طريق حرملة بن يحيى، والترمذي (568) من طريق سفيان بن وكيع، كلاهما عن عبد الله بن وهب، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (1056)، والبيهقي 2/ 313 من طريق عثمان بن فائد، عن عاصم بن رجاء بن حيوة، عن المهدي بن عبد الرحمن، عن أم الدرداء، =
21693 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي زَكَرِيَّا الْخُزَاعِيِّ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّكُمْ تُدْعَوْنَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَسْمَائِكُمْ وَأَسْمَاءِ آبَائِكُمْ، فَأَحْسِنُوا (1) أَسْمَاءَكُمْ "(2).
= عن أبي الدرداء، قال: سجدت مع النبي صلى الله عليه وسلم إحدى عشرة سجدة ليس فيها من المفصل شيء، وذكرها ولم يذكر فيها سورة النجم. وإسناده ضعيف لضعف عثمان بن فائد وعاصم بن رجاء وجهالة المهدي بن عبد الرحمن.
وأخرجه البيهقي 2/ 313 من طريق بحر بن نصر، عن عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال، عمن أخبره عن أبي الدرداء.
قال أبو داود بإثر حديث رقم (1401): رُوي عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم إحدى عشرة سجدة، وإسناده واهٍ.
وسيأتي 6/ 442 من طريق عمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال، عن عمر بن حيان الدمشقي، قال: سمعت مخبراً يخبر عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء.
وفي باب السجود في النجم عن ابن مسعود سلف برقم (3682)، وانظر تتمة شواهده هناك.
وقد روي عن زيد بن ثابت: أنه قرأ النجم عند النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسجد فيها، سلف برقم (21591)، وانظر كلامنا عليه هناك.
(1)
في (م): فحسِّنوا.
(2)
إسناده ضعيف لانقطاعه، فإن عبد الله بن أبي زكريا لم يسمع من أبي الدرداء. عفان: هو ابن مسلم، وهشيم: هو ابن بشير السُّلمي، وداود بن عمرو: هو الأودي.
وأخرجه الدارمي (2694) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد بن حميد (213)، وأبو داود (4948)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(2584)، وابن حبان (5818)، وأبو نعيم في "الحلية" 5/ 152 =
21694 -
حَدَّثَنَا عِصَامُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ الْغَسَّانِيُّ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيِّ، عَنْ بِلَالِ بْنِ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" حُبُّكَ الشَّيْءَ يُعْمِي وَيُصِمُّ ".
قَالَ: وَحَدَّثَنَاهُ أَبُو الْيَمَانِ، لَمْ يَرْفَعْهُ، وَرَفَعَهُ الْقُرْقُسَانِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ (1).
= و 9/ 58 - 59، والبيهقي في "السنن" 9/ 306، وفي "الشعب"(8633)، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة"(3360) من طرق عن هشيم بن بشير، به.
وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم غيّر أسماء بعض الصحابة، انظر حديث ابن عباس السالف برقم (2334)، وحديث عبد الرحمن بن أبي سبرة السالف برقم (17604)، وحديث بشير بن الخصاصية الآتي برقم (21956)، وحديث عبد الله بن سلام الآتي 5/ 451.
(1)
صحيح موقوفاً، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي بكر بن أبي مريم. وأورده السيوطي في "الدرر المنتثرة"(186)، وقال: الوقف أشبه.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 107، والدولابي في "الكنى" 1/ 101 من طريق عصام بن خالد الحضرمي، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(1454)، وابن عدي في "الكامل" 2/ 472 من طريق محمد بن مصعب القرقساني، به.
وأخرجه عبد بن حميد (205)، والبخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 107، وأبو داود (5130)، والطبراني في "الأوسط"(4356)، وفي "الشاميين"(1454)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(219)، والبيهقي في "الشعب"(411) من طرق عن أبي بكر بن عبد الله، به.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 107 و 3/ 171 - 172 من طريق =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= الوليد بن مسلم، عن أبي بكر بن عبد الله، به. وليس في إسناده خالد بن محمد.
وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(1468) من طريق بقية بن الوليد، عن أبي بكر بن أبي مريم، عن حبيب بن عبيد، عن بلال بن أبي الدرداء، به.
وأخرجه موقوفاً البخاري في "التاريخ" 2/ 107 وعلقه فيه 3/ 172 من طريق سعيد بن أبي أيوب، عن حميد بن مسلم، عن بلال بن أبي الدرداء، عن أبيه. وحميد تفرد بالرواية عنه سعيد بن أبي أيوب.
وأخرجه موقوفاً البيهقي في "الشعب"(412) من طريق حريز بن عثمان، عن بلال بن أبي الدرداء، عن أبيه. وإسناده صحيح.
وأخرجه أبو الشيخ في "الأمثال"(115) من طريق بقية بن الوليد، حدثنا صفوان بن عمرو، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، قال: كنا في قافلة فخرج علينا بلال بن أبي الدرداء فقطع علينا الحديث فقلنا: ابن صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: سمعت أبي، فذكره مرفوعاً. وبقية ضعيف.
وسيأتي 6/ 450.
قال السندي: حبك الشيء يعمي ويصم، من الإعْماءِ والإصْمامِ، أي: يُجعل أعمى عن رؤية معايبه، وأصم عن سماع قبائحه، قال سراج الدين القزويني: هذا الحديث موضوع، وقال المنذري [مختصر سنن أبي داود 8/ 31]: يُروى عن بلال، عن أبيه موقوفاً عليه غير مرفوع، وقيل: إنه أشبه بالصواب. وقال الحافظ ابن حجر: أما بلال فثقة، وأما خالد، فوثقه أبو حاتم الرازي، وأما أبو بكر فضعيف من قبل حفظه، وكان مستقيم الأمر في الحديث، فطرقه لصوصٌ فتغير عقله، وصار يأتي بالغرائب التي لا توجد إلا عنده، فعدُّوه فيمن اختلط ولم يميز، وهو خبر بمعنى التحذير من اتباع الهوى، فإن الذي يسترسل في اتباع الهوى لا يبصر قبيح ما يفعله، ولا يسمع نهي من ينصحه، وإنما يقع ذلك لمن يحب أحوال نفسه، ولا ينتقد عليها. انتهى. وقيل في معناه: يعمي =
21695 -
حَدَّثَنَا عِصَامُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ ضَمْرَةَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" مِنْ فِقْهِ الرَّجُلِ رِفْقُهُ فِي مَعِيشَتِهِ "(1).
21696 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ (2)، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ، وَإِنَّ أَحَدَنَا لَيَضَعُ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ مِنْ شِدَّةِ الْحَرِّ، وَمَا مِنَّا صَائِمٌ، إِلَّا
= عن عيوب المحبوب، وقيل: عن كل شيء سوى المحبوب. وقال الحافظ صلاح الدين العلائي: والحديث ضعيف، لا ينتهي إلى درجة الحسن أصلاً، ولا يقال فيه: موضوع، وقيل: معناه: يعمي ويصم عن الآخرة، وفائدته النهي عن حب ما لا ينبغي الإغراق في حبه، ذكره السيوطي في حاشية أبي داود.
(1)
إسناده ضعيف لضعف أبي بكر بن عبد الله بن أبي مريم. ضمرة: هو ابن حبيب بن صهيب الزبيدي.
وأخرجه البيهقي في "الشعب"(6565) من طريق أبي اليمان، عن أبي بكر ابن عبد الله، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 13/ 313 عن جرير، والبيهقي أيضاً (6564) من طريق سفيان، كلاهما عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد: أن رجلاً رقي إلى أبي الدرداء وهو يلتقط حباً فكأنه استحيا، فقال: ارق واصعد، فإن من فقهك رفقك في معيشتك. وسالم لم يدرك أبا الدرداء.
وفي الباب عن ابن عمر عند البيهقي في "الشعب"(6563)، ولفظه:"من فقه الرجل أن يصلح معيشته، قال: وليس من حبك الدنيا طلب ما يصلحك". وإسناده ضعيف.
(2)
في (م) و (ر): حدثنا المغيرة، وهو خطأ.
رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَعَبْدُ اللهِ بْنُ رَوَاحَةَ (1).
21697 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ ثَابِتٍ، أَوْ عَنْ أَبِي ثَابِتٍ: أَنَّ رَجُلًا دَخَلَ مَسْجِدَ دِمَشْقَ فَقَالَ: اللهُمَّ آنِسْ وَحْشَتِي، وَارْحَمْ غُرْبَتِي، وَارْزُقْنِي جَلِيسًا صَالِحًا. فَسَمِعَهُ أَبُو الدَّرْدَاءِ فَقَالَ: لَئِنْ كُنْتَ صَادِقًا، لَأَنَا أَسْعَدُ بِمَا قُلْتَ مِنْكَ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سعيد بن عبد العزيز، فمن رجال مسلم. أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن حجاج الخولاني، وإسماعيل بن عبيد الله: هو ابن أبي المهاجر.
وأخرجه الشافعي في "السنن المأثورة"(314)، ومسلم (1122)(108)، وأبو داود (2409)، والطبري في "تهذيب الآثار"(مسند ابن عباس)(253)، وأبو عوانة (2808)، والطبراني في "مسند الشاميين"(278)، وتمام الرازي في "فوائده"(567) و (568)، وأبو نعيم في "الحلية" 8/ 274، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار"(8779)، والبغوي في "شرح السنة"(1765) من طرق عن سعيد بن عبد العزيز، بهذا الإسناد. ووقع في رواية الوليد بن مسلم عن سعيد بن عبد العزيز عند مسلم وأبي داود وأبي عوانة في أحد موضعيه: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان.
وقد شك الشافعي في روايته، فقال: ابن رواحة أو ابن حذافة.
وأخرجه البخاري (1945)، والطبراني في "الشاميين"(559) من طريق عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن إسماعيل بن عبيد الله، به.
وسيأتي من طريق إسماعيل بن عبيد الله وعثمان بن حيان مقرونين 6/ 444، ومن طريق عثمان بن حيان وحده برقم (21698).
قال الحافظ في "الفتح" 4/ 183: وفي الحديث دليل على أن لا كراهة في الصوم في السفر لمن قوي عليه، ولم يصبه منه مشقة شديدة.
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " {فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ} [فاطر: 32] يَعْنِي: الظَّالِمَ يُؤْخَذُ مِنْهُ فِي مَقَامِهِ ذَلِكَ، فَذَلِكَ الْهَمُّ وَالْحَزَنُ {وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ} قَالَ: يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا {وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللهِ} قَالَ: الَّذِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ "(1).
(1) إسناده ضعيف، ثابت أو أبو ثابت، لم ينسبه البخاري في "تاريخه" 9/ 17 - 18، وأبو حاتم في "الجرح والتعديل" 9/ 352، وذهب الهيثمي في "المجمع" 7/ 95 إلى أنه ثابت بن عبيد، وهو من رجال مسلم! وقد اختلف في إسناده على الأعمش كما سيأتي في التخريج، وسيأتي بإسنادٍ آخر برقم (21727) رجاله رجال الصحيح إلا أن فيه انقطاعاً.
وسيتكرر الحديث 6/ 444.
وأخرجه الطبري في "التفسير" 22/ 137 من طريق أبي أحمد الزبيري، عن سفيان، عن الأعمش، قال: ذكر أبو ثابت أنه دخل المسجد فجلس إلى جنب أبي الدرداء، فقال: اللهم آنس وحشتي
…
فالجليس هنا هو أبو ثابت نفسه، وليس الرجل الذي لم يسم.
وأخرجه الحاكم 2/ 426، والبيهقي في "البعث"(58) من طريق جرير، عن الأعمش، عن رجل سماه، عن أبي الدرداء مختصراً بالتفسير، دون قصة الدعاء.
وأخرجه البغوي في "التفسير" 3/ 571 من طريق محمد بن كثير، عن سفيان، عن الأعمش، عن رجل، عن أبي ثابت: أن رجلاً دخل المسجد، فذكره.
وذكره البخاري في "تاريخه" 9/ 17 - 18 من عدة طرق، قال: قال محمد ابن يوسف: عن سفيان، عن الأعمش، عن رجل، عن أبي ثابت، قال لي أبو الدرداء: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم " {وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالخَيْرَاتِ} قال: بغير حساب"- كذا ذكره مختصراً.
ثم قال: قال وكيع: عن سفيان، عن الأعمش، عن ثابت أو أبي ثابت، عن أبي الدرداء. =
21698 -
حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ - يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ - عَنْ عُثْمَانَ بْنِ حَيَّانَ الدِّمَشْقِيِّ، أَخْبَرَتْنِي أُمُّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ فِي الْيَوْمِ الْحَارِّ الشَّدِيدِ الْحَرِّ، حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيَضَعُ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ مِنْ شِدَّةِ الْحَرِّ، وَمَا فِي الْقَوْمِ صَائِمٌ إِلَّا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَعَبْدُ اللهِ بْنُ رَوَاحَةَ (1).
= وقال أبو نعيم: عن سفيان، عن الأعمش، عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم. مرسل، وقال بعضهم: عن سفيان، عن الأعمش، عن أبي زياد، عن أبي الدرداء، ولا يصح.
وقال الحُميدي: عن ابن عُيينة، عن طُعْمَةَ بن عَمرو، عن رجل، عن أبي الدرداء، ولم يصح حديثُه.
وقال محمد بن علي: عن سعيد بن عبد الحميد، قال: عن ابن أبي الزناد، عن موسى بن عقبة، عن علي بن عبد الله الأزدي، عن أبي خالد البكري: أن رجلاً جاء إلى المدينة فلقي أبا الدرداء نحوه.
وفي تفسير الآية عن ابن عباس من قوله عند الطبري في "التفسير" 22/ 133 - 134، والبيهقي في "البعث"(67).
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد من أجل هشام بن سعد وعثمان بن حيان الدمشقي.
وأخرجه عبد بن حميد (208)، وابن ماجه (1663)، والطبري في "تهذيب الآثار"(مسند ابن عباس)(254) من طريق أبي عامر العقدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1122)(109)، وابن ماجه (1663)، وأبو عوانة (2806) و (2807)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 68، وتمام في "فوائده"(569)، والبيهقي 4/ 245، والمزي في "تهذيب الكمال" 19/ 362 في ترجمة عثمان بن حيان من طرق عن هشام بن سعد، به. وقَرن بعثمان بن حيان =
21699 -
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ الْقُرْدُوسِيُّ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ رَجُلٍ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ إِعْطَاءِ السُّلْطَانِ، قَالَ:" مَا آتَاكَ اللهُ مِنْهُ مِنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ وَلَا إِشْرَافٍ، فَخُذْهُ وَتَمَوَّلْهُ ".
قَالَ: وَقَالَ الْحَسَنُ رحمه الله: لَا بَأْسَ بِهَا مَا لَمْ تَرْحَلْ إِلَيْهَا، أَوْ تٌشْرِفْ لَهَا (1).
21700 -
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيْهَا يَوْمًا أَبُو الدَّرْدَاءِ مُغْضَبًا، فَقَالَتْ: مَا لَكَ؟ فَقَالَ: وَاللهِ مَا أَعْرِفُ فِيهِمْ شَيْئًا مِنْ أَمْرِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم إِلَّا أَنَّهُمْ يُصَلُّونَ جَمِيعًا (2). (3)
= إسماعيل بن عبيد عند أبي عوانة.
وانظر ما سلف برقم (21696).
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الرجل عن أبي الدرداء. وسيتكرر 6/ 452.
وفي الباب عن عمر بن الخطاب، سلف برقم (100). وهو في "الصحيحين".
والإشراف: هو أن تحدِّث نفسك بالمال وتتمناه، قال الشاعر:
لقد علمتُ وما الإشرافُ مِن خلقي
…
أنَّ الذي هو رزقي سوف يأتيني
(2)
لفظة "جميعاً" ليست في (ظ 5) و (ر)، وهي مثبتة فيما سيأتي 6/ 443.
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وسالم: هو ابن أبي الجعد.
وهو عند أحمد في "الزهد" ص 172.
وأخرجه البخاري (650) من طريق حفص عن الأعمش، بهذا الإسناد. =
21701 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ يَعِيشَ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ ابْنِ (1) مَعْدَانَ، أَوْ مَعْدَانَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَاءَ فَأَفْطَرَ.
قَالَ: فَلَقِيتُ ثَوْبَانَ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ؟ فَقَالَ: أَنَا صَبَبْتُ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَضُوءَهُ (2).
= وسيأتي 6/ 443.
وفي الباب عن أنس سلف برقم (11977).
(1)
لفظة "ابن" سقطت من (م) و (ق) و (ر)، وأثبتناها من (ظ 5) و"أطراف المسند" 6/ 144 - 145.
(2)
حديث صحيح، ورجاله ثقات، وقد اختلف في إسناده كما سيأتي في التخريج، وأشار إلى ذلك غير واحدٍ من أهل العلم، إلا أن الخلاف كله يدور على الثقات، وليس فيهم راوٍ ضعيف، وقد صححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم وابن منده. وانظر "التلخيص الحبير" 2/ 190، و"نصب الراية" 1/ 40 - 41. وابن معدان: هو خالد بن معدان من رجال الشيخين إلا أن في سماعه من أبي الدرداء شكّاً، ومعدان: هو ابن أبي طلحة، من رجال مسلم وهو ثقة من كبار التابعين، والحديث محفوظ عنه.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 39، والنسائي في "الكبرى" بإثر الحديث (3124) من طريق يزيد بن هارون، عن هشام بن أبي عبد الله الدستوائي، بهذا الإسناد. وذكر فيه معدان من غير شك.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(3124) من طريق أبي النضر، وابن خزيمة (1959)، والحاكم 1/ 426 من طريق أبي بحر عبد الرحمن بن عثمان البكراوي، والطحاوي في "شرح المشكل"(1674) من طريق عبد الوهاب بن عطاء، ثلاثتهم عن هشام بن أبي عبد الله الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن رجل من إخواننا، يريد الأوزاعي، عن يعيش، به. وذكروا فيه معدان بدون =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= شك. واقتصر الحاكم على قوله: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قاء فأفطر.
وسيتكرر في مسند ثوبان برقم (22381).
وأخرجه الحاكم 1/ 426 من طريق حرب بن شداد، عن يحيى بن أبي كثير، عن الأوزاعي، عن يعيش، عن معدان، عن أبي الدرداء وحده.
وسيأتي 6/ 443 عن عبد الصمد، عن عبد الوارث، عن حسين المعلم، عن يحيى بن أبي كثير، عن عبد الرحمن الأوزاعي، عن يعيش بن الوليد، عن أبيه، عن معدان، عن أبي الدرداء.
وسيأتي أيضاً 6/ 449 عن عبد الرزاق، عن معمر، عن يحيى بن أبي كثير، عن يعيش، عن خالد بن معدان، عن أبي الدرداء. وفيه: استقاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فأفطر.
وسيأتي مختصراً من حديث ثوبان في مسنده برقم (22372) و (22443) عن محمد بن جعفر، عن شعبة، عن أبي الجُودي، عن بلج، عن أبي شيبة المهري، عن ثوبان قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قاء فأفطر. وقرن في الموضع الثاني بمحمد بن جعفر حجاجَ بن محمد المصيصي.
وفي الباب عن فَضَالة بن عُبيدٍ، سيأتي (23935)، وهو حديث صحيح.
قوله: "قاء فأفطر" أي: تعمَّد القيء واستدعى به، فقد جاء في رواية معمر في هذا الحديث: "استقاء رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
"، فإن القيء إذا كان عن غير عمدٍ لا يُفطِّر ولا شيء عليه، فقد جاء في حديث أبي هريرة السالف في مسنده برقم (10464) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مَن ذَرَعَه القيء فليس عليه قضاء، ومن استقاء فليقضِ" وإسناده صحيح، وذَرَعه، أي: غَلَبه وخرج منه من غير اختياره. وبمثل حديث أبي هريرة روي عن ابن عمر موقوفاً عليه عند مالك في "الموطأ" 1/ 304 عن نافع عنه.
وقد ذهب البخاري إلى أن حديث أبي هريرة هذا غير محفوظ فيما نقله عنه الترمذي بإثر الحديث (720) من "سننه"! ولذا ذكر في "صحيحه" في كتاب الصيام: باب الحجامة والقيء للصائم، بإسنادٍ له معلَّق عن أبي هريرة أنه قال: إذا قاء فلا يفطر، ويذكر عن أبي هريرة أنه يفطر، قال: والأول أصحُّ. =
21702 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعِيدٍ، حَدَّثَنِي مَوْلَى ابْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي بَحْرِيَّةَ. وحَدَّثَنَا مَكِّيٌّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ أَبِي بَحْرِيَّةَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ - قَالَ مَكِّيٌّ: وَأَزْكَاهَا - عِنْدَ مَلِيكِكُمْ، وَأَرْفَعِهَا فِي
= يعني أنه لا يفطر، وقوله هذا فيه نظرٌ، فإن في سند الأول عنده عمر بن الحكم بن ثوبان، وقد قال هو فيه: ذاهب الحديث، نقله عنه العقيلي في "الضعفاء" 3/ 152، ثم إنه قد ثبت عن أبي هريرة من طريق عطاءِ بن أبي رباح عند النسائي في "الكبرى" (3131) أنه قال: من قاء وهو صائمٌ فليفطر.
قال ابن عبد البر في "الاستذكار" 10/ 184: واختلف العلماء فيمن استقاء بعد إجماعهم على أن من ذَرَعه القيء فلا شيء عليه، فقال مالك والثوري وأبو حنيفة وصاحباه والشافعي وأحمد بن حنبل وإسحاق: من استقاء عامداً فعليه القضاء. قال ابن عبد البر: على هذا جمهور العلماء فيمن استقاء: أنه ليس عليه إلا القضاء، روي ذلك عن عمر وعلي وابن عمر وأبي هريرة وجماعة من التابعين، وهو قول ابن شهاب.
وقال الأوزاعي وأبو ثور: عليه القضاءُ والكفارة مثل كفارة الآكل عمداً في رمضان. وهو قول عطاء بن أبي رباح وعمرو بن دينار، قالوا: إذا كان القيء يُفطِّر الصائم فعلى من تعمَّده [مثل ما] على من تعمَّد الأكلَ أو الشرب أو الجماع، لأنه بهذه أو بواحدةٍ منها يكون مفطراً، ومن تعمَّد الإفطار فعليه القضاء والكفارة.
قلنا: وقد حمل بعضُ أهل العلم حديث ثوبان وأبي الدرداء على أن النبي صلى الله عليه وسلم قاءَ فضعفَ فأفطر، وقد يكون ذلك في صوم تطوُّع كما يفهم من حديث فضالة بن عبيد الآتي في مسنده (23935). وانظر "فتح الباري" 4/ 174 - 175.
وأما ما رواه الترمذي (719) من حديث أبي سعيد الخدري مرفوعاً: "ثلاث لا يُفطِّرن الصائم: الحجامة والقيء والاحتلامُ"، ففيه عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وهو مجمع على ضعفه.
دَرَجَاتِكُمْ، وَخَيْرٍ لَكُمْ مِنْ إِعْطَاءِ الذَّهَبِ وَالْوَرِقِ، وَخَيْرٍ لَكُمْ مِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ، فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ " قَالُوا: وَذَلِكَ! مَا هُوَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " ذِكْرُ اللهِ عز وجل "(1).
(1) إسناده صحيح، رجاله رجال الصحيح غير أبي بحرية -واسمه عبد الله ابن قيس- فمن رجال أصحاب السنن، وهو ثقة، لكن اختلف في رفعه ووقفه، وفي إرساله ووصله، كما سيأتي. مكي: هو ابن إبراهيم بن بشر التميمي، وعبد الله بن سعيد: هو ابن أبي هند، ومولى ابن عياش: هو زياد ابن أبي زياد.
وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" 9/ 469 في ترجمة زياد بن أبي زياد، وأبو نعيم في "الحلية" 2/ 12 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وسقط من مطبوع "تهذيب الكمال" عبد الله بن سعيد في إسناد يحيى بن سعيد القطان.
وأخرجه الحاكم 1/ 496، وعنه البيهقي في "الدعوات"(20) من طريق مكي بن إبراهيم وحده، به. ووقع في مطبوع الحاكم: عن زياد بن أبي زياد وأبي بحرية، وهو خطأ. وزاد في آخره: قال معاذ بن جبل: ما عمل آدمي من عمل أنجى له من عذاب الله من ذِكر الله عز وجل. قلنا: وستأتي هذه الزيادة من طريق زياد بن أبي زياد، أنه بلغه عن معاذ بن جبل مرفوعاً في مسنده برقم (22079). وهو إسناد منقطع.
وأخرجه الطبراني في "الدعاء"(1872) من طريق يحيى بن سعيد القطان وحده، به.
وأخرجه ابن ماجه (3790)، والترمذي (3377)، والبيهقي في "الشعب"(519)، وابن عبد البر في "التمهيد" 6/ 58، والبغوي في "شرح السنة"(1244) من طرق عن عبد الله بن سعيد، به. وزادوا فيه -غير البغوي- قول معاذ بن جبل. قال الترمذي: وقد روى بعضهم هذا الحديث عن عبد الله بن سعيد مثل هذا بهذا الإسناد. ورواه بعضهم عنه فأرسله.
وأخرجه موقوفاً مالك في "الموطأ" 1/ 211 عن زياد بن أبي زياد أنه =
21703 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَأَى امْرَأَةً مُجِحًّا عَلَى بَابِ فُسْطَاطٍ أَوْ طَرَفِ فُسْطَاطٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" لَعَلَّ صَاحِبَهَا يُلِمُّ بِهَا " قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: " لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَلْعَنَهُ لَعْنَةً تَدْخُلُ مَعَهُ فِي قَبْرِهِ، كَيْفَ يُوَرِّثُهُ وَهُوَ لَا يَحِلُّ لَهُ؟! وَكَيْفَ يَسْتَخْدِمُهُ (1) وَهُوَ لَا يَحِلُّ لَهُ؟! "(2).
= قال: قال أبو الدرداء
…
وهذا مع كونه موقوفاً، فيه انقطاع بين زياد بن أبي زياد وبين أبي الدرداء.
وأخرجه موقوفاً الحسين المروزي في زياداته على "زهد ابن المبارك"(1129) من طريق سفيان، عن ليث بن أبي سليم، عن أبي الدرداء.
وأخرجه موقوفاً أيضاً ابن أبي شيبة 13/ 308، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 219، وابن حجر في "نتائج الأفكار" 1/ 96 من طريق عبد الحميد بن جعفر، عن صالح بن أبي عريب، عن كثير بن مرة: سمعت أبا الدرداء. وسنده حسن، رجاله ثقات غير صالح بن أبي عَرِيب، فقد روى عنه جمع وذكره ابن حبان في "الثقات".
وسيأتي من طريق موسى بن عقبة عن زياد بن أبي زياد عن أبي الدرداء دون ذِكر أبي بحرية برقم (21704) و 6/ 447.
وانظر تفسير الحديث في "مرقاة المفاتيح" 3/ 11 - 12.
(1)
تحرف في (م) إلى: يستخدمها، وهو خطأ.
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه الطيالسي (977)، وابن أبي شيبة 4/ 371، والدارمي (2478)، ومسلم (1441)(139)، وأبو داود (2156)، والطحاوي في "شرح المشكل"(1423)، والحاكم 2/ 194، والبيهقي 7/ 449، والبغوي (2395) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وعند أبي داود والحاكم: أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى المرأة في غزوة. =
21704 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، حَدَّثَنِي زِيَادُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ حَدِيثًا يَرْفَعُهُ إِلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ، يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ " فَذَكَرَ الْحَدِيثَ - يَعْنِي حَدِيثَ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ وَمَكِّيٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي زِيَادٍ (1).
21705 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ سَالِمِ بْنِ
= وسيأتي 6/ 446.
وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2318).
وعن أبي سعيد الخدري سلف برقم (11228). وانظر تتمة شواهده عند حديث ابن عباس.
قوله: "مُجحاً" قال السندي: بضم الميم وكسر الجيم وتشديد حاء مهملة: القريبة الولادة، وترك التاء لأنه من صفات النساء كحائض.
قوله: "كيف يورثه وهو لا يحل له؟! وكيف يستخدمه وهو لا يحل له؟! " قال البغوي في "شرح السنة" 9/ 323: يريد أن ذلك الحمل قد يكون من غيره، فلا يحل له استلحاقه وتوريثه، وقد ينفشُّ ما كان حملاً في الظاهر، فتَعلَق الجارية منه فيكون ولداً له لا يحل له استرقاقه واستخدامه، فليجتنب من وطئها حتى تضع الحمل، والله أعلم.
(1)
حديث صحيح كما سلف بيانه عند الرواية (21702)، وهذا إسناد منقطع، زياد بن أبي زياد لم يسمع من أبي الدرداء وقد عُلمت الواسطة بينهما وهو أبو بحرية عبد الله بن قيس بن مخرمة كما سلف.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/ 211 عن زياد بن أبي زياد عن أبي الدرداء موقوفاً. وزاد في آخره عن زياد بن أبي زياد عن معاذ بن جبل موقوفاً: ما عمل ابن آدم من عمل أنجى له من عذاب الله من ذكر الله. وزياد لم يسمع من معاذ بن جبل، وقد سلف تخريج هذه الزيادة عند الحديث (21702).
أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ مَعْدَانَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" أَيَعْجَبُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَقْرَأَ ثُلُثَ الْقُرْآنِ فِي لَيْلَةٍ " قَالُوا: كَيْفَ يُطِيقُ ذَلِكَ - أَوْ مَنْ يُطِيقُ ذَلِكَ -؟ قَالَ: " {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} "(1).
21706 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: سَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ عَنِ الضَّبُعِ، فَكَرِهَهَا، فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ قَوْمَكَ يَأْكُلُونَهُ! قَالَ: لَا يَعْلَمُونَ. فَقَالَ رَجُلٌ عِنْدَهُ: سَمِعْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ، يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ نَهَى عَنْ كُلِّ ذِي نُهْبَةٍ، وَكُلِّ
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير معدان -وهو ابن أبي طلحة- فمن رجال مسلم.
وأخرجه مسلم (811)(259) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن الضريس في "فضائل القرآن"(253)، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 168 من طرق عن شعبة، به.
وأخرجه بنحوه أبو عبيد في "فضائل القرآن" ص 268 - 269، والطبراني في "الأوسط"(2126)، وفي "مسند الشاميين"(2749)، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 2/ 299 من طرق عن قتادة، به.
وأخرجه بنحوه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1219)، وابن عدي 6/ 2278، وابن عبد البر في "التمهيد" 7/ 258 من طريق موسى بن مسلم الصغير، عن هلال بن يساف عن أم الدرداء عن أبي الدرداء، به.
وسيأتي 6/ 442 و 443 و 447.
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو سلف برقم (6613)، وانظر تتمة شواهده هناك.
ذِي خَطْفَةٍ، وَكُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ. قَالَ سَعِيدٌ: صَدَقَ (1).
(1) المرفوع منه صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عبد الله بن يزيد -وهو البكري السعدي- وإبهام الرجل الذي روى الحديث عن أبي الدرداء.
وأخرجه مسدد في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(6449) و (6450)، وأبو يعلى في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(6455) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وجاء في رواية مسدد الأولى النهي عن المُجَثَّمة بدل الخطفة. والمجثمة: هي كل حيوان ينصب ويرمى ليُقْتَل.
وأخرجه عبد الرزاق (8688)، والحميدي (397)، وأحمد بن منيع في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(6453)، وأبو يعلى في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(6454)، والدولابي في "الكنى" 2/ 154 - 155 من طرق عن سهيل ابن أبي صالح، به. وزادوا فيه النهي عن أكل المجثَّمة، غير الدولابي فروايته مقتصرة على النهي عن أكل كل ذي ناب من السباع.
وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(6452) من طريق أبي أيوب الإفريقي، عن صفوان بن سليم، عن سعيد بن المسيب، عن أبي الدرداء. وزاد فيه النهي عن أكل المجثمة، واقتصر الترمذي على هذه الزيادة، فأخرجها في "سننه" (1473). وإسناده حسن في المتابعات والشواهد من أجل أبي أيوب الإفريقي: وهو عبد الله بن علي الأزرق.
وأخرج عبد الرزاق (8687) عن الثوري، عن سهيل بن أبي صالح، قال: جاء رجل من أهل الشام، فسأل ابن المسيب عن أكل الضبع، فذكره مختصراً دون المرفوع منه. وسيأتي 6/ 445.
وفي باب النهي عن النهبة عن أبي هريرة سلف برقم (8317)، وفيه تتمة الشواهد.
وفي باب النهي عن الخطفة عن جابر سلف برقم (14463)، وعن زيد بن خالد سلف برقم (17052) وهو عندهم بلفظ: الخلسة، وكلاهما بمعنى، وهو ما اختطفته بسرعة على غفلة.
وفي باب النهي عن كل ذي ناب من السباع عن أبي هريرة أيضاً سلف برقم (7224) و (8789). =
21707 -
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ صَفْوَانَ، قَالَ: وَكَانَتْ تَحْتَهُ الدَّرْدَاءُ قَالَ: أَتَيْتُ الشَّامَ فَدَخَلْتُ عَلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ فَلَمْ أَجِدْهُ وَوَجَدْتُ أُمَّ الدَّرْدَاءِ، فَقَالَتْ: تُرِيدُ الْحَجَّ الْعَامَ؟ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَتْ: فَادْعُ لَنَا بِخَيْرٍ، فَإِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ:" إِنَّ دَعْوَةَ الْمُسْلِمِ مُسْتَجَابَةٌ لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ، عِنْدَ رَأْسِهِ مَلَكٌ مُوَكَّلٌ، كُلَّمَا دَعَا لِأَخِيهِ بِخَيْرٍ قَالَ: آمِينَ، وَلَكَ بِمِثْلٍ "، فَخَرَجْتُ إِلَى السُّوقِ، فَأَلْقَى أَبَا الدَّرْدَاءِ، فَقَالَ لِي مِثْلَ ذَلِكَ، يَأْثُرُهُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم (1).
21708 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَيَعْلَى، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ صَفْوَانَ - قَالَ يَزِيدُ: ابْنُ عَبْدِ اللهِ - فَذَكَرَهُ (2).
= وانظر حديث جابر السالف برقم (14165). وفيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم أحل أكلها.
(1)
إسناده صحيح على شرط مسلم. ابن نمير: هو عبد الله، وعبد الملك: هو ابن أبي سليمان العَرْزَمي، وعطاء: هو ابن أبي رباح.
وأخرجه مسلم (2732)(86) و (87)، وأبو داود (1534)، وأبو عوانة في الدعوات كما في "إتحاف المهرة" 12/ 620، وابن حبان (989) من طرق عن طلحة ابن عبيد الله بن كريز، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء. واقتصر على المرفوع.
ووقع في رواية فضيل بن غزوان، عن طلحة بن عبيد الله فيما سيأتي 6/ 452 عن أم الدرداء قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو خطأ. وانظر ما بعده. والدرداء: هي بنت أبي الدرداء.
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو عند البخاري في "الأدب المفرد"(623) وأبي داود (1535)، والترمذي (1980).
وعن عمران بن حصين عند البزار (3170 - كشف الأستار). وعن أنس (3171).
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم. =
21709 -
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ - يَعْنِي: ابْنَ مِغْوَلٍ -، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ أَبِي عُمَرَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: نَزَلَ بِأَبِي الدَّرْدَاءِ رَجُلٌ، فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: مُقِيمٌ فَنَسْرَحُ، أَمْ ظَاعِنٌ فَنَعْلِفُ؟ قَالَ: بَلْ ظَاعِنٌ. قَالَ: فَإِنِّي سَأُزَوِّدُكَ زَادًا لَوْ أَجِدُ مَا هُوَ أَفْضَلُ مِنْهُ لَزَوَّدْتُكَ، أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، ذَهَبَ الْأَغْنِيَاءُ بِالدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، نُصَلِّي وَيُصَلُّونَ، وَنَصُومُ وَيَصُومُونَ، وَيَتَصَدَّقُونَ وَلَا نَتَصَدَّقُ! قَالَ:" أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى شَيْءٍ إِنْ أَنْتَ فَعَلْتَهُ، لَمْ يَسْبِقْكَ أَحَدٌ كَانَ قَبْلَكَ، وَلَمْ يُدْرِكْكَ أَحَدٌ بَعْدَكَ، إِلَّا مَنْ فَعَلَ الَّذِي تَفْعَلُ: دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ تَسْبِيحَةً، وَثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ تَحْمِيدَةً، وَأَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ تَكْبِيرَةً "(1).
= وأخرجه المزي في ترجمة صفوان بن عبد الله من "تهذيب الكمال" 13/ 199 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه أحمد، عن يزيد بن هارون وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 197 - 198، ومسلم (2733)، وابن ماجه (2895) من طريق يزيد بن هارون وحده، به.
وأخرجه عبد بن حميد (201)، وأبو عوانة في الدعوات كما في "إتحاف المهرة" 12/ 620، والبغوي في "شرح السنة"(1397) من طريق يعلى بن عبيد وحده، به.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(625) من طريق يحيى بن أبي غَنِيّة، ومسلم (2733) من طريق عيسى بن يونس، كلاهما عن عبد الملك بن أبي سليمان، به. وانظر ما قبله وما سيأتي 6/ 452.
(1)
صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف، أبو عمر الصيني روى عنه جمع ولا يعرف بجرح ولا تعديل، فهو مستور، وروايته عن أبي الدرداء مرسلة، وسيأتي في رواية شريك بن عبد الله النخعي أن الواسطة بينهما هي أم الدرداء، لكن شريكاً سيِّئ الحفظ. الحكم: هو ابن عتيبة. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرجه الطبراني في "الدعاء"(711) من طريق عبد الله بن نمير، عن مالك ابن مغول، بهذا الإسناد. وقرن بعبد الله أبا معاوية الضرير.
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" كما في "تحفة الأشراف" 8/ 237 - 238 من طريق يحيى بن آدم، عن مالك بن مغول، به.
وأخرجه النسائي أيضاً (151) من طريق زيد بن أبي أنيسة، عن الحكم بن عتيبة، عن عمرو الصيني. كذا سماه زيد، وتحرف في المطبوع منه إلى أبي عمر الصيني، وهو خطأ صوبناه من "تحفة الأشراف" 8/ 238، ونبه عليه المزي أيضاً في "التحفة" 8/ 229.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 235 و 13/ 453، والنسائي (149)، والطبراني في "الدعاء"(708) من طريق سفيان الثوري، عن عبد العزيز بن رفيع، عن أبي عمر، عن أبي الدرداء.
وأخرجه الطبراني في "الدعاء"(712) من طريق حبيب بن أبي ثابت، عن ميمون بن أبي شبيب، عن نشيط أبي عمر، عن أبي الدرداء.
وأخرجه أيضا (713) من طريق محمد بن فضيل، عن عمرو بن ثابت، عن يونس بن خَبَّاب، عن أبي عمر، عن أبي الدرداء.
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(148)، والطبراني (707) من طريق شريك بن عبد الله النخعي، عن عبد العزيز بن رفيع، عن أبي عمر، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء. وشريك سيئ الحفظ.
وأخرجه الطيالسي (982) وابن أبي شيبة 13/ 453، والطبراني (709) من طريق أبي الأحوص سلام بن سليم، وابن أبي شيبة 13/ 453، والنسائي (147) من طريق جرير بن عبد الحميد، كلاهما عن عبد العزيز بن رفيع، عن أبي صالح، عن أبي الدرداء. وإسناده صحيح إن كان أبو صالح سمع من أبي الدرداء.
وأخرجه الحسين المروزي في زياداته على "زهد" ابن المبارك (1159)، والطبراني (714) من طريق الليث بن أبي سليم، عن الحكم بن عتيبة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبي الدرداء. والليث بن أبي سليم ضعيف.
وسيأتي 6/ 446.
وفي الباب عن أبي ذر سلف برقم (21468).
21710 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنِي زَائِدَةُ بْنُ قُدَامَةَ، حَدَّثَنِي السَّائِبُ بْنُ حُبَيْشٍ الْكَلَاعِيُّ، عَنْ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ الْيَعْمَرِيِّ قَالَ: قَالَ لِي أَبُو الدَّرْدَاءِ: أَيْنَ مَسْكَنُكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: فِي قَرْيَةٍ دُونَ حِمْصَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَا مِنْ ثَلَاثَةٍ فِي قَرْيَةٍ لَا يُؤَذَّنُ وَلَا تُقَامُ فِيهِمُ الصَّلَاةُ إِلَّا اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ، فَعَلَيْكَ بِالْجَمَاعَةِ، فَإِنَّ الذِّئْبَ يَأْكُلُ الْقَاصِيَةَ "(1).
(1) إسناده حسن من أجل السائب بن حبيش، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه الحسين المروزي في زياداته على "زهد" ابن المبارك (1306)، وأبو داود (547)، والنسائي 2/ 106 - 107، وابن خزيمة (1486)، وابن حبان (2101)، والحاكم 1/ 211 و 246 و 2/ 482، والبيهقي 3/ 54، والبغوي في "شرح السنة"(793) من طرق عن زائدة بن قدامة، بهذا الإسناد. وفسر السائب بن حبيش عند الحسين المروزي وأبي داود والنسائي وابن حبان والبيهقي "الجماعة" قال: أي: الصلاة في الجماعة، وسيأتي هذا التفسير عند الرواية 6/ 446 عن وكيع وعبد الرحمن عن زائدة، به.
وانظر ما بعده، وما سيأتي 6/ 446 من طريق عبادة بن نُسَي عن أبي الدرداء.
وفي باب لزوم جماعة المسلمين عامة عن ابن عمر سلف برقم (5386).
وعن أنس سلف برقم (13350).
وعن أبي الحارث الأشعري سلف برقم (17170).
وعن أبي ذر سلف برقم (21293).
وعن معاذ بن جبل سيأتي برقم (22029).
وعن رجل سيأتي برقم (23145).
وعن أبي مالك الأشعري سيأتي برقم (22910).
وانظر تتمة شواهده عند حديث ابن عمر وأنس.
21711 -
حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ أَيْضًا، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا السَّائِبُ بْنُ حُبَيْشٍ الْكَلَاعِيُّ، فَذَكَرَهُ (1).
21712 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ حَفِظَ عَشْرَ آيَاتٍ مِنْ أَوَّلِ سُورَةِ الْكَهْفِ، عُصِمَ مِنَ الدَّجَّالِ "(2).
(1) إسناده حسن كسابقه. أبو سعيد: هو عبد الرحمن بن عبد الله مولى بني هاشم.
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير معدان بن أبي طلحة، فمن رجال مسلم. يزيد: هو ابن هارون.
وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" ص 245، وأبو عوانة (3783)، والحاكم 2/ 368، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار"(6684)، وفي "شعب الإيمان"(2443) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وزاد أبو عبيد في آخره:"ومن حفظ خواتيم سورة الكهف كانت له نوراً يوم القيامة".
وأخرجه مسلم (809)(257)، وأبو داود (4323)، وابن الضريس في "فضائل القرآن"(210)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(951)، والبغوي في "شرح السنة"(1204) من طرق عن همام بن يحيى، به.
وسيأتي 6/ 449 عن عفان بن مسلم، عن همام. ولم يسق لفظه، وأحال على رواية سعيد بن أبي عروبة وشيبان، عن قتادة، وهي مثل رواية همام هنا.
وسيأتي 6/ 449 - 450 عن عبد الصمد بن عبد الوارث، عن همام، به. وقال فيه:"من حفظ عشر آيات من سورة الكهف".
وأخرجه مسلم (809)(257)، والترمذي (2886)، وأبو عوانة (3780)، والبيهقي في "السنن" 3/ 249 من طريق هشام بن أبي عبد الله الدستوائي، عن قتادة، به. =
21713 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَأَةَ، عَنْ ابْنِ (1) نُعَيْمَانَ (2)، عَنْ بِلَالِ بْنِ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: ضَحَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِكَبْشَيْنِ جَذَعَيْنِ مَوْجِيَّيْنِ (3).
= وسيأتي 6/ 446 من طريق شعبة، عن قتادة، به بلفظ: من قرأ عشر آيات من آخر الكهف.
وسيأتي 6/ 449 من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، مثل رواية همام. وبإثره ذكر طريق شيبان، عن قتادة، وقال: مثله. ولم يسق لفظه.
وفي الباب عن النواس بن سمعان عند مسلم (2137)، وأبي داود (4321)، والترمذي (2240)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(947).
وعن ثوبان عند النسائي في "عمل اليوم والليلة"(948). وعن أبي سعيد الخدري عند النسائي أيضاً (952) و (953) و (954)، والطبراني في "الأوسط"(1478).
(1)
وقع في (م) و (ر) و (ق): أبي. وهو تحريف.
(2)
كذا وقع في كافة النسخ الخطية: نعيمان. وفي (م): نعمان، وهو موافق للرواية التالية و"لأطراف المسند" 6/ 132، وللمصادر التي ترجمت له.
(3)
إسناده ضعيف، الحجاج بن أرطاة مدلِّس وقد عنعن، وابن نُعيمان -واسمه يعلى- في عداد المجهولين.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده"، وكذا أحمد بن منيع كما في "إتحاف الخيرة"(6497) و (6498) عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد- إلا أن ابن منيع لم يذكر "مَوجيَّينِ".
وأخرجه أحمد بن منيع، وأبو يعلى الموصلي كما في "الإتحاف"(6499) و (6500) و (6501) من طرق عن حجاج بن أرطاة، به- ولم يذكر فيه "موجيَّين".
وأخرجه أيضاً دون هذا الحرف ابن أبي شيبة، وعنه أبو يعلى كما في "الإتحاف"(6496) و (6500) عن علي بن مسهر، عن ابن أبي ليلى -وهو محمد بن عبد الرحمن- عن الحَكَم، عن عباد بن أبي الدرداء، عن أبيه.
وأخرجه كذلك البيهقي 9/ 272 من طريق علي بن مسهر، به. =
21714 -
حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ يَعْلَى بْنِ نُعْمَانَ، عَنْ بِلَالِ بْنِ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: ضَحَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِكَبْشَيْنِ جَذَعَيْنِ خَصِيَّيْنِ (1).
21715 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، أَخْبَرَنَا عَاصِمُ بْنُ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ كَثِيرٍ قَالَ: قَدِمَ رَجُلٌ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ وَهُوَ بِدِمَشْقَ، فَقَالَ: مَا أَقْدَمَكَ، أَيْ أَخِي؟ قَالَ: حَدِيثٌ بَلَغَنِي أَنَّكَ تُحَدِّثُ بِهِ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: أَمَا قَدِمْتَ لِتِجَارَةٍ؟ قَالَ: لَا. قَالَ: أَمَا قَدِمْتَ لِحَاجَةٍ؟
= قال البوصيري في "إتحاف الخيرة" 7/ 72: مدار هذه الأسانيد إما على الحجّاج بن أرطاة، أو محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وهما ضعيفان.
وفي الباب عن أبي رافع، سيأتي في "المسند" 6/ 8.
وعن عائشة أو أبي هريرة، سيأتي 6/ 136 و 220 و 225.
وعن جابر عند عبد بن حميد (1146)، وأبي داود (2795)، والطحاوي 4/ 177، والبيهقي 9/ 287. لكن مدار أسانيد هذه الشواهد الثلاثة على عبد الله بن محمد بن عقيل، وهو ليِّن الحديث سيِّئ الحفظ.
وقد ثبت من غير وجه عن أنس بن مالك: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يضحِّي بكبشين أَقرنين أملَحين. انظر ما سلف برقم (11960).
ولإباحة التضحية بالجَذَع، انظر حديث أبي هريرة السالف برقم (9739)، وحديث أنس بن مالك السالف برقم (12120).
قوله: "مَوْجِيَّيْن": قال السندي: تثنية المَوْجي كمَرمي، وهو المدقوق خصيته، وأصله الهمز لكنه خفف.
(1)
إسناده ضعيف كسابقه. سريج: هو ابن النعمان، وأبو شهاب: هو عبد ربه بن نافع الحناط.
قَالَ: لَا. قَالَ: مَا قَدِمْتَ إِلَّا فِي طَلَبِ هَذَا الْحَدِيثِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَطْلُبُ فِيهِ عِلْمًا سَلَكَ اللهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضًا لِطَالِبِ الْعِلْمِ، وَإِنَّهُ لَيَسْتَغْفِرُ لِلْعَالِمِ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، حَتَّى الْحِيتَانُ فِي الْمَاءِ، وَفَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ، إِنَّ الْعُلَمَاءَ هُمْ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ، لَمْ يُوَرِّثُوا (1) دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا، وَإِنَّمَا وَرِثُوا الْعِلْمَ، فَمَنْ أَخَذَ (2) بِهِ، أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ "(3).
(1) في (م): يرثوا.
(2)
في (م) و (ق): أخذه.
(3)
حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وقيس بن كثير، وقيل: كثير بن قيس -وهو قول الأكثرين- ضعيف، ثم إن عاصم بن رجاء لم يسمعه من قيس، فهو منقطع، بينهما داود بن جميل كما في الحديث التالي، وهو ضعيف أيضاً.
وأخرجه الترمذي (2682) من طريق محمد بن يزيد الواسطي، عن عاصم بن رجاء بن حيوة، بهذا الإسناد. وقال: ولا نعرف هذا الحديث إلا من حديث عاصم ابن رجاء بن حيوة، وليس هو عندي بمتصل هكذا: حدثنا محمود بن خداش بهذا الإسناد، وإنما يروى هذا الحديث عن عاصم بن رجاء ابن حيوة، عن الوليد بن جميل، عن كثير بن قيس، عن أبي الدرداء، وهذا أصح من حديث محمود بن خداش.
وأخرجه أبو داود (3642) من طريق الوليد بن مسلم، عن شبيب بن شيبة، عن عثمان بن أبي سودة، عن أبي الدرداء. ولم يسق لفظه، وقال: بمعناه. وشبيب بن شيبة مجهول.
وأخرجه أبو يعلى كما في "إتحاف الخيرة" 1/ 65 عن أبي همام، عن الوليد، عن رجل سماه أبو همام، عن عثمان بن أعين، عن أبي الدرداء. وفي =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= إسناده رجل مبهم.
وأورده ابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" 1/ 37 قال: ومن حديث الوليد بن مسلم، عن خالد بن يزيد، عن عثمان بن أعين، عن أبي الدرداء.
وأخرجه ابن ماجه (239) عن هشام بن عمار، عن حفص بن عمر، عن عثمان بن عطاء، عن أبيه، عن أبي الدرداء قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إنه ليستغفر للعالم من في السماوات ومن في الأرض، حتى الحيتان في البحر". وإسناده منقطع، عطاء -وهو ابن أبي مسلم الخراساني- لم يسمع من أبي الدرداء، وعثمان ابنه ضعيف.
وقد أورد البخاري بعضه في "صحيحه" في كتاب العلم ضمن عنوان باب العلم قبل القول والعمل، فقال:"وإن العلماء هم ورثة الأنبياء، وَرَّثوا العلم، من أخذه أخذ بحظ وافر، ومن سلك طريقاً يطلب به علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة". قال الحافظ في "الفتح" 1/ 160. وهو طرف من حديث أخرجه أبو داود، والترمذي، وابن حبان، والحاكم مصححاً من حديث أبي الدرداء، وحسنه حمزة الكناني، وضعفه غيرهم بالاضطراب في سنده، لكن له شواهد يتقوى بها، ولم يفصح المصنف بكونه حديثاً فلهذا لا يعد في تعاليقه، لكن إيراده له في الترجمة يُشعر بأن له أصلاً.
ويشهد لقوله: "من سلك طريقاً يطلب فيه علماً
…
" حديث أبي هريرة سلف برقم (7427). وهو صحيح على شرط الشيخين.
ويشهد لقوله: "إن الملائكة لتضع أجنحتها
…
" حديث صفوان بن عسال سلف برقم (18089)، وإسناده حسن.
ويشهد لقوله: "وإنه ليستغفر للعالم من في السماوات
…
" حديث أبي أمامة عند الترمذي (2685) بلفظ: "إن الله وملائكته وأهل السماوات وأهل الأرضين حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير". وإسناده محتمل للتحسين.
وحديث جابر عند الطبراني في "الأوسط"(6215) بلفظ: "معلم الخير =
21716 -
حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ جَمِيلٍ (1)، عَنْ كَثِيرِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: أَقْبَلَ رَجُلٌ مِنَ الْمَدِينَةِ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (2).
= يستغفر له كل شيء حتى الحيتان في البحار". وإسناده حسن.
وعن مكحول مرسلاً عند الدارمي (289).
ويشهد لقوله: "فضل العالم على العابد .. " حديث معاذ بن جبل عند أبي نعيم في "الحلية" 9/ 45، وإسناده ضعيف.
وحديث أبي أمامة عند الترمذي (2685)، ولفظه:"فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم".
وحديث أبي سعيد الخدري عند الحارث بن أبي أسامة كما في "إتحاف الخيرة" 1/ 263، ولفظه: "
…
كفضلي على أمتي". وإسناده ضعيف.
وعن مكحول مرسلاً عند الدارمي (289).
وقوله: "إن العلماء هم ورثة الأنبياء" أورد السخاوي في "المقاصد"(703) له شاهدين. عن البراء بن عازب وعن أنس فقال: ولفظ الترجمة عند الديلمي من حديث محمد بن مطرف، عن شريك، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب بزيادة:"يحبهم أهل السماء وتستغفر لهم الحيتان في البحر إذا ماتوا"، وكذا أورد لفظ الترجمة بلا سند عن أنس بزيادة:"وإنما العالم من عمل بعلمه". قلنا: شريك سيئ الحفظ.
(1)
وقع في (م) وسائر النسخ: داود بن حميد، وهو خطأ صوبناه من "أطراف المسند" 6/ 143 ومصادر التخريج.
(2)
حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف تكلمنا عليه في سابقه.
وأخرجه الخطيب في "الرحلة في طلب الحديث"(5) من طريق عبد الوهاب ابن الضحاك، و (6) من طريق غسان بن الربيع كلاهما، عن إسماعيل بن عياش، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي (342)، وأبو داود (3641)، وابن ماجه (223)، والبزار =
21717 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيَّ يُحَدِّثُ أَنَّ رَجُلًا أَمَرَتْهُ أُمُّهُ أَوْ أَبُوهُ أَوْ كِلَاهُمَا - قَالَ: شُعْبَةُ يَقُولُ ذَلِكَ - أَنْ يُطَلِّقَ امْرَأَتَهُ، فَجَعَلَ عَلَيْهِ مِئَةَ مُحَرَّرٍ، فَأَتَى أَبَا الدَّرْدَاءِ، فَإِذَا هُوَ يُصَلِّي الضُّحَى يُطِيلُهَا، وَصَلَّى مَا بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ (1)، فَسَأَلَهُ، فَقَالَ لَهُ أَبُو الدَّرْدَاءِ: أَوْفِ نَذْرَكَ، وَبَرَّ وَالِدَيْكَ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" الْوَالِدُ أَوْسَطُ بَابِ الْجَنَّةِ " فَحَافِظْ عَلَى الْوَالِدِ أَوْ اتْرُكْ (2).
= (136 - كشف الأستار)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(982)، وابن حبان (88)، والطبراني في "الشاميين"(1231)، والخطيب في "الرحلة في طلب الحديث"(4) وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" 1/ 34 - 36 من طرق عن عاصم بن رجاء، به، ورواية البزار مختصرة بلفظ "العلماء خلفاء الأنبياء".
وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 387 - 388 من طريق عبد الله بن داود، عن عاصم بن رجاء، عن داود بن جميل، عن كثير بن قيس قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم. فجعل كثير بن قيس صحابياً سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو خطأ.
وأخرجه ابن عبد البر 1/ 37 من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، عن عاصم بن رجاء بن حيوة، عمن حدثه، عن كثير بن قيس، به.
وأخرجه ابن عبد البر 1/ 37 من طريق ابن المبارك، عن الأوزاعي، عن كثير بن قيس، عن يزيد بن سمرة، عن أبي الدرداء.
وأخرجه ابن عبد البر 1/ 33 - 34 من طريق غسان بن الربيع، عن إسماعيل ابن عياش، عن عاصم بن رجاء بن حيوة، عن جميل بن قيس. وقال: إسناده فاسد، فيه إسقاط رجل وتصحيف آخر.
(1)
في (ظ 5): ما بين العصر والظهر.
(2)
إسناده حسن من أجل عطاء بن السائب. أبو عبد الرحمن السلمي: هو =
21718 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ يُحَدِّثُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا حَبِيبَةَ قَالَ: أَوْصَى رَجُلٌ بِدَنَانِيرَ فِي سَبِيلِ اللهِ، فَسُئِلَ أَبُو الدَّرْدَاءِ، فَحَدَّثَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" مَثَلُ الَّذِي يُعْتِقُ - أَوْ يَتَصَدَّقُ - عِنْدَ مَوْتِهِ، مَثَلُ الَّذِي يُهْدِي بَعْدَمَا يَشْبَعُ " قَالَ أَبُو حَبِيبَةَ: فَأَصَابَنِي مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ (1).
= عبد الله بن حبيب بن رُبَيِّعة المقرئ، مشهور بكنيته.
وأخرجه ابن ماجه (2089) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (981)، ومن طريقه البغوي (3422)، وأخرجه الحاكم 4/ 152 من طريق خالد بن الحارث، كلاهما (الطيالسي وخالد بن الحارث) عن شعبة، به. واقتصر الطيالسي والبغوي على المرفوع منه.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 540، وهناد في "الزهد"(987)، وابن حبان (425)، والحاكم 2/ 197، والبغوي في "شرح السنة"(3421) من طرق عن عطاء بن السائب، به. واقتصر ابن أبي شيبة على المرفوع.
وسيأتي (21726) و 6/ 445 و 447 - 448 و 451.
وانظر حديث ابن عمر السالف برقم (4711).
(1)
إسناده ضعيف لجهالة أبي حبيبة الطائي، فلم يرو عنه غير أبي إسحاق السبيعي، ولم يوثقه غير ابن حبان.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 6/ 238 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (980)، والدارمي (3226)، والطبراني في "الأوسط"(8644)، والحاكم 2/ 213، والبيهقي 4/ 190 من طرق عن شعبة، به.
وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه"(2330)، والنسائي في "الكبرى"(4893)، وابن حبان (3336)، والطبراني في "الأوسط"(5493)، وأبو الشيخ =
21719 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي حَبِيبَةَ الطَّائِيِّ قَالَ: أَوْصَى إِلَيَّ أَخِي بِطَائِفَةٍ مِنْ مَالِهِ، قَالَ: فَلَقِيتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ، فَقُلْتُ: إِنَّ أَخِي أَوْصَانِي بِطَائِفَةٍ مِنْ مَالِهِ، فَأَيْنَ أَضَعُهُ، فِي الْفُقَرَاءِ، أَوْ فِي الْمُجَاهِدِينَ، أَوْ فِي الْمَسَاكِينَ؟ قَالَ: أَمَّا أَنَا فَلَوْ كُنْتُ، لَمْ أَعْدِلْ بِالْمُجَاهِدِينَ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" مَثَلُ الَّذِي يُعْتِقُ عِنْدَ الْمَوْتِ مَثَلُ الَّذِي يُهْدِي إِذَا شَبِعَ "(1).
= في "الأمثال"(327)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(4347) من طرق عن أبي إسحاق السبيعي، به، ولم يذكر سعيد بن منصور والنسائي وأبو الشيخ والطبراني والبيهقي لفظة "يتصدق"، وابن حبان لم يذكر العتق.
وانظر ما بعده، وما سيأتي 6/ 448.
وفي الباب عن أبي هريرة سلف برقم (7159) في حديثه عن أعظم الصدقة قال: "
…
ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم، قلت: لفلان كذا، ولفلان كذا، وقد كان لفلان". وهو في "الصحيحين".
وعن أبي سعيد الخدري عند أبي داود (2866)، وابن حبان (3334) مرفوعاً:"لأن يتصدق المرء في حياته بدرهم خير له من أين يتصدق بمائة عند موته"، وإسناده ضعيف.
(1)
إسناده ضعيف كسابقه.
وأخرجه الترمذي (2123) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (16740)، وعبد بن حميد (202)، وأبو داود (3968)، والحاكم 2/ 213، والبيهقي 4/ 190 و 10/ 273، والمزي في "تهذيب الكمال" 33/ 227 - 228 من طرق عن سفيان الثوري، به، واقتصر عبد الرزاق وأبو داود على المرفوع منه.
وانظر ما قبله.
21720 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُعَاوِيَةَ - يَعْنِي ابْنَ صَالِحٍ - عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفِي كُلِّ صَلَاةٍ قِرَاءَةٌ (1)؟ قَالَ:" نَعَمْ " فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ: وَجَبَتْ هَذِهِ (2).
21721 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ (3)، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ (4) عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ خُلَيْدٍ
(1) في (ظ 5) ونسخة في (ر): قرآن.
(2)
إسناده صحيح، عبد الرحمن: هو ابن مهدي، أبو الزاهرية: هو حدير ابن كريب الحضرمي.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 216، والبيهقي في "القراءة خلف الإمام" ص 172 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وزادا في آخره عن أبي الدرداء قوله:"ما أرى الإمام إذا أمَّ القوم إلا وقد كفاهم". قلنا: ستأتي هذه الزيادة ضمن حديث 6/ 448.
وأخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد"(513)، وفي "القراءة خلف الإمام"(16) و (17) و (83)، والدارقطني 1/ 333 و 338 - 339 و 403، والبيهقي في "السنن" 2/ 162 - 163 و 163، وفي "القراءة خلف الإمام" ص 171 و 173 و 174 من طرق عن معاوية بن صالح، به، وفيه عندهم غير البخاري الزيادة المذكورة، ورفعها بعضهم، ولا يصح.
وأخرجه ابن ماجه (842)، والبيهقي في "القراءة" ص 174 - 175 من طريق إسحاق بن سليمان، عن معاوية بن يحيى الصدفي، عن يونس بن ميسرة، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي الدرداء. ومعاوية ضعيف.
وقد سلف عن أبي هريرة من قوله برقم (7503)، وأوله:"كل صلاة يقرأ فيها".
(3)
في (م): حدثنا عبد الرحمن، حدثنا مهدي، وهو خطأ.
(4)
في (ظ 5) و"أطراف المسند" 6/ 137: هشام. وهو ابن أبي عبد الله الدستوائي، وقد روي الحديث من طريقه أيضاً. =
الْعَصَرِيِّ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا طَلَعَتْ شَمْسٌ قَطُّ إِلَّا بُعِثَ بِجَنْبَتَيْهَا مَلَكَانِ يُنَادِيَانِ، يُسْمِعَانِ أَهْلَ الْأَرْضِ إِلَّا الثَّقَلَيْنِ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ هَلُمُّوا إِلَى رَبِّكُمْ فَإِنَّ مَا قَلَّ وَكَفَى خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ وَأَلْهَى، وَلَا آبَتْ شَمْسٌ قَطُّ إِلَّا بُعِثَ بِجَنْبَتَيْهَا مَلَكَانِ يُنَادِيَانِ يُسْمِعَانِ أَهْلَ الْأَرْضِ إِلَّا الثَّقَلَيْنِ: اللهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، وَأَعْطِ مُمْسِكًا مَالًا تَلَفًا "(1).
(1) إسناده حسن من أجل خليد العصري، وهو ابن عبد الله، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. وهو في "الزهد" لأحمد ص 19.
وأخرجه مختصراً أبو نعيم في "الحلية" 9/ 60 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (979)، وعبد بن حميد (207)، والطبري في مسند ابن عباس من "تهذيب الآثار" 1/ 266 و 267 و 269، وابن حبان (686) و (3329)، والطبراني في "الأوسط"(2912)، وابن السني في "القناعة"(22) و (23) و (24)، والحاكم 2/ 444 - 445، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 226، والقضاعي في "مسند الشهاب"(810)، والبيهقي في "الشعب"(3412)، والبغوي في "شرح السنة"(4045) من طرق عن قتادة، به. وبعضهم يزيد فيه على بعض، ورواية الطيالسي والطبري في موضعيه الثاني والثالث والحاكم وأبي نعيم من طريق هشام الدستوائي، عن قتادة.
وأخرجه أبو الشيخ في "الأمثال"(188) من طريق أحمد بن عبيد بن إسحاق عن أبيه عن عمرو بن ثابت عن أبيه ثابت، قال: أعطى ابن أبي الدرداء عبد الملك بن مروان كتاباً ذكر أنه عن أبيه أبي الدرداء، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما قل وكفى خير مما كثر وألهى". وأحمد بن عبيد ضعيف.
ويشهد للشطر الثاني حديث أبي هريرة السالف برقم (8054).
21722 -
حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ (1)، حَدَّثَنَا الْفَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي حَلْبَسٍ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ اللهَ فَرَغَ إِلَى كُلِّ عَبْدٍ مِنْ خَلْقِهِ مِنْ خَمْسٍ: مِنْ أَجَلِهِ وَعَمَلِهِ وَمَضْجَعِهِ وَأَثَرِهِ وَرِزْقِهِ "(2).
21723 -
حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ يَحْيَى الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ صُبَيْحٍ الْمُرِّيُّ قَاضِي الْبَلْقَاءِ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ، أَنَّهُ سَمِعَ أُمَّ الدَّرْدَاءِ تُحَدِّثُ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " فَرَغَ اللهُ إِلَى كُلِّ عَبْدٍ مِنْ خَمْسٍ: مِنْ أَجَلِهِ وَرِزْقِهِ وَأَثَرِهِ وَشَقِيٍّ أَمْ
(1) في (م): حدثنا النضر، وهو خطأ.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف الفرج بن فضالة، وقد توبع. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم، وأبو حلبس: هو يونس بن ميسرة.
وأخرجه الطيالسي (984)، وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(303) من طريق أبي الربيع الزهراني، كلاهما (الطيالسي وأبو الربيع الزهراني) عن الفرج ابن فضالة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم (304) و (305) و (306) و (308)، والدولابي في "الكنى" 2/ 154، والطبراني في "الأوسط"(3144)، وفي "الشاميين"(2201)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(602) من طرق عن خالد بن يزيد، به.
وأخرجه البزار (2152 - كشف الأستار)، وابن حبان (6150) من طريق الوزير بن صبيح، وتمام في "فوائده"(33) من طريق مروان بن جناح، كلاهما عن يونس بن ميسرة، به.
وانظر ما بعده.
وفي الباب عن عبد الله بن مسعود سلف برقم (3624). =
سَعِيدٍ " (1).
21724 -
حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَهْرَامٍ، حَدَّثَنَا شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ غَنْمٍ، أَنَّهُ زَارَ أَبَا الدَّرْدَاءِ بِحِمْصَ، فَمَكَثَ عِنْدَهُ لَيَالِيَ، فَأَمَرَ بِحِمَارِهِ فَأُوكِفَ، فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: مَا أَرَانِي إِلَّا مُتَّبِعَكَ. فَأَمَرَ بِحِمَارِهِ، فَأُسْرِجَ، فَسَارَا جَمِيعًا عَلَى حِمَارَيْهِمَا، فَلَقِيَا رَجُلًا شَهِدَ الْجُمُعَةَ بِالْأَمْسِ عِنْدَ مُعَاوِيَةَ بِالْجَابِيَةِ، فَعَرَفَهُمَا الرَّجُلُ وَلَمْ يَعْرِفَاهُ، فَأَخْبَرَهُمَا خَبَرَ النَّاسِ، ثُمَّ إِنَّ الرَّجُلَ قَالَ: وَخَبَرٌ آخَرُ كَرِهْتُ أَنْ أُخْبِرَكُمَا، أُرَاكُمَا تَكْرَهَانِهِ. فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: فَلَعَلَّ أَبَا ذَرٍّ نُفِيَ. قَالَ: نَعَمْ وَاللهِ. فَاسْتَرْجَعَ أَبُو الدَّرْدَاءِ وَصَاحِبُهُ قَرِيبًا مِنْ عَشْرِ مَرَّاتٍ، ثُمَّ قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: ارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ، كَمَا قِيلَ لِأَصْحَابِ النَّاقَةِ، اللهُمَّ إِنْ كَذَّبُوا أَبَا ذَرٍّ، فَإِنِّي لَا أُكَذِّبُهُ اللهُمَّ وَإِنْ اتَّهَمُوهُ، فَإِنِّي لَا أَتَّهِمُهُ، اللهُمَّ وَإِنْ اسْتَغَشُّوهُ، فَإِنِّي لَا أَسْتَغِشُّهُ، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَأْتَمِنُهُ حِينَ لَا يَأْتَمِنُ أَحَدًا، وَيُسِرُّ إِلَيْهِ حِينَ لَا يُسِرُّ إِلَى أَحَدٍ، أَمَا وَالَّذِي نَفْسُ أَبِي الدَّرْدَاءِ بِيَدِهِ، لَوْ أَنَّ أَبَا ذَرٍّ قَطَعَ يَمِينِي مَا
(1) إسناده صحيح.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(307) من طريق زيد بن يحيى، بهذا الإسناد.
وأخرجه اللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد"(1059) من طريق يحيى بن عبيد، عن خالد بن صبيح، به.
وانظر ما قبله.
أَبْغَضْتُهُ بَعْدَ الَّذِي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَا أَظَلَّتِ الْخَضْرَاءُ وَلَا أَقَلَّتْ الْغَبْرَاءُ مِنْ ذِي لَهْجَةٍ أَصْدَقَ مِنْ أَبِي ذَرٍّ "(1).
21725 -
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ أَرْطَاةَ، قَالَ: سَمِعْتُ جُبَيْرَ بْنَ نُفَيْرٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" فُسْطَاطُ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَ الْمَلْحَمَةِ الْغُوطَةُ، إِلَى جَانِبِ مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا: دِمَشْقُ "(2).
(1) إسناده ضعيف لضعف شهر بن حوشب، والمرفوع في آخره حسن لغيره. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم.
وأخرجه مختصراً البزار (2714)، والحاكم 3/ 344 من طريق شمر بن عطية، عن شهر بن حوشب، بهذا الإسناد. ولم يذكر البزار في روايته المرفوع منه.
وأخرجه المصنف بنحوه في "الزهد" ص 147 - 148 من طريق قتادة، عن شهر بن حوشب، به. وأسقط من الإسناد عبد الرحمن بن غنم.
وانظر ما سيأتي 6/ 442.
ويشهد للمرفوع منه حديث عبد الله بن عمرو بن العاص سلف (6519). وانظر شواهده هناك.
قوله: فأوكف: أي: وضع عليه الوُِكاف، وهو كالسَّرْج.
(2)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير زيد بن أرطاة، فقد روى له أبو داود والترمذي والنسائي، وهو ثقة.
وأخرجه أبو داود (4298)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/ 290، والطبراني في "مسند الشاميين"(589)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 1/ 103 و 104 من طرق عن يحيى بن حمزة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن عساكر 1/ 104 من طريق صدقة بن خالد، عن عبد الرحمن =
21726 -
حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ قَالَ: أَتَى رَجُلٌ أَبَا الدَّرْدَاءِ، فَقَالَ: إِنَّ امْرَأَتِي بِنْتُ عَمِّي وَأَنَا أُحِبُّهَا، وَإِنَّ وَالِدَتِي تَأْمُرُنِي أَنْ أُطَلِّقَهَا، فَقَالَ: لَا آمُرُكَ أَنْ تُطَلِّقَهَا، وَلَا آمُرُكَ أَنْ تَعْصِيَ وَالِدَتَكَ، وَلَكِنْ أُحَدِّثُكَ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" إِنَّ الْوَالِدَةَ أَوْسَطُ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ " فَإِنْ شِئْتَ فَأَمْسِكْ وَإِنْ شِئْتَ فَدَعْ (1).
21727 -
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ اللَّيْثِيُّ أَبُو ضَمْرَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْأَزْدِيِّ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " قَالَ اللهُ عز وجل: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللهِ} [فاطر: 32] فَأَمَّا الَّذِينَ سَبَقُوا بِالْخَيْرَاتِ (2)، فَأُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ، وَأَمَّا الَّذِينَ اقْتَصَدُوا، فَأُولَئِكَ يُحَاسَبُونَ حِسَابًا يَسِيرًا، وَأَمَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ، فَأُولَئِكَ الَّذِينَ
= ابن يزيد بن جابر، به.
وأخرجه الطبراني في "الشاميين"(1313)، والحاكم 4/ 486، وابن عساكر 1/ 103 من طريق خالد بن دهقان، عن زيد بن أرطاة، به.
وانظر ما سلف برقم (17470) من حديث أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
(1)
حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ شريك، وقد توبع. انظر (21717).
(2)
لفظة: "بالخيرات" ليست في (ظ 5) و (ق).
يُحَاسَبُونَ فِي طُولِ الْمَحْشَرِ، ثُمَّ هُمُ الَّذِينَ تَلَافَاهُمُ اللهُ بِرَحْمَتِهِ، فَهُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ:{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ} إِلَى قَوْلِهِ: {لُغُوبٌ} [فاطر: 34 - 35] " (1).
21728 -
حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ الْجُهَنِيِّ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ فَقَالَ: بِالصِّحَّةِ لَا بِالْمَرَضِ، فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّ الصُّدَاعَ وَالْمَلِيلَةَ لَا تَزَالُ بِالْمُؤْمِنِ وَإِنَّ ذَنْبَهُ مِثْلُ أُحُدٍ، فَمَا يَدَعُهُ وَعَلَيْهِ مِنْ ذَلِكَ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ "(2).
(1) إسناده ضعيف لانقطاعه بين علي بن عبد الله وأبي الدرداء، بينهما فيه أبو خالد البكري كما في "تاريخ" البخاري 9/ 18، ولم نتبينه. وانظر ما سلف برقم (21697).
(2)
إسناده ضعيف، ابن لهيعة سيئ الحفظ، وقد انقلب عليه اسم الراوي معاذ بن سهل، ثم زاد فيه:"عن جده"، وهو خطأ، وصوابه: سهل بن معاذ، عن أبيه، كما سيأتي برقم (21736)، وسهل ضعيف أيضاً.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(638) من طريق إبراهيم بن هشام بن يحيى الغسّاني، عن سعيد ابن عبد العزيز، عن معاذ بن سهل بن أنس، بهذا الإسناد. وإبراهيم كذبه أبو حاتم وأبو زرعة.
وأخرجه الحارث بن محمد بن أبي أسامة كما في "إتحاف الخيرة" للبوصيري 5/ 473 عن أبي إسحاق، عن ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن معاذ بن عبد الله الجهني، عن أبيه، عن جده. فجعله معاذ بن عبد الله، وهو خطأ. =
21729 -
حَدَّثَنَا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ حَرْبِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، ثُمَّ لَبِسَ ثِيَابَهُ، وَمَسَّ طِيبًا إِنْ كَانَ عِنْدَهُ، ثُمَّ مَشَى إِلَى الْجُمُعَةِ وَعَلَيْهِ السَّكِينَةُ، وَلَمْ يَتَخَطَّ أَحَدًا، وَلَمْ يُؤْذِهِ، وَرَكَعَ مَا قُضِيَ لَهُ، ثُمَّ انْتَظَرَ حَتَّى يَنْصَرِفَ الْإِمَامُ، غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَ الْجُمُعَتَيْنِ"(1).
21730 -
حَدَّثَنَا مَكِّيٌّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ حَرْبِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: جَلَسَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا عَلَى الْمِنْبَرِ،
= وله شاهد من حديث أبي هريرة عند أبي يعلى (6150)، وفي إسناده سويد ابن سعيد، وهو ضعيف.
وفي باب تكفير المرض للخطايا عن سعد بن أبي وقاص، سلف برقم (1481).
وعن أبي هريرة، سلف برقم (7386) و (7859).
وعن جابر بن عبد الله، سلف برقم (14725). وانظر تتمة شواهده عند حديث أبي هريرة.
قوله: "والمليلة" قال السندي: بفتح الميم: هي حمى في العظم.
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، حرب بن قيس لم يسمع من أبي الدرداء.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 2/ 171، وزاد نسبته إلى الطبراني في "الكبير".
وفي الباب عن أبي سعيد وأبي هريرة، سلف برقم (11768) وإسناده حسن، وانظر تتمة شواهده عند حديث أبي هريرة السالف برقم (9484)، وهو في "الصحيح".
فَخَطَبَ النَّاسَ، وَتَلَا آيَةً وَإِلَى جَنْبِي أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا أُبَيُّ، مَتَى أُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ؟ قَالَ: فَأَبَى أَنْ يُكَلِّمَنِي، ثُمَّ سَأَلْتُهُ فَأَبَى أَنْ يُكَلِّمَنِي، حَتَّى نَزَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لِي أُبَيٌّ: مَا لَكَ مِنْ جُمُعَتِكَ إِلَّا مَا لَغَيْتَ. فَلَمَّا انْصَرَفَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم جِئْتُهُ فَأَخْبَرْتُهُ، فَقُلْتُ: أَيْ رَسُولَ اللهِ، إِنَّكَ تَلَوْتَ آيَةً وَإِلَى جَنْبِي أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، فَسَأَلْتُهُ مَتَى أُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ؟ فَأَبَى أَنْ يُكَلِّمَنِي حَتَّى إِذَا نَزَلْتَ زَعَمَ أُبَيٌّ أَنَّهُ لَيْسَ لِي مِنْ جُمُعَتِي إِلَّا مَا لَغَيْتُ؟ فَقَالَ:" صَدَقَ أُبَيٌّ فَإِذَا سَمِعْتَ إِمَامَكَ يَتَكَلَّمُ فَأَنْصِتْ حَتَّى يَفْرُغَ "(1).
21731 -
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ. وَعَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ أَرْطَاةَ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " أَبْغُونِي ضُعَفَاءَكُمْ، فَإِنَّكُمْ إِنَّمَا تُرْزَقُونَ وَتُنْصَرُونَ بِضُعَفَائِكُمْ "(2).
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 367 من طريق مكي بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 2/ 185 وزاد نسبته للطبراني في "الكبير".
وقد سلفت القصة في مسند أُبي بن كعب من حديثه برقم (21287)، وهو حديث صحيح.
(2)
إسناده صحيح.
وأخرجه الترمذي (1702)، وابن حبان (4767)، والحاكم 2/ 145 من =
21732 -
حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، أَخْبَرَنَا بَقِيَّةُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ عُمَرَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ شَيْخٍ يُكَنَّى أَبَا عَبْدِ الصَّمَدِ قَالَ: سَمِعْتُ أُمَّ الدَّرْدَاءِ تَقُولُ: كَانَ أَبُو الدَّرْدَاءِ إِذَا حَدَّثَ حَدِيثًا تَبَسَّمَ، فَقُلْتُ: لَا يَقُولُ النَّاسُ إِنَّكَ - أَيْ: أَحْمَقُ -؟ فَقَالَ: مَا رَأَيْتُ - أَوْ مَا سَمِعْتُ - رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُحَدِّثُ حَدِيثًا إِلَّا تَبَسَّمَ (1).
= طرق عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن صحيح.
وأخرجه أبو داود (2594)، والنسائي 6/ 45 - 46، والحاكم 2/ 106، والبيهقي 3/ 345 و 6/ 331 من طرق عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، به.
وفي الباب عن سعد بن أبي وقاص عند البخاري (2896)، وأبي نعيم في "الحلية " 5/ 26، والبيهقي 6/ 331 من طريق مصعب بن سعد، قال: رأى سعد رضي الله عنه أن له فضلاً على من دونه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم؟ ".
قال الحافظ في "الفتح" 6/ 88: إن صورة هذا السياق مرسل لأن مصعباً لم يدرك زمان هذا القول، لكن هو محمول على أنه سمع ذلك من أبيه، وقد وقع التصريح عن مصعب بالرواية له عن أبيه عند الإسماعيلي، فأخرجه من طريق معاذ بن هانئ، حدثنا محمد بن طلحة فقال فيه: "عن مصعب بن سعد، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر المرفوع دون ما في أوله، وكذا أخرجه هو والنسائي 6/ 45 من طريق مسعر، عن طلحة بن مصرف، عن مصعب، عن أبيه. قلنا: وهو كذلك عند البيهقي 3/ 345.
قوله: "ابغوني": قال السندي: من بغى كرمى، أو أبغى، أي: اطلبوا لي، وأعينوني على طلبهم، والمقصود واحد، وهو أنهم هم الأحقاء بمجالستي، وبالقرب مني، قال تعالى:{يَبْغُونَكُمُ الفِتْنَةَ} [التوبة: 47]، أي: يطلبون لكم الفتنة.
(1)
إسناده ضعيف، بقية بن الوليد ضعيف ومدلس وقد عنعن، وحبيب بن عمر وأبو عبد الصمد مجهولان. =
21733 -
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَاقِدٍ، حَدَّثَنِي بُسْرُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيُّ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ إِذْ رَأَيْتُ عَمُودَ الْكِتَابِ احْتُمِلَ مِنْ تَحْتِ رَأْسِي، فَظَنَنْتُ أَنَّهُ مَذْهُوبٌ بِهِ، فَأَتْبَعْتُهُ بَصَرِي، فَعُمِدَ بِهِ إِلَى الشَّامِ، أَلَا وَإِنَّ الْإِيمَانَ حِينَ تَقَعُ الْفِتَنُ بِالشَّامِ "(1).
= وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/ 131، وزاد نسبته للطبراني في "الكبير". وسيأتي برقم (21735).
وفي باب كثرة تبسم رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم عن عبد الله بن الحارث بن جزء، سلف برقم (17704)، ولفظه: ما رأيت أحداً أكثر تبسماً من رسولِ الله صلى الله عليه وسلم. وسنده حسن.
وعن جرير بن عبد الله، سلف برقم (19173) قال: ما حجبني عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت ولا رآني إلا تبسم. وإسناده صحيح.
وعن عائشة عند أبي الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" ص 30 قالت: كان أبرّ الناس وأَكرم الناس، ضحاكاً بساماً صلى الله عليه وسلم.
(1)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو إدريس الخولاني: هو عائذ الله بن عبد الله.
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 1/ ورقة 49 من طريق إسحاق بن عيسى، بهذا الإسناد.
وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/ 290، ومن طريقه البيهقي في "دلائل النبوة" 6/ 447، وابن عساكر 1/ 49 عن عبد الله بن يوسف، وأخرجه الطبراني في "الشاميين"(1198)، وابن عساكر 1/ 49 من طريق هشام بن عمار، كلاهما عن يحيى بن حمزة، به.
وأخرجه البزار (3332 - كشف الأستار)، والطبراني في "الشاميين"(449)، =
21734 -
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ هَانِئٍ، عَنْ أَبِي الْعَذْرَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَجِلُّوا اللهَ يَغْفِرْ لَكُمْ " قَالَ ابْنُ ثَوْبَانَ: يَعْنِي: أَسْلِمُوا (1).
21735 -
حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ عُمَرَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الصَّمَدِ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ قَالَتْ: كَانَ أَبُو الدَّرْدَاءِ لَا يُحَدِّثُ بِحَدِيثٍ إِلَّا تَبَسَّمَ فِيهِ، فَقُلْتُ لَهُ: إِنِّي أَخْشَى أَنْ يُحَمِّقَكَ النَّاسُ!! فَقَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَا
= وأبو نعيم في "الحلية" 6/ 98، وابن عساكر 1/ 49 من طريق أبي توبة الربيع ابن نافع، عن يحيى بن حمزة، عن ثور بن يزيد، عن بسر بن عبيد الله، به.
وفي الباب عن عمرو بن العاص، سلف برقم (17775)، وذكرت تتمة شواهده هناك.
(1)
إسناده ضعيف لجهالة أبي العذراء. قال ابن الأثير في "النهاية" 1/ 431 وهذا الحديث هو عند الأكثرين من كلام أبي الدرداء.
وأخرجه البخاري في "الكنى" من "التاريخ الكبير" 9/ 63، وأبو يعلى كما في "إتحاف الخيرة"(130) من طريق موسى ابن داود، بهذا الإسناد. وتحرف موسى بن داود في "إتحاف الخيرة" إلى: موسى بن وردان.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(6794)، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 226 من طريق مسلمة المعدل، عن عمير بن هانئ، عن أبي العذراء، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء. زادا في الإسناد:"أم الدرداء".
قوله: أجلوا: قال السندي: من الإجلال. وروي بالحاء المهملة، قال الخطابي في "غريب الحديث" 1/ 688: معناه الخروج من حظر الشرك إلى حل الإسلام، من قولهم: أحل الرجل: إذا خرج من الحرم إلى الحل.
يُحَدِّثُ بِحَدِيثٍ إِلَّا تَبَسَّمَ (1).
21736 -
حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا زَبَّانُ (2)، عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ: أَنَّهُ أَتَاهُ عَائِدًا، فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ لِأَبِي بَعْدَ أَنْ سَلَّمَ عَلَيْهِ: بِالصِّحَّةِ لَا بِالْوَجَعِ - ثَلَاثَ مَرَّاتٍ يَقُولُ ذَلِكَ -، ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَا يَزَالُ الْمَرْءُ الْمُسْلِمُ بِهِ الْمَلِيلَةُ وَالصُّدَاعُ، وَإِنَّ عَلَيْهِ مِنَ الْخَطَايَا لَأَعْظَمَ مِنْ أُحُدٍ حَتَّى يَتْرُكَهُ، وَمَا عَلَيْهِ مِنَ الْخَطَايَا مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ "(3).
21737 -
حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَنَا أَوَّلُ مَنْ يُؤْذَنُ لَهُ بِالسُّجُودِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ يُؤْذَنُ لَهُ أَنْ يَرْفَعَ رَأْسَهُ، فَأَنْظُرَ إِلَى بَيْنِ يَدَيَّ، فَأَعْرِفَ أُمَّتِي مِنْ بَيْنِ الْأُمَمِ، وَمِنْ خَلْفِي مِثْلُ ذَلِكَ، وَعَنْ يَمِينِي مِثْلُ ذَلِكَ، وَعَنْ شِمَالِي مِثْلُ ذَلِكَ " فَقَالَ
(1) إسناده ضعيف. وقد سلف برقم (21732).
(2)
في (م): ابن زبان، بزيادة: ابن، وهو خطأ.
(3)
إسناده مسلسل بالضعفاء، ابن لهيعة سيئ الحفظ، وزبان -وهو ابن فائد المصري- وسهل ضعيفان. حسن: هو ابن موسى.
وأخرجه أحمد بن منيع كما في "إتحاف الخيرة" للبوصيري 5/ 473 عن الحسن بن موسى الأشيب، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(3142) من طريق عبد الله بن يوسف وشعيب بن يحيى، عن ابن لهيعة، به. وانظر (21728).
رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ تَعْرِفُ أُمَّتَكَ مِنْ بَيْنِ الْأُمَمِ فِيمَا بَيْنَ نُوحٍ إِلَى أُمَّتِكَ؟ قَالَ:" هُمْ غُرٌّ مُحَجَّلُونَ مِنْ أَثَرِ الْوُضُوءِ، لَيْسَ أَحَدٌ كَذَلِكَ غَيْرَهُمْ، وَأَعْرِفُهُمْ أَنَّهُمْ يُؤْتَوْنَ كُتُبَهُمْ بِأَيْمَانِهِمْ، وَأَعْرِفُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ ذُرِّيَّتُهُمْ "(1).
(1) حسن لغيره دون قوله: "وأعرفهم أنهم يُؤْتون كتبهم
…
إلخ"، ابن لهيعة وإن كان سيئ الحفظ فقد رواه عنه ابن المبارك فيما سيأتي برقم (21739)، وقتيبة بن سعيد فيما سيأتي برقم (21740)، لكن رواية قتيبة مختصرة، وفيها: "من أثر السجود"، وروايتهما عنه صالحة عند بعض أهل العلم، ثم هو منقطع، عبد الرحمن بن جبير لم يسمع أبا الدرداء.
وأخرجه الحاكم 2/ 478 من طريق عبد الله بن صالح، عن الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، بهذا الإسناد. وقرن بأبي الدرداء أبا ذر. وعبد الله بن صالح سيئ الحفظ.
وأخرجه البزار (3457 - كشف الأستار) من طريقه أبي النضر الأسود، والطبراني في "الأوسط"(3258) من طريق عبد الله بن يوسف، وابن أبي حاتم كما في "تفسير ابن كثير" 8/ 41 من طريق ابن وهب، ثلاثتهم عن ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن سعد بن مسعود، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبي الدرداء. فأدخلوا سعداً بين يزيد وعبد الرحمن. ووقع في رواية البزار: عبد الله بن جبير بدل عبد الرحمن، وقرن ابن أبي حاتم بأبي الدرداء أبا ذر، وسقط من إسناده ابن لهيعة. قال البزار: لا نعلمه يروى بلفظه حديث، وسعد ليس بالمعروف، وابن جبير فلا يعرف بالنقل، وإنما ذكرنا هذا الحديث لزيادة فيه، وبينا علته.
وسيأتي الحديث مقروناً بأبي ذر برقم (21739) و (21740)، ومقروناً به على الشك برقم (21738).
وفي الباب عن عبد الله بن مسعود سلف برقم (3820)، وانظر تتمة شواهده هناك.
ولسجوده صلى الله عليه وسلم يوم القيامة، انظر حديث أبي هريرة وحديث أنس السالفين =
21738 -
حَدَّثَنَاهُ يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ شَكَّ فِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ أَوْ أَبَا الدَّرْدَاءِ، قَالَ يَحْيَى، فَيَقُولُ:" فَأَعْرِفُهُمْ أَنَّ نُورَهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ، وَبِأَيْمَانِهِمْ "(1).
21739 -
حَدَّثَنَا يَعْمَرُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا ذَرٍّ وَ أَبَا الدَّرْدَاءِ، قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَنَا أَوَّلُ مَنْ يُؤْذَنُ لَهُ فِي السُّجُودِ " فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (2).
21740 -
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ مِنْ أَبِي ذَرٍّ وَأَبِي الدَّرْدَاءِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنِّي لَأَعْرِفُ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ بَيْنِ الْأُمَمِ " قَالُوا: يَا نَبِيَّ اللهِ، وَكَيْفَ تَعْرِفُ أُمَّتَكَ؟ قَالَ:" أَعْرِفُهُمْ يُؤْتَوْنَ كُتُبَهُمْ بِأَيْمَانِهِمْ، وَأَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ، وَأَعْرِفُهُمْ بِنُورِهِمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ "(3).
= برقم (9623) و (12153)، وكلاهما في قصة الشفاعة.
(1)
حسن لغيره كسابقه، وذكر سماع عبد الرحمن بن جبير من أبي ذر وأبي الدرداء، في هذه الرواية والروايتين التاليتين خطأ، فإنه لم يدركهما.
(2)
حسن لغيره كسابقه. يعمر: هو ابن بشر الخراساني.
(3)
إسناده ضعيف سلف الكلام عليه في الرواية (21737).
وفي باب قوله: "وأعرفهم بسيماهم في وجوههم من أثر السجود" عن عبد الله بن بسر، سلف برقم (17693)، ولفظه: "فإن أمتي يومئذ غُرٌّ من =
21741 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ الْغَسَّانِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ حَكِيمُ بْنُ عُمَيْرٍ، وحَبِيبُ بْنُ عُبَيْدٍ (1)، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا يَدَعُ رَجُلٌ مِنْكُمْ أَنْ يَعْمَلَ لِلَّهِ أَلْفَ حَسَنَةٍ، حِينَ يُصْبِحُ يَقُولُ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ مِئَةَ مَرَّةٍ، فَإِنَّهُ أَلْفُ حَسَنَةٍ، فَإِنَّهُ لَنْ يَعْمَلَ إِنْ شَاءَ اللهُ مِثْلَ ذَلِكَ فِي يَوْمٍ مِنَ الذُّنُوبِ، وَيَكُونُ مَا عَمِلَ مِنْ خَيْرٍ سِوَى ذَلِكَ وَافِرًا "(2).
= السجود"، وإسناده صحيح.
(1)
في (م) و (ر): عبيد الله، وضبب على لفظ الجلالة في (ظ 5)، وصوابه: حبيب بن عبيد كما في "أطراف المسند" 6/ 135 وكتب الرجال.
(2)
إسناده ضعيف لضعف أبي بكر بن عبد الله بن أبي مريم. أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن حجاج الخولاني.
وأخرجه أبو يعلى في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(8122)، والطبراني في "مسند الشاميين"(1471) من طريق أبي المغيرة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحاكم 1/ 515 من طريق أبي المغيرة، به. إلا أن فيه: الأحوص ابن حكيم بن عمير بدل أبي الأحوص، وكذا هو في "الإتحاف" 12/ 563، وبناء عليه قال الذهبي: وفي السند انقطاع.
وسيأتي مكرراً 6/ 440.
حَدِيثُ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ حِبِّ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم
(1)
21742 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُقْبَةَ، أَخْبَرَنِي كُرَيْبٌ، أَنَّهُ سَأَلَ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ قَالَ: قُلْتُ: أَخْبِرْنِي كَيْفَ صَنَعْتُمْ عَشِيَّةَ رَدِفْتَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: جِئْنَا الشِّعْبَ الَّذِي يُنِيخُ فِيهِ النَّاسُ لِلْمَغْرِبِ، فَأَنَاخَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَاقَتَهُ، ثُمَّ بَالَ - مَا (2) قَالَ: أَهْرَاقَ الْمَاءَ - ثُمَّ دَعَا بِالْوَضُوءِ فَتَوَضَّأَ وُضُوءًا لَيْسَ بِالْبَالِغِ جِدًّا، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، الصَّلَاةَ! قَالَ:" الصَّلَاةُ أَمَامَكَ " قَالَ: فَرَكِبَ حَتَّى قَدِمَ الْمُزْدَلِفَةَ فَأَقَامَ الْمَغْرِبَ، ثُمَّ أَنَاخَ النَّاسُ فِي مَنَازِلِهِمْ وَلَمْ يَحُلُّوا حَتَّى أَقَامَ الْعِشَاءَ فَصَلَّى، ثُمَّ حَلَّ النَّاسُ.
قَالَ: فَقُلْتُ: كَيْفَ فَعَلْتُمْ حِينَ أَصْبَحْتُمْ؟ قَالَ: رَدِفَهُ الْفَضْلُ
(1) قال السندي: أسامة بن زيد حِبُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن حِبِّه، وهو كلبيٌّ، يكنى أبا زيد، أو أبا محمد، وأمه أُمُّ أيمن حاضنة النبي صلى الله عليه وسلم.
قال ابن سعد: وُلد أسامة في الإسلام، ومات النبيُّ صلى الله عليه وسلم وله عشرون سنة، وكان أمَّره على جيش عظيم، فمات النبيُّ صلى الله عليه وسلم قبل أن يتوجَّه، فأنفذه أبو بكر، وكان عمر يجلُّه ويكرمُه وفضَّله في العطاء على ولده عبد الله بن عمر، واعتزل أسامة الفتن بعد قتل عثمان إلى أن مات في آخر خلافة معاوية، ومات بالمدينة بالجُرْف بعد أن سكن في أطراف الشام، ثم سكن وادي القرى، ثم انتقل إلى المدينة ومات فيها.
(2)
في (م): ماءً، بالهمز، وهو خطأ.
ابْنُ عَبَّاسٍ، وَانْطَلَقْتُ أَنَا فِي سُبَّاقِ قُرَيْشٍ عَلَى رِجْلَيَّ (1).
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إبراهيم بن عقبة -وهو ابن أبي عياش الأسدي مولاهم- فمن رجال مسلم. زهير: هو ابن معاوية بن حُدَيج، وكريب: هو ابن أبي مسلم مولى ابن عباس.
وأخرجه مسلم ص 935 (279) من طريق يحيى بن آدم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي (1881)، وأبو داود (1921)، وأبو عوانة (3480)، وأبو القاسم البغوي في "مسند أسامة بن زيد"(26)، والبيهقي 5/ 122 من طرق عن زهير بن معاوية، به.
وأخرجه بنحوه تاماً ومقطعاً مسلم ص 935 (278)، والنسائي 5/ 260 - 261، وأبو القاسم البغوي (43) من طريق عبد الله بن المبارك، والنسائي 5/ 259، وأبو القاسم البغوي (40) و (41) من طريق حماد بن زيد، وأبو عوانة (3486) من طريق وهيب، والطبراني في "الكبير"(451) من طريق الحارث بن عمير، والبيهقي 5/ 120 من طريق إبراهيم بن طهمان، خمستهم عن إبراهيم بن عقبة، به.
وأخرجه أبو القاسم البغوي (27) من طريق حاتم بن إسماعيل، عن موسى بن عقبة، عن إبراهيم بن عقبة، به. وقد قال بإثر الحديث (26): قال أبو القاسم بن منيع:
…
ولا أعلم أحداً حدث به عن موسى بن عقبة، عن إبراهيم بن عقبة غير حاتم، إلا أن موسى بن عقبة قد سمع هذا الحديث من كريب نفسه، عن أسامة. قلنا: وسيأتي من طريقه برقم (21814).
وأخرجه بنحوه تاماً ومقطعاً البخاري (1669)، ومسلم (1280)(266)، وأبو عوانة (3481)، وأبو القاسم البغوي (38)، والبيهقي في "السنن الكبرى" 5/ 119، وفي "السنن الصغير"(1678) من طريق محمد بن أبي حرملة، ومسلم ص 935 (280) من طريق محمد بن عقبة، كلاهما عن كريب مولى ابن عباس، به.
وسيأتي بنحوه مطولاً ومختصراً من طريق كريب بالأرقام (21761) =
21743 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ
= و (21814)(21831) و (21832)، ومن طريق ابن عباس بالأرقام (21749) و (21790)، ومن طريق عطاء بن أبي رباح برقم (21821)، ومن طريق عروة بن الزبير بالأرقام (21783) و (21833)، ومن طريق الشعبي برقم (21793)، ومن طريق رجل برقم (21765)، كلهم عن أسامة بن زيد.
وانظر (21756) و (21760) و (21812).
وأخرجه بنحوه مسلم ص 936 (281)، وأبو عوانة (3493)، والطبراني في "الكبير"(380)، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 1/ 149، والمزي في ترجمة عطاء مولى ابن سباع من "تهذيب الكمال" 20/ 128 - 129 من طريق عطاء مولى ابن سباع، عن أسامة بن زيد.
وأخرج البخاري (1543) و (1544) و (1686) و (1687)، وأبو القاسم البغوي في "مسند أسامة"(37)، والطحاوي في "شرح المعاني" 2/ 225 من طريق عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس: أن أسامة كان رِدفَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم من عرفة إلى المزدلفة، ثم أَردف الفضلَ من المزدلفة إلى منى.
وأخرجه كذلك أحمد في "المسند"(1820) من طريق عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء، عن ابن عباس. وانظر تمام تخريجه وإحالاته إلى مواضعه الأخرى فيه هناك.
وفي باب إردافه صلى الله عليه وسلم لأسامة والفضل عن جابر بن عبد الله عند مسلم (1218)(147).
وعن الفضل بن عباس نفسه، سلف برقم (1816).
وفي باب نزوله صلى الله عليه وسلم في الشعب ووضوئه عن الفضل بن عباس، وقد سلف برقم (1800).
وفي باب الجمع بالمزدلفة بين المغرب والعشاء عن ابن عمر، سلف برقم (4452)، وانظر تتمة شواهده عنده.
عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَا رِبَا فِيمَا كَانَ يَدًا بِيَدٍ " قَالَ: يَعْنِي إِنَّمَا الرِّبَا فِي النَّسِاءِ (1).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين من جهة عفان، وعلى شرط مسلم من جهة يحيى بن إسحاق -وهو السَّيْلحيني- فهو من رجاله دون البخاريِّ. وهيب: هو ابن خالد بن عجلان الباهلي، وطاووس: هو ابن كَيْسان اليماني.
وأخرجه مسلم (1596)(103)، وأبو القاسم البغوي في "مسند أسامة"(23) من طريق عفان وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(448) من طريق يحيى بن إسحاق وحده، به.
وأخرجه مسلم (1596)(103)، والبزار في "مسنده"(2561)، وأبو القاسم البغوي (23)، والطبراني (448) من طرق عن وهيب بن خالد، به.
وأخرجه البزار (2553) و (2554)، وأبو عوانة (5423)، وأبو القاسم البغوي (20) و (21)، وابن حبان (5023)، والطبراني (436) و (437) و (446) و (447) من طرق عن ابن عباس، به. ولفظه عند بعضهم:"لا ربا إلا في الدَّين" وعند بعضهم: "لا ربا إلا في النسيئة".
وسيتكرر عن عفان وحده برقم (21757).
وسيأتي من طريق ابن عباس عن أسامة بالأرقام (21750) و (21778) و (21795) و (21796) و (21815) و (21817)، ومن طريق ابن المسيب عن أسامة برقم (21762).
والنَّساء: هو النَّسيئة، وهو التأخير.
قلنا: ظاهر حديث أسامة أنه لا ربا في الزيادة في الجنس نفسه إذا كان يداً بيدٍ، وقد أجمع المسلمون على ترك العمل بظاهره كما قال النووي في "شرح مسلم" 11/ 25، وقال الخطابي في "أعلام الحديث" 2/ 1067: تأوَّلوا حديث أسامة على أنه قد سمع من آخر الحديث ولم يدرك أوله، كأنه سئل عن التمر بالشعير، أو البُرِّ بالتمر، أو الذهب بالفضة متفاضلاً، فقال: "إنما الربا في =
21744 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبَانُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، حَدَّثَنِي عَمْرُ (1) بْنُ الْحَكَمِ، عَنْ مَوْلَى قُدَامَةَ بْنِ مَظْعُونٍ، عَنْ مَوْلَى أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، أَنَّهُ انْطَلَقَ مَعَ أُسَامَةَ إِلَى وَادِي الْقُرَى يَطْلُبُ مَالًا لَهُ، وَكَانَ يَصُومُ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ، فَقَالَ لَهُ مَوْلَاهُ: لِمَ تَصُومُ يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ، وَأَنْتَ شَيْخٌ كَبِيرٌ قَدْ رَقَقْتَ؟! قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَصُومُ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ، فَسُئِلَ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ:" إِنَّ أَعْمَالَ النَّاسِ تُعْرَضُ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ "(2).
= النسيئة" في مثل هذه المسألة، فإن الأجناس إذا اختلفت جاز فيها التفاضل إذا كانت يداً بيدٍ، وإنما يدخلها الربا من جهة النسيئة إذا لم يكن يداً بيدٍ، وإنما خرَّجوه على هذا لوقوع الإجماع من الأمة بخلافه. وانظر تمام الكلام عليه في "شرح مسلم" 11/ 23 - 25، و"فتح الباري" 4/ 381 - 382.
(1)
تحرف في (م) إلى: عمرو.
(2)
إسناده ضعيف لجهالة مولى قدامة، وجهالة مولى أُسامة، والمرفوع منه صحيح بطرقه وشواهده. أبان: هو ابن يزيد العطَّار، وعمر بن أبي الحكم، ويقال: عمر بن الحكم: هو ابن ثوبان أبو حفص المدني.
وسيأتي بنحوه من غير هذا الطريق برقم (21753)، وسنده حسن.
وأخرجه أبو داود (2436) عن موسى بن إسماعيل، عن أبان بن يزيد العطار، بهذا الإسناد.
وسيأتي مع طريق مولى أسامة برقم (21781) و (21816)، والمرفوع منه سيأتي ضمن حديث آخر من طريق أبي سعيد المقبري برقم (21753) و (21791)، كلاهما عن أسامة. =
21745 -
حَدَّثَنَا هُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ، حَدَّثَنَا حُصَيْنٌ، عَنْ أَبِي ظِبْيَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ يُحَدِّثُ، قَالَ: بَعَثَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْحُرَقَةِ مِنْ جُهَيْنَةَ، قَالَ: فَصَبَّحْنَاهُمْ فَقَاتَلْنَاهُمْ، فَكَانَ مِنْهُمْ رَجُلٌ إِذَا أَقْبَلَ الْقَوْمُ كَانَ مِنْ أَشَدِّهِمْ عَلَيْنَا، وَإِذَا أَدْبَرُوا كَانَ حَامِيَتَهُمْ، قَالَ: فَغَشِيتُهُ أَنَا وَرَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، قَالَ: فَلَمَّا غَشِينَاهُ، قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، فَكَفَّ عَنْهُ الْأَنْصَارِيُّ وَقَتَلْتُهُ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:" يَا أُسَامَةُ، أَقَتَلْتَهُ بَعْدَ مَا قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ؟! " قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّمَا كَانَ مُتَعَوِّذًا مِنَ الْقَتْلِ. فَكَرَّرَهَا عَلَيَّ
= وأخرجه النسائي في "الكبرى"(2783) من طريق معاوية بن سلام بن أبي سلام، عن يحيى بن أبي كثير، عن مولى قدامة بن مظعون، به. ولم يذكر عمرَ بن الحكم بن ثوبان الواسطة بين يحيى بن أبي كثير، ومولى قدامة.
وأخرجه كذلك (2785) من طريق الوليد بن مسلم، عن أبي عمرو الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن مولى لأسامة، عن أسامة. بإسقاط عمر بن الحكم ومولى قدامة بن مظعون، والوليد بن مسلم مدلس تدليس تسوية، ولعل هذا من فعله.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(409) من طريق موسى بن عُبيدة، عن عمر بن الحكم، عن أُسامة بن زيد. وإسناده ضعيف لضعف موسى بن عبيدة.
وأخرجه ابن خزيمة (2119) من طريق عمر بن محمد، عن شرحبيل بن سعد، عن أسامة بن زيد. وإسناده ضعيف.
ويشهد للمرفوع منه حديث أبي هريرة سلف برقم (7639) و (8361)، وهو في "الصحيح".
وحديث عائشة، سيأتي 6/ 89، وحديث حفصة عند النسائي 4/ 203 - 204.
حَتَّى تَمَنَّيْتُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ أَسْلَمْتُ إِلَّا يَوْمَئِذٍ (1).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حُصَين: هو ابن عبد الرحمن السُّلَمي، أبو الهذيل الكوفي، وأبو ظَبْيان: هو حُصَين بن جُندب بن الحارث الجَنْبي الكوفي.
وأخرجه البخاري (4269) و (6872)، ومسلم (96)(159)، وابن أبي عاصم في "الديات" ص 34، وأبو عوانة (195)، وابن حبان (4751)، وابن منده في "الإيمان"(63)، والبيهقي في "الدلائل" 4/ 297، والواحدي في "أسباب النزول" ص 117 من طريق هشيم بن بشير، بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار في "مسنده"(2612)، والنسائي في "الكبرى"(8595)، وأبو عوانة (195) و (196)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3229)، والخطيب في "الأسماء المبهمة" ص 456 من طرق عن حصين بن عبد الرحمن، به.
وأخرجه الطيالسي (626)، وابن أبي عاصم في "الديات" ص 35، والبزار (2611)، والطبراني في "الكبير"(392) من طريق أبي عبد الرحمن السُّلَمي، والبيهقي في "الدلائل" 4/ 297، والخطيب في "الأسماء المبهمة" ص 457، وابن الأثير في "أسد الغابة" 1/ 80، والذهبي في "سير أعلام النبلاء" 2/ 505 من طريق محمد بن أسامة بن زيد، وابن أبي عاصم ص 35، والحاكم 3/ 116 من طريق عم أبي الشَّعثاء المُحاربي، ثلاثتهم عن أُسامة بن زيد.
وأخرجه بنحوه ابن سعد 4/ 69 عن كثير بن هشام، عن جعفر بن بُرْقَان، عن الحضرمي رجل من أهل اليمامة قال: بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أسامة ابن زيد
…
الحديث، وإسناده ضعيف لإعضاله.
وسيأتي عن يعلى بن عُبيد، عن الأعمش عن أبي ظبيان برقم (21802).
وقال المزي في "التحفة" 1/ 44: رواه محمد بن شجاع بن نَبْهان المروزي، عن عبد العزيز بن رفيع، عن أبي ظبيان، عن سعيد بن مالك، عن أسامة بن زيد. قلنا: فزاد فيه رجلاً بين أبي ظبيان وأسامة، ومحمد بن شجاع بن نبهان ضعيف. =
21746 -
حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى أُمَّتِي مِنَ النِّسَاءِ عَلَى الرِّجَالِ "(1).
= وفي الباب عن ابن عمر، وعمران بن حصين، سلفا برقم (6382) و (19937).
وعن عقبة بن مالك الليثي، والمقداد بن عمرو، سيأتيان 5/ 288 و 6/ 3.
قال السندي: قوله: "إلى الحُرَقة" بضم مهملة وفتح المهملة الثانية: اسم لقبيلة من جُهينة.
"إلا يومئذٍ" أي: ليكون الإسلام يَجُبُّ تلك الخطيئة، والله تعالى أعلم.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليمان التَّيمي: هو ابن طَرْخان، وأبو عثمان النَّهدي: هو عبد الرحمن بن ملٍّ.
وأخرجه مسلم (2741)(98) من طريق هشيم بن بشير، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (20608)، والحميدي (546)، وابن أبي شيبة 4/ 405 و 15/ 65، والبخاري (5096)، ومسلم (2740) و (2741)، وابن ماجه (3998)، والترمذي (2780)، والبزار في "مسنده"(1255) و (2597)، والنسائي في "الكبرى"(9153) و (9270)، وأبو يعلى (972)، وأبو عوانة (4023) و (4024)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4322) و (4323) و (4324)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 10، وابن حبان (5967) و (5969) و (5970)، والطبراني في "الكبير"(415) و (416) و (417) و (418) و (419) و (420)، وأبو نعيم في "الحلية" 3/ 35، وأبو عمرو الداني في "الفتن"(37)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(784) و (786) و (787)، والبيهقي في "السنن الكبرى" 7/ 91، والخطيب في "تاريخ بغداد" 12/ 329، والبغوي (2242)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 2/ ورقة 680، والذهبي في "سير أعلام النبلاء" 11/ 126 من طرق عن سليمان التيمي، به. وقرن معتمر بن سليمان التيمي عن أبيه في بعض هذه المصادر بأسامة بن زيدٍ سعيدَ بن زيدٍ. =
21747 -
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا يَرِثُ الْمُسْلِمُ الْكَافِرَ، وَلَا الْكَافِرُ الْمُسْلِمَ "(1).
= وأخرجه البزار في "مسنده"(2598)، وابن الأعرابي في "معجمه"(1677)، والطبراني في "الأوسط"(3688) و (5665)، والقضاعي (785) من طريق عاصم الأحول، والطبراني في "الأوسط"(568) من طريق المغيرة بن قيس، كلاهما عن أبي عثمان النَّهدي، به.
وسيأتي برقم (21829).
وفي باب فتنة النساء عن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11169).
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، والزهري: هو محمد بن مسلم بن شهاب، وعلي بن حسين: هو ابن علي بن أبي طالب زينُ العابدين، وعمرو بن عثمان: هو ابن عفان الأُموي.
وأخرجه الشافعي في "مسنده" 2/ 190، وفي "الرسالة" فقرة (472)، والحميدي (541)، وسعيد بن منصور في "سننه"(135)، وابن أبي شيبة 11/ 370، والدارمي (3001)، ومسلم (1614)، وأبو داود (2909)، وابن ماجه (2729)، والترمذي (2107)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(454)، والبزار في "مسنده"(2581) و (2583)، ومحمد بن نصر المروزي في "السنة"(386)، والنسائي في "الكبرى"(6376)، وابن الجارود (954)، وأبو عوانة (5593)، والحكيم الترمذي في "المنهيات" ص 60، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 265، وابن حبان (6033)، والطبراني في "الكبير"(412)، وفي "الأوسط"(510)، وأبو نعيم في "الحلية" 3/ 144 - 145 و 145، والبيهقي في "السنن" 6/ 218 و 10/ 299، والخطيب في "الكفاية" ص 13، والبغوي في "شرح السنة"(2231)، والمزي في ترجمة عمرو بن عثمان من "تهذيب الكمال" 22/ 154 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ولفظ رواية ابن أبي شيبة: "لا تتوارث الملتان المختلفتان". ووقع في المطبوع من "السنن الكبرى" للنسائي: سفيان الثوري، وهو خطأ، والتصويب من "تحفة الأشراف" للمزي 1/ 56.
وأخرجه سعيد بن منصور (136)، والمصنف في "العلل" 1/ 341، والترمذي (2107)، والنسائي في "الكبرى"(6381) و (6382) والطحاوي 3/ 266، والطبراني في "الكبير"(391)، وابن عبد البر في "التمهيد" 9/ 171 من طريق هشيم بن بشير، ومحمد بن نصر المروزي في "السنة"(388)، وأبو عوانة (5595)، والطحاوي 3/ 265، والطبراني (412)، والدارقطني 4/ 69 من طريق يونس بن يزيد، والطبراني في "الكبير"(412)، وفي "الأوسط"(2759)، والحاكم 2/ 240 من طريق سفيان بن حسين، والنسائي (6377)، والطبراني في "الكبير"(412) من طريق يزيد بن عبد الله بن الهاد، والنسائي (6378)، وأبو عوانة (5594)، والطبراني (412) من طريق عقيل بن خالد، والطيالسي (631)، ومن طريقه الطبراني (412) عن عبد الله بن بُديل، والطبراني (412)، والدارقطني 3/ 62، والبيهقي في "الدلائل" 5/ 91، والخطيب في "الفصل للوصل" ص 692 من طريق زمعة بن صالح، والطبراني (412)، وأبو نعيم في "الحلية" 3/ 144، من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري، والطبراني (412) من طريق صالح بن كيسان، والدارمي (3000)، والنسائي (6370) و (6371)، والطبراني في "الأوسط"(5009) من طريق عبد الله بن عيسى الأنصاري، كلهم عن الزهري، به.
ولم يذكر عبد الله بن عيسى في روايته: عمرو بن عثمان بن عفان، وقد خالف بذلك الثقات الحفاظ من أصحاب الزهري الذين رووه عنه، عن علي بن حسين، فقالوا فيه: عن عمرو بن عثمان، عن أسامة بن زيد. ولم يذكر مسعود بن جويرية الموصلي في روايته عن هشيم عند النسائي (6381): عمرو بن عثمان أيضاً، وقرن بعلي بن حسين أبانَ بن عثمان، وهذه الرواية خطأ، تفرد بها مسعود بن جويرية -وهو صدوق- عن هشيم، والصواب ما رواه الثقات من أصحاب هشيم عنه، حيث قالوا: عن الزهري، عن علي بن حسين، عن عمرو بن عثمان كما هي =
21748 -
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَشْرَفَ عَلَى أُطُمٍ مِنْ آطَامِ الْمَدِينَةِ، فَقَالَ: " هَلْ تَرَوْنَ مَا أَرَى إِنِّي لَأَرَى مَوَاقِعَ الْفِتَنِ
= رواية الجماعة. نبه على ذلك النسائي فيما نقله المزي عنه في "التحفة" 1/ 56 - 57.
وقال الإمام أحمد في "العلل" 1/ 341 عقب روايته عن هشيم: لم يسمع هشيم من الزهري حديث علي بن حسين، عن عمرو بن عثمان، عن أسامة بن زيد، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم:"لا يتوارث أهل ملتين شَتَّى". قلنا: وهذا لفظ حديث هشيم عندهم جمعاً، خلا الترمذي فقد قرنه بسفيان بن عيينة وساق لفظ سفيان، فلعله حمل حديث أحدهما على الآخر وقال بإثره: حديث حسن
صحيح. ولفظ رواية هشيم عند الطحاوي والطبراني وابن عبد البر: "لا يرث الكافر المسلم، ولا المسلم الكافر، ولا يتوارث أهل ملتين".
وفي رواية سفيان بن حسين عند الطبراني في "الكبير" ورواية زمعة عند الدارقطني والبيهقي والخطيب زيادة: "وهل ترك لنا عَقِيل من دار" -وستأتي من طريق محمد بن أبي حفصة، عن الزهري برقم (21752) - ولفظ رواية سفيان بن حسين عند الحاكم كلفظ رواية هشيم عند الطحاوي والطبراني وابن عبد البر، غير أنه زاد: ثم قرأ: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ) [الأنفال: 73]، وقال بإثره: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. واقتصر يحيى بن سعيد عند أبي نعيم، وعبد الله ابن عيسى عند النسائي في الموضع الأول على قوله:"لا يرث مسلم كافراً"، وسيأتي بهذا اللفظ من طريق مالك، عن الزهري برقم (21813).
وانظر (21752) و (21766) و (21808) و (21813) و (21820).
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو بن العاص سلف برقم (6664)، وانظر تتمة شواهده هناك.
خِلَالَ بُيُوتِكُمْ كَمَوَاقِعِ الْقَطْرِ " (1).
21749 -
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَرْدَفَهُ مِنْ عَرَفَةَ، فَلَمَّا أَتَى الشِّعْبَ نَزَلَ فَبَالَ - وَلَمْ يَقُلْ: أَهْرَاقَ الْمَاءَ - فَصَبَبْتُ عَلَيْهِ فَتَوَضَّأَ وُضُوءًا خَفِيفًا، فَقُلْتُ: الصَّلَاةَ! فَقَالَ: " الصَّلَاةُ أَمَامَكَ " قَالَ: ثُمَّ أَتَى الْمُزْدَلِفَةَ فَصَلَّى الْمَغْرِبَ، ثُمَّ حَلُّوا رِحَالَهُمْ،
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، وعروة: هو ابن الزُّبير بن العوَّام.
وأخرجه الحميدي (542)، وابن أبي شيبة 15/ 14، وابن أبي عمر في "مسنده" كما في "الفتح" 13/ 12، والبخاري (1878) و (2467) و (3597) و (7060)، ومسلم (2885)، والبزار في "مسنده"(2565)، وأبو عوانة في الفتن كما في "إتحاف المهرة" 1/ 300، والبيهقي في "الدلائل" 6/ 405 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحافظ ابن حجر في "تغليق التعليق" 3/ 134 - 135 من طريق البخاري في كتاب "بر الوالدين" عن محمد بن كثير، عن سليمان بن كثير، عن الزهري، به. ولفظه:"هل ترون ما أرى؟ أرى الفتنَ خِلالَ بيوتكم".
وسيأتي الحديث عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري برقم (21810).
قال السندي: "أُطم" بضمَّتين أو سكون الثاني: وهو البناء المرتفع، ويُسمى حصناً.
"القَطْر" بفتح فسكون، أي: المطر، والمراد كثرة الفتن.
وفي "الفتح" 13/ 13: قال الطِّيبي: والرؤية بمعنى النَّظَر، أي: كُشِفَ لي، فأبصرتُ ذلك عِياناً.
وَأَعَنْتُهُ، ثُمَّ صَلَّى الْعِشَاءَ (1).
21750 -
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، حَدَّثَنَا عَمْرٌو - يَعْنِي ابْنَ دِينَارٍ -، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ يَقُولُ: الذَّهَبُ بِالذَّهَبِ وَزْنًا بِوَزْنٍ. قَالَ:
(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، إلا أن سفيان -وهو ابن عيينة- قد خالف الثقات الحفاظ من أصحاب إبراهيم بن عقبة كزهير بن معاوية وابن المبارك والثوري ومعمر وحماد بن زيد، فرووه بإسقاط ابن عباس من إسناده، وكذلك رواه موسى ومحمد ابنا عقبة ومحمد بن أبي حرملة عن كريب عن أسامة، وسلف تخريج رواياتهم عند الحديث (21742).
وأخرجه الحميدي (548) وأبو الوليد الأزرقي في "أخبار مكة" 2/ 197، والنسائي 1/ 292، وابن خزيمة (64) و (2847) و (2851)، وأبو القاسم البغوي في "مسند أسامة"(38) و (39) و (44) و (45) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وقرن الحميدي والنسائي وابن خزيمة في الموضعين الأول والثالث وأبو القاسم البغوي في الموضع الثالث بإبراهيم محمدَ بنَ أبي حرملة.
وجاء في رواية الحميدي: أن سفيان قال: قال أحدهما -يعني إبراهيم بن عقبة ومحمد بن أبي حرملة-: أخبرني كريب، عن ابن عباس، عن أسامة. وقال الآخر: أخبرني كريب عن أسامة
…
قلنا: قد أشرنا سابقاً أن أحداً لم يتابع سفيان على ذِكر ابن عباس في إسناده، لا في رواية إبراهيم بن عقبة ولا في رواية محمد بن أبي حرملة كذلك، والله تعالى أعلم.
وأخرجه أبو الوليد الأزرقي 2/ 197 من طريق مسلم بن خالد، عن ابن جريج، عن موسى بن عقبة، عن كريب، عن ابن عباس، عن أسامة. قلنا: ومسلم بن خالد -وهو الزَّنجي- فيه ضعف وله أوهام.
فَلَقِيتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، فَقُلْتُ: أَرَأَيْتَ مَا تَقُولُ: أَشَيْءٌ (1) وَجَدْتَهُ فِي كِتَابِ اللهِ، أَوْ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: لَيْسَ بِشَيْءٍ وَجَدْتُهُ فِي كِتَابِ اللهِ أَوْ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَلَكِنْ أَخْبَرَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" الرِّبَا فِي النَّسِيئَةِ "(2).
(1) في (م) وحدها: أشيئاً، وكلاهما له وجه في العربية.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو صالح: هو ذكوان السَّمَّان، وأبو سعيد: هو سعد بن مالك الخُدْري الصحابي المعروف، والقائل:"فلقيت ابنَ عباس" هو أبو سعيد الخدري كما في بعض روايات الحديث.
وأخرجه عبد الرزاق (14546)، والحميدي (744)، ومسلم (1596)(101)، وابن ماجه (2257)، والبزار في "مسنده"(2547)، والنسائي 7/ 281، وأبو عوانة (5428)، وأبو القاسم البغوي في "مسند أسامة"(13)، والطبراني في "الكبير"(440)، والبيهقي 5/ 280 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. ولم يذكر البزار والطبراني أبا سعيد الخدري، ولا قصته، وجعلا الحديث عن أبي صالح عن ابن عباس. قلنا: وقد ذكر شعبة في حديثه عن عمرو بن دينار كما سيأتي برقم (21817) أن أبا سعيد أرسل أبا صالح ذكوان إلى ابن عباس.
وأخرجه عبد الرزاق (14546)، والبخاري (2178) و (2179)، وأبو عوانة (5427)، وأبو القاسم البغوي (14)، وابن عبد البر في "التمهيد" 2/ 244 من طرق عن عمرو بن دينار، به.
وأخرجه أبو القاسم البغوي (22)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 64، والطبراني في "الكبير"(442) و (443) من طرق عن أبي صالح، به.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 64، وفي "شرح مشكل الآثار"(6113) من طريق عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري قال: قلتُ لابن عباس: أرأيتَ الذي تَقولُ: الدِّينارانِ بالدِّينار، والدِّرهمانِ بالدِّرهم؟ أشهد لسمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول: "الدِّينارُ بالدِّينارِ، والدِّرهَمُ بالدِّرْهَمِ، لا فَضْلَ =
21751 -
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ يَسْأَلُ سَعْدًا عَنِ الطَّاعُونِ، فَقَالَ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ: أَنَا أُحَدِّثُكَ عَنْهُ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" إِنَّ هَذَا عَذَابٌ - أَوْ كَذَا - أَرْسَلَهُ اللهُ عَلَى نَاسٍ قَبْلَكُمْ - أَوْ طَائِفَةٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ -، فَهُوَ يَجِيءُ أَحْيَانًا وَيَذْهَبُ أَحْيَانًا، فَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ فَلَا تَدْخُلُوا عَلَيْهِ، وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ فَلَا تَخْرُجُوا فِرَارًا مِنْهُ "(1).
= بيْنَهُما" قال ابن عباس: أنتَ سَمِعْتَ هذا مِن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ فقلتُ: نَعَمْ. قال: فإنِّي لم أَسْمَعْ بهذا إنَّما أَخْبرنيه أُسامةُ بنُ زيدٍ. فقال أبو سعيدٍ: ونزَعَ عنها ابنُ عباس.
وانظر (21743).
قال السندي: قوله: "أرأيت ما تقول": أي: من الربا في النَّسيئة دون النَّقد.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، وعمرو: هو ابن دينار المكي، وعامر بن سعد: هو ابن أبي وقَّاص الزهري.
وأخرجه الحميدي (544)، ومسلم (2218)(95)، وابن خزيمة في كتاب "التوكل" كما في "إتحاف المهرة" 1/ 284، وأبو عوانة في الطب كما في "الإتحاف" 1/ 285، وابن عبد البر في "التمهيد" 12/ 253 و 254 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (2218)(95)، والترمذي (1065)، والنسائي في "الكبرى"(7524)، وأبو عوانة في الطب كما في "الإتحاف" 1/ 286، وابن حبان (2954) من طريق حماد بن زيد، ومسلم (2218)(95)، وأبو عوانة من طريق ابن جريج، وابن خزيمة في "التوكل" من طريق محمد بن ثابت العبدي، ثلاثتهم عن عمرو بن دينار، به. وجاء في رواية محمد بن ثابت: عن عامر بن سعد، عن سعد، عن أسامة، وسيأتي الكلام على هذه الطريق عند الحديث رقم (21763). =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرجه مسلم (2218)(97) وابن خزيمة في "التوكل" من طريق عطاء بن يسار، والباغندي في "مسند عمر عبد العزيز"(72)، وأبو عوانة في الطب من طريق رياح بن عَبيدة، والباغندي (71) و (74)، وأبو عوانة من طريق عمر بن عبد العزيز، ثلاثتهم عن عامر بن سعد، به. وجاء في رواية عطاء عند مسلم قوله: عن عامر بن سعد يحدث به، ولم يبين عمن رواه، وعند ابن خزيمة أن عامراً رواه عن أبيه عن أسامة بن زيد. وسيأتي الكلام على هذه الطريق برقم (21763).
وأخرجه الدروقي في "مسند سعد بن أبي وقاص"(79) من طريق رياح بن عَبيدة. عن عامر، به. وجعله من حديث سعد. قلنا: وقد صح أن سعداً قد روى هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير هذا الطريق، كما سلف في مسنده برقم (1577).
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(3746) من طريق عبد الغفار بن القاسم -وهو ابن قيس الأنصاري- عن حبيب بن أبي ثابت، عن عطاء بن يسار، قال: قال أسامة وسعد وخزيمة
…
وذكر الحديث. قلنا: هذا إسناد ضعيف بمرة، فإن عبد الغفار هذا متروك الحديث. وسيأتي الحديث مروياً على الصواب برقم (21818).
وأخرجه البزار (2575) من طريق صالح بن أبي الأخضر، عن الزهري، عن عروة، عن أسامة. وصالح هذا ضعيف، وقد تفرد بهذه الطريق وخالف أصحاب الزهري ممن رواه عنه عن عامر بن سعد وعن عياضٍ ابن عم أسامة.
وسيأتي من طريق عامر بن سعد بالأرقام (21806) و (21807) و (21811)، ومن طريق إبراهيم بن سعد برقم (21798) و (21818)، وفي مسند خزيمة ابن ثابت برقم (21860)، كلاهما عن أسامة بن زيد.
وفي الباب عن جدِّ عكرمة بن خالد المخزومي، سلف برقم (15435)، وانظر تتمة شواهده هناك.
21752 -
حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ، حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيْنَ تَنْزِلُ غَدًا إِنْ شَاءَ اللهُ؟ وَذَلِكَ زَمَنَ الْفَتْحِ، فَقَالَ:" هَلْ تَرَكَ لَنَا عَقِيلٌ مِنْ مَنْزِلٍ؟! " ثُمَّ قَالَ: " لَا يَرِثُ الْكَافِرُ الْمُؤْمِنَ، وَلَا الْمُؤْمِنُ الْكَافِرَ "(1).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. روح: هو ابن عُبادة.
وأخرجه الخطيب في "الفصل للوصل المدرَج في النقل" 2/ 691 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1351)(440)، والطبراني في "الكبير"(412)، والخطيب 2/ 692 من طريق روح بن عبادة، به.
وأخرجه البخاري (4282) و (4283) من طريق سعدان بن يحيى، عن محمد بن أبي حفصة، به.
وأخرجه أبو عبيد في "الأموال"(528)، وابن زنجويه في "الأموال"(765)، والبخاري (1588)، ومسلم (1351)(439)، وابن ماجه (2730) ومحمد بن نصر المروزي في "السنة"(390)، والنسائي في "الكبرى"(4255)، وابن خزيمة كما في "الإتحاف" 1/ 307، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 49 و 50، وفي "شرح مشكل الآثار"(2504)، وابن حبان (5149)، والدارقطني 3/ 62، والحاكم 2/ 602، والبيهقي 6/ 34 و 218 و 9/ 122، والخطيب 2/ 697 من طريق يونس بن يزيد الأيلي، عن الزهري، به. ولفظه: أن أسامة بن زيد قال: يا رسول الله أين تنزل؟ في دارك بمكة؟ فقال: "وهل ترك عقيل من رِباع أو دُور؟! " وكان عقيل ورث أبا طالب هو وطالب، ولم يرث منه جعفرٌ ولا علي رضي الله عنهما شيئاً، لأنهما كانا مسلمين، وكان عقيل وطالب كافرين، فكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: لا يرث =
21753 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ أَبُو غُصْنٍ، حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ، حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَصُومُ الْأَيَّامَ يَسْرُدُ حَتَّى يُقَالَ: لَا يُفْطِرُ، وَيُفْطِرُ الْأَيَّامَ حَتَّى لَا يَكَادَ أَنْ يَصُومَ إِلَّا يَوْمَيْنِ مِنَ الْجُمُعَةِ، إِنْ كَانَ فِي صِيَامِهِ، وَإِلَّا صَامَهُمَا، وَلَمْ يَكُنْ يَصُومُ مِنْ شَهْرٍ مِنَ الشُّهُورِ مَا يَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّكَ تَصُومُ لَا تَكَادُ أَنْ تُفْطِرَ، وَتُفْطِرَ حَتَّى لَا تَكَادَ أَنْ تَصُومَ إِلَّا يَوْمَيْنِ إِنْ دَخَلَا فِي صِيَامِكَ وَإِلَّا صُمْتَهُمَا! قَالَ:" أَيُّ يَوْمَيْنِ؟ " قَالَ: قُلْتُ: يَوْمُ الِاثْنَيْنِ وَيَوْمُ الْخَمِيسِ. قَالَ: " ذَانِكَ يَوْمَانِ تُعْرَضُ فِيهِمَا الْأَعْمَالُ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأُحِبُّ أَنْ يُعْرَضَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ ".
قَالَ: قُلْتُ: وَلَمْ أَرَكَ تَصُومُ مِنْ شَهْرٍ مِنَ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ! قَالَ: " ذَاكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الْأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ،
= المؤمن الكافر. وزاد بعضهم: قال ابن شهاب: وكانوا يتأولون قول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا
…
} الآية [الأنفال: 72 - 73].
وأخرج مالك في "الموطأ" رواية محمد بن الحسن الشيباني (729) عن ابن شهاب، عن علي بن حسين، قال: ورِث أبا طالب عقيلٌ وطالبٌ، ولم يرثه عليٌّ.
وانظر (21747).
فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ " (1).
(1) إسناده حسن، ثابت بن قيس أبو غصن صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو سعيد المقبري: اسمه كَيْسان.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 9/ 18، والضياء في "المختارة"(1356) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار في "مسنده"(2617)، والنسائي 4/ 201، وابن عدي في "الكامل" 2/ 915 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، به. واقتصر ابن عدي على قصة صوم شعبان وفضله.
وأخرجه عبد الرزاق (7917)، وابن أبي شيبة 3/ 103، وعثمان بن سعيد الدارمي في "الرد على الجهمية" ص 29، وأبو القاسم البغوي في "مسند أسامة"(48) و (49)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(771)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(3821)، والضياء في "المختارة"(1319) و (1320) و (1358) من طرق عن ثابت بن قيس، به. وجاءت رواية الحديث عند البغوي في الموضع الثاني على الشك، فقال: عن أسامة أو عن أبي هريرة.
وزاد عبد الرزاق وابن أبي شيبة والبغوي في الموضع الأول وأبو نعيم والبيهقي والضياء في الموضع الأول والثاني: أبا هريرة بين أبي سعيد وأسامة، ولعل أبا سعيد سمعه منهما جميعاً، فالطريقان محفوظان، والله أعلم. واقتصر ابن أبي شيبة وعثمان الدارمي والبغوي في الموضع الثاني والضياء في الموضعين الأول والثاني على قصة صيام شعبان وفضله، واقتصر عبد الرزاق وأبو نعيم والضياء في الموضع الثالث على قصة صيام يومي الاثنين والخميس وفضلهما.
وسيأتي مختصراً عن زيد بن الحباب عن ثابت بن قيس برقم (21791)، بلفظ: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصوم الاثنين والخميس. وللشطر الأول انظر ما سلف برقم (21744).
وفي باب صيام النبيِّ صلى الله عليه وسلم لشعبان ويومي الاثنين والخميس عن عائشة سيأتي 6/ 80، وإسناده صحيح. =
21754 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: أَسَمِعْتَ ابْنَ عَبَّاسٍ، فَذَكَرَ قِصَّةً، وَلَكِنِّي سَمِعْتُهُ يَقُولُ: أَخْبَرَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمَّا دَخَلَ الْبَيْتَ دَعَا فِي نَوَاحِيهِ كُلِّهَا، وَلَمْ يُصَلِّ فِيهِ حَتَّى خَرَجَ، فَلَمَّا خَرَجَ رَكَعَ رَكْعَتَيْنِ فِي قُبُلِ الْكَعْبَةِ وَقَالَ:" هَذِهِ الْقِبْلَةُ "(1).
= وفي باب صيام النبيِّ صلى الله عليه وسلم في شعبان أكثر من غيره من الشهور عن أم سلمة، سيأتي 6/ 311، وإسناده صحيح.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز، وعطاء: هو ابن أبي رباح. وسيأتي مكرراً عن عبد الرزاق برقم (21809).
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (9056).
وأخرجه البخاري (398)، والنسائي 5/ 220، وابن خزيمة (432)، وأبو عوانة في الصلاة كما في "إتحاف المهرة" 1/ 289، وأبو محمد البغوي (448) من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد. ولم يذكر فيه إسحاق بن نصر عن عبد الرزاق عند البخاري، ومن طريقه البغوي: أُسامةَ بنَ زيد، وهو عنده من حديث ابن عباس قال: لما دَخَلَ النبي صلى الله عليه وسلم البيتَ
…
ورجح الحافظ في "الفتح" 1/ 501 أن الحديث عن أسامة.
وأخرجه مسلم (1330)(395)، والنسائي في "الكبرى"(3892)، وابن خزيمة (3003) و (3015)، وأبو القاسم البغوي في "مسند أسامة"(19) و (25) و (33) و (34)، والطحاوي 1/ 389، وابن حبان (3208)، والحاكم 1/ 479، والبيهقي 2/ 328 من طرق عن ابن جريج، به. وابن عباس ثبت عند النسائي في أصول "السنن الكبرى" ولم يثبت في "المجتبى" 5/ 218، ولا في "تحفة الأشراف" 1/ 48.
والقصة المشار إليها عند المصنف ذكرها مسلمٌ وابن خزيمة وأبو القاسم =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= البغوي في الموضعين الأول والثالث، والطحاوي وابن حبان والحاكم والبيهقي، وهي قول ابن جريج لعطاءٍ أسمعتَ ابن عباس يقول: إنما أُمِرتُم بالطواف ولم تؤمروا بدُخوله.
وزاد مسلم وأبو القاسم البغوي في الموضعين الأول والثالث والبيهقي: قلت له: ما نواحيها؟ أفي زواياها؟ قال: بل في كل قِبْلةٍ من البيت. ولفظ أبي القاسم البغوي في الموضع الرابع: أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يُصَلِّ في البيت. ولفظ آخر حديث ابن حبان: حتى خرج عند الباب، وقال:"هاهنا قِبْلة فصلِّه".
وسيأتي بنحوه برقم (21830) من طريق عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء، عن أسامة. قلنا: وقد سلف عن ابن عباس في مسنده (2126) وغيره: أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم دخل البيت ولم يصل فيه. ولم يأثُره عن أسامة بن زيد.
وقد جاء عن أُسامة ما يخالف ظاهر رواية ابن عباس عنه، فقد روى عنه ابن عمر فيما سيأتي برقم (21780) و (21801): أن النبي صلى الله عليه وسلم صلَّى في البيت، وسنده صحيح. وانظر أيضاً (21759).
فسلك بعض أهل العلم مسلك الجمع بينهما، وهو الأرجح من ردّ أحدهما بالآخر، فقال ابن حبان في "صحيحه" 7/ 483: والأشبهُ عندي الفصلُ بين هذين الخبرين بأن يُجعلا في فعلين متباينين، فيُقال: إن المصطفى صلى الله عليه وسلم لما فتح مكة دخل الكعبة فصلَّى فيها على ما رواه أصحاب ابن عمر عن بلالٍ وأُسامة ابن زيد، وكان ذلك يوم الفتح، كذلك قاله حسان بن عطية عن نافع، عن ابن عمر، ويُجعل نفي ابن عباس صلاةَ المصطفى صلى الله عليه وسلم في الكعبة، في حجته التي حج فيها، حتى يكون فعلان في حالتين متباينتين، لأن ابن عباس نفى الصلاة في الكعبة عن المصطفى صلى الله عليه وسلم وزعم أن أُسامة بن زيد أخبره بذلك، وأخبر أبو الشعثاء عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في البيت، وزعم أن أُسامة بن زيد أخبره بذلك، فإذا حُمل الخبران على ما وصفنا في الموضعين المتباينين بَطَلَ التضادُّ بينهما، وصح استعمال كل واحد منهما. وانظر "الفتح" 3/ 468 - 469.
21755 -
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ السَّبَّاقِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: لَمَّا ثَقُلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم هَبَطْتُ وَهَبَطَ النَّاسُ مَعِي إِلَى الْمَدِينَةِ، فَدَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ أَصْمَتَ فَلَا يَتَكَلَّمُ، فَجَعَلَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ، ثُمَّ يَصُبُّهَا عَلَيَّ أَعْرِفُ أَنَّهُ يَدْعُو لِي (1).
= ومنهم من تعقَّب ذلك وجمع بينهما بغير هذا الجمع. انظر تفصيل ذلك في "فتح الباري" 3/ 468 - 469.
(1)
إسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق، وباقي رجال الإسناد ثقات. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزهري.
وهو في "فضائل الصحابة" للمصنف (1526) بإسناده ومتنه.
وأخرجه أبو القاسم البغوي في "مسند أُسامة"(4) عن ابن منيع، عن أحمد ابن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(377) من طريق علي ابن المديني، عن يعقوب بن إبراهيم، به.
والحديث في "سيرة ابن هشام" 4/ 301 عن ابن إسحاق، به.
وأخرجه الترمذي (3817)، والمزي في "التهذيب" ترجمة سعيد بن عبيد 10/ 548، وفي ترجمة محمد بن أُسامة 24/ 395 من طريق يونس بن بُكير، عن محمد بن إسحاق، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 4/ 68 عن محمد بن عمر -وهو الواقدي- عن عبد الله بن يزيد بن قُسيط، عن أبيه، عن محمد بن أسامة بن زيد، عن أبيه. وهذا سند ضعيف.
قال السندي: قوله: "هبطتُ" أي: نزلتُ من الجُرْف إلى المدينة. =
21756 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أُسَامَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَفَاضَ مِنْ عَرَفَةَ وَرَدِيفُهُ أُسَامَةُ، فَجَعَلَ يَكْبَحُ رَاحِلَتَهُ حَتَّى أَنَّ ذِفْرَاهَا (1) لَتَكَادُ أَنْ تَمَسَّ - وَرُبَّمَا قَالَ حَمَّادٌ: أَنْ تُصِيبَ - قَادِمَةَ الرَّحْلِ، وَهُوَ يَقُولُ:" يَا أَيُّهَا النَّاسُ، عَلَيْكُمْ بِالسَّكِينَةِ وَالْوَقَارِ، فَإِنَّ الْبِرَّ لَيْسَ فِي إِيضَاعِ الْإِبِلِ "(2).
= "وقد أَصْمَتَ" على بناء الفاعل أو المفعول، فقد جاء لازماً ومتعدياً، والمراد: وصار بحيث لا يتكلَّم.
(1)
في (م): ذفريها، على التثنية، وذِفْرى البعير: أصل أذنه، وهما ذِفْريانِ، والذِّفرَى مؤنَّثة، وألفُها للتأنيث أو للإلحاق. قاله ابن الأثير في "النهاية".
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة وقيس بن سعد -وهو المكي- فمن رجال مسلم.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" 4/ 63 - 64، وأبو القاسم البغوي في "مسند أُسامة"(35) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه إبراهيم الحربي في "غريب الحديث" 3/ 911، والنسائي 5/ 257، وأبو القاسم البغوي (35)، والبيهقي 5/ 119 من طرق عن حماد بن سلمة، به.
وأخرجه بنحوه ابن خزيمة (2844)، والحاكم 1/ 465 من طريق الحكم عن مِقْسَم، عن ابن عباس، عن أُسامة. وسلف في مسند ابن عباس من هذا الطريق برقم (2427) إلا أنه لم يأثُره عن أُسامة.
وسيأتي برقم (21803) عن أبي كامل عن حماد بن سلمة.
وسيأتي بنحوه برقم (21760) من طريق عروة بن الزبير، وبرقم (21761) من طريق كريب، كلاهما عن أسامة. =
21757 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، وَحَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا رِبَا فِيمَا كَانَ يَدًا بِيَدٍ "(1).
21758 -
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ أُبَيٍّ فِي مَرَضِهِ نَعُودُهُ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" قَدْ كُنْتُ أَنْهَاكَ عَنْ حُبِّ يَهُودَ " فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: فَقَدْ أَبْغَضَهُمْ أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ، فَمَاتَ (2).
= وفي إرداف النبي صلى الله عليه وسلم لأسامة انظر ما سلف برقم (21742)، والحديث السالف برقم (1820) من مسند الفضل بن عباس، و (1860) من مسند ابن عباس.
ويشهد لقوله: "عليكم بالسكينة
…
إلخ" حديث الفضل بن عباس، سلف برقم (1803).
وحديث أخيه عبد الله بن عباس، سلف أيضاً برقم (2099).
وإيضاع الإبل: إسراعُها.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم، ووهيب: هو ابن خالد، وابن طاووس: هو عبد الله بن طاووس بن كَيْسان اليماني.
وهو مكرر (21743).
(2)
إسناده ضعيف، فإن ابن إسحاق مدلِّس، وهو هنا لم يصرِّح بسماعه من الزهري.
وأخرجه الضياء في "المختارة"(1330) من طريق عبد الله بن أحمد بن =
21759 -
حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ أَبُو جَعْفَرٍ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْبَيْتِ (1).
21760 -
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: كُنْتُ رَدِيفَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَشِيَّةَ عَرَفَةَ قَالَ: فَلَمَّا وَقَعَتِ الشَّمْسُ دَفْعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا سَمِعَ
= حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (3094)، والبزار في "مسنده"(2571)، والطبراني في "الكبير"(390)، والحاكم 1/ 341، والضياء (1328) و (1329) من طرق عن محمد بن إسحاق، به. وزادوا في آخره: فلما مات أتاه ابنه فقال: يا رسولَ الله، إن عبد الله بن أُبي قد مات، فأَعطِني قميصك أكفِّنه فيه. فنزع رسول الله صلى الله عليه وسلم قميصه فأعطاه إياه.
قلنا: وهذه الزيادة في إلباس النبي صلى الله عليه وسلم قميصه لعبد الله بن أُبي صحيحة، قد جاءت من حديث ابن عمر، وقد سلف برقم (4680)، ومن حديث جابر، وقد سلف برقم (15075).
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، فإن محمد بن علي أبو جعفر -وهو بن الحسين بن علي بن أبي طالب الباقر- لم يسمع من أسامة بن زيد شيئاً ولم يلقه، ثم إن المسعوديَّ -وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة- كان قد اختلط.
وأخرجه الضياء المقدسي في "المختارة"(1374) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه كذلك (1373) من طريق حسين بن محمد، عن المسعودي، به.
وسيأتي من طريق المسعودي أيضاً برقم (21797).
وانظر تعليقنا على ما سلف برقم (21754).
حَطْمَةَ النَّاسِ خَلْفَهُ قَالَ: " رُوَيْدًا أَيُّهَا النَّاسُ، عَلَيْكُمُ السَّكِينَةَ، فَإِنَّ الْبِرَّ لَيْسَ بِالْإِيضَاعِ ".
قَالَ: فَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا الْتَحَمَ عَلَيْهِ النَّاسُ، أَعْنَقَ، فَإِذَا وَجَدَ فُرْجَةً، نَصَّ (1)، حَتَّى أَتَى الْمُزْدَلِفَةَ، فَجَمَعَ فِيهَا بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ: الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ الْآخِرَةِ (2).
(1) وقع في (م) بعد هذا زيادة من جرَّاء انتقال نظرٍ للحديث التالي: وهي من قوله: "حتى مَرَّ بالشعب" إلى قوله: "فنزل بها فجمع" وهذه الزيادة ليست في شيء من أصولنا الخطية.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن إسحاق، فهو صدوق، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري، وقد تفرد ابن إسحاق، عن هشام بن عروة، عن أبيه بهذه الألفاظ كما قال الدارقطني في "الغرائب والأفراد" كما في "أطرافه" لأبي الفضل المقدسي 1/ 367 - 368.
وأخرجه البزار في "مسنده"(2576) من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد، ولفظه: أن النبي صلى الله عليه وسلم جمع بين الصلاتين بجَمْعٍ بإقامة. يعني أنه أذن وأقام للمغرب وأقام للعِشاء ولم يتطوع بينهما.
وأخرجه مالك 1/ 392، والحميدي (543)، والدارمي (1880)، والبخاري (1666)، ومسلم (1286)(283) و (284)، وأبو داود (1923)، والبزار في "مسنده"(2573) و (2574)، والنسائي في "الكبرى"(4018) و (4057)، وابن خزيمة (2845)، وأبو عوانة (3487) و (3488) و (3489)، والطحاوي 2/ 223، والبيهقي 5/ 119، والبغوي في "شرح السنة"(1933) وفي "تفسيره" 1/ 176 من طرق عن هشام بن عروة، به. واقتصروا جميعاً على صفة سيره صلى الله عليه وسلم حين دفع من عرفة إلى المزدلفة، وسيأتي الحديث مختصراً كذلك =
21761 -
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: كُنْتُ رِدْفَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَشِيَّةَ عَرَفَةَ، فَلَمَّا وَقَعَتِ الشَّمْسُ دَفَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا سَمِعَ حَطْمَةَ النَّاسِ خَلْفَهُ قَالَ:" رُوَيْدًا أَيُّهَا النَّاسُ، عَلَيْكُمُ السَّكِينَةَ، فَإِنَّ الْبِرَّ لَيْسَ بِالْإِيضَاعِ ".
قَالَ: فَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا الْتَحَمَ عَلَيْهِ النَّاسُ أَعْنَقَ، وَإِذَا وَجَدَ فُرْجَةً نَصَّ، حَتَّى مَرَّ بِالشِّعْبِ الَّذِي يَزْعُمُ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ أَنَّهُ صَلَّى فِيهِ، فَنَزَلَ بِهِ فَبَالَ - مَا يَقُولُ: أَهْرَاقَ الْمَاءَ، كَمَا تَقُولُونَ - ثُمَّ جِئْتُهُ بِالْإِدَاوَةِ فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ قَالَ: قُلْتُ: الصَّلَاةَ يَا رَسُولَ اللهِ! قَالَ: فَقَالَ: " الصَّلَاةُ أَمَامَكَ " قَالَ: فَرَكِبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَمَا صَلَّى حَتَّى أَتَى الْمُزْدَلِفَةَ، فَنَزَلَ بِهَا فَجَمَعَ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ: الْمَغْرِبِ، وَالْعِشَاءِ الْآخِرَةِ (1).
= برقم (21783) و (21833). ولفظ الطحاوي: كنتُ رِدْف رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم عشية عرفة، فكان لا يزيد على التكبير والتهليل، وكان إذا وجد فجوة نصَّ.
وانظر ما سلف برقم (21742) و (21756).
قال السندي: قوله: "فلما وقعت الشمس" أي: غَربت.
"حطْمة الناس" بفتح فسكون، أي: زَحْمهم، والمراد: سمع صوت الزِّحام.
"أَعنق" أي: سار سيراً سريعاً قريباً إلى الوسط.
"نصَّ" أي: أَسرع في السَّير.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن إسحاق، فهو =
21762 -
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" لَا رِبا إِلَّا فِي النَّسِيئَةِ "(1).
21763 -
حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ وَأَبِي النَّضْرِ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ مَعْمَرٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ سَأَلَ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ: مَاذَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الطَّاعُونِ؟ فَقَالَ أُسَامَةُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " رِجْزٌ أُرْسِلَ عَلَى طَائِفَةٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ - أَوْ عَلَى طَائِفَةٍ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، الشَّكُّ فِي الْحَدِيثِ - فَإِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ بِأَرْضٍ، فَلَا تَقْدَمُوا
= صدوق حسن الحديث، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير كريب مولى ابن عباس، فمن رجال مسلم.
وأخرج أوله أبو داود (1924) عن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد، ولفظه كنت ردف النبي صلى الله عليه وسلم فلما وقعت الشمس دفع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وانظر ما قبله، وما سلف برقم (21742).
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن إسحاق وعبيد الله بن علي بن أبي رافع، فهما صدوقان حسنا الحديث. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(450) من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار في "مسنده"(2564) من طريق يعقوب بن إبراهيم، به.
وانظر ما سلف برقم (21743).
عَلَيْهِ، وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلَا تَخْرُجُوا فِرَارًا مِنْهُ " قَالَ أَبُو النَّضْرِ فِي حَدِيثِهِ:" لَا يُخْرِجُكُمْ إِلَّا فِرَارًا مِنْهُ "(1).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقوله: عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه أنه سأل أسامة بن زيد، وما جاء في بعض الروايات من قوله: عن عامر، عن أبيه، عن أسامة، لا يعني أن عامراً رواه عن أُسامة بواسطة أبيه، فهو لا يقوله على سبيل الرواية بل على سبيل الحكاية، فإن عامراً قد سمعه من أُسامة مباشرة، كما هو بيّنٌ في "الموطأ" برواية محمد بن الحسن الشيباني (955)، وجاء في "الموطأ" برواية أبي مصعب (1868) وبرواية يحيى الليثي 2/ 896: أن عامراً سمع أباه يسأل أُسامة عن الطاعون. فدلَّ على أنه كان حاضراً مجلسهما، والله تعالى أعلم.
أبو سلمة الخزاعي هو منصور بن سلمة، وأبو النضر: هو سالم بن أبي أمية.
وأخرجه أبو عوانة في الطب كما في "إتحاف المهرة" 1/ 285 من طريق أبي سلمة الخزاعي، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (3473)، ومسلم (2218)(92)، والنسائي في "الكبرى"(7525)، وابن خزيمة في كتاب "التوكل" كما في "الإتحاف" 1/ 285، وأبو عوانة، والطحاوي 4/ 306، وابن حبان (2952)، وأبو عمرو الداني في "الفتن"(352)، والبغوي (1443) من طرق عن مالك، به. ورواية ابن حبان من طريق ابن المنكدر وحده.
وأخرجه مسلم (2218)(94)، وابن خزيمة في "التوكل" من طريق الثوري، والباغندي في "مسند عمر بن عبد العزيز"(71) من طريق سلمة بن دينار أبي حازم، وأبو عوانة كما في "الإتحاف" 1/ 286، والطحاوي 4/ 306، وابن عبد البر في "التمهيد" 12/ 252 من طريق يزيد بن الهاد، والطبراني في "الكبير"(275) من طريق عبد الرحمن بن إسحاق، وأبو عوانة من طريق الضحاك بن عثمان، وابن خزيمة من طريق محمد بن عمرو، ستتهم عن محمد بن المنكدر وحده، به. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرجه مسلم (2218)(93)، وأبو عوانة من طريق المغيرة بن عبد الرحمن، وابن خزيمة، وأبو عوانة، والطحاوي 4/ 306 من طريق عمرو بن الحارث، كلاهما عن أبي النضر، به.
وأخرجه البزار في "مسنده"(1095) من طريق أبي حذيفة، عن سفيان الثوري، عن سالم أبي النضر، عن عامر بن سعد، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم. فجعله من حديث سعد، وهذا طريق انفرد به أبو حذيفة موسى بن مسعود الراوي عن سفيان، وفي حفظه شيء ويقع له في روايته عن سفيان أخطاء.
وأخرجه البزار أيضاً (1096) عن الأشج عبد الله بن سعيد، عن عبد الله بن نمير، عن سفيان الثوري، عن ابن المنكدر، عن عامر بن سعد، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم. جعله من حديث سعد، ولعل البزار نفسه قد أخطأ في روايته هذه، فإن ابن خزيمة قد أخرجه في كتابه "التوكل" كما في "الإتحاف" 1/ 285 عن الأشج نفسه، فجعله من حديث عامر بن سعد عن أسامة، وكذلك هو عند مسلم (2218)(49) عن محمد بن عبد الله بن نمير عن أبيه.
وانظر (21751).
قوله في آخر الحديث: "فلا تخرجوا فِراراً منه" قال أبو النصر في حديثه: "لا يخرجكم إلا فراراً منه"، قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 6/ 520: يريد أن الأولى رواية محمد بن المنكدر، والثانية رواية أبي النضر، فأما رواية ابن المنكدر فلا إشكال فيها، وأما رواية أبي النضر فروايتها بالنصب كالذي هنا مُشكلة، ورواها جماعة بالرفع، ولا إشكال فيها.
قال عياض في الشرح: وقع لأكثر "الموطأ" بالرفع، وهو بيِّنٌ أن السبب الذي يخرجكم الفرارُ ومجرّد قصده لا غير ذلك، لأن الخروج إلى الأسفار والحوائج مباح، ويطابق الرواية الأخرى "فلا تخرجوا فِراراً منه" قال: ورواه بعضهم "إلا فراراً منه".
قال: وقال ابن عبد البر: جاء بالوجهين، ولعل ذلك كان من مالك، وأهل العربية يقولون: دخول "إلا" هنا بعد النفي لإيجاب بعض ما نُفي قَبلُ من =
21764 -
حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ سُلَيْمٍ مَوْلًى لَيْثٍ - وَكَانَ قَدِيمًا - قَالَ: مَرَّ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ عَلَى أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ وَهُوَ يُصَلِّي، فَحَكَاهُ
= الخروج، فكأنه نهى عن الخروج إلا للفرار خاصة، وهو ضد المقصود، فإن المنهي عنه إنما هو الخروج للفرار خاصة لا لغيره.
قال: وجوَّز ذلك بعضهم وجعل قوله: "إلا" حالاً من الاستثناء، أي: لا تخرجوا إذا لم يكن خروجكم إلا للفرار.
قال عياض: ووقع لبعض رواة "الموطأ""لا يخرجكم الإفرارُ" بأداة التعريف وبعدها إفرار بكسر الهمزة، وهو وهمٌ ولحنٌ.
وقال في "المشارق" ما حاصله: يجوز أن تكون الهمزة للتعدية يقال: أفَرَّه كذا من كذا، ومنه قوله عليه الصلاة والسلام لعَدي بن حاتم:"إن كان لا يُفرُّك من هذا إلا ما ترى" فيكون المعنى: لا يُخرجكم إفرارُه إياكم.
وقال القرطبي في "المفهم": هذه الرواية غلط، لأنه لا يقال: أَفَرّ وإنما يقال: فَرَّر. قال: وقال جماعة من العلماء: إدخال "إلا" فيه غلط، وقال بعضهم: هي زائدة وتجوز زيادتها كما تزاد "لا"، وخرجه بعضهم بأنها للإيجاب، فذكر نحو ما مضى، قال: والأقرب أن تكون زائدة.
وقال الكرماني: الجمع بين قول ابن المنكدر: "لا تَخرجوا فراراً منه" وبين قول أبي النضر: "لا يُخرجكم إلا فِراراً منه" مشكِل، فإن ظاهره التناقض، ثم أجاب بأجوبة أحدها: أن غرض الراوي أن أبا النضر فسَّر "لا تخرجوا" بأن المراد منه الحصر، يعني الخروج المنهي هو الذي يكون لمجرد الفرار لا لغرض آخر، فهو تفسير للمعلَّل المنهي عنه لا للنهي.
قلتُ: وهو بعيدٌ، لأنه يقتضي أن هذا اللفظ من كلام أبي النضر زاده بعد الخبر، وأنه موافق لابن المنكدر على اللفظ الأول رواية، والمتبادر خلاف ذلك.
والجواب الثاني كالأول، والزيادة مرفوعة أيضاً فيكون روى اللفظين ويكون التفسير مرفوعاً أيضاً. الثالث: إلا زائدة بشرط أن تثبت زيادتها في كلام العرب.
مَرْوَانُ - قَالَ أَبُو مَعْشَرٍ: وَقَدْ لَقِيَهُمَا جَمِيعًا - فَقَالَ أُسَامَةُ: يَا مَرْوَانُ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ فَاحِشٍ مُتَفَحِّشٍ "(1).
21765 -
حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ حَدَّثَهُ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ (2) مَنْ سَمِعَ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ يَقُولُ: جَمَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ بِالْمُزْدَلِفَةِ (3).
(1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي المعشر -وهو نجيح بن عبد الرحمن السندي- وسُليَم مولى ليث لا يُعرف. حسين بن محمد: هو ابن بَهْرام المَرُّوذي.
وأخرجه بنحوه ابن حبان (5694)، والطبراني في "الكبير"(405) من طريق جرير بن حازم، عن محمد بن إسحاق، عن صالح بن كيسان، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال: رأيت أسامة بن زيد
…
فذكره. ورجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن إسحاق، وهو صدوق.
وأخرج المرفوع منه دون القصة: الطبراني في "الكبير"(399) و (404)، وفي "الأوسط"(330)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 3/ 188 من طريق عثمان بن حكيم، عن محمد بن أفلح مولى أبي أيوب، عن أسامة. وسنده حسن في المتابعات والشواهد.
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو بن العاص، سلف برقم (6487). وانظر تتمة شواهده هناك.
قال السندي: قوله: "فحكاه مروان" أي: أظهر هيئته بأن فعل هيئةً مشيراً بها إلى أنها هيئة أسامة تقبيحاً لشأنه.
(2)
زاد في (م) بعد هذا: أنه حدَّثه. وهو خطأ.
(3)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الراوي عن أُسامة بن زيد. =
21766 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيْنَ نَنْزِلُ غَدًا؟ فِي حَجَّتِهِ، قَالَ:" وَهَلْ تَرَكَ لَنَا عَقِيلٌ مَنْزِلًا؟ " ثُمَّ قَالَ: " نَحْنُ نَازِلُونَ غَدًا إِنْ شَاءَ اللهُ بِخَيْفِ بَنِي كِنَانَةَ - يَعْنِي الْمُحَصَّبَ - حَيْثُ قَاسَمَتْ قُرَيْشٌ عَلَى الْكُفْرِ ".
وَذَلِكَ أَنَّ بَنِي كِنَانَةَ حَالَفَتْ قُرَيْشًا عَلَى بَنِي هَاشِمٍ: أَنْ لَا يُنَاكِحُوهُمْ، وَلَا يُبَايِعُوهُمْ، وَلَا يُؤْوُوهُمْ.
ثُمَّ قَالَ عِنْدَ ذَلِكَ: " لَا يَرِثُ الْكَافِرُ الْمُسْلِمَ، وَلَا الْمُسْلِمُ الْكَافِرَ ".
قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَالْخَيْفُ: الْوَادِي (1).
= عمرو بن الحارث: هو المِصْري.
وانظر ما سلف برقم (21742).
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه المزي في ترجمة عمرو بن عثمان من "تهذيب الكمال" 22/ 156 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (2010) و (2910)، ومن طريقه الخطابي في "غريب الحديث" 1/ 275 عن أحمد بن حنبل، به. واقتصر الخطابي على أوله إلى قوله:"على الكفر".
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(9851) و (19304)، ومن طريقه أخرجه مطولاً ومختصراً البخاري (3058)، ومسلم (1351) و (440)، وابن ماجه (2942)، وإبراهيم الحربي في "غريب الحديث" 2/ 831، ومحمد بن نصر =
21767 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، أَنَّ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ أَخْبَرَهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَكِبَ حِمَارًا عَلَيْهِ إِكَافٌ تَحْتَهُ قَطِيفَةٌ فَدَكِيَّةٌ، وَأَرْدَفَ وَرَاءَهُ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ، وَهُوَ
= المروزي في "السنة"(393)، والنسائي في "الكبرى"(4256)، وابن خزيمة (2985)، وأبو عوانة (5596) و (5597)، والطبراني في "الكبير"(412) و (413)، والدارقطني 3/ 62، والبيهقي 5/ 160 و 6/ 218، والخطيب في "الفصل للوصل" 2/ 689، والبغوي (2747)، والعلائي في "البغية" ص 187.
وأخرجه ابن المبارك في "مسنده"(162)، والبزار في "مسنده"(2584)، والنسائي في "الكبرى"(6379) من طرق عن معمر، به. واقتصر ابن المبارك والنسائي على آخره.
وأخرجه عبد الرزاق (9851)، ومن طريقه النسائي (4256)، وأبو عوانة (5597)، وأخرجه البزار (2582) من طريق الوليد بن مسلم، كلاهما (عبد الرزاق والوليد) عن الأوزاعي، عن الزُّهْري، به.
ووقف البزار في روايته إلى قوله: "على الكفر" واقتصر النسائي على قصة عَقيلٍ. وانظر لهذا القَدْر (21747) و (21752).
وفي باب النزول بالمحصب حيث تقاسم بنو كنانة وقريش على الكفر عن أبي هريرة، سلف برقم (7580)، وهو عند البخاري (1590)، ومسلم (1314)(344).
قلنا: وقد ذهب علي ابن المديني في "العلل" ص 76 - 77، والخطيب في "الفصل للوصل المدرج في النقل" 2/ 690 إلى أن الحديث من قوله:"نحن نازلون غداً" إلى قوله: "ولا يؤووهم" هو من حديث الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة، وأن معمراً هو الذي أدرجه في حديث علي بن الحسين عن عمرو ابن عثمان عن أُسامة. وقد سلف حديث أبي هريرة برقم (7240).
وقوله: "وذلك أن بني كنانة
…
إلخ" من كلام الزهري كما يفهم ذلك من بعض المصادر التي خرَّجت الحديث، وذكر الحافظ في "الفتح" 3/ 453: أنه يختلج في خاطره أن ذلك من قول الزهري أُدرج في الخبر.
