المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

مسند الإمام أحمد بن حنبل (164 - 241 هـ) حقق هذا الجزء - مسند أحمد - ط الرسالة - جـ ٣٨

[أحمد بن حنبل]

فهرس الكتاب

مسند الإمام أحمد بن حنبل

(164 - 241 هـ)

حقق هذا الجزء وخرج أحاديثه وعلق عليه

شعيب الأرنَؤُوط - عادل مُرشِد

جمال عبد اللَّطيف - سعيد اللّحام

الجزء الثامن والثلاثون

مؤسسة الرسالة

ص: 1

‌حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَالِكِ ابْنِ بُحَيْنَةَ

(1)

22919 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، أَنَّ ابْنَ بُحَيْنَةَ أَخْبَرَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَامَ فِي الثِّنْتَيْنِ مِنَ الظُّهْرِ، نَسِيَ الْجُلُوسَ، حَتَّى إِذَا فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ إِلَى أَنْ يُسَلِّمَ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ خَتَمَ بِالتَّسْلِيمِ (2).

(1) قال السندي: هو عبد الله بن مالك أبو محمد الأزدي، ويقال له أيضاً: الأسْدي بسكون السين، أُمُّه بُحينة، بموحَّدة ومهملة ثم نون، مصغَّر، وقيل: إنها أمُّ أبيه مالكٍ، والأول هو قول الجمهور. أسلم قديماً وكان ناسكاً فاضلاً يصوم الدهر، مات في إمارة مروان الأخيرة على المدينة سنة ست وخمسين.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن الأعرج: هو ابن هُرْمُز. وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/ 96 - 97، والشافعي 1/ 120، والحميدي (904)، وابن أبي شيبة 2/ 34 - 35، والدارمي (1500)، والبخاري (1225)، ومسلم (570)(87)، وابن ماجه (1207)، وابن أبي عاصم في "السنة"(879) و (881) و (882)، والنسائي في "المجتبى" 2/ 244 و 3/ 20، وفي "الكبرى"(597) و (598)، وابن خزيمة (1029) و (1031)، وأبو عوانة (1911) و (1912)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 438، والطبراني في "الأوسط"(7482)، والدارقطني 1/ 377، والبيهقي 2/ 340 و 344، والبغوي (757) من طرق عن يحيى بن سعيد الأنصاري، بهذا الإسناد.

وأخرجه بنحوه البخاري (830)، وابن أبي عاصم (880)، وأبو يعلى (2639)، وابن خزيمة (1030)، وأبو عوانة (1910)، والطحاوي 1/ 438، والطبراني في "الأوسط"(1621)، والحاكم 1/ 322 من طرق عن عبد الرحمن الأعرج، به. =

ص: 7

22920 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنِ ابْنِ بُحَيْنَةَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَاةً نَظُنُّ أَنَّهَا الْعَصْرُ، فَقَامَ فِي الثَّانِيَةِ لَمْ يَجْلِسْ، فَلَمَّا كَانَ قَبْلَ أَنْ يُسَلِّمَ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ (1).

= وأخرجه النسائي في "الكبرى"(596) من طريق عبد ربه بن سعيد، عن محمد بن يحيى بن حَبَّان، عن مالك ابن بُحينة: أنه صلَّى مع النبي صلى الله عليه وسلم فقام في الشَّفْع الذي يريد أن يجلس فيه فسبَّحْنا، فمضى ثم سجد سجدتين.

قال النسائي: هذا خطأ، والصواب: عبد الله بن مالك ابن بحينة.

وسيأتي الحديث بالأرقام (22920) و (22929) و (22930) و (22931) و (22932) و (22933).

وانظر حديث المغيرة بن شعبة السالف برقم (18163).

وحديث معاوية السالف برقم (16917).

(1)

إسناده صحيح على شرطهما. سفيان: هو ابن عُيَينة.

وأخرجه الحميدي (903)، وابن أبي شيبة 2/ 30، وابن ماجه (1206)، وابن خزيمة (1029)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 438 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه بنحوه عبد الرزاق (3449)، والبخاري (829) و (1230) و (6670)، ومسلم (570)(86)، وأبو داود (1035)، والترمذي (391)، وابن أبي عاصم في "السنة"(878)، والنسائي في "المجتبى" 3/ 34، وأبو عوانة (1908) و (1909)، والطحاوي 1/ 438، وابن حبان (1938) و (1939) و (1941)، والبيهقي 2/ 334 و 340، والبغوي (758)، وابن الأثير في "أسد الغابة" 3/ 375 من طرق عن الزهري، به.

وسيأتي من طريق الزهري بالأرقام (22929) و (22930) و (22931) و (22932).

وانظر ما قبله.

ص: 8

22921 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: وَحَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنِي سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنِي حَفْصُ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ مَالِكِ ابْنِ بُحَيْنَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَأَى رَجُلًا يُصَلِّي رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ، وَقَدْ أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَلَمَّا قَضَى الصَّلَاةَ، لَاثَ النَّاسُ بِهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" آلصُّبْحُ أَرْبَعًا؟! "(1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وقد وَهمَ شعبة في هذا الصحابي فقال: مالك ابن بُحينة، وتابعه على ذلك حماد بن سلمة كما سيأتي، وقد حكم الحُفَّاظ: يحيى بنُ معين وأحمد والبخاري ومسلم والدارقطني وغيرهم -كما قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 2/ 149 - عليهما بالوهم فيه في موضعين: أحدهما: أن بحينة والدة عبد الله لا مالك، وثانيهما: أن الصحبة والرواية لعبد الله لا لمالكٍ.

سعد بن إبراهيم: هو ابن عبد الرحمن بن عوف الزهري.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 253، والدارمي (1449)، والبخاري (663)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/ 213 - 214، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(885)، والنسائي في "الكبرى" كما في "التحفة" 6/ 477، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 372، والبيهقي في "السنن" 2/ 481 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (711)(66)، والنسائي في "المجتبى" 2/ 117 من طريق أبي عوانة، وابن أبي عاصم (884)، والطحاوي 1/ 372 من طريق حماد بن سلمة، كلاهما عن سعد بن إبراهيم، به. قال أبو عوانة فيه: ابن بحينة، ولم يسمِّه، وقال حماد بن سلمة: مالك ابن بحينة، وهو وهمٌ كما سبق.

وسيأتي من طريق شعبة برقم (22928).

وسيأتي برقم (22926) من طريق إبراهيم بن سعد، عن أبيه سعد بن إبراهيم، وفيه: عبد الله بن مالك ابن بحينة.

وسيأتي برقم (22927) من طريق محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، وبرقم (22934) من طريق محمد بن علي، كلاهما عن عبد الله ابن بُحَينة. =

ص: 9

22922 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَمِّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ هُرْمُزَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ابْنِ بُحَيْنَةَ - وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" هَلْ قَرَأَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مَعِي آنِفًا؟ " قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: " إِنِّي أَقُولُ مَا لِي أُنَازَعُ الْقُرْآنَ! ".

فَانْتَهَى النَّاسُ عَنِ الْقِرَاءَةِ مَعَهُ حِينَ قَالَ ذَلِكَ (1).

= وله شاهد من حديث ابن عباس، سلف برقم (2130). وسنده حسن.

وفي الباب عن عبد الله بن سَرجِس، سلف برقم (20777).

وانظر حديث أبي هريرة السالف برقم (8379)، ولفظه:"لا صلاة بعد الإقامة إلا المكتوبة".

قال السندي: قوله: "ركعتي الفجر" أي: سُنَّة الفجر.

"لاث الناس" أي: اجتمعوا حوله.

"فقال" منكراً على من اشتغل بسُنَّة الفجر بعد الإقامة: "آلصُّبح" بالمدِّ على الاستفهام للإنكار، والنصب بتقدير: أصلَّيتَ الصبحَ، أي: فرض الصبح.

(1)

حديث صحيح، لكن من حديث الزهري عن ابن أكيمة عن أبي هريرة، وسلف برقم (7270)، هكذا رواه غير واحد من ثقات أصحاب الزهري عنه، وخالفهم ابنُ أخي ابن شهاب -واسمه محمد بن عبد الله بن مسلم- فرواه كما هو هنا عند أحمد، وخطَّأه فيه يعقوب بن سفيان والبزار والبيهقي ونَقَل عن محمد بن يحيى الذهلي أنه خطَّأَه أيضاً.

وهو عند يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/ 215، والبزار في "مسنده"(2313)، والبيهقي في "السنن" 2/ 158 - 159، وفي "الشعب"(7247)، وفي "القراءة خلف الإمام"(325) و (326) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد. =

ص: 10

22923 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ غَيْلَانَ، حَدَّثَنَا رِشْدِينُ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ ابْنِ هُرْمُزَ، عَنِ ابْنِ بُحَيْنَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا سَجَدَ تَجَنَّحَ فِي سُجُودِهِ حَتَّى يُرَى وَضَحُ إِبْطَيْهِ (1).

22924 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ أَبِي عَلْقَمَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجَ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ ابْنَ بُحَيْنَةَ يَقُولُ: احْتَجَمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِلَحْيِ جَمَلٍ مِنْ طَرِيقِ مَكَّةَ عَلَى وَسَطِ رَأْسِهِ، وَهُوَ مُحْرِمٌ (2).

= وأخرجه البيهقي في "القراءة"(326) من طريق سعد بن إبراهيم، عن ابن أخي شهاب، به.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف رِشْدين -وهو ابن سعد- لكنه متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. ابن هرمز: هو عبد الرحمن.

وأخرجه مسلم (495)(236)، وأبو عوانة (1877) من طريق عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (495)(236)، والطبراني في "الأوسط"(8670) من طريق الليث بن سعد، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 231 من طريق يحيى بن أيوب، كلاهما عن جعفر بن ربيعة، به.

وسيأتي برقم (22925).

وفي الباب عن جابر بن عبد الله، سلف برقم (14138). وانظر تتمة شواهده هناك.

قال السندي: قوله: "يجنح" من التجنيح، أي: يفرِّج.

"وَضَح" بفتحتين، أي: بياضهما، للمبالغة في تجافيهما عن الجنبين.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو سلمة الخزاعي: هو منصور بن سلمة. =

ص: 11

22925 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ مُضَرَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَالِكِ ابْنِ بُحَيْنَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا صَلَّى، فَرَّجَ بَيْنَ يَدَيْهِ حَتَّى يَبْدُوَ بَيَاضُ إِبْطَيْهِ (1).

22926 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَالِكِ ابْنِ بُحَيْنَةَ قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِرَجُلٍ، وَقَدْ أُقِيمَ فِي الصَّلَاةِ وَهُوَ يُصَلِّي الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْفَجْرِ فَقَالَ لَهُ شَيْئًا، لَا نَدْرِي مَا هُوَ، فَلَمَّا انْصَرَفْنَا أَحَطْنَا بِهِ نَقُولُ: مَاذَا

= وأخرجه أبو عوانة (3638)، والبيهقي 5/ 65 من طريق أبي سلمة الخزاعي، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 26، والدارمي (1820)، والبخاري (1836) و (5698)، ومسلم (1203)، وابن ماجه (3481)، والنسائي 5/ 194، وابن حبان (3953)، والبيهقي 5/ 65، والبغوي في "شرح السنة"(1985) من طرق عن سليمان بن بلال، به.

وفي الباب عن أنس، سلف برقم (12682). وانظر تتمة شواهده هناك.

ولَحْي جمل، قال السندي: اسم ماءٍ، وقيل: موضع، وقيل: عَقَبة بين الحرمين.

وقال ابن وضاح -فيما نقله الحافظ ابن حجر في "الفتح" 10/ 152 - : هي بقعة معروفة، وهي عقبة الجُحْفة على سبعة أميال من السُّقْيا.

(1)

إسناده صحيح على شرطهما.

وأخرجه البخاري (3564)، ومسلم (495)(235)، والنسائي 2/ 212، والبيهقي 2/ 114 من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (390) و (807)، وابن خزيمة (648)، وأبو عوانة (1878)، وابن حبان (1919)، والبيهقي 2/ 114 من طرق عن بكر بن مضر، به.

وانظر (22923).

ص: 12

قَالَ لَكَ رَسُولُ اللهِ؟ قَالَ: قَالَ لِي " يُوشِكُ أَحَدُكُمْ أَنْ يُصَلِّيَ الصُّبْحَ أَرْبَعًا! "(1).

22927 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَالِكِ ابْنِ بُحَيْنَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مَرَّ بِهِ وَهُوَ يُصَلِّي يُطَوِّلُ صَلَاتَهُ - أَوْ نَحْوَ هَذَا - بَيْنَ يَدَيْ صَلَاةِ الْفَجْرِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" لَا تَجْعَلُوا هَذِهِ مِثْلَ صَلَاةِ الظُّهْرِ قَبْلَهَا وَبَعْدَهَا، اجْعَلُوا بَيْنَهُمَا فَصْلًا "(2).

(1) إسناده صحيح على شرطهما. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري.

وأخرجه البخاري (663)، ومسلم (711)(65)، وابن ماجه (1153)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(883)، وأبو يعلى (914) من طرق عن إبراهيم ابن سعد، بهذا الإسناد.

وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/ 213، ومن طريقه البيهقي 2/ 481، حدثنا ابن قعنب وأبو صالح، قالا: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن حفص بن عاصم، عن عبد الله بن مالك، عن أبيه فذكره. وسقط من مطبوع "سنن" البيهقي:"عن أبيه".

وقال البيهقي: رواه مسلم في "الصحيح"(711) عن القعنبي دون ذِكْر أبيه، ثم قال: قال القعنبي: عبد الله بن مالك ابن بحينة عن أبيه، وقوله:"عن أبيه" في هذا الحديث خطأ.

وانظر ما سلف (22921).

(2)

إسناده صحيح إن كان محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان سمعه من ابن بُحينة، ففي القلب من سماعه شيءٌ.

وانظر ما قبله.

ص: 13

22928 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ. وَحَجَّاجٌ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ وَغَيْرِهِ - قَالَ حَجَّاجٌ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ: سَمِعْتُ حَفْصَ بْنَ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنْ مَالِكِ ابْنِ بُحَيْنَةَ: أَنَّ رَجُلًا دَخَلَ الْمَسْجِدَ، وَقَدْ أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَصَلَّى رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ، فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَاتَهُ لَاثَ بِهِ النَّاسُ، فَقَالَ:" آلصُّبْحُ أَرْبَعًا؟! "(1).

22929 -

قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ابْنِ بُحَيْنَةَ أَنَّهُ قَالَ: صَلَّى لَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ قَامَ فَلَمْ يَجْلِسْ، فَقَامَ النَّاسُ مَعَهُ، فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ وَنَظَرْنَا تَسْلِيمَهُ، كَبَّرَ، فَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ قَبْلَ التَّسْلِيمِ، ثُمَّ سَلَّمَ (2).

(1) إسناده صحيح، وقد وهم شعبة في صحابيه كما سلف بيانه برقم (22921) حجاج: هو ابن محمد المِصِّيصي الأعور.

(2)

إسناده صحيح على شرطهما. عبد الرحمن: هو ابن مهدي.

وهو في "الموطأ" 1/ 96، ومن طريقه أخرجه الشافعي 1/ 120، والدارمي (1499)، والبخاري (1224)، ومسلم (570) و (85)، وأبو داود (1034)، والنسائي في "المجتبى" 3/ 19 - 20 و 20 - 21، وأبو عوانة (1908)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 438، والبيهقي 2/ 333 - 334 و 343، وابن حزم في "المحلى" 4/ 172.

وانظر (22920).

ص: 14

22930 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَابْنُ بَكْرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ هُرْمُزَ الْأَعْرَجَ أَخْبَرَهُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ابْنِ بُحَيْنَةَ - وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ أَخْبَرَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى لَهُمْ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ قَامَ وَلَمْ يَقْعُدْ فِيهِمَا، فَقَامَ النَّاسُ مَعَهُ، فَلَمَّا صَلَّى الرَّكْعَتَيْنِ الْأُخْرَيَيْنِ انْتَظَرَ النَّاسُ تَسْلِيمَهُ، فَكَبَّرَ فَسَجَدَ، ثُمَّ كَبَّرَ فَسَجَدَ، ثُمَّ سَلَّمَ (1).

22931 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَابْنُ بَكْرٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ أَيْضًا، عَنِ ابْنِ بُحَيْنَةَ الْأَسَدِيِّ - وَقَالَ ابْنُ بَكْرٍ الْأَزْدِيُّ - حَلِيفِ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ (2): أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَامَ فِي الظُّهْرِ وَعَلَيْهِ جُلُوسٌ، فَلَمَّا أَتَمَّ صَلَاتَهُ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ قَبْلَ أَنْ يُسَلِّمَ، يُكَبِّرُ فِي كُلِّ سَجْدَةٍ، وَسَجَدَهُمَا النَّاسُ مَعَهُ، مَكَانَ مَا نَسِيَ مِنَ الْجُلُوسِ (3).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن بكر: هو محمد بن بكر البُرْساني.

وهو في "المصنف" لعبد الرزاق (3450). وانظر ما قبله.

(2)

هكذا وقع هنا وفي الرواية التالية، وهو كذلك في "مصنف" عبد الرزاق:"حليف بني عبد المطّلب"، وعلَّق بعض أهل العلم على نسخة (ظ 2) فقال: لفظة "عبد" زائدة، فصوابه: بني المطَّلِب. قلنا: وهو كما قال، فإن مالكاً والد عبد الله حالف المطَّلِب بن عبد مناف، وتزوَّج بُحيْنة بنت الحارث بن المطَّلب.

(3)

حديث صحيح. وانظر ما قبله.

ص: 15

22932 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ، حَدَّثَنَا أَبُو أُوَيْسٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ هُرْمُزَ الْأَعْرَجَ مَوْلَى رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ ابْنَ بُحَيْنَةَ الْأَزْدِيَّ، أَزْدَ شَنُوءَةَ، وَهُوَ حَلِيفُ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، قَالَ: صَلَّى لَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ قَامَ وَلَمْ يَجْلِسْ بَعْدَ الرَّكْعَتَيْنِ، فَقَامَ النَّاسُ مَعَهُ، فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ قَبْلَ التَّسْلِيمِ، ثُمَّ سَلَّمَ (1).

22933 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ابْنِ بُحَيْنَةَ، قَالَ: قَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ مِنَ الظُّهْرِ أَوِ الْعَصْرِ فَلَمْ يَجْلِسْ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ قَالَ: سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يُسَلِّمَ (2).

22934 -

قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّ يَدِهِ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد من أجل أبي أويس -واسمه عبد الله بن عبد الله بن أُويس المدني-، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير إبراهيم بن أبي العباس، فقد روى له النسائي، وهو ثقة.

وانظر ما قبله.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، ويحيى بن سعيد: هو الأنصاري.

وهو في "مصنف" عبد الرزاق (3451) وسقط سفيان من مطبوعه.

وانظر (22919).

ص: 16

عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَالِكِ ابْنِ بُحَيْنَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ لِصَلَاةِ الصُّبْحِ وَابْنُ الْقِشْبِ يُصَلِّي، فَضَرَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَنْكِبَهُ وَقَالَ:" يَا ابْنَ الْقِشْبِ، تُصَلِّي الصُّبْحَ أَرْبَعًا - أَوْ مَرَّتَيْنِ -؟! " ابْنُ جُرَيْجٍ يَشُكُّ (1).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. جعفر بن محمد: هو جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي، المعروف بالصادق.

وأخرجه أبو يعلى (915) من طريق مخلد بن يزيد، عن ابن جريج، بهذا الإسناد.

وأخرجه البيهقي في "السنن" 2/ 482 من طريق سليمان بن بلال، عن جعفر بن محمد، به.

وأخرجه مرسلاً ابن أبي شيبة 2/ 252 عن حفص بن غياث، والبيهقي 2/ 482 من طريق سفيان، كلاهما عن جعفر، عن أبيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل

فذكره.

وانظر ما سلف برقم (22921).

قال السندي: قوله: "وابن القِشْب" هو بكسر القاف وسكون المعجمة ثم موحَّدة، وهو جدُّ عبد الله ابن بُحينة، فأراد بقوله:"وابن القشب" نفسَه، ونسب نفسه إلى جدِّه، والله تعالى أعلم.

ص: 17

‌حَدِيثُ بُرَيْدَةَ الْأَسْلَمِيِّ

(1)

22935 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سُوَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: اجْتَمَعَ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عُيَيْنَةُ بْنُ بَدْرٍ وَالْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ وَعَلْقَمَةُ بْنُ عُلَاثَةَ، فَذَكَرُوا الْجُدُودَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" إِنْ سَكَتُّمْ (2) أَخْبَرْتُكُمْ؛ جَدُّ بَنِي عَامِرٍ جَمَلٌ أَحْمَرُ أَوْ آدَمُ يَأْكُلُ مِنْ أَطْرَافِ الشَّجَرِ - قَالَ: وَأَحْسِبُهُ قَالَ: فِي رَوْضَةٍ -، وَغَطَفَانُ أَكَمَةٌ خَشَناءُ (3) تَنْفِي (4) النَّاسَ عَنْهَا " قَالَ: فَقَالَ الْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ:

(1) هو بريدة بن الحُصَيْب بن عبد الله بن الحارث الأسلمي، يكنى أبا عبد الله، وقيل: أبو سهل، وقيل: أبو الحُصَيْب، وقيل: أبو ساسان، والمشهور الأول، أسلم حين مرَّ به النبي صلى الله عليه وسلم مهاجراً، هو ومن معه، وكانوا نحو ثمانين بيتاً، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم العشاء الآخرة وصلَّوا خلفه، وأقام بأرض قومه، ثم قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أُحُد، فشهد معه مشاهده، وشهد الحُدَيبية، وبيعة الرِّضوان وكان من ساكني المدينة، ثم تحول إلى البصرة، وابتنى بها داراً، ثم خرج منها غازياً إلى خراسان، فأقام بمرو حتى مات ودفن فيها، وهو آخر من مات من الصحابة في خراسان، وكان ذلك سنة اثنتين وستين في خلافة يزيد. انظر "أسد الغابة" 1/ 209، و"معرفة الصحابة" لأبي نعيم 3/ 162 - 163.

(2)

في (م) و (ق): "شئتم"، وما أثبتناه من (ظ 5) ونسخة في (ق) و"جامع المسانيد" 1/ ورقة 130.

(3)

في (م) و (ق): "خَشَّاء"، والمثبت من (ظ 5) و"جامع المسانيد" 1/ ورقة 130، وكلاهما بمعنى، وهي الأرض التي فيها رَمْلٌ وطِينٌ، أو هي الأرض الخشِنة الغليظة.

(4)

في نسخة في (ظ 5): "ينفر".

ص: 18

فَأَيْنَ جَدُّ بَنِي تَمِيمٍ؟ قَالَ: " لَوْ سَكَتَّ "(1).

22936 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ جَالِسًا عَلَى حِرَاءٍ وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ، فَتَحَرَّكَ الْجَبَلُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" اثْبُتْ حِرَاءُ، فَإِنَّهُ لَيْسَ عَلَيْكَ إِلَّا نَبِيٌّ، أَوْ صِدِّيقٌ، أَوْ شَهِيدٌ "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، علي بن سويد -وهو ابن مَنْجُوف، أبو الفضل السدوسي البصري- من رجاله، وباقي رجاله ثقات من رجال الشيخين. روح: هو ابن عبادة القيسي البصري.

وهو في "فضائل الصحابة" للمصنف (1520).

وفي الباب عن أبي هريرة، عند الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" كما في "المطالب العالية"(4650)، وعند الطبراني في "الأوسط"(8202)، والرامهرمزي في "أمثال الحديث"(114)، وإسناده ضعيف.

وقوله: "أكَمَة": قال السندي: بفتحتين، هي الموضع المرتفع دون الجبل وأعلى من الرابية.

و"تنفي" على بناء الفاعل، والضمير للأكمة، أي: تنفي لخشونتها، يريد أن فيه شدة تنفر الناس عنه.

(2)

إسناده قوي، الحسين -وهو ابن واقد المروزي- روى له أصحاب السنن، وروى له مسلم متابعة والبخاري تعليقاً، وهو صدوق لا بأس به، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. علي بن الحسن: هو ابن شقيق المروزي.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(1443) عن محمد بن علي بن حسن بن شقيق، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو بكر القطيعي في زياداته على "فضائل الصحابة" للإمام أحمد (867)، وتمّام في "فوائده"(1477) من طريق علي بن الحسين بن واقد، عن أبيه، =

ص: 19

22937 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ - يَعْنِي ابْنَ شَقِيقٍ - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " الْعَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمُ الصَّلَاةُ، فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ "(1).

= به. وزاد تمّام في روايته علياً، وإسنادها ضعيف جداً، لكن قد ثبت ذكر علي في حديث أبي هريرة السالف برقم (9430)، وهو في "صحيح مسلم"، وقد ذكرنا أحاديث الباب هناك، وفي بعضها زيادة آخرين. ونزيد في شواهده هنا: عن عبد الله بن سعد بن أبي سرح عند ابن أبي عاصم في "السنة"(1445).

(1)

إسناده قوي كسابقه.

وأخرجه ابن ماجه (1079)، والترمذي (2621)، ومحمد بن نصر المروزي في "تعظيم قدر الصلاة"(895) و (896)، والدارقطني 2/ 52، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد"(1519) و (1520)، والحاكم 1/ 6 - 7، والبيهقي 3/ 366، والذهبي في "سير أعلام النبلاء" 17/ 594 من طريق علي بن الحسن بن شقيق، بهذا الإسناد، وليس في إسناد الذهبي ذِكْرُ الصحابي بريدة بن الحُصَيب وقد قال بإثره: سقط منه رجل. يعني بريدة والد عبد الله. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب.

وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" 11/ 34، وفي "الإيمان"(46)، واللالكائي (1518) من طريق أبي تُميلة يحيى بن واضح، والترمذي (2621)، ومحمد بن نصر المروزي (894)، والنسائي 1/ 231، وابن حبان (1454)، والحاكم 1/ 6 - 7، واللالكائي (1518)، وابن عبد البر في "التمهيد" 4/ 230 من طريق الفضل بن موسى، والترمذي (2621) من طريق علي بن الحسين بن واقد، ثلاثتهم عن الحسين بن واقد، به، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.

وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 3/ 896، والدارقطني 2/ 52 - 53 من طريق خالد ابن عبيد العَتَكي، عن عبد الله بن بريدة، به. وخالد بن عُبيد العتكي متروك الحديث.

وسيأتي عن زيد بن الحباب، عن الحسين بن واقد برقم (23007). =

ص: 20

22938 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ وَاصِلِ بْنِ حَيَّانَ (1) الْبَجَلِيِّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ " الْكَمْأَةُ دَوَاءُ لِلْعَيْنِ (2)، وَإِنَّ الْعَجْوَةَ مِنْ فَاكِهَةِ الْجَنَّةِ، وَإِنَّ هَذِهِ الْحَبَّةَ السَّوْدَاءَ - قَالَ ابْنُ بُرَيْدَةَ: يَعْنِي الشُّونِيزَ الَّذِي يَكُونُ فِي الْمِلْحِ - دَوَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ، إِلَّا الْمَوْتَ "(3).

= وفي الباب عن جابر بن عبد الله، سلف برقم (14979)، وانظر تتمة شواهده وشرحه هناك.

ونزيد في شواهده هنا: عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم عند اللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد"(1521).

(1)

تصحف في (م) إلى: "حبان" بالباء الموحدة.

(2)

في (م): "العين"، وفي نسخة على حاشية (ظ 5):"من دواء العين".

(3)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، واصل بن حيان البجلي غلط في اسمه زهير -وهو ابن معاوية الجُعْفي-، والصواب صالح بن حيان القرشي فيما قاله الإمام أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وأبو داود وغيرهم، وقد رواه غير زهير على الصواب كما سيأتي في الرواية (22972) وفي تخريجها، وصالح هذا ضعيف.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(5676) من طريق أسود بن عامر، بهذا الإسناد. ولم يذكر الحبة السوداء.

ورواه على الصواب محمد بن عبد الله بن نمير عند أبي يعلى في "الكبير" كما في "إتحاف الخيرة"(5287)، وعبدة بن سليمان عند ابن عدي في "الكامل" 4/ 1371، فقالا: عن صالح بن حيان، به.

ورواه على الصواب أيضاً محمد بن عبيد الطنافسي، فقال: عن صالح بن حيان كما سيأتي برقم (22972)، وفي أوله قصة. =

ص: 21

22939 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنِي مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَا تَقُولُوا لِلْمُنَافِقِ: سَيِّدَنَا، فَإِنَّهُ

= وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" 8/ 10، وفي "المسند" كما في "إتحاف الخيرة"(5285) من طريق قتادة ومطر بن عبد الرحمن، وابن عبد البر في "التمهيد" 17/ 88 - 89 من طريق حسام بن مِصَك، ثلاثتهم عن عبد الله بن بريدة، به. واقتصر على قوله:"عليكم بهذه الحبة السوداء، فإن فيها شفاء من كل داء إلا السام" قالوا: يا رسول الله، ما السام؟ قال:"الموت". وفي إسناد ابن أبي شيبة إسماعيل بن مسلم المكي، وهو ضعيف، وحسام بن مِصَك ضعيف أيضاً.

وسيأتي الحديث مختصراً بلفظ: "عليكم بهذه الحبة السوداء -وهي الشونيز- فإن فيها شفاء "عن زيد بن الحباب، عن حسين بن واقد، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه برقم (22999)، وإسناده قوي.

ويشهد لقوله صلى الله عليه وسلم: "الكَمْأة دواء للعين" حديث سعيد بن زيد السالف برقم (1625)، وهو في "الصحيحين".

ويشهد لقوله: "وإن العَجْوَة من فاكهة الجنة" حديث رافع بن عمرو المزني السالف برقم (15508)، وإسناده قوي.

ويشهد لقوله: "وإن هذه الحبة السوداء .. إلخ" حديث أبي هريرة السالف برقم (7287)، وهو في "الصحيحين". وعن عائشة سيأتي برقم (25067).

وانظر شرح ألفاظ الحديث في هذه المواضع.

تنبيه:

كنا قد جرينا على ظاهر إسناد حديث بريدة بن الحُصيب هذا، فحكمنا بصحته عند ذكرنا أحاديث الباب في حديث أبي هريرة السالف برقم (8002)، وحديث أبي سعيد الخدري وجابر بن عبد الله السالف برقم (11453)، وهو ذهول منا يصحح من هنا، والله وليُّ التوفيق.

ص: 22

إِنْ يَكُ سَيِّدَكُمْ، فَقَدْ أَسْخَطْتُمْ رَبَّكُمْ " (1).

22940 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سِنَانٍ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ

(1) رجاله ثقات رجال الشيخين، وقتادة -وهو ابن دِعامة السَّدُوسي- لا يُعرف له سماعٌ من عبد الله بن بريدة كما قال البخاري في "تاريخه الكبير" 4/ 12، وقال الترمذي في "السنن" بإثر الحديث (982): قال بعض أهل العلم: لا نعرف لقتادة سماعاً من عبد الله بن بريدة. قلنا: ومع ذلك فقد صحح إسناده المنذري في "الترغيب والترهيب" 3/ 579، وكذا العراقي في تخريج أحاديث "الإحياء" 3/ 162، والنووي في "الأذكار" ص 449.

عفان: هو ابن مسلم الصفَّار، ومعاذ بن هشام: هو ابن أبي عبد الله الدَّستُوائي.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(760)، وأبو داود (4977)، وابن أبي الدنيا في "الصمت"(364)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(244)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(5987)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(391)، وابن حزم في "المحلى" 11/ 219، والبيهقي في "الشعب"(4883) من طرق عن معاذ بن هشام، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن المبارك في "الزهد"(186 - زوائد نعيم) عن أَيوب بن خُوط، عن قتادة، به. ولفظه:"إذا قال الرجل للمنافق سيداً، فقد أهان الله". وأيوب بن خُوط متروك الحديث.

وأخرجه الحاكم 4/ 311، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 198، والبيهقي في "الشعب"(5220)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 5/ 454 من طريق عقبة بن عبد الله الأصمِّ، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه. ولفظه:"إذا قال الرجل للمنافق: يا سيد، فقد أغضب ربه تبارك وتعالى". ووقع في مطبوع "أخبار أصبهان": "للفاسق" بدل: "للمنافق". وعقبة بن عبد الله الأصم ضعيف.

ص: 23

عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَهْلُ الْجَنَّةِ عِشْرُونَ وَمِئَةُ صَفٍّ، مِنْهُمْ ثَمَانُونَ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ ".

وَقَالَ عَفَّانُ مَرَّةً: " أَنْتُمْ مِنْهُمْ ثَمَانُونَ صَفًّا "(1).

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. عفان: هو ابن الصفَّار، وعبد العزيز بن مسلم: هو القَسْملي، وأبو سنان: هو ضرار بن مُرَّة الشيباني، وابن بريدة: جاءت تسميته في الرواية رقم (23061): عبد الله بن بريدة، ويحتمل أن يكون سليمان بن بريدة، فقد جاء الحديث من طريقه، وأيّاً كان، فهو ثقة.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(366) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو يعلى في "معجم شيوخه"(211)، وكذا ابن عدي في "الكامل" 4/ 1420 عن القاسم بن الليث بن مسرور، كلاهما (أبو يعلى والقاسم) عن عبد الله بن معاوية الجمحي، والطبراني في "الأوسط"(8488) من طريق إسحاق ابن عمر، كلاهما عن عبد العزيز بن مسلم، به. لكن قال القاسم بن الليث في روايته:"عن ضرار بن عمرو الملطي" بدل "ضرار بن مرة الشيباني"، وهو خطأ لم يتابعه عليه أحد.

وسيأتي عن عبد الصمد بن عبد الوارث، عن عبد العزيز بن مسلم القَسْملي برقم (23002) و (23061).

وأخرجه ابن أبي شيبة 11/ 470 - 471، والترمذي (2546)، وابن أبي الدنيا في "حسن الظن بالله"(74)، وابن حبان (7459)، والحاكم 1/ 81 - 82 من طريق محمد بن فضيل، عن أبي سنان ضرار بن مرة، به. وقال الترمذي: حسنٌ، وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(1627) من طريق أبي سعد البقال، عن ابن بريدة -هكذا لم يسمه-، عن أبيه. وأبو سعد البقال -وهو سعيد بن المَرْزُبان- ضعيف. =

ص: 24

22941 -

حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَأَبِي عَلَى مُعَاوِيَةَ، فَأَجْلَسَنَا عَلَى الْفُرُشِ، ثُمَّ أُتِينَا بِالطَّعَامِ، فَأَكَلْنَا، ثُمَّ أُتِينَا بِالشَّرَابِ، فَشَرِبَ مُعَاوِيَةُ، ثُمَّ نَاوَلَ

= وأخرجه الدارمي (2835) من طريق معاوية بن هشام، وابن ماجه (4289)، والحاكم 1/ 82، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 1/ 275 من طريق الحسين بن حفص الأصبهاني، وابن حبان (7460)، والحاكم 1/ 82 من طريق مؤمل بن إسماعيل، والحاكم 1/ 82 من طريق عمرو بن محمد العَنْقَزِي، وأبو سعيد ابن السبط في "فوائده" كما في "المداوي لعلل الجامع الصغير" 3/ 98 - 99 من طريق عمار بن محمد، خمستهم، عن سفيان الثوري، عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه بريدة. وقال معاوية بن هشام في روايته:"عن سليمان بن بريدة، أراه عن أبيه" هكذا على الشك في وصله.

وأخرجه مرسلاً حسين المروزي في زياداته على "الزهد" لابن المبارك (1572) من طريق مؤمل بن إسماعيل، عن سفيان الثوري، عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بريدة، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وأرسله أيضاً يحيى بن سعيد القطان وعبد الرحمن بن مهدي، عن الثوري فيما قاله الحاكم في "مستدركه" 1/ 82. قلنا: لم تقع لنا روايتهما في شيء من المصادر التي بين أيدينا، فإن كان محفوظاً، فالشك في وصله وإرساله من الثوري، ويؤيد ذلك رواية معاوية بن هشام عنه المذكورة آنفاً، فإنه قال فيها:"عن سليمان بن بريدة، أراه عن أبيه" والله أعلم.

وفي الباب عن ابن مسعود، سلف برقم (4328)، وإسناده ضعيف، وانظر تتمة شواهده هناك.

ونزيد في شواهده هنا:

عن معاوية بن حَيْدَة عند الطبراني في "الكبير" 19/ (1012) وفي إسناده حماد بن عيسى الجُهَني، وهو ضعيف.

ص: 25

أَبِي، ثُمَّ قَالَ: مَا شَرِبْتُهُ مُنْذُ حَرَّمَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم. ثُمَّ قَالَ مُعَاوِيَةُ: كُنْتُ أَجْمَلَ شَبَابِ قُرَيْشٍ، وَأَجْوَدَهُ ثَغْرًا، وَمَا شَيْءٌ كُنْتُ أَجِدُ لَهُ لَذَّةً كَمَا كُنْتُ أَجِدُهُ وَأَنَا شَابٌّ غَيْرُ اللَّبَنِ، أَوْ إِنْسَانٍ حَسَنِ الْحَدِيثِ يُحَدِّثُنِي (1).

22942 -

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا بَشِيرُ بْنُ الْمُهَاجِرِ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: مَاعِزُ بْنُ مَالِكٍ، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، إِنِّي قَدْ زَنَيْتُ، وَأَنَا أُرِيدُ

(1) إسناده قوي، حسين -وهو ابن واقد المَرْوزي- روى له أصحاب السنن، وحديثه في مسلم متابعة وفي البخاري تعليقاً، وهو صدوق لا بأس به، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" في ترجمة عبد الله بن بريدة ص 417 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 11/ 94 - 95 عن زيد بن الحُباب، به. ولفظه: دخلتُ أَنا وأَبي على معاوية، فأَجْلسَ أَبي على السَّرير، وأُتِيَ بالطعام فأطْعَمَنا، وأُتِيَ بشرابٍ فشربَ، فقال معاوية: ما شيءٌ كنت أَستلِذُّه وأنا شابٌّ فآخُذه اليومَ إلا اللَّبَنَ، فإني آخذه كما كنت آخذه قبل اليوم، والحديثَ الحسَنَ.

وأخرجه ابن عساكر ص 417 من طريق علي بن الحسين بن واقد، عن أبيه، به، بلفظ: دخلت مع أبي على معاوية.

وقوله: "ثم قال: ما شَرِبتُه منذ حرَّمَه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم" أي: معاوية بن أبي سفيان، ولعله قال ذلك لِما رأَى من الكراهة والإنكار في وجه بريدة، لظنِّه أنه شرابٌ مُحرَّم، والله أعلم.

ص: 26

أَنْ تُطَهِّرَنِي. فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " ارْجِعْ " فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ أَتَاهُ أَيْضًا، فَاعْتَرَفَ عِنْدَهُ بِالزِّنَى، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" ارْجِعْ " ثُمَّ أَرْسَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى قَوْمِهِ، فَسَأَلَهُمْ عَنْهُ، فَقَالَ لَهُمْ:" مَا تَعْلَمُونَ مِنْ مَاعِزِ بْنِ مَالِكٍ الْأَسْلَمِيِّ؟ هَلْ تَرَوْنَ بِهِ بَأْسًا، أَوْ تُنْكِرُونَ مِنْ عَقْلِهِ شَيْئَا؟ " قَالُوا: يَا نَبِيَّ اللهِ، مَا نَرَى بِهِ بَأْسًا، وَمَا نُنْكِرُ مِنْ عَقْلِهِ شَيْئًا. ثُمَّ عَادَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الثَّالِثَةَ، فَاعْتَرَفَ عِنْدَهُ بِالزِّنَى أَيْضًا، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، طَهِّرْنِي، فَأَرْسَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى قَوْمِهِ أَيْضًا، فَسَأَلَهُمْ عَنْهُ، فَقَالُوا لَهُ كَمَا قَالُوا لَهُ الْمَرَّةَ الْأُولَى: مَا نَرَى بِهِ بَأْسًا، وَمَا نُنْكِرُ مِنْ عَقْلِهِ شَيْئًا. ثُمَّ رَجَعَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الرَّابِعَةَ أَيْضًا، فَاعْتَرَفَ عِنْدَهُ بِالزِّنَى، فَأَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَحُفِرَ لَهُ حُفْرَةٌ، فَجُعِلَ فِيهَا إِلَى صَدْرِهِ، ثُمَّ أَمَرَ النَّاسَ أَنْ يَرْجُمُوهُ.

وَقَالَ بُرَيْدَةُ: كُنَّا نَتَحَدَّثُ أَصْحَابَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَنَا أَنَّ مَاعِزَ بْنَ مَالِكٍ لَوْ جَلَسَ فِي رَحْلِهِ بَعْدَ اعْتِرَافِهِ ثَلَاثَ مِرَارٍ، لَمْ يَطْلُبْهُ، وَإِنَّمَا رَجَمَهُ عِنْدَ الرَّابِعَةِ (1).

(1) حديث صحيح وقول بريدة الذي في آخر الحديث تفرد به بشير بن المهاجر الغَنَوي، وهو مختَلف فيه، وهو إلى الضعف أقرب، لكن يعتبر حديثه في المتابعات والشواهد، وقد روى له مسلم هذا الحديث الواحد متابعة. أبو نعيم: هو الفضل بن دُكين.

وأخرجه الدارمي (2320)، والنسائي في "الكبرى"(7202)، وأبو عوانة (6294)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 143 - 144، وأبو نعيم الأصبهاني في "تسمية من انتهى إلينا من الرواة عن أبي نعيم الفضل بن دُكين"(65) من طريق أبي نعيم الفضل بن دُكين، بهذا الإسناد. ورواية الدارمي مختصرة، ولم يسق أبو نعيم الأصبهاني لفظه بتمامه. =

ص: 27

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه مسلم (1695)(23)، ومن طريقه ابن حزم في "المحلى" 11/ 128، وأخرجه أبو داود (4434)، والنسائي في "الكبرى"(7167)، وأبو عوانة (6293) و (6294)، والحاكم 4/ 362، والبيهقي 8/ 221 من طرق عن بشير بن المهاجر، به. ولم يذكروا جميعاً خلا أبي داود قولَ بريدة آخر الحديث، واقتصر عليه أبو داود، فقال: قال بريدة: كنا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم نتحدث أن الغامدية وماعز بن مالك لو رجعا بعد اعترافهما -أو قال: لو لم يرجعا بعد اعترافهما-، لم يطلبهما، وإنما رجمهما عند الرابعة. ولم يسق ابن حزم لفظه بتمامه، وذكر مسلم والبيهقي فيه قصة رجم الغامدية. وستأتي في "المسند" مفردة من هذا الطريق نفسه برقم (22949).

وأخرجه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" 4/ 325، ومسلم (1695)(22)، وأبو داود (4433)، والبزار (1564 - كشف الأستار)، والنسائي في "الكبرى"(7163)، وأبو عوانة (6292) و (6466)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(2173)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(432) و (437)، والطبراني في "الأوسط"(4840)، والدارقطني 3/ 91 - 92، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(1237)، والبيهقي 6/ 83 و 8/ 214 و 226، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة"(2587) من طرق عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بريدة، عن بريدة الأسلمي، بنحوه، مطولاً ومختصراً. ولفظ المطول: قال: جاء ماعز بن مالك إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، طَهِّرْني. فقال:"وَيْحَك ارجِعْ، فاستغفر الله وتُبْ إليه" قال: فرجع غير بعيد، ثم جاء، فقال: يا رسول الله، طَهِّرْني. فقال النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك، حتى إذا كانت الرابعة، قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:"فيم أُطهِّرُك؟ "، فقال: من الزِّنى، فسأل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم "أبه جُنونٌ" فأُخبِرَ أنه ليس بمجنون، فقال:"أشرِبَ خَمْراً؟ " فقام رجلٌ، فاستنْكَهَهُ، فلم يَجِدْ منه رِيحَ خمر، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أَزنَيْتَ؟ " فقال: نعم: فَأَمَرَ به، فرُجِمَ.

فكان الناس فيه فِرْقتين: قائل يقول: لقد هَلَكَ، لقد أحاطَتْ به خطيئتُه. وقائل يقول: ما توبةٌ أَفْضَلَ من توبة ماعز: أنه جاءَ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فوضع يدَه، ثم قال: =

ص: 28

22943 -

حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْرَائِيلَ، عَنْ حَارِثِ بْنِ حَصِيرَةَ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: دَخَلَ عَلَى مُعَاوِيَةَ، فَإِذَا رَجُلٌ يَتَكَلَّمُ، فَقَالَ بُرَيْدَةُ: يَا مُعَاوِيَةُ، تَأْذَنُ (1) لِي فِي الْكَلَامِ؟ فَقَالَ: نَعَمْ - وَهُوَ يَرَى أَنَّهُ سَيَتَكَلَّمُ بِمِثْلِ مَا قَالَ الْآخَرُ - فَقَالَ بُرَيْدَةُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ أَشْفَعَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَدَدَ مَا عَلَى الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ، وَمَدَرَةٍ " قَالَ: تَرْجُوهَا (2) أَنْتَ يَا مُعَاوِيَةُ، وَلَا

= اقتُلْني بالحجارة. قال: فلَبِثُوا بذلك يومينِ أو ثلاثةً، ثم جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم جلوسٌ، فسَلَّم، ثم جلس، فقال:"استغفروا لماعز بن مالك". قال: فقالوا: غَفَر الله لماعز بن مالك قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لقد تاب توبةً لو قُسِمَت بين أُمَّةٍ لوَسِعَتْهم". وذكر بعضهم فيه قصة رجم الغامدية، وستأتي مفردة عند المصنِّف برقم (22949).

وقوله: "أَشَرِبَ خمراً؟ " فقام رجلٌ، فاستَنكَهَه، فلم يجد منه رِيحَ خمر. قال البزار: لا نعلمه عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا في حديث يحيى بن يعلى، أي: عن أبيه، عن غيلان بن جامع، عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه. ولفظ الطحاوي في الموضع الأول: جاء ماعز الأسلمي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس، فأقرَّ بالزنى، فرَدَّه أربع مرات، ثم أمَرَ برَجْمِه، فأقاموه في مكان قليل الحجارة، فلما أَصابته الحجارة، جَزِعَ، فخرج يَشتَدُّ حتى أتى الحَرَّة، فثبت لهم فيها فرَمَوْه بجلاميدها حتى سَكَتَ، فقالوا: يا رسول الله، ماعز حين أصابته الحجارة جَزِع، فخرج يشتدُّ. فقال:"هلا خَلَّيتُم سبيله".

وقصة رجم ماعز بن مالك الأسلمي رواها غير واحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم انظر أحاديثهم عند حديث أبي سعيد الخدري السالف برقم (10988).

(1)

في (م) و (ق): "فأذن".

(2)

في (م): "أفترجوها"، والمثبت من سائر النسخ.

ص: 29

يَرْجُوهَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ؟! (1).

22944 -

حَدَّثَنَا الْخُزَاعِيُّ - وَهُوَ أَبُو سَلَمَةَ - أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَحْمَرَ - اسْمُهُ جِبْرِيلُ - عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: تُوُفِّيَ رَجُلٌ مِنَ الْأَزْدِ، فَلَمْ يَدَعْ وَارِثًا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" الْتَمِسُوا لَهُ وَارِثًا، الْتَمِسُوا لَهُ ذَا رَحِمٍ " قَالَ: فَلَمْ يُوجَدْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" ادْفَعُوهُ إِلَى أَكْبَرِ خُزَاعَةَ "(2).

(1) إسناده ضعيف لضعف أبي إسرائيل، وهو إسماعيل بن خليفة العَبْسي. ابن بريدة: هو عبد الله بن بريدة.

وأخرجه مختصراً ابن الأعرابي في "معجمه"(291) من طريق عفان بن الربيع المهدي، والخطيب البغدادي في "تاريخه" 12/ 330 من طريق غسان بن الربيع الغساني، كلاهما عن أبي إسرائيل المُلائي، بهذا الإسناد.

وأخرج الطبراني في "الأوسط"(4112) من طريق سهل بن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، عن جده بريدة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "أكثيرٌ الحَجَرُ والشَّجرُ -ثلاث مراتٍ-؟ " قلنا: نعم. قال: "والذي نفسي بيده، لشفاعتي أكثرُ من الحَجَرِ والشَّجرِ". قلنا: وهذا إسناد ضعيف لا يفرح به من أجل سهل بن عبد الله بن بريدة، فإنه ضعيفاً جداً.

وفي الباب عن أُنيس الأنصاري عند ابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 67، والطبراني في "الأوسط"(5356)، وأبي نعيم الأصبهاني في "معرفة الصحابة" (851) و (855). قال ابن عبد البر في "الاستيعاب" 1/ 37: إسناده ليس بالقوي.

قلنا: هو مسلسل بالضعفاء شهر بن حوشب وميمون بن سِيَاه وعباد بن راشد، ثلاثتُهم ضعفاء.

وقوله: "فإذا رجل يتكلم" قال السندي: أي بكلام مكروه في شأن علي بن أبي طالب.

وقوله: "مَدَرَة": واحدة المَدَر، وهو قِطَع الطِّين اليابس.

(2)

إسناده ضعيف، أبو بكر جبريل بن أَحمر الجَمَلي لا يعرف بغير هذا =

ص: 30

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الحديث، قال النسائي فيما نقله المزي في "تحفة الأشراف" 2/ 79: ليس بالقوي، والحديث منكر. وقال محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي الحافظ فيما نقله المنذري في "مختصر سنن أبي داود" 4/ 175: فيه نظر، وقال ابن حزم: لا تقوم به حجة، وقال أبو زرعة: شيخ. وتساهل ابن معين فوثقه، وذكره ابن حبان في "الثقات". وشريك -وهو ابن عبد الله النخعي القاضي- سيئ الحفظ، لكنه قد توبع إلا في قوله:"التمسوا له ذا رحم". أبو سَلمة الخزاعي: اسمه منصور بن سلمة.

وأخرجه الطيالسي (812)، والبخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 253، وأبو داود (2904)، والنسائي في "الكبرى"(6394)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2404) و (2405)، وفي "شرح معاني الآثار" 4/ 404، والبيهقي 6/ 243 من طرق عن شريك النخعي، بهذا الإسناد. وقالوا جميعاً في روايتهم:"توفي رجل من خزاعة" بدل قوله: "رجل من الأزد".

وأخرجه ابن أبي شيبة 11/ 413، والنسائي في "الكبرى"(6395)، والطحاوي في "شرح المشكل"(2402) من طريق عبَّاد بن العوام، وأبو داود (2903)، والنسائي (6396)، والطحاوي في "شرح المشكل"(2401)، والبيهقي 6/ 243 من طريق عبد الرحمن بن محمد المحاربي، والطحاوي (2403) من طريق موسى بن محمد الأنصاري، ثلاثتهم عن جبريل بن أحمر، به.

وأخرجه مرسلاً النسائي في "الكبرى"(6397) من طريق عبد الله بن إدريس، عن جبريل، به.

وفي الباب عن عائشة أم المؤمنين، سيأتي (25054): أن مولى للنبي صلى الله عليه وسلم وقعَ من نخلةٍ، فمات، وترك شيئاً، ولم يَدَعْ ولداً ولا حَمِيماً، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"أَعْطُوا ميراثَه رجلاً من أهل قريته" وإسناده حسن، وانظر الكلام على شرحه هناك.

وقوله: "ادفعوه إلى أكبر خزاعة": خُزَاعة، بضم الخاء وفتح الزاي: هم بنو مازن بن الأَزْد بن الغَوْث بن نَبْتِ بن مالك بن زيد بن كَهْلان بن سَبَأ بن يَشْجُبَ بن يَعْرُب بن قَحْطَان، وإنما قيل لهم خزاعة، لأنهم انخزعوا من الأزد لما تفرَّقت =

ص: 31

22945 -

حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي غَنِيَّةَ (1)، عَنِ الْحَكَمِ (2)، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ بُرَيْدَةَ، قَالَ: غَزَوْتُ مَعَ عَلِيٍّ الْيَمَنَ، فَرَأَيْتُ مِنْهُ جَفْوَةً، فَلَمَّا قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَكَرْتُ عَلِيًّا، فَتَنَقَّصْتُهُ، فَرَأَيْتُ وَجْهَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتَغَيَّرُ، فَقَالَ:" يَا بُرَيْدَةُ، أَلَسْتُ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ؟ " قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ، فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ "(3).

= الأزد من اليمن أيام سَيْل العَرِم، وأقاموا بمكة، وسار الآخرون إلى المدينة والشام وعُمَان.

(1)

تصحف في (م) و (ق) إلى: "ابن أبي عيينة"، وما أثبتناه من (ظ 5) و"أطراف المسند" 1/ 628 ومصادر تخريج الحديث، وهو الصواب.

(2)

تحرف في (م) إلى: "الحسن"، والمثبت من سائر الأصول و"أطراف المسند" 1/ 628، ومن مصادر التخريج.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن أبي غَنِيَّة: هو عبد الملك بن حُميد الخُزاعي، والحكَم: هو ابن عُتَيبَة الكِنْدي.

وهو في "فضائل الصحابة" للمصنف (989).

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 83 - 84، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2357)، والنسائي في "الكبرى"(8145)، وفي "خصائص علي"(82)، والحاكم 3/ 110، وأبو نعيم الأصبهاني في "معرفة الصحابة"(1230)، وفي "أخبار أصبهان" 2/ 129 - 130، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 12/ ورقة 209 من طريق أبي نعيم الفضل بن دُكين، بهذا الإسناد. واقتصر أبو نعيم في "أخبار أصبهان" على قوله:"من كنت مولاه فعلي مولاه". وسقط من إسناد مطبوع ابن أبي عاصم: الحكم. =

ص: 32

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه ابن أبي عاصم (2358)، والبزار (2533 - كشف الأستار)، والنسائي في "الخصائص"(81)، وابن عساكر في 12/ ورقة 209 من طريق أبي أحمد الزبيري، عن عبد الملك بن أبي غَنِيَّة، به. ولم يسق ابن أبي عاصم لفظه، ورواية ابن عساكر مختصرة بلفظ:"من كنت مولاه، فعلي مولاه".

وأخرجه ابن أبي عاصم (2359)، والبزار (2534 - كشف)، وابن الأعرابي في "معجمه"(2179)، وابن عساكر في 12/ ورقة 209 من طريق عدي بن ثابت، عن سعيد بن جبير، به. ورواية ابن أبي عاصم وابن الأعرابي مختصرة بلفظ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عليّ بن أبي طالب مولى من كنت مولاه"، ولم يسق البزار لفظه.

وأخرجه ابن الأعرابي (222)، والطبراني في "الصغير"(191)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 126، وفي "حلية الأولياء" 4/ 23 من طرق عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن طاووس، عن بريدة الأسلمي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من كنت مولاه فعلي مولاه".

وأخرجه مرسلاً عبد الرزاق (20388) عن معمر، عن ابن طاووس، عن أبيه، قال: لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم علياً إلى اليمن، خرج بريدة الأسلمي معه، فعتب على عليٍّ في بعض الشيء، فشكاه بريدة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"من كنت مولاه، فإن علياً مولاه".

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(348) عن أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين بن سعد المصري، عن محمد بن أبي السَّري العسقلاني، عن عبد الرزاق بإسناده السابق، إلا أنه قال فيه: عن طاووس، عن بريدة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعليٍّ:"من كنت مولاه، فعلي مولاه" جعله متصلاً من هذا الوجه، وأحمد بن محمد بن رشدين المصري شيخ الطبراني متروك الحديث.

وسيأتي من طرق عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه بالأرقام (22961) و (22967) و (23012) و (23028) و (23036) و (23057). =

ص: 33

22946 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَا يَتَطَيَّرُ مِنْ شَيْءٍ، وَلَكِنَّهُ كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَأْتِيَ أَرْضًا (1)، سَأَلَ عَنْ اسْمِهَا، فَإِنْ كَانَ حَسَنًا رُئِيَ الْبِشْرُ فِي وَجْهِهِ، وَإِنْ كَانَ قَبِيحًا رُئِيَ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ، وَكَانَ إِذَا بَعَثَ رَجُلًا سَأَلَ عَنْ اسْمِهِ، فَإِنْ كَانَ حَسَنَ الِاسْمِ رُئِيَ الْبِشْرُ فِي وَجْهِهِ، وَإِنْ كَانَ قَبِيحًا رُئِيَ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ (2).

= وفي الباب عن البراء بن عازب، سلف برقم (18479)، وانظر تتمة شواهده هناك.

(1)

وقع في (م): "امرأة" وما أثبتناه من (ظ 5) و (ظ 2) و (ق) و"جامع المسانيد" 1/ ورقة 131.

(2)

حديث حسن، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، وذكر البخاري أنه لا يعرف سماع قتادة من ابن بريدة. وقد حسَّنَه الحافظ ابن حجر في "الفتح" 10/ 215. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث، وهشام: هو ابن أبي عبد الله الدَّستُوائي.

وأخرجه أبو يعلى في "مسنده الكبير" كما في "جامع المسانيد" 1/ ورقة 131، وابن حبان (5827) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، بهذا الإسناد. ورواية ابن حبان أخصر من رواية المصنف.

وأخرجه أبو داود (3920)، وأبو عوانة في الأسماء كما في "إتحاف المهرة" 2/ 573، وتمَّام بن محمد الرازي في "فوائده"(1032)، والبيهقي في "السنن" 8/ 140، وفي "شعب الإيمان"(1170) من طريق مسلم بن إبراهيم، والبزار (1985 - كشف الأستار)، والنسائي في "الكبرى"(8822)، وابن خزيمة في "التوكل" كما في "إتحاف المهرة" 2/ 573 عن محمد بن المثنى، وابن خزيمة في "التوكل" أيضاً عن محمد بن بشار بُنْدار وعمرو بن علي وبشر بن آدم ومحمد بن =

ص: 34

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= ميمون المكي، جميعهم عن معاذ بن هشام، كلاهما (مسلم ومعاذ) عن هشام الدستوائي، به. ولم يذكر تمام في روايته قصة السؤال عن اسم الأرض. ورواية البزار عن محمد بن المثنى بلفظ:" إذا أَبرَدْتُم إليَّ بريداً، فابعثوه حسنَ الوجه حسنَ الاسم". ولم يُتابع البزار على لفظه هذا في حديث بريدة أحدٌ، لكن روي الحديث بهذا اللفظ عن غير بريدة كما سنذكره في الشواهد.

وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 1/ 401، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" ص 249، وابن عبد البر في "التمهيد" 24/ 73، وفي "الاستيعاب" 1/ 178 - 179 من طريق أوس بن عبد الله بن بريدة، عن حسين بن واقد، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يتطيَّرُ، ولكن يتفاءَلُ. ثم ذكر فيه قصة إسلام بريدة. وذكر الحسين بن حُرَيث عند ابن عدي وابن عبد البر في "التمهيد" أنه سمع أوس بن عبد الله بن بريدة يحدث بهذا الحديث بعد ذلك عن أخيه سهل بن عبد الله، عن أبيه عبد الله بن بريدة، عن بريدة بن الحُصيب. وسقط من إسناده في مطبوع "الاستيعاب" أوس بن عبد الله، وأوس بن عبد الله بن بريدة هذا وأخوه سهل مُجمع على ضعفهما.

ورواه سعيد بن بشير الأزدي، عن قتادة عند أبي الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" ص 249 - 250، والطبراني في "الأوسط"(4701)، فقال: عن قتادة، عن مُطَرِّف بن عبد الله بن الشِّخِّير، عن أبيه. وسعيد بن بشير الأزْدي ضعيف، وله عن قتادة مناكير.

وفي الباب عن أبي هريرة مرفوعاً بلفظ: "إذا بعثتم إليَّ رجلاً، فابعثوه حسنَ الوجه حسنَ الاسم"، أخرجه البزار (1986 - كشف الأستار) من طريق عمر بن عبد الله بن أبي خثعم، والعقيلي في "الضعفاء" 3/ 158، والطبراني في "الأوسط"(7743)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" ص 254، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 156، والبغوي في "شرح السنة"(3361) من طريق عمر بن راشد اليمامي، كلاهما عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. وعمر بن =

ص: 35

22947 -

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا بَشِيرٌ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ جَمِيعًا، إِنْ كَادَتْ لَتَسْبِقُنِي "(1).

= عبد الله بن أبي خثعم وعمر بن راشد ضعيفان.

وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 4/ 1427 من طريق النضر بن إسماعيل البجلي، عن طلحة بن عمرو الحضرمي، عن عطاء، عن ابن عباس، مثله. وطلحة بن عمرو الحضرمي متروك الحديث، ثم هو منقطع بينه وبين عطاء فيما قاله أبو زرعة الرازي في "العلل" لابن أبي حاتم 2/ 329.

وأخرجه ابن أبي عمر في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(7451) عن بشر ابن السَّري، وابن قتيبة في "غريب الحديث" 1/ 287 من طريق خالد بن يزيد الصفار، كلاهما عن همام بن يحيى، عن يحيى بن أبي كثير، عن الحَضْرَمي بن لاحق، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال، فذكره. وهذا مرسل صحيح الإسناد.

وفي الباب أيضاً عن ابن عباس، سلف في "مسنده" برقم (2328) ولفظه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتفاءَلُ ولا يتطيَّرُ، ويُعجِبُه الاسمُ الحسن. وإسناده ضعيف.

وعن أبي هريرة، سلف برقم (10582) وفيه:"وأُحِبُّ الفَأْل الصالحَ" وإسناده صحيح على شرط الشيخين.

(1)

حسن لغيره، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد من أجل بشير، وهو ابن المُهاجر الغنوي. أبو نعيم: هو الفضل بن دُكين.

وأخرجه الطبري في "تاريخه" 1/ 15 عن أبي كريب، عن أبي نعيم الفضل بن دكين، بهذا الإسناد.

ويشهد له حديث وهب بن عبد الله السُّوائي السالف برقم (18770)، وإسناده حسن فيه أبو خالدي الوالبي، وهو حسن الحديث، وقد وقع فيه اختلاف على الأعمش في اسم صحابيه، وكنا قد توقفنا لأجل ذلك في تحسين قوله:"إن كادت لتسبقها -أو تسبقني-"، ولا وجه لذلك؛ فإنه اختلاف لا يضر، فيستدرك من هنا. =

ص: 36

22948 -

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا بَشِيرٌ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: خَرَجَ إِلَيْنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا، فَنَادَى ثَلَاثَ مِرَارٍ، فَقَالَ:" أَيُّهَا (1) النَّاسُ، تَدْرُونَ مَا مَثَلِي وَمَثَلُكُمْ؟ " قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: " إِنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُكُمْ مَثَلُ قَوْمٍ خَافُوا عَدُوًّا يَأْتِيهِمْ، فَبَعَثُوا رَجُلًا يَتَرَاءَى لَهُمْ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ، أَبْصَرَ الْعَدُوَّ، فَأَقْبَلَ لِيُنْذِرَهُمْ، وَخَشِيَ أَنْ يُدْرِكَهُ الْعَدُوُّ قَبْلَ أَنْ يُنْذِرَ قَوْمَهُ، فَأَهْوَى بِثَوْبِهِ: أَيُّهَا النَّاسُ أُتِيتُمْ، أَيُّهَا النَّاسُ أُتِيتُمْ " ثَلَاثَ مِرَارٍ (2).

22949 -

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا بَشِيرٌ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَجَاءَتْهُ امْرَأَةٌ مِنْ غَامِدٍ، فَقَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللهِ، إِنِّي قَدْ زَنَيْتُ، وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ تُطَهِّرَنِي. فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" ارْجِعِي " فَلَمَّا أَنْ كَانَ مِنَ الْغَدِ،

= وقد جاء قوله صلى الله عليه وسلم: "بعثت أنا والساعة كهاتين" بأسانيد صحاح عن غير واحد من الصحابة، انظرها عند حديث أنس بن مالك السالف برقم (12245).

(1)

في (م) وحدها: "يا أيها" بإثبات حرف النداء.

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد كسابقه.

وأخرجه الرامهرمزي في "أمثال الحديث"(7) عن محمد بن الحسن بن سماعة الحضرمي، عن أبي نعيم الفضل بن دكين، بهذا الإسناد.

وفي الباب عن قبيصة بن المخارق وزهير بن عمرو سلف برقم (15914) و (20605)، وإسناده صحيح على شرط مسلم.

ص: 37

أَتَتْهُ أَيْضًا، فَاعْتَرَفَتْ عِنْدَهُ بِالزِّنَى، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي قَدْ زَنَيْتُ، وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ تُطَهِّرَنِي، فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" ارْجِعِي "، فَلَمَّا أَنْ كَانَ مِنَ الْغَدِ، أَتَتْهُ أَيْضًا، فَاعْتَرَفَتْ عِنْدَهُ بِالزِّنَى، فَقَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللهِ، طَهِّرْنِي، فَلَعَلَّكَ أَنْ تُرَدِّدَنِي كَمَا رَدَّدْتَ مَاعِزَ بْنَ مَالِكٍ، فَوَاللهِ إِنِّي لَحُبْلَى، فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" ارْجِعِي حَتَّى تَلِدِي " فَلَمَّا وَلَدَتْ جَاءَتْ بِالصَّبِيِّ تَحْمِلُهُ، فَقَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللهِ، هَذَا قَدْ وَلَدْتُ. قَالَ:" فَاذْهَبِي فَأَرْضِعِيهِ حَتَّى تَفْطِمِيهِ " فَلَمَّا فَطَمَتْهُ، جَاءَتْ بِالصَّبِيِّ فِي يَدِهِ كِسْرَةُ خُبْزٍ، قَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللهِ، هَذَا قَدْ فَطَمْتُهُ. فَأَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِالصَّبِيِّ فَدَفَعَهُ إِلَى رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَأَمَرَ بِهَا فَحُفِرَ لَهَا حُفْرَةٌ، فَجُعِلَتْ فِيهَا إِلَى صَدْرِهَا، ثُمَّ أَمَرَ النَّاسَ أَنْ يَرْجُمُوهَا، فَأَقْبَلَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ بِحَجَرٍ، فَرَمَى رَأْسَهَا، فَنَضَحَ الدَّمُ عَلَى وَجْنَةِ خَالِدٍ فَسَبَّهَا، فَسَمِعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم سَبَّهُ إِيَّاهَا، فَقَالَ:" مَهْلًا يَا خَالِدُ بْنَ الْوَلِيدِ، لَا تَسُبَّهَا، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ تَابَتْ تَوْبَةً لَوْ تَابَهَا صَاحِبُ مَكْسٍ لَغُفِرَ لَهُ ".

فَأَمَرَ بِهَا، فَصَلَّى عَلَيْهَا، وَدُفِنَتْ (1).

(1) حديث صحيح وقصة سب خالد بن الوليد للغامدية، وقصة انتظار الفطام للرجم، تفرد بهما بشير -وهو ابن المهاجر الغنوي- في حديث بريدة، وهو مختلف فيه؛ فقوَّى أمره قومٌ، وضعّفه آخرون، ونقل الأثرم عن الإمام أحمد أنه قال: منكر الحديث، وقد اعتبرت أحاديثه فإذا هو يجيء بالعجب.

وأخرجه الدارمي (2324)، والنسائي في "الكبرى"(7197)، وأبو عوانة (6295) و (6467)، والبيهقي 8/ 229 من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، بهذا =

ص: 38

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الإسناد. وجاء عند الدارمي والنسائي وأبي عوانة في الموضع الأول أنه عليه الصلاة والسلام ردَّها مرةً، والثانيةَ حتى تَلِدَ، ولم يَسُق أبو عوانة في الموضع الثاني ولا البيهقي الحديث بتمامه.

وأخرجه تامّاً ومختصراً ابن أبي شيبة 10/ 86 - 87، ومسلم (1695)(23)، وابن حزم في "المحلى" 11/ 128، وابن عبد البر في "التمهيد" 24/ 132 - 133، وفي "الاستذكار" 24/ 36 - 37 من طريق عبد الله بن نمير، وأبو داود (4442)، وأبو عوانة (6296)، والخطيب في "الأسماء المبهمة" ص 360، وابن عبد البر في "التمهيد" 24/ 133، وفي "الاستذكار" 24/ 36 - 37 من طريق عيسى بن يونس، وأبو داود (4434)، وأبو عوانة (6293 م) من طريق أبي أحمد الزبيري، والحاكم 4/ 363، والبيهقي 4/ 18 - 19 و 8/ 218 و 221 من طريق خلاد بن يحيى، والنسائي في "الكبرى"(7271) من طريق محمد بن فضيل، خمستهم عن بشير بن المهاجر، به. وذكر فيه مسلم وابن حزم والبيهقي في الموضع الثالث قصة رجم ماعز بن مالك الأسلمي، وقد سلفت في "المسند" مفردة من طريق المصنف نفسه برقم (22942)، وزاد النسائي: قال بريدة: كنا -أصحابَ محمد- نتحدث لو أن ماعزاً وهذه المرأة لم يجيبا في الرابعة، لم يطلبهما رسول الله صلى الله عليه وسلم. ووقع عند أبي عوانة في الموضع الثاني: أنه ردها صلى الله عليه وسلم في الرابعة حتى تلد، وقال فيه:"لقد تابت توبة لو تابها سبعون من أهل المدينة لتُقُبِّل منهم" بدل: "لقد تابت توبة لو تابها صاحب مكس لغفر له"، ورواية أبي داود مختصرة: قال بريدة: كنا -أصحاب رسول الله- نتحدث أن الغامدية وماعز بن مالك لو رجعا بعد اعترافهما -أو قال: لو لم يرجِعا بعد اعترافهما-، لم يطلبهما، وإنما رجمهما عند الرابعة.

وأخرجه مسلم (1695)(22)، والنسائي في "الكبرى"(7186)، وأبو عوانة (6292)، والطبراني في "الأوسط"(4840)، والدارقطني 3/ 91 - 92، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(1237)، والبيهقي 6/ 83 - 84 و 8/ 214 و 226 و 229، والبغوي (2587) من طريق يحيى بن يعلى بن الحارث المحاربي، عن أبيه، عن =

ص: 39

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= غيلان بن جامع، عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه. وليس فيه قصة الفِطام، ولا قصة سب خالد بن الوليد للغامدية، وبيان عِظم توبتها، وهذه الطريق رجالها ثقات كلهم.

وقد جاء الرجم بعد الفطام في غير حديث بريدة الأسلمي، فقد رواه محمود ابن لَبِيد الأنصاري، فيما نقله ابن عبد البر في "التمهيد" 24/ 128، قال: قال ابن وهب: وأخبرني ابن لهيعة، عن محمد بن عبد الرحمن، عن عاصم بن عمر بن قتادة بن النعمان، عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورواية ابن وهب عن ابن لهيعة صالحة.

ورواه كذلك أنس بن مالك عند البزار (1541 - كشف الأستار)، ورجاله ثقات لكنه منقطع، فإنه من رواية الأعمش عن أنس، ولم يسمع منه.

ورواه جَابر بن عبد الله عند النسائي في "الكبرى"(7187)، والدارقطني 3/ 122، والحاكم 4/ 364 ورجاله ثقات، لكن فيه عنعنة أبي الزبير، محمد ابن مسلم بن تَدْرُس.

ورواه مالك في "موطئه" 2/ 821 - 822 عن يعقوب بن زيد بن طلحة، عن أبيه زيد بن طلحة، عن عبد الله بن أبي مُليكة. هكذا رواه يحيى بن يحيى الليثي، عن مالك، من حديث عبد الله بن أبي مليكة مرسلاً، والصواب -كما ذكر ابن عبد البر في "التمهيد" 24/ 127 - : أنه لزيد بن طلحة مرسلاً، كذا رواه القعنبي وابن القاسم وابن بكير وابن وهب، عن مالك. قلنا: وعلى كل حال فهو مرسل لا بأس برجاله.

وقد جاء انتظار الفطام أيضاً في حديث عمران بن حصين في قصة رجم الجُهَنيَّة، رواه الدارقطني 3/ 127 عن عبد الله بن الهيثم بن خالد الطيبي، عن أحمد بن منصور الرمادي، عن عبد الرزاق بإسناده إلى عمران بن حصين. قلنا: وذكر الفطام فيه شاذٌّ لم يروه عن عبد الرزاق غير أحمد بن منصور الرمادي، وقد رواه غير واحد عن عبد الرزاق لم يذكروا فيه انتظار الفطام، وكذا لم يأتِ ذكره =

ص: 40

22950 -

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا بَشِيرُ بْنُ الْمُهَاجِرِ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ:" تَعَلَّمُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ، فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ، وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ، وَلَا يَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ ".

قَالَ: ثُمَّ سَكَتَ (1) سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: " تَعَلَّمُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ، وَآلِ عِمْرَانَ، فَإِنَّهُمَا الزَّهْرَاوَانِ يُظِلَّانِ صَاحِبَهُمَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ، أَوْ غَيَايَتَانِ، أَوْ فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ.

= في سائر روايات الحديث، انظر ذلك في حديث عمران السالف برقم (19861)، ولعل الوهم فيه من الرمادي، أو من عبد الله بن الهيثم راويه عنه، والله أعلم.

وقوله: فنَضَح الدَّمُ على وَجْنةِ خالد، أي: ترشَّشَ وانصبَّ، والوَجْنة: ما ارتفع من الخَدَّين.

وقوله: "صاحب مَكْسٍ"، المكْس: الضريبة التي يأخذها الماكسُ، وهو العَشَّار، وأصله الجباية، وغلب استعماله فيما يأخذه أَعْوان الظلمة عند البيع والشراء.

وقد اختلف أهل العلم في انتظار المرأة الحامل التي قد وجب عليها الرَّجم إلى أن تضع ولدها وتفطمه، فذهب مالك في المشهور من مذهبه إلى أنه إن وُجِدَ للصبي من يُرضعه، رُجِمَتْ، وإن لم يوجد للصبي من يرضعه، لم تُرْجم حتى تَفْطِمَ الصبي، فإذا فُطِمَ، رُجِمَت. وقال أبو حنيفة: تُرجم بعد الوضع. وقال الشافعي وأحمد: لا تُرجم حتى يُفْطَم ولدُها، ويوجَدَ من يكفُلُه. انظر "التمهيد"

24/ 134 - 135، و"المغني" 12/ 327 - 329، و"شرح السنة" 10/ 296 - 297.

(1)

في (م) و (ق) و (ظ 2): "مكث"، والمثبت من (ظ 5).

ص: 41

وَإِنَّ الْقُرْآنَ يَلْقَى صَاحِبَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِينَ يَنْشَقُّ عَنْهُ قَبْرُهُ كَالرَّجُلِ الشَّاحِبِ، فَيَقُولُ لَهُ: هَلْ تَعْرِفُنِي؟ فَيَقُولُ: مَا أَعْرِفُكَ (1)، فَيَقُولُ: أَنَا صَاحِبُكَ الْقُرْآنُ الَّذِي أَظْمَأْتُكَ فِي الْهَوَاجِرِ، وَأَسْهَرْتُ لَيْلَكَ، وَإِنَّ كُلَّ تَاجِرٍ مِنْ وَرَاءِ تِجَارَتِهِ، وَإِنَّكَ الْيَوْمَ مِنْ وَرَاءِ كُلِّ تِجَارَةٍ، فَيُعْطَى الْمُلْكَ بِيَمِينِهِ، وَالْخُلْدَ بِشِمَالِهِ، وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْوَقَارِ، وَيُكْسَى وَالِدَاهُ حُلَّتَيْنِ لَا يُقَوَّمُ لَهُمَا أَهْلُ الدُّنْيَا، فَيَقُولَانِ: بِمَ كُسِينَا هَذَا (2)؟ فَيُقَالُ: بِأَخْذِ وَلَدِكُمَا الْقُرْآنَ.

ثُمَّ يُقَالُ لَهُ: اقْرَأْ، وَاصْعَدْ فِي دَرَجِ (3) الْجَنَّةِ وَغُرَفِهَا، فَهُوَ فِي صُعُودٍ مَا دَامَ يَقْرَأُ، هَذًّا كَانَ، أَوْ تَرْتِيلًا " (4).

(1) قوله: "فيقول له: هل تعرفني؟ فيقول: ما أعرفك" ورد في (م) وحدها مرتين.

(2)

كذا في (ظ 5)، وفي (م) و (ق) و (ظ 2):"هذه".

(3)

في (م) و (ق) و (ظ 2): "درجة" بالإفراد، وما أثبتناه من (ظ 5).

(4)

إسناده حسن في المتابعات والشواهد من أجل بشير بن المهاجر الغَنَوي، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين، وحسنه الحافظ ابن كثير في "تفسيره" 1/ 62، ولبعضه شواهد يصح بها. أبو نعيم: هو الفضل بن دُكين المُلائي.

وأخرجه مطولاً ومختصراً أبو عبيد في "فضائل القرآن" ص 84 - 85، وابن أبي شيبة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(7979)، وفي "مصنفه" 10/ 492 - 493، والدارمي (3391)، ومحمد بن نصر المروزي في "قيام الليل"(202)، وابن الضريس في "فضائل القرآن"(99)، وابن عدي في "الكامل" 2/ 454، والحاكم 1/ 560، والواحدي في "الوسيط" 1/ 411، وأبو محمد البغوي في "تفسيره" 1/ 33 - 34، وفي "شرح السنة"(1190) وحسنه بإثره- من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين. وبعضهم لم يسق لفظه. =

ص: 42

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه مطولاً ومختصراً كذلك البزار (2302 - كشف الأستار)، والعقيلي في "الضعفاء" 1/ 144، والآجري في "أخلاق أهل القرآن"(24)، وابن عدي 2/ 454، والحاكم 1/ 556 و 560 و 567 - 568، والبيهقي في "شعب الإيمان"(1989) و (1990) من طرق عن بشير بن المهاجر، به. ورواية الحاكم في الموضع الأخير مختصرة بلفظ:"من قرأ القرآن وتعلمه، وعمل به، أُلبِس يوم القيامة تاجاً من نور، ضوؤه مثل ضوء الشمس، ويُكسى والداه حلَّتين لا تقوم بهما الدنيا، فيقولان: بم كُسينا هذا؟ فيقال: بأخذ ولدكما القرآن".

وسيأتي مختصراً عن وكيع بن الجراح، عن بشير بن المهاجر بالأرقام (22975) و (22976) و (23049) و (23050).

وفي باب قوله صلى الله عليه وسلم: "تعلموا سورة البقرة

" إلى قوله: "

أو فِرْقان من طيرٍ صوافّ" عن أبي أمامة الباهلي، سلف في مسنده برقم (22146)، وهو صحيح، وعن النَّوَّاس بن سمْعان، سلف في مسنده أيضاً برقم (17637)، وهو عند مسلم (805)، وانظر شرحه وتتمة شواهده عندهما.

وفي باب قوله: "وإن القرآن يَلْقى صاحبَه يوم القيامة حين يَنشَقُّ عنه قبرُه

إلخ" رواه عبد الرزاق (6014) عن معمر بن راشد، عن يحيى بن أبي كثير، قال: بلغنا أن القرآن يأتي يوم القيامة

فذكره، ووصله شريك بن عبد الله النَّخَعي عند الطبراني في "الأوسط"(5760) عن عبد الله بن عيسى، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم. قلنا: وشريك بن عبد الله النخعي سيئ الحفظ.

وعن أبي أمامة عند الطبراني في "الكبير"(8119)، وابن الضُّرَيس في "فضائل القرآن"(92)، وهو ضعيف.

وفي باب قوله صلى الله عليه وسلم: "ثم يقال له: اقْرَأْ واصْعَدْ في دَرَجِ الجنة .. إلخ" عن عبد الله بن عمرو، سلف في مسنده برقم (6799)، وسنده حسن، وانظر شرحه وتتمة شواهده هناك.

وقوله: "الشَّاحب": هو المُتغيِّر اللَّونِ لعارضٍ من مرضٍ أو سَفَرٍ أو نحوهما. =

ص: 43

22951 -

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا بَشِيرُ بْنُ مُهَاجِرٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَسَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" إِنَّ أُمَّتِي يَسُوقُهَا قَوْمٌ عِرَاضُ الْوُجُوهِ (1)، صِغَارُ الْأَعْيُنِ، كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الْحَجَفُ، ثَلَاثَ مِرَارٍ حَتَّى يُلْحِقُوهُمْ بِجَزِيرَةِ الْعَرَبِ، أَمَّا السَّائقَةُ الْأُولَى، فَيَنْجُو مَنْ هَرَبَ مِنْهُمْ، وَأَمَّا الثَّانِيَةُ، فَيَهْلِكُ بَعْضٌ، وَيَنْجُو بَعْضٌ، وَأَمَّا الثَّالِثَةُ، فَيُصْطَلَمُونَ (2) كُلُّهُمْ مَنْ بَقِيَ مِنْهُمْ " قَالُوا: يَا نَبِيَّ اللهِ، مَنْ هُمْ؟ قَالَ:" هُمُ التُّرْكُ " قَالَ: " أَمَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيَرْبِطُنَّ خُيُولَهُمْ إِلَى سَوَارِي مَسَاجِدِ الْمُسْلِمِينَ ".

قَالَ: وَكَانَ بُرَيْدَةُ لَا يُفَارِقُهُ بَعِيرَانِ أَوْ ثَلَاثَةٌ، وَمَتَاعُ السَّفَرِ وَالْأَسْقِيَةُ، يُعِدُّ ذَلِكَ لِلْهَرَبِ مِمَّا سَمِعَ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْبَلَاءِ مِنْ أَمْرِ (3) التُّرْكِ (4).

= وقوله: "الهَواجِر": جمع هاجرة، وهو نصف النهار عند زوال الشمس إلى العصر، عند اشتداد الحَرِّ.

وقوله: "هَذّاً"، الهَذُّ: هو سرعة القراءة وسرعة القطع، يقال: هَذَّ القرآن يَهُذُّه هَذّاً: إذا أسرع في قراءته وسَرْدِه.

(1)

في (م) وحدها: "الأوجه"، والمثبت من النسخ الخطية.

(2)

تحرفت في (م) إلى: "يصطلون".

(3)

تحرفت في (م) إلى: "أمراء".

(4)

إسناده ضعيف، تفرد به بشير بن المهاجر الغَنوَي، ولم يتابعه عليه أحد، وهو ضعيف عند التفرد. =

ص: 44

22952 -

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: خَرَجَ بُرَيْدَةُ عِشَاءً، فَلَقِيَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَأَخَذَ بِيَدِهِ فَأَدْخَلَهُ الْمَسْجِدَ، فَإِذَا صَوْتُ رَجُلٍ يَقْرَأُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" تُرَاهُ مُرَائِيًا؟ " فَأَسْكَتَ بُرَيْدَةُ، فَإِذَا رَجُلٌ يَدْعُو، فَقَالَ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللهُ الَّذِي (1) لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، الْأَحَدُ

= وأخرجه مختصراً ومطولاً البزار (3367 - كشف الأستار)، والشجري في "أماليه" 2/ 263 من طريق محمد بن فضيل، عن بشير بن المهاجر، بهذا الإسناد. ولم يذكرا في روايتهما قوله: "وكان بريدة لا يفارقه بعيران أو ثلاثة

إلخ". ووقع عندهما: "يلحقون أهل الإسلام بمنابت الشِّيح" بدل "بجزيرة العرب".

وأخرجه مختصراً الحاكم 4/ 474 من طريق معاذ بن نَجْدة، عن خلَّاد بن يحيى، عن بشير بن مهاجر، به. وسقط من إسناده في مطبوع الحاكم "خلاد بن يحيى"، واستدركناه من "إتحاف المهرة" 2/ 583.

وخالف معاذَ بن نجدة جعفرُ بن مُسافر التِّنِّيسي عند أبي داود (4305)، فرواه عن خلاد بن يحيى إلا أنه قلب متنه، فقال:"تسوقونهم ثلاث مرار حتى تلحقوهم بجزيرة العرب" جعل المسلمين هم الذين يسوقون الترك ثلاث مرار حتى يلحقوهم بجزيرة العرب. قلنا: وعلى ضعف بشير بن مهاجر، فإن جعفر بن مسافر فيه كلام أيضاً.

وفي باب قتال التُّرك وذكر صفتهم، عن أبي هريرة عند البخاري (2929)، ومسلم (2912)، وقد سلف برقم (7263)، وانظر تتمة شواهده هناك.

وقوله: "الحَجَف": ضَرْب من التُّروس، من جلود ليس فيها خَشَب ولا رباط من عَصَب، واحدتها: حَجَفة.

وقوله: "فيُصطَلَمون" بالبناء للمفعول، أي: يُستأصَلون ويُبادون.

(1)

لفظة "الذي" ليست في (ظ 5).

ص: 45

الصَّمَدُ، الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ - أَوْ قَالَ: وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ - لَقَدْ سَأَلَ اللهَ بِاسْمِهِ الْأَعْظَمِ الَّذِي إِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى، وَإِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ ".

قَالَ: فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْقَابِلَةِ خَرَجَ بُرَيْدَةُ عِشَاءً، فَلَقِيَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَأَخَذَ بِيَدِهِ فَأَدْخَلَهُ الْمَسْجِدَ، فَإِذَا صَوْتُ الرَّجُلِ يَقْرَأُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" أَتَقُولُهُ مُرَائِيُا؟ " فَقَالَ بُرَيْدَةُ: أَتَقُولُهُ مُرَائِيُا يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " لَا، بَلْ مُؤْمِنٌ مُنِيبٌ، لَا، بَلْ مُؤْمِنٌ مُنِيبٌ " فَإِذَا الْأَشْعَرِيُّ يَقْرَأُ بِصَوْتٍ لَهُ فِي جَانِبِ الْمَسْجِدِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّ الْأَشْعَرِيَّ - أَوْ إِنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ قَيْسٍ - أُعْطِيَ مِزْمَارًا مِنْ مَزَامِيرِ دَاوُدَ " فَقُلْتُ: أَلَا أُخْبِرُهُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " بَلَى فَأَخْبِرْهُ " فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: أَنْتَ لِي صَدِيقٌ، أَخْبَرْتَنِي عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِحَدِيثٍ (1).

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. عثمان بن عمر: هو ابن فارس العبدي، ومالك: هو ابن مِغْوَل الكوفي، وابن بريدة: هو عبد الله.

وأخرجه ابن عساكر في ترجمة عبد الله بن قيس أبي موسى الأشعري من "تاريخ دمشق" ص 470 - 471 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه الدارمي (3498)، وابن عساكر ص 469 - 470 و 475 من طريق عثمان بن عمر العبدي، به. وهو عند الدارمي وابن عساكر في الموضع الثاني مختصر بلفظ:"لقد أوتي أبو موسى مزماراً من مزامير آل داود". =

ص: 46

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه مطولاً ومختصراً عبد الرزاق (4178)، ومحمد بن عاصم الثقفي في "جزئه"(33)، وأبو داود (1494)، والترمذي (3475)، وابن الضريس في "فضائل القرآن"(280)، والنسائي في "الكبرى"(8058)، وكما في "تفسير ابن كثير" 8/ 44، و"تحفة الأشراف" 2/ 90، وأبو عوانة (3890)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(173)، وابن حبان (892)، والطبراني في "الدعاء"(114)، وأبو بكر الإسماعيلي في "معجمه" 2/ 577 - 578، والخطابي في "غريب الحديث" 1/ 318 و 335، والحاكم 1/ 504، وحمزة بن يوسف السهمي في "تاريخ جرجان" ص 145، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 257 - 258، وفي "تاريخ أصبهان" 2/ 10، والبيهقي في "الدعوات الكبير"(195)، وفي "الشعب"(2604) والخطيب في "تاريخ بغداد" 8/ 442 - 443، والبغوي (1259) و (1260)، وابن عساكر ص 471 - 472 و 472 - 473 و 473 - 474 و 474، والذهبي في "سير أعلام النبلاء" 2/ 386 من طرق عدة عن مالك بن مِغْول، به. وتحرف اسم عبد الله بن بريدة في مطبوع "الشعب" للبيهقي إلى: عبد الله بن يزيد.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(805) و (1087)، والحاكم 4/ 282 والخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي"(235)، وابن عساكر ص 474 و 474 - 475 و 475 - 476 من طريق حسين بن واقد، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه مختصراً بقصة قراءة أبي موسى الأشعري.

وأخرجه الطحاوي في "شرح المشكل"(173)، والحاكم 1/ 504 من طريق شريك النخعي، عن أبي إسحاق السَّبيعي، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه مختصراً بقصة الدعاء. وقرن الطحاوي في روايته بأبي إسحاق مالكَ بن مغول. قلنا: وشريك سيئ الحفظ، وقد اضطرب في هذا الحديث، فمرة يرويه عن أبي إسحاق السبيعي ومالك بن مغول جميعاً، عن عبد الله بن بريدة كما عند الطحاوي، ومرة يرويه عن أبي إسحاق السبيعي وحده، عن ابن بريدة كما عند الحاكم، ومرة يرويه عن أبي إسحاق، عن مالك بن مغول، عن ابن بريدة كما ذكر الخطيب في "تاريخه" =

ص: 47

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= 8/ 443، وهذا هو المحفوظ في حديث أبي إسحاق، فإن زيد بن الحباب ذكر عَقِب روايته للحديث عن مالك بن مغول عند الترمذي في "سننه"(3475)، وابن حبان في "صحيحه"(892)، ومحمد بن عاصم في "جزئه" ص 116، والإسماعيلي في "معجمه" ص 579، والسهمي في "تاريخ جرجان" ص 145، والبيهقي في "الدعوات"(195)، وفي "الشعب"(2604)، والخطيب في "تاريخه" 8/ 443، وابن عساكر 472 - 473 و 473 - 474، والذهبي في "السير" 2/ 386: أنه حدث بهذا الحديث زهير بن معاوية الجعفي، فقال زهير: حدثناه أبو إسحاق السبيعي، عن مالك بن مغول، عن ابن بريدة. وهو الذي رجحه الترمذي أيضاً.

وسيأتي من طرق عن مالك بن مغول مطولاً ومختصراً بالأرقام (22965) و (22969) و (23033) و (23041).

وخالف مالكَ بن مغول: حسينُ بن ذَكْوان المُعلِّم فيما رواه عنه عبد الوارث بن سعيد كما سلف في "المسند" لرقم (18974)، عن عبد الله بن بريدة، عن حنظلة بن علي، أن مِحْجن بن الأَدْرع حدثه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخلَ المسجد، فإذا هو برجلٍ قد قضى صلاتَه وهو يتشهَّدُ، وهو يقول: اللهمَّ إني أسأَلُك بالله الواحد الأَحدِ الصَّمد، الذي لم يَلِدْ ولم يُولَدْ، ولم يكن له كُفواً أَحد أن تَغْفِرَ لي ذنوبي، إنك أنت الغفور الرحيم. قال: فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم: "قد غُفِرَ له، قد غُفِرَ له، قد غُفِرَ له" ثلاث مرار. قال أبو حاتم فيما نقله عنه ابنه في "العلل" 2/ 197 - 198: وحديث عبد الوارث أشبه.

قلنا: كذا قال أبو حاتم، ولا وجه لترجيح إحدى الروايتين على الأخرى، خاصة وأن ألفاظهما متباينة، فلا مانع أن يكونا قصتين، وأن يكون ابن بريدة رواهما جميعاً، ثم إن مالك بن مغول لم ينفرد به عن عبد الله بن بريدة، فقد تُوبع على بعضه كما سلف آنفاً.

وكنا قد علقنا على حديث ابن الأَدْرع السالف بما مفاده الانقطاع في رواية عبد الله بن بريدة عن أبيه، وهو ذهول، فإن عبد الله بن بريدة ولد في السنة الثالثة من خلافة عمر بن الخطاب سنة خمس عشرة، وتوفي بمَرْو وهو على قضائها سنة =

ص: 48

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= خمس عشرة ومئة، وبريدة بن الحُصيب توفي سنة اثنتين أو ثلاث وستين بمَرْو، وكان قد غزا خراسان في زمن عثمان بن عفان، ونزل مَرْو واستقر بها، فيكون عبد الله قد أدرك من حياة أبيه ثمانياً وأربعين سنة، فلا وجه للقائلين بعدم سماعه منه.

وللشطر الأول من الحديث انظر حديث أنس السالف برقم (12205).

وفي باب قوله صلى الله عليه وسلم: "إن الأشعري -أو إن عبد الله بن قيس- أُعْطِي مِزْماراً من مزامير داود" عن أبي هريرة، سلف في مسنده برقم (8646)، وقد ذكرنا شواهده هناك، وبعضها في "الصحيحين".

وقوله صلى الله عليه وسلم: "أَتقُولُه مرائياً؟ "، أي: أَتظنُّهُ؟

والعرب تستعمل القول بمعنى الظن مع استفهام المخاطب، مِن ذلك قولُ هُدبة ابنِ خَشْرَم:

متى تَقُولُ القُلُصَ الرَّواسِما

يحْمِلْنَ أم قاسم وقَاسما

وقول الكُميت:

أجُهالاً تقولُ بني لؤي

لعمرُ أبيك أم متجاهلينا

وقول عمر بن أبي ربيعة:

أما الرحيل فدونَ بعدِ غد

فمتى تقولُ الدارَ تجمعُنا

انظر "الخزانة" 9/ 183 الشاهد (722).

وقوله: "إن الأشعري أُعطيَ مزماراً من مزامير داود": شبَّه حُسْنَ صوته وحلاوةَ نَغْمَتِه بصوت المزمار، وداود هو النبي عليه السلام، وإليه المنتهى في حسن الصوت بالقراءة. "النهاية" 2/ 312.

وأخرجه بنحوه عبد الغني المقدسي في "الترغيب في الدعاء"(54) من طريق مسدَّد، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(758) من طريق يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني، كلاهما عن عبد الوارث بن سعيد، عن محمد بن جُحَادة، عن رجل، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه. وأسقط يحيى الحماني من حديثه الرجل المبهم بين محمد بن جحادة وابن بريدة، واقتصر في الحديث على قصة الدعاء، ويحيى ضعيف.

ص: 49

22953 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ: أَنَّ أَبَاهُ غَزَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم سِتَّ عَشْرَةَ غَزْوَةً (1).

22954 -

حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ كَهْمَسٍ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: غَزَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم سِتَّ عَشْرَةَ غَزْوَةً (2).

22955 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، ويزيد بن هارون وإن كان سمع من الجُرَيري -وهو سعيد بن إياس- بعد اختلاطه، قد تابعه عليه كَهْمس بن الحسن التميمي كما في الرواية التالية.

وأخرجه أبو عوانة (6961) من طريق عبد الوهاب بن عطاء الخفاف، عن الجُريري، بهذا الإسناد. ولفظه: أن أباه غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تسع عشرة غزوة، قلت -يعني الجُريري يسأل عبد الله بن بريدة-: أكان من أصحاب الشجرة؟ قال: نعم. وقوله فيه: "تسع عشرة غزوة" وهمٌ، وكان سعيد بن إياس الجُريري قد اختلط، فلعل الوهم منه.

وانظر ما بعده.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. معتمر: هو ابن سليمان التيمي، وكهمس: هو ابن الحسن التميمي، وابن بريدة: هو عبد الله.

وأخرجه بدر الدين بن جماعة في "مشيخته- برواية البرزالي" 1/ 398 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (4473)، ومسلم (1814)(147)، والبيهقي في "الدلائل" 5/ 458، وابن حجر في "عوالي مسلم" ص 66 - 68 من طريق أحمد بن حنبل، به.

وأخرجه أبو بكر الإسماعيلي في "مستخرجه" كما في "فتح الباري" 8/ 153 من طريق معتمر بن سليمان، به.

وانظر ما قبله.

ص: 50

عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ، فَسَأَلَهُ عَنْ وَقْتِ الصَّلَاةِ، فَقَالَ:" صَلِّ مَعَنَا هَذَيْنِ " فَأَمَرَ بِلَالًا حِينَ طَلَعَ الْفَجْرُ فَأَذَّنَ، ثُمَّ أَمَرَهُ فَأَقَامَ، ثُمَّ أَمَرَهُ فَأَذَّنَ حِينَ زَالَتِ الشَّمْسُ الظُّهْرَ، ثُمَّ أَمَرَهُ فَأَقَامَ، ثُمَّ أَمَرَهُ فَأَقَامَ الْعَصْرَ وَالشَّمْسُ مُرْتَفِعَةٌ، ثُمَّ أَمَرَهُ فَأَقَامَ الْمَغْرِبَ حِينَ غَابَ حَاجِبُ الشَّمْسِ، ثُمَّ أَمَرَهُ حِينَ غَابَ الشَّفَقُ، فَأَقَامَ الْعِشَاءَ فَصَلَّى.

ثُمَّ أَمَرَهُ مِنَ الْغَدِ، فَأَقَامَ الْفَجْرَ، فَأَسْفَرَ بِهَا، ثُمَّ أَمَرَهُ فَأَبْرَدَ بِالظُّهْرِ، فَأَنْعَمَ أَنْ يُبْرِدَ بِهَا، ثُمَّ صَلَّى الْعَصْرَ وَالشَّمْسُ بَيْضَاءُ، أَخَّرَهَا فَوْقَ ذَلِكَ الَّذِي كَانَ، وأَمَرَهُ (1) فَأَقَامَ الْمَغْرِبَ قَبْلَ أَنْ يَغِيبَ الشَّفَقُ، ثُمَّ أَمَرَهُ فَأَقَامَ الْعِشَاءَ حِينَ ذَهَبَ ثُلُثُ اللَّيْلِ، ثُمَّ قَالَ:" أَيْنَ السَّائِلُ عَنْ وَقْتِ الصَّلَاةِ؟ " قَالَ الرَّجُلُ: أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ. فَقَالَ: " وَقْتُ صَلَاتِكُمْ بَيْنَ مَا رَأَيْتُمْ "(2).

(1) وقع في (م) وباقي النسخ الخطية: "أمره" دون حرف العطف، وما أثبتناه من (ظ 5) و"جامع المسانيد" 1/ ورقة 123.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن بريدة، فمن رجال مسلم. إسحاق بن يوسف: هو المخزومي الواسطي المعروف بالأَزْرق، سفيان: هو ابن سعيد الثوري.

وأخرجه مسلم (613)(176)، وابن ماجه (667)، والترمذي (152)، وابن لجارود (151)، وابن خزيمة (323)، وأبو عوانة (1109)، والطحاوي في شرح معاني الآثار" 1/ 148، وابن حبان (1492) و (1525)، والدارقطني في السنن" 1/ 262 - 263 و 263، والبيهقي 1/ 371 من طرق عن إسحاق بن يوسف الأزرق، بهذا الإسناد. ولم يسق أبو عوانة لفظه، واقتصر الدارقطني في الموضع الأخير على ذكر وقتي المغرب. =

ص: 51

22956 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَطَاءٍ الْمَكِّيِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ امْرَأَةً أَتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي تَصَدَّقْتُ عَلَى أُمِّي بِجَارِيَةٍ، فَمَاتَتْ، وَإِنَّهَا رَجَعَتْ إِلَيَّ فِي الْمِيرَاثِ. قَالَ:" قدْ آجَرَكِ اللهُ، وَرَدَّ عَلَيْكِ فِي الْمِيرَاثِ " قَالَتْ: فَإِنَّ أُمِّي مَاتَتْ وَلَمْ تَحُجَّ، فَيُجْزِئُهَا أَنْ أَحُجَّ عَنْهَا؟ قَالَ:" نَعَمْ " قَالَتْ: فَإِنَّ أُمِّي كَانَ عَلَيْهَا صَوْمُ شَهْرٍ، فَيُجْزِئُهَا أَنْ أَصُومَ عَنْهَا؟ قَالَ:" نَعَمْ "(1).

= وأخرجه ابن ماجه (667)، والنسائي 1/ 258 - 259، وأبو عوانة (1108) و (1109)، والدارقطني 1/ 263، والبيهقي 1/ 371 من طرق عن سفيان الثوري، به. ولم يسق أبو عوانة في الموضع الثاني لفظه.

وأخرجه بنحوه مسلم (613)(177)، وابن خزيمة (324) وبإثره، وأبو عوانة (1110)، والدارقطني 1/ 262، والبيهقي 1/ 374 من طريق شعبة بن الحجاج، عن علقمة بن مرثد، به. ولم يسق ابن خزيمة ولا أبو عوانة لفظه.

وفي الباب عن أبي موسى الأشعري سلف في مسنده برقم (19733)، وقد استوفينا ذكر أحاديث مواقيت الصلاة عند حديث أبى سعيد الخدري السالف برقم (11249).

وقوله صلى الله عليه وسلم: "صلِّ معنا هذين"، أي: هذين اليَوْمينِ.

وقوله: فأَبْرَدَ بالظهر: الإِبْراد: هو انكسار الوَهَج والحرِّ، وهو من الدخول في البَرْد، والباء في "بالظهر" للتعدية، أي: أدخلها فيه.

وقوله: فأَنْعمَ أن يُبرِدَ بها، أي: أطال الإبْراد وأَخَّرَ الصلاة، ومنه قولهم: أَنْعمَ النَّظَر في الشيء: إذا أطال التَّفَكُّر، أو هو بمعنى: زاد وبالغ في الإبْراد، يقال: أَحْسَنَ إِلى فلان وأَنعم، أي: زاد في الإحسان وبالغ.

وقوله: أَسْفرَ بها، أي: أدخلها في وقت إسْفار الصُّبح، وهو انكشافُه وإِضاءته.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، غير أن قوله فيه: سليمان بن بريدة، =

ص: 52

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وهمٌ، والصواب: عبد الله بن بريدة فيما قاله النسائي، كذا رواه الجماعة عن عبد الله بن عطاء. إسحاق بن يوسف: هو المخزومي الواسطي المعروف بالأزرق، وعبد الملك بن أبي سليمان: هو العَرْزَمي.

وأخرجه مسلم (1149)(158)، والنسائي في "الكبرى"(6314) من طرق عن إسحاق بن يوسف، بهذا الإسناد. واقتصر النسائي على قصة الجارية حسب، وقال بإثره: هذا خطأ، والصواب: عبد الله بن بريدة. وسيأتي الحديث عن عبد الله بن نمير، عن عبد الله بن عطاء، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه برقم (23032).

وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(7645)، وابن ماجه (1759)، والترمذي (929) من طريق سفيان بن سعيد الثوري، عن عبد الله بن عطاء، عن عبد الله بن بريدة، به. واقتصر عبد الرزاق وابن ماجه على قصة الصوم، والترمذي على قصة الحج.

وسيأتي مختصراً بقصة الجارية حسب عن وكيع، عن سفيان الثوري، عن عبد الله بن عطاء برقم (22971) و (23054). وانظر تمام تخريجه من هذا الوجه هناك.

وأخرجه تاماً ومختصراً سعيد بن منصور في "سننه"(248)، وحميد بن زنجويه في "الأموال"(2318)، ومسلم (1149)(157)، وأبو داود (1656) و (2877) و (3309)، والترمذي (667) و (929)، والنسائي (6316) و (6317)، والطبراني في "الشاميين"(168)، والحاكم 4/ 347، والبيهقي 4/ 256 و 335، وابن عبد البر في "التمهيد" 24/ 406 من طرق عن عبد الله بن عطاء، عن عبد الله ابن بريدة، عن أبيه. وقال بعضهم في حديثه:"عليها صوم شهرين".

وفي باب رجوع الصدقة إلى الوارث بالميراث عن عبد الله بن عمرو، سلف في مسنده برقم (6731)، وذكرنا تتمة شواهده هناك.

وفي باب الحج عن الميت عن ابن عباس، سلف برقم (2140). =

ص: 53

22957 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي مَلِيحٍ، قَالَ: كُنَّا مَعَ بُرَيْدَةَ فِي غَزَاةٍ فِي يَوْمٍ ذِي غَيْمٍ، فَقَالَ: بَكِّرُوا بِالصَّلَاةِ، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ تَرَكَ صَلَاةَ الْعَصْرِ، حَبِطَ عَمَلُهُ "(1).

= وفي باب الصيام عن الميت عن ابن عباس، سلف برقم (1970)، وعن عائشة، سيأتي برقم (24401).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل بن إبراهيم: هو ابن مِقْسم الأَسَدي المعروف بابن عُلَيَّة، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجَرْمي، وأبو مليح: هو عامر بن أُسامة بن عُمير الهُذَلي، وقيل في اسمه غير ذلك.

وأخرجه الطيالسي (810)، وابن أبي شيبة في "المصنف" 1/ 343 و 2/ 237، وفي "الإيمان"(48)، والبخاري (553) و (594)، ومحمد بن نصر المروزي في "تعظيم قدر الصلاة"(903)، وابن خزيمة (336)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 75، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(1232)، والبيهقي 1/ 444، والبغوي في "شرح السنة"(369) من طرق عن هشام بن أبي عبد الله الدَّستُوائي، بهذا الإسناد.

وسيتكرر الحديث سنداً ومتناً برقم (23048) وقرن بإسماعيل بن إبراهيم يحيى بنَ سعيد القطَّان.

وسيأتي عن عبد الوهاب بن عطاء، عن هشام الدستوائي برقم (23026).

وسيأتي أيضاً مَن طريق معمر بن راشد برقم (23045)، ومن طريق شيبان بن عبد الرحمن النَّحْوي برقم (22959)، كلاهما عن يحيى بن أبي كثير.

وسيأتي من طريق عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي قلابة، عن أبي المهاجر، عن بريدة بن الحُصيب برقم (23055).

وفي الباب عن ابن عمر، سلف في مسنده برقم (4545)، ولفظه:"الذي تفوتُه صلاةُ العصر، فكأنما وُتِرَ أهلَه ومالَه"، وانظر تتمة أحاديث الباب هناك. =

ص: 54

22958 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا ضِرَارٌ - يَعْنِي ابْنَ مُرَّةَ - أَبُو سِنَانٍ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ، فَزُورُوهَا، وَنَهَيْتُكُمْ عَنْ لُحُومِ الْأَضَاحِيِّ أَنْ تُمْسِكُوهَا فَوْقَ ثَلَاثٍ، فَأَمْسِكُوهَا مَا بَدَا لَكُمْ، وَنَهَيْتُكُمْ عَنِ النَّبِيذِ إِلَّا فِي سِقَاءٍ، فَاشْرَبُوا فِي الْأَسْقِيَةِ كُلِّهَا، وَلَا تَشْرَبُوا مُسْكِرًا "(1).

= ونزيد في أحاديث الباب هنا: عن أبي الدَّرداء، سيأتي برقم (27492) بلفظ:"من ترك صلاةَ العصر مُتعمداً حتى تَفوتَه، فقد أحبطَ عَمَله"، وإسناده ضعيف.

وقوله: بَكِّرُوا بالصلاة: قال في "شرح السنة" 2/ 213، أي: قَدِّمُوها في أول وقتها، والتبكير: التقديم في أول الوقت، وإن لم يكن أوَّلَ النهار.

وقوله صلى الله عليه وسلم: "حَبِطَ عملُه": اختلف في تأويله على أقوال كثيرة، وأقرب هذه التأويلات قول من قال: إن ذلك خرج مخرج الزجر الشديد، وظاهره غير مراد، كقوله صلى الله عليه وسلم:"لا يزني الزاني وهو مؤمن" وكقوله: "من غشنا فليس منا" انظر "فتح الباري" 2/ 32 - 33.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سنان ضرار بن مرة الشيباني، فمن رجال مسلم.

وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات"(2077) عن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد، مختصراً بقصة النبيذ.

وأخرجه تامّاً ومختصراً ابن أبي شيبة 3/ 342، ومسلم (977)(106) وص 1563 - 1564 (37)، وص 1585 (63)، والنسائي 4/ 89 و 8/ 310 - 311، وأبو عوانة (7883)، وفي الجنائز كما في "إتحاف المهرة" 2/ 544، وابن حبان (5391) و (5400)، والبيهقي 8/ 298، والحازمي في "الاعتبار" ص 229 من طريق محمد بن فضيل، به.

وأخرجه بنحوه تاماً ومختصراً أيضاً المصنف في "الأشربة"(201)، ومسلم ص 1585 (65)، وأبو داود (3698)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" =

ص: 55

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= (2074) و (2075) و (2076) و (2084)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 185 و 228، والإسماعيلي في "معجمه"(192)، والبيهقي 4/ 77، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة"(1553)، والحازمي في "الاعتبار" ص 130 وص 155 من طريق مُعرِّف بن واصل، عن محارب بن دثار، عن ابن بريدة، به. وسُمِّي ابن بُريدة عند المصنف وأبي القاسم في الموضع الثالث وأبي محمد البغوي والحازمي في الموضع الأول: سليمانَ بن بريدة.

وسيأتي بأطول مما هنا من طريق زبيد بن الحارث اليامي، عن محارب بن دثار برقم (23003).

وأخرجه بنحوه ابن أبي شيبة 3/ 344، والنسائي في "المجتبى" 4/ 89 و 7/ 234 و 8/ 310 و 311، وأبو عوانة (7884)، والحازمي في "الاعتبار" ص 130 من طرق عن عبد الله بن بريدة، به، وبعضهم يختصره. وزاد ابن أبي شيبة في أول الحديث: قال -يعني بريدة-: جالست النبي صلى الله عليه وسلم في المجلس، فرأيته حزيناً، فقال له رجل من القوم: مالك يا رسول الله، كأنك حزين؟ قال: "ذكرت أمي

" ثم ذكر الحديث. وسيأتي نحو هذه القصة في الروايات الآتية بالأرقام (23003) و (23017) و (23038).

وأخرجه النسائي 8/ 311 - 312 من طريق عيسى بن عُبيد الكِندي، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه: أن رسول الله بينا هو يسير إذ حَلَّ بقوم، فسمع لهم لَغَطاً، فقال:"ما هذا الصوت؟ " قالوا: يا نبي الله، لهم شرابٌ يشربونه. فبَعَثَ إلى القوم فدعاهم، فقال:"في أيِّ شيءٍ تَنتبِذُونَ؟ " قالوا: نَنْتبذُ في النَّقِيرِ والدُّبَّاءِ، وليس لنا ظُرُوفٌ. فقال:"لا تشربوا إلا فيمَا أَوْكَيتم عليه" قال: فلَبثَ بَذلك ما شاء الله أن يَلْبَثَ، ثم رجعَ عليهم، فإذا هم قد أصابهم وَباءٌ واصْفَرُّوا، قال:"ما لي أَراكم قد هَلَكْتُم؟ " قالوا: يا نبيَّ الله، أَرضُنا وَبِيئةٌ، وحَرَّمتَ علينا إلا ما أَوْكَينا عليه. قال:"اشْرَبُوا، وكلُّ مسكر حرامٌ".

وسيأتي الحديث من طريق عطاء بن أبي مسلم الخراساني برقم (23005)، ومن طريق سلمة بن كهيل برقم (23015)، كلاهما عن عبد الله بن بريدة. =

ص: 56

22959 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي مَلِيحٍ، عَنْ بُرَيْدَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ تَرَكَ صَلَاةَ الْعَصْرِ، فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ "(1).

22960 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَوَلَةَ، قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا أَسِيرُ بِالْأَهْوَازِ، إِذَا أَنَا بِرَجُلٍ يَسِيرُ بَيْنَ يَدَيَّ عَلَى بَغْلٍ - أَوْ بَغْلَةٍ - فَإِذَا هُوَ يَقُولُ: اللهُمَّ ذَهَبَ قَرْنِي مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ، فَأَلْحِقْنِي بِهِمْ. فَقُلْتُ: وَأَنَا فَأَدْخِلْ فِي دَعْوَتِكَ. قَالَ: وَصَاحِبِي هَذَا إِنْ أَرَادَ ذَلِكَ. ثُمَّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " خَيْرُ أُمَّتِي قَرْنِي مِنْهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ - قَالَ: وَلَا أَدْرِي أَذَكَرَ الثَّالِثَ، أَمْ لَا - ثُمَّ تَخْلُفُ أَقْوَامٌ يَظْهَرُ فِيهِمُ السِّمَنُ، يُهْرِيقُونَ الشَّهَادَةَ وَلَا يَسْأَلُونَهَا ".

= وسيأتي مطولاً ومختصراً من طرق عن سليمان بن بريدة برقم (23016) و (23017) و (23038) و (23052).

وفي الباب عن أنس بن مالك، سلف في مسنده برقم (13487)، وقد ذكرنا تتمة أحاديث الباب هناك.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. حسن بن موسى: هو الأَشْيب، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النَّحْوي، ويحيى: هو ابن أبي كثير، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجَرْمي، وأبو مليح: اسمه عامر بن أسامة بن عمير الهُذَلي، وقيل غير ذلك.

وانظر (22957).

ص: 57

قَالَ: وَإِذَا هُوَ بُرَيْدَةُ الْأَسْلَمِيُّ (1).

22961 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ سَعْدِ (2) بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ

(1) صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الصحيح غير عبد الله بن مَوَلَة القُشَيري، فقد تفرد بالرواية عنه أبو نضرة -وهو المنذر بن مالك بن قِطْعة العَوَقي-، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "الكاشف": صدوق. وقال ابن حجر في "التقريب": مقبول. والجُرَيري -وهو سعيد بن إياس- وإن كان قد اختلط، فرواية إسماعيل -وهو ابن إبراهيم المعروف بابن عُليَّة- عنه قبل الاختلاط.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(1473) عن أبي سلمة يحيى بن خلف، عن عبد الأعلى بن عبد الأعلى السَّامي، والدِّينَوَري في "المجالسة"(2002) و (2927) من طريق عبد الوهاب بن عطاء الخَفَّاف، كلاهما (عبد الأعلى وعبد الوهاب) عن سعيد بن إياس الجريري، بهذا الإسناد. واقتصر ابن أبي عاصم على قوله:"خير أمتي منهم قرني، ثم الذين يلونهم". ووقع عند الدِّينوري أن الذي كان يشك في الحديث هو الجُريري.

وسيأتي الحديث عن عفان بن مسلم، عن حماد بن سلمة، عن الجُرَيري برقم (23024).

وأخرجه أبو يعلى في "مسنده"(7420)، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 17/ ورقة 579 عن العباس بن الوليد النَّرسي، عن عبد الأعلى السامي، عن الجريري، به. إلا أنه جعله من حديث أبي بَرْزة الأسلمي، لا من حديث بريدة ابن الحُصَيب، وهو وهمٌ.

وفي الباب عن عبد الله بن مسعود، سلف برقم (3594)، وانظر تتمة شواهده وشرحه هناك.

وللشك في عدد القرون التي شهد لها النبي صلى الله عليه وسلم بالخيرية انظر "فتح الباري" 7/ 7.

(2)

تحرف في (م) إلى: "سعيد"، والمثبت من سائر النسخ الخطية.

ص: 58

عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: بَعَثَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي سَرِيَّةٍ، قَالَ: لَمَّا قَدِمْنَا قَالَ: " كَيْفَ رَأَيْتُمْ صَحَابَةَ صَاحِبِكُمْ؟ " قَالَ: فَإِمَّا شَكَوْتُهُ، أَوْ شَكَاهُ غَيْرِي، قَالَ: فَرَفَعْتُ رَأْسِي وَكُنْتُ رَجُلًا مِكْبَابًا، قَالَ: فَإِذَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَدْ احْمَرَّ وَجْهُهُ، قَالَ: وَهُوَ يَقُولُ: " مَنْ كُنْتُ وَلِيَّهُ، فَعَلِيٌّ وَلِيُّهُ "(1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: اسمه سليمان بن مِهْران، وسعد بن عُبيدة: هو السُّلَمي الكوفي، وابن بريدة: هو عبد الله.

وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 12/ ورقة 212 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 57، وابن أبي عاصم في "السنة"(1354)، والبزار (2535 - كشف الأستار)، والنسائي في "الكبرى"(8144)، وفي "خصائص علي"(80)، وابن حبان (6930)، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد"(2637) و (2638)، وابن عساكر 12/ ورقة 211 و 211 - 212 و 212 من طريق أبي معاوية الضرير، به. واقتصروا جميعاً خلا البزار والنسائي في "الخصائص" وابن عساكر في الموضع الأخير على آخره المرفوع، وزاد البزار في آخره: فقلت -يعني بريدة -: لا أسوؤك فيه أبداً.

وتحرف قوله: "عن سعد بن عبيدة، عن ابن بريدة، عن أبيه" في إسناده في مطبوع "شرح أصول الاعتقاد" إلى: "عن سعد بن عبيدة، عن أبي بريدة"، وقرن ابن أبي شيبة وابن أبي عاصم واللالكائي في الموضع الأول بأبي معاوية وكيعَ بن الجراح.

وسيأتي عن وكيع بن الجراح، عن الأعمش مطولاً برقم (23028)، ومختصراً برقم (23057).

وسيأتي بأطول مما هنا من طريق عبد الجليل بن عطية برقم (22967)، ومن =

ص: 59

22962 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ - قَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ: وَلَا أُرَاهُ سَمِعَهُ مِنْهُ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا يُخْرِجُ رَجُلٌ شَيْئًا مِنَ الصَّدَقَةِ حَتَّى يَفُكَّ عَنْهَا لَحْيَيْ سَبْعِينَ شَيْطَانًا "(1).

= طريق أجلح بن عبد الله الكندي برقم (23012)، ومن طريق علي بن سويد بن منجوف برقم (23036)، كلهم عن عبد الله بن بريدة.

وانظر ما سلف برقم (22945).

وقوله: "كيف رأيتم صحابة صاحبكم؟ " أي: صحبة صاحبهم عليٍّ رضي الله عنه.

وقوله: وكنت رجلاً مِكباباً، أي: كثير النَّظَر إلى الأرض.

(1)

رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن الأعمش -وهو سليمان بن مهران- لم يسمع من ابن بريدة فيما يظن أبو معاوية -وهو محمد بن خازم الضرير- في هذا الحديث، وذهب البخاري إلى أنه لم يسمع منه فيما نقله عنه الترمذي كما في "العلل الكبير" 2/ 964 ابن بريدة: هو سليمان فيما قاله البزار.

وأخرجه أبو عبيد القاسم بن سلام في "الأموال"(904)، وحميد بن زنجويه في "الأموال"(1331)، والبزار (943 - كشف الأستار)، وابن خزيمة (2457)، والطبراني في "الأوسط"(1038)، والحاكم 1/ 417، والبيهقي في "السنن" 4/ 187، وفي "الشعب"(3474) من طريق أبي معاوية الضرير، بهذا الإسناد.

وفي الباب موقوفاً على أبي ذر الغفاري عند ابن المبارك في "الزهد"(649)، وابن أبي شيبة 3/ 111، وحميد بن زنجويه في "الأموال"(1332)، والبيهقي في "الشعب"(3475)، وإسناده ضعيف لجهالة راشد بن الحارث راويه عن أبي ذر.

وقوله: "لَحْيَي سبعين شيطاناً"، اللَّحْيُ: منبِت اللِّحْية من الإنسان وغيره، أو العظمان اللذان فيهما الأسنان من كل ذي لَحْي.

ص: 60

22963 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا عُيَيْنَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ بُرَيْدَةَ الْأَسْلَمِيِّ قَالَ: خَرَجْتُ ذَاتَ يَوْمٍ لِحَاجَةٍ، فَإِذَا (1) أَنَا بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَمْشِي بَيْنَ يَدَيَّ، فَأَخَذَ بِيَدِي فَانْطَلَقْنَا نَمْشِي جَمِيعًا، فَإِذَا نَحْنُ بَيْنَ أَيْدِينَا بِرَجُلٍ يُصَلِّي يُكْثِرُ الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" أَتُرَاهُ يُرَائِي؟ " فَقُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. فَتَرَكَ يَدِي مِنْ يَدِهِ، ثُمَّ جَمَعَ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَجَعَلَ يُصَوِّبُهُمَا وَيَرْفَعُهُمَا، وَيَقُولُ:" عَلَيْكُمْ هَدْيًا قَاصِدًا، عَلَيْكُمْ هَدْيًا قَاصِدًا، عَلَيْكُمْ هَدْيًا قَاصِدًا، فَإِنَّهُ مَنْ يُشَادَّ هَذَا الدِّينَ يَغْلِبْهُ "(2)،

(1) في (ظ 5) و (ظ 2): "وإذا".

(2)

إسناده صحيح. إسماعيل: هو ابن إبراهيم بن مِقْسم المعروف بابن عُليَّة، وعيينة بن عبد الرحمن: هو ابن جَوْشَن الغَطَفاني.

وأخرجه الحاكم 1/ 312 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد بن منيع في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(144)، والحسين المروزي في زوائده على "زهد ابن المبارك"(1113)، وأبو يعلى في "مسنده الكبير" كما في "إتحاف الخيرة"(145)، وابن خزيمة (1179)، وابن المنذر في "الأوسط" 5/ 161 - 162، والحاكم 1/ 312، والبغوي (936) من طرق عن إسماعيل ابن علية، به. وقرن البغوي في روايته بإسماعيل بن إبراهيم يزيدَ بن هارون.

