المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

مسند الإمام أحمد بن حنبل (164 - 241 هـ) حقق هذا الجزء - مسند أحمد - ط الرسالة - جـ ٣٧

[أحمد بن حنبل]

فهرس الكتاب

مسند الإمام أحمد بن حنبل

(164 - 241 هـ)

حقق هذا الجزء وخرج أحاديثه وعلق عليه

شعيب الأرنَؤُوط - عادل مُرشِد

سعيد اللّحام - أحمد بَرهُوم

الجزء السابع والثلاثون

مؤسسة الرسالة

ص: 1

‌حَدِيثُ أَبِي هِنْدٍ الدَّارِيِّ

(1)

22322 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، حَدَّثَنَا أَبُو صَخْرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ مَكْحُولًا يَقُولُ: حَدَّثَنِي أَبُو هِنْدٍ الدَّارِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" مَنْ قَامَ مَقَامَ رِيَاءٍ وَسُمْعَةٍ، رَاءَى اللهُ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَسَمَّعَ "(2).

(1) قال السندي: أبو هند الداري هو من بني الدار، مشهور بكنيته، واختلف في اسمه، وقيل: إنه أخو تميم الداري من أمه أو ابن عمه، قدم مع تميم وآخرين على النبي صلى الله عليه وسلم، وسألوه أن يقطعهم أرضاً بالشام، فكتب لهم بها، فأتوا بذلك الكتاب أبا بكر في خلافته، فكتب لهم إلى أبي عبيدة بإنفاذه، وكان الكتاب المذكور مشهوراً بيد ورثة تميم.

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل أبي صخر -وهو حميد بن زياد الخراط-، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه ابن سعد 7/ 422، والدارمي (2748)، والبزار (2026 و 3564 - كشف)، والدولابي في "الكنى" 1/ 60، والطبراني في "الكبير" 22/ (803)، وفي "الشاميين"(3449)، وأبو نعيم في "الحلية" 5/ 187، والبيهقي في "الشعب"(6823) من طريق عبد الله بن يزيد المقرئ، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 105 - 106، والطبراني في "الكبير" 22/ (804) من طريق عبد الله بن لهيعة، والطبراني في "الشاميين"(3450) من طريق رشدين بن سعد، كلاهما عن أبي صخر حميد بن زياد الخرَّاط، به.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (805) من طريق زياد بن فائد عن أبيه فائد بن زياد، عن جده زياد بن أبي هند، عن أبي هند الداري. ولفظه:"من راءَى بالله لغير الله، فقد برئ من الله". وإسناده تالف. =

ص: 7

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6509)، وانظر تتمة شواهده هناك.

قوله: "وسمَّع" بالتشديد، أي: عامله بمثل معاملته وجازاه على سوء صنيعه. قاله السندي.

ص: 8

‌حَدِيثُ رَجُلٍ مِنَ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

22323 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" سَيُفْتَحُ عَلَيْكُمُ الشَّامُ، وَإِنَّ بِهَا مَكَانًا يُقَالُ لَهُ: الْغُوطَةُ - يَعْنِي دِمَشْقَ - مِنْ خَيْرِ مَنَازِلِ الْمُسْلِمِينَ فِي الْمَلَاحِمِ "(1).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي بكر -وهو ابن أبي مريم- وسلف الكلام عليه برقم (17470).

وأخرجه ابن عساكر 1/ ورقة 106 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، عن محمد بن مصعب، بهذا الإسناد.

ص: 9

‌حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ السَّعْدِيِّ

(1)

22324 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، حَدَّثَنِي ابْنُ مُحَيْرِيزٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ السَّعْدِيِّ - رَجُلٍ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ حِسْلٍ (2) -: أَنَّهُ قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي نَاسٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالُوا لَهُ: احْفَظْ رِحَالَنَا، ثُمَّ تَدْخُلُ. وَكَانَ أَصْغَرَ الْقَوْمِ، فَقَضَى لَهُمْ حَاجَتَهُمْ، ثُمَّ قَالُوا لَهُ (3): ادْخُلْ. فَدَخَلَ، فَقَالَ:" حَاجَتُكَ؟ " قَالَ: حَاجَتِي تُحَدِّثُنِي: أَنْقَضَتِ الْهِجْرَةُ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " حَاجَتُكَ خَيْرٌ مِنْ حَوَائِجِهِمْ، لَا تَنْقَطِعُ الْهِجْرَةُ مَا قُوتِلَ الْعَدُوُّ "(4).

(1) اسم السَّعدي والد عبد الله: وَقْدان، وقيل: قدامة، وقيل: عمرو بن وقدان، وقيل له: السعدي، لأنه كان استُرضع في بني سعد بن بكر، وهو ابن عبد شمس بن عبد وُدّ بن نَصْر بن مالك بن حِسْل بن عامر بن لُؤي القرشي العامري.

سكن عبد الله بن السعدي المدينةَ أولاً، ثم نزل الأُردنَّ، قال ابن حبان: مات في خلافة عمر، قال ابن عساكر: لا أُراه محفوظاً، وقد قال الواقدي: إنه مات سنة سبع وخمسين. "الإصابة" 4/ 114.

(2)

تحرف في (م) إلى: حنبل.

(3)

في (ظ 5): قال له، وأُشير في هامشها إلى نسخة كما هو مثبت.

(4)

حديث صحيح، وهذا إسناد قوي رجاله رجال الصحيح. ابن محيريز: هو عبد الله.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 5/ 27، والطحاوي في "شرح =

ص: 10

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= المشكل" (2633)، والبيهقي 9/ 17 - 18 من طرق عن يحيى بن حمزة، بهذا الإسناد.

ورواه بسر بن عبيد الله، فاختلف عليه فيه:

فقد أخرجه ابن حبان (4866) من طريق عمرو بن عثمان، عن الوليد بن مسلم، عن عبد الله بن العلاء بن زَبْر، عن بُسْر بن عُبيد الله، عن عبد الله بن محيريز، به.

وأخرجه البخاري في "تاريخه" 5/ 28 عن الحميدي، والنسائي في "المجتبى" 7/ 146، وفي "الكبرى"(8707) عن عيسى بن مساور، والطحاوي (2632) من طريق دُحيم عبد الرحمن بن إبراهيم، ثلاثتهم عن الوليد بن مسلم، عن ابن زَبْر، عن بُسْر بن عبيد الله، عن أبي إدريس الخولاني، عن عبد الله بن السَّعدي. وهذا هو المحفوظُ في حديث الوليد بن مسلم.

وأخرجه البخاري 5/ 28 من طريق إبراهيم بن عبد الله بن العلاء، والنسائي في "المجتبى" 7/ 147، وفي "الكبرى"(8708) من طريق مروان بن معاوية، والنسائي أيضاً (8709)، والطحاوي (2631) من طريق عمرو بن أبي سلمة، ثلاثتهم عن ابن زَبْر، عن بُسر بن عبيد الله، عن أبي إدريس الخولاني، عن حَسَّان بن عبد الله الضمري، عن عبد الله بن السعدي. ورجاله ثقات، وهو من المزيد في متصل الأسانيد.

وأخرجه البخاري 5/ 28، والنسائي (8710) من طريق أبي المغيرة عبد القدوس بن حجاج، عن الوليد بن سليمان، عن بسر بن عبيد الله، عن ابن محيريز، عن عبد الله بن السَّعدي، عن محمد بن حبيب المِصري -ويقال: النَّصْري- قال: أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفرٍ

فذكره. قال النسائي: محمد ابن حبيب هذا لا أعرفه.

وقال المزي في "تحفة الأشراف" 6/ 403: لم يذكر محمد بن حبيب غير الوليد بن سليمان بن أبي السائب، وهو وهم، قال أبو الحسن ابن جَوْصا: =

ص: 11

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= سمعت محمد بن عوف يقول: لم يقل أحدٌ في هذا الحديث: "عن محمد بن حبيب" غير أبي المغيرة، ولم يصنع شيئاً، شُبِّه عليه. قال: وسمعت أبا زُرْعة ومحموداً -يعني ابن خالد- ينكران ذِكْر محمد بن حبيب في هذا الحديث، وقال محمود: لعله اسم رجلٍ سمع في كتاب أبي المغيرة فشُبِّه عليه، وقال أبو زرعة: الحديث صحيح مثبتٌ عن عبد الله بن السعدي، كذا رواه الثقات الأثبات، منهم مالك بن يخامر وأبو إدريس الخولاني وعبد الله بن محيريز وغيرهم، ومحمد بن حبيب زيادة لا أصل له. ثم رجح المزي نسبة الوهم إلى الوليد بن سليمان بن أبي السائب، والله أعلم.

قلنا: وقد سلف المرفوع منه برقم (1671) من طريق مالك بن يَخامِر عن ابن السَّعدي.

ويشهد له حديث جنادة بن أبي أمية، وقد سلف برقم (16597) وسيأتي برقم (23186)، وهو حديث صحيح.

ص: 12

‌حَدِيثُ عَجُوزٍ مِنْ بَنِي نُمَيْرٍ

22325 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ، عَنْ أَبِي السَّلِيلِ، عَنْ عَجُوزٍ مِنْ بَنِي نُمَيْرٍ: أَنَّهَا سَمِعَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يُصَلِّي بِالنَّاسِ وَوَجْهُهُ إِلَى الْبَيْتِ، قَالتْ: فَحَفِظَتْ مِنْهُ: " رَبِّ اغْفِرْ لِي خَطَايَايَ وَجَهْلِي "(1).

(1) صحيح لغيره، وقد سلف برقم (16555) عن حجاج بن محمد، عن شعبة.

أبو مسعود: هو سعيد بن إياس الجريري، وأبو السَّليل: هو ضُريب بن نُقير.

ص: 13

‌حَدِيثُ امْرَأَةٍ مِنَ الْأَنْصَارِ

22326 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَعْبٍ، عَنِ الْمَرْأَةِ مِنَ الْمُبَايِعَاتِ، أَنَّهَا قَالَتْ: جَاءَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَمَعَهُ أَصْحَابُهُ فِي بَنِي سَلِمَةَ، فَقَرَّبْنَا إِلَيْهِ طَعَامًا، فَأَكَلَ وَمَعَهُ أَصْحَابُهُ ثُمَّ قَرَّبْنَا إِلَيْهِ وَضُوءًا فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى أَصْحَابِهِ، فَقَالَ:" أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِمُكَفِّرَاتِ الْخَطَايَا؟ " قَالُوا: بَلَى. قَالَ: " إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ، وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ "(1).

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الواسطة بين الضحاك وعمرو بن عبد الله، ثم هو منقطع، فإن عمرو بن عبد الله بن كعب لم يدرك أحداً من الصحابة. الضحاك بن عبد الله: هو الضحاك بن عثمان بن عبد الله الأَسدي الحِزامي، نُسِب هنا إلى جدِّه.

ويشهد له حديث أبي هريرة السالف برقم (7209)، وهو في "الصحيح"، وانظر تتمة شواهده هناك.

ص: 14

‌حَدِيثُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْأَحْوَصِ، عَنْ أُمِّهِ

22327 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْأَحْوَصِ، عَنْ أُمِّهِ أَنَّهَا شَهِدَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ جَمْرَةِ الْعَقَبَةِ، وَالنَّاسُ يَرْمُونَ، فَقَالَ:" يَا أَيُّهَا النَّاسُ، لَا تَقْتُلُوا - أَوْ لَا تُهْلِكُوا - أَنْفُسَكُمْ، وَارْمُوا الْجَمْرَةَ - أَوِ الْجَمَرَاتِ - بِمِثْلِ حَصَى الْخَذْفِ ". وَأَشَارَ شُعْبَةُ بِطَرَفِ إِصْبَعِهِ السَّبَّابَةِ (1).

(1) حسن لغيره، وقد سلف بالأرقام (16087) و (16088) و (16089).

ص: 15

‌حَدِيثُ امْرَأَةٍ جَارَةٍ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

22328 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ - يَعْنِي الْمُقْرِئُ -، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي أَيُّوبَ -، حَدَّثَنِي أَبُو عِيسَى الْخُرَاسَانِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْقَاسِمِ قَالَ: حَدَّثَتْنِي جَارَةٌ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهَا كَانَتْ تَسْمَعُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ عِنْدَ طُلُوعِ الْفَجْرِ: " اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْقَبْرِ ".

قَالَ أَبُو عِيسَى: فَقُلْتُ لِعَبْدِ اللهِ: أَرَأَيْتَ إِنْ جَمَعَهُمَا إِنْسَانٌ؟ قَالَ فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَا قَالَ (1).

(1) إسناده حسن، أبو عيسى الخراساني التميمي روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وعبد الله بن القاسم -وهو مولى أبي بكر الصديق روى عنه ثلاثة، وذكره ابن حبان في "الثقات".

وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/ 115 وقال: رواه أحمد ورجاله ثقات.

وروى البخاري (6368) من حديث عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: "اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهرم، والمأثم والمغرم، ومن فتنة القبر، وعذاب القبر".

وفي باب التعوُّذ من عذاب القبر في الصلاة وغيرها انظر حديث ابن عباس السالف برقم (2168)، وحديث أبي هريرة السالف برقم (7237)، وحديث عائشة الآتي برقم (24578).

ص: 16

‌حَدِيثُ السَّعْدِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَمِّهِ

22329 -

حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنِ السَّعْدِيِّ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَمِّهِ قَالَ: رَمَقْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي صَلَاتِهِ، فَكَانَ يَمْكُثُ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ قَدْرَ مَا يَقُولُ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، ثَلَاثًا (1).

(1) إسناده ضعيف لجهالة السَّعدي ومن فوقه. خالد: هو ابن عبد الله الواسطي.

وأخرجه أبو داود (885)، ومن طريقه البيهقي 2/ 86 عن مسدَّد، عن خالد بن عبد الله، عن الجريري، عن السَّعدي، عن أبيه أو عمِّه قال: رمقتُ

فذكره.

وانظر (20059).

قلنا: وقد ورد في غير ما حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في أذكار الركوع والسجود أنه كان يقول في ركوعه: سبحان ربي العظيم، ثلاثاً، وفي سجوده: سبحان ربي الأعلى، ثلاثاً. انظر التعليق على حديث عقبة بن عامر السالف برقم (17414).

ص: 17

‌حَدِيثُ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

22330 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ، عَنْ يَحْيَى الْبَكَّاءِ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، قَالَ: كُنْتُ أَصُوغُ لِأَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَحَدَّثْنَنِي أَنَّهُنَّ سَمِعْنَ (1) رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " الذَّهَبُ بِالذَّهَبِ، وَالْفِضَّةُ بِالْفِضَّةِ، وَزْنًا بِوَزْنٍ، فَمَنْ زَادَ أَوْ اسْتَزَادَ فَقَدْ أَرْبَى "(2).

(1) في (م) و (ق): لسمعن.

(2)

إسناده ضعيف جداً، أبو جعفر -وهو الرازي- سيئ الحفظ، ويحيى البَكَّاء -وهو ابن مسلم- ضعيف متروك الحديث، لكن متن الحديث صحيح عن غير واحد من الصحابة، انظر حديث أبي هريرة السالف برقم (7558).

أبو النضر: هو هاشم بن القاسم، وأبو رافع: هو نفيع الصائغ، مشهور بكنيته.

ص: 18

‌حَدِيثُ امْرَأَةٍ

22331 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ - يَعْنِي ابْنَ عَمْرٍو (1) - عَنِ ابْنِ حَرْمَلَةَ، عَنْ خَالَتِهِ قَالَتْ: خَطَبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ عَاصِبٌ إِصْبَعَهُ مِنْ لَدْغَةِ عَقْرَبٍ فَقَالَ: " إِنَّكُمْ تَقُولُونَ: لَا عَدُوَّ، وَإِنَّكُمْ لَا تَزَالُونَ تُقَاتِلُونَ عَدُوًّا حَتَّى يَأْتِيَ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ؛ عِرَاضُ الْوُجُوهِ، صِغَارُ الْعُيُونِ، صُهْبُ (2) الشِّعَافِ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ، كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ "(3).

(1) زاد بعده في (م) و (ر) و (ق): "حدثنا خالد بن عمرو"، وكان كذلك في (ظ 5) ثم أشير عليه بعلامة الحَذْف، وإسقاطه من السند هو الصواب كما في "غاية المقصد" للهيثمي ورقة 375، وأورده الحافظ ابن كثير في "تفسيره" 5/ 370 من طريق "المسند" فلم يذكره.

(2)

تحرف في (م): إلى: شهب.

(3)

إسناده ضعيف، ابن حرملة -وهو خالد بن عبد الله بن حرملة- روى عنه محمد بن عمرو بن علقمة ومحمد بن أبي يحيى الأسلمي، وهما صدوقان وليسا بالثقتين، وروى له مسلم حديثاً واحداً متابعةً، وذكره ابن حبان في "ثقاته"، وقال الحافظ ابن حجر في "التقريب": مقبول، يعني عند المتابعة وإلا فليِّن الحديث، وهو هنا لم يتابع، لا سيما وقد ثبتت هذه الأوصاف المذكورة في الحديث في التُّرك وليس في يأجوج ومأجوج، وذلك في حديث أبي هريرة في "الصحيحين"، وقد سلف في مسنده برقم (10861).

قلنا: وخالة ابن حرملة لا تُعرَف. =

ص: 19

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= "صُهْب الشِّعاف" أي: صُهب الشُّعور، والصُّهبة: الشُّقرة، وشَعَفة كل شيء: أعلاه.

والحَدَب: ما ارتفع من الأرض، يَنسِلون: يسرعون في العَدْو.

و"المجانُّ المطرقة" سلف شرحه عند حديث أبي هريرة برقم (7263).

ص: 20

‌حَدِيثُ امْرَأَةٍ

22332 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا رَافِعُ بْنُ سَلَمَةَ الْأَشْجَعِيُّ، حَدَّثَنِي حَشْرَجُ بْنُ زِيَادٍ الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ جَدَّتِهِ أُمِّ أَبِيهِ، أَنَّهَا قَالَتْ: خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي غَزَاةِ خَيْبَرَ وَأَنَا سَادِسَةُ (1) سِتِّ نِسْوَةٍ، فَبَلَغَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّ مَعَهُ نِسَاءً، فَأَرْسَلَ إِلَيْنَا، فَقَالَ:" مَا أَخْرَجَكُنَّ وَبِأَمْرِ مَنْ خَرَجْتُنَّ؟ " فَقُلْنَا: خَرَجْنَا نُنَاوِلُ السِّهَامَ، وَنَسْقِي النَّاسَ السَّوِيقَ، وَمَعَنَا مَا نُدَاوِي بِهِ الْجَرْحَى، وَنَغْزِلُ الشَّعْرَ، وَنُعِينُ بِهِ فِي سَبِيلِ اللهِ. قَالَ:" قُمْنَ فَانْصَرِفْنَ ". فَلَمَّا فَتَحَ اللهُ عَلَيْهِ خَيْبَرَ، أَخْرَجَ لَنَا سِهَامًا كَسِهَامِ الرِّجَالِ (2).

قُلْتُ: يَا جَدَّةُ، مَا أَخْرَجَ لَكُنَّ؟ قَالَتْ: تَمْرًا (3).

(1) في (م): سادس، وهو خطأ.

(2)

في (م) و (ر) و (ق): الرجل.

(3)

إسناده ضعيف لجهالة حشرج بن زياد، وضعَّف هذا الإسناد الخَطَّابي في "معالم السنن" 2/ 307 وقال: لا تقوم الحُجَّة بمثله.

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 525 و 14/ 466، وأبو داود (2729)، والبيهقي 6/ 332 - 333 من طريق زيد بن الحُباب، والنسائي في "الكبرى"(8879) من طريق علي بن الحكم المروزي، كلاهما عن رافع بن سلمة، بهذا الإسناد.

وسيأتي 6/ 371 عن حسن بن موسى الأشيب، عن رافع بن سلمة. =

ص: 21

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= قال الخطَّابي: قد ذهب أكثر الفقهاء إلى أن النساء والعبيد والصبيان لا يُسهَم لهم، وإنما يُرضَخُ لهم (والرَّضْخُ: العطيَّة القليلة)، إلا أن الأوزاعي قال: يُسهَم لهن، وأحسبه ذهب إلى هذا الحديث، وإسناده ضعيف لا تقومُ الحجَّة بمثله، وقد قيل أيضاً: إن المرأة إذا كانت تقاتِلُ أُسهم لها، وكذلك المراهِق إذا قوي على القتال أُسهم له.

قلنا: قد صح في غير ما حديث أن النساء في زمن النبي صلى الله عليه وسلم كنَّ يجاهدن مع الرجال، فيسقين الماء، ويداوين الجرحى، ويحملن السلاح ليدافعن عن أنفسهن، ويعطين من الغنيمة. انظر حديث ابن عباس السالف برقم (2235) وصحيح مسلم بالأرقام (1809) و (1810) و (1811) و (1812).

ص: 22

‌حَدِيثُ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

22333 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا أَبَانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ - وَكَانَ عَامِلًا عَلَى تَوَّجَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ خَيْرًا -، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" مَنْ نَامَ عَلَى إِجَّارٍ لَيْسَ عَلَيْهِ مَا يَدْفَعُ قَدَمَيْهِ فَخَرَّ، فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ الذِّمَّةُ، وَمَنْ رَكِبَ الْبَحْرَ إِذَا ارْتَجَّ، فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ الذِّمَّةُ "(1).

(1) إسناده ضعيف لجهالة زهير بن عبد الله، ولاضطراب في إسناده، وقد سلف برقم (20749).

عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث، وأبان: هو ابن يزيد العطَّار.

تَوَّجُ: مدينة بفارس افْتُتِحَتْ في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب سنة 18 أو 19 هـ.

ص: 23

‌حَدِيثُ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

22334 -

حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا الْحُرُّ بْنُ الصَّيَّاحِ - قَالَ سُرَيْجٌ: عَنِ الْحُرِّ - عَنْ هُنَيْدَةَ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ امْرَأَتِهِ، عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَصُومُ تِسْعَ ذِي الْحِجَّةِ، وَيَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ. قَالَ عَفَّانُ: أَوَّلَ اثْنَيْنِ مِنَ الشَّهْرِ وَخَمِيسَيْنِ (1).

(1) ضعيف لاضطرابه، فقد روي عن هُنيدة كما هو عند المصنف هنا، وروي عنه عن أمه عن أم سلمة، وستأتي قصة الصوم منه فقط 6/ 289 و 310، وروي عنه عن حفصة بنت عمر، وسيأتي 6/ 287، وروي عنه عن أم المؤمنين دون واسطة ولم يسمِّها، وروي عن الحر بن الصيَّاح عن ابن عمر، وهذان الطريقان لم يُذكَر فيهما سوى قصة الصيام. ومن أجل هذا الاضطراب ضعَّفه الزَّيْلعي في "نصب الراية" 2/ 157.

سريج: هو ابن النعمان الجوهري، وأبو عوانة: هو الوضَّاح بن عبد الله اليَشْكُري.

وأخرجه أبو داود (2437)، والنسائي 4/ 205 و 220 و 221، والبيهقي 4/ 284 - 285 من طرق عن أبي عوانة، بهذا الإسناد، ولفظ النسائي: تسعة من ذي الحجة.

وسيأتي عند المصنف 6/ 288 و 423 عن عفان وحده، عن أبي عوانة.

وأخرج قصة الصيام منه النسائي 4/ 220 من طريق زهير بن معاوية، عن الحر بن الصياح، عن هنيدة قال: دخلت على أم المؤمنين ....

وسلفت قصة الصيام عند المصنف برقم (5643) من طريق شريك =

ص: 24

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= النخعي، عن الحر بن الصياح، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وشريك سيئ الحفظ.

وقد روى مسلم (1176) من حديث عائشة قالت: ما رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم صائماً في العَشْر قطُّ! وهذا يخالف ما في حديث هنيدة بن خالد.

وما روي عند ابن ماجه (1728)، والترمذي (758) من حديث أبي هريرة قال: "

وإن صيام يومٍ فيها ليعدل صيام سنةٍ

"، فضعيف لضعف مسعود بن واصل وشيخه النهاس بن قَهْم.

لكن جاء في فضل عشر ذي الحِجَّة من حديث غير واحد من الصحابة مرفوعاً: "ما من أيام العملُ الصالح فيها أحبُّ إلى الله من هذه الأيام"، انظر حديث ابن عباس السالف برقم (1968)، وحديث ابن عمر السالف برقم (5446). والعمل الصالح يشمل الصيام والصلاة وذِكْر الله وقراءة القرآن وغيرها من أعمال البِرِّ والطاعات.

وأما صيام الأيام الثلاثة وتعيينها في بعض الروايات بأنها أول اثنين من الشهر وخميسين، فقد صحَّ عن غير واحد من الصحابة مرفوعاً الترغيب بصيام ثلاثة أيام من كل شهر دون تقييد، انظر الإحالة إليها عند حديث ابن عمر السالف برقم (5643)، بل قد وقع تعيين هذه الأيام في حديث أبي ذر السالف برقم (21350) بأنها أيام البيض، وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر، وإسناده حسن.

أما في صيام يوم عاشوراء، فانظر حديث جابر بن عبد الله السالف برقم (14663).

ص: 25

‌حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ خَثْعَمَ

22335 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي هَمَّامٍ الشَّعْبَانِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ خَثْعَمَ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ، فَوَقَفَ ذَاتَ لَيْلَةٍ، وَاجْتَمَعَ عَلَيْهِ أَصْحَابُهُ، فَقَالَ:" إِنَّ اللهَ أَعْطَانِي اللَّيْلَةَ الْكَنْزَيْنِ: كَنْزَ فَارِسَ وَالرُّومِ، وَأَمَدَّنِي بِالْمُلُوكِ مُلُوكِ حِمْيَرَ الْأَحْمَرَيْنِ، وَلَا مَلِكَ إِلَّا الِلَّهِ (1)، يَأْتُونَ يَأْخُذُونَ مِنْ مَالِ اللهِ، وَيُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ " قَالَهَا ثَلَاثًا (2).

(1) في (م) و (ق): ولا مُلك إلا لله. وهي كذلك في "المصنَّف".

(2)

إسناده ضعيف لجهالة أبي همام الشعباني، جهَّله الحسيني، وقال الهيثمي في "المجمع" 10/ 56: لم أعرفه.

وهو في "مصنف" عبد الرزاق (19878).

ص: 26

‌حَدِيثُ رَجُلٍ

22336 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا حُصَيْنٌ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ قَوْمِهِ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَعَلَيَّ خَاتَمٌ مِنْ ذَهَبٍ، فَأَخَذَ جَرِيدَةً فَضَرَبَ بِهَا كَفِّي وَقَالَ:" اطْرَحْهُ " قَالَ: فَخَرَجْتُ فَطَرَحْتُهُ، ثُمَّ عُدْتُ إِلَيْهِ فَقَالَ:" مَا فَعَلَ الْخَاتَمُ؟ " قَالَ: قُلْتُ: طَرَحْتُهُ. قَالَ: " إِنَّمَا أَمَرْتُكَ أَنْ تَسْتَمْتِعَ بِهِ وَلَا تَطْرَحَهُ "(1).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن عاصم. حصين: هو ابن عبد الرحمن السلمي.

وسلف مختصراً برقم (18290) بإسناد صحيح، ولفظه: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم عليَّ خاتماً من ذهب، فأمرني أن أطرحه، فطرحته إلى يومي هذا.

ص: 27

‌حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ الْمُزَنِيِّ

22337 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا مَعَ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ الْمُزَنِيِّ، فَدَخَلَ شَابَّانِ مِنْ وَلَدِ عُمَرَ، فَصَلَّيَا رَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعَصْرِ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمَا فَدَعَاهُمَا، فَقَالَ: مَا هَذِهِ الصَّلَاةُ الَّتِي صَلَّيْتُمَاهَا، وَقَدْ كَانَ أَبُوكُمَا يَنْهَى عَنْهَا؟! قَالَا: حَدَّثَتْنَا عَائِشَةُ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّاهُمَا عِنْدَهَا. فَسَكَتَ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِمَا شَيْئًا (1).

(1) إسناده ضعيف لضعف علي بن عاصم.

وحديث عائشة قد صحَّ عنها من طرق، وسيأتي بالأرقام (24230) و (24823) و (25262) وغيرها، وبعض هذه الطرق في "الصحيحين".

وانظر في مسند ابن عمر عند الحديث رقم (4612) الجمعَ بين ما جاء عنه صلى الله عليه وسلم من الصلاة بعد العصر ركعتين وبين ما جاء عنه من نهيه عن الصلاة بعدها.

ص: 28

‌حَدِيثُ رَجُلٍ

22338 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ - وَكَانَ لِجَدِّهِ صُحْبَةٌ -: أَنَّهُ خَرَجَ زَائِرًا لِرَجُلٍ مِنْ إِخْوَانِهِ، فَبَلَغَهُ شَكَاتُهُ، قَالَ: فَدَخَلَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: أَتَيْتُكَ زَائِرًا عَائِدًا وَمُبَشِّرًا. قَالَ: كَيْفَ جَمَعْتَ هَذَا كُلَّهُ؟ قَالَ: خَرَجْتُ وَأَنَا أُرِيدُ زِيَارَتَكَ، فَبَلَغَتْنِي شَكَاتُكَ، فَكَانَتْ عِيَادَةً، وَأُبَشِّرُكَ بِشَيْءٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" إِذَا سَبَقَتْ لِلْعَبْدِ مِنَ اللهِ مَنْزِلَةٌ لَمْ يَبْلُغْهَا بِعَمَلِهِ، ابْتَلَاهُ اللهُ فِي جَسَدِهِ، أَوْ فِي مَالِهِ، أَوْ فِي وَلَدِهِ، ثُمَّ صَبَّرَهُ حَتَّى يُبْلِغَهُ الْمَنْزِلَةَ الَّتِي سَبَقَتْ لَهُ مِنْهُ "(1).

(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة محمد بن خالد ومن فوقه. أبو المليح: هو الحسن بن عمر بن يحيى.

وأخرجه ابن سعد 7/ 477، وأبو داود (3090)، وأبو يعلى (923)، والدولابي في "الكنى والأسماء" 1/ 27، والطبراني في "الكبير" 22/ (801) و (802)، وفي "الأوسط"(1089)، والبيهقي 3/ 374 من طرق عن أبي المليح الرقي، بهذا الإسناد.

ويشهد له حديث أبي هريرة عند أبي يعلى (6095)، وابن حبان (2908)، والحاكم 1/ 344، وسنده حسن.

ص: 29

‌حَدِيثُ أَبِي مَسْعُودٍ عُقْبَةَ بْنِ عَمْرٍو الْأَنْصَارِيِّ

(1)

22339 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أُبْدِعَ بِي، فَاحْمِلْنِي. قَالَ: فَقَالَ: " لَيْسَ عِنْدِي " قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفَلَا أَدُلُّهُ عَلَى مَنْ يَحْمِلُهُ؟ قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ دَلَّ عَلَى خَيْرٍ، فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ فَاعِلِهِ "(2).

(1) ويقال له: البَدْري، وقد اختُلف في شهوده بدراً، والذين قالوا: لم يشهدها، ذكروا أنه إنما نُسِب البدريَّ إلى ماءٍ ببدرٍ كان نزله، فشُهِر بذلك.

وكان ممن شهد بيعةَ العقبةِ، وكان شابّاً من أقران جابرٍ في السنِّ، روى أحاديث كثيرة، وهو معدود في علماء الصحابة، ونزل الكوفة، واستعمله عليٌّ عليها لما حارب معاوية بن أبي سفيان، وتوفي أيامَ قُتِلَ عليٌّ سنة أربعين. انظر "سير أعلام النبلاء" 2/ 493 - 496.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مِهران، وأبو عمرو الشيباني: هو سعد بن إياس.

وأخرجه مسلم (1893)، وابن حبان (1668)، والطبراني 17/ (626)، والبيهقي 9/ 28 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.

وسلف في الجزء الثامن والعشرين برقم (17084) و (17086) من طرق أخرى عن الأعمش. وسيأتي من طريقه أيضاً برقم (22360 م).

قوله: "إني أُبدِعَ بي" يريد: قُطِع بي عن الركوب، لأن رواحلي كلَّت وعَرَجَت.

ص: 30

22340 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَجَاءٍ، عَنْ أَوْسِ بْنِ ضَمْعَجٍ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَؤُمُّ الْقَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللهِ، فَإِنْ كَانُوا فِي الْقِرَاءَةِ سَوَاءً، فَأَعْلَمُهُمْ بِالسُّنَّةِ، فَإِنْ كَانُوا فِي السُّنَّةِ سَوَاءً (1)، فَأَقْدَمُهُمْ هِجْرَةً، فَإِنْ كَانُوا فِي الْهِجْرَةِ سَوَاءً، فَأَكْبَرُهُمْ سِنًّا، وَلَا تَؤُمَّنَّ رَجُلًا فِي سُلْطَانِهِ، وَلَا تَجْلِسْ عَلَى تَكْرِمَتِهِ فِي بَيْتِهِ حَتَّى يَأْذَنَ لَكَ "(2).

22341 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الدَّسْتُوَائِيُّ. وَيَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الدَّسْتُوَائِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْجَدَلِيِّ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَمْرٍو أَبِي مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ كَانَ يُوتِرُ مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ وَأَوْسَطِهِ وَآخِرِهِ (3).

22342 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ حَكِيمِ بْنِ أَفْلَحَ

(1) قوله: "فإن كانوا في السنة سواء" سقط من (م).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو مكرر (17097).

(3)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، إبراهيم -وهو ابن يزيد النخعي- لم يسمع أبا عبد الله الجَدَلي.

إسماعيل بن إبراهيم: هو ابن عُليَّة، ويزيد: هو ابن هارون، والدَّستُوائي: هو هشام بن أبي عبد الله، وحمَّاد: هو ابن أبي سليمان.

وقد سلف برقم (17071) عن محمد بن عبد الله بن المثنَّى عن هشام الدستوائي.

ص: 31

عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لِلْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ أَرْبَعُ خِلَالٍ: أَنْ يُجِيبَهُ إِذَا دَعَاهُ، وَيُشَمِّتَهُ إِذَا عَطَسَ، وَإِذَا مَرِضَ أَنْ يَعُودَهُ، وَإِذَا مَاتَ أَنْ يَشْهَدَهُ "(1).

22343 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا قَيْسٌ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ، قَالَ: أَشَارَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ نَحْوَ الْيَمَنِ فَقَالَ: " الْإِيمَانُ هَاهُنَا، الْإِيمَانُ هَاهُنَا، وَإِنَّ الْقَسْوَةَ وَغِلَظَ الْقُلُوبِ فِي الْفَدَّادِينَ عِنْدَ أُصُولِ أَذْنَابِ الْإِبِلِ، حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنَا الشَّيْطَانِ، فِي رَبِيعَةَ وَمُضَرَ "(2).

(1) صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الصحيح غير حكيم بن أفلح -وهو حجازي، فقد خرَّج له البخاري في "الأدب المفرد" وابن ماجه، ولم يرو عنه غير جعفر بن عبد الله والد عبد الحميد، وذكره ابن حبان في "الثقات" وذكر الحافظ ابن حجر في "التهذيب" أن ابن منده روى في "الصحابة" حديثاً من طريق محمد بن عجلان عن حَكيم البصري، عن أبي مسعود، قال: فيحتمل أن يكون هو هذا. قلنا: فإن كان هو كما قال الحافظ، فالإسناد محتمل للتحسين.

وأخرجه المزي في ترجمة حكيم من "التهذيب" 7/ 161 - 162 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(923)، وابن ماجه (1434)، وابن حبان (240)، والطبراني في "الكبير" 17/ (734)، والحاكم 4/ 264 من طريق يحيى بن سعيد القطَّان، به. وصححه الحاكم على شرط الشيخين، فوهم.

وفي الباب عن غير واحد من الصحابة، انظرهم عند حديث أبي هريرة السالف برقم (8271)، وبعضها في "الصحيح".

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وإسماعيل: هو ابن أبي خالد، وقيس: هو ابن أبي حازم. =

ص: 32

22344 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنِي قَيْسُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ عُقْبَةَ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: أَتَى رَجُلٌ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: إِنِّي أَتَأَخَّرُ عَنْ صَلَاةِ الْغَدَاةِ مِنْ أَجْلِ فُلَانٍ مِمَّا يُطِيلُ بِنَا، فَمَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَشَدَّ غَضَبًا فِي مَوْعِظَةٍ مِنْهُ يَوْمَئِذٍ، فَقَالَ:" يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ مِنْكُمْ لَمُنَفِّرِينَ، فَأَيُّكُمْ مَا صَلَّى بِالنَّاسِ فَلْيَتَجَوَّزْ، فَإِنَّ فِيهِمُ الضَّعِيفَ وَالْكَبِيرَ وَذَا الْحَاجَةِ "(1).

22345 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ (2) مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ الْأُولَى: إِذَا لَمْ تَسْتَحِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ "(3).

= وأخرجه البخاري (3302) و (5303)، والطبراني 17/ (566)، وابن منده في "الإيمان"(425)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(163) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

وقد سلف برقم (17066) عن يزيد بن هارون ومحمد بن عبيد عن إسماعيل.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البخاري (6110)، والنسائي في "الكبرى"(5891)، وابن الجارود في "المنتقى"(326)، وابن خزيمة (1605)، والطبراني في "الكبير" 17/ (561) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (17065) عن يزيد بن هارون، عن إسماعيل بن أبي خالد.

(2)

لفظة "إن" ليست في (م).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وسفيان: هو ابن سعيد الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر، ورِبْعي: هو ابن =

ص: 33

• 22345 م - قَالَ ابْنُ مَالِكٍ (1): حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ الْأُولَى: إِذَا لَمْ تَسْتَحِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ "(2).

22346 -

حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَمْرٍو أَبِي مَسْعُودٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَأْمُرُ بِالصَّدَقَةِ، فَيَنْطَلِقُ أَحَدُنَا فَيُحَامِلُ فَيَجِيءُ بِالْمُدِّ، وَإِنَّ لِبَعْضِهِمُ الْيَوْمَ مِئَةَ أَلْفٍ.

قَالَ شَقِيقٌ: فَرَأَيْتُ أَنَّهُ يُعَرِّضُ بِنَفْسِهِ (3).

= حِراش.

وقد سلف برقم (17098) و (17107) من طريقين آخرين عن سفيان.

(1)

ابن مالك هذا: هو أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، المتوفى سنة (368 هـ)، وهو الذي روى "المسند" عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، وهذا الإسناد من زياداته النادرة على "المسند"، وقد وقع له في بعض نسخ "المسند" زيادات أخرى ذكرناها في مسند ابن عباس عند الحديث رقم (2989).

(2)

إسناده صحيح. القعنبي: هو عبد الله بن مَسْلمة.

وأخرجه الطبراني 17/ (651)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(1156) من طريق أبي خليفة الفضل بن الحُباب، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (4797)، والطبراني 17/ (651)، والقضاعي (1156) من طرق عن القعنبي، به.

وانظر ما قبله.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة، =

ص: 34

22347 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " نَفَقَةُ الرَّجُلِ عَلَى أَهْلِهِ يَحْتَسِبُهَا، صَدَقَةٌ "(1).

= وزائدة: هو ابن قدامة، وشقيق: هو ابن سلمة أبو وائل.

وأخرجه البخاري (4669)، وابن ماجه (4155)، والطبراني في "الكبير" 17/ (533) و (534) من طريق أبي أسامة، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (1416) و (2273) من طريق يحيى بن سعيد بن أبان الأموي، عن الأعمش، به.

وأخرجه النسائي 5/ 59، والطبراني 17/ (540) من طريق منصور بن المعتمر، عن أبي وائل، به.

وأخرج الطيالسي (609)، والبخاري (1415) و (4668)، ومسلم (1018)، والنسائي في "المجتبى" 5/ 59 - 60، وفي "الكبرى"(11223)، وابن خزيمة (2453)، والطبري في "تفسيره" 10/ 196، وابن حبان (3338) و (3376)، والطبراني 17/ (535)، والبيهقي 4/ 177 من طريق شعبة، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن أبي مسعود، قال: لما نزلت آية الصدقة كنَّا نُحامِل، فجاء رجلٌ فتصدَّق بشيء كثير، فقالوا: مُراءٍ، وجاء رجل فتصدَّق بصاعٍ، فقالوا: إن الله لغنيٌّ عن صاع هذا، فنزلت:{الَّذِينَ يَلْمِزُونَ المُطَّوِّعِينَ مِنَ المُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ} الآية [التوبة: 79].

قوله: "فيحامل"، أي: يحمل على ظهره بالأُجرة، يريد: يتكلَّف أحدُنا الحملَ بالأجرة ليكتسب ما يتصدَّق به.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الله بن يزيد: هو الخَطْمي، صحابيٌّ، وهو جدُّ عدي بن ثابت لأمه.

وأخرجه أبو عوانة في "الزكاة" كما في "إتحاف المهرة" 11/ 264 من =

ص: 35

22348 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ عِيَاضٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ، قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم خُطْبَةً فَحَمِدَ اللهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ:" إِنَّ فِيكُمْ مُنَافِقِينَ، فَمَنْ سَمَّيْتُ فَلْيَقُمْ " ثُمَّ قَالَ: " قُمْ يَا فُلَانُ، قُمْ يَا فُلَانُ، قُمْ يَا فُلَانُ " حَتَّى سَمَّى سِتَّةً وَثَلَاثِينَ رَجُلًا، ثُمَّ قَالَ:" إِنَّ فِيكُمْ - أَوْ مِنْكُمْ - فَاتَّقُوا اللهَ ".

قَالَ: فَمَرَّ عُمَرُ عَلَى رَجُلٍ مِمَّنْ سَمَّى مُقَنَّعٍ قَدْ كَانَ يَعْرِفُهُ، قَالَ: مَا لَكَ؟ قَالَ: فَحَدَّثَهُ بِمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: بُعْدًا لَكَ سَائِرَ الْيَوْمِ (1).

22349 -

حَدَّثَنَاهُ أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِيهِ - قَالَ سُفْيَانُ: أُرَاهُ عِيَاضَ بْنَ (2) عِيَاضٍ -

= طريق وكيع -وقرن معه آخرين-، بهذا الإسناد.

وقد سلف برقم (17082) و (17110) من طرق عن شعبة.

ونزيد على مصادر تخريجه التي هناك: ابن حبان في "صحيحه"(4238) و (4239) من طريق شعبة.

(1)

إسناده ضعيف لجهالة عياض الراوي عن أبي مسعود، ومتنه منكر. سفيان: هو الثوري، وسلمة: هو ابن كهيل.

وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 6/ 286 من طريق أبي حذيفة، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.

وذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 7/ 22 - 23 من طريق موسى بن مسعود، عن سلمة، به. وقال البخاري: وقال قبيصة: عياض بن عياض عن ابن مسعود.

(2)

تحرف في (م) والنسخ الخطية إلى: ابن أبي عياض، بزيادة لفظة "أبي"، وصوبناه من "أطراف المسند" 7/ 82، وهو كذلك في مصادر ترجمته.

ص: 36

عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ، قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (1).

22350 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ: أَنَّهُ كَانَ يَضْرِبُ غُلَامًا لَهُ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" وَاللهِ لَلَّهُ أَقْدَرُ عَلَيْكَ مِنْكَ عَلَيْهِ " قَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، فَإِنِّي أَعْتَقْتُهُ (2) لِوَجْهِ اللهِ عز وجل (3).

22351 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ

(1) إسناده ضعيف كسابقه. أبو نعيم: هو الفضل بن دكين.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/ 23، والطبراني في "الكبير" 17/ (687)، والبيهقي في "الدلائل" 6/ 286 من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، بهذا الإسناد. زاد البيهقي:"إن فيكم -أو منكم- منافقين، فسلوا الله العافية".

وانظر ما قبله.

(2)

في (م): أعتقه.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليمان: هو ابن مِهران الأعمش، وإبراهيم التيمي: هو ابن يزيد بن شريك.

وأخرجه مسلم (1659)(36) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (1659)(36)، وأبو عوانة (6061)، والطبراني 17/ (684) من طرق عن شعبة، به.

وأخرجه بنحوه البخاري في "الأدب المفرد"(171)، وأبو داود (5159) من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، به.

وسلف برقم (17087) عن عبد الرزاق، وسيأتي برقم (22354) عن عبد الرحمن بن مهدي، كلاهما عن سفيان الثوري، عن الأعمش.

ص: 37

عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ أَنَّهُ قَالَ أَتَى رَجُلٌ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَسَأَلَهُ، فَقَالَ:" مَا عِنْدِي مَا أُعْطِيكَ، وَلَكِنْ ائْتِ فُلَانًا " فَأَتَى الرَّجُلَ فَأَعْطَاهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" مَنْ دَلَّ عَلَى خَيْرٍ، فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ فَاعِلِهِ " أَوْ " عَامِلِهِ "(1).

22352 -

قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ. وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، أَخْبَرَنِي مَالِكٌ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْمُجْمِرِ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدٍ الْأَنْصَارِيَّ - فِي حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: وَعَبْدُ اللهِ بْنُ زَيْدٍ هُوَ الَّذِي كَانَ أُرِيَ النِّدَاءَ بِالصَّلَاةِ - أَخْبَرَهُ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ أَنَّهُ قَالَ: أَتَانَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي مَجْلِسِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، فَقَالَ لَهُ بَشِيرُ بْنُ سَعْدٍ: أَمَرَنَا اللهُ أَنْ نُصَلِّيَ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ، فَكَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ؟ قَالَ: فَسَكَتَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى تَمَنَّيْنَا أَنَّهُ لَمْ يَسْأَلْهُ، ثُمَّ قَالَ: قُولُوا: " اللهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ، [وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ] كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، فِي الْعَالَمِينَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَالسَّلَامُ كَمَا قَدْ عَلِمْتُمْ "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليمان: هو ابن مِهران الأعمش، وأبو عمرو الشيباني: هو سعد بن إياس.

وأخرجه مسلم (1893)، وابن حبان (289) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (611)، ومن طريقه الترمذي (2671) عن شعبة، به.

وانظر (22339).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم. =

ص: 38

22353 -

قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَخَّرَ الصَّلَاةَ يَوْمًا، فَدَخَلَ عَلَيْهِ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، فَأَخْبَرَهُ أَنَّ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ أَخَّرَ الصَّلَاةَ يَوْمًا وَهُوَ بِالْكُوفَةِ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ أَبُو مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيُّ، فَقَالَ: مَا هَذَا يَا مُغِيرَةُ، أَلَيْسَ قَدْ عَلِمْتَ أَنَّ جِبْرِيلَ نَزَلَ فَصَلَّى، فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ صَلَّى فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَالَ بِهَذَا أُمِرْتُ "؟ فَقَالَ عُمَرُ لِعُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ: اعْلَمْ مَا تُحَدِّثُ بِهِ يَا عُرْوَةُ، أَوَ أَنَّ جِبْرِيلَ هُوَ الَّذِي أَقَامَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَقْتَ الصَّلَاةِ؟! فَقَالَ عُرْوَةُ: كَذَلِكَ كَانَ بَشِيرُ بْنُ أَبِي مَسْعُودٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ (1).

= وهو عند مالك في "الموطأ" 1/ 165 - 166، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "السنن المأثورة"(102)، وعبد الرزاق في "المصنف"(3108)، والدارمي (1343)، ومسلم (405)، وأبو داود (980)، والترمذي (3220)، والنسائي في "المجتبى" 3/ 45، وفي "السنن الكبرى"(1208) و (9876)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2229)، وابن حبان (1958)، والطبراني في "الكبير" 17/ (697) و (725)، والبيهقي في "السنن" 2/ 146. قال الترمذي: حديث حسن صحيح.

وسلف من طريق مالك مختصراً برقم (17067).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "الموطأ" 1/ 3 - 4، وفيه ذكر صلاة جبريل بالنبي صلى الله عليه وسلم خمسَ مراتٍ.

ومن طريق مالك أخرجه الدارمي (1185)، والبخاري (521)، ومسلم (610)(167)، وأبو عوانة (997)، وابن حبان (1450)، والطبراني =

ص: 39

22354 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ قَالَ: بَيْنَا أَنَا أَضْرِبُ مَمْلُوكًا لِي إِذْ رَجُلٌ يُنَادِي مِنْ خَلْفِي: " اعْلَمْ أَبَا مَسْعُودٍ، اعْلَمْ (1) أَبَا مَسْعُودٍ " فَالْتَفَتُّ فَإِذَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: " وَاللهِ لَلَّهُ أَقْدَرُ عَلَيْكَ مِنْكَ عَلَى هَذَا ". قَالَ: فَحَلَفْتُ لَا أَضْرِبُ مَمْلُوكًا لِي أَبَدًا (2).

22355 -

حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ (3) بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِقُرَيْشٍ: " إِنَّ هَذَا الْأَمْرَ لَا يَزَالُ فِيكُمْ وَأَنْتُمْ وُلَاتُهُ حَتَّى تُحْدِثُوا أَعْمَالًا، فَإِذَا فَعَلْتُمْ ذَلِكَ، سَلَّطَ اللهُ عَلَيْكُمْ شِرَارَ خَلْقِهِ، فَالْتَحَوْكُمْ كَمَا

= 17/ (713)، والبيهقي 1/ 363 و 441.

وسلف برقم (17089)، وفيه طرق أخرى عن الزهري.

قوله: "بهذا أُمِرتَُ" قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 2/ 5: بفتح المثنَّاة على المشهور، والمعنى: هذا الذي أُمرتَ به أن تُصلِّيَه كلَّ يوم وليلة، وروي بالضمِّ، أي: هذا الذي أُمرتُ بتبليغه لك.

(1)

في (م) في الموضعين: يا أبا.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وقد سلف برقم (17087) عن عبد الرزاق عن سفيان الثوري.

(3)

تحرف في (م) إلى: عبد الله.

ص: 40

يُلْتَحَى (1) الْقَضِيبُ " (2).

22356 -

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ: عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، قَالَ:" فَالْتَحَوْكُمْ، وَكَذَلِكَ قَالَ أَبُو أَحْمَدَ، وَقَالَ: " فَالْتَحَوْكُمْ "، قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: " كَمَا يُلْتَحَى

(1) هكذا في (م) و (ق) و"غاية المقصد" ورقة 186 و"جامع المسانيد"، وعندها فلا يوجد وجه مغايرة بين هذه الرواية والتي تليها، وفي (ظ 5) و (ر) لم يرد قوله:"كما يُلتحى القضيب"، وقوله:"فالتحوكم" أيضاً لم يرد في (ر)، ووقع في نسخة السندي:"فلَحتُوكم كما يُلحَتُ"، وهو الصواب، والله أعلم، فقال:"فلحتوكم" من اللَّحْت: وهو القَشر، يقال: لَحَتَ العصا، أي: قَشَرها، ويقال: لَحَتَه، إذا أخذ ما عنده ولم يدع له شيئاً. وقوله:"فالتَحَوْكم" من التحيتُ الشجرة: إذا أخذتُ قشرها. قلنا: فكِلا الروايتين بمعنى.

قال الخطابي في "غريب الحديث" 1/ 120 - 121: وقوله: لحتوكم، من اللحتِ، يقال: لَحَتَ فلان عصاه لحتاً إذا قشرها، ولحته بالعَذْل لحتاً مثله

، وفي بعض الروايات من هذا الحديث: فالتحوكم كما يُلتحى القضيب، والمعنى واحد.

(2)

إسناده ضعيف لجهالة القاسم بن الحارث: وهو القاسم بن محمد بن عبد الرحمن بن الحارث المخزومي، فلم يرو عنه غيرُ حبيب بن أبي ثابت.

وأخرجه الحاكم 4/ 502 - 503 من طريق الحسين بن حفص، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.

وأخرجه إبراهيم بن طهمان في "المشيخة"(189)، وابن أبي عاصم في "السنة"(1118)، والطبراني 17/ (721) و (722)، وأبو عمرو الداني في "الفتن"(194) من طرق عن حبيب بن أبي ثابت، به- واقتصر حمزة الزيات عند الطبراني (721) على قوله:"لا يزال هذا الأمر فيكم وأنتم ولاته".

وانظر ما بعده، وقد سلف برقم (17069) من طريق شعبة عن حبيب بن أبي ثابت.

ص: 41

الْقَضِيبُ " (1).

22357 -

حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ: أَنَّ رَجُلًا تَصَدَّقَ بِنَاقَةٍ مَخْطُومَةٍ فِي سَبِيلِ اللهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" لَيَأْتِيَنَّ - أَوْ لَتَأْتِيَنَّ - بِسَبْعِ مِئَةِ نَاقَةٍ مَخْطُومَةٍ "(2).

22358 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو الشَّيْبَانِيَّ، فَذَكَرَهُ، وَلَمْ يَشُكَّ، قَالَ:" لَتَأْتِيَنّ "(3).

(1) إسناده ضعيف كسابقه.

أبو نعيم: هو الفضل بن دُكين، وأبو أحمد: هو محمد بن عبد الله بن الزبير، وهما شيخا المصنف، يرويانه عن سفيان الثوري.

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 170 و 15/ 232، وابن أبي عاصم في "السنة"(1119)، والطبراني في "الكبير" 17/ (720) من طريق أبي نعيم، بهذا الإسناد.

وسيأتي بلفظه عن أبي نعيم برقم (22361).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. الأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو عمرو الشيباني: هو سعد بن إياس.

وقوله: "ليأتين أو لتأتين

" معناه: أنه له بهذه الناقة المخطومة يوم القيامة سبع مئة ناقة مخطومة.

وانظر ما بعده.

وفي تعظيم النفقة في سبيل الله إلى سبع مئة ضعف عن أبي عبيدة، سلف برقم (1690).

وعن خريم بن فاتك، سلف برقم (19035).

(3)

إسناده صحيح على شرطهما. وهو مكرر (17094).

ص: 42

22359 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، حَدَّثَنَا سَالِمٌ الْبَرَّادُ، قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ فَسَأَلْنَاهُ عَنِ الصَّلَاةِ، فَقَالَ: أَلَا أُصَلِّي بِكُمْ كَمَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي؟ قَالَ: فَقَامَ فَكَبَّرَ وَرَفَعَ يَدَيْهِ، ثُمَّ رَكَعَ فَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَجَافَى بَيْنَ إِبْطَيْهِ، قَالَ: ثُمَّ قَامَ حَتَّى اسْتَقَرَّ كُلُّ شَيْءٍ مِنْهُ، ثُمَّ سَجَدَ فَوَضَعَ كَفَّيْهِ وَجَافَى بَيْنَ إِبِطَيْهِ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ (1) حَتَّى اسْتَقَرَّ كُلُّ شَيْءٍ مِنْهُ، ثُمَّ صَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ هَكَذَا (2).

22360 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ رَفَعَهُ - وَقَالَ شَاذَانُ مَرَّةً: عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " الْمُسْتَشَارُ مُؤْتَمَنٌ "(3).

(1) في (م) و (ر) و (ق) مكان قوله "ثم رفع رأسه": "قال: ثم قام".

(2)

إسناده حسن من أجل عطاء بن السائب، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري.

وقد سلف برقم (17076) و (17081) من طريق عطاء بن السائب، به.

(3)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف شريك: وهو ابن عبد الله النخعي.

وأخرجه عبد بن حميد (235)، والدارمي (2449)، وابن ماجه (3746)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4290)، وابن حبان (1991 - موارد الظمآن) -وسقط من "الإحسان"-، والطبراني 17/ (638)، والبيهقي 10/ 112 من طريق أسود بن عامر شاذان، بهذا الإسناد. وقرن الطبرانيُّ بأسود بن عامرٍ طَلْق بن غنام. =

ص: 43

22360 م - وَذَكَرَ شَاذَانُ أَيْضًا حَدِيثَ: " الدَّالِّ عَلَى الْخَيْرِ كَفَاعِلِهِ "(1).

22361 -

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ (2)، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِقُرَيْشٍ: " إِنَّ هَذَا الْأَمْرَ لَا يَزَالُ فِيكُمْ وَأَنْتُمْ وُلَاتُهُ مَا لَمْ تُحْدِثُوا، فَإِذَا فَعَلْتُمْ ذَلِكَ سَلَّطَ اللهُ عَلَيْكُمْ شِرَارَ خَلْقِهِ، فَالْتَحَوْكُمْ كَمَا يُلْتَحَى الْقَضِيبُ "(3).

= وأخرجه الطبراني أيضاً 17/ (637) من طريق عبد الحميد بن بحر الكوفي، وأبو الشيخ في "الأمثال"(34) من طريق عثمان بن زُفَر، كلاهما عن شريك، به.

وله شواهد يصح بها: عن أبي هريرة عند البخاري في "الأدب المفرد"(256)، وأبي داود (5128)، وابن ماجه (3745)، والترمذي (2369) و (2822). وقال الترمذي: حسن.

وآخر عن أم سلمة عند الترمذي (2823)، وسنده حسن في الشواهد.

وثالث عن النعمان بن بشير عند الطحاوي في "شرح المشكل"(4295).

وفي الباب عن غير واحد من الصحابة، انظر "الأمثال" لأبي الشيخ ص 18 - 22.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (629) و (631) من طريق عبد الحميد ابن بحر الكوفي، عن شريك، بهذا الإسناد.

وانظر (22339).

(2)

تحرف في (م) إلى حبيب بن أبي سالم.

(3)

إسناده ضعيف لجهالة القاسم بن الحارث. أبو نعيم: هو الفضل بن دُكين، وسفيان: هو الثوري.

وقد سلف عن أبي نعيم برقم (22356).

ص: 44

‌وَمِنْ حَدِيثِ ثَوْبَانَ

(1)

22362 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ وَحَجَّاجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو قَبِيلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُرِّيَّ (2) يَقُولُ - قَالَ حَجَّاجٌ: عَنْ أَبِي قَبِيلٍ، حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُبْلَانِيُّ -، أَنَّهُ سَمِعَ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَا أُحِبُّ أَنَّ لِيَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا بِهَذِهِ الْآيَةِ: {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ، إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر: 53] " فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَمَنْ أَشْرَكَ؟ فَسَكَتَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ قَالَ:" إِلَّا مَنْ أَشْرَكَ، إِلَّا مَنْ أَشْرَكَ " ثَلَاثَ مَرَّاتِ (3).

(1) قال السندي: ثوبان مولى النبي صلى الله عليه وسلم، صحابي مشهور، اشتراه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم أعتَقه، فخدمه إلى أن توفي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، ثم تحوَّلَ إلى الرملة، ثم حمص، وماتَ بها سنةَ أربعٍ وخمسين، وجاء أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ يَتَكَفَّلُ لي أن لا يسألَ الناسَ، وأتكفَّلَ له بالجنة" فقال ثوبان: أنا، فكان لا يسألُ أحداً شيئاً، وسيأتي برقم (22366).

(2)

في نسخة في (ظ 5): المزني.

(3)

إسناده ضعيف، ابن لهيعة -وهو عبد الله- سيئ الحفظ، وأبو عبد الرحمن الجبلاني منسوب إلى جبلانَ: بطن من حِمير، روى عنه اثنان ولم يؤثر توثيقه عن أحد، فهو في عداد المجهولين. أبو قبيل: هو حيي بن هانئ المعافري. =

ص: 45

22363 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ، حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ الشَّامِيُّ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْمَنْبِهِيِّ (1)، عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا سَافَرَ [كَانَ] آخِرُ عَهْدِهِ بِإِنْسَانٍ مِنْ أَهْلِهِ فَاطِمَةُ، وَأَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ عَلَيْهِ إِذَا قَدِمَ فَاطِمَةُ، قَالَ: فَقَدِمَ مِنْ غَزَاةٍ لَهُ فَأَتَاهَا، فَإِذَا هُوَ بَمِسْحٍ عَلَى بَابِهَا، وَرَأَى عَلَى الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ قَلْبَيْنِ مِنْ فِضَّةٍ، فَرَجَعَ وَلَمْ يَدْخُلْ عَلَيْهَا.

فَلَمَّا رَأَتْ ذَلِكَ فَاطِمَةُ ظَنَّتْ أَنَّهُ لَمْ يَدْخُلْ عَلَيْهَا مِنْ أَجْلِ مَا رَأَى، فَهَتَكَتْ السِّتْرَ، وَنَزَعَتِ الْقَلْبَيْنِ مِنَ الصَّبِيَّيْنِ، فَقَطَعَتْهُمَا، فَبَكَى الصَّبِيَّانِ، فَقَسَمَتْهُ بَيْنَهُمَا، فَانْطَلَقَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُمَا يَبْكِيَانِ، فَأَخَذَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْهُمَا، فَقَالَ:" يَا ثَوْبَانُ، اذْهَبْ بِهَذَا إِلَى بَنِي فُلَانٍ أَهْلُ بَيْتٍ بِالْمَدِينَةِ، وَاشْتَرِ لِفَاطِمَةَ قِلَادَةً مِنْ عَصَبٍ، وَسِوَارَيْنِ مِنْ عَاجٍ، فَإِنَّ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَيْتِي، وَلَا أُحِبُّ أَنْ يَأْكُلُوا طَيِّبَاتِهِمْ فِي حَيَاتِهِمُ الدُّنْيَا "(2).

= وأخرجه الطبري في "تفسيره" 24/ 16، والبيهقي في "الشعب"(7137) من طريق حجاج وحده، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(176) من طريق سعيد بن أبي مريم، وبرقم (1911) من طريق يونس بن تميم المرادي، كلاهما عن ابن لهيعة، به. وقد وقع في جميع أسانيد هذه الكتب أخطاء وتحريفات! تصوَّب من هنا.

(1)

تحرف في (م) إلى: الميهني.

(2)

إسناده ضعيف، حميد الشامي وسليمان المنبهي مجهولان. عبد الصمد: =

ص: 46

22364 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى وَأَبُو الْيَمَانِ - وَهَذَا حَدِيثُ إِسْحَاقَ - قَالَا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ دَاوُدَ الْأُمْلُوكِيِّ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ الرَّحَبِيِّ، عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي مَسِيرٍ لَهُ: " إِنَّا مُدْلِجُونَ، فَلَا يُدْلِجَنَّ مُصْعِبٌ وَلَا مُضْعِفٌ " فَأَدْلَجَ رَجُلٌ عَلَى نَاقَةٍ لَهُ صَعْبَةٍ فَسَقَطَ، فَانْدَقَّتْ فَخِذُهُ فَمَاتَ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالصَّلَاةِ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَمَرَ مُنَادِيًا يُنَادِي فِي النَّاسِ:" إِنَّ الْجَنَّةَ لَا تَحِلُّ لِعَاصٍ، إِنَّ الْجَنَّةَ لَا تَحِلُّ لِعَاصٍ " ثَلَاثَ مَرَّاتٍ (1).

= هو ابن عبد الوارث بن سعيد.

وأخرجه أبو داود (4213)، والطبراني (1453)، وابن عدي في "الكامل" 2/ 686، والبيهقي في "السنن الكبرى" 1/ 26، وفي "الشعب"(5659)، والمزي في ترجمة حميد الشامي من "التهذيب" 7/ 413 - 414، وفي ترجمة سليمان المنبهي 12/ 111 - 112 من طرق عن عبد الوارث بن سعيد، بهذا الإسناد. وقال ابن عدي عقبه: حميد الشامي هذا إنما أنكر عليه هذا الحديث، ولم أعلم له غيره.

قوله: "بمسح" قال السندي: بكسر الميم: البلاس، وهو كساء معروف.

"قلبين" بضم القاف، أي: سوارين.

"فقسمته" أي: كل واحد من القلبين، وكذا قوله:"فأخذه".

"العصب" قال صاحب النهاية نقلاً عن أبي موسى المديني: بفتح الصاد، وهي أطناب مفاصل الحيوانات وهو شيء مدور.

(1)

إسناده ضعيف، ومتنه منكر، راشد بن داود، قال البخاري: فيه نظر، وقال الدارقطني: ضعيف لا يعتبر به، قلنا: والضعف في حديثه هذا بيِّنٌ، وتساهل ابن معين ودحيم فقال الأول: لا بأس به، ووثقه الثاني، وكذا ابن =

ص: 47

22365 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ أَبِي عَمَّارٍ شَدَّادٍ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ الرَّحَبِيِّ، عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَرَادَ أَنْ يَنْصَرِفَ مِنْ صَلَاتِهِ، اسْتَغْفَرَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ قَالَ:" اللهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ، وَمِنْكَ السَّلَامُ، تَبَارَكْتَ يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ "(1).

= حبان في "ثقاته". أبو اليمان: هو الحكم بن نافع، وأبو أسماء الرحبي: هو عمرو بن مرثد.

وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(1085) من طريق هشام بن عمار، عن إسماعيل بن عياش، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(1436)، وفي "الشاميين"(1085)، والحاكم 2/ 145، والبيهقي في "الدلائل" 6/ 282 من طريق الهيثم بن حميد، عن راشد بن داود، به.

قوله: "إنا مدلجون" قال السندي: يقال: أدلج بالتخفيف إذا سار من أول الليل، وبالتشديد، أي: من باب الافتعال، إذا سار آخرَه، ومنهم من جعل الإدلاج بالتخفيف للَّيل كُلِّه.

"مصعب" فاعل من أصعب إذا كان صاحب بعير ضعيف.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن حجاج الخولاني، والأوزاعي: هو عبد الرحمن بن عمرو، وشداد: هو ابن عبد الله القرشي، وأبو أسماء الرحبي: هو عمرو بن مرثد.

وأخرجه الدارمي (1355) عن أبي المغيرة، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (591)، وابن ماجه (928)، والنسائي في "المجتبى" 3/ 68 - 69، وفي "عمل اليوم والليلة"(139)، وابن حبان (2003)، والبيهقي 2/ 183 من طريق الوليد بن مسلم، وأبو داود (1513) من طريق عيسى =

ص: 48

22366 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ ثَوْبَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ يَتَكَفَّلُ لِي بِوَاحِدَةٍ وَأَتَكَفَّلُ لَهُ بِالْجَنَّةِ؟ " قَالَ ثَوْبَانُ: أَنَا. قَالَ: " لَا تَسْأَلِ النَّاسَ " يَعْنِي

= ابن يونس، وابن خزيمة (737)، وأبو عوانة (2064) من طريق بشر بن بكر، وأخرجه ابن ماجه (928) من طريق عبد الحميد بن حبيب، وابن خزيمة بإثر الحديث (737) من طريق عمرو بن أبي سلمة، و (838) من طريق عمرو بن هاشم البيروتي، وابن حبان (2003) من طريق عمر بن عبد الواحد، والبيهقي 2/ 183 من طريق الوليد بن مزيد، ثمانيتهم عن الأوزاعي، به. لكن رواية الوليد بن مسلم لفظها: كان إذا انصرف من صلاته، ورواية عمرو بن هاشم البيروتي: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن يسلم من الصلاة استغفر ثلاثاً، ثم قال: اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام، ثم يسلم. قال ابن خزيمة عقبه: إن كان عمرو بن هاشم أو محمد بن ميمون (وهو الراوي عن عمرو بن هاشم) لم يغلط في هذه اللفظة -أعني قوله: قبل السلام- فإن هذا الباب يرد إلى الدعاء قبل السلام. قلنا: عمرو بن هاشم، قال ابن وارة: ليس بذاك كان صغيراً حين كتب عن الأوزاعي. وأما محمد بن ميمون، فضعيف، قال أبو حاتم: كان أميَّاً مغفلاً، وقال النسائي مرة: صالح، وأخرى: ليس بالقوي. قلنا: ويكفي في خطئهما مخالفة الجمع الغفير لهما.

وسيأتي برقم (22408) من طريق ابن المبارك عن الأوزاعي كلفظ حديث أبي المغيرة عن الأوزاعي.

وفي الباب عن عائشة، سيأتي برقم (24338). وفيه أن ذلك بعد السلام.

وعن ابن مسعود عند النسائي في "اليوم والليلة"(98)، وابن خزيمة (736). وهذا بعد السلام كذلك.

قوله: "إذا أراد أن ينصرف من صلاته" قال السندي: أي انصرف واستغفر بعد الانصراف ففيه اختصار، والله أعلم.

ص: 49

شَيْئًا، قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَكَانَ لَا يَسْأَلُ (1).

22367 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُهَاجِرِ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ سَالِمٍ اللَّخْمِيِّ، قَالَ: بَعَثَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى أَبِي سَلَّامٍ الْحَبَشِيِّ، فَحُمِلَ إِلَيْهِ عَلَى الْبَرِيدِ لِيَسْأَلَهُ عَنِ الْحَوْضِ، فَقُدِمَ بِهِ عَلَيْهِ، فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: سَمِعْتُ ثَوْبَانَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّ حَوْضِي مِنْ عَدَنَ إِلَى عَمَّانَ الْبَلْقَاءِ، مَاؤُهُ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، وَأَكَاوِيبُهُ عَدَدُ النُّجُومِ، مَنْ شَرِبَ مِنْهُ شَرْبَةً لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَهَا أَبَدًا، أَوَّلُ النَّاسِ وُرُودًا عَلَيْهِ فُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ ". فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " هُمُ الشُّعْثُ رُؤُوسًا، الدُّنْسُ

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، شريك -وهو ابن عبد الله النخعي- سيئ الحفظ، وقد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. عاصم: هو ابن سليمان الأحول، وأبو العالية: هو رفيع ابن مهران الرياحي.

وأخرجه الطبراني (1434) من طريق الهيثم بن جميل، عن شريك النخعي، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق (20009)، ومن طريقه البيهقي في "الشعب"(3521) عن معمر، عن عاصم بن سليمان، به.

وسيأتي من طريق أبي العالية برقم (22374)، ومن طريق عبد الرحمن بن يزيد بن معاوية بالأرقام (22385) و (22405) و (22423) و (22424)، كلاهما عن ثوبان.

وفي الباب عن أبي ذر، سلف برقم (21509)، وعن عوف بن مالك، وسيأتي برقم (23993).

قال السندي: قوله: "من يتكفل": هذا سوقٌ على وجه الاستفهام.

ص: 50

ثِيَابًا، الَّذِينَ لَا يَنْكِحُونَ الْمُتَنَعِّمَاتِ وَلَا تُفْتَحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السُّدَدِ ".

فَقَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: لَقَدْ نَكَحْتُ الْمُتَنَعِّمَاتِ، وَفُتِحَتْ لِي السُّدَدُ إِلَّا أَنْ يَرْحَمَنِي اللهُ، وَاللهِ لَا جَرَمَ أَنْ لَا أَدْهُنَ رَأْسِي حَتَّى يَشْعَثَ، وَلَا أَغْسِلَ ثَوْبِي الَّذِي يَلِي جَسَدِي حَتَّى يَتَّسِخَ (1).

(1) صحيح دون قوله: "أول الناس وروداً عليه فقراء المهاجرين" إلى آخر الحديث. وهذا إسناد ضعيف، العباس بن سالم اللخمي لم يسمع الحديث من أبي سلام الحبشي، بيَّنَ ذلك رواية ابن ماجه الآتية، وفيها قوله: نبئت عن أبي سلام. لكنه قد توبع، ثم أبو سلام الحبشي -وهو ممطور الأسود- لم يسمع من ثوبان فيما قاله ابن معين. وأحمد بن حنبل وعلي بن المديني وأبو حاتم، والأسانيد التي وقع فيها التصريح بسماعه من ثوبان إما منقطعة وإما ضعيفة.

وأخرجه الباغندي في "مسند عمر بن عبد العزيز"(63) عن إسحاق بن إبراهيم، والبيهقي في "البعث والنشور"(135) من طريق يحيى بن أبي بكير، كلاهما عن إسماعيل بن عياش، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (995)، وابن ماجه (4303)، والترمذي (2444)، والباغندي (65)، والطبراني في "الأوسط"(398)، وفي "الشاميين"(1411)، وفي "الأوائل"(39)، والحاكم 4/ 184، وتمام في "فوائده"(1760)، والبيهقي في "الشعب"(10485)، وفي "البعث"(135) من طرق عن محمد ابن مهاجر، به. وقال الترمذي: غريب من هذا الوجه. وفي بعضها التصريح بسماع أبي سلام من ثوبان لكنها منقطعة كما بينا.

وأخرجه الباغندي (65) من طريق عثمان بن سعيد، عن العباس بن سالم، به.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(706) و (707) و (747) و (749)، وفي "الآحاد والمثاني"(459) و (460)، وفي "الأوائل"(186)، والدولابي في "الكنى" 2/ 77، والباغندي (64)، والطبراني في "الكبير"(1437)، وفي "الشاميين"(904) و (1206) و (1625)، والآجري في "الشريعة" ص 353، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(1385)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" =

ص: 51

22368 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ مِنْ كِتَابِهِ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا شَيْخٌ، عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" مَنْ قَتَلَ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا، أَوْ أَحْرَقَ نَخْلًا، أَوْ قَطَعَ شَجَرَةً مُثْمِرَةً، أَوْ ذَبَحَ شَاةً لِإِهَابِهَا، لَمْ يَرْجِعْ كَفَافًا "(1).

= 8/ ورقة 10 - 11 و 11 من طرق عن أبي سلام الحبشي، به.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(710)، والطبراني في "الكبير"(1443)، وعنه أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(1386) من طريق إسحاق بن راشد، عن الزهري، عن سليمان بن يسار، عن بعض من حدثه، عن ثوبان، مرفوعاً. وليس في رواية الطبراني: عن بعض من حدثه، وليس فيه قصة عمر بن عبد العزيز، ورواية ابن أبي عاصم لم يسق لفظها.

وأخرجه الطبراني في "الشاميين"(1410) من طريق خْالد بن معدان، عن ثوبان. مختصراً بلفظ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "حوضي ما بين عدن إلى عمان".

وروي من طريق عبد الله بن العلاء بن زبر، عن أبي سلام الأسود، عن أبي أمامة رفعه. فجعله من حديث أبي أمامة، وهذا خطأ نبهنا عليه عند الحديث (22156) من مسند أبي أمامة فانظره لزاماً.

وسيأتي بنحوه مختصراً من طريق معدان بن أبي طلحة عن ثوبان بالأرقام (22409) و (22426) و (22430) و (22447) و (22448).

وفي الباب عن عبد الله بن عمر بن الخطاب، سلف برقم (6162)، وإسناده ضعيف. وذكرنا حديث ثوبان هذا شاهداً له، وقد أطلق تصحيحه هناك، وهو ذهول.

وعن أبي ذر، سلف برقم (21327)، وانظر تتمة الشواهد عنده.

قال السندي: قوله: "على البريد"، أي: على هيئة البريد، أو مع البريد.

"أكاويبه" جمع أكواب، وهو كوز لا عروة له.

"أبواب السدد" بضم ففتح هي الأبواب، والإضافة بيانية.

(1)

إسناده ضعيف، ابن لهيعة -وهو عبد الله- سيئ الحفظ، وشيخه لم =

ص: 52

22369 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ وَأَبَانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ مَعْدَانَ، عَنْ ثَوْبَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" مَنْ فَارَقَ الرُّوحُ الْجَسَدَ وَهُوَ بَرِيءٌ مِنْ ثَلَاثٍ، دَخَلَ الْجَنَّةَ: الْكِبْرِ، وَالدَّيْنِ، وَالْغُلُولِ "(1).

22370 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، قَالَ: قِيلَ لِثَوْبَانَ: حَدِّثْنَا عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَقَالَ: تَكْذِبُونَ عَلَيَّ!

= يُسمِّه، فهو مجهول.

قال السندي: قوله: "من قتل صغيراً أو كبيراً"، أي: من المسلمين.

"لم يرجع كفافاً" الكفاف بالفتح: ما كان على قدر الحاجة، والمراد أنه لم يرجع مثل ما كان، أي: هذه الذنوب تبقى آثارها.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، عفان: هو ابن مسلم، وهمام: هو ابن يحيى العوذي، وأبان: هو ابن يزيد العطار، وسالم: هو ابن أبي الجعد، ومعدان: هو ابن أبي طلحة اليعمري.

وسيتكرر برقم (22434).

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(7747) من طريق روح بن القاسم، والحاكم 2/ 26، والبيهقي في "السنن" 9/ 101، وفي "الشعب"(5540) من طريق أبي عوانة الوضاح، كلاهما عن قتادة، بهذا الإسناد.

وسيأتي بالأرقام (22390) و (22427) و (22428).

وأخرجه الترمذي (1572) عن قتيبة، عن أبي عوانة، عن قتادة، عن سالم، عن ثوبان، ليس فيه معدان. وقال: رواية سعيد أصح. قلنا: يعني برواية سعيد -وهو ابن أبي عروبة- الموصولة بذكر معدان، وستأتي في "المسند" برقم (22427).

قال السندي: قوله: "الروح الجسد"، أي: من فارق روحُه جسده.

ص: 53

وَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَسْجُدُ لِلَّهِ سَجْدَةً إِلَّا رَفَعَهُ اللهُ بِهَا دَرَجَةً، وَحَطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةً "(1).

22371 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" أَفْطَرَ الْحَاجِمُ وَالْمَحْجُومُ "(2).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح، لكن سالم ابن أبي الجعد لم يلق ثوبان كما قال غير واحد من أهل العلم.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 51، عن محمد بن جعفر غندر، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (986)، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة"(300) من طريق معاذ العنبري، كلاهما (الطيالسي والعنبري) عن شعبة، به، وفي رواية الطيالسي قال لهم ثوبان: كذبتم عليَّ وقلتم علي ما لم أقل.

وسيتكرر برقم (22442).

وسيأتي من طريق معدان بن أبي طلحة برقمي (22377) و (22411).

وفي الباب عن أبي فاطمة، سلف برقم (15527)، وانظر عنده شواهده.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(3157) من طريق همام، عن قتادة، عن شهر بن حوشب، عن ثوبان. لم يذكر فيه عبد الرحمن بن غنم.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(3160)، وابن خزيمة (1984)، والطبراني في "الأوسط"(4717) من طريق الليث بن سعد، عن قتادة، عن الحسن، عن ثوبان. والحسن لم يسمع من ثوبان.

وروي عن قتادة عن الحسن عن علي مرفوعاً وموقوفاً عند النسائي في "الكبرى"(3161) - (3163). والحسن لم يسمع من علي. =

ص: 54

22372 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي الْجُودِيِّ، عَنْ بَلْجٍ، عَنْ أَبِي شَيْبَةَ الْمَهْرِيِّ - قَالَ: وَكَانَ قَاصَّ النَّاسِ بِقُسْطَنْطِينِيَّةَ - قَالَ: قِيلَ لِثَوْبَانَ حَدِّثْنَا عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَاءَ فَأَفْطَرَ (1).

= وسيأتي من طريق قتادة، عن شهر، عن عبد الرحمن بن غنم، عن ثوبان برقم (22429).

وسيأتي من طريق قتادة، عن سالم بن أبي الجعد، عن معدان بن أبي طلحة، عن ثوبان برقم (22430).

وسيأتي من طريق أبي أسماء الرحبي بالأرقام (22382) و (22410) و (22432) و (22450)، ومن طريق مكحول عن شيخ برقم (22431)، كلاهما عن ثوبان.

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (8768)، وذكرنا شواهده هناك. وهو حديث منسوخ كما سلف بيانه عند حديث أبي هريرة.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، بلج -وهو ابن عبد الله المهري- لم يرو عنه غير أبي الجودي -وهو الأسدي الشامي-، وشيخه أبو شيبة المهري لم يرو عنه غير اثنين، ولم يوثقه أيضاً غير ابن حبان، وسئل عنه أبو زرعة، فقال: هو من التابعين، ولا يعرف اسمه. وقال البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 148 عن هذا الإسناد: ليس بذاك.

وأخرجه الطيالسي (993)، وابن أبي شيبة 3/ 39، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 96، وفي "شرح مشكل الآثار"(1677)، والطبراني في "الكبير"(1440)، والبيهقي 4/ 220 من طرق عن شعبة بن الحجاج، بهذا الإسناد.

وسيأتي مكرراً برقم (22443)، لكن قُرِنَ هناك بمحمد بن جعفر حجاج بن محمد المصيصي. =

ص: 55

22373 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي (1) أَسْمَاءَ، عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا عَادَ الرَّجُلُ الْمُسْلِمُ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ، فَهُوَ فِي مَخْرَفَةِ الْجَنَّةِ "(2).

= وأخرجه الطبراني في "الشاميين"(1092) من طريق أبي أسماء الرحبي، عن ثوبان. وإسناده ضعيف جداً.

وسيأتي من طريق معدان عن ثوبان وأبي الدرداء برقم (22381). وهذه الطريق سلفت مكررة في مسند أبي الدرداء برقم (21701).

(1)

لفظة "أبي" سقطت من (م) و (ر).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح، لكن بين أبي قلابة -وهو عبد الله بن زيد الجرمي-، وبين أبي أسماء -وهو عمرو بن مرثد الرحبي- أبو أشعث الصنعاني، قال البخاري فيما نقله عنه الترمذي في "جامعه" 3/ 290: من روى هذا الحديث عن أبي الأشعث عن أبي أسماء أصح، وأحاديث أبي قلابة إنما هي عن أبي أسماء، إلا هذا الحديث فهو عندي: عن أبي الأشعث عن أبي أسماء. قلنا: ولم نقف على طريق فيها تصريح أبي قلابة بسماعه هذا الحديث من أبي أسماء، فلا يكون من المزيد في متصل الأسانيد. سيأتي موصولاً بذكر أبي الأشعث بالأرقام (22389) و (22422) و (22451)

وأخرجه الطيالسي (988)، ومن طريقه البيهقي 3/ 380 عن شعبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (988)، والبيهقي 3/ 380 من طريق ثابت بن يزيد أبي زيد، عن عاصم الأحول، به. قال البيهقي: ورواية يزيد [يعني: ابن هارون الآتية برقم 22389] ومروان [يعني: ابن معاوية عند مسلم (2568) (42)] أصح، فقد رواه عفان أيضاً عن أبي قلابة عن أبي الأشعث، عن أبي أسماء. =

ص: 56

22374 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمٍ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي الْعَالِيَةِ: مَا ثَوْبَانُ؟ قَالَ: مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ يَتَكَفَّلُ لِي أَنْ لَا يَسْأَلَ شَيْئًا، وَأَتَكَفَّلُ لَهُ بِالْجَنَّةِ؟ " فَقَالَ ثَوْبَانُ: أَنَا. فَكَانَ لَا يَسْأَلُ أَحَدًا شَيْئًا (1).

= وأخرجه الطبراني في "الشاميين"(2688) من طريق قتادة عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، به. وإسناده ضعيف.

وسيأتي الحديث من طريق أبي قلابة، عن أبي أسماء بالأرقام (22375) و (22404) و (22407) و (22439) و (22444) و (22446).

وسيأتي من طريق أبي قلابة عمن حدثه عن ثوبان برقم (22445).

ويشهد له حديث علي السالف برقم (612).

وفي الباب عن أنس مرفوعاً: "أيما رجل يعود مريضاً، فإنما يخوض في الرحمة، فإذا قعد عند المريض غمرته الرحمة"، وسلف برقم (12782)، وسلفت أحاديث الباب في هذا المعنى هناك.

قال السندي: قوله: "مخرفة" هي سكة بين صفَّينِ من نخل يخترف من أيهما شاء، أي: يجتني، وقيل: هي الطريق، أي: أنه على طريق تؤديه إلى طريق الجنة.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه، فمن رجال مسلم. عاصم: هو ابن سليمان الأحول، وأبو العالية: هو رفيع بن مهران الرياحي.

وأخرجه الطبراني (1433)، والحاكم 1/ 412، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 181 من طريق معاذ العنبري، عن شعبة، بهذا الإسناد.

وانظر (22366).

ص: 57

22375 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ الرَّحَبِيِّ، عَنْ ثَوْبَانَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" إِذَا عَادَ الرَّجُلُ أَخَاهُ، فَإِنَّهُ فِي أَخْرَافِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَرْجِعَ "(1).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح، لكن أبا قلابة لم يسمعه من أبي أسماء الرحبي، بينهما أبو الأشعث الصنعاني كما سلف بيانه عند الرواية (22373). خالد: هو ابن مهران الحذاء.

وأخرجه أبو عوانة في البر والصلة كما في "إتحاف المهرة" 3/ 46، والطبراني في "الكبير"(1446)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(1300)، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة"(1408) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 233 - 234، ومسلم (2568)(40)، والقضاعي ي "مسند الشهاب"(385)، والبيهقي 3/ 380 من طريق هشيم بن بشير، أبو عوانة في البر والصلة من طريق سفيان الثوري، كلاهما عن خالد الحذاء، به.

قوله: "في أخراف الجنة" قال السندي: هكذا في النسخ، والمشهور: في خُِراف الجنة، يُضمُّ ويكسر، أي: في اجتناء ثمرها.

قلنا: ولفظ ابن أبي الجعد والبغوي: "في خراف الجنة أو مخرفة الجنة"، وبقية المصادر:"في مخرفة الجنة".

قال البغوي: قوله: "في خراف الجنة" ويُروى "في مخارف الجنة" وهي جمع مخرف، قال الأصمعي: وهو جنى النَّخْل، سمي به، لأنه يخترف، أي: يجتنى. وقال ابن الأثير: والمخرفة: هي سكة بين صفين من نخل يخرف من أيهما شاء، أي: يجتني، وقيل: المخرفة: الطريق، أي: أنه على طريق تؤديه إلى طريق الجنة.

ص: 58

22376 -

حَدَّثَنَا أَبُو قَطَنٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ ثَوْبَانَ أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ تَبِعَ جَنَازَةً، فَلَهُ قِيرَاطٌ، وَمَنْ شَهِدَ دَفْنَهَا فَلَهُ قِيرَاطَانِ " قِيلَ: وَمَا الْقِيرَاطَانِ؟ قَالَ: " أَصْغَرُهُمَا مِثْلُ أُحُدٍ "(1).

22377 -

حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْأَوْزَاعِيَّ يَقُولُ: حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ هِشَامٍ الْمُعَيْطِيُّ، حَدَّثَنِي مَعْدَانُ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ الْيَعْمُرِيُّ قَالَ: لَقِيتُ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ أَعْمَلُهُ يُدْخِلُنِي اللهُ بِهِ الْجَنَّةَ - أَوْ قَالَ: قُلْتُ: بِأَحَبِّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللهِ - فَسَكَتَ، ثُمَّ سَأَلْتُهُ فَسَكَتَ، ثُمَّ سَأَلْتُهُ (2) الثَّالِثَةَ، فَقَالَ: سَأَلْتُ عَنْ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: " عَلَيْكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ، فَإِنَّكَ لَا

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو قطن: هو عمرو بن الهيثم، وهشام: هو ابن أبي عبد الله الدَّستوائي.

وأخرجه الطيالسي (985)، وابن أبي شيبة 3/ 320، ومسلم (946)، وأبو عوانة في الجنائز كما في "إتحاف المهرة" 3/ 52، والبيهقي في "شعب الإيمان"(9244) من طرق عن هشام بن أبي عبد الله الدستوائي، بهذا الإسناد.

وسيأتي الحديث بالأرقام (22384) و (22435) و (22441) و (22454) و (22455).

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7188)، وذكرنا تتمة شواهده هناك.

(2)

من قوله: "فسكت" الثانية إلى هنا سقط من (م).

ص: 59

تَسْجُدُ لِلَّهِ سَجْدَةً إِلَّا رَفَعَكَ اللهُ بِهَا دَرَجَةً، وَحَطَّ عَنْكَ بِهَا خَطِيئَةً ".

قَالَ: مَعْدَانُ: ثُمَّ لَقِيتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ لِي: مِثْلَ مَا قَالَ لِي ثَوْبَانُ (1).

22378 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ ثَوْبَانَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اسْتَقِيمُوا وَلَنْ تُحْصُوا، وَاعْلَمُوا أَنَّ خَيْرَ أَعْمَالِكُمُ الصَّلَاةُ، وَلَنْ يُحَافِظَ عَلَى الْوُضُوءِ إِلَّا مُؤْمِنٌ "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه مسلم (488)، وابن ماجه (1423)، والترمذي (388) و (389)، والنسائي 2/ 228، وابن خزيمة (316)، وابن حبان (1735) من طريق الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد. ورواية ابن خزيمة ليس فيها حديث أبي الدرداء.

وأخرجه عبد الرزاق (4846) و (5917)، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة"(289)، وأبو عوانة (1858)، والبيهقي 2/ 485، والبغوي (654) من طرق عن الأوزاعي، به. ورواية عبد الرزاق الأولى أبهم فيها معدان فقال: رجل، وروايته الثانية تحرف فيها معدان بن أبي طلحة إلى خالد بن أبي طلحة، وليس عندهم حديث أبي الدرداء غير أبي عوانة والبيهقي.

وانظر ما سلف برقم (22370).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح، وسالم -وهو ابن أبي الجعد- وإن كان لم يسمع من ثوبان، فيما قاله غير واحد من أهل العلم، قد توبع. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران. =

ص: 60

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه البغوي (155) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد، وقال: هذا منقطع، ويُروى متصلاً عن حسان بن عطية، عن أبي كبشة السلولي عن ثوبان. قلنا: وسنده حسن، وسيأتي برقم (22433).

وأخرجه الطيالسي (996)، وابن أبي عمر العدني في "الإيمان"(23)، والدارمي (655)، وابن نصر المروزي في "تعظيم قدر الصلاة"(168) و (170)، والحاكم 1/ 130، والبيهقي 1/ 82 و 457، وابن عبد البر في "التمهيد" 24/ 318 من طرق عن الأعمش، به. روايتا المروزي مختصرتان.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 5 - 6، والعَدَني (22)، والدارمي (655)، وابن ماجه (277)، وابن نصر المروزي (170)، ومحمد بن يحيى المروزي في زياداته على "الطَّهور" لأبي عبيد (19)، والطبراني في "الصغير"(8) و (1011)، وفي "الأوسط"(7015)، وفي "الشاميين"(1335)، والحاكم 1/ 130، والخطيب في "تاريخ بغداد" 1/ 293، وابن عبد البر 24/ 318 - 319 من طرق عن سالم بن أبي الجعد، عن ثوبان. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ولا أعرف له علة! قال البوصيري في "مصباح الزجاجة" ورقة 22: رجاله ثقات إلا أنه منقطع بين سالم وثوبان، فإنه لم يسمع منه بلا خلاف، لكن له طريق أخرى متصلة. وبنحوه قال ابن حجر في "إتحاف المهرة" 3/ 304.

وأخرجه ابن نصر المروزي (171) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن منصور، عن سالم، قال: حدثت عن ثوبان فذكره. فتبين من هذه الطريق أن سالماً لم يسمعه من ثوبان.

وذكره مالك في "الموطأ" بلاغاً 1/ 34.

وأخرجه الحاكم 1/ 130 من طريق أبي بلال الأشعري، عن أبي معاوية محمد بن خازم، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، به، وقال: وهم من أبي بلال الأشعري، وهم فيه على أبي معاوية. قلنا: أبو بلال ضعفه الدارقطني كما في "ميزان الاعتدال". =

ص: 61

22379 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، عَنْ ثَوْبَانَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَيُّمَا امْرَأَةٍ سَأَلَتْ زَوْجَهَا الطَّلَاقَ مِنْ غَيْرِ (1) بَأْسٍ، فَحَرَامٌ عَلَيْهَا رَائِحَةُ الْجَنَّةِ "(2).

= وسيأتي برقم (22436) من طريق سالم بن أبي الجعد عن ثوبان.

وسيأتي من طريق عبد الرحمن بن ميسرة عن ثوبان برقم (22414).

وفي الباب عن عبد الله بن عمرو عند ابن أبي شيبة 1/ 6، وابن ماجه (278)، وابن نصر المروزي في "تعظيم قدر الصلاة"(169)، وابن عبد البر 24/ 319، وفي إسناده ليث بن أبي سليم، وهو ضعيف.

وعن أبي أمامة عند ابن ماجه (279)، وابن نصر المروزي (174)، والطبراني في "الكبير"(8124)، والمزي في ترجمة أبي حفص الدمشقي من "تهذيب الكمال" 33/ 245، وإسناده ضعيف.

وعن سلمة بن الأكوع عند العقيلي في "الضعفاء" 4/ 168، والطبراني في "الكبير"(6270)، وإسناده ضعيف.

وعن ربيعة الجرشي عند الطبراني في "الكبير"(4596)، وإسناده ضعيف.

قوله: "استقيموا" قال المناوي في "فيض القدير": أي: على الطريق الحُسنَى، وسددوا وقاربوا، فإنكم لن تطيقوا الإحاطة في الأعمال، ولا بد للمخلوق من تقصير وملال، وكان القصد به تنبيه المكلف على رؤية التقصير وتحريضه على الجد، لئلا يتكل على عمله.

"واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة" أي: فإن لم تطيقوا ما أمرتم به من الاستقامة فحق عليكم أن تلزموا بعضها، وهو الصلاة الجامعة لكل عبادة، من قراءة وتسبيح وتكبير وتهليل وإمساك عن كلام البشر والمفطرات، وهي معراج المؤمن ومقربته إلى الله تعالى، فالزموها وأقيموا حدودها سيما مقدمتها التي هي شطر الإيمان فحافظوا عليها، فإنه لا يحافظ عليها إلا مؤمن.

(1)

في (م): من غير ما بأس.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح، والرجل: =

ص: 62

22380 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، عَنْ ثَوْبَانَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ أَفْضَلَ دِينَارٍ دِينَارٌ

= المبهم: هو أبو أسماء الرحبي، فقد جاء مُسمّى في الرواية الآتية برقم (22440)، وإسماعيل: هو ابن علية، وأيوب: هو السختياني، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجرمي.

وأخرجه الطبري في "التفسير" 2/ 468 من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد.

وأخرجه الترمذي (1187)، والطبري 2/ 468 من طريق عبد الوهّاب الثقفي، عن أيوب، به.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(5465) من طريق منصور بن زاذان، عن أبي قلابة، عن ثوبان، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 5/ 271 عن وكيع، عن سفيان الثوري، عن خالد الحذاء وأيوب، عن أبي قلابة عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً.

وسيأتي موصولاً برقم (22440) من طريق أبي قلابة، عن أبي أسماء الرحبي، عن ثوبان.

وأخرجه الطبري 2/ 467 من طريق ليث بن أبي سليم، عن أبي إدريس، عن ثوبان، به. وليث ضعيف.

وفي الباب عن ابن عباس عند ابن ماجه (2054)، وإسناده ضعيف.

قوله: "من غير بأس" قال المناوي في فيض القدير: البأس: الشدة، أي: في غير حالةِ شِدَّة تدعوها وتُلجئها إلى المفارقة، كأن تخاف أن لا تقيم حدود الله فيما يجب عليها من حسن الصحبة وجميل العشرة لكراهتها له، أو بأن يضارها لتختلع منه.

"فحرام عليها" أي: ممنوع عنها "رائحة الجنة"، وأول ما يجد ريحها المحسنون المتقون، لا أنها لا تجد ريحها البتة، فهو لمزيد المبالغة في التهديد.

ص: 63

أَنْفَقَهُ رَجُلٌ عَلَى عِيَالِهِ، أَوْ عَلَى دَابَّتِهِ فِي سَبِيلِ اللهِ، أَوْ عَلَى أَصْحَابِهِ فِي سَبِيلِ اللهِ " (1).

22381 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ يَعِيشَ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ مَعْدَانَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَاءَ فَأَفْطَرَ.

قَالَ: فَلَقِيتُ ثَوْبَانَ فِي مَسْجِدِ دِمَشْقَ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: أَنَا صَبَبْتُ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَضُوءَهُ (2).

22382 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ، عَنْ ثَوْبَانَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَتَى عَلَى رَجُلٍ يَحْتَجِمُ فِي رَمَضَانَ، فَقَالَ:" أَفْطَرَ الْحَاجِمُ وَالْمَحْجُومُ "(3).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح كسابقه، والرجل المبهم: هو أبو أسماء الرحبي، فقد جاء مُسمّى في الرواية الآتية برقم (22406).

وأخرجه أبو عوانة في الزكاة كما في "إتحاف المهرة" 3/ 45 من طريق عبد الوهاب الثقفي، عن أيوب السختياني، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق (19694) عن معمر، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن ثوبان، لم يذكر الواسطة بين أبي قلابة وثوبان.

وسيأتي موصولاً بذكر أبي أسماء الرحبي برقم (22406) و (22453).

(2)

حديث صحيح، وقد سلف مكرراً برقم (21701) في مسند أبي الدرداء، لكن وقع فيه هناك: عن ابن معدان أو معدان، على الشك.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو قلابة: هو عبد الله بن زيد =

ص: 64

22383 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ ثَوْرٍ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ

= الجرمي، وأبو أسماء: هو عمرو بن مرثد الرحبي.

وأخرجه الطيالسي (989)، والدارمي (1731)، وأبو داود (2367)، والنسائي في "الكبرى"(3137)، وابن الجارود (386)، وابن قانع 1/ 119، وابن الأعرابي (8)، والطبراني في "الكبير"(1447)، والحاكم 1/ 427 من طرق عن هشام بن أبي عبد الله الدستوائي، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(3140) من طريق أيوب بن أبي تميمة السختياني، عن أبي قلابة، به.

وروي عن أبي قلابة من مسند شداد بن أوس، وسيأتي برقم (22449).

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(3136)، والطبراني في "الأوسط"(8391)، وفي "الشاميين"(1084)، والبيهقي 4/ 266 من طريق أبي المهلب راشد بن داود الصنعاني، والطبراني في "الشاميين"(666) و (899) من طريق أبي الأشعث الصنعاني، كلاهما عن أبي أسماء الرحبي، به. وكلا الإسنادين ضعيف.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(1417) من طريق أبي الأشعث، عن ثوبان. وإسناده ضعيف بمرة. وسلف الحديث بسند صحيح من طريق أبي الأشعث عن شداد بن أوس في مسنده برقم (17112).

وأخرجه الطبراني في "الشاميين"(2845) من طريق معاوية بن سلام، عن يحيى بن أبي كثير، عن شداد بن عبد الله القرشي، عن أبي أسماء، عن ثوبان.

ورواه مكحول الشامي عن أبي أسماء، وسيأتي تخريجه عند الحديث (22431).

وسيأتي الحديث من طريق أبي أسماء عن ثوبان بالأرقام (22410) و (22432) و (22450).

وانظر ما سلف برقم (22371).

ص: 65

عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَرِيَّةً فَأَصَابَهُمُ الْبَرْدُ، فَلَمَّا قَدِمُوا عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم شَكَوْا إِلَيْهِ مَا أَصَابَهُمْ مِنَ الْبَرْدِ، فَأَمَرَهُمْ أَنْ يَمْسَحُوا عَلَى الْعَصَائِبِ وَالتَّسَاخِينِ (1).

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات، وراشد بن سعد -وهو الحمصي المقرائي- قد سمع من ثوبان، جزم بذلك البخاري في "تاريخه" 3/ 292، وقد عاصره قرابة ثمانية عشر عاماً، وليس موصوفاً بالتدليس، فقد ذكر البخاري في "تاريخه" من طريق بقية بن الوليد أنه ذهبت عينه يوم صفين، وأورد الذهبي هذا الحديث في "السير" 4/ 491، من "سنن أبي داود" وقال: إسناده قوي.

وأخرجه الطبراني في "الشاميين"(477)، والحاكم 1/ 169 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، وقال الذهبي في "السير": أخطأ، فإن الشيخين ما احتجا براشد، ولا ثورٌ من شرط مسلم.

وأخرجه أبو داود (146)، ومن طريقه البيهقي 1/ 62، والبغوي (234) عن أحمد بن حنبل، به.

وأخرجه أبو عبيد في "غريب الحديث" 1/ 187، ومن طريقه البغوي (233)، والطبراني في "الشاميين"(477) من طريق مسدد، كلاهما (أبو عبيد ومسدد) عن يحيى بن سعيد القطان، به. وقال أبو عبيد: العصائب: هي العمائم.

وأخرجه أبو عبيد 1/ 187، ومن طريقه البغوي (233) عن محمد بن الحسن، عن ثور بن يزيد، به. بلفظ: فأمرهم أن يمسحوا على المشاوذ والتساخين. وقال: التساخين: الخِفاف، والمشاوذ: العمائم، واحدها مِشْوَذ.

وسيأتي برقم (22419) من طريق أبي سلام عن ثوبان بلفظ: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ ومسح على الخفين وعلى الخمار. وأحاديث الباب التي بمعناه تأتي عنده. =

ص: 66

22384 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: شُعْبَةُ حَدَّثَنَا عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ مَعْدَانَ، عَنْ ثَوْبَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:" مَنْ صَلَّى عَلَى جِنَازَةٍ، فَلَهُ قِيرَاطٌ، فَإِنْ شَهِدَ دَفْنَهَا، فَلَهُ قِيرَاطَانِ، الْقِيرَاطُ مِثْلُ أُحُدٍ "(1).

22385 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ يَتَقَبَّلُ لِي بِوَاحِدَةٍ وَأَتَقَبَّلُ لَهُ بِالْجَنَّةِ؟ " قَالَ: قُلْتُ: أَنَا. قَالَ: " لَا تَسْأَلِ النَّاسَ

= وفي الباب عن المغيرة بن شعبة، سلف برقم (18206) ولفظه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ ومسح على الجوربين والنعلين. وعن أبي موسى الأشعري ذكرناه عند حديث المغيرة.

قال السندي: هذا الحديث قد تركه قوم بأنه حديث الآحاد، ومخالف للكتاب فيؤخذ بالكتاب، لا بهذا الحديث. وحمله قوم على الضرورة، وقوم على أنه يمسح بعض الرأس ويمسح على العمامة تتميماً كما في حديث المغيرة، وقوم أخذوا به، فجوزوا المسح على العمامة، وغالبهم من أهل الحديث.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم. وسيتكرر برقم (22435).

وأخرجه أبو عوانة في الجنائز كما في "إتحاف المهرة" 3/ 52 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (946)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1269) من طريق يحيى بن سعيد القطان، به.

وأخرجه أبو عوانة في الجنائز، والبيهقي في "السنن" 3/ 413، وفي "شعب الإيمان"(9244) من طريق عمرو بن مرزوق، عن شعبة، به.

وانظر (22376).

ص: 67

شَيْئًا ". فَكَانَ ثَوْبَانُ يَقَعُ سَوْطُهُ وَهُوَ رَاكِبٌ، فَلَا يَقُولُ لِأَحَدٍ: نَاوِلْنِيهِ، حَتَّى يَنْزِلَ فَيَتَنَاوَلَهُ (1).

22386 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عِيسَى، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ الرَّجُلَ لَيُحْرَمُ الرِّزْقَ بِالذَّنْبِ يُصِيبُهُ، وَلَا يَرُدُّ الْقَدَرَ إِلَّا الدُّعَاءُ، وَلَا يَزِيدُ فِي الْعُمُرِ إِلَّا الْبِرُّ "(2).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عبد الرحمن بن يزيد -وهو ابن معاوية-، وقد توبع وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. ابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث، ومحمد بن قيس: هو المدني القاصّ.

وأخرجه المزي في ترجمة عبد الرحمن بن يزيد في "التهذيب" من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.

وهو في "الزهد" لوكيع (140)، ومن طريقه أخرجه ابن ماجه (1837).

وأخرجه الطيالسي (994)، والنسائي 5/ 96، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 181، والبيهقي في "الشعب"(3520) من طرق عن ابن أبي ذئب، به.

وانظر ما سلف برقم (22366).

(2)

حسن لغيره دون قوله: "إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يُصيبه"، وهذا إسناد ضعيف، عبد الله بن أبي الجعد أخو سالم لم يروِ عنه غير اثنين، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقد عدَّه الحافظ ابن حجر من الطبقة الرابعة، وهي طبقة صغار التابعين الذين جُلُّ روايتهم عن كبارهم، ثم إنه كوفي، وثوبان شامي، فيغلب على الظن أنه لم يسمع منه. سفيان: هو الثوري، وعبد الله بن عيسى: هو ابن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري.

وسيتكرر برقم (22438). =

ص: 68

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وهو في "الزهد" لوكيع (407)، ومن طريقه أخرجه ابن أبي شيبة 10/ 441 - 442، وهناد في "الزهد"(1009)، وابن ماجه (90) و (4022)، وابن حبان (872). ورواية ابن أبي شيبة مختصرة.

وأخرجه ابن المبارك في "الزهد"(86)، وابن أبي شيبة 10/ 441 - 442، وأبو زرعة الرازي كما في "العلل" 2/ 208، والنسائي في الرقاق من "الكبرى" كما في "التحفة" 2/ 133، والطحاوي في "شرح المشكل"(3069)، والطبراني في "الكبير"(1442)، والحاكم 1/ 493، والقضاعي في "مسند الشهاب"(831) و (1001)، والبغوي (3418) من طرق عن سفيان الثوري، به. ورواية ابن المبارك وابن أبي شيبة والنسائي مختصرة، وكذلك رواية القضاعي الثانية.

وأخرجه أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 2/ 10 من طريق عصام بن يزيد، عن سفيان الثوري، به موقوفاً.

وأورده ابن أبي حاتم في "العلل" 2/ 207 - 208 من طريق عمر بن شبيب، عن عبد الله بن عيسى، عن حفص وعبيد الله ابني أخي سالم بن أبي الجعد، عن سالم بن أبي الجعد، عن ثوبان. ونقل عن أبيه وأبي زرعة أنه خطأ وصوَّبا أنه من حديث عبد الله بن أبي الجعد عن ثوبان. قلنا: وعمر بن شبيب ضعيف، وحفص وعبيد الله لم نتبينهما، وسالم لم يسمع من ثوبان كما قال غير واحد من أهل العلم.

وأخرجه الطبراني في "الدعاء"(31) من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، عن سفيان، عن عبد الله بن عيسى، عن يحيى بن الحارث، عن أبي الأشعث الصنعاني، عن ثوبان رفعه. قلنا: وهذا خطأ، فقد جاء في هامش نسخة "الدعاء" -كما أشار محققه- أن الطبراني رواه في "مسند سفيان الثوري" بنفس إسناد "الدعاء" على الجادة كرواية الجماعة: سفيان عن عبد الله بن عيسى، عن عبد الله بن أبي الجعد، عن ثوبان. ويؤيده أن رواية ابن أبي شيبة والطبراني في "الكبير" والبغوي كلهم رووه من طريق أبي نعيم عن سفيان كالجادة.

وأخرجه الحاكم 3/ 481 من طريق علي بن قرين، عن سعيد بن راشد، =

ص: 69

22387 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ ثَوْبَانَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا رَأَيْتُمُ الرَّايَاتِ السُّودَ قَدْ جَاءَتْ مِنْ قِبَلِ خُرَاسَانَ فَأْتُوهَا، فَإِنَّ فِيهَا خَلِيفَةَ اللهِ الْمَهْدِيَّ "(1).

= عن الخليل بن مرة، عن حميد الأعرج، عن مجاهد، عن ابن عباس، عن ثوبان، رفعه. قال الذهبي في "التلخيص": ابن قرين كذاب، وسعيد واهٍ، وشيخه ضعفه ابن معين.

وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 2/ 448 من طريق أبي علي بشر بن عبيد الدارسي، عن طلحة بن زيد، عن ثور، عن راشد بن سعد، عن ثوبان رفعه. وقال عن بشر: منكر الحديث عن الأئمة، بيِّن الضعف جداً، وعدّ حديثه هذا من منكراته، وكذبه الأزدي، وشيخه طلحة متروك متهم.

ويشهد له دون قطعة حرمان الرزق حديثُ سلمان الفارسي، وقد ذكرناه وتكلمنا عليه عند حديث معاذ بن جبل السالف برقم (22044).

ويشهد لقصة رد القدر بالدعاء حديث أنس عند الطبراني في "الدعاء"(29)، وتكلمنا عليه عند حديث معاذ أيضاً.

ويشهد لقوله: "لا يزيد في العمر إلا البر" حديث أنس (12588) مرفوعاً: "من سَرَّه أن يعظم الله رزقه، وأن يمدَّ في أجله، فليصل رحمه"، وذكرنا له هناك شاهدين آخرين.

والبِرُّ: اسم جامع لكل خيرٍ، وصلة الرحم لا شك من أفضل أعمال البِرِّ.

(1)

إسناده ضعيف، شريك -وهو ابن عبد الله النخعي- سيئ الحفظ، وعلي بن زيد -وهو ابن جدعان- ضعيف وكان يغلو في التشيع، وأبو قلابة -وهو عبد الله بن زيد الجرمي- لم يسمع من ثوبان، بينهما أبو أسماء عمرو ابن مرثد الرحبي كما جاء مصرحاً به في بعض الروايات.

وأخرجه ابن الجوزي في "العلل المتناهية"(1445) من طريق عبد الله بن =

ص: 70

22388 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اسْتَقِيمُوا لِقُرَيْشٍ مَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ "(1).

= أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه البيهقي في "الدلائل" 6/ 516 من طريق كثير بن يحيى، عن شريك بن عبد الله، عن علي بن زيد، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء الرحبي، عن ثوبان. وأورده الذهبي في "الميزان" 3/ 128 وعده من منكرات علي بن زيد بن جدعان، فقال: أراه منكراً.

وأخرجه ابن ماجه (4084)، والبيهقي 6/ 515 من طريق عبد الرازق، والحاكم 4/ 463 - 464 من طريق الحسين بن حفص، كلاهما عن سفيان الثوري، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أسماء الرحبي، عن ثوبان رفعه:"يقتتل عند كنزكم ثلاثة، كلهم ابن خليفة، ثم لا يصير إلى واحد منهم، ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق، فيقتلونكم قتلاً لم يقتله قومٌ" ثم ذكر شيئاً لا أحفظه، فقال:"فإذا رأيتموه فبايعوه ولو حبواً على الثلج، فإنه خليفةُ الله المهديُّ" ورجاله ثقات رجال الصحيح، لكن خالف الثوريَّ في إسناده عبدُ الوهاب بن عطاء، فأخرجه الحاكم 4/ 502، وعنه البيهقي في "الدلائل" 6/ 516 من طريق يحيى بن أبي طالب، عن عبد الوهاب ابن عطاء، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، عن ثوبان موقوفاً.

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (8775)، وهو ضعيف جداً.

وعن ابن مسعود عند ابن ماجه (4082)، وهو ضعيف.

وعن عبد الله بن الحارث بن جزء بنحوه عند ابن ماجه (4088)، وهو ضعيف أيضاً.

(1)

إسناده ضعيف، سالم -وهو ابن أبي الجعد- لم يسمع من ثوبان فيما قاله غير واحد من أهل العلم. =

ص: 71

22389 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ أَخْبَرَنَا عَاصِمٌ (1)، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي الْأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ الرَّحَبِيِّ

= وأخرجه الخلال في "السنة"(81) من طريق حمدان بن علي، عن أحمد ابن حنبل، بهذا الإسناد.

وأخرجه الخلال (80)، وابن الأعرابي في "المعجم"(1301)، وابن حبان في "روضة العقلاء" ص 159 والطبراني في "الصغير"(201)، وابن عدي في "الكامل" 2/ 517 و 4/ 1337، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 1/ 124 والخطيب في "تاريخ بغداد" 3/ 366 - 367 و 12/ 146 - 147 من طرق عن الأعمش، به. وزادوا فيه إلا ابن عدي في روايته الأولى والخطيب في الثانية: فإن لم يستقيموا لكم فضعوا سيوفكم على عواتقكم فأبيدوا خضراءهم، فإن لم تفعلوا، فكونوا زراعين أشقياء، تأكلون من كدِّ أيديكم. وأسند الخلال عقبه عن الإمام أحمد، قال: الأحاديث خلاف هذا.

وأخرجه ابن الأعرابي (1301)، والخطيب 12/ 146 - 147 من طريق منصور بن المعتمر، وابن عدي 2/ 517 من طريق أبي الجحاف داود بن أبي عوف، والطبراني في "الأوسط"(7811) من طريق ابن سالم بن أبي الجعد، ثلاثتهم عن سالم بن أبي الجعد، به. وفيه عند ابن الأعرابي والطبراني الزيادة المذكورة.

وروى الخلال (82) عن محمد بن علي بن شعيب عن مُهنَّا، قال: سألت أحمد عن حديث الأعمش عن سالم عن ثوبان: "أطيعوا قريشاً ما استقاموا لكم" فقال: ليس بصحيح؛ سالم لم يلق ثوبان.

وفي الباب عن النعمان بن بشير عند الطبراني كما في "مجمع الزوائد" 5/ 228، وقال الهيثمي: وفيه من لم أعرفه. قلنا: ومسند النعمان غير موجود في المطبوع من "المعجم الكبير".

(1)

في (م) و (ر): عياض، وكتب في هامش (ر): صوابه عاصم، وهو كذلك في نسخة. قلنا: والمثبت من (ظ 5) و"أطراف المسند" 1/ 661، ومصادر التخريج.

ص: 72

عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ عَادَ مَرِيضًا لَمْ يَزَلْ فِي خُرْفَةِ الْجَنَّةِ " قِيلَ: وَمَا خُرْفَةُ الْجَنَّةِ؟ قَالَ: " جَنَاهَا "(1).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. يزيد: هو ابن هارون، وعاصم: هو ابن سليمان الأحول، وعبد الله بن زيد: هو أبو قلابة الجرمي، وأبو الأشعث: هو شراحيل بن آده، وأبو أسماء الرحبي: هو عمرو بن مرثد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 234، ومسلم (2568)(42)، والترمذي في "الجامع"(968)، وفي "العلل الكبير" 1/ 397، والطبراني في "الكبير"(1445)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(384)، والبيهقي في "السنن" 3/ 380، وفي "الآداب"(331)، والبغوي (1409) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وسيتكرر برقم (22422).

قال الترمذي في "العلل": سألت محمداً عن هذا الحديث، فقال: روى أبو غفار (وهو المثنى بن سعد الطائي) وعاصم، عن أبي قلابة، عن أبي الأشعث، عن أبي أسماء الرحبي، عن ثوبان، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل حديث خالد. وهذا أصح. قلنا: ورواية أبي غفار يأتي تخريجها قريباً، وقوله:"مثل حديث خالد" يعني الحذاء، وسلف حديثه برقم (22375).

وقال في "الجامع": وسمعت محمداً يقول: من روى هذا الحديث عن أبي الأشعث، عن أبي أسماء

فهو أصح. قال محمد: وأحاديث أبي قلابة إنما هي عن أسماء إلا هذا الحديث، فهو عندي عن أبي الأشعث، عن أبي أسماء.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(521) من طريق عبد الواحد بن زياد، ومسلم (2568)(42) من طريق مروان بن معاوية، كلاهما عن عاصم الأحول، به.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" بإثر الحديث (521) من طريق أبي =

ص: 73

22390 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ فَارَقَ الرُّوحُ الْجَسَدَ وَهُوَ بَرِيءٌ مِنْ ثَلَاثٍ: الْكِبْرِ، وَالْغُلُولِ، وَالدَّيْنِ فَهُوَ فِي الْجَنَّةِ ". أَوْ " وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ "(1).

22391 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ - يَعْنِي ابْنَ صَالِحٍ - عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ، عَنْ جُبَيْرٍ، عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: ذَبَحَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أُضْحِيَّةً، ثُمَّ قَالَ:" يَا ثَوْبَانُ، أَصْلِحْ لَحْمَ هَذِهِ الشَّاةِ " قَالَ: فَمَا زِلْتُ أُطْعِمُهُ مِنْهَا حَتَّى قَدِمَ الْمَدِينَةَ (2).

= غفار المثنى بن سعد عن أبي قلابة، به. وإسناده حسن.

وأخرجه الطبراني في "الشاميين"(1099) من طريق راشد بن داود عن أبي الأشعث، به. وإسناده حسن في المتابعات.

وسيأتي الحديث من طريق أبي الأشعث عن أبي أسماء الرحبي برقم (22451).

وانظر (22373).

قال السندي: "خرفة الجنة" هو بالضم: اسم ما يخترف من النخيل حين يُدرِك (ينضج).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم. يزيد: هو ابن هارون، وهمام: هو ابن يحيى العوذي.

وانظر (22369).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم. معاوية بن صالح: هو ابن حدير =

ص: 74

22392 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: لَمَّا أُنْزِلَتْ {الَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللهِ} [التوبة: 34] قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ، فَقَالَ: بَعْضُ أَصْحَابِهِ: قَدْ نَزَلَ فِي الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ مَا نَزَلَ، فَلَوْ أَنَّا عَلِمْنَا أَيُّ الْمَالِ خَيْرٌ اتَّخَذْنَاهُ. فَقَالَ: " أَفْضَلُهُ لِسَانًا ذَاكِرًا، وَقَلْبًا شَاكِرًا، وَزَوْجَةً مُؤْمِنَةً

= الحضرمي، وأبو الزاهرية: هو حدير بن كريب الحضرمي، وجبير: هو ابن نفير الحضرمي.

وأخرجه مسلم (1975)(35)، والنسائي في "الكبرى"(4156)، والبيهقي 9/ 491 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (1975)(35)، وأبو داود (2814)، وأبو عوانة (7874) و (7875)، والطحاوي 4/ 185، والطبراني في "الكبير"(1411) من طرق عن معاوية بن صالح، به.

وسيأتي برقم (22421) عن زيد بن الحباب، عن معاوية بن صالح.

وأخرجه الدارمي (1960)، ومسلم (1975)(36)، وأبو عوانة (7870) - (7873) وابن حبان (5932)، والطبراني في "الشاميين"(1834)، والبيهقي 9/ 291 من طريق محمد بن الوليد الزبيدي، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، به.

وفي الباب عن جابر سلف برقم (14319).

قوله: "أصلح لحم هذه الشاة"، قال النووي في "شرح مسلم" 13/ 134: هذا فيه تصريح بجواز ادخار لحم الأضحية فوق ثلاث، وجواز التزود منه، وفيه أن الادِّخار والتزود في الأسفار لا يقدح في التوكل، ولا يخرج صاحبه عن التوكل.

ص: 75

تُعِينُهُ عَلَى إِيمَانِهِ " (1).

(1) حسن لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح، لكن سالم ابن أبي الجعد لم يسمع من ثوبان فيما قاله غير واحد من أهل العلم.

وأخرجه الترمذي (3094) من طريق عبيد الله بن موسى، والطبري 10/ 119 من طريق مؤمل بن إسماعيل، كلاهما عن إسرائيل، بهذا الإسناد. وحسنه الترمذي، وقال: سألت محمد بن إسماعيل (يعني البخاري): سمع سالم بن أبي الجعد من ثوبان؟ فقال: لا.

وأخرجه الطبري 10/ 119 - 120، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 182 من طريق جرير بن عبد الحميد، وابن أبي شيبة في "مسنده" كما في "المطالب العالية"(3424) عن أبي الأحوص، والطبراني في "الأوسط"(2295) من طريق سفيان الثوري، ثلاثتهم عن منصور بن المعتمر، به. ووقع في رواية ابن أبي شيبة: عن ثوبان أو غيره من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وروايته مختصرة بذكر المرفوع دون ذكر القصة.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(2295) من طريق سفيان الثوري عن الأعمش وعمرو بن مرة عن سالم، به.

وسيأتي برقم (22437) من طريق عمرو بن مرة، عن سالم.

ويشهد له ما سيأتي برقم (23101) من طريق شعبة عن سلم بن عطية الفقيمي عن عبد الله بن أبي الهذيل عن صاحب له أنه انطلق مع عمر فقال: يا رسول الله قولك: "تباً للذهب والفضة" ماذا؟ فقال صلى الله عليه وسلم: "لساناً ذاكراً، وقلباً شاكراً، وزوجة تعين على الآخرة" ورجاله ثقات رجال الصحيح غير سلم بن عطية فقد لينه الحافظ ابن حجر في "التقريب".

وأخرج أبو داود (1664)، وأبو يعلى (2499)، والحاكم 1/ 408 - 409 و 2/ 333، والبيهقي 4/ 83 من طريق عثمان بن عمير أبي اليقظان، عن جعفر ابن إياس، عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: لما نزلت {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالفِضَّةَ} كبر ذلك على المسلمين، فقالوا: ما يستطيع أحد منا أن يترك =

ص: 76

22393 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ، عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّمَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي الْأَئِمَّةَ الْمُضِلِّينَ "(1).

= لولده مالاً يبقى بعدَه، فقال عمر: أنا أفرج عنكم، فانطلقوا وانطلق عُمَرُ، واتبعه ثوبان، فأتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا نبي الله إنه قد كَبُرَ على أصحابك هذه الآية. فقال: "إن الله لم يفرض الزكاة إلا ليطيب ما بقي من أموالكم، وإنما فرض المواريث في الأموال لتبقى لمن بعدكم". فكبر عمر، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:"ألا أخبرك بما يكنز المرءُ؟ المرأة الصالحة إذا نظر إليها سرته، وإذا أمرها أطاعته، وإذا غاب عنها حفظته". قلنا: وفي إسناده عثمان أبو اليقظان، قال الحافظ ابن حجر: ضعيف واختلط وكان يدلس، ويغلو في التشيع. قلنا: وأبو اليقظان لم يرد في رواية أبي داود والحاكم الأولى. قال البيهقي عقبه: قصر به بعض الرواة فلم يذكر في إسناده عثمان أبا اليقظان. ثم في رواية جعفر بن إياس عن مجاهد كلام.

قال السندي: "أفضله لساناً ذاكراً .. إلخ" يحتمل أن تقديره: أفضلُه كان لساناً ذاكراً، أو أعلموا أفضلَه لساناً ذاكراً فاتَّخِذوه، أو اتَّخذوا أفضلَه لساناً ذاكراً، وعلى التقديرين الأخيرين يكون "أفضله" بالنصب.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجرمي، وأبو أسماء: هو عمرو بن مرثد الرحبي.

وأخرجه الترمذي (2229) عن قتيبة بن سعيد، عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد. وقال: حسن صحيح.

وسيأتي عن سليمان بن حرب في الحديث التالي.

وسيأتي ضمن حديث طويل برقم (22395) و (22452). =

ص: 77

22394 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ، عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّمَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي الْأَئِمَّةَ الْمُضِلِّينَ "(1).

22395 -

وَبِهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ اللهَ زَوَى لِي الْأَرْضَ - أَوْ قَالَ: إِنَّ رَبِّي زَوَى لِي الْأَرْضَ - فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا، وَإِنَّ مُلْكَ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مَا زَوَى لِي مِنْهَا، وَإِنِّي أُعْطِيتُ الْكَنْزَيْنِ: الْأَحْمَرَ وَالْأَبْيَضَ، وَإِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي لِأُمَّتِي أَنْ لَا يَهْلِكُوا بِسَنَةٍ بِعَامَّةٍ، وَلَا يُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ يَسْتَبِيحُ بَيْضَتَهُمْ.

وَإِنَّ رَبِّي قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنِّي إِذَا قَضَيْتُ قَضَاءً فَإِنَّهُ لَا يُرَدُّ - وَقَالَ يُونُسُ: لَا يُرَدُّ - وَإِنِّي أَعْطَيْتُكَ لِأُمَّتِكَ أَنْ لَا أُهْلِكَهُمْ بِسَنَةٍ بِعَامَّةٍ، وَلَا أُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ يَسْتَبِيحُ بَيْضَتَهُمْ،

= وفي الباب عن عمر بن الخطاب، سلف برقم (293).

وعن أبي الدرداء، سيأتي 6/ 441.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، كسابقه.

وأخرجه الدارمي (209) و (2752)، وأبو عوانة في الفتن كما في "إتحاف المهرة" 3/ 40 من طريق سليمان بن حرب، بهذا الإسناد.

وأخرجه القضاعي في "مسند الشهاب"(1166) من طريق سيدان بن مضارب، عن حماد بن زيد، به.

وانظر ما قبله.

ص: 78

وَلَوْ اجْتَمَعَ عَلَيْهِمْ مَنْ بَيْنَ أَقْطَارِهَا - أَوْ قَالَ: مَنْ بِأَقْطَارِهَا - حَتَّى يَكُونَ بَعْضُهُمْ يَسْبِي بَعْضًا.

وَإِنَّمَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي الْأَئِمَّةَ الْمُضِلِّينَ، وَإِذَا وُضِعَ فِي أُمَّتِي السَّيْفُ لَمْ يُرْفَعْ عَنْهُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَلَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَلْحَقَ قَبَائِلُ مِنْ أُمَّتِي بِالْمُشْرِكِينَ حَتَّى تَعْبُدَ قَبَائِلُ مِنْ أُمَّتِي الْأَوْثَانَ، وَإِنَّهُ سَيَكُونُ فِي أُمَّتِي كَذَّابُونَ ثَلَاثُونَ كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ، وَأَنَا خَاتَمُ النَّبِيِّينَ لَا نَبِيَّ بَعْدِي، وَلَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللهِ " (1).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه.

وأخرجه مطولاً ومختصراً أبو داود (4252)، وأبو عوانة في "الجهاد"(7509)، وفي الفتن كما في "إتحاف المهرة" 3/ 48، وأبو عمرو الداني في "الفتن"(4) و (55) و (361)، وأبو نعيم في "دلائل النبوة"(464)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(1113) من طريق سليمان بن حرب، بهذا الإسناد.

وأخرجه مطولاً ومختصراً أيضاً الطيالسي (991)، وابن أبي شيبة 11/ 458، ومسلم (1920) و (2889)، وأبو داود (4252)، والترمذي (2176) و (2202) و (2219) و (2229)، وابن أبي عاصم في "السنة"(287)، وفي "الآحاد والمثاني"(456) و (457)، وأبو عوانة في الجهاد (7509)، وفي الفتن، وابن حبان (7238)، وأبو نعيم في "الدلائل"(464)، وأبو عمرو الداني (360)، والقضاعي (914) و (1166)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/ 526 - 527، والبغوي (4015) من طرق عن حماد بن زيد، به.

وأخرجه الحاكم 4/ 448 من طريق عباد بن منصور، عن أيوب، به. مختصراً بقوله:"لن تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين وحتى تعبد الأوثان". =

ص: 79

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه مطولاً ومختصراً مسلم (2889)، وابن ماجه (10) و (3952)، وبحشل في "تاريخ واسط" ص 164، وأبو عوانة، وابن حبان (6714)، والطبراني في "الأوسط"(8392)، وفي "الشاميين"(2690)، والبيهقي 9/ 181 من طريق قتادة، والحاكم 4/ 449 - 450 من طريق يحيى بن أبي كثير، كلاهما عن أبي قلابة، به.

وسيأتي الحديث عن عفان عن حماد بن زيد برقم (22452).

وسيأتي قوله: "لا تزال طائفة من أمتي

" مختصراً برقم (22403). وانظر شواهده هناك.

وقوله: "إنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين" سلف برقم (22393) و (22394).

وقد سلف هذا الحديث بتمامه في مسند شداد بن أوس برقم (17115) من طريق معمر، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي الأشعث، عن أبي أسماء، عن شداد، فجعله من حديث شداد، وهو خطأ من معمر، وقد سلف الكلام على هذا الإسناد وشرحه هناك.

وفي باب قوله: "لا يهلكوا بسنة بعامة، ولا يسلط عليهم عدواً" عن أنس، سلف برقم (12486)، وذكرت شواهده هناك.

وقوله: "سيكون كذابون ثلاثون" عن ابن عمر، سلف برقم (5694)، وعن أبي هريرة، سلف برقم (7228)، وذكرت شواهده عندهما.

قال السندي: قوله: "زوى لي الأرض" كرَمَى، أي: ضم زواياها، وهو يحتمل أن يكون حقيقة، ويحتمل أنه خلق له الإدراك فيكون مجازاً، فإنه لما أدرك جميعها صار كأنه جمعت له حتى رآها، والمراد من الأرض ما سيبلغها ملك الأمة لا كلها، كما يدل عليه ما بعده.

"مشارقها" أي البلاد الشرقية منها، وكذا مغاربها.

"الأحمر": الذهب، و"الأبيض": الفضة.

"بسنة": بقحط. =

ص: 80

22396 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ سَالِمٍ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْوَلِيدِ الزُّبَيْدِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الزُّبَيْدِيِّ، عَنْ لُقْمَانَ بْنِ عَامِرٍ الْوُصَابِيِّ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى بْنِ عَدِيٍّ الْبَهْرَانِيِّ، عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" عِصَابَتَانِ مِنْ أُمَّتِي أَحْرَزَهُمُ اللهُ مِنَ النَّارِ: عِصَابَةٌ تَغْزُو الْهِنْدَ، وَعِصَابَةٌ تَكُونُ مَعَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ "(1).

= "بعامة": يعم الكل، وهو بدل.

"من سوى أنفسهم" أي: من غيرهم من الكفرة.

"يستبيح بيضتهم" البيضة: الجماعة، وقيل: الدار، ومعناه في الأصل: تستبيح أصلهم، وذلك لأن البيضة أصل الحيوان.

(1)

حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف من أجل بقية -وهو ابن الوليد- لكنه قد توبع، وباقي رجاله موثقون غير أبي بكر بن الوليد الزبيدي، فهو مجهول الحال، لكن تابعه عبد الله بن سالم -وهو الأشعري الحمصي، وهو ثقة-. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم الليثي مولاهم.

وأخرجه النسائي 6/ 42 - 43 من طريق أسد بن موسى، عن بقية بن الوليد، عن أبي بكر بن الوليد وحده، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني في "الشاميين"(1851) من طريق حيوة بن شريح، عن بقية، عن عبد الله بن سالم وحده، به.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 6/ 72، والطبراني في "الأوسط"(6737)، وفي الشاميين (1851)، وابن عدي في "الكامل" 2/ 583، وابن عساكر 15/ 197 من طريق الجراح بن مليح البهراني، عن محمد بن الوليد الزبيدي، به.