يَعُودُ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ فِي بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، وَذَلِكَ قَبْلَ وَقْعَةِ بَدْرٍ حَتَّى مَرَّ بِمَجْلِسٍ فِيهِ أَخْلَاطٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُشْرِكِينَ عَبَدَةِ الْأَوْثَانِ وَالْيَهُودِ، فِيهِمْ عَبْدُ اللهِ بْنُ أُبَيٍّ، وَفِي الْمَجْلِسِ عَبْدُ اللهِ بْنُ رَوَاحَةَ، فَلَمَّا غَشِيَتِ الْمَجْلِسَ عَجَاجَةُ الدَّابَّةِ خَمَّرَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أُبَيٍّ أَنْفَهُ بِرِدَائِهِ، ثُمَّ قَالَ: لَا تُغَبِّرُوا عَلَيْنَا. فَسَلَّمَ عَلَيْهِمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ وَقَفَ فَنَزَلَ فَدَعَاهُمْ إِلَى اللهِ، وَقَرَأَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنَ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ أُبَيٍّ: أَيُّهَا الْمَرْءُ لَا أَحْسَنَ مِنْ هَذَا، إِنْ كَانَ مَا تَقُولُ حَقًّا فَلَا تُؤْذِينَا فِي مَجَالِسِنَا، وَارْجِعْ إِلَى رَحْلِكَ، فَمَنْ جَاءَكَ مِنَّا، فَاقْصُصْ عَلَيْهِ. قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ رَوَاحَةَ: اغْشَنَا فِي مَجَالِسِنَا، فَإِنَّا نُحِبُّ ذَلِكَ. قَالَ: فَاسْتَبَّ الْمُسْلِمُونَ وَالْمُشْرِكُونَ وَالْيَهُودُ حَتَّى هَمُّوا أَنْ يَتَوَاثَبُوا، فَلَمْ يَزَلِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُخَفِّضُهُمْ، ثُمَّ رَكِبَ دَابَّتَهُ حَتَّى دَخَلَ عَلَى سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ فَقَالَ:" أَيْ سَعْدُ، أَلَمْ تَسْمَعْ مَا قَالَ أَبُو حُبَابٍ - يُرِيدُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أُبَيٍّ -؟ قَالَ: كَذَا وَكَذَا " فَقَالَ: اعْفُ عَنْهُ يَا رَسُولَ اللهِ وَاصْفَحْ، فَوَاللهِ لَقَدْ أَعْطَاكَ اللهُ الَّذِي أَعْطَاكَ، وَلَقَدْ اصْطَلَحَ أَهْلُ هَذِهِ الْبُحَيْرَةِ أَنْ يُتَوِّجُوهُ فَيُعَصِّبُوهُ بِالْعِصَابَةِ، فَلَمَّا رَدَّ اللهُ ذَلِكَ بِالْحَقِّ الَّذِي أَعْطَاكَهُ، شَرِقَ بِذَلِكَ، فَذَاكَ فَعَلَ بِهِ مَا رَأَيْتَ. فَعَفَا عَنْهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم (1).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف" عبد الرزاق (9784).
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (1798)، والترمذي (2702)، والبزار =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= في "مسنده"(2567)، وأبو عوانة (6914) و (6915)، وابن حبان (6581)، والبيهقي في "الدلائل" 2/ 576 - 578. واقتصر الترمذي وأبو عوانة في الموضع الثاني على قصة سلامه صلى الله عليه وسلم على المجلس. وقال الترمذي: حسن صحيح.
وأخرجه البخاري (6254) من طريق هشام بن يوسف الصنعاني، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 341 من طريق محمد بن ثور، كلاهما عن معمر، به. واقتصر الطحاوي على قصة سلامه على المجلس.
وأخرجه ابن إسحاق كما في "سيرة ابن هشام" 2/ 236 - 238، ومن طريقه البزار (2568) عن الزهري، به.
وأخرجه البخاري (2987)، و (5964) من طريق يونس بن يزيد، والبخاري (6207)، والبزار (2570) من طريق محمد بن أبي عتيق، وعمر بن شبَّة في "تاريخ المدينة" 1/ 358، والنسائي في "الكبرى"(7502)، والطبراني في "مسند الشاميين"(268) من طريق سعيد بن عبد العزيز وغيره، كلهم عن الزُّهري، به- واقتصر يونس بن يزيد على أوله في قصة ركوبه صلى الله عليه وسلم على الحمار وإرداف أُسامة وراءه. وانظر ما بعده.
قال السندي: قوله: "إكاف" بكسر الهمزة: هو للحمار كالسَّرج للفرس.
"تحته" أي: تحت النبي صلى الله عليه وسلم.
"فَدَكيَّة" نسبة إلى فَدَك -بفتحتين-: قرية تبعد عن المدينة بيومين.
"عَجاجة الدابَّة" بفتح عينٍ مهملة وتخفيف جيمٍ، أي: غبارها الذي يثيره مشي الدابَّة.
"خَمَّر" بالتشديد، أي: غطَّى.
"لا أَحسن" بالنصب: اسم "لا"، وخبرها "مِن هذا" أي: مما تقول، ويجوز رَفْعه على أن اسم "لا" مقدَّر، و"أحسن" خبرها، أي: لا شيء أحسن من هذا، أي: أنه حسن جداً، قاله استهزاءً ورياءً، وقد كان يومئذٍ كافراً مجهراً به.
"رَحْلك" أي: منزلك.
"يُخفِّضهم" بالتشديد، أي: يسكِّتُهم، أي: حتى سكتوا. =
21768 -
حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ - يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ -، حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، أَنَّ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ أَخْبَرَهُ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: وَلَقَدْ اجْتَمَعَ أَهْلُ هَذِهِ الْبُحَيْرَةِ (1).
21769 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ أَخْبَرَهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَكِبَ حِمَارًا عَلَى إِكَافٍ عَلَيْهِ قَطِيفَةٌ فَدَكِيَّةٌ، وَأَرْدَفَ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ وَرَاءَهُ يَعُودُ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ فِي بَنِي الْخَزْرَجِ قَبْلَ وَقْعَةِ بَدْرٍ، فَذَكَرَهُ، وَقَالَ: الْبَحْرَةِ (2).
= "أبو حُباب" بضم وتخفيف. كنية ذلك الفاسق.
"البحيرة" بالتصغير، وجاء "البَحْرة" بفتح فسكون على لفظ التكبير، والمراد القريةُ، والعرب تسمي القرى البحارَ.
"شَرِق" بكسر الراء: غصَّ.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصِّيصي الأعور، وعُقيل: هو ابن خالد الأَيْلي.
وأخرجه أبو عوانة (6913) من طريق حجاج بن محمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "صحيحه"(5663)، وفي "الأدب المفرد"(846)، ومسلم (1798) من طرق عن ليث بن سعد، به. واقتصر البخاري في "الأدب" على قصة دخوله صلى الله عليه وسلم على سعد بن عبادة. وانظر ما قبله وما بعده.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو اليمان: هو الحَكَم بن نافع، وشعيب: هو ابن أبي حمزة. =
21770 -
حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، أَخْبَرَنِي عَيَّاشُ بْنُ عَبَّاسٍ، أَنَّ أَبَا النَّضْرِ حَدَّثَهُ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، أَنَّ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ أَخْبَرَ وَالِدَهُ سَعْدَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ: فَقَالَ لَهُ: إِنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: إِنِّي أَعْزِلُ عَنْ امْرَأَتِي. قَالَ: " لِمَ؟ " قَالَ: شَفَقًا عَلَى وَلَدِهَا - أَوْ عَلَى أَوْلَادِهَا - فَقَالَ: " إِنْ كَانَ لِذَلِكَ (1) فَلَا، مَا ضَارَّ ذَلِكَ فَارِسَ وَلَا الرُّومَ "(2).
= وأخرجه البخاري في "صحيحه"(4566) و (6207)، وفي "الأدب المفرد"(1108)، وعمر بن شبَّة في "تاريخ المدينة" 1/ 356 - 357، والبزار في "مسنده"(2569)، وأبو عوانة (6916)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 342، والطبراني في "مسند الشاميين"(3105)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 2/ 576 - 578 من طريق أبي اليمان الحكم بن نافع، بهذا الإسناد، واقتصر البخاري في "الأدب" على أوله في قصة مروره صلى الله عليه وسلم بالمجلس والسلام عليه. وانظر ما قبله.
(1)
في (م) و (ق): كذلك.
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عيَّاش بن عباس، فمن رجال مسلم. أبو عبد الرحمن المقرئ: هو عبد الله بن يزيد المكي، وحَيْوة: هو ابن شريح، وأبو النضر: هو سالم بن أبي أُمية.
وأخرجه مسلم (1443)، والبزار في "مسنده"(2588)، والطبراني (382)، والسهمي في "تاريخ جرجان"(29) من طريق عبد الله بن يزيد المقرئ، بهذا الإسناد. ولم يسق الطبراني لفظه.
وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" 3/ 46 - 47، وفي "شرح المشكل"(3671) من طريق يحيى بن أيوب، عن عياش بن عباس، به.
وفي الباب عن جُدامة بن وهب الأسدية عند مسلم (1442)، وسيأتي في مسندها 6/ 361 قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لقد هممت أن أنهى عن الغِيلة، حتى ذكرتُ أن الروم وفارس يصنعون ذلك فلا يضرُّ أولادهم" والغيلة: =
* 21771 - حَدَّثَنَا هَيْثَمٌ - قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنَ الْهَيْثَمِ بْنِ خَارِجَةَ - حَدَّثَنَا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّ جِبْرِيلَ عليه السلام لَمَّا نَزَلَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَعَلَّمَهُ الْوُضُوءَ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ وُضُوئِهِ أَخَذَ حَفْنَةً مِنْ مَاءٍ فَرَشَّ بِهَا نَحْوَ الْفَرْجِ، قَالَ: فَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَرُشُّ بَعْدَ وُضُوئِهِ (1).
= هي أن يجامع الرجلُ امرأته وهي مرضعٌ.
قال السندي: قوله "شَفَقاً" بفتحتين: أي خوفاً لما اشتهر أن جماع المرضعة يفسد اللبنَ فيتضرَّر به الصبي.
(1)
إسناده ضعيف لضعف رِشدين بن سعد. عقيل: هو ابن خالد الأيلي.
وأخرجه الدارقطني في "سننه" 1/ 111 من طريق حمدان بن علي، عن هيثم بن خارجة، بهذا الإسناد- وقرن بعقيلٍ قرَّةَ: وهو ابن عبد الرحمن بن حَيْويل.
ورواه ابن لهيعة عن عُقيل، فجعله من حديث أُسامة بن زيد بن حارثة عن أبيه، سلف برقم (17480)، وابن لهيعة ضعيف سيئ الحفظ.
قال أبو حاتم فيما رواه عنه ابنه في "العلل" 1/ 46: هذا حديث كذبٌ باطلٌ.
قلنا: وأخرج الترمذي (50)، وابن ماجه (463)، والعقيلي في "الضعفاء" 1/ 234، وابن عدي في "الكامل" 2/ 733 من حديث أبي هريرة: أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "جاءني جبريل فقال: يا محمدُ، إذا توضَّأتَ، فانتضح". وفي إسناده الحسن بن علي الهاشمي، وهو مجمع على ضعفه.
وروي من حديث الحكم أو أبي الحكم بن سفيان أنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بالَ ثم توضَّأ ونضح فَرْجَه. وفي رواية: رأيت رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم بال ثم نضح فَرْجَه. ولم يذكر الوضوء، وهو حديث ضعيف لاضطرابه كما هو مبيَّن بإسهاب في "مسنده" برقم (15384) و (15385) و (15386).
وأخرج الدارمي (711)، والبيهقي 1/ 162 من حديث ابن عباس: أن =
21772 -
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَعَلَيْهِ الْكَآبَةُ، فَسَأَلْتُهُ مَا لَهُ؟ فَقَالَ:" لَمْ يَأْتِنِي جِبْرِيلُ مُنْذُ ثَلَاثٍ " قَالَ: فَإِذَا جِرْوُ كَلْبٍ بَيْنَ بُيُوتِهِ، فَأَمَرَ بِهِ فَقُتِلَ، فَبَدَا لَهُ جِبْرِيلُ عليه السلام، فَبَهَشَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ رَآهُ، فَقَالَ:" لَمْ تَأْتِنِي! فَقَالَ: إِنَّا لَا نَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ وَلَا تَصَاوِيرُ "(1).
= رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا بماءٍ وتوضأَ مرةً مرةً ونضح فَرْجَه. وذكر البيهقي: أن النَّضْح تفرَّد به في حديث ابن عباس قبيصة عن سفيان الثوري، ورواه جماعة عن سفيان دون هذه الزيادة، وانظر تخريجها في مسنده برقم (2072). فهذه زيادة شاذة.
(1)
إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الحارث -وهو ابن عبد الرحمن القرشي المدني خال ابن أبي ذئب- فهو صدوق لا بأس به من رجال الأربعة. عثمان بن عمر: هو ابن فارس العبدي، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة.
وأخرجه الضياء المقدسي في "المختارة"(1346) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار في "مسنده"(2590)، وأبو يعلى في "المسند الكبير" كما في "إتحاف الخيرة"(7297)، والضياء (1347) و (1349) من طريق عثمان بن عمر، به.
وأخرجه الطيالسي (627)، وابن أبي شيبة 5/ 406 و 8/ 481، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 283، وفي "شرح مشكل الآثار"(887)، والشاشي في "مسنده" كما في "المختارة" للضياء 4/ 138، والطبراني في "الكبير"(387) من طرق عن ابن أبي ذئب، به. =
21773 -
حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنُ عَبَّاسٍ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَعَلَيْهِ كَآبَةٌ
…
فَذَكَرَ مَعْنَى حَدِيثِ عُثْمَانَ بْنِ عُمَرَ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: " فَلَمْ تَأْتِنِي مُنْذُ ثَلَاثٍ "(1).
21774 -
حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، حَدَّثَنَا جَامِعُ بْنُ شَدَّادٍ، عَنْ كُلْثُومٍ الْخُزَاعِيِّ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَدْخِلْ عَلَيَّ أَصْحَابِي " فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَكَشَفَ الْقِنَاعَ، ثُمَّ قَالَ:" لَعَنَ اللهُ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى، اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ "(2).
= وأخرجه البزار (2589) من طريق أبي عاصم، عن ابن أبي ذئب، عن عبد الرحمن بن مهران، عن كريب، عن أسامة بن زيد أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال:"لا تدخل الملائكة بيتاً فيه كلب ولا صورة". وانظر ما بعده.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (8045)، وعن أبي سعيد الخدري سلف برقم (11858)، وانظر تتمة شواهده هناك.
قال السندي: "فقُتل": كأنه كان حين كان قتلُ الكلاب مأموراً به ثم نُسخ، أو لعلَّه كان الجرو أسود بهيماً، ومثله مما أُمِروا بقتله. قلنا: انظر حديث جابر السالف برقم (14575).
"فبَهَشَ" أي: أسرعَ وأقبل إليه.
(1)
إسناده قوي كسابقه. حسين: هو ابن محمد بن بَهْرام المرُّوذي.
وانظر ما قبله.
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد، قيس بن الربيع ليس بذاك القويِّ. أبو سعيد مولى بني هاشم: هو عبد الرحمن بن عبد الله =
21775 -
حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا قَيْسٌ، عَنْ جَامِعٍ
…
إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: فَدَخَلُوا عَلَيْهِ وَهُوَ مُتَقَنِّعٌ بِبُرْدٍ لَهُ مَعَافِرٍ، وَلَمْ يَقُلْ: وَالنَّصَارَى (1).
21776 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ يُحَدِّثُ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: أَرْسَلَتْ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعْضُ بَنَاتِهِ: أَنَّ صَبِيًّا لَهَا ابْنًا أَوْ ابْنَةً قَدِ احْتُضِرَتْ، فَاشْهَدْنَا. قَالَ: فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا يَقْرَأُ السَّلَامَ وَيَقُولُ: " إِنَّ لِلَّهِ مَا أَخَذَ وَمَا أَعْطَى، وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى، فَلْتَصْبِرْ وَلْتَحْتَسِبْ " فَأَرْسَلَتْ تُقْسِمُ عَلَيْهِ، فَقَامَ وَقُمْنَا، فَرُفِعَ الصَّبِيُّ إِلَى حِجْرِ - أَوْ فِي حِجْرِ - رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَنَفْسُهُ تَقَعْقَعُ، وَفِي الْقَوْمِ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ وَأُبَيٌّ
= ابن عُبيد البصري، وجامع بن شدَّاد: هو المُحارِبي الكوفي، وكُلثوم الخزاعي: هو ابن علقمة بن ناجية بن المُصطَلِق.
وأخرجه الطيالسي (634)، والبزار في "مسنده"(2609)، والطبراني في "الكبير"(393) و (411)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(770)، والضياء في "المختارة"(1355) من طرق عن قيس بن الربيع، بهذا الإسناد. وفيه عند بعضهم: أن القصة كانت في مرض موته صلى الله عليه وسلم.
وانظر ما بعده.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7826)، وانظر تتمة شواهده هناك.
القِناع: الغِطاء.
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد كسابقه.
قوله: "ببُرْدٍ له مَعافِرَ": قال الأزهري كما في "اللسان"(عفر): بُردٌ معافِريٌّ منسوب إلى معافِر اليمن (وهي بلدٌ فيه) ثم صار اسماً لها بغير نسبةٍ، فيقال: معافِر.
- أَحْسِبُ - فَفَاضَتْ عَيْنَا رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ: مَا هَذَا يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " هَذِهِ رَحْمَةٌ يَضَعُهَا اللهُ فِي قُلُوبِ مَنْ شَاءَ (1) مِنْ عِبَادِهِ، وَإِنَّمَا يَرْحَمُ اللهُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ "(2).
21777 -
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ قُسَيْطٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أُسَامَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: اجْتَمَعَ جَعْفَرٌ وَعَلِيٌّ وَزَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ، فَقَالَ جَعْفَرٌ: أَنَا أَحَبُّكُمْ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَالَ عَلِيٌّ: أَنَا أَحَبُّكُمْ إِلَى رَسُولِ اللهِ
(1) في (م) و (ر): يشاءُ.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. عاصم الأحول: هو ابن سليمان، وأبو عثمان: هو عبد الرحمن بن ملٍّ النَّهدي.
وأخرجه الطيالسي (636)، والبخاري (5655) و (6655)، وأبو داود (3125)، وأبو عوانة في الجنائز كما في "إتحاف المهرة" 1/ 294، والبغوي (1527) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وقرن الطيالسيُّ بشعبةَ ثابتاً أبا زيد.
وأخرجه بنحوه البخاري في "الصحيح"(1284) و (6602) و (7377) و (7448)، وفي "الأدب المفرد"(512)، ومسلم (923)، وابن ماجه (1588)، وابن أبي الدنيا في "العيال"(259)، والبزار في "مسنده"(2593) و (2594)، والنسائي 4/ 21 - 22، وابن حبان (461)، والطبراني في "الكبير"(398)، والبيهقي في "السنن" 4/ 65، وفي "الآداب"(925) من طرق عن عاصم بن سليمان الأحول، به.
وسيأتي عن أبي معاوية برقم (21779) و (21799)، وعن عبد الرزاق عن سفيان برقم (21789)، كلاهما عن عاصم الأحول.
قال السندي: "قد احتُضرت" على بناء المفعول، أي: حَضَرها الموتُ.
"تَقعقَعُ" أي: تضطرب وتتحرَّك.
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ: زَيْدٌ: أَنَا أَحَبُّكُمْ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا: انْطَلِقُوا بِنَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى نَسْأَلَهُ، فَقَالَ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ: فَجَاؤُوا يَسْتَأْذِنُونَهُ فَقَالَ: " اخْرُجْ فَانْظُرْ مَنْ هَؤُلَاءِ؟ " فَقُلْتُ: هَذَا جَعْفَرٌ وَعَلِيٌّ وَزَيْدٌ - مَا أَقُولُ: أَبِي - قَالَ: " ائْذَنْ لَهُمْ " وَدَخَلُوا فَقَالُوا: مَنْ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: " فَاطِمَةُ " قَالُوا: نَسْأَلُكَ عَنِ الرِّجَالِ. قَالَ: " أَمَّا أَنْتَ يَا جَعْفَرُ فَأَشْبَهَ خُلُقُكَ خُلُقِي، وَأَشْبَهَ خَلْقِي خَلْقَكَ، وَأَنْتَ مِنِّي وَشَجَرَتِي، وَأَمَّا أَنْتَ يَا عَلِيُّ فَخَتَنِي وَأَبُو وَلَدِي، وَأَنَا مِنْكَ وَأَنْتَ مِنِّي، وَأَمَّا أَنْتَ يَا زَيْدُ فَمَوْلَايَ، وَمِنِّي وَإِلَيَّ، وَأَحَبُّ الْقَوْمِ إِلَيَّ "(1).
(1) إسناده ضعيف لأجل محمد بن إسحاق -وهو ابن يسار المطلبي- فهو مدلس، وقد عنعنه عن يزيد بن عبد الله بن قسيط، وباقي رجاله ثقات. أحمد بن عبد الملك: هو ابن واقد الحرَّاني، ومحمد بن سلمة: هو ابن عبد الله الباهلي الحرَّاني.
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 6/ ورقة 592، والضياء في "المختارة"(1369) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد 4/ 36، والبخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 20، والنسائي في "خصائص علي"(138)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4747)، والطبراني في "الكبير"(378)، والحاكم 3/ 217، والخطيب في "تاريخ بغداد" 9/ 62، وابن عساكر 2/ ورقة 592، والضياء (1370) من طرق عن محمد بن سلمة، به. وهو عند بعضهم مختصر.
قلنا: ويغني عنه ما جاء في "صحيح" البخاري (4251) من حديث البراء ابن عازبٍ في قصة ابنة حمزة بعد منصرَف النبيِّ صلى الله عليه وسلم من مكة في عُمرة القضاء حين تبعت النبيَّ صلى الله عليه وسلم تنادي: يا عم، يا عم
…
وفيه: أن زيداً وجعفراً وعلياً اختصموا فيها أيهم يأخذها، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم لعلي:"أنت مني وأنا منك"، =
21778 -
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ، سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَقَالَ مَرَّةً: أَخْبَرَنِي أُسَامَةُ - أَنَّهُ قَالَ: " الرِّبَا فِي النَّسِيئَةِ "(1).
= وقال لجعفر: "أشْبَهتَ خَلْقي وخُلُقي"، وقال لزيد:"أنت أخونا ومولانا".
وأخرج الطيالسي ص 88، والترمذي (3819)، والبزار في "مسنده"(2619) و (2620)، وأبو القاسم البغوي في "مسند أُسامة"(10)، والطبراني في "الكبير"(369) و (379)، والحاكم 2/ 417 و 3/ 596، والضياء (1379) و (1380) من طريق عمر بن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه، عن أُسامة بن زيد، قال: كنت جالساً عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاء علي والعباس يستأذنانِ، فقالا: يا أُسامة استأذن لنا على رسول اللهِ، فقلت: يا رسولَ اللهِ علي والعباس يستأذنان، فقال:"أتدري ما جاء بهما؟ " قلت: لا أدري. فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "لكني أدري"، فأذن لهما فدخلا، فقالا: يا رسولَ اللهِ جئناكَ نسألك أي أهلك أحب إليك؟ قال: "فاطمة بنت محمد" فقالا: ما جئناك نسألك عن أهلك. قال: "أحب أهلي إليَّ من قد أنعم الله عليه وأنعمْتُ عليه: أُسامة بن زيد"، قالا: ثم من؟ قال: "ثم علي بن أبي طالب". قال العباس: يا رسولَ الله جعلتَ عَمَّك آخرهم؟ قال: "لأن علياً قد سبقك بالهجرة". وقال الترمذي: حديث حسن، وكان شعبة يضعف عمر بن أبي سلمة. قلنا: قد قال البخاري في عمر بن أبي سلمة: صدوق إلا أنه يخالف في بعض حديثه، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به، يخالف في بعض الشيء، وأكثر الأئمة يقولون بضعفه.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة.
وأخرجه الشافعي في "مسنده" 2/ 159، وفي "الرسالة" فقرة (763)، وفي "اختلاف الحديث" ص 146، والحميدي (545)، وابن أبي شيبة 7/ 109 - 110، ومسلم (1596)(102)، والنسائي 7/ 281، وأبو عوانة (5419) و (5420)، وأبو القاسم البغوي في "مسند أُسامة"(15)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" =
21779 -
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: أُتِيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِأُمَيْمَةَ ابْنَةِ زَيْنَبَ وَنَفْسُهَا تَقَعْقَعُ كَأَنَّهَا فِي شَنٍّ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" لِلَّهِ مَا أَخَذَ، وَلِلَّهِ مَا أَعْطَى، وَكُلٌّ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى " فَدَمَعَتْ عَيْنَاهُ، فَقَالَ لَهُ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَتَبْكِي، أَوَلَمْ تَنْهَ عَنِ الْبُكَاءِ؟! فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّمَا هِيَ رَحْمَةٌ جَعَلَهَا اللهُ فِي قُلُوبِ عِبَادِهِ، وَإِنَّمَا يَرْحَمُ اللهُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ "(1).
= 4/ 64، و"شرح مشكل الآثار"(6111)، والطبراني في "الكبير"(445)، والبيهقي 5/ 280، وابن عبد البر في "الاستذكار"(28739) و (28740) من طريق سفيان ابن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (622)، والطبراني (444)، والخطيب في "المتفق والمفترق" ص 151 من طريق حماد بن زيد، والدارمي (2580)، وأبو عوانة (5421) و (5422)، وأبو القاسم البغوي (16) من طريق ابن جريج، كلاهما عن عبيد الله بن أبي يزيد، به.
وانظر (21743).
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، وعاصم: هو ابن سليمان الأحول، وأبو عثمان النهدي: هو عبد الرحمن ابن ملّ.
وسيأتي مكرراً برقم (21799).
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 392 - 393 و 8/ 529، وهنَّاد بن السَّريّ في "الزهد"(1324) و (1327)، ومسلم (923)، وأبو عوانة في الجنائز كما في "إتحاف المهرة" 1/ 294، وابن الأعرابي في "المعجم"(622)، وابن حبان (3158)، والبيهقي 4/ 68 - 69 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد- وهو عند ابن أبي شيبة وهناد مختصر. وانظر (21776).
21780 -
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي الشَّعْثَاءِ، قَالَ: خَرَجْتُ حَاجًّا فَدَخَلْتُ الْبَيْتَ، فَلَمَّا كُنْتُ عِنْدَ السَّارِيَتَيْنِ، مَضَيْتُ حَتَّى لَزِقْتُ بِالْحَائِطِ. قَالَ: وَجَاءَ ابْنُ عُمَرَ حَتَّى قَامَ إِلَى جَنْبِي فَصَلَّى أَرْبَعًا، قَالَ: فَلَمَّا صَلَّى قُلْتُ لَهُ: أَيْنَ صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْبَيْتِ؟ قَالَ: فَقَالَ: هَاهُنَا أَخْبَرَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ أَنَّهُ صَلَّى. قَالَ: قُلْتُ: فَكَمْ صَلَّى؟ قَالَ: عَلَى هَذَا أَجِدُنِي أَلُومُ نَفْسِي أَنِّي مَكَثْتُ مَعَهُ عُمُرًا ثُمَّ لَمْ أَسْأَلْهُ كَمْ صَلَّى؟
فَلَمَّا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ، قَالَ: خَرَجْتُ حَاجًّا، قَالَ: فَجِئْتُ فِي مَقَامِهِ، قَالَ: فَجَاءَ ابْنُ الزُّبَيْرِ، حَتَّى قَامَ إِلَى جَنْبِي، فَلَمْ يَزَلْ يُزَاحِمُنِي حَتَّى أَخْرَجَنِي مِنْهُ، ثُمَّ صَلَّى فِيهِ أَرْبَعًا (1).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عمارة: هو ابن عُمير التيمي، وأبو الشعثاء: هو سليم بن الأسود المحاربي.
وسيأتي مكرراً برقم (21801).
وأخرجه الضياء المقدسي في "المختارة"(1315) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار في "مسنده"(2562)، وأبو القاسم البغوي في "مسند أُسامة"(30)، والطحاوي 1/ 390، وابن حبان (3205)، والطبراني في "الكبير"(396)، والضياء في "المختارة"(1314) من طريق أبي معاوية، به.
وروى أشعث بن أبي الشعثاء، عن أبيه، عن ابن عمر قصة دخوله صلى الله عليه وسلم الكعبة بين أُسامة وبلالٍ، وصلاته فيها، وسؤال ابن عمر لهما عن صلاته صلى الله عليه وسلم فيها إلا أنه لم يسألهما كم صلَّى. أخرجه من هذا الطريق عبد الرزاق (9071)، =
21781 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ - يَعْنِي الدَّسْتُوَائِيَّ -، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ ثَوْبَانَ، أَنَّ مَوْلَى قُدَامَةَ بْنِ مَظْعُونٍ حَدَّثَهُ، أَنَّ مَوْلَى أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ حَدَّثَهُ أَنَّ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ كَانَ يَخْرُجُ فِي مَالٍ لَهُ بِوَادِي الْقُرَى فَيَصُومُ الِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسَ، فَقُلْتُ لَهُ: لِمَ تَصُومُ فِي السَّفَرِ وَقَدْ كَبِرْتَ وَرَقَقْتَ؟! فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَصُومُ الِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، لِمَ تَصُومُ الِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسَ؟ قَالَ:" إِنَّ الْأَعْمَالَ تُعْرَضُ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ "(1).
21782 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ
= والبزار في "مسنده"(1347) و (2563)، وأبو القاسم البغوي (46) و (47)، والطبراني في "الكبير"(1029).
وروي نحوها عن ابن عمر من غير طريق أبي الشعثاء، وقد سلف في مسنده برقم (4464) و (4891).
وانظر ما سلف برقم (21754).
(1)
إسناده ضعيف لجهالة مولى قدامة، وجهالة مولى أُسامة، والمرفوع منه صحيح بطرقه وشواهده كما سلف بيانه برقم (21744). إسماعيل: هو ابن إبراهيم بن مقسم المعروف بابن عليَّة.
وأخرجه الطيالسي (632)، وابن سعد 4/ 71، وابن أبي شيبة 3/ 42 - 43، والدارمي (1757)، والنسائي في "الكبرى"(2781) و (2782)، والبيهقي في "السنن" 4/ 293، وفي "فضائل الأوقات"(291) من طرق عن هشام الدستوائي، بهذا الإسناد.
وسيتكرر برقم (21816).
عَنْ أُسَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: قُمْتُ عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ، فَإِذَا عَامَّةُ مَنْ دَخَلَهَا الْمَسَاكِينُ، وَإِذَا أَصْحَابُ الْجَدِّ - وَقَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ وَغَيْرُهُ: إِلَّا أَصْحَابَ الْجَدِّ - مَحْبُوسُونَ، إِلَّا أَصْحَابَ النَّارِ فَقَدْ أُمِرَ بِهِمْ إِلَى النَّارِ، وَقُمْتُ عَلَى بَابِ النَّارِ، فَإِذَا عَامَّةُ مَنْ يَدْخُلُهَا النِّسَاءُ " (1).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل بن إبراهيم: هو ابن مِقسَم المعروف بابن عُليَّة، وسليمان: هو ابن طَرْخان، وأبو عثمان النَّهدي: هو عبد الرحمن بن ملٍّ.
وأخرجه البخاري (5196) و (6547) من طريق إسماعيل بن عليَّة، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (20611)، ومسلم (2736)، وعبد الله بن أحمد في زياداته على "الزهد" لأبيه ص 24، والنسائي في "الكبرى"(9265) و (9270)، وأبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 1/ 295، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 9، وابن حبان (675) و (692) و (7456)، والطبراني في "الكبير"(421)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(768)، والبيهقي في "البعث والنشور"(193)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 5/ 149، وابن عبد البرِّ في "التمهيد" 3/ 322، وفي "جامع بيان العلم وفضله" 2/ 17، والبغوي في "شرح السنة"(4063) و (4064) من طرق عن سليمان التّيمي، به.
وسيأتي عن يحيى بن سعيد، عن التيمي برقم (21825).
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو بن العاص، سلف برقم (6611)، وانظر تتمة شواهده هناك.
"أصحاب الجَدِّ" أي: أصحاب الغنى.
وقوله: "محبوسون": قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 11/ 420: أي: ممنوعون من دخول الجنة مع الفقراء من أجل المحاسبة على المال، وكأن ذلك عند القنطرة التي يتقاصُّون فيها بعد الجَوَاز على الصِّراط.
21783 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: سُئِلَ أُسَامَةُ عَنْ سَيْرِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ وَأَنَا شَاهِدٌ، قَالَ: كَانَ سَيْرُهُ الْعَنَقَ، فَإِذَا وَجَدَ فَجْوَةً نَصَّ - وَالنَّصُّ: فَوْقَ الْعَنَقِ - وَأَنَا رَدِيفُهُ (1).
21784 -
حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: قِيلَ لِأُسَامَةَ: أَلَا تُكَلِّمُ عُثْمَانَ؟ فَقَالَ: إِنَّكُمْ تَُرَوْنَ أَنْ لَا أُكَلِّمَهُ إِلَّا سَمْعَكُمْ، إِنِّي لَأُكَلِّمُهُ (2) فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ مَا دُونَ أَنْ أَفْتَتِحَ أَمْرًا لَا أُحِبُّ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ افْتَتَحَهُ، وَاللهِ لَا أَقُولُ لِرَجُلٍ: إِنَّكَ خَيْرُ النَّاسِ - وَإِنْ كَانَ أَمِيرًا - بَعْدَ إِذْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: قَالُوا: وَمَا سَمِعْتَهُ يَقُولُ؟ قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: " يُجَاءُ بِالرَّجُلِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُلْقَى فِي النَّارِ فَتَنْدَلِقُ بِهِ أَقْتَابُهُ، فَيَدُورُ بِهَا فِي النَّارِ كَمَا يَدُورُ الْحِمَارُ بِرَحَاهُ، فَيُطِيفُ بِهِ أَهْلُ النَّارِ فَيَقُولُونَ: يَا فُلَانُ مَا لَكَ؟ مَا أَصَابَكَ؟ أَلَمْ تَكُنْ تَأْمُرُنَا بِالْمَعْرُوفِ، وَتَنْهَانَا عَنِ الْمُنْكَرِ؟ فَقَالَ: كُنْتُ آمُرُكُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَلَا آتِيهِ، وَأَنْهَاكُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَآتِيهِ "(3).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطان، وهشام: هو ابن عروة بن الزبير.
وأخرجه البخاري (2999) و (4413)، والنسائي 5/ 258 - 259، وابن خزيمة (2845) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وانظر (21760).
(2)
في (م) و (ر): إني لا أُكلِّمه. وهو خطأ.
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعلى بن عبيد: هو ابن أبي أُمية =
21785 -
حَدَّثَنِي وَكِيعٌ، حَدَّثَنِي صَالِحُ بْنُ أَبِي الْأَخْضَرِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى قَرْيَةٍ يُقَالُ
= الطَّنافسي، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة الكوفي.
وأخرجه أبو عوانة في الرقاق كما في "إتحاف المهرة" 1/ 320، والطبراني في "الكبير"(402)، والبيهقي 10/ 95 من طريق يعلى بن عبيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحميدي (547)، والبخاري (3267)، والبغوي في "شرح السنة"(4158)، وفي "تفسيره" 1/ 68 من طريق سفيان بن عيينة، ومسلم (2989)، وأبو القاسم البغوي في "مسند أسامة"(53) من طريق جرير بن حازم، والخطيب في "اقتضاء العلم العمل"(74) من طريق مُحاضر بن المورِّع، ثلاثتهم عن الأعمش، به.
وسيأتي برقم (21800) عن أبي معاوية عن الأعمش، وبرقم (21819) من طريق شعبة عن الأعمش.
وسيأتي عن عبد الصمد عن حماد بن سلمة عن عاصم بن بهدلة برقم (21794)، وعن محمد بن جعفر عن شعبة عن منصور بن المعتمر برقم (21819) كلاهما عن أبي وائل شقيق بن سلمة.
قال السندي: قوله: "ألا تكلِّم عثمان؟ " أي: ألا تنصحه في ترك ما يُنكر الناس عليه من الأمور؟.
"إلا سَمْعَكم" بالنصب والمصدر، بمعنى المفعول، قيل: بل هو بتقدير وقتَ سمعكم.
"ما دون أن أفتتح" أي: ما دون أن آتي بأمرٍ يؤدِّي إلى الفتنة.
"فتندلق" أي: تخرج "به" أي: بسبب الإلقاء "أقتابُه": أمعاؤه من البطن.
"فيُطيف" من أطاف حوله، أي: يجتمعون حوله.
وانظر "فتح الباري" 13/ 52 - 53.
لَهَا: أُبْنَى، فَقَالَ:" ائْتِهَا صَبَاحًا ثُمَّ حَرِّقْ "(1).
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف صالح بن أبي الأخضر، وهو مع ضعفه يُعتبر به، ولم ينفرد بهذا الحديث كما سيأتي.
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 1/ ورقة 209 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 366 و 391، وابن ماجه (2843)، وابن عبد البر في "التمهيد" 2/ 220 من طريق وكيع، به.
وأخرجه الطيالسي (625)، وأبو داود (2616)، والبزار في "مسنده"(2566)، وأبو القاسم البغوي في "مسند أسامة"(2)، والطحاوي 3/ 208، والطبراني في "الكبير"(400)، والبيهقي 9/ 83، وابن عساكر 1/ ورقة 209 و 209 - 210، وابن عبد البر 2/ 220 - 221 من طرق عن صالح بن أبي الأخضر، به.
وسيأتي برقم (21824) عن محمد بن عبد الله بن المثنى، عن صالح، به.
وأخرجه الشافعي في "المسند" 2/ 120 فقال: أخبرنا بعض أصحابنا عن عبد الله بن جعفر الزهري قال: سمعت ابنَ شهاب، فذكره.
وعبد الله بن جعفر الزهري ثقة من رجال مسلم، وهو عبد الله بن جعفر بن عبد الرحمن المَخْرَمي، وأما شيخ الشافعي المبهم فيغلب على ظننا أنه الواقديُّ، فالحديث من هذا الطريق في "مغازيه" 3/ 1118، وقال الحافظ ابن حجر في "التعجيل" (532) بعد إيراد هذا السند: وقد روى عنه (أي: عن عبد الله بن جعفر) من شيوخ الشافعي: إبراهيم بن سعد. قلنا: وإبراهيم بن سعد ثقة، بينما الواقديُّ عند أهل الحديث متروك، والله تعالى أعلم.
وأخرجه مرسلاً ابن سعد في "الطبقات" 4/ 67 عن حماد بن أسامة بن أبي أسامة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: أَمَّر رسول الله صلى الله عليه وسلم أسامةَ بن زيدٍ، وأَمَره أن يُغير على أُبنى من ساحل البحر
…
وذكر قصة طويلة. ورجاله ثقات رجال الشيخين. =
21786 -
حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ - يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدٍ -، عَنْ عَبْدِ اللهِ - يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ - عَنِ ابْنِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، أَنَّ أَبَاهُ أُسَامَةَ قَالَ: كَسَانِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قُبْطِيَّةً كَثِيفَةً كَانَتْ مِمَّا أَهْدَاهَا دِحْيَةُ الْكَلْبِيُّ، فَكَسَوْتُهَا امْرَأَتِي، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" مَا لَكَ لَمْ تَلْبَسِ الْقُبْطِيَّةَ؟ " قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَسَوْتُهَا امْرَأَتِي. فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" مُرْهَا فَلْتَجْعَلْ تَحْتَهَا غِلَالَةً، إِنِّي أَخَافُ أَنْ تَصِفَ حَجْمَ عِظَامِهَا "(1).
= وأخرجه مرسلاً أيضاً سعيد بن منصور في "سننه"(2641) عن عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن بكير بن الأشجِّ، عن سليمان بن يسار قال: أَمَّر رسول الله صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد على جيش وأمره أن يُحرق في يُبْنى. ورجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرج الواقدي في "مغازيه" 3/ 1118 عن يحيى بن هشام بن عاصم الأسلمي، عن المنذر بن جهم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أسامة، شُنَّ الغارة على أهل أبنى". وهذا مرسل أيضاً، ويحيى بن هشام والمنذر بن جهم مجهولان، والواقدي متروك عند أهل الحديث.
ويشهد للتحريق حديث ابن عمر في "الصحيحين": إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قطع نخل بني النَّضير وحَرَّق. وسلف في "المسند" برقم (4532).
وأُبنى -ويقال: يُبنى بالياء-: قال ياقوت الحموي في "معجمه": بالضم ثم السكون وفتح النون والقَصْر بوزن حُبْلى: موضع بالشام من جهة البَلْقاء
…
وفي كتاب نَصْر: أُبْنى قرية بمُؤْتةَ.
وقال السندي: اسم موضع في فلسطين.
(1)
حديث محتمل للتحسين، عبد الله بن محمد بن عقيل يعتبر به في المتابعات والشواهد، وباقي رجال الإسناد لا بأس بهم. أبو عامر: هو عبد الملك ابن عمرو العقدي، وابن أسامة: اسمه محمد. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرجه الضياء المقدسي في "المختارة"(1368) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد في "طبقاته" 4/ 64 - 65 من طريق أبي عامر العقدي، به.
وأخرجه ابن سعد أيضاً 4/ 64 - 65 عن عبد الملك بن عمرو وأبي حذيفة موسى بن مسعود النَّهْدي، كلاهما عن زهير بن محمد، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(5496) من طريق أبي مالك، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، به.
وسيأتي برقم (21788) من طريق عبيد الله بن عمرو الرقِّي عن ابن عقيل.
وخالفهم بشر بن المفضَّل، فرواه عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن ابن عمر بنحوه، أخرجه مسدَّد في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" للبوصيري (5495)، و"المطالب العالية" لابن حجر (2433).
وأخرجه البزار في "مسنده"(2578) عن خالد بن يوسف بن خالد، عن أبيه، عن موسى بن عقبة، عن محمد بن أسامة بن زيد، به. وهذا إسناد ضعيف جداً، يوسف بن خالد -وهو السَّمتي- متروك.
وفي الباب عن خالد بن يزيد بن معاوية عن دِحْية بن خليفة الكلبي، عند أبي داود (4116)، والحاكم 4/ 187، والبيهقي 2/ 234، قال دِحْية: أُتي رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم بِقَباطِيَّ، فأعطاني قُبْطيةً، فقال:"اصدَعْها صَدْعينِ فاقطع أحدهما قميصاً وأعط الآخر امرأتك تختمر به" فلما أدبر قال: "وأمُر امرأتك أن تجعل تحته ثوباً لا يصفُها". وإسناده ضعيف، رواية خالد بن يزيد عن دحيه منقطعة، فهو لم يدركه، قال الذهبي في "تهذيب السنن" وفي إسناده أيضاً موسى بن جبير وعباس بن عبيد الله بن عباس لم يوثقهما غير ابن حبان، وقال في الأول: يخطئ ويخالف.
وأخرج البيهقي 2/ 234 - 235 عن عبد الله بن أبي سلمة: أن عمر بن الخطّاب كسا الناسَ القَبَاطيَّ ثم قال: لا تدرعها نساؤكم. فقال رجل: يا أمير المؤمنين قد ألْبستُها امرأتي فأقبلَتْ في البيتِ وأدبرت، فلم أره يَشِفُّ. فقال =
21787 -
حَدَّثَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا تَمِيمَةَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، يُحَدِّثُهُ أَبُو عُثْمَانَ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: كَانَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَأْخُذُنِي فَيُقْعِدُنِي عَلَى فَخِذِهِ، وَيُقْعِدُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ عَلَى فَخِذِهِ الْأُخْرَى، ثُمَّ يَضُمُّنَا ثُمَّ يَقُولُ:" اللهُمَّ ارْحَمْهُمَا، فَإِنِّي أَرْحَمُهُمَا "(1).
= عمر: إن لم يكن يشفُّ فإنه يَصِفُ. وإسناده إلى عبد الله بن أبي سلمة حسنٌ، وعبد الله ثقة إلا أنه لم يدرك عمر، فهو مرسل.
قوله: "القُبطيَّة": هي ثياب من كَتَّانٍ رقيقٍ كانت تعمل بمصر، نسبة إلى القِبْط على غير قياس فرقاً بينها وبين الإنسان. قاله الفيُّومي في "المصباح المنير".
وقوله: "كثيفة" أي: غليظة لا تشِفُّ ما تحتها، لكنها لنعومتها ورقَّتها تصف حجم ما تحتها.
(1)
إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي تميمة -وهو طريف بن مُجالد الهُجَيمي- فمن رجال البخاري. عارم: هو محمد بن الفضل السَّدُوسي وعارمٌ لقبه، ومعتمر: هو ابن سليمان بن طَرْخان التيمي، وأبو عثمان النَّهدي: هو عبد الرحمن بن ملّ.
وأخرجه ابن سعد 4/ 62، والبخاري (6003)، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد"(2736) من طريق عارم محمد بن الفضل، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد كذلك 4/ 62 عن عارم، به. لكن لم يذكر فيه أبا تميمة الهجيمي. قلنا: وهذا لا يَضُر، فإن سليمان التيمي قد سمعه من أبي تميمة عن عثمان، ثم وجده في جملة سماعاته من أبي عثمان كما أخبر هو نفسه بذلك فيما سيأتي برقم (21828)، لكن بلفظ الحبِّ بدل الرحمة.
وأخرجه البخاري (3735) و (3747)، وابن أبي الدنيا في "العيال"(233)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(449)، والبزار في "مسنده"(2595)، والنسائي في "الكبرى"(8184)، وأبو القاسم البغوي في "مسند أسامة"(7)، وابن حبان (6961)، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة"(3940)، وابن =
قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: هُوَ السَّلِّيُّ مِنْ عَنَزَةَ إِلَى رَبِيعَةَ، يَعْنِي أَبَا تَمِيمَةَ السَّلِّيَّ.
21788 -
حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ (1)، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَسَانِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قُبْطِيَّةً كَثِيفَةً مِمَّا أَهْدَاهَا لَهُ دِحْيَةُ الْكَلْبِيُّ، فَكَسَوْتُهَا امْرَأَتِي فَقَالَ:" مَا لَكَ لَمْ تَلْبَسِ الْقُبْطِيَّةَ " قُلْتُ: كَسَوْتُهَا امْرَأَتِي. فَقَالَ: " مُرْهَا فَلْتَجْعَلْ تَحْتَهَا غِلَالَةً، فَإِنِّي
= عساكر في "تاريخ دمشق" 2/ ورقة 683 من طرق عن معتمر بن سليمان، به. ولم يذكر البخاري وابن أبي عاصم وابن حبان وأبو محمد البغوي أبا تميمة الهجيمي في رواياتهم، فيحتمل أن يكون معتمر قد رواه على الوجهين، والطريقان جميعاً محفوظان. وقد جاء الحديث في بعض المصادر بلفظ الحبِّ، وفي أخرى بلفظ الرحمة.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(2618)، وابن عدي في "الكامل" 3/ 1045 من طريق زياد بن أبي زياد الجصاص، عن أبي عثمان النهدي، به. وفيه أن القصة في الحسن والحسين، وليس في أسامة والحسن. قلنا: وقد صحَّ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ذلك في الحسن والحسين من حديث أبي هريرة، وقد سلف في مسنده برقم (9759)، ومن حديث البراء بن عازب عند الترمذي (3782)، وهو حسن، ولا يصح من حديث أُسامة بن زيد، فإن زياد بن أبي زياد الجصاص متهم بالكذب.
وأخرجه بنحوه ابن أبي شيبة 12/ 97 - 98، والترمذي (3769) وابن حبان (6967) من طريق الحسن بن أسامة بن زيد، عن أبيه، وجعل القصة في الحسن والحسين كذلك، وفي إسناده موسى بن يعقوب الزَّمْعي، وهو سيئ الحفظ، وعبد الله بن أبي بكر بن زيد بن المهاجر، وهو مجهول.
(1)
تحرف في (م) إلى: زكريا بن علي.
أَخَافُ أَنْ تَصِفَ عِظَامَهَا (1) " (2).
21789 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: أَرْسَلَتْ ابْنَةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّ ابْنِي يُقْبَضُ فَأْتِنَا. فَأَرْسَلَ (3) يُقْرِأُ السَّلَامَ وَيَقُولُ: " لِلَّهِ مَا أَخَذَ، وَلِلَّهِ مَا أَعْطَى، وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِأَجَلٍ مُسَمًّى " قَالَ: فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ تُقْسِمُ عَلَيْهِ لَيَأْتِيَنَّ، قَالَ: فَقَامَ وَقُمْنَا مَعَهُ: مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ وَسَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ، قَالَ: فَأَخَذَ الصَّبِيَّ وَنَفْسُهُ تَقَعْقَعُ، قَالَ: فَدَمَعَتْ عَيْنَاهُ، فَقَالَ سَعْدٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا هَذَا؟ قَالَ:" هَذِهِ رَحْمَةٌ جَعَلَهَا اللهُ فِي قُلُوبِ عِبَادِهِ، وَإِنَّمَا يَرْحَمُ اللهُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ "(4).
(1) في (م) وحدها: حجم عظامها.
(2)
حديث محتمل للتحسين، وقد سلف برقم (21786).
وأخرجه الضياء في "المختارة"(1366) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي 2/ 234، والضياء (1367) من طريق زكريا بن عدي، به.
وأخرجه ابن سعد 4/ 65، والبزار في "مسنده"(2579)، والطبراني في "الكبير"(376)، والضياء (1365) من طريق عبد الله بن جعفر الرقي، عن عبيد الله بن عمرو، به.
(3)
في (م): بإقراء.
(4)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، وعاصم: هو ابن سليمان الأحول، وأبو عثمان النَّهدي: هو عبد الرحمن بن ملّ. =
21790 -
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ (1) بْنُ الْحَجَّاجِ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ: أَنَّهُ أَرْدَفَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ عَرَفَةَ حَتَّى دَخَلَ الشِّعْبَ، ثُمَّ أَهْرَاقَ الْمَاءَ وَتَوَضَّأَ، ثُمَّ رَكِبَ وَلَمْ يُصَلِّ (2).
21791 -
حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، أَخْبَرَنِي ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أُسَامَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَصُومُ الِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسَ (3).
= وهو عند عبد الرزاق في "المصنف"(6670)، ومن طريقه أخرجه أبو عوانة في الجنائز كما في "إتحاف المهرة" 1/ 294. وقرن بالثوري معمراً.
وانظر (21776).
(1)
في (م): أبو أحمد، وهو خطأ.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف شعبة: وهو ابن دينار الهاشمي مولى ابن عباس. ابن أبي فُديك: هو محمد بن إسماعيل بن مسلم، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة.
وانظر (21742).
(3)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل ثابت بن قيس -وهو الغفاري- فهو صدوق، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. أبو سعيد المقبري: اسمه كيسان.
وأخرجه الضياء في "المختارة"(1357) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي في "فضائل الأوقات"(21)، وفي "الشعب"(3820) من طريق زيد بن الحباب، به. وزاد أبا هريرة بين أبي سعيد وأسامة، ولعل أبا سعيد سمعه منهما، والله أعلم.
وانظر (21753).
21792 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا (1) ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزِّبْرِقَانِ: أَنَّ رَهْطًا مِنْ قُرَيْشٍ مَرَّ بِهِمْ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ وَهُمْ مُجْتَمِعُونَ، فَأَرْسَلُوا إِلَيْهِ غُلَامَيْنِ لَهُمْ يَسْأَلَانِهِ عَنِ الصَّلَاةِ الْوُسْطَى، فَقَالَ: هِيَ الْعَصْرُ، فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلَانِ مِنْهُمْ فَسَأَلَاهُ، فَقَالَ: هِيَ الظُّهْرُ، ثُمَّ انْصَرَفَا إِلَى أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ فَسَأَلَاهُ، فَقَالَ: هِيَ الظُّهْرُ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي الظُّهْرَ بِالْهَجِيرِ وَلَا يَكُونُ وَرَاءَهُ إِلَّا الصَّفُّ وَالصَّفَّانِ مِنَ النَّاسِ فِي قَائِلَتِهِمْ وَفِي تِجَارَتِهِمْ، فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى:{حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} [البقرة: 238] قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَيَنْتَهِيَنَّ رِجَالٌ أَوْ لَأُحَرِّقَنَّ بُيُوتَهُمْ "(2).
(1) لفظ: "حدثنا" سقط من (م).
(2)
إسناده ضعيف لانقطاعه، فإن الزبرقان لم يدرك القصة التي رواها، وقد جاء في رواية الطيالسي وخالد بن يزيد العمري عند الطبراني: أن الراوي عن زيد بن ثابت وأسامة بن زيد هو زُهْرة، وهو مجهول. يزيد: هو ابن هارون، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة، والزبرقان: هو ابن عمرو بن أمية الضَّمري.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 2/ 562 - 563، والضياء في "المختارة"(1310) و (1311) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (628)، وابن أبي شيبة 2/ 504، والبخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 434، وابن ماجه (795)، والبزار في "مسنده"(2618)، والنسائي في "الكبرى"(356) و (361)، والطحاوي 1/ 167، والطبراني في "الكبير"(408)، والبيهقي 1/ 458، والضياء في "المختارة"(1312) من طرق عن ابن أبي ذئب به، وبعضهم يختصره.
وأخرجه الطبري 2/ 561 - 562 من طريقين عن ابن أبي ذئب، عن =
21793 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَزْرَةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أُسَامَةَ أَنَّهُ حَدَّثَهُ قَالَ: كُنْتُ رِدْفَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ أَفَاضَ مِنْ عَرَفَاتٍ، فَلَمْ تَرْفَعْ رَاحِلَتُهُ رِجْلَهَا عَادِيَةً حَتَّى بَلَغَ جَمْعًا (1).
= الزبرقان، عن زيد بن ثابت قال: الصلاة الوسطى صلاة العصر.
وأخرجه كذلك عبد الرزاق (2198)، (2199) و (2200)، وابن أبي شيبة 2/ 504 و 505، والنسائي في "الكبرى"(363)، والبيهقي 1/ 459 من طرق عن زيد بن ثابت، به.
وفي باب أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي الظهر بالهجير عن زيد بن ثابت، سلف برقم (21595)، وإسناده صحيح.
ويشهد لآخر الحديث حديث أبي هريرة السالف برقم (7328).
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير عزرة -وهو ابن عبد الرحمن بن زرارة الخزاعي- فمن رجال مسلم، وقد خطأ أبو حاتم في "العلل" 1/ 278 قول الشعبي في هذا الحديث: أنه حدَّثه أسامة، وقال: الشعبي لم يسمع أسامة شيئاً فيما أعلم، وكذا قال يحيى بنُ معين وأحمدُ بن حنبل وعلي ابن المديني كما في "المراسيل" للعلائي ص 248. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث، وهمام: هو ابن يحيى العَوْذي، والشعبي: هو عامر بن شراحيل.
وأخرجه الطيالسي (635)، وابن سعد 4/ 64، والطبراني في "الكبير"(462)، والبيهقي 5/ 127 من طرق عن همام بن يحيى العوذي، بهذا الإسناد.
وقرن الطيالسي بهمامٍ شعبة.
وأخرج البزار في "مسنده"(2613) من طريق معاذ بن هشام، عن همام، به عن أُسامة بن زيد: أنه كان رديف النبي صلى الله عليه وسلم من جَمْعٍ، فما رفعت راحلته يديها عادية حتى رمى الجمرة. كذا قال معاذ بن هشام في حديثه: من جمعٍ إلى منى، وكذا قال بهز عن همَّام فيما سلف في مسند الفضل بن عباس برقم (1829)، وهو من الأوهام، والمحفوظ أن الذي كان رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم من =
21794 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: قِيلَ لِأُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ! قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " يُؤْتَى بِالرَّجُلِ الَّذِي كَانَ يُطَاعُ فِي مَعَاصِي اللهِ تَعَالَى فَيُقْذَفُ فِي النَّارِ، فَتَنْدَلِقُ بِهِ أَقْتَابُهُ، فَيَسْتَدِيرُ فِيهَا كَمَا يَسْتَدِيرُ الْحِمَارُ فِي الرَّحَا، فَيَأْتِي عَلَيْهِ أَهْلُ طَاعَتِهِ مِنَ النَّاسِ فَيَقُولُونَ: أَيْ فُلُ، أَيْنَ مَا كُنْتَ تَأْمُرُنَا بِهِ؟ فَيَقُولُ: إِنِّي كُنْتُ آمُرُكُمْ بِأَمْرٍ وَأُخَالِفُكُمْ إِلَى غَيْرِهِ "(1).
21795 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي الْفُرَاتِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ - يَعْنِي الصَّائِغَ -، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ
= جمعٍ إلى منى هو الفضل بن عباس، بينما كان أُسامة رديفه من عرفات إلى جمعٍ، انظر ما سلف برقم (1816) و (21742) وما سيأتي برقم (21812).
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم -وهو ابن أبي النجود المعروف بابن بَهْدلة- فإنه صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد، وحماد: هو ابن سلمة، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة الكوفي.
وأخرجه الحاكم 4/ 89 من طريق عفان، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو القاسم البغوي في "مسند أُسامة"(52) من طريق حماد بن زيد، عن عاصم، به. وانظر (21784).
قوله: "قيل لأسامة بن زيد" أي: قيل له: ألا تكلم عثمان؟ كما جاء في الرواية السالفة، والمعنى: ألا تنصح عثمان في ترك ما ينكره الناس عليه من أمور؟
"أي فُلُ" بضمتين، قيل: هو ترخيم "يا فلان"، ولا يقال إلا في النداء، وقيل: هو لغةٌ أخرى في معنى فلان، وهو الأَشهر.
حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" الرِّبَا فِي النَّسِيئَةِ "(1).
21796 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ قَيْسٍ الْمَأْرِبِيُّ (2)، قَالَ: سَأَلْتُ عَطَاءً عَنِ الدِّينَارِ بِالدِّينَارِ وَبَيْنَهُمَا فَضْلٌ، وَالدِّرْهَمِ بِالدِّرْهَمِ! قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يُحِلُّهُ. فَقَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ: إِنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ يُحَدِّثُ بِمَا لَمْ يَسْمَعْ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَبَلَغَ ابْنَ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: إِنِّي لَمْ أَسْمَعْهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَلَكِنَّ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ، حَدَّثَنِي أَنَّ
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، غير إبراهيم الصائغ -وهو ابن ميمون- فقد روى له البخاري تعليقاً وأبو داود والنسائي، وهو ثقة. عطاء: هو ابن أبي رباح.
وأخرجه البزار في "مسنده"(2558) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1596)(104)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(452) و (453)، والبزار (2555) و (2556) و (2557) و (2559) و (2560)، والنسائي في "الكبرى"(6174)، وأبو عوانة (5424) و (5425) و (5426)، وأبو القاسم البغوي في "مسند أسامة"(17)، والطحاوي 4/ 64، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 10، والطبراني في "الكبير"(428) و (429) و (430) و (431) و (432) و (433) و (434)، وفي "المعجم الصغير"(813) وابن عدي في "الكامل" 3/ 1111، و 6/ 2090 و 2353، والخطيب في "تاريخه" 3/ 295 من طرق عن عطاء بن أبي رباح، به. وبعضهم يذكر فيه قصة لأبي سعيد الخدري.
وانظر (21743).
(2)
تصحف في (م) والنسخ الخطية إلى: المازني، والتصويب من كتب المشتبه والأنساب.
رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَيْسَ الرِّبَا إِلَّا فِي النَّسِيئَةِ " أَوْ " النَّظِرَةِ (1) "(2).
21797 -
حَدَّثَنَا أَبُو قَطَنٍ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أُسَامَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى فِي الْكَعْبَةِ (3).
21798 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ أَخْبَرَنَا قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ سَعْدٍ يُحَدِّثُ أَنَّهُ سَمِعَ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ يُحَدِّثُ سَعْدًا، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا سَمِعْتُمْ بِالطَّاعُونِ بِأَرْضٍ، فَلَا تَدْخُلُوهَا، وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا، فَلَا تَخْرُجُوا مِنْهَا ".
قَالَ: قُلْتُ: أَنْتَ سَمِعْتَهُ يُحَدِّثُ سَعْدًا وَهُوَ لَا يُنْكِرُ؟ قَالَ: نَعَمْ (4).
(1) تحرف في (م) إلى النقرة.
(2)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يحيى بن قيس المأربي -وهو السبئي الحميري- فقد روى له أبو داود والترمذي والنسائي، وهو ثقة. محمد بن بكر: هو البُرساني.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(435) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني (435) من طريق إسحاق بن راهويه، عن محمد بن بكر البرساني، به.
وانظر ما قبله.
(3)
إسناده ضعيف، وقد سلف برقم (21759) عن هاشم بن القاسم عن المسعودي.
أبو قطن: هو عمرو بن الهيثم، والمسعودي: هو عبد الرحمن بن عبد الله ابن عتبة، وأبو جعفر: هو الباقر محمد بن علي بن الحسين.
(4)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. إبراهيم بن سعد: هو ابن أبي =
21799 -
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، حَدَّثَنِي أَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: أُتِيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِأُمَيْمَةَ بِنْتِ زَيْنَبَ وَنَفْسُهَا تَقَعْقَعُ كَأَنَّهَا فِي شَنٍّ، فَقَالَ:" لِلَّهِ مَا أَخَذَ، وَلِلَّهِ مَا أَعْطَى، وَكُلٌّ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى " قَالَ: فَدَمَعَتْ عَيْنَاهُ، فَقَالَ لَهُ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَتَبْكِي، أَوَلَمْ تَنْهَ عَنِ الْبُكَاءِ؟! فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّمَا هِيَ رَحْمَةٌ جَعَلَهَا اللهُ فِي قُلُوبِ عِبَادِهِ، وَإِنَّمَا يَرْحَمُ اللهُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ "(1).
= وقاص.
وأخرجه الطيالسي (630)، والبخاري في "الصحيح"(5728)، وفي "التاريخ الكبير" 1/ 288، ومسلم (2218)(97)، والبزار في "مسنده"(2605)، وابن خزيمة في كتاب "التوكل" كما في "الإتحاف" 1/ 285، وأبو عوانة في الطب كما في "الإتحاف" 1/ 286، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(559)، والطحاوي 4/ 306، والبيهقي 3/ 376، وابن عبد البر في "التمهيد" 12/ 256 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الباغندي في "مسند عمر بن عبد العزيز"(73)، وأبو عوانة، وابن عبد البر 12/ 257 من طريق أبي إسحاق الشيباني، والطبراني في "الكبير"(403) من طريق أجلح بن عبد الله الكندي، كلاهما عن حبيب بن أبي ثابت، به.
وسيأتي برقم (21818) و (21827).
وسلف عن بهز عن شعبة في مسند سعد بن أبي وقاص برقم (1536).
وانظر (21751) و (21860).
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، وعاصم: هو ابن سليمان الأحول، وأبو عثمان النهدي: هو عبد الرحمن بن ملٍّ. وهو مكرر (21779).
21800 -
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: قَالُوا لَهُ: أَلَا تَدْخُلُ عَلَى هَذَا الرَّجُلِ فَتُكَلِّمُهُ؟ قَالَ: فَقَالَ: أَلَا تَرَوْنَ أَنِّي لَا أُكَلِّمُهُ إِلَّا أُسْمِعُكُمْ؟! وَاللهِ لَقَدْ كَلَّمْتُهُ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ، مَا دُونَ أَنْ أَفْتَحَ أَمْرًا لَا أُحِبُّ أَنْ أَكُونَ أَنَا أَوَّلَ مَنْ فَتَحَهُ، وَلَا أَقُولُ لِرَجُلٍ، أَنْ يَكُونَ عَلَيَّ أَمِيرًا: إِنَّهُ خَيْرُ النَّاسِ، بَعْدَ مَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" يُؤْتَى بِالرَّجُلِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُلْقَى فِي النَّارِ، فَتَنْدَلِقُ أَقْتَابُ بَطْنِهِ فَيَدُورُ بِهَا فِي النَّارِ كَمَا يَدُورُ الْحِمَارُ بِالرَّحَى، قَالَ: فَيَجْتَمِعُ أَهْلُ النَّارِ إِلَيْهِ فَيَقُولُونَ: يَا فُلَانُ، أَمَا كُنْتَ تَأْمُرُنَا بِالْمَعْرُوفِ، وَتَنْهَانَا عَنِ الْمُنْكَرِ؟ قَالَ: فَيَقُولُ: بَلَى، قَدْ كُنْتُ آمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَلَا آتِيهِ، وَأَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ وَآتِيهِ "(1).
21801 -
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي الشَّعْثَاءِ، قَالَ: خَرَجْتُ حَاجًّا، فَجِئْتُ حَتَّى دَخَلْتُ الْبَيْتَ، فَلَمَّا كُنْتُ بَيْنَ السَّارِيَتَيْنِ، مَضَيْتُ حَتَّى لَزِقْتُ بِالْحَائِطِ، فَجَاءَ ابْنُ عُمَرَ، فَصَلَّى إِلَى جَنْبِي فَصَلَّى أَرْبَعًا، فَلَمَّا صَلَّى قُلْتُ
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. الأعمش: هو سليمان بن مِهْران الكاهلي، وشقيق: هو ابن سلمة أبو وائل.
وأخرجه أبو عبيد في "غريب الحديث" 2/ 30، ومسلم (2989)، وإبراهيم الحربي في "غريب الحديث" 2/ 887، وأبو القاسم البغوي في "مسند أُسامة"(54)، والطبراني في "الكبير"(395) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وانظر (21784).
لَهُ: أَيْنَ صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْبَيْتِ؟ قَالَ: أَخْبَرَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ أَنَّهُ صَلَّى هَاهُنَا. فَقُلْتُ: كَمْ صَلَّى؟ قَالَ: عَلَى هَذَا أَجِدُنِي أَلُومُ نَفْسِي أَنِّي مَكَثْتُ مَعَهُ عُمْرًا لَمْ أَسْأَلْهُ كَمْ صَلَّى؟ ثُمَّ حَجَجْتُ مِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ، فَجِئْتُ حَتَّى قُمْتُ فِي مَقَامِهِ، فَجَاءَ ابْنُ الزُّبَيْرِ حَتَّى قَامَ إِلَى جَنْبِي، وَلَمْ يَزَلْ يُزَاحِمُنِي حَتَّى أَخْرَجَنِي مِنْهُ ثُمَّ صَلَّى فِيهِ أَرْبَعًا (1).
21802 -
حَدَّثَنَا يَعْلَى، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ، حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: بَعَثَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَرِيَّةً إِلَى الْحُرَقَاتِ، فَنَذِرُوا بِنَا فَهَرَبُوا، فَأَدْرَكْنَا رَجُلًا، فَلَمَّا غَشِينَاهُ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، فَضَرَبْنَاهُ حَتَّى قَتَلْنَاهُ، فَعَرَضَ فِي نَفْسِي مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ فَذَكَرْتُهُ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" مَنْ لَكَ بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟! " قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّمَا قَالَهَا مَخَافَةَ السِّلَاحِ وَالْقَتْلِ! فَقَالَ:" أَلَّا شَقَقْتَ عَنْ قَلْبِهِ حَتَّى تَعْلَمَ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ أَمْ لَا! مَنْ لَكَ بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟! " قَالَ: فَمَا زَالَ يَقُولُ: ذَلِكَ حَتَّى وَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أُسْلِمْ إِلَّا يَوْمَئِذٍ (2).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، وعمارة: هو ابن عمير التيمي، وأبو الشعثاء: هو سُلَيم بن الأسود المُحاربي. وهو مكرر (21780).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعلى: هو ابن عُبيد الطَّنافسي، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو ظَبيان: هو حُصين بن جندب الكوفي.
وأخرجه أبو داود (2643)، وابن أبي عاصم في "الديات" ص 34، وأبو =
21803 -
حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: أَفَاضَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ عَرَفَةَ وَأَنَا رَدِيفُهُ، فَجَعَلَ يَكْبَحُ رَاحِلَتَهُ حَتَّى أَنَّ ذِفْرَاهَا لَتَكَادُ تُصِيبُ قَادِمَةَ الرَّحْلِ، وَهُوَ يَقُولُ:" يَا أَيُّهَا النَّاسُ، عَلَيْكُمُ السَّكِينَةَ وَالْوَقَارَ، فَإِنَّ الْبِرَّ لَيْسَ فِي إِيضَاعِ الْإِبِلِ "(1).
21804 -
حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنِ ابْنِ عَمٍّ لِأُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ يُقَالُ لَهُ: عِيَاضٌ، وَكَانَتْ بِنْتُ أُسَامَةَ تَحْتَهُ، قَالَ:
= عوانة (192)، والطبراني في "الكبير"(381)، وابن منده في "الإيمان"(61)، والبيهقي في "السنن" 8/ 19 و 192 - 193، وفي "الشعب"(5319) من طريق يعلى بن عبيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 122 و 12/ 375، ومسلم (96)(158)، وابن أبي عاصم ص 34، والنسائي في "الكبرى"(8594)، وأبو عوانة (193) و (194)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3227) و (3228)، والطبراني في "الكبير"(394)، وأبو بكر الإسماعيلي في "معجمه"(396)، وابن منده (61) و (62)، والسهمي في "تاريخ جرجان" ص 472، وابن عبد البر في "التمهيد" 10/ 160 - 161، والبغوي في "شرح السنة"(2562)، وابن بشكوال في "غوامض الأسماء المبهمة"(264) من طرق عن الأعمش، به.
وانظر (21745).
(1)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي كامل -وهو مظفَّر بن مُدرِك الخراساني- فقد روى له أبو داود في "التفرد" والنسائي، وهو ثقة. حماد: هو ابن سلمة، وعطاء: هو ابن أبي رباح.
وانظر (21756).
ذُكِرَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ خَرَجَ مِنْ بَعْضِ الْأَرْيَافِ، حَتَّى إِذَا كَانَ قَرِيبًا مِنَ الْمَدِينَةِ بِبَعْضِ الطَّرِيقِ أَصَابَهُ الْوَبَاءُ، قَالَ: فَأَفْزَعَ ذَلِكَ النَّاسَ، قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ لَا يَطْلُعَ عَلَيْنَا نِقَابُهَا " يَعْنِي الْمَدِينَةَ.
وَحَدَّثَنَاهُ الْهَاشِمِيُّ وَيَعْقُوبُ، وَقَالَا جَمِيعًا: إِنَّهُ سَمِعَ أُسَامَةَ (1).
(1) إسناده ضعيف لجهالة عياض ابن عمِّ أُسامة بن زيد -وهو ابن ضبري، وقيل: ابن ضمري، وقيل: ابن ضبيرة، وقيل غير ذلك- فلم يرو عنه غير الزهري، وذكر أبو حاتم في "الجرح والتعديل" 6/ 408 أن الزهري روى عن مسافع عنه! وذكره ابن حبان في "الثقات"، وأورده يعقوبُ بن سفيان في "المعرفة" 1/ 408 في طبقة تابعي المدينة من اليمن. أبو كامل: هو مظفَّر بن مُدرك الخراساني، وإبراهيم بن سعد: هو ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري، والهاشمي: هو سليمان بن داود، ويعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد، والحديث من طريقهما عن إبراهيم بن سعد متصل، ومن طريق أبي كامل عنه مرسلٌ.
وأخرجه الشاشي في "مسنده" كما في "المختارة" للضياء المقدسي 4/ 129 من طريق سليمان بن داود الهاشمي وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه متصلاً الطيالسي (633)، ومن طريقه البزار في "مسنده"(2616)، والضياء في "المختارة"(1338)، وأخرجه الطبراني في "الكبير"(401)، والضياء (1340) من طريق إبراهيم بن حمزة الزبيري، والضياء أيضاً (1341) من طريق يونس بن محمد، ثلاثتهم (الطيالسي وإبراهيم بن حمزة ويونس) عن إبراهيم بن سعد، به.
وأخرجه متصلاً كذلك يعقوبُ بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 408 من طريق عبيد الله بن أبي زياد الرُّصافي، والضياء (1339) من طريق النعمان ابن راشد، كلاهما عن الزهري، به.
وانظر ما بعده. =
• 21805 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (1)، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنِ ابْنِ عَمٍّ لِأُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ يُقَالُ لَهُ: عِيَاضٌ، وَكَانَتْ بِنْتُ أُسَامَةَ عِنْدَهُ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ مِثْلَهُ (2).
قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: وَقَالَ بَعْضُهُمْ: عِيَاضُ بْنُ ضَمْرِيِّ (3).
21806 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ هَذَا الْوَبَاءَ رِجْزٌ أَهْلَكَ اللهُ بِهِ الْأُمَمَ قَبْلَكُمْ، وَقَدْ بَقِيَ مِنْهُ فِي الْأَرْضِ شَيْءٌ يَجِيءُ أَحْيَانًا، وَيَذْهَبُ أَحْيَانًا، فَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ، فَلَا تَخْرُجُوا مِنْهَا، وَإِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ فِي أَرْضٍ، فَلَا تَأْتُوهَا "(4).
= والنِّقاب: واحدها نَقْب، وهو الطريق بين جبلين.
(1)
وقع في (م) و (س) و (ق): "حدثنا عبد الله، حدثني أبي" على أنه من رواية الإمام أحمد، والصواب أنه من زيادات ابنه عبد الله كما في (ظ 5) و"أطراف المسند".
(2)
إسناده ضعيف كسابقه. أبو معمر: هو إسماعيل بن إبراهيم بن معمر الهُذَلي.
(3)
في (ظ 5) وحدها: صِيري!
(4)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (20158)، ومن طريقه أخرجه أبو عوانة في الطب كما في "إتحاف المهرة" 1/ 286، والطبراني في "الكبير"(273) و (383).
وأخرجه مسلم (2218)(96) من طريق عبد الواحد بن زياد، عن معمر، بهذا الإسناد. =
21807 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، حَدَّثَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي عَامِرُ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ يُحَدِّثُ سَعْدًا: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ذَكَرَ هَذَا الْوَجَعَ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1).
= وأخرجه الدورقي في "مسند سعد بن أبي وقاص"(10) من طريق محمد ابن حميد المعمري، والشاشي في "مسنده"(112) من طريق عبد الواحد بن زياد، كلاهما عن معمر، عن الزهري، عن عامر بن سعد، عن أبيه. فجعلا الحديث عن سعد بن أبي وقاص، وهو خطأ، والوهم فيه من معمر، وقد كان مرةً يرويه هكذا ومرةً يرويه هكذا، وقد خالف فيه يونس بن يزيد الأيلي وعُقيل بن خالد وشعيب بن أبي حمزة، وهم من أخص أصحاب الزهري وأعلمهم بحديثه، فقد رووا الحديث عن أُسامة، وهو المحفوظُ من طريق عامر بن سعد كما سلف بيانه برقم (21763).
وأخرجه مسلم (2218)(96)، والبزار في "مسنده"(2587)، وابن خزيمة في كتاب "التوكل" كما في "الإتحاف" 1/ 284، وأبو عوانة، والطحاوي في "شرح المعاني" 4/ 306، والطبراني في "الكبير"(274)، والبيهقي 7/ 217 من طريق يونس بن يزيد الأيلي، وابن خزيمة، وأبو عوانة من طريق عُقيل بن خالد، والطبراني (275) من طريق عبد الرحمن بن إسحاق، ثلاثتهم عن الزهري، عن عامر بن سعد، عن أسامة.
وانظر (21751).
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو اليمان: هو الحكم بن نافع البَهْراني، وشعيب: هو ابن أبي حمزة.
وأخرجه البخاري (6974)، وابن عبد البرِّ في "التمهيد" 12/ 251 من طريق أبي اليمان الحكم بن نافع، بهذا الإسناد.
وانظر ما قبله، وما سلف برقم (21751).
21808 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ. وَعَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا يَرِثُ الْمُسْلِمُ الْكَافِرَ، وَلَا يَرِثُ الْكَافِرُ الْمُسْلِمَ "(1).
21809 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ. وَرَوْحٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: إِنَّمَا أُمِرْتُمْ بِالطَّوَافِ، وَلَمْ تُؤْمَرُوا بِالدُّخُولِ؟ قَالَ: لَمْ يَكُنْ يَنْهَى عَنْ دُخُولِهِ، وَلَكِنِّي سَمِعْتُهُ يَقُولُ: أَخْبَرَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمَّا دَخَلَ الْبَيْتَ دَعَا فِي نَوَاحِيهِ كُلِّهَا، وَلَمْ يُصَلِّ فِيهِ حَتَّى خَرَجَ، فَلَمَّا خَرَجَ رَكَعَ رَكْعَتَيْنِ فِي قُبُلِ الْكَعْبَةِ. قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: وَقَالَ: " هَذِهِ الْقِبْلَةُ "(2).
(1) إسناداه صحيحان على شرط الشيخين. عبد الأعلى: هو ابن عبد الأعلى السامي، وابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز، وعلي بن حسين: هو ابن علي بن أبي طالب، وعمرو بن عثمان: هو ابن عفان الأُموي.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (9852) و (19304).
وأخرجه البخاري (6764)، والبزار في "مسنده"(2585)، وأبو عوانة (5595)، والبيهقي 6/ 217 - 218، والعلائي في "بغية الملتمس" ص 181 من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد، عن ابن جريج، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي (2998) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، به.
وانظر (21747).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. روح: هو ابن عُبادة القيسي، وعطاء: هو ابن أبي رباح. =
21810 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ أُسَامَةَ قَالَ: أَشْرَفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى أُطُمٍ مِنْ آطَامِ الْمَدِينَةِ فَقَالَ: " هَلْ تَرَوْنَ مَا أَرَى؟ " قَالُوا: لَا. قَالَ: " إِنِّي لَأَرَى الْفِتَنَ تَقَعُ خِلَالَ بُيُوتِكُمْ (1) كَوَقْعِ الْمَطَرِ "(2).
21811 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو. وَيَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا سَمِعْتُمْ بِالطَّاعُونِ بِأَرْضٍ، فَلَا تَدْخُلُوا عَلَيْهِ، وَإِذَا وَقَعَ وَأَنْتُمْ بِأَرْضٍ، فَلَا تَخْرُجُوا فِرَارًا مِنْهُ "(3).
= وسلف برقم (21754) عن عبد الرزاق وحده.
وأخرجه أبو القاسم البغوي في "مسند أسامة"(24) من طريق روح بن عبادة وحده، بهذا الإسناد.
(1)
في (م): خلال المدينة.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (7060)، ومسلم (2885)، وأبو عوانة في الفتن كما في "إتحاف المهرة" 1/ 300، والحاكم 4/ 508، والبغوي (4216) من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد. وانظر (21748).
(3)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة بن وقاص الليثي- فإنه صدوق حسن الحديث. يزيد شيخ المصنف: هو ابن هارون.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(384) من طريق يزيد بن هارون وحده، بهذا الإسناد. =
21812 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ ذَرٍّ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَرْدَفَهُ مِنْ عَرَفَةَ، قَالَ: فَقَالَ النَّاسُ: سَيُخْبِرُنَا صَاحِبُنَا مَا صَنَعَ. قَالَ: قَالَ أُسَامَةُ: لَمَّا دَفَعَ مِنْ عَرَفَةَ، فَوَقَفَ (1)، كَفُّ رَأْسِ رَاحِلَتِهِ حَتَّى أَصَابَ رَأْسُهَا وَاسِطَةَ الرَّحْلِ، أَوْ كَادَ يُصِيبُهُ، يُشِيرُ إِلَى النَّاسِ بِيَدِهِ: السَّكِينَةَ السَّكِينَةَ السَّكِينَةَ، حَتَّى أَتَى جَمْعًا، ثُمَّ أَرْدَفَ الْفَضْلَ بْنَ عَبَّاسٍ، قَالَ: فَقَالَ النَّاسُ: يُخْبِرُنَا صَاحِبُنَا بِمَا صَنَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَقَالَ الْفَضْلُ: لَمْ يَزَلْ يَسِيرُ سَيْرًا لَيِّنًا كَسَيْرِهِ بِالْأَمْسِ، حَتَّى أَتَى عَلَى وَادِي مُحَسِّرٍ فَدَفَعَ فِيهِ حَتَّى اسْتَوَتْ بِهِ الْأَرْضُ (2).
21813 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عُثْمَانَ
= وأخرجه ابن خزيمة في كتاب "التوكل" كما في "إتحاف المهرة" 1/ 285 من طريق عبد الوهاب الثقفي، عن محمد بن عمرو، به. وانظر (21810).
(1)
تحرف في (م) إلى: فوقع.
(2)
إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عمر بن ذر، فمن رجال البخاري. مجاهد: هو ابن جَبْر المكِّي.
وأخرجه الضياء في "المختارة"(1376) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (21834) مختصراً، ولفظه: أفاض رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه السكينة وأَمَرهم بالسكينة.
وانظر ما سلف برقم (21742) و (21756).
وفي باب الإيضاع في وادي مُحَسِّر عن جابر بن عبد الله، سلف برقم (14218)، وانظر تتمة شواهده هناك.
عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا يَرِثُ الْمُسْلِمُ الْكَافِرَ "(1).
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد وهم فيه مالكٌ رحمه الله، فقال: عن عُمر بن عثمان بدل قوله: عن عَمرو، وخالف بذلك جمهرةَ الحفَّاظ الثقات من أصحاب الزهري، وقد سلف تخريج رواياتهم عند الحديث (21747)، وكرواية عبد الرحمن بن مهدي عن مالكٍ رواه ابن القاسم ويحيى بن يحيى ومحمد بن الحسن وأحمد بن إسماعيل المدني ومصعب بن عبد الله الزبيري، كلهم عن مالك، وقد راجعه الشافعي في ذلك، وكذلك يحيى بن سعيد القطان وابن مهدي، فأبى إلا أن يقول: عُمر، على أن عدداً من أصحابه قد رواه عنه على الصواب كابن المبارك ومعاوية بن هشام، وابن وهب، وعمرو بن مرزوق، وأبي مصعب الزهري، وزيد بن الحباب، غير أن المحفوظ عنه: هو عُمر، وكذا قال النسائي في "الكبرى" 4/ 81.
وأخرجه العلائي في "بغية الملتمس" ص 180 - 181 من طريق عبد الرحمن ابن مهدي، بهذا الإسناد.
وهو في "موطأ مالك" برواية يحيى بن يحيى 2/ 519، وبرواية أبي مصعب الزهري (3061) ومن طريقه العلائي ص 181، وبرواية محمد بن الحسن الشيباني (728).
وأخرجه ابن المبارك في "مسنده"(163)، ومن طريقه النسائي في "الكبرى"(6373)، وأخرجه النسائي كذلك (6372) من طريق عبد الرحمن بن القاسم، و (6374) من طريق زيد بن الحباب، و (6375) من طريق معاوية بن هشام، والطحاوي 3/ 265 من طريق عبد الله بن وهب، وابن عبد البر في "التمهيد" 9/ 162 من طريق مصعب بن عبد الله، و 9/ 171 - 172 من طريق عمرو بن مرزوق، وابن النجار في "ذيل تاريخ بغداد" 2/ 226، والذهبي في "السير" 4/ 400 من طريق أحمد بن إسماعيل، كلهم عن مالك، به.
وانظر (21747).
21814 -
قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ (ح) وَحَدَّثَنَا رَوْحٌ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: دَفَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ عَرَفَةَ، حَتَّى إِذَا كَانَ بِالشِّعْبِ نَزَلَ فَبَالَ، ثُمَّ تَوَضَّأَ وَلَمْ يُسْبِغِ الْوُضُوءَ، فَقُلْتُ لَهُ: الصَّلَاةَ! فَقَالَ: " الصَّلَاةُ أَمَامَكَ " فَرَكِبَ، فَلَمَّا جَاءَ الْمُزْدَلِفَةَ نَزَلَ فَتَوَضَّأَ فَأَسْبَغَ الْوُضُوءَ، ثُمَّ أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَصَلَّى الْمَغْرِبَ، ثُمَّ أَنَاخَ كُلُّ إِنْسَانٍ بَعِيرَهُ فِي مَنْزِلِهِ، ثُمَّ أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَصَلَّاهَا وَلَمْ يُصَلِّ بَيْنَهُمَا شَيْئًا (1).
21815 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وروح: هو ابن عُبادة.
وهو في "موطأ مالك" 1/ 400 - 401.
وأخرجه البخاري (139) و (1672)، ومسلم ص 934 (276)، وأبو داود (1925)، والنسائي في "الكبرى"(4029)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 214، وابن حبان (1594) و (3857)، والبيهقي 5/ 122، والبغوي في "شرح السنة"(1937)، وفي "تفسيره" 1/ 175 من طرق عن مالك، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي (1882)، والبخاري (181) و (1667)، ومسلم ص 934 (277)، والنسائي في "الكبرى"(4022)، وأبو عوانة (3483) و (3484) و (3485) و (3486)، وأبو القاسم البغوي في "مسند أُسامة"(41)، والطبراني في "الكبير"(386)، والبيهقي 1/ 83 من طرق عن موسى بن عقبة، به. ولم يذكروا فيه قصة المزدلفة سوى أبي عوانة في الموضع الأخير (3486).
وانظر (21742).
عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّمَا الرِّبَا فِي النَّسَاءِ "(1).
21816 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ ثَوْبَانَ، أَنَّ مَوْلَى قُدَامَةَ حَدَّثَهُ، أَنَّ مَوْلًى لِأُسَامَةَ حَدَّثَهُ، أَنَّ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ كَانَ يَخْرُجُ إِلَى مَالِهِ بِوَادِي الْقُرَى فَيَصُومُ الِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسَ، فَقُلْتُ لَهُ: لِمَ تَصُومُ فِي السَّفَرِ وَقَدْ كَبِرْتَ وَرَقَقْتَ؟ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَصُومُ الِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّكَ تَصُومُ الِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسَ. فَقَالَ:" إِنَّ الْأَعْمَالَ تُعْرَضُ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسِ "(2).
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة -وهو مولى ابن عباس أبو عبد الله- فمن رجال البخاري. إسماعيل: هو ابن إبراهيم بن مِقْسَم المعروف بابن عُلَيَّة، وخالد الحذَّاء: هو ابن مِهْران.
وأخرجه البزار في "مسنده"(2552) من طريق إسماعيل ابن عُلية، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو القاسم البغوي في "مسند أُسامة"(18)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 64، وفي "شرح مشكل الآثار"(6112)، والطبراني في "الكبير"(449)، والذهبي في "سير أعلام النبلاء" 14/ 505 من طرق عن خالد الحذاء، به.
وانظر (21743).
(2)
المرفوع منه صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف لجهالة مولى قدامة بن مظعون، وجهالة مولى أُسامة بن زيد.
وهو مكرر (21781).
21817 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ ذَكْوَانَ، قَالَ: أَرْسَلَنِي أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قُلْ لَهُ فِي الصَّرْفِ: أَسَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَا لَمْ نَسْمَعْ؟ أَوْ قَرَأْتَ فِي كِتَابِ اللهِ مَا لَمْ نَقْرَأْ؟ قَالَ: بِكُلٍّ لَا أَقُولُ، وَلَكِنِّي سَمِعْتُ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا رِبًا إِلَّا فِي الدَّيْنِ " أَوْ قَالَ: " فِي النَّسِيئَةِ "(1).
21818 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، قَالَ: كُنْتُ بِالْمَدِينَةِ، فَبَلَغَنِي أَنَّ الطَّاعُونَ بِالْكُوفَةِ، قَالَ: فَذَكَرَ لِي عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ وَغَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ هَذَا الْحَدِيثَ، قَالَ: فَقُلْتُ: مَنْ يُحَدِّثُهُ؟ قَالَ: فَقَالُوا: عَامِرُ بْنُ سَعْدٍ. وَكَانَ غَائِبًا، قَالَ: فَلَقِيتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ سَعْدٍ، قَالَ: فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ:
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ذكوان: هو أبو صالح السمَّان.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(441) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد عن أبي صالح ذكوان، عن ابن عباس قال: سمعت أُسامة بن زيد. ولم يذكر فيه قصة أبي سعيد الخدري.
وأخرجه كذلك البزار في "مسنده"(2548)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 64، وفي "شرح مشكل الآثار"(6110)، والطبراني (439) من طرف عن عمرو بن دينار، به.
وأخرجه بنحوه البزار (2549) و (2550) و (2551)، والطبراني (438) من طرق عن أبي صالح، به.
وسلف برقم (21750) عن سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار بنحوه.
سَمِعْتُ أُسَامَةَ يُحَدِّثُ سَعْدًا، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ هَذَا الْوَجَعَ رِجْسٌ وَعَذَابٌ - أَوْ بَقِيَّةُ عَذَابٍ؛ حَبِيبٌ يَشُكُّ فِيهِ - عُذِّبَ بِهِ نَاسٌ قَبْلَكُمْ، فَإِذَا كَانَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا، فَلَا تَخْرُجُوا مِنْهَا، وَإِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ فِي أَرْضٍ، فَلَا تَدْخُلُوهَا ".
قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: أَنْتَ سَمِعْتَ أُسَامَةَ يُحَدِّثُ سَعْدًا، فَلَمْ يُنْكِرْ؟ قَالَ: نَعَمْ (1).
21819 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ، قَالَ: قِيلَ لِأُسَامَةَ: أَلَا تُكَلِّمُ هَذَا؟ قَالَ قَدْ كَلَّمْتُهُ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" يُجَاءُ بِرَجُلٍ فَيُطْرَحُ فِي النَّارِ، فَيَطْحَنُ فِيهَا كَطَحْنِ الْحِمَارِ بِرَحَاهُ، فَيُطِيفُ بِهِ أَهْلُ النَّارِ فَيَقُولُونَ: يَا فُلَانُ، أَلَسْتَ كُنْتَ تَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ؟ فَيَقُولُ: إِنِّي كُنْتُ آمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَلَا أَفْعَلُهُ، وَأَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ وَأَفْعَلُهُ ".
قَالَ شُعْبَةُ: وَحَدَّثَنِي مَنْصُورٌ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ أُسَامَةَ، بِنَحْوٍ مِنْهُ، إِلَّا أَنَّهُ زَادَ فِيهِ:" فَتَنْدَلِقُ أَقْتَابُ بَطْنِهِ "(2).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 288 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد مختصراً بلفظ:"إذا وقع الطاعون بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منه".
وانظر (21798)، وما سلف برقم (21751).
(2)
إسناداه صحيحان على شرط الشيخين. سليمان: هو ابن مهران =
21820 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، أَخْبَرَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا يَرِثُ الْكَافِرُ الْمُسْلِمَ، وَلَا يَرِثُ الْمُسْلِمُ الْكَافِرَ "(1).
21821 -
حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا عَطَاءٌ قَالَ: قَالَ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ: كُنْتُ رَدِيفَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِعَرَفَاتٍ، فَرَفَعَ يَدَيْهِ يَدْعُو، فَمَالَتْ بِهِ نَاقَتُهُ، فَسَقَطَ خِطَامُهَا، قَالَ: فَتَنَاوَلَ الْخِطَامَ بِإِحْدَى يَدَيْهِ وَهُوَ رَافِعٌ يَدَهُ الْأُخْرَى (2).
= الأعمش، ومنصور: هو ابن المعتمر، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة.
وأخرجه البخاري (7098) من طريق محمد بن جعفر، عن شعبة، عن سليمان الأعمش، بهذا الإسناد.
وانظر (21784).
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البزار في "مسنده"(2584) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وانظر (21747).
(2)
حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الملك -وهو ابن أبي سليمان العرزمي- فمن رجال مسلم. هشيم: هو ابن بشير، وعطاء: هو ابن أبي رباح، وذهب أبو حاتم وأبو زرعة الرازيان إلى أنه لم يسمع من أُسامة شيئاً. قلنا: وهذا الحديث إنما سمعه عطاء من ابن عباس عن أسامة كما سلف في الرواية (21784)، لكن وقع تصريح عطاء بالسماع من أسامة عند ابن خزيمة (3006) من طريق يوسف بن موسى القطان، عن جرير بن عبد الحميد، عن عبد الملك بن أبي سليمان، به. قلنا: وقد انفرد بذلك، ولم يتابعه عليه =
21822 -
حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: قَالَ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ خَرَجَ مِنَ الْبَيْتِ أَقْبَلَ بِوَجْهِهِ نَحْوَ الْبَابِ فَقَالَ: " هَذِهِ الْقِبْلَةُ، هَذِهِ الْقِبْلَةُ "(1).
21823 -
حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: قَالَ أُسَامَةُ: دَخَلْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْبَيْتَ، فَجَلَسَ، فَحَمِدَ اللهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَكَبَّرَ وَهَلَّلَ، ثُمَّ قَامَ إِلَى مَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْبَيْتِ فَوَضَعَ صَدْرَهُ عَلَيْهِ وَخَدَّهُ وَيَدَيْهِ، قَالَ: ثُمَّ كَبَّرَ وَهَلَّلَ وَدَعَا، ثُمَّ فَعَلَ ذَلِكَ بِالْأَرْكَانِ كُلِّهَا، ثُمَّ خَرَجَ فَأَقْبَلَ عَلَى الْقِبْلَةِ وَهُوَ عَلَى الْبَابِ، فَقَالَ:" هَذِهِ الْقِبْلَةُ، هَذِهِ الْقِبْلَةُ " مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا (2).
= أحد، والله أعلم.
وأخرجه الضياء المقدسي في "المختارة"(1334) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي 5/ 254، وابن خزيمة (2824)، والضياء في "المختارة"(1335) من طريق هشيم بن بشير، به.
(1)
حديث صحيح كسابقه.
وانظر ما بعده.
(2)
حديث صحيح كسابقيه.
وأخرجه النسائي 5/ 220، وابن خزيمة (3005) من طريق هشيم بن بشير، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي 5/ 220، وابن خزيمة (3005)، والضياء في "المختارة"(1332) من طرق عن عبد الملك بن أبي سليمان، به.
وانظر (21822) و (21830).
21824 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنِي صَالِحُ بْنُ أَبِي (1) الْأَخْضَرِ، حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ أُسَامَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ وَجَّهَهُ وِجْهَةً، فَقُبِضَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَسَأَلَهُ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه: مَا الَّذِي عَهِدَ إِلَيْكَ؟ قَالَ: عَهِدَ إِلَيَّ أَنْ أُغِيرَ عَلَى أُبْنَى صَبَاحًا، ثُمَّ أُحَرِّقَ (2).
21825 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" قُمْتُ عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ، فَإِذَا عَامَّةُ مَنْ يَدْخُلُهَا الْفُقَرَاءُ، إِلَّا أَنَّ أَصْحَابَ الْجَدِّ مَحْبُوسُونَ إِلَّا أَهْلَ النَّارِ، فَقَدْ أُمِرَ بِهِمْ إِلَى النَّارِ، وَوَقَفْتُ عَلَى بَابِ النَّارِ، فَإِذَا عَامَّةُ مَنْ دَخَلَهَا النِّسَاءُ "(3).
(1) لفظة: "أبي" سقطت من (م) والنسخ الخطية.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف صالح بن أبي الأخضر.
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 1/ ورقة 209 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد 4/ 66، وابن عساكر 1/ ورقة 209 من طريق محمد بن عبد الله بن المثنى الأنصاري، به.
وانظر (21785).
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. التَّيْمي: هو سليمان بن طَرْخان، وأبو عثمان: هو عبد الرحمن بن ملٍّ.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(9270) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وانظر (21782).
21826 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" أَفْطَرَ الْحَاجِمُ وَالْمُسْتَحْجِمُ "(1).
21827 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ يُحَدِّثُ سَعْدًا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا كَانَ الطَّاعُونُ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ لَيْسَ بِهَا، فَلَا تَدْخُلُوهَا، وَإِذَا كَانَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا، فَلَا تَخْرُجُوا مِنْهَا "(2).
(1) صحيح لغيره، وهذا إسنادٌ رجاله ثقات، والحسن -وهو ابن أبي الحسن البصري- لم يسمع من أسامة بن زيد شيئاً، وقد اختُلف فيه عليه كما سلف بيانه عند حديث أبي هريرة برقم (8768)، فانظره لزاماً. أشعث: هو ابن عبد الملك الحُمراني.
وأخرجه الضياء المقدسي في "المختارة"(1308) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(3165) من طريق سليم بن أخضر، والبيهقي 4/ 265، والضياء (1309) من طريق أبي عاصم، كلاهما عن أشعث بن عبد الملك، به.
وهذا الحديث وإن كان صحيحاً، قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم نسخه كما سبق بيانه في حديث أبي هريرة (8768).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين، ويحيى شيخ المصنف يحتمل أن يكون ابنَ سعيد القطان كما في الأسانيد السابقة واللاحقة، ويحتمل أن يكون ابنَ أبي بُكير، فقد سلف الحديث عنه برقم (21798) عن شعبة، وكلاهما ثقة من رجال الشيخين.
21828 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَأْخُذُنِي وَالْحَسَنُ فَيَقُولُ: " اللهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُمَا فَأَحِبَّهُمَا ".
قَالَ يَحْيَى: قَالَ التَّيْمِيُّ: كُنْتُ أُحَدِّثُ بِهِ، فَدَخَلَنِي مِنْهُ، فَقُلْتُ: أَنَا أُحَدِّثُ بِهِ مُنْذُ كَذَا وَكَذَا! فَوَجَدْتُهُ مَكْتُوبًا عِنْدِي (1).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. التيمي: هو سليمان بن طَرْخان، وأبو عثمان: هو النَّهدي عبد الرحمن بن ملٍّ.
وهو عند المصنف في "فضائل الصحابة"(1352)، وفي "العلل" 2/ 147 - 148.
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 2/ ورقة 680 و 683 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (6003)، وعبد الله بن أحمد بن حنبل في زياداته على "العلل" لأبيه 2/ 213، والنسائي في "الكبرى"(8171)، والضياء في "المختارة"(1324) و (1325) من طريق يحيى بن سعيد، به. وجاء في "المختارة" في الموضع الأول منه أن اللذين أخذهما رسول الله صلى الله عليه وسلم هما الحسن والحسين، لا أسامة والحسن. قلنا: وهو وهم في حديث أُسامة هذا كما سلف بيانه برقم (21787).
وأخرجه ابن سعد 4/ 62، وابن أبي شيبة 12/ 98، والنسائي في "الكبرى"(8171)(8183)، وأبو القاسم البغوي في "مسند أُسامة"(8)، والطبراني في "الكبير"(2642)، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد"(2737)، والبيهقي 10/ 233، وابن عساكر 2/ ورقة 680، والمزي في ترجمة أُسامة بن زيد من "تهذيب الكمال" 2/ 340 من طرق عن سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي، به.
وقول التيمي في آخر الحديث: "كنتُ أحدَّث به" الذي كان يحدِّثه هو أبو تميمة الهجيمي كما وقع في الرواية السالفة برقم (21787)، ثم تبيَّن له فيما بعد أنه موجود في كتابه بسماعه من أبي عثمان النهدي، فصار يرويه عنه =
21829 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا التَّيْمِيُّ. وَإِسْمَاعِيلُ، عَنِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَا تَرَكْتُ فِي النَّاسِ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنَ النِّسَاءِ "(1).
21830 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ (2) عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا عَطَاءٌ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ: أَنَّهُ دَخَلَ هُوَ وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْبَيْتَ، فَأَمَرَ بِلَالًا فَأَجَافَ الْبَابَ، وَالْبَيْتَ إِذْ ذَاكَ عَلَى سِتَّةِ أَعْمِدَةٍ، فَمَضَى حَتَّى أَتَى الْأُسْطُوَانَتَيْنِ اللَّتَيْنِ تَلِيَانِ الْبَابَ، بَابَ الْكَعْبَةِ، فَجَلَسَ فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَسَأَلَهُ وَاسْتَغْفَرَهُ، ثُمَّ قَامَ حَتَّى أَتَى مَا اسْتَقْبَلَ مِنْ دُبُرِ الْكَعْبَةِ، فَوَضَعَ وَجْهَهُ وَجَسَدَهُ عَلَى الْكَعْبَةِ، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَسَأَلَهُ وَاسْتَغْفَرَهُ، ثُمَّ انْصَرَفَ حَتَّى أَتَى كُلَّ رُكْنٍ مِنْ أَرْكَانِ الْبَيْتِ فَاسْتَقْبَلَهُ بِالتَّكْبِيرِ وَالتَّهْلِيلِ وَالتَّسْبِيحِ وَالثَّنَاءِ عَلَى اللهِ وَالِاسْتِغْفَارِ وَالْمَسْأَلَةِ، ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ خَارِجًا مِنَ الْبَيْتِ مُسْتَقْبِلَ وَجْهِ الْكَعْبَةِ، ثُمَّ انْصَرَفَ،
= بإسقاط الواسطة بينهما.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. التيمي: هو سليمان بن طَرْخان، وأبو عثمان: هو عبد الرحمن بن ملٍّ النهدي، وإسماعيل شيخ المصنف: هو ابن إبراهيم المعروف بابن عُلَيَّة.
وأخرجه البزار في "مسنده"(2596)، والنسائي في "الكبرى"(9270) من طريق يحيى بن سعيد القطَّان، بهذا الإسناد.
وانظر (21746).
(2)
تحرفت في (م) إلى: بن.
فَقَالَ: " هَذِهِ الْقِبْلَةُ، هَذِهِ الْقِبْلَةُ "(1).
21831 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمَّا دَفَعَ - أَوْ أَفَاضَ - مِنْ عَرَفَةَ فَأَتَى النَّقْبَ الَّذِي يَنْزِلُهُ الْأُمَرَاءُ وَالْخُلَفَاءُ قَالَ: فَبَالَ فَأَتَيْتُهُ بِمَاءٍ فَتَوَضَّأَ وُضُوءًا حَسَنًا بَيْنَ الْوُضُوءَيْنِ، ثُمَّ رَكِبَ رَاحِلَتَهُ قُلْتُ: الصَّلَاةَ يَا نَبِيَّ اللهِ! قَالَ: " الصَّلَاةُ أَمَامَكَ " قَالَ: فَأَتَى جَمْعًا، فَأَقَامَ فَصَلَّى الْمَغْرِبَ، ثُمَّ لَمْ يَحُلَّ بَقِيَّةُ النَّاسِ حَتَّى أَقَامَ فَصَلَّى الْعِشَاءَ (2).
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد سلف الكلام عليه برقم (21821). يحيى: هو ابن سعيد القطان، وعبد الملك: هو ابن أبي سليمان العرزمي، وعطاء: هو ابن أبي رباح.
وأخرجه الضياء في "المختارة"(1331) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي 5/ 219، وابن خزيمة (3004)، وأبو عوانة في الصلاة كما في "إتحاف المهرة" 1/ 289، والضياء في "المختارة"(1333) من طريق يحيى بن سعيد، به.
وانظر (21822) و (21823)، وما سلف برقم (21754).
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إبراهيم بن عقبة -وهو ابن أبي عياش الأسدي مولاهم- فمن رجال مسلم. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وسفيان: هو الثَّوري، وكريب: هو ابن أبي مسلم مولى ابن عباس.
وأخرجه أبو داود (1921)، وابن ماجه (3019)، والبزار في "مسنده"(2592)، والنسائي 5/ 259، وابن خزيمة (973) و (2850)، وأبو عوانة =
21832 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، وَالثَّوْرِيُّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنْ أُسَامَةَ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنْ عَرَفَةَ، فَلَمَّا بَلَغَ، قَالَ مَعْمَرٌ: الشِّعْبَ، وَقَالَ الثَّوْرِيُّ: النَّقْبَ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (1).
21833 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ أُسَامَةَ فَسُئِلَ عَنْ مَسِيرِ (2) النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حِينَ دَفَعَ مِنْ عَرَفَةَ، فَقَالَ: كَانَ يَسِيرُ الْعَنَقَ، فَإِذَا وَجَدَ فَجْوَةً نَصَّ. يَعْنِي: فَوْقَ الْعَنَقِ (3).
21834 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ ابْنِ ذَرٍّ، عَنْ مُجَاهِدٍ
= (3482)، وأبو القاسم البغوي في "مسند أُسامة"(42)، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 106، والبيهقي 5/ 119 من طرق عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وانظر (21742).
(1)
إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه. معمر: هو ابن راشد.
وانظر ما قبله.
(2)
في (ظ 5): سير.
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن ماجه (3017)، وابن خزيمة (2845) من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد.
وانظر (21760).
وقوله في آخر الحديث: "يعني فوق العَنَق" من كلام وكيع كما وقع في رواية ابن ماجه، وأشار ابن خزيمة إلى إدراجه.
عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: أَفَاضَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَعَلَيْهِ السَّكِينَةُ، وَأَمَرَهُمْ بِالسَّكِينَةِ (1).
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن ذر -وهو عمر بن ذر بن عبد الله بن زرارة الهَمْداني- فمن رجال البخاري. مجاهد: هو ابن جَبر المكي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 4/ 81، والضياء في "المختارة"(1375) من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد. وزادا فيه: وأَوضَعَ في وادي محسِّر. وهذا الحَرْف ليس من حديث أُسامة بن زيد، وإنما هو من حديث الفضل بن عباس كما هو مبيَّن في الرواية السالفة برقم (21812).
حَدِيثُ خَارِجَةَ بْنِ الصَّلْتِ عَنْ عَمِّهِ
(1)
21835 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ زَكَرِيَّا. وَوَكِيعٌ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ يَحْيَى فِي حَدِيثِهِ: حَدَّثَنِي عَامِرٌ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ الصَّلْتِ - قَالَ يَحْيَى التَّمِيمِيُّ -: عَنْ عَمِّهِ أَنَّهُ أَتَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ أَقْبَلَ رَاجِعًا مِنْ عِنْدِهِ، فَمَرَّ عَلَى قَوْمٍ عِنْدَهُمْ رَجُلٌ مَجْنُونٌ مُوثَقٌ بِالْحَدِيدِ، فَقَالَ أَهْلُهُ: إِنَّا قَدْ حُدِّثْنَا أَنَّ صَاحِبَكُمْ هَذَا قَدْ جَاءَ بِخَيْرٍ، فَهَلْ عِنْدَهُ شَيْءٌ يُدَاوِيهِ؟ قَالَ: فَرَقَيْتُهُ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ - قَالَ وَكِيعٌ: ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، كُلَّ يَوْمٍ مَرَّتَيْنِ - فَبَرَأَ، فَأَعْطَوْنِي مِئَةَ شَاةٍ، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ:" خُذْهَا فَلَعَمْرِي مَنْ أَكَلَ بِرُقْيَةِ بَاطِلٍ لَقَدْ أَكَلْتَ بِرُقْيَةِ حَقٍّ "(2).
(1) قيل: اسمه عِلاقة بن صُحَار بمهملتين مخففاً، وقيل: عبد الله بن عِثْيَر.
(2)
إسناده محتمل للتحسين، خارجة بن الصلت روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الإمام الذهبي في "الكاشف": محلُّه الصدق، وباقي رجال الإسناد ثقات من رجال الشيخين غير صحابيه. زكريا: هو ابن أبي زائدة، وعامر: هو الشعبي.
وأخرجه أبو داود (3896)، وابن ماجه (6111)، وابن الأثير في "أسد الغابة" 6/ 367 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن حبان (6110)، والطبراني 17/ (509)، والحاكم 1/ 559 - 560، والمزي في ترجمة خارجة بن الصلت من "التهذيب" 8/ 14 من طرق عن زكريا ابن أبي زائدة، به. وانظر ما بعده. =
21836 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي السَّفَرِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ الصَّلْتِ، عَنْ عَمِّهِ قَالَ: أَقْبَلْنَا مِنْ عِنْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأَتَيْنَا عَلَى حَيٍّ مِنَ الْعَرَبِ، فَقَالُوا: نُبِّئْنَا أَنَّكُمْ جِئْتُمْ مِنْ عِنْدِ هَذَا الرَّجُلِ بِخَيْرٍ، فَهَلْ عِنْدَكُمْ دَوَاءٌ أَوْ رُقْيَةٌ؟ فَإِنَّ عِنْدَنَا مَعْتُوهًا فِي الْقُيُودِ. قَالَ: فَقُلْنَا: نَعَمْ. قَالَ: فَجَاؤُوا بِالْمَعْتُوهِ فِي الْقُيُودِ، قَالَ: فَقَرَأْتُ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ غُدْوَةً وَعَشِيَّةً، أَجْمَعُ بُزَاقِي، ثُمَّ أَتْفُلُ، قَالَ: فَكَأَنَّمَا نَشِطَ مِنْ عِقَالٍ قَالَ: فَأَعْطَوْنِي جُعْلًا، فَقُلْتُ: لَا حَتَّى أَسْأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ:" كُلْ، لَعَمْرِي مَنْ أَكَلَ بِرُقْيَةِ بَاطِلٍ لَقَدْ أَكَلْتَ بِرُقْيَةِ حَقٍّ "(1).
= وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (10985).
قوله: "فلعمري" قال السندي: قيل: بتقدير خالق عمري ونحوه، إذ لا يجوز الحلف بغير الله تعالى وصفاته، وقيل: بل هذه الكلمة جارية على لسانهم من غير قصد للحلف، وقيل: بل كان قبل النهي عن الحلف بغير الله، وقيل: هو من خصائصه صلى الله عليه وسلم لأن الله تعالى أقسم بعمره كرامة له، فقال:{لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ} [الحجر: 72] فيجوز أن يقسم هو أيضاً به.
"من أكل" هي شرطية، أي: أيُّ أحدٍ أكل بباطل فلستَ به، فإنك أكلت برقيةِ حق. وفيه جواز الطب بالقرآن، وأخذ الأجر عليه ولا يلزم منه جواز أخذ الأجر على تعليم القرآن، والله تعالى أعلم.
(1)
إسناده محتمل للتحسين من أجل خارجة بن الصلت، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه.
وأخرجه أبو داود (3897) و (3901)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(1032)، وابن السني (635) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. =
حَدِيثُ الْأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ الْكِنْدِيِّ
(1)
21837 -
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ هُوَ فِيهَا فَاجِرٌ لِيَقْتَطِعَ بِهَا مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ، لَقِيَ اللهَ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ ".
فَقَالَ الْأَشْعَثُ: فِيَّ وَاللهِ كَانَ ذَلِكَ، كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ رَجُلٍ مِنَ الْيَهُودِ أَرْضٌ، فَجَحَدَنِي، فَقَدَّمْتُهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَلَكَ بَيِّنَةٌ؟ " قُلْتُ: لَا. فَقَالَ لِلْيَهُودِيِّ: " احْلِفْ " فَقُلْتُ: يَا
= وأخرجه أبو داود (3420) و (3897) و (3901) من طريق معاذ بن معاذ العنبري، والطحاوي 4/ 126 من طريق وهب بن جرير، كلاهما عن شعبة، به.
وانظر ما قبله.
قوله: "نشط" قال السندي: على بناء المفعول، قيل: الصواب أُنشِطَ، لأنك تقول: نَشَطْتُ العُقدة: إذا شَددْتَها، وأَنْشَطتُها: إذا فكَكْتَها.
"جُعلاً" بضم الجيم: الأجر.
(1)
هو ابن معدي كرب بن معاوية بن جبلة بن عدي بن ربيعة بن معاوية. وكان اسم الأشعث: معدي كرب وكان أبداً أشعث الرأس، فغلب عليه.
أصيبت عينه يوم اليرموك، وكان أكبر أمراء علي يوم صفِّين. وفد الأشعث في سبعين من كندة على النبي صلى الله عليه وسلم.
قال حكيم بن جابر: لما توفي الأشعث بن قيس، أتاهم الحسن بن علي، فأمرهم أن يوضؤوه بالكافور وضوءاً وكانت ابنته تحت الحسن.
توفي سنة أربعين بعد علي بأربعين ليلة ودفن في داره، وقيل: عاش ثلاثاً وستين سنة. وقال ابن سعد: مات بالكوفة والحسنُ بها حين صالح معاوية، وصلى عليه الحسن. انظر "سير أعلام النبلاء" للذهبي 2/ 37 - 43.
رَسُولَ اللهِ، إِذَاً يَحْلِفُ، فَيَذْهَبُ بِمَالِي (1). فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى:{إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا} [آل عمران: 77] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ (2).
(1) في (ظ 5): فيذهب مالي.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، وشقيق: هو ابن سلمة أبو وائل الأسدي، وعبد الله: هو ابن مسعود الصحابي الشهير.
وأخرجه البيهقي 10/ 180 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 6/ 219 - 220، والبخاري (2416) و (2666)، ومسلم (138)(220)، وأبو داود (3243) و (3621)، وابن ماجه (2322)، والترمذي (1269) و (2996)، والنسائي في "الكبرى"(5991)، وأبو يعلى (5197)، والطبري في "التفسير" 3/ 321، وأبو عوانة (5974) و (5975)، والبيهقي 10/ 179 - 180، والواحدي في "أسباب النزول" ص 72 من طريق أبي معاوية، به. وبعضهم يختصره. قال النسائي عَقِبه: لا نعلم أحداً تابع أبا معاوية على قوله: فقال لليهودي: "احلف".
وأخرجه البخاري (2356) و (4549) و (6676) و (6677) و (7183) و (7184)، والنسائي (5992) و (11012) و (11062)، وأبو عوانة (5975)، والطحاوي في "شرح المشكل"(4476)، والطبراني (640)، والواحدي ص 72 - 73 و 73، والبغوي (2500) من طرق عن سليمان الأعمش، به.
وسلف الحديث سنداً ومتناً في مسند عبد الله بن مسعود برقم (3597).
وسيأتي من طريق منصور بن المعتمر برقم (21841)، ومن طريق الأعمش برقم (21842) و (21844)، ومن طريق عاصم بن أبي النجود برقم (21848)، ثلاثتهم عن شقيق.
وسيأتي من طريق كردوس عن الأشعث برقم (21843) و (21849). =
21838 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سَلْمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ زِيَادِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنِ الْأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَشْكُرُ اللهَ مَنْ لَا يَشْكُرُ النَّاسَ "(1).
= وأخرجه الطبراني (639)، والحاكم 4/ 295 من طريق الشعبي عن الأشعث بنحوه مختصراً.
وأخرج المرفوع منه ابن خزيمة في "التوحيد" 1/ 870، والطبراني (644) من طريق قيس بن محمد، عن محمد بن الأشعث، عن الأشعث، به. لكن ليس في إسناد الطبراني محمد بن الأشعث.
وفي الباب عن ابن مسعود، سلف برقم (3576)، وذكرت تتمة شواهده هناك.
قوله: "فاجر" أي: كاذب.
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات لكن زياد بن كليب -وهو أبو معشر الكوفي- لم يسمع من الأشعث بن قيس. سفيان: هو الثوري.
وأخرجه الضياء في "المختارة"(1493) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه الخرائطي في "فضيلة الشكر لله"(79) من طريق محمد بن يوسف الفريابي، عن سفيان الثوري، به. وتحرف اسم "سَلْم" في مطبوعه إلى "سالم".
وسيأتي برقم (21847).
وسيأتي برقم (21846) من طريق عبد الرحمن بن عدي الكندي، عن الأشعث.
وسلف من حديث أبي هريرة بسند صحيح برقم (7504)، وانظر تتمة شواهده هناك.
قال السندي: قوله: "لا يشكر الله من لا يشكر الناس" المشهور رواية نصب لفظ الجلالة والناس، والمعنى: من فاته شكر من جرت النعمة على يده من الناس فلم يأت بشكره تعالى على الوجه الذي أمر به، وذلك لأن المعطي حقيقة هو الله تعالى فهو المستحق للشكر، وقد أمر بشكر من جَرَتِ النعمةُ على يديه، =
21839 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَقِيلِ بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ هَيْصَمٍ، عَنِ الْأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي وَفْدٍ لَا يَرَوْنَ أَنِّي أَفْضَلُهُمْ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا نَزْعُمُ أَنَّكُمْ مِنَّا! قَالَ:" نَحْنُ بَنُو النَّضْرِ بْنُ كِنَانَةَ، لَا نَقْفُو أُمَّنَا، وَلَا نَنْتَفِي مِنْ أَبِينَا ".
قَالَ: فَكَانَ الْأَشْعَثُ، يَقُولُ: لَا أُوتَى بِرَجُلٍ نَفَى قُرَيْشًا مِنَ النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ إِلَّا جَلَدْتُهُ الْحَدَّ (1).
= فصار شكره مِن شكر الله تعالى، فمن تركه وأخل به، فقد أخل بشكر الله تعالى على الوجه الذي أمر به.
أو المعنى: أن من لا يعظم النعمة عنده حتى يشكر من جرت على يده من الناس لا يشكر معطيها الحقيقي أيضاً، أو من جرت عادته في التسامح في شكر الناس يسامح عادة في شكر الله تعالى، والأول أوجه.
وقال ابن العربي: رُوي الحديث برفعهما أيضاً، والمعنى: من لا يشكر الناس لا يشكره الله.
(1)
إسناده حسن، رجاله ثقات غير مسلم بن هيصم، فهو صدوق حسن الحديث، وقول الحافظ عنه في "التقريب": مقبول: غير مقبول، فقد روى عنه جمع، وروى له مسلم، ووثقه ابن حبان.
وأخرجه ابن المبارك في "مسنده"(161)، والطيالسي (1049)، وابن ماجه (2612)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(897) و (2425)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 60، والطبراني (645)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(929)، والضياء في "المختارة"(1488) و (1489)، والمزي في ترجمة عقيل بن طلحة من "تهذيب الكمال" 20/ 238 - 239 من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. =
21840 -
حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، حَدَّثَنَا الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ، قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي وَفْدِ كِنْدَةَ، فَقَالَ لِي:" هَلْ لَكَ مِنْ وَلَدٍ؟ " قُلْتُ: غُلَامٌ وُلِدَ لِي فِي مَخْرَجِي إِلَيْكَ مِنَ ابْنَةِ جَمْدٍ (1)، وَلَوَدِدْتُ أَنَّ مَكَانَهُ شِبَعُ الْقَوْمُ، قَالَ:" لَا تَقُولَنَّ ذَلِكَ، فَإِنَّ فِيهِمْ قُرَّةَ عَيْنٍ وَأَجْرًا إِذَا قُبِضُوا، ثُمَّ لَئِنْ (2) قُلْتَ ذَاكَ، إِنَّهُمْ لَمَجْبَنَةٌ مَحْزَنَةٌ، إِنَّهُمْ لَمَجْبَنَةٌ مَحْزَنَةٌ "(3).
= وفي الباب عن أبي هريرة عند ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(898)، وفي إسناده من لم نجد له ترجمة، وهو في طبقات ابن سعد 1/ 22 - 23 معضل.
وعن الجفشيش عند الطبراني (2190) وإسناده ضعيف ومنقطع.
وانظر حديث واثلة بن الأسقع السالف برقم (16986).
قال السندي: قوله: "إنا نزعم أنكم منا" قيل: قال ذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم كانت له جدة من كندة هي أم كلاب بن مرة، فذلك ما أراد الأشعث.
"لا نقفو أمنا" أي: لا نتبع الأمهات في الانتساب ونترك الآباء، بل نسبنا إلى الآباء دون الأمهات دائماً، وقيل: معنى لا نقفو أُمنا، أي: لا نتهمها ولا نقذفها، من قفاه: إذا قذفه بما ليس فيه.
(1)
تحرف في (م) إلى: جد.
(2)
في (م) والنسخ الخطية: ثم ولئن، والمثبت من نسخة على هامش (ظ 5).
(3)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، مجالد -وهو ابن سعيد الهمداني- ضعيف، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. هشيم: هو ابن بشير.
وأخرجه الطبراني (646) من طريق عمرو بن عون الواسطي، عن هشيم، بهذا الإسناد. وزاد: ومَبْخَلَة. =
21841 -
حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الطُّفَيْلِ الْبَكَّائِيُّ، حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ صَبْرًا يَسْتَحِقُّ بِهَا مَالًا وَهُوَ فِيهَا فَاجِرٌ، لَقِيَ اللهَ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ، وَإِنَّ تَصْدِيقَهَا لَفِي الْقُرْآنِ:{إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا} إِلَى آخِرِ الْآيَةِ [آل عمران: 77] قَالَ: فَخَرَجَ الْأَشْعَثُ وَهُوَ يَقْرَؤُهَا، قَالَ: فِيَّ أُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: إِنَّ رَجُلًا ادَّعَى رَكِيًّا لِي، فَاخْتَصَمْنَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:" شَاهِدَاكَ أَوْ يَمِينُهُ " فَقُلْتُ: أَمَا إِنَّهُ إِنْ حَلَفَ، حَلَفَ فَاجِرًا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ حَلَفَ عَلَى
= وأخرجه أيضاً بنحوه (647) من طريق ابن لهيعة، عن الحارث بن يزيد، عن عليّ بن رباح، عن الأشعث. وزاد: ومبخلة.
وأخرجه الحاكم 4/ 239 عن الحسن بن يعقوب، عن محمد بن إسحاق الصاغاني، عن أبي عاصم النبيل، عن سفيان الثوري، عن الأعمش، عن خثيمة بن عبد الرحمن الجعفي، عن الأشعث بنحوه.
ووقع في إسناد المطبوع سقط استدركناه من "إتحاف المهرة" 1/ 381. وصححه الحاكم على شرط الشيخين! ولو قال على شرط مسلم لأصاب، فإن محمد بن إسحاق الصاغاني من رجال مسلم دون البخاري.
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري عند البزار (1892 - كشف الأستار)، وأبي يعلى (1032) وإسناده ضعيف.
وعن الأسود بن خلف عند البزار (1891)، وإسناده حسن في الشواهد. قال السندي: قوله: "ابنة جمد" ضبط بفتح جيم وسكون ميم.
"شبع القوم" بكسر ففتح مصدر، وبكسر فسكون اسم لما يُشبع من الطعام، والوجهان جائزان.
"لمجبنة مَحْزَنَةٌ" قال البغوي في "شرح السنة" 13/ 26: أراد أن الرجل إذا كَثُرَ ولدُه، بَخِلَ بماله إبقاءً عليهم، وجَبُنَ عن الحروب استبقاء لنفسه.
يَمِينٍ صَبْرًا يَسْتَحِقُّ بِهَا مَالًا، لَقِيَ اللهَ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ " (1).
21842 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: دَخَلَ الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ فَقَالَ: مَا يُحَدِّثُكُمْ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ (2)؟ فَأَخْبَرُوهُ، فَقَالَ الْأَشْعَثُ: صَدَقَ، فِيَّ نَزَلَتْ، كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ رَجُلٍ خُصُومَةٌ فِي أَرْضٍ، فَخَاصَمْتُهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:" أَلَكَ بَيِّنَةٌ؟ " قُلْتُ: لَا. قَالَ: " فَيَمِينُهُ " قَالَ: قُلْتُ: إِذَنْ يَحْلِفَ. قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ صَبْرًا لِيَقْتَطِعَ بِهَا مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ وَهُوَ فِيهَا فَاجِرٌ، لَقِيَ اللهَ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ " قَالَ: فَنَزَلَتْ: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا} [آل عمران: 77](3).
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل زياد بن عبد الله بن الطفيل، وقد توبع. منصور: هو ابن المعتمر، وشقيق: هو ابن سلمة أبو وائل الأسدي.
وأخرجه الطيالسي (1051)، والبخاري (2515) و (2669) و (6659) و (6660) و (7183) و (7184)، ومسلم (138)(220)، والنسائي في "الكبرى"(5993)، والطبري في "التفسير" 3/ 322، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(930) من طرق عن منصور بن المعتمر، بهذا الإسناد.
وانظر (21837).
قوله: "صبراً" أي: يحبس لأجلها عند الحاكم.
"ادَّعى ركياً" الركي بفتح راء وخفة كاف، وتشديد ياء: البئر، ومعنى ادعى: أن البئر كانت في يده فحين طُلبت ادعاها لنفسه فصار منكراً.
(2)
قوله: "أبو عبد الرحمن" هو عبد الله بن مسعود.
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو وائل: هو شقيق بن سلمة. =
21843 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ كُرْدُوسٍ، عَنِ الْأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ صَبْرًا لِيَقْتَطِعَ بِهَا مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ وَهُوَ فِيهَا كَاذِبٌ لَقِيَ اللهَ وَهُوَ أَجْذَمُ "(1).
21844 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ
= وأخرجه ابن أبي شيبة 7/ 1 - 2، ومسلم (138)(220)، وابن ماجه (2322)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2426)، وابن الجارود (926)، وأبو عوانة (108) و (5974)، والطبراني (642)، والبيهقي 10/ 178 من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد.
وانظر ما قبله. وسلف الحديث في مسند ابن مسعود برقم (4212) مختصراً.
(1)
صحيح لكن بلفظ: "لقي الله وهو عليه غضبان"، كردوس قد اختلف فيه، فقيل: هو ابن عباس الثعلبي، وقيل: ابن هانئ، وقيل: ابن عمرو الغطفاني، وعدَّهم ابن المديني ثلاثةً، وتبعه البخاري، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، يعني عند المتابعة، وقد انفرد كردوس بهذا اللفظ. وسلف بسند صحيح على الصواب في الحديث السابق.
وأخرجه الضياء في "المختارة"(1486) من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 7/ 4، وابن حبان (5088)، والحاكم 4/ 295 من طريق وكيع بن الجراح، به.
وسيأتي برقم (21849) من طريق كردوس مطولاً، ويأتي تتمة تخريجه عنده.
قوله: "أجذم" أي: مقطوع اليد، وهذا الحديث يدلُّ على أنه ينبغي للحاكم أن يعظ من يراه كاذباً.
عَنْ عَبْدِ اللهِ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ كَاذِبًا لِيَقْتَطِعَ بِهَا مَالَ رَجُلٍ - أَوْ قَالَ: أَخِيهِ - لَقِيَ اللهَ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ " وَأُنْزِلَ تَصْدِيقُ ذَلِكَ فِي الْقُرْآنِ: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ} إِلَى، {عَذَابٌ أَلِيمٌ} [آل عمران: 77].
قَالَ: فَلَقِيَنِي الْأَشْعَثُ فَقَالَ: مَا حَدَّثَكُمْ عَبْدُ اللهِ الْيَوْمَ؟ قَالَ: قُلْتُ لَهُ: كَذَا وَكَذَا، قَالَ: فِيَّ أُنْزِلَتْ (1).
21845 -
حَدَّثَنَا بَهْزٌ وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنِي عَقِيلُ بْنُ طَلْحَةَ - قَالَ عَفَّانُ فِي حَدِيثِهِ: أَخْبَرَنَا عَقِيلُ بْنُ طَلْحَةَ - السُّلَمِيُّ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ هَيْصَمٍ، عَنِ الْأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ أَنَّهُ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي وَفْدٍ مِنْ كِنْدَةَ - قَالَ عَفَّانُ: لَا يَرَوْنِي أَفْضَلَهُمْ - قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا نَزْعُمُ أَنَّكَ مِنَّا؟ قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " نَحْنُ بَنُو النَّضْرِ بْنُ كِنَانَةَ، لَا نَقْفُو أُمَّنَا وَلَا نَنْتَفِي مِنْ أَبِينَا "
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليمان: هو ابن مهران الأعمش، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة، وعبد الله: هو ابن مسعود الصحابي الشهير.
وأخرجه البخاري (2676) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1050)، والبخاري (6659) و (6660)، وأبو عوانة (110)، والشاشي (563)، والطبراني (641) من طرق عن شعبة، به. ورواية الطبراني مختصرة.
وانظر (21837).
قَالَ: قَالَ الْأَشْعَثُ: فَوَاللهِ لَا أَسْمَعُ أَحَدًا نَفَى قُرَيْشًا مِنَ النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ إِلَّا جَلَدْتُهُ الْحَدَّ (1).
21846 -
حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَرِيكٍ الْعَامِرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَدِيٍّ الْكِنْدِيِّ، عَنِ الْأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ أَشْكَرَ النَّاسِ لِلَّهِ أَشْكَرُهُمْ لِلنَّاسِ "(2).
21847 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شُبْرُمَةَ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنِ الْأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَشْكُرُ
(1) إسناده حسن، رجاله ثقات غير مسلم بن هيصم، فهو صدوق حسن الحديث. بهز: هو ابن أسد العمي، وعفان: هو ابن مسلم.
وأخرجه الضياء في "المختارة"(1487) من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 1/ 23، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(929) من طريق عفان بن مسلم وحده، به. وانظر (21839).
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، عبد الرحمن بن عدي الكندي تفرد بالرواية عنه عبد الله بن شريك العامري، وقال عنه الحافظ في "التقريب": مجهول.
وأخرجه الطيالسي (1048)، وأحمد بن منيع في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(6975)، والخرائطي في "فضيلة الشكر لله"(79)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 60، والطبراني (648)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(996) و (998)، والبيهقي في "الشعب"(9120)، والضياء في "المختارة"(1490) و (1491) و (1492) من طرق عن محمد بن طلحة، بهذا الإسناد.
وانظر ما سلف برقم (21838).
اللهَ مَنْ لَا يَشْكُرُ النَّاسَ " (1).
21848 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، ثَلَاثَةَ أَحَادِيثَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ اقْتَطَعَ مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ بِغَيْرِ حَقٍّ لَقِيَ اللهَ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ ".
قَالَ: فَجَاءَ الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ فَقَالَ: مَا يُحَدِّثُكُمْ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ قَالَ: فَحَدَّثْنَاهُ، قَالَ: فِيَّ كَانَ هَذَا الْحَدِيثُ، خَاصَمْتُ ابْنَ عَمٍّ لِي إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي بِئْرٍ كَانَتْ لِي فِي يَدِهِ، فَجَحَدَنِي فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" بَيِّنَتُكَ أَنَّهَا بِئْرُكَ وَإِلَّا فَيَمِينُهُ " قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا لِي بَيَّنَهٌ (2)، وَإِنْ تَجْعَلْهَا بِيَمِينِهِ تَذْهَبْ بِئْرِي، إِنَّ خَصْمِي امْرُؤٌ فَاجِرٌ. قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ اقْتَطَعَ مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ بِغَيْرِ حَقٍّ لَقِيَ اللهَ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ " قَالَ: وَقَرَأَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم هَذِهِ الْآيَةَ: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ} الْآيَةَ [آل عمران: 77](3).
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح، لكن أبا معشر -وهو زياد بن كليب الحنظلي- لم يسمع من الأشعث بن قيس. ابن شبرمة: هو عبد الله الضبي الكوفي.
وأخرجه الخرائطي في "فضيلة الشكر لله"(79)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(830) من طريق محمد بن فضيل، بهذا الإسناد.
وأخرجه الخرائطي (79) من طريق عبد الله بن إدريس الأودي، عن ابن شبرمة، به. وانظر (21838).
(2)
تحرف في (م) إلى بيمينه.
(3)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم بن أبي النَّجود =
21849 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا كُرْدُوسٌ، عَنِ الْأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ: أَنَّ رَجُلًا مِنْ كِنْدَةَ وَرَجُلًا مِنْ حَضْرَمَوْتَ اخْتَصَمَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي أَرْضٍ بِالْيَمَنِ، فَقَالَ الْحَضْرَمِيُّ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرْضِي اغْتَصَبَهَا هَذَا وَأَبُوهُ! فَقَالَ الْكِنْدِيُّ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرْضِي وَرِثْتُهَا مِنْ أَبِي! فَقَالَ الْحَضْرَمِيُّ: يَا رَسُولَ اللهِ، اسْتَحْلِفْهُ أَنَّهُ مَا يَعْلَمُ أَنَّهَا أَرْضِي وَأَرْضُ وَالِدِي، وَالَّذِي اغْتَصَبَهَا أَبُوهُ. فَتَهَيَّأَ الْكِنْدِيُّ لِلْيَمِينِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّهُ لَا يَقْتَطِعُ - عَبْدٌ أَوْ رَجُلٌ - بِيَمِينِهِ مَالًا إِلَّا لَقِيَ اللهَ يَوْمَ يَلْقَاهُ وَهُوَ أَجْذَمُ " فَقَالَ الْكِنْدِيُّ: هِيَ أَرْضُهُ، وَأَرْضُ وَالِدِهِ (1).
= وأبي بكر بن عياش، فهما صدوقان حسنا الحديث، وقد توبعا.
وأخرجه الطحاوي في "شرح المشكل"(4477)، والطبراني (643) من طريق عبد الرحمن المسعودي، عن عاصم، بهذا الإسناد. ورواية الطبراني مختصرة.
وسلف في مسند ابن مسعود بذكر الأحاديث الثلاثة برقم (4395) من طريق حماد بن زيد عن عاصم.
وانظر (21837).
(1)
إسناده ضعيف بهذه السياقة، وسلف الكلام عليه برقم (21843).
وأخرجه الضياء في "المختارة"(1445) من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (3244) و (3622)، والنسائي في "الكبرى"(6002)، وابن الجارود (1005)، والدولابي في "الكنى" 1/ 87، والطحاوي في "شرح المشكل"(4479) و (4480)، والطبراني (637)، والبيهقي 10/ 180، والضياء (1484) من طرق عن الحارث بن سليمان، به.
حَدِيثُ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ
(1)
21850 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَدَّادٍ الْأَعْرَجِ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى أَنْ يَأْتِيَ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ فِي دُبُرِهَا (2).
(1) قال السندي: هو خزيمة بن ثابت بن الفاكه
…
أنصاري أوسي، ثم خَطْمي، بفتح معجمة وسكون مهملة. من السابقين الأولين، شهد بدراً وما بعدها، وقيل: أول مشاهده أحد، وكان يكسر أصنام بني خطمة، وكانت رايتهم بيده يوم الفتح.
روى أبو داود أن النبي صلى الله عليه وسلم ابتاع فرساً من أعرابي
…
الحديث، وفيه: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: من شهد له خزيمة فحسبه
…
وفي البخاري عن زيد بن ثابت: فوجدتها مع خزيمة بن ثابت الذي جعل النبي صلى الله عليه وسلم شهادته بشهادتين. وروى أبو يعلى عن أنس قال: افتخر الحيان الأوس والخزرج، فقالت الأوس: ومنا من جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم شهادته بشهادة رجلين.
وجاء أنه استشهد بصفين، وجاء أنه ما حارب حتى قتل عمار بصفين، فسَلَّ سيفه، وقاتل حتى قتل.
قلنا: انظر قصة جعل شهادته بشهادتين عند الحديث (21883)، وقصة استشهاده بصفين عند الحديث (21873).
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لإبهام راويه عن خزيمة، وعبد الله بن شداد الأعرج صدوق، وباقي رجاله ثقات. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(8995) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. ولفظه:"إتيان النساء في أدبارهن حرام". =
21851 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْجَدَلِيِّ، عَنْ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ:" يَمْسَحُ الْمُسَافِرُ عَلَى الْخُفَّيْنِ ثَلَاثَ لَيَالٍ وَالْمُقِيمُ يَوْمًا وَلَيْلَةً "(1).
= وسيأتي برقم (21854) و (21855) و (21865) و (21874) من طريق هرمي بن عبد الله، عن خزيمة، وفي بعض رواياته: عبد الله بن هرمي، وفي بعضها: هرمي بن عمرو. واختلف في إسناده اختلافاً كثيراً، وسنبينه في مواضعه.
وسيأتي برقم (21858) من طريق عمارة بن خزيمة بن ثابت، عن أبيه.
وللحديث شواهد عدة يصح بها، ذكرناها عند حديثي ابن عمرو وأبي هريرة السالفين برقم (6706) و (7684).
قوله: "في دبرها" قال السندي: قد جاء النهي عنه في أحاديث كثيرة، وأما قوله تعالى:{فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} [البقرة: 223] فإنما هو لإفادة الإتيان في القبل من الدبر، فلا تعارض.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات غير حماد -وهو ابن أبي سليمان الكوفي- فهو صدوق قوي الحديث، وهو متابع. إسماعيل: هو ابن إبراهيم المعروف بابن علية، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي.
وقد قيل في هذا الإسناد: إن إبراهيم النخعي لم يسمعه من أبي عبد الله الجدلي، وإن أبا عبد الله الجدلي لم يسمعه من خزيمة بن ثابت، فروى الإمام أحمد في "العلل" 1/ 112، وابن أبي حاتم في "المراسيل" ص 8، والترمذي في "جامعه" بإثر الحديث (96) عن شعبة أنه قال: لم يسمع إبراهيم النخعي من أبي عبد الله الجدلي حديث خزيمة بن ثابت في المسح. وقال ذلك أبو داود أيضاً، ونقله المزي في "تهذيب الكمال" 34/ 26. وروى الترمذي في "العلل الكبير" 1/ 172، والبيهقي 1/ 277 من طريق زائدة بن قدامة، عن منصور بن المعتمر قال: كنا في حجرة إبراهيم التيمي ومعنا إبراهيم النخعي، فحدثنا =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= إبراهيم التيمي، قال: حدثنا عمرو بن ميمون، عن أبي عبد الله الجدلي، عن خزيمة بن ثابت، فذكر الحديث. قال البيهقي عن هذه الرواية: وهي تدل على صحة ما قاله شعبة. يعني عدم سماع النخعي للحديث من أبي عبد الله الجدلي.
قلنا: وفي هذه الرواية عرفت الواسطة بين إبراهيم النخعي وأبي عبد الله الجدلي، وهو إبراهيم التيمي، وإبراهيم التيمي قد روى الحديث عن عمرو بن ميمون الأودي، عن أبي عبد الله الجدلي، وهو القول الصواب الذي صححه الترمذي، ووقع في حديث التيمي اختلاف سنبينه في الرواية الآتية برقم (21853)، وهو اختلاف لا يقدح في صحته إن شاء الله.
وأما فيما يخص سماع الجَدَلي له من خزيمة، فقد قال البخاري فيما نقله عنه الترمذي في "العلل" 1/ 173: لا يصح عندي حديث خزيمة بن ثابت في المسح، لأنه لا يعرف لأبي عبد الله الجدلي سماع من خزيمة بن ثابت. قال ابن دقيق العيد في "الإمام" فيما نقله عنه الزيلعي في "نصب الراية" 1/ 177: فلعل هذا بناء على ما حكي عن بعضهم أنه يشترط في الاتصال أن يثبت سماع الراوي من المروي عنه ولو مرة، هذا أو معناه، وقيل: إنه مذهب البخاري. وقد أطنب مسلم في الرد لهذه المقالة، واكتفى بإمكان اللقاء، وذكر شواهد. قلنا: وعلى هذا فالحديث صحيح على مذهب مسلم ومن وافقه، وقد صححه يحيى بن معين فيما نقله الترمذي في "سننه" وصححه هو أيضاً وابنُ حبان.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 177 عن إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 82، والطبراني (3764) من طرق عن هشام الدستوائي، به.
وأخرجه أبو حنيفة في "مسنده" ص 93، والطحاوي 1/ 81، والطبراني في "الكبير"(3765 - 3780)، وفي "الصغير"(1061) و (1154) من طرق عن حماد بن أبي سليمان، به. وزاد عند أبي حنيفة: إذا لبسهما وهو متوضئ. وزاد في رواية أخرى: إن شاءَ.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(3786)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= 2/ 274 من طريق الحارث العكلي، والطبراني (3784) من طريق علي بن الحكم البناني، و (3785) من طريق شعيب بن الحبحاب، و (3787) من طريق يزيد بن الوليد، و (3788) من طريق زكريا بن يحيى البَدِّي، وفي "الصغير"(1154) من طريق الحكم بن عتيبة والمغيرة بن مقسم الضبي ومنصور بن المعتمر كلهم عن إبراهيم النخعي، به. قلنا: وسيأتي الحديث من طريقي الحكم بن عُتيبة ومنصور بن المعتمر، عن إبراهيم النخعي. وانظر تمام تخريج هذين الطريقين في موضعهما.
وأخرجه الترمذي في "العلل" 1/ 174 - 175، والطبراني (3761) من طريق ذَوَّادِ بن عُلْبَةَ، عن مُطَرِّف بن طريف، عن عامر الشعبي، عن أبي عبد الله الجدلي، به.
قال الترمذي: سألت محمداً -يعني البخاري- عن هذا الحديث، فقال: إنما روى هذا الحديث ذواد بن علبة، عن مطرف عن الشعبي، ولا أدري هذا الحديث محفوظاً. ولم يعرفه إلا من هذا الوجه. قلنا: وذواد بن علبة ضعيف الحديث.
وأخرجه الطبراني (3747) من طريق الحكم بن عتيبة، عن عبد الله عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن خزيمة بن ثابت. قلنا: وهذا إسناد ضعيف، فقد رواه عن الحكم بن عتيبة محمدُ بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وهو ضعيف، وقد اختلف عليه فيه، فروي عنه عن الحكم، عن إبراهيم النخعي، عن أبي عبد الله الجدلي، عن خزيمة عند الطبراني (3792)، وروي عنه عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله، عن خزيمة عند الطبراني (3713). ووقع اسمه في هذا الموضع من مطبوعة الطبراني: عبد الرحمن بن أبي ليلى، وهو خطأ.
وسيأتي (21852) و (21862) و (21868) و (21869) و (21870) و (21875) و (21880) من طريق إبراهيم النخعي، عن أبي عبد الله الجدلي، عن خزيمة، وبرقم (21857) و (21859) و (21871) و (21881) من طريق إبراهيم التيمي، عن عمرو بن ميمون الأودي، عن أبي عبد الله الجدلي، عن خزيمة. وبرقم (21853) =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= من طريق إبراهيم التيمي عن الحارث بن سويد، عن عمرو بن ميمون، عن خزيمة. وزاد في الروايتين (21857) و (21859): ولو استزدناه لزادنا. وفي الروايتين (21871) و (21881): وايم الله لو مضى السائل في مسألته، لجعلها خمساً.
وفي باب توقيت المسح على الخفين عن علي بن أبي طالب، أخرجه مسلم (276)، وقد سلف في "المسند" برقم (748).
وعن صفوان بن عسال، سلف برقم (18091). قال البخاري كما في "علل الترمذي": وهو أصح الحديث في التوقيت في المسح على الخفين.
وعن عوف بن مالك سيأتي 6/ 27.
وعن أبي بكرة عند ابن ماجه (556)، وصححه ابن حبان (1324).
وعن أبي هريرة عند ابن ماجه (555)، والترمذي في "العلل" 1/ 171، وضعفه البخاري.
وقد استُدِلَّ بحديث خزيمة على ترك التوقيت، لورود قول الراوي فيه: ولو استزدناه لزادنا.
قال الخطابي في "معالم السنن" 1/ 60: ولو ثبت هذا الكلام لم يكن فيه حجة، لأنه ظن منه وحسبان، والحجة إنما تقوم بقول صاحب الشريعة لا بظن الراوي.
قلنا: واستدل لترك التوقيت بحديث أُبيِّ بنِ عُمارة عند أبي داود (158)، وابن ماجه (557)، وهو ضعيف. وبحديث عمر بن الخطاب عند ابن ماجه (558)، والبيهقي 1/ 280، وفيه: أن عمر رضي الله عنه قال لعقبة بن عامر حين لبس الخف من الجمعة إلى الجمعة: أصبت السنة. وفي بعض رواياته أنه قال له: أصبت. ولم يقل: السنة. قال الدارقطني في "العلل" 1/ 111: وهو المحفوظ.
قال البغوي في "شرح السنة" 1/ 461 - 462: ذهب أكثر أهل العلم من الصحابة فمن بعدهم إلى توقيت المسح على الخفين على ما ورد في الحديث، =
21852 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَابْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ وَحَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْجَدَلِيِّ، عَنْ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ فِي الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ:" يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ لِلْمُقِيمِ، وَثَلَاثَةُ أَيَّامٍ وَلَيَالِيهُنَّ لِلْمُسَافِرِ "(1).
= وهو قول علي، وابن مسعود، وابن عباس، وإليه ذهب من التابعين: عطاء، وشريح وغيرهما، وبه قال الأوزاعي، وابن المبارك، والثوري، والشافعي، وأصحاب الرأي، وأحمد، وإسحاق.
وابتداء المُدَّة من أول حَدَث يُحدثه بعد لبس الخف عند أكثرهم، وقال الأوزاعي وأحمد وإسحاق: ابتداء المدة من وقت المسح.
وذهب مالك إلى أنه لا تقدير لمدة المسح، بل له أن يمسح ما لم يلزمه الغسل، يروى ذلك عن عمر وعثمان وعائشة. وانظر تتمة كلامه.
(1)
حديث صحيح، حماد -وهو ابن أبي سليمان صدوق- مُتابِعُه الحكم -وهو ابن عتيبة- ثقة، وكذا باقي رجال الإسناد. لكنه قد أُعِلَّ من هذا الطريق كما بينا في الحديث الذي قبله.
وأخرجه الطيالسي (1219)، وأبو داود (157)، وابن الجارود (86)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(182)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 81 و 82، والطبراني في "الكبير"(3763)، وفي "الصغير"(1154)، والبيهقي 1/ 278، والمزي في ترجمة أبي عبد الله الجدلي من "تهذيب الكمال" 34/ 25 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. ووقعت نسبة إبراهيم عند الطبراني في "الكبير": إبراهيم التيمي، وهو خطأ، ولم يُذكر حماد بن أبي سليمان في إحدى روايات الطحاوي. وزاد في هذه الرواية: ولو أطنب له السائل في مسألته لزاده.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(3790) و (3791) و (3792) من طرق عن الحكم بن عتيبة وحده، به. وزاد في الموضع الثالث: إذا أدخلهما وقدماه طاهرتان.
وانظر ما قبله.
21853 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيَّ يُحَدِّثُ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ - قَالَ شُعْبَةُ: أَحْسَبُهُ قَالَ: وَلَيَالِيهُنَّ - لِلْمُسَافِرِ فِي الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ "(1).
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه، فلم يرو له البخاري، وقد اختلف فيه على إبراهيم التيمي.
فأخرجه ابن ماجه (554)، والطبراني (3759)، والبيهقي 1/ 278 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني (3760) من طريق المثنى بن معاذ العنبري، عن شعبة، به.
وروي عن إبراهيم التيمي، عن عمرو بن ميمون دون ذكر الحارث بن سويد، أخرجه ابن ماجه (553)، والخطيب في "تاريخه" 2/ 50 من طريق سعيد بن مسروق الثوري، عن التيمي، عن عمرو بن ميمون، به.
وروي عن إبراهيم التيمي، عن عمرو بن ميمون، عن أبي عبد الله الجدلي، عن خزيمة، بإسقاط الحارث بن سويد، وزيادة أبي عبد الله الجدلي بين عمرو بن ميمون وخزيمة. وسيأتي بالأرقام (21857) و (21859) و (21871) و (21881)، ويخرج من هذا الطريق في تلك المواضع.
وروي عن إبراهيم التيمي على هذا الوجه، لكن دون ذكر عمرو بن ميمون، أخرجه كذلك الطيالسي (1218)، والطبراني (3756) من طريق أبي الأحوص سلام بن سليم، عن منصور بن المعتمر، عن إبراهيم التيمي، عن أبي عبد الله الجدلي، عن خزيمة.
قلنا: والأشبه بالصواب قول من قال: عن التيمي، عن عمرو بن ميمون، عن أبي عبد الله الجدلي، عن خزيمة، لأن أبا عبد الله الجدلي ثابت في الإسناد، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وقد ذكره إبراهيم النخعي في روايته، وذكرنا فيما سلف برقم (21851) الرواية التي فيها تحديث التيمي للحديث في حجرته بحضور إبراهيم النخعي، وفيها تصريح التيمي بسماعه من عمرو بن ميمون، وبذلك يكون عمرو بن ميمون ثابتاً أيضاً في الإسناد. وقد تفرد أبو الأحوص بإسقاطه من الإسناد، وهو مخالف لرواية الثقات عن منصور كما سنبينه عند الرواية الآتية برقم (21857).
وأما الرواية التي فيها الحارث بن سويد فهي تخالف الرواية التي فيها تصريح إبراهيم التيمي بسماعه من عمرو بن ميمون، قال ابن دقيق العيد فيما نقله عنه الزيلعي في "نصب الراية" 1/ 177: فبمقتضى هذا التصريح لقائل أن يقول: لعل إبراهيم سمعه من عمرو بن ميمون، ومن الحارث بن سويد، ووجه آخر على طريقة الفقه، وهو أن يقال: إن كان متصلاً فيما بين التيمي وعمرو بن ميمون فذاك، وإن كان منقطعاً فقد تبين أن الواسطة بينهما الحارث بن سويد، وهو من أكابر الثقات.
قلنا: وبذلك رجع الحديث إلى رواية التيمي عن عمرو بن ميمون، عن أبي عبد الله الجدلي، ورجالها ثقات، غير أنه قيل فيها: إن أبا عبد الله الجدلي لم يسمع من خزيمة، وقد تكلمنا على ذلك عند الرواية السالفة برقم (21851). وانظر "العلل" لابن أبي حاتم 1/ 22.
وقد وقع في حديث الحارث بن سويد اختلاف آخر ذكره البيهقي، فقد قال في "سننه" 1/ 278 بعد أن أخرج حديثنا: ورواه الثوري عن سلمة بن كهيل، فخالف شعبة في إسناده، ثم أخرج من طريق الثوري عن سلمة، عن الحارث بن سويد، عن عبد الله بن مسعود أثراً موقوفاً عليه في توقيت المسح على الخفين. وقال بإثره: ورواه يزيد بن أبي زياد عن إبراهيم التيمي، فخالفهم جميعاً. وأخرج من طريق يزيد بن أبي زياد، عن التيمي، عن الحارث، عن عمر بن الخطاب قال: يمسح المسافر على الخفين ثلاثاً.
وقد قال ابن التركماني تعقيباً على صنيع البيهقي هذا: إنما تعلل رواية برواية إذا ظهر اتحاد الحديث، والذي ذكره عن الثوري فتوى لابن مسعود في =
21854 -
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ هَرَمِيِّ، عَنْ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ الْعَبْسِيِّ (1) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَسْتَحْيِي اللهُ مِنَ الْحَقِّ، لَا تَأْتُوا النِّسَاءَ فِي أَعْجَازِهِنَّ "(2).
= توقيت المسافر، والذي ذكره عن يزيد فتوى لعمر، وهما موقوفان، فكيف يعلل بهما حديث خزيمة المرفوع الدال على ترك التوقيت كما زعم؟!
(1)
كذا في (ظ 5) و"جامع المسانيد" 1/ ورقة 358، وفي (م) و (ر): خزيمة بن ثابت، عن العبسي. وهو خطأ، وما وقع في (ظ 5) و"جامع المسانيد" من نسبة خزيمة بن ثابت عبسياً، وهم من بعض الرواة، فإن خزيمة بن ثابت أنصاري أوسي كما سلف في ترجمته.
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد، عبد الله بن هرمي الصواب في اسمه هرمي بن عبد الله، ونبه البخاري في "تاريخه" 8/ 257، والبيهقي في "سننه" 7/ 197 على وهم من قال: عبد الله بن هرمي، وهو: هَرَمِي بن عبد الله الخطمي -ويقال: الواقفي- المدني. وقيل في اسمه أقوال أخرى أيضاً.
وهرمي هذا ذكره بعضهم في الصحابة، وقيل: إنه كان أحد البكائين في غزوة تبوك. والذي انتهى إليه الحافظان الذهبي في "تجريد أسماء الصحابة" 2/ 218 و 219، وابن حجر في "تهذيبه" 4/ 265 (طبعة مؤسسة الرسالة) أنهما اثنان. قال ابن حجر: الذي يظهر أن هرمي بن عبد الله الواقفي صحابي كبير غير هرمي بين عبد الله الخطمي -أو الواقفي أيضاً- الراوي عن خزيمة بن ثابت.
وقد روى ابن إسحاق، عن ثمامة بن قيس بن رفاعة، عن هَرَمِيِّ بن عبد الله رجلٍ من قومه كان ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأدرك أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم متوافرين، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سمع الأذان في الجمعة ولم يأتها كان في =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= التي بعدها أثقل
…
" فهرمي بن عبد الله هذا هو الذي روى عن خزيمة، وأما الذي شهد مع النبي صلى الله عليه وسلم بعض مشاهده وكان في غزوة تبوك ممن استحمله، فلا يوصف بكونه ولد في عهده، والله تعالى أعلم. وقد فرق بينهما أبو نصر بن ماكولا في "الإكمال" (7/ 410 - 411) في باب الهاء.
قلنا: لكن ابن ماكولا جعلهما واحداً في باب الواو 7/ 398، والصواب أنهما اثنان: الصحابي الذي كان مع البكائين، والآخر هو الراوي عن خزيمة، وهو تابعي كبير، وهو راوي حديث ترك الجمعة، ولا يبعد أن يكون ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
وهرمي هذا روى عنه ثلاثة أو أكثر، وذكره ابن حبان في قسم التابعين من "ثقاته" 5/ 516، وحجاج بن أرطاة مدلس، وقد عنعن، لكنه متابع، وعمرو ابن شعيب صدوق، وأبو معاوية -وهو محمد بن خازم الضرير- ثقة.
وأخرجه الطبراني (3735)، والبيهقي 7/ 197 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (1924) من طريق عبد الواحد بن زياد، والطبراني (3734) من طريق عبد الرحيم بن سليمان، كلاهما عن حجاج بن أرطاة، به.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(8988) من طريق علي بن الحكم البناني، والطبراني (3733) من طريق ابن لهيعة، والبيهقي 7/ 198 من طريق مثنى بن الصبَّاح، ثلاثتهم عن عمرو بن شعيب، به. وعلي بن الحكم ثقة، وابن لهيعة صالح في المتابعات، والمثنى ضعيف.
وأخرجه البخاري في "تاريخه" 8/ 257، والبيهقي 7/ 197 من طريق حميد ابن قيس، والنسائي في "الكبرى"(3983) من طريق يزيد بن الهاد، كلاهما عن هرمي، به.
وانظر ما بعده، وما سلف برقم (21850).
قوله: "لا يستحي الله من الحق" تمهيد لذكر هذا الفعل بناء على أنه شنيع =
21855 -
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ (1)، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ هَرَمِيِّ، عَنْ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، مِثْلَهُ (2).
21856 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ خُزَيْمَةَ الْمُزَنِيِّ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ (3)، عَنْ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيِّ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ذَكَرَ الِاسْتِطَابَةَ فَقَالَ: " ثَلَاثَةُ أَحْجَارٍ لَيْسَ فِيهَا رَجِيعٌ "(4).
= بين الناس جداً حتى صار ذكره شنيعاً، فبين صلى الله عليه وسلم أنه لا بد من بيان النهي عنه لكونه حقاً، فلا بد أن الله تعالى يبينه، ولا بد للرسول أن يبلغ ذلك، والله تعالى أعلم. قاله السندي.
(1)
لم يُذكر عمرو بن شعيب في (م) والنسخ الخطية، وأثبتناه من "أطراف المسند" 2/ 308، و"إتحاف المهرة" 4/ 438، وهو الصواب.
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد محتمل للتحسين. عبد الله بن هرمي صوابه هرمي بن عبد الله، وهو تابعي كبير، روى عنه ثلاثة أو أكثر، ووثقه ابن حبان، فحديثه يحتمل التحسين، وعمرو بن شعيب صدوق، وحجاج -هو ابن أرطاة- مدلس وقد عنعن، لكنه متابع، وابن أبي زائدة -وهو يحيى بن زكريا- ثقة من رجال الشيخين. وانظر ما قبله.
(3)
سقط من إسناده في (م) عمارة بن خزيمة.
(4)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عمرو بن خزيمة المزني، وجاء مكانه في بعض الروايات: أبو خزيمة، وإنما هو عمرو بن خزيمة نفسه، مال إلى ذلك الحافظ المزي في "التحفة" 3/ 125، وأكده الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف"، وقد اختلف فيه على هشام بن عروة كما سيأتي بيانه. محمد بن بشر: هو العبدي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 154 و 156 و 14/ 223، والترمذي في "العلل =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= الكبير" 1/ 96، والطبراني (3725) من طريق عبدة بن سليمان، والدارمي (671) من طريق علي بن مسهر، وأبو داود (41)، ومن طريقه البيهقي 1/ 103 من طريق أبي معاوية محمد بن خازم الضرير، وابن ماجه (315) من طريق سفيان بن عيينة، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 121 من طريق عبد الرحيم بن سليمان، خمستهم عن هشام بن عروة، بهذا الإسناد. وذُكر عمرو بن خزيمة عند بعضهم بكنيته: أبو خزيمة. ووقع في مطبوعة الطبراني عند الحديث (3725): عبدة بن سليمان بن عروة، وهو خطأ، صوابه: عبدة بن سليمان، عن هشام بن عروة. وتحرف اسم عبد الرحيم بن سليمان في مطبوعة الطحاوي إلى عبد الرحمن بن سليمان، وصوب من "إتحاف المهرة" 4/ 431.
وسيأتي برقم (21861) عن وكيع بن الجراح، وبرقم (21872) عن عبد الله ابن نمير، كلاهما عن هشام، به.
وقد اختلف فيه على هشام بن عروة، فروي عنه بإبهام شيخه، وسيأتي برقم (21879).
ورواه أبو معاوية الضرير، عن هشام بن عروة، عن عبد الرحمن بن سعد، عن عمرو بن خزيمة، به. بزيادة عبد الرحمن بن سعد. أخرجه الطبراني (3723)، والبيهقي 1/ 103، والخطيب في "المتفق والمفترق" (896). قال البخاري كما في "علل الترمذي" 1/ 97: أبو معاوية أخطأ في هذا الحديث إذ زاد: عن عبد الرحمن بن سعد.
وروي عن هشام بن عروة على وجه آخر بجعل أبي وَجزة مكان أبي خزيمة عمرو بن خزيمة، أخرجه الشافعي 1/ 29، والحميدي (432)، والطبراني (3724)، والبغوي (179) من طريق سفيان بن عيينة، عن هشام، عن أبي وجزة، عن عمارة بن خزيمة، به. زاد الطبراني وحده بإثره: قيل لسفيان: إنهم يقولون: أبو خزيمة. قال: لا، إنما هو أبو وجزة الشاعر. قلنا: وقد جاء الحديث عند ابن ماجه (315) من رواية سفيان بن عيينة، عن هشام، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وفيه: أبو خزيمة. ولعله إنما أورده كذلك لأنه قرن روايته برواية وكيع، وذكره بلفظ رواية وكيع.
وروي عن هشام بن عروة، عن أبيه عروة بن الزبير، عن عمارة بن خزيمة، به. بجعل عروة بن الزبير مكان عمرو بن خزيمة. أخرجه الطبراني (3729)، وراويه عن هشام هو إسماعيل بن عياش، وهو ضعيف في روايته عن غير الشاميين، وهشام بن عروة مدني.
وروي عن هشام بن عروة، عن عمرو بن خزيمة، عن أخيه عمير بن خزيمة. ذكر هذه الرواية الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف" 3/ 126.
ووقع في المطبوع من "أسد الغابة" لابن الأثير 2/ 133 من طريق عبد الله بن نمير، عن هشام بن عروة: حدثتني عمرة بنت خزيمة، عن عمارة بن خزيمة، به. ولعله تحريف أو خطأ مطبعي، فإن رواية ابن نمير ستأتي برقم (21872)، وفيها: حدثني عمرو بن خزيمة، لا حدثتني عمرة بنت خزيمة. وكذا هو في جميع المصادر التي خرجته من هذا الطريق.
وروي عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً. وسيأتي في الرواية (21879).
قلنا: والقول الصواب من هذه الأقوال: قول من قال: عن هشام، عن عمرو بن خزيمة -وهو أبو خزيمة-، عن عمارة بن خزيمة، عن أبيه كما هي رواية المصنف هنا، قال ذلك علي ابن المديني والبخاري وأبو زرعة الرازي، وصوب البخاري أيضاً حديث عروة المرسل. انظر "سنن البيهقي" 1/ 103، و"علل الترمذي" 1/ 97، و"علل ابن أبي حاتم" 1/ 55.
وللحديث شاهد من حديث سلمان الفارسي عند مسلم (262)، وسيأتي 5/ 437.
ومن حديث ابن مسعود، وجابر بن عبد الله، ورويفع بن ثابت. سلفت برقم (4053) و (15296) و (16995).
ومن حديث عائشة سيأتي 6/ 108. =
21857 -
حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الصَّمَدِ الْعَمِّيُّ، حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَزِيدَ التَّيْمِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْجَدَلِيِّ، عَنْ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" امْسَحُوا عَلَى الْخِفَافِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ " وَلَوْ اسْتَزَدْنَاهُ لَزَادَنَا (1).
= قال البغوي في "شرح السنة" 1/ 365: الرجيع قد يكون الرَّوْث، سمي به لأنه رجع عن حاله الأولى بعد أن كان طعاماً إلى غيرها، وقد يكون الحجر الذي استنجي به، رجع إليه فاستنجى به. قلنا: وانظر النهي عن الاستنجاء بالروث في حديثي ابن مسعود وأبي هريرة السالفين برقم (3685) و (7368).
(1)
حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي عبد الله الجدلي، فهو من رجال أبي داود والترمذي والنسائي، وهو ثقة، وغير صحابيه خزيمة، فقد روى له مسلم وأصحاب السنن، وقد اختلف فيه على إبراهيم التيمي كما سلف بيانه في التعليق على الرواية رقم (21853). أبو عبد الصمد العمي: هو عبد العزيز بن عبد الصمد، ومنصور: هو ابن المعتمر.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(3755) من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني (3755) أيضاً من طرق أخرى عن أبي عبد الصمد العمي، به.
وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 81، وابن حبان (1332)، والطبراني (3757) من طريق جرير بن عبد الحميد، والترمذي في "العلل الكبير" 1/ 172، والبيهقي 1/ 277 من طريق زائدة بن قدامة، كلاهما عن منصور، به. وقرن الطحاوي بجرير بن عبد الحميد سفيان بن عيينة، وسيأتي حديثه عن منصور برقم (21859).
وأخرجه الطيالسي (1218)، والطبراني (3756) من طريق أبي الأحوص سلام بن سليم، عن إبراهيم التيمي، عن منصور، عن أبي عبد الله الجدلي، به. لم يذكر فيه عمرو بن ميمون، وهو خطأ، فإن أبا الأحوص خالف أربعة من الثقات الأثبات، هم: أبو عبد الصمد العمي، وجرير بن عبد الحميد، وزائدة =
21858 -
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْهَادِ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ اللهَ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ، لَا تَأْتُوا النِّسَاءَ فِي أَدْبَارِهِنَّ "(1).