وقد سلف الحديث عن يزيد بن هارون، عن عيينة بن عبد الرحمن برقم (19786)، إلا أن يزيد بن هارون أخطأ فيه، فقال:"عن أبي برزة الأسلمي" بدل "بريدة الأسلمي"، لكنه رجع عن خطئه، فرواه على الصواب كما بينه الإمام أحمد بإثر الحديث. =

ص: 61

22964 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الْمُثَنَّى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ الْمُؤْمِنَ يَمُوتُ بِعَرَقِ الْجَبِينِ "(1).

= وسيأتي مختصراً عن وكيع، عن عيينة بن عبد الرحمن برقم (23053).

(1)

حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أن قتادة -وهو ابن دِعامة السَّدوسي- لا يُعرف له سماعٌ من عبد الله بن بريدة فيما قاله البخاري في "تاريخه الكبير" 4/ 12، لكنه قد توبع كما سيأتي.

وأخرجه ابن ماجه (1452)، والترمذي (982)، والنسائي 4/ 5 - 6، وابن حبان (3011)، وأبو نعيم في "الحلية" 9/ 223، والحاكم 1/ 361 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وفيه عند ابن حبان قصة.

وأخرجه البيهقي في "الشعب"(10213) من طريق مسلم بن إبراهيم، عن المثنى بن سعيد، به.

وسيأتي الحديث عن يحيى بن سعيد القطان وأبي داود سليمان بن داود الطيالسي جميعاً برقم (23047)، وعن بهز بن أسد العَمِّي برقم (23022)، ثلاثتهم عن المثنى بن سعيد الضُّبَعي.

وأخرجه النسائي 4/ 6 من طريق كَهْمَس، عن عبد الله بن بريدة، به.

وفي الباب عن عبد الله بن مسعود، أخرجه مرفوعاً أحمد بن منيع في "مسنده" كما في "المطالب العالية"(780)، والبزار في "مسنده"(1548)، والشاشي في "مسنده"(343) و (344) و (345)، والطبراني في "الكبير"(10049)، وفي "الأوسط"(5898)، من طريق حسام بن مِصَكّ، عن أبي معشر زياد بن كليب، عن إبراهيم بن يزيد النخعي، عن علقمة بن قيس النخعي، عن عبد الله بن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وبعضهم يزيد فيه على بعض. وفيه حسام بن مِصَكّ الأزدي، وهو واهي الحديث. =

ص: 62

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه كذلك ابن عدي 7/ 2650 من طريق يحيى بن مسلم البكَّاء، عن إبراهيم النخعي، عن علقمة، عن عبد الله بن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وفيه يحيى بن مسلم البكاء، وهو ضعيف.

وأخرجه كذلك البزار في "مسنده"(1530) من طريق القاسم بن مُطَيَّب، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن ابن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وفيه القاسم ابن مُطيَّب العِجْلي، قال ابن حبان: يخطئ عمن يروي على قلة روايته، فاستحق الترك كما كثر ذلك منه. وقال الدارقطني في "العلل" 5/ 143: ثقة. قلنا: وقد تفرد برفعه عن الأعمش، ورواه عامة أصحاب الأعمش عنه، فوقفوه كما سيأتي.

وأخرجه كذلك البزار (1546)، والطبراني في "الأوسط"(1530) عن أحمد بن محمد بن عبد الله بن صدقة، كلاهما (البزار، وأحمد بن صدقة) عن إسحاق بن زياد الأُبُلِّي، عن معلى بن أسد العَمِّي، عن يزيد بن زريع، عن يونس بن عبيد، عن أبي معشر زياد بن كليب، عن إبراهيم النخعي، عن علقمة بن قيس، عن ابن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم وإسحاق بن زياد الأُبُلِّي ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: نعم الصالح. قلنا: قد تفرد برفعه عن مُعلَّى بن أسد، عن يزيد ابن زريع، ورواه مسدَّد بن مسرهد ومحمد بن عبد الملك القرشي، عن يزيد بن زريع، فوقفاه، وتابع يزيدَ على رفعه عن يونس بن عبيد إسماعيلُ ابن علية كما سيأتي.

وأخرجه موقوفاً أحمد بن منيع في "مسنده" كما في "المطالب العالية"(781) عن إسماعيل ابن علية، ومسدد في "مسنده" كما في "المطالب العالية"(782)، والبزار في "مسنده"(1547) عن محمد بن عبد الملك القرشي كلاهما (مسدد ومحمد بن عبد الملك) عن يزيد بن زريع، كلاهما (إسماعيل ابن علية ويزيد بن زريع) عن يونس بن عبيد، عن أبي معشر، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله ابن مسعود.

وأخرجه موقوفاً كذلك ابن أبي شيبة 3/ 370 - 371 عن أبي معاوية الضرير، وعبد الرزاق في "مصنفه"(6772) عن سفيان الثوري، كلاهما (أبو معاوية =

ص: 63

22965 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ (1)، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رَجُلًا يَقُولُ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ، اللهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، الْأَحَدُ الصَّمَدُ، الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ. فَقَالَ:" قَدْ سَأَلَ اللهَ بِاسْمِ اللهِ الْأَعْظَمِ الَّذِي إِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى، وَإِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ "(2).

= والثوري) عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله بن مسعود. ورواه عن الأعمش موقوفاً أيضاً فيما حكاه الدارقطني في "العلل" 5/ 143: وكيعٌ وسفيان بن عيينة ومحمد بن عبيد الطنافسي.

قلنا: وحديث ابن مسعود موقوفاً عليه هو الصواب، وهو الذي صححه الدارقطني.

وقوله صلى الله عليه وسلم: "يموت بعَرَق الجَبين"، قال السندي: قيل: هو لما يعالج من شدة الموت، فقد تبقى عليه بقية من ذنوب، فيشدد عليه وقت الموت ليخلص عنها، وقيل: هو من الحياء، فإنه إذا جاءته البشرى مع ما كان قد اقترف من الذنوب، حصل له بذلك خجل وحياء من الله تعالى، فعرق لذلك جبينه، وقيل: يحتمل أن عرق الجبين علامة جعلت لموت المؤمن، وإن لم يعقل معناه.

(1)

تحرف في (م) إلى: "حدثنا يحيى بن عبد الله بن بريدة"، وفي (ق) و (ظ 2) إلى:"حدثنا يحيى، عن عبد الله بن بريدة"، والمثبت من (ظ 5) و"أطراف المسند" 1/ 620، ومن مصادر تخريج الحديث.

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه أبو داود (1493)، والنسائي في "الكبرى"(7666)، وابن حبان (891)، وعبد الغني المقدسي في "الترغيب في الدعاء"(53) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. ورواية النسائي أخصر مما هنا.

وانظر (22952).

ص: 64

22966 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي عَلْقَمَةُ بْنُ مَرْثَدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: " صَلَّى الصَّلَوَاتِ بِوُضُوءٍ وَاحِدٍ يَوْمَ الْفَتْحِ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: إِنَّكَ صَنَعْتَ شَيْئًا لَمْ تَكُنْ تَصْنَعُهُ! قَالَ: " عَمْدًا صَنَعْتُهُ " (1).

22967 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَلِيلِ، قَالَ: انْتَهَيْتُ إِلَى حَلْقَةٍ فِيهَا أَبُو مِجْلَزٍ وَ ابْنَا بُرَيْدَةَ (2)، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ: حَدَّثَنِي أَبِي بُرَيْدَةُ، قَالَ: أَبْغَضْتُ عَلِيًّا بُغْضًا لَمْ أَبْغِضْهُ أَحَدًا (3)

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن بريدة، فهو من رجال مسلم. سفيان: هو ابن سعيد الثوري.

وأخرجه مسلم (277)، وأبو داود (172)، والنسائي 1/ 86، وابن الجارود (1)، والطبري في "تفسيره" 6/ 113، وابن خزيمة (12)، والبيهقي 1/ 271، والحازمي في "الاعتبار" ص 54 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وزاد النسائي ومن طريقه الحازمي في أوله: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتوضأ لكل صلاة، وستأتي هذه الزيادة ضمن الحديث في الرواية (23029)، وزاد مسلم وأبو داود والبيهقي في روايتهم أيضاً: ومسح على خفيه، وستأتي ضمن الحديث في الرواية (22973) و (23029)، وقرن الطبري في روايته بيحيى بن سعيد عبدَ الرحمن بن مهدي، وسيأتي الحديث عنه برقم (23029)، وذكرنا هناك تتمة تخريجهِ وشواهدَه.

(2)

في (م) و (ظ 2) و (ق): "ابن بريدة"، والمثبت من (ظ 5) و"جامع المسانيد" 1/ ورقة 133، وجاء كذلك في "فضائل الصحابة" و"تاريخ دمشق".

(3)

في (م): "لم يبغضه أحد"، وما أثبتناه من (ظ 5) و (ظ 2) و"أطراف المسند" 1/ 614 و"جامع المسانيد" 1/ ورقة 133. =

ص: 65

قَطُّ، قَالَ: وَأَحْبَبْتُ رَجُلًا مِنْ قُرَيْشٍ لَمْ أُحِبَّهُ إِلَّا عَلَى بُغْضِهِ عَلِيًّا، قَالَ: فَبُعِثَ ذَاكَ (1) الرَّجُلُ عَلَى خَيْلٍ، فَصَحِبْتُهُ مَا أَصْحَبُهُ إِلَّا عَلَى بُغْضِهِ عَلِيًّا، قَالَ: فَأَصَبْنَا سَبْيًا، قَالَ: فَكَتَبَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ابْعَثْ إِلَيْنَا مَنْ يَخْمُسُهُ. قَالَ: فَبَعَثَ إِلَيْنَا عَلِيًّا، وَفِي السَّبْيِ وَصِيفَةٌ هِيَ مِنْ أَفْضَلِ السَّبْيِ (2)، فَخَمَسَ وَقَسَمَ، فَخَرَجَ وَرَأْسُهُ يَقْطُرُ (3)، فَقُلْنَا: يَا أَبَا الْحَسَنِ، مَا هَذَا؟ قَالَ: أَلَمْ تَرَوْا إِلَى الْوَصِيفَةِ الَّتِي كَانَتْ فِي السَّبْيِ؟ فَإِنِّي قَدْ قَسَمْتُ وَخَمَسْتُ، فَصَارَتْ فِي الْخُمُسِ، ثُمَّ صَارَتْ فِي أَهْلِ بَيْتِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ صَارَتْ فِي آلِ عَلِيٍّ، وَوَقَعْتُ بِهَا. قَالَ: فَكَتَبَ الرَّجُلُ إِلَى نَبِيِّ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: ابْعَثْنِي - فَبَعَثَنِي مُصَدِّقًا، قَالَ: فَجَعَلْتُ أَقْرَأُ الْكِتَابَ وَأَقُولُ: صَدَقَ. قَالَ: فَأَمْسَكَ يَدِي وَالْكِتَابَ، وَقَالَ:" أَتُبْغِضُ عَلِيًّا؟ " قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: " فَلَا تَبْغَضْهُ، وَإِنْ كُنْتَ تُحِبُّهُ فَازْدَدْ لَهُ حُبًّا، فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَنَصِيبُ آلِ عَلِيٍّ فِي الْخُمُسِ أَفْضَلُ مِنْ وَصِيفَةٍ ". قَالَ: فَمَا كَانَ مِنَ النَّاسِ أَحَدٌ بَعْدَ قَوْلِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ عَلِيٍّ.

(1) في (م): "ذلك".

(2)

في (م) و (ظ 5) و (ظ 2): "أفضل من السبي"، وفي (ق):"من أفضل السبايا"، وما أثبتناه من "جامع المسانيد" 1/ ورقة 133، و"فضائل الصحابة"، وبعض مصادر تخريج الحديث.

(3)

وقع في (م) و (ظ 2) و (ق): "رأسه مغطى"، وما أثبتناه من (ظ 5) و"جامع المسانيد" 1/ ورقة 133، ومصادر تخريج الحديث.

ص: 66

قَالَ عَبْدُ اللهِ: فَوَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ، مَا بَيْنِي وَبَيْنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي هَذَا الْحَدِيثِ غَيْرُ أَبِي: بُرَيْدَةَ (1).

22968 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ شَرِيكٍ، حَدَّثَنَا أَبُو رَبِيعَةَ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عبد الجليل -وهو ابن عطية القيسي- فهو صدوق حسن الحديث، وقد توبع، وباقي رجال الإسناد ثقات من رجال الشيخين.

وهو في "فضائل الصحابة" للمصنف (1180). وليس فيه قول عبد الله بن بريدة في آخره.

وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 12/ ورقة 214 من طريق عبد الله بن أحمد ابن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3051 م) من طريق يحيى بن سعيد، به، ولم يسق لفظه.

وأخرجه حميد بن زنجويه في "الأموال"(1244) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، والنسائي في "خصائص علي"(97)، والطحاوي في "شرح المشكل"(3051) من طريق النضر بن شميل، كلاهما عن عبد الجليل بن عطية، به.

وانظر (22961)، وما سلف برقم (22945).

وقوله: يَخْمُسُه، كيَنصُرُ، أي: يأخذُ خُمُسَه، وهو مخفَّف، وقد اشتهر على ألسنة الناس بالتشديد. قاله السندي.

ووصيفة، أي: جارية.

ومُصدِّقاً: من التصديق، أي: أُصدِّقُ كتابك.

قلنا: وقد استُشْكِلَ وقوعُ عليٍّ على الجارية بغير استبراءٍ، وكذلك قسمتُه لنفسه، وقد نقلنا عند حديث عمران بن حصين السالف برقم (19928) عن الحافظ ابن حجر في "الفتح" 8/ 67 ما يدفع هذا الاستشكال، فانظره.

ص: 67

عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ اللهَ يُحِبُّ مِنْ أَصْحَابِي أَرْبَعَةً، أَخْبَرَنِي أَنَّهُ يُحِبُّهُمْ، وَأَمَرَنِي أَنْ أُحِبَّهُمْ " قَالُوا: مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " إِنَّ عَلِيًّا مِنْهُمْ، وَأَبُو ذَرٍّ الْغِفَارِيُّ، وَسَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ، وَالْمِقْدَادُ بْنُ الْأَسْوَدِ الْكِنْدِيُّ "(1).

(1) إسناده ضعيف، أبو ربيعة -وهو عمر بن ربيعة الإيادي- قال أبو حاتم: منكر الحديث، وتساهل ابن معين فوثقه، وذكره ابن الجوزي والذهبي في "الضعفاء"، وقال ابن حجر في "التقريب": مقبول. وشريك -وهو ابن عبد الله النَّخعي القاضي- سيئ الحفظ. ابن بريدة: هو عبد الله، وابن نمير: هو عبد الله الهَمْداني.

وهو في "فضائل الصحابة" للمصنف (1181)، ومن طريقه أخرجه الحاكم 3/ 130، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 7/ ورقة 409. واقتصر المصنف في "فضائل الصحابة" والحاكم على تسمية عليٍّ دون الثلاثة الباقين.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 9/ 31، وابن ماجه (149)، والترمذي (3718)، وعبد الله بن أحمد في زياداته على "فضائل الصحابة" لأبيه (1103)، والطبري في "المنتخب من ذيل المذيل" في آخر "تاريخ الأمم والملوك" 11/ 551، والحاكم 3/ 130، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 172، وابن عساكر 7/ ورقة 409، وابن الأثير في "أسد الغابة" 5/ 253، والمزي في ترجمة أبي ربيعة الإيادي من "تهذيب الكمال" 33/ 306 من طرق عن شريك النخعي، بهذا الإسناد. واقتصر عبد الله بن أحمد والحاكم على تسمية عليٍّ دون الثلاثة الباقين.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 1/ 190 من طريق موسى بن عُمير، عن أبي ربيعة الإيادي، به. وموسى بن عمير -وهو القرشي الكوفي- متروك الحديث.

وسيأتي عن أسود بن عامر، عن شريك النخعي برقم (23014).

ص: 68

22969 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرِ (1)، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ قَيْسٍ الْأَشْعَرِيَّ أُعْطِيَ مِزْمَارًا مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ "(2).

22970 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ، عَنْ بُرَيْدَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا، كَانَ لَهُ كُلَّ يَوْمٍ صَدَقَةٌ، وَمَنْ أَنْظَرَهُ بَعْدَ حِلِّهِ، كَانَ لَهُ مِثْلُهُ فِي كُلِّ يَوْمٍ صَدَقَةٌ "(3).

(1) قوله: "حدثنا ابن نمير" سقط من (م) و (ق) و (ظ 2)، والمثبت من (ظ 5) و"جامع المسانيد" 1/ 134 و"أطراف المسند" 1/ 620 ومصادر تخريج الحديث.

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله الهَمْداني، ومالك: هو ابن مِغْول الكوفي.

وأخرجه ابن سعد 2/ 344، وابن أبي شيبة 10/ 463 و 12/ 122، ومسلم (793)(235) من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد.

وانظر (22952).

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف جداً، أبو داود -وهو نُفيع بن الحارث الأعمى- متروك الحديث، وقد اختلف عليه فيه كما سيأتي، وباقي رجال الإسناد ثقات من رجال الشيخين، لكن جاء الحديث من وجه آخر صحيح في الرواية الآتية برقم (23046). والأعمش: هو سليمان بن مِهْران الأَسَدي.

وأخرجه ابن ماجه (2418) عن محمد بن عبد الله بن نمير، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو يعلى في "معجم شيوخه"(251)، ومن طريقه ابن عدي في "الكامل" 4/ 1530 - 1531 من طريق عبد الله بن عطارد بن أُذينة الطائي البصري، =

ص: 69

22971 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: جَاءَتْ امْرَأَةٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: إِنِّي تَصَدَّقْتُ عَلَى أُمِّي بِجَارِيَةٍ، وَإِنَّهَا مَاتَتْ، قَالَ:" آجَرَكِ اللهُ، وَرَدَّ عَلَيْكِ الْمِيرَاثَ "(1).

= عن محمد بن جُحادة، عن الأعمش، به. ولفظه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أَنظر معسراً، كان له بكل يوم صدقةٌ" ثم قال بعد ذلك: "من أَنظر معسراً، كان له بكلِّ يوم مثلُ الذي أنظَرَه صدقةً" قال بريدة: فقلت: يا رسول الله، قلتَ مرةً:"من أنظر معسراً، كان له بكل يوم صدقةٌ" ثم قلتَ بعد ذلك: "من انظر معسراً كان له بكل يوم مثلُ الذي أَنظَرَه" قال: "إن قولي بكل يوم صدقةٌ: قبل الأَجَلِ، وبكل يوم مثلُ الذي أنظَرَ: بعد الأَجَلِ". وقد وقع في مطبوع "الكامل" غير ما تحريف وسقط. قال ابن عدي عقب الحديث: وهذا من حديث ابن جُحادة، عن الأعمش لا أعلم يرويه غير ابن أذينة. قلنا: وابن أذينة هذا قال ابن عدي: منكر الحديث. وقال الذهبي في "الميزان": لَيِّن. قلنا: والمحفوظ من حديث محمد بن جُحادة، ما رواه عبد الوارث بن سعيد العنبري، عنه، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه كما سيأتي في الرواية رقم (23046).

وأخرجه أبو يعلى الموصلي في "مسنده الكبير" كما في "المطالب العالية"(1561) من طريق علي بن مسهر، عن الأعمش، به. وسياقه أتم بمثل رواية محمد بن جحادة، عن الأعمش المذكورة آنفاً.

ورواه أبو بكر بن عياش كما سلف في "المسند" برقم (19977) عن الأعمش، عن أبي داود نفيع بن الحارث، عن عمران بن حصين، وانظر تتمة أحاديث الباب هناك.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، عبد الله بن عطاء -وهو الطائفي المكي- من رجاله، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو ابن سعيد الثوري. =

ص: 70

22972 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا صَالِحٌ - يَعْنِي ابْنَ حَيَّانَ - عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي اثْنَيْنِ وَأَرْبَعِينَ مِنْ أَصْحَابِهِ، وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي فِي الْمَقَامِ، وَهُمْ خَلْفَهُ جُلُوسٌ يَنْتَظِرُونَهُ، فَلَمَّا صَلَّى، أَهْوَى فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْكَعْبَةِ كَأَنَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَأْخُذَ شَيْئًا، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى أَصْحَابِهِ، فَثَارُوا، وَأَشَارَ إِلَيْهِمْ بِيَدِهِ: أَنْ اجْلِسُوا، فَجَلَسُوا، فَقَالَ:" رَأَيْتُمُونِي حِينَ فَرَغْتُ مِنْ صَلَاتِي أَهْوَيْتُ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَ الْكَعْبَةِ كَأَنِّي أُرِيدُ أَنْ آخُذَ شَيْئًا؟ " قَالُوا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " إِنَّ الْجَنَّةَ عُرِضَتْ عَلَيَّ، فَلَمْ أَرَ مِثْلَ مَا

= وأخرجه ابن ماجه (2394)، والنسائي في "الكبرى"(6315) من طريق وكيع ابن الجراح، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق (16587)، ومسلم (1149)(158)، وأبو عوانة في الصيام كما في "إتحاف المهرة" 2/ 582، والحاكم 4/ 347 من طرق عن سفيان بن سعيد الثوري، به. ورواية مسلم والحاكم أطول مما هنا بنحو الرواية السالفة برقم (22956)، وانظر تمام تخريجه من هذا الوجه هناك.

وسيتكرر الحديث سنداً ومتناً برقم (23054).

وأخرجه الطبراني في "الشاميين"(2446) من طريق عبد المجيد بن عبد العزيز ابن أبي رَوَّاد، عن سفيان الثوري، عن عطاء الخراساني، عن عبد الله بن بريدة، به. هكذا قال عبد المجيد بن عبد العزيز، عن سفيان الثوري: عن عطاء الخراساني، وهو وهمٌ، فقد رواه عامة أصحاب سفيان عنه، فقالوا: عن عبد الله بن عطاء.

وانظر (22956).

ص: 71

فِيهَا، وَإِنَّهَا مَرَّتْ بِي خَصْلَةٌ مِنْ عِنَبٍ، فَأَعْجَبَتْنِي، فَأَهْوَيْتُ إِلَيْهَا لِآخُذَهَا، فَسَبَقَتْنِي، وَلَوْ أَخَذْتُهَا، لَغَرَسْتُهَا بَيْنَ ظَهْرَانَيْكُمْ حَتَّى تَأْكُلُوا مِنْ فَاكِهَةِ الْجَنَّةِ، وَاعْلَمُوا أَنَّ الْكَمْأَةَ دَوَاءُ الْعَيْنِ، وَأَنَّ الْعَجْوَةَ مِنْ فَاكِهَةِ الْجَنَّةِ، وَأَنَّ هَذِهِ الْحَبَّةَ السَّوْدَاءَ - الَّتِي تَكُونُ فِي الْمِلْحِ - اعْلَمُوا أَنَّهَا دَوَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ، إِلَّا الْمَوْتَ " (1).

(1) إسناده ضعيف، صالح بن حيان -وهو القرشي الكوفي- ضعيف، ولبعضه شواهد يصح بها، انظر ما سلف برقم (22938). محمد بن عبيد: هو ابن أبي أمية الطنافسي، وابن بريدة: هو عبد الله.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(5677) من طريق زهير بن معاوية، عن واصل بن حيان، عن عبد الله بن بريدة، به. وقد سلف في التعليق على الرواية رقم (22938) أن زهير بن معاوية أخطأ في تسمية شيخه، فسماه واصل بن حيان، والصواب صالح بن حيان.

واقتصر الطحاوي على القصة في أوله، ولم يذكر الكمأة والعجوة والحبة السوداء.

ويشهد لقصة عرض الجنة عليه صلى الله عليه وسلم حديث جابر بن عبد الله في صلاة الكسوف السالف برقم (14417)، وفيه "وجيء بالجنة، فذاك حين رأيتموني تقدَّمتُ حتى قمتُ في مقامي، فمددت يدي وأنا أريد أن أتناولَ من ثمرها لتنظروا إليه، ثم بدا لي أن لا أفعلَ"، وهو في "صحيح مسلم".

وحديث ابن عباس السالف برقم (2711)، وفيه: قالوا يا رسول الله، رأيناك تناولتَ شيئاً في مقامك، ثم رأيناك تكَعْكَعتَ! فقال:"إني رأيت الجنة، فتناولتُ منها عُنقوداً، ولو أخذتُه، لأكلتم منه ما بَقِيتِ الدنيا"، وهو في "الصحيحين".

وحديث أسماء بنت أبي بكر، سيأتي في مسندها 6/ 350 - 351، وفيه:"قد دَنَتْ مني الجنةُ، حتى لو اجْتَرَأتُ عليها، لجئتكم بقِطاف من قِطافها" وهو في "صحيح البخاري". =

ص: 72

22973 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْفَتْحِ (1) فَتْحُ مَكَّةَ، تَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: رَأَيْتُكَ يَا رَسُولَ اللهِ صَنَعْتَ الْيَوْمَ شَيْئًا لَمْ تَكُنْ تَصْنَعُهُ! قَالَ: " عَمْدًا صَنَعْتُهُ يَا عُمَرُ "(2).

= وحديث عائشة عند البخاري (1212)، ومسلم (901)(3)، وفيه:"حتى لقد رأيتُ أريدُ أن آخذ قِطْفاً من الجنة حين رأَيتموني جعلت أتقدَّمُ".

وحديث أنس بن مالك عند ابن خزيمة (892)، وأبي نعيم في "صفة الجنة"(349)، قال: صلينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح، قال: فبينما هو في الصلاة مَدَّ يدَه، ثم أخَّرها، فلما فَرَغَ من الصلاة، قلنا: يا رسول الله، صنعت في صلاتك هذه ما لم تصنع في صلاة قبلها. قال:"إني رأيت الجنة قد عُرِضَت عليَّ، ورأيت فيها داليةً، قُطوفها دانيةٌ، حَبُّها كالدُّبَّاء، فأردت أن أتناول منها، فأُوحِيَ إليها أن استَأْخِري، فاستَأْخرَتْ .. " وهذا لفظ ابن خزيمة، وإسناده صحيح.

وحديث أبي سعيد الخدري عند أبي يعلى (1147)، ومن طريقه أبو نعيم في "صفة الجنة (350) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عُرِضَت عليَّ الجنَّةُ، فذهبت أتناول منها قِطْفاً أُرِيكمُوه، فحِيلَ بيني وبينه" فقال رجل: يا رسول الله، مثلُ ما الحَبَّةُ من العِنَب؟ قال:"كأَعظم دَلْوٍ فَرَتْ أُمُّكَ قطُّ". وفيه محمد بن إسحاق وهو مدلِّسٌ، ولم يصرِّح بالسماع.

وقوله: التي تكون في الملح: مدرج من كلام عبد الله بن بريدة كما جاء مصرحاً به في الرواية السالفة برقم (22938).

(1)

لفظة: "الفتح" لم ترد في (ظ 5).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان =

ص: 73

22974 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي رَبِيعَةَ، عَنْ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تُتْبِعِ النَّظْرَةَ النَّظْرَةَ، فَإِنَّمَا (1) لَكَ الْأُولَى، وَلَيْسَتْ لَكَ الْآخِرَةُ "(2).

= ابن بريدة، فمن رجال مسلم، وكيع: هو ابن الجراح الرُّؤَاسي، وسفيان: هو ابن سعيد الثوري.

وأخرجه أبو عوانة (648) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وانظر (23029).

(1)

في (م) و (ظ 2): "فإنها"، والمثبت من (ظ 5).

(2)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، أبو ربيعة -واسمه عمر بن ربيعة الإيادي- قال أبو حاتم: منكر الحديث، وتساهل ابن معين فوثقه، وذكره الذهبي في "المغني في الضعفاء"، وقال ابن حجر: مقبول. وقد تابعه أبو إسحاق السبيعي كما سيأتي في الرواية (23021)، لكن الراوي عنه أيضاً شريك -وهو ابن عبد الله النخعي- وهو سيئ الحفظ. ابن بريدة: هو عبد الله.

وهو في "الزهد" لوكيع (486)، وعنه أخرجه ابن أبي شيبة 4/ 324، وهناد في "الزهد"(1415). ووقع عند ابن أبي شيبة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ذلك لعلي ابن أبي طالب.

وأخرجه أبو داود (2149)، والترمذي (2777)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 15، وفي "شرح مشكل الآثار"(1866) و (1867)، والحاكم 2/ 194، والبيهقي في "السنن" 7/ 90، وفي "الشعب"(5421) و (5422)، والمزي في ترجمة أبي ربيعة الإيادي من "تهذيب الكمال" 33/ 306 من طرق عن شريك النخعي، بهذا الإسناد. ووقع عندهم جميعاً خلا الطحاوي في الموضع الثاني من "شرح المشكل" أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ذلك لعلي بن أبي طالب، وأسند الطحاوي في "شرح معاني الآثار" وفي الموضع الأول من "شرح المشكل" هذا الحديث عن بريدة- عن علي. =

ص: 74

22975 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا بَشِيرُ (1) بْنُ مُهَاجِرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " تَعَلَّمُوا الْبَقَرَةَ، فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ، وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ، وَلَا يَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ.

تَعَلَّمُوا الْبَقَرَةَ وَآلَ عِمْرَانَ، فَإِنَّهُمَا هُمَا الزَّهْرَاوَانِ، يَجِيئَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ، أَوْ غَيَايَتَانِ، أَوْ كَأَنَّهُمَا فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ، تُجَادِلَانِ عَنْ صَاحِبِهِمَا " (2).

= وسيأتي الحديث عن هاشم بن القاسم برقم (22991)، وعن أحمد بن عبد الملك برقم (23021)، كلاهما عن شريك بن عبد الله النخعي، لكن قرن الأخير بأبي ربيعة الإيادي أبا إسحاق السبيعي.

ورواه حماد بن سلمة كما سلف برقم (1369) عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم، عن سلمة بن أبي الطفيل، عن علي، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره. وانظر تعليقنا عليه هناك.

وفي الباب عن جرير بن عبد الله، سلف في مسنده برقم (19160)، قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن الفُجاءة، فأمرني أن أَصرِفَ بصري. وهو في "صحيح مسلم ".

(1)

تحرف في (م) إلى: "بشر".

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد من أجل بشير بن المهاجر -وهو الغَنوَي-، فهو حسن الحديث في المتابعات والشواهد، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(7563)، وابن أبي عمر العدني في "مسنده" كما في "الإتحاف" كذلك (7562)، ومحمد بن نصر المروزي في "قيام الليل"(189)، والواحدي في "الوسيط" 1/ 73 من طريق وكيع ابن الجراح، بهذا الإسناد. واقتصر الواحدي على قوله:"تعلموا البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا يستطيعها البطلة".

وانظر (22950).

ص: 75

22976 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا بَشِيرُ بْنُ الْمُهَاجِرِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَجِيءُ الْقُرْآنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَالرَّجُلِ الشَّاحِبِ، فَيَقُولُ لِصَاحِبِهِ: أَنَا الَّذِي أَسْهَرْتُ لَيْلَكَ، وَأَظْمَأْتُ هَوَاجِرَكَ "(1).

22977 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " حُرْمَةُ نِسَاءِ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ كَحُرْمَةِ أُمَّهَاتِهِمْ، وَمَا مِنْ رَجُلٍ مِنَ الْقَاعِدِينَ يَخْلُفُ رَجُلًا مِنَ الْمُجَاهِدِينَ فِي أَهْلِهِ فَيَخُونُهُ فِيهَا، إِلَّا وَقَفَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيَأْخُذُ مِنْ عَمَلِهِ مَا شَاءَ، فَمَا ظَنُّكُمْ؟ "(2).

(1) إسناده حسن في المتابعات والشواهد كسابقه.

وأخرجه ابن ماجه (3781) من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد.

وانظر (22950).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، سليمان بن بريدة من رجاله، وباقي رجال الإسناد ثقات من رجال الشيخين. سفيان: هو ابن سعيد الثوري.

وأخرجه مسلم (1897)(139)، وابن أبي عاصم في "الجهاد"(100)، والنسائي 6/ 50، وأبو عوانة (7415)، والبيهقي في "الشعب"(4281)، وابن حزم في "المحلى" 11/ 228، والمزي في ترجمة قعنب التميمي الكوفي من "تهذيب الكمال" 23/ 626 من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وقال أبو عوانة في روايته: "عبد الله بن بريدة" مكان: "سليمان بن بريدة".

قال المزي في "تحفة الأشراف" 2/ 73: وهذا قول شاذٌّ، لا نعلم أحداً غيره ذكر أن علقمة بن مرثد يروي عن عبد الله بن بريدة شيئاً، لا هذا الحديث ولا غيره. =

ص: 76

22978 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ

= وأخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد"(101) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، وأبو عوانة (7415) من طريق أبي داود الحَفَري، و (7416) من طريق محمد بن يوسف الفريابي، و (7417) من طريق عبد الرزاق بن همام الصنعاني، والبيهقي في "الشعب"(4281) من طريق قبيصة بن عقبة، و (4281) من طريق الحسين بن حفص الهمداني، ستتهم عن سفيان الثوري، به. وقال أبو عوانة في روايته:"عبد الله بن بريدة" مكان: "سليمان بن بريدة"، وهو قول شاذ كما ذكرنا آنفاً.

وأخرجه الحميدي (907)، وسعيد بن منصور (2331)، ومسلم (1897)(140)، وأبو داود (2496)، وابن أبي عاصم (103)، والنسائي 6/ 51، وأبو عوانة (7418)، وابن حبان (4634)، والبيهقي في "السنن" 9/ 173، والمزي في "تهذيب الكمال" 23/ 626 من طريق قعنب التميمي الكوفي، والنسائي 6/ 50 - 51، وأبو عوانة (7420)، وابن حبان (4635) من طريق شعبة بن الحجاج، ومسلم (1897)(139)، وابن أبي عاصم (102)، وأبو عوانة (7419)، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 257، والخطيب في "تاريخ بغداد" 11/ 174 من طريق مِسْعر بن كِدام، وأبو عوانة (7421) و (7422) من طريق عمرو بن قيس، أربعتهم عن علقمة بن مرثد، به.

وأخرجه أبو عوانة (7423)، والطبراني في "الكبير"(1164) من طريق يزيد ابن أبي سعيد النَّحْوي، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه.

وسيأتي من طريق الليث بن أبي سُليم، عن علقمة بن مرثد برقم (23004).

وقوله صلى الله عليه وسلم: "فما ظنكم؟ ": قال النووي في "شرح مسلم" 13/ 42: معناه: ما تظنون في رغبته في أخذ حسناته، والاستكثار منها في ذلك المقام؟ أي: لا يبقي منها شيئاً إن أمكنه. قلنا: وقد جاء التصريح عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا المعنى في بعض روايات الحديث.

ص: 77

عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا بَعَثَ أَمِيرًا عَلَى سَرِيَّةٍ أَوْ جَيْشٍ، أَوْصَاهُ فِي خَاصَّةِ نَفْسِهِ بِتَقْوَى اللهِ، وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ خَيْرًا، وَقَالَ:" اغْزُوا بِاسْمِ اللهِ فِي سَبِيلِ اللهِ، قَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِاللهِ، فَإِذَا لَقِيتَ عَدُوَّكَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، فَادْعُهُمْ إِلَى إِحْدَى ثَلَاثِ خِصَالٍ - أَوْ خِلَالٍ - فَأَيَّتُهُنَّ مَا أَجَابُوكَ إِلَيْهَا، فَاقْبَلْ مِنْهُمْ، وَكُفَّ عَنْهُمْ: ادْعُهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ، فَإِنْ أَجَابُوكَ فَاقْبَلْ مِنْهُمْ، ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى التَّحَوُّلِ مِنْ دَارِهِمْ إِلَى دَارِ الْمُهَاجِرِينَ، وَأَعْلِمْهُمْ إِنْ هُمْ فَعَلُوا ذَلِكَ أَنَّ لَهُمْ مَا لِلْمُهَاجِرِينَ، وَأَنَّ عَلَيْهِمْ مَا عَلَى الْمُهَاجِرِينَ، فَإِنْ أَبَوْا وَاخْتَارُوا دَارَهُمْ، فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّهُمْ يَكُونُونَ كَأَعْرَابِ الْمُسْلِمِينَ، يَجْرِي عَلَيْهِمْ حُكْمُ اللهِ الَّذِي يَجْرِي عَلَى الْمُؤْمِنِينَ، وَلَا يَكُونُ لَهُمْ فِي الْفَيْءِ وَالْغَنِيمَةِ نَصِيبٌ، إِلَّا أَنْ يُجَاهِدُوا مَعَ الْمُسْلِمِينَ، فَإِنْ هُمْ أَبَوْا فَادْعُهُمْ إِلَى إِعْطَاءِ الْجِزْيَةِ، فَإِنْ أَجَابُوا فَاقْبَلْ مِنْهُمْ، وَكُفَّ عَنْهُمْ، فَإِنْ أَبَوْا فَاسْتَعِنِ اللهَ ثُمَّ قَاتِلْهُمْ "(1).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه.

وهو في "العلل" للمصنف 1/ 277، ولم يسُق لفظه.

وأخرجه تاماً ومختصراً ابن أبي شيبة 9/ 424 و 12/ 237 - 238 و 328 و 361 - 362 و 382 و 493، ومسلم (1731)(2)، وأبو داود (2612) والترمذي في "العلل الكبير" 2/ 693 - 694، والبيهقي 9/ 15 و 97 و 184، وابن عبد البر في "التمهيد" 2/ 217، والبغوي (2668) من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد. وزاد بعضهم فيه زيادات بنحو رواية عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان =

ص: 78

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الثوري الآتية برقم (23030)، واقتصر بعضهم عليها، وزاد أبو داود والترمذي والبيهقي في آخره: قال سفيان. قال علقمة: فذكرت هذا الحديث لمقاتل بن حيان، فقال: حدثني مسلم -هو ابن هَيْصَم- عن النعمان بن مُقرِّن، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل حديث سليمان بن بريدة. ووقع في "العلل" تحريف وسقط. قلنا: وإسناده حسن، مسلم بن هيصم العَبْدي روى عنه ثلاثة وذكره ابن حبان في "الثقات"، ومقاتل بن حيان -وهو النبطي البلخي- صدوق حسن الحديث.

وأخرجه مطولاً ومختصراً أبو إسحاق الفزاري في "السير"(530)، ويحيى بن آدم في "الخراج"(14)، وعبد الرزاق (9428)، وحميد بن زنجويه في "الأموال"(102) و (103) و (757) و (758)، والدارمي (2439) و (2442)، ومسلم (1731)(2)، وأبو داود (2613)، وابن ماجه (2858)، والترمذي بإثر (1617)، وفي "العلل الكبير" 2/ 694 - 695، والنسائي في "الكبرى"(8765)، وأبو عوانة (6492 - 6494) و (6502)، والطحاوي في "شرح المعاني" 3/ 206 - 207 و 207 و 221، وفي "شرح المشكل"(3573 - 3575)، وفي "الشروط الصغير" 2/ 805 و 845، وابن حبان (4739)، وابن منده في "الإيمان"(120)، وتمام بن محمد الرازي في "فوائده"(871)، والبيهقي 9/ 49 و 97 و 184، والحازمي في "الاعتبار" ص 206 و 209 و 212، والمزي في ترجمة مسلم بن هيصم من "تهذيب الكمال" 27/ 550 من طرق عن سفيان بن سعيد الثوري، به، وزاد بعضهم فيه أيضاً زيادات بنحو رواية ابن مهدي الآتية برقم (23030)، واقتصر بعضهم عليها، وزاد معظمهم في آخره: قال علقمة بن مرثد: فحدثت بهذا الحديث مقاتل بن حيان، فقال: حدثني مسلم بن هَيْصم، عن النعمان مُقرِّن المُزَني، عن النبي صلى الله عليه وسلم، مثله. قلنا: وإسناده حسن كما سلف قريباً.

وأخرجه مطولاً ومختصراً كذلك الشافعي في "مسنده" 2/ 114 - 115 و 115، وعبد الرزاق في "مصنفه"(9428)، وابن زنجويه في "الأموال"(758)، ومسلم (1731)(4) و (5)، والنسائي في "الكبرى"(8586) و (8680)، وابن الجارود =

ص: 79

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= في "المنتقى"(1042)، وأبو يعلى (1413)، وأبو عوانة (6493) و (6495 - 6503)، والطحاوي في "شرح المعاني" 3/ 207، وفي "شرح المشكل"(3567 - 3572) و (3576)، وفي "الشروط الصغير" 2/ 844 - 845، وابن منده في "الإيمان" بإثر الحديث (120)، والحاكم في "معرفة علوم الحديث" ص 240، والبيهقي 9/ 185، والخطيب في "تلخيص المتشابه" 2/ 797، والبغوي في "شرح السنة"(2669)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 18/ ورقة 328، والحازمي في "الاعتبار" ص 209 من طرق عن علقمة بن مرثد، به. وعند بعضهم زيادات أيضاً، بنحو رواية ابن مهدي، عن سفيان الثوري المذكورة آنفاً، واقتصر بعضهم عليها، ولم يسق بعضهم لفظه.

وأخرجه بنحوه الطبراني في "الأوسط"(153) من طريق سعيد بن أبي هلال، عن ابن بريدة، به. وفيه زيادة بنحو رواية ابن مهدي المذكورة آنفاً، وفي إسناده عبد الله بن لهيعة، وهو سيئ الحفظ.

وأخرج الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3577) من طريق حمزة الزيات، عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بريدة، عن مسلم بن هَيْصَم، عن النعمان بن مُقرِّن المزني، عن النبي صلى الله عليه وسلم، مثله. قلنا: كذا قال فيه حمزة بن حبيب الزيات: عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بريدة، عن مسلم بن هيصم، وهو خطأ نحسبه من حمزة الزيات أو ممن دونه، لأن سفيان بن سعيد الثوري رواه عن علقمة بن مرثد كما ذكرنا قريباً، فقال: عن مقاتل بن حيان، عن مسلم بن هيصم كذا رواه الناس عن سفيان، والله أعلم.

وفي الباب عن سهل بن سعد، سلف في مسنده برقم (22821)، وهو في "الصحيحين".

وعن ابن عباس، سلف في مسنده برقم (2053)، وهو حديث صحيح.

وعن سلمان الفارسي، سيأتي برقم (23726)، وإسناده ضعيف.

وعن سعيد بن أبي هلال مرسلاً عند سعيد بن منصور (2471). =

ص: 80

22979 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ لَعِبَ بِالنَّرْدَشِيرِ، فَكَأَنَّمَا غَمَسَ يَدَهُ فِي لَحْمِ خِنْزِيرٍ وَدَمِهِ ". وَلَمْ يُسْنِدْهُ وَكِيعٌ مَرَّةً (1).

= وعن سعيد بن المسيب مرسلاً أيضاً عند عبد الرزاق (9432)، وسعيد بن منصور (2475).

وعن خالد بن الوليد موقوفاً عند عبد الرزاق (9423)، والطبراني في "الكبير"(3806).

وعن عمر بن الخطاب موقوفاً عند سعيد بن منصور (2476).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن بريدة، فمن رجال مسلم. سفيان: هو ابن سعيد الثوري.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 735، والبخاري في "الأدب المفرد"(1271)، وأبو داود (4939)، وابن ماجه (3763)، وأبو عوانة في آخر الطب كما في "إتحاف المهرة" 2/ 552 - 553، وابن حبان (5873)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(534) و (535)، والبيهقي في "السنن" 10/ 214، في "شعب الإيمان"(6497) من طرق عن سفيان بن سعيد الثوري، بهذا الإسناد.

وسيأتي الحديث عن وكيع بن الجراح وعبد الرحمن بن مهدي جميعاً برقم (23056)، وعن عبد الرزاق برقم (23025)، ثلاثتهم عن سفيان الثوري.

والرواية التي لم يسندها وكيع وأشار إليها المصنف بإثر الحديث أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" 8/ 735 عن وكيع، عن سفيان، عن علقمة بن مرثد، عن ابن بريدة مرسلاً.

وفي الباب عن أبي موسى الأَشعري، سلف في مسنده برقم (19501)، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب. =

ص: 81

22980 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ ثَعْلَبَةَ الطَّائِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَيْسَ مِنَّا مَنْ حَلَفَ بِالْأَمَانَةِ، وَمَنْ خَبَّبَ عَلَى امْرِئٍ زَوْجَتَهُ أَوْ مَمْلُوكَهُ، فَلَيْسَ مِنَّا "(1).

= وقوله صلى الله عليه وسلم: "من لعب بالنَّرْدشِير"، النَّرْد: فارسي معرَّب، وشير: بمعنى حلو، وهو لعبة ذات صندوق وحجارة وفَصَّين، تعتمد على الحظِّ، وتنقل فيها الحجارة على حسب مما يأتي به الفَصُّ (الزَّهر)، وتُعرف عند العامَّة بـ (الطاولة). "المعجم الوسيط" 2/ 912، و"النهاية" 5/ 39.

(1)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الوليد بن ثعلبة الطائي فقد روى له أبو داود وابن ماجه والنسائي في "عمل اليوم والليلة"، وهو ثقة. وكيع: هو ابن الجرَّاح الرُّؤاسي.

وأخرجه أبو يعلى في "مسنده الكبير" كما في "إتحاف الخيرة"(6600)، وابن حبان (4363) من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (3253)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1342)، والبيهقي في "السنن" 10/ 30، وفي "شعب الإيمان"(11116) من طريق زهير بن معاوية، والبزار (1500 - كشف الأستار)، والحاكم 4/ 298 من طريق عبد الله بن داود، والخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" 14/ 35 من طريق مندل بن علي العَنَزي، ثلاثتهم عن الوليد بن ثعلبة الطائي، به. واقتصر أبو داود على قوله:"من حلف بالأَمانة فليس منا". وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي.

وأخرجه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" كما في "المطالب العالية"(3219)، و"إتحاف الخيرة" 1/ 204، من طريق ليث بن أبي سُليم، عن عثمان، وأبو يعلى في "مسنده الكبير" كما في "الإتحاف"(6598) و (6599) من طريق ليث، عن إسماعيل، كلاهما عن سليمان بن بريدة، عن أبيه. وليس في رواية الحارث بن أبي أسامة قوله:"ليس منا من حلف بالأمانة". ورواه معتمر بن سليمان كما في =

ص: 82

22981 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا دَلْهَمُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ شَيْخٍ لَهُمْ يُقَالُ لَهُ: حُجَيْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْكِنْدِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّجَاشِيَّ أَهْدَى إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم خُفَّيْنِ أَسْوَدَيْنِ سَاذَجَيْنِ، فَلَبِسَهُمَا، ثُمَّ تَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَيْهِمَا (1).

= "تحفة الأشراف" 2/ 93 عن ليث، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه، لم يذكر فيه ليث واسطة بينه وبين سليمان بن بريدة. قلنا: وليث بن أبي سُليم سيئ الحفظ، وقد اضطرب فيه.

وأخرجه الدولابي في "الكنى" 2/ 37 من طريق جعفر بن زياد الأحمر، عن الوليد أبي عمارة، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه. وليس فيه قوله:"ليس منا من حلف بالأمانة". قلنا: والوليد أبو عمارة لم نقع له على ترجمة في شيء من كتب الرجال التي بين أيدينا، إلا أن يكون هو الوليد بن ثعلبة الطائي نفسه، لكن لم يذكر أحد ممن ترجم له أنه يكنى أبا عمارة.

وقوله فيه: "سليمان بن بريدة" خطأ، فالحديث محفوظ عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، كذا رواه وكيع بن الجراح وزهير بن معاوية، عن الوليد بن ثعلبة الطائي، والله أعلم.

وفي باب قوله: "ومن خبَّبَ على امرئ زوجته، أو مملوكه، فليس منا" عن أبي هريرة، سلف برقم (9157)، وإسناده قوي، وانظر تتمة شواهده هناك.

وقوله: "ليس منا من حلف بالأمانة": قال الخطابي في "معالم السنن" 4/ 46: هذا يشبه أن تكون الكراهةُ فيه من أَجل أَنه أمر أَن يحلف بالله وبصفاته، وليست الأَمانة من صفاته، وإنما هي أمر من أمره، وفرض من فروضه، فنهُوا عنه لما في ذلك من التسوية بينها وبين أسماء الله عز وجل وصفاته.

وقوله: "خَبَّبَ" أي: خَدَعَ وأَفْسدَ، وأصله من الخِبِّ، وهو الخِداع والخُبث والغِشُّ، ورجلٌ خَِبٌّ -بكسر الخاء وفتحها-: خَدَّاع خَبيث مُنكرٌ.

(1)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، دلهم بن صالح الكِنْدي ضعيف، وحجير بن عبد الله الكندي مجهول. =

ص: 83

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه المزي في ترجمة حجير بن عبد الله الكندي من "تهذيب الكمال" 5/ 482 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 177 و 8/ 474 - 475، وأبو داود (155)، وابن ماجه (549) و (3620)، والترمذي في "جامعه"(2820)، وفي "الشمائل"(69)، وابن عدي في "الكامل" 3/ 975 من طرق عن وكيع بن الجراح، به.

وأخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" ص 133، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(1235)، والبيهقي 1/ 282 - 283 من طريق عبيد الله بن موسى، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4347)، والبيهقي 1/ 282 - 283 من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، كلاهما عن دلهم بن صالح، به. ووقع في رواية الطحاوي:"عن دلهم بن صالح، حدثني حجير، أو فلان بن حجير".

وأخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" ص 133 من طريق محمد بن مِرْداس الأنصاري، عن يحيى بن كثير، عن الجُريري، عن عبد الله بن بريدة، به. ويحيى ابن كثير -وهو أبو النَّضْر صاحب البصري- ضعيف.

وأخرج البيهقي 1/ 283 عن أبي عبد الله الحاكم، عن أبي العباس محمد بن يعقوب، عن العباس بن محمد الدوري، عن عمر بن حفص بن غياث، عن أبيه، عن أبي إسحاق الشيباني، عن الشعبي، عن المغيرة بن شعبة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ ومسح على خُفَّيهِ، قال: فقال رجل عند المغيرة بن شعبة: يا مغيرة، ومن أين كان للنبي صلى الله عليه وسلم خفان؟ قال: فقال المغيرة: أهداهما إليه النجاشي. قال البيهقي: وهذا شاهد لحديث دلهم بن صالح. قلنا: وإسناده رجاله ثقات كلهم. والمسح على الخفين ثابت عن جمع من الصحابة، انظر لذلك حديث المغيرة بن شعبة السالف برقم (18134).

وقوله: أسودين ساذَِجَين: السَّاذَِج، بفتح الذال وكسرها: هو الخالص غيرُ المَشُوب وغيرُ المَنْقُوش، أي: غير منقوشين، أو على لونٍ واحد لم يُخالِطْ سوادهما لونٌ آخر، أو لا شَعْرَ عليهما، وهو مُعرَّب، فارسيَّتُه: سادَه.

ص: 84

22982 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أُحِبُّ الْخَيْلَ، فَفِي الْجَنَّةِ خَيْلٌ؟ قَالَ:" إِنْ (1) يُدْخِلْكَ اللهُ الْجَنَّةَ، فَلَا تَشَاءُ أَنْ تَرْكَبَ فَرَسًا مِنْ يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ تَطِيرُ بِكَ فِي أَيِّ الْجَنَّةِ شِئْتَ، إِلَّا رَكِبْتَ ".

وَأَتَاهُ رَجُلٌ آخَرُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفِي الْجَنَّةِ إِبِلٌ؟ قَالَ:" يَا عَبْدَ اللهِ، إِنْ يُدْخِلْكَ اللهُ الْجَنَّةَ، كَانَ لَكَ فِيهَا مَا اشْتَهَتْ نَفْسُكَ، وَلَذَّتْ عَيْنُكَ "(2).

(1) كلمة: "إن" لم ترد في الأصول الخطية التي بين أيدينا، وأثبتناها من (م) ومصادر تخريج الحديث.

(2)

حديث ضعيف، المسعودي -وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة- اختلط بأَخرة، وكل من روى عنه هذا الحديث ممَّن روى عنه بعد الاختلاط، ثم فيه علة أخرى، وهي الاختلاف في إسناده على علقمة بن مرثد كما سيأتي. يزيد: هو ابن هارون السُّلمي، وابن بريدة: هو سليمان.

وأخرجه مختصراً ابن أبي شيبة 13/ 107 - 108 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (806)، ومن طريقه البيهقي في "البعث والنشور"(393)، وأخرجه كذلك الترمذي (2543)، والطبراني في "الأوسط"(5019)، وأبو نعيم في "صفة الجنة"(425)، وفي "معرفة الصحابة"(1239)، والبيهقي في البعث (394) من طريق عاصم بن علي، والبيهقي (395) من طريق قُرَّة بن حبيب، ثلاثتهم (الطيالسي وعاصم وقرة) عن المسعودي، به. =

ص: 85

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وخالف المسعوديَّ فيه سفيانُ الثوري، فرواه عن علقمة بن مرثد، عن عبد الرحمن بن سابط مرسلاً، أخرجه كذلك ابن المبارك في "الزهد- زوائد نعيم"(271)، وعبد الرزاق (6700)، والترمذي بإثر (2543)، والطبري في "التفسير" 25/ 97، والبغوي في "شرح السنة"(4385)، وفي "معالم التنزيل" 4/ 145، وقال الترمذي عقِبَه: وهذا أصح من حديث المسعودي. ورجحه أيضاً أبو حاتم كما في "العلل" 2/ 215، وقال الحافظ في "الإصابة" 4/ 307: وهو المحفوظ.

وخالفه كذلك حَنشَ بن الحارث النَّخعي، فرواه عن علقمة بن مرثد، عن عبد الرحمن بن ساعدة الأنصاري، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أخرجه كذلك ابن قانع 2/ 156، وأبو نعيم في "صفة الجنة"(424) وبإثره، والبيهقي في "البعث"(396).

وأورده الدارقطني في "العلل" 4/ 300. وسمِّيَ صحابيه عند أبي نعيم في الموضع الثاني: "عمير بن ساعدة"، وعند الدارقطني: "عبد الرحمن بن عوف". قال الدارقطني: وهو وهم، والصواب: عبد الرحمن بن ساعدة، قلنا: وعبد الرحمن ابن ساعدة الأنصاري هذا ذكره غير واحد في الصحابة لأجل هذا الحديث، فلا يعرف إلا به، لذا قال أبو حاتم في "العلل" 2/ 215: لا يعرف. وعلقمة بن مرثد ليست له رواية عن أحد من الصحابة.

ورواه ميكائيل عند أبي نعيم في "صفة الجنة" بإثر (427) عن علقمة بن مرثد، فقال: عن يحيى بن إسحاق، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة، فذكره ضمن حديث مطول. وميكائيل لم نجد من ترجمه، فهو مجهول لا يعرف.

ورواه أبو طَيْبة عيسى بن سليمان عند أبي نعيم (426) عن علقمة بن مرثد فقال: عن أبي صالح، عن أبي هريرة بقصة الإبل حسب. قلنا: وأبو طيبة عيسى ابن سليمان الجرجاني ضعيف، وفي الإسناد إليه ضعف أيضاً.

وفي الباب عن أبي أيوب عند الترمذي (2544)، والطبراني في "الكبير"(4075)، وأبي نعيم في "صفة الجنة"(423) و (428)، والمزي في "تهذيب الكمال" 30/ 403 - 404. وقال الترمذي: إسناده ليس بالقوي، ولا نعرفه من =

ص: 86

22983 -

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ الْحَدَّادُ، حَدَّثَنَا ثَوَّابُ بْنُ عُتْبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْفِطْرِ لَا يَخْرُجُ حَتَّى يَطْعَمَ، وَيَوْمَ النَّحْرِ لَا يَطْعَمُ حَتَّى يَرْجِعَ (1).

= حديث أبي أيوب إلا من هذا الوجه، وأبو سورة -راويه عن أبي أيوب-: هو ابن أخي أبي أيوب، يُضعَّف في الحديث، ضعفه يحيى بن معين جدّاً، وسمعت محمد بن إسماعيل يقول: أبو سورة هذا منكر الحديث، يروي مناكير عن أبي أيوب لا يتابع عليها. قلنا: وفيه أيضاً واصل بن السائب الرَّقاشي، وهو متفق على ضعفه، ثم إن أبا سورة لا يعرف له سماع من أبي أيوب فيما قاله البخاري.

وعن أبي هريرة عند أبي نعيم (427)، وإسناده واهٍ.

وعن جابر بن عبد الله عند أبي نعيم (429)، والآجري في "الشريعة" ص 267 و 267 - 268، وإسناده ضعيف جداً.

(1)

إسناده حسن من أجل ثَوَّاب بن عُتبة المَهْري البصري، فهو صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وقد صححه الحاكم 1/ 294، ووافقه الذهبي، وكذا صححه ابن القطان في "بيان الوهم والإيهام" 5/ 356. أبو عبيدة الحداد: هو عبد الواحد بن واصل.

وأخرجه أبو علي الطوسي في "الأحكام" كما في "توضيح المشتبه" لابن ناصر الدين الدمشقي 2/ 101 - 102، وابن عدي في "الكامل" 2/ 528 من طريق أبي عبيدة الحداد، بهذا الإسناد. وقال ابن عدي في روايته:"حتى ينحر" مكان: "حتى يرجع".

وأخرجه الطيالسي (811)، وابن ماجه (1756)، والترمذي (542)، وابن خزيمة (1426)، وابن المنذر في "الأوسط" 4/ 253، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 75 - 76، وابن حبان (2812)، وابن عدي 2/ 528، والدارقطني 2/ 45، والحاكم 1/ 294، والبيهقي في "السنن" 3/ 283، وفي "معرفة السنن =

ص: 87

22984 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الرِّفَاعِيُّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَا يَغْدُو يَوْمَ الْفِطْرِ حَتَّى يَأْكُلَ، وَلَا يَأْكُلُ يَوْمَ الْأَضْحَى حَتَّى يَرْجِعَ، فَيَأْكُلَ مِنْ أُضْحِيَّتِهِ (1).

= والآثار" 5/ 61 - 62، والخظيب البغدادي في "تلخيص المتشابه" 2/ 671، والبغوي (1104) من طرق عن ثواب بن عتبة، به. ورواية ابن قانع مختصرة بلفظ: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يخرج يوم العيد حتى يطعم. واقتصر الخطيب على شطره الثاني، وفيه: "حتى يذبح" مكان "حتى يرجع"، وكذا قال بعضهم في روايته: "حتى يذبح"، وقال آخرون: "حتى يصلي".

وسيأتي بنحوه عن حَرَمي بن عمارة، عن ثواب بن عتبة برقم (23042).

وسيأتي أيضاً من طريق عقبة بن عبد الله الرِّفاعي، عن عبد الله بن بريدة برقم (22984).

وأخرج الشافعي في "الأم" 1/ 232، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 3/ 283، وفي "معرفة السنن والآثار" 5/ 61، وأخرجه الفريابي في "أحكام العيدين" ص 98 من طريق محمد بن عثمان، كلاهما (الشافعي وابن عثمان) عن إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب الزهري، عن سعيد بن المسيب، قال: كان المسلمون يأكلون يوم الفطر قبل الصلاة، ولا يفعلون ذلك يوم النحر. ورجاله ثقات.

وفي باب أكله صلى الله عليه وسلم قبل خروجه يوم الفطر عن أنس بن مالك، سلف في مسنده برقم (12268)، وهو في "الصحيح"، وعن أبي سعيد الخدري، سلف في مسنده أيضاً برقم (11226)، وانظر تتمة شواهده هناك.

(1)

حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف من أجل عقبة بن عبد الله الرِّفاعي، فهو ضعيف، لكنه قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه الدارمي (1600)، والطبراني في "الأوسط"(3089)، وابن عدي =

ص: 88

22985 -

حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ وَأَبُو أَحْمَدَ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُهُمْ إِذَا خَرَجُوا إِلَى الْمَقَابِرِ، فَكَانَ قَائِلُهُمْ يَقُولُ:" السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الدِّيَارِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ، إِنَّا إِنْ شَاءَ اللهُ بِكُمْ لَاحِقُونَ - قَالَ مُعَاوِيَةُ فِي حَدِيثِهِ (1): أَنْتُمْ فَرَطُنَا، وَنَحْنُ لَكُمْ تَبَعٌ - وَنَسْأَلُ اللهَ لَنَا وَلَكُمُ الْعَافِيَةَ "(2).

= 5/ 1917، والبيهقي 3/ 283 من طرق عن عقبة بن عبد الله، بهذا الإسناد. ووقع في رواية البيهقي: وكان إذا رجع، أكل من كبد أضحيته.

وانظر ما قبله.

(1)

قوله: "قال معاوية في حديثه" وقع في (م) والأصول الخطية التي بأيدينا قبل قوله: "إنا إن شاء الله بكم لاحقون"، والصواب ما أثبتناه، وكذا جاء على الصواب عند أبي بكر الخلال في "السنة"، فقد رواه من طريق أحمد بن حنبل عن معاوية بن هشام وأبي أحمد الزبيري، فجعل قوله:"وقال معاوية في حديثه" بإثر قوله: "إنا إن شاء الله بكم لاحقون"، فالحرف الذي انفرد بروايته معاوية بن هشام دون أبي أحمد الزبيري هو قوله:"أنتم فرطنا، ونحن لكم تبع"، وعلى ذلك تدل المصادر التي أخرجت الحديث من طريق أبي أحمد الزبيري، فإنه ليس فيها هذا الحرف.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن بريدة ومعاوية بن هشام -وهو القصَّار الكوفي- فمن رجال مسلم. أبو أحمد: هو محمد بن عبد الله الأسدي الزُّبيري، وسفيان: هو ابن سعيد الثوري.

وأخرجه أبو بكر الخَلَّال في "السنة"(1080) من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. =

ص: 89

22986 -

حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي بُرَيْدَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " خَمْسٌ لَا يَعْلَمُهُنَّ إِلَّا اللهُ: {إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا

= وأخرجه أبو داود في "سننه" برواية أبي الحسن بن العبد كما في "تحفة الأشراف" 2/ 71 عن أحمد بن حنبل، عن معاوية بن هشام وحده، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 340، وابن حبان (3173)، وابن السُّنِّي في "عمل اليوم والليلة"(589) من طرق عن معاوية بن هشام وحده، به.

وأخرجه مسلم (975)، وابن ماجه (1547)، والبيهقي في "السنن" 4/ 79، وفي "الأسماء والصفات" ص 166 من طرق عن أبي أحمد الزبيري وحده، به. ولم يذكر الزبيري في حديثه عندهم جميعاً: قوله: "أنتم فرطنا، ونحن لكم تبع".

وأخرجه البيهقي 4/ 79، والبغوي (1555) من طريق محمد بن يوسف الفريابي، عن سفيان الثوري، به. ورواية الفريابي تامة بنحو رواية معاوية بن هشام.

وسيأتي عن أبي سفيان محمد بن حميد، عن سفيان الثوري برقم (23039)، وروايته بنحو رواية معاوية بن هشام أيضاً.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 4/ 94، وفي "عمل اليوم والليلة"(1091) من طريق شعبة بن الحجاج، عن علقمة بن مرثد، به.

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف في مسنده برقم (7993)، وعن عائشة، سيأتي برقم (24425).

وقوله: "أنتم فَرَطُنا": الفَرَط، بالتحريك: يقع على الواحد والجمع، يقال: رجلٌ فَرَط، وقوم فَرَط، وهو في الأصل: المتقدِّمُ إلى الماء، يتقدَّمُ الواردةَ، فيُهيِّئُ لهم الأَرْسانَ والدِّلاءَ، ويَمْلأ الحِياضَ، ويستقي لهم.

ص: 90

وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [لقمان: 34] " (1).

22987 -

حَدَّثَنَا زَيْدٌ - هُوَ ابْنُ الْحُبَابِ - حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: احْتَبَسَ جِبْرِيلُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لَهُ:" مَا حَبَسَكَ؟ "(2) قَالَ: إِنَّا لَا نَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ (3).

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد قوي من أجل حسين بن واقد المروزي، فهو صدوق لا بأس به، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. عبد الله: هو ابن بريدة ابن الحُصَيب الأَسْلَمي.

وأخرجه العراقي في "تقريب الأسانيد وترتيب المسانيد" ص 148 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه البزار (2249 - كشف الأستار) عن عباد بن عبد الله، عن زيد بن الحباب، به.

وفي الباب عن عبد الله بن عمر، سلف في مسنده برقم (4766)، وانظر تتمة شواهده هناك. وبعضها في "الصحيحين".

(2)

في (م) وحدها: "أحبسك"، والمثبت من سائر الأصول ومصادر التخريج.

(3)

صحيح لغيره، وهذا إسناد قوي من أجل حسين بن واقد المَرْوزيَ، فقد روى له أصحاب السنن والبخاري تعليقاً ومسلم متابعة، وهو صدوق لا بأس به، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه العراقي في "تقريب الأسانيد" ص 77 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 5/ 410 و 8/ 480 - 481، وأبو يعلى في "مسنده الكبير" =

ص: 91

22988 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ الْأَعْمَى (1)، عَنْ بُرَيْدَةَ الْخُزَاعِيِّ، قَالَ: قُلْنَا يَا رَسُولَ اللهِ، قَدْ عَلِمْنَا كَيْفَ نُسَلِّمُ عَلَيْكَ، فَكَيْفَ نُصَلِّى عَلَيْكَ؟ قَالَ:" قُولُوا: اللهُمَّ اجْعَلْ صَلَوَاتِكَ وَرَحْمَتَكَ وَبَرَكَاتِكَ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا جَعَلْتَهَا عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ (2) إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ "(3).

= كما في "إتحاف الخيرة"(7322)، وابن الأعرابي في "معجمه"(2411) و (2424)، والضياء المقدسي في "المختارة"، والبَرْقاني في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" بإثر الحديث (7322) من طريق زيد بن الحباب، به. وتحرف اسم ابن بريدة في الموضع الثاني عند ابن أبي شيبة إلى:"أبي بردة"، ولفظه عندهم جميعاً:"لا تدخل الملائكة بيتاً فيه كلب"، وزاد ابن الأعرابي في الموضع الأول:"ولا صورة".

وفي الباب عن علي بن أبي طالب، سلف برقم (632).

وعن أبي طلحة الأنصاري، سلف برقم (16346/ 2)، وهو في "الصحيحين".

وعن أبي هريرة، سلف برقم (8045)، وانظر تتمة شواهده هناك.

(1)

تحرف في (م) إلى: "الراعي".

(2)

في (م): "كما جعلتها على إبراهيم وعلى آل إبراهيم"، والمثبت من الأصول الخطية و"مجمع الزوائد" 2/ 144، ومصادر تخريج الحديث.

(3)

إسناده ضعيف جدّاً، أبو داود الأعمى -وهو نفيع بن الحارث- متروك الحديث، وكذبه ابن معين. إسماعيل: هو ابن أَبي خالد الأَحْمَسي.

وأخرجه أحمد بن منيع في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(8446)، والطبري في "تهذيب الآثار- مسند طلحة بن عبيد الله"(351)، والخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" 8/ 142 - 143 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. =

ص: 92

22989 -

حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي حُسَيْنٌ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ أَمَةً سَوْدَاءَ أَتَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ رَجَعَ مِنْ بَعْضِ مَغَازِيهِ، فَقَالَتْ: إِنِّي كُنْتُ نَذَرْتُ إِنْ رَدَّكَ اللهُ صَالِحًا أَنْ أَضْرِبَ عِنْدَكَ بِالدُّفِّ. قَالَ: " إِنْ كُنْتِ فَعَلْتِ، فَافْعَلِي، وَإِنْ كُنْتِ لَمْ تَفْعَلِي، فَلَا تَفْعَلِي " فَضَرَبَتْ، فَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ وَهِيَ تَضْرِبُ، وَدَخَلَ غَيْرُهُ وَهِيَ تَضْرِبُ، ثُمَّ دَخَلَ عُمَرُ، قَالَ: فَجَعَلَتْ دُفَّهَا خَلْفَهَا وَهِيَ مُقَنَّعَةٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّ الشَّيْطَانَ لَيَفْرَقُ مِنْكَ يَا عُمَرُ، أَنَا جَالِسٌ وَدَخَلَ هَؤُلَاءِ، فَلَمَّا أَنْ دَخَلْتَ، فَعَلَتْ مَا فَعَلَتْ "(1).

= وأخرجه الطبري كذلك (350) من طريق محمد بن بشر، عن إسماعيل بن أبي خالد، به.

ومثل حديث بريدة هذا رُوي عن الحسن البصري مرسلاً، عند ابن أبي شيبة 2/ 508، وإسماعيل القاضي في "فضل الصلاة على النبي"، (65)، ورجاله ثقات.

وفي كيفية الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم انظر حديث أبي سعيد الخدري السالف برقم (11433)، وقد ذكرنا تتَمة أحاديث الباب هناك.

(1)

إسناده قوي من أجل حسين -وهو ابن واقد المروزي-، فهو صدوق لا بأس به، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.

وهو في "فضائل الصحابة" للمصنف (480)، ومن طريقه أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 13/ ورقة 4، والعراقي في "تقريب الأسانيد" ص 79.

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 29، ومن طريقه ابن أبي عاصم في "السنة"(1251)، وابن حبان (6892)، وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 13/ ورقة =

ص: 93

22990 -

حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ أَحْسَابَ أَهْلِ الدُّنْيَا الَّذِي (1) يَذْهَبُونَ إِلَيْهِ، هَذَا الْمَالُ "(2).

= 3 - 4 من طريق سهل بن زنجلة (كلاهما ابن أبي شيبة وسهل) عن زيد بن الحباب، بهذا الإسناد مختصراً بلفظ:"إني لأحسب الشيطان يَفْرَقُ منك يا عمر".

وأخرجه الترمذي (3690)، وابن عساكر 13/ ورقة 4 من طريق علي بن الحسين بن واقد، والبيهقي 10/ 77، وابن عساكر 13/ ورقة 4 من طريق علي بن الحسن بن شقيق، كلاهما عن حسين بن واقد، به. وقال الترمذي بإثره: هذا حديث حسن صحيح غريب من حديث بريدة.

وسيأتي عن أبي تميلة يحيى بن واضح، عن حسين بن واقد برقم (33011).

وفي باب قصة نذر المرأة أن تضرب بالدُّفِّ عند النبي صلى الله عليه وسلم، عن عبد الله بن عمرو بن العاص عند أبي داود (3312)، ومن طريقه البيهقي 10/ 77، وإسناده حسن في المتابعات والشواهد.

وفي باب قوله صلى الله عليه وسلم لعمر: "إن الشيطان ليفرق منك يا عمر" عن سعد بن أبي وقاص، سلف في مسنده برقم (1472)، وهو في "الصحيحين".

وعن عائشة عند الترمذي (3691)، والنسائي في "الكبرى"(8957)، وابن عدي في "الكامل" 3/ 921، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 13/ ورقة 3 و 4 - 5.

وقوله: "إن كنتِ فَعَلْتِ" أي: إن كنت نَذَرْتِ.

وقوله: "وهي مُقنِعةٌ": من الإقناع: وهو رفعُ الرَّأس والنَّظَرُ في ذلٍّ وخشوع.

(1)

في (م) وسائر النسخ الخطية: "الذين"، وما أثبتناه من نسخة بهامش (ظ 5)، ومن مصادر تخريج الحديث.

(2)

إسناده قوي كسابقه.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الزهد"(228)، وابن حبان (700)، والحاكم =

ص: 94

22991 -

حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي رَبِيعَةَ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ لِعَلِيٍّ:" يَا عَلِيُّ، لَا تُتْبِعِ النَّظْرَةَ النَّظْرَةَ، فَإِنَّ لَكَ الْأُولَى، وَلَيْسَتْ لَكَ الْآخِرَةُ "(1).

22992 -

حَدَّثَنَا زَيْدٌ - هُوَ ابْنُ الْحُبَابِ - حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: بَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَمْشِي إِذْ جَاءَ رَجُلٌ مَعَهُ حِمَارٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، ارْكَبْ. فَتَأَخَّرَ الرَّجُلُ، فَقَالَ

= 2/ 163، وتمام بن محمد الرازي في "فوائده"(1630)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(982)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(10310)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 1/ 318، من طريق زيد بن الحباب، بهذا الإسناد.

وسقط من إسناد مطبوع الحاكم بعد قوله: "حدثنا زيد بن الحباب" تتمة إسناده وأول إسناد الحديث الذي بعده، واستدرك من "إتحاف المهرة" 2/ 592.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 6/ 64، وفي "الكبرى"(5335) من طريق أبي تميلة يحيى بن واضح، وابن حبان (699)، والخطابي في "غريب الحديث" 1/ 99، وتمام (1629)، والبيهقي في "السنن" 7/ 135 من طريق علي بن الحسين بن واقد، كلاهما عن الحسين بن واقد، به.

وسيأتي عن علي بن الحسن بن شقيق المروزي، عن الحسين بن واقد برقم (23059).

وفي الباب عن سمرة بن جندب، سلف برقم (20102)، ولفظه:"الحَسَبُ المال، والكرم والتقوى".

(1)

حسن لغيره، وهذا إسناد سلف الكلام عليه في الرواية (22974).

ص: 95

رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا، أَنْتَ (1) أَحَقُّ بِصَدْرِ دَابَّتِكَ مِنِّي إِلَّا أَنْ تَجْعَلَهُ لِي " قَالَ: فَإِنِّي قَدْ جَعَلْتُهُ لَكَ. قَالَ: فَرَكِبَ (2).

(1) كذا في (م) و (ق) و (ظ 2) ونسخة في هامش (ظ 5)، وفي (ظ 5):"لأنت"، وكلاهما صحيح.

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد قوي من أجل حسين بن واقد المَرْوزي، فهو صدوق لا بأس به، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه العراقي في "تقريب الأسانيد" ص 116 - 117 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن حبان (4735) من طريق زيد بن الحباب، به.

وأخرجه أبو داود (2572)، والترمذي (2773)، والبيهقي في "السنن" 5/ 258، وفي "الآداب"(812)، وابن حجر في "تغليق التعليق" 5/ 80 - 81 من طريق علي بن الحسين بن واقد، والحاكم 2/ 64، وعمر بن محمد النسفي في "القند في ذكر علماء سمرقند" ص 386 - 387، وابن حجر في "التغليق" 5/ 80 من طريق علي بن الحسن بن شقيق، كلاهما عن الحسين بن واقد، به.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(7444) من طريق إسماعيل بن عمرو البَجَلي، عن أبي شهاب، عن حبيب بن الشَّهيد، عن ابن بريدة، عن أبيه، عن معاذ بن جبل: أنه أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم بدابَّةٍ ليركبها، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"الرجلُ أحقُّ بصَدْرِ دابته" فقال: يا رسول الله، هي لك. فركب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأَرْدَفَ معاذاً خلفَه. قلنا: إسماعيل بن عمرو البَجَلي ضعيف الحديث، والمحفوظُ من حديث حبيب بن الشهيد عن ابن بريدة إِرسالُه، أخرجه كذلك ابن أبي شيبة 8/ 561، والبيهقي 5/ 258 من طريق معاذ بن معاذ العنبري، عن حبيب بن الشهيد، عن عبد الله بن بريدة: أن معاذ بن جبل أتى النبي صلى الله عليه وسلم .. الحديث.

وفي الباب عن عمر بن الخطاب، سلف برقم (119).

وعن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11282). =

ص: 96

22993 -

حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، حَدَّثَنِي أَبِي بُرَيْدَةُ، قَالَ: حَاصَرْنَا خَيْبَرَ، فَأَخَذَ اللِّوَاءَ أَبُو بَكْرٍ، فَانْصَرَفَ وَلَمْ يُفْتَحْ لَهُ، ثُمَّ أَخَذَهُ مِنَ الْغَدِ عُمَرُ (1)، فَخَرَجَ، فَرَجَعَ وَلَمْ يُفْتَحْ لَهُ، وَأَصَابَ النَّاسَ يَوْمَئِذٍ شِدَّةٌ وَجَهْدٌ، فَقَالَ

= وعن قيس بن سعد بن عبادة، سلف برقم (15478).

وعن عبد الله بن حنظلة الغسيل عند الدارمي (2666)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2246)، والبزار (470 - كشف الأستار)، والبيهقي 3/ 125 - 126.

وعن أنس بن مالك عند البيهقي 3/ 69.

وعن أبي هريرة عند البزار (1692 - كشف الأستار).

وعن ابن عمر، عند أبي نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 134.

وقوله: "إلا أن تجعله لي"، قال السندي: أي: الصدر لي، ولعله قَبْلَ ذلك رأَى النبيَّ صلى الله عليه وسلم أَحقَّ بالصَّدرِ، فتأخَّرَ لذلك، فما قَبِلَه صلى الله عليه وسلم لذلك، وبَيَّنَ له حقيقةَ الأَمر.

وقال في "طرح التثريب" 7/ 243: يمكن أن يكون معنى قوله عليه الصلاة والسلام: "إلا أن تجعله لي" أي: التصرُّفَ في المشي كيف أَردتُ، وهو المعنى الذي لأجله كان صاحبُ الدابة أَحقَّ بصدرها، فإنه يُستشكَلُ قوله:"أن تجعله لي" مع كونه تأخَّرَ وأَذِنَ له في الركوب على مقدَّمه، وهذا هو محله له، ويَنحَلُّ الإِشكال بما ذكرتُه من أن المراد أَن يَجْعلَ له أمر قِيادِها بأن يَتصرَّفَ في سَيرِها كيف يريدُ.

(1)

لفظة: "عمر" سقطت من (م)، ومن النسخ الخطية التي بأيدينا، وأثبتناها من "جامع المسانيد" 1/ ورقة 135، ومصادر تخريج الحديث.

ص: 97

رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنِّي دَافِعٌ اللِّوَاءَ غَدًا إِلَى رَجُلٍ يُحِبُّهُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَيُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ، لَا يَرْجِعُ حَتَّى يُفْتَحَ لَهُ " فَبِتْنَا طَيِّبَةٌ أَنْفُسُنَا أَنَّ الْفَتْحَ غَدًا، فَلَمَّا أَنْ أَصْبَحَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، صَلَّى الْغَدَاةَ ثُمَّ قَامَ قَائِمًا، فَدَعَا بِاللِّوَاءِ وَالنَّاسُ عَلَى مَصَافِّهِمْ، فَدَعَا عَلِيًّا وَهُوَ أَرْمَدُ، فَتَفَلَ فِي عَيْنَيْهِ، وَدَفَعَ إِلَيْهِ اللِّوَاءَ، وَفُتِحَ لَهُ.

قَالَ بُرَيْدَةُ: وَأَنَا فِيمَنْ تَطَاوَلَ لَهَا (1).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي من أجل حسين بن واقد المروزي، فهو صدوق لا بأس به، وقد توبع كما سيأتي، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.

وهو في "فضائل الصحابة" للمصنف (1009) و (1174). وهو في الموضع الثاني مختصر بنحو الرواية الآتية برقم (23009).

وأخرجه العراقي في "تقريب الأسانيد" ص 113 - 114 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه البيهقي في "السنن" 9/ 132، وابن الأثير في "أسد الغابة" 4/ 98 من طريق زيد بن الحباب، به.

وسيأتي عن زيد بن الحباب مختصراً برقم (23009).

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(8402) و (8601) من طريق معاذ بن خالد، عن حسين بن واقد، به.

وأخرجه بنحوه ابن أبي عاصم في "السنة"(1380)، والطبراني في "الشاميين"(2444)، والخطيب البغدادي في "تلخيص المتشابه" 2/ 826 من طريق عطاء بن أبي مسلم الخراساني، عن عبد الله بن بريدة، به. وروايتهم أخصر مما هنا.

وأخرجه بنحوه الطبري في "تاريخه" 3/ 12 - 13، والحاكم 3/ 37، والبيهقي 9/ 132 من طريق المسيب بن مسلم الأزدي، عن عبد الله بن بريدة، به. ورواية الطبري أطول مما هنا بنحو الرواية الآتية برقم (23031)، ولم يسق البيهقي والحاكم لفظه بتمامه، وفي الحديث عندهم جميعاً زيادة. =

ص: 98

22994 -

حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقْرَأُ فِي صَلَاةِ الْعِشَاءِ بِـ {الشَّمْسِ وَضُحَاهَا} وَأَشْبَاهِهَا مِنَ السُّوَرِ (1).

22995 -

حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ حُبَابٍ، حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي بُرَيْدَةَ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُنَا، فَجَاءَ

= وسيأتي مطولاً من طريق ميمون أبي عبد الله البصري مولى ابن سَمُرة، عن عبد الله بن بريدة برقم (23031).

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف في مسنده برقم (8990)، وهو في "صحيح مسلم". وعن علي بن أبي طالب، سلف في مسنده برقم (778)، وانظر تتمة شواهده هناك، وبعض هذه الشواهد في "الصحيحين".

(1)

إسناده قوي كسابقه.

وأخرجه العراقي في "تقريب الأسانيد" ص 19 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه الترمذي (309)، والبغوي في "شرح السنة"(600) من طريق زيد بن الحباب، به.

وأخرجه النسائي 2/ 173، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 214 من طريق علي بن الحسن بن شقيق، عن الحسين بن واقد، به.

وانظر ما سيأتي برقم (23008).

وفي باب ما يقرأ في صلاة العشاء عن البراء بن عازب، سلف في مسنده برقم (18503). وعن أبي هريرة، سلف في مسنده برقم (7140)، وهما في "الصحيحين". وعن أبي هريرة أيضاً، سلف برقم (8332)، وإسناده ضعيف.

ص: 99

الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ عَلَيْهِمَا قَمِيصَانِ أَحْمَرَانِ يَمْشِيَانِ وَيَعْثُرَانِ، فَنَزَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْمِنْبَرِ، فَحَمَلَهُمَا فَوَضَعَهُمَا بَيْنَ يَدَيْهِ، ثُمَّ قَالَ:" صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ: {إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ} [التغابن: 15] نَظَرْتُ إِلَى هَذَيْنِ الصَّبِيَّيْنِ يَمْشِيَانِ وَيَعْثُرَانِ، فَلَمْ أَصْبِرْ حَتَّى قَطَعْتُ حَدِيثِي، وَرَفَعْتُهُمَا "(1).

22996 -

حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي بُرَيْدَةَ يَقُولُ: أَصْبَحَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَدَعَا بِلَالًا،

(1) إسناده قوي كسابقه.

وهو عند المصنِّف في "فضائل الصحابة"(1358)، ومن طريقه أخرجه الواحدي في تفسيره "الوسيط" 4/ 308 - 309، والعراقي في "تقريب الأسانيد" ص 38 - 39.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 368 و 12/ 99 - 100، وأبو داود (1109)، وابن ماجه (3600)، والطبري في "تفسيره" 28/ 125 - 126، وابن خزيمة بإثر الحديث (1456) وبرقم (1801)، وابن حبان (6038)، والحاكم 4/ 189، والبيهقي 6/ 165، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 4/ ورقة 510، و 12/ ورقة 534 - 535 من طريق زيد بن الحباب، بهذا الإسناد، ورواية ابن أبي شيبة في الموضع الأول مختصرة.

وأخرجه الترمذي (3774)، وابن أبي الدنيا في "العيال"(179)، والنسائي 3/ 108 و 192، والطبري 28/ 125 - 126، وابن خزيمة (1456) و (1802)، وابن حبان (6039)، والحاكم 1/ 287، والبيهقي في "السنن" 3/ 218، وفي "الشعب"(11016)، والبغوي في "معالم التنزيل" 4/ 354، وابن الأثير في "أسد الغابة" 2/ 12 - 13 من طرق عن حسين بن واقد، به، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، إنما نعرفه من حديث الحسين بن واقد.

ص: 100

فَقَالَ: " يَا بِلَالُ، بِمَ سَبَقْتَنِي إِلَى الْجَنَّةِ؟ مَا دَخَلْتُ الْجَنَّةَ قَطُّ إِلَّا سَمِعْتُ خَشْخَشَتَكَ أَمَامِي، إِنِّي دَخَلْتُ الْبَارِحَةَ الْجَنَّةَ فَسَمِعْتُ خَشْخَشَتَكَ، فَأَتَيْتُ عَلَى قَصْرٍ مِنْ ذَهَبٍ مُرْتَفِعٍ (1) مُشْرَّفٍ، فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا الْقَصْرُ؟ قَالُوا: لِرَجُلٍ مِنَ الْعَرَبِ. قُلْتُ: أَنَا عَرَبِيٌّ، لِمَنْ هَذَا الْقَصْرُ؟ قَالُوا: لِرَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ. قُلْتُ: فَأَنَا مُحَمَّدٌ، لِمَنْ هَذَا الْقَصْرُ؟ قَالُوا: لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ " فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَوْلَا غَيْرَتُكَ يَا عُمَرُ، لَدَخَلْتُ الْقَصْرَ " فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا كُنْتُ لِأَغَارَ عَلَيْكَ.

قَالَ: وَقَالَ لِبِلَالٍ: " بِمَ سَبَقْتَنِي إِلَى الْجَنَّةِ؟! " قَالَ: مَا أَحْدَثْتُ إِلَّا تَوَضَّأْتُ، وَصَلَّيْتُ رَكْعَتَيْنِ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" بِهَذَا "(2).

(1) في نسخة بهامش (ظ 5): "مربع"، والمثبت من (م) وسائر الأصول الخطية.

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد قوي كسابقه.

وهو في "فضائل الصحابة" للمصنِّف (1731) مختصراً بقصة بلال بن رباح.

وأخرجه العراقي في "تقريب الأسانيد" ص 8 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه تاماً ومختصراً ابن أبي شيبة 12/ 150، وابن أبي عاصم في "السنة"(1269)، وابن حبان (7086) و (7087)، والطبراني في "الكبير"(1012)، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 150 من طريق زيد بن الحباب، به.

وأخرجه تاماً ومختصراً أيضاً الترمذي (3689)، والبغوي (1012)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 3/ ورقة 458 - 459 و 459، وابن الأثير في "أسد الغابة" 1/ 245 من طريق علي بن الحسين بن واقد، عن أبيه، به. =

ص: 101

22997 -

حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي حُسَيْنٌ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ بُرَيْدَةَ يَقُولُ: جَاءَ سَلْمَانُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ بِمَائِدَةٍ عَلَيْهَا رُطَبٌ، فَوَضَعَهَا بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" مَا هَذَا يَا سَلْمَانُ؟ " قَالَ: صَدَقَةٌ عَلَيْكَ وَعَلَى أَصْحَابِكَ. قَالَ: " ارْفَعْهَا، فَإِنَّا لَا نَأْكُلُ الصَّدَقَةَ " فَرَفَعَهَا، فَجَاءَ مِنَ الْغَدِ بِمِثْلِهِ، فَوَضَعَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، قَالَ:" مَا هَذَا يَا سَلْمَانُ؟ " قَالَ: صَدَقَةٌ عَلَيْكَ وَعَلَى أَصْحَابِكَ. قَالَ: " ارْفَعْهَا،

= وسيأتي عن علي بن الحسن بن شقيق، عن الحسين بن واقد برقم (23040).

وفي باب قصة بلال بن رباح، عن أبي هريرة سلف برقم (8403). وعن جابر بن عبد الله، سلف برقم (15002)، وكلاهما في "الصحيحين". وعن أبي أمامة الباهلي، سلف أيضاً برقم (22232)، إلا أن إسناده ضعيف جداً.

وفي باب قصة عمر بن الخطاب، عن أنس بن مالك سلف برقم (12046)، وإسناده صحيح على شرط الشيخين. وعن أبي هريرة، سلف برقم (8470)، وهو في "الصحيحين"، وقد ذكرنا تتمة شواهده هناك.

قال الترمذي: ومعنى هذا الحديث: "إِني دخلتُ البارحةَ الجنَّةَ" يعني: رأيتُ في المَنامِ كأني دخلتُ الجنَّةَ، هكذا رُوي في بعض الحديث. قلنا: قد جاء التصريح بكونه في المنام عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة المذكور آنفاً.

وقوله: "خَشْخَشتَكَ": هي حركة لها صوت كصوت السلاح.

وقوله: "مُشَرَّف" أي: له شُرَف، واحدتها، شُرْفة، والشُّرْفة من القصر: ما يوضع في أعلاه يُحَلَّى به. "تحفة الأحوذي" 10/ 120، و"لسان العرب" 9/ 171.

ص: 102

فَإِنَّا لَا نَأْكُلُ الصَّدَقَةَ " (1). فَرَفَعَهَا، فَجَاءَ (2) مِنَ الْغَدِ بِمِثْلِهِ، فَوَضَعَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، يَحْمِلُهُ، فَقَالَ: " مَا هَذَا يَا سَلْمَانُ؟ " فَقَالَ: هَدِيَّةٌ لَكَ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِأَصْحَابِهِ: " ابْسُطُوا " فَنَظَرَ إِلَى الْخَاتَمِ الَّذِي عَلَى ظَهْرِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَآمَنَ بِهِ.

وَكَانَ لِلْيَهُوَدِ، فَاشْتَرَاهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِكَذَا وَكَذَا دِرْهَمًا، وَعَلَى أَنْ يَغْرِسَ نَخْلًا، فَيَعْمَلَ سَلْمَانُ فِيهَا حَتَّى تُطْعِمَ. قَالَ: فَغَرَسَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم النَّخْلَ إِلَّا نَخْلَةً وَاحِدَةً غَرَسَهَا عُمَرُ، فَحَمَلَتِ النَّخْلُ مِنْ عَامِهَا، وَلَمْ تَحْمِلِ النَّخْلَةُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" مَا شَأْنُ هَذِهِ؟ " قَالَ عُمَرُ: أَنَا غَرَسْتُهَا يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: فَنَزَعَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ غَرَسَهَا فَحَمَلَتْ مِنْ عَامِهَا (3).

(1) من قوله: "فرفعها" إلى هنا سقط من (م) و (ق)، وأثبتناه من سائر الأصول، ومن مصادر تخريج الحديث التي خرجته من طريق الإمام أحمد.

(2)

في (ظ 5) وحدها: "فجاءه".

(3)

إسناده قوي كسابقه.

وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 7/ ورقة 406، والعراقي في "تقريب الأسانيد" ص 50 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجة مطولاً ومختصراً ابن أبي شيبة في "مصنفه" 6/ 551 - 552، وفي "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(6863) و (8597)، والبزار (2726 - كشف الأستار)، وأبو يعلى في "مسنده الكبير" كما في "إتحاف الخيرة"(6864) و (8598)، والطبراني في "الكبير"(6070)، والحاكم 2/ 16، والبيهقي في "السنن" 10/ 321، وفي "دلائل النبوة" 6/ 97، وابن عبد البر في "التمهيد" 3/ 98 - 99 من طريق زيد بن الحُباب، به.

وجاء الحديث عند الطبراني مسنداً عن سلمان، فقال: "عن بريدة، عن =

ص: 103

22998 -

حَدَّثَنَا زَيْدٌ، حَدَّثَنِي حُسَيْنٌ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي بُرَيْدَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " فِي الْإِنْسَانِ سِتُّونَ وَثَلَاثُ مِئَةِ مَفْصِلٍ، فَعَلَيْهِ أَنْ يَتَصَدَّقَ عَنْ كُلِّ مَفْصِلٍ مِنْهَا صَدَقَةً " قَالُوا: فَمَنِ الَّذِي يُطِيقُ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " النُّخَاعَةُ فِي الْمَسْجِدِ تَدْفِنُهَا، أَوِ الشَّيْءُ تُنَحِّيهِ عَنِ الطَّرِيقِ، فَإِنْ لَمْ تَقْدِرْ، فَرَكْعَتَا الضُّحَى تُجْزِئُ عَنْكَ "(1).

= سلمان". وتحرف "عبد الله بن بريدة" في مطبوع "التمهيد" إلى: "عبد الله بن يزيد"، و"حسين بن واقد" في "مصنف" ابن أبي شيبة إلى: "حصين بن واقد"، و"زيد بن الحباب" في الموضع الأول من "إتحاف الخيرة" إلى "يزيد بن الحباب".

وأخرجه مطولاً ومختصراً الترمذي في "الشمائل"(20)، وابن عساكر في "تاريخه" 7/ ورقة 401 من طريق علي بن الحسين بن واقد، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 10 من طريق علي بن الحسن بن شقيق المروزي، كلاهما عن حسين بن واقد، به.

وقد جاءت هذه القصة في حديث سلمان الفارسي في قصة إسلامه الآتي برقم (23737).

وقوله: "ابسُطُوا" أي: مُدُّوا أَيدِيكم، فكلوا.

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد قوي من أجل حسين -وهو ابن واقد المروزي- فقد روى له البخاري تعليقاً وفي "الأدب المفرد" ومسلم متابعة وأصحاب السنن، وهو صدوق لا بأس به، وباقي رجال الإسناد ثقات من رجال الصحيح. زيد: هو ابن الحُباب.

وأخرجه العراقي في "تقريب الأسانيد" ص 31 - 32 من طريق عبد الله بن أحمد ابن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن حبان (2540)، والبيهقي في "الشعب"(11164) من طريق زيد ابن الحباب، به. وليس في رواية ابن حبان قوله:"النخاعة في المسجد تدفنها". =

ص: 104

22999 -

حَدَّثَنَا زَيْدٌ، حَدَّثَنِي حُسَيْنٌ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي بُرَيْدَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " عَلَيْكُمْ بِهَذِهِ الْحَبَّةِ السَّوْدَاءِ - وَهِيَ الشُّونِيزُ - فَإِنَّ فِيهَا شِفَاءً "(1).

23000 -

حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي زُهَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ

= وأخرجه أبو داود (5242)، وابن خزيمة (1226) من طريق علي بن الحسين بن واقد، عن أبيه، به.

وسيأتي عن علي بن الحسن بن شقيق المروزي، عن حسين بن واقد برقم (23037).

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (8183)، وهو في "الصحيحين".

وعن أبي ذر الغفاري، سلف في مسنده برقم (21475)، وهو في "صحيح مسلم".

وعن عائشة عند مسلم (1007)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(837)، والبيهقي 4/ 188.

وعن ابن عباس عند ابن حبان (299)، وإسناده ضعيف.

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناده قوي كسابقه.

وأخرجه العراقي في "تقريب الأسانيد" ص 143 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو يعلى في "مسنده الكبير" كما في "إتحاف الخيرة"(5286) من طريق علي بن الحسن بن شقيق، و (5288) من طريق معاوية بن معروف، كلاهما عن حسين بن واقد، به.

وانظر (22938).

(2)

في (ظ 5): "عن ابن زهير"، والمثبت من (م) وسائر الأصول الخطية، وهو أبو زهير حرب بن زهير الضبعي كما سيأتي.

ص: 105

عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " النَّفَقَةُ فِي الْحَجِّ كَالنَّفَقَةِ فِي سَبِيلِ اللهِ بِسَبْعِ مِئَةِ ضِعْفٍ "(1).

(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، أبو زهير -وهو حرب بن زهير الضُّبَعي- لم يرو عنه غير عطاء بن السائب ومحمد بن أبي إسماعيل السلمي، وترجم له البخاري وابن أبي حاتم ولم يأثرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقد اختلف عليه في إسناده ومتنه، وعطاء بن السائب اختلط، وقد اختلف عليه أيضاً كما سيأتي بيانه. أبو عوانة: هو الوضَّاح بن عبد الله اليشكري.

وأخرجه البخاري تعليقاً في "التاريخ الكبير" 3/ 63 - 64، وابن أبي عاصم في "الجهاد"(76)، والبيهقي في "السنن" 4/ 332 من طريق يحيى بن حماد، ومسدد في "مسنده" كما أشار إليه البوصيري في "إتحاف الخيرة"(3185)، ومن طريقه أورده البخاري في "التاريخ" 3/ 63 - 64، كلاهما (يحيى بن حماد ومسدد) عن أبي عوانة الوضاح بن عبد الله، بهذا الإسناد. ولم يسق البخاري لفظه، وقال البيهقي في روايته:"سبعين ضعفاً" بدل "سبع مئة ضعف".

وأخرجه البخاري تعليقاً 3/ 63، والبيهقي في "الشعب"(4125)، وابن عساكر في "الأربعين في الحث على الجهاد" من طريق منصور بن أبي الأسود، والبخاري تعليقاً 3/ 63، والبيهقي في "شعب الإيمان"(4124) من طريق أبي حمزة محمد بن ميمون السُّكَّري، كلاهما عن عطاء بن السائب، به. ولم يسق البخاري لفظه، وقال البيهقي في روايته في الموضع الأول:"الدرهم بسبع مئة" وفي الثاني: "مئة ضعف" بدل قوله: "بسبع مئة ضعف".

قلنا: كذا رواه أبو عوانة ومنصور بن أبي الأسود وأبو حمزة السكري فقالوا: عن عطاء بن السائب، عن أبي زهير حرب بن زهير، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وخالفهم إبراهيم بن طهمان عند البخاري في "تاريخه الكبير" معلقاً 3/ 64، فقال: عن عطاء بن السائب، عن عبد الله بن زهير، عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسق لفظه. =

ص: 106

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وخالفهم حماد بن سلمة أيضاً، واختلف عليه:

فرواه هدبة بن خالد، عنه عند ابن أبي عاصم في "الجهاد" (75) فقال: عن عطاء بن السائب، عن محمد بن زهير، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

ورواه كامل بن طلحة، عنه عند علي بن سعيد العسكري في "الصحابة" وأبي موسى المديني في "الذيل" كما في "الإصابة" لابن حجر 5/ 188 - 189، فقال: عن عطاء بن السائب، عن عبد الله بن زهير، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وخالفهم علي بن عاصم عند ابن منده في "الصحابة" كما في "الإصابة" 5/ 189، فقال: عن عطاء بن السائب، عن زهير بن عبد الله، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم. ولم يسق لفظه.

وخالفهم موسى بن أعْين أيضاً، واختلف عليه:

فرواه يحيى بن رجاء، عنه عند ابن الأعرابي في "معجمه"(991)، فقال: عن عطاء بن السائب، عن زهير، عن علقمة، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

ورواه المعافى بن سليمان، عنه عند الطبراني في "الأوسط"(5270)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(4126)، فقال: عن عطاء بن السائب، عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم بإسقاط "زهير" من إسناده.

هذه حاصل الاختلافات التي وقعت لنا في حديث عطاء بن السائب. ورواه محمد بن أبي إسماعيل السلمي، عن حرب بن زهير، واختلف عليه:

فرواه عبد الرحمن بن مَغْراء، عنه، واختلف عليه أيضاً:

فرواه يوسف بن موسى، عنه، عند البزار (1664 - كشف الأستار)، فقال: عن محمد بن أبي إسماعيل، عن حرب بن زهير، عن أنس بن مالك موقوفاً، قال: النفقة في سبيل الله تضاعف سبع مئة ضعف.

ورواه عبد الرحمن بن مغراء عند البخاري في "التاريخ الكبير" معلقاً 3/ 63، =

ص: 107

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= فقال: عن محمد بن أبي إسماعيل السلمي، عن حرب بن زهير، عن يزيد بن زهير الضبعي، عن أنس بن مالك مرفوعاً:"النفقة في سبيل الله تضاعف سبع مئة ضعف". قلنا: ويزيد بن زهير الضبعي تفرد بالرواية عنه حرب بن زهير، وترجم له البخاري وابن أبي حاتم، ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، ولم يذكره غير ابن حبان في "الثقات" فهو في عداد المجهولين.

ورواه محمد بن بشر، عن محمد بن أبي إسماعيل السلمي، واختلف عليه أيضاً في متن الحديث:

فرواه علي ابن المديني، عنه، عند البخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 63، فقال: عن محمد بن أبي إسماعيل، عن حرب بن زهير، عن يزيد بن زهير الضبعي، عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم:"النفقة في سبيل الله تضاعف سبع مئة ضعف".

ورواه الحسين بن عبد الأول، عنه عند الطبراني في "الأوسط" (5690) فقال: عن محمد بن أبي إسماعيل، عن حرب بن زهير، عن يزيد الضبعي، عن أنس بن مالك مرفوعاً. ولفظه:"الحج سبيل الله، النفقة فيه الدرهم بسبع مئة".

قلنا: ومع هذا الاضطراب الحاصل فيه، فإن في الباب ما يقويه ويحسنه، فقد سلف من حديث أبي هريرة برقم (9714) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبع مئة ضعف، إلى ما شاء الله" وهو في "صحيح مسلم".

وأخرج ابن أبي حاتم في "تفسيره" في تفسير الآية (216) من سورة البقرة من طريق شَبيب بن بِشْر، عن عكرمة، عن ابن عباس في قول الله تعالى:{مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِئَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ} . قال ابن عباس: نفقة الحج والجهاد سواء، الدرهم سبع مئة، لأنه في سبيل الله. قلنا: وهذا إسناد ضعيف من أجل شبيب بن بِشْر البَجَلي، فهو ضعيف الحديث. =

ص: 108

23001 -

حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَقَّ عَنِ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ (1).

= وسيأتي من حديث أُمِّ مَعْقِل الأسدية 6/ 375، وفيه أنها قالت: يا رسول الله، إن عليَّ حَِجَّةً وإن لأبي مَعْقِل بَكْراً، قال أبو معقل: صَدَقَتْ، جعلتُه في سبيل الله، قال:"أَعطِها، فلتَحُجَّ عليه، فإنه في سبيل الله" وهو حديث صحيح، وقد ذكرنا بقية شواهده هناك.

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد قوي من أجل حسين بن واقد المروزي، فقد روى له البخاري تعليقاً وفي "الأدب المفرد" ومسلم متابعة وأصحاب السنن، وهو صدوق لا بأس به، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه العراقي في "تقريب الأسانيد" ص 72 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 234 عن زيد بن الحباب، به.

وأخرجه النسائي 7/ 164، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 236 من طريق الفضل بن موسى السِّيناني، عن حسين بن واقد، به.

وسيأتي عن علي بن الحسن بن شقيق، عن الحسين بن واقد برقم (23058).

وفي الباب عن عكرمة، عن ابن عباس موصولاً ومرسلاً عند ابن طهمان في "مشيخته"(53)، وعبد الرزاق (7962)، وابن أبي شيبة 8/ 235، وأبي داود (2841)، وابن أبي الدنيا في "العيال"(46)، والحربي في "غريب الحديث" 1/ 42، والنسائي 7/ 165 - 166، وابن الجارود (911) و (912)، وابن أبي حاتم في "العلل" 2/ 49، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1039)، وابن الأعرابي في "معجمه"(1680) و (1681)، والطبراني في "الكبير"(2567 - 2570) و (11838) و (11856)، وفي "الأوسط"(8014)، وأبو نعيم في =

ص: 109

23002 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا ضِرَارٌ - يَعْنِي ابْنَ مُرَّةَ - أَبُو سِنَانٍ الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ

= "الحلية" 7/ 116، وفي "أخبار أصبهان" 2/ 151، والبيهقي في "السنن" 9/ 299 و 302، والخطيب في "تاريخ بغداد" 10/ 151، ورجح أبو حاتم كما في "العلل" 2/ 49 إرساله.

وعن عائشة عند ابن أبي الدنيا في "العيال"(43)، وأبي يعلى (4521)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1051)، وابن حبان (5311)، وابن عدي في "الكامل" 6/ 2231، والحاكم 4/ 237، والبيهقي 9/ 299 و 303 و 303 - 304. وهو صحيح لولا عنعنة ابن جريج فيه.

وعن أنس بن مالك، أخرجه ابن أبي الدنيا في "العيال"(47)، والبزار (1235 - كشف الأستار)، وأبو يعلى (2945)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1038)، وابن حبان (5309)، والطبراني في "الأوسط"(1899)، وابن عدي في "الكامل" 2/ 550، والبيهقي 9/ 299، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 14/ ورقة 710 من طريق جرير بن حازم، عن قتادة، عن أنس. وقال البزار عقبه: لا نعلم أحداً تابع جريراً عليه. وكذا قال ابن عدي في "الكامل" 2/ 551، وقال أبو حاتم كما في "العلل" 2/ 50: أخطأ جرير في هذا الحديث، إنما هو قتادة، عن عكرمة، قال: عق رسول الله صلى الله عليه وسلم

مرسل. قلنا: وجرير في حديثه عن قتادة ضعف.

وعن جابر بن عبد الله عند ابن أبي شيبة 8/ 234، وابن أبي الدنيا (48)، وأبي يعلى (1933)، والطبراني في "الأوسط"(6704)، وفي "الصغير"(891)، وابن عدي في "الكامل" 3/ 1074، والبيهقي 8/ 324. وهو صحيح.

وعن عبد الله بن عمرو عند الحاكم 4/ 237، وإسناده حسن في المتابعات والشواهد.

وعن علي بن أبي طالب عند ابن أبي شيبة 8/ 235، والترمذي (1519)، والحاكم 4/ 237، وإسناده ضعيف.

ص: 110

عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" أَهْلُ الْجَنَّةِ عِشْرُونَ وَمِئَةُ صَفٍّ، هَذِهِ الْأُمَّةُ مِنْ ذَلِكَ ثَمَانُونَ صَفًّا "(1).

• قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ (2): مَاتَ بِشْرُ بْنُ الْحَارِثِ وَأَبُو الْأَحْوَصِ وَالْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ.

23003 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، قَالَا: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ؛ قَالَ: أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ فِي حَدِيثِهِ: حَدَّثَنَا زُبَيْدُ بْنُ الْحَارِثِ الْيَامِيُّ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَنَزَلَ بِنَا وَنَحْنُ مَعَهُ قَرِيبٌ مِنْ أَلْفِ رَاكِبٍ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ وَعَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ، فَقَامَ إِلَيْهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَفَدَّاهُ بِالْأَبِ وَالْأُمِّ يَقُولُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا لَكَ؟ قَالَ: " إِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي فِي اسْتِغْفَارٍ (3) لِأُمِّي، فَلَمْ يَأْذَنْ لِي، فَدَمَعَتْ عَيْنَايَ رَحْمَةً لَهَا مِنَ النَّارِ، وَإِنِّي كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ ثَلَاثٍ: عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ، فَزُورُوهَا لِتُذَكِّرَكُمْ زِيَارَتُهَا خَيْرًا، وَنَهَيْتُكُمْ عَنْ لُحُومِ الْأَضَاحِيِّ بَعْدَ ثَلَاثٍ، فَكُلُوا وَأَمْسِكُوا مَا شِئْتُمْ، وَنَهَيْتُكُمْ عَنِ الْأَشْرِبَةِ فِي الْأَوْعِيَةِ، فَاشْرَبُوا

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد العَنْبري، وعبد العزيز بن مسلم: هو القَسْملي، وابن بريدة: سلف الكلام على تسميته عند الرواية (22940).

(2)

أي: عبد الله بن أحمد بن حنبل، وأبو الأَحْوص: هو محمد بن حَيَّان البغوي، وثلاثتهم توفوا سنة سبع وعشرين ومئتين.

(3)

في (م) وحدها: "الاستغفار"، والمثبت من سائر النسخ الخطية.

ص: 111

فِي أَيِّ وِعَاءٍ شِئْتُمْ، وَلَا تَشْرَبُوا مُسْكِرًا " (1).

23004 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " فَضْلُ نِسَاءِ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ فِي الْحُرْمَةِ كَفَضْلِ أُمَّهَاتِهِمْ، وَمَا مِنْ قَاعِدٍ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين من جهة الحسن بن موسى -وهو الأَشْيب البغدادي-، وأما متابعه أحمد بن عبد الملك -وهو ابن واقد الحرَّاني-، فهو ثقة من رجال البخاري وحده. زهير: هو ابن معاوية بن حُديج الجعفي، وابن بريدة: هو عبد الله كما جاء مصرحاً باسمه في الرواية السالفة برقم (22958)، وعليه جرى المزي فذكر الحديث من هذا الوجه في ترجمة عبد الله بن بريدة من "تحفة الأشراف" 2/ 91 - 92، وقد روي الحديث أيضاً عن سليمان بن بريدة من غير هذا الوجه كما أشرنا إليه في تعليقنا على الرواية السالفة برقم (22958).

وأخرجه البيهقي 4/ 76 - 77 من طريق أحمد بن عبد الملك وحده، بهذا الإسناد.

وأخرجه تامّاً ومختصراً مسلم (977)، والنسائي 7/ 234 و 8/ 311، وأبو عوانة (7882)، وفي الجنائز كما في "إتحاف المهرة" 2/ 544، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 185 و 4/ 228، وفي "شرح مشكل الآثار"(4743)، وابن حبان (5390)، والحاكم 1/ 376، والبيهقي 4/ 76 من طرق عن زهير بن معاوية، به. وشك فيه زهير بن معاوية عند مسلم والطحاوي في الموضع الثاني، فقال:"عن ابن بريدة، أراه عن أبيه".

وسيأتي نحو القصة التي في أول الحديث في الرواية رقم (23017) و (23038)، وانظر تمام تخريجها في الموضع الثاني.

وانظر (22958).

ص: 112

يَخْلُفُ (1) مُجَاهِدًا فِي أَهْلِهِ، فَيَخُونُهُ (2) فِي أَهْلِهِ، إِلَّا وَقَفَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، قِيلَ لَهُ: إِنَّ هَذَا خَانَكَ فِي أَهْلِكَ، فَخُذْ مِنْ عَمَلِهِ مَا شِئْتَ " قَالَ:" فَمَا ظَنُّكُمْ؟ "(3).

23005 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنِّي كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ، فَزُورُوهَا، فَإِنَّهَا تُذَكِّرُ الْآخِرَةَ، وَنَهَيْتُكُمْ عَنْ نَبِيذِ الْجَرِّ، فَانْتَبِذُوا فِي كُلِّ وِعَاءٍ، وَاجْتَنِبُوا كُلَّ مُسْكِرٍ، وَنَهَيْتُكُمْ عَنْ

(1) في (ظ 5) و (ظ 2): "يخالف".

(2)

في (م) و (ظ 2) و (ق): "فيُخَبِّب"، ومعناه: يخدع ويفسد، وما أثبتناه من (ظ 5).

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف ليث -وهو ابن أبي سُليم- وباقي رجال الإسناد ثقات من رجال الصحيح.

أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، وابن بريدة: هو سليمان.

وأخرجه عمر بن محمد النَّسَفي في "القند في ذكر علماء سمرقند" ص 124 من طريق محمد بن مروان، عن ليث بن أبي سُليم، بهذا الإسناد.

وقد سلف من طريق سفيان بن سعيد الثوري، عن علقمة بن مرثد برقم (22977).

وقوله: "فضل نساء المجاهدين .. كفضل أمهاتهم" هذا اللفظ تفرد به ليث ابن أبي سليم، والمحفوظ:"حرمة نساء المجاهدين على القاعدين كحرمة أمهاتهم" كما في الرواية السالفة برقم (22977).

ص: 113

أَكْلِ لُحُومِ الْأَضَاحِيِّ بَعْدَ ثَلَاثٍ، فَكُلُوا وَتَزَوَّدُوا وَادَّخِرُوا " (1).

23006 -

حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ مِنْ كِتَابِهِ، حَدَّثَنِي حُسَيْنٌ، حَدَّثَنِي ابْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ حَلَفَ أَنَّهُ بَرِيءٌ مِنَ الْإِسْلَامِ، فَإِنْ كَانَ كَاذِبًا، فَهُوَ كَمَا قَالَ، وَإِنْ كَانَ صَادِقًا، فَلَنْ يَرْجِعَ إِلَى الْإِسْلَامِ سَالِمًا "(2).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عطاء الخراساني -وهو ابن أبي مسلم-، فقد أخرج له مسلم متابعة، وهو صدوق لا بأس به. عبد الرزاق: هو ابن هَمَّام الصنعاني، ومعمر: هو ابن راشد الأَزْدي.

وهو في "مصنف عبد الرزاق"(6708) و (16957)، ومن طريقه أخرجه مسلم (977)، والطبراني في "الكبير"(1152)، وفي "الشاميين"(2442). وهو في الموضع الثاني عند عبد الرزاق مختصر بالنهي عن نبيذ الجَرِّ والإذن فيه، ولم يسق مسلم لفظه.

وأخرجه الطبراني في "الشاميين"(2443) من طريق عثمان بن عطاء بن أبي مسلم، عن أبيه، به مختصراً بلفظ: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحلَّ نبيذ الجر بعد إذ حَرَّمه. وعثمان بن عطاء ضعيف.

وانظر (22958).

(2)

إسناده قوي، حسين -وهو ابن واقد المَرْوَزي- روى له أصحاب السنن والبخاري تعليقاً ومسلم متابعة، وهو صدوق لا بأس به، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. ابن بريدة: هو عبد الله.

وأخرجه أبو داود (3258) عن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.

وأخرجه البيهقي 10/ 30 من طريق زيد بن الحباب، به.

وأخرجه ابن ماجه (2100)، والنسائي 7/ 6 من طريق الفضل بن موسى، وابن =

ص: 114

23007 -

حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ تَرْكُ الصَّلَاةِ، فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ "(1).

23008 -

حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي بُرَيْدَةَ يَقُولُ: إِنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ (2) صَلَّى بِأَصْحَابِهِ

= أبي الدنيا في "الصمت"(368)، والحاكم 4/ 298 من طريق علي بن الحسن بن شقيق، كلاهما عن حسين بن واقد، به.

وسيأتي من طريق أبي تُمَيلة يحيى بن واضح، عن حسين بن واقد برقم (23010).

وفي الباب عن ثابت بن الضحاك في حديث مطول، سلف في مسنده برقم (16385)، وفيه:"ومن حلف بمِلَّةٍ سوى الاسلام كاذباً، فهو كما قال"، وهو في "الصحيحين".

(1)

إسناده قوي كسابقه.

وأخرجه ابن بطة في "الإبانة"(874)، والعراقي في "تقريب الأسانيد" ص 13 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه الآجري في "الشريعة" ص 133، وابن بطة في "الإبانة"(874) من طريق أحمد بن حنبل، به.

وأخرجه اللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد"(1518)، والبيهقي 3/ 366 من طريق زيد بن الحباب، به.

وانظر (22937).

(2)

في (م) وحدها: "إن معاذ بن جبل يقول" بزيادة كلمة: "يقول" وما أثبتناه من سائر الأصول الخطية، و"أطراف المسند" 1/ 616.

ص: 115

صَلَاةَ الْعِشَاءِ، فَقَرَأَ فِيهَا {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ} [القمر: 1]، فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَفْرُغَ، فَصَلَّى وَذَهَبَ، فَقَالَ لَهُ مُعَاذٌ قَوْلًا شَدِيدًا، فَأَتَى الرَّجُلُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَاعْتَذَرَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: إِنِّي كُنْتُ أَعْمَلُ فِي نَخْلٍ، وَخِفْتُ (1) عَلَى الْمَاءِ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" صَلِّ بِـ {الشَّمْسِ وَضُحَاهَا}، وَنَحْوِهَا مِنَ السُّوَرِ "(2).

23009 -

حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم دَفَعَ الرَّايَةَ إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ يَوْمَ خَيْبَرَ (3).

(1) في (م): "فخفت"، والمثبت من سائر الأصول الخطية.

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد قوي كسابقه، غير أن قوله: فقرأ فيها: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ} شاذ في حديث بريدة الأسلمي، فإنه مخالف لسائر روايات الحديث عن غيره من الصحابة، فالمحفوظ أنه قرأ فيها البقرة كما في حديث جابر بن عبد الله في "الصحيحين"، وفي بعض رواياته: أنه قرأ البقرة أو النساء- على الشك، وجاء في حديث غيره: أنه قرأ بسورة طويلة من غير تعيين لها، والله أعلم.

وأخرجه العراقي في "تقريب الأسانيد" ص 20 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وانظر ما سلف برقم (22994).

وفي الباب عن جابر بن عبد الله، سلف في مسنده برقم (14190). وعن أنس بن مالك، سلف في مسنده أيضاً برقم (12247)، وانظر بقية أحاديث الباب عندهما.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد قوي كسابقه.

وقد سلف الحديث من هذا الطريق مطولاً برقم (22993).

ص: 116

23010 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ أَبُو تُمَيْلَةَ، أَخْبَرَنِي حُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ بُرَيْدَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنَ الْإِسْلَامِ، فَإِنْ كَانَ كَاذِبًا، فَهُوَ كَمَا قَالَ، وَإِنْ كَانَ صَادِقًا، فَلَنْ يَرْجِعَ إِلَى الْإِسْلَامِ "(1).

23011 -

حَدَّثَنَا أَبُو تُمَيْلَةَ يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ، أَخْبَرَنَا حُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: رَجَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ بَعْضِ مَغَازِيهِ، فَجَاءَتْ جَارِيَةٌ سَوْدَاءُ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي كُنْتُ نَذَرْتُ إِنْ رَدَّكَ اللهُ سَالِمًا أَنْ أَضْرِبَ عَلَى رَأْسِكَ بِالدُّفِّ. فَقَالَ:" إِنْ كُنْتِ نَذَرْتِ، فَافْعَلِي، وَإِلَّا فَلَا " قَالَتْ: إِنِّي كُنْتُ نَذَرْتُ. قَالَ: فَقَعَدَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَضَرَبَتْ بِالدُّفِّ (2).

23012 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنِي أَجْلَحُ الْكِنْدِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ بُرَيْدَةَ، قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعْثَيْنِ إِلَى الْيَمَنِ، عَلَى

(1) إسناده قوي كسابقه.

وقد سلف الحديث عن زيد بن الحباب، عن حسين بن واقد برقم (23006).

(2)

إسناده قوي كسابقه.

وأخرجه ابن حبان (4386) من طريق أبي تُميلة يحيى بن واضح، بهذا الإسناد.

وانظر (22989).

ص: 117

أَحَدِهِمَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَعَلَى الْآخَرِ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ، فَقَالَ:" إِذَا الْتَقَيْتُمْ فَعَلِيٌّ عَلَى النَّاسِ، وَإِنْ افْتَرَقْتُمَا، فَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمَا عَلَى جُنْدِهِ " قَالَ: فَلَقِينَا بَنِي زَيْدٍ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ، فَاقْتَتَلْنَا، فَظَهَرَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ، فَقَتَلْنَا الْمُقَاتِلَةَ، وَسَبَيْنَا الذُّرِّيَّةَ، فَاصْطَفَى عَلِيٌّ امْرَأَةً مِنَ السَّبْيِ لِنَفْسِهِ، قَالَ بُرَيْدَةُ: فَكَتَبَ مَعِي خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُخْبِرُهُ بِذَلِكَ، فَلَمَّا أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، دَفَعْتُ الْكِتَابَ، فَقُرِئَ عَلَيْهِ، فَرَأَيْتُ الْغَضَبَ فِي وَجْهِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا مَكَانُ الْعَائِذِ، بَعَثْتَنِي مَعَ رَجُلٍ وَأَمَرْتَنِي أَنْ أُطِيعَهُ، فَفَعَلْتُ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" لَا تَقَعْ فِي عَلِيٍّ، فَإِنَّهُ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ، وَهُوَ وَلِيُّكُمْ بَعْدِي، وَإِنَّهُ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ، وَهُوَ وَلِيُّكُمْ بَعْدِي "(1).

(1) إسناده ضعيف بهذه السياقة من أجل أجلح الكِنْدي -وهو ابن عبد الله بن حُجَيَّه-، فهو ضعيف. ابن نمير: هو عبد الله الهَمْداني.

وهو في "فضائل الصحابة" للمصنف (1175).

وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 12/ ورقة 210 - 211 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه البزار (2563 - كشف الأستار)، والنسائي في "خصائص علي"(90)، وابن عساكر 12/ ورقة 210 من طرق عن أجلح الكندي، به.

وأخرجه بنحوه مطولاً ومختصراً الطبراني في "الأوسط"(4839)، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان"(556)، وابن عساكر في "تاريخه" 12/ ورقة 210 و 211 و 213 - 214 من طرق عن عبد الله بن بريدة، به. وأسانيدها جميعاً ضعيفة. =

ص: 118

23013 -

حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ ثَعْلَبَةَ الطَّائِيُّ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ، أَوْ حِينَ يُمْسِي: اللهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي، إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ. فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ أَوْ مِنْ لَيْلَتِهِ، دَخَلَ الْجَنَّةَ "(1).

= وانظر (22961)، وما سلف برقم (22945).

وفي الباب عن عمران بن حصين، سلف برقم (19928)، وإسناده ضعيف، وقد ذكرنا تتمة أحاديث الباب هناك.