قلنا: قد وقع في مطبوعة الدكتور محمود الطحان من "المعجم الأوسط" للطبراني في إسناد هذا الحديث سقط وخلط عجيب لم يتفطن له، ويكثر ذلك في هذا الكتاب مما يدل على أن المحقق لم يحرره كما ينبغي. =

ص: 81

22397 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ (1)، حَدَّثَنَا مَرْزُوقٌ أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحِمْصِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو أَسْمَاءَ الرَّحَبِيُّ، عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يُوشِكُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمُ الْأُمَمُ مِنْ كُلِّ أُفُقٍ كَمَا تَدَاعَى الْأَكَلَةُ عَلَى قَصْعَتِهَا " قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَمِنْ قِلَّةٍ بِنَا يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ:" أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ، وَلَكِنْ تَكُونُونَ (2) غُثَاءً كَغُثَاءِ السَّيْلِ تُنْتَزَعُ الْمَهَابَةُ مِنْ قُلُوبِ عَدُوِّكُمْ، وَيَجْعَلُ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهْنَ " قَالَ: قُلْنَا: وَمَا الْوَهْنُ؟ قَالَ: " حُبُّ الْحَيَاةِ، وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ "(3).

= وفي الباب عن أبي هريرة بأسانيد ضعيفة سلف بيانها برقم (7128) ولفظه: وعدنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم غزوةَ الهند.

قوله: "أحرزهما الله" أي: حفظهما.

(1)

في (م) و (ظ 5) و (ق): ابن المبارك، وهو خطأ، والتصويب من "أطراف المسند" 1/ 670، ومصادر التخريج، فقد جاء عندهم: مبارك بن فضالة.

(2)

في (ظ 5): تكن، وضبب عليها.

(3)

إسناده حسن. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم الليثي مولاهم. ومبارك: هو ابن فضالة، وأبو أسماء الرحبي: هو عمرو بن مرثد.

وأخرجه ابن أبي الدنيا في " العقوبات "(5)، والطبراني في "الكبير"(1452)، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 182 من طريق سعيد بن سليمان الضبي الواسطي، عن مبارك بن فضالة، به. ولم يسق الطبراني لفظه.

وأخرجه أبو داود (4297)، والطبراني في "الشاميين"(600)، والبيهقي في "الدلائل" 6/ 534، والبغوي (4224)، وابن عساكر في ترجمة صالح بن رستم من "تاريخ دمشق" 8/ 193 من طريق عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن أبي عبد السلام صالح بن رستم، عن ثوبان. وأبو عبد السلام مجهول. =

ص: 82

22398 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ سَلَّامٍ، أَنَّ جَدَّهُ، حَدَّثَهُ أَنَّ أَبَا أَسْمَاءَ حَدَّثَهُ، أَنَّ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَدَّثَهُ: أَنَّ ابْنَةَ هُبَيْرَةَ دَخَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَفِي يَدِهَا خَوَاتِيمُ مِنْ ذَهَبٍ، يُقَالُ لَهَا الْفَتَخُ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقْرَعُ يَدَهَا بِعُصَيَّةٍ مَعَهُ، يَقُولُ لَهَا:" أَيَسُرُّكِ أَنْ يَجْعَلَ اللهُ فِي يَدِكِ خَوَاتِيمَ مِنْ نَارٍ؟! ".

فَأَتَتْ فَاطِمَةَ فَشَكَتْ إِلَيْهَا مَا صَنَعَ بِهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: وَانْطَلَقْتُ أَنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَامَ خَلْفَ الْبَابِ، وَكَانَ إِذَا اسْتَأْذَنَ قَامَ خَلْفَ الْبَابِ، قَالَ: فَقَالَتْ لَهَا فَاطِمَةُ: انْظُرِي إِلَى هَذِهِ السِّلْسِلَةِ الَّتِي أَهْدَاهَا إِلَيَّ أَبُو حَسَنٍ. قَالَ: وَفِي يَدِهَا سِلْسِلَةٌ مِنْ ذَهَبٍ، فَدَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:" يَا فَاطِمَةُ، بِالْعَدْلِ أَنْ يَقُولَ النَّاسُ: فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ وَفِي يَدِكِ سِلْسِلَةٌ مِنْ نَارٍ؟! " ثُمَّ عَذَمَهَا عَذْمًا شَدِيدًا، ثُمَّ خَرَجَ وَلَمْ يَقْعُدْ، فَأَمَرَتْ بِالسِّلْسِلَةِ فَبِيعَتْ،

= وأخرجه ابن الأعرابي (2228) من طريق سالم بن أبي الجعد، عن ثوبان. وإسناده ضعيف ثم سالم لم يسمع من ثوبان.

وأخرجه الطيالسي (992)، وابن أبي شيبة 15/ 53، والبخاري في "التاريخ الكبير" 6/ 352، والبيهقي في "الشعب"(10372) من طريق عمرو بن عبيد العبشمي، عن ثوبان موقوفاً. قلنا: عمرو بن عبيد هذا مجهول.

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (8713)، وإسناده ضعيف.

قال السندي: قوله: "الأكلة" بفتحتين: جمع آكِل.

"غثاء" بضم الغين المعجمة ومثلثة: ما يحمله السيل من زبد ووسخ وغيره.

ص: 83

فَاشْتَرَتْ بِثَمَنِهَا عَبْدًا فَأَعْتَقَتْهُ، فَلَمَّا سَمِعَ بِذَلِكَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم كَبَّرَ وَقَالَ:" الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّى فَاطِمَةَ مِنَ النَّارِ "(1).

(1) رجاله ثقات رجال الصحيح، إلا أن في سماع يحيى بن أبي كثير من زيد بن سلام خلافاً، والأرجح أنه كتاب أخذه يحيى من معاوية بن سلام أخي زيد، كما قال غيرُ واحد من أهل العلم، والتصريح بالتحديث في هذه الرواية هنا وعند النسائي يحمل على أن زيد بن سلام أجازه أحاديثه وبلَّغه إجازته أخوه معاوية، فحدث يحيى بها عنه قائلاً: حدثنا، وكان الأكمل أن يقول: إجازة، كما قال ابن القطان في "الوهم والإيهام" 2/ 379. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث، وهمام: هو ابن يحيى العوذي، وزيد بن سلام: هو ابن أبي سلام: ممطور الحبشي، وأبو أسماء: هو عمرو بن مرثد الرَّحبي.

وأخرجه البيهقي 4/ 141 من طريق موسى بن إسماعيل، عن همام، عن يحيى، عن زيد بن سلام، به.

وأخرجه النسائي 8/ 158 من طريق معاذ بن هشام، عن أبيه، عن يحيى ابن أبي كثير، حدثني زيد بن سلام، به.

وأخرجه الحاكم 3/ 153، والبيهقي 4/ 141 من طريق أبي داود الطيالسي، عن همام بن يحيى، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلام، به. ليس فيه: زيد بن سلام. وصححه الحاكم على شرطهما!

وأخرجه الطيالسي (990)، ومن طريقه الطحاوي في "شرح المشكل"(4812)، والحاكم 3/ 152، والنسائي 8/ 158 - 159 من طريق النضر بن شميل، كلاهما (الطيالسي والنضر) عن هشام الدستوائي، عن يحيى، عن أبي سلام، به. ليس فيه: زيد بن سلام.

وأخرجه عبد الرزاق (19949) عن معمر، عن يحيى بن أبي كثير، عن رجل، عن أبي أسماء، عن ثوبان بنحوه.

وأخرجه الطبراني (1448) من طريق حجاج بن نصير، عن هشام الدستوائي، عن يحيى، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، به. ولم يسق لفظه، =

ص: 84

22399 -

حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ - يَعْنِي ابْنَ عَيَّاشٍ - عَنْ لَيْثٍ، عَنْ أَبِي الْخَطَّابِ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ ثَوْبَانَ، قَالَ: لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الرَّاشِيَ وَالْمُرْتَشِيَ وَالرَّائِشَ: يَعْنِي: الَّذِي يَمْشِي بَيْنَهُمَا (1).

= وإسناده ضعيف.

ولو سلمنا بصحة الحديث، فإنه يحمل النهي فيه على أن ذلك كان قبل نزول فرائض الزكاة، أو على أن المنع من لبسه للتباهي والتفاخر، أو على أنه فيما لم تؤدّ زكاته، أو على خوف الافتتان به، والانشغال عن أمور الدين، وما يخصُّ فاطمة رضي الله عنها، فلأنه صلى الله عليه وسلم كان يأخذ أهل بيته بالعزيمة، وبما هو خير وأفضل، فقد سلف حديث عقبة بن عامر برقم (17310): أنه صلى الله عليه وسلم كان يمنع أهله الحلية والحرير ويقول: "إن كنتم تحبون حلية الجنة وحريرها فلا تلبسوها في الدنيا"، وقد نقل غير واحد من الأئمة الإجماع على جواز لبس النساء الذهب المحلق وغير المحلق.

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (9677)، وإسناده ضعيف، وذكرنا أحاديث الباب عنده.

قوله: "الفتخ" قال السندي: بفتحتين، وإعجام الخاء: خواتيم كبار تلبس في الأيدي، وربما وضعت في أصابع الأرجل، وقيل: هي خواتيم لا فصوص لها.

"بعصية" تصغير عصا.

"فاطمة"، أي: هذه فاطمة "وفي يدك سلسلة"، أي: والحال أن في يدك سلسلة، أي: أنهم لو عابوا علينا، فقالوا: هذه فاطمة في هذه الحالة؟! لكان عيبهم مقروناً بالعذاب وكان في مَحَلِّه.

"ثم عذمها" العذم: الأخذ باللسان، وأصله العض.

(1)

صحيح لغيره دون قوله: "والرائش"، وهذا إسناد ضعيف، ليث =

ص: 85

22400 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا مَيْمُونٌ أَبُو مُحَمَّدٍ الْمُرَئِيُّ (1) التَّمِيمِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْمَخْزُومِيُّ

= -وهو ابن أبي سليم- ضعيف وقد اضطرب في هذا الحديث، وشيخه أبو الخطاب غير منسوب لم يرو عنه غير ليث وهو مجهول. وأبو زرعة -وهو يحيى بن أبي عمرو السيباني- روايته عن ثوبان مرسلة، بينهما أبو إدريس الخولاني كما سيأتي.

وأخرجه البيهقي في "الشعب"(5503) من طريق أحمد بن يونس، عن أبي بكر بن عياش، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 6/ 549 و 587، وأبو يعلى في "مسنده الكبير" كما في "إتحاف الخيرة" للبوصيري (6716)، والطبراني في "الكبير"(1415) من طريق يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن ليث بن أبي سليم، عن أبي الخطاب، عن أبي زرعة، عن أبي إدريس الخولاني، عن ثوبان. بذكر أبي إدريس بين أبي زرعة وبين ثوبان.

وأخرجه أبو يعلى في "الكبير"(6715) من طريق إسماعيل بن عياش، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(5656) من طريق ابن أبي زائدة، كلاهما عن ليث، عن أبي الخطاب، عن أبي إدريس، عن ثوبان ليس فيه أبو زرعة.

وأخرجه البزار (1353 - كشف الأستار) من طريق عبد الواحد بن زياد، والطحاوي (5655) من طريق هريم بن سفيان، كلاهما عن ليث، عن أبي زرعة، عن أبي إدريس، عن ثوبان. ليس فيه أبو الخطاب. وقال البزار عقبه: قوله: "الرائش" لا نعلمها إلا من هذا الطريق.

وأخرجه الحاكم 4/ 103 من طريق ابن أبي زائدة، عن ليث، عن أبي زرعة، عن ثوبان. ليس فيه أبو الخطاب ولا أبو إدريس.

وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6532)، وذكرت شواهده هناك.

(1)

تصحفت في (م) إلى: المزني.

ص: 86

عَنْ ثَوْبَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ سَرَّهُ النَّسَاءُ فِي الْأَجَلِ، وَالزِّيَادَةُ فِي الرِّزْقِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ "(1).

22401 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا مَيْمُونٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ، عَنْ ثَوْبَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ الْعَبْدَ لَيَلْتَمِسُ مَرْضَاةَ اللهِ فَلَا يَزَالُ بِذَلِكَ، فَيَقُولُ اللهُ لِجِبْرِيلَ: إِنَّ فُلَانًا عَبْدِي يَلْتَمِسُ أَنْ يُرْضِيَنِي، أَلَا وَإِنَّ رَحْمَتِي عَلَيْهِ، فَيَقُولُ جِبْرِيلُ: رَحْمَةُ اللهِ عَلَى فُلَانٍ، وَيَقُولُهَا حَمَلَةُ الْعَرْشِ، وَيَقُولُهَا مَنْ حَوْلَهُمْ حَتَّى يَقُولَهَا أَهْلُ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ، ثُمَّ تَهْبِطُ لَهُ إِلَى الْأَرْضِ "(2).

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل ميمون أبي محمد المرئي -وهو ابن موسى-، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. محمد بن بكر: هو البرساني.

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (8868)، وذكرت تتمة شواهده هناك.

قوله: "النَّساء" بفتح النون آخره همزة، ويُقْصَر: التأخير والبقاء.

(2)

إسناده حسن كسابقه.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(1262) من طريق محبوب بن الحسن، عن ميمون بن عجلان الثقفي، عن محمد بن عباد، عن ثوبان -وزاد بإثره: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وهي الآية التي أنزل الله عليكم في كتابه: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا} [مريم: 96] وإن العبدَ ليلتمسُ سخطَ الله فيقول الله: يا جبريلُ إن فلاناً يسخطني، ألا وإن غضبي عليه، فيقول جبريل: غضبُ الله على فلان، ويقول حملةُ العرش، ويقول مَنْ دونهم، حتى يقول أهل السماوات السبع، ثم يهبط إلى الأرض". =

ص: 87

22402 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، حَدَّثَنَا مَيْمُونٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ، عَنْ ثَوْبَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا تُؤْذُوا عِبَادَ اللهِ، وَلَا تُعَيِّرُوهُمْ، وَلَا تَطْلُبُوا عَوْرَاتِهِمْ، فَإِنَّهُ مَنْ طَلَبَ عَوْرَةَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ، طَلَبَ اللهُ عَوْرَتَهُ حَتَّى يَفْضَحَهُ فِي بَيْتِهِ "(1).

22403 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ - عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ، عَنْ ثَوْبَانَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " وَلَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ، لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللهِ "(2).

= قلنا: هكذا سماه محبوب بن الحسن: ميمون بن عجلان الثقفي، وخالفه مروان بن معاوية الفزاري عند ابن مردويه في "تفسيره" كما في "لسان الميزان" 6/ 141 فقال: عن عطاء بن عجلان وهو متروك، ومروان -إن صحَّ الإسناد إليه- أوثقُ وأضبط من محبوب بن الحسن.

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7625) بإسناد صحيح، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله إذا أحب عبداً قال لجبريل: إني أحب فلاناً فأحبَّه، قال: فيقول جبريل لأهل السماء: إن ربكم يُحب فلاناً، فأحبوه، قال: فيحبه أهل السماء، قال: ويوضع له القبول في الأرض، قال: وإذا أبغض فمثل ذلك".

وفي الباب أيضاً عن أبي أمامة بنحوه، سلف في مسنده برقم (22270).

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن كسابقيه.

وفي الباب عن أبي برزة، سلف برقم (19776)، وانظر تتمة شواهده هناك.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم. يونس: هو ابن محمد المؤدب. =

ص: 88

22404 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ، عَنْ ثَوْبَانَ، لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا قَدْ رَفَعَهُ - قَالَ عَفَّانُ: عَنْ ثَوْبَانَ رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " عَائِدُ الْمَرِيضِ فِي مَخْرَفَةِ الْجَنَّةِ "(1).

وَلَمْ يَشُكَّ فِيهِ ابْنُ مَهْدِيٍّ.

= وأخرجه مسلم (1920)، والترمذي بإثر الحديث (2229)، وأبو عوانة (7509)، وأبو عمرو الداني في "الفتن"(360) و (361)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(914) من طرق عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن ماجه (10) من طريق قتادة، عن أبي قِلابة، به.

وهو قطعة من حديث طويل سلف برقم (22395).

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (8274)، وذكرت تتمة شواهده هناك.

وهذه الطائفة: هي أهل العلم فيما قاله الإمام البخاري، وقال الإمام النووي في "شرح مسلم" 13/ 67: ويحتمل أن هذه الطائفة مفرقة بين أنواع المؤمنين، منهم شجعان مقاتلون، ومنهم فقهاء، ومنهم محدثون، ومنهم زهاد، وآمرون بالمعروف، وناهون عن المنكر، ومنهم أهل أنواع أخرى من الخير، ولا يلزم أن يكونوا مجتمعين، بل قد يكونون متفرقين في أقطار الأرض.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح لكن أبا قلابة لم يسمع هذا الحديث فقط من أبي أسماء بينهما أبو الأشعث الصنعاني، كما سلف بيانه عند الرواية (22373). عفان: هو ابن مسلم.

وأخرجه مسلم (2568)(39)، والترمذي بإثر الحديث (968)، وأبو عوانة في البر والصلة كما في "إتحاف المهرة" 3/ 46، والبيهقي 3/ 380 من طرق عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد.

ورواية ابن مهدي التي أشار إليها المصنف، ستأتي برقم (22439).

ص: 89

22405 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاْقَ (1)، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، حَدَّثَنِي ثَوْبَانُ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ يَضْمَنُ لِي وَاحِدَةً وَأَضْمَنُ لَهُ الْجَنَّةَ؟ " قَالَ: قُلْتُ: أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " لَا تَسْأَلِ النَّاسَ شَيْئًا " قَالَ: فَكَانَ سَوْطُ ثَوْبَانَ يَسْقُطُ وَهُوَ عَلَى بَعِيرِهِ، فَيُنِيخُ حَتَّى يَأْخُذَهُ، وَمَا يَقُولُ لِأَحَدٍ: نَاوِلْنِيهِ (2).

22406 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ - عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ، عَنْ ثَوْبَانَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَفْضَلُ دِينَارٍ [دِينَارٌ] (3) يُنْفِقُهُ الرَّجُلُ عَلَى عِيَالِهِ، ثُمَّ عَلَى نَفْسِهِ، ثُمَّ فِي سَبِيلِ اللهِ، ثُمَّ عَلَى أَصْحَابِهِ فِي سَبِيلِ اللهِ " قَالَ أَبُو قِلَابَةَ: فَيَبْدَأُ بِالْعِيَالِ.

وقَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ - وَلَمْ يَرْفَعْهُ -: دِينَارٌ أَنْفَقَهُ رَجُلٌ عَلَى

(1) تحرف في (م) إلى: محمد بن عثمان.

(2)

حديث صحيح، محمد بن إسحاق -وإن عنعنه- قد توبع. العباس بن عبد الرحمن: هو ابن مينا الأشجعي، وعبد الرحمن بن يزيد: هو ابن معاوية.

وأخرجه الطبراني (1435) من طريق عبدة بن سليمان، عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد.

وانظر ما سلف برقم (22366).

(3)

ما بين حاصرتين لم ترد في أصولنا الخطية، وزدناها من المصادر التي خرجت الحديث، ومن الرواية السالفة برقم (22380)، والآتية برقم (22453).

ص: 90

دَابَّتِهِ فِي سَبِيلِ اللهِ (1).

22407 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ، عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ الْمُسْلِمَ إِذَا عَادَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ لَمْ يَزَلْ فِي مَخْرَفَةِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَرْجِعَ "(2).

22408 -

حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الطَّالَقَانِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، حَدَّثَنِي أَبُو عَمَّارٍ، حَدَّثَنِي أَبُو أَسْمَاءَ الرَّحَبِيُّ

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه الطيالسي (987)، والبخاري في "الأدب المفرد"(748)، ومسلم (994)، وابن ماجه (2760)، والترمذي (1966)، والنسائي في "الكبرى"(9182)، وأبو عوانة في الزكاة كما في "إتحاف المهرة" 3/ 45، وابن حبان (4242) و (4646)، والبيهقي 4/ 178 و 7/ 467 من طرق عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد -ولم يذكروا فيه قوله:"ثم على نفسه"، وقالوا فيه:"ثم على دابته في سبيل الله".

وأما رواية سليمان بن حرب التي أشار إليها المصنف، فقد أخرجها أبو عوانة في الزكاة كما في "إتحاف المهرة" 3/ 45، والبيهقي 4/ 178 و 7/ 467 من طريقه عن حماد بن زيد، به لكن جعلاه مرفوعاً.

وانظر (22380).

وانظر حديث أبي هريرة السالف برقم (10119).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن عاصم، لكنه قد توبع كما في الرواية السالفة برقم (22375)، وأبو قلابة لم يسمع هذا الحديث الواحد من أبي أسماء الرحبي كما قال البخاري، بينهما أبو الأشعث الصنعاني كما أوضحنا ذلك عند الرواية (22373).

ص: 91

حَدَّثَنِي ثَوْبَانُ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَرَادَ أَنْ يَنْصَرِفَ مِنْ صَلَاتِهِ، قَالَ:" أَسْتَغْفِرُ اللهَ " ثَلَاثًا، ثُمَّ يَقُولُ:" اللهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ، وَمِنْكَ السَّلَامُ، تَبَارَكْتَ ذَا الْجِلَالِ وَالْإِكْرَامِ "(1).

22409 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةَ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ مَعْدَانَ، عَنْ ثَوْبَانَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" أَنَا بِعُقْرِ حَوْضِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَذُودُ عَنْهُ النَّاسَ لِأَهْلِ الْيَمَنِ، وَأَضْرِبُهُمْ بِعَصَايَ حَتَّى يَرْفَضَّ عَنْهُمْ " قَالَ: قِيلَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: مَا سَعَتُهُ؟ قَالَ: " مِنْ مَقَامِي إِلَى عَمَّانَ، يَغُتُّ فِيهِ مِيزَابَانِ يَمُدَّانِهِ "(2).

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي إسحاق الطالقاني -وهو إبراهيم بن إسحاق بن عيسى- فمن رجال أبي داود والترمذي، وهو ثقة.

وأخرجه الترمذي (300)، ومن طريقه البغوي في "شرح السنة"(714) عن أحمد بن محمد بن موسى، عن ابن المبارك، بهذا الإسناد.

وانظر (22365).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم. عفان: هو ابن مسلم، وهمام: هو ابن يحيى العوذي، وسالم: هو ابن أبي الجعد، ومعدان: هو ابن أبي طلحة اليعمري.

وأخرجه أبو عوانة في "المناقب" كما في "إتحاف المهرة" 3/ 49 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (2301)، وأبو عوانة في المناقب، وابن حبان (6456)، والبيهقي في "البعث والنشور"(133) من طرق عن قتادة، به، بأطول مما هنا كالرواية الآتية برقم (22426). =

ص: 92

22410 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ الرَّحَبِيِّ، عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالْبَقِيعِ فِي ثَمَانِ عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ بِرَجُلٍ يَحْتَجِمُ، فَقَالَ:" أَفْطَرَ الْحَاجِمُ وَالْمَحْجُومُ "(1).

= وأخرجه الآجري في "الشريعة" ص 353، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 3/ ورقة 593 - 594 من طريق عمرو بن مرة، عن سالم بن أبي الجعد، عن ثوبان. ولم يذكر معدان.

وسيأتي من طريق معدان عن ثوبان بالأرقام (22426) و (22430 م) و (22447) و (22448).

وانظر ما سلف برقم (22367).

قوله: "بعقر حوضي" بضم فسكون أو بضمتين: مُؤخرُه حيث تقف الإبل إذا وردت.

"أذود": أطرد.

"لأهل اليمن" أي: لأجل ورودهم.

"حتى يرفض" بتشديد الضاد المعجمة من ارفضَّ كاحمرَّ: إذا سال.

"يغتّ" بإعجام الغين المضمومة وتشديد التاء المثناة من فوق، أي: يدفقان الماء دفقاً دائماً، وروي: يعب، بإهمال عين وموحدة، أي: يَصُبَّان الماء.

"يمدانه" بفتح ياء وضم، من المد، أي: يزيدانِه ويكثّرانِه. قاله السندي.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن حجاج الخولاني.

وأخرجه البيهقي 4/ 265 من طريق أبي المغيرة، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن خزيمة (1962) و (1963) و (1983)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 98، وابن حبان (3532)، والحاكم 1/ 427، والبيهقي =

ص: 93

22411 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنِي مَعْدَانُ قَالَ: قُلْتُ لِثَوْبَانَ مَوْلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: حَدِّثْنَا حَدِيثًا يَنْفَعُنَا اللهُ بِهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْجُدُ لِلَّهِ سَجْدَةً، إِلَّا رَفَعَهُ اللهُ بِهَا دَرَجَةً، وَحَطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةً "(1).

22412 -

حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ الذِّمَارِيِّ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ الرَّحَبِيِّ، عَنْ ثَوْبَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ صَامَ رَمَضَانَ فَشَهْرٌ بِعَشَرَةِ أَشْهُرٍ، وَصِيَامُ سِتَّةِ أَيَّامٍ بَعْدَ الْفِطْرِ فَذَلِكَ تَمَامُ صِيَامِ السَّنَةِ "(2).

= 4/ 265 من طرق عن الأوزاعي، به، وصححه الحاكم على شرط الشيخين! وانظر (22382).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن حجاج الخولاني.

وانظر (22377).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل ابن عياش -وهو إسماعيل- وقد توبع. أبو أسماء الرحبي: هو عمرو بنُ مَرْثَدٍ.

وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(903) من طريق سليمان بن عبد الرحمن، عن إسماعيل بن عياش، بهذا الإسناد.

وأخرجه الدارمي (1755)، وابن ماجه (1715)، والنسائي في "الكبرى"(2860) و (2861)، وابن خزيمة (2115)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2348) و (2349)، وابن حبان (3635)، والطبراني في "الكبير"(1451)، وفي "مسند الشاميين"(485)، والبيهقي 4/ 293، والخطيب في "تاريخ بغداد" 2/ 362 من طرق عن يحيى بن الحارث الذماري، به. =

ص: 94

22413 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عِيسَى، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ الْأَشْجَعِيِّ، عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" لَا يَرُدُّ الْقَدَرَ إِلَّا الدُّعَاءُ، وَلَا يَزِيدُ فِي الْعُمُرِ إِلَّا الْبِرُّ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيُحْرَمُ الرِّزْقَ بِالذَّنْبِ يُصِيبُهُ "(1).

22414 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ وَعِصَامُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ ثَوْبَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" اسْتَقِيمُوا تُفْلِحُوا، وَخَيْرُ أَعْمَالِكُمُ الصَّلَاةُ، وَلَنْ يُحَافِظَ عَلَى الْوُضُوءِ إِلَّا مُؤْمِنٌ ". وَقَالَ عِصَامٌ: " وَلَا يُحَافِظُ "(2).

= وأخرجه الطبراني في "الشاميين"(898) من طريق سويد بن عبد العزيز، عن يحيى الذماري، عن أبي الأشعث الصنعاني، عن أبي أسماء، عن ثوبان. فزاد أبا الأشعث بين يحيى وبين أبي أسماء. وسويد بن عبد العزيز ضعيف.

وفي الباب عن جابر بن عبد الله، سلف برقم (14302)، وإسناده ضعيف.

وعن أبي أيوب الأنصاري، سيأتي برقم (23533).

وعن أبي هريرة عند البزار (1060) و (1061)"كشف الأستار".

(1)

حسن لغيره دون قوله: "وإن العبد ليحرم الرزق

إلخ"، وهذا إسناد ضعيف، وقد سلف الكلام عليه عند الرواية (22386).

(2)

حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير عبد الرحمن بن ميسرة -وهو الحضرمي أبو سلمة الحمصي- فقد روى له أبو داود وابن ماجه، وهو صدوق، إلا أنه ربما لم يسمع من ثوبان، فقد عدَّه الحافظ ابن حجر في "التقريب" من الطبقة الرابعة، وهي طبقة من صغار التابعين جل روايتهم عن كبار التابعين. =

ص: 95

22415 -

حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ شُرَيْحٍ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ أَبِي حَيٍّ (1) الْمُؤَذِّنِ، عَنْ ثَوْبَانَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" لَا يَحِلُّ لَامْرِئٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَنْ يَنْظُرَ فِي جَوْفِ بَيْتِ امْرِئٍ حَتَّى يَسْتَأْذِنَ، فَإِنْ نَظَرَ فَقَدْ دَخَلَ، وَلَا يَؤُمَّ قَوْمًا فَيَخْتَصَّ نَفْسَهُ بِدُعَاءٍ دُونَهُمْ، فَإِنْ فَعَلَ فَقَدْ خَانَهُمْ، وَلَا يُصَلِّي وَهُوَ حَقِنٌ حَتَّى يَتَخَفَّفَ "(2).

= وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(1078) من طريق علي بن عياش وحده، بهذا الإسناد.

وانظر ما سلف برقم (22378).

(1)

تحرف في (م) إلى: حيي.

(2)

صحيح لغيره دون قصة دعاء الإمام لنفسه، وهذا إسناد رجاله موثقون غير يزيد بن شريح الحضرمي فلم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقال الدارقطني عنه: يعتبر به. قلنا: يعني في المتابعات والشواهد، وقد تفرد بقصة دعاء الإمام المذكورة، ثم قد اختلف على يزيد بن شريح في إسناد هذا الحديث، وقد سبق تفصيله عند حديث أبي أمامة السالف برقم (22152).

وأخرجه أبو داود (90)، والترمذي (357)، وابن قانع 1/ 119 - 120، والبغوي (641) من طرق عن إسماعيل بن عياش، بهذا الإسناد. وحسنه الترمذي والبغوي. ورواية ابن قانع مختصرة بقصة النظر.

وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(1042) من طريق صفوان بن عمرو، عن حبيب بن صالح، به.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(1093) من طريق محمد بن الوليد، عن يزيد بن شريح، به.

وانظر ما بعده.

وانظر شواهد الحديث عند حديث أبي أمامة المذكور. =

ص: 96

22416 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ مُحَمَّدٍ - يَعْنِي الْخَطَّابِيَّ - حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ شُرَيْحٍ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ بِإِسْنَادِهِ (1).

22417 -

حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ (2) بْنِ عُبَيْدٍ الْكَلَاعِيِّ، عَنْ زُهَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ ثَوْبَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" لِكُلِّ سَهْوٍ سَجْدَتَانِ بَعْدَمَا يُسَلِّمُ "(3).

= قال السندي: قوله: "فقد دخل" أي: فعليه إثم الداخل بلا إذن.

"حقن" بفتح فكسر، أي: حابس للبول.

"حتى يتخفف" بإخراج ما حبسه.

(1)

صحيح لغيره دون قصة دعاء الإمام لنفسه، وهذا إسناد ضعيف لضعف بقية -وهو ابن الوليد-، ويزيد بن شريح قد اضطرب في هذا الحديث كما أشرنا في الحديث السابق.

وأخرجه ابن ماجه (619) و (923)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/ 355، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 119 - 120، والطبراني في "مسند الشاميين"(1113)، والبيهقي 3/ 129 - 130، والمزي في ترجمة شداد بن حي أبي حي المؤذن من "تهذيب الكمال" 12/ 393 من طرق عن بقية بن الوليد، بهذا الإسناد. ورواية ابن قانع مختصرة بالقسم الأول، ورواية ابن ماجه (923) مختصرة بالقسم الثاني، وروايته (619) مختصرة بالقسم الثالث.

وانظر ما قبله.

(2)

تصحفت في (م) و (ق) إلى: عَبد الله.

(3)

إسناده ضعيف، زهير -وهو ابن سالم العنسي- روى عنه جمع وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الدارقطني: حمصي منكر الحديث. =

ص: 97

22418 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ ضَمْضَمِ بْنِ زُرْعَةَ قَالَ: شُرَيْحُ بْنُ عُبَيْدٍ: مَرِضَ ثَوْبَانُ بِحِمْصَ، وَعَلَيْهَا عَبْدُ اللهِ بْنُ قُرْطٍ الْأَزْدِيُّ، فَلَمْ يَعُدْهُ، فَدَخَلَ عَلَى ثَوْبَانَ رَجُلٌ مِنَ الْكَلَاعِيِّينَ عَائِدًا، فَقَالَ لَهُ ثَوْبَانُ: أَتَكْتُبُ؟ فَقَالَ: نَعَمْ. فَقَالَ: اكْتُبْ. فَكَتَبَ لِلْأَمِيرِ (1) عَبْدِ اللهِ بْنِ قُرْطٍ: مِنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّهُ

= وأخرجه أبو داود (1038)، والبيهقي 2/ 337 من طريق عمرو بن عثمان، عن إسماعيل بن عياش، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (997)، وعبد الرزاق (3533)، وأبو داود (1038)، وابن ماجه (1219)، والبيهقي 2/ 337، والمزي في ترجمة زهير بن سالم من "تهذيب الكمال" 9/ 407 من طرق عن إسماعيل بن عياش، به. ولم يذكروا في الإسناد: أبا عبد الرحمن جبيراً.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(1412) من طريق عبد الرزاق، عن إسماعيل، عن عبد العزيز بن عبد الله، عن عبد الرحمن بن جبير، عن أبيه، عن ثوبان. قلنا: وعبد العزيز ضعيف.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 33 من طريق الهيثم بن حميد، عن عبيد الله بن عبيد، عن زهير، عن ثوبان، معضلاً.

وفي الباب عن عبد الله بن جعفر، سلف في مسنده برقم (1747) ولفظه:"من شكَّ في صلاته، فليسجد سجدتين وهو جالس"، وإسناده ضعيف.

وآخر من حديث ابن مسعود عند مسلم (572)(94) ولفظه: "إذا نسي أحدكم فليسجد سجدتين وهو جالس".

وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سجدهما بعدما سلَّم كما في حديث أبي هريرة السالف برقم (7201).

(1)

تحرف في (م) إلى: الأمين.

ص: 98

لَوْ كَانَ لِمُوسَى وعِيسَى مَوْلًى بِحَضْرَتِكَ لَعُدْتَهُ. ثُمَّ طَوَى الْكِتَابَ، وَقَالَ لَهُ أَتُبَلِّغُهُ إِيَّاهُ؟ فَقَالَ: نَعَمْ. فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ بِكِتَابِهِ، فَدَفَعَهُ إِلَى ابْنِ قُرْطٍ، فَلَمَّا قَرَأَهُ قَامَ فَزِعًا، فَقَالَ النَّاسُ: مَا شَأْنُهُ؟ أَحَدَثَ أَمْرٌ؟ فَأَتَى ثَوْبَانَ حَتَّى دَخَلَ عَلَيْهِ فَعَادَهُ وَجَلَسَ عِنْدَهُ سَاعَةً، ثُمَّ قَامَ فَأَخَذَ ثَوْبَانُ بِرِدَائِهِ، وَقَالَ: اجْلِسْ حَتَّى أُحَدِّثَكَ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، سَمِعْتُهُ يَقُولُ:" لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفًا لَا حِسَابَ عَلَيْهِمْ وَلَا عَذَابَ مَعَ كُلِّ أَلْفٍ سَبْعُونَ أَلْفًا "(1).

22419 -

حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سَوَّارٍ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ - يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ - عَنْ مُعَاوِيَةَ، عَنْ عُتْبَةَ أَبِي أُمَيَّةَ الدِّمَشْقِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ الْأَسْوَدِ، عَنْ ثَوْبَانَ أَنَّهُ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى

(1) المرفوع منه صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات غير ضمضم بن زرعة، ففيه كلام ينزله عن رتبة الصحيح، وفي سماع شريح بن عبيد من ثوبان نظر.

عبد الله بن قرط الأزدي: صحابي، أمَّره أبو عبيدة على حمص فلم يزل عليها حتى توفي أبو عبيدة، وقيل: إنه كان من قِبَل معاوية. استشهد بأرض الروم سنة (56).

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(455)، والطبراني في "الكبير"(1413) من طريق محمد بن إسماعيل بن عياش، عن أبيه، عن ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد، عن أبي أسماء الرحبي، عن ثوبان. وتحرف أبو أسماء الرحبي في مطبوع" الآحاد والمثاني" إلى أبي بشر الزعبي. ومحمد بن إسماعيل ضعيف.

وفي الباب عن أبي أمامة، سلف برقم (22156)، وانظر بقية شواهده هناك.

ص: 99

الْخُفَّيْنِ وَعَلَى الْخِمَارِ؛ يَعْنِي (1) الْعِمَامَةَ (2).

22420 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ ثَوْبَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ سَأَلَ مَسْأَلَةً وَهُوَ عَنْهَا غَنِيٌّ، كَانَتْ شَيْئًا فِي وَجْهِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "(3).

(1) وقع في (م) ونسخنا الخطية: ثم العمامة، وهو خطأ والمثبت من مصادر التخريج.

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، عتبة أبو أمية الدمشقي لم يروِ عنه غير معاوية بن صالح، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وأبو سلام الأسود -وهو ممطور الحبشي- لم يسمع من ثوبان فيما قاله غيرُ واحد من أهل العلم.

وأخرجه البزار (300 - كشف الأستار) من طريق الحسن بن سوار، بهذا الإسناد. وليس عنده: ثم العمامة.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 6/ 525، والطبراني في "الكبير"(1409)، وفي "الشاميين"(2060) من طريق عبد الله بن صالح، عن معاوية ابن صالح، به. ولفظه عندهم: مسح على الخفين والخمار -يعني العمامة-.

وانظر ما سلف برقم (22383).

وفي الباب عن عمرو بن أمية، سلف برقم (17245).

وعن المغيرة بن شعبة، سلف برقم (18134).

وعن بلال، سيأتي برقم (23884).

وانظر شرح الحديث عند حديث عمرو بن أمية المذكور.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح غير عبد الملك بن عبد الله بن عثمان، فهو وان لم نقف له على ترجمة، قد توبع. =

ص: 100

22421 -

حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي أَبُو الزَّاهِرِيَّةِ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ذَبَحَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أُضْحِيَّةً لَهُ، ثُمَّ قَالَ لِي:" يَا ثَوْبَانُ، أَصْلِحْ لَحْمَ هَذِهِ الشَّاةِ " قَالَ: فَمَا زِلْتُ أُطْعِمُهُ مِنْهَا حَتَّى قَدِمَ الْمَدِينَةَ (1).

22422 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا عَاصِمٌ - يَعْنِي الْأَحْوَلَ -، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدٍ - يَعْنِي أَبَا قِلَابَةَ - عَنْ أَبِي الْأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ الرَّحَبِيِّ، عَنْ ثَوْبَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " مَنْ عَادَ مَرِيضًا لَمْ يَزَلْ فِي

= وأخرجه الدارمي (1645)، والبزار (923 - كشف الأستار)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 20، والطبراني في "المعجم الكبير"(1407)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" 1/ 181 من طرق عن يزيد بن زريع، بهذا الإسناد.

وفي الباب عن عمران بن حصين، سلف برقم (19822)، وذكرنا عنده ما يتعلق في أحاديث الباب.

قال السندي: قوله: "كانت شيناً" أي: كانت المسألة شيناً يعني أثرها، أي: عَيْباً.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم. زيد بن الحباب: هو أبو الحسين العُكلي، ومعاوية بن صالح: هو ابن حدير الحضرمي، وأبو الزاهرية: هو حدير بن كريب الحضرمي.

وأخرجه مسلم (1975)(35)، وأبو عوانة (7876)، والحاكم 4/ 230 والبيهقي 9/ 295 من طريق زيد بن الحباب، بهذا الإسناد، واستدركه الحاكم على الصحيح فوهم، وتحرف عنده زيد إلى: يزيد بن الحباب.

وانظر (22391).

ص: 101

خُرْفَةِ الْجَنَّةِ " فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا خُرْفَةُ الْجَنَّةِ؟ قَالَ: " جَنَاهَا " (1).

22423 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَأَبُو النَّضْرِ، قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُعَاوِيَةَ (2)، عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ يَتَقَبَّلُ لِي بِوَاحِدَةٍ أَتَقَبَّلُ لَهُ بِالْجَنَّةِ؟ ". قَالَ: قُلْتُ: أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " لَا تَسْأَلِ النَّاسَ شَيْئًا ". قَالَ: فَرُبَّمَا سَقَطَ سَوْطُ ثَوْبَانَ وَهُوَ عَلَى الْبَعِيرِ، فَمَا يَسْأَلُ أَحَدًا أَنْ يُنَاوِلَهُ، حَتَّى يَنْزِلَ إِلَيْهِ فَيَأْخُذَهُ (3).

22424 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مِينَاءَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ ثَوْبَانَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ يَضْمَنُ لِي خَلَّةً وَأَضْمَنُ لَهُ الْجَنَّةَ؟ " فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (4).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (22389).

(2)

في (م) والنسخ الخطية: عبد الرحمن بن معاوية منسوباً إلى جده، والمثبت من نسخة على هامش (ظ 5).

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عبد الرحمن بن يزيد بن معاوية وقد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح، ابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث، ومحمد بن قيس: هو المدني القاصّ.

وانظر ما سلف (22366).

(4)

حديث صحيح، محمد بن إسحاق -وإن عنعنه- قد توبع. =

ص: 102

22425 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا مَرْزُوقٌ أَبُو عَبْدِ اللهِ الشَّامِيُّ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، حَدَّثَنَا ثَوْبَانُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا أَصَابَ أَحَدَكُمُ الْحُمَّى - وَإِنَّ الْحُمَّى قِطْعَةٌ مِنَ النَّارِ - فَلْيُطْفِهَا عَنْهُ بِالْمَاءِ الْبَارِدِ، وَلْيَسْتَقْبِلْ نَهَرًا جَارِيًا يَسْتَقْبِلُ جِرْيَةَ الْمَاءِ فَيَقُولُ: بِاسْمِ اللهِ، اللهُمَّ اشْفِ عَبْدَكَ وَصَدِّقْ رَسُولَكَ، بَعْدَ صَلَاةِ الْفَجْرِ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، فَيَغْتَمِسُ فِيهِ ثَلَاثَ غَمَسَاتٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، فَإِنْ لَمْ يَبْرَأْ فِي ثَلَاثٍ فَخَمْسٍ، فَإِنْ لَمْ يَبْرَأْ فِي خَمْسٍ فَسَبْعٍ، فَإِنْ لَمْ يَبْرَأْ فِي سَبْعٍ فَتِسْعٍ، فَإِنَّهُ لَا يَكَادُ يُجَاوِزُ التِّسْعَ بِإِذْنِ اللهِ "(1).

22426 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ

وانظر ما سلف برقم (22366).

(1)

إسناده ضعيف لجهالة سعيد -وهو ابن زرعة- الشامي.

وأخرجه الترمذي (2084)، والطبراني في "الكبير"(1450)، ومن طريقه المزي في ترجمة سعيد بن زرعة الشامي من "تهذيب الكمال" 10/ 433 من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد. ووقع في رواية الترمذي: رجل من أهل الشام غير مسمَّى، وقال: حديث غريب.

ويشهد لقوله: "الحمى قطعة من نار جهنم فليطفها بالماء" حديث ابن عباس السالف برقم (2649)، وذكرت تتمة شواهده هناك، لكن في حديث ابن عباس هذا قيَّد الماء بماء زمزم، ولم يرد ذلك إلا في حديثه.

قوله: "فليطفها" هو مهموز الآخر من الإطفاء، وقد جاء هاهنا على حذف الهمزة تخفيفاً. قاله السندي.

ص: 103

عَنْ ثَوْبَانَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنِّي لَبِعُقْرِ حَوْضِي أَذُودُ عَنْهُ لِأَهْلِ الْيَمَنِ، أَضْرِبُ بِعَصَايَ حَتَّى يَرْفَضَّ عَلَيْهِمْ ". فَسُئِلَ عَنْ عَرْضِهِ؟ فَقَالَ: " مِنْ مُقَامِي إِلَى عَمَّانَ ". وَسُئِلَ عَنْ شَرَابِهِ، فَقَالَ:" أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ يَنْثَعِبُ فِيهِ مِيزَابَانِ يَمُدَّانِهِ مِنَ الْجَنَّةِ، أَحَدُهُمَا مِنْ ذَهَبٍ، وَالْآخَرُ مِنْ وَرِقٍ "(1).

22427 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ وَعَبْدُ الْوَهَّابِ، قَالَا: أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ مَعْدَانَ، عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" مَنْ فَارَقَ الرُّوحُ الْجَسَدَ وَهُوَ بَرِيءٌ مِنْ ثَلَاثٍ دَخَلَ الْجَنَّةَ: الْكِبْرِ (2)، وَالْغُلُولِ، وَالدَّيْنِ "(3).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد، وهشام: هو الدستوائي.

وأخرجه أبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 3/ 49 من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (2301) من طريق معاذ بن هشام، وابن منده في "الإيمان"(1075) من طريق معاذ بن فضالة، كلاهما عن هشام الدستوائي، به.

وانظر (22409).

(2)

هكذا وقع في النسخ الخطية "الكبر" بالباء الموحدة، وقال الترمذي عقب الحديث (1573)، هكذا قال سعيد:"الكَنْزُ"(بالنون والزاي)، وقال أبو عوانة (يعني الوضاح) في حديثه: الكِبْر.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم. محمد بن بكر: هو البُرساني، =

ص: 104

22428 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ.

وَبَهْزٌ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ حَدَّثَنَا قَتَادَةُ (1)، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ - قَالَ: بَهْزٌ، عَنْ سَالِمٍ - عَنْ مَعْدَانَ، عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ فَارَقَ الرُّوحُ الْجَسَدَ وَهُوَ بَرِيءٌ مِنْ ثَلَاثٍ دَخَلَ الْجَنَّةَ: الْغُلُولِ، وَالدَّيْنِ " قَالَ بَهْزٌ: " وَالْكِبْرِ "(2).

22429 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَرَوْحٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ

= وعبد الوهَّاب: هو ابن عطاء الخفاف، وسعيد: هو ابن أبي عروبة، ومعدان: هو ابن أبي طلحة اليَعمري.

وأخرجه الحاكم 2/ 26، والبيهقي 5/ 355 من طريق عبد الوهاب بن عطاء وحده، بهذا الإسناد.

وأخرجه الدارمي (2592)، وابن ماجه (2412)، والترمذي (1573)، والنسائي في "الكبرى"(8764)، وابن حبان (198)، والطبراني في "الأوسط"(7747) من طريق سعيد بن أبي عروبة، به. ورواية النسائي أوردها من طريقين، قال في إحداهما: الكنز (وتحرفت في المطبوع إلى: الكثر)، وقال في الأخرى: الكبر.

وانظر (22369).

(1)

حصل قلبٌ في (م) و (ق)، فصار حدثنا قتادة، حدثنا همام. والتصويب من (ظ 5) و"أطراف المسند".

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم. بهز: هو ابن أسد العمي، وهمام: هو ابن يحيى العوذي. ومعدان: هو ابن أبي طلحة اليعمري.

وانظر (22369).

ص: 105

عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" أَفْطَرَ الْحَاجِمُ وَالْمَحْجُومُ "(1).

22430 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا بُكَيْرُ بْنُ أَبِي السُّمَيْطِ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ الْغَطَفَانِيِّ، عَنْ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ اليعمري، عَنْ ثَوْبَانَ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" أَفْطَرَ الْحَاجِمُ وَالْمَحْجُومُ"(2).

22430 م - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أخبرنا معمرٌ، عن قتادةَ، عن سالم ابن أبي الجَعْد، عن مَعْدانَ بن أبي طَلْحة (3)، عَنْ ثَوْبَانَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَنَا عِنْدَ عُقْرِ حَوْضِي أَذُودُ النَّاسَ عَنْهُ لِأَهْلِ الْيَمَنِ، إِنِّي لَأَضْرِبُهُمْ بِعَصَايَ حَتَّى يَرْفَضَّ

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب. روح: هو ابن عبادة، وسعيد: هو ابن أبي عروبة.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(3158)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 98 من طرق عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد.

وانظر (22371).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل بكير بن أبي السميط. بهز: هو ابن أسد العمي.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(3159) من طريق حبان بن هلال، والطبراني في "الكبير"(1406) من طريق مسلم بن إبراهيم، كلاهما عن بكير ابن أبي السميط، بهذا الإسناد.

وانظر ما قبله.

(3)

من قوله: "اليعمري" في إسناد الحديث السابق إلى هنا سقط من (م) وحدها.

ص: 106

عَلَيْهِمْ، وَإِنَّهُ لَيَغُتُّ (1) فِيهِ مِيزَابَانِ: أَحَدُهُمَا مِنْ وَرِقٍ، وَالْآخَرُ مِنْ ذَهَبٍ، مَا بَيْنَ بُصْرَى وَصَنْعَاءَ، أَوْ مَا بَيْنَ أَيْلَةَ وَمَكَّةَ " أَوْ قَالَ:" مِنْ مُقَامِي هَذَا إِلَى عَمَّانَ "(2).

22431 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَابْنُ بَكْرٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ. وَرَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي مَكْحُولٌ، أَنَّ شَيْخًا مِنَ الْحَيِّ، أَخْبَرَهُ، أَنَّ ثَوْبَانَ مَوْلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَخْبَرَهُ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" أَفْطَرَ الْحَاجِمُ وَالْمَحْجُومُ "(3).

(1) في نسخة على هامش (ظ 5): ليعبّ.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وهو في "مصنف" عبد الرزاق (20853). ومن طريقه أخرجه البغوي (4342). وسقط من مطبوع "شرح السنة" بتحقيقنا: قتادة، فيستدرك من هنا.

وانظر (22409).

(3)

حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، والشيخ المبهم: هو أبو أسماء عمرو بن مرثد الرحبي، كما جاء مسمَّى في بعض الروايات. ابن بكر: هو محمد البرساني، وروح: هو ابن عبادة.

وأخرجه أبو داود (2370)، ومن طريقه البيهقي 4/ 266 عن الإمام أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. إلا أنه لم يذكر روحاً.

وهو في "مصنف" عبد الرزاق (7525)، ومن طريقه أخرجه النسائي في "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف" 2/ 137.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 50، وأبو داود (2370) من طريق إسماعيل ابن علية، والنسائي في "الكبرى"(3134) من طريق خالد بن الحارث، كلاهما عن ابن جريج، به. ووقع عندهم: شيخ من الحي مصدَّق. =

ص: 107

22432 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ. وَرَوْحٌ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ (1)، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ الرَّحَبِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي ثَوْبَانُ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَمْشِي فِي الْبَقِيعِ فِي رَمَضَانَ رَأَى رَجُلًا يَحْتَجِمُ، فَقَالَ:" أَفْطَرَ الْحَاجِمُ وَالْمَحْجُومُ "(2).

22433 -

حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْبَانَ، حَدَّثَنِي حَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ، أَنَّ أَبَا كَبْشَةَ السَّلُولِيَّ، حَدَّثَهُ أَنَّهُ

= وأخرج أبو داود (2371)، والنسائي في "الكبرى"(3135)، والطبراني في "الشاميين" (1519) و (3517) من طريق العلاء بن الحارث -وقرن الطبراني بالعلاء: أبا وهب عبيد الله بن عبيد الكلاعي -والطبراني في "الشاميين"(208) و (3518) من طريق ثابت بن ثوبان العنسي، ثلاثتهم عن مكحول، عن أبي أسماء الرحبي، عن ثوبان.

وأخرجه النسائي في "الكبرى" كما في "التحفة" 2/ 142 من طريق سعيد بن عبد العزيز، والطبراني في "الشاميين"(387) و (3478) من طريق حجاج بن أرطاة وبرد بن سنان، و (388) من طريق برد بن سنان، و (3479) من طريق رباح بن أبي معروف، أربعتهم عن مكحول عن ثوبان. ومكحول لم يسمع من ثوبان.

وانظر ما سلف برقم (22382).

(1)

تحرف في (م) إلى: عبد الملك.

(2)

إسناداه صحيحان على شرط مسلم. روح: هو ابن عبادة، وهشام بن أبي عبد الله: هو الدستوائي.

وهو في "مصنف" عبد الرزاق (7522). وطريق هشام الدستوائي سلفت برقم (22382).

ص: 108

سَمِعَ ثَوْبَانَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " سَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَاعْمَلُوا (1)، وخَيْرَ أَعْمَالِكُمُ الصَّلَاةُ، وَلَا يُحَافِظُ عَلَى الْوُضُوءِ إِلَّا مُؤْمِنٌ "(2).

22434 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ وَأَبَانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ مَعْدَانَ، عَنْ ثَوْبَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ فَارَقَ الرُّوحُ الْجَسَدَ وَهُوَ بَرِيءٌ مِنْ ثَلَاثٍ دَخَلَ الْجَنَّةَ: الْكِبْرِ، وَالدَّيْنِ، وَالْغُلُولِ "(3).

22435 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: شُعْبَةُ حَدَّثَنَا عَنْ قَتَادَةَ (4)،

(1) في (م): سددوا وقاربوا واعملوا وخيروا، وأعلموا أنَّ خير

إلخ.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن رجاله ثقات رجال الصحيح غير ابن ثوبان -وهو عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان العنسي- فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد" وأصحاب السنن، وهو صدوق حسن الحديث.

وأخرجه الدارمي (656)، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة"(167)، وأبو يعلى كما في "إتحاف الخيرة"(792)، وابن حبان (1037)، والطبراني في "الكبير"(1444) وابن عبد البر في "التمهيد" 24/ 319 من طريق الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد. قال ابن حبان: وخبر سالم بن أبي الجعد عن ثوبان خبر منقطع، فلذلك تنكبناه. قلنا: خبر سالم عن ثوبان سلف برقم (22378).

وأخرجه الطبراني في "الشاميين"(217) من طريق علي بن الجعد عن ابن ثوبان، به. لكن فيه: عن أبي كبشة السلولي عمن سمع النبي صلى الله عليه وسلم. ولم يصرح باسم ثوبان.

وانظر ما سلف برقم (22378).

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو مكرر (22369).

(4)

سقط من (م) قوله: حدثنا عن قتادة.

ص: 109

عَنْ سَالِمٍ، عَنْ مَعْدَانَ، عَنْ ثَوْبَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:" مَنْ صَلَّى عَلَى جَنَازَةٍ فَلَهُ قِيرَاطٌ، فَإِنْ شَهِدَ دَفْنَهَا، فَلَهُ قِيرَاطَانِ، الْقِيرَاطُ: مِثْلُ أُحُدٍ "(1).

22436 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ وَيَعْلَى، قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اسْتَقِيمُوا وَلَنْ تُحْصُوا، وَاعْلَمُوا أَنَّ خَيْرَ أَعْمَالِكُمُ الصَّلَاةُ، وَلَا يُحَافِظُ عَلَى الْوُضُوءِ إِلَّا مُؤْمِنٌ "(2).

22437 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: لَمَّا نَزَلَ فِي الْفِضَّةِ وَالذَّهَبِ مَا نَزَلَ، قَالُوا: فَأَيَّ الْمَالِ نَتَّخِذُ؟ قَالَ عُمَرُ: أَنَا أَعْلَمُ ذَلِكَ لَكُمْ. قَالَ: فَأَوْضَعَ عَلَى بَعِيرٍ فَأَدْرَكَهُ، وَأَنَا فِي أَثَرِهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيَّ الْمَالِ نَتَّخِذُ؟ قَالَ:" لِيَتَّخِذْ أَحَدُكُمْ قَلْبًا شَاكِرًا، وَلِسَانًا ذَاكِرًا، وَزَوْجَةً تُعِينُهُ عَلَى أَمْرِ الْآخِرَةِ "(3).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو مكرر (22384).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد منقطع، سلف الكلام عليه برقم (22378).

(3)

حسن لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح غير عبد الله بن عمرو بن مرة -وهو المرادي- فمن رجال ابن ماجه، وهو صدوق حسن الحديث، لكن سالم بن أبي الجعد لم يسمع من ثوبان كما قاله غير واحد من =

ص: 110

22438 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عِيسَى، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ الْعَبْدَ لَيُحْرَمُ الرِّزْقَ بِالذَّنْبِ يُصِيبُهُ، وَلَا يَرُدُّ الْقَدَرَ إِلَّا الدُّعَاءُ، وَلَا يَزِيدُ فِي الْعُمُرِ إِلَّا الْبِرُّ "(1).

22439 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ - عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ، عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " عَائِدُ الْمَرِيضِ فِي مَخْرَفَةِ الْجَنَّةِ "(2).

= أهل العلم.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 1/ 182، والمزي في ترجمة عبد الله بن عمرو بن مرة من "تهذيب الكمال" 15/ 371 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن ماجه (1856) من طريق وكيع، به.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(2295) و (2391) من طريق سفيان الثوري، وفي "الأوسط" أيضاً (6696)، وفي "الصغير"(890) من طريق محمد بن عبد الله المرادي، كلاهما عن عمرو بن مرة، به. وقُرِن عند الطبراني في الرواية (2295) بعمرو: الأعمش ومنصور بن المعتمر.

وسلف الحديث من طريق منصور عن سالم برقم (22392).

قوله: "فأوضع على بعير" أي: أسرع عليه.

(1)

حسن لغيره دون قوله: "إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يُصيبه"، وهذا إسناد ضعيف. وهو مكرر (22386).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح لكن أبا =

ص: 111

22440 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ قَالَ: وَذَكَرَ أَبَا أَسْمَاءَ، وَذَكَرَ ثَوْبَانَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَيُّمَا امْرَأَةٍ سَأَلَتْ زَوْجَهَا الطَّلَاقَ فِي غَيْرِ مَا بَأْسٍ، فَحَرَامٌ عَلَيْهَا رَائِحَةُ الْجَنَّةِ "(1).

22441 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا هِشَامٌ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي عَبْدِ (2) اللهِ -.

وَابْنُ جَعْفَرٍ - يَعْنِي غُنْدَرًا - حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ ثَوْبَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ تَبِعَ جِنَازَةً، فَصَلَّى عَلَيْهَا فَلَهُ قِيرَاطٌ، فَإِنْ شَهِدَ دَفْنَهَا، كَانَ لَهُ قِيرَاطَانِ " قَالُوا: وَمَا

= قلابة لم يسمعه من أبي أسماء الرحبي، بينهما أبو الأشعث الصنعاني كما سلف بيانه عند الرواية (22373). أيوب: هو السختياني.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وأيوب: هو السختياني، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجرمي، وأبو أسماء: هو عمرو بن مرثد الرحبي.

وأخرجه الدارمي (2270)، وابن ماجه (2055)، والطبري في "التفسير" 2/ 468 من طريق محمد بن الفضل، وأبو داود (2226)، وابن الجارود (748)، والحاكم 2/ 200، والبيهقي 7/ 316 من طريق سليمان بن حرب، كلاهما عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 5/ 272 عن أبي أسامة، وابن حبان (4184)، والبيهقي 7/ 316 من طريق وهيب بن خالد، كلاهما عن أيوب، به.

وانظر (22379).

(2)

تحرف في (م) إلى: عبيد الله.

ص: 112

الْقِيرَاطَانِ؟ قَالَ: " أَصْغَرُهُمَا مِثْلُ أُحُدٍ "(1).

22442 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، قَالَ: قِيلَ لِثَوْبَانَ: حَدِّثْنَا عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَقَالَ: تَكْذِبُونَ (2) عَلَيَّ! سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَسْجُدُ لِلَّهِ سَجْدَةً إِلَّا رَفَعَهُ اللهُ بِهَا دَرَجَةً، وَحَطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةً "(3).

22443 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَحَجَّاجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي الْجُودِيِّ، عَنْ بَلْجٍ، عَنْ أَبِي شَيْبَةَ الْمَهْرِيِّ - قَالَ: وَكَانَ قَاصَّ النَّاسِ بِقُسْطَنْطِينِيَّةَ - قَالَ: قِيلَ لِثَوْبَانَ: حَدِّثْنَا عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَاءَ فَأَفْطَرَ.

قَالَ حَجَّاجٌ: قُسْطَنْطِينَةُ (4).

(1) إسناداه صحيحان على شرط مسلم. هشام بن أبي عبد الله: هو الدستوائي، وابن جعفر: هو محمد بن جعفر، وسعيد: هو ابن أبي عروبة.

وأخرجه مسلم (946) من طريق ابن أبي عدي، وابن ماجه (1540) من طريق خالد بن الحارث، كلاهما عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد.

وسلف عن أبي قطن عن هشام الدستوائي برقم (22376).

(2)

في (م): لتكذبون.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد منقطع، وهو مكرر (22370).

(4)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، وقد سلف مكرراً برقم (22372) عن محمد بن جعفر وحده. وجاء في "معجم البلدان" قُسْطَنْطِينيَّة، ويقال: قسطنطينة بإسقاط ياء النسبة.

ص: 113

22444 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ، عَنْ ثَوْبَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ الْمُسْلِمَ إِذَا عَادَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ، لَمْ يَزَلْ فِي خُرْفَةِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَرْجِعَ "(1).

22445 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، عَنْ ثَوْبَانَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " عَائِدُ الْمَرِيضِ فِي مَخْرَفَةِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَرْجِعَ "(2).

22446 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْخَفَّافُ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ، عَنْ ثَوْبَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" إِنَّ الْمُسْلِمَ إِذَا عَادَ أَخَاهُ لَمْ يَزَلْ فِي خُرْفَةِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَرْجِعَ "(3).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح، لكن أبا قلابة لم يسمعه من أبي أسماء الرحبي، بينهما أبو الأشعث الصنعاني كما سلف بيانه عند الرواية (22373).

وأخرجه مسلم (2568)(41)، والترمذي (967)، وابن حبان (2957) من طرق عن يزيد بن زريع، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن.

(2)

حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، والراوي المبهم: هو أبو أسماء الرحبي، كما جاء مسمى في الرواية السالفة برقم (22404)، لكن أبا قلابة لم يسمعه من أبي أسماء، بينهما أبو الأشعث الصنعاني، كما سلف بيانه عند الرواية (22373).

وانظر الحديث السابق.

(3)

حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح لكن أبا قلابة لم يسمعه =

ص: 114

22447 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ الْغَطَفَانِيِّ، عَنْ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ الْيَعْمُرِيِّ، عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" إِنِّي لَبِعُقْرِ الْحَوْضِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَذُودُ عَنْهُ النَّاسَ لِأَهْلِ الْيَمَنِ، أَضْرِبُهُمْ بِعَصَايَ حَتَّى يَرْفَضَّ عَلَيْهِمْ " قَالَ: فَسُئِلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ عَرْضِهِ، فَقَالَ:" مِنْ مُقَامِي هَذَا إِلَى عَمَّانَ " وَسُئِلَ عَنْ شَرَابِهِ، فَقَالَ:" أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، يَصُبُّ (1) فِيهِ مِيزَابَانِ يَمُدَّانِهِ مِنَ الْجَنَّةِ، أَحَدُهُمَا ذَهَبٌ وَالْآخَرُ وَرِقٌ "(2).

= من أبي أسماء الرحبي، بينهما أبو الأشعث الصنعاني كما سلف بيانه عند الرواية (22373). خالد: هو ابن مهران الحذاء.

(1)

في (ظ 5): يعبُّ.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد قوي على شرط مسلم. عبد الوهاب: هو ابن عطاء الخفاف، وسعيد: هو ابن أبي عروبة.

وأخرجه البيهقي في "البعث والنشور"(131) من طريق عبد الوهاب، بهذا الإسناد.

وأخرجه تاماً ومختصراً ابن أبي شيبة 11/ 443 و 13/ 146، وهناد في "الزهد"(137)، وابن أبي عاصم في "السنة"(708) و (709)، وفي "الآحاد والمثاني"(2279)، وأبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 3/ 49، وابن حبان (6455)، والآجري في "الشريعة" ص 352 - 353 من طرق عن سعيد بن أبي عروبة، به.

وانظر (22409).

ص: 115

22448 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ أَبِي (1) عَبْدِ اللهِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ مَعْدَانَ، عَنْ ثَوْبَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، مِثْلَهُ (2).

22449 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى وَحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى (3) - يَعْنِي ابْنَ أَبِي كَثِيرٍ - قَالَ: وَحَدَّثَنِي أَبُو قِلَابَةَ الْجَرْمِيُّ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ: أَنَّ شَدَّادَ بْنَ أَوْسٍ بَيْنَمَا هُوَ يَمْشِي مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْبَقِيعِ، مَرَّ عَلَى رَجُلٍ يَحْتَجِمُ بَعْدَ مَا مَضَى مِنْ رَمَضَانَ ثَمَانِ عَشْرَةَ لَيْلَةً، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَفْطَرَ الْحَاجِمُ وَالْمَحْجُومُ "(4).

(1) لفظة "أبي" سقطت من (م).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد قوي على شرط مسلم. هشام بن أبي عبد الله: هو الدستوائي.

وأخرجه أبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 3/ 49، والبيهقي في "البعث والنشور"(132) من طريق عبد الوهاب بن عطاء، بهذا الإسناد.

وانظر ما قبله.

(3)

تحرف في (م) إلى: جُبير.

(4)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات لكنه منقطع فإن أبا قلابة -وهو عبد الله بن زيد الجرمي- لم يسمعه من شداد بن أوس، بينهما أبو الأشعث الصنعاني، وسلف في "المسند" برقم (17112)، ووقع بينهما في رواية أخرى أبو الأشعث عن أبي أسماء الرحبي، وسلف أيضاً برقم (17117).

وأخرجه أبو داود (2368) عن الإمام أحمد بن حنبل، عن حسن بن موسى وحده، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن ماجه (1681) من طريق عبيد الله بن موسى، عن شيبان بن عبد الرحمن النحوي، به.

وانظر ما سلف برقم (22382).

ص: 116

22450 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى وَحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى قَالَ: وَأَخْبَرَنِي أَبُو قِلَابَةَ، أَنَّ أَبَا أَسْمَاءَ الرَّحَبِيَّ حَدَّثَهُ، أَنَّ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" أَفْطَرَ الْحَاجِمُ وَالْمَحْجُومُ "(1).

22451 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ الرَّحَبِيِّ، عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا عَادَ الْمُسْلِمُ أَخَاهُ، فَإِنَّهُ يَمْشِي فِي خَرْفَةِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَرْجِعَ "(2).

22452 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ، عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ اللهَ - أَوْ إِنَّ رَبِّي -

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه الحاكم 1/ 427 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، عن الحسن بن موسى وحده، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (2367) عن أحمد بن حنبل، عن حسن بن موسى وحده، به.

وأخرجه الحاكم 1/ 427 من طريق محمد بن إسحاق الصنعاني، عن الحسن بن موسى وحده، به.

وأخرجه ابن ماجه (1680) من طريق عبيد الله بن موسى، عن شيبان، به.

وانظر ما قبله، وما سلف برقم (22382).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وانظر (22389).

ص: 117

زَوَى لِي الْأَرْضَ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا، وَإِنَّ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مُلْكُهَا مَا زَوَى لِي مِنْهَا. وَأُعْطِيتُ الْكَنْزَيْنِ الْأَحْمَرَ وَالْأَبْيَضَ. وَإِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي لِأُمَّتِي أَنْ لَا يُهْلِكَهَا بِسَنَةٍ بِعَامَّةٍ، وَلَا يُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ فَيَسْتَبِيحَ بَيْضَتَهُمْ حَتَّى يَكُونَ بَعْضُهُمْ يَسْبِي بَعْضًا وَبَعْضُهُمْ يُهْلِكُ بَعْضًا، وَلَوْ اجْتَمَعَ عَلَيْهِمْ مَنْ بَيْنَ أَقْطَارِهَا - أَوْ قَالَ: مَنْ بِأَقْطَارِهَا -.

أَلَا وَإِنِّي أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي الْأَئِمَّةَ الْمُضِلِّينَ، وَإِذَا وُضِعَ السَّيْفُ فِي أُمَّتِي لَمْ يُرْفَعْ عَنْهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَلَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَلْحَقَ قَبَائِلُ مِنْ أُمَّتِي بِالْمُشْرِكِينَ، وَحَتَّى تَعْبُدَ قَبَائِلُ مِنْ أُمَّتِي الْأَوْثَانَ " (1).

22453 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ - أَمْلَاهُ عَلَيْنَا - حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ، عَنْ ثَوْبَانَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" أَفْضَلُ دِينَارٍ دِينَارٌ يُنْفِقُهُ الرَّجُلُ عَلَى عِيَالِهِ، وَدِينَارٌ يُنْفِقُهُ عَلَى دَابَّتِهِ فِي سَبِيلِ اللهِ ".

قَالَ: ثُمَّ قَالَ أَبُو قِلَابَةَ مِنْ قِبَلِهِ: بَدَأَ (2) بِالْعِيَالِ، قَالَ: وَأَيُّ رَجُلٍ أَعْظَمُ أَجْرًا مِنْ رَجُلٍ يُنْفِقُ عَلَى عِيَالِهِ صِغَارًا يُعِفُّهُمُ اللهُ بِهِ (3).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.

وانظر (22395).

(2)

تحرف في (م) إلى: برا.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وانظر (22406).

ص: 118

22454 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبَانُ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ ثَوْبَانَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ صَلَّى عَلَى جَنَازَةٍ، فَلَهُ قِيرَاطٌ، وَمَنْ شَهِدَ دَفْنَهَا، فَلَهُ قِيرَاطَانِ ". قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا الْقِيرَاطَانِ؟ قَالَ:" أَصْغَرُهُمَا مِثْلُ أُحُدٍ "(1).

22455 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْخَفَّافُ، قَالَ: سُئِلَ سَعِيدٌ عَنِ الرَّجُلِ يَتْبَعُ الْجِنَازَةً: مَا لَهُ مِنَ الْأَجْرِ؟ فَأَخْبَرَنَا عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ صَلَّى عَلَى جَنَازَةٍ، فَلَهُ قِيرَاطٌ، فَإِنْ شَهِدَ دَفْنَهَا، فَلَهُ قِيرَاطَانِ ". فَسُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْ ذَلِكَ الْقِيرَاطِ، فَقَالَ:" مِثْلُ أُحُدٍ "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. عفان: هو ابن مسلم، وأبان: هو ابن يزيد العطار.

وأخرجه مسلم (946) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو عوانة في الجنائز كما في "إتحاف المهرة" 3/ 52 من طريق مسلم بن إبراهيم، عن أبان، به.

وانظر (22376).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد قوي على شرط مسلم من أجل عبد الوهاب الخفاف: وهو ابن عطاء، فهو صدوق، لكنه متابع.

وانظر ما قبله.

ص: 119

‌حَدِيثُ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ

(1)

22456 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَزِيدَ (2) بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عِيسَى، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" مَا مِنْ أَمِيرِ عَشَرَةٍ إِلَّا أَتَى اللهَ مَغْلُولًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُطْلِقُهُ إِلَّا الْعَدْلُ، وَمَا مِنْ أَحَدٍ تَعَلَّمَ (3) الْقُرْآنَ ثُمَّ نَسِيَهُ إِلَّا لَقِيَ اللهَ أَجْذَمَ "(4).

(1) قال السندي: هو أنصاري خَزْرجي، يُكْنَّى أبا ثابت وأبا قيس، وأمُّه عَمْرة بنت مسعودٍ لها صحبة. شهد العقبة وكان أحد النُقباء، واختُلف في شهوده بدراً، فأثبته البخاري، وكان يكتب بالعربية، وكان يحسن العَوْم والرمي، فكان يقال له: الكامل، وكان مشهوراً بالجُود هو وأبوه وجدُّه وولده، وكان منادي سعدٍ ينادي على أُطُمه: من كان يريد شحماً ولحماً فليأتِ سعداً، وكان يعشِّي كل ليلة ثمانين من أهل الصُّفَّة، وكان يقول:"اللهمَّ هَبْ لي مجداً، ولا مجدَ إلا بفِعال، ولا فِعالَ إلا بمالٍ، اللهمَّ لا يصلحني القليل ولا أَصلح عليه". مات في الشام سنة خمسَ عشرةَ، وقيل: غير ذلك.

(2)

تحرف في (م) إلى: زيد.

(3)

في (م): يتعلم.

(4)

صحيح لغيره دون قوله: "وما من أحد تعلم القرآن

"، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الراوي عن سعد بن عبادة، ولجهالة عيسى -وهو ابنُ فائدٍ- فلم يرو عنه غير يزيد بن أبي زياد، وقال ابن المديني: مجهول، ويزيد ابن أبي زياد -وهو الهاشمي مولاهم- ضعيف، وقد اضطرب في إسناده، فمرة يقول: عن عيسى بن فائد عن رجل عن سعد بن عبادة، ومرة يرويه بإسقاط الرجل المبهم، ومرة يرويه عن عيسى عن عبادة بن الصامت، وسيأتي في =

ص: 120

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= مسنده برقم (22758).

وأخرجه البزار في "مسنده"(3739) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وقال في إسناده: عيسى بن فائد أو لقيط، هكذا على الشك.

وأخرجه أبو عبيد في "غريب الحديث" 3/ 48، وعبد بن حميد (306)، والدارمي (3340)، والحارث بن أبي أسامة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(5729)، ومحمد بن نصر المروزي في "مختصر قيام الليل"(219)، والطبراني في "الكبير"(5387) و (5390)، والبيهقي في "الشعب"(1969)، والخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي"(86) من طرق عن شعبة بن الحجاج، به. وسقط من مطبوع "الإتحاف" من إسناد الحارث: عيسى بن فائد، ووقع في الطبراني أن اسمَه عيسى بن لقيط، وجاء عند البيهقي والخطيب: عيسى بن لقيط أو إياد بن لقيط، على الشك، وكل ذلك خطأ فإن الصواب في اسمه: عيسى بن فائد. واقتصر أبو عبيد والدارمي ومحمد بن نصر والطبراني في الموضع الثاني والخطيب على قصة نسيان القرآن، واقتصر الطبراني في الموضع الأول على قصة الإمارة.

وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" ص 202 عن جرير بن عبد الحميد، وابن أبي شيبة 10/ 478 و 12/ 219، والبزار في "مسنده"(3739) من طريق محمد بن فضيل، كلاهما عن يزيد بن أبي زياد، به. واقتصر أبو عبيد على قصة نسيان القرآن.

وأخرجه دون ذِكْرِ الرجل المبهم: عبدُ الرزاق (5989)، وعبد بن حميد (307)، وأبو داود (1474)، والطبراني في "الكبير"(5388) و (5391)، والخطيب في "الجامع"(85) من طرق عن يزيد بن أبي زياد، به. واقتصر عبد الرزاق وأبو داود والطبراني في الموضع الثاني والخطيب على قصة نسيان القرآن، واقتصر الطبراني في الموضع الأول على قصة الإمارة.

وسيأتي برقم (22463) من طريق خالد الواسطي، عن يزيد بن أبي زياد بذِكر الرجل المبهم. =

ص: 121

22457 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ بْنِ (1) سَعِيدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ: أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: أَخْبِرْنَا عَنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ: مَاذَا فِيهِ مِنَ الْخَيْرِ؟ قَالَ: " فِيهِ خَمْسُ خِلَالٍ: فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ أُهبط آدَمُ، وَفِيهِ توفى اللهُ آدَمَ (2)، وَفِيهِ سَاعَةٌ لَا يَسْأَلُ اللهَ عَبْدٌ فِيهَا شَيْئًا إِلَّا آتَاهُ اللهُ إِيَّاهُ، مَا لَمْ يَسْأَلْ مَأْثَمًا أَوْ قَطِيعَةَ رَحِمٍ، وَفِيهِ تَقُومُ السَّاعَةُ، مَا مِنْ مَلَكٍ مُقَرَّبٍ وَلَا سَمَاءٍ وَلَا أَرْضٍ وَلَا جِبَالٍ وَلَا حَجَرٍ، إِلَّا وَهُوَ يُشْفِقُ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ "(3).

= ويشهد للشطر الأول منه حديث أبي هريرة السالف برقم (9573)، وإسناده قوي.

وآخر من حديث أبي أمامة، وقد سلف برقم (22300)، وفي إسناده اضطراب، وانظر تتمة شواهده هناك.

الأجذم: مقطوع اليد.

(1)

تحرف لفظ "بن" في (م) إلى: أخبرنا.

(2)

في (م): "وَفِيهِ هَبَطَ آدَمُ وَفِيهِ تُوُفِّيَ آدَمُ".

(3)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، عبد الله بن محمد -وهو ابن عَقِيل- مختلف فيه، وهو إلى الضعف أقرب، وعمرو بن شرحبيل وأبوه لم يُؤَثر توثيقهما عن غير ابن حبان، وقال الحافظ ابن حجر في ترجمتهما في "التقريب": مقبولان، وقد اختُلف فيه، فقد سلف عند المصنف برقم (15548) عن أبي عامر عن زهير بن محمد عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن عبد الرحمن بن يزيد الأنصاري عن أبي لبابة بن عبد المنذر. =

ص: 122

22458 -

حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، أَخْبَرَنَا الْمُبَارَكُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، قَالَ: مَرَّ بِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، دُلَّنِي عَلَى صَدَقَةٍ؟ قَالَ:" اسْقِ الْمَاءَ "(1).

= أبو عامر: هو عبد الملك بن عمرو العَقَدي، وزهير: هو ابن محمد التميمي.

وأخرجه البزار في "مسنده"(3738) من طريق أبي عامر العقدي، بهذا الإسناد.

وأخرجه البيهقي في "الشعب"(2974) من طريق المعافى بن سليمان، عن زهير بن محمد، به.

وأخرجه الشافعي 1/ 127 - 128 عن إبراهيم بن محمد، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن عمرو بن شرحبيل بن سعد، عن أبيه، عن جده أن رجلاً

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(5376) من طريق عبيد الله بن عمرو الرقي، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن شرحبيل بن سعد بن عبادة، عن سعد بن عبادة.

وله شاهد من حديث أبي هريرة، وقد سلف في عدة مواضع برقم (7151) و (9207) و (10303) و (10545)، وهو حديث صحيح، وبعض طرقه مخرَّجة في "الصحيح".

(1)

رجاله ثقات غير المبارك -وهو ابن فضالة- فصدوق يرسل ويدلس وقد توبع، والحسن -وهو البصري- لم يدرك سعد بن عبادة، وقد تابعه سعيد بن المسيب، لكن هو أيضاً لم يدرك سعداً ولم يسمع منه. هاشم: هو ابن القاسم أبو النضر.

وهذا الحديث مختصر مما بعده، فانظره لزاماً.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(5384) من طريق أسد بن موسى، عن مبارك بن فضالة، بهذا الإسناد.

ص: 123

22459 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يُحَدِّثُ عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يُحَدِّثُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ: أَنَّ أُمَّهُ مَاتَتْ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أُمِّي مَاتَتْ فَأَتَصَدَّقُ عَنْهَا؟ قَالَ:" نَعَمْ " قَالَ: فَأَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: " سَقْيُ الْمَاءِ ".

قَالَ (1): فَتِلْكَ سِقَايَةُ آلِ سَعْدٍ بِالْمَدِينَةِ (2).

(1) القائل: هو الحسن البصري كما جاء مصرَّحاً به عند المصنف نفسه فيما سيأتي برقم (23845).

(2)

رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه سعد بن عبادة، فقد روى له أصحاب "السنن"، وهو منقطع، فإن الحسن -وهو البصري- لم يدرك سعداً ولم يسمع منه. حجاج: هو ابن محمد المصيصي.

وسيأتي مكرراً برقم (23845).

وأخرجه النسائي 6/ 255 من طريق حجاج بن محمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه دون قصة أم سعدٍ: أبو داود (1680)، والحاكم 1/ 414، والبيهقي 4/ 185 من طريق محمد بن عرعرة -وقرن به البيهقي عفانَ بن مسلم- عن شعبة، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب والحسن، عن سعد بن عبادة. فقرن بالحسن سعيداً، وهو الآخر لم يدرك سعداً ولم يسمع منه.

وأخرجه الطبراني (5383) من طريق الربيع بن صَبيح، عن الحسن وحده، عن سعد بن عبادة.

وأخرجه ابن خزيمة (2496) من طريق أبي معاوية، عن شعبة، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب وحده، عن سعد بن عبادة.

وأخرجه ابن ماجه (3684)، والنسائي 6/ 254 - 255، وابن خزيمة (2497)، وابن حبان (3348)، والطبراني (5379) من طريق هشام الدستوائي، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، به- ولم يذكروا فيه قصة أم =

ص: 124

22460 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ (1) الْخُزَاعِيُّ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَمْرِو بْنِ قَيْسِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُمْ وَجَدُوا فِي كُتُبِ - أَوْ فِي كِتَابِ - سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَضَى بِالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ (2).

= سعد غيرَ الطبراني.

وأخرجه كذلك دون القصة مرسلاً: أبو داود (1679)، والحاكم 1/ 414 من طريق همام، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب: أن سعداً

وأخرجه أبو داود (1681) من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق السبيعي، عن رجل، عن سعد بن عبادة.

وأخرجه دون قصة التصدق بسقي الماء: الطبراني (5381) و (5382) من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن سعيد بن عمرو بن شرحبيل، عن سعيد بن سعد بن عبادة، عن أبيه. وإسناده قوي.

وأخرجه بنحوه دون قصة أم سعد: الطبراني أيضاً (5385) من طريق عبد العزيز بن محمد، عن عمارة بن غزية، عن حميد بن أبي الصعبة، عن سعد بن عبادة. وحميد مجهول لم يرو عنه غير عمارة بن غزية.

قلنا: وقد جاء في حديث ابن عباس في قصة سعد هذه عند البخاري وغيره: أن سعد بن عبادة تصدق عن أمِّه بحائطٍ له يُسمَّى المِخرَف أو المِخراف، وقد سلف في "المسند" برقم (3080).

فلا يَبعُد أن يكون في المِخراف المذكور بئرٌ كان يشرب الناس منه، فقد كانت سقاية سعدٍ مشهورة معروفة كما أشار إلى ذلك الحسنُ بإثر الحديث.

(1)

تحرف في (م) إلى: مسلمة. وأبو سلمة الخزاعي: هو منصور بن سلمة البغدادي.

(2)

حديث صحيح لغيره، وإسناده ضعيف لاضطرابه، وإسماعيل بن عمرو بن قيس وأبوه لا يعرفان، قال الحافظ ابن حجر في "التعجيل" (801): لم =

ص: 125

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= أر في كتب الأنساب لقيس بن سعد بن عبادة ذِكر ولدٍ له اسمه عمرو، ولا لولده ابن اسمه إسماعيل.

قلنا: قد تفرد سليمان بن بلال برواية الإسناد على هذا الوجه، وخالفه غيره كما سيأتي لاحقاً.

وأخرجه ابن وهب في "موطئه" كما في "التمهيد" 2/ 149، والطبراني في "الكبير"(5362)، والبيهقي 10/ 171، وابن عبد البر في "التمهيد" 2/ 148 من طرق عن سليمان بن بلال، بهذا الإسناد.

وأخرجه الشافعي 2/ 178 - 179، ومن طريقه البيهقي 10/ 171 عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن سعيد بن عمرو بن شرحبيل بن سعيد بن سعد بن عبادة، عن أبيه، عن جده، قال: وجدنا في كتاب سعد

فذكره.

قال الشافعي: وذكر عبد العزيز بن المطلب، عن سعيد بن عمرو، عن أبيه، قال: وجدنا

وأخرجه الترمذي (1343)، وأبو عوانة (6025)، والدارقطني 4/ 214، وابن عبد البر 2/ 148 - 149 من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن ابن سعد بن عبادة: أنه وجد في كتاب سعد ابن عبادة

وأخرجه عبد بن حميد (308)، وأبو عوانة (6026)، والطبراني (5361)، وابن عبد البر 2/ 148 من طريق إسماعيل بن أبي أويس، عن أبيه، عن سعيد بن عمرو بن شرحبيل، عن أبيه، عن جده: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى

وسيأتي عند المصنف برقم (24009/ 37) عن يعقوب بن إبراهيم، عن عبد العزيز بن المطلب، عن سعيد بن عمرو بن شرحبيل، عن جَدِّه أنه قال: كتاب وجدته في كتب سعيد بن سعد بن عبادة: أن عمارة بن حزم شهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى باليمين مع الشاهد.

وقد اختلف فيه على عبد العزيز بن عبد المطلب كما سيأتي بيانه هناك. =

ص: 126

22461 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهُ:" قُمْ عَلَى صَدَقَةِ بَنِي فُلَانٍ، وَانْظُرْ لَا تَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِبَكْرٍ تَحْمِلُهُ عَلَى عَاتِقِكَ أَوْ عَلَى كَاهِلِكَ لَهُ رُغَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، اصْرِفْهَا عَنِّي. فَصَرَفَهَا عَنْهُ (1).

= وأخرجه ابنُ وهب في "موطئه" كما في "التمهيد" 2/ 149، ومن طريقه البيهقي 10/ 171 عن ابن لهيعة ونافع بن يزيد، عن عمارة بن غزية الأنصاري، عن سعيد بن عمرو بن شرحبيل، أنه وجد كتاباً في كتب آبائه: هذا ما رفع أو ذكر عمرو بن حَزْم والمغيرة بن شعبة قالا: بَيْنما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل رجلان يختصمان مع أحدهما شاهد له على حقِّه، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمين صاحب الحق مع شاهده، فاقتطع بذلك حقَّه.

قلنا: وسعيد بن عمرو بن شرحبيل ثقة، وأبوه وجده ذكرهما ابن حبان في "الثقات".

وللحديث شاهد من حديث جابر بن عبد الله، وقد سلف برقم (14278)، وإسناده صحيح.

وآخر من حديث ابن عباس عند مسلم (1712)، وقد سلف برقم (2224). وانظر تتمة شواهده هناك.

(1)

حديث صحيح لغيره، وهذا سند رجاله ثقات رجال الصحيح غير صحابيه سعد بن عبادة، وسعيدُ بن المسيب لم يدرك سعد بن عبادة. أبو سعيد مولى بني هاشم: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري.

وأخرجه البزار في "مسنده"(3737) من طريق أبي بحر البكراوي عبد الرحمن بن عثمان، الطبراني (5363) من طريق عاصم بن علي، كلاهما عن سليمان بن المغيرة، بهذا الإسناد. قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه =

ص: 127

22462 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ -، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي شُمَيْلَةَ، عَنْ رَجُلٍ رَدَّهُ إِلَى سَعِيدٍ الصَّرَّافِ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ هَذَا الْحَيَّ مِنَ الْأَنْصَارِ مِحْنَةٌ: حُبُّهُمْ إِيمَانٌ، وَبُغْضُهُمْ نِفَاقٌ "(1).

= يروى عن سعد بن عبادة إلا من هذا الوجه بهذا اللفظ، وإسناده حسن.

ويشهد له حديث ابن عمر: أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث سعدَ بن عبادة مصدِّقاً، وقال:"إيَّاك يا سعد أن تجيء يوم القيامة ببعير له رُغاءٌ"، فقال: لا آخذه ولا أَجيء به. فأَعفاه. أخرجه البزار (898 - كشف الأستار)، وابن حبان (3270)، والحاكم 1/ 399. وإسناده صحيح.

وفي الباب عن أبي مسعود الأنصاري عند أبي داود (2947). ورجاله ثقات.

وعن هُلْب الطائي. سلف برقم (21970)، وانظر تتمة شواهده هناك.

قال السندي: قوله: "ببَكْر" بفتح فسكون، أي: بفتيٍّ من الإبل، أي: لا تخون بَكْراً فتأتي به يوم القيامة على هذه الصفة.

وقوله: "اصرفها"، أي: ولاية الصدقة. اهـ.

والرُّغاء: صوت البعير.

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، عبد الرحمن بن أبي شميلة ومَنْ فوقه مستورون. يونس: هو ابن محمد المؤدب.

وسيأتي برقم (23847) عن عفان، عن حماد بن زيد.

وأخرجه البزار في "مسنده"(3736) عن محمد بن موسى الحَرَشي، والطبراني (5377) من طريق سليمان بن حرب ومسدد، ثلاثتهم عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد. إلا أن البزار أسقط من إسناده عبد الرحمن بن أبي شميلة والرجل المبهم، وأثبت الطبراني ابن أبي شميلة وأسقط المبهم.

وله شاهد من حديث البراء بن عازب دون قوله: "محنة"، وقد سلف برقم (18500)، وهو متفق عليه. =

ص: 128

22463 -

حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ فَائدٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ قَالَ: سَمِعْتُ غَيْرَ مَرَّةٍ وَلَا مَرَّتَيْنِ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا مِنْ أَمِيرِ عَشَرَةٍ إِلَّا يُؤْتَى بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَغْلُولًا (1) لَا يَفُكُّهُ مِنْ ذَلِكَ الْغُلِّ إِلَّا الْعَدْلُ، وَمَا مِنْ رَجُلٍ قَرَأَ الْقُرْآنَ فَنَسِيَهُ إِلَّا لَقِيَ اللهَ يَوْمَ يَلْقَاهُ وَهُوَ أَجْذَمُ "(2).

= وفي الباب أيضاً عن ابن عباس، سلف برقم (2818).

وعن أبي هريرة، سلف برقم (9434).

وعن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11300).

قوله: "الأنصار محنة" لم يُروَ إلا في حديث سعد بن عبادة هذا وفي حديث عن جابر عند عبد الرزاق في "مصنفه"(19906)، لكن في إسناده حرام بن عثمان وهو متروك الحديث كما في ترجمته في "الجرح والتعديل" 3/ 282 - 283.

(1)

في (م): مغلول، وهو خطأ.

(2)

صحيح لغيره دون قوله: "وما من رجل قرأ القرآن

إلخ"، وهذا إسناد ضعيف، وقد سلف الكلام عليه برقم (22456). خالد: هو ابن عبد الله الطحَّان الواسطي.

وأخرجه مسدَّد في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(5725)، ومن طريقه إبراهيم الحربي في "غريب الحديث" 2/ 428، والطبراني في "الكبير"(5389) و (5392)، وأخرجه سعيد بن منصور في قسم التفسير من "سننه"(18)، ومن طريقه البيهقي في "شعب الإيمان"(1970)، كلاهما (مسدَّد وسعيد) عن خالد ابن عبد الله، بهذا الإسناد- واقتصر الحربي والطبراني في الموضع الثاني على قصة نسيان القرآن، واقتصر الطبراني في الموضع الأول على قصة الإمارة.

ص: 129

‌حَدِيثُ سَلَمَةَ بْنِ نُعَيْمٍ

22464 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ - يَعْنِي شَيْبَانَ - عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ نُعَيْمٍ - وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ لَقِيَ اللهَ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ "(1).

(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه، فقد روى له أبو داود، وسالم بن أبي الجعد على ثقته مشهور بالإرسال، ولم يصرح بسماعه من سلمة بن نعيم. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم، ومنصور: هو ابن المعتمر.

وأخرجه عبد بن حميد (389)، والبخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 71، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 334، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1308)، والطبراني في "الأوسط"(2145) من طريق أبي النضر هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد.

وقد سلف برقم (18284) عن حجاج بن محمد، عن شيبان.

ص: 130

‌حَدِيثُ رِعْيَةَ

22465 -

حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ، قَالَ: جَاءَ رِعْيَةُ السُّحَيْمِيُّ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: أُغِيرَ عَلَى وَلَدِي وَمَالِي! فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَمَّا الْمَالُ فَقَدِ اقْتُسِمَ، وَأَمَّا الْوَلَدُ فَاذْهَبْ مَعَهُ يَا بِلَالُ، فَإِنْ عَرَفَ وَلَدَهُ فَادْفَعْهُ إِلَيْهِ " قَالَ: فَذَهَبَ مَعَهُ فَأَرَاهُ إِيَّاهُ، فَقَالَ: تَعْرِفُهُ؟ قَالَ: نَعَمْ. فَدَفَعَهُ، فَذَهَبَ إِلَيْهِ.

قَالَ سُفْيَانُ: يَرَوْنَ أَنَّهُ أَسْلَمَ قَبْلَ أَنْ يُغَارَ عَلَيْهِ (1).

(1) رجاله ثقات رجال الشيخين غير راوي الحديث رِعْية السُّحيمي فلم يخرِّج له أحد من أصحاب الكتب الستة، ولا يعرف إلا في هذا الحديث. معاوية بن عمرو: هو ابن المهلَّب بن عمرو الأزدي، وأبو إسحاق شيخه: هو إبراهيم بن محمد بن الحارث الفزاري، وسفيان: هو ابن سعيد الثوري، وأبو إسحاق شيخه: هو عمرو بن عبد الله بن عبيد، وأبو عمرو الشيباني: هو سعد بن إياس، وهو من مخضرمي التابعين، فإدراكه لرِعْية محتمل جدّاً، لكن لم يصرِّح بسماعه منه. وقال ابن السكن فيما نقله الحافظ ابن حجر في "الإصابة" 3/ 487: روي حديثه -يعني رعية- بإسناد صالح.

وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 215 عن محمد بن أحمد بن النضر، عن معاوية بن عمرو، بهذا الإسناد.

وهذا الحديث مختصر مما بعده.

وقول سفيان في آخر الحديث: "ويرون أنه أسلم

إلخ" تعقبه السندي =

ص: 131

22466 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ رِعْيَةَ السُّحَيْمِيِّ، قَالَ: كَتَبَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي أَدِيمٍ أَحْمَرَ، فَأَخَذَ كِتَابَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَرَقَعَ بِهِ دَلْوَهُ، فَبَعَثَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَرِيَّةً فَلَمْ يَدَعُوا لَهُ رَائِحَةً وَلَا سَارِحَةً، وَلَا أَهْلًا وَلَا مَالًا إِلَّا أَخَذُوهُ، وَانْفَلَتَ عُرْيَانًا عَلَى فَرَسٍ لَهُ لَيْسَ عَلَيْهِ قِشْرَةٌ، حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى ابْنَتِهِ، وَهِيَ مُتَزَوِّجَةٌ فِي بَنِي هِلَالٍ، وَقَدْ أَسْلَمَتْ وَأَسْلَمَ أَهْلُهَا، وَكَانَ مَجْلِسُ الْقَوْمِ بِفِنَاءِ بَيْتِهَا، فَدَارَ حَتَّى دَخَلَ عَلَيْهَا مِنْ وَرَاءِ الْبَيْتِ، قَالَ: فَلَمَّا رَأَتْهُ أَلْقَتْ عَلَيْهِ ثَوْبًا، قَالَتْ: مَا لَكَ؟ قَالَ: كُلُّ الشَّرِّ نَزَلَ بِأَبِيكِ، مَا تُرِكَ لَهُ رَائِحَةٌ وَلَا سَارِحَةٌ، وَلَا أَهْلٌ وَلَا مَالٌ إِلَّا وَقَدْ أُخِذَ. قَالَتْ: دُعِيتَ إِلَى الْإِسْلَامِ. قَالَ: أَيْنَ بَعْلُكِ؟ قَالَتْ: فِي الْإِبِلِ. قَالَ: فَأَتَاهُ فَقَالَ: مَا لَكَ؟ قَالَ: كُلُّ الشَّرِّ قَدْ نَزَلَ بِهِ، مَا تُرِكَتْ لَهُ رَائِحَةٌ وَلَا سَارِحَةٌ، وَلَا أَهْلٌ وَلَا مَالٌ إِلَّا وَقَدْ أُخِذَ، وَأَنَا أُرِيدُ مُحَمَّدًا أُبَادِرُهُ قَبْلَ أَنْ يَقْسِمَ أَهْلِي وَمَالِي. قَالَ: فَخُذْ رَاحِلَتِي بِرَحْلِهَا. قَالَ: لَا حَاجَةَ لِي فِيهَا. قَالَ: فَأَخَذَ قَعُودَ الرَّاعِي، وَزَوَّدَهُ إِدَاوَةً مِنْ مَاءٍ.

قَالَ: وَعَلَيْهِ ثَوْبٌ إِذَا غَطَّى بِهِ وَجْهَهُ خَرَجَتْ اسْتُهُ، وَإِذَا غَطَّى

= فقال: ظاهر الرواية الآتية لا يوافق هذا، وهو أيضاً بعيدٌ، فإنه لو كان مسلماً، لَما حَلَّ مالُه، والله تعالى أعلم.

ص: 132

اسْتَهُ خَرَجَ وَجْهُهُ، وَهُوَ يَكْرَهُ أَنْ يُعْرَفَ، حَتَّى انْتَهَى إِلَى الْمَدِينَةِ، فَعَقَلَ رَاحِلَتَهُ ثُمَّ أَتَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَكَانَ بِحِذَائِهِ حَيْثُ يُقْبِلُ (1)، فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْفَجْرَ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، ابْسُطْ يَدَيْكَ فَلْأُبَايِعْكَ، قَالَ: فَبَسَطَهَا، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَضْرِبَ عَلَيْهَا قَبَضَهَا إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَفَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ذَلِكَ ثَلَاثًا، قَبَضَهَا إِلَيْهِ وَيَفْعَلُهُ، فَلَمَّا كَانَتِ الثَّالِثَةُ قَالَ:" مَنْ أَنْتَ؟ " قَالَ: أَنَا رِعْيَةُ السُّحَيْمِيُّ، قَالَ: فَتَنَاوَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَضُدَهُ ثُمَّ رَفَعَهُ، ثُمَّ قَالَ:" يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ هَذَا رِعْيَةُ السُّحَيْمِيُّ الَّذِي كَتَبْتُ إِلَيْهِ، فَأَخَذَ كِتَابِي فَرَقَعَ بِهِ دَلْوَهُ " فَأَخَذَ يَتَضَرَّعُ إِلَيْهِ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَهْلِي وَمَالِي. قَالَ:" أَمَّا مَالُكَ فَقَدْ قُسِمَ، وَأَمَّا أَهْلُكَ فَمَنْ قَدَرْتَ عَلَيْهِ مِنْهُمْ " فَخَرَجَ، فَإِذَا ابْنُهُ قَدْ عَرَفَ الرَّاحِلَةَ، وَهُوَ قَائِمٌ عِنْدَهَا، فَرَجَعَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: هَذَا ابْنِي. فَقَالَ: " يَا بِلَالُ، اخْرُجْ مَعَهُ فَسَلْهُ أَبُوكَ هَذَا؟ فَإِنْ قَالَ: نَعَمْ، فَادْفَعْهُ إِلَيْهِ ". فَخَرَجَ بِلَالٌ إِلَيْهِ فَقَالَ: أَبُوكَ هَذَا؟ قَالَ: نَعَمْ. فَرَجَعَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا رَأَيْتُ أَحَدًا اسْتَعْبَرَ إِلَى صَاحِبِهِ فَقَالَ:" ذَاكَ جَفَاءُ الْأَعْرَابِ "(2).

(1) في (م) و (ق): يصلي.

(2)

رجاله ثقات رجال الشيخين لكنه منقطع، لم يصرح الشعبي بالسماع من رِعْية. محمد بن بكر: هو ابن عثمان البُرْساني، وإسرائيل: هو ابن يونس ابن أبي إسحاق، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله بن عبيد السَّبيعي، والشعبي: هو عامر بن شراحيل. =

ص: 133

‌حَدِيثُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْفِهَرِيِّ

22467 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنِي يَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هَمَّامٍ - قَالَ: أَبُو الْأَسْوَدِ (1): هُوَ عَبْدُ اللهِ بْنُ يَسَارٍ -، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْفِهْرِيِّ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةِ حُنَيْنٍ، فَسِرْنَا فِي يَوْمٍ قَائِظٍ شَدِيدِ الْحَرِّ، فَنَزَلْنَا تَحْتَ ظِلَالِ الشَّجَرِ، فَلَمَّا زَالَتِ الشَّمْسُ لَبِسْتُ لَأْمَتِي وَرَكِبْتُ فَرَسِي، فَانْطَلَقْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ فِي فُسْطَاطِهِ، فَقُلْتُ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ وَرَحْمَةُ اللهِ، حَانَ الرَّوَاحُ؟ فَقَالَ:" أَجَلْ " فَقَالَ: " يَا بِلَالُ " فَثَارَ مِنْ تَحْتِ سَمُرَةٍ كَأَنَّ ظِلَّهُ ظِلُّ طَائِرٍ، فَقَالَ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، وَأَنَا فِدَاؤُكَ، فَقَالَ:" أَسْرِجْ لِي فَرَسِي " فَأَخْرَجَ

= وأخرجه الطبراني في "الكبير"(4635) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 14/ 344 - 346، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 215 - 216، والطبراني (4635) من طرق عن إسرائيل، به. ولم يسق ابن قانع لفظه.

وأخرجه بنحوه الطبراني (4636) مختصراً جداً من طريق حجاج بن أرطاة، عن أبي إسحاق، عن رِعْية. وحجاج مدلِّس، وأبو إسحاق لم يدرك رعية.

قال السندي: "قِشْرة" بكسر القاف كناية عن الثوب أو عن الشيء القليل.

"دُعيت" على بناء المفعول بصيغة الخطاب، أي: هذا الأمر يؤدِّيك إلى الإسلام.

(1)

هي كنية بهز بن أَسد.

ص: 134

سَرْجًا دَفَّتَاهُ مِنْ لِيفٍ لَيْسَ فِيهِمَا أَشَرٌ وَلَا بَطَرٌ، قَالَ: فَأَسْرَجَ. قَالَ: فَرَكِبَ وَرَكِبْنَا، فَصَافَفْنَاهُمْ عَشِيَّتَنَا وَلَيْلَتَنَا فَتَشَامَّتِ الْخَيْلَانِ، فَوَلَّى الْمُسْلِمُونَ مُدْبِرِينَ كَمَا قَالَ اللهُ عز وجل، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" يَا عِبَادَ اللهِ أَنَا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ " ثُمَّ قَالَ: " يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ، أَنَا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ " قَالَ: ثُمَّ اقْتَحَمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ فَرَسِهِ فَأَخَذَ كَفًّا مِنْ تُرَابٍ، فَأَخْبَرَنِي الَّذِي كَانَ أَدْنَى إِلَيْهِ مِنِّي: ضَرَبَ بِهِ وُجُوهَهُمْ، وَقَالَ:" شَاهَتِ الْوُجُوهُ " فَهَزَمَهُمُ اللهُ عز وجل.

قَالَ يَعْلَى (1) بْنُ عَطَاءٍ: فَحَدَّثَنِي أَبْنَاؤُهُمْ، عَنْ آبَائِهِمْ، أَنَّهُمْ قَالُوا: لَمْ يَبْقَ مِنَّا أَحَدٌ إِلَّا امْتَلَأَتْ عَيْنَاهُ وَفَمُهُ تُرَابًا، وَسَمِعْنَا صَلْصَلَةً بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ كَإِمْرَارِ الْحَدِيدِ عَلَى الطَّسْتِ الْحَدِيدِ (2).

22468 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَسَارٍ أَبِي هَمَّامٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْفِهْرِيِّ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

(1) تحرف في (م) إلى: يحيى.

(2)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أبي همام عبد الله بن يسار، فإنه لم يرو عنه غير يعلى بن عطاء، وجهَّله علي ابن المديني، بهز: هو ابن أَسد العَمِّي. وانظر تمام تخريجه في الحديث التالي.

قال السندي: "فتشامت" بتشديد الميم من التشامِّ، وهو الدنو من العدو وهو يتراءى الفريقان.

"الخيلان" المراد خيل المسلمين وخيل العدو.

ص: 135

فِي غَزْوَةِ حُنَيْنٍ فَسِرْنَا فِي يَوْمٍ قَائِظٍ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ (1)،

(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.

وأخرجه ابن سعد 2/ 156، وابن أبي شيبة 14/ 529 - 530 عن عفان، بهذا الإسناد.

وأخرجه الدارمي (2452)، والطبراني 22/ (741)، والمزي في ترجمة عبد الله بن يسار من "التهذيب" 16/ 328 - 329 من طريق عفان بن مسلم. وحجاج بن منهال، عن حماد بن سلمة، به- ولم يسق الدارمي متنه بتمامه.

وأخرجه الدولابي في "الكنى والأسماء" 1/ 42 من طريق حجاج بن منهال وحده، عن حماد بن سلمة، به.

وأخرجه الطيالسي (1371) عن حماد بن سلمة، به.

وأخرجه أبو داود (5233)، ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" 6/ 200 عن موسى بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، به- ولم يسقه بتمامه.

وفي الباب انظر حديث العباس بن عبد المطلب السالف برقم (1775).

وحديث سلمة بن الأكوع عند مسلم (1777).

ص: 136

‌حَدِيثُ نُعَيْمِ بْنِ هَمَّارٍ الْغَطَفَانِيِّ

(1)

22469 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ - يَعْنِي ابْنَ صَالِحٍ - عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ هَمَّارٍ الْغَطَفَانِيِّ (2)، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" قَالَ اللهُ عز وجل: يَا ابْنَ آدَمَ، لَا تَعْجِزْ عَنْ أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ، أَكْفِكَ آخِرَهُ "(3).

(1) قال السندي: نعيم بن همَّار، بتشديد الميم، صحابي غطفاني، قد اختلف في اسم أبيه، والأكثر أنه نعيم بن همار.

(2)

لفظة "الغطفاني" ليست في (ظ 5) و (ظ 2).

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات، لكن لم يصرح فيه كثير بن مرة بسماعه من نعيم بن همار، وقد روي الحديث بزيادة قيس الجذامي بينهما كما سيأتي برقم (22471)، مع أنه قد جاء تصريح كثير بسماعه من نعيم عند البخاري في "تاريخه" 8/ 93، فإن ثبت ذلك صح هذا الإسناد، وإلا فيصح الحديث بالإسناد الذي بُيِّنت فيه الواسطة، وهو قيس الجُذامي، ولهذا صُحبة. أبو الزاهرية: هو حدير بن كريب الحضرمي الحمصي.

وقد اختلف في إسناد الحديث، فرواه أبو الزاهرية كما هو هنا: عن كثير، عن نعيم. وسيأتي كذلك برقم (22474) عن حماد بن خالد، عن معاوية بن صالح، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري في "التاريخ" 8/ 93، والنسائي في "الكبرى"(468)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/ 151 - 152 من طريق معن بن عيسى، والبخاري 8/ 93 من طريق بشر بن السري، كلاهما عن معاوية بن =

ص: 137

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= صالح، به. وقد وقع تصريح كثير بن مرة بسماعه من نعيم في طريق بشر بن السري.

وتابع أبا الزاهرية على روايته هذه خالد بن معدان كما أخرجه البخاري 8/ 93، والنسائي (466)، والطبراني في "مسند الشاميين"(1169)، ولقمان ابن عامر كما أخرجه البخاري 8/ 94، وابن قانع 3/ 151، فروياه كلاهما عن كثير بن مرة، به. لكن وقع في حديث خالد بن معدان اختلاف سنبينه عند حديث أبي الدرداء، الآتي 6/ 440.

ورواه عن كثير بن مرة بهذا الإسناد مكحول الشامي، وستأتي روايته برقم (22472) و (22475)، لكن اختلف عليه فيه، فروي عنه عن كثير بزيادة قيس الجذامي، وسيأتي برقم (22471) كما أسلفنا، وروي عنه عن نعيم بن همار، لم يذكر بينهما أحد، وسيأتي بعد حديثنا هذا برقم (22470)، ونفصل الاختلاف على مكحول هناك.

وقد اختلف أيضاً في تعيين صحابي الحديث، فروي عن نعيم بن همار عن النبي صلى الله عليه وسلم على أنه من مسند نعيم كما في هذا الإسناد.

وله طريق أخرى عن نعيم، فأخرجه البخاري في "تاريخه" 8/ 93 و 94، وابن حبان (2534) من طريق الوليد بن سليمان بن أبي السائب، عن بسر بن عبيد الله، عن أبي إدريس الخولاني، عن نعيم. وهذا إسناد صحيح.

وروي عن نعيم عن عقبة بن عامر الجهني، أخرجه المصنِّف فيما سلف برقم (17390) و (17794) من طريق أبان بن يزيد العطار، عن قتادة، عن نعيم، عن عقبة. وهو في "تاريخ البخاري" 8/ 94 من طريق أبان وبكير بن أبي السَّميط، وهذا إسناد صحيح أيضاً.

وروى البخاري عن علي ابن المديني أنه قال: وروى هشام الدستوائي، عن قتادة، عن الحسن -وليس بابن أبي الحسن، هو شيخ كان يروي عنه قتادة، يقال له: الحسن بن عبد الرحمن- عن قيس الجُذَامي، عن عقبة بن عامر. وقد استظهر الحافظ ابن حجر في "الإصابة" 5/ 470 و 511 أن قيساً هذا الراوي عن =

ص: 138

22470 -

حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ - يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ - حَدَّثَنَا مَكْحُولٌ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ هَمَّارٍ الْغَطَفَانِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " قَالَ اللهُ عز وجل: يَا ابْنَ آدَمَ لَا تَعْجِزْ عَنْ أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ (1)، أَكْفِكَ آخِرَهُ "(2).

= عقبة غير قيس الراوي عن نعيم بن همار، والمذكور في إسناد الحديث (22471).

وروي الحديث أيضاً عن أبي مرة الطائفي، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وسيأتي برقم (22473).

وقد روي الحديث عن نعيم، عن بلال بن رباح، ذكر ذلك المزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة نعيم 29/ 497، والاختلاف في تعيين صحابيه لا يقدح في صحته إن شاء الله، فإن الصحابة كلهم عدول.

وفي الباب عن أبي الدرداء، سيأتي 6/ 440.

قوله: "عن أربع ركعات" قال السندي: قيل: يحتمل أن يراد بها فرض الصبح وركعتا الفجر، ويحتمل أن يراد بها صلاة الضحى.

"أكفك آخره" أي: سائره أو تمامه، قيل: يحتمل أن يراد كفايته عن الآفات والحوادث الضارة، وأن يراد حفظه من الذنوب، أو العفو عما وقع منه في ذلك اليوم، أو أعم من ذلك. والله تعالى أعلم.

(1)

في (ظ 5): نهارك.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات، لكنه منقطع كما قال ابن عبد البر فيما نقله عنه الحافظ ابن حجر في "تهذيبه" في ترجمة نعيم، فإن مكحولاً لم يسمعه من نعيم، بينهما كثير بن مرة كما جاء في هذا الطريق عند غير المصنِّف.

فقد أخرجه أبو داود (1289)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/ 151 =

ص: 139

22471 -

حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو زَيْدٍ - يَعْنِي ثَابِتَ بْنَ يَزِيدَ (1) - عَنْ بَرْدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنِ ابْنِ مُرَّةَ الْحَضْرَمِيِّ (2)، عَنْ قَيْسٍ الْجُذَامِيِّ

= من طريق الوليد بن مسلم، عن سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول، عن كثير، عن نعيم.

وأخرجه كذلك البخاري في "التاريخ" 8/ 93 عن أبي مسهر عبد الأعلى بن مسهر، والطبراني في "مسند الشاميين"(293) من طريق عمار بن مطر، و (294) و (3534) من طريق أبي حيوة شريح بن يزيد، و (294) من طريق يحيى بن حمزة، أربعتهم عن سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول، عن كثير بن مرة، به. وقرن بسعيد في رواية يحيى بن حمزة زيد بن واقد.

وسيأتي برقم (22472) و (22475) من طريق محمد بن راشد، عن مكحول، عن كثير بن مرة، عن نعيم، بذكر كثير فيه، وبرقم (22471) من طريق سليمان بن موسى، عن مكحول، عن كثير بن مرة، عن قيس الجذامي، عن نعيم. بزيادة قيس بعد كثير بن مرة.

وروي الحديث أيضاً عن مكحول، عن أبي مرة الطائفي، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وسيأتي برقم (22473)، وراويه عنه هناك سعيد بن عبد العزيز الذي روى حديثنا الذي هنا.

وروي عن مكحول، عن نعيم، عن بلال بن رباح، على أنه من حديث بلال. ذكره المزي في "تهذيب الكمال" 29/ 497.

قلنا: والمحفوظ في حديث مكحول الرواية التي جعلها من مسند نعيم بن همار، وكثير بن مرة ثابت في إسناده، فإن سعيد بن عبد العزيز لم يتابع في إسقاط كثيرٍ من الإسناد، ولا في روايته عن أبي مرة الطائفي، وأما الرواية التي فيها زيادة قيس الجذامي فلا تقدح في صحته إن شاء الله، كما ذكرنا في الكلام على الحديث الذي قبله (22469).

(1)

تحرف في (م) إلى: زيد.

(2)

الحضرمي لم يرد في (م).

ص: 140

عَنْ نُعَيْمٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" [قَالَ رَبُّكُمْ عز وجل]: يَا (1) ابْنَ آدَمَ، صَلِّ لِي أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ أَوَّلَ النَّهَارِ، أَكْفِكَ آخِرَهُ "(2).

(1) لفظة: "يا" لم ترد في (ظ 5).

(2)

حديث صحيح، قيس الجُذامي أثبت صحبته ابن سعد والبخاري وابن حبان وابن حجر، وقد روي هذا الحديث عن مكحول بإسقاطه من السند، كما سلف بيانه في الحديثين السابقين، وزاده هنا سليمانُ بن موسى -وهو الدمشقي الأشدق- وهو صدوق له بعض ما ينكر عليه، ووقع عند البخاري في "التاريخ الكبير" 8/ 93 تصريح كثير بن مرة بسماعه من نعيم بن همار من رواية أبي الزاهرية عنه، وذلك لا يخالف ما في هذه الرواية من زيادة قيس الجذامي، فإن سليمان عارفٌ بحديث مكحول، وذكر غير واحد من أهل العلم أنه يُعَدُّ أوثق أصحابه، ولم يتفرد بذلك، فقد تابعه العلاء بن الحارث، وهو ثقة مقدم في حديث مكحول أيضاً، فإن ثبت سماع كثير بن مرة من نعيم كانت رواية سليمان هذه من المزيد في متصل الأسانيد، وإن لم يثبت ذلك رجع الحديث إلى رواية من ذكر الواسطة بينهما، والله تعالى أعلم.

برد: هو ابن سنان، وهو صدوق لا بأس به، وباقي رجاله ثقات، معاوية ابن عمرو: هو ابن المهلب البغدادي، وثابت بن يزيد: هو الأحول البصري.

وهو في "العلل" لأحمد 2/ 310.

وأخرجه الدارمي (1451)، ويعقوب بن سفيان في "تاريخه" 2/ 339، والنسائي في "الكبرى"(467)، وابن قانع 3/ 151، والطبراني في "مسند الشاميين"(394) و (3533)، والبيهقي 3/ 47 - 48 من طرق عن برد بن سنان، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي في "الكبرى" كما في "النكت الظراف" 9/ 35 من طريق =

ص: 141

22472 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ وَعَبْدُ الصَّمَدِ، قَالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ هَمَّارٍ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" قَالَ رَبُّكُمْ عز وجل: صَلِّ لِي يَا ابْنَ آدَمَ أَرْبَعًا فِي أَوَّلِ النَّهَارِ، أَكْفِكَ آخِرَهُ "(1).

22473 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنِ ابْنِ مُرَّةَ الطَّائِفِيِّ (2)، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " قَالَ اللهُ عز وجل: ابْنَ آدَمَ، صَلِّ لِي أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ أَكْفِكَ آخِرَهُ "(3).

= العلاء بن الحارث، عن مكحول، به. ووقع في مطبوعة "النكت": أبو العلاء ابن الحارث.

وانظر (22469) و (22470).

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات غير محمد بن راشد، وهو المكحولي الخزاعي، وهو صدوق لا بأس به. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم. وعبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد.

وأخرجه البخاري في "تاريخه" 8/ 93 - 94، وابن قانع 3/ 150 - 151، والطبراني في "الشاميين"(3535) من طرق عن محمد بن راشد، بهذا الإسناد.

وانظر (22469) و (22470).

(2)

تحرف في (م) إلى: ابن مرة الغطفاني.

(3)

حديث صحيح، لكن من مسند نعيم بن همار أو عقبة بن عامر كما سلف عند الرواية (22469)، وأبو مرة الطائفي ذكره بعضهم في الصحابة =

ص: 142

22474 -

حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ هَمَّارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " [قَالَ اللهُ عز وجل]: ابْنَ آدَمَ، لَا تَعْجِزْ عَنْ أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ أَوَّلَ النَّهَارِ، أَكْفِكَ آخِرَهُ "(1).

22475 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا مَكْحُولٌ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ هَمَّارٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " قَالَ رَبُّكُمْ تبارك وتعالى: ابْنَ آدَمَ، صَلِّ لِي (2) أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ أَوَّلَ النَّهَارِ، أَكْفِكَ

= اعتماداً على هذا الإسناد، ووضعه ابن حجر في القسم الأول من حرف الميم من الكنى في "الإصابة" 7/ 370، وهم الذين وردت صحبتهم بطريق الرواية، سواء كانت الطريق صحيحة أو حسنة أو ضعيفة. ولم يجزم بصحبته في "التقريب" فقال: يقال: له صحبة. قلنا: والرواية عنه هنا شاذَّةٌ، والمحفوظ فيه عن سعيد ابن عبد العزيز من حديث نعيم بن همار كما قال المزي في "التحفة" 9/ 288، وقد سلف عند الرواية (22470). يحيى بن إسحاق: هو السيلحيني.

وأخرج حديث أبي مرة هذا النسائي في "الكبرى" كما في "التحفة" 9/ 288، وابن الأثير في "أسد الغابة" 6/ 284 من طريق يحيى بن إسحاق، بهذا الإسناد.

وانظر (22469).

(1)

حديث صحيح، وانظر (22469).

(2)

لفظة: "لي" ليست في (ظ 5).

ص: 143

آخِرَهُ " (1).

قَالَ عَبْدُ اللهِ: قَالَ أَبِي: لَيْسَ بِالشَّامِ رَجُلٌ أَصَحُّ حَدِيثًا مِنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ.

22476 -

حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ بَحِيرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ هَمَّارٍ: أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: أَيُّ الشُّهَدَاءِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: " الَّذِينَ إِنْ يُلْقَوْا فِي الصَّفِّ لَا (2) يَلْفِتُونَ وُجُوهَهُمْ حَتَّى يُقْتَلُوا، أُولَئِكَ يَتَلَبَّطُونَ (3) فِي الْغُرَفِ الْعُلَى مِنَ الْجَنَّةِ، وَيَضْحَكُ إِلَيْهِمْ رَبُّكَ (4)، وَإِذَا ضَحِكَ رَبُّكَ إِلَى عَبْدٍ فِي الدُّنْيَا، فَلَا حِسَابَ عَلَيْهِ "(5).

(1) حديث صحيح، محمد بن راشد -وهو المكحولي الخزاعي- صدوق لا بأس به، وباقي رجاله ثقات. أبو سعيد مولى بني هاشم: هو عبد الرحمن ابن عبد الله بن عبيد البصري، وانظر (22469) و (22470).

(2)

لفظة "لا" لم ترد في (م) وسائر النسخ الخطية، وأثبتناها من "غاية المقصد" الورقة 201، و"مجمع الزوائد" 5/ 292، و"أطراف المسند" 5/ 420.

(3)

في (م) وسائر النسخ الخطية: ينطلقون، والمثبت من هامش (ظ 5) و"جامع المسانيد" 4/ 264، وهي الرواية كما في مصادر التخريج، وعليها شرح ابن الأثير في "النهاية" 4/ 226: فقال: أي: يتمرغون.

(4)

في (م): ربهم.

(5)

حديث قوي، إسماعيل بن عياش صدوق في رواياته عن الشاميين أهل بلده، وهذا منها، وباقي رجاله ثقات، لكن سقط منه قيس الجذامي بين كثير ابن مرة وبين نعيم بن همار، وقيس صحابي، وهو ثابت في الإسناد كما بينت =

ص: 144

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= رواية البخاري في "تاريخه" 8/ 95، وإسنادها قوي.

وهو في "العلل" للمصنِّف 2/ 309 - 310.

وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه"(2566)، والبخاري في "تاريخه" 8/ 95، وابن أبي عاصم في "الجهاد"(228)، وفي "الآحاد والمثاني"(1277)، وأبو يعلى (6855)، والطبراني في "مسند الشاميين"(1167)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/ 152، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 472 - 473، وابن الأثير في "أسد الغابة" 5/ 350 من طرق عن إسماعيل بن عياش، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(1169) من طريق بقية بن الوليد، عن بحير بن سعد، به.

وأخرجه بزيادة قيس الجذامي ابن أبي عاصم في "الجهاد"(229)، والطبراني في "مسند الشاميين"(1168)، وابن قانع 3/ 152 من طريق إسماعيل بن رافع، عن بحير، عن خالد بن معدان، عن كثير بن مرة، عن قيس الجذامي، عن نعيم. وإسماعيل بن رافع ضعيف.

وأخرجه البخاري في "التاريخ" 8/ 95 من طريق برد بن سنان، عن سليمان ابن موسى، عن مكحول الشامي، عن كثير بن مرة، عن قيس الجذامي، عن نعيم. وهذا إسناد قوي، برد بن سنان وسليمان بن موسى الأشدق صدوقان لا بأس بهما، وباقي رجاله ثقات.

ص: 145

‌حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ

* 22477 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ (1) -[قَالَ عَبْدُ اللهِ] وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ بِالْكُوفَةِ، وَقَالَ لَنَا فِيهِ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ: عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَأَمَّا أَبِي، فَحَدَّثَنَاهُ عَنْهُ وَلَمْ يَذْكُرِ الزُّهْرِيَّ، وَحَدَّثَنَاهُ بِالْكُوفَةِ، جَعَلَهُ لَنَا عَنْ الزُّهْرِيِّ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى حَدِيثِ أَبِي - حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، أَخْبَرَنِي جَعْفَرُ بْنُ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَهُ وَحْدَهُ عَيْنًا إِلَى قُرَيْشٍ قَالَ: فَجِئْتُ إِلَى خَشَبَةِ خُبَيْبٍ وَأَنَا أَتَخَوَّفُ الْعُيُونَ، فَرَقِيتُ فِيهَا، فَحَلَلْتُ خُبَيْبًا، فَوَقَعَ إِلَى الْأَرْضِ، فَانْتَبَذْتُ غَيْرَ بَعِيدٍ، ثُمَّ الْتَفَتُّ فَلَمْ أَرَ خُبَيْبًا، وَلَكَأَنَّمَا (2) ابْتَلَعَتْهُ الْأَرْضُ، فَلَمْ يُرَ لِخُبَيْبٍ أَثَرٌ حَتَّى السَّاعَةِ (3).

22478 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، عَنْ يَحْيَى (4)، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، أَخْبَرَنِي جَعْفَرُ بْنُ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَمْسَحُ عَلَى الْخُفَّيْنِ (5).

(1) في (م): محمد بن عبد الله أبي شيبة، وهو خطأ.

(2)

في (م): كأنما.

(3)

إسناده ضعيف، وهو مكرر (17252).

(4)

في (م) والنسخ الخطية: علي بن يحيى، وصوبناه من الموضع السالف برقم (17247)، وعلي: هو ابن مبارك، ويحيى: هو ابن أبي كثير.

(5)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عامر: هو عبد الملك بن =

ص: 146

22479 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَكَلَ عُضْوًا، ثُمَّ صَلَّى (1) وَلَمْ يَتَوَضَّأْ (2).

22480 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، أَخْبَرَنَا عَيَّاشُ بْنُ عَبَّاسٍ، أَنَّ كُلَيْبَ بْنَ صُبْحٍ حَدَّثَهُ، أَنَّ الزِّبْرِقَانَ حَدَّثَهُ، عَنْ عَمِّهِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ، فَنَامَ عَنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ حَتَّى طَلَعَتِ الشَّمْسُ، لَمْ يَسْتَيْقِظُوا، وَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَدَأَ بِالرَّكْعَتَيْنِ فَرَكَعَهُمَا؛ ثُمَّ أَقَامَ الصَّلَاةَ فَصَلَّى (3).

22481 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ الْيَمَانِيُّ (4)، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرِو

= عمرو العقدي، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف. وهو مكرر (17247).

(1)

تحرف في (م) إلى: "في المصلى".

(2)

حديث صحيح، فليح: هو ابن سليمان، وهو مكرر (17248).

(3)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف. وهو مكرر (17251)، وقد فصلنا القول فيه هناك. أبو عبد الرحمن: هو عبد الله بن يزيد المقرئ، وحيوة: هو ابن شريح، والزبرقان: هو ابن عبد الله الضمري.

وأخرجه المزي في ترجمة الزبرقان من "تهذيب الكمال" 9/ 284 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.

(4)

تحرف في (م) إلى: اليماني.

ص: 147

بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَسَحَ عَلَى الْخُفَّيْنِ وَالْعِمَامَةِ (1).

22482 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَمْسَحُ عَلَى الْخُفَّيْنِ وَالْخِمَارِ (2).

22483 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَمْسَحُ عَلَى الْخُفَّيْنِ (3).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، لكن تفرد فيه الأوزاعي بذكر المسح على العمامة. وهو مكرر (17616)، وانظر (17245). أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن الحجاج الخولاني، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف.

(2)

حديث صحيح، لكن تفرد فيه الأوزاعي بزيادة المسح على العمامة، وهو مكرر (17245).

(3)

حديث صحيح، وقد وقع في هذا الإسناد رواية ابن إسحاق، عن جعفر بن عمرو بن أمية، عن أبيه، وهذا خطأ، لأن ابن إسحاق إنما رواه عن جعفر بن عمرو بن جعفر بن عمرو بن أمية، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، عن جعفر بن عمرو بن أمية، عن أبيه عمرو بن أمية، وقد سلف على الصواب برقم (17244) عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد، به. ولعلّ ما وقع في حديثنا هنا خطأ قديم، ويؤيد ذلك أن الحافظ ابن حجر لم يذكر الحديث في "الأطراف" 5/ 125، وفي "إتحاف المهرة" 12/ 444 - 445، إلا بالإسناد السالف الذي فيه: جعفر بن عمرو بن جعفر الحفيد، عن أبي سلمة، ولم =

ص: 148

22484 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ قَالَ ابْنُ شِهَابٍ، حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ، أَنَّ أَبَاهُ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَحْتَزُّ مِنْ كَتِفِ شَاةٍ، فَدُعِيَ إِلَى الصَّلَاةِ، فَطَرَحَ السِّكِّينَ وَلَمْ يَتَوَضَّأْ (1).

22485 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَأْكُلُ يَحْتَزُّ مِنْ كَتِفٍ، ثُمَّ دُعِيَ إِلَى الصَّلَاةِ، فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ (2).

= يذكره فيهما من رواية ابن إسحاق عن جعفر بن عمرو الجَد.

وقد جاءت رواية ابن إسحاق عن جعفر بن عمرو بن أمية الجد في حديث آخر، ذكره الحافظ ابن حجر في "الأطراف" 5/ 126، وفي "إتحاف المهرة" 12/ 448، وابن كثير في "جامع المسانيد" 3/ ورقة 270، ونسباه لأحمد، وهو: حدثنا يعقوب -يعني ابن إبراهيم بن سعد الزهري-، حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، حدثني جعفر بن عمرو بن أمية -يعني عن أبيه- قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، فنام عن صلاة الصبح حتى طلعت الشمس، لم يستيقظوا، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم بدأ بالركعتين فركعهما، ثم أقام الصلاة فصلى. وهذا الحديث لم يقع لنا في نسخنا من "المسند"، وإنما سلف بلفظه بإسناد آخر برقم (17251) و (22480) عن أبي عبد الرحمن المقرئ، عن حيوة بن شريح، عن عياش بن عباس، عن كليب بن صُبْح، عن الزِّبرقان بن عبد الله الضمري، عن عمِّه عمرو بن أُمية.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزهري، وصالح: هو ابن كيسان، وابن شهاب: هو الزهري. وهو مكرر (17249).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (17250).

ص: 149

22486 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى وَحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، أَنَّ جَعْفَرَ بْنَ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيَّ أَخْبَرَهُ، أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ: رَأَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَمْسَحُ عَلَى الْخُفَّيْنِ (1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حسين بن محمد: هو المرُّوذي، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي، ويحيى: هو ابن أبي كثير الطائي، وهو مكرر (17246).

ص: 150

‌حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَوَالَةَ

22487 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ حَبِيبٍ، أَنَّ ابْنَ زُغْبٍ الْإِيَادِيَّ حَدَّثَهُ قَالَ: نَزَلَ عَلَيَّ عَبْدُ اللهِ بْنُ حَوَالَةَ الْأَزْدِيُّ، فَقَالَ لِي وَإِنَّهُ لَنَازِلٌ عَلَيَّ فِي بَيْتِي: بَعَثَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَوْلَ الْمَدِينَةِ عَلَى أَقْدَامِنَا لِنَغْنَمَ، فَرَجَعْنَا وَلَمْ نَغْنَمْ شَيْئًا، وَعَرَفَ الْجَهْدَ فِي وُجُوهِنَا، فَقَامَ فِينَا فَقَالَ:" اللهُمَّ لَا تَكِلْهُمْ إِلَيَّ فَأَضْعُفَ، وَلَا تَكِلْهُمْ إِلَى أَنْفُسِهِمْ فَيَعْجِزُوا عَنْهَا، وَلَا تَكِلْهُمْ إِلَى النَّاسِ فَيَسْتَأْثِرُوا عَلَيْهِمْ ". ثُمَّ قَالَ: " لَيُفْتَحَنَّ لَكُمُ الشَّامُ وَالرُّومُ وَفَارِسُ - أَوِ الرُّومُ وَفَارِسُ - حَتَّى يَكُونَ لِأَحَدِكُمْ مِنَ الْإِبِلِ كَذَا وَكَذَا، وَمِنَ الْبَقَرِ كَذَا وَكَذَا، وَمِنَ الْغَنَمِ، حَتَّى يُعْطَى أَحَدُهُمْ مِئَةَ دِينَارٍ فَيَسْخَطَهَا ". ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِي - أَوْ هَامَتِي (1) - فَقَالَ: " يَا ابْنَ حَوَالَةَ، إِذَا رَأَيْتَ الْخِلَافَةَ قَدْ نَزَلَتِ الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ، فَقَدْ دَنَتِ الزَّلَازِلُ وَالْبَلَايَا وَالْأُمُورُ الْعِظَامُ، وَالسَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ إِلَى النَّاسِ مِنْ يَدَيَّ هَذِهِ مِنْ رَأْسِكَ "(2).

(1) في (ظ 5): أو على هامتي.

(2)

ضعيف، فقد تفرد به معاوية بن صالح بهذه السياقة، وهو -وإن كان ثقة- قد ذكر بعض أهل العلم أن له أفراداً، ولم يتابع على حديثه هذا، وفي متنه نكارة.