= ابن قدامة، وسفيان بن عيينة، قال أبو زرعة كما في "علل ابن أبي حاتم" 1/ 22: الصحيح من حديث إبراهيم التيمي: عن عمرو بن ميمون، عن أبي عبد الله الجدلي، عن خزيمة عن النبي صلى الله عليه وسلم، والصحيح من حديث النخعي، عن أبي عبد الله الجدلي بلا عمرو بن ميمون.
وأخرجه الطبراني (3758)، والبيهقي 1/ 277 من طريق الحسن بن عبيد الله، عن التيمي، به.
وسيأتي من طريق سعيد بن مسروق الثوري، عن إبراهيم التيمي برقم (21871) و (21881).
وانظر ما سلف برقم (21851) و (21853) لزاماً.
تنبيه: روي هذا الحديث عن منصور بن المعتمر، عن إبراهيم النخعي، عن أبي عبد الله الجدلي. وسيأتي برقم (21862)، وخَطَّأ الإمام أحمد هذه الرواية كما سنبينه هناك.
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات، لكن أخطأ فيه سفيان بن عيينة كما قاله غيرُ واحدٍ من أهل العلم.
وأخرجه الحميدي (436)، والنسائي في "الكبرى"(8982)، وابن الجارود في "المنتقى"(728)، والطحاوي في "شرح المعاني" 3/ 43، وفي "شرح المشكل"(6131)، والطبراني (3716)، والبيهقي 7/ 197 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. قال البخاري في "تاريخه" 8/ 256 عن هذا الإسناد: وهو وهم. وروى البيهقي عن الشافعي أنه قال: غلط سفيان في حديث ابن الهاد. وقال البيهقي بإثره: مدار هذا الحديث على هرمي بن عبد الله، وليس لعمارة بن خزيمة فيه أصل إلا من حديث ابن عيينة، وأهل العلم بالحديث يرونه خطأ، والله أعلم. =
21859 -
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْجَدَلِيِّ سَمِعَهُ يُحَدِّثُ عَنْ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ: سَأَلْنَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ، فَرَخَّصَ لِلْمُسَافِرِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ وَلَيَالِيَهُنَّ، وَالْمُقِيمِ يَوْمًا وَلَيْلَةً - قَالَ عَبْدُ اللهِ: قَالَ أَبِي: سَمِعْتُهُ مِنْ سُفْيَانَ مَرَّتَيْنِ يَذْكُرُ: لِلْمُقِيمِ - وَلَوْ أَطْنَبَ السَّائِلُ فِي مَسْأَلَتِهِ لَزَادَهُمْ (1).
21860 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي (2) ثَابِتٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ
= قلنا: وقد صححنا إسناد هذا الحديث في تعليقنا على حديث أبي هريرة السالف برقم (7684) بناءً على ظاهره، فيصحح من هنا.
وسيأتي الحديث برقم (21874) من رواية يزيد بن الهاد، عن عبيد الله بن الحصين، عن هرمي بن عبد الله، عن خزيمة، وفيه اختلاف سنبينه هناك. وروي عن يزيد بن الهاد، عن هرمي، عن خزيمة، أخرجه النسائي (8983).
وانظر (21850).
(1)
حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي عبد الله الجدلي، فهو من رجال أبي داود والترمذي والنسائي، وهو ثقة، وغير صحابيه خزيمة، فقد روى له مسلم وأصحاب السنن، وقد اختلف فيه على إبراهيم التيمي كما سلف بيانه في التعليق على الرواية (21853). سفيان: هو ابن عيينة، ومنصور: هو ابن المعتمر.
وأخرجه الحميدي (434)، وأبو عوانة (725)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 81، والطبراني (3754)، والبيهقي في "المعرفة"(2022) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وقرن به في إحدى الروايات عند الطحاوي جرير بن عبد الحميد. وانظر (21851) و (21853).
(2)
في (م): حبيب بن ثابت. وهو خطأ.
عَنْ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ وَخُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ وَأُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، قَالُوا: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الطَّاعُونُ رِجْزٌ أَوْ عَذَابٌ عُذِّبَ بِهِ قَوْمٌ، فَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا، فَلَا تَخْرُجُوا مِنْهَا، وَإِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ بِأَرْضٍ، فَلَا تَدْخُلُوا عَلَيْهِ "(1).
21861 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِي خُزَيْمَةَ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ، عَنْ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الِاسْتِنْجَاءِ: " ثَلَاثَةُ أَحْجَارٍ لَيْسَ فِيهَا رَجِيعٌ "(2).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وسفيان: هو الثوري، وإبراهيم بن سعد: هو ابن أبي وقاص مالك الزهري. وهذا الحديث هو مكرر (1577) السالف في مسند سعد بن أبي وقاص.
وفاتنا في الموضع الأول بعض التخريجات نوردُها هنا، فقد أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 288، والبزار في "مسنده"(2607)، وابن خزيمة في كتاب "التوكل" كما في "الإتحاف" 4/ 431 من طريق مؤمل بن إسماعيل، وأبو عوانة في الطب كما في "الإتحاف" 1/ 286، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 10 من طريق أبي حذيفة موسى بن مسعود النهدي، وأبو عوانة من طريق القاسم بن يزيد، ثلاثتهم عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وانظر (21798).
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، أبو خزيمة: هو عمرو بن خزيمة المزني، وهو مجهول، وباقي رجاله ثقات، وقد اختلف فيه على هشام بن عروة كما سلف بيانه عند الرواية (21856).
وأخرجه المزي في ترجمة عمرو بن خزيمة من "تهذيب الكمال" 21/ 609 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أَبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحميدي (433)، وابن ماجه (315)، والطبراني (3727) من =
21862 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَمَّادٍ وَمَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْجَدَلِيِّ، عَنْ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: جَعَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم (1) لِلْمُسَافِرِ ثَلَاثًا، وَلِلْمُقِيمِ يَوْمًا وَلَيْلَةً (2).
21863 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ
= طريق وكيع، به.
(1)
يعني في توقيت المسح على الخفين.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات غير حماد -وهو ابن أبي سليمان- فهو صدوق، ومتابِعه منصور بن المعتمر ثقة، لكن قيل: إن ذكره في هذا الإسناد خطأ كما سنبينه، وقيل في هذا الإسناد أيضاً: إن إبراهيم النخعي لم يسمعه من أبي عبد الله الجدلي، وإن أبا عبد الله الجدلي لم يسمعه من خزيمة بن ثابت، وقد فصلنا القول في هاتين العلتين عند الرواية السالفة برقم (21851). وكيع: هو ابن الجراح، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه الطبراني (3789) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني (3789) أيضاً من طريق إسحاق بن راهويه، عن وكيع، به.
وروى الطبراني بإثر الحديث عن عبد الله بن أحمد، عن أبيه قال: هذا خطأ. قال الطبراني: أراد حديث منصور، عن إبراهيم، عن أبي عبد الله الجدلي، والصواب من حديث منصور حديث عمرو بن ميمون، يعني الحديث السالف برقم (21857) من رواية منصور، عن إبراهيم التيمي، عن عمرو بن ميمون، عن أبي عبد الله الجدلي، عن خزيمة.
قلنا: وقد أخرجه عبد الرزاق (791)، ومن طريقه الطبراني (3762) عن سفيان الثوري، عن حماد وحده، به. لم يذكر فيه منصور بن المعتمر.
وانظر (21851).
الْمَدِينِيُّ - يَعْنِي الْخَطْمِيَّ -، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَارَةَ بْنَ عُثْمَانَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ يُحَدِّثُ عَنْ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ: أَنَّهُ رَأَى فِي مَنَامِهِ أَنَّهُ يُقَبِّلُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَأَخْبَرَهُ بِذَلِكَ، فَنَاوَلَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَبَّلَ جَبْهَتَهُ (1).
(1) ضعيف لاضطراب إسناده ومتنه كما سيأتي بيانه، وعمارة بن عثمان ابن سهل بن حنيف، كذا وقع اسمه في هذا الإسناد، وظاهره أنه حفيد سهل ابن حنيف الأنصاري رضي الله عنه! وتسميته كذلك خطأ، فالصواب أنه عمارة ابن عثمان بن حنيف، ابن أخي سهل بن حنيف، وكذا وقع عند النسائي (7632)، وهو مجهول لم يرو عنه غير أبي جعفر الخَطْمي، ولم يؤثر توثيقه عن أحدٍ.
وأبو جعفر الخَطْمي: هو عمير بن يزيد، وقد اختلف عليه فيه، فقد رواه شعبة هنا وعند النسائي في "الكبرى"(7632) عنه، عن عمارة بن عثمان، عن خزيمة.
وسيأتي برقم (21864) و (21878) من طريق حماد بن سلمة، عنه عن عمارة بن خزيمة، عن أبيه. بذكر عمارة بن خزيمة مكان عمارة بن عثمان، وفيه: أن خزيمة رأى في منامه أنه يسجد على جبهة النبي صلى الله عليه وسلم. وبنحو رواية حماد بن سلمة هذه رواه الزهريُّ عن ابن خُزيمة، وسيأتي بالأرقام (21882) و (21884) و (21885)، وفيه ضعف واضطراب سنبينه في مواضعه.
وأخرج عبد الرزاق (2394) عن ابن جريج قال: أخبرني رجل من بني خزيمة: أن خزيمة بن ثابت نذر ليسجدن على جبين رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم، قال: فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم ونفس بالرجل، فكان هذا الخبر. كذا وقع لفظه في "المصنف".
وبنحوه أخرجه عبد الرزاق أيضاً برقم (2393) و (2395)، ولم يسم الصحابي، وفي إسناديهما ضعف.
21864 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْخَطْمِيُّ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ، أَنَّ أَبَاهُ قَالَ: رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ كَأَنِّي (1) أَسْجُدُ عَلَى جَبْهَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأَخْبَرْتُ بِذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" إِنَّ الرُّوحَ لَتَلْقَى (2) الرُّوحَ " وَأَقْنَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رَأْسَهُ هَكَذَا، فَوَضَعَ جَبْهَتَهُ عَلَى جَبْهَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم (3).
21865 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ وَابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَسَّانُ مَوْلَى مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ هَرَمِيِّ بْنِ عَمْرٍو الْخَطْمِيِّ، عَنْ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ صَاحِبِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم
(1) في (م): أني.
(2)
المثبت من نسخة في هامش (ر)، وفي "مجمع الزوائد": ليلقى، وفي (ر) و (م): لا تلقى، وفي (ظ 5): لا يلقى. قال السندي: قوله: "إن الروح لتلقى الروح" هكذا في بعض النسخ كما نبه عليه في النسخة القديمة، والنسخة المشهورة: لا تلقى، والظاهر أنها سهو.
(3)
حديث ضعيف لاضطراب إسناده ومتنه كما بينا في الحديث السابق.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 4/ 380 - 381، والنسائي في "الكبرى"(7631) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 11/ 78، وعبد بن حميد (216)، والطبراني (3717) من طرق عن حماد بن سلمة، به.
وانظر ما قبله.
قوله: "أقنع رأسَه": أي رفعه، وشخص ببصره إلى جهة السماء. قال السندي: فيه أنه إذا أمكن للرجل تصديق رؤيا صاحبه فليصدقها. والله تعالى أعلم.
قَالَ: " إِنَّ اللهَ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ، لَا تَأْتُوا النِّسَاءَ فِي أَدْبَارِهِنَّ "(1).
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد، عبد الله بن علي: هو ابن السائب بن عبيد المطلبي القرشي، وقد روى عنه أربعة، ووثقه الشافعي كما في "مسنده" 2/ 29، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقد اختلف عليه في هذا الحديث كما سنبينه.
وحسان مولى محمد بن سهل: اسمه حسان بن عبد الله، وهو مولى محمد بن سهل بن عبد العزيز بن مروان الأموي، وقد روى عنه ثلاثة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وابن لهيعة -وإن كان فيه ضعف- رواية عبد الله بن يزيد عنه قوية، ومتابعه -وهو حيوة بن شريح المصري- ثقة.
وهرمي بن عمرو كذا سمي في هذه الرواية، وهو قول من الأقوال في اسمه، وسمي في أكثر الروايات: هرمي بن عبد الله، وقد ترجمناه في الموضع السالف برقم (21854)، وحديثه محتمل للتحسين.
وأخرجه الحافظ المزي في ترجمة حسان بن عبد الله من "تهذيب الكمال" 6/ 33 - 34 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(8990)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 44، والطبراني (3739) من طريق عبد الله بن يزيد المقرئ، به. وقد أبهم النسائي في روايته ابن لهيعة، فقال: حدثنا حيوة وذكر آخر.
وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" 3/ 44 من طريق أبي زرعة وهب الله ابن راشد المصري، عن حيوة وحده، به.
وأخرجه 3/ 44 من طريق أبي الأسود النضر بن عبد الجبار، عن ابن لهيعة وحده، به.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(8991) من طريق خالد بن يزيد الجمحي، عن سعيد بن أبي هلال، به.
وقد روي بإدخال حصين بن محصن بين عبد الله بن علي، وهرمي بن عبد الله، أخرجه النسائي (8989)، وابن حبان (4200)، والطبراني (3738)، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= والبيهقي 7/ 196 من طريق عمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال، عن عبد الله بن علي بن السائب، عن حصين بن محصن، عن هرمي، به.
ورواه عن عبد الله بن علي بن السائب عمر بن عبد الله المدني مولى غُفْرةَ بنت رباح، فذكر مكان حصين بن محصن حفيده عبيد الله بن عبد الله بن حصين، أخرجه البخاري في "تاريخه" 8/ 257، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 43، والطبراني (3736) من طريق الليث بن سعد، والطبراني (3737) من طريق محمد بن شعيب بن شابور، كلاهما عن عمر مولى غفرة، عن عبد الله ابن علي بن السائب، عن عبيد الله بن عبد الله بن الحصين، عن هرمي بن عبد الله، به. لكن سُمِّي عندهم: عبد الله بن هرمي، قال البخاري: وهو وهم، ووقع اسم عبيد الله بن عبد الله عند بعضهم: عبد الله، وعند الطبراني (3736): عبيد، ونسبه بعضهم إلى جده. قلنا: عمر مولى غفرةَ ضعيف وسيأتي الحديث برقم (21874) من رواية يزيد بن الهاد، عن عبيد الله بن عبد الله بن الحصين، عن هرمي، به. وقيل فيه: عن عبيد الله، عن عبد الملك ابن عمرو بن قيس، عن هرمي كما سنبينه هناك.
وقد رواه عبد الله بن علي على وجه آخر، فقال: عن عمرو بن أحيحة، عن خزيمة، فجعل عمرو بن أحيحة مكان هرمي بن عبد الله. أخرجه كذلك الشافعي 2/ 29، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2086)، والنسائي في "الكبرى"(8992) و (8993) و (8994)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(6132)، وفي "شرح معاني الآثار" 3/ 43، والطبراني (3744)، والخطابي في "غريب الحديث" 1/ 376، والبيهقي 7/ 196، والبغوي في "معالم التنزيل" 1/ 199 من طريق محمد بن علي بن شافع، قال: كنت مع محمد بن كعب القرظي، فسأله رجل: يا أبا حمزة، ما ترى في إتيان النساء في أدبارهن؟ فأعرض أو سكت، وقال: هذا شيخ من قريش فاسأله -يعني عبد الله بن علي بن السائب- فقال عبد الله: اللهم قذر ولو كان حلالاً. قال: حدَّثني ولم يكن سمع في =
21866 -
حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ ابْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِيهِ (1)، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " مَنْ أَصَابَ ذَنْبًا أُقِيمَ عَلَيْهِ
= ذلك شيئاً. قال: ثم أخبرني عبد الله بن علي أنه لقي عمرو بن أُحيحة بن الجلاح، فسأله عن ذلك، فقال: أشهد لسمعت خزيمة بن ثابت الذي جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم شهادته بشهادة رجلين يقول: أتى رجلٌ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسولَ الله، إني آتي امرأتي من دبرها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"نعم" قالها مرتين أو ثلاثاً، قال: ثم فطن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "في أي الخُربَتَينِ -أو في أي الخُرْزَتَيْنِ، أو في أي الخُصفَتَيْنِ-؟ أما من دُبُرْها في قُبُلها فنعم، وأما في دبرها فإن الله تعالى ينهاكم أن تأتوا النساء في أدبارهنَّ" وبعضهم اختصره. وقال الشافعي بإثره: عَمِّي (يعني محمد بن علي بن شافع) ثقة، وعبد الله بن علي ثقة، وقال: أخبرني محمد عن الأنصاري المحدث بها (يعني عمرو بن أحيحة) أنه أثنى عليه خيراً، وخزيمة ممن لا يشك عالم في ثقته، فلست أرخص فيه بل أنهى عنه.
قلنا: وعمرو بن أحيحة تفرد بالرواية عنه عبد الله بن علي بن السائب، وذكره بعضهم في الصحابة، والراجح أنه لا صحبة له.
وقد صح النهي عن إتيان النساء في أدبارهن من غير حديث خزيمة بن ثابت.
وانظر (21850).
(1)
في (م): عن محمد بن المنكدر، عن خزيمة بن ثابت. وفي (ر): عن ابن خزيمة بن ثابت، عن النبي صلى الله عليه وسلم. والمثبت من (ظ 5)، وهو الصواب، وكذا جاء في "أطراف المسند" 2/ 311 و"إتحاف المهرة" 4/ 439.
وسيتكرر كذلك برقم (21876).
حَدُّ ذَلِكَ الذَّنْبِ، فَهُوَ كَفَّارَتُهُ " (1).
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لاضطرابه، ولإبهام ابن خزيمة فيه، وإن كان يغلب على ظننا أنه عمارة بن خزيمة، وقد قال البخاري عن هذا الحديث في "التاريخ الأوسط" 1/ 199: لا تقوم به حجة، وقال الترمذي في "العلل الكبير" 2/ 602: سألت محمداً -يعني البخاري- عن هذا الحديث، فقال: هذا حديث فيه اضطراب، وضعفه محمد جداً.
روح: هو ابن عبادة القيسي، وأُسامة بن زيد: هو الليثي. وسيتكرر الحديث برقم (21876).
وأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(4780)، والترمذي في "العلل" 2/ 602، وأبو يعلى كما في "إتحاف الخيرة"(4781)، والطبري كما في "إتحاف المهرة" 4/ 439، والطبراني (3728)، والبيهقي 8/ 328، والخطيب في "تاريخه" 5/ 198، والبغوي (2594) من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الأوسط" 1/ 199، و"التاريخ الكبير" 3/ 206 من طريق عبد الله بن نافع الصائغ، والدارمي (2331)، والطبراني (3731)، والحاكم 4/ 388 من طريق عبد الله بن وهب، والدارقطني 3/ 214 من طريق الفضيل بن سليمان، ومن طريق عبد الله بن سيف، أربعتهم عن أُسامة بن زيد الليثي، به. ووقع عند البخاري في "الكبير": عن يزيد بن خزيمة، مكان: عن ابن خزيمة، ونظنه إقحاماً، فقد جاء الإسناد في "الأوسط" على الصواب: عن ابن خزيمة، كما هي رواية الجماعة.
وقد اختلف في إسناده، فروي عن أسامة بن زيد على وجه آخر، أخرجه الطبراني (3732) من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، عن أسامة، عن بكير بن عبد الله بن الأشج، عن محمد بن المنكدر، عن ابنِ خزيمة، به. فزاد فيه: بكير بن الأشج.
وأخرجه البخاري في "الأوسط" 1/ 199، و"الكبير" 3/ 206 من طريق ابن أبي حازم، عن أسامة، أنه بلغه عن بكير بن الأشج، عن محمد بن المنكدر، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= عن خزيمة. فزاد فيه رجلاً مبهماً بين أسامة وبكير بن الأشج، وأسقط ابن خزيمة منه. ولفظه:"القتل كفارة".
وروي عن ابن المنكدر على وجه آخر، وسمى صحابيه خزيمة بن معمر، أخرجه البخاري في "الأوسط" 1/ 199، و"الكبير" 3/ 206، والطبراني (3794) من طريق منكدر ابن محمد بن المنكدر، عن أبيه، عن خزيمة بن معمر الخطمي: أن امرأةً رجمت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"هذا كفارة ذنبها". ومنكدر بن محمد لين الحديث.
وقال الحافظ في "الإصابة" 2/ 284: حديث أسامة بن زيد أشبه.
وأورده الحافظ في "التلخيص" 4/ 38 بلفظ: "القتل كفارة"، وعزاه لأبي نعيم في "معرفة الصحابة". وقال: وفيه ابن لهيعة، لكنه من حديث ابن وهب عنه، فيكون حسناً.
وله شاهد من حديث عبادة بن الصامت، أخرجه البخاري (18)، ومسلم (1709)، وسيأتي 5/ 313.
وآخر من حديث علي رضي الله عنه، سلف برقم (775).
وثالث من حديث علي أيضاً موقوفاً في قصة رجم شراحة عند البيهقي 8/ 329.
قلنا: وجمهور العلماء على أن الحدود كفارات، لحديث خزيمة وحديث عبادة وغيرهما، ولو لم يتب المحدود. وقيل: لا بد من التوبة، وبذلك جزم بعض التابعين، وهو قول للمعتزلة، ووافقهم ابن حزم، ومن المفسرين الإمام البغوي وطائفة يسيرة، واستدلوا باستثناء من تاب من قوله تعالى:{إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ} [المائدة: 34]. والجواب في ذلك أنه في عقوبة الدنيا، ولذلك قيدت بالقدرة عليهم.
ويُستدل لمن اشترط التوبة أيضاً بحديث أبي هريرة المرفوع الذي فيه: "لا أدري الحدود طهارة لأهلها أم لا؟ ". أخرجه البزار (1542 و 1543 - كشف الأستار)، والحاكم 1/ 36 و 2/ 14 و 450، والبيهقي 8/ 329. وظاهره معارض للأحاديث التي تثبت أن الحدود كفارة، لكنه مُعَلٌّ بالإرسال، فقد أخرجه =
21867 -
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الْأَشْيَبُ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَسْوَدِ، أَنَّهُ سَمِعَ عُرْوَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ الْأَنْصَارِيِّ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" يَأْتِي الشَّيْطَانُ الْإِنْسَانَ فَيَقُولُ: مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ؟ فَيَقُولُ: اللهُ، ثُمَّ يَقُولُ: مَنْ خَلَقَ الْأَرْضَ؟ فَيَقُولُ: اللهُ، حَتَّى يَقُولَ: مَنْ خَلَقَ اللهَ؟ فَإِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمْ ذَلِكَ، فَلْيَقُلْ: آمَنْتُ بِاللهِ وَرَسُولِهِ "(1).
= البخاري في "تاريخه" 1/ 153 من مرسل الزهري، وقال: هو أصح، ولا يثبت هذا عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"الحدود كفارة". قلنا: ومع ذلك فقد صحح الحافظ ابن حجر حديث أبي هريرة هذا في "الفتح" 1/ 66! وأطال البحث في الجمع بينه وبين حديث عبادة.
قال السندي: قوله: "أقيم عليه حد ذلك الذنب" الجملة حال، والجزاء قوله:"فهو كفارته" ويحتمل أن تكون هذه الجملة جزاء، أي: ينبغي أن يقام عليه الحد، وقوله:"فهو كفارته" تعليل له، أي: يقام عليه الحد لكونه كفارة لذنبه، فينبغي إقامته. والله تعالى أعلم.
(1)
متن الحديث صحيح، لكن من حديث أبي هريرة وعائشة، فقد روي عن عروة عنهما من طرق صحيحة، وأما حديثه عن عمارة بن خزيمة عن أبيه فقد تفرد به عبد الله بن لهيعة، وهو سيئ الحفظ. أبو الأسود: هو محمد بن عبد الرحمن بن نوفل الملقب يتيم عروة، وعروة: هو ابن الزبير.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(229)، وعبد ابن حميد في "مسنده"(215)، وابن أبي عاصم في "السنة"(650)، وأبو يعلى كما في "إتحاف الخيرة"(230)، والطبراني (3719) من طرق عن الحسن بن موسى، بهذا الإسناد. وتحرف عمارة بن خزيمة في مطبوع "السنة" إلى عمارة بن غديمة.
وقد سلف حديث أبي هريرة برقم (8376)، وسيأتي حديث عائشة 6/ 157، وصححه ابن حبان (150). =
21868 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ وَحَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْجَدَلِيِّ، عَنْ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ، قَالَ:" لِلْمُسَافِرِ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ وَلَيَالِيهِنَّ، وَلِلْمُقِيمِ يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ "(1).
21869 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْجَدَلِيِّ، عَنْ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، مِثْلَهُ (2).
21870 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنِ النَّخَعِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ (3) الْجَدَلِيِّ، عَنْ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ
= وفي الباب عن أنس بن مالك، سلف برقم (11995).
قوله: "فيقول: من خلق السماوات؟
…
" قال السندي: إيهاماً لصورة التفكر في خلق السماوات والأرض حتى يقبله الإنسان ولا ينفر عنه.
"من خلق الله" حيث قد رسخ عنده أن الموجود يحتاج إلى موجد، وصار ذلك مطرداً في السماوات والأرض.
"فليقل: آمنت .. " قطعاً للوسوسة عنه، أو جواباً لشبهة بأنه الإله الحق القديم، فلا يحتاج إلى موجد، والحاجة في السماوات والأرض إلى الموجد لحدوثها.
(1)
حديث صحيح، وهو مكرر (21852).
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات غير حماد -وهو ابن أبي سليمان الكوفي- فهو صدوق، وقد أعل بالانقطاع بين إبراهيم -وهو النخعي- وأبي عبد الله الجدلي، وبين أبي عبد الله الجدلي وخزيمة بن ثابت، وفصلنا القول في ذلك عند الرواية (21851). هشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي.
(3)
في (م): عن أبي عبد الرحمن. وهو خطأ.
الْأَنْصَارِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ مِثْلَهُ (1).
21871 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ. وَأَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْجَدَلِيِّ، عَنْ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَعَلَ لِلْمُسَافِرِ ثَلَاثًا، وَلِلْمُقِيمِ يَوْمًا وَلَيْلَةً. قَالَ: وَايْمُ اللهِ لَوْ مَضَى السَّائِلُ فِي مَسْأَلَتِهِ لَجَعَلَهَا خَمْسًا.
وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: يَوْمٌ لِلْمُقِيمِ (2).
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات، لكنه أُعل بالانقطاع كما ذكرنا في الحديث قبله. سعيد: هو ابن أبي عروبة، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي، وأبو معشر: هو زياد بن كليب الكوفي، والنخعي: هو إبراهيم بن يزيد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(3782) من طريق عبدة بن سليمان، عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد. وسقط قتادة من الإسناد في مطبوعته.
وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 82، والطبراني (3781) من طريق همام بن يحيى العوذي، عن قتادة، به.
وأخرجه الطبراني (3783) من طريق أبي بشر جعفر بن أبي وحشية، عن أبي معشر، به.
وانظر (21851).
(2)
حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي عبد الله الجدلي، فقد روى له أبو داود والترمذي والنسائي، وهو ثقة، وغير صحابيه، فقد روى له مسلم وأصحاب السنن. أبو نعيم: هو الفضل بن دكين، وسفيان: هو بن سعيد ابن مسروق الثوري.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 177، وابن حبان (1329)، والطبراني في "الكبير" =
21872 -
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ هِشَامٍ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ خُزَيْمَةَ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ (1)، عَنْ أَبِيهِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عَنِ الِاسْتِطَابَةِ، فَقَالَ:" ثَلَاثَةُ أَحْجَارٍ لَيْسَ فِيهَا رَجِيعٌ "(2).
= (3749) من طريق أبي نعيم وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي في "المعرفة"(2025) من طريق أبي حذيفة موسى بن مسعود النهدي، و (2026) من طريق يحيى بن سعيد القطان، كلاهما عن سفيان الثوري، به.
وأخرجه ابن ماجه (553) من طريق وكيع بن الجراح، والخطيب في "تاريخه" 2/ 50 من طريق محمد بن يوسف الفريابي، كلاهما عن سفيان الثوري، به. ولم يذكرا أبا عبد الله الجدلي، والصواب أنه ثابت في الإسناد كما حققناه عند الحديث (21853).
وأخرجه أبو حنيفة في "مسنده" ص 486، والحميدى (435)، والترمذي (95)، وابن حبان (1330) و (1333)، والطبراني (3750) و (3751) و (3752) و (3753)، والبيهقي 1/ 276 من طرق عن سعيد بن مسروق أبي سفيان، به. وصححه الترمذي، ولم يذكر بعضهم فيه: وايم الله لو مضى السائل
…
إلخ.
وانظر (21851) و (21853).
(1)
قوله: عن عمارة بن خزيمة، أثبتناه من (ظ 5) و"أطراف المسند" 2/ 309، وسقط من باقي النسخ.
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عمرو بن خزيمة، وهو المزني المدني، ثم قد اختلف فيه على هشام -وهو ابن عروة- كما سلف بيانه عند الرواية (21856). ابن نمير: هو عبد الله.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 156، والطبراني (3726)، وابن الأثير في "أسد الغابة" 2/ 133 من طريق ابن نمير، بهذا الإسناد. لكن وقع عند ابن الأثير: حدثتني عمرة بنت خزيمة، بدل: حدثني عمرو بن خزيمة. ولعله تحريف أو خطأ مطبعي. =
21873 -
حَدَّثَنَا يُونُسُ، وَخَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: مَا زَالَ جَدِّي كَافًّا سِلَاحَهُ يَوْمَ الْجَمَلِ حَتَّى قُتِلَ عَمَّارٌ بِصِفِّينَ، فَسَلَّ سَيْفَهُ، فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ. قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " تَقْتُلُ عَمَّارًا الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ "(1).
= وانظر (21856).
(1)
مرفوعه صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، أبو معشر -وهو نَجِيح بن عبد الرحمن السندي المدني- ضعيف، ومحمد بن عمارة بن خزيمة من رجال "التعجيل"، روى عنه ثلاثة، وذكره ابن حبان في "الثقات" 7/ 436، وهو لم يشهد القصة، فحديثه هذا منقطع. يونس شيخ المصنف: هو ابن محمد المؤدب، وهو ومتابعه خلف بن الوليد ثقتان.
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخه" 12/ ورقة 641 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 15/ 302، والحاكم 3/ 397، والطبراني (3711) و (3720) من طرق عن أبي معشر، به. ووقع في رواية الطبراني في الموضع الثاني: عن أبي معشر، عن محمد بن عمارة بن خزيمة بن ثابت، عن أبيه، قال: كان أبي كافّاً سلاحه، فذكر نحوه.
وأخرجه ابن سعد 3/ 259، والحاكم 3/ 385 من طريق الواقدي، قال: حدثني عبد الله بن الحارث بن فضيل، عن أبيه عن عمارة بن خزيمة بن ثابت، قال: شهد خزيمة بن ثابت الجمل وهو لا يسل سيفاً، فذكره مطولاً، وزاد فيه قصة مقتل عمار رضي الله عنه. والواقدي متروك، وباقي رجاله ثقات. ووقع اسم عبد الله بن الحارث بن فضيل في مطبوعة ابن سعد: عبد الحارث بن فضيل. وهو خطأ.
وقوله صلى الله عليه وسلم: "تقتل عماراً الفئة الباغية" صح عن غير واحد من الصحابة، وذكرنا شواهده عند حديث عبد الله بن عمرو السالف برقم (6499).
21874 -
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ الْهَادِ، أَنَّ عُبَيْدَ اللهِ بْنَ الْحُصَيْنِ الوالبي (1) حَدَّثَهُ، أَنَّ هَرَمِيَّ بْنَ عَبْدِ اللهِ الْوَاقِفِيَّ حَدَّثَهُ، أَنَّ خُزَيْمَةَ بْنَ ثَابِتٍ الْخَطْمِيَّ حَدَّثَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا يَسْتَحْيِي اللهُ مِنَ الْحَقِّ، لَا يَسْتَحْيِي اللهُ مِنَ الْحَقِّ (2) - ثَلَاثًا - لَا تَأْتُوا النِّسَاءَ فِي أَعْجَازِهِنَّ "(3).
(1) كذا وقعت هذه النسبة في (م) والأصول الخطية: الوالبي، وصوابه: الْوَائِلِيّ، وهو: عبيد الله بن عبد الله بن الحصين الوائلي الخطمي الأنصاري. انظر "المؤتلف والمختلف" 4/ 2293، و"الأنساب" 5/ 570.
(2)
جملة: "لا يستحيي الله مِن الحقِّ" ذكرت في (م) مرة واحدة.
(3)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لاضطرابه، هرمي بن عبد الله سلفت ترجمته عند الحديث (21854)، وعبيد الله بن الحصين وثقه أبو زرعة وابن حبان، وقال البخاري: في حديثه نظر. ولعله إنما أراد حديثاً معيناً كما تدل على ذلك ترجمة العقيلي له في "الضعفاء" 3/ 122، وقال الحافظ في "التقريب": فيه لين، وباقي رجاله ثقات. يعقوب شيخ المصنف: هو ابن إبراهيم بن سعد الزهري.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(8984)، وابن حبان (4198) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "تاريخه" 8/ 256، والنسائي في "الكبرى"(8985)، والطبراني في "الكبير"(3741) و (3742) و (3743)، وفي "الأوسط"(981)، والبيهقي 7/ 197 من طرق عن يزيد بن الهاد، به. ووقع اسم عبيد الله عند الطبراني في "الأوسط": عبيد الله بن عبد الرحمن بن حصين.
قلنا: وقد روي الحديث عن يزيد بن الهاد، عن هرمي دون ذكر عبيد الله، أخرجه النسائي (8983)، وروي عنه، عن عمارة بن خزيمة، عن أبيه، سلف برقم (21858). =
21875 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي حَكَمٌ وَحَمَّادٌ، سَمِعَا إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْجَدَلِيِّ، عَنْ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ رَخَّصَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ وَلَيَالِيَهُنَّ لِلْمُسَافِرِ، وَيَوْمًا وَلَيْلَةً لِلْمُقِيمِ (1).
21876 -
حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ،
= وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" 3/ 44 من طريق الليث بن سعد، عن عبيد الله بن عبد الله بن الحصين، به.
وروي الحديث بإدخال عبد الملك بن عمرو بن قيس بين عبيد الله بن عبد الله بن الحصين وهرمي بن عبد الله، أخرجه ابن أبي شيبة 4/ 253، والدارمي (2213)، والبخاري في "تاريخه" 8/ 256، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2087)، وبحشل في "تاريخ واسط" ص 252، والنسائي في "الكبرى"(8986)، والطبراني في "الكبير"(3740)، والبيهقي 7/ 196 من طريق الوليد بن كثير، والدارمي (1144)، والبخاري 8/ 256، والنسائي (8987) من طريق محمد بن إسحاق، كلاهما عن عبيد الله بن عبد الله بن الحصين، عن عبد الملك بن عمرو ابن قيس، عن هرمي، به. ووقع اسم عبيد الله في مطبوعة "تاريخ واسط": عبد الله بن عبد الرحمن. وعبد الملك بن عمرو بن قيس مجهول.
وانظر (21850) و (21865).
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات غير حماد -وهو ابن أَبي سليمان الكوفي- فهو صدوق قوي الحديث، وقد تابعه الحكم بن عتيبة، إلا أنه قد أُعل بالانقطاع بين إبراهيم -وهو النخعي- وأبي عبد الله الجدلي، وبين أبي عبد الله الجدلي وخزيمة بن ثابت، وفصلنا القول فيه عند الرواية السالفة برقم (21851).
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(3763) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. ونسب إبراهيم عنده: التيمي. وهو خطأ.
عَنِ ابْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ أَصَابَ ذَنْبًا أُقِيمَ عَلَيْهِ حَدُّ ذَلِكَ الذَّنْبِ، فَهُوَ كَفَّارَتُهُ "(1).
21877 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ الدَّسْتُوَائِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْجَدَلِيِّ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ عُقْبَةَ بْنِ عَمْرٍو الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُوتِرُ أَوَّلَ اللَّيْلِ وَأَوْسَطَهُ وَآخِرَهُ (2).
21878 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْخَطْمِيُّ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ، أَنَّ أَبَاهُ قَالَ: رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ كَأَنِّي أَسْجُدُ عَلَى جَبْهَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَخْبَرْتُ بِذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" إِنَّ الرُّوحَ لَيَلْقَى (3) الرُّوحَ " وَأَقْنَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَأْسَهُ هَكَذَا، فَوَضَعَ جَبْهَتَهُ عَلَى جَبْهَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم (4).
21879 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ فِي الِاسْتِنْجَاءِ: " أَمَا يَجِدُ أَحَدُكُمْ
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرر (21866).
(2)
إسناده ضعيف لانقطاعه، وهو مكرر الحديث (17071) من مسند أبي مسعود الأنصاري.
(3)
في (م) والأصول الخطية: "لا يلقى" وأثبتناه على الصواب من مكرره السالف برقم (21864)، وانظر تعليقنا عليه هناك.
(4)
إسناده ضعيف، وهو مكرر (21864) سنداً ومتناً.
ثَلَاثَةَ أَحْجَارٍ؟ "
قَالَ (1): وَأَخْبَرَنِي رَجُلٌ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " ثَلَاثَةُ أَحْجَارٍ لَيْسَ فِيهِنَّ رَجِيعٌ "(2).
21880 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ (3)، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي
(1) القائل: هو هشام بن عروة. وإسناده هذا معطوف على الإسناد الذي قبله.
(2)
صحيح لغيره، وقد روي هنا بإسنادين، الأول من مرسل عروة بن الزبير، ورجاله ثقات رجال الشيخين، والثاني من مسند خزيمة بن ثابت، وهو ضعيف لإبهام راويه عن عمارة بن خزيمة. وقد سلف برقم (21856) وذكَرَ هشام فيه مكان الرجل المبهم عمرو بن خزيمة المدني، وهو مجهول، فيبقى الإسناد ضعيفاً.
وأخرج حديث عروة المرسل مالك في "الموطأ" 1/ 28، وأخرجه الحميدي (432)، والطبراني (3724) من طريق سفيان بن عيينة، كلاهما (مالك وسفيان) عن هشام، بهذا الإسناد. ورواه سفيان مجموعاً مع حديث خزيمة المسنَد.
وقد روي موصولاً عن عروة بن الزبير، عن عائشة، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم وسيأتي 6/ 108.
وانظر الكلام على حديث خزيمة عند الرواية (21856).
(3)
كذا وقع في نسخنا الخطية، ولم يذكره الحافظ ابن حجر من رواية شعبة في "أطرافه" 2/ 310 - 311، بل ذكره فيه من رواية محمد بن جعفر عن سعيد بن أبي عروبة، وهو ما سلف عند المصنف برقم (21870)، ومحمد بن جعفر روى عنهما جميعاً، وكلاهما ثقة حافظ، وربما يكون قد تحرف شعبة في هذا الموضع عن سعيد، والله تعالى أعلم.
مَعْشَرٍ، [عَنِ] النَّخَعِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْجَدَلِيِّ، عَنْ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ وَلَيَالِيهِنَّ لِلْمُسَافِرِ، وَيَوْمٌ وَلَيْلَةٌ لِلْمُقِيمِ "(1).
21881 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْجَدَلِيِّ، عَنْ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: جَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ لِلْمُسَافِرِ، وَيَوْمًا وَلَيْلَةً لِلْمُقِيمِ، وَايْمُ اللهِ لَوْ مَضَى السَّائِلُ فِي مَسْأَلَتِهِ، لَجَعَلَهَا خَمْسًا (2).
21882 -
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ - وَهُوَ ابْنُ فَارِسٍ -، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيِّ صَاحِبِ الشَّهَادَتَيْنِ، عَنْ عَمِّهِ: أَنَّ خُزَيْمَةَ بْنَ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيَّ رَأَى فِي الْمَنَامِ أَنَّهُ
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات، لكن أعله بعض أهل العلم، وانظر تفصيل القول فيه عند الرواية السالفة برقم (21851). قتادة: هو ابن دعامة السدوسي، وأبو معشر: هو زياد بن كليب الحنظلي الكوفي، والنخعي: هو إبراهيم بن يزيد الكوفي الإمام.
(2)
حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير أَبي عبد الله الجدلي، فقد روى له أبو داود والترمذي والنسائي، وهو ثقة، وقد اختلف فيه على إبراهيم التيمي كما سلف بيانه عند الرواية (21853). سفيان: هو الثوري، واسم أبيه: سعيد بن مسروق.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(790)، ومن طريقه أخرجه الطبراني (3749)، والبيهقي 1/ 277.
وانظر (21851) و (21853).
سَجَدَ عَلَى جَبْهَةٍ فَأَخْبَرَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِذَلِكَ، فَاضْطَجَعَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَقَالَ:" صَدِّقْ رُؤْيَاكَ (1) " فَسَجَدَ عَلَى جَبْهَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (2).
(1) المثبت من (ظ 5)، وفي باقي النسخ:"صدق بذلك رؤياك".
(2)
إسناده ضعيف للاختلاف الذي وقع فيه على يونس بن يزيد وعلى الزهري، وابن خزيمة بن ثابت كذا وقع هنا مبهماً، وسمي في طرق ضعيفة عمارة بن خزيمة، ووقع من طريق ابن وهب عن يونس عند ابن حبان: خزيمة ابن ثابت بن خزيمة بن ثابت، أن خزيمة بن ثابت أُرِيَ
…
وخزيمة بن ثابت الحفيد مجهول، وروي عن الزهري بإسقاط أخي خزيمة منه كما سيأتي.
وأخرجه ابن سعد 4/ 380، والحارث بن أبي أسامة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(8066)، والبغوي (3285) من طريق عثمان بن عمر، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(7630) عن أبي داود الحَّراني، عن عثمان بن عمر، به. لكن وقع فيه: عن عمه أخي خزيمة قال: رأى فيما يرى النائم
…
فذكره. وظاهره أن الذي رأى الرؤيا هو أخو خزيمة. وقد وقع مثل ذلك في "الإصابة" لابن حجر 4/ 578 وعزاه لابن منده، لكن وقع في مطبوعته أخطاء واضطراب. وفي إسناد ابن منده سمي صحابي الحديث عمارة، وسماه كذلك أبو نعيم في "معرفة الصحابة"، ونقله عنهما ابن الأثير في "أسد الغابة" 4/ 136.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2088) من طريق أيوب بن سويد، عن يونس بن يزيد، به. وسمَّى ابن خزيمة عمارة، ووقع عنده التنصيص على صحبة أخي خزيمة، لكن أيوب بن سويد ضعيف. وأورده في ترجمة عمارة بن ثابت مع أنه لم يقع في روايته مسمىً.
وسيأتي الحديث برقم (21885) عن عامر بن صالح الزبيري، وفيه أيضاً التنصيص على صحبة أخي خزيمة، وسمَّى فيه ابن خزيمة عمارة، وعامر بن صالح متروك.
وقد روي الحديث عن صالح بن أبي الأخضر، عن الزهري، عن عمارة =
21883 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، حَدَّثَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنِي عُمَارَةُ بْنُ خُزَيْمَةَ الْأَنْصَارِيُّ، أَنَّ عَمَّهُ حَدَّثَهُ - وَهُوَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ابْتَاعَ فَرَسًا مِنْ أَعْرَابِيٍّ، فَاسْتَتْبَعَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِيَقْضِيَهُ ثَمَنَ فَرَسِهِ، فَأَسْرَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْمَشْيَ، وَأَبْطَأَ الْأَعْرَابِيُّ، فَطَفِقَ رِجَالٌ يَعْتَرِضُونَ الْأَعْرَابِيَّ فَيُسَاوِمُونَ بِالْفَرَسِ، لَا يَشْعُرُونَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ابْتَاعَهُ، حَتَّى زَادَ بَعْضُهُمُ الْأَعْرَابِيَّ فِي السَّوْمِ عَلَى ثَمَنِ الْفَرَسِ الَّذِي ابْتَاعَهُ بِهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَنَادَى الْأَعْرَابِيُّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ مُبْتَاعَا هَذَا الْفَرَسَ فَابْتَعْهُ، وَإِلَّا بِعْتُهُ. فَقَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حِينَ سَمِعَ نِدَاءَ الْأَعْرَابِيِّ، فَقَالَ:" أَوَلَيْسَ قَدْ ابْتَعْتُهُ مِنْكَ؟ " قَالَ الْأَعْرَابِيُّ: لَا وَاللهِ مَا بِعْتُكَ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " بَلَى قَدْ ابْتَعْتُهُ مِنْكَ " فَطَفِقَ النَّاسُ يَلُوذُونَ بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَالْأَعْرَابِيِّ وَهُمَا يَتَرَاجَعَانِ، فَطَفِقَ الْأَعْرَابِيُّ يَقُولُ: هَلُمَّ شَهِيدًا يَشْهَدُ أَنِّي بَايَعْتُكَ، فَمَنْ جَاءَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ قَالَ لِلْأَعْرَابِيِّ: وَيْلَكَ إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَكُنْ لِيَقُولَ إِلَّا حَقًّا. حَتَّى جَاءَ خُزَيْمَةُ لِمُرَاجَعَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَمُرَاجَعَةِ الْأَعْرَابِيِّ، فَطَفِقَ الْأَعْرَابِيُّ يَقُولُ: هَلُمَّ شَهِيدًا
= ابن خزيمة، عن خزيمة بن ثابت. لم يذكر أخا خزيمة فيه، وسيأتي برقم (21884). وصالح ضعيف.
وأخرجه ابن حبان (7149) من طريق عبد الله بن وهب، عن يونس بن يزيد، عن الزهري، عن خزيمة بن ثابت، أن خزيمة بن ثابت
…
وخزيمة بن ثابت الحفيد لم يرو عنه غير الزهري، ولم يوثقه غير ابن حبان 4/ 215، فهو مجهول.
وانظر (21863).
يَشْهَدُ أَنِّي بَايَعْتُكَ. قَالَ خُزَيْمَةُ: أَنَا أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَايَعْتَهُ. فَأَقْبَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى خُزَيْمَةَ فَقَالَ: " بِمَ تَشْهَدُ؟ " فَقَالَ: بِتَصْدِيقِكَ يَا رَسُولَ اللهِ. فَجَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم شَهَادَةَ خُزَيْمَةَ شَهَادَةَ رَجُلَيْنِ (1).
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عُمارة، فمن رجال السنن، وهو ثقة. أبو اليمان: هو الحكم بن نافع الحمصي، وشعيب: هو ابن أبي حمزة الأموي الحمصي، والزهري: هو محمد بن مسلم بن شهاب الإمام.
وأخرجه أبو داود (3607)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2085) و (2089)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 146، وفي "شرح مشكل الآثار"(4802)، والطبراني 22/ (946)، والحاكم 2/ 17 - 18، والبيهقي 10/ 145 - 146 من طريق أبي اليمان، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد 4/ 378 - 379، والنسائي 7/ 301 - 302، والحاكم 2/ 17 - 18، والبيهقي 10/ 145 - 146، والخطيب في "الأسماء المبهمة" ص 120 - 121، وابن بشكوال في "الأسماء المبهمة" ص 359 - 360 من طرق عن الزهري، به.
وروى ابن سعد بإثره عن الواقدي قال: لم يُسمَّ لنا أخو خزيمة بن ثابت الذي روى هذا الحديث، وكان له أَخَوان، يقال لأحدهما: وَحْوَح، ولا عقب له، والآخر عبد الله، وله عقب. قلنا: وقد سُمِّي في بعض روايات الحديث السالف قبل حديثنا هذا عُمارة، وأورد ابن أبي عاصم حديثنا هذا في ترجمة عمارة بن ثابت مع أنه لم يقع في روايته مسمى. والله أعلم.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" كما في "المطالب العالية"(4453)، والبخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 87، وابن أبي عاصم (2084)، وأبو يعلى كما في "المطالب العالية"(4454)، والطبراني في "الكبير"(3730)، والحاكم 2/ 18، والبيهقي 10/ 146، والخطيب في "الأسماء المبهمة" ص 121 - 122، وابن بشكوال ص 360 - 361، وابن الأثير في "أسد الغابة" 2/ 483 من طريق زيد ابن الحباب، عن محمد بن زرارة بن عبد الله بن خزيمة بن ثابت، عن عمارة =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ابن خزيمة بن ثابت، عن أبيه. كذا ذكره من حديث خزيمة نفسه، وسَمَّى الأعرابيَّ في هذه الرواية: سواء بن الحارث المحاربي، وعند بعضهم: سواء بن قيس، وقول النبي صلى الله عليه وسلم في آخره جاء بلفظ:"من شهد له خزيمة أو شهد عليه فحسبه". قلنا: ومحمد بن زرارة روى عنه زيد بن الحباب، ولم يذكر له راوٍ غيره، وذكره ابن حبان في "الثقات" 7/ 414، فهو مجهول.
وقد ذكر ابن حجر رواية محمد بن زرارة هذه في "الإصابة" 3/ 215، ووَهَّمَ قول من قال في اسم الأعرابي: سواء بن قيس. وقال: روى ابن شاهين وابن منده من وجه آخر عن زيد بن الحباب، عن محمد بن زرارة، عن المطلب ابن عبد الله، قال: قلت لبني الحارث بن سواء: أبوكما الذي جحد بيعة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالوا: لا تقل ذلك، فلقد أعطاه بَكْرةً -أي: ناقةً فتية- وقال له: "إن الله سيبارك لك فيها" فما أصبحنا نسوق سارحاً ولا بارحاً إلا منها. ومحمد بن زرارة مجهول كما أسلفنا.
وقد ذكر ابن بشكوال تتمة القصة بسياقة أخرى، فقال: ورواه الحارث بن أبي أُسامة، قال: حدثنا يونس بن محمد، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن أبي حفص، عن عمارة بن خزيمة بن ثابت: أن رسول الله .. فذكر نحوه وزاد: فردها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: "اللهم إن كان كذب فلا تبارك له فيها" قال: فأصبحت شاصية برجلها. يعني ماتت. قلنا: كذا وقع هذا الإسناد في المطبوع من "الأسماء المبهمة": أبو حفص، عن عمارة. فإن صح ما وقع فيه فلعل أبا حفص هذا هو سعيد بن جمهان البصري، وهو صدوق، وإلا فلم نتبين من هو. لكن يغلب على ظننا أنه محرف عن أبي جعفر، وأبو جعفر: هو عمير بن يزيد الخطمي، وهو مشهور بالرواية عن عمارة بن خزيمة، ويروي عنه حماد بن سلمة، وهو ثقة، وكذا باقي رجال الإسناد، لكن عمارة بن خزيمة تابعي، فالإسناد مرسل.
وفي الباب عن النعمان بن بشير، أخرجه الحارث بن أبي أُسامة كما في "المطالب العالية"(4455)، وفي إسناده مجالد بن سعيد، وهو ضعيف. =
21884 -
حَدَّثَنَا سَكَنُ بْنُ نَافِعٍ (1) أَبُو الْحَسَنِ الْبَاهِلِيُّ، حَدَّثَنَا صَالِحٌ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي الْأَخْضَرِ -، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي عُمَارَةُ بْنُ خُزَيْمَةَ، أَنَّ خُزَيْمَةَ رَأَى فِي الْمَنَامِ أَنَّهُ يَسْجُدُ عَلَى جَبْهَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَأَتَى خُزَيْمَةُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَهُ (2)، قَالَ: فَاضْطَجَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَالَ لَهُ:" صَدِّقْ رُؤْيَاكَ " فَسَجَدَ عَلَى جَبْهَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (3).
= وعن زيد بن ثابت في حديث جمع القرآن، وفيه قوله رضي الله عنه: فقدت آيةً من سورة الأحزاب
…
فلم أجدها مع أحدٍ إلا مع خزيمة بن ثابت الأنصاري الذي جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم شهادته شهادة رجلين، وقد سلف برقم (21640)، وأخرجه البخاري (2807) و (4784).
وعن أنس بن مالك عند البزار (2802 - كشف الأستار)، وأبي يعلى (2953) في تفاخر الأوس والخزرج، وفيه أن الأوس قالت: ومنا من أجيزت شهادته بشهادة رجلين: خزيمة بن ثابت. وإسناده قوي.
قال الخطابي في "معالم السنن" 4/ 173: هذا الحديث يضعه كثير من الناس غير موضعه، وقد تذرع به قوم من أهل البدع إلى استحلال الشهادة لمن عرف عنده بالصدق في كل شيء ادعاه، وإنما وجه الحديث ومعناه: أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما حكم على الأعرابي بعلمه، إذ كان النبي صلى الله عليه وسلم صادقاً باراً في قوله، وجرت شهادة خزيمة في ذلك مجرى التوكيد لقوله، والاستظهار بها على خصمه، فصارت في التقدير شهادته له وتصديقه إياه على قوله كشهادة رجلين في سائر القضايا.
(1)
تحرف في (م)، والأصول الخطية إلى: سكن بن رافع بالراء، والتصويب من "أطراف المسند" 2/ 309، ومن مصادر ترجمته.
(2)
في (ظ 5): فحدثه.
(3)
إسناده ضعيف، صالح بن أبي الأخضر ضعيف، وسكن بن نافع روى =
21885 -
حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ صَالِحٍ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيِّ - وَخُزَيْمَةُ الَّذِي جَعَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم شَهَادَتَهُ شَهَادَةَ رَجُلَيْنِ -، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: فَأَخْبَرَنِي عُمَارَةُ بْنُ خُزَيْمَةَ، عَنْ عَمِّهِ - وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَنَّ خُزَيْمَةَ بْنَ ثَابِتٍ رَأَى فِي النَّوْمِ أَنَّهُ يَسْجُدُ عَلَى جَبْهَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَجَاءَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَ ذَلِكَ، فَاضْطَجَعَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَسَجَدَ عَلَى جَبْهَتِهِ (1).
= عنه جمع، وقال أبو حاتم: شيخ. وقد وقع فيه اختلاف كثير بيناه عند الرواية (21882).
(1)
إسناده ضعيف جداً، عامر بن صالح الزبيري متروك، وفيه اختلاف بيناه فيما سلف برقم (21882)، وانظر ما قبله.
حَدِيثُ أَبِي بَشِيرٍ الْأَنْصَارِيِّ
(1)
21886 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حَبِيبٍ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي بَشِيرٍ وَابْنَةَ أَبِي بَشِيرٍ، يُحَدِّثَانِ عَنْ أَبِيهِمَا، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ فِي الْحُمَّى:" أَبْرِدُوهَا بِالْمَاءِ، فَإِنَّهَا مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ "(2).
21887 -
حَدَّثَنَا رَوْحٌ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ، أَنَّ أَبَا بَشِيرٍ الْأَنْصَارِيَّ أَخْبَرَهُ: أَنَّهُ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ، فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَسُولًا:" لَا يَبْقَيَنَّ فِي رَقَبَةِ بَعِيرٍ قِلَادَةٌ مِنْ وَتَرٍ، وَلَا قِلَادَةٌ، إِلَّا قُطِعَتْ ".
(1) قال السندي: أبو بشير -بفتح أوله، وكسر المعجمة- أنصاري ساعدي، ويقال: مازني، أو حارثي، قيل: لا يُعرف اسمه، وقيل: اسمُه قيسُ ابن عُبيد. نقل عن الواقدي: أنه شهد أُحُداً وهو غلام. وأورده ابن سعد في طبقة من شهد الخندق. وقال خليفة: إنه مات بعد الحَرَّة، وكان عُمِّرَ طويلاً.
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، ابن أبي بشير وابنته مجهولان لا يعرفان، وباقي رجاله ثقات. محمد بن جعفر: هو الهُذَلي البصري المعروف بغُندَر، وشعبة: هو ابن الحجاج العتكي الواسطي، وحبيب الأنصاري: هو ابن زيد بن خَلَّاد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (752) من طريق معاذ بن معاذ العَنْبري، عن شعبة بن الحجاج، بهذا الإسناد. ولم يذكر فيه:"ابن أبي بشير".
وفي الباب عن ابن عباس سلف في مسنده برقم (4649)، وعن ابن عمر سلف في مسنده أيضاً برقم (4719)، وانظر تتمة شواهده وشرحه هناك.
قَالَ إِسْمَاعِيلُ: قَالَ: وَأَحْسِبُهُ قَالَ: وَالنَّاسُ فِي مِيَاهِهِمْ (1)(2).
(1) تحرفت في (م) إلى: "صيامهم".
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين من جهة روح -وهو ابن عبادة القَيْسي البصري- وعلى شرط مسلم من جهة إسماعيل بن عمر الواسطي. مالك: هو ابن أنس الأصبحي الإمام، وعبد الله بن أبي بكر: هو ابن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري.
وهو في "موطأ مالك" برواية يحيى بن يحيى الليثي 2/ 937، وفي "موطئه" برواية أبي مصعب الزهري (1971)، ومن طريقه أخرجه ابن أبي شيبة 12/ 484، والبخاري (3005)، ومسلم (2115)، وأبو داود (2552)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2159)، والنسائي في "الكبرى"(8808)، وأبو عوانة في اللباس كما في "إتحاف الخيرة" 14/ 33، والطحاوي في "شرح
معاني الآثار" 4/ 325، وفي "شرح مشكل الآثار" (324) و (325)، وابن حبان (4698)، والطبراني 22/ (750)، والبيهقي 5/ 254، وابن عبد البر في "التمهيد" 17/ 160، والبغوي (2679)، وابن الأثير في "أسد الغابة" 6/ 33، والمزي في ترجمة أبي بشير الأنصاري من "تهذيبه" 33/ 80. ووقع عند النسائي وحده: "أن رجلاً من الأنصار" بدل: "عن أبي بشير الأنصاري"، وسمّى ابنُ عبد البر في روايته الرسولَ الذي أرسله النبيُّ صلى الله عليه وسلم بذلك: زيدَ بن حارثة مولى النبي صلى الله عليه وسلم. وزادوا جميعاً في روايتهم خلا ابن أبي شيبة والبخاري: قال مالك: أُرى ذلك من أجل العَيْن.
وقوله: قال إسماعيل: قال
…
إلخ، القائل: هو عبد الله بن أبي بكر شيخ مالك بن أنس فيه كما وقع التصريح به في معظم الروايات السالفة، وجاء في بعضها: والناس في مقيلهم، وفي بعضها الآخر: في مبيتهم، وليس في شيء منها: في مياههم.
قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" 6/ 142: قال ابن الجوزي: وفي المراد بالأَوتار ثلاثة أقوال: أحدها: أنهم كانوا يقلدون الإبل أوتار القِسِيِّ، لئلا تصيبها العين بزعمهم، فأمروا بقطعها إعلاماً بأن الأوتار لا ترد من أمر الله =
21888 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي حَبَّانُ بْنُ وَاسِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدٍ وَأَبِي بَشِيرٍ الْأَنْصَارِيِّ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى بِهِمْ ذَاتَ يَوْمٍ، فَمَرَّتْ امْرَأَةٌ بِالْبَطْحَاءِ، فَأَشَارَ إِلَيْهَا رَسُولُ اللهِ
= شيئاً، وهذا قول مالك.
قلت -القائل هو الحافظ ابن حجر-: وقع ذلك متصلاً بالحديث من كلامه في "الموطأ" 2/ 937، وعند مسلم (2115)، وأبي داود (2552)، وغيرهما: قال مالك: أرى أن ذلك من أجل العين. ويؤيده حديث عقبة بن عامر -رفعه-: "مَنْ علق تَميمةً، فلا أتم الله له" أخرجه أبو داود أيضاً (قلنا: ليس هو في "سنن أبي داود"، وهو عند أحمد برقم (17404) و (17422)، وانظر تمام تخريجه فيه).
والتميمة: ما علق من القلائد خشية العين، ونحو ذلك، قال ابن عبد البر: إذا اعتقد الذي قلدها أنها ترد العين، فقد ظنَّ أنها ترد القدر، وذلك لا يجوز اعتقاده.
ثانيها: النهي عن ذلك لئلا تختنق الدابة بها عند شدة الركض، ويحكى ذلك عن محمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة، وكلام أبي عبيد يرجحه، فإنه قال: نهى عن ذلك لأن الدواب تتأذى بذلك ويضيق عليها نفسها ورعيها، وربما تعلقت بشجرة، فاختنقت، أو تعوقت عن السير.
ثالثها: أنهم كانوا يعلقون فيها الأجراس، حكاه الخطابي. وعليه يدل تبويب البخاري، وقد روى أبو داود (2554)، والنسائي (8811) من حديث أم حبيبة أم المؤمنين مرفوعاً:"لا تصحب الملائكة رفقة فيها جرس" وأخرجه النسائي 8/ 180 من حديث أم سلمة أيضاً، والذي يظهر أن البخاري أشار إلى ما ورد في بعض طرقه، فقد أخرجه الدارقطني من طريق عثمان بن عمر المذكور (يعني عن مالك ابن أنس) بلفظ:"لا تبقين قلادة من وتر ولا جرس في عنق بعيرٍ إلا قطع".
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تَأَخَّرِي، فَرَجَعَتْ حَتَّى صَلَّى، ثُمَّ مَرَّتْ (1).
* 21889 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنِي مَخْرَمَةُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ نَافِعٍ، قَالَ: رَآنِي أَبُو بَشِيرٍ الْأَنْصَارِيُّ صَاحِبُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا أُصَلِّي صَلَاةَ الضُّحَى حِينَ طَلَعَتِ الشَّمْسُ، فَعَابَ ذَلِكَ عَلَيَّ، وَنَهَانِي، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَا تُصَلُّوا حَتَّى تَرْتَفِعَ الشَّمْسُ، فَإِنَّهَا تَطْلُعُ فِي (2) قَرْنَيِ الشَّيْطَانِ "(3).
(1) إسناده حسن، ابن لهيعة -وهو عبد الله بن لهيعة بن عقبة الحضرمي المصري- وإن ضُعِّفَ، رواية عبد الله بن المبارك عنه مقبولة. علي بن إسحاق: هو السُّلمي المروزي، وحَبَّان بن واسع: هو ابن حَبَّان بن منقذ الأنصاري المازني، وعبد الله بن زيد: هو ابن عاصم الأنصاري المازني الصحابي.
وأخرجه الشاشي (1531) من طريق يحيى بن عبد الحميد، عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد. إلا أنه قال:"وأبي اليَسر" بدل: "وأبي بشير".
وأخرجه الدولابي في "الكنى والأسماء" 1/ 18 من طريق عبد الله بن يزيد المقرئ، والطبراني في "الكبير" 22/ (751) من طريق يحيى بن بكير، كلاهما عن عبد الله بن لهيعة، به. ووقع في مطبوع "الكنى والأسماء" خطأ يستدرك من هنا.
وفي باب منع المار بين يدي المصلي عن ابن عمر، سلف في مسنده برقم (5585)، وعن أبي سعيد الخدري، سلف في مسنده أيضاً برقم (11299).
(2)
وقع في (م): "بين"، والمثبت من (ظ 3) و (ر).
(3)
صحيح لغيره، وهذا إسناد محتمل للتحسين من أجل سعيد بن نافع الأنصاري، فقد روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وابن شاهين في "تاريخ أسماء الثقات"، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح، وقد اختلف =
حَدِيثُ هَزَّالٍ
(1)
21890 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، أَخْبَرَنِي يَزِيدُ بْنُ نُعَيْمِ بنِ هَزَّالٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ مَاعِزُ بْنُ مَالِكٍ فِي حِجْرِ أَبِي، فَأَصَابَ جَارِيَةً مِنَ الْحَيِّ، فَقَالَ لَهُ أَبِي: ائْتِ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَخْبِرْهُ بِمَا صَنَعْتَ، لَعَلَّهُ يَسْتَغْفِرُ لَكَ. وَإِنَّمَا يُرِيدُ بِذَلِكَ رَجَاءَ أَنْ يَكُونَ لَهُ مَخْرَجٌ، فَأَتَاهُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي زَنَيْتُ، فَأَقِمْ عَلَيَّ كِتَابَ
= في تسمية صحابيه، فقيل:"أبو بشير"، وقيل:"أبو اليسر"، وقيل:"أبو هبيرة"، والصحيح: أنه أبو بشير الأنصاري. عبد الله: هو ابن وهب القرشي المصري، ومخرمة: هو ابن بُكير بن عبد الله بن الأشجِّ.
وأخرجه البزار في "مسنده"(2304) عن محمد بن عبد الرحيم، وأبو يعلى في "مسنده الكبير" كما في "إتحاف الخيرة"(1276)، وفي "الصغير"(1572)، ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" 6/ 317 - 318، كلاهما (محمد بن عبد الرحيم وأبو يعلى) عن هارون بن معروف، بهذا الإسناد. وسمى محمد بن عبد الرحيم صحابيه:"أبا اليسر"، وسماه أبو يعلى:"أبا هُبيرة الأنصاري".
وأخرجه البخاري تعليقاً في "الكنى" ص 15 عن أحمد بن عيسى، والطبراني في "الأوسط"(6520) من طريق أبي الطاهر أحمد بن عمرو بن السرح، كلاهما عن عبد الله بن وهب، به.
وفي الباب عن ابن عمر سلف في مسنده برقم (4612)، وقد استوفينا ذكر شواهده هناك.
(1)
هَزَّال، بتشديد الزاي: هو ابن يزيد الأَسْلمي، له صحبة، ذكره ابن سعد في طبقة الخَنْدقِيِّينَ.
اللهِ. فَأَعْرَضَ عَنْهُ، فَعَادَ (1)، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي زَنَيْتُ، فَأَقِمْ عَلَيَّ كِتَابَ اللهِ. فَأَعْرَضَ عَنْهُ (2)، ثُمَّ أَتَاهُ الثَّالِثَةَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي زَنَيْتُ، فَأَقِمْ عَلَيَّ كِتَابَ اللهِ. ثُمَّ أَتَاهُ الرَّابِعَةَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي زَنَيْتُ، فَأَقِمْ عَلَيَّ كِتَابَ اللهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" " إِنَّكَ قَدْ قُلْتَهَا أَرْبَعَ مَرَّاتٍ، فَبِمَنْ؟ " (3) قَالَ: بِفُلَانَةَ. قَالَ: " هَلْ ضَاجَعْتَهَا؟ " قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: " هَلْ بَاشَرْتَهَا؟ " قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: " هَلْ جَامَعْتَهَا؟ " قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَأَمَرَ بِهِ أَنْ يُرْجَمَ، قَالَ: فَأُخْرِجَ بِهِ إِلَى الْحَرَّةِ، فَلَمَّا رُجِمَ، فَوَجَدَ مَسَّ الْحِجَارَةِ، جَزَعَ، فَخَرَجَ يَشْتَدُّ، فَلَقِيَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ أُنَيْسٍ وَقَدْ أَعْجَزَ أَصْحَابَهُ، فَنَزَعَ لَهُ بِوَظِيفِ بَعِيرٍ، فَرَمَاهُ بِهِ، فَقَتَلَهُ، قَالَ: ثُمَّ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ:" هَلَّا تَرَكْتُمُوهُ لَعَلَّهُ يَتُوبُ، فَيَتُوبَ اللهُ عَلَيْهِ ".
قَالَ هِشَامٌ: فَحَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ نُعَيْمِ بْنِ هَزَّالٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِأَبِي حِينَ رَآهُ: " وَاللهِ يَا هَزَّالُ، لَوْ كُنْتَ سَتَرْتَهُ بِثَوْبِكَ، كَانَ خَيْرًا مِمَّا صَنَعْتَ بِهِ "(4).
(1) جاء مكان قوله: "فعاد" في (م): "ثم أتاه الثانية"، وما أثبتناه من الأصول الخطية.
(2)
قوله: "فأعرض عنه" ليس في (م)، واستدركناه من الأصول الخطية.
(3)
كذا في (ظ 5) ونسخة بهامش (ر)، وفي (م) و (ر):"فيمن".
(4)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، نعيم بن هزال بن يزيد الأَسْلمي مختلف في صحبته، وقد روى عنه ابنه يزيد ومحمد بن المنكدر، وذكره ابن =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= حبان في "الثقات"، وابنه يزيد بن نعيم وهشام بن سعد المدني صدوقان حسنا الحديث. وكيع: هو ابن الجراح الرُّؤَاسي الكوفي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 71 - 72، وأبو داود (4419)، وابن عبد البر في "التمهيد" 23/ 126 من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد. وليس في رواية ابن أبي شيبة وأبي دواد قول هشام بن سعد: "فحدثني
…
إلخ". ورواية ابن عبد البر مختصرة.
وأخرجه مختصراً النسائي في "الكبرى"(7279) من طريق عكرمة بن عمار، عن يزيد بن نعيم بن هزال، عن أبيه: أن هزالاً حدثه: أن ماعزاً -وهو نسيب لهزال- وقع على نسيبة هزال، وأن هزالاً لم يزل بماعز يأمره أن يعترف ويتوب، حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فامر رسول الله صلى الله عليه وسلم برجمه.
وأخرجه عبد الرزاق إثر الحديث (13342) من طريق يحيى بن سعيد، عن نعيم بن عبد الله بن هزال: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لهزال: "لو سترته بثوبك لكان خيراً لك" قال: وهزال الذي كان أمره أن يأتي النبي صلى الله عليه وسلم فيخبره.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(7278)، وابن عبد البر في "التمهيد" 23/ 125 من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري، والدولابي في "الكنى والأسماء" 1/ 105، والطبراني في "الكبير" 22/ (531) من طريق عكرمة بن عمار، كلاهما عن يزيد بن نعيم بن هزال، عن جده هزال بن يزيد الأسلمي. ولفظ حديث يحيى بن سعيد الأنصاري: أنه كان أمر ماعزاً أن يأتي النبي صلى الله عليه وسلم فيخبره بحديثه، فأتى ماعز، فأخبره، فأعرض عنه وهو يردد ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبعث إلى قومه، فسألهم:"أبه جنون؟ " قالوا: لا. فسأل عنه: "أثيب، أم بكر؟ " قالوا: ثيب. فأمر به فرجم، ثم قال:"يا هزال، لو سترته كان خيراً لك". وحديث عكرمة بن عمار عند الدولابي مختصر بلفظ: "أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: يا هزال، أما إنك لو سترته بردائك لكان خيراً لك" قالها مرتين أو ثلاثاً، يعني ماعزاً.
21891 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبَانُ - يَعْنِي ابْنَ يَزِيدَ (1) الْعَطَّارَ - حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ هَزَّالٍ: أَنَّ هَزَّالًا كَانَ اسْتَأْجَرَ (2) مَاعِزَ بْنَ مَالِكٍ، وَكَانَتْ لَهُ جَارِيَةٌ يُقَالُ لَهَا: فَاطِمَةُ، قَدْ أًمْلَكَتْ، وَكَانَتْ تَرْعَى
= وسيأتي الحديث مطولاً ومختصراً بالأرقام (21891) و (21892) و (21893) و (21894) و (21895).
وأخرجه مرسلاً مالك في "موطئه" 2/ 821، ومن طريقه النسائي في "الكبرى"(7277) عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب قال: بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل من أسلم -يقال له: هزال-: "يا هزال، لو سترته بردائك لكان خيراً لك". قال يحيى بن سعيد: فحدثت بهذا الحديث في مجلس فيه يزيد بن نعيم بن هزال الأسلمي، فقال يزيد: هزال جدي، وهذا الحديث حق.
وقصة رجم ماعز بن مالك قد رواها جمع من الصحابة رضوان الله عليهم، منهم: أبو هريرة، وقد سلف حديثه في مسنده برقم (7849)، وذكرنا أحاديث الباب هناك.
وفي باب ستر المسلم عن ابن عمر سلف في مسنده برقم (5646)، وعن أبي هريرة سلف برقم (7427)، وعن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم سلف (16596)، وعن مسلمة بن مخلد سلف (16960)، وعن عقبة بن عامر سلف (17331)، وعن عائشة سيأتي (25121).
وقوله: "بوَظِيف بَعير": الوظيف لكل ذي أربع: ما فوق الرُّسْغ إلى مِفْصل الساق، والوَظِيف في يدي البعير: من رُسْغيه إلى ركبتيه، وأما في رجليه: فمن رُسْغيه إلى عُرْقوبيه. والجمع: أَوْظِفَةٌ ووُظُف.
(1)
تحرفت في (م) إلى: "زيد".
(2)
كذا في (م) وسائر الأصول الخطية، ووقع في روايتي النسائي والطحاوي الآتيتين في تخريج الحديث:"استرجم" وهو الأشبه بالصواب.
غَنَمًا لَهُمْ، وَإِنَّ مَاعِزًا وَقَعَ عَلَيْهَا، فَأَخْبَرَ هَزَّالًا (1) فَخَدَعَهُ، فَقَالَ: انْطَلِقْ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبِرْهُ، عَسَى أَنْ يَنْزِلَ فِيكَ قُرْآنٌ، فَأَمَرَ بِهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَرُجِمَ، فَلَمَّا عَضَّتْهُ مَسُّ الْحِجَارَةِ، انْطَلَقَ يَسْعَى، فَاسْتَقْبَلَهُ رَجُلٌ بِلَحْيِ جَزُورٍ - أَوْ سَاقِ بَعِيرٍ -، فَضَرَبَهُ بِهِ، فَصَرَعَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" وَيْلَكَ يَا هَزَّالُ، لَوْ كُنْتَ سَتَرْتَهُ بِثَوْبِكَ، كَانَ خَيْرًا لَكَ "(2).
21892 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ نُعَيْمٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ مَاعِزَ بْنَ مَالِكٍ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: أَقِمْ عَلَيَّ كِتَابَ اللهِ. فَأَعْرَضَ عَنْهُ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ أَمَرَ بِرَجْمِهِ، فَلَمَّا مَسَّتْهُ
(1) وقع في (ظ 5) و (ر): "فأخذ هزال"، والمثبت من (م).
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن كسابقه، إلا أن حَبَّان بن هلال عند النسائي وأبا الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي عند الطحاوي كما سيأتي في تخريج الحديث، خالفا عفان بن مسلم الصَّفَّار في روايته، فقالا:"عن يزيد بن نعيم بن هزال" بدل "عن نعيم بن هزال" وهو الأولى بالصواب، وعلى هذا فالحديث مرسل؛ لأن يزيد ابن نعيم بن هزال روايته عن جده مرسلة.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(7280) من طريق حَبَّان بن هلال، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4944) من طريق أبي الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي، كلاهما عن أبان بن يزيد العطار، بهذا الإسناد. إلا أنهما قالا:"عن يزيد بن نعيم بن هزال" مكان: "عن نعيم بن هزال".
وانظر ما قبله.
وقوله: "بلَحْي جَزُور" بفتح فسكون: هو العظم الذي تنبت عليه الأسنان.
الْحِجَارَةُ - قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: وَقَالَ مَرَّةً: فَلَمَّا عَضَّتْهُ (1) - جَزَعَ (2)، فَخَرَجَ يَشْتَدُّ، وَخَرَجَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أُنَيْسٍ - أَوْ أَنَسُ - مِنِ نَادِيهِ (3)، فَرَمَاهُ بِوَظِيفِ حِمَارٍ، فَصَرَعَهُ، فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَحَدَّثَهُ بِأَمْرِهِ، فَقَالَ:" هَلَّا تَرَكْتُمُوهُ، لَعَلَّهُ أَنْ يَتُوبَ فَيَتُوبَ اللهُ عَلَيْهِ " ثُمَّ قَالَ: " يَا هَزَّالُ، لَوْ سَتَرْتَهُ بِثَوْبِكَ، كَانَ خَيْرًا لَكَ "(4).
21893 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ (5)، أَخْبَرَنِي يَزِيدُ بْنُ نُعَيْمِ بْنِ هَزَّالٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ مَاعِزَ بْنَ مَالِكٍ كَانَ فِي حِجْرِهِ، فَلَمَّا فَجَرَ، قَالَ لَهُ: ائْتِ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبِرْهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَهُ وَلَقِيَهُ:
(1) زاد في (م): "الحجارة".
(2)
تحرفت في (م) إلى: "أجزع".
(3)
وقع في (م): "بن نادية"، وهو تحريف.
(4)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن كسابقه. سفيان: هو ابن سعيد الثوري الكوفي.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(7274) من طريق محمد بن بشار، عن عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولاً ومختصراً ابن أبي شيبة 10/ 78 - 79، وأبو داود (4377)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2393)، والنسائي في "الكبرى"(7205)، وابن قانع "معجم الصحابة" 3/ 150، والحاكم 4/ 363، والبيهقي 3/ 330 و 8/ 219 و 228 من طرق عن سفيان بن سعيد الثوري، به.
وانظر (21890).
(5)
تحرف في (م) إلى: "هشام بن سعيد".
" يَا هَزَّالُ، أَمَا لَوْ كُنْتَ سَتَرْتَهُ بِثَوْبِكَ، لَكَانَ خَيْرًا مِمَّا صَنَعْتَ بِهِ "(1).
21894 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ هَزَّالٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ ذَكَرَ شَيْئًا مِنْ أَمْرِ مَاعِزٍ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ له (2) رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" لَوْ كُنْتَ سَتَرْتَهُ بِثَوْبِكَ، كَانَ خَيْرًا لَكَ "(3).
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، والضمير في قوله في الحديث:"في حجره" لا يعود على نعيم بن هزال كما هو ظاهر الرواية، وإنما على أبيه هزال، فقد سلف على الصواب بهذا الإسناد نفسه برقم (21890).
(2)
لفظة: "له" ليست في (م).
(3)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، ابن هزال -وهو نعيم بن هزال بن يزيد الأسلمي- مختلف في صحبته، وقد روى عنه محمد بن المنكدر وابنه يزيد، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه فقد روى له النسائي. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد العنبري البصري، وشعبة: هو ابن الحجاج العتكي البصري، ويحيى بن سعيد: هو ابن قيس الأنصاري المدني.
وأخرجه البيهقي 8/ 330 - 331، وابن عبد البر 23/ 126 من طريقين عن شعبة بن الحجاج، بهذا الإسناد.
وأخرجه بأتم مما هنا ابن عبد البر 23/ 125 من طريق عبد الله بن صالح، عن الليث، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن المنكدر، عن هزال: أنه أمر ماعزاً الأسلمي أن يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيخبره بحديثه، فذكره.
وأخرجه أيضاً بأتم مما هنا الطبراني 22/ (530) من طريق عبد الله بن صالح، عن الليث بن سعد، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن المنكدر، عن يزيد بن نعيم بن هزال، عن جده. =
21895 -
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ هَزَّالٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهُ:" وَيْحَكَ يَا هَزَّالُ، لَوْ سَتَرْتَهُ - يَعْنِي مَاعِزًا - بِثَوْبِكَ، كَانَ خَيْرًا لَكَ "(1).
= وأخرجه ابو داود (4378)، ومن طريقه البيهقي 8/ 331 من طريق حماد ابن زيد، عن يحيى بن سعيد، عن ابن المنكدر: إن هزالاً أمر ماعزاً أن يأتي النبي صلى الله عليه وسلم فيخبره.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(7276) من طريق عبد الله بن المبارك، والبيهقي 8/ 331 من طريق سليمان بن بلال، كلاهما عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن المنكدر: أن رجلاً اسمه هزال هو الذي أشار عليه أن يأتي النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:"يا هزال لو سترته بردائك، كان خيراً لك". قال يحيى: فذكرت هذا الحديث لابن ابنه يزيد بن نعيم بن هزال، فقال: هو جدي، قد كان هذا.
وانظر (21890).
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن كسابقه.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(7275) عن العباس بن عبد العظيم، والحاكم 4/ 363 من طريق إبراهيم بن مرزوق، كلاهما عن أبي داود سليمان بن داود الطيالسي، بهذا الإسناد. وزاد الحاكم في آخره: قال يحيى بن سعيد: فذكرت هذا الحديث في مجلس فيه يزيد بن نعيم بن هزال، فقال يزيد: هذا الحديث حق، وهو حديث جدي.
وانظر (21890).
حَدِيثُ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ
(1)
(1) أبو واقد الليثي: مِن بني ليث بن بكرِ بن عبد مناة بنِ كنانة بن خُزيمة، واختلف في اسمه؛ فقيل: الحارثُ بن عوف، وقيل: عوفُ بن الحارث، وقيل: الحارثُ بن مالك.
قال البخاري وابنُ حبان وأبو أحمد الحاكم والباوَرْديُّ: إنه شهد بدراً. وقال ابن عبد البر: قيل: شهد بدراً ورَدَّه الذهبي في "تجريد أسماء الصحابة"، فقال: ليس بشيء. وقال المزي: في شهودِه بدراً نظرٌ. وقال ابن حجر في "الإصابة": لا يَثبُتُ.
وقد أنكر أبو نُعيم فيما نقله ابن حجر على مَن قال: إنه شهد بَدراً، وقال: بل أسلم عامَ الفتح، أو قبلَ الفتح، وقد شهد على نفسه أنه كان بحُنين، وقال: ونحن حديثو عهدٍ بكُفْرٍ. قلنا: سيأتي خروجُه مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى حُنين في "مسنده" برقم (21897) و (21900) و (21902)، وإسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد وقع في بعض روايات الحديث خارج "المسند": أنهم كانوا حديثي عهد بكفر. ووقع في الرواية الثانية في "المسند": قال أبو واقد: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قِبَلَ حُنين، فمَرَرْنا بسِدْرة، فقلت: يا نبيَّ الله، اجعل لنا هذه ذات أنْواطٍ كما للكفارِ ذاتُ أنواطٍ. وهذا يُقوِّي أن أبا واقدٍ كان حديثَ عهدٍ بكفرٍ، وإلا لما قال ما قال.
وأخرج ابن منده بسند صححه ابنُ حجر عن سِنان بن أبي سِنان الدُّؤَلي: أن أبا واقد الليثي أَسْلَم يومَ الفتح.
ومستند من قال: إنه شهد بدراً كما قال ابن حجر: ما رواه يونس بن بُكَير في "مغازي ابن إسحاق" عنه، عن أبيه، عن رجل من بني مازن، عن أبي واقد، قال: إني لأَتبعُ رجلاً من المشركين يومَ بدر لأَضْرِبَه بسيفي، فوقع رأسُه قبل أن يَصِلَ إليه سيفي، فعَرفْتُ أن غيري قتلَه. قلنا: وهذا إسناد ضعيف لجهالة الرجل من بني مازن. =
21896 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ سَأَلَ أَبَا وَاقِدٍ اللَّيْثِيَّ: بِمَ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِي الْعِيدِ؟ قَالَ: كَانَ يَقْرَأُ (1) بِـ {قَ} وَ {اقْتَرَبَتْ} (2).
= عداده في أهل المدينة، وكان خرج إلى مكة، فجاور بها سنة، ومات بها.
وقد اختُلِفَ في سنة وفاته وسِنِّه الذي توُفِّيَ فيه، فقيل: مات سنة ثمان وستين وله خمس وستون سنة، وقيل: وله خمس وثمانون سنة، وقيل: وسِنُّه سبعون سنة، وقيل: وهو ابن خمس وسبعين. وقيل: مات سنة خمس وستين. وقيل: سنة خمس وثمانين. وقيل: في خلافة معاوية. وصحح ابن حجر في "التقريب" أنه توفي سنة ثمان وستين وهو ابن خمس وثمانين.
انظر "تجريد أسماء الصحابة" 2/ 210، و"التاريخ الكبير" 2/ 258، و"تهذيب الكمال" 34/ 386 - 387، و"سير أعلام النبلاء" 2/ 574 - 576، و"الإصابة" 7/ 455 - 457، و"الاستيعاب" 4/ 211 - 212، و"أسد الغابة" 6/ 325 - 326.
(1)
قوله: "كان يقرأ" ليست في الأصول الخطية.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد -وإن كان ظاهره الانقطاع- قد صرَّح فليح بن سليمان باتصاله في الرواية الآتية برقم (21911)، فقد رواه عن ضمرة ابن سعيد، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن أبي واقد الليثي، قال: سألني عمر، فذكره. وعبيد الله قد أدرك أبا واقد الليثي بلا شك، وسماعه منه غير مدفوع. وقد قوى اتصاله البيهقي والنووي وابن حزم وابن عبد البر. مالك: هو ابن أنس الأصبحي المدني الإمام، وعبيد الله بن عبد الله: هو ابن عتبة بن مسعود الهُذَلي المدني.
وهو في "موطأ مالك" 1/ 180، ومن طريق مالك أخرجه الشافعي في "مسنده" 1/ 158، وعبد الرزاق (5703)، ومسلم (891)(14)، وأبو داود (1154)، والترمذي (534)، والفريابي في "أحكام العيدين"(138) و (139)، والنسائي في "الكبرى"(11550)، وابن المنذر في "الأوسط" 4/ 283، والطحاوي في =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= "شرح معاني الآثار" 1/ 414، وابن حبان (2820)، والطبراني في "الكبير"(3305)، والدارقطني 2/ 45 - 46، وابن حزم في "المحلى" 5/ 82، والبيهقي 3/ 294، والبغوي (1107). وقال الترمذي: حسن صحيح.
وأخرجه عبد الرزاق (5703)، والحميدي (849)، وابن أبي شيبة 2/ 176، وابن ماجه (1282)، والترمذي (535)، والنسائي في "المجتبى" 3/ 183 - 184، وأبو يعلى (1443) و (1446)، والطبراني (3305) من طريق سفيان بن عيينة، عن ضمرة بن سعيد، به. وتحرف "ضمرة" في مطبوع "ابن أبي شيبة" إلى "حمزة"، و"عُبيد الله بن عبد الله بن عتبة" إلى:"عبيد الله بن عبد الله بن عيينة".
وسيأتي الحديث من طريق فليح بن سليمان، عن ضمرة بن سعيد برقم (21911).
وأخرجه الطحاوي 4/ 343، والطبراني (3298) من طريق سعيد بن كثير بن عفير، عن ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة بن الزبير، عن أبي واقد الليثي وعائشة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بالناس يوم الفطر والأضحى، فكبر في الأولى سبعاً، وقرأ {ق وَالقُرْآنِ المَجِيدِ} ، وفي الثانية خمساً، وقرأ {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ القَمَرُ} .
وأخرجه الدارقطني 2/ 46، والحاكم 1/ 298 من طريق إسحاق بن عيسى، عن ابن لهيعة، عن خالد بن يزيد، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكبر في العيدين اثنتي عشرة تكبيرة سوى تكبيرة الاستفتاح، يقرأ بـ {ق وَالقُرْآنِ المَجِيدِ} ، و {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ} . وفي إسنادهما عبد الله بن لهيعة، وهو سيئ الحفظ، وقد اضطرب في هذا الحديث.
وأخرجه عبد الرزاق (5701)، وابن أبي شيبة 2/ 176 من طريق إبراهيم ابن ميسرة، وعبد الرزاق (5702) عن معمر بن راشد وعبد الملك بن عبد العزيز ابن جريج، عن عبد الله بن طاووس، وابن أبي شيبة 2/ 176 عن سفيان بن عيينة، عن عبد الله بن طاووس، كلاهما (إبراهيم بن ميسرة وعبد الله بن طاووس) عن طاووس مرسلاً: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الصلاة يوم العيد =
21897 -
حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ - يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ - حَدَّثَنِي عُقَيْلُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سِنَانِ بْنِ أَبِي سِنَانٍ الدُّؤَلِيِّ ثُمَّ الْجُنْدَعِيِّ (1)، عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ: أَنَّهُمْ خَرَجُوا عَنْ مَكَّةَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى حُنَيْنٍ، قَالَ: وَكَانَ لِلْكُفَّارِ سِدْرَةٌ يَعْكُفُونَ عِنْدَهَا، وَيُعَلِّقُونَ بِهَا أَسْلِحَتَهُمْ، يُقَالُ لَهَا: ذَاتُ أَنْوَاطٍ، قَالَ: فَمَرَرْنَا بِسِدْرَةٍ خَضْرَاءَ عَظِيمَةٍ، قَالَ: فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، اجْعَلْ لَنَا ذَاتَ أَنْوَاطٍ! فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " قُلْتُمْ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ كَمَا قَالَ قَوْمُ مُوسَى: {اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةً قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ}
= {ق} و {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ} . وهذا لفظ رواية معمر وابن جريج، ولفظ رواية إبراهيم بن ميسرة: كان يقرأ في الصلاة يوم الفطر {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ} ، ولفظ رواية سفيان بن عيينة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ في العيد بـ {ق} . ووقع في مطبوع "مصنفي" عبد الرزاق وابن أبي شيبة في الموضعين الأخيرين: "عن طاووس، عن أبيه" بدل: "عن عبد الله بن طاووس، عن أبيه"، ويغلب على ظننا أنه خطأ.
(1)
كذا وقع في هذه الرواية: "الجُنْدَعي"، وهو بضم الجيم، وسكون النون، وفتح الدال المهملة، وهذه النسبة إلى جُنْدَع بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، ويغلب على ظننا أنه خطأ، وصوابه:"الجَدَري" بفتح الجيم والدال والراء، نسبة إلى الجَدَرَة، وهم حلفاء بني الديل بن بكر بن عبد مناة ابن كنانة، والجَدَرَة هؤلاء منسوبون إلى الجادر، وهو عامر بن عمرو بن جعثمة بن مبشر بن صعب بن دهمان، من الأزد، وقد نسب سناناً هذا إليهم البخاريُّ والسمعانيُّ في "الأنساب". انظر "الأنساب" 2/ 29 و 93، و"جمهرة أنساب العرب" ص 180 - 181، و"الإكمال" 3/ 129، و"توضيح المشتبه" 3/ 406 - 407، و"التاريخ الكبير" 4/ 162 - 163.
[الأعراف: 138] إِنَّهَا السُّنَنُ (1)، لَتَرْكَبُنَّ سُنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ سُنَّةً سُنَّةً " (2).
(1) كذا في (ر)، وفي (م) و (ظ 5):"لسنن".
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المِصِّيصي الأعور، وابن شهاب: اسمه محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله الزهري.
وأخرجه البخاري تعليقاً في "التاريخ الكبير" 4/ 163، ومحمد بن نصر المروزي في "السنة"(40)، والطبري في "تفسيره" 9/ 45 - 46 من طريق أبي صالح عبد الله بن صالح، عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد. ورواية البخاري مختصرة بلفظ:"لتركبن سنن من قبلكم".
وأخرجه ابن إسحاق كما في "سيرة ابن هشام" 4/ 84 - 85، والطيالسي (1346)، والحميدي (848)، وابن أبي شيبة 15/ 101، والترمذي (2180)، وابن أبي عاصم في "السنة"(76)، ومحمد بن نصر المروزي في "السنة"(37)، وأبو يعلى (1441)، والطبري 9/ 45، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 172، وابن حبان (6702)، والطبراني في "الكبير"(3292) و (3293) و (3294)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 5/ 124 - 125 و 125، والواحدي في "الوسيط" 2/ 403 - 404 من طرق عن الزهري، به.
وقال الترمذي: حسن صحيح. ووقع خطأً في مطبوع "الطيالسي": إبراهيم بن سعد الزهري، بدل: إبراهيم بن سعد عن الزهري. ووقع في مطبوع "سيرة ابن هشام": "عن أبي واقد الليثي، أن الحارث بن مالك، قال"، وهو تحريف، صوابه:"عن أبي واقد الليثي، وهو الحارث بن مالك، قال". وجاء في مطبوع "سنن" الترمذي، و"مسند" أبي يعلى، و"معجم الصحابة" لابن قانع: أن خروجهم كان إلى خيبر، وهو خطأ، صوابه:"حنين".
وسيأتي الحديث من طريق معمر بن راشد برقم (21900)، ومن طريق مالك بن أنس برقم (21902)، كلاهما عن ابن شهاب الزهري.
وأخرجه بنحوه الطبراني في "الكبير" 17/ (27)، وابن أبي حاتم وابن =
21898 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ حَسَّانَ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا بِأَرْضٍ تُصِيبُنَا بِهَا مَخْمَصَةٌ، فَمَا يَحِلُّ لَنَا مِنَ الْمَيْتَةِ؟ قَالَ:" إِذَا لَمْ تَصْطَبِحُوا، وَلَمْ تَغْتَبِقُوا، وَلَمْ تَحْتَفِئُوا بَقْلًا، فَشَأْنُكُمْ بِهَا "(1).
= مردويه في "تفسيريهما" كما في "الدر المنثور" 3/ 534 من طريق كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف المزني، عن أبيه، عن جده. وفيه كثير بن عبد الله، وهو متروك الحديث.
وفي باب قوله: "لتركبن سنن من كان قبلكم" عن أبي هريرة، سلف في مسنده برقم (8308)، وذكرنا تتمة شواهده هناك.
وقوله: "ذات أنْواط": هي اسم شجرة بعينها كانت للمشركين، وسميت بذلك لأنهم كانوا يَنُوطون بها سلاحَهم، أي: يعلقونه بها، وأنْواط: جمع نَوْط، وهو مصدر سمي به المَنُوط. انظر "النهاية" 5/ 128.
(1)
حديث حسن بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف جداً فيه أبو إبراهيم محمد بن القاسم الأسدي الكوفي، فقد كُذِّب، لكنه متابع، واختلف فيه على عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي كما سيأتي ذكره هنا وعند الرواية رقم (21901)، فروي عنه منقطعاً بين حسان بن عطية وبين أبي واقد الليثي كما في هذه الرواية، وروي عنه متصلاً بذكر الواسطة بينهما، واختلف في هذه الواسطة، فقيل: هو مسلم بن مِشْكَم، وقيل: مسلم بن يزيد، وقيل: مرثد أو أبو مرثد، وروي عنه عن حسان بن عطية مرسلاً، وروي عنه عن حسان بن عطية، عن رجل سمي له، أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم. بإبهام صحابيه والراوي عنه.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 6/ 86، والدولابي في "الكنى" 1/ 59 و 95، والبيهقي 9/ 356 من طريق محمد بن القاسم الأسدي، بهذا الإسناد. ووقع عند الدولابي في الموضع الثاني:"تجتفئوا" بالجيم والهمز، بدل:"تحتفئوا".
وأخرجه الدارمي (1996)، والحاكم 4/ 125 من طريق أبي عاصم الضحاك ابن مخلد، والبيهقي 9/ 356، والبغوي في "شرح السنة"(3007)، وفي =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= "التفسير" 2/ 11 من طريق محمد بن كثير، كلاهما عن الأوزاعي، به. قال أبو عاصم في حديثه:"تختفوا" بالخاء المعجمة وبغير همز، بدل قوله:"تحتفئوا". وقال محمد بن كثير في حديثه: عن أبي واقد الليثي، أن رجلاً قال: يا رسول الله
…
فذكره.
وسيأتي الحديث عن الوليد بن مسلم، عن عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي برقم (21901).
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(3316) من طريق عبد الله بن كثير القارئ، عن الأوزاعي، عن حسان بن عطية، عن أبي عبد الله مسلم بن مِشْكم الخزاعي، عن أبي واقد الليثي، قال: كنت جالساً عند النبي صلى الله عليه وسلم، فقال رجل، فذكره. زاد بين حسان وبين أبي واقد: مسلمَ بنَ مشكم.
وأخرجه ابن أبي عمر في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" للبوصيري (4835)، وابن جرير الطبري في "تفسيره" 6/ 87 من طريق عيسى بن يونس، عن الأوزاعي، عن حسان بن عطية، عن رجل سمي لي، أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم
…
فذكره.
وأخرجه الطبري 6/ 87 من طريق عبد الله بن المبارك، عن الأوزاعي، عن حسان بن عطية قال: قال رجل: يا رسول الله، فذكره.
وفي الباب عن الحسن البصري، عن سمرة بن جندب عند أبي عبيد في "غريب الحديث" 1/ 61، وابن جرير الطبري في "التفسير" 6/ 87، وتمام في "فوائده"(992)، والحاكم 4/ 125، والبيهقي 9/ 357. ولفظه:"يجزئ من الضرورة -أو الضارورة- غبوق أو صبوح" وهو مختلف في رفعه ووقفه، وهو عندهم وجادة، وفي سماع الحسن من سمرة خلاف مشهور.
وقوله: "مَخْمَصة": أي: جوعٌ أو مجاعة.
وقوله: "فما يُحِلُّ لنا من الميتة؟ ": من الإحلال، أي: أيُّ جوعٍ، أو أيُّ حالة تبيح لنا أكل الميتة؟
وقوله: "إذا لم تَصْطَبحوا" من الصَّبُوح، وهو الشرب أولَ النهار. =
21899 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَابْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ سَرْجِسَ، قَالَ: عُدْنَا أَبَا وَاقِدٍ الْبَكْرِيَّ - وَقَالَ ابْنُ بَكْرٍ: الْبَدْرِيَّ (1) - فِي وَجَعِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، فَسَمِعَهُ يَقُولُ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَخَفَّ النَّاسِ صَلَاةً
= "ولم تَغْتَبقُوا": من الغَبُوق، وهو الشرب آخر النهار.
وقوله: "ولم تَحْتفِئُوا" قال أبو عبيد: هو من الحَفَأ؛ مهموز مقصور، وهو أصل البَرْدِيِّ الأبيض الرَّطْب منه، وقد يؤكل، يقول: ما لم تقتلعوا هذا بعينه، فتأكلوه.
قال أبو سعيد الضرير: صوابه: مالم تَحْتَفُوا بها؛ بغير همز، مِن أَحْفَى الشَّعَْر، ومن قال: تَحْتَفِئُوا مهموزاً هو من الحَفَأ، وهو البَرْدِي، فباطل؛ لأن البَرْدِيَّ ليس من البُقول.
وقال الزمخشري: الاحتفاء: اقتلاع الحَفَأ، وهو البَرْدي، وقيل: أصله، فاستعير لاقتلاع البَقْل.
وروي: "تَختَفُوا" بالخاء، أي: تُظْهرونه، يقال: اخْتَفَيْتُ الشيءَ: إذا أَظْهَرْتَه وأَخْرجتَه، والمُخْتفِي: النَبَّاش، وأَخْفيته: إذا سَتَرْتَه.
وروي: "تَجْتَفِئوا" بالجيم والهمز، أي: تقْتَلِعُوه وتَرْمُوا به، من جَفَأَتِ القِدْرُ: إذا رَمَتْ بما يجتمع على رأسها مِن الوَسَخ والزَّبَد.
وروي: "تَحْتَفُوا"، من احتفى القومُ المَرْعَى: إذا رَعَوْه وقَلَعُوه.
وروي: "تَحْتَفُّوا" من احتفاف النبت، وهو جَزُّه، وحَفَّت المرأة وجهَها، واحتفَّت.
وقوله: "بَقْلاً": البَقْل: هو ما نبت في بَزْره لا في أُرُومَةٍ ثابتة. انظر "النهاية في غريب الحديث" 1/ 277 و 411 و 2/ 56، و"الفائق" 1/ 264، و"اللسان"(بقل).
(1)
كذا نسبه ابن بكر البُرْساني: بَدْرياً، وهو خطأ، فإنه لم يشهد بدراً، بل هو من مُسْلِمة الفتح كما حققناه وبسطنا القول فيه في ترجمته، فراجعه.
عَلَى النَّاسِ، وَأَطْوَلَ النَّاسِ صَلَاةً لِنَفْسِهِ (1).
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، نافع بن سَرْجِسَ الحجازي أبو سعيد مولى بني سِبَاع، تفرد بالرواية عنه عبد الله بن عثمان بن خُثَيم، وقال ابن سعد في "الطبقات" 5/ 477: ثقة قليل الحديث، وقال أحمد في "العلل ومعرفة الرجال" 2/ 160: لا أعلم إلا خيراً. وذكره ابن حبان وابن شاهين في "ثقاتهما"، وباقي رجاله ثقات. عبد الرزاق: هو ابن هَمَّام الحِمْيري الصنعاني، وابن بكر: هو محمد بن بكر البُرْساني، وابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج الأموي المكي.
وسيأتي مكرراً برقم (21909).
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 19/ ورقة 197 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. واقتصر فيه على قوله: عدنا أبا واقد البكري -وقال ابن بكر: البدري- في وجعه الذي مات فيه، فذكر حديثاً. فلم يذكر متنه. وتحرف فيه "نافع بن سرجس" إلى:"نافع بن شرحبيل".
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(3719)، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير"(3310).
وأخرجه البيهقي 3/ 118 من طريق حجاج بن محمد المصيصي، والشافعي في "السنن المأثورة"(392) عن عبد المجيد بن عبد العزيز، كلاهما عن ابن جريج، بهذا الإسناد. وقال عبد المجيد بن عبد العزيز في روايته:"أبا واقد البدري".
وأخرجه البخاري تعليقاً في "التاريخ الكبير" 2/ 258، وابن أبي شيبة 2/ 55، وأبو يعلى (1442) و (1448)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 172 - 173، والطبراني (3312) و (3313)، و (3314) من طرق عن عبد الله ابن عثمان بن خُثَيم، به. وتحرف:"ابن خثيم" في مطبوع "مصنف ابن أبي شيبة" إلى: "ابن جبير" ورواية البخاري مختصرة بلفظ: كان أخفَّ الناس صلاةً في تمام.
وسيأتي من طريق ابن عُليَّة، عن ابن جريج برقم (21908)، ومن طريق =
21900 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سِنَانِ بْنِ أَبِي سِنَانٍ الدِّيلِيِّ (1)، عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ، قَالَ: خَرَجَنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قِبَلَ حُنَيْنٍ، فَمَرَرْنَا بِسِدْرَةٍ، فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ، اجْعَلْ لَنَا هَذِهِ ذَاتَ أَنْوَاطٍ كَمَا لِلْكُفَّارِ ذَاتُ أَنْوَاطٍ، وَكَانَ الْكُفَّارُ يَنُوطُونَ سِلَاحَهُمْ بِسِدْرَةٍ، وَيَعْكُفُونَ حَوْلَهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" اللهُ أَكْبَرُ، هَذَا كَمَا قَالَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ لِمُوسَى: {اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةً} [الأعراف: 138]. إِنَّكُمْ تَرْكَبُونَ سَنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ "(2).
= زائدة بن قدامة الثقفي، عن عبد الله بن عثمان برقم (21912).
وفي باب تخفيف الإمام الصلاة على الناس عن ابن عمر، سلف برقم (4796)، وعن جابر بن عبد الله، سلف برقم (14623)، وقد ذكرنا باقي أحاديث الباب هناك.
وفي باب تطويل النبي صلى الله عليه وسلم صلاته لنفسه عن المغيرة بن شعبة، سلف برقم (18198)، وذكرنا شواهده هناك.
(1)
ويقال له الدؤلي كما سلف برقم (21897).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام الحِمْيري الصنعاني، ومعمر: هو ابن راشد الأَزْدي البصري.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (20763)، ومن طريق عبد الرزاق أخرجه محمد بن نصر المروزي في "السنة"(38)، والنسائي في "الكبرى"(11185)، والطبري في "تفسيره" 9/ 45، والطبراني في "الكبير"(3290)، والبغوي في "معالم التنزيل" 2/ 194 - 195.
وأخرجه الطبري 9/ 45 من طريق محمد بن ثور، عن معمر، بهذا الإسناد. وسقط من إسناد مطبوعه: سنان بن أبي سنان.
وانظر (21897).
21901 -
حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٌ (1)، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنَا حَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ: أَنَّهُمْ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا بِأَرْضٍ تُصِيبُنَا بِهَا الْمَخْمَصَةُ، فَمَتَى تَحِلُّ لَنَا الْمَيْتَةُ؟ قَالَ:" إِذَا لَمْ تَصْطَبِحُوا، وَلَمْ تَغْتَبِقُوا، وَلَمْ تَحْتَفِئُوا، فَشَأْنُكُمْ بِهَا "(2).
21902 -
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ (3) بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سِنَانِ بْنِ أَبِي سِنَانٍ الدُّؤَلِيِّ، عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى حُنَيْنٍ، فَذَكَرَ مَعْنَى حَدِيثِ مَعْمَرٍ، وَمَعْمَرٌ أَتَمُّ حَدِيثًا (4).
(1) تحرف في (م) و (ر) إلى: "حدثنا الوليد حدثنا مسلم"، والمثبت من (ظ 5).
(2)
حديث حسن بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف لاضطرابه، وقد سلف بيانه عند الرواية (21898).
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(3315)، والبيهقي 9/ 356 من طريق إسحاق بن راهويه، عن الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد. وزادا في الإسناد:"ابن مرثد أو أبا مرثد" بين حسان بن عطية وبين أبي واقد. ووقع عند الطبراني: "مرثد أو أبو مرثد".
(3)
وقع في (م) و (ر): "أبو إسحاق" بزيادة لفظة: "أبو"، والمثبت من (ظ 5)، وهو الصواب.
(4)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسحاق بن سليمان: هو العَبْدي الرازي، والزهري: اسمه محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب.
وأخرجه عبد الله بن مسلمة القعنبي في "زيادات الموطأ" كما في "إتحاف المهرة" و"التجريد" ص 265، ومن طريق القعنبي أخرجه الطبراني في "الكبير"(3291)، وأخرجه محمد بن نصر المروزي في "السنة"(39) من طريق =
21903 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ وَحَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ، الْمَعْنَى، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ - قَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ فِي حَدِيثِهِ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ - عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ، قَالَ: قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ وَبِهَا نَاسٌ يَعْمِدُونَ إِلَى أَلَيَاتِ الْغَنَمِ وَأَسْنِمَةِ الْإِبِلِ فَيَجُبُّونَهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" مَا قُطِعَ مِنَ الْبَهِيمَةِ وَهِيَ حَيَّةٌ، فَهُوَ (1) مَيْتَةٌ "(2).
= جويرية بن أسماء، كلاهما (القعنبي وجويرية) عن مالك بن أنس، بهذا الإسناد. وقال ابن عبد البر: ليس عند القعنبي في "الموطأ"، وهو عنده في "الزيادات"، وليس عند غيره، وقد رواه عن مالك: ابن وهب، والزبيري، وإبراهيم بن طهمان، وجويرية بن أسماء، وإسحاق بن سليمان.
وانظر (21897).
(1)
كذا في (ظ 5) ونسخة بهامش (ر)، وفي (م) و (ر) و (ق):"فهي".
(2)
حديث حسن، حسنه الترمذي، وقال: العمل على هذا عند أهل العلم. وقال البخاري: هو محفوظ. وقد اختلف فيه على زيد بن أسلم العدوي كما سيأتي بيانه، وعبد الرحمن بن عبد الله بن دينار قد تكلموا فيه، وحاصل كلامهم: أنه حسن في المتابعات والشواهد، وباقي رجال إسناده ثقات رجال الصحيح. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد العَنْبري.
وأخرجه الدارمي (2018)، والترمذي في "السنن"(1480)، وفي "العلل الكبير" 2/ 632، وابن الجارود (876)، وأبو يعلى (1450)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(3062)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1572)، والطبراني في "الكبير"(3304)، وابن عدي في "الكامل" 4/ 1608، والدارقطني 4/ 292، والحاكم 4/ 239، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 19/ ورقة 192 - 193 و 193، وابن الأثير في "أسد الغابة" 6/ 326 من طرق عن عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، بهذا الإسناد. وسقط من إسناد أبي يعلى ومن طريقه ابن عساكر في الموضع الأول:"عطاء بن يسار"، قال ابن عساكر: =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= كذا رواه أبو يعلى عن علي، أي: ابن الجعد، وأسقط منه:"عطاء بن يسار"، ورواه البغوي عن علي على الصواب.
وأخرجه الحاكم 4/ 123 - 124 من طريق علي بن عبد الله بن جعفر، حدثنا أبي، عن زيد بن أسلم، به. وسقط من مطبوع "مستدرك الحاكم":"حدثنا أبي"، واستدركناه من "إتحاف المهرة"، وأبو علي عبد الله بن جعفر المديني هذا ضعيف.
وسيأتي الحديث عن أبي النضر هاشم بن القاسم، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار في الذي بعده.
وأخرجه عبد الرزاق (8611) عن معمر، عن زيد بن أسلم مرسلاً.
وقال الحاكم أيضاً 4/ 124: رواه عبد الرحمن بن مهدي، عن سليمان بن بلال، عن زيد بن أسلم مرسلاً.
وأخرجه عبد الرزاق (8612) عن ابن مجاهد، عن أبيه مرسلاً.
وأخرجه البزار (إثر الحديث 1220 - كشف الأستار)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1573)، والحاكم 4/ 124 من طريق يحيى بن حسان، عن سليمان بن بلال، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار مرسلاً. وسقط من إسناده عند الحاكم:"زيد بن أسلم".
وأخرجه الحاكم 4/ 239 عن أبي عبد الله الصفار، عن محمد بن إسماعيل السلمي، عن عبد العزيز بن عبد الله الأُوَيسي، عن سليمان بن بلال، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً. هكذا رواه عبد العزيز بن عبد الله الأُوَيسي، عن سليمان بن بلال، وصله عن أبي سعيد الخدري، وعبد العزيز بن عبد الله الأُوَيسي ثقة احتج به البخاري.
وأخرجه البزار (1220 - كشف الأستار)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1573)، والحاكم 4/ 124 من طريق يحيى بن حسان، عن المسور بن الصلت، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً. وفيه المسور بن الصلت، وهو ضعيف. =
21904 -
حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ - يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ - عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ وَالنَّاسُ يَجُبُّونَ أَسْنِمَةَ الْإِبِلِ، وَيَقْطَعُونَ أَلَيَاتِ الْغَنَمِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" مَا قُطِعَ مِنَ الْبَهِيمَةِ وَهِيَ حَيَّةٌ، فَهِيَ مَيْتَةٌ "(1).
= وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 3/ 926، وأبو نعيم في "الحلية" 8/ 251 من طريق خارجة بن مصعب، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً. وفيه خارجة بن مصعب السَّرَخْسي، وهو متروك.
وأخرجه ابن ماجه (3216)، والبزار في "مسنده" كما في "نصب الراية" 4/ 317، والدارقطني 4/ 292، والحاكم 4/ 124 من طريق هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وهشام بن سعد المدني ليس بذاك القوي، لكن يعتبر به في المتابعات والشواهد.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(7928)، وابن عدي 5/ 1870 و 1871 من طريق عاصم بن عمر، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر مرفوعاً. وفيه عاصم بن عمر بن حفص العمري، وهو ضعيف.
وأخرجه ابن ماجه (3217)، والطبراني في "الكبير"(1276) و (1277)، وفي "الأوسط"(3123)، وابن عدي في "الكامل" 3/ 1117 من طريق أبي بكر الهذلي، عن شَهْر بن حَوْشَب، عن تميم الداري، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وفيه أبو بكر -واسمه سُلْمى، وقيل: رَوْح بن عبد الله- الهذلي، وهو متروك، وشهر بن حوشب الأَشعري، وهو ضعيف.
(1)
حديث حسن، وقد سلف الكلام عليه في الرواية السابقة. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم الليثي البغدادي.
وأخرجه أبو داود (2858)، والترمذي بإثر الحديث (1480)، والبيهقي 1/ 23 و 9/ 245، وابن النجار في "ذيل تاريخ بغداد" 1/ 205 - 206 من طريق أبي النضر هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله. =
21905 -
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ وَاقِدِ بْنِ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِنِسَائِهِ فِي حَجَّتِهِ: " هَذِهِ، ثُمَّ ظُهُورَ الْحُصُرِ "(1).
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد، واقد بن أبي واقد الليثي مختلف في صحبته، وقد تفرد بالرواية عنه زيد بن أسلم العَدَوي، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. سعيد بن منصور: هو ابن شعبة الخراساني صاحب التصانيف، وعبد العزيز بن محمد: هو ابن عُبيد الدَّراوَرْدي.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(5604)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 173، والبيهقي 4/ 327 و 5/ 228، والخطيب في "تاريخ بغداد" 7/ 110، والمزي في ترجمة واقد بن أبي واقد الليثي من "تهذيبه" 30/ 415 من طريق سعيد بن منصور، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (1722)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(903)، وأبو يعلى (1444)، والطبراني في "الكبير"(3318) من طرق عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، به. وقالوا في روايتهم جميعاً خلا الطبراني:"عن ابن لأبي واقد الليثي" كذا لم يسموه.
وسيأتي عن أبي جعفر محمد بن النُّوشَجانِ السويدي، عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي برقم (21910).
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (9765)، وإسناده حسن، وذكرت تتمة شواهده هناك.
وقوله صلى الله عليه وسلم: "هذه، ثم ظُهورَ الحُصُْر" قال السندي: قوله: "هذه" أي: حجتكن هذه، "ثم ظهور الحُصُْر": بضمتين، وتسكين الصاد تخفيفاً: جمع حصير يُبْسط في البيوت، أي: ثم لزومَ البيت، ولعل المراد به: تطييبُ أنفسهن بترك الحجِّ بعدُ إن لم يَتيسَّرْ، أو جوازُ الترك لهن، لا النهيُ عن الحج، فقد ثبت حجُّهن بعده صلى الله عليه وسلم. =
21906 -
حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ، قَالَ: كُنَّا نَأْتِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم إِذَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ، فَيُحَدِّثُنَا، فَقَالَ لَنَا ذَاتَ يَوْمٍ:" إِنَّ اللهَ قَالَ: إِنَّا أَنْزَلْنَا الْمَالَ لِإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَلَوْ كَانَ لِابْنِ آدَمَ وَادٍ، لَأَحَبَّ أَنْ يَكُونَ إِلَيْهِ ثَانٍ، وَلَوْ كَانَ لَهُ وَادِيَانِ، لَأَحَبَّ أَنْ يَكُونَ إِلَيْهِمَا ثَالِثٌ، وَلَا يَمْلَأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ، ثُمَّ يَتُوبُ اللهُ عَلَى مَنْ تَابَ "(1).
= وقال البيهقي 4/ 327: في حج عائشة رضي الله عنها وغيرها من أمهات المؤمنين رضي الله عنهن بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، دلالة على أن المراد من هذا الخبر: وجوبُ الحج عليهن مرة واحدة، كما بين وجوبه على الرجال مرة، لا المنعُ من الزيادة عليه، والله أعلم.
(1)
إسناده ضعيف من أجل هشام بن سعد المدني، فقد اختلفوا فيه ما بين مجرح ومعدل، وخلاصة القول فيه: أنه يعتبر به في المتابعات والشواهد. أبو عامر: هو عبد الملك بن عمرو العَقَدي.
وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" ص 322 - 323، والدولابي في "الكنى والأسماء" 1/ 59، وأبو عوانة في الزكاة كما في "إتحاف المهرة"، والطبراني في "الكبير"(3300) و (3301)، وفي "الأوسط"(2467)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(10277) و (10278) من طرق عن هشام بن سعد، بهذا الإسناد. وقال البيهقي في "شعب الإيمان" إثر الحديث (10281): وكذلك رواه عبد الله بن جعفر، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي واقد الليثي. قلنا: وعبد الله بن جعفر بن نجيح المديني ضعيف.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(3302)، من طريق محمد بن عبد الرحمن بن مجبر، عن زيد بن أسلم، به. ومحمد بن عبد الرحمن بن مجبر العمري واهي الحديث. وخالفهم ربيعة بن عثمان التيمي، فرواه عن زيد بن أسلم، عن أبي =
21907 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَرْبٌ - يَعْنِي ابْنَ شَدَّادٍ -، حَدَّثَنَا يَحْيَى - يَعْنِي ابْنَ أَبِي كَثِيرٍ - حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ حَدِيثِ أَبِي مُرَّةَ، أَنَّ أَبَا وَاقِدٍ اللَّيْثِيَّ حَدَّثَهُ، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذْ مَرَّ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ، فَجَاءَ أَحَدُهُمْ، فَوَجَدَ فُرْجَةً فِي الْحَلْقَةِ، فَجَلَسَ وَجَلَسَ الْآخَرُ مِنْ وَرَائِهِمْ، وَانْطَلَقَ الثَّالِثُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخَبَرِ هَؤُلَاءِ النَّفَرِ؟ " قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " أَمَّا الَّذِي جَاءَ فَجَلَسَ فَأَوَى، فَآوَاهُ اللهُ، وَالَّذِي جَلَسَ مِنْ وَرَائِكُمْ فَاسْتَحْيَا،
= مراوح، عن أبي واقد الليثي، أخرجه ابن أبي حاتم في "العلل" 2/ 107، والطبراني في "الكبير"(3303)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(1442)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(10281). وربيعة بن عثمان التيمي فيه كلام خفيف، لكن رجح الدارقطني في "العلل" 6/ 298 - 299، وأبو حاتم في "العلل" 1/ 168 و 2/ 107، والبيهقي في "شعب الإيمان" إثر الحديث (10281) رواية هشام بن سعد المدني على رواية ربيعة بن عثمان. ووقع في مطبوع "شعب الإيمان":"عن أبي واقد الليثي، عن أبي مراوح" فقال البيهقي عقبه: كذا وجدته في كتابي، والصواب: عن أبي مراوح، عن أبي واقد الليثي. قلنا: ويغلب على ظننا أن ما وقع في مطبوع "الشعب" تحريف، وأن قوله في إسناده:"عن أبي واقد الليثي" زيادة مقحمة، ومراد البيهقي بقوله: كذا وجدته في كتابي
…
إلخ:
هو أن الحديث إنما وقع في كتابه: عن زيد بن أسلم، عن أبي مراوح مرسلاً؛ بدليل أن ابن منده وأبا نعيم رواياه في "معرفة الصحابة" كما في "أسد الغابة" 6/ 281 - 282 مرسلاً من طريق أحمد بن الفرج، عن ابن أبي فديك، عن ربيعة بن عثمان، عن زيد بن أسلم، عن أبي مراوح الليثي: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "قال الله تعالى: إنا أنزلنا المال لإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة".
وانظر حديث عبد الله بن عباس السالف في مسنده برقم (3501)، وتعليقنا عليه.
فَاسْتَحْيَا اللهُ مِنْهُ، وَأَمَّا الَّذِي انْطَلَقَ، فَرَجُلٌ أَعْرَضَ، فَأَعْرَضَ اللهُ عَنْهُ " (1).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث ابن سعيد العَنْبري، وأبو مرة: اسمه يزيد: مولى عَقِيل بن أبي طالب، ويقال: مولى أخته أم هانئ.
وأخرجه مسلم (2176)، والنسائي في "الكبرى"(5901)، وأبو يعلى (1445)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 19/ ورقة 192 من طريق عبد الصمد ابن عبد الوارث العنبري، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (2176)، وأبو عوانة في الاستئذان كما في "إتحاف المهرة"، والطبراني في "الكبير"(3309)، والبيهقي 3/ 234، وابن عساكر 19/ ورقة 192 من طريق أبان بن يزيد العطار، عن يحيى بن أبي كثير، به. ووقع عند أبي عوانة وابن عساكر:"مولى أبي مرة" بدل: "أبي مرة"، قال ابن عساكر: كذا قال أبان، ورواه حرب بن شداد، عن يحيى بن أبي كثير، عن إسحاق بن عبد الله، عن أبي مرة، وهو الصواب، وهكذا رواه مالك بن أنس عن إسحاق بن عبد الله. ووقع في مطبوع "الطبراني":"عن إسحاق بن عبد الله، عن مولاه، عن أبي واقد الليثي" ونرى أنه تحريف، وصوابه:"عن إسحاق بن عبد الله، عن مولى أبي مرة، عن أبي واقد الليثي" كما هي رواية أبي عوانة وابن عساكر، والله أعلم.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/ 960، ومن طريقه البخاري (66) و (474)، ومسلم (2176)، والترمذي (2724)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(901) و (902)، والنسائي في "الكبرى"(5900)، وأبو عوانة في الاستئذان كما في "إتحاف المهرة"، وابن حبان (86)، والطبراني (3308)، والبيهقي 3/ 231 - 232، والبغوي (3334)، وابن عساكر 19/ ورقة 192 عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، به.
وفي الباب عن أبي خنيس -وقيل: حبيش- الغفاري وفيه قصة عند ابن أبي عاصم (2768)، والدولابي في "الكنى" 1/ 26، والطبراني في "الأوسط"(3552)، وأبو أحمد الحاكم في "الكنى" 4/ 382، وابن الأثير في "أسد الغابة" 6/ 68. =
21908 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ سَرْجِسَ، قَالَ: عُدْنَا أَبَا وَاقِدٍ الْكِنْدِيَّ (1) فِي مَرَضِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَخَفَّ النَّاسِ صَلَاةً بِالنَّاسِ، وَأَطْوَلَ النَّاسِ صَلَاةً لِنَفْسِهِ (2).
21909 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَابْنُ بَكْرٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ سَرْجِسَ، قَالَ: عُدْنَا أَبَا وَاقِدٍ الْكِنْدِيَّ - قَالَ ابْنُ بَكْرٍ: الْبَدْرِيَّ - فِي وَجَعِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (3).
21910 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ النُّوشَجَانِ - وَهُوَ أَبُو جَعْفَرٍ السُّوَيْدِيُّ - حَدَّثَنَا الدَّرَاوَرْدِيُّ، حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنِ ابْنِ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِأَزْوَاجِهِ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ: " هَذِهِ، ثُمَّ ظُهُورَ الْحُصُْرِ "(4).
(1) كذا نسبه في هذه الرواية، والتي تليها: كِنْدياً، وهو خطأ، ونسب في الرواية السالفة برقم (21899): بكرياً، وهو الصواب.
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل نافع بن سَرْجِس الحجازي، وقد سلف الكلام عليه عند الرواية (21899)، وباقي رجاله ثقات. إسماعيل بن إبرهيم: هو ابن مِقْسم الأَسدي البصري المعروف بابن عُليَّة، وابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج الأُموي المكي.
(3)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، وهو مكرر (21899) سنداً ومتناً.
(4)
حسن لغيره، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد، ابن أبي واقد الليثي -واسمه واقد كما سلف في الرواية (21905) - مختلف في صحبته، =
21911 -
حَدَّثَنَا يُونُسُ وَسُرَيْجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ، قَالَ: سَأَلَنِي عُمَرُ عَمَّا قَرَأَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي صَلَاةِ الْعِيدَيْنِ - قَالَ سُرَيْجٌ: بِمَ قَرَأَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي صَلَاةِ الْخُرُوجِ؟ - قَالَ: فَقُلْتُ: قَرَأَ: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ} وَ {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ} (1).
= ولم يرو عنه غير زيد بن أسلم العَدَوي، وباقي رجاله ثقات. الدَّراوَرْدي: اسمه عبد العزيز بن محمد.
وأخرجه الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" 3/ 326، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 16/ ورقة 63 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وانظر (21905).
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد من أجل فليح -وهو ابن سليمان الخُزَاعي المدني-، لكنه قد توبع في الرواية السالفة برقم (21896)، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. يونس: هو ابن محمد المؤدب البغدادي، وسريج: هو ابن النعمان الجَوْهري البغدادي.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(11551) من طريق يونس بن محمد المؤدب وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن خزيمة (1440)، والطبراني في "الكبير"(3306)، والبيهقي 3/ 394 من طريق سريج بن النعمان وحده، به. وتحرف سريج في مطبوع "ابن خزيمة" إلى: شريح.
وأخرجه مسلم (891)(15)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 413، وأبو يعلى (1447)، والبيهقي 3/ 294 من طريق أبي عامر العَقَدي، وابن خزيمة بإثر (1440) من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، كلاهما عن فليح بن سليمان، به. =
21912 -
حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ (1)، حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ سَرْجِسَ، أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ صَاحِبِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ أَخَفَّ النَّاسِ صَلَاةً عَلَى النَّاسِ، وَأَدْوَمَهُ عَلَى نَفْسِهِ (2).
(1) تحرف في (م) و (ر) إلى: "عن خثيم".
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل نافع بن سَرْجِس الحجازي، وقد سلف الكلام عليه عند الرواية (21899)، وباقي رجاله ثقات. أبو سعيد مولى بني هاشم: اسمه عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري، وزائدة: هو ابن قدامة الثقفي الكوفي.
وأخرجه أبو يعلى (1449) من طريق حسين بن علي الجُعْفي، والطبراني في "الكبير"(3311) من طريق معاوية بن عمرو الأَزْدي، كلاهما عن زائدة بن قدامة، بهذا الإسناد.
حَدِيثُ سُفْيَانَ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ
(1)
21913 -
حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُصَيْفَةَ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" مَنِ اقْتَنَى كَلْبًا لَا يُغْنِي مِنْ زَرْعٍ أَوْ ضَرْعٍ، نَقَصَ مِنْ عَمَلِهِ كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطٌ ".
قَالَ السَّائِبُ: فَقُلْتُ لِسُفْيَانَ: أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: نَعَمْ وَرَبِّ هَذَا الْمَسْجِدِ (2).
(1) قال السندي: سفيان بن أبي زهير، أزدي، من أزد شنوءة، نزل المدينة يُعدُّ في أهل المدينة.
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن خالد، فمن رجال مسلم.
وهو في "الموطأ" 2/ 969، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "مسنده" 2/ 140، وابن أبي شيبة 5/ 409 و 14/ 208 - 209، والدارمي (2005)، والبخاري (2323)، ومسلم (1576)(61)، وابن ماجه (3206)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1598)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 56، وفي "شرح مشكل الآثار"(4677)، والطبراني في "الكبير"(6414)، والبيهقي 6/ 10، وابن الأثير في "أسد الغابة" 2/ 404.
وأخرجه البخاري (3325)، وفي "التاريخ الكبير" 4/ 86، ومسلم (1576)(61)، والنسائي 7/ 187 - 188، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 56، وفي "المشكل"(4676) و (4678)، وابن قانع في "معجم الصحابة" بإثر (379) والطبراني في "الكبير"(6415)، والمزي في ترجمة سفيان بن أبي زهير من "تهذيب الكمال" 11/ 146 من طرق عن يزيد بن خصيفة، به. =
21914 -
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ - يَعْنِي ابْنَ جَعْفَرٍ - أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ خُصَيْفَةَ، أَنَّ بُسْرَ بْنَ سَعِيدٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ فِي مَجْلِسِ اللَّيْثِيِّينَ يَذْكُرُونَ أَنَّ سُفْيَانَ أَخْبَرَهُمْ: أَنَّ فَرَسَهُ أَعْيَتْ بِالْعَقِيقِ وَهُوَ فِي بَعْثٍ بَعَثَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَرَجَعَ إِلَيْهِ يَسْتَحْمِلُهُ، فَزَعَمَ سُفْيَانُ - كَمَا ذَكَرُوا - أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ مَعَهُ يَبْتَغِي لَهُ بَعِيرًا، فَلَمْ يَجِدْهُ إِلَّا عِنْدَ أَبِي جَهْمِ بْنِ حُذَيْفَةَ الْعَدَوِيِّ، فَسَامَهُ لَهُ، فَقَالَ لَهُ أَبُو جَهْمٍ: لَا أَبِيعُكَهُ يَا رَسُولَ اللهِ، وَلَكِنْ خُذْهُ فَاحْمِلْ عَلَيْهِ مَنْ شِئْتَ، فَزَعَمَ أَنَّهُ أَخَذَهُ مِنْهُ، ثُمَّ خَرَجَ حَتَّى إِذَا بَلَغَ بِئْرَ الْأَهَابِ، زَعَمَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" يُوشِكُ الْبُنْيَانُ أَنْ يَأْتِيَ هَذَا الْمَكَانَ، وَيُوشِكُ الشَّامُ أَنْ يُفْتَحَ (1)، فَيَأْتِيَهُ رِجَالٌ مِنْ أَهْلِ هَذَا الْبَلَدِ، فَيُعْجِبَهُمْ رِيفُهُ وَرَخَاؤُهُ، وَالْمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ، ثُمَّ يُفْتَحُ الْعِرَاقُ فَيَأْتِي قَوْمٌ يَبُسُّونَ، فَيَتَحَمَّلُونَ بِأَهْلِيهِمْ وَمَنْ أَطَاعَهُمْ، وَالْمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ، إِنَّ إِبْرَاهِيمَ دَعَا لِأَهْلِ مَكَّةَ، وَإِنِّي أَسْأَلُ اللهَ أَنْ يُبَارِكَ لَنَا فِي صَاعِنَا، وَأَنْ يُبَارِكَ لَنَا فِي مُدِّنَا مِثْلَ مَا بَارَكَ لِأَهْلِ مَكَّةَ "(2).
= وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 54 من طريق يحيى بن أبي كثير، عن السائب بن يزيد، به. ولفظه:"من أمسك الكلب، فإنه ينقص من عمله كل يوم قيراط".
وسيأتي برقم (21918).
وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4479)، وانظر تتمة شواهده هناك.
(1)
في (م): يفتتح.
(2)
إسناده ضعيف لإبهام الليثين الذين روى عنهم بُسر بن سعيد، وقوله: =
21915 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ الْبَهْزِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " يُفْتَحُ الْيَمَنُ، فَيَأْتِي قَوْمٌ يَبُسُّونَ فَيَتَحَمَّلُونَ بِأَهْلِيهِمْ وَمَنْ أَطَاعَهُمْ، وَالْمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ، ثُمَّ يُفْتَحُ الشَّامُ، فَيَأْتِيَ قَوْمٌ يَبِسُونُ فَيَتَحَمَّلُونَ بِأَهْلِيهِمْ وَمْنِ أَطَاعَهُمْ، وَالْمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ "(1). (2)
= يوشك الشام أن يفتح
…
" إلى آخر الحديث صحيح، انظر الأحاديث الثلاثة التالية.
ويشهد لدعائه صلى الله عليه وسلم للمدينة بالبركة حديث ابن عمر السالف برقم (6064). وانظر تتمة شواهده هناك.
قال السندي: بالعقيق: موضع بقرب المدينة.
بالأهاب: كسحاب موضع قرب المدينة، كذا في القاموس، وفي "المجمع": إهاب بكسر الهمزة، وكذا في "المشارق" لعياض أيضاً، وروي: يهاب بكسر تحتانية وفتحها.
يبسون: يروى بفتح أوله وكسر الباء أو ضمها، وبضم أوله وكسر الباء، والبَسُّ: السير، يقال: بَسَسْتُ الناقةَ وأبسستُها، إذا حملتُها على السير.
(1)
من قوله: "ثم يفتح الشام" إلى آخر الحديث سقط من (م).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (17159) ومن طريقه أخرجه مسلم (1388)(497)، وابن خزيمة فأبو عوانة في الحج كما في "إتحاف المهرة" 5/ 538، والطبراني في "الكبير"(6407).
وأخرجه الحميدي (865)، ومسلم (1388)(496)، والنسائي في "الكبرى"(4264)، وابن خزيمة وأبو عوانة في الحج أيضاً 5/ 538، وابن أبي عاصم =
21916 -
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنِي مَالِكٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " يُفْتَحُ الْيَمَنُ، فَيَأْتِي قَوْمٌ يَبُسُّونَ " فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1).
21917 -
حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ - عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ، قَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ: أُخْبِرْتُ أَنَّهُ بِالْمَوْسِمِ، فَأَتَيْتُهُ فَسَأَلْتُهُ، فَأَخْبَرَنِي، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " تَفْتَحُونَ الشَّامَ، فَيَجِيءُ أَقْوَامٌ يَبُسُّونَ ".
= في "الآحاد والمثاني"(1596) و (1597)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 313، والطبراني في "الكبير"(6409 - 6413)، والبيهقي في "الدلائل" 6/ 320، والبغوي في "شرح السنة"(2018)، وابن الأثير في "أسد الغابة" 4/ 404. من طرق عن هشام بن عروة، بهذا الإسناد.
وانظر ما قبله، وما سيأتي (21916) و (21917).
وفي الباب عن جابر سلف برقم (14680).
(1)
إسناد صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إسحاق بن عيسى، فمن رجال مسلم.
وهو في "الموطأ" 2/ 887 - 888، ومن طريقه أخرجه البخاري (1785)، والنسائي في "الكبرى"(4263)، وأبو عوانة في الحج كما في "إتحاف المهرة" 5/ 538، والطحاوي في "شرح المشكل"(1112)، وابن حبان (6673)، والطبراني في "الكبير"(4608)، والبغوي في "شرح السنة"(2018)، والمزي في ترجمة سفيان بن زهير من "تهذيب الكمال" 11/ 147.
وانظر ما قبله، وما سلف برقم (21914).
قَالَ: كُلُّهَا فَتَحُوا. وَقَالَ: يَبُسُّونَ (1).
21918 -
حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُصَيْفَةَ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ سُفْيَانَ بْنَ أَبِي زُهَيْرٍ، وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ شَنُوءَةَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، يُحَدِّثُ نَاسًا مَعَهُ عِنْدَ بَابِ الْمَسْجِدِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنِ اقْتَنَى كَلْبًا لَا يُغْنِي عَنْهُ زَرْعًا وَلَا ضَرْعًا، نَقَصَ مِنْ عَمَلِهِ كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطٌ ".
قَالَ: أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: إِي وَرَبِّ هَذَا الْمَسْجِدِ " (2).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يونس: هو ابن محمد المؤدب.
وأخرجه الطحاوي في "شرح المشكل"(1113) من طريق سلمان بن حرب، عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد.
وانظر (21915).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. روح: هو ابن عبادة.
وانظر (21913).
حَدِيثُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ سَفِينَةَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم
(1)
21919 -
حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ (ح)
وَعَبْدُ الصَّمَدِ حَدَّثَنِي حَمَّادٌ (2)، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ، عَنْ سَفِينَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " الْخِلَافَةُ ثَلَاثُونَ عَامًا، ثُمَّ يَكُونُ بَعْدَ ذَلِكَ الْمُلْكُ ".
قَالَ سَفِينَةُ: أَمْسِكْ خِلَافَةَ أَبِي بَكْرٍ سَنَتَيْنِ، وَخِلَافَةَ عُمَرَ عَشْرَ سِنِينَ، وَخِلَافَةَ عُثْمَانَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً، وَخِلَافَةَ عَلِيٍّ سِتَّ سِنِينَ (3).
(1) قال السندي: سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، يُكنى أبا عبد الرحمن، اختلف في اسمه إلى أحد وعشرين قولاً، وكان أصله من فارس، فاشترته أُمُّ سلمة، ثم أعتقته، واشترطت عليه أن يخدم النبي صلى الله عليه وسلم، وقصة تسميته سفينة ستأتي في الرواية (21925).
(2)
قوله: حدثني حماد، أثبتناه من (ظ 5)، وسقط من (م) و (ق).
(3)
إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الصحيح غير سعيد بن جُمهان -وهو الأسلمي أبو حفص البصري- فهو صدوق من رجال أصحاب السنن. بهز: هو ابن أسد العَمِّي، وعبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد العَنْبَري.
وهو في "فضائل الصحابة" للمصنِّف (789) و (1027)، وقد صححه كما في "السنة" للخلال (636).
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(1181)، وفي "الآحاد والمثاني"(113) و (139)، وعبد الله بن أحمد بن حنبل في زياداته على "فضائل الصحابة" =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= (790)، وفي "السنة"(1402)، والبزار في "مسنده"(3828) و (3829)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(3446)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3349)، وابن حبان في "صحيحه"(6943)، والطبراني في "الكبير"(13)، والحاكم 3/ 71، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد"(2654) و (2655)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(91) و (319)، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" 2/ 225، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة"(3865)، والمزي في ترجمة سعيد بن جمهان من "تهذيب الكمال" 10/ 378 من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد، وبعضهم لم يذكر قوله:"ثم يكون بعد ذلك الملك". وبعضهم لم يذكر قول سفينة.
وأخرجه أبو داود (4647)، وابن أبي عاصم في "السنة"(1185)، وفي "الآحاد والمثاني"(140)، وعبد الله بن أحمد في "السنة"(1403) و (1404) و (1405)، والنسائي في "الكبرى"(8155)، والطبراني في "الكبير"(136) و (6443)، وابن عدي في "الكامل" 3/ 1237، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 1/ 245 من طريق العوام بن حوشب، وأبو داود (4646)، وابن حبان (6657)، والطبراني (6444)، وابن عدي 3/ 1237، والحاكم 3/ 145، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/ 341، وفي "الاعتقاد" ص 333 و 370 من طريق عبد الوارث بن سعيد، وعبد الله بن أحمد في "السنة"(1407)، والبزار (3827)، وأبو بكر الخلال في "السنة"(647)، واللالكائي (2656) من طريق أبي طلحة يحيى بن طلحة بن أبي شهدة، ثلاثتهم عن سعيد بن جمهان، به. وبعضهم يختصره. وجاء سعيد بن جمهان مبهماً غير مسمى في رواية عبد الله بن أحمد في "السنة"(1405).
وسيأتي من طريق حماد بن سلمة برقم (21923)، ومن طريقه حشرج بن نباتة برقم (21928)، كلاهما عن ابن جُمْهان.
ويشهد له بلفظه حديث أبي بكرة عند البيهقي في "الدلائل" 6/ 342، وفي إسناده مؤمل بن إسماعيل، وعلي بن زيد بن جدعان وهما ضعيفان، وسلف في المسند برقم (20445) بلفظ:"خِلافةُ نُبوَّةٍ، ثم يُؤتي الله المُلْكَ من يَشاءُ". =
21920 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ عَلِيٍّ - يَعْنِي ابْنَ مُبَارَكٍ - عَنْ يَحْيَى، عَنْ سَفِينَةَ: أَنَّ رَجُلًا أَشَاطَ (1) نَاقَتَهُ بِجِذْلٍ فَسَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَأَمَرَهُمْ بِأَكْلِهَا (2).
21921 -
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ
= وفي باب قوله صلى الله عليه وسلم: "ثم يكون بعد ذلك الملك" عن حذيفة بن اليمان، سلف في مسند النعمان بن بشير برقم (18406)، وإسناده حسن.
قوله: "الخلافة ثلاثون عاماً" أي: خلافة النبوة كما في رواية أبي داود (4647).
"ثم يكون" أي: يحدث في المسلمين، ويتحقق الملك، ولم يكن بينهم أولاً الملك.
"وخلافة علي ست سنين" أي: مع خلافة الحسن رضي الله عنهما. قاله السندي.
(1)
وقع في النسخ الخطية "شاط"، ولا يصح، فإنه على هذا لازم غير متعد، وصوابه "أشاط" بالهمز متعدياً كما أثبتناه، وهو كذلك في كتب الغريب، يقال: أشاط فلان فلاناً: إذا أهلكه، وقال صاحب النهاية: أشاط -بالهمز-: سفك وأراق.
(2)
إسناده مُعْضلٌ ضعيفٌ، يحيى -وهو ابن أبي كثير- لم يدرك سفينة، بينهما راوايان كما سيأتي وهما مجهولان.
وأخرجه البزار (3831)، وإبراهيم الحربي في "غريب الحديث" 3/ 1151 و 1164 من طريق عثمان بن عمر، والبخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 317 من طريق بشر بن السريّ، كلاهما عن علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير، عن عمرو بن هارون -قال البزار: وأراه ابن يزيد، وقال البخاري: عمرو بن يزيد- عن صهيب، عن سفينة. وعمرو وصهيب مجهولان.
وانظر حديث ابن عمر السالف برقم (4597) وفيه أن جارية ذبحت شاة بحجر فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بأكلها. وذكرت عنده شواهده.
قال السندي: قوله: "بجذل" بكسر جيم أو فتحها وسكون معجمة: العود.
جُمْهَانَ، عَنْ سَفِينَةَ: أَنَّهُ كَانَ يَحْمِلُ شَيْئًا كَثِيرًا، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَنْتَ سَفِينَةُ "(1).
21922 -
حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ - عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُمْهَانَ قَالَ: سَمِعْتُ سَفِينَةَ يُحَدِّثُ: أَنَّ رَجُلًا ضَافَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ فَصَنَعُوا لَهُ طَعَامًا، فَقَالَتْ فَاطِمَةُ: لَوْ دَعْونَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَكَلَ مَعَنَا، فَأَرْسَلُوا إِلَيْهِ، فَجَاءَ فَأَخَذَ بِعِضَادَتَيِ الْبَابِ، فَإِذَا قِرَامٌ قَدْ ضُرِبَ بِهِ فِي نَاحِيَةِ الْبَيْتِ، فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَجَعَ، فَقَالَتْ فَاطِمَةُ لِعَلِيٍّ: اتْبَعْهُ، فَقُلْ لَهُ: مَا رَجَعَكَ؟ فَتَبِعَهُ، فَقَالَ: مَا رَجَعَكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " إِنَّهُ لَيْسَ لِي - أَوْ لَيْسَ لِنَبِيٍّ - أَنْ يَدْخُلَ بَيْتًا مُزَوَّقًا "(2).
(1) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الصحيح غير سعيد بن جُمهان -وهو أبو حفص البصري الأسلمي- فهو صدوق من رجال أصحاب السنن. إسحاق بن عيسى: هو ابن الطَّباع البغدادي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(6441) من طريق العوام بن حوشب، عن سعيد بن جُمهان، به.
وسيأتي بأطول مما هنا برقم (21925) و (21932) ويأتي تتمة تخريجه هناك.
وسيأتي ضمن الحديث (21928).
وسيأتي برقم (21924) من طريق شريك، عن عمران النخلي، قال: عن مولى لأم سلمة
…
الحديث.
(2)
إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الصحيح غير سعيد بن جُمهان، فهو =
21923 -
حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ - عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُمْهَانَ، حَدَّثَنِي سَفِينَةُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " الْخِلَافَةُ ثَلَاثُونَ عَامًا، ثُمَّ الْمُلْكُ " فَذَكَرَهُ (1).
= صدوق من رجال أصحاب السنن. أبو كامل: هو مظفر بن مُدرِك الخُراساني.
وأخرجه أبو داود (3755)، والبيهقي 7/ 267 من طريق موسى بن إسماعيل، وابن حبان (6354) والحاكم 2/ 186 من طريق أسد بن موسى، والبزار في "مسنده"(3826)، والطبراني في "الكبير"(6446) من طريق هدبة بن خالد، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 369 من طريق مسلم بن إبراهيم، أربعتهم عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. ولم يذكر بعضهم القصة.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(10732) من طريق قبيصة بن عقبة، عن حماد بن سلمة، عن سعيد بن جمهان، عن سفينة أبي عبد الرحمن، عن أم سلمة. فجعل قبيصةُ الحديث عن أم سلمة، قلنا: وهذا خطأ، فإن قبيصة قد خالف غيره من الثقات الحفاظ من أصحاب حماد بن سلمة.
وسيتكرر برقم (21934).
وسيأتي عن عفان برقم (21926)، وعن بهز برقم (21933)، كلاهما عن حماد بن سلمة.
وفي الباب عن علي بن أبي طالب عند ابن ماجه (3359)، والنسائي 8/ 213، وأبي يعلى (436). وجاء فيه أن القرام الذي رآه النبي صلى الله عليه وسلم كان فيه تصاوير. وإسناده صحيح.
قال السندي: "ضاف عليَّ بن أبي طالب" أي: نزل الرجل عليه ضيفاً.
"بعضادتي الباب" خشبتين على جانبي الباب.
"قرام" بكسر القاف، أي: ستر رقيق. قال ابن عبد البر في "التمهيد" 10/ 181: كأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد كره دخول بيت فيه تصاوير.
(1)
إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الصحيح غير سعيد بن جُمْهان، فهو =
21924 -
حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عِمْرَانَ النَّخْلِيِّ (1)، عَنْ مَوْلًى لِأُمِّ سَلَمَةَ قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ، فَانْتَهَيْنَا إِلَى وَادٍ قَالَ: فَجَعَلْتُ أَعْبُرُ النَّاسَ أَوْ أَحْمِلُهُمْ، قَالَ: فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا كُنْتَ الْيَوْمَ إِلَّا سَفِينَةً " أَوْ " مَا أَنْتَ إِلَّا سَفِينَةٌ "
قِيلَ لِشَرِيكٍ: هُوَ سَفِينَةُ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ؟ (2).
21925 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ، عَنْ سَفِينَةَ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ، فَكُلَّمَا أَعْيَا
= صدوق من رجال أصحاب السنن.
وانظر (21919).
(1)
تصحف في (م) و (ر) إلى: البجلي، والمثبت من (ظ 5) وكتب المشتبه، والنخلي، قال السمعاني في "الأنساب": بفتح النون وسكون الخاء المعجمة، نسبة إلى النخل، وظني أنها القرية المعروفة التي على ستة فراسخ من مكة.
(2)
حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، شريك -وهو ابن عبد الله النخعي- سيئ الحفظ، وعمران النخلي: هو ابن عبد الله بن كيسان، روى عنه ابنه حماد، وشريك، وذكره ابن حبان في "الثقات". وأما ما وقع في "الجرح والتعديل" 6/ 300 من ذكر رواية لأبي نعيم عنه، فهو خطأ، فإن أبا نعيم إنما يروي عن ابنه حماد المذكور كما وقع في "الجرح والتعديل" نفسه 3/ 145، وكما في "الأنساب" للسمعاني في مادة (النخلي).
وانظر ما سلف برقم (21921).
قال السندي: قوله: "أَعبُرُ الناس" يقال: عبر النهر كنصر: إذا قطعه، فالظاهر أن نصب الناس بنزع الخافض، أي: أَعبُرُ بهم.
بَعْضُ الْقَوْمِ أَلْقَى عَلَيَّ سَيْفَهُ وَتُرْسَهُ وَرُمْحَهُ، حَتَّى حَمَلْتُ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا كَثِيرًا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" أَنْتَ سَفِينَةُ "(1).
21926 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ، حَدَّثَنَا سَفِينَةُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَنَّ رَجُلًا أَضَافَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَصَنَعَ لَهُ طَعَامًا، فَقَالَتْ فَاطِمَةُ: لَوْ دَعَوْنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ أَبِي كَامِلٍ - فَدَعَوْهُ فَجَاءَ، فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى عِضَادَتَيِ الْبَابِ، فَرَأَى قِرَامًا فِي نَاحِيَةِ الْبَيْتِ، فَرَجَعَ، فَقَالَتْ فَاطِمَةُ لِعَلِيٍّ: الْحَقْهُ فَقُلْ لَهُ: مَا رَجَعَكَ (2) يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَقَالَ: " إِنَّهُ لَيْسَ لِي أَنْ أَدْخُلَ بَيْتًا مُزَوَّقًا "(3).
(1) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الصحيح غير سعيد بن جمهان -وهو الأسلمي أبو حفص البصري- فهو صدوق من رجال أصحاب السنن. عفان: هو ابن مسلم الصَّفَّار.
وأخرجه البزار في "مسنده"(3830)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 290، والطبراني في "الكبير"(6440)، وابن عدي في "الكامل" 3/ 1237، والمزي في ترجمة سفينة من "تهذيب الكمال" 11/ 205 من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وانظر ما قبله، وما سلف برقم (21921).
(2)
في (م): لم رجعت، وكانت في (ظ 5) كما أثبتنا ثم رُمجت وكتب فوقها: رجعت، وفي (ر) و (ق) أيضاً: ما رجعت وجاء في المصادر التي خرجت الحديث: ما رجعك، على الصواب، ولذلك أثبتناه.
(3)
إسناده حسن كسابقه.
وأخرجه ابن ماجه (3360)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(10733)، =
21927 -
حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ، عَنْ سَفِينَةَ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: أَعْتَقَتْنِي أُمُّ سَلَمَةَ وَاشْتَرَطَتْ عَلَيَّ أَنْ أَخْدُمَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مَا عَاشَ (1).
= وابن عبد البر في التمهيد 10/ 180 - 181 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وحديث أبي كامل الذي ذكره المصنف سلف برقم (21922).
(1)
إسناده حسن. أبو كامل: هو مظفر بن مدرك الخراساني.
وأخرجه الطيالسي (1602)، وابن ماجه (2526)، وابن الجارود في "المنتقى"(976)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 290، والحاكم 3/ 606، والبيهقي 10/ 291 من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (3932)، والنسائي في "الكبرى"(4995)، والطبراني في "الكبير"(6447)، والحاكم 2/ 213، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 369، والبيهقي 10/ 291 من طريق عبد الوارث بن سعيد، عن سعيد بن جُمهان، به. وصححه الحاكم.
وسيأتي 6/ 319 عن عبد الرحمن بن مهدي، عن حماد.
وفي الباب عن ابن عمر موقوفاً عند البيهقي 10/ 291. وإسناده صحيح.
قال الشوكاني في "نيل الأوطار": قد استدل بهذا الحديث على صحة العتق المعلق على شرط. وقال البغوي في "شرح السنة" 9/ 376: لو قال رجل لعبد: أعتقك على أن تخدمني شهراً، فقبل عتق في الحال، وعليه خدمة شهر، ولو قال: على أن تخدمني أبداً أو قال: مطلقاً، فقبل، عتق في الحال، وعليه قيمة رقبة للمولى. ثم قال بعد أن ساق حديث سفينة هذا: الشرط إن كان مقروناً بالعتق فعلى العبد القيمة، ولا خدمة عليه، وإن كان بعد العتق، فلا يلزم الشرط، ولا شيء على العبد عند أكثر الفقهاء، وكان ابن سيرين يثبت الشرط في هذا. وانظر "المغني" 14/ 571.
21928 -
حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا حَشْرَجُ بْنُ نُبَاتَةَ الْعَبْسِيُّ، كُوفِيٌّ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ، حَدَّثَنِي سَفِينَةُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم " الْخِلَافَةُ فِي أُمَّتِي ثَلَاثُونَ سَنَةً، ثُمَّ مُلْكًا بَعْدَ ذَلِكَ ".
ثُمَّ قَالَ لِي سَفِينَةُ: أَمْسِكْ خِلَافَةَ أَبِي بَكْرٍ، وَخِلَافَةَ عُمَرَ، وَخِلَافَةَ عُثْمَانَ، وَأَمْسِكْ خِلَافَةَ عَلِيٍّ. قَالَ: فَوَجَدْنَاهَا ثَلَاثِينَ سَنَةً، ثُمَّ نَظَرْتُ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْخُلَفَاءِ، فَلَمْ أَجِدْهُ يَتَّفِقُ لَهُمْ ثَلَاثُونَ.
قُلْتُ لِسَعِيدٍ: أَيْنَ لَقِيتَ سَفِينَةَ؟ قَالَ: لَقِيتُهُ بِبَطْنِ نَخْلَةَ (1) فِي زَمَنِ الْحَجَّاجِ، فَأَقَمْتُ عِنْدَهُ ثَمَانِ لَيَالٍ أَسْأَلُهُ عَنْ أَحَادِيثِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: مَا اسْمُكَ؟ قَالَ: مَا أَنَا بِمُخْبِرِكَ، سَمَّانِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَفِينَةَ. قُلْتُ: وَلِمَ سَمَّاكَ سَفِينَةَ؟ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَمَعَهُ أَصْحَابُهُ، فَثَقُلَ عَلَيْهِمْ مَتَاعُهُمْ، فَقَالَ لِي:" ابْسُطْ كِسَاءَكَ " فَبَسَطْتُهُ، (2) فَجَعَلُوا فِيهِ مَتَاعَهُمْ، ثُمَّ حَمَلُوهُ عَلَيَّ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" احْمِلْ، فَإِنَّمَا أَنْتَ سَفِينَةُ " فَلَوْ حَمَلْتُ يَوْمَئِذٍ وِقْرَ بَعِيرٍ أَوْ بَعِيرَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةٍ أَوْ أَرْبَعَةٍ أَوْ خَمْسَةٍ أَوْ سِتَّةٍ أَوْ سَبْعَةٍ، مَا ثَقُلَ عَلَيَّ إِلَّا أَنْ تَجْفُوَ (3).
(1) في (م): نخل.
(2)
في (ظ 5): فسطت.
(3)
إسناده حسن، حشرج بن نُباتة العبسي وسعيد بن جمهان، صدوقان. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم. =
21929 -
حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا حَشْرَجٌ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ
= وأخرج قصة الخلافة وحدها الطيالسي (1107)، ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(91)، وأخرجه الترمذي (2226)، وابن الأثير في "أسد الغابة" 2/ 411، من طريق سريج بن النعمان، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/ 342، وفي "الاعتقاد" ص 333 من طريق عبيد الله بن موسى، والطبراني في "الكبير"(6442) من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، أربعتهم (الطيالسي وسريج وعبيد الله وأبو نعيم) عن حشرج بن نباتة، بهذا الإسناد. وحسنه الترمذي.
وقصة الخلافة سلفت وحدها برقم (21919).
وقصة تسمية سفينة أخرجها المصنف في "العلل" 2/ 83 عن أبي النضر مختصرة.
وأخرجها أيضاً الطبراني في "الكبير"(6439)، والحاكم 3/ 606، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 369، والبيهقىِ في "الدلائل" 6/ 47 من طرق عن حشرج ابن نباتة، به. ووقع عند الحاكم وحده من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين أن سفينة أخبره باسمه وكان اسمه قيساً. قلنا: وهذه الزيادة تفرد بها الحاكم فقد رواه الطبراني والبيهقي من طريق أبي نعيم أيضاً، وليس عند الطبراني ذكر اسم قيس، وأما في رواية البيهقي فقال له: ما أنا بمخبرك. والله أعلم.
وقد سلفت مفردة برقم (21921).
وأخرج المصنف في "العلل" 1/ 182 قصة لُقيا حشرج لسعيد، ومن طريقه أبو بكر الخلال في "السنة"(631) عن سريج بن النعمان، عن حشرج، به.
قال السندي: قوله: "ثم ملكاً" بالنصب، أي: ثم يكون الحكم ملكاً.
قوله: "يجفو" هكذا ضبطناه من "جامع المسانيد" لابن كثير، والمعنى: سقط ووقع، قال في لسان العرب: جفا الشيء يجفو جفاء: لم يلزم مكانه، كالسرج يجفو عن الظهر، وجفا جنبه عن الفراش: نبا عنه، ولم يطمئن عليه. ووقع في (م) و (ظ 5): يجفوا بإثبات الألف! وكانت هكذا في (ر) بالجيم، ثم عدلت إلى الخاء، أي: يخفُّوا، وعليه فالمعنى: يُسرعوا، والله تعالى أعلم.
عَنْ سَفِينَةَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: " أَلَا إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ قَبْلِي إِلَّا حَذَّرَ الدَّجَّالَ أُمَّتَهُ، وَهُوَ أَعْوَرُ عَيْنِهِ الْيُسْرَى، بِعَيْنِهِ الْيُمْنَى ظَفَرَةٌ غَلِيظَةٌ، مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ، يَخْرُجُ مَعَهُ وَادِيَانِ: أَحَدُهُمَا جَنَّةٌ، وَالْآخَرُ نَارٌ، فَنَارُهُ جَنَّةٌ وَجَنَّتُهُ نَارٌ، مَعَهُ مَلَكَانِ مِنَ الْمَلَائِكَةِ يُشْبِهَانِ نَبِيَّيْنِ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ، لَوْ شِئْتُ سَمَّيْتُهُمَا بِأَسْمَائِهِمَا وَأَسْمَاءِ آبَائِهِمَا، وَاحِدٌ مِنْهُمَا عَنْ يَمِينِهِ وَالْآخَرُ عَنْ شِمَالِهِ، وَذَلِكَ فِتْنَةٌ، فَيَقُولُ الدَّجَّالُ: أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ؟! أَلَسْتُ أُحْيِي وَأُمِيتُ؟ فَيَقُولُ لَهُ أَحَدُ الْمَلَكَيْنِ: كَذَبْتَ. مَا يَسْمَعُهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ إِلَّا صَاحِبُهُ، فَيَقُولُ لَهُ: صَدَقْتَ. فَيَسْمَعُهُ النَّاسُ فَيَظُنُّونَ إِنَّمَا يُصَدِّقُ الدَّجَّالَ، وَذَلِكَ فِتْنَةٌ، ثُمَّ يَسِيرُ حَتَّى يَأْتِيَ الْمَدِينَةَ فَلَا يُؤْذَنُ لَهُ فِيهَا، فَيَقُولُ: هَذِهِ قَرْيَةُ ذَلِكَ الرَّجُلِ، ثُمَّ يَسِيرُ حَتَّى يَأْتِيَ الشَّامَ فَيُهْلِكُهُ اللهُ عِنْدَ عَقَبَةِ أَفِيقَ "(1).
(1) ضعيف بهذه السياقة، تفرد به حشرج بن نباتة، عن سعيد بن جمهان، وقد أشار بعض أهل العلم إلى أنه يقع لهما في أحاديثهما غرائب ومناكير، وقد وقع لهما شيء من هذا في هذا الحديث كما سنبيِّنُه.
وأخرجه الطيالسي (1106)، وابن أبي شيبة 15/ 137، وإبراهيم الحربي في "غريب الحديث" 3/ 1127، والطبراني في "الكبير"(6445) وابن عساكر في "تاريخه" 1/ ورقة 296 من طرق عن حشرج بن نباتة، بهذا الإسناد. ورواية الحربي مختصرة بلفظ:"الدجال بعينه اليمنى ظَفَرَةٌ غليظة".
ووقع في رواية الطيالسي وحده: معه نبيان من الأنبياء، بدل قوله: معه ملكان من الملائكة!!
وأورد الحديث الحافظ ابن كثير في كتاب "النهاية في الفتن" 1/ 138 - 139، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وقال عقبه: في متنه غرابة ونكارة.
وفي باب قوله: "هو أعور عينه اليسرى، بعينه اليمنى ظفرة غليظة مكتوب بين عينيه كافر" عن أنس بن مالك بإسناد صحيح، سلف برقم (12145)، غير أنه قال:
…
أعور بعين الشمال عليها ظفرة غليظة". ونحوه عن حذيفة بن اليمان، سيأتي 5/ 386.
وفي باب أنه يخرج معه واديان أحدهما جنة والآخر نار، وأن ناره جنة وجنته نار، عن حذيفة بن اليمان نحوه سيأتي بإسناد صحيح 5/ 386. وعن أبي هريرة عند البخاري (3338)، ومسلم (2936).
وفي باب عدم دخول الدجال المدينة عن أبي هريرة، سلف بسند صحيح برقم (7234)، وذكرنا شواهده هناك.
قلنا: وقصة الملكين تفرد بها حشرج عن سعيد بن جمهان، ولم نقف لهما على متابعة أو شاهد، فلا يعتبر بما تفردا به.
وكذلك قصة هلاك الدجال عند عَقَبة أَفيق تفردا بها أيضاً، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أن هلاكه سوف يكون ببان لُدٍّ يقتله عيسى عليه السلام، وقد سلف عن النواس بن سمعان بسند صحيح برقم (17629)، وذكرنا عنده تتمة شواهده.
قال السندي: قوله: "ظفرة" بفتحتين: لحمة تنبت من جانب الأنف على بياض العين، وقد تمتد إلى السواد فتغشاه.
"فيقول له صدقت" أي: يقول للملَك المُكذِّب للدجال: صدقت، إلا أن الناس يزعمون أنه صدَّق الدجال.
"قرية ذاك الرجل": يريد النبي صلى الله عليه وسلم.
قوله: "عقبة أفيق" قال ياقوت في "معجم البلدان": أفيق، بالفتح ثم الكسر، وياء ساكنة، وقاف: قرية من حوران في طريق الغَور في أول العقبة المعروفة بعقبة أفيق، تنزل من هذه العقبة إلى الغور، وهو الأردن، وهي عقبة طويلة نحو ميلين.
21930 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، حَدَّثَنِي أَبُو رَيْحَانَةَ - وَسَمَّاهُ عَلِيٌّ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَطَرٍ - قَالَ: أَخْبَرَنِي سَفِينَةُ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُوَضِّئُهُ الْمُدُّ، وَيُغسِّلُهُ الصَّاعُ مِنَ الْجَنَابَةِ (1).
21931 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَبُو رَيْحَانَةَ، عَنْ سَفِينَةَ صَاحِبِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف من أجل علي بن عاصم -وهو ابن صهيب الواسطي- وقد توبع.
وأخرجه أبو عوانة (632)، وتمام في "فوائده"(210/ 2) من طريق علي بن عاصم، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (326)(52)، وإبراهيم الحربي في "غريب الحديث" 3/ 1134، والبزار في "مسنده"(3832)، وابن المنذر في "الأوسط"(327)، والطحاوي 2/ 50، وابن عدي في "الكامل" 4/ 1567، والدارقطني 1/ 94، والبيهقي 1/ 195 من طريق بشر بن المفضل، وأبو عوانة (630) من طريق وهيب بن خالد، والطبراني في "الأوسط"(7794) من طريق مرجَّى بن رجاء، ثلاثتهم عن أبي ريحانة، به.
وانظر ما بعده.
وفي الباب عن أنس عند البخاري (201)، ومسلم (325)(51).
وعن ابن عباس، سلف (2628).
وعن جابر، سلف (14250).
وعن عائشة، سيأتي 6/ 218 - 219.
قوله: "المد" مقداره حفنة بكفَّيِ الرجل الذي ليس بعظيم الكفين ولا صغيرهما.
و"الصاع" أربع حفنات.
يَغْتَسِلُ بِالصَّاعِ، وَيَتَطَهَّرُ بِالْمُدِّ (1).
21932 -
حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُمْهَانَ، عَنْ سَفِينَةَ قَالَ: كُنَّا فِي سَفَرٍ، قَالَ: فَكَانَ كُلَّمَا أَعْيَا رَجُلٌ أَلْقَى عَلَيَّ ثِيَابَهُ: تُرْسًا أَوْ سَيْفًا، حَتَّى حَمَلْتُ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا كَثِيرًا. قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " أَنْتَ سَفِينَةُ "(2).
21933 -
حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ، حَدَّثَنِي سَفِينَةُ: أَنَّ رَجُلًا ضَافَ عَلِيًّا فَصَنَعَ لَهُ طَعَامًا، فَقَالَتْ
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل أبي ريحانة -وهو عبد الله ابن مطر البصري- فهو صدوق حسن الحديث. إسماعيل بن إبراهيم: هو بن مِقْسم المعروف بابن عُليَّة.
وأخرجه أبو عبيد في "الطهور"(110)، وابن أبي شيبة 1/ 65، والدارمي (694)، ومسلم (326)(53)، وابن ماجه (267)، والترمذي (56)، والبزار في "مسنده"(3833)، وابن الجارود (62)، والدولابي في "الكنى" 1/ 178، وأبو عوانة (631)، والطبراني في "الكبير"(6438)، وابن عدي في "الكامل" 4/ 1567، والبيهقي 1/ 195، والمزي في ترجمة أبي ريحانة عبد الله بن مطر من "تهذيب الكمال" 16/ 148 من طريق إسماعيل ابن عُليَّة، بهذا الإسناد. وزاد مسلم قول أبي ريحانة في سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم: وقد كان كبِرَ، وما كنت أثق بحديثه.
وانظر ما قبله.
(2)
إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الصحيح غير سعيد بن جُمهان -وهو البصري الأسلمي- فهو صدوق من رجال أصحاب السنن. بهز: هو ابن أسد العمّي.
وانظر (21921).