ولقوله صلى الله عليه وسلم: "علي مني وأنا منه" شواهد انظرها عند حديث عمران بن حصين المذكور.

وقوله: "وهو وليكم بعدي" انظر ما كتبناه عليه عند حديث عمران بن حصين أيضاً.

(1)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أبي كامل -وهو مُظَفَّر ابن مُدْرِك الخُراساني-، فقد روى له أبو داود في "التفرد" والنسائي، وهو ثقة، وغير الوليد بن ثعلبة الطائي؛ فقد روى له أبو داود وابن ماجه والنسائي في "عمل اليوم والليلة"، وهو ثقة أيضاً. زهير: هو ابن معاوية بن حُديج أبو خيثمة الجُعْفي، وابن بريدة: هو عبد الله.

وأخرجه عبد الغني المقدسي في "الدعاء"(90) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وسقط من مطبوعه من إسناد الحديث:"أحمد بن حنبل". =

ص: 119

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه أبو داود (5070)، والبزار (564 - كشف الأستار)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(466) و (579)، والطبراني في "الدعاء"(309)، والبيهقي في "الدعوات الكبير"(31)، والبغوي (1309)، والمزي في ترجمة المنذر بن ثعلبة الطائي أخي الوليد بن ثعلبة من "تهذيب الكمال" 28/ 500 - 501، وابن حجر في "نتائج الأفكار" 2/ 323 من طرق عن زهير بن معاوية، به. وقال البزار في روايته في أول الحديث:"الاستغفار أن يقول الرجل إذا جلس في صلاته" بدل قوله: "من قال حين يصبح، أو حين يمسي". قلنا: وهذا اللفظ غير محفوظ في حديث بريدة، تفرد به البزار، وهو وهمٌ، لأن النسائي قد شارك البزار في شيخه، فلم يذكر فيه هذا الحرف، وكذلك جاءت سائر روايات الحديث ليس فيها هذا الحرف.

وأخرجه ابن ماجه (3872) من طريق إبراهيم بن عيينة، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(20)، وابن حبان (1035)، والحاكم 1/ 514 - 515 من طريق عيسى بن يونس، كلاهما عن الوليد بن ثعلبة، به.

وأخرجه الطبراني في "الدعاء"(309)، ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" 28/ 500 - 501 من طريق جعفر بن زياد الأحمر، عن المنذر بن ثعلبة الطائي أخي الوليد بن ثعلبة، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه.

وأخرجه أبو يعلى في "مسنده الكبير" كما في "إتحاف المهرة" 2/ 557 عن أبي خيثمة، عن جرير، عن ليث -وهو ابن أبي سُليم- عن يحيى، وأخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة"(43) عن أبي عروبة، عن معلل بن نفيل، عن موسى بن أعين، عن ليث -وهو ابن أبي سُليم-، عن عثمان، كلاهما عن سليمان بن بريدة، عن أبيه .. ، ثم ذكر الحديث. قلنا: ومداره على ليث بن أبي سُليم، وهو ضعيف.

ورواه حسين بن ذَكْوان المُعَلِّم كما سلف فى "المسند"(17111)، فقال: عن عبد الله بن بريدة، عن بُشير بن كعب، عن شدَّاد بن أَوْس. =

ص: 120

23014 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي رَبِيعَةَ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ

= ورواه ثابت بن أسلم البُناني وأبو العَوَّام فائد بن كَيْسان في "عمل اليوم والليلة"(465) و (581)، فقالا: عن نَفَر صَحِبُوا شداد بن أوس، عن شداد بن أوس.

قال النسائي في "عمل اليوم والليلة" بإثر الحديث (580): حسين المُعَلِّم أَثْبَتُ من الوليد بن ثعلبة، وأعلم بعبد الله بن بريده، وحديثه أَوْلى بالصواب. وتبعه الحافظ المزي في "تهذيب الكمال" 28/ 501، فقال: وهو المحفوظ.

قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" 11/ 99 بعد أن ساق قول النسائي: كأن الوليد سلك الجادة؛ لأن جُلَّ رواية عبد الله بن بريدة، عن أبيه، وكأن من صححه جَوَّزَ أن يكون عن عبد الله بن بريدة على الوجهين.

ثم قال في "نتائج الأفكار" 2/ 324: هذا حديث حسن صحيح

، وقد وثقه -يعني الوليد بن ثعلبة- يحيى بن معين، وكنت أظن أن روايته هذه شاذة، وأنه سلك الجادة، حتى رأيت الحديث من رواية سليمان بن بريدة، عن أبيه، أخرجها ابن السني، فبان أن للحديث عن بريدة أصلاً.

قلنا: قد سلف أن في الطريق إليه ليث بن أبي سُليم، وهو سيئ الحفظ، لكن تابع الوليد بن ثعلبة أخوه المنذر بن ثعلبة كما ذكرنا في تخريج الحديث آنفاً، فالقول قول الحافظ ابن حجر، والله أعلم.

وفي الباب عن جابر بن عبد الله، عند عبد بن حميد (1063)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(467) و (468)، والطبراني في "الدعاء"(311)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(372).

وقوله: "أَبوءُ بنعمتك عليَّ، وأَبوءُ بذَنْبي" أي: أُقِرُّ وأَرْجِعُ، وأَصل البَواءِ: اللُّزوم، وقيل في معنى قوله:"أبوء بذنبي" أي: أحتمله برغمي ولا أستطيع صَرْفَه ودفعَه عني. انظر "النهاية" 1/ 159، و"شرح السنة" 5/ 95، و"فتح الباري" 11/ 100.

ص: 121

عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" أَمَرَنِي اللهُ بِحُبِّ أَرْبَعَةٍ مِنْ أَصْحَابِي - أَرَى شَرِيكًا قَالَ: وَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ يُحِبُّهُمْ -: عَلِيٌّ مِنْهُمْ، وَأَبُو ذَرٍّ، وَسَلْمَانُ، وَالْمِقْدَادُ الْكِنْدِيُّ "(1).

23015 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ أَنَّهُ حَدَّثَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ الْأَسْلَمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ بُرَيْدَةَ بْنِ حُصَيْبٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ ثَلَاثٍ: عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ، فَزُورُوهَا، فَإِنَّ فِي زِيَارَتِهَا عِظَةً وَعِبْرَةً، وَنَهَيْتُكُمْ عَنْ لُحُومِ الْأَضَاحِيِّ فَوْقَ ثَلَاثٍ، فَكُلُوا وَادَّخِرُوا، وَنَهَيْتُكُمْ عَنِ النَّبِيذِ فِي هَذِهِ الْأَسْقِيَةِ، فَاشْرَبُوا، وَلَا تَشْرَبُوا حَرَامًا "(2).

23016 -

حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ

(1) إسناده ضعيف سلف الكلام عليه في الرواية (22968).

وهو في "فضائل الصحابة" للمصنف (1176)، ومن طريقه أخرجه الحاكم 3/ 130. واقتصر الحاكم في روايته على تسمية عليٍّ دون الثلاثة الباقين.

وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 7/ ورقة 409 من طريق أسود بن عامر شاذان، بهذا الإسناد.

(2)

حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن إسحاق -وهو ابن يَسار المدني-، فقد أخرج له البخاري تعليقاً ومسلم متابعة وأصحاب السنن، وهو صدوق حسن الحديث إلا أنه مدلِّس، وقد عنعنه، لكنه قد توبع. يعقوب بن إبراهيم: هو ابن سعد بن إبراهيم الزُّهري.

وانظر (22958).

ص: 122

عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنِّي كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ ثَلَاثٍ: عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ، وَعَنْ لُحُومِ الْأَضَاحِيِّ أَنْ تُحْبَسَ فَوْقَ ثَلَاثٍ، وَعَنِ الْأَوْعِيَةِ، وَنَهَيْتُكُمْ عَنْ لُحُومِ الْأَضَاحِيِّ لِيُوسِعْ ذُو السَّعَةِ عَلَى مَنْ لَا سَعَةَ لَهُ، فَكُلُوا وَادَّخِرُوا، وَنَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ، وَإِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ أُذِنَ لَهُ فِي زِيَارَةِ قَبْرِ أُمِّهِ، وَنَهَيْتُكُمْ عَنِ الظُّرُوفِ، وَإِنَّ الظُّرُوفَ لَا تُحَرِّمُ شَيْئًا وَلَا تُحِلُّهُ، وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ "(1).

(1) حديث صحيح، مُؤَمَّل -وهو ابن إسماعيل البصري- وإن كان سيئ الحفظ، قد توبع، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. سفيان: هو ابن سعيد الثَّوْري، وابن بريدة: هو سليمان.

وأخرجه تامّاً ومختصراً مسلم (977) وص 1564 (37) وص 1585 (64)، والترمذي (1054) و (1510) و (1869)، وأبو عوانة (7879) و (7880) و (7881)، وفي الجنائز وفي حظر الاستغفار للكفار كما في "إتحاف المهرة" 2/ 544، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(2082)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 186 و 228، وفي "شرح مشكل الآثار"(4745)، والحازمي في "الاعتبار" ص 228 من طرق عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (807) وإبراهيم الحربي في "غريب الحديث" 3/ 1131 من طريق عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(2170) و (2181) من طريق قيس بن الربيع، وابن حبان (3168) من طريق زيد ابن أبي أُنيسة، ثلاثتهم عن علقمة بن مرثد، به. ورواية الطيالسي مختصرة بلفظ: أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم رَخَّصَ في زيارة القبور، واختصره الحربي بلفظ:"كنا نهيناكم عن هذه الظروف أن تشربوا فيها، فإنها لا تُحِلُّ ولا تُحرِّم".

وسيأتي الحديث بأطول مما هنا من طريق خلف بن خليفة برقم (23038)، =

ص: 123

23017 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ جَابِرٍ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ ابْنِ (1) بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى إِذَا كُنَّا بِوَدَّانَ، قَالَ:" مَكَانَكُمْ حَتَّى آتِيَكُمْ " فَانْطَلَقَ، ثُمَّ جَاءَنَا وَهُوَ ثَقِيلٌ (2)، فَقَالَ:" إِنِّي أَتَيْتُ قَبْرَ أُمِّ مُحَمَّدٍ، فَسَأَلْتُ رَبِّي الشَّفَاعَةَ فَمَنَعَنِيهَا، وَإِنِّي كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ، فَزُورُوهَا، وَنَهَيْتُكُمْ عَنْ لُحُومِ الْأَضَاحِيِّ بَعْدَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، فَكُلُوا وَأَمْسِكُوا مَا بَدَا لَكُمْ، وَنَهَيْتُكُمْ عَنْ هَذِهِ الْأَشْرِبَةِ فِي هَذِهِ الْأَوْعِيَةِ، فَاشْرَبُوا فِيمَا بَدَا لَكُمْ "(3).

= ومختصراً عن وكيع بن الجراح برقم (23052)، كلاهما عن أبي جناب يحيى بن أبي حَيَّه، عن سليمان بن بريدة.

وسيأتي بأطول مما هنا أيضاً من طريق القاسم بن عبد الرحمن، عن ابن بريدة برقم (23017).

وانظر ما سلف برقم (22958).

(1)

تحرفت لفظة "ابن" في (م) إلى "أبي".

(2)

وقع في (م) وحدها: "سقيم"، والمثبت من سائر النسخ الخطية و"جامع المسانيد" 1/ ورقة 125.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف من أجل أيوب بن جابر -وهو ابن سَيَّارِ اليَمَامي الكوفي-، فهو ضعيف. حسين بن محمد: هو ابن بَهْرام المَرُّوذي، وسماك: هو ابن حرب، والقاسم بن عبد الرحمن، هو ابن عبد الله بن مسعود الهذلي، وابن بريدة: هو سليمان كما يدل عليه صنيع ابن حجر، فقد ذكر الحديث في ترجمته من "أطراف المسند" 1/ 608 - 609، و"إتحاف المهرة" 2/ 545.

وأخرجه البزار (96) من طريق عبد الله بن الوزير الطائفي، عن محمد بن =

ص: 124

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= جابر، عن سماك بن حرب، بهذا الإسناد. ولفظه: قال -يعني بريدة-: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كنا بودَّان -أو بالقبور-، سأل الشفاعة لأمه، أحسبه قال: فضرب جبريل صدره وقال: لا تستغفر لمن مات مشركاً، فرجع وهو حزين. ومحمد بن جابر -وهو ابن سَيَّار الحَنَفي الكوفي أخو أيوب بن جابر- ضعيف أيضاً.

وأخرجه الدارقطني في "السنن" 4/ 259، ومن طريقه الحازمي في "الاعتبار" ص 228 من طريق يحيى بن يحيى النيسابوري، والدارقطني 4/ 259 من طريق محمد بن سليمان لُوَيْن، كلاهما عن محمد بن جابر بن سَيَّار، عن سماك بن حرب، به. وروايتهما مختصرة، قال يحيى بن يحيى في حديثه:"كنا نهيناكم عن الشرب في الأوعية، فاشربوا في أي سقاء شئتم، ولا تشربوا مسكراً"، وقال محمد ابن سليمان لوين:"نهيتكم عن الظروف، فاشربوا فيما شئتم، ولا تسكروا".

وخالفهما أبو الأحوص سلام بن سليم في إسناده ومتنه عند النسائي 8/ 319، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 228، والدارقطني 4/ 259، فقال: عن سماك، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي بُردةَ بن نيار، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني كنت نهيتكم عن الشرب في الأوعية، فاشربوا فيما بدا لكم، ولا تسكروا" هذا لفظ الطحاوي، ولفظ النسائي:"اشربوا في الظروف، ولا تسكروا" ولفظ الدارقطني مثله إلا أنه قال: في "المُزَفَّت" مكان "الظروف" قال النسائي بإثره: هذا حديث منكر، غلط فيه أبو الأحوص سلام بن سليم لا نعلم أحداً تابعه عليه من أصحاب سماك بن حرب

، وقال أحمد بن حنبل: كان أبو الأحوص يُخطئ في هذا الحديث، وقال الدارقطني: وهم فيه أبو الأحوص في إسناده ومتنه، وقال غيره: عن سماك، عن القاسم عن ابن بريدة، عن أبيه:"ولا تشربوا مسكراً". وقال عن حديث يحيى بن يحيى النيسابوري، عن محمد بن جابر المذكور آنفاً: هذا هو الصواب. وكذا قال الحازمي: جَوَّد يحيى بن يحيى إسناد هذا الحديث، وهو إمام. =

ص: 125

23018 -

حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى مِنْ أَهْلِ مَرْوَ، حَدَّثَنَا أَوْسُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَخِي سَهْلُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ بُرَيْدَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " سَتَكُونُ بَعْدِي بُعُوثٌ كَثِيرَةٌ، فَكُونُوا فِي بَعْثِ خُرَاسَانَ، ثُمَّ انْزِلُوا مَدِينَةَ مَرْوَ، فَإِنَّهُ بَنَاهَا ذُو الْقَرْنَيْنِ، وَدَعَا لَهَا بِالْبَرَكَةِ، وَلَا يَضُرُّ أَهْلَهَا سُوءٌ "(1).

= وخالف فيه أيضاً شريك بن عبد الله النخعي، فرواه إسحاق بن يوسف، عنه عند ابن ماجه (3405) عن سماك، عن القاسم بن مخيمرة، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"كنت نهيتكم عن الأوعية، فانتبذوا فيه، واجتنبوا كل مسكر" فذكر في إسناده: "القاسم بن مخيمرة" مكان "القاسم بن عبد الرحمن".

ورواه يزيد بن هارون، عنه عند النسائي 8/ 319 - 320، فقال: عن سماك، عن ابن بريدة، عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الدُّبَّاء والحَنْتَم والنَّقير والمُزَفَّتِ. فأسقط من إسناده: "القاسم بن عبد الرحمن"، وخالف في لفظه. وشريك سيئ الحفظ.

وخالف فيه أيضاً أبو عوانة عند النسائي 8/ 320، فرواه: عن سماك، عن قِرْصافة امرأة منهم، عن عائشة، قالت: اشربوا، ولا تسكروا. قال النسائي عقبه: هذا أيضاً غير ثابت وقرصافة هذه لا ندري من هي، والمشهور عن عائشة خلاف ما روت عنها قرصافة. وانظر (23016) و (23038)، وما سلف برقم (22958).

وقوله: حتى إذا كنا بوَدَّان: بفتح الواو وتشديد الدال المفتوحة، آخرها نون: قرية جامعة من نواحي الفُرْع بين المدينة ومكة، بينها وبين الأَبْواء، ثمانية أميال، وهي قريبة من الجُحْفة. "معجم البلدان" 5/ 365 و"معجم ما استعجم" 2/ 1374.

(1)

إسناده ضعيف جداً شبه موضوع من أجل أوس بن عبد الله بن بريدة، فهو متروك الحديث، وكذا أخوه سهلٌ، والحسن بن يحيى المَرْوزي قال الحسيني: فيه نظر، وتابع سهلاً حسامُ بن مِصَكٍّ، وهو متروك أيضاً، ونوحُ بن أبي =

ص: 126

23019 -

حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ الْعَتَكِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْوَتْرُ حَقٌّ، فَمَنْ لَمْ

= مريم أبو عصمة، وقد رماه غير واحد من الأئمة بوضع الحديث. وقال الذهبي في "ميزان الاعتدال" عن هذا الخبر: إنه منكر، وقال في موضع آخر: خبر باطل. ومع ذلك فقد تساهل الحافظ ابن حجر جداً، فحسَّنه في "القول المسدَّد" ص 133.

وأخرجه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" 1/ 308 - 309، وفي "مناقب أحمد" ص 37 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وقال: هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" 1/ 124، وابن حبان في "المجروحين" 1/ 348، والطبراني في "الأوسط"(8211)، وابن عدي في "الكامل" 1/ 401 و 402، وأبو نعيم في "دلائل النبوة"(477)، والبيهقي في "الدلائل" 6/ 332 من طرق عن أوس بن عبد الله بن بريدة، به. ولم يذكر الطبراني في إسناده سهل بن عبد الله بن بريدة، ووقع عند أبي نعيم:"عن سهل، عن جده" بإسقاط عبد الله بن بريدة من إسناده، وليس في إسناد البيهقي في أحد مواضع الحديث عنده: بريدة ابن الحصيب.

وأخرجه ابن عدي 7/ 2507، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" 1/ 309 من طريق نوح بن أبي مريم، والطبراني في "الكبير"(1151)، وابن عدي 2/ 840، وابن الجوزي في "العلل" 1/ 310 من طريق حسام بن مِصَكٍّ، كلاهما عن عبد الله بن بريدة، به.

ولفظ حديث حسام بن مصك عند ابن عدي وابن الجوزي: "مكة أم القرى، ومرو أم خراسان". وليس في حديث نوح بن أبي مريم قوله: "فإنه بناها ذو القرنين، ودعا لها بالبركة".

ص: 127

يُوتِرْ، فَلَيْسَ مِنَّا " قَالَهَا ثَلَاثًا (1).

23020 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَعْيَنَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَهُمْ مَا أَسْلَمُوا عَلَيْهِ مِنْ أَرَضِيهِمْ وَرَقِيقِهِمْ وَمَاشِيَتِهِمْ، وَلَيْسَ عَلَيْهِمْ فِيهِ إِلَّا الصَّدَقَةُ "(2).

(1) حسن لغيره، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد من أجل عبيد الله بن عبد الله العتكي المروزي، فهو حسن الحديث في المتابعات والشواهد، والحسن بن يحيى -وهو المروزي- قال الحسيني: فيه نظر. لكنه قد توبع.

وأخرجه أبو داود (1419)، والحاكم 1/ 306، وابن نصر المروزي في "الوتر"(5) من طرق عن الفضل بن موسى السيناني، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 297، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1343)، وابن عدي في "الكامل" 3/ 1252 و 4/ 1637، والحاكم 1/ 305 - 306، والبيهقي 2/ 470 - 471، والخطيب في "تاريخ بغداد" 5/ 175 من طرق عن عبيد الله بن عبد الله العتكي، به. ولفظه عند ابن عدي في أحد مواضعه:"أوتروا، ليس منا من لم يوتر"، وسقط "بريدة" من إسناده في الموضع الثاني عند ابن عدي، ووقع في "تاريخ بغداد":"الوتر الواجب" بدل "الوتر حق".

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف في مسنده برقم (9717)، وإسناده ضعيف.

وقد جاء قوله صلى الله عليه وسلم: "الوتر حق" في بعض الطرق الصحيحة لحديث أبي أيوب الأنصاري الآتي برقم (23545).

(2)

إسناده ضعيف، فيه ليث بن أبي سُليم، وهو ضعيف سيئ الحفظ.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(5070) عن محمد بن النَّضْر الأَزْدي، عن أحمد بن عبد الملك، بهذا الإسناد. وفي أول الحديث: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في أهل الذمة: "لهم ما أسلموا عليه" فذكره. =

ص: 128

23021 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، وَأَبِي رَبِيعَةَ الْإِيَادِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِعَلِيٍّ:" يَا عَلِيُّ، لَا تُتْبِعِ النَّظْرَةَ النَّظْرَةَ، فَإِنَّمَا لَكَ الْأُولَى، وَلَيْسَتْ لَكَ الْآخِرَةُ "(1).

23022 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا مُثَنَّى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ كَانَ بِخُرَاسَانَ، فَعَادَ أَخًا لَهُ وَهُوَ مَرِيضٌ، فَوَجَدَهُ بِالْمَوْتِ وَإِذَا هُوَ يَعْرَقُ جَبِينُهُ، فَقَالَ: اللهُ أَكْبَرُ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" مَوْتُ الْمُؤْمِنِ بِعَرَقِ الْجَبِينِ "(2).

23023 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو تُمَيْلَةَ يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ الْأَزْدِيُّ، أَخْبَرَنِي خَالِدُ بْنُ عُبَيْدٍ أَبُو عِصَامٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: ذَهَبَ بِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى مَوْضِعٍ بِالْبَادِيَةِ قَرِيبٍ مِنْ مَكَّةَ، فَإِذَا أَرْضٌ يَابِسَةٌ حَوْلَهَا رَمْلٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" تَخْرُجُ الدَّابَّةُ مِنْ هَذَا الْمَوْضِعِ " فَإِذَا فِتْرٌ فِي شِبْرٍ (3).

= وأخرجه البزار (877 - كشف الأستار)، والبيهقي في "السنن" 4/ 132 من طريقين عن موسى بن أَعْين، به. وفي أوله عندهما: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في أهل الذمة: "لهم ما أسلموا عليه .. " الحديث.

(1)

حسن لغيره، وهذا إسناد سلف الكلام عليه في الرواية (22974). أبو إسحاق متابع أبي ربيعة الإيادي: هو عمرو بن عبد الله السَّبِيعي.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد سلف الكلام عليه في الرواية (22964).

(3)

إسناده ضعيف جداً من أجل خالد بن عُبيد أبي عصام العَتكي المَرْوزي، فهو متروك الحديث. =

ص: 129

23024 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَوَلَةَ، قَالَ: كُنْتُ أَسِيرُ مَعَ بُرَيْدَةَ الْأَسْلَمِيِّ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " خَيْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ الْقَرْنُ الَّذِينَ بُعِثْتُ أَنَا فِيهِمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَكُونُ قَوْمٌ تَسْبِقُ شَهَادَتُهُمْ أَيْمَانَهُمْ، وَأَيْمَانُهُمْ شَهَادَتَهُمْ ".

وَقَالَ عَفَّانُ مَرَّةً: " الْقَرْنُ الَّذِينَ بُعِثْتُ فِيهِمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، (1 ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ 1) "(2).

= وأخرجه البخاري تعليقاً في "تاريخه الكبير" 3/ 162، وابن ماجه (4067)، وابن عدي في "الكامل" 3/ 896 - 897 و 897 من طرق عن أبي تُميلة يحيى بن واضح، بهذا الإسناد. وزادوا جميعاً فيه: فحججت بعد ذلك بسنين -فأرانا عصا له- فإذا بعصاي هذه: هكذا وهكذا. إلا ابن عدي جعله من قول بريدة أبيه.

وانظر في موضع خروج الدَّابَّة "تفسير ابن كثير" 6/ 220 - 224، و"تخريج أحاديث الكشاف" للزيلعي 3/ 19 - 21، و"الدر المنثور" 6/ 378 - 383، وتفسير الطبري 20/ 14 - 16.

(1 - 1) كذا في (م) و"غاية المقصد" ص 329 - 330، ووقع مكانها في النسخ الخطية التي بين أيدينا:"ثم الذين يلون الذين يلونهم".

(2)

صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الصحيح غير عبد الله بن مَوَلَة القُشَيري، وقد ذكرنا له ترجمة في الرواية السالفة برقم (22960)، والجريري -وهو سعيد ابن إياس وإن كان قد اختلط- رواية حماد بن سلمة عنه قبل الاختلاط، لكن قوله:"ثم الذين يلونهم" في المرة الرابعة والخامسة غير محفوظ في حديث بريدة، فقد تفرد به حماد بن سلمة عن الجريري، ورواه غير واحد عن الجريري كما في الرواية السالفة برقم (22960) والتعليق عليها، فلم يذكروا هذا الحرف في المرة =

ص: 130

23025 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ لَعِبَ بِالنَّرْدَشِيرِ، فَكَأَنَّمَا غَمَسَ (1) يَدَيْهِ فِي لَحْمِ الْخِنْزِيرِ وَدَمِهِ "(2).

23026 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، أَنَّ أَبَا مَلِيحٍ حَدَّثَهُ، قَالَ: كُنَّا مَعَ بُرَيْدَةَ فِي غَزْوَةٍ فِي يَوْمٍ ذِي غَيْمٍ، فَقَالَ: بَكِّرُوا

= الرابعة والخامسة. عفان: هو ابن مسلم الصفَّار، وأبو نضرة: هو منذر بن مالك ابن قِطْعة العَوَقي.

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 177 - 178، وابن أبي عاصم في "السنة"(1474)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 152، وفي "شرح مشكل الآثار"(2466)، وابن حبان في "الثقات" 8/ 1 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وذكر الطحاوي فيه قصة بنحو الرواية السالفة برقم (22960)، واقتصر ابن أبي عاصم على قوله:"خير هذه الأمة القرن الذي بعثت فيهم"، واقتصر الطحاوي في "شرح المشكل" على ذكر ثلاثة قرون في الخيرية، وتحرف "بريدة" في مطبوع ابن أبي شيبة إلى:"أبي بردة".

وانظر (22960).

(1)

في (م) و (ق) و (ظ 2): "يغمس"، والمثبت من (ظ 5).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن بريدة، فمن رجال مسلم. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني. وسفيان: هو ابن سعيد الثوري.

وانظر (22979).

ص: 131

بِالصَّلَاةِ، فَإِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ تَرَكَ صَلَاةَ الْعَصْرِ، فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ "(1).

* 23027 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا أَبُو فُلَانَ (2) -[قَالَ عَبْدُ اللهِ ابْنُ أَحْمَدَ]: كَذَا قَالَ أَبِي، لَمْ يُسَمِّهِ عَلَى عَمْدٍ! وَحَدَّثَنَاهُ غَيْرُهُ فَسَمَّاهُ، يَعْنِي أَبَا حُنَيْفَةَ -، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِرَجُلٍ أَتَاهُ:" اذْهَبْ، فَإِنَّ الدَّالَّ عَلَى الْخَيْرِ كَفَاعِلِهِ "(3).

(1) إسناده قوي على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الوهاب ابن عطاء -وهو الخَفَّاف-، فمن رجال مسلم، وهو صدوق لا بأس به. هشام: هو ابن أبي عبد الله الدَّسْتُوائي، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجَرْمي، وأبو المليح: هو عامر بن أسامة بن عمير الهُذَلي، وقيل في اسمه غير ذلك.

وانظر (22957).

(2)

وقع في (م): "أبو فلانة"، وما أثبتناه من (ظ 5) و (ظ 2). و"أطراف المسند" 1/ 611.

(3)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، غير أبي حنيفة النعمان بن ثابت الإمام الثقة المشهور، فقد روى له الترمذي والنسائي.

وأخرجه أبو بكر القطيعي في "جزء الألف دينار"(76) عن عبد الله بن أحمد عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو يعلى الموصلي في "مسنده الكبير" كما في "إتحاف المهرة" 2/ 557، و"إتحاف الخيرة"(394) عن محمد بن بشار، عن إسحاق بن يوسف، به. وصَرَّحَ باسم أبي حنيفة في الإسناد. وهو في "مسند أبي حنيفة" بشرح علي القاري ص 326.

وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 3/ 1145، وتمام الرازي في "فوائده" =

ص: 132

23028 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ مَرَّ عَلَى مَجْلِسٍ وَهُمْ يَتَنَاوَلُونَ مِنْ عَلِيٍّ، فَوَقَفَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ: إِنَّهُ قَدْ كَانَ فِي نَفْسِي عَلَى عَلِيٍّ شَيْءٌ، وَكَانَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ كَذَلِكَ، فَبَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي سَرِيَّةٍ عَلَيْهَا عَلِيٌّ، وَأَصَبْنَا سَبْيًا، قَالَ: فَأَخَذَ عَلِيٌّ جَارِيَةً مِنَ الْخُمُسِ لِنَفْسِهِ، فَقَالَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ: دُونَكَ. قَالَ: فَلَمَّا قَدِمْنَا عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، جَعَلْتُ أُحَدِّثُهُ بِمَا كَانَ، ثُمَّ قُلْتُ: إِنَّ عَلِيًّا أَخَذَ جَارِيَةً مِنَ الْخُمُسِ، قَالَ: وَكُنْتُ رَجُلًا مِكْبَابًا، قَالَ: فَرَفَعْتُ رَأْسِي، فَإِذَا وَجْهُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ تَغَيَّرَ، فَقَالَ:" مَنْ كُنْتُ وَلِيَّهُ، فَعَلِيٌّ وَلِيُّهُ "(1).

= (1282) من طريق سفيان بن سعيد الثوري، عن علقمة بن مرثد، به. وزادا فيه:"والله يحب إغاثة اللهفان" إلا أن في إسناده إلى سفيان سليمانَ بن داود الشاذكوني، وهو متروك الحديث.

وفي الباب عن أبي مسعود البدري، سلف في مسنده برقم (17084)، وهو في "صحيح مسلم"، وقد ذكرنا شواهده هناك.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرُّؤاسي، والأعمش: اسمه سليمان بن مِهْران، وابن بريدة: هو عبد الله.

وهو في "فضائل الصحابة" للمصنف (947) و (1177).

وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 12/ ورقة 211 - 212 و 212 - 213 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. واقتصر في الموضع الأول على آخره المرفوع. =

ص: 133

23029 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: يَتَوَضَّأُ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْفَتْحِ، تَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ، وَصَلَّى الصَّلَوَاتِ بِوُضُوءٍ وَاحِدٍ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّكَ فَعَلْتَ شَيْئًا لَمْ تَكُنْ تَفْعَلُهُ! قَالَ:" إِنِّي عَمْدًا فَعَلْتُهُ (1) يَا عُمَرُ "(2).

= وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 57، وابن أبي عاصم في "السنة"(1354)، والحاكم 2/ 130، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد"(2637)، وابن عساكر 12/ ورقة 211 و 213 من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد. واقتصروا جميعاً خلا الحاكم وابن عساكر في الموضع الثاني على آخره المرفوع، ولم يسق الحاكم لفظه، وأحال على حديث أبي عوانة، عن الأعمش السالف قبله. وقرنوا جميعاً في روايتهم إلا الحاكم بوكيع أبا معاوية الضرير. وقد سلفت روايته عن الأعمش بأخصر مما هنا برقم (22961).

وسيتكرر مختصراً برقم (23057).

وأخرجه الحاكم 2/ 129 - 130 من طريق أبي عوانة الوضَّاح بن عبد الله اليشكري، عن الأعمش، به. وزاد في آخره. وذهب الذي في نفسي عليه.

وانظر ما سلف برقم (22945).

(1)

في (م) و (ق) و (ظ 2): "فعلت" دون هاء الضمير، والمثبت من (ظ 5).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن بريدة، فمن رجال مسلم. عبد الرحمن: هو ابن مَهْدي العَنْبري البصري، وسفيان: هو ابن سعيد الثوري.

وأخرجه أبو عبيد في "الطهور"(40)، والترمذي (61)، وابن الجارود (1)، والطبري في "تفسيره" 6/ 113، وابن خزيمة (12) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، =

ص: 134

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= بهذا الإسناد. ورواية أبي عبيد مختصرة، وقرن الطبري في روايته بعبد الرحمن بن مهدي يحيى بنَ سعيد القطان، وقد سلف الحديث عنه برقم (22966).

وأخرجه تامّاً ومختصراً عبد الرزاق (158)، والدارمي (659)، ومسلم (277)، والطبري في "تفسيره" 6/ 113 - 114، وأبو عوانة (646) و (647) و (649)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 41، وابن حبان (1706) و (1708)، والبيهقي 1/ 118 و 162 و 271، والبغوي (231)، والحازمي في "الاعتبار" ص 52 من طرق عن سفيان الثوري، به. وزاد علي بن قادم في حديثه عن سفيان عند البيهقي في الموضع الأخير: توضأ مرة مرة.

وسلف الحديث بأخصر مما هنا عن يحيى بن سعيد برقم (22966)، وعن وكيع بن الجراح برقم (22973)، كلاهما عن سفيان الثوري.

وأخرجه الطيالسي (805)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(2172) من طريق قيس بن الربيع، عن علقمة بن مرثد، به. وروايتهما مختصرة.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 29، وابن ماجه (510)، وابن خزيمة (14)، وابن حبان (1707) من طريق وكيع بن الجراح، وابن خزيمة (13) من طريق معتمر بن سليمان، والطبري في "تفسيره" 6/ 114 من طريق معاوية بن هشام، ثلاثتهم عن سفيان الثوري، عن محارب بن دثار، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ لكل صلاة فلما كان يوم فتح مكة، صلى الصلوات كلها بوضوء واحد.

وأخرجه عبد الرزاق (157)، وأخرجه أبو عبيد في "الطهور"(41)، والطبري في "تفسيره" 6/ 113 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، كلاهما (عبد الرزاق وعبد الرحمن) عن سفيان الثوري، عن محارب بن دثار، عن سليمان بن بريدة مرسلاً: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتوضأ لكل صلاة، فلما كان يوم فتح مكة، صلى الصلوات كلها بوضوء واحد. وزاد محقق "مصنف عبد الرزاق" رحمه الله:"عن أبيه" بعد قوله: "عن سليمان بن بريدة" جعله موصولاً، والصواب حذفها كما جاء في أصله =

ص: 135

23030 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَمَّرَ أَمِيرًا عَلَى جَيْشٍ أَوْ سَرِيَّةٍ، أَوْصَاهُ فِي خَاصَّتِهِ بِتَقْوَى اللهِ، وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ خَيْرًا، ثُمَّ قَالَ: " اغْزُوا بِاسْمِ اللهِ، فِي سَبِيلِ اللهِ، قَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِاللهِ، اغْزُوا وَلَا تَغُلُّوا، وَلَا تَغْدِرُوا، وَلَا تُمَثِّلُوا، وَلَا تَقْتُلُوا وَلِيدًا، وَإِذَا لَقِيتَ عَدُوَّكَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، فَادْعُهُمْ إِلَى إِحْدَى

= الخطي، وكما هي رواية الجماعة عن سفيان، عن محارب بن دثار فيما ذكره الترمذي بإثر الحديث (61)، وابن خزيمة بإثر الحديث (14)، وانظر "العلل" لابن أبي حاتم 1/ 58 - 59.

وفي الباب عن جابر بن عبد الله عند ابن ماجه (510)، ولفظه: قال الفضل بن مُبشِّر: رأيت جابر بن عبد الله يصلي الصلوات بوضوء واحد، فقلت: ما هذا؟ فقال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع هذا، فأنا أصنع كما صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم. وانظر ما سلف في مسنده برقم (14453).

وعن أنس بن مالك، سلف في مسنده برقم (12346)، ولفظه: قال عمرو بن عامر. سمعت أنساً يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ عند كل صلاة، قال: قلت: فأنتم كيف كنتم تصنعون؟ قال: كنا نصلي الصلوات بوضوء واحد ما لم نُحدِثْ. وهو في "الصحيح".

وعن عبد الله بن حنظلة بن أبي عامر الغسيل، سلف في مسنده برقم (21960)، ولفظه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أُمِرَ بالوضوء لكل صلاة طاهراً كان أو غير طاهر، فلما شَقَّ ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم أُمِرَ بالسواك عند كل صلاة، ووضع عنه الوضوء إلا من حَدَثٍ. وإسناده حسن، وعبد الله بن حنظلة بن أبي عامر صحابي صغير، توفي النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن سبع سنين.

ص: 136

ثَلَاثِ خِصَالٍ - أَوْ خِلَالٍ - فَأَيَّتُهُنَّ مَا أَجَابُوكَ إِلَيْهَا، فَاقْبَلْ مِنْهُمْ، وَكُفَّ عَنْهُمْ: ادْعُهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ، فَإِنْ أَجَابُوكَ إِلَيْهِ فَأْقَبْل مِنْهُمْ، وَكُفَّ عَنْهُمْ (1) ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى التَّحَوُّلِ مِنْ دَارِهِمْ إِلَى دَارِ الْمُهَاجِرِينَ، وَأَخْبِرْهُمْ أَنَّهُمْ إِنْ (2) فَعَلُوا أَنَّ لَهُمْ مَا لِلْمُهَاجِرِينَ، وَعَلَيْهِمْ مَا عَلَى الْمُهَاجِرِينَ، وَإِنْ هُمْ أَبَوْا أَنْ يَتَحَوَّلُوا مِنْهَا، فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّهُمْ يَكُونُونَ كَأَعْرَابِ الْمُسْلِمِينَ، يَجْرِي عَلَيْهِمْ حُكْمُ اللهِ الَّذِي يَجْرِي عَلَى الْمُسْلِمِينَ، وَلَا يَكُونُ لَهُمْ فِي الْغَنِيمَةِ وَالْفَيْءِ شَيْءٌ، إِلَّا أَنْ يُجَاهِدُوا مَعَ الْمُسْلِمِينَ، فَإِنْ هُمْ أَبَوْا، فَسَلْهُمُ الْجِزْيَةَ، فَإِنْ هُمْ أَجَابُوكَ، فَاقْبَلْ مِنْهُمْ وَكُفَّ عَنْهُمْ، وَإِنْ هُمْ أَبَوْا، فَاسْتَعِنْ بِاللهِ وَقَاتِلْهُمْ.

وَإِذَا حَاصَرْتَ أَهْلَ حِصْنٍ، فَأَرَادُوكَ أَنْ تَجْعَلَ لَهُمْ ذِمَّةَ اللهِ وَذِمَّةَ نَبِيِّكَ، فَلَا تَجْعَلْ لَهُمْ ذِمَّةَ اللهِ وَلَا ذِمَّةَ نَبِيِّهِ، وَلَكِنْ اجْعَلْ لَهُمْ ذِمَّتَكَ وَذِمَّةَ أَبِيكَ وَذِمَمَ أَصْحَابِكَ، فَإِنَّكُمْ إِنْ تُخْفِرُوا ذِمَمَكُمْ وَذِمَمَ آبَائِكُمْ، أَهْوَنُ مِنْ أَنْ تُخْفِرُوا ذِمَّةَ اللهِ وَذِمَّةَ رَسُولِهِ.

وَإِنْ حَاصَرْتَ أَهْلَ حِصْنٍ، فَأَرَادُوكَ أَنْ تُنْزِلَهُمْ عَلَى حُكْمِ اللهِ، فَلَا تُنْزِلْهُمْ عَلَى حُكْمِ اللهِ، وَلَكِنْ أَنْزِلْهُمْ عَلَى حُكْمِكَ، فَإِنَّكَ لَا تَدْرِي أَتُصِيبُ حُكْمَ اللهِ فِيهِمْ، أَمْ لَا ".

(1) من قوله: "ادعهم إلى الإسلام" إلى هنا سقط من (م)، والمثبت من سائر النسخ الخطية.

(2)

في (م): "وأخبرهم إن هم"، وما أثبتناه من (ظ 5).

ص: 137

قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: هَذَا، أَوْ نَحْوَهُ (1).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه.

وهو في "العلل" للمصنف 1/ 277، ومن طريقه أخرجه المزي في ترجمة مسلم ابن هيصم من "تهذيب الكمال" 27/ 548 - 550. ولم يسق المصنف لفظه بتمامه.

وأخرجه مطولاً ومختصراً أبو عبيد القاسم بن سلام في "الأموال"(60) و (524)، ومسلم (1731)(3)، والترمذي (1408) و (1617)، وابن منده في "الإيمان"(120) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.

وأخرجه مختصراً الطحاوي في "شرح المعاني" 3/ 221 و 224، والطبراني في "الأوسط"(1453)، وفي "الصغير"(340)، والبيهقي 9/ 69، من طرق عن علقمة بن مرثد، به.

وانظر (22978).

وفي باب قوله: "لا تَغُلُّوا، ولا تَغْدِرُوا، ولا تُمثِّلُوا، ولا تقتلوا وَلِيداً" عن ابن عباس، سلف برقم (2728)، وانظر تتمة شواهده هناك.

وقوله صلى الله عليه وسلم: "ولا تَغُلُّوا": من الغُلُول، وهو الخِيانة في المَغْنَم والسَّرِقةُ من الغَنيمة قبل القِسْمة، يقال: غَلَّ يَغُلُّ غُلُولاً، فهو غالٌّ.

وقوله: "ولا تَغْدِروا" أي: ولا تنقضوا العهد.

وقوله: "ولا تُمَثِّلوا": يقال: مَثَلَ بالقتيل يَمْثُل مَثْلاً ومُثْلَةً، نكَّل به وشَوَّهَه بجَدْعِ أَنْفِه، أو قَطْع أُذُنه، أو مذاكيرِه أو شيء من أطرافه، ومَثَّلَ بالتشديد للمبالغة.

وقوله: "وليداً": أي: صغيراً، لأنه لا يقاتل.

وقوله: "ذِمَّة الله": الذِّمَّة هنا: العهد والأَمان.

وقوله: "أَن تُخفِرُوا": يقال: أَخفَرْتُ الرَّجل: إذا نَقَضْتَ عهدَه وذِمامَه، وخَفَرْتُه: إذا أَمَّنتَه وحَفِظْتَه. فالهمزة فيه للإزالة، يعني: أزلت خُفارتَه، أي: عهدَه وذِمامَه.

ص: 138

23031 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَرَوْحٌ، الْمَعْنَى، قَالَا: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ مَيْمُونٍ أَبِي عَبْدِ اللهِ - قَالَ رَوْحٌ: الْكُرْدِيُّ - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ بُرَيْدَةَ الْأَسْلَمِيِّ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِحِصْنِ أَهْلِ خَيْبَرَ، أَعْطَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم اللِّوَاءَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، وَنَهَضَ مَعَهُ مَنْ نَهَضَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَلَقُوا أَهْلَ خَيْبَرَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" لَأُعْطِيَنَّ اللِّوَاءَ غَدًا رَجُلًا يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ، وَيُحِبُّهُ اللهُ وَرَسُولُهُ " فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ، دَعَا عَلِيًّا وَهُوَ أَرْمَدُ، فَتَفَلَ فِى عَيْنِهِ، وَأَعْطَاهُ اللِّوَاءَ، وَنَهَضَ النَّاسُ مَعَهُ، فَلَقِيَ أَهْلَ خَيْبَرَ، وَإِذَا مَرْحَبٌ يَرْتَجِزُ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَهُوَ يَقُولُ:

قَدْ (1) عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنِّي مَرْحَبُ

شَاكِي السِّلَاحِ بَطَلٌ مُجَرَّبُ

أَطْعَنُ أَحْيَانًا وَحِينًا أَضْرِبُ

إِذَا اللُّيُوثُ أَقْبَلَتْ تَلَهَّبُ

قَالَ: فَاخْتَلَفَ هُوَ وَعَلِيٌّ ضَرْبَتَيْنِ، فَضَرَبَهُ عَلَى هَامَتِهِ حَتَّى عَضَّ السَّيْفُ مِنْهَا بِأَضْرَاسِهِ، وَسَمِعَ أَهْلُ الْعَسْكَرِ صَوْتَ ضَرْبَتِهِ، قَالَ: وَمَا تَتَامَّ آخِرُ النَّاسِ مَعَ عَلِيٍّ حَتَّى فُتِحَ لَهُ وَلَهُمْ (2).

(1) في (م) و (ظ 2) و (ق): "لقد"، وهو خطأ، والتصويب من (ظ 5) ومصادر تخريج الحديث.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف ميمون أبي عبد الله الكِنْدي البصري مولى عبد الرحمن بن سَمُرة، لكنه قد توبع كما سلف في الرواية (22993) والتعليق عليها، وقول روح -وهو ابن عُبادة القَيْسي- في نسبته: الكردي، خطأ لم يتابعه عليه أحد، وميمون الكردي راوٍ آخر كنيته أبو بصير -وقيل: أبو نصير- لا أبو عبد الله، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. عوف: هو ابن أبي جميلة الأعرابي. =

ص: 139

23032 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: جَاءَتْ امْرَأَةٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي تَصَدَّقْتُ عَلَى أُمِّي بِجَارِيَةٍ، فَمَاتَتْ أُمِّي وَبَقِيَتِ الْجَارِيَةُ. فَقَالَ:" قَدْ وَجَبَ أَجْرُكِ، وَرَجَعَتْ إِلَيْكِ فِي الْمِيرَاثِ " قَالَتْ: فَإِنَّهُ كَانَ عَلَى أُمِّي صَوْمُ شَهْرٍ، أَفَأَصُومُ عَنْهَا؟ قَالَ:" نَعَمْ " قَالَتْ: فَإِنَّ أُمِّي لَمْ تَحُجَّ، أَفَأَحُجُّ عَنْهَا؟ قَالَ:" حُجِّي عَنْ أُمِّكِ "(1).

= وأخرجه النسائي في "الكبرى"(8403) و (8600)، والطبري في "تاريخه" 3/ 11 - 12 من طريق محمد بن جعفر وحده، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" 14/ 462 - 463، وفي "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(8917)، ومن طريقه أبو يعلى في "مسنده الكبير" كما في "إتحاف الخيرة"(8918)، وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(1379)، والبزار (1814 - كشف الأستار) من طرق عن عوف بين أبي جميلة الأعرابي، به.

وانظر (22993).

وقوله: "عَضَّ السَّيفُ منها": أي من الهامة، والمراد: نفوذ السَّيف في رأسه.

وقوله: "وسمع أَهل العسكر": هم الذين كانوا معه صلى الله عليه وسلم، وكان بينهم وبين محل الضراب مسافة.

وقوله: "وما تتام": من التمام، أي: ما تم اجتماع العسكر معه. قاله السندي.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، عبد الله بن عطاء المكي من رجاله، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله الهَمْداني الكوفي، وابن بريدة: هو عبد الله.

وأخرجه ابن أبي شيبة مقطَّعاً 3/ 387 - 388 و 6/ 270 - 271 و 14/ 169، ومسلم (1149)(158) من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد. ووقع عندهما:"صوم شهرين" بدل: "صوم شهر".

وانظر (22956).

ص: 140

23033 -

حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، أَخْبَرَنِي مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَأَخَذَ بِيَدِي، فَدَخَلْتُ مَعَهُ، فَإِذَا رَجُلٌ يَقْرَأُ وَيُصَلِّي، قَالَ:" لَقَدْ أُوتِيَ هَذَا مِزْمَارًا مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ " وَإِذَا هُوَ عَبْدُ اللهِ بْنُ قَيْسٍ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ. قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَأُخْبِرُهُ؟ قَالَ: فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: لَمْ تَزَلْ لِي صَدِيقًا (1).

23034 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ - وَهُوَ أَبُو تُمَيْلَةَ - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: رَأَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي يَدِ رَجُلٍ خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ، فَقَالَ:" مَا لَكَ وَلِحُلِيِّ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ " قَالَ: فَجَاءَ وَقَدْ لَبِسَ خَاتَمًا مِنْ صُفْرٍ. فَقَالَ: " أَجِدُ مَعَكَ رِيحَ أَهْلِ الْأَصْنَامِ "

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه محمد بن عاصم الثقفي في "جزئه"(33)، وأبوعوانة (3890)، وابن حبان (892)، وأبو بكر الإسماعيلي في "معجمه" 2/ 577 - 578، والسهمي في "تاريخ جرجان" ص 145، والبيهقي في "السنن" 10/ 230، وفي "الدعوات"(195)، وفي "الشعب"(2604)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 8/ 442 - 443، وابن عساكر في ترجمة أبي موسى الأشعري من "تاريخه" 472 - 473 و 473 - 474، والذهبي في "السير" 2/ 386 من طريق زيد بن الحباب، بهذا الإسناد، وزادوا جميعاً خلا أبي عوانة والبيهقي في "السنن" قصة الدعاء المشتمل على اسم الله الأعظم، ورواية أبي عوانة والبيهقي في "السنن" أخصر مما هنا، وقصة الدعاء سلفت ضمن الحديث في الرواية رقم (22952).

ص: 141

قَالَ: فَمِمَّ أَتَّخِذُهُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " مِنْ فِضَّةٍ "(1).

23035 -

حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرُّؤَاسِيُّ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ سُلَيْطٍ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: لَمَّا خَطَبَ عَلِيٌّ فَاطِمَةَ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

(1) صحيح لغيره دون قوله: فجاء وقد لبس خاتماً من صُفْر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"أجد معك ريح أهل الأصنام"، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد، عبد الله ابن مسلم -وهو السُّلَمي العامري أبو طَيْبة المَرْوزي- روى عنه جمع، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه، ولا يحتج به. وقال أحمد: لا أعرفه. وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: يخطئ ويخالف، وذكره ابن خلفون في "الثقات"، وقال الذهبي في "الميزان": صالح الحديث. وقال ابن حجر: صدوق يهم. وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه الترمذي (1785)، ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" 1/ 210 من طريق أبي تُمَيلة يحيى بن واضح، بهذا الإسناد. وقرن بأبي تُميلة زيدَ بن الحُباب. وزاد في أوله: أن الرجل جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وعليه خاتم من حديد، فقال رسول الله

صلى الله عليه وسلم: "ما لي أرى عليك حِلْيةَ أهل النار"، وزاد في آخره:"ولا تُتِمَّه مثقالاً".

وأخرجه أبو داود (4223)، والنسائي 8/ 172، وابن حبان (5488)، من طريق زيد بن الحُباب، عن عبد الله بن مسلم، به. وجاء في حديثهم جميعاً: أن الرجل أتى النبي صلى الله عليه وسلم في المرة الأولى وعليه خاتم من حديد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"ما لي أرى عليك حلية أهل النار" فطرحه. ولم يذكروا في حديثهم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى في يد الرجل خاتماً من ذهب، فقال:"ما لك ولحلي أهل الجنة". وزادوا جميعاً في آخره: "ولا تُتِمَّه مثقالاً".

وفي الباب عن عبد الله بن عمرو بن العاص، سلف برقم (6518)، وإسناده حسن، وانظر تتمة شواهده هناك.

وقوله: "من صُفْر" أي: من نحاس.

ص: 142

" إِنَّهُ لَا بُدَّ لِلْعُرْسِ (1) مِنْ وَلِيمَةٍ " قَالَ: فَقَالَ سَعْدٌ: عَلَيَّ كَبْشٌ. وَقَالَ فُلَانٌ: عَلَيَّ كَذَا وَكَذَا مِنْ ذُرَةٍ (2).

(1) كذا في (م) و (ظ 2) ونسخة بهامش (ظ 5) و"أطراف المسند" 1/ 624، وفي (ظ 5):"العروس" وضُبَّبَ عليها.

(2)

إسناده محتمل للتحسين، عبد الكريم بن سَلِيط -وهو الحنَفي المروزي- لم يرو عنه غير اثنين، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن حجر في "التقريب": مقبول. وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.

عبد الرحمن الرؤاسي والد حميد: هو ابن حميد بن عبد الرحمن الكوفي، وابن بريدة: هو عبد الله. وهو في "فضائل الصحابة" للمصنف برقم (1178).

وأخرجه أبو يعلى في "مسنده الكبير" كما في "جامع المسانيد" 1/ ورقة 141، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3017)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 15/ ورقة 246، والمزي في ترجمة عبد الرحمن بن حميد من "تهذيب الكمال" 17/ 75 - 76 من طريق حميد بن عبد الرحمن الرُّؤَاسي، بهذا الإسناد. ورواية المزي مطولة، ورواية ابن عساكر مختصرة بلفظ: لما زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة، قال:"لا بد للعرس من وليمة" ثم أمر بكبش، فجمعهم عليه. وسقط من إسناد أبي يعلى في "جامع المسانيد": عبد الرحمن بن حميد الرؤاسي والد حميد.

وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 8/ 21، والبزار (1407 - كشف الاستار)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(258)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3018)، والطبراني في "الكبير"(1153) من طريق أبي غسان مالك بن أنس النهدي، عن عبد الرحمن بن حميد الرؤاسي، به. وروايتهم جميعاً مطولة إلا الطحاوي فلم يسق لفظه، وانقلب اسم عبد الرحمن بن حميد الرؤاسي في إحدى طريقيه في مطبوع "عمل اليوم والليلة" إلى حميد بن عبد الرحمن.

وفي باب الوليمة للعرس عن أنس بن مالك، سلف في مسنده برقم (12685). وهو في "الصحيحين"، وانظر تتمة شواهده هناك.

ص: 143

23036 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سُوَيْدِ بْنِ مَنْجُوفٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلِيًّا إِلَى خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ لِيَقْسِمَ الْخُمُسَ - وَقَالَ رَوْحٌ مَرَّةً: لِيَقْبِضَ الْخُمُسَ - قَالَ: فَأَصْبَحَ عَلِيٌّ وَرَأْسُهُ يَقْطُرُ، قَالَ: فَقَالَ خَالِدٌ لِبُرَيْدَةَ: أَلَا تَرَى إِلَى مَا يَصْنَعُ هَذَا - لِمَا صَنَعَ عَلِيٌّ -؟! قَالَ: وَكُنْتُ أُبْغِضُ عَلِيًّا، قَالَ: فَقَالَ (1): " يَا بُرَيْدَةُ أَتُبْغِضُ عَلِيًّا؟ " قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: " فَلَا تُبْغِضْهُ - قَالَ رَوْحٌ مَرَّةً: فَأَحِبَّهُ - فَإِنَّ لَهُ فِي الْخُمُسِ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ "(2).

(1) القائل: هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففي هذه الرواية اختصار يبينه رواية البخاري: فلما قدمنا على النبي صلى الله عليه وسلم ذكرت ذلك له، فقال:"يا بريدة أتبغض علياً؟ ".

(2)

إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن سويد بن منجوف، فقد أخرج له البخاري هذا الحديث الواحد، وهو ثقة. روح: هو ابن عبادة القيسي.

وهو في "فضائل الصحابة" للمصنف (1179).

وأخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(1231)، وابن الأثير في "أسد الغابة" 1/ 210، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 12/ ورقة 213، والمزي في ترجمة علي بن سويد من "تهذيبه" 20/ 460 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وهو في "فضائل الصحابة" للمصنف (1179).

وأخرجه البخاري (4350)، والإسماعيلي في "مستخرجه" كما في "فتح الباري" 8/ 66، والبيهقي في "السنن الكبرى" 6/ 342، وفي "دلائل النبوة" 5/ 396 - 397، وابن عساكر في "تاريخه" 12/ ورقة 213 من طريق روح بن عبادة، به.

وأخرجه أبو بكر الإسماعيلي في "معجمه"(382)، وأبو نعيم في "معرفة =

ص: 144

23037 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " فِي الْإِنْسَانِ ثَلَاثُ مِئَةٍ وَسِتُّونَ مَفْصِلًا، فَعَلَيْهِ أَنْ يَتَصَدَّقَ عَنْ كُلِّ مَفْصِلٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ بِصَدَقَةٍ " قَالُوا: وَمَنْ يُطِيقُ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " النُّخَاعَةُ تَرَاهَا فِي الْمَسْجِدِ فَتَدْفِنُهَا، أَوِ الشَّيْءُ تُنَحِّيهِ عَنِ الطَّرِيقِ، فَإِنْ لَمْ تَقْدِرْ، فَرَكْعَتَا الضُّحَى تُجْزِئُكَ "(1).

23038 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا خَلَفٌ - يَعْنِي ابْنَ خَلِيفَةَ - عَنْ أَبِي جَنَابٍ (2)، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم غَزَا غَزْوَةَ الْفَتْحِ، فَخَرَجَ يَمْشِي إِلَى الْقُبُورِ حَتَّى إِذَا أَتَى (3) أَدْنَاهَا، جَلَسَ إِلَيْهِ كَأَنَّهُ يُكَلِّمُ إِنْسَانًا

= الصحابة" بإثر الحديث (1231) من طريق يوسف بن يزيد أبي معشر البَرَّاء، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3051 م) من طريق يحيى بن سعيد، كلاهما عن علي بن سويد بن منجوف، به. ولم يسق أبو نعيم والطحاوي لفظه.

وانظر (22961)، وما سلف برقم (22945).

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسنادٌ قوي سلف الكلام عليه عند الرواية (22998).

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(99)، وابن حبان (1642)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(11164) من طريق علي بن الحسن بن شقيق، بهذا الإسناد.

(2)

تصحف في (م) إلى: "أبي خياب".

(3)

في (م) وحدها: "أتى إلى".

ص: 145

جَالِسًا يَبْكِي، قَالَ: فَاسْتَقْبَلَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَقَالَ: مَا يُبْكِيكَ، جَعَلَنِي اللهُ فِدَاءَكَ؟ قَالَ:" سَأَلْتُ رَبِّي أَنْ يَأْذَنَ لِي فِي زِيَارَةِ قَبْرِ أُمِّ مُحَمَّدٍ، فَأَذِنَ لِي، فَسَأَلْتُهُ أَنْ يَأْذَنَ لِي فَأَسْتَغْفِرَ لَهَا، فَأَبَى، إِنِّي كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ ثَلَاثَةِ أَشْيَاءَ: عَنْ لُحُومِ الْأَضَاحِيِّ أَنْ تُمْسِكُوا بَعْدَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، فَكُلُوا مَا بَدَا لَكُمْ، وَعَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ، فَمَنْ شَاءَ فَلْيَزُرْ، فَقَدْ أُذِنَ لِي فِي زِيَارَةِ قَبْرِ أُمِّ مُحَمَّدٍ، وَمَنْ شَاءَ فَلْيَدَعْ، وَعَنِ الظُّرُوفِ تَشْرَبُونَ فِيهَا: الدُّبَّاءَ والْحَنْتَمَ وَالْمُزَفَّتَ، وَأَمَرْتُكُمْ بِظُرُوفٍ، وَإِنَّ الْوِعَاءَ لَا يُحِلُّ شَيْئًا وَلَا يُحَرِّمُهُ، فَاجْتَنِبُوا كُلَّ مُسْكِرٍ "(1).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف من أجل أبي جناب - وهو يحيى بن أبي حَيَّة الكَلْبي، فهو ضعيف، لكنه قد توبع، وباقي رجال الإسناد موثقون.

وأخرجه الخطيب البغدادي في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 2/ 462 - 463 من طريق شريك بن عبد الله النَّخَعي، عن يحيى بن أبي حية الكلبي، بهذا الإسناد.

وسيأتي مختصراً بقصة زيارة القبور عن وكيع، عن أبي جناب يحيى بن أبي حية برقم (23052).

وأخرجه مختصراً بقصة زيارة النبي صلى الله عليه وسلم قبر أمه في فتح مكة، والإذن له في ذلك، ومنعه من الاستغفار لها: ابنُ أبي شيبة في "مصنفه" 3/ 343 عن محمد بن عبد الله الأَسَدي، والحاكم 1/ 375 و 2/ 605 من طريق يحيى بن اليمان، والنسفي في "القند في ذكر علماء سمرقند" ص 124 - 125 من طريق قَبيصة بن عقبة، ثلاثتهم عن سفيان الثوري، عن علقمة بن مَرْثَد، عن سليمان بن بريدة، به. وزاد ابن أبي شيبة والنسفي: قال -يعني بريدة-: فلم نر يوماً كان أكثر باكياً منه يومئذٍ. ولفظ رواية الحاكم: أن النبي صلى الله عليه وسلم زار قبر أمه في ألف مُقنَّعٍ، فما رؤي أكثر باكياً من ذلك اليوم. وإسناده صحيح على شرط مسلم. =

ص: 146

23039 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ أَبُو سُفْيَانَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أبِيهِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُهُمْ إِذَا خَرَجُوا إِلَى الْمَقَابِرِ، يَقُولُ:" السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الدِّيَارِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللهُ بِكُمْ لَلَاحِقُونَ، أَنْتُمْ لَنَا فَرَطٌ وَنَحْنُ لَكُمْ تَبَعٌ، فَنَسْأَلُ اللهَ لَنَا وَلَكُمُ الْعَافِيَةَ "(1).

23040 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ - وَهُوَ ابْنُ شَقِيقٍ - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ بُرَيْدَةَ

= وقد سلف نحو هذه القصة ومنعه صلى الله عليه وسلم من الاستغفار لأمه من طريق محارب بن دثار، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه برقم (23003)، وعن القاسم بن عبد الرحمن، عن ابن بريدة، عن أبيه برقم (23017)، وإسناد الطريق الأول صحيح على شرط الشيخين، وإسناد الثاني ضعيف.

وانظر (23016)، وما سلف برقم (22958).

وفي باب زيارة النبي صلى الله عليه وسلم قبر أمه، والإذن له بذلك، ومنعه من الاستغفار لها عن أبي هريرة، سلف في مسنده برقم (9688)، وهو في "صحيح مسلم"(976)، وكنا قد حكمنا هناك على حديث بريدة بن الحُصيب هذا بالضعف، فليستدرك تصحيحه من هنا.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان ابن بريدة وأبي سفيان محمد بن حميد اليشكري، فمن رجال مسلم. سفيان: هو ابن سعيد الثوري.

وقد سلف الحديث عن أبي أحمد الزبيري ومعاوية بن هشام جميعاً، عن سفيان الثوري برقم (22985).

ص: 147

عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: دَعَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِلَالًا، فَقَالَ:" يَا بِلَالُ، بِمَ سَبَقْتَنِي إِلَى الْجَنَّةِ، إِنِّي دَخَلْتُ الْجَنَّةَ الْبَارِحَةَ، فَسَمِعْتُ خَشْخَشَتَكَ أَمَامِي، فَأَتَيْتُ عَلَى قَصْرٍ مِنْ ذَهَبٍ مُرَبَّعٍ، فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا الْقَصْرُ؟ قَالُوا: لِرَجُلٍ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ. قُلْتُ: فَأَنَا مُحَمَّدٌ، لِمَنْ هَذَا الْقَصْرُ؟ قَالُو: لِرَجُلٍ مِنَ الْعَرَبِ. قُلْتُ: أَنَا عَرَبِيٌّ، لِمَنْ هَذَا الْقَصْرُ؟ قَالُوا: لِرَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ. قُلْتُ: فَأَنَا قُرَشِيٌّ، لِمَنْ هَذَا الْقَصْرُ؟ قَالُوا: لَعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ".

فَقَالَ بِلَالٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا أَذَّنْتُ قَطُّ إِلَّا صَلَّيْتُ رَكْعَتَيْنِ، وَمَا أَصَابَنِي حَدَثٌ قَطُّ إِلَّا تَوَضَّأْتُ عِنْدَهَا. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" بِهَذَا "(1).

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد قوي من أجل الحسين بن واقد المروزي، فهو صدوق لا بأس به، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين، ابن بريدة: هو عبد الله.

وهو أخصر مما هنا في "فضائل الصحابة" للمصنف (713).

وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 3/ ورقة 459 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه تامّاً ومختصراً ابن خزيمة (1209)، والحاكم 3/ 285 و 313، والبيهقي في "شعب الإيمان"(2717)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 11/ 370 - 371، وابن عساكر 3/ ورقة 459 و 459 - 460 و 460 من طريق علي بن الحسن بن شقيق، به.

تنبيه: وقع في "صحيح ابن خزيمة": "ما أَذْنَبْتُ قطُّ إلا صَلَّيتُ رَكْعتينِ" بدل: "ما أذَّنْتُ قط"، وترجم له: باب استحباب الصلاة عند الذنب يُحدِثُه المرءُ لتكون تلك الصلاةُ كفَّارةً لما أَحْدَثَ من الذنب. قلنا: قد تحرف هذا اللفظ على ابن =

ص: 148

23041 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سَمِعَ رَجُلًا يَقُولُ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّكَ أَنْتَ اللهُ الْأَحَدُ الصَّمَدُ، الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" لَقَدْ سَأَلَ اللهَ بِاسْمِهِ الْأَعْظَمِ الَّذِي إِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى، وَإِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ "(1).

23042 -

حَدَّثَنَا حَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ، حَدَّثَنِي ثَوَابُ بْنُ عُتْبَةَ الْمَهْرِيُّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْفِطْرِ لَمْ يَخْرُجْ حَتَّى يَأْكُلَ، وَإِذَا كَانَ يَوْمُ النَّحْرِ لَمْ يَأْكُلْ حَتَّى يَذْبَحَ (2).

= خزيمة رحمه الله، فإن ابن عساكر قد شاركه في شيخه فيه، وهو يعقوب بن إبراهيم الدَّوْرَقي، فرواه عن علي بن الحسن بن شقيق، فجاء به على الجادَّة، فقال:"ما أَذَّنْتُ قط" من التأذين، وكذا رواه غير واحد عن علي بن الحسن بن شقيق كما سلف تخريجه.

وقد سلف الحديث عن زيد بن الحباب، عن الحسين بن واقد برقم (22996).

(1)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرُّؤَاسي.

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 271 - 272 و 14/ 30 - 31، وابن ماجه (3857)، و"الحاكم" 1/ 504 من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد.

وانظر (22952).

(2)

إسناده حسن من أجل ثَوَّاب بن عتبة المَهْري، فهو صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

وانظر (22983).

ص: 149

23043 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَوَلَةَ، عَنْ بُرَيْدَةَ الْأَسْلَمِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لِيَكْفِ أَحَدَكُمْ مِنَ الدُّنْيَا خَادِمٌ وَمَرْكَبٌ "(1).

(1) حديث محتمل للتحسين بشاهده، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح غير عبد الله بن مَوَلَة القُشَيري، فقد تفرد بالرواية عنه أبو نضرة -وهو المنذر بن مالك بن قِطْعة العَوَقي-، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "الكاشف": صدوق، وقال ابن حجر في "التقريب": مقبول.

وسعيد بن إياس الجُريري -وإن كان قد اختلط- رواية حماد بن سلمة عنه قبل الاختلاط. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث العنبري، وعفان: هو ابن مسلم الصفار.

وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة عبد الله بن مَوَلة 16/ 187 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 13/ 245، والدارمي (2718)، والنسائي في "الكبرى"(9812)، والطبري في "تهذيب الآثار- مسند ابن عباس"(453)، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" 2/ 19 من طريق عفان بن مسلم وحده، به.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 6/ 206 عن أبي بحر محمد بن الحسن، عن محمد بن غالب بن حرب، عن عفان بن مسلم، به.

وسقط من إسناده في المطبوع: "حماد بن سلمة"، ولفظه:"يكفي أحدَكم من الدنيا كزاد الراكب". قلنا: وهذا اللفظ غير محفوظ من حديث بريدة، ونحسب الخطأ فيه من أبي بحر محمد بن الحسن البَرْبهاري شيخ أبي نعيم فيه، فقد تكلم فيه غير واحد من الحفاظ.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الزهد"(171) و (232)، وفي "الآحاد والمثاني"(2360) من طريق هدبة بن خالد، والطبري في "تهذيب الآثار"(476) من طريق =

ص: 150

23044 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ وَمُؤَمَّلٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا عَلْقَمَةُ بْنُ مَرْثَدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ أَعْرَابِيًّا قَالَ فِي الْمَسْجِدِ: مَنْ دَعَا لِلْجَمَلِ الْأَحْمَرِ؟ بَعْدَ الْفَجْرِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" لَا وَجَدْتَهُ، لَا وَجَدْتَهُ، لَا وَجَدْتَهُ، إِنَّمَا بُنِيَتْ هَذِهِ الْبُيُوتُ - وَقَالَ مُؤَمَّلٌ: هَذِهِ الْمَسَاجِدُ - لِمَا بُنِيَتْ لَهُ "(1).

= بهز بن أسد العمِّي، كلاهما عن حماد بن سلمة، به. ووقع عند ابن أبي عاصم في "الزهد": ومنزل بدل قوله: ومركب، وهو خطأ.

وفي الباب عن أبي هاشم بن عُتْبة، سلف برقم (15664)، وفيه انقطاع بين أبي وائل شقيق بن سلمة وبين أبي هاشم بن عُتْبة، والواسطة فيه سَمُرة بن سَهْم الأسدي، وهو مجهول.

(1)

إسناده قوي من جهة عبد الله بن الوليد -وهو ابن ميمون العَدَني-، وأما متابعه مؤمل -وهو ابن إسماعيل البصري-، فهو ضعيف سيئ الحفظ. سفيان: هو ابن سعيد الثوري.

وأخرجه عمر بن شبّة في "تاريخ المدينة" 1/ 30، وابن خزيمة (1301)، وابن حبان (1652) من طريق مؤمل بن إسماعيل وحده، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو عوانة (1214)، والخطابي في "غريب الحديث" 1/ 704 من طريق عبد الله بن الوليد وحده، به.

وأخرجه عبد الرزاق (1721)، ومن طريقه مسلم (569)(80) عن سفيان الثوري، به.

وأخرجه الطيالسي (804)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(2171) و (2174)، والدِّينَوري في "المجالسة"(2340)، وابن السُّنِّي في "عمل اليوم والليلة"(150) من طريق قيس بن الربيع، والبخاري في "التاريخ الكبير" =

ص: 151

23045 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي مَلِيحِ بْنِ أُسَامَةَ، عَنْ بُرَيْدَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ تَرَكَ صَلَاةَ الْعَصْرِ مُتَعَمِّدًا، أَحْبَطَ اللهُ عَمَلَهُ "(1).

= 1/ 112، ومسلم (569)(81)، وأبو عوانة (1216)، والبيهقي 6/ 196 من طريق محمد بن شيبة، كلاهما عن علقمة بن مرثد، به.

وسيأتي الحديث من طريق أبي سنان سعيد بن سنان، عن علقمة بن مرثد برقم (23051).

وأخرجه مرسلاً النسائي في "عمل اليوم والليلة"(175) من طريق مِسْعر بن كِدام، عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بريدة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف في مسنده برقم (8588).

وعن عبد الله بن عمرو، سلف أيضاً في مسنده برقم (6676)، وانظر تتمة أحاديث الباب هناك.

وقوله: من دعا للجمل الأحمر؟: أي: من وجد ضالتي -وهو الجمل الأحمر-، فدعاني إليه لأخذه منه.

وقوله صلى الله عليه وسلم: "إنما بنيت هذه المساجد لما بنيت له"، قال النووي في "شرح مسلم" 5/ 55: معناه: لذكر الله تعالى، والصلاة، والعلم، والمذاكرة في الخير، ونحوها.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام الصَّنعاني، ومعمر: هو ابن راشد الأَزْدي، وأبو قلابةَ: هو عبد الله بن زيد الجَرْمي، وأبو المليح بن أسامة: هو عامر بن أسامة بن عمير الهُذَلي، وقيل في اسمه غير ذلك.

وهو في "مصنف عبد الرزاق"(5005)، ومن طريقه أخرجه ابن نصر المروزي في "تعظيم قدر الصلاة"(904).

وانظر (22957).

ص: 152

23046 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا، فَلَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ مِثْلِهِ صَدَقَةٌ " قَالَ: ثُمَّ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: " مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا، فَلَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ مِثْلَيْهِ (1) صَدَقَةٌ " قُلْتُ: سَمِعْتُكَ يَا رَسُولَ اللهِ تَقُولُ: " مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا، فَلَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ مِثْلِهِ صَدَقَةٌ " ثُمَّ سَمِعْتُكَ تَقُولُ: " مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا، فَلَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ مِثْلَيْهِ (1) صَدَقَةٌ " قَالَ لَهُ: " بِكُلِّ يَوْمٍ صَدَقَةٌ قَبْلَ أَنْ يَحِلَّ الدَّيْنُ، فَإِذَا حَلَّ الدَّيْنُ، فَأَنْظَرَهُ، فَلَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ مِثْلَيْهِ (1) صَدَقَةٌ "(2).

(1) كذا وقع في (م) ونسخنا الخطية من "المسند": "مثليه" بالنصب! والجادة: مثلاه.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان ابن بريدة، فمن رجال مسلم. عفان: هو ابن مسلم الصَّفَّار، وعبد الوارث: هو ابن سعيد العَنْبري.

وأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" كما في "تخريج أحاديث الكشاف" للزَّيلعي 1/ 166، ومن طريقه الحاكم 2/ 29 عن عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. ولفظه:"من أنظر معسراً، فله بكل يوم صدقةٌ قبل أن يَحِلَّ الدَّينُ، فإذا حَلَّ الدَّينُ، فأنظره بعد ذلك، فله بكل يوم مِثْلُه صدقةً".

وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" كما في "تخريج أحاديث الكشاف" 1/ 166، وأبو يعلى في "مسنده الكبير" كما في "تخريج أحاديث الكشاف" 1/ 166، و"جامع المسانيد" 1/ 128، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3810) و (3811)، والطبراني في الجزء الذي جمع فيه أحاديث محمد بن جحادة كما في "تخريج أحاديث الكشاف" 1/ 166، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" =

ص: 153

23047 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الْمُثَنَّى بْنِ سَعِيدٍ. وَأَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى بْنُ سَعِيدٍ - يَعْنِي الضُّبَعِيَّ - عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ عَادَ أَخًا لَهُ، فَرَأَى جَبِينَهُ يَعْرَقُ، فَقَالَ: اللهُ أَكْبَرُ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ، أَوْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ أَبُو دَاوُدَ فِي حَدِيثِهِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ -: " الْمُؤْمِنُ يَمُوتُ بِعَرَقِ الْجَبِينِ "(1).

= 2/ 286، والبيهقي في "السنن" 5/ 357، وفي "شعب الإيمان"(11261) و (11262)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 14/ ورقة 778 من طرق عن عبد الوارث بن سعيد، به. وبعضهم يرويه مختصراً بنحو رواية عفان بن مسلم عند ابن أبي شيبة والحاكم، وقد ذكرناها قريباً.

وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 5/ 1855 من طريق أبي الحسن الأكفاني علي بن يزيد الصُّدَائي، عن مالك بن مغول، عن الأعمش، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه. قلنا: وعلي بن يزيد الصُّدَائي ضعيف، ولم يتابعه على روايته من هذا الوجه أحدٌ، إنما رواه الناس عن عبد الوارث بن سعيد، عن محمد بن جحادة، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه كما هو مذكور آنفاً.

وانظر (22970).

وقوله: في الحديث: إن له بكل يوم مثله صدقة قبل أن يحل الدين، وله بكل يوم مثليه صدقة بعد حلوله، قال في الأولى:"مثله"، وفي الثانية:"مثليه"، تفرد أحمد بروايته بهذا اللفظ، فقد رواه ابن أبي شيبة عن عفان، فقال:"فله بكل يوم صدقة قبل أن يحل الدين، فإذا حل، فأنظرَه بعد ذلك، فله بكل يوم مثله صدقةً" أطلق الصدقة في الأولى، وجعلها بمقدار القرض في الثانية، وكذا رواه الناس عن عبد الوارث بن سعيد كما سلف تخريجه.

(1)

حديث صحيح، وقد سلف الكلام عليه في الرواية (22964).

أبو داود: هو سليمان بن داود الطيالسي. وهو في "مسنده"(808). =

ص: 154

23048 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ هِشَامٍ. وَإِسْمَاعِيلَ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي مَلِيحٍ، قَالَ: كُنَّا مَعَ بُرَيْدَةَ فِي غَزْوَةٍ فِي يَوْمٍ ذِي غَيْمٍ، قَالَ: بَكِّرُوا بِالصَّلَاةِ، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ تَرَكَ صَلَاةَ الْعَصْرِ، حَبِطَ عَمَلُهُ "(1).

23049 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا بَشِيرُ بْنُ الْمُهَاجِرِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " تَعَلَّمُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ، فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ، وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ، وَلَا تَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ "(2).

23050 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا بَشِيرُ بْنُ الْمُهَاجِرِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " تَعَلَّمُوا الْبَقَرَةَ وَآلَ عِمْرَانَ، فَإِنَّهُمَا هُمَا (3) الزَّهْرَاوَانِ، يَجِيئَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا

= وقد سلف عن يحيى بن سعيد القطان وحده برقم (22964).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القَطَّان البصري، وإسماعيل: هو ابن إبراهيم بن مِقْسم المعروف بابن عُلَيَّة، وهشام: هو ابن أبي عبد الله الدَّستُوائي، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجَرْمي، وأبو المليح: اسمه عامر بن أسامة بن عمير الهُذَلي. وقيل غير ذلك.

وأخرجه محمد بن نصر في "تعظيم قدر الصلاة"(902)، والنسائي 1/ 236 عن أبي قدامة عبيد الله بن سعيد السرخسي، عن يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وتحرف "هشام" في مطبوع "تعظيم قدر الصلاة" إلى "سعيد".

وسلف الحديث عن إسماعيل بن إبراهيم وحده برقم (22957).

(2)

صحيح لغيره، وهو مكرر (22975).

(3)

لفظة: "هما" ليست في (م) وسائر النسخ الخطية، وأثبتناها من (ظ 5).

ص: 155

غَمَامَتَانِ، أَوْ كَأَنَّهُمَا غَيَايَتَانِ، أَوْ كَأَنَّهُمَا فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ يُحَاجَّانِ - وَقَالَ وَكِيعٌ مَرَّةً: يُجَادِلَانِ - عَنْ صَاحِبِهِمَا " (1).

23051 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سِنَانٍ - وَهُوَ أَبُو سِنَانٍ - عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: صَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَامَ رَجُلٌ، فَقَالَ: مَنْ دَعَا لِلْجَمَلِ الْأَحْمَرِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " لَا وَجَدْتَ، إِنَّمَا بُنِيَتِ الْمَسَاجِدُ لِمَا بُنِيَتْ لَهُ "(2).

23052 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا أَبُو جَنَابٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ فَزُورُوهَا، وَلَا تَقُولُوا هُجْرًا "(3).

(1) صحيح لغيره، وهو مكرر (22975).

(2)

إسناده قوي على شرط مسلم. وكيع: هو ابن الجراح الرُّؤاسي.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 419، ومسلم (569)(81)، وابن ماجه (765)، وابن خزيمة (1301) من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد.

وأخرجه عمر بن شبة "تاريخ المدينة" 1/ 30 من طريق إسحاق بن سليمان، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(174) من طريق عبد الله بن المبارك، وأبو عوانة (1215) من طريق محمد بن ربيعة، ثلاثتهم عن سعيد بن سنان، به.

وسلف من طريق سفيان الثوري، عن علقمة بن مرثد برقم (23044).

(3)

حديث صحيح، وأبو جناب -وهو يحيى بن أبي حَيَّة الكَلْبي وإن كان ضعيفاً- قد توبع، وباقي رجال الإسناد ثقات. وكيع: هو ابن الجراح الرُّؤَاسي.

وقد سلف مطولاً من طريق خلف بن خليفة، عن أبي جناب يحيى بن أبي حَيَّه برقم (23038). =

ص: 156

23053 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عُيَيْنَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ بُرَيْدَةَ الْأَسْلَمِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " عَلَيْكُمْ هَدْيًا قَاصِدًا، فَإِنَّهُ مَنْ يُشَادَّ هَذَا الدِّينَ يَغْلِبْهُ "(1).

23054 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: جَاءَتْ امْرَأَةٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: إِنِّي تَصَدَّقْتُ عَلَى أُمِّي بِجَارِيَةٍ، وَإِنَّهَا مَاتَتْ. فَقَالَ:" آجَرَكِ اللهُ، وَرَدَّ عَلَيْكِ الْمِيرَاثَ "(2).

23055 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْمُهَاجِرِ، عَنْ بُرَيْدَةَ، قَالَ: كُنَّا مَعَهُ فِي غَزَاةٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " بَكِّرُوا بِالصَّلَاةِ فِي الْيَوْمِ الْغَيْمِ، فَإِنَّهُ مَنْ فَاتَهُ صَلَاةُ الْعَصْرِ، فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ "(3).

= وانظر (23016)، وما سلف برقم (22958).

(1)

إسناده صحيح. وهو مكرر الحديث السالف بإثر (19786)، وقرن هناك بوكيع محمد بن بكر البرساني.

وسلف الحديث مطولاً عن إسماعيل ابن عُليَّة، عن عيينة بن عبد الرحمن برقم (22963).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (22971) سنداً ومتناً.

(3)

حديث صحيح على وهم في إسناده ومتنه كما سيأتي. وكيع: هو ابن الجراح الرُّؤاسي، والأوزاعي: اسمه عبد الرحمن بن عمرو، وأبو قلابة: هو عبد الله ابن زيد الجَرْمي. =

ص: 157

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" 1/ 342 و 2/ 237، وفي "الإيمان"(49)، وابن المنذر في "الأوسط" 2/ 381 من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد. وقرن ابن أبي شيبة في الموضع الأول من "المصنف" وفي "الإيمان" وابن المنذر بوكيع عيسى بنَ يونس.

وأخرجه ابن ماجه (694)، وابن المنذر في "الأوسط" 2/ 366 و 381، وابن حبان (1470)، وابن بطة في "الإبانة"(884)، والبيهقي 1/ 444، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 2/ 257، وابن النجار في "ذيل تاريخ بغداد" 3/ 145 من طرق عن الأوزاعي، به. ووقع في رواية ابن المنذر في الموضع الثاني:"عن الأوزاعي، لعله قال: عن أبي المهاجر" هكذا على الشك.

قلنا: وقد وهم الأوزاعي في إسناده ومتنه: فقال في إسناده: عن أبي المهاجر، عن بريدة، والمحفوظ كما قال المزي في ترجمة أبي المهاجر من "تهذيب الكمال" 34/ 326، ووافقه ابن حجر في "تهذيبه" 4/ 594، وفي "فتح الباري" 2/ 32: عن أبي المليح الهذلي، عن بريدة. كذا رواه هشام بن أبي عبد الله الدستوائي وشيبان بن عبد الرحمن النحوي ومعمر بن راشد الأزدي، عن يحيى بن أبي كثير، وروايتهم سلفت في "المسند" بالأرقام (22957) و (22959) و (23045).

وقال في متنه: "بكروا بالصلاة في اليوم الغيم"، والصواب أن قوله:"بكروا بالصلاة" إنما هو من قول بريدة، وقوله:"في اليوم الغيم" إنما جاء في سياق القصة في أول الحديث، فالمحفوظ في لفظه أن أبا المليح قال: كنا مع بريدة في غزاة في يوم ذي غيم، فقال: بكروا بالصلاة، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"من ترك صلاة العصر، فقد حبط عمله".

وأخرجه ابن حبان (1463) من طريق إسحاق بن إبراهيم بن العلاء الزبيدي، عن محمد بن حِمْير، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي قلابة، عن عمِّه، عن بريدة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "بكروا بالصلاة في يوم الغيم، فإنه من ترك =

ص: 158

23056 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ لَعِبَ بِالنَّرْدَشِيرِ، فَكَأَنَّمَا غَمَسَ يَدَهُ فِي لَحْمِ خِنْزِيرٍ وَدَمِهِ "(1).

23057 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ كُنْتُ وَلِيَّهُ، فَعَلِيٌّ وَلِيُّهُ "(2).

= الصلاة، فقد كفر". وقوله في إسناده: عن أبي قلابة، عن عمِّه -وهو أبو المهلب الجرمي- وهمٌ أيضاً، نظنه من إسحاق بن إبراهيم أو من شيخه، فكلاهما فيه كلام، والمحفوظ عن الأوزاعي -على وهمه فيه-:"عن أبي قلابة، عن أبي المهاجر" كما سلف، وقوله في متنه:"فإنه من ترك الصلاة، فقد كفر" وهمٌ آخر، والصواب:"فإنه من ترك صلاة العصر، فقد حبط عمله" كما سلف أيضاً. وكنا قد جرينا في "الإحسان" على إطلاق حكم الصحة عليه، فليستدرك من هنا.

وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 3/ 1038 من طريق رواد بن الجراح، عن الأوزاعي، عن أبي قلابة، عن ابن بريدة، عن أبيه. ورَوَّاد بن الجراح ضعيف.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن بريدة، فمن رجال مسلم. وكيع: هو ابن الجراح الرُّؤَاسي، وعبد الرحمن: هو ابن مهدي العَنْبَري، وسفيان: هو ابن سعيد الثوري، وعلقمة: هو ابن مَرْثَد الحضرمي.

وأخرجه مسلم (2260)، والبيهقي 10/ 214، والبغوي (3415) من طريق عبد الرحمن بن مهدي وحده، بهذا الإسناد.

وقد سلف الحديث عن وكيع بن الجراح وحده برقم (22979).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (23028).

ص: 159

23058 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ - وَهُوَ ابْنُ شَقِيقٍ - أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَقَّ عَنِ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ (1).

23059 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ - هُوَ ابْنُ وَاقِدٍ -، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ أَحْسَابَ أَهْلِ الدُّنْيَا هَذَا الْمَالُ "(2).

23060 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد قوي من أجل حسين بن واقد المَرْوزي، فهو صدوق لا بأس به، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه ابن أبي الدنيا في "العيال"(52)، والطبراني في "الكبير"(2574) من طريق علي بن الحسن بن شقيق، بهذا الإسناد.

وسلف الحديث عن زيد بن الحباب، عن حسين بن واقد برقم (23001).

(2)

إسناده قوي كسابقه.

وأخرجه الدارقطني 3/ 304، والحاكم 2/ 163، والقضاعي في "مسند الشهاب"(20)، والبيهقي في "الشعب"(10310) من طريق علي بن الحسن بن شقيق، بهذا الإسناد. وسقط من أول إسناده من مطبوع الحاكم قوله:"حدثنا القاسم بن القاسم السياري، حدثنا إبراهيم بن هلال"، واستدركناه من "إتحاف المهرة" 2/ 592، ولفظ القضاعي:"الحسب المال، والكرم التقوى".

وهذا اللفظ غير محفوظ عن بريدة، وإنما هو لفظ حديث سمرة بن جندب السالف في "المسند" برقم (20102)، ولعل الوهم فيه ممن هو دون علي بن الحسن بن شقيق.

وقد سلف الحديث عن زيد بن الحباب، عن حسين بن واقد برقم (22990).

ص: 160

عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: مَرِضَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" مُرُوا أَبَا بَكْرٍ يُصَلِّي بِالنَّاسِ " فَقَالَتْ عَائِشَةُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَبِي رَجُلٌ رَقِيقٌ. فَقَالَ:" مُرُوا أَبَا بَكْرٍ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ، فَإِنَّكُنَّ صَوَاحِبَاتُ يُوسُفَ ".

فَأَمَّ أَبُو بَكْرٍ النَّاسَ وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَيٌّ (1).

23061 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا ضِرَارٌ أَبُو سِنَانٍ [عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ] عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" أَهْلُ الْجَنَّةِ عِشْرُونَ وَمِئَةُ صَفٍّ، هَذِهِ (2) الْأُمَّةُ مِنْ ذَلِكَ ثَمَانُونَ صَفًّا "(3).

(1) حديث صحيح، رجاله ثقات، غير أن الإمام أحمد أو من دونه أخطأ فيه، فقال: عن ابن بريدة، عن أبيه- جعله من مسند بريدة بن الحُصيب الأسلمي، وهكذا صنع كلُّ من فرَّع على "المسند" كابن كثير في "جامع المسانيد" 1/ ورقة 138، وابن حجر في "أطراف المسند" 1/ 626، و"إتحاف المهرة" 2/ 593، والهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/ 181، والصواب فيه: عن أبي بردة -وهو ابن أبي موسى الأشعري- عن أبيه أبي موسى الأشعري عبد الله بن قيس، هكذا رواه أبو عوانة في "صحيحه"(1653) عن يزيد بن سنان البصري -وهو ثقة- عن عبد الصمد بن عبد الوارث العنبري، وكذا رواه الناس عن زائدة -وهو ابن قدامة الثقفي- كما سلف في مسند أبي موسى برقم (19700)، وتابع زائدة عليه أبو الأشهب جعفر بن الحارث الواسطي كما في "علل الدارقطني" 7/ 218.

وهو في "فضائل الصحابة" للمصنف برقم (140) من هذا الطريق، لكن وقع في إسناده في المطبوع:"عن أبي بردة، عن أبيه" فلا ندري أجاءت الرواية فيه هكذا على الصواب، أم هو تحريف؟!

(2)

في (م) و (ظ 2) و (ق): "وهذه" بزيادة حرف الواو، والمثبت من (ظ 5).

(3)

إسناده صحيح، وهو مكرر (23002).

ص: 161

‌أَحَادِيثُ رِجَالٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

23062 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ مَرَّ عَلَى مُوسَى لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ قَائِمًا يُصَلِّي فِي قَبْرِهِ. قَالَ يَحْيَى: قَائِمٌ إِنْ شَاءَ اللهُ (1).

23063 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ (2) ابْنِ عَدِيٍّ قَالَ: أَخْبَرَنِي رَجُلَانِ: أَنَّهُمَا أَتَيَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ يَسْأَلَانِهِ الصَّدَقَةَ. قَالَ: فَرَفَعَ فِيهِمَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْبَصَرَ وَخَفَضَهُ، فَرَآهُمَا رَجُلَيْنِ جَلْدَيْنِ، فَقَالَ:" إِنْ شِئْتُمَا أَعْطَيْتُكُمَا مِنْهَا، وَلَا حَظَّ لِغَنِيٍّ وَلَا لِقَوِيٍّ مُكْتَسِبٍ "(3).

(1) إسناده صحيح، وإبهام الصحابي لا يضر. يحيى: هو ابن سعيد القطان، والتيمي: هو سليمان بن طرخان، وأنس بن مالك: هو الصحابي الشهير خادم النبي صلى الله عليه وسلم.

وسلف برقم (20597) عن محمد بن أبي عدي، وسيأتي برقم (23094) عن يزيد بن هارون، كلاهما عن سليمان التيمي.

قوله: "قائم إن شاء الله" يعني أن قوله في الحديث: "قائماً يصلي" موجودة في نص الحديث على غلبة ظنه، وهذا صواب، فقد تابعه على هذا الحرف يزيد بن هارون في الرواية الآتية برقم (23094).

(2)

تحرف في (م) و (ق) و (ظ 2) إلى: عبد الله، والمثبت من (ظ 5).

(3)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه. هشام: هو ابن عروة بن الزبير. =

ص: 162

23064 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَسَارٍ الْجُهَنِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُمْ كَانُوا يَسِيرُونَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي مَسِيرٍ، فَنَامَ رَجُلٌ مِنْهُمْ، فَانْطَلَقَ بَعْضُهُمْ إِلَى نَبْلٍ مَعَهُ فَأَخَذَهَا، فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ الرَّجُلُ، فَزِعَ، فَضَحِكَ الْقَوْمُ، فَقَالَ:" مَا يُضْحِكُكُمْ؟ " فَقَالُوا: لَا، إِلَّا أَنَّا أَخَذْنَا نَبْلَ هَذَا، فَفَزِعَ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُرَوِّعَ مُسْلِمًا "(1).

= وسلف برقم (17972) عن يحيى بن سعيد القطان، عن هشام.

(1)

إسناده صحيح. الأعمش: هو سليمان بن مهران.

وأخرجه أبو داود (5004)، ومن طريقه القضاعي في "مسند الشهاب"(878)، والبيهقي في "السنن" 10/ 249، وفي "الآداب"(411) من طريق عبد الله ابن نمير، بهذا الإسناد.

وأخرجه هناد في "الزهد"(1345) عن أبي معاوية، عن الأعمش، به. مقتصراً على المرفوع منه فقط.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1625) من طريق فطر بن خليفة، عن عبد الله بن يسار، عن أبي ليلى الأنصاري، عن النبي صلى الله عليه وسلم! فوهم فيه فطر.

وفي الباب عن يزيد بن سعيد أبي السائب، سلف برقم (17940)، وذكرت بعض شواهده هناك. ونزيد عليها:

عن أبي هريرة، عند ابن المبارك في "الزهد"(688)، ومن طريقه القضاعي في "مسند الشهاب"(877)، والبغوي (2571). وإسناده ضعيف.

وعن ابن عمر عند البزار (1521 - كشف الأستار) قال الهيثمي في "المجمع" 6/ 254: فيه عبد الكريم أبو أمية: وهو ضعيف.

وعن سليمان بن صُرَد، عند الطبراني في "الكبير"(6487)، قال الهيثمي في "المجمع" 6/ 254: رواه الطبراني من رواية ابن عيينة عن إسماعيل بن مسلم، =

ص: 163

23065 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ عُثْمَانَ - يَعْنِي ابْنَ حَكِيمٍ - أَخْبَرَنِي تَمِيمُ بْنُ يَزِيدَ، مَوْلَى بَنِي زَمْعَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ، ثُمَّ قَالَ:" أَيُّهَا النَّاسُ، ثِنْتَانِ مَنْ وَقَاهُ اللهُ شَرَّهُمَا دَخَلَ الْجَنَّةَ " قَالَ: فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَا تُخْبِرْنَاهُمَا (1). ثُمَّ قَالَ:" اثْنَانِ مَنْ وَقَاهُ اللهُ شَرَّهُمَا دَخَلَ الْجَنَّةَ " حَتَّى إِذَا كَانَتِ الثَّالِثَةُ أَجْلَسَهُ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا: تَرَى رَسُولَ اللهِ يُرِيدُ يُبَشِّرُنَا فَتَمْنَعُهُ؟! فَقَالَ: إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَتَّكِلَ النَّاسُ. فَقَالَ: " ثِنْتَانِ مَنْ وَقَاهُ اللهُ شَرَّهُمَا دَخَلَ الْجَنَّةَ: مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ، وَمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ "(2).

= فإن كان هو العبدي، فهو من رجال الصحيح، وإن كان هو المكي، فهو ضعيف، وبقية رجاله ثقات. قلنا: وفي إسناده انقطاع أيضاً.

وعن النعمان بن بشير، عند الطبراني في "الأوسط"(1694)، والسهمي في "تاريخ جرجان" ص 280، وأبي نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 127. قال في "المجمع" 6/ 254: رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، ورجال "الكبير" ثقات.

وعن أبي الحسن -وكان عقبياً بدرياً- عند الطبراني في "الكبير" 22/ (980). قال في "المجمع" 6/ 253: وفيه حسين بن عبد الله بن عبيد الله الهاشمي، وهو ضعيف.

وعن زيد بن ثابت، عند الحاكم 3/ 421، وفيه محمد بن عمر الواقدي، وهو متروك.

قوله: "أن يروِّع مسلماً" من الترويع بمعنى التخويف. قاله السندي.

(1)

في (م) و (ظ 2): تخبرنا ما هما.

(2)

المرفوع منه صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات غير تميم بن يزيد =

ص: 164

23066 -

حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ (1)، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْقَاتِلِ وَالْآمِرِ، قَالَ:" قُسِمَتِ النَّارُ سَبْعِينَ جُزْءًا، فَلِلْآمِرِ تِسْعٌ وَسِتُّونَ، وَلِلْقَاتِلِ جُزْءٌ وَحَسْبُهُ "(2).

= مولى بني زمعة، فقد تفرد بالرواية عنه عثمان بن حكيم -وهو ابن عباد بن حنيف الأنصاري- ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، فهو مجهول.

ويشهد له حديث سهل بن سعد عند البخاري (6474)، وسلف برقم (22823).

وحديث أبي موسى الأشعري السالف برقم (19559).

وحديث أبي هريرة ذكرناه عند حديث أبي موسى.

قوله: "لا تخبرناهما" قال السندي: على لفظ النهي، أي: لا تبين لنا أنهما أيّ شيء، فإن الناس إن علموا بهما اعتنوا بشأنهما وتركوا بقية الأمور.

"ما بين لحييه .. ": يريد الفم والفرج.

(1)

تحرف في (م) إلى: محمد بن يزيد.

(2)

إسناده ضعيف، محمد -وهو ابن إسحاق- مدلس وقد عنعنه.

وأخرجه مسدد في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" للبوصيري (4573)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(5360) من طريق حماد بن زيد، وابن أبي شيبة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(4574) أيضاً عن عباد بن العوام، كلاهما عن محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد. قال البوصيري عقبه: وهذا إسناد ضعيف لتدليس ابن إسحاق.

وفي الباب عن أبي سعيد الخدري بلفظه عند الطبراني في "الصغير"(526). وفيه غير واحد من الضعفاء. =

ص: 165

23067 -

حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، حَدَّثَنِي جَارٌ لِخَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَقُولُ لِخَدِيجَةَ:" أَيْ خَدِيجَةُ، وَاللهِ لَا أَعْبُدُ اللَّاتَ أَبَدًا، وَاللهِ لَا أَعْبُدُ الْعُزَّى أَبَدًا " قَالَ: فَتَقُولُ خَدِيجَةُ: حَلَّ (1) الْعُزَّى. قَالَ: " كَانَتْ صَنَمَهُمُ الَّتِي يَعْبُدُونَ ثُمَّ يَضْطَجِعُونَ "(2).

23068 -

حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْبَيْلَمَانِيِّ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم (3) يَقُولُ: " مَنْ تَابَ إِلَى اللهِ عز وجل قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ بِيَوْمٍ، قَبِلَ اللهُ مِنْهُ ".

= وعن أبي الدرداء عند الطبراني في "الكبير" كما في "مجمع الزوائد" 7/ 299 - 300 بلفظ: يؤتى بالقاتل والمقتول يوم القيامة، فيقول: أي ربِّ سل هذا فيم قتلني؟ فيقول: أي ربِّ، أمرني هذا، فيؤخذ بأيديهما جميعاً فيقذفان في النار". قال الهيثمي: ورجاله كلهم ثقات.

وعن أبي الدرداء عند الطبراني أيضاً كما في "المجمع" 7/ 300: "يقعد المقتول بالجادة، فإذا مر به القاتل أخذه، فيقول: يا رب، هذا قطع علي صومي وصلاتي، قال: فيعذب القاتل والآمر به". قال الهيثمي: وفيه شهر بن حوشب، وقد وثق، وفيه ضعف.

(1)

تصحف في (م) إلى: خل، بالخاء المعجمة، وما أثبتناه من النسخ الخطية، ومعناه: صف وانعت، وقد فاتنا التنبيه على هذا التصحيف في مكرره السالف برقم (17947)، والله تعالى ولي التوفيق.

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه، وإبهامه لا يضر. وهو مكرر (17947) سنداً ومتناً.

(3)

قوله: "قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم" أثبتناه من (ظ 5).

ص: 166

قَالَ: فَحَدَّثَهُ رَجُلًا (1) مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم آخَرَ بِهَذَا (2)، فَقَالَ: أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْهُ؟ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: فَأَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ تَابَ إِلَى اللهِ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ بِنِصْفِ يَوْمٍ، قَبِلَ اللهُ مِنْهُ ".

قَالَ: فَحَدَّثَهَا رَجُلا (3) آخَرُ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَأَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ تَابَ إِلَى اللهِ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ بِضَحْوَةٍ، قَبِلَ اللهُ مِنْهُ ".

قَالَ: فَحَدَّثَهُ رَجُلًا (4) آخَرَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْهُ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَأَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ تَابَ قَبْلَ أَنْ يُغَرْغِرَ بِنَفَسِهِ، قَبِلَ اللهُ مِنْهُ "(5).

(1) المثبت من (م) ونسخة في (ظ 5)، وفي بقية الأصول: فَحَدَّثَهَا رَجُلٌ، والقائل، هو زيد بن أسلم، والذي حدَّث هو عبد الرحمن بن البيلماني.

(2)

زاد في (م): الحديث.

(3)

المثبت من نسخة في هامش (ظ 5)، وفي (م) وبقية الأصول: فحدثنيها رجلٌ.

(4)

المثبت من (م) ونسخة في (ظ 5)، وفي بقية الأصول: رجلٌ.

(5)

إسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن البيلماني، وهشام بن سعد -وهو المدني- ليس بالقوي. أسباط: هو ابن محمد بن عبد الرحمن القرشي.

وأخرجه الحاكم 4/ 257 من طريق جعفر بن عون، عن هشام بن سعد، بهذا الإسناد. وانظر (15499).

قوله: "يغرغر بنفسه" قال السندي: النَفَس بفتحتين والباء للآلة، أو بفتح فسكون، والباء للسببية، أي بخروج نفسه يعني: روحه.

ص: 167

23069 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" أَصْبَحَ النَّاسُ صِيَامًا لِتَمَامِ ثَلَاثِينَ " قَالَ: فَجَاءَ أَعْرَابِيَّانِ، فَشَهِدَا أَنَّهُمَا أَهَلَّا الْهِلَالَ بِالْأَمْسِ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم النَّاسَ فَأَفْطَرُوا (1).

23070 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنِي قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنِ الْأَعْرَابِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " صَوْمُ شَهْرِ الصَّبْرِ، وَثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، يُذْهِبْنَ وَحَرَ الصَّدْرِ "(2).

23071 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَابِسٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِنَّمَا نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْوِصَالِ فِي الصِّيَامِ، وَالْحِجَامَةِ لِلصَّائِمِ، إِبْقَاءً عَلَى أَصْحَابِهِ، وَلَمْ يُحَرِّمْهُمَا (3).

(1) إسناده صحيح.

وأخرجه ابن الجارود (396) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (18824) عن عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان الثوري.

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه.

وسيأتي مطولاً برقم (23077) عن وكيع أيضاً، وسلف مطولاً أيضاً برقم (20737) من طريق الجُريري، عن أبي العلاء يزيد بن عبد الله بن الشخير.

قوله: "وحر الصدر" قال السندي: بفتحتين: غِشُّه أو وساوسه أو الحقد أو الغيظ والعداوة.

(3)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه. =

ص: 168

23072 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ شَبِيبِ بْنِ أَبِي رَوْحٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْفَجْرَ فَقَرَأَ فِيهِمَا بِالرُّومِ، فَالْتُبِسَ عَلَيْهِ فِي الْقِرَاءَةِ، فَلَمَّا صَلَّى قَالَ:" مَا بَالُ رِجَالٍ يَحْضُرُونَ مَعَنَا الصَّلَاةَ بِغَيْرِ طُهُورٍ! أُولَئِكَ الَّذِينَ يَلْبِسُونَ عَلَيْنَا صَلَاتَنَا، مَنْ شَهِدَ مَعَنَا الصَّلَاةَ، فَلْيُحْسِنِ الطُّهُورَ "(1).

= وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 52 و 83 عن وكيع، بهذا الإسناد.

وسيتكرر برقم (23084).

وسلف برقم (18822) عن عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان الثوري.

قوله: "إبقاء" أي: رحمة وشفقة.

"ولم يحرمهما" من التحريم، وهذا الذي تشهد به أحاديث النهي عن الوصال، لكن أحاديث الحجامة للصائم، لا تقتضي هذا، والله أعلم. قاله السندي.

(1)

إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير شبيب بن أبي روح، فمن رجال أبي داود والنسائي، وقد روى عنه جمع ووثقه ابن حبان، فهو حسن الحديث.

وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(2725)، ومن طريقه المزي في ترجمة شبيب بن نعيم من "تهذيب الكمال" 12/ 372 - 373، وأخرجه النسائي في "المجتبى" 2/ 156، وفي "الكبرى"(1019) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، كلاهما (عبد الرزاق، وابن مهدي) عن سفيان، بهذا الإسناد.

وسلف برقم (15873)، وسيأتي برقم (23125) من طريق شعبة عن عبد الملك بن عمير.

قوله: "بغير طهور" قال السندي: بضم الطاء، والمراد: بغير إحسانه. "يلبسون" بكسر الباء الموحدة من اللَّبس، بفتح اللام بمعنى الخلط، ويمكن أن يُجعل من التلبيس.

ص: 169

23073 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ جُرَيَّ بْنَ كُلَيْبٍ النَّهْدِيَّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ، قَالَ: عَدَّهُنَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي يَدِي أَوْ فِي يَدِهِ: " التَّسْبِيحُ نِصْفُ الْمِيزَانِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ يَمْلَؤُهُ، وَالتَّكْبِيرُ يَمْلَأُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، وَالصَّوْمُ نِصْفُ الصَّبْرِ، وَالطُّهُورُ نِصْفُ الْإِيمَانِ "(1).

23074 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ وَأَبِي الدَّهْمَاءِ، قَالَا: أَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ فَقُلْنَا: هَلْ سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم شَيْئًا؟ قَالَ: نَعَمْ، سَمِعْتُهُ يَقُولُ:" إِنَّكَ لَنْ تَدَعَ شَيْئًا لِلَّهِ، إِلَّا بَدَّلَكَ اللهُ بِهِ مَا هُوَ خَيْرٌ لَكَ مِنْهُ "(2).

23075 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا أَيْمَنُ بْنُ نَابِلٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنَا التَّشَهُّدَ كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنَ الْقُرْآنِ (3).

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات غير جري بن كليب النهدي، فقد تكلمنا عليه وعلى الحديث فيما سلف برقم (18287)، فانظره.

وسيأتي بالأرقام (23099) و (23139) و (23160) من طريق جري بن كليب.

(2)

إسناده صحيح، وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وأبو قتادة: هو تميم بن نُذَير العدوي، وأبو الدهماء: هو قِرْفة بن بُهيس العدوي.

وهو في "الزهد" لوكيع (356)، وعنه أخرجه هناد في "الزهد"(938).

وسلف برقم (20739) عن إسماعيل ابن عُلية عن سليمان بن المغيرة.

(3)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، أبو الزبير -وهو محمد بن مسلم بن =

ص: 170

23076 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ شَيْخٍ مِنَ الْأَنْصَارِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " حَقٌّ عَلَى

= تدرس- مدلس، وقد عنعنه، وصحابيه المبهم هو جابر بن عبد الله، سمَّاه كذلك كلُّ من رواه عن أيمن بن نابل، وخَطَّؤُوه في إسناده، ولعله لأجل ذلك أبهمه وكيع، والله تعالى أعلم.

وأخرجه الطيالسي (1741)، وابن ماجه (902)، والترمذي في "العلل الكبير" 1/ 227، والنسائي 2/ 243 و 3/ 43، وأبو يعلى (2232)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 264، والحاكم 1/ 266 - 267 و 267، والبيهقي 2/ 141 و 142 من طرق عن أيمن بن نابل، بهذا الإسناد. وسمَّوا جميعُهم الصحابي: جابر بن عبد الله، وذكروا جميعُهم نص التشهد. قال الترمذي: وسألت محمداً (يعني البخاري) عن هذا الحديث، فقال: غير محفوظ، هكذا يقول: أيمن بن نابل عن أبي الزبير، عن جابر، وهو خطأ، والصحيح ما رواه الليث بن سعد، عن أبي الزبير، عن سعيد بن جبير وطاووس عن ابن عباس، وهكذا رواه عبد الرحمن بن حميد الرؤاسي عن أبي الزبير قبل رواية الليث بن سعد. قلنا: وحديث ابن عباس سلف في المسند برقم (2665) بإسنادٍ صحيح. وخطَّأَ رواية أيمن بن نابل أيضاً النسائيُّ بعدما أخرجه.

وأخرجه أبو يوسف في "كتاب الآثار"(109)، ومحمد بن الحسن في "الآثار"(78)، ومن طريقه الطبراني في "الأوسط"(1840) عن أبي حنيفة، عن بلال بن مرداس، عن وهب بن كيسان، عن جابر. ولفظه:"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا التشهد كما يعلمنا السورة من القرآن". وإسناده حسن في الشواهد.

وفي الباب عن ابن مسعود، سلف برقم (3562).

وعن ابن عمر عند أبي أمية الطرسوسي (10)، وأبي يعلى (5605)، والطبراني في "الكبير" كما في "مجمع الزوائد" 2/ 140، والدارقطني 1/ 351. قال الهيثمي: وفيه عبد الرحمن بن إسحاق أبو شيبة، وهو ضعيف.

ص: 171

كُلِّ مُسْلِمٍ الْغُسْلُ وَالطِّيبُ وَالسِّوَاكُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ " (1).

23077 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا قُرَّةُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ قَالَ: كُنَّا بِهَذَا الْمِرْبَدِ بِالْبَصْرَةِ، قَالَ: فَجَاءَ أَعْرَابِيٌّ مَعَهُ قِطْعَةُ أَدِيمٍ، أَوْ قِطْعَةُ جِرَابٍ، فَقَالَ: هَذَا كِتَابٌ كَتَبَهُ لِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم. قَالَ أَبُو الْعَلَاءِ: فَأَخَذْتُهُ فَقَرَأْتُهُ عَلَى الْقَوْمِ، فَإِذَا فِيهِ:" بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، هَذَا كِتَابٌ مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللهِ لِبَنِي زُهَيْرِ بْنِ أُقَيْشٍ: إِنَّكُمْ إِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ، وَأَدَّيْتُمُ الزَّكَاةَ، وَأَعْطَيْتُمْ مِنَ الْمَغَانِمِ الْخُمُسَ وَسَهْمَ النَّبِيِّ وَالصَّفِيَّ، فَأَنْتُمْ آمِنُونَ بِأَمَانِ اللهِ، وَأَمَانِ رَسُولِهِ ".

قَالَ: قُلْنَا: مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: " صَوْمُ شَهْرِ الصَّبْرِ، وَثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، يُذْهِبْنَ وَحَرَ الصَّدْرِ "(2).

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، وجهالة الصحابي لا تضر.

وسلف برقم (16398) عن عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري. وفاتنا هناك أن نذكر له شاهداً، فنذكر له هنا شاهداً حديث أبي سعيد الخدري عند البخاري (880)، ومسلم (846)(7)، وسلف في "المسند" بنحوه برقم (11658).

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه. وأبو العلاء المذكور في المتن: هو يزيد بن عبد الله بن الشخير.

وسلف برقم (23070) عن وكيع مختصراً بشطره الأخير.

وانظر (20737).

ص: 172

23078 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّسُولِ الَّذِي سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْهِجْرَةِ، فَقَالَ:" لَا تَنْقَطِعُ مَا جُوهِدَ الْعَدُوُّ "(1).

23079 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ نَصْرِ بْنِ عَاصِمٍ اللَّيْثِيِّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْهُمْ، أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَسْلَمَ عَلَى أَنْ يُصَلِّيَ صَلَاتَيْنِ، فَقَبِلَ مِنْهُ (2).

23080 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنِ ابْنِ الشِّخِّيرِ، عَنِ الْأَعْرَابِيِّ: أَنَّ نَعْلَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَتْ مَخْصُوفَةً (3).

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، عاصم -وهو ابن رجاء بن حيوة- ليس بذاك القوي، وجده حيوة الكندي لم نقف له على ترجمة، وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/ 251 وقال: رواه أحمد، وحيوة لم أعرفه.

وفي الباب عن جنادة بن أبي أمية، سلف برقم (16597)، وسنده صحيح.

وعن عبد الله بن السعدي، سلف برقم (22324) وسنده قوي.

وعن ثوبان عند البزار (1749 - كشف الأستار)، قال الهيثمي في "المجمع" 5/ 251: وفيه يزيد بن ربيعة الرحبي، وهو ضعيف.

(2)

رجاله ثقات رجال الصحيح غير صحابيه.

وسلف عن محمد بن جعفر، عن شعبة برقم (20287).

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات، وابن الشخير: هو يزيد بن عبد الله، وسلف الحديث برقم (20058) عن أبي أحمد الزبيري، عن سفيان، عن خالد الحذاء، عن يزيد بن عبد الله بن الشخير، عن أخيه مطرف بن عبد الله بن الشخير، عن الأعرابي، وهو المحفوظ.

ص: 173

23081 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ عَمِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَجْمَعُوا بَيْنَ اسْمِي وَكُنْيَتِي "(1).

23082 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا ثَوْرٌ الشَّامِيُّ، عَنْ حَرِيزِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي خِدَاشٍ (2)، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْمُسْلِمُونَ شُرَكَاءُ فِي ثَلَاثٍ: الْمَاءِ، وَالْكَلَإِ، وَالنَّارِ "(3).

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه، فليست له رواية في الكتب الستة. عبد الكريم الجزري: هو ابن مالك.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 672 عن وكيع، بهذا الإسناد.

وانظر (15734).

(2)

المثبت من (ظ 5)، وفي (م) والنسخ المتأخرة: خراش.

(3)

إسناده صحيح. ثور الشامي: هو ابن يزيد أبو خالد الحمصي، وحريز بن عثمان: هو الرحبي الحمصي، وأبو خِداش: هو حِبَّان بن زيد الشَّرْعبي.

وأخرجه ابن أبي شيبة 7/ 304 عن وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 2/ 857، والبيهقي 6/ 150 من طريق يحيى بن سعيد القطان، عن ثور الشامي، به.

وأخرجه أبو عبيد في "الأموال"(729)، وأبو داود (3477)، وابن عدي 2/ 857، والبيهقي 6/ 150 من طرق عن حريز بن عثمان، به.

وأخرجه يحيى بن آدم في "الخراج"(315)، والبيهقي 6/ 150 من طريق سفيان الثوري عن ثور بن يزيد يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم. قال البيهقي: أرسله الثوري عن ثور، إنما أخذه ثور عن حريز. =

ص: 174

23083 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَسْلَمَ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِرَجُلٍ: " لَوْ قُلْتَ حِينَ أَمْسَيْتَ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ كُلِّهِنَّ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ، لَمْ يَضُرَّكَ عَقْرَبٌ حَتَّى تُصْبِحَ "(1).

= وفي الباب عن أبي هريرة عند أبي عبيد (731)، وابن ماجه (2473). وإسناده صحيح.

وعن ابن عباس عند ابن ماجه (2472)، والطبراني في "الكبير" 11/ (11105)، وابن عدي في "الكامل" 4/ 1525، والمزي في ترجمة عبد الله بن خراش من "تهذيب الكمال" 14/ 455. وإسناده ضعيف.

وعن عائشة عند ابن ماجه (2474)، والمزي في ترجمة زهير بن مرزوق من "تهذيبه" 9/ 419 - 420 قالت: قلت: يا رسول الله ما الشيء الذي لا يحل منعه؟ قال: "الماء والملح والنار" قلت: يا رسول الله

إلخ.

وعن بُهَيْسة عن أبيها بنحو الشاهد السابق عند أبي عبيد (736)، وأبي داود (3476)، والبيهقي 6/ 150، وإسناده ضعيف.

قوله: "الكلأ" قال السندي: المرعَى، يريد أنه لا ينبغي لأحد أن يمنع آخرَ مِن هذه الثلاثة.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح، لكن اختلف على سهيل بن أبي صالح في صحابيه كما بيناه عند الرواية (15709).

وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" كما في "تحفة الأشراف" 11/ 146 من طريق محمد بن يوسف الفريابي، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.

تنبيه: سقط هذا الحديث من (م) و (ظ 2) و (ق)، وأثبتناه من (ظ 5) ومن "أطراف المسند" 8/ 346.

ص: 175

23084 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَابِسٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِنَّمَا نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْحِجَامَةِ لِلصَّائِمِ، وَالْوِصَالِ فِي الصِّيَامِ؛ إِبْقَاءً عَلَى أَصْحَابِهِ، وَلَمْ يُحَرِّمْهُمَا، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، فَإِنَّكَ تُوَاصِلُ! قَالَ:" إِنِّي لَسْتُ كَأَحَدِكُمْ، إِنِّي أَظَلُّ يُطْعِمُنِي رَبِّي وَيَسْقِينِي "(1).

23085 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ذَكْوَانَ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ لِفُلَانٍ نَخْلَةً فِي حَائِطِي، فَمُرْهُ فَلْيَبِعْنِيهَا أَوْ لِيَهَبْهَا لِي. قَالَ: فَأَبَى الرَّجُلُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" افْعَلْظن وَلَكَ بِهَا نَخْلَةٌ فِي الْجَنَّةِ " فَأَبَى، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" هَذَا أَبْخَلُ النَّاسِ "(2).

(1) إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه.

وهو مكرر (23071).

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه.

وأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" للبوصيري (6902) عن وكيع، بهذا الإسناد. إلا أن فيه: عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، بدل: عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.

وفي الباب عن أنس بن مالك، سلف برقم (12482).

وعن ابن مسعود، ذكرناه عند حديث أنس.

وعن جابر بن عبد الله، سلف برقم (14517). =

ص: 176

23086 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنْ عَمَّتِهِ، عَنْ عَمِّهَا قَالَ: إِنِّي لَبِسُوقِ ذِي الْمَجَازِ، عَلَيَّ بُرْدَةٌ لِي مَلْحَاءُ أَسْحَبُهَا، قَالَ: فَطَعَنَنِي رَجُلٌ بِمِخْصَرَةٍ، فَقَالَ:" ارْفَعْ إِزَارَكَ، فَإِنَّهُ أَبْقَى وَأَنْقَى " فَنَظَرْتُ، فَإِذَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَنَظَرْتُ، فَإِذَا إِزَارُهُ إِلَى أَنْصَافِ سَاقَيْهِ (1).

(1) إسناده ضعيف من أجل عمة أشعث -وهو ابن سليم أبي الشعثاء- فإنها لا تعرف، وسميت في الرواية التالية رهم -وهي بنت الأسود- وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه، فقد روى له الترمذي في "الشمائل" والنسائي، وقد اختلف في اسمه واسم أبيه، فقيل: عبيد بن خالد، وقيل: عُبيدة -بضم العين وفتحها- بن خلف كما في الحديث التالي. سفيان: هو الثوري.

وأخرجه أحمد بن منيع كما في "إتحاف الخيرة" للبوصيري (5525) عن أبي أحمد الزبيري، عن سفيان، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (1190)، وابن سعد في "الطبقات" 6/ 44، والترمذي في الشمائل (113)، والحارث بن أبي أسامة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(5526)، والنسائي في "الكبرى"(9682) و (9683) من طريق شعبة، ومسدد في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(5523) عن أبي الأحوص، ومسدد أيضاً (5524) عن أبي عوانة، والنسائي في "الكبرى"(9684) من طريق شيبان بن عبد الرحمن، أربعتهم عن أشعث بن أبي الشعثاء، به.

ووقع في المطبوع من "إتحاف الخيرة" في رواية أبي عوانة: عن عمته عن عم أبيها، وهو خطأ، فقد أشار الحافظ في "التهذيب" أن روايته: عن عمته، عن عم أبيه.

وانظر الحديث التالي.

وفي باب الأمر برفع الإزار عن الشريد الثقفي، سلف برقم (19472)، وإسناده صحيح. =

ص: 177

23087 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ قُرْمٍ (1)، عَنِ الْأَشْعَثِ، عَنْ عَمَّتِهِ رُهْمٍ، عَنْ عُبَيْدَةَ بْنِ خَلَفٍ قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ وَأَنَا شَابٌّ مُتَأَزِّرٌ بِبُرْدَةٍ لِي مَلْحَاءَ أَجُرُّهَا، فَأَدْرَكَنِي رَجُلٌ فَغَمَزَنِي بِمِخْصَرَةٍ مَعَهُ، ثُمَّ قَالَ:" أَمَا لَوْ رَفَعْتَ ثَوْبَكَ كَانَ أَبْقَى وَأَنْقَى " فَالْتَفَتُّ، فَإِذَا هُوَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّمَا هِيَ بُرْدَةٌ مَلْحَاءُ! قَالَ:" وَإِنْ كَانَتْ بُرْدَةً مَلْحَاءَ، أَمَا لَكَ فِيَّ أُسْوَةٍ؟ (2) " فَنَظَرْتُ إِلَى إِزَارِهِ، فَإِذَا فَوْقَ الْكَعْبَيْنِ وَتَحْتَ الْعَضَلَةِ (3).

23088 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَسْلَمَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" يَا بِلَالُ، أَرِحْنَا بِالصَّلَاةِ "(4).

= وعن ابن عمر مرفوعاً: "ما مس الأرض فهو في النار" سلف برقم (5693)، وذكرت أحاديث الباب هناك.

قوله: "ملحاء" قال السندي: بردة فيها خطوط بيض وسود.

"أسحبها": أجرُّها.