وابن زغب الإيادي: هو عبد الله، قال أبو نعيم: مختلف في صحبته، يعد =

ص: 151

22488 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ (1)، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ لَقِيطٍ التُّجِيبِيِّ

= من تابعي أهل حمص. قلنا: وقد تفرد بالرواية عنه ضمرة بن حبيب، فهو في عداد المجهولين.

وأخرجه ابن عساكر في ترجمة عبد بن حوالة الأزدي من "تاريخه" ص 218 - 219 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه الحاكم 4/ 425 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، به.

وأخرجه البخاري في "تاريخه" 8/ 436 - 437، وأبو داود (2535)، ويعقوب بن سفيان في "تاريخه" 1/ 266 - 267، وأبو يعلى (6867)، والطبراني في "مسند الشاميين"(2019)، وابن عساكر ص 218، والمزي في ترجمة عبد الله بن زغب الإيادي من "تهذيب الكمال" 14/ 519 من طرق عن معاوية بن صالح، به. ووقع عند أبي يعلى وابن عساكر: زغب بن فلان الأزدي بدل عبد الله بن زغب، قال ابن عساكر: كذا قال، وإنما هو عبد الله ابن زغب.

وأخرجه بسياقة أخرى يعقوب بن سفيان 2/ 288 - 289، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2295)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1114)، والطبراني في "الشاميين"(2540)، وأبو نعيم في "الحلية" 2/ 3 - 4، وفي "دلائل النبوة"(478)، والبيهقي في "الدلائل" 6/ 327، وأبو عمرو الداني في "الفتن وغوائلها"(500) من طريق يحيى بن حمزة الحضرمي، عن نصر بن علقمة الحضرمي، يرده إلى جبير بن نفير، عن عبد الله بن حوالة. ولم يذكر فيه قوله: "إذا رأيت الخلافة قد نزلت الأرض المقدسة فقد دنت البلايا

". وهو صحيح بهذه السياقة، وانظر كلامنا عليه في التعليق على الحديث السالف برقم (17005).

(1)

تحرف في (م) إلى: يزيد بن أبي حكيم.

ص: 152

عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَوَالَةَ الْأَزْدِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" مَنْ نَجَا مِنْ ثَلَاثٍ فَقَدْ نَجَا " قَالَهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، قَالُوا: مَاذَا يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " مَوْتِي، وَمِنْ قَتْلِ خَلِيفَةٍ مُصْطَبِرٍ بِالْحَقِّ يُعْطِيهِ، وَالدَّجَّالِ "(1).

22489 -

حَدَّثَنَا عِصَامُ بْنُ خَالِدٍ وَعَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَرِيزٌ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ سُمَيْرٍ (2)، عَنِ ابْنِ حَوَالَةَ الْأَزْدِيِّ - وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

(1) إسناده حسن، ربيعة بن لقيط التجيبي، ذُكِرَ في الصحابة، ولا تثبت صحبته، وقد روى عنه غير واحد، وقال العجلي: تابعي ثقة، وذكره ابن حبان في "الثقات" 4/ 230، وقال: روى عنه أهل مصر، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير صحابيه، فمن رجال أبي داود. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، وليث: هو ابن سعد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 15/ 134 - 135، وابن أبي عاصم في "السنة"(1177)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 89، والحاكم في "المستدرك" 3/ 101، والبيهقي في "الدلائل" 6/ 392 من طرق عن ليث، بهذا الإسناد. زاد ابن قانع: وقال ليث وابن لهيعة: هو عثمان رضي الله عنه، يعني: هو الخليفة المصطبر بالحق.

قال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 7/ 334 وقال: رواه أحمد والطبراني، ورجال أحمد رجال الصحيح غير ربيعة بن لقيط، وهو ثقة.

وقد سلف برقم (16973).

(2)

سليمان بن سُمير، قد اختلف في اسمه واسم أبيه، فقيل في اسمه: سلمان، وقيل في اسم أبيه: شُمير بالشين المعجمة. انظر "تهذيب التهذيب" 2/ 68، و"توضيح المشتبه" 5/ 362.

ص: 153

عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: " سَيَكُونُ أَجْنَادٌ مُجَنَّدَةٌ: شَامٌ وَيَمَنٌ وَعِرَاقٌ - وَاللهُ أَعْلَمُ بِأَيِّهَا بَدَأَ - وَعَلَيْكُمْ بِالشَّامِ، أَلَا وَعَلَيْكُمْ بِالشَّامِ، أَلَا وَعَلَيْكُمْ بِالشَّامِ، فَمَنْ كَرِهَ فَعَلَيْهِ بِيَمَنِهِ، وَلْيَسْقِ مِنْ (1) غُدُرِهِ؛ فَإِنَّ اللهَ عز وجل تَوَكَّلَ لِي بِالشَّامِ وَأَهْلِهِ "(2).

(1) في (م): في.

(2)

حديث صحيح بطرقه، وهذا إسناد حسن، سليمان بن سُمير لم يرو عنه غير حريز -وهو ابن عثمان-، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو داود: شيوخ حريز كلهم ثقات، وقال ابن حجر: مقبول، أي: حيث يتابع، وإلا فهو لين الحديث. وهو متابع، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال البخاري غير صحابيه فقد أخرج له أبو داود.

وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(1054) من طريق علي بن عياش، بهذا الإسناد.

وقد سلف برقم (17005)، وانظر تمام تخريجه هناك.

ص: 154

‌حَدِيثُ عُقْبَةَ بْنِ مَالِكٍ

22490 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ وَأَبُو النَّضْرِ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ قَالَ: أَتَانِيُ أَبُو الْعَالِيَةِ (1) أَنَا وَصَاحِبًا لِي، قَالَ: فَقَالَ لَنَا: هَلُمَّا فَأَنْتُمَا أَشَبُّ مِنِّي سِنًّا، وَأَوْعَى لِلْحَدِيثِ مِنِّي. قَالَ: فَانْطَلَقَ بِنَا إِلَى بِشْرِ بْنِ عَاصِمٍ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ أَبُو الْعَالِيَةِ: تُحَدِّثُ هَذَيْنِ حَدِيثَكَ.

قَالَ: حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مَالِكٍ - قَالَ أَبُو النَّضْرِ: اللَّيْثِيُّ، قَالَ بَهْزٌ: وَكَانَ مِنْ رَهْطِهِ - قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَرِيَّةً، قَالَ: فَأَغَارَتْ عَلَى قَوْمٍ، قَالَ: فَشَذَّ مِنَ الْقَوْمِ رَجُلٌ، قَالَ: فَأَتْبَعَهُ رَجُلٌ مِنَ السَّرِيَّةِ شَاهِرًا سَيْفَهُ، قَالَ: فَقَالَ الشَّاذُّ مِنَ الْقَوْمِ، إِنِّي مُسْلِمٌ. قَالَ: فَلَمْ يَنْظُرْ فِيمَا قَالَ، فَضَرَبَهُ فَقَتَلَهُ، قَالَ: فَنُمِيَ الْحَدِيثُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَقَالَ فِيهِ قَوْلًا شَدِيدًا، فَبَلَغَ الْقَاتِلَ، قَالَ: فَبَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ إِذْ قَالَ الْقَاتِلُ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَاللهِ مَا قَالَ الَّذِي قَالَ إِلَّا تَعَوُّذًا مِنَ الْقَتْلِ. قَالَ: فَأَعْرَضَ عَنْهُ (2)، وَعَمَّنْ قِبَلَهُ مِنَ النَّاسِ، وَأَخَذَ فِي خُطْبَتِهِ، ثُمَّ قَالَ أَيْضًا: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا قَالَ الَّذِي قَالَ إِلَّا تَعَوُّذًا مِنَ الْقَتْلِ. فَأَعْرَضَ عَنْهُ وَعَمَّنْ قِبَلَهُ مِنَ النَّاسِ وَأَخَذَ فِي خُطْبَتِهِ، ثُمَّ لَمْ يَصْبِرْ فَقَالَ الثَّالِثَةَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَاللهِ مَا قَالَ إِلَّا تَعَوُّذًا مِنَ

(1) في (م): أتاني الوليد، وهو تحريف.

(2)

في (ظ 5): فأعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه.

ص: 155

الْقَتْلِ. فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم تُعْرَفُ الْمَسَاءَةُ فِي وَجْهِهِ، قَالَ لَهُ:" إِنَّ اللهَ عز وجل أَبَى عَلَيَّ لِمَنْ (1) قَتَلَ مُؤْمِنًا " ثَلَاثَ مَرَّاتٍ (2)(3).

(1) في (م) و (ق): من.

(2)

في (ظ 5): مرار.

(3)

إسناده صحيح إن كان بشر بن عاصم الليثي هو الذي وثقه النسائي، وإلا كان الإسناد حسناً، والحديث صحيح لغيره، وقد سلف بسط هذه المسألة عند الحديث (17007).

وقد جاء في بعض الروايات: نصر بن عاصم مكان بشر بن عاصم، وهما أخوان، ونصر بن عاصم ثقة من رجال الصحيح، لكن وقوعه في هذا الإسناد وهم أو تحريف. والله أعلم.

بهز: هو ابن أسد، وأبو النضر: هو هاشم بن القاسم، وحميد: هو ابن هلال، وأبو العالية: هو رفيع بن مهران الرياحي، وليس هو من رجال الإسناد.

وأخرجه ابن سعد 7/ 48، وابن أبي شيبة 10/ 126 و 12/ 378 - 379، والنسائي في "الكبرى"(8593)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(942)، وأبو يعلى (6829)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 208 - 209، وابن حبان (5972)، والطبراني في "الكبير" 17/ (980)، والحاكم 1/ 18 - 19، والبيهقي في "السنن" 9/ 116، والخطيب في "المتفق والمفترق"(273)، وابن الأثير في "أسد الغابة" 4/ 59، والمزي في "تهذيبه" 20/ 220 - 221 من طرق عن سليمان بن المغيرة، بهذا الإسناد. ولم يسق الطحاوي متنه بتمامه. وجاء عند ابن سعد من طريق عمرو بن عاصم، وعند الحاكم والبيهقي من طريق أبي عبد الرحمن المقرئ: نصر بن عاصم، بدل: بشر بن عاصم. قال الحاكم: هذا حديث مخرج مثله في "المسند الصحيح" لمسلم، وقد احتج بنصر بن عاصم الليثي وسليمان بن المغيرة، فأما عقبة بن مالك الليثي فإنه صحابي مخرج حديثه في كتب الأئمة في الوحدان، وقد =

ص: 156

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= بيَّنت شرطي في أول الكتاب بأني أخرج حديث الصحابة عن آخرهم إذا صح الطريق إليهم.

وقد سلف مختصراً برقم (17008).

وفي باب التغليظ على من قتل إنساناً بعد أن قال: لا إله إلا الله، عن أسامة بن زيد، سلف برقم (21745)، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.

قال السندي: قوله: "أبى عليَّ لمن قتل

" أي: أبى علي أن يغفر له.

وانظر "تفسير ابن كثير" 2/ 334.

ص: 157

‌حَدِيثُ سَهْلِ ابْنِ الْحَنْظَلِيَّةِ

22491 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ أَبِي الرَّبِيعِ (1)، عَنِ الْقَاسِمِ مَوْلَى مُعَاوِيَةَ، قَالَ: دَخَلْتُ مَسْجِدَ دِمَشْقَ، فَرَأَيْتُ نَاسًا مُجْتَمِعِينَ، وَشَيْخٌ يُحَدِّثُهُمْ، قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا سَهْلُ ابْنُ الْحَنْظَلِيَّةِ. فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ أَكَلَ لَحْمًا فَلْيَتَوَضَّأْ "(2).

(1) في الأصول: سليمان بن أبي الربيع، وصوبناه من الموضع السالف برقم (17623).

(2)

إسناده ضعيف لجهالة سليمان أبي الربيع، وهو مكرر (17623)، وبسطنا القول فيه هناك.

ص: 158

‌حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ الْفَغْوَاءِ

(1)

22492 -

حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ يَزِيدَ أَبُو مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنِيهِ ابْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عِيسَى بْنِ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْفَغْوَاءِ الْخُزَاعِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: دَعَانِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ أَرَادَ أَنْ يَبْعَثَنِي بِمَالٍ إِلَى أَبِي سُفْيَانَ يَقْسِمُهُ فِي قُرَيْشٍ بِمَكَّةَ بَعْدَ الْفَتْحِ، قَالَ: فَقَالَ: " الْتَمِسْ صَاحِبًا (2) " قَالَ: فَجَاءَنِي عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيُّ، قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّكَ تُرِيدُ الْخُرُوجَ وَتَلْتَمِسُ صَاحِبًا. قَالَ: قُلْتُ: أَجَلْ،

(1) كذا وقع هذا الصحابي مسمَّى في هذه الترجمة: عمرو بن الفغواء، وأورد له أحمد حديثاً واحداً سُمِّي فيه كذلك، ومدار هذا الحديث على عبد الله بن عمرو بن الفغواء، عن أبيه، وقد وقع في بعض طرقه مسمّىً: عبد الله ابن علقمة بن الفغواء، عن أبيه، فيما ذكره الحافظ ابن حجر في "الإصابة" 4/ 558، وهو موافق لما وقع في غير هذا الحديث من طريقه.

وقد ذكر بعض من ألف في الصحابة كُلًّا من عمرو وعلقمة في ترجمة منفردة، وجعلوهما أَخَوين، بناءً على ما وردت به الأسانيد من تسمية عبد الله، والصواب أنهما واحد، لكن اختلفت الروايات في تسميته، وممن ذهب إلى ذلك البخاريُّ في "تاريخه" إذ لم يذكر عَمراً، وذكر علقمةَ بن الفغواء 7/ 39، وذكر الاختلاف في تسميته، وأشار إلى حديثنا هذا.

وعمرو أو علقمة هذا هو ابن الفغواء -ويقال: ابن أبي الفغواء- ابن عبيد ابن عمرو الخزاعي، قال ابن عبد البر في "الاستيعاب" 3/ 125 في ترجمة علقمة: كان دليل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى تبوك.

(2)

في (ظ 5): صاحبك.

ص: 159

قَالَ: فَأَنَا لَكَ صَاحِبٌ. قَالَ: فَجِئْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: قَدْ وَجَدْتُ صَاحِبًا. وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِذَا وَجَدْتَ صَاحِبًا فَآذِنِّي " قَالَ: فَقَالَ: " مَنْ؟ " قُلْتُ: عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيُّ. قَالَ: فَقَالَ: " إِذَا هَبَطْتَ بِلَادَ قَوْمِهِ فَاحْذَرْهُ، فَإِنَّهُ قَدْ قَالَ الْقَائِلُ: أَخُوكَ الْبِكْرِيُّ وَلَا تَأْمَنْهُ ".

قَالَ: فَخَرَجْنَا حَتَّى إِذَا جِئْتُ الْأَبْوَاءَ، فَقَالَ لِي: إِنِّي أُرِيدُ حَاجَةً إِلَى قَوْمِي بِوَدَّانَ، فَتَلَبَّثْ لِي: قَالَ: قُلْتُ: رَاشِدًا. فَلَمَّا وَلَّى ذَكَرْتُ قَوْلَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَشَدَدْتُ (1) عَلَى بَعِيرِي، ثُمَّ خَرَجْتُ أُوضِعُهُ، حَتَّى إِذَا كُنْتُ بَالْأَصَافِرِ إِذَا هُوَ يُعَارِضُنِي فِي رَهْطِهِ، قَالَ: وَأَوْضَعْتُ فَسَبَقْتُهُ، فَلَمَّا رَآنِي (2) قَدْ فُتُّهُ (3) انْصَرَفُوا وَجَاءَنِي، قَالَ: كَانَتْ لِي إِلَى قَوْمِي حَاجَةٌ. قَالَ: قُلْتُ: أَجَلْ. فَمَضَيْنَا، حَتَّى قَدِمْنَا مَكَّةَ، فَدَفَعْتُ الْمَالَ إِلَى أَبِي سُفْيَانَ (4).

(1) في (م) والنسخ الخطية: فسِرتُ، والمثبت من نسخة على هامش (ظ 5) و (ظ 2) ومن "جامع المسانيد" ومصادر التخريج.

(2)

في (ظ 5) و (ق): رأى أني.

(3)

تحرف في (م) إلى: قذفته.

(4)

إسناده ضعيف، عبد الله بن عمرو بن الفغواء روى عنه عيسى بن معمر، وذكره البخاري في "تاريخه" 5/ 155، وقال: قال زيد بن أسلم ومسلم ابن نبهان: عن عبد الله بن علقمة بن الفغواء، يعني أنه راو واحد قيل في اسمه: عبد الله بن عمرو، وعبد الله بن علقمة، وبذلك يكون الرواة عنه ثلاثة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، تفرد عنه عيسى بن معمر. وقال ابن حجر في "التقريب": مستور. =

ص: 160

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وعيسى بن معمر روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقيل: إنَّ الأزدي ضعَّفَه، وقال الذهبي في "الميزان": صالح الرواية، وقال الحافظ في "التقريب": لين الحديث. وابن إسحاق -وهو محمد صاحب المغازي- مدلس وقد عنعنه، لكن أورد البخاري هذا الإسناد في "تاريخه" 7/ 39، وذكر فيه تصريح ابن إسحاق بسماعه من عيسى بن معمر.

قلنا: وهو حديث غريب بهذه السياقة، لم يتابَع رواته عليه.

وأخرجه المزي في ترجمة عبد الله بن عمرو بن الفغواء من "تهذيب الكمال" 15/ 368 - 369 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن سعد 4/ 296، وأبو داود (4861)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 214، وأبو الشيخ الأصبهاني في "الأمثال"(119)، والبيهقي 10/ 129، وابن عبد البر في "الاستيعاب" 2/ 523، وابن الأثير في "أسد الغابة" 4/ 262 من طريق نوح بن يزيد، به. وبعضهم يختصره.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (73) من طريق أحمد بن محمد بن أيوب، عن إبراهيم بن سعد، به.

وأورده الحافظ ابن حجر في "الإصابة" 4/ 558 في ترجمة علقمة بن الفغواء، وعزاه لعمر بن شبة والبغوي، ووقع في إسناده عبد الله بن علقمة بن الفغواء، عن أبيه، وفي متنه مخالفة لسياقة حديثنا، ففيه أن النبي صلى الله عليه وسلم أرسل المال إلى أبي سفيان في فقراء قريش وهم مشركون يتألفهم، وفي آخره أن أبا سفيان قال: ما رأيت أبر من هذا ولا أوصل، إنا نجاهد به ونطلب دمه، وهو يبعث إلينا بالصلات يَبَرُّنا بها.

ولتمثل النبي صلى الله عليه وسلم بالمثل "أخوك البكري ولا تأمنه" شاهد لا يفرح به من حديث عمر بن الخطاب عند العقيلي في "الضعفاء" 2/ 72، والطبراني في "الأوسط"(3786)، وابن عدي في "الكامل" 1/ 318 و 3/ 1065، وأبي الشيخ في "الأمثال"(118). وفيه زيد بن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وهو متفق =

ص: 161

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= على ضعفه، وقال البخاري: منكر الحديث. وأبوه ضعيف جداً.

وثان من حديث المسور بن مخرمة عند أبي الشيخ في "الأمثال"(120)، وفيه من لم نتبينه.

قوله: "أخوك البكري لا تأمنه" قال السندي: "البكري" ضبط بكسر الباء، أي: الذي وَلَده أبواك أولاً، قيل: المعنى أخوك شقيقك خَفه واحذره، فهو مبالغة في التحذير. قلت (القائل السندي): والظاهر أن المراد الأكبر منك سناً، أريد به هاهنا القوي الغالب دون الضعيف، وهو المناسب بالحذر عند هبوطه في بلاد قومه. قال الخطابي ["في معالم السنن" 4/ 118]: هذا مثل مشهور للعرب، وفيه إثبات الحذر واستعمال سوء الظن إذا كان على وجه السلامة من شر الناس.

"ولا تأمنه" عطف على مقدَّر، أي: احذره ولا تأمنه.

"أوضَعتُ" من الإيضاع، وهو الإسراع في السير.

قلنا: والأبواء ووَدَّان والأصافر مواضع بين مكة والمدينة. وعمرو بن أمية الضمري صحابي معروف، انظر ترجمته في "طبقات ابن سعد" 4/ 248 - 249.

ص: 162

‌حَدِيثُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَحْشٍ

(1)

22493 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ زُهَيْرٍ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِي كَثِيرٍ مَوْلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَحْشٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَحْشٍ قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا بِفِنَاءِ الْمَسْجِدِ حَيْثُ تُوضَعُ الْجَنَائِزُ، وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَالِسٌ بَيْنَ ظَهْرَيْنَا، فَرَفَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَصَرَهُ قِبَلَ السَّمَاءِ فَنَظَرَ، ثُمَّ طَأْطَأَ بَصَرَهُ، وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى جَبْهَتِهِ، ثُمَّ قَالَ:" سُبْحَانَ اللهِ، سُبْحَانَ اللهِ! مَاذَا نَزَلَ مِنَ التَّشْدِيدِ " قَالَ: فَسَكَتْنَا يَوْمَنَا وَلَيْلَتَنَا، فَلَمْ نَرَهَا خَيْرًا (2) حَتَّى أَصْبَحْنَا، قَالَ مُحَمَّدٌ: فَسَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: مَا التَّشْدِيدُ الَّذِي نَزَلَ؟ قَالَ: " فِي الدَّيْنِ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَوْ أَنَّ رَجُلًا قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللهِ، ثُمَّ عَاشَ، ثُمَّ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللهِ، ثُمَّ عَاشَ، ثُمَّ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللهِ، ثُمَّ عَاشَ (3)، وَعَلَيْهِ دَيْنٌ، مَا دَخَلَ الْجَنَّةَ حَتَّى يُقْضَى دَيْنَهُ "(4).

(1) قال السندي: هو ابن أخي زينب أم المؤمنين، ولأمه فاطمة بنت أبي حبيش صحبة، وأبوه عبد الله صحابي جليل القدر، وجاء أنه ولد قبل الهجرة بخمس سنين، يكنى أبا عبد الله، قتل أبوه بأحد، فأوصى به النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فاشترى له مالاً بخيبر، وأقطعه داراً بالمدينة.

(2)

في (ظ 5): "فلم نر إلا خيراً".

(3)

قوله: "ثم قتل في سبيل الله، ثم عاش" المرة الثالثة لم يرد في (م).

(4)

ضعيف بهذه السياقة، أبو كثير مولى محمد بن عبد الله بن جحش =

ص: 163

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= ونسب في روايات أخرى: مولى الليثيين، ومولى الهذليين، ومولى الأشجعيين، روى عنه جمع وذكره ابن حبان في "الثقات" 5/ 570، ولم يذكر المزي وابن حجر توثيق ابن حبان له وقال الحافظ في "الفتح" 1/ 479: لم أجد فيه تصريحاً بتعديل، وتساهل في "تقريبه" فوثَّقه. قلنا: وقد اختلف عليه فيه كما سنبينه، وباقي رجاله ثقات. زهير: هو ابن محمد التميمي، والعلاء: هو ابن عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحرقة.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(928)، والنسائي 7/ 314، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/ 18، والطبراني في "الكبير" 19/ (559) و (560)، والحاكم 2/ 25، والمزي في ترجمة محمد بن عبد الله بن جحش من "تهذيب الكمال" 25/ 459 - 460 من طرق عن العلاء بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد.

وأخرجه بنحوه الطبراني في "الكبير" 19/ (556)، و"الأوسط"(272) من طريق صفوان بن سليم، عن أبي كثير، به. وسنده ضعيف.

وأخرجه عبد بن حميد (367) من طريق زيد بن أبي أنيسة، عمن أخبره، عن أبي كثير، به. وزاد فيه حديث:"الفخذ عورة" الآتي بعد حديثنا هذا.

وقد اختلف على أبي كثير في إسناده ومتنه، فروي عنه بسياقة أخرى، سلفت عند المصنِّف برقم (17253) من طريق محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي كثير، به. وهو محفوظ بتلك السياقة، فهي توافق الأحاديث التي في الصحيح، وقد ذكرنا شواهده هناك.

وروي عنه لكن من حديث محمد بن عبد الله بن جحش، عن أبيه عبد الله بن جحش، وسلف عند المصنف أيضاً برقم (17254).

وروي عنه على أنه من مسند سعد بن أبي وقاص، أخرجه عبد بن حميد (150)، والبزار في "مسنده"(1242) من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن العلاء، عنه. =

ص: 164

22494 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِي كَثِيرٍ مَوْلَى مُحَمَّدِ بْنِ جَحْشٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَحْشٍ خَتَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مَرَّ عَلَى مَعْمَرٍ بِفِنَاءِ الْمَسْجِدِ مُحْتَبِيًا كَاشِفًا عَنْ طَرَفِ فَخِذِهِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" خَمِّرْ فَخِذَكَ يَا مَعْمَرُ؛ فَإِنَّ الْفَخِذَ عَوْرَةٌ "(1).

= وروي عنه على وجه آخر، فقد رواه مسلم بن خالد الزنجي، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي كثير، قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم

فذكره، ذكر هذا الإسناد المزي في "التحفة" 8/ 359، وهو ضعيف لضعف مسلم بن خالد الزنجي، وأبو كثير لا تصح صحبته كما ذكر الحافظ ابن حجر في "الإصابة" 7/ 347.

(1)

حديث حسن، أبو كثير مولى محمد بن عبد الله بن جحش سلفت ترجمته في الحديث السابق، وقد اختلف فيه عليه، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. هشيم: هو ابن بشير، وحفص بن ميسرة: هو العقيلي الصنعاني، والعلاء: هو ابن عبد الرحمن بن يعقوب الحرقي.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 474 - 475، وفي "شرح مشكل الآثار"(1699) من طريق عبد الله بن وهب، عن حفص بن ميسرة، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(929)، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 475، وفي "شرح المشكل"(1700)، والطبراني 19/ (550) و (552) و (553) و (554) و (555)، والحاكم 3/ 637، والبيهقي 2/ 228 من طرق عن العلاء بن عبد الرحمن، به. ووقع في الإسناد في مطبوعة "شرح المعاني" إقحام، وجاء على الصواب في "إتحاف المهرة" 13/ 139.

وأخرجه عبد بن حميد (367) من طريق زيد بن أبي أنيسة، عمن أخبره عن أبي كثير، به. وهو عنده مجموع مع الحديث السابق في قصة الدَّين. قلنا: =

ص: 165

22495 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنِي الْعَلَاءُ، عَنْ أَبِي كَثِيرٍ

= وقد روي الحديث عن زيد بن أبي أنيسة، عن العلاء، عن أبي كثير، به، عند الطبراني 19/ (553)، وروي عن زيد بن أبي أنيسة، عن أبي العلاء مولى محمد بن جحش، عن محمد بن جحش، عند ابن أبي عاصم (932)، وابن قانع 3/ 18. وإسناده هذا الأخير خطأ.

وعلقه البخاري في "صحيحه" 1/ 478 (فتح الباري) في كتاب الصلاة، باب ما يذكر في الفخذ.

وقد روي عن أبي كثير، عن سعد بن أبي وقاص، على أنه من مسند سعد، ذكره المزي في "التحفة" 8/ 358، وهو من طريق عبد العزيز الدراوردي، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبي كثير، عن سعد.

وروي عن أبي كثير، عن النبي صلى الله عليه وسلم، ذكره الحافظ في "الإصابة" 7/ 347، وعزاه لابن منده، وفيه: عن أبي كثير، وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وهو من طريق مسلم بن خالد الزنجي، عن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب، عن أبيه، عن أبي كثير. وهو إسناد ضعيف لضعف مسلم بن خالد الزنجي، ولا تصح لأبي كثير صحبة.

وله شاهد من حديث معمر نفسه الذي أمره النبي صلى الله عليه وسلم بتغطية فخذه، أخرجه ابن قانع 3/ 99، وفي إسناده ضعف، ومعمر هذا هو معمر بن عبد الله بن نضلة العدوي القرشي، وجاء في بعض روايات حديث محمد بن عبد الله بن جحش: رجل من بني عدي يقال له: معمر.

وقوله صلى الله عليه وسلم: "الفخذ عورة" روي في أحاديث أخرى، وفي كل منها مقال، لكن يقوي بعضها بعضاً، منها حديث علي السالف برقم (1249)، وحديث جرهد السالف برقم (15926)، وانظر تعليقنا عليهما.

وقول الراوي عن محمد بن عبد الله بن جحش: ختن النبي صلى الله عليه وسلم، لأن عمته زينب بنت جحش أم المؤمنين، والختن كل من كان من قبل المرأة.

وانظر ما بعده.

ص: 166

عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَحْشٍ، قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا مَعَهُ عَلَى مَعْمَرٍ وَفَخِذَاهُ مَكْشُوفَتَانِ، فَقَالَ:" يَا مَعْمَرُ، غَطِّ فَخِذَيْكَ، فَإِنَّ الْفَخِذَيْنِ عَوْرَةٌ "(1).

(1) حديث حسن، أبو كثير سلفت ترجمته عند الحديث (22493)، وباقي رجاله ثقات. سليمان بن داود: هو الهاشمي، وإسماعيل: هو ابن جعفر بن أبي كثير، والعلاء: هو ابن عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحرقة.

وأخرجه البخاري في "تاريخه" 1/ 13 - 14، وابن قانع 3/ 18، والطبراني في "الكبير" 19/ (551)، والحاكم 4/ 180، والبغوي (2251)، والمزي في ترجمة محمد بن عبد الله بن جحش من "تهذيب الكمال" 25/ 460، وابن حجر في "تغليق التعليق" 2/ 212 من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإسناد.

وانظر ما قبله.

ص: 167

‌حَدِيثُ أَبِي هَاشِمِ بْنِ عُتْبَةَ

22496 -

حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ شَقِيقٍ، حَدَّثَنَا سَمُرَةُ بْنُ سَهْمٍ قَالَ: نَزَلْتُ عَلَى أَبِي هَاشِمِ بْنِ عُتْبَةَ وَهُوَ طَعِينٌ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ مُعَاوِيَةُ يَعُودُهُ، فَبَكَى، فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ: مَا يُبْكِيكَ؟ أَوَجَعٌ يُشْئِزُكَ (1) أَمْ عَلَى الدُّنْيَا؟ فَقَدْ ذَهَبَ صَفْوُهَا. فَقَالَ: عَلَى كُلٍّ لَا، وَلَكِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَهِدَ إِلَيَّ عَهْدًا، فَوَدِدْتُ أَنِّي اتَّبَعْتُهُ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَعَلَّكَ أَنْ تُدْرِكَ أَمْوَالًا تُقْسَمُ بَيْنَ أَقْوَامٍ، وَإِنَّمَا يَكْفِيكَ مِنْ جَمْعِ (2) الْمَالِ خَادِمٌ وَمَرْكَبٌ فِي سَبِيلِ اللهِ " فَوَجَدْتُ فَجَمَعْتُ (3).

(1) قوله: يشئزك تصحف في (م) إلى: يشتزك.

(2)

في (ظ 5): جميع.

(3)

إسناده ضعيف لجهالة حال سمرة بن سهم: وهو الأسدي. قال ابن المديني: مجهول لا أعلم روى عنه غير أبي وائل، وقال الذهبي في "الميزان": تابعي لا يعرف، وقال ابن حجر في "التقريب": مجهول، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. معاوية بن عمرو: هو ابن المهلب الكوفي، وزائدة: هو ابن قدامة الثقفي، ومنصور: هو ابن المعتمر، وشقيق: هو ابن سلمة الأسدي أبو وائل.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(7199)، والبيهقي في "الشعب"(10392) من طريق معاوية بن عمرو، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 13/ 219 - 220، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(560)، والبيهقي في "الشعب"(10392) من طريقين عن =

ص: 168

‌حَدِيثُ غُطَيْفِ بْنِ الْحَارِثِ

22497 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، عَنْ يُونُسَ بْنِ سَيْفٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ غُطَيْفٍ - أَوْ غُطَيْفِ بْنِ الْحَارِثِ - قَالَ: مَا نَسِيتُ مِنَ الْأَشْيَاءِ لَمْ أَنسَ أَنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَاضِعًا يَمِينَهُ عَلَى شِمَالِهِ فِي الصَّلَاةِ (1).

= زائدة، به.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/ 218، وفي "الكبرى"(9811)، وابن ماجه (4103)، وابن حبان (668) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن منصور، به.

وقد سلف برقم (15664).

وقوله: "وإنما يكفيك من جمع المال خادم ومركب في سبيل الله تعالى" فحسن لغيره، وقد ذكرنا في الرواية رقم (15664) شاهده.

(1)

حديث حسن، وهو مكرر (16968)، لكن وقع اسم صحابيه هناك: الحارث بن غُضيف أو غُضيف بن الحارث، وكلاهما قيل في اسمه. معاوية: هو ابن صالح الحضرمي.

ص: 169

‌حَدِيثُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَهُوَ حَدِيثُ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

22498 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ عُبَيدِ اللهِ بْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ الْمَخْزُومِيِّ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ ابْنَةِ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَتْ: لَمَّا نَزَلْنَا أَرْضَ الْحَبَشَةِ جَاوَرْنَا بِهَا خَيْرَ جَارٍ النَّجَاشِيَّ، أَمِنَّا (1) عَلَى دِينِنَا، وَعَبَدْنَا اللهَ تَعَالَى، لَا نُؤْذَى، وَلَا نَسْمَعُ شَيْئًا نَكْرَهُهُ، فَلَمَّا بَلَغَ ذَلِكَ قُرَيْشًا ائْتَمَرُوا أَنْ يَبْعَثُوا إِلَى النَّجَاشِيِّ فِينَا رَجُلَيْنِ جَلْدَيْنِ، وَأَنْ يُهْدُوا لِلنَّجَاشِيِّ هَدَايَا مِمَّا يُسْتَطْرَفُ مِنْ مَتَاعِ مَكَّةَ، وَكَانَ مِنْ أَعْجَبِ مَا يَأْتِيهِ مِنْهَا إِلَيْهِ الْأَدَمُ، فَجَمَعُوا لَهُ أَدَمًا كَثِيرًا، وَلَمْ يَتْرُكُوا مِنْ بَطَارِقَتِهِ بِطْرِيقًا إِلَّا أَهْدَوْا لَهُ هَدِيَّةً، ثُمَّ بَعَثُوا بِذَلِكَ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ الْمَخْزُومِيَّ، وَعَمْرَو بْنَ الْعَاصِ بْنِ وَائِلٍ السَّهْمِيَّ، وَأَمَرُوهُمَا أَمْرَهُمْ، وَقَالُوا لَهُمَا: ادْفَعَا إِلَى كُلِّ بِطْرِيقٍ هَدِيَّتَهُ قَبْلَ أَنْ تُكَلِّمُوا النَّجَاشِيَّ فِيهِمْ، ثُمَّ قَدِّمُوا لِلنَّجَاشِيِّ هَدَايَاهُ، ثُمَّ سَلُوهُ أَنْ يُسَلِّمَهُمْ إِلَيْكُمْ قَبْلَ أَنْ يُكَلِّمَهُمْ.

قَالَتْ: فَخَرَجَا، فَقَدِمَا عَلَى النَّجَاشِيِّ، وَنَحْنُ عِنْدَهُ بِخَيْرِ دَارٍ وَخَيْرِ جَارٍ، فَلَمْ يَبْقَ مِنْ بَطَارِقَتِهِ بِطْرِيقٌ إِلَّا دَفَعَا إِلَيْهِ هَدِيَّتَهُ قَبْلَ أَنْ يُكَلِّمَا النَّجَاشِيَّ، ثُمَّ قَالَا: لِكُلِّ بِطْرِيقٍ مِنْهُمْ: إِنَّهُ قَدْ صَبَا إِلَى

(1) في (ظ 2): أميناً.

ص: 170

بَلَدِ الْمَلِكِ مِنَّا غِلْمَانٌ سُفَهَاءُ، فَارَقُوا دِينَ قَوْمِهِمْ وَلَمْ يَدْخُلُوا فِي دِينِكُمْ، وَجَاؤُوا بِدِينٍ مُبْتَدَعٍ لَا نَعْرِفُهُ نَحْنُ وَلَا أَنْتُمْ، وَقَدْ بَعَثَنَا إِلَى الْمَلِكِ فِيهِمْ أَشْرَافُ قَوْمِهِمْ لِنَرُدَّهُمْ إِلَيْهِمْ، فَإِذَا كَلَّمْنَا الْمَلِكَ فِيهِمْ، فَأَشِيرُوا عَلَيْهِ بِأَنْ يُسَلِمَهُمْ إِلَيْنَا وَلَا يُكَلِّمَهُمْ، فَإِنَّ قَوْمَهُمْ أَعْلَى بِهِمْ عَيْنًا، وَأَعْلَمُ بِمَا عَابُوا عَلَيْهِمْ. فَقَالُوا لَهُمَا: نَعَمْ. ثُمَّ إِنَّهُمَا قَرَّبَا هَدَايَاهُمْ إِلَى النَّجَاشِيِّ، فَقَبِلَهَا مِنْهُمَا، ثُمَّ كَلَّمَاهُ فَقَالَا لَهُ: أَيُّهَا الْمَلِكُ إِنَّهُ قَدْ صَبَا إِلَى بَلَدِكَ مِنَّا غِلْمَانٌ سُفَهَاءُ، فَارَقُوا دِينَ قَوْمِهِمْ، وَلَمْ يَدْخُلُوا فِي دِينِكَ، وَجَاءُوا بِدِينٍ مُبْتَدَعٍ لَا نَعْرِفُهُ نَحْنُ وَلَا أَنْتَ، وَقَدْ بَعَثَنَا إِلَيْكَ فِيهِمْ أَشْرَافُ قَوْمِهِمْ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَعْمَامِهِمْ وَعَشَائِرِهِمْ لِتَرُدَّهُمْ إِلَيْهِمْ، فَهُمْ أَعْلَى بِهِمْ عَيْنًا، وَأَعْلَمُ بِمَا عَابُوا عَلَيْهِمْ وَعَاتَبُوهُمْ فِيهِ.

قَالَتْ: وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ أَبْغَضُ إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ وَعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ مِنْ أَنْ يَسْمَعَ النَّجَاشِيُّ كَلَامَهُمْ، فَقَالَتْ بَطَارِقَتُهُ حَوْلَهُ: صَدَقُوا أَيُّهَا الْمَلِكُ، قَوْمُهُمْ أَعْلَى بِهِمْ عَيْنًا، وَأَعْلَمُ بِمَا عَابُوا عَلَيْهِمْ، فَأَسْلِمْهُمْ إِلَيْهِمَا فَلْيَرُدَّاهُمْ (1) إِلَى بِلَادِهِمْ وَقَوْمِهِمْ. قَالَ: فَغَضِبَ النَّجَاشِيُّ، ثُمَّ قَالَ: لَا هَيْمُ اللهِ إِذًا لَا أُسْلِمَهُمْ إِلَيْهِمَا، وَلَا أُكَادُ قَوْمًا جَاوَرُونِي، وَنَزَلُوا بِلَادِي، وَاخْتَارُونِي عَلَى مَنْ سِوَايَ، حَتَّى أَدْعُوَهُمْ، فَأَسْأَلَهُمْ مَا يَقُولُ هَذَانِ

(1) في (م): فليردانهم، وفي (ظ 2) و (ق): فليردنهما، والصواب ما أثبتنا من مكرره السالف برقم (1740).

ص: 171

فِي أَمْرِهِمْ، فَإِنْ كَانُوا كَمَا يَقُولَانِ أَسْلَمْتُهُمْ إِلَيْهِمَا وَرَدَدْتُهُمْ إِلَى قَوْمِهِمْ، وَإِنْ كَانُوا عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ مَنَعْتُهُمْ مِنْهُمَا، وَأَحْسَنْتُ جِوَارَهُمْ مَا جَاوَرُونِي.

قَالَتْ: ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَدَعَاهُمْ فَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولُهُ، اجْتَمَعُوا، ثُمَّ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: مَا تَقُولُونَ لِلرَّجُلِ إِذَا جِئْتُمُوهُ؟ قَالُوا: نَقُولُ وَاللهِ مَا عَلِمْنَا وَمَا أَمَرَنَا بِهِ نَبِيُّنَا صلى الله عليه وسلم، كَائِنٌ فِي ذَلِكَ مَا هُوَ كَائِنٌ. فَلَمَّا جَاؤُوهُ، وَقَدْ دَعَا النَّجَاشِيُّ أَسَاقِفَتَهُ، فَنَشَرُوا مَصَاحِفَهُمْ حَوْلَهُ، سَأَلَهُمْ (1) فَقَالَ: مَا هَذَا الدِّينُ الَّذِي فَارَقْتُمْ فِيهِ قَوْمَكُمْ، وَلَمْ تَدْخُلُوا فِي دِينِي، وَلَا فِي دِينِ أَحَدٍ مِنْ هَذِهِ الْأُمَمِ؟ قَالَتْ: فَكَانَ الَّذِي كَلَّمَهُ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، فَقَالَ لَهُ: أَيُّهَا الْمَلِكُ، كُنَّا قَوْمًا أَهْلَ جَاهِلِيَّةٍ نَعْبُدُ الْأَصْنَامَ، وَنَأْكُلُ الْمَيْتَةَ، وَنَأْتِي الْفَوَاحِشَ، وَنَقْطَعُ الْأَرْحَامَ، وَنُسِيءُ (2) الْجِوَارَ، يَأْكُلُ الْقَوِيُّ مِنَّا الضَّعِيفَ، فَكُنَّا عَلَى ذَلِكَ حَتَّى بَعَثَ اللهُ إِلَيْنَا رَسُولًا مِنَّا نَعْرِفُ نَسَبَهُ وَصِدْقَهُ وَأَمَانَتَهُ وَعَفَافَهُ، فَدَعَانَا إِلَى اللهِ تَعَالَى لِنُوَحِّدَهُ وَنَعْبُدَهُ وَنَخْلَعَ مَا كُنَّا نَعْبُدُ نَحْنُ وَآبَاؤُنَا مِنْ دُونِهِ مِنَ الْحِجَارَةِ وَالْأَوْثَانِ، وَأَمَرَ بِصِدْقِ الْحَدِيثِ، وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ، وَصِلَةِ الرَّحِمِ، وَحُسْنِ الْجِوَارِ، وَالْكَفِّ عَنِ الْمَحَارِمِ وَالدِّمَاءِ، وَنَهَانَا عَنْ الْفَوَاحِشِ، وَقَوْلِ الزُّورِ، وَأَكْلِ

(1) في (م): ليسألهم.

(2)

تصحف في (م) و (ظ 2) إلى: نسبي.

ص: 172

مَالِ الْيَتِيمِ، وَقَذْفِ الْمُحْصَنَةِ، وَأَمَرَنَا أَنْ نَعْبُدَ اللهَ وَحْدَهُ لَا نُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَأَمَرَنَا بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَالصِّيَامِ. - قَالَ: فَعَدَّدَ عَلَيْهِ أُمُورَ الْإِسْلَامِ - فَصَدَّقْنَاهُ وَآمَنَّا بِهِ، وَاتَّبَعْنَاهُ عَلَى مَا جَاءَ بِهِ، فَعَبَدْنَا اللهَ وَحْدَهُ، فَلَمْ نُشْرِكْ بِهِ شَيْئًا، وَحَرَّمْنَا مَا حَرَّمَ عَلَيْنَا، وَأَحْلَلْنَا مَا أَحَلَّ لَنَا، فَعَدَا عَلَيْنَا قَوْمُنَا، فَعَذَّبُونَا فَفَتَنُونَا عَنْ دِينِنَا، لِيَرُدُّونَا إِلَى عِبَادَةِ الْأَوْثَانِ مِنْ عِبَادَةِ اللهِ، وَأَنْ نَسْتَحِلَّ مَا كُنَّا نَسْتَحِلُّ مِنَ الْخَبَائِثِ، فَلَمَّا قَهَرُونَا وَظَلَمُونَا، وَشَقُّوا عَلَيْنَا، وَحَالُوا بَيْنَنَا وَبَيْنَ دِينِنَا، خَرَجْنَا إِلَى بَلَدِكَ وَاخْتَرْنَاكَ عَلَى مَنْ سِوَاكَ، وَرَغِبْنَا فِي جِوَارِكَ، وَرَجَوْنَا أَنْ لَا نُظْلَمَ عِنْدَكَ، أَيُّهَا الْمَلِكُ.

قَالَتْ: فَقَالَ لَهُ النَّجَاشِيُّ: هَلْ مَعَكَ مِمَّا جَاءَ بِهِ عَنِ اللهِ مِنْ شَيْءٍ؟ قَالَتْ: فَقَالَ لَهُ جَعْفَرٌ: نَعَمْ. فَقَالَ لَهُ النَّجَاشِيُّ: فَاقْرَأْهُ عَلَيَّ. فَقَرَأَ عَلَيْهِ صَدْرًا مِنْ {كهيعص} قَالَتْ: فَبَكَى - وَاللهِ - النَّجَاشِيُّ حَتَّى أَخْضَلَ لِحْيَتَهُ، وَبَكَتْ أَسَاقِفَتُهُ حَتَّى أَخْضَلُوا مَصَاحِفَهُمْ حِينَ سَمِعُوا مَا تَلَا عَلَيْهِمْ. ثُمَّ قَالَ النَّجَاشِيُّ: إِنَّ هَذَا وَالَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى لَيَخْرُجُ مِنْ مِشْكَاةٍ وَاحِدَةٍ، انْطَلِقَا، فَوَاللهِ لَا أُسْلِمُهُمْ إِلَيْكُمْ أَبَدًا، وَلَا أُكَادُ.

قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: رضي الله عنها فَلَمَّا خَرَجَا مِنْ عِنْدِهِ، قَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: وَاللهِ لَآتِيَنَّهُ غَدًا أَعِيبُهُمْ عِنْدَهُ، ثُمَّ أَسْتَأْصِلُ بِهِ خَضْرَاءَهُمْ. قَالَتْ: فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ - وَكَانَ أَتْقَى

ص: 173

الرَّجُلَيْنِ فِينَا -: لَا تَفْعَلْ، فَإِنَّ لَهُمْ أَرْحَامًا، وَإِنْ كَانُوا قَدْ خَالَفُونَا. قَالَ: وَاللهِ لَأُخْبِرَنَّهُ أَنَّهُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ عَبْدٌ. قَالَتْ: ثُمَّ غَدَا عَلَيْهِ الْغَدَ، فَقَالَ لَهُ: أَيُّهَا الْمَلِكُ، إِنَّهُمْ يَقُولُونَ فِي عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ قَوْلًا عَظِيمًا، فَأَرْسِلْ إِلَيْهِمْ فَسَلْهُمْ عَمَّا يَقُولُونَ فِيهِ. قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ (1): فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ يَسْأَلُهُمْ عَنْهُ، قَالَتْ: وَلَمْ يَنْزِلْ بِنَا مِثْلُهَا، فَاجْتَمَعَ الْقَوْمُ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: مَاذَا تَقُولُونَ فِي عِيسَى إِذَا سَأَلَكُمْ عَنْهُ؟ قَالُوا: نَقُولُ وَاللهِ فِيهِ مَا قَالَ اللهُ، وَمَا جَاءَ بِهِ نَبِيُّنَا صلى الله عليه وسلم، كَائِنًا فِي ذَلِكَ مَا هُوَ كَائِنٌ، فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالَ لَهُمْ: مَا تَقُولُونَ فِي عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ؟ قَالَ لَهُ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: نَقُولُ فِيهِ الَّذِي جَاءَ بِهِ نَبِيُّنَا صلى الله عليه وسلم: هُوَ عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، وَرُوحُهُ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ الْعَذْرَاءِ الْبَتُولِ قَالَتْ: فَضَرَبَ النَّجَاشِيُّ يَدَهُ عَلَى الْأَرْضِ، فَأَخَذَ مِنْهَا عُودًا، ثُمَّ قَالَ: مَا عَدَا عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ مَا قُلْتَ هَذَا الْعُودَ. فَتَنَاخَرَتْ بَطَارِقَتُهُ حَوْلَهُ حِينَ قَالَ مَا قَالَ، فَقَالَ: وَإِنْ نَخَرْتُمْ وَاللهِ، اذْهَبُوا فَأَنْتُمْ سُيُومٌ بِأَرْضِي - وَالسُّيُومُ: الْآمِنُونَ - مَنْ سَبَّكُمْ غُرِّمَ، ثُمَّ مَنْ سَبَّكُمْ غُرِّمَ، ثُمَّ مَنْ سَبَّكُمْ غُرِّمَ، فَمَا أُحِبُّ أَنَّ لِي دَيرَ ذَهَبٍ، وَأَنِّي آذَيْتُ رَجُلًا مِنْكُمْ - وَالدَّيرُ بِلِسَانِ الْحَبَشَةِ: الْجَبَلُ - رُدُّوا عَلَيْهِمَا هَدَايَاهُمَا، فَلَا حَاجَةَ لَنَا بِهَا، فَوَاللهِ مَا أَخَذَ اللهُ مِنِّي الرِّشْوَةَ حِينَ رَدَّ عَلَيَّ مُلْكِي، فَآخُذَ الرِّشْوَةَ فِيهِ، وَمَا أَطَاعَ النَّاسَ

(1) قوله: "أم سلمة" ليس في (ظ 2).

ص: 174

فِيَّ (1) فَأُطِيعَهُمْ فِيهِ. قَالَتْ: فَخَرَجَا مِنْ عِنْدِهِ مَقْبُوحَيْنِ مَرْدُودًا عَلَيْهِمَا مَا جَاءَا (2) بِهِ، وَأَقَمْنَا عِنْدَهُ بِخَيْرِ دَارٍ مَعَ خَيْرِ جَارٍ.

قَالَتْ: فَوَاللهِ إِنَّا عَلَى ذَلِكَ إِذْ نَزَلَ بِهِ - يَعْنِي: مَنْ يُنَازِعُهُ فِي مُلْكِهِ - قَالَتْ: فَوَاللهِ مَا عَلِمْنَا حُزْنًا قَطُّ كَانَ أَشَدَّ مِنْ حُزْنٍ حَزِنَّاهُ عِنْدَ ذَلِكَ تَخَوُّفًا أَنْ يَظْهَرَ ذَلِكَ عَلَى النَّجَاشِيِّ، فَيَأْتِيَ رَجُلٌ لَا يَعْرِفُ مِنْ حَقِّنَا مَا كَانَ النَّجَاشِيُّ يَعْرِفُ مِنْهُ، قَالَتْ: وَسَارَ النَّجَاشِيُّ وَبَيْنَهُمَا عُرْضُ النِّيلِ، قَالَ: فَقَالَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ رَجُلٌ يَخْرُجُ حَتَّى يَحْضُرَ وَقْعَةَ الْقَوْمِ، ثُمَّ يَأْتِيَنَا بِالْخَبَرِ؟ قَالَتْ: فَقَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ: أَنَا، قَالَتْ: وَكَانَ مِنْ أَحْدَثِ الْقَوْمِ سِنًّا، قَالَتْ: فَنَفَخُوا لَهُ قِرْبَةً، فَجَعَلَهَا فِي صَدْرِهِ، ثُمَّ سَبَحَ عَلَيْهَا حَتَّى خَرَجَ مِنْ (3) نَاحِيَةِ النِّيلِ الَّتِي بِهَا مُلْتَقَى الْقَوْمِ، ثُمَّ انْطَلَقَ حَتَّى حَضَرَهُمْ، قَالَتْ: وَدَعَوْنَا اللهَ تَعَالَى لِلنَّجَاشِيِّ بِالظُّهُورِ عَلَى عَدُوِّهِ، وَالتَّمْكِينِ لَهُ فِي بِلَادِهِ، وَاسْتَوْسَقَ (4) عَلَيْهِ أَمْرُ الْحَبَشَةِ، فَكُنَّا عِنْدَهُ فِي خَيْرِ مَنْزِلٍ حَتَّى قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ بِمَكَّةَ (5).

(1) في (م): "فيّ الناسَ".

(2)

في (ظ 2): "ما جاءوا".

(3)

في (ظ 2): إلى.

(4)

في (م): واستوثق، وكلاهما بمعنىً.

(5)

إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن إسحاق، فقد روى له مسلم متابعة، وهو صدوق حسن الحديث. =

ص: 175

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وقد سلف الحديث مكرراً برقم (1740).

تنبيه: سقط هذا الحديث من (ظ 5)، وقد أشار الحافظ في "الأطراف" 2/ 208 إلى ثبوته في حديث أهل البيت، وهو السالف برقم (1740)، وفي سابع الأنصار، وهو هذا الموضع.

ص: 176

‌حَدِيثُ خَالِدِ بْنِ عُرْفُطَةَ

(1)

22499 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عُرْفُطَةَ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَا خَالِدُ، إِنَّهَا سَتَكُونُ بَعْدِي أَحْدَاثٌ وَفِتَنٌ وَاخْتِلَافٌ، فَإِنْ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ عَبْدَ اللهِ الْمَقْتُولَ لَا الْقَاتِلَ، فَافْعَلْ "(2).

22500 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ، قَالَ:

(1) هو خالد بن عرفطة -بضم المهملة والفاء، بينهما راء ساكنة- ابن أبرهة بن سنان الليثي، ويقال: العذري، وهو الصحيح. استخلفه سعد بن أبي وقاص على الكوفة، ونزلها، وهو معدود في أهلها. وعاش خالد إلى سنة ستين، وقيل: مات سنة إحدى وستين. انظر "أسد الغابة" 2/ 102 - 103، و"الإصابة" 2/ 245.

(2)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد، وهو ابن جدعان. أبو عثمان: عبد الرحمن بن مَُِلٍّ النهدي.

وأخرجه ابن أبي شيبة 15/ 36 - 37، والبخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 138، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(646)، والطبراني في "الكبير"(4096)، والحاكم في "المستدرك" 3/ 281 و 4/ 517 من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.

ويشهد له حديث خباب بن الأرت السالف برقم (21064).

وفي باب الأمر باعتزال الفتن وعدم رفع السلاح فيها انظر ما أوردناه عند حديث محمد بن مسلمة السالف برقم (17979).

ص: 177

سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ يَسَارٍ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا مَعَ سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدٍ وَخَالِدِ بْنِ عُرْفُطَةَ، قَالَ: فَذَكَرُوا رَجُلًا مَاتَ مِنْ بَطْنِهِ، قَالَ: فَكَأَنَّمَا (1) اشْتَهَيَا أَنْ يُصَلِّيَا عَلَيْهِ، قَالَ: فَقَالَ: أَحَدُهُمَا لِلْآخَرِ: أَلَمْ يَقُلِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ قَتَلَهُ بَطْنُهُ، فَإِنَّهُ لَنْ يُعَذَّبَ فِي قَبْرِهِ "؟ قَالَ الْآخَرُ: بَلَى (2).

* 22501 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ -[قَالَ عَبْدُ اللهِ]: وَسَمِعْتُ أَنَا مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ: مَوْلَى خَالِدِ بْنِ عُرْفُطَةَ -: أَنَّ خَالِدَ بْنَ عُرْفُطَةَ قَالَ لِلْمُخْتَارِ: هَذَا رَجُلٌ كَذَّابٌ، وَلَقَدْ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ جَهَنَّمَ "(3).

(1) في (ظ 5): فكأنهما.

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن يسار -وهو الجهني- فقد روى له أبو داود والنسائي، وهو ثقة، وخالد بن عرفطة روى له الترمذي والنسائي هذا الحديث فقط. وانظر ما سلف برقم (18310).

(3)

متن هذا الحديث متواتر، وإسناده ضعيف لجهالة مسلم مولى خالد بن عرفطة. عبد الله بن محمد: هو ابن أبي شيبة، ومحمد بن بشر: هو ابن الفرافصة العبدي.

وأخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات" 1/ 89 من طريق عبد الله بن أحمد ابن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 760 - 761، والبخاري في "التاريخ الكبير" 8/ 260 - 261، والبزار (213 - كشف)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(647)، وأبو يعلى (6868)، والحاكم 3/ 280، والطبراني في "الكبير" =

ص: 178

‌حَدِيثُ طَارِقِ بْنِ سُوَيْدٍ

22502 -

حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ (1)، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ سُوَيْدٍ الْحَضْرَمِيِّ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ بِأَرْضِنَا أَعْنَابًا نَعْصِرُهَا، أَفَنَشْرَبُ مِنْهَا؟ قَالَ:" لَا " فَرَاجَعْتُهُ، فَقَالَ:" لَا " ثُمَّ رَاجَعْتُهُ، فَقَالَ:" لَا " فَقُلْتُ: إِنَّا نَسْتَشْفِي بِهَا لِلْمَرِيضِ، قَالَ:" إِنَّهُ لَيْسَ بِشِفَاءٍ، وَلَكِنَّهُ دَاءٌ "(2).

= (4100)، وابن الجوزي في "الموضوعات" 1/ 89، وابن الأثير في "أسد الغابة" 2/ 103 من طرق عن محمد بن بشر، به. وسقط من مطبوعة الحاكم خالد بن عرفطة.

وانظر حديث عبد الله بن عمرو بن العاص السالف برقم (6478)، وانظر تتمة شواهده هناك.

(1)

تحرف الإسناد في (م) إلى: حماد بن سماك بن حرب.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد قد اختلف فيه على سماك بن حرب، كما سلف بيانه عند مكرره برقم (18787).

ص: 179

‌حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ هِشَامٍ

22503 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا زُهْرَةُ - يَعْنِي: ابْنَ مَعْبَدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ هِشَامٍ - أَبُو عَقِيلٍ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ آخِذٌ بِيَدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَقَالَ عُمَرُ: وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ، لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِلَّا نَفْسِي، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" لَا - وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ - حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ نَفْسِكَ " فَقَالَ عُمَرُ: فَأَنْتَ الْآنَ وَاللهِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْآنَ يَا عُمَرُ "(1).

22504 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا زُهْرَةُ أَبُو عَقِيلٍ الْقُرَشِيُّ: أَنَّ جَدَّهُ عَبْدَ اللهِ بْنَ هِشَامٍ احْتَلَمَ فِي زَمَانِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَنَكَحَ النِّسَاءَ (2).

(1) حديث صحيح، ابن لهيعة -وإن كان سيئ الحفظ- قد توبع، وباقي رجاله ثقات. وانظر ما سلف برقم (18047).

(2)

إسناده ضعيف لسوء حفظ ابن لهيعة. وانظر الكلام عليه في ترجمتنا لعبد الله بن هشام السالفة 29/ 582.

ص: 180

‌حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعْدٍ

22505 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ حَرَامِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنْ مُؤَاكَلَةِ الْحَائِضِ، فَقَالَ " وَاكِلْهَا "(1).

(1) إسناده صحيح، وهو مكرر (19008).

ص: 181

[حَدِيثُ رَجُلٍ]

22506 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْبَخْتَرِيِّ الطَّائِيَّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَنْ يَهْلِكَ النَّاسُ حَتَّى يُعْذِرُوا مِنْ أَنْفُسِهِمْ (1).

22507 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ (2)، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، عَمَّنْ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" أَلَا إِنَّ الْعَارِيَةَ مُؤَدَّاةٌ، وَالْمِنْحَةَ مَرْدُودَةٌ، وَالدَّيْنَ مَقْضِيٌّ، وَالزَّعِيمَ غَارِمٌ "(3).

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه، وإبهامه لا يضر. أبو البختري الطائي: هو سعيد بن فيروز. وقد سلف الحديث برقم (18289) عن محمد بن جعفر، عن شعبة، بهذا الإسناد.

(2)

في (م): عبد الرحمن بن يزيد، عن جابر، وهو خطأ.

(3)

حديث حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، سعيد بن أبي سعيد اختلف في تعيينه، فذهب ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 7/ ورقة 342 إلى أنه سعيد ابن أبي سعيد المقبري، وَوَهَّمَ الخطيب البغدادي في أنه آخرُ غير المقبري، وتبعه المزي في "تهذيب الكمال" 10/ 471. وذلك بناء على أنه قد وقع تقييده بذلك في بعض روايات الحديث، وهو وهم من بعض الرواة الذين قد تُكُلِّم فيهم، وذهب الخطيب البغدادي في "المتفق والمفترق" 2/ 1045 - 1046 إلى أنه سعيد بن أبي سعيد الساحلي البيروتي، وهو غير المقبري، كذا جاء تقييده في بعض الروايات التي يُعتَدُّ برواتها، وقال ابن عبد الهادي الحنبلي كما في =

ص: 182

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= تعليقه بخط يده على نسخة من "تحفة الأشراف" 1/ 225 أشار إليها محققه، ونقلها الزيلعي في "نصب الراية" 4/ 404 ما مَفاده: أن سعيد بن أبي سعيد هذا ليس هو المقبُري أحد الثقات، وإنما هو الساحلي، ولا يحتج به، وأن ذِكْرَ ابن عساكر والمزي لحديثه في ترجمة سعيد المقبري خطأ، ونقل ابن حجر في "تهذيب التهذيب" عن الحافظ سعد الدين الحارثي أنه قال: لم يُصِب ابن عساكر في توهيم الخطيب. ووافقه على ذلك، وهو الذي نرتضيه، وبناءً عليه فسعيد بن أبي سعيد هذا تفرد بالرواية عنه عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، فهو مجهول لا يعرف، والله أعلم.

وأخرجه الدارقطني 4/ 70 من طريق الوليد بن مزيد، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، حدثني سعيد بن أبي سعيد شيخ بالساحل، قال: حدثني رجل من أهل المدينة، قال: إني لتحت ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم

ثم أحال على حديث قبله مطوَّل.

وأخرجه ابن ماجه (2399)، والطبراني في "الشاميين"(621)، وابن عساكر 7/ ورقة 342 - 343 من طريق محمد بن شعيب، والدارقطني 4/ 70، والبيهقي 6/ 264 - 265 من طريق عمر بن عبد الواحد، كلاهما عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم مطوَّلاً، واقتصر ابن ماجه على قوله:"العارية مؤداة، والمنحة مردودة"، ولم يسق البيهقي لفظه.

وأخطأ البوصيري، فصحح هذا الإسناد في "مصباح الزجاجة" الورقة 152، وتابعه على تصحيحه الدكتور بشار عواد في تعليقه على ابن ماجه (2399).

وفي الباب عن أبي أمامة، سلف في مسنده برقم (22294)، وإسناده حسن.

ص: 183

‌حَدِيثُ أَبِي أُمَيَّةَ

22508 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي طَلْحَةَ - عَنْ أَبِي الْمُنْذِرِ مَوْلَى أَبِي ذَرٍّ، عَنْ أَبِي أُمَيَّةَ الْمَخْزُومِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بِلِصٍّ فَاعْتَرَفَ اعْتِرافًا (1)، وَلَمْ يُوجَدْ مَعَهُ مَتَاعٌ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" مَا إِخَالُكَ سَرَقْتَ! " قَالَ: بَلَى؛ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اقْطَعُوهُ، ثُمَّ جِيئُوا بِهِ " قَالَ: فَقَطَعُوهُ، ثُمَّ جَاؤُوا بِهِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" قُلْ: أَسْتَغْفِرُ اللهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ ". قَالَ: أَسْتَغْفِرُ اللهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اللهُمَّ تُبْ عَلَيْهِ "(2).

(1) لفظة: "اعترافاً" سقطت من (م).

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أبي المنذر مولى أبي ذر.

وأخرجه الدارمي (2303)، وأبو داود (4380)، وابن ماجه (2597)، والنسائي 8/ 67، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(731)، والدولابي في "الكنى" 1/ 14، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 168 - 169، والطبراني في "الكبير" 22/ (905)، والمزي في ترجمة أبي أمية من "تهذيب الكمال" 33/ 57 من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.

وأخرجه الدولابي 1/ 13 - 14 من طريق عبد الله بن يزيد المقرئ، والبيهقي 8/ 276 من طريق عبد الله بن رجاء الغداني، كلاهما عن همام بن يحيى، عن إسحاق بن أبي طلحة، به.

وله شاهد من حديث أبي هريرة عند الطحاوي 3/ 168، والبيهقي 8/ 275 - 276. وإسناده صحيح.

ص: 184

‌حَدِيثُ رَجُلٍ

22509 -

حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ أَخْبَرَهُ، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي جِنَازَةٍ فَلَمَّا رَجَعْنَا لَقِيَنَا دَاعِي امْرَأَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ فُلَانَةً تَدْعُوكَ وَمَنْ مَعَكَ إِلَى طَعَامٍ. فَانْصَرَفَ (1)، فَانْصَرَفْنَا مَعَهُ، فَجَلَسْنَا مَجَالِسَ الْغِلْمَانِ مِنْ آبَائِهِمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ، ثُمَّ جِيءَ بِالطَّعَامِ، فَوَضَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدَهُ، وَوَضَعَ الْقَوْمُ أَيْدِيَهُمْ، فَفَطِنَ لَهُ الْقَوْمُ، وَهُوَ يَلُوكُ لُقْمَتَهُ، لَا يُجِيزُهَا، فَرَفَعُوا أَيْدِيَهُمْ وَغَفَلُوا عَنَّا، ثُمَّ ذَكَرُوا فَأَخَذُوا بِأَيْدِينَا، فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَضْرِبُ اللُّقْمَةَ بِيَدِهِ حَتَّى تَسْقُطَ، ثُمَّ أَمْسَكُوا بِأَيْدِينَا يَنْظُرُونَ مَا يَصْنَعُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَفَظَهَا، فَأَلْقَاهَا، فَقَالَ:" أَجِدُ لَحْمَ (2) شَاةٍ أُخِذَتْ بِغَيْرِ إِذْنِ أَهْلِهَا ". فَقَامَتِ الْمَرْأَةُ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهُ كَانَ فِي نَفْسِي أَنْ أَجْمَعَكَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى طَعَامٍ، فَأَرْسَلْتُ إِلَى الْبَقِيعِ، فَلَمْ أَجِدْ شَاةً تُبَاعُ، وَكَانَ عَامِرُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ ابْتَاعَ شَاةً أَمْسِ مِنَ الْبَقِيعِ، فَأَرْسَلْتُ إِلَيْهِ: أَنْ ابْتُغِيَ لِي شَاةً فِي الْبَقِيعِ فَلَمْ تُوجَدْ، فَذُكِرَ لِي أَنَّكَ اشْتَرَيْتَ شَاةً، فَأَرْسِلْ بِهَا إِلَيَّ، فَلَمْ

(1) قوله: "فانصرف" لم يرد في (ظ 5).

(2)

تحرف في (م) و (ق) إلى: "أخدلج".

ص: 185

يَجِدْهُ الرَّسُولُ، وَوَجَدَ أَهْلَهُ، فَدَفَعُوهَا إِلَى رَسُولِي. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَطْعِمُوهَا الْأُسَارَى "(1).

(1) إسناده قوي، رجاله رجال الصحيح، غير كليب -وهو ابن شهاب الجرمي- والد عاصم، فقد روى له البخاري في "رفع اليدين" وأصحاب السنن، وهو وابنه صدوقان لا بأس بهما. أبو إسحاق: هو إبراهيم بن محمد الفزاري، وزائدة: هو ابن قدامة.

وأخرجه أبو داود (3332)، والطحاوي في "شرح المشكل"(3005) و (3006)، وفي "شرح المعاني" 4/ 208، والدارقطني 4/ 285 - 286 و 286، والبيهقي في "السنن" 5/ 335، وفي "الدلائل" 6/ 310 من طرق عن عاصم بن كليب، بهذا الإسناد. وزاد أبو داود والدارقطني في الأول، والبيهقي في "السنن" قصة جلوسه صلى الله عليه وسلم على حفيرة القبر، وستأتي هذه الزيادة برقم (23465).

وأخرجه محمد بن الحسن في "كتاب الآثار" كما في "نصب الراية" 4/ 168 عن أبي حنيفة، عن عاصم بن كليب، به.

وأخرجه أبو يوسف القاضي في "كتاب الآثار"(583)، ومن طريقه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط" كما في "نصب الراية" 4/ 169 عن أبي حنيفة، عن عاصم بن كليب، عن أبي بردة، عن أبيه أبي موسى الأشعري. بنحوه.

ويشهد له حديث جابر بن عبد الله السالف برقم (14785)، لكن ليس فيه الأمر بإطعام الشاة للأسارى.

ص: 186

حَدِيثُ أَبِي السَّوَّارِ عَنْ خَالِهِ

22510 -

حَدَّثَنَا عَارِمٌ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، حَدَّثَنَا السُّمَيْطُ، عَنْ أَبِي السَّوَّارِ، حَدَّثَهُ أَبُو السَّوَّارِ عَنْ خَالِهِ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأُنَاسٌ يَتْبَعُونَهُ فَأَتْبَعْتُهُ مَعَهُمْ، قَالَ: فَفَجِئَنِي الْقَوْمُ يَسْعَوْنَ، قَالَ: وَأَبْقَى الْقَوْمُ، فَأَتَى عَلَيَّ (1) رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَضَرَبَنِي ضَرْبَةً، إِمَّا بِعَسِيبٍ أَوْ قَضِيبٍ أَوْ سِوَاكٍ، أَوْ شَيْءٍ كَانَ مَعَهُ، قَالَ: فَوَاللهِ مَا أَوْجَعَنِي، قَالَ: فَبِتُّ بِلَيْلَةٍ، قَالَ: وَقُلْتُ: مَا ضَرَبَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَّا لِشَيْءٍ عَلِمَهُ اللهُ فِيَّ. قَالَ: وَحَدَّثَتْنِي نَفْسِي أَنْ آتِيَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَصْبَحْتُ، قَالَ: فَنَزَلَ جِبْرِيلُ عليه السلام عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: " إِنَّكَ رَاعٍ، فَلَا تَكْسِرْ (2) قُرُونَ رَعِيَّتِكَ " قَالَ: فَلَمَّا صَلَّيْنَا الْغَدَاةَ - أَوْ قَالَ أَصْبَحْنَا - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اللهُمَّ إِنَّ أُنَاسًا يَتْبَعُونِي، وَإِنِّي لَا يُعْجِبُنِي أَنْ يَتْبَعُونِي. اللهُمَّ فَمَنْ ضَرَبْتُ أَوْ سَبَبْتُ، فَاجْعَلْهَا لَهُ كَفَّارَةً وَأَجْرًا " أَوْ قَالَ: " مَغْفِرَةً وَرَحْمَةً " أَوْ كَمَا قَالَ (3).

(1) لفظة "علي" ليست في (ظ 5).

(2)

في (م): "لا تكسرن".

(3)

إسناده قوي على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير السميط -وهو ابن عمير، ويقال ابن سُمير السدوسي البصري- فمن رجال مسلم، وهو صدوق لا بأس به. أبو السوار: هو العدوي البصري، قيل: اسمه =

ص: 187

‌حَدِيثُ أَبِي شَهْمٍ

22511 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا هُرَيْمُ بْنُ سُفْيَانَ، عَنْ بَيَانٍ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي شَهْمٍ، قَالَ: مَرَّتْ بِي جَارِيَةٌ بِالْمَدِينَةِ، فَأَخَذْتُ بِكَشْحِهَا، قَالَ: وَأَصْبَحَ الرَّسُولُ يُبَايِعُ النَّاسَ - يَعْنِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: فَأَتَيْتُهُ، فَلَمْ يُبَايِعْنِي، فَقَالَ:" صَاحِبُ الْجُبَيْذَةِ! "(1) قَالَ:

= حسان بن حريث، وقيل بالعكس، وقيل: حريف، وقيل: منقذ، وقيل: حجير ابن الربيع. عارم: هو لقب محمد بن الفضل، ومعتمر: هو ابن سليمان بن طرخان.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2076) من طريق عبيد الله بن معاذ العنبري، وابن الأثير في "أسد الغابة" 6/ 362 من طريق محمد بن عبد الأعلى، كلاهما عن معتمر بن سليمان، بهذا الإسناد.

وفي باب كراهية النبي صلى الله عليه وسلم أن يتبعه أحد، عن عبد الله بن عمرو سلف برقم (6549).

وعن جابر عند ابن ماجه (246)، والطحاوي في "المشكل"(2074) و (2075)، والحاكم 2/ 411 و 4/ 281.

ويشهد لقوله في آخره: "اللهم فمن ضربت أو سببت

إلخ" حديث أبي هريرة السالف برقم (7311)، وانظر تتمة شواهده هناك.

قال السندي: يسعون: أي: يجرون، وكأن المراد: حتى يمشوا قدامه صلى الله عليه وسلم، وقد جاء أنه كان يسوقهم.

وأبقى القومُ: أي: نظروه ورصدوه.

(1)

في (م) و (ق): "صاحب الجبيذة الآن".

ص: 188

قُلْتُ: وَاللهِ لَا أَعُودُ. قَالَ: " فَبَايَعَنِي "(1).

22512 -

حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ بَيَانِ بْنِ بِشْرٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي شَهْمٍ، قَالَ: كَانَ (2) رَجُلًا بَطَّالًا، قَالَ: فَمَرَّتْ بِي جَارِيَةٌ فِي بَعْضِ طُرُقِ الْمَدِينَةِ، إِذْ هَوَيْتُ إِلَى كَشْحِهَا، فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ، قَالَ: فَأَتَى النَّاسُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُبَايِعُونَهُ، فَأَتَيْتُهُ فَبَسَطْتُ يَدِي لِأُبَايِعَهُ، فَقَبَضَ يَدَهُ، وَقَالَ:" أَجِنَّكَ صَاحِبُ (3) الْجُبَيْذَةِ - يَعْنِي: أَمَا إِنَّكَ صَاحِبُ الْجُبَيْذَةِ - أَمْسِ " قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ

(1) إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه فقد روى له النسائي. بيان: هو ابن بشر الأحمسي، وقيس: هو ابن أبي حازم الأحمسي.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(7329)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2677)، والطبراني في "الكبير" 22/ (933)، والحاكم في "المستدرك" 4/ 377 والبيهقي في "الدلائل" 6/ 306 من طريق أسود بن عامر شاذان، بهذا الإسناد.

وانظر ما بعده.

(2)

في (م): كنت.

(3)

في (م) و (ق): "أحبك"، وفي (ك) و"جامع المسانيد":"أجدك"، وكلاهما تصحيف، وصوابه:"أَجِنَّك" كما أثبتناه من (ظ 5)، أي: من أجل أنك، كما جاء شرحه في الحديث. وأما كلمة "صاحبُ" فقد جاءت في (م) والنسخ "صاحبُك" وضبب على الكاف في (ظ 5) إشارة إلى خطئها.

ص: 189

اللهِ، بَايِعْنِي، فَوَاللهِ لَا أَعُودُ أَبَدًا. قَالَ:" فَنَعَمْ إِذًا "(1).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، يزيد بن عطاء -وهو اليشكري- وإن كان لين الحفظ فقد توبع. سريج: هو ابن النعمان. وقال الحافظ في "الإصابة" 7/ 209: إسناده قوي.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2676)، وأبو يعلى (1543)، والدولابي في "الكنى" 1/ 39، والطبراني في "الكبير" 22/ (932)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/ 306، وابن الأثير في "أسد الغابة" 6/ 168 من طرق عن يزيد بن عطاء، بهذا الإسناد.

وانظر ما قبله.

ص: 190

‌حَدِيثُ مُخَارِقٍ

(1)

22513 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ قَابُوسَ بْنِ مُخَارِقٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَجُلًا أَتَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ جَاءَ رَجُلٌ يُرِيدُ أَنْ يَسْرِقَنِي أَوْ يَأْخُذَ مِنِّي مَالِي (2)، مَا تَأْمُرُنِي بِهِ؟ قَالَ:" تُعْظِّمُ عَلَيْهِ بِاللهِ " قَالَ: فَإِنْ فَعَلْتُ فَلَمْ يَنْتَهِ؟ قَالَ: " تَسْتَعْدِي السُّلْطَانَ " قَالَ: فَإِنْ لَمْ يَكُنْ بِقُرْبِي مِنْهُمْ أَحَدٌ؟ قَالَ: " تُجَاهِدُهُ أَوْ تُقَاتِلُهُ حَتَّى تُكْتَبَ فِي شُهَدَاءِ الْآخِرَةِ، أَوْ تَمْنَعَ مَالَكَ "(3).

(1) مخارق، وقيل: أبو المخارق، هو ابن سليم، وقيل: ابن عبد الله الشيباني، يعد في الكوفيين.

(2)

لفظة: "مالي" سقطت من (م).

(3)

حسن لغيره وهذا إسناد حسن إن كان متصلاً، ففي صحبة مخارق خلاف، وقابوس وسماك صدوقان. حسن: هو ابن موسى الأشيب، وزهير: هو ابن معاوية.

وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده"، وإبراهيم الحربي في "كتاب غريب الحديث" كما في "نصب الراية" 4/ 349، والنسائي 7/ 113، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/ 133، والطبراني 20/ (746 - 749)، والبيهقي 8/ 336، والمزي في ترجمة قابوس بن المخارق من "تهذيبه" 23/ 331 - 332 من طرق عن سماك بن حرب، بهذا الإسناد.

وأخرجه إبراهيم الحربي من طريق سفيان الثوري، عن سماك، عن قابوس، لم يقل فيه: عن أبيه، وأشير إلى رواية سفيان هذه ضمن حديث أبي الأحوص عن سماك عند النسائي 7/ 113. قال الدارقطني في "العلل" كما في =

ص: 191

22514 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ قَرْمٍ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ قَابُوسَ بْنِ المُخَارِقٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَتَى رَجُلٌ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ أَتَانِي رَجُلٌ يَأْخُذُ مَالِي؟ قَالَ: " تُذَكِّرُهُ بِاللهِ " قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ ذَكَّرْتُهُ بِاللهِ فَأَبَى؟ (1) قَالَ: " فَإِنْ فَعَلْتُ فَلَمْ يَنْتَهِ، قَالَ: تَسْتَعِينُ عَلَيْهِ بِالسُّلْطَانِ " قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ السُّلْطَانُ مِنِّي نَائِيًا؟ قَالَ: " تَسْتَعِينُ عَلَيْهِ بِالْمُسْلِمِينَ " قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ يَحْضُرْنِي أَحَدٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَعَجِلَ عَلَيَّ قَالَ: " فَقَاتِلْ حَتَّى تَحْرُزَ مَالَكَ، أَوْ تُقْتَلَ فَتَكُونَ فِي شُهَدَاءِ الْآخِرَةِ "(2).

= "نصب الراية": والمسند أصح.

وفي الباب عن أبي هريرة عند مسلم (140)، وسلف برقم (8475).

وعن قهيد بن مطرف سلف برقم (15486).

وفي باب من قتل دون ماله فهو شهيد، عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6523). وانظر تتمة شواهده هناك.

(1)

لفظة "فأبى" سقطت من (م).

(2)

حديث حسن إن كان متصلاً، وسليمان بن قرم -وإن كان ضعيفاً- قد توبع كما في الرواية السالفة.

ص: 192

‌حَدِيثُ أَبِي عُقْبَةَ

(1)

22515 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ - يَعْنِي ابْنَ حَازِمٍ - عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عُقْبَةَ، عَنْ أَبِي عُقْبَةَ - وَكَانَ مَوْلًى مِنْ أَهْلِ فَارِسَ - قَالَ: شَهِدْتُ مَعَ نَبِيِّ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ، فَضَرَبْتُ رَجُلًا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، فَقُلْتُ: خُذْهَا مِنِّي، وَأَنَا الْغُلَامُ الْفَارِسِيُّ، فَبَلَغَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:" هَلَّا قُلْتَ: خُذْهَا مِنِّي وَأَنَا الْغُلَامُ الْأَنْصَارِيُّ "(2).

(1) قال السندي: أبو عقبة: هو رُشيد بالتصغير، فارسي، مولى بني معاوية من الأنصار.

(2)

إسناده ضعيف، عبد الرحمن بن أبي عقبة لم يرو عنه غير اثنين ولم يوثقه غير ابن حبان فهو في عداد المجهولين.

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 505، وأبو داود (5123)، وابن ماجه (2784)، والدولابي في "الكنى" 1/ 45 من طريق حسين بن محمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو يعلى (910) من طريق يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، قال: حدثني داود بن الحصين، عن عبد الرحمن بن عقبة، عن أبيه عقبة مولى جبر بن عتيك الأنصاري. فسماه عقبة.

وقد سلف بنحو هذه القصة من حديث سهل بن الحنظلية ضمن حديث مطول برقم (17622) وإسناده محتمل للتحسين.

ص: 193

‌حَدِيثُ رَجُلٍ لَمْ يُسَمَّ

22516 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا ابْنُ مُبَارَكٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ فِي الصَّلَاةِ، فَلَا يَرْفَعْ بَصَرَهُ إِلَى السَّمَاءِ أَنْ يُلْتَمَعَ بَصَرُهُ "(1).

(1) إسناده صحيح. ابن مبارك: هو عبد الله، ويونس: هو ابن يزيد الأَيْلي، والزهري: هو محمد بن مسلم.

وقد سلف برقم (15652) عن علي بن إسحاق، عن ابن المبارك.

ص: 194

‌حَدِيثُ أَبِي قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيِّ

(1)

22517 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ، أَخْبَرَنَا مَنْصُورٌ - يَعْنِي ابْنَ زَاذَانَ - عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَعْبَدٍ الزِّمَّانِيِّ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ، فَقَالَ:" كَفَّارَةُ سَنَتَيْنِ " وَسُئِلَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ فَقَالَ: " كَفَّارَةُ سَنَةٍ "(2).

(1) انظر ترجمته في الجزء 32 ص 160.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن معبد الزِّماني، فمن رجال مسلم.

وأخرجه عبد الرزاق (7826) و (7831) و (7865) عن معمر، والبيهقي 4/ 286 من طريق هشام بن أبي عبد الله الدستوائي، كلاهما عن قتادة، بهذا الإسناد. وهو عند عبد الرزاق في الموضع الأخير وعند البيهقي مطوَّل جداً بنحو رواية غيلان بن جرير عن عبد الله بن معبد الآتية برقم (22537).

وسيأتي برقم (22541) من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة، به، وفيه إشارة إلى أن حديثه طويل.

وسيأتي مختصراً كرواية المصنف هنا برقم (22530) من غير هذا الطريق.

وأخرجه الطبراني في "الشاميين"(2478) من طريق عطاء بن أبي رباح، عن مولىً لأبي قتادة، عنه.

وفي الباب عن أبي سعيد الخدري عند البزار (1053 - كشف الأستار)، لكن في إسناده عمر بن صهبان، وهو ضعيف جداً.

وفي باب فضل صوم يوم عرفة عن عائشة، وسيأتي برقم (24970).

وعن سهل بن سعد عند ابن أبي شيبة 3/ 97، وعنه أبو يعلى (7548). =

ص: 195

22518 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُمَرَ (1) بْنِ كَثِيرِ بْنِ أَفْلَحَ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ جَلِيسٍ كَانَ لِأَبِي قَتَادَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو قَتَادَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ أَقَامَ الْبَيِّنَةَ عَلَى قَتِيلٍ، فَلَهُ سَلَبُهُ "(2).

22519 -

حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ أَبُو إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا (3) عَبْدُ الرَّحْمَنِ - يَعْنِي ابْنَ إِسْحَاقَ - عَنْ زَيْدِ (4) بْنِ أَبِي عَتَّابٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ (5)، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يُصَلِّي يَحْمِلُ أُمَامَةَ - أَوْ أُمَيْمَةَ - ابِنْةَ أَبِي الْعَاصِ، وَهِيَ بِنْتُ زَيْنَبَ، يَحْمِلُهَا إِذَا

= وعن أبي سعيد الخدري عند عبد بن حميد (967)، وعنه عن قتادة بن النعمان عند ابن ماجه (1731)، وإسنادهما واحد، وفيه إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، وهو متروك.

وفي الحث على صيام يوم عاشوراء انظر حديث جابر السالف برقم (14663)، وحديث أبي موسى الأشعري السالف برقم (19669)، وانظر بقية الشواهد عندهما.

قوله: "كفارة سنتين" يعني السنة الماضية والسنة القابلة كما في روايات أخرى للحديث. وقال السندي: هذا لمن لم يكن بعرفة كما تقتضيه الأحاديث. وانظر تعليقنا على حديث أبي هريرة السالف برقم (8031).

(1)

تحرف في (م) إلى: عمرو.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو محمد جليس أبي قتادة هو نافع بن عباس الأقرع كما جاء مصرحاً به فيما سيأتي برقم (22607). وحديثنا قطعة منه، انظر تخريجه هناك.

(3)

قوله: "حدثنا" سقط من (م).

(4)

تحرف في (م) إلى: يزيد.

(5)

تحرف في (م) إلى: عمرو بن أبي سليم.

ص: 196

قَامَ، وَيَضَعُهَا إِذَا رَكَعَ، حَتَّى فَرَغَ (1).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عبد الرحمن بن إسحاق -وهو ابن عبد الله المدني- روى له أصحاب السنن، وحديثه في "صحيح مسلم" متابعة، وهو صدوق حسن الحديث، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح غير زيد بن أبي عتاب، فقد روى له أبو داود والنسائي وابن ماجه، وهو ثقة. عمرو بن سُليم: هو ابن خَلْدة الزُّرَقي.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(5923) من طريق بشر بن المفضل، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (1077) من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، عن عبد الرحمن بن إسحاق المدني.

وأخرجه مسلم (543)(43)، وأبو داود (919)، وأبو عوانة (1740) من طريق بكير بن عبد الله بن الأشج، والطبراني في "الكبير" 22/ (1078)، وفي "الصغير"(436) من طريق سعيد بن عمرو بن سليم الزُّرَقي، كلاهما عن عمرو ابن سُليم، به. ووقع في رواية بكير: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي للناس وأمامة بنت أبي العاص على عنقه

إلخ. وجاء في رواية سفيان بن عيينة الآتية برقم (22532): رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤم الناس

إلخ.

وسيأتي من طريق عامر بن عبد الله بن الزبير بالأرقام (22524) و (22532) و (22579) و (22589) و (22645) و (22651)، ومن طريق سعيد ابن أبي سعيد المقبري برقمي (22584) و (22645) كلاهما عن عمرو بن سليم.

أمامة بنت أبي العاص: هي بنت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد عاشت إلى دولة معاوية بن أبي سفيان، وتزوجها علي بن أبي طالب، ثم المغيرة بن الحارث بن نوفل.

وأبو العاص اسمه: لقيط، وقيل: مقسم، وقيل: القاسم، وقيل: مهشم، وقيل: هشيم، وقيل: ياسر، وهو مشهور بكنيته، أسلم قبل الفتح وهاجر، ورد عليه النبي صلى الله عليه وسلم ابنته زينب بنكاحها الأول، وماتت معه، وأثنى عليه في مصاهرته، وكانت وفاته في خلافة أبي بكر الصديق. =

ص: 197

22520 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَؤُمُّنَا يَقْرَأُ بِنَا فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ مِنْ صَلَاةِ الظُّهْرِ، وَيُسْمِعُنَا الْآيَةَ أَحْيَانًا، وَيُطَوِّلُ فِي الْأُولَى، وَيُقَصِّرُ فِي الثَّانِيَةِ، وَكَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ،

= قال القرطبي: -كما في "الفتح" 1/ 592 - اختلف العلماء في تأويل هذا الحديث، والذي أحوجهم إلى ذلك أنه عملٌ كثير، فروى ابن القاسم عن مالك أنه كان في النافلة، وهو تأويل بعيد، فإن ظاهر الأحاديث أنه كان في فريضة.

وقال ابن عبد البر: لعله نسخ بتحريم العمل في الصلاة، وتعقبه الحافظ ابن حجر بأن النسخ لا يثبت بالاحتمال، وبأن هذه القصة كانت بعد قوله صلى الله عليه وسلم:"إن في الصلاة لشغلاً" لأن ذلك كان قبل الهجرة، وهذه القصة كانت بعد الهجرة قطعاً بمدة مديدة.

وذكر عياض عن بعضهم أن ذلك كان من خصائصه صلى الله عليه وسلم، لكونه كان معصوماً من أن تبول وهو حاملها، ورده الحافظ بأن الأصل عدم الاختصاص، وبأنه لا يلزم من ثبوتها الاختصاص في أمر ثبوته في غيره بغير دليل، ولا مدخل للقياس في مثل ذلك، وحمل أكثر أهل العلم هذا الحديث على أنه عمل غير متوال لوجود الطمأنينة في أركان صلاته.

وقال النووي في "شرح مسلم" 5/ 32: ادعى بعض المالكية أن هذا الحديث منسوخ، وبعضهم أنه من الخصائص، وبعضهم أنه كان لضرورة، وكل ذلك دعاوى باطلة مردودة لا دليل عليها، وليس في الحديث ما يخالف قواعد الشرع، لأن الآدمي طاهر، وما في جوفه معفو عنه، وثياب الأطفال وأجسادهم محمولة على الطهارة حتى تتبين النجاسة، والأعمال في الصلاة لا تبطلها إذا قلَّتْ أو تفرَّقت، ودلائل الشرع متظاهرة على ذلك، وإنما فعل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك لبيان الجواز.

ص: 198

يُطَوِّلُ فِي الْأُولَى، وَيُقَصِّرُ فِي الثَّانِيَةِ، وَكَانَ يَقْرَأُ بِنَا فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ مِنْ صَلَاةِ الْعَصْرِ (1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل بن إبراهيم: هو ابن مِقْسَم المعروف بابن عُليَّة، وهشام الدَّستُوائي: هو ابن أبي عبد الله، ويحيى ابن أبي كثير: هو الطَّائي.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 356 و 2/ 403، ومن طريقه ابن حبان (1857) عن إسماعيل ابن عُلية، بهذا الإسناد. ورواية ابن حبان مختصرة.

وأخرجه مطولاً ومختصراً البخاري (762) و (779)، وأبو داود (798)، وابن ماجه (829)، والنسائي في "المجتبى" 2/ 165، وفي "الكبرى"(1048)، وابن خزيمة (1588)، وأبو عوانة (1756)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 206، وفي "شرح مشكل الآثار"(4623) و (4624)، والبيهقي 2/ 65 من طرق عن هشام الدستوائي، به.

وأخرجه مطولاً ومختصراً أيضاً عبد الرزاق (2675)، وعبد بن حميد (198)، وأبو داود (800)، وابن خزيمة (1580)، وابن حبان (1855)، والبيهقي 2/ 66 من طريق معمر، والبخاري (759)، وأبو عوانة (1755)، والبيهقي 2/ 59 من طريق شيبان بن عبد الرحمن، والنسائي 2/ 164 من طريق أبي إسماعيل القناد، ثلاثتهم عن يحيى بن أبي كثير، به.

وقد سلف الحديث برقم (19418).

وسيتكرر برقم (22570).

وسيأتي من طرق عن يحيى بن أبي كثير بالأرقام (22539) و (22563) و (22595) و (22596) و (22597) و (22617) و (22627) و (22628) و (22648) و (22654) و (22658).

وفي باب إسماع الإمام القراءة لمن خلفه في السرية عن البراء بن عازب عند النسائي 2/ 163.

وعن أبي هريرة عند أبي داود (797)، والنسائي 2/ 163. =

ص: 199

22521 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى أَنْ يُخْلَطَ شَيْءٌ مِنْهُ بِشَيْءٍ، وَلَكِنْ لِيُنْتَبَذْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَلَى حِدَةٍ (1).

= وفي باب تطويل الركعة الأولى عند أبي سعيد الخدري عند النسائي 2/ 164، وأبي عوانة (1747).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الأعلى: هو ابن عبد الأعلى السَّامي، ومعمر: هو ابن راشد.

وأخرجه عبد الرزاق (16965)، ومن طريقه أبو عوانة (8016) و (8017) عن معمر، بهذا الإسناد. وقرن أبو عوانة في الموضع الأول بعبد الله بن أبي قتادة أبا سلمة بن عبد الرحمن بن عوف. وستأتي رواية الحديث مقروناً بينهما من طريقين عن يحيى بن أبي كثير برقمي (22618) و (22629).

وأخرجه ابن أبي شيبة 7/ 537 و 14/ 189، ومسلم (1988)(24)، وابن ماجه (3397)، والنسائي في "المجتبى" 8/ 289 و 292 - 293، وفي "الكبرى"(5060) و (5077)، وأبو عوانة (8012)، وابن عبد البر في "التمهيد" 24/ 206 - 207 و 207 من طرق عن يحيى بن أبي كثير، به.

وأخرجه أبو يعلى في "معجم شيوخه"(125)، وابن عبد البر في "التمهيد" 24/ 208 من طريق عائذ بن نصيب، عن عبد الله بن أبي قتادة، به.

وأخرجه مالك 2/ 844، ومن طريقه النسائي في "الكبرى" من رواية أبي علي الأسيوطي كما في "تحفة الأشراف" 9/ 261 عن الثقة عنده، والنسائي في "الكبرى"، وابن عبد البر 24/ 206 من طريق عمرو بن الحارث، كلاهما عن بكير بن الأشج، عن عبد الرحمن بن الحباب -وقال عمرو: عبد الرحمن بن الحارث- عن أبي قتادة. وقال المزي في "التحفة" 9/ 261: إن المحفوظ هو ابن الحباب.

وأخرجه ابن عبد البر 24/ 205 من طريق مالك، عن ابن لهيعة، عن بكير، بهذا الإسناد. وابن لهيعة سيئ الحفظ. =

ص: 200

22522 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى أَنْ يَتَنَفَّسَ فِي الْإِنَاءِ، أَوْ يَمَسَّ ذَكَرَهُ بِيَمِينِهِ، أَوْ يَسْتَطِيبَ بِيَمِينِهِ (1).

= وسيأتي الحديث بالأرقام (22618) و (22629) و (22646).

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (9750).

وعن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (10991)، وانظر تتمة شواهده هناك.

قوله: "نهى أن يخلط شيء منه بشيء" يعني خليط البسر والتمر وخليط الزبيب والتمر وخليط الزهو والرطب كما سيأتي مصرحاً به في "المسند".

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

عبد الوهاب الثقفي: هو ابن عبد المجيد بن الصَّلْت، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السَّخْتِياني

وأخرجه مسلم (267)(65)، وص 1602 (121)، والنسائي 1/ 43 - 44، وأبو عوانة (591) و (8205) من طريق عبد الوهاب الثقفي، بهذا الإسناد.

وأخرجه تاماً ومقطعاً عبد الرزاق (19584)، والحميدي (428)، ومسلم (267)(63)، والترمذي (15)، والنسائي في "المجتبى" 1/ 25، وفي "الكبرى"(6882)، وابن خزيمة (68)، وأبو عوانة (592) و (593) و (594)، والطبراني في "مسند الشاميين"(2856)، والذهبي في "معجم شيوخه" 2/ 222 من طرق عن يحيى بن أبي كثير، به. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.

وأخرجه أبو داود (31) عن مسلم بن إبراهيم وموسى بن إسماعيل، عن أبان العطار، عن يحيى بن أبي كثير، به. وفيه: "

وإذا شرب فلا يشرب نفساً واحداً" وهذا اللفظ مغاير لرواية الجمهور عن يحيى بن أبي كثير، فالمعنى هنا أن يفصل القدح عن فمه أكثر من مرة، وهذا موافق لحديث أنس السالف برقم (12133). =

ص: 201

22523 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ - يَعْنِي ابْنَ أَنَسٍ - عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ - يَعْنِي ابْنَ الزُّبَيْرِ - عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمُ الْمَسْجِدَ، فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يَجْلِسَ "(1).

= ورواه عن أبان العطار بلفظ آخر عبيدُ الله بن موسى عند الحاكم كما في "إتحاف المهرة" 4/ 124 فقال: "إذا شرب أحدكم فليشرب بنفس واحد"، وهذا إن سلم من التحريف، ففيه الأمر بالشرب دفعة واحدة دون فصل، وسواء كان أبان رواه بهذا اللفظ أو ذاك، فقد وهم فيه، لمخالفته رواية الجمهور عن يحيى.

وسيأتي من طرق عن يحيى بن أبي كثير بالأرقام (22534) و (22565) و (22634) و (22638) و (22647) و (22655).

وانظر (19419).

وفي باب النهي عن أن يمس ذكره بيمينه إذا أتى الخلاء عن جابر عند ابن حبان (1433).

وعن الحضرمي عند أبي يعلى كما في "إتحاف الخيرة"(656).

وانظر تتمة شواهده برقم (19419).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن خزيمة (1826) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.

وهو في "موطأ مالك" 1/ 162، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "السنن المأثورة"(34)، والدارمي (1393)، والبخاري (444)، ومسلم (714)(69)، وأبو داود (467)، وابن ماجه (1013)، والترمذي (316)، والنسائي في "المجتبى" 2/ 53، وفي "الكبرى"(809)، وأبو عوانة (1239) و (2137)، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 371، وفي "شرح المشكل"(5712)، وابن حبان (2497)، وفي الصلاة كما في "إتحاف المهرة" 4/ 154، وأبو نعيم في =

ص: 202

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= "الحلية" 3/ 168، وابن عبد البر في "التمهيد" 20/ 100، والبغوي (480)، والمزي في ترجمة عامر بن عبد الله من "تهذيب الكمال" 14/ 59 - 60، والسبكي في "طبقات الشافعية" 4/ 326 - 327. وقرن الدارمي بمالك فليحَ بنَ سليمان.

وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 5/ 236 و 12/ 318، والذهبي في "السير" 9/ 191 من طريق محمد بن مخلد، عن عنبس بن إسماعيل، عن شعيب بن حرب، عن سفيان الثوري، عن مالك، به.

وأخرجه الخطيب 12/ 318، والذهبي 8/ 120 و 9/ 191 من طريق محمد ابن مخلد، عن العلاء بن سالم، عن شعيب بن حرب، عن مالك. قال ابن مخلد: هذا هو عندي الصواب - يعني حديث شعيب عن مالك، بإسقاط سفيان الثوري.

وأخرجه عبد الرزاق (1673)، والبخاري (1163)، والنسائي في "الكبرى"(519)، وابن خزيمة (1827)، وأبو عوانة (2138)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(5714)، وابن حبان (2495) و (2498)، والطبراني في "الكبير"(3280)، وفي "الأوسط"(4321) و (8953) و (9171)، وفي "الصغير"(383)، وأبو نعيم في "الحلية" 3/ 168، والبيهقي 3/ 194 من طرق عن عامر بن عبد الله بن الزبير، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 340، وابن خزيمة (1824) من طريق أبي بكر ابن عمرو بن حزم، عن عمرو بن سليم، به، بلفظ:"أعطوا المساجد حقها" قيل: وما حقها؟ قال: "ركعتان قبل أن تجلس".

وأخرجه أبو يعلى (2117)، والطحاوي في "شرح المشكل"(5717)، والخطيب في "تاريخه" 3/ 47 من طريق سهيل بن أبي صالح، عن عامر، عن عمرو بن سليم، عن جابر بن عبد الله

الحديث. قلنا: سهيل بن أبي صالح ثقة احتج به مسلم، لكن تغير حفظه بأخرة، وقد خالف الثقات في روايته هذه، فجعله من مسند جابر، وهو وهم منه رحمه الله. ولجابر حديث في ركعتي تحية المسجد من غير هذا الطريق بغير هذه السياقة سلف برقم (14171). =

ص: 203

22524 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي وَهُوَ حَامِلٌ أُمَامَةَ بِنْتَ زَيْنَبَ، فَإِذَا رَكَعَ وَسَجَدَ، وَضَعَهَا، وَإِذَا قَامَ، حَمَلَهَا (1).

= وسيتكرر برقم (22578) وقرن فيه بعبد الرحمن بن مهدي عبدَ الرزاق.

وسيأتي من طرق عن عامر بن عبد الله بالأرقام (22529) و (22578) و (22594) و (22652).

وسيأتي من طريق محمد بن يحيى بن حَبّان، عن عمرو بن سليم برقم (22601)، وذكر فيه قصة.

وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11197). وانظر تتمة شواهده هناك.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عامر بن عبد الله: هو ابن الزبير ابن العَوَّام.

وهو في "موطأ مالك" 1/ 170، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "مسنده" 1/ 116 و 117، والدارمي (1360)، والبخاري (516)، ومسلم (543)(41)، وأبو داود (917)، وابن أبي الدنيا في "العيال"(226)، والنسائي في "المجتبى" 3/ 10، وفي "الكبرى"(521) و (1127)، وأبو عوانة (1734) و (1735)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(5921)، وابن حبان (1109)، والطبراني في "الكبير" 22/ 1067، والبيهقي 2/ 262 - 263، والبغوي (741) و (742). وجاء في رواية الشافعي الثانية: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي بالناس وهو حامل أُمامة بنت أبي العاص.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(522)، وابن حبان (2340)، والطبراني في "الكبير" 22/ (1070)، وفي "الشاميين"(1829) من طريق محمد بن الوليد الزبيدي، والطبراني في "الكبير" 22/ (1069) من طريق فليح بن سليمان، كلاهما عن عامر بن عبد الله بن الزبير، بهذا الإسناد. وجاء في رواية فليح: =

ص: 204

22525 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: كُنْتُ أَرَى الرُّؤْيَا أُعْرَى مِنْهَا، غَيْرَ أَنِّي لَا أُزَمَّلُ، حَتَّى لَقِيتُ أَبَا قَتَادَةَ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَحَدَّثَنِي عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" الرُّؤْيَا مِنَ اللهِ، وَالْحُلْمُ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَمَنْ رَأَى رُؤْيَا يَكْرَهُهَا فَلَا يُخْبِرْ بِهَا، وَلْيَتْفُلْ عَنْ يَسَارِهِ ثَلَاثًا، وَلْيَسْتَعِذْ بِاللهِ مِنْ شَرِّهَا فَإِنَّهَا لَا تَضُرُّهُ ". قَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً أُخْرَى: " فَإِنَّهُ لَنْ يَرَى شَيْئًا يَكْرَهُهُ "(1).

= كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي للناس.

وسيتكرر عن عبد الرحمن بن مهدي برقم (22579).

وانظر (22519).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن ابن عوف الزهري.

وأخرجه الحميدي (418)، ومسلم (2261)(1)، وأبو عوانة في الرؤيا كما في "إتحاف المهرة" 4/ 163 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (7005)، وأبو عوانة من طريق عُقيل بن خالد، ومسلم (2261)(1)، وأبو عوانة من طريق يونس بن يزيد، ومن طريق ابن جريج، ثلاثتهم عن الزهري، به.

وأخرجه الحميدي (419)، ومسلم (2261)(1) من طريق محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة ومحمد بن عمرو بن علقمة، والبخاري (6995)، والطبراني في "الأوسط"(8719) من طريق عبيد الله بن أبي جعفر، ثلاثتهم عن أبي سلمة، به- زاد عبيد الله بن أبي جعفر:"وإن الشيطان لا يتراءى بي" وستأتي هذه الزيادة ضمن حديث برقم (22606).

وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" كما في "المطالب العالية"(3126) و (3127)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(909)، والبيهقي في =

ص: 205

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= "الشعب"(4760) عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي قتادة. ولفظه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "الرؤيا على ثلاثة منازل، فمنها ما يُحدِّث بها الرجل نفسه، فليس ذلك بشيء، ومنها ما يكون من الشيطان، فإذا رأى أحدُكم ما يكره فليتفل عن يساره ثلاثاً، ثم ليتعوذ بالله من شرها فإنها لن تضرَّه، ومنها رؤيا من الله، فإذا رأى أحدكم الشيء يعجبه فليَعرِضْه على ذي رأيٍ ناصح، فليتأول خيراً، وليقل خيراً، فإن رؤيا العبد الصالح جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة". قال عوف بن مالك: والله يا رسول الله لو كانت حصاة من عدد الحصا لكان كثيراً.

قلنا: وفي إسناده محمد بن إسحاق مدلس، وقد عنعن. وبنحوه رواه ابن ماجه (3907)، والطحاوي في "شرح المشكل"(2178)، وابن حبان (6042) من حديث عوف بن مالك. وهو حديث صحيح.

وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(895) من طريق إسرائيل بن يونس، عن أبي إسحاق السبيعي، عن أبي سلمة مرسلاً.

وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (6215).

وعن جابر، سلف برقم (14780).

وعن أنس عند الطبراني في "الأوسط"(3204)، وفي إسناده ضعف.

وانظر تتمة شواهده عند حديث ابن عمر.

قوله: "أُعرى" قال ابن الأثير في "النهاية" 3/ 226: أي: يصيبني البرد والرِّعدة من الخوف، يقال: عُري فهو معروٌّ. والعُرَوَاءُ: الرِّعدة.

وقوله: "لا أُزمَّل" أي: لا أُلَف بالثياب.

وقوله: "وليتفل" قد ورد بثلاثة ألفاظ في "المسند" وغيره: النفث والتفل والبصق. قال النووي في "شرح مسلم" 14/ 182: النفث نفخ لطيف بلا ريق. قال أبو عبيد: يشترط في التفل ريق يسير، ولا يكون في النفث، وقيل عكسه.

قال النووي 15/ 18: وأكثر الروايات -في الرؤيا-: فلينفث، ولعل المراد =

ص: 206

22526 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، سَمِعَهُ مِنْ أَبِي مُحَمَّدٍ، سَمِعَهُ مِنْ أَبِي قَتَادَةَ: أَصَابَ حِمَارَ وَحْشٍ - يَعْنِي: وَهُوَ مُحِلٌّ، وَهُمْ مُحْرِمُونَ -، فَسَأَلُوا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم؟ فَأَمَرَهُمْ بِأَكْلِهِ (1).

= بالجميع النفث، وهو نفخ لطيف بلا ريق، ويكون التفل والبصق محمولين عليه مجازاً.

قال القاضي: أمر به طرداً للشيطان الذي حضر الرؤيا المكروهة تحقيراً له واستقذاراً. انظر "الفتح" 12/ 371.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عُيينة الهلالي، وأبو محمد: هو نافع بن عباس -أو عياش- الأَقْرع مولى عَقِيلة الغِفارية، وكان يقال له: مولى أبي قتادة للزومه له.

وأخرجه عبد الرزاق (8338)، والحميدي (424)، والبخاري (1823)، ومسلم (1196)(56)، وأبو عوانة في الحج كما في "إتحاف المهرة" 4/ 164، والبيهقي 5/ 187، وابن عبد البر في "التمهيد" 21/ 151 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. والحديث عندهم مطوَّل ضمن قصة.

وتحرف "سفيان" في "إتحاف المهرة" إلى: "شعيب".

وسيأتي الحديث مطوَّلاً من طريق أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله برقم (22567)، ومن طريق عبد الله بن أبي سلمة مولى بني تميم برقم (22605)، ومن طريق سعد بن إبراهيم برقم (22624)، ثلاثتهم عن أبي محمد نافع الأقرع مولى أبي قتادة.

وأخرج الطحاوي 2/ 173 من طريق عمرو بن يحيى، عن عباد بن تميم، عن أبي قتادة: أنه كان على فرس وهو حلال، ورسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه محرمون، فبَصُرَ بحمار وحشٍ، فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعينوه، فحمل عليه، فصرع أتاناً، فأكلوا منه. وقوله:"فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعينوه" وهم من بعض رواته، فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يكن حاضراً للقصة كما في سائر روايات حديث أبي قتادة. =

ص: 207

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وسيأتي الحديث مطولاً أيضاً من طريق عبد الله بن أبي قتادة بالأرقام (22569) و (22574) و (22590) و (22603) و (22612)، ومن طريق عطاء بن يسار برقم (22568)، ومن طريق معبد بن كعب بن مالك برقم (22604)، ثلاثتهم عن أبي قتادة.

وفي الباب بقصة أبي قتادة نفسها عن أبي سعيد الخدري عند البزار (1101 - كشف الأستار)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 173، وابن حبان (3976)، وهو صحيح.

وعن جابر بن عبد الله وأبي هريرة عند ابن عبد البر في "التمهيد" 21/ 150 - 151، وإسناد حديث جابر صحيح، وأما إسناد حديث أبي هريرة، ففيه انقطاع، فإنه من رواية محمد بن المنكدر، عنه، وابن المنكدر لم يسمع أبا هريرة فيما قاله يحيى بن معين، وقال أبو زرعة الرازي: لم يلقه.

وفي باب أن لحم الصَّيد حلالٌ أَكْلُه للمُحرِم، إذا لم يَصِدْه هو، وصاده الحلالُ عن عُمير بن سَلَمةَ الضَّمْري، عن رجل من بَهْز، سلف في مسنده برقم (15744)، وفيه: أنه خرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد مكة، حتى إذا كانوا في بعض وادي الرَّوْحاء، وجد الناس حمار وَحْشٍ عَقِيراً، فذكروه للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال:"أقِرُّوه حتى يأتي صاحبه" فأتى البَهْزيُّ وكان صاحبَه، فقال: يا رسولَ الله: شَأنَكُم بهذا الحمار. فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر، فقسمه في الرِّفاق وهم مُحرِمون. وإسناده صحيح، وقد سلف في مسند عمير بن سلمة الضمري أيضاً برقم (15450).

وعن طلحة بن عبيد الله، سلف برقم (1383)، ولفظه: كنا مع طلحة بن عبيد الله ونحن حُرُمٌ، فأُهدي لنا طَيْرٌ، وطلحة راقد، فمنا من أكل، ومنا من تَوَرَّع، فلم يأكل، فلما استيقظ طلحة، وَفَّقَ من أكله، وقال: أكلناه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. وإسناده صحيح.

وعن جابر بن عبد الله سلف في مسنده برقم (14894)، ولفظه: "صيد =

ص: 208

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= البَرِّ لكم حلالٌ وأنتم حُرُمٌ، ما لم تَصِيدُوه، أو يُصَدْ لكم". وإسناده فيه اضطراب.

وإلى هذه الأحاديث ذهب طائفة من أهل العلم، فأجازوا للمُحرِم أَكلَ ما صاده الحلال من الصيد مما يَحِلُّ للحلال أكلُه، منهم: عطاء ومجاهد وسعيد بن جبير، وهو قول عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، والزُّبير بن العوام، وأبي هريرة، وبه قال أبو حنيفة وأصحابه.

وقالت طائفة أخرى: إن لحم الصيد مُحرَّمٌ على المُحرِمين على كلِّ حال، ولا يجوز لمُحرِم أكلُ لحم صيد البَتَّةَ، منهم: ابن عباس وعلي بن أبي طالب وابن عمر، وكره ذلك طاووس وجابر بن زيد، وروي عن الثوري والليث وإسحاق مثل ذلك. وحجة من ذهب هذا المذهب أحاديث، منها:

حديث ابن عباس، وقد سلف في مسنده برقم (2530)، ولفظه: قال أُهدي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عَجُزُ حمار -أو قال: رِجْل حمار- وهو مُحرِمٌ، فرَدَّه. وإسناده صحيح.

وحديث الصَّعْب بن جَثَّامة الليثي، سلف في مسنده برقم (16423) ولفظه: أن الصَّعْب بن جَثَّامة أَهْدى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بالأَبْواء أو بوَدَّان حماراً وحشيّاً، فردَّه عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رأى ما في وجهه قال:"إنا لم نَرُدَّ عليك إلا أنا حُرُمٌ". وإسناده صحيح وهو في "الصحيحين".

وحديث زيد بن أرقم، سلف في مسنده برقم (19271) ولفظه: أن زيد ابن أرقم قَدِمَ، فقال له ابن عباس يستذكره: كيف أخبرتني عن لحم أُهدِيَ للنبي صلى الله عليه وسلم وهو حرام؟ قال: نعم، أَهْدى له رجل عُضواً من لحم صيد، فردَّه، وقال:"إنا لا نأكلُه، إنا حُرُم"، وإسناده صحيح.

وحديث عائشة، سيأتي برقم (24128) و (25882)، ولفظه: أن النبي صلى الله عليه وسلم أُهدي له وَشِيقةُ ظَبْي وهو مُحرِمٌ، فرَدَّها. وهو صحيح إن ثبت سماع الحسن بن محمد بن علي من عائشة. =

ص: 209

22527 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُمَرَ (1) بْنِ كَثِيرِ بْنِ أَفْلَحَ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ (2)، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، قَالَ: بَارَزْتُ رَجُلًا يَوْمَ حُنَيْنٍ فَنَفَّلَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، سَلَبَهُ (3).

= وحديث علي بن أبي طالب، وسلف في مسنده برقم (783) وفيه: أن النبي أُتي بقائمة حمارِ وَحْش، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إنا قوم حُرُم، فأَطعموه أهل الحِلِّ"، وأُتي أيضاً ببيض النَّعام، فقال:"إنا قوم حُرُم، أطعموه أهل الحِلِّ". وإسناده ضعيف.

وقالت طائفة ثالثة: ما صاده الحلال للمحرم، أو من أجله، أو بأمره وإشارته، فلا يجوزُ له أكْلُه، وما لم يُصَدْ له، ولا من أَجْله، أو بأمره وإشارته، فلا بأس للمحرم بأكله، وهو الصحيح عن عثمان، وبه قال مالك، والشافعي، وأصحابهما، وأحمد، وإسحاق، وأبو ثور، وروي أيضاً عن عطاء، وحجتهم: أنه عليه تصح الأحاديث في هذا الباب، وأنها إذا حُمِلَت على ذلك لم تتضاد، ولم تتدافع، وعلى هذا يجب أن تحمل السنن، ولا يعارض بعضها ببعض ما وجد إلى استعمالها سبيل. انظر "التمهيد" 21/ 150 - 156، و"شرح معاني الآثار" 2/ 168 - 176، و"فتح الباري" 4/ 33 - 34.

(1)

تحرف في (م) إلى: عمرو.

(2)

قوله: عن أبي محمد سقط من (م).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، وأبو محمد: هو نافع بن عباس الأقرع مولى أبي قتادة.

وأخرجه عبد الرزاق (9476)، والحميدي (423)، وسعيد بن منصور (2695)، والدارمي (2485)، وابن ماجه (2837)، والترمذي (1562)، وأبو عوانة (6634)، و (6636)، والطحاوي 3/ 226 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد، ورواية أبي عوانة الأولى مطولة بنحو ما سيأتي برقم (22607).

ص: 210

22528 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، حَدَّثَتْنِي امْرَأَةُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، أَنَّ أَبَا قَتَادَةَ كَانَ يُصْغِي الْإِنَاءَ لِلْهِرِّ فَيَشْرَبُ، وَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَدَّثَنَا: " إِنَّهَا لَيْسَتْ بِنَجَسٍ، إِنَّهَا مِنَ الطَّوَّافِينَ وَالطَّوَّافَاتِ عَلَيْكُمْ "(1).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه على إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، فرواه سفيان بن عيينة وهشام بن عروة، فاضطربا فيه كما سيأتي بيانه، وجوَّده مالك بن أنس وحسين المُعلِّم وهمام بن يحيى، فقالوا: عن إسحاق بن عبد الله، عن حُميدة بنت عُبيد بن رفاعة، عن كَبْشة بنت كعب بن مالك وكانت تحت ابن أبي قتادة، عن أبي قتادة. وروي من وجوه أخرى كما سيأتي، فالحديث صحيح بطرقه.

وأخرجه عبد الرزاق (351)، والحميدي (430)، وأبو عبيد في "الطَّهور"(205)، وفي "غريب الحديث" 1/ 270 من طريق سفيان بن عيينة، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة. قال سفيان عند عبد الرزاق: عن إسحاق، عن امرأة، عن أمها وكانت عند أبي قتادة، عن أبي قتادة. وقال عند الحميدي: عن إسحاق، عن امرأة أظنها امرأة عبد الله بن أبي قتادة، عن أبي قتادة. وقال عند أبي عبيد: عن إسحاق، عن امرأة -هكذا مبهمة-، عن أبي قتادة.

وأخرجه عبد الرزاق (352)، وابن أبي شيبة 1/ 32 من طريق هشام بن عروة، وابن أبي شيبة 1/ 32 من طريق علي بن المبارك، وإسحاق بن راهويه في "مسنده" كما في "النكت الظراف" 9/ 272، وأبو يعلى الموصلي في "مسنده" كما في "التخليص الحبير" 1/ 41، والبيهقي 1/ 245 من طريق حسين المعلم، والبيهقي 1/ 245 من طريق همام بن يحيى، أربعتهم عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة. =

ص: 211

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= قال هشام بن عروة عند عبد الرزاق: عن إسحاق، عن امرأة، عن أمها وكانت تحت أبي قتادة، أن أمها أخبرتها، أن أبا قتادة

، وقال عند ابن أبي شيبة: عن إسحاق، عن امرأة عبد الله بن أبي قتادة، عن أبي قتادة، وتابعه على ذلك علي بن المبارك عند ابن أبي شيبة، أما حسين المعلم وهمام بن يحيى، فقالا: عن إسحاق بن عبد الله، عن امرأته أم يحيى، عن خالتها بنت كعب بن مالك، عن أبي قتادة. وتابعها مالك بن أنس كما سيأتي برقم (22580) و (22636) إلا أنه قال: عن إسحاق، عن حُميدة بنت عُبيد بن رِفاعة، عن كَبْشة بنت كعب بن مالك وكانت تحت ابن أبي قتادة، عن أبي قتادة. وحميدة بنت عُبيد: هي امرأة إسحاق كنيتها: أم يحيى، وكبشة بنت كعب: هي خالة حُميدة.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 19 من طريق قيس بن الربيع، عن كعب بن عبد الرحمن، عن جده أبي قتادة. وكعب هذا لم يرو عنه غير اثنين، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: يروي عن جده إن كان سمع منه، وقيس بن الربيع الأسدي ضعيف يعتبر به.

وأخرجه الدارقطني في "الأفراد" كما في "التلخيص الحبير" 1/ 41 - 42 من طريق الدراوردي، عن أَسِيد بن أبي أَسِيد، عن أبيه، عن أبي قتادة. وأبو أَسيد لا يُعرف.

وسيأتي الحديث من طريق عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه برقم (22637).

وأخرجه موقوفاً على أبي قتادة عبد الرزاق (346) و (347) و (348) و (349)، وأبو عبيد في "الطهور"(208)، وابن خزيمة (103)، والبيهقي 1/ 246 من طرق عن عكرمة مولى ابن عباس: أن أبا قتادة قَرَّب إناءً إلى الهِرِّ، فولغ فيه، ثم توضأ من فضله، وقال: إنها من متاع البيت. وبعضهم يختصره.

وأخرجه موقوفاً أيضاً ابن أبي شيبة 1/ 31 من طريق أبى قلابة عبد الله بن زيد الجرمي، عن أبي قتادة، مثل ذلك. =

ص: 212

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه موقوفاً أيضاً عبد الرزاق (350) من طريق إبراهيم بن محمد، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(2852) و (2853) من طريق ابن أبي ذئب، كلاهما عن صالح بن نَبْهان مولى التَّوْأَمَة، قال: سمعت أبا قتادة يقول: لا بأس بالوضوء من فضل الهرة، إنما هو من عيالي. هذا لفظه عند عبد الرزاق، ولفظه عند البغوي في الموضع الأول: قال: رأيت أبا قتادة يصغي الإناء إلى الهر، ثم يتوضأ منه. ولفظه في الموضع الثاني: كان أبو قتادة يقول: إنها ليست بنجس، يعني: الهر.

قال الدارقطني في "العلل" 6/ 163: ورفعه صحيح، ولعل من وقفه لم يسأل أبا قتادة: هل عنده عن النبي صلى الله عليه وسلم فيه أثر، أم لا؟ لأنهم حكوا فعل أبي قتادة حسب.

وفي الباب عن عائشة أم المؤمنين، أخرجه من طرق عنها عبد الرزاق (356)، وأبو عبيد في "الطهور"(207)، وإسحاق بن راهويه في مسند عائشة من "مسنده"(1003)، وأبو داود (76)، وابن ماجه (368)، والبزار (275 و 276 - كشف الأستار)، وابن خزيمة (102)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 19، وفي "شرح مشكل الآثار"(2651) و (2652) و (2653) و (2654)، والعقيلي في "الضعفاء" 2/ 141 و 142، وابن عدي في "الكامل" 7/ 2604، والطبراني في "الأوسط"(366)، والدارقطني في "السنن" 1/ 66 - 67 و 69 و 70، والحاكم 1/ 160، والبيهقي في "السنن" 1/ 246، والخطيب في "تاريخه" 9/ 146، وفي "موضح أوهام الجمع والتفريق" 2/ 66 و 192 - 193 و 193. وأسانيدها جميعاً ضعيفة.

وعن أنس بن مالك عند الطبراني في "الصغير"(634) وإسناده ضعيف أيضاً.

وقوله: فأَصْغى: أي أماله، ليسهل عليها الشرب.

وقوله: "بنَجَس" بفتح النون والجيم كما ضبطه غير واحد من أهل العلم، والنجس: النجاسة، وهو وصف بالمصدر يستوي فيه المذكر والمؤنث. =

ص: 213

22529 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، وَابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمُ الْمَسْجِدَ فَلْيُصَلِّ رَكْعَتَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَجْلِسَ "(1).

= وقوله: "من الطَوَّافين والطوَّافات": أي الذين يداخلونكم ويخالطونكم.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عثمان وابن عجلان فمن رجال مسلم. سفيان: هو ابن عيينة.

وأخرجه الحميدي (421)، وابن خزيمة (1825)، وأبو عوانة (1238) والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 370، وفي "شرح المشكل"(5713) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. والحديث عند الطحاوي من طريق عثمان وحده.

وأخرجه ابن المبارك في "مسنده"(68) ومن طريقه السبكي في "طبقات الشافعية" 4/ 93، وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 339، وابن خزيمة (1827) والدارقطني في "العلل" 6/ 145 من طريق يحيى بن سعيد القطان، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 371 من طريق بكر بن مضر، ثلاثتهم (ابن المبارك ويحيى وبكر) عن ابن عجلان وحده، به.

وأخرجه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" كما في "إتحاف المهرة" 4/ 155، وابن حبان (2499) من طريق هدبة بن خالد، والطحاوي في "شرح المشكل"(5715) من طريق أبي سلمة موسى بن إسماعيل، كلاهما عن همام، عن ابن عجلان وابن جريج، عن عامر، به. قلنا: وابن جريج لم يسمع هذا الحديث من عامر، وإنما حمل هدبةُ وأبو سلمة روايته على رواية ابن عجلان. وقد جاء الحديث عند ابن حبان عن الحسن بن سفيان من طريق ابن جريج وحده فأسقط الحسنُ رواية ابن عجلان، وأبقى على رواية ابن جريج، ولا يصح ذلك. فلم يثبت سماعُ ابن جريج من عامر في هذا الحديث، وإنما رواه عنه بالواسطة، فقد أخرجه ابن خزيمة (1827) من طريق أبي عاصم النبيل، =

ص: 214

22530 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْنَاهُ مِنْ دَاوُدَ بْنِ شَابُورَ، عَنْ أَبِي قَزْعَةَ، عَنْ أَبِي الْخَلِيلِ، عَنْ أَبِي حَرْمَلَةَ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، قَالَ:" صِيَامُ عَرَفَةَ يُكَفِّرُ السَّنَةَ وَالَّتِي تَلِيهَا، وَصِيَامُ عَاشُورَاءَ يُكَفِّرُ سَنَةً "(1).

قَالَ عَبْدُ اللهِ: قَالَ أَبِي: لَمْ يَرْفَعْهُ لَنَا سُفْيَانُ، وَهُوَ مَرْفُوعٌ.

• 22531 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (2)، حَدَّثَنَا بِهِ نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ (3)، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، فَقَالَ: عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم (4).

= عن ابن جريج، عن زياد بن سعد، عن عامر.

وسيتكرر برقم (22594) سنداً ومتناً.

وانظر (22523).

(1)

حديث صحيح، وسيأتي مرفوعاً في الحديث التالي، وهذا إسناد ضعيف لاضطرابه والاختلاف فيه كما سنبينه في الحديث التالي، ولجهالة أبي حرملة، ويقال: حرملة بن إياس الشيباني، ويقال: إياس بن حرملة. سفيان: هو ابن عيينة، وأبو قَزَعة: هو سُويد بن حُجير، وأبو الخليل: هو صالح بن أبي مريم الضُّبَعي.

(2)

وقع في (م) و (ظ 2) و (ق) زيادة: "حدثني أبي" على أنه من رواية أحمد بن حنبل، والصواب أنه من زيادات عبد الله بن أحمد على "مسند" أبيه كما جاء في (ظ 5) و"أطراف المسند" 7/ 43، و"جامع المسانيد" 5/ 487.

(3)

تحرف في (م) و (ظ 2) و (ق) إلى: "نصر، عن علي"، وصوبناه من (ظ 5) و"أطراف المسند" 7/ 43 و"جامع المسانيد" 5/ 487.

(4)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف كسابقه. نصر بن علي: هو الجَهْضمي.

وأخرجه الحميدي (429)، والنسائي في "الكبرى"(2803) عن محمد بن =

ص: 215

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= عبد الله بن يزيد المقرئ، والنسائي (2804) عن مسعود بن جويرية الموصلي والحسين بن عيسى وهارون بن عبد الله، والبيهقي 4/ 283 من طريق عبد الله ابن أيوب المخرمي، ستتهم (الحميدي ومحمد ومسعود والحسين وهارون وعبد الله) عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وليس في إسناده في مطبوع "مسند" الحميدي: أبو حرملة. ووقع في إسناد النسائي في الموضع الأول من

مطبوع "السنن الكبرى"، وكذا في "تحفة الأشراف" 9/ 243: عن قزعة بدل: عن أبي قزعة، وهو خطأ.

وأخرجه النسائي (2800) من طريق زائدة بن قدامة، و (2805) من طريق أبي الزبير محمد بن مسلم، عن أبي الخليل صالح بن أبي مريم، به.

ورواه قتادة بن دعامة السدوسي، عن أبي الخليل صالح بن أبي مريم، فاختلف عليه فيه: فقال همام بن يحيى عند النسائي (2806)(وتحرف في المطبوع همام إلى هشام)، وعند ابن سعد في "الطبقات" 7/ 277: عن قتادة، عن صالح أبي الخليل، عن حرملة بن إياس، عن أبي قتادة كما هي رواية أبي قزعة سويد بن حجير، عن أبي الخليل هنا. وقال الحكم بن هشام عند النسائي أيضاً (2802): عن قتادة، عن أبي الخليل، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه. ورواية الحكم بن هشام هذه شاذة، فإنه لم يتابعه أحد على ذكر عبد الله بن أبي قتادة في هذا الإسناد، فالخطأ فيه منه أو ممن دونه.

ورواه عطاء بن أبي رباح، عن أبي الخليل، فاختلف عليه فيه أيضاً كما سيأتي في الرواية رقم (22616) والتعليق عليها.

ورواه سفيان بن سعيد الثوري، عن منصور بن المعتمر، فاختلف عليه فيه أيضاً: فقال محمد بن يوسف الفريابي عند النسائي (2798): عن سفيان، عن منصور، عن أبي الخليل، عن حرملة بن إياس، عن أبي قتادة كما هي رواية أبي قزعة، عن أبي الخليل هنا. وقال أبو داود الحفري عند النسائي (2799)، والبيهقي 4/ 283، ومعاوية بن هشام عند النسائي (2799): عن سفيان، عن =

ص: 216

22532 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، وَابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَؤُمُّ النَّاسَ وَأُمَامَةُ بِنْتُ أَبِي الْعَاصِ - يَعْنِي: حَامِلُهَا - فَإِذَا رَكَعَ، وَضَعَهَا، وَإِذَا فَرَغَ مِنَ السُّجُودِ رَفَعَهَا (1).

= منصور، عن أبي الخليل، عن حرملة بن إياس، عن مولى لأبي قتادة، عن أبي قتادة. فذكرا مولى لأبي قتادة بين حرملة وأبي قتادة. وقال يحيى بن سعيد القطان وعبد الرزاق: عن سفيان، عن منصور، عن مجاهد، عن حرملة بن إياس، عن أبي قتادة. وستأتي روايتهما في "المسند" برقمي (22535) و (22588).

وأخرجه البيهقي 4/ 283 من طريق جرير بن عبد الحميد، عن منصور، عن أبي الخليل، عن حرملة بن إياس، عن أبي قتادة، أو عن مولى أبي قتادة، عن أبي قتادة. هكذا على الشك.

وأخرجه النسائي (2801) من طريق شريك بن عبد الله، عن منصور بن المعتمر، قال: ذهبت أنا ومجاهد إلى أبي الخليل، فذكر عن أبي قتادة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"صيام عرفة كفارة سنة قبله وسنة بعده" وشريك بن عبد الله النخعي سيئ الحفظ.

وسلف الحديث بإسناد صحيح من طريق عبد الله بن معبد الزِّمَّاني، عن أبي قتادة برقم (22517).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم من جهة عثمان بن أبي سليمان -وهو ابن جبير بن مُطعم المكي، وأما متابعه محمد بن عجلان، فقد روى له مسلم أيضاً لكن استشهاداً، وهو صدوق لا بأس به، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة.

وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/ 116 - 117، والحميدي (422)، ومسلم (543)(42)، والنسائي في "المجتبى" 2/ 95 - 96 و 3/ 10، وفي "الكبرى" =

ص: 217

22533 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ، فَلَا تَقُومُوا حَتَّى تَرَوْنِي "(1).

= (901) و (1128)، وابن خزيمة (868)، وأبو عوانة (1736)، والطبراني في "الكبير" 22/ (1068)، والبيهقي 2/ 263 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. والحديث عند الشافعي والنسائي والبيهقي في أحد موضعيه من طريق عثمان بن أبي سليمان وحده. وجاء عند الشافعي قوله: إذا سجد وضعها بدل قوله: إذا ركع.

وأخرجه الدارمي (1359)، وابن الجارود (214)، وأبو عوانة (1737)، وابن المنذر في "الأوسط" 3/ 277، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(5917)، والطبراني 22/ (1072) من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد، عن ابن عجلان وحده، به.

وسيأتي من طريق ابن عجلان وحده عن عامر بن عبد الله وسعيد بن أبي سعيد المقبري برقم (22645).

وانظر (22519).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن إبراهيم بن مِقْسَم المعروف بابن عُلَيَّة.