فَاطِمَةُ لِعَلِيٍّ: لَوْ دَعَوْتَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَكَلَ مَعَنَا. فَدَعَوْنَاهُ، فَجَاءَ فَأَخَذَ بِعِضَادَتَيِ الْبَابِ، وَقَدْ ضَرَبْنَا قِرَامًا فِي نَاحِيَةِ الْبَيْتِ، فَلَمَّا رَآهُ رَجَعَ، قَالَتْ فَاطِمَةُ لِعَلِيٍّ: الْحَقْهُ فَانْظُرْ مَا رَجَعَهُ؟ قَالَ: مَا رَدَّكَ يَا نَبِيَّ اللهِ؟ قَالَ: " لَيْسَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَدْخُلَ بَيْتًا مُزَوَّقًا "(1).
21934 -
حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ بِمَعْنَاهُ، قَالَ:" إِنَّهُ لَيْسَ لِي - أَوْ قَالَ: لَيْسَ لِنَبِيٍّ - أَنْ يَدْخُلَ بَيْتًا مُزَوَّقًا "(2).
(1) إسناده حسن كسابقه.
وانظر (21922).
(2)
إسناده حسن.
وقد سلف بهذا الإسناد تاماً برقم (21922).
حَدِيثُ سَعِيدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ
(1)
21935 -
حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ (2)، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ - يَعْنِي ابْنَ إِسْحَاقَ - عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ قَالَ: كَانَ بَيْنَ أَبْيَاتِنَا إِنْسَانٌ مُخْدَجٌ ضَعِيفٌ، لَمْ يُرَعْ أَهْلُ الدَّارِ إِلَّا وَهُوَ عَلَى أَمَةٍ مِنْ إِمَاءِ الدَّارِ يَخْبُثُ بِهَا، وَكَانَ مُسْلِمًا، فَرَفَعَ شَأْنَهُ سَعْدٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:" اضْرِبُوهُ حَدَّهُ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهُ أَضْعَفُ مِنْ ذَلِكَ، إِنْ ضَرَبْنَاهُ مِئَةً قَتَلْنَاهُ! قَالَ:" فَخُذُوا لَهُ عِثْكَالًا فِيهِ مِئَةُ شِمْرَاخٍ، فَاضْرِبُوهُ بِهِ ضَرْبَةً وَاحِدَةً، وَخَلُّوا سَبِيلَهُ "(3).
(1) قال الحافظ ابن حجر في "الإصابة" 3/ 105: سعيد بن سعد بن عبادة الأنصاري الخزرجي، ذكره الجمهور في الصحابة، وقال ابن عبد البر: صحبته صحيحة، واختلف فيه قول ابن حبان، فذكره في الصحابة وفي ثقات التابعين. وقال ابن سعد: ثقة قليل الحديث. وقال الواقدي: كان والياً لعلي على اليمن.
(2)
تحرف في (م) و (ر): عن عبيد!
(3)
حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات غير محمد بن إسحاق، فهو صدوق حسن الحديث، لكنه مُدلِّس وقد عنعنه، لكن روي الحديث من غير وجه عن أبي أمامة، واختلف عليه في وصله وإرساله، وأصحُّ هذه الأوجه عنه المرسل، وإرساله لا يضرُّ، فهو معدود في صغار الصحابة، ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وهو الذي سمَّاه وحنّكه.
وأخرجه ابن ماجه (2574)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ"(5522)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2024)، والنسائي في "الكبرى" =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= (7309)، والطبراني في "الكبير"(5522)، والبيهقي 8/ 230، وابن [[عساكر]] في "تاريخ دمشق" 2/ ورقة 804 من طرق عن محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد.
وسيأتي في ملحق مسند الأنصار برقم (24009/ 14) عن يزيد بن هارون، عن محمد بن إسحاق.
وأخرجه ابن ماجه (2575) عن سفيان بن وكيع، عن المحاربي، عن محمد بن إسحاق، عن يعقوب، عن أبي أمامة، عن سعد بن عبادة. قلنا: أخطأ فيه سفيان بن وكيع، فجعله من مسند سعد، وسفيان ضعيف.
وأخرجه بنحوه مسدد في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(4752)، والنسائي في "الكبرى"(7310) من طريق يحيى بن سعيد القطان، عن محمد ابن عجلان، عن يعقوب بن عبد الله بن الأشج، عن أبي أمامة، فذكره مرسلاً.
واختلف على أبي أمامة في وصل هذا الحديث وإرساله كما يأتي:
فرواه الزهري عن أبي أمامة بن سهل، واختلف عنه في وصله وإرساله:
فأخرجه موصولاً أبو داود (4472) من طريق يونس بن يزيد الأيلي، عن الزهري، عن أبي أمامة بن سهل، أنه أخبره بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من الأنصار، فذكره بنحوه.
وأخرجه مرسلاً النسائي في "الكبرى"(7307)، والطبراني (5568) من طريق إسحاق بن راشد، عن الزهري، عن أبي أمامة، فذكره بنحوه.
وأخرجه موصولاً النسائي في "الكبرى"(7308)، والطبراني في "الكبير"(5587) من طريق إسحاق بن راشد، عن الزهري، عن أبي أمامة بن سهل، عن أبيه سهل بن حنيف. ووقع غير ما خطأ في إسناد مطبوع "الكبرى" صوبناه من تحفة الأشراف 4/ 98. قلنا: ويقع لإسحاق بن راشد في روايته عن الزهري بعض الوهم كما ذكر بعض أهل العلم، ورواية يونس عن الزهري أثبت وأصح.
لكن قد روي من حديث أبي أمامة عن أبيه، فقد أخرجه الطبراني (5565) من طريق المغيرة بن عبد الرحمن، والدارقطني 3/ 100 من طريق عبد الرحمن ابن أبي الزناد، كلاهما عن أبي الزناد، عن أبي أمامة، عن أبيه سهل بن =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= حنيف. وفي إسنادهما ضعف إلى المغيرة وابن أبي الزناد.
ومع ذلك فقد خالفهما سفيان بن عيينة، فروي عنه، عن أبي الزناد، عن أبي أمامة مرسلاً، وروي عنه عن أبي الزناد، عن أبي أمامة، عن أبي سعيد الخدري:
أخرجه عبد الرزاق (16134)، والشافعي في "المسند" 2/ 79 - 80، ومن طريقه البيهقي 8/ 230، والبغوي (2590)، والنسائي في "الكبرى"(7302) من طريق عبد الله بن المبارك، والنسائي (7304) عن محمد بن منصور، أربعتهم (عبد الرزاق والشافعي وابن المبارك ومحمد) عن سفيان بن عيينة، عن أبي الزناد، عن أبي أمامة مرسلاً بنحوه. وقرنوا -إلا ابن المبارك- بأبي الزناد يحيى بن سعيد الأنصاري.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(5446)، والدارقطني 3/ 100 من طريق عمرو بن عوف الواسطي، والدارقطني 3/ 100 من طريق داود بن مهران، كلاهما عن ابن عيينة، عن أبي الزناد ويحيى الأنصاري، عن أبي أمامة، عن أبي سعيد الخدري بنحوه.
قلنا: ورواية عبد الرزاق ومن معه عن سفيان أصح، لا سيما وقد رواه غير واحد عن يحيى الأنصاري، عن أبي أمامة مرسلاً، فقد رواه النسائي في "الكبرى"(7303) من طريق سفيان بن عيينة، و (7305) من طريق هشيم بن بشير، و (7306) من طريق سعيد بن أبي هلال، وفي "المجتبى" 8/ 242 - 243 من طريق حماد بن زيد، أربعتهم عن يحيى الأنصاري، عن أبي أمامة مرسلاً.
ورواه مرسلاً أيضاً عن أبي أمامة أبو حازم عند النسائي في "الكبرى"(7031).
وروي مثله من طريق أبي حازم عن سهل بن سعد الساعدي عند النسائي أيضاً (7299)، والدارقطني 3/ 99، والبيهقي 8/ 230. وقال الدارقطني عقبه: الصواب عن أبي حازم عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم. قلنا: والمحفوظ في حديث أبي حازم عن سهل بن سعد ما سيأتي في مسنده 5/ 339 - 340: أن =
حَدِيثُ حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ
(1)
= رجلاً من أسلم جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: إنه قد زنى بامرأة سماها، فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى المرأة فدعاها فسألها عما قال، فأنكرت، فحدَّه وتركها.
وقال الحافظ ابن حجر في "التلخيص" 4/ 59 بعد إيراد طرق حديث أبي أمامة: فإن كانت الطرق كلها محفوظة، فيكون أبو أمامة قد حمله عن جماعة من الصحابة، وأرسله مرة.
قال البغوي في "شرح السنة" 10/ 303 - 304: العِثكال والإشكال: العِذق الذي يسمّى الكِبَاسة، يقال: إنكال وأُثكول، وعِثكال وعُثكول، وأغصانه شماريخ، واحدها شِمراخ.
"المُخدَج" ناقص الخلق.
"يَخبُث بها" أي: يزني بها.
قال: والعمل على هذا عند بعض أهل العلم، ذهبوا إلى أن المريض الذي به مرض لا يُرجَى زواله إذا وجب عليه حدُّ الجلد بأن زنى، وهو بكر، يضرب بإثكال عليه مئة شمراخ ضربة واحدة، بحيث تمسه الشماريخ كلها، فيسقط الحدُّ عنه.
ونقل ابن عابدين في "حاشيته" 6/ 21 عن "فتح القدير": ولو كان المرض لا يرجى زواله كالسِّل، أو كان ضعيف الخِلْقة، فعندنا وعند الشافعي يضرب بعثكال فيه مئة شمراخ دفعةً.
(1)
هو أنصاريٌّ خزرجيٌّ نجَّاري، سيد الشعراء المؤمنين، المؤيد برُوح القُدُس كما جاء في "الصحيحين" وغيرهما، وسيأتي في مسنده في الحديث التالي.
كنيته أبو الوليد، ويقال: أبو الحُسام، ويقال: أبو عبد الرحمن. وهو شاعر رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبُه.
وهو أحد الذين تكلَّموا في أمر عائشة في حادثة الإفك، فأنزل الله براءتها في سورة النور. =
21936 -
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ قَالَ: مَرَّ عُمَرُ بِحَسَّانَ وَهُوَ يُنْشِدُ فِي الْمَسْجِدِ، فَلَحَظَ إِلَيْهِ، قَالَ: قَدْ كُنْتُ أُنْشِدُ وَفِيهِ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ. ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ فَقَالَ: سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " أَجِبْ عَنِّي، اللهُمَّ أَيِّدْهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ "؟ قَالَ: نَعَمْ (1).
= عُمِّر حسان مئة وعشرين سنةً، منها ستون سنةً في الإسلام وتوفِّي سنة أربع وخمسين، وقيل: سنة أربعين. انظر "سير أعلام النبلاء" 2/ 512 - 523.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، وقد بين سعيد -وهو ابن المسيب- في بعض الروايات عنه أنه روى هذه القصة عن أبي هريرة.
وأخرجه الحميدي (1105)، والبخاري (3212)، وأبو داود (5013)، والنسائي في "الكبرى"(795) وفي "المجتبى" 2/ 48، وفي "عمل اليوم والليلة"(171)، وأبو عوانة في "المناقب" كما في "إتحاف المهرة" 4/ 290 - 291، وابن حبان (7148)، والطبراني (3596) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. ولم يذكر أبو داود والطبراني قصة سؤال حسان بن ثابت لأبي هريرة.
وسيأتي برقم (21938) من طريق إبراهيم بن سعد، عن الزهري، به.
وأخرجه مسلم (2485)، وابن خزيمة (1307)، وابن حبان (1653) من طرق عن سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة.
وأخرجه أبو داود (5014) عن أحمد بن صالح، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن سعيد، عن أبي هريرة أيضاً.
وسيأتي برقم (21939) عن عبد الرزاق كذلك لكن دون ذكر أبي هريرة، وقد سلف في مسند أبي هريرة عن عبد الرزاق برقم (7644).
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(3587) من طريق أبي سلمة، وفي "الأوسط"(6283) من طريق ابن سيرين، كلاهما عن أبي هريرة. =
21937 -
حَدَّثَنَا يَعْلَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: مَرَّ عُمَرُ عَلَى حَسَّانَ وَهُوَ يُنْشِدُ الشِّعْرَ فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم تُنْشِدُ الشِّعْرَ؟ قَالَ: قَدْ كُنْتُ أُنْشِدُ وَفِيهِ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ. أَوْ كُنْتُ أُنْشِدُ فِيهِ، وَفِيهِ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ (1).
= وأخرجه البخاري (453) و (6152)، ومسلم (2485)(152)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(172)، والطحاوي 4/ 298، والطبراني في "الأوسط"(4606)، والبيهقي 10/ 237 من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن حسان بن ثابت. وليس فيه قصة عمر.
وأخرجه الطحاوي 4/ 298 من طريق الزهري، عن عروة، أن حسان .. فذكره دون قصة عمر. وأخرجه النسائي في "الكبرى"(6025)، وأبو حاتم كما في "العلل" 2/ 258، والطبراني في "الكبير"(3589) من طريق يزيد بن زريع، عن شعبة، عن عدي بن ثابت، عن البراء، عن حسان فذكره. قلنا: رواية البراء عن حسان وهم، والصواب أنها من حديث البراء نفسه كما نقلنا ذلك عن أبي حاتم الرازي عند حديث البراء السالف برقم (18526).
وانظر الحديث التالي.
وفي الباب عن عائشة، سيأتي 6/ 72.
قال السندي: قوله: "فلحظ إليه" أي: نظر عمر إليه بمؤخر عينه، كراهة لفعله.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد منقطع رجاله ثقات رجال الصحيح غير محمد ابن عمرو -وهو ابن علقمة بن وقاص الليثي- فهو صدوق حسن الحديث. يحيى ابن عبد الرحمن -وهو ابن حاطب بن أبي بلتعة- لم يشهد القصة، لأنه لم يسمع من عمر فيما قاله ابن معين، ولم يذكر عمن سمعه. يعلى: هو ابن عبيد الطنافسي.
وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 199 من طريق محمد بن يحيى بن عبد الرحمن، عن أبيه، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله. =
21938 -
حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ - يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ - حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: مَرَّ عُمَرُ عَلَى حَسَّانَ وَهُوَ يُنْشِدُ فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: مَهْ. قَالَ لَهُ حَسَّانُ: قَدْ كُنْتُ أُنْشِدُ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ. قَالَ: فَانْصَرَفَ عُمَرُ وَهُوَ يَعْرِفُ أَنَّهُ يُرِيدُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم (1).
21939 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: أَنْشَدَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ، فَمَرَّ بِهِ عُمَرُ فَلَحَظَهُ، فَقَالَ حَسَّانُ: وَاللهِ لَقَدْ أَنْشَدْتُ فِيهِ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ. فَخَشِيَ أَنْ يَرْمِيَهُ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَجَازَ وَتَرَكَهُ (2).
(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي كامل -هو مُظفَّر ابن مُدرك الخُراساني- فقد روى له أبو داود في "التفرد" والنسائي، وهو ثقة، وقد بيَّن سعيد بن المسيب في بعض الروايات أنه روى هذه القصة عن أبي هريرة كما بيناه عند الرواية (21936).
وأخرجه النسائي في "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف" 3/ 61 من طريق سليمان بن داود الهاشمي، عن إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد.
(2)
حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، وقد بين ابن المسيب -وهو سعيد- أنه روى هذه القصة عن أبي هريرة كما بيناه عند الرواية (21936).
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(1716) و (20510)، ومن طريقه أخرجه أبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 4/ 290، والطبراني في "الكبير"(3585)، والبيهقي 2/ 448، والبغوي في "شرح السنة" بإثر الحديث (3406).
وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه"(20509)، ومن طريقه أخرجه مسلم (2485)(151)، والطبراني في "الكبير"(3584)، والبيهقي 2/ 448 و 10/ 237، والبغوي (3406) ولفظه كلفظ حديث ابن عيينة السالف برقم (21936) دون =
حَدِيثُ عُمَيْرٍ مَوْلَى آبِي اللَّحْمِ
(1)
21940 -
حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، حَدَّثَنِي عُمَيْرٌ، مَوْلَى آبِي اللَّحْمِ قَالَ: شَهِدْتُ خَيْبَرَ مَعَ سَادَتِي، فَكَلَّمُوا فِيَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَمَرَنِي فَقُلِّدْتُ سَيْفًا، فَإِذَا أَنَا أَجُرُّهُ، فَأُخْبِرَ أَنِّي مَمْلُوكٌ فَأَمَرَ لِي بِشَيْءٍ مِنْ خُرْثِيِّ الْمَتَاعِ (2).
= قصة عمر مع حسان.
وسلف في مسند أبي هريرة برقم (7644) عن عبد الرزاق كلفظ حديث ابن عيينة المذكور.
وأخرجه أبو داود (5014) عن أحمد بن صالح، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن سعيد، عن أبي هريرة بمعنى الحديث الأول.
قوله: "فخشي أن يرميه برسول الله صلى الله عليه وسلم" أي: بمخالفته. قاله السندي.
(1)
عمير -بالتصغير- مولى آبي اللحم الغفاري، صحابي شهد خيبر، وعاش إلى نحو السبعين، روى له مسلم وأصحاب السنن.
(2)
إسناده صحيح على شرط مسلم. محمد بن زيد: هو ابن المُهاجر بن قُنْفُذ.
وأخرجه الحاكم 2/ 131 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. غير أنه ذكر حُنيناً بدل خيبر.
وأخرجه أبو داود (2730)، وأبو عوانة في السير كما في "إتحاف المهرة" 12/ 530، والبيهقي 9/ 53 من طريق أحمد بن حنبل، به. وقال أبو داود بإثره: معناه أنه لم يُسهم له.
وأخرجه الترمذي (1557)، والنسائي في "الكبرى"(7535)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(5297)، والحاكم 1/ 327، والبيهقي 9/ 31، وابن الأثير في "أسد الغابة" 4/ 284 من طريق بشر بن المفضل، به. وزاد الترمذي =
21941 -
حَدَّثَنَا رِبْعِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ - أَخُو إِسْمَاعِيلَ ابْنِ عُلَيَّةَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ خَيْرًا (1)، قَالَ: وَكَانَ يُفْضَّلُ عَلَى إِسْمَاعِيلَ - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْمُهَاجِرِ
= والنسائي والحاكم قصة الرُّقية، وستأتي في الحديث التالي. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وصححه الحاكم.
وأخرجه الطيالسي في "مسنده"(1215)، وعبد الرزاق (9454)، وأبو عبيد في "الأموال"(882)، وابن سعد في "طبقاته" 2/ 114، وابن أبي شيبة 12/ 406 و 14/ 466، وحميد بن زنجويه في "الأموال"(889) أو (1285) والدارمي (2475)، وابن ماجه (2855)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2671)، وابن الجارود في "المنتقى"(1087)، وأبو عوانة في السير كما في "إتحاف المهرة" 12/ 530، والطحاوي في "شرح المشكل"(5294) و (5295)، وابن حبان (4831)، والطبراني في "الكبير" 17/ (131) و (132)، والبيهقي 9/ 31 من طرق عن محمد بن زيد بن المهاجر، به. ولم يذكر الدارمي قوله: فأخبر أني مملوك
…
إلخ. وذكر ابن حبان حُنيناً، بدل خيبر.
وانظر ما بعده.
وفي الباب أن العبد لا يُعطى من الغنيمة لكن يُرضَخُ له ويُحذى، عن ابن عباس عند مسلم (1812)، وسلف برقم (2235).
قال السندي: قوله: "فإذا أنا أجرّه" بتشديد الراء، أي: أجرُّ السيف على الأرض من قِصَر قامتي لصغر سني، أو هو كناية عن كونه لا يحسن أن يتقلد السيف، ولم يكن من أهله.
"من خرثي المتاع" بضم الخاء المعجمة وسكون الراء المهملة وكسر المثلثة وتشديد الياء: أثاث البيت، أو أراد المتاع والغنائم.
قال البغوي في "شرح السنة" 11/ 104: والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم: أن العبيد والصبيان والنسوان إذا حضروا القتال يُرضخ لهم، ولا يسهم لهم. قلنا: ومعنى يرضخ لهم: أن يعطوا شيئاً دون السهم.
(1)
القائل: "وأثنى عليه خيراً" هو عبد الله بن أحمد ناقلاً عن أبيه.
عَنْ عُمَيْرٍ مَوْلَى آبِي اللَّحْمِ، قَالَ: شَهِدْتُ مَعَ سَادَتِي خَيْبَرَ، فَأَمَرَ بِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلِّدْتُ سَيْفًا، فَإِذَا أَنَا أَجُرُّهُ. قَالَ: فَقِيلَ لَهُ: إِنَّهُ عَبْدٌ مَمْلُوكٌ، قَالَ: فَأَمَرَ لِي بِشَيْءٍ مِنْ خُرْثِيِّ الْمَتَاعِ.
قَالَ: وَعَرَضْتُ عَلَيْهِ رُقْيَةً كُنْتُ أَرْقِي بِهَا الْمَجَانِينَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، قَالَ:" اطْرَحْ مِنْهَا كَذَا وَكَذَا، وَارْقِ بِمَا بَقِيَ "(1).
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ زَيْدٍ: وَأَدْرَكْتُهُ وَهُوَ يَرْقِي بِهَا الْمَجَانِينَ.
21942 -
حَدَّثَنَا رِبْعِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ - يَعْنِي ابْنَ إِسْحَاقَ - حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَمِّهِ وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْمُهَاجِرِ، أَنَّهُمَا سَمِعَا عُمَيْرًا مَوْلَى آبِي اللَّحْمِ، قَالَ: أَقْبَلْتُ مَعَ سَادَتِي
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عبد الرحمن بن إسحاق -وهو المدني- فهو صدوق حسن الحديث. رِبْعي بن إبراهيم: هو ابن مِقْسَم الأسدي.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2672) من طريق ربعي بن إبراهيم، بهذا الإسناد دون قصة الرقية.
وأخرج قصة الرقية حَسْبُ أبو يعلى في "مسنده الكبير" كما في "إتحاف الخيرة"(5398) من طريق ربعي بن إبراهيم، به.
وأخرجه مقطعاً الطبراني 17/ (133) و (135) من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، عن عبد الرحمن بن إسحاق، به.
وأخرجه مقطعاً كذلك 17/ (132) و (134) من طريق ابن لهيعة، عن محمد بن زيد، به. وأقحم في إسناد الرواية الثانية بين ابن لهيعة ومحمد بن زيد راويان، وهو خطأ. وانظر ما قبله.
قوله: "اطرح منها كذا وكذا" كأن تلك كانت كلمات غير مفهومة أو موهمة للشرك. قاله السندي.
نُرِيدُ الْهِجْرَةَ حَتَّى إِذَا دَنَوْنَا مِنَ الْمَدِينَةِ، قَالَ: فَدَخَلُوا الْمَدِينَةَ وَخَلَّفُونِي فِي ظُهُورِهِمْ، قَالَ: قَالَ: فَأَصَابَنِي مَجَاعَةٌ شَدِيدَةٌ، قَالَ: فَمَرَّ بِي بَعْضُ مَنْ يَخْرُجُ مِنَ الْمَدِينَةِ، فَقَالُوا لِي: لَوْ دَخَلْتَ الْمَدِينَةَ، فَأَصَبْتَ مِنْ ثَمَرِ حَوَائِطِهَا، فَدَخَلْتُ حَائِطًا فَقَطَعْتُ مِنْهُ قِنْوَيْنِ، فَأَتَانِي صَاحِبُ الْحَائِطِ، فَأَتَى بِي إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَخْبَرَهُ خَبَرِي، وَعَلَيَّ ثَوْبَانِ، فَقَالَ لِي:" أَيُّهُمَا أَفْضَلُ؟ " فَأَشَرْتُ لَهُ إِلَى أَحَدِهِمَا، فَقَالَ:" خُذْهُ " وَأَعْطَى صَاحِبَ الْحَائِطِ الْآخَرَ وَخَلَّى سَبِيلِي (1).
(1) حديث حسن، عم إسحاق والد عبد الرحمن لم نقف له على ترجمة، ومتابعه أبو بكر بن زيد بن المهاجر ذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 9/ 13، وابن أبي حاتم في "العلل" 9/ 342، وقالا: روى عنه عبد الرحمن بن إسحاق وأخوه محمد بن زيد، ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وباقي رجاله ثقات غير عبد الرحمن بن إسحاق، فهو صدوق حسن الحديث، وقد روي الحديث بنحوه من وجه آخر يقويه كما سيأتي في ملحق مسند الأنصار برقم (24009/ 84).
إسحاق والد عبد الرحمن: هو ابن عبد الله بن الحارث -ويقال: ابن الحارث- ابن كنانة القرشي العامري.
وأخرجه الطبراني 17/ (128) من طريق ربعي بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 228، والطبراني 17/ (127)، والحاكم 4/ 132 من طريق بشر بن المفضل، والطبراني 17/ (129) من طريق خالد الطحان، كلاهما عن عبد الرحمن بن إسحاق، به. وقال بشر بن المفضل في روايته:"عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن أبيه إسحاق بن الحارث، عن عمه إسحاق بن عبد الله وعن أبي بكر بن زيد بن المهاجر" كذا قال في اسم إسحاق والد عبد الرحمن وفي اسم عمه، فقلبهما، والصواب ان اسم والد عبد الرحمن: إسحاق بن عبد الله، ولم يُسمِّ عمَّ إسحاق غيرُه. ووقع في رواية الحاكم:"عن أبي بكر بن يزيد" بدل: "وعن أبي بكر بن زيد"، وهو خطأ. =
21943 -
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عُمَيْرٍ مَوْلَى آبِي اللَّحْمِ، عَنْ آبِي اللَّحْمِ (1): أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ أَحْجَارِ الزَّيْتِ يَسْتَسْقِي، وَهُوَ مُقْنِعٌ بِكَفَّيْهِ، يَدْعُو (2).
= وأخرجه البيهقي 10/ 3 من طريق يزيد بن زريع، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن أبيه عن عمير. أسقط منه عمَّ إسحاق وأبا بكر بن زيد.
وقوله: فقال لي: "أيُّهما أفضل؟ " أي: من القِنْوَينِ اللذين قطعهما من الحائط، فالضمير في "أيُّهما" يعود عليهما، لا على الثوبين كما هو ظاهر الرواية هنا، وقوله:"وعلي ثوبان" لم يرد إلا عند المصنف في هذا الموضع، والله أعلم.
(1)
عبارة "عن آبي اللحم" لم ترد في (م) و (ر) و (ق)، وكانت في نسخة (ظ 5) ثم رمجت، وأثبتناها من "جامع المسانيد" لابن كثير، و"أطراف المسند" 1/ 180 لابن حجر، ومن مصادر التخريج.
(2)
حديث صحيح، رجاله رجال الشيخين، وسعيد بن أبي هلال لا بأس به، ونقل الساجي عن الإمام أحمد الإشارة إلى اختلاطه، وقد وقع له في هذا الإسناد وهم بإسقاط محمد بن إبراهيم التيمي بين يزيد بن عبد الله -وهو ابن الهاد- وبين عمير. وخالد بن يزيد: هو الجمحي المصري.
وأخرجه الترمذي (557)، والنسائي 3/ 158 - 159، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(1099) من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد. كلهم جعلوه من حديث عمير عن مولاه آبي اللحم. وقال الترمذي عقبه: كذا قال قتيبة في هذا الحديث: عن آبي اللحم، ولا نعرف له عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا هذا الحديث.
وتابع قتيبة على جعله من حديث آبي اللحم عبدُ الله بن صالح، عن الليث ابن سعد، به عند الطبراني (6714).
وأخرجه الحاكم 1/ 327 من طريق يحيى بن بكير، و 1/ 535 من طريق عبد الله بن عبد الحكم وشعيب بن الليث، ثلاثتهم عن الليث بن سعد، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن يزيد بن عبد الله، عن عمير، ليس =
21944 -
حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ وَهْبٍ: أَخْبَرَنَا حَيْوَةُ، عَنِ ابْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ عُمَيْرٍ مَوْلَى آبِي اللَّحْمِ: أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَسْتَسْقِي عِنْدَ أَحْجَارِ الزَّيْتِ قَرِيبًا مِنَ الزَّوْرَاءِ قَائِمًا، يَدْعُو يَسْتَسْقِي رَافِعًا كَفَّيْهِ، لَا يُجَاوِزُ بِهِمَا رَأْسَهُ مُقْبِلٌ بِبَاطِنِ كَفَّيْهِ إِلَى وَجْهِهِ (1).
21945 -
حَدَّثَنَا هَارُونُ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ رَجُلٍ وَ (2) عُمَرَ بْنِ
= فيه آبي اللحم. لكن وقع في "تلخيص" الذهبي في الموضعين زيادة: آبي اللحم!
وسيأتي من طريق يزيد بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن عمير برقم (21944) و (21945).
وسلف برقم (16413) من طريق عبد ربه بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم التيمي حدثه من رأى النبي صلى الله عليه وسلم يدعو بكفَّيه.
وسيأتي في ملحق مسند الأنصار من طريق ابن لهيعة، عن محمد بن زيد ابن المهاجر، عن عمير برقم (24009/ 83).
قوله: "وهو مقنع بكفيه" قال في "لسان العرب": أقنع الرجل بيديه في القنوت: مدّهما واسترحم ربَّه مستقبلاً ببطونهما وجهه ليدعو.
(1)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه فمن رجال مسلم. ابن وهب: هو عبد الله، وحيوة: هو ابن شريح بن صفوان التجيبي، وابن الهاد: هو يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد.
وأخرجه ابن حبان (879) من طريق حرملة بن يحيى، عن ابن وهب، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله، وما بعده.
(2)
المثبت من "جامع المسانيد" لابن كثير، و"أطراف المسند" 5/ 157 لابن حجر، وهكذا كانت في (ظ 5):"عن رجل و" ثم رمجت، وأثبت على هامشها:"قال: وأخبرني حيوة عن"، وأشير إلى أنها هكذا في نسخة وصحح عليها، وفي (م) و (ر) و (ق) كما أثبت على هامش (ظ 5).
مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عُمَيْرٍ مَوْلَى آبِي اللَّحْمِ: أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ مِثْلَهُ (1).
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، والرجل المبهم: هو حيوة بن شريح كما جاء مسمَّى في الرواية السالفة وعند من أخرج الحديث.
وأخرجه ابن حبان (878) من طريق هارون بن معروف، عن ابن وهب، عن حيوة بن شريح وعمر بن مالك، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (1168) عن محمد بن سلمة المرادي، عن ابن وهب، عن حيوة وعمر، به.
وانظر ما قبله.
حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ الْحَمِقِ الْخُزَاعِيِّ
(1)
21946 -
حَدَّثَنَا بَهْزُ بْنُ أَسَدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رِفَاعَةَ بْنِ شَدَّادٍ، قَالَ: كُنْتُ أَقُومُ عَلَى رَأْسِ الْمُخْتَارِ (2)، فَلَمَّا تَبَيَّنْتُ كِذَابَتَهُ هَمَمْتُ وَايْمُ اللهِ أَنْ أَسُلَّ سَيْفِي، فَأَضْرِبَ عُنُقَهُ، حَتَّى ذَكَرْتُ حَدِيثًا حَدَّثَنِيهِ عَمْرُو بْنُ الْحَمِقِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ أَمِنَ رَجُلًا عَلَى نَفْسِهِ فَقَتَلَهُ، أُعْطِيَ لِوَاءَ الْغَدْرِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "(3).
(1) هو عمرو بن الحمق -بفتح الحاء المهملة وكسر الميم- ابن الكاهن، ويقال: ابن كاهل. خزاعيٌّ له صحبة، سكن الكوفة، ثم انتقل إلى مصر، قيل: هاجر بعد الحديبية، وقيل: بل أسلم بعد حجة الوداع، والأول أصح. شهد مع علي بن أبي طالب مشاهده، واختلف في زمن وفاته، فقيل: في خلافة معاوية، وقيل: بعد ذلك زمن الحرة، وكانت وقعة الحرة سنة 63 هـ. "تهذيب الكمال" و"حاشية السندي".
(2)
هو المختار بن أبي عبيد الثقفي الكذاب، كان والده الأمير أبو عبيد بن مسعود قد أسلم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وقد استعمله عمر بن الخطاب على جيش، فغزا العراق، وإليه تنسب وقعة جسر أبي عبيد، ونشأ المختار، وكان من كبراء ثقيف، وذوي الرأي والفصاحة والشجاعة، والدهاء، وقلة الدين، وفي "صحيح مسلم" (2545) من حديث أسماء بنت أبي بكر مرفوعاً:"يكون في ثقيف كذاب ومُبِير" قال الإمام الذهبي في "السير" 3/ 539: فكان الكذاب هذا، ادَّعى أنَّ الوحي يأتيه، وأنه يعلم الغيب، وكان المُبير الحجاج، قبحهما الله.
(3)
إسناده صحيح. =
21947 -
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عِيسَى الْقَارِئُ أَبُو عُمَرَ بْنُ عُمَرَ (1)، حَدَّثَنَا السُّدِّيُّ
= وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2345)، والطحاوي في "شرح المشكل"(201) و (202) من طريقين عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (2688)، والبزار في "مسنده"(2306)، والنسائي في "الكبرى"(8739) من طريق أبي عوانة الوضاح، والطيالسي (1286)، ومن طريقه البيهقي 9/ 142 - 143 عن قرة بن خالد، كلاهما عن عبد الملك بن عمير، عن رفاعة بن شداد، به. قلنا: كذا جاء في رواية الطيالسي، والمحفوظ أن قرة بن خالد سمَّى في روايته رفاعة: عامر بن شداد.
فأخرجه البزار (2307)، والنسائي (8741)، والحاكم 4/ 353 من طريق قرة بن خالد، عن عبد الملك، عن عامر بن شداد، به. وقال البزار: أخطأ فيه قرة لأنه قال: عن عبد الملك بن عمير، عن عامر بن شداد، والصواب ما قاله أبو عوانة، وقد تابع أبا عوانة على مثل روايته غيرُ واحد. قلنا: لم ينفرد قرة بن خالد في تسميته بعامر بن شداد، فقد تابعه شعبة فيما ذكره المزي في ترجمة رفاعة من "التهذيب" 9/ 206، ولعل الخطأ إنما وقع من عبد الملك بن عمير نفسه، فقد ذكر بعض أهل العلم أنه تغير وأن له بعض أوهام.
وسيأتي الحديث برقم (21947) من طريق السدي، وبرقم (21948) من طريق عبد الملك بن عمير، كلاهما عن رفاعة بن شداد.
وأخرجه بنحوه عبد الرزاق (9679) عن معمر، عن الزهري، فذكره مرسلاً.
وسيأتي برقم (27207) من طريق أبي ليلى، عن أبي عكاشة الهمداني، عن رفاعة، عن سليمان بن صرد. وإسناده ضعيف.
وانظر حديث ابن عمر السالف برقم (4648) ولفظه: "الغادر يرفع له لواءٌ يوم القيامة، يقال: هذه غَدرةُ فلان بن فلان" وذكرت عنده شواهده.
(1)
المثبت من (م) ونسخة في (ر)، وفي (ظ 5) و (ر): عيسى بن عمر.
عَنْ رِفَاعَةَ الْفِتْيَانِيِّ (1)، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى الْمُخْتَارِ، فَأَلْقَى لِي وِسَادَةً، وَقَالَ: لَوْلَا أَنَّ أَخِي جِبْرِيلَ قَامَ عَنْ هَذِهِ لَأَلْقَيْتُهَا لَكَ. قَالَ: فَأَرَدْتُ أَنْ أَضْرِبَ عُنُقَهُ، فَذَكَرْتُ حَدِيثًا حَدَّثَنِيهِ أَخِي عَمْرُو بْنُ الْحَمِقِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَيُّمَا مُؤْمِنٍ أَمِنَ مُؤْمِنًا عَلَى دَمِهِ فَقَتَلَهُ، فَأَنَا مِنَ الْقَاتِلِ بَرِيءٌ "(2).
21948 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، حَدَّثَنِي
(1) تحرف في (م) إلى: القتباني، والمثبت من (ظ 5) و (ر)، وفِتيان: بطنٌ من بجيلة.
(2)
إسناده حسن من أجل السُّدي -وهو إسماعيل بن عبد الرحمن- وباقي رجال الإسناد ثقات. ابن نمير: هو عبد الله، ورفاعة الفتياني: هو ابن شداد بن عبد الله.
وأخرجه البخاري في "تاريخه الكبير" 3/ 322 - 323، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 3/ 192 - 193، والبزار في "مسنده"(2308) من طريق عبيد الله بن موسى، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2344) من طريق سلم بن قتيبة، كلاهما عن عيسى بن عمر، بهذا الإسناد. وزادوا فيه:"وإن كان المقتول كافراً".
وأخرجه الطيالسي (1285)، والبخاري في "تاريخه" 3/ 322 و 323، ويعقوب بن سفيان 3/ 193، وابن أبي عاصم (2343)، والبزار (2309)، والطحاوي في "شرح المشكل"(203)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 202، وابن حبان (5982)، والطبراني في "الصغير"(584)، وأبو نعيم في "الحلية" 9/ 24، والبيهقي 9/ 142 والمزي في ترجمة رفاعة بن شداد من "التهذيب" 9/ 205 - 206 من طرق عن إسماعيل السدي، به. وفيه الزيادة المذكورة.
وأخرجه دون ذكر القصة الطبراني في "الصغير"(38) من طريق بيان بن بشر، عن رفاعة، به. وفيه الزيادة. وانظر ما قبله.
عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ رِفَاعَةَ بْنِ شَدَّادٍ، قَالَ: كُنْتُ أَقُومُ عَلَى رَأْسِ الْمُخْتَارِ، فَلَمَّا عَرَفْتُ كَذِبَهُ هَمَمْتُ أَنْ أَسُلَّ سَيْفِي فَأَضْرِبَ عُنُقَهُ، فَذَكَرْتُ حَدِيثًا حَدَّثَنَاهُ عَمْرُو بْنُ الْحَمِقِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ أَمِنَ رَجُلًا عَلَى نَفْسِهِ فَقَتَلَهُ، أُعْطِيَ لِوَاءَ الْغَدْرِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "(1).
21949 -
حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَمِقِ الْخُزَاعِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" إِذَا أَرَادَ اللهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا اسْتَعْمَلَهُ " قِيلَ: وَمَا اسْتَعْمَلَهُ؟ قَالَ: " يُفْتَحُ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ بَيْنَ يَدَيْ مَوْتِهِ حَتَّى يَرْضَى عَنْهُ مَنْ حَوْلَهُ "(2).
(1) إسناده صحيح.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(8740) عن يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وانظر (21946).
(2)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال مسلم غير صحابيه، فقد روى له النسائي وابن ماجه. ومعاوية بن صالح: هو ابن حدير.
وأخرجه عبد بن حميد (481)، وابن قتيبة في "غريب الحديث" 1/ 301 - 302، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2340)، والبزار في "مسنده"(2310)، وابن حبان (342) و (343)، والحاكم 1/ 340، والبيهقي في "الزهد"(814) من طريق زيد بن الحباب، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح المشكل"(2641)، والطبراني في "مسند الشاميين"(2026)، وفي "الأوسط"(3322) من طريق عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح، به. وجاء لفظه عندهم: عسله، بدل استعمله.
قال صاحب "النهاية" 3/ 237: العَسْل: طِيب الثناء مأخوذ من العَسَل، =
حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
21950 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مَسْعُودِ بْنِ الْحَكَمِ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: أَمَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَبْدَ اللهِ بْنَ حُذَافَةَ السَّهْمِيَّ أَنْ يَرْكَبَ رَاحِلَتَهُ أَيَّامَ مِنًى، فَيَصِيحَ فِي النَّاسِ:" لَا يَصُومَنَّ أَحَدٌ، فَإِنَّهَا أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ ".
قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ عَلَى رَاحِلَتِهِ يُنَادِي بِذَلِكَ (1).
= يقال: عَسَلَ الطعامَ يَعسِله: إذا جعل فيه العسل.
وأخرجه ابن أبي عاصم (2341)، والطحاوي (2640)، والطبراني في "الشاميين"(183)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 153، والخطيب في "تاريخه" 11/ 434 من طرق عن جبير بن نفير، به.
وأخرجه القضاعي في "مسند الشهاب"(1390) من طريق الحسن البصري، عن عمرو بن الحمق.
ورواه بقية بن الوليد بإسناده عن جبير بن نفير عن عمر الجمعي، كذا سمى صحابيه، وهو خطأ منه، وقد سلف الكلام عليه برقم (17217). وانظر أحاديث الباب عنده.
(1)
مرفوعه صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه واضطرابه.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(2880)، والطحاوي 2/ 246 من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي (2881) من طريق شعيب بن أبي حمزة، والدارقطني 2/ 187 من طريق سليمان بن أبي داود الحراني، كلاهما عن الزهري، به.
قال النسائي: لم يسمعه الزهري من مسعود بن الحكم، ثم أخرجه عن =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= كثير بن عبيد، عن محمد بن حرب، عن الزُّبيدي، عن الزهري، بلغه عن مسعود، به. وأشار إلى انقطاعه أيضاً الدارقطني 2/ 187. قلنا: رجاله ثقات.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/ 376، ومن طريقه النسائي (2884) عن الزهري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث عبد الله بن حذافة أيام منى يطوف، يقول: إنما هي أيام أكل وشرب وذكر الله.
وأخرجه الدارقطني 2/ 212 من طريق الواقدي، عن ربيعة بن عثمان، عن محمد بن المنكدر، عن مسعود بن الحكم، عن عبد الله بن حذافة. وقال: الواقدي ضعيف. قلنا: وسلف من طريق سليمان بن يسار، عن عبد الله بن حذافة في مسنده برقم (15735)، وهو منقطع.
وأخرجه النسائي (2886)، وأبو يعلى (461)، وابن خزيمة (2147) والطحاوي 2/ 246، والحاكم 1/ 434 - 435 من طريقين عن ابن إسحاق، عن حكيم بن حكيم، عن مسعود بن الحكم، عن أمه، قالت: لكأني أنظر إلى علي ابن أبي طالب على بغلة النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول: يا معشر المسلمين إن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إنها ليست أيام صيام، إنَّها أيام أكل وشرب".
وأخرجه النسائي (2887) من طريق إبراهيم بن سعد، و (2888) من طريق عبدة بن سليمان، كلاهما عن محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن أبي سلمة، عن مسعود بن الحكم، عن أمه. وسلف من هذا الطريق في مسند علي برقم (708).
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 8/ 374 و 375، والطحاوي 2/ 246، والبيهقي 4/ 298 من طريق يحيى بن سعيد، عن يوسف بن مسعود بن الحكم، عن جدته. وسلف أيضاً من هذا الطريق برقم (992).
وأخرجه النسائي (2879)، والطحاوي 2/ 246 من طريق عمرو بن الحارث، عن بكير بن عبد الله بن الأشج، عن سليمان بن يسار، عن مسعود ابن الحكم، عن أمه.
وسلف برقم (16038) من طريق سليمان بن يسار، عن حمزة الأسلمي.
وأخرجه الطحاوي 2/ 245 من طريق ابن لهيعة، عن أبي النضر، عن سليمان بن يسار وقبيصة، عن أم الفضل.
21951 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ: قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ - وَكَانَ أَبُوهُ أَحَدَ الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ تِيبَ عَلَيْهِمْ - عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَامَ يَوْمَئِذٍ خَطِيبًا، فَحَمِدَ اللهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَاسْتَغْفَرَ لِلشُّهَدَاءِ الَّذِينَ قُتِلُوا يَوْمَ أُحُدٍ، ثُمَّ قَالَ:" إِنَّكُمْ يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ تَزِيدُونَ، وَإِنَّ الْأَنْصَارَ لَا يَزِيدُونَ، وَإِنَّ الْأَنْصَارَ عَيْبَتِي الَّتِي أَوَيْتُ إِلَيْهَا، أَكْرِمُوا كَرِيمَهُمْ، وَتَجَاوَزُوا عَنْ مُسِيئِهِمْ، فَإِنَّهُمْ قَدْ قَضَوْا الَّذِي عَلَيْهِمْ، وَبَقِيَ الَّذِي لَهُمْ "(1).
= وأخرجه الطحاوي 2/ 246 من طريق مخرمة بن بكير بن عبد الله، عن أبيه، عن سليمان بن يسار، عن ابن الحكم الزرقي، عن أبيه: أنهم كانوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى، فذكره.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/ 376، ومن طريقه النسائي (2877) عن أبي النضر، عن سليمان بن يسار مرسلاً: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن صيام أيام منىً.
وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4970)، وذكرت شواهده عنده.
(1)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(19917)، لكن وقع فيه عن الزهري، قال: أخبرني عبد الله بن عبد الرحمن بن كعب!
وسلف في مسند المكيين من طريق الزهري عن عبد الله بن كعب بن مالك برقم (16075). وذكرت شواهده هناك.
قوله: "قام يومئذ خطيباً" قال السندي: أي: يوم مرض آخر مرض.
"عيبتي" بفتح مهملة وسكون تحتية فموحدة، وهي في الأصل: ما يوضع فيه الثياب، ويُكني بها عن القلوب والصدور التي هي موضع الأسرار، والمراد هاهنا أي: خاصتي وموضع أسراري.
حَدِيثُ بَشِيرِ ابْنِ الْخَصَاصِيَّةِ السَّدُوسِيِّ
21952 -
حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو - يَعْنِي الرَّقِّيَّ - عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، حَدَّثَنَا جَبَلَةُ بْنُ سُحَيْمٍ، عَنْ أَبِي الْمُثَنَّى الْعَبْدِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ السَّدُوسِيَّ - يَعْنِي ابْنَ الْخَصَاصِيَّةِ - قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لِأُبَايِعَهُ، قَالَ: فَاشْتَرَطَ عَلَيَّ شَهَادَةَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنْ أُقِيمَ الصَّلَاةَ، وَأَنْ أُؤَدِّيَ الزَّكَاةَ، وَأَنْ أَحُجَّ حَجَّةَ الْإِسْلَامِ، وَأَنْ أَصُومَ شَهْرَ رَمَضَانَ، وَأَنْ أُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللهِ.
فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَمَّا اثْنَتَانِ (1)، فَوَاللهِ مَا أُطِيقُهُمَا: الْجِهَادُ وَالصَّدَقَةُ، فَإِنَّهُمْ زَعَمُوا أَنَّهُ مَنْ وَلَّى الدُّبُرَ، فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللهِ، فَأَخَافُ إِنْ حَضَرْتُ تِلْكَ جَشِعَتْ نَفْسِي، وَكَرِهَتِ الْمَوْتَ، وَالصَّدَقَةُ فَوَاللهِ مَا لِي إِلَّا غُنَيْمَةٌ وَعَشْرُ ذَوْدٍ، هُنَّ رِسْلُ أَهْلِي وَحَمُولَتُهُمْ. قَالَ: فَقَبَضَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدَهُ، ثُمَّ حَرَّكَ يَدَهُ، ثُمَّ قَالَ:" فَلَا جِهَادَ وَلَا صَدَقَةَ، فَبِمَ تَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِذًا؟ " قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَنَا أُبَايِعُكَ. قَالَ: فَبَايَعْتُهُ (2) عَلَيْهِنَّ كُلِّهِنَّ (3).
(1) في (ظ 5) و (ر): اثنتين.
(2)
في (م) و (ر): فبايعت.
(3)
رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي المثنى العبدي -وهو مُؤثِر بن عَفَاذة الكوفي- فلم يرو عنه غير جَبَلة بن سُحَيْم، وذكره ابن حبان والعجلي في "الثقات"، وغير صحابيه فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد" وأصحاب السنن إلا الترمذي. زكريا بن عدي: هو ابن الصَّلت التيمي مولاهم أبو يحيى الكوفي. =
21953 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنِي الْأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ سُمَيْرٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ الْخَصَاصِيَّةِ بَشِيرِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَأَى رَجُلًا يَمْشِي فِي نَعْلَيْنِ بَيْنَ الْقُبُورِ، فَقَالَ:" يَا صَاحِبَ السِّبْتِيَّتَيْنِ (1) أَلْقِهِمَا "(2).
21954 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ، سَمِعْتُ إِيَادَ بْنَ لَقِيطٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ لَيْلَى امْرَأَةَ بَشِيرٍ أَنَّهُ سَأَلَ (3) النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: أَصُومُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ،
= وأخرجه المروزي في "تعظيم قدر الصلاة"(451) من طريق زكريا بن عدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(1233)، وفي "الأوسط"(1148)، والحاكم 2/ 79، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(1176)، والبيهقي 9/ 20، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 3/ ورقة 381 - 382 من طريق عبد الله بن جعفر الرقي، عن عبيد الله بن عمرو الرقي، به.
وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 89، والطبراني في "الكبير"(1234)، وأبو نعيم (1176)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 1/ 195، وابن عساكر 3/ ورقة 382 من طريق قيس بن الربيع، عن جبلة بن سُحيم، به. ولم يسق ابن قانع لفظه.
قوله: "جشعت نفسي" قال السندي: أي: فزعت.
"رِسل أهلي" الرسل بكسر راء وسكون سين: اللبن.
وانظر شرح الحديث الثامن من "جامع العلوم والحكم" للإمام ابن رجب الحنبلي.
(1)
في (ظ 5) و (ر): السبتين، والمثبت من (م) ونسخة في هامش (ر).
(2)
إسناده صحيح، وهو مكرر (20784).
(3)
في (م): تقول: إن بشيراً سأل النبي صلى الله عليه وسلم.
وَلَا أُكَلِّمُ ذَلِكَ الْيَوْمَ أَحَدًا؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَصُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِلَّا فِي أَيَّامٍ هُوَ أَحَدُهَا، أَوْ فِي شَهْرٍ، وَأَمَّا أَنْ لَا تُكَلِّمَ أَحَدًا، فَلَعَمْرِي لَأَنْ تَكَلَّمَ بِمَعْرُوفٍ، وَتَنْهَى عَنْ مُنْكَرٍ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَسْكُتَ "(1).
21955 -
حَدَّثَنَا أَبُو (2) الْوَلِيدُ وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ إِيَادٍ، حَدَّثَنَا إِيَادٌ - يَعْنِي ابْنَ لَقِيطٍ - عَنْ لَيْلَى امْرَأَةِ بَشِيرٍ، قَالَتْ: أَرَدْتُ أَنْ أَصُومَ يَوْمَيْنِ مُوَاصِلَةً،
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير ليلى امرأة بشير، وهي صحابيّةٌ كان اسمها جَهْدَمة فسماها رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ليلى، وقد روى لها البخاري في "الأدب المفرد"، والترمذي في "الشمائل"، وهذا الحديث إنما روته عن زوجها بشير كما سيأتي. أبو الوليد: هو هشام بن عبد الملك الطيالسي، وعفان: هو ابن مسلم الصفَّار.
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 3/ ورقة 382 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3426) من طريق عفان وحده، به. وزاد فيه قصة تغيير اسم بشير، وستأتي برقم (21956).
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(1232)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(1177) من طريق أبي الوليد الطيالسي وحده، به. وفيه: عن ليلى قالت: أخبرني بشير، أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم
…
وسقط من إسناد الطبراني إياد بن لقيط.
وأخرجه كذلك عبد بن حميد (428)، والطبراني في "الكبير"(1232)، وأبو نعيم في "المعرفة"(1177)، والبيهقي 10/ 75 - 76 من طرق عن عبيد الله بن إياد، به. وزادوا إلا الطبراني قصة تغيير اسم بشير. وفيه السقط المذكور آنفاً.
وفي باب النهي عن صوم يوم الجمعة منفرداً، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، سلف برقم (6771)، وانظر تتمة شواهده هناك.
(2)
لفظة "أبو" سقطت من (م) و (ر).
فَمَنَعَنِي بَشِيرٌ، وَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْهُ، وَقَالَ:" يَفْعَلُ ذَلِكَ النَّصَارَى - وَقَالَ عَفَّانُ: يَفْعَلُ ذَلِكَ النَّصَارَى (1) - وَلَكِنْ صُومُوا كَمَا أَمَرَكُمُ اللهُ، وَأَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ، فَإِذَا كَانَ اللَّيْلُ فَأَفْطِرُوا "(2).
21956 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ لَيْلَى امْرَأَةِ بَشِيرِ بْنِ الْخَصَاصِيَّةِ، عَنْ بَشِيرٍ - قَالَ: وَكَانَ قَدْ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: اسْمُهُ زَحْمٌ، فَسَمَّاهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَشِيرًا (3).
(1) كذا في (م) والأصول الخطية، ولا وجه له، إذ لا فرق هكذا بين روايته ورواية أبي الوليد، ورواه أبو داود الطيالسي عن عبيد الله بن إياد كما سيأتي، فقال في روايته:"يفعل ذلك اليهود" ولعل رواية أحدهما كذلك، والله تعالى أعلم.
(2)
إسناده صحيح، إسناد سابقه.
وأخرجه الطيالسي (1125)، وعبد بن حميد (429)، والطبراني في "الكبير"(1231) من طرق عن عبيد الله بن إياد، بهذا الإسناد.
وفي باب النهي عن وصال الصوم عن عبد الله بن عمر بن الخطاب، سلف برقم (4721) وانظر بقية شواهده هناك.
(3)
إسناده صحيح.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(830)، وأبو زرعة الدمشقي في "تاريخه"(1842) من طريق سعيد بن منصور، وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 6/ 50 و 7/ 55، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1648) من طريق عفان بن مسلم، كلاهما عن عبيد الله بن إياد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني 24/ (532) من طريق محمد بن سواء عن أبي جناب يحيى بن أبي حية الكلبي، عن إياد، عن جهدمة امرأة بشير، به. جعله من مسند امرأة بشير. وأبو جناب الكلبي ضعيف الحديث. =
حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَنْظَلَةَ بْنِ الرَّاهِبِ أَبِي عَامِرٍ، الغَسيلِ، غَسِيلِ المَلائِكَةِ (1)
21957 -
حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ - يَعْنِي ابْنَ حَازِمٍ - عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَنْظَلَةَ غَسِيلِ الْمَلَائِكَةِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " دِرْهَمُ رِبًا يَأْكُلُهُ الرَّجُلُ وَهُوَ يَعْلَمُ، أَشَدُّ مِنْ سِتَّةٍ وَثَلَاثِينَ زَنْيَةً "(2).
= وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 2/ 26، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 3/ ورقة 379 من طريق أبي جناب يحيى بن أبي حية الكلبي، عن إياد ابن لقيط، به. بلفظ: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعاني إلى الإسلام، ثم قال لي: ما اسمك؟ قلت: نذير. قال: بل أنت بشير. ثم ذكر فيه قصة. وإسناده هالك.
وانظر ما سلف برقم (20788).
(1)
غسيل الملائكة: هو حنظلة بن أبي عامر، وكان قد استشهد في معركة أحد، وابنه عبد الله له رؤية، توفي النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن سبع سنين، وكان من خيار أهل المدينة، قتل يوم الحرة سنة ثلاث وستين، وكان أمير الأنصار يومئذ.
(2)
ضعيف مرفوعاً، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه، فقد روى له أبو دواد، وهذا الحديث لا يصح مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما هو من قول كعب الأحبار كما سيأتي في الرواية التالية وفي تخريجه هنا، وصوَّبه أبو القاسم البغوي والدارقطني. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياتي، ابن أبي مليكة: هو عبد الله بن عبيد الله.
وأخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات" 2/ 246، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 9/ ورقة 147 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار في "مسنده"(3381)، والدارقطني 3/ 16، وابن الجوزي =
21958 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ ابْنِ (1) حَنْظَلَةَ بْنِ رَاهِبٍ
= 2/ 246 من طريق حسين بن محمد، به. وقال البزار عقبه: قد رواه بعضهم عن ابن أبي مليكة، عن رجل، عن عبد الله بن حنظلة.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2759)، والطبراني في "الأوسط"(2703)، والدارقطني 3/ 16، وابن الجوزي 2/ 246 وابن عساكر 9/ ورقة 147 من طريق عبيد الله بن عمرو الرقي، عن ليث بن أبي سليم، عن ابن أبي مليكة، به. وليث بن أبي سليم سيئ الحفظ، ونقل ابن عساكر عن البغوي توهيم رواية جرير عن أيوب، ورواية عبيد الله عن ليث.
قلنا: وقد خالفهما ابن جريج عند العقيلي في "الضعفاء" 2/ 258، والبيهقي في "الشعب" بإثر الحديث (5517)، وعبد العزيز بن رفيع كما في الرواية التالية عند المصنف، فروياه عن ابن أبي مليكة، عن عبد الله بن حنظلة، عن كعب الأحبار قوله. وابن جريج وعبد العزيز ثقتان حُجَّتان.
وفي الباب عن ابن عباس عند الطبراني في "الكبير"(11216)، و"الأوسط"(2968)، و"الصغير"(224)، والبيهقي في "الشعب"(5518)، وأسانيدها ضعيفة.
وعن عبد الله بن سلام عند عبد الرزاق (19706)، والطبراني في تتمة الجزء (13) من "الكبير"(411)، والبيهقي في "الشعب"(5514)، وإسناده ضعيف.
وعن عائشة عند العقيلي في "الضعفاء" 3/ 296، وإسناده ضعيف.
وعن أنس عند البيهقي في "الشعب"(5523)، وإسناده ضعيف.
قال ابن الجوزي في "الموضوعات" 2/ 248: أعلم أنَّ مما يردُّ صحة هذه الأحاديث أن المعاصي إنما يعلم مقاديرها بتأثيراتها، والزنى يُفسد الأنساب، ويصرف الميراث إلى غير مستحقيه، ويؤثر من القبائح ما لا يؤثر أكل لقمة لا تتعدى ارتكاب نهي، فلا وجه لصحة هذا.
(1)
لفظة "ابن" لم ترد في (م) والأصول الخطية، ووضع في نسخة (ظ 5) بين "عن" و"حنظلة" ضبة، وهذا خطأ قديم في النسخ الخطية، ففي نسخة =
عَنْ كَعْبٍ قَالَ: لَأَنْ أَزْنِيَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ زَنْيَةً أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ آكُلَ دِرْهَمَ رِبًا يَعْلَمُ اللهُ أَنِّي أَكَلْتُهُ حِينَ أَكَلْتُهُ رِبًا (1).
21959 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ (2)، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَنْظَلَةَ بْنِ الرَّاهِبِ: أَنَّ رَجُلًا سَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ بَالَ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى قَالَ بِيَدِهِ إِلَى الْحَائِطِ - يَعْنِي أَنَّهُ تَيَمَّمَ (3).
= الهيثمي كما في "المجمع" 4/ 117 أيضاً لم ترد هذه اللفظة، لذلك استشكلها الهيثمي، وقال: الظاهر أنه ابنه عبد الله بن حنظلة، وسقط من الأصل. قلنا: وأثبتناها على الصواب من المصادر التي أوردت الحديث من طريق "المسند" ومن غير طريق "المسند".
(1)
إسناده صحيح إلى كعب الأحبار. سفيان: هو الثوري.
وأخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات" 2/ 248، وابن عساكر 9/ ورقة 147، من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارقطني 3/ 16 من طريق الفريابي، والبيهقي في "الشعب"(5516) من طريق حماد بن أسامة، وابن عساكر 9/ ورقة 147 من طريق أبي أحمد الزبيري، ثلاثتهم عن سفيان الثوري، به. وقال الدارقطني: هذا أصح من المرفوع. وكذلك صوبه البغوي فيما نقله عنه ابن عساكر. وانظر ما قبله.
(2)
أُقحم في (م) بين محمد بن جعفر وسعيد: شعبة، ولم يرد في نسخنا الخطية.
(3)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الراوي عن عبد الله بن حنظلة، وباقي رجال الإسناد ثقات. سعيد: هو ابن أبي عروبة.
ويشهد له حديث أبي جُهيم عند البخاري (337)، وقد سلف برقم (17541).
وحديث عبد الله بن جابر السالف برقم (17597)، وانظر عنده تتمة شواهده.
21960 -
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ الْأَنْصَارِيُّ، ثُمَّ الْمَازِنِيُّ - مَازِنُ بَنِي النَّجَّارِ -، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ، قُلْتُ لَهُ: أَرَأَيْتَ وُضُوءَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ لِكُلِّ صَلَاةٍ طَاهِرًا كَانَ أَوْ غَيْرَ طَاهِرٍ، عَمَّ هُوَ؟ فَقَالَ: حَدَّثَتْهُ (1) أَسْمَاءُ بِنْتُ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ حَنْظَلَةَ بْنِ أَبِي عَامِرِ الْغَسِيلِ حَدَّثَهَا: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ أُمِرَ بِالْوُضُوءِ لِكُلِّ صَلَاةٍ طَاهِرًا كَانَ أَوْ غَيْرَ طَاهِرٍ، فَلَمَّا شَقَّ ذَلِكَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أُمِرَ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ، وَوُضِعَ عَنْهُ الْوُضُوءُ إِلَّا مِنْ حَدَثٍ (2).
(1) قوله: "حدثته" أي: حدثت عبيد الله بن عبد الله بن عمر.
(2)
إسناده حسن من أجل ابن إسحاق -وهو محمد-، وباقي رجال الإسناد ثقات. لكن قد اختلف على ابن إسحاق في اسم عبيد الله بن عبد الله بن عمر، فروي مصغراً ومكبراً كما سيأتي، ولا يضر، فكلاهما ثقة. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزهري.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 5/ 68، والبزار (3378) و (3382)، وابن خزيمة (15)، والحاكم 1/ 156 من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد. وسقط من إسناد البزار في الرواية الأولى: عبيد الله بن عبد الله بن عمر، وتحرف في "التاريخ الكبير" وفي رواية البزار الثانية: إلى عبد الله بن عبد الله مكبراً، فقد نص أبو داود في "سننه": على أن رواية إبراهيم بن سعد، عن ابن إسحاق، عن عُبيد الله مصغراً. ولفظه عند البزار: أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان يأمر بالوضوء لكل صلاة، فترك ذلك وأمرهم بالسواك لكل صلاة. وبنحوه رواية البخاري.
وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 263 - 264، ومن طريقه البيهقي 1/ 37 - 38 من طريق سعيد بن يحيى اللخمي، عن ابن إسحاق، =
قَالَ: فَكَانَ عَبْدُ اللهِ يَرَى أَنَّ بِهِ قُوَّةً عَلَى ذَلِكَ، كَانَ يَفْعَلُهُ حَتَّى مَاتَ.
= عن محمد بن يحيى، عن عبيد الله مصغراً، به كما أشار البيهقي عقبه. وفيه: فلما شقَّ ذلك عليهم، بدل "عليه".
وأخرجه البخاري في "التاريخ" 5/ 67 - 68 من طريق يونس بن بكير الشيباني، وأخرجه الدارمي (658)، وأبو داود (48)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2247)، وابن خزيمة (15) و (138)، والطحاوي 1/ 42 - 43، والبيهقي 1/ 37 - 38 من طريق أحمد بن خالد الوهبي، كلاهما عن ابن إسحاق، عن محمد بن يحيى، عن عبد الله بن عبد الله بن عمر مكبراً. وتحرف عبد الله بن عبد الله في "سنن الدارمي" ورواية ابن خزيمة الأولى إلى: عُبيد الله مصغراً. قلنا: كلام أبي داود بإثر الحديث يشير إلى أن رواية أحمد بن خالد الوهبي عن عبد الله مكبراً. وأما رواية يونس بن بكير، فقد نقل ابن عساكر في "تاريخه" 9/ ورقة 147 - 148 عن ابن منده أنها عن عبد الله مكبراً أيضاً.
قوله: "أُمِرَ" قال صَاحب "عون المعبود" 1/ 49: بضم الهمزة على بناء المفعول.
"فلما شق ذلك" أي: الوضوء لكل صلاة. وفي "التوسط شرح سنن أبي داود": وهذا الأمر يحتمل كونه للنبي صلى الله عليه وسلم خاصاً به أو شاملاً لأمته، ويحتمل كونه بقوله تعالى:{إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا} [المائدة: 6] بأن تكون الآية على ظاهرها.
حَدِيثُ مَالِكِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْخَثْعَمِيِّ
21961 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ - وَهُوَ أَبُو (1) إِبْرَاهِيمَ الْمُعَقِّبُ -، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ - يَعْنِي ابْنَ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيَّ - حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ حَيَّانَ الْأَسَدِيُّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِشْرٍ الْخُزَاعِيِّ، عَنْ خَالِهِ مَالِكِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَلَمْ أُصَلِّ خَلْفَ إِمَامٍ كَانَ أَوْجَزَ مِنْهُ صَلَاةً فِي تَمَامِ الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ (2).
(1) لفظة "أبو" سقطت من (م) و (ظ 5) و (ر)، وأثبتناها على الصواب من "أطراف المسند" 5/ 249، ومن "جامع المسانيد" ومن ترجمته في "تاريخ بغداد" 6/ 265.
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة سليمان بن بشر الخزاعي فلم يرو عنه غير منصور بن حيان، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وخاله مالك بن عبد الله ذكره البخاري في "تاريخه" وقال: له صحبة، ونسبه خثعمياً، وقد أخرج هذا الحديث ابن سعد في "الطبقات" 6/ 62، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ"، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"، وابن الأثير في "أسد الغابة" فقالوا جميعاً: الخزاعي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 54، ومن طريقه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2311)، والطبراني في "الكبير" 19/ (652)، وابن الأثير في "أسد الغابة" 5/ 33، وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2771) عن أيوب بن محمد الوزان، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 344 عن عبد الرحمن بن إبراهيم، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/ 35 من طريق ابن الرومي، أربعتهم (ابن أبي شيبة وأيوب وعبد الرحمن وابن الرومي) عن =
21962 -
حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ جَابِرٍ، أَنَّ أَبَا الْمُصَبِّحِ الْأَوْزَاعِيَّ حَدَّثَهُمْ، قَالَ: بَيْنَا نَسِيرُ فِي دَرْبِ قَلَمْيَةَ (1) إِذْ نَادَى الْأَمِيرَ مَالِكَ بْنَ عَبْدِ اللهِ الْخَثْعَمِيَّ رَجُلًا يَقُودُ فَرَسَهُ فِي عِرَاضِ الْجَبَلِ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ، أَلَا تَرْكَبُ؟ قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنِ اغْبَرَّتْ قَدَمَاهُ فِي سَبِيلِ اللهِ سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ، فَهُمَا حَرَامٌ عَلَى النَّارِ "(2).
= مروان بن معاوية، بهذا الإسناد. وجاء عندهم تعيين الصلاة بالمكتوبة.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/ 303، وأبو يعلى في "مسنده الكبير" كما في "إتحاف الخيرة"(1584) من طريق يحيى بن زكريا ابن أبي زائدة، عن منصور بن حيان، به.
وسيأتي برقم (21964) عن عفان، عن عبد الواحد بن زياد، عن منصور.
وفي الباب عن أنس بن مالك. سلف بسند صحيح برقم (11967) وانظر تتمة شواهده عنده.
(1)
تصحَّف في (م) إلى: قلمتة.
(2)
إسناده صحيح، ابن جابر: هو عبد الرحمن بن يزيد بن جابر الأزدي، وأبو المُصَبِّح الأوزاعي: هو المَقْرَئي الحمصي، وأبو عبد الله المذكور في القصة: هو جابر بن عبد الله الصحابي، وهو الذي روى هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومالك بن عبد الله الخثعمي ذكره البخاري في "تاريخه" في الصحابة، وتبعه ابن حبان، وقيل: لم يكن له صحبة وإنما كان من التابعين والله أعلم، وهذا الحديث قد سمعه من جابر بن عبد الله، وقد مضى في مسنده برقم (14947) من طريق أبي المُصبِّح، عنه بالمرفوع دون ذكر القصة.
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 16/ ورقة 216 من طريق عبد الله ابن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (661)، وفي "مسند الشاميين"(609) =
21963 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الشُّعَيْثِيُّ (1)، عَنْ لَيْثِ بْنِ الْمُتَوَكِّلِ، عَنْ مَالِكِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْخَثْعَمِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنِ اغْبَرَّتْ قَدَمَاهُ فِي سَبِيلِ اللهِ حَرَّمَهُ اللهُ عَلَى النَّارِ "(2).
= و (780)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/ 55، وابن عساكر 16/ ورقة 216 من طريق الوليد بن مسلم، به. وقرن الطبراني في رواياته جميعاً بابن جابر عبدَ الله بن العلاء.
وأخرجه ابن المبارك في "الجهاد"(33) عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، به.
وأخرجه بنحوه الدارمي (2397)، والطبراني 19/ (662) من طريق عبد الله ابن سليمان بن أبي زينب، وابن أبي عاصم في "الجهاد"(114)، وفي "الآحاد والمثاني"(2777) من طريق زرعة بن عبد الله الوحاظي، وأبو يعلى في "مسنده الكبير" كما في "إتحاف الخيرة"(5963) من طريق سليمان بن موسى الدمشقي، ثلاثتهم عن مالك بن عبد الله الخثعمي، به. ووقع في رواية ابن أبي زينب وحده: أن مالك بن عبد الله مرَّ على حبيب بن مسلمة، بدل جابر. وهذا خطأ، وابن أبي زينب هذا لم نجد له ترجمة.
وانظر ما بعده.
وانظر أحاديث الباب عند حديث جابر المذكور.
قوله: "في درب قلمية" قال السندي: الدرب في الأصل كل مدخل إلى بلاد الروم، وقلمية، قال ياقوت الحموي في "معجم البلدان": بفتح أوله وثانيه، وسكون الميم وياء خفيفة: كُورة واسعة من بلاد الروم قرب طَرَسُوس.
وقوله: "في عِراض الجَبَل" أي: في سَفْحِ الجبل وناحيته.
(1)
تحرف في (م): إلى الشعبي.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة حال ليث بن المتوكل، =
21964 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ (1)، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ حَيَّانَ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ الْخُزَاعِيُّ، عَنْ خَالِهِ مَالِكِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَمَا صَلَّيْتُ خَلْفَ إِمَامٍ يَؤُمُّ النَّاسَ أَخَفَّ صَلَاةً مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (2).
= وقيل: المتوكل بن ليث، فقد روى عنه ثلاثة أحدهم ضعيف، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، ثم إن الليث هذا قد خالف من هو أوثق منه، وهو أبو المصبح الأوزاعي كما في الحديث السابق، فأسقط منه صحابيَّ الحديث، فحديثه مرسل.
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 16/ ورقة 216، وابن الأثير في "أسد الغابة" 5/ 32 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وقال ابن عساكر عقبه: الصواب متوكل بن الليث قلبه وكيع، ومالك لم يسمع الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم، إنما سمعه من رجل من الصحابة غزا معه حين كان يلي المغازي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 5/ 310 عن وكيع، به.
(1)
أقحم في (م) بين عفان وعبد الواحد: وكيع! وليس هو في شيء من أصولنا الخطية، ولا "أطراف المسند" 5/ 249.
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة سليمان الخزاعي، وهو ابن بشر. عفان: هو ابن مسلم.
وأخرجه ابن سعد 6/ 62، والطبراني في "الكبير" 19/ (651) من طريق عفان، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "تاريخه" 7/ 303، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 344 - 345، والطبراني في "الكبير" 19/ (651) من طرق عن عبد الواحد بن زياد، به.
وانظر (21961).
حَدِيثُ هُلْبٍ الطَّائِيِّ
(1)
21965 -
حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ مُظَفَّرُ بْنُ مُدْرِكٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنِي سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنِي قَبِيصَةُ بْنُ هُلْبٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ، وَسَأَلَهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: إِنَّ مِنَ الطَّعَامِ طَعَامًا أَتَحَرَّجُ مِنْهُ. فَقَالَ: " لَا يَخْتَلِجَنَّ فِي نَفْسِكَ شَيْءٌ ضَارَعْتَ فِيهِ النَّصْرَانِيَّةَ "(2).
(1) هلب الطائي، بضم الطاء وسكون اللام، وقيل: بفتح الهاء وكسر اللام، وهو يزيد بن عدي، وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وهو أقرع، فمسح على رأسه فنبت شعرُه، فسمي هُلباً، والأهلب الكثير الشعر، سكن البادية وذكره ابن سعد في طبقة مُسْلِمَةِ الفتح. "تهذيب الكمال" للمزي و"حاشية السندي".
(2)
إسناده ضعيف، قبيصة بن هلب تفرد بالرواية عنه سماك بن حرب، وجهله علي ابن المديني والنسائي، ومع ذلك قال العجلي: تابعي ثقة. وذكره ابن حبان في "الثقات"! وقد اختلف فيه على سماك بن حرب، فرواه جمع عنه، عن قبيصة بن هلب، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم ورواه بعضهم عنه، عن مُرَيِّ بن قَطَري، عن عدي بن حاتم مرفوعاً كما سلف في الرواية (18262)، ومري بن قطري مجهول أيضاً، ومع ذلك فقد حسنه الترمذي بإثر الحديث (1565). زهير: هو ابن معاوية الجعفي.
وأخرجه أبو داود (3784)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/ 199، والطبراني 22/ 428، والبيهقي 7/ 279 من طرق عن زهير بن معاوية، بهذا الإسناد. ورواية ابن قانع مطولة بنحو الرواية الآتية برقم (21969).
وأخرجه الترمذي (1565)، والطبراني (429) و (430) و (431) من طرق عن سماك بن حرب، به. وقال الترمذي: حديث حسن.
وسيأتي من طريق سماك بالأرقام (21966) و (21969) و (21971) =
21966 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ هُلْبٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ طَعَامِ النَّصَارَى، فَقَالَ:" لَا يَخْتَلِجَنَّ فِي صَدْرِكَ طَعَامٌ ضَارَعْتَ فِيهِ النَّصْرَانِيَّةَ "(1).
= و (21972) و (21976). وهو في الروايتين (21969) و (21971) مطول.
قوله: "أتحرج منه" قال السندي: من الحرج وهو الضيق، ويطلق على الإثم، ويعني: أجتنب وأمتنع.
"لا يختلجن" قد اختلف في روايته مادةً وهيئةً، أما الأول، فقال العراقي: المشهور أنه بتقديم الخاء المعجمة على الجيم، وروي بتقديم الحاء المهملة على الجيم، وأما الثاني، فهل هو من الافتعال أو من التفعل؟ والمعنى على التقديرين واحد، أي: لا يقع في نفسك شكٌّ منه وريبة. "شيء" أي: طعام كما في الرواية التالية.
"ضارعت" أي: شابهت به الملة النصرانية، أي: أهلها، والمعنى: لا يختلج في صدرك طعام تشبه فيه النصارى، يعني أن التشبه الممنوع إنما في الدين والعادات والأخلاق لا في الطعام الذي يحتاج إليه كل أحد، والتشبه فيه لازم لاتحاد جنس مأكول الفريقين وقد أذن الله تعالى فيه بقوله:{اليَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ} [المائدة: 5] فالتشبه في مثله لا عبرة به، ولا يختلج في صدرك لتسأل عنه.
(1)
إسناده ضعيف سلف الكلام عليه في الذي قبله. سفيان: هو الثوري.
وأخرجه ابن ماجه (2830) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 3/ 199 من طريق عبد الصمد بن حسان، وابن قانع 3/ 199، والطبراني 22/ (425) من طريق محمد بن كثير، كلاهما عن سفيان الثوري، به. ورواية ابن قانع مطولة بنحو الرواية الآتية برقم (21969).
21967 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي سِمَاكٌ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ هُلْبٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَنْصَرِفُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ، وَرَأَيْتُهُ - قَالَ - يَضَعُ هَذِهِ عَلَى صَدْرِهِ؛ وَصَفَّ يَحْيَى: الْيُمْنَى عَلَى الْيُسْرَى فَوْقَ الْمِفْصَلِ (1).
(1) صحيح لغيره دون قوله: "يضع هذه على صدره"، وهذا إسناد ضعيف لجهالة قبيصة بن هلب.
وأخرجه تاماً ومقطعاً عبد الرزاق (3207)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/ 199، والطبراني 22/ (415) و (421)، والدارقطني 1/ 285، والبيهقي 2/ 295 من طرق عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
وأخرجه مقطعاً الطبراني 22/ (417) و (422) و (423) من طريقين عن سماك، به.
وسيأتي الحديث مطولاً ومختصراً بالأرقام (21968) و (21969) و (21971) و (21973) و (21974) و (21975) و (21978) و (21979) و (21981) و (21982).
ويشهد لقصة الانصراف عن اليمين والشمال حديثُ عبد الله بن عمرو السالف برقم (6627)، وذكرت عنده شواهده.
وقصة وضع اليمين على الشمال يشهد لها حديث سهل بن سعد عند البخاري (740)، وحديث وائل بن حجر عند مسلم (401). وانظر حديث جابر السالف برقم (15090) وعنده ذكرنا تتمة شواهده.
وفي باب وضع اليدين على الصدر في الصلاة عن وائل بن حجر عند ابن خزيمة (479)، والبيهقي 2/ 30، بإسنادين ضعيفين.
وعن علي موقوفاً عند الطبري في "التفسير" 30/ 325، والبيهقي 2/ 20 و 30 وهو ضعيف لاضطراب سنده ومتنه كما قال ابن التركماني.
وعن طاووس مرسلاً عند أبي داود (759). =
• 21968 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (1)، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ الْهُلْبِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَاضِعًا يَمِينَهُ عَلَى شِمَالِهِ فِي الصَّلَاةِ، وَرَأَيْتُهُ يَنْصَرِفُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ (2).
• 21969 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْوَرْكَانِيُّ، حَدَّثَنَا
= قال السندي: قوله: "ينصرف" أي: بعد الفراغ من الصلاة. "عن يمينه" أي: تارة "وعن يساره" أي: أخرى.
"يضع هذه" أي: يده "على صدره" أي: في الصلاة. ففي هذه الرواية بيان موضع الوضع (لكنه ضعيف) كما أن فيه بيان المسنون، وهو الوضع دون الإرسال.
قلنا: وقول الألباني رحمه الله في صفة الصلاة: وضعهما على الصدر هو الذي ثبت في السنة، تعنُّت لا وجه له، ففي "بدائع الفوائد" 3/ 91 لابن القيم: واختلف في موضع الوضع، فعنه [أي: عن الإمام أحمد] فوق السرة، وعنه: تحتها، وعنه: قال أبو طالب سألتُ أحمد بن حنبل: أين يضع يده إذا كان يُصلي؟ قال: على السرة أو أسفل. وكل ذلك واسع عنده إن وضع فوق السرة أو عليها أو تحتها.
(1)
وقع في (م) و (ر) و (ق) زيادة: حدثني أبي، وهو خطأ.
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة قبيصة بن هلب. سفيان: هو الثوري.
وهو في "مصنف" ابن أبي شيبة 1/ 390، ومن طريقه أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2494).
وأخرجه الدارقطني 1/ 285، والبيهقي 2/ 29 من طريقين عن وكيع، به. وكلهم اقتصر على قصة وضع اليدين إلا رواية ابن أبي عاصم فمطولة بنحو الرواية التالية.
شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ هُلْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ طَعَامِ النَّصَارَى، فَقَالَ:" لَا يَخْتَلِجَنَّ - أَوْ لَا يَحِيكَنَّ - فِي صَدْرِكَ طَعَامٌ ضَارَعْتَ فِيهِ النَّصْرَانِيَّةَ ".
وَقَالَ: وَكَانَ يَنْصَرِفُ عَنْ يَسَارِهِ وَعَنْ يَمِينِهِ، وَيَضَعُ إِحْدَى يَدَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى (1).
• 21970 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (2)، حَدَّثَنِي أَبُو مُوسَى مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا
(1) صحيح لغيره دون قصة مضارعة طعام النصرانية، وهذا إسناد ضعيف، شريك -وهو ابن عبد الله النخعي- سيئ الحفظ، وقد توبع، وقبيصة ابن هلب مجهول، وانظر (21965).
وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 3/ 199 من طريق مسدد، و 3/ 199 - 200 من طريق محمد بن سعيد بن الأصبهاني، كلاهما عن شريك، به. ورواية مسدد مختصرة بقصة الانصراف على شقيه.
وأخرجه تاماً ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2495)، وابن قانع 3/ 199، وأخرجه مقطعاً ابن قانع 3/ 198، والطبراني (417) و (419) و (422) و (423) و (427) من طرق عن سماك بن حرب، به.
وقصة مضارعة طعام النصرانية سلفت وحدها برقم (21965) وذكرنا إحالاتها والكلام عليها هناك.
وقصة الانصراف عن شقيه صلى الله عليه وسلم ووضع اليد على الأخرى سلفت برقم (21967).
قال السندي: قوله: "لا يحيكن" من حاك يحيك: إذا أثر، ومنه:"الإثم ما حاك في صدرك".
(2)
وقع في (م) و (ق) زيادة: حدثني أبي، وهو خطأ.
أَبُو دَاوُدَ، عَنْ شُعْبَةَ، أَخْبَرَنِي سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ قَبِيصَةَ بْنَ هُلْبٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: وَذَكَرَ الصَّدَقَةَ، قَالَ:" لَا يَجِيئَنَّ أَحَدُكُمْ بِشَاةٍ لَهَا يُعَارٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "(1).
• 21971 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى بْنِ صَبِيْحٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ الْهُلْبِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنْ طَعَامِ النَّصَارَى، فَقَالَ:" لَا يَحِيكَنَّ فِي صَدْرِكَ طَعَامٌ ضَارَعْتَ فِيهِ النَّصْرَانِيَّةَ ".
قَالَ: وَرَأَيْتُهُ يَضَعُ إِحْدَى يَدَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى. قَالَ: وَرَأَيْتُهُ يَنْصَرِفُ (2) عَنْ يَمِينِهِ، وَمَرَّةً عَنْ شِمَالِهِ (3).
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة قبيصة بن هلب. أبو داود: هو سليمان بن داود الطيالسي.
وهو في "مسند" الطيالسي (1086).
وسيأتي عن يحيى بن عبدويه برقم (21977)، وعن الطيالسي برقم (21980)، كلاهما عن شعبة.
وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري (1402)، وانظر حديثه السالف في "المسند" برقم (9503).
وعن عبد الله بن أُنيس، سلف برقم (16063).
وعن سعد بن عبادة، سيأتي 5/ 285.
وعن أبي حميد الساعدي، سيأتي 5/ 423.
قوله: "يُعارٌ": صوت الشاة.
(2)
في (م): ينصرف مرة.
(3)
صحيح لغيره دون قصة مضارعة طعام النصرانية، وهذا إسناد ضعيف =
• 21972 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ هُلْبٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ طَعَامِ النَّصَارَى، قَالَ:" لَا يَخْتَلِجَنَّ فِي صَدْرِكَ طَعَامٌ ضَارَعْتَ فِيهِ نَصْرَانِيَّةً "(1).
• 21973 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنِي غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ هُلْبٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَنْصَرِفُ عَنْ شِقَّيْهِ (2).
= سلف الكلام عليه برقم (21969)، وانظر (21965).
وأخرجه المزي في ترجمة قبيصة بن هلب من "التهذيب" 23/ 495 من طريق عبد الله بن أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2493)، والطبراني 22/ (426) من طريق زكريا بن يحيى، عن شريك، به. ورواية الطبراني مختصرة.
(1)
إسناده ضعيف سلف الكلام عليه برقم (21965).
وهو في مصنف ابن أبي شيبة 12/ 253، وعنه ابن ماجه (2830)، وابن أبي عاصم (2494). ورواية ابن أبي عاصم مطولة بنحو الرواية (21969).
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة قبيصة بن هلب. غندر: هو لقب محمد بن جعفر الهذلي.
وهو في "مصنف" ابن أبي شيبة 1/ 305.
وسيتكرر برقم (21979) لكنه من رواية الإمام أحمد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2495) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وروايته مطولة بنحو الرواية السالفة برقم (21969).
وأخرجه الطيالسي (1087)، وأبو داود (1041)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/ 198، وابن حبان (1998)، والطبراني 22/ (416) من طرق عن شعبة، به. =
• 21974 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ النَّرْسِيُّ، وَهَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ هُلْبٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَؤُمُّنَا، فَيَأْخُذُ شِمَالَهُ بِيَمِينِهِ، وَكَانَ يَنْصَرِفُ عَنْ جَانِبَيْهِ جَمِيعًا: عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ (1).
• 21975 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ هُلْبٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَؤُمُّنَا فَيَأْخُذُ شِمَالَهُ بِيَمِينِهِ، وَكَانَ يَنْصَرِفُ عَنْ جَانِبَيْهِ جَمِيعًا (2).
= وأخرجه ابن قانع 3/ 198، والطبراني 22/ (417) و (419) من طرق عن سماك، به. وانظر (21967).
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة قبيصة بن هلب. أبو الأحوص: هو سلام بن سُلَيم.
وأخرجه مقطعاً الترمذي (252) و (301)، وابن قانع 3/ 198 - 199، وابن حبان في كتاب الصلاة كما في "الإتحاف" 13/ 636، والطبراني 22/ (424) من طرق عن أبي الأحوص، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن.
وانظر (21967).
تنبيه: وقع بعد هذا الحديث في (م) حديث ملفق من إسناد الحديث التالي برقم (21975)، ومن متن الحديث السالف برقم (21973)، ولم يرد في شيء من نسخنا الخطية، لذلك حذفناه.
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.
وأخرجه المزي في ترجمة قبيصة من "التهذيب" 23/ 494 - 495 من طريق عبد الله بن أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مقطعاً ابن ماجه (809) و (929)، والطبراني 22/ (420) من طريق عثمان بن أبي شيبة، به. وانظر (21967).
• 21976 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (1)، حَدَّثَنَا مُحْرِزُ بْنُ عَوْنِ بْنِ أَبِي عَوْنٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ هُلْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، رَفَعَهُ قَالَ:" كُلْ مَا ضَارَعْتَ فِيهِ النَّصْرَانِيَّةَ، فَلَا يَحِيكَنَّ فِي صَدْرِكَ "(2).
• 21977 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (3)، حَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ يَحْيَى بْنُ عَبْدَويهِ (4)، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكٍ، قَالَ: سَمِعْتُ قَبِيصَةَ بْنَ هُلْبٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَذَكَرَ الصَّدَقَةَ، فَقَالَ:" لَا يَجِيئَنَّ أَحَدُكُمْ بِشَاةٍ لَهُ رُغَاءٌ ". قَالَ: يَقُولُ: يَصِيحُ (5).
• 21978 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (6)، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدَوَيْهِ (7) مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ الْهُلْبِ
(1) وقع في (م) و (ر) و (ق) زيادة: حدثني أبي، وهو خطأ.
(2)
إسناده ضعيف، شريك -وهو ابن عبد الله النخعي- سيئ الحفظ، لكنه قد توبع، وقبيصة بن هلب مجهول. وقد اختلف فيه على سماك كما سلف بيانه برقم (21965).
(3)
وقع في (م) و (ر) و (ق) زيادة: حدثني أبي، وهو خطأ.
(4)
تحرف في (م) إلى: عبد ربه.
(5)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، يحيى بن عبدويه ضعيف، وقد توبع، قبيصة بن هلب مجهول. سماك: هو ابن حرب. وانظر (21970).
قوله: "بشاة له" قال في القاموس: الشاة: الواحدة من الغنم للذكر والأنثى.
(6)
وقع في (م) و (ر) و (ق) زيادة: حدثني أبي، وهو خطأ.
(7)
تحرف في (م) إلى: عبد ربه.
عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَكَانَ يَنْصَرِفُ عَلَى شِقَّيْهِ (1).
21979 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ قَبِيصَةَ بْنَ الْهُلْبِ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ " صَلَّى مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَرَأَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَنْصَرِفُ عَنْ شِقَّيْهِ (2).
21980 -
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ - وَهُوَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ - حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكٍ، قَالَ: سَمِعْتُ قَبِيصَةَ بْنَ هُلْبٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَكَرَ الصَّدَقَةَ، فَقَالَ:" لَا يَجِيئَنَّ أَحَدُكُمْ بِشَاةٍ لَهَا يُعَارٌ "(3).
21981 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ هُلْبٍ الطَّائِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَنْصَرِفُ مَرَّةً عَنْ يَمِينِهِ،
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.
وأخرجه المزي في ترجمة قبيصة بن الهُلب من "التهذيب" 23/ 494 من طريق عبد الله بن أحمد، بهذا الإسناد.
وانظر (21967).
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة قبيصة بن هلب.
وسلف من طريق غندر محمد بن جعفر برقم (21973).
(3)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة قبيصة بن هلب.
وانظر (21970).
وَمَرَّةً عَنْ شِمَالِهِ (1).
21982 -
حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ هُلْبٍ الطَّائِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا انْفَتَلَ مِنَ الصَّلَاةِ، انْفَتَلَ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ (2).
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة قبيصة بن هلب. سفيان: هو الثوري.
وسلف من طريق وكيع بأطول مما هنا برقم (21968).
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة قبيصة بن هلب. حسين: هو ابن علي بن الوليد الجعفي، وزائدة: هو ابن قدامة.
وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 3/ 199، والطبراني 22/ (418) من طريق معاوية بن عمرو، عن زائدة، بهذا الإسناد. وزاد ابن قانع: ويضع إحدى يديه على الأخرى في الصلاة.
وانظر (21967).
حَدِيثُ مَطَرِ بْنِ عُكَامِسَ
(1)
• 21983 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (2)، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مَطَرِ بْنِ عُكَامِسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا قَضَى اللهُ مِيتَةَ (3) عَبْدٍ بِأَرْضٍ، جَعَلَ لَهُ إِلَيْهَا حَاجَةً "(4).
(1) مطر بن عكامس، بضم المهملة وتخفيف الكاف وكسر الميم، بعدها مهملة، السُّلَمي، اختلف في صحبته كما قال الطبراني. سكن الكوفة، وروى له أبو داود في القدر والترمذي. انظر "تهذيب التهذيب" لابن حجر.
(2)
وقع في (م) و (ر) زيادة: حدثني أبي، وهو خطأ، صوبناه من (ظ 5) و"أطراف المسند" 5/ 280.
(3)
في "أطراف المسند" 5/ 280: منية.
(4)
صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح غير مطر بن عكامس، فلم يرو عنه غير أبي إسحاق -وهو عمرو بن عبد الله السبيعي- وقد اختلف في صحبته. أبو داود: هو عمر بن سعد بن عبيد، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه الترمذي بإثر الحديث (2146) عن محمود بن غيلان، عن أبي داود الحفري، بهذا الإسناد. وقال: حسن غريب، ولا يعرف لمطر غير هذا الحديث.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/ 400، والترمذي (2146) بإثره، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/ 119، والطبراني في "الكبير" 20/ (807)، وفي "الأوسط"(2617)، والحاكم 1/ 42، والقضاعي في "مسند الشهاب"(1396) من طرق عن سفيان الثوري، به. وصححه الحاكم على شرط الشيخين! =
• 21984 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (1)، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْوَرَكَانِيُّ، حَدَّثَنَا حُدَيْجٌ (2) أَبُو سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مَطَرِ بْنِ عُكَامِسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يُقْدَرُ لِأَحَدٍ يَمُوتُ بِأَرْضٍ، إِلَّا حُبِّبَتْ إِلَيْهِ وَجُعِلَ لَهُ إِلَيْهَا حَاجَةٌ "(3).
= وأخرجه ابن قانع 3/ 120، والطبراني في "الكبير" 20/ (808)، والحاكم 1/ 42 و 367 من طرق عن أبي إسحاق، به.
وانظر ما بعده.
وفي الباب عن أبي عزة، سلف برقم (15539)، وإسناده صحيح.
وعن عبد الله بن مسعود عند ابن ماجه (4263)، والحاكم 1/ 41 و 42 و 367.
وعن جندب بن سفيان عند الحاكم 1/ 367.
وعن عروة بن مضرس عند الحاكم 1/ 367 - 368.
وعن أبي هريرة عند القضاعي في "مسند الشهاب"(1391).
قال السندي: قوله: "جعل له إليها حاجة" حتى يذهب إلى تلك الأرض قضاءً لحاجته فيكون الموت بها، وهو لا يدري.
(1)
وقع في (م) و (ر) زيادة: حدثني أبي، وهو خطأ أيضاً.
(2)
تصحف في (م) و (ر) إلى: خديج، بالخاء المعجمة.
(3)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، حديج أبو سليمان لا يعرف كما قال الحسيني في "الإكمال"، لكنه استدرك فقال -تبعاً لابن العراقي-: ولعله حديج بن معاوية. وتعقبه الحافظ فقال: هو هو بلا تردد، وهو مترجم في "التهذيب" وأن كنيته أبو سليمان. قلنا: ولم نقف على هذه الكنية لحديج بن معاوية فيما بين أيدينا من المراجع.
وانظر ما قبله.
حَدِيثُ مَيْمُونِ بْنِ سُنْبَاذَ
• 21985 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (1)، حَدَّثَنِي أَبُو (2) أَيُّوبَ صَاحِبُ الْبَصْرِيِّ سُلَيْمَانُ بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يُقَالُ لَهُ: مَيْمُونُ بْنُ سِنْبَاذَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " قَوَامُ أُمَّتِي بِشِرَارِهَا " قَالَهَا ثَلَاثًا (3).
(1) في (م) و (ر) زيادة: حدثني أبي، وهو خطأ، صوبناه من (ظ 5) و"أطراف المسند" 5/ 395.
(2)
لفظة "أبو" سقطت من (م).
(3)
إسناده ضعيف ومتنه منكر، وهارون بن دينار -وهو العجلي البصري- ضعيف، وأبوه دينار مجهول، وميمون بن سنباذ -وهو أبو المغيرة العقيلي- مختلف في صحبته.
وأخرجه ابن الجوزي في "العلل المتناهية"(1249) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 3/ 62، والطبراني في "المعجم الكبير" 20/ (835)، وفي "الأوسط"(759) و (7984)، وفي "الصغير"(86) من طريق سليمان بن أيوب صاحب البصري، به.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/ 337 - 338، وفي "التاريخ الأوسط" المطبوع خطأ باسم "الصغير" 1/ 301، والبزار (1724 - كشف الأستار)، وأبو بكر الدينوري في "المجالسة"(2729)، والطبراني في "الأوسط"(759)، وابن الجوزي (1250) من طرق عن هارون بن دينار، به.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 5/ 1984 عن عبدان وابن عبد العزيز، عن =
حَدِيثُ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ
(1)
21986 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبَي فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ وَمِئَتَيْنِ،
= سليمان بن أيوب، عن عبد الخالق بن زيد بن واقد، عن أبيه، عن ميمون بن سنباذ. وقال البخاري: عبد الخالق عن أبيه منكر الحديث.
وصح عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قوله: "إن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر" عند الشيخين، وسلف في "المسند" برقم (8090)، وذكرنا عنده شاهدين له.
قوله: "قوام أمتي" قال في "المصباح المنير": قَِوام الأمر، بالفتح والكسر، وتقلب الواو ياءً جوازاً مع الكسرة، أي: عِماده الذي يقوم به وينتظم، ومنهم من يقتصر على الكسر، ومنه قوله تعالى:{الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا} [النساء: 5].
(1)
معاذ بن جبل بن أوس بن عائذ بن عدي بن كعب، السيد الإمام أبو عبد الرحمن الأنصاري الخزرجي المدني البدري، وكان طويلاً حسناً جميلاً أبيض الوجه برَّاق الثنايا أكحل العينين، وكان سمحاً، لا يُسأل شيئاً إلا أعطاه.
شهد العقبة شاباً أمردَ، ثم شهد بدراً وهو ابن عشرين أو إحدى وعشرين سنة.
وعدّه أنس فيمن جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وعن عبد الله بن عمرو مرفوعاً: "خذوا القرآن عن أربعة"، فذكره منهم. سلف برقم (6523).
وعن أنس مرفوعاً: "أعلم أمتي بالحلال والحرام معاذ بن جبل". سلف برقم (12904).
ومناقبه كثيرة جداً.
وتوفي النبي صلى الله عليه وسلم وهو باليمن مبعوثاً إليها من قبله، وقدم منها في خلافة أبي بكر، وكانت وفاته بالطاعون في الشام سنة سبع عشرة أو التي بعدها، وهو قول الأكثرين، وعاش أربعاً وثلاثين سنة، وقيل غير ذلك.
انظر ترجمته في "السير" 1/ 443 - 468. و"الإصابة" 6/ 136 - 138.
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ: أَنَّهُ لَمَّا رَجَعَ مِنَ الْيَمَنِ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، رَأَيْتُ رِجَالًا بِالْيَمَنِ يَسْجُدُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ (1)، أَفَلَا نَسْجُدُ لَكَ؟ قَالَ:" لَوْ كُنْتُ آمِرًا بَشَرًا يَسْجُدُ لِبَشَرٍ، لَأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا "(2).
(1) في (م): بعضهم لبعضهم.
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أن فيه انقطاعاً، أبو ظبيان -وهو حصين بن جندب الجَنْبي- لم يدرك معاذاً.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 527 عن وكيع، به مختصراً بالمرفوع منه.
وأخرجه الطبراني 20/ (373) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن الأعمش، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 4/ 305 عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي ظبيان، قال: لما قدم معاذ من اليمن فذكره. وهذا مرسل.
وانظر ما بعده.
ويشهد له حديث ابن أبي أوفى سلف برقم (19403) و (19404)، ووقع في الموضع الأول: أن معاذاً قدم اليمن -أو الشام- على الشك، وفي الموضع الثاني: أن معاذاً أتى الشام. وهو حديث جيد على اختلاف في إسناده. وانظر تتمة شواهد المرفوع منه هناك.
قال السندي: قوله: أنه لما رجع من اليمن، هكذا وقع في هذه الرواية، وقد ثبت أنه ما رجع من اليمن بعد أن بعثه صلى الله عليه وسلم إلا بعد وفاته، فلعل هذه الرواية إن ثبتت تكون محمولة على أنه ذهب إلى اليمن قبل ذلك أيضاً، لكن قد صح في بعض روايات هذا الحديث الصحيح أن هذا الأمر إنما كان حين رجوعه من الشام، ويؤيد ذلك ما رواه ابن ماجه عن عبد الله بن أبي أوفى (1853): لما قدم معاذ من الشام سجد للنبي صلى الله عليه وسلم
…
الحديث فالظاهر أن الصواب الشام، وإنما وقع اليمن موقع الشام من تصرف الرواة، والله تعالى أعلم.
21987 -
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا ظَبْيَانَ يُحَدِّثُ عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ: أَقْبَلَ مُعَاذٌ مِنَ الْيَمَنِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي رَأَيْتُ رِجَالًا، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (1).
21988 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ أَبِي شَبِيبٍ، عَنْ مُعَاذٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهُ:" يَا مُعَاذُ، أَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ (2) تَمْحُهَا، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ "(3).
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الرجل الذي روى عنه أبو ظَبيان.
وأخرجه ابن أبي شيبة 4/ 305 عن ابن نمير، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله.
(2)
في (م) و (ر) و (ق): بالحسنة.
(3)
حديث حسن، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير ميمون بن أبي شبيب، فقد روى له مسلم في المقدمة، وهو صدوق حسن الحديث، لكنه لم يسمع من معاذ بن جبل، ثم قد اختلف على سفيان -وهو الثوري- في إسناده كما ذكر الإمام أحمد عن وكيع، وقد سلفت الإشارة إلى ذلك عند حديث أبي ذر السالف برقم (21354) قلنا: لكن سيأتي في تخريجه ما يُقَوِّي أنه من حديث معاذ، والله أعلم.
وأخرجه الترمذي (1987) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 6/ 55 من حديث أنس بن مالك قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل إلى اليمن، فقال:"يا معاذ، اتق الله وخالق الناس بخُلُقٍ حسن، وإذا عملت سيئة فَأَتْبِعْهَا حسنة". وفيه زيادة. وفي إسناده من لم نتبينه، لكن ابن عبد البر ارتضاه في "التمهيد" 24/ 300، فثبته عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وأخرج ابن حبان (524)، والحاكم 1/ 54 و 4/ 244 من حديث عبد الله بن =
وَقَالَ وَكِيعٌ: وَجَدْتُهُ فِي كِتَابِي عَنْ أَبِي ذَرٍّ، وَهُوَ السَّمَاعُ الْأَوَّلُ، وَقَالَ وَكِيعٌ: قَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً: عَنْ مُعَاذٍ.
21989 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ - يَعْنِي ابْنَ مَوْهَبٍ - عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، قَالَ: عِنْدَنَا كِتَابُ مُعَاذٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ إِنَّمَا أَخَذَ الصَّدَقَةَ مِنَ الْحِنْطَةِ وَالشَّعِيرِ وَالزَّبِيبِ وَالتَّمْرِ (1).
= عمرو: أن معاذ بن جبل أراد سفراً، فقال: يا نبي الله أوصني. قال: "اعبد الله لا تشرك به شيئاً"، قال: يا نبي الله زدني. قال: "إذا أسأت، فأحسن" قال: يا رسول الله زدني. قال: "استقم وليحسن خلقك". وإسناده محتمل للتحسين.
وأورد مالك في "الموطأ" 2/ 902 بلاغاً أن معاذ بن جبل قال: آخر ما أوصاني به رسول الله صلى الله عليه وسلم حين وضعت رجلي في الغرز أن قال: "أحسن خلقك للناس يا معاذ بن جبل".
قلنا: ووصله أبو نعيم في "الحلية" 4/ 376 بنحوه من طريق أبي مريم عبد الغفار بن القاسم، عن الحكم بن عتيبة، عن ميمون، عن معاذ، قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن، فلم يزل يوصيني حتى كان آخر ما أوصاني، قال:"عليك بحسن الخلق، فإن أحسن الناس خلقاً أحسنهم ديناً". وأبو مريم متروك الحديث.
وانظر ما سيأتي برقم (22059).
(1)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، موسى بن طلحة وإن لم يلق معاذاً إلا أنه نقله عن كتابه، وهي وجادة صحيحة مقبولة عند أهل العلم.
وأخرجه الدارقطني 2/ 96، والحاكم 1/ 401، والبيهقي 4/ 128 - 129 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي 4/ 129 من طريق عبد الله بن الوليد العدني، عن سفيان، به. وزاد فيه قصة. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرجه يحيى ابن آدم في "الخراج"(503)، والبيهقي 4/ 129 من طريق عطاء بن السائب، عن موسى بن طلحة، به. وزاد فيه قصة.
وأخرج يحيى بن آدم (509)، وابن أبي شيبة 3/ 138 عن وكيع، عن عمرو بن عثمان، عن موسى بن طلحة: أن معاذاً لما قدم اليمن لم يأخذ الزكاة إلا من الحنطة والشعير والتمر والزبيب. وهذا غير صريح بالرفع.
وأخرج الدارقطني 4/ 100، والحاكم 1/ 401، والبيهقي 4/ 125 من طريق أبي حذيفة موسى بن مسعود النهدي، عن سفيان، عن طلحة بن يحيى، عن أبي بردة، عن أبي موسى ومعاذ بن جبل حين بعثهما رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن يعلمان الناس أمر دينهم:"لا تأخذوا الصدقة إلا من هذه الأربعة الشعير والحنطة والزبيب والتمر". وإسناده ضعيف، أبو حذيفة سيئ الحفظ، وطلحة بن يحيى التيمي مختلف فيه، وثقه يحيى بن معين وغيره، وقال يحيى القطان: لم يكن بالقوي. وقال البخاري: منكر الحديث. وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: كان يخطئ.
وأخرج يحيى بن آدم (537)، والبيهقي 4/ 125 من طريق عبيد الله بن عبيد الرحمن الأشجعي، عن سفيان الثوري، عن طلحة بن يحيى، عن أبي بردة، عن أبي موسى الأشعري ومعاذ: أنهما حين بعثا إلى اليمن لم يأخذا إلا من الحنطة والشعير والتمر والزبيب. وهذا غير صريح بالرفع، وفيه طلحة بن يحيى التيمي أيضاً، وقد سلف الكلام عليه آنفاً.
وأخرج مثله يحيى بن آدم (538)، وابن أبي شيبة 3/ 138، والبيهقي 4/ 125 من طريق وكيع، عن طلحة بن يحيى، عن أبي بردة عن أبي موسى وحده. وفيه طلحة بن يحيى أيضاً.
وأخرج الدارقطني 4/ 97، والحاكم 1/ 401، والبيهقي 4/ 129 من طريق عبد الله بن نافع الصائغ، عن إسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله، عن عمه موسى بن طلحة، عن معاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"فيما سقت السماء والبعل والسيل العشر، وفيما سقي بالنضح نصف العشر" وإنما يكون ذلك في =
21990 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ مُعَاذٍ قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى قُرًى عَرَبِيَّةٍ، فَأَمَرَنِي أَنْ آخُذَ حَظَّ الْأَرْضِ.
وقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، يَعْنِي: عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
= التمر والحنطة والحبوب، فأما القثاء والبطيخ والرمان والقصب والخُضَر فقد عفا عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم. وإسناده ضعيف لضعف ابن نافع وإسحاق بن يحيى.
وأخرج الترمذي (638)، من طريق الحسن، عن محمد بن عبد الرحمن بن عبيد، عن عيسى بن طلحة، عن معاذ: أنه كتب إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله عن الخَضْراوات، وهي البقول، فقال:"ليس فيها شيء" قال الترمذي: إسناد هذا الحديث ليس بصحيح وليس يصح في هذا الباب عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء، وإنما يُروى عن موسى بن طلحة عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً. والحسن: هو ابن عمارة، وهو ضعيف عند أهل الحديث، ضعفه شعبة وغيره وتركه ابن المبارك.
وأخرجه الدارقطني 2/ 97 من طريق الحسن بن عمارة، عن الحكم وعمرو بن عثمان وعبد الملك بن عمير، عن موسى بن طلحة، عن معاذ، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"ليس في الخضروات زكاة". والحسن بن عمارة متروك الحديث كما تقدم.
وأخرجه الدارقطني بأسانيد أخرى كلها ضعيفة. انظر تعليق ابن عبد الهادي عليها في "التنقيح" 2/ 197 - 200، والزيلعي في "نصب الراية" 2/ 387.
وأخرجه مرسلاً الدارقطني 2/ 97 - 98 من طريق يحيى بن أبي طالب، عن عبد الوهاب، عن هشام الدستوائي، عن عطاء بن السائب، عن موسى بن طلحة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن تؤخذ من الخَضْراوات صدقة.
وروي الحديث عن عدة من الصحابة من طرق كلها ضعيفة. وكذلك روي مرسلاً من عدة طرق. انظر يحيى بن آدم (498 - 538)، والبيهقي 4/ 129، والزيلعي 2/ 388 و 389.
الْأَسْوَدِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، يَعْنِي فِي حَدِيثِ مُعَاذٍ هَذَا (1).
21991 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ مُعَاذٍ قَالَ: كُنْتُ رِدْفَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: " يَا مُعَاذُ، أَتَدْرِي مَا حَقُّ اللهِ عَلَى الْعِبَادِ؟ " قَالَ: قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: " أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا " قَالَ: " فَهَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللهِ إِذَا هُمْ فَعَلُوا ذَلِكَ؟ " قُلْتُ اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: " لَا يُعَذِّبُهُمْ "(2).
(1) إسناده ضعيف، جابر -وهو ابن يزيد الجعفي- ضعيف، ومحمد بن زيد الجعفي لم نتبينه، وفي هذه الطبقة محمد بن زيد بن عبد الله المدني، ومحمد بن زيد بن المهاجر بن قنفذ، لكن لم يذكر من ترجم لهما أن عبد الرحمن بن الأسود أو جابر بن يزيد يرويان عنهما أو عن أحدهما. وروايتهما عن معاذ مرسلة.
ورواية عبد الرزاق ستأتي برقم (22117)، وهي في "المصنف" برقم (14472).
وأخرجه يحيى بن آدم في "الخراج"(621)، ومن طريقه الطبراني 20/ (336) عن عبيد الله بن عبيد الرحمن الأشجعي، عن سفيان، بهذا الإسناد.
وأخرجه يحيى بن آدم (620) من طريق أبي حماد الحنفي، عن جابر الجعفي، به.
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (255) من طريق عبد الله بن صالح العجلي، عن إسرائيل، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (565)، والبخاري (2856)، ومسلم (30)(49)، وأبو داود (2559)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1843)، والنسائي في =
21992 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ النَّهَّاسِ بْنِ قَهْمٍ، حَدَّثَنِي شَدَّادٌ أَبُو عَمَّارٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " سِتٌّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ: مَوْتِي، وَفَتْحُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، وَمَوْتٌ يَأْخُذُ فِي النَّاسِ كَقُعَاصِ الْغَنَمِ، وَفِتْنَةٌ يَدْخُلُ حَرْبُهَا بَيْتَ كُلِّ مُسْلِمٍ، وَأَنْ يُعْطَى الرَّجُلُ أَلْفَ دِينَارٍ فَيَتَسَخَّطَهَا، وَأَنْ تَغْدِرَ الرُّومُ فَيَسِيرُونَ فِي ثَمَانِينَ بَنْدًا (1)، تَحْتَ كُلِّ بَنْدٍ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا "(2).
= "الكبرى"(5877)، وأبو عوانة (27)، والطبراني في "الكبير" 20/ (256)، وابن منده في "الإيمان"(107) و (108)، وابن حبان (210) من طرق عن أبي إسحاق، به. وزاد البخاري ومسلم والطبراني وابن منده في موضعه الثاني: فقلت: يا رسول الله، أفلا أُبَشِّر به الناس؟ قال:"لا تُبشرهم فيتكلوا" وستأتي هذه الزيادة بنحوها برقم (21994) و (21995) من طريقي عمرو بن ميمون والأسود بن هلال. ولفظ أبي داود "كنت ردف رسول الله صلى الله عليه وسلم على حمار يقال له: عفير".
وسيأتي من طريق أنس بن مالك بالأرقام (21993) و (22058) و (22096) و (22097) و (22098).
وسيأتي من طريق الأسود بن هلال برقم: (21995) و (22004).
وسيأتي من طريق عبد الرحمن بن أبي ليلى برقم (22006).
وسيأتي من طريق أبي عثمان النهدي برقم (22039).
وسيأتي من طريق أبي العوام برقم (22040).
وسيأتي من طريق أبي رزين برقم (22041).
وسيأتي من طريق عبد الرحمن بن غنم برقم (22073)، كلهم عن معاذ.
وانظر ما سيأتي برقم (21998) و (22028).
(1)
تصحف في (م) إلى "نبذاً .. نبذ" والصواب ما أثبتناه، وهو العلم الكبير.
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، النهاس بن قهم ضعيف، وشداد أبو عمار -وهو ابن عبد الله الأموي- لم يدرك معاذاً. =
21993 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: أَتَيْنَا مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ، فَقُلْنَا: حَدِّثْنَا مِنْ غَرَائِبِ حَدِيثِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: نَعَمْ، كُنْتُ رِدْفَهُ عَلَى حِمَارٍ قَالَ: فَقَالَ: " يَا مُعَاذُ بْنَ جَبَلٍ " قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ:" هَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ اللهِ عَلَى الْعِبَادِ؟ " قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: " إِنَّ حَقَّ اللهِ عَلَى الْعِبَادِ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا " قَالَ: ثُمَّ قَالَ: " يَا مُعَاذُ " قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " هَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللهِ إِذَا هُمْ فَعَلُوا ذَلِكَ؟ " قَالَ: قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ:" أَنْ لَا يُعَذِّبَهُمْ "(1).
= وأخرجه ابن أبي شيبة 15/ 104 - 105، ومن طريقه الطبراني 20/ (244) عن وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني 20/ (368) من طريق عثمان بن عمر، عن النهاس بن قهم، به.
ويشهد له حديث عوف بن مالك عند البخاري (3176) وسيأتي 6/ 24.
وحديث ابن عمرو السالف برقم (6623).
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، أبو سفيان -وهو طلحة بن نافع- روى له مسلم، وهو صدوق لا بأس به، وباقي رجال الإسناد ثقات.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1842)، والبزار في "مسنده"(2627)، والشاشي في "مسنده"(1328) و (1329)، والطبراني 20/ (83) و (84) و (85) و (86) و (88)، وابن منده في "الإيمان"(105)، وأبو نعيم في "الحلية" 8/ 122 من طرق عن الأعمش سليمان بن مهران، بهذا الإسناد. =
21994 -
حَدَّثَنَاهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ. وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: كُنْتُ رِدْفَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: " هَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ اللهِ عَلَى عِبَادِهِ؟ " قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: " أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا " قَالَ: " هَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللهِ إِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ؟ أَنْ يَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا يُعَذِّبَهُمْ ".
قَالَ مَعْمَرٌ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَا أُبَشِّرُ النَّاسَ؟ قَالَ:" دَعْهُمْ يَعْمَلُوا "(1).
= وأخرجه ابن أبي عاصم (1840) من طريق عبد العزيز بن صهيب، عن أنس، به.
وأخرجه الشاشي (1330) عن عيسى بن أحمد بن يعلى، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر بن عبد الله، عن معاذ.
وانظر ما سلف برقم (21991).
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو إسحاق: هو السبيعي.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (20546)، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (254)، والبغوي في "شرح السنة"(48).
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1844)، والطبراني 20/ (257)، وابن منده في "الإيمان"(106) من طريق عبد الرحمن بن مهدي وحده، به.
وأخرجه الترمذي (2643) من طريق أبي أحمد الزبيري، وابن منده (106) من طريق محمد بن يوسف الفريابي، كلاهما عن سفيان الثوري، به. وهو عندهما دون قوله: قال: قلت: يا رسول الله ألا أبشر الناس ....
وانظر (21991).
21995 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ مُعَاذٍ، بِنَحْوِهِ (1).
21996 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ، عَنْ مُعَاذٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ؟ " قَالَ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: " لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ "(2).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو حصين: هو عثمان بن عاصم الأسدي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (320) عن عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1845) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، به.
وأخرجه أبو عوانة (28) من طريق محمد بن يوسف الفريابي وقبيصة، عن سفيان، به.
وأخرجه مسلم (30)(51)، وأبو عوانة (28)، والشاشي (1378)، والطبراني 20/ (317) و (318) و (319)، والطبراني في "الأوسط"(8161)، وابن منده (106) و (109) و (110) من طرق عن أبي حصين، به.
وسيأتي من طريق شعبة، عن أبي حصين والأشعث بن سليم، عن الأسود بن هلال برقم (22004).
وانظر ما سلف برقم (21991).
(2)
حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، أبو رزين -وهو مسعود بن مالك الأسدي- لم يدرك معاذاً.
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(357) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. =
21997 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، حَدَّثَنَا أَبُو الطُّفَيْلِ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي سَفْرَةٍ سَافَرَهَا، وَذَلِكَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ، فَجَمَعَ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ وَالْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ. قُلْتُ: مَا حَمَلَهُ عَلَى ذَلِكَ؟ قَالَ: أَرَادَ أَنْ لَا تُحْرَجَ أُمَّتُهُ (1).
= وأخرجه ابن أبي شيبة 13/ 517، ومن طريقه عبد بن حميد (128) عن الحسن بن موسى، والطبراني 20/ (371) من طريق هدبة بن خالد، كلاهما (الحسن وهدبة) عن حماد بن سلمة، به.
وسيأتي الحديث برقم (22099) و (22115).
ويشهد له حديث قيس بن سعد السالف برقم (15480) وإسناده ضعيف أيضاً. وانظر ما في هذا الباب من الأحاديث هناك.
(1)
إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو الزبير: هو محمد بن مسلم بن تدرس، وأبو الطفيل: هو عامر بن واثلة.
وأخرجه ابن خزيمة (966)، والطحاوي 1/ 160، والطبراني 20/ (108) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (569)، ومسلم (706)(53)، والبزار (2637) والشاشي (1338)، وابن حبان (1591) من طرق عن قرة بن خالد، به.
وأخرجه مسلم (706)(52)، والبزار (2638)، والطبراني 20/ (104 - 107) من طرق عن أبي الزبير، به.
وسيأتي الحديث بالأرقام (22012) و (22036) و (22062) و (22070) و (22071) و (22094).
ويشهد له حديث ابن عباس عند مسلم (705)(51)، وابن خزيمة (967). =
21998 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ هِصَّانَ بْنِ الْكَاهِلِ، قَالَ: دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ الْجَامِعَ بِالْبَصْرَةِ، فَجَلَسْتُ إِلَى شَيْخٍ أَبْيَضِ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ، فَقَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" مَا مِنْ نَفْسٍ تَمُوتُ وَهِيَ تَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللهِ، يَرْجِعُ ذَاكَ إِلَى قَلْبٍ مُوقِنٍ، إِلَّا غَفَرَ اللهُ لَهَا " قُلْتُ لَهُ: أَنْتَ سَمِعْتَهُ مِنْ مُعَاذٍ؟ فَكَأَنَّ الْقَوْمَ عَنَّفُونِي، قَالَ: لَا تُعَنِّفُوهُ، وَلَا تُؤَنِّبُوهُ، دَعُوهُ، نَعَمْ أَنَا سَمِعْتُ ذَاكَ مِنْ مُعَاذٍ، يَذْبُِرُهُ (1) عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ مَرَّةً: يَأْثُرُهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: قُلْتُ لِبَعْضِهِمْ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَمُرَةَ، (2).
= وفي باب الجمع بين الصلاتين في السفر عن غير واحد من الصحابة، انظر حديث ابن عمر السالف برقم (4472) وذكرنا شواهده هناك.
(1)
في (م): يدبره، والمثبت من (ظ 5)، قال ابن الأثير في "النهاية" 2/ 155: أي: يتقنه. الذابر: المتقن، ويروى بالدال، وأورده في "دبر"، وقال: أي: يحدث به عنه، وقال ثعلب: إنما هو يَذْبُره، بالذال المعجمة.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، هصان بن الكاهل، ويقال: ابن الكاهن بالنون، روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "الكاشف": ثقة. وقد توبع. إسماعيل: هو ابن عُلية، ويونس: هو ابن عبيد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (72)، وفي "الدعاء"(1467) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار في "مسنده"(2621)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(1136)، وابن خزيمة في "التوحيد" 2/ 792 - 793، والمزي في ترجمة هصان ابن الكاهن من "تهذيب الكمال" 20/ 291 من طريق إسماعيل بن علية، به. =
21999 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ يُونُسَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ هِصَّانَ بْنِ الْكَاهِلِ - قَالَ: وَكَانَ أَبُوهُ كَاهِنًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ - قَالَ: دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فِي إِمَارَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ فَإِذَا شَيْخٌ أَبْيَضُ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ، يُحَدِّثُ عَنْ مُعَاذٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1).
= وأخرجه الحميدي (370)، وابن ماجه (3796)، والطبراني في "الكبير" 20/ (72)، وفي "الدعاء"(1467) من طرق عن يونس بن عبيد، به.
وأخرجه البزار (2623) من طريق سهل بن أسلم العدوي، والشاشي في "مسنده"(1336) و (1337)، والطبراني في "الكبير" 20/ (71)، وفي "الدعاء"(1466) من طريق أيوب بن أبي تميمة السختياني، كلاهما عن حميد بن هلال، به.
وأخرجه الحاكم 3/ 247 من طريق موسى بن جبير، عن أبي أمامة بن سهل بن حُنيف، عن نفر، عن معاذ. وذكر فيه قصة أخرى.
وانظر الأحاديث الثلاثة التالية.
وسيأتي من طريق أنس بن مالك بالأرقام (22003) و (22009) و (22083) و (22091).
وسيأتي من طريق كثير بن مرة (22034) و (22127).
وسيأتي من طريق جابر بن عبد الله عمن شهد معاذاً حين حضرته الوفاة برقم (22060).
وسيأتي بنحوه من طريق شهر بن حوشب (22102).
وانظر ما سلف برقم (21991).
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو سلف برقم (6586).
وعن أبي هريرة سلف برقم (9466). وانظر تتمة الشواهد عندهما.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه. عبد الأعلى: هو ابن عبد الأعلى السَّامي. =
22000 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ (1)، عَنِ الْحَجَّاجِ - يَعْنِي: ابْنَ أَبِي عُثْمَانَ - حَدَّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ، حَدَّثَنَا هِصَّانُ بْنُ الْكَاهِنِ (2) الْعَدَوِيُّ قَالَ: جَلَسْتُ مَجْلِسًا فِيهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَمُرَةَ وَلَا أَعْرِفُهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا عَلَى الْأَرْضِ نَفْسٌ تَمُوتُ لَا تُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا تَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَرْجِعُ ذَاكُمْ إِلَى قَلْبٍ مُوقِنٍ، إِلَّا غُفِرَ لَهَا " قَالَ: قُلْتُ: أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ؟ قَالَ: فَعَنَّفَنِي الْقَوْمُ، فَقَالَ: دَعُوهُ فَإِنَّهُ لَمْ يُسِئِ الْقَوْلَ، نَعَمْ أَنَا سَمِعْتُهُ مِنْ مُعَاذٍ، زَعَمَ أَنَّهُ سَمِعَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (3).
= وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" 20/ (74)، وفي "الدعاء"(1468) عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(1137) من طريق عبد الأعلى بن الأعلى، به.
وانظر ما قبله.
(1)
في (م) و (ر) و (ق): محمد بن عدي. وهو خطأ.
(2)
في (م) و (ر): هصان الكاهن، والمثبت من (ظ 4).
(3)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه.
وأخرجه البزار في "مسنده"(2624)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(1138)، وابن حبان (203) من طريق محمد بن أبي عدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه الشاشي في "مسنده"(1336) و (1337)، والطبراني في "الكبير" 20/ (71)، وفي الدعاء (1466) من طريق حماد بن زيد، عن الحجاج بن أبي عثمان الصواف، به.
وانظر ما قبله.
22001 -
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ هِصَّانَ بْنِ الْكَاهِلِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ، عَنْ مُعَاذٍ، مِثْلَهُ، نَحْوَ قَوْلِهِ (1).
22002 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءَ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (2)، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْعَيْذيِّ (3) أَوِ الْخَوْلَانِيِّ قَالَ: جَلَسْتُ مَجْلِسًا فِيهِ عِشْرُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَإِذَا فِيهِمْ شَابٌّ حَدِيثُ السِّنِّ، حَسَنُ الْوَجْهِ، أَدْعَجُ الْعَيْنَيْنِ، أَغَرُّ الثَّنَايَا، فَإِذَا اخْتَلَفُوا فِي شَيْءٍ، فَقَالَ قَوْلًا انْتَهَوْا إِلَى قَوْلِهِ، فَإِذَا هُوَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ، جِئْتُ فَإِذَا هُوَ يُصَلِّي إِلَى سَارِيَةٍ، قَالَ: فَحَذَفَ مِنْ صَلَاتِهِ، ثُمَّ احْتَبَى، فَسَكَتَ، قَالَ: فَقُلْتُ: وَاللهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ مِنْ جَلَالِ اللهِ، قَالَ: آللَّهِ؟ قَالَ: قُلْتُ: آللَّهِ. قَالَ: فَإِنَّ
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه.
وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" 20/ (73)، وفي "الدعاء"(1469)، والحاكم 1/ 8 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(1139) من طريق محمد بن أبي عدي، به.
وأخرجه البزار في "مسنده"(2622)، والحاكم 1/ 8 من طريق قريش بن أنس، عن حبيب، به.
وانظر (21998).
(2)
تحرف في (م) و (ق) و (ظ 5) إلى: الوليد بن أبي عبد الرحمن، وضبب فوق لفظة "أبي" في (ظ 5).
(3)
تحرف في (م) و (ق) إلى: العبدي.
مِنَ الْمُتَحَابِّينَ فِي اللهِ؛ فِيمَا أَحْسَبُ أَنَّهُ قَالَ، فِي ظِلِّ اللهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ. ثُمَّ لَيْسَ فِي بَقِيَّتِهِ شَكٌّ - يَعْنِي: فِي بَقِيَّةِ الْحَدِيثِ - يُوضَعُ لَهُمْ كَرَاسِي مِنْ نُورٍ يَغْبِطُهُمْ بِمَجْلِسِهِمْ مِنَ الرَّبِّ عز وجل النَّبِيُّونَ وَالصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ. قَالَ: فَحَدَّثْتُهُ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ، فَقَالَ: لَا أُحَدِّثُكَ إِلَّا مَا سَمِعْتُ عَنْ لِسَانِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " حَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَحَابِّينَ فِيَّ، وَحَقَتْ مَحَبَّتِي للمتزاورينَ في، وَحَقَّتْ مَحَبَّتي لِلْمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ، وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَصَافِينَ فِيَّ الْمُتَوَاصِلِينَ (1) "(2). شَكَّ شُعْبَةُ: فِي الْمُتَوَاصِلِينَ، أَوِ الْمُتَزَاوِرِينَ.
(1) في (م) و (ر) و (ق): للمتصادقين في والمتواصلين، والمثبت من (ظ 5) و (ر).
(2)
حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، وقد اختلف في سماع أبي إدريس الخولاني -وهو عائذ الله بن عبد الله- من معاذ، فذهب ابن عبد البر إلى أنه سمع منه، وخالفه الدارقطني، واستشهد في "العلل" 6/ 71 بما روي عن الزهري، عن أبي إدريس أنه قال: أدركت عبادة بن الصامت، ووعيت عنه، وأدركت شداد بن أوس، ووعيت عنه، وعد نفراً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: وفاتني معاذ وأخبرت عنه. قال أبو زرعة: أبو إدريس الخولاني يروي عن أبي مسلم الخولاني، ويروي عن عبد الرحمن بن غنم الأشعري، وكلاهما يحدث بهذا الحديث -يعني حديثنا هذا- عن معاذ، والزهري يحفظ عن أبي إدريس أنه لم يسمع من معاذ، والحديث حديثهما. قلنا: وعلى كل حال، فهو متابع.
وأخرجه الحاكم 4/ 169 - 170 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (571)، ومن طريقه أخرجه الطحاوي في "شرح المشكل"(3895)، وأخرجه الحاكم 4/ 169 - 170 من طريق سعيد بن عامر، كلاهما =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= كلاهما الطيالسي وسعيد، عن شعبة، به.
وأخرجه بنحوه الطحاوي (3893) و (3894)، والشاشي في "مسنده"(1382)، والطبراني في "الكبير" 20/ (146) و (147) و (148)، وفي "الشاميين"(625) و (744) و (2432) و (2433) و (2434)، والحاكم في "المستدرك" 4/ 170، وأبو نعيم في "الحلية" 5/ 206 من طريق عطاء بن أبي مسلم الخراساني، والطبراني في "الكبير" 20/ (145)، وفي "الشاميين"(1926) من طريق ربيعة ابن يزيد، والطبراني في "الكبير" 20/ (151)، وفي "الشاميين"(1659) من طريق شريح بن عبيد، وفي "الكبير" 20/ (149)، وفي "الشاميين"(1403) من طريق يزيد بن أبي مريم، أربعتهم عن أبي إدريس الخولاني، به. وفي بعض روايات الحديث اقتصروا على حديث معاذ بن جبل.
وأخرجه الحاكم 4/ 419 - 420 من طريق عبد الأعلى بن أبي المساور، عن عكرمة، عن الحارث بن عميرة قال: قدمت من الشام إلى المدينة في طلب العلم فسمعت معاذ بن جبل يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "المتحابون في الله لهم منابر من نور يوم القيامة يغبطهم الشهداء" وساق قصة أخرى وحديثاً آخر.
وأخرجه الشاشي (1386) من طريق يعلى بن عبيد، عن عبد الملك، عن شهر، عن رجل أنه أتى الشام فدخل مسجداً من مساجدها، فإذا رجل آدم شاب (يريد معاذ بن جبل)
…
فذكر قصة وساق حديث عبادة ابن الصامت على أنه من مسند معاذ.
وأخرجه مختصراً ابن قانع في "معجم الصحابة" 3/ 25 من طريق عبد الرحمن بن غنم، عن معاذ بن جبل.
تنبيه: وقعت رواية معاذ عند المصنف والحاكم من طريقه موقوفة، وهذا لا يقال من قبيل الرأي، وقد ثبت مرفوعاً في غير ما رواية عند المصنف وغيره.
وسيأتي من طريق أبي إدريس (22030) و (22131) و (22783).
وسيأتي من طريق شهر بن حوشب (22031). =
22003 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ مُعَاذٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، صَادِقًا مِنْ قَلْبِهِ، دَخَلَ الْجَنَّةَ ".
قَالَ شُعْبَةُ: لَمْ أَسْأَلْ قَتَادَةَ: أَنَّهُ سَمِعَهُ عَنْ أَنَسٍ (1).
= وسيأتي من طريق أبي مسلم الخَولاني (22064) و (22065) و (22080) و (22782).
وفي باب المتحابين في الله يظلهم الله في ظله عن أبي هريرة سلف برقم (9665).
وعن العرباض بن سارية، سلف برقم (17158) وانظر تتمة الشواهد هناك.
وفي باب قوله يوضع لهم كراسي من نور يغبطهم بمجلسهم من الرب النبيون والصديقون والشهداء:
عن أبي مالك الأشعري سيأتي (22906).
وعن عمر بن الخطاب عند أبي داود (3527).
وعن أبي هريرة عند ابن حبان (573).
قوله: "أدعج العينين" أي: واسعهما.
وقوله: "أغر الثنايا" أي: أبيضها.
قوله: فحذف من صلاته: قال السندي: أي: ترك التطويل.
قوله: "ثم احتبى" من الاحتباء، قال في النهاية 1/ 335: هو أن يضم الإنسان رجليه إلى بطنه بثوب يجمعهما به مع ظهره، ويشده عليهما، وقد يكون الاحتباء باليدين عوض الثوب.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. =
22004 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ وَالْأَشْعَثِ بْنِ سُلَيْمٍ، أَنَّهُمَا سَمِعَا الْأَسْوَدَ بْنَ هِلَالٍ، يُحَدِّثُ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَا مُعَاذُ، أَتَدْرِي مَا حَقُّ اللهِ عَلَى الْعِبَادِ؟ " فَقَالَ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: " [أَنْ] يَعْبُدُوا اللهَ وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا " قَالَ: " أَتَدْرِي مَا حَقُّهُمْ عَلَيْهِ إِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ؟ " قَالَ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: " أَنْ لَا يُعَذِّبَهُمْ "(1).
= وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (79) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(1134)، وابن خزيمة في "التوحيد" 2/ 787، وابن منده في "الإيمان" بإثر (94) و (95) من طريق محمد بن جعفر، به.
وأخرجه ابن منده (94) من طريق سليمان بن داود وعثمان بن عمر، كلاهما عن شعبة، به.
وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" 2/ 791 و 791 - 792، والطبراني في "الكبير" 20/ (80)، وفي "الدعاء"(1470) من طرق عن سلمة بن وردان، عن أنس بن مالك، عن معاذ. وعندهم أن أنس سمع الحديث أيضاً.
وانظر ما سلف برقم (21998).
وقد سلف في مسند أنس من حديثه برقم (12332).
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (7373)، ومسلم (30)(50)، وابن منده في "الإيمان"(109) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وانظر ما سلف برقم (21991).
22005 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي حَكِيمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ الدِّيلِيِّ قَالَ: كَانَ مُعَاذٌ بِالْيَمَنِ، فَارْتَفَعُوا إِلَيْهِ فِي يَهُودِيٍّ مَاتَ وَتَرْكَ أَخَاهُ (1) مُسْلِمًا، فَقَالَ مُعَاذٌ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّ الْإِسْلَامَ يَزِيدُ وَلَا يَنْقُصُ " فَوَرَّثَهُ (2).
(1) في (م): أخاً.
(2)
إسناده ضعيف لانقطاعه، أبو الأسود الديلي -ويقال: الدؤلي، اسمه ظالم بن عمرو، وقيل غير ذلك- لا يعرف له سماع من معاذ، وقد اختلف فيه على عمرو بن أبي حكيم الواسطي كما سيأتي في تخريجه.
وأخرجه ابن أبي شيبة 11/ 374، وابن أبي عاصم في "السنة"(954)، والطبراني في "الكبير" 20/ (338) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (568)، والطبراني 20/ (339)، والبيهقي 6/ 254، والجورقاني في "الأباطيل والمناكير"(550)، ووكيع في "أخبار القضاة" 1/ 98 - 99 من طرق عن شعبة، به. وتحرف عبد الله بن بريدة عند الطيالسي إلى عبيد الله بن أبي بريدة. ولفظ وكيع:"إن الإسلام يزيد" فورثه.
وأخرجه أبو داود (2912)، ومن طريقه أخرجه البيهقي 6/ 254 - 255 عن مسدد، عن عبد الوارث، عن عمرو بن أبي حكيم، به. وزاد بين أبي الأسود ومعاذ رجلاً مبهماً.
وأخرجه البزار في "مسنده"(2636)، والشاشي في "مسنده"(1380)، والجورقاني (549) من طريق يزيد بن هارون، والطبراني 20/ (340) من طريق إبراهيم بن الحجاج، كلاهما عن حماد بن سلمة، عن خالد الحذاء، عن عمرو ابن أبي حكيم، عن يحيى بن يعمر، عن معاذ بن جبل. وأسقط من إسناده عبد الله بن بريدة وأبا الأسود الديلي. =
22006 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: كُنْتُ رَدِيفَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: " أَتَدْرِي مَا حَقُّ اللهِ عَلَى الْعِبَادِ؟ " قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: " أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا " قَالَ: " وَهَلْ تَدْرِي مَا حَقُّهُمْ عَلَيْهِ إِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ؟ " قَالَ: قُلْتُ اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: " أَنْ لَا يُعَذِّبَهُمْ "(1).
= وأخرجه الشاشي (1379) من طريق زيد بن الحباب، عن حماد بن سلمة، عن خالد الحذاء، عن عمرو بن أبي حكيم، عن يحيى بن يعمر أو غيره، عن معاذ. والشك من حماد. وأسقط من إسناده أيضاً عبد الله وأبا الأسود.
وسيأتي (22057).
قال السندي: "إن الإسلام يزيد" أي: صاحبه يزيد ولا ينقص، أو أنه يعلو على سائر الأديان، ولا يرتفع عليه دين، ومقتضى ذلك -على ما فهمه- ألا يصير صاحبه محروماً من الإرث بسببه، نعم الكافر يصير محروماً بسببه من الإرث.
قال الحافظ في "الفتح" 12/ 50 - 51: إنه قياس في معارضة النص -يعني حديث أسامة بن زيد عند البخاري (6764) وسلف برقم (21747): "لا يرث المسلم الكافر ولا الكافر المسلم"- وهو صريح في المراد ولا قياس مع وجوده، وأما الحديث -يعني حديث معاذ- فليس نصاً في المراد، بل هو محمول على أنه يفضل غيره من الأديان ولا تعلق له بالإرث.
وانظر "المغني" لابن قدامة 9/ 154.
(1)
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (273) من طريق مسلم بن إبراهيم، عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (4296)، والبزار في "مسنده"(2628)، والطبراني 20/ (274) و (275) و (276) من طرق عن عبد الملك بن عمير، به. =
22007 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي عَوْنٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَمْرِو ابْنِ أَخِي الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، عَنْ نَاسٍ مِنْ أَصْحَابِ مُعَاذٍ مِنْ أَهْلِ حِمْصٍ، عَنْ مُعَاذٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ بَعَثَهُ إِلَى الْيَمَنِ، فَقَالَ:" كَيْفَ تَصْنَعُ إِنْ عَرَضَ لَكَ قَضَاءٌ؟ " قَالَ: أَقْضِي بِمَا فِي كِتَابِ اللهِ. قَالَ: " فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي كِتَابِ اللهِ؟ " قَالَ: فَبِسُنَّةِ (1) رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: " فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي سُنَّةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ " قَالَ: أَجْتَهِدُ رَأْيِي، لَا آلُو. قَالَ: فَضَرَبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَدْرِي، ثُمَّ قَالَ:" الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَفَّقَ رَسُولَ رَسُولِ اللهِ لِمَا يُرْضِي رَسُولَ اللهِ "(2).
= وانظر ما سلف برقم (21991).
(1)
في (ظ 5) و (ر): فسنة.
(2)
إسناده ضعيف لإبهام أصحاب معاذ وجهالة الحارث بن عمرو، لكن مال إلى القول بصحته غير واحد من المحققين من أهلِ العلم، منهم أبو بكر الرازي وأبو بكر بن العربي والخطيب البغدادي وابن قيم الجوزية.
قال الخطيب في "الفقيه والمتفقه" 1/ 189 - 190: إن أهل العلم قد تقبلوه واحتجوا به، فوقفنا بذلك على صحته عندهم كما وقفنا على صحة قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لا وصية لوارث"، وقوله في البحر:"هو الطهور ماؤه، الحل ميتته" وقوله: "إذا اختلف المتبايعان في الثمن والسلعةُ قائمة، تحالفا وترادا البيع"، وقوله:"الدية على العاقلة"، وإن كانت هذه الأحاديث لا تثبت من جهة الإسناد، لكن لما تلقتها الكافة عن الكافة غَنُوا بصحتها عندهم عن طلب الإسناد لها، فكذلك حديث معاذ لما احتجوا به جميعاً غَنُوا عن طلب الإسناد له.
وقال ابن القيم في "إعلام الموقعين" 1/ 202: فهذا حديث وإن كان عن غير مُسَمَّيْنَ، فهم أصحاب معاذ، فلا يضره ذلك، لأنه يدل على شهرة الحديث وأن الذي حدث به الحارث بن عمرو، جماعة من أصحاب معاذ، لا واحد =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= منهم، وهذا أبلغ في الشهرة من أن يكون عن واحد منهم لو سمي، كيف وشهرة أصحاب معاذ بالعلم والدين والفضل والصدق بالمحل الذي لا يخفى؟! ولا يُعرف في أصحابه متهم ولا كذاب ولا مجروح، بل أصحابه من أفاضل المسلمين وخيارهم، ولا يشك أهل النقل في ذلك.
أبو عون: هو محمد بن عبيد الله الثقفي.
وأخرجه الخطيب في "الفقيه والمتفقه" 1/ 189 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (1328) من طريق محمد بن جعفر، به.
وأخرجه ابن سعد 2/ 347 - 348، والدارمي (168)، وعبد بن حميد (124)، وأبو داود (3593)، والترمذي (1328)، والعقيلي في "الضعفاء" 1/ 215، والبيهقي 10/ 114، والخطيب 1/ 188 - 189 و 189، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" 2/ 55 و 56، والمزي في ترجمة الحارث بن عمرو من "تهذيب الكمال" 5/ 266 - 267 من طرق عن شعبة، به. وانقلب اسم الحارث بن عمرو في إسناد الدارمي إلى عمرو بن الحارث.
وأخرجه ابن عبد البر 2/ 55 - 56 من طريق علي بن الجعد، عن شعبة، عن أبي عون، عن الحارث بن عمرو يحدث عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن معاذ. وهي رواية شاذة تفرد بها علي بن الجعد، عن شعبة.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (362) من طريق سليمان بن حرب، عن شعبة، به. لكن ليس في إسناده الواسطة بين الحارث بن عمرو ومعاذ بن جبل.
وأخرجه الطيالسي (559)، ومن طريقه أخرجه البيهقي 10/ 114، والخطيب 1/ 188 عن شعبة، عن أبي عون، عن الحارث بن عمرو، عن أصحاب معاذ قال: وقال مرة: عن معاذ.
وأخرجه ابن ماجه (55) من طريق محمد بن سعيد بن حسان، عن عبادة ابن نُسَي، عن عبد الرحمن بن غنم، عن معاذ، قال: لما بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم =
22008 -
حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا رَمْلَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ (1) بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَوْجَبَ ذُو الثَّلَاثَةِ " فَقَالَ لَهُ مُعَاذٌ: وَذُو الِاثْنَيْنِ؟ قَالَ: " وَذُو الِاثْنَيْنِ "(2).
22009 -
حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ حَدَّثَهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهُ: " يَا مُعَاذُ بْنَ جَبَلٍ " قَالَ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ وَسَعْدَيْكَ، قَالَ:" لَا يَشْهَدُ عَبْدٌ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، ثُمَّ يَمُوتُ عَلَى ذَلِكَ إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ " قَالَ: قُلْتُ:
= إلى اليمن، قال:"لا تَقْضِينَّ ولا تَفْصِلَنَّ إلَّا بما تعلم، وإن أَشكل عليك أمر فقف حتى تَبيَّنهُ أو تكتبَ إليَّ فيه". ومحمد بن سعيد اتهم بالوضع.
وسيأتي برقم (22100)، وسيأتي مرسلاً برقم (22061).
(1)
في (م): عبد الله، وهو خطأ.
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، أبو رملة مجهول، وعبيد الله بن مسلم لا يُعرف، وفي إثبات صحبته نظر.
وأخرجه الطيالسي (562) عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الشاشي في "مسنده"(1390) من طريق النضر بن شميل، و (1392) من طريق عمرو بن حكام، كلاهما عن شعبة، به.
وسيأتي برقم (22069) و (22090).
وفي الباب عن أبي هريرة سلف برقم (7265)، وانظر تتمة شواهده هناك.
قال السندي: أوجب، أي: المثوبة أو الجنة.
ذو الثلاثة: هو من مات له ثلاثة من الولد، أي: من قدم ثلاثة من ولده وصبر عليهم، فقد أوجب لنفسه الجنة.
أَفَلَا أُحَدِّثُ النَّاسَ؟ قَالَ: " لَا، إِنِّي أَخْشَى أَنْ يَتَّكِلُوا عَلَيْهِ "(1).
22010 -
حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ طَاوُوسٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ: لَمْ يَأْمُرْنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي أَوْقَاصِ الْبَقَرِ شَيْئًا (2).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (76)، وابن منده في "الإيمان"(99) من طريق أبي شهاب عبد ربه بن نافع، عن سليمان التيمي، عن أنس، عن معاذ. وانظر ما سلف برقم (21998).
(2)
رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي كامل -وهو مظفر بن مدرك- فقد روى له أبو داود في "التفرد" والنسائي، وهو ثقة، وطاووس لم يدرك معاذاً. وسيتكرر برقم (22135).
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (348) من طريق هدبة بن خالد، عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (6848) عن سفيان الثوري، وابن أبي شيبة 3/ 129 عن ابن نمير، كلاهما عن ابن أبي ليلى عن الحكم، عن معاذٍ: أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الأوقاص ما بين الثلاثين إلى الأربعين، وما بين الأربعين إلى الخمسين، فقال:"ليس فيها شيء". وإسناده منقطع، الحكم: وهو ابن عتيبة -لم يسمع من معاذ، وابن أبي ليلى -وهو محمد بن عبد الرحمن- ضعيف.
وأخرجه بنحوه حميد بن زنجويه (1466) من طريق ابن أبي ليلى، عن الحكم، عن رجل، عن معاذ.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 129 و 14/ 210 عن ابن إدريس، عن ليث، عن طاووس، عن معاذ -موقوفاً- قال: ليس في الأوقاص شيء.
وأخرجه مرسلاً ابن زنجويه (1463) من طريق الحجاج بن أرطاة، عن =
22011 -
حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ - عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ طَاوُوسٍ، عَنْ مُعَاذٍ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ (1).
= عمرو بن دينار، عن طاووس: أن معاذ بن جبل قدم اليمن فأخذ من كل ثلاثين تبيعاً جذعاً، أو قال: جذعة، ومن الأربعين بقرة مسنة. فقالوا له: ألا تأخذ من الأوقاص؟ قال: لم أومر فيها بشيء.
وأخرجه مرسلاً مالك في "الموطأ" 1/ 259 ومن طريقه أخرجه الشافعي 1/ 237، وعبد الرزاق في "مصنفه"(6856)، وأبو داود في "المراسيل"(108)، والشاشي في "مسنده"(1409)، والبيهقي 4/ 98، والبغوي (1572) عن حميد بن قيس، عن طاووس، به بنحو رواية الحجاج بن أرطاة، عن عمرو بن دينار، وزاد في آخره: فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يقدُم معاذ.
وأخرجه بنحو رواية الحجاج أيضاً البزارُ (892 - كشف الأستار)، والدارقطني 2/ 99، والبيهقي 4/ 99 من طريق بقية بن الوليد، حدثني المسعودي، عن الحكم، عن طاووس، عن ابن عباس قال: لما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم معاذاً إلى اليمن أمره أن يأخذ
…
فذكره وقال في آخره: فلما قَدِمَ على رسول الله صلى الله عليه وسلم سأله عن الأوقاصِ، فقال:"لَيْسَ فيها شيءٌ". قال البزار: إنما يرويه الحفاظ عن الحكم، عن طاووس مرسلاً ولم يتابع بقية على هذا أحد، ورواه الحسن بن عمارة، عن الحكم، عن طاووس، عن ابن عباس، والحسن لا يحتج بحديثه إذا تفرد به. قلنا: وبقية ضعيف، وحديث الحسن بن عمارة أخرجه البيهقي بين يدي حديث المسعودي عن الحكم، به. مختصراً.
وأخرجه مرسلاً ابن زنجويه (1465) من طريق إبراهيم بن ميسرة، عن طاووس.
وسيأتي الحديث بالأرقام (22011) و (22018) و (22019).
وسيأتي ضمن حديث مطول برقم (22084).
قال السندي: أوقاص البقر، جمع وَقَص بفتحتين وقد تُسكَّن القاف: ما بين الفريضتين من نصاب الزكاة.
(1)
رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي كامل -وهو مظفر بن مدرك- =
22012 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ. وَأَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: جَمَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ وَالْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ (1).
22013 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: بَعَثَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْيَمَنِ فَأَمَرَهُ أَنْ يَأْخُذَ مِنْ كُلِّ ثَلَاثِينَ مِنَ الْبَقَرِ تَبِيعًا أَوْ تَبِيعَةً، وَمِنْ كُلِّ أَرْبَعِينَ
= فقد روى له أبو داود في "التفرد" والنسائي، وهو ثقة، وطاووس لم يدرك معاذاً.
وأخرجه أبو عبيد في "الأموال"(1021)، والشاشي (1408) من طريق حجاج بن المنهال، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وقرن أبو عبيد بحمادٍ ابنَ جريج.
وانظر ما قبله.
(1)
إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو أحمد: هو محمد بن عبد الله بن الزبير الزبيري.
وهو عند عبد الرزاق في "المصنف"(4398)، ومن طريقه أخرجه الطبراني 20/ (101).
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 7/ 88 من طريق إسماعيل بن عمرو البجلي، عن سفيان، به.
وأخرجه أبو نعيم 7/ 89، والبيهقي 3/ 162 من طريق عثمان بن عمر، عن سفيان، عن عمرو بن دينار، عن أبي الطفيل، به. قال البيهقي: تفرد به عثمان بن عمر هكذا، ورواه غيره عن الثوري، عن أبي الزبير، عن أبي الطفيل.
وانظر (21997).
مُسِنَّةً، وَمِنْ كُلِّ حَالِمٍ دِينَارًا أَوْ عَدْلَهُ مَعَافِرَ (1).
(1) إسناده صحيح، رجالُه ثقات رجال الشيخين، وقد سلف الكلام عليه عند حديث ابن مسعود السالف برقم (3905) أبو وائل: هو شقيق بن سلمة، ومسروق: هو ابن الأجْدع.
وهو في "مصنف عبد الرزاق"(6841)، ومن طريقه أخرجه الترمذي (623)، وابن الجارود في "المنتقى"(343)، والطبراني في "الكبير" 20/ (260)، والدارقطني 2/ 102، والبيهقي 4/ 98، والبغوي (1571). وقرن عبد الرزاق والطبراني والدارقطني والبيهقي بسفيان معمراً. ولفظ ابن الجارود دون قوله:"أن آخذ من كل حالم ديناراً أو عدله معافر".
وأخرجه أبو داود (1578)، والبزار في "مسنده"(2654)، وابن الجارود (343)، وابن خزيمة (2268) من طرق عن سفيان الثوري، به.
وأخرجه حميد بن زنجويه في "الأموال"(105) و (1454)، والدارمي (1623)، وابن ماجه (1803)، والنسائي 5/ 25 - 26 و 26، وابن خزيمة (2268)، والشاشي في "مسنده"(1347)، وابن حبان (4886)، والطبراني 20/ (261) و (264)، والحاكم 1/ 398، والبيهقي 4/ 98 و 9/ 193 من طرق عن الأعمش، به. ولفظ ابن ماجه كلفظ ابن الجارود. وعند النسائي 5/ 26، والبيهقي 9/ 193 في أحد موضعيه:"ثنية" بدل قوله: "مسنة". وقرن ابن خزيمة، والطبراني (264) بشقيقٍ إبراهيمَ النَّخعيَّ، وتحرف عند الطبراني شقيق إلى سفيان.
وأخرجه أبو داود (1577) و (3039)، والنسائي 5/ 26، وابن خزيمة (2268)، والطبراني 20/ (263)، والدارقطني 2/ 102، والبيهقي 4/ 98 و 9/ 193 من طريق أبي معاوية، عن الأعمش سليمان بن مهران، عن إبراهيم النخعي، عن مسروق، عن معاذ. فذكر مكان شقيقٍ أبي وائل إبراهيمَ النخعيَّ.
وأخرجه الطبراني 20/ (265) من طريق ابن أبي ليلى، عن أبي صالح، عن مسروق، عن معاذ.
وأخرجه عبيد بن زنجويه في "الأموال"(105) و (1454)، والدارمي (1623)، والنسائي 5/ 26، والشاشي (1347)، والبيهقي 4/ 98 و 9/ 193 من =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= طريق يعلى بن عبيد، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن معاذ. وعند النسائي والبيهقي "ثنية" بدل "مسنة". ولم يذكروا فيه مسروقاً، وإبراهيم عن معاذ منقطع.
وأخرجه مرسلاً الطيالسي (567)، وأبو عبيد في "الأموال"(64) و (993)، والشاشي (1348) و (1350) و (1352)(1353) من طرق عن الأعمش، عن أبي وائل، عن مسروق قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم معاذاً إلى اليمن.
وقرن الأعمشُ عند أبي عبيد، والشاشي في الموضعين الثاني والرابع بأبي وائل إبراهيمَ النخعيَّ قال: بعث
…
إلخ. واقتصر الطيالسي على قوله: "أن يأخذ من كل حالم ديناراً أو قيمته".
وأخرجه مرسلاً أبو يوسف القاضي في "الخراج" ص 77 عن الأعمش، عن إبراهيم، عن مسروق.
وأخرجه مرسلاً كذلك ابن أبي شيبة 3/ 126 - 127 عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن مسروق.
وأخرجه مرسلاً ابن أبي شيبة 3/ 127 عن وكيع، عن الأعمش، عن إبراهيم النخعي وأبي وائل قالا: بعث النبي صلى الله عليه وسلم معاذاً
…
فذكره.
وروى الحديث دون قوله: "ومن كل حالم
…
إلخ" طاووس عن معاذ مرة، ومرة أدخل بينهما ابن عباس، سلف تخريجهما عند الحديث رقم (22010).
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 127، والبيهقي 4/ 98 من طريق عبد الله بن نمير، عن عبيد الله بن عمر قال: سألت نافعاً عن البقر فقال: بلغني عن معاذ أنه قال: في كل ثلاثين تبيع أو تبيعة، وفي كل أربعين بقرة بقرة.
وأخرجه مرسلاً أبو عبيد في "الأموال"(65)، ومن طريقه ابن زنجويه (109)، وأخرجه يحيى بن آدم في "الخراج"(229)، ومن طريقه البيهقي 9/ 193 - 194 كلاهما (أبو عبيد ويحيى) عن جرير بن عبد الحميد، عن منصور، عن الحكم قال: كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى معاذ بن جبل وهو باليمن: =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= أن يأخذ من كل حالم أو حالمة ديناراً، أو قيمته، ولا يفتن يهودي عن يهوديته. هذا لفظ حديث يحيى ابن آدم، وفي حديث أبي عبيد زيادة.
وأخرجه أبو يوسف القاضي في "الخراج" ص 128 عن الأعمش، عن عمارة بن عمير أو مسلم بن صبيح أبي الضحى، عن مسروق، به. مختصراً بالجزية في آخره.
وأخرجه أبو داود (1599)، وابن ماجه (1814) من طريق سليمان بن بلال، عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر، عن عطاء بن يسار، عن معاذ: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه إلى اليمن فقال: "خذ الحبَّ من الحب، والشاة من الغنم، والبعير من الإبل، والبقر من البقر" وعطاء لم يدرك معاذاً.
وسيأتي من طريق أبي وائل عن معاذ بالأرقام (22037) و (22129).
وسيأتى من طريق يحيى بن الحكم عن معاذ برقم (22084).
وفي الباب عن ابن مسعود سلف برقم (3905)، وانظر تتمة شواهده هناك.
وفي باب قوله: "من كل حالم
…
إلخ" عن عروة بن الزبير مرسلاً عند عبيد (66). وفي إسناده ابن لهيعة، وهو سيئ الحفظ.
وعن عمرو بن دينار مرسلاً عند أبي يوسف في "الخراج" ص 131، وفيه شيخ مبهم.
وانظر "الفتح" 6/ 260.
قال السندي: قوله: "تبيعاً": ما دخل في السنة الثانية.
"مسنة": ما دخل في الثالثة.
"حالم" أي: بالغ، أي: يؤخذ منه في الجزية دينار.
"عدله": بالفتح، وجُوِّز الكسرُ: ما يساوي قيمة الشيء.
"معافر": برود تنسج في اليمن.
22014 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ يَخَامِرَ، أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ حَدَّثَهُمْ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" مَنْ قَاتَلَ فِي سَبِيلِ اللهِ مِنْ رَجُلٍ مُسْلِمٍ فُوَاقَ نَاقَةٍ، وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ، وَمَنْ سَأَلَ اللهَ الْقَتْلَ مِنْ عِنْدِ نَفْسِهِ صَادِقًا ثُمَّ مَاتَ أَوْ قُتِلَ فَلَهُ أَجْرُ شَهِيدٍ، وَمَنْ جُرِحَ جُرْحًا فِي سَبِيلِ اللهِ أَوْ نُكِبَ نَكْبَةً، فَإِنَّهَا تَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَغَرِّ (1) مَا كَانَتْ، لَوْنُهَا كَالزَّعْفَرَانِ وَرِيحُهَا كَالْمِسْكِ، وَمَنْ جُرِحَ جُرْحًا فِي سَبِيلِ اللهِ، فَعَلَيْهِ طَابَعُ الشُّهَدَاءِ " قَالَ أَبِي: وقَالَ حَجَّاجٌ وَرَوْحٌ: كَأَعَزِّ (2). وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: كَأَغَرِّ. وَهَذَا الصَّوَابُ إِنْ شَاءَ اللهُ (3).
(1) في (م) و (ر): كأغذ، وعند عبد الرزاق في "المصنف" وعند من أخرجه من طريقه: كأغزر، وكلاهما بمعنى.
(2)
كذا قال هنا في رواية روح، ونبه عليها فيما سيأتي برقم (22116) فقال: وقال روح: كأغزر.
(3)
إسناده صحيح، رجاله ثقات، وما ذكره المزي من كون رواية سليمان بن موسى عن مالك مرسلة مدفوع بتصريح سليمان بسماعه له من مالك بن يخامر عند غير واحد ممن خرج الحديث، وسليمان قد توبع، وابن جريج قد صرح أيضاً بالسماع في بعض المصادر التي خرجته. ورواية حجاج -وهو ابن محمد المصيصي- التي أشار إليها المصنف ستأتي في التخريج، ورواية روح ستأتي في "المسند"(22116).
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (9534)، ومن طريقه أخرجه الطبراني 20/ (204)، والبيهقي في "السنن" 9/ 170. =
22015 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ الْعَدَوِيِّ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ قَالَ: قَدِمَ عَلَى أَبِي مُوسَى مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ بِالْيَمَنِ، فَإِذَا رَجُلٌ عِنْدَهُ،
= وأخرجه عبد بن حميد (119)، وابن ماجه (2792)، والبيهقي في "الشعب"(4250) من طريق أبي عاصم النبيل، عن ابن جريج، به. واقتصر ابن ماجه على أوله، وتحرف مالك بن يخامر عند البيهقي إلى مالك بن عامر.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (205)، وفي "الشاميين"(1651) من طريق شريح بن عبيد، وفي "الكبير" 20/ (207) من طريق جبير بن نفير، كلاهما عن مالك بن يخامر، به. ولم يذكر الطبراني في "الشاميين" ولا في روايته الأولى من "الكبير" أول الحديث.
وأخرج رواية الحجاج بن محمد النسائي 6/ 25 - 26، والشاشي (1345)، والبيهقي 9/ 170 من طرق عنه، عن ابن جريج، به.
وأخرجه ابن حبان (3185)، والبيهقي 9/ 170 من طريق إبراهيم بن محمد الفزاري أبو إسحاق، عن ابن جريج، عن سليمان بن موسى، عن عبد الله بن مالك بن يخامر، عن مالك، عن معاذ. واقتصر ابن حبان على قصة:"من جرح جرحاً في سبيل الله"، ورواية البيهقي دون أوله.
وسيأتي بالأرقام (22050) و (22110).
وفي باب قوله: "من قاتل في سبيل الله فواق ناقة"، سلف عن أبي هريرة برقم (9762).
وعن عمرو بن عبسة، سلف في "المسند" برقم (19444).
وفي باب قوله: "من سأل الله القتل من عند نفسه" عن سهل بن حنيف عند مسلم (1909)، وانظر تخريجه عند ابن حبان برقم (3192).
وعن أنس عند مسلم برقم (1908).
وفي باب قوله: "من جرح جرحاً في سبيل الله"، سلف عن أبي هريرة برقم (7302). وانظر شواهده هناك.
قَالَ: مَا هَذَا؟ قَالَ: رَجُلٌ كَانَ يَهُودِيًّا، فَأَسْلَمَ، ثُمَّ تَهَوَّدَ، وَنَحْنُ نُرِيدُهُ عَلَى الْإِسْلَامِ مُنْذُ - قَالَ: أَحْسَبُهُ - شَهْرَيْنِ. فَقَالَ: وَاللهِ لَا أَقْعُدُ حَتَّى تَضْرِبُوا عُنُقَهُ. فَضُرِبَتْ عُنُقُهُ، فَقَالَ: قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ: " أَنَّ مَنْ رَجَعَ عَنْ دَيْنِهِ فَاقْتُلُوهُ " أَوْ قَالَ: " مَنْ بَدَّلَ دَيْنَهُ فَاقْتُلُوهُ "(1).
22016 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ، فَأَصْبَحْتُ يَوْمًا قَرِيبًا مِنْهُ وَنَحْنُ نَسِيرُ، فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ، أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ، وَيُبَاعِدُنِي مِنَ النَّارِ. قَالَ:" لَقَدْ سَأَلْتَ عَنْ عَظِيمٍ، وَإِنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللهُ عَلَيْهِ، تَعْبُدُ اللهَ وَلَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ، وَتَحُجُّ الْبَيْتَ " ثُمَّ قَالَ: " أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى أَبْوَابِ الْخَيْرِ؟: الصَّوْمُ جُنَّةٌ، وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ، وَصَلَاةُ الرَّجُلِ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ " ثُمَّ قَرَأَ: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} حَتَّى بَلَغَ
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، وهذا الحديث وإن كان صورته الإرسال إلا أنه قد ثبت اتصاله، انظر الحديث السالف برقم (19666) في مسند أبي موسى الأشعري. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني، وأبو بردة: هو ابن أبي موسى الأشعري، قيل: اسمه عامر، وقيل: الحارث.
ويشهد له حديث ابن عباس سلف برقم (1881).
وحديث ابن مسعود سلف برقم (3621)، وانظر تتمة شواهده هناك.
{يَعْمَلُونَ} [السجدة: 16 - 17] ثُمَّ قَالَ: " أَلَا أُخْبِرُكَ بِرَأْسِ الْأَمْرِ وَعَمُودِهِ وَذُرْوَةِ سَنَامِهِ؟ " فَقُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " رَأْسُ الْأَمْرِ الْإِسْلَامُ (1)، وَعَمُودُهُ الصَّلَاةُ، وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ الْجِهَادُ " ثُمَّ قَالَ: " أَلَا أُخْبِرُكَ بِمِلَاكِ ذَلِكَ كُلِّهِ؟ " فَقُلْتُ لَهُ: بَلَى يَا نَبِيَّ اللهِ. فَأَخَذَ بِلِسَانِهِ، فَقَالَ:" كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا " فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ؟ فَقَالَ:" ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ، وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ (2) - أَوْ قَالَ: عَلَى مَنَاخِرِهِمْ - إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ؟! "(3).
(1) لفظة: "الإسلام" سقطت من (م) و (ق).
(2)
في (م) و (ق): على وجوههم في النار.
(3)
صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد منقطع، أبو وائل -وهو شقيق بن سلمة- لم يسمع من معاذ، وعاصم بن أبي النجود صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (20303)، وفي "التفسير" له 2/ 109، ومن طريقه أخرجه عبد بن حميد (112)، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة"(196)، والطبراني في "الكبير" 20/ (266)، والبغوي في "شرح السنة"(11)، وفي "التفسير" 3/ 500. ورواية المروزي مختصرة:"ألا أخبركم برأس الأمر وعموده؟ " قلت: بلى يا رسول الله. قال: "رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة".
وأخرجه ابن ماجه (3973)، والترمذي (2616) من طريق عبد الله بن معاذ، والنسائي في "الكبرى"(11394)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(104)، والبيهقي في "الشعب"(3350) من طريق محمد بن ثور، كلاهما عن معمر، به. ورواية القضاعي والبيهقي مختصرة.
وأخرجه البزار (27 - كشف الأستار)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= (3528)، وابن حبان (214)، والطبراني في "الكبير" 20/ (122) وفي "الشاميين"(222) من طريق علي بن الجعد عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول، عن معاذ، واقتصروا على أول الحديث، وتحرف في إسناد البزار ابن ثوبان عن أبيه إلى عن أمه. وعبد الرحمن بن ثابت ضعيف، ومكحول لم يسمع من معاذ.
وأخرجه هناد في "الزهد"(1091) من طريق محمد بن عجلان، عن مكحول، عن معاذ.
وأخرجه مقتصراً على آخره البزار في "مسنده"(2643) من طريق أبي إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي، عن أبي عمرو الشيباني، عن معاذ. وأبو عمرو الشيباني -وهو سعد بن إياس- أدرك معاذاً إلا أنه لم يلقه، فقد كان في العراق ومعاذ في الشام.
وأخرج قوله: "وهل يكب الناس
…
" ضمن حديث آخر هنادٌ (1092) من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن معاذ. وأبو سلمة لم يسمع من معاذ.