"بمخصرة" أي: بعصا.

(1)

تحرف في (م) إلى قرة.

(2)

المثبت من (ظ 5)، وفي (م) والنسخ المتأخرة: في أسوتي.

(3)

إسناده ضعيف لضعف سليمان بن قرم، وجهالة عمة الأشعث. حسين بن محمد: هو ابن بهرام التميمي المَرُّوذي.

وانظر ما قبله.

(4)

رجاله ثقات، لكن اختلف على سالم بن أبي الجعد في إسناده، فمرة =

ص: 178

23089 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ أَبِي خَلْدَةَ (1)، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ

= يرويه عن رجل من أسلم، عن النبي صلى الله عليه وسلم كما هنا، ومرة يرويه عن عبد الله بن محمد ابن الحنفية، عن صهر له أنصاري، ومرة يرويه عن محمد ابن الحنفية نفسه عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً كما سيأتي عند الرواية (23154).

مسعر: هو ابن كدام.

وأخرجه أبو داود (4985)، والطبراني في "الكبير"(6214) من طريق عيسى بن يونس، والخطيب في "تاريخ بغداد" 10/ 444 - 445 من طريق خلاد بن يحيى، كلاهما عن مسعر بن كدام، بهذا الإسناد. ووقع عند أبي داود أن الصحابي: رجل من خزاعة. ووقع عند الطبراني -ولعله تحريف-: عن عمرو بن مرة، عن سلمان بن خالد- أراه من خزاعة.

وأخرجه مسدد في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" للبوصيري (1309)، ومن طريقه الخطيب في "تاريخه" 10/ 444 من طريق أبي حمزة ثابت بن أبي صفية الثمالي، عن سالم بن أبي الجعد، به. قلنا: وأبو حمزة ضعيف.

وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 249 من طريق سلمة بن الفضل، عن مسعر، عن عمرو بن مرة، عن عمرو بن خارجة بن خزاعة، عن بلال. فجعله من حديث بلال. قلنا: وسلمة بن الفضل ضعيف.

وأخرجه الدارقطني في "العلل" 4/ 122، والخطيب في "تاريخه" 10/ 444 من طريق أبي حمزة الثمالي، عن سالم بن أبي الجعد، عن محمد ابن الحنفية، عن بلال. فجعله أيضاً من حديث بلال. قلنا: وإسناده تالف.

وسيأتي الحديث من طريق سالم بن أبي الجعد، عن عبد الله بن محمد ابن الحنفية عن صهر له من الأنصار برقم (23154).

(1)

تحرف في الأصول الخطية وأطراف المسند 8/ 348 إلى أبي خالد، وهو خطأ قديم، وصوابه ما أثبتناه، كما في مسندي مسدد وأبي يعلى، وأبو خلدة هذا: هو خالد بن دينار التميمي السعدي، روى عن أبي العالية، وروى عنه وكيع.

ص: 179

عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: حَفِظْتُ لَكَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ فِي الْمَسْجِدِ (1).

23090 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: كُنَّا سِتَّ سِنِينَ عَلَيْنَا جُنَادَةُ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ، فَقَامَ فَخَطَبَنَا، فَقَالَ: أَتَيْنَا رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ، فَقُلْنَا: حَدِّثْنَا مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَلَا تُحَدِّثْنَا مَا سَمِعْتَ مِنَ النَّاسِ. فَشَدَّدْنَا عَلَيْهِ، فَقَالَ: قَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِينَا، فَقَالَ:" أَنْذَرْتُكُمُ الْمَسِيحَ وَهُوَ مَمْسُوحُ الْعَيْنِ - قَالَ: أَحْسِبُهُ قَالَ: الْيُسْرَى - يَسِيرُ مَعَهُ جِبَالُ الْخُبْزِ وَأَنْهَارُ الْمَاءِ، عَلَامَتُهُ يَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا، يَبْلُغُ سُلْطَانُهُ كُلَّ مَنْهَلٍ، لَا يَأْتِي أَرْبَعَةَ مَسَاجِدَ: الْكَعْبَةَ، وَمَسْجِدَ الرَّسُولِ، وَالْمَسْجِدَ الْأَقْصَى، وَالطُّورَ، وَمَهْمَا كَانَ مِنْ ذَلِكَ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ لَيْسَ بِأَعْوَرَ " قَالَ ابْنُ عَوْنٍ: وَأَحْسِبُهُ قَدْ قَالَ: " يُسَلَّطُ عَلَى رَجُلٍ فَيَقْتُلُهُ ثُمَّ يُحْيِيهِ، وَلَا يُسَلَّطُ عَلَى غَيْرِهِ "(2).

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير صحابيّه. أبو العالية: هو رفيع بن مهران الرياحي.

وأخرجه مسدد في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" للبوصيري (1499) عن عبد الله بن داود الخريبي. وأبو يعلى في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" أيضاً (1500) من طريق صالح بن عمر، كلاهما عن أبي خلدة، بهذا الإسناد.

(2)

إسناده صحيح. يزيد: هو ابن هارون، وابن عون: هو عبد الله بن عون ابن أرطبان. =

ص: 180

23091 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى، أَنَّ بُشَيْرَ بْنِ يَسَارٍ أَخْبَرَهُ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ بَيْعِ الثَّمَرِ بِالتَّمْرِ، وَرَخَّصَ فِي الْعَرِيَّةِ.

قَالَ: وَالْعَرِيَّةُ: النَّخْلَةُ وَالنَّخْلَتَانِ يَشْتَرِيهِمَا الرَّجُلُ بِخَرْصِهِمَا مِنَ التَّمْرِ فَيَضْمَنُهُمَا، فَرَخَّصَ فِي ذَلِكَ (1).

= وأخرجه بنحوه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 14/ 376 من طريق سعيد بن سفيان الجحدري، عن ابن عون، بهذا الإسناد موقوفاً.

وأخرجه الحارث في "مسنده- بغية الباحث"(784) من طريق فطر بن خليفة، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(5692) من طريق قيس بن مسلم المكي، كلاهما عن مجاهد، به مرفوعاً.

وسيأتي بالأرقام (23683) و (23684) و (23685).

وفي الباب عن جابر بن عبد الله، سلف برقم (14954).

قوله: "لا يأتي أربعة مساجد"، ذكر منها الأقصى والطور ولم يرد ذكرهما إلا في هذا الحديث فيما نعلم، وليس في الأحاديث الصحيحة إلا ذكر مكة والمدينة.

قال السندي: قوله: "كل منهل" هو الذي يكون على الطرق، وما كان على غير الطريق لا يسمى منهلاً عُرفاً.

وانظر "النهاية في الفتن" لابن كثير 1/ 164 - 165.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، والصحابي الذي روى عنه بُشَيْر بن يسار: هو سهل بن أبي حثمة كما جاء مصرحاً به في الرواية السالفة برقم (16092)، وكما في رواية مسلم. وقرن بُشير في الرواية السالفة برقم (17262) مع سهل بن أبي حثمة رافع بن خديج. يزيد: هو ابن هارون، ويحيى: هو ابن سعيد الأنصاري.

وأخرجه مسلم (1540)(67)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 30، والبيهقي في "السنن" 5/ 310 من طريق سليمان بن بلال، ومسلم (1540) =

ص: 181

23092 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي تَمِيمَةَ الْهُجَيْمِيِّ، عَنْ رِدْفِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَوْ مَنْ حَدَّثَهُ عَنْ رِدْفِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ كَانَ رِدْفَهُ فَعَثَرَتْ بِهِ دَابَّتُهُ، فَقَالَ: تَعِسَ الشَّيْطَانُ. فَقَالَ: " لَا تَفْعَلْ، فَإِنَّهُ يَتَعَاظَمُ إِذَا قُلْتَ ذَلِكَ، حَتَّى يَصِيرَ مِثْلَ الْجَبَلِ، وَيَقُولُ: بِقُوَّتِي صَرَعْتُهُ، وَإِذَا قُلْتَ: بِسْمِ اللهِ، تَصَاغَرَ حَتَّى يَكُونَ مِثْلَ الذُّبَابِ "(1).

23093 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ أَهْلِي أُرِيدُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَإِذَا أَنَا بِهِ قَائِمٌ، وَإِذَا رَجُلٌ مُقْبِلٌ عَلَيْهِ، فَظَنَنْتُ أَنَّ لَهُمَا

= (68)، والنسائي في "المجتبى" 7/ 286، وفي "الكبرى"(6135) من طريق الليث، ومسلم (1540)(69) من طريق عبد الوهَّاب الثقفي، ثلاثتهم عن يحيى ابن سعيد، بهذا الإسناد. وقال بشير في رواية مسلم الأولى: عن بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم سهل.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات، لكن اختلف فيه على أبي تميمة الهجيمي -وهو طريف بن مجالد الهجيمي- كما سلف بيانه عند الرواية السالفة برقم (20591).

وأخرجه الضياء في "المختارة"(1414) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(369) من طريق قبيصة، عن سفيان الثوري، به.

ص: 182

حَاجَةً، فَجَلَسْتُ، فَوَاللهِ لَقَدْ قَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى جَعَلْتُ أَرْثِي لَهُ مِنْ طُولِ الْقِيَامِ، ثُمَّ انْصَرَفَ، فَقُمْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَقَدْ قَامَ بِكَ هَذَا الرَّجُلُ حَتَّى جَعَلْتُ أَرْثِي لَكَ مِنْ طُولِ الْقِيَامِ! قَالَ:" أَتَدْرِي مَنْ هَذَا؟ "، قُلْتُ: لَا. قَالَ: " ذَاكَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ، حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ، أَمَا إِنَّكَ لَوْ كُنْتَ سَلَّمْتَ عَلَيْهِ لَرَدَّ عَلَيْكَ السَّلَامَ "(1).

23094 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ بَعْضَ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حَدَّثَهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ مَرَّ بِمُوسَى عليه السلام وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي قَبْرِهِ (2).

23095 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ - يَعْنِي ابْنَ عَمْرٍو - عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَمْرِو بْنِ ضَمْرَةَ الْفَزَارِيِّ

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه. يزيد: هو ابن هارون، وهشام: هو ابن حسان القُردوسي، وأبو العالية: هو رُفيع بن مهران الرياحي.

وهو مكرر (20350) سنداً ومتناً، غير أنه قرن هناك بيزيد بن هارون محمد بن جعفر.

قوله: وإذا أنا به قائم، قال السندي: بالرفع أي: وهو قائم، والجملة حال، أو بالنصب على أنه حال، ولا عبرة بالخط.

"أرثي" كأرمي، أي: أترحم لأجله.

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه الأخير. يزيد: هو ابن هارون، وسليمان: هو ابن طرخان التيمي، وأنس: هو ابن مالك خادم النبي صلى الله عليه وسلم.

وانظر (20597) و (23062).

ص: 183

عَنْ رَجُلٍ مِنْ جُهَيْنَةَ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَتَى أُصَلِّي الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ؟ قَالَ: " إِذَا مَلَأَ اللَّيْلُ بَطْنَ كُلِّ وَادٍ "(1).

23096 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ الْكِنَانِيِّ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ

(1) إسناده ضعيف، عبد العزيز بن عمرو بن ضمرة الفزاري لم يذكروا راوياً عنه غير محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة الليثي-، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، فهو مجهول.

وأخرجه أحمد بن منيع في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(1208) عن يزيد ابن هارون، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" 1/ 331، وفي "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(1207)، وابن أبي عمر في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(1206)، وأحمد بن منيع (1209)، والبخاري في "التاريخ الكبير" 6/ 23 من طرق عن محمد بن عمرو، به.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(3975) من طريق قطن بن نسير، عن جعفر بن سليمان الضبعي، عن محمد بن عمرو بن علقمة، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، عن عائشة، قالت: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن وقت العشاء، فقال فذكره. قلنا: وقطن بن نسير ضعيف كان أبو زرعة يحمل عليه، وقال ابن عدي: كان يسرق الحديث ويوصله اهـ. ولعل هذا منه فقد خالف جمهور الرواة، والله تعالى أعلم.

وفى الباب عن أم أنس الأنصارية، عند الطبراني في "الكبير" 25/ (358) وإسناده تالف جداً.

وفي باب وقت صلاة العشاء عن ابن عباس، سلف برقم (3081).

وعن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11249).

وعن جابر بن عبد الله، سلف برقم (14538).

ص: 184

أَنَّ بَعْضَ بَنِي مُدْلِجٍ أَخْبَرَهُ: أَنَّهُمْ كَانُوا يَرْكَبُونَ الْأَرْمَاثَ فِي الْبَحْرِ لِلصَّيْدِ، فَيَحْمِلُونَ مَعَهُمْ مَاءً لِلشَّفَةِ (1) فَتُدْرِكُهُمُ الصَّلَاةُ وَهُمْ فِي الْبَحْرِ، وَأَنَّهُمْ ذَكَرُوا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا: إِنْ نَتَوَضَّأْ بِمَائِنَا عَطِشْنَا، وَإِنْ نَتَوَضَّأْ بِمَاءِ الْبَحْرِ وَجَدْنَاهُ فِي أَنْفُسِنَا! فَقَالَ لَهُمْ:" هُوَ الطَّهُورُ مَاؤُهُ، الْحَلَالُ (2) مَيْتَتُهُ "(3).

(1) في (م): للسفة، وفي (ظ 2) و (ق): للسنة، والمثبت من (ظ 5)، أي: من أجل الشُّرب.

(2)

في نسخة في هامش (ظ 5): الحِلّ.

(3)

صحيح لغيره. عبد الله بن المغيرة، ويقال: المغيرة بن عبد الله، ويقال: المغيرة بن أبي بردة، روى عنه جمع ووثقه النسائي، وذكره ابن حبان في "الثقات"، لكن قد اختلف عليه في إسناد هذا الحديث كما يأتي.

وأخرجه أحمد بن منيع في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" للبوصيري (628) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 130، ومسدد في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(626) و (627)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4032)، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار"(493) و (494) و (495) و (496) من طرق عن يحيى بن سعيد الأنصاري، به.

وأخرجه الحاكم 1/ 141، والبيهقي في "المعرفة"(488) و (489) و (490) من طريق هشيم، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، به. إلا أنه سماه: المغيرة بن أبي بردة، بدل: عبد الله بن المغيرة.

وأخرجه عبد الرزاق (321) و (8657)، والبيهقي في "المعرفة"(492)، وابن عبد البر في "التمهيد" 16/ 219 من طريق ابن عيينة، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن المغيرة بن عبد الله، أن أناساً من بني مدلج سألوا النبي صلى الله عليه وسلم

=

ص: 185

23097 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، [عَنْ أَبِي سَعِيدٍ](1)، قَالَ يَزِيدُ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ قَالَ: اجْتَمَعَ ثَلَاثُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا: أَمَّا مَا يَجْهَرُ فِيهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالْقِرَاءَةِ فَقَدْ عَلِمْنَاهُ، وَمَا لَا يَجْهَرُ فِيهِ فَلَا نَقِيسُ بِمَا يَجْهَرُ بِهِ. قَالَ: فَاجْتَمَعُوا فَمَا اخْتَلَفَ مِنْهُمْ اثْنَانِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقْرَأُ فِي صَلَاةِ الظُّهْرِ قَدْرَ

= فذكره هكذا بصيغة الإرسال. وسمياه أيضاً: المغيرة بن عبد الله، بدل: عبد الله بن المغيرة. وقرن عبد الرزاق في روايته الأولى بابن عيينة الثوريَّ، ووقع في روايته الثانية يحيى بن أبي كثير، ولعله سبق نظر من الإسناد السابق له.

وأخرجه الحاكم 1/ 141 - 142، والبيهقي في "المعرفة"(497) و (498) من طريق حماد بن زيد، عن يحيى بن سعيد، عن عبد الله بن المغيرة، عن أبيه، عن رجل من بني مدلج.

وأخرجه الطحاوي في "شرح المشكل"(4031) من طريق حماد بن سلمة، عن يحيى بن سعيد، عن المغيرة بن عبد الله، عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره.

وأخرجه الطحاوي (4033) من طريق عبد ربه بن سعيد، عن المغيرة بن أبي بردة، عن عبد الله المدلجي، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وفي إسناده ضعيفان.

وسلف الحديث في "المسند" برقم (7233) من طريق سعيد بن سلمة، عن المغيرة بن أبي بردة، عن أبي هريرة، فانظره مع شواهده هناك.

قال السندي: "يركبون الأرماث" هو جمع رَمَث، بفتح ميم، وهو خشب يضم بعضه إلى بعض ثم يُشَّدُّ ويُركَّب في الماء.

"للشفة" بفتحتين، أي: للشرب.

(1)

ما بين معقوفين زيادة من "أطراف المسند" 8/ 349.

ص: 186

ثَلَاثِينَ آيَةً فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ، وَفِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُخْرَيَيْنِ قَدْرَ النِّصْفِ مِنْ ذَلِكَ. وَيَقْرَأُ فِي الْعَصْرِ فِي الْأُولَيَيْنِ بِقَدْرِ النِّصْفِ مِنْ قِرَاءَتِهِ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ مِنَ الظُّهْرِ، وَفِي الْأُخْرَيَيْنِ بِقَدْرِ النِّصْفِ مِنْ ذَلِكَ (1).

23098 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: أَظُنُّهُ ابْنَ عُمَرَ - عَنِ

(1) حديث صحيح، وهذان إسنادان ضعيفان، الأول: فيه المسعودي -وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عقبة-، ورواية يزيد -وهو ابن هارون- عنه بعد اختلاطه، وفيه زيد العمِّي -وهو ابن الحواري- ضعيف.

والإسناد الثاني: فيه زيد العمي أيضاً. أبو نضرة: هو منذر بن مالك بن قِطعة، وأبو العالية: هو رفيع بن مهران الرياحي.

وحديث أبي سعيد الخدري أخرجه ابن ماجه (828)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 207، وفي "شرح المشكل"(4628) من طريق أبي داود الطيالسي، عن المسعودي، عن زيد العمي عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري. ورواية الطيالسي عن المسعودي بعد اختلاطه أيضاً. وقد سلف بسند صحيح برقم (10986) من حديث أبي الصِّديق الناجي عن أبي سعيد الخدري.

وأخرج عبد الرزاق (2677) عن سفيان الثوري، عن زيد العمي، عن أبي العالية قال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رمقوه في الظهر، فَحَزروا قراءته في الركعة الأولى من الظهر بتنزيل السجدة.

وأخرج ابن أبي شيبة 1/ 356 عن وكيع، عن سفيان، عن زيد العمي، عن أبي العالية، قال: حزر رسول الله صلى الله عليه وسلم قراءته في الظهر نحواً من الَمَ التنزيل.

وأخرج ابن أبي شيبة موقوفاً 1/ 357 عن إسحاق بن سليمان، عن أبيه سليمان، عن أبي الربيع، عن أبي العالية قال: العصر على النصف من الظهر.

ص: 187

النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " الْمُؤْمِنُ الَّذِي يُخَالِطُ النَّاسَ وَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ، أَعْظَمُ أَجْرًا مِنَ الَّذِي لَا يُخَالِطُ النَّاسَ، وَلَا يَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ "(1).

23099 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ جُرَيٍّ قَالَ: الْتَقَى رَجُلَانِ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " سُبْحَانَ اللهِ نِصْفُ الْمِيزَانِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ يَمْلَؤُهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ يَمْلَأُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، وَالصَّوْمُ نِصْفُ الصَّبْرِ، وَالْوُضُوءُ نِصْفُ الْإِيمَانِ "(2).

23100 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ، أَنَّ رَجُلًا حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" بَخٍ بَخٍ لخَمْسٍ مَا أَثْقَلَهُنَّ فِي الْمِيزَانِ " قَالَ رَجُلٌ: مَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " لَا

(1) إسناده صحيح، وسلف في مسند ابن عمر برقم (5022) من طريق شعبة عن الأعمش.

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات غير عاصم بن أبي النجود، فقد روى له أصحاب السنن، وحديثه في "الصحيحين" مقرون، وهو صدوق حسن الحديث، وقد توبع، وغير جري -وهو ابن كليب النَّهدي- فقد مضى الكلام عليه فيما سلف برقم (18287).

وانظر (23073).

ص: 188

إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، وَسُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَالْوَلَدُ الصَّالِحُ يُتَوَفَّى فَيَحْتَسِبُهُ وَالِدُهُ.

خَمْسٌ مَنْ اتَّقَى اللهَ بِهِنَّ مُسْتَيْقِنًا دَخَلَ الْجَنَّةَ: مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَيْقَنَ بِالْمَوْتِ، وَالْبَعْثِ، وَالْحِسَابِ " (1).

23101 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنِي سَلْمٌ (2) قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي الْهُذَيْلِ قَالَ: حَدَّثَنِي صَاحِبٌ لِي: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " تَبًّا لِلذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ ". قَالَ: فَحَدَّثَنِي صَاحِبِي: أَنَّهُ انْطَلَقَ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، قَوْلُكَ:" تَبًّا لِلذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ " مَاذَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لِسَانًا ذَاكِرًا، وَقَلْبًا شَاكِرًا، وَزَوْجَةً تُعِينُ عَلَى الْآخِرَةِ "(3).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات لكن يحيى بن أبي كثير لم يسمعه من أبي سلام، بينهما زيد بن سلام بن أبي سلام كما في الرواية السالفة برقم (15662)، والرجل الذي حدَّث أبا سلام هو مولى لرسول الله صلى الله عليه وسلم يُسمَّى أبا سلمى كما أوضحناه هناك.

(2)

تحرف في (م) و (ق) إلى: سالم، والمثبت من (ظ 5).

(3)

حسن لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح غير سلم -وهو ابن عطية الفُقيمي- فقد لينه الحافظ ابن حجر في "التقريب".

وأخرجه المزي في ترجمة سلم من "تهذيب الكمال" 11/ 231 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. =

ص: 189

23102 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مَالِكٍ الْأَشْجَعِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ رَأَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ قَدْ خَالَفَ بَيْنَ طَرَفَيْهِ (1).

23103 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ زَيْدٍ أَبِي الْحَوَارِيِّ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ، عَنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" يَدْخُلُ فُقَرَاءُ الْمُؤْمِنِينَ الْجَنَّةَ قَبْلَ أَغْنِيَائِهِمْ بِأَرْبَعِ مِئَةِ عَامٍ " - قَالَ: فَقُلْتُ: إِنَّ الْحَسَنَ يَذْكُرُ أَرْبَعِينَ عَامًا، فَقَالَ عَنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَرْبَعُ مِئَةِ عَامٍ - قَالَ: " حَتَّى يَقُولَ الْمُؤْمِنُ (2) الْغَنِيُّ: يَا لَيْتَنِي كُنْتُ عَيِّلًا " قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، سَمِّهِمْ لَنَا بِأَسْمَائِهِمْ. قَالَ:" هُمُ الَّذِينَ إِذَا كَانَ مَكْرُوهٌ، بُعِثُوا لَهُ، وَإِذَا كَانَ مَغْنَمٌ بُعِثَ إِلَيْهِ سِوَاهُمْ، وَهُمُ الَّذِينَ يُحْجَبُونَ عَنِ الْأَبْوَابِ "(3).

= وأخرجه النسائي في النكاح من "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف" 11/ 176 من طريق محمد بن جعفر، به.

وأخرجه النسائي أيضاً في النكاح من طريق أبي داود الطيالسي، عن شعبة، به.

ويشهد له حديث ثوبان السالف برقم (22392)، وانظر شرحه والكلام عليه هناك.

(1)

إسناده صحيح، وهو مكرر (15801).

(2)

لفظة: المؤمن، زدناها من (ظ 5).

(3)

إسناده ضعيف لضعف زيد أبي الحواري، وهو ابن الحواري العَمِّي. أبو الصديق: هو بكر بن عمرو، وقيل: ابن قيس الناجي البصري. =

ص: 190

23104 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ غَالِبًا الْقَطَّانَ يُحَدِّثُ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي نُمَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: إِنَّ أَبِي يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلَامَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" عَلَيْكَ وَعَلَى أَبِيكَ السَّلَامُ "(1).

= وسلف حديث عبد الله بن عمرو بسند صحيح برقم (6578) بلفظ: "إن فقراء المهاجرين يسبقون الأغنياء يوم القيامة بأربعين خريفاً".

وعن جابر بن عبد الله، سلف برقم (14476) وذكرنا عنده شواهده، وجاءت بعض الروايات بلفظ: خمس مئة عام، ذكرناها عند حديث جابر.

ولقوله: "هم الذين إذا كان مكروه بعثوا له .. إلخ" انظر حديث عبد الله بن عمرو السالف برقم (6570).

قوله: "عيِّلاً" يعني: محتاجاً غاية الحاجة، كالعبد والصغير. قاله السندي.

"سمِّهم لنا" أي: صفهم لنا.

(1)

إسناده ضعيف لإبهام الرجل النميري وأبيه. غالب القطان: هو ابن خطّاف ابن أبي غيلان القطان.

وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(373)، وعنه ابن السني في "عمل اليوم والليلة"(238) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. ووقع عند ابن السني: عن رجل من بني تميم.

وأخرجه ابن أبي شيبة 9/ 122 عن وكيع، عن شعبة، به. وزاد فيه: قلت: يا رسول الله، إن قومي يريدون أن يعرفوني، قال:"لا بد من عريف، والعريف في النار". ووقع عنده: عن رجل من بني تميم، عن أبيه، عن جده أو جد أبيه.

وأخرجه أبو داود (2934)، ومن طريقه البيهقي 6/ 361 من طريق بشر بن المفضل، وأبو داود (5231) من طريق إسماعيل ابن علية، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 258 من طريق مسعر، ثلاثتهم عن غالب القطان، به. ورواية بشر بن المفضل مطولة وفيها قصة. ووقع في رواية ابن علية:"عن رجل" غير منسوب، وفى رواية مسعر: عن رجل من بني تميم. =

ص: 191

23105 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يُقَالُ لَهُ: ابْنُ أَبِي الْجَدْعَاءِ (1) - قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي بِشَفَاعَةِ رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي، أَكْثَرُ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ "(2).

23106 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ الْأَقْمَرِ قَالَ: بَيْنَمَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ يَخْطُبُ بَعْدَمَا قُتِلَ عَلِيٌّ، إِذْ قَامَ رَجُلٌ مِنَ الْأَزْدِ آدَمُ طُوَالٌ، فَقَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَاضِعَهُ فِي حَبْوَتِهِ، يَقُولُ:" مَنْ أَحَبَّنِي فَلْيُحِبَّهُ، فَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ " وَلَوْلَا عَزْمَةُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَا حَدَّثْتُكُمْ (3).

(1) تحرف في (م) إلى: الجعد.

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح إلا أن صحابيه ابن أبي الجدعاء -وهو عبد الله- لم يخرج له سوى الترمذي وابن ماجه. خالد: هو ابن مهران الحذَّاء.

وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" 2/ 741 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (15857) عن إسماعيل ابن علية عن خالد الحذاء.

(3)

إسناده صحيح. عبد الله بن الحارث: هو الزُّبيدي النجراني.

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 99 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 428، وفي "خلق أفعال العباد"(404) و (405)، والحاكم 3/ 173 - 174 من طرق عن شعبة، به. قال البخاري عقبه في "تاريخه": يقال: هو أبو كثير الزبيدي - يعني: زهير بن الأقمر. =

ص: 192

23107 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ وَهْبٍ قَالَ: نَشَدَ عَلِيٌّ النَّاسَ، فَقَامَ خَمْسَةٌ أَوْ سِتَّةٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَشَهِدُوا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ، فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ "(1).

= وفي الباب عن أبي هريرة عند الشيخين، وسلف برقم (7398) ولفظه:"اللهم إني أُحبُّه، فأَحِبَّه، وأَحِبَّ من يُحِبُّه".

وعنه أيضاً وسلف برقم (7876) ولفظه: "من أحبهما فقد أحبني، ومن أبغضهما فقد أبغضني" يعني حَسَناً وحسيناً.

وعن البراء بن عازب عند الشيخين، وسلف برقم (18501) ولفظه: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان حاملاً الحسن، فقال:"إني أُحبُّه، فأحِبَّه".

وعن ابن مسعود عند ابن حبان (6970) ولفظه: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي والحسن والحسين يَثِبان على ظهره، فيباعدُهما الناس، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"دعوهما بأبي هما وأمي، من أحبني فليُحبَّ هذين".

قال السندي: قوله: "طوال" بضم الطاء، أي: طويل.

"في حبوته" بتثليث الحاء: ضم الساقين إلى البطن والجلوس على الألْيتين.

(1)

إسناده صحيح.

وهو في "فضائل الصحابة" للمصنف (1021).

وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 12/ ورقة 222 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي في "خصائص علي"(86) من طريق محمد بن جعفر، به.

وسلف برقم (950) من طريق شريك، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن وهب وزيد بن يثيع قالا: نشد عليٌّ الناس في الرحبة

فذكره أطول مما هنا.

وفي الباب عن البراء بن عازب، سلف برقم (18479)، وانظر تتمة شواهده هناك.

ص: 193

23108 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ كُرْدُوسٍ - قَالَ: كَانَ يَقُصُّ - فَقَالَ: حَدَّثَنَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" لَأَنْ أَجْلِسَ فِي مِثْلِ هَذَا الْمَجْلِسِ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتِقَ أَرْبَعَ رِقَابٍ " يَعْنِي: الْقَصَصَ (1).

23109 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي (2) يَعْقُوبَ، قَالَ: سَمِعْتُ شَقِيقَ بْنَ حَيَّانَ يُحَدِّثُ، عَنْ مَسْعُودِ بْنِ قَبِيصَةَ أَوْ قَبِيصَةَ بْنِ مَسْعُودٍ يَقُولُ: صَلَّى هَذَا الْحَيُّ مِنْ مُحَارِبٍ الصُّبْحَ، فَلَمَّا صَلَّوْا قَالَ شَابٌّ مِنْهُمْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّهُ سَيُفْتَحُ لَكُمْ مَشَارِقُ الْأَرْضِ وَمَغَارِبُهَا، وَإِنَّ عُمَّالَهَا فِي النَّارِ إِلَّا مَنْ اتَّقَى اللهَ، وَأَدَّى الْأَمَانَةَ "(3).

23110 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، قَالَ: قُلْتُ لِجُنْدُبٍ: إِنِّي قَدْ بَايَعْتُ

(1) إسناده ضعيف لجهالة كردوس بن قيس، وقد سلف الكلام عليه برقم (15899).

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 745 عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه البيهقي في "الشعب"(564) من طريق آدم بن أبي إياس، عن شعبة، به. وقال في آخره: قلت: أيّ مجلسٍ تعني؟ قال: مجلس الذكر.

(2)

لفظة "أبي" سقطت من (م).

(3)

إسناده ضعيف، شقيق بن حيان ومسعود بن قبيصة مجهولان. محمد بن أبي يعقوب: هو محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب التميمي البصري.

ص: 194

هَؤُلَاءِ - يَعْنِي ابْنَ الزُّبَيْرِ - وَإِنَّهُمْ يُرِيدُونَ أَنْ أَخْرُجَ مَعَهُمْ إِلَى الشَّامِ. فَقَالَ: أَمْسِكْ. فَقُلْتُ: إِنَّهُمْ يَأْبَوْنَ. قَالَ: افْتَدِ بِمَالِكَ. قَالَ: قُلْتُ: إِنَّهُمْ يَأْبَوْنَ إِلَّا أَنْ أُقَاتِلَ مَعَهُمْ بِالسَّيْفِ!

فَقَالَ جُنْدُبٌ: حَدَّثَنِي فُلَانٌ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" يَجِيءُ الْمَقْتُولُ بِقَاتِلِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، سَلْ هَذَا فِيمَ قَتَلَنِي؟ " قَالَ شُعْبَةُ: وَأَحْسِبُهُ قَالَ: " فَيَقُولُ: عَلَامَ قَتَلْتَهُ؟ فَيَقُولُ: قَتَلْتُهُ عَلَى مُلْكِ فُلَانٍ ". قَالَ: فَقَالَ جُنْدُبٌ: فَاتَّقِهَا (1).

23111 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَقِيلٍ يُحَدِّثُ، عَنْ سَابِقِ بْنِ نَاجِيَةَ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ، قَالَ: كُنَّا قُعُودًا فِي مَسْجِدِ حِمْصَ، إِذْ مَرَّ رَجُلٌ، فَقَالُوا: هَذَا خَدَمَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَنَهَضْتُ فَسَأَلْتُهُ، فَقُلْتُ: حَدِّثْنَا بِمَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَتَدَاوَلْهُ الرِّجَالُ فِيمَا بَيْنَكُمَا، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَقُولُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ حِينَ يُمْسِي أَوْ يُصْبِحُ: رَضِيتُ بِاللهِ رَبًّا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا، إِلَّا كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يُرْضِيَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "(2).

(1) إسناد صحيح على شرط الشيخين، وسلف برقم (16600).

وسيأتي برقم (23165) و (23189).

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة سابق بن ناجية.

وأخرجه الحاكم 1/ 518 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. ووقع في إسناده قلبٌ وخطأ، يصحح من هنا. =

ص: 195

23112 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَبُو عَقِيلٍ أَخْبَرَنِي، قَالَ: سَمِعْتُ سَابِقَ بْنَ نَاجِيَةَ - رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الشَّامِ - يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ الْبَرَاءِ - رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ دِمَشْقَ - قَالَ: كُنَّا قُعُودًا فِي مَسْجِدِ حِمْصَ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ:" يَقُولُ إِذَا أَصْبَحَ وَإِذَا أَمْسَى: رَضِيتُ بِاللهِ رَبًّا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا، ثَلَاثَ مِرَارٍ إِذَا أَصْبَحَ، وَثَلَاثَ مِرَارٍ إِذَا أَمْسَى، إِلَّا كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يُرْضِيَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "(1).

23113 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْحَمِيدِ صَاحِبَ الزِّيَادِيِّ يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ يُحَدِّثُ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَتَسَحَّرُ، فَقَالَ:" إِنَّهُ بَرَكَةٌ أَعْطَاكُمُوهُ اللهُ، فَلَا تَدَعُوهُ "(2).

23114 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ، عَنْ حُمَيْدِ (3) بْنِ الْقَعْقَاعِ

= وسلف الحديث عن أسود بن عامر برقم (18967)، وسيأتي برقم (23112) عن عفان بن مسلم، كلاهما عن شعبة.

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه. عبد الحميد صاحب الزيادي: هو ابن دينار، وعبد الله بن الحارث: هو أبو الوليد الأنصاري.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 4/ 145 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن شعبة، بهذا الإسناد.

وسيأتي برقم (23142).

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (8898). وانظر تتمة شواهده هناك.

(3)

لفظة "حميد" سقطت من (م).

ص: 196

عَنْ رَجُلٍ جَعَلَ يَرْصُدُ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَكَانَ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ:" اللهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي، وَوَسِّعْ لِي فِي ذَاتِي، وَبَارِكْ لِي فِيمَا رَزَقْتَنِي "، ثُمَّ رَصَدَهُ الثَّانِيَةَ فَكَانَ يَقُولُ مِثْلَ ذَلِكَ (1).

23115 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ عُرْوَةَ بْنَ عَبْدِ اللهِ الْجُعْفِيَّ، يُحَدِّثُ عَنِ أَبِي حَصْبَةَ - أَوْ ابْنِ حَصْبَة -، عَنْ رَجُلٍ شَهِدَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ فَقَالَ:" تَدْرُونَ مَا الرَّقُوبُ؟ " قَالُوا: الَّذِي لَا وَلَدَ لَهُ. فَقَالَ: " الرَّقُوبُ كُلُّ الرَّقُوبِ، الرَّقُوبُ كُلُّ الرَّقُوبِ، الرَّقُوبُ كُلُّ الرَّقُوبِ، الَّذِي لَهُ وَلَدٌ فَمَاتَ وَلَمْ يُقَدِّمْ مِنْهُمْ شَيْئًا ".

قَالَ: " تَدْرُونَ مَا الصُّعْلُوكُ؟ " قَالُوا: الَّذِي لَيْسَ لَهُ مَالٌ. قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " الصُّعْلُوكُ كُلُّ الصُّعْلُوكِ، الصُّعْلُوكُ كُلُّ الصُّعْلُوكِ، الَّذِي لَهُ مَالٌ، فَمَاتَ وَلَمْ يُقَدِّمْ مِنْهُ شَيْئًا ".

قَالَ: ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " مَا الصُّرَعَةُ؟ " قَالَ: قَالُوا: الصَّرِيعُ. قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الصُّرَعَةُ كُلُّ الصُّرَعَةِ، الصُّرَعَةُ كُلُّ الصُّرَعَةِ، الرَّجُلُ يَغْضَبُ فَيَشْتَدُّ غَضَبُهُ، وَيَحْمَرُّ وَجْهُهُ، وَيَقْشَعِرُّ شَعَرُهُ، فَيَصْرَعُ (2) غَضَبَهُ "(3).

(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة حميد -وقيل: عبيد- ابن القعقاع، وقد اختلف فيه على شعبة، كما سلف بيانه عند الرواية (16599).

قال السندي: قوله: "ووسع لي في ذاتي": يريد سَعَة الخُلُق وشرح الصدر.

(2)

في (م): فيصرعه، وهو خطأ.

(3)

صحيح لغيره دون قصة الصعلوك، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أبي حصبة أو ابن حصبة. =

ص: 197

23116 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا مِنْ بَنِي لَيْثٍ قَالَ: أَسَرَنِي نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَكُنْتُ مَعَهُمْ، فَأَصَابُوا غَنَمًا، فَانْتَهَبُوهَا، فَطَبَخُوهَا، قَالَ: فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّ النُّهْبَى - أَوِ النُّهْبَةَ - لَا تَصْلُحُ، فَأَكْفِؤُوا الْقُدُورَ "(1).

= وأخرجه البيهقي في "الشعب"(3341) والخطيب في "المتفق والمفترق"(1567) من طريق وهب بن جرير، عن شعبة، عن يزيد بن خصيفة، عن المغيرة بن عبد الله الجعفي، قال: جلسنا إلى رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقال له: خصفة أو ابن خصفة فجعل ينظر إلى رجل سمين، فقلت له: ما تنظر إليه، فقال: ذكرت حديثاً سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعته يقول: هل تدرون ما الشديد؟ قلت: الرجل يصرع الرجل. قال: "إن الشديد

" فذكره ولم نقف على ترجمة المغيرة بن عبد الله الجعفي.

وأخرجه الخطيب (1566) من طريق آخر عن وهب وسمى المغيرة: ابن سعيد الجعفي، وسمَّى الصحابي: خصيفة أو ابن خصيفة.

وانظر الإصابة 2/ 285 ترجمة خصفة.

وفي الباب دون قصة الصعلوك عن عبد الله بن مسعود، سلف برقم (3626) وانظر تتمة شواهده هناك.

قال السندي: قوله: "الصعلوك" بضم الصاد واللام كالعصفور.

"الصرعة" بضم صاد وفتح راء المبالغ في صراع الناس، أي: يطرحهم على الأرض، ويقال له: الصِّرِّيع بوزن سكين، والمراد أن العبرة لدفع النفس عند قيامها لا لدفع الغير، والمقصود أن هذا هو الممدوح شرعاً، لا أنه لا يطلق الاسم إلا عليه، وقيل: هو من قبيل الاسم، وكذا الكلام في الباقي، والله أعلم.

(1)

صحيح لغيره دون قوله: "فاكفؤوا القدور"، وهذا إسناد حسن من أجل =

ص: 198

23117 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ وَحَجَّاجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمِنْهَالِ أَوْ ابْنِ مَسْلَمَةَ، عَنْ عَمِّهِ. قَالَ حَجَّاجٌ: عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَبِي الْمِنْهَالِ بْنِ مَسْلَمَةَ الْخُزَاعِيِّ

= سماك بن حرب، والرجل الليثي: هو ثعلبة بن الحكم كما جاء مسمَّى في المصادر التي خرَّجت الحديث.

وأخرجه الطيالسي (1195)، والبخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 173، وفي "الأوسط" 1/ 200، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 49، والطبراني في "الكبير"(1375) و (1379)، وابن قانع 1/ 121، والحاكم 4/ 134، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(1354) و (1355) من طرق عن شعبة، عن سماك بن حرب، عن ثعلبة بن الحكم الليثي. ورواية "التاريخ الأوسط" دون ذكر المرفوع.

وأخرجه بنحوه عبد الرزاق (18841)، والبخاري في "الكبير" 2/ 173، و"الأوسط" 1/ 200، وابن ماجه (3938)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(935)، والطحاوي في "شرح المعاني" 3/ 49، وفي "شرح المشكل"(1318)، وابن قانع 1/ 120، وابن حبان (5169)، والطبراني (1371) و (1372) و (1373) و (1374) و (1376) و (1377) و (1378)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(1356)، والمزي في ترجمة ثعلبة بن الحكم من "تهذيب الكمال" 4/ 391 من طرق عن سماك بن حرب، عن ثعلبة بن الحكم، فذكره.

وأخرجه الطبراني (1382)، وأبو نعيم (1357) من طريق يزيد بن أبي زياد عن ثعلبة بن الحكم. قلنا: ويزيد ضعيف.

وأخرجه البخاري تعليقاً في "الكبير" 2/ 173، والحاكم 2/ 134 من طريق أسباط بن نصر، عن سماك، عن ثعلبة بن الحكم، عن ابن عباس، به. قال البخاري عقبه: ولا يصح عن ابن عباس، وبنحوه قال أبو حاتم وأبو زرعة الرازيان كما في "العلل" 2/ 224. قلنا: وأسباط ليس بذاك القوي. ثم قال أبو حاتم: ثعلبة بن الحكم قد سمع من النبي صلى الله عليه وسلم.

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (8317). وعن جابر بن عبد الله، سلف برقم (14351) وانظر تتمة الشواهد عندهما.

ص: 199

عَنْ عَمِّهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِأَسْلَمَ: " صُومُوا الْيَوْمَ " قَالُوا: إِنَّا قَدْ أَكَلْنَا. قَالَ: " صُومُوا بَقِيَّةَ يَوْمِكُمْ " يَعْنِي: يَوْمَ عَاشُورَاءَ (1).

23118 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْمَدِينِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَارَةَ بْنَ عُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ، حَدَّثَنِي الْقَيْسِيُّ: أَنَّهُ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ فَبَالَ، فَأَتَى بِمَاءٍ، فَهَالَ عَلَى يَدِهِ مِنَ الْإِنَاءِ فَغَسَلَهَا مَرَّةً، وَعَلَى وَجْهِهِ مَرَّةً، وَذِرَاعَيْهِ مَرَّةً، وَغَسَلَ رِجْلَيْهِ مَرَّةً بِيَدَيْهِ كِلْتَيْهِمَا. وَقَالَ فِي حَدِيثِهِ: الْتَفَّ إِصْبَعُهُ الْإِبْهَامُ (2).

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عبد الرحمن بن المنهال.

وسلف برقم (20329) عن حجاج، عن شعبة، وسيأتي برقم (23475) من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة، ويأتي تخريجه هناك.

وله شاهد من حديث هند بن أسماء وآخر من حديث سلمة، سلفا على التوالي برقم (15962) و (16507)، وعند الأول ذكرنا تتمة الشواهد.

قوله: "لأسلم": اسم قبيلة.

(2)

إسناده ضعيف لجهالة عمارة بن عثمان بن حُنيف، فقد تفرد بالرواية عنه أبو جعفر المديني -وهو عمير بن يزيد بن عمير الخطمي-، والمحفوظ في هذا الحديث ما رواه يحيى بن سعيد القطان، عن أبي جعفر الخطمي المديني عن عمارة بن خزيمة والحارث بن فضيل، عن عبد الرحمن بن أبي قراد، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قاله أبو زرعة كما في "علل" ابن أبي حاتم 1/ 57، وإسناد يحيى القطان صحيح، وسلف برقم (15661).

وأخرجه النسائي 1/ 79 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وفي باب وضوء النبي صلى الله عليه وسلم مرَّةً مرَّة، عن ابن عباس، سلف برقم (1889) و (2072).

ص: 200

23119 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ حَجَّاجَ بْنَ حَجَّاجٍ الْأَسْلَمِيَّ - وَكَانَ إِمَامَهُمْ -، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ - وَكَانَ يَحُجُّ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ حَجَّاجٌ: أُرَاهُ عَبْدَ اللهِ - عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ، فَإِذَا اشْتَدَّ الْحَرُّ، فَأَبْرِدُوا عَنِ الصَّلَاةِ "(1).

23120 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي عُبَيْدٌ (2) الْمُكْتِبُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو الشَّيْبَانِيَّ يُحَدِّثُ

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، حجاج بن حجاج الأسلمي تفرد بالرواية عنه شعبة، ولم يؤثر توثيقه عن أحد، ونقل الذهبي في "الميزان" عن أبي حاتم: أنه مجهول، وتبعه الحافظ ابن حجر، ولم نقف على ذلك في كتب ولده التي بين أيدينا.

وأخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" كما في "أسد الغابة" لابن الأثير 1/ 460 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وقال أبو نعيم: ورواه أبو داود الطيالسي عن شعبة، فقال: أحسبه ابن مسعود، ورواه القواريري، عن محمد بن جعفر، وقال: أحسبه عبد الله بن مسعود.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 371 - 372 من طريق محمد بن جعفر، به.

وأخرجه أبو يعلى (5258) من طريق خالد بن الحارث، عن شعبة، به. مختصراً.

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7130)، وانظر تتمة شواهده هناك.

قوله: "فأبردوا عن الصلاة" قال السندي: أي: بالصلاة، أو لأجل الصلاة.

(2)

المثبت من نسخة في هامش (ظ 5)، ومن "أطراف المسند" 4/ 143، ومن مصادر التخريج، وجاء في (م) والنسخ الخطية: عبد الملك.

ص: 201

عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟ قَالَ شُعْبَةُ: أَوْ قَالَ ـ " أَفْضَلُ الْعَمَلِ الصَّلَاةُ لِوَقْتِهَا، وَبِرُّ الْوَالِدَيْنِ، وَالْجِهَادُ "(1).

23121 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْأَزْرَقِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى الْعَصْرَ، فَقَامَ رَجُلٌ يُصَلِّي فَرَآهُ عُمَرُ، فَقَالَ لَهُ: اجْلِسْ، فَإِنَّمَا هَلَكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لِصَلَاتِهِمْ فَصْلٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَحْسَنَ ابْنُ الْخَطَّابِ "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عُبيد المكتب -وهو ابن مهران الكوفي- فمن رجال مسلم. وصحابيه: هو عبد الله بن مسعود. أبو عمرو الشيباني: هو سعد بن إياس.

وأخرجه مختصراً الدارقطني 1/ 246 - 247، والحاكم 1/ 189 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وقال الحاكم عقبه: الرجل هو عبد الله بن مسعود لإجماع الرواة فيه على أبي عمرو الشيباني.

قلنا: وسلف الحديث من طريق شعبة عن الوليد بن العيزار عن أبي عمرو الشيباني عن عبد الله بن مسعود برقم (3890).

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير صحابيه.

وأخرجه أبو يعلى (7166) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق (3973) من طريق عبد الله بن سعيد، عن الأزرق بن قيس، به.

وأخرجه أبو داود (1007)، والطبراني في "الكبير" 22/ (728)، وفي "الأوسط"(2109)، والحاكم 1/ 270، والبيهقي 2/ 190 من طريق المنهال بن =

ص: 202

23122 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ رَجُلٍ: أَنَّ أَعْرَابِيًّا أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَكَلَتْنَا الضَّبُعُ! فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" غَيْرُ الضَّبُعِ عِنْدِي أَخْوَفُ عَلَيْكُمْ مِنَ الضَّبُعِ، إِنَّ الدُّنْيَا سَتُصَبُّ عَلَيْكُمْ صَبًّا، فَيَا لَيْتَ أُمَّتِي لَا تَلْبَسُ الذَّهَبَ "(1).

= خليفة، عن الأزرق بن قيس، قال: صلى بنا إمام لنا يكنى أبا رمثة، فقال: صليت هذه الصلاة

وذكر قصة، ثم ذكر حديثنا. والمنهال ضعيف.

وذكر الحافظ ابن حجر في ترجمة أبي ريمة -بالتحتانية- من "الإصابة" 7/ 147، أن ابن منده وأبا نعيم أخرجاه من طريق المنهال بن خليفة، عن الأزرق بن قيس، قال: صلى بنا إمام يكنى أبا ريمة

فذكره.

وفي الباب عن معاوية بن أبي سفيان، سلف بسند صحيح برقم (16866) وفيه: لا تُوصَلُ صلاةٌ بصلاةٍ حتى تَخرُجَ أو تتكلم.

قوله: "لم يكن لصلاتهم فصل" يعني: لم يكن بين فرضهم ونفلهم فصل. قاله السندي.

(1)

إسناده ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد -وهو الهاشمي مولاهم- والرجل المبهم في الإسناد هو أبو ذر الغفاري كما جاء مسمَّى في رواية الطيالسي.

وأخرجه البزار في "مسنده"(3986) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (447) عن شعبة، عن يزيد بن أبي زياد -وقد تحرف عنده إلى زيد بن أبي زياد- عن زيد بن وهب، عن أبي ذر، قال: جاء أعرابي

فذكره.

وسلف الحديث برقم (21353) من طريق يزيد بن أبي زياد، عن زيد بن وهب، عن أبي ذر صريحاً. وانظر شواهده هناك.

ص: 203

23123 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ مُزَيْنَةَ أَوْ جُهَيْنَةَ قَالَ: كَانَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِذَا كَانَ قَبْلَ الْأَضْحَى بِيَوْمٍ أَوْ بِيَوْمَيْنِ أَعْطَوْا جَذَعَيْنِ، وَأَخَذُوا ثَنِيًّا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّ الْجَذَعَةَ تُجْزِئُ مِمَّا تُجْزِئُ مِنْهُ الثَّنِيَّةُ "(1).

(1) إسناده قوي.

وأخرجه الحاكم 4/ 226 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي 7/ 219 من طريق خالد بن الحارث، والبيهقي 9/ 271 من طريق وهب ابن جرير، كلاهما عن شعبة، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 14/ 210، والحاكم 4/ 226 من طريق عبد الله بن إدريس، والنسائي 7/ 219 من طريق أبي الأحوص، كلاهما عن عاصم، به.

وأخرجه البيهقي 9/ 270 من طريق سفيان الثوري، عن أسامة بن زيد، عن رجل عن سعيد بن المسيب، عن رجل من جهينة فذكره. وفي إسناده عبد الله بن محمد ابن سعيد بن أبي مريم ضعيف.

وأخرجه أبو داود (2799)، وابن ماجه (3140)، والطبراني في "الكبير" 20/ (764)، والحاكم 4/ 226، والبيهقي 9/ 270 و 270 - 271، والمزي في ترجمة مجاشع بن مسعود من "تهذيب الكمال" 27/ 217 من طرق عن سفيان الثوري، عن عاصم، عن أبيه، قال: كنا مع رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقال له: مجاشع من بني سليم، فعزَّت الغنم فأمر منادياً فنادى

فذكر نحو حديثنا. هكذا سماه سفيان في روايته، وقد ذهب بعض أهل العلم إلى أنه إذا اختلف قول شعبة وقول سفيان فالقول قول سفيان، والله أعلم.

وأخرجه البيهقي 9/ 270 من طريق سفيان، عن عاصم، عن أبيه، عن رجل -قال: كان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنهم كانوا مع مجاشع السلمي فعزت الأضاحي فقال له رجل: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول

فذكره. وإسناده ضعيف، فيه ابن أبي مريم المذكور. =

ص: 204

23124 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ مَرْثَدٍ أَوْ مَرْثَدِ بْنِ عِيَاضٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْهُمْ: أَنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ. قَالَ:" هَلْ مِنْ وَالِدَيْكَ مِنْ أَحَدٍ حَيٌّ؟ " قَالَ لَهُ مَرَّاتٍ، قَالَ: لَا. قَالَ: " فَاسْقِ الْمَاءَ " قَالَ: كَيْفَ أَسْقِيهِ؟ قَالَ: " اكْفِهِمْ آلَتَهُ إِذَا حَضَرُوهُ، وَاحْمِلْهُ إِلَيْهِمْ إِذَا غَابُوا عَنْهُ "(1).

23125 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ شَبِيبًا أَبَا رَوْحٍ يُحَدِّثُ

= وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (9739).

وعن جابر بن عبد الله، سلف برقم (14348)، وانظر تتمة الشواهد عند حديث أبي هريرة.

قوله: "إن الجذعة": يعني من الضأن.

(1)

إسناده ضعيف، عياض بن مرثد، ترجمه ابن أبي حاتم في: عياض بن يزيد الكلابي، ونقل عن أبيه أنه مجهول.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/ 25، والطبراني في "الكبير" 17/ (1014) و (1015) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري في "الكبير" 7/ 24 - 25 من طريق القاسم بن مالك المزني عن عاصم بن كليب، عن عياض بن يزيد، به. كذا وقع عنده: ابن يزيد، وكذا وقع عند ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 6/ 409.

وسيأتي برقم (23126).

وفي باب فضل سقي الماء عن سعد بن عبادة، سلف برقم (22458)، ولفظه: مرَّ بي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، دُلَّني على صدقة. قال:"اسْقِ الماءَ".

وعن كدير الضبي مرسلاً عند عبد الرزاق (19691)، وابن خزيمة (2503).

ص: 205

عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ صَلَّى الصُّبْحَ، فَقَرَأَ فِيهَا بِالرُّومِ فَأَوْهَمَ فِيهَا، فَقَالَ:" وَمَا يَمْنَعُنِي " قَالَ شُعْبَةُ: فَذَكَرَ الرُّفْغَ وَمَعْنَى قَوْلِهِ: إِنَّكُمْ لَسْتُمْ بِمُتَنَظِّفِينَ (1).

23126 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ: أَخْبَرَنِي، قَالَ: سَمِعْتُ عِيَاضَ بْنَ مَرْثَدٍ، أَوْ مَرْثَدَ بْنَ عِيَاضٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْهُمْ: أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنْ عَمَلٍ يُدْخِلُهُ الْجَنَّةَ، فَذَكَرَهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ:" تَكْفِيهِمْ آلَتَهُمْ إِذَا حَضَرُوهُ، وَتَحْمِلُهُ إِلَيْهِمْ إِذَا غَابُوا عَنْهُ "(2).

23127 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي عَامِرٍ: أَنَّهُ اسْتَأْذَنَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: أَأَلِجُ (3)؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِخَادِمِهِ: " اخْرُجِي إِلَيْهِ، فَإِنَّهُ لَا يُحْسِنُ

(1) إسناده حسن.

وهو مكرر (15873)، وانظر (23072).

قوله: "الرفغ" بفتح الراء وضمها وبالغين المعجمة: وسخ الجسد.

"بمتنظفين" من النظافة بمعنى الطهارة، أي: ذكر أنهم لا يحسنون الوضوء، فينشأ منه الخللُ في القراءة.

(2)

إسناده ضعيف لجهالة عياض بن مرثد. عفان: هو ابن مسلم.

وأخرجه البيهقي في "الشعب"(3375) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.

وانظر (23124).

(3)

في (ظ 5) و (ظ 2): أيتلج.

ص: 206

الِاسْتِئْذَانَ، فَقُولِي لَهُ، فَلْيَقُلِ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، آدْخُلُ؟ " قَالَ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ ذَلِكَ، فَقُلْتُ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، آدْخُلُ؟ قَالَ: فَأَذِنَ، أَوْ قَالَ: فَدَخَلْتُ، فَقُلْتُ: بِمَ أَتَيْتَنَا بِهِ؟ قَالَ: " لَمْ آتِكُمْ إِلَّا بِخَيْرٍ، أَتَيْتُكُمْ أَنْ تَعْبُدُوا اللهَ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ - قَالَ شُعْبَةُ: وَأَحْسِبُهُ قَالَ: وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنْ تَدَعُوا اللَّاتَ وَالْعُزَّى - وَأَنْ تُصَلُّوا بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ خَمْسَ صَلَوَاتٍ، وَأَنْ تَصُومُوا مِنَ السَّنَةِ شَهْرًا، وَأَنْ تَحُجُّوا الْبَيْتَ، وَأَنْ تَأْخُذُوا مِنْ أَمْوَالٍ (1) أَغْنِيَائِكُمْ فَتَرُدُّوهَا (2) عَلَى فُقَرَائِكُمْ " قَالَ: فَقَالَ: هَلْ بَقِيَ مِنَ الْعِلْمِ شَيْءٌ لَا تَعْلَمُهُ؟ قَالَ: " قَدْ عَلِمَ اللهُ خَيْرًا، وَإِنَّ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَا يَعْلَمُهُ إِلَّا اللهُ، الْخَمْسَ (3): {إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [لقمان: 34] "(4).

(1) في (م) و (ظ 2): مال.

(2)

في (ظ 5) ونسخة من (ظ 2): فتؤدوها.

(3)

لفظة "الخمس" لم ترد إلا في (ظ 5).

(4)

صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه، لكن ربعي بن حراش لم يسمعه من الرجل العامري، فقد جاء في بعض الروايات أنه قال: نُبِّئتُ، كما سيأتي في التخريج.

وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(316) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. مختصراً بقصة الاستئذان.

وأخرجه مختصراً كذلك أبو داود (5179)، ومن طريقه البيهقي 8/ 340 من طريق معاذ العنبري، عن شعبة، به. =

ص: 207

23128 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" مَنْ قَتَلَ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ لَمْ يَرَحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ - أَوْ لَمْ يَجِدْ رِيحَ الْجَنَّةِ، مَنْصُورٌ الشَّاكُّ - إِنَّ رِيحَهَا تُوجَدُ مِنْ قَدْرِ سَبْعِينَ عَامًا "(1).

= وأخرجه مسدد في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(7145)، وعنه أبو داود بإثر (5178)، ومن طريق أبي داود البيهقيُّ 8/ 340 عن أبي عوانة، عن منصور ابن المعتمر، عن ربعي بن حراش، قال: نُبِّئتُ أن رجلاً من بني عامر

فذكره، ولم يسق الأخيران لفظه.

وأخرجه مختصراً أبو داود (5178)، ومن طريقه البيهقي 8/ 340 عن هناد ابن السري، عن أبي الأحوص سلام بن سليم، عن منصور، عن ربعي، قال: حُدِّثتُ أن رجلاً من بني عامر .. فذكره.

وخالف في ذلك ابن أبي شيبة، فأخرجه عنه أبو داود (5177)، والبيهقي 8/ 340 عن أبي الأحوص، عن منصور، عن ربعي، قال: حدثنا رجل من بني عامر

فذكره مصرحاً بالتحديث!

وفي باب قصة الاستئذان، عن كَلَدة بن الحنبل، سلف برقم (15425)، وانظر حديث ابن عمر السالف برقم (4884).

وفي باب قوله صلى الله عليه وسلم: "أن تعبدوا الله وحده" إلى قوله: "وأن تأخذوا من أموال أغنيائكم فتردوها على فقرائكم" انظر حديث ابن عباس السالف برقم (2071).

ولقصة مفاتِح الغيب، انظر حديث ابن عمر السالف برقم (4766).

(1)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير صحابيه. منصور: هو ابن المعتمر. =

ص: 208

23129 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا حُذَيْفَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" نَظَرْتُ إِلَى الْقَمَرِ صَبِيحَةَ لَيْلَةِ الْقَدْرِ، فَرَأَيْتُهُ كَأَنَّهُ فِلْقُ جَفْنَةٍ ".

وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ (1): إِنَّمَا يَكُونُ الْقَمَرُ كَذَاكَ صَبِيحَةَ لَيْلَةِ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ (2).

23130 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنَ أَبِي كَبْشَةَ يَخْطُبُ بِالشَّامِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يُحَدِّثُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ أَنَّهُ قَالَ فِي الْخَمْرِ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ فِي الْخَمْرِ:

= وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/ 25، وفي "الكبرى"(6951) من طريق النضر بن شميل، عن شعبة، به. وفيه:"لم يجد رائحة الجنة" من غير شك.

وانظر (18072).

(1)

جاء في (م) و (ظ 2) و (ق) بعد هذا: "إنما يكون القمر كذاك صبيحة ليلة القدر، فرأيته كأنه فلق جفنة، وقال أبو إسحاق: إنما يكون ليلة ثلاث وعشرين" وهو خطأ، وما أثبتناه من (ظ 5).

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير صحابيه، أبو إسحاق: هو السبيعي عمرو بن عبد الله بن عبيد. وأبو حذيفة: هو سلمة بن صهيب الأرحبي.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(3411) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وسلف الحديث من طريق أبي إسحاق السبيعي، عن أبي حذيفة، عن علي بن أبي طالب برقم (793). وانظر شرحه والتعليق عليه هناك.

ص: 209

" إِنْ شَرِبَهَا فَاجْلِدُوهُ، ثُمَّ إِنْ عَادَ فَاجْلِدُوهُ، ثُمَّ إِنْ عَادَ فَاجْلِدُوهُ، ثُمَّ إِنْ عَادَ الرَّابِعَةَ فَاقْتُلُوهُ "(1).

23131 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ " قَالُوا: بَلَى. قَالَ: " الضُّعَفَاءُ الْمُتَظَلِّمُونَ " ثُمَّ قَالَ: " أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ النَّارِ؟ " قَالُوا: بَلَى. قَالَ: " كُلُّ شَدِيدٍ جَعْظَرِيٍّ "(2).

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل يزيد بن أبي كبشة -السكسكي- فقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيّه. أبو بشر: هو جعفر بن إياس بن أبي وحشية.

وأخرجه الحاكم 4/ 372 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وقال في آخره: فسمعت أبا علي الحافظ يحدثنا بهذا الحديث، فقال في آخره: هذا الصحابي من أهل الشام وهو شرحبيل بن أوس.

قلنا: وقد سلف حديث شرحبيل بن أوس من غير هذا الطريق برقم (18053).

وسلف في حديث عبد الله بن عمرو (6553) أن هذا الحديث منسوخ عند عامة أهل العلم، فانظره لزاماً.

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير صحابيه. أبو بشر: هو جعفر بن إياس بن أبي وحشية.

وسلف بسند ضعيف من طريق عبد الله بن شقيق عن أبي هريرة برقم (8821).

وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (7010)، وانظر تتمة شواهده عند حديثه السالف برقم (6580).

قوله: "الجعظري" أي: الفظّ الغليظ المتكبر، وقيل: هو الذي ينتفخ بما ليس عنده وفيه قِصَر قاله ابن الأثير.

ص: 210

23132 -

حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْأَوْدِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: لَقِيتُ رَجُلًا صَحِبَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَمَا صَحِبَهُ أَبُو هُرَيْرَةَ أَرْبَعَ سِنِينَ، قَالَ: نَهَانَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَتَمَشَّطَ أَحَدُنَا كُلَّ يَوْمٍ، أَوْ يَبُولَ فِي مُغْتَسَلِهِ، أَوْ تَغْتَسِلَ الْمَرْأَةُ بِفَضْلِ الرَّجُلِ، أَوْ يَغْتَسِلَ الرَّجُلُ بِفَضْلِ الْمَرْأَةِ، وَلْيَغْتَرِفَا جَمِيعًا " (1).

23133 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ - يَعْنِي ابْنَ جَعْفَرٍ -، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدٌ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي حَرْمَلَةَ - عَنْ عَطَاءٍ، أَنَّ رَجُلًا أَخْبَرَهُ: أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَضُمُّ إِلَيْهِ حَسَنًا وَحُسَيْنًا يَقُولُ: " اللهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُمَا فَأَحِبَّهُمَا "(2).

23134 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنِي مَالِكٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي ضَمْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عَنِ الْعَقِيقَةِ، فَقَالَ: " لَا

(1) إسناده صحيح. سريج: هو ابن النعمان الجوهري.

وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 6/ 413 من طريق قتيبة، عن أبي عوانة، بهذا الإسناد. وانظر (17011).

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات. سليمان بن داود: هو الهاشمي، وعطاء: هو ابن يسار.

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (9759).

وعن البراء بن عازب عند الترمذي (3782).

وانظر حديث أبي هريرة السالف برقم (7398).

ص: 211

أُحِبُّ الْعُقُوقَ " كَأَنَّهُ كَرِهَ الِاسْمَ، وَقَالَ: " مَنْ وُلِدَ لَهُ، فَأَحَبَّ أَنْ يَنْسُكَ عَنْ وَلَدِهِ فَلْيَفْعَلْ " (1).

23135 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ - يَعْنِي ابْنَ بِلَالٍ - عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى بْنِ عُمَارَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ جُهَيْنَةَ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّ الْكَافِرَ يَشْرَبُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ، وَإِنَّ الْمُؤْمِنَ يَشْرَبُ فِي مِعًى وَاحِدٍ "(2).

(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الرجل الضمري.

وهو في "الموطأ" 2/ 500، ومن طريقه أخرجه البيهقي 9/ 300.

وأخرجه أبو يعلى في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(6571) من طريق الدراوردي، عن زيد بن أسلم، به.

وسيأتي برقم (23643) من طريق سفيان الثوري، عن زيد بن أسلم، عن رجل من بني ضمرة، عن رجل من قومه.

وبرقم (23644) عن ابن عيينة، عن زيد بن أسلم، عن رجل عن أبيه أو عن عمه.

وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، سلف بسند حسن برقم (6713).

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه. أبو سلمة الخزاعي: هو منصور بن سلمة بن عبد العزيز.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2014) من طريق أبي سلمة منصور بن سلمة الخزاعي، بهذا الإسناد.

وأخرجه مطولاً بذكر قصةٍ أبو يعلى في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(4985) من طريق حماد بن سلمة، عن عمرو بن يحيى، به.

وفي الباب عن عبد الله بن عمر، سلف برقم (4718). وانظر تتمة شواهده هناك. =

ص: 212

23136 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنِي مَالِكٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ خَوَّاتِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَمَّنْ صَلَّى مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمِ ذَاتَ (1) الرِّقَاعِ صَلَاةَ الْخَوْفِ: أَنَّ طَائِفَةً صَفَّتْ مَعَهُ، وَطَائِفَةً وِجَاهَ الْعَدُوِّ، فَصَلَّى بِالَّتِي مَعَهُ رَكْعَةً، ثُمَّ ثَبَتَ قَائِمًا وَأَتَمُّوا لِأَنْفُسِهِمْ، ثُمَّ انْصَرَفُوا، فَصَفُّوا وِجَاهَ الْعَدُوِّ، وَجَاءَتِ الطَّائِفَةُ الْأُخْرَى، فَصَلَّى بِهِمُ الرَّكْعَةَ الَّتِي بَقِيَتْ مِنْ صَلَاتِهِ، ثُمَّ ثَبَتَ جَالِسًا وَأَتَمُّوا لِأَنْفُسِهِمْ، ثُمَّ سَلَّمَ.

قَالَ مَالِكٌ: وَهَذَا أَحَبُّ مَا سَمِعْتُ إِلَيَّ فِي صَلَاةِ الْخَوْفِ (2).

(1) في (م) والأصول الخطية: ذات يوم الرقاع، والمثبت من "الموطأ" و"صحيح البخاري".

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إسحاق ابن عيسى -وهو ابن نجيح البغدادي- فمن رجال مسلم.

وهو عند مالك في "الموطأ" 1/ 183، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "المسند" 1/ 177، وفي "الرسالة"(509) و (677)، والبخاري (4129)، ومسلم (842)، وأبو داود (1238)، والنسائي في "المجتبى" 3/ 171، وفي "الكبرى"(1925)، والطبري في "تفسيره" 5/ 251، وأبو عوانة (2426)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4218)، وفي "شرح المعاني" 1/ 312 - 313، والدارقطني في "السنن" 2/ 60، والبيهقي في "معرفة السنن"(6702)، وفي "السنن" 3/ 252 - 253، وفي "الدلائل" 3/ 376 - 377، والبغوي في "شرح السنة"(1094).

وأخرجه الطبري في "تفسيره" 5/ 235 من طريق معتمر بن سليمان، عن عبيد الله بن عمر العمري، عن القاسم بن محمد، عن صالح بن خوات، عن رجل .. فذكره موقوفاً. =

ص: 213

23137 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ عَمٍّ لِي، قَالَ: قُلْتُ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: يَا رَسُولَ اللهِ، قُلْ لِي قَوْلًا، وَأَقْلِلْ، لَعَلِّي أَعْقِلُهُ. قَالَ:" لَا تَغْضَبْ " قَالَ: فَعُدْتُ لَهُ مِرَارًا كُلُّ ذَلِكَ يَعُودُ

= وخالف المعتمر بن سليمان عَبدُ الله بن عمر العمري، فقد أخرجه الشافعي في "الرسالة"(510) و (678)، وابن خزيمة (1360)، والبيهقي في "السنن" 3/ 253، وفي "المعرفة"(6703) و (6706)، وفي "الدلائل" 3/ 378 من طريقه، عن أخيه عبيد الله، عن القاسم، عن صالح بن خوات، عن أبيه خوات، مرفوعاً، وعبد الله العمري ضعيف.

قال الحافظ في "الفتح" 7/ 422: ويحتمل أن صالحاً سمعه من أبيه، ومن سهل بن أبي حثمة، فلذلك يبهمه تارة ويعينه أخرى. إلا أنَّ تعيين كونها كانت ذات الرقاع، إنما هو في روايته عن أبيه، وليس في رواية صالح عن سهل أنه صلاها مع النبي صلى الله عليه وسلم، وينفع هذا فيما سنذكره قريباً من استبعاد أن يكون سهل بن أبي حثمة كان في سن من يخرج في تلك الغزاة، فإنه لا يلزم من ذلك أن لا يرويها، فتكون روايته إياها مرسل صحابي، فبهذا يقوى تفسير الذي صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم بخوات، والله أعلم. انتهى.

وقال أيضاً 7/ 425: وقد أورد مسلم وأبو داود من هذا الوجه [أي من رواية يحيى القطان عن يحيى الأنصاري] بلفظ: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بأصحابه في الخوف فصفهم خلفه صفين" فذكر الحديث، وهو مما يقوي ما قدمته: أن سهل بن أبي حثمة لم يشهد ذلك، وأن المراد بقول صالح بن خوات:"ممن شهد" أبوه، لا سهل، والله أعلم. انتهى.

قلنا: وسلف الحديث من طريق القاسم بن محمد، عن صالح بن خوات، عن سهل بن أبي حثمة. برقم (15710).

ص: 214

إِلَيَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَغْضَبْ "(1).

23138 -

حَدَّثَنَا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا الْجُعَيْدُ، عَنْ مُوسَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْخَطْمِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ وَهُوَ يَسْأَلُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ يَقُولُ: أَخْبِرْنِي مَا سَمِعْتَ أَبَاكَ يَقُولُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ:

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل ابن أبي الزناد، وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن ذكوان، وباقي رجال الإسناد ثقات. حسين بن محمد: هو المرُّوذي، وابن عم الأحنف -أو عمه-: هو جارية بن قدامة كما سلف بيانه عند الرواية (15964).

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(2100) من طريق أسد بن موسى، عن ابن أبي الزناد، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني (2107)، وابن عبد البر في "التمهيد" 7/ 248 من طريق يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني، عن ابن أبي الزناد، عن أبيه، عن عروة، عن الأحنف بن قيس، عن جارية بن قدامة، عن النبي صلى الله عليه وسلم. ويحيى الحماني ضعيف.

وأخرجه البيهقي في "الشعب"(8279) من طريق سليمان بن داود الهاشمي، عن ابن أبي الزناد، عن عروة، عن الأحنف بن قيس، قال: أخبرني ابنُ عم لي جاريةُ بن قدامة، قال: قلت: يا رسول الله

وتحرف في المطبوع جارية إلى: حارثة، وزاد المحقق من جعبته في إسناده بين ابن عم لي وبين جارية:[عن]!

وأخرجه البيهقي في "الشعب"(8280)، وابن بشكوال 1/ 123 من طريق داود بن عمرو، عن ابن أبي الزناد، عن أبيه، عن عروة، عن ابن عمر. وقال البيهقي: هذا وهم ظاهر من داود بن عمرو هذا، فقد رواه هشام بن عروة، عن أبيه، عن الأحنف بن قيس، عن عم له أنه أتى رسول الله

وفي الباب عن عبد الله بن عمر، سلف برقم (6635)، وانظر شواهده هناك.

ص: 215

سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَثَلُ الَّذِي يَلْعَبُ بِالنَّرْدِ، ثُمَّ يَقُومُ فَيُصَلِّي، مَثَلُ الَّذِي يَتَوَضَّأُ بِالْقَيْحِ وَدَمِ الْخِنْزِيرِ، ثُمَّ يَقُومُ فَيُصَلِّي "(1).

(1) إسناده ضعيف، موسى بن عبد الرحمن الخطمي مجهول، واختلف عليه في إسناده كما سيأتي. الجُعيد: هو الجعد بن عبد الرحمن بن أوس، ومحمد بن كعب: هو القُرَظي.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/ 291 - 292، وأبو يعلى (1104) و (1150)، والبيهقي في "السنن" 10/ 215، وفي "الشعب"(6500) من طريق مكي بن إبراهيم، بهذا الإسناد. وانفرد أبو يعلى فسمَّى عبد الرحمن في روايتيه: عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري، وعليه وضعه في مسند أبي سعيد الخدري.

وأخرجه الطبراني 22/ (748)، ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" 6/ 198 من طريق حاتم بن إسماعيل، عن جعيد بن عبد الرحمن، عن موسى بن عبد الرحمن الخطمي أنه سمع محمد بن كعب القرظي وهو يسأل أباه عبد الرحمن: أخبرني ما سمعت أباك يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في شأن الميسر، فقال عبد الرحمن: سمعت أبي يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من لعب بالميسر، ثم قام يصلي

" فذكره. فجعله من حديث أبي عبد الرحمن الخطمي، وعليه بوَّب.

وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 290 من طريق حاتم بن سليمان، عن موسى بن عبد الرحمن أنه سمع محمد بن كعب القرظي يسأل أباه عن الميسر، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من لعب بالميسر

" فذكره. فجعله من حديث عبد الرحمن الخطمي! قلنا: وحاتم بن سليمان لم نقف له على ترجمة.

وفي باب ذم اللعب بالنرد حديث بريدة الأسلمي، سلف برقم (22979).

وحديث أبي موسى الأشعري، سلف برقم (19501). وانظر تتمة شواهده عنده.

ص: 216

23139 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ جُرَيٍّ النَّهْدِيِّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَقَدَ فِي يَدِهِ - أَوْ فِي يَدِ السُّلَمِيِّ - فَقَالَ: " سُبْحَانَ اللهِ نِصْفُ الْمِيزَانِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ يَمْلَأُ الْمِيزَانَ، وَاللهُ أَكْبَرُ يَمْلَأُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، وَالطُّهُورُ نِصْفُ الْإِيمَانِ (1)، وَالصَّوْمُ نِصْفُ الصَّبْرِ "(2).

23140 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَوْسٍ، عَنْ رَجُلٍ حَدَّثَهُ مُؤَذِّنُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: نَادَى مُنَادِي رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي يَوْمٍ مَطِيرٍ: " صَلُّوا فِي الرِّحَالِ "(3).

23141 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ يَحْيَى بْنِ عُمَارَةَ بْنِ أَبِي حَسَنٍ، حَدَّثَتْنِي مَرْيَمُ ابْنَةُ إِيَاسِ بْنِ الْبُكَيْرِ صَاحِبِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَيْهَا فَقَالَ: " أَعِنْدَكِ ذَرِيرَةٌ؟ "، قَالَتْ: نَعَمْ. فَدَعَا بِهَا فَوَضَعَهَا عَلَى بَثْرَةٍ بَيْنَ أَصَابِعِ رِجْلِهِ، ثُمَّ قَالَ: " اللهُمَّ مُطْفِئَ الْكَبِيرِ، وَمُكَبِّرَ الصَّغِيرِ،

(1) في (م) و (ظ 2) و (ق): الميزان، والمثبت من (ظ 5).

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات غير جري بن كليب النهدي، وسلف الكلام عليه وعلى الحديث فيما سلف برقم (18287).

وانظر (23073).

(3)

حديث صحيح، وسلف الكلام عليه عند مكرره برقم (17527).

ص: 217

أَطْفِئْهَا عَنِّي " فَطُفِئَتْ (1).

23142 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ صَاحِبُ الزِّيَادِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّ رَجُلًا دَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَتَسَحَّرُ، فَقَالَ:" إِنَّ السَّحُورَ بَرَكَةٌ أَعْطَاكُمُوهَا اللهُ، فَلَا تَدَعُوهَا "(2).

23143 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْرَائِيلَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ أَبِي سَلْمَانَ

(1) إسناده إلى مريم بنت إياس صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين، وأما مريم فقد تفرد بالرواية عنها عمرو بن يحيى المازني، ومع ذلك فقد صحَّح حديثها هذا الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" كما في "الفتوحات الربانية" لابن علان 4/ 49، وقال بعد أن خرجه من طريق أحمد وغيره: فإن رواته من أحمد إلى منتهاه من رواة "الصحيحين" إلا مريم بنت إياس بن البكير صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد اختُلف في صحبتها، وأبوها وأعمامها من كبار الصحابة ولأخيها محمد رؤية.

وأخرجه المزي في ترجمة مريم بنت إياس من "التهذيب" 35/ 305 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(1031)، والحاكم 4/ 207 من طريق الحجاج بن محمد المصيصي، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(635) من طريق أبي عاصم، كلاهما عن ابن جريج، به. ووقع في رواية الحاكم: أظنها زينب يعني زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وصححه، ووقع عند ابن السني:"مريم بنت أبي كثير" وهو وهمٌ نبَّه عليه الحافظ.

قوله: "ذريرة" هي فتات قصب الطِّيب، يُجلَب من الهند.

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه.

وسلف برقم (23113) عن محمد بن جعفر، عن شعبة.

ص: 218

عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: اسْتَشْهَدَ عَلِيٌّ النَّاسَ، فَقَالَ: أَنْشُدُ اللهَ رَجُلًا سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " اللهُمَّ مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ، اللهُمَّ وَالِ مَنْ وَالَاهُ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ " قَالَ: فَقَامَ سِتَّةَ عَشَرَ رَجُلًا فَشَهِدُوا (1).

23144 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ - يَعْنِي ابْنَ نَافِعٍ - عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَجُلَيْنِ (2) مِنْ بَنِي بَكْرٍ، قَالَا: خَطَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم النَّاسَ بِمِنًى عَلَى رَاحِلَتِهِ وَنَحْنُ عِنْدَ يَدَيْهَا. قَالَ إِبْرَاهِيمُ: وَلَا أَحْسِبُهُ إِلَّا قَالَ:

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، أبو إسرائيل -وهو إسماعيل بن خليفة الملائي- ليس بذاك القوي، وأبو سلمان -وهو يزيد بن عبد الله مؤذن الحجاج- جهله الدارقطني. الحكم: هو ابن عُتيبة الكندي الكوفي.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(4996) من طريق يحيى الحماني، والمزي في ترجمة أبي سلمان المؤذن من "تهذيب الكمال" 33/ 368 من طريق عبيد الله بن موسى، كلاهما عن أبي إسرائيل الملائي، بهذا الإسناد. لكن وقع في رواية الطبراني: اثنا عشر بدرياً، بدلاً من: ستة عشر رجلاً.

وأخرجه الطبراني (4985) من طريق إسماعيل بن عمرو البجلي، عن أبي إسرائيل، عن الحكم، عن أبي سليمان زيد بن وهب، عن زيد بن أرقم. كذا سمَّاه زيدَ بنَ وهب، وزاد فيه: قال زيد بن أرقم: فكنت فيمن كَتَم؛ فذهب بصري. قلنا: وإسماعيل بن عمرو البجلي ضعيف.

وانظر ما سلف من حديث زيد بن أرقم في مسنده برقم (19279).

وفي الباب عن البراء بن عازب، سلف برقم (18479)، وانظر تتمة شواهده هناك.

(2)

المثبت من (ظ 5)، وفي (م) وبقية النسخ: عن رجل من بني بكر.

ص: 219

عِنْدَ الْجَمْرَةِ (1).

23145 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ زَكَرِيَّا بْنَ سَلَّامٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَجُلٍ قَالَ: انْتَهَيْتُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَقُولُ: " أَيُّهَا النَّاسُ، عَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَةِ وَإِيَّاكُمْ وَالْفُرْقَةَ، أَيُّهَا النَّاسُ عَلَيْكُمْ

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح خلا صحابييه. يحيى: هو ابن سعيد القطان، إبراهيم بن نافع: هو المخزومي المكي، وابن أبي نجيح: هو عبد الله بن يسار المكي.

وأخرجه أبو داود (1952)، ومن طريقه البيهقي 5/ 151 عن محمد بن العلاء، عن عبد الله بن المبارك، عن إبراهيم بن نافع، عن عبد الله بن أبي نجيح، عن أبيه، عن رجلين من بني بكر، قالا: رأينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب بين أوسط أيام التشريق، ونحن عند راحلته، وهي خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي خطب بمنى.

وفي الباب عن سرَّاء بنت نبهان عند أبي داود (1953)، وابن خزيمة (2973)، والبيهقي 5/ 151 ولفظه: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الرؤوس، فقال:"أي يوم هذا؟ " قلنا: الله ورسوله أعلم. قال: "أليس أوسط أيام التشريق؟ " -وزاد ابن خزيمة بعد هذا- قلنا: بلى. قال: "فإن دماءكم وأعراضكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا في بلدكم هذا، فليبلغ أدناكم أقصاكم، اللهم هل بلغت اللهم هل بلغت اللهم هل بلغت؟! ". وإسناده ضعيف فيه ربيعة بن عبد الرحمن الغنوي مجهول.

قال العلامة ابن القيم في "زاد المعاد" 2/ 288: خطب النبي صلى الله عليه وسلم الناس بمنى خطبتين: خطبة يوم النحر، والخطبة الثانية في أوسط أيام التشريق، فقيل: هو ثاني يوم النحر، وهو أوسطها، أي: خيارها، واحتج من قال ذلك بحديث سرَّاء بنت نبهان

فذكره. ويوم الرؤوس: هو ثاني يوم النحر بالاتفاق. قلنا: وسميَ بذلك لأنهم كانوا يأكلون فيه رؤوس الأضاحي. قاله الزمخشري.

ص: 220

بِالْجَمَاعَةِ وَإِيَّاكُمْ وَالْفُرْقَةَ " ثَلَاثَ مِرَارٍ، قَالَهَا إِسْحَاقُ (1).

23146 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ (2)، حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ جَدِّهِ عُرْوَةَ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَأْمُرُنَا أَنْ نَصْنَعَ الْمَسَاجِدَ فِي دُورِنَا، وَأَنْ نُصْلِحَ صَنْعَتَهَا وَنُطَهِّرَهَا (3).

23147 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَلَامِ بْنِ عَمْرٍو الْيَشْكُرِيِّ

(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة سلام والد زكريا.

ويشهد له حديث عمر عند الترمذي (2165)، والنسائي في "الكبرى"(9225). وإسناده حسن في الشواهد.

وفي باب لزوم جماعة المسلمين عامة عن عدة من الصحابة، انظر أحاديثهم عند حديث أبي الدرداء السالف برقم (21710).

(2)

تحرف ابن إسحاق إلى: أبي إسحاق، وشيخه عُمر إلى: عَمرو في (م) و (ظ 2) و (ق)، والمثبت من (ظ 5)، وأطراف المسند 8/ 308.

(3)

إسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق وعمر بن عبد الله بن عروة، فقد روى عن الأخير جمعٌ وذكره ابن حبان في "ثقاته" وأخرج له الشيخان في "صحيحيهما" حديثاً واحداً متابعةً، وباقي رجال الإسناد. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.

وسيأتي في "المسند" برقم (26386) من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة. لكن اختلف في وصله وإرساله.

وانظر حديث سمرة بن جندب السالف برقم (20184).

قوله: "نصلح صنعتها" قال السندي: بالإحكام وصرف المال الحلال، لا بالتزيين.

ص: 221

عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِخْوَانُكُمْ فَأَصْلِحُوا إِلَيْهِمْ، وَاسْتَعِينُوهُمْ عَلَى مَا غَلَبَكُمْ، وَأَعِينُوهُمْ عَلَى مَا غَلَبَهُمْ "(1).

23148 -

حَدَّثَنَا (2) مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَلَّامِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" إِخْوَانُكُمْ أَحْسِنُوا إِلَيْهِمْ - أَوْ فَأَصْلِحُوا إِلَيْهِمْ - وَاسْتَعِينُوهُمْ عَلَى مَا غَلَبَكُمْ، وَأَعِينُوهُمْ عَلَى مَا غَلَبَهُمْ "(3).

23149 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ حَسَّانَ بْنَ بِلَالٍ يُحَدِّثُ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَسْلَمَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُمْ كَانُوا يُصَلُّونَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الْمَغْرِبَ، ثُمَّ يَرْجِعُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَرْتَمُونَ، يُبْصِرُونَ وَقْعَ سِهَامِهِمْ (4).

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة سلام بن عمرو اليشكري.

وانظر (20581) والحديث التالي لحديثنا.

قوله: "إخوانكم" أي: المماليك إخوانكم.

(2)

هذا الحديث سقط من (م) وأثبتناه من الأصول الخطية.

(3)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه. وهو مكرر الحديث السالف برقم (20581). وانظر ما قبله.

(4)

صحيح لغيره، وهذا إسناد قد خالف فيه شعبة غيره، فقال: عن أبي بشر، حسان بن بلال، ورواه هشيم بن بشير فيما سلف برقم (16415)، وأبو عوانة سلف برقم (16416) عن أبي بشر، عن علي بن بلال، وهو الأشبه فيما قاله =

ص: 222

23150 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يِسَافٍ، عَنْ زَاذَانَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْأَنْصَارِ - قَالَ: قَالَ شُعْبَةُ: أَوْ قَالَ: رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ -: أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي صَلَاةٍ وَهُوَ يَقُولُ: " رَبِّ اغْفِرْ لِي - قَالَ شُعْبَةُ: أَوْ قَالَ: اللهُمَّ اغْفِرْ لِي - وَتُبْ عَلَيَّ، إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الْغَفُورُ " مِائَةَ مَرَّةٍ (1).

= البخاري في "التاريخ الكبير" 6/ 263، وعلي بن بلال مجهول الحال، وأما حسان ابن بلال فهو ثقة، روى له أصحاب السنن غير أبي داود. أبو بشر: هو جعفر بن إياس أبي وحشية.

وأخرجه المزي في ترجمة حسان بن بلال من "التهذيب" 6/ 15 - 16 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 1/ 259 من طريق محمد بن جعفر، به.

وفي الباب عن أبي طريف، سلف برقم (15437). وانظر تتمة الشواهد عنده.

قال السندي: قوله: "يرتمون" افتعال من الرمي.

(1)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير صحابيه. حصين: هو ابن عبد الرحمن السلمي.

وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(104) من طريق خالد بن الحارث، عن شعبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(2019)، وفي "مصنفه" 10/ 234 - 235 و 13/ 462 من طريق محمد بن فضيل وعبد الله بن إدريس، والنسائي (103) من طريق ابن فضيل، و (105) من طريق عباد بن العوام، و (106) من طريق عبد العزيز بن مسلم، أربعتهم عن حصين بن عبد الرحمن، به. وجاء في رواية ابن فضيل وابن إدريس: دبر الصلاة، وفي رواية عباد: صلى الضحى فلما جلس، فذكره، ونحوها رواية عبد العزيز. =

ص: 223

23151 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْأَشْعَثِ بْنِ سُلَيْمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا فِي إِمْرَةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا فِي سُوقِ عُكَاظٍ يَقُولُ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، قُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، تُفْلِحُوا " وَرَجُلٌ يَتْبَعُهُ يَقُولُ: إِنَّ هَذَا يُرِيدُ أَنْ يَصُدَّكُمْ عَنْ آلِهَتِكُمْ. فَإِذَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو جَهْلٍ (1).

23152 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ الثَّقَفِيِّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ ثَقِيفٍ أَعْوَرَ - يُقَالُ لَهُ مَعْرُوفٌ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ خَيْرًا - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْوَلِيمَةُ حَقٌّ، وَالْيَوْمُ الثَّانِي مَعْرُوفٌ، وَالْيَوْمُ الثَّالِثُ سُمْعَةٌ وَرِيَاءٌ "(2).

= وخالفهم جميعاً خالد بن عبد الله الطحان فيما أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(619)، والنسائي (107)، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (387) من طريقه فقال: عن حصين، عن هلال، عن زاذان، عن عائشة قالت: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الضحى ثم قال

فذكره. قال النسائي عقبه: حديث شعبة وعبد العزيز بن مسلم وعباد بن العوام أولى عندنا بالصواب من حديث خالد.

وفي باب استغفاره صلى الله عليه وسلم عموماً، سلف من حديث ابن عمر برقم (4726)، وذُكِرت شواهده هناك.

(1)

إسناده صحيح. وسلف مطولاً برقم (16603).

(2)

إسناده ضعيف لجهالة عبد الله بن عثمان الثقفي.

وسلف برقم (20324) و (20325) من طريق همام بن يحيى العوذي.

قوله: "يقال له معروف" أي: أنه أثني عليه بالمعروف، وسمي الصحابي في الروايتين المذكورتين زهير بن عثمان.

ص: 224

23153 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ (1) أَبِي الزَّعْرَاءِ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: كَانَتْ تُعْرَفُ قِرَاءَةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الظُّهْرِ بِتَحْرِيكِ لِحْيَتِهِ (2).

23154 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ أَبِي عَلَى صِهْرٍ لَنَا مِنَ الْأَنْصَارِ، فَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ، فَقَالَ: يَا جَارِيَةُ، ائْتِنِي بِوَضُوءٍ لَعَلِّي أُصَلِّي فَأَسْتَرِيحَ. فَرَآنَا أَنْكَرْنَا ذَاكَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " قُمْ يَا بِلَالُ، فَأَرِحْنَا بِالصَّلَاةِ "(3).

(1) تحرف في (م) و (ظ 2) و (ق) إلى: بن.

(2)

إسناده صحيح. سفيان: هو الثوري، وأبو الزَّعراء: هو عمرو بن عمرو ابن مالك الجشمي، وأبو الأحوص: هو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 362 عن وكيع، عن سفيان، بهذا الإسناد.

وفي الباب عن خباب بن الأرت، سلف برقم (21056).

(3)

رجاله ثقات، لكن اختلف فيه على سالم بن أبي الجعد.

وأخرجه الدارقطني في "العلل" 4/ 121 - 122 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (4986)، وابن الأثير في "أسد الغابة" 6/ 383 من طريق محمد بن كثير، والخطيب في "تاريخ بغداد" 10/ 443 - 444 من طريق عبد الله بن رجاء الغداني، كلاهما عن إسرائيل، به.

وأخرجه الطحاوي في "شرح المشكل"(5549) عن يزيد بن سنان، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري، عن عثمان بن المغيرة، به. =

ص: 225

23155 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ - يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدٍ - عَنْ مُوسَى بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " اتْرُكُوا الْحَبَشَةَ مَا تَرَكُوكُمْ، فَإِنَّهُ لَا يَسْتَخْرِجُ كَنْزَ الْكَعْبَةِ إِلَّا ذُو السُّوَيْقَتَيْنِ مِنَ الْحَبَشَةِ "(1).

= وأخرجه الدارقطني في "العلل" 4/ 121، ومن طريقه الخطيب في "تاريخه" 10/ 443 من طريق أحمد بن سنان، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري، عن عثمان بن المغيرة، عن سالم بن أبي الجعد، عن محمد ابن الحنفية عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً لم يذكر صهره من الأنصار. وقال الخطيب: وهو المحفوظ عن الثوري.

وأخرجه مسدد في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(1310)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2396)، والطبراني في "الكبير"(6215)، والخطيب في "تاريخه" 10/ 444 من طريق أبي حمزة الثمالي ثابت بن أبي صفية، عن سالم بن أبي الجعد، به. ووقع عند مسدد والطبراني فيه قصة.

وأخرجه الدارقطني: في "العلل" 4/ 121، والخطيب في "تاريخه" 10/ 443 من طريق أبي خالد القرشي -عن سفيان الثوري، عن عثمان بن المغيرة، عن سالم ابن أبي الجعد، عن ابن الحنفية، عن علي

قال الدارقطني: لم يسنده عن علي غير أبي خالد القرشي. ومثله قال الخطيب. قلنا: وأبو خالد القرشي -وهو عبد العزيز بن أبان- متروك.

وأخرجه الدارقطني في "العلل" 4/ 122، والخطيب في "تاريخه" 10/ 444 من طريق الحسين بن علوان، عن أبي حمزة الثمالي، عن سالم بن أبي الجعد، عن محمد ابن الحنفية، عن بلال. وإسناده تالف جداً.

وانظر (23088).

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن في الشواهد من أجل موسى بن جبير، =

ص: 226

23156 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يِسَافٍ، عَنْ ذَكْوَانَ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، قَالَ: عَادَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلًا بِهِ جُرْحٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" ادْعُوا لَهُ طَبِيبَ بَنِي فُلَانٍ " قَالَ: فَدَعَوْهُ، فَجَاءَ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَيُغْنِي الدَّوَاءُ شَيْئًا؟ فَقَالَ:" سُبْحَانَ اللهِ، وَهَلْ أَنْزَلَ اللهُ مِنْ دَاءٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا جَعَلَ لَهُ شِفَاءً؟! "(1).

= فقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يخطئ ويخالف. أما الذهبي، فقال في "الكاشف": ثقة!

وأخرجه أبو داود (4309)، والحاكم 4/ 453، والبيهقي 9/ 176 من طريق أبي عامر العقدي، عن زهير بن محمد، عن موسى بن جبير، عن أبي أمامة بن سهل، عن عبد الله بن عمرو. مسمًّى.

وقد سلف حديث عبد الله بن عمرو في مسنده برقم (7053) من طريق مجاهد عنه، ولفظه:"يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة، ويسلبها حليتها، ويجردها من كسوتها، ولكأني أنظر إليه أُصَيلعَ أُفَيدِع، يضرب عليها بِمِسْحَاتِه ومِعوله".

وفي باب قصة الحبشة عن أبي سُكينة رجل من المحرَّرين، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عند أبي داود (4302)، والنسائي ضمن حديث 6/ 43 - 44، والبيهقي 9/ 176. ولفظه:"دعوا الحبشة ما ودعوكم، واتركوا الترك ما تركوكم". وإسناده حسن. وعن عمرو بن عوف المزني عند ابن عدي في "الكامل" 6/ 2082، وإسناده ضعيف.

ولقصة ذي السويقتين انظر حديث أبي هريرة السالف برقمي (8094) و (9405).

قوله: "اتركوا الحبشة" أي: لا تتعرضوا لهم مدة تركهم لكم لما يُخاف من شرهم.

(1)

إسناده صحيح. سفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر، وذكوان: هو أبو صالح السمان. =

ص: 227

23157 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ حَسَّانَ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ ذِي مِخْمَرٍ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " سَتُصَالِحُكُمُ الرُّومُ صُلْحًا آمِنًا، ثُمَّ تَغْزُونَ وَهُمْ عَدُوًّا، فَتُنْصَرُونَ وَتَسْلَمُونَ وَتَغْنَمُونَ، ثُمَّ تَنْصَرِفُونَ حَتَّى تَنْزِلُوا بِمَرْجٍ ذِي تُلُولٍ، فَيَرْفَعُ رَجُلٌ مِنَ النَّصْرَانِيَّةِ صَلِيبًا، فَيَقُولُ: غَلَبَ الصَّلِيبُ، فَيَغْضَبُ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَيَقُومُ إِلَيْهِ فَيَدُقُّهُ، فَعِنْدَ ذَلِكَ تَغْدِرُ الرُّومُ، وَيَجْمَعُونَ لِلْمَلْحَمَةِ "(1).

23158 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ (2)

= وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 1 عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن هلال، قال: جرح رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم

فذكره مرسلاً.

وفي الباب عن عبد الله بن مسعود، سلف برقم (3578)، وانظر تتمة شواهده هناك.

قوله: "إلا جعل له شفاء" أي: دواءً يكون سبباً للشفاء. قاله السندي.

(1)

إسناده صحيح. وهو مكرر (16825).

قال السندي: قوله: "تغزون وهم" أي: أنتم وهم.

"بمرج" بسكون الراء، أي: بمرعى.

"تلول" بضمتين وخفة لام، جمع تل: بفتح فشدة: كل ما اجتمع على الأرض من تراب.

"غلب الصليب" أي: غلب دين النصارى، يقوله افتخاراً، أو لإبطال الصلح وإيقاع المسلمين في الغيظ.

(2)

في (م) والنسخ الخطية: بن أبي سليمان، بزيادة "أبي" وهو خطأ كما بيناه عند الرواية (16643).

ص: 228

سُلَيْمَانَ، مَدِينِيٌّ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ خُبَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمِّهِ قَالَ: كُنَّا فِي مَجْلِسٍ، فَطَلَعَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَعَلَى رَأْسِهِ أَثَرُ مَاءٍ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، نَرَاكَ طَيِّبَ النَّفْسِ! قَالَ:" أَجَلْ " قَالَ: ثُمَّ خَاضَ الْقَوْمُ فِي ذِكْرِ الْغِنَى، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" لَا بَأْسَ بِالْغِنَى لِمَنْ اتَّقَى اللهَ، وَالصِّحَّةُ لِمَنْ اتَّقَى اللهَ خَيْرٌ مِنَ الْغِنَى، وَطِيبُ النَّفْسِ مِنَ النِّعَمِ (1) "(2).

23159 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، قَالَ: رَأَيْتُ رَجُلًا بِالْمَدِينَةِ وَقَدْ طَافَ النَّاسُ بِهِ، وَهُوَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَإِذَا رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَسَمِعْتُهُ وَهُوَ يَقُولُ: " إِنَّ مِنْ بَعْدِكُمُ الْكَذَّابَ الْمُضِلَّ، وَإِنَّ رَأْسَهُ مِنْ بَعْدِهِ حُبُكٌ حُبُكٌ حُبُكٌ - ثَلَاثَ مَرَّاتٍ - وَإِنَّهُ سَيَقُولُ: أَنَا رَبُّكُمْ! فَمَنْ قَالَ: لَسْتَ رَبَّنَا، لَكِنَّ رَبَّنَا اللهُ، عَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْهِ أَنَبْنَا، نَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شَرِّكَ، لَمْ يَكُنْ لَهُ عَلَيْهِ سُلْطَانٌ "(3).

(1) في "أطراف المسند" 8/ 289: النعيم.

(2)

إسناده حسن. وهو مكرر (16643).

(3)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه، وهذا المحفوظ عن أيوب -وهو السختياني- أن صحابيه غير مسمى، وتابع حماد بن زيد على ذلك إسماعيلُ ابن علية كما في الرواية الآتية برقم (23487)، وخالف حماداً وإسماعيل معمرٌ، فقد سمَّى صحابيه هشامَ بن عامر كما في الرواية السالفة برقم (16260)، وأبو قلابة لم يسمع من هشام بن عامر، وهنا قد صرح بسماعه من صحابي هذا الحديث، فالقول قول حماد وإسماعيل، والله أعلم.

ص: 229

23160 -

حَدَّثَنَا أَبُو قَطَنٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنْ جُرَيٍّ النَّهْدِيِّ، قَالَ: لَقِيتُ شَيْخًا مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ بِالْكُنَاسَةِ، فَحَدَّثَنِي: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَدَّ خَمْسًا فِي يَدِهِ أَوْ فِي يَدِي، قَالَ:" التَّسْبِيحُ نِصْفُ الْمِيزَانِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ يَمْلَؤُهُ، وَالتَّكْبِيرُ يَمْلَأُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، وَالصَّوْمُ نِصْفُ الصَّبْرِ، وَالطُّهُورُ نِصْفُ الْإِيمَانِ "(1).

23161 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ الْأَحْنَفِ، قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا أَطُوفُ بِالْبَيْتِ إِذْ لَقِيَنِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ فَقَالَ: أَلَا أُبَشِّرُكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: أَتَذْكُرُ إِذْ بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى قَوْمِكَ بَنِي سَعْدٍ أَدْعُوهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ؟ قَالَ: فَقُلْتُ أَنْتَ: وَاللهِ مَا قَالَ إِلَّا خَيْرًا، وَلَا أَسْمَعُ إِلَّا حُسْنًا. فَإِنِّي رَجَعْتُ فَأَخْبَرْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِمَقَالَتِكَ، قَالَ:" اللهُمَّ اغْفِرْ لِلْأَحْنَفِ ". قَالَ: فَمَا أَنَا بشَيْءٍ أَرْجَى مِنِّي لهَا (2).

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات غير جري بن كليب النهدي، فقد تكلمنا عليه فيما سلف برقم (18287). أبو قطن: هو عمرو بن الهيثم بن قطن، ويونس: هو ابن أبي إسحاق السبيعي.

وانظر (23073).

قوله: "بالكُناسة" بالضم: محلة بالكوفة. قاله ياقوت.

(2)

إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد، وهو ابن جدعان. الحسن: هو البصري.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 50، وفي "الأوسط" 1/ 185، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 230، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1225)، والطبراني في "الكبير"(7285)، والحاكم 3/ 614، وابن =

ص: 230

23162 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنِي أَبُو جَعْفَرٍ الْخَطْمِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ السَّائِبِ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنَا قُرَيْظَةَ أَنَّهُمْ عُرِضُوا عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم زَمَنَ قُرَيْظَةَ، فَمَنْ كَانَ نَبَتَتْ عَانَتُهُ، قُتِلَ، وَمَنْ لَا، تُرِكَ (1).

23163 -

حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَمٍّ لَهُ: أَنَّهُ أَتَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: قُلْ لِي قَوْلًا يَنْفَعُنِي، وَأَقْلِلْ، لَعَلِّي أَعِيهِ. قَالَ:" لَا تَغْضَبْ " فَعَادَ لَهُ مِرَارًا، كُلُّ ذَلِكَ يُرْجِعُ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَنْ لَا تَغْضَبْ "(2).

= الأثير في "أسد الغابة" 1/ 68 - 69 من طريق حجاج بن المنهال، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. ونسب الصحابي عندهم جميعاً ليثيّاً لا سُلمياً.

وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 7/ 93 - 94 عن سليمان بن حرب، عن حماد بن زيد، عن علي بن زيد، به. قلنا: كذا وقع عنده: حماد بن زيد، وسليمان بن حرب يروي عن الحمَّادين.

قال السندي: قوله: "فقلتَ أنت" خطاب للأحنف.

"والله ما قال إلا خيراً" أي: النبي صلى الله عليه وسلم، والجملة مقول للأحنف.

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف سلف الكلام عليه عند الرواية (19002). بهز: هو ابن أسد العمي، وحماد: هو ابن سلمة، وأبو جعفر الخطمي: هو عمير بن يزيد بن عمير الأنصاري.

(2)

إسناده صحيح. أبو كامل: هو مظفر بن مدرك، وزهير: هو ابن معاوية أبو خيثمة الجُعفي.

وأخرجه البيهقي في "الشعب"(8280 م) من طريق أبي النضر هاشم بن القاسم، عن زهير أبي خيثمة، بهذا الإسناد =

ص: 231

23164 -

حَدَّثَنَا أَبُو قَطَنٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنِي وَالِدِي، قَالَ: غَدَوْتُ لِحَاجَةٍ فَإِذَا أَنَا بِجَمَاعَةٍ فِي السُّوقِ، فَمِلْتُ إِلَيْهِمْ فَإِذَا رَجُلٌ يُحَدِّثُهُمْ وَصْفَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَوَصْفَ صِفَتِهِ، قَالَ: فَعَرَضْتُ لَهُ عَلَى قَارِعَةِ الطَّرِيقِ بَيْنَ عَرَفَاتٍ وَمِنًى، فَرُفِعَ لِي فِي رَكْبٍ، فَعَرَفْتُهُ بِالصِّفَةِ. قَالَ: فَهَتَفَ بِي رَجُلٌ: أَيُّهَا الرَّاكِبُ، خَلِّ عَنْ وُجُوهِ الرِّكَابِ. قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" ذَرُوا الرَّاكِبَ فَأَرَبٌ مَا لَهُ " قَالَ: فَجِئْتُ حَتَّى أَخَذْتُ بِزِمَامِ النَّاقَةِ أَوْ خِطَامِهَا، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ حَدِّثْنِي - أَوْ خَبِّرْنِي - بِعَمَلٍ يُقَرِّبُنِي مِنَ الْجَنَّةِ، وَيُبَاعِدُنِي مِنَ النَّارِ. قَالَ:" أَوَذَلِكَ أَعْمَلَكَ - أَوْ أَنْصَبَكَ -؟! " قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: " فَاعْقِلْ إِذًا - أَوْ افْهَمْ - تَعْبُدُ اللهَ لَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ، وَتَحُجُّ الْبَيْتَ، وَتَأْتِي إِلَى النَّاسِ مَا تُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْكَ، وَتَكْرَهُ لِلنَّاسِ مَا تَكْرَهُ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْكَ، خَلِّ زِمَامَ النَّاقَةِ - أَوْ خِطَامَهَا -" قَالَ أَبُو قَطَنٍ: فَقُلْتُ لَهُ: سَمِعْتَهُ مِنْهُ - أَوْ سَمِعْتَهُ مِنَ الْمُغِيرَةِ - قَالَ: نَعَمْ (1).

23165 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عِمْرَانَ، قَالَ: قُلْتُ لِجُنْدُبٍ: إِنِّي بَايَعْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ عَلَى أَنْ أُقَاتِلَ أَهْلَ الشَّامِ، قَالَ: فَلَعَلَّكَ تُرِيدُ أَنْ تَقُولَ: أَفْتَانِي

= وانظر (15964).

(1)

إسناده ضعيف سلف الكلام عليه برقم (15883) و (15884).

وانظر ما سلف برقم (16705).

ص: 232

جُنْدُبٌ، وَأَفْتَانِي جُنْدَبٌ! قَالَ: قُلْتُ مَا أُرِيدُ ذَاكَ إِلَّا لِنَفْسِي. قَالَ: افْتَدِ بِمَالِكَ. قُلْتُ: إِنَّهُ لَا يُقْبَلُ مِنِّي. قَالَ: إِنِّي قَدْ كُنْتُ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم غُلَامًا حَزَوَّرًا، وَإِنَّ فُلَانًا أَخْبَرَنِي أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" يَجِيءُ الْمَقْتُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُتَعَلِّقًا بِالْقَاتِلِ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، سَلْهُ فِيمَ قَتَلَنِي؟ فَيَقُولُ: فِي مُلْكِ فُلَانٍ " فَاتَّقِ (1)، لَا تَكُونُ ذَلِكَ الرَّجُلَ (2).

23166 -

حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ - عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ الْمَخْزُومِيِّ، عَنْ أَبِيهِ أَوْ عَمِّهِ، عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ: " إِذَا وَقَعَ الطَّاعُونُ بِأَرْضٍ وَلَسْتُمْ بِهَا، فَلَا تَهْجُمُوا عَلَيْهَا، وَإِذَا وَقَعَ بِهَا وَأَنْتُمْ بِهَا، فَلَا تَخْرُجُوا مِنْهَا "(3).

(1)[[قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: سقط هنا الهامش في المطبوع]]

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. بهز: هو ابن أسد العمي.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(1677) من طريقين عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وانظر (16600).

قوله: "حزوراً" قال السندي: بفتحات وتشديد الواو، أو بفتح فسكون بلا تشديد، أي: قريباً إلى البلوغ.

(3)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف سلف الكلام عليه عند الرواية (15435).

أبو كامل: هو المظفر بن مدرك الخراساني.

ص: 233

23167 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ أَوْسٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّ رَجُلًا مِنْ ثَقِيفٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ مُؤَذِّنَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي يَوْمٍ مَطِيرٍ يَقُولُ: حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، صَلُّوا فِي رِحَالِكُمْ (1).

23168 -

حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ حَدَّثَهُ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ أَضْجَعَ أُضْحِيَّتَهُ لِيَذْبَحَهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِلِرَّجُلِ:" أَعِنِّي عَلَى ضَحِيَّتِي " فَأَعَانَهُ (2).

23169 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي يُوسُفُ بْنُ

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. ابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز.

وهو في "مصنف" عبد الرزاق (1925).

وقد سلف برقم (15433).

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه. هاشم: هو ابن القاسم الليثي، والليث: هو ابن سعد، وأبو الخير: هو مرثد بن عبد الله اليزني المصري.

وأخرجه أحمد بن منيع في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(6492) عن أبي النضر هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد.

وأخرجه مطولاً الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(6493) عن يونس بن محمد، عن الليث، به. وأورد فيه قصة.

وانظر "فتح الباري" 10/ 19.

ص: 234

الْحَكَمِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ (1)، أَنَّ حَفْصَ بْنَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَعَمْرَو بْنَ حَيَّةَ (2) أَخْبَرَاهُ، عَنْ عُمَرَ (3) بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ (4) رِجَالٍ مِنَ الْأَنْصَارِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْفَتْحِ، وَالنَّبِيُّ فِي مَجْلِسٍ قَرِيبٍ مِنَ الْمَقَامِ، فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، إِنِّي نَذَرْتُ لَئِنْ فَتَحَ اللهُ لِلنَّبِيِّ وَالْمُؤْمِنِينَ مَكَّةَ، لَأُصَلِّيَنَّ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ، وَإِنِّي وَجَدْتُ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الشَّامِ هَاهُنَا فِي قُرَيْشٍ مُقْبِلًا مَعِي وَمُدْبِرًا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" هَاهُنَا فَصَلِّ " فَقَالَ الرَّجُلُ قَوْلَهُ هَذَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، كُلُّ ذَلِكَ يَقُولُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" هَاهُنَا فَصَلِّ " ثُمَّ قَالَ (5) الرَّابِعَةَ مَقَالَتَهُ هَذِهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" اذْهَبْ فَصَلِّ فِيهِ، فَوَالَّذِي بَعَثَ مُحَمَّدًا بِالْحَقِّ لَوْ صَلَّيْتَ هَاهُنَا، لَقَضَى عَنْكَ ذَلِكَ كُلَّ صَلَاةٍ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ "(6).

(1) تحرف في (م) إلى: سنان.

(2)

في (م) و (ظ 2) و (ق): حنة، والمثبت من (ظ 5) و"التهذيب"، وكلاهما جائز.

(3)

تحرف في (م) إلى: عمرو.

(4)

المثبت من "المصنف" لعبد الرزاق و"أطراف المسند" 8/ 313 - 314 ومن "التهذيب"، وجاء في (م) والنسخ الخطية: وعن.

(5)

في الأصول: قالها، والمثبت من "المصنف" و (م).

(6)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة يوسف بن الحكم ومن فوقه. ابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز.

وأخرجه المزي في ترجمة حفص بن عمر بن عبد الرحمن من "تهذيب الكمال" 7/ 31 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. =

ص: 235

23170 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي يُوسُفُ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، أَنَّ حَفْصَ بْنَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَعَمْرَو بْنَ حَيَّةَ أَخْبَرَاهُ عَنْ عُمَرَ (1) بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَهُ، وَقَالَ: هَاهُنَا فِي قُرَيْشٍ خَفِيرٌ لِي مُقْبِلًا وَمُدْبِرًا. فَقَالَ: " هَاهُنَا فَصَلِّ " فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (2).

23171 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَوْصِنِي. قَالَ:" لَا تَغْضَبْ ". قَالَ: قَالَ الرَّجُلُ: فَفَكَّرْتُ

= وهو في "مصنف" عبد الرزاق (15890).

وأخرجه أبو داود (3306) من طريق أبي عاصم النبيل وروح بن عبادة، عن ابن جريج، به. وقال: رواه الأنصاري، عن ابن جريج، فقال: جعفر بن عمر، وقال: أخبراه عن عبد الرحمن بن عوف وعن رجال من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.

وانظر الحديث التالي.

وفي الباب عن جابر بن عبد الله، سلف بسند قوي برقم (14919).

(1)

تحرف في (م) إلى: عمرو.

(2)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه. محمد بن بكر: هو البرساني.

وأخرجه المزي في ترجمة حفص بن عمر بن عبد الرحمن من "تهذيب الكمال" 7/ 32 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

قوله: "الخفير" هو من يكون الإنسان في أمانه. قاله السندي.

ص: 236

حِينَ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَا قَالَ، فَإِذَا الْغَضَبُ يَجْمَعُ الشَّرَّ كُلَّهُ (1).

23172 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُ النَّاسَ يُعْرَضُونَ عَلَيَّ، وَعَلَيْهِمْ قُمُصٌ مِنْهَا مَا يَبْلُغُ الثَّدْيَ، وَمِنْهَا مَا يَبْلُغُ أَسْفَلَ مِنْ ذَلِكَ، فَعُرِضَ عَلَيَّ عُمَرُ وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ يَجُرُّهُ " قَالُوا: فَمَا أَوَّلْتَ ذَاكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " الدِّينُ "(2).

23173 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه. حميد بن عبد الرحمن: هو ابن عوف الزهري.

وهو في "مصنف" عبد الرزاق (20286)، ومن طريقه أخرجه البيهقي في "السنن" 10/ 105.

وسيأتي برقم (23468) عن سفيان بن عيينة، عن الزهري.

وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/ 905 عن الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن. أن رجلاً أتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم

فذكره مرسلاً.

وفي الباب عن ابن عَمرو، سلف برقم (6635)، وذُكِرت شواهده هناك.

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، وصحابيه: هو أبو سعيد الخدري كما جاء مصرحاً به من طريق صالح بن كيسان وغيره عن الزهري في الرواية السالفة برقم (11814).

والحديث في "مصنف" عبد الرزاق (20385)، ومن طريقه أخرجه الترمذي (2285).

وأخرجه عبد الله بن أحمد في زياداته على "فضائل الصحابة" لأبيه (366) عن محمد بن عباد المكي، عبد الله بن معاذ، عن معمر، بهذا الإسناد.

ص: 237

عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ:" اللهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَعَلَى أَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَعَلَى أَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ".

قَالَ ابْنُ طَاوُوسٍ: وَكَانَ أَبِي يَقُولُ مِثْلَ ذَلِكَ (1).

23174 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو الْقُرَشِيِّ، حَدَّثَنِي مَنْ شَهِدَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَأَمَرَ بِرَجْمِ رَجُلٍ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، فَلَمَّا أَصَابَتْهُ الْحِجَارَةُ فَرَّ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:" فَهَلَّا تَرَكْتُمُوهُ "(2).

23175 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ الصَّنْعَانِيُّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، حَدَّثَنِي فَنَّجُ قَالَ: كُنْتُ أَعْمَلُ فِي الدَِّيْنَبَاذِ، وَأُعَالِجُ فِيهِ، فَقَدِمَ يَعْلَى بْنُ أُمَيَّةَ

(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه فإنه مبهم، إلا أن يكون أبا حميد الساعدي، وعندها فإن الإسناد منقطع؛ فقد روى مالك الحديث عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن أبيه، عن عمرو بن سُليم الزُّرَقي أنه قال: أخبرني أبو حميد الساعدي

فذكره نحوه. وستأتي رواية مالك برقم (23600).

وأما رواية عبد الرزاق هذه فهي في "مصنفه"(3103)، ومن طريقه أخرجها الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2239).

وفي الباب عن أبي سعيد، سلف برقم (11433)، وذُكِرت شواهده هناك.

(2)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرر (16585).

ص: 238

أَمِيرًا عَلَى الْيَمَنِ، وَجَاءَ مَعَهُ رِجَالٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَجَاءَنِي رَجُلٌ مِمَّنْ قَدِمَ مَعَهُ، وَأَنَا فِي الزَّرْعِ أُصرِّفُ الْمَاءَ فِي الزَّرْعِ، وَمَعَهُ فِي كُمِّهِ جَوْزٌ، فَجَلَسَ عَلَى سَاقِيَةٍ مِنَ الْمَاءِ وَهُوَ يَكْسِرُ مِنْ ذَلِكَ الْجَوْزِ وَيَأْكُلُهُ، ثُمَّ أَشَارَ إِلَى فَنَّجَ، فَقَالَ: يَا فَارِسِيُّ، هَلُمَّ، فَدَنَوْتُ مِنْهُ، فَقَالَ الرَّجُلُ لِفَنَّجَ: أَتَضْمَنُ لِي وَأَغْرِسُ مِنْ هَذَا الْجَوْزِ عَلَى هَذَا الْمَاءِ؟ فَقَالَ لَهُ فَنَّجُ: مَا يَنْفَعُنِي ذَلِكَ؟ قَالَ: فَقَالَ الرَّجُلُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ بِأُذُنَيَّ هَاتَيْنِ: " مَنْ نَصَبَ شَجَرَةً، فَصَبَرَ عَلَى حِفْظِهَا وَالْقِيَامِ عَلَيْهَا حَتَّى تُثْمِرَ كَانَ لَهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ يُصَابُ مِنْ ثَمَرِهَا صَدَقَةٌ عِنْدَ اللهِ ". فَقَالَ لَهُ فَنَّجُ: أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: نَعَمْ. فَقَالَ فَنَّجُ: فَأَنَا أَضْمَنُهَا. قَالَ: فَمِنْهَا جَوْزُ الدَِّيْنَبَاذِ (1).

23176 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي يَزِيدَ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ طَارِقِ بْنِ عَلْقَمَةَ أَخْبَرَهُ، عَنْ عَمِّهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا جَاءَ مَكَانًا مِنْ دَارِ يَعْلَى - نَسَبَهُ عُبَيْدُ اللهِ - اسْتَقْبَلَ الْبَيْتَ فَدَعَا.

قَالَ رَوْحٌ: عَنْ أَبِيهِ. وقَالَ ابْنُ بَكْرٍ: عَنْ أُمِّهِ (2).

23177 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ حُمَيْدٍ الْأَعْرَجِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُعَاذٍ

(1) إسناده ضعيف، وهو مكرر (16586).

(2)

إسناده ضعيف، وهو مكرر (16587).

ص: 239

عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: خَطَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم النَّاسَ بِمِنًى وَنَزَّلَهُمْ مَنَازِلَهُمْ، وَقَالَ:" لِيَنْزِلِ الْمُهَاجِرُونَ هَاهُنَا " أَشَارَ إِلَى مَيْمَنَةِ الْقِبْلَةِ " وَالْأَنْصَارُ هَاهُنَا " وَأَشَارَ إِلَى مَيْسَرَةِ الْقِبْلَةِ " ثُمَّ لِيَنْزِلِ النَّاسُ حَوْلَهُمْ " قَالَ: وَعَلَّمَهُمْ مَنَاسِكَهُمْ، فَفُتِحَتْ أَسْمَاعُ أَهْلِ مِنًى حَتَّى سَمِعُوهُ وَهُمْ فِي مَنَازِلِهِمْ. قَالَ: فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: " ارْمُوا الْجَمْرَةَ بِمِثْلِ حَصَى الْخَذْفِ "(1).

23178 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُعَاذٍ التَّيْمِيِّ - قَالَ: وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (2).

23179 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يِسَافٍ (3)، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" سَيَكُونُ قَوْمٌ لَهُمْ عَهْدٌ، فَمَنْ قَتَلَ رَجُلًا مِنْهُمْ، لَمْ يَرَِحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ، وَإِنَّ رِيحَهَا لَتُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ سَبْعِينَ عَامًا "(4).

23180 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ صَيْفِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ

(1) ضعيف، دون قوله:"ارموا الجمرة بمثل حصى الخذف" فهو صحيح لغيره كما سلف بيانه في مكرره (16588).

(2)

ضعيف كسابقه، وهو مكرر (16589).

(3)

تحرف في (م) إلى: يسار.

(4)

إسناده صحيح، وهو مكرر (16590).

ص: 240

عَنْ جَدِّهِ قَالَ: إِنَّ صُهَيْبًا قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَبَيْنَ يَدَيْهِ تَمْرٌ وَخُبْزٌ، قَالَ:" ادْنُ فَكُلْ " فَأَخَذَ يَأْكُلُ مِنَ التَّمْرِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّ بِعَيْنِكَ رَمَدًا " فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّمَا آكُلُ مِنَ النَّاحِيَةِ الْأُخْرَى. قَالَ: فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم (1).