وأخرجه مسلم (604) من طريق إسماعيل ابن عُلية، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (604)(156)، والنسائي 2/ 81، والدولابي في "الكنى" 1/ 49، وابن خزيمة (1526)، وأبو عوانة (1336)، والطحاوي في "شرح المشكل"(4199)، والعقيلي في "الضعفاء" 1/ 198 - 199، وابن حبان في "صحيحه"(2222)، وفي الصلاة كما في "إتحاف المهرة" 4/ 126، والإسماعيلي في "مستخرجه" كما في "فتح الباري" 2/ 119، وأبو نعيم في "الحلية" 8/ 391، والخطيب البغدادي في "موضح أوهام الجمع والتفريق" =

ص: 218

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= 2/ 277 - 278 من طرق عن حجاج بن أبي عثمان الصوّاف، به. وقرن مسلم، والدولابي في أحد طريقيه، وابن خزيمة، وأبو نعيم بعبد الله بن أبي قتادة أبا سلمة بنَ عبد الرحمن بن عوف. وجاء في أحد طرق الحديث في "صحيح ابن خزيمة":"إذا أخذ المؤذن في الأذان" بدل: "إذا نودي للصلاة".

وأخرجه الشافعي في "السنن المأثورة"(158)، وعبد الرزاق (1932)، والحميدي (427) وابن أبي شيبة 1/ 405، وعبد بن حميد (189)، ومسلم (604)، وأبو داود (540)، والترمذي (592)، والنسائي 2/ 31، وأبو عوانة (1337) و (1338)، وابن المنذر في "الأوسط" 4/ 168، والطحاوي في "شرح المشكل"(4200) و (4201) و (4202)، وابن حبان في "صحيحه"(2223) وفي الصلاة كما في "إتحاف المهرة" 4/ 126، والبيهقي 2/ 20 - 21، والبغوي (440) من طريق معمر بن راشد، وأبو عوانة (1336)، والطحاوي (4199)، والطبراني في "الأوسط"(8522)، والخطيب في "موضح الأوهام" 2/ 277 - 278 من طريق أيوب بن أبي تميمة السختياني، وابن حبان في الصلاة كما في "إتحاف المهرة" 4/ 126 من طريق الأوزاعي، وأخرجه الإسماعيلي في "مستخرجه" كما في "فتح الباري" 2/ 121 من طريق الوليد بن مسلم، والطبراني في "الشاميين"(2858) من طريق مروان بن محمد الطّاطَري، كلاهما (الوليد ومروان) عن معاوية بن سلام الدمشقي، أربعتهم عن يحيى بن أبي كثير، به. وزاد معاوية بن سلام في حديثه:"وعليكم السكينة". وقد تابعه على هذه الزيادة علي بن المبارك الهنائي وشيبان بن عبد الرحمن النحوي، وستأتي روايتهما برقم (22649).

وأخرجه ابن خزيمة (1644) من طريق يحيى بن حسان التِّنِّيسي، عن معاوية بن سلام، عن يحيى بن أبي كثير، عن عبد الله بن أبي قتادة، أَن أَباه أَخبره، قال: بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ سمع جلبة، فقال:"ما شأنكم؟ " قالوا: يا رسول الله، استعجلنا إلى الصلاة، قال: "فلا تفعلوا، إذا أقيمت الصلاة، فلا تقوموا حتى تروني، وعليكم السكينة، فما أدركتم فصلوا، وما =

ص: 219

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= فاتكم فأتموا". هكذا رواه يحيى بن حسان التِّنِّيسي، عن معاوية بن سلام، خلط هذا الحديث بحديث آخر، وهو الآتي برقم (22608) من طريق شيبان بن عبد الرحمن النحوي، عن يحيى بن أبي كثير، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه، قال: بينما نحن نصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم إذ سمع جلبة رجال، فلما صلى دعاهم، فقال: "ما شأنكم" قالوا: يا رسول الله، استعجلنا إلى الصلاة. قال: "لا تفعلوا، إذا أتيتم الصلاة فعليكم بالسكينة، فما أدركتم فصلوا، وما سبقتم فأتموا". ولم يتابعه على ذلك أحد.

وسيتكرر الحديث برقم (22581).

وسيأتي عن يعلى بن عبيد الطنافسي، عن حجاج بن أبي عثمان برقم (22587).

وسيأتي من طريقين عن أبان العطار برقم (22596 م) و (22613)، ومن طريق همام بن يحيى برقم (22622)، ومن طرق عن هشام الدستوائي برقم (22633) و (22641)، ومن طريق علي بن مبارك وشيبان بن عبد الرحمن النحوي برقم (22649)، كلهم عن يحيى بن أبي كثير.

وفي الباب عن أنس بن مالك، أخرجه الطيالسي (2028)، وأحمد في "العلل" 1/ 265، والترمذي في "علله" 1/ 277، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4205)، والعقيلي في "الضعفاء" 1/ 198، والطبراني في "الأوسط"(9383) من طرق عن جرير بن حازم، عن ثابت البناني، عن أنس. وحديث أنس هذا غير محفوظ، أخطأ فيه جرير بن حازم، فهو إنما سمعه من حجاج الصواف، عن يحيى بن أبي كثير، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه في مجلس ثابت، فظن أنه سمعه من ثابت فيما قاله حماد بن زيد، وتبعه عليه الناس.

وفي الباب أيضاً عن جابر بن سمرة، عند الطبراني في "الأوسط"(1603)، و"الصغير"(44). وفي إسناده من لم نقع له على ترجمة.

وعن جابر بن عبد الله، عند عبد بن حميد (1008)، والترمذي (195) =

ص: 220

22534 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا شَرِبَ أَحَدُكُمْ، فَلَا يَتَنَفَّسْ فِي الْإِنَاءِ، وَإِذَا أَتَى الْخَلَاءَ، فَلَا يَمَسَّ ذَكَرَهُ بِيَمِينِهِ، وَإِذَا تَمَسَّحَ، فَلَا يَتَمَسَّحَنَّ بِيَمِينِهِ "(1).

22535 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ حَرْمَلَةَ بْنِ إِيَاسٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " صَوْمُ يَوْمِ عَرَفَةَ

= و (196)، والعقيلي 3/ 291، والطبراني في "الأوسط"(1973)، وابن عدي في "الكامل" 5/ 1974 و 7/ 2649، والسهمي في "تاريخ جرجان" ص 153 - 154، والحاكم 1/ 204. وإسناده ضعيف جداً.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن إبراهيم بن مِقْسَم المعروف بابن عُلَيّة. والدَّسْتُوائي: هو هشام بن أبي عبد الله.

وأخرجه تاماً ومقطعاً ابن أبي شيبة 8/ 217 - 218، والدارمي (673)، والبخاري (153)، ومسلم (267)(64)، والترمذي (1889)، والنسائي 1/ 25 و 43، وابن خزيمة (78)، وأبو عوانة (588) و (589) و (8206)، وابن الأعرابي في "معجمه"(12)، وابن حبان (5228)، والبيهقي 1/ 112، والبغوي (181) و (3034) من طرق عن هشام الدستوائي، بهذا الإسناد.

ولفظ أبي عوانة في الموضع الثالث وابن حبان: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يُعطي الرجل بشماله شيئاً، أو يأخذ بشماله، ونهى أن يتنفس الرجل في إنائه إذا شرب".

وسيأتي من طريق هشام الدستوائي برقم (22647).

وانظر (19419) و (22522).

ص: 221

يُكَفِّرُ سَنَتَيْنِ: مَاضِيَةً وَمُسْتَقْبَلَةً، وَصَوْمُ عَاشُورَاءَ يُكَفِّرُ سَنَةً مَاضِيَةً " (1).

22536 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدٍ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي هِنْدٍ -، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَلْحَلَةَ، عَنِ ابْنٍ لِكَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ بْنِ رِبْعِيٍّ، قَالَ: مُرَّ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِجِنَازَةٍ، قَالَ:" مُسْتَرِيحٌ وَمُسْتَرَاحٌ مِنْهُ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا الْمُسْتَرِيحُ وَالْمُسْتَرَاحُ مِنْهُ؟ قَالَ: " الْمُؤْمِنُ اسْتَرَاحَ مِنْ نَصَبِ الدُّنْيَا وَأَذَاهَا

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف سلف الكلام عليه في الرواية رقم (22530). يحيى بن سعيد: هو القَطَّان البصري، وسفيان: هو ابن سعيد الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر السُّلَمي، ومجاهد: هو ابن جَبْر المكي.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(2796) عن عبيد الله بن سعيد، عن يحيى ابن سعيد، بهذا الإسناد.

وسيأتي عن عبد الرزاق، عن سفيان الثوري برقم (22588).

وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات"(1816)، ومن طريقه الدارقطني في "العلل" 6/ 153 عن علي بن الجعد، عن سفيان الثوري، عن منصور، عن مجاهد، عن أبي قتادة. لم يذكر فيه حرملة بن إياس بين مجاهد وأبي قتادة، واقتصر على قوله:"صوم يوم عرفة كفارة سنتين: سنة قبلها، وسنة بعدها".

وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 131 من طريق حسان بن إبراهيم، وأبو القاسم البغوي (1817)، ومن طريقه الدارقطني في "العلل" 6/ 153 من طريق سفيان الثوري، كلاهما عن ليث بن أبي سليم، عن مجاهد، عن أبي الخليل صالح بن أبي مريم، عن أبي قتادة. وفي حديث حسان زيادة، واقتصر سفيان على قوله:"صوم يوم عرفة كفارة سنتين: سنة قبلها، وسنة بعدها". وفي إسناده ليث بن أبي سليم، وهو سيئ الحفظ.

ص: 222

إِلَى رَحْمَةِ اللهِ، وَالْفَاجِرُ اسْتَرَاحَ مِنْهُ الْعِبَادُ وَالْبِلَادُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ " (1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو ابن فَرُّوخ القطَّان، وابن كعب بن مالك: هو مَعْبَد بن كعب بن مالك الأنصاري السَّلَمي كما جاء مصرحاً باسمه في بعض مصادر تخريج الحديث، وفي الرواية الآتية برقم (22576).

وأخرجه البخاري (6513)، ومسلم (950)، وأبو يعلى في "مسنده الكبير"، والإسماعيلي وأبو نعيم في "مستخرجيهما" كما في "فتح الباري" 11/ 365 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد، ورواية البخاري مختصرة بلفظ:"مُسترِيح ومُستَراحٌ منه، المؤمِنُ يستريحُ". ووقع في إسناد البخاري برواية أبي زيد المروزي، وأبي ذر عن شيوخه الثلاثة الحَمُّويي والمستملي والكُشمِيهَني: عبد ربه بن سعيد بدل: عبد الله بن سعيد، قال أبو علي الجياني: عبد ربه بن سعيد وهم، والصواب المحفوظ: عبد الله بن سعيد، وكذا رواه ابن السكن عن الفِرَبري، فقال في روايته: عن عبد الله بن سعيد -وهو ابن أبي هند- والحديث محفوظ له، لا لعبد ربه. ووافقه ابن حجر في "فتح الباري" 11/ 365، وكذا هو عند كل من أخرجه من طريق يحيى بن سعيد القطان، وتابع يحيى على ذلك غير واحد كما سيأتي.

وأخرجه عبد بن حميد (193) عن صفوان بن عيسى، والإسماعيلي في "مستخرجه" كما في "الفتح" 11/ 365 من طريق عبد الرحمن بن محمد المحاربي، والبيهقي في "الشعب"(9264) من طريق علي بن إبراهيم، قالوا جميعاً: عن عبد الله بن سعيد، به.

وأخرجه النسائي 4/ 48، وابن حبان (3007) من طريق وهب بن كيسان، عن معبد بن كعب بن مالك، به. =

ص: 223

22537 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا غَيْلَانُ بْنُ جَرِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَعْبَدٍ الزِّمَّانِيِّ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ - قَالَ شُعْبَةُ: قُلْتُ لِغَيْلَانَ: الْأَنْصَارِيِّ؟ فَقَالَ: بِرَأْسِهِ، أَيْ: نَعَمْ - أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنْ صَوْمِهِ فَغَضِبَ، فَقَالَ عُمَرُ: رَضِيتُ - أَوْ قَالَ: رَضِينَا - بِاللهِ رَبًّا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، قَالَ: وَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا قَدْ قَالَ: وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا، وَبَيْعَتِنَا بَيْعَةً، قَالَ: فَقَامَ عُمَرُ أَوْ رَجُلٌ آخَرُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، رَجُلٌ صَامَ الْأَبَدَ؟ قَالَ:" لَا صَامَ وَلَا أَفْطَرَ أَوْ مَا صَامَ وَمَا أَفْطَرَ " قَالَ: صَوْمُ يَوْمَيْنِ وَإِفْطَارُ يَوْمٍ؟ قَالَ: " وَمَنْ يُطِيقُ ذَاكَ؟! " قَالَ: إِفْطَارُ يَوْمَيْنِ وَصَوْمُ يَوْمٍ؟ قَالَ: " لَيْتَ اللهَ عز وجل قَوَّانَا لِذَلِكَ " قَالَ: صَوْمُ يَوْمٍ وَإِفْطَارُ يَوْمٍ؟ قَالَ: " ذَاكَ صَوْمُ أَخِي دَاوُدَ " قَالَ: صَوْمُ الِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسِ؟ قَالَ: " ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ وَأُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ " قَالَ: " صَوْمُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَرَمَضَانَ إِلَى رَمَضَانَ صَوْمُ الدَّهْرِ وَإِفْطَارُهُ " قَالَ: صَوْمُ يَوْمِ عَرَفَةَ؟ قَالَ: " يُكَفِّرُ السَّنَةَ

= وسيأتي عن عبد الرزاق، عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند برقم (22592).

وسيأتي من طريق زهير بن محمد ومالك بن أنس، كلاهما عن محمد بن عمرو بن حَلْحَلة برقم (22576).

ومن طريق محمد بن إسحاق، عن معبد بن كعب بن مالك برقم (22576) أيضاً.

وقوله: "نَصَب الدنيا": النَّصَب: هو التَّعَب وزناً ومعنىً.

ص: 224

الْمَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ " قَالَ: صَوْمُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ؟ قَالَ: " يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ " (1).

22538 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ - يَعْنِي ابْنَ إِسْحَاقَ -، حَدَّثَنِي ابْنٌ لِكَعْبِ بْنِ مَالِكٍ

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، على وهمٍ وقع فيه سيأتي التنبيه عليه.

وأخرجه مسلم (1162)(197)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 77، وابن عبد البر في "التمهيد" 7/ 211، والبغوي في "شرح السنة"(1789) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد- وهو عندهم غير مسلم مختصرٌ.

قال مسلم بإثر روايته: وفي هذا الحديث من رواية شعبة "قال: وسُئل عن صوم يوم الاثنين والخميس" فسكتنا عن ذِكْر الخميس لما نُراه وهماً.

قلنا: لكن لم ينفرد به شعبة، فقد تابعه مهدي بن ميمون عن غيلان عند أبي داود فقط برقم (2426)، روي عنه على الصواب كما سيأتي عند المصنف برقم (22550)، وجمهور الرواة رووه بحذف الخميس على الصواب.

وأخرجه مطولاً ومختصراً مسلم (1162)(196) و (197)، وأبو داود (2425)، وابن ماجه (1713) و (1730) و (1738)، والترمذي (749) و (752) و (767)، والنسائي 4/ 208 - 209، وابن خزيمة (2087) و (2111) و (2126)، والطحاوي 2/ 77، وابن حبان (3632) و (3639)، والبيهقي 4/ 286، والبغوي (1790) من طرق عن غيلان بن جرير، به.

وانظر (22517) و (22541) و (22550) و (22582) و (22621) و (22650). وفي الباب مقطعاً عن عبد الله بن عمرو بن العاص، سلف برقم (6477) و (6527) و (6534) و (6766).

وعن أبي هريرة، سلف برقم (7577).

ص: 225

عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ عَلَى هَذَا الْمِنْبَرِ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِيَّاكُمْ وَكَثْرَةَ الْحَدِيثِ عَنِّي، مَنْ قَالَ عَلَيَّ، فَلَا يَقُولَنَّ إِلَّا حَقًّا - أَوْ صِدْقًا -، فَمَنْ قَالَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ "(1).

(1) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن إسحاق بن يَسَار، فقد أخرج له البخاري تعليقاً ومسلم متابعة وأصحاب السنن، وهو صدوق حسن الحديث، وقد اختلف عليه في تسمية ابن كعب بن مالك، فقيل: محمد، وقيل: معبد، وهو الأكثر، وصوَّبه الدارقطني في "العلل" 6/ 164. محمد بن عبيد: هو ابن أبي أميَّة الطَّنافسي.

وأخرجه ابن الجوزي في -مقدمة- "الموضوعات" 1/ 70 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه هناد في "الزهد"(1388)، والحاكم 1/ 111 من طريق محمد ابن عُبيد، به، ووقع في رواية الحاكم:"حدثني ابن كعب وغيره، عن أبي قتادة".

وأخرجه الدارمي (237) من طريق أحمد بن خالد الوَهْبي، والرامهرمزي في "المحدث الفاصل"(745) من طريق إسماعيل بن عياش، وابن أبي شيبة 8/ 761، ومن طريقه ابن ماجه (35) عن يحيى بن يعلى التيمي، والحاكم 1/ 111، وابن الجوزي في مقدمة "الموضوعات" 1/ 70 من طريق أبي شهاب عبد ربه بن نافع الحَنَّاط، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(414) من طريق يونس بن بُكَير، خمستهم عن محمد بن إسحاق، به. ووقع عندهم جميعاً غير ابن الجوزي تسميةُ ابن كعب بن مالك: معبداً، وليس عند الطحاوي قوله صلى الله عليه وسلم:"يا أيها الناس، إياكم وكثرة الحديث عني"، واقتصر الرامهرمزي عليها، وتحرف "معبد" في مطبوع "المحدث الفاصل" إلى:"سعيد".

وأخرجه الطحاوي في "شرح المشكل"(413) من طريق سلامة بن رَوْح، عن عُقيل بن خالد، عن معبد بن كعب بن مالك، عن أبي قتادة، إلا أنه قال: =

ص: 226

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= "بيتاً في النار" بدل: "مقعده في النار". وسلامة بن رَوْح الأيلي ضعيف يعتبر به.

وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/ 17، والبخاري في "الأدب المفرد"(904) من طريق أَسِيد بن أبي أَسيد، عن أمه، قالت: قلت لأبي قتادة: ما لك لا تحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما يُحدِّثُ عنه الناس؟ فقال أبو قتادة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من كذب عليَّ، فليُسَهِّل لجَنْبِه مَضْجَعاً من النار" وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك ويمسح الأَرض بيده. وإسناده ضعيف لجهالة أم أَسِيد ابن أبي أَسِيد البَرَّاد.

وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 1/ 17، والحاكم 1/ 111 - 112، وابن الجوزي في -مقدمة- "الموضوعات" 1/ 17 من طريق عَتاب بن محمد بن شوذب، عن كعب بن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، عن أبيه، قال: قلت لأبي قتادة: حدثني بشيء سمعتَه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: أخشى أن يَزِلَّ لساني بشيءٍ لم يَقُلْه رسول الله صلى الله عليه وسلم، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"إياكم وكثرةَ الحديث عني، من كذب عليَّ متعمداً، فليتبوَّأْ مَقْعَده من النار". وإسناده حسن في المتابعات والشواهد.

وسيأتي الحديث عن عفان بن مسلم، عن حماد بن سلمة، عن أبي محمد بن معبد بن أبي قتادة، عن ابن لكعب بن مالك، عن أبي قتادة برقم (22639). وفي آخره: قال عفان: وقد قال لي: محمد بن كعب.

وسيأتي أيضاً عن حسن بن موسى الأشيب، عن حماد بن سلمة، عن أبي محمد بن معبد بن أبي قتادة، عن عبد الله بن كعب بن مالك، عن أبي قتادة برقم (22640).

وقوله: "فمن قال علي مالم أقل، فليتبوأ مقعده من النار" قد تواترت بذلك الأخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم، انظر جملة منها عند حديث عبد الله بن عمرو السالف برقم (6478).

ص: 227

22539 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُسْمِعُنَا الْآيَةَ فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ أَحْيَانًا (1).

22540 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعُمَيْسِ، عَنْ عَامِرٍ - يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ - عَنِ الزُّرَقِيِّ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا جَلَسَ فِي الصَّلَاةِ وَضَعَ يَمِينَهُ عَلَى فَخِذِهِ الْيُمْنَى، وَأَشَارَ بِإِصْبَعِهِ (2).

22541 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ غَيْلَانَ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَعْبَدٍ الزِّمَّانِيِّ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيِّ: أَنَّ أَعْرَابِيًّا سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ صَوْمِهِ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: صَوْمُ الِاثْنَيْنِ؟ قَالَ: " ذَاكَ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وسيأتي مطولاً عن وكيع برقم (22648)، وانظر (22520).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو العُميس: هو عُتبة بن عبد الله ابن عتبة بن عبد الله بن مَسعود الهُذَلي، والزُّرقي: هو عَمرو بن سُليم بن خَلْدة.

وفي الباب عن نمير الخزاعي عند أبي داود (991)، والنسائي 3/ 39، وابن خزيمة (715) و (716)، والبيهقي 2/ 131.

وعن أبي حميد الساعدي، عند الترمذي (293).

وانظر حديث عبد الله بن عمر، السالف برقم (6000)، وذكرنا شاهدين آخرين عنده.

ص: 228

يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ، وَأُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ " (1).

22542 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، أَنَّ سَعِيدَ بْنَ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيَّ أَخْبَرَهُ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي قَتَادَةَ أَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَاهُ، كَانَ يُحَدِّثُ: أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ قُتِلْتُ فِي سَبِيلِ اللهِ صَابِرًا مُحْتَسِبًا مُقْبِلًا غَيْرَ مُدْبِرٍ كَفَّرَ اللهُ بِهِ خَطَايَايَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنْ قُتِلْتَ فِي سَبِيلِ اللهِ صَابِرًا مُحْتَسِبًا مُقْبِلًا غَيْرَ مُدْبِرٍ كَفَّرَ اللهُ بِهِ خَطَايَاكَ "

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. سعيد: هو ابن أبي عروبة.

وأخرجه ابن خزيمة (2117) عن محمد بن بشار بندار، عن محمد بن جعفر، حدثنا عبد الأعلى، حدثنا سعيد، بهذا الإسناد- وقال فيه:"يوم ولدتُ فيه، ويوم أموت فيه"!

وفيه وهم في إسناده وآخر في متنه، ففي الإسناد أدخل بين محمد بن جعفر وسعيد عبدَ الأعلى -وهو ابن عبد الأعلى-، ومحمد وعبد الأعلى أقران، ولا يعرف لأحدهما رواية عن الآخر. وأما في المتن فقد وقع فيه:"ويوم أموت فيه" وهو غير محفوظ في الحديث، ولم يقع هذا إلا عند ابن خزيمة، والله تعالى أعلم.

وأخرجه الحاكم 2/ 602 من طريق عبد الوهاب بن عطاء، عن سعيد بن أبي عروبة، به، كرواية المصنف.

وأخرجه ابن حبان (3642) من طريق يزيد بن زريع، عن سعيد، به- وذكر فيه حروفاً أخرى من الحديث الطويل غير التي ذكرها المصنف.

وأخرج من الحديث قصة فضيلة صوم يوم عرفة ويوم عاشوراء: ابنُ حبان (3631) من طريق يزيد بن زريع، عن سعيد، به.

وانظر (22517) و (22537).

ص: 229

ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَبِثَ مَا شَاءَ اللهُ، ثُمَّ سَأَلَهُ الرَّجُلُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنْ قُتِلْتُ فِي سَبِيلِ اللهِ مُقْبِلًا غَيْرَ مُدْبِرٍ كَفَّرَ اللهُ عَنِّي خَطَايَايَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنْ قُتِلْتَ فِي سَبِيلِ اللهِ مُقْبِلًا غَيْرَ مُدْبِرٍ كَفَّرَ اللهُ عَنْكَ خَطَايَاكَ إِلَّا الدَّيْنَ، كَذَلِكَ قَالَ لِي جِبْرِيلُ "(1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو الأنصاري.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 372 و 5/ 310، ومسلم (1885)(117)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1873)، وأبو عوانة (7364)، والبيهقي 5/ 355 و 9/ 25، وابن عبد البر في "الاستذكار"(20136 م) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وهو عند ابن أبي شيبة وابن أبي عاصم وابن عبد البر مختصر بذكر السؤال مرة واحدة.

وأخرجه بنحوه مالك 2/ 461، ومن طريقه الشافعي في "السنن المأثورة"(682)، وابن أبي عاصم (1874)، والنسائي 6/ 34، وأبو عوانة (7367)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(82) و (3655) و (3656)، وابن حبان (4654)، والبغوي في "تفسيره" 1/ 266، وفي "شرح السنة"(2144)، وأخرجه أبو عوانة (7365) من طريق أبي إسحاق الفزاري، وأبو عوانة أيضاً (7366) من طريق أبي بدر شجاع بن الوليد السَّكوني، ثلاثتهم عن يحيى بن سعيد الأنصاري، به.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(1875) من طريق حماد بن سلمة، عن يحيى بن سعيد الأنصاري والزبير أبي خالد، عن سعيد المقبري، عن أبي قتادة ليس فيه ابن أبي قتادة. وأشار إليه الدارقطني في "العلل" 6/ 134 - 135.

وأخرجه بنحوه الطيالسي في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة المهرة"(5845)، وعبد بن حميد في "المنتخب"(192)، والدارمي (2412)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1872)، وأبو عوانة في الجهاد كما في =

ص: 230

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= "إتحاف المهرة" 4/ 140، والخطيب في "الفصل للوصل المدرج في النقل" 2/ 794، وابن عبد البر في "التمهيد" 23/ 232 من طريق محمد بن عبد الرحمن ابن أبي ذئب، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، به.

وأخرجه بنحوه الشافعي في "السنن المأثورة"(681)، والحميدي (425)، وأبو عوانة (7363)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(83) و (3657)، من طريق محمد بن عجلان، عن محمد بن قيس، عن عبد الله بن أبي قتادة، به.

وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه"(2553)، ومن طريقه مسلم (1885)(118)، والخطيب في "الفصل للوصل" 2/ 792 - 793 عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن محمد بن قيس، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وابن عجلان، عن محمد بن قيس، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد سقط من "صحيح مسلم" في رواية عمرو بن دينار قوله:"عن النبي صلى الله عليه وسلم" فصار ظاهره أن عمرو بن دينار وابن عجلان يرويانه جميعاً عن محمد بن قيس، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه متصلاً، والمحفوظ في رواية سفيان: عن عمرو بن دينار، عن محمد بن قيس مرسلاً، كما في "سنن سعيد"، ويؤيده أن الحميدي رواه في "مسنده"(426) عن سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن محمد بن قيس مرسلاً.

وأخرجه النسائي 6/ 35 عن عبد الجبار بن العلاء، عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن محمد بن قيس، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبي قتادة مرفوعاً. قال حمزة الكناني صاحب النسائي -كما في "تحفة الأشراف" 9/ 250 - : هذا الحديث خطأ، وإنما رواه الثقات عن ابن عيينة، عن عمرو، عن محمد بن قيس، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً.

وسيأتي الحديث برقم (22585)، ومكرراً برقم (22626).

وأخرجه النسائي 6/ 33 - 34 من طريق أبي عاصم النبيل، عن محمد بن عجلان، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة مرفوعاً. وأشار الدارقطني في "العلل" إلى أن عباد بن إسحاق تابع ابن عجلان على هذا الإسناد، وقال: =

ص: 231

22543 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِجِنَازَةٍ لِيُصَلِّيَ عَلَيْهَا، فَقَالَ:" أَعَلَيْهِ دَيْنٌ؟ " قَالُوا: نَعَمْ، دِينَارَانِ. قَالَ:" أَتَرَكَ لَهُمَا وَفَاءً؟ " قَالُوا: لَا. قَالَ: " صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ ". قَالَ أَبُو قَتَادَةَ: هُمَا عَلَيَّ يَا رَسُولَ اللهِ. فَصَلَّى عَلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم (1).

= وهما فيه. وقال الترمذي عقب الحديث (1712): وهذا (يعني حديث أبي قتادة) أصح من حديث سعيد المقبري عن أبي هريرة.

وفي الباب عن جابر بن عبد الله، سلف برقم (14490)، وانظر تتمة شواهده هناك.

(1)

حديث صحيح بطرقه وشواهده، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة بن وقاص الليثي-، فهو صدوق حسن الحديث، وقد توبع، لكن وقع في رواية بكير بن عبد الله بن الأشج الآتية في تخريج الحديث: أن عبد الله بن أبي قتادة لم يسمعه من أبيه، وإنما حدثه به من لا يَتَّهِمُه من أهله، عن أبيه.

وأخرجه عبد بن حميد (190)، وابن حبان (3058) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق (15258)، والطبراني في "الأوسط"(2512) من طريق عبد الله بن عمر، عن أبي النضر بن سالم بن أبي أمية، عن ابن أبي قتادة، عن أبيه. وفيه: عبد الله بن عمر العُمَري، وهو ضعيف. ولم يذكرا في روايتيهما قوله:"أترك لهما وفاءً؟ ". وجاء عند عبد الرزاق قوله: نعم، عليه بضعة عشر درهماً، بدل قوله: نعم، ديناران. وهذه الجملة ليست عند الطبراني. وليس في رواية الطبراني تسميةُ الرَّجلِ الذي تَحمَّلَ دَيْنَ الميت.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4147) من طريق عمرو بن =

ص: 232

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الحارث، و (4148) من طريق الليث بن سعد، كلاهما عن بكير بن عبد الله ابن الأَشجِّ، عن عبد الله بن أبي قتادة، أنه قال: سمعت من أهلي من لا أتَّهِم يحدث: أن رجلاً توفي على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه ديناران، فأبى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصلِّي عليه حتى تحمَّل بهما أبو قتادة. هذا لفظ حديث الليث، ولفظ حديث عمرو بن الحارث: أن عبد الله بن أبي قتادة حدث بكير بن عبد الله: أن رجلاً من نجران سأله وهو عند نافع بن جبير، فقال: أرأيت الحديث الذي ذكر لنا في الرجل الذي كان عليه دين ديناران، فدُعِيَ إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأبى أن يصلي عليه، فتحمل بهما أبو قتادة: هل سمعت أباك ذكر ذلك؟ قلت: لا، ولكن قد حدثنيه من أهلي من لا أتَّهُمه.

وأخرجه ابن حبان (3059) من طريق محمد بن بشر، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي قتادة. وهذه متابعة قوية لعبد الله بن أبي قتادة إن كان محمد بن عمرو الليثي قد حفظه، فإنه صدوق حسن الحديث كما ذكرنا، ويكون له فيه إسنادان، والله أعلم.

وسيأتي الحديث عن يعلى بن عبيد، عن محمد بن عمرو برقم (22586).

ومن طريق عثمان بن عبد الله بن مَوْهَب، عن عبد الله بن أبي قتادة بالأرقام (22572) و (22573) و (22657).

ويشهد له حديث سَلَمةَ بن الأَكْوع السالف في "المسند" برقم (16510) و (16527)، وهو في "صحيح البخاري".

وحديث جابر بن عبد الله السالف في "المسند" أيضاً برقم (14159) و (14536)، وهو صحيح.

وحديث أسماء بنت يزيد عند يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/ 448، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4144)، والطبراني في "الكبير" 24/ (466)، وفي "الشاميين"(1424). وإسناده حسن.

وحديث أبي أمامة الباهلي عند أحمد بن منيع في "مسنده" كما في "المطالب العالية"(1545)، وأبي يعلى في "مسنده الكبير" كما في "المطالب =

ص: 233

22544 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مَعْبَدِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِيَّاكُمْ وَكَثْرَةَ الْحَلِفِ فِي الْبَيْعِ، فَإِنَّهُ يُنَفِّقُ ثُمَّ يَمْحَقُ "(1).

= العالية" أيضاً (1546)، والطبراني في "الكبير" (7506) و (7508)، وفي "الشاميين" (685) و (689) و (700) و (2058). وهو حديث حسن، ولم يقع في بعض رواياته تسمية الرجل الذي تكفَّل بسداد دَيْن الميت، ووقع في الموضع الأول من "معجم الطبراني الكبير" سقط يستدرك من غيره من مصادر تخريج الحديث.

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف في مسنده برقم (7899)، وهو في "الصحيحين".

وعن أنس بن مالك عند أبي بكر بن أبي شيبة في "مسنده" كما في "المطالب العالية"(1548). وإسناده ضعيف، فيه صدقة بن عيسى الحنفي، وهو ضعيف.

وعن ابن عمر عند الطبراني في "الأوسط"(3493). وإسناده ضعيف.

قلنا: وتَرْكُ النبي صلى الله عليه وسلم الصلاةَ على من مات وعليه دَيْنٌ ولم يترك وفاءً لدَيْنه، إنما كان في أول الأمر كما جاء في حديث أبي هريرة وجابر بن عبد الله المشار إليهما آنفاً؛ وذلك تشديداً وتغليظاً لأمر الدَّيْن، فلما فتح الله عز وجل على رسوله صلى الله عليه وسلم الفتوح، قال:"أنا أَوْلى بالمؤمنين من أنفسهم، فمن ترك دَيْناً فعليَّ، ومن ترك مالاً فلورثته".

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن إسحاق، فهو صدوق حسن الحديث، وقد صرَّح بالسماع في الرواية التالية، فانتفت شبهة تدليسه، ثم هو قد توبع.

وأخرجه ابن أبي شيبة 7/ 20، والطبري في "تهذيب الآثار"(121) من =

ص: 234

22545 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مَعْبَدُ بْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا قَتَادَةَ السَّلَمِيَّ، يُحَدِّثُ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" إِيَّاكُمْ وَكَثْرَةَ الْحَلِفِ فِي الْبَيْعِ، فَإِنَّهُ يُنَفِّقُ ثُمَّ يَمْحَقُ "(1).

22546 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ، فَقَالَ:

= طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن ماجه (2209) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى وإسماعيل بن عياش، والخطيب في "تاريخ بغداد" 8/ 476 من طريق زياد ابن عبد الله البكائي، ثلاثتهم عن محمد بن إسحاق، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 7/ 20، ومسلم (1607)، والنسائي 7/ 246، والبيهقي في "السنن الكبرى" 5/ 265، وفي "الآداب"(962) من طريق الوليد بن كثير المخزومي، والطبري في "تهذيب الآثار"(120) من طريق عُقيل بن خالد كلاهما عن معبد بن كعب بن مالك، به.

وسيأتي برقم (22545) و (22571) من طريق ابن إسحاق.

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7207)، ولفظه:"اليمين الكاذبة منفقة للسلعة ممحقة للكسب" وإسناده صحيح.

قوله: "فإنه ينفق" أي: الحلف الكاذب كما جاء صريحاً في حديث أبي هريرة المذكور، وينفِّق بتشديد الفاء، أي: يروِّج السلعة.

"يمحق" بوزن يمنع: يمحو البركة.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه من أجل محمد بن إسحاق.

وانظر ما قبله.

ص: 235

" إِنَّكُمْ إِنْ لَا تُدْرِكُوا الْمَاءَ غَدًا، تَعْطَشُوا " وَانْطَلَقَ سَرَعَانُ النَّاسِ يُرِيدُونَ الْمَاءَ، وَلَزِمْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَمَالَتْ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَاحِلَتُهُ، فَنَعَسَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَدَعَمْتُهُ، فَادَّعَمَ، ثُمَّ مَالَ حَتَّى كَادَ أَنْ يَنْجَفِلَ عَنْ رَاحِلَتِهِ، فَدَعَمْتُهُ، فَانْتَبَهَ، فَقَالَ:" مَنِ الرَّجُلُ؟ " قُلْتُ: أَبُو قَتَادَةَ. قَالَ: " مُذْ كَمْ كَانَ مَسِيرُكَ؟ " قُلْتُ: مُنْذُ اللَّيْلَةِ. قَالَ: " حَفِظَكَ اللهُ كَمَا حَفِظْتَ رَسُولَهُ " ثُمَّ قَالَ: " لَوْ عَرَّسْنَا " فَمَالَ إِلَى شَجَرَةٍ، فَنَزَلَ، فَقَالَ:" انْظُرْ هَلْ تَرَى أَحَدًا؟ " قُلْتُ: هَذَا رَاكِبٌ، هَذَانِ رَاكِبَانِ - حَتَّى بَلَغَ سَبْعَةً -، فَقَالَ:" احْفَظُوا عَلَيْنَا صَلَاتَنَا " فَنِمْنَا، فَمَا أَيْقَظَنَا إِلَّا حَرُّ الشَّمْسِ، فَانْتَبَهْنَا، فَرَكِبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَسَارَ، وَسِرْنَا هُنَيَّةً (1)، ثُمَّ نَزَلَ، فَقَالَ:" أَمَعَكُمْ مَاءٌ؟ " قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، مَعِي مِيضَأَةٌ فِيهَا شَيْءٌ مِنْ مَاءٍ، قَالَ:" ائْتِ بِهَا " فَأَتَيْتُهُ بِهَا، فَقَالَ:" مُسُّوا مِنْهَا، مُسُّوا مِنْهَا " فَتَوَضَّأَ الْقَوْمُ، وَبَقِيَتْ جُرْعَةٌ: فَقَالَ: " ازْدَهِرْ بِهَا يَا أَبَا قَتَادَةَ، فَإِنَّهُ سَيَكُونُ لَهَا نَبَأٌ ".

ثُمَّ أَذَّنَ بِلَالٌ، وَصَلَّوْا الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْفَجْرِ، ثُمَّ صَلَّوْا الْفَجْرَ، ثُمَّ رَكِبَ وَرَكِبْنَا، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: فَرَّطْنَا فِي صَلَاتِنَا. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا تَقُولُونَ؟ إِنْ كَانَ أَمْرَ دُنْيَاكُمْ، فَشَأْنُكُمْ، وَإِنْ

(1) كذا في (ظ 5)، وفي (م) و (ق):"هُنَيْهَة"، وكلاهما بمعنى القليلِ من الزمان، وهُنَيَّة: تصغير هَنَة على القياس، وهُنَيْهة: على إبدال الهاء من الياء في هُنَيَّة.

ص: 236

كَانَ أَمْرَ دِينِكُمْ، فَإِلَيَّ " قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، فَرَّطْنَا فِي صَلَاتِنَا. فَقَالَ:" لَا تَفْرِيطَ فِي النَّوْمِ، إِنَّمَا التَّفْرِيطُ فِي الْيَقَظَةِ، فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ، فَصَلُّوهَا، وَمِنَ الْغَدِ وَقْتَهَا ".

ثُمَّ قَالَ: " ظُنُّوا بِالْقَوْمِ " قَالُوا: إِنَّكَ قُلْتَ بِالْأَمْسِ: " إِنْ لَا تُدْرِكُوا الْمَاءَ غَدًا، تَعْطَشُوا " فَالنَّاسُ بِالْمَاءِ. فَقَالَ: " أَصْبَحَ النَّاسُ وَقَدْ فَقَدُوا نَبِيَّهُمْ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ (1): إِنَّ رَسُولَ اللهِ بِالْمَاءِ. وَفِي الْقَوْمِ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، فَقَالَا: أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَكُنْ لِيَسْبِقَكُمْ إِلَى الْمَاءِ وَيُخَلِّفَكُمْ. وَإِنْ يُطِعِ النَّاسُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ، يَرْشُدُوا " قَالَهَا ثَلَاثًا.

فَلَمَّا اشْتَدَّتِ الظَّهِيرَةُ، رَفَعَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلَكْنَا عَطَشًا (2)، تَقَطَّعَتِ الْأَعْنَاقُ، فَقَالَ:" لَا هُلْكَ عَلَيْكُمْ " ثُمَّ قَالَ: " يَا أَبَا قَتَادَةَ، ائْتِ بِالْمِيضَأَةِ " فَأَتَيْتُهُ بِهَا، فَقَالَ:" احْلِلْ لِي غُمَرِي - يَعْنِي: قَدَحَهُ - " فَحَلَلْتُهُ، فَأَتَيْتُهُ بِهِ، فَجَعَلَ يَصُبُّ فِيهِ، وَيَسْقِي النَّاسَ، فَازْدَحَمَ النَّاسُ عَلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَحْسِنُوا الْمَلَأَ، فَكُلُّكُمْ سَيَصْدُرُ عَنْ رِيٍّ " فَشَرِبَ الْقَوْمُ حَتَّى لَمْ يَبْقَ غَيْرِي وَغَيْرُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَصَبَّ لِي، فَقَالَ:" اشْرَبْ يَا أَبَا قَتَادَةَ " قَالَ: قُلْتُ: اشْرَبْ أَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ:" إِنَّ سَاقِيَ الْقَوْمِ آخِرُهُمْ " فَشَرِبْتُ وَشَرِبَ

(1) وقع في (م): "فقال بعضهم لبعض".

(2)

في (ظ 5): "عطشنا".

ص: 237

بَعْدِي، وَبَقِيَ فِي الْمِيضَأَةِ نَحْوٌ مِمَّا كَانَ فِيهَا، وَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَلَاثُ مِئَةٍ.

قَالَ عَبْدُ اللهِ: فَسَمِعَنِي عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ وَأَنَا أُحَدِّثُ هَذَا الْحَدِيثَ فِي الْمَسْجِدِ الْجَامِعِ، فَقَالَ: مَنِ الرَّجُلُ؟ قُلْتُ: أَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ رَبَاحٍ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: الْقَوْمُ أَعْلَمُ بِحَدِيثِهِمْ، انْظُرْ كَيْفَ تُحَدِّثُ. فَإِنِّي أَحَدُ السَّبْعَةِ تِلْكَ اللَّيْلَةَ. فَلَمَّا فَرَغْتُ، قَالَ: مَا كُنْتُ أَحْسِبُ أَنَّ أَحَدًا يَحْفَظُ هَذَا الْحَدِيثَ غَيْرِي (1).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة وعبد الله بن رباح، فهما من رجال مسلم. ثابت: هو ابن أسلم البُناني.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 401، وفي "شرح مشكل الآثار"(3981) والدارقطني 1/ 386، وأبو نعيم في "تثبيت الإمامة"(60)، والبيهقي في "الدلائل" 6/ 132 - 133، و"الاعتقاد" ص 277 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وبعضهم يرويه مختصراً، وبعضهم لم يسق لفظه، وعند الطحاوي: أن القصة كانت في غَزْوةٍ، أو في سَرِيَّة.

وأخرجه بنحوه مطولاً ومختصراً الدارمي (2135)، وأبو داود (437) و (5228)، وابن خزيمة (410)، وابن حبان (6901)، والبيهقي في "المدخل"(60)، والخطيب في "الفقيه والمتفقه" 1/ 126، والبغوي في "شرح السنة"(439) من طرق عن حماد بن سلمة، به.

وسيأتي الحديث عن إبراهيم بن الحجاج، عن حماد بن سلمة برقم (22547).

وأخرجه بنحوه مطولاً ومختصراً ابن سعد 1/ 180 - 182، وابن أبي شيبة 8/ 231 - 232، والدارمي (2135)، ومسلم (681)، وأبو داود (441)، والفريابي في "دلائل النبوة"(30)، والنسائي في "المجتبى" 1/ 294، وفي "الكبرى"(1583)، وابن الجارود (153)، وأبو عوانة (2101)، وأبو القاسم =

ص: 238

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= البغوي في "الجعديات"(3194)، وابن المنذر في "الأوسط" 2/ 328 و 413، والطحاوي 1/ 165، وأبو بكر الدينوري في "المجالسة"(165)، وابن حبان (1460)، وأبو الشيخ في "الأمثال"(181)، والدارقطني في "السنن" 1/ 386، والبيهقي في "السنن" 1/ 376 و 404، وفي "دلائل النبوة" 4/ 282 - 285، وابن عبد البر في "التمهيد" 8/ 74 - 75 و 75، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" في ترجمة عبد الله بن رباح الأنصاري ص 290 - 291 من طريق سليمان بن المغيرة، وابن ماجه (698)، والترمذي (177)، والنسائي في "المجتبى" 1/ 294، وفي "الكبرى"(1582)، وابن خزيمة (989)، والطحاوي 1/ 466، وابن حزم في "المحلى" 3/ 15 و 23 - 24 من طريق حماد بن زيد، والدارقطني 1/ 386 من طريق حماد بن واقد، ثلاثتهم عن ثابت البناني، به. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.

وسيأتي مختصراً من طريق حماد بن زيد برقم (22577)، ومن طريق شعبة بن الحجاج برقم (22631)، كلاهما عن ثابت البناني.

وأخرجه بنحوه مطولاً ومختصراً أبو داود (438)، والطبراني في "الأحاديث الطوال" 25/ (53)، وابن حزم في "المحلى" 3/ 18 - 19، والبيهقي في "السنن" 2/ 216 - 217 من طريق خالد بن سُمَير، وأبو الشيخ في "الأمثال"(182) من طريق علي بن زيد، وأبو الشيخ (186)، والدارقطني في "العلل" 6/ 157 من طريق خالد الحذاء، ثلاثتهم عن عبد الله بن رباح، به. وقال خالد بن سُمير في حديثه:"فمن أدرك منكم صلاة الغداة من غد صالحاً، فليقض معها مثلها" وقوله: "فليقض معها مثلها" وهمٌ منه لم يتابعه عليه أحد، والروايات الصحيحة لهذا الحديث جاءت بلفظ:"فإذا كان ذلك، فصلوها، ومن الغد وَقْتَها"، وبلفظ:"فإذا كان ذلك، فليصلها حين يَنْتبهُ لها، فإذا كان من الغد، فليصلها عند وَقْتِها" والمراد منه فيما قاله غير واحد من أهل العلم: أن وقت صلاة الفجر لم يتحول إلى ما بعد طلوع الشمس بسبب نومهم، وقضائهم لها بعد الطلوع، فإذا كان الغد، صَلَّوْا صلاة الصبح في وقتها المعتاد =

ص: 239

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وليس معناه أنه أمرهم بقضاء الفائتة مرتين: مرة في الحال، ومرة في الغد.

فمن فاتته صلاة فقضاها، لا يتغير وقتها ويتحول وقتها في المستقبل، بل يبقى كما كان، فإذا كان الغد، صلى صلاة الغد في وقتها المعتاد.

وذهب بعضهم إلى أن ظاهر الحديث: إعادة المقضية مرتين: عند ذكرها، وعند حضور مثلها في الوقت الآتي، قال الخطابي: ويشبه أن يكون الأمر فيه للاستحباب؛ ليحوز فضيلة الوقت في القضاء. لكن رده ابن حجر في "الفتح" 2/ 71 بأنه لم يقل باستحباب ذلك أحد من السلف، بل عدّوه غلطاً من راويه.

وذهب بعضهم إلى أن ذلك منسوخ، قال الخطيب البغدادي: والأمر بإعادة الصلاة المنسية بعد قضائها حال الذكر من غد ذلك الوقت منسوخ؛ لإجماع المسلمين أن ذلك غير واجب ولا مستحب. والله أعلم.

وسيأتي مطولاً ومختصراً من طريق بكر بن عبد الله المزني بالأرقام (22546 م) و (22548) و (22599) و (22600) و (22632)، ومطولاً من طريق قتادة برقم (22575)، كلاهما عن عبد الله بن رباح الأنصاري.

وأخرجه الطبراني في "الصغير"(1194) عن عبدة بنت عبد الرحمن بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيها عبد الرحمن، عن أبيه مصعب، عن أبيه ثابت، عن أبيه عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه أبي قتادة: أنه حرس النبيَّ صلى الله عليه وسلم ليلة بدر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اللهم احفظ أبا قتادة كما حفظ نبيَّك هذه الليلة". وفيه مجاهيل.

وسيأتي الحديث مختصراً من طريق الحصين بن عبد الرحمن، عن عبد الله ابن أبي قتادة، عن أبيه برقم (22611).

وفي الباب عن أنس بن مالك، عند ابن عدي في "الكامل" 3/ 1238، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/ 134 - 135. وإسناده ضعيف.

وقصة تَعْريس النبي صلى الله عليه وسلم، والنومِ عن صلاة الفجر، وقضائها بعد ارتفاع الشمس، رواها جماعة من الصحابة، انظر أحاديثهم في حديث عبد الله بن مسعود السالف برقم (6357)، وبعضها في "الصحيحين". =

ص: 240

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وفي باب الأذان للصلاة الفائتة عن عمران بن حصين، سلف برقم (19964)، وهو صحيح.

وفي باب قوله صلى الله عليه وسلم: "إن كان أمر دنياكم فشأنكم، وإن كان أمر دينكم فإليَّ" عن أنس بن مالك، سلف برقم (12544)، وإسناده صحيح على شرط مسلم، وانظر شواهده هناك.

وفي باب قوله صلى الله عليه وسلم: "ساقي القوم آخرهم" عن عبد الله بن أبي أوفى، سلف برقم (19121)، وإسناده ضعيف.

وعن المغيرة بن شعبة عند القضاعي في "مسند الشهاب"(87)، والطبراني في "الأوسط"(1196)، وإسناده ضعيف.

وعن أنس بن مالك عند أبي الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" ص 224، والبغوي في "شرح السنة"(3056)، وإسناده ضعيف.

وعن عبد الله بن مسعود عند أبي نعيم في "تاريخ أصبهان" 2/ 15، وإسناده ضعيف.

وعن أبي هريرة عند أبي الشيخ في "الأمثال"(185) وإسناده ضعيف.

وقوله: سَرَعان الناس، بفتحتين: أوائلهم الذين يسارعون إلى الأمر.

وقوله: فدعمته، أي: أقمت مَيْله، وصرت تحته كالدِّعامة تحت البناء.

وقوله: ينجفل، أي: يسقط.

وقوله: "لو عَرَّسنا": من التَّعْريس، وهو نزول المسافر آخر الليل.

وقوله: مِيضَأة، بكسر الميم، وبعد الضاد همزةٌ، يمد ويقصر: هي الإناء الذي يُتوضَّأُ به.

قوله: "ازدهر بها"، أي: احتفظ بها، واجعلها في بالِك، والدال فيه منقلبة عن تاء الافتعال.

وقوله: "ظُنُّوا القوم": أمر من الظن، أي: خَمِّنُوا في حالهم.

وقوله: "أحسنوا المَلأَ": المَلأُ: الخُلُق والعِشْرة، يقال: ما أحسنَ مَلأَ فلان! أي: خلقه وعشرته.

ص: 241

22546 م- قَالَ حَمَّادٌ (1): وَحَدَّثَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِمِثْلِهِ، وَزَادَ: قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا عَرَّسَ وَعَلَيْهِ لَيْلٌ، تَوَسَّدَ يَمِينَهُ، وَإِذَا عَرَّسَ الصُّبْحَ، وَضَعَ رَأْسَهُ عَلَى كَفِّهِ الْيُمْنَى، وَأَقَامَ سَاعِدَهُ (2).

(1) القائل هو يزيد بن هارون كما في الإسناد السابق.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد -وهو ابن سلمة- وعبد الله بن رباح، فهما من رجال مسلم. حميد الطويل: هو ابن أبي حُميد.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 401، وفي "شرح مشكل الآثار" بإثر الحديث (3981)، والحاكم 1/ 445، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/ 134 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. ولم يذكر الطحاوي الزيادة في هيئة اضطجاع النبي صلى الله عليه وسلم إذا عَرَّسَ من الليل أو قبيل الصبح، واقتصر الحاكم عليها.

وأخرجه مسلم (683)، والترمذي في "الشمائل"(257)، وابن الأثير في "أسد الغابة" 6/ 250 من طريق سليمان بن حرب، عن حماد بن سلمة، به. واقتصروا على الزيادة في اضطجاعه صلى الله عليه وسلم عند التعريس ليلاً أو قبل الصبح.

وأخرجه الفريابي في "دلائل النبوة"(28)، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد"(2503) من طريق مبارك بن فضالة، عن بكر بن عبد الله، به. وليس عند الفريابي الزيادة المذكورة آنفاً، واقتصر اللالكائي على قوله صلى الله عليه وسلم:"إن يطع الناس أبا بكر وعمر، يرشدوا". ورواية مبارك بن فضالة ستأتي مختصرة أيضاً برقم (22599) و (22600).

وسيأتي الحديث مختصراً بالزيادة المذكورة عن عبد الصمد بن عبد الوارث، عن حماد بن سلمة برقم (22632). =

ص: 242

• 22547 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، نَحْوَهُ (1).

• 22548 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم نَحْوَهُ (2).

= وسيأتي الحديث أيضاً عن إبراهيم بن الحجاج، عن حماد بن سلمة برقم (22548).

وانظر ما قبله.

(1)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير إبراهيم بن الحجاج -وهو السَّامي-، فقد روى له النسائي، وهو ثقة.

وأخرجه ابن حبان (5338)، وأبو الشيخ في "الأمثال"(183)، وأبو نعيم في "الدلائل"(315) من طريق إبراهيم بن الحجاج، بهذا الإسناد. واقتصر ابن حبان وأبو الشيخ على قوله صلى الله عليه وسلم:"ساقي القوم آخرهم"، وقرنا بحماد بن سلمة حماد بن زيد، وستأتي رواية حماد بن زيد برقم (22577)، وساق أبو نعيم لفظه بأخصر من الرواية السالفة برقم (22546)، وقال في آخره: قال إبراهيم بن الحجاج في حديثه: والقوم يومئذ سبع مئة.

قلنا: وهو وهم منه، والصواب: ثلاث مئة كما هي رواية غيره عن حماد بن سلمة.

(2)

إسناده صحيح كسابقه. إبراهيم: هو ابن الحجاج السَّامي، وحماد: هو ابن سلمة، وحميد: هو ابن أبي حميد الطويل. وأخرجه الفريابي في "دلائل النبوة"(29)، وابن حبان (6438) من طريق إبراهيم بن الحجاج، بهذا الإسناد. واقتصر ابن حبان في روايته على هيئة اضطجاع النبي صلى الله عليه وسلم عند التعريس من الليل أو الصبح.

وقد سلف الحديث عن يزيد بن هارون، عن حماد بن سلمة =

ص: 243

22549 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: كُنَّا مَعَ أَبِي قَتَادَةَ عَلَى ظَهْرِ بَيْتِنَا، فَرَأَى كَوْكَبًا انْقَضَّ فَنَظَرُوا إِلَيْهِ، فَقَالَ أَبُو قَتَادَةَ: إِنَّا قَدْ نُهِينَا أَنْ نُتْبِعَهُ أَبْصَارَنَا (1).

22550 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ غَيْلَانَ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَعْبَدٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ صَوْمِ يَوْمِ الْإِثْنَيْنِ، فَقَالَ:" فِيهِ وُلِدْتُ وَفِيهِ أُنْزِلَ عَلَيَّ "(2).

22551 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ، عَنْ

= برقم (22546 م).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشام: هو ابن حسان القردوسي، ومحمد: هو ابن سيرين.

وأخرجه عبد الرزاق (20007)، ومن طريقه الحاكم في "المستدرك" 4/ 286 عن معمر، عن أيوب السختياني، عن محمد بن سيرين، بهذا الإسناد. وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه.

قال السندي: قوله: "انقض" من الانقضاض، أي: سقط.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه مسلم (1162)(197)، والنسائي في "الكبرى"(2777) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (2426) عن موسى بن إسماعيل، والبيهقي 4/ 286 من طريق أبي داود الطيالسي، كلاهما عن مهدي بن ميمون، به. ووقع في رواية موسى بن إسماعيل:"أرأيت صوم يوم الاثنين والخميس؟ " بزيادة ذِكْر الخميس فيه، وهو وهم كما سلف التنبيه عليه عند الرواية (22537).

ص: 244

خَالِدِ بْنِ سُمَيْرٍ (1) قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ رَبَاحٍ فَوَجَدْتُهُ قَدْ اجْتَمَعَ إِلَيْهِ نَاسٌ مِنَ النَّاسِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو قَتَادَةَ فَارِسُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَيْشَ الْأُمَرَاءِ وَقَالَ: " عَلَيْكُمْ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ، فَإِنْ أُصِيبَ زَيْدٌ، فجَعْفَرٌ، فَإِنْ أُصِيبَ جَعْفَرٌ، فعَبْدُ اللهِ بْنُ رَوَاحَةَ الْأَنْصَارِيُّ " فَوَثَبَ جَعْفَرٌ، فَقَالَ: بِأَبِي أَنْتَ يَا نَبِيَّ اللهِ وَأُمِّي، مَا كُنْتُ أَرْهَبُ أَنْ تَسْتَعْمِلَ عَلَيَّ زَيْدًا، قَالَ:" امْضُوا فَإِنَّكَ لَا تَدْرِي أَيُّ ذَلِكَ خَيْرٌ " قَالَ: فَانْطَلَقَ الْجَيْشُ فَلَبِثُوا مَا شَاءَ اللهُ، ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَعِدَ الْمِنْبَرَ وَأَمَرَ أَنْ يُنَادَى: الصَّلَاةُ جَامِعَةٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" نَابَ خَبرٌ - أَوْ ثَابَ خَبَرٌ، شَكَّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ - أَلَا أُخْبِرُكُمْ عَنْ جَيْشِكُمْ هَذَا الْغَازِي، إِنَّهُمْ انْطَلَقُوا حَتَّى لَقُوا الْعَدُوَّ، فَأُصِيبَ زَيْدٌ شَهِيدًا، فَاسْتَغْفِرُوا لَهُ " فَاسْتَغْفَرَ لَهُ النَّاسُ " ثُمَّ أَخَذَ اللِّوَاءَ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَشَدَّ عَلَى الْقَوْمِ حَتَّى قُتِلَ شَهِيدًا، أَشْهَدُ لَهُ بِالشَّهَادَةِ، فَاسْتَغْفِرُوا لَهُ، ثُمَّ أَخَذَ اللِّوَاءَ عَبْدُ اللهِ بْنُ رَوَاحَةَ، فَأَثْبَتَ قَدَمَيْهِ حَتَّى أُصِيبَ شَهِيدًا، فَاسْتَغْفِرُوا لَهُ، ثُمَّ أَخَذَ اللِّوَاءَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ وَلَمْ يَكُنْ مِنَ الْأُمَرَاءِ، هُوَ أَمَّرَ نَفْسَهُ " فَرَفَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أُصْبُعَيْهِ (2)، وَقَالَ: " اللهُمَّ هُوَ سَيْفٌ مِنْ

(1) تصحف في (م) إلى: شمير.

(2)

كذا في (م) والنسخ الخطية وسنن النسائي، ووقع في ابن حبان:"ضَبْعَيْه" بمعنى عضديه، وفي "شرح المشكل": يديه، وكلاهما بمعنى، وإليه نميل.

ص: 245

سُيُوفِكَ، فَانْصُرْهُ - وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ مَرَّةً: فَانْتَصِرْ بِهِ " فَيَوْمَئِذٍ سُمِّيَ خَالِدٌ سَيْفَ اللهِ، ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " انْفِرُوا فَأَمِدُّوا إِخْوَانَكُمْ وَلَا يَتَخَلَّفَنَّ أَحَدٌ " فَنَفَرَ النَّاسُ فِي حَرٍّ شَدِيدٍ مُشَاةً وَرُكْبَانًا (1).

22552 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ - يَعْنِي ابْنَ رُفَيْعٍ - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَسُبُّوا الدَّهْرَ، فَإِنَّ اللهَ هُوَ الدَّهْرُ "(2).

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد جيد من أجل خالد بن سُمير، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(8249) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن سعد 3/ 46 - 47، وابن أبي شيبة 14/ 512، والدارمي (2448)، والنسائي (8159) و (8282)، والطحاوي في "شرح المشكل"(5170)، وابن حبان (7048)، والبيهقي في "الدلائل" 4/ 367 - 368 من طرق عن الأسود بن شيبان، به. ورواية ابن أبي شيبة مطولة جداً، وفيها زيادة، ورواية الدارمي مختصرة جداً من أوله، ورواية ابن سعد مختصرة أيضاً.

وسيأتي مكرراً (22566).

وفي الباب عن عبد الله بن جعفر سلف برقم (1750).

قوله: "ناب خبر" بالنون، أي: نزل.

"أو ثاب" بالمثلثة، أي: رجع خبر، والمعنى: وصل خبرُهم.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري. =

ص: 246

22553 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَخْرِ حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ، أَنَّ يَحْيَى بْنَ النَّضْرِ حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، أَنَّهُ حَضَرَ ذَلِكَ قَالَ: أَتَى عَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ قَاتَلْتُ فِي سَبِيلِ اللهِ حَتَّى أُقْتَلَ أَمْشِي بِرِجْلِي هَذِهِ صَحِيحَةً فِي الْجَنَّةِ - وَكَانَتْ رِجْلُهُ عرْجَاءَ - فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" نَعَمْ " فَقَتَلُوهُ (1) يَوْمَ أُحُدٍ هُوَ وَابْنُ أَخِيهِ وَمَوْلًى لَهُمْ، فَمَرَّ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:" كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْكَ تَمْشِي بِرِجْلِكَ هَذِهِ صَحِيحَةً فِي الْجَنَّةِ ". فَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِهِمَا وَبِمَوْلَاهُمَا فَجُعِلُوا فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ (2).

= وأخرجه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(7201) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد بن حميد (197)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(920) من طريق أبي نعيم، وأحمد بن منيع في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(7199) عن أبي أحمد الزبيري، كلاهما عن سفيان الثوري، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(7198) عن جرير بن عبد الحميد، عن عبد العزيز بن رُفَيع، به.

وأخرجه ابن عدي 6/ 2066 من طريق قيس بن الربيع، عن عائذ بن نصيب، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه.

وسيأتي (22653).

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7245) ونقلنا هناك عن الخطابي، أن معناه: أن الله سبحانه هو صاحب الدهرِ ومُدبِّرُ الأمور التي تنسبونها إلى الدهر.

(1)

في (م) و (ق) و (ظ 2): فقتلوا، والمثبت من (ظ 5).

(2)

إسناده حسن من أجل حميد بن زياد، وهو -وإن كان من رجال مسلم- =

ص: 247

22554 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ شَهِدَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى عَلَى مَيِّتٍ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: " اللهُمَّ اغْفِرْ لِحَيِّنَا وَمَيِّتِنَا، وَشَاهِدِنَا وَغَائِبِنَا، وَصَغِيرِنَا وَكَبِيرِنَا وَذَكَرِنَا وَأُنْثَانَا ".

قَالَ يَحْيَى: وَزَادَ فِيهِ أَبُو سَلَمَةَ " اللهُمَّ مَنْ أَحْيَيْتَهُ مِنَّا فَأَحْيِهِ عَلَى الْإِسْلَامِ، وَمَنْ تَوَفَّيْتَهُ مِنَّا، فَتَوَفَّهُ عَلَى الْإِيمَانِ "(1).

= فيه كلام ينزله عن رتبة الصحيح، وله بعض الأوهام، ومن أوهامه في هذا الحديث قوله: ابن أخيه والصواب أنه ابن عمه من بعيد، وهو عبد الله بن عمرو بن حرام الأنصاري، وعمرو بن الجموح: هو ابن زيد بن حرام الأنصاري، والوهم الثاني الذي وقع فيه هو ذكره لدفن المولى معهما في قبر واحد ولم يتابعه عليه أحد، فالذي في الصحيح أنهما دفنا معاً دون المولى (انظر البخاري 1351)، وعليه أهل السير والمغازي كابن إسحاق ومالك والواقدي. انظر دلائل النبوة للبيهقي 3/ 291 و 293، و"تاريخ المدينة" لعمر ابن شبة 1/ 128 وباقي رجال الإسناد ثقات. أبو عبد الرحمن المقرئ: هو عبد الله بن يزيد المكي، وحيوة: هو ابن شريح بن صفوان المصري.

وأخرجه ابن شبة في "تاريخ المدينة" 1/ 128 - 129 عن هارون بن معروف، عن عبد الله بن وهب، عن حيوة بن شريح، بهذا الإسناد.

(1)

إسناد الموصول منهما رجاله ثقات رجال الشيخين، لكن قد اختلف فيه على يحيى بن أبي كثير كما بيَّناه عند حديث أبي هريرة السالف برقم (8809)، وكذلك سلف الكلام على المرسل منهما هناك.

وسلف برقم (17546)، وسيأتي برقم (22619) عن عفان بن مسلم، عن همام.

وسيأتي برقم (22620) من طريق أبي إبراهيم، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

ص: 248

22555 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا دُعِيَ لِجِنَازَةٍ سَأَلَ عَنْهَا، فَإِنْ أُثْنِيَ عَلَيْهَا خَيْرٌ قَامَ فَصَلَّى عَلَيْهَا، وَإِنْ أُثْنِيَ عَلَيْهَا غَيْرُ ذَلِكَ، قَالَ لِأَهْلِهَا:" شَأْنُكُمْ بِهَا " وَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهَا (1).

22556 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ (2).

22557 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي قَتَادَةَ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.

وأخرجه عبد بن حميد (196)، وابن حبان (3057) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد.

وأخرجه الحاكم 1/ 364 من طريق أسد بن موسى وسليمان بن داود كلاهما عن إبراهيم بن سعد، به. وانظر ما بعده.

قوله: "أُثني عليها خيرٌ" كذا هو في (م) والأصول برفع "خير" على أنه نائب فاعل لـ "أُثني" وفي المصادر التي خرجت الحديث: "خيراً" بالنصب، ويوجَّه بأنه أقيم الجار والمجرور مقام المفعول الأول، فيكون هو نائب الفاعل، وخيراً: مقام المفعول الثاني. وقال ابن مالك: "خيراً" صفة لمصدر محذوف، وأقيمت مقامه فنصبت لأن "أُثني" مسند إلى الجار والمجرور، والتفاوت بين الإسناد إلى المصدر والإسناد إلى الجار والمجرور قليل.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين كسابقه. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم الليثي.

وانظر ما قبله.

ص: 249

عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ قَعَدَ عَلَى فِرَاشِ مُغِيبَةٍ قَيَّضَ اللهُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُعْبَانًا "(1).

22558 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَسِيدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ تَرَكَ الْجُمُعَةَ ثَلَاثَ مِرَاتٍ مِنْ غَيْرِ ضَرُورَةٍ طُبِعَ عَلَى قَلْبِهِ "(2).

(1) إسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة -وهو عبد الله-، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. أبو سعيد مولى بني هاشم: هو عبد الرحمن بن عبد الله ابن عبيد. وابن أبي قتادة: هو عبد الله كما جاء مسمّى في روايتي الطبراني.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(3278)، وفي "الأوسط"(3237) من طريق عبد الله بن يوسف وشعيب بن يحيى كلاهما عن عبد الله بن لهيعة، بهذا الإسناد.

وسيأتي (22562).

قال السندي: قوله: "على فراش مغيبة" اسم فاعل من أغابت المرأة: إذا غاب عنها زوجها، والمراد أنه غاب عن منزلها، سواء كان في بلدها أو لا.

"قيض" بالتشديد، أي: قرن معه.

وفي باب النهي عن الدخول على المغيبات عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6595).

وعن جابر بن عبد الله، سلف برقم (14324).

وعن عمرو بن العاص، سلف برقم (17761).

وبنحوه عن عقبة بن عامر، سلف برقم (17347).

(2)

صحيح لغيره، عبد العزيز بن محمد -وهو الدراوردي، وإن كان حسن الحديث- قد خالفه ثقتان: محمد بن زهير (*) التميمي وابن أبي ذئب، =

(*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: بل هو (زهير بن محمد) التميمي الخرساني كما في حديث رقم (14559) في مسند جابر رضي الله عنه 23/ 422، الذي أحال عليه المحقق، وكما في كتب الرجال

ص: 250

22559 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ عَفَّانُ فِي حَدِيثِهِ: أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْخَطْمِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ نَفَّسَ عَنْ غَرِيمِهِ، أَوْ مَحَا عَنْهُ، كَانَ فِي ظِلِّ الْعَرْشِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "(1).

= فروياه عن أسيد -وهو ابن أبي أسيد البراد- عن عبد الله بن أبي قتادة، عن جابر بن عبد الله كما سلف في "مسنده" برقم (14559)، وهو المحفوظ، وإليه أشار أبو حاتم الرازي في "العلل" لابنه 1/ 203.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3184) من طريق يحيى بن صالح، والحاكم 2/ 488 من طريق يعقوب بن محمد الزُّهري، كلاهما عن عبد العزيز الدراوردي، بهذا الإسناد. ووقع في إسناد الحاكم خطأ صوَّبناه من "إتحاف المهرة" 4/ 130.

(1)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي جعفر الخطمي -وهو عُمير بن يزيد بن عمير الأنصاري- فمن رجال أصحاب السنن، وهو ثقة. يونس: هو ابن محمد بن مسلم المؤدِّب، وعفان: هو ابن مسلم الصَّفَّار.

وأخرجه ابن أبي شيبة 7/ 12 و 250 من طريق يونس بن محمد وحده، بهذا الإسناد.

وأخرجه الدارمي (2589)، والبيهقي في "الشعب"(11259)، والبغوي في "شرح السنة"(2143) من طريق عفان بن مسلم وحده، به.

وأخرجه أحمد بن منيع في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(3942) من طريق الحسن بن موسى، وعبد بن حميد (195) من طريق محمد بن الفضل، كلاهما عن حماد بن سلمة، به. وفيه عندهما قصة وستأتي برقم (22623).

وأخرجه مسلم (1563) وابن أبي الدنيا في "قضاء الحوائج"(98)، والبيهقي 5/ 357 من طريق حماد بن زيد، ومسلم (1563) من طريق جرير بن حازم، كلاهما عن أيوب، عن يحيى بن أبي كثير، عن عبد الله بن أبي قتادة، =

ص: 251

22560 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى وَمُوسَى بْنُ دَاوُدَ، قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ: أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَبُولُ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ.

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ - يَعْنِي ابْنَ الطَّبَّاعِ - مِثْلَهُ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو قَتَادَةَ (1).

= عن أبيه بلفظ: "من سَرَّه أن ينجيَه الله من كرب يوم القيامة، فلينفس عن مُعسر، أو يضع عنه" وفيه القصة أيضاً.

وأخرجه بنحوه الطبراني في "الكبير"(3277) من طريق عبد العزيز بن داود، عن أبي هلال، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس، عن أبي قتادة.

وأخرجه أبو حاتم الرازي في "العلل" لابنه 1/ 387 - 388، والطبراني في "الأوسط"(4589) من طريق هشام بن عمار، حدثنا إسماعيل بن عياش، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي قتادة- قال في "العلل":"عن أبي قتادة، عن جابر"، وقال في "الأوسط":"عن أبي قتادة وجابر بن عبد الله". وقال أبو حاتم الرازي بإثره: هذا حديث باطل كذب، قد أدخل على هشام.

وفي الباب عن أبي اليسر، سلف برقم (15520) و (15521)، وذكرت شواهده هناك.

قوله: "من نَفَّس" بتشديد الفاء، أي: فرَّج عنه همه بالتأخير في الأجل، ولهذا عطف عليه قوله:"أو محا عنه"، أي: كل الدَّيْن أو بعضه. قاله السندي.

(1)

إسناده ضعيف من أجل ابن لهيعة -وهو عبد الله-، وصح من غير هذا الطريق عن جابر بن عبد الله من حديثه كما يأتي.

وأخرجه الترمذي (10) عن قتيبة بن سعيد، والطحاوي في "شرح معاني =

ص: 252

22561 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ. وَيَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ. قَالَ حَسَنٌ فِي حَدِيثِهِ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" خَيْرُ الْخَيْلِ الْأَدْهَمُ الْأَقْرَحُ الْأَرْثَمُ المُحَجَّلُ ثَّلَاثٍ (1) مُطْلَقُ الْيَمِينِ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ أَدْهَمَ فَكُمَيْتٌ عَلَى هَذِهِ الشِّيَةِ "(2).

= الآثار" 4/ 234 من طريق أسد بن موسى، كلاهما عن عبد الله بن لهيعة، بهذا الإسناد.

وسلف الحديث بسند حسن برقم (14872) من طريق أبان بن صالح، عن مجاهد، عن جابر رأى النبي صلى الله عليه وسلم فذكره. قال الترمذي: وحديث جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم أصَحُّ من حديث ابن لهيعة، وابن لهيعة ضعيفٌ عند أهل الحديث.

(1)

في (م): محجل الثلاث.

(2)

حديث حسن، عبد الله بن لهيعة -وإن كان سيئ الحفظ- قد رواه عنه ابن المبارك، وروايته عنه مقبولة عند بعض أهل العلم، ثم إن ابن لهيعة قد توبع، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه الدارمي (2428) من طريق الوليد بن مسلم، والطيالسي (604)، والترمذي (1696) من طريق عبد الله بن المبارك، كلاهما عن عبد الله بن لهيعة، بهذا الإسناد. وسقط من إسناد الطيالسي يزيد بن أبي حبيب.

وأخرجه ابن ماجه (2789)، والترمذي (1697)، والرامَهُرْمُزي في "الأمثال"(123)، والحاكم 2/ 92، والبيهقي 6/ 330 من طريق يحيى بن أيوب، عن يزيد بن أبي حبيب، به.

وأخرجه ابن حبان (4676) من طريق يحيى ين أيوب، عن يزيد بن أبي =

ص: 253

22562 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ قَعَدَ عَلَى فِرَاشِ مُغِيبَةٍ بُعِثَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُعْبَانٌ "(1).

= حبيب، عن عُلَي بن رباح، عن عقبة بن عامر أو أبي قتادة. ووقع عنده وحده أن قوله: "فإن لم يكن أدهم فكُميت

إلخ" من قول يزيد بن أبي حبيب.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (809)، والحاكم 2/ 92، والبيهقي 6/ 330 من طريق عُبيد بن الصباح، عن موسى بن عُلي بن رباح، عن أبيه، عن عقبة بن عامر، مرفوعاً بلفظ:"إذا أردت أن تغزو، فاشتر فرساً أغر مُحجلاً، مطلق اليمنى، فإنك تسلم وتغنم". قلنا: وعُبيد بن الصباح ضعيف.

وأخرجه مرسلاً ابن أبي شيبة 12/ 224 - 225 عن الفضل بن دكين، عن موسى بن عُلي، قال: سمعت أبي يحدث أن رجلاً أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إني أريد أن أقيد أو ابتاع فرساً

فذكره نحوه مختصراً. ورجح أبو حاتم كما في "العلل" لابنه 1/ 304 هذه الرواية المرسلة في حديث موسى بن عُلي.

وفي الباب عن أبي وهب الجُشَمي، سلف برقم (19032)، وإسناده ضعيف.

قال السندي: قوله: "الأدهم"، أي: الأسود.

"الأقرح": هو ما كان في جبهته قرحة -بالضم- وهو بياض يسير دون الغُرة.

"الأرثم" براء ومثلثة: هو الذي أنفه أبيض وشفته العليا.

"المحجل" اسم مفعول من التحجيل بتقديم المهملة على الجيم: هو الذي في قوائمه بياض.

"مطلق اليمين" أي: مطلقها ليس فيها تحجيل.

"فكميت" بضم الكاف مصغر: هو الذي لونه بين السواد والحمرة، يستوي فيه المذكر والمؤنث.

"على هذه الشِّية" بكسر الشين: هو اللون المخالف لغالب اللون.

(1)

إسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة. وقد سلف عن أبي سعيد مولى بني =

ص: 254

22563 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا أَبَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي بِنَا فَيَقْرَأُ فِي الْعَصْرِ وَالظُّهْرِ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ بِسُورَتَيْنِ وَأُمِّ الْكِتَابِ، وَكَانَ يُسْمِعُنَا الْأَحْيَانَ الْآيَةَ، وَيَقْرَأُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُخْرَيَيْنِ (1) بِأُمِّ الْكِتَابِ، وَكَانَ يُطِيلُ أَوَّلَ رَكْعَةٍ مِنْ صَلَاةِ الْفَجْرِ، وَأَوَّلَ رَكْعَةٍ مِنْ صَلَاةِ الظُّهْرِ (2).

22564 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةَ مِنَ اللهِ، وَالْحُلْمَ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِذَا حَلَمَ أَحَدُكُمْ حُلْمًا يَخَافُهُ، فَلْيَبْصُقْ عَنْ شِمَالِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، وَلْيَتَعَوَّذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِنَّهَا لَا تَضُرُّهُ "(3).

= هاشم، عن ابن لهيعة برقم (22557).

(1)

في (م) و (ق) و (ظ 2): الأخيرتين.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم. أبان -وهو ابن يزيد العطار- من رجاله، وباقي رجال الإسناد ثقات من رجال الشيخين. يونس: هو ابن محمد المؤدِّب.

وأخرجه النسائي 2/ 165، ومن طريقه ابن عبد البر في "التمهيد" 20/ 195 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4622) من طريق حبان بن هلال، كلاهما عن أبان بن يزيد، بهذا الإسناد. ولم يذكر ابن مهدي صلاة الفجر.

وسيأتي من طريقين عن أبان برقم (22596) و (22627).

وانظر (22520).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين من جهة أبي المغيرة -وهو عبد القدوس بن الحجاج الخَولاني-، ومحمد بن مصعب -وهو القَرقَساني- =

ص: 255

22565 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيِّ، حَدَّثَنِي أَبِي، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" إِذَا بَالَ أَحَدُكُمْ فَلَا يَمَسُّ ذَكَرَهُ بِيَمِينِهِ، وَلَا يَسْتَنْجِي بِيَمِينِهِ، وَلَا يَتَنَفَّسُ فِي الْإِنَاءِ "(1).

= متابع أبي المغيرة ضعيف يُعتبر به. يحيى: هو ابن أبي كثير اليمامي الطائي.

وأخرجه الدارمي (2141)، والبخاري (3292)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(896) من طريق أبي المغيرة، بهذا الإسناد. ولم يذكر البخاري قوله:"ثلاث مرات".

وأخرجه البخاري (3292)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(898) من طريق الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، به- دون قوله:"ثلاث مرات".

وأخرجه كذلك البخاري (6986) من طريق عبد الله بن يحيى بن أبي كثير، عن أبيه، به.

وسيأتي من طريق يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي قتادة، برقم (22635).

وانظر ما سلف برقم (22525).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن الحجاج الخَولاني، وابن أبي كثير: هو يحيى بن أبي كثير الطائي.

وأخرجه الدارمي (2122)، والبيهقي في "السنن" 7/ 283 - 284، وفي "الآداب"(539) من طريق أبي المغيرة، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (154)، وابن ماجه (310)، وابن خزيمة (79)، وأبو عوانة (590) و (8204)، وابن المنذر في "الأوسط"(289)، وابن حبان (1434)، وتمام في "فوائده- المسمى الروض البسام"(149)، والبيهقي 1/ 112 من طرق عن الأوزاعي، به.

وانظر (22522).

وقوله: "ولا يستنجي" كذا في الأصول بإثبات الياء على صورة المرفوع =

ص: 256

22566 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ سُمَيْرٍ (1)، قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ رَبَاحٍ الْأَنْصَارِيُّ، وَكَانَتِ الْأَنْصَارُ تُفَقِّهُهُ، فَأَتَيْتُهُ وَهُوَ فِي حِوَاءِ شَرِيكِ بْنِ الْأَعْوَرِ الشَّارِعِ عَلَى الْمِرْبَدِ، وَقَدْ اجْتَمَعَ عَلَيْهِ نَاسٌ مِنَ النَّاسِ، فَقَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيُّ فَارِسُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَيْشَ الْأُمَرَاءِ فَقَالَ: " عَلَيْكُمْ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ، فَإِنْ أُصِيبَ زَيْدٌ فَجَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، فَإِنْ أُصِيبَ جَعْفَرٌ فعَبْدُ اللهِ بْنُ رَوَاحَةَ الْأَنْصَارِيُّ " فَوَثَبَ جَعْفَرٌ فَقَالَ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللهِ مَا كُنْتُ أَرْهَبُ أَنْ تَسْتَعْمِلَ عَلَيَّ زَيْدًا. قَالَ: " امْضِهْ فَإِنَّكَ لَا تَدْرِي أَيُّ ذَلِكَ خَيْرٌ " فَانْطَلَقُوا فَلَبِثُوا مَا شَاءَ اللهُ، ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَعِدَ الْمِنْبَرَ وَأَمَرَ أَنْ يُنَادَى: الصَّلَاةُ جَامِعَةٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" نَابَ خَبَرٌ - أَوْ بَاتَ خَبْرٌ - أَوْ ثَابَ خَبْرٌ، شَكَّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ - أَلَا أُخْبِرُكُمْ عَنْ جَيْشِكُمْ هَذَا الْغَازِي، إِنَّهُمْ انْطَلَقُوا فَلَقَوْا الْعَدُوَّ، فَأُصِيبَ زَيْدٌ شَهِيدًا، فَاسْتَغْفِرُوا لَهُ " فَاسْتَغْفَرَ لَهُ النَّاسُ " ثُمَّ أَخَذَ اللِّوَاءَ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَشَدَّ عَلَى الْقَوْمِ حَتَّى قُتِلَ شَهِيدًا، أَشْهَدُ لَهُ بِالشَّهَادَةِ فَاسْتَغْفِرُوا لَهُ، ثُمَّ أَخَذَ اللِّوَاءَ عَبْدُ اللهِ بْنُ رَوَاحَةَ، فَأَثْبَتَ قَدَمَيْهِ حَتَّى قُتِلَ شَهِيدًا فَاسْتَغْفِرُوا

= بعد "لا" الجازمة وهو جائز في قلة على لغة من يُهمل "لا" الناهية، فلا يجزم بها حملاً على "لا" النافية، والجادة ولا يستنج بحذف الياء. انظر "شواهد التوضيح" ص 20 لابن مالك.

(1)

تصحف في (م) إلى: شمير.

ص: 257

لَهُ، ثُمَّ أَخَذَ اللِّوَاءَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ وَلَمْ يَكُنْ مِنَ الْأُمَرَاءِ، هُوَ أَمَّرَ نَفْسَهُ " ثُمَّ رَفَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أُصْبَعَيْهِ (1) فَقَالَ:" اللهُمَّ هُوَ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِكَ فَانْصُرْهُ " فَمِنْ يَوْمِئِذٍ سُمِّيَ خَالِدٌ سَيْفَ اللهِ ثُمَّ قَالَ: " انْفِرُوا فَأَمِدُّوا إِخْوَانَكُمْ، وَلَا يَتَخَلَّفَنَّ أَحَدٌ " قَالَ: فَنَفَرَ النَّاسُ فِي حَرٍّ شَدِيدٍ مُشَاةً وَرُكْبَانًا (2).

22567 -

قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ: مَالِكٌ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ مَوْلَى أَبِي قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ: أَنَّهُ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، حَتَّى إِذَا كَانَ بِبَعْضِ طَرِيقِ (3) مَكَّةَ، تَخَلَّفَ مَعَ أَصْحَابٍ لَهُ مُحْرِمِينَ وَهُوَ غَيْرُ مُحْرِمٍ، فَرَأَى حِمَارًا وَحْشِيًّا، فَاسْتَوَى عَلَى فَرَسِهِ، وَسَأَلَ أَصْحَابَهُ أَنْ يُنَاوِلُوهُ سَوْطَهُ، فَأَبَوْا، فَسَأَلَهُمْ رُمْحَهُ، فَأَبَوْا، وَأَخَذَهُ، ثُمَّ شَدَّ عَلَى الْحِمَارِ، فَقَتَلَهُ، فَأَكَلَ بَعْضُ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَأَبَى بَعْضُهُمْ، فَلَمَّا أَدْرَكُوا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، سَأَلُوهُ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ:" إِنَّمَا هِيَ طُعْمَةٌ أَطْعَمَكُمُوهَا اللهُ "(4).

(1) انظر التعليق على هذه اللفظة عند مكرر الحديث السالف برقم (22551).

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد جيد، وهو مكرر (22551).

قوله: "حواء" بكسر المهملة: البيوت المجتمعة.

(3)

المثبت من (ظ 5)، وفي (م) و (ق):"طرق".

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو النضر مولى عمر بن عبيد الله: هو سالم بن أبي أمية المدني، ونافع مولى أبي قتادة: هو نافع بن عباس =

ص: 258

22568 -

قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ: مَالِكٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ فِي الْحِمَارِ الْوَحْشِيِّ مِثْلَ ذَلِكَ، إِلَّا أَنَّ فِي حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " هَلْ مَعَكُمْ مِنْ لَحْمِهِ شَيْءٌ؟ "(1).

= -أو عياش- مولى عقيلة الغفارية، وإنما قيل له: مولى أبي قتادة، للزومه له.

وهو في "موطأ مالك" 1/ 350، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "مسنده" 1/ 321، والبخاري (2914) و (5490)، ومسلم (1196)(57)، وأبو داود (1852)، والترمذي (847)، والنسائي 5/ 182، وأبو عوانة في الحج كما في "إتحاف المهرة" 4/ 164، والطحاوي في "شرح المعاني" 2/ 173، وابن حبان (3975)، والبيهقي 5/ 187، والخطيب البغدادي في "الفقيه والمتفقه" 1/ 224 - 225، والبغوي في "شرح السنة"(1988)، وفي "التفسير" 2/ 66.

وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/ 321 من طريق ابن جريج، والبخاري (5492)، وأبو عوانة في الحج كما في "إتحاف المهرة" 4/ 164 من طريق عمرو بن الحارث، كلاهما عن سالم أبي النضر، بهذا الإسناد. وقرن عمرو بن الحارث بنافع مولى أبي قتادة أبا صالح مولى التَّوْأمة، ورواية عمرو بن الحارث بنحو رواية مالك، وزاد فيها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أبقي معكم شيء منه؟ " قلت: نعم.

وانظر (22526).

وقوله: "ثم شَدَّ على الحِمار"، أي: حَمَلَ عليه.

وقوله: "طُعْمة"، أي: طعام ورزق.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو في "موطأ مالك" 1/ 351، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "مسنده" 1/ 322، والبخاري بإثر الحديث (2914) و (5491)، ومسلم (1196)(58)، =

ص: 259

22569 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، قَالَ: أَحْرَمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ وَلَمْ يُحْرِمْ أَبُو قَتَادَةَ، قَالَ: وَحُدِّثَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّ عَدُوًّا بِغَيْقَةَ (1)، فَانْطَلَقَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَبَيْنَمَا أَنَا مَعَ أَصْحَابِي، فَضَحِكَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ، فَنَظَرْتُ فَإِذَا أَنَا بِحِمَارِ وَحْشٍ، فَاسْتَعَنْتُهُمْ، فَأَبَوْا أَنْ يُعِينُونِي، فَحَمَلْتُ عَلَيْهِ، فَأَثْبَتُّهُ، فَأَكَلْنَا مِنْ لَحْمِهِ، وَخَشِينَا أَنْ نُقْتَطَعَ، فَانْطَلَقْتُ أَطْلُبُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَجَعَلْتُ أَرْفَعُ فَرَسِي شَأْوًا، وَأَسِيرُ شَأْوًا، وَلَقِيتُ رَجُلًا مِنْ بَنِي غِفَارٍ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ، فَقُلْتُ: أَيْنَ تَرَكْتَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: تَرَكْتُهُ وَهُوَ بِتَِعْهِنَ، وَهُوَ مِمَّا يَلِي السُّقْيَا. فَأَدْرَكْتُهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَصْحَابَكَ يُقْرِئُونَكَ السَّلَامَ وَرَحْمَةَ اللهِ، وَقَدْ خَشُوا أَنْ يُتَقَطَّعُوا دُونَكَ، فَانْتَظِرْهُمْ. قَالَ: فَانْتَظَرَهُمْ، قُلْتُ: وَقَدْ أَصَبْتُ حِمَارَ وَحْشٍ، وَعِنْدِي مِنْهُ فَاضِلَةٌ.

= والترمذي (848)، وأبو عوانة في الحج كما في "إتحاف المهرة" 4/ 149، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 173 - 174، والبيهقي 5/ 187، والبغوي في "شرح السنة" بإثر الحديث (1988). ولم يشر الشافعي إلى الاختلاف في الرواية، فقال: مثل حديث أبي النضر حسب.

وأخرجه البخاري بإثر الحديثين (2570) و (5407) من طريق محمد بن جعفر بن أبي كثير، عن زيد بن أسلم، بهذا الإسناد. ولم يسق لفظه.

وانظر ما سلف برقم (22526).

(1)

تصحفت في (م) و (ظ 2) إلى: "بغيفة" بالفاء، والمثبت من (ظ 5).

ص: 260

فَقَالَ لِلْقَوْمِ: " كُلُوا " وَهُمْ مُحْرِمُونَ (1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن إبراهيم ابن مِقْسم الأَسَدي، المعروف بابن عُليَّة، وهشام الدَّستُوائي: هو ابن أبي عبد الله.

وأخرجه الدارمي (1826)، والبخاري (1821)، ومسلم (1196)(59)، والنسائي 5/ 185 - 186، وأبو عوانة في الحج كما في "إتحاف المهرة" 4/ 136، والبيهقي 5/ 188 من طرق عن هشام بن أبي عبد الله الدَّستُوائي، بهذا الإسناد. ولفظ الدارمي مختصر، وبعضهم لا يذكر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أُخْبِرَ عن عدوٍّ بغَيْقَة.

وأخرجه البخاري (1822) و (4149)، وأبو عوانة في الحج كما في "إتحاف المهرة" 4/ 136 من طريق علي بن المبارك، وأبو عوانة أيضاً من طريق شيبان بن عبد الرحمن، كلاهما عن يحيى بن أبي كثير، به. ورواية البخاري في الموضع الثاني مختصرة بلفظ: انطلقنا مع النبي صلى الله عليه وسلم عام الحديبية، فأحرم أصحابه، ولم أحرم.

وأخرجه مسلم (1196)(62)، والبيهقي 5/ 178 من طريق يحيى بن حسان، والنسائي 5/ 186 من طريق محمد بن المبارك الصوري، وأبو عوانة في الحج كما في "إتحاف المهرة" 4/ 136 من طريق يحيى بن صالح، والطبراني في "الشاميين"(2855) من طريق يحيى بن بشر الحريري، أربعتهم عن معاوية بن سلام، عن يحيى بن أبي كثير، به. بلفظ: أنه غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة الحُديبية، قال: فأَهَلُّوا بعُمْرة غيري، قال: فاصطدتُ حمار وَحْش، فأطعمت أصحابي وهم محرمون، ثم أَتيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنبأته أن عندنا من لحمه فاضلة، فقال:"كلوه" وهم محرمون. ووقع في رواية الطبراني: وذكرتُ لرسول الله صلى الله عليه وسلم أني إنما اصطدته له، فأمر أصحابه بأكله، ولم يأكله حين أخبرته أني اصطدته له. وستأتي هذه الرواية في "المسند" من طريق معمر، عن يحيى بن أبي كثير برقم (22590)، وقوله:"إنما اصطدته له"، و"لم يأكله حين أخبرته أني اصطدته له" مما تفرد به يحيى بن بشر، عن =

ص: 261

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= معاوية بن سلام، عن يحيى بن أبي كثير. ومعمر، عن يحيى بن أبي كثير، فهي رواية شاذة مخالفة لما رواه أصحاب معاوية بن سلام، عنه، عن يحيى وكذا أصحاب يحيى، عنه.

وأخرجه بنحوه مطوَّلاً ومختصراً البخاري (2570) و (2854) و (5406) و (5407)، ومسلم (1196)(63)، والنسائي 7/ 205، وابن خزيمة (2643)، وأبو عوانة في الحج كما في "إتحاف المهرة" 4/ 136، وابن حبان (3977)، والبيهقي 5/ 188 من طرق عن أبي حازم سلمة بن دينار المدني، عن عبد الله ابن أبي قتادة، به. وفيه: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "معكم منه شيء؟ " فقلت: نعم، فناولته العَضُد -وقال بعضهم: رِجْلَه-، فأكلها حتى نَفَّدَها وهو مُحرِمٌ. وسيأتي كذلك من طريق معبد بن كعب بن مالك برقم (22604)، ومن طريق عبد الله ابن أبي سلمة الماجِشُون، عن أبي محمد نافع مولى أبي قتادة برقم (22605)، كلاهما عن أبي قتادة.

وانظر ما سلف برقم (22526).

وقوله: غَيْقَة: موضع بين مكة والمدينة في بلاد غِفار، وقيل: هو قَلِيبٌ لبني ثَعْلَبة يصبُّ فيه ماء جبل رَضْوَى، ويصب هو في البحر. انظر "فتح الباري" 4/ 23، و"النهاية" 3/ 402، و"معجم ما استعجم" 2/ 1010 - 1011.

وقوله: وخَشِينا أن نُقتَطع، أي: نصير مقطوعين عن النبي صلى الله عليه وسلم منفصلين عنه؛ لكونه قد سَبَقَهم.

وقوله: أُرَفِّع، بالتشديد والتخفيف، أي: أكَلِّفُه السَّير السريع.

وقوله: شَأْواً: الشَّأْو: الشَّوْط والمَدَى، أو الغاية والأَمد.

والمراد أنه يَركُضُ فرسَه تارةً، ويَسُوقه بسهولة أخرى.

وقوله: بتَِعْهِن، بكسر التاء المثناة وبفتحها، بعدها عين مهملة ساكنة، ثم هاء مكسورة، ثم نون، والأشهر كسر التاء، وبه قَيَّدها البكري في "معجم ما استعجم" 1/ 315، وياقوت في "معجم البلدان" 2/ 35: وهي موضع فيه عين ماء في طريق مكة من المدينة بين القاحة والسُّقْيا. وفي تقييدها أوجه أخرى، =

ص: 262

22570 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ بِنَا فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ مِنْ صَلَاةِ الظُّهْرِ، وَيُسْمِعُنَا الْآيَةَ أَحْيَانًا، وَيُطَوِّلُ فِي الْأُولَى، وَيُقَصِّرُ فِي الثَّانِيَةِ، وَكَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ يُطَوِّلُ فِي الْأُولَى، وَيُقَصِّرُ فِي الثَّانِيَةِ، وَكَانَ يَقْرَأُ بِنَا فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ مِنْ صَلَاةِ الْعَصْرِ (1).

22571 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مَعْبَدُ بْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِيَّاكُمْ وَكَثْرَةَ الْحَلِفِ فِي الْبَيْعِ، فَإِنَّهُ يُنَفِّقُ ثُمَّ يَمْحَقُ "(2).

22572 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَوْهَبٍ يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بِرَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ لِيُصَلِّيَ عَلَيْهِ،

= انظرها في "فتح الباري" 4/ 23.

وقوله: السُّقْيا، بضم المهملة، وإسكان القاف، بعدها تحتانية: قرية جامعة بين مكة والمدينة، وهي كثيرة الآبار والعيون والبِرَك. انظر "معجم ما استعجم" 2/ 742 - 743.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (22520).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن إسحاق، فهو صدوق حسن الحديث.

وانظر (22544).

ص: 263

فَقَالَ: " صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ، فَإِنَّ عَلَيْهِ دَيْنًا " قَالَ: فَقَالَ أَبُو قَتَادَةَ: هُوَ عَلَيَّ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " بِالْوَفَاءِ؟ " قَالَ: بِالْوَفَاءِ. قَالَ: فَصَلَّى عَلَيْهِ، وَإِنَّمَا كَانَ عَلَيْهِ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ، أَوْ تِسْعَةَ عَشَرَ دِرْهَمًا (1).

22573 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَوْهَبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي قَتَادَةَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: فَقَالَ أَبُو قَتَادَةَ: أَنَا أَكْفُلُ بِهِ. قَالَ: " بِالْوَفَاءِ؟ ".

وَقَالَ حَجَّاجٌ أَيْضًا: أَنَا أَكْفُلُ بِهِ، وَقَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي قَتَادَةَ (2).

(1) حديث صحيح بطرقه وشواهده، وسلف الكلام على إسناده في الرواية (22543). شعبة: هو ابن الحجاج العَتَكي.

وأخرجه عبد بن حميد (191)، والدارمي (2593)، وابن ماجه (2407)، والترمذي (1069)، والنسائي 4/ 65 و 7/ 317، وابن حبان (3060) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. ولم يذكر الدارمي والترمذي والنسائي قوله: وإنما كان عليه ثمانية عشر، أو تسعة عشر درهماً. ولم يذكر عبد بن حميد وابن ماجه والنسائي في الموضع الثاني قوله: فصلى عليه. وتحرف "شعبة" في الموضع الثاني من مطبوع النسائي إلى: "سعيد".

وسيأتي الحديث عن بهز بن أسد وحجاج بن محمد المصِّيصي جميعاً، عن شعبة في الحديث التالي.

(2)

حديث صحيح بطرقه وشواهد كسابقه، وسلف الكلام على إسناده في الرواية (22543). بهز: هو ابن أسد العَمِّي، وحجاج المذكور في آخر الرواية: هو ابن محمد المِصِّيصي الأعور.

وانظر ما قبله.

ص: 264

22574 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَوْهَبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي قَتَادَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِيهِ أَبِي قَتَادَةَ: أَنَّهُمْ كَانُوا فِي مَسِيرٍ لَهُمْ، فَرَأَيْتُ حِمَارَ وَحْشٍ، فَرَكِبْتُ فَرَسًا، وَأَخَذْتُ الرُّمْحَ، فَقَتَلْتُهُ، قَالَ: وَفِينَا الْمُحْرِمُ، قَالَ: فَأَكَلُوا مِنْهُ، قَالَ: فَأَشْفَقُوا، قَالَ: فَسَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَوْ قَالَ: فَسُئِلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" أَشَرْتُمْ، أَوْ أَعَنْتُمْ، أَوْ أَصِدْتُمْ؟ " - قَالَ شُعْبَةُ: لَا أَدْرِي، قَالَ:" أَعَنْتُمْ " أَوْ " أَصِدْتُمْ " - ثُمَّ قَالُوا: لَا. فَأَمَرَهُمْ بِأَكْلِهِ (1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (1196)(61) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. ولم يسق لفظه بتمامه، واقتصر على قوله: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أشرتم، أو أعنتم، أو أصدتم" قال شعبة: لا أدري، قال:"أعنتم" أو "أصدتم".

وأخرجه الدارمي (1827)، والنسائي 5/ 186، وابن الجارود في "المنتقى"(435)، وابن خزيمة (2635) و (2636)، وأبو عوانة في الحج كما في "إتحاف المهرة" 4/ 136، والطحاوي 2/ 173، وابن عبد البر في "التمهيد" 21/ 156، وفي "الاستذكار"(16369) من طرق عن شعبة، به.

وأخرجه بنحوه مطولاً البخاري (1824)، ومسلم (1196)(60)، وأبو عوانة الإسفراييني في الحج كما في "إتحاف المهرة" 4/ 136، والبيهقي 5/ 189 من طريق أبي عوانة اليشكري، ومسلم (1196)(61) من طريق شيبان، كلاهما عن عثمان بن عبد الله بن موهب، به.

وانظر ما سلف برقم (22526).

وقوله صلى الله عليه وسلم: "أَصَدْتم": قال النووي في "شرح صحيح مسلم" 8/ 112 - 113: روي بتشديد الصاد، وتخفيفها، وروي: صِدْتُم. قال القاضي عياض: =

ص: 265

22575 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ (1)، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ، إِذْ مَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَوْ قَالَ: مادَ (2) - عَنْ رَاحِلَتِهِ، فَدَعَمْتُهُ بِيَدَيَّ، قَالَ: فَاسْتَيْقَظَ، قَالَ: ثُمَّ سِرْنَا، قَالَ: فَمَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَدَعَمْتُهُ بِيَدَيَّ، فَاسْتَيْقَظَ، (3 ثُمَّ سِرْنَا، فَمَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَدَعَمْتُهُ بِيَدَيَّ، فَاسْتَيْقَظَ -3) فَقَالَ: " أَبُو قَتَادَةَ؟ " فَقُلْتُ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ. فَقَالَ: " حَفِظَكَ اللهُ كَمَا حَفِظْتَنَا مُنْذُ اللَّيْلَةِ " ثُمَّ قَالَ: " لَا أُرَانَا إِلَّا قَدْ شَقَقْنَا عَلَيْكَ، نَحِّ بِنَا عَنِ الطَّرِيقِ - أَوْ مِلْ بِنَا عَنِ الطَّرِيقِ -" قَالَ: فَعَدَلْنَا عَنِ الطَّرِيقِ، فَأَنَاخَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَاحِلَتَهُ، فَتَوَسَّدَ كُلُّ رَجُلٍ مِنَّا ذِرَاعَ رَاحِلَتِهِ، فَمَا اسْتَيْقَظْنَا حَتَّى أَشْرَقَتِ الشَّمْسُ - وَذَكَرَ صَوْتَ الصُّرَدِ - قَالَ: فَقُلْتُ: يَا

= رويناه بالتخفيف في "أَصَدْتُم"، ومعناه: أَمَرْتُم بالصَّيد؟ أو جعلتم من يَصِيدُه؟ وقيل: معناه: أَثَرْتُم الصيدَ من موضعه؟ يقال: أَصَدْتُ الصيد مخفف، أي: أَثَرتُه، قال: وهو أولى من رواية من رواه: صِدْتم، أو اصَّدْتم بالتشديد، لأنه صلى الله عليه وسلم قد عَلِمَ أنهم لم يَصِيدُوا، وإنما سألوه عما صاد غيرهم.

(1)

في (م) و (ظ 2) و (ق): "شعبة"، والمثبت من (ظ 5)، و"أطراف المسند" 7/ 52، و"غاية المقصد" ورقة 45، ومصادر تخريج الحديث، وهو الصواب.

(2)

تحرفت في (م) و (ظ 2) و (ق) إلى: "حاد"، وما أثبتناه من (ظ 5)، و"غاية المقصد" ورقة 45.

(3 - 3) لم ترد هذه العبارة في (م) و (ظ 2) و (ق)، واستدركناها من (ظ 5).

ص: 266

رَسُولَ اللهِ، هَلَكْنَا، فَاتَتْنَا الصَّلَاةُ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" لَمْ تَهْلِكُوا وَلَمْ تَفُتْكُمُ الصَّلَاةُ، إِنَّمَا تَفُوتُ الْيَقْظَانَ، وَلَا تَفُوتُ النَّائِمَ، هَلْ مِنْ مَاءٍ؟ " قَالَ: فَأَتَيْتُهُ بِسَطِيحَةٍ - أَوْ قَالَ: مَيْضَأَةٍ - فِيهَا مَاءٌ، فَتَوَضَّأَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ دَفَعَهَا إِلَيَّ وَفِيهَا بَقِيَّةٌ مِنْ مَاءٍ، قَالَ:" احْتَفِظْ بِهَا، فَإِنَّهُ كَائِنٌ لَهَا نَبَأٌ " وَأَمَرَ بِلَالًا، فَأَذَّنَ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ تَحَوَّلَ فِي مَكَانِهِ، فَأَمَرَهُ، فَأَقَامَ الصَّلَاةَ، فَصَلَّى صَلَاةَ الصُّبْحِ، ثُمَّ قَالَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنْ كَانَ النَّاسُ أَطَاعُوا أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ، فَقَدْ رَفَقُوا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَصَابُوا، وَإِنْ كَانُوا خَالَفُوهُمَا، فَقَدْ خَرِقُوا بِأَنْفُسِهِمْ " وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ حَيْثُ فَقَدُوا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَا لِلنَّاسِ: أَقِيمُوا بِالْمَاءِ حَتَّى تُصْبِحُوا، فَأَبَوْا عَلَيْهِمَا، وَانْتَهَى إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ آخِرِ النَّهَارِ وَقَدْ كَادُوا أَنْ يَهْلِكُوا عَطَشًا، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلَكْنَا. فَدَعَا بِالْمِيضَأَةِ، ثُمَّ دَعَا بِإِنَاءٍ، فَأُتِيَ بِإِنَاءٍ فَوْقَ الْقَدَحِ وَدُونَ الْقَعْبِ، فَتَأَبَّطَهُمَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ جَعَلَ يَصُبُّ فِي الْإِنَاءِ، ثُمَّ يَشْرَبُ الْقَوْمُ حَتَّى شَرِبُوا كُلُّهُمْ، ثُمَّ نَادَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" هَلْ مِنْ عَالٍّ (1)؟ " قَالَ: ثُمَّ رَدَّ الْمِيضَأَةَ وَفِيهَا نَحْوٌ مِمَّا كَانَ فِيهَا. قَالَ: فَسَأَلْنَاهُ كَمْ كُنْتُمْ؟ فَقَالَ: كَانَ مَعَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ ثَمَانُونَ رَجُلًا، وَكُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا (2).

(1) تصحفت في (م) و (ظ 2) إلى: "غال" بالغين المعجمة، وما أثبتناه من (ظ 5)، و"غاية المقصد" ورقة 45.

(2)

رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن رباح، فمن رجال مسلم، =

ص: 267

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= لكن قتادة قد خولف في بعض متن الحديث كما سيأتي بيانه. سعيد: هو ابن أبي عروبة، وقتادة: هو ابن دِعامة.

وأخرجه مختصراً أبو نعيم في "الدلائل"(316) من طريق عبد الله بن أحمد ابن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه مختصراً عبد الرزاق (2240) عن عثمان بن مطر، وأبو نعيم في "الدلائل"(316) من طريق يزيد بن زُريع، كلاهما عن سعيد بن أبي عُروبة، به. وتحرف "سعيد" في مطبوع "الدلائل" إلى:"سعد".

وأخرجه عبد الرزاق (2240) و (20538)، والطبراني في "الكبير"(3271)، والبيهقي في "الدلائل" 4/ 285 - 286، والبغوي (3716) من طريق معمر بن راشد، عن قتادة، به. وروايتهم جميعاً غير عبد الرزاق في الموضع الثاني أخصر مما هنا، وفي حديثهم جميعاً خلا عبد الرزاق في الموضع الأول والطبراني: وكانوا يومئذٍ اثنين وسبعين رجلاً، بدل قوله: كان مع أبي بكر وعمر ثمانون رجلاً، وكنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم اثني عشر رجلاً.

وجاء عند البيهقي والبغوي: أن القصة كانت في جيش خرج به رسول الله صلى الله عليه وسلم، وانظر (22546).

قلنا: وقد وقع لقتادة في هذا الحديث وهمان: أحدهما: أنه قال: وكان أبو بكر وعمر حيث فَقَدُوا النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالا للناس: أَقِيمُوا بالماء حتى تُصبِحُوا: فأَبَوْا عليهما. وهذا مما خالف به قتادةُ غيره، فقد رواه ثابت البُناني وبكر بن عبد الله المُزَني وغيرهما، عن عبد الله بن رباح، فذكروا ما معناه: أن أبا بكر وعمر قالا للناس: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن ليَسْبِقَكم إلى الماء ويُخلِّفَكم، وإنه بعدَكم، فانتظروا. وأن الناس قد نَزَلوا على أمرهما.

والثاني: في قوله: كان مع أبي بكر وعمر ثمانون رجلاً، وكنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم اثني عشر رجلاً. والمحفوظ من رواية غيره: أنهم كانوا جميعاً ثلاثَ مئة، والذين كانوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعةُ نَفَرٍ.

وقوله: مادَ، أي: مال وتحرَّك. =

ص: 268

22576 -

حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَلْحَلَةَ، عَنْ مَعْبَدِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ أَبَا قَتَادَةَ أَخْبَرَهُ.

وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مَعْبَدِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ - الْمَعْنَى - قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم جُلُوسًا فِي مَجْلِسٍ إِذْ مُرَّتْ جِنَازَةٌ (1)، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" مُسْتَرِيحٌ وَمُسْتَرَاحٌ مِنْهُ " قَالَ: فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا الْمُسْتَرِيحُ؟ قَالَ:" الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ يَسْتَرِيحُ مِنْ نَصَبِ الدُّنْيَا وَأَذَاهَا إِلَى رَحْمَةِ اللهِ " قُلْنَا: فَمَا الْمُسْتَرَاحُ مِنْهُ؟ قَالَ: " الْعَبْدُ الْفَاجِرُ يَسْتَرِيحُ مِنْهُ الْعِبَادُ وَالْبِلَادُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ ".

= وقوله: الصُّرَد: هو طائر ضخمُ الرأس والمِنْقار، له ريشٌ عظيم نصفُه أبيض ونصفُه أسود، يصيد الحشرات، وربما صاد العصفور.

وقوله: السَّطِيحة: ما كان من جِلْدين قوبل أحدُهما بالآخر فسُطِحَ عليه، وتكون صغيرةً وكبيرة، وهي من أواني المياه.

وقوله: "خَرِقوا" بخاء معجمة، وراء مهملة، وقاف: من خَرِق خَرْقاً: إذا عمل شيئاً، فلم يَرْفُق فيه.

وقوله: القَدَح: هو إناء يروي الرَّجُلينِ.

وقوله: القَعْب: هو قدح ضخم يروي الواحد والاثنين والثلاثة ..

وقوله: "هل من عالٍّ": من العَلِّ -بعين مهملة، وتشديد اللام- يقال: عَلَّ يَعِلُّ، كضرب: إذا شرب الشَّرْبةَ الثانية.

(1)

كذا في (ظ 5)، وفي (م):"إذ مر بجنازة"، وفي (ظ 2) و (ق):"إذ مرت بنا جنازة".

ص: 269

قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: وَقَرَأْتُهُ عَلَى مَالِكٍ؛ يَعْنِي هَذَا الْحَدِيثَ (1).

22577 -

حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" سَاقِي الْقَوْمِ آخِرُهُمْ "(2).

(1) حديث صحيح، وله ثلاثة أسانيد، رجالها ثقات رجال الشيخين غير محمد بن إسحاق بن يسار، فقد أخرج له البخاري تعليقاً ومسلم متابعة وأصحاب السنن، وهو صدوق حسن الحديث، لكنه مدلِّس، وقد عنعنه، وهو متابع. ابن مهدي: هو عبد الرحمن بن مهدي العَنْبري، وزهير بن محمد: هو التميمي الخُراساني.

وأخرجه ابن عبد البر في "الاستذكار"(12161) من طريق يزيد بن هارون، بالإسناد الثاني. وزاد في أوله: بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إِذ أتاه آتٍ، فقال: يا رسول الله، مات فلان. فقال: عبدُ الله، دُعي، فأجاب .. وذكر الحديث.

وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 13/ 62 من طريق يزيد بن معاوية، و 62 - 63 من طريق أحمد بن خالد الوهبي، كلاهما عن محمد بن إسحاق، به. وزاد في أوله الزيادة المذكورة آنفاً.

وهو بالإسناد الثالث في "موطأ مالك" 1/ 241 - 242، ومن طريقه أخرجه البخاري (6512)، ومسلم (950)، والنسائي 4/ 48، وابن حبان (3012)، وأبو نعيم في "الحلية" 6/ 336، والبيهقي 3/ 379، والبغوي (1453)، والمزي في ترجمة معبد بن كعب بن مالك من "تهذيب الكمال" 28/ 237 - 238 عن محمد بن عمرو بن حلحلة، به.

وانظر (22536).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، عبد الله بن رباح من رجاله، وبقية =

ص: 270

22578 -

حَدَّثنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَا: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ - قَالَ: عَبْدُ الرَّزَّاقِ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا قَتَادَةَ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمُ الْمَسْجِدَ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يَجْلِسَ "(1).

= رجاله ثقات رجال الشيخين. ابن مهدي: هو عبد الرحمن، وثابت: هو ابن أسلم البُناني.

وأخرجه ابن ماجه (3434)، وأبو الشيخ في "الأمثال"(184) من طريق أحمد بن عَبْدة، والترمذي (1894)، والنسائي في "الكبرى"(6867) عن قُتيبة ابن سعيد، وابن ماجه (3434) عن سُويد بن سعيد، وابن حبان (5338)، وأبو الشيخ (183) من طريق إبراهيم بن الحجاج السَّامي، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" في ترجمة عبد الله بن رباح ص 290 من طريق سعيد بن منصور، خمستهم عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وقرن إبراهيم بن الحجاج بحماد بن زيد حماد بن سلمة. وقد سلف الحديث من رواية حماد بن سلمة ضمن حديث طويل برقم (22546).

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(6419)، وفي "الصغير"(871) عن محمد بن عمر بن منصور الكَشِّي، عن قتيبة بن سعيد، عن حماد بن زيد، عن أيوب، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه. قلنا: وهذا الإسناد وهم، نظنه من محمد بن عمر شيخ الطبراني فيه، فقد رواه النسائي والترمذي كما سلف آنفاً عن قتيبة بن سعيد، فقالا: عن حماد بن زيد، عن ثابت، عن عبد الله بن رباح، عن أبي قتادة، وكذا رواه غير قتيبة، عن حماد. ومحمد بن عمر شيخ الطبراني هذا لم نقف له على ترجمة.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (22523).

ص: 271

22579 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَا: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ - قَالَ: عَبْدُ الرَّزَّاقِ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا قَتَادَةَ - قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ حَامِلٌ أُمَامَةَ ابْنَةَ زَيْنَبَ - قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: عَلَى عَاتِقِهِ - فَإِذَا رَكَعَ وَسَجَدَ وَضَعَهَا، وَإِذَا قَامَ حَمَلَهَا (1).

22580 -

قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ. وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ - يَعْنِي ابْنَ عِيسَى - أَخْبَرَنِي مَالِكٌ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ حُمَيْدَةَ ابْنَةِ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ، عَنْ كَبْشَةَ بِنْتِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ - قَالَ إِسْحَاقُ فِي حَدِيثِهِ: وَكَانَتْ تَحْتَ ابْنِ أَبِي قَتَادَةَ -، أَنَّ أَبَا قَتَادَةَ دَخَلَ عَلَيْهَا، فَسَكَبَتْ لَهُ وَضُوءَهُ، فَجَاءَتْ هِرَّةٌ تَشْرَبُ مِنْهُ، فَأَصْغَى لَهَا الْإِنَاءَ حَتَّى شَرِبَتْ، قَالَتْ كَبْشَةُ: فَرَآنِي أَنْظُرُ إِلَيْهِ، فَقَالَ أَتَعْجَبِينَ يَا بِنْتَ أَخِي؟! فَقَالَتْ: نَعَمْ. فَقَالَ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِنَّهَا لَيْسَتْ بِنَجَسٍ، إِنَّهَا مِنَ الطَّوَّافِينَ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي.

وهو في "المصنَّف" لعبد الرزاق (2378)، ومن طريقه وحده أخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (1067).

وقد سلف الحديث من طريق عبد الرحمن بن مهدي برقم (22524).

ص: 272

عَلَيْكُمْ وَالطَّوَّافَاتِ - وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَوْ الطَّوَّافَاتِ -" (1).

(1) حديث صحيح، حُميدة ابنة عُبيد بن رِفاعة الأنصارية زوجة إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ووالدة ولده يحيى بن إسحاق، روى عنها زوجها وولدها، وذكرها ابن حبان في "الثقات"، وكبشة بنت كعب بن مالك الأنصارية روت عنها بنت أختها حُميدة، وذكرها ابن حبان في "ثقاته"، وقال: لها صحبة، وتبعه على ذلك المستغفري والزُّبير بن بَكَّار وأبو موسى المديني كما في "الإصابة"، و"تهذيب التهذيب" وباقي رجال الإسناد ثقات، وله طرق أخرى يصح بها كما سلف عند الرواية رقم (22528): عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وإسحاق بن عيسى: هو ابن الطَّبّاع.

وأخرجه أبو عبيد في "الطهور"(206)، والدارقطني في "السنن" 1/ 70 من طريق إسحاق بن عيسى، بهذا الإسناد. وهو في "موطأ مالك" -برواية يحيى بن يحيى الليثي- 1/ 22 - 23، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "مسنده" 1/ 22، وعبد الرزاق (353)، وأبو عبيد في "الطهور"(206)، وابن سعد في "طبقاته" 8/ 478، وابن أبي شيبة 1/ 31، والدارمي (736)، وأبو داود (75)، وابن ماجه (367)، والترمذي (92)، والنسائي 1/ 55 و 178، وفي "الكبرى"(63)، وابن الجارود (60)، وابن خزيمة (104)، وابن المنذر 1/ 303، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 18 - 19، وفي "شرح المشكل"(2655)، وابن حبان (1299)، والدارقطني في "السنن" 1/ 70، والحاكم 1/ 159 - 160، وكما في "إتحاف المهرة" 4/ 167، وابن حزم في "المحلى" 1/ 117، والبيهقي في "السنن الكبرى" 1/ 245، وابن عبد البر في "التمهيد" 1/ 319، والبغوي (286)، والمزي في ترجمة كبشة بنت مالك من "تهذيب الكمال" 35/ 290 - 291.

ووقع في "الموطأ" برواية يحيى بن يحيى الليثي: حميدة بنت أبي عبيدة ابن فروة. قال ابن عبد البر: لم يتابعه أحد على قوله ذلك، وهو غلط منه، وإنما يقول الرواة للموطأ كلهم: ابنة عبيد بن رفاعة. قلنا: وكذا يقوله سائر من رواه عن مالك ووقع عند بعضهم: عن كبشة امرأة أبي قتادة أو ابن قتادة =

ص: 273

22581 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ، فَلَا تَقُومُوا حَتَّى تَرَوْنِي "(1).

22582 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ غَيْلَانَ بْنِ جَرِيرٍ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَعْبَدٍ الزِّمَّانِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عَنْ صَوْمِهِ فَغَضِبَ، فَقَالَ عُمَرُ: رَضِينَا بِاللهِ رَبًّا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (2).

22583 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَحَجَّاجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ

= -هكذا على الشك-، وعند آخرين: عن كبشة امرأة أبي قتادة. وهو وهم كما قال ابن عبد البر، وإنما هي امرأة ابن أبي قتادة.

وجاء في "طبقات ابن سعد": عن حميدة، عن أمها كبشة. وهو غلط تفرد به محمد بن عمر الواقدي عن مالك، وإنما كبشة خالة حميدة كما قاله سائر الرواة عن مالك.

وسيأتي الحديث عن حماد بن خالد الخياط، عن مالك برقم (22636).

وانظر ما سلف برقم (22528).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (22533).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه مطولاً ومختصراً مسلم (1162)(197)، والنسائي في "المجتبى" 4/ 207، وابن خزيمة (2117) و (2126) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وانظر (22537).

ص: 274

عَبْدِ رَبٍّ - وَقَالَ حَجَّاجٌ: عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ - عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: إِنْ كُنْتُ لَأَرَى الرُّؤْيَا تُمْرِضُنِي قَالَ: فَلَقِيتُ أَبَا قَتَادَةَ فَقَالَ: وَأَنَا فَكُنْتُ لَأَرَى الرُّؤْيَا تُمْرِضُنِي حَتَّى سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ مِنَ اللهِ، وَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مَا يُحِبُّ، فَلَا يُحَدِّثْ بِهَا إِلَّا مَنْ يُحِبُّ، وَإِذَا رَأَى مَا يَكْرَهُ، فَلْيَتْفُلْ عَنْ يَسَارِهِ ثَلَاثًا، وَلْيَتَعَوَّذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ (1) وَشَرِّهَا، وَلَا يُحَدِّثْ بِهَا أَحَدًا، فَإِنَّهَا لَا تَضُرُّهُ ".

قَالَ حَجَّاجٌ: قَالَ شُعْبَةُ: فَقُلْتُ لَهُ: لِيَتَعَوَّذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ؟ قَالَ: نَعَمْ (2).

(1) في (م): الشيطان الرجيم.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المِصِّيصي الأعور، وعبد ربه: هو ابن سعيد بن قيس الأنصاري أخو يحيى بن سعيد الأنصاري الفقيه، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف الزهري.

وأخرجه مسلم (2261)(4)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(894) من طريق محمد بن جعفر وحده، بهذا الإسناد.

وأخرجه الدارمي (2142)، والبخاري (7044)، وأبو عوانة في الرؤيا كما في "إتحاف المهرة" 4/ 163، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(1624)، وابن حبان (6058)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(769)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(4759)، وفي "الآداب"(847) من طرق عن شعبة، به.

وأخرجه الحميدي (419)، ومسلم (2261)(1)، وأبو عوانة في الرؤيا من طريق سفيان بن عيينة، ومسلم (2261)(3)، وأبو عوانة، وابن عدي =

ص: 275

22584 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ - يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ - حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ الزُّرَقِيِّ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا قَتَادَةَ يَقُولُ: بَيْنَا نَحْنُ فِي الْمَسْجِدِ جُلُوسٌ، خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَحْمِلُ أُمَامَةَ بِنْتَ أَبِي الْعَاصِ بْنِ الرَّبِيعِ، وَأُمُّهَا زَيْنَبُ بِنْتُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَهِيَ صَبِيَّةٌ فَحَمَلَهَا عَلَى عَاتِقِهِ، فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهِيَ عَلَى عَاتِقِهِ يَضَعُهَا إِذَا رَكَعَ، وَيُعِيدُهَا عَلَى عَاتِقِهِ إِذَا قَامَ، فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهِيَ عَلَى عَاتِقِهِ، ثُمَّ قَامَ (1) حَتَّى قَضَى صَلَاتَهُ، يَفْعَلُ ذَلِكَ بِهَا (2).

= في "الكامل" 3/ 1014 من طريق عمرو بن الحارث، عن عبد ربه بن سعيد، به.

وانظر (22525).

(1)

قوله: "ثم قام" سقط من (م).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج بن محمد: هو المصِّيصي الأعور، وسعيد بن أبي سعيد: هو المَقبُري.

وأخرجه البخاري (5996)، ومسلم (543)(43)، وأبو داود (918)، والنسائي في "المجتبى" 2/ 45، وفي "الكبرى"(790)، وأبو عوانة (1739)، وابن حبان (1110)، والطبراني في "الكبير" 22/ (1073)، والبيهقي 1/ 127 وابن عبد البر في "التمهيد" 20/ 96 - 97 من طرق عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (543)(43)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(5922)، والطبراني 22/ (1076) من طريق عبد الحميد بن جعفر، وأبو داود (920)، والطبراني 22/ (1075)، وابن عبد البر 20/ 96، والبغوي (743) من طريق محمد بن إسحاق، والطبراني 22/ (1074) من طريق سعيد بن أبي هلال، ثلاثتهم عن سعيد المقبري، به. وجاء في رواية محمد بن إسحاق عند =

ص: 276

22585 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ أَنَّهُ: سَمِعَ أَبَا قَتَادَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ قَامَ فِيهِمْ فَذَكَرَ لَهُمُ الْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالْإِيمَانَ بِاللهِ مِنْ أَفْضَلِ الْأَعْمَالِ، فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ قُتِلْتُ فِي سَبِيلِ اللهِ تُكَفِّرُ عَنِّي خَطَايَايَ؟ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" نَعَمْ. إِنْ قُتِلْتَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَأَنْتَ صَابِرٌ مُحْتَسِبٌ مُقْبِلٌ غَيْرُ مُدْبِرٍ " ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " كَيْفَ قُلْتَ؟ " قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ قُتِلْتُ فِي سَبِيلِ اللهِ تُكَفِّرُ عَنِّي خَطَايَايَ؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " نَعَمْ. إِنْ قُتِلْتَ وَأَنْتَ صَابِرٌ مُحْتَسِبٌ مُقْبِلٌ غَيْرُ مُدْبِرٍ، إِلَّا الدَّيْنَ، فَإِنَّ جِبْرِيلَ قَالَ لِي ذَلِكَ "(1).

= غير الطبراني: بينما نحن ننتظر رسول الله صلى الله عليه وسلم للصلاة في الظهر أو العصر، وقد دعاه بلال للصلاة، إذ خرج إلينا وأمامة بنت أبي العاص بنت ابنته على عاتقه، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم في مصلاه، وقمنا خلفه، وهي في مكانها الذي هي فيه، فكبر فكبرنا

إلخ. ومحمد بن إسحاق مدلس وقد عنعن.

وانظر (22519).

قوله: "وهي صبية": الصبي: الصبي دون الغلام.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المِصِّيصي الأعور، وليث: هو ابن سعد المصري، وسعيد بن أبي سعيد: هو المَقْبُري.

وأخرجه مسلم (1885)(117)، والترمذي (1712)، والنسائي 6/ 34، وأبو عوانة في "الجهاد" كما في "إتحاف المهرة" 4/ 140، وابن منده في "الإيمان"(245)، وابن عبد البر في "التمهيد" 23/ 232 من طرق عن الليث =

ص: 277

22586 -

حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أُتِيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِجِنَازَةٍ يُصَلِّي عَلَيْهَا، فَقَالَ:" عَلَيْهِ (1) دَيْنٌ؟ " قَالُوا: نَعَمْ، دِينَارَانِ. فَقَالَ:" تَرَكَ لَهُمَا وَفَاءً؟ " قَالُوا: لَا. قَالَ: " فَصَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ " فَقَالَ أَبُو قَتَادَةَ: هُمَا عَلَيَّ يَا رَسُولَ اللهِ. فَصَلَّى عَلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم (2).

22587 -

حَدَّثَنَا يَعْلَى، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ الصَّوَّافُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَلَا تَقُومُوا حَتَّى تَرَوْنِي "(3).

22588 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ حَرْمَلَةَ بْنِ إِيَاسٍ الشَّيْبَانِيِّ

= ابن سعد، بهذا الإسناد. وانظر (22542).

(1)

في (م): "أعليه" بذكر حرف الاستفهام.

(2)

حديث صحيح بطرقه وشواهده، وسلف الكلام على إسناده في الرواية (22543)، يعلى بن عبيد: هو ابن أبي أُميَّة الطَّنافسي.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 371، وابن عبد البر في "التمهيد" 23/ 240 من طريق يعلى بن عبيد، بهذا الإسناد.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعلى: هو ابن عُبيد بن أبي أمية الطنافسي، وحجاج الصوَّاف: هو ابن أبي عثمان.

وأخرجه أبو عوانة (1335) من طريق يعلى بن عبيد الطنافسي، بهذا الإسناد.

وانظر (22533).

ص: 278

عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" صَوْمُ يَوْمِ عَرَفَةَ كَفَّارَةُ سَنَتَيْنِ: سَنَةٍ مَاضِيَةٍ، وَسَنَةٍ مُسْتَقْبَلَةٍ، وَصَوْمُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ كَفَّارَةُ سَنَةٍ "(1).

22589 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ الزُّرَقِيِّأَنَّهُ: سَمِعَ أَبَا قَتَادَةَ يَقُولُ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى (2) وأُمَامَةُ ابْنَةُ زَيْنَبَ ابْنَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَهِيَ ابْنَةُ أَبِي الْعَاصِ بْنِ الرَّبِيعِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى عَلَى رَقَبَتِهِ، فَإِذَا رَكَعَ وَضَعَهَا، وَإِذَا قَامَ مِنْ سُجُودِهِ أَخَذَهَا، فَأَعَادَهَا عَلَى رَقَبَتِهِ.

فَقَالَ عَامِرٌ، وَلَمْ أَسْأَلْهُ: أَيُّ صَلَاةٍ هِيَ؟ قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَحُدِّثْتُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي عَتَّابٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ أَنَّهَا صَلَاةُ

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف سلف الكلام عليه في الرواية رقم (22530)، عبد الرزاق: هو ابن هَمَّام الصنعاني، وسفيان: هو ابن سعيد الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر السُّلَمي، ومجاهد: هو ابن جبر المكي.

وهو في "مصنف عبد الرزاق" مفرقاً (7827) و (8732). وسقط من إسناده في الموضع الثاني: مجاهد.

ومن طريق عبد الرزاق أخرجه النسائي في "الكبرى"(2797)، والبيهقي في "السنن الكبرى" 4/ 283.

وسلف عن يحيى بن سعيد القطان، عن سفيان الثوري برقم (22535).

(2)

في (ظ 5): كان النبي صلى الله عليه وسلم يُصلي.

ص: 279

الصُّبْحِ. قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: جَوَّدَهُ (1).

22590 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم زَمَنَ الْحُدَيْبِيَةِ، فَأَحْرَمَ أَصْحَابِي وَلَمْ أُحْرِمْ، فَرَأَيْتُ حِمَارًا، فَحَمَلْتُ عَلَيْهِ، فَاصْطَدْتُهُ، فَذَكَرْتُ شَأْنَهُ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَذَكَرْتُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ أَحْرَمْتُ، وَأَنِّي إِنَّمَا اصْطَدْتُهُ لَكَ؟ فَأَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَصْحَابَهُ فَأَكَلُوا، وَلَمْ يَأْكُلْ مِنْهُ حِينَ أَخْبَرْتُهُ أَنِّي اصْطَدْتُهُ لَهُ (2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج.

وهو في "مصنف عبد الرزاق"(2379) و (2380)، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (1066) و (1079).

وأخرجه ابن أبي الدنيا في "العيال"(227) عن خالد بن خِداش، عن عبد الرزاق، بهذا الإسناد. مختصراً: أن النبي صلى الله عليه وسلم فعل ذلك في صلاة العصر، وهذا يخالف ما جاء عند عبد الرزاق في "مصنفه": في قول عامر: ولم أساله أي صلاة هي، فلعل تعيين الصلاة وهمٌ من خالد بن خداش، فهو يتفرد بما لا يتابع عليه.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(5920) من طريق حجاج بن محمد، عن ابن جريج، بهذا الإسناد.

وانظر (22519).

(2)

حديث صحيح دون قوله: "إنما اصطدته لك" ودون قوله: "ولم يأكل منه حين أخبرته أني اصطدته له"، فقد تفرد بهما معمر، عن يحيى بن أبي كثير، فهي رواية شاذة مخالفة لما رواه أصحاب يحيى عنه، ولما رواه أصحاب =

ص: 280

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= عبد الله بن أبي قتادة عنه، وكذا لما رواه غير ابن أبي قتادة، عن أبي قتادة.

وهو في "مصنف عبد الرزاق"(8337)، ومن طريقه أخرجه ابن ماجه (3093) وابن خزيمة (2642)، والدارقطني في "السنن" 2/ 291، والبيهقي 5/ 190. وقال أبو بكر النيسابوري شيخُ الدارقطني في هذا الحديث، وابن خزيمة عَقِبه: هذه الزيادة: "إنما اصطدته لك"، وقوله: "ولم يأكل منه حين أخبرته أني اصطدته له": لا يُعلمُ أحدٌ ذكرها في خبر أبي قتادة غيرُ معمر في هذا الإسناد. وقال البيهقي: هذه لفظة غريبة لم نكتبها إلا من هذا الوجه.