وأخرجه مختصراً جداً المروزي في "تعظيم قدر الصلاة"(198) من طريق عبد الله بن عمر، عن نعيم بن وهب، عن معاذ. وإسناده ضعيف.
وسيأتي مطولاً ومختصراً:
من طريق عروة بن النزال وميمون بن أبي شبيب (22032) و (22068).
ومن طريق عبد الرحمن بن غنم (22051) و (22063) و (22122).
ومن طريق شهر بن حوشب (22022) و (22103) و (22133).
ومن طريق عطية بن قيس (22047)، خمستهم عن معاذ بن جبل.
ويشهد لأوله حديث أبي هريرة السالف برقم (8515)، وانظر تتمة شواهده هناك.
ويشهد لقوله: "الصوم جنة" حديث أبي هريرة السالف برقم (7492)، وانظر تتمة شواهده هناك. =
22017 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي الْوَرْدِ - يَعْنِي ابْنَ ثُمَامَةَ - ح وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي الْوَرْدِ بْنِ ثُمَامَةَ، جَمِيعًا عَنِ اللَّجْلَاجِ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِرَجُلٍ وَهُوَ يَقُولُ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الصَّبْرَ. فَقَالَ: " قَدْ سَأَلْتَ الْبَلَاءَ فَسَلِ اللهَ الْعَافِيَةَ ".
قَالَ: وَمَرَّ بِرَجُلٍ يَقُولُ: يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ. قَالَ: " قَدْ اسْتُجِيبَ لَكَ فَسَلْ "(1).
= ويشهد لقوله: "الصدقة تطفئ الخطيئة" حديث جابر السالف برقم (14441).
وقوله: "وعموده الصلاة" يشهد لمعناه عموم الأحاديث في تعظيم قدر الصلاة، أورد كثيراً منها السيوطي في "الدر المنثور" عند تفسير قوله تعالى:{حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الوُسْطَى} [البقرة: 238].
ويشهد لقوله: "ذروة سنامه الجهاد" حديث أبي هريرة السالف برقم (7863)، وحديث أبي ذر عند ابن أبي عاصم في "الجهاد"(151).
وقوله: "والصدقة تطفئ الخطيئة، وصلاة الرجل في جوف الليل" وقع مكانه في الرواية الآتية برقم (22068): "والصدقة وقيام العبد في جوف الليل يكفر الخطايا" ويشهد لتكفير قيام الليل للخطايا حديث بلال بن أبي رباح عند البيهقي 2/ 502، وإسناده ضعيف.
وحديث أبي أمامة عند ابن خزيمة (1135)، والحاكم 1/ 308، والبيهقي 2/ 502، وفي إسناده عبد الله بن صالح كاتب الليث وهو سيئ الحفظ.
وحديث سلمان عند الطبراني في "الكبير"(6154) وحسنه الحافظ العراقي في تخريج أحاديث "الإحياء" 1/ 354.
ويشهد لقوله: "ألا أخبرك بملاك ذلك كله
…
إلخ" حديث أبي هريرة السالف برقم (7215) و (7907). وحديث بلال بن الحارث السالف برقم (15852).
(1)
قوله: ومر برجل يقول: يا ذا الجلال، قال: "قد استجيب لك، =
وَمَرَّ بِرَجُلٍ يَقُولُ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ تَمَامَ النِّعْمَةِ. قَالَ: " يَا ابْنَ آدَمَ أَتَدْرِي مَا تَمَامُ النِّعْمَةِ؟ " قَالَ: دَعْوَةٌ دَعَوْتُ بِهَا أَرْجُو بِهَا الْخَيْرَ. قَالَ: " فَإِنَّ تَمَامَ النِّعْمَةِ فَوْزٌ مِنَ النَّارِ، وَدُخُولُ الْجَنَّةِ "(1).
قَالَ أَبِي: لَوْ لَمْ يَرْوِ الْجُرَيْرِيُّ إِلَّا هَذَا الْحَدِيثَ كَانَ.
= فسل": سقط من (م).
(1)
إسناده حسن، أبو الورد روى عنه اثنان أو ثلاثة كما في ترجمته من "تهذيب التهذيب"، وقال ابن سعد: كان معروفاً قليل الحديث. وقال أحمد في "العلل" 1/ 172: حدث عنه الجريري أحاديث حسان. اللجلاج: هو العامري الصحابي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 269 - 270، وعبد بن حميد (107)، والشاشي (1376)، والطبراني في "الكبير" 20/ 99، وأبو نعيم في "الحلية" 6/ 204 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(725)، والترمذي (3527)، والطبراني في "الكبير" 20/ (97) و (98)، وفي "الدعاء"(2020)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 92، وفي "الدعوات"(197) من طرق عن سفيان الثوري، به. واقتصر البيهقي في "الدعوات" على قصة القائل: يا ذا الجلال والإكرام.
وأخرجه البزار في "مسنده"(2634)، والشاشي (1375) و (1377)، والطبراني في "الكبير" 20/ (100)، وفي "الدعاء"(2021)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 92 من طرق عن سعيد بن إياس الجُريري، به. واقتصر الشاشي في روايته الأولى على قصة الصبر، والبيهقي على قصة القائل: يا ذا الجلال والإكرام.
وانظر ما سيأتي برقم (22056).
ويشهد لقصة الدعاء بالعافية حديث علي السالف برقم (637).
وحديث أنس السالف برقم (12049). =
22018 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَابْنُ بَكْرٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، أَنَّ طَاوُوسًا أَخْبَرَهُ أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ قَالَ: لَسْتُ آخُذُ فِي أَوْقَاصِ الْبَقَرِ شَيْئًا حَتَّى آتِيَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَأْمُرْنِي فِيهَا بِشَيْءٍ. قَالَ ابْنُ بَكْرٍ: لَسْتُ بِآخِذٍ فِي الْأَوْقَاصِ (1).
22019 -
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ طَاوُوسٍ، أُتِيَ مُعَاذٌ، بِوَقْصِ الْبَقَرِ وَالْعَسَلِ، فَقَالَ: لَمْ يَأْمُرْنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِيهِمَا بِشَيْءٍ. قَالَ سُفْيَانُ: الْأَوْقَاصُ: مَا دُونَ الثَّلَاثِينَ (2).
= وفي باب فضل "يا ذا الجلال والإكرام" عن ربيعة بن عامر سلف برقم (17596) بلفظ: "أَلِظّوا بيا ذا الجلال والإكرام" أي: الزموا.
(1)
رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أن طاووساً لم يدرك معاذاً. ابن بكر: هو محمد بن بكر البرساني.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (6843).
ووقع في المطبوع من "المصنف": فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمر فيها بشيء، بدل: فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يأمرني فيها بشيء. وهو تحريف شنيع بلا ريب، فقد رواه المصنف عن عبد الرزاق، فذكره كما في هذه الرواية على الصواب، وهكذا أورده ابن عبد البر في "التمهيد" 2/ 276 عن عبد الرزاق، به.
وانظر ما سلف رقم (22010)، وما بعده.
(2)
رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن طاووساً لم يدرك معاذاً. سفيان: هو ابن عيينة.
وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/ 237، والشاشي في "مسنده"(1407)، والدارقطني في "سننه" 2/ 99، والبيهقي 4/ 98 من طريق سفيان بن عيينة، =
22020 -
حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ حَسَّانَ بْنِ عَطِيَّةَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَابِطٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ الْأَوْدِيِّ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ الْيَمَنَ رَسُولُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ السَّحَرِ، رَافِعًا صَوْتَهُ بِالتَّكْبِيرِ، أَجَشَّ الصَّوْتِ، فَأُلْقِيَتْ عَلَيْهِ مَحَبَّتِي فَمَا فَارَقْتُهُ حَتَّى حَثَوْتُ عَلَيْهِ التُّرَابَ بِالشَّامِ مَيِّتًا، رحمه الله، ثُمَّ نَظَرْتُ إِلَى أَفْقَهِ (1) النَّاسِ بَعْدَهُ، فَأَتَيْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ، فَقَالَ لِي: كَيْفَ أَنْتَ إِذَا أَتَتْ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ يُصَلُّونَ الصَّلَاةَ لِغَيْرِ مِيقَاتِهَا (2)؟ قَالَ: فَقُلْتُ: مَا تَأْمُرُنِي إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ؟ قَالَ: " صَلِّ الصَّلَاةَ لِوَقْتِهَا وَاجْعَلْ ذَلِكَ مَعَهُمْ سُبْحَةً "(3).
= بهذا الإسناد. ولم يذكر الشاشي والبيهقي العسل في حديثهما.
وأخرجه أبو داود في "المراسيل"(107) من طريق أحمد بن عبدة، والشاشي (1406) من طريق حجاج بن المنهال، كلاهما عن سفيان بن عيينة، عن إبراهيم بن ميسرة، عن طاووس: أن معاذاً أُتي
…
فذكره مرسلاً مثل روايته عن عمرو بن دينار.
وأخرجه عبد الرزاق (6964)، ومن طريقه الطبراني 20/ (347)، والشاشي (1405) من طريق ابن وهب، كلاهما (عبد الرزاق وابن وهب) عن سفيان الثوري، عن إبراهيم بن ميسرة، عن طاووس، عن معاذ. وانظر "علل الدارقطني" 6/ 65 - 66.
وانظر (22010).
(1)
تحرفت في (م) إلى: أنف.
(2)
في (م) و (ر) و (ق): وقتها. والمثبت من (ظ 5) ونسخة في (ر).
(3)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الرحمن بن سابط، فمن رجال مسلم، وقول عبد الله بن مسعود كيف =
22021 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَامِرٍ الْأَسْلَمِيُّ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اسْتَعِيذُوا بِاللهِ مِنْ طَمَعٍ يَهْدِي إِلَى طَبْعٍ، وَمِنْ طَمَعٍ يَهْدِي إِلَى غَيْرِ مَطْمَعٍ، وَمِنْ طَمَعٍ حَيْثُ لَا طَمَعَ "(1).
22022 -
حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ
= أنت
…
إلخ مما لا يقال بالرأي، فهو في حكم المرفوع، وقد سلف مرفوعاً في "مسنده" برقم (3601) من طريق زر بن حبيش، وبرقم (4386) من طريق الأسود بن يزيد النخعي، كلاهما عن ابن مسعود.
(1)
إسناده ضعيف لضعف عبد الله بن عامر الأسلمي. الوليد بن عبد الرحمن هو الجُرَشي.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 5/ 136 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وقرن بمحمد بن بشر عثمان بن عمر، ورواية عثمان ستأتي في "المسند" برقم (22128).
وأخرجه عبد بن حميد (115)، والشاشي (1365) من طريق محمد بن بشر، بهذا الإسناد.
ويشهد له حديث المقدام بن معدي كرب عند الطبراني في "الدعاء"(1388)، لكن إسناده منقطع.
قوله: "طَبَع" قال أبو عبيد في "غريب الحديث" 2/ 219: الطَّبَع: الدَّنَس والعيب، وكل شين في دين أو دنيا فهو طَبَع، يقال منه: رجلٌ طَبِعٌ.
عَنِ الْمَضَاجِعِ} [السجدة: 16]، قَالَ: قِيَامُ الْعَبْدِ مِنَ اللَّيْلِ " (1).
22023 -
حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَوْبَانَ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " عُمْرَانُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ خَرَابُ يَثْرِبَ، وَخَرَابُ يَثْرِبَ خُرُوجُ الْمَلْحَمَةِ، وَخُرُوجُ الْمَلْحَمَةِ فَتْحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ، وَفَتْحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ خُرُوجُ الدَّجَّالِ " ثُمَّ ضَرَبَ عَلَى فَخِذِهِ أَوْ عَلَى مَنْكِبِهِ، ثُمَّ قَالَ:" إِنَّ هَذَا لَحَقٌّ كَمَا أَنَّكَ قَاعِدٌ ".
وَكَانَ مَكْحُولٌ، يُحَدِّثُ بِهِ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ يَخَامِرَ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، مِثْلَهُ (2).
22024 -
حَدَّثَنَا يُونُسُ، فِي تَفْسِيرِ شَيْبَانَ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: وَحَدَّثَ شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ
(1) صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب، ثم هو لم يسمع من معاذ. عاصم: هو ابن أبي النجود.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 21/ 103 عن يزيد بن حيان، والطبراني في "الكبير" 20/ (200) من طريق هدبة بن خالد، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. ورواية الطبراني مطولة.
وقد سلف ضمن حديث مطول برقم (22016).
(2)
إسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، وأورد حديثه هذا الإمام الذهبي في "الميزان" في جملة مناكيره، ومكحول لم يسمع من معاذ.
وانظر ما سيأتي برقم (22045) و (22121)، وقد ذكرنا تخريجه هناك.
عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: قَالَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يُبْعَثُ الْمُؤْمِنُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ جُرْدًا مُرْدًا مُكَحَّلِينَ، بَنِي ثَلَاثِينَ سَنَةً "(1).
22025 -
حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مَلِيحٍ الْهُذَلِيِّ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ وَعَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَا: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا نَزَلَ مَنْزِلًا كَانَ الَّذِي يَلِيهِ الْمُهاجرين (2)، قَالَ: فَنَزَلْنَا مَنْزِلًا، فَقَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ حَوْلَهُ، قَالَ: فَتَعَارَرْتُ مِنَ اللَّيْلِ أَنَا وَمُعَاذٌ، فَنَظَرْنَا قَالَ: فَخَرَجْنَا نَطْلُبُهُ، إِذْ سَمِعْنَا هَزِيزًا كَهَزِيزِ الْأَرْحَاءِ، إِذْ أَقْبَلَ، فَلَمَّا أَقْبَلَ نَظَرَ، قَالَ:" مَا شَأْنُكُمْ؟ " قَالُوا: انْتَبَهْنَا فَلَمْ نَرَكَ حَيْثُ كُنْتَ، خَشِينَا أَنْ يَكُونَ أَصَابَكَ شَيْءٌ، جِئْنَا نَطْلُبُكَ. قَالَ: " أَتَانِي آتٍ فِي مَنَامِي فَخَيَّرَنِي بَيْنَ أَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ نِصْفُ أُمَّتِي،
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب، ثم هو لم يسمع من معاذ بينهما في هذا الحديث عبد الرحمن بن غنم كما جاء مصرحاً به في الرواية الآتية برقم (22106). يونس: هو ابن محمد المؤدب، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي.
وأخرجه البيهقي في "البعث"(423) هن طريق يونس بن محمد المؤدِّب، بهذا الإسناد.
وأخرجه مرسلاً ابن المبارك في "الزهد- زوائد نعيم"(423) عن معمر، عن قتادة. وزاد في آخره:"على صورة آدم وكان طوله ستين ذراعاً".
وسيأتي برقم (22081).
وفي الباب عن أبي هريرة سلف برقم (7933)، وهو حديث حسن، وانظر تتمة شواهده هناك.
(2)
وقع في (م) والأصول الخطية: الْمُهَاجِرُونَ، والجادة ما أثبتناه.
أَوْ شَفَاعَةً، فَاخْتَرْتُ لَهُمُ الشَّفَاعَةَ " فَقُلْنَا: فَإِنَّا نَسْأَلُكَ بِحَقِّ الْإِسْلَامِ، وَبِحَقِّ الصُّحْبَةِ لَمّا أَدْخَلْتَنَا الْجَنَّةَ (1). قَالَ: فَاجْتَمَعَ عَلَيْهِ النَّاسُ، فَقَالُوا لَهُ مِثْلَ مَقَالَتِنَا، وَكَثُرَ النَّاسُ، فَقَالَ: إِنِّي أَجْعَلُ شَفَاعَتِي لِمَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا " (2).
(1) لفظة الجنة ليست في (ظ 5).
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل أبي بكر بن عياش، وعاصم -وهو ابن أبي النجود- وأبو المليح -وهو ابن أسامة بن عمير- لم يسمع من معاذ، وقد اختلف عليه فيه اختلافاً لا يضر سلف الكلام عليه عند الحديث رقم (19618)، قوله في آخره:"إني أجعل شفاعتي لمن مات لا يشرك بالله شيئاً" سلف ضمن حديث آخر من طريق أبي بردة، عن أبيه في مسنده برقم (19735).
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (342) من طريق عمر بن أبان، عن أبي بكر بن عياش، بهذا الإسناد، مختصراً بقصة الشفاعة في آخره.
وأخرجه البزار في "مسنده"(2674)، والدارقطني في "العلل" 6/ 86 من طريق أحمد بن عبد الجبار، عن أبي بكر بن عياش، عن عاصم بن أبي النجود، عن أبي المليح، به مختصراً. قال الدارقطني: ورواه همام بن يحيى، عن عاصم، عن أبي المليح، عن معاذ، والصواب قول من قال: عن أبي بردة.
وأخرجه الطبراني 20/ (343) من طريق أحمد بن يونس، عن أبي بكر بن عياش، عن عاصم بن أبي النجود، عن أبي بردة، عن أبيه. وعن أبي المليح، عن معاذ بن جبل.
وانظر ما بعده، وما سيأتي في مسند عوف بن مالك برقم (23977).
قوله: فتعاررت، من التِّعَارِّ: وهو السهر، والتقلب على الفراش ليلاً مع كلام. قاله في القاموس.
هزيز الأرحاء: قال السندي: هزيز الرحى هو بإعجام الزايين، صوت دورانها، والأرحاء جمع رحى، كالأسباب جمع سبب.
22026 -
حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ -، حَدَّثَنَا عَاصِمُ ابْنُ بَهْدَلَةَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَحْرُسُهُ أَصْحَابُهُ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ (1).
22027 -
حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ - يَعْنِي: ابْنَ عَيَّاشٍ -، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ فِي النَّوْمِ كَأَنِّي مُسْتَيْقِظٌ أَرَى رَجُلًا نَزَلَ (2) مِنَ السَّمَاءِ عَلَيْهِ بُرْدَانِ أَخْضَرَانِ، نَزَلَ عَلَى جِذْمِ حَائِطٍ مِنَ الْمَدِينَةِ، فَأَذَّنَ مَثْنَى مَثْنَى، ثُمَّ جَلَسَ، ثُمَّ أَقَامَ، فَقَالَ: مَثْنَى مَثْنَى. قَالَ: " نِعْمَ مَا رَأَيْتَ، عَلِّمْهَا بِلَالًا " قَالَ: قَالَ عُمَرُ: قَدْ رَأَيْتُ مِثْلَ ذَلِكَ وَلَكِنَّهُ سَبَقَنِي (3).
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم بن بهدلة، وانظر ما قبله.
وقد سلف في مسند أبي موسى برقم (19553) و (19618).
(2)
في (ظ 5) و (ر): كأني مستيقظ رجل أرى.
(3)
رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي بكر بن عياش، فقد روى له البخاري ومسلم في مقدمة "صحيحه"، وهو صدوق حسن الحديث، وابن أبي ليلى لم يسمع من معاذ، فهو منقطع، وقد اختلف على ابن أبي ليلى فيه كما سيأتي في التخريج.
وأخرجه ابن خزيمة (381)، والدارقطني 1/ 242 من طريق أسود بن عامر، بهذا الإسناد. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 203، ومن طريقه ابن المنذر في "الأوسط" 3/ 28، وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 131 - 132 و 134 من طريق يحيى بن يحيى النيسابوري، والبيهقي 1/ 420 من طريق عبد الله بن هاشم، ثلاثتهم (ابن أبي شيبة ويحيى وعبد الله) عن وكيع، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن ابن أبي ليلى، قال: حدثني أصحاب محمد: أن عبد الله بن زيد
…
فذكره.
وخالفهم سلم بن جنادة، وهم أوثق منه، فأخرجه ابن خزيمة (381) من طريقه، عن وكيع، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن ابن أبي ليلى، عن عبد الله بن زيد.
وخالف وكيعاً فيه جريرُ بنُ عبد الحميد ومحمدُ بنُ فضيل وعبدُ الله بن داود: فأخرجه ابن خزيمة (384) من طريق جرير، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن ابن أبي ليلى، عن رجل.
وأخرجه ابن خزيمة (384) من طريق ابن فضيل، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن ابن أبي ليلى مرسلاً، لم يذكر أحداً.
وأخرجه الطحاوي 1/ 131 و 133 من طريق عبد الله بن داود، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن ابن أبي ليلى، أن عبد الله بن زيد.
وخالف الأعمشَ فيه محمدُ بن عبد الرحمن بن أبي ليلى: فأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 206، والترمذي (194)، وأبو يعلى في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" 2/ 106، والدارقطني 1/ 241، والبيهقي 1/ 421 من طريق محمد بن أبي ليلى، عن عمرو بن مرة، عن ابن أبي ليلى، عن عبد الله بن زيد.
وفي إسناد الحديث اختلاف آخر، سيأتي عند الحديث رقم (22124).
وقد سلف الحديث مطولاً من طريق محمد بن عبد الله بن زيد، عن أبيه في مسنده برقم (16478)، وإسناده حسن، وفيه إفراد الإقامة.
وفي باب تثنية الأذان حديث ابن عمر، وأنس السالفان برقم (5569) و (12001) وفيهما إفراد الإقامة، غير أنه في حديث ابن عمر ثنى قوله: قد قامت الصلاة. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وفي باب تثنية الإقامة حديث أبي محذورة السالف برقم (15381)، وهو صحيح بطرقه.
وجاء من عِدَّة أوجه في إقامة بلال أنه كان يثنيها، منها:
حديث أبي جحيفة عند الدارقطني 1/ 242، وفي إسناده زياد بن عبد الله البكائي، وفي حديثه لين.
وحديث الأسود، عن بلال عند عبد الرزاق (1790) و (1791)، والطحاوي 1/ 134، والدارقطني 1/ 242. وفي أحد إسناديه حماد بن أبي سليمان وهو صدوق له أوهام، وفي إسناده الثاني سفيان الثوري عن أبي معشر زياد بن كليب، ولم يسمع منه.
وحديث جنادة بن أبي أمية عند الطبراني في "الشاميين"(1334). وفي إسناده عبد العزيز بن عبيد الله، وهو ضعيف.
وحديث سويد بن غفلة عند الطحاوي 1/ 134 وفي إسناده شريك بن عبد الله النخعي، وهو سيئ الحفظ.
وهذه الأحاديث على ضعفها تخالف حديث ابن عمر وأنس في أن بلالاً كان يفرد الإقامة. وعلق الحافظ في "الفتح" 2/ 84 على حديث أنس، قال: وهذا الحديث حجة على من زعم أن الإقامة مثنى مثل الصلاة، وأجاب بعض الحنفية بدعوى النسخ، وأن إفراد الإقامة كان أولاً، ثم نُسخ بحديث أبي محذورة، يعني الذي رواه أصحاب السنن، وفيه تثنية الإقامة، وهو متأخر عن حديث أنس فيكون ناسخاً، وعورض بأن في بعض طرق حديث أبي محذورة المحسنة التربيع والترجيع، فكان يلزمهم القول به، وقد أنكر أحمد على من ادعى النسخ بحديث أبي محذورة، واحتج بأن النبي صلى الله عليه وسلم رجع بعد الفتح إلى المدينة، وأمر بلالاً على إفراد الإقامة، وعلمه سعد القَرَظ، فأذن به بعده كما رواه الدارقطني 1/ 236، والحاكم 3/ 607 - 608.
وقال ابن عبد البر في "الاستذكار" 4/ 16: ذهب أحمد وإسحاق بن راهويه وداود بن علي ومحمد بن جرير إلى إجازة القول بكل ما روي عن رسول الله =
22028 -
حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ: قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ لَقِيَ اللهَ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا يُصَلِّي الْخَمْسَ، وَيَصُومُ رَمَضَانَ غُفِرَ لَهُ " قُلْتُ: أَفَلَا أُبَشِّرُهُمْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " دَعْهُمْ يَعْمَلُوا "(1).
22029 -
حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ الشَّيْطَانَ ذِئْبُ الْإِنْسَانِ كَذِئْبِ الْغَنَمِ يَأْخُذُ الشَّاةَ الْقَاصِيَةَ (2) وَالنَّاحِيَةَ، فَإِيَّاكُمْ وَالشِّعَابَ، وَعَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَةِ وَالْعَامَّةِ وَالْمَسْجِدِ "(3).
= صلى الله عليه وسلم في ذلك، وحملوه على الإباحة والتخيير، وقالوا: كل ذلك جائز، لأنه قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم جوازُ ذلك، وعَمِلَ به أصحابُه، فمن شاء قال: اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ مرتين في أول الأذان، ومن شاء قال ذلك أربعاً، ومن شاء رجَّع في أذانه، ومن شاء لم يُرجِّع، ومن شاء ثنَّى الإقامةَ، ومن شاء أفردها، إلا قوله: قد قامتِ الصلاةُ، فإن ذلك مرتان مرتان على كلِّ حالٍ.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أنه منقطع، عطاء بن يسار لم يسمع من معاذ.
وسيأتي برقم (22087).
وانظر ما سلف برقم (21991).
(2)
في نسخة على هامش (ظ 5): الشاذة والقاصية.
(3)
حسن لغيره، وهذا سند رجاله ثقات إلا أنه منقطع، العلاء بن زياد لم يسمع من معاذ.
وأخرجه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" =
22030 -
حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، وَإِسْحَاقُ - يَعْنِي: ابْنَ عِيسَى -، أَخْبَرَنِي مَالِكٌ، عَنْ أَبِي حَازِمِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ قَالَ: دَخَلْتُ مَسْجِدَ دِمَشْقِ بالشَّامِ، فَإِذَا أَنَا بِفَتًى بَرَّاقِ الثَّنَايَا، وَإِذَا النَّاسُ حَوْلَهُ إِذَا اخْتَلَفُوا فِي شَيْءٍ أَسْنَدُوهُ إِلَيْهِ، وَصَدَرُوا عَنْ رَأْيِهِ، فَسَأَلْتُ عَنْهُ فَقِيلَ: هَذَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ. فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ هَجَّرْتُ، فَوَجَدْتُهُ قَدْ سَبَقَنِي بِالْهَجِيرِ - وَقَالَ إِسْحَاقُ: بِالتَّهْجِيرِ - وَوَجَدْتُهُ يُصَلِّي، فَانْتَظَرْتُهُ حَتَّى إِذَا قَضَى صَلَاتَهُ جِئْتُهُ مِنْ قِبَلِ وَجْهِهِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ لَهُ: وَاللهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ لِلَّهِ. فَقَالَ: آللَّهِ؟ فَقُلْتُ: آللَّهِ. فَقَالَ: آللَّهِ؟ فَقُلْتُ: آللَّهِ. فَأَخَذَ بِحُبْوَةِ رِدَائِي، فَجَبَذَنِي إِلَيْهِ، وَقَالَ: أَبْشِرْ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " قَالَ اللهُ عز وجل: وَجَبَتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَحَابِّينَ فِيَّ وَالْمُتَجَالِسِينَ
= (5699)، والشاشي (1387)، وأبو نعيم في "الحلية" 2/ 257، وابن الجوزي في "تلبيس إبليس" ص 7 من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد. وتحرف سعيد عند الشاشي إلى شعبة.
وأخرجه مسدد في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(5697)، والطبراني 20/ (345)، واللالكائي (156) من طريق يزيد بن زريع، عن سعيد بن أبي عروبة، به.
وأخرجه عبد بن حميد (114) من طريق فضيل بن عياض، عن أبان، عن شهر بن حوشب، عن معاذ. وشهر ضعيف، ولم يسمع من معاذ.
وسيأتي الحديث برقم (22107).
وفي الباب عن أبي الدرداء سلف برقم (21710)، وانظر تتمة شواهده هناك.
فِيَّ، وَالْمُتَزَاوِرِينَ فِيَّ، وَالْمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ " (1).
22031 -
حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ الْأَسْوَدُ (2)، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" الْمُتَحَابُّونَ فِي اللهِ فِي ظِلِّ الْعَرْشِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "(3).
(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إسحاق بن عيسى، فمن رجال مسلم، وفي سماع أبي إدريس الخولاني من معاذ خلاف انظره عند الحديث رقم (22002).
وهو في "الموطأ" 2/ 953 - 954، ومن طريقه أخرجه عبد بن حميد (125)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3890) و (3891)، والشاشي في "مسنده"(1381) و (1383) و (1384)، وابن حبان (575)، والطبراني في "الكبير" 20/ (150)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(1449) و (1450)، والحاكم في "المستدرك" 3/ 269 و 4/ 168 - 169، والبغوي في "شرح السنة"(3463). وبعضهم يرويه مختصراً.
وأخرجه ابن أبي حاتم في "العلل" 2/ 111 من طريق سعيد بن عبد الرحمن الجمحي، عن أبي حازم، عن محمد بن المنكدر، عن أبي إدريس، به.
وانظر (22002).
(2)
تحرف في (م) إلى: بن الأسود.
(3)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب، ثم هو منقطع، فإن شهراً لم يُدرك معاذاً، وقد عرفت الواسطة بينهما، وهو أبو إدريس الخولاني كما سيأتي في التخريج، وفي سماع أبي إدريس من معاذ خلاف سلف الكلام عليه عند الحديث رقم (22002).
وأخرجه الحسين المروزي في زياداته على "زهد ابن المبارك"(2672)، والبزار في "مسنده"(2672)، والطبراني في "الكبير" 20/ (144) من طريق عبد الحميد بن بهرام، والطبراني 20/ (154) من طريق عبد الله بن عبد الرحمن =
22032 -
حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ قَالَ: سَمِعْتُ عُرْوَةَ بْنَ النَّزَّالِ - أَوِ النَّزَّالَ بْنَ عُرْوَةَ - يُحَدِّثُ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ - قَالَ: شُعْبَةُ فَقُلْتُ لَهُ: سَمِعَهُ مِنْ مُعَاذٍ؟ قَالَ: لَمْ يَسْمَعْهُ مِنْهُ وَقَدْ أَدْرَكَهُ - أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ، فَذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ مَعْمَرٍ، عَنْ عَاصِمٍ (1).
قَالَ الْحَكَمُ: وَسَمِعْتُهُ مِنْ مَيْمُونِ بْنِ أَبِي شَبِيبٍ (2).
= ابن أبي حسين، كلاهما عن شهر بن حوشب، عن أبي إدريس الخولاني، عن معاذ. ورواية البزار مطولة وفيها قصة. وزاد الطبراني في آخره عند الموضع 20/ (154):"يَفْزع الناس ولا يَفْزعون ويخاف الناس ولا يخافون" قال: فقمت من عنده، فأتيت عبادة بن الصامت، فقال عبادة: وخير منها، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"حَقَّت محبتي للمتحابين فيَّ، وحَقَّت محبتي للمتجالسين فيَّ، وحقَّت محبتي للمتزاورين فيَّ". وانظر ما سلف برقم (22002).
(1)
في (م) والنسخ الخطية: عن عاصم أنه، ولفظة "أنه" أقحمت إقحاماً في (ظ 5).
(2)
صحيح بطرقه وشواهده، عروة بن النزال مجهول، ولم يسمعه من معاذ كما جاء التصريح به في هذه الرواية، ومتابعه ميمون بن أبي شبيب صدوق حسن الحديث، ولم يسمع من معاذ أيضاً، لكن تابعهما عليه غير واحد كما سلف بيانه عند الرواية (22016)، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. روح: هو ابن عُبادة.
وأخرجه الطيالسي (560)، والحارث بن أبي أسامة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(5872)، والطبراني في "الكبير" 20/ (304)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(48)، والبيهقي في "الشعب"(3349) و (4225) من طرق عن شعبة، عن عروة بن النزال وحده بهذا الإسناد. ورواية القضاعي مختصرة:"الصوم جُنة".
22033 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا الْحُصَيْنُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ مُعَاذٍ قَالَ: كَانَ النَّاسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا سُبِقَ الرَّجُلُ بِبَعْضِ صَلَاتِهِ سَأَلَهُمْ، فَأَوْمَئُوا إِلَيْهِ بِالَّذِي سُبِقَ بِهِ مِنَ الصَّلَاةِ، فَيَبْدَأُ فَيَقْضِي مَا سُبِقَ، ثُمَّ يَدْخُلُ مَعَ الْقَوْمِ فِي صَلَاتِهِمْ،
= وأخرجه مختصراً ابن أبي شيبة 11/ 8، والنسائي 4/ 166، والطبري في "التفسير" 21/ 102 - 103، والبيهقي 9/ 20 من طرق عن الحكم بن عتيبة، عن ميمون بن أبي شبيب وحده، به. ووقع في سند ابن أبي شيبة: الحكم، عن الأعمش، وهو مقلوب.
وأخرجه مطولاً ومختصراً ابن أبي الدنيا في "الصمت وآداب اللسان"(6)، والطبري في "التفسير" 21/ 102، والطبراني في "الكبير" 20/ (292)، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة"(197)، والحاكم 2/ 412 - 413، والواحدي في "تفسيره الوسيط" 3/ 452 - 453 من طريق الأعمش، والنسائي 4/ 166، والشاشي في "مسنده"(1366)، والطبراني 20/ (297)، وأبو نعيم في "الحلية" 4/ 376 - 377 من طريق فطر بن خليفة، كلاهما عن الحكم وحبيب بن أبي ثابت، عن ميمون وحده، به. وسقط الأعمش من رواية الواحدي. ووقع في نسخ النسائي: فطر، عن حبيب، عن الحكم، وكذا هو في "التحفة" 8/ 418، وقد نبه الدارقطني في "العلل" 6/ 75 على أن رواية فطر مثل رواية الأعمش، يعني عن الحكم وحبيب.
وأخرجه هناد في "الزهد"(1090)، والطبراني في "الكبير" 20/ (294) من طريق منصور بن المعتمر، والطبراني 20/ (293)، والحاكم 2/ 76 من طريق الأعمش، كلاهما عن حبيب بن أبي ثابت، عن ميمون بن أبي شبيب، عن معاذ. ورواية الحاكم مختصرة.
وقد سلف من رواية معمر، عن عاصم، عن أبي وائل، عن معاذ برقم (22016).
فَجَاءَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَالْقَوْمُ قُعُودٌ فِي صَلَاتِهِمْ فَقَعَدَ، فَلَمَّا فَرَغَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَامَ فَقَضَى مَا كَانَ سُبِقَ بِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" اصْنَعُوا كَمَا صَنَعَ مُعَاذٌ "(1).
22034 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ - يَعْنِي ابْنَ جَعْفَرٍ - حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ أَبِي عَرِيبٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ - قَالَ: قَالَ لَنَا مُعَاذٌ فِي مَرَضِهِ -: قَدْ سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم شَيْئًا كُنْتُ أَكْتُمُكُمُوهُ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" مَنْ كَانَ آخِرُ كَلَامِهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ "(2).
22035 -
حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ: أَنَّ مُعَاذًا قَالَ: وَاللهِ إِنَّ عُمَرَ فِي الْجَنَّةِ، وَمَا أُحِبُّ أَنَّ لِي حُمْرَ
(1) رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أن ابن أبي ليلى لم يسمع من معاذ، واختلف على ابن أبي ليلى فيه كما سيأتي بيانه عند الحديث رقم (22124).
وأخرجه الشاشي (1360) من طريق حرمي بن حفص، عن عبد العزيز بن مسلم، بهذا الإسناد.
وفي باب ماذا يعمل المسبوق في صلاته عن أبي هريرة سلف برقم (7230) مرفوعاً: "فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا" وانظر تتمة شواهده هناك.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، صالح بن أبي عريب روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجال الإسناد ثقات.
وأخرجه البزار في "مسنده"(2625) من طريق أبي سفيان سعيد بن يحيى، عن عبد الحميد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وانظر ما سلف برقم (21998).
النَّعَمِ، وَإِنَّكُمْ تَفَرَّقْتُمْ قَبْلَ أَنْ أُخْبِرَكُمْ لِمَ قُلْتُ ذَاكَ؟ ثُمَّ حَدَّثَهُمُ الرُّؤْيَا الَّتِي رَأَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي شَأْنِ عُمَرَ، قَالَ: وَرُؤْيَا النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حَقٌّ (1).
22036 -
حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ لَا يَرُوحُ حَتَّى يُبْرِدَ، يَجْمَعَ (2) بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ، وَالْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ (3).
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أنه منقطع، فإن مصعب بن سعد -وهو ابن أبي وقاص- لم يسمع من معاذ. وهب بن جرير: هو ابن حازم الأزدي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (310) من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الله بن أحمد في زياداته على "فضائل الصحابة"(458) عن محمد بن الحسين بن إشكاب، عن وهب بن جرير، به.
والرؤيا التي رآها النبي صلى الله عليه وسلم في شأن عمر جاءت مبينة في الرواية الآتية برقم (22120)، وفيها: أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى في الجنة داراً لعمر.
ويشهد له حديث أبي هريرة السالف برقم (8470). وانظر تتمة شواهده هناك.
(2)
في (م): حتى يجمع.
(3)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد من أجل هشام بن سعد، وقد توبع. أبو الزبير هو محمد بن مسلم المكي، وأبو الطفيل: هو عامر بن واثلة.
وأخرجه عبد بن حميد (122)، والبزار (2639)، والشاشي (1339) من طريق الفضل بن دكين، والطبراني 20/ (103) من طريق عبد الله بن صالح، كلاهما عن هشام بن سعد، بهذا الإسناد.
وانظر ما سيأتي برقم (22070) و (22094). وما سلف برقم (21997). =
22037 -
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ - يَعْنِي ابْنَ عَيَّاشٍ - حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ مُعَاذٍ قَالَ: بَعَثَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْيَمَنِ، وَأَمَرَنِي أَنْ آخُذَ مِنْ كُلِّ حَالِمٍ دِينَارًا أَوْ عِدْلَهُ مَعَافِرَ، وَأَمَرَنِي أَنْ آخُذَ مِنْ كُلِّ أَرْبَعِينَ بَقَرَةً مُسِنَّةً، وَمِنْ ثَلَاثِينَ بَقَرَةً تَبِيعًا حَوْلِيًّا، وَأَمَرَنِي فِيمَا سَقَتِ السَّمَاءُ الْعُشْرَ، وَمَا سُقِيَ بِالدَّوَالِي نِصْفَ الْعُشْرِ (1).
(1) حديث صحيح، رجاله ثقات غير عاصم -وهو ابن بهدلة- فهو صدوق حسن الحديث، وأبو وائل -وهو شقيق بن سلمة- قد أدخل بينه وبين معاذ ابن جبل مسروقاً في غير هذه الرواية كما سلف برقم (22013)، وكما سيأتي في التخريج.
وأخرجه النسائي 5/ 42 عن هناد بن السري، عن أبي بكر بن عياش، بهذا الإسناد مختصراً بزكاة الثمار في آخره.
وأخرجه أبو داود (576) و (3038)، والبيهقي 9/ 193 من طريق أبي معاوية، والنسائي 5/ 26 من طريق محمد بن إسحاق، كلاهما عن سليمان الأعمش، عن أبي وائل، عن معاذ. ورواية أبي داود الأولى مختصرة دون قوله:"وأمرني فيما سقت السماء .. " وروايته الثانية مقتصرة على أوله، وقد سلف الحديث برقم (22013) من طريق الأعمش لكن بزيادة مسروق بين شقيق بن سلمة ومعاذ.
وأخرجه يحيى بن آدم في الخراج (228) و (364)، والدارمي (1624) و (1625) و (1627)، وابن ماجه (1818)، والبزار في "مسنده"(2646)، والشاشي (1349) و (1351)، والطبراني 20/ (262)، والبيهقي 9/ 187 من طرق عن أبي بكر بن عياش، عن عاصم، عن أبي وائل، عن مسروق، عن معاذ. بزيادة مسروق في إسناده، واقتصر يحيى بن آدم في روايته الأولى والدارمي في روايته الأخيرة وابن ماجه والشاشي في روايته الأولى والبزار على زكاة الثمار في =
22038 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَابِرٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ جَهَّزَ غَازِيًا، أَوْ خَلَفَهُ فِي أَهْلِهِ بِخَيْرٍ، فَإِنَّهُ مَعَنَا "(1).
22039 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: كُنْتُ رَدِيفَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ لِي: " يَا مُعَاذُ، أَتَدْرِي مَا حَقُّ اللهِ عَلَى الْعِبَادِ؟ " قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ.
= آخره، ورواية يحيى بن آدم الثانية. والبيهقي مختصرة بالجزية.
وأخرجه يحيى بن آدم (366) و (367) من طريق الأجلح، عن الشعبي مرسلاً مختصراً بزكاة الثمار.
وفي باب العشر فيما سقت السماء عن علي رضي الله عنه سلف برقم (1240)، وانظر شواهده هناك.
قوله: حَوْلياً: أتمَّ الحول.
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، لإبهام الراوي عن معاذ، وضعف أبي بكر بن أبي مريم.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (357) من طريق محمد بن مصعب القرقساني، بهذا الإسناد.
وفي الباب عن زيد بن خالد الجهني. سلف برقم (17033).
وعن عمر بن الخطاب سلف برقم (126).
وعن أبي سعيد الخدري سلف برقم (11110).
وعن أبي هريرة عند الطبراني في "الأوسط"(536).
قَالَ: " [أَنْ] يَعْبُدُوهُ وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، أَتَدْرِي مَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللهِ إِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ؟ " قَالَ: قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: " يُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ "(1).
22040 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ وَحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ - قَالَ حَسَنٌ فِي حَدِيثِهِ: أخبرنا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ - عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ - قَالَ الْحَسَنُ: الْهُذَلِيِّ - عَنْ رَوْحِ بْنِ عَابِدٍ (2)، عَنْ أَبِي الْعَوَّامِ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: كُنْتُ رِدْفَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَلَى جَمَلٍ أَحْمَرَ، فَقَالَ:" يَا مُعَاذُ " قُلْتُ: لَبَّيْكَ. قَالَ: " هَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ اللهِ عَلَى الْعِبَادِ؟ " قَالَ: فَقُلْتُ اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَهَا ثَلَاثًا، فَقُلْتُ ذَلِكَ ثَلَاثًا، ثُمَّ قَالَ:" حَقُّهُ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا " ثُمَّ قَالَ: " هَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللهِ إِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ؟ " فَقُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَهَا ثَلَاثًا، وَقُلْتُ ذَلِكَ ثَلَاثًا، فَقَالَ:" حَقُّهُمْ عَلَيْهِ إِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ أَنْ يَغْفِرَ لَهُمْ، وَأَنْ يُدْخِلَهُمُ الْجَنَّةَ "(3).
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن عاصم، ثم إن خالداً الحذاء -وهو ابن مهران- لم يسمع من أبي عثمان النهدي. وأبو عثمان: هو عبد الرحمن بن مَلّ. وانظر ما سلف (21991).
(2)
في (ظ 5) و (ر): عائد، والمثبت من (م) و"أطراف المسند" 5/ 317 ومصادر ترجمته.
(3)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة روح بن عابد وأبي العوام، وضعف علي بن زيد، وهو ابن جدعان.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (245) من طريق عفان بن مسلم وحده، بهذا الإسناد. =
22041 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ وَحُسْنٌ قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، مِثْلَهُ غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: أُتِيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِحِمَارٍ قَدْ شُدَّ عَلَيْهِ بَرْذَعَةٌ. إِلَّا أَنَّ حَسَنًا جَمَعَ الْإِسْنَادَيْنِ فِي حَدِيثِهِ (1).
22042 -
حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ وَيَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، قَالَا: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ - وَهُوَ ابْنُ الْوَلِيدِ - حَدَّثَنِي بَحِيرُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ أَبِي بَحْرِيَّةَ (2)، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" الْغَزْوُ غَزْوَانِ: فَأَمَّا مَنْ ابْتَغَى وَجْهَ اللهِ، وَأَطَاعَ الْإِمَامَ، وَأَنْفَقَ الْكَرِيمَةَ، وَيَاسَرَ الشَّرِيكَ، وَاجْتَنَبَ الْفَسَادَ، فَإِنَّ نَوْمَهُ وَنُبْهَهُ أَجْرٌ كُلُّهُ، وَأَمَّا مَنْ غَزَا فَخْرًا وَرِيَاءً وَسُمْعَةً، وَعَصَى الْإِمَامَ، وَأَفْسَدَ فِي الْأَرْضِ، فَإِنَّهُ لَمْ يَرْجِعْ بِالْكَفَافِ "(3).
= وأخرجه ابن منده في "الإيمان"(102) من طريق سليمان، عن أبي المليح، به. وفيه زيادات. وانظر ما سلف برقم (21991).
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، أبو رزين -وهو مسعود بن مالك الأسدي- لم يدرك معاذاً. وانظر ما سلف برقم (21991).
(2)
تحرف في (م) إلى: بحير، وهو خطأ.
(3)
إسناده ضعيف، بقية بن الوليد ليس بالقوي، وهو مدلس تدليس التسوية، ولا يقبل منه إلا أن يصرح بالسماع في جميع طبقات السند. أبو بحرية: هو عبد الله بن قيس.
وأخرجه أبو داود (2515)، والطبراني في "الكبير" 20/ (176)، وفي "الشاميين"(1159)، والحاكم 2/ 85، والبيهقي 9/ 168 من طريق حيوة بن =
22043 -
حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ وَيَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، قَالَا: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنِي بَحِيرُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ أَبِي بَحْرِيَّةَ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عَنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ فَقَالَ: " هِيَ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ أَوْ فِي الْخَامِسَةِ، أَوْ فِي الثَّالِثَةِ "(1).
= شريح وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الشاميين"(1159) من طريق يزيد بن عبد ربه وحده، به.
وأخرجه الدارمي (2417)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 49 - 50 و 7/ 155، وفي "الكبرى"(8730)، وابن أبي عاصم في "الجهاد"(133) و (134)، والشاشي في "مسنده"(1394)، والطبراني في "الكبير" 20/ (176)، وفي "الشاميين"(1159)، وابن عدي 2/ 511، والبيهقي في "السنن" 9/ 168، وفي "الشعب"(4265)، وأبو نعيم في "الحلية" 5/ 220 من طرق عن بقية بن الوليد، به.
وأخرجه عبد بن حميد (109) عن يزيد بن هارون، عن بقية بن الوليد، عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن معاذ بن جبل. بإسقاط أبي بحرية من الإسناد. ورواه كذلك عبد الرحمن بن الحارث عن بقية، كما ذكر الدراقطني في "العلل" 6/ 84 - 85، وهو مخالف لرواية العامة عن بقية، وقال: والقول قول ابن المبارك، يعني الموافق لرواية العامة.
وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/ 466 - 467 عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن معاذ موقوفاً. وهو منقطع، فإن يحيى بن سعيد لم يسمع من معاذ.
ويغني عنه حديث أبي موسى الأشعري السالف برقم (19493)، وفيه:"من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا، فهو في سبيل الله". وانظر عنده أحاديث الباب.
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.
وأخرجه الطبراني في "الشاميين"(1160) من طريق حيوة بن شريح، بهذا الإسناد. =
* 22044 - حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى - قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَحَدَّثَنَاهُ الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى - حَدَّثَنَا ابْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ مُعَاذٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" لَنْ يَنْفَعَ حَذَرٌ مِنْ قَدَرٍ، وَلَكِنَّ الدُّعَاءَ يَنْفَعُ مِمَّا نَزَلَ وَمِمَّا لَمْ يَنْزِلْ، فَعَلَيْكُمْ بِالدُّعَاءِ عِبَادَ اللهِ "(1).
= وأخرجه أيضاً في "الكبير" 20/ (177)، وفي "الشاميين"(1160) من طريق عبد الوهاب بن نجدة الحوطي، عن بقية بن الوليد، به. وزاد في "الشاميين" في أوله:"في السابعة".
وفي الباب عن أبي بكرة نفيع بن الحارث، سلف برقم (20376)، وانظر تتمة شواهده هناك.
(1)
إسناده ضعيف لضعف شهر بن حوشب، وهو لم يسمع من معاذ، وابن عياش -واسمه إسماعيل- روايته عن غير أهل بلده ضعيفة، وهذا منها.
وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" 20/ (201)، و"الدعاء"(32) من طريق سليمان بن عبد الرحمن، عن إسماعيل بن عياش، بهذا الإسناد.
وله شاهد من حديث عائشة عند البزار (2165 - كشف الأستار)، والطبراني في "الدعاء"(33)، والحاكم 1/ 492 وفي إسناده زكريا بن منظور وهو منكر الحديث، وقال الدارقطني: متروك. وعطاف الشامي، وهو مجهول.
ومن حديث ابن عمر عند الترمذي (3548)، وفي إسناده عبد الرحمن بن أبي بكر بن عبيد الله القرشي، وهو متفق على ضعفه، قال أحمد: منكر الحديث. وقال النسائي: متروك الحديث. وقال مرة: ليس بثقة. وقال أبو حاتم: ليس بقوي في الحديث. وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث عبد الرحمن بن أبي بكر القرشي، وهو ضعيف في الحديث ضعفه بعض أهل العلم من قِبل حفظه.
وعن عبادة بن الصامت ضمن حديث عند ابن أبي حاتم في "العلل" =
22045 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ وَأَبُو الْيَمَانِ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ سُفْيَانَ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ قُطَيْبٍ السَّكُونِيِّ، عَنْ أَبِي بَحْرِيَّةَ - قَالَ: أَبُو الْمُغِيرَةِ فِي حَدِيثِهِ: عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسٍ - قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْمَلْحَمَةُ
= 1/ 220، والطبراني في "الدعاء"(34)، قال أبو حاتم: هذا حديث منكر، وإبراهيم لم يدرك عبادة، وعراك منكر الحديث، وأبوه خالد بن يزيد أوثق منه، وهو صدوق.
وعن أبي هريرة عند البزار (2164 - كشف الأستار) وفي إسناده إبراهيم بن خثيم قال يحيى بن معين: كان الناس يصيحون به: لا شيء، وكان لا يكتب حديثه. وقال أبو زرعة: منكر الحديث، روى عدة أحاديث منكرة. وقال الهيثمي في "المجمع" 7/ 209: وفيه إبراهيم بن خثيم، وهو متروك.
وفي الباب حديث ثوبان سيأتي برقم (22386) بلفظ: "ولا يرد القدر إلا الدعاء" وفي إسناده عبد الله بن أبي الجعد أخو سالم، لم يرو عنه غير اثنين، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال عداده في الكوفيين، وقد عده ابن حجر من الطبقة الرابعة، وهي طبقة صغار التابعين ومعظم روايتهم عن كبارهم، ثم إنه كوفي وثوبان شامي، فيغلب على الظن أنه لم يسمع منه.
ومثله حديث سلمان عند الترمذي (2139)، والطحاوي في "شرح المشكل"(3068)، والطبراني في "الدعاء"(30)، والمزي في "تهذيبه" 23/ 267 - 268 في ترجمة فِضَّة أبي مودود، وهو في إسناد الحديث، ولم يرو عنه غير اثنين، وقال أبو حاتم: ضعيف. وقال ابن حجر: فيه لين.
وحديث أنس عند الطبراني في "الدعاء"(29)، وشيخ الطبراني فيه عثمان بن عمر الضبي لا يعرف، ترجمه الذهبي في "تاريخ الإسلام" في الطبقة الثلاثين ولم يذكر في الرواة عنه غير الطبراني، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.
وانظر الخطابي في "شأن الدعاء" 6 - 13، و"الداء والدواء" 18 - 22 لابن القيم.
الْعُظْمَى وَفَتْحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ وَخُرُوجُ الدَّجَّالِ فِي سَبْعَةِ أَشْهُرٍ " (1).
22046 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ بْنُ حَبِيبٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا جَاوَزَ الْخِتَانُ الْخِتَانَ، فَقَدْ وَجَبَ الْغُسْلُ "(2).
(1) إسناده ضعيف لضعف أبي بكر -وهو ابن عبد الله بن أبي مريم- والوليد بن سفيان بن أبي مريم، ولجهالة حال يزيد بن قطيب. أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن حجاج الخولاني، وأبو اليمان: هو الحكم بن نافع.
وأخرجه أبو داود (4295)، وابن ماجه (4092)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/ 313 - 314، والترمذي (2238)، والطبراني في "الكبير"(173) و (174) و (175)، وفي "الشاميين"(1501) من طرق عن أبي بكر بن أبي مريم، بهذا الإسناد. وسقط من إسناد الطبراني في روايته الأولى من "الكبير" الوليد بن سفيان ويزيد بن قطيب.
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الراوي عن معاذ، ولضعف أبي بكر، وهو ابن أبي مريم. أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن حجاج الخولاني.
وأخرجه الطبراني في "الشاميين"(1479) من طريق أبي المغيرة، بهذا الإسناد، دون ذكر الرجل المبهم ولا يصح، وضمرة لم يدرك معاذاً.
وأخرجه كذلك البزار في "مسنده"(2675) دون ذكر الرجل المبهم من طريق الحكم بن نافع، عن أبي بكر بن أبي مريم، به.
وقد سلف في مسند أُبي بن كعب برقم (22035) ضمن قصة طويلة في جمع عمر لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وسؤالهم عن هذه المسألة، فكان مما قال علي ابن أبي طالب ومعاذ بن جبل: إذا جاوز الختان الختان، فقد وجب الغسل. وذكرنا هناك شواهده.
22047 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنِي عَطِيَّةُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" الْجِهَادُ عَمُودُ الْإِسْلَامِ، وَذُرْوَةُ سَنَامِهِ "(1).
22048 -
حَدَّثَنَا رَوْحٌ وَحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي ظَبْيَةَ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَبِيتُ عَلَى ذِكْرِ اللهِ طَاهِرًا فَيَتَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ، فَيَسْأَلُ اللهَ خَيْرًا مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ ".
قَالَ: حَسَنٌ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ: فَقَدِمَ عَلَيْنَا هَاهُنَا، فَحَدَّثَ بِهَذَا الْحَدِيثِ، عَنْ مُعَاذٍ. قَالَ أَبُو سَلَمَةَ: أَظُنُّهُ عَنَى أَبَا ظَبْيَةَ (2).
(1) إسناده ضعيف بهذه السياقة، عطية بن قيس لم يسمع من معاذ، وأبو بكر -وهو ابن عبد الله بن أبي مريم- ضعيف، وقد أخطأ في متنه وصوابه:"الصلاة عمود الإسلام، والجهاد ذروة سنامه" كما سلف ضمن حديث مطول برقم (22016)، وهو صحيح بطرقه وشواهده.
وأخرجه البزار في "مسنده"(2651)، والطبراني في "الشاميين"(1492)، وأبو نعيم في "الحلية" 5/ 154 من طريق أبي اليمان الحكم بن نافع، عن أبي بكر، بهذا الإسناد.
(2)
إسناده من جهة ثابت -وهو ابن أسلم- صحيح رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي ظبية، فقد روى له "البخاري" في "الأدب" وأصحاب السنن غير الترمذي، وهو ثقة، ومن جهة عاصم بن بهدلة ضعيف لضعف شهر بن حوشب. روح: هو ابن عبادة.
وأخرجه أبو داود (5042)، والطبراني في "الكبير" 20/ (235) من طريق موسى بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. ووقع عند الطبراني =
22049 -
حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا (1) ثَابِتٍ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا أَبُو ظَبْيَةَ فَحَدَّثَنَا، فَذَكَرَ مِثْلَ هَذَا الْحَدِيثِ (2).
22050 -
حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ بَحِيرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ مَالِكِ بْنِ يَخَامِرَ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ قَاتَلَ فِي
= حماد بن زيد، وهو خطأ. وفيه: قال موسى بن إسماعيل: قال حماد: فقدم علينا أبو ظبية، فحدثنا عن معاذ، عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله، وهو خطأ أيضاً.
وأخرجه ابن ماجه (3881) من طريق أبي الحسين زيد بن الحباب، والبزار في "مسنده"(2676) من طريق مؤمل بن إسماعيل، كلاهما عن حماد بن سلمة، به. ولم يذكر فيه رواية ثابت.
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(805) من طريق أبي دواد الطيالسي، عن حماد بن سلمة، عن ثابت وعاصم، كلاهما عن شهر بن حوشب، عن أبي ظبية، عن معاذ. وظاهر رواية النسائي هذه أن ثابتاً وعاصماً قد رواياه جميعاً عن شهر، ثم زاد أن ثابتاً قد سمعه أيضاً من أبي ظبية دون واسطة، وهذا خطأ، صوابه: أن ثابتاً لم يُحدِّث به عن شهر، وإنما كان في المجلس عندما حدث به عاصمٌ عن شهر، فذكر ثابتٌ عندها أنه سمعه من أبي ظبية، فتابع بذلك شهراً، كما جاء مبيناً عند المصنف وغيره.
وأخرجه أبو داود الطيالسي (563) عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن شهر، عن رجل لم يسمه -وهو أبو ظبية- عن معاذ.
وانظر ما بعده، وما سيأتي برقم (22092) و (22114).
وقد روى الحديث عاصم بن بهدلة، عن شهر بن حوشب، عن أبي ظبية، عن عمرو بن عبسة، وقد سلف في مسنده برقم (17021).
وانظر شواهد إجابة الدعاء في الليل عنده.
(1)
تحرف في (م) إلى: حدثنا حما بن ثابت، وهو خطأ.
(2)
إسناده صحيح. وانظر ما قبله.
سَبِيلِ اللهِ فُوَاقَ نَاقَةٍ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ " (1). وَفُوَاقُ نَاقَةٍ: قَدْرُ مَا تُدِرُّ لَبَنَهَا لِمَنْ حَلَبَهَا.
22051 -
حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ (2) بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ (3)، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" ذُرْوَةُ سَنَامِ الْإِسْلَامِ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ "(4).
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل ابن عياش، واسمه إسماعيل.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (203) من طريق أبي اليمان الحكم بن نافع، بهذا الإسناد. وقرن بالحكم أبا المغيرة.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد"(136) من طريق أبي المغيرة عبد القدوس بن حجاج، والشاشي في "مسنده"(1346) من طريق عبد الوهاب ابن الضحاك، كلاهما عن اسماعيل بن عياش، به.
وأخرجه الدارمي (2394) من طريق بقية بن الوليد، عن بحير بن سعد، به.
وانظر (22014).
(2)
تحرف في (ظ 5) إلى: عبيد الله.
(3)
تحرف في (م) إلى: عبد الله بن غنم.
(4)
صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف، إسماعيل بن عياش حمصي ضعيف في روايته عن غير أهل بلده، وهذا منها، فشيخه مكي، وشهر بن حوشب ضعيف.
وسيأتي ضمن حديث مطول برقم (22122). وانظر تخريجه هناك.
22052 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ، حَدَّثَنِي رَاشِدُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: لَمَّا بَعَثَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْيَمَنِ خَرَجَ مَعَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُوصِيهِ، وَمُعَاذٌ رَاكِبٌ وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَمْشِي تَحْتَ رَاحِلَتِهِ، فَلَمَّا فَرَغَ، قَالَ:" يَا مُعَاذُ، إِنَّكَ عَسَى أَنْ لَا تَلْقَانِي بَعْدَ عَامِي هَذَا وَلَعَلَّكَ أنَ تَمُرَّ بِمَسْجِدِي هَذَا، وَقَبْرِي " فَبَكَى مُعَاذٌ جَشَعًا لِفِرَاقِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ الْتَفَتَ فَأَقْبَلَ بِوَجْهِهِ نَحْوَ الْمَدِينَةِ، فَقَالَ:" إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِي الْمُتَّقُونَ، مَنْ كَانُوا وَحَيْثُ كَانُوا "(1).
22053 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ، حَدَّثَنِي أَبُو زِيَادٍ يَحْيَى بْنُ عُبَيْدٍ الْغَسَّانِيُّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ قُطَيْبٍ
(1) إسناده صحيح. أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن الحجاج الخولاني، وصفوان: هو ابن عمرو بن هرم السَّكْسَكي.
وأخرجه البزار في "مسنده"(2647) من طريق أبي المغيرة، بهذا الإسناد. ولم يذكر فيه قوله: "إن أولى الناس بي
…
إلخ" وزاد قوله: "لا تبك يا معاذ فإن البكاء من الشيطان" وستأتي هذه الزيادة بعد حديث.
وأخرجه ابن حبان (647)، والطبراني في "الكبير" 20/ (241) من طريق أبي المغيرة، به. وفيه: "إن أهل بيتي هؤلاء يرون أنهم أولى الناس بي، وإن أولى الناس بي المتقون، من كانوا وحيث كانوا
…
".
وانظر الحديثين التاليين.
وفي باب قوله: "إن أولى الناس بي
…
إلخ" عن عمرو بن العاص سلف برقم (17804). وانظر حديث أبي هريرة السالف برقم (8402).
قوله: جَشَعاً: قال ابن الأثير: في "النهاية" 1/ 274: الجَشَع: الفزع لفراق الإلف، وأورد في المادة حديث معاذ هذا.
عَنْ مُعَاذٍ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْيَمَنِ فَقَالَ: " لَعَلَّكَ أَنْ تَمُرَّ بِقَبْرِي وَمَسْجِدِي، وَقَدْ بَعَثْتُكَ إِلَى قَوْمٍ رَقِيقَةٍ قُلُوبُهُمْ، يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ - مَرَّتَيْنِ - فَقَاتِلْ بِمَنْ أَطَاعَكَ مِنْهُمْ مَنْ عَصَاكَ، ثُمَّ يَعُودُ إِلَى الْإِسْلَامِ، حَتَّى تُبَادِرَ الْمَرْأَةُ زَوْجَهَا، وَالْوَلَدُ وَالِدَهُ، وَالْأَخُ أَخَاهُ، فَانْزِلْ بَيْنَ الْحَيَّيْنِ (1) السَّكُونَ وَالسَّكَاسِكَ "(2).
22054 -
حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ أَبُو الْيَمَانِ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ السَّكُونِيِّ، أَنَّ مُعَاذًا لَمَّا بَعَثَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ مَعَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم (3) يُوصِيهِ،
(1) تحرف في (م) إلى: الجبينين.
(2)
إسناده ضعيف لجهالة حال يزيد بن قطيب السَّكوني، ثم هو منقطع يزيد لم يدرك معاذاً.
وأخرجه الشاشي (1397)، والطبراني في "الكبير" 20/ (171)، وفي "الشاميين"(983)، والبيهقي 9/ 20 من طريق أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج، بهذا الإسناد. ورواية الشاشي دون قوله:"ثم يعود إلى الإسلام .. إلخ". وتحرف عند البيهقي أبو زياد يحيى إلى أبي زيادة عن يحيى بن عبيد.
وقوله: "لعلك أن تمر بقبري ومسجدي" سلف في الذي قبله، وإسناده صحيح.
ويشهد لرقة قلوب أهل اليمن حديث أبي هريرة السالف برقم (7432).
السَّكون والسَّكاسِك: قبيلتان في اليمن.
(3)
في (م) و (ر): لما بعثه النبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى اليمن معه النبي صلى الله عليه وسلم، وجاء في (ظ 5): لما بعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليمن خرج معه النبي صلى الله عليه وسلم يوصيه. ثم رمج قوله: إلى اليمن، وهذه اللفظة لم ترد في "أطراف المسند" 5/ 297 ولا "جامع المسانيد" 4/ الورقة 139.
وَمُعَاذٌ رَاكِبٌ، وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَمْشِي تَحْتَ رَاحِلَتِهِ، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ:" يَا مُعَاذُ، إِنَّكَ عَسَى أَنْ لَا تَلْقَانِي بَعْدَ عَامِي هَذَا، وَلَعَلَّكَ أَنْ تَمُرَّ بِمَسْجِدِي وَقَبْرِي " فَبَكَى مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ جَشَعًا لِفِرَاقِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" لَا تَبْكِ يَا مُعَاذُ، لَلْبُكَاءُ - أَوْ إِنَّ الْبُكَاءَ - مِنَ الشَّيْطَانِ "(1).
22055 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ الْغَسَّانِيُّ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ مُعَاذٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ أَقْوَامٌ إِخْوَانُ الْعَلَانِيَةِ أَعْدَاءُ السَّرِيرَةِ " فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَكَيْفَ يَكُونُ ذَلِكَ؟ قَالَ:" ذَلِكَ بِرَغْبَةِ بَعْضِهِمْ مِنْ بَعْضٍ، وَرَهْبَةِ بَعْضِهِمْ مِنْ (2) بَعْضٍ "(3).
(1) إسناده صحيح.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (242)، وفي "الشاميين"(991)، والبيهقي في "السنن" 10/ 86، وفي "دلائل النبوة" 5/ 404 - 405 من طريق أبي اليمان الحكم بن نافع، بهذا الإسناد. ورواية الطبراني في "الشاميين" مثل روايته التي ذكرنا لفظها عند تخريج الحديث رقم (22052).
وقوله: "إن البكاء من الشيطان": محمول على البكاء المقترن بالصياح والعويل وغير ذلك لا مطلق البكاء فإنه رحمة.
(2)
في (م) وسائر الأصول: ورهبة بعضهم إلى بعض، وضبب على "إلى" في (ظ 5)، والمثبت من مصادر التخريج.
(3)
إسناده ضعيف لضعف أبي بكر بن عبد الله بن أبي مريم وحبيب بن عُبيد الرَّحبي لم يدرك معاذاً.
وأخرجه البزار في "مسنده"(2650)، والطبراني في "الأوسط"(437)، والبيهقي في "الشعب"(9046) من طريق أبي اليمان، بهذا الإسناد. =
22056 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي الْوَرْدِ، عَنِ اللَّجْلَاجِ، حَدَّثَنِي مُعَاذٌ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَتَى عَلَى رَجُلٍ وَهُوَ يُصَلِّي، وَهُوَ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الصَّبْرَ. قَالَ: " سَأَلْتَ الْبَلَاءَ فَسَلِ اللهَ الْعَافِيَةَ ".
قَالَ: وَأَتَى عَلَى رَجُلٍ وَهُوَ يَقُولُ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ تَمَامَ نِعْمَتِكَ. فَقَالَ: " ابْنَ آدَمَ هَلْ تَدْرِي مَا تَمَامُ النِّعْمَةِ؟ " قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، دَعْوَةٌ دَعَوْتُ بِهَا أَرْجُو بِهَا الْخَيْرَ. قَالَ:" فَإِنَّ تَمَامَ النِّعْمَةِ فَوْزٌ مِنَ النَّارِ وَدُخُولُ الْجَنَّةِ ". وَأَتَى عَلَى رَجُلٍ وَهُوَ يَقُولُ: يَا ذَا الْجِلَالِ وَالْإِكْرَامِ. فَقَالَ: " قَدْ اسْتُجِيبَ لَكَ فَسَلْ "(1).
22057 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ أَبِي حَكِيمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ قَالَ: أُتِيَ مُعَاذٌ بِيَهُودِيٍّ وَارِثُهُ مُسْلِمٌ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ، أَوْ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْإِسْلَامُ يَزِيدُ وَلَا يَنْقُصُ "
= وفي الباب عن أبي هريرة وابن عمر عند الترمذي (2404) و (2405) وإسنادهما ضعيفان.
وعن غير واحد من الصحابة أوردها الهيثمي في "المجمع" 7/ 286 - 287 وأسانيدها كلها ضعيفة أو شديدة الضعف.
(1)
إسناده حسن، سلف الكلام عليه عند الحديث رقم (22017).
وأخرجه الترمذي (3527)، والبزار في "مسنده"(2635)، والطبراني في "الدعاء"(2021)، والخطيب في "تاريخه" 3/ 126 - 127 من طريق إسماعيل ابن إبراهيم، بهذا الإسناد.
فَوَرَّثَهُ (1).
22058 -
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ وَهُوَ الضَّرِيرُ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: أَتَيْنَا مُعَاذًا، فَقُلْنَا: حَدِّثْنَا مِنْ غَرَائِبِ حَدِيثِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَقَالَ: كُنْتُ رِدْفَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَلَى حِمَارٍ، فَقَالَ:" يَا مُعَاذُ " قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " أَتَدْرِي مَا حَقُّ اللهِ عَلَى الْعِبَادِ؟ " قَالَ: قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: " فَإِنَّ حَقَّ اللهِ عَلَى الْعِبَادِ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، فَهَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللهِ إِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ؟ " قَالَ: قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: " فَإِنَّ حَقَّ الْعِبَادِ عَلَى اللهِ إِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ أَنْ لَا يُعَذِّبَهُمْ "(2).
22059 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ
(1) إسناده ضعيف، سلف الكلام عليه عند الحديث رقم (22005).
وأخرجه أبو داود (2913)، والحاكم 4/ 345، والجورقاني في "الأباطيل والمناكير"(550) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد، وسقط من إسناد الحاكم في المطبوع منه يحيى بن سعيد، واستدركناه من "إتحاف المهرة" 13/ 244.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، أبو سفيان -وهو طلحة بن نافع- صدوق لا بأس به، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. أبو معاوية الضرير: هو محمد بن خازم.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1841)، والطبراني في "الكبير" 20/ (87) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وانظر ما سلف برقم (21991).
مَيْمُونِ بْنِ أَبِي شَبِيبٍ، عَنْ مُعَاذٍ أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَوْصِنِي. قَالَ:" اتَّقِ اللهَ حَيْثُمَا كُنْتَ - أَوْ أَيْنَمَا كُنْتَ -". قَالَ: زِدْنِي. قَالَ: " أَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا ". قَالَ: زِدْنِي. قَالَ: " خَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ "(1).
22060 -
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو - يَعْنِي ابْنَ دِينَارٍ - قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: أَخْبَرَنَا مَنْ شَهِدَ مُعَاذًا حِينَ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ يَقُولُ: اكْشِفُوا عَنِّي سِجْفَ الْقُبَّةِ أُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَقَالَ مَرَّةً: أُخْبِرُكُمْ بِشَيْءٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَمْنَعْنِي أَنْ أُحَدِّثَكُمُوهُ إِلَّا أَنْ تَتَّكِلُوا، سَمِعْتُهُ يَقُولُ: " مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُخْلِصًا مِنْ قَلْبِهِ، أَوْ يَقِينًا مِنْ قَلْبِهِ، لَمْ يَدْخُلِ النَّارَ
(1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، ميمون بن أبي شبيب لم يدرك معاذ ابن جبل، وليث -وهو ابن أبي سليم- ضعيف لكنهما قد توبعا كما سلف في الرواية (21988) والتعليق عليها، وكما سيأتي في تخريجه هنا. إسماعيل: هو ابن إبراهيم المعروف بابن علية.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (297) من طريق جرير بن عبد الحميد، و (298) من طريق فضيل بن عياض، كلاهما عن ليث، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (296)، وأبو نعيم في "الحلية" 4/ 376 من طريق أبي مريم عبد الغفار بن القاسم، والطبراني في "الأوسط"(3791)، و"الصغير"(530) من طريق الأعمش، كلاهما عن حبيب بن أبي ثابت، به. وقرن أبو نعيم بحبيب بن أبي ثابت الحكم بن عتيبة. وأبو مريم متروك الحديث.
وانظر "علل الدارقطني" 6/ 72 - 73.
- أَوْ دَخَلَ الْجَنَّةَ -" وَقَالَ مَرَّةً: " دَخَلَ الْجَنَّةَ وَلَمْ تَمَسَّهُ النَّارُ " (1).
22061 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي عَوْنٍ الثَّقَفِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ رِجَالٍ مِنْ أَصْحَابِ مُعَاذٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمَّا بَعَثَهُ إِلَى الْيَمَنِ فَقَالَ: " كَيْفَ تَقْضِي؟ " قَالَ: أَقْضِي بِكِتَابِ اللهِ. قَالَ: " فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي كِتَابِ اللهِ؟ " قَالَ: فَبِسُنَّةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: " فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي سُنَّةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ " قَالَ: أَجْتَهِدُ رَأْيِي. قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَفَّقَ رَسُولَ رَسُولِ اللهِ "(2).
(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الواسطة المبهمة التي روى عنها جابر بن عبد الله الصحابي، وجاء الحديث من وجوه أخرى ثابتة كما سلف في الرواية (21998) والتعليق عليها.
وأخرجه الحميدي (369)، وابن حبان (200)، والطبراني في "الكبير" 20/ (63)، وابن منده في "الإيمان"(111) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأسقط من إسناد ابن حبان الواسطة بين جابر ومعاذ.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (59) و (60) و (61) و (62)، وفي "الدعاء"(1463) و (1464) و (1465)، وابن منده (112) و (113) من طرق عن عمرو بن دينار، به. وأسقطوا جميعاً الواسطة بين جابر ومعاذ.
(2)
إسناده ضعيف لإبهام أصحاب معاذ وجهالة الحارث بن عمرو، ثم هو مرسل، وقد سلف الكلام عليه عند الحديث رقم (22007). أبو عون الثقفي: هو محمد بن عبيد الله.
وأخرجه الترمذي (1327) من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 7/ 239 و 10/ 177 من طريق وكيع بن الجراح، به. لكنه قال: عن معاذ بن جبل: أن النبي صلى الله عليه وسلم
…
الحديث فجعله متصلاً. =
22062 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ مُعَاذٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم جَمَعَ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ، وَالْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ (1).
22063 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَهْرَامَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، عَنْ مُعَاذٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ، وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ فِي جَهَنَّمَ إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ؟! "(2).
22064 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي مَرْزُوقٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيِّ قَالَ: أَتَيْتُ مَسْجِدَ أَهْلِ دِمَشْقَ، فَإِذَا حَلْقَةٌ فِيهَا كُهُولٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَإِذَا شَابٌّ فِيهِمْ أَكْحَلُ
= وأخرجه أبو داود (3592)، والعقيلي في "الضعفاء" 1/ 215 من طرق عن شعبة، به.
(1)
إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 456، وابن ماجه (1070) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وانظر (21997).
(2)
صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (116) من طريق أبي الوليد، عن عبد الحميد بن بهرام، بهذا الإسناد.
وسيأتي ضمن حديث مطول برقم (22122) وانظر تخريجه هناك.
وانظر ما سلف برقم (22016).
الْعَيْنِ، بَرَّاقُ الثَّنَايَا، كُلَّمَا اخْتَلَفُوا فِي شَيْءٍ رَدُّوهُ إِلَى الْفَتَى، فَتًى شَابٌّ، قَالَ: قُلْتُ لِجَلِيسٍ لِي: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ قَالَ: فَجِئْتُ مِنَ الْعَشِيِّ فَلَمْ يَحْضُرُوا، قَالَ: فَغَدَوْتُ مِنَ الْغَدِ، قَالَ: فَلَمْ يَجِيؤُوا فَرُحْتُ، فَإِذَا أَنَا بِالشَّابِّ يُصَلِّي إِلَى سَارِيَةٍ فَرَكَعْتُ، ثُمَّ تَحَوَّلْتُ إِلَيْهِ، قَالَ: فَسَلَّمَ، فَدَنَوْتُ مِنْهُ، فَقُلْتُ: إِنِّي لَأُحِبُّكَ فِي اللهِ. قَالَ: فَمَدَّنِي إِلَيْهِ، قَالَ: كَيْفَ قُلْتَ؟ قُلْتُ: إِنِّي لَأُحِبُّكَ فِي اللهِ. قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم (1) يَقُولُ: " الْمُتَحَابُّونَ فِي اللهِ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ فِي ظِلِّ الْعَرْشِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ ".
قَالَ: فَخَرَجْتُ حَتَّى لَقِيتُ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ، فَذَكَرْتُ لَهُ حَدِيثَ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَحْكِي عَنْ رَبِّهِ يَقُولُ: " حَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَحَابِّينَ فِيَّ، وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ، وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَزَاوِرِينَ فِيَّ، وَالْمُتَحَابُّونَ فِي اللهِ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ فِي ظِلِّ الْعَرْشِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ "(2).
(1) زاد في (م) و (ر) و (ق): "يحكي عن ربه".
(2)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير حبيب بن أبي مرزوق، فقد روى له الترمذي والنسائي، وهو ثقة. أبو مسلم الخولاني: هو عبد الله بن ثُوَب.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (167)، والمزي في ترجمة أبي مسلم الخولاني من "تهذيب الكمال" 34/ 292 - 293 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد- واقتصر على حديث معاذ.
وأخرجه مختصراً ابن أبي شيبة 13/ 145، ومن طريقه الطبراني 20/ (167) =
22065 -
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ، حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ أَبِي مَرْزُوقٍ، عَنْ عَطَاءٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ، قَالَ: دَخَلْتُ مَسْجِدَ حِمْصَ فَإِذَا حَلْقَةٌ فِيهَا اثْنَانِ وَثَلَاثُونَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَفِيهِمْ فَتًى شَابٌّ أَكْحَلُ. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1).
22066 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أخبرَنَا حَرِيزٌ - يَعْنِي ابْنَ عُثْمَانَ -، حَدَّثَنَا رَاشِدُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ السَّكُونِيِّ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، عَنْ مُعَاذٍ، قَالَ: رَقَبْنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي صَلَاةِ الْعِشَاءِ، فَاحْتَبَسَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنْ لَنْ يَخْرُجَ، وَالْقَائِلُ مِنَّا يَقُولُ: قَدْ صَلَّى وَلَنْ يَخْرُجَ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ. ظَنَنَّا أَنَّكَ لَنْ تَخْرُجَ وَالْقَائِلُ مِنَّا يَقُولُ: قَدْ صَلَّى وَلَنْ يَخْرُجَ. فَقَالَ
= عن وكيع به.
وأخرجه الشاشي في "مسنده"(1236) و (1237) من طريق كثير بن هشام، عن جعفر بن برقان، به- والموضع الثاني عنده مختصر.
وانظر ما سلف برقم (22002).
(1)
إسناده صحيح. أبو المليح: هو الحسن بن عمر -أو عمرو- بن يحيى الرقي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (168) من طريق سعيد بن حفص، وأبو نعيم في "الحلية" 5/ 121 - 122 من طريق عبيد بن هشام، كلاهما عن أبي المليح، بهذا الإسناد. ورواية الطبراني مقتصرة على حديث معاذ بن جبل.
وانظر ما سلف برقم (22002).
رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَعْتِمُوا (1) بِهَذِهِ الصَّلَاةِ؛ فَقَدْ فُضِّلْتُمْ بِهَا عَلَى سَائِرِ الْأُمَمِ وَلَمْ تُصَلِّهَا أُمَّةٌ قَبْلَكُمْ "(2).
22067 -
حَدَّثَنَا هَاشِمٌ - يَعْنِي ابْنَ الْقَاسِمِ - حَدَّثَنَا حَرِيزٌ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ السَّكُونِيِّ - وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ مُعَاذٍ -، سَمِعْتُ مُعَاذًا يَقُولُ: إِنَّا رَقَبْنَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، يَعْنِي: انْتَظَرْنَاهُ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (3).
(1) في (ظ 5): اغتنموا، والمثبت من (م) ونسخة على هامش (ظ 5) وسائر الأصول، وهو من الإعتام أي: الدخول في العَتَمة، وهي ظلمة الليل، وأما ما وقع في (ظ 5): فهو من الاغتنام، أي: احرصوا عليها كما تحرصون على الغنمية.
(2)
إسناده صحيح.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 331 و 2/ 439 - 440 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (421)، والشاشي (1369) و (1370)، والطبراني 20/ (239)، وأبو نعيم في "الحلية" 9/ 238، والبيهقي 1/ 451 من طرق عن حريز بن عثمان، به.
وأخرجه الطبراني 20/ (240) من طريق أبي صالح عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح، عن مالك بن زياد، عن عاصم بن حميد، به. وإسناده ضعيف، عبد الله بن صالح -وهو كاتب الليث- سيئ الحفظ، ومالك بن زياد لم يرو عنه غير معاوية بن صالح، وذكره ابن حبان في "الثقات".
وانظر ما بعده.
وفي الباب عن ابن مسعود سلف برقم (3760)، وأبي سعيد سلف برقم (11015)، وانظر تتمة شواهده عندهما. وفي الشواهد عند حديث ابن مسعود عُزِيَ حديث أبي موسى إلى مسلم فقط، وهو عند البخاري (567).
(3)
إسناده صحيح. وانظر ما قبله.
22068 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ قَالَ: سَمِعْتُ عُرْوَةَ بْنَ النَّزَّالِ، يُحَدِّثُ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ: أَقْبَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُ خَلِيًّا قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ. قَالَ:" بَخٍ، لَقَدْ سَأَلْتَ عَنْ عَظِيمٍ، وَهُوَ يَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللهُ عَلَيْهِ، تُقِيمُ الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ وَتُؤَدِّي الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ، وَتَلْقَى اللهَ لَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، أَوَلَا أَدُلُّكَ عَلَى رَأْسِ الْأَمْرِ وَعَمُودِهِ وَذُرْوَةِ سَنَامِهِ؟ أَمَّا رَأْسُ الْأَمْرِ فَالْإِسْلَامُ، فَمَنْ أَسْلَمَ سَلِمَ، وَأَمَّا عَمُودُهُ فَالصَّلَاةُ، وَأَمَّا ذُرْوَةُ سَنَامِهِ، فَالْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، أَوَلَا أَدُلُّكَ عَلَى أَبْوَابِ الْخَيْرِ؟ الصَّوْمُ جُنَّةٌ، وَالصَّدَقَةُ وَقِيَامُ الْعَبْدِ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ يُكَفِّرُ الْخَطَايَا (1) " وَتَلَا هَذِهِ الْآيَةَ {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} [السجدة: 16]. " أَوَلَا أَدُلُّكَ عَلَى أَمْلَكِ ذَلِكَ لَكَ كُلِّهِ؟ " قَالَ: فَأَقْبَلَ نَفَرٌ، قَالَ: فَخَشِيتُ أَنْ يَشْغَلُوا عَنِّي رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ شُعْبَةُ: أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا - قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، قَوْلُكَ: أَوَلَا أَدُلُّكَ عَلَى أَمْلَكِ ذَلِكَ لَكَ كُلِّهِ؟ قَالَ: فَأَشَارَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ إِلَى لِسَانِهِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَإِنَّا لَنُؤَاخَذُ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ؟ قَالَ:" ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ، يَا مُعَاذُ، وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ؟! ".
(1) في (ظ 5): الخطيئة.
قَالَ شُعْبَةُ: قَالَ لِيَ الْحَكَمُ: وحَدَّثَنِي بِهِ مَيْمُونُ بْنُ أَبِي شَبِيبٍ، وقَالَ الْحَكَمُ: سَمِعْتُهُ مِنْهُ مُنْذُ أَرْبَعِينَ سَنَةً (1).
22069 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي رَمْلَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ مُعَاذٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" أَوْجَبَ ذُو الثَّلَاثَةِ " فَقَالَ مُعَاذٌ: وَذُو الِاثْنَيْنِ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " وَذُو الِاثْنَيْنِ "(2).
22070 -
قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ
(1) صحيح بطرقه وشواهده، عروة بن النزال مجهول، ولم يسمعه من معاذ كما جاء التصريح به في الرواية السالفة برقم (22032)، ومتابعه ميمون ابن أبي شبيب صدوق حسن الحديث، ولم يسمع من معاذ أيضاً، لكن تابعهما عليه غير واحد كما سلف بيانه عند الرواية رقم (22016)، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه تامّاً ومختصراً ابن أبي شيبة 5/ 286 - 287 و 9/ 65 و 11/ 7 - 8، وابن أبي عاصم في "الجهاد"(16)، وفي "الزهد"(7)، والنسائي 4/ 166، والطبري في "تفسيره" 21/ 102، والمروزي في "قيام الليل" ص 47 - 48، والطبراني في "الكبير" 20/ (305) من طريق محمد ابن جعفر، بهذا الإسناد. وتحرف عروة بن النزال عند الطبري إلى عروة بن الزبير.
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، أبو رملة مجهول، وعبيد الله بن مسلم لا يُعرف، وفي إثبات صحبته نظر.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 353، ومن طريقه الطبراني في "الكبير" 20/ (302) عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وانظر (22008).
الْمَكِّيِّ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ، أَنَّ مُعَاذًا أَخْبَرَهُ: أَنَّهُمْ خَرَجُوا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَامَ تَبُوكَ، فَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَجْمَعُ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ، وَالْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ. قَالَ: وَأَخَّرَ الصَّلَاةَ، ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ جَمِيعًا، ثُمَّ دَخَلَ، ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ جَمِيعًا. ثُمَّ قَالَ:" إِنَّكُمْ سَتَأْتُونَ غَدًا - إِنْ شَاءَ اللهُ - عَيْنَ تَبُوكَ، وَإِنَّكُمْ لَنْ تَأْتُوهَا (1) حَتَّى يُضْحِيَ النَّهَارُ، فَمَنْ جَاءَهَا (2) فَلَا يَمَسَّ مِنْ مَائِهَا شَيْئًا حَتَّى آتِيَ " فَجِئْنَا وَقَدْ سَبَقَنَا إِلَيْهَا رَجُلَانِ، وَالْعَيْنُ مِثْلُ الشِّرَاكِ تَبِضُّ بِشَيْءٍ مِنْ مَاءٍ، فَسَأَلَهُمَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" هَلْ مَسِسْتُمَا مِنْ مَائِهَا شَيْئًا؟ " فَقَالَا: نَعَمْ. فَسَبَّهُمَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَالَ لَهُمَا مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَقُولَ، ثُمَّ غَرَفُوا بِأَيْدِيهِمْ مِنَ الْعَيْنِ، قَلِيلًا قَلِيلًا حَتَّى اجْتَمَعَ فِي شَيْءٍ، ثُمَّ غَسَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِيهِ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ ثُمَّ أَعَادَهُ فِيهَا، فَجَرَتِ الْعَيْنُ بِمَاءٍ كَثِيرٍ، فَاسْتَقَى النَّاسُ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" يُوشِكُ يَا مُعَاذُ إِنْ طَالَتْ بِكَ حَيَاةٌ، أَنْ تَرَى مَا هَاهُنَا قَدْ مُلِئَ جِنَانًا "(3).
(1) في (م): تأتوا بها.
(2)
في (م) و (ر): جاء.
(3)
إسناده صحيح على شرط مسلم.
وهو في "الموطأ" 1/ 143 - 144، ومن طريق مالك أخرجه الشافعي 1/ 187 - 188، وعبد الرزاق (4399)، والدارمي (1515)، ومسلم ص 1784 (706)، وأبو داود (1206)، والنسائي 1/ 285، وابن خزيمة (968) =
22071 -
حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، أَنَّ أَبَا الطُّفَيْلِ أَخْبَرَهُ، أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ أَخْبَرَهُ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ، وَقَالَ تَبِضُّ بِشَيْءٍ مِنْ مَاءٍ (1).
22072 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، أَنَّ عُبَيْدَ اللهِ بْنَ زَحْرٍ حَدَّثَهُ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ، عَنْ أَبِي عَيَّاشٍ قَالَ: قَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنْ شِئْتُمْ أَنْبَأْتُكُمْ مَا أَوَّلُ مَا يَقُولُ اللهُ لِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَا أَوَّلُ مَا يَقُولُونَ لَهُ؟ " قُلْنَا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " إِنَّ اللهَ يَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ: هَلْ أَحْبَبْتُمْ لِقَائِي؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ يَا رَبَّنَا. فَيَقُولُ: لِمَ؟ فَيَقُولُونَ: رَجَوْنَا عَفْوَكَ، وَمَغْفِرَتَكَ. فَيَقُولُ قَدْ وَجَبَتْ لَكُمْ مَغْفِرَتِي "(2).
= و (1704)، والطحاوي 1/ 160، والشاشي (1340)، وابن حبان (1595)، والطبراني 20/ (102)، والبيهقي في "السنن" 3/ 162، وفي "الدلائل" 5/ 236، وبعضهم يختصره بالجمع بين الصلاتين.
وانظر (21997).
قوله: تبضُّ، أي: تسيل قليلاً قليلاً.
وفي باب تكثير الماء للنبي صلى الله عليه وسلم عن ابن مسعود سلف برقم (3807) وانظر شواهده هناك.
(1)
إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر ما قبله.
(2)
إسناده ضعيف، عبيد الله بن زحر ضعيف، وأبو عياش -وهو المعافري- لم يسمع من معاذ.
وهو في "الزهد" لابن المبارك (276)، ومن طريقه أخرجه الطيالسي (564)، وابن أبي الدنيا في "حسن الظن"(10)، وابن أبي عاصم في =
22073 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي حُسَيْنٍ، حَدَّثَنِي شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، وَهُوَ الَّذِي بَعَثَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى الشَّامِ يُفَقِّهُ النَّاسَ، أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ حَدَّثَهُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ رَكِبَ يَوْمًا عَلَى حِمَارٍ لَهُ، يُقَالُ لَهُ: يَعْفُورٌ، رَسَنُهُ مِنْ لِيفٍ، ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" ارْكَبْ يَا مُعَاذُ " فَقُلْتُ: سِرْ يَا رَسُولَ اللهِ. فَقَالَ: " ارْكَبْ " فَرَدَفْتُهُ، فَصُرِعَ الْحِمَارُ بِنَا، فَقَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَضْحَكُ، وَقُمْتُ أَذْكُرُ مِنْ نَفْسِي أَسَفًا، ثُمَّ فَعَلَ ذَلِكَ الثَّانِيَةَ، ثُمَّ الثَّالِثَةَ فَرَكِبَ، وَسَارَ بِنَا الْحِمَارُ، فَأَخْلَفَ يَدَهُ، فَضَرَبَ ظَهْرِي بِسَوْطٍ مَعَهُ أَوْ عَصًا، ثُمَّ قَالَ:" يَا مُعَاذُ، هَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ اللهِ عَلَى الْعِبَادِ؟ " فَقُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: " فَإِنَّ حَقَّ اللهِ عَلَى الْعِبَادِ، أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا " قَالَ: ثُمَّ سَارَ مَا شَاءَ اللهُ، ثُمَّ أَخْلَفَ يَدَهُ، فَضَرَبَ ظَهْرِي، فَقَالَ:" يَا مُعَاذُ، يَا ابْنَ أُمِّ مُعَاذٍ، هَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللهِ إِذَا هُمْ فَعَلُوا ذَلِكَ؟ " قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: " فَإِنَّ حَقَّ الْعِبَادِ عَلَى اللهِ إِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ، أَنْ يُدْخِلَهُمُ الْجَنَّةَ "(1).
= "الأوائل"(128)، والطبراني في "الكبير" 20/ (251)، وفي "الأوائل"(66)، وأبو نعيم في "الحلية" 8/ 179، والبغوي في "شرح السنة"(1452).
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (184)، وفي "الشاميين"(409) من طريق علي بن بحر، عن قتادة بن الفُضيل بن قتادة، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن معاذ. وخالد لم يسمع من معاذ.
(1)
حديث صحيح دون القصة في أوله، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر =
22074 -
حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، حَدَّثَنِي بَقِيَّةُ، حَدَّثَنِي ضُبَارَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ دُوَيْدِ بْنِ نَافِعٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهُ:" يَا مُعَاذُ، أَنْ يَهْدِيَ اللهُ عَلَى يَدَيْكَ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الشِّرْكِ، خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ "(1).
22075 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ مُعَاذٍ قَالَ: أَوْصَانِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِعَشْرِ كَلِمَاتٍ، قَالَ: " لَا تُشْرِكْ بِاللهِ شَيْئًا وَإِنْ قُتِلْتَ وَحُرِّقْتَ، وَلَا تَعُقَّنَّ وَالِدَيْكَ وَإِنْ أَمَرَاكَ أَنْ تَخْرُجَ مِنْ أَهْلِكَ وَمَالِكَ، وَلَا تَتْرُكَنَّ صَلَاةً مَكْتُوبَةً مُتَعَمِّدًا، فَإِنَّ مَنْ تَرَكَ صَلَاةً مَكْتُوبَةً مُتَعَمِّدًا، فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ ذِمَّةُ اللهِ، وَلَا تَشْرَبَنَّ خَمْرًا فَإِنَّهُ رَأْسُ كُلِّ فَاحِشَةٍ، وَإِيَّاكَ وَالْمَعْصِيَةَ،
= ابن حوشب. أبو اليمان: هو الحكم بن نافع، وشعيب: هو ابن أبي حمزة، وعبد الله بن أبي حسين: هو عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين.
وانظر ما سلف برقم (21991).
(1)
إسناده ضعيف جداً، بقية -وهو ابن الوليد- ضعيف يعتبر به، وهو يدلس تدليس التسوية، وشيخه ضبارة مجهول، وأما دويد بن نافع فليس بذاك القوي.
وهذا الحديث لم نقع عليه عند غير المصنف، وقد صح من حديث سهل بن سعد الساعدي عند البخاري (2942)، ومسلم (2406) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي في غزوة خيبر:"فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خيرٌ لك من حمر النعم". وسيأتي برقم (22821).
فَإِنَّ بِالْمَعْصِيَةِ حَلَّ سَخَطُ اللهِ عز وجل، وَإِيَّاكَ وَالْفِرَارَ مِنَ الزَّحْفِ، وَإِنْ هَلَكَ النَّاسُ، وَإِذَا أَصَابَ النَّاسَ مَوتَانٌ وَأَنْتَ فِيهِمْ فَاثْبُتْ، وَأَنْفِقْ عَلَى عِيَالِكَ مِنْ طَوْلِكَ، وَلَا تَرْفَعْ عَنْهُمْ عَصَاكَ أَدَبًا، وَأَخِفْهُمْ فِي اللهِ " (1).
(1) إسناده ضعيف لانقطاعه، عبد الرحمن بن جبير بن نفير لم يدرك معاذاً.
وأخرجه بنحوه الطبراني في "الكبير" 20/ (156)، وفي "الشاميين"(2204) من طريق عمرو بن واقد، عن يونس بن ميسرة بن حلبس، عن أبي إدريس الخولاني، عن معاذ. وعمرو بن واقد متروك الحديث.
وأخرجه بنحوه البخاري في "الأدب المفرد"(18)، وابن ماجه (3371) و (4034) من طريق شهر بن حوشب، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء. وشهر ضعيف.
وأخرج ابن حبان (524)، والطبراني في "الكبير" 20/ (58)، والحاكم 1/ 54 و 4/ 244، والبيهقي في "الشعب"(8027) و (8028) من طريق سعيد ابن أبي سعيد المهري، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، أن معاذ بن جبل أراد سفراً فقال: يا نبي الله أوصني. قال: "اعبدِ الله لا تشرك به شيئاً" قال: يا نبي الله زدني. قال: "إذا أسأت فأحسن" قال: يا رسول الله زدني. قال: "استقم، وليحسن خلقك". وإسناده محتمل للتحسين.
وقد سلف قوله: "لا تشرك بالله" ضمن حديث آخر برقم (22016) ليس فيه قوله: "وإن قُتلت وحرقت".
وفي باب طاعة الوالدين وإن أمراك أن تخرج من أهلك ومالك حديث عبد الله بن عمر مع أبيه عندما أمره أن يطلِّق امرأته، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:"أطع أباك"، سلف برقم (4711). وإسناده صحيح. وانظر الكلام عليه هناك.
وفي باب التغليظ في ترك الصلاة حديث جابر السالف برقم (14979): "بين العبد وبين الكفر، أو الشرك، ترك الصلاة" وانظر شواهده والكلام عليه =
22076 -
حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، عَنِ الْوَالِبِيِّ صَدِيقٌ لِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، عَنْ مُعَاذٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ النَّاسِ شَيْئًا، فَاحْتَجَبَ عَنْ أُولِي الضَّعَفَةِ وَالْحَاجَةِ، احْتَجَبَ اللهُ عَنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "(1).
= هناك.
وفي باب أن الخمر رأس كل فاحشة عن ابن عباس عند الطبراني في "الكبير"(11372) و (11498)، وفي "الأوسط"(3158)، والدارقطني 4/ 247. وإسناده ضعيف.
وعن ابن عمرو عند الطبراني في "الأوسط"(3680)، والدارقطني 4/ 247 والقضاعي في "مسند الشهاب"(57)، وإسناده ضعيف.
وعن زيد بن خالد عند الدارقطني 4/ 247. وإسناده ضعيف.
وعن عثمان بن عفان موقوفاً عند النسائي 8/ 169 وإسناده صحيح.
وفي باب النهي عن الفرار من الزحف عن أبي هريرة عند البخاري (2766)، ومسلم (89).
وعن ابن عمرو سلف برقم (6594). وإسناده ضعيف.
وعن أبي أيوب الأنصاري سيأتي 5/ 413. وإسناده ضعيف.
وفي باب قوله: "إذا أصاب الناس موتان
…
إلخ" عن سعد بن أبي وقاص سلف برقم (1577) قال في الطاعون: "فإذا كان بأرض فلا تدخلوها، وإن كان بها وأنتم بها فلا تخرجوا منها" وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
وفي باب النفقة على الأهل عن أبي هريرة سلف برقم (10119). وإسناده صحيح. وانظر تتمة شواهده هناك.
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ شريك. أبو حصين: هو عثمان بن عاصم، والوالبي: هو أبو خالد، واسمه هرمز، وقيل: هرم.
وأخرجه الطبراني 20/ (316) من طريق حنيفة بن مرزوق، عن شريك، =
22077 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا الْبَرَاءُ الْغَنَوِيُّ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ {أَصْحَابُ الْيَمِينِ} وَ {وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ} [الواقعة:27 - 41] فَقَبَضَ بِيَدَيْهِ قَبْضَتَيْنِ، فَقَالَ:" هَذِهِ فِي الْجَنَّةِ وَلَا أُبَالِي، وَهَذِهِ فِي النَّارِ وَلَا أُبَالِي "(1).
22078 -
حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ، حَدَّثَنَا شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ، حَدَّثَنَا عَائِذُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ: أَنَّ مُعَاذًا قَدِمَ عَلَيْهِمُ (2) الْيَمَنِ، فَلَقِيَتْهُ امْرَأَةٌ مِنْ خَوْلَانَ، مَعَهَا بَنُونَ لَهَا اثْنَا عَشَرَ، فَتَرَكَتْ أَبَاهُمْ فِي بَيْتِهَا، أَصْغَرُهُمُ الَّذِي قَدِ اجْتَمَعَتْ لِحْيَتُهُ، فَقَامَتْ فَسَلَّمَتْ عَلَى مُعَاذٍ، وَرَجُلَانِ مِنْ بَنِيهَا يُمْسِكَانِ بِضَبْعَيْهَا فَقَالَتْ: مَنْ أَرْسَلَكَ أَيُّهَا الرَّجُلُ؟ قَالَ لَهَا مُعَاذٌ: أَرْسَلَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَتِ الْمَرْأَةُ: أَرْسَلَكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم،
= بهذا الإسناد.
ويشهد له حديث رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم سلف برقم (15651) وحديث عمرو بن مرة السالف برقم (18033).
وحديث ابن أبي مريم الذي سلف تخريجه مفرقاً عندهما، وقيل: إن هؤلاء الثلاثة واحد، وقد سلف الكلام في هذه المسألة هناك.
(1)
إسناده ضعيف لضعف البراء الغنوي -وهو ابن عبد الله بن يزيد-، ولانقطاعه فالحسن -وهو البصري- لم يدرك معاذاً.
وقوله: "فقبض قبضتين
…
إلخ": أي: رب العزة سبحانه وتعالى، ويشهد له غير ما حديث، انظر ما سلف برقم (17593)، وهو صحيح.
(2)
في "الميمنية": على.
وَأَنْتَ رَسُولُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ؟ أَفَلَا تُخْبِرُنِي يَا رَسُولَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ لَهَا مُعَاذٌ: سَلِينِي عَمَّا شِئْتِ. قَالَتْ: حَدِّثْنِي مَا حَقُّ الْمَرْءِ عَلَى زَوْجَتِهِ؟ قَالَ لَهَا مُعَاذٌ: تَتَّقِي اللهَ مَا اسْتَطَاعَتْ وَتَسْمَعُ وَتُطِيعُ. قَالَتْ: أَقْسَمْتُ بِاللهِ عَلَيْكَ لَتُحَدِّثَنِّي مَا حَقُّ الرَّجُلِ عَلَى زَوْجَتِهِ؟ قَالَ لَهَا مُعَاذٌ: أَوَمَا رَضِيتِ أَنْ تَسْمَعِي وَتُطِيعِي وَتَتَّقِي اللهَ؟ " قَالَتْ: بَلَى وَلَكِنْ حَدِّثْنِي مَا حَقُّ الْمَرْءِ عَلَى زَوْجَتِهِ، فَإِنِّي تَرَكْتُ أَبَا هَؤُلَاءِ شَيْخًا كَبِيرًا فِي الْبَيْتِ؟ فَقَالَ لَهَا مُعَاذٌ: وَالَّذِي نَفْسُ مُعَاذٍ فِي يَدِهِ، لَوْ أَنَّكِ تَرْجِعِينَ، إِذَا رَجَعْتِ إِلَيْهِ، فَوَجَدْتِ الْجُذَامَ قَدْ خَرَّقَ لَحْمَهُ، وَخَرَّقَ مَنْخِرَيْهِ، فَوَجَدْتِ مَنْخِرَيْهِ يَسِيلَانِ قَيْحًا وَدَمًا، ثُمَّ أَلْقَمْتِيهِمَا فَاكِ لِكَيْمَا تَبْلُغِي حَقَّهُ مَا بَلَغْتِ ذَلِكَ أَبَدًا (1).
22079 -
حَدَّثَنَا حُجَيْنُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي سَلَمَةَ - عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي زِيَادٍ مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ أَنَّهُ بَلَغَهُ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا عَمِلَ آدَمِيٌّ عَمَلًا قَطُّ أَنْجَى لَهُ مِنْ عَذَابِ اللهِ، مِنْ ذِكْرِ اللهِ ".
(1) إسناده ضعيف لضعف شهر بن حوشب.
وأخرجه الطبراني 20/ (166) من طريق أبي الوليد الطيالسي، عبد الحميد بن بهرام، بهذا الإسناد.
وانظر آخر حديث أنس السالف برقم (12614).
قوله: بضَبْعيها: بعَضُدَيها.
وقَالَ مُعَاذٌ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ، وَأَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ، وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ وَخَيْرٍ لَكُمْ مِنْ تَعَاطِي الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَمِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ غَدًا، فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ " قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " ذِكْرُ اللهِ "(1).
(1) إسناده ضعيف لانقطاعه، وقد صحَّ الشطر الثاني منه -وهو قوله: "ألا أخبركم
…
إلخ"- موقوفاً على أبي الدرداء، من حديث زياد بن أبي زياد أيضاً كما سلف بيانه برقم (21702)، وأما الشطر الأول منه فرواه عبد الله بن سعيد ابن أبي هند عند الحاكم 1/ 496، وعنه البيهقي في "الدعوات" (20)، ومالك في "الموطأ" 1/ 211، كلاهما عن زياد، عن معاذ موقوفاً.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 300 و 13/ 455، والطبراني في "الدعاء"(1856)، وابن عبد البر في "التمهيد" 6/ 57 من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري، عن أبي الزبير، عن طاووس، عن معاذ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما عمل ابن آدم من عمل أنجى له من عذاب الله من ذكر الله" قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال:"ولا الجهاد في سبيل الله، إلا أن تضرب بسيفك حتى ينقطع ثم تضرب بسيفك حتى ينقطع، ثم تضرب بسيفك حتى ينقطع" واقتصر الطبراني على أوله. وطاووس لم يسمع من معاذ.
وروي مرة أخرى عن يحيى بن سعيد فقال: عن أبي الزبير أنه بلغه عن معاذ، فذكره موقوفاً، وهو عند جعفر الفريابي في "الذكر" كما في "نتائج الأفكار" لابن حجر 1/ 97.
وروي عنه أيضاً عن سعيد بن المسيب عن معاذ موقوفاً. قال ابن حجر: وهو منقطع.
وروي عنه عن أبي الزبير عن جابر، أخرجه الطبراني في "الصغير"(209)، قال ابن حجر: وهي رواية شاذة.
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد"(960) عن موسى بن عبيدة، عن عبد الله =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ابن أبي سليمان، عن أبي بحرية، عن معاذ موقوفاً. واقتصر على أوله. وموسى بن عبيدة -وهو ابن نَشيط الرَّبَذي- ضعيف.
وبلفظ: أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال: "أن تموت ولسانك رطب من ذكر الله". أخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد"(281)، والبزار (3059 - كشف الأستار)، وابن حبان (818)، والطبراني في "الكبير" 20/ (212)، وفي "الشاميين"(191) و (192) و (3521)، وفي "الدعاء"(1852)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(2)، والبيهقي في "الشعب"(516) من طرق عن عبد الرحمن ابن ثابت بن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول، عن جبير بن نفير، عن مالك بن يخامر، عن معاذ. وإسناده حسن من أجل عبد الرحمن بن ثابت.
وأخرجه البزار (3059 - كشف الأستار) من طريق زيد بن يحيى الدمشقي، عن ابن ثوبان، عن أبيه، عن جبير بن نفير، عن معاذ. لم يذكر فيه مكحولاً ولا مالك ابن يخامر.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (213)، وفي "الشاميين"(2035)، وفي "الدعاء"(1853) من طريق معاوية بن صالح، عن العلاء بن الحارث، عن مكحول، عن جبير بن نفير، عن مالك بن يخامر، عن معاذ. وفي إسناده شيخ الطبراني، وفيه لين، ومحمد بن أيوب لعله محمد بن أيوب المصري الذي ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 7/ 197 وبيض للرواة عنه والذين روى عنهم، وقال فيه: يكتب حديثه ولا يحتج به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (181)، وفي "الشاميين"(2035)، وفي "الدعاء"(1853) بنفس الإسناد السابق، لكن عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن معاذ.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (208) من طريق خالد بن يزيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك، عن أبيه، عن جبير بن نفير، عن مالك، عن معاذ. وخالد بن يزيد ضعيف.
وأخرجه الحسين المروزي في زياداته على "زهد" ابن المبارك (1141) عن =
22080 -
حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ - يَعْنِي ابْنَ بُرْقَانَ - حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ أَبِي مَرْزُوقٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيِّ، قَالَ: دَخَلْتُ مَسْجِدَ حِمْصَ، فَإِذَا فِيهِ نَحْوٌ مِنْ ثَلَاثِينَ كَهْلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَإِذَا فِيهِمْ شَابٌّ أَكْحَلُ الْعَيْنَيْنِ، بَرَّاقُ الثَّنَايَا، سَاكِتٌ، فَإِذَا امْتَرَى الْقَوْمُ فِي شَيْءٍ أَقْبَلُوا عَلَيْهِ فَسَأَلُوهُ، فَقُلْتُ لِجَلِيسٍ لِي: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ. فَوَقَعَ لَهُ فِي نَفْسِي حُبٌّ، فَكُنْتُ مَعَهُمْ حَتَّى تَفَرَّقُوا، ثُمَّ هَجَّرْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَإِذَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ قَائِمٌ يُصَلِّي إِلَى سَارِيَةٍ، فَسَكَتَ لَا يُكَلِّمُنِي، فَصَلَّيْتُ، ثُمَّ جَلَسْتُ فَاحْتَبَيْتُ بِرِدَائِي، ثُمَّ جَلَسَ فَسَكَتَ لَا يُكَلِّمُنِي، وَسَكَتُّ لَا أُكَلِّمُهُ، ثُمَّ قُلْتُ: وَاللهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ. قَالَ: فِيمَ تُحِبُّنِي؟ قَالَ: قُلْتُ: فِي اللهِ تبارك وتعالى. فَأَخَذَ بِحُبْوَتِي فَجَرَّنِي إِلَيْهِ هُنَيَّةً، ثُمَّ قَالَ: أَبْشِرْ إِنْ كُنْتَ صَادِقًا، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" الْمُتَحَابُّونَ فِي جَلَالِي لَهُمْ مَنَابِرُ مِنْ نُورٍ يَغْبِطُهُمُ النَّبِيُّونَ وَالشُّهَدَاءُ ".
قَالَ: فَخَرَجْتُ فَلَقِيتُ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا الْوَلِيدِ لَا أُحَدِّثُكَ بِمَا حَدَّثَنِي مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ فِي الْمُتَحَابِّينَ. قَالَ: فَأَنَا أُحَدِّثُكَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، يَرْفَعُهُ إِلَى الرَّبِّ عز وجل، قَالَ: " حَقَّتْ
= محمد بن أبي عدي، عن يونس، عن الحسن قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا مرسل.
وفي باب فضل ذكر الله عن عبد الله بن بسر سلف برقم (17680).
مَحَبَّتِي لِلْمُتَحَابِّينَ فِيَّ، وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَزَاوِرِينَ فِيَّ، وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ، وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَوَاصِلِينَ فِيَّ " (1).
22081 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْخَفَّافُ الْعِجْلِيُّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ مُعَاذٍ قَالَ: قَالَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يُبْعَثُ الْمُؤْمِنُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ جُرْدًا مُرْدًا مُكَحَّلِينَ، بَنِي ثَلَاثِينَ سَنَةً "(2).
22082 -
حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ الْأَعْمَشُ، عَنْ رَجَاءٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَطْلُبُهُ، فَقِيلَ لِي: خَرَجَ قَبْلُ. قَالَ: فَجَعَلْتُ لَا أَمُرُّ بِأَحَدٍ إِلَّا قَالَ: مَرَّ قَبْلُ، حَتَّى مَرَرْتُ، فَوَجَدْتُهُ قَائِمًا يُصَلِّي، قَالَ: فَجِئْتُ حَتَّى قُمْتُ خَلْفَهُ، قَالَ: فَأَطَالَ الصَّلَاةَ فَلَمَّا قَضَى الصَّلَاةَ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ،
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير حبيب بن أبي مرزوق، فقد روى له الترمذي والنسائي، وهو ثقة. أبو مسلم الخولاني: هو عبد الله بن ثُوَب.
وأخرجه الترمذي (2390)، والشاشي في "مسنده"(1385) من طريق كثير بن هشام، بهذا الإسناد. واقتصرت رواية الترمذي على حديث معاذ بن جبل.
وانظر ما سلف برقم (22002).
(2)
حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب، ثم هو لم يسمع من معاذ بينهما في هذا الحديث عبد الرحمن بن غنم كما سيأتي برقم (22106). سعيد: هو ابن أبي عروبة.
وانظر (22024).
لَقَدْ صَلَّيْتَ صَلَاةً طَوِيلَةً. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنِّي صَلَّيْتُ صَلَاةَ رَغْبَةٍ وَرَهْبَةٍ، سَأَلْتُ اللهَ ثَلَاثًا، فَأَعْطَانِي اثْنَتَيْنِ وَمَنَعَنِي وَاحِدَةً، سَأَلْتُهُ أَنْ لَا يُهْلِكَ أُمَّتِي غَرَقًا، فَأَعْطَانِيهَا، وَسَأَلْتُهُ أَنْ لَا يُظْهِرَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا لَيْسَ مِنْهُمْ، فَأَعْطَانِيهَا، وَسَأَلْتُهُ أَنْ لَا يَجْعَلَ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ، فَرَدَّهَا عَلَيَّ "(1).
(1) المرفوع منه صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة رجاء الأنصاري، فلم يرو عنه غير الأعمش، ولم يؤثر توثيقه عن أحد، وجهله الذهبي في كتابه "المجرد في أسماء رجال سنن ابن ماجه".
وأخرجه المزي في ترجمة رجاء الأنصاري من "تهذيب الكمال" 9/ 171 - 172 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (3951)، وأبو يعلى كما في "إتحاف الخيرة"(6082)، وابن خزيمة (1218)، والطبراني في "الكبير" 20/ (306) و (307) من طرق عن الأعمش، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (70)، وفي "الشاميين"(1131) عن عبد الوهاب بن الضحاك، عن إسماعيل بن عياش، عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن المقدام بن معدي كرب. وعبد الوهَّاب بن الضحاك -وهو ابن أبان العُرْضي- متروك الحديث.
وسيأتي الحديث من طريق عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن معاذ -وهو لم يسمع منه- برقم (22108) و (22125).
وسيأتي مرسلاً ضمن حديث من طريق أبي قلابة برقم (22136).
ويشهد له حديث سعد بن أبي وقاص عند مسلم (2890)، وقد سلف في "المسند" برقم (1516).
وحديث ثوبان عند مسلم أيضاً (2889)، وسيأتي برقم (22395).
وحديث أنس السالف برقم (12486). وانظر تتمة شواهده هناك.
22083 -
حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ مُعَاذٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهُ:" يَا مُعَاذُ، مَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ "(1).
22084 -
حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو (2) وَهَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ؛ وَقَالَ هَارُونُ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ: وَقَالَ حَيْوَةُ: عَنِ ابْنِ أَبِي حَبِيبٍ، وَقَالَ مُعَاوِيَةُ: عَنْ حَيْوَةَ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ أُسَامَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحَكَمِ، أَنَّ مُعَاذًا قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أُصَدِّقُ أَهْلَ الْيَمَنِ، وَأَمَرَنِي أَنْ آخُذَ مِنَ الْبَقَرِ مِنْ كُلِّ ثَلَاثِينَ تَبِيعًا - قَالَ هَارُونُ: وَالتَّبِيعُ: الْجَذَعُ أَوِ الْجَذَعَةُ - وَمِنْ كُلِّ أَرْبَعِينَ مُسِنَّةً، قَالَ: فَعَرَضُوا عَلَيَّ أَنْ آخُذَ مِنَ الْأَرْبَعِينَ - قَالَ هَارُونُ: مَا بَيْنَ الْأَرْبَعِينَ - والْخَمْسِينَ (3)،
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم.
وأخرجه ابن منده (98) من طريق أبي سلمة موسى بن إسماعيل، وبإثر (98) من طريق مسدد، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" 2/ 798، والطبراني في "الكبير" 20/ (82)، وابن منده (97) من طريق حماد بن زيد، عن عبد العزيز بن صهيب، به. ولفظه عندهم:"يا معاذ" قلت: لبيك يا رسول الله وسعديك. قال: "بشر الناس من قال: لا إله إلا الله دخل الجنة".
وانظر ما سلف برقم (21998).
(2)
تحرف في (م) إلى: معاوية، عن عمرو.
(3)
في (م) و (ظ 5): أو الخمسين، والمثبت من (ق).
وَبَيْنَ السِّتِّينَ وَالسَّبْعِينَ، وَمَا بَيْنَ الثَّمَانِينَ وَالتِّسْعِينَ، فَأَبَيْتُ ذَاكَ وَقُلْتُ لَهُمْ: حَتَّى أَسْأَلَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ ذَلِكَ. فَقَدِمْتُ فَأَخْبَرْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَأَمَرَنِي أَنْ آخُذَ مِنْ كُلِّ ثَلَاثِينَ تَبِيعًا، وَمِنْ كُلِّ أَرْبَعِينَ مُسِنَّةً، وَمِنَ السِّتِّينَ تَبِيعَيْنِ، وَمِنَ السَّبْعِينَ مُسِنَّةً وَتَبِيعًا، وَمِنَ الثَّمَانِينَ مُسِنَّتَيْنِ، وَمِنَ التِّسْعِينَ ثَلَاثَةَ أَتْبَاعٍ، وَمِنَ الْمِئَةِ مُسِنَّةً وَتَبِيعَيْنِ، وَمِنَ الْعَشْرَةِ وَالْمِئَةِ مُسِنَّتَيْنِ وَتَبِيعًا، وَمِنَ الْعِشْرِينَ وَمِئَةٍ ثَلَاثَ مُسِنَّاتٍ، أَوْ أَرْبَعَةَ أَتْبَاعٍ، قَالَ: وَأَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ لَا آخُذَ فِيمَا بَيْنَ ذَلِكَ - وَقَالَ هَارُونُ: فِيمَا بَيْنَ ذَلِكَ شَيْئًا - إِلَّا أَنْ يَبْلُغَ مُسِنَّةً أَوْ جَذَعًا. وَزَعَمَ أَنَّ الْأَوْقَاصَ لَا فَرِيضَةَ فِيهَا (1).
(1) إسناده ضعيف لجهالة سلمة بن أسامة، وشيخه يحيى بن الحكم مجهول الحال معروف النسب، فهو أخو مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية ابن عمّ عثمان بن عفان، وقد جاء بغير هذه السياقة برقم (22010) و (22013) مقطعاً، وأما ما وقع في هذه الرواية من قدوم معاذ بن جبل على النبي صلى الله عليه وسلم، فالثابت أنه لم يقدم المدينة بعدما أرسله النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليمن حتّى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم. انظر تخريج الحديث رقم (22010).
حيوة: هو ابن شريح المصري. وابن أبي حبيب: هو يزيد.
وأخرجه أبو عبيد في "الأموال"(1020) و (1022) و (1026)، وابن زنجويه في "الأموال"(1456) و (1462)، والطبراني في "الكبير" 20/ (249) من طريق عبد الله بن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، بهذا الإسناد. ولم يذكر يحيى بن الحكم في رواية أبي عبيد الأولى والثالثة، وروايته الثانية مرسلة لم يذكر فيها معاذ، ووقع عند الطبراني علي بن الحكم بدل يحيى بن الحكم.
قوله: "أُصدق أهل اليمن" أي: أجمع صدقاتهم.
22085 -
حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا ثَابِتُ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ أَبِي مُنِيبٍ الْأَحْدَبِ، قَالَ: خَطَبَ مُعَاذٌ بِالشَّامِ فَذَكَرَ الطَّاعُونَ، فَقَالَ: إِنَّهَا رَحْمَةُ رَبِّكُمْ، وَدَعْوَةُ نَبِيِّكُمْ، وَقَبْضُ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ، اللهُمَّ أَدْخِلْ عَلَى آلِ مُعَاذٍ نَصِيبَهُمْ مِنْ هَذِهِ الرَّحْمَةِ، ثُمَّ نَزَلَ مِنْ مَقَامِهِ ذَلِكَ، فَدَخَلَ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُعَاذٍ فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ:{الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ} [البقرة: 147]. فَقَالَ مُعَاذٌ: {سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللهُ مِنَ الصَّابِرِينَ} [الصافات: 102](1).
(1) حسن، وهذا إسناد منقطع، رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي المنيب الأحدب الجرشي، فمن رجال أبي داود، ولا بأس به، وهو لم يسمع من معاذ. ثابت بن يزيد: هو الأحول، وعاصم: هو ابن سليمان الأحول.
وقد سلف برقم (17756) بهذا الإسناد نفسه عن أبي منيب الأحدب: أن عمرو بن العاص قال في الطاعون في آخر خطبة خطب الناس، فقال: إن هذا رجس مثل السيل، من تَنكَّبَه أخطأه
…
فقال شرحبيل بن حسنة: إن هذا رحمةُ ربكم، ودعوة نبيكم، وقبض الصالحين قبلكم.
وأخرجه ابن سعد 3/ 588 - 589 عن عبيد الله بن موسى، عن موسى بن عبيدة، عن أيوب بن خالد، عن عبد الله بن رافع، فذكره بأطول مما هنا، وذكر فيه قصة استخلاف أبي عبيدة بن الجراح لمعاذ لما طُعن. وقد سلفت هذه القصة وفيها خطبة معاذ ودعاؤه ومرض ابنه في مسند أبي عبيدة من وجه آخر برقم (1697) وفي إسنادها هناك شهر بن حوشب، وهو ضعيف، وقد اضطرب شهر فيه كما بينا ذلك في تخريجنا لروايته في مسند شرحبيل بن حسنة السالفة برقم (17753). وأما إسناد ابن سعد فضعيف لضعف موسى بن عبيدة، وهو الربذي، وشيخه أيوب بن خالد فيه لين، ثم هو منقطع، عبد الله بن رافع =
22086 -
حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ مُعَاذٍ، قَالَ: اسْتَبَّ رَجُلَانِ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَغَضِبَ أَحَدُهُمَا حَتَّى أَنَّهُ لَيُخَيَّلُ إِلَيَّ أَنَّ أَنْفَهُ لَيَتَمَزَّعُ مِنَ الْغَضَبِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنِّي لَأَعْلَمُ كَلِمَةً لَوْ يَقُولُهَا هَذَا الْغَضْبَانُ، لَذَهَبَ عَنْهُ الْغَضَبُ: اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ "(1).
= وهو مولى أم سلمة- سمعه من أم سلمة، كما أورده الذهبي في "السير" 1/ 457 من طريق سليمان بن بلال عن موسى بن عبيدة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد 3/ 589 من طريق إبراهيم بن أبي حبيبة، عن داود بن الحصين أنه بلغه لما وقع الوجع عام عمواس، فذكره بنحوه ليس فيه قصة دعاء معاذ وطعن ابنه عبد الرحمن. وإبراهيم بن أبي حبيبة ضعيف، وداود بن الحصين لم يدرك القصة.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 1/ 239 - 240 عن أحمد بن جعفر، عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، عن ابن نمير، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن طارق بن عبد الرحمن البجلي فذكره دون قصة دعاء معاذ ولا قصة طعن ابنه عبد الرحمن. ورجاله ثقات غير طارق البجلي، فهو صدوق لا بأس به، ولم يدرك القصة.
وأخرجه بأطول مما هنا البيهقي في "الدلائل" 6/ 385 من طريق ابن وهب، عن ابن لهيعة، عن عبد الله بن حيان أنه سمع سليمان بن موسى يذكر أن الطاعون وقع بالناس
…
فذكره، وسليمان بن موسى لم يدرك القصة، وعبد الله بن حيان في عداد المجهولين.
وسيأتي ضمن حديث مطول برقم (22136) دون قصة عبد الرحمن أيضاً.
وانظر ما سيأتي برقم (22088).
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد منقطع، عبد الرحمن بن أبي ليلى لم يسمع =
22087 -
حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ - يَعْنِي الدَّرَاوَرْدِيَّ - عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ صَلَّى الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ، وَحَجَّ الْبَيْتَ (1)، وَصَامَ رَمَضَانَ - وَلَا أَدْرِي أَذَكَرَ الزَّكَاةَ أَمْ لَا؟ - كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يَغْفِرَ لَهُ إِنْ هَاجَرَ فِي سَبِيلِهِ، أَوْ مَكَثَ بِأَرْضِهِ الَّتِي وُلِدَ بِهَا " فَقَالَ مُعَاذٌ: يَا رَسُولَ اللهِ،
= من معاذ، وقد اختلف فيه على عبد الملك بن عمير، فرواه مرة من حديث معاذ بن جبل، ومرة من حديث أُبي بن كعب كما سيأتي في التخريج.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 534 و 10/ 350، وعبد بن حميد (111)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(390)، والطبراني في "الكبير" 20/ (289) من طريق الحسين بن علي الجُعفي، عن زائدة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (570)، وأبو داود (4780)، والطبراني 20/ (287) من طريق جرير بن عبد الله، والطبراني أيضاً 20/ (286) من طريق عبيد الله بن عمر، كلاهما عن عبد الملك بن عمير، به. وزاد أبو داود: قال: فجعل معاذ يأمره، فأبى ومَحَكَ وجعل يزداد غضباً.
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(391) عن يوسف بن عيسى، عن الفضل بن موسى، عن يزيد بن زياد، عن عبد الملك بن عمير، عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى، عن أُبي بن كعب. فجعل أُبياً مكان مُعاذ. وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير يزيد بن زياد، وهو ابن أبي الجعد فقد روى له البخاري في "خلق أَفعال العباد" والنسائي وابن ماجه، وهو صدوق حسن الحديث.
وسيأتي برقم (22111).
وفي الباب عن سليمان بن صرد عند البخاري برقم (3282)، ومسلم برقم (2610)، وسيأتي في مسنده 6/ 394.
(1)
في (م): البيت الحرام.
أَفَأُخْبِرُ النَّاسَ؟ قَالَ: " ذَرِ النَّاسَ يَا مُعَاذُ، فِي الْجَنَّةِ مِئَةُ دَرَجَةٍ، مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ مِئَةُ سَنَةٍ، وَالْفِرْدَوْسُ أَعْلَى الْجَنَّةِ وَأَوْسَطُهَا، وَمِنْهَا تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ، فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللهَ فَاسْأَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ "(1).
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله رجال الصحيح، غير أنه منقطع، عطاء بن يسار لم يسمع من معاذ وقد اختلف فيه على زيد بن أسلم وعلى عطاء بن يسار كما سيأتي في تخريجه.
وأخرجه الدارمي في "الرد على الجهمية" ص 15، والترمذي (2530)، والطبري في "تفسيره" 16/ 37 و 38، والطبراني في "الكبير" 20/ (328) و (329)، وأبو نعيم الأصبهاني في "صفة الجنة"(227) من طرق عن عبد العزيز الدراوردي، بهذا الإسناد. وروايتهم غير الترمذي والطبراني مختصرة بقصة الجنة، وزاد الدارمي: وفوقها عرش الرحمن. وعندهم جميعاً: "ما بين كل درجة كما بين السماء والأرض".
وأخرجه ابن ماجه (4331)، والطبري 16/ 38، والطبراني 20/ (327) و (328) و (330) من طرق عن زيد بن أسلم، به. ورواية ابن ماجه والطبري مختصرة أيضاً بقصة الجنة. وعندهم:"ما بين الدرجة والدرجة كما بين السماء والأرض".
وانظر (22028).
ورواه همام بن يحيى، عن زيد بن أسلم، عن عطاء، عن عبادة بن الصامت، وسيأتي في مسنده برقم (22695)، وانظر تخريجه هناك.
ورواه محمد بن جحادة وهلال بن علي عن عطاء، عن أبي هريرة سلف في مسنده برقم (7923) و (8419).
وفي رواية أخرى عن هلال بن علي، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة وأبي سعيد، أخرجها الطبري 16/ 37، والحاكم 1/ 80. ووقع عند الطبري عن أبي هريرة أو أبي سعيد الخدري. وقد سلف مختصراً بقصة درجات الجنة في مسند أبي سعيد الخدري من طريق ابن لهيعة، عن دراج، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد برقم (11236). وانظر شواهده هناك. =
22088 -
حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا مَسَرَّةُ بْنُ مَعْبَدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " سَتُهَاجِرُونَ إِلَى الشَّامِ، فَيُفْتَحُ لَكُمْ، وَيَكُونُ فِيكُمْ دَاءٌ كَالدُّمَّلِ، أَوْ كَالْحَرَّةِ، يَأْخُذُ بِمَرَاقِّ الرَّجُلِ، يَسْتَشْهِدُ اللهُ بِهِ أَنْفُسَهُمْ، وَيُزَكِّي بِهِ أَعْمَالَهُمْ ". اللهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ سَمِعَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَعْطِهِ هُوَ وَأَهْلَ بَيْتِهِ الْحَظَّ الْأَوْفَرَ مِنْهُ. فَأَصَابَهُمُ الطَّاعُونُ، فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ، فَطُعِنَ فِي أُصْبُعِهِ السَّبَّابَةِ، فَكَانَ يَقُولُ: مَا يَسُرُّنِي أَنَّ لِي بِهَا حُمْرَ النَّعَمِ (1).
= ويشهد لقصة الفردوس، حديث سمرة بن جندب عند البزار (3513 و 3514 - كشف الأستار)، والطبري 16/ 38، والطبراني (6885) و (6886).
ومن حديث العرباض بن سارية عند البزار (3512 - كشف الأستار)، والطبراني 18/ (635).
(1)
المرفوع منه صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه إسماعيل بن عبيد الله لم يدرك معاذاً، ولد بعد وفاته بثلاث وأربعين سنة.
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخه" 1/ ورقة 183 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (225)، وفي "الشاميين"(3527)، وابن عساكر 1/ ورقة 183 من طريق هشام بن خالد الدمشقي، عن الحسن بن يحيى الخشني، عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول، عن كثير بن مرة، عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تنزلون منزلاً يقال له الجابية أو الجويبة، يصيبكم فيه داء مثل غُدَّةِ الجمل، يستشهد الله به أنفسكم =
22089 -
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْحَرَّانِيُّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ - يَعْنِي ابْنَ عَمْرٍو - عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: انْتَسَبَ رَجُلَانِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى عَهْدِ مُوسَى عليه السلام، أَحَدُهُمَا مُسْلِمٌ وَالْآخَرُ مُشْرِكٌ، فَانْتَسَبَ الْمُشْرِكُ، فَقَالَ: أَنَا فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ، حَتَّى بَلَغَ تِسْعَةَ آبَاءٍ، ثُمَّ قَالَ لِصَاحِبِهِ: انْتَسِبْ لَا أُمَّ لَكَ. قَالَ: أَنَا فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ، وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا وَرَاءَ ذَلِكَ. فَنَادَى مُوسَى النَّاسَ فَجَمَعَهُمْ، ثُمَّ قَالَ: قَدْ قُضِيَ
= وذراريَّكم، ويزكي به أعمالكم". وفيه الحسن بن يحيى الخشني، وهو ضعيف، وعبد الرحمن بن ثابت، قال صالح بن محمد: شامي صدوق وأنكروا عليه أحاديث يرويها عن أبيه عن مكحول.
وانظر ما سلف برقم (22085).
ويشهد لقوله: "ستهاجرون إلى الشام" حديث أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم سلف برقم (17470).
وحديث سفيان بن أبي زهير سلف برقم (21915).
ويشهد لقصة الداء -وهو الطاعون- حديث أبي عسيب مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم السالف برقم (20767).
وحديث عوف بن مالك عند ابن ماجه (4042)، والبيهقي في "الدلائل" 6/ 383 مطولاً، وفيه:"ثم فتح بيت المقدس- ثم داء يظهر فيكم يستشهد الله به ذراريكم وأنفسكم، ويزكي به أموالكم". وإسناد ابن ماجه صحيح على شرط البخاري. وأصل الحديث في البخاري برقم (3176)، وفيه:"ثم فتح بيت المقدس، ثم موتان يأخذ فيكم كقعاص الغنم" وسيأتي في "المسند" 6/ 22 مثل رواية البخاري.
قوله: "بمراقِّ الرجل": المراقُّ: قال ابن الأثير في "النهاية" 2/ 252: ما سفل من البطن فما تحته من المواضع التي ترق جلودها، واحدها مَرَقّ.
بَيْنَكُمَا، أَمَّا الَّذِي انْتَسَبَ إِلَى تِسْعَةِ آبَاءٍ، فَأَنْتَ فَوْقَهُمُ الْعَاشِرُ فِي النَّارِ، وَأَمَّا الَّذِي انْتَسَبَ إِلَى أَبَوَيْهِ، فَأَنْتَ امْرُؤٌ مِنْ أَهْلِ الْإِسْلَامِ (1).
22090 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ - يَعْنِي الطَّحَّانَ - حَدَّثَنَا يَحْيَى التَّيْمِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ مُعَاذٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ يُتَوَفَّى لَهُمَا ثَلَاثَةٌ، إِلَّا أَدْخَلَهُمَا اللهُ الْجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ إِيَّاهُمَا " فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَوْ اثْنَانِ؟ قَالَ:" أَوْ اثْنَانِ " قَالُوا: أَوْ وَاحِدٌ؟ قَالَ: " أَوْ وَاحِدٌ " ثُمَّ قَالَ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ السِّقْطَ لَيَجُرُّ أُمَّهُ بِسَرَرِهِ إِلَى الْجَنَّةِ إِذَا احْتَسَبَتْهُ "(2).
(1) رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أنه منقطع، عبد الرحمن بن أبي ليلى لم يسمع من معاذ.
وقد خولف أحمد بن عبد الملك الحرَّاني في وقفه، فقد أخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (284) من طريق علي بن معبد وعمرو بن خالد، كلاهما عن عبيد الله بن عمرو الرقي، بهذا الإسناد مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
وأخرجه كذلك مرفوعاً الطبراني 20/ (284)، والبيهقي في "الشعب"(5134) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن عبد الملك بن عمير، به.
وانظر حديث أبي السالف برقم (21178).
(2)
صحيح لغيره دون قصة السقط في آخره، وهذا إسناد ضعيف لضعف يحيى التيمي، وهو يحيى بن عبد الله بن الحارث الجابر.
وأخرجه عبد بن حميد (123)، والشاشي (1389) و (1391)، والطبراني في "الكبير" 20/ (299) و (300) و (301) و (303) من طرق عن يحيى بن عبد الله الجابر التيمي، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (1609) من طريق عبيدة بن حميد، عن يحيى بن =
22091 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ مُعَاذٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ " وَقَدْ قَالَ حَمَّادٌ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِمُعَاذٍ (1).
22092 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ - قَالَ: كُنْتُ أَنَا وَعَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ وَثَابِتٌ، فَحَدَّثَ عَاصِمٌ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي ظَبْيَةَ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَبِيتُ عَلَى ذِكْرِ اللهِ طَاهِرًا، فَيَتَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ، فَيَسْأَلُ اللهَ خَيْرًا مِنَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ إِلَّا أَعْطَاهُ ".
فَقَالَ ثَابِتٌ: قَدِمَ عَلَيْنَا، فَحَدَّثَنَا هَذَا الْحَدِيثَ. وَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا يَعْنِي أَبَا ظَبْيَةَ. قُلْتُ لِحَمَّادٍ: عَنْ مُعَاذٍ؟ قَالَ: عَنْ مُعَاذٍ (2).
= عبيد الله، عن عبيد الله بن مسلم، به. واقتصر في روايته على قوله: "والذي نفسي بيده إن السقط لَيَجُر
…
" قال المزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة يحيى بن عبيد الله 31/ 453: ورواه إسرائيل بن يونس وخالد بن عبد الله، عن يحيى بن عبد الله الجابر، عن عبيد الله بن مسلم. وهو أولى بالصواب والله أعلم.
قوله: "بسرره": من السَّرَر، وهو ما يتعلق مِن سُرَّة المولود، فيُقطع.
(1)
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم.
وانظر ما سلف برقم (21998).
(2)
إسناده صحيح من جهة ثابت، رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي ظبية، فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد" وأبو داود والنسائي وابن ماجه، =
22093 -
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، عَنْ مُعَاذٍ قَالَ: عَهِدَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي خَمْسٍ مَنْ فَعَلَ مِنْهُنَّ كَانَ ضَامِنًا عَلَى اللهِ: " مَنْ عَادَ مَرِيضًا، أَوْ خَرَجَ مَعَ جَنَازَةٍ، أَوْ خَرَجَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللهِ، أَوْ دَخَلَ عَلَى إِمَامٍ يُرِيدُ بِذَلِكَ تَعْزِيرَهُ وَتَوْقِيرَهُ، أَوْ قَعَدَ فِي بَيْتِهِ فَيَسْلَمُ النَّاسُ مِنْهُ وَيَسْلَمُ (1) "(2).
= وهو ثقة. ومن جهة عاصم ضعيف لضعف شهر بن حوشب.
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(806)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 87، والطبراني 20/ (235) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. ووقع عند الطبراني: حماد بن زيد، بدل حماد بن سلمة، وهو خطأ.
وانظر (22048) و (22049).
(1)
في (ظ 5): وسلم.
(2)
حديث حسن، ابن لهيعة سيئ الحفظ، لكن قد احتمل بعض أهل العلم رواية قتيبة عنه، ثم هو لم ينفرد بروايته لهذا الحديث، فقد روي بنحوه من وجه آخر عن معاذ كما سيأتي في التخريج.
وأخرجه البزار (1649 - كشف الأستار)، والطبراني في "الكبير" 20/ (55) من طرق عن عبد الله بن لهيعة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن خزيمة (1495)، وابن حبان (372)، والطبراني في "الكبير" 20/ (54)، وفي "الأوسط"(8654)، والحاكم 1/ 212 و 2/ 90، والبيهقي في "السنن" 9/ 166 - 167 من طريق الحارث بن يعقوب، عن قيس بن رافع القيسي، عن عبد الرحمن بن جبير، عن عبد الله بن عمرو، عن معاذ. وفيه مكان الجنازة الذهاب إلى المسجد. وجعلوا بدل قوله:"أو قعد في بيته فيسلم الناس منه ويسلم". قوله: "ومن جلس في بيته لم يغتب إنساناً". وإسناده حسن من أجل قيس بن رافع، فقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات". =
22094 -
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ، عَنْ مُعَاذٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ، إِذَا ارْتَحَلَ قَبْلَ زَيْغِ الشَّمْسِ، أَخَّرَ الظُّهْرَ حَتَّى يَجْمَعَهَا إِلَى الْعَصْرِ، يُصَلِّيهِمَا جَمِيعًا، وَإِذَا ارْتَحَلَ بَعْدَ زَيْغِ الشَّمْسِ، صَلَّى الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ جَمِيعًا ثُمَّ سَارَ، وَكَانَ إِذَا ارْتَحَلَ قَبْلَ الْمَغْرِبِ أَخَّرَ الْمَغْرِبَ حَتَّى يُصَلِّيَهَا مَعَ الْعِشَاءِ، وَإِذَا ارْتَحَلَ بَعْدَ الْمَغْرِبِ، عَجَّلَ الْعِشَاءَ فَصَلَّاهَا مَعَ الْمَغْرِبِ (1).
= وفي باب فضل عيادة المريض، سلف عن أنس برقم (12782)، وانظر تتمة أحاديث الباب عنده.
وفي باب فضل اتباع الجنائز، سلف عن أبي هريرة برقم (7188)، وانظر أحاديث الباب هناك.
وفي باب فضل الجهاد انظر ما سلف برقم (22014).
(1)
رجاله ثقات رجال الشيخين. لكن أشار بعض أهل العلم إلى تفرد قتيبة به، انظر الكلام عليه عند حديث أنس السالف برقم (13584).
وأخرجه الترمذي (554)، والدارقطني 1/ 193، والخطيب في "تاريخه" 12/ 465 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (1220)، والترمذي (553)، وابن حبان (1458) و (1593)، والدارقطني 1/ 392 - 393، والبيهقي 3/ 163، والخطيب 12/ 466 من طريق قتيبة، به.
وأخرجه أبو داود (1208)، ومن طريقه الدارقطني 1/ 392، والبيهقي 3/ 162 - 163 عن يزيد بن خالد، عن المفضل بن فضالة والليث بن سعد، عن هشام بن سعد، عن أبي الزبير، عن أبي الطفيل. وقد سلف من طريق هشام =
* 22095 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ - قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ هَارُونَ - حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ رَافِعٍ التَّنُوخِيِّ قَاضِي إِفْرِيقِيَّةَ: أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ قَدِمَ الشَّامَ، وَأَهْلُ الشَّامِ لَا يُوتِرُونَ، فَقَالَ لِمُعَاوِيَةَ: مَا لِي أَرَى أَهْلَ الشَّامِ لَا يُوتِرُونَ؟! فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: وَوَاجِبٌ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ؟ قَالَ: نَعَمْ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" زَادَنِي رَبِّي عز وجل صَلَاةً وَهِيَ الْوِتْرُ، وَقْتُهَا مَا بَيْنَ الْعِشَاءِ إِلَى طُلُوعِ الْفَجْرِ "(1).
22096 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ حَدَّثَهُ، قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا رَدِيفُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ إِلَّا آخِرَةُ الرَّحْلِ، فَقَالَ:" يَا مُعَاذُ " قُلْتُ: لَبَّيْكَ رَسُولَ اللهِ وَسَعْدَيْكَ. قَالَ: ثُمَّ سَارَ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ:" يَا مُعَاذُ بْنَ جَبَلٍ " قُلْتُ: لَبَّيْكَ رَسُولَ اللهِ وَسَعْدَيْكَ. قَالَ: ثُمَّ سَارَ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ:" يَا مُعَاذُ بْنَ جَبَلٍ " قُلْتُ: لَبَّيْكَ رَسُولَ اللهِ وَسَعْدَيْكَ.
= برقم (22036) بغير هذا اللفظ.
وانظر (21997).
(1)
المرفوع منه صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، عبيد الله بن زحر وعبد الرحمن بن رافع التنوخي ضعيفان، ثم إنه منقطع، عبد الرحمن بن رافع لم يدرك معاذاً.
ويشهد له حديث أبي بصرة الغفاري، وسيأتي 6/ 7 وإسناده صحيح.
وحديث عبد الله بن عمرو السالف برقم (6693)، وانظر تتمة أحاديث الباب عنده.
قَالَ: " هَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ اللهِ عَلَى الْعِبَادِ؟ " قَالَ: قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: " فَإِنَّ حَقَّ اللهِ عَلَى الْعِبَادِ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا " قَالَ: ثُمَّ سَارَ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ:" يَا مُعَاذُ بْنَ جَبَلٍ " قُلْتُ: لَبَّيْكَ رَسُولَ اللهِ وَسَعْدَيْكَ. قَالَ: " فَهَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللهِ إِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ؟ " قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: " فَإِنَّ حَقَّ الْعِبَادِ عَلَى اللهِ أَنْ لَا يُعَذِّبَهُمْ "(1).
• 22097 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (2) حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ مُعَاذٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، نَحْوَهُ أَوْ مِثْلَهُ (3).
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم، وهمام: هو ابن يحيى العوذي.
وأخرجه ابن منده في "الإيمان"(92) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "صحيحه"(6267)، وفي "الأدب المفرد"(943)، والنسائي في "الكبرى"(10014)، وأبو عوانة (29)، والبغوي (49) من طريق همام، به. ولفظ البغوي بنحوه وزاد: فقال: يا رسول الله أفلا أخبر به الناس فيستبشروا؟ قال: "إذاً يتكلوا" فأخبر بها معاذ عند موته تأثماً.
وأخرجه ابن منده في "الإيمان"(93) من طريق هشام، عن قتادة به. وفيه نحو لفظ البغوي.
وانظر ما سلف برقم (21991).
(2)
وقع في (م) و (ر) و (ق): حدثنا عبد الله، حدثني أبي، على أنه من رواية عبد الله بن أحمد عن أبيه، وهو خطأ، والصواب أنه من زيادات عبد الله ابن أحمد كما هو في (ظ 5)، و"أطراف المسند" 5/ 291.
(3)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. =
22098 -
حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ (1)، عَنْ مُعَاذٍ قَالَ: كُنْتُ رِدْفَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ إِلَّا آخِرَةُ الرَّحْلِ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ (2).
22099 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ؟ " قَالَ: قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: " لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ "(3).
22100 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي أَبُو عَوْنٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَارِثَ بْنَ عَمْرٍو ابْنَ أَخِي الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ نَاسٍ مِنْ أَصْحَابِ مُعَاذٍ مِنْ أَهْلِ حِمْصٍ
= وأخرجه البخاري (5967) وبإثر (6267) و (6500)، ومسلم (30)(48)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1839)، وابن حبان (362)، والطبراني في "الكبير" 20/ (81)، وابن منده في "الإيمان"(92) من طريق هدبة بن خالد، بهذا الإسناد.
وانظر ما سلف برقم (21991).
(1)
قوله: عن أنس، سقط من (م).
(2)
إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر ما سلف برقم (21991).
(3)
حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، أبو رزين -وهو مسعود بن مالك الأسدي- لم يدرك معاذ بن جبل.
وأخرجه الطبراني 20/ (371) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وانظر (21996).
عَنْ مُعَاذٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ حِينَ بَعَثَهُ إِلَى الْيَمَنِ فَذَكَرَ: " كَيْفَ تَقْضِي إِنْ عَرَضَ لَكَ قَضَاءٌ؟ " قَالَ: أَقْضِي بِكِتَابِ اللهِ. قَالَ: " فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي كِتَابِ اللهِ؟ " قَالَ: فَبِسُنَّةِ (1) رَسُولِ اللهِ. قَالَ: " فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي سَنَةِ رَسُولِ اللهِ؟ " قَالَ: أَجْتَهِدُ رَأْيِي وَلَا آلُو. قَالَ: فَضَرَبَ صَدْرِي، فَقَالَ:" الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَفَّقَ رَسُولَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِمَا يُرْضِي رَسُولَهُ "(2).
22101 -
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ بَحِيرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا تُؤْذِي امْرَأَةٌ زَوْجَهَا فِي الدُّنْيَا، إِلَّا قَالَتْ زَوْجَتُهُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ: لَا تُؤْذِيهِ قَاتَلَكِ اللهُ، فَإِنَّمَا هُوَ عِنْدَكِ دَخِيلٌ يُوشِكُ أَنْ يُفَارِقَكِ إِلَيْنَا "(3).
(1) في (م): فسنة، وفي (ر): بسنة.
(2)
إسناده ضعيف لإبهام أصحاب معاذ، وجهالة الحارث بن عمرو، وسلف الكلام عليه عند الحديث رقم (22007).
وأخرجه الخطيب في "الفقيه والمتفقه" 1/ 188 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
(3)
إسناده حسن من أجل إسماعيل بن عياش.
وأخرجه ابن ماجه (2014)، والترمذي (1174)، والشاشي في "مسنده"(1374)، والطبراني في "الكبير" 20/ (224)، وفي "الشاميين"(1166)، وأبو نعيم في "الحلية" 5/ 220، وفي "صفة الجنة"(86)، والذهبي في "سير أعلام النبلاء" 4/ 47 من طرق عن إسماعيل بن عياش، بهذا الإسناد. وحسنه الترمذي، وصحح إسناده الذهبي.
22102 -
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَفَاتِيحُ الْجَنَّةِ شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ "(1).
22103 -
حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:{تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا} [السجدة: 16] قَالَ: " قِيَامُ الْعَبْدِ مِنَ اللَّيْلِ "(2).
22104 -
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَمِيرَةَ، قَالَ: لَمَّا حَضَرَ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ الْمَوْتُ، قِيلَ لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَوْصِنَا. قَالَ: أَجْلِسُونِي. فَقَالَ: إِنَّ الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ مَكَانَهُمَا، مَنِ
(1) إسناده ضعيف، شهر بن حوشب ضعيف ولم يدرك معاذاً، وإسماعيل بن عياش روايته عن غير أهل بلده ضعيفة، وهذا منها، فإن عبد الله بن عبد الرحمن مكي. وقد صح معناه عن معاذ بغير هذه السياقة، انظر ما سلف برقم (21998).
وأخرجه البزار في "مسنده"(2660)، والطبراني في "الدعاء"(1479)، وابن عدي في "الكامل" 4/ 1356 من طرق عن إسماعيل بن عياش، بهذا الإسناد.
(2)
صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب، ثم هو لم يسمع من معاذ. وقد سلف ضمن حديث مطول برقم (22016).
ابْتَغَاهُمَا وَجَدَهُمَا - يَقُولُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ - فَالْتَمِسُوا الْعِلْمَ عِنْدَ أَرْبَعَةِ رَهْطٍ: عِنْدَ عُوَيْمِرٍ أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَعِنْدَ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ، وَعِنْدَ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَعِنْدَ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ الَّذِي كَانَ يَهُودِيًّا ثُمَّ أَسْلَمَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" إِنَّهُ عَاشِرُ عَشَرَةٍ فِي الْجَنَّةِ "(1).
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير يزيد بن عميرة، فقد روى له أبو داود والترمذي والنسائي، وهو ثقة. أبو إدريس الخولاني: هو عائذ بن عبد الله.
وأخرجه الترمذي (3804)، والنسائي في "الكبرى"(8253)، والحاكم 3/ 270، وابن الأثير في "أسد الغابة" 3/ 265 من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحاكم 3/ 416 من طريق يحيى بن بكير، عن الليث، به.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الأوسط" 1/ 98، وابن حبان (7165) والحاكم 1/ 98 من طريق عبد الله بن وهب، والطبراني في "الكبير"(8514) و 20/ (229)، وفي "الشاميين"(1932)، والحاكم 1/ 98، والمزي في "تهذيب الكمال" 32/ 220 من طريق عبد الله بن صالح، كلاهما عن معاوية بن صالح، به. ولم يذكر الطبراني في "الكبير" المرفوع منه.
وأخرجه الحاكم 1/ 98 من طريق محمد بن عجلان، عن ابن شهاب، عن أبي إدريس الخولاني، به مختصراً بقول معاذ: العلم والإيمان مكانهما، من ابتغاهما وجدهما.
وأخرجه مطولاً وفيه زيادات ابن سعد 2/ 352 و 352 - 353 من طريق زيد ابن رفيع، عن معبد الجهني، عن يزيد بن عميرة، عن معاذ.
وأخرجه الحاكم 1/ 98 من طريق محمد بن شعيب بن شابور، عن النعمان ابن المنذر، عن مكحول، قال: وجع معاذ يوماً وعنده يزيد بن عميرة الزُّبيدي يبكي، فذكره وقال في آخره: فإنه كان يقال: إنه عاشر عشرة في الجنة. =
22105 -
حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ وَيُونُسُ، قَالَا: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنِ السَّرِيِّ بْنِ يَنْعُمَ، عَنْ مَرِيحِ بْنِ مَسْرُوقٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَمَّا بَعَثَ بِهِ إِلَى الْيَمَنِ قَالَ: " إِيَّايَ وَالتَّنَعُّمَ، فَإِنَّ عِبَادَ اللهِ لَيْسُوا بِالْمُتَنَعِّمِينَ "(1).
22106 -
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ
= وإسناده منقطع، مكحول لم يدرك معاذاً.
وأخرجه مطولاً وفيه زيادات ودون المرفوع منه ابن سعد 2/ 352، ويعقوب بن سفيان في "تاريخه" 2/ 550، والطبراني في "الكبير" 20/ (228)، والحاكم 4/ 466 من طريق أيوب السختياني، عن أبي قلابة، عن يزيد بن عميرة، عن معاذ. ووقع في إسناد يعقوب بن سفيان: رجل يخدم معاذاً، بدلاً من يزيد بن عميرة، وكلاهما واحد. ورواية ابن سعد مختصرة.
وأخرجه الطبراني في "الشاميين"(1637) عن عمرو بن إسحاق بن إبراهيم ابن العلاء، عن محمد بن إسماعيل بن عياش، عن أبيه، عن ضمضم، عن شريح بن عبيد، عن شراحيل بن معشر العبسي، عن معاذ مختصراً بالمرفوع منه. وشيخ الطبراني فيه مجهول، ومحمد بن إسماعيل ضعيف.
(1)
إسناده ضعيف لضعف بقية بن الوليد وهو مدلس تدليس التسوية، وقد عنعن. وقول الألباني في "صحيحه" (353): إن بقية صرح بالتحديث ليس بشيء، لأنه مَن قَبِلَ حديث بقية، اشترط أن يكون التصريح بالتحديث في جميع السند، وهذا منتف في هذا الحديث عند جميع من أخرج الحديث من طريقه، ومريح بن مسروق لم يوثقه غير ابن حبان 5/ 464.
وأخرجه الطبراني في "الشاميين"(1395) من طريق عمرو بن عثمان، وأبو نعيم في "الحلية" 5/ 155 من طريق كثير بن عبيد، كلاهما عن بقية، بهذا الإسناد.
وسيأتي (22118).
عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ: أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، أَوْ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" يَدْخُلُ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ جُرْدًا مُرْدًا مُكَحَّلِينَ بَنِي ثَلَاثِينَ " أَوْ " ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ "(1).
22107 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ (2)، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ رَجُلٍ حَدَّثَهُ يَثِقُ بِهِ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّ الشَّيْطَانَ ذِئْبُ الْإِنْسَانِ كَذِئْبِ الْغَنَمِ، يَأْخُذُ الشَّاةَ الْقَاصِيَةَ (3) وَالنَّاحِيَةَ، وَإِيَّاكُمْ وَالشِّعَابَ، وَعَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَةِ وَالْعَامَّةِ "(4).
22108 -
حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ ابْنِ عُمَيْرٍ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ مُعَاذٍ قَالَ: صَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم صَلَاةً فَأَحْسَنَ فِيهَا الرُّكُوعَ
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب.
وأخرجه الترمذي (2545)، والبزار في "مسنده"(2644)، وأبو نعيم في "صفة الجنة"(257) من طريق سليمان بن داود، بهذا الإسناد.
وأخرجه الشاشي في "مسنده"(1342)، والطبراني في "الكبير" 20/ (118) من طريق عمرو بن مرزوق، عن عمران أبي العوام، به.
وانظر ما سلف برقم (22024).
(2)
في (م): حدثنا عبد الصمد، حدثنا عبد الوارث، وهو خطأ.
(3)
في (ظ 5) و (ر): الشاذة والقاصية.
(4)
حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الراوي عن معاذ وعمر بن إبراهيم -وهو العبدي البصري- في حديثه عن قتادة ضعف، وقد سلف برقم (22029) بإسقاط الرجل المبهم.
وَالسُّجُودَ وَالْقِيَامَ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ:" هَذِهِ صَلَاةُ رَغْبَةٍ وَرَهْبَةٍ، سَأَلْتُ رَبِّي فِيهَا ثَلَاثًا، فَأَعْطَانِي اثْنَتَيْنِ، وَلَمْ يُعْطِنِي وَاحِدَةً: سَأَلْتُهُ أَنْ لَا يَقْتُلَ أُمَّتِي بِسَنَةِ جُوعٍ، فَيَهْلَكُوا، فَأَعْطَانِي، وَسَأَلْتُهُ أَنْ لَا يُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ، فَأَعْطَانِي، وَسَأَلْتُهُ أَنْ لَا يَجْعَلَ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ، فَمَنَعَنِي "(1).
22109 -
حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا جَهْضَمٌ - يَعْنِي الْيَمَامِيَّ - حَدَّثَنَا يَحْيَى - يَعْنِي ابْنَ أَبِي كَثِيرٍ -، حَدَّثَنَا زَيْدٌ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي سَلَّامٍ - عَنْ أَبِي سَلَّامٍ - وَهُوَ زَيْدُ بْنُ سَلَّامِ بْنِ أَبِي سَلَّامٍ نَسَبُهُ إِلَى جَدِّهِ - أَنَّهُ حَدَّثَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَائِشٍ الْحَضْرَمِيُّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ يَخَامِرَ، أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ قَالَ: احْتَبَسَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ غَدَاةٍ عَنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ، حَتَّى كِدْنَا نَتَرَاءَى قَرْنَ الشَّمْسِ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَرِيعًا، فَثُوِّبَ بِالصَّلَاةِ، وَصَلَّى وَتَجَوَّزَ فِي صَلَاتِهِ، فَلَمَّا سَلَّمَ قَالَ:" كَمَا أَنْتُمْ، عَلَى مَصَافِّكُمْ كَمَا أَنْتُمْ (2) "، ثُمَّ أَقْبَلَ إِلَيْنَا، فَقَالَ: " إِنِّي سَأُحَدِّثُكُمْ مَا حَبَسَنِي عَنْكُمُ الْغَدَاةَ، إِنِّي قُمْتُ مِنَ اللَّيْلِ، فَصَلَّيْتُ مَا قُدِّرَ لِي، فَنَعَسْتُ فِي صَلَاتِي حَتَّى اسْتَيْقَظْتُ،
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، عبد الرحمن بن أبي ليلى لم يسمع من معاذ، وشريك -وإن كان سيئ الحفظ- قد توبع فيما سيأتي برقم (22125)، وكما سيأتي في التخريج.
وأخرجه الطبراني 20/ (279) من طرق عن أبي عوانة، عن عبد الملك بن عمير، بهذا الإسناد.
وانظر (22082).
(2)
قوله: كَمَا أَنْتُمْ، ليس في (م).
فَإِذَا أَنَا بِرَبِّي فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَتَدْرِي فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلَأُ الْأَعْلَى؟ قُلْتُ: لَا أَدْرِي يَا رَبِّ. قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلَأُ الْأَعْلَى؟ قُلْتُ: لَا أَدْرِي رَبِّ. قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلَأُ الْأَعْلَى؟ قُلْتُ: لَا أَدْرِي يا رَبِّ. (1) فَرَأَيْتُهُ وَضَعَ كَفَّهُ بَيْنَ كَتِفَيَّ حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ أَنَامِلِهِ بَيْنَ صَدْرِي، فَتَجَلَّى لِي كُلُّ شَيْءٍ وَعَرَفْتُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلَأُ الْأَعْلَى؟ قُلْتُ: فِي الْكَفَّارَاتِ. قَالَ: وَمَا الْكَفَّارَاتُ؟ قُلْتُ: نَقْلُ الْأَقْدَامِ إِلَى الْجُمُعَاتِ وَجُلُوسٌ فِي الْمَسَاجِدِ بَعْدَ الصَّلَواتِ (2)، وَإِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عِنْدَ الْكَرِيهَاتِ. قَالَ: وَمَا الدَّرَجَاتُ؟ قُلْتُ: إِطْعَامُ الطَّعَامِ، وَلِينُ الْكَلَامِ، وَالصَّلَاةُ وَالنَّاسُ نِيَامٌ. قَالَ: سَلْ. قُلْتُ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ، وَتَرْكَ الْمُنْكَرَاتِ، وَحُبَّ الْمَسَاكِينِ، وَأَنْ تَغْفِرَ لِي وَتَرْحَمَنِي، وَإِذَا أَرَدْتَ فِتْنَةً فِي قَوْمٍ، فَتَوَفَّنِي غَيْرَ مَفْتُونٍ، وَأَسْأَلُكَ حُبَّكَ وَحُبَّ مَنْ يُحِبُّكَ، وَحُبَّ عَمَلٍ يُقَرِّبُنِي إِلَى حُبِّكَ " وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّهَا حَقٌّ فَادْرُسُوهَا وَتَعَلَّمُوهَا "(3).
(1) قوله: "قال: يا محمد فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: لا أدري يا رب" سقط من (م).
(2)
في (م): الصلاة.
(3)
ضعيف لاضطرابه، ومداره على عبد الرحمن بن عائش، وقد اختُلف فيه عليه كما سلف بيانه عند حديث ابن عباس (3484)، وبرقم (16621) في حديث بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأخرجه المزي في ترجمة عبد الرحمن بن عائش من "تهذيب الكمال" 17/ 203 - 205 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. =
22110 -
حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ يَحْيَى الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْبَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مَالِكِ بْنِ يَخَامِرَ السَّكْسَكِيِّ، قَالَ:
= وأخرجه الترمذي في "سننه"(3235)، وهو في "العلل الكبير" 2/ 895 - 896، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/ 542، والمزي 17/ 205 من طريق معاذ بن هانئ، عن جهضم بن عبد الله، به. ولم يُذكر أبو سلام في إسناد ابن خزيمة.
وخالف أبا سعيد مولى بني هاشم ومعاذَ بن هانئ محمدُ بن سنان العوقي -وهو ثقة- فرواه عن جهضم، عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن أبي سلّام، عن جده ممطور، عن أبي عبد الرحمن السكسكي، عن مالك بن يخامر، عن معاذ. فجعل مكان عبد الرحمن بن عائش أبا عبد الرحمن السكسكي، وإنما أراد عبد الرحمن بن عائش كما قال الدارقطني في "العلل" 6/ 57. وأخرجه الطبراني 20/ (216) عن حفص بن عمر بن الصباح الرقي، عن محمد بن سنان، بهذا الإسناد. وحفص بن عمر حدث بغير حديث لم يتابع عليه، قاله أبو أحمد الحاكم، وقال ابن حبان في "الثقات": ربما أخطأ. وأبو عبد الرحمن السكسكي لم نقف له على ترجمة.
وأخرجه بمثل رواية محمد بن سنان العوقي ابن عدي في "الكامل" 6/ 2344، والطبراني 20/ (216)، والمزي 17/ 206 من طريق موسى بن خلف العمي، عن يحيى بن أبي كثير، بمثل إسناد الطبراني السابق. وموسى بن خلف قال ابن حبان في "المجروحين" 20/ 240: كان رديء الحفظ يروي عن قتادة أشياء مناكير، وعن يحيى بن أبي كثير مالا يشبه حديثه، فلما كثر ضَرْبُ هذا في روايته استحق ترك الاحتجاج به فيما خالف الأثبات وانفرد جميعاً. وضعفه ابن معين، وقال الدراقطني: ليس بالقوي، يعتبر به.
وأخرجه البزار (2668)، وابن خزيمة 1/ 545، والطبراني 1/ (290) والحاكم 1/ 521 من طريق سعيد بن سويد، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن معاذ. وعبد الرحمن بن إسحاق وهو أبو شيبة الكوفي ضعيف، والراوي عنه -وهو سعيد بن سويد- في عداد المجهولين، وابن أبي ليلى لم يسمع من معاذ.
سَمِعْتُ مُعَاذًا يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ جُرِحَ جُرْحًا فِي سَبِيلِ اللهِ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَوْنُهُ لَوْنُ الزَّعْفَرَانِ، وَرِيحُهُ رِيحُ الْمِسْكِ، عَلَيْهِ طَابَعُ الشُّهَدَاءِ، وَمَنْ سَأَلَ اللهَ الشَّهَادَةَ مُخْلِصًا، أَعْطَاهُ اللهُ أَجْرَ شَهِيدٍ، وَإِنْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ، وَمَنْ قَاتَلَ فِي سَبِيلِ اللهِ فُوَاقَ نَاقَةٍ، وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ "(1).
22111 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ مُعَاذٍ: قَالَ: اسْتَبَّ رَجُلَانِ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَغَضِبَ أَحَدُهُمَا
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل ابن ثوبان، واسمه عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان.
وأخرجه ابن حبان (3191) و (4618) من طريق زيد بن يحيى، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"20/ (206)، وفي "الشاميين"(189) و (3537)، والبيهقي في "السنن" 9/ 170 من طريق غسان بن الربيع، عن عبد الرحمن بن ثوبان، به. وسقط من إسناد البيهقي كثير بن مرة.
وأخرجه أبو داود (2541)، وابن أبي عاصم في "الجهاد"(137)، والبيهقي في "الشعب"(4251) من طريق بقية بن الوليد، عن عبد الرحمن بن ثوبان، به. وأسقط من إسناده كثير بن مرة، وتحرف مالك بن يخامر إلى مالك بن عامر عند البيهقي، واقتصر ابن أبي عاصم على أوله.
وأخرجه الطبراني في "الشاميين"(678) و (2491) من طريق إبراهيم بن عبد الحميد بن ذي حماية وأرطاة بن المنذر، عن كثير بن مرة، عن معاذ ليس فيه مالك بن يخامر. واقتصر على أوله.
وانظر (22014).
فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " إِنِّي لَأَعْلَمُ كَلِمَةً لَوْ قَالَهَا، ذَهَبَ غَضَبُهُ: أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ "(1).
22112 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ وَأَبُو سَعِيدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ - وَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ - عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: أَتَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللهِ، مَا تَقُولُ فِي رَجُلٍ لَقِيَ امْرَأَةً لَا يَعْرِفُهَا، فَلَيْسَ يَأْتِي الرَّجُلُ مِنَ امْرَأَتِهِ شَيْئًا إِلَّا قَدْ أَتَاهُ مِنْهَا، غَيْرَ أَنَّهُ لَمْ يُجَامِعْهَا؟ قَالَ: فَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل هَذِهِ الْآيَةَ {أَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} الْآيَةَ [هود: 114] قَالَ: فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " تَوَضَّأْ ثُمَّ صَلِّ " قَالَ مُعَاذٌ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَهُ خَاصَّةً أَمْ لِلْمُؤْمِنِينَ عَامَّةً؟ قَالَ:" بَلْ لِلْمُؤْمِنِينَ عَامَّةً "(2).