23181 -

حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، أَخْبَرَنِي سُفْيَانُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْحَضْرَمِيِّ يَقُولُ: أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّ مِنْ أُمَّتِي قَوْمًا يُعْطَوْنَ مِثْلَ أُجُورِ أَوَّلِهِمْ، يُنْكِرُونَ الْمُنْكَرَ "(2).

(1) إسناده محتمل للتحسين، وهو مكرر (16591).

(2)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عبد الرحمن بن الحضرمي، فقد تفرد بالرواية عنه عطاء بن السائب، وسماه يعقوب بن سفيان في روايته عبد الرحمن بن العلاء الحضرمي، وذكره ابن حبان في "الثقات" 5/ 100.

وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 1/ ورقة 129 من طريق خالد الطحان، عن عطاء بن السائب، به.

وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 535، ومن طريقه البيهقي في "الدلائل" 6/ 513 عن حجاج بن منهال، عن حماد بن سلمة، عن عطاء بن السائب، به.

وخالف حجاجاً موسى بنُ إسماعيل، فرواه عند البخاري في "التاريخ الكبير" 5/ 276 عن حماد بن سلمة، عن عطاء، عن عبد الرحمن بن العلاء الحضرمي: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم. فجعله صحابياً، ولا يصح.

وفي الباب بمعناه عن أبي ثعلبة الخُشَني عند أبي داود (4341)، وابن ماجه (4014)، والترمذي (3058) وحسَّنه، وصححه ابن حبان (385).

وسلف الحديث مكرراً برقم (16592)، وفي العمل عليه هناك قصور يُستدرَك من هنا.

ص: 241

23182 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ (1)، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِأَصْحَابِهِ: " إِنَّ مِنْكُمْ رِجَالًا لَا أُعْطِيهِمْ شَيْئًا، أَكِلُهُمْ إِلَى إِيمَانِهِمْ، مِنْهُمْ فُرَاتُ بْنُ حَيَّانَ ". قَالَ: مِنْ بَنِي عِجْلٍ (2).

23183 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ، حَدَّثَنَا أَبُو زُمَيْلٍ سِمَاكٌ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي هِلَالٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَا تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لِغَنِيٍّ، وَلَا لِذِي مِرَّةٍ سَوِيٍّ "(3).

23184 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي أَيُّوبَ - حَدَّثَنِي بَكْرُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ هُبَيْرَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ رَجُلٌ خَدَمَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثَمَانِ سِنِينَ أَوْ تِسْعَ سِنِينَ: أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم إِذَا قُرِّبَ لَهُ طَعَامٌ يَقُولُ: " بِسْمِ اللهِ " فَإِذَا فَرَغَ مِنْ طَعَامِهِ، قَالَ:" الْلَّهُمَّ أَطْعَمْتَ وَأَسْقَيْتَ، وَأَغْنَيْتَ وَأَقْنَيْتَ، وَهَدَيْتَ وَاجْتَبَيْتَ، فَلَكَ الْحَمْدُ عَلَى مَا أَعْطَيْتَ "(4).

23185 -

حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ،

(1) تحرف في (م) إلى: سعيد.

(2)

صحيح، هو مكرر (16593).

(3)

إسناده صحيح، وهو مكرر (16594).

(4)

إسناده صحيح، وهو مكرر (16595).

ص: 242

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ مُنِيبٍ (1)، عَنْ عَمِّهِ قَالَ: بَلَغَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" مَنْ سَتَرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ فِي الدُّنْيَا سَتَرَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ". فَرَحَلَ إِلَيْهِ وَهُوَ بِمِصْرَ، فَسَأَلَهُ عَنِ الْحَدِيثِ، قَالَ: نَعَمْ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" مَنْ سَتَرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ فِي الدُّنْيَا، سَتَرَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ". قَالَ: فَقَالَ: وَأَنَا قَدْ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (2).

23186 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ (3) بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، أَنَّ جُنَادَةَ بْنَ أَبِي أُمَيَّةَ حَدَّثَهُ: أَنَّ رِجَالًا (4) مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّ الْهِجْرَةَ قَدْ انْقَطَعَتْ، فَاخْتَلَفُوا فِي ذَلِكَ، قَالَ: فَانْطَلَقْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أُنَاسًا يَقُولُونَ: إِنَّ الْهِجْرَةَ قَدْ انْقَطَعَتْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّ الْهِجْرَةَ لَا تَنْقَطِعُ مَا كَانَ الْجِهَادُ "(5).

(1) تحرف في (م) و (ظ 2) إلى: هبيب.

(2)

مرفوعه صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرر (16596).

ولم يرد في إسناده هناك قوله: عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، والصواب إثباته.

(3)

تحرف في (م) إلى: زيد.

(4)

في (م) والأصول: رجلاً، والمثبت من مكرره السالف برقم (16597).

(5)

حديثه صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أن صورته هنا صورة =

ص: 243

23187 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَسُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ إِنْسَانٍ مِنَ الْأَنْصَارِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَنَّ الْقَسَامَةَ كَانَتْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ قَسَامَةُ الدَّمِ، فَأَقَرَّهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى مَا كَانَتْ عَلَيْهِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَقَضَى بِهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ أُنَاسٍ مِنَ الْأَنْصَارِ مِنْ بَنِي حَارِثَةَ فِي دَمٍ ادَّعَوْهُ عَلَى الْيَهُودِ (1).

23188 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عُبَيْدَ بْنَ الْقَعْقَاعِ يُحَدِّثُ رَجُلًا مِنْ بَنِي حَنْظَلَةَ قَالَ:

= الإرسال، رواه هكذا حجاج بن محمد عن الليث هنا، وفيما سلف برقم (16597)، وتابعه عمرو بن الحارث عن يزيد بن أبي حبيب عند ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص 306، وخالف شعيبُ بن الليث عند ابن عبد الحكم والطحاوي في "شرح المشكل"(2630)، وقرن به ابنُ عبد الحكم عبدَ الله بن صالح، فروياه عن الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، أن جنادة بن أبي أمية حدَّثه، أن رجلاً حدَّثه: أن رجالاً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم

إلخ، وتابعه عبد الله بن لهيعة عن يزيد بن حبيب به، أخرجه من طريقه ابن عبد الحكم.

وجنادة بن أبي أُمية مختلف في صحبته، فعلى قول من يقول بأنه تابعي، فقد خرَّج له أصحاب الكتب الستة، وعلى قول من يقول بأنه صحابي، فقد خرَّج له النسائيُّ وحده في "سننه الكبرى" برقم (2773) و (2774) في الرُّخصة في صيام يوم السبت، وما سلف عند مكرره (16597) من أن هذا الأخير لم يُخرِّج له أحدٌ في الكتب الستة، فذهول يُستدرك من هنا.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (16598).

ص: 244

رَمَقَ رَجُلٌ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يُصَلِّي، فَجَعَلَ يَقُولُ فِي صَلَاتِهِ:" اللهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي، وَوَسِّعْ لِي فِي ذَاتِي، وَبَارِكْ لِي فِيمَا رَزَقْتَنِي "(1).

23189 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ، قَالَ: قُلْتُ لِجُنْدُبٍ: إِنِّي قَدْ بَايَعْتُ هَؤُلَاءِ - يَعْنِي ابْنَ الزُّبَيْرِ - وَإِنَّهُمْ يُرِيدُونَ أَنْ أَخْرُجَ مَعَهُمْ إِلَى الشَّامِ. فَقَالَ: أَمْسِكْ عَلَيْكَ. فَقُلْتُ: إِنَّهُمْ يَأْبَوْنَ. فَقَالَ: افْتَدِ بِمَالِكَ. قَالَ: قُلْتُ: إِنَّهُمْ يَأْبَوْنَ إِلَّا أَنْ أَضْرِبَ مَعَهُمْ بِالسَّيْفِ! فَقَالَ جُنْدُبٌ:

حَدَّثَنِي فُلَانٌ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " يَجِيءُ الْمَقْتُولُ بِقَاتِلِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، سَلْ هَذَا فِيمَ قَتَلَنِي؟ " قَالَ شُعْبَةُ: وَأَحْسِبُهُ قَالَ: " فَيَقُولُ: عَلَامَ قَتَلْتَهُ؟ " قَالَ: " فَيَقُولُ: قَتَلْتُهُ عَلَى مُلْكِ فُلَانٍ ". قَالَ: فَقَالَ جُنْدُبٌ: فَاتَّقِهَا (2).

23190 -

حَدَّثَنَا أَبُو نُوحٍ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَسْكُبُ عَلَى رَأْسِهِ الْمَاءَ بِالسُّقْيَا، إِمَّا مِنَ الْحَرِّ، وَإِمَّا مِنَ الْعَطَشِ، وَهُوَ

(1) مرفوعه حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرر (16599).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (16600).

ص: 245

صَائِمٌ، ثُمَّ لَمْ يَزَلْ صَائِمًا حَتَّى أَتَى كَدِيدًا، ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ فَأَفْطَرَ، وَأَفْطَرَ النَّاسُ، وَهُوَ عَامُ الْفَتْحِ (1).

23191 -

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَامَ فِي سَفَرِهِ عَامَ الْفَتْحِ، وَأَمَرَ أَصْحَابَهُ بِالْإِفْطَارِ، وَقَالَ:" إِنَّكُمْ تَلْقَوْنَ عَدُوَّكُمْ فَتَقَوَّوْا " فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ النَّاسَ قَدْ صَامُوا لِصِيَامِكَ. فَلَمَّا أَتَى الْكَدِيدَ، أَفْطَرَ، قَالَ الَّذِي حَدَّثَنِي: فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَصُبُّ الْمَاءَ عَلَى رَأْسِهِ مِنَ الْحَرِّ وَهُوَ صَائِمٌ (2).

23192 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ أَشْعَثَ، قَالَ: وَحَدَّثَنِي شَيْخٌ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ كِنَانَةَ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِسُوقِ ذِي الْمَجَازِ يَتَخَلَّلُهَا يَقُولُ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، قُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، تُفْلِحُوا " قَالَ: وَأَبُو جَهْلٍ يَحْثِي عَلَيْهِ التُّرَابَ، وَيَقُولُ: أَيُّهَا النَّاسُ، لَا يَغُرَّنَّكُمْ هَذَا عَنْ دِينِكُمْ، فَإِنَّمَا يُرِيدُ لِتَتْرُكُوا آلِهَتَكُمْ، وَلِتَتْرُكُوا اللَّاتَ وَالْعُزَّى. قَالَ: وَمَا يَلْتَفِتُ إِلَيْهِ

(1) إسناده صحيح، وهو مكرر (16601).

وانظر ما بعده.

(2)

إسناده صحيح، وهو مكرر (16602).

وانظر ما قبله.

ص: 246

رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: قُلْنَا: انْعَتْ لَنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: بَيْنَ بُرْدَيْنِ أَحْمَرَيْنِ، مَرْبُوعٌ كَثِيرُ اللَّحْمِ، حَسَنُ الْوَجْهِ، شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعْرِ، أَبْيَضُ شَدِيدُ الْبَيَاضِ، سَابِغُ الشَّعْرِ (1).

23193 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: لَا يَمُوتُ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ حَتَّى يُسْتَخْلَفَ. قُلْنَا: مِنْ أَيْنَ تَعْلَمُ ذَلِكَ؟ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ فِي الْمَنَامِ كَأَنَّ ثَلَاثَةً مِنْ أَصْحَابِي وُزِنُوا، فَوُزِنَ أَبُو بَكْرٍ فَوَزَنَ، ثُمَّ وُزِنَ عُمَرُ فَوَزَنَ، ثُمَّ وُزِنَ عُثْمَانُ فَنَقَصَ صَاحِبُنَا (2) وَهُوَ صَالِحٌ "(3).

23194 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ مُهَاجِرٍ أَبِي الْحَسَنِ، عَنْ شَيْخٍ أَدْرَكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ، فَمَرَّ بِرَجُلٍ يَقْرَأُ:{قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} فَقَالَ: " أَمَّا هَذَا، فَقَدْ بَرِئَ مِنَ الشِّرْكِ " قَالَ: وَإِذَا آخَرُ يَقْرَأُ: {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم " بِهَا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ "(4).

(1) إسناده صحيح، وهو مكرر (16603). [[سندا ومتنا]]

(2)

لفظة "صاحبنا" سقطت من (م).

(3)

إسناده صحيح، وهو مكرر (16604).

(4)

حديث صحيح، وهو مكرر (16605).

ص: 247

23195 -

حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَعْيَنَ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ فُلَانِ ابْنِ جَارِيَةَ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ أَخَاكُمُ النَّجَاشِيَّ قَدْ مَاتَ، فَصَلُّوا عَلَيْهِ "(1).

23196 -

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنِ ابْنَةِ كَرْدَمَةَ، عَنْ أَبِيهَا: أَنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: إِنِّي نَذَرْتُ أَنْ أَنْحَرَ ثَلَاثَةً مِنْ إِبِلِي، قَالَ:" إِنْ كَانَ عَلَى جَمْعٍ مِنْ جَمْعِ الْجَاهِلِيَّةِ، أَوْ عَلَى عِيدٍ مِنْ أَعْيَادِ (2) الْجَاهِلِيَّةِ، أَوْ عَلَى وَثَنٍ، فَلَا، وَإِنْ كَانَ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ، فَاقْضِ نَذْرَكَ " فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ عَلَى أُمِّ هَذِهِ الْجَارِيَةِ مَشْيًا، أَفَتَمْشِي (3) عَنْهَا؟ قَالَ:" نَعَمْ "(4).

23197 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ التَّنُوخِيِّ، حَدَّثَنَا مَوْلًى لِيَزِيدَ بْنِ نِمْرَانَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ نِمْرَانَ، قَالَ: لَقِيتُ رَجُلًا مُقْعَدًا بِتَبُوكَ، فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: مَرَرْتُ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى أَتَانٍ أَوْ حِمَارٍ، فَقَالَ:" قَطَعَ عَلَيْنَا صَلَاتَنَا، قَطَعَ اللهُ أَثَرَهُ " فَأُقْعِدَ (5).

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرر (16606).

(2)

في (م) والأصول: عيد، والمثبت من مكرره (16607).

(3)

كذا هنا، وفي مكرره السالف (16607): أفأمشي!

(4)

إسناده ضعيف، وهو مكرر (16607).

(5)

إسناده ضعيف، وهو مكرر (16608).

ص: 248

23198 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ - يَعْنِي شَيْبَانَ - عَنْ لَيْثٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْأَنْصَارِيُّ، صَاحِبُ بُدْنِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَمَّا بَعَثَهُ، قَالَ:" رَجَعْتُ؟ " فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا تَأْمُرُنِي بِمَا عَطِبَ مِنْهَا؟ قَالَ:" انْحَرْهَا، ثُمَّ اصْبُغْ نَعْلَهَا فِي دَمِهَا، ثُمَّ ضَعْهَا عَلَى صَفْحَتِهَا أَوْ عَلَى جَنْبِهَا، وَلَا تَأْكُلْ مِنْهَا أَنْتَ، وَلَا أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ رُفْقَتِكَ "(1).

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرر (16609).

ص: 249

‌حَدِيثُ ابْنَةِ أَبِي الْحَكَمِ الْغِفَارِيِّ

23199 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ سُحَيْمٍ، عَنْ أُمِّهِ ابْنَةِ أَبِي الْحَكَمِ الْغِفَارِيِّ (1)، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّ الرَّجُلَ لَيَدْنُو مِنَ الْجَنَّةِ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلَّا قِيدُ ذِرَاعٍ، فَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ فَيَتَبَاعَدُ مِنْهَا أَبْعَدَ مِنْ صَنْعَاءَ "(2).

(1) في (ظ 5): الغفارية، وكلاهما صحيح.

(2)

إسناده ضعيف، وهو مكرر (16610).

ص: 250

‌حَدِيثُ امْرَأَةٍ

23200 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُعَاذٍ الْأَشْهَلِيِّ، عَنْ جَدَّتِهِ أَنَّها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَا نِسَاءَ الْمُؤْمِنَاتِ، لَا تَحْقِرَنَّ إِحْدَاكُنَّ لِجَارَتِهَا وَلَوْ كُرَاعُ شَاةٍ مُحْرَقًا "(1).

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرر (16611).

وقوله: كُراعاً. قال في "الصحاح": الكُراع في الغنم والبقر بمنزلة الوظيف في الفرس والبعير، وهو مستدق الساق يذكر ويؤنث، والجمع: أكْرُع ثم أكارع.

وقال الباجي في "المنتقى" 7/ 245: وقوله صلى الله عليه وسلم: "ولو كراع شاة محرقاً" والكراع مؤنثة عند سيبويه، وكان حكمه على هذا أن تكون محرقة، إلا أن الرواية هكذا وردت في الموطآت وغيرها، وقال ابن الأنباري: بعض العرب يُذَكِّرُها، فيحتمل أن يكون هذا على تلك اللغة.

ص: 251

‌حَدِيثُ رَجُلٍ

23201 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي حَسَنُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ طَاوُوسٍ، عَنْ رَجُلٍ أَدْرَكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّمَا الطَّوَافُ صَلَاةٌ، فَإِذَا طُفْتُمْ، فَأَقِلُّوا الْكَلَامَ ". وَلَمْ يَرْفَعْهُ ابْنُ بَكْرٍ (1).

23202 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الْأَشْعَثِ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي يَرْبُوعَ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَسَمِعْتُهُ وَهُوَ يُكَلِّمُ النَّاسَ، يَقُولُ:" يَدُ الْمُعْطِي الْعُلْيَا، أُمَّكَ وَأَبَاكَ، وَأُخْتَكَ وَأَخَاكَ، ثُمَّ أَدْنَاكَ فَأَدْنَاكَ " فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَؤُلَاءِ بَنُو ثَعْلَبَةَ بْنِ يَرْبُوعَ الَّذِينَ أَصَابُوا فُلَانًا! قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَلَا لَا تَجْنِي نَفْسٌ عَلَى أُخْرَى "(2).

23203 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ الْأَزْرَقِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمُرَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَوَّلُ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ صَلَاتُهُ، فَإِنْ كَانَ أَتَمَّهَا، كُتِبَتْ لَهُ تَامَّةً، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ أَتَمَّهَا، قَالَ اللهُ عز وجل: انْظُرُوا هَلْ تَجِدُونَ لِعَبْدِي

(1) حديث صحيح، وهو مكرر (15423).

(2)

إسناده صحيح، وهو مكرر (16613).

ص: 252

مِنْ تَطَوُّعٍ، فَتُكَمِّلُوا بِهَا فَرِيضَتَهُ، ثُمَّ الزَّكَاةُ كَذَلِكَ، ثُمَّ تُؤْخَذُ الْأَعْمَالُ عَلَى حَسَبِ ذَلِكَ " (1).

23204 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صُفْرَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَا أُرَاهُمُ اللَّيْلَةَ إِلَّا سَيُبَيِّتُونَكُمْ، فَإِنْ فَعَلُوا فَشِعَارُكُمْ: حم لَا يُنْصَرُونَ "(2).

23205 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ (3) فُصَيْلٍ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي تَمِيمَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ، أَنَّهُ أَتَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَوْ قَالَ: شَهِدْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَتَاهُ رَجُلٌ - فَقَالَ: أَنْتَ رَسُولُ اللهِ - أَوْ قَالَ: أَنْتَ مُحَمَّدٌ -؟ فَقَالَ: " نَعَمْ " قَالَ: فَإِلَامَ تَدْعُو؟ قَالَ: " أَدْعُو إِلَى اللهِ وَحْدَهُ، مَنْ إِذَا كَانَ بِكَ ضُرٌّ فَدَعَوْتَهُ، كَشَفَهُ عَنْكَ، وَمَنْ إِذَا أَصَابَكَ عَامُ سَنَةٍ فَدَعَوْتَهُ، أَنْبَتَ لَكَ، وَمَنْ إِذَا كُنْتَ فِي أَرْضٍ قَفْرٍ، فَأَضْلَلْتَ، فَدَعَوْتَهُ، رَدَّ عَلَيْكَ " قَالَ: فَأَسْلَمَ الرَّجُلُ، ثُمَّ قَالَ: أَوْصِنِي يَا رَسُولَ اللهِ. فَقَالَ لَهُ: " لَا تَسُبَّنَّ شَيْئًا " - أَوْ قَالَ أَحَدًا، شَكَّ الْحَكَمُ - قَالَ: فَمَا سَبَبْتُ شَيْئًا: بَعِيرًا وَلَا شَاةً مُنْذُ

(1) إسناده صحيح، وهو مكرر (16614).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرر (16615).

(3)

تحرف في (م) إلى: عن فصيل.

ص: 253

أَوْصَانِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، " وَلَا تَزْهَدْ فِي الْمَعْرُوفِ، وَلَوْ بِبَسْطِ وَجْهِكَ إِلَى أَخِيكَ وَأَنْتَ تُكَلِّمُهُ، وَأَفْرِغْ مِنْ دَلْوِكَ فِي إِنَاءِ الْمُسْتَسْقِي، وَاتَّزِرْ إِلَى نِصْفِ السَّاقِ، فَإِنْ أَبَيْتَ، فَإِلَى الْكَعْبَيْنِ، وَإِيَّاكَ وَإِسْبَالَ الْإِزَارِ، فَإِنَّهَا مِنَ الْمَخِيلَةِ، وَاللهُ لَا يُحِبُّ الْمَخِيلَةَ "(1).

23206 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ مُهَاجِرٍ الصَّائِغِ، عَنْ رَجُلٍ - لَمْ يُسَمِّهِ - مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ سَمِعَ رَجُلًا - يَعْنِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ:{قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} فَقَالَ: " أَمَّا هَذَا، فَقَدْ بَرِئَ مِنَ الشِّرْكِ ". وَسَمِعَ آخَرَ وَهُوَ يَقْرَأُ: {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} فَقَالَ: " أَمَّا هَذَا، فَقَدْ غُفِرَ لَهُ "(2).

23207 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: كَوَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَعْدًا أَوْ أَسْعَدَ بْنَ زُرَارَةَ فِي حَلْقِهِ مِنَ الذُّبْحَةِ، وَقَالَ:" لَا أَدَعُ فِي نَفْسِي حَرَجًا مِنْ سَعْدٍ - أَوْ أَسْعَدَ - بْنِ زُرَارَةَ "(3).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ليِّن، وهو مكرر (16616).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرر (16617).

(3)

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل عمرو بن شعيب وأبيه. وهو مكرر الحديث السالف برقم (16618)، وقد وقع في التعليق عليه هناك وهمانِ، الأول: الذهاب إلى ترجيح إسقاط قوله في الإسناد: "عن أبيه" بحجة أنه لم يرد =

ص: 254

23208 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رِجَالًا يَتَحَدَّثُونَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: " إِذَا أُعْتِقَتِ الْأَمَةُ، فَهِيَ بِالْخِيَارِ، مَا لَمْ يَطَأْهَا، إِنْ شَاءَتْ فَارَقَتْهُ، وَإِنْ وَطِئَهَا فَلَا خِيَارَ لَهَا، وَلَا تَسْتَطِيعُ فِرَاقَهُ "(1).

23209 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ، قَالُ: سَمِعْتُ رِجَالًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتَحَدَّثُونَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا أُعْتِقَتْ الْأَمَةُ وَهِيَ تَحْتَ الْعَبْدِ، فَأَمْرُهَا بِيَدِهَا، فَإِنْ هِيَ أَقَرَّتْ حَتَّى يَطَأَهَا، فَهِيَ امْرَأَتُهُ لَا تَسْتَطِيعُ فِرَاقَهُ "(2).

= في نسخة (ظ 12) و"طبقات ابن سعد"، وهو هنا كما ترى ثابت في جميع النسخ وكذلك في "أطراف المسند" لابن حجر 8/ 284.

الوهم الثاني: وبناءً على الوهم الأول فقد ضُعِّفَ لانقطاعه، وضُعِّفَ أيضاً بعنعنة أبي الزُّبير! وأبو الزبير إنما تكلم بعض أهل العلم في سماعه من بعض الصحابة، فلا يعمم ذلك في غيرهم، والله تعالى أعلم.

(1)

حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرر (16619).

وانظر ما بعده.

(2)

حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرر (16620).

وانظر ما قبله.

ص: 255

‌حَدِيثُ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

23210 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ - يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدٍ -، عَنْ يَزِيدَ بْنِ يَزِيدَ - يَعْنِي ابْنَ جَابِرٍ - عَنْ خَالِدِ بْنِ اللَّجْلَاجِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَائِشٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ عَلَيْهِمْ ذَاتَ غَدَاةٍ وَهُوَ طَيِّبُ النَّفْسِ، مُسْفِرُ الْوَجْهِ - أَوْ مُشْرِقُ الْوَجْهِ - فَقُلْنَا: يَا نَبِيَّ اللهِ، إِنَّا نَرَاكَ طَيِّبَ النَّفْسِ، مُسْفِرَ الْوَجْهِ - أَوْ مُشْرِقَ الْوَجْهِ -! فَقَالَ: " وَمَا يَمْنَعُنِي وَأَتَانِي رَبِّي اللَّيْلَةَ فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ. قُلْتُ: لَبَّيْكَ رَبِّي وَسَعْدَيْكَ. فَقَالَ: فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلَأُ الْأَعْلَى؟ قُلْتُ: لَا أَدْرِي أَيْ رَبِّ - قَالَ ذَلِكَ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا - قَالَ: فَوَضَعَ كَفَّهُ (1) بَيْنَ كَتِفَيَّ، فَوَجَدْتُ بَرْدَهَا بَيْنَ ثَدْيَيَّ حَتَّى تَجَلَّى لِي مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ، ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ:{وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} الْآيَةَ [الأنعام: 75] قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلَأُ الْأَعْلَى؟ قَالَ: قُلْتُ: فِي الْكَفَّارَاتِ. قَالَ: وَمَا الْكَفَّارَاتُ؟ قُلْتُ: الْمَشْيُ عَلَى الْأَقْدَامِ إِلَى الْجَمَاعَاتِ (2)، وَالْجُلُوسُ فِي الْمَسَاجِدِ

(1) في نسخة في هامش (ظ 5)، وفي مكرره السالف برقم (16621): كفيه.

(2)

هكذا في (م) والنسخ الخطية، وسلف في مكرره بلفظ: الجمعات، والجماعات أشهر وأصح.

ص: 256

خِلَافَ الصَّلَوَاتِ، وَإِبْلَاغُ الْوُضُوءِ فِي الْمَكَارِهِ. قَالَ: مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ عَاشَ بِخَيْرٍ، وَمَاتَ بِخَيْرٍ، وَكَانَ مِنْ خَطِيئَتِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ، وَمِنَ الدَّرَجَاتِ: طَيِّبُ الْكَلَامِ، وَبَذْلُ السَّلَامِ، وَإِطْعَامُ الطَّعَامِ، وَالصَّلَاةُ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ.

وَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِذَا صَلَّيْتَ فَقُلْ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الطَّيِّبَاتِ، وَتَرْكَ الْمُنْكَرَاتِ، وَحُبَّ الْمَسَاكِينِ، وَأَنْ تَتُوبَ عَلَيَّ، وَإِذَا أَرَدْتَ فِتْنَةً فِي النَّاسِ، فَتَوَفَّنِي غَيْرَ مَفْتُونٍ " (1).

23211 -

حَدَّثَنَا الزُّبَيْرِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرٍ، حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَأَمَرَ بِرَجْمِ رَجُلٍ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، فَلَمَّا وَجَدَ مَسَّ الْحِجَارَةِ، خَرَجَ فَهَرَبَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" فَهَلَّا تَرَكْتُمُوهُ "(2).

23212 -

حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ رَجُلٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَتَى جُعِلْتَ نَبِيًّا؟ قَالَ:" وَآدَمُ بَيْنَ الرُّوحِ وَالْجَسَدِ "(3).

(1) إسناده ضعيف لاضطرابه، وهو مكرر (16621).

(2)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرر (16622).

(3)

إسناده صحيح، وهو مكرر (16623).

ص: 257

‌حَدِيثُ شَيْخٍ مِنْ بَنِي سَلِيطٍ

23213 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، أَنَّ شَيْخًا مِنْ بَنِي سَلِيطٍ أَخْبَرَهُ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أُكَلِّمُهُ فِي سَبْيٍ (1) أُصِيبَ لَنَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَإِذَا هُوَ قَاعِدٌ، وَعَلَيْهِ حَلْقَةٌ قَدْ أَطَافَتْ بِهِ، وَهُوَ يُحَدِّثُ الْقَوْمَ، عَلَيْهِ إِزَارٌ قِطْرٌ (2) لَهُ غَلِيظٌ، فَأَوَّلُ شَيْءٍ سَمِعْتُهُ يَقُولُ وَهُوَ يُشِيرُ بِأُصْبَعَيْهِ:" الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ، التَّقْوَى هَاهُنَا، التَّقْوَى هَاهُنَا " يَقُولُ: أَيْ: فِي الْقَلْبِ (3).

23214 -

حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا - يَعْنِي ابْنَ أَبِي زَائِدَةَ - حَدَّثَنِي سَعْدُ بْنُ طَارِقٍ، عَنْ بِلَالِ بْنِ يَحْيَى، عَنِ عِمْرَانَ (4) بْنِ حُصَيْنٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَعْرَابِيٌّ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَا أَخَافُ عَلَى قُرَيْشٍ إِلَّا أَنْفُسَهَا " قُلْتُ: مَا لَهُمْ؟ قَالَ: " أَشِحَّةٌ بَجَرَةٌ (5)، وَإِنْ

(1) المثبت من نسخة بهامش (ظ 5)، ومن مكرره السالف (16624)، وفي (م) و (ظ 5) و (ظ 2) و (ق): في شيء.

(2)

المثبت من (ظ 5) ومن مكرره، وفي (م) وبقية النسخ: قطن.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، وهو مكرر (16624).

(4)

تحرف في (م) إلى: ابن عمران، بزيادة ابن.

(5)

تحرف في (م) إلى: نحرة، والبجرة: عظيم البطن.

ص: 258

طَالَ بِكَ عُمْرٌ، لَتَنْظُرَنَّ إِلَيْهِمْ يَفْتِنُونَ النَّاسَ، حَتَّى تَرَى النَّاسَ بَيْنَهُمْ كَالْغَنَمِ بَيْنَ الْحَوْضَيْنِ؛ إِلَى هَذَا مَرَّةً، وَإِلَى هَذَا مَرَّةً " (1).

23215 -

حَدَّثَنَا الزُبَيْرِيُّ (2)، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ مَعْبَدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَيْرٍ - أَوْ عَمِيْرَةَ -، قَالَ: حَدَّثَنِي زَوْجُ ابْنَةِ أَبِي لَهَبٍ، قَالَ: دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ تَزَوَّجْتُ ابْنَةَ أَبِي لَهَبٍ فَقَالَ " هَلْ مِنْ لَهْوٍ؟ "(3).

23216 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا عَلِيٌّ (4)، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، حَدَّثَنَا حَيَّةُ التَّمِيمِيُّ، أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" لَا شَيْءَ فِي الْهَامِ، وَالْعَيْنُ حَقٌّ، وَأَصْدَقُ الطِّيَرِ الْفَأْلُ "(5).

23217 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبَانُ. وَعَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: بَيْنَمَا رَجُلٌ يُصَلِّي وَهُوَ مُسْبِلٌ إِزَارَهُ، إِذْ قَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" اذْهَبْ فَتَوَضَّأْ " قَالَ: فَذَهَبَ

(1) إسناده ضعيف، وهو مكرر (16625).

(2)

قوله: "حدثنا الزبيري" سقط من (م) و (ظ 2) و (ق)، وأثبتناه على الصواب من (ظ 5)، ومن مكرره.

(3)

إسناده ضعيف، وهو مكرر (16626)، ولقصة اللهو غير ما شاهد ذكرناه هناك.

(4)

تحرف في (م) إلى: عدي.

(5)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرر (16627).

ص: 259

فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ جَاءَ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" اذْهَبْ فَتَوَضَّأْ " قَالَ: فَذَهَبَ فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ جَاءَ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا لَكَ أَمَرْتَهُ أَنْ يَتَوَضَّأَ ثُمَّ سَكَتَّ عَنْهُ؟ قَالَ:" إِنَّهُ كَانَ يُصَلِّي وَهُوَ مُسْبِلٌ إِزَارَهُ، وَإِنَّ اللهَ لَا يَقْبَلُ صَلَاةَ عَبْدٍ مُسْبِلٍ إِزَارَهُ "(1).

(1) إسناده ضعيف، وهو مكرر (16628).

ص: 260

‌حَدِيثُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْأَحْوَصِ عَنْ أُمِّهِ

23218 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، لَا يَقْتُلْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا؛ إِذَا رَمَيْتُمُ الْجَمْرَةَ فَارْمُوهَا بِمِثْلِ حَصَى الْخَذْفِ ".

وَقُرِئَ عَلَيْهِ (1) إِسْنَادُهُ: يَزِيدُ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْأَحْوَصِ، عَنْ أُمِّهِ، يَعْنِي: عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم (2).

23219 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا لَيْثٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ أُمِّ جُنْدُبٍ الْأَزْدِيَّةِ، أَنَّها سَمِعَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم حَيْثُ أَفَاضَ قَالَ:" يَا أَيُّهَا النَّاسُ، عَلَيْكُمْ بِالسَّكِينَةِ وَالْوَقَارِ، وَعَلَيْكُمْ بِمِثْلِ حَصَى الْخَذْفِ "(3).

(1) يعني: على سفيان بن عيينة شيخ الإمام أحمد.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف يزيد -وهو ابن أبي زياد القرشي الهاشمي- ولجهالة حال سليمان بن عمرو بن الأحوص. وأمه هي أم جندب الأزدية، جزم به الترمذي بإثر الحديث (897)، وابن حجر في "الإصابة" 8/ 182.

وأخرجه الحميدي (358)، والبيهقي 5/ 128، والبغوي (1948) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وسيتكرر برقم (27112).

وسلف مطولاً برقم (16087).

(3)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الصحابية أم جندب الأزدية، فقد روى لها أبو داود وابن ماجه.

هشيم: هو ابن بشير، وليث: هو ابن سعد. وعبد الله بن شداد: هو ابن الهاد. =

ص: 261

23220 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ أُمِّ عُثْمَانَ ابْنَةِ سُفْيَانَ، وَهِيَ أُمُّ بَنِي شَيْبَةَ الْأَكَابِرِ - قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: وَقَدْ بَايَعَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَعَا شَيْبَةَ فَفَتَحَ، فَلَمَّا دَخَلَ الْبَيْتَ وَرَجَعَ وَفَرَغَ وَرَجَعَ شَيْبَةَ، إِذَا رَسُولُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَنْ أَجِبْ، فَأَتَاهُ فَقَالَ:" إِنِّي رَأَيْتُ فِي الْبَيْتِ قَرْنًا فَغَيِّبْهُ ".

قَالَ مَنْصُورٌ: فَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسَافِعٍ، عَنْ أُمِّي، عَنْ أُمِّ عُثْمَانَ ابْنَةِ سُفْيَانَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهُ فِي الْحَدِيثِ:" فَإِنَّهُ لَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ فِي الْبَيْتِ شَيْءٌ يُلْهِي الْمُصَلِّينَ "(1).

= وسيتكرر برقم (27111).

وقد سلف بغير هذه السياقة برقم (16087).

ويشهد له حديث الفضل بن عباس عند مسلم (1282)، وسلف برقم (1794).

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف سلف الكلام عليه في مكرره (16636).

وانظر ما بعده فإسناده صحيح.

ص: 262

‌حَدِيثُ امْرَأَةٍ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ

23221 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنِي مَنْصُورٌ، عَنْ خَالِهِ مُسَافِعٍ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ أُمِّ مَنْصُورٍ قَالَتْ: أَخْبَرَتْنِي امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ وَلَّدَتْ عَامَّةَ أَهْلِ دَارِنَا: أَرْسَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى عُثْمَانَ بْنِ طَلْحَةَ - وَقَالَ مَرَّةً: إِنَّهَا سَأَلَتْ عُثْمَانَ: لِمَ دَعَاكَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم؟ - قَالَ: " إِنِّي كُنْتُ رَأَيْتُ قَرْنَيِ الْكَبْشِ حِيْنَ (1) دَخَلْتُ الْبَيْتَ، فَنَسِيتُ أَنْ آمُرَكَ أَنْ تُخَمِّرَهُمَا، فَخَمِّرْهُمَا، فَإِنَّهُ لَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ فِي الْبَيْتِ شَيْءٌ يَشْغَلُ الْمُصَلِّيَ ".

قَالَ سُفْيَانُ: لَمْ يَزَلْ قَرْنَا الْكَبْشِ فِي الْبَيْتِ حَتَّى احْتَرَقَ الْبَيْتُ فَاحْتَرَقَا (2).

(1) المثبت من (ظ 5) ومن مكرره، وفي (م) وبقية النسخ: حيث.

(2)

إسناده صحيح، وهو مكرر (16637).

وانظر ما قبله.

ص: 263

‌حَدِيثُ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

23222 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنْ صَفِيَّةَ، عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ أَتَى عَرَّافًا، فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ، لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ أَرْبَعِينَ يَوْمًا "(1).

23223 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رُئِيَ بِالْعَرْجِ وَهُوَ يَصُبُّ عَلَى رَأْسِهِ الْمَاءَ وَهُوَ صَائِمٌ، مِنَ الْحَرِّ أَوِ الْعَطَشِ (2).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (16638).

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه.

وسيتكرر برقم (23467) و (23649).

وسلف مطولاً برقم (15903).

ص: 264

‌حَدِيثُ امْرَأَةٍ

23224 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ - يَعْنِي ابْنَ إِبْرَاهِيمَ - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ ذَكْوَانَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ امْرَأَةٍ مِنْهُمْ قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا آكُلُ بِشِمَالِي، وَكُنْتُ امْرَأَةً عَسْرَاءَ، فَضَرَبَ يَدِي، فَسَقَطَتِ اللُّقْمَةُ، فَقَالَ:" لَا تَأْكُلِي بِشِمَالِكِ وَقَدْ جَعَلَ اللهُ لَكِ يَمِينًا " أَوْ قَالَ: " وَقَدْ أَطْلَقَ اللهُ يَمِينَكِ " قَالَتْ: فَتَحَوَّلَتْ شِمَالِي يَمِينًا (1)، فَمَا أَكَلْتُ بِهَا بَعْدُ (2).

(1) في (م): يميني.

(2)

عبد الله بن محمد لم نعرفه، وهو مكرر الحديث (16639).

ونستدرك عليه هنا: أنه أخرجه مسدد في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(4835) عن يزيد بن هارون، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3403)، ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" 7/ 433 من طريق محمد بن إبراهيم بن أبي عدي، كلاهما عن حسين بن ذكوان المعلم، بهذا الإسناد. وصوب ابن أبي عاصم أن إسحاق بن عبد الله هذا هو ابن أبي فروة، لا ابن أبي طلحة، ووقع اسم عبد الله بن محمد عنده في المطبوع: محمد بن عبد الله الأنصاري، وهو خطأ، وتصويبه من رواية ابن الأثير من طريقه، فقال: عن عبد الله بن محمد بن عبد الله الأنصاري. قلنا: وعبد الله بن محمد الأنصاري ليس من هذه الطبقة.

ص: 265

‌حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ خُزَاعَةَ

23225 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ مَوْلًى لَهُمْ (1) مُزَاحِمِ بْنِ أَبِي مُزَاحِمٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ أَسِيدٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ خُزَاعَةَ يُقَالُ لَهُ: مُحَرِّشٌ أَوْ مُخَرِّشٌ - لَمْ يَكُنْ سُفْيَانُ يَقِفُ عَلَى اسْمِهِ، وَرُبَّمَا قَالَ: مخرِّشٌ وَلَمْ أَسْمَعْهُ أَنَا -: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ مِنَ الْجِعْرَانَةِ لَيْلًا، فَاعْتَمَرَ، ثُمَّ رَجَعَ فَأَصْبَحَ بِهَا كَبَائِتٍ، فَنَظَرْتُ إِلَى ظَهْرِهِ كَأَنَّهُ سَبِيكَةُ فِضَّةٍ (2).

(1) أقحم في (م) هنا: عن.

(2)

إسناده حسن، وهو مكرر (15512).

ص: 266

‌حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ ثَقِيفٍ عَنْ أَبِيهِ

23226 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ ثَقِيفٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَالَ وَنَضَحَ فَرْجَهُ (1).

(1) ضعيف لاضطرابه، وهو مكرر (16641).

ص: 267

‌حَدِيثُ أَبِي جَبِيرَةَ (1) بْنِ الضَّحَّاكِ، عَنْ عُمُومَةٍ لَهُ

23227 -

حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غَيَّاثٍ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أَبِي جَبِيرَةَ بْنِ الضَّحَّاكِ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ عُمُومَةٍ لَهُ: قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنَّا إِلَّا لَهُ لَقَبٌ أَوْ لَقَبَانِ، قَالَ: فَكَانَ إِذَا دَعَا رَجُلًا بِلَقَبِهِ، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ هَذَا يَكْرَهُ هَذَا، قَالَ: فَنَزَلَتْ {وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ} [الحجرات: 11](2).

23228 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ (3) سُلَيْمَانَ، شَيْخٌ صَالِحٌ حَسَنُ الْهَيْئَةِ مَدَنِيٌّ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ خُبَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ (4)، عَنْ عَمِّهِ قَالَ: كُنَّا فِي مَجْلِسٍ، فَطَلَعَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَعَلَى رَأْسِهِ أَثَرُ مَاءٍ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، نَرَاكَ طَيِّبَ النَّفْسِ؟ قَالَ:" أَجَلْ " قَالَ: ثُمَّ خَاضَ الْقَوْمُ فِي ذِكْرِ الْغِنَى، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" لَا بَأْسَ بِالْغِنَى لِمَنْ اتَّقَى، وَالصِّحَّةُ لِمَنْ اتَّقَى خَيْرٌ مِنَ الْغِنَى، وَطِيبُ النَّفْسِ مِنَ النِّعَمِ "(5).

(1) وقع في (م) والنسخ الخطية: الضحاك بن الضحاك، بتكرار الضحاك، وهو خطأ، وأثبتناه على الصواب من مكرره، ومن "أطراف المسند" 8/ 336.

(2)

إسناده صحيح إن شاء الله، وهو مكرر (16642).

(3)

تحرف في (م) و (ظ 2) و (ق) إلى: بن أبي سليمان.

(4)

تحرف في (م) و (ظ 2) و (ق) إلى: أمية!

(5)

إسناده حسن، وسلف مكرراً برقم (16643) و (23158).

ص: 268

23229 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا عَبَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ رَاشِدٍ - عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي سَلِيطٍ: أَنَّهُ مَرَّ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ قَاعِدٌ عَلَى بَابِ مَسْجِدِهِ مُحْتَبٍ، وَعَلَيْهِ ثَوْبٌ لَهُ قِطْرٌ (1)، لَيْسَ عَلَيْهِ ثَوْبٌ غَيْرُهُ، وَهُوَ يَقُولُ:" الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ " ثُمَّ أَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى صَدْرِهِ يَقُولُ: " التَّقْوَى هَاهُنَا، التَّقْوَى هَاهُنَا "(2).

23230 -

حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا الرُّكَيْنُ بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ عُمَيْلَةَ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" الْخَيْلُ ثَلَاثَةٌ: فَرَسٌ يَرْبُطُهُ الرَّجُلُ فِي سَبِيلِ اللهِ، فَثَمَنُهُ أَجْرٌ، وَرُكُوبُهُ أَجْرٌ، وَعَارِيَتُهُ أَجْرٌ، وَعَلَفُهُ أَجْرٌ، وَفَرَسٌ يُغَالِقُ عَلَيْهِ (3) الرَّجُلُ وَيُرَاهِنُ، فَثَمَنُهُ وِزْرٌ، وَعَلَفُهُ وِزْرٌ، وَرُكُوبُهُ وِزْرٌ، وَفَرَسٌ لِلْبِطْنَةِ، فَعَسَى أَنْ يَكُونَ سَدَّادًا مِنَ الْفَقْرِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى "(4).

(1) في (م) و (ظ 2) و (ق): قطن.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، وهو مكرر (16644).

(3)

في (م): عليها.

(4)

إسناده صحيح، وسلف مكرراً برقم (3757) و (16645)، ولم يسق متنه في الأول، وساقه في الثاني.

ص: 269

‌حَدِيثُ يَحْيَى بْنِ حُصَيْنِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ جَدَّتِهِ

23231 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنَاهُ يَحْيَى بْنُ حُصَيْنِ بْنِ عُرْوَةَ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي جَدَّتِي، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَوْ اسْتُعْمِلَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ يَقُودُكُمْ بِكِتَابِ اللهِ، فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا "(1).

23232 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ حُصَيْنٍ، عَنْ جَدَّتِهِ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَقُولُ: " يَرْحَمُ اللهُ الْمُحَلِّقِينَ، يَرْحَمُ اللهُ الْمُحَلِّقِينَ، يَرْحَمُ اللهُ الْمُحَلِّقِينَ " قَالُوا فِي الثَّالِثَةِ: وَالْمُقَصِّرِينَ؟ قَالَ: " وَالْمُقَصِّرِينَ "(2).

23233 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ حَيَّانَ الْأَسَدِيِّ، عَنِ ابْنِ (3) بِجَادٍ، عَنْ جَدَّتِهِ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " رُدُّوا السَّائِلَ وَلَوْ بِظِلْفِ شَاةٍ مُحْتَرِقٍ " أَوْ " مُحْرَّقٍ "(4).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (16646).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (16647).

(3)

لفظة "ابن" سقطت من (م)، وتصحف في مكرره السالف برقم (16648) "بِجاد" إلى:"نجاد"، فليصحح.

(4)

إسناده حسن، وابن بجاد صوابه: ابن بُجيد كما سلف بيانه عند مكرره السالف برقم (16648).

ص: 270

‌حَدِيثُ يَحْيَى بْنِ حُصَيْنٍ عَنْ أُمِّهِ

23234 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ أُمِّهِ، قَالَتْ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ يَقُولُ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، اتَّقُوا اللهَ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَإِنْ أُمِّرَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ مُجَدَّعٌ، مَا أَقَامَ فِيكُمْ كِتَابَ اللهِ "(1).

(1) إسناده صحيح، وهو مكرر (16649).

ص: 271

‌حَدِيثُ امْرَأَةٍ

23235 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ ضَمْرَةَ (1) بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ جَدَّتِهِ، عَنِ امْرَأَةٍ مِنْ نِسَائِهِمْ - قَالَ: وَقَدْ كَانَتْ صَلَّتِ الْقِبْلَتَيْنِ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ لِي: " اخْتَضِبِي، تَتْرُكُ إِحْدَاكُنَّ الْخِضَابَ حَتَّى تَكُونَ يَدُهَا كَيَدِ الرَّجُلِ ". قَالَتْ: فَمَا تَرَكَتِ الْخِضَابَ حَتَّى لَقِيَتِ اللهَ، وَإِنْ كَانَتْ لَتَخْتَضِبُ وَإِنَّهَا لَابْنَةُ ثَمَانِينَ (2).

23236 -

حَدَّثَنَا هَيْثَمٌ - يَعْنِي ابْنَ خَارِجَةَ - حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنِ ابْنِ حَرْمَلَةَ، عَنْ أَبِي ثِفَالٍ الْمُرِّيِّ (3) أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَبَاحَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُوَيْطِبٍ يَقُولُ: حَدَّثَتْنِي جَدَّتِي، أَنَّها سَمِعَتْ أَبَاهَا يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَا وُضُوءَ لَهُ، وَلَا وُضُوءَ لِمَنْ لَمْ يَذْكُرْ اسْمَ اللهِ عَلَيْهِ، وَلَا يُؤْمِنُ بِاللهِ مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِي، وَلَا يُؤْمِنُ بِي مَنْ لَا يُحِبُّ الْأَنْصَارَ "(4).

(1) المثبت من (ق) ونسخة في (ظ 5)، ومن مكرره، وفي بقية الأصول: ضميرة!

(2)

إسناده ضعيف، وهو مكرر (16650).

(3)

تحرفت ثفال في (م) إلى: ثغال، وتحرفت المرِّي في (م) و (ظ 2) و (ق) إلى: المزني.

(4)

إسناده ضعيف، وهو مكرر (16651).

ص: 272

23237 -

حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ خُثَيْمٍ أَبُو مَعْمَرٍ الْهِلَالِيُّ، حَدَّثَتْنِي جَدَّتِي رِبْعِيَّةُ ابْنَةُ عِيَاضٍ الْكِلَابِيَّةُ، قَالَتْ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: كُلُوا الرُّمَّانَ بِشَحْمِهِ، فَإِنَّهُ دِبَاغُ الْمَعِدَةِ (1).

* 23238 - حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ صَبَّاحٍ، عَنْ (2) أَشْرَسَ قَالَ: سُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ عَنِ الْمَدِّ وَالْجَزْرِ، فَقَالَ:" إِنَّ مَلَكًا مُوَكَّلٌ بِقَامُوسِ الْبَحْرِ، فَإِذَا وَضَعَ رِجْلَهُ فَاضَتْ، وَإِذَا رَفَعَهَا غَاضَتْ "(3).

(1) هذا أثر عن علي بن أبي طالب، وإسناده محتمل للتحسين من أجل ربعيَّة بنت عياض الكلابية، وقد سلفت ترجمتها عند الحديث (15950).

وأخرجه الدِّينوري في "المجالسة"(634)، والبيهقي في "الشعب"(5958) من طريق سعيد بن خثيم، به.

وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 3/ 1098 من طريق سليمان بن عمرو بن عبد الله بن وهب، عن يزيد بن يزيد بن جابر، عن مكحول، عن عطية بن بسر -أو بسر ابن عطية- عن علي، به. وفيه زيادة. وسليمان بن عمرو، قال ابن عدي: اجتمعوا على أنه يضع الحديث.

(2)

وقع في (م) و (ظ 2) و (ق): بن، وهو كذلك في نسخة الحسيني كما في "الإكمال"، وجاء في نسخة (ظ 5)، و"أطراف المسند" 3/ 40، و"التاريخ الكبير" للبخاري 4/ 330: عن أشرس، وصوَّبه الحافظ في "تعجيل المنفعة" وقال:"عن" تصحف إلى "بن"، وصباح غير منسوب.

(3)

إسناده ضعيف، صبَّاح مجهول، وأشرس -وهو ابن الحسن، وقيل: ابن أبي الحسن المازني- ذكره البخاري في "الكبير" وابن أبي حاتم ولم يورِدا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وقال ابن عدي: له أقل من عشرة أحاديث، وأرجو أنه لا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات". =

ص: 273

وقَالَ [عَبْدُ اللهِ بْنِ أَحْمَدَ]: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ دِينَارٍ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ صَبَّاحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَشْرَسَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، مِثْلَهُ (1).

23239 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ - يَعْنِي ابْنَ عُيَيْنَةَ - عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عِيسَى، أَنَّ مَرْيَمَ فَقَدَتْ عِيسَى عليهما السلام، فَدَارَتْ تَطْلُبُهُ، فَلَقِيَتْ حَائِكًا فَلَمْ يُرْشِدْهَا، فَدَعَتْ عَلَيْهِ، فَلَا تَزَالُ تَرَاهُ تَائِهًا، فَلَقِيَتْ خَيَّاطًا فَأَرْشَدَهَا، فَدَعَتْ لَهُ، فَهُمْ يُؤْنَسُ إِلَيْهِمْ، أَيْ: يُجْلَسُ إِلَيْهِمْ (2).

= وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 42، وأبو الشيخ في "العظمة" 928) من طريق معتمر بن سليمان، بهذا الإسناد.

وانظر ما بعده.

قوله: "بقاموس البحر" أي: وسطه ومعظمه.

(1)

إسناده ضعيف لجهالة صالح بن صباح وأبيه.

(2)

هذا أثر مقطوع، وليس في السُّنة ما يشهد له، ولعلَّ موسى بن أبي عيسى -وهو ثقة- أخذه عن بعض أهل الكتاب، والله تعالى أعلم.

ص: 274

‌حَدِيثُ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ (1) عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

23240 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ - يَعْنِي الْأَعْمَشَ - عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنِ الْمُسْتَوْرِدِ، عَنْ صِلَةَ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَكَانَ يَقُولُ فِي

(1) هو حذيفة بن اليمان، واسم اليمان: حِسل، وقيل: حُسَيل بن جابر بن أسيد بن عمرو بن مالك، أبو عبد الله العبسي، حليف بني عبد الأشهل، صاحب سرِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم. والمراد بالسرِّ: هو ما أعلمه النبي صلى الله عليه وسلم من أحوال المنافقين.

شهد مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم أُحداً هو وأبوه، وقتَلَ المسلمون أباه يومئذ خطأً، وكانا يُريدان شهودَ بدر، فاستحلفهما المشركون أن لا يشهداها مع النبي صلى الله عليه وسلم، فحلفا لهم، ثم سألا النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال:"نفي لهم بعهدهم، ونستعينُ الله عليهم".

له في "الصحيحين" اثنا عشر حديثاً، وفي البخاري ثمانية، وفي مسلم سبعة عشر حديثاً، وآخى النبيُّ صلى الله عليه وسلم بينَه وبين عمَّار بن ياسر.

وَلِيَ حذيفةُ إمْرةَ المدائن لعمر، فبقي عليها إلى بعدِ مَقْتلِ عثمان، وتوفي بعد عثمانَ بأربعين ليلة.

أخرج البخاري (6604)، ومسلم (2891) (23) عنه قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مَقاماً، ما تركَ شيئاً يكون في مقامه ذلك إلى قيام الساعة إلا حدَّث به، حَفِظَه مَن حَفِظَه، ونَسِيَه مَن نسيه، قد علمه أصحابي هؤلاء، وإنه ليكون منه الشيءُ قد نسيتُه فأَراه فأذكره، كما يذكر الرجلُ وجهَ الرجل إذا غابَ عنه، ثم إذا رآه عرفه.

وأخرج مسلم (2891)(24) عنه قال: لقد حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم بما يكون حتى تقومَ الساعةُ غير أني لم أسأله ما يُخرِج أهل المدينة منها.

مات رضي الله عنه في المدائن سنة ست وثلاثين في أول خلافة علي رضي الله عنه. انظر "تهذيب الكمال" و"سير أعلام النبلاء".

ص: 275

رُكُوعِهِ: " سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ " وَفِي سُجُودِهِ: " سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى " قَالَ: وَمَا مَرَّ بِآيَةِ رَحْمَةٍ إِلَّا وَقَفَ عِنْدَهَا فَسَأَلَ، وَلَا آيَةِ عَذَابٍ إِلَّا تَعَوَّذَ مِنْهَا (1).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير المستورد -وهو ابن الأحنف الكوفي- فمن رجال مسلم. صلة: هو ابن زُفر العبسي.

وأخرجه ابن ماجه (2604) و (2605)، وابن خزيمة (543) وبإثر الحديث (603) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (415)، والدارمي (1306)، وأبو داود (871)، والترمذي (262) و (263)، والنسائي 2/ 176 - 177، وابن خزيمة (543) و (603)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 235، وفي "شرح مشكل الآثار"(713) و (714)، وابن حبان في "كتاب الصَّلاة" كما في "إتحاف المهرة" 4/ 227، والبيهقي 2/ 310، والبغوي (622) من طرق عن شعبة، به.

وأخرجه مطولاً ومختصراً مسلم (772)، والنسائي 2/ 177 و 224، وابن خزيمة (684)، وأبو عوانة (1819)، وابن حبان (2609)، والبيهقي 2/ 85 - 86 من طرق عن سليمان بن مهران الأعمش، به. ورواية بعضهم مطولة بنحو الرواية الآتية برقم (23261).

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 248، وابن خزيمة (604) و (668)، والدارقطني 1/ 341 من طريق محمد بن أبي ليلى، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 235 من طريق مجالد بن سعيد، كلاهما عن الشعبي، عن صلة بن زفر، عن حذيفة.

وأخرجه ابن ماجه (888)، ومن طريقه المزي في ترجمة أبي الأزهر من "التهذيب" 33/ 26 من طريق ابن لهيعة، عن عبيد الله بن أبي جعفر، عن أبي الأزهر، عن حذيفة. وابن لهيعة ضعيف، وأبو الأزهر -وهو المصري- مجهول.

وسيأتي من طريق صلة عن حذيفة بالأرقام (23261) و (23311) و (23344) و (23367). =

ص: 276

23241 -

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: الْأَعْمَشُ أَخْبَرَنَا، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَتَى سُبَاطَةَ قَوْمٍ، فَبَالَ وَهُوَ قَائِمٌ، ثُمَّ دَعَا (1) بِمَاءٍ، فَأَتَيْتُهُ فَتَوَضَّأَ، وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ (2).

= وسيأتي من طريق عبد الملك بن عمير عن ابن عم لحذيفة عن حذيفة برقمي (23300) و (23363)، وقال مرة أخرى (23411): عن ابن أخي حذيفة، عن حذيفة.

وسيأتي من طريق رجل من عبس عن حذيفة برقم (23375).

وسيأتي مرسلاً من طريق طلحة بن يزيد عن حذيفة برقم (23399)، وفي بعض هذه الطرق ما ليس في الآخر.

وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (3514).

وعن عوف بن مالك، سيأتي برقم (23980).

(1)

في (م) و (ظ 5) و (ظ 2): دعاني، والمثبت من "جامع المسانيد" و"أطراف المسند".

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو وائل: هو شقيق بن سلمة.

وأخرجه ابن ماجه (305) من طريق هشيم بن بشير، بهذا الإسناد. وروايته دون قوله: "ثم دعا بماء

" إلخ.

وأخرجه تاماً ومختصراً الطيالسي (406)، وعبد الرزاق (751)، وابن أبي شيبة 1/ 123، والدارمي (668)، والبخاري (224)، ومسلم (273)(73)، وأبو داود (23)، وابن ماجه (305) و (544)، والترمذي (13)، والبزار في "مسنده"(2863) و (2865)، والنسائي 1/ 19 و 25، وابن الجارود (36)، وابن خزيمة (61)، وأبو عوانة (499) و (501) و (502) و (503)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 267، وابن حبان (1424) و (1425) و (1427) و (1428) وأبو نعيم في "الحلية" 4/ 111، والبيهقي في "السنن" 1/ 100، والخطيب في "تاريخه" 5/ 11 - 12، والبغوي (193) من طرق عن الأعمش، به.

وأخرجه البزار (2890) و (2892) من طريق عاصم بن بهدلة، والخطيب 11/ 311 من طريق سيار أبي الحكم، كلاهما عن أبي وائل، به. =

ص: 277

23242 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ يَشُوصُ فَاهُ بِالسِّوَاكِ (1).

= وأخرجه الخطيب 8/ 180 من طريق الأعمش، عن أبي ظبيان الجنبي، عن حذيفة.

وسيأتي بالأرقام (23246) و (23248) و (23414) و (23422).

وسيأتي من طريق نهيك بن عبد الله السلولي عن حذيفة برقم (23345).

وروي من طريق عاصم بن بهدلة وحماد بن أبي سليمان، عن أبي وائل، عن المغيرة بن شعبة، كما سلف برقم (18150). وصحَّح الترمذي والدارقطني حديث أبي وائل عن حذيفة.

قوله: "سُباطة" بضم السين: موضع رمي الكناسة والتراب.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. منصور: هو ابن المعتمر، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي.

وأخرجه الحميدي (441)، وابن خزيمة (136)، وأبو عوانة (482) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 169 من طريق زائدة بن قدامة، والبخاري (245)، ومسلم (255)، والبزار في "مسنده"(2861)، والنسائي 1/ 8، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار"(584) من طريق جرير بن عبد الحميد، كلاهما عن منصور، به.

وأخرجه البزار (2860)، والنسائي 3/ 212 من طريق أبي سنان، عن أبي حصين عثمان بن عاصم الأسدي، عن شقيق، عن حذيفة قال: كنا نؤمر بالسواك إذا قمنا من الليل.

وأخرجه النسائي 3/ 212 من طريق إسرائيل، عن أبي حصين، عن شقيق قال: كنا نؤمر إذا قمنا من الليل أن نشوص أفواهنا بالسواك. لم يذكر فيه حذيفة. =

ص: 278

23243 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ نُذَيْرٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ: أَخَذَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِعَضَلَةِ سَاقِي - أَوْ سَاقِهِ - قَالَ: " هَذَا مَوْضِعُ الْإِزَارِ، فَإِنْ أَبَيْتَ فَأَسْفَلُ، فَإِنْ أَبَيْتَ فَلَا حَقَّ لِلْإِزَارِ فِيمَا دُونَ الْكَعْبَيْنِ "(1).

= وسيأتي بالأرقام (23313) و (23366) و (23415) و (23458) و (23461).

وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (5979).

وعن عائشة، سيأتي (24900).

قوله: "يشوص" أي: يدلك.

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد قوي من أجل مسلم بن نذير -ويقال: ابن يزيد الكوفي- وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي.

وأخرجه الحميدي (445)، وابن ماجه بإثر الحديث (3572) من طريق سفيان ابن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 390 - 391، وابن ماجه (3572)، والترمذي في "السنن"(1783)، وفي "الشمائل"(115)، والنسائي في "المجتبى" 8/ 206، وفي "الكبرى"(9687) و (9688) و (9689) و (9690)، والبزار في "مسنده"(2973)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(2652)، والطبراني في "الأوسط"(1800) و (2100)، وفي "الصغير"(270)، والبغوي في "شرح السنة"(3078) من طرق عن أبي إسحاق، به.

وخالفهم زيد بن أبي أنيسة، فأخرجه ابن حبان (5448) من طريقه عن أبي إسحاق، عن الأغر أبي مسلم، عن حذيفة. وهذا غير محفوظ، فزيد وإن كان ثقة له أفراد.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(9686) من طريق شعيب بن صفوان، عن أبي إسحاق، عن صلة بن زفر، عن حذيفة. قال النسائي عقبه: هذا خطأ. قلنا: وهو كما قال، فشعيب بن صفوان ضعيف. =

ص: 279

23244 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: كَانَ - يَعْنِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ، وَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى تَحْتَ خَدِّهِ وَقَالَ:" رَبِّ قِنِي عَذَابَكَ يَوْمَ تَبْعَثُ - أَوْ تَجْمَعُ - عِبَادَكَ "(1).

23245 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " اقْتَدُوا بِاللَّذَيْنِ مِنْ بَعْدِي:

= وأخرجه النسائي أيضاً (9685) من طريق يونس، عن أبيه أبي إسحاق السبيعي، عن البراء بن عازب، جعله من حديثه. قال النسائي: هذا خطأ.

وسيأتي (23356) و (23378) و (23402).

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7857).

وعن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11010).

وعن أنس، سلف برقم (12424).

وفي باب النهي عموماً عن إسبال الإزار انظر حديث ابن عمر (4489) وحديث أبي هريرة (7467) وانظر شواهده عندهما.

قوله: "فأسفل" أي: فالموضع أسفل منه. قاله السندي.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، وعبد الملك: هو ابن عمير اللخمي الكوفي، وربعي: هو ابن حِراش.

وأخرجه الحميدي (444)، والترمذي (3398)، والبزار في "مسنده"(2825) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وانظر الحديث الآتي برقم (23286).

وفي الباب عن ابن مسعود، سلف برقم (3742) وانظر شواهده هناك.

ص: 280

أَبِي (1) بَكْرٍ وَعُمَرَ " (2).

(1) المثبت من (ظ 5)، وفي (م) وبقية النسخ: أبو.

(2)

حديث حسن بطرقه وشواهده، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، لكنه منقطع، بين عبد الملك بن عمير وربعي بن حراش: مولىً لربعي كما سيأتي في رواية الثوري عن عبد الملك (23276)، وهو ما رجحه أبو حاتم -كما في "العلل" 2/ 381 - ثم عبد الملك قد توبع كما في الرواية الآتية برقم (23386). زائدة: هو ابن قدامة.

وأخرجه الحميدي (449)، وابن سعد 2/ 334، والترمذي (3662)، والبزار في "مسنده"(2827)، وأبو حاتم -كما في "العلل" لابنه 2/ 379 - ، والطحاوي في "شرح المشكل"(1226) و (1227) و (1228)، والبغوي (3894) و (3895) من طرق عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وحسَّنه الترمذي.

وأخرجه الحاكم 3/ 75 من طريق الحميدي، عن سفيان، عن عبد الملك، عن هلال مولى ربعي، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة. قال: وهذا خطأ في حديث الحميدي، فقد رواه الحميدي نفسه في "مسنده"، ومن طريقه أبو حاتم الرازي، والطحاوي (1227)، والبغوي (3895). لم يذكر أحد منهم هلالاً.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(3828) من طريق أبي موسى إسحاق بن موسى الأنصاري، والحاكم 3/ 75 من طريق إسحاق بن عيسى بن الطباع، كلاهما عن سفيان بن عيينة، عن مسعر بن كدام، عن عبد الملك، عن ربعي، عن حذيفة.

وأخرجه الحاكم 3/ 75 من طريق حفص بن عمر الأيلي ووكيع وعبد الحميد بن عبد الرحمن الحماني -فرَّقهم- عن مسعر، عن عبد الملك، عن ربعي، عن حذيفة. وقرن في رواية الحماني بمسعر سفيان الثوري، قلنا: المحفوظ في رواية سفيان الثوري زيادة مولى ربعي بين عبد الملك وربعي كما سيأتي في الرواية (23276).

وأخرجه الخطيب 12/ 20 من طريق وكيع، عن مسعر، عن عبد الملك، عن مولى لربعي بن حراش، عن ربعي، عن حذيفة. خالف رواية الحاكم عن وكيع بزيادة مولى ربعي في الإسناد. =

ص: 281

23246 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، حَدَّثَنَا شَقِيقٌ، عَنْ حُذَيْفَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَتَى سُبَاطَةَ قَوْمٍ فَبَالَ قَائِمًا، فَذَهَبْتُ أَتَبَاعَدُ عَنْهُ، فَقَدَّمَنِي حَتَّى

قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ (1): وَسَقَطَتْ عَلَى أَبِي كَلِمَةٌ (2).

= وفي الباب عن ابن مسعود عند الترمذي (3807)، والطبراني في "الكبير"(8426)، والحاكم 3/ 75، وابن عساكر في ترجمة أبي بكر الصديق ص 322 من طريقين عنه. أحدهما ضعيف جداً، والآخر فيه من لا يعرف.

وعن أبي الدرداء عند الطبراني في "الكبير" كما في "المجمع" 9/ 53، وفي "الشاميين"(913)، وعند ابن عساكر ص 323. قال الهيثمي في "المجمع": وفيه من لم أعرفهم.

وعن ابن عمر عند ابن عساكر ص 322 و 323، وإسناده ضعيف.

وعن أنس سيأتي في تخريج الرواية (23386).

وأخرج مسلم (681) ضمن حديث طويل من حديث أبي قتادة مرفوعاً: "إن يطيعوا أبا بكر وعمر يرشدوا"، وسلف في "المسند" برقم (22546).

وانظر حديث العرباض السالف برقم (17142)، وفيه:"عليكم بما عرفتم من سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين".

قوله: "اقتدوا باللذين من بعدي" قال السندي: فيه بيان قوة اجتهادهما وإصابتهما الحق غالباً، وفيه إخبار عن خلافتهما إذ لا بعدية في الوجود إلا أن يقال: يمكن البعدية في البقاء، وعلى الوجهين سواءً حُمِلَ على البعدية في الخلافة أو البقاء ففيه معجزة له صلى الله عليه وسلم حيث أَخبر عن شيء قبل وجوده، فوُجِدَ كما أخبر، والله تعالى أعلم. قلنا: وحمله على البعدية في البقاء أقوى.

(1)

هو عبد الله بن أحمد بن حنبل.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، وشقيق: هو ابن سلمة أبو وائل. =

ص: 282

23247 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَتَّاتٌ "(1).

= وأخرجه الحميدي (442)، وأبو عوانة (500)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 267 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. والكلمة التي سقطت من الامام أحمد هي: حتى كنت عند عَقِبه، فلما فرغ توضَّأَ ومسح على خُفَّيه. كما عند الحميدي.

وانظر (23241).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وهمام: هو ابن الحارث بن قيس النخعي.

وأخرجه ابن أبي شيبة 9/ 91، ومسلم (105)(170)، وأبو داود (4871)، وابن خزيمة في "التوحيد" 2/ 844، وابن منده في "الإيمان"(610) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (105)(170)، وأبو عوانة (86)، وابن منده (609) و (610)، والبيهقي في "السنن" 8/ 166، وفي "الشعب"(11102)، والبغوي (3570) من طرق عن الأعمش، به.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(4204)، وفي "الصغير"(561) من طريق إبراهيم بن مهاجر، عن إبراهيم بن يزيد النخعي، به.

وسيأتي من طريق همام بن الحارث بالأرقام (23305) و (23310) و (23331) و (23368) و (23420) و (23434).

وسيأتي من طريق أبي وائل شقيق بن سلمة، عن حذيفة بالأرقام (23325) و (23359) و (23387) و (23450).

وفي باب تعذيب من مَشَى بالنميمة، عن ابن عباس، سلف برقم (1980)، وهو في "الصحيحين". =

ص: 283

23248 -

حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: بَلَغَهُ أَنَّ أَبَا مُوسَى كَانَ يَبُولُ فِي قَارُورَةٍ، وَيَقُولُ: إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَ (1) إِذَا أَصَابَ أَحَدَهُمُ الْبَوْلُ قَرَضَ مَكَانَهُ. قَالَ حُذَيْفَةُ: وَدِدْتُ أَنَّ صَاحِبَكُمْ لَا يُشَدِّدُ هَذَا التَّشْدِيدَ، لَقَدْ رَأَيْتُنِي نَتَمَاشَى مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَانْتَهَيْنَا إِلَى سُبَاطَةٍ، فَقَامَ يَبُولُ كَمَا يَبُولُ أَحَدُكُمْ، فَذَهَبْتُ أَتَنَحَّى عَنْهُ، فَقَالَ:" ادْنُهْ " فَدَنَوْتُ مِنْهُ حَتَّى كُنْتُ عِنْدَ عَقِبِهِ (2).

23249 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ خُثَيْمَةَ، عَنْ أَبِي

= قوله: "قتات" يعني نمَّام.

(1)

في (م): كانوا.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. جرير: هو ابن عبد الحميد، ومنصور: هو ابن المعتمر، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة.

وأخرجه البخاري (225)، ومسلم (273)(74)، وابن خزيمة (52)، وابن حبان (1429)، والبيهقي 1/ 100 من طريق جرير بن عبد الحميد، بهذا الإسناد. وبعضهم يختصره.

وأخرجه الطحاوي 4/ 267، وأبو نعيم 4/ 111 من طريق سفيان الثوري، عن منصور، به. وانظر (23241).

وحديث أبي موسى سلف مرفوعاً في مسنده برقم (19537)، وسنده ضعيف، لكن ثبت مرفوعاً من حديث عبد الرحمن بن حسنة، سلف في مسنده برقم (17758).

قال السندي: قوله: "كان يبول في القارورة" احترازاً عن رجوع شيء من البول عليه. "قرض" أي: قطع محله من الثوب.

ص: 284

حُذَيْفَةَ - قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: اسْمُهُ سَلَمَةُ بْنُ الْهَيْثَمِ بْنِ صُهَيْبٍ (1)، مِنْ أَصْحَابِ ابْنِ مَسْعُودٍ -، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: كُنَّا إِذَا حَضَرْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَلَى طَعَامٍ، لَمْ نَضَعْ أَيْدِيَنَا حَتَّى يَبْدَأَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَيَضَعَ يَدَهُ، وَإِنَّا حَضَرْنَا مَعَهُ طَعَامًا، فَجَاءَتْ جَارِيَةٌ كَأَنَّمَا تُدْفَعُ، فَذَهَبَتْ تَضَعُ يَدَهَا فِي الطَّعَامِ، فَأَخَذَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهَا، وَجَاءَ أَعْرَابِيٌّ كَأَنَّمَا يُدْفَعُ، فَذَهَبَ يَضَعُ يَدَهُ فِي الطَّعَامِ، فَأَخَذَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّ الشَّيْطَانَ يَسْتَحِلُّ الطَّعَامَ إِذَا لَمْ يُذْكَرْ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ، وَإِنَّهُ جَاءَ بِهَذِهِ الْجَارِيَةِ لِيَسْتَحِلَّ بِهَا، فَأَخَذْتُ بِيَدِهَا، وَجَاءَ بِهَذَا الْأَعْرَابِيِّ لِيَسْتَحِلَّ بِهِ، فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّ يَدَهُ فِي يَدِي مَعَ يَدِهِمَا "(2) يَعْنِي: الشَّيْطَانَ.

(1) كذا سماه عبد الله بن أحمد، والمذكور في كتب التراجم أنه سلمة بن صُهيب أو صُهبة أو صُهبان.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي حذيفة سلمة بن صُهيب، فمن رجال مسلم. خيثمة: هو ابن عبد الرحمن بن أبي سبرة الجعفي.

وأخرجه المزي في ترجمة سلمة بن صهيب من "التهذيب" 11/ 292 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (2017)(102)، وأبو داود (3766)، وأبو عوانة (8236)، والطحاوي في "شرح المشكل"(1078)، والبيهقي في "الشعب"(5830) من طريق أبي معاوية، به.

وأخرجه مسلم (2017)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(273)، وأبو =

ص: 285

23250 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الدَّجَّالُ أَعْوَرُ الْعَيْنِ الْيُسْرَى، جُفَالُ الشَّعْرِ، مَعَهُ جَنَّةٌ وَنَارٌ، فَنَارُهُ جَنَّةٌ وَجَنَّتُهُ نَارٌ "(1).

= عوانة (8237) و (8239)، والطحاوي (1079)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(458) من طرق عن الأعمش، به. وزادوا: ثم سمَّى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأكل. وستأتي هذه الزيادة بمعناها عند المصنف برقم (23373).

وخالف جمهورَ أصحاب الأعمش معمرٌ، فأخرجه من طريقه عبد الرزاق (19563)، والبزار في "مسنده"(2814)، والطحاوي (1077)، والبيهقي (5831)، عن الأعمش، عن زيد بن وهب، عن حذيفة. قال الطحاوي عقبه: وأهل العلم جميعاً بالحديث يقولون: إن معمراً غلط في إسناد هذا الحديث، عن الأعمش.

وفي باب التسمية على الطعام، عن جابر بن عبد الله، سلف برقم (14729) وانظر تتمة شواهده هناك.

قوله: "كأنما تدفع" قال السندي: على بناء المفعول، أي: تجري بحيث كأنها مدفوعة.

"يستحلّ" أي: يتمكن من أكله، والجمهورُ على أن أكل الشيطان حقيقة إذ العقل لا يُحيله فإنه جسمٌ يتغذى.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (2934)(104)، وابن ماجه (4071)، والبزار في "مسنده"(2866)، وابن منده في "الإيمان"(1038) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.

وأخرجه البزار (2867) من طريق يحيى بن سعيد الأموي، عن الأعمش، به.

وسيأتي مكرراً برقم (23365).

وسيأتي من طريق ربعي بن حراش عن حذيفة بالأرقام (23279) و (23338) و (23353) و (23383) و (23439). وقُرِن في الروايتين (23353) و (23383) بحذيفة أبو مسعود البدري عقبة بن عمرو. =

ص: 286

23251 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو مَالِكٍ الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ:" فُضِّلَتْ هَذِهِ الْأُمَّةُ عَلَى سَائِرِ الْأُمَمِ بِثَلَاثٍ: جُعِلَتْ لَهَا الْأَرْضُ طَهُورًا وَمَسْجِدًا، وَجُعِلَتْ صُفُوفُهَا عَلَى صُفُوفِ الْمَلَائِكَةِ - قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ ذَا - وَأُعْطِيتُ هَذِهِ الْآيَاتِ مِنْ آخِرِ الْبَقَرَةِ مِنْ كَنْزٍ تَحْتَ الْعَرْشِ، لَمْ يُعْطَهَا نَبِيٌّ قَبْلِي ". قَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ: كُلُّهُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم (1).

= وانظر ما سيأتي ضمن الحديثين (23425) و (23429).

وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري (3338)، ومسلم (2936).

ولشطره الأول انظر حديث ابن عمر السالف برقم (4804)، وحديث أنس (12003)، وانظر الشواهد عندهما.

ولشطره الثاني انظر حديث جابر السالف برقم (14954).

قوله: "جفال الشعر": بضم الجيم، أي: كثيره، وقيل: شعث الشعر.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي مالك الأشجعي -واسمه سعد بن طارق- فمن رجال مسلم.

وأخرجه ابن خزيمة (263) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (418)، وابن أبي شيبة 1/ 157 و 2/ 401 و 11/ 435، ومسلم (522)، والبزار في "مسنده"(2836) و (2845)، والنسائي في "الكبرى"(8022)، وابن خزيمة (264)، وأبو عوانة (874)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1024) و (4490)، وابن حبان (1697) و (6400)، والآجري في "الشريعة" ص 498 و 498 - 499، والدارقطني 1/ 175 - 176 و 176، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد"(1444) و (1445)، والبيهقي في "السنن" 1/ 213 و 223 و 230، وفي "الدلائل" 5/ 474 - 475 من طرق عن أبي مالك الأشجعي، =

ص: 287

23252 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو مَالِكٍ الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْمَعْرُوفُ كُلُّهُ صَدَقَةٌ "(1).

= بهذا الإسناد. ورواية ابن أبي شيبة في الموضعين الأولين، والبزار في الموضع الأول والبيهقي في "السنن" 1/ 230 مقتصرة على القسم الأول من الحديث، ولم يذكر مسلم في إحدى طرقه وأبو عوانة والدارقطني والبيهقي 1/ 213 القسم الأخير منه، إلا أنه في رواية مسلم والبيهقي قال في آخره: وذكر خصلة أخرى.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(3025)، و"الأوسط"(4157) من طريق سعيد ابن أبي بردة، وفي "الأوسط"(7489) من طريق نعيم بن أبي هند، كلاهما عن ربعي بن حراش، به. ورواية سعيد مختصرة بالقسم الثالث فقط، وزاد نعيم في آخره: "وأيدت بالرعب من مسيرة شهر، ثم قرأ الآيات من آخر البقرة: {للَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ

} حتى ختم السورة".

ويشهد للقسم الأول منه حديث ابن عباس السالف برقم (2742)، وذُكرت عنده أحاديث الباب.

وللقسم الثالث منه حديث عقبة بن عامر السالف برقم (17324)، وذُكرت تتمة شواهده هناك.

وفي باب قوله: "جعلت صفوفها على صفوف الملائكة" عن جابر بن سمرة، سلف برقم (20964)، ولفظه:"ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها؟ " قال: قالوا: يا رسول الله، وكيف تصف الملائكة عند ربها؟ قال:"يتمون الصفوف الأولى، ويتراصون في الصف".

قوله: "يقول ذا" هو اسم إشارة، والإشارة إلى ما سبق. وقوله:"وأُعطِيت" عطف على "ذا" أي: يقول ما تقدم، ويقول: أُعطيت. قاله السندي.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي مالك -وهو سعد بن طارق- الأشجعي، فمن رجال مسلم. =

ص: 288

23253 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو مَالِكٍ الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ وَعَنْ (1) حُذَيْفَةَ، قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " كَانَ رَجُلٌ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ يَعْمَلُ بِالْمَعَاصِي، فَلَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ قَالَ لِأَهْلِهِ: إِذَا أَنَا مُتُّ فَأَحْرِقُونِي، ثُمَّ اطْحَنُونِي، ثُمَّ ذَرُّونِي فِي الْبَحْرِ فِي يَوْمِ رِيحٍ عَاصِفٍ " قَالَ: " فَلَمَّا مَاتَ فَعَلُوا " قَالَ: " فَجَمَعَهُ اللهُ فِي يَدِهِ، فَقَالَ لَهُ: مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ؟ قَالَ: خَوْفُكَ! قَالَ: فَإِنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَكَ "(2).

= وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 548، ومسلم (1005)، وابن أبي الدنيا في "قضاء الحوائج"(7)، والدولابي في "الكنى" 2/ 104، وابن حبان (3378)، والبيهقي 4/ 188، والخطيب في "تاريخه" 1/ 291، واللالكائي في "أصول الاعتقاد"(942) من طرق أبي مالك الأشجعي، بهذا الإسناد. وسقط من "مصنف" ابن أبي شيبة المطبوع "عن النبي صلى الله عليه وسلم"، فليستدرك، فقد رواه مسلم عنه على الجادة.

وسيأتي بالأرقام (23370) و (23379) و (23441).

وفي الباب عن جابر، سلف برقم (14709).

وعن عبد الله بن يزيد الخطمي، سلف برقم (18741).

(1)

المثبت من (م) والنسخ الخطية، وهو الموافق لمصادر التخريج، ووقع في "جامع المسانيد" و"أطراف المسند" 2/ 266: عن أبي مسعود عن حذيفة، بحذف واو العطف، وهو خطأ.

(2)

إسناد صحيح على شرط مسلم كسابقه. أبو مسعود: هو عقبة بن عمرو البدري الأنصاري صاحب النبي صلى الله عليه وسلم.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (647) و (648) من طريق يزيد بن هارون، و 17/ (647) من طريق علي بن مسهر، كلاهما عن أبي مالك، بهذا الإسناد =

ص: 289

23254 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو مَالِكٍ الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ أَمْرِ النُّبُوَّةِ الْأُولَى، إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ "(1).

= وأخرجه البخاري (6480)، والنسائي 4/ 113، وأبو نعيم في "الحلية" 8/ 124 من طريق منصور بن المعتمر، عن ربعي، عن حذيفة وحده، به.

قلنا: وسلف الحديث في مسند أبي مسعود البدري برقم (17064) عن يزيد ابن هارون، عن أبي مالك، عن ربعي عنهما، وقفه حذيفة ورفعه أبو مسعود.

وسيأتي برقم (23353) و (23463).

وفي الباب عن عبد الله بن مسعود، سلف برقم (3785). وانظر تتمة الشواهد هناك.

قوله: "ثم ذروني" من التذرية، أي: فرقوني. قاله السندي.

(1)

إسناده صحيح على خلاف في صحابيه، فقد رواه منصور بن المعتمر فيما سلف برقم (17090) عن ربعي بن حراش عن أبي مسعود الأنصاري. قال الإمام ابن رجب في "شرح الأربعين النووية" 1/ 496: أكثرُ الحفاظ حكموا بأنَّ القول قول من قال: عن أبي مسعود، منهم البخاري وأبو زرعة الرازي والدارقطني وغيرهم، ويدل على صحة ذلك أنه قد روي من وجه آخر عن أبي مسعود من رواية مسروق عنه. أما الحافظ ابن حجر فقال في "فتح الباري" 6/ 523: ليس ببعيد أن يكون ربعي سمعه من أبي مسعود وحذيفة. قلنا: والاختلاف في صحابيِّ الحديث لا يقدح في صحته.

وأخرج حديث حذيفة البزار في "مسنده"(2835) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي حاتم في "العلل" 2/ 338 عن أبي زرعة، عن عبد العزيز الأويسي، عن إبراهيم بن سعد، عن الثوري، عن منصور، عن ربعي، عن حذيفة. قال أبو زرعة: الصحيح عن ربعي، عن أبي مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم. =

ص: 290

23255 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَدِيثَيْنِ قَدْ رَأَيْتُ أَحَدَهُمَا وَأَنَا أَنْتَظِرُ الْآخَرَ، حَدَّثَنَا:" أَنَّ الْأَمَانَةَ نَزَلَتْ فِي جَذْرِ قُلُوبِ الرِّجَالِ، ثُمَّ نَزَلَ الْقُرْآنُ، فَعَلِمُوا مِنَ الْقُرْآنِ وَعَلِمُوا مِنَ السُّنَّةِ ".

ثُمَّ حَدَّثَنَا عَنْ رَفْعِ الْأَمَانَةِ فَقَالَ: " يَنَامُ الرَّجُلُ النَّوْمَةَ فَتُقْبَضُ الْأَمَانَةُ مِنْ قَلْبِهِ، فَيَظَلُّ أَثَرُهَا مِثْلَ أَثَرِ الْوَكْتِ، ثُمَّ يَنَامُ نَوْمَةً (1)، فَتُقْبَضُ الْأَمَانَةُ مِنْ قَلْبِهِ، فَيَظَلُّ أَثَرُهَا مِثْلَ أَثَرِ الْمَجْلِ، كَجَمْرٍ دَحْرَجْتَهُ عَلَى رِجْلِكَ تَرَاهُ مُنْتَبِرًا وَلَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ " قَالَ: ثُمَّ أَخَذَ حَصًى فَدَحْرَجَهُ عَلَى رِجْلِهِ قَالَ: " فَيُصْبِحُ النَّاسُ يَتَبَايَعُونَ لَا يَكَادُ أَحَدٌ يُؤَدِّي الْأَمَانَةَ حَتَّى يُقَالَ: إِنَّ فِي بَنِي فُلَانٍ رَجُلًا أَمِينًا، حَتَّى يُقَالَ لِلرَّجُلِ: مَا أَجْلَدَهُ وَأَظْرَفَهُ وَأَعْقَلَهُ! وَمَا فِي قَلْبِهِ حَبَّةٌ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ ".

= وسيأتي برقم (23441) عن يزيد بن هارون، عن أبي مالك الاشجعي بزيادة في متنه.

وانظر في شرحه "جامع العلوم والحكم" 1/ 496 - 505.

قوله: "إذا لم تستحي" قال السندي: بإثبات الياء المكسورة، فقد كان في الأصل بيائين، فسقطت الثانية بالجزم، وبقيت الأولى مكسورة، والمعنى: إن الحياء هو المانع من الشرور والقبائح.

"فاصنع" أمر بمعنى الخبر وقيل: المراد أن من أراد أن يفعل شيئاً، فلينظر هل هو مما يُستحيَى منه أم لا؟ فإن وجده مما لا يُستحيَى منه فليفعل.

(1)

قوله: "ثم ينام نومة" سقط من (م).

ص: 291

وَلَقَدْ أَتَى عَلَيَّ زَمَانٌ وَمَا أُبَالِي أَيَّكُمْ بَايَعْتُ، لَئِنْ كَانَ مُسْلِمًا لَيَرُدَّنَّهُ عَلَيَّ دِينُهُ، وَلَئِنْ كَانَ نَصْرَانِيًّا أَوْ يَهُودِيًّا لَيَرُدَّنَّهُ عَلَيَّ سَاعِيهِ، فَأَمَّا الْيَوْمَ فَمَا كُنْتُ لِأُبَايِعَ مِنْكُمْ إِلَّا فُلَانًا وَفُلَانًا " (1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران الكاهلي، وزيد بن وهب: هو الجهني الكوفي.

وأخرجه مسلم (143)، والترمذي (2179) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (424)، وعبد الرزاق (20193)، والحميدي (446)، والبخاري (6497) و (7086) و (7276)، ومسلم (143)، وأبو عوانة (141) و (142)، وابن حبان (6762)، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 271 و 8/ 258 - 259، والبيهقي في "السنن" 10/ 122، وفي "الشعب"(5271) من طُرُقٍ عن الأعمش، به. ورواية البخاري (6276) مختصرة.

وسيأتي بالأرقام (23256) و (23257) و (23431).

قوله: "إن الأمانة" قال السندي: قيل: المراد بها التكاليف والعهد المأخوذ المذكور في قوله تعالى: {إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ .. } الآية [الأحزاب: 72] وهي عين الإيمان، بدليل آخر الحديث:"وما في قلبه حبة خردل من إيمان" والأقرب حملها على ظاهرها بدليل قوله: "ويصبح الناس يتبايعون ولا يكاد أحد يؤدي الأمانة" وأما وضع الأمانة موضعها فهو لتفخيم شأنها لحديث: "لا دين لمن لا أمانة له".

"في جذر" بفتح جيم أو كسرها وسكون ذال معجمة: الأصل. ولعلَّ المراد الجِبلَّة والخِلقة، وقيل: الوسط، والمراد بالرجال الناس مطلقاً، ونزول الأمانة في قلوبهم أنها جُبِلَت مستعدةً لها، ثم لما استحكمت تلك الصِّفة بالقرآن والسنَّة صارت كأنهم عُلِّموها منهما.

"الوكت" بفتح فسكون: الأثر في الشيء كالنقطة في غير لونه، والمعنى: ثم =

ص: 292

23256 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَدِيثَيْنِ، رَأَيْتُ أَحَدَهُمَا وَأَنَا أَنْتَظِرُ الْآخَرَ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (1).

23257 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ وَهْبٍ يُحَدِّثُ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِحَدِيثَيْنِ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (2).

= تُرفَع الأمانة عن القلوب عقوبةً على الذنوب حتى إذا استيقظوا لم يجدوا قلوبهم على ما كانت عليه ويبقى أثر تلك الأمانة مثل الوكت فيها.

"المجل" بفتح فسكون أو بفتحتين: هو الأثر في الكف، أو نتوء في الجلد فيه ماء جرَّاء العمل بفأس أو نحوها، يحسب الناس أن في جوفه شيئاً وليس فيه شيء، وهذا أشد من الأول.

"منتبراً": مرتفعاً.

"يتبايعون": أُريد به البيع والشراء.

"ولقد أتى عليَّ" من كلام حذيفة.

"ساعيه" أي: وليه الذي يقوم بأمور الناس، ويستخرج حقوق الناس بعضهم من بعض.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (143)، وابن ماجه (4053) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وانظر ما قبله.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وسيأتي مكرراً برقم (23431)، وانظر الحديثين قبله.

ص: 293

23258 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ قَالَ: دَخَلَ حُذَيْفَةُ الْمَسْجِدَ، فَإِذَا رَجُلٌ يُصَلِّي مِمَّا يَلِي أَبْوَابَ كِنْدَةَ فَجَعَلَ لَا يُتِمُّ الرُّكُوعَ وَلَا السُّجُودَ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ لَهُ حُذَيْفَةُ: مُنْذُ كَمْ هَذِهِ صَلَاتُكَ؟ قَالَ: مُنْذُ أَرْبَعِينَ سَنَةً. قَالَ: فَقَالَ لَهُ حُذَيْفَةُ: مَا صَلَّيْتَ مُنْذُ أَرْبَعِينَ (1) سَنَةً، وَلَوْ مُتَّ وَهَذِهِ صَلَاتُكَ لَمُتَّ عَلَى غَيْرِ الْفِطْرَةِ الَّتِي فُطِرَ عَلَيْهَا مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْهِ يُعَلِّمُهُ فَقَالَ: إِنَّ الرَّجُلَ لَيُخِفُّ (2) فِي صَلَاتِهِ وَإِنَّهُ لَيُتِمُّ الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ (3).

(1) في (ظ 5) و (ظ 2): أربعون، وكلاهما جائز.

(2)

في (م): ليخفف.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران.

وأخرجه عبد الرزاق (3732) و (3733)، والبخاري (791)، والبزار في "مسنده"(2819)، وابن حبان (1894)، والبيهقي 2/ 386، والبغوي (616) من طرق عن سليمان الأعمش، بهذا الإسناد.

وأخرجه البزار (2817)، والنسائي في "المجتبى" 3/ 58 - 59، وفي "الكبرى"(608) و (1235) من طريق طلحة بن مصرف، عن زيد بن وهب، به.

وسيأتي من طريق أبي وائل عن حذيفة برقم (23360).

وفي الباب عن أبي مسعود الأنصاري، سلف برقم (17073).

وعن علي بن شيبان، سلف برقم (16297).

وعن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11532)، وذُكِرت هناك شواهد أخرى لأحاديث الباب. =

ص: 294

23259 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَحْصُوا لِي كَمْ يَلْفِظُ الْإِسْلَامَ " قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَتَخَافُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ مَا بَيْنَ السِّتِّ مِئَةِ إِلَى السَّبْعِ مِئَةِ؟! قَالَ: فَقَالَ: " إِنَّكُمْ لَا تَدْرُونَ لَعَلَّكُمْ أَنْ تُبْتَلَوْا " قَالَ: فَابْتُلِينَا حَتَّى جَعَلَ الرَّجُلُ مِنَّا لَا يُصَلِّي إِلَّا سِرًّا (1).

23260 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ - أَوْ عَنْ غَيْرِهِ - عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِنَّهَا سَتَكُونُ أُمَرَاءُ يَكْذِبُونَ

= قوله: "ما صليت" قال السندي: ظاهره أنه يرى بطلان الصلاة بلا طمأنينة.

"ليخف" يريد أنه إن كان مستعجلاً، فليكن التخفيف في القيام والقراءة لا في الركوع والسجود بحيث يؤدي إلى ترك تمامهما.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. شقيق: هو ابن سلمة الأسدي أبو وائل الكوفي.

وأخرجه ابن أبي شيبة 15/ 69، ومسلم (149)، وابن ماجه (4029)، والبزار في "مسنده"(2868)، والنسائي في "الكبرى"(8875)، وأبو عوانة (299)، وابن حبان (6273)، وابن منده في "الإيمان"(453) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (3060)، وابن منده (452)، والبيهقي 6/ 363 - 364، والبغوي (2744) من طريق سفيان الثوري، والبخاري بإثر الحديث (3060)، وأبو عوانة (300) من طريق أبي حمزة، والبزار (2869) من طريق سليمان بن قَرْم، ثلاثتهم عن سليمان الأعمش، به.

قوله: "كم يلفظ الإسلام" أي: كم عدد من يتلفظ بالإسلام.

ص: 295

وَيَظْلِمُونَ، فَمَنْ صَدَّقَهُمْ بِكَذِبِهِمْ، وَأَعَانَهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ، فَلَيْسَ مِنَّي وَلَسْتُ مِنْهُ (1)، وَلَا يَرِدُ عَلَيَّ الْحَوْضَ، وَمَنْ لَمْ يُصَدِّقْهُمْ بِكَذِبِهِمْ وَلَمْ يُعِنْهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ، فَهُوَ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ، وَسَيَرِدُ عَلَيَّ الْحَوْضَ " (2).

23261 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ مُسْتَوْرِدِ بْنِ أَحْنَفَ، عَنْ صِلَةَ بْنِ زُفَرَ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ، قَالَ: فَافْتَتَحَ الْبَقَرَةَ، فَقَرَأَ حَتَّى بَلَغَ رَأْسَ الْمِئَةِ، فَقُلْتُ يَرْكَعُ، ثُمَّ مَضَى حَتَّى

(1) في (م): فليس منا ولست منهم.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين، والشك فيه لا يضر فقد جاء من طريق أخرى عن يونس -وهو ابن عبيد بن دينار البصري- دون شك. إسماعيل: هو ابن إبراهيم بن مقسم المعروف بابن علية.

وأخرجه البزار في "مسنده"(2834) من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد. وقال فيه: عن ربعي أو غيره، فجعل الشك في ربعي لا حميد!

وأخرجه البزار (2833)، والطبراني في "الأوسط"(8486) من طريق سهل بن أسلم العدوي، عن يونس بن عبيد، به. قال البزار: ولم يشك فيه سهل بن أسلم.

وأخرجه البزار (2831) و (2832)، والطبراني في "الكبير"(3020) من طريق مبارك بن فضالة، عن خالد بن أبي الصلت، عن عبد الملك بن عمير، عن ربعي ابن حراش، به. ومبارك مدلِّس وقد عنعنه، وشيخه خالد بن أبي الصلت ضعفه بعضهم وجهله بعضهم، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان.

وفي الباب عن ابن عمر سلف برقم (5702)، وذُكِرت شواهده هناك.

ص: 296

بَلَغَ الْمِئَتَيْنِ، فَقُلْتُ: يَرْكَعُ ثُمَّ مَضَى حَتَّى خَتَمَهَا، قَالَ: فَقُلْتُ: يَرْكَعُ (1)، قَالَ: ثُمَّ افْتَتَحَ سُورَةَ النِّسَاءِ فَقَرَأَهَا، قَالَ: ثُمَّ رَكَعَ، قَالَ: فَقَالَ فِي رُكُوعِهِ: " سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ " قَالَ: وَكَانَ رُكُوعُهُ بِمَنْزِلَةِ قِيَامِهِ، ثُمَّ سَجَدَ، فَكَانَ سُجُودُهُ مِثْلَ رُكُوعِهِ، وَقَالَ فِي سُجُودِهِ:" سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى " قَالَ: وَكَانَ إِذَا مَرَّ بِآيَةِ رَحْمَةٍ سَأَلَ، وَإِذَا مَرَّ بِآيَةٍ فِيهَا عَذَابٌ، تَعَوَّذَ، وَإِذَا مَرَّ بِآيَةٍ فِيهَا تَنْزِيهٌ لِلَّهِ سَبَّحَ (2).

23262 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ بِلَالٍ، عَنْ شُتَيْرِ

(1) زاد هنا في (م): "قال: ثم افتتح سورة آل عمران حتى ختمها، قلت: يركع" وهذه الزيادة لم ترد في شيء من نسخنا الخطية ولا في "جامع المسانيد" لابن كثير، ولم يذكرها ابن خُزيمة في روايته المطولة من طريق أبي معاوية، وهذا الحرف ذكره ابن نمير في روايته عن الأعمش كما سيأتي عند المصنف برقم (23367) لكن جعل قراءة سورة آل عمران بإثر قراءة سورة النساء.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير مستورد بن أحنف، فمن رجال مسلم. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 248، ومسلم (772)، وابن ماجه (1351)، والنسائي 2/ 190، وابن خزيمة (542) و (603) و (660) و (669)، وابن حبان في "صحيحه"(1897)، وفي "كتاب الصلاة" كما في "إتحاف المهرة" 4/ 227، والبيهقي 2/ 309 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. ورواية بعضهم مختصرة.

وانظر (23240).

وانظر حديث البراء بن عازب السالف برقم (18469) ولفظه: كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى فركع، وإذا رفع رأسه من الركوع، وإذا سجد، وإذا رفع رأسه من السجود بين السجدتين قريباً من السواء. وانظر شواهده هناك.

ص: 297

ابْنِ شَكَلٍ، وعَنْ صِلَةَ بْنِ زُفَرَ وَعَنْ سُلَيْكِ بْنِ مِسْحَلٍ الْغِطْفَانِيِّ قَالُوا: خَرَجَ عَلَيْنَا حُذَيْفَةُ وَنَحْنُ نَتَحَدَّثُ، فَقَالَ: إِنَّكُمْ لَتَكَلَّمُونَ كَلَامًا إِنْ كُنَّا لَنَعُدُّهُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم النِّفَاقَ (1).

23263 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ فِي الَّذِي يَقْعُدُ فِي وَسْطِ الْحَلْقَةِ، قَالَ: مَلْعُونٌ عَلَى لِسَانِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَوْ لِسَانِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم (2).

(1) أثر حسن، وهذا إسناد ضعيف، ليث -وهو ابن أبي سليم- ضعيف. إسماعيل بن إبراهيم: هو المعروف بابن عُليَّة، وبلال: هو ابن يحيى العبسي الكوفي.

وسيأتي بنحوه ضمن الحديث (23322) من طريق سعد بن أوس، عن بلال بن يحيى العبسي عن حذيفة، وبرقم (23278) و (23312) من طريق أبي الرُّقاد العبسي، عن حذيفة.

وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (10995).

وعن أنس، سلف برقم (12604).

وعن عبادة بن قُرْط، سلف برقم (15859) بلفظ: إنكم تعملون أعمالاً هي أدق في أعينكم من الشَّعر، إنْ كُنَّا لنعدُّها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الموبقات.

(2)

إسناده ضعيف، أبو مجلز -وهو لاحق بن حُميد- لم يُدرك حذيفة، قاله شعبة كما في الرواية الآتية برقم (23376)، وقال ابن معين: لم يسمع منه.

وأخرجه الطيالسي (435)، والترمذي (2753)، والحاكم 4/ 281، والبيهقي 3/ 234، والخطيب في "تاريخ بغداد" 12/ 9 - 10، وابن الجوزي في "العلل المتناهية"(1183) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (436)، وأبو داود (4826)، والبزار (2957)، والبيهقي 3/ 234 و 534، والخطيب 12/ 9 - 10، وابن الجوزي (1183) من طرق عن قتادة، به. =

ص: 298

23264 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مِسْعَرٍ، حَدَّثَنِي وَاصِلٌ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَقِيَهُ فِي بَعْضِ طُرُقِ الْمَدِينَةِ، فَأَهْوَى إِلَيْهِ، قَالَ: قُلْتُ إِنِّي جُنُبٌ قَالَ: " إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَا يَنْجُسُ "(1).

23265 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، عنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَا تَقُولُوا: مَا شَاءَ اللهُ وَشَاءَ

= وسيأتي برقم (23376) و (23406).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. مسعر: هو ابن كدام، وواصل: هو ابن حيان الأحدب، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي.

وأخرجه أبو داود (230)، وابن ماجه (535)، والنسائي 1/ 145، وأبو عوانة (775) و (777) و (778)، وابن حبان (1369)، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 2/ 73 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.

وسيأتي برقم (23417).

وأخرجه النسائي 1/ 145، وابن حبان (1258) و (1370) من طريق سليمان ابن أبي سليمان الشيباني، عن أبي بردة، عن حذيفة، وفيه قصة.

وسيأتي برقم (23416) من طريق ابن سيرين مرسلاً.

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7211).

قوله: "فأهوى إليه" أي: ميَّل يده إليه.

"لا ينجس" أي: لا يصير بالحدث نجساً لا يحلُّ مسُّ جلده، وإنما الحدث أمر حكمي تعبدي. قاله السندي.

ص: 299

فُلَانٌ، قُولُوا: مَا شَاءَ اللهُ، ثُمَّ شَاءَ فُلَانٌ " (1).

23266 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ - يَعْنِي ابْنَ صُهَيْبٍ - عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي الْمُخْتَارِ، عَنْ بِلَالٍ الْعَبْسِيِّ قَالَ: قَالَ حُذَيْفَةُ: مَا أَخْبِيَةٌ بَعْدَ أَخْبِيَةٍ كَانَتْ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِبَدْرٍ يُدْفَعُ عَنْهُمْ، مَا يُدْفَعُ عَنْ أَهْلِ هَذِهِ الْأَخْبِيَةِ، وَلَا يُرِيدُ بِهِمْ قَوْمٌ سُوءًا إِلَّا أَتَاهُمْ مَا يَشْغَلُهُمْ عَنْهُ (2).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات لكنه منقطع، عبد الله بن يسار -وهو الجهني- قال ابن معين: لا أعلمه لقي حذيفة. وقد اختلف فيه عليه أيضاً، فرواه منصور عنه هكذا، ورواه معبد بن خالد الجدلي عنه، عن قتيلة بنت صيفي كما سيأتي في مسندها برقم (27093)، وسيأتي من وجه آخر عن حذيفة برقم (23339)، وقد اختلف فيه أيضاً. منصور: هو ابن المعتمر.

وأخرجه الطيالسي (430)، وأبو داود (4980)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(985)، والدينوري في "المجالسة"(1988)، والبيهقي في "السنن" 3/ 216، وفي "الأسماء والصفات" ص 144، وفي "الاعتقاد" ص 156 - 157 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.

وسيأتي برقم (23347) و (23381) من طريق عبد الله بن يسار، عن حذيفة.

قوله: "لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان" أي: مما يوهم التسوية. قاله السندي.

قلنا: ويقاس على هذا كل لفظ يُوهم التسوية بين الخالق وبين المخلوق، مثل قول العامة وأشباههم: توكلنا على الله وعليك، وما لي غير الله وغيرك، وباسم الله والشعب، مما ينبغي تجنبه، والانتهاء عنه والتوبة منه أدباً مع الله سبحانه.

(2)

أثر صحيح، وهذا إسناد ضعيف، موسى بن أبي المختار مجهول، تفرد بالرواية عنه يوسف بن صهيب، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقد توبع، وفي سماع بلال العبسي من حذيفة كلام يأتي تفصيله عند الرواية (23322)، وسيأتي من وجه آخر صحيح كما في تخريجه.

وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 6/ 6 - 7، والبزار في "مسنده"(2944) من =

ص: 300

23267 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي الْجَهْمِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَاةَ الْخَوْفِ بِذِي قَرَدٍ - أَرْضٍ مِنْ أَرْضِ بَنِي سُلَيْمٍ - فَصَفَّ النَّاسُ خَلْفَهُ صَفَّيْنِ، صَفًّا يُوَازِي الْعَدُوَّ، وَصَفًّا خَلْفَهُ، فَصَلَّى بِالصَّفِّ الَّذِي يَلِيهِ رَكْعَةً، ثُمَّ نَكَصَ هَؤُلَاءِ إِلَى مَصَافِّ هَؤُلَاءِ، وَهَؤُلَاءِ إِلَى مَصَافِّ هَؤُلَاءِ، فَصَلَّى بِهِمْ رَكْعَةً أُخْرَى (1).

= طريق محمد بن عبيد الطنافسي بهذا الإسناد. قال البزار عقبه: يعني الكوفة.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(3052) من طريق الزبرقان، عن موسى بن أبي المختار، به. وفيه: يعني الكوفة.

وسيأتي برقم (23322) من طريق سعد بن أوس عن بلال العبسي.

وأخرجه ابن سعد 6/ 6، وابن أبي شيبة 12/ 188 عن وكيع، عن مسعر، عن الركين بن الربيع الفزاري، عن أبيه، عن حذيفة. وفيه: يعني الكوفة، وإسناده صحيح.

وأخرجه ابن سعد 6/ 6 عن أبي معاوية وابن نمير، وابن أبي شيبة 12/ 186 عن أبي معاوية وحده، كلاهما عن الأعمش، عن عمرو بن مرة المرادي، عن سالم بن أبي الجعد، عن حذيفة. وفيه: أخبية بالكوفة. وسالم لا تعرف له رواية عن حذيفة، وهو كثير الإرسال.

وأخرجه ابن سعد 6/ 6 عن عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن سماك، عن مغيث البكري، عن حذيفة. وفيه: يعني الكوفة.

وأخرجه ابن سعد 6/ 6 من طريق سلمة بن كهيل، عن سلمان، مثله. وإسناده منقطع أو معضل بين سلمة وسلمان وهو الفارسي.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي بكر ابن أبي الجهم، فمن رجال مسلم. =

ص: 301

23268 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ أَبِي الشَّعْثَاءِ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ زَهْدَمٍ الْحَنْظَلِيِّ قَالَ: كُنَّا مَعَ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بِطَبَرِسْتَانَ فَقَالَ: أَيُّكُمْ صَلَّى مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَاةَ الْخَوْفِ؟ قَالَ: فَقَالَ حُذَيْفَةُ: أَنَا. فَقَالَ سُفْيَانُ: فَوَصَفَ مِثْلَ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ (1).

= وسلف الحديث مكرراً في مسند ابن عباس برقم (2063)، وفي مسند زيد بن ثابت برقم (21592).

قوله: "بذي قرد" بفتحتين موضع على ليلتين من المدينة. قاله السندي.

(1)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ثعلبة بن زهدم، فقد روى له أبو داود والنسائي، وقد اختلف في صحبته، فجزم بها ابن حبان وابن السكن وابن منده وأبو نعيم الأصبهاني وابن عبد البر، وذكره البخاري في "التاريخ" 2/ 174 وقال: قال الثوري: له صحبة، ولا يصح. وذكره مسلم في الطبقة الأولى من التابعين، وقال الترمذي: أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وعامة روايته عن الصحابة، وقال العجلي: تابعي ثقة.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 461 - 462، والنسائي 3/ 167 - 168 من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق (4249)، وأبو داود (1246)، والبزار في "مسنده"(2968)، والنسائي 3/ 168، وابن خزيمة (1343)، والطبري في "تفسيره" 5/ 247، والطحاوي 1/ 310، وابن حبان (1452) و (2425)، والحاكم 1/ 335، والبيهقي 3/ 261 من طرق عن سفيان الثوري، به.

وسيأتي برقم (23389).

وسيأتي برقم (23352) من طريق مُخْمِل بن دماث، وبرقم (23433) من طريق رجل، وبرقم (23454) من طريق سليم بن عبدٍ السلولي، ثلاثتهم عن حذيفة. =

ص: 302

23269 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ لُبْسِ الْحَرِيرِ وَالدِّيبَاجِ، وَآنِيَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَقَالَ:" هُوَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا، وَلَنَا فِي الْآخِرَةِ "(1).

= وحديث ابن عباس هو الحديث السابق، وحديث زيد بن ثابت سلف في مسنده برقم (21593).

وفي الباب عن جابر، سلف برقم (14180)، وانظر تتمة شواهده هناك.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. الحكم: هو ابن عتيبة الكوفي.

وأخرجه مسلم (2067)، وابن ماجه (3590) من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (429)، والبخاري (5632) و (5831)، ومسلم (2067)، وأبو داود (3723)، وأبو عوانة (8481) و (8482) و (8483) و (8484)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 245 - 246 و 246، وفي "شرح المشكل"(1418)، والبيهقي في "الشعب"(6088) و (6378) من طرق عن شعبة، به.

وأخرجه البزار في "مسنده"(2953) من طريق داود بن يزيد، وأبو عوانة (8480) من طريق زيد بن أبي أنيسة، كلاهما عن الحكم، به.

وأخرجه الحميدي (440)، ومسلم (2067)، والبزار في "مسنده"(2809)، وأبو عوانة (8486)، وابن حبان (5339)، والبيهقي 1/ 27، والخطيب في "تاريخه" 10/ 3 من طريق عبد الله بن عُكَيم، والبزار (2876) و (2877) و (2878) و (2902)، وابن حبان (5343)، وأبو نعيم في "الحلية" 5/ 58 والخطيب 11/ 421 - 422 من طريق أبي وائل، والبزار (2789) من طريق عبد الله بن عمر، ثلاثتهم عن حذيفة.

وأخرجه عبد الرزاق (19928) عن معمر، عن قتادة أن حذيفة استسقى

فذكره مرسلاً. =

ص: 303

23270 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ سُلَيْمٍ الْعَبْسِيِّ، عَنْ بِلَالِ بْنِ يَحْيَى الْعَبْسِيِّ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ النَّعْيِ (1).

= وسيأتي بالأرقام (23314) و (23357) و (23364) و (23374) و (23401) و (23437) و (23464).

وفي باب النهي عن لبس الحرير والشرب في آنية الذهب والفضة عن أبي سعيد الخدري سلف برقم (11179)، وعن معاوية بن أبي سفيان سلف برقم (16833). وانظر الشواهد عندهما.

قوله: "لهم" أي: للكفرة لا بمعنى الحل لهم، بل بمعنى أنهم ينتفعون به عادة دون المؤمنين. قاله السندي.

(1)

إسناده ضعيف، فإن بلال بن يحيى العبسي لم يسمع من حذيفة فيما قاله ابن معين، وقال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 2/ 396: وجدته يقول: بلغني عن حذيفة. وقال أبو الحسن القطان: روى عن حذيفة أحاديث معنعنة ليس في شيء منها ذكر سماع. أما الترمذي فقد حسن له هذا الحديث من روايته عن حذيفة، وحبيب بن سليم العبسي روى عنه جمع، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 274 - 275 عن وكيع، بهذا الإسناد.

وسيأتي الحديث بذكر قصة فيه برقم (23455)، ويأتي تخريجه هناك.

وفي الباب عن عبد الله بن مسعود مرفوعاً عند الترمذي (984)، وموقوفاً عند ابن أبي شيبة 3/ 275، والترمذي (985)، والطبراني (9978)، ورجح الترمذي والدارقطني في "العلل" 5/ 165 الموقوف على المرفوع.

قلنا: ومدار إسناد المرفوع والموقوف على أبي حمزة ميمون الأعور، وهو ضعيف.

وعن ابن عباس عند الطبراني (11111) وإسناده واهٍ. =

ص: 304

23271 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ، قَالَ:" بِاسْمِكَ اللهُمَّ أَمُوتُ وَأَحْيَا " وَإِذَا اسْتَيْقَظَ قَالَ: " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَحْيَانَا بَعْدَمَا أَمَاتَنَا وَإِلَيْهِ النُّشُورُ "(1).

= قلنا: وقد صحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه نعى النجاشي إلى أصحابه كما في حديث أبي هريرة عند البخاري (1245) وغيره. قال الحافظ في "الفتح" 3/ 116 - 117: إن النعي ليس ممنوعاً كله وإنما نهي عما كان أهل الجاهلية يصنعونه فكانوا يرسلون من يعلن بخبر موت الميت على أبواب الدور والأسواق.

وقال ابن العربي: يؤخذ من مجموع الأحاديث ثلاث حالات: الأولى: إعلام الأهل والأصحاب وأهل الصلاح، فهذا سنة. الثانية: دعوة الحفل للمفاخرة، فهذه تكره. الثالثة: الإعلام بنوع آخر كالنياحة ونحو ذلك، فهذا يحرم.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن سعيد الثوري.

وأخرجه ابن أبي شيبة 9/ 71 و 10/ 247، ومن طريقه أبو داود (5049)، وأخرجه ابن ماجه (3880) عن علي بن محمد، كلاهما عن وكيع، بهذا الإسناد. واقتصر علي بن محمد على شطره الثاني.

وأخرجه تاماً ومختصراً الدارمي (2686)، والبخاري في "صحيحه"(6312) و (6324)، وفي "الأدب المفرد"(1205)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(747) و (856) من طرق عن سفيان الثوري، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 247، والبخاري (6314) و (7394)، والترمذي (3417)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" ص 167، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 3، وفي "شعب الإيمان"(4708)، والبغوي (1311) و (1312) من طرق عن عبد الملك بن عمير، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 247 عن جرير، عن منصور أو عبد الملك بن عمير، عن ربعي، به. وقال: الشك من جرير في عبد الملك أو منصور. =

ص: 305

23272 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ صِلَةَ بْنِ زُفَرَ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: جَاءَ السَّيِّدُ وَالْعَاقِبُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَا: يَا رَسُولَ اللهِ ابْعَثْ مَعَنَا أَمِينَكَ - وَقَالَ وَكِيعٌ مَرَّةً: أَمِينًا - قَالَ: " سَأَبْعَثُ مَعَكُمْ أَمِينًا حَقَّ أَمِينٍ " قَالَ: فَتَشَرَّفَ لَهَا النَّاسُ، فَبَعَثَ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ (1).

= وسيأتي الحديث بالأرقام (23286) و (23369) و (23391) و (23459).

وسلف برقم (21366) من طريق منصور بن المعتمر، عن ربعي، عن خرشة ابن الحر، عن أبي ذر.

وفي الباب عن البراء بن عازب، سلف برقم (18603).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح، وسفيان: هو الثوري، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي.

وهو في "فضائل الصحابة" للمصنف (1276).

وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 3/ 412، وابن أبي شيبة 12/ 136، وابن ماجه (135)، والترمذي (3796)، وأبو بكر الخلال في "السنة"(347) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (2420)، والنسائي في "الكبرى"(8197)، وأبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 4/ 269 من طريق أبي داود الحفري، وأبو عوانة من طريق محمد بن يوسف الفريابي، كلاهما عن سفيان الثوري، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 136 و 14/ 551، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2510)، وابن حبان (7000) من طريق زكريا بن أبي زائدة، والبخاري (4380) من طريق إسرائيل بن يونس، كلاهما عن أبي إسحاق السبيعي، به. وذكر في رواية إسرائيل قصة العاقب والسيد.

وسيأتي مكرراً برقم (23407). =

ص: 306

23273 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ لَمْ يَكْذِبْنِي - يَعْنِي حُذَيْفَةَ - قَالَ: لَقِيَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم جِبْرِيلُ وَهُوَ عِنْدَ أَحْجَارِ الْمِرَاءِ، فَقَالَ: إِنَّ أُمَّتَكَ يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، فَمَنْ قَرَأَ مِنْهُمْ عَلَى حَرْفٍ، فَلْيَقْرَأْ كَمَا عُلِّمَ وَلَا يَرْجِعْ عَنْهُ.

قَالَ أَبِي: وَقَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ: إِنَّ مِنْ أُمَّتِكَ الضَّعِيفَ، فَمَنْ قَرَأَ عَلَى حَرْفٍ فَلَا يَتَحَوَّلْ مِنْهُ إِلَى غَيْرِهِ رَغْبَةً عَنْهُ (1).

23274 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: " قَامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَقَامًا، فَمَا تَرَكَ شَيْئًا يَكُونُ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ إِلَّا ذَكَرَهُ فِي مَقَامِهِ ذَلِكَ، حَفِظَهُ مَنْ حَفِظَهُ، وَنَسِيَهُ مَنْ نَسِيَهُ. قَالَ حُذَيْفَةُ: فَإِنِّي لَأَرَى أَشْيَاءَ قَدْ كُنْتُ

= وسيأتي من طريق شعبة عن أبي إسحاق برقم (23377) و (23397).

وسلف الحديث مطولاً عن أسود وخلف بن الوليد، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن صلة بن زفر، عن عبد الله بن مسعود برقم (3930)، والمحفوظ حديث حذيفة، وانظر شرحه وأحاديث الباب هناك.

(1)

إسناده ضعيف، إبراهيم بن مهاجر ليس بذاك القوي، ولم يتابع عليه بهذا اللفظ.

وسيأتي عن عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان برقم (23410).

وسيأتي بسياق آخر من طريق زر بن حبيش، عن حذيفة بالأرقام (23326) و (23398) و (23447)، وإسناده حسن على اختلاف في صحابيِّه.

ص: 307

نُسِّيتُهَا فَأَعْرِفُهَا كَمَا يَعْرِفُ الرَّجُلُ وَجْهَ الرَّجُلِ، قَدْ كَانَ غَائِبًا عَنْهُ، يَرَاهُ فَيَعْرِفُهُ. وَقَالَ وَكِيعٌ مَرَّةً: فَرَآهُ فَعَرَفَهُ (1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (2891)(23) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (6604)، وأبو عوانة في الفتن كما في "إتحاف المهرة" 4/ 256، والبيهقي في "الدلائل" 6/ 312 - 313، والبغوي (4215) من طرق عن سفيان الثوري، به.

وأخرجه مسلم (2891)(23)، وأبو داود (4240)، والبزار في "مسنده"(2883)، وأبو عوانة في الفتن، وابن حبان (6636)، والحاكم 4/ 487، والبيهقي 6/ 313 من طرق عن الأعمش، به.

وأخرجه البزار (2862) عن يوسف بن موسى، عن جرير بن عبد الحميد، عن منصور بن المعتمر، عن أبي وائل، به. فجعله يوسف بن موسى -وهو الرازي- من حديث جرير عن منصور، بدل الأعمش. وهو صدوق.

وسيأتي من طريق أبي وائل عن حذيفة برقم (23309) و (23405).

ومن طريق عبد الله بن يزيد الخطمي برقم (23281).

وأخرجه الحاكم 4/ 472 من طريق معاوية بن عمرو، عن زائدة، ومن طريق أبي الوليد الطيالسي، عن أبي عوانة اليشكري، كلاهما عن عاصم بن بهدلة، عن زر ابن حبيش، عن حذيفة.

وأخرجه ابن حبان (6637)، والطبراني في "الأوسط"(5636) من طريق أبي إدريس الخولاني، عن حذيفة.

وانظر حديث أبي إدريس الخولاني، عن حذيفة فيما سيأتي برقم (23291).

وأخرجه أبو داود (4243) من طريق ابن قبيصة، عن أبيه قبيصة بن ذؤيب، عن حذيفة بن اليمان قال: والله ما أدري أنسي أصحابي أم تناسوا؟ والله ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم من قائد فتنة إلى أن تنقضي الدنيا يبلغ من معه ثلاث مئة فصاعداً إلا =

ص: 308

23275 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ شَيْخٍ يُقَالُ لَهُ: هِلَالٌ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنْ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى مَسْحِ الْحَصَى، فَقَالَ:" وَاحِدَةً أَوْ دَعْ "(1).

23276 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ مَوْلًى لِرِبْعِيٍّ، عَنْ رِبْعِيٍّ

= قد سماه لنا باسمه واسم أبيه واسم قبيلته. قلنا: وإسناده ضعيف لإبهام ابن قبيصة.

وفي الباب عن المغيرة بن شعبة، سلف برقم (18224)، وانظر تتمة شواهده هناك.

(1)

حديث صحيح لكن من حديث أبي ذرٍّ الغِفاري، فقد اختلف على محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى فيه، وهو سيئ الحفظ، فرواه سفيان الثوري وغيره كما سلف برقم (21446) عن ابن أبي ليلى، عن أخيه عيسى، عن أبيه عبد الرحمن، عن أبي ذر، وهو المحفوظ فقد توبع ابن أبي ليلى في حديث أبي ذر وهلال مجهول، وزعم الحافظ في "تعجيل المنفعة" أنه مولى ربعي بن حراش، وهلال مولى ربعي هذا لم يحدِّث عنه سوى عبد الملك بن عمير فيما قاله الذهبي في "الميزان" ثم هو يروي عن حذيفة بواسطة مولاه ربعي كما في الرواية التالية، والله تعالى أعلم.