وقال ابن حزم في "المحلى" 7/ 253: لا يخلو العمل في هذا من ثلاثة أوجه: إما أن تغلب رواية الجماعة على رواية معمر، لا سيما وفيهم من يذكر سماع يحيى من أبي قتادة، ولم يذكر معمر، أو تسقط رواية يحيى بن أبي كثير جملة؛ لأنه اضْطُرِب عليه، ويؤخذ برواية الذين لم يُضْطَرب عليهم.

قلنا: وقد رواه أبو حازم سلمة بن دينار، عن عبد الله بن أبي قتادة في "الصحيحين"، وقد سلف تخريجه عند الرواية (22569)، ورواه معبد بن كعب ابن مالك في "المسند" برقم (22604)، وعبد الله بن أبي سلمة الماجشون، عن أبي محمد نافع مولى أبي قتادة في "المسند" أيضاً برقم (22605)، ثلاثتهم عن أبي قتادة، وفيها جميعاً أنه صلى الله عليه وسلم أكل من لحم ذلك الحمار. قال البيهقي: وتلك الرواية -أي: رواية أبي حازم، عن عبد الله بن أبي قتادة- هي التي أودعها صاحبا الصحيح كتابيهما دون رواية معمر. وقال ابن حزم: لا يشك ذو حسٍّ أن إحدى الروايتين وهم، إذ لا تجوز أن تصح الرواية في أنه عليه السلام أكل منه، وتصح الرواية في أنه عليه السلام لم يأكل منه، وهي قصة واحدة في وقت واحد في مكان واحد في صيد واحد.

وانظر ما سلف برقم (22526).

ص: 281

22591 -

حَدَّثَنَا عَبدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ (1) - يَعْنِي ابْنَ أَبِي طَالِبٍ -، قَالَ: قَدِمَ مُعَاوِيَةُ الْمَدِينَةَ، فَتَلَقَّاهُ أَبُو قَتَادَةَ، فَقَالَ: أَمَا إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ قَالَ: " إِنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً " قَالَ: فَبِمَ أَمَرَكُمْ؟ قَالَ: أَمَرَنَا أَنْ نَصْبِرَ. قَالَ: فَاصْبِرُوا إِذًا (2).

22592 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَلْحَلَةَ الدِّيلِيُّ، عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا، فَمُرَّ عَلَيْهِ بِجِنَازَةٍ، فَقَالَ:" مُسْتَرِيحٌ وَمُسْتَرَاحٌ مِنْهُ " قَالَ: قُلْنَا: أَيْ رَسُولَ اللهِ، مَا مُسْتَرِيحٌ وَمُسْتَرَاحٌ مِنْهُ؟ قَالَ: " الْعَبْدُ الصَّالِحُ يَسْتَرِيحُ مِنْ نَصَبِ الدُّنْيَا وَهَمِّهَا إِلَى رَحْمَةِ اللهِ، وَالْعَبْدُ الْفَاجِرُ يَسْتَرِيحُ مِنْهُ

(1) انقلب اسمه في (م) إلى: "محمد بن عبد الله بن عقيل"، وصوبناه من سائر الأصول، و"أطراف المسند" 7/ 55، و"جامع المسانيد" 5/ 500.

(2)

المرفوع منه صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف من أجل عبد الله بن محمد بن عقيل، فهو ضعيف يعتبر به، ثم هو منقطع فإن ابن عقيل لم يدرك القصة. عبد الرزاق: هو ابن هَمَّام الصنعاني، ومعمر: هو ابن راشد الأزْدي.

وهو في "مصنف عبد الرزاق"(19909)، ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الشعب"(7488). وفيه لأبيه قتادة قصة مع معاوية أطول مما هنا.

وفي الباب عن أنس بن مالك، سلف برقم (12085)، وانظر تتمة شواهده هناك.

ونزيد هنا: عن أُسيد بن حُضير، سلف برقم (19092). وبعض هذه الشواهد في "الصحيحين".

ص: 282

الْعِبَادُ وَالْبِلَادُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ " (1).

22593 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: كُنْتُ أَلْقَى مِنَ الرُّؤْيَا شِدَّةً غَيْرَ أَنِّي لَا أُزَمَّلُ حَتَّى حَدَّثَنِي أَبُو قَتَادَةَ أَنَّهُ: سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " الرُّؤْيَا مِنَ اللهِ وَالْحُلْمُ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِذَا حَلَمَ أَحَدُكُمْ حُلْمًا يَكْرَهُهُ فَلْيَبْصُقْ عَنْ يَسَارِهِ ثَلَاثَ بَصَقَاتٍ، وَلْيَسْتَعِذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِنَّهُ لَا يَضُرُّهُ "(2).

22594 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عُثَمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، سَمِعَ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ يُحَدِّثُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمُ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همّام الصنعاني، وابن كعب بن مالك هو: معبد بن كعب بن مالك الأنصاري السَّلَمي كما جاء مصرحاً باسمه في الرواية السالفة برقم (22576).

وهو في "مصنف عبد الرزاق"(6254)، ومن طريقه أخرجه مسلم (950)، وأبو يعلى في "مسنده الكبير"، والإسماعيلي في "مستخرجه" كما في "فتح الباري" 11/ 365.

وانظر (22536).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. معمر: هو ابن راشد، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف الزهري.

وهو في "مصنف عبد الرزاق"(20353)، ومن طريقه أخرجه مسلم (2261)(1)، وأبو عوانة في الرؤيا كما في "إتحاف المهرة" 4/ 163، والبيهقي في "شعب الإيمان"(4758).

وانظر (22525).

ص: 283

الْمَسْجِدَ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يَجْلِسَ ".

قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَقَالَ أَبِي: وَحَدَّثَنَا مُرَّةُ فَقَالَ: عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1).

22595 -

حَدَّثَنَا مَخْلَدُ بْنُ يَزِيدَ الْحَرَّانِيُّ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ يَحْيَى - يَعْنِي ابْنَ أَبِي كَثِيرٍ - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي (2) قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ أَبِي قَتَادَةَ فَارِسِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ مِنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَسُورَةٍ، وَفِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُخْرَيَيْنِ (3) بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ (4).

22596 -

حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ عَمْرٍو الْكَلْبِيُّ، حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ الْعَطَّارُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي بِنَا فَيَقْرَأُ فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ فِي الْأُولَيَيْنِ بِسُورَتَيْنِ (5) وَأُمِّ الْكِتَابِ (6)، وَكَانَ يُسْمِعُنَا

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو مكرر (22529).

(2)

لفظة "أبي" سقطت من (م).

(3)

لفظة "الأخريين" سقطت من (م). وهي في (ظ 2): "الأخيرتين".

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. الأوزاعي: هو عبد الرحمن بن عمرو.

وأخرجه ابن الجارود في "المنتقى"(187) من طريق مخلد بن يزيد، بهذا الإسناد.

وسيأتي من طريقين عن الأوزاعي برقم (22597) و (22658). وانظر تمام تخريجه هناك. وانظر (22520).

(5)

في (ظ 2): سورتين.

(6)

في (ق): أم القرآن.

ص: 284

الْأَحْيَانَ الْآيَةَ، وَفِي الْآخِرَتَيْنِ بِأُمِّ الْكِتَابِ، وَكَانَ يُطِيلُ فِي أَوَّلِ رَكْعَةٍ مِنْ صَلَاةِ الظُّهْرِ وَصَلَاةِ الْعَصْرِ (1).

22596 م - وَكَانَ يَقُولُ: " إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَلَا تَقُومُوا حَتَّى تَرَوْنِي "(2).

22597 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقْرَأُ بِأُمِّ الْقُرْآنِ وَسُورَتَيْنِ مَعَهَا (3) فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأَوَّلَيَيْنِ (4) مِنْ صَلَاةِ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ (5)، وَيُسْمِعُنَا الْآيَةَ أَحْيَانًا، وَكَانَ يُطِيلُ (6) فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى (7).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سويد بن عمرو الكلبي وأبان بن يزيد العطار، فهما من رجال مسلم.

وانظر (22520) و (22563).

(2)

إسناده إسناد سابقه.

وأخرجه أبو داود (539) عن مسلم بن إبراهيم وموسى بن إسماعيل جميعاً، عن أبان بن يزيد، بهذا الإسناد.

وسيأتي عن يونس بن محمد المؤدِّب، عن أبان بن يزيد العطار برقم (22613).

وانظر (22533).

(3)

في (ظ 5) و (ظ 2) و (ق): معهما.

(4)

قوله: "الأوليين" سقط من (م).

(5)

في (ظ 5) من صلاة الظهر وصلاة العصر.

(6)

في (ظ 5): يُطَوِّل.

(7)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن الحجاج الخولاني. =

ص: 285

22598 -

حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ شُعَيْبٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ أَبَا قَتَادَةَ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَفُرْسَانِهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " الرُّؤْيَا مِنَ اللهِ، وَالْحُلْمُ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِذَا حَلَمَ أَحَدُكُمُ الْحُلْمَ يَكْرَهُهُ، فَلْيَبْصُقْ عَنْ يَسَارِهِ ثَلَاثًا، وَلْيَسْتَعِذْ بِاللهِ مِنْهُ، فَلَنْ يَضُرَّهُ "(1).

22599 -

حَدَّثَنَا هَاشِمُ، حَدَّثَنَا (2) الْمُبَارَكُ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " سَاقِي الْقَوْمِ آخِرُهُمْ "(3).

= وأخرجه الدارمي (2291) عن أبي المغيرة الخولاني، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (778)، والنسائي 2/ 164 - 165، وابن خزيمة (507)، وأبو عوانة (1757)، والطحاوي 1/ 207، وابن حبان (1831) من طرق عن الأوزاعي، به.

وقد سلف من طريق الأوزاعي برقم (22595).

وانظر (22520).

(1)

إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير بشر بن شعيب -وهو ابن أبي حمزة الأموي- فمن رجال البخاري.

وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(899)، وأبو عوانة في الرؤيا كما في "إتحاف المهرة" 4/ 163 من طريق بشر بن شعيب، بهذا الإسناد.

وانظر (22525).

(2)

تحرفت لفظة: "حدثنا" في (م) إلى: "بن".

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل مبارك -وهو ابن فضالة =

ص: 286

22600 -

حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَيْسَ التَّفْرِيطُ فِي النَّوْمِ، إِنَّمَا التَّفْرِيطُ فِي الْيَقَظَةِ "(1).

22601 -

حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمِ بْنِ خَلْدَةَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ: دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَالِسٌ بَيْنَ ظَهْرَيِ (2) النَّاسِ. فَجَلَسْتُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا مَنَعَكَ أَنْ

= البصري- وهو مدلس، لكنه صرَّح بالسماع عند الفريابي، وقد توبع. هاشم: هو ابن القاسم أبو النضر البغدادي.

وأخرجه الفريابي في "دلائل النبوة"(28)، وأبو الشيخ في "الأمثال"(187) من طريق هدبة بن خالد، عن مبارك بن فضالة، بهذا الإسناد. وهو عند الفريابي ضمن حديث طويل، وسلف كذلك من رواية حميد بن أبي حميد الطويل، عن بكر بن عبد الله برقم (22546 م).

وانظر (22546).

(1)

حديث صحيح كسابقه.

وأخرجه مطولاً الفريابي في "دلائل النبوة"(28) عن هدبة بن خالد، عن مبارك بن فَضالة، بهذا الإسناد. وسلف مطولاً كذلك من رواية حميد الطويل، عن بكر بن عبد الله برقم (22546 م).

وانظر (22546).

(2)

في (م): ظهرانَي، والمثبت من كافة الأصول، وكلاهما بمعنىً، أي: بينهم.

ص: 287

تَرْكَعَ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ تَجْلِسَ؟ " قَالَ: قُلْتُ: إِنِّي رَأَيْتُكَ جَالِسًا وَالنَّاسُ جُلُوسٌ، قَالَ: " وَإِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمُ الْمَسْجِدَ، فَلَا يَجْلِسْ حَتَّى يَرْكَعَ رَكْعَتَيْنِ " (1).

22602 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَجَّاجِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، حَدَّثَنِي الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" إِنِّي لَأَقُومُ فِي الصَّلَاةِ أُرِيدُ أَنْ أُطَوِّلَ فِيهَا، فَأَسْمَعُ بُكَاءَ الصَّبِيِّ، فَأَتَجَوَّزُ فِي صَلَاتِي كَرَاهِيَةَ أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمِّهِ "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. معاوية بن عمرو: هو ابن المهلّب الأزدي، وزائدة: هو ابن قدامة، وعمرو بن يحيى الأنصاري: هو ابن عُمارة.

وأخرجه أبو عوانة (1240) و (2139)، والطبراني في "الأوسط"(5072) من طريق معاوية بن عمرو، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (714)(70)، وابن خزيمة (1829)، والبيهقي 3/ 194 - 195 من طريق حسين بن علي الجعفي، وأبو عوانة (1240) و (2139) من طريق يحيى بن أبي بكير، كلاهما عن زائدة بن قدامة، به.

وأخرجه مختصراً الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(5716) من طريق إسماعيل بن زكريا، عن عمرو بن يحيى، به.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(3281) من طريق عمر بن صهبان، عن محمد بن يحيى بن حَبَّان، به. وفيه أن القصة كانت لرجل غير أبي قتادة.

وانظر (22523).

(2)

إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أحمد بن الحجاج المَرْوزي، فمن رجال البخاري. الأوزاعي: هو عبد الرحمن ابن عمرو. =

ص: 288

22603 -

حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ رُفَيْعٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي قَتَادَةَ (1)، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَكَانُوا مُحْرِمِينَ إِلَّا رَجُلًا وَاحِدًا، فَبَصُرَ بِصَيْدٍ، فَأَخَذَ سَوْطًا، فَحَمَلَ عَلَيْهِ، فَأَصَادَهُ، فَأَكَلَ مِنْهُ وَأَكَلْنَا، ثُمَّ تَزَوَّدْنَا مِنْهُ، فَلَمَّا أَتَيْنَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ فُلَانًا كَانَ مُحِلًّا - أَوْ حَلَالًا -، فَأَصَابَ صَيْدًا، وَإِنَّهُ أَكَلَ مِنْهُ وَأَكَلْنَا مَعَهُ، وَمَعَنَا مِنْهُ. قَالَ: فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم " كُلُوا "(2).

= وأخرجه ابن أبي الدنيا في "العيال"(253) عن أبي خيثمة زهير بن حرب، عن إبراهيم بن الحجاج المَرْوزي، بهذا الإسناد. وسقط من إسناده في المطبوع: عبد الله بن المبارك، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 57، والنسائي في "المجتبى" 2/ 95، وفي "الكبرى"(899)، وابن حجر في "تغليق التعليق" 2/ 297 من طريقين عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (707) و (868)، وأبو داود (789)، وابن ماجه (991) من طرق عن الأوزاعي، به.

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (9581).

وعن أنس بن مالك، سلف برقم (12067).

(1)

وقع في (م) والنسخ الخطية التي بأيدينا: عبد العزيز بن رفيع، عن مجاهد، وعن ابن أبي قتادة، وقوله:"عن مجاهد" يغلب على ظننا أنها زيادة مُقحمة، فلم ترد في "أطراف المسند" 7/ 49، ولا في "جامع المسانيد" 5/ 492، ولا في "إتحاف المهرة" 4/ 137، وكذا لم ترد في مصادر الحديث التي أخرجته من طريق عبد العزيز بن رفيع، والله أعلم.

(2)

إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير =

ص: 289

22604 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مَعْبَدُ بْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ الْحَارِثِ بْنِ رِبْعِيٍّ، قَالَ: بَعَثَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى سَيْفِ الْبَحْرِ فِي بَعْضِ عُمَرِهِ إِلَى مَكَّةَ، وَوَعَدَنَا أَنْ نَلْقَاهُ بِقُدَيْدٍ، فَخَرَجْنَا وَمِنَّا الْحَلَالُ وَمِنَّا الْحَرَامُ، قَالَ: فَكُنْتُ حَلَالًا، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. قَالَ: وَفِيهِ: هَذِهِ الْعَضُدُ قَدْ شَوَيْتُهَا وَأَنْضَجْتُهَا وَأَطَبْتُهَا (1)، قَالَ:" فَهَاتِهَا " قَالَ: فَجِئْتُهُ بِهَا، فَنَهَسَهَا رَسُولُ اللهِ

= عبيدة بن حميد -وهو الكوفي الحذَّاء- فهو من رجال البخاري، وقوله: إلا رجلاً واحداً

، غير محفوظ في هذا الخبر، تفرّد به عَبيدة بن حميد، عن عبد العزيز بن رفيع، والمحفوظ فيه أن أبا قتادة هو صاحب القصة، كذا رواه أبو الأحوص سلام بن سُليم وجرير بن عبد الحميد الضبي، عنه، وكذا في سائر الروايات عن أبي قتادة.

وأخرجه مسلم (1196)(64)، وأبو عوانة في الحج كما في "إتحاف المهرة" 4/ 136، وابن حبان (3974)، والبيهقي 5/ 189 - 190 من طريق أبي الأحوص سلام بن سليم، ومسلم (1196)(64)، وابن حبان (3966)، والبيهقي 9/ 322 من طريق جرير بن عبد الحميد الضبي، كلاهما عن عبد العزيز بن رُفيع، بهذا الإسناد، وزادوا فيه جميعاً قوله صلى الله عليه وسلم:"هل أشار إليه إنسان منكم، أو أمره بشيء؟ " قالوا: لا، يا رسول الله، قال:"فكلوا"، ووقع عندهم جميعاً: أن صاحب القصة هو أبو قتادة، وهو المحفوظ كما سلف.

وانظر ما سلف برقم (22526).

وقوله: فاصَّاده، بتشديد الصاد، أصله: فاصطاده، قُلبت الطاء صاداً، وأُدغمت، مثل: اصَّبَر في اصْطَبر، وأصل الطاء مبدلة من تاء افْتَعَل.

(1)

تحرفت في (م) إلى: "وأطيبتها".

ص: 290

صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ حَرَامٌ حَتَّى فَرَغَ مِنْهَا (1).

22605 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ مَوْلَى بَنِي تَيْمٍ (2)، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ نَافِعٍ الْأَقْرَعِ مَوْلَى بَنِي غِفَارٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، مِثْلَ حَدِيثِ مَعْبَدِ بْنِ كَعْبٍ، لَمْ يَزِدْ وَلَمْ يَنْقُصْ (3).

22606 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَمِّهِ (4) مُحَمَّدِ بْنِ شِهَابٍ، حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مِنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ، فَسَيَرَانِي فِي الْيَقَظَةِ - أَوْ فَكَأَنَّمَا رَآنِي فِي الْيَقَظَةِ -، لَا يَتَمَثَّلُ الشَّيْطَانُ بِي ".

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل ابن إسحاق -وهو محمد ابن إسحاق بن يَسار المُطَّلبي- فهو صدوق حسن الحديث. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزُّهْري.

وانظر ما سلف برقم (22526).

وقوله: سِيف البحر، بكسر السين، أي: ساحله.

وقوله: قُدَيد: اسم موضع بين مكة والمدينة.

وقوله: فنَهَسَها: النَّهْسُ: هو الأخذ بمُقدَّم الأسنان للأكل.

وقوله: العَضُد: هو ما بين المِرفق والكَتِف.

(2)

تحرف في (م) إلى: "تميم".

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه.

وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 21/ 151 من طريق يزيد بن أبي حبيب، عن محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد. ولم يسُق لفظه.

وانظر (22526).

(4)

لفظة: "عمه" سقطت من (م).

ص: 291

فَقَالَ أَبُو سَلَمَةَ: وقَالَ أَبُو قَتَادَةَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ رَآنِي، فَقَدْ رَأَى (1) الْحَقَّ "(2).

(1) في (م) و (ظ 2): رآني.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل ابن أخي ابن شهاب -واسمه: محمد بن عبد الله بن مسلم-، فهو صدوق حسن الحديث، وقد توبع. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزهري.

وأخرجه مسلم (2267)، واللالكائي (615) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بالإسنادين جميعاً.

وأخرجه مسلم (2266)(11) و (2667)، وأبو يعلى الموصلي في "مسنده" في "فتح الباري" 12/ 389، والبيهقي في "دلائل النبوة" 7/ 45 و 46، والبغوي في "شرح السنة"(2388)، وابن حجر في "تغليق التعليق" 5/ 268 من طريق يونس بن يزيد الأَيْلي، عن ابن شهاب، بالإسنادين جميعاً.

وأخرجه الترمذي في "الشمائل"(393)، والبغوي (3287)، وابن حجر في "تغليق التعليق" 5/ 268 من طريق يعقوب بن إبراهيم، بإسناد أبي قتادة وحده.

وأخرجه الدارمي (2140)، والبخاري (6996)، وأبو عوانة في الرؤيا كما في "إتحاف المهرة" 4/ 162، والبيهقي في "الدلائل" 7/ 46 من طريقين عن ابن شهاب، بإسناد أبي قتادة وحده.

وأخرجه البخاري (6993)، وأبو داود (5023)، وابن حبان (6051) من طريق يونس بن يزيد الأيلي، والخطيب البغدادي 10/ 284 من طريق سلامة ابن أخي عقيل، كلاهما عن الزهري، بإسناد أبي هريرة وحده. ولم يذكر البخاري في حديثه الشك في قوله:"أو فكأنما رآني في اليقظة". ولفظ حديث ابن حبان: "من رآني في المنام، فقد رأى الحق".

وحديث أبي سلمة عن أبي هريرة سلف من رواية محمد بن عمرو عنه برقم (7553) بلفظ: "من رآني في المنام، فقد رأى الحق، إن الشيطان لا يتشبه بي" وانظر (7168). =

ص: 292

22607 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أَنَّهُ حَدَّثَ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ أَبِي (1): وَحَدَّثَنِي ابْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ نَافِعٍ الْأَقْرَعِ أَبِي مُحَمَّدٍ مَوْلَى بَنِي غِفَارٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ. قَالَ: قَالَ أَبُو قَتَادَةَ: رَأَيْتُ رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ: مُسْلِمٌ وَمُشْرِكٌ، وَإِذَا رَجُلٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ يُرِيدُ أَنْ يُعِينَ صَاحِبَهُ الْمُشْرِكَ عَلَى الْمُسْلِمِ، فَأَتَيْتُهُ فَضَرَبْتُ يَدَهُ، فَقَطَعْتُهَا، وَاعْتَنَقَنِي بِيَدِهِ الْأُخْرَى، فَوَاللهِ مَا أَرْسَلَنِي حَتَّى وَجَدْتُ رِيحَ الْمَوْتِ، فَلَوْلَا أَنَّ الدَّمَ نَزَفَهُ لَقَتَلَنِي، فَسَقَطَ فَضَرَبْتُهُ فَقَتَلْتُهُ، وَأَجْهَضَنِي عَنْهُ الْقِتَالُ، وَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ فَسَلَبَهُ، فَلَمَّا فَرَغْنَا وَوَضَعَتِ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" مَنْ قَتَلَ قَتِيلًا فَسَلَبُهُ لَهُ " قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، قَدْ قَتَلْتُ قَتِيلًا ذَا سَلَبِ، فَأَجْهَضَنِي عَنْهُ الْقِتَالُ، فَلَا أَدْرِي

= وفي الباب عن ابن مسعود، سلف برقم (3559). وانظر تتمة شواهده هناك.

وقوله: "فسيراني في اليقظة": اختلف أهل العلم في تأويله على أقوال عدة والراجح عندنا: أنه على سبيل التشبيه والتمثيل، أي: من رأى النبي صلى الله عليه وسلم في منامه، فكأنما رآه في اليقظة على الحقيقة، فرؤياه صحيحةٌ، لا تكون أضغاثاً، ولا من تشبيهات الشيطان، ويؤيد ما ذكرناه الشكُّ الواقع في الرواية، فإنه قال:"أو فكأنما رآني في اليقظة" ثم إن جُلَّ أحاديث الباب جاءت الرواية فيها بلفظ: "فقد رآني" و"فقد رآى الحق"، والله أعلم. وانظر "فتح الباري" 12/ 385.

(1)

القائل: هو يعقوب بن إبراهيم بن سعد.

ص: 293

مَنِ اسْتَلَبَهُ؟ فَقَالَ رَجُلٌ: مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ: صَدَقَ يَا رَسُولَ اللهِ، أَنَا سَلَبْتُهُ فَأَرْضِهِ عَنِّي مِنْ سَلَبِهِ، قَالَ: فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: تَعْمِدُ إِلَى أَسَدٍ مِنْ أُسْدِ اللهِ، يُقَاتِلُ عَنِ اللهِ عز وجل تُقَاسِمُهُ سَلَبَهُ، ارْدُدْ عَلَيْهِ سَلَبَ قَتِيلِهِ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" صَدَقَ فَارْدُدْ عَلَيْهِ سَلَبَ قَتِيلِهِ " قَالَ أَبُو قَتَادَةَ: فَأَخَذْتُهُ مِنْهُ فَبِعْتُهُ، فَاشْتَرَيْتُ بِثَمَنِهِ مَخْرَفًا بِالْمَدِينَةِ، وَإِنَّهُ لَأَوَّلُ مَالٍ اعْتَقَدْتُهُ (1).

(1) حديث صحيح، والرجل المبهم في إسناده الأول هو نافع الأقرع، فالحديث مشهور من روايته، وأسقط ابن إسحاق في إسناده الثاني الواسطة بين يحيى بن سعيد ونافع الأقرع، وهو عمر بن كثير كما سلف برقم (22518) و (22527)، وكما سيأتي في التخريج.

والحديث في "سيرة ابن هشام" 4/ 90 - 91 عن ابن إسحاق بالإسنادين جميعاً، لكن قال في الإسناد الثاني: وحدثني من لا اتهم من أصحابنا، بدل قوله: عن يحيى بن سعيد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 372 عن عبد الرحيم بن سليمان، عن ابن إسحاق، عن عبد الله بن أبي بكر، قال: حُدثت عن أبي قتادة

فذكره.

وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/ 454، ومن طريقه الشافعي 2/ 117 - 118، وأبو عبيد في "الأموال"(776) و (795)، وحميد بن زنجويه في "الأموال"(1151) و (1172)، والبخاري (2100) و (3142) و (4321)، ومسلم (1751)، وأبو داود (2717)، والترمذي (1562)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1868)، وابن الجارود في "المنتقى"(1076)، وأبو عوانة (6630) و (6631) و (6632)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 226، وفي "شرح مشكل الآثار"(4785)، وابن حبان (4805) و (4837)، والبيهقي في "السنن" 6/ 306، وفي "الدلائل" 5/ 148 و 149 - 150، والبغوي (2724)، والحازمي في "الاعتبار" ص 221 عن يحيى بن سعيد الأنصاري، =

ص: 294

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= بهذا الإسناد. وبعضهم يرويه مختصراً.

وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه"(2696)، ومسلم (1751)، وأبو عوانة (6635)، والبيهقي 6/ 324 من طريق هشيم بن بشير، عن يحيى بن سعيد، به. وقد سلف الحديث عن هشيم مختصراً برقم (22518)، وقد وقع في رواية البيهقي مختصراً بلفظ:"من أقام البينة على أسير فله سلبه"، وخطأها البيهقي.

وأخرجه أبو عبيد (775) و (795)، والبخاري (7170)، وتعليقاً (4322)، ومسلم (1751)، وأبو عوانة (6633)، والبيهقي في "السنن" 9/ 50 من طريق الليث بن سعد، عن يحيى بن سعيد، به.

وأخرجه أبو عوانة (6634) من طريق معاوية بن عمرو، عن يحيى بن سعيد، به.

وقد سلف الحديث مختصراً عن سفيان بن عيينة، عن يحيى بن سعيد برقم (22527)، وسيأتي مختصراً أيضاً من طريق عبد الرحمن الأعرج، عن أبي قتادة برقم (22614).

وفي باب من قتل كافراً فله سَلَبُه، عن سمرة بن جندب سلف برقم (20144). وانظر تتمة شواهده هناك. ولم يرد فيها ذكر البينة على القتيل. قال الحافظ في "الفتح" 6/ 249: واتفقوا -يعني الجمهور- على أنه لا يقبل قول من ادعى السَّلَب إلا ببينة تشهد له بأنه قتله، والحجة فيه قوله في هذا الحديث:"له عليه بينة"، فمفهومه أنه إذا لم تكن له بينة لا يقبل، وسياق أبي قتادة يشهد لذلك. وعن الأوزاعي يقبل قوله بغير بينة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أعطاه لأبي قتادة بغير بينة، وفيه نظر، لأنه وقع في "مغازي الواقدي" أن أوس بن خولي شهد لأبي قتادة، وعلى تقدير أنه لا يصح، فيُحملُ على أن النبي صلى الله عليه وسلم علم أنه القاتلُ بطريق من الطرق. قلنا: الذي وقع في مغازي الواقدي 3/ 908: "فقام عبد الله بن أنيس فشهد لي، ثم لقيت الأسود بن الخزاعي فشهد لي، وإذا صاحبي الذي أخذ السلب لا يُنكِر أني قتلته". =

ص: 295

22608 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى وَحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ نُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِذْ سَمِعَ جَلَبَةَ رِجَالٍ، فَلَمَّا صَلَّى، دَعَاهُمْ، فَقَالَ:" مَا شَأْنُكُمْ؟ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، اسْتَعْجَلْنَا إِلَى الصَّلَاةِ، قَالَ:" فَلَا تَفْعَلُوا، إِذَا أَتَيْتُمُ الصَّلَاةَ، فَعَلَيْكُمُ السَّكِينَةَ، فَمَا أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا، وَمَا سُبِقْتُمْ (1) فَأَتِمُّوا "(2).

= قال السندي: قوله: أجهضني، أي: بعَّدني وشغلني.

مخرفاً: بفتح الميم والراء، أي: بستان.

اعتقدته، أي: جمعته.

(1)

في (م): "سبقكم".

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. شيبان: هو أبو معاوية بن عبد الرحمن النحوي.

وأخرجه أبو عوانة (1543) من طريق حسن بن موسى الأشيب وحده، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن حبان (2147) من طريق حسين بن محمد المَرُّوذي وحده، به.

وأخرجه الدارمي (1283)، والبخاري في "صحيحه"(635)، وفي "القراءة خلف الإمام"(165)، ومسلم (603)، وأبو عوانة (1543)، والطبراني في "الأوسط"(456)، وأبو نعيم في "تسمية ما انتهى إلينا من الرواة عن أبي نعيم الفضل بن دكين عالياً"(46)، والبيهقي 2/ 298 من طرق عن شيبان بن عبد الرحمن، به. وليس عند أبي نعيم والطبراني قوله:"إذا أتيتم الصلاة، فعليكم السكينة"، ولم يذكر الدارمي القصة في أوله، واقتصر البخاري في "القراءة" على قوله:"فما أدركتم فصلوا، وما فاتكم فأتموا". =

ص: 296

22609 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي مَسْلَمَةَ (1)، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا نَضْرَةَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِعَمَّارٍ حِينَ جَعَلَ يَحْفِرُ الْخَنْدَقَ، وَجَعَلَ يَمْسَحُ رَأْسَهُ، وَيَقُولُ:" بُؤْسَ ابْنِ سُمَيَّةَ، تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ "(2).

= وأخرجه مسلم (603)(155) من طريق محمد بن المبارك الصُّوري، وابن خزيمة (1644) من طريق يحيى بن حسان التِّنِّيسي، كلاهما عن معاوية بن سلام، عن يحيى بن أبي كثير، به. ولفظ حديث يحيى: بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ سمع جلبة، فقال:"ما شأنكم؟ " قالوا: يا رسول الله، استعجلنا إلى الصلاة، قال: "فلا تفعلوا، إذا أقيمت الصلاة، فلا تقوموا حتى تروني،

وعليكم السكينة، فما أدركتم فصلوا، وما فاتكم فأتموا". وقد تفرد يحيى بهذا اللفظ، وهو إنما خلط هذا الحديث بحديث آخر، وهو السالف برقم (22533) من طريق الحجاج بن أبي عثمان الصواف، عن يحيى بن أبي كثير، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا نودي للصلاة، فلا تقوموا حتى تروني" ولم يتابعه على ذلك أحد كما سلف التنبيه عليه هناك.

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7230)، وعن أنس بن مالك، سلف برقم (12034).

وقوله: جَلَبَةَ رجال، بجيم ولام وباء موحدة مفتوحات، أي: أصواتهم حال حركتهم واستعجالهم.

(1)

تحرف في (م) و (ق) إلى: "أبي سلمة"، والمثبت من (ظ 5) و (ظ 2) و"أطراف المسند" 7/ 59.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو نَضْرة -وهو المنذر بن مالك بن قِطْعة- من رجاله، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. وراد أبو سعيد الخدري بمن هو خير منه، أبا قتادة الأنصاري كما جاء مصرّحاً به =

ص: 297

22610 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ يَحْيَى - مِنْ أَهْلِ مَرْوَ -، أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي مَسْلَمَةَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي أَبُو قَتَادَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ:" تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ "(1).

= في الرواية التالية، وفي بعض طرقه. شعبة: هو ابن الحجاج، وأبو مَسْلَمة: هو سعيد ابن يزيد بن مَسْلَمة البصري.

وأخرجه مسلم (2915)(70) والبيهقي في "دلائل النبوة" 2/ 548 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (2915)(71)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1871)، وأبو عوانة في الفتن كما في "إتحاف المهرة" 4/ 113 - 114 من طريق خالد بن الحارث، عن شعبة، به. وقال خالد بن الحارث في حديثه: أخبرني من هو خير مني، أراه يعني أبا قتادة. وقال:"ويقول: وَيْسَ" أو"يقول: يا وَيْسَ ابن سُمَيَّة" بدل قوله: "ويقول: بؤس ابن سُمَيَّة".

وانظر ما بعده.

وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6499)، وانظر تتمة شواهده هناك.

وقوله صلى الله عليه وسلم: "بُؤسَ ابن سُمية": قال النووي في "شرح صحيح مسلم" 18/ 40: بُؤس: بباء موحدة مضمومة، وبعدها همزة، والبُؤس والبَأْساء: المكروه والشِّدَّة، والمعنى: يا بُؤس ابن سُميَّة ما أشدَّه وأعظمه!

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد من أجل الحسن بن يحيى المروزي، له ترجمة في "التعجيل"، وقال الحُسيني: فيه نظر. لكنه قد توبع.

وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 3/ 252 - 253، ومسلم (2915)(71)، والنسائي في "الكبرى"(8548)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" =

ص: 298

22611 -

حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا الْحُصَيْنُ (1) بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ أَبِيهِ أَبِي قَتَادَةَ، قَالَ: سَرَيْنَا (2) مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ فِي سَفَرٍ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، لَوْ عَرَّسْتَ بِنَا. فَقَالَ:" إِنِّي أَخَافُ أَنْ تَنَامُوا عَنِ الصَّلَاةِ، فَمَنْ يُوقِظُنَا لِلصَّلَاةِ؟ " فَقَالَ بِلَالٌ: أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: فَعَرَّسَ بِالْقَوْمِ، فَاضْطَجَعْنَا، وَاسْتَنَدَ بِلَالٌ إِلَى رَاحِلَتِهِ، فَغَلَبَتْهُ عَيْنَاهُ، وَاسْتَيْقَظَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ طَلَعَ حَاجِبُ الشَّمْسِ، فَقَالَ:" يَا بِلَالُ، أَيْنَ مَا قُلْتَ لَنَا؟ " قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا أُلْقِيَتْ عَلَيَّ نَوْمَةٌ مِثْلُهَا، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّ اللهَ قَبَضَ أَرْوَاحَكُمْ حِينَ شَاءَ، وَرَدَّهَا عَلَيْكُمْ حِينَ شَاءَ " ثُمَّ أَمَرَهُمْ، فَانْتَشَرُوا لِحَاجَتِهِمْ وَتَوَضَّؤُوا (3)،

= (1870)، وأبو عوانة في الفتن كما في "إتحاف المهرة" 4/ 113 - 114، والبيهقي في "السنن" 8/ 189، وفي "دلائل النبوة" 2/ 548، والخطيب في "تاريخ بغداد" 7/ 344 من طرق عن النضر بن شُميل، بهذا الإسناد. وزادوا جميعاً في أوله خلا مسلم وابن أبي عاصم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمار وهو يمسح التراب عن رأسه: "بُؤساً لك يا ابن سُميَّة". ولم يَسُق مسلم لفظه.

وانظر ما قبله.

(1)

في (م) و (ق) و (ظ 2): "ابن حصين"، والصواب حذف لفظة "ابن" كما في (ظ 5).

(2)

كذا في (ظ 5)، وفي سائر الأصول الخطية:"سرنا".

(3)

في (م) وحدها: "وتوضأ".

ص: 299

فَارْتَفَعَتِ الشَّمْسُ، فَصَلَّى بِهِمُ الْفَجْرَ (1).

22612 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ صَالِحٍ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي حَسَّانَ -، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَعَثَهُ فِي طَلِيعَةٍ قِبَلَ غَيْقَةَ، وَوَدَّانَ وَهُوَ

(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، سريج بن النعمان من رجاله، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. هُشَيم: هو ابن بَشير الواسطي، وحصين ابن عبد الرحمن: هو السُّلَمي أبو الهُذيل الكوفي.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 66 - 67، والبخاري (7471)، والنسائي في "الكبرى"(11448)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 401، وفي "شرح مشكل الآثار"(3980)، وابن حزم في "المحلى" 3/ 20 - 21، والبيهقي في "السنن الكبرى" 2/ 216، وفي "الأسماء والصفات" ص 142 من طرق عن هشيم بن بَشير، بهذا الإسناد. واقتصر البخاري والبيهقي في "الأسماء والصفات" على قوله: "إن الله قبض أرواحكم حين شاء

"، ولم يسُق الطحاوي لفظه.

وأخرجه البخاري (595)، وأبو داود (439) و (440)، والنسائي في "المجتبى" 2/ 105 - 106، وابن خزيمة (409)، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 401، وفي "شرح المشكل"(3979)، وابن حبان (1579)، والبيهقي في "السنن" 1/ 403 - 404، والبغوي (438) من طرق عن حصين بن عبد الرحمن، به. وبعضهم يختصره، وزاد معظمهم: أَمْرَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم بلالاً أن يؤذِنَ الناسَ بالصلاة. ووقع في رواية الطحاوي: عن أبي قتادة الأنصاري، عن أبيه، ووقع كذلك قوله:"إن الله قبض أرواحكم حين شاء، وردَّها إليكم حين شاء" على أنه من كلام بلال، وكلاهما وهم في بعض رواته. وجاء عنده أيضاً أن القصة كانت في غزوة من غزواته صلى الله عليه وسلم.

وانظر ما سلف برقم (22546).

ص: 300

مُحْرِمٌ وَأَبُو قَتَادَةَ غَيْرُ مُحْرِمٍ، فَإِذَا حِمَارُ وَحْشٍ، فَطَلَبَ مِنْهُمْ سَوْطًا، فَلَمْ يُنَاوِلُوهُ، فَاخْتَلَسَ سَوْطَ بَعْضِهِمْ، فَصَادَ حِمَارًا وَحْشِيًّا، فَأَكَلُوهُ، ثُمَّ لَحِقُوا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَالْأَبْوَاءِ، قَالُوا: إِنَّا صَنَعْنَا شَيْئًا لَا نَدْرِي مَا هُوَ. فَقَالَ: " أَطْعِمُونَا "(1).

22613 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا أَبَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَلَا تَقُومُوا

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد من أجل صالح بن أبي حسان المدني، فقد اختُلف فيه، وهو ممن يعتبر به في المتابعات والشواهد. حسين: هو ابن محمد بن بَهْرام المرُّوذي، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث بن أبي ذئب.

وأخرجه أبو عوانة في الحج كما في "إتحاف المهرة" 4/ 136 من طريق أبي داود الطيالسي وشَبَابة بن سَوَّار، كلاهما عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد؟ ووقع فيه: صالح بن حسان بدل صالح بن أبي حسان.

وانظر ما سلف برقم (22526).

قوله: غَيْقَة، سلف بيانها عند الرواية رقم (22569).

وقوله: وَدَّان، بفتح أوله، وتشديد ثانيه: قرية جامعة بين مكة والمدينة قريبة من الجُحفة. "معجم البلدان" 5/ 365، و"معجم ما استعجم" 2/ 374.

وقوله: الأَبْواء، بالفتح، ثم السكون: قرية من أَعمال الفُرْع -بضم الفاء، وإسكان الراء- من المدينة، ووَدَّان أقرب إلى الجُحفة من الأَبواء للآتي من المدينة. "معجم البلدان" 1/ 79، و"معجم ما استعجم" 1/ 102، و"فتح الباري" 4/ 33.

ص: 301

حَتَّى تَرَوْنِي " (1).

22614 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيِّ أَنَّهُ قَتَلَ رَجُلًا مِنَ الْكُفَّارِ، فَنَفَّلَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَلَبَهُ وَدِرْعَهُ، فَبَاعَهُ بِخَمْسِ أَوَاقٍ (2).

22615 -

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو صَخْرٍ، أَنَّ يَحْيَى بْنَ النَّضْرِ الْأَنْصَارِيَّ حَدَّثَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا قَتَادَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ لِلْأَنْصَارِ: " أَلَا إِنَّ النَّاسَ دِثَارِي، وَالْأَنْصَارَ شِعَارِي، لَوْ سَلَكَ النَّاسُ وَادِيًا، وَسَلَكَتِ الْأَنْصَارُ شِعْبَةً، لَاتَّبَعْتُ شِعْبَةَ الْأَنْصَارِ، وَلَوْلَا الْهِجْرَةُ، لَكُنْتُ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ، فَمَنْ وَلِيَ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَلْيُحْسِنْ إِلَى مُحْسِنِهِمْ، وَلْيَتَجَاوَزْ عَنْ مُسِيئِهِمْ، وَمَنْ

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبان -وهو ابن يزيد العطَّار- فمن رجال مسلم. يونس: هو ابن محمد المؤدِّب. وسلف الحديث عن سُويد بن عمرو الكلبي، عن أبان بن يزيد برقم (22596 م).

وانظر (22533).

(2)

حديث صحيح، ابن لهيعة، وإن كان سيئ الحفظ، إلا أن إسحاق بن عيسى -وهو الطبَّاع- سمع منه قبل احتراق كتبه، ورواه عنه أيضاً عبد الله بن المبارك عند الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 227، وروايته عنه مقبولة، فالإسناد حسن.

وقد روي حديث أبي قتادة هذا من غير طريق ابن لهيعة مطولاً، انظر (20607).

ص: 302

أَفْزَعَهُمْ، فَقَدْ أَفْزَعَ هَذَا الَّذِي بَيْنَ هَاتَيْنِ " وَأَشَارَ إِلَى نَفْسِهِ صلى الله عليه وسلم (1).

22616 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، قَالَ: سُئِلَ عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ وَأَنَا شَاهِدٌ عَنِ الْفَضْلِ فِي صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ، فَقَالَ: جَاءَ هَذَا مِنْ قِبَلِكُمْ يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ، حَدَّثَنِيهِ أَبُو الْخَلِيلِ، عَنْ حَرْمَلَةَ بْنِ إِيَاسٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ كَلِمَةً تُشْبِهُ عِدْلَ ذَلِكَ، قَالَ:" صَوْمُ عَرَفَةَ بِصَوْمِ سَنَتَيْنِ، وَصَوْمُ عَاشُورَاءَ بِصَوْمِ سَنَةٍ "(2).

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل أبي صخر، وهو حميد بن زياد المدني.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(8892) من طريق أصبغ بن الفرج، والحاكم 4/ 79 من طريق بحر بن نصر، كلاهما عن عبد الله بن وهب، بهذا الإسناد.

وفي باب قوله صلى الله عليه وسلم: "ألا إن الناس دِثاري

لكنت رجلاً من الأنصار" عن أبي هريرة، سلف في مسنده برقم (8169) و (9433)، وهو صحيح، وقد ذكرنا أحاديث الباب هناك.

وفي باب قوله صلى الله عليه وسلم: "فمن وَلِيَ من الأنصار، فليحسن إلى مُحسِنِهم، وليتجاوز عن مسيئهم" عن أنس بن مالك، سلف في مسنده برقم (12650)، وهو في "الصحيحين"، وانظر تتمة شواهده هناك.

وقوله: "دِثاري" بكسر الدال: ثوب يلبس فوق آخر.

و"شعاري" الشِّعار، بالكسر: الثوب المتصل بالبدن. والمراد أن الأنصار هم الخاصة، والناس العامة.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف سلف الكلام عليه في الرواية رقم (22530)، وقد اختلف فيه على عطاء بن أبي رباح أيضاً كما سيأتي. عفان: هو ابن مسلم الصفَّار، وهمام: هو ابن يحيى العَوْذي، وأبو الخليل: هو صالح ابن أبي مريم الضُّبعي.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(2807) من طريق أبي داود الطيالسي، عن =

ص: 303

22617 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ (1): أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقْرَأُ فِي صَلَاةِ الظُّهْرِ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ بِأُمِّ الْكِتَابِ وَسُورَتَيْنِ، وَكَانَ يُسْمِعُنَا الْأَحْيَانَ الْآيَةَ، قَالَ: وَكَانَ يَقْرَأُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُخْرَيَيْنِ بِأُمِّ الْقُرْآنِ. قَالَ: وَكَانَ

= همام بن يحيى، قال: قال لي عطاء: يا همام، هذا حديث جاءنا من قبلكم، حدثني صالح بن أبي الخليل، به. وسقط من المطبوع من أول إسناده إلى قوله: جاءنا من قبلكم. واستدركناه من "تحفة الأشراف" 9/ 242.

ورواه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عند النسائي (2808) و (2809)، وابن أبي شيبة 3/ 58، وليث بن أبي سليم عند أبي نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 180، فقالا: عن عطاء بن أبي رباح، عن أبي الخليل، عن أبي قتادة. لم يذكرا فيه حرملة بن إياس بين أبي الخليل وأبي قتادة.

ورواه الحجاج بن أرطاة عند الطبراني في "الشاميين"(2478)، فقال: عن عطاء بن أبي رباح، عن مولى لأبي قتادة، عن أبي قتادة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"صيام يوم عرفة كفارة السنة الماضية، ونافلة السنة المستقبلة".

ورواه ابن جريج عند عبد الرزاق (7828) و (7833)، والنسائي (2810)، فقال: عن عطاء، عن أبي الخليل، عن أبي قتادة قوله، وتحرف في الموضع الثاني عند عبد الرزاق أبو قتادة إلى قتادة.

ورواه عبد الكريم بن مالك الجزري عند النسائي (2811)، فقال: عن عطاء، عن كعب قوله.

ورواه عثمان بن الأسود عند النسائي (2812)، فقال: عن عطاء ومجاهد، قالا: كنا لا نصوم يوم عرفة حتى قدم علينا عبد الكريم بن أبي المخارق، فأخبرنا أن صومه كفارة للسنة الماضية، وأجر للسنة المستقبلة. قال عثمان: فلقيت عبد الكريم، فلقيني مثل ذلك.

(1)

في (م): عن أبيه أبي قتادة.

ص: 304

يُطِيلُ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى مَا لَا يُطِيلُ فِي الثَّانِيَةِ، وَهَكَذَا فِي صَلَاةِ الْعَصْرِ وَهَكَذَا فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ.

قَالَ عَفَّانُ: وَأَبَانُ بْنُ يَزِيدَ الْعَطَّارُ، مِثْلَهُ سَوَاءً (1).

22618 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبَانُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي قَتَادَةَ، عَنِ أَبِيهِ (2): أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ خَلِيطِ الْبُسْرِ وَالتَّمْرِ، وَعَنْ خَلِيطِ الزَّبِيبِ وَالتَّمْرِ، وَعَنْ خَلِيطِ الزَّهْوِ وَالرُّطَبِ.

قَالَ: وَحَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، مِثْلَهُ (3).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين من جهة همام، وعلى شرط مسلم من جهة أبان. عفان: هو ابن مسلم الباهلي، وهمام: هو ابن يحيى العَوْذي.

وأخرجه البخاري في "الصحيح"(776)، وفي "جزء القراءة"(239) و (288)، وابن الجارود (187)، والبيهقي 2/ 65 - 66 و 193 من طرق عن همام وحده، بهذا الإسناد.

وسيأتي من طريق همام، وقرن به أبان بن يزيد العطار برقم (22627).

وانظر (22520).

(2)

في (م): عن أبيه أبي قتادة.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم. أبان -وهو ابن يزيد العطَّار- من رجاله.

وهو في "الأشربة" للمصنف برقم (104) و (105).

وأخرجه مسلم (1988)(26)، وأبو عوانة (8015)، والبيهقي 8/ 307، وابن عبد البر في "التمهيد" 24/ 207 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (3704)، وأبو عوانة (8015) من طريق موسى بن إسماعيل ابن أبي سلمة، عن أبان بن يزيد، به.

ص: 305

22619 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ شَهِدَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى عَلَى مَيِّتٍ فَسَمِعَهُ يَقُولُ:" اللهُمَّ اغْفِرْ لِحَيِّنَا وَمَيِّتِنَا، وَشَاهِدِنَا وَغَائِبِنَا، وَصَغِيرِنَا وَكَبِيرِنَا، وَذَكَرِنَا وَأُنْثَانَا ".

قَالَ: وَحَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بِهَؤُلَاءِ الثَّمَانِ كَلِمَاتٍ وَزَادَ كَلِمَتَيْنِ: " مَنْ أَحْيَيْتَهُ مِنَّا فَأَحْيِهِ عَلَى الْإِسْلَامِ، وَمَنْ تَوَفَّيْتَهُ مِنَّا فَتَوَفَّهُ عَلَى الْإِيمَانِ "(1).

22620 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي (2) إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِنَحْوِهِ (3).

= وأخرجه مسلم (1988)(25)، والنسائي في "المجتبى" 8/ 289 - 290، وفي "الكبرى"(5061)، وأبو عوانة (8013) من طريق علي بن المُبارك الهُنائي، عن يحيى بن أبي كثير، به، لكن رواية النسائي من طريق أبي سلمة وحده.

وسيأتي من طريق أبي سلمة مقروناً بعبد الله بن أبي قتادة برقم (22629).

وانظر (22521).

(1)

حديث صحيح، إسناد الموصول منهما رجاله ثقات رجال الشيخين، لكن اختُلف فيه على يحيى بن أبي كثير كما أشرنا عند مكرره السالف برقم (17546)، وكذلك المرسل تكرر هناك.

وسلف عن عبد الصمد، عن همام برقم (22554).

وانظر (8809).

(2)

لفظة "أبي" سقطت من (م).

(3)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرر الحديث السالف برقم (17545) وانظر ما قبله.

ص: 306

22621 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، حَدَّثَنَا غَيْلَانُ بْنُ جَرِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَعْبَدٍ الزِّمَّانِيِّ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: قَالَ لَهُ رَجُلٌ أَرَأَيْتَ صِيَامَ عَرَفَةَ؟ قَالَ: " أَحْتَسِبُ عِنْدَ اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ " قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ صَوْمَ عَاشُورَاءَ؟ قَالَ:" أَحْتَسِبُ عِنْدَ اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ "(1).

22622 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَلَا تَقُومُوا حَتَّى تَرَوْنِي "(2).

22623 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ - أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْخَطْمِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ:

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 77 من طريق أبي داود الطيالسي، عن مهدي بن ميمون، بهذا الإسناد- واقتصر على قصة صوم يوم عاشوراء.

وانظر (22537).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. همام بن يحيى: هو العَوْذي.

وأخرجه الدارمي (1262) عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4204) من طريق الخَصِيب ابن ناصح، عن همام بن يحيى العَوْذي، به.

وانظر (22533).

ص: 307

أَنَّ أَبَا قَتَادَةَ كَانَ لَهُ عَلَى رَجُلٍ دَيْنٌ. وَكَانَ يَأْتِيهِ يَتَقَاضَاهُ، فَيَخْتَبِئُ مِنْهُ، فَجَاءَ ذَاتَ يَوْمٍ فَخَرَجَ صَبِيٌّ فَسَأَلَهُ عَنْهُ فَقَالَ: نَعَمْ هُوَ فِي الْبَيْتِ، يَأْكُلُ خَزِيرَةً، فَنَادَاهُ: يَا فُلَانُ اخْرُجْ، فَقَدْ أُخْبِرْتُ أَنَّكَ هَاهُنَا، فَخَرَجَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: مَا يُغَيِّبُكَ عَنِّي؟ قَالَ: إِنِّي مُعْسِرٌ وَلَيْسَ عِنْدِي، قَالَ: آللَّهِ إِنَّكَ مُعْسِرٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَبَكَى أَبُو قَتَادَةَ، ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ نَفَّسَ عَنْ غَرِيمِهِ، أَوْ مَحَا عَنْهُ، كَانَ فِي ظِلِّ الْعَرْشِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "(1).

22624 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا - قَالَ سَعْدٌ: وَكَانَ يُقَالُ لَهُ: مَوْلَى أَبِي قَتَادَةَ، وَلَمْ يَكُنْ مَوْلًى - يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ: أَنَّهُ أَصَابَ حِمَارَ وَحْشٍ، فَسَأَلُوا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مُحْرِمٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" أَبَقِيَ مَعَكُمْ مِنْهُ شَيْءٌ؟ " - قَالَ شُعْبَةُ: ثُمَّ سَأَلْتُهُ بَعْدُ، فَقَالَ:" أَبَقِيَ مَعَكُمْ مِنْهُ شَيْءٌ؟ " - قَالَ: فَأَكَلَهُ، أَوْ قَالَ:" فَكُلُوهُ ".

فَقُلْتُ لِشُعْبَةَ: مَعْنَى قَوْلِهِ لَا بَأْسَ بِهِ؟ قَالَ: نَعَمْ (2).

(1) إسناده صحيح، وهو مكرر (22559).

قوله: خزيرة، بفتح الخاء المعجمة وكسر الزاي، وآخره راء: طعام يُصنع من اللحم والدقيق ونحوه.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. شعبة: هو ابن الحجاج، وسعد ابن إبراهيم: هو ابن عبد الرحمن بن عوف الزُّهري، ومولى أبي قتادة: هو نافع بن عباس -أو عياش- الأقرع المدني، وهو مولى عَقِيلة الغِفارية، وقيل =

ص: 308

22625 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا سلَيْمَانُ - يَعْنِي التَّيْمِيَّ -، قَالَ: حُدِّثْتُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" تَقْرَؤُونَ خَلْفِي؟ " قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: " فَلَا تَفْعَلُوا إِلَّا بِأُمِّ الْكِتَابِ "(1)(2).

22626 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنْ قُتِلْتُ فِي سَبِيلِ اللهِ صَابِرًا مُحْتَسِبًا مُقْبِلًا غَيْرَ مُدْبِرٍ كَفَّرَ اللهُ بِهِ خَطَايَايَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنْ قُتِلْتَ فِي سَبِيلِ اللهِ صَابِرًا

= له: مولى أبي قتادة، للزومه له.

وانظر (22526).

(1)

في (ظ 5): "بأم القرآن".

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه بين سليمان التيمي -وهو ابن طَرْخان- وعبد الله بن أبي قتادة.

وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(1556)، وعبد بن حميد (188)، وأحمد بن منيع في "مسنده"، وأبو يعلى في "مسنده الكبير" كما في "إتحاف الخيرة"(1559)، والسهمي في "تاريخ جرجان" ص 160، والبيهقي في "السنن" 2/ 166، وفي "القراءة خلف الإمام"(165) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. ووقع في أسانيد الحديث في "إتحاف الخيرة" سقط يستدرك من هنا.

ويشهد له حديث محمد بن أبي عائشة، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، سلف برقم (18070)، وإسناده صحيح.

وحديث عبادة بن الصامت، سيأتي برقم (22671)، وإسناده حسن.

ص: 309

مُحْتَسِبًا مُقْبِلًا غَيْرَ مُدْبِرٍ كَفَّرَ اللهُ بِهِ خَطَايَاكَ " ثُمَّ إِنَّ الرَّجُلَ لَبِثَ مَا شَاءَ اللهُ، ثُمَّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنْ قُتِلْتُ فِي سَبِيلِ اللهِ كَفَّرَ اللهُ بِهِ خَطَايَايَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنْ قُتِلْتَ فِي سَبِيلِ اللهِ صَابِرًا مُحْتَسِبًا مُقْبِلًا غَيْرَ مُدْبِرٍ كَفَّرَ اللهُ بِهِ خَطَايَاكَ إِلَّا الدَّيْنَ كَذَلِكَ قَالَ لِي جِبْرِيلُ " (1).

22627 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى وَأَبَانُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقْرَأُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ مِنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَسُورَةٍ، وَيُسْمِعُنَا الْآيَةَ أَحْيَانًا، وَيَقْرَأُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُخْرَيَيْنِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ (2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو ابن قيس الأنصاري. وهو مكرر (22542).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين من جهة همام، وعلى شرط مسلم من جهة أبان.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 372، والدارمي (1293)، والبخاري في "جزء القراءة خلف الإمام"(238)، ومسلم (451)(155)، وأبو داود (799)، وابن خزيمة (503)، وأبو عوانة (1754)، وابن حبان (1829)، والبيهقي 2/ 63، والبغوي (592) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. والحديث عند الدارمي من طريق همام وحده، وسقط من مطبوع "جزء القراءة" الراوي عن همام وأبان، والذي يغلب على ظننا أنه يزيد بن هارون؛ فلم يجمع بين همام وأبان غيره، والله أعلم.

وقد سلف الحديث عن عفان، عن همام وأبان برقم (22617)، وعن =

ص: 310

22628 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا حَرْبٌ - يَعْنِي ابْنَ شَدَّادٍ - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ (1).

22629 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ (2)، حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى - يَعْنِي ابْنَ أَبِي كَثِيرٍ - عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا تَنْتَبِذُوا الرُّطَبَ وَالزَّهْوَ، وَالتَّمْرَ وَالزَّبِيبَ جَمِيعًا، وَانْتَبِذُوا كُلَّ وَاحِدٍ عَلَى حِدَتِهِ ".

قَالَ يَحْيَى: فَسَأَلْتُ عَنْ ذَلِكَ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي قَتَادَةَ؟ فَأَخْبَرَنِي عَنْ أَبِيهِ بِذَلِكَ (3).

= أبان وحده (22563) و (22596).

وانظر (22520).

(1)

إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سعيد -وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري مولى بني هاشم- فمن رجال البخاري. حرب بن شداد: هو اليشكُري البصري.

وانظر (22520).

(2)

تحرف الإسناد في (م) إلى: "حدثنا أبو سعيد، حدثنا حرب، حدثنا روح". وهو انتقال نظر من الإسناد السابق، والصواب ما أثبتنا.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. روح: هو ابن عُبادة القيسي، وحسين المعلِّم: هو ابن ذكوان العَوْذي.

وأخرجه مسلم (1988)(25)، وأبو عوانة (8014)، والبيهقي 8/ 307 من طريق روح بن عُبادة، بهذا الإسناد.

وانظر (22521) و (22629).

ص: 311

22630 -

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ، ثُمَّ صَلَّى بِأَرْضِ سَعْدٍ بِأَصْلِ الْحَرَّةِ عِنْدَ بُيُوتِ السُّقْيَا، ثُمَّ قَالَ:" اللهُمَّ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلَكَ وَعَبْدَكَ وَنَبِيَّكَ دَعَاكَ لِأَهْلِ مَكَّةَ، وَأَنَا مُحَمَّدٌ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ وَرَسُولُكَ أَدْعُوكَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ مِثْلَ مَا دَعَاكَ بِهِ إِبْرَاهِيمُ لِأَهْلِ مَكَّةَ؛ نَدْعُوكَ أَنْ تُبَارِكَ لَهُمْ فِي صَاعِهِمْ وَمُدِّهِمْ وَثِمَارِهِمْ، اللهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الْمَدِينَةَ كَمَا حَبَّبْتَ إِلَيْنَا مَكَّةَ، وَاجْعَلْ مَا بِهَا مِنْ وَبَاءٍ بِخُمٍّ، اللهُمَّ إِنِّي قَدْ حَرَّمْتُ مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا كَمَا حَرَّمْتَ عَلَى لِسَانِ إِبْرَاهِيمَ الْحَرَمَ "(1).

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. عثمان بن عمر: هو ابن فارس العبدي، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة العامري، وسعيد المقبري: هو ابن أبي سعيد.

وأخرجه ابن خزيمة (210) من طريق عثمان بن عمر، عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد. ولم يَسُق لفظه، وأحال على حديث قبله وهو أخصر منه.

ورواه الليث بن سعد، عن سعيد المقبري، عن عمرو بن سُليم الزُّرَقي، عن عاصم بن عمرو، عن علي بن أبي طالب نحوه، وقد سلف برقم (936).

وفي باب الدعاء لأهل المدينة بالبركة في مُدِّهم وصاعِهم عن ابن عمر، سلف برقم (6064)، وانظر تتمة شواهده هناك.

وفي باب قوله صلى الله عليه وسلم: "اللهم حبِّبْ إلينا المدينة كما حَبَّبْتَ إلينا مكة، واجعل ما بها من وَباءٍ بخُمٍّ" عن عبد الله بن عمر، سلف برقم (5849)، وعن عائشة، سيأتي 6/ 56.

وفي باب تحريم المدينة عن أبي هريرة، سلف برقم (7218)، وقد ذكرنا =

ص: 312

22631 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ ثَابِتٍ، سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ رَبَاحٍ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابَهُ لَمَّا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ فَصَلَّوْا، قَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" صَلُّوهَا الْغَدَ لِوَقْتِهَا "(1).

22632 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ بَكْرٍ، عَنْ (2) عَبْدِ اللهِ بْنِ رَبَاحٍ

= أحاديث الباب هناك.

والحَرَّة: هي أرض ذات حجارة سُود نَخِرة كأنها أحرقت بالنار، والمدينة مشهورة بحرارِها، وأشهرها حَرَّة واقِم، وحَرَّة الوَبَرة.

والسُّقْيا، بضم أوله، وإسكان ثانيه: قريةٌ جامعة من عمل الفُرْع، في طريق مكة بينها وبين المدينة.

و"خُم"، بضم الخاء، وتشديد الميم: اسم غَيْضَة على ثلاثة أميال من الجُحْفة، وبها غَدير نسب إليها.

و"لابَتَيْها": اللاَّبة: الحَرَّة، وجمعها: لابات، وألفها منقلبة عن واو، والمدينة ما بين حَرَّتين عظيمتين.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، سليمان بن داود الطيالسي وعبد الله بن رباح من رجاله، وبقية رجال الإسناد ثقات من رجال الشيخين. شعبة: هو ابن الحجاج العَتَكي، وثابت: هو ابن أسلم البُناني.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 1/ 295، وفي "الكبرى"(1584)، وابن خزيمة (990)، وابن حبان (2649) من طريق أبي داود سليمان بن داود الطيالسي، بهذا الإسناد.

وانظر (22546).

(2)

تحرفت لفظة "عن" في (م) و (ق) و (ظ 2) إلى: "بن"، والمثبت من (ظ 5).

ص: 313

عَنْ أَبِي قَتَادَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا عَرَّسَ بِلَيْلٍ، اضْطَجَعَ عَلَى يَمِينِهِ، وَإِذَا عَرَّسَ قُبَيْلَ الصُّبْحِ، نَصَبَ ذِرَاعَيْهِ، وَوَضَعَ رَأْسَهُ بَيْنَ كَفَّيْهِ (1).

22633 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو وَعَبْدُ الْوَهَّابِ الْخَفَّافُ، قَالَا: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ يَحْيَى، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي قَتَادَةَ حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ، فَلَا تَقُومُوا حَتَّى تَرَوْنِي "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد -وهو ابن سلمة- وعبد الله بن رباح، فمن رجال مسلم. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد العنبري، وحُميد: هو ابن أبي حُميد الطويل، وبكر: هو ابن عبد الله المُزني.

وأخرجه ابن خزيمة (2558) من طريق أبي اليمان الحكم بن نافع، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وتحرف في المطبوع "أبو اليمان" إلى "أبو النعمان".

وانظر (22546).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين من جهة عبد الملك بن عمرو -وهو أبو عامر العَقَديُّ، معروف بكنيته-، وقوي على شرط مسلم من جهة عبد الوهاب الخفَّاف، وهو ابن عطاء. هشام: هو ابن أبي عبد الله الدَّستُوائي، ويحيى: هو ابن أبي كثير اليماميّ الطائي.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4197) من طريق عبد الوهاب بن عطاء الخفاف وحده، بهذا الإسناد.

وأخرجه الدارمي (1261)، والبخاري (637)، والنسائي 2/ 81، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4198)، والإسماعيلي في "مستخرجه =

ص: 314

22634 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا حَرْبٌ - يَعْنِي ابْنَ شَدَّادٍ -، حَدَّثَنَا يَحْيَى - يَعْنِي ابْنَ أَبِي كَثِيرٍ - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا أَتَى أَحَدُكُمُ الْخَلَاءَ فَلَا يَتَمَسَّحَنَّ بِيَمِينِهِ، وَإِذَا شَرِبَ، فَلَا يَتَنَفَّسْ فِي إِنَائِهِ "(1).

22635 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا حَرْبٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ رَأَى رُؤْيَا تُعْجِبُهُ فَلْيُحَدِّثْ بِهَا، فَإِنَّهَا بُشْرَى مِنَ اللهِ، وَمَنْ رَأَى رُؤْيَا يَكْرَهُهَا فَلَا يُحَدِّثْ بِهَا، وَلْيَتْفُلْ عَنْ يَسَارِهِ، وَيَتَعَوَّذْ بِاللهِ مِنْ شَرِّهَا "(2).

= على الصحيح" كما في "الفتح" 2/ 119، والبيهقي 2/ 20 من طرق عن هشام الدَّستُوائي، به.

وسيأتي الحديث عن أبي قَطَن عمرو بن الهيثم القُطَعي، عن هشام الدستوائي برقم (22641).

وانظر (22533).

(1)

إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سعيد مولى بني هاشم -وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عُبيد البصري- فهو من رجال البخاري.

وانظر (22522).

(2)

إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سعيد مولى بني هاشم فمن رجال البخاري. أبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن ابن عوف الزهري.

وأخرجه بنحوه البخاري (6986)، وابن عدي في "الكامل" 4/ 1531 من طريق عبد الله بن أبي كثير، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(898) من طريق =

ص: 315

22636 -

حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ الْخَيَّاطُ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ حُمَيْدَةَ، عَنْ كَبْشَةَ، قَالَتْ: رَأَيْتُ أَبَا قَتَادَةَ أَصْغَى الْإِنَاءَ لِلْهِرَّةِ، فَشَرِبَتْ، فَقَالَ: أَتَعْجَبِينَ؟ إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَخْبَرَنَا: " أَنَّهَا لَيْسَتْ بِنَجَسٍ، إِنَّهَا مِنَ الطَّوَّافِينَ عَلَيْكُمْ وَالطَّوَّافَاتِ "(1).

22637 -

حَدَّثَنَا مَعْمَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ - هُوَ الرَّقِّيُّ -، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ وُضِعَ لَهُ وَضُوءٌ، فَوَلَغَ فِيهِ السِّنَّوْرُ، فَأَخَذَ يَتَوَضَّأُ، فَقَالُوا: يَا أَبَا قَتَادَةَ، قَدْ وَلَغَ فِيهِ السِّنَّوْرُ. فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " السِّنَّوْرُ مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ، وَإِنَّهُ مِنَ الطَّوَّافِينَ - أَوِ الطَّوَّافَاتِ - عَلَيْكُمْ "(2).

= الأوزاعي، والطبراني في "الأوسط"(4972) من طريق أيوب السختياني، ثلاثتهم عن يحيى بن أبي كثير، بهذا الإسناد.

وقد سلف من طريق الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه برقم (22564).

وانظر (22525).

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد سلف الكلام عليه في الرواية (22580).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، قتادة: هو ابن عبد الله بن أبي قتادة الأنصاري، وليس هو قتادة بن دِعامة السَّدُوسي، كما نبه على ذلك الإمام أحمد في "العلل"(4836) و (4837)، تفرد بالرواية عنه الحجاج بن أرطاة النَّخَعي، وذكره ابن حبان في "الثقات" 7/ 341، وأورده البخاري في "التاريخ الكبير" 7/ 187. وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 7/ 135، ولم يأثرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وقد فات الحافظين الحسيني وابن حجر أن يترجما له، =

ص: 316

22638 -

حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا شَرِبَ أَحَدُكُمْ فَلَا يَتَنَفَّسْ فِي الْإِنَاءِ، وَإِذَا بَالَ أَحَدُكُمْ، فَلَا يَمَسَّ ذَكَرَهُ بِيَمِينِهِ، وَإِذَا تَمَسَّحَ أَحَدُكُمْ مِنَ الْخَلَاءِ فَلَا يَتَمَسَّحَنَّ بِيَمِينِهِ "(1).

= والحجاج بن أرطاة مدلس وقد عنعنه، لكنهما قد توبعا كما سيأتي، وللحديث طرق أخرى يصح بها كما سلف عند الرواية (22528).

وأخرجه البيهقي 1/ 246 من طريق عبد الواحد بن زياد، عن الحجاج بن أرطاة، بهذا الإسناد. ولفظه: كان أبو قتادة يصغي الإناء للهر، فيشرب، ثم يتوضأ به، فقيل له في ذلك، فقال: ما صنعت إلا ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع.

وأخرجه الشافعي في "الأم" 1/ 7، فقال: أخبرنا الثقة، ومن طريقه البيهقي في "معرفة السنن والآثار" 2/ 68، وأخرجه البيهقي في "السنن" 1/ 246، وفي "معرفة السنن والآثار" 2/ 69 من طريق همام بن يحيى، كلاهما عن يحيى بن أبي كثير، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه: أنه كان يتوضأ، فمرَّت به هِرَّةٌ، فأصْغى إليها، وقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ليست بنَجَسٍ" هذا لفظ حديث همام بن يحيى، ولم يَسُق الشافعي لفظه. وإسناد البيهقي صحيح.

قوله: السِّنَّوْر: هو الهِرُّ.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. هاشم: هو ابن القاسم أبو النضر البغدادي، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النَّحْوي، ويحيى: هو ابن أبي كثير الطَّائي.

وأخرجه البخاري (5630) عن أبي نعيم الفضل بن دكين، عن شيبان بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد.

وانظر (22522).

ص: 317

22639 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ مَعْبَدِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا أَبُو قَتَادَةَ وَنَحْنُ نَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَذَا، وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَذَا. فَقَالَ: شَاهَتِ الْوُجُوهُ، أَتَدْرُونَ مَا تَقُولُونَ؟ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" مَنْ قَالَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ".

قَالَ عَفَّانُ: وَقَدْ قَالَ لِي: مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ (1).

22640 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ مَعْبَدِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ يُحَدِّثُ، أَنَّ أَبَا قَتَادَةَ خَرَجَ عَلَيْهِمْ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (2).

(1) المرفوع منه صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أبي محمد بن معبد بن أبي قتادة، فقد تفرد بالرواية عنه حماد بن سلمة، واختلف على حماد في تسمية ابن كعب بن مالك، فقال عفان بن مسلم الصَّفَّار في رواية المصنِّف هنا: محمد بن كعب. وقال حسن بن موسى الأشْيب في رواية المصنف التالية، وأبو النضر هاشم بن القاسم عند أحمد بن منيع في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (478): عبد الله بن كعب. وقال أبو سلمة موسى بن إسماعيل التبُوذَكي فيما حكاه أبو حاتم في "الجرح والتعديل" 9/ 434، وصححه: معبد بن كعب.

وانظر ما سلف برقم (22538).

قوله: شاهَتِ الوجوه، أي: قَبُحَت.

(2)

إسناده ضعيف، وقد تكلمنا عليه في سابقه. حسن: هو ابن موسى الأشيَب.

وأخرجه أحمد بن منيع في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(478) عن =

ص: 318

22641 -

حَدَّثَنَا أَبُو قَطَنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ يَحْيَى، عَنْ (1) عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا تَقُومُوا حَتَّى تَرَوْنِي " يَعْنِي: لِلصَّلَاةِ (2).

22642 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ النَّوْشَجَانِ - وَهُوَ أَبُو جَعْفَرٍ السُّوَيْدِيُّ -، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَسْوَأُ النَّاسِ سَرِقَةً الَّذِي يَسْرِقُ مِنْ صَلَاتِهِ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَكَيْفَ يَسْرِقُ مِنْ صَلَاتِهِ؟ قَالَ:" لَا يُتِمُّ رُكُوعَهَا وَلَا سُجُودَهَا " أَوْ قَالَ: " لَا يُقِيمُ صُلْبَهُ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ "(3).

= أبي النضر هاشم بن القاسم، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.

وانظر ما سلف برقم (22538).

(1)

تحرفت في (م) إلى: "بن".

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو قَطَن -وهو عمرو بن الهيثم القُطَعي- من رجاله، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. هشام: هو ابن أبي عبد الله الدَّسْتُوائي، ويحيى: هو ابن أبي كثير اليمامي الطائي.

وأخرجه ابن الأعرابي في "معجمه"(10) من طريق أبي قطن عمرو بن الهيثم، بهذا الإسناد.

وسلف الحديث عن أبي عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدي وعبد الوهاب الخفّاف جميعاً، عن هشام الدَّستوائي برقم (22633).

وانظر (22533).

(3)

حديث صحيح، محمد بن النُّوشَجان أبو جعفر السُّوَيْدي وثقه أبو داود =

ص: 319

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وابن حبان وابن السمعاني في "أنسابه"، وهو من رجال "التعجيل"، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين. الأوزاعي: اسمه عبد الرحمن بن عمرو.

وأخرجه ابن أبي حاتم في "العلل" 1/ 170 - 171 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.

وقد تابع أبا جعفر السُّويدي على هذا الحديث أبو صالح الحكم بن موسى القَنْطَري كما في الحديث التالي، وهو ثقة، ولا وجه لإنكار ابن المديني عليه هذا الحديث فيما نقله ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 5/ ورقة 224، فإنه لم ينفرد به كما ذكرنا.

ورواه هشام بن عمار، عن عبد الحميد بن حبيب بن أبي العِشرين، فقال: عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. أخرجه ابن أبي حاتم في "العلل" 1/ 170، وابن حبان في "صحيحه"(1888)، والحاكم 1/ 292، والبيهقي 2/ 386، وابن عبد البر في "التمهيد" 23/ 410، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" في ترجمة الحكم بن موسى 5/ ورقة 223 - 224. وهشام بن عمار وعبد الحميد بن حبيب صدوقان، فالسند حسن.

وأخرجه الطبراني في "الشاميين"(2347) عن عبدان بن محمد المروزي، عن إسحاق بن راهويه، عن كلثوم بن محمد بن أبي سدرة، عن عطاء بن أبي مسلم الخراساني، عن أبي هريرة مرفوعاً. وإسناده ضعيف، كلثوم بن محمد ابن أبي سدرة، قال أبو حاتم: لا يصح حديثه. وقال ابن عدي: يحدث عن عطاء الخراساني بمراسيل، وعن غيره بما لا يتابع عليه، وذكره الذهبي وابن الجوزي في "الضعفاء"، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: يعتبر حديثه إذا روى عن غير عطاء الخراساني. ثم هو منقطع، فإن عطاء بن أبي مسلم الخراساني لم يسمع من أبي هريرة فيما حكاه ابن معين وأبو موسى المديني.

وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11532)، وإسناده ضعيف، وذكرنا شواهده هناك. =

ص: 320

22643 -

حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، نَحْوَهُ (1).

22644 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَلَمَةِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، سَمِعَ أَبَا قَتَادَةَ، أَنَّهُ: سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " الرُّؤْيَا مِنَ اللهِ، وَالْحُلْمُ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ شَيْئًا يَكْرَهُهُ، فَلْيَبْصُقْ عَنْ شِمَالِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، وَلْيَسْتَعِذْ بِاللهِ مِنْ شَرِّهَا، فَإِنَّهَا لَنْ تَضُرَّهُ "(2).

= ونزيد في شواهده هنا: ما رواه مالك في "الموطأ" 1/ 167، ومن طريقه الشافعي في "مسنده" 1/ 150، والبيهقي 8/ 209 - 210، ورواه عبد الرزاق في "المصنف"(3740) عن سفيان بن عيينة، كلاهما (مالك، وابن عيينة) عن يحيى بن سعيد، عن النعمان بن مرة مرسلاً. ورجاله ثقات.

(1)

حديث صحيح كسابقه، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الحكم بن موسى -وهو أبو صالح القَنْطَري- فمن رجال مسلم، إلا أن فيه عنعنة الوليد بن مسلم.

وأخرجه الدارمي (1328)، وأبو حاتم في "العلل" لابنه 1/ 170، وابن خزيمة (663)، وأبو يعلى في "معجم الشيوخ"(150)، وابن المنذر في "الأوسط" 3/ 174، والطبراني في "الكبير"(3283)، وفي "الأوسط"(8175) والدارقطني في "العلل" 8/ 15، والحاكم 1/ 229، والبيهقي 2/ 385 - 386، والخطيب في "تاريخ بغداد" 8/ 227، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 5/ ورقة 223 من طريق الحكم بن موسى، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. ويحيى بن سعيد شيخ المصنِّف: هو القطان، وشيخه: هو الأنصاري. =

ص: 321

22645 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، حَدَّثَنِي سَعِيدٌ وَعَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَخْرُجُ وَهُوَ حَامِلٌ ابْنَةَ زَيْنَبَ عَلَى عُنُقِهِ، فَيَؤُمُّ النَّاسَ، فَإِذَا رَكَعَ وَضَعَهَا، وَإِذَا قَامَ حَمَلَهَا (1).

= وأخرجه أبو عوانة في الرؤيا كما في "إتحاف المهرة" 4/ 163، والذهبي في "السير" 4/ 291 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.

وأخرجه مالك 2/ 957، والحميدي (419)، وابن أبي شيبة 11/ 70، والبخاري (5747) و (6984)، ومسلم (2261)(1) و (2)، وأبو داود (5021)، وابن ماجه (3909)، والترمذي (2277)، والنسائي في "الكبرى"(7627)، وفي "عمل اليوم والليلة"(900) و (901)، وأبو عوانة في الرؤيا، وابن حبان (6059)، والبغوي في "شرح السنة"(3274) من طرق عن يحيى بن سعيد الأنصاري، به. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وزاد مسلم في إحدى رواياته وابن ماجه قوله صلى الله عليه وسلم: "وليتحول عن جنبه الذي كان عليه".

وانظر (22525).

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن عجلان -وهو ابن محمد بن عجلان- فهو صدوق لا بأس به، وقد روى له البخاري تعليقاً ومسلم استشهاداً. سعيد: هو ابن أبي سعيد المَقْبُري.

وأخرجه ابن خزيمة (783) و (784)، والطبراني في "الكبير" 22/ (1071) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(5918) من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد، وبرقم (5919) من طريق سليمان بن بلال، كلاهما عن ابن عجلان، به.

وقد سلف من رواية ابن عجلان، عن عامر وحده برقم (22532).

وانظر (22519).

ص: 322

22646 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، سَمِعَ أَبَاهُ (1): أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى أَنْ يُنْتَبَذَ الرُّطَبُ وَالزَّهْوُ جَمِيعًا، وَالتَّمْرُ وَالزَّبِيبُ جَمِيعًا، وَقَالَ:" انْبِذُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَلَى حِدَتِهِ "(2).

22647 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، حَدَّثَنِي يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، أَنَّ أَبَا قَتَادَةَ أَخْبَرَهُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا شَرِبَ أَحَدُكُمْ، فَلَا يَتَنَفَّسْ فِي الْإِنَاءِ، وَإِذَا أَتَى أَحَدُكُمُ الْخَلَاءَ، فَلَا يَسْتَنْجِيَنَّ بِيَمِينِهِ " وقَالَ أَبُو عَامِرٍ: " وَلَا يَمَسَّ أَحَدُكُمْ ذَكَرَهُ بِيَمِينِهِ "(3).

(1) في (م): أباه أبا قتادة.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشام: هو ابن أبي عبد الله الدَّستُوائي.

وأخرجه الدارمي (2113)، والبخاري (5602)، ومسلم (1988)(24)، والنسائي في "المجتبى" 8/ 291 و 292، وفي "الكبرى"(5070) و (5076)، وأبو عوانة (8010) و (8011)، والبيهقي 8/ 307، وابن عبد البر في "التمهيد" 24/ 207، والبغوي في "شرح السنة"(3018) من طرق عن هشام الدَّسْتوائي، بهذا الإسناد.

وانظر (22521).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشام: هو الدَّستُوائي.

وأخرجه ابن حبان (5328) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. دون قوله: "وإذا أتى أحدكم الخلاء فلا يستنجين بيمينه

".

وقد سلف من طريق هشام الدستوائي برقم (22534). =

ص: 323

22648 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عَلِيٌّ - يَعْنِي ابْنَ الْمُبَارَكِ -، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ مِنَ الظُّهْرِ يُسْمِعُنَا الْآيَةَ أَحْيَانًا، فَيُطِيلُ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى، وَيُقَصِّرُ فِي الثَّانِيَةِ، وَيَقْرَأُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ مِنَ الْعَصْرِ، وَيُطِيلُ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى مِنَ الْفَجْرِ، وَيُقَصِّرُ فِي الثَّانِيَةِ (1).

22649 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ. وَحَدَّثَنَا هَاشِمٌ (2)، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ جَمِيعًا عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَلَا تَقُومُوا حَتَّى تَرَوْنِي، وَعَلَيْكُمُ السَّكِينَةَ "(3).

= وانظر (22522).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وقد سلف مختصراً عن وكيع برقم (22539).

(2)

تحرف في (م) إلى: "هشام".

(3)

إسناداه صحيحان على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجرَّاح الرؤاسي، وهاشم: هو ابن القاسم أبو النضر الليثي البغدادي، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النَّحْوي.

وأخرجه ابن خزيمة كما في "إتحاف المهرة" 4/ 125، وابن حبان في "صحيحه"(1755)، وفي الصلاة كما في "إتحاف المهرة" 4/ 126 من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (909)، والإسماعيلي في "مستخرجه" كما في "الفتح" 2/ 392 من طريق أبي قتيبة سَلْم بن قتيبة، وأبو عوانة (1341) من طريق هارون بن إسماعيل، كلاهما عن علي بن مبارك الهُنائي، به. =

ص: 324

22650 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ غَيْلَانَ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَعْبَدٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ: أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ؟ فَقَالَ: " أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ كَفَّارَةَ سَنَتَيْنِ مَاضِيَةٍ وَمُسْتَقْبَلَةٍ ". قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ رَجُلًا يَصُومُ الدَّهْرَ كُلَّهُ؟ قَالَ:" لَا صَامَ وَلَا أَفْطَرَ " أَوْ " مَا صَامَ وَمَا أَفْطَرَ " قَالَ يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ رَجُلًا يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا؟ قَالَ:" ذَاكَ صَوْمُ أَخِي دَاوُدَ عليه السلام " قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ رَجُلًا يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمَيْنِ؟ قَالَ:" وَدِدْتُ أَنِّي طُوِّقْتُ ذَلِكَ " قَالَ: أَرَأَيْتَ رَجُلًا يَصُومُ يَوْمَيْنِ وَيُفْطِرُ يَوْمًا؟ قَالَ: " وَمَنْ يُطِيقُ ذَلِكَ؟ " قَالَ: وَسُئِلَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ؟ قَالَ: " أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ كَفَّارَةَ سَنَةٍ "(1).

22651 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ أَبِي الْعُمَيْسِ، حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنِ الزُّرَقِيِّ، يُقَالُ لَهُ: عَمْرُو بْنُ سُلَيْمٍ

= وأخرجه البخاري (638)، ومسلم (604)، وأبو عوانة (1339) و (1340)، وابن المنذر في "الأوسط" 4/ 168، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4203)، والإسماعيلي في "مستخرجه" كما في "فتح الباري" 2/ 121 من طرق عن شيبان بن عبد الرحمن النَّحْوي، به.

وانظر (22533).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه ابن خزيمة (2117) من طريق وكيع، بهذا الإسناد- واقتصر على قصة صوم يوم الاثنين.

وانظر (22537).

ص: 325

عَنْ أَبِي قَتَادَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي وَابْنَتُهُ عَلَى عَاتِقِهِ - وَقَالَ مَرَّةً: حَمَلَ أُمَامَةَ وَهُوَ يُصَلِّي - وَكَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ أَوْ يَسْجُدَ وَضَعَهَا، فَإِذَا قَامَ أَخَذَهَا (1).

22652 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ أَبِي الْعُمَيْسِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ الزَّرْقِيِّ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمُ الْمَسْجِدَ، فَلَا يَجْلِسْ حَتَّى يُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو العُمَيْس: هو عُتبة بن عبد الله ابن عتبة بن عبد الله بن مسعود.

وأخرجه ابن حبان (2339) من طريق جعفر بن عون، عن أبي العُميس، بهذا الإسناد.

وأخرجه مُسَدَّد بن مُسَرهَد في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(2081) عن عبد الواحد، عن أبي العُميس، عن عامر، عن رجل من بني زُريق مرسلاً قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الصلاة

الحديث.

وانظر (22519).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين كسابقه.

وأخرجه بنحوه ابن حبان في الصلاة كما في "إتحاف المهرة" 4/ 154 من طريق جعفر بن عون، عن أبي عُميس، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (468) من طريق عبد الواحد بن زياد، عن أبي العُميس، عن عامر بن عبد الله بن الزبير، عن رجل من بني زريق، عن أبي قتادة. وزاد:"ثم ليقعد بعدُ إن شاء أو ليذهب لحاجته". والرجل المبهم هو عمرو بن سُليم الزُّرقي. =

ص: 326

22653 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَسُبُّوا الدَّهْرَ، فَإِنَّ اللهَ هُوَ الدَّهْرُ "(1).

22654 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنِ الْحَجَّاجِ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي عُثْمَانَ الصَّوَّافَ -، عَنْ يَحْيَى - يَعْنِي ابْنَ أَبِي كَثِيرٍ - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي بِنَا فَيَقْرَأُ فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَسُورَتَيْنِ، وَيُسْمِعُنَا الْآيَةَ أَحْيَانًا وَكَانَ يُطَوِّلُ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى مِنَ الظُّهْرِ، وَيُقَصِّرُ فِي (2) الثَّانِيَةِ، وَكَذَلِكَ الصُّبْحُ (3).

22655 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ أَبِي عُثْمَانَ الصَّوَّافِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِذَا شَرِبَ أَحَدُكُمْ، فَلَا يَتَنَفَّسْ فِي الْإِنَاءِ، وَإِذَا دَخَلَ الْخَلَاءَ فَلَا يَتَمَسَّحْ بِيَمِينِهِ، وَإِذَا بَالَ

= وانظر (22523).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري.

وانظر (22552).

(2)

لفظة "في" ليست في (ظ 5) و (ظ 2).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (19418)، لكن جاء مقروناً بعبد الله بن أبي قتادة أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف.

ص: 327

فَلَا يَمَسَّ ذَكَرَهُ بِيَمِينِهِ " (1).

22656 -

قَالَ يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ، فَلَا يَأْكُلْ بِشِمَالِهِ، وَإِذَا شَرِبَ، فَلَا يَشْرَبْ بِشِمَالِهِ، وَإِذَا أَخَذَ، فَلَا يَأْخُذْ بِشِمَالِهِ، وَإِذَا أَعْطَى فَلَا يُعْطِي بِشِمَالِهِ "(2).

22657 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَوْهَبٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: تُوُفِّيَ رَجُلٌ مِنَّا، فَأَتَيْنَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لِيُصَلِّيَ عَلَيْهِ، قَالَ:" هَلْ تَرَكَ مِنْ شَيْءٍ؟ " قَالُوا: لَا وَاللهِ مَا تَرَكَ مِنْ شَيْءٍ. قَالَ: " فَهَلْ تَرَكَ عَلَيْهِ مِنْ دَيْنٍ؟ " قَالُوا: نَعَمْ، ثَمَانِيَةَ عَشَرَ دِرْهَمًا. قَالَ:" فَهَلْ تَرَكَ لَهَا قَضَاءً؟ " قَالُوا: لَا. وَاللهِ مَا تَرَكَ لَهَا مِنْ شَيْءٍ. قَالَ: " فَصَلُّوا أَنْتُمْ عَلَيْهِ " قَالَ أَبُو قَتَادَةَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ قَضَيْتُ عَنْهُ، أَتُصَلِّي عَلَيْهِ؟ قَالَ:" إِنْ قَضَيْتَ عَنْهُ بِالْوَفَاءِ، صَلَّيْتُ عَلَيْهِ " قَالَ فَذَهَبَ أَبُو قَتَادَةَ، فَقَضَى عَنْهُ. فَقَالَ:" أَوْفَيْتَ مَا عَلَيْهِ؟ " قَالَ: نَعَمْ. فَدَعَا بِهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم،

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (19419).

وانظر (22522).

(2)

هو موصول بإسناد سابقه، غير أنه مرسلٌ؛ فإن عبد الله بن أبي طلحة -وهو أخو أنس بن مالك لأمه- لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم، وقد ولد في عهده وحنَّكه، وهو مكرر (19420).

ص: 328

فَصَلَّى عَلَيْهِ (1).

22658 -

حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي قَتَادَةَ، حَدَّثَنِي أَبُو قَتَادَةَ - أَوْ حَدَّثَنَا - أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقْرَأُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ مِنَ الظُّهْرِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَسُورَةٍ، وَيُطِيلُ فِي الْأُولَيَيْنِ، وَفِي الْعَصْرِ مِثْلَ ذَلِكَ، وَيُسْمِعُنَا الْآيَةَ أَحْيَانًا (2).

(1) حديث صحيح بطرقه وشواهده، وسلف الكلام على إسناده في الرواية (22543). عفان: هو ابن مسلم الصَّفَّار، وأبو عوانة: هو الوضَّاح بن عبد الله اليَشْكُري.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4146) من طريق حجاج بن مِنْهال، عن أبي عوانة اليَشكُري، بهذا الإسناد.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. الضحاك بن مَخْلَد: هو أبو عاصم النبيل، مشهور بكنيته.

وأخرجه الدارمي (1292)، والبخاري في "جزء القراءة خلف الإمام"(286)، وأبو عوانة الإسفراييني (1758)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 206، وفي "شرح مشكل الآثار"(4621) من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد، بهذا الإسناد.

وقد سلف من طريق الأوزاعي برقم (22595). وانظر (22520).

ص: 329

‌حَدِيثُ عَطِيَّةَ الْقُرَظِيِّ

22659 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ عَطِيَّةَ الْقُرَظِيِّ، قَالَ: عُرِضْتُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ قُرَيْظَةَ، فَشَكُّوا فِيَّ، فَأَمَرَ بِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَنْظُرُوا إِلَيَّ هَلْ أَنْبَتُّ بَعْدُ؟ فَنَظَرُوا فَلَمْ يَجِدُونِي أَنْبَتُّ، فَخَلَّى عَنِّي، وَأَلْحَقَنِي بِالسَّبْيِ (1).

22660 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، سَمِعَ عَطِيَّةَ يَقُولُ: كُنْتُ يَوْمَ حَكَمَ سَعْدٌ فِيهَا غُلَامًا، فَلَمْ يَجِدُونِي أَنْبَتُّ (2)، فَهَا أَنَا ذَا بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ (3).

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيِّه، فقد روى له أصحاب السنن.

وهو مكرر (19421) سنداً ومتناً.

(2)

في (م): أنبت فيها.

(3)

إسناده صحيح، وهو مكرر (19422) سنداً ومتناً.

ص: 330

‌حَدِيثُ صَفْوَانَ بْنِ الْمُعَطَّلِ السُّلَمِيِّ

(1)

• 22661 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (2)، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ الْأَسْوَدِ، حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ الْمُعَطَّلِ السُّلَمِيِّ: أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، إِنِّي أَسْأَلُكَ عَمَّا أَنْتَ بِهِ عَالِمٌ، وَأَنَا بِهِ جَاهِلٌ: مِنَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سَاعَةٌ تُكْرَهُ فِيهَا الصَّلَاةُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا صَلَّيْتَ الصُّبْحَ، فَأَمْسِكْ عَنِ الصَّلَاةِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، فَإِذَا طَلَعَتْ فَصَلِّ، فَإِنَّ الصَّلَاةَ مَحْضُورَةٌ مُتَقَبَّلَةٌ حَتَّى تَعْتَدِلَ عَلَى رَأْسِكَ مِثْلَ الرُّمْحِ، فَإِذَا اعْتَدَلَتْ عَلَى رَأْسِكَ، فَإِنَّ تِلْكَ السَّاعَةَ تُسْجَرُ فِيهَا جَهَنَّمُ وَتُفْتَحُ فِيهَا أَبْوَابُهَا حَتَّى تَزُولَ عَنْ حَاجِبِكَ الْأَيْمَنِ، فَإِذَا زَالَتْ عَنْ حَاجِبِكَ الْأَيْمَنِ، فَصَلِّ؛ فَإِنَّ الصَّلَاةَ مَحْضُورَةٌ مُتَقَبَّلَةٌ حَتَّى تُصَلِّيَ الْعَصْرَ "(3).

(1) هو صفوان بن المعطَّل بن ربيعة السُّلَمي أبو عمرو، أسلم قبل المريسيع، استشهد في قتال أرمينية، وكان ذلك سنة (19) فيما قاله ابن إسحاق، وكان فاضلاً خيراً، أثنى عليه النبي صلى الله عليه وسلم في قصة الإفك بقوله:"ما علمت إلا خيراً"(البخاري: 4141)، وقيل: عاش إلى خلافة معاوية بن أبي سفيان، فاستشهد بالروم سنة (58) أو سنة (60)، لكن يعكر عليه قول عائشة في حديث الإفك: إنه قتل شهيداً، فإن ذلك يقتضي تقدم موته عليها، وهي لم تبق إلى العصر المذكور. انظر "تعجيل المنفعة" للحافظ ابن حجر.

(2)

في (م) و (ق) زيادة: حدثني أبي، وهو خطأ.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد منقطع فإن المقبري -وهو سعيد بن أبي =

ص: 331

• 22662 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (1)، حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ عَمْرُو بْنُ عَلِيِّ بْنِ بَحْرِ ابْنِ كَنِيزٍ (2) السَّقَّاءُ، حَدَّثَنَا أَبُو قُتَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ نَبْهَانَ، حَدَّثَنَا سَلَّامٌ أَبُو عِيسَى، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ الْمُعَطَّلِ، قَالَ: خَرَجْنَا حُجَّاجًا، فَلَمَّا كُنَّا بِالْعَرْجِ إِذَا نَحْنُ بِحَيَّةٍ تَضْطَرِبُ، فَلَمْ تَلْبَثْ أَنْ مَاتَتْ، فَأَخْرَجَ لَهَا رَجُلٌ خِرْقَةً مِنْ عَيْبَتِهِ فَلَفَّهَا فِيهَا وَدَفَنَهَا، وَخَذَّ لَهَا فِي الْأَرْضِ، فَلَمَّا أَتَيْنَا مَكَّةَ، فَإِنَّا لَبِالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، إِذْ وَقَفَ عَلَيْنَا شَخْصٌ فَقَالَ: أَيُّكُمْ صَاحِبُ عَمْرِو بْنِ جَابِرٍ؟ قُلْنَا: مَا نَعْرِفُهُ. قَالَ: أَيُّكُمْ

= سعيد- لم يسمعه من صفوان بن المعطل، بينهما أبو هريرة كما جاء مصرحاً به في بعض الروايات.

وأخرجه أبو يعلى في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" للبوصيري 2/ 95، والطبراني في "الكبير"(7344)، والحاكم 3/ 518 من طريق محمد بن أبي بكر المقدمي، بهذا الإسناد، وصححه الحاكم.

وأخرجه ابن ماجه (1252)، وابن حبان (1542)، والبيهقي 2/ 455 من طريق محمد بن إسماعيل بن أبي فديك، عن الضحاك بن عثمان، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، قال: سأل صفوانُ بن المعطل رسولَ الله

فذكره.

وصحح الحافظ ابن حجر في "الإصابة"(3/ 441) هذه الرواية على رواية صفوان نفسه.

وأخرجه ابن خزيمة (1275)، وابن حبان (1550) من طريق عياض بن عبد الله، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة.

ويشهد له حديث عمرو بن عبسة السالف برقم (17014)، وإسناده صحيح.

وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4612)، وانظر شواهده هناك.

(1)

في (م) و (ق) زيادة: حدثني أبي، وهو خطأ.

(2)

تحرف في (م) و (ق) إلى: كثير.

ص: 332

صَاحِبُ الْجَانِّ؟ قَالُوا: هَذَا. قَالَ: أَمَا إِنَّهُ جَزَاكَ اللهُ خَيْرًا، أَمَا إِنَّهُ قَدْ كَانَ مِنْ آخِرِ التِّسْعَةِ مَوْتًا الَّذِينَ أَتَوْا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ (1).

• 22663 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ (2) عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ الْمُعَطَّلِ السُّلَمِيِّ قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ فَرَمَقْتُ صَلَاتَهُ لَيْلَةً، فَصَلَّى الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ، ثُمَّ نَامَ، فَلَمَّا كَانَ نِصْفُ اللَّيْلِ اسْتَيْقَظَ فَتَلَا الْآيَاتِ الْعَشْرَ آخِرَ سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ، ثُمَّ تَسَوَّكَ، ثُمَّ تَوَضَّأَ ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، فَلَا أَدْرِي أَقِيَامُهُ أَمْ رُكُوعُهُ أَمْ سُجُودُهُ أَطْوَلُ؟ ثُمَّ انْصَرَفَ فَنَامَ ثُمَّ اسْتَيْقَظَ، فَتَلَا الْآيَاتِ ثُمَّ تَسَوَّكَ، ثُمَّ تَوَضَّأَ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، لَا أَدْرِي أَقِيَامُهُ أَمْ رُكُوعُهُ أَمْ سُجُودُهُ أَطْوَلُ؟ ثُمَّ انْصَرَفَ فَنَامَ، ثُمَّ

(1) إسناده ضعيف جداً، عمر بن نبهان -وهو العبدي- ضعيف، وسلام أبو عيسى مجهول. أبو قتيبة: هو سلم بن قتيبة الشَّعيري.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(7345) من طريق أبي حفص عمرو بن علي بهذا الإسناد.

وأخرجه الحاكم 3/ 519 من طريق أبي هريرة محمد بن فراس الصيرفي، عن سلم بن قتيبة، به.

قوله: "وخدَّ لها" قال السندي: بإعجام وتشديد دال، أي: حَفَرَ.

(2)

لفظة "بن" تحرفت في (م) و (ق) إلى: حدثنا.

ص: 333

اسْتَيْقَظَ فَفَعَلَ ذَلِكَ، ثُمَّ لَمْ يَزَلْ يَفْعَلُ كَمَا فَعَلَ أَوَّلَ مَرَّةٍ، حَتَّى صَلَّى إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً (1).

(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، عبد الله بن جعفر -وهو ابن نجيح السعدي مولاهم والد علي ابن المديني- ضعيف، ثم أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث لم يسمع من صفوان. محمد بن يوسف: هو الكندي المدني الأعرج، وعبد الله بن الفضل: هو ابن العباس بن ربيعة الهاشمي.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(7343) من طريق علي ابن المديني، عن أبيه عبد الله بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/ 272 وقال: فيه عبد الله بن جعفر والد علي ابن المديني وهو ضعيف.

ويشهد له بنحوه حديث حميد بن عبد الرحمن بن عوف عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عند ابن نصر المروزي في "قيام الليل"(129)، والنسائي في "المجتبى" 3/ 213، وعنده أيضاً في "عمل اليوم والليلة"(307)، وإسناده في "المجتبى" صحيح.

وفي باب صلاة النبي صلى الله عليه وسلم في الليل انظر حديث ابن عباس عند البخاري (117) و (4569)، وقد سلف في مسنده برقم (2164) و (3169).

وحديت عائشة، سيأتي برقم (24461).

وفي باب تسوُّكه صلى الله عليه وسلم إذا استيقظ من النوم عن ابن عمر، سلف برقم (5979).

ص: 334

‌حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ خُبَيْبٍ

(1)

• 22664 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ أَسِيدِ بْنِ أَبِي أَسِيدٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ خُبَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَصَابَنَا طَشٌّ وَظُلْمَةٌ، فَانْتَظَرْنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِيُصَلِّيَ لَنَا، فَخَرَجَ فَأَخَذَ بِيَدِي، فَقَالَ:" قُلْ " فَسَكَتُّ، قَالَ:" قُلْ " قُلْتُ: مَا أَقُولُ؟ قَالَ: " {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} وَالْمُعَوِّذَتَيْنِ، حِينَ تُمْسِي وَحِينَ تُصْبِحُ ثَلَاثًا، تَكْفِيكَ كُلَّ يَوْمٍ مَرَّتَيْنِ (2) "(3).

(1) هو عبد الله بن خبيب -مصغر- الجهني حليف الأنصار.

(2)

لفظة "مرتين" كذا وردت في (م) وأصولنا الخطية، وهي مقحمة، والحديث أورده المزي من طريق المسند كما سيأتي دون هذه اللفظة.

(3)

إسناده حسن. الضحاك بن مخلد: هو أبو عاصم النبيل، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث، وأسيد بن أبي أسيد: هو البراد أبو سعيد المديني.

وأخرجه المزي في ترجمة عبد الله بن خبيب من "تهذيب الكمال" 14/ 451 - 452 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 4/ 351، وأخرجه النسائي 8/ 250 من طريق عمرو بن علي، كلاهما (ابن سعد وعمرو بن علي) عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد، به. وعلَّقه البخاري في "تاريخه" 5/ 21 عن أبي عاصم.

وأخرجه ابن سعد 4/ 351، وعبد بن حميد (494)، وأبو داود (5082)، والترمذي (3575) من طريق ابن أبي فديك، عن ابن أبي ذئب، به. قال الترمذي: حسن صحيح غريب من هذا الوجه. =

ص: 335

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه البخاري في "التاريخ" 5/ 21، والنسائي 8/ 250 - 251، وابن قانع 2/ 115 من طريق زيد بن أسلم، عن معاذ بن عبد الله، به. ليس فيه:{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} .

وأخرجه البخاري 5/ 21 - 22، والنسائي 8/ 251 من طريق عبد العزيز الدراوردي، عن عبد الله بن سليمان الأسلمي، عن معاذ بن عبد الله، عن أبيه، عن عقبة بن عامر.

وأخرجه النسائي 8/ 251 من طريق خالد بن مخلد، عن عبد الله بن سليمان، عن معاذ بن عبد الله، عن عقبة بن عامر. ليس فيه عبد الله بن خُبيب.

فخالف عبدُ الله بن سليمان أسيد بن أبي أسيد وزيد بن أسلم فجعله من حديث معاذ بن عبد الله بن عقبة، وهما أوثق منه، وسلف نحو هذا الحديث عن عقبة برقم (17296) و (17334) لكن من غير هذا الطريق.

وفي باب فضل القراءة بالمعوِّذتين عن جابر بن عبد الله عند النسائي 8/ 254، وابن الضريس في "فضائل القرآن"(284).

قوله: "طش" بفتح طاء وتشديد شين معجمة: المطر الضعيف. قاله السندي.

ص: 336

‌حَدِيثُ الْحَارِثِ بْنِ أُقَيْشٍ

• 22665 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ أُقَيْشٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ يَمُوتُ لَهُمَا أَرْبَعَةُ أَوْلَادٍ إِلَّا أَدْخَلَهُمَا اللهُ الْجَنَّةَ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَثَلَاثَةٌ؟ قَالَ:" وَثَلَاثَةٌ ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَاثْنَانِ؟ قَالَ:" وَاثْنَانِ، وَإِنَّ مِنْ أُمَّتِي لَمَنْ يَعْظُمُ لِلنَّارِ حَتَّى يَكُونَ أَحَدَ زَوَايَاهَا، وَإِنَّ مِنْ أُمَّتِي لَمَنْ يَدْخُلُ بِشَفَاعَتِهِ الْجَنَّةَ أَكْثَرُ مِنْ مُضَرَ "(1).

(1) إسناده ضعيف لجهالة عبد الله بن قيس، كما بيّنّا ذلك فيما سلف برقم (17858).

وأخرجه المزي في ترجمة الحارث بن أقيش من "تهذيب الكمال" 5/ 213 - 214 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.

وسلف هذا الحديث برقم (17858) و (17859)، وتقدم تخريجه هناك. وفاتنا هناك أن نحيل إلى هذا الموضع، فيستدرك من هنا.

ص: 337

‌حَدِيثُ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ

(1)

22666 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا مَنْصُورٌ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ حِطَّانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " خُذُوا عَنِّي، خُذُوا عَنِّي، قَدْ جَعَلَ اللهُ لَهُنَّ سَبِيلًا، الْبِكْرُ بِالْبِكْرِ جَلْدُ مِئَةٍ وَنَفْيُ سَنَةٍ، وَالثَّيِّبُ بِالثَّيِّبِ جَلْدُ مِئَةٍ وَالرَّجْمُ "(2).

(1) هو عبادة بن الصامت بن قيس بن أَصرَم بن فِهْر الخزرجي أبو الوليد الأنصاري أحد النقباء ليلة العقبة، ومن أعيان البدريين. سكن بيت المقدس.

قال ابن إسحاق: شهد المشاهد كلها .. وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين أبي مرثد الغنوي، وشهد أيضاً فتح مصر، وقيل: هو أول من ولي قضاء فلسطين، مات بالرملة سنة 34 وهو ابن (72) سنة، وقيل: عاش إلى خلافة معاوية. "سير أعلام النبلاء" 2/ 5 - 11، وحاشية السندي.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حطان بن عبد الله الرقاشي فمن رجال مسلم. هشيم: هو ابن بشير، ومنصور: هو ابن زاذان، والحسن: هو ابن أبي الحسن البصري.

وأخرجه الدارمي (2328)، ومسلم (1690)(12)، وأبو داود (4416)، والترمذي (1434)، والنسائي في "الكبرى"(7144)، وابن الجارود (810)، وأبو عوانة (6248)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 138، وفي "شرح مشكل الآثار"(242)، وابن حبان (4425) و (4426)، والطبراني في "الأوسط"(1162)، والبيهقي 8/ 221 - 222 من طريق هشيم بن بشير، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث صحيح.

وأخرجه أبو عوانة (6254)، والشاشي في "مسنده"(1323) و (1325)، =

ص: 338

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= والطبراني في "الأوسط"(2023) من طريق ميمون بن موسى المَرَئي، عن الحسن البصري، به.

وأخرجه عبد الرزاق (13359) عن عبد الله بن محرر، عن حطان بن عبد الله، به. قلنا: عبد الله بن محرر -وهو الجزري- متروك.

وسيأتي بالأرقام (22703) و (22715) و (22730) و (22731) و (22734) و (22780)، وهذا الأخير عن الحسن عن عبادة.

وأخرجه أبو داود (4417) من طريق الفضل بن دَلْهم، عن الحسن، عن سلمة ابن المحبِّق، عن عبادة. وفيه قصة. وقال أبو داود بإثره: روى وكيع أول هذا الحديث عن الفضل بن دلهم عن الحسن عن قبيصة بن حريث عن سلمة بن المحبِّق: عن النبي صلى الله عليه وسلم [كما سلف برقم (15910)] وإنما هذا إسناد حديث ابن المحبق أن رجلاً وقع على جارية امرأته. ثم قال: الفضل بن دلهم ليس بالحافظ، كان قصّاباً بواسط. وضعفه أيضاً ابن معين وغيره.

وفي الباب عن أبي هريرة وزيد بن خالد الجهني، سلف برقم (17038).

قوله: "البكر بالبكر" أي: حد زنى البكر بالبكر جلد مئة، لكل واحد، وكذا ما بعده، وليس هو على سبيل الاشتراط بل حد البكر الجلد والتغريب سواء زنى ببكر أم بثيب، وحد الثيب الرجم سواء زنى بثيب أم بكر.

قال النووي في "شرح مسلم" 11/ 189: اختلفوا في جلد الثيب مع الرجم فقالت طائفة: يجب الجمع بينهما، فيجلد ثم يرجم، وبه قال علي بن أبي طالب والحسن البصري وإسحاق بن راهويه وداود وأهل الظاهر وبعض أصحاب الشافعي.

وقال جماهير العلماء: الواجب الرجم وحده، وحكى القاضي عن طائفة من أهل الحديث أنه يجب الجمع بينهما إذا كان الزاني شيخاً ثيباً، فإن كان شاباً ثيباً اقتصر على الرجم، وهذا مذهب باطل لا أصل له.

وحجة الجمهور أن النبي صلى الله عليه وسلم اقتصر على رجم الثيب في أحاديث كثيرة منها قصة ماعز وقصة المرأة الغامدية، وفي قوله صلى الله عليه وسلم:"واغدُ يا أُنيس على امرأة هذا، فإن اعترفت فارجمها"، قالوا: وحديث الجمع بين الجلد والرجم منسوخ، فإنه =

ص: 339

22667 -

حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" الْتَمِسُوهَا فِي تَاسِعَةٍ وَسَابِعَةٍ وَخَامِسَةٍ " يَعْنِي لَيْلَةَ الْقَدْرِ (1).

= كان في أول الأمر، وأما قوله صلى الله عليه وسلم في البكر:"ونفي سنة"، ففيه حجة للشافعي والجماهير أنه يجب نفيه سنة رجلاً كان أو امرأة. وقال الحسن: لا يجب النفي، وقال مالك والأوزاعي: لا نفي على النساء، ورُوي مثله عن علي، وقالوا: لأنها عورة، وفي نفيها تضييع لها، وتعريض لها للفتنة، ولهذا نهيت عن المسافَرة إلا مع محرم.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. حميد: هو ابن أبي حميد الطويل، وأنس: هو ابن مالك الصحابي المشهور خادم النبي صلى الله عليه وسلم.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 514 و 3/ 73، والدارمي (1781)، والبخاري (49) و (2023) و (6049)، والبزار في "مسنده"(1166)، والنسائي في "الكبرى"(3394) و (3395)، وابن خزيمة (2198)، والطحاوي 3/ 89، وابن حبان (3679)، والطبراني في "الأوسط"(4406)، وفي "الشاميين"(2468)، والبيهقي 4/ 311، والبغوي (1821) من طرق عن حميد الطويل، به مطولاً كالرواية الآتية برقم (22672).

وانفرد مالك فرواه في "الموطأ" 1/ 320 عن حميد عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يذكر فيه عبادة بن الصامت، ومن طريقه أخرجه النسائي في "الكبرى"(3396).

قال ابن عبد البر في "التمهيد" 2/ 200: هكذا رواه مالك، وإنما الحديث لأنس عن عبادة.

وقد سلف في مسند أنس برقم (13452) من طريق قتادة عنه.

وسيأتي حديث عبادة بالأرقام (22672) و (22674) و (22721).

وسيأتي بأطول مما هنا من طريق عمر بن عبد الرحمن بالأرقام (22713) و (22741) و (22763)، ومن طريق خالد بن معدان برقم (22765)، كلاهما عن عبادة. =

ص: 340

22668 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ - قَالَ خَالِدٌ: أَحْسِبُهُ ذَكَرَهُ عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ - قَالَ: قَالَ عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ: أَخَذَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَمَا أَخَذَ عَلَى النِّسَاءِ سِتًّا: " أَنْ لَا تُشْرِكُوا بِاللهِ شَيْئًا، وَلَا تَسْرِقُوا، وَلَا تَزْنُوا، وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ، وَلَا يَعْضَهُ (1) بَعْضُكُمْ بَعْضًا، وَلَا تَعْصُونِي فِي مَعْرُوفٍ، فَمَنْ أَصَابَ مِنْكُمْ مِنْهُنَّ حَدًّا فَعُجِّلَ لَهُ عُقُوبَتُهُ، فَهُوَ كَفَّارَتُهُ، وَإِنْ أُخِّرَ عَنْهُ، فَأَمْرُهُ إِلَى اللهِ، إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ، وَإِنْ شَاءَ رَحِمَهُ "(2).

= وانظر "فتح الباري" 4/ 268 - 269.

(1)

تحرف في (م) إلى: يعضد.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح، لكن المحفوظ فيه: أبو قلابة، عن أبي الأشعث الصنعاني، عن عبادة، كما في الحديث التالي. أبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجَرْمي، وأبو أسماء: هو عمرو بن مرثد الرَّحَبي.

وأخرجه ابن حبان (4405) من طريق يزيد بن زريع، عن خالد الحذاء، بهذا الإسناد. مختصراً بقوله:"من أصاب منكم منهن حداً .. " إلخ.

وأخرجه الطبراني في "الشاميين"(1527) من طريق شهر بن حوشب، عن ابن عبادة بن الصامت، عن أبيه، مرفوعاً. وإسناده ضعيف.

وسيأتي من طريق خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أبي الأشعث عن عبادة بالأرقام (22669) و (22670) و (22732).

وسيأتي من طريق أبي إدريس الخولاني برقم (22678) و (22733)، ومن طريق الصنابحي برقم (22742) و (22754)، كلاهما عن عبادة بن الصامت.

وفي باب بيعة النساء عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6850). =

ص: 341

22669 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ خَالِدٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا قِلَابَةَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي الْأَشْعَثِ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، مِثْلَهُ (1).

22669 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ خَالِدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا قِلَابَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي الْأَشْعَثِ

= وعن أم عطية، سلف برقم (20796)، وانظر تتمة شواهده هناك.

وفي باب من أصاب حداً فعوقب به في الدنيا فهو كفارته، عن خزيمة بن ثابت، سلف برقم (21866)، وانظر تتمة شواهده هناك.

قال السندي: قوله: "ستاً" أي: ست خصال يريد أنهم بايعوه عليها كما أن النساء بايعنه عليها.

"ولا يعضه" من عضه كضرب: إذا تكلم فيه ببهتان أو سخرية، أي: لا يسخر ولا يأتي ببهتان أو نميمة، وهو بعين مهملة وضاد معجمة.

"منهن" أي: من جهة تلك الخصال بأن ارتكبها، والمراد غير الشرك، فإن حدّ الارتداد -نعوذ بالله منه- وهو القتل، ليس بكفارة.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الأشعث -وهو شراحيل بن آده الصنعاني- فمن رجال مسلم. وهشيم قد صرح بسماعه من خالد -وهو ابن مِهران الحذَّاء- عند مسلم. أبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجرمي.

وأخرجه مسلم (1709)(43) من طريق هشيم، بهذا الإسناد.

وأخرجه تاماً ومختصراً ابن ماجه (2603)، والطحاوي في "شرح المشكل"(2390) من طريق عبد الوهاب الثقفي، وابن ماجه (2603) من طريق ابن أبي عدي، وأبو عوانة (6348)، والطحاوي (2184) من طريق سفيان الثوري، وأبو عوانة (6347) من طريق محبوب بن الحسن، أربعتهم عن خالد الحذاء، به وسيأتي في الحديث التالي من طريق شعبة عن خالد الحذاء.

وانظر الحديث السابق.

ص: 342

عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: أَخَذَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَيْنَا كَمَا أَخَذَ عَلَى النِّسَاءِ - أَوْ عَلَى النَّاسِ - فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (1).

22671 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ (2) إِسْحَاقَ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَرَأَ، فَثَقُلَتْ عَلَيْهِ الْقِرَاءَةُ، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ:" تَقْرَؤُونَ؟ " قُلْنَا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " لَا عَلَيْكُمْ أَنْ لَا تَفْعَلُوا إِلَّا بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ، فَإِنَّهُ لَا صَلَاةَ إِلَّا بِهَا "(3).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه.

وسيتكرر برقم (22732).

وأخرجه البزار في "مسنده"(2732) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (579)، ومن طريقه أبو عوانة (6349) عن شعبة، به. وانظر ما قبله.

قوله: "أو على الناس" وهمٌ من بعض رواته، والصواب الأول كما جاء في الرواية (22668).

(2)

تحرف في (م) و (ظ 2) و (ق) إلى: أبي.

(3)

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن إسحاق، وقد صرح بسماعه من مكحول في الرواية الآتية برقم (22745).

وسيأتي مكرراً برقم (22746).

وأخرجه أبو داود (823)، والطبراني في "الشاميين"(3624)، والبيهقي في "القراءة خلف الإمام"(112) من طريق محمد بن سلمة، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 373 - 374، والبخاري في "القراءة خلف الإمام"(64) و (257) و (258)، والترمذي (311)، والبزار في "مسنده"(2701) =

ص: 343

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= و (2702) و (2703)، وابن الجارود (321)، وابن خزيمة (1581)، والشاشي في "مسنده"(1280)، وابن حبان (1785) و (1792) و (1848)، والطبراني في "الصغير"(643)، والدارقطني 1/ 318 - 319، والحاكم 1/ 238، والبيهقي في "السنن الكبرى" 2/ 164، وفي "القراءة خلف الإمام"(108) و (110) و (110 م) و (111) و (111 م)، والبغوي (606) من طرق عن محمد بن إسحاق، به. وسيأتي بالأرقام (22694) و (22745) و (22750) من طريق ابن إسحاق.

وأخرجه الطبراني في "الشاميين"(296) و (3626) عن عبدوس بن ديزويه الرازي، عن الوليد بن عتبة، عن الوليد بن مسلم، عن سعيد بن عبد العزيز، به. وعبدوس شيخ الطبراني لم نقف له على ترجمة.

وأخرجه البيهقي في "القراءة"(115) من طريق العلاء بن الحارث، عن مكحول، به، بلفظ:"لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب إمام وغير إمام". وإسناده ليس بذاك القوي.

وأخرجه الشاشي (1279)، والطبراني في "الشاميين"(3627) من طريق نافع ابن محمود، والدارقطني 1/ 320، والحاكم 1/ 238 - 239، والبيهقي في "القراءة"(116) و (117) و (118) من طريق عبد الله بن عمرو بن الحارث، كلاهما عن محمود بن الربيع، به. وإسنادهما ضعيف. في رواية الشاشي والطبراني جعل الواقدي نافعاً ابن محمود بن الربيع، والواقدي ضعيف الحديث.

وأخرجه البخاري في "القراءة"(65)، وفي "خلق الأفعال"(526)، وأبو داود (824)، والطبراني في "الشاميين"(1187) و (3625)، والدارقطني 1/ 319 و 320، والبيهقي في "السنن" 2/ 164 - 165، وفي "القراءة"(120) و (121) و (122)، والمزي في ترجمة نافع بن محمود بن الربيع من "تهذيب الكمال" 29/ 292 - 293 من طريق زيد بن واقد، عن مكحول، عن ابن ربيعة -وهو نافع ابن محمود بن الربيع-، عن عبادة. وفيه عن بعضهم قصة عبادة مع أبي نعيم المؤذن. قلنا: ونافع بن محمود لا يعرف إلا في هذا الحديث، ولم يرو عنه غير =

ص: 344

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= اثنين مكحول وحَرام بن حكيم، وقال ابن عبد البر: نافع مجهول. وذهب أبو علي حسين النيسابوري الحافظ فيما نقله عنه البيهقي في "القراءة" ص 65 - 66، إلى أن نافعاً هذا هو ابن محمود بن الربيع الصحابي الصغير وأن مكحولاً قد سمع هذا الحديث منه ومن أبيه، وهما جميعاً قد سمعاه من عبادة بن الصامت، والله تعالى أعلم.

وأخرجه البيهقي في "القراءة"(123) من طريق يزيد بن يزيد بن جابر، عن مكحول، عن نافع بن محمود بن الربيع، عن عبادة. ولفظه:"لا يقرأن أحدكم مع الإمام إلا بأم القرآن". وإسناده ضعيف جداً.

وأخرجه البخاري في "خلق الأفعال"(526)، وفي "القراءة"(65)، والنسائي 2/ 141، والدراقطني 1/ 320، والبيهقي في "السنن" 2/ 165 و 165 - 166، وفي "القراءة"(120) و (121)، والمزي 29/ 292 - 293 من طريق حرام بن حكيم، والدارقطني 1/ 320 من طريق عثمان بن أبي سودة، كلاهما عن نافع بن محمود بن الربيع، عن عبادة، فيه نافع بن محمود سلف الكلام عليه، وفي إسناد الدارقطني الثاني ضعيف آخر.

وأخرجه أبو داود (825) والبيهقي في "القراءة"(126) و (127) و (127 م) و (128) من طرق عن مكحول، عن عبادة. قلنا: وهذا إسناد منقطع، فمكحول لم يسمع من عبادة.

وأخرجه البخاري في "القراءة"(66) من طريق عمرو بن شعيب عن أبيه، عن عبادة بن الصامت. وشعيب -وهو ابن محمد بن عبد الله بن عمرو- لم يسمع من عبادة.

وأخرجه الطبراني في "الشاميين"(300)، والدارقطني 1/ 319، والبيهقي في "السنن" 2/ 165، وفي "القراءة"(125) من طريق سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول، عن محمود بن الربيع أو لبيد، عن أبي نعيم، عن عبادة. وليس عند الأخيرين في الإسناد:"أو لبيد" وأوردا تخطئة ابن صاعد للوليد في وجود أبي نعيم -وهو المؤذن- في إسناده. =

ص: 345

22672 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يُخْبِرَنَا بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ، فَتَلَاحَى رَجُلَانِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " خَرَجْتُ وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أُخْبِرَكُمْ بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ، فَتَلَاحَى رَجُلَانِ، فَرُفِعَتْ، وَعَسَى أَنْ يَكُونَ خَيْرًا لَكُمْ، فَالْتَمِسُوهَا فِي

= وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 9/ 322، والبيهقي في "القراءة"(129) و (131) من طريق رجاء بن حيوة، عن عبادة. وإسناده منقطع بين رجاء وعبادة، وأشار البيهقي إلى ذلك، وقرن في الرواية الثانية برجاء عمرَو بن شعيب.

وأخرج ابن أبي شيبة 1/ 375، والبيهقي (133) من طريق رجاء بن حيوة، عن محمود بن الربيع قال: صليت صلاة وإلى جنبي عبادة بن الصامت، فقرأ بفاتحة الكتاب، فقلت له: يا أبا الوليد ألم أسمعك تقرأ بفاتحة الكتاب؟ قال: أجل إنه لا صلاة إلا بها.

وأخرج الطبراني في "الشاميين"(291) و (2234) من طريق سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول، عن عبادة بن نُسَي، عن عبادة بن الصامت مرفوعاً:"من صلى خلف الإمام فليقرأ بفاتحة الكتاب". وإسناده ضعيف.

وأخرج الطبراني في "الأوسط"(2283)، وفي "الشاميين"(331) من طريق سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة بن يزيد، عن عبادة بن الصامت مرفوعاً:"لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب وآيتين معها". وإسناده ضعيف.

وسيأتي من طريق الزهري، عن محمود بن الربيع بالأرقام (22677) و (22743) و (22749) بلفظ:"لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب".

وفي الباب عن رجل من الصحابة، سلف برقم (18070)، وإسناده صحيح.

وعن أبي قتادة، سلف برقم (22625).

وعن أنس، ذكرناه عند حديث الرجل من الصحابة المذكور.

ص: 346

التَّاسِعَةِ أَوِ السَّابِعَةِ أَوِ الْخَامِسَةِ (1) " (2).

22673 -

حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي عُمَيْرُ بْنُ هَانِئٍ الْعَنْسِيُّ، حَدَّثَنِي جُنَادَةُ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ، فَقَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَاللهُ أَكْبَرُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ، ثُمَّ قَالَ: رَبِّ اغْفِرْ لِي - أَوْ قَالَ: ثُمَّ دَعَا (3) - اسْتُجِيبَ لَهُ، فَإِنْ عَزَمَ فَتَوَضَّأَ ثُمَّ صَلَّى، تُقُبِّلَتْ صَلَاتُهُ "(4).

(1) في (ق) هامش (ظ 5): والسابعة والخامسة.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن أبي عدي: هو محمد بن إبراهيم ابن أبي عدي السلمي مولاهم، وحميد: هو الطويل، وأنس: هو ابن مالك الصحابي المشهور.

وأخرجه البزار في "مسنده"(2680) من طريق محمد بن أبي عدي، بهذا الإسناد.

وانظر (22667).

قوله: "فتلاحى" قال السندي: أي: تخاصم.

"فرفعت" أي: رفع علمها من قلبي بشؤم اختصامهما.

(3)

في (م): دعاه.

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. الوليد بن مسلم: هو القرشي مولاهم، أبو العباس الدمشقي.

وأخرجه الدارمي (2687)، والبخاري (1154)، وأبو داود (5060)، وابن ماجه (3878)، والترمذي (3414)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(861)، وابن حبان (2596)، والطبراني في "المعجم الكبير" كما في "فتح الباري" لابن =

ص: 347

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= حجر 3/ 40، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(751)، وأبو نعيم في "الحلية" 5/ 159، والبيهقي 3/ 5، والبغوي (953) من طرق عن الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني في "الدعاء"(763)، وفي "الشاميين"(224) عن ورد بن أحمد البيروتي، عن صفوان بن صالح. وعن إبراهيم بن دحيم، عن دحيم، كلاهما (صفوان ودحيم) عن الوليد بن مسلم، عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، عن عمير بن هانئ، به- بلفظ:"ما من عبد يتعارُّ من الليل فيقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، إلا كان من خطاياه كيوم ولدته أمه، فإن قام وتوضأ تقبلت صلاته". قلنا: وردٌ شيخ الطبراني في الإسناد الأول لم نقف له على ترجمة، وإبراهيم شيخ الطبراني في الإسناد الثاني لم يُذكَر فيه جرح ولا تعديل، ثم هو قد خولف، فقد رواه أبو داود وابن ماجه وعبد الله بن محمد بن سَلْم -عند ابن حبان- ثلاثتهم عن دحيم عن الوليد عن الأوزاعي، على الصواب. وقال الحافظ في "الفتح" 3/ 40: وأخرجه الطبراني في "الدعاء" من رواية صفوان بن صالح، عن الوليد، عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، عن عمير بن هانئ، وأخرجه الطبراني فيه أيضاً عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي، عن أبيه -وهو الحافظ الذي يقال له: دحيم- عن الوليد مقروناً برواية صفوان بن صالح، وما أظنه إلا وهماً، فإنه أخرجه في "المعجم الكبير" عن إبراهيم، عن أبيه، عن الوليد، عن الأوزاعي كالجادة،

ورواية صفوان شاذة، فإن كان حفظها عن الوليد احتمل أن يكون عند الوليد فيه شيخان، ويؤيده ما في آخر الحديث من اختلاف اللفظ حيث جاء في جميع الروايات عن الأوزاعي، فإنه قال: "اللهم اغفر لي

إلخ"، وقع في هذه الرواية "كان من خطاياه كيوم ولدته أمه

إلخ".

قوله: "تعار" قال البغوي: أي: استيقظ من النوم، وأصل التعارِّ: السهر والتقلُّب على الفِراش، وقيل: إن التعار لا يكون إلا مع كلام أو صوت، مأخوذ من عِرار الظَّليم، وهو صوته. (الظليم: ذكر النعام).

ص: 348

22674 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ وَحُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم (1) خَرَجَ ذَاتَ لَيْلَةٍ عَلَى أَصْحَابِهِ وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يُخْبِرَهُمْ بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ - فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ:" فَاطْلُبُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ فِي تَاسِعَةٍ أَوْ سَابِعَةٍ أَوْ خَامِسَةٍ "(2).

22675 -

حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي عُمَيْرُ بْنُ هَانِئٍ، أَنَّ جُنَادَةَ بْنَ أَبِي أُمَيَّةَ حَدَّثَهُ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنَّ عِيسَى عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ، وَأَنَّ الْجَنَّةَ حَقٌّ وَالنَّارَ حَقٌّ، أَدْخَلَهُ اللهُ الْجَنَّةَ عَلَى مَا كَانَ مِنْ عَمَلٍ "(3).

(1) في (م): عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه خرج.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد -وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم. عفان: هو ابن مسلم، وحميد: هو الطويل.

وأخرجه الطيالسي (576)، والطحاوي 3/ 89 من طريق يعقوب بن إسحاق، كلاهما (الطيالسي ويعقوب) عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.

وانظر (22667).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البخاري (3435)، وأبو عوانة (9)، وابن منده في "الإيمان"(44) و (405)، والبغوي (55) من طريق الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد. =

ص: 349

22676 -

حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، حَدَّثَنِي ابْنُ جَابِرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ عُمَيْرَ بْنَ هَانِئٍ يُحَدِّثُ بِهَذَا الْحَدِيثِ عَنْ جُنَادَةَ، عَنْ عُبَادَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِمِثْلِهِ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ:" أَدْخَلَهُ اللهُ الْجَنَّةَ مِنْ أَبْوَابِهَا الثَّمَانِيَةِ، مِنْ أَيِّهَا شَاءَ دَخَلَ "(1).

= وأخرجه مسلم (28)، والبزار في "مسنده"(2682) و (2695)، والنسائي في التفسير من "الكبرى"(11132)، وفي "عمل اليوم والليلة"(1131)، وأبو عوانة (8) و (9)، والطبراني في "الدعاء"(1476)، وابن منده (44) من طرق عن الأوزاعي، به.

وانظر ما بعده.

وفي هذا المعنى انظر ما سيأتي برقم (22711) و (22712) و (22768).

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (9466)، وذُكِرت بعض شواهده هناك.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن جابر: هو عبد الرحمن بن يزيد ابن جابر.

وأخرجه ابن منده في "الإيمان"(404) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وسقط من مطبوعه: عمير بن هانئ.

وأخرجه البخاري (3435)، ومسلم (28)، وابن حبان (207)، والطبراني في "الشاميين"(555)، وابن منده (45)، والبغوي (55) من طريق الوليد بن مسلم، به.

وأخرجه البزار في "مسنده"(2683)، وأبو عوانة (8)، والشاشي في "مسنده"(1218)، وابن منده (45) و (404) من طريق بشر بن بكر، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(1130)، والشاشي (1219)، والطبراني في "الشاميين"(555)، وابن منده (404) من طريق صدقة بن خالد، كلاهما عن ابن جابر، به.