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد منقطع، ابن أبي ليلى لم يسمع من معاذ وقد اختلف فيه على عبد الملك بن عمير كما سلف بيانه في الرواية رقم (22086).
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (288) من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي بإثر الحديث (3452)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(389) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، به.
وأخرجه الترمذي (3452) من طريق قبيصة، عن سفيان الثوري، به.
(2)
صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أنه منقطع. عبد الرحمن بن أبي ليلى لم يسمع معاذاً. =
22113 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ مُعَاذٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" مَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً مُؤْمِنَةً، فَهِيَ فِدَاؤُهُ مِنَ النَّارِ "(1).
22114 -
حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي ظَبْيَةَ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَبِيتُ عَلَى ذِكْرِ اللهِ طَاهِرًا، فَيَتَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ، فَيَسْأَلُ اللهَ خَيْرًا مِنْ
= وأخرجه الترمذي (3113)، والطبري في "التفسير" 12/ 136، والطبراني في "الكبير" 20/ (277) من طرق عن زائدة بن قدامة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (278)، والدارقطني 1/ 134، والحاكم 1/ 135، والبيهقي 1/ 125، والواحدي في "الوسيط" 2/ 594، وفي "أسباب النزول" ص 181 من طريق جرير بن عبد الحميد، عن عبد الملك بن عمير، به.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(7328)، والطبري 12/ 136 من طريق شعبة، عن عبد الملك بن عمير، عن ابن أبي ليلى مرسلاً لم يذكر فيه معاذاً، ووقع ذكره في المطبوع من "السنن الكبرى"، وهو خطأ يصوب من "تحفة الأشراف" 8/ 409.
وفي الباب عن ابن مسعود، سلف برقم (3653)، وانظر تتمة شواهده هناك.
(1)
صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الشيخين غير قيس -وهو الجذامي- فقد روى له النسائي، وله صحبة، لكنه منقطع، فقتادة لم يسمع من قيس الجُذامي كما بيّناه عند الرواية رقم (17326).
وقد سلف الحديث في مسند عقبة بن عامر برقم (17326) من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن قيس الجذامي، عن عقبة.
خَيْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ " (1).
22115 -
حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ - أَخْبَرَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ؟ " قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: " لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ "(2).
22116 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ (3)، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ. وَرَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ يَخَامِرَ، أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ حَدَّثَهُ - وَقَالَ رَوْحٌ: حَدَّثَهُمْ - أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ جَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللهِ - وَقَالَ رَوْحٌ: قَاتَلَ فِي سَبِيلِ اللهِ - مِنْ رَجُلٍ مُسْلِمٍ فُوَاقَ نَاقَةٍ، فَقَدْ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ، وَمَنْ سَأَلَ اللهَ الْقَتْلَ مِنْ عِنْدِ نَفْسِهِ صَادِقًا، ثُمَّ مَاتَ أَوْ قُتِلَ، فَلَهُ أَجْرُ الشُّهَدَاءِ، وَمَنْ جُرِحَ جُرْحًا فِي سَبِيلِ اللهِ، أَوْ نُكِبَ نَكْبَةً، فَإِنَّهَا تَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَغْزَرِ مَا كَانَتْ - وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: كَأَغَرِّ (4)، وَرَوْحٌ: كَأَغْزَرِ، وَحَجَّاجٌ: كَأَعَزِّ مَا كَانَتْ - لَوْنُهَا كَالزَّعْفَرَانِ،
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب، وقد توبع فيما سلف برقم (22048).
(2)
حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، أبو رزين -وهو مسعود بن مالك الأسدي- لم يدرك معاذ بن جبل.
وانظر (21996).
(3)
تحرف في (م) إلى: جعفر.
(4)
في (م): كأغزر.
وَرِيحُهَا كَالْمِسْكِ، وَمَنْ جُرِحَ فِي سَبِيلِ اللهِ، فَعَلَيْهِ طَابَعُ الشُّهَدَاءِ " (1).
22117 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ مُعَاذٍ قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى قُرًى عَرَبِيَّةٍ، فَأَمَرَنِي أَنْ آخُذَ حَظَّ الْأَرْضِ.
قَالَ سُفْيَانُ: حَظُّ الْأَرْضِ: الثُّلُثُ وَالرُّبُعُ (2).
22118 -
حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، عَنِ السَّرِيِّ بْنِ يَنْعُمَ، عَنْ مُرِيحِ بْنِ مَسْرُوقٍ (3)، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: لَمَّا بَعَثَهُ إِلَى الْيَمَنِ: " إِيَّايَ وَالتَّنَعُّمَ؛ فَإِنَّ عِبَادَ اللهِ لَيْسُوا بِالْمُتَنَعِّمِينَ "(4).
22119 -
حَدَّثَنَا الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ عُقْبَةَ بْنَ مُسْلِمٍ التُّجِيبِيَّ يَقُولُ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيُّ، عَنْ الصُّنَابِحِيّ
(1) إسناده صحيح، سلف الكلام عليه عند الحديث رقم (22014).
وأخرجه الترمذي (1654) و (1657)، والحاكم في "المستدرك" 2/ 77، والبيهقي في "الشعب"(4249) من طريق روح بن عبادة وحده، بهذا الإسناد. وتحرف عند البيهقي مالك بن يخامر إلى مالك بن عامر، ورواية الحاكم والبيهقي دون قوله: "من جرح جرحاً في سبيل
…
إلخ".
(2)
إسناده ضعيف، جابر -وهو ابن يزيد الجعفي- ضعيف، ومحمد بن زيد سلف الكلام عليه في الرواية رقم (21990).
(3)
تحرف في (م) إلى: مريح عن مسروق.
(4)
إسناده ضعيف لضعف بقية بن الوليد، وهو مدلس تدليس التسوية، وقد عنعن. وانظر (22105).
عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَخَذَ بِيَدِهِ يَوْمًا، ثُمَّ قَالَ:" يَا مُعَاذُ إِنِّي لَأُحِبُّكَ " فَقَالَ لَهُ مُعَاذٌ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللهِ، وَأَنَا أُحِبُّكَ. قَالَ:" أُوصِيكَ يَا مُعَاذُ، لَا تَدَعَنَّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ أَنْ تَقُولَ: اللهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ، وَشُكْرِكَ، وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ ".
قَالَ: وَأَوْصَى بِذَلِكَ مُعَاذٌ الصُّنَابِحِيَّ، وَأَوْصَى الصُّنَابِحِيُّ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَأَوْصَى أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عُقْبَةَ بْنَ مُسْلِمٍ (1).
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير عقبة بن مسلم، فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد" وأبو داود والترمذي والنسائي، وهو ثقة. المقرئ: هو عبد الله بن يزيد المكي، وحيوة: هو ابن شريح بن صفوان التجيبي، وأبو عبد الرحمن الحبلي: هو عبد الله بن يزيد المعافري، والصنابحي: هو عبد الرحمن بن عُسَيْلة.
وأخرجه أبو داود (1522)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(109)، والبزار في "مسنده"(2661)، وابن خزيمة (751)، وابن حبان (2020) و (2021)، والطبر اني في "الكبير" 20/ (110)، وفي "الدعاء"(654)، والحاكم 1/ 273 و 3/ 273 - 274، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 241 و 5/ 130 من طريق عبد الله بن يزيد المقرئ، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 3/ 53 من طريق عبد الله بن وهب، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(118) من طريق يحيى بن يعلى، كلاهما عن حيوة بن شريح، به.
وأخرجه الطبراني 20/ (250) من طريق عبد الله بن لهيعة، عن عقبة، به. وأُسقط من إسناده الصنابحي. وابن لهيعة سيئ الحفظ.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (218)، وفي "الشاميين"(1650) من طريق محمد بن إسماعيل بن عياش، عن أبيه، عن ضمضم بن زرعة، عن شُريح ابن عبيد، عن مالك بن يَخامر، عن معاذ. ومحمد بن إسماعيل ضعيف. =
22120 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ (1)، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ مُعَاذٍ قَالَ: إِنْ كَانَ عُمَرُ لَمِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ مَا رَأَى فِي يَقَظَتِهِ أَوْ نَوْمِهِ فَهُوَ حَقٌّ، وَإِنَّهُ قَالَ:" بَيْنَمَا أَنَا فِي الْجَنَّةِ إِذْ رَأَيْتُ فِيهَا دَارًا، فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذِهِ؟ فَقِيلَ: لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ "(2).
= وسيأتي (22126).
وقد سلف هذا الدعاء من حديث أبي هريرة برقم (7982) دون تقييده دبر الصلاة.
(1)
تحرف في (م) إلى: بكر.
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير أنه منقطع، فإن مصعب بن سعد -وهو ابن أبي وقاص- لم يسمع من معاذ. محمد بن بشر: هو ابن الفُرافِصة العبدي، ومسعر: هو ابن كِدام.
وأخرجه الطبراني 20/ (308) من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني 20/ (309) من طريق محمد بن بشر، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 27، وابن أبي عاصم في "السنة"(1265)، والشاشي في "مسنده"(1364)، والطبراني 20/ (309)، والقطيعي في زياداته على "فضائل الصحابة"(483) من طرق عن مسعر بن كدام، به.
وأخرجه ابن عدي 7/ 2692 من طريق يحيى بن اليمان، عن سفيان الثوري، عن مسعر بن كدام، به. قال الدارقطني في "العلل" 5/ 277: ولا يصح الثوري فيه. قلنا: ويحيى بن اليمان صدوق كثير الخطأ.
وأخرجه الدارقطني في "العلل" 6/ 82 - 83 من طريق يحيى بن اليمان، عن سفيان الثوري، عن مسعر، عن عبد الملك، عن النزال بن سبرة، عن ابن =
22121 -
حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ يَخَامِرَ، عَنْ مُعَاذٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " عُمْرَانُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ خَرَابُ يَثْرِبَ، وَخَرَابُ يَثْرِبَ خُرُوجُ الْمَلْحَمَةِ، وَخُرُوجُ الْمَلْحَمَةِ فَتْحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ، وَفَتْحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ خُرُوجُ الدَّجَّالِ " ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى فَخِذِ الَّذِي حَدَّثَهُ، أَوْ مَنْكِبِهِ، ثُمَّ قَالَ:" إِنَّ هَذَا لَحَقٌّ (1) كَمَا أَنَّكَ هَاهُنَا " أَوْ كَمَا " أَنَّكَ قَاعِدٌ " يَعْنِي مُعَاذًا (2).
= مسعود. وهو وهم آخر من يحيى بن اليمان، حيث جعله من حديث النزال بن سبرة، عن ابن مسعود.
وأخرجه ابن حبان (6884)، وابن عدي 7/ 2692 من طريق يحيى بن اليمان، بهذا الإسناد. ولم يذكر فيه الثوري.
وانظر (22035).
(1)
في (م): الحق.
(2)
إسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن ثوبان. وأورد حديثه هذا الإمام الذهبي في "الميزان" في جملة مناكيره.
وأخرجه أبو داود (4294)، والخطيب في "تاريخه" 10/ 223 من طريق أبي النضر هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات"(3530)، ومن طريقه أبو محمد البغوي في "شرح السنة"(4252) عن علي بن الجعد، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(519) من طريق الهيثم بن جميل، كلاهما عن ابن ثوبان، به.
وأخرجه البخاري في "تاريخه" 5/ 193، والحاكم 4/ 420 - 421 من طريق عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن مكحول، عن عبد الله بن محيريز، أن معاذ بن جبل كان يقول:
…
فذكره موقوفاً. وعبد الله بن محيريز لم يسمع من معاذ.
وانظر ما سلف برقم (22023) و (22045).
22122 -
حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ - يَعْنِي ابْنَ بَهْرَامَ - حَدَّثَنَا شَهْرٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ غَنْمٍ، عَنْ حَدِيثِ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ بِالنَّاسِ قِبَلَ غَزْوَةِ تَبُوكَ، فَلَمَّا أَنْ أَصْبَحَ صَلَّى بِالنَّاسِ صَلَاةَ الصُّبْحِ، ثُمَّ إِنَّ النَّاسَ رَكِبُوا، فَلَمَّا أَنْ طَلَعَتِ الشَّمْسُ نَعَسَ النَّاسُ عَلَى أَثَرِ الدُّلْجَةِ وَلَزِمَ مُعَاذٌ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتْلُو أَثَرَهُ، وَالنَّاسُ تَفَرَّقَتْ بِهِمْ رِكَابُهُمْ عَلَى جَوَادِّ الطَّرِيقِ (1)، تَأْكُلُ وَتَسِيرُ، فَبَيْنَمَا مُعَاذٌ عَلَى أَثَرِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَنَاقَتُهُ تَأْكُلُ مَرَّةً وَتَسِيرُ أُخْرَى، عَثَرَتْ نَاقَةُ مُعَاذٍ فَكَبَحَهَا بِالزِّمَامِ، فَهَبَّتْ حَتَّى نَفَرَتْ مِنْهَا نَاقَةُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَشْفَ عَنْهُ قِنَاعَهُ، فَالْتَفَتَ فَإِذَا لَيْسَ مِنَ الْجَيْشِ رَجُلٌ أَدْنَى إِلَيْهِ مِنْ مُعَاذٍ، فَنَادَاهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:" يَا مُعَاذُ " قَالَ: لَبَّيْكَ يَا نَبِيَّ اللهِ. قَالَ: " ادْنُ دُونَكَ " فَدَنَا مِنْهُ حَتَّى لَصِقَتْ رَاحِلَتَاهُمَا إِحْدَاهُمَا بِالْأُخْرَى، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" مَا كُنْتُ أَحْسِبُ النَّاسَ مِنَّا كَمَكَانِهِمْ مِنَ الْبُعْدِ " فَقَالَ مُعَاذٌ: يَا نَبِيَّ اللهِ، نَعَسَ النَّاسُ، فَتَفَرَّقَتْ بِهِمْ رِكَابُهُمْ تَرْتَعُ وَتَسِيرُ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" وَأَنَا كُنْتُ نَاعِسًا ".
فَلَمَّا رَأَى مُعَاذٌ بُشْرَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَيْهِ وَخَلْوَتَهُ لَهُ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، ائْذَنْ لِي أَسْأَلْكَ عَنْ كَلِمَةٍ قَدْ أَمْرَضَتْنِي وَأَسْقَمَتْنِي وَأَحْزَنَتْنِي. فَقَالَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" سَلْنِي عَمَّ شِئْتَ " قَالَ: يَا نَبِيَّ
(1) في (ق) و (م): الطرق.
اللهِ، حَدِّثْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ لَا أَسْأَلُكَ عَنْ شَيْءٍ غَيْرِه. قَالَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" بَخٍ بَخٍ بَخٍ، لَقَدْ سَأَلْتَ بِعَظِيمٍ، لَقَدْ سَأَلْتَ بِعَظِيمٍ - ثَلَاثًا - وَإِنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ أَرَادَ اللهُ بِهِ الْخَيْرَ، وَإِنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ أَرَادَ اللهُ بِهِ الْخَيْرَ، وَإِنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ أَرَادَ اللهُ بِهِ الْخَيْرَ " فَلَمْ يُحَدِّثْهُ بِشَيْءٍ إِلَّا قَالَهُ لَهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، يَعْنِي: أَعَادَهُ عَلَيْهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ حِرْصًا لِكَيْمَا يُتْقِنَهُ عَنْهُ، فَقَالَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" تُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ، وَتَعْبُدُ اللهَ وَحْدَهُ لَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا حَتَّى تَمُوتَ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ " فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، أَعِدْ لِي، فَأَعَادَهَا لَهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ.
ثُمَّ قَالَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنْ شِئْتَ حَدَّثْتُكَ يَا مُعَاذُ بِرَأْسِ هَذَا الْأَمْرِ وَقَوَامِ هَذَا الْأَمْرِ، وَذُرْوَةِ السَّنَامِ " فَقَالَ مُعَاذٌ: بَلَى، بِأَبِي وَأُمِّي أَنْتَ يَا نَبِيَّ اللهِ، فَحَدِّثْنِي. فَقَالَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّ رَأْسَ هَذَا الْأَمْرِ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَإِنَّ قَوَامَ هَذَا الْأَمْرِ إِقَامُ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ، وَإِنَّ ذُرْوَةَ السَّنَامِ مِنْهُ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ، وَيَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ فَقَدِ اعْتَصَمُوا وَعَصَمُوا دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ، إِلَّا بِحَقِّهَا، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللهِ ".
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، مَا شَحَبَ وَجْهٌ، وَلَا اغْبَرَّتْ قَدَمٌ فِي عَمَلٍ تُبْتَغَى فِيهِ دَرَجَاتُ الْجَنَّةِ بَعْدَ
الصَّلَاةِ الْمَفْرُوضَةِ، كَجِهَادٍ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَلَا ثَقُلَ مِيزَانُ عَبْدٍ، كَدَابَّةٍ تَنْفُقُ لَهُ فِي سَبِيلِ اللهِ، أَوْ يَحْمِلُ عَلَيْهَا فِي سَبِيلِ اللهِ " (1).
(1) الحديث من سؤال معاذ إلى آخره صحيح بطرقه وشواهده دون قوله: "ما شحب وجه
…
إلخ" فإنه حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب.
وأخرجه ابن المبارك في "الجهاد"(31)، وعبد بن حميد (113)، وابن ماجه (72)، والبزار في "مسنده"(2669)، والطبراني في "الكبير" 20/ (115) و (117)، والدارقطني 1/ 232 - 233 من طرق عن عبد الحميد بن بهرام، بهذا الإسناد. وروايتهم غير البزار مختصرة.
وأخرجه البزار (2670)، والطبراني في "الشاميين"(2938) من طريق عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين، عن شهر بن حوشب، به.
وأخرجه مختصراً الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1478) من طريق سعيد بن مسروق، عن أيوب، عن شهر، به. وأيوب هذا عيَّنه الطحاوي بابن عبد الله بن مِكرز، وهو سبق قلم منه رحمه الله، فأيوب الذي في هذا السند هو أيوب بن كريز، كما حققناه هناك.
وقد روي الحديث من طريق أيوب بن كريز، عن عبد الرحمن بن غنم دون واسطة كما أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/ 426، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة"(195)، والطبراني في "الكبير"(137). وأيوب بن كريز مجهول.
وأخرجه مختصراً البزار (27 - كشف الأستار)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(3528)، وابن حبان (214)، والطبراني في "الكبير" 20/ (122)، وفي "الشاميين"(222) من طريق علي بن الجعد، عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول، عن معاذ بن جبل. وعن عمير بن هانئ، عن عبد الرحمن بن غنم، عن معاذ.
وفي باب قوله: "إنما أمرت أن أقاتل الناس
…
إلخ" حديث أبي هريرة السالف برقم (8163). =
22123 -
حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ مُعَاذٍ: أَنَّ الصَّلَاةَ أُحِيلَتْ ثَلَاثَةَ أَحْوَالٍ، فَذَكَرَ أَحْوَالَهَا قَطُّ (1).
22124 -
حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ. وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، قَالَ أَبُو النَّضْرِ فِي حَدِيثِهِ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: أُحِيلَتِ الصَّلَاةُ ثَلَاثَةَ أَحْوَالٍ، وَأُحِيلَ الصِّيَامُ ثَلَاثَةَ أَحْوَالٍ، فَأَمَّا أَحْوَالُ الصَّلَاةِ: فَإِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَدِمَ الْمَدِينَةَ وَهُوَ يُصَلِّي سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ، ثُمَّ إِنَّ اللهَ أَنْزَلَ عَلَيْهِ {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً
= وفي باب قوله: "ما شحب وجه ولا اغبرَّتْ قدم
…
إلخ" حديث أبي هريرة مرفوعاً: "أفضل الأعمال عند الله: إيمان لا شك فيه، وغزو لا غلول فيه .. إلخ" سلف برقم (7511) وانظر تتمة شواهده هناك.
وفي باب قوله: "ولا ثقل ميزان عبدٍ كدابة تنفق
…
إلخ" حديث أبي مسعود الأنصاري: أن رجلاً تصدق بناقة مخطومة في سبيل الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لتأتين يوم القيامة بسبع مئة ناقة مخطومة" سلف برقم (17094).
(1)
رجاله ثقات رجال الشيخين غير فليح -وهو ابن سليمان- فهو وإن روى له الشيخان، فهو حسن الحديث في المتابعات والشواهد، وقد توبع، وابن أبي ليلى لم يسمع من معاذ، فهو منقطع، وقد اختلف فيه على ابن أبي ليلى كما سيأتي في الحديث التالي.
وأخرجه الطحاوي 1/ 134 من طريق عبيد الله بن عمرو الرقي، عن زيد بن أبي أنيسة، بهذا الإسناد.
تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} [البقرة: 144] قَالَ: فَوَجَّهَهُ اللهُ إِلَى مَكَّةَ قَالَ: فَهَذَا حَوْلٌ.
قَالَ: وَكَانُوا يَجْتَمِعُونَ لِلصَّلَاةِ وَيُؤْذِنُ بِهَا بَعْضُهُمْ بَعْضًا، حَتَّى نَقَسُوا، أَوْ كَادُوا يَنْقُسُونَ، قَالَ ثُمَّ إِنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ: عَبْدُ اللهِ بْنُ زَيْدٍ أَتَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي رَأَيْتُ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ، وَلَوْ قُلْتُ: إِنِّي لَمْ أَكُنْ نَائِمًا لَصَدَقْتُ، إِنِّي بَيْنَا أَنَا بَيْنَ النَّائِمِ وَالْيَقْظَانِ إِذْ رَأَيْتُ شَخْصًا عَلَيْهِ ثَوْبَانِ أَخْضَرَانِ، فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ، فَقَالَ: اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ (1)، مَثْنَى مَثْنَى، حَتَّى فَرَغَ مِنَ الْأَذَانِ، ثُمَّ أَمْهَلَ سَاعَةً، قَالَ: ثُمَّ قَالَ مِثْلَ الَّذِي قَالَ، غَيْرَ أَنَّهُ يَزِيدُ فِي ذَلِكَ، قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ، قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" عَلِّمْهَا بِلَالًا فَلْيُؤَذِّنْ بِهَا " فَكَانَ بِلَالٌ أَوَّلَ مَنْ أَذَّنَ بِهَا. قَالَ: وَجَاءَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهُ قَدْ طَافَ بِي مِثْلُ الَّذِي أَطَافَ بِهِ، غَيْرَ أَنَّهُ سَبَقَنِي. فَهَذَانِ حَوْلَانِ.
قَالَ: وَكَانُوا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ وَقَدْ سَبَقَهُمْ بِبَعْضِهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَكَانَ الرَّجُلُ يُشِيرُ إِلَى الرَّجُلِ إِذَا جَاءَ كَمْ صَلَّى، فَيَقُولُ: وَاحِدَةً أَوْ اثْنَتَيْنِ، فَيُصَلِّيهَا، ثُمَّ يَدْخُلُ مَعَ الْقَوْمِ فِي صَلَاتِهِمْ، قَالَ: فَجَاءَ مُعَاذٌ، فَقَالَ: لَا أَجِدُهُ عَلَى حَالٍ أَبَدًا إِلَّا كُنْتُ عَلَيْهَا، ثُمَّ
(1) ذكر في (م): أشهد أن لا إله إلا الله مرتين.
قَضَيْتُ مَا سَبَقَنِي، قَالَ: فَجَاءَ وَقَدْ سَبَقَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِبَعْضِهَا، قَالَ: فَثَبَتَ مَعَهُ، فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَاتَهُ، قَامَ فَقَضَى، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّهُ قَدْ سَنَّ لَكُمْ مُعَاذٌ، فَهَكَذَا فَاصْنَعُوا ". فَهَذِهِ ثَلَاثَةُ أَحْوَالٍ.
وَأَمَّا أَحْوَالُ الصِّيَامِ: فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدِمَ الْمَدِينَةَ، فَجَعَلَ يَصُومُ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ - وَقَالَ يَزِيدُ: فَصَامَ تِسْعَةَ (1) عَشَرَ شَهْرًا مِنْ رَبِيعِ الْأَوَّلِ إِلَى رَمَضَانَ، مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ - وَصَامَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، ثُمَّ إِنَّ اللهَ فَرَضَ عَلَيْهِ الصِّيَامَ، فَأَنْزَلَ اللهُ:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ} إِلَى هَذِهِ الْآيَةِ {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} [البقرة:182 - 184] قَالَ: فَكَانَ مَنْ شَاءَ صَامَ، وَمَنْ شَاءَ أَطْعَمَ مِسْكِينًا، فَأَجْزَأَ ذَلِكَ عَنْهُ، قَالَ: ثُمَّ إِنَّ اللهَ عز وجل أَنْزَلَ الْآيَةَ الْأُخْرَى {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} [البقرة: 185] إِلَى قَوْلِهِ {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} قَالَ: فَأَثْبَتَ اللهُ صِيَامَهُ عَلَى الْمُقِيمِ الصَّحِيحِ، وَرَخَّصَ فِيهِ لِلْمَرِيضِ وَالْمُسَافِرِ، وَثَبَّتَ الْإِطْعَامَ لِلْكَبِيرِ الَّذِي لَا يَسْتَطِيعُ الصِّيَامَ، فَهَذَانِ حَوْلَانِ.
(1) في (م) و (ق): سبعة: وهو مخالف لما قاله في آخر الحديث. وقوله: سبعة عشر محتمل إذا لم نُدخل في الحساب الطرفين: ربيع الأول ورمضان.
قَالَ: وَكَانُوا يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ وَيَأْتُونَ النِّسَاءَ مَا لَمْ يَنَامُوا، فَإِذَا نَامُوا امْتَنَعُوا، قَالَ: ثُمَّ إِنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ، يُقَالُ لَهُ: صِرْمَةُ، ظَلَّ يَعْمَلُ صَائِمًا حَتَّى أَمْسَى، فَجَاءَ إِلَى أَهْلِهِ فَصَلَّى الْعِشَاءَ، ثُمَّ نَامَ فَلَمْ يَأْكُلْ وَلَمْ يَشْرَبْ حَتَّى أَصْبَحَ فَأَصْبَحَ صَائِمًا، قَالَ: فَرَآهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ جُهِدَ جَهْدًا شَدِيدًا، قَالَ:" مَا لِي أَرَاكَ قَدْ جُهِدْتَ جَهْدًا شَدِيدًا " قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي عَمِلْتُ أَمْسِ فَجِئْتُ حِينَ جِئْتُ، فَأَلْقَيْتُ نَفْسِي فَنِمْتُ، وَأَصْبَحْتُ حِينَ أَصْبَحْتُ صَائِمًا. قَالَ: وَكَانَ عُمَرُ قَدْ أَصَابَ مِنَ النِّسَاءِ مِنْ جَارِيَةٍ أَوْ مِنْ حُرَّةٍ بَعْدَمَا نَامَ، وَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَأَنْزَلَ اللهُ {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ} إِلَى قَوْلِهِ {ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ} [البقرة: 187] وَقَالَ يَزِيدُ فَصَامَ تِسْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا مِنْ رَبِيعِ الْأَوَّلِ إِلَى رَمَضَانَ (1).
(1) رجاله ثقات رجال الشيخين غير المسعودي -وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة- فقد روى له البخاري استشهاداً وأصحاب السنن، وكان قد اختلط، ورواية أبي النضر -وهو هاشم بن القاسم- ويزيد بن هارون بعد الاختلاط، وابن أبي ليلى لم يسمع من معاذ، فهو منقطع، وقد اختُلف فيه على ابن أبي ليلى كما سيأتي في التخريج، وكما سلف برقم (22027).
وأخرجه الحاكم 2/ 274 من طريق أبي النضر وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (507)، وابن خزيمة (381)، والشاشي (1362) و (1363) من طريق يزيد بن هارون وحده، به.
وأخرجه الطيالسي (566)، وأبو داود (507)، والطبري 2/ 4 و 131 و 132 - 133، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(478)، والطبراني =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= 20/ (270)، والبيهقي 1/ 391 و 420 - 421 و 2/ 296 و 4/ 200 من طرق عن المسعودي، به. وكلهم ممن روى عنه بعد الاختلاط.
وأخرجه الدارقطني في "العلل" 6/ 61 من طريق حجاج بن أرطاة، عن عمرو بن مرة، به مختصراً بقصة الأذان.
وأخرجه الشاشي (1358)، والطبراني 20/ (269) من طريق حجاج بن أرطاة، عن عمرو بن مرة، به مختصراً بلفظ:"إذا أتى أحدكم الإمام وهو على حال، فليصنع كما يصنع".
وأخرجه الترمذي (591)، والشاشي (1359)، والطبراني 20/ (267)، والبغوي (825) من طريق حجاج، عن أبي إسحاق، عن هبيرة بن يريم، عن علي. وعن عمرو بن مرة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن معاذ، كلاهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إذا أتى أحدكم الصلاة والإمام على حال فليصنع كما يصنع".
وأخرجه مختصراً كذلك الشاشي (1361)، والطبراني 20/ (268) من طريق حجاج، عن عمرو بن مرة، عن ابن أبي ليلى، عن أشياخهم، عن معاذ.
وأخرجه البخاري تعليقاً في كتاب الصيام، باب وعلى الذين يطيقونه، والبيهقي 4/ 200، وابن حجر في "تغليق التعليق" 3/ 185 من طريق عبد الله بن نمير، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن ابن أبي ليلى، قال: حدثنا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم. فذكره مختصراً بقصة النسخ في الصيام دون النسخ الثالث.
وأخرجه مطولاً ومختصراً ابن أبي شيبة 1/ 204، وأبو داود (506)، وابن خزيمة (383)، والطبري 2/ 131 و 133، والحازمي في "الاعتبار" ص 143 من طريق شعبة، عن عمرو بن مرة، عن ابن أبي ليلى، حدثنا أصحابنا. وفي آخر رواية ابن خزيمة: قال عمرو: حدثني بهذا حصين -يعني ابن عبد الرحمن- عن ابن أبي ليلى، وقال شعبة: وقد سمعته من حصين، عن ابن أبي ليلى.
وقد سلفت رواية حصين عن ابن أبي ليلى، عن معاذ برقم (22033) مختصرة بقصة المسبوق في صلاته.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرجه عبد الرزاق (1788)، ومن طريقه ابن خزيمة (382)، وأخرجه ابن خزيمة أيضاً (382) من طريق المخزومي كلاهما (عبد الرزاق والمخزومي) عن سفيان، عن حصين بن عبد الرحمن، عن ابن أبي ليلى قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم قد أهمه الأذان، فذكره مرسلاً مختصراً بقصة الأذان.
وأخرجه مختصراً كذلك ابن خزيمة (382) من طريق شريك، عن حصين، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن عبد الله بن زيد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح المشكل"(479) من طريق هشيم، عن حصين، عن ابن أبي ليلى، عن رجل من الأنصار يقال له صرمة، وكان شيخاً كبيراً
…
فذكر قصة الرجل وقصة عمر في آخره.
وانظر ما قبله.
ويشهد لقصة القبلة حديث البراء عند البخاري (40) وقد سلف في "المسند"(18496)، وانظر تتمة شواهده هناك.
ويشهد لقصة الناقوس والأذان دون ذكر ألفاظه حديث ابن عمر السالف برقم (6357)، وفيه: فقال عمر: أولا تبعثون رجلاً ينادي بالصلاة؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا بلال: قم فناد بالصلاة" ولم يذكر قصة عبد الله بن زيد، وانظر كلامنا عليه هناك.
وحديث أنس عند البخاري (603).
وفي باب صوم عاشوراء قبل رمضان عن ابن مسعود سلف برقم (4024) وانظر تتمة شواهده هناك. وفي مسألة فرضية عاشوراء ونسخ ذلك برمضان خلاف انظره في "الفتح" 4/ 103.
وفي باب نسخ قوله تعالى: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ} [البقرة: 184] عن ابن عمر عند البخاري (1949) و (4506).
وعن سلمة بن الأكوع عند البخاري (4507)، ومسلم (1145)، وأبي داود (2315)، والنسائي 4/ 190.
ويعارضه حديث ابن عباس عند البخاري (4505)، والنسائي 4/ 190، =
22125 -
حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ مُعَاذٍ قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَاةً، فَأَحْسَنَ فِيهَا الْقِيَامَ وَالْخُشُوعَ وَالرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ، قَالَ:" إِنَّهَا صَلَاةُ رَغَبٍ وَرَهَبٍ، سَأَلْتُ اللهَ فِيهَا ثَلَاثًا، فَأَعْطَانِي اثْنَتَيْنِ وَزَوَى عَنِّي وَاحِدَةً، سَأَلْتُهُ أَنْ لَا يَبْعَثَ عَلَى أُمَّتِي عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ، فَيَجْتَاحَهُمْ، فَأَعْطَانِيهِ، وَسَأَلْتُهُ أَنْ لَا يَبْعَثَ عَلَيْهِمْ سَنَةً تَقْتُلُهُمْ جُوعًا، فَأَعْطَانِيهِ، وَسَأَلْتُهُ أَنْ لَا يَجْعَلَ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ، فَرَدَّهَا عَلَيَّ "(1).
= وأبي داود (2316) و (2317) و (2318)، قال: ليست منسوخة: هو الشيخ الكبير والمرأة الكبيرة لا يستطيعان أن يصوما. قال الحافظ في "الفتح" 8/ 180: هذا مذهب ابن عباس، وخالفه الأكثر، وفي هذا الحديث الذي بعده -يعني حديث ابن عمر وحديث سلمة بن الأكوع- ما يدل على أنها منسوخة.
ويشهد لقصة صرمة في آخره حديث البراء عند البخاري (1915)، وقد سلف في "المسند"(18611).
ويشهد لقصة عمر حديث كعب بن مالك سلف برقم (15795)، وفيه أن الذي نام هو امرأته.
قال السندي: قوله: نقسوا: من النَّقْس من حد نصر، أي: ضربوا بالناقوس، وجعله بعضهم من التنقيس بمعنى الضرب بالناقوس.
قوله: فكان الرجل: يعني: الخارج من الصلاة المريد لدخوله فيها يشير إلى الرجل الداخل فيها، يسأله حتى يعرف عدد ما سُبق به، فيأتي بذلك العدد أولاً ثم يصلي مع الإمام، فيقول: أي الذي في الصلاة، إما القول باللسان حين كان الكلام مباحاً في الصلاة، أو القول بالإشارة. قلنا: وقد سلف برقم (22033)، وفيه: فأَوْمَؤوا إليه.
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، عبد الرحمن بن أبي ليلى =
22126 -
حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، حَدَّثَنِي عُقْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيُّ، عَنْ الصُّنَابِحِيّ، عَنْ مُعَاذٍ قَالَ: لَقِيَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: " يَا مُعَاذُ، إِنِّي لَأُحِبُّكَ " فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَأَنَا وَاللهِ أُحِبُّكَ. قَالَ:" فَإِنِّي أُوصِيكَ بِكَلِمَاتٍ تَقُولُهُنَّ فِي كُلِّ صَلَاةٍ: اللهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ، وَشُكْرِكَ، وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ "(1).
22127 -
حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي عَرِيبٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ عَنْ مُعَاذٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ كَانَ آخِرُ كَلَامِهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ "(2).
= لم يسمع من معاذ.
وانظر (22082).
(1)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير عقبة بن مسلم، فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد" وأصحاب السنن غير ابن ماجه، وهو ثقة. أبو عاصم: هو الضحاك بن مخلد النبيل.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(690)، والشاشي (1343)، والطبراني في "الدعاء"(654) من طريق أبي عاصم، بهذا الإسناد.
وانظر (22119).
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، صالح بن أبي عريب روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات".
وأخرجه أبو داود (3116)، والبزار في "مسنده"(2626)، والشاشي في "مسنده"(1372) و (1373)، والطبراني في "الكبير" 20/ (221)، وفي "الدعاء"(1471)، والحاكم 1/ 351 و 500 - 501 من طريق أبي عاصم الضحاك بن =
22128 -
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَامِرٍ الْأَسْلَمِيُّ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ مُعَاذٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" اسْتَعِيذُوا بِاللهِ مِنْ طَمَعٍ يَهْدِي إِلَى طَبَعٍ، وَمِنْ طَمَعٍ فِي غَيْرِ مَطْمَعٍ، وَمِنْ طَمَعٍ حَيْثُ لَا مَطْمَعَ "(1).
22129 -
حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ مُعَاذٍ، أَنَّهُ قَالَ: بَعَثَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْيَمَنِ أَنْ آخُذَ مِنْ كُلِّ ثَلَاثِينَ مِنَ الْبَقَرِ بَقَرَةً تَبِيعًا أَوْ تَبِيعَةً - أَوْ قَالَ: جَذَعًا أَوْ جَذَعَةً - وَمِنْ كُلِّ أَرْبَعِينَ بَقَرَةً بَقَرَةً مُسِنَّةً، وَمِنْ كُلِّ حَالِمٍ دِينَارًا
= مخلد، بهذا الإسناد.
وانظر ما سلف برقم (21998).
(1)
إسناده ضعيف لضعف عبد الله بن عامر.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 5/ 136 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وقرن بعثمان بن عمر محمد بن بشر، ورواية محمد بن بشر سلفت برقم (22021).
وأخرجه أبو عبيد في "غريب الحديث" 2/ 218 - 219، والبزار في "مسنده"(2662)، والطبراني في "الكبير" 20/ (179)، وفي "الدعاء"(1387)، والحاكم 1/ 533، والقضاعي في "مسند الشهاب"(715)، والبيهقي في "الدعوات الكبير"(286)، والبغوي (1363) من طرق عن عبد الله بن عامر، به.
وقوله: "إلى طَبع": قال أبو عبيد: الطَّبَع: الدنس والعيب، وكل شينٍ في دين أو دنيا، فهو طبع.
أَوْ عَدْلَهُ مَعَافِرَ " (1).
22130 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ غَيْلَانَ، حَدَّثَنَا رِشْدِينُ، عَنْ زَبَّانَ، عَنْ سَهْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُعَاذٍ: أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنْ أَفْضَلِ الْإِيمَانِ قَالَ: " أَنْ تُحِبَّ لِلَّهَ، وَتُبْغِضَ لِلَّهِ، وَتُعْمِلَ لِسَانَكَ فِي ذِكْرِ اللهِ " قَالَ: وَمَاذَا يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " وَأَنْ تُحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ، وَتَكْرَهَ لَهُمْ مَا تَكْرَهُ لِنَفْسِكَ "(2).
22131 -
حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ شريك، لكنه قد توبع، وأبو وائل -وهو شقيق بن سلمة- قد أدخل بينه وبين معاذ مسروقاً كما سلف بيانه عند الرواية رقم (22037).
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف رشدين -وهو ابن سعد- وضعف زبان، وهو ابن فائد. وقد وقع في هذا الإسناد خطأ، حيث جعله من حديث معاذ بن أنس، عن معاذ بن جبل، والصواب أنه من حديث معاذ بن أنس الجهني كما سلف في مسنده برقم (15617) و (15638).
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (426) من طريق محمد بن أبي السري، عن رشدين بن سعد، عن زبان، عن سهل بن معاذ، عن أبيه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فجعله من مسند معاذ بن أنس. وسيأتي (22132).
ولقوله: "أن تُحبَّ لله وتبغض لله" انظر حديث معاذ الجهني السالف برقم (15617) و (15638).
ولقوله: "وتُعمل لسانك في ذكر الله" انظر ما سلف برقم (22079).
وفي باب قوله: "وأن تحب للناس ما تحب لنفسك" سلف عن أنس بن مالك برقم (12801).
قَيْسٍ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ، عَنْ مُعَاذٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَأْثُرُ عَنِ اللهِ عز وجل قَالَ:" وَجَبَتْ مَحَبَّتِي لِلَّذِينَ يَتَحَابُّونَ فِيَّ، وَيَتَجَالَسُونَ فِيَّ، وَيَتَبَاذَلُونَ فِيَّ "(1).
22132 -
حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا زَبَّانُ بْنُ فَائِدٍ، عَنْ سَهْلِ (2) بْنِ مُعَاذٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُعَاذٍ: أَنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ أَفْضَلِ الْإِيمَانِ، قَالَ:" أَفْضَلُ الْإِيمَانِ أَنْ تُحِبَّ لِلَّهِ، وَتُبْغِضَ فِي اللهِ، وَتُعْمِلَ لِسَانَكَ فِي ذِكْرِ اللهِ " قَالَ: وَمَاذَا يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " وَأَنْ تُحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ، وَتَكْرَهَ لَهُمْ مَا تَكْرَهُ لِنَفْسِكَ، وَأَنْ تَقُولَ خَيْرًا، أَوْ تَصْمُتَ "(3).
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي معشر، واسمه نجيح ابن عبد الرحمن، وفي سماع أبي إدريس الخولاني من معاذ خلاف، انظره عند الحديث رقم (22002).
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (153) من طريق حسين بن محمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أيضاً 20/ (152) من طريق عاصم بن علي عن أبي معشر، به. وذكر قصة في أوله.
وانظر (22002).
(2)
تحرف في (م) إلى: سهيل.
(3)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ ابن لهيعة، وضعف زبان بن فائد، وقد وقع في هذا الإسناد خطأ، حيث جعله من حديث معاذ =
22133 -
حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ - عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ مُعَاذٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" سَأُنَبِّئُكَ بِأَبْوَابٍ مِنَ الْخَيْرِ: الصَّوْمُ جُنَّةٌ، وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ، وَقِيَامُ الْعَبْدِ مِنَ اللَّيْلِ " ثُمَّ قَرَأَ {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} إِلَى آخِرِ الْآيَةِ [السجدة: 16](1).
22134 -
حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ مُعَاذٍ قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ إِذْ سَمِعَ
= ابن أنس، عن معاذ بن جبل، والصواب أنه من حديث معاذ بن أنس الجهني، كما سلف في مسنده برقم (15617) عن حسن بن موسى، بهذا الإسناد، وبرقم (15638) أيضاً.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (425) من طريق أسد بن موسى، عن عبد الله بن لهيعة، عن زبان بن فائد، عن سهل بن معاذ بن أنس، عن أبيه، ولم يذكر فيه معاذاً.
وانظر (22130).
وفي باب قوله: "وأن تقول خيراً أو تصمت"، سلف عن عبد الله بن عمرو برقم (6621)، وانظر تتمة شواهده هناك.
(1)
صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب، ثم هو لم يدرك معاذاً.
وأخرجه مطولاً في "الكبير" 20/ (200) من طريق هدبةَ بن خالد، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وانظر ما سلف برقم (22016).
مُنَادِيًا يَقُولُ: اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ. فَقَالَ:" عَلَى الْفِطْرَةِ " فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ. فَقَالَ: " شَهِدَ بِشَهَادَةِ الْحَقِّ " قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ. قَالَ: " خَرَجَ مِنَ النَّارِ، انْظُرُوا، فَسَتَجِدُونَهُ إِمَّا رَاعِيًا مُعْزِبًا، وَإِمَّا مُكَلِّبًا " فَنَظَرُوهُ فَوَجَدُوهُ رَاعِيًا حَضَرَتْهُ الصَّلَاةُ فَنَادَى بِهَا (1).
22135 -
حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ طَاوُوسٍ
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، عبد الرحمن بن أبي ليلى لم يسمع من معاذٍ، والحكم بن عبد الملك ضعيف، وعمار بن ياسر كذا هو في أصولنا الخطية: عمار بن ياسر، وفي "التاريخ الكبير" 7/ 28 و"الجرح والتعديل" 6/ 392 و"ثقات ابن حبان" 7/ 284: عمار بن عبد الله بن يسار الجهني، يعد في الكوفيين، عن ابن أبي ليلى والشعبي، روى عنه ابن عيينة ومروان بن
معاوية. فإن كان هو، فقد نسب إلى جده مع تحريف في اسمه، وإلا فلا ندري من هو، ووقع عند الطبراني في "الصغير" عمار بن محمد، وقال: عمار الذي روى هذا الحديث عن ابن أبي ليلى هو عمار العبسي، كوفي ثقة؟! ولم نظفر بترجمته.
وأخرجه الطبراني في "الصغير"(768)، والخطيب البغدادي في "تاريخه" 8/ 220 من طريق سريج بن النعمان، بهذا الإسناد. ووقع في إسناد الطبراني تحريف، قال: عن عمار، عن محمد بن عبد الرحمن، بدل قوله: عمار بن محمد، عن عبد الرحمن.
وفي الباب عن ابن مسعود، سلف برقم (3861)، وانظر تتمة شواهده هناك.
قال السندي: "مُعزباً": اسم فاعل من أعزب فُلان، أي: طلب الكلأ بعيداً.
"مكلِّباً": اسم فاعل من التكليب: أي: صائداً خرج في طلب الصيد.
عَنْ مُعَاذٍ قَالَ: لَمْ يَقُلْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي أَوْقَاصِ الْبَقَرِ شَيْئًا (1).
22136 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ: أَنَّ الطَّاعُونَ وَقَعَ بِالشَّامِ، فَقَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: إِنَّ هَذَا الرِّجْزَ قَدْ وَقَعَ، فَفِرُّوا مِنْهُ فِي الشِّعَابِ وَالْأَوْدِيَةِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ مُعَاذًا، فَلَمْ يُصَدِّقْهُ بِالَّذِي قَالَ، فَقَالَ: بَلْ هُوَ شَهَادَةٌ وَرَحْمَةٌ، وَدَعْوَةُ نَبِيِّكُمْ صلى الله عليه وسلم، اللهُمَّ أَعْطِ مُعَاذًا وَأَهْلَهُ نَصِيبَهُمْ مِنْ رَحْمَتِكَ.
قَالَ أَبُو قِلَابَةَ: فَعَرَفْتُ الشَّهَادَةَ، وَعَرَفْتُ الرَّحْمَةَ، وَلَمْ أَدْرِ مَا دَعْوَةُ نَبِيِّكُمْ حَتَّى أُنْبِئْتُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَمَا هُوَ ذَاتَ لَيْلَةٍ يُصَلِّي إِذْ قَالَ فِي دُعَائِهِ:" فَحُمَّى إِذًا أَوْ طَاعُونٌ، فَحُمَّى إِذًا أَوْ طَاعُونٌ " ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَ لَهُ إِنْسَانٌ مِنْ أَهْلِهِ: يَا رَسُولَ اللهِ لَقَدْ سَمِعْتُكَ اللَّيْلَةَ تَدْعُو بِدُعَاءٍ. قَالَ: " وَسَمِعْتَهُ؟ " قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: " إِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي أَنْ لَا يُهْلِكَ أُمَّتِي بِسَنَةٍ، فَأَعْطَانِيهَا، وَسَأَلْتُهُ أَنْ لَا يُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ فَيَسْتَبِيحَهُمْ، فَأَعْطَانِيهَا، وَسَأَلْتُهُ أَنْ لَا يُلْبِسَهُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَهُمْ بَأْسَ بَعْضٍ، فَأَبَى عَلَيَّ - أَوْ قَالَ: فَمَنَعَنِيهَا - فَقُلْتُ:
(1) رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي كامل -وهو مظفر بن مدرك- فقد روى له أبو داود في "التفرد" والنسائي، وهو ثقة، غير أن طاووساً لم يدرك معاذاً.
وهو مكرر (22010).
حُمَّى إِذًا أَوْ طَاعُونًا، حُمَّى إِذًا أَوْ طَاعُونًا، حُمَّى إِذًا أَوْ طَاعُونًا " ثَلَاثَ مَرَّاتٍ (1).
(1) رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أنه مرسل، فإن أبا قلابة لم يدرك زمن الطاعون، لكن ما ساقه في قصة الطاعون صحيح، وقد روي من غير وجه. انظر ما سلف برقم (22085)، وما سلف في مسند شرحبيل بن حسنة بالأرقام (17753 - 17755).
والشطر الثاني منه مرسل أيضاً، وقد صح منه دعاء النبي صلى الله عليه وسلم أن لا يهلك أمته
…
إلخ دون قوله: "حمى إذاً أو طاعوناً". انظر ما سلف برقم (22082).
حَدِيثُ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ الصُّدَيِّ بْنِ عَجْلَانَ بْنِ عَمْرِو [وَيُقَالُ]: ابْنُ وَهْبٍ الْبَاهِلِيِّ (1) عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
22137 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ سُلَيْمَانَ - يَعْنِي التَّيْمِيَّ -، عَنْ سَيَّارٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " فَضَّلَنِي رَبِّي عَلَى الْأَنْبِيَاءِ - أَوْ قَالَ: عَلَى الْأُمَمِ - بِأَرْبَعٍ، قَالَ: أُرْسِلْتُ إِلَى النَّاسِ كَافَّةً، وَجُعِلَتِ الْأَرْضُ كُلُّهَا لِي وَلِأُمَّتِي مَسْجِدًا وَطَهُورًا، فَأَيْنَمَا أَدْرَكَتْ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِي الصَّلَاةُ فَعِنْدَهُ مَسْجِدُهُ وَعِنْدَهُ طَهُورُهُ،
(1) هو صُدَي بن عَجْلان بن وَهْب، ويقال: ابن عمرو، الباهلي، صاحب النبي صلى الله عليه وسلم، نزيل حمص، روى علماً كثيراً، وكان في حَِجَّة الوداع ابن ثلاثين سنة، وهو آخر من بقي بالشام من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ومات رضي الله عنه في قرية يقال لها: دَنوة، على عشرة أميال من حمص سنة 86 هـ، وقيل: سنة 81 هـ.
روى الإمام أحمد (22140) وغيره من طريق رجاء بن حيوة عن أبي أمامة، قال: يا رسول الله، ادعُ الله لي بالشهادة، فقال:"اللهم سلِّمهم وغنِّمهم" قال: فسلِمْنا وغنِمْنا -فعل ذلك في ثلاث غزوات- ثم قال: يا رسول الله، مرني بعمل، قال:"عليك بالصَّوم، فإنه لا مثلَ له" فكان أبو أمامة وامرأته وخادمه لا يُلْفَوْن إلا صِياماً.
قال سُلَيم بن عامر: كنا نجلس إلى أبي أمامة فيحدثنا حديثاً كثيراً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم يقول:"اعقلوا وبلِّغوا عنا ما تسمعون". انظر "تهذيب الكمال" 13/ 158، و"سير أعلام النبلاء" 3/ 359 - 363.
وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ يَقْذِفُهُ فِي قُلُوبِ أَعْدَائِي، وَأَحَلَّ لَنَا الْغَنَائِمَ " (1).
• حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَيَّارٍ مَوْلًى لِآلِ مُعَاوِيَةَ بِحَدِيثٍ آخَرَ، وَيُقَالُ هُوَ (2) سَيَّارٌ الشَّامِيُّ (3).
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، سَيَّار -وهو الأُموي مولاهم الدمشقي -روى عنه ثلاثة، وذكره ابن حبان وابن خلفون في "ثقاتهما"، وحسّن حديثه الترمذي، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. محمد بن أبي عدي: هو محمد بن إبراهيم بن أبي عدي البصري، وسليمان التيمي: هو ابن طَرْخان، أبو المعتمر البصري.
وأخرجه المزي في ترجمة سيار الشامي من "تهذيب الكمال" 12/ 318 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (1553) من طريق أسباط بن محمد، والطبراني في "الكبير"(8001) من طريق يزيد بن زريع، كلاهما عن سليمان بن طَرْخان التيمي، به. واقتصر الترمذي على قوله:"إن الله فضلني على الأنبياء -أو قال: أمتي على الأمم-، وأحل لنا الغنائم".
وسيأتي الحديث عن يزيد بن هارون، عن سليمان التيمي برقم (22209).
وأخرجه بنحوه الطبراني في "الكبير"(7931) من طريق بشر بن نمير، عن القاسم بن عبد الرحمن الدمشقي، عن أبي أمامة. وبشر بن نمير القُشَيري متروك الحديث.
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، سلف في مسنده برقم (7068)، وقد استوفينا ذكر شواهده هناك.
(2)
قوله: "هو" ليس في (م)، وأثبتناه من (ظ 5).
(3)
لم يتبين لنا الحديث المراد، ويغلب على ظننا أن عبد الله بن أحمد إنما زاد هذا الإسناد لتعيين سيار راوي الحديث السابق عن أبي أمامة، وأنه مولى آل معاوية.
22138 -
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَيْمَنَ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " طُوبَى لِمَنْ رَآنِي وَآمَنَ بِي، وَطُوبَى لِمَنْ آمَنَ بِي وَلَمْ يَرَنِي - سَبْعَ مِرَارٍ - "(1).
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أيمن -وهو ابن مالك الأَشْعري-، فقد تفرد بالرواية عنه قتادة بن دِعامة السَّدُوسي، ولم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات رجال مسلم. موسى بن داود: هو الضَّبِّي الطَّرَسوسي، وهمام: هو ابن يحيى العَوْذي البصري.
وأخرجه الطيالسي (1132)، وأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(118)، وابن حبان (7233) من طريق عبيد الله بن موسى، والبخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 27 عن موسى بن إسماعيل، والطبري في "الكبير"(8009) من طريق سهيل بن بكار، كلهم عن همام بن يحيى، بهذا الإسناد. وتحرف "همام" في "إتحاف الخيرة" إلى:"هشام".
وخالفهم أبو عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدي، فقال: عن همام بن يحيى، عن قتادة، عن أيمن، عن أبي هريرة. جعله من حديث أبي هريرة، أخرجه ابن حبان (7232)، والأرجح رواية الجماعة عن همام.
وسيأتي الحديث عن يزيد بن هارون برقم (22214)، وعن عبد الصمد بن عبد الوارث وعفان بن مسلم جميعاً برقم (22277)، ثلاثتهم عن همام بن يحيى.
وسيأتي عن هدبة بن خالد، عن حماد بن الجعد وهمام بن يحيى مقرونين، عن قتادة في الحديث التالي.
وأخرجه الحاكم في الفضائل من "المستدرك" كما في "إتحاف المهرة" 6/ 214، والنسخة التي اعتمدها الذهبي في "تلخيصه" 4/ 86 من طريق جَُميع ابن ثُوَب، عن خالد بن مَعْدان، عن أبي أمامة مرفوعاً نحو حديث عبد الله بن بسر، ولم يسق لفظه، ولفظ حديث عبد الله بن بسر عنده:"طوبى لمن رآني، وطوبى لمن رأى من رآني، ولمن رأى من رأى من رآني، وآمن بي". وفيه =
• 22139 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (1)، حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا هَمَّامُ بَنُ يَحْيَى وَحَمَّادُ بْنُ الْجَعْدِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَيْمَنَ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، مِثْلَهُ أَوْ نَحْوَهُ (2).
22140 -
حَدَّثَنَا رَوْحٌ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ وَاصِلٍ (3) مَوْلَى أَبِي عُيَيْنَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: أَنْشَأَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم غَزْوَةً، فَأَتَيْتُهُ،
= جميع -بفتح الجيم وكسر الميم، وبضم الجيم وفتح الميم- بن ثُوَب الشامي، وهو واهي الحديث.
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سلف في مسنده برقم (11673).
وعن أنس بن مالك، سلف برقم (12578)، وانظر تتمة شواهده عند حديث أبي سعيد الخدري.
(1)
وقع في (م): "حدثنا عبد الله، حدثنا أبي"، وهو خطأ، صوابه ما أثبتناه من (ظ 5)، فالحديث من زوائد عبد الله على "مسند" أبيه.
(2)
حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أيمن -وهو ابن مالك الأشعري-، وقد تكلمنا عليه في الحديث السالف، وحماد بن الجَعْد الهُذَلي البصري ضعيف، لكنه قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(8010) عن عبد الله بن أحمد، عن هدبة بن خالد، عن حماد بن الجعد وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(1483) عن هدبة بن خالد، عن حماد بن الجعد وحده، به. وهو مختصر بلفظ:"طوبى لمن رآني وآمن بي".
وانظر (22138).
(3)
وقع في (م): "عن هشام، عن همام، عن واصل"، وهو خطأ، والصواب:"عن هشام، عن واصل"، بحذف:"عن همام" كما في (ظ 5) و (ق).
فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ اللهَ لِي بِالشَّهَادَةِ، فَقَالَ:" اللهُمَّ سَلِّمْهُمْ وَغَنِّمْهُمْ " قَالَ: فَسَلِمْنَا وَغَنِمْنَا.
قَالَ: ثُمَّ أَنْشَأَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم غَزْوًا ثَانِيًا، فَأَتَيْتُهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ اللهَ لِي بِالشَّهَادَةِ، فَقَالَ:" اللهُمَّ سَلِّمْهُمْ وَغَنِّمْهُمْ " قَالَ: فَسَلَّمْنَا وَغَنِمْنَا (1).
قَالَ: ثُمَّ أَنْشَأَ غَزْوًا ثَالِثًا، فَأَتَيْتُهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أَتَيْتُكَ مَرَّتَيْنِ قَبْلَ مَرَّتِي هَذِهِ، فَسَأَلْتُكَ أَنْ تَدْعُوَ اللهَ لِي بِالشَّهَادَةِ، فَدَعَوْتَ اللهَ أَنْ يُسَلِّمَنَا وَيُغَنِّمَنَا، فَسَلِمْنَا وَغَنِمْنَا، يَا رَسُولَ اللهِ، فَادْعُ اللهَ لِي بِالشَّهَادَةِ. فَقَالَ:" اللهُمَّ سَلِّمْهُمْ وَغَنِّمْهُمْ " قَالَ: فَسَلِمْنَا وَغَنِمْنَا.
ثُمَّ أَتَيْتُهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مُرْنِي بِعَمَلٍ. قَالَ:" عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ؛ فَإِنَّهُ لَا مِثْلَ لَهُ ". قَالَ: فَمَا رُئِيَ أَبُو أُمَامَةَ وَلَا امْرَأَتُهُ وَلَا خَادِمُهُ إِلَّا صُيَّامًا. قَالَ: فَكَانَ إِذَا رُئِيَ فِي دَارِهِمْ دُخَانٌ بِالنَّهَارِ، قِيلَ: اعْتَرَاهُمْ ضَيْفٌ، نَزَلَ بِهِمْ نَازِلٌ.
قَالَ: فَلَبِثْتٌ (2) بِذَلِكَ مَا شَاءَ اللهُ، ثُمَّ أَتَيْتُهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَمَرْتَنَا بِالصِّيَامِ، فَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ قَدْ بَارَكَ اللهُ لَنَا فِيهِ، يَا رَسُولَ اللهِ، فَمُرْنِي بِعَمَلٍ آخَرَ، قَالَ: " اعْلَمْ أَنَّكَ لَنْ تَسْجُدَ لِلَّهِ
(1) من قوله: "قال: ثم أنشأ رسول الله صلى الله عليه وسلم غزواً ثانياً" إلى قوله: "فسلمنا وغنمنا" سقط من (م)، والمثبت من (ظ 5) و (ق).
(2)
كذا في (ظ 5) وفي (م) و (ق): "فلبث".
سَجْدَةً إِلَّا رَفَعَ اللهُ لَكَ بِهَا دَرَجَةً، وَحَطَّ عَنْكَ بِهَا خَطِيئَةً " (1).
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير واصل مولى أبي عُيينة، ورجاء بن حَيْوة الكِنْدي الفلسطيني، فمن رجال مسلم. روح: هو ابن عبادة القيسي البصري، وهشام: هو ابن حسان القُرْدوسي البصري، ومحمد بن أبي يعقوب: هو محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب التميمي البصري.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(7465)، وأبو نعيم في "الحلية" 5/ 175 و 6/ 277 من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" 4/ 165، والبيهقي 4/ 301 من طريق جرير بن حازم، عن محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب، به. واقتصر النسائي على قصة الصيام.
وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه"(7899)، ومن طريقه الطبراني في "الشاميين"(2112)، وفي "الكبير"(7464) عن هشام بن حسان، عن محمد ابن أبي يعقوب، به. لم يذكر فيه "واصل مولى أبي عيينة". وسقط من مطبوع "المصنَّف":"رجاء بن حيوة". ولم يُذكر في الحديث القطعة الأخيرة منه: "وإنك لن تسجد لله سجدة
…
إلخ".
وسيأتي الحديث بالأرقام (22141) و (22142) و (22195) و (22220) من طريق مهدي بن ميمون عن محمد بن أبي يعقوب، ومختصراً بقصة الصيام برقمي (22149) و (22276) من طريق شعبة عن محمد بن أبي يعقوب، لكن زاد بينه وبين رجاءٍ أبا نصر حميد بن هلال، وهو من المزيد في متصل الأسانيد، وأبو نصر هذا ثقة.
وفي باب قوله صلى الله عليه وسلم: "عليك بالصوم، فإنه لا مثل له" عن أبي فاطمة رضي الله عنه، أخرجه ضمن حديث مطول الطبراني في "الكبير" 22/ (810)، وفي "الشاميين"(198) و (1210) من طريقين عن كثير بن مرة، عنه.
وفي باب قوله صلى الله عليه وسلم: "اعلم أنك لن تسجد لله سجدة
…
إلخ" عن أبي فاطمة أيضاً، وقد سلف في مسنده برقم (15527)، وقد ذكرنا أحاديث الباب هناك. =
22141 -
حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي يَعْقُوبَ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: أَنْشَأَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم غَزْوًا، فَأَتَيْتُهُ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: مُرْنِي بِعَمَلٍ آخُذُهُ عَنْكَ، يَنْفَعُنِي اللهُ بِهِ. قَالَ:" عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ "(1).
• 22142 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (2)، حَدَّثَنَا فِطْرُ بْنُ حَمَّادِ بْنِ وَاقِدٍ، حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ، عَنِ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، مِثْلَهُ أَوْ نَحْوَهُ (3).
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير رجاء بن حَيْوة الكِنْدي الفلسطيني، فمن رجال مسلم. مهدي بن ميمون: هو الأَزدي المِعْوَلي البصري.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 5/ 174 - 175 من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي 4/ 165، والطبراني في "الكبير"(7463)، وفي "الشاميين"(2111)، والشجري في "أماليه" 1/ 277، وأبو نعيم 5/ 174 - 175، والبيهقي في "الشعب"(3893)، وفي "الدلائل" 6/ 234 - 235، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 8/ ورقة 295 من طرق عن مهدي بن ميمون، به. ورواية النسائي والبيهقي في "الشعب" مختصرة بقصة الصوم.
وانظر ما قبله.
(2)
وقع في (م): "حدثنا عبد الله، حدثني أبي"، على أنه من رواية عبد الله بن أحمد عن أبيه، وهو خطأ، والصواب حذف:"حدثني أبي" كما جاء في (ظ 5)، فالحديث من زوائد عبد الله على "مسند" أبيه.
(3)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد من أجل فِطْر بن حماد بن واقد العَيْشي، فقد قال أبو حاتم: ليس بالقوي، وقال أبو =
• 22143 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (1)، حَدَّثَنَا فِطْرُ بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ دِينَارٍ يَقُولُ: يَقُولُ النَّاسُ: مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ - يَعْنِي: مَالِكَ بْنَ دِينَارٍ زَاهِدٌ - إِنَّمَا الزَّاهِدُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الَّذِي أَتَتْهُ الدُّنْيَا، فَتَرَكَهَا (2).
22144 -
حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ حُصَيْنٍ،
= داود: تغير تغيراً شديداً، وذكره ابن الجوزي في "الضعفاء"، وقال أبو زرعة: ثقة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن خلفون في "ثقاته": هو عندي صدوق. قلنا: وقد توبع.
وانظر (22140).
(1)
زاد في (م) هنا: "حدثني أبي"، وهو خطأ، والصواب حذفها كما جاء في (ظ 5)، فالأثر من زوائد عبد الله بن أحمد على "مسند" أبيه.
(2)
هذا الأثر في زهد عمر بن عبد العزيز، ولا تعلق له بمسند أبي أمامة.
وإسناده ضعيف، فيه حماد بن واقد العَيْشي البصري، وهو متفق على ضعفه، وأما ابنه فِطْر بن حماد، فمختلف فيه، وقد تكلمنا عليه في الحديث السابق. مالك بن دينار: هو النَّاجي البصري، أبو يحيى الزاهد استشهد به البخاري في "الصحيح"، وروى له في "القراءة خلف الإمام" وفي "الأدب" وروى له أصحاب السنن، ووثقه النسائي، وذكره ابن حبان في "الثقات"، توفي سنة 130 هـ.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 5/ 257، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 54/ 168 - 169 من طريق عبد الله بن أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الله بن أحمد في "السنة" 1/ 119 عن أبي بكر محمد بن أبي عتاب المؤدب، والبيهقي في "الزهد"(45)، ومن طريقه ابن عساكر 54/ 168 من طريق أبي علي المدائني، كلاهما (ابن أبي عتاب والمدائني) عن فطر بن حماد، به. ولفظه عند البيهقي: يقولون: مالك زاهد، أَيُّ زهدٍ عند مالك وله جُبَّةٌ وكِساءٌ؟! إنما الزاهد عمر بن عبد العزيز، أَتته الدنيا فاغرةً فاها، فتركها.
عَنْ سَالِمٍ، أَنَّ أَبَا أُمَامَةَ حَدَّثَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" مَنْ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ عَدَدَ مَا خَلَقَ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ مِلْءَ مَا خَلَقَ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَدَدَ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ مِلْءَ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَدَدَ مَا أَحْصَى كِتَابُهُ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ مِلْءَ مَا أَحْصَى كِتَابُهُ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَدَدَ كُلِّ شَيْءٍ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ مِلْءَ كُلِّ شَيْءٍ، وَسُبْحَانَ اللهِ مِثْلَهَا، فَأَعْظِمْ ذَلِكَ "(1).
(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أن سالماً -وهو ابن أبي الجعد الأشجعي الكوفي- صاحب تدليس وإرسال، ولم يصرح بسماعه من أبي أمامة في رواية أحمد بن حنبل عن أبي الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي، وقال البخاري فيما حكاه عنه الترمذي في "العلل الكبير" 2/ 963: ما أرى سمع من أبي أمامة، قلنا: لكن وقع التصريح بسماعه منه في رواية يحيى بن محمد بن يحيى الذهلي عن أبي الوليد الطيالسي عند الحاكم وعنه البيهقي، وعلى كل حال فإن سالماً لم ينفرد به، فقد تابعه محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة كما سيأتي. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري، وحصين: هو ابن عبد الرحمن السلمي الكوفي.
وأخرجه الحاكم 1/ 513، وعنه البيهقي في "الدعوات الكبير"(132) من طريق يحيى بن محمد بن يحيى، عن أبي الوليد هشام بن عبد الملك، بهذا الإسناد. ورواية الحاكم أخصر مما هنا، وصححه على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(7987) من طريق محمد بن خالد بن عبد الله الواسطي، عن أبيه، عن حصين، به، مختصراً، وفيه محمد بن خالد بن عبد الله الواسطي، وهو ضعيف.
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(166)، وابن خزيمة (754)، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وابن حبان (830)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" 1/ 81 من طريق مصعب بن محمد بن شرحبيل، عن محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة، عن أبي أُمامة الباهلي: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرَّ به وهو يحرك شفتيه، فقال:"ماذا تقول يا أبا أمامة؟ " قال: أذكر ربي، قال: "ألا أخبرك بأكثر أو أفضل من ذكرك الليل مع النهار، أن تقول
…
"، فذكره، وإسناده قوي، ووقع في "صحيح ابن حبان": "محمد بن سعد بن أبي وقاص"، بدل: "محمد بن سعد بن زرارة"، وهو خطأ قديم، والصواب: محمد بن سعد بن زرارة، كذلك رواه ابن خزيمة، وابن حبان إنما رواه عنه.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(8122) من طريق عبد الله بن عمر، عن سهيل بن أبي صالح، عن محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة، عن أبي أمامة، مثله، إلا أن روايته أخصر، وزاد فيه:"وتكبَّر مثل ذلك"، وقرن بمحمد بن سعد بن زرارة مصعبَ بن محمد بن شرحبيل، وفي إسناده عبد الله بن عمر بن حفص العمري، وهو ضعيف.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(7930)، وفي "الدعاء"(1744)، وابن عساكر 8/ ورقة 297 من طريق ليث بن أبي سُليم، عن عبد الكريم بن أبي المخارق، عن أبي عبد الرحمن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبي أمامة، وزاد فيه:"تَعلَّمْهن، وعلمهن عقبك من بعدك"، وفيه ليث بن أبي سُليم وعبد الكريم ابن أبي المخارق، وهما ضعيفان.
وأخرجه الطبراني في "الدعاء"(1743) من طريق مجاهد بن رومي، عن أبي أمامة، وروايته أخصر، وفي إسناده عفان بن سيار الجرجاني، وهو ضعيف يعتبر به.
وأخرجه مطولاً البيهقي في "الدعوات الكبير"(131) من طريق الوليد بن العيزار العبدي، عن أبي أمامة. وزاد فيه التكبير والتهليل مثل ذلك. وفي إسناده الحسن بن أبي جعفر الجُفْري، وهو ضعيف، وأغلب الظن أنه منقطع بين الوليد بن العيزار وأبي أمامة.
22145 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي الْمَشَّاءِ (1) - وَهُوَ لَقِيطُ بْنُ الْمَشَّاءِ -، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَتَحَوَّلَ خِيَارُ أَهْلِ الْعِرَاقِ إِلَى الشَّامِ، وَيَتَحَوَّلَ شِرَارَ أَهْلِ الشَّامِ إِلَى الْعِرَاقِ. وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" عَلَيْكُمْ بِالشَّامِ "(2).
(1) تحرف في (م) و (ق) إلى: "المثنى" في المواضع كلها، والمثبت من (ظ 5)، و"أطراف المسند" 6/ 35، و"إتحاف المهرة" 6/ 258، و"جامع المسانيد" 4/ ورقة 352.
(2)
إسناده ضعيف، أبو المشاء لقيط بن المشاء الباهلي لم يرو عنه غير اثنين، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: يخطئ ويخالف، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد العنبري البصري، وحماد: هو ابن سلمة البصري، والجُرَيري: هو سعيد بن إياس البصري.
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 1/ ورقة 44 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 15/ 245 عن يزيد بن هارون، والبخاري تعليقاً في "التاريخ الكبير" 8/ 446 - 447 من طريق حجاج بن المنهال، كلاهما عن حماد بن سلمة، به. واقتصر ابن أبي شيبة على الموقوف منه، والبخاري على المرفوع. وتحرف "ابن المشاء" في المطبوع من "مصنف ابن أبي شيبة" إلى:"ابن المثنى".
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 1/ ورقة 44 من طريق الخطيب البغدادي بإسناده إلى حجاج بن المنهال، عن حماد بن سلمة، عن الجريري، عن ابن المشاء، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"عليكم بالشام". فجعله من حديث أبي هريرة، وهو وهم من بعض رواته، والصواب: عن أبي أمامة، كذلك رواه البخاري معلقاً في "تاريخه الكبير" من طريق حجاج بن =
قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَبُو الْمُشَاءِ: يُقَالُ لَهُ: لَقِيطٌ، وَيَقُولُونَ ابْنُ الْمُشَاءِ، وَأَبُو الْمُشَاءِ.
22146 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ حَدَّثَهُ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " اقْرَؤُوا الْقُرْآنَ، فَإِنَّهُ شَافِعٌ لِأَصْحَابِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، اقْرَؤُوا الزَّهْرَاوَيْنِ: الْبَقَرَةَ وَآلَ عِمْرَانَ، فَإِنَّهُمَا يَأْتِيَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ، أَوْ كَأَنَّهُمَا غَيَايَتَانِ، أَوْ كَأَنَّهُمَا فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ، يُحَاجَّانِ عَنْ أَهْلِهِمَا ".
ثُمَّ قَالَ: " اقْرَؤُوا الْبَقَرَةَ، فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ، وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ، وَلَا يَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ "(1).
= المنهال، وقد سلف ذكره، وتحرف "حجاج بن المنهال" في "تاريخ ابن عساكر" إلى:"حجاج بن هلال".
وقد ورد في الحث على النزول بالشام عن غير واحد من الصحابة، انظر لذلك حديث عبد الله بن عمر السالف في مسنده برقم (4536)، وحديث عبد الله ابن حَوَالة السالف أيضاً برقم (17005). وفي فضل الشام أحاديث لا يخلو أحدها من مقال، انظرها في "مجمع الزوائد" 10/ 57 - 61.
(1)
حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير أن يحيى بن أبي كثير الطائي اليَمامي لم يسمعه من أبي سَلَّام -وهو ممطور الأسود الحبشي-، فيه بينهما حفيده زيد بن سَلَّام بن أبي سَلَّام، لكنه قد توبع كما في التعليق على الرواية التالية. عبد الملك بن عمرو: هو أبو عامر العَقَدي، وهشام: هو ابن أبي عبد الله الدَّسْتُوائي.
وأخرجه ابن الضريس في "فضائل القرآن"(98)، والقضاعي في "مسند =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= الشهاب" (1310)، والبغوي في "شرح السنة" (1193)، وفي "معالم التنزيل" 1/ 33 من طرق عن هشام بن أبي عبد الله الدستوائي، بهذا الإسناد. ورواية القضاعي مختصرة بلفظ: "اقرؤوا القرآن، فإنه نعم الشفيع لصاحبه يوم القيامة".
وسيأتي من طريق يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن أبي سلام، عن أبي سلام، عن أبي أمامة بالأرقام (22147) و (22193) و (22213).
وسيأتي أيضاً من طريق يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبي أمامة برقم (22157).
وأخرجه بأطول مما هنا ابن الضريس (92) من طريق عطاء بن عجلان، عن شهر بن حوشب، عن أبي أمامة. وعطاء بن عجلان الحَنَفي البصري متروك الحديث، وشَهْر بن حَوْشَب ضعيف.
وفي الباب عن النواس بن سمعان عند مسلم (805)، وسلف في "المسند" برقم (17637)، وذكرنا شواهده هناك.
وقوله: "الزَّهْراوين": تثنية الزهراء، بمعنى: النَّيِّرة المضيئة، وسُميا بذلك لنورهما، وهدايتهما، وعظيم أجرهما.
وقوله: "يأتيان يوم القيامة"، أي: يجيء ثواب قراءتهما.
وقوله: "غمامتان"، أي: سحابتان فوق أهلهما. لوقاية حَرِّ ذلك اليوم.
وقوله: "غيايتان": الغَيايَةُ: كل شيء أظَلَّ الإنسانَ فوقَ رأسه من سحابة وغيرها.
وقوله: "فِرْقان" بكسر الفاء، وسكون الراء: جماعتان أو قطيعان.
وقوله: "صَوافَّ"، أي: مصطفة متضامَّة.
وقوله: "يحاجان"، أي: تدفعان النار والزبانية.
وقوله: "البَطَلة": قيل: هم السَّحَرة، سمُّوا بطلة؛ لأن ما يأتون به باطل، فسموا باسم عملهم، وقيل: أراد بالبطلة: أصحاب البطالة والكسالة، أي: لا يستطيع قراءة ألفاظهما، وتدبر معانيهما، والعمل بأوامرهما ونواهيهما البَطَلةُ والكسالى. قاله السندي.
22147 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبَانُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (1).
(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير أن في سماع يحيى ابن أبي كثير من زيد بن سَلَّام خلافاً، فذهب بعض أهل العلم إلى أنه لم يسمع منه، وإنما هو كتاب أخذه يحيى من معاوية بن سلام أخي زيد، وثَبَّتَ أبو حاتم وأحمد سماعه منه، وعلى كل حال فهو متابع، فقد تابعه معاوية بن سَلَّام كما سيأتي. عفان: هو ابن مسلم الصفَّار البصري، وأبان: هو ابن يزيد العطَّار البصري.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(7542)، والحاكم في تفسير آل عمران كما في "إتحاف المهرة" 6/ 262 من طريق مسلم بن إبراهيم، والطبراني (7543) من طريق موسى بن إسماعيل، كلاهما عن أبان بن يزيد العطار، بهذا الإسناد. ورواية الحاكم مختصرة بقوله:"اقرؤوا الزهراوين: البقرة، وآل عمران".
وسقطت رواية الحاكم من النسخة التي طبع عنها "مستدركه" واستدركت مختصرة من "تلخيص الذهبي" 2/ 287.
وأخرجه ابن حبان (116)، والطبراني (7542)، والشجري في "أماليه" 1/ 110 و 112 من طريق علي بن المبارك، والحاكم 1/ 564 من طريق سعيد ابن أبي هلال، كلاهما عن يحيى بن أبي كثير، به. وسقط من إسناده من مطبوع الحاكم "أبو سلام".
وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" مفرقاً ص 229 و 235، ومسلم (804)، والفريابي في "فضائل القرآن"(26)، والطبراني في "الكبير"(7544)، وفي "الأوسط"(471)، وفي "مسند الشاميين"(2862)، والبيهقي في "السنن" 2/ 395 - 396، وفي "الأسماء والصفات" ص 466 - 467، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 6/ ورقة 628 من طريق معاوية بن سلام، عن أخيه
زيد بن سلام، به. ورواية الفريابي مختصرة بلفظ:"اقرؤوا القرآن، فإنه يوم القيامة شفيع لصاحبه". =
22148 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَيْخٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: ضَحِكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْنَا: مَا يُضْحِكُكَ، يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ:" عَجِبْتُ مِنْ قَوْمٍ يُقَادُونَ فِي السَّلَاسِلِ إِلَى الْجَنَّةِ "(1).
22149 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي يَعْقُوبَ الضَّبِّيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا نَصْرٍ يُحَدِّثُ عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: مُرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ. قَالَ: " عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ، فَإِنَّهُ لَا عِدْلَ لَهُ " ثُمَّ أَتَيْتُهُ الثَّانِيَةَ، فَقَالَ لِي (2):" عَلَيْكَ بِالصِّيَامِ "(3).
= وسيأتي مكرراً برقم (22193).
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الراوي عن أبي أمامة. محمد بن عبيد: هو الطَّنَافسي، والأعمش: اسمه سليمان بن مِهْران.
وسيأتي الحديث من طريق الأعمش، عن حسين بن واقد الخراساني، عن أبي غالب، عن أبي أمامة برقم (22203).
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف في مسنده برقم (8013)، ولفظه:"عجب ربنا من قوم يقادون إلى الجنة في السلاسل"، وهو في "الصحيح".
وعن أبي الطفيل عند البزار (1730 - كشف الأستار)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3533) و (3534) و (3535). وسنده ضعيف.
وعن سهل بن سعد، سيأتي في مسنده برقم (22861)، وإسناده ضعيف.
وقد اختُلِفَ في معنى دخولهم الجنةَ بالسَّلاسلِ على أقوال، انظرها في "فتح الباري" 6/ 145.
(2)
لفظة "لي" ليست في (م).
(3)
إسناده صحيح على شرط مسلم، أبو نصر: هو حميد بن هلال =
22150 -
حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَجِيرٍ (1)، حَدَّثَنَا سَيَّارٌ
= العَدَوي، كذا صرح باسمه عمر بن سهل المازني عن شعبة عند أبي نعيم في "الحلية" 7/ 165، وكذلك سماه ابن حبان في "صحيحه" عقب الحديث (3425)، والحاكم في "مستدركه" 1/ 421، وأقره الذهبي، ونسبه شعبة هلالياً كما جاء في بعض طرق الحديث، وذكره عنه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 346، وكذلك أورده ابن السمعاني في موضع من كتابه "الأنساب" 4/ 167، فقال:"حميد بن هلال بن هبيرة العدوي الهلالي"، وقال في موضع آخر 4/ 169:"حميد بن هلال العدوي" دون قوله: "الهلالي"، وحميد هذا ثقة من رجال الشيخين، قلنا: وهذه فائدة عزيزة تستدرك على "التهذيب" وفروعه الذين ذكروا أبا نصر الهلالي في الكنى وعدُّوه في المجاهيل، والإمام الذهبي مع كونه تابع المزِّي في هذا الخطأ في "التهذيب" و"الميزان"، فقد وافق الحاكم على أنه حميد بن هلال، وأقرَّه عليه في "مختصره".
وأخرجه ابن خزيمة (1893)، وابن حبان (3426)، والحاكم 1/ 421، وأبو نعيم في "الحلية" 5/ 175 و 7/ 165، والبيهقي في "الشعب"(3587) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، بهذا الإسناد. ووقع عند ابن خزيمة وابن حبان والحاكم نسبة أبي نصر في إسناده هلالياً.
وأخرجه النسائي 4/ 165 من طريق يعقوب الحضرمي، و 165 - 166 من طريق يحيى بن كثير، وأبو نعيم 7/ 165 من طريق عمر بن سهل المازني، ثلاثتهم عن شعبة، به. وصرح عمر بن سهل المازني، عن شعبة باسم أبي نصر، فقال: عن أبي نصر حميد بن هلال.
وانظر (22140).
(1)
تصحف في (م) وسائر الأصول الخطية إلى: "عبد الله بن بحير" بالحاء المهملة، والصواب:"عبد الله بن بُجَير" بضم الباء وبالجيم كما أثبتناه، وهو كذلك على الصواب في "أطراف المسند" 6/ 18، و"إتحاف المهرة" 6/ 227، وعامة المصادر التي خرجت الحديث.
أَنَّ أَبَا أُمَامَةَ ذَكَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " يَكُونُ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ فِي آخِرِ الزَّمَانِ رِجَالٌ - أَوْ قَالَ: يَخْرُجُ رِجَالٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ فِي آخِرِ الزَّمَانِ - مَعَهُمْ أَسْيَاطٌ كَأَنَّهَا أَذْنَابُ الْبَقَرِ، يَغْدُونَ فِي سَخَطِ اللهِ، وَيَرُوحُونَ فِي غَضَبِهِ "(1).
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، سيار -وهو ابن عبد الله الأموي مولاهم الدمشقي- روى عنه ثلاثة، وذكره ابن حبان وابن خلفون في "الثقات"، وحسّن حديثه الترمذي، وباقي رجاله ثقات. أبو سعيد: هو عبد الرحمن بن عبد الله مولى بني هشام، وعبد الله بن بُجَير: هو ابن حُمْران التميمي، ويقال: التيمي، ويقال: القيسي البصري.
وأخرجه ابن الأعرابي في "المعجم"(2149)، والطبراني في "الكبير"(8000)، وفي "الأوسط"(5247)، وأبو عمرو الداني في "الفتن"(434) من طريق أبي الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي، والحاكم 4/ 436 من طريق بشر بن المفضل، والطبراني في "الكبير"(8000) من طريق علي بن عثمان اللاحقي، ثلاثتهم عن عبد الله بن بجير، بهذا الإسناد. وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي. ونسب الحاكم "سياراً"، فقال:"ابن سلامة" ووافقه الذهبي في "تلخيصه"، وهو خطأ. ووقع في مطبوع "الطبراني الكبير":"عبد الله ابن بحير القيس" وهو تحريف، صوابه:"عبد الله بن بجير القيسي".
وأخرج الطبراني في "الكبير"(7616)، وفي "مسند الشاميين"(542) من طريق شرحبيل بن مسلم، عن أبي أمامة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "سيكون في آخر الزمان شرطة يغدون في غضب الله، ويروحون في سخط الله، فإياك أن تكون من بطانتهم" وفي إسناده أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة الدمشقي شيخ الطبراني فيه، وقد ضعَّفوه.
وفي الباب عن أبي هريرة عند مسلم (2857)، وسلف في "المسند" برقم (8073). =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= قلنا: غلط ابن الجوزي رحمه الله إذ أورد حديث أبي أمامة هذا في كتابه "الموضوعات" 3/ 101 من طريق "المسند"، ونقل عن ابن حبان في "المجروحين" 2/ 25 أنه قال: عبد الله بن بحير يروي العجائب التي كأنها معمولة، لا يحتج به.
قال الحافظ ابن حجر في "القول المسدد" ص 39 - 41: وهذا شاهد لحديث أبي هريرة المتقدم [هو في "المسند" (8073)]، وقد غلط ابن الجوزي في تضعيفه لعبد الله بن بجير، فإن عبد الله بن بجير المذكور بضم الموحدة بعدها جيم بصيغة التصغير، يكنى أبا حمران، بصري قيسي، ويقال: تميمي، وقد وقع في رواية الطبراني (8000) أنه قيسي، وثقه أحمد وابن معين وأبو داود وأبو حاتم، وروى الآجري، عن أبي داود: أن أبا الوليد الطيالسي روى عنه ووثقه، وذكره ابن حبان في "الثقات".
وإنما قال ابن حبان ما نقله ابن الجوزي عنه في عبد الله بن بحير القاص الصنعاني الذي يكنى أبا وائل، وأبوه بفتح الموحدة، وكسر الحاء المهملة، على أن المذكور قد وثقه غير ابن حبان، ولكن ليس هو راوي حديث أبي أمامة؛ لأنه صنعاني يروي عن أهل اليمن، وصاحب الحديث المذكور يروي عن البصريين، وسيار شيخه شامي نزل البصرة، فروى عنه أهلها.
وقد أخرج الضياء المقدسي حديث أبي أمامة من طريق "المسند" ومن طريق الطبراني في "الأحاديث المختارة"، ولم ينفرد به عبد الله بن بجير المذكور، فقد رويناه في "المعجم الكبير" للطبراني أيضاً (7616)، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة، حدثنا حيوة بن شريح، حدثنا إسماعيل بن عياش، عن شرحبيل بن مسلم، عن أبي أمامة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يكون في آخر الزمان شُرَط يغدون في غضب الله ويروحون في سخط الله، فإياك أن تكون منهم" وهذا إسناد صحيح؛ لأن رواية إسماعيل بن عياش عن الشاميين قوية، وشرحبيل شامي.
قلنا: كذا صحح الحافظ إسناده مع أن فيه أحمد بن يحيى بن حمزة =
22151 -
حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَجِيرٍ (1)، حَدَّثَنَا سَيَّارٌ، قَالَ:
= الدمشقي شيخ الطبراني فيه، ترجم له هو نفسه في "لسان الميزان" 1/ 295، فقال: له مناكير، قال أبو أحمد الحاكم: فيه نظر، وحدث عنه أبو الجهم المشغراني ببواطيل، وذكر منها حديثين، ثم قال: قال الحاكم أبو أحمد: الغالب عليَّ أنني سمعت أبا الجهم، وسألته عن حال أحمد بن محمد، فقال: قد كان كبر، فكان يلقن ما ليس من حديثه فيتلقن. وقال في ترجمة أبيه 5/ 423: قال ابن حبان في "الثقات": هو ثقة في نفسه يتقى من حديثه ما رواه عنه أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة وأخوه عبيد، فإنهما كانا يدخلان عليه كل شيء.
ثم قال الحافظ: وله شاهد آخر من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، قال ابن أبي شيبة (15/ 242 - 243): حدثنا عبيد الله -هو ابن موسى-، حدثنا شيبان، عن الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، عن عبد الله بن عمرو، قال: إنا لنجد في كتاب الله المنزل صنفين في النار: قوم يكونون في آخر الزمان معهم سياط كأنها أذناب البقر، يضربون بها الناس على غير جرم، لا يدخلون
بطونهم إلا خبيثاً، ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات، لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها.
وقوله: "معهم أَسْياطٌ" هكذا رُوي بالياء، وهو شاذٌّ، والقياس: أَسواط، كما قالوا في جمع ريحٍ: أَرْياحٌ، شاذّاً، والقياس: أَرْواحٌ، وهو المُطَّرِدُ المستعمل، وإنما قُلبت الواو في سياط للكسرة قبلها، ولا كسرةَ في أَسْواطٍ، والسَّوْط: هو ما يُجلَدُ به.
(1)
في (م) وسائر الأصول الخطية: "عبد الله بن بحير" بالحاء المهملة، وهو تصحيف، والصواب:"عبد الله بن بُجَير" بضم الباء وفتح الجيم كما أثبتناه، وهو كذلك على الصواب في "أطراف المسند" 6/ 18، و"إتحاف المهرة" 6/ 227.
جِيءَ بِرُؤُوسٍ مِنْ قِبَلِ الْعِرَاقِ، فَنُصِبَتْ عِنْدَ بَابِ الْمَسْجِدِ، وَجَاءَ أَبُو أُمَامَةَ، فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَيْهِمْ، فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: شَرُّ قَتْلَى تَحْتَ ظِلِّ السَّمَاءِ - ثَلَاثًا -، وَخَيْرُ قَتْلَى تَحْتَ ظِلِّ السَّمَاءِ مَنْ قَتَلُوهُ، وَقَالَ: كِلَابُ النَّارِ - ثَلَاثًا -. ثُمَّ إِنَّهُ بَكَى، ثُمَّ انْصَرَفَ عَنْهُمْ، فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ: يَا أَبَا أُمَامَةَ، أَرَأَيْتَ هَذَا الْحَدِيثَ، حَيْثُ قُلْتَ: كِلَابُ النَّارِ، شَيْءٌ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أَوْ شَيْءٌ تَقُولُهُ بِرَأْيِكَ؟ قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ، إِنِّي إِذًا لَجَرِيءٌ، لَوْ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّةً أَوْ مَرَّتَين - حَتَّى ذَكَرَ سَبْعاً - لَخِلْتُ أَنْ لَا أَذْكُرَهُ. فَقَالَ الرَّجُلُ: لِأَيِّ شَيْءٍ بَكَيْتَ؟ قَالَ: رَحْمَةً لَهُمْ، أَوْ مِنْ رَحْمَتِهِمْ (1).
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه من أجل سيار بن عبد الله الأموي مولاهم الدمشقي، وقد توبع، وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه عبد الله بن أحمد في "السنة"(1545)، وابن خزيمة في الجهاد كما في "إتحاف المهرة" 6/ 229، والحاكم 2/ 149 و 149 - 150 من طرق عن عكرمة بن عمار، عن أبي عمار شداد بن عبد الله الدمشقي، عن أبي أمامة. وصححه الحاكم على شرط مسلم، وأقره الذهبي. وزادوا في آخره: قال: إنهم كانوا مؤمنين، فكفروا بعد إيمانهم، ثم قرأ هذه الآية:{وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ البَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ. يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} [آل عمران: 105 - 106].
قلنا: والقائلُ: إنهم كانوا مؤمنين فكفروا بعدَ إيمانهم، هو أبو أُمامة، واستدلَّ بهذه الآية، وإليكَ ما قاله الإمامُ الآلوسيُّ رحمه الله في تفسيرها: =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= والظاهرُ مِن السِّياق والسّباق أنَّ هؤلاء أهلُ الكتاب، وكفرُهم بعدَ إيمانهم كفرُهم برسول الله صلى الله عليه وسلم بعدَ الإيمانِ به قبل مبعثه، وإليه ذهبَ عكرمةُ واختاره الزجاجُ والجبائيُّ.
وقيل: هُمْ جميعُ الكفار لإعراضهم عما وَجَبَ عليهم من الإقرار حينَ أشهدَهُم على أنفسهم {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى} ويروى ذلك عن أُبي بن كعب.
ويحتمل أن يُراد بالإيمانِ الإيمانُ بالقُوَّةِ والفِطرة، وكفرُ جميع الكفار، كان بعدَ هذا الإيمانِ لتمكنهم بالنظرِ الصحيحِ، والدلائلِ الواضِحَةِ، والآيات البينة مِن الإيمان بالله تعالى ورسولِه صلى الله عليه وسلم.
وعن الحسن: أنهم المنافقونَ أَعْطَوْه كَلِمَةَ الإيمانِ بألسنتهم، وأنكروها بقلوبهم وأعمالِهم، فالإيمانُ على هذا مجازي.
وقيل: إنهم أهلُ البدعِ والأهواءِ من هذه الأمة، ورُوي ذلك عن علي وأبي أُمامة وابن عباس وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهم.
قلنا: ذهب أكثرُ أهل الأصول مِن أهل السنة إلى أن الخوارج فُسَّاق، وأن حكم الإسلام يجري عليهم لتلفظهم بالشهادتين، ومواظبتهم على أركانِ الإسلامِ، وإنما فسقوا بتكفيرهم المسلمينَ مستندين إلى تأويلٍ فاسدٍ، وجَرَّهم ذلك إلى استباحةِ مخالفيهم وأموالهم والشهادةِ عليهم بالكفرِ والشرك.
وقال الإمامُ الخطابي: أجمع علماءُ المسلمين على أن الخوارجَ مع ضلالتهم فِرقةٌ من فِرق المسلمين، وأجازوا مناكحتَهم وأكلَ ذبائحهم، وأنهم لا يُكَفَّرون ما داموا متمسِّكينَ بأصل الإسلام، وقال القاضي عياض: كادت هذه المسألةُ تكونُ أشدُّ إشكالاً عندَ المتكلمين من غيرها حتى سألَ الفقيهُ عبدُ الحق الإمامَ أبا المعالي عنها، فاعتذرَ بأن إدخالَ كافرٍ في الملة وإخراجَ مسلم منها عظيمٌ في الدين. قال: وقد توقف قبلَه القاضي أبو بكر الباقلانيُّ، قال: لم يُصِّرحَ القومُ بالكفر، وإنما قالوا أقوالاً تُؤدي إلى الكفر.
وقال الإمام الغزالي في كتاب "التفرقة بين الإيمان والزندقة": والذي ينبغي =
22152 -
حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ - يَعْنِي ابْنَ صَالِحٍ -، عَنِ السَّفْرِ بْنِ نُسَيْرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ شُرَيْحٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَا يَأْتِ أَحَدُكُمُ الصَّلَاةَ وَهُوَ حَاقِنٌ، وَلَا يَدْخُلْ بَيْتًا إِلَّا بِإِذْنٍ، وَلَا يَؤُمَّنَّ إِمَامٌ قَوْمًا، فَيَخُصَّ نَفْسَهُ بِدَعْوَةٍ دُونَهُمْ "(1).
= الاحتراز عن التكفير ما وُجدَ إليه سبيلاً، فإن استباحة دماءِ المُصلين المقرين بالتوحيد خطأ، والخطأ في تركِ ألفِ كافرٍ في الحياة أهونُ من الخطأ في سفكِ دمٍ لمسلمٍ واحد. انظر "الفتح" 12/ 300، وقال الإمام النووي في "شرح مسلم" 7/ 160: ومذهبُ الشافعي وجماهير أصحابه العلماء أن الخوارجَ لا يكفرون، وكذلك القَدَرِيَّة وجماهيرُ المعتزلة وسائر أهل الأهواء.
قال الشافعي رحمه الله: أقبل شهادة أهل الأهواء إلا الخطَّابية، وهم طائفة من الرافضة يشهدون لموافقيهم في المذهب بمجرد قولهم، فرد شهادتهم لهذا لبدعتهم.
وقال الكمالُ ابن الهمام: وحكم الخوارج عندَ جمهور الفقهاء والمحدثين حكم البغاة، وذهب بعض المحدثين إلى كفرهم. قال ابن المنذر: ولا أعلم أحداً وافق أهل الحديث على تكفيرهم. وهذا يقتضي نقل إجماع الفقهاء. انظر "حاشية ابن عابدين" 6/ 413.
وسيأتي من طريق أبي غالب برقمي (22183) و (22208)، ومن طريق صفوان بن سليم برقم (22314)، كلاهما عن أبي أمامة.
وفي الباب عن عبد الله بن أبي أوفى، سلف برقم (19130) و (19149)، وعن عبد الله بن مسعود، سلف أيضاً برقم (3831)، وقد ذكرنا تتمة أحاديث الباب عنده.
(1)
صحيح لغيره دون قوله: "ولا يَؤُمَّن
…
إلخ"، وهذا إسناد ضعيف لضعف السَّفْر بن نُسَير الأَزدي الحمصي، ثم قد اختلف فيه على يزيد بن شريح الحَضْرمي الحمصي فروي عنه، عن أبي أمامة كما هنا، وروي عنه، عن أبي =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= حي شداد بن حي الحمصي المؤذن، عن ثوبان، وسيأتي في مسنده (22415)، وروي عنه، عن أبي حي المؤذن، عن أبي هريرة عند أبي داود (91)، والبيهقي 3/ 129، وروي بعضه عنه، عن أبي هريرة دون ذكر "أبي حي المؤذن" بينهما، فمداره على يزيد بن شريح، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقال الدارقطني: يعتبر به. قلنا: يعني في المتابعات والشواهد، وقد تفرد بالحرف المشار إليه آنفاً.
وأخرجه أحمد بن منيع في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(1595) عن حماد بن خالد، بهذا الإسناد. وتحرف "السفر بن نسير" فيه إلى:"صفوان بن بشير".
وأخرجه البخاري تعليقاً في "التاريخ الكبير" 8/ 341، والطبراني في "الكبير"(7507)، وفي "الشاميين"(1997) من طريق عبد الله بن صالح، وابن عساكر 18/ ورقة 303 - 304 من طريق عبد الله بن وهب، كلاهما عن معاوية بن صالح، به. ولفظه عندهم عدا البخاري:"لا يأت أحدكم الصلاة حتى يخفف، ومن أدخل عينيه في بيت بغير إذن أهله، فقد دَمَرَ (أي: دخل بغير إذن)، ومن صلى بقوم فخص نفسه بدعوة دونهم، فقد خانهم" واقتصر البخاري على قوله: "لا يأت أحدكم الصلاة وهو حقن".
وسيأتي الحديث عن زيد بن الحُباب برقم (22241)، وعن عبد الرحمن بن مهدي برقم (22255)، كلاهما عن معاوية بن صالح.
ويشهد لقوله صلى الله عليه وسلم: "لا يأت أحدكم الصلاة وهو حاقن" حديث أبي هريرة السالف برقم (9697)، وقد ذكرنا تتمة شواهده هناك.
وقوله صلى الله عليه وسلم: "ولا يدخل بيتاً إلا بإذن" إن كان المراد به حرمة دخول البيوت قبل استئذان أهلها، فيشهد له قوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا} [النور: 27]، وحديث أبي موسى الأشعري السالف برقم (11029) وفيه:"من استأذن ثلاثاً، فلم يؤذن له، فليرجع".
وإن كان المراد به حرمة الاطلاع في بيوت الآخرين بغير إذن كما =
22153 -
حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الطَّالَقَانِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ مَسَحَ رَأْسَ يَتِيمٍ لَمْ يَمْسَحْهُ إِلَّا لِلَّهِ، كَانَ لَهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ مَرَّتْ عَلَيْهَا يَدُهُ حَسَنَاتٌ، وَمَنْ أَحْسَنَ إِلَى يَتِيمَةٍ أَوْ يَتِيمٍ عِنْدَهُ، كُنْتُ أَنَا وَهُوَ فِي الْجَنَّةِ كَهَاتَيْنِ " وَقَرَنَ (1) بَيْنَ أُصْبُعَيْهِ السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى (2).
= جاء التصريح به في الروايات الأخرى، فيشهد له حديث أبي هريرة، وقد سلف في مسنده (7313)، ولفظه:"لو أن امرأً اطلع بغير إذنك، فخذفته بحصاة، ففقأت عينه، ما كان عليك جُناح" وقد ذكرنا أحاديث الباب هناك.
(1)
وقع في (م) وسائر الأصول الخطية: "وفرق"، والمثبت من نسخة في (ظ 5)، ومصادر تخريج الحديث، وهو كذلك في الرواية الآتية برقم (22284).
(2)
صحيح لغيره دون الشطر الأول منه بقصة المسح على رأس اليتيم، وهذا إسناد ضعيف جداً فيه علي بن يزيد الأَلْهاني الدمشقي، وهو واهي الحديث، وعبيد الله بن زحر الضَّمْري الإفريقي، وهو ضعيف يعتبر به. أبو إسحاق الطَّالْقَاني: اسمه إبراهيم بن إسحاق بن عيسى، ويحيى بن أيوب: هو الغافقي المصري، والقاسم: هو ابن عبد الرحمن، أبو عبد الرحمن الدمشقي.
وهو في "زهد ابن المبارك"(655)، ومن طريقه أخرجه ابن أبي الدنيا في "العيال"(609)، وعبد الله بن أحمد في زوائده على "الزهد" لأبيه ص 21، وأبو نعيم في "الحلية" 8/ 178 - 179، والبغوي في "شرح السنة"(3456)، وفي "معالم التنزيل" 1/ 425. وليس في إسناده عند ابن أبي الدنيا:"القاسم بن عبد الرحمن"، ورواية أبي نعيم في "الحلية" مختصرة بنحو الشطر الأول منه، ووقع في إسناده عنده:"عبد الله بن جعفر"، بدل:"عبيد الله بن زحر"، =
22154 -
حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: عَفَّانُ أَخْبَرَنَا أَبُو غَالِبٍ (1)
= وهو تحريف.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(7821)، وأبو نعيم في "الحلية" 8/ 179 من طريق سعيد بن أبي مريم، عن يحيى بن أيوب، به. ورواية أبي نعيم مختصرة بنحو الشطر الأول.
وأخرج نحو الشطر الأول منه الطبراني في "الأوسط"(3190)، وفي "الكبير"(7929) من طريق خالد بن أبي عمران، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبي أمامة. وفي إسناده عبد الله بن لهيعة، وهو سيئ الحفظ، وبكر بن سهل الدِّمْياطي شيخ الطبراني، وقد تكلموا فيه.
وسيأتي الحديث عن علي بن إسحاق، عن عبد الله بن المبارك برقم (22284).
وسلف في "المسند" برقم (7576) عن أبي هريرة: أن رجلاً شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قسوة قلبه، فقال له:"إن أردت أن يلين قلبك، فأطعم المسكين، وامسح رأس اليتيم". وإسناده ضعيف لإبهام الراوي له عن أبي هريرة.
وأخرج ابن أبي الدنيا في "العيال"(614)، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 1/ 208 و 296 عن بُرَيدة الأَسْلمي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من مسح رأس يتيم رحمة له، كتب الله له بكل شعرة وقعت عليها يده حسنة". وفي إسناده نفيع بن الحارث أبو داود الهَمْداني، وهو متروك الحديث، ومندل ابن علي العَنَزي ومحمد بن عبيد الله بن أبي رافع، وهما ضعيفان.
وفي باب كفالة اليتيم عن سهل بن سعد الساعدي عند البخاري (5304)، وسيأتي في "المسند" برقم (22820).
وعن أبي هريرة عند مسلم (2983)، وسلف في "المسند" برقم (8881).
وعن مالك بن الحارث، سلف أيضاً برقم (19025).
(1)
تحرف في (م) و (ق) إلى: "أبو طالب"، والمثبت من (ظ 5).
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَقْبَلَ مِنْ خَيْبَرَ وَمَعَهُ غُلَامَانِ، وَهَبَ أَحَدَهُمَا لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَقَالَ:" لَا تَضْرِبْهُ؛ فَإِنِّي قَدْ نُهِيْتُ عَنْ ضَرْبِ أَهْلِ الصَّلَاةِ، وَقَدْ رَأَيْتُهُ يُصَلِّي ".
قَالَ عَفَّانُ فِي حَدِيثِهِ: أَخْبَرَنَا أَبُو غَالِبٍ (1)، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَقْبَلَ مِنْ خَيْبَرَ وَمَعَهُ غُلَامَانِ، فَقَالَ عَلِيٌّ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَخْدِمْنَا. فَقَالَ:" خُذْ أَيَّهُمَا شِئْتَ " قَالَ: خِرْ لِي. قَالَ: " خُذْ هَذَا وَلَا تَضْرِبْهُ، فَإِنِّي قَدْ رَأَيْتُهُ يُصَلِّي مَقْبَلَنَا مِنْ خَيْبَرَ، وَإِنِّي قَدْ نُهِيْتُ " وَأَعْطَى أَبَا ذَرٍّ غُلَامًا، وَقَالَ:" اسْتَوْصِ بِهِ مَعْرُوفًا " فَأَعْتَقَهُ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" مَا فَعَلَ الْغُلَامُ؟ " قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَمَرْتَنِي أَنْ أَسْتَوْصِيَ بِهِ مَعْرُوفًا، فَأَعْتَقْتُهُ (2).
(1) تحرف في (م) وحدها إلى: "أبو طالب"، والمثبت من سائر النسخ الخطية.
(2)
إسناده ضعيف من أجل أبي غالب البصري نزيل أصبهان، فقد اختلف فيه، وهو ممن يعتبر به في المتابعات والشواهد، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. حسن بن موسى: هو الأشيب البغدادي، وعفان: هو ابن مسلم الصَّفَّار البصري.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(6837) عن الحسن بن موسى وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(163)، والطبراني في "المعجم الكبير"(8057) من طريق حجاج بن منهال، وابن عدي في "الكامل" 2/ 861 من طريق إبراهيم بن الحجاج السامي، كلاهما عن حماد بن سلمة، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(8100) من طريق الحسين بن واقد، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= عن أبي غالب، به. وروايته مقتصرة على الشطر الأول منه بقصة إخدام النبي صلى الله عليه وسلم علياً غلاماً.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(8104) من طريق الحسين بن واقد، عن أبي غالب، عن أبي أمامة أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطى أبا ذر قِنّاً (أي: عبداً)، فقال:"أطعمه مما تأكل، واكسه مما تلبس" وكان لأبي ذر ثوب، فشقه نصفين، فائتزر نصفه، وأعطى الغلام نصفه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ما لي أرى ثوبك هكذا؟ " فقال: يا رسول الله، قلت: أطعموهم مما تأكلون، وألبسوهم مما تلبسون؟ قال:"نعم" قلت: أعتقه؟ قال: "آجرك الله يا أبا ذر".
وسيأتي الحديث عن عفان بن مسلم وحده برقم (22227).
وأخرج أبو يعلى (3383) عن أنس بن مالك: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطى علياً وفاطمة غلاماً، وقال:"أحسنا إليه، فإني رأيته يصلي". وإسناده حسن في المتابعات والشواهد.
وأخرج البخاري في "الأدب المفرد"(256)، والترمذي في "السنن"(2369)، وفي "الشمائل"(134)، والحاكم 4/ 131، والبيهقي في "شعب الإيمان"(4604)، والبغوي في "شرح السنة" (3612) في حديث طويل عن أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي الهيثم بن التَّيِّهان: "هل لك خادم؟ " قال: لا، قال:"إذا أتانا سَبْيٌ، فأْتِنا" فأُتِي النبي صلى الله عليه وسلم برأسين ليس معهما ثالث، فأتاه أبو الهيثم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"اختر منهما"، فقال: يا نبي الله، اختر لي. فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"إن المستشار مؤتمن، خذ هذا فإني رأيته يصلي، واستوص به معروفاً" فانطلق أبو الهيثم إلى امرأته، فأخبرها بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت امرأته: ما أنت ببالغ ما قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن تعتقه، قال: فهو عتيق. وإسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح.
وفي باب النهي عن ضرب المسلمين عامة عن ابن مسعود، وقد سلف في مسنده برقم (3838).
وفي باب تقبيح ضرب المملوكين عن أبي مسعود الأنصاري (17087)، =
22155 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ (1)، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَاةَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ أَبِي مَالِكٍ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " يُجِيرُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ بَعْضُهُمْ "(2).
= وعن سويد بن مقرن (15703)، وعن ابن عمر (4784) و (5635).
وقوله: "أَخْدِمْنا" أمر من الإخدام، أي: أعطنا خادماً يخدمنا.
(1)
وقع في (م): "حدثنا إسماعيل، أخبرنا عمر"، وهو تحريف صوبناه من سائر النسخ الخطية.
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، الحجاج بن أرطاة النخعي الكوفي مدلس، وقد عنعنه، وباقي رجاله ثقات. إسماعيل بن عمر: هو الواسطي، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السَّبِيعي، والوليد بن أبي مالك: هو الوليد بن عبد الرحمن بن أبي مالك الهَمْداني، والقاسم: هو ابن عبد الرحمن الدمشقي.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(6174)، وفي "مصنفه" 12/ 452، ومن طريقه الطبراني في "الكبير"(7908) عن عبد الرحيم بن سليمان، وأخرجه الطبراني في "الكبير"(7907) من طريق أبي خالد سليمان بن حيان الأحمر، كلاهما عن حجاج بن أرطاة، بهذا الإسناد. وسقط من إسناده من "مصنف ابن أبي شيبة":"حجاج بن أرطاة".
وسلف بهذا الإسناد نفسه عن أبي أمامة، عن أبي عبيدة عامر بن الجراح برقم (1695). وقد وقع في التعليق عليه تعيينُ أبي أمامة بأنه سعد بن سهل بن حنيف الأنصاري التابعي، وهو ذهول شنيع، فإنه أبو أمامة صدي بن عجلان الباهلي الصحابي الكبير، كما هو ظاهر إيراد حديثه هنا، ثم إن الراوي عنه وهو القاسم بن عبد الرحمن الدمشقي صاحبه وراويته فليصحَّح.
وفي الباب عن غير واحد من الصحابة، انظر أحاديثهم عند حديث أبي =
22156 -
حَدَّثَنَا عِصَامُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنِي صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ الْخَبَائِرِيِّ (1) وَأَبِي الْيَمَانِ الْهَوْزَنِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ اللهَ وَعَدَنِي أَنْ يُدْخِلَ مِنْ أُمَّتِي الْجَنَّةَ سَبْعِينَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ ".
فَقَالَ يَزِيدُ بْنُ الْأَخْنَسِ السُّلَمِيُّ: وَاللهِ مَا أُولَئِكَ فِي أُمَّتِكَ إِلَّا كَالذُّبَابِ الْأَصْهَبِ فِي الذِّبَّانِ! فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " فَإِنَّ (2) رَبِّي قَدْ وَعَدَنِي سَبْعِينَ أَلْفًا مَعَ كُلِّ أَلْفٍ سَبْعُونَ أَلْفًا، وَزَادَنِي ثَلَاثَ حَثَيَاتٍ ".
قَالَ: فَمَا سِعَةُ حَوْضِكَ يَا نَبِيَّ اللهِ؟ قَالَ: " كَمَا بَيْنَ عَدَنَ إِلَى عَمَّانَ، وَأَوْسَعَ وَأَوْسَعَ " يُشِيرُ بِيَدِهِ. قَالَ: " فِيهِ مَثْعَبَانِ مِنْ ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ " قَالَ: فَمَا حَوْضُكَ يَا نَبِيَّ اللهِ؟ قَالَ: " مَاءٌ (3) أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ، وَأَحْلَى مَذَاقَةً مِنَ الْعَسَلِ، وَأَطْيَبُ رَائِحَةً مِنَ الْمِسْكِ، مَنْ شَرِبَ مِنْهُ لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَهَا، وَلَمْ يَسْوَدَّ وَجْهُهُ أَبَدًا "(4).
= هريرة السالف برقم (8780).
وقوله: "يجير": من أجار، بمعنى: أعطى الأمان، أي: إن أمان بعضهم يمضي على الجميع.
(1)
تصحف في (م) إلى: "الخبائزي".
(2)
في (م): "كان"، والمثبت من سائر النسخ الخطية.
(3)
لفظة "ماء" زيادة من (ظ 5)، وليست في (م) أو شيء من النسخ الخطية الأخرى.
(4)
صحيح، وهذا إسناد قوي من جهة سليم بن عامر الخبائري، رجاله رجال الصحيح، وأما أبو اليمان الهَوْزني متابع سليم بن عامر -وهو عامر =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ابن عبد الله بن لُحَيٍّ، أبو اليمان بن أبي عامر الهَوْزني الحمصي- فقد روى له أبو داود في "المراسيل"، يروي عنه صفوان بن عمرو وأبو عبد الرحمن الحُبُلي، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن القطان: لا تعرف له حال. صفوان بن عمرو: هو ابن هَرِم السَّكْسَكي الحِمْصي.
وأخرجه تاماً ومقطعاً ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1247) و (1248)، وفي "السنة"(729) و (588)، وابن حبان (6457) و (7246)، والطبراني في "الكبير"(7672) من طريقين عن صفوان بن عمرو، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(7665)، وفي "الشاميين"(1968)، والبيهقي في "البعث والنشور"(134) من طريق أبي صالح عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح، عن سليم بن عامر وحده، به.
وأخرج الطبراني في "الكبير"(7546)، وفي "الشاميين"(802) من طريق مصعب بن سلَّام، عن عبد الله بن العلاء بن زَبْر، عن أبي سلام الأسود، عن أبي أمامة، عن النبي صلى الله عليه وسلم:"حوضي كما بين عَدَن وعَمَّان، فيه الأَكاويبُ عددَ نجوم السماء، مَن شَرِبَ منه لم يَظْمَأْ بعده أبداً، وإن ممن يَرِدُ عليه من أمتي الشَّعِثَةُ رؤوسُهم، الدَّنِسَةُ ثيابُهم، لا ينكحون المُتنعِّمات، ولا يحضرون السُّدَدَ -يعني: أبواب السلطان-، الذين يُعْطُونَ كلَّ الذي عليهم، ولا يُعْطَوْنَ كل الذي لهم". وإسناده ضعيف فيه مصعب بن سلام التميمي الكوفي، وهو ضعيف، وقد خالف في روايته الجماعة، والصحيح أنه عن أبي سلام الأسود، عن ثوبان وسيأتي في المسند برقم (22367)، وسيأتي بعض الحديث من طريق محمد بن زياد الأَلْهاني، عن أبي أمامة برقم (22303).
وفي باب دخول سبعين ألفاً من أمة محمد صلى الله عليه وسلم الجنة بغير حساب عن أبي هريرة سلف في مسنده برقم (8016)، وعن ابن مسعود سلف أيضاً برقم (3806)، وذُكِرت شواهده عندهما.
وفي باب زياداته مع كل ألفٍ سبعين ألفاً عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، =
° 22157 - قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَجَدْتُ هَذَا الْحَدِيثَ فِي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّ يَدِهِ، وَقَدْ ضَرَبَ عَلَيْهِ، فَظَنَنْتُ أَنَّهُ قَدْ ضَرَبَ عَلَيْهِ لِأَنَّهُ خَطَأٌ، إِنَّمَا هُوَ: عَنْ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " تَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ، فَإِنَّهُ شَافِعٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، تَعَلَّمُوا الْبَقَرَةَ وَآلَ عِمْرَانَ، تَعَلَّمُوا الزَّهْرَاوَيْنِ، فَإِنَّهُمَا يَأْتِيَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ، أَوْ غَيَايَتَانِ، أَوْ كَأَنَّهُمَا فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ، يُحَاجَّانِ عَنْ صَاحِبِهِمَا، تَعَلَّمُوا الْبَقَرَةَ، فَإِنَّ تَعْلِيمَهَا بَرَكَةٌ، وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ، وَلَا يَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ "(1).
= وسيأتي (22418)، وسنده حسن إن كان متصلاً.
وعن أبي بكر الصديق، سلف برقم (22)، وإسناده ضعيف.
وعن أبي هريرة سلف أيضاً برقم (8707)، وأشرنا هناك إلى نكارة هذا الحرف، وقد تبين لنا الآن خطأ ما ذكرناه هناك، فيستدرك من هنا، لكن بقي هناك الإشارة إلى نكارة قوله: "فقلت: أي رَبِّ، إن لم يكن هؤلاءِ مهاجري أمتي
…
إلخ".
وفي باب سعة حوض النبي صلى الله عليه وسلم، وصفة شرابه عن عبد الله بن عمر، سلف في مسنده برقم (6162)، وقد ذكرنا شواهده هناك.
وقوله: "المَثْعَب" بالفتح: واحد مثاعب الحياض، وهو مَسيل الماء.
وقوله: "الأَصْهَب": هو الذي يعلو لونَه صُهْبَةٌ، وهي الشُّقْرة، أو الحُمْرة في سواد.
(1)
حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن معمراً -وهو ابن =
22158 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَتَشٍ (1)، حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ - يَعْنِي ابْنَ سُلَيْمَانَ -، عَنْ مُعَلَّى (2) - يَعْنِي ابْنَ زِيَادٍ - عَنْ أَبِي غَالِبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ (ح)
وحَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَبِي غَالِبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: أَتَى رَجُلٌ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَرْمِي الْجَمْرَةَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الْجِهَادِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ؟ قَالَ: فَسَكَتَ عَنْهُ حَتَّى إِذَا رَمَى الثَّانِيَةَ، عَرَضَ لَهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الْجِهَادِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ؟ قَالَ: فَسَكَتَ عَنْهُ، ثُمَّ مَضَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى إِذَا اعْتَرَضَ فِي الْجَمْرَةِ الثَّالِثَةِ، عَرَضَ لَهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الْجِهَادِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ؟ قَالَ: " كَلِمَةُ حَقٍّ
= راشد الأزدي البصري- أخطأ فيه، فقال: عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، وإنما هو عن يحيى، عن زيد بن سلام، عن جده أبي سلام، أو عن يحيى، عن أبي سلام، كذا رواه العامة عن يحيى، ورواية معمر عن العراقيين يقع فيها الوهم. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، ويحيى: هو ابن أبي كثير الطائي، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف الزهري.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (5991)، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير"(8118)، والشجري في "أماليه" 1/ 107 - 108.
وانظر (22146).
(1)
تصحف في (م) إلى: أنس.
(2)
تحرف في (م) إلى: يعلى.
تُقَالُ لِإِمَامٍ جَائِرٍ " (1).
(1) حسن لغيره، وحديث أبي أمامة هذا فيه أبو غالب البصري نزيل أصبهان، وهو ممن يعتبر به في المتابعات والشواهد، وباقي رجال إسناديه ثقات غير محمد بن الحسن بن أتش الصنعاني شيخ المصنف في أحد الإسنادين، فهو ضعيف.
روح: هو ابن عُبادة القيسي البصري، وحماد: هو بن سلمة البصري، وأبو غالب مختلف في اسمه، قيل: حَزَوَّر، وقيل: سعيد بن الحزوَّر، وقيل: نافع.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(8080)، والبيهقي في "السنن الكبرى" 10/ 91 من طرق عن جعفر بن سليمان، بالإسناد الأول. ولم يذكرا في روايتهما القصة في أول الحديث.
وأخرجه تاماً ومختصراً أحمد بن منيع في "مسنده" كما في "مصباح الزجاجة" ورقة 250، وابن ماجه (4012)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(3449)، والطبراني في "الكبير"(8081)، وفي "الأوسط"(1619) و (6820)، وابن عدي في "الكامل" 2/ 860 - 861، والقضاعي في "مسند الشهاب"(1288)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(7581)، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة"(2473) من طرق عن حماد بن سلمة، بالإسناد الثاني.
وسيأتي الحديث برقم (22207) عن وكيع بن الجراح، عن حماد بن سلمة.
وأخرجه مختصراً الطبراني في "الصغير"(151) من طريق قُريب بن عبد الملك الأصمعي، عن أبي غالب، به.
وله شاهد من حديث أبي سعيد الخدري، سلف في مسنده ضمن حديث مطول برقم (11143)، وإسناده ضعيف.
وآخر من حديث طارق بن شهاب البجلي، سلف أيضاً برقم (18828)، وإسناده صحيح، وصححه المنذري في "الترغيب والترهيب" 3/ 225، والنووي في "رياض الصالحين" ص 96.
وقوله: "اعترض": بمعنى ركب الناقة أو الدّابَّة، فقد جاء في بعض =
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ فِي حَدِيثِهِ (1): وَكَانَ الْحَسَنُ يَقُولُ: " لِإِمَامٍ ظَالِمٍ ".
22159 -
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا رَبَاحٌ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ سَلَّامٍ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ يَقُولُ: سَأَلَ رَجُلٌ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: مَا الْإِثْمُ؟ فَقَالَ: " إِذَا حَكَّ فِي نَفْسِكَ شَيْءٌ، فَدَعْهُ " قَالَ: فَمَا الْإِيمَانُ؟ قَالَ: " إِذَا سَاءَتْكَ سَيِّئَتُكَ، وَسَرَّتْكَ حَسَنَتُكَ فَأَنْتَ مُؤْمِنٌ "(2).
= روايات الحديث: "فلما رمى جمرة العقبة، وضع رِجْله في الغَرْزِ ليركب".
(1)
الذي كان يقول ذلك هو مُعلَّى بن زياد القُرْدوسي كما جاء في "السنن الكبرى" للبيهقي 10/ 91.
(2)
حديث صحيح، رجاله ثقات، وقد سلف الكلام على هذا الإسناد عند الرواية (22147).
إبراهيم بن خالد: هو الصنعاني المؤذن، ورباح: هو ابن زيد القرشي الصنعاني، ومعمر: هو ابن راشد الأزدي البصري، وجد زيد بن سلام: هو ممطور الأسود الحبشي أبو سلام.
وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه"(20104)، ومن طريقه الطبراني في "الكبير"(7539)، وفي "الأوسط"(3017)، والحاكم 1/ 14، والقضاعي في "مسند الشهاب"(401)، وأخرجه ابن منده في "الإيمان"(1089) من طريق عبد الله بن المبارك، كلاهما (عبد الرزاق وعبد الله بن المبارك) عن معمر بن راشد، بهذا الإسناد. ورواية الحاكم مختصرة بالسؤال عن الإيمان. =
22160 -
حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ حَبِيبٍ حَدَّثَهُمْ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَتُنْقَضَنَّ عُرَى الْإِسْلَامِ عُرْوَةً عُرْوَةً، فَكُلَّمَا انْتَقَضَتْ عُرْوَةٌ، تَشَبَّثَ النَّاسُ بِالَّتِي تَلِيهَا، وَأَوَّلُهُنَّ نَقْضًا الْحُكْمُ، وَآخِرُهُنَّ الصَّلَاةُ "(1).
= وأخرجه الطبراني في "الكبير"(7540)، وفي "الشاميين"(233) من طريق أبي سعيد الشامي، والحاكم 1/ 14 من طريق عليّ بن المبارك، كلاهما عن يحيى بن أبي كثير، به. وروايتهما مختصرة بالسؤال عن الإيمان. وجاء عند الطبراني:"عن سلام بن أبي سلام، عن أبي أُمامة" دون ذكر جده أبي سلام ممطور الحبشي بينهما.
وسيأتي عن روح بن عبادة برقم (22166)، وعن إسماعيل ابن علية برقم (22199)، كلاهما عن هشام الدَّسْتُوائي، عن يحيى بن أبى كثير.
وفي باب سؤال الرجل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإثم، فقال له: إذا حَكَّ في نفسِك شيءٌ فَدَعْه. عن النَّواسِ بن سَمْعان سلف برقم (17631)، وعن أبي ثَعْلبة الخُشَني سلف برقم (17742)، وعن وابِصَة بن معبد الأَسدي سلف أيضاً برقم (17999).
وفي باب سؤاله صلى الله عليه وسلم عن الإيمان، فقال:"إذا ساءَتْك سَيِّئَتُك، وسَرَّتك حسنتُك، فأنت مؤمنٌ" عن عمر بن الخطاب سلف في مسنده برقم (114)، وعن عامر بن أبي ربيعة سلف برقم (15696)، وعن أبي موسى الأشعري سلف أيضاً برقم (19565).
وقوله صلى الله عليه وسلم: "حَكَّ" بتشديد الكاف، أي: أَثَّر فيها الانقباض، ولم ينشرح الصدر به، وكان في قلبك منه شيء من الشكِّ، والإيهامِ أنه ذنبٌ، والحاصل أن النفسَ إذا تردَّدَت في كونه ذنباً، فالتقوى تركُه.
وقوله: ما الإيمان؟ أي: ما علامته، وبأيِّ شيء يَعرِفُ المرءُ إيمانَه.
(1)
إسناده جيد، عبد العزيز بن إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر =
22161 -
حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ:
= المخزومي الدمشقي روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: ليس به بأس، وباقي رجاله ثقات. سليمان بن حبيب: هو المُحارِبي الدَّاراني.
وأخرجه عبد الله بن أحمد في "السنة"(764)، ومن طريقه الحاكم 4/ 92، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 10/ ورقة 348، عن أبيه، بهذا الإسناد. وقد وقع في إسناده عند الحاكم "عبد العزيز، عن إسماعيل بن عبيد الله" وقال: عبد العزيز هذا هو ابن عبيد الله بن حمزة بن صهيب، وإسماعيل: هو ابن عبيد الله بن أبي المهاجر، والإسناد كله صحيح، ولم يخرجاه، وتعقبه الذهبي بقوله: عبد العزيز ضعيف. قلنا: وهذا وهم منهما رحمهما الله تعالى، نشأ عن تحرف "بن" في "عبد العزيز بن إسماعيل" في إسناده إلى:"عن"، فظنا أنهما اثنان، والصواب أنه:"عبد العزيز بن إسماعيل بن عبيد الله"، كذا قال كل من أخرج الحديث من طريق الإمام أحمد، وكذا من أخرجه من طريق الوليد بن مسلم، وهو مترجم كذلك في "تاريخ البخاري" 6/ 21، و"الجرح والتعديل" 5/ 377، و"الثقات" 7/ 110، و"تاريخ ابن عساكر" 10/ ورقة 348، و"الإكمال" 1/ 532 - 533، و"ذيل الكاشف" ص 180، و"تعجيل المنفعة" 1/ 820.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(7486)، وفي "الشاميين"(1602)، والبيهقي في "الشعب"(7524) من طريق محمد بن عبد الله الحضرمي، عن أحمد بن حنبل، به.
وأخرجه ابن حبان (6715) من طريق إسحاق بن إبراهيم المروزي، والبيهقي في "الشعب"(5277) من طريق أبي جعفر المسندي، كلاهما عن الوليد بن مسلم، به.
ولبعضه شاهد من حديث فَيْروز الدَّيْلمي، سلف في مسنده برقم (18039)، ولفظه:"ليُنقَضنَّ الإسلام عُرْوة عروة، كما يُنقَضُ الحبلُ قُوَّة قوةً".
سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ النَّاسَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ وَهُوَ عَلَى الْجَدْعَاءِ، وَاضِعٌ رِجْلَهُ فِي غَرْزِ (1) الرَّحْلِ يَتَطَاوَلُ (2)، يَقُولُ:" أَلَا تَسْمَعُونَ؟ " فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ آخِرِ الْقَوْمِ: مَا تَقُولُ؟ قَالَ: " اعْبُدُوا رَبَّكُمْ، وَصَلُّوا خَمْسَكُمْ، وَصُومُوا شَهْرَكُمْ، وَأَدُّوا زَكَاةَ أَمْوَالِكُمْ، وَأَطِيعُوا ذَا أَمْرِكُمْ، تَدْخُلُوا جَنَّةَ رَبِّكُمْ ".
قُلْتُ لَهُ: فَمُذْ كَمْ سَمِعْتَ هَذَا الْحَدِيثَ يَا أَبَا أُمَامَةَ؟ قَالَ: وَأَنَا ابْنُ ثَلَاثِينَ سَنَةً (3).
(1) كذا في (ق)، ووقع في (م) و (ظ 5): غراز!
(2)
تحرفت في (م) إلى: يتطال.
(3)
إسناده صحيح على شرط مسلم. معاوية بن صالح: هو ابن حُدير الحَضْرمي الحمصي، وسليم بن عامر: هو الخَبائِري الحمصي.
وأخرجه الترمذي (616)، وابن أبي عاصم في "السنة"(1233)، وابن حبان (4563)، والدارقطني 2/ 294، والحاكم 1/ 473 من طرق عن زيد بن الحباب، بهذا الإسناد. ورواية ابن أبي عاصم مختصرة. ووقع في رواية الترمذي:"واتقوا الله ربكم" بدل "اعبدوا ربكم"، وقال: حسن صحيح.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 226، والطبراني في "المعجم الكبير"(7664)، وفي "مسند الشاميين"(1967)، والحاكم 1/ 9 و 389، والبيهقي في "شعب الإيمان"(7348)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 8/ لوحة 294 من طرق عن معاوية بن صالح، به. وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، ولا نعرف له علة، ووافقه الذهبي. ورواية الحاكم الأولى، ورواية ابن عساكر الثانية مختصرة. ووقع في رواية ابن عساكر الأولى زيادة "عن جدته" بين سليم بن عامر وأبي أمامة، فعقب بقوله: كذا وقع في الأصل، وهذا =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= تصحيف فاحش، فإن سليماً سمعه من أبي أمامة نفسه، ويدل عليه قوله له في الحديث: يا ابن أخي، ولو كان عن جدته، لقال: يا بنت أخي، ويدل عليه
…
فساق الرواية الثانية.
وأخرجه أحمد بن منيع في "مسنده" كما في "المطالب العالية"(4479)، وأبو داود (1955)، والطبراني في "مسند الشاميين"(578)، وابن عساكر 8/ لوحة 294 - 295 من طرق عن الوليد بن مسلم، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن سليم بن عامر، عن أبي أمامة قال: سمعت خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى يوم النحر، وكنت ابن ثلاث وثلاثين سنة، فكنت تحت ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن كان الرجل ليدفع عني بصدر راحلته، ليزيلني عن سماع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأدفعها بكفي، فأردها عني. واقتصر أبو داود في روايته على قوله: سمعت خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى يوم النحر.
وسيأتي الحديث عن عبد الرحمن بن مهدي، عن معاوية بن صالح برقم (22258).
وأخرج المرفوع منه الطبراني في "الكبير"(7617)، وفي "مسند الشاميين"(543) من طريقين عن إسماعيل بن عياش، عن شرحبيل بن مسلم، عن أبي أمامة، إلا أنه زاد في أوله:"أيها الناس لا نبي بعدي، ولا أُمَّة بعدكم".
وأخرجه كذلك ابن أبي عاصم في "السنة"(1061)، والطبراني في "الكبير"(7535)، وفي "مسند الشاميين"(834)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 8/ 289 - 290 من طريق عمرو بن عثمان الحمصي، عن إسماعيل بن عياش، عن أسد بن وداعة وشرحبيل بن حسنة ومحمد بن زياد جميعاً، عن أبي أمامة. وزاد ابن عساكر في روايته:"وصلوا أرحامكم".
وسيأتي الحديث بنحوه من طريق لقمان بن عامر، عن أبي أمامة برقم (22260).
وقوله: "غرز الرَّحْل" الغرز: بغين معجمة مفتوحة، وراء ساكنة، ثم زاي: =
22162 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ. وَعَبْدِ الْوَهَّابِ، عَنْ هِشَامٍ. وَأَزْهَرَ بْنِ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ صَاحِبِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَقَالَ عَبْدُ الْوَهَّابِ: أَبُو أُمَامَةَ الْحِمْصِيُّ صَاحِبُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " الْوُضُوءُ يُكَفِّرُ مَا قَبْلَهُ، ثُمَّ تَصِيرُ الصَّلَاةُ نَافِلَةً ". فَقِيلَ لَهُ: أَسَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: نَعَمْ، غَيْرَ مَرَّةٍ وَلَا مَرَّتَيْنِ وَلَا ثَلَاثٍ وَلَا أَرْبَعٍ وَلَا خَمْسٍ (1).
= هو رِكاب الرحل من جلود مخروزة يُعتمد عليه في الركوب، فإذا كان من حديد أو خشب فهو رِكابٌ، وكل ما كان مِساكاً للرِّجلين في المركب غَرْزٌ.
والرَّحْل: ما يوضع على ظهر البعير للركوب.
وقوله: يتطاول، أي: يقوم ليسمع كلامه.
(1)
حديث صحيح بطرقه وشواهده، وهذه الأسانيد وإن كان مدارها على شهر بن حوشب الأَشْعري الشامي، وهو ضعيف، إلا أنه قد توبع. أزهر بن القاسم: هو الرَّاسِبي البصري، ومحمد بن بشر: هو العَبْدي، وعبد الوهاب: هو ابن عطاء الخَفَّاف، وهشام: هو ابن أبي عبد الله الدَّسْتُوائي، وقتادة: هو ابن دِعامة السَّدُوسي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(7570) من طريق أبي بكر بن أبي شيبة، عن محمد بن بشر، عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه المروزي في "مختصر قيام الليل"(13)، والطبري في "التفسير" 6/ 138، والطبراني (7570) من طريق يزيد بن زريع، والطبراني (7570) من طريق محمد بن أبي عدي، كلاهما عن سعيد بن أبي عروبة، به.
وأخرجه الطيالسي (1129)، وكذا الطبراني في "الكبير"(7572) من طريق =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= معاذ بن هشام، كلاهما (الطيالسي ومعاذ) عن هشام بن أبي عبد الله الدستوائي، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(7569) و (7571)، وفي "مسند الشاميين"(2762) من طرق عن قتادة، به.
وسيأتي الحديث عن محمد بن جعفر، عن سعيد بن أبي عروبة برقم (22253).
وسيأتي نحوه مطولاً من طرق عن شهر بن حوشِب بالأرقام (22171) و (22206) و (22267) و (22275) و (22281).
وأخرجه بنحوه مطولاً ابن الأعرابي في "معجمه"(1535) من طريق قرة بن خالد، عن لقيط بن المشَّاء، عن أبي أمامة. وفيه أبو المشاء لقيط بن المشاء الباهلي (وتحرف فيه ابن المشاء إلى ابن المثنى) لم يرو عنه غير اثنين، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: يخطئ ويخالف.
وسيأتي كذلك من طريق أبي غالب، عن أبي أمامة برقم (22188).
وسلف نحوه في مسند عمرو بن عَبَسَة من طريق عاصم بن أبي النجود، عن شهر بن حوشب، عن أبي أمامة ضمن الحديث رقم (17021).
وانظر ما سيأتي برقم (22237) و (22272).
وله شاهد من حديث عثمان بن عفان عند مسلم (229) و (8).
وآخر من حديث عبد الله الصُّنابحي سلف في "المسند" برقم (19068) من طريق مالك، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عنه. وهذا إسناد قوي مرسلاً. ووقع في "المسند" هناك:"عن عبد الله الصنابحي، قال: إذا توضأ العبد .. " فلم يذكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم، وهو كذلك في (م) والنسخ الخطية التي بأيدينا، وفاتنا أن ننبه هناك إلى تخطئته، وأن الصواب فيه: "عن عبد الله الصنابحي: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
…
" بإثبات رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فإنه كذلك في "موطأ مالك" 1/ 31، ومن طريقه هكذا أخرجه الناس. =
22163 -
حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ الْيَمَامِيُّ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي مَجْلِسٍ، فَجَاءَهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي قَدْ (1) أَصَبْتُ حَدًّا، فَأَقِمْ عَلَيَّ كِتَابَ اللهِ. قَالَ: فَأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، قَالَ: فَصَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا فَرَغَ، خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَتَبِعَهُ الرَّجُلُ، وَتَبِعْتُهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَصَبْتُ حَدًّا، فَأَقِمْ عَلَيَّ كِتَابَ اللهِ. فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" أَلَيْسَ خَرَجْتَ مِنْ مَنْزِلِكَ، تَوَضَّأْتَ، فَأَحْسَنْتَ الْوُضُوءَ، وَصَلَّيْتَ مَعَنَا؟ " قَالَ الرَّجُلُ: بَلَى. قَالَ: " فَإِنَّ اللهَ قَدْ غَفَرَ لَكَ حَدَّكَ " أَوْ " ذَنْبَكَ "(2).
= وفي باب تكفير الوضوء للذنوب عن غير واحد من الصحابة منهم عثمان بن عفان، وقد سلف حديثه في مسنده برقم (415).
وأبو هريرة، وقد سلف حديثه برقم (8020).
وعمرو بن عَبَسَة، وقد سلف حديثه برقم (17019) ضمن حديث مطول.
(1)
قوله: "إني قد" ليس في (م).
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عكرمة بن عمار العِجْلي اليَمامِي، فهو صدوق حسن الحديث، وقد توبع كما سيأتي في الرواية (22286)، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.
وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(4794) عن زيد بن الحباب، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (2765)، وأبو عوانة في التوبة كما في "إتحاف المهرة" 6/ 229، والنسائي في "الكبرى"(7316)، والطبراني في "الكبير"(7624)، والواحدي في "الوسيط" 2/ 594 - 595 من طرق عن عكرمة بن عمار، به. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرجه الطبري في "تفسيره" 12/ 136، والطبراني في "الكبير"(7675)، وفي "مسند الشاميين"(1840) من طريق سُليم بن عامر الخبائري، عن أبي أمامة، نحوه. ولفظ آخره:"قال: هل أتممت الوضوء، وصليت معنا آنفاً؟ " قال: نعم. قال: "فإنك من خطيئتك كما ولدتك أمك، فلا تعد" وأنزل الله حينئذٍ على رسوله: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ
…
} الآية [هود: 114]. وإسناده ضعيف.
وسيأتي الحديث من طريق أبي نوح عبد الرحمن بن غَزْوان وعبد الصمد بن عبد الوارث، عن عكرمة بن عمار برقم (22266).
وسيأتي أيضاً من طريق الأوزاعي، عن شداد بن عبد الله برقم (22286).
وله شاهد من حديث واثلة بن الأَسْقع، سلف برقم (16014)، وإسناده ضعيف.
وآخر من حديث أنس بن مالك عند البخاري (6823)، ومسلم (2764)، والبيهقي 8/ 333.
وثالث من حديث علي عند الطبراني في "الأوسط"(7556)، وفي "الصغير"(915)، وأبي نعيم في "تاريخ أصبهان" 2/ 232 - 233، والواحدي في "الوسيط" 2/ 595. وفي إسناده الحارث بن عبد الله الأَعْور، وهو ضعيف.
وفي الباب عن ابن عباس، سلف في مسنده برقم (2206)، وعن ابن مسعود، سلف أيضاً برقم (3653)، وانظر أحاديث الباب عندهما.
وقوله: "إني قد أَصَبْتُ حَدّاً" قال النووي في "شرح صحيح مسلم" 17/ 81: هذا الحدُّ معناه: معصيةٌ من المعاصي الموجبةِ للتعزير، وهي هنا من الصغائر؛ لأنها كفَّرَتها الصلاةُ، ولو كانت كبيرةً موجِبةً للحدِّ أو غيرَ موجبة له، لم تسقُطْ بالصلاة، فقد أجمع العلماءُ على أن المعاصيَ الموجبةَ للحدود لا تسقط حدودُها بالصلاة، هذا هو الصحيح في تفسير هذا الحديث. =
22164 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ الْحَدَّادُ، حَدَّثَنَا شِهَابُ بْنُ خِرَاشٍ، عَنْ حَجَّاجِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي غَالِبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا ضَلَّ قَوْمٌ بَعْدَ هُدًى كَانُوا عَلَيْهِ إِلَّا أُوتُوا الْجَدَلَ " ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ {مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ} [الزخرف: 58](1).
= وحكى القاضيِ عن بعضهم: أن المراد بالحدِّ: المعروف، قال: وإنما لم يَحُدَّه؛ لأنه لم يُفَسِّرْ مُوجِبَ الحدِّ، ولم يستفسره النبيُّ صلى الله عليه وسلم عنه إيثاراً للستر، بل استحبَّ العلماء تلقين الرجوعِ عن الإقرار بموجِب الحد صريحاً!! وانظر "فتح الباري" 12/ 134 - 135.
(1)
حديث حسن بطرقه وشواهده، وأبو غالب -وهو البصري نزيل أصبهان- يعتبر به في المتابعات والشواهد، ومن دونَه لا بأس بهم. عبد الواحد الحداد: هو ابن واصل، أبو عبيدة البصري.
وأخرجه ابن ماجه (48)، والترمذي (3253)، وابن أبي عاصم في "السنة"(101)، والطبري في "التفسير" 25/ 88، والعقيلي في "الضعفاء" 1/ 286، والطبراني (8067)، والآجري في "الشريعة" ص 54، وابن عدي 4/ 1613، والحاكم 2/ 447 - 448، والسهمي في "تاريخ جرجان" ص 74، والبيهقي في "الشعب"(8438)، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" 2/ 96 - 97 من طرق عن حجاج بن دينار الواسطي، بهذا الإسناد.
وقال الترمذي: حسن صحيح، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
وسيأتي عن عبد الله بن نمير برقم (22204)، وعن يعلى بن عبيد برقم (22205)، كلاهما عن حجاج بن دينار.
وأخرجه أبو يعلى في "معجم شيوخه"(144) عن الحسين بن يزيد الطحان، عن حفص بن غياث، عن حجاج بن دينار، عن القاسم، عن أبي أمامة رفعه بلفظ:"ما ضلت أمة بعد نبيها إلا أعطيت الجدل". هكذا رواه: عن حجاج بن دينار، عن القاسم -وهو ابن عبد الرحمن الدمشقي- عن أبي =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= أمامة. قلنا: والحسين بن يزيد الطحان لَيِّن الحديث كما قال أبو حاتم.
وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير" 7/ 222 عن حميد بن عياش الرملي، عن مؤمل، عن حماد، عن ابن مخزوم، عن القاسم أبي عبد الرحمن الشامي، عن أبي أمامة -قال حماد: لا أدري رفعه، أم لا؟ - قال: ما ضلت أمة بعد نبيها إلا كان أول ضلالها التكذيب بالقدر، وما ضلت أمة بعد نبيها إلا أعطوا الجدل، ثم قرأ:{مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ} . مؤمل -وهو ابن إسماعيل البصري- ضعيف يعتبر به، وابن مخزوم لم نتبينه، وفي هذه الطبقة أبو مخزوم، يروي عن مسعر بن كدام كما في "مقتنى الكنى" 2/ 67.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 25/ 88 - 89 من طريق جعفر، عن القاسم، عن أبي أمامة: أن رسول الله خرج على الناس وهم يتنازعون في القرآن، فغضب غضباً شديداً، حتى كأنما صب على وجهه الخل، ثم قال صلى الله عليه وسلم:"لا تضربوا كتاب الله بعضه ببعض، فإنه ما ضلّ قوم قط إلا أوتوا الجدل" ثم تلا: {مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ} . وهذا إسناد ضعيف جداً لا يفرح به، جعفر -وهو ابن الزبير الدمشقي- متروك الحديث، وبعضهم اتهمه. وقد تحرف فيه:"جعفر، عن القاسم" إلى: "جعفر بن القاسم".
وفي باب ذم الجدل والحث على تركه عن أبي أمامة عند أبي داود (4800) -ومن طريقه البيهقي 10/ 249 - والدولابي في "الكنى والأسماء" 2/ 133، والطبراني في "المعجم الكبير"(7488) و (7770)، وفي "الأوسط"(4690).
وعن معاذ بن جبل عند الطبراني في "الكبير" 20/ (217)، وفي "الأوسط"(5324)، وفي "الصغير"(805).
وعن ابن عباس عند الطبراني في "الكبير"(11290).
وعن أنس بن مالك عند ابن ماجه (51)، والترمذي (1993)، وابن عدي =
22165 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ - هُوَ ابْنُ هَارُونَ - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ، عَنْ أَبِي الْحَصِينِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ الْأَشْعَرِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" الْحُمَّى مِنْ كِيرٍ مِنْ (1) جَهَنَّمَ، فَمَا أَصَابَ الْمُؤْمِنَ مِنْهَا، كَانَ حَظَّهُ مِنَ النَّارِ "(2).
= في "الكامل" 3/ 1181، والبغوي (3502).
وعن ابن عباس أيضاً عند الترمذي (1994)، والطبراني (11032).
وعن أبي هريرة، سلف في "المسند" برقم (7508).
وعن عائشة، سيأتي في "المسند" أيضاً برقم (24210).
وعن ابن عباس أيضاً عند البخاري في "الأدب المفرد"(394)، والترمذي (1995)، وأبي نعيم في "الحلية" 3/ 344.
وقوله: "إلا أوتوا الجدل" هو مقابلةُ الحُجَّةِ بالحُجَّة، والمُجادَلَةُ: المناظرةُ والمخاصمةُ، والمراد به في الحديث: الخصومة بالباطل، وطلب المغالبة به، لا المناظرة لإظهار الحقِّ واستكشاف الحال، واستعلام ما ليس معلوماً عنده، أو تعليم غيره ما عنده، فإن ذلك محمود، لقوله تعالى:{وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل: 125].
(1)
لفظة "من" ليست في (م).
(2)
حسن لغيره، أبو حصين: هو مروان بن رُؤْبة التَّغْلبي الشامي فيما قاله البيهقي في "شعب الإيمان"، وابن عبد البر في "التمهيد"، فإن يكن هو، فقد روى عنه ثلاثة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ووثقه الذهبي في "الكاشف"، وعده المزي في "التهذيب" راوياً آخر ونسبه فلسطينياً، وجرى على ذلك ابن حجر والذهبي في "الميزان" والهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/ 306، فإن كان كما قالوا، فهو مجهول لا يعرف، لكن لم يُفرِدِ المتقدمون كابن أبي حاتم والبخاري وابن حبان لأبي حصين الفلسطيني هذا ترجمة، وأبو صالح الأَشعري -وهو الشامي الأُردني- لا يعرف اسمه، روى عنه جمع، وقال أبو حاتم: لا بأس به، ووثقه الذهبي في "الميزان" وعَدَّه في "التهذيب" وفروعه راوياً =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= آخر، وكذا الذهبي في "الميزان"، لكن مال المزي في "التهذيب" إلى أنهما واحد، وهو الأرجح، والله أعلم، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه أحمد بن منيع في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(5244)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2216)، وأبو أحمد الحاكم في "الأسامي والكنى" 4/ 103، والبيهقي في "الشعب"(9843)، وابن عبد البر في "التمهيد" 6/ 359، وفي "تاريخ دمشق" 19/ لوحة 77 من طرق عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد، ووقع في إسناده في مطبوع "التمهيد":"الحصين" بدل "أبي الحصين".
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(7468)، والبيهقي في "الشعب"(9843)، وابن عساكر 19/ لوحة 78، والمزي في ترجمة أبي صالح الأشعري من "تهذيب الكمال" 33/ 414 - 415 من طرق عن أبي غسان محمد بن مطرف الليثي، به. وتحرف أبو غسان في الطبراني إلى: أبي عثمان.
وسيتكرر بإسناده ومتنه برقم (22274).
وسلف الحديث بنحوه في مسند أبي هريرة برقم (9676) من طريق إسماعيل بن عبيد الله، عن أبي صالح الأشعري، عن أبي هريرة.
وفي باب قوله صلى الله عليه وسلم: "الحمى من كير من جهنم" عن غير واحدٍ من الصحابة، انظر أحاديثهم عند حديث ابن عمر السالف برقم (4719).
وللحديث شاهد من حديث عثمان بن عفان عند العقيلي في "الضعفاء" 2/ 287 و 3/ 448، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 16/ لوحة 797 بلفظ:"الحمى حظ المؤمن في الدنيا من النار يوم القيامة"، وفي إسناده الفضل بن حماد الأزدي الواسطي، قال العقيلي: في إسناده نظر، وقال الذهبي في "الميزان": فيه جهالة، وعبد الله بن عمران القرشي، قال العقيلي: لا يتابع على حديثه، وقال أبو حاتم: شيخ.
وآخر من حديث عائشة بلفظ: "الحمى حظ كل مؤمن من النار"، أخرجه =
22166 -
حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ سَلَّامٍ، عَنْ جَدِّهِ مَمْطُورٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ: أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: مَا الْإِيمَانُ؟ قَالَ: " إِذَا سَرَّتْكَ حَسَنَتُكَ، وَسَاءَتْكَ سَيِّئَتُكَ، فَأَنْتَ مُؤْمِنٌ " قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَمَا الْإِثْمُ؟ قَالَ:" إِذَا حَاكَ فِي نَفْسِكَ شَيْءٌ، فَدَعْهُ "(1).
= البزار (765 - كشف الأستار) من طريق عثمان بن مخلد، عن هشيم، عن المغيرة، عن إبراهيم، عن الأسود، عنها. وقال عقبه: لا نعلم أسنده عن هشيم إلا عثمان. قلنا: وعثمان بن مخلد -وهو الواسطي التمار- ترجمه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 6/ 170 ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وهشيم -وهو ابن بشير الواسطي- مدلس، وقد عنعنه، ومن فوقه ثقات.
وثالث من حديث أبي ريحانة الأنصاري عند البخاري في "التاريخ الكبير" 7/ 63، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2217)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(9846)، وابن عبد البر في "التمهيد" 6/ 360، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 8/لوحة 127. ولفظه:"الحمى كير من جهنم، وهي نصيب المؤمن من النار". وفي إسناده شهر بن حوشب، وهو ضعيف.
وقوله: "من كير من جهنم": كأنه أراد بالكير حفرة من حفر جهنم، وأصل الكير ما يبنيه الحداد من الطين للنار، وكلامه هذا صلى الله عليه وسلم على سبيل المجاز، والمراد أن الحمى لشدة حرارتها كأنها قطعة من النار.
(1)
حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، وقد تكلمنا على هذا الإسناد عند الرواية (22147). روح: هو ابن عبادة القيسي، وهشام بن أبي عبد الله: هو الدَّسْتُوائي البصري، وممطور: هو أبو سلام الأسود الحبشي. =
22167 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم (1): " إِنَّ أَغْبَطَ أَوْلِيَائِي عِنْدِي مُؤْمِنٌ خَفِيِفُ الْحَاذِ، ذُو حَظٍّ مِنْ صَلَاةٍ، أَحْسَنَ عِبَادَةَ رَبِّهِ، وَكَانَ فِي النَّاسِ غَامِضًا لَا يُشَارُ إِلَيْهِ (2) بِالْأَصَابِعِ، فَعُجِّلَتْ مَنِيَّتُهُ، وَقَلَّ تُرَاثُهُ، وَقَلَّتْ بَوَاكِيهِ "(3).
= وأخرجه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(58)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(402) من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد. ورواية القضاعي مختصرة بالشطر الأول منه. وجاء إسناده عند الحارث بن أبي أسامة:"يحيى بن أبي كثير، عن يزيد، عن زيد" بزيادة يزيد بين يحيى بن أبي كثير وزيد بن سلام، وهو خطأ.
وأخرجه ابن منده في "الإيمان"(1088)، والحاكم 1/ 14 و 2/ 13 و 4/ 99، والبيهقي في "شعب الإيمان"(5746) و (6990) و (6991) من طرق عن هشام الدستوائي، به.
وانظر (22159).
(1)
هكذا جاء في "المسند" وسائر مصادر تخريج الحديث، وظاهره أنه من كلام النبي صلى الله عليه وسلم، ووقع في "الزهد" للمصنف زيادة:"يعني قال الله عز وجل"، وهو الصواب الذي يقتضيه السياق، فإنه من الأحاديث القدسية.
(2)
تحرفت في (م) إلى: عليه.
(3)
ضعيف جداً شبه موضوع، أبو المهلب -وهو مُطَّرِح بن يزيد- وعبيد الله بن زَحْر -وهو الضَّمْري الإفريقي- ضعيفان، وعلي بن يزيد -وهو ابن أبي هلال الأَلْهاني- واهي الحديث. وكيع: هو ابن الجراح الرُّؤاسي، وعلي =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ابن صالح: هو ابن صالح بن حيّ الهَمْداني، والقاسم: هو ابن عبد الرحمن الدِّمشقي.
وهو في "الزهد" للمصنف ص 11. وفي "الزهد" لوكيع (133).
وأخرجه الحميدي (909) عن سفيان بن عيينة، عن أبي المهلب مُطَّرِح بن يزيد، به.
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد-زوائد نعيم"(196)، والترمذي (2347)، وابن أبي الدنيا في "التواضع والخمول"(13)، والطبراني في "الكبير"(7829)، والحاكم 4/ 123، والشجري في "أماليه" 2/ 201، والبغوي في "شرح السنة"(4044) من طريق يحيى بن أيوب المصري، عن عبيد الله بن زحر، به. وسقط من الإسناد في المطبوع من "الزهد" لابن المبارك:"يحيى بن أيوب المصري".
وأخرجه الآجري في "الغرباء" ص 47 من طريق أبي عبد الرحيم خالد بن أبي يزيد الحرَّاني، عن علي بن يزيد، به.
وأخرجه ابن ماجه (4117) من طريق صدقة بن عبد الله، عن إبراهيم بن مُرَّةَ، عن أيوب بن سليمان، عن أبي أمامة. وهذا إسناد ضعيف، صدقة بن عبد الله السَّمين ضعيف، وأيوب بن سليمان الشامي مجهول.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 5/ 1865، والبيهقي في "شعب الإيمان"(10351) من طريق هلال بن العلاء بن هلال، عن أبيه، عن أبيه هلال بن عمر بن هلال الرَّقيِّ، عن أبيه، عن أبي غالب البصري، عن أبي أمامة، وفي إسناده غير ما ضعيف ومجهول.
وسيأتي الحديث من طريق الحسن بن صالح، عن أبي المهلب مُطَّرِح بن يزيد برقم (22198).
وسيأتي أيضاً من طريق ليث بن أبي سُلَيم، عن عبيد الله بن زحر، عن القاسم بن عبد الرحمن برقم (22197). =
22168 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا ثَوْرٌ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا فَرَغَ مِنْ طَعَامِهِ، أَوْ رُفِعَتْ مَائِدَتُهُ، قَالَ: " الْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، غَيْرَ
= وله شاهد لا يفرح به من حديث معاذ بن جبل، أخرجه وكيع محمد بن خلف في "أخبار القضاة" 3/ 17 من طريق عبد العزيز بن أبان، عن يونس بن أبي إسحاق، عن سعيد بن عمرو بن أَشْوع الهمداني، عنه. وفيه عبد العزيز بن أبان -وهو الأموي السعيدي- وهو متروك، وكذَّبه ابن معين وغيره، ثم هو منقطع، سعيد بن عمرو لم يدرك معاذاً.
وآخر مثله من حديث حذيفة بن اليمان، أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(10350)، والخطيب البغدادي في "تاريخه" 6/ 198 و 11/ 225 من طريق رَوَّاد بن الجراح العسقلاني، عن سفيان الثوري، عن منصور بن المعتمر، عن رِبْعي بن حِراش، عن حذيفة بن اليمان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خيركم في المئتين كل خفيف الحاذ" قيل: يا رسول الله، وما خفيف
الحاذ؟ قال: "الذي لا أهل له، ولا ولد". وفيه رَوَّاد بن الجراح العسقلاني، قال البيهقي: تفرد به عن سفيان الثوري. قلنا: رواد هذا لَيِّن، وفي حديثه عن سفيان الثوري خاصة ضعف شديد، وقد خطَّأه الحفاظ وأنكروا عليه هذا الحديث.
وقوله: "إن أغبط أَوليائي" أي: أَحبائي من المؤمنين، أي: أَحقُّ من يطلبُ الناسُ حصولَ حالِه لأنفسِهم من بين الأولياء وهو خفيفُ الحاذ.
و"خفيف الحاذ" بحاء مهملة، وذال معجمة خفيفة: أصله طريقةُ المَتْن، وهو ما يقع عليه اللِّبْدُ من ظهر الفَرَس، أي: خفيف الظَّهْر من العيال والمال.
و"غامضاً" أي: مغموراً غير مشهور.
و"قلَّ تراثه" أي: ما تركه ميراثاً لورثته.
و"قَلَّت بواكيه" أي: من يبكي عليه إذا مات من نسائه وأهله.
مَكَفَّرٍ (1) وَلَا مُوَدَّعٍ وَلَا مُسْتَغْنًى عَنْهُ رَبَّنَا " (2).
(1) هكذا في (م) والأصول الخطية: و"مُكَفَّر" بضم الميم، وفتح الكاف، وتشديد الفاء المفتوحة: وهو المجحود النِّعْمة مع إحسانه، وفي "جامع المسانيد" 4/ ورقة 324، والنسخة التي شرح عليها السندي "مَكْفي"، وسيأتي شرحها عند الرواية (22200).
(2)
إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ثور -وهو ابن يزيد الحمصي- فمن رجال البخاري. وكيع: هو ابن الجراح الرُّؤَاسي.
وأخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" ص 220، والإسماعيلي في "مستخرجه" كما في "فتح الباري" 9/ 580، والبغوي في "شرح السنة"(2828) من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي (2023) من طريق محمد بن القاسم الأسدي، والبخاري (5458)، والنسائي في "الكبرى"(6897) وفي "عمل اليوم والليلة"(284)، والطبراني في "الكبير"(7470)، وفي "مسند الشاميين"(420)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" ص 220، وأبو نعيم في "الحلية" 5/ 217، والبيهقي في "السنن الكبرى" 7/ 286 من طريق سفيان الثوري، والبخاري (5459)، والطبراني في "الكبير"(7469)، وفي "الشاميين"(419)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" ص 220، وأبو نعيم في "الحلية" 5/ 217 و 6/ 97، والبيهقي في "السنن الكبرى" 7/ 286، وفي "الآداب"(555)، والبغوي في "شرح السنة"(2828)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 3/ لوحة 603، والمزي في ترجمة ثور بن يزيد من "تهذيب الكمال" 4/ 420 - 421 من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد، وابن ماجه (3284) من طريق الوليد بن مسلم، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(484) من طريق سفيان بن حبيب، خمستهم عن ثور بن يزيد، به. ووقع في رواية الطبراني في الموضع الأول تعيين سفيان بأنه ابن عيينة، ونظنه وهماً ممن دون أبي نعيم الفضل بن دكين راويه عن سفيان. =
22169 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ الصَّفَّارُ، سَمِعَهُ مِنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَحِلُّ بَيْعُ
= ووقع في رواية الدارمي: "مكفور" بدل: "مُكَفَّرٍ"، وجاء في حديثهم جميعاً:"غيرَ مَكْفِيٍّ" مكان: "غير مُكَفَّر"، وسيأتي هذا الحرف كذلك من رواية يحيى بن سعيد القطان، عن ثور بن يزيد برقم (22200). ولفظ حديث البخاري في الموضع الثاني:"الحمد لله الذي كفانا وأَرْوانا، غيرَ مَكْفِيٍّ ولا مكفور" وقال مرة: "لك الحمد رَبّنا، غير مَكْفيٍّ ولا مُودَّعٍ، ولا مَستغنىً ربَّنا".
وأخرجه ابن حبان (5218) من طريق معاوية بن صالح، عن بَحِير بن سعد، عن خالد بن معدان، به.
وسيأتي الحديث من طريق عامر بن جشيب، عن خالد بن معدان برقم (22256) و (22301).
وله شاهد عن أبي هريرة ضمن حديث مطول عند النسائي في "عمل اليوم والليلة"(301)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(485)، وأبي نعيم في "الحلية" 6/ 242، والحاكم 1/ 546، وإسناده صحيح على شرط مسلم.
وآخر من حديث رجل من بني سُليم سلف برقم (18071)، وإسناده ضعيف، وفاتنا هناك الإشارة إلى صحة متنه لشاهديه، فليستدرك من هنا.
وقوله: "مُودَّع" بفتح الدال الثقيلة، أي: غير متروك الطَّلَب إليه، والرَّغْبة فيما عنده.
وقوله: "ربّنا" بالرفع على أنه خبرُ مبتدأٍ محذوفٍ، أي: هو ربُّنا، أو على أنه مبتدأٌ خبرُه متقدم، ويجوزُ النصب على المَدْح، أو الاختصاص، أو إضمار أَعْني، أو على النداء مع حذف أداة النداء، ويجوز الجرُّ على أنه بدلٌ من الضمير في "عنه"، أو من الاسم في قوله:"الحمد لله". انظر "فتح الباري" 90/ 581.
الْمُغَنِّيَاتِ (1) وَلَا شِرَاؤُهُنَّ وَلَا تِجَارَةٌ فِيهِنَّ، وَأَكْلُ أَثْمَانِهِنَّ حَرَامٌ " (2).
(1) تصحف في (م) إلى: المغيبات.
(2)
إسناده ضعيف جداً، عبيد الله بن زحر -وهو الإفريقي- وعلي بن يزيد -وهو ابن أبي هلال الألهاني- ضعيفان. خالد الصفار هكذا وقع مسمًّى في رواية الإمام أحمد، وكذلك أخرجه البيهقي من طريقه، وهو تحريف فيما قاله الحافظ ابن حجر في "تعجيل المنفعة"(270)، صوابه: خلاد الصفار كما جاء مسمى عند الطبري والطبراني. وخلاد الصفار هذا: هو ابن عيسى، ويقال: ابن مسلم، وهو صدوق لا بأس به من رجال الترمذي وابن ماجه.
وأخرجه البيهقي 6/ 14 - 15 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبري في "التفسير" 21/ 60، والطبراني (7862) من طريق وكيع، به.
وأخرجه الحارث بن أبي أسامة كما في "إتحاف الخيرة"(3668) و (6794)، والطبري 21/ 60، والطبراني (7804) و (7805) من طريق مطَّرح بن يزيد، وأحمد بن منيع كما في "إتحاف الخيرة"(5106)، والحارث بن أبي أسامة بإثر (5107) من طريق محمد بن عبد الله الفزاري، والطبراني (7855) من طريق يحيى بن أيوب، و (7861) من طريق ليث بن أبي سليم، أربعتهم عن عبيد الله بن زحر، به. وبعضهم يزيد فيه على بعض، ورواية الطبراني (7804) وابن منيع والحارث (5107) مطولة بنحو الرواية الآتية برقم (22219)، وسيأتي برقم (22280)، ومطولاً برقم (22219) و (22307).
وأخرجه الحميدي (910) عن ابن عيينة، عن مطّرح، عن عبيد الله بن زحر، عن القاسم، به.
وأخرجه ابن ماجه (2168) من طريق أبي جعفر الرازي، عن عاصم، عن =
22170 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ، قَالَ: حُدِّثْتُ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يُطْبَعُ الْمُؤْمِنُ عَلَى الْخِلَالِ كُلِّهَا إِلَّا الْخِيَانَةَ وَالْكَذِبَ "(1).
= مطرح أبي المهلب، عن عبيد الله بن زحر، عن أبي أمامة- ليس فيه علي بن يزيد، ولا القاسم بن عبد الرحمن.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(7749)، وفي "الشاميين"(321) و (893) من طريق الوليد بن الوليد -وهو العنسي الدمشقي- عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، عن يحيى بن الحارث الذماري، عن القاسم، به. قلنا: الوليد بن الوليد قال فيه الدارقطني: منكر الحديث.
وأخرجه مسدد كما في "إتحاف الخيرة"(6793) عن عبد الوارث بن سعيد، عن ليث، عن عبيد الله، عن القاسم، عن أبي أمامة وعائشة بنحوه موقوفاً.
وفي الباب عن علي بن أبي طالب عند أبي يعلى (527)، وإسناده ضعيف جداً.
(1)
إسناده ضعيف لإبهام الواسطة بين الأعمش وأبي أمامة. وكيع: هو ابن الجراح الرُّؤاسي، والأعمش: هو سليمان بن مِهْران الأسدي.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" 8/ 593، وفي "الإيمان"(82)، ومن طريقه ابن أبي عاصم في "السنة"(114) عن وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرج ابن عدي في "الكامل" 1/ 44 من طريق بقية، عن طلحة القرشي، عن جعفر بن الزبير، عن القاسم، عن أبي أمامة مرفوعاً:"إن المؤمن ليُطبَعُ على خِلالٍ شَتَّى على الجُود والبُخلِ وحُسنِ الخُلُق، ولا يُطبَعُ المؤمن على الكَذِب، ولا يكونُ المؤمن كذاباً". قال ابن عدي: وطلحة القرشي الذي يروي عنه بقية، هو طلحة بن زيد أبو مسكين الرَّقِّي، ضعيف. قلنا: بل هو وضاع، وصفه بذلك أحمد وعلي ابن المديني وأبو داود، وجعفر بن الزُّبير متروك =
22171 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شِمْرٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ
= الحديث أيضاً، وبقية بن الوليد ضعيف.