وأما حديث حذيفة، فأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 411 عن وكيع، بهذا الإسناد.

وسيأتي مكرراً برقم (23418).

وفي الباب عن جابر، سلف برقم (14204).

وعن معيقيب، سلف برقم (15509).

قال السندي: قوله: "واحدة" بالنصب، أي: امسح مرَّةً واحدة. وقوله: "أو دع" يمكن أن تكون "أو" هنا بمعنى "بل" تنبيهاً على أنه الأَوْلَى، والله تعالى أعلم.

ص: 309

عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم جُلُوسًا فَقَالَ: " إِنِّي لَا أَدْرِي مَا قَدْرُ بَقَائِي فِيكُمْ، فَاقْتَدُوا بِاللَّذَيْنِ مِنْ بَعْدِي - وَأَشَارَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ - وَتَمَسَّكُوا بِعَهْدِ عَمَّارٍ، وَمَا حَدَّثَكُمْ ابْنُ مَسْعُودٍ فَصَدِّقُوهُ "(1).

(1) حديث حسن بطرقه وشواهده دون قوله: "تمسكوا بعهد عمار" وهذا إسناد ضعيف، مولى ربعي -وهو هلال كما جاء مسمًّى في بعض الروايات وفي كتب التراجم- مجهول، فقد تفرد بالرواية عنه عبد الملك بن عمير، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، لكنه قد توبع في الرواية الآتية برقم (23386)، وباقي رجال الإسناد ثقات.

وهو في "فضائل الصحابة" للمصنف (478)، وسيتكرر برقم (23419).

وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 2/ 334، وابن أبي شيبة 12/ 11 و 14/ 569، وابن ماجه (97)، والترمذي بإثر الحديث (3799)، وابن أبي عاصم في "السنة"(1148)، والبزار في "مسنده"(2829) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وسقط من مطبوع "الطبقات""ربعي" وسقط حديث الترمذي من بعض الطبعات! فليستدرك.

وأخرجه ابن سعد 2/ 334، ويعقوب بن سفيان في "تاريخه" 1/ 480 من طريق أبي عاصم النبيل وقبيصة بن عقبة، وابن ماجه (97) من طريق مؤمل بن إسماعيل، وأبو حاتم -كما في "العلل" لابنه 2/ 381 - عن محمد بن كثير، والطحاوي في "شرح المشكل"(1224) من طريق محمد الفريابي، خمستهم عن سفيان الثوري، به.

وخالفهم جميعاً أبو حذيفة موسى بن مسعود عند الطحاوي في "شرح المشكل"(1225)، فرواه عن سفيان الثوري، عن عبد الملك، عن ربعي، عن حذيفة، لم يذكر في إسناده مولى ربعي. قلنا: ورواية أبي حذيفة عن الثوري فيها كلام عند أهل العلم، فضلاً عن مخالفته لأصحاب الثوري في هذا الحديث. =

ص: 310

23277 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعُمَيْسِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنٍ لِحُذَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا دَعَا لِرَجُلٍ، أَصَابَتْهُ وَأَصَابَتْ وَلَدَهُ وَوَلَدَ وَلَدِهِ (1).

= وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(1149) عن يعقوب بن حميد، والفسوي 2/ 480، والبزار (2828)، والطحاوي في "شرح المشكل"(1232) من طريق عبد العزيز بن عبد الله الأويسي، والطحاوي (1230)، والطبراني في "الأوسط"(5499) من طريق مصعب الزبيري ثلاثتهم عن إبراهيم بن سعد، عن الثوري، عن عبد الملك، عن هلال مولى ربعي، عن ربعي، به. فسمى مولى ربعي هلالاً.

ورواه مرَّةً الأويسي عند الطحاوي (1231) عن إبراهيم بن سعد، عن الثوري، عن منصور بن المعتمر، عن هلال مولى ربعي، به. فجعل بدل عبد الملك بن عمير منصوراً، وهو خطأ، والصواب رواية الجماعة عن إبراهيم.

وسلف الحديث برقم (23245) مختصراً بقصة الاقتداء بأبي بكر وعمر.

وأخرج البزار (2679 - كشف الأستار)، والطبراني في "الأوسط"(6875) من طريق عمرو بن أبي قيس، عن منصور بن المعتمر، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن ابن مسعود مرفوعاً:"رضيتُ لأمتي ما رضي لها ابن أُمِّ عبد- وزاد البزار: وكرهت لأُمتي ما كره لها ابن أُمِّ عبد". وفي إسناده ضعف.

وأخرجه الحاكم 3/ 317 - 318 من طريق زائدة، عن منصور، عن زيد بن وهب، عن ابن مسعود. ورجاله ثقات.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(8458) من طريق زائدة، والحاكم 3/ 318 من طريق الثوري وإسرائيل -فرقهما-، ثلاثتهم عن منصور، عن القاسم بن عبد الرحمن: حُدثت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم

فذكره. ورجاله ثقات.

قوله: "تمسكوا بعهد عمار" أي: ما يوصيكم به ويأمركم.

(1)

إسناده ضعيف، أبو بكر بن عمرو بن عتبة -وهو الثقفي- مجهول الحال، =

ص: 311

23278 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا رَزِينُ بْنُ حَبِيبٍ الْجُهَنِيُّ، عَنْ أَبِي الرُّقَادِ الْعَبْسِيِّ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: إِنْ كَانَ الرَّجُلُ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَيَصِيرُ بِهَا مُنَافِقًا، وَإِنِّي لَأَسْمَعُهَا مِنْ أَحَدِكُمُ الْيَوْمَ فِي الْمَجْلِسِ عَشْرَ مَرَّاتٍ (1).

23279 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَالِكٍ الْأَشْجَعِيُّ سَعْدُ بْنُ طَارِقٍ، حَدَّثَنَا رِبْعِيُّ بْنُ حِرَاشٍ

= ولم يذكره ابن حجر في "تعجيل المنفعة" وهو من شرطه، وابن حذيفة سماه الحافظ في "التعجيل" أبا عُبيدة، قلنا: وأبو عُبيدة روى عنه جمع، ووثقه العجلي وابن حبان. أبو العميس: هو عتبة بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود الهُذلي.

وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" 10/ 396، وفي "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" للبوصيري 9/ 145 عن وكيع، بهذا الإسناد.

وسيأتي برقم (23394).

قال السندي: "إذا دعا لرجل" أي: بخير.

"أصابته" أي: الدعوة.

(1)

أثر حسن، وهذا إسناد ضعيف، أبو الرقاد العبسي ترجم له البخاري في "الكنى" وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" والحسيني في "الإكمال"، وفات الحافظ في "التعجيل" أن يترجم له، ولم يذكروا فيه جرحاً ولا تعديلاً، ولم يذكروا في الرواة عنه غير رَزين بن حبيب، فهو مجهول. وتحرف رزين في مطبوع "الكنى" للبخاري إلى: زر بن حبيش.

وسيأتي برقم (23312).

وانظر ما سلف برقم (23262).

ص: 312

عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا مَعَ الدَّجَّالِ مِنَ الدِّجَّالِ، مَعَهُ نَهْرَانِ يَجْرِيَانِ: أَحَدُهُمَا رَأْيَ الْعَيْنِ مَاءٌ أَبْيَضُ، وَالْآخَرُ رَأْيَ الْعَيْنِ نَارٌ تَأَجَّجُ، فَإِنْ أَدْرَكَنَّ وَاحِدًا (1) مِنْكُمْ، فَلْيَأْتِ النَّهَرَ الَّذِي يَرَاهُ نَارًا، فَلْيُغْمِضْ ثُمَّ لِيُطَأْطِئْ رَأْسَهُ فَلْيَشْرَبْ، فَإِنَّهُ مَاءٌ بَارِدٌ، وَإِنَّ الدَّجَّالَ مَمْسُوحُ الْعَيْنِ الْيُسْرَى، عَلَيْهَا ظَفَرَةٌ غَلِيظَةٌ، مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، كَافِرٌ، يَقْرَؤُهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ كَاتِبٌ وَغَيْرُ كَاتِبٍ "(2).

(1) في (ظ 5) و (ظ 2): واحد، والمثبت من (م) و (ق) ومن مكرره رقم (23439).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي مالك الأشجعي، فمن رجال مسلم.

وأخرجه ابن أبي شيبة 15/ 133، ومسلم (2934)(105)، وأبو عوانة في الفتن كما في "إتحاف المهرة" 4/ 252، وابن منده في "الإيمان"(1032) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وسيتكرر برقم (23439).

وأخرجه مطولاً ابن منده في "الإيمان"(1033)، والحاكم 4/ 490 - 491 من طريق خلف بن خليفة، عن أبي مالك، به.

وزِيدَ في مطبوع "المستدرك" بين أبي مالك وربعي أبو حازم الأشجعي! ولم يُذكر أبو حازم في إسناده الذي في "إتحاف المهرة" 4/ 252 - 253، وهو الصواب.

وأخرج قوله: "مكتوب بين عينيه كافر" ضمن حديث آخر البزار (2807) و (2808)، وابن حبان (6807) من طريق سليمان بن ميسرة، عن طارق بن شهاب، عن حذيفة.

وانظر ما سلف برقم (23250). =

ص: 313

23280 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا أَبُو مَالِكٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ: أَنَّهُ قَدِمَ مِنْ عِنْدِ عُمَرَ، قَالَ: لَمَّا جَلَسْنَا إِلَيْهِ أَمْسِ، سَأَلَ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم أَيُّكُمْ سَمِعَ قَوْلَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْفِتَنِ؟ فَقَالُوا: نَحْنُ سَمِعْنَاهُ. قَالَ: لَعَلَّكُمْ تَعْنُونَ فِتْنَةَ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ؟ قَالُوا: أَجَلْ. قَالَ: لَسْتُ عَنْ تِلْكَ أَسْأَلُ، تِلْكَ يُكَفِّرُهَا الصَّلَاةُ وَالصِّيَامُ وَالصَّدَقَةُ، وَلَكِنْ أَيُّكُمْ سَمِعَ قَوْلَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْفِتَنِ الَّتِي تَمُوجُ مَوْجَ الْبَحْرِ؟ قَالَ: فَأَسْكَتَ (1) الْقَوْمُ، وَظَنَنْتُ أَنَّهُ إِيَّايَ يُرِيدُ، قُلْتُ: أَنَا. قَالَ لِي: أَنْتَ لِلَّهِ أَبُوكَ! قَالَ: قُلْتُ: " تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ عَرْضَ الْحَصِيرِ، فَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَتْ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ، وَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَتْ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ، حَتَّى يَصِيرَ الْقَلْبُ عَلَى قَلْبَيْنِ: أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا لَا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ، وَالْآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَدٌّ كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا - وَأَمَالَ كَفَّهُ - لَا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا، وَلَا يُنْكِرُ مُنْكَرًا، إِلَّا مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ "(2).

= قوله: "ظفرة" بفتحتين: جِلدة تنبت على العين.

(1)

المثبت من (ظ 5) ونسخة السندي، وفي (م) والنسخ المتأخرة: فأمسك.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه.

وسيتكرر بهذا الإسناد بأطول مما هنا برقم (23440). ويأتي تخريجه هناك.

وسيأتي بنحوه من طريق شقيق بن سلمة عن حذيفة برقم (23412).

قال السندي: قوله: "فأسكت القوم" بفتح الهمزة من الإسكات بمعنى السكوت، وإنما سكتوا، لأنهم لم يكونوا يحفظون هذا النوع من الفتنة. =

ص: 314

23281 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ حُذَيْفَةَ أَنَّهُ قَالَ: أَخْبَرَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِمَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ، فَمَا مِنْهُ شَيْءٌ إِلَّا قَدْ سَأَلْتُهُ، إِلَّا أَنِّي لَمْ أَسْأَلْهُ: مَا يُخْرِجُ أَهْلَ الْمَدِينَةِ مِنَ الْمَدِينَةِ (1)؟

= "عرض الحصير" أي: توضع عليها وتبسط كما يبسط الحصير. وقيل: المراد بالحصير المحصور الذي أحاط به القوم، أي: تحيط بالقلوب كما يحاط الحصير. وقال الخطابي: أي: تظهر على القلوب فتنة بعد فتنة كما يُنسج الحصير عوداً عوداً، شبه عرضها عليه بعرض قضبان الحصير على صانعها واحداً بعد واحد.

"يصير القلب" أي: جنس القلب.

"على قلبين" أي: نوعين وقسمين.

"مثل الصفا" بالقصر: الحجر الصافي الأملس الذي لا يتغير لشدته وملاسته بطول الزمان.

"مربدّ" من اربدّ كاحمرَّ أي: صار كالرماد.

"مجخياً" بميم مضمومة فجيم مفتوحة فخاء معجمة مكسورة: هو المائل فلا يثبت فيه الماء.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عدي بن ثابت: هو الأنصاري الكوفي، وعبد الله بن يزيد: هو الأنصاري الخطمي صحابي صغير.

وأخرجه مسلم (2891)(24) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (433)، ومن طريقه أبو عوانة في الفتن كما في "إتحاف المهرة" 4/ 256، وأخرجه مسلم (2891)(24)، والبزار في "مسنده"(2795)، والبيهقي في "الدلائل" 6/ 312 من طريق وهب بن جرير، كلاهما (الطيالسي ووهب) عن شعبة، به. =

ص: 315

23282 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ وَأَبُو النَّضْرِ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ: هُوَ ابْنُ هِلَالٍ - قَالَ أَبُو النَّضْرِ فِي حَدِيثِهِ: حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ، يَعْنِي ابْنَ هِلَالٍ - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَاصِمٍ اللَّيْثِيُّ، قَالَ: أَتَيْتُ الْيَشْكُرِيَّ فِي رَهْطٍ مِنْ بَنِي لَيْثٍ قَالَ: فَقَالَ: مَنِ الْقَوْمُ؟ قَالَ: قُلْنَا: بَنُو لَيْثٍ. قَالَ: فَسَأَلْنَاهُ وَسَأَلَنَا، ثُمَّ قُلْنَا: أَتَيْنَاكَ نَسْأَلُكَ عَنْ حَدِيثِ حُذَيْفَةَ. قَالَ: أَقْبَلْنَا مَعَ أَبِي مُوسَى قَافِلِينَ وَغَلَتِ الدَّوَابُّ بِالْكُوفَةِ، فَاسْتَأْذَنْتُ أَنَا وَصَاحِبٌ لِي أَبَا مُوسَى فَأَذِنَ لَنَا، فَقَدِمْنَا الْكُوفَةَ بَاكِرًا مِنَ النَّهَارِ، فَقُلْتُ لِصَاحِبِي: إِنِّي دَاخِلٌ الْمَسْجِدَ، فَإِذَا قَامَتِ السُّوقُ خَرَجْتُ إِلَيْكَ. قَالَ: فَدَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَإِذَا فِيهِ حَلْقَةٌ كَأَنَّمَا قُطِعَتْ رُؤُوسُهُمْ يَسْتَمِعُونَ إِلَى حَدِيثِ رَجُلٍ، قَالَ: فَقُمْتُ عَلَيْهِمْ، قَالَ: فَجَاءَ رَجُلٌ فَقَامَ إِلَى جَنْبِي، قَالَ: قُلْتُ مَنْ هَذَا؟ قَالَ: أَبَصْرِيٌّ أَنْتَ؟ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: قَدْ عَرَفْتُ لَوْ كُنْتَ كُوفِيًّا لَمْ تَسْأَلْ عَنْ هَذَا، هَذَا حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ.

قَالَ: فَدَنَوْتُ مِنْهُ فَسَمِعْتُهُ، يَقُولُ: كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْخَيْرِ وَأَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ، وَعَرَفْتُ أَنَّ الْخَيْرَ لَنْ يَسْبِقَنِي، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَبَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ شَرٌّ؟ قَالَ: " يَا

= وانظر ما سلف برقم (23274).

وانظر حديث أبي هريرة السالف برقم (7193).

ص: 316

حُذَيْفَةُ، تَعَلَّمْ كِتَابَ اللهِ، وَاتَّبِعْ مَا فِيهِ " ثَلَاثَ مِرَارٍ، (1 قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَبَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ شَرٌّ؟ قَالَ: " فِتْنَةٌ وَشَرٌّ " قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَبَعْدَ هَذَا الشَّرِّ خَيْرٌ؟ قَالَ: " يَا حُذَيْفَةَ، تَعَلَّمْ كِتَابَ اللهِ وَاتَّبِعْ مَا فِيهِ " ثَلَاثَ مِرَارٍ 1)، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَبَعْدَ هَذَا الشَّرِّ خَيْرٌ؟ قَالَ: " هُدْنَةٌ عَلَى دَخَنٍ، وَجَمَاعَةٌ عَلَى أَقْذَاءٍ " قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، الْهُدْنَةُ عَلَى دَخَنٍ مَا هِيَ؟ قَالَ:" لَا تَرْجِعُ قُلُوبُ أَقْوَامٍ عَلَى الَّذِي كَانَتْ عَلَيْهِ " قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَبَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ شَرٌّ؟ (2 قَالَ: يَا حُذَيْفَةَ، تَعَلَّمْ كِتَابَ اللهِ وَاتَّبِعْ مَا فِيهِ " ثَلَاثَ مِرَارٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَبَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ شَرٌّ؟ 2) قَالَ: " فِتْنَةٌ عَمْيَاءُ صَمَّاءُ عَلَيْهَا دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ النَّارِ، وَأَنْتَ أَنْ تَمُوتَ يَا حُذَيْفَةُ وَأَنْتَ عَاضٌّ عَلَى جِذْلٍ، خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ تَتَّبِعَ أَحَدًا مِنْهُمْ " (3).

(1 - 1) ما بين القوسين سقط من (م) و (ظ 2) و (ق)، وأثبتناه من نسخة (ظ 5).

(2 - 2) سقط من (م)، وأثبتناه من (ظ 5) و (ظ 2).

(3)

حديث حسن، اليشكري -وهو سبيع بن خالد، ويقال: خالد بن سبيع، ويقال: خالد بن خالد البصري- روى عنه جمع ووثقه العجلي وابن حبان، وقد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. بهز: هو ابن أسد العمي، وأبو النضر: هو هاشم بن القاسم.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(8032) من طريق بهز بن أسد وحده، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (442)، وابن أبي شيبة 15/ 9 و 17، وأبو داود (4246)، وابن حبان (5963) من طرق عن سليمان بن المغيرة، به. ورواية ابن أبي شيبة =

ص: 317

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= 15/ 17 مختصرة، وسقط اليشكري من مطبوع ابن أبي شيبة 15/ 9.

وسيأتي بالأرقام (23425) و (23427) و (23428) و (23429) و (23430) و (23449). ونسب سبيع بن خالد في بعض الروايات ضبعياً.

وسيأتي برقم (23426) عن محمد بن جعفر، عن شعبة قال: حدثني أبو بشر في إسناد له عن حذيفة رفعه.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(7339) من طريق روح بن عبادة، عن أبي عامر صالح بن رستم الخزاز، عن حميد بن هلال، عن نصر بن عاصم، عن عبد الرحمن بن قُرط، عن حذيفة. قلنا: وعبد الرحمن بن قرط مجهول.

وأخرجه مطولاً ومختصراً ابن ماجه (3981)، والبزار في "مسنده"(2961)، والنسائي في "الكبرى"(8033)، والحاكم 1/ 121 و 4/ 232 من طريق سعيد بن عامر، عن أبي عامر الخزاز، عن حميد بن هلال، عن عبد الرحمن بن قرط، عن حذيفة. دون ذكر نصر بن عاصم. ووقع في رواية البزار: عن حذيفة أو عن رجل عن حذيفة.

وأخرجه مختصراً البزار (2799) من طريق أبي الطفيل، والبزار (2811)، والطبراني في "الأوسط"(3555) من طريق زيد بن وهب، كلاهما عن حذيفة. وإسناداهما حسنانِ.

وأخرج البخاري (3606) و (7084)، ومسلم (1847)(51)، وابن ماجه (3979) من طريق بسر بن عُبيد الله، عن أبي إدريس الخولاني أنه سمع حذيفة يقول: كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله، إنا كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير. فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال:"نعم"، قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: "نعم، وفيه دَخَنٌ". قلت: وما دَخنُهُ؟ قال: "قوم يهدون بغير هَدْيي تعرف منهم وتُنكِر". قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: "نعم، دُعاةٌ إلى أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها". قلت: يا رسول الله، صِفْهُم لنا؟ فقال: "هم =

ص: 318

23283 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا كَثِيرٌ أَبُو النَّضْرِ، عَنْ رِبْعِىِّ بْنِ حِرَاشٍ قَالَ:

= مِن جِلدَتنا، ويتكلمون بألسِنَتِنا". قلت: فما تأمُرني إن أدركني ذلك؟ قال: "تلزم جماعة المسلمين وإمامهم". قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمامٌ؟ قال: "فاعتزل تلك الفرق كُلَّها ولو أن تَعَضَّ بأصل شجرةٍ حتى يُدْرِكَكَ الموت وأنت على ذلك".

وانظر ما سيأتي برقم (23328).

وقوله: كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وأسأله عن الشر، هذه العبارة ذكرها حذيفة في غير ما حديث، لكنها جاءت منفردة برقم (23390) من طريق أبي البختري، عن حذيفة قال: كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يسألونه عن الخير وكنت أسأله عن الشر، قيل: لم فعلت ذلك؟ قال: مَن اتقى الشرَّ وقع في الخير. وسيأتي تخريجها هناك.

قال السندي: قوله: "كأنما قطعت رؤوسهم" أي: لا يحركون رؤوسهم.

"تعلم كتاب الله" أي: في أيام ذلك الشرّ خذ بالكتاب تهتدِ.

"هدنة" بضم فسكون: الصلح.

"على دخن" بفتحتين: الدخان، أي: صلح في الظاهر مع خيانة قلوب وخداعها في الباطن.

و"جماعة" أي: اجتماع في الظاهر.

"على أقذاء" على فساد في الباطن، شبَّهَ الفساد بالأقذاء جمع قذى، وهو ما يقع في الشراب من غبار ووسخ.

"لا ترجع قلوب أقوام" وإن اصطلحوا.

"عمياء صماء" أي: لا مخلصَ منها، ولا سبيل إلى تناهيها.

"بجذل" بكسر الجيم أو فتحها وسكون الذال المعجمة، أي: بأصل الشجرة، أي: اخرُجْ منهم إلى البوادي.

ص: 319

انْطَلَقْتُ إِلَى حُذَيْفَةَ بِالْمَدَائِنِ لَيَالِيَ سَارَ النَّاسُ إِلَى عُثْمَانَ، فَقَالَ: يَا رِبْعِيُّ، مَا فَعَلَ قَوْمُكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: عَنْ أَيِّ بَالِهِمْ تَسْأَلُ؟ قَالَ: مَنْ خَرَجَ مِنْهُمْ إِلَى هَذَا الرَّجُلِ؟ فَسَمَّيْتُ رِجَالًا فِيمَنْ خَرَجَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ وَاسْتَذَلَّ الْإِمَارَةَ لَقِيَ اللهَ وَلَا وَجْهَ لَهُ عِنْدَهُ "(1).

23284 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، حَدَّثَنَا رِبْعِيُّ بْنُ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ: أَنَّهُ أَتَاهُ بِالْمَدَائِنِ، فَذَكَرَهُ (2).

(1) إسناده حسن، كثير أبو النضر -وهو ابن أبي كثير الكوفي- روى عنه جمعٌ، وقال أبو حاتم: مستقيم الحديث، ووثقه ابن حبان، وضعفه ابن معين، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه القضاعي في "مسند الشهاب"(449)، والحاكم 1/ 119 و 3/ 104 من طريق إسحاق بن سليمان، بهذا الإسناد.

وأخرج ابن أبي شيبة 15/ 21 و 23، والبخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 54، والدُّولابي في "الكنى" 1/ 166، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 280 من طرق عن أبي إسحاق السبيعي، عن سعد بن حذيفة، عن أبيه حذيفة قال:"من فارق الجماعة شبراً فارق الإسلام". ووقع عند الدولابي مرفوعاً، وإسناده ضعيف. وسعد بن حذيفة روى عنه ثلاثةٌ وذكره ابن حبان في "الثقات".

وسيأتي مرفوعاً بالأرقام (23284) و (23288) و (23452).

وفي باب ذم مفارقة الجماعة، عن ابن عمر سلف برقم (5386) وانظر تتمة الشواهد عنده.

(2)

إسناده حسن من أجل كثير بن أبي كثير.

محمد بن بكر: هو البرساني.

وسيأتي مكرراً برقم (23452)، وانظر الحديث السابق.

ص: 320

23285 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ قَالَ: أَتَيْتُ عَلَى حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ، وَهُوَ يُحَدِّثُ عَنْ لَيْلَةِ أُسْرِيَ بِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ يَقُولُ:" فَانْطَلَقْتُ - أَوْ انْطَلَقْنَا (1) - حَتَّى أَتَيْنَا عَلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ " فَلَمْ يَدْخُلَاهُ. قَالَ: قُلْتُ: بَلْ دَخَلَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَتَئِذٍ وَصَلَّى فِيهِ. قَالَ: مَا اسْمُكَ يَا أَصْلَعُ؟ فَإِنِّي أَعْرِفُ وَجْهَكَ وَلَا أَدْرِي مَا اسْمُكَ! قَالَ: قُلْتُ: أَنَا زِرُّ بْنُ حُبَيْشٍ. قَالَ: فَمَا عِلْمُكَ بِأَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى فِيهِ لَيْلَتَئِذٍ؟ قَالَ: قُلْتُ: الْقُرْآنُ يُخْبِرُنِي بِذَلِكَ. قَالَ: مَنْ تَكَلَّمَ بِالْقُرْآنِ، فَلَجَ، اقْرَأْ. قَالَ: فَقَرَأْتُ: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} [الإسراء: 1]. قَالَ: فَلَمْ أَجِدْهُ صَلَّى فِيهِ، قَالَ: يَا أَصْلَعُ، هَلْ تَجِدُ صَلَّى فِيهِ؟ قَالَ: قُلْتُ: لَا. قَالَ: وَاللهِ مَا صَلَّى فِيهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَتَئِذٍ، لَوْ صَلَّى فِيهِ لَكُتِبَ عَلَيْكُمْ صَلَاةٌ فِيهِ، كَمَا كُتِبَ عَلَيْكُمْ صَلَاةٌ فِي الْبَيْتِ الْعَتِيقِ، وَاللهِ مَا زَايَلَا الْبُرَاقَ حَتَّى فُتِحَتْ لَهُمَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ فَرَأَيَا الْجَنَّةَ وَالنَّارَ، وَوَعْدَ الْآخِرَةِ أَجْمَعَ، ثُمَّ عَادَا عَوْدَهُمَا عَلَى بَدْئِهِمَا. قَالَ: ثُمَّ ضَحِكَ حَتَّى رَأَيْتُ نَوَاجِذَهُ قَالَ: وَيُحَدِّثُونَ أَنَّهُ رَبَطَهُ (2)، أَلِيَفِرَّ مِنْهُ؟! وَإِنَّمَا سَخَّرَهُ لَهُ عَالِمُ

(1) في (م) والأصول: انطلقنا فلقينا، بزيادة "فلقينا" ولا وجه لها هنا. وأورد هذا الحديث الحافظ ابن كثير في "تفسيره" 5/ 19 - 20 عن "المسند" من هذا الطريق فلم يذكرها.

(2)

في (م): لربطه ليفر، والمثبت من الأصول.

ص: 321

الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ. قَالَ: قُلْتُ: أَبَا عَبْدِ اللهِ: أَيُّ دَابَّةٍ الْبُرَاقُ؟ قَالَ: دَابَّةٌ أَبْيَضُ طَوِيلٌ، هَكَذَا خَطْوُهُ مَدُّ الْبَصَرِ (1).

(1) إسناده حسن من أجل عاصم -وهو ابن بهدلة- وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي.

وأخرجه مختصراً البزار في "مسنده"(2915) من طريق أبي أحمد محمد بن عبد الله بن الزبير الزبيري، عن شيبان بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد.

وأخرجه تاماً ومختصراً الحميدي (448)، والترمذي (3147) من طريق مسعر بن كدام، وابن حبان (45) من طريق حماد بن زيدٍ، والحاكم 2/ 359 من طريق أبي بكر بن عياش، ثلاثتهم عن عاصم، به.

وسيأتي مختصراً برقم (23320) من طريق سفيان، وبرقم (23332) و (23333) و (23343) من طريق حماد بن سلمة، كلاهما عن عاصم بن بهدلة.

وفي الباب عن أنس بن مالك عند مسلم وسلف برقم (12505) وفيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما جاء بيت المقدس ربط الدابة بالحلقة التي يربط فيها الأنبياء، ثم صلَّى فيه ركعتين.

وعن أبي هريرة عند مسلم (172) أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بالأنبياء.

قال الإمام الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 12/ 544: وكان ما رويناه عن ابن مسعود، وأنس، وأبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من إثباتِ صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم هناك أولى من نفي حذيفة أن يكون صلَّى هناك، لأن إثبات الأشياء أولى من نفيها، ولأن الذي قاله حذيفة: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كان صلى هناك، لوجب على أمته أن يأتوا ذلك المكان، ويصلوا فيه كما فعل صلى الله عليه وسلم فإن ذلك مما لا حجة لحذيفة فيه، إذ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد كان يأتي مواضع، ويصلي فيها، لم يكتب علينا إتيانها، ولا الصلواتُ فيها.

وبنحوه قال الإمام البيهقي في "دلائل النبوة" 2/ 365. =

ص: 322

23286 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رِبْعِىِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَمِنًا أَنْ يَقُولَ إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ مِنَ اللَّيْلِ، وَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى تَحْتَ خَدِّهِ الْأَيْمَنِ (1)، ثُمَّ يَقُولُ:" اللهُمَّ بِاسْمِكَ أَحْيَا، وَبِاسْمِكَ أَمُوتُ " فَإِذَا اسْتَيْقَظَ مِنَ اللَّيْلِ قَالَ: " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَحْيَانِي بَعْدَمَا أَمَاتَنِي وَإِلَيْهِ النُّشُورُ "(2).

23287 -

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " فَضْلُ الدَّارِ الْقَرِيبَةِ مِنَ الْمَسْجِدِ عَلَى الدَّارِ الشَّاسِعَةِ، كَفَضْلِ الْغَازِي عَلَى الْقَاعِدِ "(3).

= قال السندي: قوله: "فلم يدخلاه" هذا من كلام حذيفة أي: هو صلى الله عليه وسلم وجبريل.

"فلج" أي: غلب بالحجة.

"ووعد الآخرة" أي: موعود الآخرة.

"أنه ربطه" أي: البراق.

"أليفر منه؟! " بكسر اللام ونصب المضارع، أي: أكان ذلك الربط لخوف أن يفرَّ منه.

(1)

في (م) وبقية النسخ: اليمنى، والجادة ما أثبتنا.

(2)

حديث صحيح، شريك -وهو ابن عبد الله النخعي- وإن كان سيئ الحفظ توبع كما في الرواية السالفة برقم (23271). أبو النضر: هو هاشم بن القاسم.

ولقصة وضع يده صلى الله عليه وسلم تحت خده انظر (23244).

قوله: "قَمِناً" أي: جديراً.

(3)

إسناده ضعيف جداً، أبو عبد الملك -وهو علي بن يزيد الألهاني- واهي =

ص: 323

23288 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ أَبِي كَثِيرٍ التَّمِيمِيُّ (1)، حَدَّثَنَا رِبْعِيُّ بْنُ حِرَاشٍ. وَإِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا كَثِيرٌ، عَنْ رِبْعِيٍّ، أَنَّهُ أَتَى حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ بِالْمَدَائِنِ يَزُورُهُ وَيَزُورُ أُخْتَهُ، قَالَ: فَقَالَ حُذَيْفَةُ: مَا فَعَلَ قَوْمُكَ يَا رِبْعِيُّ، أَخَرَجَ مِنْهُمْ أَحَدٌ؟ قَالَ: نَعَمْ. فَسَمَّى نَفَرًا، وَذَلِكَ فِي زَمَنِ خُرُوجِ النَّاسِ إِلَى عُثْمَانَ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ خَرَجَ مِنَ الْجَمَاعَةِ، وَاسْتَذَلَّ الْإِمَارَةَ، لَقِيَ اللهَ وَلَا وَجْهَ لَهُ عِنْدَهُ "(2).

= الحديث، ثم هو لم يسمع من حذيفة كما جاء التصريح بذلك في الرواية الآتية برقم (23385)، وابن لهيعة -وإن كان سيئ الحفظ- قد توبع. موسى بن داود: هو الضبي، وبكر بن عمرو: هو المعافري المصري.

قوله: "الشاسعة" أي: البعيدة.

وهذا الحديث مخالف لما صحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث جابر السالف برقم (14566) عندما أراد بنو سَلِمَة أن ينتقلوا قرب المسجد، فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم:"يا بني سَلِمَة ديارَكم تكتب آثاركم" والمعنى: الزموا دياركم من أجل أن تكتب خطاكم إلى المسجد فيزداد بذلك أجركم.

ومخالف لحديث أبي موسى الأشعري عند البخاري (651)، ومسلم (662):"إن أعظم الناس أجراً في الصلاة أبعدهم إليها ممشىً فأبعدهم".

(1)

كذا في (م) والنسخ الخطية، ونسبه الحسيني في "الإكمال" تيمياً، وكذا صنع المزي في "التهذيب".

(2)

إسناده حسن من أجل كثير بن أبي كثير، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو عاصم: هو الضحاك بن مخلد.

وأخرجه الحاكم 1/ 119 من طريق أبي عاصم وحده، بهذا الإسناد. وقال صحيح. =

ص: 324

23289 -

حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ حُذَيْفَةَ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأَمْسَكَ الْقَوْمُ، ثُمَّ إِنَّ رَجُلًا أَعْطَاهُ فَأَعْطَى الْقَوْمُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" مَنْ سَنَّ خَيْرًا فَاسْتُنَّ بِهِ، كَانَ لَهُ أَجْرُهُ، وَمِنْ أُجُورِ مَنْ يَتَّبِعُهُ غَيْرَ مُنْتَقِصٍ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا، وَمَنْ سَنَّ شَرًّا فَاسْتُنَّ بِهِ، كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهُ، وَمِنْ أَوْزَارِ مَنْ يَتَّبِعُهُ غَيْرَ مُنْتَقِصٍ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْئًا "(1).

= وانظر (23283).

قوله: "ويزور أخته": أخته هي زوجة حذيفة كما في رواية الحاكم.

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل أبي عبيدة بن حذيفة، فقد روى عنه جمع، ووثقه العجلي وابن حبان، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. محمد: هو ابن سيرين.

وأخرجه البزار في "مسنده"(2963)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(251) و (1542) من طريق وهب بن جرير، بهذا الإسناد.

وأخرجه البزار (2964) من طريق علي بن عاصم، والحاكم 2/ 516 - 517 من طريق عبد الله بن المبارك كلاهما عن هشام بن حسان، به.

وأخرجه البزار (2964)، والطبراني في "الأوسط"(3705) من طريق علي بن عاصم، عن خالد الحذاء، عن محمد بن سيرين، به. قلنا: وعلي بن عاصم ضعيف.

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (9160).

وعن جرير بن عبد الله، سلف برقم (19156).

قوله: "فأمسك القوم" أي: ما أعطوا السائل.

"غير منتقص" اسم فاعل حال من الذي سنَّ، والمراد أن ما أعطي من أجور الأتباع لا ينقص من أجور الأتباع شيئاً.

ص: 325

23290 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا حُصَيْنٌ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ الْحَوْضَ أَقْوَامٌ، فَيُخْتَلَجُونَ دُونِي، فَأَقُولُ: رَبِّ أُصَيْحَابِي (1)، رَبِّ أُصَيْحَابِي. فَيُقَالُ لِي: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ "(2).

(1) المثبت من (ظ 5)، وفي (م) وبقية النسخ: أصحابي.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين لكن حصين -وهو ابن عبد الرحمن السلمي- تغير حفظه بأخرة وقد اختلف عليه في تسمية صحابي هذا الحديث، فروي عنه عن أبي وائل عن حذيفة كما هو هنا، وروي عنه عن أبي وائل عن ابن مسعود، وهو المحفوظ. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد، وعبد العزيز بن مسلم: هو القسملي.

وأخرجه من حديث حذيفة ابن أبي شيبة 11/ 441 و 15/ 31، ومسلم (2297)، وابن أبي عاصم في "السنة"(761)، وأبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 4/ 257، والطبراني في "الأوسط"(7167) من طرق عن حصين، بهذا الإسناد. ورواية ابن أبي عاصم مختصرة.

وسيأتي من طريق حصين عن أبي وائل عن حذيفة برقم (23337) و (23393).

وأخرجه الشاشي (521) من طريق شجاع بن مخلد، عن حصين ومغيرة والأعمش، عن أبي وائل، عن ابن مسعود. فجعله عن ابن مسعود.

قلنا: وطريق الأعمش سلفت في مسند ابن مسعود برقم (3639)، وطريق المغيرة بن مقسم سلفت في مسنده أيضاً برقم (4180)، وستأتي قريباً برقم (23337).

وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2096).

وعن أبي بكرة سلف برقم (20421)، وانظر بعض شواهده هناك. =

ص: 326

23291 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ - يَعْنِي ابْنَ كَيْسَانَ - عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو إِدْرِيسَ عَائِذُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْخَوْلَانِيُّ: سَمِعْتُ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ يَقُولُ: وَاللهِ إِنِّي لَأَعْلَمُ النَّاسِ بِكُلِّ فِتْنَةٍ هِيَ كَائِنَةٌ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَ السَّاعَةِ، وَمَا ذَلِكَ أَنْ يَكُونَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَدَّثَنِي مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا أَسَرَّهُ إِلَيَّ لَمْ يَكُنْ حَدَّثَ بِهِ غَيْرِي، وَلَكِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ وَهُوَ يُحَدِّثُ مَجْلِسًا أَنَا فِيهِ. سُئِلَ عَنِ الْفِتَنِ وَهُوَ يَعُدُّ:" الْفِتَنَ فِيهِنَّ ثَلَاثٌ لَا يَذَرْنَ شَيْئًا مِنْهُنَّ كَرِيَاحِ الصَّيْفِ، مِنْهَا صِغَارٌ وَمِنْهَا كِبَارٌ " قَالَ حُذَيْفَةُ: فَذَهَبَ أُولَئِكَ الرَّهْطُ كُلُّهُمْ غَيْرِي (1).

= قال السندي: قوله: "فيختلجون دوني" على بناء المفعول، أي: يسلبون قدَّامي.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.

وأخرجه أبو عوانة في الفتن كما في "إتحاف المهرة"(4185)، والحاكم 4/ 471 من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد. وقال الأخير: صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه. قلنا: بل أخرجه مسلم.

وأخرجه مسلم (2891)، والبيهقي في "الدلائل" 6/ 405 من طريق يونس بن يزيد، وابن حبان (6637) من طريق عبد الرحمن بن إسحاق، كلاهما عن الزهري، به.

وسيأتي برقم (23292) و (23460).

ولقصة تحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابَه بما هو كائنٌ إلى يوم القيامة انظر ما سلف برقم (23274).

ص: 327

23292 -

حَدَّثَنَا فَزَارَةُ بْنُ عُمَرَ (1)، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ (2).

* 23293 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ - وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ هَارُونَ - حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ شُعَيْبٍ حَدَّثَهُ، أَنَّ مَوْلَى شُرَحْبِيلَ بْنِ حَسَنَةَ حَدَّثَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ الْجُهَنِيَّ وَحُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ يَقُولَانِ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " حِلٌّ (3) مَا رَدَّتْ عَلَيْكَ قَوْسُكَ "(4).

23294 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ أَنَّهُ حَدَّثَهُ، أَنَّ مَوْلَى شُرَحْبِيلَ بْنِ حَسَنَةَ حَدَّثَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ الْجُهَنِيَّ وَحُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ يَقُولَانِ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " كُلْ مَا رَدَّتْ عَلَيْكَ قَوْسُكَ "(5).

(1) المثبت من (ظ 5)، وفي (م) والنسخ المتأخرة: عَمرو.

(2)

حديث صحيح. فزارة بن عُمر -وإن لم يروِ عنه غير أحمد- قد توبع في الرواية السابقة، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين.

(3)

المثبت من (ظ 5) ونسخة في هامش (ظ 2) ومن نسخة السندي، وفي (م) وبقية النسخ: كُلْ.

(4)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لإبهام مولى شرحبيل بن حسنة، وسلف مكرراً في مسند عقبة بن عامر برقم (17429).

قوله: "حِلٌّ" بكسر فتشديد لام، أي: حلال.

(5)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وسلف مكرراً في مسند عقبة أيضاً برقم (17430).

ص: 328

23295 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، قَالَ: قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ غَالِبٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم (1).

23296 -

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ غَالِبٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم (2).

(1) صحيح لغيره، وهذا سند محتمل للتحسين، عبد الله بن غالب -وليس بالحداني- روى عنه اثنان ووثقه العجلي وابن حبان، وباقي رجال الإسناد ثقات من رجال الشيخين وهذا الحديث وإن كان موقوفاً هنا عن حذيفة قد صح مرفوعاً عن غيره من الصحابة. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي.

وأخرجه ابن أبي شيبة 11/ 449 - 450 عن يحيى بن آدم، عن إسرائيل، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسدد في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(8549)، والحارث بن أبي أُسامة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(8550) و (8551) من طريق سلام أبي الأحوص، عن أبي إسحاق، به.

وأخرجه مرفوعاً ضمن حديث الطبراني في "الأوسط"(1062)، والحاكم 4/ 573، وأبو نعيم في "الحلية" 4/ 349 من طريق ليث بن أبي سليم، عن أبي إسحاق، عن صلة، عن حذيفة. وليث ضعيف.

وسيأتي من طريق عبد الله بن غالب بالأرقام (23296) و (23297) و (23298).

وفي الباب عن أبي سعيد الخدري سلف برقم (10987). وانظر تتمة شواهده هناك.

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، شريك -وهو ابن عبد الله النخعي- سيئ الحفظ، لكنه قد توبع. حجاج: هو ابن محمد المصيصي.

وانظر ما قبله.

ص: 329

23297 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ غَالِبٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم (1).

23298 -

حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ غَالِبٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم (2).

23299 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ وَخَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَا: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا - يَعْنِي ابْنَ أَبِي (3) زَائِدَةَ - عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الدُّؤَلِيِّ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ أَخُو حُذَيْفَةَ: قَالَ حُذَيْفَةُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ صَلَّى (4).

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.

وانظر ما قبله.

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد محتمل للتحسين. أبو أحمد الزبيري: هو محمد بن عبد الله بن الزبير.

وانظر (23295).

(3)

لفظة "أبي" سقطت من (م) و (ظ 2) و (ق).

(4)

إسناده ضعيف، محمد بن عبد الله، ويقال: محمد بن عُبيد أبو قدامة تفرد بالرواية عنه عكرمة بن عمار اليمامي، ولم يوثقه أحد، فهو مجهول، وعبد العزيز أخو حذيفة رجَّح الذهبي في "التجريد"، والحافظ في "الإصابة" 5/ 942 أنه ابن أخيه، كما وقع في رواية أبي داود وغيره، ونقل ذلك أيضاً عن أبي نعيم، قلنا: وعبد العزيز روى عنه اثنان من المجهولين، وقال الذهبي: لا يعرف، ومع ذلك وثقه العجلي وابن حبان! وقد اختلف في إسناده على عكرمة بن عمار كما سيأتي. =

ص: 330

23300 -

حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ عَمٍّ لِحُذَيْفَةَ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قُمْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَقَرَأَ السَّبْعَ الطِّوَالَ فِي سَبْعِ رَكَعَاتٍ، وَكَانَ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ، قَالَ:" سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ " ثُمَّ قَالَ: " الْحَمْدُ لِلَّهِ ذِي الْمَلَكُوتِ وَالْجَبَرُوتِ، وَالْكِبْرِيَاءِ وَالْعَظَمَةِ " وَكَانَ رُكُوعُهُ مِثْلَ قِيَامِهِ،

= أخرجه أبو داود (1319)، والطبري في "تفسيره" 1/ 260، والخطيب البغدادي في "تاريخه" 6/ 274 من طرق عن يحيى بن زكريا، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبري 1/ 260 من طريق وهب بن جرير، عن عكرمة، به.

وأخرجه أبو عوانة (6842)، والبيهقي في "الدلائل" 3/ 451 - 452 من طريق أبي حذيفة موسى بن مسعود، عن عكرمة بن عمار، عن محمد بن عبيد أبي قدامة، عن عبد العزيز ابن أخي حذيفة، قال: ذكر حذيفة مشاهدهم مع النبي صلى الله عليه وسلم فذكر قصة طويلة، هذا الحديث في أثنائها.

وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 189 من طريق سُريج بن يونس، عن يحيى بن زكريا، عن عكرمة، عن محمد بن عبد الله، عن عبد العزيز أخي حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم لم يذكر فيه حذيفة.

وأخرجه كذلك ابن قانع 2/ 189 من طريق ابن جريج، عن عكرمة، عن محمد بن عُبيد بن أبي قدامة، عن عبد العزيز بن اليمان، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حزبه

فذكره.

وفي حديث صهيب فيما حكاه النبي صلى الله عليه وسلم عن نبي من الأنبياء السابقين: فقام إلى الصلاة، وكانوا إذا فزعوا، فزعوا إلى الصلاة. سلف في مسنده بسند صحيح برقم (18937).

قوله: "حزبه" بموحدة في آخره، أي: نزل به أمر شديد.

ص: 331

وَسُجُودُهُ مِثْلَ رُكُوعِهِ، فَانْصَرَفَ وَقَدْ كَادَتْ تَنْكَسِرُ رِجْلَايَ (1).

23301 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ الْهَاشِمِيُّ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ - يَعْنِي ابْنَ جَعْفَرٍ -، أَخْبَرَنِي عَمْرٌو - يَعْنِي ابْنَ أَبِي عَمْرٍو - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَشْهَلِيِّ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ، وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ، أَوْ لَيُوشِكَنَّ اللهُ أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقَابًا مِنْ عِنْدِهِ، ثُمَّ لَتَدْعُنَّهُ فَلَا يَسْتَجِيبُ لَكُمْ "(2).

(1) إسناده ضعيف لجهالة ابن عم حذيفة، وسلف بغير هذه السياقة بسند صحيح من طريق صلة بن زفر عن حذيفة برقم (23240). حماد: هو ابن سلمة.

وسيأتي برقم (23363) عن بهز عن حماد بن سلمة.

وسيأتي برقم (23411) من طريق زائدة عن عبد الملك بن عمير عن ابن أخي حذيفة، عن حذيفة.

وسيأتي نحوه عن عوف بن مالك برقم (23979) لكن فيه أنه كان يقول في ركوعه لا في قيامه: "سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة".

(2)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، عبد الله بن عبد الرحمن الأشهلي تفرد بالرواية عنه عَمرو بن أبي عمرو -وهو مولى المطلب- ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقال ابن معين: لا أعرفه. وباقي رجاله ثقات.

وأخرجه البيهقي في "السنن" 10/ 93 من طريق أبي الربيع، والترمذي بإثر (2169)، والبغوي (4154) من طريق علي بن حجر، كلاهما عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإسناد. وحسَّنه الترمذي.

وأخرجه الترمذي (2169)، والبيهقي في "الشعب"(7558)، والمزي في "تهذيب الكمال" 15/ 234 من طريق عبد العزيز بن محمد، عن عمرو بن أبي عمرو، به.

وسيأتي برقم (23327).

وسيأتي ضمن الحديث (23312) من طريق أبي الرُّقاد عن حذيفة موقوفاً. =

ص: 332

23302 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنِي عَمْرٌو، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَشْهَلِيِّ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَقْتُلُوا إِمَامَكُمْ، وَتَجْتَلِدُوا بِأَسْيَافِكُمْ، وَيَرِثُ دُنْيَاكُمْ (1) شِرَارُكُمْ "(2).

23303 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا عَمْرٌو، عَنْ

= وفي الباب عن عائشة سيأتي برقم (25255). وصححه ابن حبان، وفي سنده ضعف.

وعن أبي هريرة عند البزار (3307 - كشف الأستار)، والخطيب في "تاريخه" 13/ 92 من طريقين يتقوى إحدهما بالآخر.

(1)

المثبت من هامش (ظ 5)، و"جامع المسانيد"، و"أطراف المسند" 2/ 264، ومن مصادر التخريج، وفي (ظ 5): ديناركم، وفي (م) و (ظ 2) و (ق): دياركم.

(2)

إسناده ضعيف كسابقه.

وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 6/ 392 من طريق أبي الربيع سليمان بن داود الزهراني، والبغوي في "شرح السنة" بإثر (4154) من طريق علي بن حُجر، كلاهما عن إسماعيل بن جعفر الأنصاري، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن ماجه (4043)، والترمذي (2170)، والمزي في ترجمة عبد الله بن عبد الرحمن الأشهلي من "تهذيب الكمال" 15/ 234 من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن عمرو بن أبي عمرو، به.

وأخرجه الطيالسي (439)، ومن طريقه البيهقي 6/ 391 عن إسماعيل بن جعفر، عن عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب، عن المطلب، عن حذيفة، فجعله عن المطلب بدل عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري عن حذيفة. وقال البيهقي: هكذا قال أبو داود. يعني أنه جعله عن المطلب بدل عبد الله بن عبد الرحمن.

ص: 333

عَبْدُ اللهِ (1) بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَشْهَلِيُّ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَكُونَ أَسْعَدَ النَّاسِ بِالدُّنْيَا لُكَعُ بْنُ لُكَعٍ "(2).

23304 -

حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: ذُكِرَ الدَّجَّالُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: " لَأَنَا لَفِتْنَةِ بَعْضِكُمْ أَخْوَفُ عِنْدِي مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ، وَلَنْ يَنْجُوَ أَحَدٌ مِمَّا قَبْلَهَا إِلَّا نَجَا مِنْهَا، وَمَا صُنِعَتْ فِتْنَةٌ مُنْذُ كَانَتِ الدُّنْيَا، صَغِيرَةٌ وَلَا كَبِيرَةٌ، إِلَّا [تَتَّضِعُ] لِفِتْنَةِ الدَّجَّالِ "(3).

(1) تحرف في (م): إلى عُبيد الله.

(2)

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.

وأخرجه الترمذي (2209)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/ 392، والبغوي (4154)، والمزي في ترجمة عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري من "تهذيب الكمال" 5/ 235 من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإسناد. وجمع البيهقي في روايته بين هذا الحديث وبين الحديث السابق.

وأخرجه الترمذي (2209) من طريق عبد العزيز بن محمد، عن عمرو بن أبي عمرو، به.

وفي الباب عن أبي هريرة سلف برقم (8320 م) وذكرت شواهده هناك.

قوله: "لكع بن لكع" قال السندي: هو كزفر غير منصرف بالعدل والوصف.

قيل: أراد به من لا يعرف له أصل ولا يحمد له خلق، وهو لغةً: العبد ثم يستعمل في اللئيم والصغير ونحو ذلك، ومعنى أسعد الناس: أحظاهم وأطيبهم عيشاً.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو وائل: هو شقيق بن سلمة. =

ص: 334

23305 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ أَبُو سَعِيدٍ الْأَحْوَلُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ مُنْذُ نَحْوِ سِتِّينَ سَنَةٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: مَرَّ رَجُلٌ عَلَى حُذَيْفَةَ فَقِيلَ: إِنَّ هَذَا يَرْفَعُ الْحَدِيثَ إِلَى الْأُمَرَاءِ! قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ - أَوْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَتَّاتٌ "(1).

23306 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَذْكُرُ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ السَّاعَةِ، فَقَالَ:" عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي، لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ، وَلَكِنْ أُخْبِرُكُمْ بِمَشَارِيطِهَا وَمَا يَكُونُ بَيْنَ يَدَيْهَا، إِنَّ بَيْنَ يَدَيْهَا فِتْنَةً وَهَرْجًا " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، الْفِتْنَةُ قَدْ عَرَفْنَاهَا، فَالْهَرْجُ مَا هُوَ؟ قَالَ:" بِلِسَانِ الْحَبَشَةِ: الْقَتْلُ، وَيُلْقَى بَيْنَ النَّاسِ التَّنَاكُرُ، فَلَا يَكَادُ أَحَدٌ أَنْ يَعْرِفَ أَحَدًا "(2).

= وأخرجه البزار في "مسنده"(2807) و (2808)، وابن حبان (6807) من طريق أبي بكر بن عياش، والطبراني في "الكبير"(3018) من طريق حفص بن غياث، كلاهما عن الأعمش، عن سليمان بن ميسرة، عن طارق بن شهاب، عن حذيفة. وزاد البزار في موضعه الأول وابن حبان:"لا يضر مسلماً، مكتوبٌ بين عينيه كافر مهجاة: ك ف ر". ورواية البزار الثانية والطبراني مختصرة.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. إبراهيم: هو ابن يزيد النخعي.

وانظر (23247).

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح لكن إياد بن لقيط لم يدرك حذيفة. =

ص: 335

23307 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا فِي جِنَازَةِ حُذَيْفَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ صَاحِبَ هَذَا السَّرِيرِ يَقُولُ: مَا بِي بَأْسٌ مَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " وَلَئِنْ اقْتَتَلْتُمْ لَأَدْخُلَنَّ بَيْتِيَ، فَلَئِنْ دُخِلَ عَلَيَّ لَأَقُولَنَّ: هَا، بُؤْ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ "(1).

= ويشهد له حديث أبي موسى الأشعري عند الطبراني كما في "مجمع الزوائد" 7/ 324، وقال الهيثمي: رواه الطبراني وفيه من لم يُسمَّ.

وقوله: "علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو" هي اقتباس من الآية 187 من سورة الأعراف.

وفي باب الهرج الذي بين يدي الساعة عن عبد الله بن مسعود سلف برقم (3695) و (4183). وإسناده صحيح.

وعن أبي هريرة سلف برقم (7186). وانظر شواهده عندهما.

(1)

إسناده ضعيف لإبهام الراوي عن حذيفة، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. منصور: هو ابن المعتمر، وربعي: هو ابن حراش.

وأخرجه ابن أبي شيبة 15/ 21 عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (417) عن شعبة، عن منصور، عن ربعي، عن حذيفة. ولم يذكر واسطة بين ربعي وحذيفة.

وسيأتي الحديث برقم (23335).

وفي باب الأمر باعتزال الفتنة وكسر السلاح عن جمع من الصحابة ذكرت أحاديثهم عند حديث محمد بن مسلمة السالف برقم (17979).

قوله: "ما بي بأس" أي: في التحديث.

"ما سمعت" ما دمت أذكر المسموع. قاله السندي.

ص: 336

23308 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: أَتَيْنَا حُذَيْفَةَ فَقُلْنَا: دُلَّنَا عَلَى أَقْرَبِ النَّاسِ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم هَدْيًا وَسَمْتًا وَدَلًّا (1)، نَأْخُذْ عَنْهُ وَنَسْمَعْ مِنْهُ، فَقَالَ: كَانَ مِنْ أَقْرَبِ النَّاسِ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم هَدْيًا وَسَمْتًا وَدَلًّا ابْنُ أُمِّ عَبْدٍ، حَتَّى يَتَوَارَى عَنِّي فِي بَيْتِهِ، وَلَقَدْ عَلِمَ الْمَحْفُوظُونَ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، أَنَّ ابْنَ أُمِّ عَبْدٍ مِنْ أَقْرَبِهِمْ إِلَى اللهِ زُلْفَةً (2).

(1) تحرف في (م) إلى: ولاء.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. لكن الجملة الأخيرة، وهي قوله: ولقد علم المحفوظون

إلخ لم يسمعها أبو إسحاق -وهو السبيعي- من عبد الرحمن بن يزيد -وهو ابن قيس النخعي- كما بين ذلك شعبة في روايته الآتية برقم (23350)، وصحت من طريق شقيق عن حذيفة برقم (23342).

وأخرجه تاماً ومختصراً يعقوب بن سفيان في " المعرفة والتاريخ " 2/ 543 - 544، والترمذي (3807)، والطبراني في "الكبير"(8489)، وابن الأثير في "أسد الغابة" 3/ 388 من طرق عن إسرائيل، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(8488) من طريق شريك بن عبد الله النخعي، وفي "الأوسط"(2359) من طريق سفيان الثوري، كلاهما عن أبي إسحاق، به. ورواية "الأوسط" مختصرة.

وأخرجه البزار (2812)، والطبراني في "الكبير"(8491) من طريق إسماعيل ابن أبي خالد، والطبراني (8490) من طريق الأعمش، كلاهما عن زيد بن وهب، عن حذيفة. مختصراً.

وسيأتي (23350) و (23408) و (23413).

وسيأتي من طريق شقيق بن سلمة برقم (23341) و (23342)، ومن طريق أبي عمرو الشيباني برقم (23351)، كلاهما عن حذيفة. =

ص: 337

23309 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَقَامًا مَا تَرَكَ فِيهِ شَيْئًا يَكُونُ قَبْلَ السَّاعَةِ إِلَّا قَدْ ذَكَرَهُ، حَفِظَهُ مَنْ حَفِظَهُ وَنَسِيَهُ مَنْ نَسِيَهُ، إِنِّي لَأَرَى الشَّيْءَ فَأَذْكُرُهُ كَمَا يَعْرِفُ الرَّجُلُ وَجْهَ الرَّجُلِ غَابَ عَنْهُ، ثُمَّ رَآهُ فَعَرَفَهُ (1).

23310 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: كَانَ رَجُلٌ يَرْفَعُ إِلَى عُثْمَانَ الْأَحَادِيثَ مِنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ حُذَيْفَةُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَتَّاتٌ " يَعْنِي نَمَّامًا (2).

= قوله: "هدياً وسمتاً ودلاً" قال السندي: الهدي بفتح فسكون، وكذا السمت، وأما الدلُّ فبفتح وتشديد لام، قال البيضاوي: قريب من الهدي، والمراد به السكينة والوقار، وبالسمت: القصد في الأمور، وبالهدي: حسن السيرة وسلوك الطريقة المرضية.

"ابن أم عبد" هو عبد الله بن مسعود، وأم عبد كنية أمه.

"زلفة" كقُربة لفظاً ومعنىً.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي.

وانظر (23274).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر، وابراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وهمام: هو ابن الحارث النخعي. =

ص: 338

23311 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ صِلَةَ بْنِ زُفَرَ، عَنْ حُذَيْفَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا مَرَّ بِآيَةِ خَوْفٍ تَعَوَّذَ، وَإِذَا مَرَّ بِآيَةِ رَحْمَةٍ سَأَلَ. قَالَ: وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا رَكَعَ قَالَ: " سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ " وَإِذَا سَجَدَ قَالَ: " سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى "(1).

23312 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا رَزِينٌ الْجُهَنِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو الرُّقَادِ، قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ مَوْلَايَ وَأَنَا غُلَامٌ، فَدَفعْتُ إِلَى حُذَيْفَةَ وَهُوَ يَقُولُ: إِنْ كَانَ الرَّجُلُ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

= وأخرجه أبو عوانة بإثر الحديث (87) من طريق أبي داود الحفري وقبيصة بن عقبة، وابن أبي الدنيا في "الصمت"(271) من طريق عبد الله بن المبارك، ثلاثتهم عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (421)، ومسلم (105)(169)، والبزار في "مسنده"(2954)، والنسائي في "الكبرى"(11614)، وأبو عوانة (87)، وابن حبان (5765)، وابن منده في "الإيمان"(612) و (613) و (614)، وأبو نعيم في "الحلية" 4/ 178 - 179 من طرق عن منصور بن المعتمر، به.

وانظر (23247).

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات لكنه منقطع، بين سعد بن عُبَيدة وصلة بن زفر: المستورد بن الأحنف كما في الرواية (23240) وغيرها.

وهو في "مصنف عبد الرزاق"(2875) عن الثوري، عن الأعمش، عن صلة، عن حذيفة. ليس فيه سعد ولا المستورد! واقتصر فيه على التسبيح في الركوع والسجود.

ص: 339

فَيَصِيرُ مُنَافِقًا، وَإِنِّي لَأَسْمَعُهَا مِنْ أَحَدِكُمْ فِي الْمَقْعَدِ الْوَاحِدِ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ. لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَلَتَحَاضُّنَّ عَلَى الْخَيْرِ، أَوْ لَيُسْحِتَنَّكُمُ اللهُ جَمِيعًا بِعَذَابٍ، أَوْ لَيُؤَمِّرَنَّ عَلَيْكُمْ شِرَارَكُمْ، ثُمَّ يَدْعُو خِيَارُكُمْ، فَلَا يُسْتَجَابُ لَكُمْ (1).

23313 -

حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ شَقِيقٍ، قَالَ: سَمِعْتُ حُذَيْفَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا قَامَ لِلتَّهَجُّدِ يَشُوصُ فَاهُ بِالسِّوَاكِ (2).

(1) أثر حسن، وهذا إسناد ضعيف، سلف الكلام عليه عند الرواية (23278).

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 1/ 279 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 15/ 44 - 45 عن ابن نمير، به.

وأخرج شطره الثاني ابن عدي في "الكامل" 5/ 1796، وأبو نعيم 1/ 279 من طريق الأعمش، عن ميمون بن مهران، عن عبد الله بن سيدان، عن حذيفة.

ولشطره الأول انظر (23278).

وشطره الثاني سلف مرفوعاً من طريق عبد الله بن عبد الرحمن الأشهلي برقم (23301).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. معاوية بن عمرو: هو ابن المهلب الأزدي، وزائدة: هو ابن قدامة، وحصين: هو ابن عبد الرحمن السلمي، وشقيق: هو ابن سلمة أبو وائل الأسدي.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 168، والبخاري (1136)، ومسلم (255)(46)، =

ص: 340

23314 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي غَنِيَّةَ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَا تَشْرَبُوا فِي الذَّهَبِ وَلَا فِي الْفِضَّةِ، وَلَا تَلْبَسُوا الْحَرِيرَ وَالدِّيبَاجَ، فَإِنَّهَا لَهُمْ فِي الدُّنْيَا، وَهِيَ لَكُمْ فِي الْآخِرَةِ "(1).

23315 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ وَدِيعَةَ: أَنَّ رَجُلًا مِنْ بَنِي فَزَارَةَ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِضِبَابٍ قَدِ احْتَرَشَهَا، قَالَ: فَجَعَلَ يُقَلِّبُ ضَبًّا مِنْهَا بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ:" أُمَّةٌ مُسِخَتْ " قَالَ: وَأَكْبَرُ عِلْمِي أَنَّهُ قَالَ " مَا أَدْرِي مَا فَعَلَتْ " قَالَ: " وَمَا أَدْرِي لَعَلَّ هَذَا مِنْهَا ".

وقَالَ شُعْبَةُ (2): وقَالَ حُصَيْنٌ: عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ

= والبزار في "مسنده"(2894) وابن خزيمة (136) و (1149)، وأبو عوانة (484)، والبيهقي 1/ 38 من طرق عن حصين، بهذا الإسناد.

وانظر (23242).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يحيى بن عبد الملك -وهو ابن حُميد بن أبي غنية الخزاعي- فمن رجال مسلم، وروى له البخاري مقروناً. الحكم: هو ابن عُتيبة الكوفي.

وانظر (23269).

(2)

وقع في (م) والنسخ الخطية: وقال شعبة: وسمعته، بزيادة كلمة "وسمعته" وهو خطأ أثبتناه على الصواب من مكرره السالف برقم (17930).

ص: 341

قَالَ: وَذَكَرَ شَيْئًا نَحْوًا مِنْ هَذَا، قَالَ: فَلَمْ يَأْمُرْ بِهِ، وَلَمْ يَنْهَ أَحَدًا (1).

23316 -

حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ: انْطَلَقْتُ أَنَا وَعَمْرُو بْنُ صُلَيْعٍ حَتَّى أَتَيْنَا حُذَيْفَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّ هَذَا الْحَيَّ مِنْ مُضَرَ لَا تَدَعُ لِلَّهِ فِي الْأَرْضِ عَبْدًا صَالِحًا إِلَّا افْتَتَنَتْهُ (2) وَأَهْلَكَتْهُ، حَتَّى يُدْرِكَهَا اللهُ بِجُنُودٍ مِنْ عِنْدِهِ (3)، فَيُذِلَّهَا حَتَّى لَا تَمْنَعَ ذَنَبَ تَلْعَةٍ "(4).

(1) إسناداه صحيحان.

وأخرجه البزار في "مسنده"(2813) من طريق عبيد الله بن موسى، عن شعبة، عن حصين بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد.

وسلف مكرراً (17930) سنداً ومتناً، فانظره.

قوله: "احترشها" أي: صادها.

(2)

في (م) و (ظ 2) و (ق): أفتنته، والمثبت من (ظ 5).

(3)

المثبت من (ظ 5) ومن "مسند الطيالسي"، وفي (م) و (ظ 2) و (ق): عِباده.

(4)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي داود -وهو سليمان بن داود الطيالسي- فمن رجال مسلم. هشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي.

وهو في "مسند" الطيالسي (420).

وأخرجه البزار في "مسنده"(2797) من طريق معاذ بن هشام، والحاكم 4/ 469 - 470 من طريق موسى بن إسماعيل، كلاهما عن هشام الدستوائي، بهذا =

ص: 342

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الإسناد. وزادا فيه قصة لأبي الطفيل وعمرو بن صُليع مع حذيفة، وصححه الحاكم على شرط الشيخين.

وأخرجه البزار (2798) من طريق حبيب بن أبي ثابت، عن أبي الطفيل، به.

وأخرج ابن أبي شيبة 15/ 11 من طريق الوليد بن عبد الله بن جُميع، عن أبي الطفيل قال: جاء رجل من محارب يقال له: عمرو بن صُليع إلى حذيفة، فقال له: يا أبا عبد الله، حدثنا ما رأيت وشهدت؟ فقال حذيفة: يا عمرو بن صُليع، أرأيت محارب أم مضر؟ قال: نعم. قال: فإن مضر لا تزال تقتل كل مؤمن وتفتنه أو يضربهم الله والملائكة والمؤمنون حتى لا يمنعوا بطن تلعة، أرأيت محارب أم قيس عيلان؟ قال: نعم، فإذا رأيت عيلان قد نزلت بالشام فخذ حذرك. وإسناده حسن.

وأخرج ابن أبي شيبة 15/ 111، والبزار (2858) من طريق منصور بن المعتمر، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة قال: ادنوا يا معشر مضر فوالله لا تزالون بكل مؤمن تفتنونه وتقتلونه حتى يضربكم الله وملائكته والمؤمنون حتى لا تمنعوا بطن تلعة، قالوا: فلِمَ تدنينا ونحن كذلك؟ قال: إن منكم سيد ولد آدم وإن منكم سوابق كسوابق الخيل. وإسناده صحيح.

وسيأتي الحديث برقم (23349) من طريق عمرو بن حنظلة، وبرقم (23435) من طريق هزيل بن شرحبيل، كلاهما عن حذيفة.

وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11821).

قال السندي: قوله: "إن هذا الحي من مضر" يريد قريش.

"فيذلها" من الإذلال.

"حتى لا تمنع" أي: قريش.

"ذنب" بفتحتين والإضافة إلى تلعة. والتلعة: مسيل الماء من علو إلى أسفل، وقيل: من الأضداد يقع على ما انحدر من الأرض وأشرف منها، وأذناب المسايل: أسافل الأودية، وهذا غاية لإذلالهم ووصفٌ لهم بالذلِّ والضعف وقلة المنعة، كأنه قال: حتى لا يملكوا أسفل وادٍ فضلاً عن البلاد والحكم بين العباد.

ص: 343

23317 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ حُذَيْفَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" بَيْنَ حَوْضِي كَمَا بَيْنَ أَيْلَةَ وَمُضَرَ، آنِيَتُهُ أَكْثَرُ - أَوْ قَالَ: مِثْلُ - عَدَدِ نُجُومِ السَّمَاءِ، مَاؤُهُ أَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، وَأَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ، وَأَبْرَدُ مِنَ الثَّلْجِ، وَأَطْيَبُ رِيحًا (1) مِنَ الْمِسْكِ، مَنْ شَرِبَ مِنْهُ لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَهُ "(2).

(1) لفظة "ريحاً" زدناها من (ظ 5).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم -وهو ابن بهدلة-، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد، وحماد: هو ابن سلمة، وزر: هو ابن حبيش.

وأخرجه البزار في "مسنده"(2911) عن عبد الصمد بن عبد الوارث، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(725) من طريق هدبة بن خالد، عن حماد بن سلمة، به موقوفاً.

وأخرجه أيضاً ابن أبي عاصم (724) من طريق زائدة بن قدامة، عن عاصم بن بهدلة، به موقوفاً. وفيه. ما بين أيلة إلى صنعاء.

وأخرجه مرفوعاً مسلم (248)، وابن ماجه (4302)، وابن حبان (7241) من طريق ربعي بن حِراش، عن حذيفة، به. وعندهم جميعاً من أيلة إلى عدن، وليس في رواية مسلم صفة الحوض ومائِه ولا عدد آنيته، وفي روايتهم جميعاً زيادة:"إني لأذود عنه الرجال كما يذود الرجلُ الإبلَ الغريبة عن حوضه" قالوا: أتعرفنا؟ قال: "نعم تردون عليَّ غُرّاً محجَّلين من آثار الوضوء ليست لأحدٍ غيركم".

وسيأتي موقوفاً بالأرقام (23318) و (23346) و (23451).

وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (5355).

وعن جابر، سلف برقم (14719)، وانظر تتمة الشواهد عندهما.

ص: 344

23318 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: مَا بَيْنَ طَرَفَيْ حَوْضِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كأَيْلَةَ وَمِصْرَ (1)

فَذَكَرَهُ. وَكَذَا قَالَ يُونُسُ، كَمَا قَالَ عَفَّانُ (2).

23319 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ قَيْسٍ قَالَ: قُلْتُ لِعَمَّارٍ: أَرَأَيْتُمْ صَنِيعَكُمْ هَذَا الَّذِي صَنَعْتُمْ فِيمَا كَانَ مِنْ أَمْرِ عَلِيٍّ، رَأْيًا رَأَيْتُمُوهُ، أَمْ شَيْئًا عَهِدَ إِلَيْكُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ: لَمْ يَعْهَدْ إِلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم شَيْئًا لَمْ يَعْهَدْهُ إِلَى النَّاسِ كَافَّةً، وَلَكِنَّ حُذَيْفَةَ أَخْبَرَنِي عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" فِي أَصْحَابِي اثْنَا عَشَرَ مُنَافِقًا، مِنْهُمْ ثَمَانِيَةٌ لَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ "(3).

(1) في (م) و (ظ 2) و (ق): مضر بالضاد المعجمة، وهكذا كانت في (ظ 5)، ثم كشطت نقطة الضاد منها، وستأتي رواية عفان برقم (23346) وضبطت هناك في (ظ 5) ضبطاً مجوداً "مِصْر" بكسر الميم وتسكين الصاد.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم -وهو ابن بهدلة-، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. والحديث وإن كان هنا موقوفاً سلف مرفوعاً في الرواية السابقة.

وسيأتي تاماً عن عفان بن مسلم برقم (23346).

وانظر ما قبله.

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي نضرة -وهو المنذر بن مالك العبدي- فمن رجال مسلم. قيس: هو ابن عُبَاد.

وأخرجه مسلم (2779)(9)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" =

ص: 345

23320 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: لَمْ يُصَلِّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ، وَلَوْ صَلَّى فِيهِ، لَكُتِبَ عَلَيْكُمْ صَلَاةُ نَبِيِّكُمْ صلى الله عليه وسلم (1).

23321 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ وَأَبُو نُعَيْمٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ - يَعْنِي ابْنَ جُمَيْعٍ - قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، [وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ] (2): حَدَّثَنَا أَبُو الطُّفَيْلِ، قَالَ:

= (1270)، وأبو عوانة في المنافقين كما في "إتحاف المهرة" 4/ 260 - 261، والبيهقي في "السنن" 8/ 198، وفي "الدلائل" 5/ 261 من طريق أسود بن عامر، بهذا الإسناد. زاد مسلم وابن أبي عاصم والبيهقي في "السنن" عقبه: منهم أربعة تكفيهم الدُّبيلة، وأربعة لم أحفظ ما قال شعبة فيهم.

وسلف الحديث في مسند عمار عن محمد بن جعفر وحجاج عن شعبة، بهذا الإسناد برقم (18885).

قلنا: وأما استشهاد عمار بن ياسر بما سمعه من حذيفة في قصة المنافقين، فإنه يريد بذلك -والله أعلم- أنه ينأى بنفسه عن النفاق، وكأنه سمع من النبي صلى الله عليه وسلم الحديث المشهور "من كنت مولاه فعلي مولاه" سلف برقم (18479)، فلذلك كان من أشد الموالين له.

(1)

إسناده حسن من أجل عاصم -وهو ابن بهدلة-، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. إسماعيل بن عمر: هو الواسطي، وسفيان: هو الثوري، وزر: هو ابن حبيش.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(11280)، والطبري في "تفسيره" 15/ 15 من طريق يحيى بن سعيد، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.

وانظر (23285).

(2)

في (م) مكان ما في الحاصرتين: مثل جميع، وفي النسخ الخطية جميع، =

ص: 346

كَانَ بَيْنَ حُذَيْفَةَ وَبَيْنَ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْعَقَبَةِ مَا يَكُونُ بَيْنَ النَّاسِ، فَقَالَ: أَنْشُدُكَ اللهَ كَمْ كَانَ أَصْحَابُ الْعَقَبَةِ؟ فَقَالَ لَهُ الْقَوْمُ: أَخْبِرْهُ إِذْ سَأَلَكَ. قَالَ: إِنْ كُنَّا نُخْبَرُ أَنَّهُمْ أَرْبَعَةَ عَشَرَ - وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: فَقَالَ الرَّجُلُ: كُنَّا نُخْبَرُ أَنَّهُمْ أَرْبَعَةَ عَشَرَ - قَالَ: فَإِنْ كُنْتَ مِنْهُمْ - وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: فِيهِمْ - فَقَدْ كَانَ الْقَوْمُ خَمْسَةَ عَشَرَ، وَأَشْهَدُ بِاللهِ أَنَّ اثْنَيْ عَشَرَ مِنْهُمْ حَرْبٌ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ - قَالَ أَبُو أَحْمَدَ: الْأَشْهَادُ - وَعَذَرْنَا (1) ثَلَاثَةً، قَالُوا: مَا سَمِعْنَا مُنَادِيَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَمَا عَلِمْنَا مَا أَرَادَ الْقَوْمُ - قَالَ: أَبُو أَحْمَدَ فِي حَدِيثِهِ: وَقَدْ كَانَ فِي حَرَّةٍ فَمَشَى -، فَقَالَ لِلنَّاسِ:" إِنَّ الْمَاءَ قَلِيلٌ، فَلَا يَسْبِقْنِي إِلَيْهِ أَحَدٌ " فَوَجَدَ قَوْمًا قَدْ سَبَقُوهُ، فَلَعَنَهُمْ يَوْمَئِذٍ (2).

= دون كلمة "مثل"، وما أثبتناه هو الصواب إن شاء الله، والمقصود أن أبا نعيم حدَّث بالعنعنة، ومحمد بن عبد الله بصيغة التحديث.

(1)

في (م): وعدنا، وفي (ظ 2) و (ق): وعددنا، وفي هامش (ظ 2) و (ق): وعدَّ، وفي هامش (ظ 5) و"جامع المسانيد": عدَّد، والمثبت من (ظ 5)، وفي "صحيح مسلم": وعَذَرَ.

(2)

إسناده قوي على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الوليد بن عبد الله بن جميع، فهو صدوق حسن الحديث من رجال مسلم. أبو نعيم: هو الفضل بن دكين، وأبو الطفيل: هو عامر بن واثلة الليثي.

وأخرجه مسلم (2779)(11) من طريق أبي أحمد محمد بن عبد الله بن الزبير وحده، بهذا الإسناد.

وأخرجه دون المرفوع منه ابن أبي شيبة 14/ 599 - 600 عن أبي نعيم الفضل بن دكين وحده، به. =

ص: 347

23322 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، حَدَّثَنَا سَعْدُ (1) بْنُ أَوْسٍ، عَنْ بِلَالٍ الْعَبْسِيِّ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: مَا أَخْبِيَةٌ بَعْدَ أَخْبِيَةٍ كَانَتْ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (2) يُدْفَعُ عَنْهَا مِنَ الْمَكْرُوهِ، أَكْثَرَ مِنْ أَخْبِيَةٍ وُضِعَتْ فِي هَذِهِ الْبُقْعَةِ.

وَقَالَ: إِنَّكُمُ الْيَوْمَ مَعْشَرَ الْعَرَبِ (3) لَتَأْتُونَ أُمُورًا إِنَّهَا لَفِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم النِّفَاقُ عَلَى وَجْهِهِ (4).

= وأخرجه مختصراً بالمرفوع منه البزار في "مسنده"(2803) من طريق محمد بن فضيل، عن الوليد بن جميع، به.

وسيأتي الحديث برقم (23395) من طريق أبي نعيم، و (23409) من طريق وكيع، كلاهما عن الوليد بن جميع.

وسيأتي في مسند أبي الطفيل برقم (23792).

قوله: "من أهل العقبة" قال النووي: هذه العقبة ليست العقبة المشهورة بمنىً، التي كانت بها بيعة الأنصار رضي الله عنهم، وإنما هذه عقبة على طريق تبوك، اجتمع المنافقون فيها للغدر برسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك، فعصمه الله تعالى منهم.

"ما يكون بين الناس" قال السندي: من الخصام.

"نخبر" على بناء المفعول.

(1)

المثبت من (ظ 5) وكتب الرجال، وتحرف في (م) والنسخ المتأخرة إلى: شعبة بن أوس.

(2)

في (م) والأصول الخطية: أكثر يدفع عنها، بزيادة "أكثر"، ولم ترد هذه اللفظة في "أطراف المسند" 2/ 261 لذلك حذفناها.

(3)

في (ظ 5) ونسخة في هامشي (ظ 2) و (ق): العُريب.

(4)

أثر صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات غير بلال العبسي -وهو ابن يحيى =

ص: 348

23323 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ (1)، عَنْ حَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" يَخْرُجُ قَوْمٌ مِنَ النَّارِ بَعْدَ مَا مَحَشَتْهُمُ النَّارُ، يُقَالُ لَهُمْ: الْجَهَنَّمِيُّونَ "(2).

= الكوفي- فصدوق حسن الحديث، ولم يُثبت ابن معين سماعه من حذيفة، وقال أبو الحسن القطان: هو ثقة روى عن حذيفة أحاديث معنعنة ليس في شيء منها ذكرُ سماعٍ. أما الترمذي فقد حسن له حديثاً من روايته عن حذيفة، وسلف شطره الثاني برقم (23262) بذكر واسطةٍ بينهما من طريق ليث بن أبي سليم عن بلال عن ثلاثة عن حذيفة، لكنَّ ليثاً ضعيف. وسلف شطره الثاني أيضاً برقم (23278) من طريق أبي الرُّقاد عن حذيفة.

وسلف شطره الأول برقم (23266) من طريق موسى بن أبي المختار، عن بلال، عن حذيفة.

(1)

قوله: "عن حماد بن سلمة" سقط من (م) والأصول الخطية، واستدركناه من "أطراف المسند" 2/ 266 و"جامع المسانيد".

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل حماد بن أبي سليمان، لكنه قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(835) عن هدبة، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.

وأخرجه أيضاً (836) من طريق هشام الدستوائي، عن حماد بن أبي سليمان، به.

وأخرجه الطيالسي (419) عن أبي عوانة، عن أبي مالك الأشجعي، عن ربعي، عن حذيفة يرفعه أحياناً، وأحياناً لا يرفعه.

وسيأتي برقم (23423) و (23424) من طريق شعبة عن حماد بن أبي سليمان. وقال شعبة في الرواية الأولى: رفعه مرَّةً إلى النبي صلى الله عليه وسلم، والرواية الثانية مرسلة. =

ص: 349

23324 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عُثْمَانَ الْبَتِّيِّ، عَنْ نُعَيْمٍ - قَالَ عَفَّانُ فِي حَدِيثِهِ: ابْنِ أَبِي هِنْدٍ -، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: أَسْنَدْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم إِلَى صَدْرِي، فَقَالَ:" مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ - قَالَ حَسَنٌ: ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ - خُتِمَ لَهُ بِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ صَامَ يَوْمًا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ خُتِمَ لَهُ بِهَا، دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ خُتِمَ لَهُ بِهَا، دَخَلَ الْجَنَّةَ "(1).

= وفي الباب عن جابر بن عبد الله، سلف برقم (14491). وذكرنا شواهده عند الرواية (14312).

قوله: "محشتهم" أي: أحرقتهم.

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات إلا أنه منقطع بين نعيم بن أبي هند وحذيفة. حسن: هو ابن موسى الأشيب، وعفان: هو ابن مسلم، وعثمان البتي: هو ابن مسلم البصري.

وأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(8222) من طريق عفان بن مسلم وحده، بهذا الإسناد.

وأخرجه البيهقي في "الأسماء والصفات" ص 303 من طريق حسن بن موسى وحده، به.

وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 218 - 219 من طريق هشام بن القاسم، عن نعيم بن أبي هند، به.

وأخرجه بنحوه مختصراً الطبراني في "الشاميين"(2449)، وأبو نعيم في "الحلية" 5/ 208 من طريق عطاء الخراساني، عن نعيم بن أبي هند، عن أبي مسهر -وعند أبي نعيم أبو سهل-، عن حذيفة. وأبو مسهر أو أبو سهل لم نَتبيَّنْه. =

ص: 350

23325 -

حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا مَهْدِيٌّ، عَنْ وَاصِلٍ الْأَحْدَبِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ (1) قال: بَلَغَ حُذَيْفَةَ عنَّ رجل [أَنّهَ] يَنُمُّ الْحَدِيثَ َقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ نَمَّامٌ "(2).

= وأخرجه البزار في "مسنده"(2854)، والبيهقي ص 303 - 304 من طريق الحسن بن أبي جعفر الجفري، عن محمد بن جُحادة، عن نعيم بن أبي هند، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"يا حذيفة من ختم له بشهادة أن لا إله إلا الله صادقاً، دخل الجنة، يا حذيفة من ختم له بصوم يبتغي به وجه الله دخل الجنة، يا حذيفة من ختم له عند الموت بإطعام مسكين يبتغي به وجه الله، دخل الجنة" واقتصر البزار على قصة الصوم، فزاد الحسن بن أبي جعفر في الإسناد: ربعي بن حراش. قال البزار: تفرد به الحسن بن أبي جعفر، قلنا: هو ضعيف بمرة.

وفي الباب عن علي عند الخطيب في "الموضح" 1/ 80 وإسناده ضعيف.

وفي باب إذا ختم للعبد بلا إله إلا الله دخل الجنة عن أبي هريرة، سلف برقم (9466). وانظر تتمة شواهده هناك.

وفي باب إذا ختم للعبد بعمل أهل الجنة دخل الجنة عن عبد الله بن مسعود، سلف برقم (3624). وانظر تتمة شواهده هناك، وعن أنس، سلف برقم (12214).

(1)

قوله: "عن أبي وائل" أثبتناه من (ظ 5) و"أطراف المسند" 2/ 264، وسقط من (م) والنسخ المتأخرة.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. هاشم: هو ابن القاسم أبو النضر، ومهدي: هو ابن ميمون الأزدي، وواصل الأحدب: هو ابن حيان الأسدي، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة.

وأخرجه مسلم (105)(168)، والبزار في "مسنده"(2898)، وابن أبي الدنيا في "الصمت"(251)، وفي "الغيبة"(115)، وابن حبان في "روضة العقلاء" ص 176، وابن منده في "الإيمان"(615)، والبيهقي في "الشعب"(11101) من طرق عن مهدي بن ميمون، بهذا الإسناد. =

ص: 351

23326 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " أُنْزِلَ الْقُرْآنُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ "(1).

23327 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَحَدِ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ، عَنْ حُذَيْفَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ، وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ، أَوْ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْكُمْ قَوْمًا، ثُمَّ

= وأخرجه ابن أبي شيبة 9/ 91 عن علي بن مسهر، عن سليمان الشيباني، عن واصل، عن شقيق أبي وائل، عن حذيفة، قال: كنا نتحدث: لا يدخل الجنة قتات.

وأخرجه الدولابي في "الكنى" 1/ 97 من طريق إبراهيم أبي إسماعيل، والخطيب في "تاريخه" 6/ 263 من طريق الأعمش، كلاهما عن أبي وائل، به.

وانظر ما سلف (23247).

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، لكن اختلف فيه على عاصم بن بهدلة في تسمية صحابي الحديث، فقد روي عنه أيضاً عن زر بن حبيش عن أُبي بن كعب، وقد سلف برقم (21204) و (21205). حماد: هو ابن سلمة، وزر: هو ابن حُبيش.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(3018) عن عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.

وسيأتي الحديث بأطول مما هنا عن عفان برقم (23398)، وعن عبد الصمد برقم (23447) ويأتي تتمة تخريجه عند رواية عفان.

وسلف الحديث في مسند أُبي بن كعب برقم (21205) عن أبي سعيد مولى بني هاشم، عن حماد بن سلمة، عن عاصم، عن زر بن حبيش، عن حذيفة.

وانظر ما سلف برقم (23273).

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7989)، وذكرنا شواهده هناك.

ص: 352

تَدْعُونَهُ، فَلَا يُسْتَجَابُ لَكُمْ " (1).

23328 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ، حَدَّثَنَا السَّفْرُ بْنُ نُسَيْرٍ الْأَزْدِيُّ وَغَيْرُهُ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ، أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا كُنَّا فِي شَرٍّ، فَذَهَبَ اللهُ بِذَلِكَ الشَّرِّ، وَجَاءَ بِالْخَيْرِ عَلَى يَدَيْكَ، فَهَلْ بَعْدَ الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟ قَالَ:" نَعَمْ " قَالَ: مَا هُوَ؟ قَالَ: " فِتَنٌ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، يَتْبَعُ بَعْضُهَا بَعْضًا، تَأْتِيكُمْ مُشْتَبِهَةً كَوُجُوهِ الْبَقَرِ، لَا تَدْرُونَ أَيًّا مِنْ أَيٍّ "(2).

23329 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مَيْسَرَةَ بْنِ حَبِيبٍ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: سَأَلَتْنِي أُمِّي مُنْذُ مَتَى عَهْدُكَ بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: فَقُلْتُ لَهَا: مُنْذُ كَذَا وَكَذَا، قَالَ: فَنَالَتْ مِنِّي وَسَبَّتْنِي، قَالَ: فَقُلْتُ لَهَا: دَعِينِي، فَإِنِّي آتِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأُصَلِّي مَعَهُ الْمَغْرِبَ، ثُمَّ لَا أَدَعُهُ حَتَّى يَسْتَغْفِرَ لِي وَلَكِ، قَالَ: فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَصَلَّيْتُ مَعَهُ الْمَغْرِبَ، فَصَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم [إِلَى] الْعِشَاءِ، ثُمَّ

(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، سلف الكلام عليه برقم (23301).

(2)

إسناده ضعيف لضعف السَّفْر بن نسير الأزدي، ثم هو لم يدرك حذيفة. أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن الحجاج الخولاني، وصفوان: هو ابن عمرو بن هرم السكسكي.

وانظر ما سلف برقم (23282).

ص: 353

انْفَتَلَ فَتَبِعْتُهُ، فَعَرَضَ لَهُ عَارِضٌ فَنَاجَاهُ، ثُمَّ ذَهَبَ، فَاتَّبَعْتُهُ فَسَمِعَ صَوْتِي، فَقَالَ:" مَنْ هَذَا؟ " فَقُلْتُ: حُذَيْفَةُ، قَالَ:" مَا لَكَ " فَحَدَّثْتُهُ بِالْأَمْرِ، فَقَالَ:" غَفَرَ اللهُ لَكَ وَلِأُمِّكَ " ثُمَّ قَالَ: " أَمَا رَأَيْتَ الْعَارِضَ الَّذِي عَرَضَ لِي قُبَيْلُ؟ " قَالَ: قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: " فَهُوَ مَلَكٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ لَمْ يَهْبِطِ الْأَرْضَ قَطُّ قَبْلَ هَذِهِ اللَّيْلَةِ، اسْتَأْذَنَ رَبَّهُ أَنْ يُسَلِّمَ عَلَيَّ، وَيُبَشِّرَنِي أَنَّ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَأَنَّ فَاطِمَةَ سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ "(1).

(1) إسناده صحيح. إسرائيل: هو ابن يونس السبيعي.

وأخرجه تاماً ومختصراً النسائي في "الكبرى"(381) و (8298)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 6/ 372 - 373 من طريق حسين ابن محمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه مطولاً ومختصراً ابن أبي شيبة 2/ 198 و 12/ 96، والترمذي (3781)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2966)، وابن نصر في "قيام الليل"(267)، والنسائي في "الكبرى"(8365)، وابن حبان (6960) و (7126)، والطبراني في "الكبير"(2607)، والقطيعي في زياداته على "فضائل الصحابة" لأحمد (1406)، والحاكم 3/ 151 و 381، والبيهقي في "الدلائل" 7/ 78 من طرق عن إسرائيل، به.

وأخرجه مختصراً بقصة فضل فاطمة الحاكم 3/ 151 من طريق أبي مريم عبد الغفار بن قاسم الأنصاري، عن المنهال بن عَمرو، به.

وأخرجه مقطعاً الطبراني في "الكبير"(2606) و 22/ (1005) من طريق عدي بن ثابت، والطبراني في "الكبير"(2608)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 10/ 230 - 231 من طريق عاصم بن أبي النجود، كلاهما عن زر بن حبيش، به. ووقع في رواية عاصم: جبريل، بدل ملك لم ينزل!

وسيأتي الحديث بأخصر مما هنا من طريق زر بن حبيش عن حذيفة برقم (23436)، ومن طريق الشعبي عن حذيفة برقم (23330). =

ص: 354

23330 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنِ ابْنِ أَبِي السَّفَرِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَصَلَّيْتُ مَعَهُ الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ وَالْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ، ثُمَّ تَبِعْتُهُ وَهُوَ يُرِيدُ يَدْخُلُ بَعْضَ حُجَرِهِ، فَقَامَ وَأَنَا خَلْفَهُ، كَأَنَّهُ يُكَلِّمُ أَحَدًا، قَالَ: ثُمَّ قَالَ: " مَنْ هَذَا؟ " قُلْتُ: حُذَيْفَةُ. قَالَ: " أَتَدْرِي مَنْ كَانَ مَعِي؟ " قُلْتُ: لَا. قَالَ: " فَإِنَّ جِبْرِيلَ جَاءَ يُبَشِّرُنِي أَنَّ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ " قَالَ: فَقَالَ حُذَيْفَةُ: فَاسْتَغْفِرْ لِي وَلِأُمِّي. قَالَ: " غَفَرَ اللهُ لَكَ يَا حُذَيْفَةُ وَلِأُمِّكَ "(1).

= وأخرج الطبراني في "الكبير"(2609)، وفي "الأوسط"(6282) من طريق قيس ابن أبي حازم، عن حذيفة قال: بت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأيت عنده شخصاً فقال لي: "يا حذيفة، هل رأيت؟ " قلت: نعم يا رسول الله، قال:"هذا ملك لم يهبط إلي منذ بُعِثت، أتاني الليلة فبشرني أن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة".

وفي باب قوله: "الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة" عن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (10999)، وذُكِرت شواهده هناك.

وفي باب قوله: "فاطمة سيدة نساء أهل الجنة" عن ابن عباس، سلف برقم (2668).

وعن فاطمة، سيأتي برقم (26413).

وعن أبي هريرة عند الطبراني في "الكبير" 22/ (1006).

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين لكن الشعبي -وهو عامر بن شراحيل- لا يعرف له سماع من حذيفة وإن أدركه صغيراً. ابن أبي السَّفَر: هو عبد الله.

وسلف الحديث بسند صحيح في الرواية السابقة وليس فيها أن الملك هو جبريل، بل ملك لم ينزل إلى الأرض.

ص: 355

23331 -

حَدَّثَنَا أَبُو قَطَنٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: مَرَّ رَجُلٌ، قَالُوا: هَذَا مُبَلِّغُ (1) الْأُمَرَاءِ! قَالَ حُذَيْفَةُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَا يَدْخُلُ قَتَّاتٌ الْجَنَّةَ "(2).

23332 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ - عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" أُتِيتُ بِالْبُرَاقِ وَهُوَ دَابَّةٌ أَبْيَضُ طَوِيلٌ، يَضَعُ حَافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى طَرْفِهِ، فَلَمْ نُزَايِلْ ظَهْرَهُ أَنَا وَجِبْرِيلُ حَتَّى أَتَيْتُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ، فَفُتِحَتْ لَنَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَرَأَيْتُ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ ".

قَالَ حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ: وَلَمْ يُصَلِّ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ. قَالَ زِرٌّ: فَقُلْتُ لَهُ: بَلَى، قَدْ صَلَّى. قَالَ حُذَيْفَةُ: مَا اسْمُكَ يَا أَصْلَعُ؟ فَإِنِّي أَعْرِفُ وَجْهَكَ، وَلَا أَدْرِي مَا اسْمُكَ (3)؟ فَقُلْتُ: أَنَا زِرُّ بْنُ

(1) في (ظ 5): يُبلِّغ.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي قطن -وهو عمرو بن الهيثم بن قطن- فمن رجال مسلم. الحكم: هو ابن عتيبة، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(3021) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وانظر (23247).

(3)

في (م) و (ظ 2) و (ق): ولا أعرف اسمك.

ص: 356

حُبَيْشٍ. قَالَ: وَمَا يُدْرِيكَ أَنَّهُ قَدْ صَلَّى؟ قَالَ: فَقُلْتُ: يَقُولُ اللهُ: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الإسراء: 1] فَقَالَ: فَهَلْ تَجِدُهُ صَلَّى؟ لَوْ صَلَّى لَصَلَّيْتُمْ فِيهِ كَمَا تُصَلُّونَ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ. قَالَ زِرٌّ: وَرَبَطَ الدَّابَّةَ بِالْحَلَقَةِ الَّتِي يَرْبِطُ بِهَا الْأَنْبِيَاءُ. فَقَالَ حُذَيْفَةُ: أَوَكَانَ يَخَافُ أَنْ تَذْهَبَ مِنْهُ وَقَدْ أَتَاهُ اللهُ بِهَا؟! (1).

23333 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ، حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" أُتِيتُ بِالْبُرَاقِ " فَذَكَرَ مَعْنَاهُ، قَالَ حَسَنٌ فِي حَدِيثِهِ - يَعْنِي هَذَا الْحَدِيثَ -: وَرَأَيَا الْجَنَّةَ وَالنَّارَ. وَقَالَ عَفَّانُ: وَفُتِحَتْ لَهُمَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَرَأَى الْجَنَّةَ وَالنَّارَ (2).

(1) إسناده حسن من أجل عاصم بن بهدلة، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. يونس: هو ابن محمد المؤدب.

وأخرجه الطيالسي (411)، ومن طريقه البيهقي في "دلائل النبوة" 2/ 364، والطحاوي في "شرح المشكل"(5014) من طريق الحجاج بن منهال، كلاهما (الطيالسي وحجاج) عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.

وانظر (23285).

(2)

إسناده حسن من أجل عاصم بن بهدلة، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. ورواية عفان -وهو ابن مسلم- سيسوقها المصنِّف برقم (23343)، ويأتي تخريجها هناك. =

ص: 357

23334 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ قَالَ: قَالَ فَتًى مِنَّا مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ لِحُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ رَأَيْتُمْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَصَحِبْتُمُوهُ؟ قَالَ: نَعَمْ يَا ابْنَ أَخِي. قَالَ: فَكَيْفَ كُنْتُمْ تَصْنَعُونَ؟ قَالَ: وَاللهِ لَقَدْ كُنَّا نَجْهَدُ، قَالَ: وَاللهِ لَوْ أَدْرَكْنَاهُ مَا تَرَكْنَاهُ يَمْشِي عَلَى الْأَرْضِ، وَلَجَعَلْنَاهُ عَلَى أَعْنَاقِنَا، قَالَ: فَقَالَ حُذَيْفَةُ: يَا ابْنَ أَخِي، وَاللهِ لَقَدْ رَأَيْتُنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالْخَنْدَقِ، وَصَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ اللَّيْلِ هَُوِيًّا ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيْنَا، فَقَالَ:" مَنْ رَجُلٌ يَقُومُ فَيَنْظُرَ لَنَا مَا فَعَلَ الْقَوْمُ - يَشْرُطُ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ يَرْجِعُ - أَدْخَلَهُ اللهُ الْجَنَّةَ " فَمَا قَامَ رَجُلٌ، ثُمَّ صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم هَُوِيًّا مِنَ اللَّيْلِ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيْنَا فَقَالَ:" مَنْ رَجُلٌ يَقُومُ فَيَنْظُرَ لَنَا مَا فَعَلَ الْقَوْمُ ثُمَّ يَرْجِعُ - يَشْرِطُ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الرَّجْعَةَ - أَسْأَلُ اللهَ أَنْ يَكُونَ رَفِيقِي فِي الْجَنَّةِ " فَمَا قَامَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ مَعَ شِدَّةِ الْخَوْفِ وَشِدَّةِ الْجُوعِ وَشِدَّةِ الْبَرْدِ، فَلَمَّا لَمْ يَقُمْ أَحَدٌ دَعَانِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمْ يَكُنْ لِي بُدٌّ مِنَ الْقِيَامِ حِينَ دَعَانِي، فَقَالَ:" يَا حُذَيْفَةُ فَاذْهَبْ فَادْخُلْ فِي الْقَوْمِ، فَانْظُرْ مَا يَفْعَلُونَ، وَلَا تُحْدِثَنَّ شَيْئًا حَتَّى تَأْتِيَنَا ".

قَالَ: فَذَهَبْتُ فَدَخَلْتُ فِي الْقَوْمِ، وَالرِّيحُ وَجُنُودُ اللهِ تَفْعَلُ مَا تَفْعَلُ، لَا تَقِرُّ لَهُمْ قِدْرًا وَلَا نَارًا وَلَا بِنَاءً، فَقَامَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ

= وانظر (23285).

ص: 358

حَرْبٍ، فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ لِيَنْظُرْ امْرُؤٌ مَنْ جَلِيسُهُ. فَقَالَ حُذَيْفَةُ: فَأَخَذْتُ بِيَدِ الرَّجُلِ الَّذِي إِلَى جَنْبِي، فَقُلْتُ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ. ثُمَّ قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ إِنَّكُمْ وَاللهِ مَا أَصْبَحْتُمْ بِدَارِ مُقَامٍ، لَقَدْ هَلَكَ الْكُرَاعُ، وَأَخْلَفَتْنَا بَنُو قُرَيْظَةَ، وَبَلَغَنَا عَنْهُمُ (1) الَّذِي نَكْرَهُ، وَلَقِينَا مِنْ هَذِهِ الرِّيحِ مَا تَرَوْنَ، وَاللهِ مَا تَطْمَئِنُّ لَنَا قِدْرٌ، وَلَا تَقُومُ لَنَا نَارٌ، وَلَا يَسْتَمْسِكُ لَنَا بِنَاءٌ، فَارْتَحِلُوا فَإِنِّي مُرْتَحِلٌ، ثُمَّ قَامَ إِلَى جَمَلِهِ وَهُوَ مَعْقُولٌ فَجَلَسَ عَلَيْهِ، ثُمَّ ضَرَبَهُ فَوَثَبَ عَلَى ثَلَاثٍ، فَمَا أَطْلَقَ عِقَالَهُ إِلَّا وَهُوَ قَائِمٌ، وَلَوْلَا عَهْدُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" لَا تُحْدِثْ شَيْئًا حَتَّى تَأْتِيَنِي "، ثُمَّ شِئْتُ لَقَتَلْتُهُ بِسَهْمٍ. قَالَ حُذَيْفَةُ: ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي مِرْطٍ لِبَعْضِ نِسَائِهِ مُرَحَّلٍ، فَلَمَّا رَآنِي أَدْخَلَنِي إِلَى رَحْلِهِ، وَطَرَحَ عَلَيَّ طَرَفَ الْمِرْطِ، ثُمَّ رَكَعَ وَسَجَدَ وَإِنَّهُ لَفِيهِ، فَلَمَّا سَلَّمَ أَخْبَرْتُهُ الْخَبَرَ، وَسَمِعَتْ غَطَفَانُ بِمَا فَعَلَتْ قُرَيْشٌ، فَانْشَمَرُوا إِلَى بِلَادِهِمْ (2).

(1) في (م) و (ظ 2) و (ق): منهم، والمثبت من (ظ 5) و"السيرة" لابن هشام.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن لولا إرساله، فإن محمد بن كعب القرظي لم يدرك حذيفة، وقد روي هذا الحديث من طرق أخرى تقويه. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، ويزيد بن زياد: هو المدني مولى عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي.

وهو في "السيرة" لابن هشام 3/ 242 - 244 عن محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد. =

ص: 359

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه بنحوه أخصر مما هنا مسلم (1788)، وأبو عوانة (6839) و (6840) و (6841)، وابن حبان (7125)، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 354، وفي "الدلائل"(432)، والبيهقي في "السنن" 9/ 148 - 149، وفي "الدلائل" 3/ 449 - 450 من طريق إبراهيم التيمي، عن أبيه، عن حذيفة.

وأخرجه البزار (1809 - كشف الاستار)، والحاكم 3/ 31، والبيهقي في "الدلائل" 3/ 450 - 451 من طريق موسى بن أبي المختار، عن بلال بن يحيى العبسي، عن حذيفة.

وأخرجه مطولاً أبو عوانة (6842)، والبيهقي في "الدلائل" 3/ 451 - 452 من طريق محمد بن عبيد الحنفي، عن عبد العزيز ابن أخي حذيفة، عن حذيفة.

وأخرجه بنحوه البيهقي في "الدلائل" 3/ 454 - 455 من طريق هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، أن رجلاً قال لحذيفة. وبعضهم يختصره، وعند بعضهم ما ليس عند الآخر.

قال السندي: قوله: "هوياً من الليل" بفتح الهاء أو ضمها، وكسر الواو وتشديد الياء، قيل: قطعة من الليل، وقيل: الزمان الطويل.

"ولا تحدثنَّ" من الإحداث، أي: لا تفعلن شيئاً.

"والريح وجنود الله تفعل ما تفعل" إشارة إلى قوله تعالى: {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا} [الأحزاب: 9].

"فأخذت بيد الرجل الذي إلى جنبي" أي: قبل أن ينظر أحدٌ إليَّ فينكرني، وفيه إيهام بأنه منهم.

"بدار مقام" بضم الميم، أي: بدار تصلح للإقامة.

"مرحّل" بتشديد الحاء المهملة المفتوحة، أي: نُقِشَ فيه تصاوير الرِّحال. قال ابن الأثير: وتجمع على المراحل.

"فانشمروا" أي: أسرعوا.

ص: 360

23335 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، قَالَ: كُنْتُ فِي جِنَازَةِ حُذَيْفَةَ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: سَمِعْتُ هَذَا - يَقُولُ: يَعْنِي حُذَيْفَةَ - يَقُولُ: مَا بِي بَأْسٌ فِيمَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَلَئِنْ اقْتَتَلْتُمْ (1) لَأَنْظُرَنَّ أَقْصَى بَيْتٍ مٍنْ دَارِي فَلَأَدْخُلَنَّهُ، فَلَئِنْ دُخِلَ عَلَيَّ لَأَقُولَنَّ: هَا، بُؤْ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ، أَوْ بِذَنْبِي وَذَنْبِكَ (2).

23336 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ هُبَيْرَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا تَمِيمٍ الْجَيْشَانِيَّ يَقُولُ: أَخْبَرَنِي سَعِيدٌ، أَنَّهُ سَمِعَ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ يَقُولُ: غَابَ عَنَّا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا فَلَمْ يَخْرُجْ حَتَّى ظَنَنَّا أَنْ لَنْ يَخْرُجَ، فَلَمَّا خَرَجَ سَجَدَ سَجْدَةً، فَظَنَنَّا أَنَّ نَفْسَهُ قَدْ قُبِضَتْ فِيهَا، فَلَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ قَالَ: " إِنَّ رَبِّي اسْتَشَارَنِي فِي أُمَّتِي مَاذَا أَفْعَلُ بِهِمْ؟ فَقُلْتُ: مَا شِئْتَ أَيْ رَبِّ هُمْ خَلْقُكَ وَعِبَادُكَ، فَاسْتَشَارَنِي الثَّانِيَةَ، فَقُلْتُ لَهُ كَذَلِكَ، فَقَالَ: لَا أُحْزِنُكَ فِي أُمَّتِكَ يَا مُحَمَّدُ. وَبَشَّرَنِي أَنَّ أَوَّلَ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي مَعِي (3) سَبْعُونَ أَلْفًا، مَعَ كُلِّ أَلْفٍ سَبْعُونَ أَلْفًا، لَيْسَ عَلَيْهِمْ حِسَابٌ، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَيَّ فَقَالَ: ادْعُ

(1) في (م) وحدها اقتتلت!

(2)

إسناده ضعيف لإبهام الراوي عن حذيفة. حسين بن محمد: هو ابن بهرام، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي.

وانظر (23307).

(3)

لفظة "معي" سقطت من (م).

ص: 361

تُجَبْ وَسَلْ تُعْطَ، فَقُلْتُ لِرَسُولِهِ: أَوَمُعْطِيَّ رَبِّي سُؤْلِي؟ فَقَالَ: مَا أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ إِلَّا لِيُعْطِيَكَ، وَلَقَدْ أَعْطَانِي رَبِّي وَلَا فَخْرَ، وَغَفَرَ لِي مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِي وَمَا تَأَخَّرَ، وَأَنَا أَمْشِي حَيًّا صَحِيحًا، وَأَعْطَانِي أَنْ لَا تَجُوعَ أُمَّتِي وَلَا تُغْلَبَ، وَأَعْطَانِي الْكَوْثَرَ، فَهُوَ نَهْرٌ مِنَ الْجَنَّةِ يَسِيلُ فِي حَوْضِي، وَأَعْطَانِي الْعِزَّ وَالنَّصْرَ وَالرُّعْبَ يَسْعَى بَيْنَ يَدَيْ أُمَّتِي شَهْرًا (1)، وَأَعْطَانِي أَنِّي أَوَّلُ الْأَنْبِيَاءِ أَدْخُلُ الْجَنَّةَ، وَطَيَّبَ لِي وَلِأُمَّتِي الْغَنِيمَةَ، وَأَحَلَّ لَنَا كَثِيرًا مِمَّا شَدَّدَ عَلَى مَنْ قَبْلَنَا، وَلَمْ يَجْعَلْ عَلَيْنَا مِنْ حَرَجٍ " (2).

(1) ضرب في نسخة (ظ 5) على قوله: "أمتي شهراً".

(2)

إسناده ضعيف، عبد الله بن لهيعة ضعيف، وسعيد الراوي عن حذيفة لم نتبينه. ابن هبيرة: هو عبد الله بن هُبيرة بن أسعد الحضرمي المصري، وأبو تميم الجيشاني: هو عبد الله بن مالك بن أبي الأسحم الرعيني المصري.

وفي باب قوله: "يدخل الجنة سبعون ألفاً" انظر حديث ابن عباس السالف برقم (3806)، وحديث أبي هريرة السالف برقم (8016)، وذُكِرت شواهده عندهما.

ولقوله: "وغفر لي ما تقدم من ذنبي وما تأخر" انظر حديث المغيرة بن شعبة السالف برقم (18198)، وذُكِرت شواهده هناك.

ولقوله: "وأعطاني أن لا تجوع أُمتي ولا تغلب" انظر حديث انس السالف برقم (12486)، وذُكِرت شواهده هناك.

ولقوله: "وأعطاني الكوثر" انظر حديث أنس السالف برقم (12008).

ولقوله: "وأعطاني النصر والرعب يسعى بين يدي أمتي شهراً، وطيب لي ولأمتي الغنيمة" انظر حديث ابن عباس السالف برقم (2742)، وذُكِرت شواهده هناك.

ولقوله: "وأعطاني أني أول الأنبياء أدخل الجنة" انظر حديث أنس السالف برقم (12397) و (12469). =

ص: 362

23337 -

حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ. وَحُصَيْنٌ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ أَنْظُرُكُمْ، لَيُرْفَعُ لِي رِجَالٌ مِنْكُمْ حَتَّى إِذَا عَرَفْتُهُمْ، اخْتُلِجُوا دُونِي، فَأَقُولُ: رَبِّ أَصْحَابِي أَصْحَابِي. فَيُقَالُ: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ "(1).

23338 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا مَعَ الدَّجَّالِ مِنْهُ، إِنَّ مَعَهُ نَارًا تَحرَّقُ - وَقَالَ حُسَيْنٌ مَرَّةً: تُحرِقُ - وَنَهْرَ مَاءٍ بَارِدٍ، فَمَنْ أَدْرَكَهُ مِنْكُمْ فَلَا يَهْلَكَنَّ بِهِ، لِيُغْمِضْ (2) عَيْنَيْهِ وَلْيَقَعْ فِي الَّتِي يَرَاهَا نَارًا، فَإِنَّهَا نَهْرُ مَاءٍ بَارِدٍ "(3).

= قوله: "أن لا تجوع أمتي" قال السندي: أي: لا يهلكوا بقحط عامّ.

"ولا تغلب" أي: لا يغلبهم العدو فيستأصلهم.

(1)

هذا الحديث له إسنادان: الأول: إسناده صحيح، وسلف في مسند ابن مسعود من طريق المغيرة بن مقسم برقم (4180).

والإسناد الثاني رجاله ثقات رجال الصحيح، لكن حصين -وهو ابن عبد الرحمن السلمي- جعله من حديث حذيفة، والمحفوظ أنه من حديث ابن مسعود كما سلف بيانه عند الرواية (23290).

قوله: "أنظركم" أي: أنتظركم. قاله السندي.

(2)

المثبت من (ظ 5)، وفي (م) و (ظ 2) و (ق): ليغمضنَّ.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. شيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي، ومنصور: هو ابن المعتمر. =

ص: 363

23339 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ - يَعْنِي ابْنَ عُيَيْنَةَ - عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: أَتَى رَجُلٌ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ أَنِّي لَقِيتُ بَعْضَ أَهْلِ الْكِتَابِ، فَقَالَ: نِعْمَ الْقَوْمُ أَنْتُمْ لَوْلَا أَنَّكُمْ تَقُولُونَ: مَا شَاءَ اللهُ وَشَاءَ مُحَمَّدٌ! فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " قَدْ كُنْتُ أَكْرَهُهَا مِنْكُمْ، فَقُولُوا: مَا شَاءَ اللهُ ثُمَّ شَاءَ مُحَمَّدٌ "(1).

= وأخرجه الطحاوي في "شرح المشكل"(5691)، والطبراني في "الأوسط"(2524)، وابن منده في "الإيمان"(1037) من طريق عبد الله بن رجاء، وابن منده (1037) من طريق عبيد الله بن موسى، كلاهما عن شيبان بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 15/ 134 من طريق زائدة بن قدامة، والبزار في "مسنده"(2859) من طريق المفضل بن مهلهل، كلاهما عن منصور، به.

وخالفهم جرير بن عبد الحميد، فأخرجه أبو داود (4315) من طريقه عن منصور، عن ربعي، عن حذيفة قوله. وقال في آخره: قال أبو مسعود البدري: هكذا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول.

وانظر ما سلف برقم (23250).

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات، لكن قد اختلف فيه على عبد الملك -وهو ابن عمير-، فرواه سفيان بن عيينة عنه هكذا، ورواه معمر عنه عن جابر بن سمرة، ورواه جمعٌ غفيرٌ عنه عن ربعي، عن الطفيل بن سَخْبرة أخي عائشة كما سلف مفصلاً برقم (20694)، وهو المحفوظ الذي رجحه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 363 - 364، والبزار في "مسنده" 7/ 253.

وأخرجه البخاري في "تاريخه الكبير" 4/ 364، وابن ماجه (2118)، والبزار في "مسنده"(2830)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(984)، والبيهقي في =

ص: 364

23340 -

حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: كَانَ فِي لِسَانِي ذَرَبٌ عَلَى أَهْلِي لَمْ أَعْدُهُ إِلَى غَيْرِهِ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" أَيْنَ أَنْتَ مِنَ الِاسْتِغْفَارِ يَا حُذَيْفَةُ، إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللهَ كُلَّ يَوْمٍ مِئَةَ مَرَّةٍ، وَأَتُوبُ إِلَيْهِ ".

قَالَ: فَذَكَرْتُهُ لِأَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى، فَحَدَّثَنِي عَنْ أَبِي مُوسَى، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللهَ كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ مِئَةَ مَرَّةٍ، وَأَتُوبُ إِلَيْهِ "(1).

= "الأسماء والصفات" ص 143، والحازمي في "الاعتبار" ص 243 و 243 - 244 من طرق عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

(1)

صحيح لغيره دون قصة ذرابة اللسان، وله إسنادان: الأول إلى حذيفة، وهو ضعيف، فيه أبو المغيرة اختلف في اسمه، فقيل: عُبيد بن المغيرة، وقيل: عُبيد بن عمرو، وقيل: عبيد الله بن أبي المغيرة، وقيل: المغيرة بن أبي عبيد، وقيل: الوليد، وقيل: أبو الوليد، ولم يروِ عنه غير أبي إسحاق السبيعي، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، فهو مجهول. والإسناد الثاني إلى أبي موسى الأشعري وقد خولف أبو أحمد محمد بن عبد الله الزبيري فيه، فرواه غير واحد عن إسرائيل مرسلاً لم يذكروا فيه أبا موسى، وهو الذي ذكره أبو حاتم كما في "العلل" 2/ 187، وقد سلف حديث أبي موسى في "مسنده" برقم (19672) وبيَّنا هناك أن المحفوظ فيه عن أبي بردة حديث الأغر المزني، والله أعلم.

وأخرجه البزار في "مسنده"(2970) من طريق أبي أحمد الزبيري، بهذين الإسنادين.

وأخرجه الدارمي (2723) عن محمد بن يوسف، والطبراني في "الدعاء"(1812) من طريق عبد الله بن رجاء، والبيهقي في "الشعب"(6788) من طريق =

ص: 365

23341 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، قَالَ: قَالَ حُذَيْفَةُ: إِنَّ أَشْبَهَ النَّاسِ هَدْيًا وَدَلًّا وَسَمْتًا بِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ، مِنْ حِينِ يَخْرُجُ إِلَى أَنْ يَرْجِعَ، لَا أَدْرِي مَا

= عبيد الله بن موسى، كلهم عن إسرائيل بن يونس، به. وعند الدارمي والبيهقي في الإسناد الثاني. قال أبو إسحاق: فذكرت ذلك لأبي بردة وأبي بكر ابني أبي موسى، فقالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني لأستغفر الله

إلخ" ليس فيه ذكر أبي موسى. ولم يذكر الطبراني الإسناد الثاني.

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 297 و 13/ 462، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(450)، والطبراني في "الدعاء"(1813)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(362)، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 267 من طريق أبي الأحوص سلام بن سليم، وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(453) والطبراني في "الدعاء"(1815) من طريق أبي خالد الدّالاني، وأخرجه ابن ماجه (3817) مِن طريق أبي بكر بن عياش، وأخرجه هنَّاد في "الزهد"(916)، والطبراني في "الدعاء"(1816) و (1817) من طريق الأعمش، وفي "الدعاء"(1818) وفي "الصغير"(302) من طريق مالك بن مغول، والطبراني في "الدعاء"(1819)، وابن عدي في "الكامل" 6/ 2257، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 276 من طريق عمرو بن قيس الملائي، ستتهم عن أبي إسحاق السبيعي بالإسناد الأول. وفي رواية أبي بكر بن عياش: سبعين مرة، بدل مئة مرة.

وسيأتي برقم (23362) من طريق شعبة، وبرقم (23371) و (23421) من طريق سفيان الثوري، كلاهما عن أبي إسحاق الهمداني.

وله شاهد من حديث أنس بن مالك عند حسين المروزي في زوائده على كتاب "الزهد" لابن المبارك (1137)، وابن عدي في "الكامل" 6/ 2084، وإسناده ضعيف بمرة.

قوله: "ذَرَب" بفتحتين: أراد سلاطة لسانه وفساد منطقه. قاله السندي.

ص: 366

يَصْنَعُ فِي بَيْتِهِ (1).

23342 -

حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ (2)، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ قَالَ: كُنْتُ قَاعِدًا مَعَ حُذَيْفَةَ فَأَقْبَلَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ: إِنَّ أَشْبَهَ النَّاسِ هَدْيًا وَدَلًّا بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ حِينِ يَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهِ حَتَّى يَرْجِعَ، فَلَا أَدْرِي مَا يَصْنَعُ فِي أَهْلِهِ - لَعَبْدُ اللهِ (3) بْنِ مَسْعُودٍ، وَاللهِ لَقَدْ عَلِمَ الْمَحْفُوظُونَ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم أَنَّ عَبْدَ اللهِ مِنْ أَقْرَبِهِمْ عِنْدَ اللهِ وَسِيلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ (4).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. شقيق: هو ابن سلمة الأسدي.

وهو في "فضائل الصحابة" للمصنِّف برقم (1543).

وأخرجه ابن سعد 3/ 154 عن محمد بن عبيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه تاماً ومختصراً البخاري (6097)، والبزار في "مسنده"(2875)، والحاكم 3/ 315، والبغوي (3945) من طرق عن الأعمش، به.

وأخرجه تاماً ومختصراً البزار (2903)، والطبراني في "الكبير"(8484) و (8485) و (8486) من طرق عن شقيق، به.

وانظر ما سلف برقم (23308).

قوله: "من حين يخرج" أي: من بيته، يريد أن ظاهر أحواله محمود، ولا يدري باطنها. قاله السندي.

(2)

قوله: "حدثنا معاوية" أثبتناه من (ظ 5)، و"أطراف المسند" 2/ 243، وسقط من النسخ المتأخرة.

(3)

في (م) و (ظ 2) و (ق): كعبد الله.

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. معاوية: هو ابن عَمرو بن المهلب الأزدي، وزائدة: هو ابن قدامة، وشقيق: هو ابن سلمة الأسدي. =

ص: 367

23343 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ (1)، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بِالْبُرَاقِ، وَهُوَ دَابَّةٌ أَبْيَضُ طَوِيلٌ، يَضَعُ حَافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى طَرْفِهِ. قَالَ: فَلَمْ يُزَايِلْ ظَهْرَهُ هُوَ وَجِبْرِيلُ، حَتَّى أَتَيَا بَيْتَ الْمَقْدِسِ، وَفُتِحَتْ لَهُمَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَرَأَيَا الْجَنَّةَ وَالنَّارَ.

قَالَ: وَقَالَ حُذَيْفَةُ: وَلَمْ يُصَلِّ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ. قَالَ زِرٌّ: فَقُلْتُ: بَلَى، قَدْ صَلَّى. قَالَ حُذَيْفَةُ: مَا اسْمُكَ يَا أَصْلَعُ؟ فَإِنِّي أَعْرِفُ وَجْهَكَ، وَلَا أَدْرِي مَا اسْمُكَ. قَالَ: قُلْتُ: أَنَا زِرُّ بْنُ حُبَيْشٍ، قَالَ: وَمَا يُدْرِيكَ؟ وَهَلْ تَجِدُهُ صَلَّى؟ قَالَ: قُلْتُ: لِقَوْلِ اللهِ: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ} الْآيَةَ [الإسراء: 1] قَالَ: وَهَلْ تَجِدُهُ صَلَّى؟ لَوْ صَلَّى فِيهِ صَلَّيْنَا فِيهِ كَمَا نُصَلِّي فِي الْمَسْجِدِ

= وأخرجه الطبراني في "الكبير"(8480) من طريق معاوية بن عَمرو، بهذا الإسناد.

وأخرجه مختصراً المصنِّف في "فضائل الصحابة"(1545)، وابن أبي شيبة 12/ 115، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/ 545، والطبراني (8481)، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 126 من طرق عن الأعمش، به.