وانظر ما قبله.

ص: 350

22677 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، رِوَايَةً يَبْلُغُ بِهَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم:" لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ "(1).

22678 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الحميدي (386)، وابن أبي شيبة 1/ 360، والبخاري في "الصحيح"(756)، وفي "القراءة خلف الإمام"(2) و (299)، وفي "خلق أفعال العباد"(520) و (521) و (522)، ومسلم (394)(34)، وأبو داود (822)، وابن ماجه (837)، والترمذي (247)، والنسائي 2/ 137، وابن الجارود (185)، وابن خزيمة (488)، وأبو عوانة (6664)، والشاشي في "مسنده"(1277) و (1278)، وابن حبان (1782)، والدارقطني 1/ 321 و 322، والحاكم 1/ 238، والبيهقي في "السنن الكبرى" 2/ 38 و 164، وفي "القراءة خلف الإمام"(17 - 21)، والبغوي (576) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وزاد أبو داود فيه: فصاعداً. وهذه الزيادة ستأتي برقم (22749)، ولفظه عند الدارقطني 1/ 322، والحاكم، والبيهقي في "القراءة" (21):"أم القرآن عِوض من غيرها وليس غيرها منها عِوضاً".

وأخرجه الدارمي (1242)، والبخاري في "القراءة"(6)، ومسلم (394)(34)، وأبو عوانة (1667) و (1699)، والشاشي (1276)، والطبراني في "الصغير"(211)، والدارقطني 1/ 322، والبيهقي في "السنن" 2/ 61 و 164، وفي "القراءة"(22) و (23) و (25) و (26) و (29) و (30) و (31) و (32) و (135) من طرق عن الزهري، به.

وسيأتي من طريق الزهري برقم (22743) و (22749).

وسلف مطولاً من طريق ابن إسحاق عن مكحول عن محمود بن الربيع برقم (22671).

ص: 351

عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي مَجْلِسٍ، فَقَالَ:" تُبَايِعُونِي عَلَى أَنْ لَا تُشْرِكُوا بِاللهِ شَيْئًا، وَلَا تَسْرِقُوا وَلَا تَزْنُوا، وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ - قَرَأَ الْآيَةَ الَّتِي أُخِذَتْ عَلَى النِّسَاءِ: {إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ} [الممتحنة: 12]- فَمَنْ وَفَى مِنْكُمْ، فَأَجْرُهُ عَلَى اللهِ، وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا، فَعُوقِبَ بِهِ، فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ، وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا، فَسَتَرَهُ اللهُ عَلَيْهِ، فَهُوَ إِلَى اللهِ؛ إِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُ، وَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ "(1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، وأبو إدريس الخولاني: هو عائذ الله بن عبد الله.

وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/ 15 - 16، والحميدي (387)، وابن أبي شيبة 9/ 440، والبخاري (4894) و (6784)، ومسلم (1709)(41)، والترمذي (1439)، والنسائي 7/ 161 - 162 و 8/ 108 - 109، وابن الجارود (803)، وأبو عوانة (6344)، و (6345)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(194)، و (2183)، وفي "شرح معاني الآثار" 4/ 212، والشاشي في "مسنده"(1230)، وأبو نعيم في "الحلية" 5/ 126، والبيهقي 8/ 328 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه الدارمي (2453)، والبخاري (18) و (3892) و (3999) و (7213)، والنسائي 7/ 141 - 142، وأبو عوانة (6342) و (6346)، والشاشي (1229) و (1230)، والطبراني في "الشاميين"(3197)، والدارقطني 3/ 214 - 215 و 215، والحاكم 2/ 318، والبغوي (29) من طرق عن الزهري، به.

وأخرجه النسائي 7/ 142 من طريق صالح بن كيسان، عن الحارث بن فضيل، عن الزهري، عن عبادة، ليس فيه أبو إدريس.

وسيأتي من طريق أبي إدريس عن عبادة برقم (22733).

وانظر ما سلف برقم (22668).

ص: 352

قَالَ سُفْيَانُ: قَالَ لِي الْهُذَلِيُّ: احْفَظْ لِي هَذَا الْحَدِيثَ، وَهُوَ عِنْدَ الزُّهْرِيِّ. قَالَ لِي الْهُذَلِيُّ أَبُو بَكْرٍ (1): لَمْ يَرْوِ مِثْلَ هَذَا قَطُّ؛ يَعْنِي الزُّهْرِيَّ.

22679 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، سَمِعَهُ مِنْ جَدِّهِ - وَقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً: عَنْ جَدِّهِ عُبَادَةَ، قَالَ سُفْيَانُ: وَعُبَادَةُ نَقِيبٌ، وَهُوَ مِنَ السَّبْعَةِ -: بَايَعْنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي الْعُسْرِ وَالْيُسْرِ، وَالْمَنْشَطِ وَالْمَكْرَهِ، وَلَا نُنَازِعُ الْأَمْرَ أَهْلَهُ، ونَقُولُ بِالْحَقِّ حَيْثُمَا كُنَّا، لَا نَخَافُ فِي اللهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ. قَالَ سُفْيَانُ: زَادَ بَعْضُ النَّاسِ: مَا لَمْ تَرَوْا كُفْرًا بَوَاحًا (2).

(1) أبو بكر الهذلي: اختلف في اسمه فقيل: سُلْمى بن عبد الله، وقيل: روح، وهو أخباريٌّ متروك الحديث.

(2)

حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، وسماع عبادة بن الوليد من جدِّه سواء صحَّ أو لم يصحّ، فقد عُرِفَت الواسطة بينهما، وهي والدُ عبادةَ الوليدُ ابن عبادة كما سلف في الرواية (15653).

وأخرجه الحميدي (389) عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه الشاشي في "مسنده"(1185) و (1190) من طريق حماد بن سلمة، عن يحيى بن سعيد، به.

وسلف برقم (15653) من طريق شعبة بن سيار ويحيى بن سعيد عن عبادة بن الوليد عن أبيه، أما سيار فقال: عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأما يحيى فقال: عن أبيه عن جده.

ونزيد على تخريجه من هذا الطريق: البزار (2700) من طريق شعبة عن يحيى بن سعيد وسيار عن عبادة بن الوليد عن أبيه عن جده، وقال أحدهما: عن عبادة بن الوليد عن جده عبادة. =

ص: 353

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأبا عوانة (7119) و (7120) و (7121)، والشاشي (1180) و (1181) و (1188) و (1189) من طرق عن يحيى بن سعيد، عن عبادة بن الوليد بن عبادة عن أبيه، عن جده. فزادوا الوليد بن عبادة.

وأخرجه الشاشي (1187) من طريق النعمان بن داود بن محمد، عن عبادة بن الوليد عن أبيه، قال: بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم

فذكره.

وأخرجه البزار (2731) من طريق عبيد بن رفاعة، والطبراني في "الشاميين" (2151) من طريق يعلى بن شداد عن عبادة بن الصامت. ولفظ الطبراني: بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة أن لا أخاف في الله لومة لائم.

وسيأتي الحديث من طريق عبادة بن الوليد عن جده برقم (22725).

ومن طريق عبادة بن الوليد عن أبيه عن جده برقم (22700).

ومن طريق الأعمش عن الوليد بن عبادة عن أبيه برقم (22716).

ومن طريق جنادة بن أبي أمية عن عبادة بن الصامت برقم (22735) و (22731) و (22737).

وقوله: "ما لم تروا كفراً بواحاً" سيأتي في بعض طرق الحديث (22735)، وسيأتي بنحوه في الرواية الآتية برقم (22737).

وانظر ما سيأتي برقم (22769).

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (8953)، وذُكِرت شواهده هناك.

وانظر حديث أنس السالف برقم (12203).

قوله: "والمنشط والمكره" مفعل بفتح ميم وعين، من النشاط والكراهة، وهما مصدران، أي: في حالة النشاط والكراهة.

"الأمر" أي: الإمارة، أو كل أمر.

"أهله" الضمير للأمر، أي: إذا وُكِلَ الأمر إلى من هو أهل له، فليس لنا أن نجرَّه إلى غيره سواء كان أهلاً أم لا.

"بالحق" بإظهاره وتبليغه. =

ص: 354

22680 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ الْأَعْرَجِ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " جَاهِدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ، فَإِنَّ الْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللهِ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ، يُنَجِّي اللهُ بِهِ مِنَ الْهَمِّ وَالْغَمِّ "(1).

= "لا نخاف" أي: لا نترك قول الحق لخوف ملامتهم عليه.

"بواحاً" بفتح موحدة وخفةِ واوٍ، أي: ظاهراً، من باح بالشيء إذا أعلنه، قيل: والمراد بالكفر المعاصي، أي: لا تنازعوا الولاة إلا أن تروا منهم منكراً محقَّقاً فأنكروه.

(1)

حسن بمجموع طرقه، وهذا إسناد ضعيف، أبو بكر بن عبد الله ضعيف، والمقدام بن معدي كرب كذا جاء مسمّى في هذا الحديث باسم الصحابي، وهو خطأ، والصواب أنه مقدام الرُّهاوي فهو الذي يروي عن عبادة كما في "تاريخ البخاري" 7/ 429 و"الجرح والتعديل" 8/ 302، ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً. أبو سلام الأعرج: هو ممطور الحبشي.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد"(5) عن الحوطي -وهو عبد الوهاب بن نَجْدة- عن إسماعيل بن عياش، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي عاصم أيضاً (6) من طريق عبد القدوس بن الحجاج، عن أبي بكر بن أبي مريم، به.

وهو قطعة من حديث مطول سيأتي من طريق المقدام بن معدي كرب عن عبادة بالأرقام (22699) و (22776) و (22777)، ويأتي تتمة تخريجه هناك، وسيأتي ضمن حديث من طريق ربيعة بن ناجد عن عبادة برقم (22795) وإسناده ضعيف.

وسيأتي مختصراً كما هو هنا من طريق أبي أمامة عن عبادة برقم (22719).

ص: 355

22681 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يِسَافٍ، عَنْ أَبِي الْمُثَنَّى، عَنِ ابْنِ امْرَأَةِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: قَالَ: " سَتَكُونُ أُمَرَاءُ تَشْغَلُهُمْ أَشْيَاءُ يُؤَخِّرُونَ الصَّلَاةَ عَنْ وَقْتِهَا، فَصَلُّوا الصَّلَاةَ لِوَقْتِهَا، وَاجْعَلُوا صَلَاتَكُمْ مَعَهُمْ تَطَوُّعًا "(1).

22682 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يِسَافٍ، عَنْ أَبِي الْمُثَنَّى، عَنِ ابْنِ امْرَأَةِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم،

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، أبو المثنى قيل: هو ضمضم الأُملوكي الحمصي الذي يروي عنه صفوان بن عمرو السكسكي، وقيل: هما اثنان، وقال ابن القطان الفاسي: أبو المثنى مجهول سواء كان واحداً أو اثنين، قال: وأما قول ابن عبد البر: أبو المثنى ثقة، فلا يقبل منه. قلنا: وقد اضطرب فيه، فمرة رواه عن ابن امرأة عبادة -وهو أبو أُبيّ-، ومرة رواه عنه عن عبادة، وثالثة يقول: عن ابن أخت عبادة عن عبادة. وأبو أبيّ هذا: هو ابن أم حرام، اسمه عبد الله بن عمرو، وقيل: ابن كعب، الأنصاري صحابي نزل بيت المقدس، وهو آخر من مات من الصحابة. منصور: هو ابن المعتمر.

وأخرجه البخاري في الكنى من "التاريخ الكبير" ص 7 عن محمد بن بشار، عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه الدولابي في "الكنى" 1/ 16 من طريق شيبان بن عبد الرحمن، عن منصور بن المعتمر، به.

وسيأتي من طريق شعبة برقم (22682) و (22691)، ومن طريق سفيان الثوري برقم (22690) كلاهما عن منصور.

وسيأتي برقم (22686) من طريق أبي أُبيّ عن عبادة بن الصامت، وبرقم (22787) عن ابن أُخت عبادة، عن عبادة.

وفي الباب عن ابن مسعود سلف برقم (3601)، وانظر تتمة شواهده هناك.

ص: 356

فَذَكَرَ مِثْلَهُ (1).

22683 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْأَشْعَثِ، قَالَ: كَانَ أُنَاسٌ يَبِيعُونَ الْفِضَّةَ مِنَ الْمَغَانِمِ إِلَى الْعَطَاءِ فَقَالَ عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الذَّهَبِ بِالذَّهَبِ، وَالْفِضَّةِ بِالْفِضَّةِ، وَالتَّمْرِ بِالتَّمْرِ، وَالْبُرِّ بِالْبُرِّ، وَالشَّعِيرِ بِالشَّعِيرِ، وَالْمِلْحِ بِالْمِلْحِ، إِلَّا سَوَاءً بِسَوَاءٍ، مِثْلًا بِمِثْلٍ، فَمَنْ زَادَ وَاسْتَزَادَ فَقَدْ أَرْبَى (2).

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه. حجاج: هو ابن محمد المِصيصي.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الأشعث -وهو شراحيل بن آده- فمن رجال مسلم. خالد: هو ابن مهران الحذَّاء، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجَرْمي.

وأخرجه الشافعي في "السنن المأثورة"(229)، والدارمي (2579)، والبزار في "مسنده"(2732)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 76، وابن حبان (5015) من طرق عن خالد الحذاء، بهذا الإسناد.

وأخرجه الشافعي (230)، وابن أبي شيبة 7/ 100 - 101، ومسلم (1587)(80)، ومحمد بن نصر المروزي في "السنة"(166)، والطحاوي 4/ 76، والشاشي في "مسنده"(1243)، والبيهقي 5/ 277 من طريق أيوب السختياني، والطحاوي 4/ 5، والطبراني في "الأوسط"(520)، والدارقطني 3/ 18 من طريق قتادة، كلاهما عن أبي قلابة، به. وزاد الدارقطني في إسناده بين أبي قلابة وأبي الأشعث: أبا أسماء الرحبي، وأبو أسماء -على ثقته- غير محفوظ فيه، فقد جاء في بعض الروايات عند مسلم وغيره أن أبا قلابة كان في مجلس أبي الأشعث حيث حدثه. وذكر أيوب في روايته قصة لعبادة مع معاوية بن أبي سفيان.

وأخرجه أبو داود (3349)، والنسائي 7/ 276 - 277، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 4 - 5 و 66، وفي "شرح مشكل الآثار"(6104)، والشاشي =

ص: 357

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= (1244) و (1249)، والدارقطني 3/ 18، والبيهقي 5/ 277 و 282 - 283 و 291 من طريق أبي الخليل، والطحاوي في "شرح المعاني" 4/ 4 من طريق محمد بن سيرين، كلاهما عن مسلم بن يسار المكي، عن أبي الأشعث، به. قلنا: وسيأتي الحديث برقم (22729) من طريق ابن سيرين، عن مسلم بن يسار، عن عبادة ليس فيه أبو الأشعث.

وأخرجه ابن أبي شيبة 6/ 157، والبزار (2733)، والطحاوي في "شرح المعاني" 4/ 4، والشاشي (1242)، والبيهقي 5/ 276 - 277، وابن الأثير في "أسد الغابة" 3/ 161 من طريق قتادة، عن مسلم بن يسار، عن أبي الأشعث، عن عبادة موقوفاً.

وأخرجه بمعناه ابن ماجه (18)، والبزار (2735)، والشاشي (1257)، والطبراني في "الشاميين"(390) و (2131) و (2132) من طريق قبيصة بن ذؤيب، عن عبادة مرفوعاً. قال ابن أبي حاتم في "العلل" 1/ 385: قال أبي: هذا حديث منكر، وإنما هو عن قتادة عن أبي قلابة، عن أبي الأشعث الصنعاني، عن عبادة عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وأخرج الدارمي (443) من طريق أبي المخارق، قال: ذكر عبادة: أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن درهمين بدرهم، فقال فلان: ما أرى بهذا بأساً يداً بيد. فقال عبادة: أقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم، وتقول: لا أرى به بأساً؟! والله لا يُظلُّني وإياك سقف أبداً.

وأخرج الدراقطني 3/ 18 من طريق الحسن عن عبادة وأنس عن النبي صلى الله عليه وسلم: "ما وزن مثل بمثل إذا كان نوعاً واحداً، وما كيل فمثل ذلك، فإذا اختلف النوعان فلا بأس به". وإسناده ضعيف، فيه من لا يعرف.

وسيأتي الحديث من طريق أبي الأشعث عن عبادة برقم (22727).

وسيأتي برقم (22724) من طريق حكيم بن جابر، وبرقم (22729) من طريق مسلم بن يسار وعبد الله بن عبيد، كلهم عن عبادة. =

ص: 358

22684 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ حَفْصٍ، عَنِ ابْنِ الْمُصَبِّحِ - أَوْ أَبِي الْمُصَبِّحِ - عَنِ ابْنِ السِّمْطِ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، قَالَ: عَادَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَبْدَ اللهِ بْنَ رَوَاحَةَ، فَمَا تَحَوَّزَ لَهُ عَنْ فِرَاشِهِ، فَقَالَ:" مَنْ شُهَدَاءُ أُمَّتِي؟ " قَالُوا: قَتْلُ الْمُسْلِمِ شَهَادَةٌ. قَالَ: " إِنَّ شُهَدَاءَ أُمَّتِي إِذًا لَقَلِيلٌ، قَتْلُ الْمُسْلِمِ شَهَادَةٌ، وَالطَّاعُونُ شَهَادَةٌ، وَالْبَطْنُ، وَالْغَرَقُ، وَالْمَرْأَةُ يَقْتُلُهَا وَلَدُهَا جَمْعَاءَ "(1).

= وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11006)، وانظر شواهده هناك.

(1)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي المصبِّح -وهو المَقرَئي- فمن رجال أبي داود، وهو ثقة. أبو بكر بن حفص: هو عبد الله بن حفص بن عمر بن سعد الزهري، وابن السِّمط: هو شرحبيل.

وأخرجه الطيالسي (2414)، والشاشي (1303) و (1304) و (1305) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه الدارمي (2414)، والشاشي (1302) من طريق إسرائيل بن يونس، والشاشي (1306) من طريق جرير بن عبد الحميد، كلاهما عن منصور بن المعتمر، عن أبي بكر، به.

وليس في إسناد الدارمي أبو المصبح.

وسلف برقم (17797)، وسيأتي برقم (22756).

وسيأتي برقم (22685) من طريق عبادة بن نسي، وبرقم (22702) من طريق الأسود بن ثعلبة، وبرقم (22784) من طريق يعلى بن شداد، ثلاثتهم عن عبادة.

وسلف عن راشد بن حبيش عن عبادة برقم (15999).

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (8092)، وذكرنا هناك أحاديث الباب. =

ص: 359

22685 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ الْغَازِ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَا تَعُدُّونَ الشَّهِيدَ (1) فِيكُمْ؟ " قَالُوا: الَّذِي يُقَاتِلُ فَيُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ شُهَدَاءَ أُمَّتِي إِذًا لَقَلِيلٌ، الْقَتِيلُ فِي سَبِيلِ اللهِ شَهِيدٌ، وَالْمَطْعُونُ شَهِيدٌ، وَالْمَبْطُونُ شَهِيدٌ، وَالْمَرْأَةُ تَمُوتُ بِجُمْعٍ شَهِيدٌ " يَعْنِي النُّفَسَاءَ (2).

22686 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يِسَافٍ، عَنْ أَبِي الْمُثَنَّى الْحِمْصِيِّ، عَنْ أَبِي أُبَيِّ ابْنِ امْرَأَةِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّهَا سَتَكُونُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ تَشْغَلُهُمْ أَشْيَاءُ عَنِ الصَّلَاةِ حَتَّى يُؤَخِّرُوهَا عَنْ وَقْتِهَا، فَصَلُّوهَا لِوَقْتِهَا " قَالَ: فَقَالَ: رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللهِ، فَإِنْ

= قوله: "فما تحوَّز" أي: ما تنحى عن صدر فراشه، لأن السنة ترك ذلك.

"جمعاً" بضم جيم وسكون ميم، أي: حال كون الولد مجموعاً إليها، والمعنى: ماتت وهو في بطنها. قاله السندي.

(1)

في (ظ 5): الشهداء.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات، لكنه منقطع بين عبادة بن نسي وبين عبادة بن الصامت، بينهما الأسود بن ثعلبة كما في الرواية الآتية برقم (22702).

وأخرجه ابن أبي شيبة 5/ 332، والطبراني في "الشاميين"(2235) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وزاد الثاني: والغريق شهيد.

وسلف قبله من طريق شرحبيل بن السِّمط، عن عبادة.

ص: 360

أَدْرَكْتُهَا مَعَهُمْ أُصَلِّي؟ قَالَ: " إِنْ شِئْتَ "(1).

22687 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ قَوْلِهِ تبارك وتعالى: {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} [يونس: 64] فَقَالَ: " هِيَ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ يَرَاهَا الْمُسْلِمُ أَوْ تُرَى لَهُ "(2).

(1) صحيح لغيره دون قوله: "إن شئت"، والصواب فيه: نعم، كما سيأتي في الرواية (22690)، وكما في غير ما حديث، وهذا إسناد ضعيف، سلف الكلام عليه عند الرواية (22681).

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 380 - 381، والبخاري في الكنى من "تاريخه" ص 7 تعليقاً، وأبو داود (433)، والشاشي في "مسنده"(1201)، والمزي في ترجمة ضمضم أبي المثنى من "التهذيب" 13/ 330 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. ووقع تحريف في مطبوع "مصنف" ابن أبي شيبة، يصحح من هنا.

وأخرجه الشاشي (1200) عن علي بن قادم، والمزي 13/ 331 من طريق محمد بن يوسف الفريابي، كلاهما عن سفيان الثوري، به. رواية محمد الفريابي أوردها البخاري في الكنى ص 7 لم يذكر فيها عبادة.

وأخرجه ابن ماجه (1257) من طريق سفيان بن عيينة، عن منصور، به.

وسيأتي برقم (22690) من طريق ابن المبارك عن سفيان الثوري به، ليس فيه عبادة.

وفي باب الأمر بالصلاة مع الأئمة إن أدركها معهم عن أبي ذر، سلف برقم (21306)، وفيه:"فإن أدركت فصلِّ معهم، ولا تقولنَّ: إني قد صليت فلا أصلي" وبنحوه عن ابن مسعود سلف برقم (3601)، وذُكِرت شواهده هناك.

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، لكن أبا سلمة -وهو ابن عبد الرحمن- لم يسمع من عبادة، فقد جاء في بعض الروايات أنه قال: =

ص: 361

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= نبِّئت عن عبادة، كما سيأتي في التخريج.

وأخرجه ابن ماجه (3898)، والطبري في "تفسيره" 11/ 136 من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه الحاكم 2/ 340 من طريق أبي عاصم النبيل، عن علي بن المبارك، به. وقال: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه!

وأخرجه الطبري 11/ 133 و 135، والشاشي في "مسنده"(1216/ 1)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 191، وابن عدي في "الكامل" 4/ 1532 من طرق عن يحيى ابن أبي كثير، به.

وأخرجه الطبري 11/ 134 من طريق عثمان بن عمر، عن علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، قال: نبئت أن عبادة سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فذكره. فدلَّ على أن أبا سلمة لم يسمعه من عبادة. ووقع فيه تحريف يصحح من هنا.

وأخرجه كذلك الطيالسي (583)، والترمذي (2275)، والحاكم 4/ 391، والبيهقي في "الشعب"(4753) عن حرب بن شداد، والترمذي (2275) من طريق عمران القطان، كلاهما عن يحيى، عن أبي سلمة، قال: نبئت عن عبادة

فذكره.

وأخرجه بنحوه الطبري 11/ 135 من طريق موسى بن عبيدة، عن أيوب بن خالد بن صفوان، عن عبادة. وإسناده ضعيف ومنقطع.

وسيأتي الحديث برقم (22688) و (22740).

وسيأتي من طريق حميد بن عبد الرحمن أو ابن عبد الله، عن عبادة برقم (22767).

وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (7044).

وعن أبي الدرداء، سيأتي برقم (27510).

وعن أبي هريرة عند الطبري 11/ 135، وفي أسانيدها مقال، لكن بمجموعها يتقوى الحديث.

ص: 362

22688 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبَانُ، حَدَّثَنِي يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ: أَنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ قَوْلَ اللهِ تبارك وتعالى:{لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} [يونس: 64] فَقَالَ: " لَقَدْ سَأَلْتَنِي عَنْ شَيْءٍ مَا سَأَلَنِي عَنْهُ أَحَدٌ مِنْ أُمَّتِي - أَوْ أَحَدٌ قَبْلَكَ - قَالَ: تِلْكَ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ يَرَاهَا الرَّجُلُ الصَّالِحُ أَوْ تُرَى لَهُ "(1).

22689 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا مُغِيرَةُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، قَالَ: عَلَّمْتُ نَاسًا مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ الْكِتَابَةَ وَالْقُرْآنَ، فَأَهْدَى إِلَيَّ رَجُلٌ مِنْهُمْ قَوْسًا، فَقُلْتُ: لَيْسَتْ لِي بِمَالٍ، وَأَرْمِي عَنْهَا فِي سَبِيلِ اللهِ، فَسَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" إِنْ سَرَّكَ أَنْ تُطَوَّقَ بِهَا طَوْقًا مِنْ نَارٍ فَاقْبَلْهَا "(2).

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد منقطع تكلمنا عليه في الحديث السالف. عفان: هو ابن مسلم، وأبان: هو ابن يزيد العطار.

وأخرجه الشاشي (1216/ 2) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.

وأخرجه الدارمي (2136)، والطبري في "التفسير" 11/ 134 و 136 من طريق مسلم بن إبراهيم، والطبري 11/ 136 من طريق أبي الوليد الطيالسي، كلاهما عن أبان، به.

وانظر ما قبله.

(2)

حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، الأسود بن ثعلبة مجهول، ومغيرة بن زياد فيه كلام، وقد خولف، فرواه بشر بن عبد الله السلمي -وهو حسن الحديث- عن عبادة بن نسي، عن جنادة بن أبي أمية، عن عبادة كما سيأتي برقم (22766). =

ص: 363

22690 -

حَدَّثَنَا يَعْمَرُ - يَعْنِي ابْنَ بِشْرٍ - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يِسَافٍ، عَنْ أَبِي الْمُثَنَّى الْحِمْصِيِّ، عَنْ أَبِي أُبَيِّ ابْنِ امْرَأَةِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: " أَيُّهَا النَّاسُ، سَيَجِيءُ أُمَرَاءُ يَشْغَلُهُمْ أَشْيَاءُ حَتَّى لَا يُصَلُّوا الصَّلَاةَ لِمِيقَاتِهَا، فَصَلُّوا الصَّلَاةَ لِمِيقَاتِهَا "

= وأخرجه ابن أبي شيبة 6/ 223 - 224، وأبو داود (3416)، وابن ماجه (2157)، والبزار في "مسنده"(2692)، والشاشي (1266) و (1268)، والحاكم 2/ 41، والبيهقي 6/ 125، والمزي في ترجمة الأسود بن ثعلبة من "التهذيب" 3/ 220 - 221 من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد بن حميد (183)، والبخاري في "تاريخه الكبير" 1/ 444، وأبو داود (3416)، والبزار (2693)، والطحاوي في "شرح المعاني" 3/ 17، وفي "شرح المشكل"(4333)، والشاشي (1267)، والطبراني في "الشاميين"(2253)، والحاكم 2/ 41، والبيهقي 6/ 125 من طرق عن المغيرة بن زياد، به.

وفي الباب عن أبي بن كعب عن ابن أبي شيبة 6/ 225، وابن ماجه (2158)، وعبد بن حميد (175)، والبيهقي 6/ 125 - 126.

وعن أبي الدرداء عند البيهقي 6/ 126. قال ابن التركماني: إسناده جيد.

قال البغوي في "شرح السنة" 8/ 268: ذهب جماعة من أهل العلم إلى أن أخذ الأجرة والعِوَض على تعليم القرآن غير مباح، وهو قول الزهري وأبي حنيفة وإسحاق.

وذهب إلى جواز أخذ الأجرة على تعليم القرآن وجواز شرطه: عطاء والحكم، وبه قال مالك والشافعي وأبو ثور، قال الحكم: ما سمعت فقيهاً يكرهه!

وذهب قوم إلى أنه لا بأس بأخذ المال ما لم يشرط، وهو قول الحسن وابن سيرين والشعبي.

ص: 364

فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، ثُمَّ نُصَلِّي مَعَهُمْ؟ قَالَ:" نَعَمْ "(1).

قَالَ عَبْدُ اللهِ: قَالَ أَبِي رحمه الله: وَهَذَا الصَّوَابُ.

22691 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ فَذَكَرَهُ قَالَ: عَنِ ابْنِ امْرَأَةِ عُبَادَةَ (2)، عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، مِثْلَهُ (3).

22692 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا حَمَّادٌ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ جَبَلَةَ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ جَدِّهِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ غَزَا فِي سَبِيلِ اللهِ وَهُوَ لَا يَنْوِي فِي غَزَاتِهِ إِلَّا عِقَالًا، فَلَهُ مَا نَوَى "(4).

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف سلف الكلام عليه عند الرواية (22681). عبد الله: هو ابن المبارك، وسفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر.

وعلقه البخاري في الكنى من "تاريخه" ص 7 عن عبد الله بن المبارك، به.

وأخرجه عبد الرزاق (3782) عن سفيان الثوري، به. وأقحم محققه رحمه الله في إسناده عبادةَ بن الصامت! قال المزي في "التهذيب" 13/ 331: رواه أبو حذيفة وغير واحد عن سفيان فلم يجاوزوا به أبا أبيٍّ.

(2)

أقحم في (م) هنا: عن عبادة، وليست في شيء من الأصول.

(3)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، سلف الكلام عليه عند مكرره (23681).

(4)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، يحيى بن الوليد بن عبادة لم يرو عنه غير جبلة بن عطية، وذكره ابن حبان في "ثقاته" وقال الذهبي في "ديوان الضعفاء": لا يعرف.

وأخرجه النسائي 6/ 24 - 25، والحاكم 2/ 109، والبيهقي 6/ 331 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وصحح الحاكم إسناده! =

ص: 365

22693 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى - يَعْنِي ابْنَ سَعِيدٍ - عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، أَنَّ ابْنَ مُحَيْرِيزٍ الْقُرَشِيَّ ثُمَّ الْجُمَحِيَّ أَخْبَرَهُ - وَكَانَ بِالشَّامِ، وَكَانَ قَدْ أَدْرَكَ مُعَاوِيَةَ - فَأَخْبَرَهُ أَنَّ الْمُخْدَجِيَّ، رَجُلًا مِنْ بَنِي كِنَانَةَ، أَخْبَرَهُ: أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ كَانَ بِالشَّامِ يُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ أَخْبَرَهُ: أَنَّ الْوَتْرَ وَاجِبٌ، فَذَكَرَ الْمُخْدَجِيُّ أَنَّهُ رَاحَ إِلَى عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، فَذَكَرَ لَهُ أَنَّ أَبَا مُحَمَّدٍ يَقُولُ: الْوَتْرُ وَاجِبٌ! فَقَالَ عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ: كَذَبَ أَبُو مُحَمَّدٍ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" خَمْسُ صَلَوَاتٍ كَتَبَهُنَّ اللهُ عَلَى الْعِبَادِ، مَنْ أَتَى بِهِنَّ لَمْ يُضَيِّعْ مِنْهُنَّ شَيْئًا اسْتِخْفَافًا بِحَقِّهِنَّ، كَانَ لَهُ عِنْدَ اللهِ عَهْدٌ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، وَمَنْ لَمْ يَأْتِ بِهِنَّ، فَلَيْسَ لَهُ عِنْدَ اللهِ عَهْدٌ، إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ، وَإِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُ "(1).

= وأخرجه الدارمي (2416)، والبخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 219 - 220، وابن أبي عاصم في "الجهاد"(260) عن حماد بن سلمة، به. ووقع في إسناد الدارمي غير ما تحريف صوبناه من "إتحاف المهرة" 6/ 456.

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7900).

وعن يعلى بن أمية، سلف برقم (17957).

وعن أبي أمامة عند النسائي 6/ 25.

قوله: "وهو لا ينوي في غزاته" أي: من أمر الدنيا.

"إلا عقالاً" بكسر عين: الحَبْل الذي يشد به يد البعير.

"فله ما نوى" أي: بطل أجره. قاله السندي.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير المخدجي -وهو أبو رفيع، وقيل: رفيع- فقد تفرد بالرواية عنه عبد الله بن محيريز، ولم يؤثر =

ص: 366

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= توثيقه عن غير ابن حبان، فهو في عداد المجهولين، لكنه قد توبع.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 296 و 14/ 235 - 236، والدارمي (1577)، والشاشي في "مسنده"(1281) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/ 123، وعبد الرزاق (4575)، والحميدي (388)، وأبو داود (1420)، وابن نصر في "الوتر"(11)، والنسائي 1/ 230، والطحاوي في "شرح المشكل"(3167) و (3168)، والشاشي (1284) و (1286)، والطبراني في "الشاميين"(2181) و (2182) و (2183)، وابن حبان (1732)، والبيهقي 1/ 361 و 2/ 8 و 467 و 10/ 217، والبغوي (977) من طرق عن يحيى ابن سعيد الأنصاري، به.

وأخرجه الحميدي (388)، والطبراني (2182) من طريق محمد بن عجلان، وابن ماجه (1401)، وابن حبان (2417)، والطحاوي (3169)، والطبراني (2183) من طريق عبد ربه بن سعيد، والشاشي (1282) و (1287)، وابن حبان (1731) من طريق محمد بن عمرو بن علقمة، وابن أبي عاصم في "السنة"(967)، والطبراني (2186) من طريق نافع القارئ، والشاشي (1283) من طريق عمرو بن يحيى المازني، والطبراني (2184) من طريق سعد بن سعيد، و (2185) من طريق محمد بن إبراهيم، و (2187)، والطحاوي (3171) من طريق عقيل بن خالد، كلهم عن محمد بن يحيى بن حبان، به. لكن ليس في رواية عمرو المازني وعقيل بن خالد ذكر المخدجي، وكذا في رواية ابن عجلان عند الطحاوي وحده.

وأخرجه بنحوه الطيالسي (573)، وأبو نعيم في "الحلية" 5/ 126 من طريق أبي إدريس الخولاني، والشاشي (1177) و (1285) من طريق الوليد بن عبادة بن الصامت، و (1265) من طريق المطلب بن عبد الله بن حنطب، ثلاثتهم عن عبادة.

وسيأتي برقم (22720) و (22752).

وسيأتي برقم (22704) من طريق عبد الله الصنابحي عن عبادة. =

ص: 367

22694 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَاةَ الْغَدَاةِ فَثَقُلَتْ عَلَيْهِ الْقِرَاءَةُ، فَلَمَّا انْصَرَفَ، قَالَ:" إِنِّي لَأرَاكُمْ تَقْرَؤُونَ وَرَاءَ إِمَامِكُمْ! ". قُلْنَا: نَعَمْ وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا لَنَفْعَلُ هَذَا. قَالَ:" فَلَا تَفْعَلُوا إِلَّا بِأُمِّ الْقُرْآنِ، فَإِنَّهُ لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِهَا "(1).

= وفي الباب عن أبي هريرة عند ابن نصر في "كتاب الوتر"(12).

وعن أبي قتادة عند أبي داود (430)، وابن ماجه (1403)، وابن نصر (13).

قوله: "كذب أبو محمد" قال في "النهاية": أي: أخطأ، وسماه كذباً، لأنه يشبهه في كونه ضد الصواب كما أن الكذب ضد الصدق، وإن افترقا من حيث النية والقصد، لأن الكاذب يعلم أنه كذب والمخطئ لا يعلم، وهذا الرجل ليس بمخبر، وإنما قاله باجتهاد أدَّاه إلى أن الوتر واجب، والاجتهاد لا يدخله الكذب، وإنما يدخله الخطأ، وقد استعملت العرب الكذب في موضع الخطأ، قال الأخطل:

كَذَبَتْكَ عَيْنُكَ أم رأيتَ بواسطٍ

غلَسَ الظلامِ مِن الربابِ خيالاً

وأبو محمد المسؤول عن الوتر، صحابي اختلف في اسمه، فقيل: هو مسعود ابن أوس بن يزيد، وقيل: مسعود بن زيد بن سبيع، وقيل غير ذلك. انظر "أسد الغابة" 6/ 280 و"الإصابة" 4/ 176.

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن إسحاق، وقد صرح بسماعه من مكحول في الرواية الآتية برقم (22745).

وأخرجه ابن خزيمة (1581)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 215، والشاشي (1275)، وابن حبان (1792)، والدارقطني 1/ 319، والبيهقي في "القراءة خلف الإمام"(109) و (111) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وانظر (22671).

ص: 368

22695 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى.

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" الْجَنَّةُ مِئَةُ دَرَجَةٍ، مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ مَسِيرَةُ مِئَةِ عَامٍ - وَقَالَ عَفَّانُ: كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ - وَالْفِرْدَوْسُ أَعْلَاهَا دَرَجَةً، وَمِنْهَا تَخْرُجُ الْأَنْهَارُ الْأَرْبَعَةُ، وَالْعَرْشُ مِنْ فَوْقِهَا، وَإِذَا سَأَلْتُمُ اللهَ، فَاسْأَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ "(1).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، لكنه قد اختلف فيه على عطاء بن يسار، فروي عنه عن عبادة كما هنا، وروي عنه عن معاذ بن جبل كما سلف في مسنده برقم (22087)، وروي عنه عن أبي هريرة كما سلف أيضاً برقم (7923)، ومال الترمذي إلى ترجيح حديث معاذ على انقطاعه بينه وبين عطاء. يزيد: هو ابن هارون، وعفان: هو ابن مسلم.

وأخرجه ابن أبي شيبة 13/ 138، والترمذي (2531)، والطبري في "تفسيره" 16/ 37، والشاشي في "مسنده"(1238) من طريق يزيد بن هارون وحده، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" 1/ 247، والشاشي (1239)، والحاكم 1/ 80، وأبو نعيم في "صفة الجنة"(225)، والبيهقي في "البعث والنشور"(226) من طريق عفان بن مسلم وحده، به.

وأخرجه عبد بن حميد (182)، والطبري 16/ 37، والشاشي (1241)، والحاكم 1/ 80، وأبو نعيم (225)، والواحدي في "تفسيره" 3/ 171 من طرق عن همام بن يحيى، به.

وسيأتي الحديث عن عبد الصمد بن عبد الوارث، عن همام بن يحيى برقم (22738). =

ص: 369

22696 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يُحَدِّثُ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللهِ أَحَبَّ اللهُ لِقَاءَهُ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللهِ كَرِهَ اللهُ لِقَاءَهُ "(1).

22697 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يُحَدِّثُ

= وأخرجه الشاشي (1240) من طريق ميمون بن موسى المَرَئي (بفتح الميم والراء وكسر الهمزة نسبة إلى امرئ القيس بن مضر)، عن الحسن، عن حطان بن عبد الله الرقاشي، عن عبادة. وإسناده حسن.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (2683)، والبزار (2679)، والنسائي 4/ 10 من طريق محمد ابن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (574)، والترمذي (2309)، وأبو يعلى (3235) و (3236)، وأبو عوانة في الدعوات كما في "إتحاف المهرة" 6/ 458، والشاشي (1162 - 1165)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 500 من طرق عن شعبة، به.

وأخرجه الترمذي (1066)، والنسائي 4/ 10، وأبو عوانة، وابن حبان (3009)، والطبراني في "الأوسط"(2903) من طريق معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن قتادة، به.

ووقع في رواية ابن حبان زيادة سنذكرها عند تخريج الرواية الآتية برقم (22744).

وسلف الحديث برقم (12047) من طريق حميد الطويل، عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وفي الباب عن أبي هريرة سلف برقم (8133).

ص: 370

عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" رُؤْيَا الْمُسْلِمِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ "(1).

22698 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " رُؤْيَا الْمُسْلِمِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ "(2).

22699 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ وَإِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، قَالَا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ - قَالَ إِسْحَاقُ: الْأَعْرَجِ -

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البخاري (6987)، ومسلم (2264)، والبزار (2678) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (575)، وابن أبي شيبة 11/ 51 - 52، والدارمي (2137)، وأبو داود (5018)، والترمذي (2271)، والنسائي (7625)، وأبو يعلى (3237)، وأبو عوانة في الرؤيا كما في "إتحاف المهرة" 6/ 434 - 435، والشاشي (1167) و (1168)، والبيهقي في "الدلائل" 7/ 7 من طرق عن شعبة، به.

وسيأتي برقم (22698) و (22722)، وسلف برقم (12930).

وسيأتي برقم (22723) من طريق ثابت البناني عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. روح: هو ابن عبادة، وسعيد: هو ابن أبي عروبة.

وأخرجه أبو عوانة في الرؤيا كما في "إتحاف المهرة" 6/ 434 - 435، والطحاوي في "شرح المشكل"(2173) من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد.

وانظر ما قبله.

ص: 371

عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ الْكِنْدِيِّ: أَنَّهُ جَلَسَ مَعَ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ وَأَبِي الدَّرْدَاءِ وَالْحَارِثِ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْكِنْدِيِّ، فَتَذَاكَرُوا حَدِيثَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ لِعُبَادَةَ: يَا عُبَادَةُ، كَلِمَاتُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةِ كَذَا (1) فِي شَأْنِ الْأَخْمَاسِ؟ فَقَالَ عُبَادَةُ - قَالَ إِسْحَاقُ فِي حَدِيثِهِ (2) -: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى بِهِمْ فِي غَزْوِهِمْ إِلَى بَعِيرٍ مِنَ الْمَقْسِمِ، فَلَمَّا سَلَّمَ، قَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَتَنَاوَلَ وَبَرَةً بَيْنَ أُنْمُلَتَيْهِ، فَقَالَ:" إِنَّ هَذِهِ مِنْ غَنَائِمِكُمْ، وَإِنَّهُ لَيْسَ لِي فِيهَا إِلَّا نَصِيبِي مَعَكُمْ إِلَّا الْخُمُسُ، وَالْخُمُسُ مَرْدُودٌ عَلَيْكُمْ، فَأَدُّوا الْخَيْطَ وَالْمَخِيطَ، وَأَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ وَأَصْغَرَ، وَلَا تَغُلُّوا، فَإِنَّ الْغُلُولَ نَارٌ وَعَارٌ عَلَى أَصْحَابِهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَجَاهِدُوا النَّاسَ فِي اللهِ الْقَرِيبَ وَالْبَعِيدَ، وَلَا تُبَالُوا فِي اللهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ، وَأَقِيمُوا حُدُودَ اللهِ فِي الْحَضَرِ وَالسَّفَرِ، وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ، فَإِنَّ الْجِهَادَ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ عَظِيمٌ، يُنَجِّي اللهُ بِهِ مِنَ الْهَمِّ وَالْغَمِّ "(3).

(1) المثبت من (ظ 5)، وفي (م) وبقية الأصول: كذا وكذا.

(2)

يعني أن اللفظ لإسحاق.

(3)

حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف سلف الكلام عليه برقم (22680).

أبو اليمان: هو الحكم بن نافع، والأعرج: هو لقب أبي سلام.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1866)، والبزار في "مسنده"(2712)، والطبراني في "الشاميين"(1502) من طرق عن إسماعيل بن عياش، بهذا الإسناد.

وأخرجه تاماً ومختصراً الدولابي في "الكنى" 2/ 163، والشاشي في =

ص: 372

22700 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي عُبَادَةُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِيهِ الْوَلِيدِ، عَنْ جَدِّهِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ - وَكَانَ أَحَدَ النُّقَبَاءِ - قَالَ: بَايَعْنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَيْعَةَ الْحَرْبِ - وَكَانَ عُبَادَةُ مِنَ الِاثْنَيْ عَشَرَ الَّذِينَ بَايَعُوا فِي الْعَقَبَةِ الْأُولَى عَلَى بَيْعَةِ النِّسَاءِ -: فِي السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ

= "مسنده"(1263)، والبيهقي 9/ 103 - 104، وابن عساكر 8/ ورقة 853 - 854 من طريق أبي يزيد غيلان، عن أبي سلام، عن المقدام بن معدي كرب، عن الحارث بن معاوية، عن عبادة. فجعلوه من رواية الحارث بن معاوية عن عبادة، وفي إسناده من لا يعرف.

وأخرجه تاماً ومقطعاً أبو داود في "المراسيل"(241)، والبيهقي 9/ 104 من طريق مكحول، وابن ماجه (2850)، والبزار (2714) من طريق يعلى بن شداد، والبزار (2713)، وابن أبي حاتم في "العلل" 1/ 453 تعليقاً من طريق جبير بن نفير، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 385، والشاشي (1261) و (1262)، وابن عساكر 8/ ورقة 854 من طريق المقدام الرهاوي، أربعتهم عن عبادة.

وسيأتي برقم (22776) و (22777)، وسلف مختصراً برقم (22680) بقصة الجهاد في سبيل الله.

وسيأتي برقم (22795) من طريق ربيعة بن ناجد عن عبادة.

وسيأتي مقطعاً من طريق أبي أمامة الباهلي عن عبادة بالأرقام (22714) و (22718) و (22719).

وفي الباب عن العرباض بن سارية، سلف برقم (17154)، وانظر شواهده هناك.

وانظر حديث بسر بن أرطاة السالف برقم (17626).

قال السندي: قوله: "وبرة" بفتحتين: شعرة البعير.

"المخيط" بوزن منبر: الإبرة.

ص: 373

فِي عُسْرِنَا وَيُسْرِنَا، وَمَنْشَطِنَا وَمَكْرَهِنَا، وَلَا نُنَازِعُ (1) الْأَمْرَ أَهْلَهُ، وَأَنْ نَقُولَ بِالْحَقِّ حَيْثُمَا كُنَّا لَا نَخَافُ فِي اللهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ (2).

22701 -

حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنِ الْمُغِيرَةِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، أَنَّ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَا

(1) في (م): في الأمر.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن إسحاق، وقد توبع. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(1031) من طريق جرير بن حازم، والنسائي في "المجتبى" 7/ 139، وفي "الكبرى"(8691)، والشاشي في "مسنده"(1189) من طريق عبد الله بن إدريس، والبيهقي في "الدلائل" 2/ 452 من طريق يونس بن بكير، ثلاثتهم عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد.

وأخرجه البزار في "مسنده"(2700)، وأبو عوانة (7119)، و (7120) و (7121) و (7122) و (7123)، والشاشي (1184) و (1189) من طرق عن عبادة ابن الوليد، به.

وأخرجه البزار (2699) من طريق عمارة بن عمير، عن الوليد بن عبادة، به. وإسناده ضعيف.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(4535) من طريق علي بن زيد بن جدعان، عن الوليد بن عبادة، عن عبادة بن الصامت، أن أسعد بن زرارة قال

بنحوه. وإسناده ضعيف أيضاً.

وانظر ما سلف برقم (22679).

قوله: "بيعة الحرب" هي البيعة المذكورة في هذا الحديث، وأما بيعة النساء، فهي البيعة التي سلف حديثُها برقم (22668).

ص: 374

مِنْ رَجُلٍ يُجْرَحُ فِي جَسَدِهِ جِرَاحَةً فَيَتَصَدَّقُ بِهَا، إِلَّا كَفَّرَ اللهُ عَنْهُ مِثْلَ مَا تَصَدَّقَ بِهِ " (1).

22702 -

حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا الْمُعَافَى، حَدَّثَنَا مُغِيرَةُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: أَتَانِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا مَرِيضٌ

(1) صحيح بشواهده، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح، لكن الشعبي -وهو عامر بن شراحيل- لم يسمع من عبادة فيما قاله البيهقي والعلائي. هشيم: هو ابن بشير الواسطي وقد صرح بسماعه من المغيرة -وهو ابن مقسم- عند الطبري.

فقد أخرجه الطبري في "تفسيره" 6/ 260 عن محمود بن خداش، عن هشيم، بهذا الإسناد.

أخرجه الطيالسي (587)، ومن طريقة البيهقي 8/ 56 عن محمد بن أبان، عن علقمة بن مرثد، عن الشعبي، قال: قال عبادة مرفوعاً: "من أصيب بجسده بقدر نصف ديته فعفا، كُفِّر عنه نصف سيئاته، وإن كان ثلثاً أو ربعاً، فعلى قدر ذلك" قال البيهقي بإثره: منقطع.

وسيأتي برقم (22792) و (22794) ويأتي تتمة تخريجه عند الأخير.

وفي الباب عن رجل من الصحابة، سيأتي برقم (23494)، وإسناده ضعيف.

وعن أبي الدرداء، سيأتي برقم (27534)، وسنده منقطع.

وعن عدي بن ثابت عن رجل من الصحابة عند أبي يعلى (6869)، والطبري 6/ 262، وإسناده ضعيف.

وعن عبد الله بن عمرو موقوفاً عند الطبري 6/ 260، وعند ابن أبي حاتم وابن مردويه -كما في تفسير ابن كثير 3/ 116 - والبيهقي 8/ 54.

قوله: "فيتصدق بها" أي: يحتسب بها بالصبر عليها، أو يترك القصاص والدِّية لها.

قاله السندي.

ص: 375

فِي نَاسٍ مِنَ الْأَنْصَارِ يَعُودُونِي، فَقَالَ:" هَلْ تَدْرُونَ مَا الشَّهِيدُ؟ " فَسَكَتُوا، فَقَالَ:" هَلْ تَدْرُونَ مَا الشَّهِيدُ؟ " فَسَكَتُوا، قَالَ:" هَلْ تَدْرُونَ مَا الشَّهِيدُ؟ " فَقُلْتُ لِامْرَأَتِي: أَسْنِدِينِي، فَأَسْنَدَتْنِي، فَقُلْتُ: مَنْ أَسْلَمَ، ثُمَّ هَاجَرَ، ثُمَّ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللهِ، فَهُوَ شَهِيدٌ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّ شُهَدَاءَ أُمَّتِي إِذًا لَقَلِيلٌ، الْقَتْلُ فِي سَبِيلِ اللهِ شَهَادَةٌ، وَالْبَطْنُ شَهَادَةٌ، وَالْغَرَقُ شَهَادَةٌ، وَالنُّفَسَاءُ شَهَادَةٌ "(1).

22703 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ وَحُمَيْدٌ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ حِطَّانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ: إِذَا نَزَلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ كُرِبَ لَهُ وَتَرَبَّدَ وَجْهُهُ، وَإِذَا سُرِّيَ عَنْهُ، قَالَ:" خُذُوا عَنِّي خُذُوا عَنِّي - ثَلَاثَ مِرَارٍ - قَدْ جَعَلَ اللهُ لَهُنَّ سَبِيلًا، الثَّيِّبُ بِالثَّيِّبِ، وَالْبِكْرُ بِالْبِكْرِ، الثَّيِّبُ جَلْدُ مِئَةٍ وَالرَّجْمُ، وَالْبِكْرُ جَلْدُ مِئَةٍ وَنَفْيُ سَنَةٍ "(2).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، الأسود بن ثعلبة -وهو الكندي الشامي- مجهول، لكنه قد توبع، كما في الرواية السالفة برقم (22684) وفيه هناك: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عاد عبدَ الله بن رواحة، وسنده صحيح. المعافى: هو ابن عمران الأزدي.

وأخرجه البزار في "مسنده"(2693) و (2710) من طريق الحسن بن بشر بن سلم، عن المعافى بن عمران، بهذا الإسناد.

وأخرجه أيضاً (2692) من طريق وكيع، عن المغيرة بن زياد، به.

قال السندي: قوله: "من أسلم ثم هاجر" لا يخفى أن الهجرة ليست بشرط.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم. عفان: هو ابن مسلم، وحماد: هو ابن سلمة، وحميد: هو الطويل، والحسن: هو البصري. =

ص: 376

22704 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ الصُّنَابِحِيّ قَالَ: زَعَمَ أَبُو مُحَمَّدٍ أَنَّ الْوَتْرَ وَاجِبٌ! فَقَالَ: عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِت: كَذَبَ أَبُو مُحَمَّدٍ، أَشْهَدُ لَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" خَمْسُ صَلَوَاتٍ افْتَرَضَهُنَّ اللهُ عَلَى عِبَادِهِ، مَنْ أَحْسَنَ وُضُوءَهُنَّ، وَصَلَّاهُنَّ لِوَقْتِهِنَّ، فَأَتَمَّ رُكُوعَهُنَّ وَسُجُودَهُنَّ وَخُشُوعَهُنَّ، كَانَ لَهُ عِنْدَ اللهِ عَهْدٌ أَنْ يَغْفِرَ لَهُ، وَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ، فَلَيْسَ لَهُ عِنْدَ اللهِ عَهْدٌ، إِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُ، وَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ "(1).

= وأخرجه الدارمي (2327) عن بشر بن عمر، عن حماد بن سلمة، عن قتادة وحده، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق (13360)، ومسلم (1690)(14) و (2335)(89)، والطبري في "تفسيره" 4/ 293، وأبو عوانة (6253) و (6254)، وفي المناقب كما في "إتحاف المهرة" 6/ 432، والطبراني في "الشاميين"(2675) من طرق عن قتادة وحده، به. والموضع الثاني عند مسلم مختصر بقوله: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أنزل عليه الوحي نكس رأسه، ونكس أصحابه رؤوسهم، فلما أُتلِيَ عنه (أي: ارتفع عنه الوحي) رفع رأسه. ورواية أبي عوانة في المناقب، قال الحافظ ابن حجر: مختصرة جداً.

وانظر (22666).

قوله: "كُرب له" أي: أصابه الكرب، وهو المشقَّة.

"تربد وجهه" قال ابن الأثير: أي: تغير إلى الغُبْرة، وقيل: الرُّبدة: لون بين السواد والغبرة.

"سري عنه" قال السندي: على بناء المفعول يشدد ويخفف، أي: كشف عنه تلك الحالة.

(1)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله الصُّنابحي، =

ص: 377

22705 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْعَلَاءِ الْحَسَنُ بْنُ سَوَّارٍ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ زِيَادٍ، حَدَّثَنِي عُبَادَةُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ، حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عُبَادَةَ، وَهُوَ مَرِيضٌ أَتَخَايَلُ فِيهِ الْمَوْتَ، فَقُلْتُ: يَا أَبَتَاهُ، أَوْصِنِي وَاجْتَهِدْ لِي. فَقَالَ: أَجْلِسُونِي. فَلَمَّا أَجْلَسُوهُ قَالَ: يَا بُنَيَّ، إِنَّكَ لَنْ تَطْعَمَ طَعْمَ الْإِيمَانِ، وَلَنْ تَبْلُغْ حَقَّ حَقِيقَةِ الْعِلْمِ بِاللهِ، حَتَّى تُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ. قَالَ: قُلْتُ: يَا أَبَتَاهُ، وَكَيْفَ لِي أَنْ أَعْلَمَ مَا خَيْرُ الْقَدَرِ مِنْ شَرِّهِ؟ قَالَ: تَعْلَمُ أَنَّ مَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ، وَمَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ، يَا بُنَيَّ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللهُ الْقَلَمُ، ثُمَّ قَالَ: اكْتُبْ، فَجَرَى فِي تِلْكَ السَّاعَةِ بِمَا هُوَ

= كذا وقع في هذه الرواية عبد الله الصنابحي، والذي نرجحه أنه أبو عبد الله الصنابحي كما وقع في رواية آدم بن أبي إياس عن محمد بن مطرف الآتية في التخريج، واسمه: عبد الرحمن بن عُسيلة، وهو ثقة من رجال الشيخين، وقد سلف الكلام عليه مفصلاً في الجزء الحادي والثلاثين بين يدي الحديث (19063).

وأخرجه أبو داود (425)، والبيهقي 2/ 215، والبغوي (978) من طريق يزيد بن هارون، والطبراني في "الأوسط"(4655) و (9311)، وأبو نعيم في "الحلية" 5/ 130 - 131، والبيهقي 2/ 215 من طريق آدم بن أبي إياس، كلاهما عن محمد بن مطرف، بهذا الإسناد. قال البيهقي عقبه: ليس في حديث آدم ذكر الوتر، وقال: عن أبي عبد الله الصنابحي. قال الحافظ في "النكت الظراف" 4/ 255: وهو الصواب.

وانظر ما سلف برقم (22693).

ص: 378

كَائِنٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ "، يَا بُنَيَّ إِنْ مِتَّ وَلَسْتَ عَلَى ذَلِكَ، دَخَلْتَ النَّارَ (1).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. ليث: هو ابن سعد، ومعاوية: هو ابن صالح بن حدير الحضرمي، وأيوب بن زياد من رجال "التعجيل".

وأخرجه ابن أبي شيبة 14/ 114، وابن أبي عاصم في "السنة"(107)، والآجري في "الشريعة" ص 83 - 84 و 177 - 178 و 187 من طريق زيد بن الحباب، والطبراني في "الشاميين"(1949) من طريق عبد الله بن صالح، كلاهما عن معاوية بن صالح، بهذا الإسناد. واقتصر ابن أبي شيبة وابن أبي عاصم على المرفوع منه، وتحرف عند الآجري في الموضع الأول "الوليد بن عبادة" إلى: محمد بن عبادة.

وأخرجه مطولاً ومختصراً الطيالسي (577)، والترمذي (2155) و (3319)، وابن أبي عاصم في "السنة"(104) و (105)، والشاشي في "مسنده"(1192)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 191 - 192، والآجري في "الشريعة" ص 211، واللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة"(357) و (1097)، والمزي في ترجمة عبد الواحد بن سليم من "تهذيب الكمال" 18/ 456 - 457 و 457 من طريق عطاء بن أبي رباح، وابن أبي عاصم (111)، والشاشي (1193)، والطبراني في "الشاميين"(1608)، والآجري ص 186 و 210 - 211، واللالكائي (1233) من طريق سليمان بن حبيب، كلاهما عن الوليد بن عبادة، به. وقال الترمذي عند الموضع الأول: غريب من هذا الوجه، وقال عند الموضع الثاني: حسن صحيح غريب. وجعل سليمان بن حبيب قوله: "من مات على غير هذا دخل النار" مرفوعاً، والإسناد إليه ضعيف.

وسيأتي الحديث برقم (22707) من طريق ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن الوليد بن عبادة.

وأخرجه مطولاً ومختصراً أبو داود (4700)، والطبراني في "الشاميين"(59)، وأبو نعيم في "الحلية" 5/ 248، والبيهقي في "السنن" 10/ 204، وفي =

ص: 379

22706 -

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ، أَنَّ رَجُلًا سَمِعَ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ يَقُولُ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: قُومُوا نَسْتَغِيثُ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ هَذَا

= "الاعتقاد" ص 136 من طريق يحيى بن حسان التِّنّيسي، عن رباح بن الوليد، عن إبراهيم بن أبي عبلة، عن أبي حفصة -وهو حبيش الحبشي- عن عبادة. وجعل قوله:"من مات على غير هذا، فليس مني" مرفوعاً، وأبو حفصة مجهول.

وخالف يحيى بنَ حسان مروانُ بن محمد الطاطري عند الطبراني في "الشاميين"(58) فرواه عن رباح بن الوليد، عن إبراهيم بن أبي عبلة، عن أبي يزيد الأزدي، عن عبادة. وأبو يزيد مجهول.

وبإسناد الطبراني هذا نفسه رواه ابن أبي عاصم في "السنة"(102) إلا أنه جعل مكان أبي يزيد الأزدي: أبا عبد العزيز الأُرْدُنِّي، ولم نجد له في هذه الطبقة ترجمة.

وقوله: "ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك" سلف مرفوعاً من حديث زيد بن ثابت برقم (21589).

وعن أبي الدرداء، سيأتي برقم (27490).

وعن ابن عباس عند الترمذي (2144)، والطبراني (11243)، والحاكم 2/ 542، ورواية الأخيرين جاءت ضمن حديث طويل.

وعن ابن عمر عند الطبراني في "الأوسط"(1976).

وفي باب "أول ما خلق الله القلم" عن ابن عباس عند أبي يعلى (2329)، وابن جرير 29/ 11، والطبراني (12227)، والبيهقي 9/ 3.

وعن ابن عمر عند ابن أبي عاصم في "السنة"(106)، والآجري ص 175، والطبراني في "الشاميين"(673) و (1572).

وعن أبي هريرة عند الآجري ص 177، وابن عدي 6/ 2272 - 2273. وانظر الكلام على هذا الحديث في "شرح الطحاوية" 2/ 345.

ص: 380

الْمُنَافِقِ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يُقَامُ لِي، إِنَّمَا يُقَامُ لِلَّهِ "(1).

22707 -

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، أَنَّ الْوَلِيدَ بْنَ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: أَوْصَانِي أَبِي رحمه الله، فَقَالَ: يَا بُنَيَّ أُوصِيكَ أَنْ تُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ، فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُؤْمِنْ أَدْخَلَكَ اللهُ النَّارَ. قَالَ: وَسَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " أَوَّلُ مَا خَلَقَ اللهُ الْقَلَمُ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: اكْتُبْ. قَالَ: وَمَا أَكْتُبُ؟ قَالَ: الْقَدَرُ. قَالَ: فَكَتَبَ مَا يَكُونُ (2)، وَمَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ "(3).

22708 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ أَبُو ضَمْرَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَرْمَلَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّادٍ الزُّرَقِيَّ أَخْبَرَهُ: أَنَّهُ كَانَ يَصِيدُ الْعَصَافِيرَ فِي بِئْرِ إِهَابٍ، وَكَانَتْ لَهُمْ، قَالَ: فَرَآنِي عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ وَقَدْ

(1) إسناده ضعيف لضعف عبد الله بن لهيعة، ولإبهام الراوي عن عبادة. الحارث بن يزيد: هو الحضرمي المصري، وعُلَيّ بن رباح: هو ابن قَصير المصري.

وانظر أحاديث الباب عند حديث أبي أمامة السالف برقم (22181).

(2)

في (م) و (ق): قال: فاكتب ما يكون

إلخ.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله بن لهيعة.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(103) من طريق مروان بن محمد، عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد. مقتصراً على المرفوع منه فقط.

وانظر (22705).

ص: 381

أَخَذْتُ الْعُصْفُورَ، فَيَنْزِعُهُ مِنِّي فَيُرْسِلُهُ، وَيَقُولُ: أَيْ بُنَيَّ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَرَّمَ مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا كَمَا حَرَّمَ إِبْرَاهِيمُ مَكَّةَ (1).

22709 -

حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ أَوْسٍ الْكَاتِبُ، عَنْ بِلَالِ بْنِ يَحْيَى الْعَبْسِيِّ (2)، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَفْصٍ، عَنِ ابْنِ مُحَيْرِيزٍ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ السِّمْطِ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَيَسْتَحِلَّنَّ

(1) المرفوع منه صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، يعلى بن عبد الرحمن بن هرمز تفرد بالرواية عنه عبدُ الرحمن بن حرملة -وهو الأسلمي- ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وعبد الله بن عباد كذا جاء في نسخ "المسند"، وكذلك عند البزار، ووقع في مصادر التخريج: ابن عبادة، ونظنه الصواب، وهو مجهول، وعبادة بن الصامت كذا وقع في "المسند" وعند البزار أيضاً، وجاء في مصادر التخريج عبادة غير منسوب، وجعله يعقوب بن سفيان وابن أبي عاصم وابن قانع: عبادة الزرقي، وقال موسى بن هارون -كما في "الإصابة" 3/ 628 - : هو عبادة الزرقي، ومن زعم أنه عبادة بن الصامت فقد وهم.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 6/ 93، ويعقوب بن سفيان في "تاريخه" 1/ 317، والبزار (2728)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1979)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 193، والطبراني في "الكبير"(5533) من طرق عن أنس بن عياض أبي ضمرة، بهذا الإسناد. ووقع في إسناد ابن أبي عاصم والطبراني: عبد الله بن عبد الرحمن، بدل عبد الرحمن بن حرملة، وهو خطأ. ووقع في إسناد ابن قانع المطبوع سقط يصحح من هنا.

وسيأتي برقم (22789).

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7218)، وذكرنا شواهده هناك.

(2)

تصحف في (م) والنسخ الخطية غير النسخة الكتانية إلى: العنسي، بالنون!

ص: 382

طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي الْخَمْرَ بِاسْمٍ يُسَمُّونَهَا إِيَّاهُ " (1).

22710 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ وَرَوْحٌ وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: وَقَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى أَيْضًا: حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ مُرَّةَ، أَنَّ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ حَدَّثَهُمْ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَا عَلَى الْأَرْضِ مِنْ نَفْسٍ تَمُوتُ وَلَهَا عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ تُحِبُّ أَنْ تَرْجِعَ إِلَيْكُمْ، إِلَّا الْمَقْتُولُ - وَقَالَ رَوْحٌ: إِلَّا الْقَتِيلُ - فِي سَبِيلِ اللهِ، فَإِنَّهُ يُحِبُّ أَنْ يَرْجِعَ فَيُقْتَلَ مَرَّةً أُخْرَى "(2).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، ثابت بن السمط تفرد بالرواية عنه ابن محيريز -وهو عبد الله- ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان. أبو أحمد الزبيري: هو محمد بن عبد الله بن الزبير، وأبو بكر بن حفص: هو عبد الله بن حفص بن عمر بن سعد بن أبي وقاص.

وأخرجه البزار (2689)، والشاشي (1308) من طريق أبي أحمد الزبيري، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 108، وابن ماجه (3385)، وابن عبد البر في "الاستذكار" 24/ 322، والمزي في ترجمة سعد بن أوس من "التهذيب" 10/ 258 من طريق عبيد الله بن موسى العبسي، عن سعد بن أوس، به. ووقع تحريف في إسنادَي ابن ماجه وابن عبد البر.

وسلف برقم (18073) من طريق شعبة، عن أبي بكر بن حفص، عن ابن محيريز، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.

قوله: "باسم يسمونها" أي: الخمر.

"إياه" أي: ذلك الاسم، أي: يغيرون الاسم أولاً، ثم يغيرون الحكم بواسطته.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد قوي من أجل سليمان بن موسى -وهو الأشدق- وباقي رجال الإسناد ثقات. روح: هو ابن عبادة. =

ص: 383

22711 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنْ ابْنِ مُحَيْرِيزٍ، عَنْ الصُّنَابِحِيّ أَنَّهُ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ وَهُوَ فِي الْمَوْتِ فَبَكَيْتُ، فَقَالَ: مَهْلًا، لِمَ تَبْكِي؟ فَوَاللهِ لَئِنْ اسْتُشْهِدْتُ لَأَشْهَدَنَّ لَكَ، وَلَئِنْ شُفِّعْتُ لَأَشْفَعَنَّ لَكَ، وَلَئِنْ اسْتَطَعْتُ لَأَنْفَعَنَّكَ، ثُمَّ قَالَ: وَاللهِ مَا حَدِيثٌ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَكُمْ فِيهِ خَيْرٌ إِلَّا حَدَّثْتُكُمُوهُ، إِلَّا حَدِيثًا وَاحِدًا سَوْفَ أُحَدِّثُكُمُوهُ

= والحديث في "مصنف" عبد الرزاق (9535).

وأخرجه بنحوه البزار (2707) من طريق روح بن عبادة وحده، بهذا الإسناد.

وأخرجه البزار أيضاً (2706) من طريق أبي عاصم النبيل، عن ابن جريج، به.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(401)، وفي "الشاميين"(1211) من طريق الهيثم بن حميد، عن زيد بن واقد، عن سليمان بن موسى، به.

وأخرجه النسائي 6/ 35 - 36، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 1/ 44 من طريق محمد بن عيسى بن قاسم بن سميع، عن زيد بن واقد، عن كثير بن مرة، به. ووهمَ فيه محمد بن عيسى فأسقط سليمان بن موسى!

وأخرجه الطبراني في "الشاميين"(181) من طريق محمد بن يوسف الفريابي، و (3525) من طريق بقية بن الوليد، كلاهما عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول، عن جبير بن نفير، عن عبادة. وإسناده حسن في المتابعات.

وسيأتي برقم (22748) عن عبد الرزاق وحده.

ويشهد له حديث أنس السالف برقم (12273).

وحديث عبد الرحمن بن أبي عميرة السالف برقم (17894).

ص: 384

الْيَوْمَ، وَقَدْ أُحِيطَ بِنَفْسِي، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، حُرِّمَ عَلَى النَّارِ "(1).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي من أجل ابن عجلان -وهو محمد- وقد توبع. الليث: هو ابن سعد، وابن محيريز: هو عبد الله، والصنابحي: هو عبد الرحمن بن عُسيلة.

وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" 2/ 799، وأبو عوانة (26)، والشاشي في "مسنده"(1211)، وابن حبان (202)، والطبراني في "الشاميين"(2180) من طرق عن الليث، بهذا الإسناد. وسقط من إسناد ابن خزيمة: محمد بن يحيى بن حبان وابن محيريز.

وأخرجه عبد بن حميد (186)، وابن خزيمة في "التوحيد" 2/ 800 و 800 - 801، وأبو عوانة (26)، والطبراني في "الشاميين"(2180) من طرق عن ابن عجلان، به.

وأخرجه الشاشي (1213) من طريق الواقدي، عن ربيعة بن عثمان، عن محمد بن يحيى بن حبان، به. مختصراً دون القصة. قلنا: الواقدي متروك الحديث.

وأخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد"(402) من طريق ربيعة بن يزيد، والطبراني في "الأوسط"(9269) من طريق زيد بن أسلم، عن الصنابحي، به. ووقع في رواية ربيعة:"فقد وجبت له الجنة" بدل "حرم على النار"، وزاد في أوله: ليبلغ الحاضر منكم الغائب.

وأخرجه مختصراً دون القصة النسائي في "عمل اليوم والليلة"(1129) من طريق قيس بن الحارث المَذحِجي، عن عبادة بن الصامت.

وأخرج الطبراني في "الشاميين"(34) و (2178) من طريق إبراهيم بن أبي عبلة، عن ابن محيريز قال: حدثنا عبادة بن الصامت، فأقبل أبو عبد الله الصنابحي، فلما رآه مقبلاً قال: من أحب أن ينظر إلى رجل عُرج به إلى أهل الجنة وأهل النار، فرجع وهو يعمل على ما رأى، فلينظر إلى هذا، ثم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم =

ص: 385

22712 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ مِثْلَهُ، قَالَ:" حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ النَّارَ "(1).

22713 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سَلَمَةَ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي الْحُسَامِ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ عُمَرَ (2) بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، أَنَّهُ: سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " فِي رَمَضَانَ، فَالْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ، فَإِنَّهَا فِي وَتْرٍ: فِي إِحْدَى وَعِشْرِينَ، أَوْ ثَلَاثٍ

= يقول: "حرمت النار على من شهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله". وإسناده تالف.

وانظر ما بعده، وما سلف برقم (22675).

وفي الباب عن أنس بن مالك سلف برقم (12788).

وعن سهيل ابن بيضاء، سلف برقم (15738).

وعن عتبان بن مالك، سلف برقم (16482)، وهو عند الشيخين.

قوله: "أحيط بنفسي" قال السندي: أي: حضرني الموت، فلا يمكن أن أكذب في هذه الحالة.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد قوي كسابقه. قتيبة: هو ابن سعيد.

وأخرجه مسلم (29)، والترمذي (2638)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(1128)، والشاشي في "مسنده"(1212)، وابن منده في "الإيمان"(46) من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد. وليس في إسناد النسائي: الصنابحي، وروايته مختصرة دون القصة.

وانظر ما قبله.

(2)

في (م) والأصول الخطية: عمرو، والمثبت من "أطراف المسند" 2/ 654 وكتب الرجال.

ص: 386

وَعِشْرِينَ، أَوْ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ، أَوْ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ، أَوْ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ، أَوْ فِي آخِرِ لَيْلَةٍ، فَمَنْ قَامَهَا ابْتِغَاءَهَا إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، ثُمَّ وُفِّقَتْ لَهُ، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ " (1).

22714 -

حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ - يَعْنِي الْفَزَارِيَّ - عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" أَدُّوا الْخَيْطَ وَالْمَخِيطَ، وَإِيَّاكُمْ وَالْغُلُولَ، فَإِنَّهُ عَارٌ عَلَى أَهْلِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "(2).

(1) حديث حسن دون قوله: "أو في آخر ليلة" ودون قوله: "وما تأخر"، وهذا إسناد ضعيف، سعيد بن سلمة ليِّن، وقد توبع، وعبد الله بن محمد بن عقيل ضعيف، وعمر بن عبد الرحمن لم يرو عنه غير ابن عقيل، وذكره البخاري في "التاريخ الكبير" وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، فهو في عِداد المجهولين، وذكره ابن حبان في "الثقات"! ولم يذكره الحسيني في "الإكمال" ولا الحافظ ابن حجر في "التعجيل" وهو من شرطهما.

وشطر الحديث الأول سلف برقم (22667).

ولقوله: "من قامها إيماناً واحتساباً" شاهد من حديث أبي هريرة سلف برقم (7280) لكن دون قوله: "وما تأخر" وقد وقع في بعض طرقه هذا الحرف، وانظر كلامنا عليه هناك.

(2)

حديث حسن، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد، عبد الرحمن ابن الحارث -وهو ابن عبد الله بن عياش- ليس بذاك القوي لكنه يصلح في المتابعات والشواهد. أبو إسحاق الفزاري: هو إبراهيم بن محمد بن الحارث، وسليمان بن موسى: هو الأشدق، ومكحول: هو الشامي، وأبو سلام: هو ممطور الحبشي، وأبو أمامة: هو صدي بن عجلان الباهلي الصحابي.

وأخرجه الشاشي في "مسنده"(1175)، والطبراني في "الكبير" كما في "تغليق =

ص: 387

22715 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ حِطَّانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الرَّقَاشِيِّ، عَنِ ابْنِ الصَّامِتِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا نَزَلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ، أَثَّرَ عَلَيْهِ كَرَبَ لِذَلِكَ، وَتَرَبَّدَ وَجْهُهُ، فَأَنْزَلَ اللهُ ذَاتَ يَوْمٍ، فَلَمَّا سُرِّيَ عَنْهُ، قَالَ:" خُذُوا عَنِّي، قَدْ جَعَلَ اللهُ لَهُنَّ سَبِيلًا، الثَّيِّبُ بِالثَّيِّبِ، وَالْبِكْرُ بِالْبِكْرِ، الثَّيِّبُ جَلْدُ مِئَةٍ وَرَجْمٌ بِالْحِجَارَةِ، وَالْبِكْرُ جَلْدُ مِئَةٍ ثُمَّ نَفْيُ سَنَةٍ "(1).

= التعليق" 3/ 507 من طريق معاوية بن عمرو، بهذا الإسناد. ووقع عندهما في الإسناد بين أبي إسحاق وبين عبد الرحمن بن الحارث: سفيان الثوريُّ.

وأخرجه الدارمي (2487) عن محمد بن عيينة، عن أبي إسحاق الفزاري، به. وليس في إسناده سفيان. وسقط مكحولٌ من مطبوعه.

وأخرجه مجموعاً مع الحديثين الآتيين برقم (22718) و (22719): ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1865)، والشاشي (1176)، وابن حبان (4855)، والطبراني في "الشاميين"(3583)، والحاكم 3/ 49 من طرق عن عبد الرحمن بن الحارث، به. وجمعوا إليه أيضاً الحديث الآتي برقم (22762) إلا الحاكم. ووقع سقط في إسناد "الشاميين" و"المستدرك" يصحح من هنا.

وسلف ضمن الحديث (22699) من طريق المقدام، ويأتي ضمن الحديث (22795) من طريق ربيعة بن ناجد، كلاهما عن عبادة.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حطان ابن عبد الله، فمن رجال مسلم. سعيد: هو ابن أبي عروبة.

وأخرجه مسلم (1690)(13) و (2334)(88)، وأبو داود (4415)، وابن ماجه (2550)، والنسائي في "الكبرى"(7143) و (7980) و (11093)، والطبري في "تفسيره" 4/ 293، وأبو عوانة (6250)، والشاشي في "مسنده"(1320) و (1324)، وابن حبان (4443)، والبيهقي 8/ 210، وابن عبد البر في =

ص: 388

22716 -

حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: بَايَعْنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي الْمَكْرَهِ وَالْمَنْشَطِ، وَالْعُسْرِ وَالْيُسْرِ وَالْأَثَرَةِ عَلَيْنَا، وَأَنْ نُقِيمَ أَلْسِنَتُنَا (1) بِالْعَدْلِ أَيْنَمَا كُنَّا، لَا نَخَافُ فِي اللهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ. قَالَ عَفَّانُ: أَلْسُنَنَا (2).

22717 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ، أَنَّهُ سَمِعَ جُنَادَةَ بْنَ أَبِي أُمَيَّةَ يَقُولُ:

= "جامع بيان العلم" 1/ 113 من طرق عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد. ورواية مسلم الثانية مختصرة بقوله: كان نبي الله صلى الله عليه وسلم إذا أنزل عليه وحي كُرِبَ لذلك وتربَّد وجهه.

ووقع في إسناد ابن ماجه: يونس بن جبير، بدل: الحسن. قال المزي في "تحفة الأشراف" 4/ 247: وهو وهم والله أعلم، فإن المحفوظ بهذا الإسناد حديث حطان عن أبي موسى في التشهد.

وانظر (22666).

(1)

المثبت من (ظ 5)، وفي (م) و (ظ 2) و (ق): ألسننا

ألسنتنا.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن طلحة: وهو ابن مصرف اليامي.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(1035)، والشاشي في "مسنده"(1186) من طريق أبي النضر هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد.

وأخرجه الشاشي (1183) من طريق سعد بن محمد العوفي، عن محمد بن طلحة، به. وإسناده ضعيف.

وانظر ما سلف برقم (22679).

ص: 389

سَمِعْتُ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ يَقُولُ: إِنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟ قَالَ:" الْإِيمَانُ بِاللهِ، وَتَصْدِيقٌ بِهِ، وَجِهَادٌ فِي سَبِيلِهِ " قَالَ: أُرِيدُ أَهْوَنَ مِنْ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " السَّمَاحَةُ وَالصَّبْرُ " قَالَ: أُرِيدُ أَهْوَنَ مِنْ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " لَا تَتَّهِمِ اللهَ فِي شَيْءٍ قَضَى لَكَ بِهِ "(1).

(1) حديث محتمل للتحسين، وهذا إسناد ضعيف من أجل ابن لهيعة، وقد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. حسن: هو ابن موسى الأشيب، والحارث بن يزيد: هو الحضرمي المصري.

وأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(1) عن الحسن بن موسى الأشيب، بهذا الإسناد.

وأخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 60 من طريق سعيد بن الحكم ابن أبي مريم، عن عبد الله بن لهيعة، به. مختصراً إلى قوله:"السماحة والصبر".

وأخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد"(163)، وابن أبي عاصم في "الجهاد"(25)، وأبو يعلى في "مسنده الكبير" كما في "إتحاف الخيرة"(2) و (3) من طريق سويد بن إبراهيم، عن عياش بن عباس، عن الحارث بن يزيد، به. ورواية البخاري وابن أبي عاصم مختصرة بلفظ:"إيمان بالله وتصديق بكتابه" زاد الأخير: "وجهاد في سبيله".

ورواية أبي يعلى مطولة، زاد فيها بعد الجهاد: و"حج مبرور"، وزاد أيضاً:"وأهون عليك من ذلك، إطعام الطعام ولين الكلام، والسماحة وحسن الخلق". قلنا: وسويد بن إبراهيم ضعيف.

وأخرجه البخاري في "أفعال العباد"(161) عن ضرار بن صُرَد، عن ابن وهب، عن موسى بن عُلي بن رباح، عن أبيه، به. بلفظ:"إيمان بالله وتصديق رسوله، وجهاد في سبيله"، وإسناده ضعيف لضعف ضرار بن صرد. =

ص: 390

22718 -

حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، قَالَ: أَخَذَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَبَرَةً مِنْ جَنْبِ بَعِيرٍ، فَقَالَ:" أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّهُ لَا يَحِلُّ لِي مِمَّا أَفَاءَ اللهُ عَلَيْكُمْ قَدْرَ هَذِهِ إِلَّا الْخُمُسُ، وَالْخُمُسُ مَرْدُودٌ عَلَيْكُمْ "(1).

= وسلف الحديث برقم (17814) من طريق رشدين بن سعد -وهو ضعيف- عن موسى بن عُلي بن رباح، عن أبيه، عن عمرو بن العاص مرفوعاً.

قوله: أهون من ذلك، أي: من الجهاد، لا أهون من الإيمان، فإنه لا يقوم مقامه شيء.

"السماحة" أي: المسامحة عن العباد والإحسان إليهم.

"والصبر" عن المعاصي.

"لا تتهم الله" أي: لا تَرَ أنه أساء إليك فيما قضى به عليك، بل اعتقد أن كلَّ ذلك مما هو مقتضى الحكمة. قاله السندي.

(1)

إسناده حسن في المتابعات والشواهد، عبد الرحمن بن عياش -وهو عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله بن عياش- ليس بذاك القوي لكنه يصلح في المتابعات والشواهد. أبو إسحاق: هو إبراهيم بن محمد الفزاري، وسليمان بن موسى: هو الأشدق، ومكحول: هو الشامي، وأبو سلام: هو ممطور الحبشي، وأبو أمامة: هو صدي بن عجلان الباهلي الصحابي.

وأخرجه البيهقي 6/ 303 من طريق معاوية بن عمرو، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي 7/ 131 من طريق محبوب بن موسى، عن أبي إسحاق، به.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 241 من طريق ابن أبي الزناد، عن عبد الرحمن بن الحارث، به.

وأخرجه بعضهم مجموعاً مع الحديث السالف برقم (22714) وذكرنا تخريجه هناك. =

ص: 391

22719 -

حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " عَلَيْكُمْ بِالْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللهِ، فَإِنَّهُ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ، يُذْهِبُ اللهُ بِهِ الْهَمَّ وَالْغَمَّ "(1).

= وانظر ما سلف برقم (22699).

(1)

حسن، وهذا إسناد منقطع مكحول لم يسمعه من أبي أمامة، بينهما أبو سلام ممطور كما في الرواية (22714) و (22718)، وكما في رواية ابن أبي عاصم الآتي تخريجها.

وأخرجه الشاشي في "مسنده"(1174)، والبيهقي 9/ 20 - 21 من طريق معاوية ابن عمرو، بهذا الإسناد.

وأخرجه الحاكم 2/ 74 - 75 من طريق محبوب بن موسى، عن أبي إسحاق، به. وصححه!

وأخرجه موصولاً ابن أبي عاصم في "الجهاد"(7) من طريق المغيرة بن عبد الرحمن بن عياش، عن أبيه، عن سليمان بن موسى، عن مكحول، عن أبي سلام، عن أبي أمامة، به. فزاد أبا سلام، وهو الصواب.

وأخرجه عبد الرزاق (9278) عن إبراهيم -وهو ابن أبي يحيى الأسلمي- عن عبد الرحمن بن الحارث، عن مكحول، عن أبي أمامة، ولم يذكر عبادة. وإبراهيم متروك.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(8330) من طريق عمرو بن الحصين، عن محمد ابن عبد الله بن علاثة، عن برد بن سنان، عن مكحول، عن أبي أمامة، ولم يذكر عبادة. قال الهيثمي في "المجمع" 5/ 272: وفيه عمرو بن الحصين، وهو متروك.

وأخرجه بعضهم مجموعاً مع الحديث السالف برقم (22714) وذكرنا تخريجه هناك.

وانظر ما سلف برقم (22680).

ص: 392

22720 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ أَبُو الْوَلِيدِ بَدْرِيٌّ عَقَبِيٌّ شَجَرِيٌّ، وَهُوَ نَقِيبٌ.

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، عَنْ يَحْيَى - يَعْنِي ابْنَ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيَّ - قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنِ ابْنِ مُحَيْرِيزٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي كِنَانَةَ يُقَالُ لَهُ: الْمُخْدَجِيُّ، قَالَ: كَانَ بِالشَّامِ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: أَبُو مُحَمَّدٍ، قَالَ: الْوَتْرُ وَاجِبٌ قَالَ: فَرُحْتُ إِلَى عُبَادَةَ فَقُلْتُ: إِنَّ أَبَا مُحَمَّدٍ يَزْعُمُ أَنَّ الْوَتْرَ وَاجِبٌ! قَالَ: كَذَبَ أَبُو مُحَمَّدٍ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" خَمْسُ صَلَوَاتٍ كَتَبَهُنَّ اللهُ عَلَى الْعِبَادِ، مَنْ أَتَى بِهِنَّ لَمْ يُضَيِّعْ مِنْهُنَّ شَيْئًا، جَاءَ وَلَهُ عَهْدٌ عِنْدَ اللهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، وَمَنْ ضَيَّعَهُنَّ اسْتِخْفَافًا جَاءَ وَلَا عَهْدَ لَهُ، إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ وَإِنْ شَاءَ أَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ "(1).

22721 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يُخْبِرَنَا بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ، فَتَلَاحَى رَجُلَانِ، فَرُفِعَتْ، فَقَالَ:" خَرَجْتُ وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أُخْبِرَكُمْ بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ فَتَلَاحَى رَجُلَانِ فَرُفِعَتْ، فَالْتَمِسُوهَا فِي التَّاسِعَةِ وَالسَّابِعَةِ وَالْخَامِسَةِ ".

حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ، وَقَالَ:" الْتَمِسُوهَا فِي التَّاسِعَةِ الَّتِي تَبْقَى "(2).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف سلف الكلام عليه برقم (22693).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطان، وحميد: هو الطويل، وأنس: هو ابن مالك الصحابي المشهور، وعَبيدة المذكور =

ص: 393

22722 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ. وَحَجَّاجٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ حَجَّاجٌ فِي حَدِيثِهِ: سَمِعْتُ أَنَسًا، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" رُؤْيَا الْمُؤْمِنِ - أَوِ الْمُسْلِمِ - جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ "(1).

22723 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، مِثْلَهُ (2).

22724 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي خَالِدٍ - حَدَّثَنَا حَكِيمُ بْنُ جَابِرٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " الذَّهَبُ بِالذَّهَبِ، وَالْفِضَّةُ بِالْفِضَّةِ، مِثْلًا بِمِثْلٍ " حَتَّى خَصَّ الْمِلْحَ.

= في نهاية الحديث شيخ الإمام أحمد: هو ابن حميد بن صهيب، وهو من رجال البخاري دون مسلم.

وانظر (22667).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي.

وسلف مكرراً في مسند أنس بن مالك برقم (12930).

وأخرجه مسلم (2264)، والبيهقي في "الشعب"(4755)، وفي "دلائل النبوة" 7/ 7 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو عوانة في الرؤيا كما في "إتحاف المهرة" 6/ 434 - 435 من طريق حجاج بن محمد، به.

وانظر (22697).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهذا الحديث من مسند أنس بن مالك، وسلف مكرراً برقم (12931).

ص: 394

فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: إِنَّ هَذَا لَا يَقُولُ شَيْئًا؛ لِعُبَادَةَ، فَقَالَ عُبَادَةُ: إِنِّي وَاللهِ لَا أُبَالِي أَنْ لَا أَكُونَ بِأَرْضٍ يَكُونُ فِيهَا مُعَاوِيَةُ، أَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ ذَلِكَ (1).

22725 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ جَدِّهِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: بَايَعْنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي الْعُسْرِ وَالْيُسْرِ، وَالْمَنْشَطِ وَالْمَكْرَهِ، وَأَنْ لَا نُنَازِعَ الْأَمْرَ أَهْلَهُ، وَأَنْ نَقُولَ بِالْحَقِّ حَيْثُمَا كُنَّا، وَلَا نَخَافُ فِي اللهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ (2).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات لكن حكيم بن جابر ذكر البخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 12 أنه قال: أخبرت عن عُبادة، في الصرف. يعني حديثنا هذا.

وأخرجه النسائي 7/ 277 - 278، والشاشي في "مسنده"(1254) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 7/ 104، والنسائي 7/ 277 - 278، وابن الجارود (652)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 67، وفي "شرح مشكل الآثار"(6106)، والشاشي (1252) و (1253) و (1255) و (1256)، والبيهقي 5/ 278، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 8/ ورقة 853، والمزي في ترجمة حكيم بن جابر من "تهذيب الكمال" 7/ 164 - 165 و 165 من طرق عن إسماعيل ابن أبي خالد، به.

وانظر ما سلف برقم (22683).

قوله: "لا يقول شيئاً" قال السندي: أي: إن ما ذكره باطل ليس بشيء ليس هو من قول النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يُرِد أنه مع كونه من قوله باطل، ومع ذلك فهو جُرأة عظيمة جرت منه خطأً، وإلا فليس ذلك من شأنه رضي الله عنه.

(2)

حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، وسماع عبادة بن الوليد من =

ص: 395

22726 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَفَلَ فِي الْبَدَاءَةِ الرُّبُعَ، وَفِي الرَّجْعَةِ الثُّلُثَ (1).

= جَدِّه سواء صحَّ أو لم يصحّ، قد عُرفت الواسطة بينهما، وهي والدُ عبادةَ الوليد بن عبادة كما سلف في الرواية (15653).

وأخرجه الشاشي (1182) من طريق زيد بن الحباب، عن أسامة بن زيد، بهذا الإسناد. وعنده: عبادة عن أبيه عن جده. وضُبِّبَ على قوله: "عن أبيه" في أصله المخطوط كما أشار محققه رحمه الله.

وانظر (22679).

(1)

صحيح لغيره، وإسناد هذا الحديث قد اختلف فيه على عبد الرحمن بن الحارث بن عياش، فمرة يرويه عن سليمان بن موسى عن مكحول عن أبي سلام كما هنا، ومرة يرويه عن سليمان عن مكحول عن أبي أمامة بإسقاط أبي سلام كما في الروايتين الآتيتين برقم (22747) و (22753)، ومرة يرويه عن سليمان عن أبي سلام بإسقاط مكحول كما في الرواية المطوَّلة الآتية برقم (22762)، وعبد الرحمن بن الحارث هذا ليس بذاك القوي.

وأخرجه ابن أبي شيبة 14/ 456 - 457، وابن ماجه (2852)، والشاشي في "مسنده"(1171) من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق (9334)، وأبو عبيد في "الأموال"(801)، والترمذي في "السنن"(1561)، وفي "العلل الكبير" 2/ 665، والشاشي (1170) و (1172)، والبيهقي في "السنن" 6/ 313 من طرق عن سفيان الثوري، به. وسقط من سند عبد الرزاق وأبي عبيد أبو سلَّام، وهو خطأ، فقد أخرجه البيهقي من طريق عبد الرزاق، والشاشي (1172) من طريق أبي عبيد بإثبات أبي سلام على الجادة. =

ص: 396

22727 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الذَّهَبُ بِالذَّهَبِ، وَالْفِضَّةُ بِالْفِضَّةِ، وَالْبُرُّ بِالْبُرِّ، وَالشَّعِيرُ بِالشَّعِيرِ، وَالتَّمْرُ بِالتَّمْرِ، وَالْمِلْحِ بِالْمِلْحِ، مِثْلًا بِمِثْلٍ، يَدًا بِيَدٍ، فَإِذَا اخْتَلَفَتْ فِيهِ الْأَصْنَافُ (1)، فَبِيعُوا كَيْفَ شِئْتُمْ، إِذَا كَانَ يَدًا بِيَدٍ "(2).

= وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1865)، والطبري في "التفسير" 9/ 172، والشاشي (1176)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 228 و 240، وابن حبان (4855)، والطبراني في "الشاميين"(3583)، والحاكم 2/ 135 - 136، والبيهقي 6/ 315 من طرق عن عبد الرحمن بن الحارث ابن عياش، به- وروايتهم إلا الطبري مطولة بنحو الرواية الآتية برقم (22762).

وسيأتي من طريق سليمان بن موسى، عن مكحول، عن أبي أمامة، عن عبادة برقم (22747) و (22753).

وسيأتي أيضاً من طريق سليمان، عن أبي سلام، عن أبي أمامة، عن عبادة برقم (22762).

وفي الباب عن حبيب بن مسلمة، سلف في مسنده بالأرقام (17462 - 17469) وإسناده صحيح. وانظر شرحه هناك.

(1)

في (م) والنسخ المتأخرة: الأوصاف.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم. سفيان: هو الثوري.

وأخرجه البيهقي 5/ 284 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 6/ 158 و 7/ 103 - 104 و 14/ 273 - 274، ومسلم (1587)(81)، وأبو داود (3350)، وابن الجارود (650)، والشاشي (1250)، وابن حبان (5018)، والدارقطني 3/ 24، والبيهقي 5/ 278 من طريق وكيع، به. =

ص: 397

22728 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ وَبَهْزٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ جَبَلَةَ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنِ ابْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ جَدِّهِ عُبَادَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ غَزَا فِي سَبِيلِ اللهِ وَلَا يَنْوِي فِي غَزَاتِهِ إِلَّا عِقَالًا، فَلَهُ مَا نَوَى "(1).

قَالَ بَهْزٌ فِي حَدِيثِهِ: حَدَّثَنَا جَبَلَةُ بْنُ عَطِيَّةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ.

22729 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ عَلْقَمَةَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ يَسَارٍ وَعَبْدُ اللهِ بْنُ عُبَيْدٍ - وَقَدْ كَانَ يُدْعَى ابْنَ هُرْمُزَ -، قَالَ: جَمَعَ الْمَنْزِلُ بَيْنَ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ وَبَيْنَ مُعَاوِيَةَ إِمَّا فِي كَنِيسَةٍ وَإِمَّا فِي بِيعَةٍ، فَقَامَ عُبَادَةُ فَقَالَ: نَهَانَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الذَّهَبِ بِالذَّهَبِ، وَالْوَرِقِ بِالْوَرِقِ، وَالتَّمْرِ بِالتَّمْرِ، وَالْبُرِّ بِالْبُرِّ، وَالشَّعِيرِ بِالشَّعِيرِ - وَقَالَ أَحَدُهُمَا: وَالْمِلْحِ بِالْمِلْحِ، وَلَمْ يَقُلْهُ الْآخَرُ، وَقَالَ أَحَدُهُمَا: مَنْ زَادَ أَوْ ازْدَادَ، فَقَدْ أَرْبَى، وَلَمْ يَقُلْهُ الْآخَرُ.

= وأخرجه عبد الرزاق (14193)، والترمذي (1240)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 66، وفي "شرح مشكل الآثار"(6105)، والبيهقي 5/ 277 و 282 و 284 من طرق عن سفيان الثوري، به.

وانظر (22683).

(1)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف سلف الكلام عليه عند الرواية (22692). بهز: هو ابن أسد العمِّي.

وأخرجه النسائي 6/ 24 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.

ص: 398

وَأَمَرَنَا أَنْ نَبِيعَ الذَّهَبَ بِالْفِضَّةِ وَالْفِضَّةَ بِالذَّهَبِ، وَالْبُرَّ بِالشَّعِيرِ وَالشَّعِيرَ بِالْبُرِّ، يَدًا بِيَدٍ، كَيْفَ شِئْنَا (1).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات غير عبد الله بن عبيد، فقد تفرد بالرواية عنه محمد بن سيرين، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، فهو في عداد المجهولين، ومسلم بن يسار لم يسمع هذا الحديث من عبادة بينهما أبو الأشعث الصنعاني كما سيأتي في طرق التخريج، وهو ثقة. إسماعيل: هو ابن علية.

وأخرجه المزي في ترجمة عبد الله بن عتيك من "التهذيب" 15/ 273 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن ماجه (2254)، والنسائي 7/ 275، والشاشي في "مسنده"(1245) من طريق إسماعيل ابن علية، به.

وأخرجه النسائي 7/ 274، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 5، والبيهقي 5/ 276 من طريق يزيد بن زريع، والنسائي 7/ 275 - 276 من طريق بشر بن المفضل، كلاهما عن سلمة بن علقمة، به. ووقع عند النسائي وحده في رواية يزيد: عبد الله بن عتيك، بدل عبد الله بن عبيد، وأما الطحاوي فلم يذكر اسمه وقال: عن مسلم بن يسار ورجل آخر، وفي رواية بشر بن المفضل قصة. وقال البيهقي بإثر حديثه: هذا الحديث لم يسمعه مسلم بن يسار من عبادة بن الصامت إنما سمعه من أبي الأشعث الصنعاني عن عبادة.

وأخرجه الشافعي في "مسنده" 2/ 157، وفي "السنن المأثورة"(226)، والطحاوي في "شرح المعاني" 4/ 4، والبيهقي 5/ 276، والبغوي (2056) من طريق أيوب السختياني، والحميدي (390)، والبزار في "مسنده"(2734)، والشاشي (1246) و (1247) من طريق علي بن زيد بن جدعان، والشاشي (1248) من طريق هشام بن حسان، ثلاثتهم عن ابن سيرين، به. ووقع في رواية أيوب وهشام: عن مسلم ورجل آخر لم يُسمَّ، واقتصر علي بن زيد في روايته على مسلم بن يسار وحده. =

ص: 399

22730 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ حِطَّانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " خُذُوا عَنِّي، قَدْ جَعَلَ اللهُ لَهُنَّ سَبِيلًا، الثَّيِّبُ بِالثَّيِّبِ، وَالْبِكْرُ بِالْبِكْرِ، الثَّيِّبُ يُجْلَدُ وَيُرْجَمُ، وَالْبِكْرُ يُجْلَدُ وَيُنْفَى "(1).

= وأخرجه الشاشي (1251) من طريق بكر بن عبد الله المزني، عن مسلم بن يسار وحده، به.

وأخرجه الطحاوي 4/ 4 من طريق أيوب السختياني، عن محمد بن سيرين، عن مسلم بن يسار، عن أبي الأشعث، عن عبادة. فزاد في إسناده أبا الأشعث، وهو الصواب.

وأخرجه كذلك أبو داود (3349)، والطحاوي في "شرح المعاني" 4/ 4 - 5 و 66، وفي "شرح المشكل"(6104)، والشاشي (1244) و (1249)، والدارقطني 3/ 18، والبيهقي 5/ 277 و 282 - 283 و 291 من طريق أبي الخليل صالح بن أبي مريم، عن مسلم بن يسار المكي، عن أبي الأشعث، عن عبادة.

وأخرجه ابن أبي شيبة 6/ 157، والنسائي 7/ 276، والبزار (2733)، والطحاوي في "شرح المعاني" 4/ 4، والشاشي (1242)، والبيهقي 5/ 276 - 277، وابن الأثير في "أسد الغابة" 3/ 161 من طريق قتادة، عن مسلم بن يسار، عن أبي الأشعث، عن عبادة، موقوفاً.

وأخرجه عبد الرزاق (14194) عن معمر، عن أيوب، عن ابن سيرين، مرسلاً.

وانظر ما سلف برقم (22683).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حطان ابن عبد الله الرقاشي، فمن رجال مسلم.

وأخرجه مسلم (1690)(14)، والبزار في "مسنده"(2686)، والطبري في "تفسيره" 4/ 293 - 294 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. =

ص: 400

22731 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ (1) قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يُحَدِّثُ عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يُحَدِّثُ عَنْ حِطَّانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَهُ، يَعْنِي: مِثْلَ حَدِيثِ ابْنِ جَعْفَرٍ (2).

22732 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ خَالِدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا قِلَابَةَ يُحَدِّثُ عَنِ أَبِي (3) الْأَشْعَثِ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: أَخَذَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَمَا أَخَذَ عَلَى النِّسَاءِ - أَوِ النَّاسِ - أَنْ لَا نُشْرِكَ بِاللهِ شَيْئًا، وَلَا نَسْرِقَ، وَلَا نَزْنِيَ، وَلَا نَقْتُلَ أَوْلَادَنَا، وَلَا نَغْتَابَ (4)، وَلَا يَعْضَهَ بَعْضُنَا بَعْضًا، وَلَا نَعْصِيَهُ فِي مَعْرُوفٍ " فَمَنْ أَتَى مِنْكُمْ حَدًّا مِمَّا نُهِيَ عَنْهُ فَأُقِيمَ عَلَيْهِ، فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ، وَمَنْ أُخِّرَ فَأَمْرُهُ إِلَى اللهِ، إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ، وَإِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُ "(5).

= وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 80 و 14/ 171، وأبو عوانة (6251) و (6252)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 134 و 138، وفي "شرح مشكل الآثار"(240) و (241)، والشاشي في "مسنده"(1321)، وابن حبان (4427) من طرق عن شعبة، به.

وانظر (22666).

(1)

أقحم في (م) وحدها قبل هذا: حدثنا يحيى!

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حطان بن عبد الله، فمن رجال مسلم. وحديث ابن جعفر هو الحديث السابق.

(3)

تحرف في (م) و (ق) إلى: ابن الأشعث.

(4)

في (م) والأصول الخطية: نغتب.

(5)

إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو مكرر (22670).

ص: 401

22733 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنِ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ، قَالَ: بَايَعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي رَهْطٍ، فَقَالَ:" أُبَايِعُكُمْ عَلَى أَنْ لَا تُشْرِكُوا بِاللهِ شَيْئًا، وَلَا تَسْرِقُوا، وَلَا تَزْنُوا، وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ، وَلَا تَأْتُوا بِبُهْتَانٍ تَفْتَرُونَهُ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَأَرْجُلِكُمْ، وَلَا تَعْصُوا (1) فِي مَعْرُوفٍ، فَمَنْ وَفَى مِنْكُمْ فَأَجْرُهُ عَلَى اللهِ، وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَعُوقِبَ بِهِ، فَهُوَ لَهُ طُهُورٌ، وَمَنْ سَتَرَهُ اللهُ فَذَاكَ إِلَى اللهِ، إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ، وَإِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُ ".

قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: " فَعُوقِبَ بِهِ فِي الدُّنْيَا فَهُوَ لَهُ طُهُورٌ " أَوْ قَالَ: " كَفَّارَةٌ "(2).

22734 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ حِطَّانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ أَخِي بَنِي رَقَاشٍ

(1) في (م) و (ق): تعصونه.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن شهاب: هو محمد بن مسلم الزهري، وأبو إدريس: هو عائذ الله بن عبد الله الخولاني.

وأخرجه النسائي 7/ 148، والدارقطني 3/ 215 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (6801)، ومسلم (7468) من طريق هشام بن يوسف، عن معمر، به.

وأما رواية عبد الرزاق، فهي في "مصنفه"(9818) و (21019)، ومن طريقه أخرجه مسلم (1709)(42)، وأبو عوانة (6343).

وانظر (22678).

ص: 402

عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ أَنَّهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا نَزَلَ الْوَحْيُ عَلَيْهِ كُرِبَ لِذَلِكَ وَتَرَبَّدَ وَجْهُهُ، فَأُوحِيَ إِلَيْهِ ذَاتَ يَوْمٍ، فَلَقِيَ ذَلِكَ، فَلَمَّا سُرِّيَ عَنْهُ، قَالَ: رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " خُذُوا عَنِّي، قَدْ جَعَلَ اللهُ لَهُنَّ سَبِيلًا، الثَّيِّبُ بِالثَّيِّبِ وَالْبِكْرُ بِالْبِكْرِ، الثَّيِّبُ جَلْدُ مِئَةٍ، ثُمَّ رَجْمًا بِالْحِجَارَةِ، وَالْبِكْرُ بِالْبِكْرِ جَلْدُ مِئَةٍ ثُمَّ نَفْيُ سَنَةٍ "(1).

22735 -

حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنِي الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ هَانِئٍ أَنَّهُ حَدَّثَ عَنْ جُنَادَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " عَلَيْكَ السَّمْعَ وَالطَّاعَةَ فِي عُسْرِكَ وَيُسْرِكَ، وَمَنْشَطِكَ وَمَكْرَهِكَ وَأَثَرَةٍ عَلَيْكَ، وَلَا تُنَازِعِ الْأَمْرَ أَهْلَهُ وَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ لَكَ "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حطان بن عبد الله، فمن رجال مسلم. سعيد: هو ابن أبي عروبة، والحسن: هو البصري.

وأخرجه أبو عوانة (6249)، وفي المناقب كما في "إتحاف المهرة" 6/ 432 والشاشي في "مسنده"(1322) من طريق عبد الله بن بكر السهمي، بهذا الإسناد. ورواية أبي عوانة في المناقب قال الحافظ ابن حجر: مختصرة.

وانظر (22666).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البخاري (7055) و (7056)، ومسلم ص 1470 (42)، وابن أبي عاصم في "السنة"(1033) و (1034)، والطبراني في "الأوسط"(279)، والبيهقي 8/ 145، والبغوي (2457) من طرق عن جنادة، بهذا الإسناد. وزاد البخاري ومسلم والبيهقي والبغوي في آخر الحديث:"إلا أن تروا كفراً بواحاً عندكم من الله فيه برهان" وليس عند جميعهم قوله: "وإن رأيت أن لك". =

ص: 403

22736 -

حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ حَيَّانَ أَبِي النَّضْرِ، أَنَّهُ سَمِعَهُ مِنْ جُنَادَةَ يُحَدِّثُهُ، عَنْ عُبَادَةَ، بِمِثْلِهِ (1).

22737 -

حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ ثَوْبَانَ - لَعَلَّهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ - عَنْ عُمَيْرِ بْنِ هَانِئٍ حَدَّثَهُ عَنْ جُنَادَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِثْلَ ذَلِكَ، قَالَ:" مَا لَمْ يَأْمُرُوكَ بِإِثْمٍ بَوَاحًا "(2).

22738 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " الْجَنَّةُ مِئَةُ

= وأخرجه البزار (2698) من طريق محمد بن كثير المصيصي، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن جنادة، به. فذكر ابن أبي كثير بدل عمير، وإسناده ضعيف.

وانظر الحديثين بعده، وما سلف برقم (22679).

(1)

إسناده حسن من أجل حيان أبي النضر، فقد وثقه ابن معين، وقال أبو حاتم: صالح.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(1026)، وابن حبان (4562) و (4566) من طريق مدرك بن سعد، عن حيان أبي النضر، بهذا الإسناد. ولفظه:"اسمع وأطع في عسرك ويسرك، ومنشطك ومكرهك، وأثرة عليك وإن أكلوا مالك، وضربوا ظهرك إلا أن يكون معصية".

وسلف فيما قبله بغير هذا اللفظ.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل ابن ثوبان، وقد تابعه الأوزاعي في الرواية السالفة برقم (22735).

وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(1028)، والطبراني في "الشاميين"(225) من طريق الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد.

وانظر الحديثين قبله.

ص: 404

دَرَجَةٍ، مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ مِنْهُمَا كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، الْفِرْدَوْسُ أَعْلَاهَا دَرَجَةً، وَمِنْهَا تُفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ الْأَرْبَعَةُ، وَمِنْ فَوْقِهَا يَكُونُ الْعَرْشُ، وَإِذَا سَأَلْتُمُ اللهَ، فَاسْأَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ " (1).

22739 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ مُبَارَكٍ، عَنْ حَيْوَةَ. وَعَتَّابٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا حَيْوَةُ، عَنْ عُمَرَ (2) بْنِ مَالِكٍ الْمَعَافِرِيِّ، أَنَّ رَجُلًا مِنْ قَوْمِهِ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ حَضَرَ ذَلِكَ عَامَ الْمَضِيقِ: أَنَّ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ أَخْبَرَ مُعَاوِيَةَ حِينَ سَأَلَهُ عَنِ الرَّجُلِ: الَّذِي سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عِقَالًا قَبْلَ أَنْ يَقْسِمَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" اتْرُكْهُ حَتَّى يُقْسَمَ - وَقَالَ عَتَّابٌ: حَتَّى نَقْسِمَ - ثُمَّ إِنْ شِئْتَ أَعْطَيْنَاكَ عِقَالًا، وَإِنْ شِئْتَ أَعْطَيْنَاكَ مِرَارًا (3) "(4).

22740 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا حَرْبٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى - يَعْنِي ابْنَ أَبِي كَثِيرٍ - عَنْ أَبِي سَلَمَةَ

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، لكن قد اختلف فيه على عطاء كما سلف بيانه برقم (22695).

(2)

في (م) والنسخ الخطية: عمرو، وهو خطأ، وجاء عمر على الصواب في حاشية (ظ 5).

(3)

في (ظ 5): صراراً، وهو بكسر الصاد: الرباط الذي يربط به ضروع النوق، والمثبت من (م) وبقية النسخ الخطية، والمرار: هو الحبل.

(4)

إسناده ضعيف لإبهام الراوي عن عبادة. ابن المبارك: هو عبد الله، وحيوة: هو ابن شريح بن صفوان التجيبي، وعمر بن مالك المعافري: هو الشَّرعبي المصري.

ولم نقف على من شارك الإمام أحمد في إخراج هذا الحديث.

قوله: "عام المضيق" أراد به عام 32 هـ وهو العام الذي غزا فيه معاوية بن أبي سفيان مضيق القسطنطينية في زمن أمير المؤمنين عثمان بن عفان.

ص: 405

عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ: أَنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ: {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا، وَفِي الْآخِرَةِ} [يونس: 64] قَالَ: " هِيَ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ يَرَاهَا الْعَبْدُ أَوْ تُرَى لَهُ "(1).

22741 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ - يَعْنِي ابْنَ عَقِيلٍ - عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَخْبِرْنَا عَنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" هِيَ فِي رَمَضَانَ، الْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ، فَإِنَّهَا وِتْرٌ، فِي إِحْدَى وَعِشْرِينَ، أَوْ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ، أَوْ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ، أَوْ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ، أَوْ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ، أَوْ فِي آخِرِ لَيْلَةٍ، فَمَنْ قَامَهَا إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ "(2).

(1) صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الصحيح، لكنه منقطع، أبو سلمة لم يسمع من عبادة كما سيأتي في التخريج.

وأخرجه الطيالسي (2583)، ومن طريقه الترمذي (2275)، والبيهقي في "الشعب"(4753)، وأخرجه الحاكم 4/ 391 من طريق عبد الله بن رجاء، كلاهما (الطيالسي وعبد الله) عن حرب بن شداد، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة قال: نُبئت عن عبادة

فذكره. وقرن الترمذي في روايته بحرب بن شداد عمران القطان.

وانظر (22687).

(2)

حديث حسن دون قوله: "أو في آخر ليلة" ودون قوله: "وما تأخر"، وهذا إسناد ضعيف سلف الكلام عليه برقم (22713).

وأخرجه الشاشي في "مسنده"(1289) من طريق موسى بن مسعود، عن زهير ابن محمد، بهذا الإسناد.

ص: 406

22742 -

حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنْ الصُّنَابِحِيِّ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ أَنَّهُ قَالَ: إِنِّي مِنَ النُّقَبَاءِ الَّذِينَ بَايَعُوا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَالَ:" وَبَايَعْنَاهُ عَلَى أَنْ لَا نُشْرِكَ بِاللهِ شَيْئًا، وَلَا نَزْنِيَ، وَلَا نَسْرِقَ، وَلَا نَقْتُلَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ، وَلَا نَنْتَهِبَ، وَإِنْ غَشِينَا مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا، كَانَ قَضَاءُ ذَلِكَ إِلَى اللهِ تبارك وتعالى "(1).

22743 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، وَحَدَّثَ ابْنُ شِهَابٍ: أَنَّ مَحْمُودَ بْنَ الرَّبِيعِ الَّذِي مَجَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي وَجْهِهِ مِنْ بِئْرِهِمْ مَرَّتَيْنِ أَخْبَرَهُ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هاشم: هو ابن القاسم، وليث: هو ابن سعد، وأبو الخير: هو مرثد بن عبد الله اليَزَني، والصنابحي: هو عبد الرحمن ابن عُسيلة.

وأخرجه أبو عوانة (6351) من طريق أبي النضر هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (3893) و (6873)، ومسلم (1709)(44)، وأبو عوانة (6350)، والشاشي في "مسنده"(1404) و (1205) و (1206) و (1207)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 2/ 436 - 437 من طرق عن الليث، به.

وأخرجه الشاشي (1208) من طريق عمرو بن الحارث، عن يزيد بن أبي حبيب، به.

وسيأتي من طريق الصنابحي عن عبادة برقم (22754).

وانظر ما سلف برقم (22668).

ص: 407

أَنَّ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ أَخْبَرَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِأُمِّ الْقُرْآنِ "(1).

22744 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ وَبَهْزٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللهِ، أَحَبَّ اللهُ لِقَاءَهُ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللهِ، كَرِهَ اللهُ لِقَاءَهُ "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعقوب بن إبراهيم: هو ابن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، وصالح: هو ابن كيسان المدني.

وأخرجه البخاري في "القراءة خلف الإمام"(3)، وفي "خلق أفعال العباد"(523)، ومسلم (394)(36)، وأبو عوانة (1666)، والشاشي في "مسنده"(1274)، والبيهقي في "السنن" 2/ 374 - 375، وفي "القراءة خلف الإمام"(24) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد.

وانظر (22671).

وأخرج قصة المجَّة وحدها البخاري في "الصحيح"(189) من طريق يعقوب ابن إبراهيم، به.

وأخرجها أيضاً (6354) عن عبد العزيز بن عبد الله، عن إبراهيم بن سعد، به.

وستأتي مفردة برقم (23620)، وانظر تتمة تخريجها هناك.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه عبد بن حميد (184)، والدارمي (2756)، والبخاري (6507)، ومسلم (2683)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1863)، وأبو عوانة في الدعوات كما في "إتحاف المهرة" 6/ 458، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 500، والبغوي (1449) من طريق همام بن يحيى، بهذا الإسناد. وزادوا فيه إلا مسلماً: قالت عائشة: إنا لنكره الموت، قال: "ليس ذاك، ولكن المؤمن إذا =

ص: 408

22745 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مَكْحُولٌ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ رَبِيعٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الصُّبْحَ، فَثَقُلَتْ عَلَيْهِ فِيهَا الْقِرَاءَةُ، فَلَمَّا انْصَرَفَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ صَلَاتِهِ، أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ، فَقَالَ: " إِنِّي لَأَرَاكُمْ تَقْرَؤُونَ خَلْفَ

= حضره الموتُ بُشِّر برضوان الله وكرامته، فليس شيء أحبَّ إليه مما أمامَه، فأحبَّ لقاء الله وأحبَّ الله لقاءه.

وإن الكافر إذا حُضِر، بُشِّر بعذاب الله وعقوبته، فليس شيء أكرهَ إليه مما أمامه، فكره لقاء الله، وكره الله لقاءَه".

قال الحافظ في "الفتح" 11/ 358 - 359: هذه الزيادة في هذا الحديث لا تظهر صريحاً هل هي من كلام عُبادة، والمعنى أنه سمع الحديث من النبي صلى الله عليه وسلم وسمع مراجعة عائشة، أو من كلام أنس بأن يكون حضر ذلك

ويحتمل أيضاً أن يكون من كلام قتادة أرسله في رواية همام، ووصله في رواية سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن زرارة عن سعد بن هشام عن عائشة، فيكون في رواية همام إدراج، وهذا أرجح في نظري، فقد أخرجه مسلم (2683) عن هداب بن خالد، عن همام مقتصراً على أصل الحديث دون قوله: فقالت عائشة

إلخ، ثم أخرجه (يعني مسلماً 2684) من رواية سعيد بن أبي عروبة موصولاً تاماً، وكذا أخرجه هو (2683)، وأحمد (22696) من رواية شعبة، والنسائي (4/ 10) من رواية سليمان التيمي، كلاهما عن قتادة، وكذا جاء عن أبي هريرة وغير واحد من الصحابة بدون المراجعة، وقد أخرجه الحسن بن سفيان وأبو يعلى جميعاً عن هدبة ابن خالد عن همام تاماً كما أخرجه البخاري عن حجاج عن همام، وهدبة هو هداب شيخ مسلم، فكأن مسلماً حذف الزيادة عمداً لكونها مرسلة من هذا الوجه، واكتفى بإيرادها موصولة من طريق سعيد بن أبي عروبة، وقد رَمَزَ البخاريُّ إلى ذلك حيث علَّق رواية شعبة (6507) بقوله: اختصره أبو داود وعمرو عن شعبة، وكذا أشار إلى رواية سعيد تعليقاً، وهذا من العلل الخفية جداً.

ص: 409

إِمَامِكُمْ إِذَا جَهَرَ " قَالَ: قُلْنَا: أَجَلْ (1 وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ، هَذًّا 1). فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَفْعَلُوا إِلَّا بِأُمِّ الْقُرْآنِ، فَإِنَّهُ لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِهَا " (2).

22746 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ابْنِ (3) إِسْحَاقَ - يَعْنِي مُحَمَّدًا - عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَرَأَ فَثَقُلَتْ عَلَيْهِ الْقِرَاءَةُ، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ:" تَقْرَؤُونَ؟ " قُلْنَا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " فَلَا عَلَيْكُمْ أَنْ لَا تَفْعَلُوا إِلَّا بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ، فَإِنَّهُ لَا صَلَاةَ إِلَّا بِهَا "(4).

22747 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ قَالَ:

(1 - 1) اضطربت النسخ في هذا الموضع، وما أثبتناه من مكرره الآتي برقم (22750).

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن إسحاق.

وسيتكرر برقم (22750).

وأخرجه الدارقطني 1/ 319، والبيهقي في "السنن" 2/ 164، وفي "القراءة خلف الإمام"(113) و (114) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد.

وانظر (22671).

(3)

تحرف في (م) و (ق) إلى: أبي.

(4)

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن إسحاق. وهو مكرر (22671).

وانظر ما قبله.

ص: 410

سَأَلْتُ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ عَنِ الْأَنْفَالِ، فَقَالَ: فِينَا - مَعْشَرَ أَصْحَابِ بَدْرٍ - نَزَلَتْ حِينَ اخْتَلَفْنَا فِي النَّفَلِ، وَسَاءَتْ فِيهِ أَخْلَاقُنَا، فَانْتَزَعَهُ اللهُ مِنْ أَيْدِينَا، وَجَعَلَهُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَسَمَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ عَنْ بَوَاءٍ؛ يَقُولُ: عَلَى السَّوَاءِ (1).

22748 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنِي كَثِيرُ بْنُ مُرَّةَ، أَنَّ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ حَدَّثَهُمْ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَا عَلَى الْأَرْضِ مِنْ نَفْسٍ تَمُوتُ وَلَهَا عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ تُحِبُّ أَنْ تَرْجِعَ إِلَيْكُمْ، وَلَا تُضَامَّ الدُّنْيَا، إِلَّا الْقَتِيلُ، فَإِنَّهُ يُحِبُّ أَنْ يَرْجِعَ فَيُقْتَلَ مَرَّةً أُخْرَى "(2).

(1) حسن لغيره، وسلف الكلام على إسناده عند الرواية (22726).

وأخرجه الطبري في "تفسيره" 9/ 172 - 173، والحاكم 2/ 136 و 326، والبيهقي 6/ 262 و 315 و 9/ 57 من طرق عن محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد. وروايتهم مطولة نحو الرواية الآتية برقم (22762).

وأخرجه مطولاً أيضاً الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 277 - 278 من طريق ابن أبي الزناد، عن عبد الرحمن بن الحارث، به.

قوله: "عن بواء" كسواء لفظاً ومعنى. قاله السندي.

(2)

صححِ لغيره، وهذا إسناد قوي، وسلف برقم (22710) عن محمد بن بكر وروح وعبد الرزاق ثلاثتهم عن ابن جريج.

قوله: "وتضام الدنيا" بتشديد الميم من الضمِّ، أي: تجمع الدنيا.

ص: 411

22749 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِأُمِّ الْقُرْآنِ فَصَاعِدًا "(1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو في "مصنف" عبد الرزاق (2623)، ومن طريقه أخرجه مسلم (294)(37)، وأبو عوانة (1665)، وابن حبان (1786) و (1793)، والبيهقي في "السنن" 2/ 374، وفي "القراءة خلف الإمام"(27) و (28)، والبغوي (577). قال ابن حبان: قوله: "فصاعداً"، تفرد به معمر عن الزهري دون أَصحابه. قلنا: بل هو متابع في ذلك كما سيأتي.

وأخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد"(524) من طريق وهيب، والنسائي 2/ 137 - 138 من طريق عبد الله بن المبارك، كلاهما عن معمر.

وعلقه البخاري في "القراءة خلف الإمام" ص 8، وقال: وعامة الثقات لم يتابع معمراً في قوله: "فصاعداً" مع أنه قد أثبت فاتحة الكتاب، وقوله:"فصاعداً" غير معروف، ما أراد به حرفاً أو أكثر من ذلك؟ إلا أن يكون كقوله:"لا تقطع اليد إلا في ربع دينار فصاعداً" فقد تقطع اليد في دينار، وفي أكثر من دينار.

وأخرجه أبو داود (822) من طريق سفيان بن عيينة، والبيهقي في "القراءة"(29) من طريق عبد الرحمن بن إسحاق المدني، و (30) من طريق الأوزاعي وشعيب بن أبي حمزة، أربعتهم عن الزهري، به- وفيه لفظة: فصاعداً. قال البخاري في "القراءة": عبد الرحمن -يعني ابن إسحاق- ربما روى عن الزهري، ثم أدخل بينه وبين الزهري غيره، ولا نعلم أن هذا من صحيح حديثه أم لا. قلنا: لم ينفرد به عبد الرحمن بن إسحاق كما سبق.

وانظر (22671).

وفي الباب عن أبي هريرة سلف برقم (9529)، ولفظه:"لا صلاة إلا بقراءة فاتحة الكتاب، فما زاد". =

ص: 412

22750 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي (1)، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مَكْحُولٌ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ رَبِيعٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الصُّبْحَ فَثَقُلَتْ عَلَيْهِ الْقِرَاءَةُ، فَلَمَّا انْصَرَفَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ صَلَاتِهِ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ فَقَالَ:" إِنِّي لَأَرَاكُمْ تَقْرَؤُونَ خَلْفَ إِمَامِكُمْ إِذَا جَهَرَ " قَالَ: قُلْنَا أَجَلْ وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ هَذًّا، قَالَ:" فَلَا تَفْعَلُوا إِلَّا بِأُمِّ الْقُرْآنِ، فَإِنَّهُ لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِهَا "(2).

22751 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ ذَكْوَانَ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" الْأَبْدَالُ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ ثَلَاثُونَ مِثْلُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ الرَّحْمَنِ، كُلَّمَا مَاتَ رَجُلٌ أَبْدَلَ اللهُ مَكَانَهُ رَجُلًا "(3).

= وعن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (10998)، ولفظه: أمرنا نبيُّنا صلى الله عليه وسلم أن نقرأ بفاتحة الكتاب وما تيسَّر. وإسناده صحيح.

(1)

قوله: "حدثنا أبي" سقط من (م).

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن إسحاق. وهو مكرر (22745).

(3)

منكر، وإسناده ضعيف من أجل الحسن بن ذكوان، وعبد الواحد بن قيس -وهو السلمي- ثم رواية هذا الأخير عن عبادة مرسلة.

وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 1/ ورقة 131 - 132 من طريق عبد الله ابن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. =

ص: 413

فِيهِ - يَعْنِي حَدِيثَ عَبْدِ الْوَهَّابِ - كَلَامٌ غَيْرُ هَذَا، وَهُوَ مُنْكَرٌ؛ يَعْنِى حَدِيثَ الْحَسَنِ بْنِ ذَكْوَانَ.

22752 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَيْرِيزٍ الْجُمَحِيِّ، عَنِ الْمُخْدَجِيِّ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ فِيهِ إِلَى فِيَّ، لَا أَقُولُ حَدَّثَنِي فُلَانٌ وَلَا فُلَانٌ:" خَمْسُ صَلَوَاتٍ افْتَرَضَهُنَّ اللهُ عَلَى عِبَادِهِ، فَمَنْ لَقِيَهُ بِهِنَّ لَمْ يُضَيِّعْ مِنْهُنَّ شَيْئًا، لَقِيَهُ وَلَهُ عِنْدَهُ عَهْدٌ يُدْخِلُهُ بِهِ الْجَنَّةَ، وَمَنْ لَقِيَهُ وَقَدْ انْتَقَصَ مِنْهُنَّ شَيْئًا اسْتِخْفَافًا بِحَقِّهِنَّ، لَقِيَهُ وَلَا عَهْدَ لَهُ، إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ وَإِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُ "(1).

22753 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَارِثِ وَغَيْرُهُ مِنْ أَصْحَابِنَا (2)، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى الْأَشْدَقُ (3)، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ قَالَ:

= وأخرجه الشاشي في "مسنده"(1314)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 180 من طريق عبد الوهاب بن عطاء، به.

وانظر حديث علي السالف برقم (896).

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف سلف الكلام عليه برقم (22693). يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزهري، وابن إسحاق: هو محمد.

وأخرجه الطحاوي في "شرح المشكل"(3170) من طريق محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد. وفيه قصة.

(2)

في (م): أصحابه.

(3)

في (م) و (ق): حدثنا الأشدق، بزيادة "حدثنا" وهو خطأ.

ص: 414

سَأَلْتُ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ عَنِ الْأَنْفَالِ، فَقَالَ: فِينَا - مَعْشَرَ أَصْحَابِ بَدْرٍ - نَزَلَتْ حِينَ اخْتَلَفْنَا فِي النَّفْلِ، وَسَاءَتْ فِيهِ أَخْلَاقُنَا، فَنَزَعَهُ اللهُ مِنْ أَيْدِينَا فَجَعَلَهُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَسَمَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِينَا عَنْ بَوَاءٍ؛ يَقُولُ: عَلَى السَّوَاءِ (1).

22754 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْيَزَنِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُسَيْلَةَ الصُّنَابِحِيِّ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، قَالَ: كُنْتُ فِيمَنْ حَضَرَ الْعَقَبَةَ الْأُولَى، وَكُنَّا اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا، فَبَايَعْنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى بَيْعَةِ النِّسَاءِ، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ تُفْتَرَضَ الْحَرْبُ: عَلَى أَنْ لَا نُشْرِكَ بِاللهِ شَيْئًا، وَلَا نَسْرِقَ، وَلَا نَزْنِيَ، وَلَا نَقْتُلَ أَوْلَادَنَا، وَلَا نَأْتِيَ بِبُهْتَانٍ نَفْتَرِيهِ بَيْنَ أَيْدِينَا وَأَرْجُلِنَا، وَلَا نَعْصِيَهُ فِي مَعْرُوفٍ، فَإِنْ وَفَّيْتُمْ، فَلَكُمُ الْجَنَّةُ، وَإِنْ غَشِيتُمْ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا، فَأَمْرُكُمْ إِلَى اللهِ، إِنْ شَاءَ عَذَّبَكُمْ (2)، وَإِنْ شَاءَ غَفَرَ لَكُمْ (3).

(1) حسن لغيره، وسلف الكلام عليه برقم (22726).

(2)

في (ظ 5) و (ظ 2): عذَّب

غفر.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن إسحاق، وقد توبع، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.

يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري.

وأخرجه تاماً ومختصراً الشاشي في "مسنده"(1209) و (1210)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 2/ 436 من طريق ابن إدريس، والحاكم 2/ 624 من طريق يحيى =

ص: 415

* 22755 - حَدَّثَنَا هَارُونُ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ الْخَيْرِ الزِّبَادِيُّ (1)، عَنْ أَبِي قَبِيلٍ الْمَعَافِرِيِّ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَيْسَ مِنْ أُمَّتِي مَنْ لَمْ يُجِلَّ كَبِيرَنَا، وَيَرْحَمْ صَغِيرَنَا، وَيَعْرِفْ لِعَالِمِنَا ".

قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ هَارُونَ (2).

= ابن سعيد الأموي، والبيهقي في "الدلائل" 2/ 436 من طريق يونس بن بكير، ثلاثتهم عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد.

وانظر (22742).

(1)

تصحف في (م) إلى: الزيادي، بالياء المثناة.

(2)

صحيح لغيره دون قوله: "ويعرف لعالمنا"، وإسناد هذا الحديث رجاله ثقات إلا أن أبا قبيل -وهو حيي بن هانئ بن ناضر- لم يسمع من عبادة.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1328)، والحاكم 1/ 122 من طريق محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، والطحاوي (1328) عن يونس بن عبد الأعلى، كلاهما عن عبد الله بن وهب، بهذا الإسناد.

وأخرجه البزار في "مسنده"(2718)، والشاشي في "مسنده"(1272) و (1273) من طريق ابن لهيعة، عن أبي قبيل، به. ولم يذكر الشاشي في الموضع الأول قوله:"ويعرف لعالمنا".

ويشهد له دون قوله: "ويعرف لعالمنا" حديث عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6733)، وانظر بقية شواهده هناك.

تنبيه: ذكر الشيخ الألباني رحمه الله في "صحيحه"(2196) لقوله: "ويعرف لعالمنا" شاهداً من حديث ابن عباس، وعزاه للطبراني، وهو خطأ إنما الذي عند الطبراني في "الكبير" 11/ (12276):"ويعرف لنا حقنا"، وهو كذلك في "المجمع" 8/ 14، وإسناده تالف لا يُفرَح به.

ص: 416

22756 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَبُو بَكْرِ بْنُ حَفْصٍ أَخْبَرَنِي، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُصَبِّحٍ - أَوْ ابْنَ مُصَبِّحٍ، شَكَّ أَبُو بَكْرٍ - عَنِ ابْنِ السِّمْطِ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: عَادَ عَبْدَ اللهِ بْنَ رَوَاحَةَ، قَالَ: فَمَا تَحَوَّزَ لَهُ عَنْ فِرَاشِهِ، فَقَالَ:" أَتَدْرِي مَنْ شُهَدَاءُ أُمَّتِي؟ " قَالُوا: قَتْلُ الْمُسْلِمِ شَهَادَةٌ. قَالَ: " إِنَّ شُهَدَاءَ أُمَّتِي إِذًا لَقَلِيلٌ، قَتْلُ الْمُسْلِمِ شَهَادَةٌ، وَالطَّاعُونُ شَهَادَةٌ، وَالْمَرْأَةُ يَقْتُلُهَا وَلَدُهَا جَمْعَا شَهَادَةٌ "(1).