وفي الباب عن سعد بن أبي وقاص مرفوعاً عند الدورقي في "مسند سعد ابن أبي وقاص"(65)، وابن أبي الدنيا في "الصمت"(472)، والبزار (102 - كشف الأستار)، وأبي يعلى (711)، وابن عدي في "الكامل" 1/ 44، والقضاعي في "مسند الشهاب"(589) و (591)، والبيهقي في "السنن" 10/ 197، وفي "شعب الإيمان"(4809) و (4810)، وموقوفاً عند ابن المبارك في "الزهد"(828)، وابن أبي شيبة في "المصنف" 8/ 592، وفي "الإيمان"(81)، والدارقطني في "العلل" 4/ 331، والبيهقي 10/ 197، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" 2/ 217، وصحح الدارقطني والبيهقي وقفه.
وعن ابن عمر مرفوعاً عند ابن أبي عاصم في "السنة"(115)، وابن عدي 1/ 44 و 4/ 1630، والقضاعي (590)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(4811). وإسناده ضعيف جداً.
وعن عبد الله بن مسعود موقوفاً عند ابن أبي شيبة 8/ 592، وفي "الإيمان"(80). وإسناده صحيح على شرط مسلم.
وعن أبي بكر الصديق مرفوعاً عند ابن عدي 1/ 43، والبيهقي في "شعب الإيمان"(4804) و (4805). وموقوفاً عند ابن أبي شيبة 8/ 592، وابن عدي 1/ 43، والبيهقي (4806) و (4807)، ولفظه:"إياكم والكذب، فإن الكذب مجانب للإيمان". وإسناده ضعيف مرفوعاً، والصحيح وقفه كما قال البيهقي.
وعن صفوان بن سليم عند مالك في "الموطأ" 2/ 990، ومن طريقه البيهقي في "شعب الإيمان"(4812)، ولفظه: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أيكون المؤمن جباناً؟ فقال: "نعم" فقيل له: أيكون المؤمن بخيلاً؟ فقال: "نعم" فقيل له: أيكون المؤمن كذاباً؟ فقال: "لا". وإسناده صحيح إلا أنه مرسل أو معضل.
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا تَوَضَّأَ الرَّجُلُ الْمُسْلِمُ، خَرَجَتْ ذُنُوبُهُ مِنْ سَمْعِهِ وَبَصَرِهِ وَيَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ، فَإِنْ قَعَدَ، قَعَدَ مَغْفُورًا لَهُ "(1).
(1) حديث صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب الأَشْعري الشامي، وحديثه حسن في المتابعات وقد توبع عليه. وكيع: هو ابن الجرَّاح الرُّؤاسي، والأعمش: هو سليمان بن مِهْران الأسَدي.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" 1/ 6، وفي "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(754)، ومن طريقه الطبراني في "الكبير"(7560)، وأخرجه المروزي في "مختصر قيام الليل"(10) من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد. وقرن الطبراني بأبي بكر بن أبي شيبة يحيى الحِمانيَّ، وتحرف "شمر" في "مختصر قيام الليل" إلى:"سمرة"، وفيه زيادة: قال أبو أمامة: إنما كانت النافلة للنبي صلى الله عليه وسلم. قال وكيع: يعني {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ} [الإسراء: 79]، وستأتي هذه الزيادة مفردة برقم (22210).
وأخرجه ابن أبي عمر في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(753) عن وكيع بن الجراح، به. وأسقط من إسناده "شهر بن حوشب"، ولا يصح هذا، فإن شمر بن عطية لم يدرك أبا أمامة.
وأخرجه مُسَدَّدٌ في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(752) عن عبد الواحد بن زياد، عن سليمان بن مهران الأعمش، به. وأسقط من إسناده أيضاً "شهر بن حوشب"، ولا يصح. وزاد فيه:"فإن صلى، كانت فضلاً" قالوا له: أو نافلة؟ قال: إنما كانت النافلة لرسول الله صلى الله عليه وسلم. وستأتي هذه الزيادة ضمن الحديث رقم (22196).
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(10643)، وفي "عمل اليوم والليلة"(807)، والطبري في "تفسيره" 6/ 138، والطبراني في "الكبير"(7562) و (7563) و (7564) و (7567)، وفي "الأوسط"(4236) من طرق عن شمر ابن عطية، به. وزاد النسائي في "الكبرى" والطبراني في الرواية الثالثة من =
22172 -
حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يُحَدِّثُ عَنْ قَتَادَةَ. وَهَاشِمٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْجَعْد يُحَدِّثُ - قَالَ هَاشِمٌ فِي حَدِيثِهِ: أَبُو الْجَعْدِ مَوْلًى لِبَنِي ضُبَيْعَةَ -، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ: أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ تُوُفِّيَ، وَتَرَكَ دِينَارًا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَهُ:" كَيَّةٌ " قَالَ: ثُمَّ تُوُفِّيَ آخَرُ، فَتَرَكَ دِينَارَيْنِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" كَيَّتَانِ "(1).
= "الكبير" وفي "الأوسط" حديث عمرو بن عَبَسة، وقد سلف الحديثان في مسنده من طريق عاصم بن أبي النجود، عن شهر بن حوشب برقم (17021).
وسيتكرر برقم (22206) عن وكيع بإسناده.
وانظر (22162).
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات. أبو الجعد مولى بني ضُبَيعة روى عنه اثنان: قتادة بن دعامة وأبو التيَّاح يزيد بن حُميد الضُّبَعي، وذكره أبو أحمد الحاكم في "الكنى" 3/ 123 - 124، ولم يسمه، وقد توبع، وباقي رجاله ثقات. وأبو الجعد هذا فات الحافظين الحسيني وابن حجر أن يترجماه في كتابيهما "الإكمال" و"التعجيل" مع أنه من شرطهما.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(8011) من طريق عاصم بن علي، عن قتادة، بهذا الإسناد.
وسيأتي الحديث من طريق قتادة، عن شهر بن حوشب، عن أبي أمامة برقم (22174) و (22175) و (22176)، وإسناده ضعيف.
وسيأتي أيضاً من طريق عبد الرحمن بن العَدَّاء الكندي، عن أبي أمامة برقم (22180) و (22221) و (22222)، وإسناده جيد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(7508)، وفي "مسند الشاميين"(2059) عن بكر بن سهل الدِّمْياطي، عن عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح، عن أبي عتبة الكِنْدي، عن أبي أمامة. وجعل معه حديثاً آخر، وهذا إسناد =
22173 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ. وَحَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَالِمًا - قَالَ حَجَّاجٌ: عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ أَبِي الْجَعْدِ - قَالَ:
= ضعيف، بكر بن سهل الدِّمياطي وعبد الله بن صالح الجُهني كاتب الليث ضعيفان، وأبو عتبة الكندي مجهول لا يعرف.
وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"(7654)، ومن طريقه الشجري في "أماليه" 2/ 205، وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 2/ 662 من طرق عن أرطاة بن المنذر، عن غيلان بن معشر المقرائِي، قال: سمعت أبا أمامة يقول: تُوفِّي رجل على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يجدوا له كَفَناً، فقالوا: يا رسول الله إنا لم نجد له كَفَناً، قال:"التمسوا في مِئْزَرِه" فوجدوا دينارين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"كَيَّتان، صَلُّوا على صاحبكم". وهذا إسناد حسن من أجل غيلان ابن معشر، فقد روى عنه ثلاثة، ووثقه العجلي، وذكره ابن حبان في "الثقات".
وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"(7506)، وفي "مسند الشاميين"(689) من طريق أرطاة بن المنذر، عن ضمرة بن حبيب، عن أبي أمامة، قال: تُوفِّيَ رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يوجد له كَفَنٌ، فأُتِيَ النبي صلى الله عليه وسلم، فقال:"انظروا إلى داخلةِ إِزارِه"، فأُصِيبَ دينارٌ أو ديناران، فقال:"كَيَّتان، صَلُّوا على صاحبكم"، وذكر معه حديثاً آخر. وإسناده حسن. ووقع في مطبوع "المعجم الكبير" سقط أَخَلَّ بمعنى الحديث.
وفي الباب عن علي بن أبي طالب، سلف في مسنده برقم (788).
وعن عبد الله بن مسعود، سلف برقم (3843) و (3914).
وعن أبي هريرة، سلف برقم (9538).
وعن جابر بن عبد الله، سلف برقم (14688).
وقد تكلمنا على معنى الحديث وفقهه عند حديث أبي هريرة، فانظره لزاماً.
ذُكِرَ لِي عَنْ أَبِي أُمَامَةَ: أَنَّ امْرَأَةً أَتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم تَسْأَلُهُ وَمَعَهَا صَبِيَّانِ لَهَا، فَأَعْطَاهَا ثَلَاثَ تَمَرَاتٍ، فَأَعْطَتْ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا تَمْرَةً، قَالَ: ثُمَّ إِنَّ أَحَدَ الصَّبِيَّيْنِ بَكَى، قَالَ: فَشَقَّتْهَا فَأَعْطَتْ كُلَّ وَاحِدٍ نِصْفًا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" حَامِلَاتٌ وَالِدَاتٌ رَحِيمَاتٌ بِأَوْلَادِهِنَّ، لَوْلَا مَا يَصْنَعْنَ بِأَزْوَاجِهِنَّ، لَدَخَلَتْ (1) مُصَلِّيَاتُهُنَّ الْجَنَّةَ "(2).
(1) في (م) وسائر الأصول الخطية: "لدخل"، والمثبت من (ظ 5).
(2)
إسناده ضعيف بهذه السياقة، فهو منقطع بين سالم بن أبي الجعد الأشجعي الكوفي وأبي أمامة. محمد بن جعفر: هو الهُذلي البصري المعروف بغُنْدَر، وحجاج: هو ابن محمد المِصِّيصي الأعور، وشعبة: هو ابن الحجاج العَتَكي البصري، ومنصور: هو ابن المعتمر السُّلمي الكوفي.
وأخرجه الحاكم 4/ 174 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، عن محمد بن جعفر وحده، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحاكم 4/ 174 من طريق أبي الوليد هشام بن عبد الملك ومحمد بن كثير، والبيهقي في "شعب الإيمان"(8697) من طريق بكر بن بكار، ثلاثتهم عن شعبة، به.
وأخرجه بنحوه أبو داود الطيالسي (1126) عن أبي الأحوص سلام بن سليم، والبيهقي في "شعب الإيمان"(8696) من طريق أبي حمزة السكري، كلاهما عن منصور بن المعتمر، به.
وأخرجه بنحوه ابن ماجه (2013)، والحاكم 4/ 173 من طريق سليمان بن مهران الأعمش، وأخرجه الطبراني في "الكبير"(7985) و (7986)، وفي "الأوسط"(7207)، وفي "الصغير"(898) من طريق سلمة بن زياد بن أبي الجعد، كلاهما عن سالم بن أبي الجعد، به. ووقع في إسناده في مطبوع معاجم الطبراني الثلاث تحريف وسقط. =
22174 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنَا سَعِيدُ (1) بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْحِمْصِيِّ، قَالَ: تُوُفِّيَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ،
= وسيأتي الحديث من طريق شريك بن عبد الله (22219)، وعن زياد بن عبد الله البكائي (22311)، كلاهما عن منصور بن المعتمر.
وأخرجه بنحوه الطبراني في "الكبير"(7989) من طريق أبي إسحاق الهمداني، عن فطر، عن أبي أمامة. وإسناده ضعيف.
وقد جاء قوله صلى الله عليه وسلم: "حاملات والدات رحيمات بأولادهن، لولا ما يصنعن بأزواجهن، لدخلت مصلياتهن الجنة" في قصة أخرى مرسلة عند عبد الرزاق (20602) عن معمر بن راشد، عن أيوب بن أبي تميمة السختياني، عن أبي قلابة عبد الله بن زيد الجَرْمي، قال: جاءت امرأة بابن لها إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليدعو له، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"إنه أَجَلٌ قد حَضَر" قالت: يا رسول الله، إنه لآخر ثلاثة دفنتهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"حاملات والدات رحيمات بأولادهن، لولا ما يأتين إلى أزواجهن، دخلت مصلياتهن الجنة"، ورجاله ثقات.
وقد ثبتت قصة المرأة وإطعامها التمرات لأبنائها من طريق عراك بن مالك، عن عائشة عند مسلم (2630)، وقال صلى الله عليه وسلم في آخرها:"إن الله قد أوجب لها بها الجنة، أو أعتقها بها من النار" وستأتي في "المسند" برقم (24611).
ونحوها من طريق عروة بن الزبير، عن عائشة عند البخاري (1418)، ومسلم (2629)، وقال صلى الله عليه وسلم في آخرها:"من ابتلي من البنات بشيء، فأحسن إليهن، كن له ستراً من النار" وستأتي في "المسند" برقم (24572).
ويشهد لقوله صلى الله عليه وسلم: "لولا ما يصنعن بأزواجهن، لدخل مصلياتهن الجنة" حديث عبد الله بن مسعود، وقد سلف في مسنده برقم (3569)، وقد ذكرنا أحاديث الباب هناك.
(1)
تحرف في (م) و (ق) إلى: "ابن سعيد"، والصواب حذف "ابن" كما في (ظ 5) و"أطراف المسند" 6/ 21 و"جامع المسانيد" 4/ ورقة 335.
فَوُجِدَ فِي مِئْزَرِهِ دِينَارٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" كَيَّةٌ " قَالَ: ثُمَّ تُوُفِّيَ آخَرُ، فَوُجِدَ فِي مِئْزَرِهِ دِينَارَانِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" كَيَّتَانِ "(1).
22175 -
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا رَبَاحٌ (2)، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، مِثْلَهُ (3).
22176 -
حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: حَدَّثَ (4) شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: تُوُفِّيَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ (5).
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف شَهْر بن حَوْشب، لكنه قد توبع. محمد بن جعفر: هو الهُذلي البصري المعروف بغُنْدَر، وقتادة: هو ابن دِعامة السَّدُوسي.
وأخرجه هناد في "الزهد"(631) عن عبدة بن سليمان، والطبراني في "الكبير"(7573) من طريق يزيد بن زُريع، كلاهما عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد.
وسيأتي من طريق قتادة في الحديثين التاليين.
وانظر (22172).
(2)
تحرف في (م): إلى: روح، والتصويب من (ظ 5) و"جامع المسانيد" 4/ ورقة 335 و"أطراف المسند" 6/ 21.
(3)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف كسابقه. إبراهيم بن خالد: هو الصَّنعاني المؤذِّن، ورباح: هو ابن زيد الصَّنعاني، ومعمر: هو ابن راشد الأَزْدي.
وانظر ما قبله.
(4)
وقع في (م): "حدث عن" بزيادة لفظة "عن"، والمثبت من سائر الأصول و"جامع المسانيد".
(5)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف كسابقه. حسين: هو ابن محمد =
22177 -
حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ، أَنَّهُ سَمِعَ شَيْخًا مِنْ أَهْلِ دِمَشْقَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا أُمَامَةَ الْبَاهِلِيَّ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا دَخَلَ فِي الصَّلَاةِ مِنَ اللَّيْلِ، كَبَّرَ ثَلَاثًا، وَسَبَّحَ ثَلَاثًا، وَهَلَّلَ ثَلَاثًا، ثُمَّ يَقُولُ:" اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، مِنْ هَمْزِهِ، وَنَفْخِهِ، وَشِرْكِهِ "(1).
= ابن بَهْرام المَرُّوذي، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النَّحْوي.
وأخرجه الطبراني (7574) من طريق أحمد بن منيع، عن حسين بن محمد، بهذا الإسناد.
وانظر (22174).
(1)
حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الراوي له عن أبي أمامة، وقوله:"وشِرْكه" غير محفوظ في هذا الحديث، والمحفوظ:"ونفثِه" كما هي رواية شريك بن عبد الله النخعي عن يعلى بن عطاء الآتيةِ برقم (22179)، وبها جاءت الشواهد. بهز: هو ابن أسد العَمِّي.
وهذا الحديث قد تفرد به الإمام أحمد عن أبي أمامة فيما نعلم.
وفي الباب عن جُبير بن مُطعِم، سلف في مسنده رقم (16739)، ولفظه: سمعت النبي يقول في التطوع: "الله أكبر كبيراً -ثلاث مرار-، والحمد لله كثيراً -ثلاث مرار-، وسبحان الله بُكْرةً وأصيلاً -ثلاث مرار-، اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم، من هَمْزه ونَفْثِه ونفخِه". قلت: يا رسول الله، ما همزه ونفثه ونفخه؟ قال:"أما همزه: فالمُوتَة التي تأخذ ابن آدم، وأما نفخه: الكِبْر، ونفثه: الشِّعْر" وإسناده ضعيف.
وعن أبي سعيد الخدري، سلف في مسنده برقم (11473)، ولفظه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل واستفتح صلاته وكَبَّرَ، قال: سبحانك اللهم =
22178 -
حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ أَهْلِ دِمَشْقَ
= وبِحَمْدِك، تبارك اسمُك، وتعالى جَدُّك، ولا إله غيرُك" ثم يقول:"لا إله إلا الله" ثلاثاً، ثم يقول:"أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من هَمْزِه ونَفْخِه ونَفْثِه". وإسناده قد تُكُلِّم فيه.
وعن علي بن أبي طالب، سلف برقم (3828)، ولفظه: أن النبي كان يتعوَّذُ من الشيطان: من هَمْزِه، ونَفْثِه، ونفْخِه. قال: همزُه: المُوتَةُ، ونفثُه: الشِّعْر، ونفخُه: الكبرياء. وإسناده محتمل للتحسين.
وعن ابن عمر، سلف برقم (4627)، ولفظه: بينا نحن نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال رجل في القوم: الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله بُكْرةً وأصيلاً، فقال رسول الله:"من القائل كذا وكذا؟ " فقال رجل من القوم: أنا يا رسول الله، قال:"عَجِبتُ لها، فُتحت لها أبوابُ السماء" قال ابن عمر: فما تركتهن منذ سمعت رسول الله يقول ذلك.
وعن عائشة، سيأتي في مسندها برقم (25102)، ولفظه: أن ربيعة الجُرَشي قال: ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقْرأُ إذا قام يُصلِّي من الليل، وبم كان يَسْتفتحُ؟ قالت: كان يُكبِّرُ عشراً، ويَحْمدُ عشراً، ويُسبِّح عشراً، ويُهلِّل عشراً، ويَستغفِرُ الله عشراً، ويقول:"اللهم اغفر لي واهدني وارزقني" عشراً، ويقول:"اللهم إني أعوذ بك من الضِّيق يوم الحساب" عشراً. وهو حديث صحيح.
وعن الحسن البصري مرسلاً عند عبد الرزاق (2572) و (2580)، ولفظه: أن رسول الله كان إذا قام من الليل كبر ثلاثاً، وسَبّح ثلاثاً، وهَلَّل ثلاثاً، ثم يقول:"اللهم إني أعوذ بك من الشيطان من هَمْزِه، ونَفْثِه، ونَفْخِه" قالوا: ما أكثر ما تستعيذ من هذا! قال: "أما هَمْزُه: فالجنون، وأما نَفْثُه: فالشِّعْر، وأما نَفْخُه: فالكِبْر". وإسناده إلى الحسن البصري صحيح.
وقد سلف شرح ألفاظ الحديث عند حديث ابن مسعود (3828).
وقوله: "وشِرْكه" قال السندي: بكسر فسكون، أي: ما يُوسوِسُ به من الإشراك بالله تعالى، وروي بفتحتين، أي: مصائده ومكايده.
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " خَمْسٌ بَخٍ بَخٍ: سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، وَالْوَلَدُ الصَّالِحُ يَمُوتُ لِلرَّجُلِ، فَيَحْتَسِبُهُ "(1).
22179 -
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ رَجُلٍ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا أُمَامَةَ الْبَاهِلِيَّ يَقُولُ: كَانَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ، كَبَّرَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ قَالَ:" لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ " ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، وَ" سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ "، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ قَالَ:" أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ؛ مِنْ هَمْزِهِ، وَنَفْخِهِ، وَنَفْثِهِ "(2).
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.
وأخرجه الطيالسي (1139) عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسدد في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(8241) عن أبي عوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري، عن يعلى بن عطاء، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 295 عن وكيع، عن شريك، عن يعلى بن عطاء، عن أبي المحسن، عن أبي الدرداء، رفعه. كذا رواه شريك، عن يعلى بن عطاء، عن أبي المحسن، فجعله من حديث أبي الدرداء. قلنا: وشريك -وهو ابن عبد الله النخعي القاضي- سيئ الحفظ، ثم إن أبا المحسن راويه عن أبي الدرداء لم نعثر له على ترجمة.
وللحديث شاهد من حديث أبي سلمى راعي النبي صلى الله عليه وسلم ومولاه، سلف برقم (15662)، وإسناده صحيح. وانظر تتمة شواهده والكلام عليه هناك.
(2)
حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الراوي له عن أبي أمامة، وشريك -وهو ابن عبد الله النخعي القاضي- وإن كان سيئ الحفظ، قد توبع. =
22180 -
حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مِنْ أَهْلِ حِمْصٍ مِنْ بَنِي الْعَدَّاءِ مِنْ كِنْدَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: فِي رَجُلٍ تُوُفِّيَ، وَتَرَكَ دِينَارًا، أَوْ دِينَارَيْنِ - يَعْنِي: قَالَ لَهُ -: " كَيَّةٌ " أَوْ " كَيَّتَانِ "(1).
22181 -
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ أَبِي الْعَنْبَسِ، عَنْ أَبِي الْعَدَبَّسِ، عَنْ أَبِي مَرْزُوقٍ، عَنْ أَبِي غَالِبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مُتَوَكِّئٌ عَلَى عَصًا، فَقُمْنَا إِلَيْهِ، فَقَالَ:" لَا تَقُومُوا كَمَا تَقُومُ الْأَعَاجِمُ يُعَظِّمُ بَعْضُهَا بَعْضًا " قَالَ: فَكَأَنَّا اشْتَهَيْنَا أَنْ يَدْعُوَ اللهَ لَنَا، فَقَالَ:" اللهُمَّ اغْفِرْ لَنَا، وَارْحَمْنَا، وَارْضَ عَنَّا، وَتَقَبَّلْ مِنَّا، وَأَدْخِلْنَا الْجَنَّةَ، وَنَجِّنَا مِنَ النَّارِ، وَأَصْلِحْ لَنَا شَأْنَنَا كُلَّهُ " فَكَأَنَّا اشْتَهَيْنَا أَنْ
= إسحاق بن يوسف: هو المخزومي الواسطي المعروف بالأزرق.
وانظر (22177).
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد جيد، عبد الرحمن بن العَدَّاء الكِنْدي الحمصي روى عنه شعبة بن الحجاج، ووثقه ابن معين، وقال أبو حاتم: صالح، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المِصِّيصي الأعور.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 372 عن شَبابة بن سَوَّار، والطبراني في "المعجم الكبير"(8008) من طريق يحيى بن سعيد، والخطيب في "تلخيص المتشابه" 2/ 721 من طريق آدم بن أبي إياس، عن شعبة بن الحجاج، بهذا الإسناد.
وسيأتي عن محمد بن جعفر برقم (22221)، وعن روح بن عبادة برقم (22222)، كلاهما عن شعبة.
وانظر (22172).
يَزِيدَنَا، فَقَالَ:" قَدْ جَمَعْتُ لَكُمُ الْأَمْرَ "(1).
(1) إسناده ضعيف جداً لضعف رواته واضطرابه، أبو العَدَبَّس -وهو الأصغر الكوفي، واسمه: تُبَيع بن سليمان- تفرد بالرواية عنه أبو العَنْبس، وقال الذهبي في "الميزان": فيه جهالة. ووافقه ابن حجر في "التقريب"، فقال: مجهول. ووثقه ابن معين في "تاريخه- برواية الدارمي" ص 236، وهو تساهل منه، وأبو مرزوق ضعيف، ذكره ابن حبان في "المجروحين" 3/ 159، فقال: لا يجوز الاحتجاج به لانفراده عن الأثبات بما خالف حديث الثقات، وقال ابن حجر في "التقريب": لَيِّن. وأبو غالب نزيل أصبهان ضعيف أيضاً، ثم قد اختلف فيه على مِسْعر -وهو ابن كِدَام- كما سيأتي، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير أبي العَنْبَس -وهو الكوفي العَدَوي، واسمه: الحارث بن عبيد- فقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ووثقه ابن معين في "تاريخه- برواية الدارمي" ص 236. ابن نمير: هو عبد الله.
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 8/ ورقة 297، والمزي في ترجمة أبي العَدَبَّس تُبَيع بن سليمان من "تهذيبه" 4/ 309 - 311 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد. وتحرف ابن نمير في "تاريخ دمشق" إلى: ابن عمير، وكذا "أبو العنبس" إلى: أبي العباس.
وأخرجه ابن أبي شيبة مقطعاً 8/ 585 - 586 و 10/ 267، وأبو داود (5230)، وابن حبان في "المجروحين" 3/ 159 - 160، والطبراني في "الكبير"(8072)، وفي "الدعاء"(1442)، والبيهقي في "الشعب"(8936)، والقاضي عياض في "الشفا" 1/ 130 - 131، والمزي 4/ 311 - 312 من طريق عبد الله بن نمير، به. واقتصر أبو داود والقاضي عياض والمزي في روايتهم على أول الحديث بقصة القيام. ورواية الطبراني في "الدعاء" مختصرة بقصة الدعاء.
وأخرجه الرامهرمزي في "المحدث الفاصل" ص 296 - 297 من طريق سفيان بن وكيع، عن ابن نمير، عن سفيان، عن أبي العَنْبس، به، قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم متوكِّئاً على عصاً، قال: فقمتُ إليه، فقال: "لا تقوموا كما =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= تقوم" قال: وتأكَّلَ من كتابه بقية الحديث. قلنا: هكذا رواه سفيان بن وكيع، عن ابن نمير، فقال: "عن سفيان" بدل "مسعر"، وسفيان بن وكيع ضعيف.
وأخرجه الخرائطي في "مساوئ الأخلاق"(831)، وتمام الرازي في "فوائده"(1186) من طريق يحيى بن هاشم السمسار، والبيهقي في "شعب الإيمان"(8936) من طريق محمد بن بشر، كلاهما عن مسعر بن كِدام، به.
وأخرجه ابن ماجه (3836) من طريق وكيع بن الجراح، عن مسعر بن كدام، عن أبي مرزوق، عن أبي وائل، عن أبي أمامة رفعه. هكذا وقع في النسخ المطبوعة من ابن ماجه تبعاً لبعض النسخ المتأخرة:"عن أبي مرزوق، عن أبي وائل، عن أبي أمامة"، وهو وهم ممن دون المصنف كما قال الحافظ المزي في "تحفة الأشراف" 4/ 183، وفي "تهذيب الكمال" 4/ 312، والصواب:"عن أبي مرزوق، عن أبي العَدَبَّس، عن أبي أمامة". ثم إن المزي وَهَّم هذه الرواية، وصَوَّب رواية ابن نمير، عن مسعر، عن أبي العنبس، عن أبي العدبس، عن أبي مرزوق، عن أبي غالب.
وسيأتي الحديث في "المسند" برقم (22182) من طريق سفيان بن عيينة، عن مسعر، عن أبي، عن أبي، عن أبي، منهم أبو غالب، عن أبي أمامة رفعه. هكذا وقع من هذا الوجه، لم يذكر فيه كناهم، والمراد: عن أبي العنبس، عن أبي العدبس، عن أبي مرزوق، عن أبي غالب، كرواية ابن نمير عن مسعر.
وسيأتي أيضاً برقم (22201) عن يحيى بن سعيد، عن مسعر، عن أبي العَدَبَّس، عن رجل -أظنه أبا خلف-، عن أبي مرزوق، عن أبي أمامة رفعه.
وفي باب كراهية قيام الرجل للرجل عن أنس بن مالك، سلف في مسنده برقم (12345)، ولفظه: ما كان شَخصٌ أحبَّ إليهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانوا إذا رَأَوْه لم يَقُوموا، لما يَعلَمُون من كَراهِيته لذلك. وإسناده صحيح على شرط مسلم.
وعن معاوية بن أبي سفيان، سلف في مسنده برقم (16830)، وفيه: "مَنْ =
• 22182 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (1)، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ أَبِي، عَنْ أَبِي، عَنْ أَبِي، مِنْهُمْ أَبُو غَالِبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، مِثْلَهُ أَوْ نَحْوَهُ (2).
22183 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا غَالِبٍ يَقُولُ: لَمَّا أُتِيَ بِرُؤُوسِ الْأزَارِقَةِ، فَنُصِبَتْ عَلَى دَرَجِ دِمَشْقَ، جَاءَ أَبُو أُمَامَةَ، فَلَمَّا رَآهُمْ، دَمَعَتْ عَيْنَاهُ، فَقَالَ: كِلَابُ النَّارِ - ثَلَاثَ مَرَّاتٍ -، هَؤُلَاءِ شَرُّ قَتْلَى قُتِلُوا تَحْتَ أَدِيمِ السَّمَاءِ، وَخَيْرُ قَتْلَى
= أحَبَّ أن يَمثُلَ له عبادُ الله قياماً، فليَتَبؤَأْ مَقْعدَه من النار". وهو حديث صحيح.
وعن جابر بن عبد الله، سلف في مسنده برقم (14590)، وفيه: أنهم صَلَّوا خلفَه صلى الله عليه وسلم قياماً وهو قاعد، فأشارَ إليهم فَقَعَدُوا، فلما صلى قال:"إن كدتُم آنفاً تفعلون فعلَ فارسَ والرُّومِ، يقومون على مُلوكِهم وهم قعودٌ"، وهو عند مسلم (413)(84).
(1)
وقع في (م) و (ق): "حدثنا عبد الله، حدثني أبي" على أنه من رواية أحمد بن حنبل، والصواب ما أثبتناه من (ظ 5) و"أطراف المسند" 6/ 42، فهو من زيادات عبد الله بن أحمد على "مسند" أبيه.
(2)
إسناده ضعيف جداً كسابقه. وقوله: "عن أبي، عن أبي، عن أبي، منهم أبو غالب" أي: "عن أبي العَنْبس، عن أبي العَدَبَّس، عن أبي مرزوق، عن أبي غالب" كما في الإسناد السابق. محمد بن عباد: هو ابن الزِّبْرقان المكي، وسفيان: هو ابن عيينة، ومِسْعر: هو ابنُ كِدام الهلالي.
وأخرجه عبد الغني المقدسي في "الترغيب في الدعاء"(77) من طريق إبراهيم بن بشار، عن سفيان بن عيينة، عن مسعر، عن أبي مرزوق، عن أبي العنبس، عن أبي العدبس، عن أبي أمامة رفعه.
قُتِلُوا تَحْتَ أَدِيمِ السَّمَاءِ الَّذِينَ قَتَلَهُمْ هَؤُلَاءِ. قَالَ: فَقُلْتُ: فَمَا شَأْنُكَ دَمَعَتْ عَيْنَاكَ (1)؟ قَالَ: رَحْمَةً لَهُمْ، إِنَّهُمْ كَانُوا مِنْ أَهْلِ الْإِسْلَامِ. قَالَ: قُلْنَا: أَبِرَأْيِكَ (2) قُلْتَ: هَؤُلَاءِ كِلَابُ النَّارِ، أَوْ شَيْءٌ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: إِنِّي لَجَرِيءٌ، بَلْ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم غَيْرَ مَرَّةٍ وَلَا اثْنَتَيْنِ وَلَا ثَلَاثٍ. قَالَ: فَعَدَّ مِرَارًا (3).
(1) في (ظ 5): "عينك" بالإفراد، والمثبت من (م) و (ق).
(2)
كذا في (م) و (ق) ونسخة في (ظ 5)، وفي (ظ 5):"برأيك" دون همزة الاستفهام.
(3)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد من أجل أبي غالب البصري نزيل أصبهان -واسمه: حَزَوَّر، وقيل: سعيد بن الحَزَوَّر، وقيل: نافع- فإنه مختلف فيه، وهو ممن يعتبر به في المتابعات والشواهد، وقد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام الحِمْيري الصنعاني، ومعمر: هو ابن راشد الأزدي البصري.
وأخرجه عبد الله بن أحمد في "السنة"(1543) عن أبيه، بهذا الإسناد. وزاد في آخره: ثم تلا هذه الآية: {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ} حتى بلغ {هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [آل عمران: 106 - 107]، ثم ذكر الحديث إلى آخره.
وسيأتي تلاوة هذه الآية وتفسيرها بأنهم الخوارج من طريق حماد بن سلمة، عن أبي غالب ضمن الرواية (22208)، ومفرداً في الرواية (22259).
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (18663)، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"(8033)، وزاد في آخره: ثم تلا {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ} حتى بلغ {هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [آل عمران: 106 - 107]، وتلا {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ} حتى بلغ {أُوْلُو الأَلْبَابِ} =
22184 -
حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، أَخْبَرَنَا حَرِيزٌ (1)، حَدَّثَنِي سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي غَالِبٍ
= [آل عمران: 7]، ثم أخذ بيدي، فقال: أما إنهم بأرضك كثير، فأعاذك الله منهم.
وأخرجه مطولاً ومختصراً الحميدي (908)، وابن أبي شيبة 15/ 307 - 308، وابن ماجه (176)، والترمذي (3000)، والحارث بن أبي أسامة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(4662) و (4663)، وعبد الله بن أحمد في "السنة"(1544)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2519)، وابن أبي حاتم في "تفسيره"(97)، والطبراني في "الصغير"(33) و (1096)، و"الأوسط"(7656)، و"الكبير"(8035) و (8036) و (8037) و (8038) و (8039) و (8040) و (8041) و (8042) و (8044) و (8045) و (8049) و (8050) و (8051) و (8052) و (8055) و (8056)، وفي "الشاميين"(1279)، والآجري في "الشريعة" ص 35 - 36 و 36 و 36 - 37، والخليلي في "الإرشاد" 2/ 468، والبيهقي في "السنن" 8/ 188، والخطيب في "تاريخ بغداد" 9/ 394، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 8/ ورقة 290 و 290 - 291 من طرق عن أبي غالب، به.
وقال الترمذي: حديث حسن. وفي بعض طرق الحديث زيادة تلاوة قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ
…
} [آل عمران: 7]، وقوله تعالى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ البَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ. يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ
…
} [آل عمران: 105 - 106] وتفسيرها بأنهم الخوارج.
وانظر ما سلف برقم (22151).
(1)
تحرف في (م) و (ق): إلى: جرير، وما أثبتناه من (ظ 5).
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: مَا كَانَ يَفْضُلُ عَلَى أَهْلِ بَيْتِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم خُبْزُ الشَّعِيرِ (1).
22185 -
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي طَالِبٍ الضُّبَعِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ (2)، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَأَنْ أَذْكُرَ اللهَ تَعَالَى مِنْ طُلُوعِ الشَّمْسِ: أُكَبِّرُ وَأُهَلِّلُ وَأُسَبِّحُ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتِقَ أَرْبَعًا مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، وَلَأَنْ أَذْكُرَ اللهَ مِنْ صَلَاةِ الْعَصْرِ
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد، أبو غالب البصري نزيل أصبهان -واسمه: حَزَوَّر، وقيل: سعيد بن الحَزَوَّر، وقيل: نافع- اختلفوا فيه، وهو ممن يعتبر به في المتابعات والشواهد، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح، وسيأتي دون ذكر أبي غالب هذا في إسناده في الرواية (22244) و (22296)، وفيها تصريح سليم بن عامر -وهو الخَبَائري الحِمْصي- بسماعه من أبي أمامة، وهو ثقة معروف بالرواية عن أبي أمامة، ولا يعرف بتدليس، فيكون الإسناد صحيحاً متصلاً، وإن صح أبو غالب في هذا الإسناد، فهو من المزيد في متصل الأسانيد. حجاج: هو ابن محمد المِصِّيصي الأعور، وحريز: هو ابن عثمان الرَّحَبي.
وهو في "الزهد" للمصنف ص 30 بإسناده ومتنه إلا أنه ليس في إسناده أبو غالب.
وفي الباب عن عائشة، سيأتي في مسندها برقم (25224)، ولفظه: ما شَبِعَ آل محمد ثلاثاً من خبز بُرٍّ حتى قُبِضَ، وما رُفِعَ من مائدته كِسْرةٌ قطُّ حتى قُبِضَ.
وعن أبي هريرة عند البخاري (5414)، وفيه: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من الدنيا، ولم يشبع من الخبز الشعير.
(2)
في (م): عن أمامة.
إِلَى أَنْ تَغِيبَ الشَّمْسُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتِقَ كَذَا وَكَذَا مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ " (1).
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد -وهو ابن جدعان-، وأما أبو طالب الضبعي فهكذا وقع في نسخنا الخطية، وذكره المزي في شيوخ ابن جدعان، لكن أورده ابن كثير في "جامع المسانيد" وابن حجر في "أطراف المسند" في ترجمة أبي غالب عن أبي أمامة! قلنا: وأبو غالب هذا ضعيف يعتبر به، وأما أبو طالب فإن كان هو الذي يروي عن ابن عباس ويروي عنه قتادة فثقة، وثقه قتادة ووكيع وأبو زرعة الرازي كما في "الجرح والتعديل" 9/ 397، والله أعلم.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(8028)، وفي "الدعاء"(1882) من طريق سليمان بن حرب، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(8028) من طريق حجاج بن منهال، عن حماد بن سلمة، به.
وسيأتي عن عفان عن حماد بن سلمة برقم (22194).
وأخرجه الطحاوي في "شرح المشكل"(3909) من طريق قتادة عن أبي الجعد، عن أبي أمامة. قلنا: وأبو الجعد هذا: هو مولى بني ضبيعة، وحديثه حسن في المتابعات. وانظر (22172).
وفي الباب عن أنس عند الطيالسي (2104)، وأبي داود السجستاني (3667)، وأبي يعلى (3392) و (4087) و (4125) و (4126)، والطحاوي في "شرح المشكل"(3907) و (3908)، والطبراني في "الدعاء"(1878) و (1879) و (1880)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(670)، وأبي نعيم في "الحلية" 3/ 35. وأسانيده ضعيفة.
وعن أبي هريرة عند الطبراني في "الدعاء"(1881). وإسناده ضعيف.
وعن العباس عم النبي صلى الله عليه وسلم عند البزار (3090 - كشف الأستار). وإسناده ضعيف. =
22186 -
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سَوَّارٍ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، أَنَّ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" تَدْنُو الشَّمْسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى قَدْرِ (1) مِيلٍ، وَيُزَادُ فِي حَرِّهَا كَذَا وَكَذَا، يَغْلِي مِنْهَا الْهَامُ (2) كَمَا تَغْلِي الْقُدُورُ، يَعْرَقُونَ فِيهَا عَلَى قَدْرِ خَطَايَاهُمْ، مِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ إِلَى كَعْبَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ إِلَى سَاقَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ إِلَى وَسَطِهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُلْجِمُهُ الْعَرَقُ "(3).
= وانظر ما سيأتي برقم (22254).
وانظر حديث أبي عياش الزرقي السالف برقم (16583)، وحديث أبي أيوب الآتي برقم (23546).
(1)
كتب فوق "قدر" في نسخة (ظ 5): قِيد، وهما بمعنىً.
(2)
في (م) والنسخ الخطية: هوام، بزيادة الواو، على أنه جمع هامَة، بالتخفيف، أي: الرأس، وهو خطأ، والصواب في جمع الهامة: هامٌ كما أثبتناه، والله أعلم، وأما الهوام فهو جمع هامَّة، بالتثقيل، وهي ما له سمٌّ يقتل كالحية، ويطلق على الحشرات أيضاً. ويظهر أن الخطأ قديم من بعض رواته، ففي روايتي الطبراني أيضاً: هوام.
(3)
إسناده قوي من أجل الحسن بن سوار -وهو أبو العلاء المروذي-، وباقي رجاله ثقات. معاوية بن صالح: هو ابن حدير الحضرمي الحمصي، وأبو عبد الرحمن: هو القاسم بن عبد الرحمن.
وأخرجه أحمد بن منيع كما في "إتحاف الخيرة"(10065) عن الحسن بن سوار، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(7779)، وفي "الشاميين"(1993) من طريق عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح، به.
وله شواهد ذكرناها عند حديث عبد الله بن عمر السالف برقم (4613). =
22187 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ - يَعْنِي ابْنَ الْمُبَارَكِ - أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: لَمَّا وُضِعَتْ أُمُّ كُلْثُومٍ ابْنَةُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْقَبْرِ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:{مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى} [طه: 55] قَالَ: ثُمَّ لَا أَدْرِي أَقَالَ: بِسْمِ اللهِ، وَفِي سَبِيلِ اللهِ، وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اللهِ أَمْ لَا؟ فَلَمَّا بُنِيَ عَلَيْهَا لَحْدَهَا، طَفِقَ يَطْرَحُ لَهُمُ (1) الْجَبُوبَ، وَيَقُولُ:" سُدُّوا خِلَالَ اللَّبِنِ " ثُمَّ قَالَ: " أَمَا إِنَّ هَذَا لَيْسَ بِشَيْءٍ، وَلَكِنَّهُ يُطَيِّبُ بِنَفْسِ الْحَيِّ "(2).
= قال السندي: "يعرقون فيها" أي: في ظلها وحرِّها.
(1)
في (ظ 5): إليهم.
(2)
إسناده ضعيف جداً، عبيد الله بن زحر -وهو الإفريقي-، وعلي بن يزيد -وهو ابن أبي هلال الألهاني- ضعيفان. علي بن إسحاق: هو المروزي، ويحيى بن أيوب: هو الغافقي.
وأخرجه الحاكم 2/ 379، وعنه البيهقي 3/ 409 من طريق عثمان بن صالح السهمي، عن يحيى بن أيوب، بهذا الإسناد. قال البيهقي: وهذا إسناد ضعيف. وقال الذهبي: وهو خبر واهٍ لأن علي بن يزيد متروك.
وفي الباب عن سيرين أخت مارية القبطية عند ابن سعد في "الطبقات" 8/ 215 - 216، والطبراني في "الكبير" 24/ (775) و (776) ضمن حديث إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم، وفيه: ورأى رسول الله صلى الله عليه وسلم فُرجة في اللبِن فأمر بها تسد، فقيل للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال:"أما إنها لا تضر ولا تنفع، ولكنها تقر عين الحي، وإن العبد إذا عمل عملاً أحب اللهُ أن يتقنه". =
22188 -
حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ مَيْمُونٍ - قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: هُوَ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ نُوحٍ، وَهُوَ الْمَضْرُوبُ -، حَدَّثَنَا أَبُو خُرَيْمٍ عُقْبَةُ بْنُ أَبِي الصَّهْبَاءِ، حَدَّثَنِي أَبُو غَالِبٍ الرَّاسِبِيُّ، أَنَّهُ لَقِيَ أَبَا أُمَامَةَ بِحِمْصَ، فَسَأَلَهُ عَنْ أَشْيَاءَ، حَدَّثَهُمْ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَقُولُ:" مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَسْمَعُ أَذَانَ صَلَاةٍ، فَقَامَ إِلَى وُضُوئِهِ، إِلَّا غُفِرَ لَهُ بِأَوَّلِ قَطْرَةٍ تُصِيبُ كَفَّهُ مِنْ ذَلِكَ الْمَاءِ، فَبِعَدَدِ ذَلِكَ الْقَطْرِ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْ وُضُوئِهِ، إِلَّا غُفِرَ لَهُ مَا سَلَفَ مِنْ ذُنُوبِهِ، وَقَامَ إِلَى صَلَاتِهِ وَهِيَ نَافِلَةٌ " قَالَ أَبُو غَالِبٍ: قُلْتُ لِأَبِي أُمَامَةَ: آنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: إِي وَالَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا، غَيْرَ مَرَّةٍ وَلَا مَرَّتَيْنِ وَلَا ثَلَاثٍ وَلَا أَرْبَعٍ وَلَا خَمْسٍ وَلَا سِتٍّ وَلَا سَبْعٍ وَلَا ثَمَانٍ وَلَا تِسْعٍ وَلَا عَشْرٍ، وَعَشْرٍ (1). وَصَفَّقَ بِيَدَيْهِ (2).
= وعن كليب عند البيهقي في "الشعب"(5315)، وكلا الإسنادين ضعيف ضعفاً لا يتقوى أحدهما بالآخر.
ولقوله: "بسم الله وعلى ملة رسول الله" شاهد من حديث ابن عمر سلف برقم (4812). وإسناده صحيح.
قال السندي: قوله: "الجَبُوب" بجيم وموحدتين، في "المجمع": هو بالفتح: الأرض الغليظة، وقيل: هو المدر (الطين) جمع جبوبة، والظاهر أن المراد هاهنا المدر.
"ليس بشيء" أي: ليس بلازم، أي: ليس مما ينفع الميت.
(1)
زاد في (م) وحدها: "وعشر".
(2)
صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي غالب =
22189 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَأَى رَجُلًا يُصَلِّي، فَقَالَ:" أَلَا رَجُلٌ يَتَصَدَّقُ عَلَى هَذَا، يُصَلِّي مَعَهُ " فَقَامَ رَجُلٌ، فَصَلَّى مَعَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" هَذَانِ جَمَاعَةٌ "(1).
= الرّاسِبي -وهو البصري نزيل أصبهان- لكنه قد توبع. نوح بن ميمون: هو ابن عبد الحميد البغدادي المعروف بالمضروب والد محمد كما قال عبد الله بن أحمد، سُمِّي بذلك لضربة كانت بوجهه.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(8071) من طريق سعيد بن سليمان، عن عقبة بن أبي الصهباء، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه الطبراني في "الصغير"(1099) من طريق زكريا بن ميسرة، عن أبي غالب، به. وقال في آخره:"وهي فضيلة" بدل: "وهي نافلة".
وسيأتي بنحوه موقوفاً من طريق سَلِيم بن حيان، عن أبي غالب برقم (22196).
وانظر (22162).
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف جداً، عبيد الله بن زَحْر -وهو الضَّمْري الإفريقي- ضعيف، وعلي بن يزيد -وهو ابن أبي هلال الأَلْهاني- واهي الحديث. علي بن إسحاق: هو السُّلمي المروزي، وابن المبارك: هو عبد الله، ويحيى بن أيوب: هو الغافقي المصري، والقاسم: هو ابن عبد الرحمن الدمشقي.
وأخرجه أبو يعلى كما في "إتحاف الخيرة"(1746) من طريق محمد بن بكار، والطبراني في "الكبير"(7857) من طريق سريج بن النعمان الجوهري، كلاهما عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(7974) من طريق جعفر بن الزبير، عن =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= القاسم بن عبد الرحمن، به. وجعفر بن الزُّبير متروك الحديث.
وأخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط"(6620)، وفي "مسند الشاميين"(877)، وابن عدي في "الكامل" 6/ 2316 من طريق مسلمة بن علي، عن يحيى بن الحارث الذِّماري، عن القاسم بن عبد الرحمن، به مختصراً بلفظ:"الاثنان فما فوقهما جماعة". وفيه مسلمة بن علي الحسني، وهو متروك.
وسيأتي الحديث عن هشام بن سعيد، عن عبد الله بن المبارك برقم (22316).
وأخرجه مرسلاً أبو داود في "المراسيل"(26) عن أبي تَوْبة الرَّبيع بن نافع، عن الهيثم بن حُميد، عن يحيى بن الحارث، عن القاسم أبي عبد الرحمن رفعه. ورجاله ثقات.
وسيأتي مرسلاً من طريق ثور بن يزيد، عن الوليد بن أبي مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم برقم (22315)، ورجاله ثقات.
وأخرجه مرسلاً أيضاً أبو داود في "المراسيل"(26) عن أبي تَوْبة الرَّبيع بن نافع، عن الهيثم بن حُميد، عن العلاء بن الحارث وزيد بن واقد جميعاً، عن مكحول رفعه. ورجاله ثقات أيضاً.
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11019)، وهو صحيح، وانظر تتمة شواهده هناك.
وفي باب قوله صلى الله عليه وسلم: "هذان جماعة" عن غير واحد من الصحابة، منهم: عبد الله بن عمرو، وأبو موسى الأشعري، وأنس بن مالك، والحكم بن عمير الثمالي.
أما حديث أبي موسى الأشعري، فأخرجه عبد بن حميد (567)، وابن ماجه (972)، وأبو يعلى (7223)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 308، وابن عدي في "الكامل" 3/ 989، والدارقطني 1/ 280، والبيهقي 3/ 69، والخطيب 8/ 415 و 11/ 45 - 46، وابن عساكر في "تاريخه" 15/ 188 =
22190 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
قَالَ: وَحُدِّثْنَا بِهَذَا الْإِسْنَادِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" عَرَضَ عَلَيَّ رَبِّي لِيَجْعَلَ لِي بَطْحَاءَ مَكَّةَ ذَهَبًا، فَقُلْتُ: لَا يَا رَبِّ، وَلَكِنْ أَشْبَعُ يَوْمًا، وَأَجُوعُ يَوْمًا - أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ - فَإِذَا جُعْتُ، تَضَرَّعْتُ إِلَيْكَ وَذَكَرْتُكَ، وَإِذَا شَبِعْتُ حَمِدْتُكَ، وَشَكَرْتُكَ "(1).
= عنه بلفظ: "اثنان فما فوقهما جماعة".
وأما حديث عبد الله بن عمرو، فأخرجه الدارقطني 1/ 281 عنه. ولفظه كلفظ حديث أبي موسى.
وأما حديث أنس بن مالك، فأخرجه ابن عدي 3/ 1203، والبيهقي 3/ 69 عنه. ولفظه:"الاثنان جماعة، والثلاثة جماعة، وما كثر فهو خير". وفي رواية البيهقي زيادة في أول الحديث.
وأما حديث الحكم بن عمير الثمالي، فأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 7/ 415، وابن عدي 5/ 1890 عنه بلفظ:"اثنان فما فوق ذلك جماعة".
وهذه الأحاديث لا يخلو شيء من طرقها من ضعف شديد، لكن جاء هذا الحرف من مرسل القاسم بن عبد الرحمن الدمشقي والوليد بن أبي مالك ومكحول، وأسانيدها صحاح رجالها ثقات كما سلف ذكره آنفاً، ويشهد لصحة معناه أحاديث التصدُّق على الرجل الذي فاتته الجماعة بالصلاة معه، وحديث مالك بن الحويرث السالف في مسنده برقم (15601)، وهو في "الصحيحين"، ولفظه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له ولصاحب له: "إذا حضرتِ الصلاةُ فأذِّنا وأقيما، ثم ليؤمَّكما أكبرُكما" وغيره.
(1)
إسناده ضعيف جداً كسابقه.
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد- زوائد نعيم" بإثر الحديث (196)، ومن =
22191 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" قَالَ اللهُ: أَحَبُّ مَا تَعَبَّدَنِي بِهِ عَبْدِي إِلَيَّ، النُّصْحُ لِي "(1).
= طريقه أخرجه ابن سعد 1/ 381، والترمذي بإثر الحديث (2347)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" ص 267، والبيهقي في "شعب الإيمان"(1467)، والبغوي في "شرح السنة" بإثر الحديث (4044). وسقط من إسناده من مطبوع "الزهد":"يحيى بن أيوب".
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(7835)، ومن طريقه أبو نعيم في "الدلائل"(540)، والشجري في "أماليه" 2/ 208 من طريق سعيد بن أبي مريم، والبيهقي في "الشعب"(10410) من طريق عبد الله بن صالح، كلاهما عن يحيى بن أيوب، به. ووقع في رواية الطبراني:"ولكن أشبع يوماً، وأجوع ثلاثاً".
وأخرجه أبو الشيخ ص 267، وأبو نعيم في "الحلية" 8/ 133 من طريق مُطَّرِح بن يزيد، عن عبيد الله بن زحر، به. وسقط من إسناده في مطبوع "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم":"علي بن يزيد".
(1)
إسناده ضعيف جدّاً كسابقه.
وهو في "الزهد" لابن المبارك (204)، ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "الحلية" 8/ 175، والبغوي في "شرح السنة"(3515). ووقع في مطبوع "الحلية" تحريف وسقط يستدرك من هنا.
وأخرجه ضمن حديث مطول الطبراني في "الكبير"(7880) من طريق عثمان بن أبي العاتكة، عن علي بن يزيد الألهاني، به. بلفظ:"وأحبُّ عبادةِ عبدي إليَّ النصيحةُ"، وفيه عثمان بن أبي العاتكة سليمان الأزدي، وهو ضعيف أيضاً. =
22192 -
حَدَّثَنَا عَتَّابٌ - وَهُوَ ابْنُ زِيَادٍ -، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ بَدَأَ بِالسَّلَامِ، فَهُوَ أَوْلَى بِاللهِ وَرَسُولِهِ "(1).
= ويغني عنه في باب النصيحة لله حديث تميم الدَّاري السالف برقم (16940)، وهو في "صحيح مسلم"(55)(96)، وانظر تتمة شواهده عند حديث ابن عباس السالف برقم (3281).
ومعنى النصح لله سبحانه وتعالى: الإيمانُ به، وصِحَّةُ الاعتقاد في وَحدانيَّتِه، وتركُ الإلحاد في صفاته، وإخلاصُ النيَّةِ في عبادته، وبذلُ الطاعة فيما أَمر به ونهى عنه، ومُوالاةُ مَن أطاعه، ومعاداةُ من عصاه، والاعتراف بنِعَمِه، والشكر له عليها، وحقيقة هذه الإضافة راجعةٌ إلى العبد في نصيحة نفسه لله، والله غنيٌّ عن نصح كل ناصح. "شرح السنة" 13/ 94.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف جداً فيه علي بن يزيد الأَلْهاني الدمشقي، وهو واهي الحديث، وعبيد الله بن زحر، وهو ضعيف يعتبر به، لكن قد روي الحديث من وجه آخر صحيح كما سيأتي. عبد الله: هو ابن المبارك المروزي، ويحيى بن أيوب: هو الغافقي المصري، والقاسم: هو ابن عبد الرحمن الدمشقي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(7743)، وفي "الشاميين"(887)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(212) من طريق يحيى بن الحارث الذِّماري، وابن عدي في "الكامل" 5/ 1670 من طريق عمر بن موسى بن وجيه الحمصي، كلاهما عن القاسم بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد. وفي طريقه الأول: إسحاق بن مالك الحضرمي شيخ لبقية بن الوليد، قال الأزدي: ضعيف، وقال ابن القطان: لا يعرف، وبقية بن الوليد الكلاعي ضعيف يعتبر به، وفي طريقه الثاني: عمر بن موسى بن وجيه، وهو متروك الحديث. =
22193 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبَانُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اقْرَؤُوا الْقُرْآنَ، فَإِنَّهُ يَأْتِي شَفِيعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِصَاحِبِهِ، اقْرَؤُوا الزَّهْرَاوَيْنِ: الْبَقَرَةَ وَآلَ عِمْرَانَ، فَإِنَّهُمَا يَأْتِيَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَيَايَتَانِ، أَوْ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ، أَوْ كَأَنَّهُمَا فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ، يُحَاجَّانِ عَنْ أَصْحَابِهِمَا، اقْرَؤُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ، فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ، وَتَرْكَهَا
= وأخرجه أبو داود (5197) من طريق أبي سفيان محمد بن زياد الأَلْهاني الحمصي، عن أبي أُمامة بلفظ:"إن أولى الناس بالله من بدأهم بالسلام". وإسناده صحيح.
وأخرجه الترمذي (2694) من طريق سليم بن عامر الخبائري، عن أبي أُمامة بلفظ: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: الرجلان يلتقيان، أيهما يبدأ بالسلام؟ قال:"أَولاهما بالله". وفي إسناده أبو فَرْوة يزيد بن سنان الرُّهاوي، وهو ضعيف.
وسيأتي بالأَرقام (22252)، (22279)، (22317).
وفي الباب عن جابر بن عبد الله مرفوعاً بلفظ: "ليسلم الراكب على الماشي، والماشي على القاعد، والماشيان أيهما بدأ، فهو أفضل" أخرجه البزار (2006 - كشف الأستار)، وأبو عوانة في الاستئذان كما في "إتحاف المهرة" 3/ 471، وابن حبان (498) من طريق أبي عاصم، عن ابن جريج، عن أبي الزبير، عنه، به. وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم وقد صرح ابن جريج وأبو الزبير فيه بالتحديث عند البزار. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(983) و (994) من طريق روح بن عبادة ومخلد بن يزيد، عن ابن جريج، به موقوفاً.
حَسْرَةٌ، وَلَا تَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ " (1).
22194 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ (2)، عَنْ أَبِي طَالِبٍ الضُّبَعِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَأَنْ أَقْعُدَ أَذْكُرُ اللهَ، وَأُكَبِّرُهُ وَأَحْمَدُهُ وَأُسَبِّحُهُ وَأُهَلِّلُهُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتِقَ رَقَبَتَيْنِ أَوْ أَكْثَرَ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، وَمِنْ بَعْدِ الْعَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتِقَ أَرْبَعَ رِقَابٍ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ "(3).
22195 -
حَدَّثَنَا بَهْزُ بْنُ أَسَدٍ، حَدَّثَنَا (4) مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ الضَّبِّيُّ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: أَنْشَأَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم غَزْوًا، فَأَتَيْتُهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ اللهَ لِي بِالشَّهَادَةِ. فَقَالَ:" اللهُمَّ سَلِّمْهُمْ وَغَنِّمْهُمْ " قَالَ: فَغَزَوْنَا، فَسَلِمْنَا وَغَنِمْنَا. قَالَ: ثُمَّ أَنْشَأَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم غَزْوًا ثَانِيًا، فَأَتَيْتُهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ اللهَ لِي بِالشَّهَادَةِ. قَالَ:" اللهُمَّ سَلِّمْهُمْ وَغَنِّمْهُمْ " قَالَ: فَغَزَوْنَا،
(1) حديث صحيح، وهو مكرر (22147) سنداً ومتناً.
وانظر (22146).
(2)
تحرف في (م) إلى: يزيد.
(3)
حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، سلف الكلام عليه برقم (22185).
(4)
وقع في (م): "وحدثنا" بزيادة حرف العطف، والصواب حذفه.
فَسَلِمْنَا وَغَنِمْنَا. قَالَ: ثُمَّ أَنْشَأَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم غَزْوًا ثَالِثًا، فَأَتَيْتُهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، قَدْ أَتَيْتُكَ تَتْرَى مَرَّتَيْنِ أَسْأَلُكَ أَنْ تَدْعُوَ اللهَ لِي بِالشَّهَادَةِ، فَقُلْتَ:" اللهُمَّ سَلِّمْهُمْ وَغَنِّمْهُمْ " يَا رَسُولَ اللهِ، فَادْعُ اللهَ لِي بِالشَّهَادَةِ. فَقَالَ:" اللهُمَّ سَلِّمْهُمْ وَغَنِّمْهُمْ " قَالَ: فَغَزَوْنَا، فَسَلِمْنَا وَغَنِمْنَا.
ثُمَّ أَتَيْتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مُرْنِي بِعَمَلٍ آخُذُهُ عَنْكَ، يَنْفَعُنِي اللهُ بِهِ. قَالَ:" عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ، فَإِنَّهُ لَا مِثْلَ لَهُ ". قَالَ: فَكَانَ أَبُو أُمَامَةَ وَامْرَأَتُهُ وَخَادِمُهُ لَا يُلْفَوْنَ إِلَّا صِيَامًا، فَإِذَا رَأَوْا نَارًا أَوْ دُخَانًا بِالنَّهَارِ فِي مَنْزِلِهِمْ، عَرَفُوا أَنَّهُمْ اعْتَرَاهُمْ ضَيْفٌ.
قَالَ: ثُمَّ أَتَيْتُهُ بَعْدُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّكَ قَدْ أَمَرْتَنِي بِأَمْرٍ، وَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ اللهُ قَدْ نَفَعَنِي بِهِ، فَمُرْنِي بِأَمْرٍ آخَرَ يَنْفَعُنِي اللهُ بِهِ. قَالَ:" اعْلَمْ أَنَّكَ لَا تَسْجُدُ لِلَّهِ سَجْدَةً، إِلَّا رَفَعَ اللهُ لَكَ بِهَا دَرَجَةً، أَوْ حَطَّ - أَوْ قَالَ: وَحَطَّ شَكَّ مَهْدِيٌّ - عَنْكَ بِهَا خَطِيئَةً "(1).
22196 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا سَلِيمُ بْنُ حَيَّانَ، حَدَّثَنَا أَبُو
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير رجاء بن حَيْوة الكِنْدي الفلسطيني، فمن رجال مسلم. بهز بن أسد: هو العَمِّي البصري، ومهدي بن ميمون: هو الأَزْدي المِعْوَلي البصري.
وانظر (22140).
غَالِبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ يَقُولُ: إِذَا وَضَعْتَ الطَّهُورَ مَوَاضِعَهُ، قَعَدْتَ مَغْفُورًا لَكَ، فَإِنْ قَامَ يُصَلِّي، كَانَتْ لَهُ فَضِيلَةً وَأَجْرًا، وَإِنْ قَعَدَ، قَعَدَ مَغْفُورًا لَهُ. فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَبَا أُمَامَةَ، أَرَأَيْتَ إِنْ قَامَ فَصَلَّى، أَتَكُونُ (1) لَهُ نَافِلَةً؟ قَالَ: إِنَّمَا النَّافِلَةُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، كَيْفَ تَكُونُ لَهُ نَافِلَةً، وَهُوَ يَسْعَى فِي الذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا؟! تَكُونُ لَهُ فَضِيلَةً وَأَجْرًا (2).
(1) في (م) وحدها: "تكون".
(2)
إسناده ضعيف من أجل أبي غالب البصري، وهو إنما يعتبر به في المتابعات والشواهد، وقد اضطرب في هذا الحديث، فرواه هنا موقوفاً، ورواه مرفوعاً كما في الرواية السالفة برقم (22188)، وخالف في متنه، فقال في الرواية السالفة:"وقام إلى صلاته وهي نافلة"، وقال هنا: "فإن قام يصلي كانت له فضيلة وأجراً
…
إلخ"، لكن قوله: إنما كانت النافلة للنبي صلى الله عليه وسلم، تابعه عليه شهر بن حوشب كما سيأتي، وهو ضعيف أيضاً.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(8062) من طريق محمد بن عبد الملك الواسطي، عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وتحرف فيه "سليم بن حيان" إلى:"سليمان بن حيان"، وسقط منه قوله:"قال: لا إنما النافلة للنبي صلى الله عليه وسلم، كيف تكون له نافلة".
وأخرجه الطيالسي بنحوه (1135) من طريق حماد بن سلمة، عن أبي غالب البصري، به.
وأخرجه بنحوه مرفوعاً أبو يعلى في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(756) و (8593)، والطبراني في "الكبير"(8063) من طريق حسين بن واقد المروزي، عن أبي غالب، به. ولم يذكر الطبراني في روايته سؤال الرجل لأبي أمامة. =
22197 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ (1)، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" إِنَّ أَغْبَطَ النَّاسِ عِنْدِي عَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَفِيفُ الْحَاذِ، ذُو حَظٍّ مِنْ صَلَاةٍ، أَطَاعَ رَبَّهُ وَأَحْسَنَ عِبَادَتَهُ فِي السِّرِّ، وَكَانَ غَامِضًا فِي النَّاسِ لَا يُشَارُ إِلَيْهِ بِالْأَصَابِعِ، وَكَانَ عَيْشُهُ كَفَافًا (2) - قَالَ: وَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَنْقُرُ بِإِصْبُعَيْهِ -، وَكَانَ عَيْشُهُ كَفَافًا، وَكَانَ عَيْشُهُ كَفَافًا، عُجِّلَتْ (3) مَنِيَّتُهُ، وَقَلَّتْ بَوَاكِيهِ وَقَلَّ تُرَاثُهُ ".
= وسيأتي مختصراً من طريق معمر، عن أبي غالب برقم (22230) بلفظ: سألت أبا أمامة عن النافلة، فقال: كانت للنبي صلى الله عليه وسلم نافلةً، ولكم فضيلة.
وأخرجه مرفوعاً مسدد في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(752) من طريق الأعمش، عن شِمْر بن عطية، عن أبي أمامة. ولا يصح هذا، فإن شِمر بن عطية لم يدرك أبا أمامة.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(8592) من طريق الأعمش، عن شهر بن حوشب، عن أبي أمامة بلفظ: إنما كانت النافلة للنبي صلى الله عليه وسلم. وقد تحرفت فيه لفظة: "إنما" إلى: "ما". وشهر بن حوشب ضعيف، ثم إن الأعمش مدلس، وقد عنعنه، ولا يعرف بالرواية عن شهر بن حوشب.
وانظر (22188).
(1)
تحرف في (م) إلى: "عبد الله".
(2)
قوله: "وكان عيشه كفافاً" تكرر هنا في (م) و (ظ 5) مرتين.
(3)
في (م) و (ق): "فعجلت"، وما أثبتناه من (ظ 5).
قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: سَأَلْتُ أَبِي، قُلْتُ: مَا تُرَاثُهُ؟ قَالَ: مِيرَاثُهُ (1).
22198 -
حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَنَقَرَ (2) بِيَدِهِ (3).
(1) إسناده ضعيف جداً، ليث بن أبي سُليم وعبيد الله -وهو ابن زَحْر الضَّمْري الإفريقي- ضعيفان، ثم هو منقطع، فإن عبيد الله لم يسمعه من القاسم -وهو ابن عبد الرحمن الدمشقي-، بينهما فيه علي بن يزيد الأَلْهاني، كما سلف عند الرواية (22167) وكما سيأتي، وهو واهي الحديث. إسماعيل بن إبراهيم: هو ابن مِقْسم الأسدي المعروف بابن عُليَّة.
وأخرجه الطيالسي (1133)، ومن طريقه البيهقي في "الزهد"(198) عن همام بن يحيى العَوْذي، والبيهقي في "شعب الإيمان"(10357) من طريق الحسن بن أبي جعفر، كلاهما عن ليث بن أبي سليم، بهذا الإسناد. وفي رواية البيهقي زيادة. وتحرف "عبيد الله بن زحر" في مطبوع الطيالسي إلى: عبيد الله بن ذر، وتحرف "عبيد الله" أيضاً في مطبوع "الزهد" إلى: عبد الله.
وأخرجه الطبراني (7860)، ومن طريقه الشجري في "أماليه" 2/ 201، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 25 عن عبد العزيز بن مسلم، وأخرجه البيهقي في "الزهد"(199) من طريق جرير بن عبد الحميد، كلاهما عن ليث بن أبي سليم، عن عبيد الله بن زحر، عن علي بن يزيد، عن القاسم بن عبد الرحمن، به، ذكروا فيه عليَّ بن يزيد بين عبيد الله بن زحر وبين القاسم بن عبد الرحمن، وهو الأشبه.
وانظر (22167).
(2)
هكذا في (م)، وفي (ظ 5):"ونقد" وكلاهما بمعنى واحد، أي: ضرب.
(3)
إسناده ضعيف جداً، أبو المهلب -وهو مُطَّرِح بن يزيد- وعبيد الله بن =
22199 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ سَلَّامٍ، عَنْ جَدِّهِ مَمْطُورٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا الْإِيمَانُ؟ قَالَ: " إِذَا سَرَّتْكَ حَسَنَتُكَ، وَسَاءَتْكَ سَيِّئَتُكَ، فَأَنْتَ مُؤْمِنٌ " قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَمَا الْإِثْمُ؟ قَالَ:" إِذَا حَاكَ فِي صَدْرِكَ شَيْءٌ، فَدَعْهُ "(1).
22200 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ ثَوْرٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا رُفِعَتِ الْمَائِدَةُ، قَالَ:" الْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، غَيْرَ مَكْفِيٍّ وَلَا مُوَدَّعٍ وَلَا مُسْتَغْنًى عَنْهُ رَبَّنَا "(2).
= زحر ضعيفان، وعلي بن يزيد -وهو ابن أبي هلال الأَلهاني- واهي الحديث. أسود: هو ابن عامر الشامي، ويُلقَّب: شاذان، والحسن بن صالح: هو ابن صالح بن حيٍّ الهَمْداني.
وانظر (22167).
(1)
حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، وقد تكلمنا على هذا الإسناد عند الرواية (22147). إسماعيل: هو ابن إبراهيم بن مِقْسم الأسدي البصري المعروف بابن عُلَيَّة، وممطور: هو أبو سلام الأسود الحبشي.
وانظر (22159).
(2)
إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ثور -وهو ابن يزيد الحمصي-، فمن رجال البخاري. يحيى بن سعيد: هو القَطَّان، البصري.
وأخرجه أبو داود (3849)، والحاكم 4/ 136 من طريق مسدَّد، والترمذي في "السنن"(3456)، وفي "الشمائل"(193)، والبغوي في "شرح السنة" =
22201 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مِسْعَرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَدَبَّسِ، عَنْ رَجُلٍ - أَظُنُّهُ أَبَا خَلَفٍ -، حَدَّثَنَا أَبُو مَرْزُوقٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو أُمَامَةَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا رَأَيْنَاهُ، قُمْنَا، قَالَ:" فَإِذَا رَأَيْتُمُونِي، فَلَا تَقُومُوا كَمَا يَفْعَلُ الْعَجَمُ، يُعَظِّمُ بَعْضُهَا بَعْضًا " قَالَ: كَأَنَّا اشْتَهَيْنَا أَنْ يَدْعُوَ لَنَا، فَقَالَ:" اللهُمَّ اغْفِرْ لَنَا، وَارْحَمْنَا، وَارْضَ عَنَّا، وَتَقَبَّلْ مِنَّا، وَأَدْخِلْنَا الْجَنَّةَ، وَنَجِّنَا مِنَ النَّارِ، وَأَصْلِحْ لَنَا شَأْنَنَا كُلَّهُ "(1).
22202 -
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ حُسَيْنٍ الْخُرَاسَانِيِّ، عَنْ أَبِي غَالِبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِنَّ لِلَّهِ عِنْدَ كُلِّ فِطْرٍ
= (2827) من طريق محمد بن بشار، والحاكم 1/ 528 من طريق محمد بن منصور الحارثي، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" ص 220، والبغوي في "شرح السنة"(2828) من طريق عمرو بن علي، أربعتهم عن يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.
وانظر (22168).
وقوله: "غير مَكْفِيٍّ" بفتح الميم، وإسكان الكاف، وتشديد التحتانية: من الكفاية، يعني أن الله سبحانه غيرُ مُطْعَمٍ ولا مَكْفِيٍّ ولا محتاجٍ إلى أحد، بل هو المُطعِم الكافي الذي يُطعِمُ عباده ويكْفيهم. وفي تفسير هذا الحرف أوجه أخرى، انظرها في "فتح الباري" 9/ 580 - 581، و"النهاية" 4/ 182.
(1)
إسناده ضعيف جداً، وقد سلف الكلام عليه في الرواية (22181). يحيى بن سعيد: هو القَطَّان البصري.
وأخرجه الخرائطي في "مساوئ الأخلاق"(830) من طريق ابن كنانة، عن مسعر بن كدام، بهذا الإسناد.
عُتَقَاءَ " (1).
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: حُسَيْنٌ الْخُرَاسَانِيُّ هَذَا: هُوَ حُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ.
22203 -
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ حُسَيْنٍ الْخُرَاسَانِيِّ، عَنْ أَبِي غَالِبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: اسْتَضْحَكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا، فَقِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا أَضْحَكَكَ؟ قَالَ:" قَوْمٌ يُسَاقُونَ إِلَى الْجَنَّةِ مُقَرَّنِينَ فِي السَّلَاسِلِ "(2).
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد من أجل أبي غالب البصري، فقد اختلف فيه، وهو ممن يعتبر به في المتابعات والشواهد، وباقي رجاله ثقات. ابن نمير: هو عبد الله، والأعمش: اسمه سليمان بن مِهْران الأسدي.
وأخرجه ابن الأعرابي في "معجمه"(1369)، والطبراني في "الكبير"(8088)، وابن عدي في "الكامل" 2/ 861، والبيهقي في "شعب الإيمان"(3605) من طرق عن عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني (8089) من طريق علي بن الحسن بن شقيق، عن الحسين بن واقد، به.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف في مسنده برقم (7450)، وإسناده صحيح على شرط الشيخين، وانظر تتمة شواهده هناك.
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد، أبو غالب البصري نزيل أصبهان، واسمه: حَزَوَّر، وقيل: سعيد بن الحَزَوَّر، وقيل: نافع، مختلف فيه، وهو ممن يعتبر به في المتابعات والشواهد، وباقي رجاله ثقات. ابن نمير: هو عبد الله بن نمير الهَمْداني الكوفي، والأعمش: اسمه سليمان بن مَهْران الأسدي الكوفي، وحسين الخراساني: هو ابن واقد. =
22204 -
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ دِينَارٍ الْوَاسِطِيُّ، عَنْ أَبِي غَالِبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا ضَلَّ قَوْمٌ بَعْدَ هُدًى كَانُوا عَلَيْهِ، إِلَّا أُوتُوا الْجَدَلَ " ثُمَّ قَرَأَ: {مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ} [الزخرف: 58](1).
22205 -
حَدَّثَنَا يَعْلَى، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، مِثْلَهُ (2).
= وأخرجه ابن الأعرابي في "معجمه"(1367)، والطبراني في "الكبير"(8087)، وابن عدي في "الكامل" 2/ 861 من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود في "القدر" كما في "تهذيب الكمال" 6/ 481 من طريق أبي معاوية الضرير، عن الأعمش، عن حسين بن المنذر الخراساني، عن أبي غالب، به. قال أبو داود عقب الحديث: ذا وهم، هو حسين بن واقد.
وانظر ما سلف برقم (22148).
(1)
حديث حسن بطرقه وشواهده، وأبو غالب البصري نزيل أصبهان، قد اختلف فيه، وهو ممن يعتبر به في المتابعات والشواهد، ابن نمير: هو عبد الله الهَمْداني الكوفي.
وأخرجه البغوي في "معالم التنزيل" 4/ 143 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(101)، والطبراني (8067)، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد"(177) من طريق عبد الله بن نمير، به. وقرن ابن أبي عاصم والطبراني بعبد الله بن نمير يعلى بنَ عبيد، وقرن معه الطبراني أيضاً عيسى بن يونس وأبا خالد الأحمر.
وانظر (22164).
(2)
إسناده كسابقه. يعلى: هو ابن عبيد الطَّنافسي.
وأخرجه الترمذي (3253)، وابن أبي عاصم في "السنة"(101)، =
22206 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شِمْرٍ - يَعْنِي ابْنَ عَطِيَّةَ (1) -، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا تَوَضَّأَ الرَّجُلُ الْمُسْلِمُ، خَرَجَتْ ذُنُوبُهُ مِنْ سَمْعِهِ وَبَصَرِهِ وَيَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ، فَإِنْ قَعَدَ، قَعَدَ مَغْفُورًا لَهُ "(2).
22207 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي غَالِبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ عِنْدَ الْجَمْرَةِ الْأُولَى، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الْجِهَادِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: فَسَكَتَ عَنْهُ وَلَمْ يُجِبْهُ، ثُمَّ سَأَلَهُ عِنْدَ الْجَمْرَةِ الثَّانِيَةِ، فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ، قَالَ (3): فَلَمَّا رَمَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ، وَوَضَعَ رِجْلَهُ
= والطبري في "التفسير" 25/ 88، والطبراني (8067)، والآجري في "الشريعة" ص 54 من طريق يعلى بن عبيد الطنافسي، بهذا الإسناد. وقرن الترمذي والآجري بيعلى بن عبيد محمدَ بن بشر، وقرن ابن أبي عاصم والطبراني به عبد الله بن نمير، وزاد الطبراني معه عيسى بن يونس وأبا خالد الأحمر، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وانظر (22164).
(1)
قوله: "يعني ابن عطية" ليس في (م) والنسخ الخطية خلا (ظ 5).
(2)
حديث صحيح بطرقه وشواهده. وهو مكرر (22171) إسناداً ومتناً. وكيع: هو ابن الجراح الرُّؤاسي، والأعمش: اسمه سليمان بن مِهْران الأَسَدي.
وانظر (22162).
(3)
"قَالَ" ليست في (م).
فِي الْغَرْزِ، قَالَ:" أَيْنَ السَّائِلُ؟ " قَالَ: " كَلِمَةُ عَدْلٍ عِنْدَ إِمَامٍ جَائِرٍ "(1).
22208 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي غَالِبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ: أَنُهْ رَأَى رُؤُوسًا مَنْصُوبَةً عَلَى دَرَجِ مَسْجِدِ دِمَشْقَ، فَقَالَ أَبُو أُمَامَةَ: كِلَابُ النَّارِ، كِلَابُ النَّارِ - ثَلَاثًا - شَرُّ قَتْلَى تَحْتَ أَدِيمِ السَّمَاءِ، خَيْرُ قَتْلَى مَنْ قَتَلُوهُ. ثُمَّ قَرَأَ {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ} الآيَتينِ [آل عمران: 106 - 107] قُلْتُ لِأَبِي أُمَامَةَ: أَسَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: لَوْ لَمْ أَسْمَعْهُ إِلَّا مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا أَوْ أَرْبَعًا أَوْ خَمْسًا أَوْ سِتًّا أَوْ سَبْعًا، مَا حَدَّثْتُكُمْ (2).
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد، وقد سلف الكلام عليه عند الرواية (22158). وكيع: هو ابن الجراح الرُّؤَاسي، وأبو غالب: هو البصري نزيل أصبهان، قيل: اسمه حَزَوَّر، وقيل: سعيد بن الحَزَوَّر، وقيل: نافع.
وأخرجه ابن أبي عمر في "مسنده" كما في "مصباح الزجاجة" ورقة 250 عن وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد.
وقوله: "الغَرْز" بغين معجمة مفتوحة، وراء ساكنة، ثم زاي: هو رِكاب كورِ -أي: رَحْلِ- الجمل إذا كان من جِلْد أو خَشَب، وقيل: لا يختص بهما، وقيل: كل ما كان مِساكاً للرِّجلين في المركب، فهو غَرْزٌ.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد من أجل أبي غالب البصري نزيل أصبهان، وقد توبع، وباقي رجاله ثقات. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي الكوفي.
وأخرجه عبد الله بن أحمد في "السنة"(1542) عن أبيه، بهذا الإسناد. =
22209 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ سَيَّارٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" فُضِّلْتُ بِأَرْبَعٍ: جُعِلَتِ الْأَرْضُ لِأُمَّتِي مَسْجِدًا وَطَهُورًا، وَأُرْسِلْتُ إِلَى النَّاسِ كَافَّةً، وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مِنْ مَسِيرَةِ شَهْرٍ يَسِيرُ بَيْنَ يَدَيَّ، وَأُحِلَّتْ لِأُمَّتِي الْغَنَائِمُ "(1).
= وأخرجه الترمذي (3000) من طريق وكيع، به. وقال: حديث حسن. وقرن بحماد بن سلمة الربيع بن صبيح.
وأخرجه الطيالسي (1136)، ومن طريقه البيهقي 8/ 188، وأخرجه الطبراني في "الكبير"(8034) من طريق أحمد بن يحيى بن حميد الطويل وطالوت بن عباد، ثلاثتهم (الطيالسي وأحمد بن يحيى وطالوت) عن حماد بن سلمة، به. ورواية الطبراني أطول مما هنا، وليس في رواية الطيالسي تلاوة الآيتين.
وقوله: ثم قرأ: {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ} الآيتين: ظاهر هذه الرواية يحتمل أن يكون مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم، أو موقوفاً على أبي أمامة، لكن وقع في مواضع أخرى من هذا الوجه أنه مرفوع عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يصح، فقد روي من طريق حسن عن أبي أمامة موقوفاً عند عبد الله بن أحمد في "السنة"(1545)، وابن خزيمة في الجهاد كما في "إتحاف المهرة" 6/ 229، والحاكم 2/ 149 و 149 - 150. وقد رجح وقفه الحافظ ابن كثير في "تفسيره" 2/ 7.
وانظر (22183).
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل سَيَّار -وهو الأُموي مولاهم الشامي- فقد روى عنه ثلاثة، ووثقه ابن حبان وابن خلفون، وحسن حديثه الترمذي، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. يزيد: هو ابن هارون السُّلَمي الواسطي، وسليمان التيمي: هو ابن طَرْخان، أبو المعتمر البصري.
وأخرجه الطبراني (8002)، والبيهقي 1/ 212 و 2/ 433 من طرق عن يزيد =
22210 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ:{نَافِلَةً لَكَ} [الإسراء: 79]، قَالَ: إِنَّمَا كَانَتِ النَّافِلَةُ خَاصَّةً لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (1).
= ابن هارون، بهذا الإسناد. وزاد البيهقي في الموضعين بعد قوله:"جعلت الأرض لأمتي مسجداً وطهوراً": "فأيما رجل من أمتي أتى الصلاة، فلم يجد ماء، وجد الأرض مسجداً أو طهوراً". وقال في الموضع الثاني: "فلم يجد ما يصلي عليه" بدل قوله: "فلم يجد ماء".
وانظر (22137).
(1)
إسناده ضعيف لضعف شهر بن حوشب، وقد تابعه أبو غالب البصري كما سيأتي، وهو ضعيف أيضاً، وباقي رجال الإسناد ثقات. وكيع: هو ابن الجراح الرُّؤاسي، والأعمش: اسمه سليمان بن مِهْران الأسدي.
وأخرجه الطبراني في "تفسيره" 15/ 143، والطبراني في "الكبير"(7561) من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد. ولم يذكرا في روايتهما الآية وتحرف في المطبوع من "تفسير الطبري":"شمر بن عطية" إلى: "شمر، عن عطية".
وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(4496) من طريق أبي قُتَيبة سَلْم بن قُتيبة، عن الحسن بن أبي الحَسْناء، عن أبي غالب، عن أبي أمامة، فذكره.
وانظر ما سيأتي برقم (22230).
وقوله تعالى: {نَافِلَةً لَكَ} : اختُلِفَ في معناه، قال ابن كثير في "تفسيره" 5/ 100: قيل: معناه أنك مخصوصٌ بوجوب ذلك وحدَك، فجعلوا قيامَ الليل واجباً في حقه دون الأُمَّةِ. رواه العَوْفي عن ابن عباس، وهو أحد قولي العلماء، وأحد قولي الشافعي، واختاره ابن جرير.
وقيل: إنما جُعِل قيامُ الليل في حقِّه نافلةً على الخصوص، لأنه قد غُفِرَ ما تقدَّم من ذنبه وما تأخَّر، وغيرُه من أُمَّته إنما تُكفِّرُ عنه صلواتُه النَّوافلُ الذنوبَ التي عليه، قاله مجاهد.
22211 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا حَرِيزٌ، (1) حَدَّثَنَا سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: إِنَّ فَتًى شَابًّا أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، ائْذَنْ لِي بِالزِّنَى، فَأَقْبَلَ الْقَوْمُ عَلَيْهِ، فَزَجَرُوهُ، وَقَالُوا: مَهْ مَهْ، فَقَالَ:" ادْنُهْ " فَدَنَا مِنْهُ قَرِيبًا، قَالَ: فَجَلَسَ، قَالَ:" أَتُحِبُّهُ لِأُمِّكَ؟ " قَالَ: لَا وَاللهِ، جَعَلَنِي اللهُ فِدَاءَكَ. قَالَ:" وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِأُمَّهَاتِهِمْ " قَالَ: " أَفَتُحِبُّهُ لِابْنَتِكَ؟ " قَالَ: لَا وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ، جَعَلَنِي اللهُ فِدَاءَكَ. قَالَ:" وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِبَنَاتِهِمْ " قَالَ: " أَفَتُحِبُّهُ لِأُخْتِكَ؟ " قَالَ: لَا وَاللهِ، جَعَلَنِي اللهُ فِدَاءَكَ. قَالَ:" وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِأَخَوَاتِهِمْ " قَالَ: " أَفَتُحِبُّهُ لِعَمَّتِكَ؟ " قَالَ: لَا وَاللهِ، جَعَلَنِي اللهُ فِدَاءَكَ. قَالَ:" وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِعَمَّاتِهِمْ " قَالَ: " أَفَتُحِبُّهُ لِخَالَتِكَ؟ " قَالَ: لَا وَاللهِ، جَعَلَنِي اللهُ فِدَاءَكَ. قَالَ:" وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِخَالَاتِهِمْ " قَالَ: فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ، وَقَالَ:" اللهُمَّ اغْفِرْ ذَنْبَهُ، وَطَهِّرْ قَلْبَهُ، وَحَصِّنْ فَرْجَهُ " قَالَ (2): فَلَمْ يَكُنْ بَعْدُ ذَلِكَ الْفَتَى يَلْتَفِتُ إِلَى شَيْءٍ (3).
(1) تصحف في (م) و (ق) إلى: "جرير".
(2)
لفظة "قال" ليست في (م).
(3)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. حريز: هو ابن عثمان الرَّحَبي، وسُليم بن عامر: هو الكَلاعي الخَبائِري.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(7679) من طريق أبي اليمان الحكم بن نافع، عن حريز بن عثمان، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(7759)، وفي "الشاميين"(1523) من طريق العلاء بن الحارث، عن القاسم، عن أبي أمامة. وإسناده ضعيف لضعف =
22212 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا حَرِيزٌ (1)، حَدَّثَنِي سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ، أَنَّ أَبَا أُمَامَةَ حَدَّثَهُ: أَنَّ غُلَامًا شَابًّا أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَهُ (2).
22213 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا أُمَامَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اقْرَؤُوا الْقُرْآنَ، فَإِنَّهُ يَأْتِي شَافِعًا لِأَصْحَابِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، اقْرَؤُوا الزَّهْرَاوَيْنِ: الْبَقَرَةَ وَآلَ عِمْرَانَ؛ فَإِنَّهُمَا يَأْتِيَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ، أَوْ غَيَايَتَانِ، أَوْ كَأَنَّهُمَا فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ، تُحَاجَّانِ عَنْ صَاحِبِهِمَا، وَاقْرَؤُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ، فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ، وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ، وَلَا تَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ "(3).
= أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة الدمشقي شيخ الطبراني فيه.
وانظر ما بعده.
(1)
تصحف في (م) و (ق) إلى: "جرير".
(2)
إسناده صحيح كسابقه. أبو المغيرة: هو عبد القُدُّوس بن حجاج الخَوْلاني.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(7679)، وفي "الشاميين"(1066)، من طريق أبي المغيرة، بهذا الإسناد.
وانظر ما قبله.
(3)
حديث صحيح، وقد سلف الكلام على إسناده عند الرواية (22146). يزيد: هو ابن هارون السُّلمي الواسطي، وهشام: هو ابن أبي عبد الله الدَّسْتُوائي، ويحيى: هو ابن أبي كثير الطائي اليمامي، وأبو سلام: هو ممطور الأسود الحبشي.
قَالَ عَبْدُ اللهِ: هَذَا الْحَدِيثُ أَمْلَاهُ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ بِوَاسِطٍ.
22214 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَيْمَنَ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" طُوبَى لِمَنْ رَآنِي وَآمَنَ بِي، وَطُوبَى - سَبْعَ مَرَّاتٍ - لِمَنْ لَمْ يَرَنِي وَآمَنَ بِي "(1).
22215 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَةِ رَجُلٍ لَيْسَ بِنَبِيٍّ مِثْلُ الْحَيَّيْنِ - أَوْ مِثْلُ أَحَدِ الْحَيَّيْنِ -: رَبِيعَةَ، وَمُضَرَ " فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَوَمَا رَبِيعَةُ مِنْ مُضَرَ؟ فَقَالَ:" إِنَّمَا أَقُولُ مَا أُقَوَّلُ "(2).
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف فيه أيمن -وهو ابن مالك الأشعري-، وهو مجهول لا يعرف، فقد تفرد بالرواية عنه قتادة بن دعامة السَّدُوسي، ولم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه أحمد بن منيع في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" للبوصيري (119) عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وانظر (22138).
(2)
صحيح بطرقه وشواهده دون قوله: "فقال رجل: يا رسول الله
…
إلخ"، فهي زيادة شاذة لم ترد إلا في حديث أبي أمامة، ورواتها ليسوا بأولئك الأثبات، وعبد الرحمن بن مَيْسرة -وهو أبو سلمة الحمصي- وثقه العجلي، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن المديني وحده: مجهول، لم يرو =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= عنه غير حريز بن عثمان، وقوله هذا مردود برواية اثنين عنه غير حريز، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح، يزيد: هو ابن هارون السُّلمي.
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 11/ ورقة 208 من طريق عبد الله ابن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(7638) من طريق علي بن عياش الحمصي، والآجري في "الشريعة" ص 351 من طريق شبابة بن سوار، وابن عساكر 11/ ورقة 208 من طريق بقية بن الوليد، ثلاثتهم عن حريز بن عثمان، بهذا الإسناد، ورواية الطبراني والآجري ليس فيها: "فقال رجل: يا رسول الله
…
إلخ".
وسيأتي الحديث عن عصام بن خالد برقم (22216)، وعن أبي النضر هاشم بن القاسم برقم (22250)، وعن أبي المغيرة عبد القُدُّوس بن الحجاج الخَوْلاني برقم (22297)، ثلاثتهم عن حريز بن عثمان.
وأخرجه ابن عساكر 11/ ورقة 208 - 209 من طريق يحيى بن أبي طالب، عن شبابة بن سَوَّار، عن حريز بن عثمان، عن حَبِيب بن عُبيد الرَّحَبي، عن أبي أمامة، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وفي إسناده من لم نعرفه.
وأخرجه ابن عساكر 11/ ورقة 208 من طريق حُميد بن الرَّبيع، عن شبابة بن سَوَّار، عن حريز بن عثمان، عن عبد الرحمن بن ميسرة وحَبيب بن عُبيد جميعاً، عن أبي أمامة مرفوعاً. وفيه حميد بن الربيع -وهو الخزاز اللَّخمي-، متكلَّم فيه. وتحرف فيه:"عبد الرحمن بن ميسرة وحبيب بن عبيد" إلى: "عبد الله بن ميسرة وحبيب بن عبيد الرحمن".
وأخرجه الطبراني (7919) عن محمد بن جابان الجُنْدَيْسابُوري، عن محمود بن غيلان، عن يزيد بن هارون، عن الوليد بن جميل، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبي أمامة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"من المؤمنين من يدخلُ بشفاعتِه الجنةَ مثلُ ربيعةَ ومُضَرَ". وفيه محمد بن جابان الجُنْدَيْسابوري شيخ الطبراني لم نقف له على ترجمة. =
22216 -
حَدَّثَنَا عِصَامُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا حَرِيزٌ (1)، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَيْسَرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ، فَذَكَرَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَهُ (2).
= وأخرجه الطبراني (8058) من طريق مبارك بن فضالة، عن أبي غالب البصري، عن أبي أمامة مرفوعاً:"يخرجُ من النار بشفاعة رجلٍ من أُمَّتي أكثرُ من ربيعة ومُضَرَ". وفيه أبو غالب البصري، مختلف فيه، وهو ممن يعتبر به في المتابعات والشواهد، ومبارك بن فضالة مدلِّس، وقد عنعنه.
وأخرجه الطبراني (8059) من طريق الحسين بن واقد، عن أبي غالب البصري، عن أبي أمامة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يدخلُ الجنةَ بشفاعة رجلٍ من أمتي أكثرُ من عدد مُضَرَ، ويَشفَعُ الرَّجلُ في أهل بيته، ويَشفَعُ على قَدْر عملِه". ورجال إسناده ثقات غير أبي غالب، فهو ضعيف يعتبر به كما سلف.
ولقوله صلى الله عليه وسلم: "ليدخلنَّ الجنةَ بشفاعة رجلٍ ليس بنبيٍّ مثل الحَيَّيْنِ -أو مثل أحد الحَيَّيْن-: ربيعةَ، ومُضَر" شواهد، انظرها عند حديث أبي سعيد الخدري السالف برقم (11148)، ونزيد في شواهده هنا: ما أخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائد الزهد" ص 126 عن أبي عامر العَقَدي، عن حماد بن سَلَمة، عن يونس بن عُبيد، عن الحسن البصري: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "والذي نفسي بيده، ليخرجنَّ من النار بشفاعة رجلٍ من أُمتي ما هو من بيتي أكثرُ من ربيعةَ ومُضَرَ". وهذا مرسل رجاله ثقات.
وقوله: "أوما ربيعة من مضر؟ " هكذا وقع في (م) والأصول الخطية التي بأيدينا، وهذا خلاف المعروف؛ فإن ربيعة ومضر ابنا نزار بن مَعَدِّ بن عدنان، وهما جِذْما العرب العدنانية، وليس أحدهما من الآخر، والله أعلم.
(1)
تصحف في (م) و (ق) إلى: "جرير"، والمثبت من (ظ 5) و"أطراف المسند" 6/ 23.
(2)
صحيح بطرقه وشواهده دون قوله: "فقال رجل: يا رسول الله .. إلخ" كما سلف بيانه في الرواية السابقة.
22217 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ سُمَيْعٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ، فَغَسَلَ يَدَيْهِ ثَلَاثًا ثَلَاثًا، وَتَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ ثَلَاثًا ثَلَاثًا، وَتَوَضَّأَ ثَلَاثًا ثَلَاثًا (1).
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، سميع مجهول لا يعرف، أورده البخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 190، وقال: لا يعرف لعمرو سماع من سميع، ولا لسميع من أبي أمامة، وذكره ابن حبان في "الثقات" 4/ 342، وقال: لا أدري من هو، ولا ابن من هو، وتفرد الطبرانى فسماه سميعاً الزيات، وذكره فيمن أسند له عن أبي أمامة الباهلي من أهل الكوفة، وسميع الزيات هذا هو الكوفي أبو صالح الحنفي، وثقه ابن معين وأبو زرعة، وذكره ابن حبان وابن شاهين في "الثقات". يزيد: هو ابن هارون السُّلمي الواسطي، وعمرو بن دينار: هو الجُمَحي المكي.
وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(813)، وأحمد بن منيع في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" أيضاً (814) عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عُمر في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(812)، والبخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 190، وأبو يعلى في "مسنده الكبير" كما في "إتحاف الخيرة"(816)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 29، والطبراني في "المعجم الكبير"(7990) من طرق عن حماد بن سلمة، به. ورواية الطحاوي مختصرة، وقد تحرف فيها "سميع" إلى:"سبيع".
وسيأتي من طريق عفَّان بن مسلم الصفار، عن حماد بن سلمة برقم (22224).
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 13 من طريق عمرو بن سليم الباهلي، عن أبي غالب، قال: قلت لأبي أمامة: أخبرنا عن وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتوضأ ثلاثاً، =
22218 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَنْبَأَنَا فَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ الْحِمْصِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِنَّ اللهَ بَعَثَنِي رَحْمَةً وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ، وَأَمَرَنِي أَنْ أَمْحَقَ الْمَزَامِيرَ وَالْكِنَّارَاتِ (1) - يَعْنِي الْبَرَابِطَ وَالْمَعَازِفَ - وَالْأَوْثَانَ الَّتِي كَانَتْ تُعْبَدُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ.
وَأَقْسَمَ رَبِّي عز وجل بِعِزَّتِهِ: لَا يَشْرَبُ عَبْدٌ مِنْ عَبِيدِي جَرْعَةً مِنْ خَمْرٍ إِلَّا سَقَيْتُهُ مَكَانَهَا مِنْ حَمِيمِ جَهَنَّمَ مُعَذَّبًا أَوْ مَغْفُورًا لَهُ، وَلَا يَسْقِيهَا صَبِيًّا صَغِيرًا إِلَّا سَقَيْتُهُ مَكَانَهَا مِنْ حَمِيمِ جَهَنَّمَ مُعَذَّبًا أَوْ مَغْفُورًا لَهُ، وَلَا يَدَعُهَا عَبْدٌ مِنْ عَبِيدِي مِنْ مَخَافَتِي إِلَّا سَقَيْتُهَا إِيَّاهُ مِنْ حَظِيرَةِ الْقُدُسِ. وَلَا يَحِلُّ بَيْعُهُنَّ وَلَا شِرَاؤُهُنَّ وَلَا تَعْلِيمُهُنَّ وَلَا تِجَارَةٌ فِيهِنَّ وَأَثْمَانُهُنَّ حَرَامٌ " لِلْمُغَنِّيَاتِ (2).
= وخلل لحيته، وقال: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل. وأبو غالب البصري ضعيف يعتبر به.
وسيأتي بعضه من طريق شهر بن حوشب، عن أبي أمامة برقم (22223). وفيه زيادة:"الأذنان من الرأس"، وأنه صلى الله عليه وسلم كان يمسح المَأْقَينِ.
والوضوء ثلاثاً ثلاثاً ثابت في السنة بأسانيد صحيحة عن جمع من الصحابة، منها ما سلف عن عبد الله بن عمرو برقم (6684)، وأشرنا إلى أحاديث الباب هناك.
(1)
تحرف في (م) إلى: الكفارات، بالفاء.
(2)
إسناده ضعيف جداً، فرج بن فضالة -وهو ابن النعمان التنوخي- ضعيف، وعلي بن يزيد -وهو الألهاني- ضعيف بمرة. القاسم: هو ابن عبد الرحمن الدمشقي صاحب أبي أمامة. =
قَالَ يَزِيدُ: الْكِنَّارَاتِ (1): الْبَرَابِطُ.
22219 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: أَتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم امْرَأَةٌ وَمَعَهَا صَبِيٌّ لَهَا تَحْمِلُهُ، وَبِيَدِهَا آخَرُ - وَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا قَالَ: وَهِيَ حَامِلٌ - فَلَمْ
= وأخرجه أحمد بن منيع كما في "إتحاف الخيرة"(5107) عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (1134)، والطبراني (7803) من طرق عن فرج بن فضالة، به.
وسيأتي برقم (22307) عن هاشم بن القاسم، عن الفرج.
وسلف مختصراً برقم (22169)، وسيأتي مختصراً أيضاً برقم (22280).
ولقصة سقي تارك شرب الخمر من حظيرة القدس عن أنس عند البزار (2939 و 3002 - كشف الأستار). قال المنذري في "الترغيب": إسناده حسن.
وانظر حديث ابن عمر السالف برقم (4917) في عقوبة شارب الخمر.
قوله: "أن أمحق" قال السندي: من المحق، وهو المحو والإزالة.
"المزامير" جمع مِزمار: قصبة يزمر بها، والزمر: هو التغني بالقصب.
"الكنارات" بكسر الكاف وبفتح وتشديد النون وإهمال الراء: العيدان أو الدفوف أو الطبول والطنابير. وقيل: لعله بالباء جمع كِبار جمع كَبَر، وهو الطبل، كجمل وجِمال وجمالات.
"والمعازف" هي آلات اللهو.
"جرعة" بضم فسكون: هو ما يجرع مرة واحدة، والجمع جُرَع، كغُرفة وغرف.
"معذباً" بتمام ذنوبه.
"أو مغفوراً له" بقيه ذنوبه غير شرب الخمر، فيعذبه عليه إلى أجل.
(1)
تحرف في (م) إلى: الكفارات، بالفاء.
تَسْأَلْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم شَيْئًا يَوْمَئِذٍ (1) إِلَّا أَعْطَاهَا إِيَّاهُ، ثُمَّ قَالَ:" حَامِلَاتٌ وَالِدَاتٌ رَحِيمَاتٌ بِأَوْلَادِهِنَّ، لَوْلَا مَا يَأْتِينَ (2) إِلَى أَزْوَاجِهِنَّ، دَخَلَ مُصَلِّيَاتُهُنَّ الْجَنَّةَ "(3).
22220 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: أَنْشَأَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم غَزْوًا، فَأَتَيْتُهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ اللهَ لِي بِالشَّهَادَةِ. قَالَ:" اللهُمَّ سَلِّمْهُمْ وَغَنِّمْهُمْ " فَغَزَوْنَا فَسَلِمْنَا وَغَنِمْنَا، ثُمَّ أَنْشَأَ غَزْوًا آخَرَ، فَأَتَيْتُهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ اللهَ لِي بِالشَّهَادَةِ. قَالَ:" اللهُمَّ سَلِّمْهُمْ وَغَنِّمْهُمْ " فَغَزَوْنَا فَسَلِمْنَا وَغَنِمْنَا. ثُمَّ أَنْشَأَ غَزْوًا آخَرَ، فَأَتَيْتُهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَتَيْتُكَ تَتْرَى ثَلَاثًا أَسْأَلُكَ أَنْ
(1) كذا في (م)، ولم ترد في (ظ 5) و (ق).
(2)
في (م) والنسخ الخطية: "يأتون"، وضبب عليها في (ظ 5)، وصححها فوقها:"يأتين".
(3)
إسناده ضعيف لانقطاعه، فإن سالم بن أبي الجعد الأشجعي الكوفي لم يسمعه من أبي أمامة كما جاء التصريح به في الرواية (22173)، وحكى الترمذي في "العلل الكبير" 2/ 963 عن البخاري أنه قال: ما أرى سمع من أبي أمامة، وشريك -وهو ابن عبد الله النخعي القاضي- سيئ الحفظ. منصور: هو ابن المعتمر السُّلمي الكوفي.
وأخرجه أحمد بن منيع في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(4305)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(11057) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
تَدْعُوَ اللهَ لِي بِالشَّهَادَةِ، فَقُلْتَ:" اللهُمَّ سَلِّمْهُمْ وَغَنِّمْهُمْ " فَغَزَوْنَا، فَسَلِمْنَا وَغَنِمْنَا، فَمُرْنِي يَا رَسُولَ اللهِ بِأَمْرٍ يَنْفَعُنِي اللهُ بِهِ. قَالَ:" عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ، فَإِنَّهُ لَا مِثْلَ لَهُ " قَالَ: وَكَانَ أَبُو أُمَامَةَ لَا يُكَادُ يُرَى فِي بَيْتِهِ الدُّخَانُ بِالنَّهَارِ، فَإِذَا رُئِيَ الدُّخَانُ بِالنَّهَارِ، عَرَفُوا أَنَّ ضَيْفًا اعْتَرَاهُمْ مِمَّا كَانَ يَصُومُ هُوَ وَأَهْلُهُ.
قَالَ: فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّكَ أَمَرْتَنِي بِأَمْرٍ، أَرْجُو أَنْ يَكُونَ اللهُ قَدْ نَفَعَنِي بِهِ، فَمُرْنِي بِأَمْرٍ آخَرَ. قَالَ:" اعْلَمْ أَنَّكَ لَا تَسْجُدُ لِلَّهِ سَجْدَةً، إِلَّا رَفَعَكَ اللهُ بِهَا دَرَجَةً، وَحَطَّ عَنْكَ بِهَا خَطِيئَةً "(1).
22221 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْعَدَّاءِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ، قَالَ: تُوُفِّيَ رَجُلٌ، فَوَجَدُوا فِي مِئْزَرِهِ دِينَارًا أَوْ دِينَارَيْنِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" كَيَّةٌ " أَوْ " كَيَّتَانِ ". عَبْدُ الرَّحْمَنِ
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير رجاء بن حَيْوة الكِنْدي الفلسطيني، فمن رجال مسلم. يزيد: هو ابن هارون السُّلَمي الواسطي، ومهدي بن ميمون: هو الأزدي المِعْوَلي البصري، ومحمد بن أبي يعقوب: هو محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب التميمي البصري.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 5، وابن حبان (3425) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. ورواية ابن أبي شيبة مختصرة بقصة الصوم، وليس في رواية ابن حبان القطعة الأخيرة: "إنك لن تسجد لله سجدة
…
".
وانظر (22140).
الَّذِي يَشُكُّ (1).
22222 -
حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مِنْ أَهْلِ حِمْصٍ مِنْ بَنِي الْعَدَّاءِ مِنْ كِنْدَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ، مِثْلَهُ (2).
22223 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا سِنَانٌ أَبُو رَبِيعَةَ صَاحِبُ السَّابِرِيِّ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: وَصَفَ وُضُوءَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ ثَلَاثًا ثَلَاثًا، وَلَا أَدْرِي كَيْفَ ذَكَرَ الْمَضْمَضَةَ وَالِاسْتِنْشَاقَ، وَقَالَ: وَالْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ. قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَمْسَحُ الْمَأْقَيْنِ، وَقَالَ: بِأُصْبُعَيْهِ؛ وَأَرَانَا حَمَّادٌ وَمَسَحَ مَأقَيْهِ (3).
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد جيد سلف الكلام عليه عند الرواية (22180). محمد بن جعفر: هو الهُذلي البصري المعروف بغُنْدَر.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد جيد كسابقه. روح: هو ابن عُبادة القَيْسي.
وانظر (22180).
(3)
صحيح لغيره دون قوله: "الأذنان من الرأس". والمسح على المَأْقين، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب الأشعري الشامي وأبي ربيعة سنان ابن ربيعة الباهلي، وللاختلاف في رفع ووقف قوله:"الأذنان من الرأس" كما سيأتي.
وأخرجه أبو عبيد في "الطهور"(88) و (359)، والطبراني (7554) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وتحرف "عفان" في مطبوع الطبراني إلى "عثمان".
وأخرجه أبو داود (134)، وابن ماجه (444)، والترمذي (37)، والطبري في "تفسيره" 6/ 118، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 33، والطبراني في "الكبير"(7554)، وابن عدي في "الكامل" 3/ 1277، والدارقطني 1/ 103 =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= و 104، والخطابي في "غريب الحديث" 1/ 145 - 146، والبيهقي 1/ 66 - 67 و 67، والمزي في "تهذيب الكمال" 12/ 148 - 149 من طرق عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد. وبعضهم يزيد فيه على بعض.
وشك حماد بن زيد في رفع أو وقف قوله: "الأذنان من الرأس" في رواية قتيبة بن سعيد عنه عند أبي داود والترمذي والبيهقي، فقال: لا أدري هذا من قول النبي صلى الله عليه وسلم، أو من قول أبي أمامة؟ وكذا في رواية معلى بن منصور عنه ابن جرير الطبري والدارقطني، لكن لم يصرح عند الدارقطني بنسبة الشك إلى حماد، وكذا في رواية يونس بن محمد المؤدب عنه الآتية في "المسند" برقم (22282)، وجزم سليمان بن حرب في روايته عنه بوقفه عند أبي داود والدارقطني والبيهقي، فقال:"الأذنان من الرأس" إنما هو قول أبي أمامة، فمن قال غير هذا فقد بَدَّل -أو كلمة قالها سليمان- أي: أخطأ. وشك محمد بن عبد الله بن بزيع في روايته عند الطبري، فقال:"عن أبي أمامة، أو أبي هريرة".
وسيأتي الحديث عن يونس بن محمد المؤدب برقم (22282)، وعن يحيى ابن إسحاق برقم (22310) كلاهما عن حماد بن زيد.
وأخرجه مختصراً بلفظ "الأذنان من الرأس": ابن عدي في "الكامل" 7/ 2695، والدارقطني 1/ 104 من طريق جعفر بن الزبير، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبي أمامة. وجعفر بن الزبير الدمشقي متروك الحديث.
وأخرجه كذلك تمام الرازي في "فوائده"(179) من طريق عثمان بن فائد، عن أبي معاذ الأَلْهاني، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبي أمامة. وعثمان ابن فائد القرشي ضعيف، وأبو معاذ الألهاني لم نجد من ترجم له.
وأخرجه كذلك ابن عدي في "الكامل" 1/ 195، والدارقطني في "السنن" 1/ 104 من طريق أبي بكر ابن أبي مريم، عن راشد بن سعد، عن أبي أمامة.
وأبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم الغساني ضعيف الحديث. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وانظر ما سلف برقم (22217).
وقوله: "الأذنان من الرأس": روي مرفوعاً عن جماعة من الصحابة، منهم: أبو هريرة وعبد الله بن عمر، وأبو موسى الأشعري، وعبد الله بن زيد، وأنس بن مالك، وعائشة، وعبد الله بن عباس، وغيرهم.
أما حديث أبي هريرة، فأخرجه ابن ماجه (445)، وأبو يعلى (6370)، وابن جرير الطبري في "تفسيره" 6/ 117، وابن حبان في "المجروحين" 2/ 110، والدارقطني في "سننه" 1/ 100 و 101 و 102 من طرق عنه.
وأما حديث عبد الله بن عمر، فأخرجه ابن عدي في "الكامل" 1/ 295 - 296 و 3/ 1057، والخطيب في "تاريخ بغداد" 14/ 161، وفي "موضح أوهام الجمع والتفريق" 1/ 196 من طريقين عنه.
وأما حديث أبي موسى الأشعري، فأخرجه العقيلي في "الضعفاء" 1/ 32، والطبراني في "الأوسط"(4096)، وابن عدي 1/ 364، والدارقطني 1/ 102 من طريق الحسن البصري، عنه.
وأما حديث عبد الله بن زيد، فأخرجه ابن ماجه (443) من طريق عباد بن تميم، عنه.
وأما حديث أنس بن مالك، فأخرجه ابن عدي 2/ 450 و 3/ 925، والدارقطني 1/ 104 من طريقين عنه.
وأما حديث عائشة، فأخرجه الدارقطني 1/ 100 من طريق عروة بن الزبير، عنها.
وأما حديث عبد الله بن عباس، فأخرجه العقيلي في "الضعفاء" 4/ 67، والدارقطني 1/ 98 - 99 و 99 و 100 و 101 و 101 - 102، والخطيب في "تاريخ بغداد" 3/ 234 و 6/ 384 من طريقين، عنه.
وهذه الأحاديث لا يصح منها شيءٌ مرفوعاً، فأسانيدها لا يخلو واحد منها من مقال، فهي إما ضعيفة بضعف بعض رواتها، أو معلولة بانقطاع وغيره، وقد بسط الكلام في تبيين ضعفها وتعليلها بما لا مزيد عليه الدارقطني في =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= "سننه"، لكن قد ثبت موقوفاً عن غير واحد من الصحابة، انظر "سنن الدارقطني" 1/ 97 - 105، و"نصب الراية" 1/ 18 - 20، و"التلخيص الحبير" 1/ 91 - 92.
تنبيه:
أخرج الطبراني في "الكبير"(10784) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، عن وكيع، عن ابن أبي ذئب، عن قارظ بن شيبة، عن أبي غطفان، عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "استنشقوا مرتين، والأذنان من الرأس".
قال الشيخ الألباني رحمه الله عقب إيراده له في "سلسلة الأحاديث الصحيحة"(36): وهذا سند صحيح رجالهم كلهم ثقات، ولا أعلم له علة.
قلنا: نعم إسناده صحيح، لكن قوله:"الأذنان من الرأس" مما نجزم أنه زيادة أقحمها بعض النساخ في متن الحديث، فراجت على الشيخ وظنها منه، وليس الأمر كذلك، فقد أخرجه ابن أبي شيبة 1/ 27، وأبو داود (141)، وابن ماجه (408) من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد، لكن دون قوله:"الأذنان من الرأس".
وكذا أخرجه الطيالسي (2725)، وابن أبي شيبة 1/ 27، والبخاري في "التاريخ الكبير" 7/ 201، وأحمد بن حنبل في "المسند"(2012) و (2887) و (3296)، وابن الجارود في "المنتقى"(77)، والنسائي في "الكبرى"(97)، والحاكم 1/ 148، والبيهقي 1/ 49، والمزي في "تهذيب الكمال" 23/ 333 - 334 من طرق عن ابن أبي ذئب، به. وليس في حديثهم جميعاً هذه الزيادة.
ومما يدل على صحة ما ذهبنا إليه ويقويه أن الحافظ الهيثمي لم يورده في "مجمع الزوائد" مع أنه على شرطه، ثم إن من اعتنى بتخريج هذا الحديث كالحافظين الزيلعي وابن حجر العسقلاني وغيرهما لم يذكرا الحديث من هذه الطريق، وهم القوم يفزع إليهم عند المعضلات.
فتبين من خلال ما ذكرناه أن هذه الزيادة مما أضافها النساخ إلى الحديث =
22224 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سُمَيْعٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُمَضْمِضُ ثَلَاثًا، وَيَسْتَنْشِقُ ثَلَاثًا، وَيَغْسِلُ وَجْهَهُ وَذِرَاعَيْهِ ثَلَاثًا ثَلَاثًا (1).
22225 -
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ مُضَرَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" لَتُسَوُّنَّ الصُّفُوفَ أَوْ لَتُطْمَسَنَّ وُجُوهُكُمْ (2)، وَلَتُغْمِضُنَّ (3) أَبْصَارَكُمْ، أَوْ لَتُخْطَفَنَّ أَبْصَارُكُمْ "(4).
= في رواية الطبراني، وأنها لم ترد مرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم من طريق يحتج به.
وقوله: "يمسح المَأْقَين": مَأْقُ العين ومُؤْقها، وتسهل الهمزة فيهما، وفيها أوجه أخرى: طَرَفها ما يلي الأَنف، وهو مجرى الدمع من العين، أو مُقَدَّمها، أو مُؤَخَّرها.
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف وقد سلف الكلام عليه عند الرواية (22217). عفان: هو ابن مسلم الصفَّار.
(2)
في (ظ 5) و (ق): وجوه.
(3)
في (م): أو لتغمضن.
(4)
إسناده ضعيف جداً، عبيد الله بن زَحْر -وهو الإفريقي-، وعلي بن يزيد -وهو الألهاني- ضعيفان، لكنه صح بغير هذه السياقة كما سنبينه. القاسم: هو ابن عبد الرحمن الدمشقي.
وأخرجه أبو يعلى في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" للبوصيري (1765) من طريق عبد الله بن عبد الحكم، والطبراني في "الكبير"(7859) من طريق عمرو بن خالد الحراني، كلاهما عن بكر بن مضر، بهذا الإسناد. =
22226 -
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ خَالِدٍ، أَنَّ أَبَا أُمَامَةَ الْبَاهِلِيَّ مَرَّ عَلَى خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ فَسَأَلَهُ عَنْ أَلْيَنِ كَلِمَةٍ سَمِعَهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " أَلَا كُلُّكُمْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ شَرَدَ عَلَى اللهِ شِرَادَ الْبَعِيرِ عَلَى أَهْلِهِ "(1).
= وانظر ما سيأتي برقم (22263).
ويغني عنه حديث عبد الله بن مسعود السالف برقم (4373)، وحديث البراء بن عازب السالف برقم (18516) بلفظ:"لا تختلفوا فتختلف قلوبكم". وإسناداهما صحيحان.
وحديث أبي مسعود البدري السالف برقم (17102)، ولفظه:"استووا ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم". وإسناده صحيح.
وحديث النعمان بن بشير السالف برقم (18389)، ولفظه:"لَتسوُّنَّ صفوفكم أو ليُخالِفَنَّ الله بين وجوهكم". وإسناده صحيح.
وحديث أبي هريرة السالف برقم (8408): "لينتهين أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في الصلاة، أو لتخطفن أبصارهم".
قال السندي: قوله: "لتطمسن" على بناء المفعول من طمست الشيءَ إذا محوته، من باب ضرب.
(1)
إسناده حسن من أجل علي بن خالد. قتيبة: هو ابن سعيد، وليث: هو ابن سعد.
وأخرجه الحاكم 1/ 55 - 56 من طريق يحيى بن عبد الله بن بكير، عن الليث، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(3173) من طريق خالد بن يزيد الجمحي، والحاكم 4/ 247 من طريق عمرو بن الحارث، كلاهما عن سعيد بن =
22227 -
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو غَالِبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَقْبَلَ مِنْ خَيْبَرَ وَمَعَهُ غُلَامَانِ، فَقَالَ عَلِيٌّ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَخْدِمْنَا. فَقَالَ:" خُذْ أَيَّهُمَا شِئْتَ " فَقَالَ: خِرْ لِي. قَالَ: " خُذْ هَذَا وَلَا تَضْرِبْهُ، فَإِنِّي قَدْ رَأَيْتُهُ يُصَلِّي مَقْبَلَنَا مِنْ خَيْبَرَ، وَإِنِّي قَدْ نُهِيْتُ عَنْ ضَرْبِ أَهْلِ الصَّلَاةِ " وَأَعْطَى أَبَا ذَرٍّ الْغُلَامَ الْآخَرَ، فَقَالَ:" اسْتَوْصِ بِهِ خَيْرًا " ثُمَّ قَالَ: " يَا أَبَا ذَرٍّ، مَا فَعَلَ الْغُلَامُ الَّذِي أَعْطَيْتُكَ؟ " قَالَ: أَمَرْتَنِي أَنْ أَسْتَوْصِيَ بِهِ خَيْرًا، فَأَعْتَقْتُهُ (1).
22228 -
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنِ الْقَاسِمِ
= أبي هلال، به. لكن وقع في إسناد الطبراني علي بن يحيى بدل علي بن خالد!
وأخرج الطبراني في "الكبير"(7730) من طريق لقمان بن عامر، عن أبي أمامة موقوفاً قال: لا يبقى أحد من هذه الأمة إلا دخل الجنة إلا من شرد على الله كشراد البعير السوء على أهله، فمن لم يصدقني فإن الله عز وجل يقول:{لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الأَشْقَى. الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى} كذب بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم وتولى عنه. وإسناده ضعيف.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (8728) ولفظه:"كل أمتي يدخلون الجنة يوم القيامة إلا من أبى". قالوا: ومن يأبى يا رسول الله؟ قال: "من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى". وذكرت باقي شواهده هناك.
قال السندي: قوله: "إلا من شرد على الله" يريد الكافر، فإنه الذي ما أطاع الله تعالى قط، وهو المحروم من الجنة على الدوام.
(1)
إسناده ضعيف، وهو مكرر (22154) وقرن بعفان بن مسلم الصفار حسن بن موسى الأشيب.
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَقُولُ اللهُ: يَا ابْنَ آدَمَ، إِذَا أَخَذْتُ كَرِيمَتَيْكَ، فَصَبَرْتَ وَاحْتَسَبْتَ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الْأُولَى، لَمْ أَرْضَ لَكَ بِثَوَابٍ دُونَ الْجَنَّةِ "(1).
22229 -
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا أَحَبَّ عَبْدٌ عَبْدًا لِلَّهِ، إِلَّا أَكْرَمَ رَبَّهُ عز وجل "(2).
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل إسماعيل بن عياش، فهو صدوق حسن الحديث في روايته عن أهل بلده، وهذا منها. إبراهيم بن مهدي: هو المِصِّيصي، وثابت بن عجلان: هو الأنصاري الحمصي، والقاسم: هو ابن عبد الرحمن الدمشقي.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(535)، وابن ماجه (1597)، والطبراني في "الكبير"(7788)، وفي "الشاميين"(2277) من طرق عن إسماعيل بن عياش، بهذا الإسناد. وليس في رواية ابن ماجه قوله:"إذا أخذت كَرِيمَتَيْك".
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(7789) من طريق سويد بن عبد العزيز، عن ثابت بن عجلان، به. ولفظه:"قال الله عز وجل: من أَذهبتُ كَرِيمَتَيْه، لم أَرْضَ له ثواباً دون الجنة". وسُويد بن عبد العزيز السُّلمي الدمشقي ضعيف.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7597)، وإسناده صحيح على شرط الشيخين، وانظر تتمة شواهده هناك.
وفي باب الصبر على المصيبة عند الصَّدْمة الأُولى عن أنس بن مالك سلف برقم (12317)، وهو في "الصحيحين".
وقوله: "كَرِيمَتيْك"، أي: عينيك.
(2)
إسناده حسن من أجل إسماعيل بن عياش. يحيى بن الحارث: هو الذِّماري الشامي، والقاسم: هو ابن عبد الرحمن الدمشقي. =
22230 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي غَالِبٍ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا أُمَامَةَ عَنِ النَّافِلَةِ، فَقَالَ: كَانَتْ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم نَافِلَةً، وَلَكُمْ فَضِيلَةً (1).
22231 -
حَدَّثَنَا سَيَّارُ بْنُ حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ، قَالَ: أَتَيْتُ فَرْقَدًا يَوْمًا فَوَجَدْتُهُ خَالِيًا، فَقُلْتُ: يَا ابْنَ أُمِّ فَرْقَدٍ لَأَسْأَلَنَّكَ الْيَوْمَ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ، فَقُلْتُ: أَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِكَ فِي
= وأخرجه ابن أبي الدنيا في "الإخوان" ص 104 عن داود بن عمرو الضبي، والبيهقي في "الشعب"(9016) من طريق داود بن نوح، كلاهما عن إسماعيل ابن عياش، بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي أيضاً (9017) من طريق ابن علاثة عن يحيى بن الحارث، به. ولفظه:"ما أحب عبد عبداً في الله عز وجل إلا أكرمه الله، وإن من إكرام الله إكرام ذي الشيبة المسلم، والإمام المقسط، وحامل القرآن غير الغالي فيه، ولا الجافي، ولا المستكثر به". وإسناده واهٍ.
وأخرج ابن وهب في "الجامع"(162) عن مسلمة بن علي عن يحيى بن الحارث، به، بلفظ:"ما من عبد يزور أخاه في الله إلا أكرم ربَّه". قلنا: مسلط بن علي -وهو الخشني- متروك.
وفي باب الحب في الله عن البراء بن عازب، سلف برقم (18524) ضمن حديث، وفيه:"إن أوثق عُرى الإيمان أن تُحبَّ في الله، وتُبغِضَ في الله". وانظر تتمة شواهده هناك.
(1)
إسناده ضعيف، وقد سلف الكلام عليه عند الرواية (22196). عبد الرزاق: هو ابن هَمَّام الصنعاني، ومعمر: هو ابن راشد الأَزْدي.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (4842)، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير"(8060) عن معمر، بهذا الإسناد.
وانظر ما سلف برقم (22210).
الْخَسْفِ وَالْقَذْفِ، أَشَيْءٌ تَقُولُهُ أَنْتَ، أَوْ تَأْثُرُهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: لَا، بَلْ آثُرُهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قُلْتُ: وَمَنْ حَدَّثَكَ؟ قَالَ: حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عَمْرٍو الْبَجَلِيُّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
وَحَدَّثَنِي قَتَادَةُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ.
وَحَدَّثَنِي بِهِ إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" تَبِيتُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَلَهْوٍ وَلَعِبٍ، ثُمَّ يُصْبِحُونَ قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ، وَيُبْعَثُ (1) عَلَى أَحْيَاءٍ مِنْ أَحْيَائِهِمْ رِيحٌ فَتَنْسِفُهُمْ كَمَا نَسَفَتْ مَنْ كَانَ قَبْلَهُمْ، بِاسْتِحْلَالِهِمُ الْخُمُورَ وَضَرْبِهِمْ بِالدُّفُوفِ وَاتِّخَاذِهِمُ الْقَيْنَاتِ "(2).
(1) في (م) و (ق): فيبعث.
(2)
هذا الحديث له ثلاثة أسانيد، الأول: ضعيف لضعف سيار بن حاتم وضعف فرقد: وهو ابن يعقوب السبخي. والثاني: فرقد عن قتادة عن سعيد بن المسيب مرسلاً. والثالث: فرقد عن إبراهيم النخعي، وهذا إسناد معضل.
وأخرجه الطيالسي (1137)، ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" 6/ 295 - 296، وأخرجه الحاكم 4/ 515 من طريق محمد بن عبد الله الرقاشي، وأبو نعيم 6/ 295 - 296 من طريق عبيد الله بن عمر القواريري، ثلاثتهم (الطيالسي والرقاشي والقواريري) عن جعفر بن سليمان الضبعي، بهذا الإسناد - وزادوا فيه:"وليخسفن بقبائل فيها، وفي دور فيها حتى يصبحوا فيقولوا: خسف الليلة ببني فلان، خسف الليلة بدار بني فلان، وأرسلت عليهم حصباء حجارة كما أرسلت على قوم لوط، وأرسلت عليهم الريح العقيم فتنسفهم كما نسفت من كان قبلهم بشربهم الخمر، وأكلهم الربا، ولبسهم الحرير، واتخاذهم القينات، وقطيعتهم الرحم". =
22232 -
حَدَّثَنَا الْهُذَيْلُ بْنُ مَيْمُونٍ الْكُوفِيُّ الْجُعْفِيُّ - كَانَ يَجْلِسُ فِي مَسْجِدِ الْمَدِينَةِ، يَعْنِي مَدِينَةَ أَبِي جَعْفَرٍ، قَالَ عَبْدُ اللهِ: هَذَا شَيْخٌ قَدِيمٌ
= وأخرجه مختصراً الطبراني في "الكبير"(7997) من طريق الصعق بن حزن، عن فرقد السبخي، بهذا الإسناد.
وسيأتي الحديث في مسند عبادة بن الصامت برقم (22790) من طريق صدقة بن موسى عن فرقد عن أبي المنيب الجرشي الشامي عن أبي عطاء اليحبوري عن عبادة، وفرقد عن شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم عن النبي صلى الله عليه وسلم، وفرقد عن عاصم بن عمرو عن أبي أمامة، وفرقد عن سعيد بن المسيب -أو حُدِّث عنه- عن ابن عباس.
وأخرج ابن ماجه (3384)، والطبراني في "الكبير"(7474)، وأبو نعيم في "الحلية" 6/ 97، والمزي في ترجمة عبد السلام بن عبد القدوس من "تهذيب الكمال" 18/ 29 من طريق خالد بن معدان، عن أبي أمامة مرفوعاً:"لا تذهب الليالي والأيام حتى تشرب طائفة من أُمتي الخمر يسمونها بغير اسمها". قلنا: وإسناده ضعيف.
وانظر حديث عبد الله بن عمرو السالف برقم (6521) ولفظه: "يكون في أمتي خسف ومسخ وقذف". وذُكرت شواهده بهذا اللفظ هناك.
وحديث رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، سلف برقم (18073):"إن أناساً من أمتي يشربون الخمر يسمونها بغير اسمها". وذكرت شواهده هناك.
وحديث أبي عامر وأبي مالك الأشعريين عند أبي داود (4039)، وابن حبان (6754)، والطبراني في "الكبير"(3417)، والبيهقي 3/ 272 و 10/ 221، وابن حجر في "تغليق التعليق" 5/ 17 و 18 و 19 و 20، وعلقه البخاري (5590):"ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحِرَ والحرير والخمر والمعازف، ولينزلنَّ أقوام إلى جنب عَلَمٍ يَرُوح عليهم بسارحةٍ لهم، يأتيهم -يعني الفقير- لحاجة فيقولون: ارجع إلينا غداً، فيبيِّتُهم الله، ويَضَع العَلَم، ويمسخ آخرين قردةً وخنازيرَ إلى يوم القيامة" واللفظ للبخاري. وقال بعضهم: عن أبي عامر أو أبي مالك، على الشك.
كُوفِيٌّ -، عَنْ مُطَّرِحِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " دَخَلْتُ الْجَنَّةَ، فَسَمِعْتُ فِيهَا خَشْفَةً بَيْنَ يَدَيَّ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا؟ قَالَ: بِلَالٌ ".
قَالَ: " فَمَضَيْتُ فَإِذَا أَكْثَرُ أَهْلِ الْجَنَّةِ فُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ وَذَرَارِيُّ الْمُسْلِمِينَ، وَلَمْ أَرَ فِيهَا (1) أَحَدًا أَقَلَّ مِنَ الْأَغْنِيَاءِ وَالنِّسَاءِ، قِيلَ لِي: أَمَّا الْأَغْنِيَاءُ، فَهُمْ هَاهُنَا بِالْبَابِ يُحَاسَبُونَ وَيُمَحَّصُونَ، وَأَمَّا النِّسَاءُ، فَأَلْهَاهُنَّ الْأَحْمَرَانِ: الذَّهَبُ وَالْحَرِيرُ ".
قَالَ: " ثُمَّ خَرَجْنَا مِنْ أَحَدِ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةِ، فَلَمَّا كُنْتُ عِنْدَ الْبَابِ، أُتِيتُ بِكِفَّةٍ، فَوُضِعْتُ فِيهَا، وَوُضِعَتْ أُمَّتِي فِي كِفَّةٍ، فَرَجَحْتُ بِهَا، ثُمَّ أُتِيَ بِأَبِي بَكْرٍ، فَوُضِعَ فِي كِفَّةٍ، وَجِيءَ بِجَمِيعِ أُمَّتِي، فَوُضِعَتْ فِي كِفَّةٍ (2)، فَرَجَحَ أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ أُتِيَ (3) بِعُمَرَ، فَوُضِعَ فِي كِفَّةٍ، وَجِيءَ بِجَمِيعِ أُمَّتِي، فَوُضِعُوا، فَرَجَحَ عُمَرُ، وَعُرِضَتْ عَلَيَّ (4) أُمَّتِي رَجُلًا رَجُلًا، فَجَعَلُوا يَمُرُّونَ، فَاسْتَبْطَأْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ، ثُمَّ جَاءَ بَعْدَ الْإِيَاسِ، فَقُلْتُ: عَبْدُ الرُّحْمَنِ! فَقَالَ: بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللهِ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا خَلَصْتُ إِلَيْكَ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنِّي لَا أَنْظُرُ إِلَيْكَ أَبَدًا إِلَّا بَعْدَ الْمُشِيِّبَاتِ. قَالَ:
(1) لفظة "فيها" ليست في (م).
(2)
في (م): "في كفة فوضعوا"، وما أثبتناه من (ظ 5).
(3)
في (م): "وجيء"، والمثبت من (ظ 5).
(4)
لفظة "علي" ليست في (م).
وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: مِنْ كَثْرَةِ مَالِي أُحَاسَبُ وَأُمَحَّصُ (1) " (2).
(1) في (ظ 5): "فأُمحص".
(2)
إسناده ضعيف جداً فيه علي بن يزيد -وهو ابن أبي هلال الأَلْهاني- وهو واهي الحديث، وعبيد الله بن زَحْر -وهو الضَّمْري الإفريقي- وأبو المهلب مُطّرح بن يزيد، وهما ضعيفان، وميمون بن الهذيل الجعفي الكوفي روى عنه أحمد بن حنبل ومحمد بن الصباح الجَرْجَرائي. القاسم: هو ابن عبد الرحمن الدمشقي.
وهو في "فضائل الصحابة" للمصنف مختصراً (211).
وأخرجه الخطيب البغدادي في "تاريخه" 14/ 78 من طريق عبد الله بن أحمد عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه مختصراً الطبراني في "الكبير"(7864) من طريق محمد بن عبيد الله العَرْزمي، عن عبيد الله بن زحر، به. ومحمد بن عبيد الله العَرْزمي متروك الحديث أيضاً.
وأخرجه أحمد بن منيع في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(8058) عن أشعث بن عبد الرحمن بن زُبيد، عن أبي المهلب مطرح بن يزيد، عن القاسم بن عبد الرحمن، به. كذا هو في "إتحاف الخيرة" ليس في إسناده:"عبيد الله ابن زحر، عن علي بن يزيد" بين مطرح والقاسم، وتحرف فيه "مطرح" إلى:"مصرح".
وأخرجه بنحوه الطبراني (7923) من طريق الوليد بن جميل، عن القاسم بن عبد الرحمن، به. ولم يذكر في روايته رجحان أبي بكر وعمر على أمة محمد صلى الله عليه وسلم. وفيه صدقة بن عبد الله أبو معاوية السَّمِين، وهو ضعيف صاحب مناكير.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(6146)، وفي "الصغير"(937)، وابن عدي 7/ 2670 من طريق أبي جَنَاب يحيى بن أبي حَيَّة الكَلْبي، عن أبي العالية، عن أبي أمامة، واقتصر على قصة سماعه صلى الله عليه وسلم صوت خشفة بلال. وفيه يحيى بن أبي حَيَّة الكَلْبي، وهو ضعيف، ثم إنه لم يلقَ أبا العالية فيما قاله أبو =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= حاتم الرازي، وأبو العالية لا يعرف بالرواية عن أبي أمامة إلا في هذا الحديث فيما حكاه الطبراني.
وفي باب أكثر أهل الجنة عن عبد الله بن عباس، سلف برقم (2086)، وهو في "صحيح مسلم"(2737)، ولفظه:"اطلعت في الجنة، فرأيت أكثر أهلها الفقراء، واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء"، وانظر تتمة شواهده عند حديث عبد الله بن عمرو السالف برقم (6611).
وفي باب سماع النبي صلى الله عليه وسلم خشفة بلال، عن أبي هريرة سلف برقم (8403). وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
وعن جابر بن عبد الله، سلف برقم (15002). وإسناده صحيح على شرط الشيخين أيضاً.
وعن بُرَيدة الأَسْلمي، سيأتي برقم (22996). وإسناده قوي.
وفي باب رجحان أبي بكر وعمر على أمة محمد صلى الله عليه وسلم عن ابن عمر، سلف برقم (5469)، وإسناده ضعيف.
وعن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، سلف برقم (16604)، وإسناده صحيح. ولفظه: "رأيت الليلة في المَنامِ كأن ثلاثةً من أصحابي وُزِنُوا، فَوُزِنَ أبو بكر، فوَزَنَ، ثم وُزِنَ عمر، فوَزَنَ
…
" وليس فيه أنهم وُزِنوا بالأمة، وإسناده صحيح.
وفي باب قصة استبطاء عبد الرحمن بن عوف، عن عائشة سيأتي برقم (24842). ولفظه: قال أنس: بينما عائشة في بيتها إذ سمعت صوتاً في المدينة، فقالت: ما هذا؟ قالوا: عِير لعبد الرحمن بن عوف قدمت من الشام، تحمل من كل شيء. قال: فكانت سبع مئة بعير. قال: فارتجت المدينة من الصوت، فقالت عائشة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "قد رأيت عبد الرحمن بن عوف يدخل الجنة حبواً" فبلغ ذلك عبد الرحمن بن عوف، فقال: إن استطعت لأدخلنَّها قائماً. فجعلها بأقتابها وأحمالها في سبيل الله عز وجل. قلنا: وهذا حديث منكر، علته عُمارة بن زاذان الصيدلاني، فقد قال أحمد: يروي عن ثابت عن أنس أحاديث مناكير. وهذا من روايته عن ثابت. =
22233 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ السِّيلَحِينِيُّ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِي ظَبْيَةَ الشَّامِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْمِقَةُ فِي السَّمَاءِ، فَإِذَا أَحَبَّ اللهُ عَبْدًا، قَالَ: إِنِّي أَحْبَبْتُ فُلَانًا، فَأَحِبُّوهُ " قَالَ: " فَتَنْزِلُ لَهُ الْمِقَةُ فِي أَهْلِ الْأَرْضِ "(1).
= قوله: "خَشَْفة" بفتح الخاء المعجمة، وبسكون الشين المعجمة أو فتحها: الصوت والحركة.
وقوله: "ويُمَحَّصون": المَحْصُ في اللغة: هو التخليص والتنقية، ويُمَحَّصون: أي يخلَّصون من ذنوبهم، ويطهرون منها.
وقوله: "الأحمران": قال السندي: فيه تغليب، حيث جعل الحرير أحمر تغليباً للذهب عليه.
وقوله: "بعد المُشَيِّبات" بكسر الياء المشددة: اسم فاعل من شَيَّبَه، أي: بعد العوارض التي تجعل الشابَّ شيخاً.
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، شريك -وهو ابن عبد الله النَّخَعي- سيئ الحفظ.
وأخرجه بنحوه ابن ماجه في "تفسيره" كما في ترجمة محمد بن سعد الأنصاري من "تهذيب الكمال" 25/ 262 عن عبد الله بن عامر بن زرارة، عن شريك بن عبد الله، بهذا الإسناد.
وسيأتي الحديث مطولاً عن أسود بن عامر برقم (22270)، وعن علي بن حَكِيم الأَوْدي وأبي بكر بن أبي شيبة برقم (22271)، ثلاثتهم عن شريك بن عبد الله.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف في مسنده برقم (7625)، وهو في "الصحيح".
وعن ثوبان مولى النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه، وسيأتي في مسنده برقم (22401).
وقوله صلى الله عليه وسلم: "المِقَة" كالعِدَة: هي المَحبَّة، يقال: وَمِق يَمِق -بالكسر فيهما- مِقَةً، كوَعَدَ يَعِد عِدَة، فهو وامِق ومَوْمُوق.
22234 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ السِّيلَحِينِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: إِنِّي لَتَحْتَ رَاحِلَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْفَتْحِ، فَقَالَ قَوْلًا حَسَنًا جَمِيلًا، وَكَانَ فِيمَا قَالَ:" مَنْ أَسْلَمَ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابَيْنِ فَلَهُ أَجْرُهُ مَرَّتَيْنِ، وَلَهُ مَا لَنَا وَعَلَيْهِ مَا عَلَيْنَا، وَمَنْ أَسْلَمَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ فَلَهُ أَجْرُهُ، وَلَهُ مَا لَنَا وَعَلَيْهِ مَا عَلَيْنَا "(1).
22235 -
حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ
(1) صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله بن لهيعة، لكنه قد توبع. سليمان بن عبد الرحمن: هو ابن عيسى المصري، والقاسم: هو ابن عبد الرحمن الدمشقي.
وأخرجه الطبري في "التفسير" 27/ 244، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2571) من طريق عبد الله بن وهب، عن عبد الله بن لهيعة، بهذا الإسناد. ورواية ابن وهب عن ابن لهيعة صالحة.
وأخرجه الطبري 27/ 244، والطحاوي (2571)، والطبراني في "الكبير"(7786) من طرق عن الليث بن سعد، عن سليمان بن عبد الرحمن، به. وعندهم جميعاً أن ذلك كان في حجة الوداع وليس يوم الفتح.
وأخرجه الطبراني (7856) من طريق سعيد بن أبي مريم، عن يحيى بن أيوب، عن عبيد الله بن زحر، عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة. ولفظه:"أربعة يؤتَون أجورهم مرتين: أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن أسلم من أهل الكتاب، ورجل كانت عنده أَمَة فأعجبته فأعتقها ثم تزوجها، وعبد مملوك أدى حق الله وحق سادته". وإسناده ضعيف جداً.
وفي باب من أسلم من أهل الكتاب، سلف عن أبي موسى الأشعري برقم (19532).
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا النَّجَاةُ؟ قَالَ:" أَمْلِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ، وَلْيَسَعْكَ بَيْتُكَ، وَابْكِ عَلَى خَطِيئَتِكَ "(1).
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، عبيد الله بن زحر -وهو الإفريقي-، وعلي بن يزيد -وهو الألهاني- ضعيفان. ابن المبارك: هو عبد الله، ويحيى بن أيوب: هو المصري، والقاسم: هو ابن عبد الرحمن الدمشقي.
وهو في "الزهد" لابن المبارك (134)، ومن طريقه أخرجه الترمذي (2406)، وابن أبي الدنيا في "الصمت"(2)، وابن أبي عاصم في "الزهد"(3)، وعبد الله بن أحمد بن حنبل في زياداته على "الزهد" لأبيه ص 15، وابن عدي في "الكامل" 4/ 1632، وأبو نعيم في "الحلية" 2/ 9 و 8/ 175، والبيهقي في "الشعب" (805). قال الترمذي: حديث حسن.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (741)، والبيهقي في "الزهد"(236)، وفي "الشعب"(805) من طريق سعيد بن أبي مريم، وابن عدي في "الكامل" 7/ 2672 من طريق سعيد بن عفير، كلاهما عن يحيى بن أيوب، بهذا الإسناد.
وسلف في مسند عقبة بن عامر برقم (17334) من طريق مُعان بن رفاعة، عن علي بن يزيد الألهاني، عن القاسم، عن أبي أمامة، عن عقبة.
وأخرج الطبراني في "الكبير"(7706)، والبيهقي في "الزهد"(234) من طريق عفير بن معدان، عن سليم بن عامر، عن أبي أمامة مرفوعاً:"من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ويشهد أني رسول الله فليسعه بيته، وليبك على خطيئته، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر ويشهد أني رسول الله، فليقل خيراً أو ليسكت عن شر فيسلم". قال الهيثمي في "المجمع" 10/ 299: وفيه عفير بن معدان، وهو ضعيف. =
22236 -
حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ. وَعَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " مِنْ تَمَامِ عِيَادَةِ الْمَرِيضِ أَنْ يَضَعَ أَحَدُكُمْ يَدَهُ عَلَى جَبْهَتِهِ أَوْ يَدِهِ، فَيَسْأَلُهُ كَيْفَ هُوَ؟
= وفي الباب عن عبد الله بن مسعود مرفوعاً عند الطبراني في "الكبير"(10353)، وفي "الأوسط"(5795).
وموقوفاً عند ابن المبارك في "الزهد"(130)، ووكيع في "الزهد"(30) و (256)، وأحمد بن حنبل في "الزهد" ص 156، وابن أبي شيبة 13/ 289، وهناد في "الزهد"(461) و (1127)، وابن أبي عاصم في "الزهد"(35)، وأبي نعيم في "الحلية" 1/ 135.
وعن أسود بن أصرم المحاربي عند البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 444، وابن أبي الدنيا في "الصمت"(5)، ووكيع في "أخبار القضاة" 3/ 212، والطبراني في "الكبير"(817) و (818)، وأبي نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 179.
وعن الحارث بن هشام عند ابن أبي عاصم في "الزهد"(8)، والطبراني في "الكبير"(3348) و (3349)، والرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (616). قال الهيثمي 10/ 299: رواه الطبراني بإسنادين وأحدهما جيد.
وعن ثوبان مرفوعاً عند ابن أبي عاصم في "الزهد"(34)، والطبراني في "الأوسط"(2361)، و"الصغير"(212)، و"الشاميين"(548).
وموقوفاً عند الطبراني في "الشاميين"(549).
قال السندي: قوله: "ما النجاة" أي: عن المعاصي.
"املِك" من ملك كضرب، أي: احفظه عما يضرك.
"وليسعك" بلام الأمر، من وسع يسع، أي: الزم بيتك ولا تخرج منه إلا لضرورة.
وَتَمَامُ تَحِيَّاتِكُمْ بَيْنَكُمُ الْمُصَافَحَةُ " (1).
(1) إسناده ضعيف جداً، عبيد الله بن زحر -وهو الإفريقي-، وعلي بن يزيد -وهو الألهاني- ضعيفان.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 620، وهناد في "الزهد"(374)، والترمذي (2731)، وابن عدي في "الكامل" 4/ 1632، والبيهقي في "الشعب"(8948) و (9204) و (9205) من طرق عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد. واقتصر ابن عدي والبيهقي (9205) على الشطر الأول، واقتصر ابن أبي شيبة على شطره الثاني. ووقع في رواية "الشعب" الأولى في بعض النُّسخ: محبتكم بدلاً من: تحياتكم.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(7854) من طريق سعيد بن أبي مريم، وابن عدي 7/ 2672 من طريق عبد الله بن وهب، كلاهما عن يحيى بن أيوب، به. وزاد الطبراني في أول روايته زيادة ستأتي برقم (22309)، وعنده:"محبتكم" بدل: "تحياتكم".
وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" 3/ 62، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(536) من طريق عبد الأعلى بن محمد التاجر، عن يحيى بن سعيد التميمي المديني، عن الزهري، عن القاسم، به بلفظ:"من تمام العيادة أن تضع على المريض يدك، فتقول: كيف أصبحت؟ أو: كيف أمسيت؟ ". وهذا إسناد واهٍ من أجل عبد الأعلى ويحيى بن سعيد. وأخطأ العقيلي فجعل يحيى بن سعيد هذا هو الأنصاري، فقال: عبد الأعلى بن محمد يروي عن يحيى بن سعيد الأنصاري بواطيل لا أصول لها!
وأخرجه كسابقه البيهقي في "الشعب"(9206) من طريق ابن أبي فديك، عن زيد بن أبي يزيد الحرزي، عن أبي أمامة. وزيد هذا لم نعرفه.
وأخرجه تمام في "فوائده"(1183) من طريق سليمان بن عبد الرحمن، عن بشر بن عون، عن بكار بن تميم، عن مكحول، عن أبي أمامة. ولفظه: =
22237 -
حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ ذَرٍّ، حَدَّثَنَا أَبُو الرَّصَافَةِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ مِنْ بَاهِلَةَ أَعْرَابِيٌّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا مِنَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ تَحْضُرُهُ صَلَاةٌ مَكْتُوبَةٌ، فَيَقُومُ، فَيَتَوَضَّأُ، فَيُحْسِنُ الْوُضُوءَ وَيُصَلِّي فَيُحْسِنُ الصَّلَاةَ، إِلَّا غَفَرَ اللهُ لَهُ بِهَا مَا كَانَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ الصَّلَاةِ الَّتِي كَانَتْ قَبْلَهَا مِنْ ذُنُوبِهِ، ثُمَّ تَحْضُرُ صَلَاةٌ مَكْتُوبَةٌ فَيُصَلِّي فَيُحْسِنُ الصَّلَاةَ، إِلَّا غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ الصَّلَاةِ الَّتِي كَانَتْ قَبْلَهَا مِنْ ذُنُوبِهِ، ثُمَّ (1) تَحْضُرُ صَلَاةٌ مَكْتُوبَةٌ فَيُصَلِّي فَيُحْسِنُ الصَّلَاةَ، إِلَّا غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهَا، وَبَيْنَ الصَّلَاةِ الَّتِي كَانَتْ قَبْلَهَا مِنْ ذُنُوبِهِ "(2).
= "تمام التحية الأخذ باليد، قال: المصافحة باليمين" وإسناده واهٍ.
وفي باب تمام التحية المصافحة عن ابن مسعود عند الترمذي (2730). وإسناده ضعيف.
وعن البراء بن عازب موقوفاً عند البخاري في "الأدب المفرد"(968). وإسناده قوي.
(1)
من هنا إلى آخر الحديث غير موجود في (ظ 5) و (ق).
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، أبو الرصافة الباهلي، كذا وقع في رواية روح وأبي نعيم عن عمر بن ذر، ورواه أبو يعلى في "مسنده الكبير"، وعنه ابن حبان في "الثقات" من طريق عبد الرحيم بن سليمان، عن عمر بن ذر، فقال: سمعت شبيباً الباهلي، وترجمه ابن حبان، فقال: شبيب بن أبي رياح الباهلي، وأورده ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" فسماه: شبيب بن ديسم، وقالا: روى عن أبي أمامة الباهلي، روى عنه عمر بن ذر، وذكرا في الرواة عنه آخرين. =
22238 -
حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، أَخْبَرَنِي حُسَيْنٌ - يَعْنِي ابْنَ وَاقِدٍ -، حَدَّثَنِي أَبُو غَالِبٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا أُمَامَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْإِمَامُ ضَامِنٌ، وَالْمُؤَذِّنُ مُؤْتَمَنٌ "(1).
= قلنا: فعليه، فإن اسم أبي الرصافة -فيما نرى- هو شبيب بن ديسم، أو شبيب بن أبي رياح، وقد ترجم الحافظان الحسيني وابن حجر العسقلاني لأبي الرصافة هذا، فقالا: أبو الرصافة الباهلي شامي، عن أبي أمامة في الغفران بين الصلاتين، وعن عمر بن ذر. ولم يزيدا على ذلك، فهذا يشير إلى أنهما لم يعرفاه.
وأخرجه مختصراً الطبراني في "الكبير"(8031) من طريق أبي نعيم عن عمر بن ذر، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو يعلى في "مسنده الكبير" كما في "إتحاف الخيرة"(757)، وعنه ابن حبان في "الثقات" 4/ 358 من طريق عبد الرحيم بن سليمان، عن عمر بن ذر، عن شبيب الباهلي، سمعت أبا أمامة يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره.
وانظر ما سلف برقم (22162).
وفي الباب عن عثمان بن عفان، سلف في مسنده برقم (400)، وهو في "صحيح مسلم"(227).
وفي باب الصلاة إلى الصلاة كفارة لما بينهما عن أبي هريرة، سلف برقم (7129).
وعن أبي أيوب، سيأتي برقم (23503).
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد، أبو غالب -وهو البصري نزيل أصبهان- مختلف فيه، وهو ممن يعتبر به في المتابعات والشواهد، وباقي رجاله ثقات. =
22239 -
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ - يَعْنِي ابْنَ جَعْفَرٍ - أَخْبَرَنِي الْعَلَاءُ، عَنْ مَعْبَدِ بْنِ كَعْبٍ السُّلَمِيِّ، عَنْ أَخِيهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ (1)، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ اقْتَطَعَ حَقَّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ بِيَمِينِهِ، فَقَدْ أَوْجَبَ اللهُ لَهُ بِهَا النَّارَ، وَحَرَّمَ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ " فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: وَإِنْ كَانَ شَيْئًا يَسِيرًا يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " وَإِنْ قَضِيبًا مِنْ أَرَاكٍ "(2).
= وأخرجه أبو يعلى في "مسنده الكبير" كما في "إتحاف الخيرة"(1529) عن معاوية بن معروف، والطبراني في "الكبير"(8097) من طريق الفضل بن موسى، كلاهما عن الحسين بن واقد، بهذا الإسناد.
وأخرجه موقوفاً البيهقي في "السنن" 1/ 432 من طريق حماد بن سلمة، عن أبي غالب، به. ولفظه "المُؤذِّنون أمناءُ المسلمين، والأئمةُ ضُمناءُ" قال: والأَذان أحبُّ إليَّ من الإِمامة.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7169)، وهو حديث صحيح، وانظر تتمة شواهده وشرحه هناك.
(1)
أبو أمامة هذا: هو البَلَوي حليف بني حارثة بن الحارث من الأنصار، وليس هو أبا أمامة الباهلي كما سيأتي تقييده بذلك في الحديث التالي، له صحبة، وقد اختلف في اسمه، فقيل: إياس بن ثعلبة -وهو الأكثر-، وقيل: عبد الله بن ثعلبة، وقيل: ثعلبة بن عبد الله، وقيل: ثعلبة بن سهل، وهو ابن أخت أبي بُرْدة بن نِيار.
(2)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير العلاء -وهو ابن عبد الرحمن الحُرَقي- فمن رجال مسلم، وغير سليمان بن داود الهاشمي، فقد أخرج له البخاري في "خلق أفعال العباد" وأصحاب السنن، وهو ثقة. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرجه الدارمي (2603)، ومسلم (137)(218)، والنسائي في "المجتبى" 8/ 246، وفي "الكبرى"(5980)، وأبو عوانة في "مسنده" بإثر الحديث (88)، والبيهقي في "السنن" 10/ 179، وفي "شعب الإيمان"(4839)، وابن الأثير في "أسد الغابة" 6/ 17 - 18 من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو عوانة بإثر الحديث (88)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 25 - 26، وابن حبان (5087)، والطبراني في "الكبير"(796) و (798)، وفي "الأوسط"(1190) و (9215)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(685)، وابن عبد البر في "التمهيد" 20/ 265، والواحدي في "الوسيط" 1/ 454 من طرق عن العلاء بن عبد الرحمن، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(800) من طريق عقيل بن خالد الأَيْلي، عن معبد بن كعب، به.
وأخرجه الدارمي (2604)، ومسلم (137)(219)، وابن ماجه (2324)، وإسماعيل بن إسحاق القاضي في كتابه في تفسير القرآن كما في "التمهيد" 20/ 266، والنسائي في "الكبرى"(5981)، والدولابي في "الكنى" 1/ 12، والطبراني في "الكبير"(799)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" 2/ 113 - 114، وابن عبد البر في "التمهيد" 20/ 265، والمزي في ترجمة محمد بن كعب من "تهذيبه" 26/ 348 - 349 من طريق الوليد بن كثير، عن محمد بن كعب، عن أخيه عبد الله بن كعب، به. ووقع في إسناده في "التمهيد":"محمد بن كعب القرظي" بدل "محمد بن كعب بن مالك الأنصاري"، وهو خطأ نبه عليه الحافظ ابن عبد البر عقب الحديث.
وأخرجه إسماعيل بن إسحاق القاضي كما في "التمهيد" 20/ 266، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(444) و (445) و (5928)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" 2/ 112 - 113 من طريق عمر بن يونس اليمامي، عن عكرمة ابن عمار، عن طارق بن عبد الرحمن، قال: سمعت عبد الله بن كعب =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= -وأبوه كعبٌ أحدُ الثلاثة الذين خُلِّفُوا-، حدثني أبو أمامة وهو مسندٌ ظَهْرَه إلى هذه السَّارية من سواري المسجد -مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، قال: كنت أنا وأبوك كعبُ بن مالك وأخوك محمد بن كعب قعوداً عند هذه السَّارية، ونحن نذكر الرجلَ يَحلِفُ على مال الرجل، فيَقتطِعُه بيمينه كاذباً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أيُّما رجلٍ حَلَفَ بمالٍ كاذباً، فاقتطعَه بيمينه، فقد بَرِئَت منه الجَنَّةُ، ووَجَبَت له النارُ"، فقال أخوك محمد بن كعب: يا رسول الله، وإن كان قليلاً؟ قال: فَقلَّبَ مِسْواكاً بين إصبَعيه، وقال:"وإن كان سِواكاً من أراكٍ، وإن كان عوداً من أراكٍ". ورواية الطحاوي في الموضع الثاني مختصرة، ولم يسق أبو نعيم لفظه، واقتصر على قوله: فسمَّى هذا الرجلَ -أي: السائل للنبيِّ صلى الله عليه وسلم محمد بن كعب. وقال أبو نعيم عقبه: رواه عنه -أي: عن عكرمة بن عمار- أبو حذيفة -وهو موسى بن مسعود النَّهْدي- وعمر بن يونس اليمامي، وهو وهم؛ لأن النَّضْر بن محمد الجُرَشي رواه عن عكرمة ولم يذكر محمداً في القصة، ورواه مَعْبَد بن كعب، عن أخيه عبد الله، عن أبي أمامة، فلم يذكر محمداً في القصة، رواه عن معبد العلاءُ بن عبد الرحمن
…
ورواه أيضاً عن معبد عُقَيلُ بن خالد، فلم يذكر واحد منهم في حديثه عن عبد الله بن كعب: أن الرجل كان اسمه محمد بن كعب، والصحيح من ذكر محمد بن كعب في هذا الحديث: أنه سمع أخاه عبد الله بن كعب، عن أبي أمامة.
قلنا: وقد وافق أبا نعيم على أنَّ ذِكْرَ محمد بن كعب في هذا الحديث وهمٌ الحافظُ الذهبي في "تجريد أسماء الصحابة" 2/ 61، وكلام أبي نعيم يشعر أن الوهم فيه ممن دون عكرمة بن عمار، قلنا: ويحتمل أن يكون الوهم فيه من عكرمة بن عمار، فإن فيه كلاماً، أو من طارق بن عبد الرحمن -وهو ابن القاسم القرشي الحجازي-، فقد تفرد بالرواية عنه عكرمة بن عمار، ولم يوثقه غير ابن حبان والعجلي، لذا قال الذهبي في "الميزان": لا يكاد يعرف، وقال النسائي: ليس بالقوي. قال الذهبي: فما أدري أراد هذا أو الأول؟ يعني طارق بن =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= عبد الرحمن البَجَلي الأَحْمسي. وأغرب ابن حجر، فقال في "التقريب": ثقة!
وسيتكرر الحديث بإسناده ومتنه في القسم المستدرك في آخر مسند الأنصار برقم (24009/ 56).
وسيأتي أيضاً برقم (24009/ 57) من طريق مالك بن أنس، عن العلاء بن عبد الرحمن.
وسيأتي من طريق محمد بن إسحاق، عن معبد بن كعب في الذي بعده.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(6019)، والدولابي في "الكنى" 1/ 12 - 13، والطبراني في "الكبير"(795) من طريق سعيد بن أبي مريم عن عبد الله بن المُنِيب بن عبد الله بن أبي أمامة بن ثعلبة، عن أبيه، عن عبد الله ابن عطية، عن عبد الله بن أُنَيس، عن أبي أمامة بن ثعلبة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من حلف عند مِنْبري هذا بيمين كاذبة يَستحِلُّ بها مالَ امرئٍ مسلم، فعليه لعنةُ الله والملائكةِ والناس أجمعين، لا يَقبَلُ الله منه عَدْلاً ولا صَرْفاً". وفي حديث الطبراني زيادة. وفيه المُنيب بن عبد الله بن أبي أمامة وعبد الله بن عطية، وهما مجهولان.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(7190) من طريق عبد الله بن خِرَاش، عن العَوَّام بن حَوْشب، عن إبراهيم التَّيْمي، عن أبي أمامة. دون قوله: "فقال له رجل
…
إلخ". وفيه عبد الله بن خِرَاش بن حوشب الشيباني، وهو منكر الحديث.
وأخرجه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(6630)، والطبراني في "الكبير"(801)، والحاكم 4/ 294 من طريق عبد الحميد بن جعفر، عن عبد الله بن ثعلبة، عن عبد الرحمن بن كعب، عن ثعلبة أبي أمامة الحارثي. ولفظه عندهم:"من اقتطع مال مسلم بيمينٍ كاذبةٍ، كانت نُكْتةً سوداءَ في قلبه، لا يُغَيِّرُها شيءٌ إلى يوم القيامة"، وزاد الحاكم في أوله قصة. وإسناده حسن. وعبد الله بن ثعلبة: هو عبد الله بن أبي أمامة الحارثي الأنصاري، فقد قيل في اسم أبي أمامة الحارثي: ثعلبة، وقد يكون منسوباً إلى جده.
22240 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مَعْبَدِ بْنِ كَعْبٍ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ أَحَدِ بَنِي حَارِثَةَ (1).
قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: هَذَا أَبُو أُمَامَةَ الْحَارِثِيُّ، وَلَيْسَ هُوَ أَبَا أُمَامَةَ الْبَاهِلِيَّ.
= وفي الباب عن ابن مسعود، سلف برقم (3576)، وانظر تتمة شواهده هناك.
وقوله صلى الله عليه وسلم: "من أَراك" الأَراك: واحدته أَراكَةٌ، وهي شجرةٌ طويلة خضراءُ ناعمة كثيرةُ الوَرَقِ والأَغصان، تُتَّخذُ من فروعِها وعروقها المَساويكُ.
(1)
حديث صحيح، محمد بن إسحاق -وهو ابن يسار المدني- وإن كان مُدَلِّساً وقد عنعنه، إلا أنه قد توبع.
وقد اختلف عليه في هذا الحديث كما قال الحافظ المزي في "تحفة الأشراف" 2/ 8 - 9: فرواه محمد بن سلمة، عنه، عن معبد بن كعب بن مالك، عن أبي أمامة. وقال موسى بن أعين: عنه، عن معبد بن كعب، عن أخيه عبد الله بن كعب، عن أبي أمامة (قلنا: تابع موسى بن أعين على هذا الوجه يزيد بن هارون كما في رواية المصنف هنا وغيره، وهو الصواب). وقال بعضهم: عنه، عن معبد بن كعب، عن عمه، عن النبي صلى الله عليه وسلم (قلنا: رواه كذلك سفيان بن عيينة عند الطحاوي في "شرح مشكل الآثار": 449) إلا أن سفيان شك فيه، فقال:"عن أبيه، أو عن عمه، عن النبي صلى الله عليه وسلم" ورواه عن سفيان من هذا الوجه الشافعي في "السنن المأثورة"(443)، فقال:"عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم" هكذا على التحقيق من غير شك.
وأخرجه المزي في ترجمة أبي أمامة الحارثي من "تهذيب الكمال" 33/ 50 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد بن منيع في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(6628)، وإسماعيل بن إسحاق القاضي في كتابه في تفسير القرآن كما في "التمهيد" 20/ 267 من طريق يزيد بن هارون، به.
وانظر ما قبله. وسيأتي مكرراً برقم (24009/ 55).
22241 -
حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي السَّفْرُ بْنُ نُسَيْرٍ الْأَزْدِيُّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ شُرَيْحٍ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" لَا يَأْتِي أَحَدُكُمُ الصَّلَاةَ، وَهُوَ حَاقِنٌ، وَلَا يَؤُمَّنَّ أَحَدُكُمْ فَيَخُصَّ نَفْسَهُ بِالدُّعَاءِ دُونَهُمْ، فَمَنْ فَعَلَ، فَقَدْ خَانَهُمْ "(1).
22242 -
حَدَّثَنَا زَيْدٌ، حَدَّثَنِي حُسَيْنٌ، حَدَّثَنِي أَبُو غَالِبٍ، حَدَّثَنِي أَبُو أُمَامَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " تَقْعُدُ الْمَلَائِكَةُ عَلَى أَبْوَابِ الْمَسَاجِدِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَيَكْتُبُونَ الْأَوَّلَ وَالثَّانِيَ وَالثَّالِثَ، حَتَّى إِذَا خَرَجَ الْإِمَامُ، رُفِعَتِ الصُّحُفُ "(2).
(1) صحيح لغيره دون قوله: "ولا يَؤُمَّنَّ أحدكم
…
إلخ"، وهذا إسناد ضعيف، وقد سلف الكلام عليه عند الرواية (22152). معاوية بن صالح: هو ابن حُدير الحضرمي الحمصي.
وأخرج الشطر الأول منه المزي في ترجمة السفر بن نسير من "تهذيب الكمال" 11/ 135 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 422، وابن ماجه (617)، والبيهقي 3/ 129، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه" 18/ 303 من طريق زيد بن الحباب، به. ورواية ابن أبي شيبة وابن ماجه مختصرة بالشطر الأول منه، ولفظ البيهقي:"إذا أمَّ الرجل القوم، فلا يختص بدعاء دونهم، فإن فعل، فقد خانهم، ولا يدخل عينيه في بيت قوم بغير إذنهم، فإن فعل، فقد خانهم".
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد، أبو غالب البصري نزيل أصبهان مختلف فيه، وهو ممن يعتبر به في المتابعات والشواهد. =
22243 -
حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، أَخْبَرَنَا حُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، حَدَّثَنِي أَبُو غَالِبٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا أُمَامَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " التَّفْلُ فِي الْمَسْجِدِ سَيِّئَةٌ، وَدَفْنُهُ حَسَنَةٌ "(1).
= زيد: هو ابن الحُباب العُكْلي، وحسين: هو ابن واقد المَرْوزي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(8102) من طريق عَبْدة بن عبد الله الصفَّار، عن زيد بن الحباب، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني (7691) من طريق عُفَير بن مَعْدان، عن سُليم بن عامر، عن أبي أمامة رفعه. وفيه عُفير بن مَعْدان -وهو الحمصي المُؤَذِّن- وهو متَّفق على ضعفه.