وأخرجه مختصراً يعقوب بن سفيان 2/ 544، والطبراني (8482)، وأبو نعيم 1/ 126 من طرق عن أبي وائل، به.

وانظر ما سلف برقم (23308).

(1)

قوله: "حدثنا عفان" أثبتناه من (ظ 5)، وسقط من (م) والأصول المتأخرة.

ص: 368

الْحَرَامِ، وَقِيلَ لِحُذَيْفَةَ: رَبَطَ الدَّابَّةَ بِالْحَلَقَةِ الَّتِي يَرْبِطُ (1) بِهَا الْأَنْبِيَاءُ؟ فَقَالَ حُذَيْفَةُ: أَوَكَانَ يَخَافُ أَنْ تَذْهَبَ وَقَدْ أَتَاهُ اللهُ بِهَا؟! (2)

23344 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَأَلْتُ سُلَيْمَانَ فَحَدَّثَنِي عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنِ الْمُسْتَوْرِدِ، عَنْ صِلَةَ بْنِ زُفَرَ، عَنْ حُذَيْفَةَ: أَنَّهُ صَلَّى مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَكَانَ يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ: " سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ " وَفِي سُجُودِهِ: " سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى " وَمَا مَرَّ بِآيَةِ رَحْمَةٍ إِلَّا وَقَفَ فَسَأَلَ، وَلَا بِآيَةِ عَذَابٍ إِلَّا تَعَوَّذَ (3).

23345 -

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي (4) إِسْحَاقَ - عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ نَهِيكِ بْنِ (5) عَبْدِ اللهِ السَّلُولِيِّ،

(1) في (م) و (ظ 2) و (ق): ربط.

(2)

إسناده حسن من أجل عاصم بن بهدلة، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" 11/ 460 - 461 و 14/ 306 - 307 عن عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. والرواية الأولى مختصرة.

وانظر (23285).

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير المستورد -وهو ابن الأحنف- فمن رجال مسلم. سليمان: هو الأعمش.

وانظر (23240).

(4)

لفظة "أبي" أثبتناها من (ظ 5)، وسقطت من (م) والأصول المتأخرة.

(5)

تحرف في (م) إلى: عن عبد الله.

ص: 369

حَدَّثَنَا حُذَيْفَةُ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَتَى سُبَاطَةَ قَوْمٍ فَبَالَ قَائِمًا (1).

23346 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ حُذَيْفَةَ، أَنَّهُ قَالَ: مَا بَيْنَ طَرَفَيْ حَوْضِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كَمَا بَيْنَ أَيْلَةَ وَمِصْرَ (2)، آنِيَتُهُ أَكْثَرُ - أَوْ مِثْلُ - عَدَدِ نُجُومِ السَّمَاءِ، مَاؤُهُ أَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، وَأَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ، وَأَبْرَدُ مِنَ الثَّلْجِ، وَأَطْيَبُ رِيحًا مِنَ الْمِسْكِ، مَنْ شَرِبَ مِنْهُ لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَهُ أَبَدًا (3).

23347 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا تَقُولُوا: مَا شَاءَ اللهُ وَشَاءَ فُلَانٌ، وَلَكِنْ قُولُوا: مَا شَاءَ اللهُ، ثُمَّ شَاءَ فُلَانٌ "(4).

(1) حديث صحيح رجاله رجال الصحيح غير نهيك بن عبد الله السلولي، فقد روى عنه أبو إسحاق -وهو السَّبيعي- وذكره ابن حبان في "الثقات"، لكن قد تابعه شقيق بن سلمة أبو وائل فيما سلف برقم (23241).

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 8/ 122 عن أبي نعيم الفضل بن دكين، عن يونس بن أبي إسحاق، بهذا الإسناد.

(2)

في (م) و (ظ 2) و (ق): مضر، بالضاد المعجمة، والمثبت من (ظ 5)، وهي فيها بكسر الميم وإهمال الصاد مجوَّدة.

(3)

صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم: وهو ابن بهدلة.

وهو مكرر (23318).

(4)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات على خلاف في إسناده كما سلف بيانه عند الرواية (23265). =

ص: 370

23348 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ الطَّائِيِّ، عَنْ أَبِي ثَوْرٍ قَالَ: بَعَثَ عُثْمَانُ يَوْمَ الْجَرَعَةِ بِسَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ قَالَ: فَخَرَجُوا إِلَيْهِ فَرَدُّوهُ، قَالَ: فَكُنْتُ قَاعِدًا مَعَ أَبِي مَسْعُودٍ وَحُذَيْفَةَ فَقَالَ أَبُو مَسْعُودٍ: مَا كُنْتُ أَرَى أَنْ يَرْجِعَ لَمْ يُهْرِقْ فِيهِ دَمًا (1)، قَالَ: فَقَالَ حُذَيْفَةُ: وَلَكِنْ قَدْ عَلِمْتُ لَتَرْجِعَنَّ عَلَى عُقْبَيْهَا لَمْ يُهْرِقْ فِيهَا مَحْجَمَةَ دَمٍ، وَمَا عَلِمْتُ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا إِلَّا شَيْئًا عَلِمْتُهُ وَمُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم حَيٌّ (2)" حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيُصْبِحُ مُؤْمِنًا، ثُمَّ يُمْسِي مَا مَعَهُ مِنْهُ شَيْءٌ، وَيُمْسِي مُؤْمِنًا، وَيُصْبِحُ مَا مَعَهُ مِنْهُ شَيْءٌ، يُقَاتِلُ فِئَتَهُ الْيَوْمَ وَيَقْتُلُهُ اللهُ غَدًا، يَنْكُسُ قَلْبُهُ، تَعْلُوهُ اسْتُهُ " قَالَ: فَقُلْتُ: أَسْفَلُهُ؟ قَالَ: اسْتُهُ (3).

= وأخرجه الطحاوي في "شرح المشكل"(236) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.

(1)

في (ظ 5): دماء.

(2)

زاد هنا في (ظ 5): أو ما علمتُ من ذلك شيئاً إلا ومحمد صلى الله عليه وسلم حيّ.

(3)

إسناده محتمل للتحسين، أبو ثور -وهو الأزدي الحداني الكوفي- روى عنه اثنان، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقال أبو داود: كوفي جليل، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. عمرو بن مرة: هو ابن عبد الله الجملي المرادي، وأبو البختري: هو سعيد بن فيروز.

وأخرجه الطيالسي (432)، وأخرجه الحاكم 4/ 546 من طريق عفان بن مسلم ومسلم ابن إبراهيم، ثلاثتهم (الطيالسي وعفان ومسلم) عن شعبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (703) و (704)، والحاكم 4/ 437 - 438 =

ص: 371

23349 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَرْوَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حَنْظَلَةَ، قَالَ: قَالَ حُذَيْفَةُ: " وَاللهِ لَا تَدَعُ مُضَرُ عَبْدًا لِلَّهِ مُؤْمِنًا إِلَّا فَتَنُوهُ أَوْ قَتَلُوهُ أَوْ يَضْرِبُهُمُ اللهُ وَالْمَلَائِكَةُ وَالْمُؤْمِنُونَ، حَتَّى لَا يَمْنَعُوا ذَنَبَ (1) تَلْعَةٍ " فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: أَتَقُولُ هَذَا يَا أَبَا (2) عَبْدِ اللهِ وَأَنْتَ رَجُلٌ مِنْ مُضَرَ؟ قَالَ: لَا أَقُولُ إِلَّا مَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم (3).

= من طريق الأعمش، عن عمرو بن مرة، به. وزاد في روايتي الطبراني: فقال أبو مسعود: هكذا حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الفتنة، ووقع في رواية الحاكم قلب في المتن!

وأخرجه الطبراني 17/ (705) من طريق هارون بن سعد، عن عمرو بن مرة، عن أبي ثور، فذكره دون قوله:"إنَّ الرجل ليصبح مؤمناً .. إلخ" وقال عقبه: ولم يذكر هارون بن سعد في الإسناد: أبا البختري.

وسيأتي بنحوه من طريق محمد بن سيرين، عن جندب بن عبد الله البجلي، عن حذيفة برقم (23388).

قال السندي: قوله: "بعث عثمان يوم الجرعة" بفتح جيم وراء، أو سكونها: موضع بالكوفة، كان به فتنة زمن عثمان رضي الله عنه، نزل فيه أهل الكوفة لقتال سعيد بن العاص لما بعثه عثمان أميراً عليها.

"فخرجوا" أي: أهل الكوفة.

"فلترجعن" أي: الفتنة.

"ما معه منه": أي: من الإيمان.

"ينكس" ضبط بتشديد الكاف، أي: يجعله مقلوباً معكوساً.

(1)

تصحَّف في (م) إلى: ذئب.

(2)

لفظة "أبا" سقطت من (م) و (ظ 2).

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح غير عمرو بن =

ص: 372

23350 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَبُو إِسْحَاقَ أَخْبَرَنِي، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: قُلْنَا لِحُذَيْفَةَ: أَخْبِرْنَا بِرَجُلٍ قَرِيبِ السَّمْتِ وَالْهَدْيِ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى نَأْخُذَ عَنْهُ، قَالَ: مَا أَعْلَمُ أَحَدًا أَقْرَبَ سَمْتًا وَهَدْيًا وَدَلًّا بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى يُوَارِيَهُ جِدَارُ بَيْتِهِ مِنْ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ. وَلَمْ نَسْمَعْ هَذَا مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ: لَقَدْ عَلِمَ الْمَحْفُوظُونَ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم أَنَّ ابْنَ أُمِّ عَبْدٍ مِنْ أَقْرَبِهِمْ إِلَى اللهِ وَسِيلَةً (1).

= حنظلة، فقد تفرد بالرواية عنه عبد الرحمن بن ثروان، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، لكنه قد توبع كما سيأتي.

وأخرجه ابن أبي شيبة 15/ 111، ومن طريقه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(989)، والطبراني في "الأوسط"(6579) عن عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد. ووقع في مطبوع "المصنَّف" عبد الله بن ثروان بدل عبد الرحمن بن ثروان.

وأخرجه الحاكم 4/ 470 من طريق أبي عوانة، عن الأعمش، به. وصححه على شرط الشيخين، فوهم! فعمرو بن حنظلة لم يخرج له أصحاب الكتب الستة.

وسيأتي برقم (23435) من طريق أبي قيس عبد الرحمن بن ثروان، عن هُزيل بن شرحبيل عن حذيفة. وعبد الرحمن بن ثروان سمعه من عمرو بن حنظلة وهُزيل لأن حذيفة تكلم بهذا الحديث في دار عمرو بن حنظلة فسمعه الاثنان من حذيفة كما سيأتي في الرواية المذكورة.

وسلف الحديث أيضاً بسند صحيح من طريق أبي الطفيل عن حذيفة برقم (23316).

قوله: "أو يضربهم الله" بالنصب على أن "أو" بمعنى "إلى". قاله السندي.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، وعبد الرحمن بن يزيد: هو ابن قيس النخعي. =

ص: 373

23351 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ وَلِيدِ بْنِ الْعَيْزَارِ، عَنْ أَبِي (1) عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ حُذَيْفَةَ، بِهَذَا كُلِّهِ (2).

23352 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا أَبُو رَوْقٍ عَطِيَّةُ بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا مُخْمِلُ بْنُ دِمَاثٍ قَالَ: غَزَوْتُ مَعَ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ قَالَ: فَسَأَلَ النَّاسَ: مَنْ شَهِدَ مِنْكُمْ صَلَاةَ الْخَوْفِ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: فَقَالَ حُذَيْفَةُ: أَنَا، صَلَّى بِطَائِفَةٍ مِنَ الْقَوْمِ رَكْعَةً، وَطَائِفَةٌ مُوَاجِهَةَ الْعَدُوِّ، ثُمَّ ذَهَبَ هَؤُلَاءِ فَقَامُوا مَقَامَ أَصْحَابِهِمْ مُوَاجِهُو الْعَدُوِّ، وَجَاءَتِ الطَّائِفَةُ الْأُخْرَى، فَصَلَّى بِهِمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَكْعَةً ثُمَّ سَلَّمَ، فَكَانَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَكْعَتَانِ وَلِكُلِّ طَائِفَةٍ رَكْعَةٌ (3).

= وأخرجه المصنف في "فضائل الصحابة"(1544)، والطيالسي (426)، وابن سعد 3/ 154، والبخاري (3762)، ويعقوب بن سفيان في "تاريخه" 2/ 540 و 540 - 541، وابن حبان (7063)، والطبراني في "الكبير"(8487)، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 127 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.

وقوله: قد علم المحفوظون

إلخ صح من حديث شقيق بن سلمة عن حذيفة في الرواية السالفة برقم (23342)، وسيأتي في الرواية التالية.

وانظر (23308).

(1)

تحرف في (م) و (ظ 2) و (ق) إلى: ابن عمرو، والمثبت من (ظ 5) و"أطراف المسند" 2/ 243.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عمرو الشيباني: هو سعد بن إياس الكوفي.

وانظر ما قبله.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف مُخْمِل بن دماث تفرد بالرواية عنه =

ص: 374

23353 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ، قَالَ: قَالَ عُقْبَةُ بْنُ عَمْرٍو لِحُذَيْفَةَ: أَلَا تُحَدِّثُنَا مَا سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ؟ قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: " إِنَّ مَعَ الدَّجَّالِ إِذَا خَرَجَ مَاءً وَنَارًا، الَّذِي يَرَى النَّاسُ أَنَّهَا نَارٌ فَمَاءٌ بَارِدٌ، وَأَمَّا الَّذِي يَرَى النَّاسُ أَنَّهُ مَاءٌ فَنَارٌ تُحْرِقُ، فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ، فَلْيَقَعْ فِي الَّذِي يَرَى أَنَّهَا نَارٌ، فَإِنَّهَا مَاءٌ عَذْبٌ بَارِدٌ ".

قَالَ حُذَيْفَةُ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: " إِنَّ رَجُلًا مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ أَتَاهُ مَلَكٌ لِيَقْبِضَ نَفْسَهُ، فَقَالَ لَهُ: هَلْ عَمِلْتَ مِنْ خَيْرٍ؟ فَقَالَ: مَا أَعْلَمُ. قِيلَ لَهُ: انْظُرْ، قَالَ: مَا أَعْلَمُ شَيْئًا غَيْرَ أَنِّي كُنْتُ أُبَايِعُ النَّاسَ وَأُجَازِفُهُمْ (1)، فَأُنْظِرُ الْمُوسِرَ (2)، وَأَتَجَاوَزُ عَنِ الْمُعْسِرِ. فَأَدْخَلَهُ اللهُ الْجَنَّةَ ".

= عطية بن الحارث، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، فهو مجهول.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 310 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وتحرف فيه مخمل بن دماث إلى محمد بن دهاث!

وانظر ما سلف (23268).

(1)

كذا في (م) والنسخ الخطية، ووقع عند البخاري: وأجازيهم، قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 6/ 496 - 497: أي: أقاضيهم، والمجازاة: المقاضاة، أي: آخذ منهم وأعطي، ووقع في رواية الإسماعيلي: وأجازفهم بالجيم والزاي والفاء، وفي أخرى بالمهملة والراء، وكلاهما تصحيف لا يظهر، والله أعلم! كذا قال، مع أن الجِزاف: هو البيع والشراء بلا وزن ولا كيل، وهو يرجع إلى المساهلة.

(2)

في (م) والنسخ الخطية: المعسر، والمثبت من "جامع المسانيد"، ومن "صحيح البخاري".

ص: 375

قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: " إِنَّ رَجُلًا حَضَرَهُ الْمَوْتُ، فَلَمَّا أَيِسَ مِنَ الْحَيَاةِ أَوْصَى أَهْلَهُ: إِذَا أَنَا مِتُّ فَاجْمَعُوا لِي حَطَبًا كَثِيرًا جَزْلًا، ثُمَّ أَوْقِدُوا فِيهِ نَارًا، حَتَّى إِذَا أَكَلَتْ لَحْمِي وَخَلَصَ إِلَى عَظْمِي فَامْتَحَشْتُ، فَخُذُوهَا فَاذْرُوهَا فِي الْيَمِّ، فَفَعَلُوا، فَجَمَعَهُ اللهُ إِلَيْهِ، وَقَالَ لَهُ: لِمَ فَعَلْتَ ذَلِكَ؟ قَالَ: مِنْ خَشْيَتِكَ! قَالَ: فَغَفَرَ اللهُ لَهُ ".

قَالَ عُقْبَةُ بْنُ عَمْرٍو: وَأَنَا سَمِعْتُهُ يَقُولُ ذَلِكَ، وَكَانَ نَبَّاشًا (1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم، وأبو عوانة: هو الوضاح اليشكري، وربعي: هو ابن حراش.

وأخرج الحديث الأول البخاري (3450)، والبزار في "مسنده"(2820) والطبراني في "الكبير" 17/ (642)، وابن منده في "الإيمان"(1035)، والبيهقي في "الشعب"(7160) من طرق عن أبي عوانة الوضاح اليشكري، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (2934)(107)، وأبو عوانة الإسفراييني في الفتن كما في "إتحاف المهرة" 4/ 252، والطبراني 17/ (643) و (644)، والبغوي (4259) من طرق عن عبد الملك بن عمير، به.

وأخرجه مسلم (2934)(108)، وأبو داود (4315)، وأبو عوانة الإسفراييني، والطبراني 17/ (646)، وابن حبان (6799)، وابن منده (1034) من طرق عن ربعي بن حراش، به.

وانظر ما سلف برقم (23250).

وأخرج الحديث الثاني البخاري (3451)، والبزار (2821)، والطبراني 17/ (642)، والبيهقي في "الشعب"(7160) من طرق عن أبي عوانة الوضاح اليشكري، بهذا الإسناد.

وأخرجه الدارمي (2546)، والبخاري (2077)، ومسلم (1560)(26) =

ص: 376

* 23354 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ - وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ - حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ جُمَيعٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الطُّفَيْلِ، حَدَّثَنَا حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ، قَالَ: مَا مَنَعَنِي أَنْ أَشْهَدَ بَدْرًا إِلَّا أَنِّي خَرَجْتُ أَنَا وَأَبِي حُسَيلٍ، فَأَخَذَنَا كُفَّارُ قُرَيْشٍ، فَقَالُوا: إِنَّكُمْ

= و (29)، والطحاوي (5534) و (5535)، والطبراني 17/ (649) و (650)، والبيهقي في "السنن" 5/ 356، وفي "الشعب"(11247) من طرق عن ربعي، عن حذيفة وحده غير مسلم في الرواية (29)، والطحاوي في الرواية (5532).

وانظر لزاماً "فتح الباري" 4/ 307 - 308 للوقوف على الاختلاف في ألفاظه.

وسيأتي برقم (23384) و (23463).

وسلف هذا الحديث في مسند أبي مسعود البدري الأنصاري برقم (17064) عن يزيد بن هارون، عن أبي مالك، عن ربعي، عن حذيفة موقوفاً وعن أبي مسعود مرفوعاً.

وفي باب فضل منظر المعسر حديث أبي هريرة، سلف برقم (7579) و (8711).

وحديث أبي اليسر، سلف برقم (15520).

وأخرج الحديث الثالث البخاري (3452) و (3479) وبإثر (3479)، والبزار في "مسنده"(2822)، والطبراني 17/ (642)، والبيهقي في "الشعب"(7160) من طرق عن أبي عوانة الوضاح اليشكري، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن حبان (651) من طريق شعبة، عن عبد الملك بن عمير، به. لم يذكر عقبة بن عمرو.

وانظر (23253).

ص: 377

تُرِيدُونَ مُحَمَّدًا؟ قُلْنَا: مَا نُرِيدُهُ (1)، مَا نُرِيدُ إِلَّا الْمَدِينَةَ، فَأَخَذُوا مِنَّا عَهْدَ اللهِ وَمِيثَاقَهُ لَنَنْصَرِفَنَّ إِلَى الْمَدِينَةِ، وَلَا نُقَاتِلُ مَعَهُ، فَأَتَيْنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرْنَاهُ الْخَبَرَ، فَقَالَ:" انْصَرِفَا، نَفِي لَهُمْ بِعَهْدِهِمْ، وَنَسْتَعِينُ اللهَ عَلَيْهِمْ "(2).

23355 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ فَرَافِصَةَ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ: أَتَى (3) النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: بَيْنَمَا أَنَا أُصَلِّي إِذْ سَمِعْتُ مُتَكَلِّمًا يَقُولُ: اللهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ كُلُّهُ، وَلَكَ الْمُلْكُ كُلُّهُ، بِيَدِكَ الْخَيْرُ كُلُّهُ، إِلَيْكَ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ، عَلَانِيَتُهُ وَسِرُّهُ،

(1) قوله: "ما نريد" سقط من (م) و (ظ 2) و (ق)، وأثبتناه من (ظ 5).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد قوي على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الوليد بن عبد الله بن جميع، فمن رجال مسلم، وهو صدوق حسن الحديث. أبو أُسامة: هو حماد بن أسامة، وأبو الطفيل: هو عامر بن واثلة.

وهو في "مصنف" ابن أبي شيبة 12/ 299 و 14/ 381، ومن طريقه أخرجه مسلم (1787)، وأبو عوانة (6838)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 97 عن أبي أسامة، بهذا الإسناد.

وأخرجه البزار (2801)، وأبو عوانة (6836) و (6837)، والطحاوي 3/ 97، والطبراني في "الكبير"(3009)، وفي "الأوسط"(8431)، والحاكم 3/ 201 - 202 من طرق عن الوليد بن جميع، به.

وسيأتي من طريق أبي إسحاق السبيعي، عن بعض أصحابه، عن حذيفة برقم (23372).

(3)

في (م) أنه أتى.

ص: 378

فَأَهْلٌ أَنْ تُحْمَدَ، إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، اللهُمَّ اغْفِرْ لِي جَمِيعَ مَا مَضَى مِنْ ذُنُوبِي (1)، وَاعْصِمْنِي فِيمَا بَقِيَ مِنْ عُمْرِي، وَارْزُقْنِي عَمَلًا زَاكِيًا تَرْضَى بِهِ عَنِّي، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" ذَاكَ مَلَكٌ أَتَاكَ يُعَلِّمُكَ تَحْمِيدَ رَبِّكَ "(2).

23356 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ مُسْلِمَ بْنَ نُذَيْرٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: أَخَذَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِعَضَلَةِ سَاقِي - أَوْ بِعَضَلَةِ سَاقِهِ - قَالَ: فَقَالَ: " الْإِزَارُ هَا هُنَا فَإِنْ أَبَيْتَ فَهَا هُنَا، فَإِنْ أَبَيْتَ فَهَاهُنَا (3)، فَإِنْ أَبَيْتَ فَلَا حَقَّ لِلْإِزَارِ فِي الْكَعْبَيْنِ " أَوْ " لَا حَقَّ لِلْكَعْبَيْنِ فِي الْإِزَارِ "(4).

(1) المثبت من (ظ 5) ومن "مجمع الزوائد" 10/ 96، وفي (م) والنسخ المتأخرة: ذنبي.

(2)

إسناده ضعيف لإبهام الراوي عن حذيفة. عفان: هو ابن مسلم، وهمام: هو ابن يحيى العوذي.

والحديث عزاه السيوطي في "الحبائك"(732) لمحمد بن نصر في "كتاب الصلاة" وذكر له شاهداً من حديث أبي هريرة بنحوه، وعزاه أيضاً لمحمد بن نصر.

(3)

جملة: "فإن أبيت فهاهنا" الثانية سقطت من (م) و (ق)، وأثبتناها من (ظ 5) و (ظ 2).

(4)

صحيح لغيره، وهذا إسناد قوي من أجل مسلم بن نذير، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي.

وأخرجه الطيالسي (425) عن شعبة، بهذا الإسناد. وتحرف فيه: مسلم بن نذير إلى مسلم بن قريش.

وانظر (23243).

ص: 379

23357 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ، قَالَ: سَمِعْتُ ابنَ أَبِي لَيْلَى، أَنَّ حُذَيْفَةَ كَانَ بِالْمَدَائِنِ فَجَاءَهُ دِهْقَانٌ بِقَدَحٍ مِنْ فِضَّةٍ، فَأَخَذَهُ فَرَمَاهُ بِهِ، وَقَالَ: إِنِّي لَمْ أَفْعَلْ هَذَا إِلَّا أَنِّي قَدْ نَهَيْتُهُ فَلَمْ يَنْتَهِ، وَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَعْنِي - نَهَانِي عَنِ الشُّرْبِ فِي آنِيَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَالْحَرِيرِ وَالدِّيبَاجِ، وَقَالَ:" هِيَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا، وَلَكُمْ فِي الْآخِرَةِ "(1).

23358 -

حَدَّثَنَا عَلَيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا مُعَاذٌ - يَعْنِي ابْنَ هِشَامٍ - قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّ يَدِهِ وَلَمْ أَسْمَعْهُ مِنْهُ: عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" فِي أُمَّتِي كَذَّابُونَ وَدَجَّالُونَ سَبْعَةٌ وَعِشْرُونَ، مِنْهُمْ أَرْبَعُ نِسْوَةٍ، وَإِنِّي خَاتَمُ النَّبِيِّينَ، لَا نَبِيَّ بَعْدِي "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم، والحكم: هو ابن عتيبة الكوفي، وابن أبي ليلى: هو عبد الرحمن.

وانظر (23269).

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. علي بن عبد الله: هو ابن المديني، ومعاذ بن هشام: هو الدستوائي، وأبو معشر: هو زياد بن كليب الحنظلي، وهمام: هو ابن الحارث بن قيس النخعي.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(3026) عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة، عن علي بن عبد الله بن المديني، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطحاوي في "شرح المشكل"(2953)، والطبراني في "الكبير" =

ص: 380

23359 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا مَهْدِيٌّ، حَدَّثَنَا وَاصِلٌ الْأَحْدَبُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ: أَنَّهُ بَلَغَهُ عَنْ رَجُلٍ يَنُمُّ الْحَدِيثَ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ نَمَّامٌ "(1).

23360 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا مَهْدِيٌّ، حَدَّثَنَا وَاصِلٌ الْأَحْدَبُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ: أَنَّهُ رَأَى رَجُلًا لَا يُتِمُّ رُكُوعًا وَلَا سُجُودًا، فَلَمَّا انْصَرَفَ مِنْ صَلَاتِهِ دَعَاهُ حُذَيْفَةُ، فَقَالَ لَهُ: مُنْذُ كَمْ صَلَّيْتَ هَذِهِ الصَّلَاةَ؟ قَالَ: قَدْ صَلَّيْتُهَا مُنْذُ كَذَا وَكَذَا. فَقَالَ حُذَيْفَةُ: مَا صَلَّيْتَ - أَوْ قَالَ: مَا صَلَّيْتَ لِلَّهِ صَلَاةً، شَكَّ مَهْدِيٌّ - وَأَحْسِبُهُ

= (3026)، وفي "الأوسط"(5446) من طريق إبراهيم بن محمد بن عرعرة، عن معاذ بن هشام، به. وقُلِبَ إبراهيم بن محمد بن عرعرة عند الطحاوي إلى محمد بن إبراهيم. وكان قد حُكِم على إسناده في "شرح المشكل" بأنه ضعيف بناءً على أن أبا معشر: هو نجيح السندي، وهو خطأ، فليصحح.

وأخرجه البزار (2888) من طريق إسرائيل، عن عاصم بن بهدلة، عن شقيق بن سلمة، عن حذيفة. ولفظه:"إنَّ بينَ يدي السَّاعة كذَّابين".

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7228)، وانظر شواهده هناك.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم، ومهدي: هو ابن ميمون الأزدي، وواصل الأحدب: هو ابن حيان الأسدي، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة.

وانظر ما سلف برقم (23247).

ص: 381

قَالَ: وَلَوْ مِتَّ مِتَّ عَلَى غَيْرِ سُنَّةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم (1).

23361 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، قَالَ: تَسَحَّرْتُ ثُمَّ انْطَلَقْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَمَرَرْتُ بِمَنْزِلِ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ، فَأَمَرَ بِلَقْحَةٍ فَحُلِبَتْ، وَبِقِدْرٍ فَسُخِّنَتْ، ثُمَّ قَالَ: ادْنُ فَكُلْ. فَقُلْتُ: إِنِّي أُرِيدُ الصَّوْمَ. فَقَالَ: وَأَنَا أُرِيدُ الصَّوْمَ. فَأَكَلْنَا وَشَرِبْنَا، ثُمَّ أَتَيْنَا الْمَسْجِدَ، فَأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، ثُمَّ قَالَ حُذَيْفَةُ: هَكَذَا فَعَلَ بِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قُلْتُ: أَبَعْدَ الصُّبْحِ؟ قَالَ: نَعَمْ، هُوَ الصُّبْحُ غَيْرَ أَنْ لَمْ تَطْلُعِ الشَّمْسُ. قَالَ: وَبَيْنَ بَيْتِ حُذَيْفَةَ، وَبَيْنَ الْمَسْجِدِ كَمَا بَيْنَ مَسْجِدِ ثَابِتٍ وَبُسْتَانِ حَوْطٍ. وَقَدْ قَالَ حَمَّادٌ أَيْضًا: وَقَالَ حُذَيْفَةُ: هَكَذَا صَنَعْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَصَنَعَ بِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم (2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين كسابقه.

وأخرجه البخاري (389) و (808)، والبزار في "مسنده"(2899)، والبيهقي 2/ 117 - 118 من طرق عن مهدي بن ميمون، بهذا الإسناد.

وانظر ما سلف برقم (23258).

(2)

رجاله ثقات غير عاصم بن بهدلة، فهو صدوق حسن الحديث، لكنه قد خولف في رفع الحديث، فقد رواه من هو أوثق منه فوقفه، وقال النسائي كما في "تحفة الأشراف" 3/ 32: لا نعلم أحداً رفعه غير عاصم.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 52، وفي "شرح المشكل"(5505) من طريق روح بن عبادة، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن ماجه (1695)، والبزار (2910)، والطبري في "تفسيره" 2/ 175 من طرق عن عاصم بن بهدلة، به. وعندهم الحديث مختصر إلا في رواية عند الطبري.

وسيأتي من طريق عاصم بن بهدلة بالأرقام (23392) و (23400) و (23442). =

ص: 382

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وقد خولف عاصم بن بهدلة في رفعه، فأخرجه النسائي 4/ 142 عن بندار، عن غندر، عن شعبة، عن عدي بن ثابت، عن زر بن حبيش قال: تسحرتُ مع حذيفة ثم خرجنا إلى الصلاة، فلما أتينا المسجد صلَّينا ركعتين، وأُقيمت الصلاة وليس بينهما إلا هُنيهة. فذكره موقوفاً وإسناده صحيح على شرط الشيخين. قال النسائي: لا نعلم أحداً رفعه غير عاصم، فإن كان رفعه صحيحاً فمعناه: أنه قرب النهار كقوله تعالى: {فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ} الآية [البقرة: 234] معناه: إذا قاربن البلوغ، وكقول القائل: بلغنا المنزل، إذا قاربه.

وأخرجه موقوفاً أيضاً 4/ 142 - 143 عن عمرو بن علي، عن محمد بن فُضيل، عن أبي يعفور عبد الرحمن بن عبيد بن نسطاس، عن إبراهيم النخعي، عن صلة بن زفر، قال: تسحرت مع حذيفة ثم خرجنا إلى المسجد، فصلَّينا ركعتي الفجر، ثم أُقيمت الصلاة فصلَّينا. وإسناده صحيح على شرط الشيخين أيضاً.

وأخرج ابن أبي شيبة 3/ 10 عن الفضل بن دكين، عن الوليد بن عبد الله بن جميع، عن أبي الطفيل أنه تسحر في أهله في الجبانة ثم جاء إلى حذيفة، وهو في دار الحارث بن أبي ربيعة فوجده فحلب له ناقة، فناوله فقال: إني أريد الصوم. فقال: وأنا أُريد الصوم. فشرب حذيفة وأخذ بيده فدفع إلى المسجد حين أقيمت الصلاة. وإسناده قوي.

ورواه عبد الرزاق (7606) من طريق عامر بن شقيق، عن شقيق بن سلمة أنه انطلق هو وزر إلى حذيفة. فذكر نحوه.

وأخرج الطبري 2/ 173 من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم بن يزيد بن شريك التيمي، عن أبيه، قال: خرجت مع حذيفة إلى المدائن في رمضان، فلما طلع الفجر، قال: هل منكم من أحد آكل أو شارب؟ قلنا: أما رجل يريد أن يصوم فلا. قال: لكني! قال: ثم سرنا حتى أستبطأنا الصلاة، قال: هل منكم أحد يريد أن يتسحر؟ قلنا: أما من يريد الصوم فلا. قال: لكني. ثم نزل فتسحر ثم صلَّى.

قلنا: وانظر لزاماً كلام الإمام أبي بكر الرازي في "أحكام القرآن" عن حديث حذيفة هذا، والإمام الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 54. وقال الإمام النووي في "شرح المهذب" 6/ 305: وهذا الذي ذكرناه من الدخول في الصوم بطلوع =

ص: 383

23362 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْوَلِيدَ أَبَا الْمُغِيرَةِ - أَوِ الْمُغِيرَةَ أَبَا الْوَلِيدِ - يُحَدِّثُ، أَنَّ حُذَيْفَةَ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي ذَرِبُ اللِّسَانِ، وَإِنَّ عَامَّةَ ذَلِكَ عَلَى أَهْلِي. فَقَالَ:" أَيْنَ أَنْتَ مِنَ الِاسْتِغْفَارِ؟ "، فَقَالَ: " إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ - أَوْ فِي الْيَوْمِ - مِئَةَ مَرَّةٍ (1).

23363 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ عَمٍّ لِحُذَيْفَةَ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قُمْتُ إِلَى جَنْبِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَقَرَأَ السَّبْعَ الطِّوَلَ فِي سَبْعِ رَكَعَاتٍ، قَالَ: فَكَانَ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ، قَالَ:" سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ " ثُمَّ قَالَ: " الْحَمْدُ لِلَّهِ

= الفجر، وتحريم الطعام والشراب والجماع به، هو مذهبنا ومذهب أبي حنيفة ومالك وأحمد وجماهير العلماء من الصحابة والتابعين فمن بعدهم. قال ابن المنذر: وبه قال عمر بن الخطاب وابن عباس وعلماء الأمصار، قال: وبه نقول.

(1)

قوله: "إني لأستغفر الله

إلخ" صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف سلف الكلام عليه برقم (23340).

وأخرجه البزار في "مسنده"(2971)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(449) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (427)، والحاكم 1/ 510، والبيهقي في "الشعب"(644) من طرق عن شعبة، به. وتحرَّف في مطبوع الطيالسي كلمة "ذرب" إلى كذب!

وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(448) من طريق سعيد بن عامر، عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن مسلم بن نُذير، عن حذيفة. وهذا وهم من سعيد بن عامر، وهو على ثقته ذكر البخاريُّ كما في "علل الترمذي الكبير" 1/ 388 وأبو حاتم الرازي أن له أغلاطاً.

ص: 384

ذِي الْمَلَكُوتِ وَالْجَبَرُوتِ وَالْكِبْرِيَاءِ وَالْعَظَمَةِ " وَكَانَ رُكُوعُهُ نَحْوًا مِنْ قِيَامِهِ، وَسُجُودُهُ نَحْوًا مِنْ رُكُوعِهِ، فَقَضَى صَلَاتَهُ، وَقَدْ كَادَتْ رِجْلَايَ تَنْكَسِرَانِ (1).

23364 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى. قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ حُذَيْفَةَ إِلَى بَعْضِ هَذَا السَّوَادِ، فَاسْتَسْقَى، فَأَتَاهُ دِهْقَانٌ بِإِنَاءٍ مِنْ فِضَّةٍ، قَالَ: فَرَمَاهُ بِهِ فِي وَجْهِهِ. قَالَ: قُلْنَا: اسْكُتُوا اسْكُتُوا، وَإِنَّا إِنْ سَأَلْنَاهُ لَمْ يُحَدِّثْنَا، قَالَ: فَسَكَتْنَا، قَالَ: فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ، قَالَ: أَتَدْرُونَ لِمَ رَمَيْتُ بِهِ فِي وَجْهِهِ؟ قَالَ: قُلْنَا: لَا. قَالَ: إِنِّي كُنْتُ نَهَيْتُهُ، قَالَ: فَذَكَرَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَا تَشْرَبُوا فِي آنِيَةِ الذَّهَبِ - قَالَ مُعَاذٌ: لَا تَشْرَبُوا فِي الذَّهَبِ - وَلَا فِي الْفِضَّةِ، وَلَا تَلْبَسُوا الْحَرِيرَ وَلَا الدِّيبَاجَ، فَإِنَّهَا (2) لَهُمْ فِي الدُّنْيَا، وَلَكُمْ فِي الْآخِرَةِ "(3).

(1) إسناده ضعيف لجهالة ابن عم حذيفة.

وانظر (23300).

(2)

في (م): فإنهما.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. معاذ: هو ابن معاذ العنبري، وابن عون: هو عبد الله، ومجاهد: هو ابن جبر المكي.

وأخرجه البخاري (5633)، ومسلم (2067)، والبزار في "مسنده"(2950) من طريق محمد بن أبي عدي، بهذا الإسناد.

وأخرجه الدارمي (2130)، والنسائي في "الكبرى"(6870)، وأبو عوانة =

ص: 385

23365 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الدَّجَّالُ أَعْوَرُ الْعَيْنِ الْيُسْرَى، جُفَالُ الشَّعَرِ، مَعَهُ جَنَّةٌ وَنَارٌ، فَنَارُهُ جَنَّةٌ وَجَنَّتُهُ نَارٌ "(1).

23366 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ يَشُوصُ فَاهُ. قَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ: قُلْتُ لِلْأَعْمَشِ: بِالسِّوَاكِ؟ قَالَ: نَعَمْ (2).

= (8448) و (8449) و (8450)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 246، وفي "شرح المشكل"(1419)، والخطيب البغدادي في "تاريخه" 10/ 200 من طرق عن ابن عون، به.

وأخرجه الحميدي بإثر الحديث (440)، والبخاري (5426) و (5837)، ومسلم (2067)، وابن ماجه (3414)، والبزار (2949) و (2951)، والنسائي في "المجتبى" 8/ 198 - 199، وفي "الكبرى"(6631)، وابن الجارود (865)، وأبو عوانة (8446) و (8447) و (8452) و (8485) و (8487)، وابن قانع 1/ 191، وابن حبان (5339)، والدارقطني 4/ 293، والبيهقي في "السنن" 1/ 27 و 28، وفي "الشعب"(6380)، والبغوي (3031) من طرق عن مجاهد، به.

وانظر (23269).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، وشقيق: هو ابن سلمة أبو وائل الأسدي. وهو مكرر (23250).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، وابن نمير: هو عبد الله، وشقيق: هو ابن سلمة أبو وائل الأسدي.

وأخرجه مسلم (255)، وابن ماجه (286) من طريق أبي معاوية وابن نمير، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 168، والبغوي (202) من طريق أبي معاوية وحده، به. =

ص: 386

23367 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ الْمُسْتَوْرِدِ بْنِ الْأَحْنَفِ، عَنْ صِلَةَ (1) بْنِ زُفَرَ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةً فَافْتَتَحَ الْبَقَرَةَ، فَقُلْتُ يَرْكَعُ عِنْدَ الْمِئَةِ، قَالَ: ثُمَّ مَضَى، فَقُلْتُ: يُصَلِّي بِهَا فِي رَكْعَةٍ، فَمَضَى، فَقُلْتُ: يَرْكَعُ بِهَا، ثُمَّ افْتَتَحَ النِّسَاءَ فَقَرَأَهَا، ثُمَّ افْتَتَحَ آلَ عِمْرَانَ فَقَرَأَهَا، يَقْرَأُ مُسْتَرْسِلًا، إِذَا مَرَّ بِآيَةٍ فِيهَا تَسْبِيحٌ، سَبَّحَ، وَإِذَا مَرَّ بِسُؤَالٍ، سَأَلَ، وَإِذَا مَرَّ بِتَعَوُّذٍ تَعَوَّذَ، ثُمَّ رَكَعَ فَجَعَلَ يَقُولُ:" سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ " فَكَانَ رُكُوعُهُ نَحْوًا مِنْ قِيَامِهِ، ثُمَّ قَالَ:" سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ " ثُمَّ قَامَ طَوِيلًا قَرِيبًا مِمَّا رَكَعَ، ثُمَّ سَجَدَ، فَقَالَ:" سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى " فَكَانَ سُجُودُهُ قَرِيبًا مِنْ قِيَامِهِ (2).

23368 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَأَبُو نُعَيْمٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ:

= وانظر (23242).

(1)

تحرف في (م) إلى: سلمة.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير المستورد، فمن رجال مسلم. ابن نمير: هو عبد الله.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 248، ومسلم (772)، والنسائي 3/ 225 - 226، وأبو عوانة (1801) و (1818) و (1890)، وابن حبان (1897)، والبيهقي 2/ 309 من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد. ورواية بعضهم مختصرة.

وانظر (23240).

ص: 387

كُنَّا عِنْدَ حُذَيْفَةَ فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ فُلَانًا يَرْفَعُ إِلَى عُثْمَانَ الْأَحَادِيثَ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَتَّاتٌ "(1).

23369 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ قَالَ: " اللهُمَّ بِاسْمِكَ أَمُوتُ، وَبِاسْمِكَ أَحْيَا " وَإِذَا اسْتَيْقَظَ قَالَ: " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَحْيَانَا بَعْدَمَا أَمَاتَنَا، وَإِلَيْهِ النُّشُورُ "(2).

23370 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ. وَابْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وأبو نعيم: هو الفضل بن دُكين، وسفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي.

وأخرجه البخاري في "صحيحه"(6056)، وفي "الأدب المفرد"(322)، وأبو عوانة بإثر الحديث (87)، وابن منده في "الإيمان"(611)، والبيهقي 10/ 247 من طريق أبي نعيم وحده، بهذا الإسناد.

وانظر (23247).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو ابن سعيد الثوري.

وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(857)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" ص 167 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. واقتصر النسائي على الشطر الثاني منه.

وانظر (23271).

ص: 388

عَنْ حُذَيْفَةَ - قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: قَالَ نَبِيُّكُمْ صلى الله عليه وسلم: " كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ "(1).

23371 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عُبَيْدِ أَبِي (2) الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: كُنْتُ رَجُلًا ذَرِبَ اللِّسَانِ عَلَى أَهْلِي، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، قَدْ خَشِيتُ أَنْ يُدْخِلَنِي لِسَانِي النَّارَ! قَالَ: " فَأَيْنَ أَنْتَ مِنَ الِاسْتِغْفَارِ؟ إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللهَ فِي الْيَوْمِ مِئَةً مَرَّةٍ (3).

(1) إسناداه صحيحان على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي مالك -وهو سعد بن طارق الأشجعي- فمن رجال مسلم. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري. وابن جعفر: هو محمد، المعروف بغندر.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(233)، وأبو داود (4947)، وأبو الشيخ في "الأمثال"(35) من طريق محمد بن كثير، ويعقوب الفسوي في "تاريخه" 3/ 107 - 108 عن قبيصة بن عقبة، كلاهما عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 7/ 194 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، عن محمد بن جعفر، به. وسيتكرر عن محمد بن جعفر برقم (23379).

وأخرجه أيضاً 7/ 194 من طريق بشر بن المفضل، عن شعبة، به.

وأخرجه أيضاً 7/ 194 من طريق روح بن عبادة، عن شعبة، عن نعيم بن أبي هند، عن ربعي، به. ذكر نُعيماً بدل أبي مالك. وفي إسناده من لم نعرفه.

وانظر (23252).

(2)

المثبت من (ظ 5)، وفي (م) و (ظ 2) و (ق): ابن المغيرة، وكلا القولين ذُكرا في اسمه كما بينَّاه عند الرواية السالفة برقم (23340).

(3)

لفظة "مرة" سقطت من (م).

ص: 389

قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: فَذَكَرْتُهُ لِأَبِي بُرْدَةَ فَقَالَ: " وَأَتُوبُ إِلَيْهِ "(1).

23372 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا، عَنْ حُذَيْفَةَ: أَنَّ الْمُشْرِكِينَ أَخَذُوهُ وَأَبَاهُ، فَأَخَذُوا عَلَيْهِمْ (2): أَنْ لَا يُقَاتِلُوهُمْ يَوْمَ بَدْرٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" فُوا لَهُمْ، وَنَسْتَعِينُ اللهَ عَلَيْهِمْ "(3).

(1) صحيح لغيره دون قصة ذرابة اللسان، وهذا إسناد ضعيف سلف الكلام عليه برقم (23340). عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي.

وأخرجه الحاكم 1/ 511 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه البزار في "مسنده"(2972)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(451)، وابن حبان (926) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، به.

وأخرجه النسائي (452)، والطبراني في "الدعاء"(1814)، والحاكم 1/ 511 و 2/ 457، والبيهقي في "الشعب"(643) من طرق عن سفيان الثوري، به. ورواية الطبراني مختصرة.

(2)

في (ظ 5): عليه.

(3)

حديث صحيح. وهذا إسناد ضعيف لإبهام الراوي عن حذيفة.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(3001)، والحاكم 3/ 379 من طريق الأعمش، عن أبي إسحاق، عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص قال: أخذ حذيفة وأباه المشركون قبل بدر .. فذكره بنحوه.

وأخرجه الطبراني (3002) من طريق يوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق، عن أبي إسحاق، عن عامر بن سعد: إنه أقبل حذيفة وأبوه يوم بدر

فذكره بنحوه. وهذان الطريقان صورتهما صورة الإرسال. =

ص: 390

23373 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ خَيْثَمَةَ، عَنْ أَبِي (1) حُذَيْفَةَ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأُتِيَ بِطَعَامٍ، فَجَاءَ أَعْرَابِيٌّ كَأَنَّمَا يُطْرَدُ فَذَهَبَ يَتَنَاوَلُ، فَأَخَذَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ، وَجَاءَتْ جَارِيَةٌ كَأَنَّهَا تُطْرَدُ فَأَهْوَتْ، فَأَخَذَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّ الشَّيْطَانَ لَمَّا أَعْيَيْتُمُوهُ، جَاءَ بِالْأَعْرَابِيِّ وَالْجَارِيَةِ يَسْتَحِلُّ الطَّعَامَ إِذَا (2) لَمْ يُذْكَرْ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ، بِسْمِ اللهِ، كُلُوا "(3).

23374 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي لَيْلَى يُحَدِّثُ: أَنَّ حُذَيْفَةَ اسْتَسْقَى، فَأَتَاهُ إِنْسَانٌ بِإِنَاءٍ مِنْ فِضَّةٍ فَرَمَاهُ بِهِ،

= وسلف بنحوه بسند قوي من طريق أبي الطفيل عن حذيفة برقم (23354).

(1)

المثبت من (ظ 5)، وفي (م) والنسخ المتأخرة: ابن.

(2)

كذا في الأصول الخطية "إذا" وهي واقعة هنا موقع "إذ"، قال في "المغني" 1/ 95: وتجيءُ "إذا" للماضي، وذلك كقوله تعالى:{وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا} ، {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا} ، وقوله:

ونَدْمانٍ يَزِيدُ الكأسَ طيباً

سقَيتُ إذا تَغَوَّرتِ النجومُ

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي حذيفة -واسمه سلمة بن صهيب- فمن رجال مسلم. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري، وخيثمة: هو ابن عبد الرحمن بن أبي سبرة الجعفي.

وأخرجه مسلم (2017)، وأبو عوانة (8238)، والحاكم 4/ 108 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.

وانظر (23249).

ص: 391

وَقَالَ: إِنِّي كُنْتُ قَدْ نَهَيْتُهُ فَأَبَى أَنْ يَنْتَهِيَ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَانَا أَنْ نَشْرَبَ فِي آنِيَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَعَنْ لُبْسِ الْحَرِيرِ وَالدِّيبَاجِ وَقَالَ:" هُوَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَكُمْ فِي الْآخِرَةِ "(1).

23375 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي (2) عَبْسٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ: أَنَّهُ صَلَّى مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ اللَّيْلِ، فَلَمَّا دَخَلَ فِي الصَّلَاةِ، قَالَ:" اللهُ أَكْبَرُ ذُو الْمَلَكُوتِ وَالْجَبَرُوتِ، وَالْكِبْرِيَاءِ وَالْعَظَمَةِ " قَالَ: ثُمَّ قَرَأَ الْبَقَرَةَ، ثُمَّ رَكَعَ، وَكَانَ رُكُوعُهُ نَحْوًا مِنْ قِيَامِهِ، وَكَانَ يَقُولُ:" سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ، سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ (3) " ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَكَانَ قِيَامُهُ نَحْوًا مِنْ رُكُوعِهِ، وَكَانَ يَقُولُ:" لِرَبِّيَ الْحَمْدُ، لِرَبِّيَ الْحَمْدُ " ثُمَّ سَجَدَ، فَكَانَ سُجُودُهُ نَحْوًا مِنْ قِيَامِهِ، وَكَانَ يَقُولُ:" سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى، سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى " ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَكَانَ مَا بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ نَحْوًا مِنَ السُّجُودِ، وَكَانَ يَقُولُ:" رَبِّ اغْفِرْ لِي، رَبِّ اغْفِرْ لِي " قَالَ: حَتَّى قَرَأَ الْبَقَرَةَ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. الحكم: هو ابن عتيبة الكوفي، وابن أبي ليلى: هو عبد الرحمن.

وأخرجه مسلم (2067)، والترمذي (1878) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وانظر (23269).

(2)

لفظة "بني" سقطت من (م).

(3)

قوله: "سبحان ربي العظيم" جاء في (م) مرة واحدة.

ص: 392

وَآلَ عِمْرَانَ، وَالنِّسَاءَ، وَالْمَائِدَةَ، وَالْأَنْعَامَ. شُعْبَةُ الَّذِي يَشُكُّ فِي الْمَائِدَةِ وَالْأَنْعَامِ (1).

23376 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ. وَحَجَّاجٌ، حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ لَاحِقِ بْنِ حُمَيْدٍ - وَقَالَ حَجَّاجٌ: سَمِعْتُ أَبَا مِجْلَزٍ - قَالَ: قَعَدَ رَجُلٌ فِي وَسْطِ حَلْقَةٍ، قَالَ: فَقَالَ حُذَيْفَةُ: مَلْعُونٌ مَنْ قَعَدَ فِي وَسْطِ الْحَلْقَةِ عَلَى لِسَانِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، وَقَالَ: لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَنْ قَعَدَ فِي وَسْطِ الْحَلْقَةِ.

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد فيه أبو حمزة الأنصاري واسمه طلحة بن يزيد، لم يرو عنه غير عمرو بن مرة، ولم يوثقه غيرُ ابن حبان كما بيناه عند الحديث (19268)، والرجل المبهم هو صلة بن زفر، وقد سلف الحديث من طريقه بسند صحيح برقم (23261) لكنه بغير هذا السياق.

وأخرجه الترمذي في "الشمائل"(270)، والبزار في "مسنده"(2934) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (874)، والنسائي في "المجتبى" 2/ 199 - 200 و 231، وفي "الكبرى"(1379)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(89)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(712)، والطبراني في "الدعاء"(523)، والبيهقي 2/ 121 - 122، والبغوي (910)، والمزي في ترجمة طلحة بن يزيد الأنصاري من "التهذيب" 13/ 448 من طرق عن شعبة، به. قال النسائي في "الكبرى" عقبه: وهذا الرجل (يعني العبسي) يشبه أن يكون صلة بن زفر.

وله شاهد من حديث عوف بن مالك بسند قوي سيأتي برقم (23980).

وأخرجه ابن ماجه (897) من طريق حفص بن غياث، عن الأعمش، عن سعد بن عبيدة، عن المستورد بن الأحنف، عن صلة، عن حذيفة. مختصراً بلفظ:"أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول بين السجدتين: ربِّ اغفر لي ربِّ اغفر لي" وهذا إسناد صحيح.

وفي باب ما يقول بين السجدتين عن ابن عباس سلف برقم (2895).

ص: 393

قَالَ حَجَّاجٌ: قَالَ شُعْبَةُ: لَمْ يُدْرِكْ أَبُو مِجْلَزٍ حُذَيْفَةَ (1).

23377 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ يُحَدِّثُ عَنْ صِلَةَ بْنِ زُفَرَ، عَنْ حُذَيْفَةَ أَنَّهُ قَالَ: جَاءَ أَهْلُ نَجْرَانَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا: ابْعَثُوا إِلَيْنَا رَجُلًا أَمِينًا، فَقَالَ:" لَأَبْعَثَنَّ إِلَيْكُمْ رَجُلًا أَمِينًا حَقَّ أَمِينٍ، حَقَّ أَمِينٍ " قَالَ: فَاسْتَشْرَفَ لَهَا النَّاسُ، قَالَ: فَبَعَثَ أَبَا عُبَيْدةَ بْنَ الْجَرَّاحِ (2).

23378 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ

(1) إسناده ضعيف، أبو مجلز لاحق بن حميد لم يسمع من حذيفة كما قال شعبة بإثره.

وانظر (23263).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي.

وأخرجه البخاري (4381)، ومسلم (2420)، وابن ماجه (135)، والبزار في "مسنده"(2925) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (412)، وابن سعد في "الطبقات" 3/ 412، والبخاري (3745) و (7254)، والنسائي في "الكبرى"(8198)، وأبو عوانة في "المناقب" كما في "إتحاف المهرة" 4/ 269، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2509)، وابن حبان (6999)، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 175 - 176 و 176، والبيهقي 10/ 86، والبغوي (3929) من طرق عن شعبة، به.

وسيأتي الحديث عن عفان عن شعبة برقم (23397).

وانظر (23272).

ص: 394

مُسْلِمِ بْنِ نُذَيْرٍ (1)، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: أَخَذَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِعَضَلَةِ سَاقِي - أَوْ بِعَضَلَةِ سَاقِهِ - فَقَالَ: " حَقُّ الْإِزَارِ هَا هُنَا، فَإِنْ أَبَيْتَ فَهَا هُنَا، فَإِنْ أَبَيْتَ فَلَا حَقَّ لِلْإِزَارِ فِي الْكَعْبَيْنِ " أَوْ " لَا حَقَّ لِلْكَعْبَيْنِ فِي الْإِزَارِ "(2).

23379 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مَالِكٍ - يَعْنِي الْأَشْجَعِيَّ - يُحَدِّثُ عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ حُذَيْفَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ "(3).

23380 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ امْرَأَتِهِ، عَنْ أُخْتِ حُذَيْفَةَ قَالَتْ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: " يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ، أَمَا لَكُنَّ فِي الْفِضَّةِ مَا تَحَلَّيْنَ؟ أَمَا إِنَّهُ مَا مِنْكُنَّ مِنَ امْرَأَةٍ تَلْبَسُ ذَهَبًا تُظْهِرُهُ، إِلَّا عُذِّبَتْ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "(4).

(1) تحرف في (م) و (ظ 2) و (ق) إلى مسلم بن يسار، وفي (ظ 5) رُمِّجت "يسار" ثم كُتب "نذير" ثم رُمِّجت، والمثبت من "أطراف المسند" 2/ 237 - 238 و"جامع المسانيد" ومن "مسند البزار". وسلف برقم (23356) عن عفان، عن شعبة عن أبي إسحاق عن مسلم بن نذير، على الصواب.

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد قوي من أجل مسلم بن نذير، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه البزار في "مسنده"(2974) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وانظر (23243).

(3)

إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (23370).

(4)

إسناده ضعيف لجهالة امرأة ربعي بن حِراش، وبقية رجال الإسناد ثقات =

ص: 395

23381 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَحَجَّاجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَقُولُوا: مَا شَاءَ اللهُ وَشَاءَ فُلَانٌ، وَلَكِنْ قُولُوا: مَا شَاءَ اللهُ، ثُمَّ شَاءَ فُلَانٌ "(1).

23382 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ الطُّفَيْلِ أَخِي عَائِشَةَ لِأُمِّهَا: أَنَّ يَهُودِيًّا رَأَى فِي مَنَامِهِ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (2).

= رجال الشيخين، غير صحابيَّة الحديث اُختِ حُذَيفة -واسمُها فاطمة بنتُ اليَمان، وقيل: خولة- فقد روى لها أبو داود والنسائي. منصور: هو ابن المعتمر.

وأخرجه ابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(3286)، والطبراني في "الكبير" 24/ (620) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه الدارمي (2645)، وأبو داود (4237)، والنسائي في "المجتبى" 8/ 156 - 157 و 157، وفي "الكبرى"(9437) و (9438)، والطبراني 24/ (618) و (621) و (622) و (623) و (624) و (625)، وابن الأثير في "أُسد الغابة" 7/ 413 من طرق عن منصور، به. وسقط من رواية الطبراني (624) المطبوعة "عن منصور" فليستدرك من هنا.

وسيرد مكرراً برقم (27012)، ومن طريق سفيان الثوري عن منصور بالأرقام (27011) و (27013) و (27078).

وفي الباب عن أسماء بنت يزيد، سيرد (27577)، وإسناده ضعيف.

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات، لكنه منقطع، عبد الله بن يسار -وهو الجهني- لم يلق حذيفة فيما قاله ابن معين، وقد اختلف فيه عليه أيضاً كما سلف بيانه عند الرواية (23265).

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه، فمن رجال ابن =

ص: 396

23383 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ (1)، عَنْ حُذَيْفَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ فِي الدَّجَّالِ:" إِنَّ مَعَهُ مَاءً وَنَارًا، فَنَارُهُ مَاءٌ بَارِدٌ، وَمَاؤُهُ نَارٌ، فَلَا تَهْلِكُوا ".

قَالَ أَبُو مَسْعُودٍ: وَأَنَا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (2).

23384 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: " أَنَّ رَجُلًا مَاتَ فَدَخَلَ الْجَنَّةَ،

= ماجه. وهذا هو المحفوظ في إسناد هذا الحديث كما نقلناه عن أهل العلم عند الرواية السالفة برقم (23339)، وسلف حديث الطُّفيل هذا مطولاً برقم (20694)، فانظر تمام تخريجه والكلام عليه هناك.

(1)

أقحم في (م) و (ظ 2) و (ق): عن الطفيل، بين ربعي وحذيفة ولم يَرِد في (ظ 5) و"جامع المسانيد" و"أطراف المسند" 2/ 265، ولا عند من أخرج الحديث من طريق محمد بن جعفر.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (2934)(106)، والبزار في "مسنده"(2823)، وابن منده في "الإيمان"(1036) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (7130)، ومسلم (2934)(106)، وأبو عوانة في الفتن كما في "إتحاف المهرة" 4/ 252، وابن منده (1036)، وأبو عمرو الداني في "الفتن"(652) من طرق عن شعبة، به. ولم يذكر أبو عمرو الداني أبا مسعود البدري في إسناده.

وانظر ما سلف برقم (23250).

ص: 397

فَقِيلَ لَهُ: مَا كُنْتَ تَعْمَلُ؟ قَالَ: فَإِمَّا ذَكَرَ وَإِمَّا ذُكِّرَ فَقَالَ: إِنِّي كُنْتُ أُبَايِعُ النَّاسَ، فَكُنْتُ أُنْظِرُ الْمُعْسِرَ، وَأَتَجَوَّزُ فِي السِّكَّةِ - أَوْ فِي النَّقْدِ - فَغُفِرَ لَهُ ".

فَقَالَ أَبُو مَسْعُودٍ: وَأَنَا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (1).

23385 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، حَدَّثَنِي بَكْرُ بْنُ عَمْرٍو، أَنَّ أَبَا عَبْدِ الْمَلِكِ عَلِيَّ بْنَ يَزِيدَ الدِّمَشْقِيَّ حَدَّثَهُ أَنَّهُ بَلَغَهُ عَنْ حُذَيْفَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" إِنَّ فَضْلَ الدَّارِ الْقَرِيبَةِ - يَعْنِي مِنَ الْمَسْجِدِ - عَلَى الدَّارِ الْبَعِيدَةِ، كَفَضْلِ الْغَازِي عَلَى الْقَاعِدِ "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (1560)(28)، والبزار في "مسنده"(2824)، والطحاوي في "شرح المشكل"(5536) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (2391)، والطبراني في "الكبير" 17/ (641)، والبيهقي في "السنن" 5/ 356 من طريق مسلم بن إبراهيم، وابن ماجه (2420)، والطحاوي (5537) من طريق أبي عامر العقدي، كلاهما عن شعبة، به.

وانظر ما سلف برقم (23353).

وقد سلف في مسند أبي مسعود البدري مقروناً مع حذيفة برقم (17064) عن يزيد بن هارون، عن أبي مالك، عن ربعي عنهما.

(2)

إسناده ضعيف جداً من أجل علي بن يزيد، وهو الألهاني. عبد الله بن يزيد: هو المكي المقرئ، وحيوة: هو ابن شريح بن صفوان التُّجِيبي، وبكر بن عمرو: هو المعافري.

وأخرجه محمد بن أبي عمر العدني في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(1504) للبوصيري، عن عبد الله بن يزيد المقرئ، بهذا الإسناد. =

ص: 398

23386 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا سَالِمٌ الْمُرَادِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ هَرِمٍ الْأَزْدِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ ورِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِنِّي لَسْتُ أَدْرِي مَا قَدْرُ بَقَائِي فِيكُمْ، فَاقْتَدُوا بِاللَّذَيْنِ مِنْ بَعْدِي - يُشِيرُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ - وَاهْدُوا هَدْيَ عَمَّارٍ وَعَهْدَ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ "(1).

= وانظر (23287).

(1)

حديث حسن بطرقه وشواهده، وهذا إسناد لين من أجل سالم المرادي -وهو سالم بن عبد الواحد، ويقال: ابن العلاء، أبو العلاء الأنعمي- فقد اختلف فيه فوثقه الطحاوي في "شرح المشكل" والعجلي وابن حبان، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه. وضعفه ابن معين والنسائي في "ضعفائه"(229)، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي عبد الله المدائني متابع ربعيٍّ، فلم يرو عنه غير عمرو بن هرم، وذكره ابن حبان في "الثقات" 7/ 667 - 668.

وهو في "فضائل الصحابة" للمصنف (479).

وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 2/ 334 عن محمد بن عبيد، به.

وأخرجه ابن سعد 2/ 334، وابن أبي شيبة 14/ 569، والترمذي (3663)، وابن حبان (6902) من طريق وكيع، والبخاري في "الكنى" 9/ 50، وأبو حاتم كما في "الجرح والتعديل" 9/ 402 من طريق يعلى بن عبيد، وعبد الله بن أحمد في زوائد "فضائل الصحابة"(198)، والطحاوي في "شرح المشكل"(1233) من طريق إسماعيل بن زكريا الخُلقاني، ثلاثتهم عن سالم أبي العلاء المرادي، به. وبعضهم يختصره، ولم يقرن الترمذي والطحاوي بربعي أبا عبد الله، وعكسُه عند أبي حاتم الرازي.

وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 2/ 666 من طريق مسلم بن صالح، عن حماد ابن دليل، عن عمر بن نافع، عن عمرو بن هرم، قال: دخلت أنا وجابر بن زيد على أنس بن مالك فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

فذكره. قلنا: ومسلم بن صالح لم نقف له على ترجمة. =

ص: 399

23387 -

حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ مَهْدِيٍّ، عَنْ وَاصِلٍ الْأَحْدَبِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: قِيلَ لِحُذَيْفَةَ: إِنَّ رَجُلًا يَنُمُّ الْحَدِيثَ، قَالَ حُذَيْفَةُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ نَمَّامٌ "(1).

23388 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: قَالَ جُنْدُبٌ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْجَرَعَةِ، وَثَمَّ رَجُلٌ قَالَ: فَقُلْتُ: وَاللهِ لَيُهْرَاقَنَّ الْيَوْمَ دِمَاءٌ. قَالَ: فَقَالَ الرَّجُلُ: كَلَّا وَاللهِ. قَالَ: (2) قُلْتَ: بَلَى وَاللهِ. قَالَ: كَلَّا وَاللهِ. قَالَ: قُلْتَ: بَلَى وَاللهِ. قَالَ: كَلَّا وَاللهِ، إِنَّهُ لَحَدِيثُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَدَّثَنِيهِ. قَالَ: قُلْتُ: وَاللهِ إِنِّي لَأُرَاكَ جَلِيسَ سَوْءٍ مُنْذُ الْيَوْمِ تَسْمَعُنِي أَحْلِفُ وَقَدْ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، لَا تَنْهَانِي؟! قَالَ: ثُمَّ قُلْتُ: مَالِي وَلِلْغَضَبِ، قَالَ: فَتَرَكْتُ الْغَضَبَ، وَأَقْبَلْتُ أَسْأَلُهُ، قَالَ: وَإِذَا الرَّجُلُ حُذَيْفَةُ (3).

= ورواه مرة أخرى من طريق مسلم بن صالح، به. لكن أسقط منه عمر بن نافع.

قوله: "واهدوا هديَ عمَّار" قال ابن الأثير: أي: سِيروا بسيرته، وتهيؤوا بهيئتِه، يقال: هَدَى هَدْيَ فلانٍ، إذا سار بسيرتِه.

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن خالد -وهو الخياط- فمن رجال مسلم. مهدي: هو ابن ميمون الأزدي، وواصل الأحدب: هو ابن حيان الأسدي، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة.

وانظر ما سلف برقم (23247).

(2)

في (م) و (ظ) و (ق) بعد هذا: هلا قلت: بلى! قال: كلا والله إنه لحديث

إلخ، والمثبت من (ظ 5).

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن أبي عدي: هو ابن =

ص: 400

23389 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْأَشْعَثِ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ زَهْدَمٍ الْيَرْبُوعِيِّ، قَالَ: كُنَّا مَعَ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بِطَبَرِسْتَانَ فَقَالَ: أَيُّكُمْ يَحْفَظُ صَلَاةَ الْخَوْفِ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ حُذَيْفَةُ: أَنَا (1). فَقُمْنَا صَفًّا خَلْفَهُ، وَصَفًّا مُوَازِيَ الْعَدُوِّ، فَصَلَّى بِالَّذِينَ يَلُونَهُ رَكْعَةً، ثُمَّ ذَهَبُوا إِلَى مَصَافِّ أُولَئِكَ، وَجَاءَ أُولَئِكَ فَصَلَّى بِهِمْ رَكْعَةً، ثُمَّ سَلَّمَ عَلَيْهِمْ (2).

23390 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، قَالَ: قَالَ حُذَيْفَةُ: كَانَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَسْأَلُونَهُ عَنِ الْخَيْرِ، وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ. قِيلَ: لِمَ فَعَلْتَ ذَلِكَ؟ قَالَ: مَنْ اتَّقَى الشَّرَّ، وَقَعَ فِي الْخَيْرِ (3).

= إبراهيم، وابن عون: هو عبد الله بن عون، ومحمد: هو ابن سيرين، وجندب: هو ابن عبد الله البجلي الصحابي.

وأخرجه مسلم (2893) من طريق معاذ بن معاذ، والحاكم 4/ 472 - 473 من طريق خالد بن الحارث، كلاهما عن عبد الله بن عون، بهذا الإسناد.

وانظر ما سلف برقم (23348).

(1)

المثبت من (ظ 5)، وفي (م) وبقية النسخ: أمَّنا.

(2)

إسناده صحيح سلف الكلام عليه برقم (23268).

وأخرجه الطبري في "تفسيره" 5/ 248 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.

(3)

صحيح، وهذا إسناد منقطع، فإن رواية أبي البختري -وهو سعيد بن فيروز- عن حذيفة مرسلة، لكنه قد توبع. =

ص: 401

23391 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَيَّانَ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ، قَالَ:" اللهُمَّ بِاسْمِكَ أَحْيَا وَأَمُوتُ " وَإِذَا قَامَ، قَالَ:" الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَحْيَانَا بَعْدَمَا أَمَاتَنَا، وَإِلَيْهِ النُّشُورُ "(1).

23392 -

حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ (2)

= وأخرج القسم الأول منه البزار (2794) من طريق جندب بن عبد الله البجلي، و (2939) من طريق قيس بن أبي حازم، كلاهما عن حذيفة.

وأخرجه البخاري (3607) من طريق قيس بن أبي حازم لكن بلفظ: تعلَّم أصحابي الخيرَ وتعلَّمتُ الشرَّ.

وهذه العبارة ذكرها حذيفة في غير ما حديث في الفتن منها: ما سلف برقم (23282).

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد قد اختلف فيه على سليمان بن حيان أبي خالد الأحمر كما سيأتي وهو صدوق لا بأس به لكن في حفظه شيء. سفيان: هو الثوري.

وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(749) و (859) عن محمد بن آدم، عن سليمان بن حيان، عن سفيان، عن منصور بن المعتمر، عن ربعي بن حراش، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي أيضاً (748) و (858) عن زكريا بن يحيى، عن قتيبة بن سعيد، عن سليمان بن حيان، عن سفيان، عن عبد الملك بن عمير، عن الشعبي، عن ربعي، به.

قلنا: وهذان الإسنادان غير محفوظين، ولعل الوهم فيهما من سليمان بن حيان أبي خالد الأحمر، فإن في حفظه شيئاً، والمحفوظ فيه ما رواه المصنف فهو الموافق لرواية الجماعة عن سفيان كما سلف عند الرواية رقم (23271).

(2)

تحرف في (م) إلى: نصر.

ص: 402

عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: كَانَ بِلَالٌ يَأْتِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَتَسَحَّرُ، وَإِنِّي لَأُبْصِرُ مَوَاقِعَ نَبْلِي، قُلْتُ: أَبَعْدَ الصُّبْحِ؟ قَالَ: بَعْدَ الصُّبْحِ، إِلَّا أَنَّهَا لَمْ تَطْلُعِ الشَّمْسُ (1).

23393 -

حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ - يَعْنِي ابْنَ مُسْلِمٍ - حَدَّثَنَا حُصَيْنٌ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ الْحَوْضَ أَقْوَامٌ، فَإِذَا رَأَيْتُهُمْ اخْتُلِجُوا دُونِي، فَأَقُولُ: أَيْ رَبِّ، أَصْحَابِي أَصْحَابِي، فَيُقَالُ: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ "(2).

23394 -

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ ابْنِ حُذَيْفَةَ - قَالَ مِسْعَرٌ: وَقَدْ ذَكَرَهُ مَرَّةً عَنْ حُذَيْفَةَ -: أَنَّ صَلَاةَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَتُدْرِكُ الرَّجُلَ وَوَلَدَهُ وَوَلَدَ وَلَدِهِ (3).

(1) رجاله ثقات رجال الشيخين غير عاصم -وهو ابن أبي النَّجود- فهو صدوق حسن الحديث، لكنه قد خولف كما سلف بيانه عند الرواية رقم (23361)، وغير مؤمل -وهو ابن إسماعيل- فهو سيئ الحفظ، لكنه قد توبع كما سيأتي في الرواية رقم (23400).

وأخرجه الطبري في "تفسيره" 2/ 175 من طريق مؤمل، بهذا الإسناد.

(2)

حديث صحيح لكن من حديث ابن مسعود كما سلف بيانه عند الرواية (23290)، وهذا إسناد ضعيف من أجل مؤمل، وهو ابن إسماعيل.

وانظر (23290).

(3)

إسناده ضعيف، سلف الكلام عليه برقم (23277). أبو نعيم: هو الفضل ابن دكين، ومسعر: وهو ابن كِدام. =

ص: 403

23395 -

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ - يَعْنِي ابْنَ جُمَيْعٍ - حَدَّثَنَا أَبُو الطُّفَيْلِ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ غَزْوَةِ تَبُوكَ، قَالَ: فَبَلَغَهُ أَنَّ فِي الْمَاءِ قِلَّةً - الَّذِي يَرِدُهُ - فَأَمَرَ مُنَادِيًا فَنَادَى فِي النَّاسِ: " أَنْ لَا يَسْبِقَنِي إِلَى الْمَاءِ أَحَدٌ " فَأَتَى الْمَاءَ، وَقَدْ سَبَقَهُ قَوْمٌ، فَلَعَنَهُمْ (1).

23396 -

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنْ الْوَلِيدِ بْنِ الْعَيْزَارِ قَالَ: قَالَ حُذَيْفَةُ: بِتُّ بِآلِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةً، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي وَعَلَيْهِ طَرَفُ اللِّحَافِ، وَعَلَى عَائِشَةَ طَرَفُهُ، وَهِيَ حَائِضٌ لَا تُصَلِّي (2).

= وأخرجه أحمد بن منيع في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(8730) عن أبي أحمد الزبيري، عن مسعر، عن أبي بكر بن عمرو، عن ابن لحذيفة

فذكره. فقلت لمسعر: عن حذيفة؟ قال: الله أعلم.

(1)

إسناده قوي على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الوليد بن عبد الله بن جميع، فمن رجال مسلم، وهو صدوق حسن الحديث. أبو نعيم: هو الفضل بن دكين، وأبو الطفيل: هو عامر بن واثلة.

وانظر (23321).

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لاضطرابه، فقد اضطرب فيه يونس -وهو ابن عمرو بن عبد الله السبيعي- فرواه أبو نعيم الفضل بن دكين -كما في هذه الرواية- عن الوليد بن العيزار، عن حذيفة.

ورواه وكيع -كما سيأتي برقم (23404) - عنه، عن العيزار بن حريث، عن حذيفة. =

ص: 404

23397 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَبُو إِسْحَاقَ أَخْبَرَنَا، قَالَ: سَمِعْتُ صِلَةَ بْنَ زُفَرَ، عَنْ حُذَيْفَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِأَهْلِ نَجْرَانَ: " لَأَبْعَثَنَّ إِلَيْكُمْ رَجُلًا أَمِينًا حَقَّ أَمِينٍ " قَالَهَا أَكْثَرَ مِنْ مَرَّتَيْنِ، فَاسْتَشْرَفَ لَهَا النَّاسُ، فَبَعَثَ أَبَا عُبَيْدَةَ (1).

23398 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ - عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ حُذَيْفَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَقِيتُ جِبْرِيلَ عليه السلام عِنْدَ أَحْجَارِ الْمِرَاءِ، فَقَالَ: يَا جِبْرِيلُ، إِنِّي أُرْسِلْتُ إِلَى أُمَّةٍ أُمِّيَّةٍ: الرَّجُلُ وَالْمَرْأَةُ وَالْغُلَامُ وَالْجَارِيَةُ وَالشَّيْخُ الْعَاسِي (2) الَّذِي لَمْ يَقْرَأْ

= ورواه محمد بن فُضيل، عنه، عن العيزار بن حريث، عن عائشة أم المؤمنين كما سيأتي في مسندها برقم (24044)، فجعله من حديث عائشة.

وفي الباب عن عائشة، سيأتي بسند صحيح برقم (25686) بلفظ: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُصلِّي من الليل وأنا إلى جانبه، وأنا حائض، عليَّ مرطٌ، وعليه بعضه.

وعن ميمونة، سيرد برقم (26806).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم. وأبو إسحاق: هو السبيعي.

وأخرجه ابن سعد 3/ 412، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" 7/ 175 - 176 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.

وانظر (23272).

(2)

في (م): الفاني.

ص: 405

كِتَابًا قَطُّ، قَالَ: إِنَّ الْقُرْآنَ نَزَلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ " (1).

23399 -

حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا، حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَزِيدَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ، فَقَامَ يُصَلِّي، فَلَمَّا كَبَّرَ قَالَ:" اللهُ أَكْبَرُ، ذُو الْمَلَكُوتِ (2) وَالْجَبَرُوتِ، وَالْكِبْرِيَاءِ وَالْعَظَمَةِ " ثُمَّ قَرَأَ الْبَقَرَةَ، ثُمَّ النِّسَاءَ ثُمَّ آلَ عِمْرَانَ، لَا يَمُرُّ بِآيَةِ تَخْوِيفٍ (3) إِلَّا وَقَفَ عِنْدَهَا، ثُمَّ رَكَعَ يَقُولُ:" سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ " مِثْلَ مَا كَانَ قَائِمًا، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ:" سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ " مِثْلَ مَا كَانَ قَائِمًا، ثُمَّ سَجَدَ، يَقُولُ:" سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى " مِثْلَ مَا كَانَ قَائِمًا، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ:" رَبِّ اغْفِرْ لِي " مِثْلَ مَا كَانَ قَائِمًا، ثُمَّ سَجَدَ يَقُولُ:" سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى " مِثْلَ مَا كَانَ قَائِمًا، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَامَ

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن على خلاف فيه على عاصم بن بهدلة كما بينَّاه عند الرواية (23326).

وأخرجه البزار في "مسنده"(2908) عن هدبة بن خالد، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3098) من طريق منصور بن سُقير، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو عُبيدة في "فضائل القرآن" ص 338 من طريق شيبان بن عبد الرحمن النحوي، عن عاصم بن بهدلة، به.

قوله: "العاسِي" من عَسَا، أي: كَبِرَ وأسنَّ.

(2)

في (ظ 5): ذو الملك.

(3)

في (ظ 5): بآيةٍ تخويفاً.

ص: 406

فَمَا صَلَّى إِلَّا رَكْعَتَيْنِ حَتَّى جَاءَ بِلَالٌ فَآذَنَهُ بِالصَّلَاةِ (1).

23400 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ (2)، قَالَ: قُلْتُ لِحُذَيْفَةَ: أَيُّ سَاعَةٍ تَسَحَّرْتُمْ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: هُوَ النَّهَارُ إِلَّا أَنَّ الشَّمْسَ لَمْ تَطْلُعْ (3).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، طلحة بن يزيد الأنصاري لم يرو عنه غير عمرو بن مرة، ولم يوثقه غير ابن حبان، وهو لم يسمع هذا الحديث من حذيفة كما قال النسائي، بينهما رجلٌ عبسيٌّ، فقد رواه شعبة -وهو أوثق وأحفظ من العلاء بن المسيب- عن عمرو بن مرة، عن أبي حمزة طلحة بن يزيد، عن رجل عبسيٍّ، عن حذيفة كما سلف برقم (23375)، والرجل العبسي هو صلة بن زفر كما بيناه هناك.

وأخرجه تاماً ومختصراً ابن أبي شيبة 1/ 231، والدارمي (1324)، وابن ماجه (897)، والنسائي في "المجتبى" 2/ 177 و 3/ 226، وفي "الكبرى"(1378)، والبزار في "مسنده"(2935)، وابن خزيمة (684)، والطبراني في "الأوسط"(5685)، وفي "الدعاء"(524)، والحاكم 1/ 321 من طرق عن العلاء بن المسيب، بهذا الإسناد. قال النسائي عقبه: هذا الحديث عندي مرسل وطلحة بن يزيد لا أعلمه سمع من حذيفة شيئاً، وغير العلاء بن المسيب قال في هذا الحديث: عن طلحة عن رجل، عن حذيفة. وبنحوه قال البزار.

ورواه بنحوه وبأخصر مما هنا مسلم في "صحيحه"(772) من طرق عن الأعمش، عن سعد بن عبيدة، عن المستورد بن الأحنف، عن صلة بن زفر، عن حذيفة وانظر ما سلف برقم (23240).

وفي الباب عن عوف بن مالك سيأتي برقم (23980).

(2)

قوله: "عن زر" سقط من (م).

(3)

رجاله ثقات رجال الشيخين غير عاصم -وهو ابن بهدلة- فهو صدوق حسن الحديث، لكنه قد خولف كما سلف بيانه عند الرواية السالفة برقم (23361). سفيان: هو الثوري.

وأخرجه النسائي 4/ 142 من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

ص: 407

23401 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: اسْتَسْقَى حُذَيْفَةُ مِنْ دِهْقَانٍ أَوْ عِلْجٍ، فَأَتَاهُ بِإِنَاءٍ فِضَّةٍ، فَحَذَفَهُ بِهِ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى الْقَوْمِ فَاعْتَذَرَ (1)، وَقَالَ: إِنِّي إِنَّمَا فَعَلْتُ بِهِ هَذَا (2)، لِأَنِّي كُنْتُ نَهَيْتُهُ قَبْلَ هَذِهِ الْمَرَّةِ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَانَا عَنْ لُبْسِ الدِّيبَاجِ وَالْحَرِيرِ، وَآنِيَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَقَالَ:" هُوَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا، وَهُوَ لَنَا فِي الْآخِرَةِ "(3).

23402 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ نُذَيْرٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: أَخَذَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِعَضَلَةِ سَاقِي فَقَالَ: " هَذَا مَوْضِعُ الْإِزَارِ، فَإِنْ أَبَيْتَ فَأَسْفَلُ مِنْ ذَلِكَ، فَإِنْ أَبَيْتَ، فَلَا حَقَّ لِلْإِزَارِ فِي الْكَعْبَيْنِ "(4).

(1) في (م): اعتذر اعتذاراً، وفي (ظ 5) و (ظ 2): اعتذرَ اعتذرَ، والصواب ما أثبتناه إن شاء الله.

(2)

في (م): فعلتُ ذلك به عمداً.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. الحكم: هو ابن عتيبة الكوفي.

وانظر (23269).

(4)

صحيح لغيره، وهذا إسناد قوي من أجل مسلم بن نذير، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو الثوري، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي.

وأخرجه ابن حبان (5445) و (5449) من طريق محمد بن كثير، والمزي في ترجمة مسلم بن نذير من "تهذيب الكمال" 27/ 547 من طريق أبي نُعيم، كلاهما عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.

وانظر (23243).

ص: 408

23403 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ (1)، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ لِأَبِي مَسْعُودٍ، أَوْ قَالَ أَبُو مَسْعُودٍ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ - يَعْنِي حُذَيْفَةَ -: مَا سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِيَّ زَعَمُوا؟ قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: " بِئْسَ مَطِيَّةُ الرَّجُلِ "(2).

(1) قوله: "حدثنا وكيع" سقط من (م).

(2)

إسناده ضعيف، أبو عبد الله: هو حذيفة بن اليمان كما جاء مصرحاً به في الإسناد، وكما صرح بذلك أبو داود عقب روايته لهذا الحديث، وأبو قلابة -وهو عبد الله بن زيد الجرمي- لم يدرك أبا مسعود البدري، وسلف الحديث من روايته عن أبي مسعود البدري في مسنده برقم (17075)، وأما روايته عن حذيفة، فقد جزم الحافظ ابن حجر في "التهذيب" بأنها مرسلة، وقال الذهبي في "السِّير" 4/ 468: روى عن حذيفة ولم يلحقه، قلنا: مات حذيفة سنة 36 هـ، وأبو قلابة سنة 104 أو 107 فيكون بين وفاتيهما 68 أو 71 سنة، وقد روى هذا الحديث عن الأوزاعيِّ وكيعٌ والضحاك لم يذكرا سماعاً لأبي قلابة من حذيفة، ورواه الوليد بن مسلم كما سيأتي في التخريج، فذكر فيه سماعاً بينهما، وهو وهمٌ منه.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 636 - 637، ومن طريقه أبو داود (4972) عن وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(762)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(1334) من طريق أبي عاصم الضحاك، عن الأوزاعي، به.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2798)، والحسن بن سفيان في "مسنده" كما في "النكت الظراف" 3/ 45 - 46، والطحاوي في "شرح المشكل"(185)، والقضاعي (1335) من طريق الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن يحيى، عن أبي قلابة، حدثني أبو عبد الله، به. فذكره بصيغة التحديث، ولم يذكر =

ص: 409

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= معه أبا مسعود البدري. ولأجل رواية الوليد هذه التي فيها التصريح بالسماع ذهب الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف" إلى أنَّ تفسير "أبي عبد الله" في هذا الحديث بأنه حذيفة فيه نظر، لأن أبا قلابة لم يدرك حذيفة!

قال القضاعي عقب الحديث: أظن أبا عبد الله المذكور في هذا الحديث هو حذيفة بن اليمان، لأنه كان مع أبي مسعود بالكوفة، وكانوا يتجالسون ويسأل بعضهم بعضاً، وكنية حذيفة أبو عبد الله

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(763)، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق"(679) من طريق يحيى بن عبد العزيز، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي قلابة، عن عمه أبي المهلب، أن عبد الله بن عامر قال: يا أبا مسعود ما سمعتَ رسول الله يقول في "زعموا"؟ قال: سمعته يقول

فذكره. ويحيى بن عبد العزيز -وهو الأُرْدُنِّي الشامي، وقيل: اليَمَامي- وإن روى عنه جمع، وقال أبو حاتم: ما بحديثه بأس. وذكره ابن حبان في "الثقات" إلا أنه قد خالف الأوزاعي، فذكر واسطة بين أبي قلابة وبين صحابيِّ الحديث، وهو أبو المُهلَّب الجَرْمي عمُّ أبي قِلابة، والأوزاعي إمام حافظ لا تُقدَّمُ رواية من هو مثل يحيى بن عبد العزيز على روايته، والله أعلم.

تنبيه: طريق يحيى بن عبد العزيز لم تخرج في الموضع السالف (17075).

قال الخطابي في "معالم السنن" 4/ 130: أصل هذا أن الرجل إذا أراد الظعن في حاجة والمسير إلى بلد، ركب مطيته، وسار حتى يبلغ حاجته، فشبه النبيُّ صلى الله عليه وسلم ما يقدمه الرجل أمام كلامه، ويتوصل به إلى حاجته من قولهم:"زعموا" بالمطية التي يتوصل بها إلى الموضع الذي يؤمه ويقصده.

وإنما يقال: "زعموا" في حديث لا سند له، ولا ثبت فيه، وإنما هو شيء يُحكى على الألسن على سبيل البلاغ، فذم النبي صلى الله عليه وسلم من الحديث ما كان هذا سبيله، وأمر بالتثبت فيه، والتوثيق لما يحكيه من ذلك، فلا يرويه حتى يكون معزوّاً ومروياً عن ثقة.

ص: 410

23404 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ الْعَيْزَارِ بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: بِتُّ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَامَ فَصَلَّى فِي ثَوْبٍ، طَرَفُهُ عَلَيْهِ، وَطَرَفُهُ عَلَى أَهْلِهِ (1).

23405 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَقَامًا، فَأَخْبَرَنَا بِمَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، حَفِظَهُ مَنْ حَفِظَهُ، وَنَسِيَهُ مَنْ نَسِيَهُ (2).

23406 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، أَنَّ رَجُلًا جَلَسَ وَسْطَ حَلْقَةِ قَوْمٍ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ: لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَوْ قَالَ: مَلْعُونٌ عَلَى لِسَانِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الَّذِي يَجْلِسُ وَسْطَ الْحَلْقَةِ (3).

23407 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ صِلَةَ بْنِ زُفَرَ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: جَاءَ الْعَاقِبُ وَالسَّيِّدُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَا:

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لاضطرابه، سلف الكلام عليه برقم (23396).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي.

وانظر (23274).

(3)

إسناده ضعيف، أبو مجلز -وهو لاحق بن حميد- لم يسمع من حذيفة.

وانظر (23263).

ص: 411

أَرْسِلْ مَعَنَا رَجُلًا أَمِينًا. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " سَأُرْسِلُ مَعَكُمَا (1) رَجُلًا أَمِينًا أَمِينًا أَمِينًا "(2) قَالَ: فَجَثَا لَهَا أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الرُّكَبِ، قَالَ: فَبَعَثَ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ (3).

23408 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: قُلْنَا لِحُذَيْفَةَ: أَخْبِرْنَا عَنْ أَقْرَبِ النَّاسِ سَمْتًا بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَأْخُذْ عَنْهُ وَنَسْمَعْ مِنْهُ. فَقَالَ: كَانَ أَشْبَهُ النَّاسِ سَمْتًا وَدَلًّا وَهَدْيًا مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ابْنَ أُمِّ عَبْدٍ (4).

23409 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ وَلِيدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ جُمَيْعٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ حُذَيْفَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ فِي سَفَرٍ، فَبَلَغَهُ عَنِ الْمَاءِ قِلَّةٌ، فَقَالَ:" لَا يَسْبِقْنِي إِلَى الْمَاءِ أَحَدٌ "(5).

(1) في (م) و (ظ 5): معكم.

(2)

في (ظ 5): أمين أمين أمين.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (23272).

(4)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي.

وهو في "فضائل الصحابة" للمصنف برقم (1541).

وانظر (23308).

(5)

إسناده قوي على شرط مسلم. أبو الطفيل: هو عامر بن واثلة الليثي.

وانظر (23321).

ص: 412

23410 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ لَمْ يَكْذِبْنِي - قَالَ: وَكَانَ إِذَا قَالَ حَدَّثَنِي مَنْ لَمْ يَكْذِبْنِي، رَأَيْنَا أَنَّهُ يَعْنِي حُذَيْفَةَ - قَالَ: لَقِيَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم جِبْرِيلُ بِأَحْجَارِ المِرَاءِ، فَقَالَ: إِنَّ مِنْ أُمَّتِكَ الضَّعِيفَ، فَمَنْ قَرَأَ عَلَى حَرْفٍ، فَلَا يَتَحَوَّلْ مِنْهُ إِلَى غَيْرِهِ رَغْبَةً عَنْهُ (1).

23411 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَخِي حُذَيْفَةَ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ لِأُصَلِّيَ بِصَلَاتِهِ، فَافْتَتَحَ فَقَرَأَ قِرَاءَةً لَيْسَتْ بِالْخَفِيضَةِ (2) وَلَا بِالرَّفِيعَةِ، قِرَاءَةً حَسَنَةً يُرَتِّلُ فِيهَا يُسْمِعُنَا، قَالَ: ثُمَّ رَكَعَ نَحْوًا مِنْ قِيَامِهِ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ نَحْوًا مِنْ رُكُوعِهِ، فَقَالَ:" سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ " ثُمَّ قَالَ: " الْحَمْدُ لِلَّهِ ذِي الْجَبَرُوتِ وَالْمَلَكُوتِ، وَالْكِبْرِيَاءِ وَالْعَظَمَةِ " حَتَّى فَرَغَ مِنَ الطُّوَلِ، وَعَلَيْهِ سَوَادٌ مِنَ اللَّيْلِ.

قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: هُوَ تَطَوُّعُ اللَّيْلِ (3).

(1) إسناده ضعيف سلف الكلام عليه برقم (23273).

(2)

في (م): بالخفية.

(3)

إسناده ضعيف لجهالة ابن أخي حذيفة.

وسلف برقم (23300) و (23363) من طريقين عن حماد بن سلمة، عن عبد الملك بن عمير، عن ابن عم حذيفة، عن حذيفة.

ص: 413

23412 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ الْأَعْمَشِ، حَدَّثَنِي شَقِيقٌ قَالَ: سَمِعْتُ حُذَيْفَةَ. وَوَكِيعٌ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ. وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، وَقَالَ: سَمِعْتُ حُذَيْفَةَ قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ عُمَرَ، فَقَالَ: أَيُّكُمْ يَحْفَظُ قَوْلَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْفِتْنَةِ؟ قُلْتُ: أَنَا، كَمَا قَالَهُ. قَالَ: إِنَّكَ لَجَرِيءٌ عَلَيْهَا - أَوْ عَلَيْهِ -، قُلْتُ:" فَتْنَةُ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ وَوَلَدِهِ وَجَارِهِ، يُكَفِّرُهَا الصَّلَاةُ وَالصَّدَقَةُ وَالْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ، وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ ".

قَالَ: لَيْسَ هَذَا أُرِيدُ، وَلَكِنِ الْفِتْنَةُ الَّتِي تَمُوجُ كَمَوْجِ الْبَحْرِ. قُلْتُ: لَيْسَ عَلَيْكَ مِنْهَا بَأْسٌ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ بَيْنَكَ وَبَيْنَهَا بَابًا مُغْلَقًا. قَالَ: أَيُكْسَرُ أَوْ يُفْتَحُ؟ قُلْتُ: بَلْ يُكْسَرُ. قَالَ: إِذًا لَا يُغْلَقُ أَبَدًا. قُلْنَا: أَكَانَ عُمَرُ يَعْلَمُ مَنِ الْبَابُ؟ قَالَ: نَعَمْ، كَمَا يَعْلَمُ أَنَّ دُونَ غَدٍ لَيْلَةً.

- قَالَ وَكِيعٌ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ: فَقَالَ مَسْرُوقٌ لِحُذَيْفَةَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ، كَانَ عُمَرُ يَعْلَمُ مَا حَدَّثْتُهُ بِهِ؟ قُلْنَا: أَكَانَ عُمَرُ يَعْلَمُ مَنِ الْبَابُ؟ قَالَ: نَعَمْ، كَمَا يَعْلَمُ أَنَّ دُونَ غَدٍ لَيْلَةً - إِنِّي حَدَّثْتُهُ حَدِيثًا لَيْسَ بِالْأَغَالِيطِ. فَهِبْنَا حُذَيْفَةَ أَنْ نَسْأَلَهُ مَنِ الْبَابُ، فَأَمَرْنَا مَسْرُوقًا فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: الْبَابُ عُمَرُ (1).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. شقيق: هو ابن سلمة أبو وائل الأسدي. =

ص: 414

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه البخاري (525) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم ص 2218 من طريق وكيع، به.

وأخرجه الطيالسي (408)، والحميدي (447)، وابن أبي شيبة 15/ 15، والبخاري (1435) و (3586) و (7096)، ومسلم ص 2218، وابن ماجه (3955)، والترمذي (2258)، والبزار في "مسنده"(2874)، والنسائي في "الكبرى"(327)، والطبراني في "الأوسط"(4832)، والبيهقي في "الدلائل" 6/ 386 من طرق عن الأعمش، به.

وأخرجه الطيالسي (408)، والترمذي (2258)، والبزار في "مسنده"(2892) و (2893)، والطبراني في "الأوسط"(4832) من طريق عاصم بن بهدلة، والحميدي (447)، والبخاري (1895)، ومسلم ص 2218 من طريق جامع بن أبي راشد، والترمذي (2258) من طريق حماد بن أبي سليمان، ثلاثتهم عن أبي وائل شقيق ابن سلمة، به.

وأخرجه البزار (2913) من طريق عاصم بن بهدلة، عن زر بن حبيش، عن حذيفة، به.

وأخرجه بنحوه عبد الرزاق (20752) من طريق قتادة وسليمان التيمي، عن حذيفة. قلنا: قتادة وسليمان التيمي لم يدركا حذيفة.

وسيأتي بنحوه برقم (23440) من طريق ربعي بن حراش، عن حذيفة، به.

قال السندي: قوله: "إنك لجريء عليها" أي: قوي على حفظ المقالة. "أو عليه" أي: على الحفظ.

"فتنة الرجل في أهله" أي: ارتكابه الأمور غير اللائقة لأجل الأهل وغيره، يغفر له بالحسنات على قاعدة: إن الحسنات يذهبن السيئات.

"ليس بالأغاليط" أي: ومثله قلما يجهله مثل عمر.

ص: 415

23413 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: قُلْنَا لِحُذَيْفَةَ: أَخْبِرْنَا بِرَجُلٍ قَرِيبِ الْهَدْيِ وَالسَّمْتِ وَالدَّلِّ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَنَأْخُذَ عَنْهُ. قَالَ: مَا أَعْلَمُ أَحَدًا أَقْرَبَ سَمْتًا وَهَدْيًا وَدَلًّا بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى يُوَارِيَهُ جِدَارُ بَيْتِهِ مِنْ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ (1).

23414 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، حَدَّثَنِي شَقِيقٌ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي طَرِيقٍ فَتَنَحَّى، فَأَتَى سُبَاطَةَ قَوْمٍ فَتَبَاعَدْتُ (2)، فَأَدْنَانِي حَتَّى صِرْتُ قَرِيبًا مِنْ عَقِبَيْهِ، فَبَالَ قَائِمًا وَدَعَا بِمَاءٍ، فَتَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ (3).

23415 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ. وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ وَحُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ - قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: وَالْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ -، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ - وَقَالَ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو في "فضائل الصحابة" للمصنف برقم (1544).

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(8265) من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد.

وانظر (23308).

(2)

في (م): فتباعدت منه.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. شقيق: هو ابن سلمة أبو وائل.

وأخرجه البزار في "مسنده"(2864) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

وانظر (23241).

ص: 416

وَكِيعٌ: لِلتَّهَجُّدِ - يَشُوصُ فَاهُ بِالسِّوَاكِ (1).

23416 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَلَقِيَهُ حُذَيْفَةُ، فَحَادَ عَنْهُ فَاغْتَسَلَ، ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ:" مَا لَكَ؟ " قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ كُنْتُ جُنُبًا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّ الْمُسْلِمَ لَا يَنْجُسُ "(2).

(1) إسناد صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر، وحصين: هو ابن عبد الرحمن السلمي، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي. وقوله: "قال عبد الرحمن: والأعمش عن أبي وائل" يعني أن عبد الرحمن عطف في روايته الأعمش على منصور وحصين.

وأخرجه مسلم (255)(47)، والنسائي 3/ 212، وابن خزيمة (136)، والبيهقي 1/ 38 من طريق عبد الرحمن وحده، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن ماجه (286)، وابن خزيمة (136)، وابن حبان (1072) من طريق وكيع وحده، به.

وأخرجه البخاري (889)، وأبو داود (55)، وابن حبان (1075) من طريق محمد بن كثير، وأبو عوانة (485) من طريق أبي نعيم، كلاهما عن سفيان الثوري، به. ليس فيه الأعمش. وانظر (23242).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات لكنه مرسل، محمد بن سيرين لم يسمع من حذيفة. يزيد بن إبراهيم: هو التُّستري.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 173 عن إسماعيل ابن عُليَّة، عن أيوب، عن ابن سيرين قال: نُبئتُ أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى حذيفة، فراغ، فقال:"ألم أَرَك؟ " فقال: بلى يا رسول الله، ولكني كنت جنباً! فقال:"إن المؤمن لا ينجس". وتحرف قوله: "ألم أرك؟ " في المطبوع إلى: "ألم آمرك؟ ".

وانظر الحديث التالي، وما سلف برقم (23264).

ص: 417

23417 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ وَاصِلٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. وَعَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم (1) نَحْوَهُ: أَنَّهُ لَقِيَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَحَادَ عَنْهُ فَاغْتَسَلَ، ثُمَّ جَاءَ، قَالَ:" الْمُسْلِمُ لَا يَنْجُسُ "(2).

23418 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ شَيْخٍ يُقَالُ لَهُ: هِلَالٌ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: وَسَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنْ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى عَنْ مَسْحِ الْحَصَى، فَقَالَ:" وَاحِدَةً أَوْ دَعْ "(3).

23419 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ مَوْلًى لِرِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: " إِنِّي لَسْتُ

(1) من قوله: "وعن حماد" إلى هنا سقط من (م).

(2)

هذا الحديث له إسنادان، الأول: صحيح على شرط الشيخين، والإسناد الثاني: ويرويه مسعر -وهو ابن كدام-، عن حماد -وهو ابن أبي سليمان-، عن إبراهيم -وهو ابن يزيد النخعي- فمعضل أو مرسل. واصل: هو ابن حيان الأحدب، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 173، ومسلم (372)(116)، وابن ماجه (535)، والبيهقي 1/ 189 - 190 من طريق وكيع، بالإسناد الأول.

وانظر ما قبله.

(3)

حديث صحيح لكن من حديث أبي ذر الغفاري، وهذا إسناد ضعيف سلف الكلام عليه عند مكرره برقم (23275).

ص: 418

أَدْرِي مَا قَدْرُ بَقَائِي فِيكُمْ، فَاقْتَدُوا بِاللَّذَيْنِ مِنْ بَعْدِي " وَأَشَارَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ قَالَ:" وَمَا حَدَّثَكُمْ ابْنُ مَسْعُودٍ فَصَدِّقُوهُ "(1).

23420 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَتَّاتٌ "(2).

23421 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عُبَيْدِ أَبِي (3) الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: كَانَ فِي لِسَانِي ذَرَبٌ عَلَى أَهْلِي، وَكَانَ ذَلِكَ لَا يَعْدُوهُمْ إِلَى غَيْرِهِمْ، فَشَكَوْتُ ذَلِكَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" فَأَيْنَ أَنْتَ مِنَ الِاسْتِغْفَارِ يَا حُذَيْفَةُ؟ إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللهَ فِي الْيَوْمِ مِئَةَ مَرَّةٍ "(4).

(1) حديث حسن بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف سلف الكلام عليه عند مكرره برقم (23276).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. إبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وهمام: هو ابن الحارث النخعي.

وأخرجه مسلم (105)(170)، وابن أبي الدنيا في "الصمت"(252)، وأبو عوانة (86)، وابن منده في "الإيمان"(610) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وانظر (23247).

(3)

في (م): ابن المغيرة، وكلاهما قيل في اسمه.

(4)

قوله: "إني لأستغفر الله في اليوم مئة مرة" صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف سلف الكلام عليه برقم (23340).

ص: 419

23422 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ يُحَدِّثُ، أَنَّ أَبَا مُوسَى كَانَ يُشَدِّدُ فِي الْبَوْلِ، قَالَ: كَانَ بَنُو إِسْرَائِيلَ إِذَا أَصَابَ أَحَدَهُمُ الْبَوْلُ يُتْبِعُهُ بِالْمِقْرَاضَيْنِ. قَالَ حُذَيْفَةُ: وَدِدْتُ أَنَّهُ لَا يُشَدِّدُ، لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَتَى - أَوْ قَالَ: مَشَى إِلَى - سُبَاطَةِ قَوْمٍ، فَبَالَ وَهُوَ قَائِمٌ (1).

23423 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَحَجَّاجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ حُذَيْفَةَ - قَالَ شُعْبَةُ: رَفَعَهُ مَرَّةً إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " يُخْرِجُ اللهُ قَوْمًا مُنْتِنِينَ قَدْ مَحَشَتْهُمُ النَّارُ بِشَفَاعَةِ الشَّافِعِينَ، فَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ، فَيُسَمَّوْنَ الْجَهَنَّمِيُّونَ " قَالَ حَجَّاجٌ: الْجَهَنَّمِيِّينَ (2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. منصور: هو ابن المعتمر، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة.

وأخرجه مختصراً ابن أبي شيبة 1/ 122، والنسائي 1/ 25 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (407)، والبخاري (226) و (2471)، والنسائي 1/ 25، وأبو عوانة (498)، وأبو نعيم في "الحلية" 8/ 316، والخطيب في "تاريخه" 11/ 311 من طرق عن شعبة، به. وبعضهم يختصره.

وانظر (23241).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل حماد -وهو ابن أبي سليمان- وقد توبع.

وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" 2/ 664 من طريق محمد بن جعفر وحده، بهذا الإسناد. وقال شعبة: رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم مرة. =

ص: 420

23424 -

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حَمَّادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رِبْعِيَّ بْنَ حِرَاشٍ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَهُ (1).

23425 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، قَالَ: سَمِعْتُ صَخْرًا يُحَدِّثُ عَنْ سُبَيْعٍ، قَالَ: أَرْسَلُونِي مِنْ مَاهَ (2) إِلَى الْكُوفَةِ أَشْتَرِي الدَّوَابَّ، فَأَتَيْنَا الْكُنَاسَةَ، فَإِذَا رَجُلٌ عَلَيْهِ جَمْعٌ، قَالَ: فَأَمَّا صَاحِبِي، فَانْطَلَقَ إِلَى الدَّوَابِّ، وَأَمَّا أَنَا فَأَتَيْتُهُ، فَإِذَا هُوَ حُذَيْفَةُ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَسْأَلُونَهُ عَنِ الْخَيْرِ وَأَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ شَرٌّ كَمَا كَانَ قَبْلَهُ شَرٌّ؟ قَالَ:" نَعَمْ " قُلْتُ: فَمَا الْعِصْمَةُ مِنْهُ؟ قَالَ: " السَّيْفُ " أَحْسَبُ - أَبُو التَّيَّاحِ يَقُولُ: السَّيْفُ أَحْسَبُ - قَالَ: قُلْتُ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ:

= وأخرجه ابن خزيمة 2/ 666، والآجري في "الشريعة" ص 346 من طريق أبي داود الطيالسي، عن شعبة، به. وقال شعبة: كان أحياناً يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأحياناً لا يرفعه.

وانظر (23323).

(1)

حديث صحيح، وهذا الإسناد وإن كان مرسلاً جاء في الرواية السابقة موصولاً. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم.

(2)

تحرف في (م) إلى: ماء. والمراد بماهَ هنا -والله أعلم- مدينة الدِّينوَر، فقد كان يقال لها: ماه الكوفة، وكان مالها يُحمل في أُعطِيات أهل الكوفة، والماه: قصبة البلد، ويقال: اسم القمر بالفارسية ماه، فنسب إليه عدة ممالك للفُرس. انظر "معجم البلدان" لياقوت 5/ 48 - 49، و"بلدان الخلافة الشرقية" ص 224.

ص: 421

" ثُمَّ تَكُونُ هُدْنَةٌ عَلَى دَخَنٍ " قَالَ: قُلْتُ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: " ثُمَّ تَكُونُ دُعَاةُ الضَّلَالَةِ، فَإِنْ رَأَيْتَ يَوْمَئِذٍ خَلِيفَةَ اللهِ فِي الْأَرْضِ فَالْزَمْهُ، وَإِنْ نَهِكَ جِسْمَكَ وَأَخَذَ مَالَكَ، فَإِنْ لَمْ تَرَهُ فَاهْرَبْ فِي الْأَرْضِ، وَلَوْ أَنْ تَمُوتَ وَأَنْتَ عَاضٌّ بِجِذْلِ شَجَرَةٍ " قَالَ: قُلْتُ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: " ثُمَّ يَخْرُجُ الدَّجَّالُ " قَالَ: قُلْتُ: فَبِمَ يَجِيءُ بِهِ مَعَهُ؟ قَالَ: " بِنَهَرٍ - أَوْ قَالَ: مَاءٍ - وَنَارٍ، فَمَنْ دَخَلَ نَهْرَهُ حُطَّ أَجْرُهُ وَوَجَبَ وِزْرُهُ، وَمَنْ دَخَلَ نَارَهُ وَجَبَ أَجْرُهُ وَحُطَّ وِزْرُهُ " قَالَ: قُلْتُ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: " لَوْ أَنْتَجْتَ فَرَسًا لَمْ تَرْكَبْ فَلُوَّهَا حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ "(1).

(1) حديث حسن دون قوله: "لو أنتجت فرساً لم تركب فلوها حتى تقوم الساعة"، وهذا إسناد ضعيف لجهالة صخر -وهو ابن بدر العجلي- وقد توبع كما في الروايتين (23282) و (23429).

وأخرجه الطيالسي (443)، وابن أبي شيبة 15/ 8 من طريق حماد بن نجيح، عن أبي التياح، بهذا الإسناد.

وقصة الدجال سلفت بسند صحيح برقم (23250).

وقوله في هذا الحديث: "لو أنتجت فرساً

" إلخ، وكذا في الحديث الآتي برقم (23429) مخالف لحديث أبي هريرة السالف برقم (9270)، وحديث عائشة الآتي برقم (24467) من أن السيد المسيح عليه السلام يمكث في الأرض أربعين سنة بعد قتله للمسيح الدجال.

قوله: "بالكناسة" قال السندي: اسم موضع بالكوفة.

"نهك جسمك" على بناء الفاعل، والضمير للخليفة، أي بالغ في عقوبته.

"أنتجت" على بناء الفاعل، من الإنتاج بمعنى التوليد، والمراد الفرس الأنثى، والمفعول الثاني مقدر، أي: ولداً.

ص: 422

23426 -

قَالَ شُعْبَةُ: وَحَدَّثَنِي أَبُو بِشْرٍ فِي إِسْنَادٍ لَهُ، عَنْ حُذَيْفَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا هُدْنَةٌ عَلَى دَخَنٍ؟ قَالَ:" قُلُوبٌ لَا تَعُودُ عَلَى مَا كَانَتْ "(1).

23427 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا أَبُو التَّيَّاحِ، حَدَّثَنِي صَخْرُ بْنُ بَدْرٍ الْعِجْلِيُّ، عَنْ سُبَيْعِ بْنِ خَالِدٍ الضُّبَعِيِّ، فَذَكَرَ مِثْلَ مَعْنَاهُ، وَقَالَ:" وَحُطَّ أَجْرُهُ وَحُطَّ وِزْرُهُ "(2) قَالَ: " وَإِنْ نَهِكَ ظَهْرَكَ وَأَخَذَ مَالَكَ "(3).

23428 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، عَنْ صَخْرٍ، عَنْ سُبَيْعِ بْنِ خَالِدٍ الضُّبَعِيِّ، فَذَكَرَهُ وَقَالَ:" وَإِنْ نَهِكَ ظَهْرَكَ وَأَكَلَ مَالَكَ " وَقَالَ: " وَحُطَّ أَجْرُهُ وَحُطَّ وِزْرُهُ "(4).

(1) لم يُبيِّن شعبة إسنادَه، وهو قطعة من الحديث السالف برقم (23282).

(2)

كذا في النسخ الخطية، ولم نتبيَّن وجهه.

(3)

حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف سلف الكلام عليه برقم (23425)، عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد، وأبو التياح: هو يزيد بن حميد الضُّبَعي.

وأخرجه أبو داود (4247) عن مسدد، وأبو عوانة (7168) من طريق مسلم بن إبراهيم، كلاهما عن عبد الوراث بن سعيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (443) عن حماد بن زيد أو عبد الوارث -على الشك- عن أبي التياح، به.

(4)

حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف كسابقه. يونس: هو ابن محمد المؤدب، وحماد: هو ابن سلمة.

وانظر ما قبله.

ص: 423

23429 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ نَصْرِ بْنِ عَاصِمٍ اللَّيْثِيِّ، عَنْ خَالِدِ بْنِ خَالِدٍ الْيَشْكُرِيِّ، قَالَ: خَرَجْتُ زَمَانَ فُتِحَتْ تُسْتَرُ حَتَّى قَدِمْتُ الْكُوفَةَ، فَدَخَلْتُ الْمَسْجِدَ، فَإِذَا أَنَا بِحَلْقَةٍ فِيهَا رَجُلٌ صَدْعٌ مِنَ الرِّجَالِ، حَسَنُ الثَّغْرِ، يُعْرَفُ فِيهِ أَنَّهُ مِنْ رِجَالِ أَهْلِ الْحِجَازِ، قَالَ: فَقُلْتُ: مَنِ الرَّجُلُ؟ فَقَالَ الْقَوْمُ: أَوَمَا تَعْرِفُهُ؟ فَقُلْتُ: لَا. فَقَالُوا: هَذَا حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ صَاحِبُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: فَقَعَدْتُ وَحَدَّثَ الْقَوْمَ، فَقَالَ: إِنَّ النَّاسَ كَانُوا يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْخَيْرِ، وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ، فَأَنْكَرَ ذَلِكَ الْقَوْمُ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُمْ: إِنِّي سَأُخْبِرُكُمْ بِمَا أَنْكَرْتُمْ مِنْ ذَلِكَ، جَاءَ الْإِسْلَامُ حِينَ جَاءَ، فَجَاءَ أَمْرٌ لَيْسَ كَأَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ، وَكُنْتُ قَدْ أُعْطِيتُ فِي الْقُرْآنِ فَهْمًا، فَكَانَ رِجَالٌ يَجِيئُونَ فَيَسْأَلُونَ عَنِ الْخَيْرِ، فَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيَكُونُ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ شَرٌّ كَمَا كَانَ قَبْلَهُ شَرٌّ؟ فَقَالَ:" نَعَمْ " قَالَ: قُلْتُ: فَمَا الْعِصْمَةُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " السَّيْفُ " قَالَ: قُلْتُ: وَهَلْ بَعْدَ هَذَا السَّيْفِ بَقِيَّةٌ؟ قَالَ: " نَعَمْ، تَكُونَ إِمَارَةٌ عَلَى أَقْذَاءٍ، وَهُدْنَةٌ عَلَى دَخَنٍ " قَالَ: قُلْتُ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: " ثُمَّ تَنْشَأُ دُعَاةُ الضَّلَالَةِ فَإِنْ كَانَ لِلَّهِ يَوْمَئِذٍ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةٌ جَلَدَ ظَهْرَكَ، وَأَخَذَ مَالَكَ، فَالْزَمْهُ، وَإِلَّا فَمُتْ وَأَنْتَ عَاضٌّ عَلَى جِذْلِ شَجَرَةٍ " قَالَ: قُلْتُ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: " يَخْرُجُ الدَّجَّالُ بَعْدَ ذَلِكَ مَعَهُ نَهَرٌ وَنَارٌ، مَنْ وَقَعَ فِي نَارِهِ وَجَبَ أَجْرُهُ وَحُطَّ وِزْرُهُ، وَمَنْ وَقَعَ فِي نَهَرِهِ وَجَبَ وِزْرُهُ وَحُطَّ أَجْرُهُ " قَالَ: قُلْتُ: ثُمَّ

ص: 424

مَاذَا؟ قَالَ: " ثُمَّ يُنْتَجُ الْمُهْرُ فَلَا يُرْكَبُ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ "(1).

الصَّدْعُ مِنَ الرِّجَالِ (2): الضَّرْبُ (3).

وَقَوْلُهُ: " فَمَا الْعِصْمَةُ مِنْهُ؟ قَالَ: السَّيْفُ " كَانَ قَتَادَةُ يَضَعُهُ عَلَى الرِّدَّةِ الَّتِي كَانَتْ فِي زَمَنِ أَبِي بَكْرٍ.

وَقَوْلُهُ:: إِمَارَةٌ عَلَى أَقْذَاءٍ " يَقُولُ: عَلَى قَذًى (4)، وَهُدْنَةٍ، يَقُولُ: صُلْحٌ.

وَقَوْلُهُ: " عَلَى دَخَنٍ " يَقُولُ: عَلَى ضَغَائِنَ. قِيلَ لِعَبْدِ الرَّزَّاقِ: مِمَّنِ التَّفْسِيرُ؟ قَالَ: مِنْ قَتَادَةَ، زَعَمَ.

23430 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ نَصْرِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ سُبَيْعِ بْنِ خَالِدٍ قَالَ:

(1) حديث حسن دون قوله: "ثم ينتج المهر فلا يُركب حتى تقوم الساعة" وسلف الكلام على هذا الحرف عند الرواية (23425)، وسلف الكلام على إسناده برقم (23282).

وهو في "مصنف" عبد الرزاق (20711)، ومن طريقه أخرجه أبو داود (4245)، والبغوي (4219).

وأخرجه الطيالسي (443) عن هشام الدستوائي، عن قتادة، عن سبيع بن خالد اليشكري، عن حذيفة. ليس فيه نصر بن عاصم.

(2)

تحرف في (م) إلى: الدجال.

(3)

يعني الخفيف اللَّحم.

(4)

قوله: "يقول على قذى" من (ظ 5)، وليس في (م) و (ظ 2) و (ق)، ولا في "مصنف" عبد الرزاق.

ص: 425

قَدِمْتُ الْكُوفَةَ زَمَنَ فُتِحَتْ تُسْتَرُ، فَذَكَرَ مِثْلَ مَعْنَى حَدِيثِ مَعْمَرٍ، وَقَالَ:" حُطَّ وِزْرُهُ "(1).

23431 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ وَهْبٍ يُحَدِّثُ، عَنْ حُذَيْفَةَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِحَدِيثَيْنِ قَدْ رَأَيْتُ أَحَدَهُمَا، وَأَنَا أَنْتَظِرُ الْآخَرَ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (2).

23432 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا (3) بَكَّارٌ، حَدَّثَنِي خَلَّادُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا الطُّفَيْلِ يُحَدِّثُ، أَنَّهُ سَمِعَ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ يَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَلَا تَسْأَلُونِي؟ فَإِنَّ النَّاسَ كَانُوا يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْخَيْرِ، وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ، إِنَّ اللهَ بَعَثَ نَبِيَّهُ صلى الله عليه وسلم فَدَعَا النَّاسَ مِنَ الْكُفْرِ إِلَى الْإِيمَانِ، وَمِنَ الضَّلَالَةِ إِلَى الْهُدَى، فَاسْتَجَابَ لَهُ مَنْ اسْتَجَابَ، فَحَيِيَ مِنَ الْحَقِّ مَا كَانَ مَيْتًا، وَمَاتَ مِنَ الْبَاطِلِ مَا كَانَ حَيًّا، ثُمَّ ذَهَبَتِ النُّبُوَّةُ، فَكَانَتِ الْخِلَافَةُ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ (4).

(1) حديث حسن سلف الكلام عليه برقم (23282).

وأخرجه أبو داود (4244)، والبزار في "مسنده"(2959) و (2960) من طرق عن أبي عوانة، بهذا الإسناد.

وانظر ما قبله.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (23257).

(3)

أقحم في (م) هنا: "أبو".

(4)

إسناده صحيح. بكار: هو ابن عبد الله بن وهب الصنعاني، وخلاد بن عبد الرحمن: هو الصنعاني، وأبو الطفيل: هو عامر بن واثلة. =

ص: 426

23433 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مَنْ كَانَ مَعَ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ فِي غَزْوَةٍ يُقَالُ لَهَا: غَزْوَةُ الْخَشَبِ (1)، وَمَعَهُ حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ، فَقَالَ سَعِيدٌ: أَيُّكُمْ شَهِدَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَاةَ الْخَوْفِ؟ فَقَالَ حُذَيْفَةُ: أَنَا. قَالَ: فَأَمَرَهُمْ حُذَيْفَةُ فَلَبِسُوا السِّلَاحَ، ثُمَّ قَالَ: " إِنْ هَاجَكُمْ هَيْجٌ فَقَدْ حَلَّ لَكُمُ الْقِتَالُ. قَالَ: فَصَلَّى بِإِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ رَكْعَةً، وَالطَّائِفَةُ الْأُخْرَى مُوَاجِهَةَ الْعَدُوِّ، ثُمَّ انْصَرَفَ هَؤُلَاءِ، فَقَامُوا مَقَامَ أُولَئِكَ، وَجَاءَ أُولَئِكَ فَصَلَّى بِهِمْ رَكْعَةً أُخْرَى، ثُمَّ سَلَّمَ عَلَيْهِمْ (2).

= وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 1/ 274 - 275 من طريق إسحاق بن إبراهيم، عن عبد الرزاق، بهذا الإسناد.

وزاد: ثم يكون ملكاً عضوضاً، فمن الناس من ينكر بقلبه ويده ولسانه، والحقَّ استكملَ، ومنهم من ينكر بقلبه ولسانه كافّاً يده وشُعبةً من الحقِّ ترك، ومنهم من ينكر بقلبه كافاً يده ولسانه، وشُعبتين من الحقِّ ترك، ومنهم من لا ينكر بقلبه ولسانه، فذلك ميّت الأحياء.

(1)

كذا وقع في هذا الحديث، وهو كذلك في "مصنف" عبد الرزاق، إلا أنه قال: ذات الخشب. وذو خُشُب، بضمتين: موضع بالمدينة، وذو خَشَب، بفتحات: باليمن، وكلاهما غير مراد هنا، فإن هذه الغزوة المذكورة كانت في طبرستان كما في الرواية السالفة برقم (23268)، وفي مدينة فيها يقال لها: طَمِيسة، وفيها صلَّى سعيدُ بن العاص صلاة الخوف كما في "تاريخ الطبري" 4/ 269.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات غير الرجل المبهم، لكن له =

ص: 427

23434 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: كُنَّا مَعَ حُذَيْفَةَ فَمَرَّ رَجُلٌ، فَقَالُوا: إِنَّ هَذَا يُبَلِّغُ الْأُمَرَاءَ الْأَحَادِيثَ. فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَتَّاتٌ "(1).

23435 -

حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَبَّاسِ الشِّبَامِيُّ (2)، عَنْ أَبِي قَيْسٍ - قَالَ عَبْدُ الْجَبَّارِ: أُرَاهُ عَنْ هُزَيْلٍ - قَالَ: قَامَ حُذَيْفَةُ خَطِيبًا فِي دَارِ عَامِرِ (3) بْنِ حَنْظَلَةَ، فِيهَا التَّمِيمِيُّ

= طريق صحيحة سلفت برقم (23268) وسيأتي الحديث برقم (23454) من طريق إسرائيل بن يونس السبيعي، عن جده أبي إسحاق السبيعي، عن سليم بن عبد السلولي عن حذيفة لكن متنه مختلف، وسليم مجهول.

والحديث في "مصنف" عبد الرزاق (4248).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. منصور: هو ابن المعتمر، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي.

وأخرجه الحميدي (443)، والترمذي (2026)، وابن خزيمة في "التوحيد" 2/ 846، وأبوعوانة (87)، وابن منده في "الإيمان" بإثر الحديث (614)، وتمام في "فوائده"(1131)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(876)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 11/ 237، والبغوي في "شرح السنة"(3569) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وانظر (23247).