22757 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا عَمْرٌو، عَنِ الْمُطَّلِبِ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" اضْمَنُوا لِي سِتًّا مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَضْمَنْ لَكُمُ الْجَنَّةَ، اصْدُقُوا إِذَا حَدَّثْتُمْ، وَأَوْفُوا إِذَا وَعَدْتُمْ، وَأَدُّوا إِذَا اؤْتُمِنْتُمْ، وَاحْفَظُوا فُرُوجَكُمْ، وَغُضُّوا أَبْصَارَكُمْ، وَكُفُّوا أَيْدِيَكُمْ "(2).

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي المصبح -وهو المَقْرَئي- فمن رجال أبي داود، وهو ثقة. أبو بكر بن حفص: هو عبد الله بن حفص بن عمر بن سعد الزهري، وابن السِّمط: هو شرحبيل.

وهو مكرر الحديث (17797)، وانظر (22684).

(2)

حسن لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات، لكن المطلب -وهو ابن عبد الله ابن المطلب بن حنطب- لم يسمع من عبادة. إسماعيل: هو ابن جعفر بن أبي كثير، وعمرو: هو ابن أبي عمرو مولى المطلب.

وأخرجه أبو يعلى في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" للبوصيري (4154) =

ص: 417

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= والخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 31، وابن حبان (271)، والحاكم 4/ 358 - 359، والبيهقي في "السنن" 6/ 288 من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(4153)، وابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق"(116) من طريق سليمان بن بلال، والشاشي في "مسنده"(1264)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(5256) من طريق يعقوب بن عبد الرحمن القاري، كلاهما عن عمرو بن أبي عمرو، به.

وفي الباب عن أنس بن مالك، أخرجه أبو يعلى (4257)، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 30، وابن عدي في "الكامل" 3/ 1192، والحاكم 4/ 359، والبيهقي في "الشعب"(4355). وإسناده ضعيف.

وعن أبي أمامة، أخرجه الطبراني في "الكبير"(8018)، وفي "الأوسط"(2560)، قال الهيثمي في "المجمع" 10/ 301: وفيه فضَّال بن الزبير، ويقال: ابن جبير. وهو ضعيف.

وحديث أبي هريرة، عند الطبراني في "الأوسط" (4922) و (8594) بلفظ:"اكفلوا لي بست خصال وأكفل لكم الجنة". قلت: ما هي يا رسول الله؟ قال: "الصلاة والزكاة والأمانة والفرْج والبطن واللسان". قال الهيثمي في "المجمع" 10/ 301: وفيه يحيى بن حماد الطائي ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. قلنا: صوابه جميل بن حماد، ويحيى تحريف قديم، ترجم له صاحب "الجرح والتعديل" 2/ 519 - 520 ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.

وحديث أبي قراد السلمي، عند الطبراني في "الأوسط"(6513)، وفيه:"فإن أحببتم أن يحبكم الله ورسوله فأدوا إذا اؤتمنتم، واصدقوا إذا حدثتم، وأحسنوا جوار من جاوركم". قال في "المجمع" 4/ 145: وفيه عبيد بن واقد القيسي وهو ضعيف.

وعن سهل بن سعد سيأتي برقم (22823): "من توكل لي ما بين لحييه وما بين رجليه، توكلت له بالجنة". وانظر شواهده هناك.

ص: 418

22758 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنَ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي زِيَادٍ - عَنْ عِيسَى بْنِ فَائِدٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا مِنْ أَمِيرِ عَشَرَةٍ إِلَّا يُؤْتَى بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَغْلُولًا لَا يَفُكُّهُ مِنْهَا إِلَّا عَدْلُهُ، وَمَا مِنْ رَجُلٍ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ ثُمَّ نَسِيَهُ، إِلَّا لَقِيَ اللهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَجْذَمُ "(1).

22759 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ سَلْمَانَ، رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، عَنْ جُنَادَةَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَعُودُهُ، وَبِهِ مِنَ الْوَجَعِ مَا يَعْلَمُ اللهُ شِدَّةً (2)، ثُمَّ دَخَلْتُ عَلَيْهِ مِنَ الْعَشِيِّ، وَقَدْ بَرَأَ أَحْسَنَ بُرْءٍ، فَقُلْتُ لَهُ: دَخَلْتُ عَلَيْكَ غُدْوَةً وَبِكَ مِنَ الْوَجَعِ مَا يَعْلَمُ اللهُ شِدَّةً، وَدَخَلْتُ عَلَيْكَ الْعَشِيَّةَ وَقَدْ بَرَأَتَ!

(1) صحيح لغيره دون قوله: "وما من رجل تعلم القرآن،

إلخ"، وهذا إسناد ضعيف، يزيد بن أبي زياد -وهو الهاشمي الكوفي- ضعيف، وقد اضطرب في إسناده، وعيسى بن فائد مجهول، وروايته عن الصحابة مرسلة. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد، وعبد العزيز بن مسلم: هو القسملي البصري.

وسيأتي برقم (22781) من طريق أبي عوانة عن يزيد بن أبي زياد.

وسلف في "المسند" برقم (22456) من طريق يزيد بن أبي زياد، عن عيسى بن فائد، عن رجل، عن سعد بن عبادة مرفوعاً. فانظر التعليق عليه.

قوله: "أجذم" قال السندي: أي: مقطوع الحجة، وقيل: خالي اليد من الخير، صفرَها من الثواب، وقيل: مقطوع اليد.

(2)

في (م) و (ظ 2) في الموضعين: بشدة.

ص: 419

فَقَالَ: " يَا ابْنَ الصَّامِتِ، إِنَّ جِبْرِيلَ رَقَانِي بِرُقْيَةٍ بَرِئْتُ، أَلَا أُعَلِّمُكَهَا؟ " قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: " بِاسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ، مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يُؤْذِيكَ، مِنْ حَسَدِ كُلِّ حَاسِدٍ وَعَيْنٍ، بِاسْمِ اللهِ يَشْفِيكَ "(1).

22760 -

حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَوْبَانَ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ هَانِئٍ، أَنَّهُ سَمِعَ جُنَادَةَ بْنَ أَبِي أُمَيَّةَ الْكِنْدِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ عُبَادَةَ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَنَّ جِبْرِيلَ أَتَاهُ وَهُوَ يُرْعِدُ فَقَالَ: باِسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ، مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يُؤْذِيكَ، مِنْ كُلِّ حَسَدِ حَاسِدٍ وَكُلِّ عَيْنٍ، وَاسْمُ اللهِ يَشْفِيكَ "(2).

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، سلمان الشامي تفرد بالرواية عنه عاصم -وهو ابن سليمان الأحول-، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، فهو مجهول، لكنه قد توبع. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث، وثابت: هو ابن يزيد الأحول، وجنادة: هو ابن أبي أمية.

وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(1004) من طريق عارم محمد بن الفضل، عن ثابت بن يزيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني في "الدعاء"(1090) من طريق فضيل بن سليمان، عن عاصم الأحول، به.

وسيأتي برقم (22760) و (22761) من طريق عمير بن هانئ، عن جنادة، ويأتي عندهما تتمة تخريجهما.

وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سلف بسند صحيح برقم (11225)، وانظر تتمة شواهده عند حديث أبي هريرة السالف برقم (9757).

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل عبد الرحمن -وهو ابن ثابت ابن ثوبان-، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه الحاكم 4/ 412 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. =

ص: 420

22761 -

حَدَّثَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْبَانَ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ:" مِنْ حَسَدِ حَاسِدٍ وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ اسْمُ اللهِ يَشْفِيكَ "(1).

22762 -

حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَشَهِدْتُ مَعَهُ بَدْرًا، فَالْتَقَى النَّاسُ فَهَزَمَ اللهُ الْعَدُوَّ، فَانْطَلَقَتْ طَائِفَةٌ فِي آثَارِهِمْ يَهْزِمُونَ وَيَقْتُلُونَ، وَأَكَبَّتْ طَائِفَةٌ عَلَى الْعَسْكَرِ يَحْوُونَهُ وَيَجْمَعُونَهُ، وَأَحْدَقَتْ طَائِفَةٌ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَا يُصِيبُ الْعَدُوُّ مِنْهُ غِرَّةً، حَتَّى إِذَا كَانَ اللَّيْلُ، وَفَاءَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ، قَالَ الَّذِينَ جَمَعُوا الْغَنَائِمَ: نَحْنُ حَوَيْنَاهَا وَجَمَعْنَاهَا، فَلَيْسَ لِأَحَدٍ فِيهَا نَصِيبٌ، وَقَالَ الَّذِينَ خَرَجُوا فِي طَلَبِ الْعَدُوِّ: لَسْتُمْ بِأَحَقَّ بِهَا

= وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 47 و 10/ 314 - 315، وعبد بن حميد (187)، والشاشي في "مسنده"(1220)، وابن حبان (953) و (2968) من طريق زيد بن الحباب، به.

وأخرجه ابن ماجه (3527) من طريق عثمان بن سعيد الحمصي، والبزار (2684) من طريق عبد الله بن صالح بن مسلم العجلي، كلاهما عن عبد الرحمن بن ثوبان، به.

وانظر ما قبله، وما بعده.

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن كسابقه.

وأخرجه الطبراني في "الشاميين"(223)، وفي "الدعاء"(1089) من طريق علي ابن عياش، بهذا الإسناد.

وانظر الحديثين قبله.

ص: 421

مِنَّا، نَحْنُ نَفَيْنَا عَنْهَا الْعَدُوَّ وَهَزَمْنَاهُمْ، وَقَالَ الَّذِينَ أَحْدَقُوا بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: لَسْتُمْ بِأَحَقَّ بِهَا مِنَّا، نَحْنُ أَحْدَقْنَا بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَخِفْنَا أَنْ يُصِيبَ الْعَدُوُّ مِنْهُ غِرَّةً وَاشْتَغَلْنَا بِهِ، فَنَزَلَتْ:{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ} [الأنفال: 1]، فَقَسَمَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى فَُوَاقٍ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ، قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَغَارَ فِي أَرْضِ الْعَدُوِّ نَفَّلَ الرُّبُعَ، وَإِذَا أَقْبَلَ رَاجِعًا وَكُلَّ النَّاسِ، نَفَّلَ الثُّلُثَ، وَكَانَ يَكْرَهُ الْأَنْفَالَ، وَيَقُولُ:" لِيَرُدَّ قَوِيُّ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى ضَعِيفِهِمْ "(1).

(1) حسن لغيره، وهذا إسناد سلف الكلام عليه برقم (22726).

وأخرجه البيهقي 6/ 315 من طريق معاوية بن عمرو، بهذا الإسناد. ولم يسق لفظه.

وأخرجه مختصراً بقصة تنفيل الربع الدارمي (2482) و (2486) من طريق محمد بن عيينة، عن أبي إسحاق، به.

وأخرجه مختصراً كذلك الشاشي (1173) من طريق معاوية بن عمرو، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن عياش، عن سليمان، عن مكحول، عن أبي أمامة، به. أسقط منه أبا سلام، وذكر مكحولاً!

وسلف الحديث مختصراً بقصة تنفيل الربع والثلث برقم (22726)، وذكرنا هناك شاهداً لها. وانظر (22747).

ويشهد للحديث عموماً حديث ابن عباس عند أبي داود (2737 - 2739)، والنسائي في "الكبرى"(11197)، وصححه ابن حبان برقم (5093).

قال السندي: قوله: "يحوون" أي: يجمعون الغنائم.

"غِرّة" بكسر فتشديد، أي: غفلة.

"على فواق" بضم فاء أو فتحها، وتخفيف واوٍ، أي: في قدر فواق ناقة، وهو ما بين الحَلْبتين. قلنا: كذا قال، وتبع في ذلك ابن الأثير وغيره، وقد روى الحديثَ ابن إسحاق فيما سلف برقم (22747) و (22753) فقال فيه:"عن بَوَاءٍ" أي: على السَّواء. "كلَّ الناس" من الكلال. =

ص: 422

22763 -

حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ، فَقَالَ:" هِيَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، فَالْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ، فَإِنَّهَا وَتْرٌ: لَيْلَةِ إِحْدَى وَعِشْرِينَ، أَوْ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ، أَوْ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ، أَوْ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ، أَوْ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ (1)، أَوْ آخِرِ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ، مَنْ قَامَهَا احْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ "(2).

22764 -

حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ وَيَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، قَالَا: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، حَدَّثَنِي بَحِيرُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ جُنَادَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ، أَنَّهُ حَدَّثَهُمْ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِنِّي قَدْ حَدَّثْتُكُمْ عَنِ الدَّجَّالِ حَتَّى خَشِيتُ أَنْ لَا تَعْقِلُوا، إِنَّ مَسِيحَ الدَّجَّالِ رَجُلٌ قَصِيرٌ أَفْحَجُ، جَعْدٌ أَعْوَرُ، مَطْمُوسُ الْعَيْنِ لَيْسَ بِنَاتِئَةٍ وَلَا حَجْرَاءَ، فَإِنْ أَلْبَسَ عَلَيْكُمْ - قَالَ يَزِيدُ: رَبَّكُمْ - فَاعْلَمُوا

= "ليردَّ" من الردِّ يعني: ليرد القوي الغنيمة، وإن كان هو الذي يسعى في تحصيل الغنيمة إلا أنها إذا حصلت فهي مشتركة بين العسكر، وفيهم الضعيف، فكأن القوي ردها من أيدي الكفرة على الضعيف، والله أعلم.

(1)

قوله: "أو تسع وعشرين" لم ترد في (م) و (ق) و (ظ 2)، وأثبتناها من (ظ 5).

(2)

حديث حسن دون قوله: "أو في آخر ليلة"، وهذا إسناد ضعيف، سلف الكلام عليه برقم (22713). زكريا بن عدي: هو ابن الصلت التيمي، وعبيد الله ابن عمرو: هو أبو وهب الأسدي الرقي.

وأخرجه الشاشي في "مسنده"(1288) من طريق سليمان بن عبيد الله أبي أيوب الرقي، عن عبيد الله بن عمرو الرقي، بهذا الإسناد.

ص: 423

أَنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ، وَأَنَّكُمْ لَنْ تَرَوْنَ رَبَّكُمْ حَتَّى تَمُوتُوا " قَالَ يَزِيدُ:" تَرَوْا رَبَّكُمْ حَتَّى تَمُوتُوا "(1).

(1) إسناده ضعيف لضعف بقية: وهو ابن الوليد.

وأخرجه عبد الله بن أحمد بن حنبل في "السنة"(1007) عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (4320) عن حيوة بن شريح وحده، به.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(428)، والبزار في "مسنده"(2681)، والنسائي في "الكبرى"(7764)، والشاشي في "مسنده"(1226)، والطبراني في "الشاميين"(1157)، والآجري في "الشريعة" ص 375، وأبو نعيم في "الحلية" 5/ 157 و 221، و 9/ 235 من طرق عن بقية، به. وتحرف في الموضع الأول من "الحلية":"بحير" إلى "يحيى"، وتحرف في الموضع الثاني منه:"بحير بن سعد" إلى: "يحيى بن سعيد".

وانظر في صفة الدجال حديث سعد بن أبي وقاص، سلف برقم (1526).

وحديث ابن عباس، سلف برقم (2148).

وحديث ابن عمر، سلف برقم (4804).

وحديث أنس بن مالك، سلف برقم (12004).

وحديث جابر بن عبد الله، سلف برقم (14112).

وحديث النواس بن سمعان، سلف برقم (17629).

وحديث أبي بكرة، سلف برقم (20401).

وحديث رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم سيأتي برقم (23683).

وحديث عائشة، سيأتي برقم (24467).

قوله: "حجراء" ذكرها ابن الأثير في مادة (حجر) 1/ 343 وقال: قال الهروي: إن كانت هذه اللفظة محفوظة فمعناها أنها ليست بصُلْبة متحجِّرة، وقد رويت، "جَحْراء" بتقديم الجيم، وقد تقدمت. يعني في مادة (جحر) 1/ 240 وقال هناك: أي: غائرة منجحرة في نُقْرتها.

وقوله: "لن ترون ربكم" كذا الأصول، والجادة حذف النون، كما جاءت في رواية يزيد.

ص: 424

22765 -

حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، حَدَّثَنِي بَحِيرُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَيْلَةُ الْقَدْرِ فِي الْعَشْرِ الْبَوَاقِي، مَنْ قَامَهُنَّ ابْتِغَاءَ حِسْبَتِهِنَّ، فَإِنَّ اللهَ يَغْفِرُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ، وَهِيَ لَيْلَةُ وِتْرٍ تِسْعٍ أَوْ سَبْعٍ أَوْ خَامِسَةٍ أَوْ ثَالِثَةٍ أَوْ آخِرِ لَيْلَةٍ ".

وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ أَمَارَةَ لَيْلَةِ الْقَدْرِ أَنَّهَا صَافِيَةٌ بَلْجَةٌ كَأَنَّ فِيهَا قَمَرًا سَاطِعًا سَاكِنَةٌ سَاجِيَةٌ، لَا بَرْدَ فِيهَا ولَا حَرَّ، وَلَا يَحِلُّ لِكَوْكَبٍ أَنْ يُرْمَى بِهِ فِيهَا حَتَّى يُصْبِحَ، وَإِنَّ أَمَارَتَهَا أَنَّ الشَّمْسَ صَبِيحَتَهَا تَخْرُجُ مُسْتَوِيَةً لَيْسَ لَهَا شُعَاعٌ مِثْلَ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، لَا يَحِلُّ لِلشَّيْطَانِ أَنْ يَخْرُجَ مَعَهَا يَوْمَئِذٍ "(1).

(1) الشطر الأول من الحديث حسن، قد سلف الكلام عليه برقم (22713)، وأما الشطر الثاني فمحتمل للتحسين لشواهده، وإسناد هذا الحديث ضعيف، بقية -وهو ابن الوليد- يدلس تدليس التسوية، ولم يصرح بالتحديث في جميع طبقات السند، وخالد بن معدان لم يسمع من عبادة كما قال أبو حاتم في "المراسيل"، وأبو نعيم الأصبهاني وزاد: ولم يلقه، فيما نقله عنه المزي في "التحفة" 4/ 248.

ويشهد لشطره الثاني حديث جابر عند ابن خزيمة (2190)، وابن حبان (3688)، وسنده حسن في المتابعات والشواهد.

وحديث ابن عباس عند ابن خزيمة (2192)، والبزار (1034 - كشف الأستار) ورواية البزار مختصرة وسنده ضعيف.

ويشهد لقوله: "ليس لها شعاع" حديث أُبي بن كعب في "صحيح مسلم" وسلف برقم (21190). =

ص: 425

22766 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ - يَعْنِي ابْنَ يَسَارٍ السُّلَمِيَّ - قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَادَةُ بْنُ نُسَيٍّ، عَنْ جُنَادَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُشْغَلُ، فَإِذَا قَدِمَ رَجُلٌ مُهَاجِرٌ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم دَفَعَهُ إِلَى رَجُلٍ مِنَّا يُعَلِّمُهُ الْقُرْآنَ، فَدَفَعَ إِلَيَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلًا، فَكَانَ مَعِي فِي الْبَيْتِ أُعَشِّيهِ عَشَاءَ أَهْلِ الْبَيْتِ، فَكُنْتُ أُقْرِئُهُ الْقُرْآنَ فَانْصَرَفَ انْصِرَافَةً إِلَى أَهْلِهِ، فَرَأَى أَنَّ عَلَيْهِ حَقًّا، فَأَهْدَى إِلَيَّ قَوْسًا لَمْ أَرَ أَجْوَدَ مِنْهَا عُودًا، وَلَا أَحْسَنَ مِنْهَا عِطْفًا، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: مَا تَرَى يَا رَسُولَ اللهِ فِيهَا؟ قَالَ: " جَمْرَةٌ بَيْنَ كَتِفَيْكَ تَقَلَّدْتَهَا " أَوْ " تَعَلَّقْتَهَا "(1).

= قال السندي: "من قامهن" أي: العشر جميعاً.

"بلجة" أي: مسفرة مشرقة.

"ساجية" يقال: سَجا الليل إذا سكن الناس والأصوات فيه.

"مستوية" لا حركة لها، بخلاف ما إذا كان لها شعاع فإنه يخيل لها حركة بحركة الشعاع، والله أعلم.

(1)

إسناده حسن من أجل بشر بن عبد الله السُّلمي، وباقي رجاله ثقات. أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن الحجاج الخولاني.

وأخرجه البخاري في "تاريخه الكبير" 1/ 444، والطبراني في "مسند الشاميين"(2237)، والحاكم 3/ 356 من طريق أبي المغيرة، بهذا الإسناد. وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه.

وأخرجه أبو داود (3417)، والبيهقي 6/ 125 من طريق بقية بن الوليد، عن بشر بن عبد الله، به. =

ص: 426

22767 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ، حَدَّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْيَزَنِيُّ (1): أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ عَنْ قَوْلِ اللهِ: {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [يونس: 64] فَقَالَ: عُبَادَةُ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: " لَقَدْ سَأَلْتَنِي عَنْ أَمْرٍ مَا سَأَلَنِي عَنْهُ أَحَدٌ مِنْ أُمَّتِي، تِلْكَ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ يَرَاهَا الْمُؤْمِنُ أَوْ تُرَى لَهُ "(2).

= وانظر ما سلف برقم (22689).

قوله: "عطفاً" العطف بكسر فسكون، سِيَةُ القوس، وهو ما ثُنِيَ من طرفيها.

(1)

حميد بن عبد الرحمن اليزني، كذا جاء في (م) والنسخ الخطية و"أطراف المسند" للحافظ ابن حجر، وكذا في "السُّنَّة" لابن أبي عاصم، وجاء في مصادر التخريج وكتب الرجال: حميد بن عبد الله.

وقوله في نسبته: "اليزني" هكذا وقع أيضاً في (م) والنسخ الخطية و"أطراف المسند"، ووقع في مصادر التخريج و"الثقات" لابن حبان: المزني، ووقع في "الجرح والتعديل": المدني، فالله أعلم.

(2)

صحيح لغيره، حميد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وهذا إسناد حسن إن صح سماع حميد من عبادة. أبو المغيرة: هو عبد القدوس ابن حجاج الخولاني، وصفوان: هو ابن عمرو السكسكي.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(487)، والشاشي (1217)، والطبراني في "الشاميين"(1025) و (1026) من طرق عن صفوان بن عمرو، عن حميد بن عبد الله المزني، به. فسمَّوه حميد بن عبد الله المزني إلا ابن أبي عاصم سماه ابن عبد الرحمن.

وأخرجه الطبري في "تفسيره" 11/ 134، والطبراني في "الشاميين"(1026) من طريق عمر بن عمرو بن عبدٍ الأحموسي، عن حميد بن عبد الله المزني، به. ووقع تحريف عند الطبراني يصحح من هنا.

وانظر ما سلف برقم (22687).

ص: 427

22768 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَقِيلِ بْنِ مُدْرِكٍ السُّلَمِيِّ، عَنْ لُقْمَانَ (1) بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي رَاشِدٍ الْحُبْرَانِيِّ (2)، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ عَبَدَ اللهَ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا فَأَقَامَ الصَّلَاةَ، وَآتَى الزَّكَاةَ، وَسَمِعَ وَأَطَاعَ، فَإِنَّ اللهَ يُدْخِلُهُ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شَاءَ، وَلَهَا ثَمَانِيَةُ أَبْوَابٍ، وَمَنْ عَبَدَ اللهَ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَأَقَامَ الصَّلَاةَ، وَآتَى الزَّكَاةَ، وَسَمِعَ وَعَصَى، فَإِنَّ اللهَ مِنْ أَمْرِهِ بِالْخِيَارِ، إِنْ شَاءَ رَحِمَهُ، وَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ "(3).

22769 -

حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ أَبُو الْيَمَانِ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدٍ الْأَنْصَارِيُّ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ

(1) تحرف في (م) و (ظ 2) إلى: عثمان.

(2)

تحرف في (م) إلى: الحراني.

(3)

إسناده حسن، ابن عياش -وهو إسماعيل- صدوق حسن الحديث في روايته عن الشاميين وهذا منها، وعقيل بن مدرك روى عنه جمع وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجاله ثقات. أبو اليمان: هو الحكم بن نافع.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(968) و (1027)، والبزار في "مسنده"(2704)، والطبراني في "الشاميين"(1611) من طرق عن إسماعيل بن عياش، بهذا الإسناد.

ورواه محمد بن إسماعيل بن عياش، عن أبيه فجعله عن ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد، عن أبي مالك الأشعري، عن النبي صلى الله عليه وسلم عند ابن أبي عاصم في "السنة" (1047). قلنا: ومحمد بن إسماعيل ضعيف.

وانظر ما سلف برقم (22675).

ص: 428

فَقَالَ عُبَادَةُ لِأَبِي هُرَيْرَةَ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، إِنَّكَ لَمْ تَكُنْ مَعَنَا إِذْ بَايَعْنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، إِنَّا بَايَعْنَاهُ عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي النَّشَاطِ وَالْكَسَلِ، وَعَلَى النَّفَقَةِ فِي الْيُسْرِ وَالْعُسْرِ، وَعَلَى الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَعَلَى أَنْ نَقُولَ فِي اللهِ تبارك وتعالى وَلَا نَخَافَ لَوْمَةَ لَائِمٍ فِيهِ، وَعَلَى أَنْ نَنْصُرَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم إِذَا قَدِمَ عَلَيْنَا يَثْرِبَ، فَنَمْنَعَهُ مِمَّا نَمْنَعُ مِنْهُ أَنْفُسَنَا وَأَزْوَاجَنَا وَأَبْنَاءَنَا وَلَنَا الْجَنَّةُ، فَهَذِهِ بَيْعَةُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الَّتِي بَايَعْنَا عَلَيْهَا، فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ، وَمَنْ أَوْفَى بِمَا بَايَعَ عَلَيْهِ رَسُولَ اللهِ صَلَّي اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَفَّى اللهُ بِمَا بَايَعَ عَلَيْهِ نَبِيَّهُ صلى الله عليه وسلم.

فَكَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ: أَنَّ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ قَدْ أَفْسَدَ عَلَيَّ الشَّامَ وَأَهْلَهُ، فَإِمَّا تَكُفُّ (1) إِلَيْكَ عُبَادَةَ، وَإِمَّا أُخَلِّي بَيْنَهُ وَبَيْنَ الشَّامِ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: أَنْ رَحِّلْ عُبَادَةَ حَتَّى تُرْجِعَهُ إِلَى دَارِهِ مِنَ الْمَدِينَةِ، فَبَعَثَ بِعُبَادَةَ حَتَّى قَدِمَ الْمَدِينَةَ، فَدَخَلَ عَلَى عُثْمَانَ فِي الدَّارِ، وَلَيْسَ فِي الدَّارِ غَيْرُ رَجُلٍ مِنَ السَّابِقِينَ أَوْ مِنَ التَّابِعِينَ، قَدْ أَدْرَكَ الْقَوْمَ، فَلَمْ يُفْجَأْ عُثْمَانُ إِلَّا وَهُوَ قَاعِدٌ فِي جَانِبِ الدَّارِ، فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: يَا عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ، مَا لَنَا وَلَكَ؟ فَقَامَ عُبَادَةُ بَيْنَ ظَهْرَيِ النَّاسِ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ أَبَا الْقَاسِمِ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّهُ سَيَلِي أُمُورَكُمْ بَعْدِي رِجَالٌ يُعَرِّفُونَكُمْ مَا تُنْكِرُونَ، وَيُنْكِرُونَ عَلَيْكُمْ مَا تَعْرِفُونَ، فَلَا طَاعَةَ

(1) في (م) و (ظ 2) و (ق): تُكِنُّ.

ص: 429

لِمَنْ عَصَى اللهَ، فَلَا تَعْتَلُّوا بِرَبِّكُمْ " (1).

(1) إسناده ضعيف، إسماعيل بن عياش ضعيف في روايته عن غير أهل بلده، وهذا منها، وإسماعيل بن عبيد بن رفاعة الأنصاري روى عنه اثنان: عبد الله بن عثمان بن خثيم ومسلم بن خالد الزَّنجي، والثاني منهما ضعيف، وذكر ابن حبان إسماعيل بن عبيد في "ثقاته"، وقد روى إسماعيل هذا الحديث عن أبيه عن عبادة كما سيأتي برقم (22786)، وقد اختُلف في إسناده.

وأخرجه بنحوه مختصراً البزار في "مسنده"(2731) من طريق يوسف بن خالد السمتي، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن إسماعيل بن عبيد بن رفاعة عن أبيه عن عبادة. قلنا: يوسف السمتي رمي بالكذب.

وأخرجه مختصراً الحاكم 3/ 357 من طريق مسلم بن خالد، عن إسماعيل بن عبيد بن رفاعة، عن أبيه، عن عبادة. ومسلم بن خالد ضعيف.

وأخرجه مختصراً الحاكم 3/ 357 من طريق زهير بن معاوية، عن إسماعيل بن عبيد، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن أبي الزبير، عن جابر، عن عبادة. فقلب زهير أو مَن دونه إسناده، وأبو الزبير مدلس وقد عنعنه.

وأخرجه مختصراً أيضاً الحاكم 3/ 356 من طريق محمد بن كثير المصيصي، عن عبد الله بن واقد، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن أبي الزبير، عن جابر، عن عبادة. ومحمد بن كثير ضعيف.

وأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(5789)، وفي "المصنف" 15/ 233 - 234، والحاكم 3/ 357 من طريق شريك بن عبد الله بن أبي نمر، عن الأعشى سعيد بن عبد الرحمن بن مكمل، عن أزهر بن عبد الله قال: أقبل عبادة بن الصامت حاجاً من الشام، فأتى عثمان بن عفان متظلِّماً فقال: يا عثمان ألا أخبرك شيئاً سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: بلى، قال: فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ستكون عليكم أمراء يأمرونكم بما تعرفون، ويعملون ما تنكرون، فليس لأولئك عليكم طاعة". وسقط سعيد من إسناد الحاكم، فصار: عن عبد الرحمن بن مكمل. وعزاه الهيثمي في "المجمع" 5/ 227 للطبراني، وقال: فيه الأعشى بن عبد الرحمن ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. قلنا: والأعشى =

ص: 430

22770 -

حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي عَطَاءٍ يَزِيدَ بْنِ عَطَاءٍ (1) السَّكْسَكِيِّ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ سَعْدٍ السَّكْسَكِيِّ، عَنْ جُنَادَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ أَنَّهُ سَمِعَ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ يَذْكُرُ: أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا مُدَّةُ أُمَّتِكَ مِنَ الرَّخَاءِ؟ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ شَيْئًا، حَتَّى سَأَلَهُ ثَلَاثَ مِرَارٍ كُلُّ ذَلِكَ لَا يُجِيبُهُ، ثُمَّ انْصَرَفَ الرَّجُلُ، ثُمَّ إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" أَيْنَ السَّائِلُ؟ " فَرَدُّوهُ عَلَيْهِ، فَقَالَ:" لَقَدْ سَأَلْتَنِي عَنْ شَيْءٍ مَا سَأَلَنِي عَنْهُ أَحَدٌ مِنْ أُمَّتِي، مُدَّةُ أُمَّتِي مِنَ الرَّخَاءِ مِئَةُ سَنَةٍ " قَالَهَا مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، فَقَالَ الرَّجُلُ: يَا

= هذا روى له البخاري في "الأدب" وأبو داود والترمذي، وروى عنه اثنان وذكره ابن حبان في "الثقات"، وأزهر بن عبد الله لم يسمع عبادة.

وأخرجه ابن ماجه (2865) عن هشام بن عمار، عن إسماعيل بن عياش، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه، عن ابن مسعود رفعه بلفظ:"سيلي أموركم بعدي رجال يطفئون السنة ويعملون بالبدعة، ويؤخرون الصلاة عن مواقيتها". وسلف في مسنده برقم (3790).

وقصة مبايعة عبادة للنبي صلى الله عليه وسلم سلفت من غير هذا الطريق برقم (22678) و (22679).

ويشهد لقوله: "فلا طاعة لمن عصى الله"، حديث عمران بن حصين السالف برقم (19824)، وانظر تتمة شواهده هناك.

قوله: "فلا تعتلوا بربكم"، قال السندي: من الاعتلال، أي: فلا تطيعوهم في المعاصي معتلين بإذن ربكم بأن أذن لكم في ذلك، فإنه ما أذن لكم بذلك، والله تعالى أعلم.

(1)

قوله: يزيد بن عطاء، أثبتناه من (ظ 5).

ص: 431

رَسُولَ اللهِ، فَهَلْ لِذَلِكَ مِنْ أَمَارَةٍ أَوْ عَلَامَةٍ أَوْ آيَةٍ؟ فَقَالَ:" نَعَمْ، الْخَسْفُ وَالرَّجْفُ وَإِرْسَالُ الشَّيَاطِينِ الْمُجْلِبَةِ (1) عَلَى النَّاسِ "(2).

22771 -

حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ دَاوُدَ الصَّنْعَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ رَوْحِ بْنِ زِنْبَاعٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، قَالَ: فَقَدَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةً أَصْحَابُهُ، وَكَانُوا إِذَا نَزَلُوا أَنْزَلُوهُ وَسَطَهُمْ (3)، فَفَزِعُوا وَظَنُّوا أَنَّ اللهَ اخْتَارَ لَهُ أَصْحَابًا غَيْرَهُمْ، فَإِذَا هُمْ بِخَيَالِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَكَبَّرُوا حِينَ رَأَوْهُ، وَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَشْفَقْنَا أَنْ يَكُونَ اللهُ اخْتَارَ لَكَ أَصْحَابًا

(1) المثبت من (م) و (ظ 5)، وكتب فوقها: الملجمة نسخة، وفي (ق): المجبلة في الملحمة.

(2)

إسناده ضعيف، أبو عطاء السكسكي روى عنه اثنان ولم يوثقه غير ابن حبان، ومعاذ بن سعد السكسكي مجهول.

وأخرجه الطبراني في "الشاميين"(2555)، والقاضي عبد الجبار الخولاني في "تاريخ داريَّا" ص 98 من طريق يحيى بن صالح، والبخاري في "التاريخ الكبير" 8/ 338، والحاكم 4/ 418 - 419 من طريق الوليد بن مسلم، كلاهما عن يزيد بن سعيد، بهذا الإسناد. وانقلب يزيد بن سعيد في "تاريخ داريّا" إلى: سعيد بن يزيد، ولم يسق البخاري لفظه بل قال: عن النبي صلى الله عليه وسلم في الخسف، وتحرف في مطبوعه إلى: الحشفة! وصوبناه من "تاريخ دمشق" لابن عساكر 18/ ورقة 286 - 287 حيث ساقه من طريقه، وتحرف جنادة في "مسند الشاميين" إلى: قتادة!

وانقلب يزيد بن سعيد في "تاريخ داريّا" إلى: سعيد بن يزيد، ونبه على خطئه الحافظ ابن عساكر في "التاريخ" المذكور وتبعه الحافظ ابن حجر في "التعجيل".

قوله: "المجلبة" أي: المجتمعة.

(3)

في (م): أوسطهم.

ص: 432

غَيْرَنَا! فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا، بَلْ أَنْتُمْ أَصْحَابِي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، إِنَّ اللهَ أَيْقَظَنِي فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنِّي لَمْ أَبْعَثْ نَبِيًّا وَلَا رَسُولًا إِلَّا وَقَدْ سَأَلَنِي مَسْأَلَةً أَعْطَيْتُهَا إِيَّاهُ، فَسَلْ يَا مُحَمَّدُ تُعْطَ، فَقُلْتُ: مَسْأَلَتِي شَفَاعَةٌ لِأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ " فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا الشَّفَاعَةُ؟ قَالَ:" أَقُولُ: يَا رَبِّ شَفَاعَتِي الَّتِي اخْتَبَأْتُ عِنْدَكَ، فَيَقُولُ الرَّبُّ تبارك وتعالى: نَعَمْ. فَيُخْرِجُ رَبِّي بَقِيَّةَ أُمَّتِي مِنَ النَّارِ، فَيَنْبِذُهُمْ فِي الْجَنَّةِ "(1).

22772 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْقَصَّابُ الْبَصْرِيُّ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" الدَّارُ حَرَمٌ، فَمَنْ دَخَلَ عَلَيْكَ حَرَمَكَ فَاقْتُلْهُ "(2).

(1) إسناده ضعيف، راشد بن داود الصنعاني لين الحديث.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(822)، والطبراني في "الشاميين"(1101) من طريق عبد الوهاب بن الضحاك، عن إسماعيل بن عياش، بهذا الإسناد. ورواية ابن أبي عاصم مختصرة بالمرفوع منه. وعبد الوهاب بن الضحاك متروك متَّهم.

وأحاديث الشفاعة مستفيضة، انظر حديث ابن عباس السالف برقم (2546).

وحديث أبي هريرة السالف برقم (7714). وانظر تتمة الشواهد عندهما.

(2)

إسناده ضعيف لضعف محمد بن كثير القصاب، ومحمد بن سيرين لم يسمع من عبادة.

وأخرجه أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 1/ 349 من طريق صالح بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وزاد في أوله قصة. =

ص: 433

22773 -

قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يُسَمِّي النُّقَبَاءَ، فَسَمَّى عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ فيهم (1)، قَالَ سُفْيَانُ: عُبَادَةُ عَقَبِيّ أُحُدِيٌّ بَدْرِيٌّ شَجَرِيٌّ، وَهُوَ نَقِيبٌ.

22774 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، عَنْ حَرْبِ بْنِ شَدَّادٍ قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ أَبِي كَثِيرٍ يَقُولُ: بَلَغَنِي أَنَّ النُّقَبَاءَ اثْنَا عَشَرَ، فَسَمَّى عُبَادَةَ فِيهِمْ (2).

22775 -

قَرَأْتُ عَلَى يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ أَصْرَمَ بْنِ فِهْرِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنَمِ بْنِ عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ، فِي الِاثْنَيْ عَشَرَ الَّذِينَ بَايَعُوا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْعَقَبَةِ الْأُولَى (3).

= وأخرجه أبو يعلى في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(4649)، والعقيلي في "الضعفاء" 4/ 130، وابن عدي في "الكامل" 6/ 2257، والبيهقي 8/ 341، والخطيب في "تاريخه" 11/ 98 - 99 من طريق محمد بن كثير، به.

قال ابن عدي: ما رواه عن يونس بن عبيد غير محمد بن كثير هذا، وهذا معروف به. وقال البيهقي: وقد روي بإسناد آخر ضعيف عن يونس بن عبيد، وهو إن صح فإنما أراد والله أعلم أنه يأمره بالخروج، فإن لم يخرج، فله ضربه وإن أتى الضربُ على نفسه.

وانظر حديث أبي هريرة السالف برقم (8475)، وحديث قهيد الغفاري السالف برقم (15486).

قال السندي: قوله: "فاقتله" هذا إذا علم أنه دخل لسوء، ثم هو فيما بينك وبين الله، وأما عند القاضي (يعني الحاكم) فلابد من إثبات ما يوجب قتله، والله تعالى أعلم.

(1)

في (م): مِنْهُمْ. وانظر الحديث السالف برقم (22679).

وانظر الخبرين التاليين.

(2)

رجاله ثقات. وانظر ما قبله وما بعده.

(3)

رجاله موثقون، وانظر ما قبله.

ص: 434

• 22776 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (1)، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ أَبُو زَكَرِيَّا الْبَصْرِيُّ الْحَرْبِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ الْكِنْدِيِّ: أَنَّهُ جَلَسَ مَعَ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ وَأَبِي الدَّرْدَاءِ وَالْحَارِثِ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْكِنْدِيِّ، فَتَذَاكَرُوا حَدِيثَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: أَبُو الدَّرْدَاءِ لِعُبَادَةَ: يَا عُبَادَةُ، كَلِمَاتُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةِ كَذَا فِي شَأْنِ الْأَخْمَاسِ، فَقَالَ عُبَادَةُ؛ قَالَ إِسْحَاقُ - يَعْنِي ابْنَ عِيسَى - فِي حَدِيثِهِ (2): إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى بِهِمْ فِي غَزْوَتِهِ إِلَى بَعِيرٍ مِنَ الْمَقْسَمِ، فَلَمَّا سَلَّمَ قَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَتَنَاوَلَ وَبَرَةً بَيْنَ أُنْمُلَتَيْهِ فَقَالَ:" إِنَّ هَذِهِ مِنْ غَنَائِمِكُمْ، وَإِنَّهُ لَيْسَ لِي فِيهَا إِلَّا نَصِيبِي مَعَكُمْ إِلَّا الْخُمُسُ، وَالْخُمُسُ مَرْدُودٌ عَلَيْكُمْ، فَأَدُّوا الْخَيْطَ وَالْمِخْيطَ، وَأَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ وَأَصْغَرَ، لَا تَغُلُّوا فَإِنَّ الْغُلُولَ نَارٌ وَعَارٌ عَلَى أَصْحَابِهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَجَاهِدُوا النَّاسَ فِي اللهِ الْقَرِيبَ وَالْبَعِيدَ، وَلَا تُبَالُوا فِي اللهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ، وَأَقِيمُوا حُدُودَ اللهِ فِي الْحَضَرِ وَالسَّفَرِ، وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ، فَإِنَّ الْجِهَادَ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ عَظِيمٌ، يُنَجِّي اللهُ بِهِ مِنَ الْهَمِّ وَالْغَمِّ "(3).

• 22777 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (4)، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا

(1) في (م) و (ظ 2) زيادة: حدثني أبي، وهو خطأ.

(2)

يعني سياق هذا الحديث لإسحاق، وقد سلف حديث إسحاق من رواية الإمام أحمد عنه برقم (22699).

(3)

حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف سلف الكلام عليه برقم (22680).

(4)

في (م) و (ظ 2) زيادة: حدثني أبي، وهو خطأ.

ص: 435

إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يُوسُفَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ، نَحْوَ ذَلِكَ (1).

• 22778 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (2)، حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ الْجَحْدَرِيُّ، حَدَّثَنَا الْفُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ عُبَادَةَ قَالَ: إِنَّ مِنْ قَضَاءِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّ الْمَعْدِنَ جُبَارٌ، وَالْبِئْرَ جُبَارٌ، وَالْعَجْمَاءَ جَرْحُهَا جُبَارٌ. وَالْعَجْمَاءُ: الْبَهِيمَةُ مِنَ الْأَنْعَامِ وَغَيْرِهَا. وَالْجُبَارُ: هُوَ الْهَدْرُ الَّذِي لَا يُغَرَمُ.

وَقَضَى فِي الرِّكَازِ الْخُمُسَ.

وَقَضَى أَنَّ تَمْرَ النَّخْلِ لِمَنْ أَبَّرَهَا إِلَّا أَنْ يَشْتَرِطَ الْمُبْتَاعُ.

وَقَضَى أَنَّ مَالَ الْمَمْلُوكِ لِمَنْ بَاعَهُ إِلَّا أَنْ يَشْتَرِطَ الْمُبْتَاعُ.

وَقَضَى أَنَّ الْوَلَدَ لِلْفِرَاشِ وَلِلْعَاهِرِ الْحَجَرَ.

وَقَضَى بِالشُّفْعَةِ بَيْنَ الشُّرَكَاءِ فِي الْأَرَضِينَ وَالدُّورِ.

وَقَضَى لِحَمَلِ ابْنِ مَالِكٍ الْهُذَلِيِّ بِمِيرَاثِهِ عَنْ امْرَأَتِهِ الَّتِي قَتَلَتْهَا الْأُخْرَى.

وَقَضَى فِي الْجَنِينِ الْمَقْتُولِ بِغُرَّةٍ: عَبْدٍ أَوْ أَمَةٍ، قَالَ: فَوَرِثَهَا

(1) حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف سعيد بن يوسف: وهو الرحبي الحمصي.

وانظر ما قبله، وما سلف برقم (22699).

(2)

في (م) و (ظ 2) زيادة "حدثني أبي" وهو خطأ.

ص: 436

بَعْلُهَا وَبَنُوهَا. قَالَ: وَكَانَ لَهُ مِنَ امْرَأَتَيْهِ كِلْتَيْهِمَا وَلَدٌ. قَالَ: فَقَالَ أَبُو الْقَاتِلَةِ الْمَقْضِيُّ عَلَيْهِ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ أَغْرَمُ مَنْ لَا صَاحَ وَلَا اسْتَهَلَّ، وَلَا شَرِبَ وَلَا أَكَلَ؟ فَمِثْلُ ذَلِكَ بَطَلَ (1). فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" هَذَا مِنَ الْكُهَّانِ ".

قَالَ: وَقَضَى فِي الرَّحَبَةِ تَكُونُ بَيْنَ الطَّرِيقِ، ثُمَّ يُرِيدُ أَهْلُهَا الْبُنْيَانَ فِيهَا، فَقَضَى أَنْ يُتْرَكَ لِلطَّرِيقِ فِيهَا سَبْعُ أَذْرُعٍ، قَالَ: وَكَانَتْ تِلْكَ الطَّرِيقُ تُسَمَّى الْمِيتَاءُ.

وَقَضَى فِي النَّخْلَةِ أَوِ النَّخْلَتَيْنِ أَوِ الثَّلَاثِ فَيَخْتَلِفُونَ فِي حُقُوقِ ذَلِكَ، فَقَضَى أَنَّ لِكُلِّ نَخْلَةٍ مِنْ أُولَئِكَ مَبْلَغَ جَرِيدَتِهَا حَيِّزٌ لَهَا.

وَقَضَى فِي شُرْبِ النَّخْلِ مِنَ السَّيْلِ أَنَّ الْأَعْلَى يَشْرَبُ قَبْلَ الْأَسْفَلِ، وَيُتْرَكُ الْمَاءُ إِلَى الْكَعْبَيْنِ، ثُمَّ يُرْسَلُ الْمَاءُ إِلَى الْأَسْفَلِ الَّذِي يَلِيهِ، فَكَذَلِكَ يَنْقَضِي حَوَائِطُ أَوْ يَفْنَى الْمَاءُ.

(1) كذا وقع في الأصول: بطل بالباء الموحدة، ورواية البخاري (5758) ومسلم (1681) (36): يُطل. قال الحافظ: للأكثر بضم المثناة التحتانية، وفتح الطاء المهملة وتشديد اللام، أي: يُهدر، يقال: دم فلان هدر: إذا تُرِكَ الطلبُ بثأره، وطُلَّ الدمُ بضم الطاء وبفتحها أيضاً، وحكي: أُطِلَّ، ولم يعرفه الأصمعي، ووقع للكشميهني في رواية ابن مسافر "بطل" بفتح الموحدة والتخفيف من البُطلان، كذا رأيته في نسخة معتمدة من رواية أبي ذر، وزعم عياض أنه وقع هنا للجميع بالموحدة، قال: وبالوجهين في "الموطأ" وقد رجح الخطابي أنه من البطلان، وأنكره ابن بطال، فقال: كذا يقوله أهل الحديث، وإنما هو طلَّ الدمُ: إذا هدر. قلت (القائل ابن حجر): وليس لإنكاره معنى بعد ثبوت الرواية وهو موجَّه راجع إلى معنى الرواية الأخرى.

ص: 437

وَقَضَى أَنَّ الْمَرْأَةَ لَا تُعْطِي مِنْ مَالِهَا شَيْئًا، إِلَّا بِإِذْنِ زَوْجِهَا.

وَقَضَى لِلْجَدَّتَيْنِ مِنَ الْمِيرَاثِ بِالسُّدُسِ بَيْنَهُمَا بِالسَّوَاءِ.

وَقَضَى أَنَّ مَنْ أَعْتَقَ شِرْكًا فِي مَمْلُوكٍ فَعَلَيْهِ جَوَازُ عِتْقِهِ، إِنْ كَانَ لَهُ مَالٌ.

وَقَضَى أَنْ لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ.

وَقَضَى أَنَّهُ لَيْسَ لِعِرْقٍ ظَالِمٍ حَقٌّ.

وَقَضَى بَيْنَ أَهْلِ الْمَدِينَةِ فِي النَّخْلِ لَا يُمْنَعُ نَفْعُ بِئْرٍ.

وَقَضَى بَيْنَ أَهْلِ الْبَادِيَةِ (1) أَنَّهُ لَا يُمْنَعُ فَضْلُ مَاءٍ لِيُمْنَعَ فَضْلُ الْكَلَأِ.

وَقَضَى فِي دِيَةِ الْكُبْرَى الْمُغَلَّظَةِ ثَلَاثِينَ ابْنَةَ لَبُونٍ، وَثَلَاثِينَ حِقَّةً، وَأَرْبَعِينَ خَلِفَةً.

وَقَضَى فِي دِيَةِ الصُّغْرَى ثَلَاثِينَ ابْنَةَ لَبُونٍ، وَثَلَاثِينَ حِقَّةً، وَعِشْرِينَ ابْنَةَ مَخَاضٍ، وَعِشْرِينَ بَنِي مَخَاضٍ ذُكُورًا.

ثُمَّ غَلَتِ الْإِبِلُ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهَانَتِ الدَّرَاهِمُ، فَقَوَّمَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِبِلَ الدَّيَةِ (2) سِتَّةَ آلَافِ دِرْهَمٍ حِسَابُ أُوقِيَّةٍ لِكُلِّ بَعِيرٍ، ثُمَّ غَلَتِ الْإِبِلُ، وَهَانَتِ الْوَرِقُ، فَزَادَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَلْفَيْنِ حِسَابَ أُوقِيَّتَيْنِ لِكُلِّ بَعِيرٍ، ثُمَّ غَلَتِ الْإِبِلُ وَهَانَتِ الدَّرَاهِمُ، فَأَتَمَّهَا عُمَرُ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا حِسَابَ ثَلَاثِ أَوَاقٍ لِكُلِّ بَعِيرٍ.

(1)(م) و (ظ 2): المدينة، والمثبت من (ظ 5)، و"غاية المقصد".

(2)

تحرف في (م) إلى: المدينة.

ص: 438

قَالَ: فَزَادَ ثُلُثَ الدِّيَةِ فِي الشَّهْرِ الْحَرَامِ، وَثُلُثًا آخَرُ فِي البَلَدِ الْحَرَامِ، قَالَ: فَتَمَّتْ دِيَةُ الْحَرَمَيْنِ عِشْرِينَ أَلْفًا.

قَالَ: فَكَانَ يُقَالُ: يُؤْخَذُ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ مِنْ مَاشِيَتِهِمْ لَا يُكَلَّفُونَ الْوَرِقَ وَلَا الذَّهَبَ، وَيُؤْخَذُ مِنْ كُلِّ قَوْمٍ مَا لَهُمْ قِيمَةُ الْعَدْلِ مِنْ أَمْوَالِهِمْ (1).

(1) إسناده ضعيف، الفضيل بن سليمان -وهو النُّمَيري- ليِّن الحديث، وإسحاق بن يحيى بن الوليد بن عُبادة مجهول الحال، ثم روايته عن جَدِّه عبادة مرسلة. والحديث لكثير منه شواهد صحيحة يأتي ذكرها.

وأخرج قصة المعدن جبار

إلخ أبو عوانة (6373) من طريق محمد بن أبي بكر، عن الفضيل بن سليمان، بهذا الإسناد.

ويشهد له ولقصة الركاز معاً حديث أبي هريرة السالف برقم (7120)، وحديث جابر السالف برقم (14592).

وأخرج قصة تأبير النخل وقصة مال المملوك ابن ماجه (2213) عن عبد ربه ابن خالد النميري، والبيهقي 5/ 326 من طريق محمد بن أبي بكر، كلاهما عن الفضيل بن سليمان، به.

ويشهد للقصتين معاً حديث ابن عمر السالف برقم (4552).

ويشهد لقصة الولد للفراش حديث أبي هريرة السالف برقم (7262)، وانظر عنده تتمة شواهده.

وأخرج قصة الشفعة البيهقي 6/ 109 من طريق محمد بن أبي بكر، عن فضيل بن سليمان، به.

ويشهد لقصة الشفعة حديث جابر السالف برقم (14157)، وانظر عنده تتمة شواهده.

وأخرج قصة حمل بن مالك ابنُ ماجه (2643) عن عبد ربه بن خالد، عن الفضيل بن سليمان، به.

ويشهد لها حديث ابن عباس السالف برقم (3439)، وحديث أبي هريرة السالف برقم (10916)، وحديث المغيرة بن شعبة السالف برقم (18148)، =

ص: 439

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وحديث أبي المليح عن أبيه في "شرح المشكل"(4527).

وأخرج قصة الرحبة البيهقي 6/ 155 من طريق محمد بن أبي بكر، عن فضيل بن سليمان، به.

ويشهد لها حديث ابن عباس السالف برقم (2865)، وحديث أبي هريرة السالف برقم (7126).

وأخرج قصة حيِّز النخلة الحاكم 4/ 97 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، به.

وأخرجها أيضاً ابن ماجه (2488)، والطحاوي في "شرح المشكل"(3544)، والبيهقي 6/ 155 من طرق عن فضيل، به.

وفي هذا الباب عن ابن عمر عند ابن ماجه (2489)، والطبراني (13647)، وعن أبي سعيد عند أبي داود (3640)، والطحاوي في "شرح المشكل"(3542)، والبيهقي 6/ 155، وإسناد حديث ابن عمر ضعيف، وإسناد أبي سعيد صحيح.

وأخرج أبو داود في "المراسيل"(404) من طريق عروة بن الزبير، قال: قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في حريم النخلة طولها. ورجاله ثقات.

وأخرج قصة شرب النخل ابن ماجه (2483) عن أبي المغلس عبد ربه بن خالد، والبيهقي 6/ 154 من طريق محمد بن أبي بكر، كلاهما عن فضيل بن سليمان، به.

ويشهد لها حديث الزبير بن العوام السالف برقم (1419).

ويشهد لقصة عطية المرأة حديث ابن عمرو السالف برقم (6681) وانظره لزاماً، وحديث خيرة امرأة كعب بن مالك عند ابن ماجه (2389)، والطحاوي في "معاني الآثار" 4/ 351.

وأخرج قصة توريث الجدتين السدسَ الحاكم 4/ 340 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، به.

وأخرجها أيضاً البيهقي 6/ 235 من طريق محمد بن أبي بكر، عن فضيل بن سليمان، به.

وفي الباب عن أبي بكر وعمر موقوفين عند مالك 2/ 513 و 514، والبيهقى 6/ 234 و 235. =

ص: 440

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= ويشهد لقصة عتق شِرك المملوك حديث أبي هريرة السالف برقم (7468).

وأخرج قوله: لا ضرر ولا ضرار، البيهقي 6/ 156 - 157 و 10/ 133 من طريق محمد بن أبي بكر، عن فضيل بن سليمان، به.

وفي الباب عن ابن عباس سلف برقم (2865)، وذكرنا عنده تتمة الشواهد.

ويشهد لقوله: ليس لعرق ظالم حق، حديث سعيد بن زيد عند أبي داود (3073)، والترمذي (1378)، والنسائي في "الكبرى"(5761). وسنده صحيح.

وفي الباب أيضاً عن غير واحد من الصحابة، انظر "الفتح" 5/ 19، وفي أسانيدها مقال.

ويشهد لمنع فضل الماء حديث أبي هريرة السالف برقم (7324)، وذكرنا عنده تتمة الشواهد.

وأخرج الدية الكبرى والصغرى البيهقي 8/ 74 و 77 من طريق محمد بن أبي بكر، عن فضيل بن سليمان، به.

ويشهد للدية الكبرى حديث عبد الله بن عمرو السالف برقم (6533)، وانظر عنده تتمة الشواهد.

وانظر حديثي عبد الله بن عمرو السالفين برقم (6663) و (7090).

قال السندي: "الرحبة" بفتح المهملة أو سكونها: الساحة بين الطريق اختلطت بها.

"المِيتاء" مِفعال من الإتيان، أي: طريق مسلوك، وميمه زائدة، وبابه الهمزة. قاله ابن الأثير.

"وقضى في النخلة" أي: إذا غرسها أحد في أرض موات فحقها من الأرض مبلغ الجريد، فيمنع الآخر من الغرس في هذا المقدار لئلا يتضرر الأول.

"حَيّز لها" بفتح فتشديد، أي: مكانها.

"المرأة لا تعطي" حملوه على الاستحباب وحسن العشرة إلا مالكاً حمله على الوجوب فيما فوق الثلث.

"للجدتين" أي: للجدة من أب وللجدة من أم.

"جواز عتقه" أي: إتمامه.

"نقع بئر" أي: فضل مائها، وقيل: النقع: الماء القليل الناقع، وهو المجتمِع. =

ص: 441

• 22779 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (1)، حَدَّثَنَا الصَّلْتُ بْنُ مَسْعُودٍ، حَدَّثَنَا الْفُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ عُبَادَةَ: قَالَ: إِنَّ مِنْ قَضَاءِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: الْمَعْدِنُ جُبَارٌ، وَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ أَبِي كَامِلٍ بِطُولِهِ، غَيْرَ أَنَّهُمَا اخْتَلَفَا فِي الْإِسْنَادِ، فَقَالَ أَبُو كَامِلٍ فِي حَدِيثِهِ: عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ، عَنْ عُبَادَةَ أو أَنَّ عُبَادَةَ قَالَ: مِنْ قَضَاءِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَالَ: الصَّلْتُ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ، عَنْ عُبَادَةَ: أَنَّ مِنْ قَضَاءِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ (2).

• 22780 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، قَالَ: قَالَ عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ: نَزَلَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم {وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ} إِلَى آخِرِ الْآيَةِ [النساء: 15] قَالَ: فَفَعَلَ ذَلِكَ بِهِنَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَبَيْنَمَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَالِسٌ وَنَحْنُ حَوْلَهُ، وَكَانَ إِذَا نَزَلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ، أَعْرَضَ عَنَّا، وَأَعْرَضْنَا عَنْهُ، وَتَرَبَّدَ وَجْهُهُ،

= "دية الكبرى" أي: الجناية الكبرى، وهي القتل عمداً.

"ثلث الدية" هو أربعة آلاف.

"في الشهر الحرام" أي: إذا قتل في الشهر الحرام يغلظ عليه الدية، بأن يزاد فيها الثلث، وكذا إذا قتل في أحد الحرمين، فإذا اجتمع الأمران بأن يكون القتل في الشهر الحرام وفي الحرم، فالدية عشرون ألفاً بزيادة ثمانية على اثني عشر ألفاً، والله تعالى أعلم.

(1)

في (م) زيادة: حدثني أبي، وهو خطأ.

(2)

إسناده ضعيف كسابقه.

ص: 442

وَكُرِبَ لِذَلِكَ، فَلَمَّا رُفِعَ عَنْهُ الْوَحْيُ قَالَ:" خُذُوا عَنِّي " قُلْنَا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " قَدْ جَعَلَ اللهُ لَهُنَّ سَبِيلًا، الْبِكْرُ بِالْبِكْرِ جَلْدُ مِئَةٍ وَنَفْيُ سَنَةٍ، وَالثَّيِّبُ بِالثَّيِّبِ جَلْدُ مِئَةٍ ثُمَّ الرَّجْمُ ".

قَالَ الْحَسَنُ: فَلَا أَدْرِي أَمِنَ الْحَدِيثِ هُوَ أَمْ لَا: قَالَ: فَإِنْ شَهِدُوا أَنَّهُمَا وُجِدَا فِي لِحَافٍ لَا يَشْهَدُونَ عَلَى جِمَاعٍ خَالَطَهَا بِهِ جَلْدُ مِئَةٍ (1)، وَجُزَّتْ رُؤُوسُهُمَا (2).

(1) في (م) والأصول الخطية عدا (ظ 5): جلد مئة، والمثبت من (ظ 5).

(2)

حديث صحيح دون قوله في آخره: فإن شهدوا

إلخ، وهذا إسناد رجاله رجال الصحيح، لكنه منقطع فإن الحسن -وهو البصري- لم يسمع من عبادة بن الصامت، وقد سلف الحديث بالأرقام (22666) و (22703) و (22715) و (22730) و (22734) موصولاً بذكر حطان بن عبد الله الرقاشي بين الحسن وعبادة، وليس في شيء منها ذكر هذا الحرف الذي في آخره، ولم يتابع الحسنَ عليه أحدٌ.

وأخرجه الطيالسي (584)، وأخرجه ابن الأعرابي في "معجمه"(2276) من طريق إبراهيم بن أبي سويد، كلاهما (الطيالسي وإبراهيم) عن جرير بن حازم، بهذا الإسناد. ورواية الطيالسي مختصرة.

وأخرجه الشافعي في "الرسالة"(378)، وفي "اختلاف الحديث" ص 153، والنسائي في "الكبرى"(7142)، والبغوي (2580) من طريق يونس بن عبيد، والطبري في "تفسيره" 4/ 294 من طريق إسماعيل بن مسلم، كلاهما عن الحسن البصري، به. قال الشافعي بإثره في "اختلاف الحديث": وقد حدثني الثقة: أن الحسن كان يدخل بينه وبين عبادة حطانَ الرقاشي ولا أدري أدخله عبدُ الوهّاب -وهو شيخ الشافعي فيه- بينهما، فتُرك من كتابي حين حوَّلته من الأصل أم لا، والأصل يوم كتبتُ هذا الكتاب غائبٌ عنِّي. =

ص: 443

• 22781 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ شُعَيْبٍ الْبَزَّارُ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ، أَخْبَرَنِي أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عِيسَى - قَالَ: وَكَانَ أَمِيرًا عَلَى الرَّقَّةِ -، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا مِنْ أَمِيرِ عَشَرَةٍ إِلَّا جِيءَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَغْلُولَةٌ يَدُهُ إِلَى عُنُقِهِ، حَتَّى يُطْلِقَهُ الْحَقُّ أَوْ يُوبِقَهُ، وَمَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ، ثُمَّ نَسِيَهُ، لَقِيَ اللهَ وَهُوَ أَجْذَمُ "(1).

• 22782 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ مَخْلَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي زُمَيْلٍ إِمْلَاءً مِنْ كِتَابِهِ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى الْفَزَارِيُّ - وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللهِ، وَلَقَبُهُ أَبُو الْمَلِيحِ، يَعْنِي الرَّقِّيَّ - عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي مَرْزُوقٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ قَالَ: دَخَلْتُ مَسْجِدَ حِمْصَ، فَإِذَا فِيهِ حَلْقَةٌ فِيهَا اثْنَانِ وَثَلَاثُونَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: وَفِيهِمْ شَابٌّ أَكْحَلُ بَرَّاقُ الثَّنَايَا، مُحْتَبٍ، فَإِذَا اخْتَلَفُوا فِي شَيْءٍ سَأَلُوهُ فَأَخْبَرَهُمْ، فَانْتَهَوْا إِلَى خَبَرِهِ، قَالَ: قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ. قَالَ: فَقُمْتُ إِلَى الصَّلَاةِ، قَالَ: فَأَرَدْتُ أَنْ أَلْقَى بَعْضَهُمْ، فَلَمْ أَقْدِرْ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ، انْصَرَفُوا، فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ

= قوله: "جُزّت رؤوسهما" قال السندي: من الجز بتشديد الزاي، وهو قطع الشَّعَر.

(1)

صحيح لغيره دون قوله: "ومن تعلم القرآن

إلخ" وهذا إسناد ضعيف، يزيد بن أبي زياد -وهو الهاشمي الكوفي- ضعيف، وعيسى -وهو ابن فائد- مجهول، وروايته عن الصحابة مرسلة. أبو عوانة: هو الوضاح اليشكري.

وانظر (22758).

ص: 444

دَخَلْتُ، فَإِذَا مُعَاذٌ يُصَلِّي إِلَى سَارِيَةٍ، قَالَ: فَصَلَّيْتُ عِنْدَهُ، فَلَمَّا انْصَرَفَ جَلَسْتُ بَيْنِي وَبَيْنَهُ السَّارِيَةُ، ثُمَّ احْتَبَيْتُ فَلَبِثْتُ سَاعَةً لَا أُكَلِّمُهُ وَلَا يُكَلِّمُنِي، قَالَ: ثُمَّ قُلْتُ: وَاللهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ لِغَيْرِ دُنْيَا أَرْجُوهَا أُصِيبُهَا مِنْكَ، وَلَا قَرَابَةَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ. قَالَ: فَلِأَيِّ شَيْءٍ؟ قَالَ: قُلْتُ: لِلَّهِ تبارك وتعالى. قَالَ: فَنَثَرَ حِبْوَتِي، ثُمَّ قَالَ: فَأَبْشِرْ إِنْ كُنْتَ صَادِقًا، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" الْمُتَحَابُّونَ فِي اللهِ فِي ظِلِّ الْعَرْشِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ، يَغْبِطُهُمْ بِمَكَانِهِمُ النَّبِيُّونَ وَالشُّهَدَاءُ ".

قَالَ ثُمَّ: خَرَجْتُ فَأَلْقَى عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ قَالَ: فَحَدَّثْتُهُ بِالَّذِي حَدَّثَنِي مُعَاذٌ، فَقَالَ عُبَادَةُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَرْوِي عَنْ رَبِّهِ تبارك وتعالى أَنَّهُ قَالَ: " حَقَّتْ مَحَبَّتِي عَلَى الْمُتَحَابِّينَ فِيَّ - يَعْنِي نَفْسَهُ - وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَنَاصِحِينَ فِيَّ، وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي عَلَى (1) الْمُتَزَاوِرِينَ فِيَّ، وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي عَلَى الْمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ، عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ، يَغْبِطُهُمْ بِمَكَانِهِمُ النَّبِيُّونَ وَالصِّدِّيقُونَ "(2).

(1) من قوله: "حقت محبتي" إلى هنا لم يرد في (م) و (ظ 2) و (ق)، وأثبتناه من (ظ 5).

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات.

وأخرجه ابن حبان (577) من طريق أبي أحمد مخلد بن الحسن، بهذا الإسناد.

وانظر الحديث التالي.

وسلف الحديث في مسند معاذ بن جبل برقم (22064) من طريق جعفر بن برقان، عن حبيب بن أبي مرزوق، عن عطاء بن أبي رباح، عن أبي مسلم الخولاني.

ص: 445

• 22783 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا هِقْلٌ - يَعْنِي ابْنَ زِيَادٍ - عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ فِي مَجْلِسِ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ قَالَ: دَخَلْتُ مَسْجِدَ حِمْصَ فَجَلَسْتُ إِلَى حَلْقَةٍ فِيهَا اثْنَانِ وَثَلَاثُونَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: يَقُولُ الرَّجُلُ مِنْهُمْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَيُحَدِّثُ، ثُمَّ يَقُولُ الْآخَرُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَيُحَدِّثُ، قَالَ: وَفِيهِمْ رَجُلٌ أَدْعَجُ بَرَّاقُ الثَّنَايَا، فَإِذَا شَكُّوا فِي شَيْءٍ رَدُّوهُ إِلَيْهِ وَرَضُوا بِمَا يَقُولُ فِيهِ، قَالَ: فَلَمْ أَجْلِسْ قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ مَجْلِسًا مِثْلَهُ، فَتَفَرَّقَ الْقَوْمُ وَمَا أَعْرِفُ اسْمَ رَجُلٍ مِنْهُمْ وَلَا مَنْزِلَهُ، قَالَ: فَبِتُّ بِلَيْلَةٍ مَا بِتُّ بِمِثْلِهَا، قَالَ: وَقُلْتُ: أَنَا رَجُلٌ أَطْلُبُ الْعِلْمَ، وَجَلَسْتُ إِلَى أَصْحَابِ نَبِيِّ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ أَعْرِفْ اسْمَ رَجُلٍ مِنْهُمْ وَلَا مَنْزِلَهُ! فَلَمَّا أَصْبَحْتُ غَدَوْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَإِذَا أَنَا بِالرَّجُلِ الَّذِي كَانُوا إِذَا شَكُّوا فِي شَيْءٍ رَدُّوهُ إِلَيْهِ، يَرْكَعُ إِلَى بَعْضِ أُسْطُوَانَاتِ الْمَسْجِدِ، فَجَلَسْتُ إِلَى جَانِبِهِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ، قُلْتُ: يَا عَبْدَ اللهِ، وَاللهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ لِلَّهِ. فَأَخَذَ بِحُبْوَتِي حَتَّى أَدْنَانِي مِنْهُ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّكَ لَتُحِبُّنِي لِلَّهِ؟ قَالَ: قُلْتُ: إِي وَاللهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ لِلَّهِ. قَالَ: فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّ الْمُتَحَابِّينَ بِجَلَالِ اللهِ، فِي ظِلِّ اللهِ وَظِلِّ عَرْشِهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ ".

قَالَ: فَقُمْتُ مِنْ عِنْدِهِ فَإِذَا أَنَا بِرَجُلٍ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ، قَالَ: قُلْتُ: حَدِيثًا حَدَّثَنِيهِ الرَّجُلُ. قَالَ: أَمَا إِنَّهُ لَا يَقُولُ

ص: 446

لَكَ إِلَّا حَقًّا. قَالَ: فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ: قَدْ سَمِعْتُ ذَلِكَ وَأَفْضَلَ مِنْهُ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَأْثُرُ عَنْ رَبِّهِ تبارك وتعالى:" حَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلَّذِينَ يَتَحَابُّونَ فِيَّ، وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلَّذِينَ يَتَبَاذَلُونَ فِيَّ، وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلَّذِينَ يَتَزَاوَرُونَ فِيَّ " قَالَ: قُلْتُ: مَنْ أَنْتَ يَرْحَمُكَ اللهُ؟ قَالَ: أَنَا عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ. قَالَ: قُلْتُ: مَنِ الرَّجُلُ؟ قَالَ: مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ (1).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح غير الرجل المبهم -وهو يونس بن ميسرة بن حلبس، كما جاء مصرحاً باسمه عند بعضهم- فقد روى له أصحاب السنن غير النسائي، وهو ثقة، وقد توبع. وأبو إدريس الخولاني -وهو عائذ الله بن عبد الله- مختلف في سماعه من معاذ بن جبل، وسمع من عبادة كما ذكرنا عند الحديث (22002).

وأخرجه تاماً ومختصراً البزار في "مسنده"(2697) مختصراً، والطحاوي في "شرح المشكل"(3892)، والطبراني في "الشاميين"(2224) من طريق محمد بن كثير، والطبراني في "الشاميين"(2225) من طريق أحمد بن عنتر، والحاكم 4/ 169 من طريق الوليد بن مزيد، ثلاثتهم عن الأوزاعي، عن يونس بن ميسرة بن حلبس، عن أبي إدريس، به. ووقع في رواية "الشاميين" (2224): معاذ بن جبل عن عبادة!! خلافاً لمن رواه من نفس الطريق.

وأخرجه الطيالسي (572)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3895)، والشاشي (1234)، والحاكم 4/ 169 - 170، والبيهقي في "السنن" 10/ 233، وفي "الشعب"(8993) من طريق يعلى بن عطاء، عن الوليد بن عبد الرحمن، عن أبي إدريس، به. وروايتهم مختصرة -إلا الحاكم والبيهقي في "الشعب"- على قوله: "حقت محبتي

إلخ"، والحديث قد سلف من هذا الطريق في مسند معاذ بن جبل برقم (22002). =

ص: 447

• 22784 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَحْرٍ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ (1)، عَنْ يَعْلَى بْنِ شَدَّادٍ قَالَ: سَمِعْتُ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ يَقُولُ: عَادَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَقَالَ:" هَلْ تَدْرُونَ مَنِ الشُّهَدَاءُ مِنْ أُمَّتِي؟ " مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، فَسَكَتُوا، فَقَالَ عُبَادَةُ: أَخْبِرْنَا يَا رَسُولَ اللهِ. فَقَالَ: " الْقَتِيلُ فِي سَبِيلِ اللهِ شَهِيدٌ، وَالْمَبْطُونُ شَهِيدٌ، وَالْمَطْعُونُ شَهِيدٌ، وَالنُّفَسَاءُ شَهِيدٌ يَجُرُّهَا وَلَدُهَا بِسُرَرِهِ إِلَى الْجَنَّةِ "(2).

• 22785 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ الْكَوْسَجُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْبَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، أَنَّ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ حَدَّثَهُمْ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " مَا عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ مِنْ رَجُلٍ مُسْلِمٍ يَدْعُو اللهَ بِدَعْوَةٍ، إِلَّا آتَاهُ اللهُ

= وأخرجه الشاشي (1235)، والطبراني في "الشاميين"(625) من طريق عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وفي "الشاميين"(744) مختصراً من طريق عتبة بن أبي حكيم، كلاهما عن عطاء الخراساني، عن أبي إدريس، عن عبادة.

وانظر ما قبله.

(1)

تحرف في (م) إلى: أبي سلمان.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي سنان. وهو عيسى بن سنان الحنفي.

وأخرجه الطبراني في "الشاميين"(2154) من طريق عبد الواحد بن غياث، به.

وانظر ما سلف برقم (22684).

قوله: "بسَرَره" قال السندي: بفتحتين: هو ما يقطع من المولود من السُّرَّة.

ص: 448

إِيَّاهَا، أَوْ كَفَّ عَنْهُ مِنَ السُّوءِ مِثْلَهَا، مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْمٍ، أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ " (1).

• 22786 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ الْهَرَوِيُّ (2)، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ (3)، عَنْ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ، عَنْ أَبِيهِ عُبَيْدٍ

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل ابن ثوبان -وهو عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان- وباقي رجاله ثقاث. محمد بن يوسف: هو الفريابي.

وأخرجه الترمذي (3573)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(881)، والشاشي في "مسنده"(1301)، وأبو نعيم في "الحلية" 5/ 137، والبيهقي في "الشعب"(1131)، والبغوي (1387) من طرق عن محمد بن يوسف الفريابي، بهذا الإسناد. وزِيدَ في إسناد الشاشي: عبد الرحمن بن جبير بن نفير بين مكحول وجبير، وهي رواية شاذة، وزاد الطحاوي وأبو نعيم في آخر الحديث:"فقال رجل من القوم: إذاً نكثر، قال: الله أكثر". وقال الترمذي: حسن صحيح غريب من هذا الوجه.

وأخرجه الطبراني في "الشاميين"(182) و (3524) من طريق أبي خليد عتبة بن حماد، عن ابن ثوبان، به. وفيه الزيادة المشار إليها آنفاً.

وأخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط"(147)، وفي "مسند الشاميين"(3523)، وفي "الدعاء"(86) من طريق زيد بن واقد وهشام بن الغاز، عن مكحول، به. وزاد في آخره قوله صلى الله عليه وسلم:"ما لم يعجل" قالوا: يا رسول الله، ما استعجاله؟ قال:"يقول: قد دعوت فلم يستجب لي"، فقال رجل من القوم: إذاً نكثر يا رسول الله، قال:"الله أكثر".

وفي الباب عن أبي سعيد الخدري سلف برقم (11133)، وإسناده جيد.

(2)

تحرف في (م) و (ظ 2) و (ق) إلى: المروي.

(3)

تحرف في (م) إلى: مسلم.

ص: 449

عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " سَيَلِي أُمُورَكُمْ مِنْ بَعْدِي رِجَالٌ يُعَرِّفُونَكُمْ مَا تُنْكِرُونَ، وَيُنَكِّرُونَكُمْ مَا تَعْرِفُونَ، فَلَا طَاعَةَ لِمَنْ عَصَى اللهَ، فَلَا تَعْتَلُّوا بِرَبِّكُمْ "(1).

• 22787 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يِسَافٍ، عَنْ أَبِي الْمُثَنَّى، عَنِ ابْنِ أُخْتِ عُبَادَةَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّهَا سَتَكُونُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ تَشْغَلُهُمْ أَشْيَاءُ عَنِ الصَّلَاةِ حَتَّى يُؤَخِّرُوهَا عَنْ وَقْتِهَا، فَصَلُّوهَا لِوَقْتِهَا " فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَإِنْ أَدْرَكْتُ مَعَهُمْ أُصَلِّي؟ قَالَ:" إِنْ شِئْتَ "(2).

(1) إسناده ضعيف لضعف سويد بن سعيد الهروي. والحديث قد سلف الكلام عليه برقم (22769). ابن خثيم: هو عبد الله بن عثمان.

وأخرجه أبو يعلى في "مسنده الكبير" كما في "إتحاف الخيرة"(5790)، والشاشي في "مسنده"(1258)، والطبراني في "الأوسط"(2915)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 8/ ورقة 865 - 866 من طرق عن يحيى بن سليم، بهذا الإسناد. ورواية الشاشي وابن عساكر مطولة.

وأخرجه ابن ماجه (2865) عن سويد بن سعيد، عن يحيى بن سليم، عن عبد الله بن خثيم، عن القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه، عن ابن مسعود.

وسلف في مسنده برقم (3790).

(2)

صحيح لغيره دون قوله: "إن شئت" وسلف التعليق على هذا الحرف عند الرواية (22686)، وهذا إسناد ضعيف، سلف الكلام عليه أيضاً برقم (22681). جرير: هو ابن عبد الحميد، ومنصور: هو ابن المعتمر. =

ص: 450

• 22788 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ النَّاجِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ جَبَلَةَ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ غَزَا - قَالَ إِبْرَاهِيمُ فِي حَدِيثِهِ: فِي سَبِيلِ اللهِ - وَلَا يَنْوِي فِي غَزَاتِهِ إِلَّا عِقَالًا، فَلَهُ مَا نَوَى "(1).

• 22789 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (2) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ، مَكِّيٌّ، وَأَبُو مَرْوَانَ الْعُثْمَانِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خَالِدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو ضَمْرَةَ، عَنْ ابْنِ حَرْمَلَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّادٍ الزُّرَقِيَّ أَخْبَرَهُ: أَنَّهُ كَانَ يَصِيدُ الْعَصَافِيرَ فِي بِئْرِ أَبِي إِهَابٍ، وَكَانَتْ لَهُمْ، فَرَآنِي عُبَادَةُ وَقَدْ أَخَذْتُ الْعُصْفُورَ، فَانْتَزَعَهُ مِنِّي وَأَرْسَلَهُ، وَقَالَ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَرَّمَ مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا، كَمَا حَرَّمَ إِبْرَاهِيمُ مَكَّةَ.

= وأخرجه المزي في ترجمة ضمضم أبي المثنى من "التهذيب" 13/ 330 - 331 من طريق أبي خيثمة، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (433) عن محمد بن قدامة بن أعيَن، عن جرير بن عبد الحميد، به.

(1)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، سلف الكلام عليه عند الرواية (22692).

وأخرجه ابن حبان (4638) من طريق عبد الواحد بن غياث وحده، بهذا الإسناد.

(2)

في (م) و (ق) زيادة: حدثني أبي، وهو خطأ.

ص: 451

وَكَانَ عُبَادَةُ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم (1).

• 22790 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ الْكَوْسَجُ، أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ مُوسَى، عَنْ فَرْقَدٍ السَّبَخِيِّ، حَدَّثَنَا أَبُو مُنِيبٍ الشَّامِيُّ، عَنْ أَبِي عَطَاءٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.

وَحَدَّثَنِي شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.

قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عَمْرٍو الْبَجَلِيُّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.

قَالَ: وَحَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، أَوْ حُدِّثْتُ عَنْهُ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَيَبِيتَنَّ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى أَشَرٍ وَبَطَرٍ وَلَعِبٍ وَلَهْوٍ، فَيُصْبِحُوا قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ بِاسْتِحْلَالِهِمُ الْمَحَارِمَ، وَاتِّخَاذِهِمُ الْقَيْنَاتِ، وَشُرْبِهِمُ الْخَمْرَ، وَأَكْلِهِمُ الرِّبَا، وَلُبْسِهِمُ الْحَرِيرَ "(2).

(1) المرفوع منه صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، سلف الكلام عليه برقم (22708).

(2)

هذا الحديث له أربعة أسانيد، الأول: ضعيف لضعف صدقة بن موسى الدَّقيقي، ولضعف فرقد بن يعقوب، ولجهالة أبي عطاء -وهو اليحبوري والثاني: ضعيف لضعف فرقد ولضعف شهر بن حوشب، وعبد الرحمن بن غنم مختلف في صحبته. والثالث: ضعيف لضعف فرقد. والرابع: ضعيف لضعف فرقد ثم هو لم يسمعه من سعيد بن المسيّب، بينهما قتادة كما سلف برقم (22231)، وكما سيأتي في التخريج. =

ص: 452

• 22791 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (1)، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مَنْ لَا أَتَّهِمُ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا رَأَى الْهِلَالَ قَالَ: " اللهُ أَكْبَرُ، الْحَمْدُ لِلَّهِ، لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ، اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَ هَذَا الشَّهْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ الْقَدَرِ، وَمِنْ سُوءِ الْمَحْشَرِ (2) "(3).

= وأخرجه البخاري في الكنى من "تاريخه" ص 60 عن موسى بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، عن داود بن أبي هند، عن أبي المنيب، بهذا الإسناد. ووقع في المطبوع غير ما تحريف يصحح من هنا.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 6/ 296، وفي "أخبار أصبهان" 1/ 125 - 126 من طريق جعفر بن سليمان الضبعي، عن فرقد السبخي، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، عن ابن عباس.

وقد سلف الحديث في مسند أبي أمامة الباهلي برقم (22231) عن أبي أمامة مرفوعاً، وعن سعيد بن المسيب وإبراهيم النخعي مرسلاً.

(1)

في (م) و (ق) زيادة: حدثني أبي، وهو خطأ.

(2)

في (م): الحشر.

(3)

إسناده ضعيف لإبهام الراوي عن عبادة. محمد بن بشر: هو العبدي.

وهو في "مصنف" ابن أبي شيبة 3/ 98 و 10/ 398، ومن طريقه أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(387).

وفي الباب عن رافع بن خديج عند الطبراني (4409)، وإسناده ضعيف.

وسلف حديث طلحة بن عبيد الله برقم (1397): أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى الهلال قال: "اللهم أهلَّه علينا باليمن والإيمان، والسلامة والإسلام، ربي وربك الله" وهو حديث حسن بشواهده المذكورة عنده.

ص: 453

• 22792 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا شُجَاعُ بْنُ مَخْلَدٍ (1)، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: قَالَ عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ جُرِحَ فِي جَسَدِهِ جِرَاحَةً فَتَصَدَّقَ بِهَا، كَفَّرَ اللهُ عَنْهُ بِمِثْلِ مَا تَصَدَّقَ بِهِ "(2).

22293 -

حَدَّثَنَا يَعْمَرُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي أَبُو هَانِئٍ الْخَوْلَانِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ الْجَنْبِيِّ، أَنَّ فَضَالَةَ بْنَ عُبَيْدٍ (3) وَعُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ حَدَّثَاهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ وَفَرَغَ اللهُ مِنْ قَضَاءِ الْخَلْقِ، فَيَبْقَى رَجُلَانِ، فَيُؤْمَرُ بِهِمَا إِلَى النَّارِ، فَيَلْتَفِتُ أَحَدُهُمَا فَيَقُولُ الْجَبَّارُ: رُدُّوهُ، فَيَرُدُّونَهُ: قَالَ لَهُ: لِمَ الْتَفَتَّ؟ قَالَ: إِنْ كُنْتُ أَرْجُو أَنْ تُدْخِلَنِي الْجَنَّةَ، قَالَ: فَيُؤْمَرُ بِهِ إِلَى الْجَنَّةِ، فَيَقُولُ: لَقَدْ أَعْطَانِي اللهُ حَتَّى لَوْ أَنِّي أَطْعَمْتُ أَهْلَ الْجَنَّةِ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مَا عِنْدِي شَيْئًا ". قَالَ: فَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا ذَكَرَهُ يُرَى السُّرُورُ فِي وَجْهِهِ (4).

(1) تحرف في (م) إلى: محمد.

(2)

صحيح بشواهده، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح، لكن الشعبي -وهو عامر بن شراحيل- لم يسمع من عبادة كما ذكرنا عند الرواية (22701).

(3)

تحرف في (م) إلى: عبادة، وتحرف في (ق) و (ظ 2) إلى: عبيدة، والمثبت من "أطراف المسند" وكتب الرجال.

(4)

إسناده ضعيف لضعف رشدين بن سعد. أبو هانئ الخولاني: هو حميد ابن هانئ، وفضالة بن عبيد: هو ابن نافذ بن قيس الأنصاري، صحابي.

وهو في "الزهد- زوائد نعيم" لابن المبارك برقم (409). =

ص: 454

• 22794 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ أَبُو مَعْمَرٍ الْهُذَلِيُّ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ الصَّامِتِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ تَصَدَّقَ عَنْ جَسَدِهِ بِشَيْءٍ، كَفَّرَ اللهُ عَنْهُ بِقَدْرِ ذُنُوبِهِ "(1).

• 22795 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ سَالِمٍ الْكُوفِيُّ الْمَفْلُوجُ - وَكَانَ ثِقَةً - حَدَّثَنَا عُبَيْدَةُ بْنُ الْأَسْوَدِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ أَبِي صَادِقٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ نَاجِدٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: كَانَ يَأْخُذُ الْوَبَرَةَ مِنْ جَنْبِ الْبَعِيرِ مِنَ الْمَغْنَمِ، ثُمَّ يَقُولُ: " مَا لِي فِيهِ إِلَّا مِثْلُ مَا لِأَحَدِكُمْ مِنْهُ، إِيَّاكُمْ وَالْغُلُولَ، فَإِنَّ الْغُلُولَ خِزْيٌ عَلَى صَاحِبِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، أَدُّوا الْخَيْطَ وَالْمِخْيَطَ، وَمَا فَوْقَ ذَلِكَ، وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِ

= وأخرجه ابن أبي الدنيا في "حسن الظن بالله"(58) من طريق عبدان عبد الله بن عثمان، عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد.

وسيأتي مكرراً برقم (23964).

وفي الباب عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة، سلف برقم (11667)، وإسناده ضعيف.

(1)

صحيح بشواهده، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح، لكن الشعبي -وهو عامر بن شراحبيل- لم يسمع من عبادة كما سلف عند الرواية (22701). إسماعيل أبو معمر: هو إسماعيل بن إبراهيم بن معمر الهذلي، وجرير: هو ابن عبد الحميد.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(11146) عن علي بن حُجر، والشاشي (1316)، والبغوي في "تفسيره" 6/ 41 من طريق أبي خيثمة زهير بن حرب، كلاهما عن جرير بن عبد الحميد، بهذا الإسناد.

ص: 455

اللهِ الْقَرِيبَ وَالْبَعِيدَ فِي الْحَضَرِ وَالسَّفَرِ، فَإِنَّ الْجِهَادَ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ، إِنَّهُ لَيُنَجِّي اللهُ بِهِ مِنَ الْهَمِّ وَالْغَمِّ، وَأَقِيمُوا حُدُودَ اللهِ فِي الْقَرِيبِ وَالْبَعِيدِ، وَلَا تَأْخُذْكُمْ فِي اللهِ لَوْمَةُ لَائِمٍ " (1).

(1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، ربيعة بن ناجد تفرد بالرواية عنه أبو صادق -وهو الأزدي الكوفي-، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان والعجلي، قال الذهبي في "المغني": فيه جهالة، وقال في "الميزان": لا يكاد يعرف. عبيدة بن الأسود: هو ابن سعيد الهمداني، والقاسم بن الوليد: هو الهمداني أيضاً.

وأخرجه المزي في ترجمة ربيعة بن ناجد من "تهذيب الكمال" 9/ 147 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن ماجه (2540)، وابن أبي عاصم في "الجهاد"(8)، وأبو يعلى كما في "إتحاف الخيرة"(6140)، والطبراني في "الأوسط"(5656) من طريق عبد الله بن سالم الكوفي، به. وروايتا ابن ماجه وابن أبي عاصم مختصرتان.

وانظر ما سلف برقم (22699).

ص: 456

‌حَدِيثُ أَبِي مَالِكٍ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ

22796 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَذِهِ مِنْ هَذِهِ "(1).

22797 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عينية، وأبو حازم: هو سلمة بن دينار.

وسيأتي مكرراً برقم (22834).

وأخرجه الحميدي (925)، والبخاري (5301)، وأبو يعلى (7523)، وأبو عوانة في الفتن كما في "إتحاف المهرة" 6/ 127، والطبراني في "الكبير"(5912) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (4936) و (6503)، ومسلم (2950)، وأبو عوانة، وابن حبان (6642)، والطبراني في "الكبير"(5873) و (5884) و (5988) من طرق عن أبي حازم، به.

وسيأتي برقم (22862) من طريق محمد بن مطرِّف عن أبي حازم، ونحوه برقم (22809 م) عن أنس بن عياض عن أبي حازم.

وفي الباب عن أنس، سلف برقم (12245)، وانظر تتمة شواهده هناك.

قوله: بعثتُ أنا والساعة. الساعة بالنصب مفعول معه، وبالرفع عطف على ضمير بعثتُ.

وقوله: "كهذه من هذه" يريد السبَّابة والوُسطى.

ص: 457

عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَمَوْضِعُ سَوْطٍ فِي الْجَنَّةِ، خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا "(1).

22798 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ يَقُولُ: أَنَا فِي الْقَوْمِ إِذْ دَخَلَتْ امْرَأَةٌ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهَا قَدْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لَكَ، فَرَ فِيهَا رَأْيَكَ. فَقَالَ رَجُلٌ: زَوِّجْنِيهَا. فَلَمْ يُجِبْهُ حَتَّى قَامَتِ الثَّالِثَةَ، فَقَالَ لَهُ:" عِنْدَكَ شَيْءٌ؟ " قَالَ: لَا. قَالَ: " اذْهَبْ فَاطْلُبْ " قَالَ: لَمْ أَجِدْ. قَالَ: " فَاذْهَبْ فَاطْلُبْ وَلَوْ خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ " قَالَ: مَا وَجَدْتُ خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ. قَالَ: " هَلْ مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ شَيْءٌ؟ " قَالَ: نَعَمْ، سُورَةُ كَذَا وَسُورَةُ كَذَا. قَالَ:" قَدْ أَنْكَحْتُكَهَا عَلَى مَا مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ "(2)؟

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر الحديث السالف برقم (15564) سنداً ومتناً.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الحميدي (928)، والبخاري (5149) و (5150)، ومسلم (1425)(77)، وابن ماجه (1889)، والنسائي 6/ 54 - 55 و 91 - 92، وابن الجارود (716)، وأبو يعلى (7522)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2475) و (2476) و (2477)، وفي "شرح معاني الآثار" 3/ 17، والطبراني في "الكبير"(5915)، والدارقطني 3/ 248 - 249، والبيهقي 7/ 144 و 236 من طريق سفيان ابن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 4/ 187، والدارمي (2201)، والبخاري (5029) و (5030) و (5087) و (5121) و (5126) و (5132) و (5141) و (5871)، =

ص: 458

22799 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلٍ: بِأَيِّ شَيْءٍ دُووِيَ جُرْحُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: كَانَ عَلِيٌّ يَجِيءُ بِالْمَاءِ فِي تُرْسِهِ، وَفَاطِمَةُ تَغْسِلُ الدَّمَ عَنْ وَجْهِهِ، وَأَخَذَ حَصِيرًا فَأَحْرَقَهُ (1)، فَحَشَا بِهِ جُرْحَهُ (2).

= ومسلم (1425)(76) و (77)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 113، وفي "الكبرى"(8061)، وأبو يعلى (7539)، وأبو عوانة (6860 - 6866)، والطحاوي في "شرح المشكل"(2478) و (2479)، وفي "معاني الآثار" 3/ 17، والطبراني في "الكبير"(5750) و (5781) و (5907) و (5934) و (5938) و (5951) و (5980) و (5993)، والدارقطني 3/ 247 - 248، والحاكم 2/ 178، والبيهقي 7/ 57 و 58 و 144 و 144 - 145 و 242 من طرق عن أبي حازم، به- وبعضهم يزيد فيه على بعض، وهو عند بعضهم مختصر جداً.

وسيأتي برقم (22832) و (22850).

وفي الباب عن أبي هريرة عند أبي داود (2112)، والنسائي في "الكبرى"(5506).

قوله: "قد أنكحتُكَها على ما معك من القرآن" قال السندي: أي: على تعليمها إياه كما يدلُّ عليه بعضُ الروايات.

(1)

في (ظ 5) و (ظ 2): فأحرق.

(2)

إسناده صحيح على شرطهما.

وأخرجه الحميدي (929)، والبخاري (243) و (3037) و (5248)، ومسلم (1790)(103)، والترمذي (2085)، وابن حبان (6578)، والطبراني في "الكبير"(5916) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد بن حميد (453)، والبخاري (2903) و (2911) و (4075) و (5722)، ومسلم (1790)(101) و (102) و (103)، وابن ماجه (3464)، والطحاوي في "شرح المشكل"(4914)، وفي "شرح المعاني" 1/ 501 - 502 و 502، وابن حبان (6579)، والطبراني في "الكبير"(5897)، والبيهقي في =

ص: 459

22800 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: كَانَ مِنْ أَثْلِ الْغَابَةِ. يَعْنِي مِنْبَرَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم (1).

= "الدلائل" 3/ 259 - 260 و 260 - 261 من طرق عن أبي حازم، به. وبعضهم يزيد فيه على بعض.

وأخرجه ابن ماجه (3465) من طريق عباس بن سهل، عن أبيه سهل بن سعد.

وفي بعض روايات الحديث أن فاطمة هي التي أحرقت الحصير وحَشَت به جرح النبي صلى الله عليه وسلم.

وسيأتي الحديث برقم (22829) من طريق عبد الرحمن بن إسحاق عن أبي حازم.

(1)

إسناده صحيح على شرطهما.

وأخرجه مطولاً بنحو الرواية الآتية برقم (22871): الشافعيُّ في "مسنده" 1/ 115، والحميديُّ (926)، والبخاري (377)، ومسلم (544)(45)، وابن ماجه (1416)، وابن خزيمة (1522) و (1779)، وأبو عوانة (1744)، والبيهقي في "السنن" 3/ 108، وفي "الدلائل" 2/ 555، والبغوي (497) من طريق سفيان ابن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه مطولاً كذلك الدارمي (1565)، والبخاري (917) و (2569)، ومسلم (544)(45)، وأبو داود (1080)، والنسائي 2/ 57 - 59، وأبو عوانة (1745) و (1746)، وابن حبان (2142)، والطبراني في "الكبير"(5752) و (5790) و (5977) و (5992)، والبيهقي في "السنن" 3/ 108، وفي "الدلائل" 2/ 554 من طرق عن أبي حازم، به.

وانظر (22854) و (22871).

والأَثْل: شجر عظيم لا ثمر له.

ص: 460

22801 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، سَمِعَ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ نَابَهُ شَيْءٌ فِي صَلَاتِهِ، فَلْيَقُلْ: سُبْحَانَ اللهِ، إِنَّمَا التَّصْفِيحُ لِلنِّسَاءِ، وَالتَّسْبِيحُ لِلرِّجَالِ "(1).

22802 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ: اطَّلَعَ رَجُلٌ مِنْ جُحْرٍ فِي حُجْرَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَمَعَهُ مِدْرَى يَحُكُّ بِهِ رَأْسَهُ، فَقَالَ: " لَوْ أَعْلَمُكَ تَنْظُرُ (2) لَطَعَنْتُ بِهِ

(1) إسناده صحيح على شرطهما. سفيان: هو ابن عيينة، وأبو حازم هو سلمة ابن دينار الأعرج.

وأخرجه الحميدي (927)، والدارمي (1365)، وابن ماجه (1035)، والنسائي 8/ 243 - 244، وابن الجارود (211)، وأبو يعلى (7513) و (7517)، وابن خزيمة (854) و (1623)، وأبو عوانة (2033) و (2035)، والطحاوي في "شرح المشكل"(1754) وفي "شرح معاني الآثار" 1/ 447، والطبراني في "الكبير"(5914)، والبيهقي 3/ 112 - 113 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. والحديث عند بعضهم مطوَّل.

وسيأتي مختصراً برقم (22845)، ومطولاً بالأرقام (22807) و (22816) و (22817) و (22848) و (22852) و (22863).

قوله: "من نابه شيءٌ" أي: عَرَض له.

(2)

هكذا في (ق)، وهو الجادة، وفي (م) وسائر النسخ الخطية: تنتظر، وكذلك وقع في كثير من نسخ "الصحيحين" بإثبات التاء الثانية، قال القاضي عياض: وهي رواية الجمهور، والصواب: تنظر، ويُحمَل الأول عليه. "شرح مسلم" للنووي 14/ 137.

ص: 461

عَيْنَكَ، إِنَّمَا جُعِلَ الِاسْتِئْذَانُ مِنْ أَجْلِ الْبَصَرِ " (1).

22803 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، سَمِعَ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ: شَهِدَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي الْمُتَلَاعِنَيْنِ، فَتَلَاعَنَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَنَا ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ، قَالَ: يَا رَسُولَ

(1) إسناده صحيح على شرطهما.

وأخرجه الحميدي (924)، والشافعي 2/ 101، وابن أبي شيبة 8/ 756، والبخاري (6241)، ومسلم (2156)(41)، والترمذي (2709)، وابن الجارود (789)، وأبو يعلى (7510)، وأبو عوانة في الديات كما في "إتحاف المهرة" 6/ 142، والطحاوي في "شرح المشكل"(933)، وابن حبان (6001)، والطبراني في "الكبير"(5663)، والبيهقي 8/ 338 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد بن حميد (448)، والدارمي (2384) و (2385)، والبخاري في "صحيحه"(5924) و (6901)، وفي "الأدب المفرد"(1070)، ومسلم (2156)(40) و (41)، والنسائي 8/ 60 - 61، وأبو عوانة في الديات كما في "إتحاف المهرة" 6/ 142، والطحاوي في "شرح المشكل"(934) و (935)، وابن حبان (5809) و (6001)، والطبراني في "الكبير"(5661) و (5662) و (5664 - 5673)، وفي "الأوسط"(215)، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 96 - 97 من طرق عن الزهري، به.

وسيأتي برقم (22833).

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7313)، وانظر تتمة شواهده هناك.

قوله: "من جُحر" أي: من ثُقب.

والمِدْرَي: آلة من حديد مثل المشط يسوَّى به شعر الرأس، ويحكُّ بها الرأس.

ص: 462

اللهِ، إِنْ أَمْسَكْتُهَا، فَقَدْ كَذَبْتُ عَلَيْهَا. قَالَ: فَجَاءَتْ بِهِ لِلَّذِي كَانَ يَكْرَهُ (1).

22804 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ (2). وَسُفْيَانُ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَا (3): قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْفِطْرَ "(4).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الشافعي 2/ 46، وابن أبي شيبة 4/ 351 و 14/ 172 - 173، والبخاري (6854) و (7165)، وأبو داود (2251)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 155، والطبراني في "الكبير"(5687) و (5691)، والبيهقي 7/ 401 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

ولفظ ابن أبي شيبة في الموضع الأول: أن النبي صلى الله عليه وسلم فرق بين المتلاعنين، وقال:"حسابكما على الله"، ورواية البخاري الثانية مختصرة ولفظها: قال سعد: شهدتُ المتلاعنين، وأنا ابن خمس عشرة، فرَّق بينهما، وفي رواية الطبراني في الموضع الأول: عن سهل: أنه حضر المتلاعنين وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم فرَّق بينهما.

وسيأتي من طريق الزهري مطولاً برقم (22830).

(2)

قوله: عن الحسن سقط من (م).

(3)

في (م): قال، وهو خطأ.

(4)

هذا الحديث له إسنادان الأول: طريق الحسن -وهو البصري- رجاله ثقات رجال الصحيحين، وهو مرسل، والثاني: سفيان بن عيينة عن أبي حازم عن سهل بن سعد، وهو متصل صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (1098)، وابن ماجه (1697)، والنسائي في "الكبرى"(3312)، وأبو يعلى (7511) و (7552)، وابن خزيمة (2059)، وابن حبان =

ص: 463

22805 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا رَبِيعَةُ بْنُ عُثْمَانَ التَّيْمِيُّ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: اخْتَلَفَ رَجُلَانِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَسْجِدِ الَّذِي أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى، فَقَالَ أَحَدُهُمَا: هُوَ مَسْجِدُ الرَّسُولِ. وَقَالَ الْآخَرُ: هُوَ مَسْجِدُ قُبَاءٍ. فَأَتَيَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَسَأَلَاهُ، فَقَالَ:" هُوَ مَسْجِدِي هَذَا "(1).

= (3506) والطبراني في "الكبير"(5880) و (5981) و (5995/ 2)، والبيهقي 4/ 237 من طرق عن أبي حازم سلمة بن دينار، عن سهل بن سعد.

وسيأتي (22828) و (22846) و (22859) و (22870) من طريق أبي حازم عن سهل بن سعد.

وفي الباب عن أبي هريرة سلف برقم (9810)، وانظر تتمة شواهده هناك.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد جيد من أجل ربيعة بن عثمان التيمي -وهو ابن ربيعة بن عبد الله بن الهُدير المدني- فقد أخرج له مسلم حديثاً واحداً، وروى له النسائي وابن ماجه، وهو صدوق، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" 2/ 370 و 372، وفي "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(1400)، وعبد بن حميد (467)، والبلاذري في "فتوح البلدان" ص 10، والطبري في "تفسيره" 11/ 28، وابن حبان (1604) و (1605)، والطبراني في "الكبير"(6025) من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4737) من طريق عبد الله بن إدريس، عن ربيعة بن عثمان التيمي، به.

وسيأتي الحديث من طريق عبد الله بن عامر الأسلمي، عن عمران بن أبي أنس برقم (22838). =

ص: 464

22806 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ الْأَفْزَرُ مَوْلَى الْأَسْوَدِ بْنِ سُفْيَانَ الْمَخْزُومِيِّ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ مِنْ بَنِي عَمْرٍو فِي مُنَازَعَةٍ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1).

22807 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: كَانَ بَيْنَ نَاسٍ مِنَ الْأَنْصَارِ شَيْءٌ، فَانْطَلَقَ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِيُصْلِحَ بَيْنَهُمْ، فَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ فَجَاءَ بِلَالٌ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ، قَدْ حَضَرَتِ الصَّلَاةُ، وَلَيْسَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم هَاهُنَا، فَأُؤَذِّنُ وَأُقِيمُ فَتَقَدَّمَ وَتُصَلِّيَ؟ قَالَ: مَا شِئْتَ فَافْعَلْ. فَتَقَدَّمَ أَبُو بَكْرٍ فَاسْتَفْتَحَ الصَّلَاةَ وَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَصَفَّحَ النَّاسُ بِأَبِي بَكْرٍ، فَذَهَبَ أَبُو بَكْرٍ يَتَنَحَّى، فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ

= وسيأتي أيضاً من طريق أبي حازم سلمة بن دينار، عن سهل بن سعد في الحديث التالي.

وقد سلف من حديث سهل بن سعد الساعدي، عن أُبيّ بن كعب في مسنده برقم (21106).

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل ابن إسحاق -وهو محمد بن إسحاق بن يسار المدني- فهو صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزُّهْري، وأبو حازم الأفزر مولى الأسود بن سفيان المخزومي: هو سلمة بن دينار.

وانظر ما قبله.

وقوله: "في منازعة" لعل المراد الاختلاف الذي وقع بين الرجلين في المسجد الذي أُسِّس على التقوى، والله تعالى أعلم.

ص: 465

رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أَيْ: مَكَانَكَ، فَتَأَخَّرَ أَبُو بَكْرٍ، وَتَقَدَّمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَصَلَّى، فَلَمَّا قَضَى الصَّلَاةَ قَالَ:" يَا أَبَا بَكْرٍ، مَا مَنَعَكَ أَنْ تَثْبُتَ؟ " قَالَ: مَا كَانَ لِابْنِ أَبِي قُحَافَةَ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَمَامَ رَسُولِ اللهِ. قَالَ: " فَأَنْتُمْ لِمَ صَفَّحْتُمْ؟ " قَالُوا: لِنُعْلِمَ أَبَا بَكْرٍ. قَالَ: " إِنَّ (1) التَّصْفِيحَ لِلنِّسَاءِ، وَالتَّسْبِيحَ لِلرِّجَالِ "(2).

22808 -

حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ

(1) في (ظ 5): إنما.

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير المسعودي -وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة- فقد روى له أصحاب السنن الأربعة واستشهد به البخاري، وقد توبع. يزيد: هو ابن هارون.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 447، والطبراني في "الكبير"(5976) و (5978) من طرق عن عبد الرحمن المسعودي، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق (4072)، وعبد بن حميد (450)، والدارمي (1365)، والبخاري (1201) و (1218) و (1234) و (2690) و (2693)، ومسلم (421)(103)، والنسائي 2/ 77 - 79، وأبو يعلى (7545)، وابن خزيمة (853) و (1623)، وأبو عوانة (2038)، والطحاوي 1/ 447، والطبراني (5742) و (5749) و (5765) و (5824) و (5843) و (5844) و (5857) و (5882) و (5909) و (5926)، و (5958) و (5979) و (5994) و (6008)، والحاكم 3/ 77، والقضاعي في "مسند الشهاب"(291) و (1174)، والبيهقي 2/ 246 من طرق عن أبي حازم، به.

ورواه بعضهم مختصراً جداً بنحو الرواية السالفة برقم (22801).

وأخرجه الطبراني (5693) من طريق الوليد بن محمد، عن الزهري، عن سهل بن سعد.

ص: 466

لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِيَّاكُمْ وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ، فَإِنَّمَا مَثَلُ مُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ (1) كَقَوْمٍ نَزَلُوا فِي بَطْنِ وَادٍ، فَجَاءَ ذَا بِعُودٍ، وَجَاءَ ذَا بِعُودٍ، حَتَّى أَنْضَجُوا خُبْزَتَهُمْ، وَإِنَّ مُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ مَتَى يُؤْخَذْ بِهَا صَاحِبُهَا تُهْلِكْهُ "(2).

22809 -

وَقَالَ أَبُو حَازِمٍ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ أَبُو ضَمْرَةَ: لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ - قَالَ: " مَثَلِي وَمَثَلُ السَّاعَةِ كَهَاتَيْنِ " وَفَرَّقَ بَيْنَ إِصْبُعَيْهِ الْوُسْطَى وَالَّتِي تَلِي الْإِبْهَامَ، ثُمَّ قَالَ:" مَثَلِي وَمَثَلُ السَّاعَةِ كَمَثَلِ فَرَسَيْ رِهَانٍ " ثُمَّ قَالَ: " مَثَلِي وَمَثَلُ السَّاعَةِ كَمَثَلِ رَجُلٍ بَعَثَهُ قَوْمُهُ طَلِيعَةً، فَلَمَّا خَشِيَ أَنْ يُسْبَقَ أَلَاحَ بِثَوْبِهِ: أُتِيتُمْ أُتِيتُمْ " ثُمَّ يَقُولُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَنَا ذَلِكَ "(3).

(1) قوله: فإنما مثل محقِّرات الذنوب، سقط من (م).

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(5872)، وفي "الأوسط"(7319)، وفي "الصغير"(904)، والرامهرمزي في "الأمثال"(67)، والبيهقي في "الشعب"(7267)، والبغوي في "شرح السنة"(4203) من طريق أنس بن عياض، بهذا الإسناد.

ويشهد له حديث ابن مسعود السالف برقم (3818).

وحديث عائشة سيرد برقم (24415)، وصححه ابن حبان (5568).

(3)

إسناده صحيح كسابقه. =

ص: 467

22810 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ يَقُولُ: كَانَ رِجَالٌ يُصَلُّونَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَاقِدِي أُزُرِهِمْ عَلَى رِقَابِهِمْ كَهَيْئَةِ الصِّبْيَانِ، فَيُقَالُ لِلنِّسَاءِ: لَا تَرْفَعْنَ رُؤُوسَكُنَّ حَتَّى يَسْتَوِيَ الرِّجَالُ جُلُوسًا (1).

22811 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ: ارْتَجَّ أُحُدٌ وَعَلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" اثْبُتْ أُحُدُ، مَا عَلَيْكَ إِلَّا نَبِيٌّ وَصِدِّيقٌ وَشَهِيدَانِ "(2).

= وأخرجه أبو الشيخ في "الأمثال"(347)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(10237) من طريق أنس بن عياض، به.

وقد أورد هذا الحديث السيوطيُّ في "الجامع الصغير" دون قوله: "مثلي ومثل الساعة كهاتين"، ورمز لحُسْنه، وأخطأ الشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله فأورده في "ضعيف الجامع الصغير"(5256).

قوله: "أَلَاح بثوبه" أي: أشار إليهم به.

"أُتِيتُم أُتِيتم" أي: جاءكم العدوُّ، جاءكم العدوُّ.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، وأبو حازم: هو سلمة بن دينار.

وسلف برقم (15562) عن وكيع عن سفيان الثوري.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو في "فضائل الصحابة" لأحمد (247) بسنده ومتنه.

والحديث في "مصنف" عبد الرزاق (20401)، ومن طريقه أخرجه عبد بن حميد (449)، وأبو يعلى (7518)، وابن حبان (6492)، والبيهقي في "الدلائل" =

ص: 468

22812 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا عَيَّاشٌ - يَعْنِي ابْنَ عُقْبَةَ - حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ مَيْمُونٍ. وَأَبُو الْحُسَيْنِ زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَيَّاشٌ - يَعْنِي ابْنَ عُقْبَةَ - قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ مَيْمُونٍ، الْمَعْنَى، قَالَ: وَقَفَ عَلَيْنَا سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ، فَقَالَ سَهْلٌ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ جَلَسَ فِي الْمَسْجِدِ يَنْتَظِرُ الصَّلَاةَ، فَهُوَ فِي صَلَاةٍ "(1).

= 6/ 351، والبغوي (3902). وعند البيهقي والبغوي في إحدى روايتيه: حراء بدل أحد.

وأورده البخاري في "تاريخه الكبير" 4/ 78 قال: وقال لنا أحمد وعلي: حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن أبي حازم، عن سهل: ارتَجَّ أُحدٌ وعليه النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان.

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (9430)، وعن أنس بن مالك، سلف (12106)، وانظر تتمة شواهد الحديث عند حديث أبي هريرة.

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد قوي. أبو عبد الرحمن: هو عبد الله بن يزيد المقرئ.

وأخرجه عبد بن حميد (465)، والطبراني في "الكبير"(6011) من طريق أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد وحده، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 402، وأبو يعلى (7546)، وابن حبان (1752) من طريق زيد بن الحباب وحده، به. ولفظ أبي يعلى وابن حبان:"من انتظر الصلاة فهو في الصلاة ما لم يُحدِث".

وأخرجه النسائي 2/ 55 - 56، وابن حبان (1751)، والطبراني (6012) من طريق بكر بن مضر، وأبو يعلى (7550) من طريق عبد الله بن وهب، كلاهما عن عياش بن عقبة، به. وعند أبي يعلى في أوله قصة ولفظ المرفوع:"من كان في المسجد ينتظر صلاة، فهو في صلاة ما كانت الصلاة تحبسه". =

ص: 469

22813 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ - يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ - عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: كَانَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ فِي بَعْضِ مَغَازِيهِ، فَأَبْلَى بَلَاءً حَسَنًا، فَعَجِبَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ بَلَائِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَمَا إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ " قُلْنَا: فِي سَبِيلِ اللهِ مَعَ رَسُولِ اللهِ! اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: فَجَرَحَ الرَّجُلُ، فَلَمَّا اشْتَدَّتْ بِهِ الْجِرَاحُ وَضَعَ ذُبَابَ سَيْفِهِ بَيْنَ ثَدْيَيْهِ، ثُمَّ اتَّكَأَ عَلَيْهِ، فَأُتِيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقِيلَ لَهُ: الرَّجُلُ الَّذِي قُلْتَ لَهُ مَا قُلْتَ، قَدْ رَأَيْتُهُ يَتَضَرَّبُ وَالسَّيْفُ بَيْنَ أَضْعَافِهِ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فِيمَا يَبْدُوَ لِلنَّاسِ، وَإِنَّهُ لَمِنْ أَهْلِ النَّارِ، وَإِنَّهُ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ النَّارِ فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ، وَإِنَّهُ لَمِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ "(1).

= وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7430) و (7614).

وعن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11015).

وعن أنس، سلف برقم (12880).

وعن جابر، سلف برقم (14743).

وعن عبد الله بن سلام، سيأتي برقم (23779).

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد من أجل عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، وقد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم، وأبو حازم: هو سلمة بن دينار.

وأخرجه مطولاً ومختصراً عبد بن حميد (457) و (459)، والبخاري (2898) و (4202) و (4207)، ومسلم (112) وص 2042، وابن أبي عاصم في =

ص: 470

22814 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ - يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ - حَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، أَنَّهُ قِيلَ لَهُ: هَلْ رَأَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم النَّقِيَّ قَبْلَ مَوْتِهِ بِعَيْنِهِ - يَعْنِي الْحُوَّارَى -؟ قَالَ: مَا رَأَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم النَّقِيَّ بِعَيْنِهِ حَتَّى لَقِيَ اللهَ عز وجل. فَقِيلَ لَهُ: هَلْ كَانَ لَكُمْ مَنَاخِلُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: مَا كَانَتْ لَنَا مَنَاخِلُ. قِيلَ لَهُ: فَكَيْفَ كُنْتُمْ تَصْنَعُونَ بِالشَّعِيرِ؟ قَالَ: نَنْفُخُهُ فَيَطِيرُ مِنْهُ مَا طَارَ (1).

= "السنة"(216)، وأبو يعلى (7544)، وأبو عوانة في النذور كما في "إتحاف المهرة" 6/ 110، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(3039) و (3040)، وابن حبان (6175)، والطبراني في "الكبير"(5806) و (5825) و (5830) و (5891) و (5952) و (6001)، والآجري في "الشريعة" ص 185، وتمام في "فوائده"(51)، والبيهقي في "الدلائل" 4/ 252 من طرق عن أبي حازم، بهذا الإسناد.

وسيأتي برقم (22835).

ويشهد لقصة الرجل الذي قتل نفسه دون قوله: "إن الرجل ليعمل

إلخ" حديث أبي هريرة، السالف برقم (8090).

وعن صحابي لم يُسم شهد مع النبي صلى الله عليه وسلم خيبر، سلف برقم (17218).

ويشهد لقوله: "إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة

إلخ" حديث ابن مسعود، سلف برقم (3624)، وانظر تتمة شواهده هناك.

ذُباب السيف: طرفه الذي يُضرَب به.

يتضرَّب: أي يضطرب.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد كسابقه. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث. =

ص: 471

22815 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَالْخَنْدَقِ وَهُمْ يَحْفِرُونَ، وَنَحْنُ نَنْقُلُ التُّرَابَ عَلَى أَكْتَافِنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" اللهُمَّ لَا عَيْشَ إِلَّا عَيْشُ الْآخِرَةِ، فَاغْفِرْ لِلْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ "(1).

= وأخرجه الترمذي في "السنن"(2364)، وفي "الشمائل"(148) من طريق عبيد الله بن عبد المجيد، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، بهذا الإسناد- زاد فيه:"ثم نعجنه"، وقال: حديث حسن صحيح.

وأخرجه عبد بن حميد (461)، والبخاري (5410) و (5413)، وابن ماجه (3335)، والنسائي في الرقاق من "السنن الكبرى" كما في "تحفة الأشراف" 4/ 127، وابن حبان (6347) و (6360)، والطبراني في "الكبير"(5796) و (5846) و (5889) و (5999)، والبغوي (2845) من طرق عن أبي حازم، به. وبعضهم يزيد فيه على بعض.

وفي الباب عن عائشة، سيأتي برقم (24421) وإسناده ضعيف.

والنَّقِي أو الحُوَّارَى: هو الدقيق الأبيض، وهو لُباب الدقيق.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البخاري (4098)، والنسائي في "الكبرى"(8312) من طريق قتيبة ابن سعيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (3797)، ومسلم (1804)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1791)، وأبو يعلى (7515)، وأبو عوانة (6936)، والطبراني في "الكبير"(5875)، والبيهقي 9/ 39 من طرق عن عبد العزيز بن أبي حازم، به.

وأخرجه البخاري (6414)، والترمذي (3856)، والطبراني (5949)، والبيهقي 7/ 48 من طريق الفضيل بن سليمان، عن أبي حازم، به.

وفي الباب عن أنس، سلف برقم (12722).

وعن أم سلمة، سيأتي برقم (26482).

ص: 472

22816 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: كَانَ قِتَالٌ بَيْنَ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، فَبَلَغَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَأَتَاهُمْ بَعْدَ الظُّهْرِ لِيُصْلِحَ بَيْنَهُمْ، وَقَالَ:" يَا بِلَالُ، إِنْ حَضَرَتِ الصَّلَاةُ وَلَمْ آتِ، فَمُرْ أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ " قَالَ: فَلَمَّا حَضَرَتِ الْعَصْرُ أَقَامَ بِلَالٌ الصَّلَاةَ، ثُمَّ أَمَرَ أَبَا بَكْرٍ فَتَقَدَّمَ بِهِمْ، وَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدَمَا دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ فِي الصَّلَاةِ، فَلَمَّا رَأَوْهُ صَفَّحُوا، وَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَشُقُّ النَّاسَ حَتَّى قَامَ خَلْفَ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ إِذَا دَخَلَ فِي الصَّلَاةِ لَمْ يَلْتَفِتْ، فَلَمَّا رَأَى التَّصْفِيحَ لَا يُمْسَكُ عَنْهُ، فَالْتَفَتَ فَرَأَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَلْفَهُ، فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ: أَنْ امْضِهْ، فَقَامَ أَبُو بَكْرٍ هُنَيْهَةً، فَحَمِدَ اللهَ عَلَى ذَلِكَ، ثُمَّ مَشَى الْقَهْقَرَى، قَالَ: فَتَقَدَّمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَصَلَّى بِالنَّاسِ، فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَاتَهُ قَالَ:" يَا أَبَا بَكْرٍ، مَا مَنَعَكَ إِذْ أَوْمَأْتُ إِلَيْكَ أَنْ لَا تَكُونَ مَضَيْتَ؟ " قَالَ: فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: لَمْ يَكُنْ لِابْنِ أَبِي قُحَافَةَ أَنْ يَؤُمَّ رَسُولَ اللهِ. فَقَالَ لِلنَّاسِ: " إِذَا نَابَكُمْ فِي صَلَاتِكُمْ شَيْءٌ، فَلْيُسَبِّحِ الرِّجَالُ، وَلْيُصَفِّحِ النِّسَاءُ "(1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الدارمي (1364)، والبخاري (7190)، وأبو داود (941)، والنسائي 2/ 82 - 83، وأبو يعلى (7524)، وابن خزيمة (853) و (1517) و (1623)، وابن حبان (2261)، والطبراني (5932)، والبيهقي 3/ 123 من طرق عن حماد ابن زيد، بهذا الإسناد. ورواية الدرامي وأبي داود مختصرة. =

ص: 473

22817 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ - قَالَ حَمَّادٌ: ثُمَّ لَقِيتُ أَبَا حَازِمٍ، فَحَدَّثَنِي بِهِ، فَلَمْ أُنْكِرْ مِمَّا حَدَّثَنِي شَيْئًا - قَالَ: كَانَ قِتَالٌ بَيْنَ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ الظُّهْرِ، فَأَتَاهُمْ لِيُصْلِحَ بَيْنَهُمْ، وَقَالَ لِبِلَالٍ:" إِنْ حَضَرَتِ الصَّلَاةُ وَلَمْ آتِ، فَمُرْ أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ " قَالَ: فَلَمَّا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ، أَذَّنَ، ثُمَّ أَقَامَ، فَأَمَرَ أَبَا بَكْرٍ فَتَقَدَّمَ، فَلَمَّا تَقَدَّمَ جَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا جَاءَ صَفَّحَ النَّاسُ، قَالَ: وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ إِذَا دَخَلَ فِي الصَّلَاةِ لَمْ يَلْتَفِتْ، قَالَ: فَلَمَّا رَآهُمْ لَا يُمْسِكُونَ الْتَفَتَ فَإِذَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ بِيَدِهِ: أَنْ امْضِهْ، قَالَ: فَرَجَعَ أَبُو بَكْرٍ الْقَهْقَرَى، قَالَ: وَتَقَدَّمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الصَّلَاةَ قَالَ:" يَا أَبَا بَكْرٍ، مَا مَنَعَكَ إِذْ أَوْمَأْتُ إِلَيْكَ أَنْ تَمْضِيَ فِي صَلَاتِكَ؟ " قَالَ: فَقَالَ: مَا كَانَ لِابْنِ أَبِي قُحَافَةَ أَنْ يَؤُمَّ رَسُولَ اللهِ. ثُمَّ قَالَ: " إِذَا نَابَكُمْ فِي الصَّلَاةِ شَيْءٌ فَلْيُسَبِّحِ الرِّجَالُ، وَلْيُصَفِّقِ النِّسَاءُ "(1).

= وانظر (22801).

القَهقَرى: الرجوع إلى الخلف.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. حماد: هو ابن زيد، وعبيد الله بن عمر: هو العُمري، وأبو حازم: هو سلمة بن دينار.

وأخرجه الطبراني (5739)، وأبو نعيم في "الحلية" 3/ 250 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. =

ص: 474

22818 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ لِلْجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ: الرَّيَّانُ. قَالَ: يُقَالُ: يَوْمَ الْقِيَامَةِ: أَيْنَ الصَّائِمُونَ؟ هَلُمُّوا إِلَى الرَّيَّانِ، فَإِذَا دَخَلَ آخِرُهُمْ، أُغْلِقَ ذَلِكَ الْبَابُ "(1).

22819 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ

= وأخرجه أبو عوانة (2036) من طريق إسحاق بن هشام، عن حماد بن زيد، عن عبيد الله بن عمر، به.

وأخرجه مسلم (421)(104)، والنسائي في "المجتبى" 3/ 3 - 4، وفي "الكبرى"(524)، وابن خزيمة (853) و (1574)، وأبو عوانة (2037)، وأبو نعيم في "الحلية" 3/ 250 من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، عن عبيد الله بن عمر، به.

وانظر ما قبله و (22801).

(1)

إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أحمد بن عبد الملك، فمن رجال البخاري.

وأخرجه تاماً ومقطعاً ابن أبي شيبة 3/ 5 و 5 - 6، وعبد بن حميد (455)، والبخاري (1896) و (3257)، ومسلم (1152)، وابن ماجه (1640)، والترمذي (765)، وابن حبان (3420) و (3421)، والطبراني (5754)، والبيهقي 4/ 305، والشجري في "الأمالي" 2/ 109، والبغوي (1708) من طرق عن أبي حازم، بهذا الإسناد- زاد ابن ماجه والطبراني:"ومن دخله لم يظمأْ أبداً".

وأخرجه موقوفاً النسائي 4/ 168 من طريق يعقوب بن عبد الرحمن، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد. وانظر ما بعده و (22842).

وفي الباب عن أبي هريرة ضمن حديث سلف برقم (7633).

ص: 475

عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ لِلْجَنَّةِ بَابًا يُدْعَى الرَّيَّانُ، يُقَالُ: يَوْمَ الْقِيَامَةِ: أَيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَإِذَا دَخَلُوهُ أُغْلِقَ، فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ غَيْرُهُمْ ".

قَالَ (1): فَلَقِيتُ أَبَا حَازِمٍ: فَسَأَلْتُهُ فَحَدَّثَنِي بِهِ، غَيْرَ أَنِّي لِحَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَحْفَظُ (2).

22820 -

حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ كَهَاتَيْنِ فِي الْجَنَّةِ " وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى، وَفَرَّقَ بَيْنَهُمَا قَلِيلًا (3).

(1) القائل هو بشر بن المفضَّل.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من جهة عبد الرحمن بن إسحاق بن عبد الله بن كنانة المدني، فهو صدوق حسن الحديث، وإذا أسقط من الإسناد، فهو صحيح على شرط الشيخين.

وانظر ما قبله.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البخاري في "الصحيح"(5304) و (6005)، وفي "الأدب المفرد"(135)، وأبو داود (5150)، والترمذي (1918)، وأبو يعلى (7553)، وابن حبان (460)، والطبراني في "الكبير"(5905)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(332)، والبيهقي في "السنن" 6/ 283، وفي "الشعب"(11026)، والبغوي (3454) من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه أبي حازم، به.

وفي الباب عن أبي أمامة، سلف برقم (22153). وانظر الشواهد هناك.

ص: 476

22821 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، أَخْبَرَنِي سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ يَوْمَ خَيْبَرَ: " لَأُعْطِيَنَّ هَذِهِ الرَّايَةَ غَدًا رَجُلًا يَفْتَحُ اللهُ عَلَى يَدَيْهِ، يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ، وَيُحِبُّهُ اللهُ وَرَسُولُهُ " قَالَ: فَبَاتَ النَّاسُ يَدُوكُونَ لَيْلَتَهُمْ أَيُّهُمْ يُعْطَاهَا، فَلَمَّا أَصْبَحَ النَّاسُ، غَدَوْا عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، كُلُّهُمْ يَرْجُو أَنْ يُعْطَاهَا، فَقَالَ:" أَيْنَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ؟ " فَقَالَ: هُوَ يَا رَسُولَ اللهِ يَشْتَكِي عَيْنَيْهِ. قَالَ: " فَأَرْسِلُوا إِلَيْهِ " فَأُتِيَ بِهِ، فَبَصَقَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي عَيْنَيْهِ وَدَعَا لَهُ، فَبَرَأَ حَتَّى كَأَنْ لَمْ يَكُنْ بِهِ وَجَعٌ، فَأَعْطَاهُ الرَّايَةَ، فَقَالَ عَلِيٌّ: يَا رَسُولَ اللهِ، أُقَاتِلُهُمْ حَتَّى يَكُونُوا مِثْلَنَا؟ فَقَالَ:" انْفُذْ عَلَى رِسْلِكَ حَتَّى تَنْزِلَ بِسَاحَتِهِمْ، ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ، وَأَخْبِرْهُمْ بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ مِنْ حَقِّ اللهِ فِيهِ، فَوَاللهِ لَأَنْ يَهْدِيَ اللهُ بِكَ رَجُلًا وَاحِدًا، خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ "(1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "فضائل الصحابة" للإمام أحمد (1037).

وأخرجه البخاري (3009) و (4210)، ومسلم (2406)، والنسائي في "الكبرى"(8149) و (8587)، وفي "الخصائص" له برقم (17)، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 62، والبيهقي في "الدلائل" 4/ 205، وفي "الأسماء والصفات" ص 498، والبغوي (3906) من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه"(2472)، ومن طريقه أبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 6/ 120، والطبراني في "الكبير"(5991)، =

ص: 477

22822 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَهْلًا يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ، مَنْ وَرَدَ شَرِبَ، وَمَنْ شَرِبَ، لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَهُ أَبَدًا، وَلَيَرِدَنَّ عَلَيَّ أَقْوَامٌ أَعْرِفُهُمْ وَيَعْرِفُونَنِي، ثُمَّ يُحَالُ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ ".

قَالَ أَبُو حَازِمٍ: فَسَمِعَ النُّعْمَانُ بْنُ أَبِي عَيَّاشٍ وَأَنَا أُحَدِّثُهُمْ هَذَا الْحَدِيثَ، فَقَالَ: هَكَذَا سَمِعْتَ سَهْلًا يَقُولُ؟ قَالَ: فَقُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: وَأَنَا أَشْهَدُ عَلَى أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ لَسَمِعْتُهُ يُزِيدُ فَيَقُولُ: " إِنَّهُمْ مِنِّي، فَيُقَالُ: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا عَمِلُوا بَعْدَكَ. فَأَقُولُ: سُحْقًا سُحْقًا لِمَنْ بَدَّلَ بَعْدِي "(1).

= وأخرجه أبو عوانة، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 207 من طريق عبد الله ابن وهب، كلاهما (سعيد بن منصور وابن وهب) عن يعقوب بن عبد الرحمن، به.

وأخرجه سعيد بن منصور (2473)، والبخاري (2942) و (3701)، ومسلم (2406)، وأبو داود (3661)، وأبو عوانة 6/ 120، وأبو يعلى (7527) و (7537)، وابن حبان (6932)، والطبراني (5877)، والبيهقي في "السنن" 9/ 106 - 107، وابن عبد البر في "التمهيد" 2/ 218 من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، والطبراني (5950) من طريق فضيل بن سليمان، كلاهما عن أبي حازم، به- ورواية أبي داود مختصرة.

وفي الباب عن علي نفسه، سلف برقم (778).

وعن أبي هريرة، سلف برقم (8990). وانظر تتمة أحاديث الباب عندهما.

وقوله: "يدوكون" أي: يخوضون ويتحدثون في ذلك.

"حُمْر النَّعَم": هي الإبل الحُمْر، وهي أنفس أموال العرب.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. =

ص: 478

22823 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ تَوَكَّلَ لِي مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ وَمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ، تَوَكَّلْتُ لَهُ بِالْجَنَّةِ "(1).

= وأخرجه مسلم (2290) و (2291) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (7050) و (7051) من طريق يحيى بن بكير، وأبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 6/ 121 من طريق عبد الله بن وهب، كلاهما عن يعقوب بن عبد الرحمن الإسكندراني، به.

وأخرجه البخاري (6583) و (6584)، وابن أبي عاصم في "السنة"(774)، وأبو عوانة، وابن عبد البر في "التمهيد" 2/ 307 من طرق عن أبي حازم، به. ورواية ابن عبد البر دون حديث أبي سعيد.

وسيأتي برقم (22873) بشطريه.

وسلف حديث أبي سعيد الخدري في مسنده برقم (11220) من طريق عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، عن أبي حازم، به.

وانظر حديث ابن مسعود (3639).

وحديث ابن عمر (6162).

وحديث جابر (14719).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عمر بن علي: هو عمر بن علي بن عطاء بن مقدَّم المقدَّمي.