وسيأتي الحديث من طريق مبارك بن فضالة، عن أبي غالب برقم (22268).
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف في مسنده برقم (7258)، وهو في "الصحيحين"، وانظر تتمة شواهده والتعليق عليه هناك، ونزيد في شواهده هنا: ما أخرجه ابن خزيمة في "صحيحه"(1771)، والبيهقي 3/ 226 عن عبد الله ابن عمرو.
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد كسابقه.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 365، ومن طريقه أبو يعلى في "مسنده الكبير" كما في "إتحاف الخيرة"(1471)، والطبراني في "الكبير"(8091) عن زيد بن الحباب، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو يعلى كما في "إتحاف الخيرة"(1472)، والطبراني (8092) و (8093) و (8094) من طريق علي بن الحسن بن شقيق، وأبو يعلى كما في "إتحاف الخيرة"(1473) من طريق معاوية بن معروف، كلاهما عن الحسن بن واقد، به. ووقع في رواية أبي يعلى والطبراني في الموضع الثالث:"وكفارته دفنه" بدل قوله: "ودفنه حسنة". =
22244 -
حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ وَأَبُو الْمُغِيرَةِ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَرِيزٌ، حَدَّثَنَا سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ الْخَبَائِرِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ يَقُولُ: مَا كَانَ يَفْضُلُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم خُبْزُ الشَّعِيرِ (1).
22245 -
حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ - يَعْنِي ابْنَ عَيَّاشٍ - عَنْ لَيْثٍ، عَنِ ابْنِ سَابِطٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تُصَلُّوا عِنْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، فَإِنَّهَا تَطْلُعُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ، وَيَسْجُدُ لَهَا كُلُّ كَافِرٍ، وَلَا عِنْدَ غُرُوبِهَا فَإِنَّهَا تَغْرُبُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ، وَيَسْجُدُ لَهَا كُلُّ كَافِرٍ، وَلَا نِصْفَ النَّهَارِ فَإِنَّهُ عِنْدَ سَجْرِ جَهَنَّمَ "(2).
= وفي الباب عن أنس بن مالك سلف برقم (12062)، وإسناده صحيح، وذكرت شواهده هناك.
(1)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم الليثي البغدادي، وأبو المغيرة: هو عبد القُدُّوس بن الحجاج الخَوْلاني الحمصي، وحريز: هو ابن عثمان الرَّحَبي الحمصي.
وأخرجه الترمذي في "السنن"(2359)، وفي "الشمائل"(146)، والطبراني في "الكبير"(7680)، وفي "مسند الشاميين"(1067)، والبغوي في "شرح السنة"(4075) من طرق عن حريز بن عثمان، بهذا الإسناد. ووقع في "مسند الشاميين":"أبا هريرة" بدل "أبا أمامة" ونظنه تحريفاً؛ لأنه لا يُعرف بهذا الإسناد إلا من حديث أبي أمامة.
وانظر (22184).
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف ليث: وهو ابن أبي سليم. =
22246 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ - يَعْنِي ابْنَ صُهَيْبٍ -، عَنْ أَبِي غَالِبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّيهِمَا بَعْدَ الْوِتْرِ وَهُوَ
= وابن سابط -وهو عبد الرحمن- قال ابن معين في "تاريخه" برواية الدوري 2/ 348: لم يسمع من أبي أمامة.
وأخرجه أبو يعلى كما في "إتحاف الخيرة" للبوصيري (1272) من طريق أبي خالد الأحمر، والطبراني في "الكبير"(8105) من طريق موسى بن أعين، و (8107) من طريق عبد الرحمن بن محمد المحاربي، ثلاثتهم عن ليث بن أبي سليم، بهذا الإسناد. ورواية المحاربي مختصرة.
وأخرجه الحارث بن أبي أسامة كما في "إتحاف الخيرة"(1271)، والطبراني (8106) من طريق زائدة بن قدامة عن ليث بن أبي سليم، به. لكن فيه: عن أبي أمامة أو أخي أبي أمامة. على الشك.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1250) من طريق جرير بن عبد الحميد عن ليث، عن ابن سابط، عن أخي أبي أمامة!
وأخرج عبد الرزاق (3948)، ومن طريقه الطبراني (8108)، وأخرجه الحارث بن أبي أسامة (إتحاف الخيرة- 1273) عن هوذة بن خليفة، كلاهما (عبد الرزاق وهوذة) عن ابن جريج، عن عبد الرحمن بن سابط، أن أبا أمامة سأل النبي صلى الله عليه وسلم: أيّ حين تكره الصلاة؟ قال: "من حين تصلي الصبح حتى ترتفع الشمس قِيد رمح، ومن حين تصفرُّ الشمس إلى غروبها".
وهذا الحديث إنما رواه أبو أمامة عن عمرو بن عَبَسة في قصة إسلامه، وهو في "صحيح" مسلم برقم (832)، وقد سلف في مسنده برقم (17014) و (17019) من طريق شداد بن عبد الله عن أبي أمامة.
قال السندي: قوله: "ويسجد لها كل كافر" أي: فلا تتشبهوا بهم.
"عند سجر جهنم" أي: فهو وقت ظهور آثار الغضب، فاتركوه إلى وقت ظهور آثار الرضا، أو فاحفظوا أنفسكم من ذاك الحر.
جَالِسٌ، يَقْرَأُ فِيهِمَا:{إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ} ، وَ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} (1).
22247 -
حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" أَرْبَعَةٌ تَجْرِي عَلَيْهِمْ أُجُورُهُمْ بَعْدَ الْمَوْتِ: مُرَابِطٌ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَمَنْ عَمِلَ عَمَلًا، أُجْرِيَ لَهُ مِثْلُ مَا عَمِلَ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ، فَأَجْرُهَا لَهُ مَا جَرَتْ، وَرَجُلٌ تَرَكَ وَلَدًا صَالِحًا، فَهُوَ يَدْعُو لَهُ "(2).
(1) صحيح لغيره دون تعيين قراءة النبي صلى الله عليه وسلم فيهما، فهي محتملة للتحسين، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد من أجل أبي غالب البصري نزيل أصبهان، فقد اختلف فيه، وهو ممن يعتبر به في المتابعات والشواهد.
عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد العنبري البصري.
وأخرجه البيهقي 3/ 33 من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(8065) من طريق مسدد وداود بن معاذ المصيصي، كلاهما عن عبد الوارث بن سعيد، به.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 341 من طريق عبد الرحمن بن المبارك، عن عبد الوارث بن سعيد، عن أبي غالب، به، فأسقط من إسناده: عبد العزيز بن صهيب.
وسيأتي ضمن الحديث رقم (22313) من طريق عمارة بن زاذان، عن أبي غالب. وانظر شواهده والتعليق عليه هناك.
وقوله: "كان يصليهما" أي: الركعتين.
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة -وهو عبد الله =
* 22248 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الْقَاسِمِ مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ (1)، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، فَلَا يَلْبَسْ حَرِيرًا، وَلَا ذَهَبًا "(2).
= الحضرمي- ثم إن خالد بن أبي عمران -وهو التُّجيبي قاضي إفريقية- لم يسمع من أبي أمامة كما قال أبو حاتم، وقد صَرَّح بذكر واسطة مبهمة بينهما في رواية عبد الله بن المبارك، عن ابن لهيعة، عنه الآتية برقم (22318)، وقوله:"ومن عمل عملاً، أُجرِيَ له مثلُ ما عمل" خطأ، صوابه:"ورجلٌ عَلَّمَ عِلماً، فأجرُه يَجْري عليه ما عُمِلَ به" كما سيأتي برقم (22318) و (22319).
حسن: هو ابن موسى الأَشْيب.
وأخرجه الآجُرِّي في "العلم" كما في "المداوي لعلل الجامع الصغير" 1/ 503 من طريق قتيبة بن سعيد، عن عبد الله بن لهيعة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(7831) من طريق يحيى بن أيوب، عن عبيد الله بن زَحْر، عن علي بن يزيد الأَلْهاني، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبي أمامة. وهذا إسناد ضعيف، عبيد الله بن زَحْر وعلي بن يزيد ضعيفان.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف في مسنده برقم (8844)، ولفظه:"إذا مات الإنسانُ، انقطع عنه عملُه إلا من ثلاثٍ: إلا من صدقة جاريةٍ، أو علمٍ يُنتفع به، أو ولدٍ صالح يدعو له". وإسناده صحيح.
وفي باب إِجراء الأَجر على المُرابطِ في سبيل الله بعد موته عن عقبة بن عامر، سلف برقم (17359). وانظر تتمة شواهده هناك.
(1)
عبد الرحمن هذا: هو عبد الرحمن بن خالد بن يزيد بن معاوية القرشي الأموي، وقيل في ولاء القاسم -وهو ابن عبد الرحمن الدمشقي- غير ذلك، لأنه يرجع إلى آل أبي سفيان بن حرب الأموي.
(2)
إسناده صحيح، رجاله ثقات. ابن وهب: هو عبد الله القرشي المصري =
قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ [عَبْدُ اللهِ بْنٌ أَحْمَدَ]: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ هَارُونَ بْنِ مَعْرُوفٍ.
22249 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الْقَاسِمِ
= وعمرو بن الحارث: هو الأنصاري المصري، وسليمان بن عبد الرحمن: هو الدمشقي الكبير المصري.
وأخرجه الحاكم 4/ 191 من طريق بحر بن نصر، عن ابن وهب، بهذا الإسناد. وقال فيه:"عن عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث وغيره، عن سليمان" وسقط من إسناده: "القاسم مولى عبد الرحمن". وقوله في إسناده: "وغيره" لعل المراد به عبد الله بن لهيعة، فقد رواه عن سليمان بن عبد الرحمن أيضاً كما سيأتي في الحديث التالي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(7769)، وفي "الشاميين"(530) من طريق محمد بن عمر الواقدي، عن هشام بن سعد، عن عروة بن رويم، عن القاسم، به. وفيه محمد بن عمر الواقدي، وهو متروك الحديث، وهشام بن سعد المدني، وهو ضعيف يعتبر به.
وأخرجه مسلم (2074) من طريق شعيب بن إسحاق الدمشقي، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 8/ ورقة 8 من طريق الوليد بن مزيد، كلاهما عن الأوزاعي عبد الرحمن بن عمرو، عن شداد أبي عمار، عن أبي أمامة بلفظ:"من لبس الحرير في الدنيا، لم يلبسه في الآخرة". هذا لفظ مسلم، ولفظه عند ابن عساكر:"لا يلبس الحرير في الدنيا إلا من لا خلاق له في الآخرة".
وانظر ما بعده، وما سيأتي برقم (22302).
وفي باب تحريم الذهب والحرير على الرجال، سلف عن علي بن أبي طالب برقم (750). وانظر تتمة شواهده هناك.
وفي باب تحريم لبس الحرير أيضاً، سلف عن أبي سعيد الخدري برقم (11179). وانظر تتمة شواهده هناك.
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، فَلَا يَلْبَسْ حَرِيرًا، وَلَا ذَهَبًا "(1).
22250 -
حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا حَرِيزٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَيْسَرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ يَقُولُ: " لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَةِ الرَّجُلِ الْوَاحِدِ لَيْسَ بِنَبِيٍّ مِثْلُ الْحَيَّيْنِ - أَوْ أَحَدِ الْحَيَّيْنِ -: رَبِيعَةَ وَمُضَرَ " قَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَوَمَا رَبِيعَةُ مِنْ مُضَرَ؟ قَالَ:" إِنَّمَا أَقُولُ مَا أُقَوَّلُ "(2).
22251 -
حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ شَفَعَ لِأَحَدٍ شَفَاعَةً، فَأَهْدَى لَهُ هَدِيَّةً فَقَبِلَهَا، فَقَدْ أَتَى بَابًا عَظِيمًا مِنَ الرِّبَا "(3).
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد فيه عبد الله بن لهيعة، وهو وإن كان سيئ الحفظ، قد توبع. يحيى بن إسحاق: هو السَّيْلحيني.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(3192) من طريق شعيب بن يحيى، عن عبد الله بن لهيعة، بهذا الإسناد.
وانظر ما قبله.
(2)
صحيح بطرقه وشواهده دون قوله: "قال قائل: يا رسول الله
…
إلخ"، وقد سلف الكلام عليه في الرواية رقم (22215). أبو النضر: هو هاشم ابن القاسم اللَّيثي.
(3)
ضعيف، ابن لهيعة -وهو عبد الله- سيئ الحفظ، لكنه متابع، والقاسم =
22252 -
حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ - يَعْنِي ابْنَ صَالِحٍ -، عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ بَدَأَ بِالسَّلَامِ، فَهُوَ أَوْلَى بِاللهِ وَبِرَسُولِهِ "(1).
= -وهو ابن عبد الرحمن- وإن كان ثقة إلا أن له أفراداً، وهذا الحديث منها، فلم يتابعه عليه أحد، وقد جاء في حديث ابن عمر ما يخالفه، ففيه:"من أتى إليكم معروفاً فكافِئوه"، وقد سلف برقم (5365)، وإسناده صحيح. حسن: هو ابن موسى الأشيب.
وأخرجه أبو داود (3541) من طريق عمر بن مالك، عن عبيد الله بن أبي جعفر، بهذا الإسناد. وعمر بن مالك لا بأس به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(7928)، ومن طريقه الشجري في "أماليه" 2/ 236 من طريق أسد بن موسى، عن ابن لهيعة، عن عبيد الله بن زحر، عن خالد بن أبي عمران، به. فذكر عبيد الله بن زحر بدل عبيد الله بن أبي جعفر!
وأخرجه الطبراني (7853) من طريق يحيى بن أيوب، عن عبيد الله بن زحر، عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف جداً فيه أبو المهلب -وهو مُطَّرِح ابن يزيد الكوفي- وعبيد الله بن زَحْر الضَّمْري الإفريقي، وهما ضعيفان، وعلي بن يزيد الألهاني الدمشقي، وهو واهي الحديث، لكن قد روي الحديث من وجه آخر صحيح كما سلف عند الرواية (22192). الحسن بن صالح: هو ابن صالح بن حَيٍّ الهَمْداني، والقاسم: هو ابن عبد الرحمن الأموي الدمشقي.
وأخرجه أبو يعلى في "معجم شيوخه"(145)، والطبراني في "الكبير" =
22253 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ (1)، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْحِمْصِيِّ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِنَّ الْوُضُوءَ يُكَفِّرُ مَا قَبْلَهُ، ثُمَّ تَصِيرُ الصَّلَاةُ نَافِلَةً " قَالَ: فَقِيلَ لَهُ: أَنْتَ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: نَعَمْ، غَيْرَ مَرَّةٍ وَلَا مَرَّتَيْنِ وَلَا ثَلَاثٍ وَلَا أَرْبَعٍ وَلَا خَمْسٍ (2).
22254 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْجَعْدِ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى قَاصٍّ يَقُصُّ فَأَمْسَكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " قُصَّ فَلَأَنْ أَقْعُدَ غُدْوَةً إِلَى أَنْ
= (7814)، وابن عدي في "الكامل" 6/ 2440 من طريقين عن الحسن بن صالح، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني (7815) من طريق عائذ بن حبيب، عن مُطَّرِح بن يزيد، عن علي بن يزيد، به. ولم يذكر فيه:"عبيد الله بن زحر".
وانظر (22192).
(1)
هكذا هو في (م) والنسخ الخطية التي بأيدينا: "عن سعيد" وهو ابن أبي عروبة، وقد سلف برقم (22162) من رواية محمد بن بشر العبدي، عنه، ووقع في "غاية المقصد" ورقة 38، و"أطراف المسند" 6/ 20:"عن محمد بن جعفر، عن شعبة"، ولم تقع لنا رواية شعبة، عن قتادة في هذا الحديث.
(2)
صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب الشامي، لكنه قد توبع.
وانظر (22162).
تُشْرِقَ الشَّمْسُ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُعْتِقَ أَرْبَعَ رِقَابٍ، وَبَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُعْتِقَ أَرْبَعَ رِقَابٍ " (1).
22255 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ السَّفْرِ بْنِ نُسَيْرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ شُرَيْحٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا أُمَامَةَ يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا يَأْتِ أَحَدُكُمُ الصَّلَاةَ وَهُوَ حَاقِنٌ، وَلَا يَخُصَّ نَفْسَهُ بِشَيْءٍ دُونَ أَصْحَابِهِ، وَلَا يُدْخِلْ عَيْنَيْهِ بَيْتًا حَتَّى يَسْتَأْذِنَ ".
فَقَالَ شَيْخٌ لَمَّا حَدَّثَهُ يَزِيدُ: أَنَا سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ يُحَدِّثُ بِهَذَا الْحَدِيثِ (2).
(1) إسناده ضعيف من أجل أبي الجعد -وهو مولى بني ضبيعة-، وقد سلف الكلام عليه عند الرواية (22172). محمد: هو ابن جعفر، وشعبة: هو ابن الحجاج، وأبو التياح: هو يزيد بن حميد الضبعي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(8013) من طريق النضر بن شميل، عن شعبة، بهذا الإسناد.
وقد سلف برقم (22185) من طريق أبي طالب الضبعي عن أبي أمامة، لكن فيه "لأن أذكر الله تعالى من طلوع الشمس
…
" وليس فيه مجلس القَصص.
وفي الباب عن رجل من أصحاب بدر، سلف برقم (15900). وإسناده ضعيف.
قال السندي: قوله: "قاص يقص" في الدين والحكمة والذكر، ونحو ذلك.
"فأمسك" أي: القاص تأدباً معه صلى الله عليه وسلم.
(2)
صحيح لغيره دون قوله: "ولا يخص نفسه بشيء دون أصحابه"، وهذا =
22256 -
حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ - يَعْنِي ابْنَ صَالِحٍ -، عَنْ عَامِرِ بْنِ جَشِيبٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، قَالَ: حَضَرْنَا صَنِيعًا لِعَبْدِ الْأَعْلَى بْنِ هِلَالٍ، فَلَمَّا فَرَغْنَا مِنَ الطَّعَامِ، قَامَ أَبُو أُمَامَةَ، فَقَالَ: لَقَدْ قُمْتُ مَقَامِي هَذَا وَمَا أَنَا بِخَطِيبٍ، وَمَا أُرِيدُ الْخُطْبَةَ، وَلَكِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ عِنْدَ انْقِضَاءِ الطَّعَامِ:" الْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، غَيْرَ مَكْفِيٍّ وَلَا مُوَدَّعٍ وَلَا مُسْتَغْنًى عَنْهُ " قَالَ: فَلَمْ يَزَلْ يُرَدِّدُهُنَّ عَلَيْنَا حَتَّى حَفِظْنَاهُنَّ (1).
22257 -
حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي عُتْبَةَ الْكِنْدِيِّ
= إسناد ضعيف، وقد سلف الكلام عليه عند الرواية (22152). معاوية بن صالح: هو ابن حُدَير الحضرمي الحمصي.
وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 7 عن إبراهيم بن إسحاق الحربي، عن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. مختصراً بلفظ:"لا يدخل الرجل رأسه في بيت قوم حتى يستأذن، فإن فعل، فقد دخل".
(1)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير عامر بن جَشِيب الحِمْصي، فقد أخرج له النسائي وأبو داود في "المراسيل"، وروى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ووثقه الدارقطني. معاوية بن صالح: هو ابن حُدَير الحَضْرمي الحمصي.
وأخرجه البخاري تعليقاً في "التاريخ الكبير" 6/ 69، والنسائي في "الكبرى"(6896)، وابن حبان (5217)، والطبراني في "الكبير"(7471)، وفي "الشاميين"(1943)، والحاكم 4/ 135، والمزي في ترجمة عامر بن جشيب من "تهذيب الكمال" 4/ 16 - 17 من طرق عن معاوية بن صالح، بهذا الإسناد. واقتصر البخاري في روايته على أوله، ولم يسق لفظه.
وانظر (22168).
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا مِنْ أُمَّتِي أَحَدٌ إِلَّا وَأَنَا أَعْرِفُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ مَنْ رَأَيْتَ وَمَنْ لَمْ تَرَ؟ " قَالَ: " مَنْ رَأَيْتُ وَمَنْ لَمْ أَرَ، غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ آثَار (1) الطُّهُورِ " (2).
22258 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ الْكَلَاعِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَوْمَئِذٍ عَلَى الْجَدْعَاءِ، وَاضِعٌ رِجْلَيْهِ فِي الْغَرْزِ يَتَطَاوَلُ يُسْمِعُ النَّاسَ فَقَالَ بِأَعْلَى صَوْتِهِ:" أَلَا تَسْمَعُونَ " فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ طَوَائِفِ النَّاسِ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا؟ قَالَ:" اعْبَدُوا رَبَّكُمْ، وَصَلُّوا خَمْسَكُمْ، وَصُومُوا شَهْرَكُمْ، وَأَطِيعُوا ذَا أَمْرِكُمْ، تَدْخُلُوا جَنَّةَ رَبِّكُمْ " فَقُلْتُ: يَا أَبَا أُمَامَةَ، مِثْلُ مَنْ أَنْتَ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: أَنَا يَوْمَئِذٍ ابْنُ ثَلَاثِينَ سَنَةً، أُزَاحِمُ الْبَعِيرَ، أُزَحْزِحُهُ قَدَمًا (3) لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (4).
(1) في (م): أَثَرِ.
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أبي عتبة الكندي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(7509) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وفي الباب عن ابن مسعود، سلف برقم (3820). وانظر تتمة شواهده هناك.
(3)
لفظة "قُدُماً" سقطت من (م).
(4)
إسناده صحيح على شرط مسلم. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، =
22259 -
حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَبِي غَالِبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي قَوْلِهِ عز وجل: {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ} [آل عمران: 7] قَالَ: " هُمُ الْخَوَارِجُ ". وَفِي قَوْلِهِ: {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ} [آل عمران: 106] قَالَ: " هُمُ الْخَوَارِجُ "(1).
= ومعاوية بن صالح: هو ابن حُدَير الحَضْرمي الحمصي.
وانظر (22161).
وقوله: "أُزحزِحُه قُدُماً لرسول الله صلى الله عليه وسلم" أي: أُنَحِّيه وأُباعِدُه من أجل التقدُّم لرسول الله صلى الله عليه وسلم والدُّنُوِّ منه.
(1)
إسناده ضعيف، أبو غالب البصري نزيل أصبهان، مختلف فيه، وهو ممن يعتبر به في المتابعات والشواهد، وباقي رجاله ثقات، وفي رفعه نكارة، لكنه ثابت موقوفاً عن أبي أمامة، فقد روي من طريق حسن كذلك؛ كما نبهنا عليه عند الرواية (22208)، وقال الحافظ ابن كثير في "تفسيره" 2/ 7 بعد ما أورد هذا الحديث من طريق "المسند": وهذا الحديث أقل أقسامه أن يكون موقوفاً من كلام الصحابي. أبو كامل: هو مظفَّر بن مُدرِك الخراساني، وحماد: هو ابن سلمة البصري.
وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسير سورة آل عمران مفرقاً (96) و (1144)، والطبراني في "الكبير"(8046)، والواحدي في "الوسيط" 1/ 476 من طريق حميد بن مهران المالكي الخياط، ومحمد بن نصر المروزي في "السنة"(55) من طريق أبي الهيثم قطن بن كعب البصري، كلاهما عن أبي غالب البصري، بهذا الإسناد. واقتصر الواحدي على ذكر الآية الثانية. وفي رواية المروزي
زيادة.
وأخرجه موقوفاً ابن جرير في "تفسيره" 4/ 40 من طريق وكيع بن الجراح، عن حماد بن سلمة والربيع بن صبيح، عن أبي غالب، عن أبي أمامة =
22260 -
حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا فَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ، حَدَّثَنَا لُقْمَانُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: حَجَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَجَّةَ الْوَدَاعِ، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ:" أَلَا لَعَلَّكُمْ لَا تَرَوْنِي بَعْدَ عَامِكُمْ هَذَا، أَلَا لَعَلَّكُمْ لَا تَرَوْنِي بَعْدَ عَامِكُمْ هَذَا، أَلَا لَعَلَّكُمْ لَا تَرَوْنِي بَعْدَ عَامِكُمْ هَذَا ". فَقَامَ رَجُلٌ طَوِيلٌ كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، فَمَا الَّذِي نَفْعَلُ؟ فَقَالَ:" اعْبُدُوا رَبَّكُمْ، وَصَلُّوا خَمْسَكُمْ، وَصُومُوا شَهْرَكُمْ، وَحُجُّوا بَيْتَكُمْ، وَأَدُّوا زَكَاتَكُمْ طَيِّبَةً بِهَا أَنْفُسُكُمْ، تَدْخُلُوا جَنَّةَ رَبِّكُمْ "(1).
22261 -
حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا الْفَرَجُ، حَدَّثَنَا لُقْمَانُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ:
= {فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} قال: هم الخوارج. وتحرف "أبو غالب" فيه إلى: "أبي مجالد".
وانظر تعليقنا على الرواية (22183).
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف من أجل فرج بن فضالة -وهو التَّنُوخي الشامي-، فهو ضعيف. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم، ولقمان بن عامر: هو الوَصَّابي الحمصي.
وأخرجه محمد بن نصر في "الوتر- مختصره"(18)، والطبراني في "الكبير"(7727)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 6/ 191 من طرق عن فرج بن فضالة التنوخي، بهذا الإسناد.
وانظر ما سلف برقم (22161).
وقوله: "شَنُوءَة": هم قبيلة من الأَزْد، من اليمن، قيل: سُمُّوا بذلك لشَنَآنٍ كان بينهم.
سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ قَالَ: قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ مَا كَانَ أَوَّلُ بَدْءِ أَمْرِكَ؟ قَالَ: " دَعْوَةُ أَبِي إِبْرَاهِيمَ، وَبُشْرَى عِيسَى، وَرَأَتْ أُمِّي أَنَّهُ يَخْرُجُ مِنْهَا نُورٌ أَضَاءَتْ مِنْهُ قُصُورُ الشَّامِ "(1).
22262 -
حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا فَرَجٌ، حَدَّثَنَا لُقْمَانُ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ قَتْلِ عَوَامِرِ الْبُيُوتِ إِلَّا مَا كَانَ مِنْ ذِي الطُّفْيَتَيْنِ والْأَبْتَرِ، فَإِنَّهُمَا يَكْمهَانِ الْأَبْصَارَ، وَتَخْدَجُ مِنْهُنَّ النِّسَاءُ (2).
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.
وأخرجه الطيالسي (1140)، وابن سعد 1/ 102، والحارث بن أبي أسامة (8492)، والطبراني في "الكبير"(7729)، وفي "الشاميين"(1582)، وابن عدي في "الكامل" 6/ 2055، وأبو أحمد الحاكم في "الكنى" 2/ 9، والبيهقي في "الدلائل" 1/ 84 من طرق عن الفرج بن فضالة، بهذا الإسناد. ورواية ابن سعد مختصرة.
وفي الباب عن العرباض بن سارية، سلف برقم (17150)، وانظر تتمة شواهده هناك.
قال السندي: قوله: "ما كان أول بدء أمرك" أي: أيُّ شيء ظهر أولاً في هذا العالم من أمر نبوتك.
"دعوة أبي" يعني قوله: {رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ} [البقرة: 129].
"وبشرى عيسى" بقوله: {وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ} [الصف: 6].
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناده ضعيف لضعف فرج: وهو ابن فضالة. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم، ولقمان: هو ابن عامر الوَصَّابي.
وأخرجه أبو يعلى كما في "إتحاف الخيرة" للبوصيري (7290) عن مُحرز =
22263 -
حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا فَرَجٌ، حَدَّثَنَا لُقْمَانُ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الصَّفِّ الْأَوَّلِ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَعَلَى الثَّانِي؟ قَالَ:" إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الصَّفِّ الْأَوَّلِ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَعَلَى الثَّانِي؟ قَالَ:" إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتِهِ يُصَلُّونَ عَلَى الصَّفِّ الْأَوَّلِ " قَالُوا يَا رَسُولَ اللهِ، وَعَلَى الثَّانِي؟ (1) قَالَ:" وَعَلَى الثَّانِي ".
وَقَالَ (2) رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " سَوُّوا صُفُوفَكُمْ، وَحَاذُوا بَيْنَ مَنَاكِبِكُمْ، وَلِينُوا فِي أَيْدِي إِخْوَانِكُمْ، وَسُدُّوا الْخَلَلَ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَدْخُلُ فِيمَا (3) بَيْنَكُمْ بِمَنْزِلَةِ الْحَذَفِ ". يَعْنِي: أَوْلَادَ الضَّأْنِ الصِّغَارَ (4).
= ابن عون، والطبراني في "الكبير"(7726)، وفي "الشاميين"(1586) من طريق أحمد بن إبراهيم الموصلي، كلاهما عن فرج بن فضالة، بهذا الإسناد.
وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4557)، وإسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر شرحه والكلام عليه هناك.
قوله: "عوامر البيوت" أي: الحيات التي تسكن البيوت.
(1)
من قوله: "إن الله وملائكته" الثالثة إلى هنا ليس في (م)، وأثبتناه من (ظ 5) و"جامع المسانيد" 4/ ورقة 351 و"غاية المقصد" ورقة 58.
(2)
في (م) وحدها: "قال" دون حرف العطف.
(3)
لفظة "فيما" سقطت من (م).
(4)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه. هاشم: هو ابن القاسم أبو النضر. =
22264 -
حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا الْفَرَجُ، حَدَّثَنَا لُقْمَانُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَجِيفُوا أَبْوَابَكُمْ وَأَكْفِؤُوا آنِيَتَكُمْ، وَأَوْكُوا أَسْقِيَتَكُمْ، وَأَطْفِئُوا سُرُجَكُمْ؛ فَإِنَّهُ لَمْ يُؤْذَنْ لَهُمْ بِالتَّسَوُّرِ عَلَيْكُمْ "(1).
= وأخرجه بأخصر مما هنا أبو يعلى كما في "إتحاف الخيرة" للبوصيري (1764) عن مُحْرِز بن عون، والطبراني في "الكبير"(7727) من طريق أحمد ابن إبراهيم الموصلي، وفي "الشاميين"(1587) من طريق سويد بن سعيد، ثلاثتهم عن فرج بن فضالة، بهذا الإسناد. وتحرف "محرز بن عون" في "إتحاف الخيرة" إلى "محمود بن عون".
وانظر في تسوية الصفوف ما سلف برقم (22225).
وفي الباب عن عبد الله بن عمر، سلف برقم (5724)، وانظر شرح ألفاظ الحديث وبعض شواهده هناك.
وعن أبي هريرة، سلف برقم (7199).
وعن أنس بن مالك، سلف برقم (13735).
وعن العرباض بن سارية، سلف برقم (17141).
وعن البراء بن عازب، سلف برقم (18506) و (18518)، وهي كلها أحاديث صحيحة.
(1)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف الفرج: وهو ابن فضالة.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 6/ 2055 من طريق الربيع بن ثعلب، عن فرج بن فضالة، بهذا الإسناد.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (8752)، وانظر تتمة شواهده هناك.
قال السندي: قوله: "أجيفوا" من أجاف الباب، أي: ردَّه.
"واكفؤوا" من كفأت الإناء بالهمز كمنع، وقيل: أكفأَ لغةٌ فيه: إذا قلبته. =
22265 -
حَدَّثَنَا أَبُو نُوحٍ قُرَادٌ - قَالَ: أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، سَمِعْتُ أَبِي غَيْرَ مَرَّةٍ يَقُولُ: حَدَّثَنَا أَبُو نُوحٍ قُرَادٌ - حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ إِنْ تَبْذُلِ الْخَيْرَ خَيْرٌ لَكَ، وَإِنْ تُمْسِكْهُ شَرٌّ لَكَ، وَلَا تُلَامُ عَلَى الْكَفَافِ، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ، وَالْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى "(1).
22266 -
حَدَّثَنَا أَبُو نُوحٍ وَعَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَا: حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ - وَقَالَ أَبُو نُوحٍ: أَخْبَرَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ -، عَنْ شَدَّادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ:
= "وأوكوا" بلا همز من الإيكاء، بمعنى شدِّ الوكاء، بكسر الواو وهو ما يشد به رأس القربة من الحبل.
"لم يؤذن لهم" أي: للشياطين.
"بالتسور" بالطلوع من فوق.
(1)
إسناده حسن. أبو نوح قراد: هو عبد الرحمن بن غزوان.
وأخرجه الطبراني (7625) من طريق قراد أبي نوح، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (1036)، والترمذي (2343)، وأبو عوانة في الزكاة كما في "إتحاف المهرة" 6/ 229، والبيهقي 4/ 182 من طريق عمر بن يونس، وأبو عوانة من طريق عمرو بن مرزوق، والطبراني (7625) من طريق عنبسة بن عبد الواحد، ثلاثتهم عن عكرمة، به.
وأخرجه الطبراني (7626) من طريق النضر بن محمد الجرشي، عن عكرمة، به بلفظ:"اليد العليا خير من اليد السفلى".
وفي باب قوله: "وابدأ بمن تعول
…
إلخ" عن ابن عمر سلف برقم (4474) وانظر شواهده هناك.
سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ يَقُولُ: أَتَى رَجُلٌ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أَصَبْتُ حَدًّا، فَأَقِمْهُ عَلَيَّ. قَالَ: فَسَكَتَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ عَادَ، فَقَالَ لَهُ مَرَّةً أُخْرَى، ثُمَّ أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ انْصَرَفَ، قَالَ أَبُو أُمَامَةَ: فَاتَّبَعَهُ الرَّجُلُ، قَالَ: وَتَبِعْتُهُ - قَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ فِي حَدِيثِهِ: فَانْصَرَفْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَالرَّجُلُ يَتْبَعُهُ - لِأَعْلَمَ مَا يَقُولُ لَهُ. قَالَ: فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أَصَبْتُ حَدًّا، فَأَقِمْهُ عَلَيَّ. قَالَ: فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " أَلَيْسَ قَدْ تَوَضَّأْتَ قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ مِنْ مَنْزِلِكَ، فَأَحْسَنْتَ الْوُضُوءَ، ثُمَّ صَلَّيْتَ مَعَنَا؟ " قَالَ: بَلَى. قَالَ: " فَإِنَّ اللهَ قَدْ غَفَرَ لَكَ حَدَّكَ - أَوْ ذَنْبَكَ - " شَكَّ عِكْرِمَةُ، قَالَ: عَبْدُ الصَّمَدِ فِي حَدِيثِهِ: فَانْصَرَفْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَاتَّبَعَهُ الرَّجُلُ (1).
22267 -
حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَهْرَامَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عكرمة بن عمار العِجْلي اليمامي، فهو صدوق حسن الحديث، لكنه قد توبع كما سيأتي في الرواية (22286)، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. أبو نوح: هو عبد الرحمن بن غَزْوان الضَّبِّي المعروف بقُرَاد، وعبد الصمد: هو ابن عبد الوارث ابن سعيد العنبري.
وأخرجه أبو عوانة في التوبة كما في "إتحاف المهرة" 6/ 229 من طريق عباس الدوري، عن أبي نوح عبد الرحمن بن غزوان، بهذا الإسناد.
وانظر (22163).
حَدَّثَنِي أَبُو أُمَامَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" أَيُّمَا رَجُلٍ قَامَ إِلَى وَضُوئِهِ يُرِيدُ الصَّلَاةَ، ثُمَّ غَسَلَ كَفَّيْهِ، نَزَلَتْ خَطِيئَتُهُ مِنْ كَفَّيْهِ مَعَ أَوَّلِ قَطْرَةٍ، فَإِذَا مَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ وَاسْتَنْثَرَ، نَزَلَتْ خَطِيئَتُهُ مِنْ لِسَانِهِ وَشَفَتَيْهِ مَعَ أَوَّلِ قَطْرَةٍ، فَإِذَا غَسَلَ وَجْهَهُ، نَزَلَتْ خَطِيئَتُهُ مِنْ سَمْعِهِ وَبَصَرِهِ مَعَ أَوَّلِ قَطْرَةٍ، فَإِذَا غَسَلَ يَدَيْهِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ، وَرِجْلَيْهِ إِلَى الْكَعْبَيْنِ، سَلِمَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ هُوَ لَهُ، وَمِنْ كُلِّ خَطِيئَةٍ، كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ، قَالَ: فَإِذَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ، رَفَعَ اللهُ بِهَا دَرَجَتَهُ، وَإِنْ قَعَدَ، قَعَدَ سَالِمًا "(1).
(1) حديث صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب الشامي، لكنه قد توبع. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم الليثي البغدادي.
وأخرجه بنحوه مختصراً الطبراني في "الأوسط"(4394)، وفي "الشاميين"(2482) من طريق ليث بن أبي سُليم، وفي "الشاميين"(2943) من طريق عبد الله بن عبد الرحمن، كلاهما عن شهر بن حوشب، بهذا الإسناد. وفي حديث ليث بن أبي سليم زيادات.
وأخرجه بنحوه مختصراً الطبراني في "الكبير"(7983) و (7984)، وفي "الأوسط"(4437) من طريق سالم بن أبي الجعد، وفي "الأوسط"(4437) من طريق عدي بن ثابت، وعبد الرزاق (152) من طريق مولاة للقاسم بن عبد الرحمن الشامي، يقال لها: أم هاشم، والدولابي في "الأسماء والكنى" 1/ 13، والطبراني في "الكبير"(7995) من طريق أبي المشاء لقيط بن المشاء الباهلي، كلهم عن أبي أمامة، به. ووقع عند عبد الرزاق زيادة ستأتي ضمن الحديث (22340)، وتحرف "ابن المشاء" في مطبوع "الأسماء والكنى" إلى:"ابن المثنى".
وانظر (22162)، وما سيأتي برقم (22272).
22268 -
حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا مُبَارَكٌ - يَعْنِي ابْنَ فَضَالَةَ -، حَدَّثَنِي أَبُو غَالِبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " تَقْعُدُ الْمَلَائِكَةُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ عَلَى أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ مَعَهُمُ الصُّحُفُ، يَكْتُبُونَ النَّاسَ، فَإِذَا خَرَجَ الْإِمَامُ، طُوِيَتِ الصُّحُفُ " قُلْتُ: يَا أَبَا أُمَامَةَ، لَيْسَ لِمَنْ جَاءَ بَعْدَ خُرُوجِ الْإِمَامِ جُمُعَةٌ؟ قَالَ: بَلَى. وَلَكِنْ لَيْسَ مِمَّنْ يُكْتَبُ فِي الصُّحُفِ (1).
22269 -
حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَا جَاءَنِي جِبْرِيلُ عليه السلام قَطُّ إِلَّا أَمَرَنِي بِالسِّوَاكِ، لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ أُحْفِيَ مُقَدَّمَ فِيَّ "(2).
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد من أجل أبي غالب البصري نزيل أصبهان، فقد اختلف فيه، وهو ممن يعتبر به في المتابعات والشواهد. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم اللَّيثي البغدادي.
وانظر (22242).
(2)
إسناده ضعيف جداً، عبيد الله بن زحر -وهو الإفريقي-، وعلي بن يزيد -وهو الألهاني- ضعيفان. القاسم: هو ابن عبد الرحمن الدمشقي.
وأخرجه ابن ماجه (289)، والطبراني في "الكبير"(7876) من طريق عثمان بن أبي عاتكة، عن علي بن يزيد، به - بلفظ:"تسوَّكوا فإن السواك مطهرة للفم، مرضاة للربّ، ما جاءني جبريل إلا أوصاني بالسواك، حتى لقد خشيت أن يفرض عليّ وعلى أمتي، ولولا أني أخاف أن أشق على أمتي لفرضته عليهم، وإني لأستاك حتى لقد خشيت أن أحفي مقادم فمي". =
22270 -
حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ الْوَاسِطيَّ، عَنْ أَبِي ظَبْيَةَ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ الْمِقَةَ مِنَ اللهِ - قَالَ شَرِيكٌ: هِيَ الْمَحَبَّةُ وَالصِّيتُ (1) مِنَ السَّمَاءِ - فَإِذَا أَحَبَّ اللهُ عَبْدًا، قَالَ لِجِبْرِيلَ: إِنِّي أُحِبُّ فُلَانًا. فَيُنَادِي جِبْرِيلُ: إِنَّ اللهَ
= وأخرج الطبراني في "الكبير"(7846) و (7847) من طريق سعيد بن أبي مريم، عن يحيى بن أيوب، به. ولفظ الرواية الأولى:"السواك مطيبة للفم مرضاة للرب".
وأخرجه كسابقه الطبراني في "الكبير"(7744)، وفي "الشاميين"(888) من طريق يحيى بن الحارث، عن القاسم، به. وسلف من حديث ابن عمر بهذا اللفظ الأخير برقم (5865)، وانظر شواهده عنده.
ويشهد للفظ رواية المصنف ما روي عن أنس عند البزار (497 - كشف الأستار).
وعن أم سلمة عند الطبراني في "الكبير" 23/ (510)، والبيهقي 7/ 49.
وعن ابن عباس عند الطبراني في "الأوسط"(6956)، وفي "الكبير"(12286).
وبنحوه عن عائشة عند الطبراني في "الأوسط"(6522)، والبيهقي 7/ 49 - 50.
وهذه الشواهد لا يخلو واحد منها من ضعف، وبعضها شديد الضعف، ومع ذلك فقد ذهب البخاري إلى تحسين الحديث، نقله عنه البيهقي في "سننه" 7/ 49.
وفي باب فضل السواك عن أبي هريرة، سلف برقم (7339). ولفظه:"لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة". وانظر شواهده بهذا اللفظ هناك.
قوله: "أن أحفي" قال السندي: من الإحفاء، أي: استأصله بكثرة استعمال السواك.
(1)
تحرفت في (م) إلى: "وألقيت"!
يَمِقُ - يَعْنِي: يُحِبُّ - فُلَانًا، فَأَحِبُّوهُ - أُرَى شَرِيكًا قَدْ قَالَ: فَيُنْزِلُ لَهُ الْمَحَبَّةَ فِي الْأَرْضِ - وَإِذَا أَبْغَضَ عَبْدًا، قَالَ لِجِبْرِيلَ: إِنِّي أُبْغِضُ فُلَانًا، فَأَبْغِضْهُ. قَالَ: فَيُنَادِي جِبْرِيلُ: إِنَّ رَبَّكُمْ يُبْغِضُ فُلَانًا فَأَبْغِضُوهُ - قَالَ: أُرَى شَرِيكًا قَدْ قَالَ: فَيُجْرِي لَهُ الْبُغْضُ فِي الْأَرْضِ - " (1).
• 22271 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَكِيمٍ الْأَوْدِيُّ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ. وحَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي ظَبْيَةَ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم نَحْوَهُ (2).
22272 -
حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبَانُ - يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللهِ -،
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف من أجل شريك -وهو ابن عبد الله النَّخعي القاضي-، فهو سيئ الحفظ. محمد بن سعد الواسطي: هو الأنصاري، وأبو ظبية: هو السُّلفي الكَلاعي الشامي، ويقال: أبو طَيْبة، والسلفي بضم السين وفتح اللام نسبة إلى سُلَف بطن من كلاع، وكلاع من حمير.
وانظر (22233).
وقوله: "والصِّيت": هو الذِّكر الجميل الذي ينتشِرُ في الناس.
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 19/ ورقة 106 من طريق عبد الله بن أحمد، بهذا الإسناد. ولم يسق لفظه كذلك.
وأخرجه مختصراً بذكر المَحَبَّةِ الطبراني في "الكبير"(7551) عن عبد الله بن أحمد، عن أبي بكر بن أبي شيبة، به. وقرن بعبد الله بن أحمد عبيدَ بن غنام.
وأخرجه كذلك الطبراني في "الأوسط"(3639) و (6578)، وابن عساكر 19/ ورقة 106 من طرق عن أبي بكر بن أبي شيبة، به.
وانظر (22233).
حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي أُمَامَةَ وَهُوَ يَتَفَلَّى فِي الْمَسْجِدِ، وَيَدْفِنُ الْقَمْلَ فِي الْحَصَى، فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا أُمَامَةَ إِنَّ رَجُلًا حَدَّثَنِي عَنْكَ أَنَّكَ قُلْتَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ تَوَضَّأَ، فَأَسْبَغَ الْوُضُوءَ: غَسَلَ (1) يَدَيْهِ، وَوَجْهَهُ، وَمَسَحَ عَلَى رَأْسِهِ وَأُذُنَيْهِ، ثُمَّ قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ الْمَفْرُوضَةِ، غَفَرَ اللهُ لَهُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ مَا مَشَتْ إِلَيْهِ رِجْلُهُ، وَقَبَضَتْ عَلَيْهِ يَدَاهُ، وَسَمِعَتْ إِلَيْهِ أُذُنَاهُ، وَنَظَرَتْ إِلَيْهِ عَيْنَاهُ، وَحَدَّثَ بِهِ نَفْسَهُ مِنْ سُوءٍ ". قَالَ: وَاللهِ لَقَدْ سَمِعْتُهُ مِنْ نَبِيِّ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَا لَا أُحْصِيهِ (2).
(1) في (م) وحدها: "فغسل"، والمثبت من (ظ 5) وباقي الأصول.
(2)
صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أبي مسلم الثعلبي، فقد تفرد بالرواية عنه أبان بن عبد الله بن أبي حازم البَجَلي، لكنه قد توبع. أبو أحمد الزُّبيري: هو محمد بن عبد الله بن الزُّبير.
وأخرجه أحمد بن منيع في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(755)، ومن طريقه الطبراني في "الكبير"(8032) عن أبي أحمد الزبيري، بهذا الإسناد.
وأخرج عبد الرزاق (1745) عن معمر، عن أبي غالب البصري: أن أبا أمامة رأى على ثيابه قَمْلة وهو في المسجد، فأخذها فدفنها في المسجد، وأبو غالب ينظُرُ إليه. وأبو غالب ضعيف.
وأخرج ابن أبي شيبة 2/ 369 عن قطن بن عبد الله، عن أبي غالب، قال: رأيت أبا أمامة يأخذ القَمْلَ، ويلقيه في المسجد، قال:{أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ كِفَاتًا} [المرسلات: 25]. =
22273 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْوَاسِطِيُّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاتِكَةِ، عَنْ الْقَاسِمِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ
= وأخرج ابن أبي شيبة 2/ 368 عن عباد بن العوام، عن أبي إسحاق الشيباني، عن المسيب بن رافع، عن رجل، قال: رأيت أبا أمامة يَتَفَلَّى في مسجده، وهو يدفن القمل في الحصى.
وأخرج عبد الرزاق (1746) من طريق فِطْر بن خليفة، عن شِمْر بن عطية، عن شَهْر بن حَوْشَب، عن أبي أمامة أنه كان يتفلَّى في المسجد.
وقد سلف في مسند عمرو بن عَبَسة برقم (17021) من طريق عاصم بن أبي النَّجود، عن شهر بن حوشب، قال: أتينا أبا أمامة فإذا هو جالس يتفلى في جوف المسجد، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا توضأَ المسلم، ذهبَ الإثمُ من سمعِه وبصرِه ويديه ورجليه".
ولتخريج بقية الحديث المرفوع وشواهده انظر ما سلف برقم (22162) و (22188) و (22237) و (22267).
وفعل أبي أمامة يرده ما في "المسند"(23485) عن إسماعيل ابن عُليَّة، عن حجاج بن أبي عثمان الصَّوَّاف، عن يحيى بن أبي كثير، عن الحضرمي بن لاحق، عن رجل من الأنصار: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا وجد أحدُكم القَملةَ في ثوبه، فلَيصُرَّها ولا يُلقِها في المسجد". وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير الحضرمي بن لاحق، فقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات" 6/ 249 في أتباع التابعين، وقال ابن حجر في "التقريب": لا بأس به، من السادسة أي: من الطبقة السادسة حسب ترتيبه، وهم الذين لم يثبت لهم لقاء أحد من الصحابة، ثم إن راويَه عن النبي صلى الله عليه وسلم مبهم.
ويتقوى بما سيأتي برقم (23558) عن شيخ من أهل مكة من قريش، قال: وجد رجلٌ في ثوبه قَمْلةً، فأخذها ليَطْرَحَها في المسجد، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لا تَفْعَلْ، ارْدُدْها في ثوبك حتى تخرجَ من المسجد". وهذا السند وإن كان فيه تدليس ابن إسحاق يتقوى بما قبله.
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " صَلَاةٌ فِي دُبُرِ صَلَاةٍ -[قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ]: قَالَ أَبِي: وَقَالَ غَيْرُهُ: فِي إِثْرِ صَلَاةٍ - لَا لَغْوَ بَيْنَهُمَا، كِتَابٌ فِي عِلِّيِّينَ "(1).
(1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات غير عثمان بن أبي العاتكة، فهو ضعيف يعتبر به، وقد توبع. القاسم أبو عبد الرحمن: هو ابن عبد الرحمن الدمشقي.
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 16/ ورقة 111 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"(7905) من طريق يعقوب بن حميد، عن محمد بن يزيد، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(7887) من طريق الوليد بن مسلم، عن عثمان بن أبي العاتكة، عن علي بن يزيد، عن القاسم بن عبد الرحمن، به. فزاد في إسناده بين عثمان بن أبي العاتكة والقاسم بن عبد الرحمن عليَّ بن يزيد -وهو ابن أبي هلال الأَلْهاني- وهو ضعيف.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(7763)، وفي "مسند الشاميين"(593) من طريق عبد الرحمن بن يزيد بن جابر وأبي مُعَيد حفص بن غيلان، وفي "الكبير"(7752)، وفي "الصغير"(477) من طريق يحيى بن الحارث الذِّماري وأبي معيد حفص بن غيلان، وفي "الكبير"(7901) من طريق أبي عند الملك علي ابن يزيد الأَلْهاني، أربعتهم عن القاسم بن عبد الرحمن، به. ووقع في الموضع الثاني من مطبوع "المعجم الكبير":"عن عائشة" بدل "أبي أمامة"، وهو تحريف بلا شك، ورواية يحيى بن الحارث الذماري ستأتي ضمن الحديث رقم (22304).
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(7582)، وفي "مسند الشاميين"(1549) و (3416) عن أحمد بن القاسم بن مساور الجوهري، عن أبي خيثمة زهير بن حرب، عن الوليد بن مسلم، قال: حدثني حفص بن غيلان، عن مكحول، عن أبي أمامة رفعه. وهذا إسناد رجاله ثقات، إلا أن أبا حاتم قال: لا يصح =
قَالَ عَبْدُ اللهِ: قُلْتُ لِأَبِي: مِنْ أَيْنَ سَمِعَ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاتِكَةِ؟ قَالَ: كَانَ أَصْلُهُ شَامِيًّا، سَمِعَ مِنْهُ بِالشَّامِ.
22274 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ أَبُو غَسَّانَ اللَّيْثِيُّ، عَنْ أَبِي الْحَصِينِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ الْأَشْعَرِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" الْحُمَّى كِيرٌ مِنْ جَهَنَّمَ، فَمَا أَصَابَ الْمُؤْمِنَ مِنْهَا، كَانَ حَظَّهُ مِنْ جَهَنَّمَ "(1).
22275 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ وَأَبُو سَعِيدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: لَوْ لَمْ أَسْمَعْهُ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَّا سَبْعَ (2)
= لمكحول سماع من أبي أمامة، وقال مرة: لم يَرَه. قلنا: كذا قال أبو حاتم، مع إن سِنَّه محتملة للسماع منه، فقد توفي سنة بضع عشرة ومئة ووفاة أبي أمامة كانت سنة ست وثمانين، ثم هو بَلدِيُّه أيضاً، وقد جاء دخوله عليه وسماعه منه بأسانيد جياد في "تاريخ أبي زرعة" 1/ 238 - 239 و 239 وفي "مسند الشاميين"(3448).
وقوله: في "عِلِّيينَ": قال ابن الأثير في "النهاية" 3/ 294: هو اسم للسماء السابعة. وقيل: اسم لديوان الملائكة الحَفَظةِ تُرفَعُ إليه أعمالُ الصالحين. وقيل: هو أعلى الأَمْكنة وأَشْرفُ المَراتبِ وأَقربُها من الله في الدار الآخرة، ويعرب بالحروف والحركات كقِنَّسرين وأَشباهِها على أنه جمعٌ أو واحد.
وقيل في المراد به أقوال أخرى، انظرها في "زاد المسير" 9/ 57، و"تفسير ابن كثير" 8/ 374.
(1)
حسن لغيره. وهو مكرر (22165) سنداً ومتناً.
(2)
وقع في (م): "سَبْعًا".
- قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: إِلَّا تِسْعَ (1) - مِرَارٍ، مَا حَدَّثَتُ (2) بِهِ، قَالَ:" إِذَا تَوَضَّأَ الرَّجُلُ كَمَا أُمِرَ، ذَهَبَ الْإِثْمُ مِنْ سَمْعِهِ وَبَصَرِهِ، وَيَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ "(3).
22276 -
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ، سَمِعَ أَبَا نَصْرٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ، أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ. قَالَ:" عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ، فَإِنَّهُ لَا عِدْلَ لَهُ " أَوْ قَالَ: " لَا مِثْلَ لَهُ "(4).
(1) وقع في (م): "سبع"، والمثبت من سائر الأصول.
(2)
في (م) و (ر): "حدث"، وما أثبتناه من (ظ 5).
(3)
صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب الشامي، لكنه قد توبع. أبو سعيد: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري مولى بني هاشم، وزائدة: هو ابن قدامة الثقفي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(7566) من طريق جعفر بن الحارث، وفي "الأوسط"(1528) من طريق الحكم بن عتيبة، كلاهما عن عاصم بن أبي النجود، بهذا الإسناد. وزاد في "الأوسط" حديثاً آخر عن عمرو بن عَبَسَة، وقد سلف الحديثان في مسنده من طريق أبي بكر بن عياش، عن عاصم بن أبي النجود، عن شهر بن حوشب برقم (17021).
وانظر (22162).
(4)
حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير أن بين أبي نصر -وهو حميد بن هلال العَدَوي كما رجحنا عند الرواية (22149) - وبين أبي أمامة: رجاء بن حَيْوة الكِنْدي، كذا رواه العامة عن شعبة بن الحجاج كما سلف. سليمان بن داود: هو أبو داود الطيالسي البصري.
وانظر (22140). =
22277 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَيْمَنَ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" طُوبَى لِمَنْ رَآنِي، وَطُوبَى - سَبْعَ مِرَارٍ - لِمَنْ آمَنْ بِي وَلَمْ يَرَنِي "(1).
22278 -
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا ابْنُ مُبَارَكٍ. وَعَتَّابٌ، قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ - هُوَ ابْنُ الْمُبَارَكِ -، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَنْظُرُ إِلَى مَحَاسِنِ امْرَأَةٍ أَوَّلَ مَرَّةٍ، ثُمَّ يَغُضُّ بَصَرَهُ، إِلَّا أَحْدَثَ اللهُ لَهُ عِبَادَةً يَجِدُ حَلَاوَتَهَا "(2).
(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أيمن -وهو ابن مالك الأشعري-، فلم يرو عنه غير قتادة بن دعامة السَّدُوسي، وذكره ابن حبان في "ثقاته". عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد العَنْبري البصري، وعفان: هو ابن مسلم الصَّفَّار البصري، وهمام: هو ابن يحيى العَوْذي البصري.
وانظر (22138).
(2)
إسناده ضعيف جداً، علي بن يزيد -وهو ابن أبي هلال الأَلْهاني- واهي الحديث، وعبيد الله بن زَحْر -وهو الضَّمْري الإفريقي- ضعيف يعتبر به.
عتاب: هو ابن زياد المروزي، ويحيى بن أيوب: هو الغافقي المصري، والقاسم: هو ابن عبد الرحمن الدمشقي.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(5431) من طريق سعيد بن سليمان، عن ابن المبارك، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"(7842) من طريق سعيد بن أبي =
22279 -
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ مُضَرَ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ يَرْفَعُ الْحَدِيثَ، قَالَ:" مَنْ بَدَأَ بِالسَّلَامِ، فَهُوَ أَوْلَى بِاللهِ وَبِرَسُولِهِ (1) "(2).
22280 -
حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا بَكْرُ (3) بْنُ مُضَرَ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَا تَبِيعُوا الْمُغَنِّيَاتِ (4)،
= مريم، عن يحيى بن أيوب، به.
وفي الباب عن ابن مسعود عند الطبراني في "الكبير"(10362) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه: "النظرة سهم من سهام إبليس مسموم، من تركها مخافتي، أبدلته إيماناً يجد له حلاوته في قلبه". وفيه عبد الرحمن بن إسحاق الواسطي، وهو ضعيف.
وعن حذيفة عند الحاكم 4/ 313 - 314، والقضاعي في "مسند الشهاب"(292). وصححه الحاكم، وتعقبه الذهبي بقوله: إسحاق -وهو ابن عبد الواحد القرشي الموصلي- واهٍ، وعبد الرحمن هو الواسطي، ضعَّفوه.
وعن ابن عمر عند القضاعي (293)، وإسناده ضعيف أيضاً.
(1)
في (م): "ورسوله"، والمثبت من سائر الأصول.
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف جداً كسابقه، لكن قد روي من وجه آخر صحيح كما سلف عند الرواية (22192).
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(7858) من طريق عمرو بن خالد الحراني، عن بكر بن مضر، بهذا الإسناد.
وانظر (22192).
(3)
في (م): أبو بكر، وهو خطأ.
(4)
تحرف في (م) إلى: المغيبات.
وَلَا تَشْتَرُوهُنَّ، وَلَا تُعَلِّمُوهُنَّ، وَلَا خَيْرَ فِي تِجَارَةٍ فِيهِنَّ، وَثَمَنُهُنَّ حَرَامٌ " (1).
22281 -
حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: لَوْ لَمْ أَسْمَعْهُ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَّا سَبْعَ مِرَارٍ، مَا حَدَّثْتُ بِهِ، قَالَ:" إِذَا تَوَضَّأَ الرَّجُلُ كَمَا أُمِرَ، ذَهَبَ الْإِثْمُ مِنْ سَمْعِهِ وَبَصَرِهِ، وَيَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ "(2).
(1) إسناده ضعيف جداً، عبيد الله بن زحر -وهو الإفريقي- ضعيف، وعلي ابن يزيد -وهو ابن أبي هلال الألهاني- ضعيف جداً. أبو سلمة: هو منصور بن سلمة الخزاعي.
وأخرجه الترمذي في "سننه"(1282) و (3195)، وفي "العلل الكبير" 1/ 511 - 512 عن قتيبة بن سعيد، والبيهقي 6/ 14 من طريق عبد الله بن الحكم، كلاهما عن بكر بن مضر، بهذا الإسناد. وزادا فيه: في مثل هذا أنزلت هذه الآية: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} . [لقمان: 6] وقال الترمذي عقبه: غريب، إنما نعرفه مثل هذا من هذا الوجه.
وانظر (22169).
(2)
صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب الشامي، لكنه قد توبع. معاوية بن عمرو: هو ابن المُهلَّب الأزدي البغدادي، وزائدة: هو ابن قدامة الثقفي، وعاصم: هو ابن أبي النَّجود الكوفي المعروف بابن بَهْدلة.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(7565) من طريق محمد بن النضر الأزدي، عن معاوية بن عمرو، بهذا الإسناد.
وانظر (22162).
22282 -
حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ -، عَنْ سِنَانِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ، فَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثًا، وَيَدَيْهِ ثَلَاثًا ثَلَاثًا، وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ، وَقَالَ:" الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ " قَالَ حَمَّادٌ: فَلَا أَدْرِي مِنْ قَوْلِ أَبِي أُمَامَةَ، أَوْ مِنْ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَمْسَحُ عَلَى الْمُؤَقَيْنِ (1).
22283 -
حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْعَلَاءِ بْنِ زَبْرٍ، حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ يَقُولُ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى مَشْيَخَةٍ مِنَ الْأَنْصَارٍ بِيضٌ لِحَاهُمْ، فَقَالَ:" يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ حَمِّرُوا وَصَفِّرُوا، وَخَالِفُوا أَهْلَ الْكِتَابِ " قَالَ: فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ يَتَسَرْوَلَونَ وَلْا يَأْتَزِرُونَ! فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" تَسَرْوَلُوا وَائْتَزِرُوا، وَخَالِفُوا أَهْلَ الْكِتَابِ " قَالَ: فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ يَتَخَفَّفُونَ وَلَا يَنْتَعِلُونَ! قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " فَتَخَفَّفُوا وَانْتَعِلُوا، وَخَالِفُوا أَهْلَ الْكِتَابِ " قَالَ: فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ يَقُصُّونَ عَثَانِينَهُمْ وَيُوَفِّرُونَ سِبَالَهُمْ! قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " قُصُّوا سِبَالَكُمْ وَوَفِّرُوا عَثَانِينَكُمْ، وَخَالِفُوا أَهْلَ الْكِتَابِ "(2).
(1) صحيح لغيره دون قوله: "الأذنان من الرأس
…
إلخ"، وهذا إسناد ضعيف قد سلف الكلام عليه عند الرواية (22223). يونس: هو ابن محمد المؤَدِّب البغدادي.
(2)
إسناده صحيح. زيد بن يحيى: هو ابن عُبيد الخزاعي، والقاسم: هو =
22284 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ مَسَحَ رَأْسَ يَتِيمٍ أَوْ يَتِيمَةٍ لَمْ يَمْسَحْهُ إِلَّا لِلَّهِ، كَانَ لَهُ (1) بِكُلِّ شَعْرَةٍ مَرَّتْ عَلَيْهَا يَدُهُ حَسَنَاتٌ، وَمَنْ أَحْسَنَ إِلَى يَتِيمَةٍ أَوْ يَتِيمٍ عِنْدَهُ، كُنْتُ أَنَا وَهُوَ فِي الْجَنَّةِ كَهَاتَيْنِ " وَقَرَنَ بَيْنَ إِصْبُعَيْهِ (2).
= ابن عبد الرحمن الدمشقي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(7924) من طريق زيد بن يحيى، بهذا الإسناد. دون قوله:"فقلنا: يا رسول الله إن أهل الكتاب يتسرولون ولا يأتزرون، فقال رسول الله: تسرولوا وائتزروا وخالفوا أهل الكتاب".
وفي باب خضاب الشعر عن أبي هريرة سلف برقم (7274) وانظر شواهده هناك.
وفي باب إعفاء اللحى وقص الشارب، عن أبي هريرة سلف برقم (8785).
قال السندي: "يتسرولون" أي: يلبسون السراويل لا الإزار فبيَّن لهم أن يخالفوهم بالجمع بينهما.
"يتخففون" أي: يلبسون الخفّ.
"عثانينهم": العثانين جمع عُثْنون، وهو اللحية.
"يوفِّرون": من التوفير، بمعنى التكميل، وجاء فيه وَفَرَ كوعد أيضاً.
"سبالهم": جمع سبلة بفتحتين، وهي الشارب.
(1)
قوله: "له" لم يرد في (ظ 5) و (ق) و (ر)، وأثبتناه من (م).
(2)
صحيح لغيره دون الشطر الأول منه بقصة المسح على رأس اليتيم، وهذا إسناد ضعيف جداً فيه علي بن يزيد الألهاني الدمشقي، وهو واهي الحديث، وعبيد الله بن زحر الضَّمْري الإفريقي، وهو ضعيف يعتبر به. علي بن =
22285 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ بُسْرٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي قَوْلِهِ:{وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ. يَتَجَرَّعُهُ} [إبراهيم:16 - 17]، قَالَ:" يُقَرَّبُ إِلَيْهِ، فَيَتَكَرَّهُهُ، فَإِذَا أُدْنِيَ (1) مِنْهُ، شَوَى وَجْهَهُ، وَوَقَعَتْ فَرْوَةُ رَأْسِهِ، فَإِذَا (2) شَرِبَهُ، قَطَّعَ أَمْعَاءَهُ حَتَّى يَخْرُجَ (3) مِنْ دُبُرِهِ، يَقُولُ اللهُ عز وجل: {وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ} [محمد: 15]، وَيَقُولُ اللهُ: {وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ} [الكهف: 29] "(4).
= إسحاق: هو السُّلمي المروزي، ويحيى بن أيوب: هو الغافقي المصري، والقاسم: هو ابن عبد الرحمن مولى آل أبي سفيان، أبو عبد الرحمن الدمشقي.
وانظر (22153).
(1)
في (م): "دنا"، والمثبت من سائر الأصول.
(2)
في (م): "وإذا" بالواو، والمثبت من (ظ 5).
(3)
في (م): "خرج"، والمثبت من سائر الأصول.
(4)
رجاله ثقات معرفون غير عبيد الله بن بسر، فقد اختلف فيه على عبد الله بن المبارك، فقيل: عبيد الله، وقيل: عبد الله بن بسر، وقال بقية بن الوليد، عن صفوان بن عمرو: عبد الله بن بسر، ثم قد اختلف في تعيينه، فقيل: هو عبد الله بن بسر المازني الصحابي، وقيل: إن عبد الله بن بسر المازني يقال له: عبيد الله بن بسر، وقيل: هو عبيد الله بن بسر أخو عبد الله بن بسر المازني وله صحبة، وقيل: عبيد الله بن بسر شامي من أهل حمص له هذا الحديث الفرد ولا يعرف، وقيل: عبد الله بن بسر اليَحْصُبي، وهو لا يعرف أيضاً، وقيل: هو =
22286 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو عَمَّارٍ شَدَّادٌ، حَدَّثَنِي أَبُو أُمَامَةَ: أَنَّ رَجُلًا أَتَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أَصَبْتُ حَدًّا، فَأَقِمْهُ عَلَيَّ. فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ قَالَ لَهُ (1): إِنِّي أَصَبْتُ حَدًّا، فَأَقِمْهُ عَلَيَّ. فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أَصَبْتُ حَدًّا، فَأَقِمْهُ عَلَيَّ. فَأَعْرَضَ عَنْهُ، وَأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَلَمَّا سَلَّمَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَامَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أَصَبْتُ حَدًّا، فَأَقِمْهُ عَلَيَّ. فَقَالَ:" هَلْ تَوَضَّأْتَ حِينَ أَقْبَلْتَ؟ "
= عبد الله بن بسر السَّكْسَكي الحُبْراني التابعي يكنى أبا سعيد، وهو ضعيف، واعتبر أبو نعيم هذين الأخيرين واحداً، والله أعلم.
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد- زوائد نعيم بن حماد"(314)، ومن طريقه أخرجه الترمذي (2583)، وعبد الله بن أحمد في زوائده على "الزهد" لأبيه ص 20، والنسائي في "الكبرى"(11263)، والطبري في "التفسير" 15/ 241، والطبراني في "الكبير"(7460)، وفي "الشاميين"(924)، والحاكم 2/ 351 و 368 - 369 و 457، وأبو نعيم في "الحلية" 8/ 182، والبيهقي في "البعث والنشور"(549)، والواحدي في "الوسيط" 3/ 26 - 27 و 4/ 123، والبغوي في "شرح السنة" (4405). ووقع عند الطبري والطبراني والحاكم وأبي نعيم والبيهقي:"عبد الله بن بسر". ووقع في مطبوع "الزهد" لأحمد: عبد الله بن بشير، وفي "زهد ابن المبارك" والموضع الأخير من "مستدرك الحاكم": عبد الله بن بشر، وفي الموضع الأول من "الوسيط": عبد الله بن بصير، والثلاثة الأخيرة تحريف أو تصحيف.
وأخرجه الطبري 15/ 240 - 241 من طريق بقية بن الوليد، عن صفوان بن عمرو، به. وفيه:"عبد الله بن بسر".
(1)
لفظة "له" ليست في (م).
قَالَ: نَعَمْ. فَقَالَ: " هَلْ صَلَّيْتَ مَعَنَا حِينَ صَلَّيْنَا؟ " قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: " اذْهَبْ، فَإِنَّ اللهَ قَدْ عَفَا عَنْكَ "(1).
22287 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا مُعَانُ بْنُ رِفَاعَةَ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ الْقَاسِمِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَمَا هُوَ يَمْشِي فِي شِدَّةِ حَرٍّ انْقَطَعَ شِسْعُ نَعْلِهِ، فَجَاءَهُ رَجُلٌ بِشِسْعٍ فَوَضَعَهُ فِي نَعْلِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" لَوْ تَعْلَمُ مَا حَمَلْتَ عَلَيْهِ رَسُولَ اللهِ، لَمْ يَعْلُ مَا حَمَلْتَ عَلَيْهِ رَسُولَ اللهِ "(2).
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي عمار شداد -وهو ابن عبد الله القرشي الدمشقي- فمن رجال مسلم. أبو المغيرة: هو عبد القُدُّوس بن الحجاج الخَوْلاني، والأوزاعي: اسمه عبد الرحمن بن عمرو.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(7315) عن عمران بن بكار، والطبراني في "الكبير"(7623) عن أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة الحوطي، كلاهما عن أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (4381)، والنسائي في "الكبرى"(7313) و (7314)، وابن خزيمة (311)، وأبو عوانة في التوبة كما في "إتحاف المهرة" 6/ 229، والطبراني في "الكبير"(7623) من طرق عن الأوزاعي، به. وجاء عند النسائي في الرواية الأولى:"عن أبي هانئ" بدل "أبي عمار"، وهو تحريف.
وانظر (22163).
(2)
إسناده ضعيف جداً من أجل علي بن يزيد، وهو الأَلْهاني.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(7865) من طريق أبي المغيرة، بهذا الإسناد. =
22288 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا مُعَانُ بْنُ رِفَاعَةَ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ الْقَاسِمِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَسْجِدِ جَالِسًا وَكَانُوا يَظُنُّونَ أَنَّهُ يَنْزِلُ عَلَيْهِ، فَأَقْصَرُوا عَنْهُ حَتَّى جَاءَ أَبُو ذَرٍّ فَأَقْحَمَ فَأَتَى، فَجَلَسَ إِلَيْهِ، فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:" يَا أَبَا ذَرٍّ هَلْ صَلَّيْتَ الْيَوْمَ؟ " قَالَ: لَا، قَالَ:" قُمْ فَصَلِّ " فَلَمَّا صَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ الضُّحَى أَقْبَلَ عَلَيْهِ، فَقَالَ:" يَا أَبَا ذَرٍّ تَعَوَّذْ بِاللهِ (1) مِنْ شَرِّ شَيَاطِينِ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ " قَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ وَهَلْ لَلْإِنْسِ شَيَاطِينٌ؟ قَالَ: " نَعَمْ شَيَاطِينُ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا " ثُمَّ قَالَ: " يَا أَبَا ذَرٍّ أَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَةً مِنْ كَنْزِ الْجَنَّةِ " قَالَ: بَلَى جَعَلَنِي اللهُ فِدَاءَكَ، قَالَ:" قُلْ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ " قَالَ: فَقُلْتُ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ، قَالَ: ثُمَّ سَكَتَ عَنِّي، فَاسْتَبْطَأْتُ كَلَامَهُ، قَالَ: قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ إِنَّا كُنَّا أَهْلَ جَاهِلِيَّةٍ وَعِبَادَةَ أَوْثَانٍ، فَبَعَثَكَ اللهُ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ، أَرَأَيْتَ الصَّلَاةَ مَاذَا هِيَ؟ قَالَ: " خَيْرٌ مَوْضُوعٌ، مَنْ شَاءَ اسْتَقَلَّ وَمَنْ شَاءَ
= قوله: "لم يعل" هكذا هي في جميع نسخنا الخطية خلا نسخة (ظ 5) ففيها بالغين المعجمة. قال السندي: الظاهر عندي أنه بصيغة الخطاب من الإقلال (يعني لم تُقلَّ) أي: لم تَعدَّه قليلاً، قاله صلى الله عليه وسلم استعظاماً لعمله، وقد ضبطه بعضهم على بناء المفعول من الإعلاء، أو بناء الفاعل من العلوّ، وفي بعض النسخ ضبط بإعجام الغين، ولم يظهر لي وجه قريب لذلك، والله تعالى أعلم.
(1)
لفظ الجلالة لم يرد في (م) و (ق).
اسْتَكْثَرَ " قَالَ: قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ، أَرَأَيْتَ الصِّيَامَ مَاذَا هُوَ؟ قَالَ: " قَرْضٌ مُجْزِيٌ (1)" قَالَ: قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ أَرَأَيْتَ الصَّدَقَةَ مَاذَا هِيَ؟ قَالَ: " أَضْعَافٌ مُضَاعَفَةٌ وَعِنْدَ اللهِ الْمَزِيدُ " قَالَ: قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ، فَأَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: " سِرٌّ إِلَى فَقِيرٍ، وَجُهْدٌ مِنْ مُقِلٍّ " قَالَ: قُلْتُ يَا نَبِيَّ اللهِ، أَيُّمَا أُنْزِلَ عَلَيْكَ أَعْظَمُ؟ قَالَ:" {اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} آيَةُ الْكُرْسِيِّ " قَالَ: قُلْتُ يَا نَبِيَّ اللهِ، أَيُّ الشُّهَدَاءِ أَفْضَلُ؟ قَالَ:" مَنْ سُفِكَ دَمُهُ وَعُقِرَ جَوَادُهُ " قَالَ: قُلْتُ يَا نَبِيَّ اللهِ فَأَيُّ الرِّقَابِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: " أَغْلَاهَا ثَمَنًا وَأَنْفَسُهَا عِنْدَ أَهْلِهَا " قَالَ: قُلْتُ يَا نَبِيَّ اللهِ، فَأَيُّ الْأَنْبِيَاءِ كَانَ أَوَّلَ؟ قَالَ:" آدَمُ " قَالَ: قُلْتُ يَا نَبِيَّ اللهِ أَوَنَبِيٌّ كَانَ آدَمُ؟ قَالَ: " نَعَمْ نَبِيٌّ مُكَلَّمٌ، خَلَقَهُ اللهُ بِيَدِهِ، ثُمَّ نَفَخَ فِيهِ رُوحَهُ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: يَا آدَمُ قُبْلًا " قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَمْ وَفَى عِدَّةُ الْأَنْبِيَاءِ؟ قَالَ:" مِئَةُ أَلْفٍ وَأَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ أَلْفًا، الرُّسُلُ مِنْ ذَلِكَ ثَلَاثُ مِئَةٍ وَخَمْسَةَ عَشَرَ جَمًّا غَفِيرًا "(2).
(1) تصحف في (م) إلى: فرض مجزئ.
(2)
إسناده ضعيف جداً كسابقه.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(7871) من طريق أبي المغيرة، بهذا الإسناد.
وأخرج ابن حبان (6190)، والطبراني في "الكبير"(7545)، وفي "الأوسط"(405)، وفي "الشاميين"(2861)، والحاكم 2/ 262 من طريق زيد بن سلام، عن أبي سلام، قال: سمعت أبا أمامة يقول: إن رجلاً قال: يا رسول الله، أنبي كان آدم؟ قال:"نعم مُكلَّم"، قال: فكم كان بينَه وبينَ نوح؟ =
22289 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا مُعَانُ بْنُ رِفَاعَةَ (1) حَدَّثَنِي عَلِيُّ
= قال: "عشرةُ قرون". واللفظ لابن حبان، وسنده صحيح.
وهذا الحديث بطوله قد روي عن أبي ذر نفسه فيما سلف برقم (21546). وإسناده ضعيف جداً، فيه راوٍ مجهول وآخر متروك.
وفي باب الصلاة خير موضوع عن أبي هريرة عند الطبراني في "الأوسط"(245). قال الهيثمي في "المجمع" 2/ 249: وفيه عبد المنعم بن بشير، وهو ضعيف. قلنا: بل متهم، فلا يُفرح به. وتحسين الشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله هذا الحديث في "تخريج الترغيب" 1/ 145 خطأ مبين، لأنه لا يتقوى هذا الإسناد التالف بحديث أبي أمامة هذا الذي هو قريب منه في الضعف.
وفي باب فضل آية الكرسي عن أبيٍّ سلف برقم (20588).
وفي باب أفضل الشهداء عن جابر سلف برقم (14210).
وفي باب أفضل الرقاب عن أبي هريرة، سلف برقم (9038).
قال السندي: قوله: "فأقصروا" من الإقصار، أي: كفوا عنه الكلام، والإقصار: الكف عن الشيء مع القدرة عليه.
"فأقحم" أي: نفسه، يقال: قحم في الأمر كنصر: إذا رمى بنفسه فيه بلا روية، وأقحمته وقحمته بالتشديد.
"هل صليت اليوم" أي: الضحى وكان قد أمره به، أو تحية المسجد، والثاني بعيد.
"خير موضوع" أي: خير عمل وُضع في الدِّين وشُرع فيه.
"مجزي" أي: له جزاء عند الله.
"وجهد من مقل" بضم الجيم، أي: قدر ما يحتمله حال من قلَّ له المال، والمراد: ما يعطيه المقلُّ على قدر طاقته.
"مكلم" أي: كلَّمه الله تعالى، كما يدل عليه ظاهر القرآن من نحو:{وَقُلْنَا يَا آدَمُ .. } .
"قبلاً" القبل بفتحتين وبضمتين وكصرد وعنب بمعنى المقابلة، والظاهر أنه المراد هاهنا.
(1)
أقحم في (م) وحدها هنا: حدثني علي بن رفاعة.
بْنُ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِرَجُلٍ وَهُوَ يَقْرَأُ {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} فَقَالَ: " أَوْجَبَ هَذَا " أَو " وَجَبَتْ لِهَذَا الْجَنَّةُ "(1).
22290 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا مُعَانُ بْنُ رِفَاعَةَ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ مَوْلَى بَنِي يَزِيدَ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ قَالَ: لَمَّا كَانَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ قَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَوْمَئِذٍ مُرْدِفٌ الْفَضْلَ بْنَ عَبَّاسٍ عَلَى جَمَلٍ آدَمَ، فَقَالَ:" يَا أَيُّهَا النَّاسُ خُذُوا مِنَ الْعِلْمِ قَبْلَ أَنْ يُقْبَضَ الْعِلْمُ، وَقَبْلَ أَنْ يُرْفَعَ الْعِلْمُ " وَقَدْ كَانَ أَنْزَلَ اللهُ عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللهُ عَنْهَا، وَاللهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ}
(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(7866) من طريق أبي المغيرة، بهذا الإسناد.
وأخرج الطبراني (7532) من طرق عن محمد بن حِمْيَر، عن محمد بن زياد الألهاني، عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا الموت". زاد في إحدى طرقه: و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} . قلنا: وإسناد هذه الزيادة تالف، فيه محمد بن إبراهيم بن العلاء كذبه الدارقطني، وقال ابن عدي: منكر الحديث، عامة أحاديثه غير محفوظة.
وله شاهد عن أبي هريرة، سلف برقم (8011) وسنده صحيح.
وعن شيخ أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، سلف برقم (16605) وهو صحيح أيضاً.
[المائدة: 101] قَالَ: فَكُنَّا قَدْ كُرِّهْنَا (1) كَثِيرًا مِنْ مَسْأَلَتِهِ، وَاتَّقَيْنَا ذَاكَ حتي (2) أَنْزَلَ اللهُ عَلَى نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: فَأَتَيْنَا أَعْرَابِيًّا فَرَشَوْنَاهُ بِرِدَاءٍ، قَالَ: فَاعْتَمَّ بِهِ، حَتَّى رَأَيْتُ حَاشِيَةَ الْبُرْدِ خَارِجَةً مِنْ حَاجِبِهِ الْأَيْمَنِ.
قَالَ: ثُمَّ قُلْنَا لَهُ: سَلِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَقَالَ لَهُ: يَا نَبِيَّ اللهِ كَيْفَ يُرْفَعُ الْعِلْمُ مِنَّا وَبَيْنَ أَظْهُرِنَا الْمَصَاحِفُ، وَقَدْ تَعَلَّمْنَا مَا فِيهَا وَعَلَّمْنَا نِسَاءَنَا وَذَرَارِيَّنَا وَخَدَمَنَا؟ قَالَ: فَرَفَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رَأْسَهُ وَقَدْ عَلَتْ وَجْهَهُ حُمْرَةٌ مِنَ الْغَضَبِ، قَالَ: فَقَالَ: " أَيْ ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ! وَهَذِهِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى بَيْنَ أَظْهُرِهِمُ الْمَصَاحِفُ، لَمْ يُصْبِحُوا يَتَعَلَّقُونَ (3) بِحَرْفٍ مِمَّا جَاءَتْهُمْ بِهِ أَنْبِيَاؤُهُمْ، أَلَا وَإِنَّ مِنْ ذَهَابِ الْعِلْمِ أَنْ يَذْهَبَ حَمَلَتُهُ " ثَلَاثَ مِرَارٍ (4).
(1) تحرف في (م) و (ظ 2) و (ق) و (ر) إلى: فكنا نذكرها كثيراً! والمثبت من (ظ 5) و"جامع المسانيد".
(2)
المثبت من (ظ 5)، وفي (م) وبقية الأصول: حِينَ.
(3)
المثبت من حاشية السندي، وفي (م) وبقية الأصول: يتعلقوا.
(4)
إسناده ضعيف بهذه السياقة.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(7867) من طريق أبي المغيرة، بهذا الإسناد.
وأخرجه مختصراً الدارمي (240) من طريق حجاج بن أرطاة عن عوف بن مالك، والطبراني (7906) من طريق حجاج بن أرطاة، عن الوليد بن أبي مالك، كلاهما عن القاسم، به. قلنا: حجاج مدلس وقد عنعنه.
وأخرج ابن ماجه (228)، والطبراني (7875)، والخطيب في "تاريخه" 2/ 212، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" 1/ 28 من طريق عثمان بن أبي عاتكة، عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة رفعه:"عليكم بهذا العلم قبل أن يُقبضَ، وقَبْضُه أن يرفع". وجمع بين إصبعيه الوسطى والتي تلي =
22291 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا مُعَانُ بْنُ رِفَاعَةَ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي سَرِيَّةٍ مِنْ سَرَايَاهُ، قَالَ: فَمَرَّ رَجُلٌ بِغَارٍ فِيهِ شَيْءٌ مِنْ مَاءٍ، قَالَ: فَحَدَّثَ
= الإبهام هكذا، ثم قال:"العالم والمتعلم شريكان في الأجر، ولا خير في سائر الناس". وإسناده ضعيف.
وفي باب رفع العلم عن عوف بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر إلى السماء يوماً، فقال:"هذا أوان يرفع العلم" فقال رجل من الأنصار يقال له: لبيد بن زياد: يا رسول الله يرفع العلم وقد أُثبت، ووعته القلوب؟! فقال له صلى الله عليه وسلم:"إن كنت لأحسبك من أفقه أهل المدينة" ثم ذكر ضلالة اليهود والنصارى على ما في أيديهم من كتاب الله تعالى. وسيأتي في مسنده برقم (23990)، وهو حديث صحيح.
وبنحوه عن أبي الدرداء عند الترمذي (2653)، والطحاوي في "شرح المشكل"(304)، والحاكم 1/ 99.
وانظر حديث عبد الله بن عمرو في رفع العلم بقبض العلماء السالف برقم (6511).
وفي باب النهي عن كثرة المسائل، انظر حديث أنس السالف برقم (12457).
قال السندي: قوله: "فاعتمَّ به" أي: جعله عمامة له.
"أي" حرف نداء، والمنادى مقدر، كأنه قال: أيْ فلان "ثكلتك" من ثكل كعلم.
"يتعلقون" أي: يعملون، فبين أولاً أن ذهاب العلم بذهاب العمل، وثانياً بذهاب أهله، إشارة إلى قرب أجله، وأن بذهابه يذهب غالب العلم، وإن كان القرآن عندهم، إذ لا يظهر ما في القرآن إلا بفهمه، فإذا ذهب صاحبُ الفهم ذهب ما في القرآن، والله تعالى أعلم.
نَفْسَهُ بِأَنْ يُقِيمَ فِي ذَلِكَ الْغَارِ، فَيَقُوتُهُ مَا كَانَ فِيهِ مِنْ مَاءٍ، وَيُصِيبُ مَا حَوْلَهُ مِنَ الْبَقْلِ، وَيَتَخَلَّى مِنَ الدُّنْيَا، ثُمَّ قَالَ: لَوْ أَنِّي أَتَيْتُ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَإِنْ أَذِنَ لِي، فَعَلْتُ، وَإِلَّا لَمْ أَفْعَلْ. فَأَتَاهُ، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، إِنِّي مَرَرْتُ بِغَارٍ فِيهِ مَا يَقُوتُنِي مِنَ الْمَاءِ وَالْبَقْلِ، فَحَدَّثَتْنِي نَفْسِي بِأَنْ أُقِيمَ فِيهِ، وَأَتَخَلَّى مِنَ الدُّنْيَا. قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " إِنِّي لَمْ أُبْعَثْ بِالْيَهُودِيَّةِ وَلَا بِالنَّصْرَانِيَّةِ، وَلَكِنِّي بُعِثْتُ بِالْحَنِيفِيَّةِ السَّمْحَةِ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَغَدْوَةٌ أَوْ رَوْحَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَلَمُقَامُ أَحَدِكُمْ فِي الصَّفِّ خَيْرٌ مِنْ صَلَاتِهِ سِتِّينَ سَنَةً "(1).
(1) إسناده ضعيف كسابقه.
وأخرجه الخطيب البغدادي في "الفقيه والمتفقه" 2/ 204 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. مختصراً بقوله:"إني لم أُبعث باليهودية ولا بالنصرانية، ولكن بعثت بالحَنيفيَّة السمحاء".
وأخرجه تاماً الطبراني في "الكبير"(7868) من طريق أبي المغيرة عبد القُدُّوس بن الحجاج الخَوْلاني، به.
وفي الباب عن أبي هريرة بنحو هذه القصة، سلف في مسنده برقم (9762)، وفيه: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "مُقام أحدِكم -يعني في سبيل الله- خيرٌ من عبادة أحدكم في أهله ستين سنة". وإسناده حسن في المتابعات والشواهد.
وفي باب ترك الرَّهبانيَّة والتَّبتُّل عن عائشة، سيأتي برقم (25893)، وفيه: عن عروة قال: دخلت امرأةُ عثمان بن مَظْعون -أحسب اسمها خَوْلَة بنت حَكِيم- على عائشة وهي باذَّةُ الهيئة، فسألتها: ما شأنُك؟ فقالت: زوجي يقومُ الليلَ ويصومُ النهار، فدخل النبي صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرت عائشة ذلك له، فلقي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم =
22292 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا مُعَانُ بْنُ رِفَاعَةَ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي يَوْمٍ شَدِيدِ الْحَرِّ نَحْوَ بَقِيعِ الْغَرْقَدِ، قَالَ: فَكَانَ النَّاسُ يَمْشُونَ خَلْفَهُ، قَالَ: فَلَمَّا سَمِعَ صَوْتَ النِّعَالِ، وَقَرَ ذَلِكَ فِي نَفْسِهِ، فَجَلَسَ حَتَّى قَدَّمَهُمْ أَمَامَهُ لِئَلَّا يَقَعَ فِي نَفْسِهِ شَيْءٌ مِنَ الْكِبْرِ، فَلَمَّا مَرَّ بِبَقِيعِ الْغَرْقَدِ، إِذَا بِقَبْرَيْنِ قَدْ دَفَنُوا فِيهِمَا رَجُلَيْنِ، قَالَ: فَوَقَفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: " مَنْ
= عثمان، فقال:"يا عثمان، إن الرَّهبانيَّةَ لم تُكتَبْ علينا، أفما لك فيَّ أُسْوةٌ؟ فوالله إني أخشاكم لله وأحفظُكم لحدوده". وهو حديث صحيح، وهو وإن كان في صورة الإرسال، إلا أنه في حكم المتصل، فقد جاء بنحوه من طريق هشام ابن عروة، عن أبيه، عن عائشة في "المسند"(25893) وغيره، مما يدل على أن عروة إنما سمعه من عائشة.
وعن عائشة أيضاً سيأتي برقم (24943)، ولفظه: أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن التَّبتُّل. وإسناده صحيح.
وعن ابن عباس، سلف برقم (2844)، ولفظه:"لا صَرُورة في الإسلام" وإسناده ضعيف.
وفي باب قوله صلى الله عليه وسلم: "إني لم أُبعث باليهودية ولا بالنصرانية، ولكني بعثت بالحَنِيفية السَّمْحة" عن عائشة مرفوعاً، سيأتي في مسندها برقم (24855)، ولفظه:"إني أُرسلت بحنيفية سمحة" وإسناده حسن.
وعن ابن عباس، سلف في مسنده برقم (2107)، ولفظه: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أيُّ الأَديان أَحبُّ إلى الله؟ قال: "الحَنِيفية السَّمْحةُ" وإسناده حسن في الشواهد، وانظر تتمة شواهده هناك.
وفي باب قوله: "لَغَدْوةٌ أو رَوْحةٌ في سبيل الله
…
" عن سهل بن سعد، سلف برقم (15560)، وإسناده صحيح، وانظر شواهده هناك.
دَفَنْتُمْ هَاهُنَا الْيَوْمَ " قَالُوا: يَا نَبِيَّ اللهِ فُلَانٌ وَفُلَانٌ. قَالَ: " إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ الْآنَ وَيُفْتَنَانِ فِي قَبْرَيْهِمَا " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، فِيمَ ذَاكَ (1)؟ قَالَ: " أَمَّا أَحَدُهُمَا: فَكَانَ لَا يَتَنَزَّهُ مِنَ الْبَوْلِ، وَأَمَّا الْآخَرُ: فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ " وَأَخَذَ جَرِيدَةً رَطْبَةً فَشَقَّهَا، ثُمَّ جَعَلَهَا عَلَى الْقَبْرَيْنِ، قَالُوا: يَا نَبِيَّ اللهِ، وَلِمَ فَعَلْتَ؟ قَالَ: " لِيُخَفَّفَ عَنْهُمَا " قَالُوا: يَا نَبِيَّ اللهِ، وَحَتَّى مَتَى هُمَا يُعَذَّبَانِ (2)؟ قَالَ: " غَيْبٌ لَا يَعْلَمُهُ إِلَّا اللهُ " قَالَ: " وَلَوْلَا تَمْرِيجُ (3) قُلُوبِكُمْ أَوْ تَزَيُّدُكُمْ فِي الْحَدِيثِ، لَسَمِعْتُمْ مَا أَسْمَعُ " (4).
(1) في (ظ 5): وما ذاك؟
(2)
في (م) و (ق) و (ر): يعذبهما الله.
(3)
في (م) و (ق): تمريغ، وفي هامش (ظ 5): تمرغ، والمثبت من (ظ 5).
(4)
إسناده ضعيف جداً كسابقه.
وأخرجه ابن ماجه (245)، والطبراني في "الكبير"(7869) من طريق أبي المغيرة، بهذا الإسناد. رواية ابن ماجه مختصرة بأوله إلى قوله:"لئلا يقع في نفسه شيء من الكبر".
وفي باب قوله: قدَّمهم أمامه، عن جابر بن عبد الله سلف برقم (14236): كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يمشون أمامه إذا خرج ويدعون ظهره للملائكة. وإسناده صحيح. وذكرنا له شاهدين هناك.
وفي باب قوله: "إنهما ليعذبان
…
" عن أبي هريرة، سلف برقم (9686)، وإسناده صحيح، وانظر شواهده هناك.
قال السندي: قوله: "وقر ذلك في نفسه" أي: ثقل، فكرهه.
"لئلا يقع" هذا على حسب ظن الراوي، فقد لا يكون السبب ذلك بل غيره =
22293 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا مُعَانُ بْنُ رِفَاعَةَ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ الْقَاسِمِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: جَلَسْنَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَذَكَّرَنَا وَرَقَّقَنَا، فَبَكَى سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ، فَأَكْثَرَ الْبُكَاءَ، فَقَالَ: يَا لَيْتَنِي مِتُّ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" يَا سَعْدُ أَعِنْدِي تَتَمَنَّى الْمَوْتَ؟ " فَرَدَّدَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مرار (1)، ثُمَّ قَالَ:" يَا سَعْدُ إِنْ كُنْتَ خُلِقْتَ لِلْجَنَّةِ فَمَا طَالَ عُمْرُكَ أَوْ حَسُنَ مِنْ عَمَلِكَ، فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ "(2).
= من مشي الملائكة خلفه كما جاء (يعني حديث جابر المذكور آنفاً) وعلى تقدير أن الراوي أخذ ذلك من جهته، فيمكن أنه قال ذلك للتنبيه على ضعف حال البشر، وأنه محل للآفات كلها لولا عصمة الله الكريم، فلا ينبغي له الاغترار، بل ينبغي له دوام الخوف والأخذ بالأحوط وتجنب الأسباب المؤدية إلى الآفات النفسانية.
"ولولا تمريج قلوبكم" أي: إفسادها وجعلها مضطربة قلقة.
"أو تزيُّدكم" مصدر تزيَّدَ في الحديث: إذا كذب فيه وتكلف الزيادة فيه، والعادة في حكاية الأمور العجيبة لا تخلو عن تزيُّد، والله تعالى أعلم.
(1)
في (م): مَرَّاتٍ.
(2)
إسناده ضعيف جداً كسابقه.
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 7/ ورقة 161 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(7870) من طريق أبي المغيرة، به.
وأخرجه ابن عساكر 5/ ورقة 179 من طريق عمرو بن واقد الأموي، عن علي بن يزيد، به. وزاد فيه: فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى علته حمرة .. لئن كنت خلقت للنار وخلقت لك، ما النار بالشيء يستعجل إليه. =
22294 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنَا شُرَحْبِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ الْبَاهِلِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي خُطْبَتِهِ عَامَّ حَجَّةِ الْوَدَاعِ: " إِنَّ اللهَ قَدْ أَعْطَى كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ، فَلَا وَصِيَّةَ لِوَارِثٍ، وَالْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ وَلِلْعَاهِرِ الْحَجَرُ، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللهِ، وَمَنْ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ، أَوْ انْتَمَى إِلَى غَيْرِ مَوَالِيهِ، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ التَّابِعَةُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، لَا تُنْفِقُ الْمَرْأَةُ شَيْئًا مِنْ بَيْتِهَا إِلَّا بِإِذْنِ زَوْجِهَا " فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللهِ، وَلَا الطَّعَامَ؟ قَالَ:" ذَلِكَ أَفْضَلُ أَمْوَالِنَا ".
قَالَ: ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْعَارِيَةُ مُؤَدَّاةٌ، وَالْمِنْحَةُ مَرْدُودَةٌ، وَالدَّيْنَ مَقْضِيٌّ، وَالزَّعِيمُ غَارِمٌ "(1).
= وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7578)، ولفظه:"لا يتمنين أحدكم الموت، إما محسن فلعله يزداد خيراً، وإما مسيء لعله يستعتب". وإسناده صحيح، وفي الرواية (8189):"لا يتمن أحدكم الموت ولا يدع به من قبل أن يأتيه، إنه إذا مات أحدكم انقطع عمله، وإنه لا يزيد المؤمنَ عمره إلا خيراً".
وعن عبد الله بن بسر، سلف برقم (17680) أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن خير الرجال، فقال:"من طال عمره، وحسن عمله".
وعن أبي بكرة، سلف برقم (20415) أن رجلاً قال: يا رسول الله أي الناس خير؟ قال: "من طال عمره وحسن عمله".
وعن خباب، سلف برقم (21054): لولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يتمنين أحدكم الموت" لتمنيته.
(1)
إسناده حسن من أجل إسماعيل بن عياش، فهو صدوق حسن الحديث =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= في روايته عن أهل بلده، وهذا منها، ولبعضه شواهد يصح بها. أبو المغيرة: هو عبد القُدُّوس بن الحجاج الخولاني.
وأخرجه بأخصر مما هنا الطبراني في "الكبير"(7621) من طريق أبي المغيرة، بهذا الإسناد. وقرن بشرحبيل بن مسلم صفوانَ الأَصم الطائي.
وأخرجه تاماً ومقطعاً الطيالسي (1127) و (1128)، وعبد الرزاق (7277) و (14767) و (14796) و (16308) و (16621)، وسعيد بن منصور في "سننه"(427)، وابن أبي شيبة 4/ 415 و 6/ 145 و 585 و 7/ 200 و 8/ 727 و 11/ 149، وأبو داود (2870) و (3565)، وابن ماجه (2007) و (2295) و (2398) و (2405) و (2713)، والترمذي (670) و (1265) و (2120)، وابن الجارود في "المنتقى"(1023)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 104، وفي "شرح مشكل الآثار"(3633) و (4461)، والطبراني في "الكبير"(7615)، وفي "الشاميين"(541)، وابن عدي في "الكامل" 1/ 290 و 290 - 291، والدارقطني 3/ 40 - 41، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 228 و 281، والقضاعي في "مسند الشهاب"(50)، والبيهقي 4/ 193 - 194 و 6/ 88 و 212 و 264، والبغوي (1696) و (2162) من طرق عن إسماعيل بن عياش، به. وقال الترمذي: حديث حسن.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(7531) من طريق المسيب بن واضح، عن إسماعيل بن عياش، عن محمد بن زياد، عن أبي أمامة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في حجة الوداع: "يا أيها الناس إن الله قد أعطى كل ذي حق حقه، لا وصية لوارث" والمسيب بن واضح يخطئ.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(7647) من طريق محمد بن إسماعيل بن عياش، عن أبيه، عن ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد، عن خداش، عن أبي أمامة أنه شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة الوداع، فكان أول ما تفوه به أن قال:"إن الله عز وجل يوصيكم بأمهاتكم" ثم حمد الله، ثم قال ما شاء أن =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= يقول، ثم قال:"ألا إن العارية مؤداة، وإن المنحة مؤداة، والولد للفراش، وللعاهر الحجر". ومحمد بن إسماعيل بن عياش ضعيف ولم يسمع من أبيه، وهو على ضعفه قد خالف في إسناده ومتنه عامة من رواه عن إسماعيل بن عياش. وخداش لم نتبينه.
وأخرجه ابن الجارود (949) من طريق الوليد بن مسلم، قال: حدثنا ابن جابر -وهو عبد الرحمن بن يزيد-، حدثني سليم بن عامر وغيره، عن أبي أمامة وغيره ممن شهد خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ، فكان فيما تكلم به:"ألا إن الله قد أعطى كل ذي حق حقه، ألا لا وصية لوارث". وإسناده صحيح.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(5781)، والطبراني في "الكبير"(7649) عن الحسين بن إسحاق التستري وإسحاق بن داود الصواف التستري، ثلاثتهم (النسائي وحسين وإسحاق) عن عبد الله بن الصباح، والطبراني في "الشاميين"(1846)، والدارقطني 3/ 40 من طريق أبي الأشعث أحمد بن المقدام، كلاهما (عبد الله وأحمد) عن معتمر بن سليمان، عن الحجاج بن فُرافِصة، عن محمد بن الوليد، عن أبي عامر الوَصَّابي، عن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"العارية مؤداة، والمنيحة مؤداة" قال رجل: يا رسول الله، أرأيت عهد الله؟ قال:"عهد الله أحق ما أُدِّي". هكذا قال أحمد بن المقدام، عن المعتمر بن سليمان:"عن أبي عامر الوَصَّابي" وهو لقمان بن عامر، وقال الحسين بن إسحاق، وإسحاق بن داود، عن عبد الله بن الصباح:"عن أبي عامر الهوزني" وهو عبد الله بن لُحَيٍّ، وقال النسائي، عن عبد الله بن الصباح:"عن أبي عامر" هكذا لم يسمه ولم ينسبه، وذكر المزي في "تحفة الأشراف" 4/ 180: أن أبا بكر بن أبي داود رواه عن عبد الله بن الصباح فسماه لقمان بن عامر الوصابي، ويغلب على ظننا أن نسبته الهوزني وهمٌ، والصواب أنه أبو عامر الوصابي، وسواء كان الوصابي أو الهوزني، فإسناد الحديث حسن من أجل الحجاج بن فرافصة.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(5782)، وابن حبان (5094)، والطبراني في "الكبير"(7637) من طريقين عن الجراح بن مليح البهراني، عن حاتم بن =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= حريث الطائي، قال: سمعت أبا أمامة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "العارية مؤداة، والمنيحة مردودة" وزاد ابن حبان والطبراني: "ومن وجد لِقْحةَ مُصرَّاةً، فلا يحل له صِرارها حتى يُريَها" وفي الطبراني: "حتى يَرُدَّها" وإسناده حسن.
وانظر ما بعده.
ويشهد للحديث بتمامه حديث أنس عند أبي داود (5115)، وابن ماجه (2399) و (2714)، والطبراني في "الشاميين"(620) و (621)، والدارقطني 4/ 70، والبيهقي 6/ 264 - 265، والخطيب في "المتفق والمفترق" 2/ 1046، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 7/ ورقة 342 و 342 - 343. وبعضهم يرويه مختصراً، وإسناده ضعيف لجهالة سعيد بن أبي سعيد راويه عن أنس بن مالك، وهو الساحلي البيروتي لا المقبري كما رجحناه في تعليقنا على الحديث الآتي برقم (22507).
ويشهد لقوله: "إن الله قد أعطى
…
" إلى قوله: "إلى يوم القيامة" حديث عمرو بن خارجة، سلف برقم (17663)، وإسناده ضعيف.
ولقوله: "الولد للفراش، وللعاهر الحجر" حديث أبي هريرة، سلف برقم (7262)، وانظر شواهده وشرحه هناك.
ولقوله: "ومن ادعى إلى غير أبيه، أو انتمى إلى غير مواليه، فعليه لعنة الله التابعة إلى يوم القيامة" حديث علي السالف برقم (615)، وهو في "الصحيحين"، وقد استوفينا ذكر شواهده عند حديث عبد الله بن عمرو السالف برقم (6592).
ولقوله: "لا تنفق المرأة شيئاً من بيتها إلا بإذن زوجها" حديث ابن عمر، سلف برقم (6681)، وإسناده حسن، وانظر شواهده هناك.
ولقوله: "العارية مؤداة، والمنيحة مردودة، والدِّين مقضي، والزعيم غارم" حديث سعيد بن أبي سعيد، عمن سمع النبي صلى الله عليه وسلم، سيأتي برقم (22507) وإسناده ضعيف. =
• 22295 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (1)، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ
= ولقوله: "العارية مؤداة" أيضاً حديث يعلى بن أمية السالف في مسنده برقم (17950)، ولفظه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا أتتك رسلي، فأعطهم ثلاثين درعاً، وثلاثين بعيراً، أو أقل من ذلك" فقاله له: العارية مؤداة يا رسول الله؟ قال: فقاله النبي صلى الله عليه وسلم: "نعم". وإسناده صحيح.
وقوله صلى الله عليه وسلم: "التابعة": قال السندي: أي التي يتبع بعضها بعضاً.
وقوله: "شيئاً من بيتها": أي من بيت تسكن فيه، وهو بيت الزوج، ومن ماله لا من مالها، يدل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم:"ذلك أفضل أموالنا" فأضاف المال إلى الأزواج، إذ الكلام مصروف إليهم. وانظر تعليقنا على حديث عبد الله بن عمرو السالف برقم (6681).
وقوله: "العارية مؤداة"، قال البغوي في "شرح السنة" 8/ 225: اختلف أهل العلم في ضمان العاريَّة، فذهب جماعةٌ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم إلى أنها مضمونة على المستعير، رُوي ذلك عن ابن عباس وأبي هريرة، وهو قول عطاء، وبه قال الشافعي وأحمد.
وذهب جماعة إلى أنها أمانة في يد المستعير، إلا أن يتعدَّى فيها، فيضمن بالتعدِّي، يُروى ذلك عن علي وابن مسعود، وهو قول شُريح والحسن وإبراهيم النَّخَعي، وبه قال سفيان الثوري وأصحاب الرأي وإسحاق بن راهويه.
وقال مالك: إن ظهر هلاكُه لم يضمن، وإن خفي هلاكُه ضمن.
وقوله: "المِنْحة مردودة": المِنْحة، بكسر فسكون: ما يمنح الرَّجلُ صاحبَه من أرضٍ يزرعها مُدَّةً، أو شاةٍ يشرب دَرَّها، أو شجرةٍ يأكل ثمرها، ثم يردُّها، فتكون منفعتُها له.
وقوله: "الزَّعيم غارم" فالزعيم: الكَفِيل، فكلُّ من تكفَّل ديناً عن الغير، عليه الغُرم.
(1)
وقع في (م) و (ق) زيادة: "حدثني أبي"، وهي زيادة مقحمة، والصواب حذفها كما في باقي الأصول، فإن الحديث من زيادات عبد الله بن أحمد على "مسند" أبيه.
ابْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ شُرَحْبِيلَ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:" الزَّعِيمُ غَارِمٌ "(1).
22296 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا حَرِيزٌ، حَدَّثَنَا سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ الْخَبَائِرِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ الْبَاهِلِيَّ يَقُولُ: مَا كَانَ يَفْضُلُ عَنْ أَهْلِ بَيْتِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم خُبْزُ الشَّعِيرِ (2).
22297 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا حَرِيزٌ (3)، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَيْسَرَةَ الْحَضْرَمِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ يَقُولُ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَةِ الرَّجُلِ الْوَاحِدِ لَيْسَ بِنَبِيٍّ مِثْلُ الْحَيَّيْنِ - أَوْ أَحَدِ
(1) إسناده حسن كسابقه.
وأخرجه تمام في "فوائده"(698)، وابن عدي في "الكامل" 1/ 289 من طريق عبد الله بن أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن عدي 1/ 289 من طريق عبد الله بن أحمد، عن هارون بن معروف، عن إسماعيل بن عياش، به.
وانظر ما قبله.
(2)
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو المغيرة: هو عبد القُدُّوس بن الحجاج الخَوْلاني الحِمْصي، وحريز: هو ابن عثمان الرَّحَبي الحمصي.
وهو مكرر (22244)، وقرن بأبي المغيرة أبا النضر هاشم بن القاسم الليثي البغدادي.
(3)
قوله: "حدثنا حريز" سقط من (م) وسائر الأصول الخطية عدا (ظ 5)، وما أثبتناه من (ظ 5) و"أطراف المسند" 6/ 23.
الْحَيَّيْنِ - رَبِيعَةَ وَمُضَرَ " فَقَالَ قَائِلٌ: إِنَّمَا رَبِيعَةُ مِنْ مُضَرَ! قَالَ: " إِنَّمَا أَقُولُ مَا أَقُوَّلُ " (1).
22298 -
حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ الْأَلْهَانِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُوصِي بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ (2).
22299 -
حَدَّثَنَا حَيْوَةٌ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنِي أَبُو رَاشِدٍ الْحُبْرَانِيُّ، قَالَ:
(1) صحيح بطرقه وشواهده دون قوله: "فقال قائل: إنما ربيعة من مضر
…
"، وقد سلف الكلام عليه في الرواية رقم (22215). أبو المغيرة: هو عبد القُدُّوس بن الحجاج الخَوْلاني.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(7638)، وفي "مسند الشاميين"(1079) من طريقين عن أبي المغيرة، بهذا الإسناد. وليس في روايته:"قال قائل: إنما ربيعة من مضر".
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن في الشواهد من أجل بقية -وهو ابن الوليد- وقد صرح بالسماع في جميع طبقات السند. حيوة بن شريح: هو ابن يزيد الحضرمي.
وأخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 37، والطبراني في "الكبير"(7523)، وفي "الشاميين"(822) و (823) من طرق عن بقية بن الوليد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(7630) من طريق يحيى بن أبي كثير، عن شداد أبي عمار، عن أبي أمامة، به. وإسناده تالف.
وفي الباب عن عبد الله بن عمر، سلف برقم (5577)، وانظر تتمة شواهده هناك.
أَخَذَ بِيَدِي أَبُو أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ قَالَ: أَخَذَ بِيَدِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ لِي: " يَا أَبَا أُمَامَةَ إِنَّ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ مَنْ يَلِينُ لِي قَلْبُهُ "(1).
22300 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ، (2) عَنْ لُقْمَانَ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" مَا مِنْ رَجُلٍ يَلِي أَمْرَ عَشَرَةٍ فَمَا فَوْقَ ذَلِكَ، إِلَّا أَتَى اللهَ مَغْلُولًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَدُهُ إِلَى عُنُقِهِ، فَكَّهُ بِرُّهُ، أَوْ أَوْبَقَهُ إِثْمُهُ، أَوَّلُهَا مَلَامَةٌ، وَأَوْسَطُهَا نَدَامَةٌ وَآخِرُهَا خِزْيٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "(3).
(1) إسناده ضعيف، تفرد به بقية -وهو ابن الوليد- وهو ضعيف عند التفرد. حيوة: هو ابن شريح يزيد الحضرمي، ومحمد بن زياد: هو الألهاني.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(7655)، وفي "الشاميين"(850)، وابن عدي في "الكامل" 2/ 504 و 509، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 8/ ورقة 297 من طرق عن بقية بن الوليد، بهذا الإسناد- بلفظ: "
…
يلين له قلبي".
وأخرجه كذلك أيضاً الطبراني في "الكبير"(7499)، وفي "الشاميين"(851) من طريق معلى بن الوليد القعقاعي، عن بقية، عن محمد بن زياد، عن راشد بن سعد عن أبي أمامة، فجعل راشداً بدلاً من أبي راشد. قال ابن حبان في ترجمة معلى من "الثقات": ربما أغرب، قلنا: وهذا منها، فقد خالف الجماعة عن بقية.
(2)
وقع في (م) وسائر النسخ الخطية التي بأيدينا: "يزيد بن مالك" وما أثبتاه من "أطراف المسند" 6/ 35، و"غاية المقصد" ورقة 188، و"جامع المسانيد" 4/ 351.
(3)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لاضطراب إسماعيل بن عياش فيه =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= كما سيأتي. أبو اليمان: هو الحكم بن نافع البَهْراني، ويزيد بن أبي مالك: هو يزيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك الهَمْداني.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(7724)، وفي "الشاميين"(1580) عن أبي زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي، عن أبي اليمان الحكم بن نافع، عن إسماعيل بن عياش، عن يزيد بن أَيهم، عن لقمان بن عامر، به. ويزيد بن أَيهم روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات".
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(7720) عن أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة الدمشقي، عن حيوة بن شريح الحضرمي، وأخرجه في "الكبير"(7720)، وفي "الشاميين"(1617) عن الحسن بن علي بن خلف الدمشقي، عن سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، كلاهما (حيوة وسليمان) عن إسماعيل ابن عياش، عن يزيد بن أبي مالك، عن سليم بن عامر، عن أبي أمامة. وسليم بن عامر -وهو الكَلاعي الخبائري- ثقة.
وأخرجه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(5749)، و"بغية الباحث"(599) عن إسماعيل بن أبي إسماعيل، عن إسماعيل بن عياش، عن يزيد بن مالك -وهو الكلاعي-، عن أبي أمامة.
وإسماعيل بن أبي إسماعيل، وهو المؤدب، واسم أبيه إبراهيم بن سليمان بن رزين، ضعيف.
وفي باب قوله صلى الله عليه وسلم: "ما من رجل يلي
…
أو أوبقه إثمه" عن أبي هريرة، سلف حديثه في مسنده برقم (9573).
وعن سعد بن عبادة، سيأتي في مسنده برقم (22456).
وعن عبادة بن الصامت، سيأتي في مسنده برقم (22758).
وعن ابن عباس عند الطبراني في "الكبير"(12689)، وفي "الأوسط"(288) و (6929)، وابن عدي في "الكامل" 3/ 1008، والحاكم 4/ 103.
وعن بريدة بن الحُصيب الأَسْلمي عند البزار (1641 - كشف الأستار)، والطبراني في "الأوسط"(4760). =
22301 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا السَّرِيُّ بْنُ يَنْعُمَ، حَدَّثَنِي عَامِرُ بْنُ جَشِيبٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: دُعِينَا إِلَى وَلِيمَةٍ وَهُوَ مَعَنَا، فَلَمَّا شَبِعَ مِنَ الطَّعَامِ، قَامَ، فَقَالَ: أَمَا إِنِّي لَسْتُ أَقُومُ مَقَامِي هَذَا خَطِيبًا، كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا شَبِعَ مِنَ الطَّعَامِ، قَالَ:" الْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، غَيْرَ مَكْفِيٍّ وَلَا مُسْتَغْنًى عَنْهُ "(1).
= وعن ثوبان مولى النبي صلى الله عليه وسلم عند الطبراني في "الأوسط"(9080)، وأبي نعيم في "الحلية" 6/ 118.
وعن أبي الدرداء عند ابن حبان (4525)، وعند الطبراني في "الأوسط" (663) لكن فيه: "ما من والي ثلاثة
…
إلخ". وأسانيدها جميعاً ضعيفة غير حديث أبي هريرة، فإسناده قوي.
ويشهد لقوله صلى الله عليه وسلم: "أولها ملامة، وأوسطها ندامة، وآخرها خزي يوم القيامة" حديث عوف بن مالك الأشجعي عند البزار (1597 - كشف الأستار)، والطبراني في "الكبير" 18/ (132)، وفي "الأوسط"(6743)، وفي "الشاميين"(1195). وإسناده صحيح.
(1)
صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عامر بن جَشِيب الحِمْصي، فقد أخرج له النسائي وأبو داود في "المراسيل"، وروى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ووثقه الدارقطني، وغير السَّرِيِّ بن يَنْعُم الجُبْلاني (نسبهَ إلى جبلان بن سهل: بطن من حمير) الشامي، فقد أخرج له النسائي، وروى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال ابن حجر في "التقريب": صدوق. أبو المغيرة: هو عبد القُدُّوس بن الحجاج الخَوْلاني.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(6895)، وفي "عمل اليوم والليلة"(283) عن أحمد بن يوسف، عن أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج، بهذا الإسناد. =
22302 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي مَرْيَمَ -، عَنْ حَبِيبِ بْنِ عُبَيْدٍ الرَّحَبِيِّ، أَنَّ أَبَا أُمَامَةَ دَخَلَ عَلَى خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ (1) فَأَلْقَى لَهُ وَسَادَةً، فَظَنَّ أَبُو أُمَامَةَ أَنَّهَا حَرِيرٌ، فَتَنَحَّى يَمْشِي الْقَهْقَرَي حَتَّى بَلَغَ آخِرَ السِّمَاطِ، وَخَالِدٌ يُكَلِّمُ رَجُلًا، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى أَبِي أُمَامَةَ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَخِي، مَا ظَنَنْتَ؟ أَظَنَنْتَ أَنَّهَا حَرِيرٌ؟ قَالَ أَبُو أُمَامَةَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَسْتَمْتِعُ بِالْحَرِيرِ مَنْ يَرْجُو أَيَّامَ اللهِ ". فَقَالَ لَهُ خَالِدٌ: يَا أَبَا أُمَامَةَ، أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ: اللهُمَّ غُفْرًا، أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم! بَلْ كُنَّا فِي قَوْمٍ مَا كَذَبُونَا وَلَا كُذِّبْنَا (2).
= وأخرجه الطبراني في "الكبير"(7472)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(468) من طريق بقية بن الوليد، عن السري بن ينعم الجُبلاني، به. وتحرف "السري بن ينعم الجبلاني" عند الطبراني إلى "بشر بن ينعم الخيلاني".
وانظر (22168).
(1)
خالد بن يزيد: هو ابن معاوية بن أبي سفيان القُرشي الأُموي، كان موصوفاً بالعلم والدِّين والعقل، ذُكِرَ للخلافة عند موت أخيه معاوية بن يزيد، فلم يَتِمَّ ذلك له، وغلب على الأمر مروان بن الحكم.
(2)
المرفوع منه صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي بكر بن عبد الله بن أبي مريم الغَسَّاني. أبو اليمان: هو الحكم بن نافع البَهْراني.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(7511)، وفي "الشاميين"(1460)، وأبو نعيم في "الحلية" 6/ 90 من طريق بقية بن الوليد، عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي مريم، بهذا الإسناد. واقتصروا على المرفوع منه. =
22303 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" وَعَدَنِي رَبِّي أَنْ يُدْخِلَ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعِينَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ وَلَا عَذَابٍ، مَعَ كُلِّ أَلْفٍ سبعين (1) أَلْفًا، وَثَلَاثَ حَثَيَاتٍ مِنْ حَثَيَاتِ رَبِّي "(2).
= وأخرجه الطبراني في "الكبير"(7510)، وفي "الشاميين"(2036)، عن بكر بن سهل الدِّمياطي، عن عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح، عن حبيب بن عبيد، به. واقتصر على المرفوع منه أيضاً. وفيه بكر بن سهل الدمياطي شيخ الطبراني، وقد تُكُلِّم فيه.
وأخرجه بنحوه ابن عساكر في "تاريخه" 8/ ورقة 300 من طريق يحيى بن حمزة، عن الوليد بن أبي السائب، عن الهيثم بن يزيد، عن أبي أمامة. وفيه الهيثم بن يزيد لم نقع له على ترجمة.
وانظر ما سلف برقم (22248).
وقوله: يمشي القَهْقَري: أي يمشي إلى الخَلْفِ من غير أن يُعِيدَ وَجْهَه إلى جهة مَشيِه.
وقوله: السِّماط، بكسر السين: هو الصَّفُّ من الناس، والمراد الجماعة الذين كانوا جلوساً في ذلك المجلس.
وقول أبي أمامة: أنت سمعت هذا إلخ: إنكار لما قاله خالد بن يزيد، أي: أَيُّ شيءٍ هذا السؤال منك؟!
(1)
في (م): "سَبْعُونَ"، والمثبت من سائر النسخ الخطية.
(2)
صحيح، وهذا إسناد حسن، إسماعيل بن عياش العَنْسي الحمصي صدوق حسن الحديث في روايته عن الشاميين، وهذا منها، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو اليمان: هو الحكم بن نافع البَهْراني الحمصي، ومحمد بن زياد: هو الأَلْهاني الحمصي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 11/ 471، وابن ماجه (4286)، والترمذي (437) =
22304 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ (1) الذَّمَارِيِّ (2)، عَنِ الْقَاسِمِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" مَنْ مَشَى إِلَى صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ وَهُوَ مُتَطَهِّرٌ، كَانَ لَهُ كَأَجْرِ الْحَاجِّ الْمُحْرِمِ، وَمَنْ مَشَى إِلَى سُبْحَةِ الضُّحَى، كَانَ لَهُ كَأَجْرِ الْمُعْتَمِرِ، وَصَلَاةٌ عَلَى إِثْرِ صَلَاةٍ لَا لَغْوَ بَيْنَهُمَا، كِتَابٌ فِي عِلِّيِّينَ ".
وقَالَ أَبُو أُمَامَةَ: الْغُدُوُّ وَالرَّوَاحُ إِلَى هَذِهِ الْمَسَاجِدِ مِنَ الْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللهِ (3).
= وابن أبي عاصم في "السنة"(589)، والطبراني في "الكبير"(7520)، وفي "الشاميين"(820)، والدارقطني في "الصفات"(50) و (51)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 329 من طرق عن إسماعيل بن عياش، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(7521)، والدارقطني في "الصفات"(53) من طريق بقية بن الوليد، عن محمد بن زياد، به. ووقع في رواية الدارقطني:"عن أبي أمامة، أو عن رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم" هكذا بالشك.
وأخرجه الدارقطني في "الصفات"(54) من طريق سليم بن عثمان، عن محمد بن زياد، به.
وانظر ما سلف برقم (22156).
(1)
تحرف في (م) إلى: "خالد".
(2)
تحرف في (م) و (ق) إلى: "الذهاري"، وصوبناه من (ظ 5) و (ر).
(3)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات غير إسماعيل بن عياش الحمصي، فهو صدوق في روايته عن أهل بلده، وهذا منها، وقد توبع.
أبو اليمان: هو الحكم بن نافع البَهْراني، والقاسم أبو عبد الرحمن: هو ابن عبد الرحمن الدمشقي. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرجه أبو داود (558) و (1288)، والطبراني في "الكبير"(7734) و (7735) و (7741) و (7753) و (7754) و (7755) و (7764)، وفي "الأوسط"(3286)، وفي "الشاميين"(878)، والبيهقي 3/ 63، والبغوي (472) من طرق عن يحيى بن الحارث الذماري، به. وقرن الطبراني في الموضع الثاني والأخير من "المعجم الكبير" بيحيى بن الحارث أبا مُعَيد حفص بن غيلان، ورواية أبي داود في الموضع الثاني والطبراني في الموضع الرابع والخامس من "الكبير" مقتصرة على قوله:"صلاة على إثر صلاة لا لغو بينهما كتاب في عليين"، ولفظ الطبراني في الموضع الثالث من "الكبير":"من صلى صلاة الغداة في جماعة، ثم جلس يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم قام فركع ركعتين، انقلب بأجر حجة وعمرة"، وتحرف في "الأوسط":"القاسم، عن أبي أمامة" إلى "القاسم بن أبي أمامة" ولفظة "لغو" إلى "آخر".
وأخرجه عبد الرزاق (152)، ومن طريقه الطبراني في "الكبير"(7975) عن المثنى بن الصبَّاح، عن القاسم الشامي، أن مولاة له -يقال لها: أم هاشم- أجلسته في الستر بدواة وقلم، وأرسلت إلى أبي أمامة، فسألته عن حديث حدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الوضوء، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول، فذكر الحديث. وفيه:"فإن خرج إلى صلاة مفروضة، كانت كحجة مبرورة، وإن خرج إلى صلاة تطوع، كانت كعمرة مبرورة". وفيه المثنى بن الصبَّاح الأَبْناوي، وهو وإن كان ضعيفاً يعتبر به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(7944) من طريق جعفر بن الزبير، عن القاسم بن عبد الرحمن، به. ولفظه:"ما من مسلمٍ يتوضَّأُ، فيُحسِنُ الوضوءَ، ثم يصلي المكتوبةَ، إلا كانت له كحَجَّةٍ، وإن صلى تَطوُّعاً، كانت له كعُمْرة" وفيه جعفر بن الزُّبير الدمشقي، وهو متروك الحديث.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(7578)، وفي "الشاميين"(1548) و (3412) عن إسحاق بن خالويه الواسطي، عن الوليد بن مسلم، قال: حدثني حفص بن غيلان، عن مكحول، عن أبي أمامة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من مشى =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= إلى صلاةٍ مكتوبة في الجماعة، فهي كحَجَّة، ومن مشى إلى صلاة تَطوُّعٍ، فهي كعُمْرةٍ تامَّة". وهذا إسناد رجاله ثقات خلا إسحاق بن خالويه الواسطي شيخ الطبراني فيه، فلم نعثر فيه على جرح أو تعديل، ومكحول قال أبو حاتم: لم يصح له سماع من أبي أمامة، وقال مرة: لم يره. قلنا: كذا قال أبو حاتم مع أن سِنَّه محتملة للسماع منه، فقد توفي سنة بضع عشرة ومئة ووفاة أبي أمامة كانت سنة ست وثمانين، ثم هو بَلدِيُّه أيضاً، وجاء دخوله عليه وسماعه منه بأسانيد جياد في "تاريخ أبي زرعة" 1/ 238 - 239 و 239، وفي "مسند الشاميين" (3448).
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(7649) و (7663) من طريق يعقوب بن حميد، عن مروان بن معاوية، عن الأحوص بن حكيم، عن أبي عامر عبد الله بن غابِر الأَلْهاني، عن أبي أمامة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"من صلى الصُّبْحَ في مسجد جماعةٍ، ثم مَكَثَ حتى يُسبِّحَ تَسْبيحة الضُّحى، كان له كأجر حاجٍّ ومُعتمِرٍ تامٍّ له حَجَّتُه وعُمْرتُه". وقرن في الموضع الأول بأبي أمامة عُتْبة بن عبدٍ. وفيه الأَحْوص بن حكيم، مختلف فيه، وقال الدارقطني: يعتبر به إذا حدث عنه ثقة، قلنا: وقد حدث عنه في هذا الحديث مروان بن معاوية الفزاري، وهو ثقة.
وقول أبي أمامة: الغُدوُّ والرَّواح إلى هذه المساجد من الجهاد في سبيل الله. أخرجه الطبراني في "الكبير"(7739) وفي "الشاميين"(879)، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 5/ ورقة 129 عن الحسين بن إسحاق التُّسْتَرِي، عن الحسين بن أبي السَّري العسقلاني، عن محمد بن شعيب، عن يحيى بن الحارث الذِّماري، عن القاسم، عن أبي أمامة. فذكره مرفوعاً.
وأخرجه ابن عساكر 18/ ورقة 48 من طريق ابن أبي السَّري، عن الوليد بن مسلم، عن يحيى بن الحارث، به. فذكره مرفوعاً أيضاً. وفي إسناديه جميعاً الحسين بن المُتوكِّل بن أبي السَّرِي العسقلاني، وهو ضعيف، فالصواب وقفه على أبي أمامة.
وفي الباب عن أنس بن مالك عند الترمذي (586)، ولفظه: "من صلى =
22305 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ (1)، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاتِكَةِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَمَّنْ رَأَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَاحَ إِلَى مِنًى يَوْمَ التَّرْوِيَةِ وَإِلَى جَانِبِهِ بِلَالٌ، بِيَدِهِ عُودٌ عَلَيْهِ ثَوْبٌ يُظِلُّ بِهِ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم (2).
= الغداةَ في جماعةٍ، ثم قعدَ يذكرُ الله حتى تَطْلُعَ الشمسُ، ثم صلى ركعتين، كانت له كأجر حَجَّةٍ وعُمْرةٍ" قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تامَّةٍ تامَّةٍ تامَّةٍ". وحسنه الترمذي مع أن في سنده أبا ظلال وهو ضعيف، وقال البخاري عنه: مقارب الحديث، وروى له تعليقاً، فهو يصلح للمتابعة.
وعن عبد الله بن عمر عند الطبراني في "الأوسط"(5598) قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى الفَجْرَ، لم يَقُمْ من مجلِسه حتى يُمكِنَه الصلاةُ، وقال:"من صلى الصُّبح، ثم جلس في مجلِسه حتى يُمكِنَه الصلاةُ، كانت بمنزلة عُمْرةٍ وحجَّة مُتقبَّلتينِ". وفي إسناده الفضل بن المُوفَّق بن أبي المُتَّئِد، وهو ضعيف.
(1)
تحرف في (م) و (ق) إلى: "حدثنا الوليد أبو مسلم"، وصوبناه من (ظ 5) و (ر).
(2)
إسناده ضعيف جداً، علي بن يزيد -وهو ابن أبي هلال الألهاني- متروك الحديث، وعثمان بن أبي العاتكة ضعيف. القاسم: هو ابن عبد الرحمن الدمشقي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(7888) من طريق عمرو بن عثمان الحمصي، عن الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد.
وفي الباب عن أم الحُصين الأَحمِسيَّة، سيأتي في مسندها 6/ 402، وهو في "صحيح مسلم"(1298)، ولفظه: قالت: حَجَجْتُ مع النبي صلى الله عليه وسلم حَجَّةَ الوداع، فرأيت أسامة بن زيد وبلالاً، وأحدُهما آخذ بخِطام ناقة النبي صلى الله عليه وسلم، والآخر رافعٌ ثوبَه يستُره من الحرِّ حتى رمى جَمْرةَ العقبة.
22306 -
حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ (1)، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ خُنَيْسٍ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْطَاةَ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا أُذِنَ لِعَبْدٍ فِي شَيْءٍ أَفْضَلَ مِنْ رَكْعَتَيْنِ يُصَلِّيهِمَا، وَإِنَّ الْبِرَّ لَيُذَرُّ فَوْقَ رَأْسِ الْعَبْدِ مَا دَامَ فِي صَلَاتِهِ، وَمَا تَقَرَّبَ الْعِبَادُ إِلَى اللهِ بِمِثْلِ مَا خَرَجَ مِنْهُ " يَعْنِي: الْقُرْآنَ (2).
(1) تحرف في (م) وسائر النسخ الخطية عدا (ظ 5) إلى: "حدثنا هاشم، عن القاسم"، والمثبت من (ظ 5) ومصادر التخريج.
(2)
إسناده ضعيف لضعف بكر بن خنيس وليث بن أبي سليم، ولانقطاعه، فان زيد بن أرطاة -وهو الفَزَاري الدمشقي- حديثه عن أبي أمامة مرسل كما قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 3/ 556، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 3/ ورقة 532، ثم قد اضطرب فيه على زيد بن أرطاة كما سيأتي.
وأخرجه الترمذي (2911)، ومحمد بن نصر المروزي في "تعظيم قدر الصلاة"(178)، وفي "قيام الليل- مختصره"(37) و (207)، والطبراني في "الكبير"(7657)، والخطيب في "تاريخه" 7/ 88 و 12/ 220 من طرق عن أبي النضر هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد. ورواية المروزي في الموضع الثاني من "قيام الليل" مختصرة بالجملة الأخيرة منه، وتحرف "بكر بن خنيس" في الموضع الثاني من "تاريخ بغداد" إلى: بكر بن جبير.
وأخرجه مختصراً الطبراني في "الكبير"(7656) من طريق الحسن بن عرفة، وابن أبي شيبة 2/ 386، كلاهما (الحسن بن عرفة وابن أبي شيبة) عن حفص بن غياث، عن ليث، عن عيسى، عن زيد بن أرطاة، به بلفظ:"ما أوتي عبد في هذه الدنيا خيراً له من أن يؤذن له في ركعتين يصليهما". وليس في رواية الطبراني: ليث -وهو ابن أبي سليم- بين حفص بن غياث وعيسى. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وعيسى هذا: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي فيما يغلب على ظننا.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(1614) من طريق أبي بكر بن عياش، عن ليث، عن عيسى، عن زيد بن أرطاة، عن جبير بن نوفل. وقوله فيه:"عن جبير بن نوفل" من أوهام ليث -وهو ابن أبي سليم-، فإنه سيئ الحفظ.
وأخرج القطعة الأخيرة منه الترمذي (2912) عن إسحاق بن منصور، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن معاوية بن صالح، عن العلاء بن الحارث، عن زيد بن أرطاة، عن جبير بن نفير، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنكم لا ترجعون إلى الله بشيء أفضل مما خرج منه" يعني القرآن. وهذا إسناد مرسل رجاله ثقات إلا أن العلاء بن الحارث خولط بآخرة، وقال البخاري في "خلق أفعال العباد" (509): وهذا الخبر لا يصح لإرساله وانقطاعه.
ووصله الحاكم 2/ 441، وعنه البيهقي في "الأسماء والصفات" ص 236 من طريق عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح، عن العلاء بن الحارث، عن زيد بن أرطاة، عن جبير بن نفير، عن عقبة بن عامر. وفيه عبد الله بن صالح كاتب الليث، وهو سيئ الحفظ، وقد خالف في وصله عبدَ الرحمن بن مهدي، فإنه قد أرسله كما سلف.
ووصله أيضاً الحاكم 1/ 555، وعنه البيهقي في "الأسماء والصفات"(236) عن عبد الله بن محمد بن زياد، عن جده أحمد بن عبد الله، عن سلمة بن شبيب، عن أحمد بن حنبل، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن معاوية بن صالح، عن العلاء بن الحارث، عن زيد بن أرطاة، عن جبير بن نفير، عن أبي ذر الغفاري. قلنا: ووصله خطأ ممن دون أحمد، فإن عبد الله بن أحمد قد رواه في "الزهد" ص 35، وفي "السنة" 1/ 140، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن مهدي بإسناده إلى جبير بن نفير مرسلاً. وهو الصواب، والله أعلم.
وقوله: "إن البِرَّ ليُذَرُّ" على بناء المفعول، والذَّرُّ: مصدر ذرَرْتُ، وهو أخذُك الشيء بأطراف أصابعك، ثم نَثْرُه على الشيء؛ كَذَرِّك المِلْحَ المسحوق على الطعام.
22307 -
حَدَّثَنَا الْهَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا الْفَرَجُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ الْقَاسِمِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ اللهَ بَعَثَنِي رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ، وَأَمَرَنِي رَبِّي بِمَحْقِ الْمَعَازِفِ وَالْمَزَامِيرِ وَالْأَوْثَانِ وَالصُّلُبِ، وَأَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ.
وَحَلَفَ رَبِّي عز وجل بِعِزَّتِهِ: لَا يَشْرَبُ عَبْدٌ مِنْ عَبِيدِي جَرْعَةً مِنْ خَمْرٍ إِلَّا سَقَيْتُهُ مِنَ الصَّدِيدِ مِثْلَهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، مَغْفُورًا لَهُ أَوْ مُعَذَّبًا، وَلَا يَسْقِيهَا صَبِيًّا صَغِيرًا ضَعِيفًا مُسْلِمًا إِلَّا سَقَيْتُهُ مِنَ الصَّدِيدِ مِثْلَهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، مَغْفُورًا لَهُ أَوْ مُعَذَّبًا، وَلَا يَتْرُكُهَا مِنْ مَخَافَتِي إِلَّا سَقَيْتُهُ مِنْ حِيَاضِ الْقُدُسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلَا يَحِلُّ بَيْعُهُنَّ وَلَا شِرَاؤُهُنَّ، وَلَا تَعْلِيمُهُنَّ وَلَا تِجَارَةٌ فِيهِنَّ وَثَمَنُهُنَّ حَرَامٌ " يَعْنِي: الضَّارِبَاتِ (1).
22308 -
حَدَّثَنَا حُجَيْنُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي سَلَمَةَ الْمَاجِشُونَ -، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَطِيَّةَ بْنِ دِلَافٍ الْمُزَنِيِّ، لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " تَخْرُجُ الدَّابَّةُ فَتَسِمُ النَّاسَ عَلَى خَرَاطِيمِهِمْ، ثُمَّ يَغْمُرُونَ فِيكُمْ حَتَّى يَشْتَرِيَ الرَّجُلُ
(1) إسناده ضعيف جداً، فرج -وهو ابن فضالة بن النعمان التنوخي- ضعيف، وعلي بن يزيد -وهو الألهاني- ضعيف بمرة. القاسم أبو عبد الرحمن: هو ابن عبد الرحمن الدمشقى صاحب أبي أمامة.
وانظر (22218).
الْبَعِيرَ، فَيَقُولُ: مِمَّنْ اشْتَرَيْتَهُ؟ فَيَقُولُ: اشْتَرَيْتُهُ مِنْ أَحَدِ الْمُخَطَّمِينَ ". وقَالَ يُونُسُ - يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدٍ -: ثُمَّ يَعْمُرُونَ (1) فِيكُمْ، وَلَمْ يَشُكَّ، قَالَ: فَرَفَعَهُ (2).
22309 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ - يَعْنِي ابْنَ الْمُبَارَكِ - أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " عَائِدُ الْمَرِيضِ يَخُوضُ فِي الرَّحْمَةِ - وَوَضَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدَهُ عَلَى وَرِكِهِ، ثُمَّ قَالَ هَكَذَا مُقْبِلًا وَمُدْبِرًا - وَإِذَا جَلَسَ عِنْدَهُ غَمَرَتْهُ الرَّحْمَةُ "(3).
(1) في (م) و (ق) و (ر): يغمرون بالغين المعجمة، وهو خطأ، إذ لا فرق حينئذ بينها وبين رواية حجين، وما أثبتناها من نسخة (ظ 5) فقد جاءت فيها مضبوطة مجوَّدة.
(2)
إسناده صحيح، عمر بن عبد الرحمن بن عطية، روى عنه جمع ووثقه علي ابن المديني كما في "سؤالات" محمد بن أبي شيبة (114)، وابن حبان في "الثقات"، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد العزيز: هو ابن عبد الله ابن أبي سلمة الماجشون.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 6/ 172، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 124 من طريق عبد الله بن صالح، والبغوي في "الجعديات"(3027) عن بشر بن الوليد، كلاهما عن عبد العزيز الماجشون، بهذا الإسناد مرفوعاً دون شكٍّ.
قوله: "يغمرون فيكم" من الغَمْرة: وهي الزحمة من الناس، والجمع غِمار.
وغمرة الناس: جماعتهم ولفيفهم وزحمتهم. انظر "لسان العرب"(غمر).
قوله: "يعمَّرون" في رواية يونس، أي: تطول أعمارهم.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7937).
(3)
إسناده ضعيف جداً، عبيد الله بن زحر -وهو الإفريقي-، وعلي بن =
22310 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ سِنَانِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ شَهْرٍ - يَعْنِي ابْنَ حَوْشَبٍ -، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ، فَمَضْمَضَ ثَلَاثًا، وَاسْتَنْشَقَ ثَلَاثًا، وَغَسَلَ وَجْهَهُ، وَكَانَ يَمْسَحُ الْمَأْقَيْنِ مِنَ الْعَيْنِ (1)، قَالَ: وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَمْسَحُ رَأْسَهُ مَرَّةً وَاحِدَةً، وَكَانَ يَقُولُ:" الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ "(2).
= يزيد -وهو الألهاني- ضعيفان. القاسم: هو ابن عبد الرحمن الدمشقي.
وأخرجه البيهقي في "الشعب"(9205) من طريق سعيد بن يعقوب الطالقاني، عن ابن المبارك، بهذا الإسناد مختصراً.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(7854)، ومن طريقه الشجري في "الأمالي" 2/ 286 من طريق سعيد بن أبي مريم، عن يحيى بن أيوب، به بلفظ:"عائد المريض يخوض في الرحمة" ووضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه على ركبتيه، ثم قال:"فإذا جلس عنده غمرته الرحمة، ومن تمام عيادة المريض أن يضع أحدكم يده على وجهه أو على يده، فيسأله كيف هو، وتمام محبتكم بينكم المصافحة" قلنا: وقوله: "ومن تمام عيادة المريض
…
" إلخ سلف هذا الحرف برقم (22236).
ومتن الحديث حسن قد روي عن غير ما صحابي. انظر حديث أنس بن مالك، السالف برقم (12782)، وذكرت شواهده هناك.
قال السندي: قوله: "على وركه" لبيان أنه يخوض إلى الورك.
"غمرته" من غمره البحر كنصر إذا علاه.
(1)
قوله: "من العين" كذا في (م)، ولم ترد في سائر النسخ الخطية.
(2)
صحيح لغيره دون قوله: "والأذنان من الرأس والمسح على المأقين" وهذا إسناد ضعيف قد سلف الكلام عليه عند الرواية (22223). يحيى بن إسحاق: هو البَجَلي السَّيْلَحيني.
22311 -
حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْبَكَّائِيُّ، حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: جَاءَتْ امْرَأَةٌ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَعَهَا ابْنَانِ لَهَا وَهِيَ حَامِلٌ، فَمَا سَأَلَتْهُ يَوْمَئِذٍ شيئاً (1) إِلَّا أَعْطَاهَا، ثُمَّ قَالَ:" حَامِلَاتٌ وَالِدَاتٌ رَحِيمَاتٌ، لَوْلَا مَا يَأْتِينَ إِلَى أَزْوَاجِهِنَّ، دَخَلْنَ الْجَنَّةَ "(2).
22312 -
حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَغَيْرُهُ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ، عَنْ حَسَّانَ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" الْحَيَاءُ وَالْعِيُّ شُعْبَتَانِ مِنَ الْإِيمَانِ، وَالْبَذَاءُ وَالْبَيَانُ شُعْبَتَانِ مِنَ النِّفَاقِ "(3).
(1) لفظة "شيئاً" لم ترد في (م) و (ق) و (ر)، وأثبتناها من (ظ 5).
(2)
إسناده ضعيف لانقطاعه، فإن سالم بن أبي الجعد الأشجعي الكوفي لم يسمعه من أبي أمامة كما جاء التصريح به في الرواية (22173)، وحكى الترمذي في "العلل الكبير" 2/ 963 عن البخاري أنه قال: ما أرى سمع من أبي أمامة. وشريك (*) - وهو ابن عبد الله النخعي القاضي - سيئ الحفظ. منصور: هو ابن المعتمر السُّلمي الكوفي.
(3)
حديث صحيح دون قوله: والعي والبيان، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه بين حسان بن عطية وبين أبي أمامة، فإنه لم يسمع منه كما جزم به المزي في "تحفة الأشراف" 4/ 162 وفي "تهذيب الكمال" 13/ 159، وقال العلائي في "جامع التحصيل": روى عن أبي أمامة، وقيل: لم يسمع منه، قال أبو زرعة العراقي في "تحفة التحصيل": ذكره ابن حبان في طبقة أتباع التابعين 6/ 223، فدل على أنه لم يصح عنده سماعه من أحد من الصحابة. قلنا: ويؤيد ذلك أنه قد روى عن غير واحد من الصحابة سوى أبي أمامة الباهلي، =
(*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: لم أرَ (شريكا) في الإسناد أصلا، والله أعلم
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= منهم: عمرو بن العاص وأبو الدرداء وأبو واقد الليثى وجابر بن عبد الله، وكل هؤلاء أما أنه لم يدركهم أو لم يسمع منهم، فيما نص عليه غير واحد من أهل العلم، وكنا قد ذهلنا عن هذه العلة في إسناده في تعليقنا على "شرح مشكل الآثار"، فليستدرك من هنا.
حسين بن محمد: هو ابن بهرام التميمي المَرُّوذي.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2983)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 7 من طريق حسين بن محمد المروذي، بهذا الإسناد. ورواية ابن قانع مختصرة بالشطر الثاني من الحديث.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" 11/ 44، وفي "الإيمان"(118)، والترمذي (2027)، وحسنه، وابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق"(74)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(3059)، والطحاوي (2984)، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 49، والحاكم 1/ 8 - 9 و 52، والبيهقي في "شعب الإيمان"(7706)، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة"(3394) من طرق عن أبي غسان محمد بن مُطَرِّف، به. ورواية ابن أبي شيبة مختصرة بالشطر الأول منه، ووقع في رواية الحاكم في الموضع الثاني:"والجفاء" بدل "والبيان".
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف في مسنده برقم (10512)، ولفظه:"الحياءُ من الإيمان، والإيمان في الجنَّة، والبَذاءُ من الجَفاء، والجَفاءُ في النار" وهو حديث صحيح.
ومثله عن أبي بكرة نفيع بن الحارث، أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(1314)، وابن ماجه (4184)، وابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق"(72)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3206)، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 48، وابن حبان (5704)، والحاكم 1/ 52، وأبو نعيم في "الحلية" 3/ 60 من طرق عن هشيم بن بشير الواسطي، عن منصور بن زاذان، عن الحسن بن أبي الحسن البصري، عن أبي بكرة، ورجاله ثقات ويتقوى بما قبله.
وفي باب الحياء من الإيمان، عن ابن عمر، سلف في مسنده برقم =
22313 -
حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا عُمَارَةُ - يَعْنِي ابْنَ زَاذَانَ -، حَدَّثَنِي أَبُو غَالِبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُوتِرُ بِتِسْعٍ، حَتَّى إِذَا بَدَُنَ وَكَثُرَ لَحْمُهُ، أَوْتَرَ بِسَبْعٍ، وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ، فَقَرَأَ بِـ {إِذَا زُلْزِلَتْ} ، وَ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} (1).
= (4554)، وقد ذكرنا شواهده هناك، وبعضها في "الصحيح".
قال الإمام الترمذي: والعِي: قلة الكلام، والبَذاء: هو الفحش في الكلام، والبيان: هو كثرة الكلام مثل هؤلاء الخطباء الذين يخطبون، فيوسِّعون في الكلام، ويتفصحون فيه من مدح الناس فيما لا يرضي الله. وقال علي القاري: المراد بالعي في هذا المقام هو السكوت عما فيه إثم من النثر أو الشعر، لا ما يكون للخلل في اللسان.
وقال في "المجمع": العي: التحير في الكلام، وأراد به ما كان بسبب التأمل في المقال والتحرز عن الوبال.
وقوله: "شعبتان من الإيمان": أي أثران من آثاره، بمعنى أن المؤمن يحملُه الإيمان على الحياء، فيترك القبائح حياءً من الله، ويمنعُه من الاجتراءِ على الكلام شَفَقاً من عَثْرِ اللسان والوقيعة في البُهتان.
وقوله: "والبَذاء": هو ضد الحياء، وقيل: فُحْش الكلام.
وقوله: "والبيان"، أي: فصاحة اللسان الزائدة عن مقدار حاجة الإنسان، من التعمق في النطق وإظهار التفاصح للتقدم على الأعيان.
وقوله: "شعبتان من النفاق" بمعنى أنهما خَصْلتان منشؤهما النفاق أو مؤديان إليه. انظر "فيض القدير" 3/ 428.
(1)
صحيح لغيره، دون تعيين قراءة النبي صلى الله عليه وسلم في الركعتين بعد الوتر، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد من أجل أبي غالب البصري نزيل أصبهان وعمارة بن زاذان الصيدلاني، فهما ممن يعتبر بهما في المتابعات والشواهد. حسن بن موسى: هو الأشيب البغدادي. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرجه محمد بن نصر المروزي في "الوتر- مختصره"(55) من طريق شيبان بن أبي شيبة، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 290 من طريق الخَصيب بن ناصح، وابن عدي 5/ 1735، والبيهقي 3/ 33 - 34 من طريق عبد الواحد بن غياث، والطبراني في "الكبير"(8064) من طريق خالد بن خداش وعاصم بن علي وأبي الوليد الطيالسي، كلهم عن عمارة بن زاذان، بهذا الإسناد. وزاد الطبراني في روايته في القراءة فيهما:{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ، ووقع في رواية البيهقي:"كان يوتر بسبع، حتى إذا بدن وكثر لحمه أوتر بثلاث" وهو تحريف فيما يغلب على ظننا، لأن البيهقي إنما رواه من طريق ابن عدي عن أبي يعلى أحمد بن علي الموصلي، وجاءت الرواية عند ابن عدي في "الكامل" وأبي يعلى الموصلي في "مسنده الكبير" كما في "إتحاف الخيرة" (2417) على الصواب: كان يوتر بتسع، حتى إذا بدن وكثر لحمه أوتر بسبع.
وأخرجه الطبراني (8066) من طريق أبي قبيصة، عن أبي غالب، عن أبي أمامة، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر بتسع، فلما ثقل أوتر بسبع.
وسلف الحديث مختصراً من طريق عبد العزيز بن صهيب، عن أبي غالب برقم (22246).
وأخرجه ابن خزيمة (1079) و (1105) من طريق مؤمل بن إسماعيل، والطحاوي 1/ 341 من طريق أبي غسان مالك بن إسماعيل النهدي، والبيهقي 3/ 33 من طريق إسحاق بن يوسف، ثلاثتهم عن عمارة بن زاذان، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر بتسع ركعات، فلما أسنّ وثقل، أوتر بسبع، وصلّى ركعتين وهو جالس، فقرأ فيهما الرحمن والواقعة. قال أنس: ونحن نقرأ بالسور القصار: {إِذَا زُلْزِلَتِ} ، و {قُلْ يَا أَيُّهَا الكَافِرُونَ} ونحوهما. قلنا: وهذا من اضطراب عمارة بن زاذان فيه.
وللحديث شاهد من حديث عائشة، سيأتي في مسندها برقم (24269)، وهو في "صحيح مسلم" (746). ووقع زيادة قراءة:{قُلْ يَا أَيُّهَا الكَافِرُونَ} ، و {إِذَا زُلْزِلَتِ} في صلاة الركعتين بعد الوتر في حديث عائشة عند ابن خزيمة =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= (1104) من طريق أبي حرة واصل بن عبد الرحمن، عن الحسن، عن سعد بن هشام الأنصاري، عنها. وفي حديث أبي حرة عن الحسن ضعف.
وفي الباب أيضاً عن أنس بن مالك عند الدارقطني 2/ 41، والبيهقي 3/ 33 ولفظه: أن النبي كان يصلي بعد الوتر الركعتين وهو جالس، يقرأ في الركعة الأولى بأم القرآن و {إِذَا زُلْزِلَتِ} ، وفي الثانية {قُلْ يَا أَيُّهَا الكَافِرُونَ} . وإسناده ضعيف، فيه بقية بن الوليد وعتبة بن أبي حكيم، وهما ضعيفان.
وعن أم سلمة، سيأتي في مسندها برقم (26553) ولفظه: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي بعد الوتر ركعتين خفيفتين وهو جالس، وإسناده حسن.
وعن ثوبان مولى النبي صلى الله عليه وسلم عند الدارمي (1602)، والبزار (692 - كشف الأستار)، وابن خزيمة (1106) الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 341، وابن حبان (2577)، والطبراني (1410)، والدارقطني 2/ 39. ولفظه: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، فقالا:"إن هذا السفر جهد وثقل، فإذا أوتر أحدكم، فليركع ركعتين، فإن استيقظ، وإلا كانتا له". وإسناده صحيح.
قلنا: في صلاة الركعتين بعد الوتر خلاف بين أهل العلم، قال النووي في "شرح صحيح مسلم" 6/ 21 معلقاً على حديث عائشة: الصواب أن هاتين الركعتين فعلهما صلى الله عليه وسلم بعد الوتر جالساً لبيان جواز الصلاة بعد الوتر، وبيان جواز النفل جالساً، ولم يواظب على ذلك، بل فعله مرة أو مرتين أو مرات قليلة، ولا تغتر بقولها:"كان يصلي" فإن المختار الذي عليه الأكثرون والمحققون من الأصوليين أن لفظة "كان" لا يلزم منها الدوام ولا التكرار، وإنما هي فعل ماض يدل على وقوعه مرة، فإن دلَّ دليل على التكرار، عمل به، وإلا فلا تقتضيه بوضعها
…
قال: وإنما تأولنا حديث الركعتين جالساً، لأن الروايات المشهورة في "الصحيحين" وغيرهما عن عائشة مع روايات خلائق من الصحابة في "الصحيحين" مصرحة بأن آخر صلاته صلى الله عليه وسلم في الليل كان وتراً، وفي "الصحيحين" أحاديث كثيرة مشهورة بالأمر بجعل آخر صلاة الليل وتراً، منها: =
22314 -
حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، قَالَ: سَمِعْتُ صَفْوَانَ بْنَ سُلَيْمٍ يَقُولُ: دَخَلَ أَبُو أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ دِمَشْقَ، فَرَأَى رُؤُوسَ حَرُورَاءَ قَدْ نُصِبَتْ، فَقَالَ: كِلَابُ النَّارِ، كِلَابُ النَّارِ - ثَلَاثًا - شَرُّ قَتْلَى تَحْتَ ظِلِّ السَّمَاءِ، خَيْرُ قَتْلَى مَنْ قَتَلُوا. ثُمَّ بَكَى، فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا أَبَا أُمَامَةَ، هَذَا الَّذِي تَقُولُ مِنْ رَأْيِكَ، أَمْ سَمِعْتَهُ؟ قَالَ: إِنِّي إِذًا لَجَرِيءٌ، كَيْفَ أَقُولُ هَذَا عَنْ رَأْيٍ؟! قَالَ: قَدْ سَمِعْتُهُ غَيْرَ مَرَّةٍ وَلَا مَرَّتَيْنِ. قَالَ: فَمَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: أَبْكِي لِخُرُوجِهِمْ مِنَ الْإِسْلَامِ، هَؤُلَاءِ الَّذِينَ تَفَرَّقُوا، وَاتَّخَذُوا دِينَهُمْ شِيَعًا (1).
22315 -
حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ أَبِي مَالِكٍ، قَالَ: دَخَلَ رَجُلٌ الْمَسْجِدَ فَصَلَّى، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَلَا رَجُلٌ يَتَصَدَّقُ عَلَى هَذَا فَيُصَلِّيَ مَعَهُ " قَالَ: فَقَامَ رَجُلٌ، فَصَلَّى مَعَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " هَذَانِ
= "اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وتراً" و"صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خفتَ الصبح، فأوتر بواحده" وغير ذلك، فكيف يظن به صلى الله عليه وسلم مع هذه الأحاديث وأشباهها أنه يداوم على الركعتين بعد الوتر ويجعلهما آخر صلاة الليل؟! وإنما معناه ما قدمناه من بيان الجواز.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد منقطع، فإن صفوان بن سُلَيم الزُّهْري المدني لم يسمع من أبي أمامة الباهلي، وقد روي متصلاً عن أبي أمامة من غير هذا الوجه. أنس بن عياض: هو أبو ضمرة الليثي المدني.
وأخرجه عبد الله بن أحمد في "السنة"(1546) عن أبيه، بهذا الإسناد.
وانظر ما سلف برقم (22151).
جَمَاعَةٌ " (1).
22316 -
حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم نَحْوَهُ، وَقَالَ:" هَذَانِ جَمَاعَةٌ "(2).
22317 -
حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ حَدَّثَنَا عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ بَدَأَ بِالسَّلَامِ، فَهُوَ أَوْلَى بِاللهِ وَبِرَسُولِهِ "(3).
22318 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ
(1) حديث صحيح، وهذا مرسل إسناده صحيح رجاله ثقات. هشام بن سعيد: هو الطَالْقاني، وابن المبارك: هو عبد الله، والوليد بن أبي مالك: هو الوليد بن عبد الرحمن بن أبي مالك الهَمْداني، وقد ينسب لجدِّه.
وانظر (22189).
(2)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف جداً، عبيد الله بن زحر -وهو الضَّمري الإفريقي-، ضعيف، وعلي بن يزيد -وهو ابن أبي هلال الأَلهاني- واهي الحديث. علي بن إسحاق: هو السُّلمي المروزي، وابن المبارك: هو عبد الله، ويحيى بن أيوب: هو الغافقي المصري، والقاسم: هو ابن عبد الرحمن الدمشقي.
وانظر (22189).
(3)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف جداً. وهو مكرر (22252) إسناداً ومتناً.
وانظر (22192).
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " أَرْبَعٌ تَجْرِي عَلَيْهِمْ أُجُورُهُمْ بَعْدَ الْمَوْتِ: رَجُلٌ مَاتَ مُرَابِطًا فِي سَبِيلِ اللهِ، وَرَجُلٌ عَلَّمَ عِلْمًا، فَأَجْرُهُ يَجْرِي عَلَيْهِ مَا عُمِلَ بِهِ، وَرَجُلٌ أَجْرَى صَدَقَةً، فَأَجْرُهَا يَجْرِي عَلَيْهِ مَا جَرَتْ عَلَيْهِمْ (1)، وَرَجُلٌ تَرَكَ وَلَدًا صَالِحًا يَدْعُو لَهُ "(2).
22319 -
حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَهُ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ:" وَمَنْ عَلَّمَ عِلْمًا، أُجْرِيَ لَهُ مِثْلُ مَا عَلَّمَ "(3).
° 22320 - قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّ يَدِهِ: حَدَّثَنِي مَهْدِيُّ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّمْلِيُّ، حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ، عَنِ السَّيْبَانِيِّ (4) - وَاسْمُهُ يَحْيَى بْنُ أَبِي عَمْرٍو - عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللهِ الْحَضْرَمِيِّ
(1) في (م): "عليه"، وما أثبتناه من (ظ 5) و (ر).
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الراوي له عن أبي أمامة، وابن لهيعة -وهو عبد الله الحضرمي المصري- سيئ الحفظ، لكن رواية عبد الله بن المبارك عنه ارتضاها بعض أهل العلم. يحيى بن إسحاق: هو البَجَلي السَّيْلَحيني.
وانظر (22247).
(3)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف سلف الكلام عليه في الرواية (22247).
حسن: هو ابن موسى الأَشْيب.
(4)
تصحفت في (م) وسائر النسخ الخطية عدا (ظ 5) إلى: "الشيباني"، والمثبت من (ظ 5).
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الدِّينِ ظَاهِرِينَ، لَعَدُوِّهِمْ قَاهِرِينَ، لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ إِلَّا مَا أَصَابَهُمْ مِنْ لَأْوَاءَ، حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللهِ وَهُمْ كَذَلِكَ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَأَيْنَ هُمْ؟ قَالَ:" بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ، وَأَكْنَافِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ "(1).
(1) حديث صحيح لغيره دون قوله: "قالوا: يا رسول الله، وأين هم
…
إلخ"، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عمرو بن عبد الله السَّيْباني الحضرمي، فقد تفرد بالرواية عنه يحيى بن أبي عمرو السيباني، ولم يوثقه غير ابن حبان والعجلي. ضمرة: هو ابن ربيعة الفلسطيني.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(7643)، وفي "الشاميين"(860) من طريق عيسى بن محمد بن إسحاق بن النحاس، عن ضمرة بن ربيعة، بهذا الإسناد.
وفي باب قوله صلى الله عليه وسلم: "لا تزال طائفة من أمتي
…
وهم كذلك" عن أبي هريرة، سلف برقم (8274)، وانظر تعليقنا على الحديث وتتمة شواهده هناك، وبعضها في "الصحيحين".
وفي باب قوله صلى الله عليه وسلم: "هم ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس" عن مُرَّةَ البَهْزي، أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/ 298 - 299، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه" 1/ لوحة 93 - 94، والطبراني في "الكبير" 20/ (754)، ومن طريقه ابن عساكر أيضاً 1/ لوحة 94 من طريق يحيى بن أبي عمرو السَّيْباني، عن أبي وعلة شيخ من عَكٍّ، عن كريب السَّحُولي، عن مُرَّةَ البَهْزِي مرفوعاً. هكذا رواه يعقوب بن سفيان، فقال فيه: عن أبي وعلة شيخ من عَكٍّ -وقد تحرف في المطبوع إلى: ابن وعلة-، وأما الطبراني، فقال فيه: عن أبي زرعة الوعلاني. وقد صَوَّب الحافظ ابن عساكر الرواية الأولى. قلنا: وأبو وعلة هذا مجهول لا يعرف، تفرد بالرواية عنه أبو زرعة يحيى بن أبي =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= عمرو السَّيْباني، وأورده البخاري في الكنى من "التاريخ الكبير" 9/ 78 وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 9/ 452، ولم يذكرا فيه جرحاً أو تعديلاً. وشيخه كريب السَّحُولي: هو ابن أبرهة بن الصباح الأَصبحي المصري، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان والعجلي في "الثقات".
وعن أبي هريرة، أخرجه أبو يعلى (6417)، والطبراني في "الأوسط"(47)، وابن عدي في "الكامل" 7/ 2545، والقاضي عبد الجبار الخولاني في "تاريخ داريا" ص 60، وتمام الرازي في "فوائده"(1551)، وابن عساكر في "تاريخه" 1/ ورقة 114 - 115 و 115 من طرق عن إسماعيل بن عياش، عن الوليد بن عباد، عن عامر بن عبد الواحد الأحول، عن أبي صالح الخولاني، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أبواب دمشق وما حولها، وعلى أبواب بيت المقدس وما حولها، لا يضرهم خذلان من خذلهم، ظاهرين على الحق إلى يوم القيامة" إلا أن القاضي عبد الجبار الخولاني قال في إسناده: "عن عاصم الأحول، عن أبي مسلم الخولاني" وهو تصحيف كما قال الحافظ ابن عساكر. وقال الطبراني عقب
الحديث: لم يروه عن عامر الأحول إلا الوليد بن عباد، تفرد به إسماعيل بن عياش. وقال ابن عدي: وهذا الحديث بهذا اللفظ ليس يرويه غير ابن عياش عن الوليد بن عباد.
قلنا: والوليد بن عباد هذا مجهول لا يعرف، وأبو صالح الخولاني لم يرو عنه غير عامر الأحول والوضين بن عطاء، وقال أبو حاتم في "الجرح والتعديل" 9/ 392: لا بأس به.
وأخرجه ابن عساكر 1/ 116 وجادة من طريق الهيثم بن حميد، عن يزيد الحميري، عن أبي هريرة مرفوعاً. ويزيد -وهو ابن زياد- الحميري جَهَّله أبو حاتم 9/ 262 وغيره، وفي إسناده أيضاً من لم نقف له على ترجمة.
وأخرجه أبن عساكر 1/ ورقة 116 من طريق السَّرِي بن يحيى، عن الحسن ابن أبي الحسن البصري، عن أبي هريرة رفعه بزيادة منكرةً وقال عقبه: وهذا =
° 22321 - قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّ يَدِهِ - وَأَظُنُّ أَنِّي قَدْ سَمِعْتُهُ أَنَا مِنَ الْحَكَمِ -: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ (1) مُطَّرِحِ بْنِ يَزِيدَ الْكِنَانِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ:" ظِلُّ فُسْطَاطٍ فِي سَبِيلِ اللهِ، أَوْ خِدْمَةُ خَادِمٍ فِي سَبِيلِ اللهِ، أَوْ طَرُوقَةُ فَحْلٍ فِي سَبِيلِ اللهِ "(2).
آخِرُ حَدِيثِ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ
= وهذا إسنادٌ غريب، وألفاظٌ غريبةٌ جداً. قلنا: الحسن البصري مدلس وقد عنعنه، وفي إسناده أيضاً من لم نعثر له على ترجمة.
(1)
تحرف في (م) و (ق) و (ر) إلى: بن مطرح.
(2)
حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف جداً، مطرح بن يزيد الكناني وعبيد الله بن زحر ضعيفان، وعلي بن يزيد -وهو الألهاني- متروك. واختلف على القاسم -وهو ابن عبد الرحمن الدمشقي- في صحابي الحديث كما يأتي، وهذا اختلاف لا يضر.
فأخرجه الترمذي (1627)، والطبراني في "الكبير"(7916) من طريق الوليد بن جميل، عن القاسم، بهذا الإسناد. وروايتهما دون قصة السائل. وعند الترمذي:"ومنيحة خادم" بدل قوله: "أو خدمة خادم" وليس هذا الحرف في رواية الطبراني. وإسناده حسن.
وأخرجه الترمذي (1626)، والطبراني في "الكبير" 17/ (255)، والحاكم 2/ 90 - 91 من طريق كثير بن الحارث، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن عدي بن حاتم. وإسناده حسن أيضاً.
وفي الباب عن عمر بن الخطاب سلف برقم (126) ولفظه: "من أظل =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= رأس غازٍ، أظلَّه الله يوم القيامة، ومن جهز غازياً حتى يستقلَّ، كان له مثل أجره
…
".
وعن جابر بن عبد الله ضمن حديث سلف برقم (14442) ولفظه: قال رجل: يا رسول الله، ما حق الإبل؟ قال:"حلبها على الماء، وإعارة دلوها، وإعارة فحلها، ومنيحتها، وحمل عليها في سبيل الله".
قوله: "ظل فسطاط" قال السندي: بأن يعطي خيمة في سبيل الله يستظل بها المجاهدون، أو يضرب خيمة ويجمع المجاهدين في ظلها.
استدراك
سقط خلال الطبع من ج (34) الحديثان (20744) و (20745)
والتعليق عليهما، فيستدركان من هنا، وعذراً إلى القرَّاء الكرام:(*).
(*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: قد تم الاستدراك في موضعه من ج 34 في هذه النسخة الإلكترونية