وأخرجه البيهقي في "الشعب"(5407) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (6474) و (6807)، والترمذي (2408)، وابن أبي الدنيا في "الصمت"(3)، وأبو يعلى في "مسنده"(7555)، وفي "معجم شيوخه"(278)، وابن حبان (5701)، والطبراني (5960)، وابن عدي في "الكامل" 5/ 1702، والحاكم 4/ 358، وأبو نعيم في "الحلية" 3/ 252، والبيهقي في =

ص: 479

22824 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ الْأَنْصَارِيِّ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بِشَرَابٍ فَشَرِبَ مِنْهُ، وَعَنْ يَمِينِهِ غُلَامٌ، وَعَنْ يَسَارِهِ الْأَشْيَاخُ، فَقَالَ لِلْغُلَامِ:" أَتَأْذَنُ لِي (1) أَنْ أُعْطِيَ هَؤُلَاءِ " فَقَالَ: لَا وَاللهِ، لَا أُوثِرُ

= "السنن" 8/ 166، وفي "الآداب"(362)، والبغوي (4122) من طرق عن عمر بن علي، به.

وفي الباب عن أبي موسى الأشعري، سلف برقم (19559).

وعن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، سيأتي برقم (23065).

وعن أبي هريرة عند الترمذي (2409)، وصححه ابن حبان (5703).

وعن جابر عند أبي يعلى (1855) و (2109)، والطبراني في "الأوسط"(4978)، وفي "الصغير"(756)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(546).

وعن عائشة عند أبي يعلى (4685).

وانظر حديث معاذ بن جبل، سلف برقم (22016) وفيه:"وهل يكبُّ الناس على وجوههم -أو قال: على مناخرهم- إلا حصائدُ ألسنتهم".

وانظر أيضاً حديث عبادة بن الصامت، سلف برقم (22757) وأوله:"اضمنوا ستاً من أنفسكم أضمن لكم الجنة ومنها: احفظوا فروجكم".

وانظر حديث أبي هريرة السالف برقم (7907) ولفظه: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يلج به الناسُ النارَ، فقال:"الأجوفان: الفم والفرج"، وسئل عن أكثر ما يلج به الناسُ الجنةَ، فقال:"حُسْن الخلق".

قوله: "من توكَّل لي" أي: من ضمن لي حِفظَ فمه وفرجه، واللَّحْي: عَظْم الحنك.

(1)

في (ظ 5): أتأذن في.

ص: 480

بِنَصِيبِي مِنْكَ أَحَدًا. قَالَ: فَتَلَّهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي يَدِهِ (1).

22825 -

حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ: أَنَّ امْرَأَةً أَتَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِبُرْدَةٍ مَنْسُوجَةٍ، فِيهَا حَاشِيَتَاهَا - قَالَ سَهْلٌ: وَهَلْ تَدْرُونَ مَا الْبُرْدَةُ؟ قَالُوا: نَعَمْ، هِيَ الشَّمْلَةُ. قَالَ: نَعَمْ - فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، نَسَجْتُ هَذِهِ بِيَدِي، فَجِئْتُ بِهَا لِأَكْسُوَكَهَا. فَأَخَذَهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مُحْتَاجًا إِلَيْهَا، فَخَرَجَ عَلَيْنَا، وَإِنَّهَا لَإِزَارُهُ، فَجَسَّهَا فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إسحاق ابن عيسى -وهو ابن الطباع- فمن رجال مسلم.

وهو في "الموطأ" 2/ 926 - 927، ومن طريقه أخرجه البخاري (2451) و (2602) و (2605) و (5620)، ومسلم (2030)(127)، والنسائي في "الكبرى"(6868)، وأبو عوانة (8230) و (8231)، وابن حبان (5335)، والطبراني (5769)، والبيهقي 7/ 286، والبغوي (3054).

وأخرجه البخاري (2351) و (2366)، ومسلم (2030)(128)، وأبو عوانة (8232 - 8235)، والطبراني في "الكبير"(5780) و (5815) و (5890) و (5948) و (5957) و (5989) و (6007) من طرق عن أبي حازم، به.

وسيأتي برقم (22867).

وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (1904).

وعن أنس، سلف برقم (12077).

قوله: "فتَلَّه" أي: وَضَعه وأَلقاه.

ص: 481

- رَجُلٌ سَمَّاهُ - فَقَالَ: مَا أَحْسَنَ هَذِهِ الْبُرْدَةَ! اكْسُنِيهَا يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: " نَعَمْ " فَلَمَّا دَخَلَ طَوَاهَا وَأَرْسَلَ بِهَا إِلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ الْقَوْمُ: وَاللهِ مَا أَحْسَنْتَ، كُسِيَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُحْتَاجًا إِلَيْهَا، ثُمَّ سَأَلْتَهُ إِيَّاهَا، وَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّهُ لَا يَرُدُّ سَائِلًا! فَقَالَ: وَاللهِ إِنِّي مَا سَأَلْتُهُ لِأَلْبَسَهَا، وَلَكِنْ سَأَلْتُهُ إِيَّاهَا، لِتَكُونَ كَفَنِي يَوْمَ أَمُوتُ. قَالَ سَهْلٌ: فَكَانَتْ كَفَنَهُ يَوْمَ مَاتَ (1).

* 22826 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ - وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ هَارُونَ بْنِ مَعْرُوفٍ - أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي أَبُو صَخْرٍ، أَنَّ أَبَا حَازِمٍ حَدَّثَهُ قَالَ:

(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سريج بن النعمان، فمن رجال البخاري. ابن أبي حازم: اسمه عبد العزيز.

وأخرجه عبد بن حميد (462)، والبخاري (1277)، وابن ماجه (3555)، والطبراني (5887) من طرق عن عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (2093) و (5810) و (6036)، والنسائي 8/ 204 - 205، والطبراني (5751) و (5785) و (5920) و (5997)، والبيهقي في "الشعب"(6234) من طرق عن أبي حازم، به. واقتصر النسائي في روايته على أوله.

قوله: "فيها حاشيَتَاها" حاشية الثوب هُدَبه، فكأنه قال: إنها جديدة لم يُقطع هُدَبُها، ولم تُلبَس بعدُ.

و"جسَّها" أي: مسَّها بيده.

وفلان بن فلان، جاء أنه سعد بن أبي وقاص، وهو في رواية يعقوب بن عبد الرحمن عن أبي حازم عند الطبراني (5997)، وجاء أنه أعرابيٌّ وهو في رواية ربيعة بن صالح عن أبي حازم عند الطبراني أيضاً (5920)، وقيل: هو عبد الرحمن بن أبي عوف. انظر "فتح الباري" 3/ 143 - 144.

ص: 482

سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ يَقُولُ: شَهِدْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَجْلِسًا وَصَفَ فِيهِ الْجَنَّةَ حَتَّى انْتَهَى، ثُمَّ قَالَ فِي آخِرِ حَدِيثِهِ:" فِيهَا مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ، وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلَا عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ خَطَرَ " ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ. فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [السجدة: 16 - 17](1).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، من أجل أبي صخر -وهو حميد بن زياد- فهو صدوق حسن الحديث، وقد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. ابن وهب: اسمه عبد الله.

وأخرجه مختصراً الطبراني (6002) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن هارون بن معروف، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (2825)، والطبري في "تفسيره" 21/ 106، وأبو عوانة في صفة الجنة كما في "إتحاف المهرة" 6/ 123، وأبو نعيم في "صفة الجنة"(122) من طرق عن ابن وهب، به.

وأخرجه الطبراني (6003)، والحاكم 2/ 413 - 414 من طريق عبد الله بن سويد، عن أبي صخر، به.

وأخرجه مختصراً ابن أبي شيبة 13/ 101، وعبد بن حميد (463)، وأبو يعلى (7520) و (7530)، والطبراني (5827) من طريق سعيد بن عبد الرحمن الجمحي، عن أبي حازم، به. وتحرف "أبو حازم" في الموضع الأول عند أبي يعلى إلى: أبي حاتم.

وأخرجه كذلك الطبراني (5706) من طريق عباس بن سهل، عن سهل بن سعد، وروايته مختصرة.

وفي الباب عن أبي هريرة سلف برقم (8143) و (9649).

ص: 483

22827 -

حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ مَيْمُونٍ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ كَرِهَ الْمَسَائِلَ وَعَابَهَا (1).

22828 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْفِطْرَ "(2).

22829 -

حَدَّثَنَا رِبْعِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير نوح بن ميمون، فقد روى له أبو داود في "المسائل"، وهو ثقة.

وسيأتي مثله من طريق مالك برقم (22843)، ومطوَّلاً من طريقه أيضاً برقم (22851).

وانظر (22830).

قوله: "أنه كره المسائل" أي: العويصات من المسائل بلا حاجةٍ إليها، بل لمجرد تخجيل الغير، أو الإكثار فيها والاشتغال بها عن العمل المحتاج إليه.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري.

وهو في "مصنف" عبد الرزاق (7592).

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 13، وعبد بن حميد (458)، والدارمي (1699)، وابن خزيمة (2059)، وأبو عوانة (2786)، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 136 من طرق عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وزاد أبو نعيم في إحدى روايتيه:"ولم يؤخروا المغرب إلى اشتباك النجوم" وإسنادها ضعيف.

وسيأتي الحديث من طريق سفيان الثوري برقم (22846) عن عبد الرحمن بن مهدي وإسحاق الأزرق عنه.

وانظر (22804).

ص: 484

أَنَّ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ قَالَ: رَأَيْتُ فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ أَحْرَقَتْ قِطْعَةً مِنْ حَصِيرٍ، ثُمَّ أَخَذَتْ تَجْعَلُهُ عَلَى جُرْحِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الَّذِي بِوَجْهِهِ، قَالَ، وَأُتِيَ بِتُرْسٍ فِيهِ مَاءٌ فَغَسَلَتْ عَنْهُ الدَّمَ (1).

22830 -

حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ - يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ - حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: جَاءَ عُوَيْمِرٌ إِلَى عَاصِمِ بْنِ عَدِيٍّ قَالَ: فَقَالَ: سَلْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَرَأَيْتَ رَجُلًا وَجَدَ رَجُلًا مَعَ امْرَأَتِهِ فَقَتَلَهُ، أَيُقْتَلُ بِهِ، أَمْ كَيْفَ يَصْنَعُ؟ قَالَ: فَسَأَلَ عَاصِمٌ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَعَابَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَسَائِلَ، قَالَ: فَلَقِيَهُ عُوَيْمِرٌ فَقَالَ: مَا صَنَعْتَ؟ قَالَ: مَا صَنَعْتُ! إِنَّكَ لَمْ تَأْتِنِي بِخَيْرٍ، سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَعَابَ الْمَسَائِلَ. فَقَالَ عُوَيْمِرٌ: وَاللهِ لَآتِيَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَلَأَسْأَلَنَّهُ. فَأَتَاهُ فَوَجَدَهُ قَدْ أُنْزِلَ عَلَيْهِ فِيهِمَا، قَالَ: فَدَعَا بِهِمَا فَلَاعَنَ بَيْنَهُمَا، قَالَ: فَقَالَ عُوَيْمِرٌ: لَئِنْ انْطَلَقْتُ بِهَا يَا رَسُولَ اللهِ، لَقَدْ كَذَبْتُ عَلَيْهَا. قَالَ: فَفَارَقَهَا قَبْلَ أَنْ يَأْمُرَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَصَارَتْ سُنَّةً فِي الْمُتَلَاعِنَيْنِ. قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَبْصِرُوهَا، فَإِنْ جَاءَتْ بِهِ أَسْحَمَ، أَدْعَجَ الْعَيْنَيْنِ عَظِيمَ الْأَلْيَتَيْنِ، فَلَا أُرَاهُ إِلَّا قَدْ صَدَقَ، وَإِنْ جَاءَتْ بِهِ أَحْمَرَ (2) كَأَنَّهُ

(1) حديث صحيح. وهذا إسناد حسن من أجل عبد الرحمن بن إسحاق: وهو المدني نزيل البصرة.

وانظر (22799).

(2)

في (ظ 5): أُحيمر. وهو تصغير "أَحمر".

ص: 485

وَحَرَةٌ، فَلَا أُرَاهُ إِلَّا كَاذِبًا ". قَالَ: فَجَاءَتْ بِهِ عَلَى النَّعْتِ الْمَكْرُوهِ (1).

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير شيخ المصنف أبي كامل -وهو مظفَّر بن مُدرِك- فقد روى له الترمذي والنسائي، وهو ثقة.

وأخرجه مطولاً ومختصراً الشافعي 2/ 45 و 47، وأبو داود (2248)، وابن ماجه (2066)، والطبراني في "الكبير"(5682) و (5690)، والبيهقي 7/ 399، والبغوي (2367) من طرق عن إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد.

وأخرجه أيضاً مطولاً ومختصراً الشافعي 2/ 45 - 46 و 46، وعبد الرزاق (12446) و (12447)، والدارمي (2230)، والبخاري (423) و (4745) و (4746) و (5309) و (7166) و (7304)، ومسلم (1492)(2) و (3)، وأبو داود (2247) و (2249) و (2250) و (2252)، وابن الجارود (756)، والطبري في "تفسيره" 18/ 85، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 102 و 4/ 155 - 156، وفي "شرح مشكل الآثار"(5150) و (5151)، وابن حبان (4283) و (4285)، والطبراني (5674) و (5677) و (5678) و (5681) و (5683) و (5684) و (5685) و (5686) و (5688)، والدراقطني 3/ 274 و 275، والبيهقي 6/ 258 و 398 و 399 و 400 و 401 و 410 من طرق عن الزهري، به.

وأخرجه الطبراني (5777) من طريق سلمة بن دينار، عن سهل بن سعد.

وروي هذا الحديث عند المصنف من طريق الزهري مطولاً ومختصراً بالأرقام (22803) و (22827) و (22831) و (22837) و (22843) و (22851) و (22853).

وسيأتي برقم (22856) من طريق سهل بن سعد عن عاصم بن عدي.

وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2131).

وعن ابن مسعود، سلف برقم (4001). =

ص: 486

22831 -

حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، حَدَّثَنَا ابْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ، قَالَ: لَمَّا لَاعَنَ عُوَيْمِرٌ أَخُو بَنِي الْعَجْلَانِ امْرَأَتَهُ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، ظَلَمْتُهَا إِنْ أَمْسَكْتُهَا، هِيَ الطَّلَاقُ، هِيَ الطَّلَاقُ، هِيَ الطَّلَاقُ (1).

22832 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ (2): سَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ: أَنَّ امْرَأَةً جَاءَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، قَالَ:" فَهَلْ تَقْرَأُ مِنَ الْقُرْآنِ شَيْئًا؟ " قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: " مَاذَا؟ " قَالَ: سُورَةَ كَذَا، وَسُورَةَ كَذَا، وَسُورَةَ كَذَا. قَالَ:" فَقَدْ أَمْلَكْتُكَهَا بِمَا مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ " قَالَ: فَرَأَيْتُهُ يَمْضِي وَهِيَ تَتْبَعُهُ (3).

= وعن ابن عمر، سلف برقم (4693).

قال السندي: "أسحم" أي: أسود. "أدعج العينين" من الدَّعَج -بفتحتين-: شدة سواد العين، وقيل: مع سَعَتها. "وَحَرة" بفتحات: دويْبَّة حمراء تلزق بالأرض.

(1)

حديث صحيح، محمد بن إسحاق مدلِّس وقد عنعن، وهو متابع، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. ابن إدريس: هو عبد الله بن إدريس بن يزيد الأَوْدي.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(5689) من طريق أبي خالد الأحمر، عن محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد - وقال فيه: وهي طالق البتَّة.

وانظر ما قبله.

(2)

القائل هو أبو حازم، والهاء في "سمعته" تعود على سهل بن سعد.

(3)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. =

ص: 487

22833 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ: أَنَّ رَجُلًا اطَّلَعَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنْ سِتْرِ حُجْرَةٍ (1)، وَفِي يَدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِدْرَى، فَقَالَ:" لَوْ أَعْلَمُ أَنَّ هَذَا يُنْظِرُنِي حَتَّى آتِيَهُ لَطَعَنْتُ بِالْمِدْرَى فِي عَيْنِهِ وَهَلْ جُعِلَ الِاسْتِئْذَانُ إِلَّا مِنْ أَجْلِ الْبَصَرِ؟! "(2).

22834 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَذِهِ مِنْ هَذِهِ "(3).

22835 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخَبَرَنَا أَبُو غَسَّانَ مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ

= وهو بأطول مما هنا في "مصنف" عبد الرزاق (12274)، ومن طريقه أخرجه أبو يعلى (7521)، والطبراني (5927) و (5961).

وانظر (22798).

(1)

في (م) وحدها: حجرته، وفي نسخة على هامش (ظ 5): الحجرة.

(2)

إسناده صحيح كسابقه.

وهو في "المصنف" لعبد الرزاق (19431)، ومن طريقه أخرجه أبو عوانة في الديات كما في "إتحاف المهرة" 6/ 142، والطبراني في "الكبير"(5660)، والبيهقي 8/ 338، والبغوي (2567).

وأخرجه مسلم (2156)(41) من طريق عبد الواحد بن زياد، عن معمر، به.

وانظر (22802).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر الحديث السالف برقم (22796).

ص: 488

عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، وَإِنَّهُ لَمِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَإِنَّهُ لَمِنْ أَهْلِ النَّارِ، وَإِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالْخَوَاتِيمِ "(1).

22836 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ، قَالَا: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنْ كَانَ، فَفِي الْفَرَسِ، وَفِي الْمَرْأَةِ، وَفِي الْمَسْكَنِ " يَعْنِي الشُّؤْمَ (2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وأبو حازم: هو سلمة بن دينار.

وأخرجه أبو عوانة في النذور كما في "إتحاف المهرة" 6/ 110 من طريق يزيد ابن هارون، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (6493) و (6607)، وأبو عوانة (140)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(3037)، والطبراني في "الكبير"(5784) و (5798) و (5799) من طرق عن أبي غسان محمد بن مطرّف، به. ورواية البخاري وأبي عوانة والطبراني مطولة بنحو الرواية السالفة برقم (22813).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إسماعيل بن عمر -وهو الواسطي- فمن رجال مسلم. روح: هو ابن عبادة.

وهو في "الموطأ" 2/ 972، ومن طريقه أخرجه البخاري في "الصحيح"(2859) و (5095)، وفي "الأدب المفرد"(917)، ومسلم (2226)(119)، وابن ماجه (1994)، وأبو عوانة في الطب كما في "إتحاف المهرة" 6/ 115، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(780)، وفي "شرح المعاني" 4/ 314، والطبراني في "الكبير"(5770). =

ص: 489

22837 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ. وَيَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي عَبَّاسُ بْنُ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِعَاصِمِ بْنِ عَدِيٍّ: " اقْبِضْهَا إِلَيْكَ حَتَّى تَلِدَ عِنْدَكَ، فَإِنْ تَلِدْهُ أَحْمَرَ (1)، فَهُوَ لِأَبِيهِ الَّذِي انْتَفَى مِنْهُ، لِعُوَيْمِرٍ، وَإِنْ وَلَدَتْهُ قَطَطَ الشَّعْرِ أَسْوَدَ اللِّسَانِ، فَهُوَ لِابْنِ السَّحْمَاءِ ".

قَالَ عَاصِمٌ: فَلَمَّا وَقَعَ، أَخَذْتُهُ إِلَيَّ، فَإِذَا رَأْسُهُ مِثْلُ فَرْوَةِ الْحَمَلِ الصَّغِيرِ، ثُمَّ أَخَذْتُ قَالَ يَعْقُوبُ - بِفُقْمَيْهِ، فَإِذَا هُوَ أُحَيْمِرٌ مِثْلُ النَّبْعةِ (2)، وَاسْتَقْبَلَنِي لِسَانُهُ أَسْوَدُ مِثْلُ التَّمْرَةِ، قَالَ: فَقُلْتُ: صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ (3).

= وأخرجه مسلم (2226)، وأبو عوانة، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 314، والطبراني (5747) و (5803) و (5807) و (5832) و (5852) و (5906)، وأبو نعيم في "الحلية" 3/ 252 من طرق عن أبي حازم، به.

وسيأتي برقم (22866).

وفي الباب عن عبد الله بن عمر، سلف برقم (4544)، وانظر تتمة شواهده هناك.

(1)

في نسخة في (ظ 5): أُحيمر.

(2)

في (م) و (ظ 2) و (ق): النبقة، بالقاف، والمثبت من (ظ 5) و"حاشية" السندي، ومن "فتح الباري" 9/ 453، قال الحافظ ابن حجر: والنَّبْعة: واحدة النَّبْع بفتح النون وسكون الموحَّدة بعدها مهملة، وهو شجر يُتَّخذ منه القِسيُّ والسهام، ولون قشره أحمر إلى الصفرة.

(3)

إسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق. يعقوب شيخ المصنف في أحد طريقيه: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزهري. =

ص: 490

22838 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنِي الْأَسْلَمِيُّ - يَعْنِي عَبْدَ اللهِ بْنَ عَامِرٍ - عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا سُئِلَ عَنِ الْمَسْجِدِ الَّذِي أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى، قَالَ:" هُوَ مَسْجِدِي "(1).

* 22839 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (2)، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ مَعْمَرٍ.

وَحَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ

= وأخرجه بنحوه أبو داود (2246) من طريق محمد بن سلمة، والطبراني في "الكبير"(5734) من طريق عبد الرحيم بن سليمان، كلاهما عن محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد. ورواية أبي داود مختصرة بلفظ:"أمسك المرأة عندك حتى تلد".

وانظر (22830).

قال السندي: "قَطَط الشعر" بفتحتين على المشهور، وروي بكسر الطاء الأولى أي: شديد التقبُّض كشعر السودان.

"وقع" أي: سقط الولد من رَحِم الأم.

"فروة الحَمَل" بفتحتين، ولد الضَّأن في السنة الأولى، والفروة: الجلدة، وهو بيان كونه قطط الشعر.

"بفقميه" بفاءٍ مفتوحةٍ أو مضمومة وقاف ساكنة، أي: بلِحْييه.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف فيه عبد الله بن عامر الأسلمي، وهو متفق على ضعفه، لكنه لم ينفرد به، فقد تابعه غير واحدٍ كما سلف عند الحديث رقم (22805).

عبد الله بن الحارث: هو المخزومي المكي.

(2)

في (م) و (ظ 2) و (ق) زيادة: حدثني أبي، وهو خطأ، والصواب إسقاطه كما في (ظ 5) و"جامع المسانيد" و"أطراف المسند".

ص: 491

عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفًا " أَوْ قَالَ: " سَبْعُ مِئَةِ أَلْفٍ بِغَيْرِ حِسَابٍ "(1).

22840 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْمُؤْمِنُ مَأْلَفَةٌ، وَلَا خَيْرَ فِيمَنْ لَا يَأْلَفُ وَلَا يُؤْلَفُ "(2).

(1) إسناداه صحيحان، رجالهما ثقات رجال الصحيح غير علي بن بَحْر، فقد روى له أبو داود والترمذي وعلَّق له البخاري، وهو ثقة.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(5929) عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة، عن يحيى بن معين، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد بن حميد (460)، والبخاري (3247) و (6543) و (6554)، ومسلم (219)(373)، وأبو عوانة (370) و (371)، والطبراني (5782) و (5898)، وأبو نعيم في "صفة الجنة"(253) من طرق عن أبي حازم، به- زادوا فيه:"متماسكون بعضُهم آخذٌ بيد بعض، لا يدخل أولهم حتى يدخل آخرهم، وجوههم على صورة القمر ليلة البَدْر".

والشك في الحديث بين السبعين والسبع مئة من أبي حازم كما جاء مبيناً في غير ما مصدر، والذي في أحاديث الباب: سبعون ألفاً.

وفي الباب عن ابن مسعود، سلف برقم (3806).

وعن أبي هريرة، سلف برقم (8016). وانظر تتمة أحاديث الباب عندهما.

(2)

متن الحديث حسن، لكن من حديث أبي هريرة كما سيأتي، وهذا إسناد ضعيف جداً، مصعب بن ثابت متفق على ضعفه، ثم هو قد خولف فيه كما سنبينه لاحقاً.

وأخرجه ابن حبان في "المجروحين" 3/ 29، والطبراني في "الكبير"(5744)، وأبو الشيخ في "الأمثال"(179)، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 2/ 92، والبيهقي =

ص: 492

22841 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلٍ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" مِنْبَرِي عَلَى تُرْعَةٍ مِنْ تُرَعِ الْجَنَّةِ ".

فَقُلْتُ لَهُ: مَا التُّرْعَةُ يَا أَبَا الْعَبَّاسِ؟ قَالَ: الْبَابُ (1).

= في "الشعب"(8210)، وفي "الآداب"(190)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 11/ 376 من طرق عن عيسى بن يونس، بهذا الإسناد.

وخالف مصعباً فيه أبو صخر حميد بن زياد وخالد بن الوضاح، فروياه عن أبي حازم عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعاً، كما سلف في مسند أبي هريرة برقم (9198)، وأبو صخر صدوق حسن الحديث، وأما خالد بن الوضاح فلم نقع له على ترجمة.

وروي عن أسامة بن زيد الليثي عن أبي حازم عن عون بن عبد الله بن عتبة، عن عبد الله بن مسعود مرفوعاً عند تمام الرازي في "فوائده"(1170)، ولا يصح، فإن في الطريق إلى أسامة مَن لا يُعْرَف.

وروي عن ابن مسعود موقوفاً عند الطبراني في "الكبير"(8976) مِن طريق أبي نعيم، عن المسعودي، عن أبي حازم، عن عون بن عبد الله، عن ابن مسعود، وهذا أصح من سابقه، والمسعودي -وإن كان اختلط- رواية أبي نعيم عنه قبل الاختلاط، لكن يبقى فيه علة الانقطاع بين عون بن عبد الله وبين عمِّ أبيه عبد الله ابن مسعود، فروايته عنه مرسلة.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. حسين بن محمد: هو ابن بَهْرام المرُّوذي.

وأخرجه أبو عوانة في الحج كما في "إتحاف المهرة" 6/ 115 من طريق علي ابن عياش، والطبراني في "الكبير"(5779) من طريق سعيد بن أبي مريم، كلاهما عن محمد بن مطرف، بهذا الإسناد. =

ص: 493

22842 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ وَإِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، قَالَا: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ لِلصَّائِمِينَ بَابًا فِي الْجَنَّةِ يُقَالُ لَهُ: الرَّيَّانُ، لَا يَدْخُلُ مِنْهُ غَيْرُهُمْ، إِذَا دَخَلَ

= وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2884)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 270، والطبراني (5809) و (5971) و (5995)، والبيهقي 5/ 247 من طرق عن أبي حازم، به.

وأخرجه موقوفاً الطبراني (5888)، والبيهقي 5/ 247 من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبي حازم، عن سهل.

وسيأتي مرفوعاً برقم (22874) من طريق عمران بن يزيد القطان عن أبي حازم.

ويشهد له حديث أبي هريرة السالف برقم (8721)، وسنده صحيح.

وحديث جابر بن عبد الله السالف برقم (15187)، وسنده ضعيف.

وحديث عمر بن الخطاب عند الطحاوي في "شرح المشكل"(2871) وسنده ضعيف أيضاً.

وأخرج أبو عوانة في الحج كما في "إتحاف المهرة" 6/ 115، والبيهقي 5/ 247 من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه، عن سهل بن سعد، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"ما بين بيتي ومنبري روضة مِن رياض الجنة، وقوائم منبري رواتب في الجنة"، وفي رواية أبي عوانة "ما بين قبري ومنبري

".

ويشهد له بهذا اللفظ حديث أم سلمة عند الطحاوي في "شرح المشكل"(2872)، وسيأتي في مسندها مختصراً برقم (26476).

وفي الباب أيضاً عن أبي هريرة، سلف برقم (7223). وانظر تتمة شواهده هناك.

ص: 494

آخِرُهُمْ أُغْلِقَ، مَنْ دَخَلَ مِنْهُ شَرِبَ، وَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ لَمْ يَظْمَأْ أَبَدًا " (1).

22843 -

حَدَّثَنَا أَبُو نُوحٍ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: كَرِهَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَسَائِلَ وَعَابَهَا (2).

22844 -

حَدَّثَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ.

وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" غَدْوَةٌ أَوْ رَوْحَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ، خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا "(3).

22845 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ.

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل سعيد بن عبد الرحمن الجمحي، فهو صدوق حسن الحديث، وقد توبع فيما سلف برقم (22818).

وأخرجه النسائي 4/ 168، وأبو يعلى (7529)، وابن خزيمة (1902)، والبغوي (1709) من طرق عن سعيد بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد.

(2)

إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي نوح -وهو عبد الرحمن بن غزوان- فمن رجال البخاري.

وقد سلف من طريق مالك برقم (22827)، وسيأتي من طريقه مطولاً برقم (22851).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (15560). عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري.

ص: 495

وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " التَّسْبِيحُ فِي الصَّلَاةِ لِلرِّجَالِ، وَالتَّصْفِيقُ لِلنِّسَاءِ "(1).

22846 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ وَإِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْفِطْرَ "(2).

22847 -

حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، حَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: كُنَّا نَقِيلُ وَنَتَغَدَّى بَعْدَ الْجُمُعَةِ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (3).

(1) إسناده صحيح على شرطهما.

وأخرجه البخاري (1204)، والطبراني في "الكبير"(5966) من طريق وكيع ابن الجراح وحده، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطحاوي في "شرح المشكل"(1756)، وفي "شرح معاني الآثار" 1/ 447 من طريق قبيصة بن عقبة، عن سفيان، به.

وانظر (22801).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (1098)، والترمذي (699) وابن خزيمة (2059) و (2061)، وابن حبان (3510)، والحاكم 1/ 434 من طريق عبد الرحمن بن مهدي وحده، بهذا الإسناد. ولفظه عند ابن خزيمة في الموضع الثاني وابن حبان والحاكم:"لا تزال أمتي على سنتي ما لم تنتظر بفطرها النجومَ".

وقد سلف برقم (22828) عن عبد الرزاق عن سفيان الثوري. وانظر (22804).

(3)

إسناده صحيح على شرطهما. وهو مكرر (15561).

ص: 496

22848 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ - أَخْبَرَنَا أَبُو حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَتَى بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ فِي لِحَاءٍ (1)، كَانَ بَيْنَهُمْ، لِيُصْلِحَ بَيْنَهُمْ، فَحَضَرَتْ صَلَاةُ الْعَصْرِ (2)، فَقَالَ بِلَالٌ لِأَبِي بَكْرٍ: أُقِيمُ وَتُصَلِّي بِالنَّاسِ؟ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: نَعَمْ. فَأَقَامَ بِلَالٌ، وَتَقَدَّمَ أَبُو بَكْرٍ لِيُصَلِّيَ بِالنَّاسِ، فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَخْرِقُ الصُّفُوفَ، فَصَفَّحَ الْقَوْمُ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ لَا يَكَادُ يَلْتَفِتُ فِي الصَّلَاةِ، فَلَمَّا أَكْثَرُوا الْتَفَتَ أَبُو بَكْرٍ، فَإِذَا هُوَ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَخْرِقُ الصُّفُوفَ، فَتَأَخَّرَ أَبُو بَكْرٍ وَأَوْمَأَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَنْ مَكَانَكَ، فَتَأَخَّرَ أَبُو بَكْرٍ، وَتَقَدَّمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَصَلَّى بِهِمْ، فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ قَالَ:" يَا أَبَا بَكْرٍ، مَا بَالُكَ إِذْ أَوْمَأْتُ إِلَيْكَ لَمْ تَقُمْ؟ " قَالَ: مَا كَانَ لِابْنِ أَبِي قُحَافَةَ أَنْ يَؤُمَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" مَا لَكُمْ إِذَا نَابَكُمْ أَمْرٌ صَفَّحْتُمْ، سَبِّحُوا، فَإِنَّ التَّصْفِيحَ لِلنِّسَاءِ "(3).

(1) في (م) وهوامش النسخ الخطية عدا (ظ 5): "أي: خِصام".

(2)

المثبت من (ظ 5)، وفي (ر): فحضرت الصلاة، وعلى هامشها: فحانت، وفي (م) و (ظ 2) و (ق): فحانت الصلاة.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(5930) من طريق حجاج بن المنهال، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.

وانظر (22801).

ص: 497

22849 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: كَانَ النَّاسُ يُؤْمَرُونَ أَنْ يَضَعُوا الْيُمْنَى عَلَى الْيُسْرَى فِي الصَّلَاةِ. قَالَ أَبُو حَازِمٍ: وَلَا أَعْلَمُ إِلَّا يَنْمِي ذَلِكَ (1).

قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: " يَنْمِي " يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

22850 -

قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: عَنْ مَالِكٍ. وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم جَاءَتْهُ امْرَأَةٌ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي قَدْ وَهَبْتُ نَفْسِي لَكَ. فَقَامَتْ قِيَامًا طَوِيلًا، فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، زَوِّجْنِيهَا إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكَ بِهَا حَاجَةٌ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" هَلْ عِنْدَكَ مِنْ شَيْءٍ تُصْدِقُهَا إِيَّاهُ؟ " فَقَالَ: مَا عِنْدِي إِلَّا إِزَارِي هَذَا. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " إِنْ أَعْطَيْتَهَا إِزَارَكَ جَلَسْتَ لَا إِزَارَ لَكَ، فَالْتَمِسْ شَيْئًا " فَقَالَ: مَا أَجِدُ شَيْئًا. فَقَالَ: " الْتَمِسْ وَلَوْ خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ " فَالْتَمَسَ فَلَمْ يَجِدْ شَيْئًا، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" هَلْ مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ شَيْءٌ؟ " قَالَ: نَعَمْ، سُورَةُ كَذَا

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو في "الموطأ" 1/ 159، ومن طريق مالك أخرجه البخاري (740)، والطبراني في "الكبير"(5772)، والبيهقي 2/ 28. ولم يذكر فيه الطبراني قول أبي حازم في آخره.

وفى الباب عن غير واحد من الصحابة. انظر حديث جابر السالف برقم (15090).

ص: 498

وَسُورَةُ كَذَا. لِسُوَرٍ يُسَمِّيهَا، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" قَدْ زَوَّجْتُكَهَا بِمَا مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ "(1).

22851 -

قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ. وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنِي مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ أَخْبَرَهُ: أَنَّ عُوَيْمِرًا الْعَجْلَانِيَّ جَاءَ إِلَى عَاصِمِ بْنِ عَدِيٍّ الْأَنْصَارِيِّ فَقَالَ: يَا عَاصِمُ، أَرَأَيْتَ رَجلاً وَجَدَ مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلًا، أَيَقْتُلُهُ فَتَقْتُلُونَهُ، أَمْ كَيْفَ يَفْعَلُ؟ سَلْ لِي عَنْ ذَلِكَ يَا عَاصِمُ رَسُولَ اللهِ. فَسَأَلَ عَاصِمٌ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنْ ذَلِكَ، فَكَرِهَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَسَائِلَ وَعَابَهَا، حَتَّى كَبُرَ عَلَى عَاصِمٍ مِمَّا يَسْمَعُ - قَالَ إِسْحَاقُ: مَا سَمِعَ - مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا رَجَعَ عَاصِمٌ إِلَى أَهْلِهِ، جَاءَهُ عُوَيْمِرٌ فَقَالَ: يَا عَاصِمُ، مَاذَا قَالَ لكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ عَاصِمٌ لِعُوَيْمِرٍ: لَمْ تَأْتِنِي بِخَيْرٍ، قَدْ كَرِهَ (2) رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَسْأَلَةَ الَّتِي سَأَلْتُهُ عَنْهَا. فَقَالَ عُوَيْمِرٌ: وَاللهِ لَا

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إسحاق شيخ المصنف في الطريق الأخرى -وهو إسحاق بن عيسى ابن الطباع- فمن رجال مسلم.

وهو في "موطأ" مالك 2/ 526، ومن طريقه أخرجه الشافعي 2/ 7 - 8 و 8، والبخاري (2310) و (5135) و (7417)، وأبو داود (2111)، والترمذي (1114)، والنسائي 6/ 123، والطحاوي في "شرح المشكل"(2474)، وفي "شرح معاني الآثار" 3/ 16 - 17، وابن حبان (4093)، والبيهقي 7/ 144 و 236 و 242، والبغوي (2302). وهو عند بعضهم مختصر.

وانظر (22798).

(2)

في (م): فكره.

ص: 499

أَنْتَهِي حَتَّى أَسْأَلَهُ عَنْهَا. فَأَقْبَلَ عُوَيْمِرٌ حَتَّى أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَسْطَ النَّاسِ، فَقَالَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَرَأَيْتَ رَجُلًا وَجَدَ مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلًا، أَيَقْتُلُهُ فَتَقْتُلُونَهُ، أَمْ كَيْفَ يَفْعَلُ؟ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" قَدْ أَنْزَلَ اللهُ فِيكَ وَفِي صَاحِبَتِكَ، فَاذْهَبْ فَأْتِ بِهَا ". قَالَ سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ: فَتَلَاعَنَا وَأَنَا مَعَ النَّاسِ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا فَرَغَا، قَالَ عُوَيْمِرٌ: كَذَبْتُ عَلَيْهَا يَا رَسُولَ اللهِ إِنْ أَمْسَكْتُهَا. فَطَلَّقَهَا ثَلَاثًا قَبْلَ أَنْ يَأْمُرَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم (1).

22852 -

قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، عَنْ أَبِي حَازِمِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَهَبَ إِلَى بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ لِيُصْلِحَ بَيْنَهُمْ - فَذَكَرَ الْحَدِيثَ - قَالَ: فَأَشَارَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَنْ امْكُثْ مَكَانَكَ، فَرَفَعَ أَبُو بَكْرٍ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ، فَحَمِدَ اللهَ عَلَى مَا أَمَرَهُ بِهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ ذَلِكَ، ثُمَّ اسْتَأْخَرَ

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إسحاق بن عيسى -وهو ابن الطباع- فمن رجال مسلم.

وهو في "الموطأ" 2/ 566 - 567، ومن طريقه أخرجه الشافعي 2/ 44، والدارمي (2229)، والبخاري (5259) و (5308)، ومسلم (1492)(1)، وأبو داود (2245)، والنسائي 6/ 143 - 144، وابن الجارود (737)، وابن حبان (4284)، والطبراني في "الكبير"(5675) و (5676)، والبيهقي 7/ 398 - 399 و 399، والبغوي في "شرح السنة"(2366)، وفي "التفسير" 3/ 324.

وقد سلف من طريق مالك برقم (22827) و (22843) لكن مختصراً جداً، واقتصر فيه على قوله: كره المسائل وعابها.

وانظر (22830).

ص: 500

أَبُو بَكْرٍ حَتَّى اسْتَوَى فِي الصَّفِّ، وَتَقَدَّمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَصَلَّى؛ فَذَكَرَ مِثْلَ مَعْنَى حَدِيثِ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ (1).

22853 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي عُقَيْلُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَهْلٍ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ جَاءَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ رَجُلًا وَجَدَ مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلًا، أَيَقْتُلُهُ؟ قَالَ: فَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل فِي شَأْنِهِ مَا ذُكِرَ فِي الْقُرْآنِ مِنَ التَّلَاعُنِ، فَقَالَ:" قَدْ قُضِيَ فِيكَ وَفِي امْرَأَتِكَ ". قَالَ: فَتَلَاعَنَا وَأَنَا شَاهِدٌ، ثُمَّ فَارَقَهَا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (2).

(1) إسناده صحيح على شرطهما. عبد الرحمن: هو ابن مهدي.

وهو في "الموطأ" 1/ 163 - 164، ومن طريق مالك أخرجه الشافعي 1/ 117 - 118 و 118، والبخاري (684)، ومسلم (421)(102)، وأبو داود (940)، وأبو عوانة (2034)، والطحاوي في "شرح المشكل"(1755)، وابن حبان (2260)، والطبراني في "الكبير"(5771)، والبيهقي 2/ 245 - 246 و 3/ 122 - 123، والبغوي (749). ورواية الطحاوي مختصرة جداً. وانظر (22801).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(5679) من طريق عبد الله بن صالح، و (5680) من طريق سعيد بن عفير، كلاهما عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد- وزاد في روايته: فكانت السُّنّة بعدُ فيهما أن يُفرَّق بين المتلاعنين، وكانت حاملاً فأنكر حملَها، فكان ابنُها يدعى إلى أمه، ثم جَرَت السنّة في الميراث أنه يرثها ابنها وترث منه ما فُرِض لها. =

ص: 501

22854 -

حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ - يَعْنِي ابْنَ عُمَرَ - عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ سَهْلٍ السَّاعِدِيِّ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَسْتَنِدُ إِلَى جِذْعٍ، فَقَالَ:" قَدْ كَثُرَ النَّاسُ وَلَوْ كَانَ لِي شَيْءٌ " يَعْنِي: أَقْعُدُ عَلَيْهِ. قَالَ عَبَّاسٌ: فَذَهَبَ أَبِي فَقَطَعَ عِيدَانَ الْمِنْبَرِ مِنَ الْغَابَةِ، قَالَ: فَمَا أَدْرِي عَمِلَهَا أَبِي أَوْ اسْتَعْمَلَهَا (1)؟.

22855 -

حَدَّثَنَا رِبْعِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذُبَابٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم شَاهِرًا يَدَيْهِ قَطُّ يَدْعُو عَلَى مِنْبَرٍ وَلَا غَيْرِهِ، مَا كَانَ يَدْعُو إِلَّا يَضَعُ يَدَهُ (2) حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ، وَيُشِيرُ بِإِصْبُعِهِ إِشَارَةً (3).

= وأخرجه أيضاً (5680) من طريق رِشْدين بن سعد، عن عقيل بن خالد، به. وقرن بعقيل قُرَّة بن عبد الرحمن.

وانظر (22830).

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله بن عمر العمري.

وانظر (22800) و (22871).

وقول عباس بن سهل في آخره: "فما أدري عملها أبي أو استعملها؟ " قد جاء في غير هذه الرواية كما سيأتي برقم (22871): أن الذي صنع المنبر هو غلامٌ نجَّار كان مولى لامرأةٍ. وهو الصحيح.

(2)

في (م) و (ظ 2) و (ق): يديه، والمثبت من (ظ 5) و (ر).

(3)

إسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن معاوية: وهو ابن الحويرث المدني. ابن أبي ذباب: هو عبد الله بن عبد الرحمن بن الحارث. =

ص: 502

22856 -

حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي سَلَمَةَ - عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عَدِيٍّ، قَالَ: جَاءَهُ عُوَيْمِرٌ - رَجُلٌ مِنْ بَنِي العَجْلَانَ - فَقَالَ: يَا عَاصِمُ، أَرَأَيْتَ رَجُلًا وَجَدَ مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلًا أَيَقْتُلُهُ فَيَقْتُلُونَهُ، أَمْ كَيْفَ يَصْنَعُ؟ سَلْ لِي يَا عَاصِمُ رَسُولَ اللهِ. فَسَأَلَ عَاصِمٌ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ ذَلِكَ، فَكَرِهَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَسَائِلَ وَعَابَهَا، حَتَّى كَبُرَ عَلَى عَاصِمٍ مَا سَمِعَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ مَعْنَى حَدِيثِ مَالِكٍ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: فَطَلَّقَهَا قَبْلَ أَنْ يَأْمُرَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: فَكَانَ فِرَاقُهُ إِيَّاهَا سُنَّةً فِي الْمُتَلَاعِنَيْنِ (1).

= وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 486 و 10/ 377 - 378، وأبو داود (1105)، وابن خزيمة (1450)، وأبو يعلى (7551)، وابن حبان (883)، والطبراني (6023)، والحاكم 1/ 535 - 536، والبيهقي 3/ 210 من طرق عن عبد الرحمن بن إسحاق، بهذا الإسناد.

ولم يذكر ابن أبي شيبة في الموضع الثاني والبيهقي قوله: "ويشير بإصبعه"، ولفظه عند ابن أبي شيبة في الموضع الأول:"ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم شاهراً يديه في الصلاة على منبر ولا غيره ولقد رأيت يديه حذو منكبيه ويدعو"، ولم يذكر الباقون فيه:"ما كان يدعو إلا يضع يديه حذو مكنبيه".

وقوله في هذا الحديث: "ما رأيت رسولَ الله شاهراً يديه قط يدعو على منبرٍ ولا غيره" فيه نفي لرفع اليدين في كل دعاء، وقد جاء تخصيصه في حديث عمارة ابن رويبة السالف برقم (17219) بخطبة الجمعة.

وانظر في رفع اليدين عند الدعاء، التعليق على حديث أنس السالف برقم (12867)، و"فتح الباري" 11/ 142 - 143.

(1)

إسناده صحيح. هاشم: هو ابن القاسم أبو النضر، وعبد العزيز: هو ابن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون. =

ص: 503

22857 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا الْعَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَقُولُ: " غَدْوَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَرَوْحَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَمَوْضِعُ سَوْطٍ فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا "(1).

22858 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" رَوْحَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ " فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (2).

22859 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْفِطْرَ "(3).

= وأخرجه النسائي 6/ 170 - 171، والطبراني في "الكبير"(5690) من طريق أبي داود الطيالسي، والطحاوي في "شرح المعاني" 4/ 156 من طريق الوهبي، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(2977)، وعنه الطبراني (5692) عن علي ابن الجعد، ثلاثتهم عن عبد العزيز بن أبي سلمة، بهذا الإسناد. وهو عند الطبراني من مسند سهل بن سعد، وهو المحفوظ.

وحديث مالك الذي أشار إليه المصنف سلف برقم (22851)، وانظر (22830).

(1)

حديث صحيح، هو مكرر (15569) سنداً ومتناً.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (15570) سنداً ومتناً.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إسماعيل بن عمر -وهو الواسطي- فمن رجال مسلم. =

ص: 504

22860 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا الْفُضَيْلُ - يَعْنِي ابْنَ سُلَيْمَانَ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ ابْنَ أَبِي يَحْيَى، عَنْ أُمِّهِ قَالَتْ: سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ السَّاعِدِيَّ يَقُولُ: سَقَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدَيَّ مِنْ بُضَاعَةَ (1).

= وهو في "الموطأ" 1/ 288، ومن طريق مالك أخرجه الشافعي في "المسند" 1/ 277، والبخاري (1957)، والترمذي (699)، وابن حبان (3502)، والطبراني في "الكبير"(5768)، والبيهقي في "السنن" 4/ 237، وفي "الشعب"(3913)، والبغوي (1730).

وانظر (22804).

(1)

إسناده ضعيف لجهالة أم محمد بن أبي يحيى، قال ابن التركماني في "الجوهر النقي" 1/ 258: لم نعرف حال أمه ولا اسمها بعد الكشف التامِّ، ولا ذِكْر لها في شيءٍ من الكتب الستة.

والفضيل بن سليمان ليس بذاك القوي، لكنه متابعٌ.

وأخرجه الدارقطني 1/ 32 من طريق محمد بن زياد الزيادي، عن الفضيل بن سليمان، بهذا الإسناد. ولفظه: شرب رسول الله صلى الله عليه وسلم من بئر بُضاعة.

وأخرجه الطحاوي "في شرح معاني الآثار" 1/ 12 من طريق حاتم بن إسماعيل، عن محمد بن أبي يحيى، عن أمه قالت: دخلنا على سهل بن سعد في أربع نسوة، فقال: لو سقيتكم من بئر بضاعة لكرهتم ذلك، وقد سقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم منها بيدي.

وأخرجه أبو يعلى (7519)، والطبراني في "الكبير"(6026)، والبيهقي في "سننه" 1/ 259، وفي "معرفة السنن والآثار"(1823) من طريق حاتم بن إسماعيل، عن محمد بن أبي يحيى، عن أبيه -بدل أمه- عن سهل. وروايتهم نحو رواية الطحاوي، وتحرف في مطبوع الطبراني "حاتم" إلى: جابر.

وحسَّن البيهقي هذا الإسناد على اعتبار أن الراوي عن سهل هو أبو يحيى والد محمد، واسمه سِمْعان، والذي يغلب على ظننا أن ذِكْر أبي يحيى فيه خطأ، وأن =

ص: 505

22861 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ، حَدَّثَنَا (1) الْفُضَيْلِ - يَعْنِي ابْنَ سُلَيْمَانَ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي يَحْيَى، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بَالْخَنْدَقِ فَأَخَذَ الْكَِرْزِينَ فَحَفَرَ بِهِ، فَصَادَفَ حَجَرًا، فَضَحِكَ، قِيلَ: مَا يُضْحِكُكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " ضَحِكْتُ مِنْ نَاسٍ يُؤْتَى بِهِمْ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ فِي النُّكُولِ يُسَاقُونَ إِلَى الْجَنَّةِ "(2).

= الصواب أنه من رواية محمد عن أمِّه، فإن سياق الكلام يقتضيه، فعبارة "دخلت على سهل في نسوةٍ" لا يقولها في الغالب إلا امرأة وليس رجلاً، والله تعالى أعلم.

وقد ذهب ابن التركماني إلى أن هذا الإسناد مضطربٌ.

وجاء في "معرفة السنن والآثار"(1820) ما نصه: وقال الشافعي في "القديم": أخبرنا رجل، عن أبيه، عن أمه، عن سهل، قال: سقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي مِن بئر بُضاعة. قال البيهقي بإثره: وهذا الرجل هو: إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى، وقد رواه غيره عن أبيه وأبوه ثقة.

قلنا: وقد سلف في حديث أبي سعيد الخدري برقم (11119) أنه قال: انتهيت إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم وهو يتوضأ من بئر بضاعة، فقلت: يا رسول الله تَوضَّأُ منها وهو يُلقَى فيها ما يُلقى من النَّتَن! فقال: "إنَّ الماء لا يُنجِّسه شيء".

وهو حديث صحيح بطرقه وشواهده، وانظر تمام التعليق عليه هناك.

(1)

تحرف لفظ "حدثنا" في (م) و (ظ 2) و (ق) إلى: بن.

(2)

إسناده ضعيف، الفضيل بن سليمان ليس بالقويِّ. حسين: هو ابن محمد المرُّوذي.

وأخرجه الطبراني (5733) من طريق عبد الله بن بَزِيع، عن الفضيل بن سليمان، بهذا الإسناد. =

ص: 506

22862 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " بُعِثْتُ وَالسَّاعَةُ هَكَذَا " وَأَشَارَ بِإِصْبَعَيْهِ السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى (1).

22863 -

حَدَّثَنَا حُجَيْنُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي سَلَمَةَ - عَنْ أَبِي حَازِمٍ الْقَاصِّ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ صَاحِبِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: أَتَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم آتٍ، فَقَالَ: إِنَّ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ قَدْ اقْتَتَلُوا وَتَرَامَوْا بِالْحِجَارَةِ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِيُصْلِحَ بَيْنَهُمْ، وَحَانَتِ الصَّلَاةُ، فَجَاءَ بِلَالٌ إِلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ فَقَالَ: أَتُصَلِّي فَأُقِيمَ الصَّلَاةَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَأَقَامَ بِلَالٌ الصَّلَاةَ، وَتَقَدَّمَ أَبُو بَكْرٍ، فَلَمَّا دَخَلَ فِي الصَّلَاةِ وَصَفَّ النَّاسُ وَرَاءَهُ، جَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ حَيْثُ ذَهَبَ، فَجَعَلَ يَتَخَلَّلُ الصُّفُوفَ حَتَّى بَلَغَ الصَّفَّ

= ويغني عن حديث سهلٍ هذا حديثُ أبي هريرة السالف برقم (8013) وغيره رفعه: "عَجِبَ ربُّنا من قومٍ يُقادون إلى الجنَّة في السلاسل"، وهو في "صحيح البخاري"(3010).

ومثله حديث أبي أمامة السالف برقم (22148)، لكن إسناده ضعيف.

قال السندي: "فأخذ الكرزين" بفتح الكاف أو كسرها: الفأس.

"في النكول" أي: القيود، جمع نِكْل، ويجمع على أنكال، لأنها يُنكَل بها، أي: يُمنَع.

وانظر "فتح الباري" 6/ 145.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وانظر (22796).

ص: 507

الْأَوَّلَ، ثُمَّ وَقَفَ وَجَعَلَ النَّاسُ يُصَفِّقُونَ لِيُؤْذِنُوا أَبَا بَكْرٍ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ لَا يَلْتَفِتُ فِي الصَّلَاةِ، فَلَمَّا أَكْثَرُوا عَلَيْهِ الْتَفَتَ فَإِذَا هُوَ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَلْفَهُ مَعَ النَّاسِ، فَأَشَارَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَنْ اثْبُتْ، فَرَفَعَ يَدَيْهِ كَأَنَّهُ يَدْعُو، ثُمَّ اسْتَأْخَرَ الْقَهْقَرَى حَتَّى جَاءَ الصَّفَّ، فَتَقَدَّمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَصَلَّى بِالنَّاسِ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" مَا بَالُكُمْ وَنَابَكُمْ شَيْءٌ فِي صَلَاتِكُمْ فَجَعَلْتُمْ تُصَفِّقُونَ؟ إِذَا نَابَ أَحَدَكُمْ شَيْءٌ فِي صَلَاتِهِ فَلْيُسَبِّحِ، فَإِنَّمَا التَّسْبِيحُ لِلرِّجَالِ، وَالتَّصْفِيقُ لِلنِّسَاءِ " ثُمَّ قَالَ لِأَبِي بَكْرٍ: " لِمَ رَفَعْتَ يَدَيْكَ؟ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَثْبُتَ حِينَ أَشَرْتُ إِلَيْكَ؟ " قَالَ: رَفَعْتُ يَدَيَّ، لِأَنِّي حَمِدْتُ عَلَى مَا رَأَيْتُ مِنْكَ، وَلَمْ يَكُنْ يَنْبَغِي لِابْنِ أَبِي قُحَافَةَ أَنْ يَؤُمَّ رَسُولَ اللهِ (1).

22864 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ الْأَنْصَارِيِّ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُسَلِّمُ فِي صَلَاتِهِ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ حَتَّى يُرَى بَيَاضُ خَدَّيْهِ (2).

(1) إسناده صحيح على شرطهما. عبد العزيز: هو ابن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون، وأبو حازم القاصُّ: هو سلمة بن دينار.

وانظر (22801).

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، ابن لهيعة -واسمه عبد الله- سيئ الحفظ، ومحمد بن عبد الله بن مالك روى عنه اثنان وذكره البخاري في "تاريخه" 1/ 127، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 7/ 304، فلم يوردا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في "الثقات" 5/ 361. =

ص: 508

22865 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ سَوَادَةَ، عَنْ وَفَاءٍ الحِمْيَريِّ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" فِيكُمْ كِتَابُ اللهِ يَتَعَلَّمُهُ الْأَسْوَدُ وَالْأَحْمَرُ وَالْأَبْيَضُ، تَعَلَّمُوهُ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَ زَمَانٌ يَتَعَلَّمُهُ أُنَاسٌ، وَلَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، وَيُقَوِّمُونَهُ كَمَا يُقَوَّمُ السَّهْمُ، فَيَتَعَجَّلُونَ أَجْرَهُ وَلَا يَتَأَجَّلُونَهُ "(1).

= ويشهد له حديث سعد بن أبي وقاص، وقد سلف برقم (1484)، وهو في "صحيح مسلم"(582).

وحديث ابن مسعود السالف برقم (3660).

وحديث عدي بن عَميرة السالف برقم (17726).

وحديث وائل بن حُجر السالف برقم (18853).

(1)

حديث حسن، عبد الله بن لهيعة سيئ الحفظ وقد اضطَرَب فيه كما سلف بيانه عند حديث أنس بن مالك برقم (12484) وأصحُّ الطرق عنه حديث سهل هذا، فقد رواه عن ابن لهيعة على هذا الوجه عبد الله بن وهب، وروايته عنه صالحة مقبولة عند أهل العلم، ثم إنه قد تابعه عمرُو بن الحارث المصري، وهو ثقة، لكن يبقى في الإسناد وفاء الحميري -وهو وفاء بن شريح- فقد روى عنه اثنان ولم يوثقه غير ابن حبان، فهو مجهول الحال.

وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" ص 69 من طريق حجاج بن محمد الأعور، وأبو داود (831)، وابن حبان (760)، والبيهقي في "الشعب"(2647) من طريق عبد الله بن وهب، كلاهما عن عبد الله بن لهيعة، بهذا الإسناد. وقرن ابن وهب بابن لهيعة عمرَو بنَ الحارث، وابن حبان سمَّاه ولم يسمِّ ابن لهيعة، لأنه ليس من شرط كتابه.

وأخرجه ابن حبان (6725)، والطبراني (6024)، والمزي في ترجمة وفاء من "التهذيب" 30/ 454 - 455 من طريق عمرو بن الحارث وحده، عن بكر بن سوادة، به. =

ص: 509

22866 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْمُنْذِرِ (1)، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنْ كَانَ الشُّؤْمُ، فَفِي الْمَرْأَةِ وَالْفَرَسِ وَالْمَسْكَنِ "(2).

22867 -

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى مَالِكٍ: أَبُو حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: أُتِيَ بِشَرَابٍ فَشَرِبَ مِنْهُ، وَعَنْ يَمِينِهِ غُلَامٌ، وَعَنْ شِمَالِهِ الْأَشْيَاخُ، فَقَالَ لِلْغُلَامِ:" أَتَأْذَنُ فِي أَنْ أُعْطِيَهُ هَؤُلَاءِ؟ " فَقَالَ: وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ، مَا كُنْتُ لِأُوثِرَ بِنَصِيبِي مِنْكَ أَحَدًا (3).

= وأخرجه الحسين المروزي في زياداته على "زهد ابن المبارك"(813)، وأبو عبيد في "فضائل القرآن" ص 68، وعبد بن حميد (466)، والفريابي في "فضائل القرآن"(176)، والطبراني (6021) و (6022)، والبيهقي (2645) و (2646) من طريق موسى بن عُبيدة، عن أخيه عبد الله بن عبيدة، عن سهل بن سعد. وإسناده ضعيف لضعف موسى بن عبيدة.

ويشهد له حديث جابر بن عبد الله السالف برقم (14855). وانظر أحاديث الباب عنده، وعند حديث عمران بن حصين السالف برقم (19917).

(1)

في (م) و (ظ 2) و (ق): حدثنا موسى أبو المنذر، وهو خطأ ناتج عن انتقال نظر من الحديث التالي، وأبو منذر اسمه إسماعيل بن عمر.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي المنذر -وهو إسماعيل بن عمر الواسطي- فمن رجال مسلم.

وهو مكرر (22836).

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، موسى بن داود الضَّبِّي من رجاله، ومن فوقه من رجال الشيخين.

وقد سلف برقم (22824) عن إسحاق بن عيسى عن مالك.

ص: 510

22868 -

حَدَّثَنَا عِصَامُ بْنُ خَالِدٍ وَأَبُو النَّضْرِ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْعَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ أَبُو النَّضْرِ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " غَدْوَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَرَوْحَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا وَمَوْضِعُ سَوْطٍ فِي الْجَنَّةِ - قَالَ أَبُو النَّضْرِ: مِنَ الْجَنَّةِ - خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا "(1).

22869 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْغَسِيلِ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ أَبِي أُسَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ. وَعَبَّاسِ بْنِ سَهْلٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَا: مَرَّ بِنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابٌ لَهُ (2)، فَخَرَجْنَا مَعَهُ حَتَّى انْطَلَقْنَا إِلَى حَائِطٍ يُقَالُ لَهُ: الشَّوْطُ، حَتَّى إِذَا انْتَهَيْنَا إِلَى حَائِطَيْنِ مِنْهَا جَلَسْنَا بَيْنَهُمَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" اجْلِسُوا " وَدَخَلَ هُوَ وَأُتِيَ بِالْجَوْنِيَّةِ، فَعُزِلَتْ فِي بَيْتٍ فِي النَّخْلِ، أُمَيْمَةُ ابِنْةُ النُّعْمَانِ بْنِ شَرَاحِيلَ، وَمَعَهَا دَايَةٌ لَهَا، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" هَبِي لِي نَفْسَكِ " قَالَتْ: وَهَلْ تَهَبُ الْمَلِكَةُ نَفْسَهَا لِلسُّوقَةِ؟ - وَقَالَ غَيْرُ أَبِي أَحْمَدَ: امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي الْجَوْنِ يُقَالُ لَهَا: أُمَيْنَةُ - قَالَتْ: إِنِّي أَعُوذُ بِاللهِ مِنْكَ. قَالَ: " لَقَدْ عُذْتِ بِمُعَاذٍ " ثُمَّ

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، وهو مكرر (15571) سنداً ومتناً.

(2)

المثبت من (ظ 5)، وفي (م) و (ظ 2) و (ق): وأصحاب لنا.

ص: 511

خَرَجَ عَلَيْنَا، فَقَالَ:" يَا أَبَا أُسَيْدٍ، اكْسُهَا فَارِسِيَّتَيْنِ (1) وَأَلْحِقْهَا بِأَهْلِهَا "(2).

22870 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنِي مَالِكٌ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْفِطْرَ "(3).

22871 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ: أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الْمِنْبَرِ: مِنْ أَيِّ عُودٍ هُوَ؟ قَالَ: أَمَا وَاللهِ إِنِّي لَأَعْرِفُ مِنْ أَيِّ عُودٍ هُوَ، وَأَعْرِفُ مَنْ عَمِلَهُ، وَأَيُّ يَوْمٍ صُنِعَ، وَأَيُّ يَوْمٍ وُضِعَ، وَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَوَّلَ يَوْمٍ جَلَسَ عَلَيْهِ، أَرْسَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى امْرَأَةٍ لَهَا غُلَامٌ نَجَّارٌ، فَقَالَ لَهَا:" مُرِي غُلَامَكِ النَّجَّارَ أَنْ يَعْمَلَ لِي أَعْوَادًا أَجْلِسُ عَلَيْهَا إِذَا كَلَّمْتُ النَّاسَ " فَأَمَرَتْهُ فَذَهَبَ إِلَى الْغَابَةِ فَقَطَعَ طَرْفَاءَ فَعَمِلَ الْمِنْبَرَ

(1) في نسخة على هامش (ظ 5): رازقيَّتين. وهو ما سلف في مكرر هذا الحديث برقم (16061).

(2)

إسناده صحيح على شرط البخاري. محمد بن عبد الله بن الزبير: كنيته أبو أحمد الزبيري.

وهو مكرر (16061).

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إسحاق ابن عيسى -وهو ابن الطباع- فمن رجال مسلم.

وقد سلف من طريق مالك برقم (22859). وانظر (22804).

ص: 512

ثَلَاثَ دَرَجَاتٍ، فَأَرْسَلَتْ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَوُضِعَ فِي مَوْضِعِهِ هَذَا الَّذِي تَرَوْنَ، فَجَلَسَ عَلَيْهِ أَوَّلَ يَوْمٍ وُضِعَ، فَكَبَّرَ هُوَ عَلَيْهِ، ثُمَّ رَكَعَ، ثُمَّ نَزَلَ الْقَهْقَرَى فَسَجَدَ وَسَجَدَ النَّاسُ مَعَهُ، ثُمَّ عَادَ حَتَّى فَرَغَ، فَلَمَّا انْصَرَفَ، قَالَ:" يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّمَا فَعَلْتُ هَذَا لِتَأْتَمُّوا بِي وَلِتَعْلَمُوا صَلَاتِي ".

فَقِيلَ: لِسَهْلٍ هَلْ كَانَ مِنْ شَأْنِ الْجِذْعِ مَا يَقُولُ النَّاسُ؟ قَالَ: قَدْ كَانَ مِنْهُ الَّذِي كَانَ (1).

22872 -

حَدَّثَنَا هَاشِمُ بنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " رِبَاطُ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللهِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا، وَالرَّوْحَةُ يَرُوحُهَا الْعَبْدُ فِي سَبِيلِ اللهِ أَوِ الْغَدْوَةُ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا، وَمَوْضِعُ

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه الدارمي (1258)، والبخاري (448) و (2094)، ومسلم (544)(44)، وابن الجارود (312)، وابن خزيمة (1521)، والطبراني (5881)، والبيهقي في "السنن" 3/ 108، وفي "الدلائل" 2/ 554 من طرق عن عبد العزيز ابن أبي حازم، بهذا الإسناد- ورواية بعضهم مختصرة.

وقد سلف الحديث مختصراً جداً برقم (22800)، وانظر تمام تخريجه هناك.

وفي الباب عن أنس بن مالك، سلف برقم (13363).

وعن جابر بن عبد الله، سلف برقم (14119) و (14206).

وعن ابن عمر سلف برقم (5886).

ص: 513

سَوْطِ أَحَدِكُمْ فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا " (1).

22873 -

حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ - يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ - عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ، مَنْ وَرَدَ عَلَيَّ شَرِبَ، وَمَنْ شَرِبَ لَمْ يَظْمَأْ أَبَدًا، أَبْصَرْتُ أَنْ لَا يَرِدَ عَلَيَّ أَقْوَامٌ أَعْرِفُهُمْ وَيَعْرِفُونَنِي، ثُمَّ يُحَالُ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ ".

قَالَ: فَسَمِعَنِي النُّعْمَانُ بْنُ أَبِي عَيَّاشٍ أُحَدِّثُ بِهِ، فَقَالَ: وَأَشْهَدُ أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَزِيدُ فِيهِ: فَيَقُولُ: " وَأَقُولُ: إِنَّهُمْ أُمَّتِي - أَوْ مِنِّي - فَيُقَالُ: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ - أَوْ مَا بَدَّلُوا بَعْدَكَ - فَأَقُولُ: سُحْقًا سُحْقًا لِمَنْ بَدَّلَ بَعْدِي "(2).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد من أجل عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه البيهقي 9/ 38 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (2892)، والترمذي (1664)، والسهمي في "تاريخ جرجان" ص 432 من طريق أبي النضر هاشم بن القاسم، به. وقال الترمذي: حسن صحيح.

وانظر (22797) و (22844) و (22857).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد كسابقه.

وأخرج ابن أبي شيبة 11/ 441 - 442 عن هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد- واقتصر فيه على أوله.

وانظر (22822).

ص: 514

22874 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ يَزِيدَ الْقَطَّانُ، بَصْرِيٌّ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ مِنْبَرِي هَذَا عَلَى تُرْعَةٍ منْ تُرَعِ الْجَنَّةِ "(1).

22875 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، حَدَّثَنِي سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ: أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَسْلَمَ جَاءَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم (2) فَقَالَ: إِنَّهُ قَدْ زَنَى بِامْرَأَةٍ سَمَّاهَا، فَأَرْسَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْمَرْأَةِ فَدَعَاهَا، فَسَأَلَهَا عَمَّا قَالَ، فَأَنْكَرَتْ، فَحَدَّهُ وَتَرَكَهَا (3).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عمران بن يزيد القطان، وهو من رجال "التعجيل" (817). يونس: هو ابن محمد المؤدِّب، وأبو حازم: هو سلمة بن دينار.

وانظر (22841).

(2)

في (م): إلى النبي.

(3)

حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف مسلم -وهو ابن خالد الزَّنجي - لكنه لم ينفرد به، فقد توبع عليه كما سيأتي. حسين بن محمد: هو ابن بَهْرام المرُّوذي، وعَبَّاد بن إسحاق: اسمه عبد الرحمن بن إسحاق بن عبد الله المدني، وعبَّاد لقب له.

وأخرجه الطحاوي في "شرح المشكل"(4942)، والدارقطني 3/ 99 من طريق هشام بن عمار، عن مسلم بن خالد، بهذا الإسناد. وقد قلبه أحد الرواة عند الطحاوي فجعل المُقِرَّ بالزنى المرأةَ، والمُنكِر هو الرجل.

وأخرجه الطحاوي أيضاً (4941)، والحاكم 4/ 370 من طريق أسد بن موسى، عن مسلم بن خالد، قال: حدثنا أبو حازم، به. فأسقط أسدٌ من إسناده عبَّاداً، ولا يصحُّ. =

ص: 515

22876 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ لَيَتَرَاءَوْنَ الْغُرْفَةَ فِي الْجَنَّةِ كَمَا تَرَاءَوْنَ الْكَوْكَبَ فِي السَّمَاءِ ".

قَالَ: فَحَدَّثْتُ بِذَلِكَ النُّعْمَانَ بْنَ أَبِي عَيَّاشٍ، فَقَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ: " كَمَا تَرَاءَوْنَ الْكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ فِي الْأُفُقِ الشَّرْقِيِّ أَوِ الْغَرْبِيِّ "(1).

= وأخرجه أبو داود (4437) و (4466)، ومن طريقة البيهقي 8/ 228 عن عثمان ابن أبي شيبة، عن طلق بن غنَّام، عن عبد السلام بن حفص، حدثنا أبو حازم، عن سهل بن سعد. وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح غير عبد السلام بن حفص، فمن رجال أبي داود والترمذي والنسائي، وقد وثَّقه يحيى بن معين وابن حبان والذهبي في "الكاشف"، وقال في "الميزان" و"الديوان": صدوق. وقال أبو حاتم: ليس بمعروف!

والرجل الأسلمي هذا: هو ماعز بن مالك الأسلمي، وقد روى قصته غير واحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، انظر حديث أبي هريرة السالف برقم (9809).

وانظر في باب حدِّ المعترف وترك الآخر إذا لم يعترف، حديث أبي هريرة وزيد بن خالد السالف برقم (17038).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (2830) و (2831)(10)، وأبو عوانة في صفة الجنة كما في "إتحاف المهرة" 6/ 111، والطبراني (5998) من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد. واقتصر الطبراني على الشطر الأول.

وأخرجه الدارمي (2830) و (2831)، و (6555) و (6556)، ومسلم (2830) و (2831)، وأبو يعلى (7528)، وأبو عوانة، وابن أبي داود في "البعث"(73) =

ص: 516

22877 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَجَّاجِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا مُصْعَبُ بْنُ ثَابِتٍ، حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ السَّاعِدِيَّ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِنَّ الْمُؤْمِنَ مِنْ أَهْلِ الْإِيمَانِ بِمَنْزِلَةِ الرَّأْسِ مِنَ الْجَسَدِ، يَأْلَمُ الْمُؤْمِنُ لِأَهْلِ الْإِيمَانِ، كَمَا يَأْلَمُ الْجَسَدُ لِمَا فِي الرَّأْسِ "(1).

22878 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ بَكْرِ بْنِ سَوَادَةَ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " وَالَّذِي

= و (74)، وابن حبان (209) و (7392)، والطبراني (5740) و (5762) و (5776) و (5878) و (5940) من طرق عن أبي حازم، به- وبعضهم يزيد فيه على بعض.

وحديث أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11206).

وانظر حديث أبي هريرة السالف برقم (8423).

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف مصعب بن ثابت، لكنه قد توبع كما سيأتي.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(5743) من طريق أحمد بن الحجاج، بهذا الإسناد.

وهو في "الزهد" لابن المبارك (693)، ومن طريق ابن المبارك أخرجه ابن أبي شيبة 13/ 253. وتحرف في "الزهد" أبو حازم إلى أبي ثابت.

وأخرجه القضاعي في "مسند الشهاب"(136) من طريق عيسى بن يونس، عن مصعب بن ثابت، به.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(4693) من طريق سوَّار بن عمارة الرملي، عن زهير ابن محمد، عن أبي حازم، به. وزهير بن محمد رواية الشاميين عنه غير مستقيمة.

وفي الباب عن النعمان بن بشير، سلف برقم (18355). وهو في "الصحيح".

ص: 517

نَفْسِي بِيَدِهِ، لَتَرْكَبُنَّ سُنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ مِثْلًا بِمِثْلٍ " (1).

22879 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا جَمِيلٌ الْأَسْلَمِيُّ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" اللهُمَّ لَا يُدْرِكْنِي زَمَانٌ أَوْ لَا تُدْرِكُوا زَمَانًا لَا يُتْبَعُ فِيهِ الْعَلِيمُ، وَلَا يُسْتَحَى فِيهِ مِنَ الْحَلِيمِ، قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الْأَعَاجِمِ، وَأَلْسِنَتُهُمْ أَلْسِنَةُ الْعَرَبِ "(2).

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(6017) من طريق عثمان ويحيى بن بكير، عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد. وعنده:"حذو النعل بالنعل".

وأخرجه الطبراني (5943) من طريق عكرمة بن عمار، عن يحيى بن عثمان، عن أبي حازم، به. ولفظه:"لتتبعنَّ سنن من كان قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لاتبعتموهم" قلنا: يا رسول الله اليهودُ والنصارى؟ قال: "فمن إلا اليهود والنصارى". قال الهيثمي في "المجمع" 7/ 261: فيه يحيى بن عثمان عن أبي حازم، ولم أعرفه.

وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11800)، وانظر تتمة شواهده هناك.

(2)

إسناده ضعيف لجهالة جميل الأسلمي الحذَّاء، وقال ابن يونس في "تاريخ مصر" فيما نقله الحافظ ابن حجر في "التعجيل" (149): حديثه عن سهلٍ معلولٌ. وابن لهيعة -واسمه عبد الله- سيئ الحفظ.

وأخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص 275 - 276 عن عثمان بن صالح، عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد.

وأخرجه الحاكم 4/ 510 من طريق عمرو بن الحارث المصري، عن جميل بن عبد الرحمن الحذاء، عن أبي هريرة. فجعله من مسند أبي هريرة وصحَّح إسناده!

ص: 518

22880 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ عَمْرُو بْنُ جَابِرٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَا تَسُبُّوا تُبَّعًا، فَإِنَّهُ قَدْ كَانَ أَسْلَمَ "(1).

(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة وأبي زرعة عمرو بن جابر، وأبو زرعة أشدُّ ضعفاً.

وأخرجه البغوي في "التفسير" 4/ 153 - 154 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص 275، والطبراني في "الكبير"(6013)، وفي الأوسط (3314)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير" 7/ 244 من طرق عن ابن لهيعة به.

وفي الباب عن ابن عباس عند الطبراني في "الكبير"(11790)، وفي "الأوسط"(1441)، والخطيب في "تاريخه" 3/ 205، وإسناده ضعيف، فيه أحمد ابن محمد بن أبي بزة وهو ليِّن الحديث صاحب مناكير كما في ترجمته من "لسان الميزان" 1/ 283 - 284، وفيه أيضاً مؤمل بن إسماعيل وهو سيئ الحفظ، وفيه كذلك سماك بن حرب عن عكرمة، وسماك مضطرب الحديث عن عكرمة.

وروى عبد الرزاق في "تفسيره" 2/ 209 عن بكار بن عبد الله اليمامي، عن وهب بن منبِّه مرسلاً قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن سبِّ تُبَّع.

وبكار قال الذهبي في "الميزان" 1/ 341: ما به بأس. ووهب ابن منبه ثقة من رجال الشيخين.

وروي أيضاً مرسلاً 2/ 209 عن أبي الهذيل -وهو عمران بن عبد الرحمن- قال: أخبرني تميم بن عبد الرحمن قال: قال لي عطاء بن أبي رباح: لا تسبُّوا تُبَّعاً، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نهى عن سبِّه.

وأبو الهذيل وثَّقه يحيى بن معين كما في "الجرح والتعديل" 6/ 301. وأما تميم بن عبد الرحمن فقد ذكره ابن حبان في "الثقات" 6/ 121. =

ص: 519

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرج الحاكم 2/ 450 من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: كان تُبَّع رجلاً صالحاً، ألا ترى أن الله عز وجل ذمَّ قومه ولم يذمَّه. ورجاله ثقات رجال الشيخين.

وأما ما أخرجه أبو داود (4674)، والحاكم 2/ 14 و 450، والبيهقي 8/ 329 عن أبي هريرة مرفوعاً:"ما أدري تُبَّع لَعِين هو أم لا؟ " فرجاله ثقات رجال الشيخين إلا أنه مُعلٌّ بالإرسال، ورجَّح البخاري في "تاريخه" 1/ 153 الرواية المرسلة عن الزهري، لكن يمكن على طريق الجمع بينهما كما قال البيهقي والحافظ ابن حجر في "الفتح" 1/ 66: أن يكون حديث أبي هريرة وَرَدَ أوَّلاً قبل

أن يُعلِمَه الله، ثم أعلمه بعد ذلك، والله تعالى أعلم.

ص: 520

‌حَدِيثُ أَبِي زَيْدٍ عَمْرِو بْنِ أَخْطَبَ

22881 -

حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنِي أَبُو نَهِيكٍ، حَدَّثَنِي أَبُو زَيْدٍ عَمْرُو بْنُ أَخْطَبَ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: اسْتَسْقَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَاءً، فَأَتَيْتُهُ بِقَدَحٍ فِيهِ مَاءٌ، فَكَانَتْ فِيهِ شَعَرَةٌ فَأَخَذْتُهَا، فَقَالَ:" اللهُمَّ جَمِّلْهُ ".

قَالَ: فَرَأَيْتُهُ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ لَيْسَ فِي لِحْيَتِهِ شَعَرَةٌ بَيْضَاءُ (1).

22882 -

حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا نَهِيكٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا زَيْدٍ عَمْرَو بْنَ أَخْطَبَ، قَالَ: رَأَيْتُ الْخَاتَمَ الَّذِي بَيْنَ كَتِفَيْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَرَجُلٍ - قَالَ بِإِصْبَعِهِ الثَّالِثَةِ (2) هَكَذَا -

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل أبي نَهِيك -واسمه عثمان بن نهيك الأَزْدي البصري-، فقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات". حسين: هو ابن واقد المَرْوزي.

وأخرجه ابن أبي شيبة 11/ 493 - 494، والطبراني 17/ (47)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 206، وأبو نعيم في "دلائل النبوة"(384) من طريق زيد بن الحباب، بهذا الإسناد.

وسيأتي الحديث عن علي بن الحسن بن شقيق، عن الحسين بن واقد برقم (22883). ومن طريق أنس بن سيرين عن عمرو بن أخطب برقم (22885).

وانظر ما سلف برقم (20733).

(2)

تحرف في (م) إلى: الثلاثة.

ص: 521

فَمَسَحْتُهُ بِيَدِي (1).

22883 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ - يَعْنِي ابْنَ شَقِيقٍ - حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو نَهِيكٍ الْأَزْدِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَخْطَبَ قَالَ: اسْتَسْقَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَتَيْتُهُ بِإِنَاءٍ فِيهِ مَاءٌ وَفِيهِ شَعْرَةٌ فَرَفَعْتُهَا، ثُمَّ نَاوَلْتُهُ، فَقَالَ:" اللهُمَّ جَمِّلْهُ ".

قَالَ: فَرَأَيْتُهُ بَعْدَ ثَلَاثٍ وَتِسْعِينَ سَنَةً وَمَا فِي رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ شَعَرَةٌ بَيْضَاءُ (2).

(1) إسناده حسن كسابقه.

وأخرجه الطبراني 17/ (48) من طريق أبي بكر بن أبي شيبة، عن زيد بن الحباب، بهذا الإسناد. ولفظه: رأيت الخاتم على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم هكذا، يظهره كأنه يختم.

وأخرجه بنحوه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 331، ومن طريقه الخطيب في "الموضح" 1/ 275 عن علي بن الحسن بن شقيق، عن الحسين بن واقد، به- قال الحسين: وسمعته من علباء بن أحمر أنه سمع من عمرو بن أخطب. قلنا: وحديث علباء سيأتي برقم (22889).

وانظر ما سلف برقم (20732).

وفي الباب عن أبي سعيد الخُدري، سلف برقم (11656). وانظر تتمة شواهده هناك.

قوله: "كرجل" لم نتبين الوجه في ضبطه، لكن ذهب السندي إلى أنه رَجُل، بفتح الراء والجيم، وشرح عليه فقال: أي كرؤية رجلٍ، يريد: رأيته واضحاً مكشوفاً كما يُرى الرجل كذلك، والله تعالى أعلم.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن لأجل أبي نَهِيك الأزدي.

وأخرجه ابن حبان (7172)، والحاكم 4/ 139، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/ 211 - 212، وابن الأثير في "أسد الغابة" 4/ 190 من طرق عن علي بن =

ص: 522

22884 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا تَمِيمُ بْنُ حُوَيِّصٍ (1)، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا زَيْدٍ يَقُولُ: قَاتَلْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثَلَاثَ عَشْرَةَ مَرَّةً " (2).

قَالَ شُعْبَةُ: وَهُوَ جَدُّ عَزْرَةَ هَذَا.

22885 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ الْفَسَاطِيطِيُّ - قَالَ: وَلَمْ أَسْمَعْ مِنْهُ غَيْرَهُ - قَالَ: حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ، حَدَّثَنِي أَبُو زَيْدِ بْنُ أَخْطَبَ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " جَمَّلَكَ اللهُ ".

= الحسن بن شقيق، بهذا الإسناد. وقرن ابن حبان بعلي بن الحسن عليَّ بن الحسين بن واقد، وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي.

وانظر (22881).

(1)

تحرف في (م) إلى: مربض.

(2)

إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير تميم بن حُوَيِّص، فقد روى عنه جمع، ووثقه ابن حبان والعجلي والنسائي، وقال أبو حاتم: صالح. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث.

وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 7/ 28 من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (50) من طريق القاسم بن الفضل الحراني، عن معاوية بن قرة، عن أبي زيد عمرو بن أخطب: أنه غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تسع غزوات!

وقول شعبة في آخره: "هو جدُّ عزرة" يريد أن أبا زيد عمرو بن أخطب جدُّ عزرة بن ثابت.

ص: 523

قَالَ أَنَسٌ: وَكَانَ رَجُلًا جَمِيلًا حَسَنَ الشَّمْطِ (1).

22886 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا خَالِدٌ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ - قَالَ خَالِدٌ: أَحْسِبُهُ عَمْرَو بْنَ بُجْدَانَ -، عَنْ أَبِي زَيْدٍ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ دُورِ الْأَنْصَارِ، فَوَجَدَ قُتَارًا فَقَالَ:" مَنْ صَنَعَ هَذَا؟ " - أَوْ كَمَا قَالَ: شَكَّ إِسْمَاعِيلُ - فَخَرَجَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا يَوْمٌ اللَّحْمُ فِيهِ كَرِيهٌ، وَإِنِّي عَجَّلْتُ نَسِيكَتِي. قَالَ:" فَأَعِدْ " قَالَ: وَاللهِ مَا عِنْدِي إِلَّا جَذَعٌ أَوْ حَمَلٌ مِنَ الضَّأْنِ. قَالَ: " فَاذْبَحْهُ، وَلَا يُجْزِئُ جَذَعٌ عَنْ أَحَدٍ بَعْدَكَ "(2).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف فيه حجاج بن نُصير الفساطِيطي، وهو ضعيف، لكنه قد توبع.

وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 7/ 28 عن حجاج بن نصير، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 206، وابن حبان (7170)، والطبراني 17/ (43) من طريق مسلم بن إبراهيم، عن قرة بن خالد، به. وليس فيه عند ابن حبان قول أنس بن سيرين، ولم يذكر الطبراني وابن قانع في روايتهما قوله: حسن الشمط.

وانظر ما سلف (22881).

والشَّمَط: بياض شعر الرأس يخالط سوادَه.

وقد تحرفت هذه الكلمة في (م) و (ق) إلى: السمت.

(2)

صحيح لغيره دون قوله: "أو حَمَل من الضَّأن"، وهذا إسناد ضعيف لجهالة حال عمرو بن بُجْدان، وقد اختلف فيه على خالد: وهو ابن مِهْران الحذَّاء. إسماعيل بن إبراهيم: هو ابن مِقْسم المعروف بابن عُلَيَّة، وأبو قِلابة: هو عبد الله بن زيد الجَرْمي. =

ص: 524

22887 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، حَدَّثَنَا أَبُو قِلَابَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ بُجْدَانَ، عَنْ أَبِي زَيْدٍ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ أَظْهُرِ دِيَارِنَا، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (1).

22888 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا عَزْرَةُ بْنُ ثَابِتٍ، حَدَّثَنَا عِلْبَاءُ بْنُ أَحْمَرَ الْيَشْكُرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو زَيْدٍ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَاةَ الصُّبْحِ، ثُمَّ صَعِدَ الْمِنْبَرَ فَخَطَبَنَا حَتَّى حَضَرَتِ الظُّهْرُ، ثُمَّ نَزَلَ فَصَلَّى الظُّهْرَ، ثُمَّ صَعِدَ الْمِنْبَرَ فَخَطَبَنَا حَتَّى حَضَرَتِ الْعَصْرُ، ثُمَّ نَزَلَ فَصَلَّى الْعَصْرَ، فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ فَخَطَبَنَا حَتَّى غَابَتِ الشَّمْسُ، فَحَدَّثَنَا بِمَا كَانَ وَمَا هُوَ كَائِنٌ، فَأَعْلَمُنَا أَحْفَظُنَا (2).

= وأخرجه الطبراني 17/ (53) من طريق مسدد، عن إسماعيل بن إبراهيم، بهذا الإسناد.

وانظر (20734).

(1)

صحيح لغيره دون قوله: "أو حَمَل من الضأن" وهذا إسناد ضعيف كسابقه. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد.

وأخرجه ابن ماجه (3154) عن محمد بن المثنى، عن عبد الصمد بن عبد الوارث، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني 17/ (52) من طريق يحيى الحماني، عن عبد الوارث بن سعيد، به.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير علباء ابن أحمر، فمن رجال مسلم. أبو عاصم: هو الضحاك بن مَخْلَد. =

ص: 525

22889 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا عَزْرَةُ، حَدَّثَنَا عِلْبَاءُ بْنُ أَحْمَرَ، حَدَّثَنَا أَبُو زَيْدٍ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَا أَبَا زَيْدٍ، ادْنُ مِنِّي وَامْسَحْ ظَهْرِي " وَكَشَفَ ظَهْرَهُ، فَمَسَحْتُ ظَهْرَهُ، وَجَعَلْتُ الْخَاتَمَ بَيْنَ أَصَابِعِي، قَالَ: فَغَمَزْتُهَا. قَالَ فَقِيلَ: وَمَا الْخَاتَمُ؟ قَالَ: شَعَرٌ مُجْتَمِعٌ عَلَى كَتِفِهِ (1).

22890 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا عَزْرَةُ بْنُ ثَابِتٍ، حَدَّثَنَا عِلْبَاءُ بْنُ أَحْمَرَ

= وأخرجه مسلم (2892)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2183)، وأبو يعلى (6845)، وأبو عوانة في الفتن كما في "إتحاف المهرة" 12/ 443، وابن حبان (6638)، والطبراني في "الكبير" 17/ (46)، والحاكم 4/ 487، والمزي في ترجمة علباء بن الأحمر من "تهذيب الكمال" 20/ 294 من طريق أبي عاصم، بهذا الإسناد.

وفي الباب عن المغيرة بن شعبة، سلف برقم (18224).

وانظر تتمة شواهده هناك.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو عاصم: هو الضحاك بن مَخْلد النَّبِيل، وعزرة: هو ابن ثابت بن أبي زيد الأنصاري.

وأخرجه الترمذي في "الشمائل"(19)، وأبو يعلى (6846)، ومن طريقه ابن حبان (6300)، وأخرجه أبو عوانة كما في "إتحاف المهرة" 4/ 262، من طرق عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد، بهذا الإسناد.

وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 331، ومن طريقه الخطيب في "الموضح" 1/ 275 بإثر حديث أبي نَهِيك، من طريق حسين بن واقد، عن عِلْباء بن أحمر، عن عمرو بن أخطب.

وحديث أبي نهيك سلف عند المصنف برقم (22882).

وسلف برقم (20732) عن حَرَمي بن عمارة، عن عزرة.

ص: 526

حَدَّثَنَا أَبُو زَيْدٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَسَحَ وَجْهَهُ وَدَعَا لَهُ بِالْجَمَالِ.

وَأَخْبَرَنِي غَيْرُ وَاحِدٍ أَنَّهُ بَلَغَ بِضْعًا وَمِئَةَ سَنَةٍ أَسْوَدَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ، إِلَّا نُبَذُ شَعَرٍ بِيضٌ فِي رَأْسِهِ (1).

22891 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي زَيْدٍ الْأَنْصَارِيِّ: أَنَّ رَجُلًا أَعْتَقَ سِتَّةَ أَعْبُدٍ عِنْدَ مَوْتِهِ لَيْسَ لَهُ مَالٌ غَيْرَهُمْ، فَأَقْرَعَ بَيْنَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَعْتَقَ اثْنَيْنِ، وَأَرَقَّ أَرْبَعَةً (2).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه الترمذي (3629)، وأبو يعلى (6847)، وابن حبان (7171)، والطبراني 17/ (45)، وابن الأثير في "أسد الغابة" 6/ 129 من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد، بهذا الإسناد. وحسَّنه الترمذي.

وقد سلف برقم (20733) عن حرمي بن عمارة، عن عزرة بن ثابت.

وانظر ما سلف برقم (22881).

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، فإن أبا قلابة -وهو عبد الله ابن زيد الجَرْمي- لم يسمع من أبي زيد عمرو بن أَخطب، وقد اختلف عليه فيه كما سيأتي، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير إسحاق بن عيسى -وهو ابن الطباع- فمن رجال مسلم.

وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه"(409)، ومن طريقه أخرجه الطحاوي في "شرح المشكل"(740) عن هشيم بن بشير، بهذا الإسناد. وزاد سعيد في روايته في "سننه":"لقد هممت أن لا أصلي عليه". =

ص: 527

22892 -

حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا خَالِدٌ، حَدَّثَنَا أَبُو قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي زَيْدٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، مِثْلَ ذَلِكَ (1).

مِثْلَ حَدِيثِ مَنْصُورٍ، عَنِ الْحَسَنِ: أَنَّ رَجُلًا أَعْتَقَ سِتَّةَ مَمْلُوكِينَ لَهُ، وَقَالَ فِيهِ: فَأَقْرَعَ بَيْنَهُمْ.

= وأخرجه أبو داود (3960)، والنسائي في "الكبرى"(4973) من طريق خالد الطحان، عن خالد بن مهران الحذاء، به. وزاد:"لو شهدته قبل أن يدفن لم يدفن في مقابر المسلمين"!

وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه"(16719)، وسعيد بن منصور (407) عن هشيم بن بشير، عن خالد الحذَّاء، عن أبي قلابة، عن رجل من بني عذرة، فذكره.

وانظر ما بعده.

ورواه غير واحدٍ عن خالد الحذاء فقالوا فيه: عن أبي قلابة عن أبي المهلَّب عن عمران بن حصين، كما سلف في مسنده برقم (19826).

ورواه كذلك أيوب السختياني عن أبي قلابة. وهو المحفوظ، ومن هذا الوجه خرَّجه مسلم في "صحيحه"(1668).

(1)

صحيح لغيره كسابقه.

وأما قوله: "يعني: مثل حديث منصور، عن الحسن" فقد سلف موصولاً من طريق منصور عن الحسن عن عمران بن الحصين برقم (19866). وقد وقع لفظ "فأقرع بينهم" في بعض المصادر التي خرَّجته من هذا الطريق. وانظر أيضاً (19845).

ص: 528

‌حَدِيثُ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ

(1)

22893 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبَانُ الْعَطَّارُ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ: أَنَّهُ جَمَعَ أَصْحَابَهُ، فَقَالَ: هَلُمَّ أُصَلِّي صَلَاةَ نَبِيِّ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: وَكَانَ رَجُلًا مِنَ الْأَشْعَرِيِّينَ - قَالَ: فَدَعَا بِجَفْنَةٍ مِنْ مَاءٍ، فَغَسَلَ يَدَيْهِ ثَلَاثًا، وَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ وَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثًا، وَذِرَاعَيْهِ ثَلَاثًا، وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ وَأُذُنَيْهِ، وَغَسَلَ قَدَمَيْهِ، قَالَ: فَصَلَّى الظُّهْرَ فَقَرَأَ فِيهَا بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ، وَكَبَّرَ ثِنْتَيْنِ وَعِشْرِينَ تَكْبِيرَةً (2).

(1) قال السندي: أبو مالك الأشعري مشهور بكنيته، مختلف في اسمه اختلافاً كثيراً، وهو معدود في الشاميين.

(2)

إسناده ضعيف من أجل شهر بن حوشب.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(3412) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني (3414) من طريق طلحة بن عبد الرحمن، عن قتادة، به.

وأخرجه ابن ماجه (417) من طريق ليث بن أبي سليم، عن شهر، عن أبي مالك قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ ثلاثاً ثلاثاً.

وسيأتي بنحوه برقم (22898) و (22901) و (22913). وانظر (22906).

ووضوؤه صلى الله عليه وسلم ثلاثاً ثلاثاً قد روي عن غير واحد من الصحابة، انظر بعضها عند حديث عبد الله بن عمرو السالف برقم (6684).

ص: 529

22894 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ (1)، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَنَزَلَتْ عَلَيْهِ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} [المائدة: 101] قَالَ: فَنَحْنُ نَسْأَلُهُ إِذْ قَالَ: " إِنَّ لِلَّهِ (2) عِبَادٌ لَيْسُوا بِأَنْبِيَاءَ وَلَا شُهَدَاءَ، يَغْبِطُهُمُ النَّبِيُّونَ وَالشُّهَدَاءُ لِمَقْعَدِهِمْ وَقُرْبِهِمْ مِنَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ (3).

(1) زاد في (م) والنسخ الخطية: "عن عبد الرحمن بن غَنْم" وهو انتقال نظر من الإسناد السابق، وكتب فوقها في (ظ 5): "لا

إلى" إشارة إلى حذفها، وهو الصواب، فإن هذه الزيادة من هذا الطريق لم يرد في "جامع المسانيد" و"أطراف المسند"، وهو على الصواب في "مصنف" عبد الرزاق وفي المصادر الأخرى التي خرَّجته من طريقه.

(2)

في (م): "أو قال: لله"، وهو خطأ.

(3)

أصل الحديث صحيح لكن من حديث معاذ بن جبل، فإن شهر بن حوشب -على ضعفه- قد اضطرب في رواية هذا الحديث كما سيأتي، والمحفوظ فيه عن معاذ، وشهر لم يدرك أبا مالك الأشعري. ابن أبي حسين: هو عبد الله بن عبد الرحمن.

وهو بطوله في "مصنف" عبد الرزاق (20324)، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير"(3433)، والبيهقي في "الشعب"(9001)، والبغوي في "شرح السنة"(3464)، وابن الأثير في "أسد الغابة" 6/ 272.

وأخرجه مختصراً الطبراني (3434) من طريق الأعمش، عن شِمْر بن عطية، عن شهر بن حوشب، عن أبي مالك.

وسيأتي برقم (22897) من طريق أبي المنهال، عن شهر بن حوشب، عن بي مالك. =

ص: 530

22895 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ - يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدٍ - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" أَعْظَمُ الْغُلُولِ عِنْدَ اللهِ ذِرَاعٌ مِنَ الْأَرْضِ تَجِدُونَ الرَّجُلَيْنِ جَارَيْنِ فِي الْأَرْضِ أَوْ فِي الدَّارِ، فَيَقْتَطِعُ أَحَدُهُمَا مِنْ حَظِّ صَاحِبِهِ ذِرَاعًا، إِذَا اقْتَطَعَهُ طُوِّقَهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ "(1).

22896 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَهْرَامَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو مَالِكٍ الْأَشْعَرِيُّ لِقَوْمِهِ: أَلَا أُصَلِّي لَكُمْ صَلَاةَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَصَفَّ الرِّجَالُ، ثُمَّ صَفَّ الْوِلْدَانُ خَلْفَ الرِّجَالِ، ثُمَّ صَفَّ النِّسَاءُ خَلْفَ الْوِلْدَانِ (2).

= وسيأتي برقم (22906) من طريق عبد الحميد بن بَهْرام، و (22913) من طريق داود بن أبي هند، كلاهما عن شهر، عن عبد الرحمن بن غنْم، عن أبي مالك.

ورواه عبد الله بن جعفر الرقي عند الطبراني في "الكبير" 20/ (154) عن ابن أبي حسين، عن شهر بن حوشب، عن أبي إدريس الخولاني، عن معاذ بن جبل.

وتابع شهراً على روايته عن أبي إدريس غيرُ واحد كما سلف بيانه في مسند معاذ برقم (22002). ولم يتابع أحدٌ شهراً على روايته الحديث عن أبي مالك الأشعري.

(1)

إسناده حسن في المتابعات والشواهد.

وهو مكرر (17255) و (17799).

وسيأتي بالأرقام (22914) و (22915) و (22916) و (22917).

(2)

إسناده ضعيف لضعف شهر بن حوشب. =

ص: 531

22897 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ أَبِي الْمِنْهَالِ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ قَالَ: كَانَ مِنَّا مَعْشَرَ الْأَشْعَرِيِّينَ رَجُلٌ قَدْ صَاحَبَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَشَهِدَ مَعَهُ الْمَشَاهِدَ الْحَسَنَةَ الْجَمِيلَةَ - قَالَ عَوْفٌ: حَسِبْتُ أَنَّهُ يُقَالُ لَهُ: مَالِكٌ أَوْ أَبُو مَالِكٍ - قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَقَدْ عَلِمْتُ أَقْوَامًا مَا هُمْ بِأَنْبِيَاءَ وَلَا شُهَدَاءَ، يَغْبِطُهُمُ الْأَنْبِيَاءُ وَالشُّهَدَاءُ بِمَكَانِهِمْ مِنَ اللهِ "(1).

22898 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ أَنَّهُ قَالَ لِقَوْمِهِ: اجْتَمِعُوا أُصَلِّي بِكُمْ صَلَاةَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَلَمَّا اجْتَمَعُوا قَالَ: هَلْ فِيكُمْ أَحَدٌ مِنْ

= وأخرجه الطبراني في "الكبير"(3436) من طريق ليث بن أبي سليم، عن شهر، بهذا الإسناد. لكن سقط عبد الرحمن بن غنم من إسناده.

وسيأتي ضمن حديث طويل عن عبد الحميد بن بهرام برقم (22906).

وسيأتي برقم (22911) من طريق شهر بن حوشب عن أبي مالك- ضمن حديث.

(1)

صحيح لكن من حديث معاذ بن جبل كما سلف بيانه عند الرواية (22894)، وهذا سند ضعيف لضعف شهر بن حوشب، ثم هو لم يدرك أبا مالك الأشعري. عوف: هو ابن أبي جميلة، وأبو المنهال: هو سيَّار بن سلامة.

وأخرجه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" كما في "بغية الباحث"(1116)، والطبراني في "الكبير"(3435) من طريق هوذه بن خليفة، وأبو يعلى (6824) من طريق يزيد بن زريع، كلاهما عن عوف، به- والحديث عند الحارث وأبي يعلى مطوَّل بنحو الرواية الآتية برقم (22906).

ص: 532

غَيْرِكُمْ؟ قَالُوا: لَا. إِلَّا ابْنُ أُخْتٍ لَنَا. قَالَ: ابْنُ أُخْتِ الْقَوْمِ مِنْهُمْ. فَدَعَا بِجَفْنَةٍ فِيهَا مَاءٌ، فَتَوَضَّأَ وَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ وَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثًا، وَذِرَاعَيْهِ ثَلَاثًا ثَلَاثًا، وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ وَظَهْرَ قَدَمَيْهِ، ثُمَّ صَلَّى بِهِمْ، فَكَبَّرَ بِهِمْ ثِنْتَيْنِ وَعِشْرِينَ تَكْبِيرَةً، يُكَبِّرُ إِذَا سَجَدَ وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ السُّجُودِ، وَقَرَأَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ، وَأَسْمَعَ مَنْ يَلِيهِ (1).

22899 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ (2) عُبَيْدٍ الْحَضْرَمِيِّ، أَنَّ أَبَا مَالِكٍ الْأَشْعَرِيَّ لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ قَالَ: يَا سَامِعَ الْأَشْعَرِيِّينَ لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ مِنْكُمُ الْغَائِبَ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" حُلْوَةُ الدُّنْيَا مُرَّةُ الْآخِرَةِ، وَمُرَّةُ الدُّنْيَا حُلْوَةُ الْآخِرَةِ "(3).

(1) إسناده ضعيف لضعف شهر بن حوشب. سعيد: هو ابن أبي عروبة.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(3413) من طريق يزيد بن زريع، عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد.

وانظر (22893).

(2)

تحرفت في (م) و (ظ 2) إلى: عن.

(3)

إسناده ضعيف لانقطاعه، فإن شريح بن عبيد لم يسمع أبا مالك الأشعري. أبو المغيرة: هو عبد القدُّوس بن الحجاج الخولاني، وصفوان: هو ابن عمرو السكسكي.

وأخرجه الحاكم 4/ 310، والبيهقي في "الشعب"(10336) من طريق عبد الله بن أحمد ابن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. =

ص: 533

22900 -

حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي حَاتِمُ بْنُ حُرَيْثٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا مَعَ رَبِيعَةَ الْجُرَشِيِّ فَتَذَاكَرْنَا الطِّلَاءَ فِي خِلَافَةِ الضَّحَّاكِ بْنِ قَيْسٍ، فَإِنَّا لَكَذَلِكَ إِذْ دَخَلَ عَلَيْنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ غَنْمٍ صَاحِبُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْنَا: اذْكُرُوا الطِّلَاءَ. فَتَذَاكَرْنَا الطِّلَاءَ - كَذَا قَالَ زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، يَعْنِي: عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ غَنْمٍ صَاحِبَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو مَالِكٍ الْأَشْعَرِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" لَيَشْرَبَنَّ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي الْخَمْرَ يُسَمُّونَهَا بِغَيْرِ اسْمِهَا ".

وَالَّذِي حَدَّثَنِي أَصْدَقُ مِنِّي وَمِنْكَ، وَالَّذِي حَدَّثَ (1) بِهِ أَصْدَقُ مِنْهُ وَمِنِّي وَمِنْكَ (2). فَقَالَ: وَاللهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَقَدْ سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ، سَمِعَهُ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. فَرَدَّدَهُ عَلَيْهِ ثَلَاثًا، فَقَالَ الضَّحَّاكُ: أُفٍّ لَهُ مِنْ شَرَابٍ آخِرِ الدَّهْرِ (3).

= وأخرجه بنحوه ابن أبي عاصم في "الزهد"(158)، والطبراني في "الكبير"(3438)، وفي "الشاميين"(563) من طريق أبي المغيرة، به.

(1)

في (م): حدَّثني، وهو خطأ.

(2)

لفظة "ومنك" سقطت من (م) و (ق) و (ظ 2).

(3)

المرفوع منه صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة مالك بن أبي مريم.

وأخرجه المزي في ترجمة مالك بن أبي مريم من "تهذيبه" 27/ 156 - 157 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (3688) مقتصراً على المرفوع عن أحمد بن حنبل، به.

وأخرجه ابن حبان (6758) من طريق عثمان بن أبي شيبة، عن زيد بن الحباب، به.

وروايته دون القصة وزاد على المرفوع: "يسمونها بغير اسمها، يُضرب على رؤوسهم بالمعازف والقينات، يخسف اللهُ بهم الأرض، ويجعل منهم القردة والخنازير". =

ص: 534

22901 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ: أَنَّ أَبَا مَالِكٍ الْأَشْعَرِيَّ قَالَ لِقَوْمِهِ، فَذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ سَعَيْدٍ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: وَغَسَلَ قَدَمَيْهِ، وَقَالَ: وَقَرَأَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ، وَيُسْمِعُ مَنْ يَلِيهِ (1).

22902 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنِي أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ. وَحَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ [عَنْ زَيْدِ بْنِ سَلَّامٍ](2) عَنْ أَبِي سَلَّامٍ

= وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 304 - 305، وابن ماجه (4020)، والطبراني في "الكبير"(3419)، وفي "الشاميين"(2061)، والبيهقي في "السنن" 8/ 295 و 10/ 221، وفي "الشعب"(5114) من طرق عن معاوية بن صالح، به. وعند الطبراني بعض القصة وروايتهم جميعاً نحو رواية ابن حبان السالفة. وسقط أبو مالك الأشعري من إسناد البيهقي في "الشعب".

وعلقه البخاري في "تاريخه" 7/ 222 فقال: وقال لي أبو صالح -وهو عبد الله ابن صالح-، عن معاوية، به. واقتصر على المرفوع.

وللمرفوع منه شواهد عن غير واحد من الصحابة يصحُّ بها، انظر ما سلف برقم (18073).

(1)

إسناده ضعيف لضعف شهر بن حوشب.

وهو في "مصنف" عبد الرزاق (2499)، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير"(3411).

وسعيدٌ الذي أشار إليه في هذا الحديث: هو سعيد بن أبي عروبة، وقد سلف حديثه برقم (22898).

(2)

ما بين المعقوفين سقط من (م) والنسخ الخطية، واستدركناه من "أطراف المسند" 7/ 71 - 72، ومما سيأتي برقم (22908)، وهو الموافق لما في مصادر التخريج.

ص: 535

عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الطُّهُورُ شَطْرُ الْإِيمَانِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَأُ الْمِيزَانَ - قَالَ عَفَّانُ: وَسُبْحَانَ اللهِ وَاللهُ أَكْبَرُ - وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ تَمْلَآنِ (1) مَا بَيْنَ السَّمَاءِ (2) - وَقَالَ عَفَّانُ: مَا بَيْنَ السَّمَاوَاتِ - وَالْأَرْضِ، وَالصَّلَاةُ نُورٌ، وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ، وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ، وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ عَلَيْكَ أَوْ لَكَ، كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو، فَبَائِعٌ نَفْسَهُ فَمُوبِقُهَا أَوْ مُعْتِقُهَا "(3).

(1) في (م) و (ظ 2) و (ق): تملأ.

(2)

تكرر هنا في (م) والنسخ الخطية: "قال عفان: وسبحان الله والله أكبر ولا إله إلا الله"، ولا وجه له.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح إلا أنه منقطع، فإن أبا سلَّام -وهو ممطور الحبشي- لم يسمع من أبي مالك الأشعري، وبينهما في هذا الحديث عبد الرحمن بن غَنْم كما سيأتي، وهو ثقة.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 6 و 11/ 45، وأبو عوانة (600)، وابن منده في "الإيمان"(211)، والبيهقي في "السنن" 1/ 42، وفي "الاعتقاد" ص 176 من طريق عفان بن مسلم وحده، بهذا الإسناد- وبعضهم يرويه مختصراً.

وسيأتي عن عفان أيضاً برقم (22908).

وأخرجه كذلك الدارمي (653)، ومسلم (223)، والترمذي (3517)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(168)، وأبو عوانة (600)، والطبراني في "الكبير"(3423)، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة"(435) و (436)، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد"(1619)، والبيهقي في "السنن" 1/ 42، والبغوي (148) من طرق عن أبان بن يزيد، به.

قال النووي في "شرح مسلم" 3/ 99: هذا الإسناد مما تكلم فيه الدارقطني وغيره، فقالوا: سقط فيه رجلٌ بين أبي سلَّام وأبي مالك والساقط عبد الرحمن بن غنم، وقالوا: والدليل على سقوطه أن معاوية بن سلام رواه عن أخيه زيد بن سلام، عن جدِّه أبي سلام، عن عبد الرحمن بن غنم، عن أبي مالك الأشعري، وهكذا =

ص: 536

22903 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ (1)، أَخْبَرَنِي أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ زَيْدِ، عَنْ (2) أَبِي سَلَّامٍ

= أخرجه النسائي وابن ماجه وغيرهما، ويمكن أن يجاب لمسلم عن هذا بأن الظاهر من حال مسلم أنه علم سماع أبي سلام لهذا الحديث من أبي مالك فيكون أبو سلام سمعه من أبي مالك وسمعه أيضاً من عبد الرحمن بن غنم عن أبي مالك، فرواه مرَّةً عنه ومرَّةً عن عبد الرحمن، وكيف كان فالمتن صحيح لا مَطْعنَ فيه، والله أعلم. قلنا: قوله "فيكون أبو سلام سمعه من أبي مالك" خطأ، فإن أبا مالك توفي في طاعون عَمَواس سنة 18 هـ، والمحققون من أهل الجرح والتعديل على أن أبا سلام لم يدركه.

وأخرجه ابن ماجه (280)، والنسائي في "المجتبى" 5/ 5 - 6، وفي "عمل اليوم والليلة"(169)، وأبو عوانة (601)، وابن حبان (844)، والطبراني في "الكبير"(3424)، وفي "الشاميين"(2874)، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة"(437) من طريق معاوية بن سلام، عن زيد بن سلام، عن جده أبي سلام، عن عبد الرحمن بن غنم الأشعري، عن أبي مالك- ورواية بعضهم مختصرة.

وسيأتي برقم (22909) من طريق يحيى بن ميمون العطار، عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلام، عن أبي سلَّام، عن عبد الرحمن الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعبد الرحمن الأشعري هذا: هو ابن غَنْم، فتكون رواية يحيى بن ميمون مرسلة، فإن عبد الرحمن بن غنم لم يثبت له سماع من النبي صلى الله عليه وسلم، والمحفوظ فيه: عبد الرحمن بن غَنْم عن أبي مالك الأشعري كما هي رواية معاوية بن سلَّام.

وفي الباب عن رجل من بني سليم، سلف برقم (18287)، وانظر تتمة شواهده هناك.

وانظر شرح الحديث عند النووي في "شرحه" على صحيح مسلم 3/ 99 - 102، و"جامع العلوم والحكم" 2/ 5 - 31.

(1)

وقع بعد هذا في (م) و (ق) و (ظ 2): "حدثنا موسى" وهو خطأ، وهذه الزيادة ليست في (ظ 5) ولا في "جامع المسانيد" 5/ ورقة 532.

(2)

لفظة "عن" تحرفت في (م) و (ظ 2) و (ق) إلى: "بْنِ"، وصححناها من (ظ 5).

ص: 537

عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَرْبَعٌ مِنَ الْجَاهِلِيَّةِ لَا يُتْرَكُنَّ: الْفَخْرُ فِي الْأَحْسَابِ، وَالطَّعْنُ فِي الْأَنْسَابِ، وَالِاسْتِسْقَاءُ بِالنُّجُومِ، وَالنِّيَاحَةُ، وَالنَّائِحَةُ إِذَا لَمْ تَتُبْ قَبْلَ مَوْتِهَا، تُقَامُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَعَلَيْهَا سِرْبَالٌ مِنْ قَطِرَانٍ، أَوْ دِرْعٌ مِنْ جَرَبٍ "(1).

22904 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا عَلِيٌّ - يَعْنِي ابْنَ الْمُبَارَكِ - عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ سَلَّامٍ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ قَالَ: قَالَ أَبُو مَالِكٍ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِنَّ فِي أُمَّتِي أَرْبَعًا مِنَ أَمْرِ (2) الْجَاهِلِيَّةِ لَيْسُوا بِتَارِكِيهِنَّ: الْفَخْرُ بِالْأَحْسَابِ، وَالِاسْتِسْقَاءُ

(1) حديث صحيح، وهذا الإسناد كسابقه. يحيى بن إسحاق: هو السيلحيني، وزيد: هو ابن سلاَّم بن أبي سلام، وأبو سلام جدُّه: اسمه ممطور.

وأخرجه مسلم (934)، وأبو يعلى (1577)، وابن حبان (3143)، والطبراني في "الكبير"(3426)، والبيهقي 4/ 63، والبغوي (1534) من طرق عن أبان بن يزيد العطار، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني (3425) من طريق موسى بن خلف، عن يحيى بن أبي كثير، به.

وأخرجه عبد الرزاق (6686)، ومن طريقه ابن ماجه (1581) عن معمر، عن يحيى بن أبي كثير، عن ابن معانق أو أبي معانق، عن أبي مالك، وروايتهما:"النياحة من أمر الجاهلية، وإن النائحة إذا ماتت ولم تتب، قطع الله لها ثياباً مِن قَطِرانٍ ودِرعاً من لهب النار".

وسيأتي برقم (22904) و (22912).

وفي الباب عن أبي هريرة سلف برقم (7560).

وعن ابن عباس عند البخاري (3850).

وعن غير واحد من الصحابة، انظر "مجمع الزوائد" 3/ 12 و 13.

والسِّربال: القميص، وكذا الدِّرع.

(2)

لفظة "أمر" سقطت من (م).

ص: 538

بِالنُّجُومِ، وَالنِّيَاحَةُ عَلَى الْمَيِّتِ، فَإِنَّ النَّائِحَةَ إِنْ لَمْ تَتُبْ قَبْلَ أَنْ تَمُوتَ، فَإِنَّهَا تَقُومُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَيْهَا سَرَابِيلُ مِنْ قَطِرَانٍ، ثُمَّ يُعَلُّ عَلَيْهَا دِرْعٌ مِنْ لَهَبِ النَّارِ " (1).

22905 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنِ ابْنِ مُعَانِقٍ أَوْ أَبِي مُعَانِقٍ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ فِي الْجَنَّةِ غُرْفَةً يُرَى ظَاهِرُهَا مِنْ بَاطِنِهَا، وَبَاطِنُهَا مِنْ ظَاهِرِهَا، أَعَدَّهَا اللهُ لِمَنْ أَطْعَمَ الطَّعَامَ، وَأَلَانَ الْكَلَامَ، وَتَابَعَ الصِّيَامَ، وَصَلَّى وَالنَّاسُ نِيَامٌ "(2).

(1) حديث صحيح كسابقه. أبو عامر: هو عبد الملك بن عمرو العَقَدي البصري.

وأخرجه الحاكم 1/ 383 من طريق أبي عامر، بهذا الإسناد.

وانظر ما قبله.

قال السندي: قوله: "ثم يُعَلُّ" على بناء المفعول بلام مشددة، أي: يضاعف عليها.

(2)

إسناده حسن إن كان ابن معانق سمعه مِن أبي مالك، فقد شكك ابن حبان في سماعه فقال في "الثقات": يروي عن أبي مالك وما أُراه شافهه، وابن معانق هذا: اسمه عبد الله وكنيته أبو معانق، وقد وثَّقه العِجلي أيضاً، وذكره ابن سُميع في تابعي أهل الشام، وجَهَّله الدارقطني مع أنه روى عنه جمعٌ.

وهو في "مصنف" عبد الرزاق (20883)، ومن طريقه أخرجه ابن خزيمة (2137)، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 24 - 25، وابن حبان (509)، والطبراني (3466)، والبيهقي في "السنن" 4/ 300 - 301، وفي "الشعب"(3892)، والبغوي (927). =

ص: 539

22906 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَهْرَامَ الْفَزَارِيُّ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ غَنْمٍ، أَنَّ أَبَا مَالِكٍ الْأَشْعَرِيَّ جَمَعَ قَوْمَهُ، فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ الْأَشْعَرِيِّينَ اجْتَمِعُوا وَاجْمَعُوا نِسَاءَكُمْ وَأَبْنَاءَكُمْ، أُعَلِّمْكُمْ صَلَاةَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم [الَّتِي] صَلَّى لَنَا بِالْمَدِينَةِ. فَاجْتَمَعُوا وَجَمَعُوا نِسَاءَهُمْ وَأَبْنَاءَهُمْ، فَتَوَضَّأَ وَأَرَاهُمْ كَيْفَ يَتَوَضَّأُ، فَأَحْصَى الْوُضُوءَ إِلَى أَمَاكِنِهِ حَتَّى لَمَّا أَنْ فَاءَ الْفَيْءُ، وَانْكَسَرَ الظِّلُّ، قَامَ فَأَذَّنَ، فَصَفَّ الرِّجَالَ فِي أَدْنَى الصَّفِّ، وَصَفَّ الْوِلْدَانَ خَلْفَهُمْ، وَصَفَّ النِّسَاءَ خَلْفَ الْوِلْدَانِ، ثُمَّ أَقَامَ الصَّلَاةَ، فَتَقَدَّمَ فَرَفَعَ يَدَيْهِ وَكَبَّرَ، فَقَرَأَ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَسُورَةٍ يُسِرُّهُمَا، ثُمَّ كَبَّرَ فَرَكَعَ فَقَالَ:" سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ " ثَلَاثَ مِرَارٍ، ثُمَّ قَالَ:" سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ " وَاسْتَوَى قَائِمًا، ثُمَّ كَبَّرَ وَخَرَّ سَاجِدًا، ثُمَّ كَبَّرَ فَرَفَعَ رَأْسَهُ، ثُمَّ كَبَّرَ فَسَجَدَ، ثُمَّ كَبَّرَ فَانْتَهَضَ قَائِمًا، فَكَانَ تَكْبِيرُهُ فِي أَوَّلِ رَكْعَةٍ سِتَّ تَكْبِيرَاتٍ، وَكَبَّرَ حِينَ قَامَ إِلَى الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ، فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ أَقْبَلَ إِلَى قَوْمِهِ بِوَجْهِهِ، فَقَالَ: احْفَظُوا تَكْبِيرِي، وَتَعَلَّمُوا رُكُوعِي وَسُجُودِي، فَإِنَّهَا صَلَاةُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الَّتِي كَانَ يُصَلِّي لَنَا كَذَي السَّاعَةِ مِنَ النَّهَارِ.

= وأخرجه الطبراني في "الكبير"(3467)، وفي "الشاميين"(2873) من طريق معاوية بن سلام، عن زيد بن سلام، عن أبي سلام، عن أبي معانق، عن أبي مالك.

وفي الباب عن علي بن أبي طالب، سلف برقم (1338).

وعن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6615). وفي إسناديهما ضعفٌ.

ص: 540

ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ أَقْبَلَ إِلَى النَّاسِ بِوَجْهِهِ فَقَالَ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، اسْمَعُوا وَاعْقِلُوا، وَاعْلَمُوا أَنَّ لِلَّهِ عِبَادًا لَيْسُوا بِأَنْبِيَاءَ وَلَا شُهَدَاءَ يَغْبِطُهُمْ، النَّبِيُّونَ وَالشُّهَدَاءُ عَلَى مَجَالِسِهِمْ وَقُرْبِهِمْ مِنَ اللهِ " فَجَثَى (1) رَجُلٌ مِنَ الْأَعْرَابِ مِنْ قَاصِيَةِ النَّاسِ وَأَلْوَى بِيَدِهِ إِلَى نَبِيِّ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، نَاسٌ مِنَ النَّاسِ، لَيْسُوا بِأَنْبِيَاءَ وَلَا شُهَدَاءَ، يَغْبِطُهُمُ الْأَنْبِيَاءُ وَالشُّهَدَاءُ عَلَى مَجَالِسِهِمْ وَقُرْبِهِمْ مِنَ اللهِ؟! انْعَتْهُمْ لَنَا حَلِّهمْ لَنَا (2) - يَعْنِي: صِفْهُمْ لَنَا، شَكِّلْهُمْ لَنَا (3) - فَسُرَّ وَجْهُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِسُؤَالِ الْأَعْرَابِيِّ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" هُمْ نَاسٌ مِنْ أَفْنَاءِ النَّاسِ وَنَوَازِعِ الْقَبَائِلِ، لَمْ تَصِلْ بَيْنَهُمْ أَرْحَامٌ مُتَقَارِبَةٌ تَحَابُّوا فِي اللهِ وَتَصَافَوْا، يَضَعُ اللهُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ، فَيُجْلِسُهُمْ عَلَيْهَا فَيَجْعَلُ وُجُوهَهُمْ نُورًا، وَثِيَابَهُمْ نُورًا، يَفْزَعُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يَفْزَعُونَ، وَهُمْ أَوْلِيَاءُ اللهِ الَّذِينَ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ "(4).

(1) في (م): فجاء.

(2)

قوله: "حَلِّهم لنا" من (ظ 5) وحدها.

(3)

قوله: "شكلهم لنا" سقط من (م).

(4)

إسناده ضعيف لضعف شهر بن حوشب. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم.

وسيأتي برقم (22918) من طريق بديل بن ميسرة عن شهر بن حوشب، لكن لم يسق لفظه بتمامه. =

ص: 541

22907 -

حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَرِيزٌ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ عُبَيْدٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِيمَا بَلَغَهُ - دَعَا لَهُ: " اللهُمَّ صَلِّ عَلَى عُبَيْدٍ أَبِي مَالِكٍ، وَاجْعَلْهُ فَوْقَ كَثِيرٍ مِنَ النَّاسِ "(1).

22908 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبَانُ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ:" الطُّهْورُ (2) شَطْرُ الْإِيمَانِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَأُ الْمِيزَانَ، وَسُبْحَانَ اللهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَاللهُ أَكْبَرُ تَمْلَأُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، وَالصَّلَاةُ نُورٌ، وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ، وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ، وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ، كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو، فَبَائِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُهَا "(3).

= وأخرج الشطر الثاني منه ابن المبارك في "الزهد"(714) عن عبد الحميد بن بهرام، بهذا الإسناد.

وسلف الشطر الأول مختصراً من طريق عبد الحميد بن بهرام برقم (22896). والشطر الثاني برقم (22894).

وانظر الحديث السالف برقم (22893).

(1)

رجاله ثقات رجال الصحيح، لكنه مُعلٌّ بالإرسال، فقد رواه عصام بن خالد -وهو ثقة- عن حريز بن عثمان عن حبيب بن عبيد مرسلاً، أخرجه مِن طريقه ابن عدي في "الكامل" 2/ 858. وهو الصواب، فإن حبيباً لم يدرك أبا مالك.

(2)

في (م) و (ق): الطُّهر.

(3)

حديث صحيح. أبان: هو ابن يزيد العطَّار، وزيد: هو ابن سلَّام بن أبي سلَّام، وجدُّه أبو سلَّام: هو ممطور الحَبَشي.

وسلف مكرراً برقم (22902).

ص: 542

22909 -

حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ يَحْيَى بْنُ مَيْمُونٍ - يَعْنِي الْعَطَّارَ - حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ سَلَّامٍ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ حَدَّثَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْأَشْعَرِيُّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الطُّهُورُ شَطْرُ الْإِيمَانِ " فَذَكَرَ مِثْلَهُ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ:" الصَّلَاةُ بُرْهَانٌ، وَالصَّدَقَةُ نُورٌ "(1).

22910 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ سَلَّامٍ، عَنْ جَدِّهِ مَمْطُورٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: أُرَاهُ أَبَا مَالِكٍ الْأَشْعَرِيَّ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " وَأَنَا آمُرُكُمْ بِخَمْسٍ: آمُرُكُمْ بِالسَّمْعِ، وَالطَّاعَةِ، وَالْجَمَاعَةِ، وَالْهِجْرَةِ، وَالْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللهِ، فَمَنْ خَرَجَ مِنَ الْجَمَاعَةِ قِيدَ شِبْرٍ فَقَدْ خَلَعَ رِبْقَةَ الْإِسْلَامِ مِنْ رَأْسِهِ، وَمَنْ دَعَا دَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ فَهُوَ جُثَاءُ جَهَنَّمَ " قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَإِنْ صَامَ وَصَلَّى؟ قَالَ:" نَعَمْ، وَإِنْ صَامَ وَصَلَّى، وَلَكِنْ تَسَمَّوْا بِاسْمِ اللهِ الَّذِي سَمَّاكُمْ عِبَادَ اللهِ الْمُسْلِمِينَ الْمُؤْمِنِينَ "(2).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات إلا أنه مرسل، فإن عبد الرحمن الأشعري -وهو ابن غَنْم- لم يثبت له سماع من النبي صلى الله عليه وسلم، وقد سلف تخريجه موصولاً عند الرواية (22902) من طريق معاوية بن سلَّام عن أخته زيد عن جدِّهما أبي سلاَّم، عن عبد الرحمن بن غنم الأشعري، عن أبي مالك الأشعري.

(2)

إسناده صحيح. عبد الله: هو ابن المبارك. =

ص: 543

22911 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ - يَعْنِي شَيْبَانَ - وَلَيْثٌ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ كَانَ يُسَوِّي بَيْنَ الْأَرْبَعِ رَكَعَاتٍ فِي الْقِرَاءَةِ وَالْقِيَامِ، وَيَجْعَلُ الرَّكْعَةَ الْأُولَى هِيَ أَطْوَلُهُنَّ، لِكَيْ يَثُوبَ النَّاسُ، وَيَجْعَلُ الرِّجَالَ قُدَّامَ الْغِلْمَانِ، وَالْغِلْمَانَ خَلْفَهُمْ، وَالنِّسَاءَ خَلْفَ الْغِلْمَانِ، وَيُكَبِّرُ كُلَّمَا سَجَدَ وَكُلَّمَا رَفَعَ، وَيُكَبِّرُ كُلَّمَا نَهَضَ بَيْنَ الرَّكْعَتَيْنِ إِذَا كَانَ جَالِسًا (1).

22912 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبَانُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" أَرْبَعٌ فِي أُمَّتِي مِنَ الْجَاهِلِيَّةِ لَا يَتْرُكُونَهُنَّ: الْفَخْرُ فِي الْأَحْسَابِ، وَالطَّعْنُ فِي الْأَنْسَابِ، وَالِاسْتِسْقَاءُ بِالنُّجُومِ، وَالنِّيَاحَةُ " وَقَالَ: " النَّائِحَةُ إِذَا لَمْ تَتُبْ قَبْلَ مَوْتِهَا، تُقَامُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَيْهَا سَرَابِيلُ مِنْ قَطِرَانٍ

= وسلف مطوَّلاً برقم (17170) من طريق يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلام، عن جده ممطور، عن الحارث الأشعري، وهو الصواب، والحارث الأشعري هذا غير أبي مالك.

(1)

إسناده ضعيف لضعف شهر بن حوشب. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم، وأبو معاوية شيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي، وليث: هو ابن أبي سليم.

وأخرجه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(1776) عن أبي النضر، بهذا الإسناد.

وانظر (22893) و (22896).

ص: 544

وَدِرْعٌ مِنْ جَرَبٍ " (1).

22913 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ، أَنَّهُ قَالَ لِقَوْمِهِ: قُومُوا صَلُّوا حَتَّى أُصَلِّيَ لَكُمْ صَلَاةَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: فَصَفُّوا خَلْفَهُ، فَكَبَّرَ، ثُمَّ قَرَأَ، ثُمَّ رَكَعَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَكَبَّرَ، فَفَعَلَ ذَلِكَ فِي صَلَاتِهِ كُلِّهَا (2).

22914 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَعْظَمُ الْغُلُولِ عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ذِرَاعٌ مِنْ أَرْضٍ يَكُونُ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ أَوْ بَيْنَ الشَّرِيكَيْنِ لِلدَّارِ، فَيَقْتَسِمَانِ فَيَسْرِقُ أَحَدُهُمَا مِنْ صَاحِبِهِ ذِرَاعًا

(1) حديث صحيح. أبان: هو ابن يزيد العطَّار، وزيد: هو ابن سلَّام.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 390، ومسلم (934)، والبيهقي في "السنن" 4/ 63 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.

وانظر (22903).

(2)

إسناده ضعيف لضعف شهر بن حوشب.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 240 - 241 عن محمد بن فضيل، بهذا الإسناد.

وأخرجه بنحوه الطبراني في "الكبير"(3415) من طريق خالد الطحان، عن داود بن أبي هند، به.

وانظر (22893).

ص: 545

مِنْ أَرْضٍ فَيُطَوَّقُهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ " (1).

22915 -

حَدَّثَنَاهُ أَسْوَدُ، عَنْ شَرِيكٍ قَالَ: الْأَشْعَرِيُّ.

وَقَالَ: " إِذَا فَعَلَ ذَلِكَ طُوِّقَهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ "(2).

22916 -

حَدَّثَنَا (3) يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيرٍ وَأَبُو النَّضْرِ، قَالَا: الْأَشْجَعِيُّ، أَوْ قَالَ: الْأَشْعَرِيُّ.

22917 -

حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ - يَعْنَي ابْنَ عَمْرٍو - فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: الْأَشْجَعِيُّ (4).

22918 -

قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّ يَدِهِ: حُدِّثْتُ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ الْفَضْلِ (5) الْوَاقِفِيِّ - يَعْنِي: الْأَنْصَارِيّ مِنْ بَنِي وَاقِفٍ - عَنْ قُرَّةَ بْنِ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا بُدَيْلٌ، حَدَّثَنَا شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ قَالَ:

(1) إسناده حسن في المتابعات والشواهد.

وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" 6/ 567 عن وكيع، بهذا الإسناد.

وانظر (22895).

(2)

إسناده حسن كسابقه. أسود: هو ابن عامر المعروف بشاذان.

(3)

تكرر هنا في (م) و (ق) السند السابق، وهو "حدثنا أسود عن شريك"، وتحرف فيهما وفي (ظ 2) يحيى بن أبي بُكير إلى: يحيى بن أبي كثير.

ويحيى بن أبي بكير وأبو النضر -وهو هاشم بن القاسم- يرويان عن شريك النخعي.

(4)

إسناده حسن، والراوي عن عبد الله بن محمد بن عقيل هنا هو عبيد الله بن عمرو الرَّقي، فإنه معروف بالرواية عنه. وقد وقع هذا الإسناد في (م) والنسخ الخطية بإثر الحديث التالي، وهو خطأ، والله تعالى أعلم.

(5)

وقع في (م) و (ق) و (ظ 2): الفضل بن العباس، وهو خطأ.

ص: 546

قَالَ أَبُو مَالِكٍ الْأَشْعَرِيُّ: أَلَا أُحَدِّثُكُمْ بِصَلَاةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: وَسَلَّمَ عَنْ يَمِينِهِ، وَعَنْ شِمَالِهِ، ثُمَّ قَالَ: وَهَذِهِ صَلَاةُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1).

(1) إسناده ضعيف لضعف شهر بن حوشب، والعباس بن الفضل متروك، لكنه متابَعٌ.

وأخرجه أبو داود (677)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 269 والطبراني في "الكبير"(3416)، وفي "الأوسط"(4245) من طريق عبد الأعلى ابن عبد الأعلى، عن قرة بن خالد، بهذا الإسناد. وأسقط الطبراني من الإسناد عبد الرحمن بن غنم، ولفظ أبي داود:"ألا أحدثكم بصلاة النبي قال: فأقام الصلاة، وصف الرجال وصف خلفهم الغلمان، ثم صلى بهم فذكر صلاته ثم قال: هكذا صلاةُ، قال عبد الأعلى: لا أحسبه إلا قال: صلاة أمتي". ولفظ الطبراني: "لأصلين بكم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا بوضوء فتوضأ، ثم قام إلى الصلاة فصف الرجال وصف خلفهم الغلمان، فجعل يكبر إذا سجد وإذا رفع رأسه وإذا قام من الركعتين، ثم سلم عن يمينه وعن شماله".

وانظر (22906).

ص: 547