(2)

تحرفت في (م) إلى: الشامي.

(3)

كذا وقع هنا في النسخ الخطية، وسلف الحديث برقم (23349) من طريقه عن حذيفة باسم: عمرو بن حنظلة، وهو الصواب، فكلُّ من ترجمه سماه عَمراً. =

ص: 428

وَالْمُضَرِيُّ فَقَالَ: " لَيَأْتِيَنَّ عَلَى مُضَرَ يَوْمٌ لَا يَدَعُونَ لِلَّهِ عَبْدًا يَعْبُدُهُ إِلَّا قَتَلُوهُ، أَوْ لَيُضْرَبَنَّ ضَرْبًا لَا يَمْنَعُونَ ذَنَبَ تَلْعَةٍ " أَوْ " أَسْفَلَ تَلْعَةٍ " فَقِيلَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ، تَقُولُ هَذَا لِقَوْمِكَ، أَوْ لِقَوْمٍ أَنْتَ - يَعْنِي - مِنْهُمْ؟! قَالَ: لَا أَقُولُ - يَعْنِي - إِلَّا مَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ (1).

23436 -

حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، أَخْبَرَنِي مَيْسَرَةُ بْنُ حَبِيبٍ، عَنْ الْمِنْهَالِ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالَتْ لِي أُمِّي: مَتَى عَهْدُكَ بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: فَقُلْتُ: مَا لِي بِهِ عَهْدٌ مُنْذُ كَذَا وَكَذَا. قَالَ: فَهَمَّتْ بِي، فَقُلْتُ: يَا أُمَّهْ، دَعِينِي حَتَّى أَذْهَبَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَلَا أَدَعُهُ حَتَّى يَسْتَغْفِرَ لِي وَيَسْتَغْفِرَ لَكِ. قَالَ: فَجِئْتُهُ فَصَلَّيْتُ مَعَهُ الْمَغْرِبَ، فَلَمَّا قَضَى

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عبد الجبار بن العباس الشِّبامي، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو أحمد: هو محمد بن عبد الله بن الزبير، وأبو قيس: هو عبد الرحمن بن ثروان الأودي، وهُزيل: هو ابن شرحبيل الأودي.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 6/ 324 من طريق عبد الله بن نمير، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(991) من طريق جرير بن حازم، كلاهما عن الأعمش، عن أبي قيس عبد الرحمن بن ثروان، عن هُزيل بن شرحبيل، عن حذيفة.

وسلف عن الأعمش، عن أبي قيس عبد الرحمن بن ثروان، عن عمرو بن حنظلة، عن حذيفة برقم (23349).

وانظر ما سلف برقم (23316).

ص: 429

الصَّلَاةَ قَامَ يُصَلِّي، فَلَمْ يَزَلْ يُصَلِّي حَتَّى صَلَّى الْعِشَاءَ ثُمَّ خَرَجَ (1).

23437 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ نَشْرَبَ فِي آنِيَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَأَنْ نَأْكُلَ فِيهَا، وَأَنْ نَلْبَسَ الْحَرِيرَ وَالدِّيبَاجَ، وَقَالَ:" هِيَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا، وَلَكُمْ فِي الْآخِرَةِ "(2).

23438 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَابِسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ شَرَطَ

(1) إسناده صحيح. إسرائيل: هو ابن يونس السبيعي، والمنهال: هو ابن عمرو الأسدي مولاهم.

وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 96، والنسائي في "الكبرى"(380) و (381) و (8365)، وابن خزيمة (1194)، وابن حبان (6960)، والحاكم 1/ 312 - 313، والبيهقي في "دلائل النبوة" 7/ 78 من طريق زيد بن الحباب، بهذا الإسناد. وبعضهم يرويه مطولاً بنحو الرواية السالفة برقم (23329).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد العزيز بن عبد الصمد: هو العمي، ومنصور: هو ابن المعتمر، ومجاهد: هو ابن جبر المكي.

وأخرجه مسلم (2067)، والنسائي في "الكبرى"(6871) من طريق جرير بن عبد الحميد، وأبو عوانة (8451) من طريق إبراهيم بن طهمان، كلاهما عن منصور ابن المعتمر، بهذا الإسناد.

وانظر (23269).

ص: 430

لِأَخِيهِ شَرْطًا لَا يُرِيدُ أَنْ يَفِيَ لَهُ بِهِ، فَهُوَ كَالْمُدْلِي جَارَهُ إِلَى غَيْرِ مَنَعَةٍ " (1).

23439 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا أَبُو مَالِكٍ سَعِدُ بْنُ طَارِقٍ الْأَشْجَعِيُّ، حَدَّثَنِي رِبْعِيُّ بْنُ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا مَعَ الدَّجَّالِ مِنَ الدَّجَّالِ، مَعَهُ نَهَرَانِ يَجْرِيَانِ: أَحَدُهُمَا رَأْيَ الْعَيْنِ مَاءٌ أَبْيَضُ، وَالْآخَرُ رَأْيَ الْعَيْنِ نَارٌ تَأَجَّجُ، فَإِمَّا أَدْرَكَنَّ أَحَدًا مِنْكُمْ، فَلْيَأْتِ النَّهَرَ الَّذِي يَرَاهُ نَارًا، وَلْيُغْمِضْ ثُمَّ لِيُطَأْطِئْ رَأْسَهُ فَلْيَشْرَبْ، فَإِنَّهُ مَاءٌ بَارِدٌ، وَإِنَّ الدَّجَّالَ مَمْسُوحُ الْعَيْنِ الْيُسْرَى، عَلَيْهَا ظَفَرَةٌ غَلِيظَةٌ، وَفِيهِ مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ: كَافِرٌ، يَقْرَؤُهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ: كَاتِبٍ وَغَيْرُ كَاتِبٍ "(2).

(1) إسناده ضعيف، حجاج -وهو ابن أرطاة- مدلس وقد عنعنه، وقد تفرد بهذا الحديث، وليس بذاك القوي، وباقي رجال الإسناد ثقات. يزيد: هو ابن هارون، وعبد الرحمن بن عابس: هو ابن ربيعة النخعي.

وأخرجه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(3798) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 7/ 96 - 97 من طريق أبي خالد الأحمر عن الحجاج بن أرطاة، به. وذكرا فيه قصة جرت مع حذيفة في شرائه ناقة.

قوله: "كالمدلي جاره

" من الإدلاء أو التدلية بمعنى الإرسال والتَّرك، أي كالذي يخذل جاره ويتركه بلا ناصر ولا معين. قاله السندي.

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو مكرر رقم (23279).

ص: 431

23440 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَالِكٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ: أَنَّهُ قَدِمَ مِنْ عِنْدِ عُمَرَ قَالَ: لَمَّا جَلَسْنَا إِلَيْهِ أَمْسُ (1)، سَأَلَ أَصْحَابَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَيُّكُمْ سَمِعَ قَوْلَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْفِتَنِ؟ قَالُوا: نَحْنُ سَمِعْنَاهُ. قَالَ: لَعَلَّكُمْ تَعْنُونَ فِتْنَةَ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ؟ قَالُوا: أَجَلْ. قَالَ: لَسْتُ عَنْ تِلْكَ أَسْأَلُ، تِلْكَ تُكَفِّرُهَا الصَّلَاةُ وَالصَّوْمُ وَالصَّدَقَةُ، وَلَكِنْ أَيُّكُمْ سَمِعَ قَوْلَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْفِتَنِ الَّتِي تَمُوجُ مَوْجَ الْبَحْرِ؟ قَالَ: فَأَسْكَتَ الْقَوْمُ، فَظَنَنْتُ أَنَّهُ إِيَّايَ يُرِيدُ، قَالَ: قُلْتُ: أَنَا (2). قَالَ: أَنْتَ لِلَّهِ أَبُوكَ! قَالَ: قُلْتُ: " تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ عَرْضَ الْحَصِيرِ، فَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَتْ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ، وَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبُهَا (3) نُكِتَتْ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ، حَتَّى تَصِيرَ الْقُلُوبُ عَلَى قَلْبَيْنِ: أَبْيَضَ مِثْلُ الصَّفَا، لَا يَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ، وَالْآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَدٌّ كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا - وَأَمَالَ كَفَّهُ - لَا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا، وَلَا يُنْكِرُ مُنْكَرًا إِلَّا مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ ".

وَحَدَّثْتُهُ أَنَّ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا بَابًا مُغْلَقًا، يُوشِكُ أَنْ يُكْسَرَ كَسْرًا. قَالَ عُمَرُ: كَسْرًا لَا أَبَا لَكَ! قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: فَلَوْ أَنَّهُ فُتِحَ كَانَ لَعَلَّهُ أَنْ يُعَادَ فَيُغْلَقَ. قَالَ: قُلْتُ: لَا بَلْ كَسْرًا. قَالَ: وَحَدَّثْتُهُ: أَنَّ

(1) في (م): إليه يسأل.

(2)

المثبت من (ظ 5)، وفي (م) وبقية النسخ: أنا ذاك.

(3)

تحرفت في (م) إلى: أبشر بها.

ص: 432

ذَلِكَ الْبَابَ رَجُلٌ يُقْتَلُ أَوْ يَمُوتُ، حَدِيثًا لَيْسَ بِالْأَغَالِيطِ (1).

23441 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَالِكٍ، حَدَّثَنِي رِبْعِيُّ بْنُ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْمَعْرُوفُ كُلُّهُ صَدَقَةٌ، وَإِنَّ آخِرَ مَا تَعَلَّقَ بِهِ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ: إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ فَافْعَلْ مَا شِئْتَ "(2).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه.

وسلف عن يزيد بن هارون بأخصر مما هنا برقم (23280).

وأخرجه أبو عوانة (143)، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 270 - 271 و 4/ 270 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (144)، والبزار في "مسنده"(2844)، وأبي عوانة (144)، والبغوي في " شرح السنة"(4218) من طرق عن أبي مالك سعد بن طارق الأشجعي، به.

وأخرجه مسلم (144)، وأبو عوانة (145) من طريق نعيم بن أبي هند، عن ربعي بن حِراش، به.

وأخرجه بنحوه مختصراً الحاكم 4/ 468 من طريق نُبيط بن شَرِيط، وابن أبي شيبة 15/ 88، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 272 - 273 من طريق أبي عمار الهمداني، كلاهما عن حذيفة، به موقوفاً.

وانظر ما سلف برقم (23412).

(2)

إسناده صحيح على خلاف في صحابيه في شطره الثاني وسلف الكلام عليه برقم (23254)، وشطره الأول سلف برقم (23252).

وأخرجه تاماً ومقطعاً أبو نعيم في "الحلية" 4/ 369 و 371، والبيهقي في "الآداب"(108)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 12/ 135 - 136 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

ص: 433

23442 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، قَالَ: قُلْتُ: - يَعْنِي لِحُذَيْفَةَ -: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ، تَسَحَّرْتَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: نَعَمْ. قُلْتُ: أَكَانَ الرَّجُلُ يُبْصِرُ مَوَاقِعَ نَبْلِهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، هُوَ النَّهَارُ إِلَّا أَنَّ الشَّمْسَ لَمْ تَطْلُعْ (1).

23443 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِي سِكَّةٍ مِنْ سِكَكِ الْمَدِينَةِ: " أَنَا مُحَمَّدٌ، وَأَنَا أَحْمَدُ، وَالْحَاشِرُ، وَالْمُقَفِّي، وَنَبِيُّ الرَّحْمَةِ "(2).

(1) رجاله ثقات رجال الشيخين غير عاصم بن أبي النجود، فهو صدوق حسن الحديث، لكنه قد خولف فيه كما سلف بيانه عند الرواية رقم (23361)، وغير شريك بن عبد الله -وهو النخعي- فهو سيئ الحفظ، لكنه قد توبع.

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم بن بهدلة، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. روح: هو ابن عبادة، وعفان: هو ابن مسلم.

وأخرجه ابن عساكر في السيرة النبوية من "تاريخ دمشق" ص 20 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن حبان (6315) من طريق روح بن عبادة وحده، به.

وأخرجه الترمذي في "الشمائل" بإثر الحديث (360)، والدولابي في "الكنى" 1/ 3، وابن عساكر ص 20 من طرق عن حماد بن سلمة، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" 11/ 457، وفي "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(8483)، والبزار في "مسنده"(2912) من طريق إسرائيل بن يونس، عن عاصم، به. =

ص: 434

23444 -

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ الْحَسَنِ، عَنْ جُنْدُبٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا يَنْبَغِي لِمُسْلِمٍ أَنْ يُذِلَّ نَفْسَهُ " قِيلَ: وَكَيْفَ يُذِلُّ نَفْسَهُ؟ قَالَ: " يَتَعَرَّضُ مِنَ الْبَلَاءِ لِمَا لَا يُطِيقُ "(1).

= وسيأتي برقم (23445) من طريق أبي بكر بن عياش، عن عاصم، عن أبي وائل شقيق بن سلمة، عن حذيفة.

وفي الباب عن جبير بن مطعم عند الشيخين، وسلف برقم (16734).

وعن أبي موسى، سلف برقم (19525).

(1)

إسناده ضعيف من أجل علي بن زيد بن جدعان، وهو مع ضعفه قد خولف، فرواه غيره عن الحسن مرسلاً كما سيأتي، والحسن -وهو البصري- مدلس وقد عنعنه، وأشار أبو حاتم كما في "العلل" 2/ 306 إلى أن عمرو بن عاصم زاد في الإسناد جندباً، وأسنده عن أبي سلمة التبوذكي عن حماد بن سلمة ليس فيه جندب.

وأخرجه ابن ماجه (4016)، والترمذي (2254)، والبزار في "مسنده"(2790)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(866) و (867)، والبيهقي في "الشعب"(10824)، والبغوي (3601) من طريق عمرو بن عاصم، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن غريب.

وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 6/ 2307 من طريق محمد بن عبد السلام، عن هدبة، وابن عدي 6/ 2307، وأبو الشيخ في "الأمثال"(151) من طريق عمر بن موسى الحادي، كلاهما عن حماد بن سلمة، به. وأشار الحافظ ابن عدي إلى أن محمد بن عبد السلام وعمر بن موسى قد سرقا هذا الحديث، وقال: إنما يُعرف هذا الحديث بعمرو بن عاصم.

وأخرجه مرسلاً أبو يعلى ضمن حديث (1411) من طريق المعلى بن زياد، والبيهقي في "الشعب"(10821) من طريق يونس، كلاهما عن الحسن، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

فذكره. =

ص: 435

23445 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: قَالَ حُذَيْفَةُ: بَيْنَمَا أَنَا أَمْشِي فِي طَرِيقِ الْمَدِينَةِ قَالَ: إِذَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَمْشِي، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ:" أَنَا مُحَمَّدٌ، وَ أَحْمَدُ (1)، وَنَبِيُّ الرَّحْمَةِ، وَنَبِيُّ التَّوْبَةِ، وَالْحَاشِرُ، وَالْمُقَفِّي، وَنَبِيُّ الْمَلَاحِمِ "(2).

= وأخرجه كذلك عبد الرزاق (20721) من طريق معمر، عن الحسن وقتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم

فذكره مرسلاً.

وأخرجه البزار (3323 - كشف الأستار)، وعنه أبو الشيخ في "الأمثال"(152)، وأخرجه الطبراني في "الكبير"(13507) وفي "الأوسط"(5353)، وهو في "مجمع البحرين"(4403)، من طريق زكريا بن يحيى الضرير، عن شبابة بن سوار، عن ورقاء بن عمر، عن عبد الكريم، عن مجاهد، عن ابن عمر مرفوعاً.

وجاء في المطبوع من "كشف الأستار": العلاء بن عبد الكريم وهو تحريف صوابه: ورقاء عن عبد الكريم، وتحرف عند الطبراني في "الكبير": عبد الكريم إلى: ابن أبي نجيح، والتصويب من "الأوسط" و"مجمع البحرين".

وزكريا بن يحيى الضرير ترجمه الخطيب في "تاريخ بغداد" 8/ 457، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً وذكر أنه روى عنه جمعٌ، وعبد الكريم في هذه الطبقة اثنان: ابن مالك الجزري وهو ثقة، وابن أبي المخارق وهو ضعيف، وكلاهما يروي عن مجاهد بن جَبْر، ولم يذكروا ورقاء بن عمر عن أيهما يروي، فالله أعلم، وبقية رجاله ثقات. وقال الحافظ العراقي في "تخريج أحاديث الإحياء" 1/ 152: إسناده جيد.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(7894) من طريق الجارود بن يزيد، عن إسرائيل بن يونس، عن أبي إسحاق السبيعي، عن عاصم بن ضمرة، عن علي مرفوعاً. وقال عقبه: تفرد به الجارود. قلنا: الجارود بن يزيد متروك متهم.

(1)

في (م): وأنا أحمد.

(2)

صحيح لغيره، وهذا الإسناد قد اختلف فيه على أبي بكر بن عياش، فرواه =

ص: 436

23446 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، حَدَّثَنِي الْمُغِيرَةُ بْنُ حَذَفٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَشْرَكَ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ الْبَقَرَةَ عَنْ سَبْعَةٍ (1).

= بعضهم عنه، عن عاصم بن بهدلة، عن أبي وائل شقيق بن سلمة، عن حذيفة كما هنا، ورواه بعضهم عنه، عن عاصم، عن زر بن حبيش عن حذيفة، وهو الصواب، فقد رواه كذلك على الجادة عن عاصم: حماد بن سلمة وإسرائيل بن يونس كما سلف عند الرواية (23443).

وأخرجه ابن عساكر في السيرة النبوية من "تاريخ دمشق" ص 21 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه البزار في "مسنده"(2887) من طريق أسود بن عامر، به.

وأخرجه الترمذي في "الشمائل"(360)، وابن الأعرابي في "المعجم"(303)، والبغوي في "شرح السنة"(3631)، وابن عساكر ص 21 من طريق محمد بن طريف، عن أبي بكر بن عياش، به.

وأخرجه الآجري في "الشريعة" ص 462 من طريق سليمان بن داود الشاذكوني وأحمد بن عمر الوكيعي -فرقهما- عن أبي بكر بن عياش، عن عاصم، عن زر بن حبيش، عن حذيفة. فجعلاه على الجادة من طريق زر بن حبيش عن حذيفة بدل أبي وائل عن حذيفة، والمعول في ذلك على طريق الوكيعي فإسنادها إلى أبي بكر صحيح، وأما الشاذكوني فمتهم.

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد محتمل للتحسين، المغيرة بن حذف روى عنه جمع، وقال ابن معين: مشهور. وذكره ابن خلفون في "الثقات" وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. إسرائيل: هو ابن يونس السبيعي.

وأخرجه الطيالسي (431) عن إسرائيل، بهذا الإسناد. لكن قال فيه: عن حذيفة أو علي. قال يونس بن حبيب راوية الطيالسي: وغير أبي داود يقول: عن حذيفة بغير شك.

وسيأتي برقم (23453). =

ص: 437

23447 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ حُذَيْفَةَ: أَنَّ جِبْرِيلَ لَقِيَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ حِجَارَةِ الْمِرَاءِ، فَقَالَ:" يَا جِبْرِيلُ، إِنِّي أُرْسِلْتُ إِلَى أُمَّةٍ أُمِّيَّةٍ: إِلَى الشَّيْخِ، وَالْعَجُوزِ، وَالْغُلَامِ، وَالْجَارِيَةِ، وَالشَّيْخِ الَّذِي لَمْ يَقْرَأْ كِتَابًا قَطُّ. فَقَالَ: إِنَّ الْقُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ "(1).

23448 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللهِ الْجَابِرُ، قَالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ عِيسَى مَوْلًى لِحُذَيْفَةَ بِالْمَدَائِنِ عَلَى جَنَازَةٍ فَكَبَّرَ خَمْسًا، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيْنَا، فَقَالَ: مَا وَهَمْتُ وَلَا نَسِيتُ، وَلَكِنْ كَبَّرْتُ كَمَا كَبَّرَ مَوْلَايَ وَوَلِيُّ نِعْمَتِي حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ، صَلَّى عَلَى جَنَازَةٍ وَكَبَّرَ خَمْسًا، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيْنَا فَقَالَ: مَا نَسِيتُ وَلَا وَهَمْتُ، وَلَكِنْ كَبَّرْتُ كَمَا كَبَّرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، صَلَّى عَلَى جَنَازَةٍ فَكَبَّرَ خَمْسًا (2).

= وفي الباب عن جابر، سلف برقم (14127)، وانظر تتمة شواهده هناك.

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن على خلاف فيه على عاصم بن بهدلة كما بيناه عند الرواية (23326).

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، يحيى بن عبد الله -وهو ابن الحارث الجابر التيمي- مختلف فيه، ولم يتابع على حديثه هذا، وعيسى مولى حذيفة -وهو البزاز- ضعفه الدارقطني، ولم يرو عنه غير يحيى بن عبد الله، وذكره ابن حبان في "ثقاته". عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد، وعبد العزيز بن مسلم: هو القسملي. =

ص: 438

23449 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ الْيَشْكُرِيِّ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ شَرٌّ كَمَا كَانَ قَبْلَهُ شَرٌّ؟ قَالَ:" يَا حُذَيْفَةُ، اقْرَأْ كِتَابَ اللهِ وَاعْمَلْ بِمَا فِيهِ " فَأَعْرَضَ عَنِّي، فَأَعَدْتُ عَلَيْهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، وَعَلِمْتُ أَنَّهُ إِنْ كَانَ خَيْرًا اتَّبَعْتُهُ، وَإِنْ كَانَ شَرًّا اجْتَنَبْتُهُ، فَقُلْتُ: هَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟ قَالَ: " نَعَمْ، فِتْنَةٌ عَمْيَاءُ (1) صَمَّاءُ، وَدُعَاةُ ضَلَالَةٍ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ، مَنْ أَجَابَهُمْ قَذَفُوهُ فِيهَا "(2).

23450 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، عَنْ مَهْدِيٍّ، عَنْ وَاصِلٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ

= وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 11/ 142 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 494 من طريق عيسى بن إبراهيم، عن عبد العزيز بن مسلم، به.

وأخرجه الدارقطني 2/ 73 من طريق أبي غسان مالك بن إسماعيل، عن جعفر ابن زياد الأحمر، عن يحيى بن عبد الله بن الحارث التيمي، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 303 عن وكيع، عن جعفر بن زياد الأحمر، عن يحيى بن عبد الله بن الحارث التيمي، عن مولى لحذيفة، عن حذيفة، فذكره مقتصراً على فعل حذيفة.

ويشهد له حديث زيد بن أرقم السالف برقم (19272). وإسناده صحيح.

(1)

في (م) فقط: عمياء عمَّاء.

(2)

حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف من أجل علي بن زيد -وهو ابن جدعان- وقد توبع في الرواية السالفة برقم (23282).

ص: 439

عَنْ حُذَيْفَةَ: أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ رَجُلًا يَنُمُّ الْحَدِيثَ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ نَمَّامٌ "(1).

23451 -

حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ عَاصِمًا، عَنْ زِرٍّ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: إِنَّ حَوْضَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَرَابُهُ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، وَأَبْرَدُ مِنَ الثَّلْجِ، وَأَطْيَبُ رِيحًا مِنَ الْمِسْكِ، وَإِنَّ آنِيَتَهُ عَدَدُ نُجُومِ السَّمَاءِ (2).

23452 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، حَدَّثَنَا رِبْعِيُّ بْنُ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ: أَنَّهُ أَتَاهُ بِالْمَدَائِنِ، فَقَالَ لَهُ حُذَيْفَةُ: مَا فَعَلَ قَوْمُكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: عَنْ أَيِّ بَالِهِمْ تَسْأَلُ؟ قَالَ: مَنْ خَرَجَ مِنْهُمْ إِلَى هَذَا الرَّجُلِ - يَعْنِي عُثْمَانَ -؟ قَالَ: قُلْتُ: فُلَانٌ وَفُلَانٌ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث، ومهدي: هو ابن ميمون الأزدي، وواصل: هو ابن حيان الأحدب الأسدي، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة.

وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" 2/ 548 من طريق عبد الصمد، بهذا الإسناد.

وانظر ما سلف برقم (23247).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم -وهو ابن بهدلة-، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، والحديث وإن كان هنا موقوفاً سلف مرفوعاً برقم (23317).

ص: 440

وَفُلَانٌ. قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ خَرَجَ مِنَ الْجَمَاعَةِ، وَاسْتَذَلَّ الْإِمَارَةَ، لَقِيَ اللهَ وَلَا وَجْهَ لَهُ عِنْدَهُ "(1).

23453 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا (2) إِسْرَائِيلُ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ، عَنْ الْمُغِيرَةِ بْنِ حَذَفٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: شَرَّكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَجَّتِهِ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ فِي الْبَقَرَةِ عَنْ سَبْعَةٍ (3).

23454 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَبْدٍ السَّلُولِيِّ، قَالَ: كُنَّا مَعَ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بِطَبَرِسْتَانَ، وَمَعَهُ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: أَيُّكُمْ صَلَّى مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَاةَ الْخَوْفِ؟ فَقَالَ حُذَيْفَةُ: أَنَا، فَأْمُرْ أَصْحَابَكَ يَقُومُونَ طَائِفَتَيْنِ، طَائِفَةٌ خَلْفَكَ، وَطَائِفَةٌ بِإِزَاءِ الْعَدُوِّ، فَتُكَبِّرُ وَيُكَبِّرُونَ جَمِيعًا، ثُمَّ تَرْكَعُ فَيَرْكَعُونَ جَمِيعًا، ثُمَّ تَرْفَعُ فَيَرْفَعُونَ جَمِيعًا، ثُمَّ تَسْجُدُ وَيَسْجُدُ مَعَكَ الطَّائِفَةُ الَّتِي تَلِيكَ، وَالطَّائِفَةُ الَّتِي بِإِزَاءِ الْعَدُوِّ قِيَامٌ بِإِزَاءِ الْعَدُوِّ، فَإِذَا رَفَعْتَ رَأْسَكَ مِنَ السُّجُودِ سَجَدُوا (4)، ثُمَّ يَتَأَخَّرُ

(1) إسناده حسن، وهو مكرر (23284).

وانظر (23283).

(2)

أقحم هنا في (م) و (ظ 5) و (ظ 2): أبو، وجاء على الصواب في "أطراف المسند" 2/ 249 وفي الرواية السالفة برقم (23446).

(3)

صحيح لغيره، وهذا إسناد محتمل للتحسين كما سلف بيانه برقم (23446).

(4)

المثبت من (ظ 5)، وفي (ظ 2): يسجدوا، وفي (م) و (ق): يسجدون.

ص: 441

هَؤُلَاءِ وَيَتَقَدَّمُ الْآخَرُونَ، فَقَامُوا فِي مَصَافِّهِمْ، فَتَرْكَعُ فَيَرْكَعُونَ جَمِيعًا، ثُمَّ تَرْفَعُ فَيَرْفَعُونَ جَمِيعًا (1)، ثُمَّ تَسْجُدُ فَتَسْجُدُ الطَّائِفَةُ الَّتِي تَلِيكَ، وَالطَّائِفَةُ الْأُخْرَى قَائِمَةٌ بِإِزَاءِ الْعَدُوِّ، فَإِذَا رَفَعْتَ رَأْسَكَ مِنَ السُّجُودِ سَجَدُوا، ثُمَّ سَلَّمْتَ وَسَلَّمَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، وَتَأْمُرُ أَصْحَابَكَ إِنْ هَاجَهُمْ هَيْجٌ مِنَ الْعَدُوِّ، فَقَدْ حَلَّ لَهُمُ الْقِتَالُ وَالْكَلَامُ (2).

23455 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ سُلَيْمٍ الْعَبْسِيُّ، عَنْ بِلَالٍ الْعَبْسِيِّ

(1) قوله: "ثم ترفع فيرفعون جميعاً" أثبتناه من (ظ 5)، وسقط من (م) وبقية الأصول.

(2)

إسناده ضعيف، سليم بن عبد السلولي تفرد بالرواية عنه أبو إسحاق السبيعي، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان والعجلي، وسلف الحديث من طريق أخرى صحيحة عن حذيفة بغير هذا السياق برقم (23268). إسرائيل: هو ابن يونس السبيعي، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي.

وأخرجه ابن خزيمة (1365)، والبيهقي 3/ 252 من طريق عبد الله بن رجاء، عن إسرائيل، بهذا الإسناد.

وأخرجه مختصراً جداً الطيالسي (428)، وابن أبي شيبة 2/ 465، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 311 من طريق شريك بن عبد الله، وابن أبي شيبة 2/ 465 من طريق سفيان الثوري، كلاهما عن أبي إسحاق، عن سليم، عن حذيفة موقوفاً.

وانظر (23433).

تنبيه: هذه الصورة لصلاة الخوف قد جاء نحوها من حديث جابر عند مسلم (840) وسلف في مسنده برقم (14436).

ص: 442

عَنْ حُذَيْفَةَ: أَنَّهُ كَانَ إِذَا مَاتَ لَهُ مَيِّتٌ قَالَ: لَا تُؤْذِنُوا بِهِ أَحَدًا، إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَكُونَ نَعْيًا، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَنْهَى عَنِ النَّعْيِ (1).

23456 -

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عُمَرَ مَوْلَى غُفْرَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ مَجُوسًا، وَمَجُوسُ هَذِهِ الْأُمَّةِ الَّذِينَ يَقُولُونَ: لَا قَدَرَ. فَمَنْ مَرِضَ مِنْهُمْ، فَلَا تَعُودُوهُ، وَمَنْ مَاتَ مِنْهُمْ، فَلَا تَشْهَدُوهُ، وَهُمْ شِيعَةُ الدَّجَّالِ، حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يُلْحِقَهُمْ بِهِ "(2).

(1) إسناده ضعيف لانقطاعه، بلال العبسي لم يسمع من حذيفة.

وأخرجه المزي في ترجمة حبيب بن سليم العبسي من "تهذيب الكمال" 5/ 376 - 377 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن ماجه (1476)، والترمذي (986)، والبيهقي 4/ 74 من طرق عن حبيب بن سليم، به. وقال الترمذي: حديث حسن. وحسَّنه كذلك الحافظ في "الفتح" 3/ 117!

وانظر (23270).

(2)

إسناده ضعيف، عمر مولى غفرة -وهو ابن عبد الله المدني- ضعيف وقد اضطرب في إسناده، وفيه رجل مبهم. أبو نعيم: هو الفضل بن دكين، وسفيان: هو الثوري، وعمر بن محمد: هو ابن زيد العمري المدني.

وأخرجه أبو داود (4692)، وابن أبي عاصم في "السنة"(329)، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد"(1155) من طرق عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وسقط من سند مطبوع "السنة": عمر بن محمد. =

ص: 443

23457 -

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي جِنَازَةٍ، فَلَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَى الْقَبْرِ، قَعَدَ عَلَى شَفَتِهِ، فَجَعَلَ يُرَدِّدُ (1) بَصَرَهُ فِيهِ، ثُمَّ قَالَ:" يُضْغَطُ الْمُؤْمِنُ فِيهِ ضَغْطَةً تَزُولُ مِنْهَا حَمَائِلُهُ، وَيُمْلَأُ عَلَى الْكَافِرِ نَارًا ".

ثُمَّ قَالَ: " أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِشَرِّ عِبَادِ اللهِ؟ الْفَظُّ الْمُسْتَكْبِرُ، أَلَا

= وأخرجه عبد الله بن أحمد في "السنة"(959) عن أبيه، عن مؤمل بن إسماعيل، عن عمر بن محمد، به.

وأخرجه الطيالسي (434) عن أبي عتبة، عن عمر مولى غفرة، به.

وأخرجه البزار في "مسنده"(2937)، وابن الجوزي في "العلل المتناهية"(238) من طريق أبي معشر، عن عمر مولى غفرة، عن عطاء بن يسار، عن حذيفة. وقال البزار عقبه: وهذا الكلام قد روي عن حذيفة من غير هذا الوجه، ولا نعلم أحداً وصله وسمَّى الرجل الذي بين عمر بن عبد الله مولى غفرة وبين حذيفة إلا أبو معشر، وإنما يرويه غير أبي معشر عن عمر، عن رجل، عن حذيفة. قلنا: وأبو معشر -وهو نجيح بن عبد الرحمن السندي- ضعيف.

وسلف برقم (5584) عن أنس بن عياض، عن عمر بن عبد الله مولى غفرة عن عبد الله بن عمر. وانظر الكلام عليه هناك.

قال السندي: قوله: "ومجوس هذه الأمة الذين يقولون: لا قدر" أي هم كالمجوس، ووجهه أنهم يقولون بتعدد الخالق وكذلك من ينفي القدر، ويقولون: العبد خالق لأفعاله.

(1)

المثبت من هامش (ظ 5) و"أطراف المسند" 2/ 256 و"جامع المسانيد"، وفي (م) وبقية النسخ: يرد.

ص: 444

أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ عِبَادِ اللهِ؟ الضَّعِيفُ الْمُسْتَضْعَفُ ذُو الطِّمْرَيْنِ، لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لَأَبَرَّ اللهُ قَسَمَهُ " (1).

(1) إسناده ضعيف لضعف محمد بن جابر -وهو ابن سيار الحنفي- ولانقطاعه، فإن أبا البختري -وهو سعيد بن فيروز- لم يدرك حذيفة.

وأخرج شطره الأول ابن الجوزي في "الموضوعات" 3/ 231 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وقال: هذا حديث لا يصح، قال يحيى: محمد بن جابر ليس بشيء، وقال أحمد: لا يُحدَّث عنه إلا من هو شر منه.

وأخرج البيهقي الشطر نفسه في "إثبات عذاب القبر"(115) من طريق موسى ابن داود، به.

وأخرجه كذلك تمامٌ في "فوائده"(518) من طريق لُوين محمد بن سليمان الأسدي، عن محمد بن جابر، به.

قال الحافظ في "القول المسدد" ص 35: وأبو البختري اسمه سعيد بن فيروز لم يدرك حذيفة، ولكن مجرد هذا لا يدل على أن المتن موضوع، فإن له شواهد كثيرة لا يتسع الحال لاستيعابها.

وفي باب ضمة القبر انظر حديث جابر السالف برقم (14873).

وحديث عائشة الآتي برقم (24283) وانظر تتمة الشواهد عندهما.

ولشطره الثاني انظر حديث حارثة بن وهب السالف برقم (18728) وذكرنا شواهده عند حديث ابن عمرو السالف برقم (6580).

قال السندي: قوله: "يضغط المؤمن" على بناء المفعول، أي: يضغط فيه المؤمن، مِن ضغطه: إذا عصره وضيق عليه.

"حمائله": عروقه، ويحتمل أن المراد موضع حمائل السيف، أي: عواتقه وصدره وأضلاعه.

"ذو الطمرين" الطِّمر بكسر فسكون: الثوب الخلق، إشارة إلى فقره.

ص: 445

23458 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ حُصَيْنٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ يُحَدِّثُ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا قَامَ إِلَى التَّهَجُّدِ يَشُوصُ فَاهُ بِالسِّوَاكِ (1).

23459 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ قَالَ: " اللهُمَّ بِاسْمِكَ (2) أَمُوتُ وَأَحْيَا " وَإِذَا اسْتَيْقَظَ قَالَ: " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَحْيَانَا بَعْدَمَا أَمَاتَنَا وَإِلَيْهِ النُّشُورُ "(3).

23460 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ: وَأَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: كَانَ أَبُو إِدْرِيسَ عَائِذُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْخَوْلَانِيُّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ يَقُولُ: وَاللهِ إِنِّي لَأَعْلَمُ النَّاسِ (4)

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حصين: هو ابن عبد الرحمن. السلمي، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي.

وأخرجه الطيالسي (409)، والدارمي (685)، والنسائي 3/ 212، وابن خزيمة (136)، وأبو عوانة (484) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.

وانظر (23242).

(2)

في (م) وحدها: باسمك اللهم، والمثبت من الأصول الخطية.

(3)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري.

وأخرجه الترمذي في "الشمائل"(253) من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد.

وانظر (23271).

(4)

في (م): لأعلم بكل فتنة وهي كائنة.

ص: 446

بِكُلِّ فِتْنَةٍ هِيَ كَائِنَةٌ فِيمَا بَيْنَي وَبَيْنَ السَّاعَةِ، وَمَا بِي أَنْ يَكُونَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَسَرَّ إِلَيَّ فِي ذَلِكَ شَيْئًا لَمْ يُحَدِّثْ غَيْرِي بِهِ، وَلَكِنِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَالَ وَهُوَ يُحَدِّثُ مَجْلِسًا أَنَا فِيهِمْ عَنِ الْفِتَنِ، قَالَ وَهُوَ يَعُدُّهَا:" مِنْهُنَّ ثَلَاثٌ لَا يَكَدْنَ يَذَرْنَ شَيْئًا، وَمِنْهُنَّ فِتَنٌ كَرِيَاحِ الصَّيْفِ، مِنْهَا صِغَارٌ وَمِنْهَا كِبَارٌ " قَالَ حُذَيْفَةُ: فَذَهَبَ أُولَئِكَ الرَّهْطُ كُلُّهُمْ غَيْرِي (1).

23461 -

حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنِي مَنْصُورٌ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ يَشُوصُ فَاهُ بِالسِّوَاكِ (2).

23462 -

حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ سَلَّامٍ، حَدَّثَنَا الْأَجْلَحُ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ قَالَ: سَمِعْتُ حُذَيْفَةَ يَقُولُ: ضَرَبَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَمْثَالًا وَاحِدًا (3) وَثَلَاثَةً، وَخَمْسَةً وَسَبْعَةً، وَتِسْعَةً وَأَحَدَ عَشَرَ قَالَ: فَضَرَبَ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو اليمان: هو الحكم بن نافع الحمصي، وشعيب: هو ابن أبي حمزة الحمصي.

وانظر (23291).

(2)

إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبيدة بن حميد -وهو ابن صهيب الكوفي- فمن رجال البخاري. منصور: هو ابن المعتمر، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي.

وانظر (23242).

(3)

في (م) والأصول الخطية: واحد، والمثبت من "أطراف المسند" 2/ 250، و"جامع المسانيد".

ص: 447

لَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْهَا مَثَلًا وَتَرَكَ سَائِرَهَا قَالَ: " إِنَّ قَوْمًا كَانُوا أَهْلَ ضَعْفٍ وَمَسْكَنَةٍ قَاتَلَهُمْ أَهْلُ تَجَبُّرٍ وَعِدَاءٍ (1)، فَأَظْهَرَ اللهُ أَهْلَ الضَّعْفِ عَلَيْهِمْ، فَعَمَدُوا إِلَى عَدُوِّهِمْ فَاسْتَعْمَلُوهُمْ وَسَلَّطُوهُمْ، فَأَسْخَطُوا اللهَ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ "(2).

23463 -

حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ سَلَّامٍ، حَدَّثَنَا الْأَجْلَحُ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ وَإِلَى أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ أَحَدُهُمَا لِلْآخَرِ: حَدِّثْ مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: لَا، بَلْ حَدِّثْ أَنْتَ. فَحَدَّثَ أَحَدُهُمَا (3)، وَصَدَّقَهُ الْآخَرُ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " يُؤْتَى بِرَجُلٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولُ

(1) في (م) و (ظ 2) و (ق): وعدد، وكذا في (ظ 5) لكن كتب فوقها: عداء، ومثله في "مجمع الزوائد" 5/ 232، وهي كذلك عند ابن أبي شيبة.

(2)

إسناده ضعيف، مصعب بن سلام ضعيف يعتبر به، وقد توبع، والأجلح -وهو ابن عبد الله الكِندي- ضعيف، وقيس بن أبي مسلم في عداد المجهولين لم يرو عنه غير الأجلح بن عبد الله وموسى بن قيس الحضرمي، ومع ذلك قد ذكره ابن حبان في "الثقات".

وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" 15/ 39، وفي "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" للبوصيري (578) عن حماد بن أُسامة، عن الأجلح، بهذا الإسناد.

قوله: "فاستعملوهم" قال السندي: أي: اتخذوهم عبيداً.

"وسلطوهم" أي: على أعدائهم، وهذا مثلٌ لقوم ضعاف أنعم الله عليهم، فاتخذوا نعمة الله سُلَّماً إلى معاصيهِ والتجبُّرِ والتكبُّرِ.

(3)

زاد هنا في (م) و (ظ 2): صاحبه.

ص: 448

اللهُ: انْظُرُوا فِي عَمَلِهِ، فَيَقُولُ: رَبِّ مَا كُنْتُ أَعْمَلُ خَيْرًا، غَيْرَ أَنَّهُ كَانَ لِي مَالٌ، وَكُنْتُ أُخَالِطُ النَّاسَ، فَمَنْ كَانَ مُوسِرًا يَسَّرْتُ عَلَيْهِ، وَمَنْ كَانَ مُعْسِرًا أَنْظَرْتُهُ إِلَى مَيْسَرَةٍ. قَالَ اللهُ عز وجل: أَنَا أَحَقُّ مَنْ يُيَسِّرُ (1). فَغَفَرَ لَهُ " فَقَالَ: صَدَقْتَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ هَذَا.

ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " يُؤْتَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِرَجُلٍ قَدْ قَالَ لِأَهْلِهِ: إِذَا أَنَا مُتُّ، فَأَحْرِقُونِي ثُمَّ اطْحَنُونِي، ثُمَّ اسْتَقْبِلُوا بِي رِيحًا عَاصِفًا، فَاذْرُونِي. فَيَجْمَعُهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيَقُولُ لَهُ: لِمَ فَعَلْتَ؟ قَالَ: مِنْ خَشْيَتِكَ. قَالَ: فَيَغْفِرُ لَهُ " قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُهُ (2).

(1) في (م) و (ق): يسَّر.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات، مصعب بن سلّام، والأجلح -وهو ابن عبد الله الكِندي- يعتبر بهما، وقد توبعا، وباقي رجال الإسناد ثقات من رجال الصحيح.

وأخرج الحديث الأول البزار في "مسنده"(2850)، والطبراني في "الكبير" 17/ (645) من طرق عن الأجلح، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (1560)(27)، والبزار (2853) من طريقين عن نعيم بن أبي هند، به.

وأخرجه الطحاوي في "شرح المشكل"(5532) من طريق أبي بكر بن عياش، عن الأجلح، عن ربعي، به. لم يذكر في إسناده نعيماً.

وانظر (23353).

وأخرج الحديث الثاني البزار (2851) و (2852)، والطحاوي في "شرح =

ص: 449

23464 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: كُنْتُ مَعَ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ بِالْمَدَائِنِ، فَاسْتَسْقَى، فَأَتَاهُ دِهْقَانٌ بِإِنَاءٍ، فَرَمَاهُ بِهِ مَا يَأْلُو أَنْ يُصِيبَ بِهِ وَجْهَهُ، ثُمَّ قَالَ: لَوْلَا أَنِّي تَقَدَّمْتُ إِلَيْهِ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ، لَمْ أَفْعَلْ بِهِ هَذَا، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَانَا أَنْ نَشْرَبَ (1) فِي آنِيَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَأَنْ نَلْبَسَ الْحَرِيرَ وَالدِّيبَاجَ، قَالَ:" هُوَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا، وَلَكُمْ (2) فِي الْآخِرَةِ "(3).

آخرُ حديث حُذيفة

= المشكل" (5533)، والطبراني 17/ (645) من طرق عن الأجلح، بهذا الإسناد.

وانظر (23253).

(1)

في (ظ 2) و (ق): نهى أن يُشرب.

(2)

في (م): لنا.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن عاصم ويزيد بن أبي زياد الهاشمي، وقد توبعا.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 210، ومسلم (2067)، والبزار في "مسنده"(2952)، والنسائي 8/ 198 - 199، وابن الجارود (865)، وأبو عوانة (8485)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 246، وابن حبان (5339) من طرق عن يزيد بن أبي زياد، بهذا الإسناد.

وانظر (23269).

ص: 450

‌حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

23465 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبِي - سَمِعْتُهُ وَحْدِي - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي جِنَازَةِ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ وَأَنَا غُلَامٌ مَعَ أَبِي، فَجَلَسَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى حَفِيْرَةِ الْقَبْرِ فَجَعَلَ يُوصِي الْحَافِرَ وَيَقُولُ:" أَوْسِعْ مِنْ قِبَلِ الرَّأْسِ، وَأَوْسِعْ مِنْ قِبَلِ الرِّجْلَيْنِ، لَرُبَّ (1) عَذْقٍ لَهُ فِي الْجَنَّةِ "(2).

(1) في (ظ 5) ونسخة على هامش (ظ 2): رُبَّ.

(2)

إسناده قوي.

وقد سلف برقم (22509) من طريق زائدة بن قدامة، عن عاصم بن كليب بأطول مما هنا.

ص: 451

‌حَدِيثُ رَجُلٍ

23466 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّالَانِيُّ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ الْأَوْدِيِّ (1)، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا اجْتَمَعَ الدَّاعِيَانِ فَأَجِبْ أَقْرَبَهُمَا بَابًا، فَإِنَّ أَقْرَبَهُمَا بَابًا أَقْرَبُهُمَا جِوَارًا، فَإِذَا سَبَقَ أَحَدُهُمَا، فَأَجِبِ الَّذِي سَبَقَ "(2).

(1) تحرف في (م) و (ظ 2) إلى: الأزدي.

(2)

إسناده حسن، يزيد بن عبد الرحمن الدالاني -وهو أبو خالد- صدوق حسن الحديث، وباقي رجال الإسناد ثقات. أبو العلاء الأودي: هو داود بن عبد الله، وحميد بن عبد الرحمن: هو الأودي.

وأخرجه أبو داود (3756)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2798)، والبيهقي 7/ 275 من طريق عبد السلام بن حرب، بهذا الإسناد.

وله شاهد من حديث عائشة، لكن قد اضطرب فيه:

فقد أخرجه الطحاوي (2799) من طريق جعفر بن سليمان، عن أبي عمران الجوني، عن يزيد بن بابنوس، عن عائشة، وقال: مثله. أي: مثل حديث حميد بن عبد الرحمن عن الرجل الصحابي، ولم يسق لفظه.

ومن طريق جعفر بن سليمان هذه أخرج الحاكم 4/ 167 حديث عائشة رضي الله عنها قالت: قلت: يا رسول الله، إن لي جارين بأيهما أبدأ؟ قال:"بأقربهما منكِ باباً".

قال الحاكم عَقِبَه: هكذا يرويه جعفر بن سليمان، عن أبي عمران الجَوْني، والصحيح رواية شعبة عن أبي عمران الجوني، عن طلحة بن عبد الله رجل من بني تيم الله، عن عائشة رضي الله عنها، فذكره، وقال فيه: فإلى أيِّهما أُهدي.

قلنا: وحديث طلحة بن عبد الله عن عائشة أخرجه البخاري (2259)، وسيرد برقم (25423).

ص: 452

‌حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

23467 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رُئِيَ بِالْعَرْجِ وَهُوَ يَصُبُّ عَلَى رَأْسِهِ مَاءً وَهُوَ صَائِمٌ، مِنَ الْحَرِّ أَوْ مِنَ الْعَطَشِ (1).

(1) إسناده صحيح. وهو مكرر (23223).

ص: 453

‌حَدِيثُ رَجُلٍ

23468 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَخْبِرْنِي بِكَلِمَاتٍ أَعِيشُ بِهِنَّ، وَلَا تُكْثِرْ عَلَيَّ فَأَنْسَى؟ قَالَ:" اجْتَنِبِ الْغَضَبَ " ثُمَّ أَعَادَ عَلَيْهِ، فَقَالَ:" اجْتَنِبِ الْغَضَبَ "(1).

(1) إسناده صحيح. سفيان: هو ابن عيينة، والزهري: هو محمد بن مسلم بن شهاب.

وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" 8/ 535 عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وقد سلف برقم (23171) من طريق معمر عن الزهري بنحوه.

ص: 454

‌حَدِيثُ الْحَكَمِ بْنِ سُفْيَانَ، أَوْ سُفْيَانَ بْنِ الْحَكَمِ

23469 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ. وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ وَزَائِدَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ الْحَكَمِ بْنِ سُفْيَانَ أَوْ سُفْيَانَ بْنِ الْحَكَم، قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فِي حَدِيثِهِ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَالَ وَتَوَضَّأَ وَنَضَحَ فَرْجَهُ بِالْمَاءِ وَقَالَ يَحْيَى فِي حَدِيثِهِ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَالَ وَنَضَحَ فَرْجَهُ (1).

23470 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ ثَقِيفَ: وَهُوَ الْحَكَمُ بْنُ سُفْيَانَ، أَوْ سُفْيَانُ بْنُ الْحَكَمِ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَالَ ثُمَّ نَضَحَ فَرْجَهُ (2).

23471 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، قَالَ: سَأَلْتُ أَهْلَ الْحَكَمِ بْنِ سُفْيَانَ، فَذَكَرُوا أَنَّهُ لَمْ يُدْرِكِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم.

قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: وَرَوَاهُ شُعْبَةُ وَوُهَيْبٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَقَالَ غَيْرُهُمَا: عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ سُفْيَانَ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَذَكَرَهُ (3).

(1) ضعيف لاضطرابه. وهو مكرر (17620).

وقد سلف تخريجه مفصلاً برقم (15384).

(2)

ضعيف لاضطرابه كسابقه.

(3)

وهو مكرر ما سلف برقم (17621).

ص: 455

23472 -

وَقَالَ عَبْدُ اللهِ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّ يَدِهِ: حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ الْحَكَمِ بْنِ سُفْيَانَ أَوْ سُفْيَانَ بْنِ الْحَكَمِ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَالَ ثُمَّ نَضَحَ فَرْجَهُ (1).

23473 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ ثَقِيفَ: وَهُوَ الْحَكَمُ بْنُ سُفْيَانَ أَوْ سُفْيَانُ بْنُ الْحَكَمِ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَالَ ثُمَّ نَضَحَ فَرْجَهُ (2).

(1) ضعيف لاضطرابه. وهو مكرر (15386).

(2)

ضعيف. وهو مكرر (17620).

ص: 456

‌حَدِيثُ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ

23474 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَيَحْيَى بْنُ جَعْدَةَ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ مِنْ أَصْحَابِ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ذَكَرُوا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَوْلَاةً لِبَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَقَالَ: إِنَّهَا تَقُومُ اللَّيْلَ وَتَصُومُ النَّهَارَ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَكِنِّي أَنَا أَنَامُ وَأُصَلِّي، وَأَصُومُ وَأُفْطِرُ، فَمَنْ اقْتَدَى بِي فَهُوَ مِنِّي، وَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي، إِنَّ لِكُلِّ عَمَلٍ شِرَّةً ثُمَّ فَتْرَةً، فَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى بِدْعَةٍ، فَقَدْ ضَلَّ، وَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى سُنَّةٍ، فَقَدْ اهْتَدَى "(1).

(1) إسناده صحيح. يحيى بن سعيد: هو القطّان، وجرير: هو ابن عبد الحميد، ومنصور: هو ابن المعتمر.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1239) من طريق علي بن معبد، عن جرير بن عبد الحميد، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطحاوي أيضاً (1240) من طريق عبيد بن حميد النحوي، عن منصور، به.

وأخرجه الطحاوي (1238)، والطبراني في "الكبير"(2186) من طريق يحيى بن سعيد، عن سفيان، عن منصور، عن مجاهد، عن جعدة بن هبيرة قال: ذكر للنبي صلى الله عليه وسلم مولاة لبني عبد المطلب، فذكره. وجاء عند الطبراني: مولى لبني عبد المطلب. وهو مرسل، جعدة بن هبيرة مختلف في صحبته.

وأخرجه مختصراً البزار (724 - كشف الأستار)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1241)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(1027) من طريق مسلم بن =

ص: 457

23475 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَلَمَةَ الْخُزَاعِيِّ، عَنْ عَمِّهِ قَالَ: غَدَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَبِيحَةَ عَاشُورَاءَ وَقَدْ تَغَدَّيْنَا فَقَالَ: " أَصُمْتُمْ هَذَا الْيَوْمَ؟ " قَالَ: قُلْنَا: قَدْ تَغَدَّيْنَا. قَالَ: " فَأَتِمُّوا بَقِيَّةَ يَوْمِكُمْ "(1).

= كيسان الاعور، عن مجاهد، عن ابن عباس. وجاء عند البزار والقضاعي بلفظ: كانت مولاة للنبي صلى الله عليه وسلم تصوم النهار وتقوم الليل

ومسلم الأعور متفق على ضعفه.

وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، وقد سلف من طريق حصين، عن مجاهد، عنه برقم (6477). وانظر شرحه هناك.

وقوله: "إن لكل عمل شرة

" له شاهد من حديث أبي هريرة عند الترمذي (2453)، وابن حبان (349).

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عبد الرحمن بن سلمة الخزاعي. روح: هو ابن عبادة.

وأخرجه الطحاوي في "شرح المشكل"(2272) عن علي بن شيبة، عن روح بن عبادة، عن شعبة، عن قتادة، به. كذا وقع فيه "شعبة" بدل "سعيد"، ويغلب على الظن أنه تحريف.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(2851) من طريق بشر بن المفضل، و (2852) من طريق محمد بن بكر البُرساني، كلاهما عن سعيد بن أبي عروبة، به.

وأخرجه أبو داود (2447)، والبيهقي 4/ 221 من طريق يزيد بن زريع، عن سعيد -وعند البيهقي: شعبة- عن قتادة، به. ويغلب على الظن أن "سعيد" عند أبي داود محرَّفة عن "شعبة"، فإن روايته عنده برواية شعبة أشبه، والله تعالى أعلم.

وأخرجه النسائي (2850) من طريق محمد بن جعفر، والطحاوي (2273) من طريق عبد الرحمن بن زياد الرصاصي، كلاهما عن شعبة، عن قتادة، به. =

ص: 458

23476 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ حَسْنَاءَ بِنْتِ مُعَاوِيَةَ مِنْ بَنِي صُرَيْمٍ، قَالَتْ: حَدَّثَنَا عَمِّي، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَنْ فِي الْجَنَّةِ؟ قَالَ:" النَّبِيُّ فِي الْجَنَّةِ، وَالشَّهِيدُ فِي الْجَنَّةِ، وَالْمَوْلُودُ وَالْوَلِيدَةُ (1) "(2).

= وسلف من طريق شعبة برقم (20329) و (23117).

(1)

هكذا في نسخنا الخطية، وفي نسخة السندي:"والوئيد" وهو الموافق للرواية السالفة برقم (20583).

(2)

إسناده ضعيف لجهالة حسناء بنت معاوية. روح: هو ابن عبادة، وعوف: هو ابن أبي جميلة الأعرابي.

وسلف برقم (20583) عن محمد بن جعفر، عن عوف.

ص: 459

‌حَدِيثُ ذِي مِخْمَرٍ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

23477 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ حَسَّانَ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ ذِي مِخْمَرٍ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " سَيُصَالِحُكُمُ الرُّومُ صُلْحًا آمِنًا، ثُمَّ تَغْزُونَ وَهُمْ عَدُوًّا (1) فَتُنْصَرُونَ وَتَسْلَمُونَ وَتَغْنَمُونَ، ثُمَّ تَنْصَرِفُونَ حَتَّى تَنْزِلُوا بِمَرْجٍ ذِي تُلُولٍ فَيَرْفَعُ رَجُلٌ مِنَ النَّصْرَانِيَّةِ صَلِيبًا فَيَقُولُ: غَلَبَ الصَّلِيبُ، فَيَغْضَبُ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَيَقُومُ إِلَيْهِ فَيَدُقُّهُ، فَعِنْدَ ذَلِكَ يَغْدُرُ الرُّومُ وَيَجْتَمِعُونَ لِلْمَلْحَمَةِ ". وَقَالَ رَوْحٌ مَرَّةً: " وَتَسْلَمُونَ وَتَغْنَمُونَ وَتُقِيمُونَ ثُمَّ تَنْصَرِفُونَ (2).

23478 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا مُجَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنِي الشَّعْبِيُّ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ قُلْتُ: الْجَزُورُ وَالْبَقَرَةُ تُجْزِئُ عَنْ سَبْعَةٍ؟ قَالَ: يَا شَعْبِيُّ، وَلَهَا سَبْعَةُ أَنْفُسٍ. قَالَ: قُلْتُ: إِنَّ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ يَزْعُمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَنَّ الْجَزُورَ وَالْبَقَرَةَ عَنْ سَبْعَةٍ! قَالَ: فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ لِرَجُلٍ: أَكَذَاكَ يَا فُلَانُ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: مَا

(1) تحرف في (م) إلى: ثم تغزوهم غزواً.

(2)

إسناده صحيح. وهو مكرر (16825) و (23157) سنداً ومتناً.

ص: 460

شَعَرْتَ بِهَذَا (1).

(1) إسناده ضعيف لضعف مجالد بن سعيد، لكن سلف بهذا الإسناد برقم (14593)، إلا أن الشعبي قال فيه: حدثني جابر بن عبد الله: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سنَّ الجزورَ والبقرة عن سبعةٍ. وهو عن جابرٍ صحيح، روي عنه من غير هذا الطريق.

ص: 461

‌حَدِيثُ أُخْتِ مَسْعُودِ ابْنِ الْعَجْمَاءِ، عَنْ أَبِيهَا

23479 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ يَزِيدَ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي حَبِيبٍ - عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ رُكَانَةَ، أَنَّ خَالَتَهُ أُخْتَ مَسْعُودِ ابْنِ الْعَجْمَاءِ حَدَّثَتْهُ: أَنَّ أَبَاهَا قَالَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَخْزُومِيَّةِ الَّتِي سَرَقَتْ قَطِيفَةً: نَفْدِيهَا - يَعْنِي بِأَرْبَعِينَ أُوقِيَّةً - فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَأَنْ تَطَهَّرَ خَيْرٌ لَهَا " فَأَمَرَ بِهَا فَقُطِعَتْ يَدُهَا، وَهِيَ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْأَسَدِ (1).

(1) إسناده ضعيف، ابن إسحاق مدلِّس وقد عنعن، وقول الحافظ في "الفتح": إن في رواية الحاكم تصريحاً بالتحديث، وهم منه رحمه الله، ثم إن جَعْلَ هذا الحديث عن مسعود ابن العجماء -وهو مسعود بن الأسود، والعجماء أمُّه- خطأٌ، فإن مسعوداً قد استُشهد في مؤتة كما ذكر ابن إسحاق نفسه في مغازيه، وقصة المخزومية إنما كانت في فتح مكة، ولم يتنبه الحافظ ابن حجر إلى هذا فحسَّن إسناده في "الإصابة" 6/ 94 وفي "الفتح" 12/ 89. يونس: هو ابن محمد المؤدِّب، وليث: هو ابن سعد.

وسيأتي مكرراً برقم (26792).

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (791) من طريق كامل بن طلحة الجحدري، عن ليث بن سعد، بهذا الإسناد- وفيه "أن خالته بنت مسعود ابن العجماء حدثته" وليست أخت مسعود، وهو الصواب، وكذلك وقع في "كتاب السرقة" لأبي الشيخ -كما في "الفتح" 12/ 89 - من طريق يزيد بن أبي حبيب.

وأخرجه ابن أبي شيبة 9/ 466 - 467، وابن ماجه (2548)، والطبراني في =

ص: 462

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= "الكبير" 20/ (792) و (793)، والحاكم 4/ 379 - 380، والبيهقي في "السنن" 8/ 281، وفي "معرفة السنن والآثار"(17261) من طريقين عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة، عن أمه عائشة بنت مسعود بن الأسود، عن أبيها مسعود -وذكر فيه قصة شفاعة- أسامة بن زيد لها عند النبي صلى الله عليه وسلم، وردِّ النبي صلى الله عليه وسلم لهذه الشفاعة من أجل أنها في حدٍّ من حدود الله.

وسيكرر سنداً ومتناً برقم (26792)، إلا أنه نسبها هناك إلى بني عبد الأشهل أو بني عبد الأسد، على الشك.

وقصة المرأة المخزومية قد رواها غير واحد من الصحابة، انظر حديث عبد الله بن عمرو السالف برقم (6657)، وأصحها وأتمها حديث عائشة برواياته.

وفي باب أن العقوبة في الدنيا تطهر من الذنوب، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وسلف برقم (775)، وذكرنا أحاديث الباب هناك.

ص: 463

‌حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ بَنِي غِفَارٍ

23480 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَمْرٍو الْمَعَافِرِيُّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي غِفَارٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ لَمْ يَحْلِقْ عَانَتَهُ، وَيُقَلِّمْ أَظْفَارَهُ، وَيَجُزَّ شَارِبَهُ، فَلَيْسَ مِنَّا "(1).

(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف من أجل عبد الله بن لَهيعة. حسن: هو ابن موسى الأشيب.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/ 167، وقال: رواه أحمد، وفيه ابن لهيعة، وحديثه حسن، وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات.

وقوله: "من لم يجزَّ شاربه فليس منَّا" له شاهد من حديث زيد بن أرقم، سلف برقم (19263)، وإسناده صحيح.

وسلف من حديث ابن عمر برقم (5988) مرفوعاً: "من الفِطرةَ حَلْق العانة، وتقليم الأظفار، وقصُّ الشارب"، وهو في "الصحيح"، وانظر أحاديث الباب عنده.

ص: 464

‌حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

23481 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ الْعَدَنِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَعَلَّكُمْ تَقْرَؤُونَ وَالْإِمَامُ يَقْرَأُ؟ " قَالَهَا ثَلَاثًا، قَالُوا: إِنَّا لَنَفْعَلُ ذَاكَ. قَالَ: " فَلَا تَفْعَلُوا إِلَّا أَنْ يَقْرَأَ أَحَدُكُمْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ "(1).

(1) إسناده صحيح. سفيان: هو الثوري، وخالد الحذاء: هو ابن مهران، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجَرْمي.

وسلف برقم (18070) عن عبد الرزاق عن سفيان الثوري.

ص: 465

‌حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

23482 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: حَدَّثَنَا مَنْ كَانَ يُقْرِئُنَا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُمْ كَانُوا يَقْتَرِئُونَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَشْرَ آيَاتٍ، فَلَا يَأْخُذُونَ فِي الْعَشْرِ الْأُخْرَى حَتَّى يَعْلَمُوا مَا فِي هَذِهِ مِنَ الْعِلْمِ وَالْعَمَلِ، قَالُوا: فَعَلِمْنَا الْعِلْمَ وَالْعَمَلَ (1).

(1) إسناده حسن من أجل عطاء: وهو ابن السائب. أبو عبد الرحمن: هو السُّلَمي، واسمه عبد الله بن حبيب، من كبار التابعين.

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 460 - 461 عن محمد بن فضيل، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن سعد 6/ 172 من طريق حماد بن زيد، والطبري في "تفسيره" 1/ 36 من طريق جرير بن عبد الحميد، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(1451) من طريق سفيان، و (1452) من طريق همام بن يحيى، أربعتهم عن عطاء بن السائب، به.

وأورده الدارقطني في "العلل" 3/ 60 من طريق صالح بن عبد الله الترمذي، عن يحيى بن كثير أبي النضر، عن عطاء بن السائب، عن أبي عبد الرحمن قال: حدثني الذين كانوا يقرئونا عثمان بن عفان، وعبد الله بن مسعود، وأبي بن كعب.

قال الدارقطني عقبه: فسمى هؤلاء الثلاثة ولم يسمهم سواه، والأول أشبه.

وأخرجه الطحاوي (1450)، والحاكم 1/ 557، وعنه البيهقي 3/ 119 - 120 من طريق عبد الله بن صالح، عن شريك، عن عطاء بن السائب، عن أبي عبد =

ص: 466

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الرحمن السلمي، عن ابن مسعود قال: كنا نتعلَّمُ من رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر آيات

فذكره. وعبد الله بن صالح وشريك النخعي سيِّئا الحفظ.

وأخرجه الطبري 1/ 35 من طريق الحسين بن واقد، عن الأعمش، عن شقيق ابن سلمة، عن ابن مسعود قال: كان الرجلُ منا إذا تعلَّم عشرَ آياتٍ لم يجاوزهن حتى يعرف معانيَهُن والعمل بهن. وسنده صحيح، وهذا موقوف على ابن مسعود ولكنه مرفوع معنى، لأن ابن مسعود إنما تعلم القرآن من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو يحكي ما كان في ذلك العهد النبوي المنير.

ص: 467

‌حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ تَغْلِبَ

23483 -

حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ حَرْبِ بْنِ هِلَالٍ الثَّقَفِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَّيَّةَ رَجُلٍ مِنْ تَغْلِبَ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" لَيْسَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ عُشُورٌ، إِنَّمَا الْعُشُورُ عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى "(1).

(1) إسناده ضعيف لاضطرابه. وقد سلف تفصيل ذلك برقم (15895). وهو بهذا الإسناد مكرر الحديث السالف برقم (15897).

ص: 468

‌حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

23484 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ (1) قَالَ: كُنْتُ أَقُولُ فِي أَوْلَادِ الْمُشْرِكِينَ: هُمْ مِنْهُمْ، فَحَدَّثَنِي رَجُلٌ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَلَقِيتُهُ، فَحَدَّثَنِي عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ، وَهُوَ خَلَقَهُمْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ وَبِمَا كَانُوا عَامِلِينَ "(2).

(1) تصحف في (م) إلى: ابن عياش.

(2)

إسناده صحيح.

وقد سلف برقم (20697) عن عفان، عن حماد بن سلمة، عن عمار بن أبي عمار.

وقد بيَّنا هناك أن الصحيح الذي ذهب إليه المحققون وارتضاه جمعٌ مِن المفسرين والمتكلمين هو أنهم من أهل الجنة.

ص: 469

‌حَدِيثُ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ

23485 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنِي حَجَّاجٌ الصَّوَّافُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنِ الْحَضْرَمِيِّ بْنِ لَاحِقٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمُ الْقَمْلَةَ فِي ثَوْبِهِ، فَلْيَصُرَّهَا وَلَا يُلْقِهَا فِي الْمَسْجِدِ "(1).

(1) رجاله ثقات، إلا أن الحضرمي بن لاحق لا يروي إلا عن التابعين، ولم يثبت له لقاء أحد من الصحابة، فإن كان الرجل الأنصاري صحابياً، فهو منقطع، وإلا فهو مرسلٌ.

أخرجه ابن أبي شيبة 2/ 368، والبيهقي 2/ 294 من طريق علي بن مبارك، وأبو داود في "المراسيل"(16)، والبيهقي 2/ 294 من طريق هشام الدستوائي، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2780)، وابن الأثير في "أسد الغابة" 6/ 380 من طريق أبي إسماعيل القناد، ثلاثتهم عن يحيى بن أبي كثير، بهذا الإسناد.

قال علي بن مبارك في حديثه: "إذا وجد أحدكم القملة في المسجد .. ".

وقال هشام في حديثه: "إذا وجد أحدكم القملة وهو يصلي فلا يلقها، ولكن ليَصُرَّها حتى يصلي".

ونسب أبو إسماعيل القناد الرجل من الأنصار إلى بني خطمة.

قال البيهقي: وهذا مرسل حسن في مثل هذا.

وأخرجه عبد الرزاق (1744) من طريق يحيى بن أبي كثير، بلاغاً عن النبي صلى الله عليه وسلم وفيه:"فلا يقتلها في المسجد".

وفي الباب عن شيخ من قريش سيأتي برقم (23558).

وانظر حديث أبي أمامة السالف برقم (22272).

ص: 470

‌حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

23486 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: سَمِعْنَاهُ مِنَ الْأَعْمَشِ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي، لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ مَعَ كُلِّ صَلَاةٍ "(1).

(1) إسناده صحيح. يحيى بن سعيد: هو القطَّان، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وعبد الله بن يسار: هو الجهني الكوفي.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 170 عن عَبيدة بن حميد، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 43 من طريق أبي عوانة، كلاهما عن سليمان الأعمش، بهذا الإسناد.

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7339). وانظر تتمة شواهده هناك.

ص: 471

‌حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

23487 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ مِنْ بَعْدِكُمْ - أَوْ إِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ - الْكَذَّابَ الْمُضِلَّ، وَإِنَّ رَأْسَهُ مِنْ وَرَائِهِ حُبُكٌ حُبُكٌ. وَإِنَّهُ سَيَقُولُ: أَنَا رَبُّكُمْ، فَمَنْ قَالَ: كَذَبْتَ لَسْتَ رَبَّنَا، وَلَكِنَّ اللهَ رَبُّنَا، وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا، وَإِلَيْهِ أَنَبْنَا، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْكَ، فَلَا سَبِيلَ لَهُ عَلَيْهِ "(1).

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه، إسماعيل: هو ابن عُلية، وأيوب: هو السَّختياني، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجرمي.

وانظر (23159).

ص: 472

‌حَدِيثُ شَيْخٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

23488 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى شَيْخٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي مَسْجِدِ الْكُوفَةِ فَحَدَّثَنِي، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَوْ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، تُوبُوا إِلَى اللهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ، فَإِنِّي أَتُوبُ إِلَى اللهِ وَأَسْتَغْفِرُهُ كُلَّ يَوْمٍ مِئَةَ مَرَّةٍ ". فَقُلْتُ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْتَغْفِرُكَ، [اللهُمَّ إِنِّي أَتُوبُ إِلَيْكَ] ثْنَتَانِ؟ قَالَ: هُوَ مَا أَقُولُ لَكَ (1).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه -وهو الأغرُّ بن يسار المزني، كما جاء مسمّىً في روايات أخرى- فقد خرَّج له مسلم في "صحيحه"، وأما البخاري فقد خرَّج له في كتابه "الأدب المفرد".

إسماعيل: هو ابن إبراهيم المعروف بابن عُليَّة، ويونس: هو ابن عبيد بن دينار العبدي، وأبو بردة. هو ابن أبي موسى الأشعري.

وهو مكرر ما سلف برقم (18293).

ص: 473

‌حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

23489 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ خُطْبَةَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي وَسَطِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ فَقَالَ:" يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَلَا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ، وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ، أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ (1)، وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلَا أَحْمَرَ (2) عَلَى أَسْوَدَ، وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلَّا بِالتَّقْوَى، أَبَلَّغْتُ " قَالُوا: بَلَّغَ رَسُولُ اللهِ. ثُمَّ قَالَ: " أَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟ " قَالُوا: يَوْمٌ حَرَامٌ. ثُمَّ قَالَ: " أَيُّ شَهْرٍ هَذَا؟ " قَالُوا: شَهْرٌ حَرَامٌ. قَالَ: ثُمَّ قَالَ: " أَيُّ بَلَدٍ هَذَا؟ " قَالُوا بَلَدٌ حَرَامٌ. قَالَ: " فَإِنَّ اللهَ قَدْ حَرَّمَ بَيْنَكُمْ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ - قَالَ: وَلَا أَدْرِي قَالَ: أَوْ أَعْرَاضَكُمْ، أَمْ لَا - كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، أَبَلَّغْتُ " قَالُوا: بَلَّغَ رَسُولُ اللهِ. قَالَ: " لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ "(3).

(1) في (م) و (ظ 2) و (ق): أعجمي.

(2)

في (م) و (ق): ولا لأحمر.

(3)

إسناده صحيح: إسماعيل: هو ابن عُليَّة، وسعيد الجريري: هو ابن إياس، وأبو نضرة: هو المنذر بن مالك بن قطعة العبدي.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 3/ 100 من طريق أبي قلابة القيسي، عن الجريري، عن أبي نضرة، عن جابر قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وسط أيام التشريق

فذكره مختصراً. =

ص: 474

‌حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

23490 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، قَالَ: كَانَ مَرْثَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ لَا يَجِيءُ إِلَى الْمَسْجِدِ إِلَّا وَمَعَهُ شَيْءٌ يَتَصَدَّقُ بِهِ، قَالَ: فَجَاءَ ذَاتَ يَوْمٍ إِلَى الْمَسْجِدِ وَمَعَهُ بَصَلٌ، فَقُلْتُ لَهُ: أَبَا الْخَيْرِ، مَا تُرِيدُ إِلَى هَذَا يُنْتِنُ عَلَيْكَ ثَوْبَكَ! قَالَ: يَا ابْنَ أَخِي، إِنَّهُ وَاللهِ مَا كَانَ فِي مَنْزِلِي شَيْءٌ أَتَصَدَّقُ بِهِ غَيْرُهُ، إِنَّهُ حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" ظِلُّ الْمُؤْمِنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَدَقَتُهُ "(1).

= وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11762)، وذكرنا هناك أحاديث الباب.

وفي باب قوله: "إن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على عجمي

إلا بالتقوى" عن أبي هريرة، سلف برقم (8736).

وعن عقبة بن عامر، سلف برقم (17313).

وعن أبي ذرٍّ، سلف برقم (21407).

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن إسحاق.

وقد سلف برقم (18043) عن يزيد بن هارون عن ابن إسحاق دون القصة.

ص: 475

‌حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

23491 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ عَرْفَجَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم (1) أَنَّهُ ذَكَرَ رَمَضَانَ، فَقَالَ:" تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ النَّارِ، وَتُصَفَّدُ فِيهِ الشَّيَاطِينُ، وَيُنَادِي فِيهِ مُنَادٍ كُلَّ لَيْلَةٍ: يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ هَلُمَّ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ، حَتَّى يَنْقَضِيَ رَمَضَانُ "(2).

23492 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي صَخْرٍ الْعُقَيْلِيِّ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنَ الْأَعْرَابِ قَالَ: جَلَبْتُ جَلُوبَةً إِلَى الْمَدِينَةِ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا فَرَغْتُ مِنْ بَيْعَتِي، قُلْتُ: لَأَلْقَيَنَّ هَذَا الرَّجُلَ، فَلَأَسْمَعَنَّ مِنْهُ. قَالَ: فَتَلَقَّانِي بَيْنَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ يَمْشُونَ فَتَبِعْتُهُمْ فِي أَقْفَائِهِمْ، حَتَّى أَتَوْا عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْيَهُودِ نَاشِرًا التَّوْرَاةَ يَقْرَؤُهَا، يُعَزِّي بِهَا نَفْسَهُ عَلَى ابْنٍ لَهُ فِي الْمَوْتِ، كَأَحْسَنِ الْفِتْيَانِ وَأَجْمَلِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَنْشُدُكَ بِالَّذِي أَنْزَلَ التَّوْرَاةَ، هَلْ تَجِدُ فِي كِتَابِكَ ذَا صِفَتِي وَمَخْرَجِي؟ " فَقَالَ بِرَأْسِهِ

(1) قوله: "عن النبي صلى الله عليه وسلم" سقط من (م) و (ظ 2) و (ق)، وأثبتناه من (ظ 5).

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن.

وقد سلف الحديث برقم (18794) و (18795) من طريقين عن عطاء بن السائب، به.

ص: 476

هَكَذَا؛ أَيْ: لَا، فَقَالَ ابْنُهُ: إِي (1) وَالَّذِي أَنْزَلَ التَّوْرَاةَ، إِنَّا لَنَجِدُ فِي كِتَابِنَا صِفَتَكَ وَمَخْرَجَكَ، وَأَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّكَ رَسُولُ اللهِ. فَقَالَ:" أَقِيمُوا الْيَهُودَ عَنْ أَخِيكُمْ " ثُمَّ وَلِيَ كَفَنَهُ وَجَنَنَهُ وَالصَّلَاةَ عَلَيْهِ (2)(3).

(1) تحرفت في (م) إلى: إني.

(2)

في (م) و (ق): ثم ولي كفنه وحنَّطه وصلى عليه، والجَنن: الدفن والسَّتر.

(3)

إسناده ضعيف لجهالة أبي صخر العُقيلي، فإنه لم يرو عنه من طريق صحيح غير سعيد بن إياس الجُريري، ومع ذلك ذكره ابن حبان في "ثقاته" 3/ 457، وقد اختلف في صحبته كما في "تعجيل المنفعة"(1311) من أجل أنه روي عنه بإسقاط الأعرابي. ولا يصحُّ.

فقد أخرجه -فيما ذكره الحافظ ابن حجر في "التعجيل"- الحسن بن سفيان في "مسنده"، وابن خزيمة، وأبو أحمد الحاكم في "الكنى" من طريق سالم بن نوح عن الجريري، عن عبد الله بن شقيق، عن أبي صخر العقيلي، وربما قال عبد الله بن قدامة، قال: قدمت المدينة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم بجارية أبيعها

الحديث. وسالم بن نوح ليس بذاك القوي وله أوهام، وهذا من أوهامه، حيث أدخل فيه بين الجريري وأبي صخر عبدَ الله بنَ شقيق. وجعل أبا صخر صحابياً، وهو بذلك خالف من هو أوثق منه، وهو إسماعيل ابن عُليَّة الثقة الثبت.

وأخرجه ابن سعد 1/ 185 من طريق الصلت بن دينار، عن عبد الله بن شقيق، عن أبي صخر العقيلي قال: خرجت إلى المدينة فتلقاني رسول صلى الله عليه وسلم

فذكره، إلا أن فيه: يقرؤها على ابن أخٍ له. والصلت بن دينار متروك الحديث.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/ 234، وقال: رواه أحمد، وأبو صخر لم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح.

وفي الباب عن ابن مسعود، سلف برقم (3951)، وإسناده ضعيف.

وعن أنس عند البيهقي في "الدلائل" 6/ 272، وإسناده ضعيف أيضاً.

وانظر حديث أنس السالف برقم (13977).

ص: 477

‌حَدِيثُ رَجُلٍ

23493 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ أَوْسٍ - وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ مَرَّةً: يَعْقُوبُ بْنُ أَوْسٍ -، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: خَطَبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم زَمَنَ الْفَتْحِ - وَقَالَ مَرَّةً: يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ - فَقَالَ: " لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ، صَدَقَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ، أَلَا إِنَّ كُلَّ مَأْثُرَةٍ تُعَدُّ وَتُدْعَى، وَدَمٍ وَمَالٍ، تَحْتَ قَدَمَيَّ هَاتَيْنِ، إِلَّا سِدَانَةَ الْبَيْتِ، أَوْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ، أَلَا وَإِنَّ قَتِيلَ خَطَإِ الْعَمْدِ - قَالَ خَالِدٌ: أَوْ قَالَ: قَتِيلُ الْخَطَإِ شِبْهِ الْعَمْدِ - قَتِيلُ السَّوْطِ وَالْعَصَا، مِئَةٌ مِنَ الْإِبِلِ، مِنْهَا أَرْبَعُونَ فِي بُطُونِهَا أَوْلَادُهَا (1).

(1) إسناده صحيح، وقد سلف برقم (15388) عن هشيم، عن خالد الحذاء.

ص: 478

‌حَدِيثُ رَجُلٍ

23494 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ الْمُحَرِّرِ بْنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ أُصِيبَ بِشَيْءٍ فِي جَسَدِهِ، فَتَرَكَهُ لِلَّهِ كَانَ كَفَّارَةً لَهُ "(1).

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف مجالدٍ. وهو ابن سعيد. عامر: هو ابن شراحيل الشَّعبي.

وهذا الحديث تفرد به الإمام أحمد.

تنبيه: هكذا هو في نسخنا الخطية مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم لكن كلُّ من أورده عن الإمام أحمد أورده موقوفاً، منهم المنذري في "الترغيب والترهيب" 3/ 306، والهيثمي في "المجمع" 6/ 302، وابن كثير في "تفسيره" 3/ 117.

وفي الباب عن عبادة بن الصامت، سلف برقم (22701)، وانظر تتمة شواهده هناك.

وقوله: "من أصيب بشيء في جسده فتركه لله" قال المناوي: فلم يأخذ عليه دية ولا أرشاً، كان كفارة له، أي: من الصغائر.

ص: 479

‌حَدِيثُ رَجُلٍ

23495 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ هِشَامٍ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي إِبْرَاهِيمَ الْأَنْصَارِيِّ، أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ (1) أَوْ أَخْبَرَهُ: أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِي الصَّلَاةِ عَلَى الْمَيِّتِ: " اللهُمَّ اغْفِرْ لِحَيِّنَا وَمَيِّتِنَا، وَشَاهِدِنَا وَغَائِبِنَا، وَذَكَرِنَا وَأُنْثَانَا، وَصَغِيرِنَا وَكَبِيرِنَا "(2).

(1) في (م) والنسخ الخطية: "عن أبي إبراهيم الأنصاري أنه أتاه فحدثه" والمثبت من نسخة على هامش (ظ 5)، وهو الصواب الموافق لما سلف (17543) وما بعده.

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، أبو إبراهيم وأبوه لا يعرفان. هشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي.

وقد سلف برقم (17544) عن عبد الصمد بن عبد الوارث، عن هشام.

ص: 480

‌حَدِيثُ رَجُلٍ

23496 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو غِفَارٍ، حَدَّثَنِي عَلْقَمَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيُّ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ قَوْمِي، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ - ثَلَاثَ مِرَارٍ - مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، فَلْيُحْسِنْ إِلَى جَارِهِ - ثَلَاثَ مِرَارٍ (1) -، مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَسْكُتْ "(2).

(1) قوله: "ثلاث مرار" ليس في (م).

(2)

إسناده صحيح. أبو غِفار: اسمه المثنَّى بن سعد الطائي. وقد سلف برقم (20285) من طريق قتادة عن علقمة بن عبد الله المزني.

ص: 481

‌حَدِيثُ رَجُلٍ

23497 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ مُرَّةَ قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى نَاقَةٍ حَمْرَاءَ مُخَضْرَمَةٍ فَقَالَ: " أَتَدْرُونَ أَيُّ يَوْمٍ يَوْمَكُمْ هَذَا؟ " قَالَ: قُلْنَا يَوْمُ النَّحْرِ. قَالَ: " صَدَقْتُمْ يَوْمُ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ، أَتَدْرُونَ أَيُّ شَهْرٍ شَهْرُكُمْ هَذَا؟ " قُلْنَا: ذُو الْحِجَّةِ. قَالَ: " صَدَقْتُمْ، شَهْرُ اللهِ الْأَصَمُّ، أَتَدْرُونَ أَيُّ بَلَدٍ بَلَدُكُمْ هَذَا؟ " قَالَ: قُلْنَا: الْمَشْعَرُ الْحَرَامُ. قَالَ: " صَدَقْتُمْ، فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا - أَوْ قَالَ: كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، وَشَهْرِكُمْ هَذَا، وَبَلَدِكُمْ هَذَا - أَلَا وَإِنِّي فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ أَنْظُرُكُمْ، وَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمُ الْأُمَمَ فَلَا تُسَوِّدُوا وَجْهِي، أَلَا وَقَدْ رَأَيْتُمُونِي وَسَمِعْتُمْ مِنِّي وَسَتُسْأَلُونَ عَنِّي، فَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ، أَلَا وَإِنِّي مُسْتَنْقِذٌ رِجَالًا - أَوْ نَاسًا (1) - وَمُسْتَنْقَذٌ مِنِّي آخَرُونَ، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ أَصْحَابِي! فَيُقَالُ: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ "(2).

(1) تحرفت في (م) إلى: أو إناثاً.

(2)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه المبهم، وجهالة الصحابي لا تضر، وقد سُمِّي في طريق ضعيف عبد الله بن مسعود كما سيأتي. =

ص: 482

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= يحيى: هو ابن سعيد القطان، ومُرَّة: هو ابن شراحيل الهمداني المعروف بمُرَّة الطَّيِّب.

وأخرجه مسدَّد في "مسنده" كما في "مصباح الزجاجة" ورقة 191، والنسائي في "الكبرى"(4099) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد- ورواية النسائي مختصرة.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(42) من طريق وهب بن جرير ويعقوب بن إسحاق الحضرمي، عن شعبة، به.

وسلف أوله برقم (15886) عن وكيع، عن شعبة.

وأخرجه ابن ماجه (3057) عن إسماعيل بن توبة، عن زافر بن سليمان، عن أبي سنان، عن عمرو بن مرَّة، عن مرَّة، عن عبد الله بن مسعود

فذكره مختصراً.

وفي الباب مفرَّقاً عن ابن عباس، سلف برقم (2036).

وعن ابن مسعود، سلف برقم (3639).

وعن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6478).

وعن أبي هريرة، سلف برقم (7991) و (9292).

وعن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11220) و (11762).

ص: 483

‌حَدِيثُ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ

(1)

23498 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: عِظْنِي وَأَوْجِزْ. فَقَالَ: " إِذَا قُمْتَ فِي صَلَاتِكَ فَصَلِّ صَلَاةَ مُوَدِّعٍ، وَلَا تَكَلَّمْ بِكَلَامٍ تَعْتَذِرُ مِنْهُ غَدًا، وَاجْمَعِ الْإِيَاسَ مِمَّا فِي يَدَيِ النَّاسِ "(2).

(1) قال السندي: هو خالد بن زيد أبو أيوب، أنصاري خزرجي نجَّاري، معروف باسمه وكنيته، من السابقين، شَهِدَ العقبة وبدراً وما بعدها، ونزل عليه النبي صلى الله عليه وسلم لما قَدِمَ المدينة، فأقام عنده حتى بَنىَ بيوته ومسجده، وآخى بينه وبين مصعب بن عمير، وشَهِدَ الفتوح وداوَمَ الغزوات، واستخلفه عليٌّ على المدينةِ لمَّا خرج إلى العراق، ثم لَحِقَ به وشهد معه قتال الخوارج.

لَزِمَ أبو أيوب الجهادَ بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن توفِّي في غزاة القسطنطينية: سنة خمسين، وقيل: إحدى، وقيل: اثنين وخمسين، وهو الأكثر، في خلافة معاوية، وأميرهم يومئذٍ يزيد بن معاوية، ودُفن في أصل حِصْن القسطنطينية.

(2)

إسناده ضعيف لضعف علي بن عاصم وجهالة عثمان بن جبير، ومع جهالته فقد اضطرب في إسناده.

وأخرجه أبو الشيخ في "الأمثال"(226)، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 362 من طريق عاصم بن علي بن عاصم، عن أبيه، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن عثمان بن جبير، عن جده، عن أبي أيوب.

تحرف عثمان بن جبير في مطبوع "الأمثال" إلى: عثمان بن خثيم، وتحرف في المطبوع من "الحلية" إلى: عمي بن جبير. =

ص: 484

23499 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا حُيَيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمَعَافِرِيُّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ قَالَ: كُنَّا فِي الْبَحْرِ وَعَلَيْنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ قَيْسٍ الْفَزَارِيُّ، وَمَعَنَا أَبُو

= وأخرجه البيهقي في "الزهد الكبير"(102) من طريق أبي عبيد، عن علي بن عاصم، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن عثمان بن جبير، عن أبيه، عن أبي أيوب الأنصاري.

وأخرجه ابن ماجه (4171)، والمزي في ترجمة عثمان بن جبير من "تهذيب الكمال" 19/ 347 من طريق الفضيل بن سليمان، والطبراني في "الكبير"(3987) من طريق عبد الرحمن بن المبارك العيشي، والطبراني أيضاً من طريق محمد بن موسى الحرشي، وفي (3988) من طريق محمد بن عبد الله المخزومي، أربعتهم عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، به كإسناد أحمد.

وأورده البخاري في "التاريخ الكبير" 6/ 216 من طريق يزيد، عن ابن خثيم، عن عثمان بن جبير، عن أبيه، عن جده، عن أبي أيوب.

وفي الباب عن سعد بن أبي وقاص، عند الحاكم 4/ 326 - 327 وصححه ووافقه الذهبي، فوهما، فإن فيه محمد بن أبي حميد، وهو متفق على ضعفه صاحب مناكير.

وعن ابن عمر، عند الطبراني في "الأوسط"(4424)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(952)، و"الزهد الكبير" للبيهقي (524). قال الهيثمي في "المجمع" 10/ 229: فيه من لم أعرفهم.

وعن أنس عند البيهقي في "الزهد الكبير"(523)، وإسناده ضعيف جداً، فيه محمد بن يونس الكديمي وهو متروك، وشبيب بن بشر وهو ضعيف قال فيه البخاري: منكر الحديث.

وله طريق آخر عن شبيب بن بشر عن أنس ليس فيها الكديمي، أخرجها الضياء في "المختارة"(2199)، واقتصر على قوله:"إياك وما يُعتذر منه".

وقد روي نحوه موقوفاً على سعد بن عمارة السعدي -وهو صحابي كان ينزل المدينة- عند الطبراني في "المعجم الكبير"(5459)، وسنده حسن.

ص: 485

أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيُّ، فَمَرَّ بِصَاحِبِ الْمَقَاسِمِ وَقَدْ أَقَامَ السَّبْيَ، فَإِذَا امْرَأَةٌ تَبْكِي، فَقَالَ: مَا شَأْنُ هَذِهِ؟ قَالُوا: فَرَّقُوا بَيْنَهَا وَبَيْنَ وَلَدِهَا. قَالَ: فَأَخَذَ بِيَدِ وَلَدِهَا حَتَّى وَضَعَهُ فِي يَدِهَا، فَانْطَلَقَ صَاحِبُ الْمَقَاسِمِ إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسٍ فَأَخْبَرَهُ، فَأَرْسَلَ إِلَى أَبِي أَيُّوبَ فَقَالَ: مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ؟ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ وَالِدَةٍ وَوَلَدِهَا، فَرَّقَ اللهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْأَحِبَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "(1).

(1) حسن بمجموع طرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله بن لهيعة، وحيي بن عبد الله المعافري، وقد توبعا. أبو عبد الرحمن الحبلي: اسمه عبد الله بن يزيد.

وأخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص 270 عن النضر بن عبد الجبار وعثمان بن صالح، عن عبد الله بن لهيعة، بهذا الإسناد- دون القصة.

وأخرجه الترمذي (1283) و (1566)، والطبراني في "الكبير"(4080) والدارقطني 3/ 67، والحاكم 2/ 55، والقضاعي في "مسند الشهاب"(456)، والبيهقي 9/ 126 من طريق عبد الله بن وهب، عن حيي بن عبد الله المعافري، به- دون القصة. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.

وأخرجه الدارمي (2479) من طريق الليث بن سعد، عن عبد الرحمن بن جنادة، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، به. وعبد الرحمن بن جنادة هذا لم نتبيَّنه.

وأخرجه البيهقي في "السنن" 9/ 126، وفي "شعب الإيمان"(11081) من طريق بقية بن الوليد، عن خالد بن حميد، عن العلاء بن كثير، عن أبي أيوب الأنصاري، به- دون القصة. وفيه بقية وهو ضعيف يعتبر به، ثم إنه منقطع، فإن العلاء بن كثير -وهو ثقة- لم يدرك أبا أيوب.

وسيرد مختصراً برقم (23513)، إلا أنه قيده بالبيع. =

ص: 486

23500 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَابِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَخِي أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ يَذْكُرُ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّهَا سَتُفْتَحُ عَلَيْكُمُ الْأَمْصَارُ، وَسَيَضْرِبُونَ عَلَيْكُمْ فِيهَا بُعُوثًا، يُنْكِرُ الرَّجُلُ مِنْكُمُ الْبَعْثَ، فَيَتَخَلَّصُ مِنْ قَوْمِهِ وَيَعْرِضُ نَفْسَهُ عَلَى الْقَبَائِلِ يَقُولُ: مَنْ أَكْفِيهِ بَعْثَ كَذَا وَكَذَا، أَلَا وَذَلِكَ الْأَجِيرُ إِلَى آخِرِ قَطْرَةٍ مِنْ دَمِهِ "(1).

= وفي الباب عن أبي موسى الأشعري عند ابن ماجه (2250). وإسناده ضعيف.

وعن علي بن أبي طالب عند أبي داود (2696)، وسنده منقطع. وانظر حديث علي في "المسند" برقم (800).

وعن عبد الله بن مسعود، سلف برقم (3690)، وسنده ضعيف.

وعن ضميرة بن أبي ضميرة عند البيهقي 9/ 126. وسنده ضعيف جداً.

(1)

إسناده ضعيف لضعف ابن أخي أبي أيوب: وهو أبو سَورة، وقال البخاري: منكر الحديث يروي عن أبي أيوب مناكير لا يتابع عليها، وقال أيضاً: لا يعرف له سماع من أبي أيوب. أبو سلمة: هو سليمان بن سُلَيم الكلبي.

وأخرجه أبو داود (2525)، والشاشي في "مسنده"(1130)، والطبراني في "الشاميين"(1380)، والبيهقي 9/ 27 من طرق عن محمد بن حرب، بهذا الإسناد. وسقط من مطبوع "الشاميين" محمد بن حربٍ.

وفي كراهية أخذ الأجرة على الغزو انظر حديث يعلى بن أُمية فيما سلف برقم (17957).

قوله: "سيضربون عليكم بعوثاً" أي: يقرِّر الأمراء عليكم جيوشاً منكم تخرج للغزو.

ص: 487

23501 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ، هُو ابْنُ بَرِّيٍّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ الْخَوْلَانِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ سُلَيْمَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَابِرٍ الطَّائِيِّ، أَخْبَرَنِي ابْنُ أَخِي أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ: أَنَّهُ كَتَبَ إِلَيْهِ أَبُو أَيُّوبَ يُخْبِرُهُ: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَهُ (1).

23502 -

حَدَّثَنَا الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، حَدَّثَنِي بَحِيرُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو رُهْمٍ السَّمَعِيُّ، أَنَّ أَبَا أَيُّوبَ حَدَّثَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ جَاءَ يَعْبُدُ اللهَ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَيُقِيمُ الصَّلَاةَ، وَيُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَيَصُومُ رَمَضَانَ، وَيَجْتَنِبُ الْكَبَائِرَ، فَإِنَّ لَهُ الْجَنَّةَ ".

وَسَأَلُوهُ: مَا الْكَبَائِرُ، قَالَ:" الْإِشْرَاكُ بِاللهِ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الْمُسْلِمَةِ، وَفِرَارٌ يَوِمَ الزَّحْفِ "(2).

(1) إسناده ضعيف كسابقه.

وأخرجه الطبراني في "الشاميين"(1380) من طريق علي بن بحر، بهذا الإسناد.

(2)

حديث حسن بمجموع طرقه، بقية -وهو ابن الوليد- ضعيف يعتبر به في المتابعات والشواهد، وهو في هذا الحديث متابع، وباقي رجاله ثقات. المقرئ: هو أبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المكي، وأبو رُهْم السمعي: هو أحزاب بن أَسيد.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(3885)، وفي "الشاميين"(1144) عن أبي زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي، عن حيوة بن شريح بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد"(271)، والنسائي في "المجتبى" 7/ 88، =

ص: 488

23503 -

حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ ضَمْضَمِ بْنِ زُرْعَةَ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ، أَنَّ أَبَا رُهْمٍ السَّمَعِيَّ كَانَ يُحَدِّثُ، أَنَّ أَبَا أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيَّ حَدَّثَهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ: " إِنَّ

= وفي "الكبرى"(3472) و (8655)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(896)، والطبراني في "الكبير"(3885)، وفي "الشاميين"(1144) من طرق عن بقية بن الوليد، به- وبعضهم لم يذكر فيه السؤال عن الكبائر.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(3886) من طريق محمد بن إسماعيل بن عياش، عن إسماعيل بن عياش، عن ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد، عن أبي رهم، به. ومحمد بن إسماعيل بن عياش ضعيف.

وأخرجه ابن حبان (3247)، وابن منده في "الإيمان"(478)، والحاكم 1/ 23 من طريق فضيل بن سليمان، عن موسى بن عقبة، عن عُبيد الله بن سلمان الأغر -وعند ابن حبان: عَبْد الله بن سلمان-، عن أبيه، عن أبي أيوب الأنصاري. وفيه فضيل بن سليمان، وهو ضعيف يعتبر به، وتساهل ابن منده والحاكم فأطلقا الصحة على إسناده. وأما عَبْد الله وعُبيد الله، فكلاهما ابن سلمان الأغر، وكلاهما روى عنه، ولم يذكر ابن حبان فيه السؤال عن الكبائر.

وسيأتي برقم (23506) عن زكريا بن عدي، عن بقية.

وانظر ما سيأتي بالأرقام (23523) و (23538) و (23550) و (23560) و (23594).

وللشطر الأول انظر حديث أبي هريرة السالف برقم (8515). وحديث معاذ ابن جبل السالف برقم (22009).

وحديث عبد الله اليشكري عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم السالف أيضاً برقم (15883).

وللشطر الثاني في الكبائر انظر حديث أبي هريرة عند البخاري (2766)، ومسلم (89).

ص: 489

كُلَّ صَلَاةٍ تَحُطُّ مَا بَيْنَ يَدَيْهَا مِنْ خَطِيئَةٍ " (1).

23504 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ هُبَيْرَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، أَنَّ أَبَا أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيَّ قَالَ: أُتِيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِقَصْعَةٍ فِيهَا بَصَلٌ، فَقَالَ:" كُلُوا " وَأَبَى أَنْ يَأْكُلَ، وَقَالَ:" إِنِّي لَسْتُ كَمِثْلِكُمْ "(2).

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، إسماعيل بن عياش وضمضم بن زرعة صدوقان، وحسَّن إسناده المنذري في "الترغيب والترهيب" والهيثمي في "المجمع" 1/ 298، وباقي رجاله ثقات.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(3879)، وفي "الشاميين"(1638) من طريق محمد بن إسماعيل بن عياش، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(3880) و (3881)، وفي "الشاميين"(210) و (1550) و (3516)، وابن عدي في "الكامل" 2/ 802، وتمام الرازي في "فوائده"(234) و (235)، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 298 من طريق مكحول، عن أبي رهم، به.

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7129).

وعن عثمان بن عفان، سلف برقم (459).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف من أجل عبد الله بن لهيعة.

حسن: هو ابن موسى الأشيب، وابن هبيرة: هو عبد الله، وأبو عبد الرحمن. الحُبُلي: هو عبد الله بن يزيد.

وأخرجه ابن خزيمة (1670)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 239، وابن حبان (2092)، والطبراني (3996) و (4077) والحاكم 4/ 135 من طريق بكر بن سوادة، عن سفيان بن وهب الخولاني، عن أبي أيوب الأنصاري، بنحوه مطولاً. وإسناده صحيح. =

ص: 490

23505 -

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو قَبِيلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ نَاشِرٍ مِنْ بَنِي سَرِيعٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا رُهْمٍ قَاصَّ أَهْلِ الشَّامِ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيَّ يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ ذَاتَ يَوْمٍ إِلَيْهِمْ، فَقَالَ لَهُمْ:" إِنَّ رَبَّكُمْ خَيَّرَنِي بَيْنَ سَبْعِينَ أَلْفًا يَدْخَلُونَ الْجَنَّةَ عَفْوًا بِغَيْرِ حِسَابٍ، وَبَيْنَ الْخَبِيئَةِ عِنْدَهُ لِأُمَّتِي " فَقَالَ لَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ: يَا رَسُولَ اللهِ أَيُخَبِّئُ ذَلِكَ رَبُّكَ عز وجل؟ فَدَخَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ خَرَجَ وَهُوَ يُكَبِّرُ، فَقَالَ:" إِنَّ رَبِّي زَادَنِي مَعَ كُلِّ أَلْفٍ سَبْعِينَ أَلْفًا وَالْخَبِيئَةُ عِنْدَهُ ".

قَالَ أَبُو رُهْمٍ: يَا أَبَا أَيُّوبَ، وَمَا تَظُنُّ خَبِيئَةَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَأَكَلَهُ النَّاسُ بِأَفْوَاهِهِمْ، فَقَالُوا: وَمَا أَنْتَ وَخَبِيئَةَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم!! فَقَالَ أَبُو أَيُّوبَ: دَعُوا الرَّجُلَ عَنْكُمْ أُخْبِرْكُمْ عَنْ خَبِيئَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَمَا أَظُنُّ، بَلْ كَالْمُسْتَيْقِنِ: إِنَّ خَبِيئَةَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَقُولَ: رَبِّ مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، مُصَدِّقًا لِسَانَهُ قَلْبُهُ، أَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ (1).

= وسيأتي بنحوه مطولاً من طريق جبير بن نفير برقم (23507)، ومن طريق أفلح مولى أبي أيوب برقم (23517)، ومن طريق جابر بن سمرة برقم (23525) و (23537). ومن طريق أبي سورة برقم (23526) ومن طريق أبي رُهْم السمعي برقم (23570)، كلهم عن أبي أيوب الأنصاري.

(1)

إسناده ضعيف لسوء حفظ عبد الله بن لهيعة، وعبد الله بن ناشر لا يعرف، وفات الحافظين الحسيني وابن حجر أن يذكراه. أبو قبيل: هو حيي بن هانئ المعافري. =

ص: 491

23506 -

حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، أَخْبَرَنَا بَقِيَّةُ، عَنْ بَحِيرٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، أَنَّ أَبَا رُهْمٍ السَّمَعِيَّ حَدَّثَهُمْ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ عَبَدَ اللهَ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَأَقَامَ الصَّلَاةَ، وَآتَى الزَّكَاةَ، وَصَامَ رَمَضَانَ، وَاجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ، فَلَهُ الْجَنَّةُ " أَوْ " دَخَلَ الْجَنَّةَ " فَسَأَلَهُ: مَا الْكَبَائِرُ؟ فَقَالَ: " الشِّرْكُ بِاللهِ، وَقَتْلُ نَفْسٍ مُسْلِمَةٍ، وَالْفِرَارُ يَوْمَ الزَّحْفِ "(1).

23507 -

حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، أَخْبَرَنَا بَقِيَّةُ، عَنْ بَحِيرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ

= وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 1/ 362 من طريق سعيد بن أبي مريم، عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد. وفيه: عباد بن ناشرة.

وأخرجه الطبراني (3882) من طريق سعيد بن أبي مريم، عن عبد الله بن لهيعة، عن أبي قبيل، عن أبي رهم، عن عباد بن ناشرة عن أبي أيوب. فقلب الإسناد.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/ 375، وقال: رواه أحمد والطبراني وفيه عباد بن ناشرة من بني سريع، ولم أعرفه، وابن لهيعة ضعَّفه الجمهور.

وأورده أيضاً 10/ 406، وقال: رواه أحمد والطبراني، وفي إسنادهما ضعف.

ويغني عن هذا الحديث حديثُ أبي أمامة السالف برقم (22156)، وانظر شواهده عنده.

قال السندي: قوله: "وبين الخبيئة" أي: الشفاعة التي خَبَأَها النبيُّ صلى الله عليه وسلم للأمة ليوم الحساب.

(1)

حديث حسن بمجموع طرقه، وقد سلف برقم (23502) عن أبي عبد الرحمن المقرئ عن بقية بن الوليد.

ص: 492

عَنْ أَبِي أَيُّوبَ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ اقْتَرَعَتْ الْأَنْصَارُ أَيُّهُمْ يُؤْوِي رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَرَعَهُمْ أَبُو أَيُّوبَ، فَآوَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَكَانَ إِذَا أُهْدِيَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم طَعَامٌ أُهْدِيَ لِأَبِي أَيُّوبَ، قَالَ: فَدَخَلَ أَبُو أَيُّوبَ يَوْمًا، فَإِذَا قَصْعَةٌ فِيهَا بَصَلٌ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ فَقَالُوا: أَرْسَلَ بِهِ رَسُولُ اللهِ. قَالَ: فَاطَّلَعَ أَبُو أَيُّوبَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا مَنَعَكَ مِنْ هَذِهِ الْقَصْعَةِ؟ قَالَ:" رَأَيْتُ فِيهَا بَصَلًا " قَالَ: وَلَا يَحِلُّ لَنَا الْبَصَلُ؟ قَالَ: " بَلَى، فَكُلُوهُ، وَلَكِنْ يَغْشَانِي مَا لَا يَغْشَاكُمْ " وَقَالَ حَيْوَةُ: " إِنَّهُ يَغْشَانِي مَا لَا يَغْشَاكُمْ "(1).

23508 -

حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، حَدَّثَنِي بَحِيرُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" كِيلُوا طَعَامَكُمْ يُبَارَكْ لَكُمْ فِيهِ "(2).

(1) حديث صحيح، وإسناده ضعيف من أجل بقية: وهو ابن الوليد.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1888)، والنسائي في "الكبرى"(6629)، والطبراني في "الكبير"(4091)، وفي "الشاميين"(1149) من طرق عن بقية، بهذا الإسناد- وهو عند بعضهم مختصر.

وحيوة المذكور في آخر الحديث: هو ابن شُريح الحمصي شيخ الإمام أحمد.

وانظر ما سلف برقم (23504).

قوله: "يغشاني" أي: ينزل عليَّ من الملائكة.

(2)

حديث صحيح، وهذا سند حسن في المتابعات والشواهد من أجل بقية: وهو ابن الوليد، وقد توبع، وباقي رجال الإسناد ثقات. =

ص: 493

23509 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، عَنْ بَحِيرٍ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ (1).

23510 -

حَدَّثَنَا هَيْثَمٌ - يَعْنِي ابْنَ خَارِجَةَ - حَدَّثَنَا ابْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ بَحِيرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " كِيلُوا طَعَامَكُمْ يُبَارَكْ لَكُمْ فِيهِ "(2).

23511 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ.

قَالَ: وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ،

= وأخرجه ابن ماجه (2232)، والطبراني في "الكبير"(3859)، وفي "الشاميين"(1129)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(697).

والبيهقي في "السنن" 6/ 32 من طرق عن بقية بن الوليد، بهذا الإسناد.

وانظر الروايتين التاليتين.

وقد سلف الحديث برقم (17177) عن عبد الرحمن بن مهدي، عن ابن المبارك، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن المقدام بن معدي كرب. دون ذكر أبي أيوب. وإسناده صحيح. وانظر شرحه هناك.

(1)

حديث صحيح، وهذا سند حسن في المتابعات والشواهد كسابقه.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل ابن عياش: وهو إسماعيل.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(3859)، وفي "الشاميين"(1129) من طريق سعيد بن منصور، وأبو نعيم في "الحلية" 5/ 217 من طريق محمد بن كثير، كلاهما عن إسماعيل بن عياش، بهذا الإسناد.

وانظر سابقيه.

ص: 494

عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، حَدَّثَهُ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَدُ اللهِ مَعَ الْقَاضِي حِينَ يَقْضِي، وَيَدُ اللهِ مَعَ الْقَاسِمِ حِينَ يَقْسِمُ "(1).

23512 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ غَيْلَانَ، حَدَّثَنَا رِشْدِينُ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ بُكَيْرٍ، عَنْ أَبِي (2) إِسْحَاقَ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ حَدَّثَهُ: أَنَّهُمْ ذَكَرُوا يَوْمًا مَا يُنْتَبَذُ فِيهِ، فَتَنَازَعُوا فِي الْقَرْعِ، فَمَرَّ بِهِمْ أَبُو أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيُّ، فَأَرْسَلُوا إِلَيْهِ إِنْسَانًا، فَقَالَ: يَا أَبَا أَيُّوبَ، الْقَرْعُ يُنْتَبَذُ فِيهِ؟ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَنْهَى عَنْ كُلِّ مُزَفَّتٍ يُنْتَبَذُ فِيهِ. فَرَدَّ عَلَيْهِ الْقَرْعَ، فَرَدَّ أَبُو أَيُّوبَ مِثْلَ قَوْلِهِ الْأَوَّلِ (3).

(1) إسناده ضعيف، تفرد به عبد الله بن لهيعة، وهو سيِّئ الحفظ. عبد الله: هو ابن المبارك.

وأخرجه الشاشي في "مسنده"(1141)، والبيهقي 10/ 132 من طريق يحيى بن إسحاق السيلحيني، بهذا الإسناد.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/ 193، وقال: رواه أحمد وفيه ابن لهيعة، وحديثه حسن، وفيه ضعف.

وروي: "الله مع القاضي ما لم يَحِف" انظر ما سلف في مسند معقل بن يسار برقم (20305).

(2)

تحرف في (م) و (ظ 2) و (ق) إلى: ابن.

(3)

إسناده ضعيف. رِشْدين -وهو ابن سعد- ضعيف، لكنه قد توبع، وأبو إسحاق مولى بني هاشم جهَّلَه ابن السكن، وقال الذهبي في "الميزان" 4/ 489: لا يعرف، وقال ابن حجر في "التقريب": مقبول.

عمرو بن الحارث: هو المصري، وبكير: هو ابن عبد الله بن الأشج.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" كتاب الكنى ص 5 عن أحمد بن عيسى، =

ص: 495

23513 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا رِشْدِينُ، حَدَّثَنِي حُيَيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، رَجُلٌ مِنْ يَحْصُبَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ الْوَلَدِ وَوَالِدِهِ فِي الْبَيْعِ، فَرَّقَ اللهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَحِبَّتِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "(1).

23514 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ رَافِعِ بْنِ إِسْحَاقَ مَوْلَى أَبِي طَلْحَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيَّ يَقُولُ وَهُوَ بِمِصْرَ: وَاللهِ مَا أَدْرِي كَيْفَ أَصْنَعُ بِهَذِهِ الْكَرَايِيسِ - يَعْنِي الْكُنُفَ - وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللهِ

= والطبراني في "الكبير"(4000) من طريق أحمد بن صالح، كلاهما عن ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، بهذا الإسناد.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/ 58، وقال -بعد أن نسبه لأحمد والطبراني-: وأبو إسحاق مولى بني هاشم مستور، وفيه رشدين بن سعد، وفيه ضعف، وقد وثق.

قال السندي: حاصله أنه إن كان مزفَّتاً، فهو مما يُنهَى عنه، أو حاصله أنه ما سمع في القرع بخصوصه، بل سمع في المزفَّت على عمومه قرعاً كان أم لا، والله تعالى أعلم.

قلنا: وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم النهيُ عن الانتباذ في المزفَّت والقَرع معاً في غير ما حديثٍ، انظر ما سلف في مسند ابن عمر برقم (4465)، وهذا النهي منسوخ بحديث بريدة كما سلف التنبيه عليه في غير موضعٍ.

(1)

حسن بمجموع طرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف رشْدين -وهو ابن سعد- وحيي بن عبد الله. يحيى: هو ابن غَيْلان، وأبو عبد الرحَمن الحبلي: هو عبد الله بن يزيد.

وقد سلف في سياق قصة برقم (23499) من طريق ابن لهيعة، عن حيي بن عبد الله دون قوله:"في البيع".

ص: 496

صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا ذَهَبَ أَحَدُكُمْ إِلَى الْغَائِطِ أَوِ الْبَوْلِ، فَلَا يَسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةَ وَلَا يَسْتَدْبِرْهَا "(1).

23515 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنِي لَيْثٌ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ قَيْسٍ قَاصُّ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِي صِرْمَةَ

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير رافع بن إسحاق مولى أبي طلحة، فقد روى له الترمذي والنسائي، وهو ثقة. إسحاق بن عيسى: هو ابن الطبَّاع، وإسحاق بن عبد الله: هو ابن أبي طلحة الأنصاري.

وهو عند مالك في "الموطأ" 1/ 193، ومن طريقه أخرجه ابن أبي شيبة 1/ 150، والنسائي 1/ 21 - 22، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 232، والشاشي في "مسنده"(1151)، والطبراني في "الكبير"(3931).

وأخرجه الطبراني (3933) من طريق محمد بن يعقوب، عن إسحاق بن عبد الله، به.

وسيأتي برقم (23519) من طريق همام، و (23559) من طريق حماد بن سلمة، كلاهما عن إسحاق بن عبد الله، به.

وأخرجه الشاشي (1154)، والطبراني (3934) من طريق الأوزاعي، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة: عن رجل، عن أبي أيوب.

قال الدارقطني في "العلل" 6/ 116: والقول قول مالك ومن تابعه.

وسيأتي بنحوه بالأرقام (23524) و (23536) و (23577) و (23579) من طريق عطاء بن يزيد الليثي، عن أبي أيوب.

وفي الباب عن غير واحد من الصحابة، انظر حديث ابن عمر السالف برقم (4606).

ويزاد على شواهده هناك حديث جابر في "المسند" برقم (14872).

الكراييس، بياءين مثنَّاتين: يعني بيوت الخلاء. وتصحف في (م) إلى: الكرابيس، بالباء الموحَّدة.

ص: 497

عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ، أَنَّهُ قَالَ حِينَ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ: قَدْ كُنْتُ كَتَمْتُ عَنْكُمْ شَيْئًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَوْلَا أَنَّكُمْ تُذْنِبُونَ، لَخَلَقَ اللهُ قَوْمًا يُذْنِبُونَ فَيَغْفِرُ لَهُمْ "(1).

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم. ليث: هو ابن سعد، وأبو صِرْمة: صحابي مختلف في اسمه، مشهور بكنيته.

وأخرجه ابن أبي شيبة 13/ 180، وعبد بن حميد (230)، ومسلم (2748)(9)، والترمذي (3539)، وأبو عوانة في التوبة -كما في "إتحاف المهرة" 4/ 391 - والشاشي (1159)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(7100) من طرق عن الليث، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني (3991) من طريق عبد الله بن صالح، عن الليث، عن محمد بن قيس، عن محمد بن كعب القرظي، عن أبي صرمة، عن أبي أيوب. فزاد عبد الله بن صالح -وهو سيئ الحفظ- محمدَ بن كعب في الإسناد، قال المزي في "تحفة الأشراف" 3/ 108 بعد أن ذكر طريق عبد الله بن صالح: وهو أشبه بالصواب ممن أسقط محمد بن كعب والله تعالى أعلم!!

وأخرجه مسلم (2748)(10) من طريق عياض بن عبد الله الفِهْري، عن إبراهيم ابن عبيد بن رفاعة، عن محمد بن كعب القرظي، عن أبي صرمة، عن أبي أيوب. وعياض بن عبد الله فيه لين.

وأخرجه الترمذي بإثر الحديث (3539) من طريق عبد الرحمن بن أبي الرجال، والطبراني (3992)، والخطيب في "تاريخه" 4/ 217 من طريق عبد العزيز بن محمد، كلاهما عن عمر بن عبد الله مولى غُفْرة، عن محمد بن كعب القرظي، عن أبي أيوب. لم يذكر أبا صرمة في الإسناد. وعمر مولى غفرة ضعيف.

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (8082)، وانظر تتمة أحاديث الباب هناك.

ص: 498

23516 -

حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْمَدَائِنِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ إِيَاسٍ، عَنْ أَبِي الْوَرْدِ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ نَزَلَ عَلَيَّ فَقَالَ لِي: " يَا أَبَا أَيُّوبَ، أَلَا أُعَلِّمُكَ؟ " قَالَ: قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " مَا مِنْ عَبْدٍ يَقُولُ حِينَ يُصْبِحُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، إِلَّا كَتَبَ اللهُ لَهُ بِهَا عَشْرَ حَسَنَاتٍ، وَمَحَا عَنْهُ عَشْرَ سَيِّئَاتٍ، وَإِلَّا كُنَّ لَهُ عِنْدَ اللهِ عَدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ مُحَرَّرِينَ، وَإِلَّا كَانَ فِي جُنَّةٍ مِنَ الشَّيْطَانِ حَتَّى يُمْسِيَ، وَلَا قَالَهَا حِينَ يُمْسِي إِلَّا كَذَلِكَ ". قَالَ: فَقُلْتُ لِأَبِي مُحَمَّدٍ: أَنْتَ سَمِعْتَهَا مِنْ أَبِي أَيُّوبَ؟ قَالَ: آللَّهِ لَسَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي أَيُّوبَ يُحَدِّثُهُ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (1).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أبي الورد -وهو ابن ثمامة القشيري- وأبي محمد الحضرمي. أبو جعفر المدائني: هو محمد بن جعفر البزَّاز.

وأخرجه الطبراني (4089) من طريق بشر بن المفضل، عن سعيد بن إياس الجريري، بهذا الإسناد.

وأخرجه بأطول مما هنا الطبراني أيضاً (3986) من طريق عبد ربه بن ربيعة، عن أبي الورد بن أبي بردة (!) عن غلام أبي أيوب، عن أبي أيوب. والإسناد إلى عبد ربه ضعيف.

وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(24)، والطبراني (4093) من طريق أبي عبد الرحمن القاسم مولى عبد الرحمن بن يزيد بن معاوية، عن أبي أيوب.

وعلَّقه البخاري بإثر (6404)، فقال: ورواه أبو محمد الحضرمي، عن أبي أيوب، عن النبي صلى الله عليه وسلم. =

ص: 499

23517 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ - يَعْنِي أَبَا زَيْدٍ - حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَفْلَحَ مَوْلَى أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَزَلَ عَلَيْهِ، فَنَزَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَسْفَلَ، وَأَبُو أَيُّوبَ فِي الْعُلُوِّ، فَانْتَبَهَ أَبُو أَيُّوبَ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَقَالَ: نَمْشِي فَوْقَ رَأْسِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم! فَتَحَوَّلَ فَبَاتُوا فِي جَانِبٍ، فَلَمَّا أَصْبَحَ ذَكَرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" السُّفْلُ أَرْفَقُ بِي " فَقَالَ أَبُو أَيُّوبَ: لَا أَعْلُو سَقِيفَةً أَنْتَ تَحْتَهَا. فَتَحَوَّلَ أَبُو أَيُّوبَ فِي السُّفْلِ وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي الْعُلُوِّ، فَكَانَ يَصْنَعُ طَعَامَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَيَبْعَثُ إِلَيْهِ، فَإِذَا رُدَّ إِلَيْهِ سَأَلَ عَنْ مَوْضِعِ أَصَابِعِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَيَتَّبِعُ أَثَرَ أَصَابِعِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَيَأْكُلُ مِنْ حَيْثُ أَثَرِ أَصَابِعِهِ، فَصَنَعَ ذَاتَ يَوْمٍ طَعَامًا فِيهِ ثُومٌ، فَأَرْسَلَ بِهِ إِلَيْهِ، فَسَأَلَ عَنْ مَوْضِعِ أَثَرِ أَصَابِعِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقِيلَ: لَمْ يَأْكُلْ، فَصَعِدَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: أَحَرَامٌ هُوَ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " أَكْرَهُهُ " قَالَ: فَإِنِّي أَكْرَهُ مَا تَكْرَهُ، أَوْ مَا كَرِهْتَهُ. وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُؤْتَى (1).

= وسيأتي من طرق عن أبي أيوب بالأرقام (23518) و (23546) و (23568) و (23583).

وانظر الكلام على اختلاف الألفاظ في الروايات المتعددة في "فتح الباري" للحافظ ابن حجر 11/ 202 - 205.

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (8008).

وعن البراء، سلف برقم (18516).

وعن ابن عياش الزرقي، سلف برقم (16583).

(1)

إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو سعيد مولى بني هاشم: =

ص: 500

23518 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الرَّازِيُّ، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَعِيشَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ قَالَ إِذَا صَلَّى الصُّبْحَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، عَشْرَ مَرَّاتٍ، كُنَّ كَعَدْلِ

= هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري، وثابت أبو زيد: هو ابن يزيد الأحول، وعاصم: هو ابن سليمان الأحول، وعبد الله بن الحارث: هو الأنصاري البصري.

وأخرجه مسلم (2053)(171)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1887)، وأبو عوانة (8390)، والطبراني (3984)، والدارقطني في "العلل" 6/ 111، والبيهقي في "دلائل النبوة" 2/ 509 - 510 من طريق أبي النعمان محمد بن الفضل، وأبو عوانة (8391) من طريق محمد بن الصلت، كلاهما عن عبد الله بن الحارث، بهذا الإسناد. ورواية محمد بن الصلت مختصرة.

ورواه عمرو بن أبي قيس -فيما أخرجه الدارقطني في "العلل" 6/ 112 - عن عاصم الأحول، عن ابن سيرين، عن أفلح مولى أبي أيوب عن أبي أيوب الأنصاري. وعمرو بن أبي قيس صدوق قد يخطئ في حديثه وقد خالف هنا من هو أوثق منه.

قال الدارقطني 6/ 111: وقول ثابت أبي زيد أشبه بالصواب وقد أخرجه مسلم في "الصحيح".

وأخرجه بنحوه مطولاً الطبراني (3986) من طريق أبي الورد بن أبي بردة (!) عن غلام أبي أيوب، عن أبي أيوب.

وانظر ما سلف برقم (23504).

ص: 501

أَرْبَعِ رِقَابٍ، وَكُتِبَ لَهُ بِهِنَّ عَشْرُ حَسَنَاتٍ، وَمُحِيَ عَنْهُ بِهِنَّ عَشْرُ سَيِّئَاتٍ، وَرُفِعَ لَهُ بِهِنَّ عَشْرُ دَرَجَاتٍ، وَكُنَّ لَهُ حَرَسًا مِنَ الشَّيْطَانِ حَتَّى يُمْسِيَ، وَإِذَا قَالَهَا بَعْدَ الْمَغْرِبِ فَمِثْلُ ذَلِكَ " (1).

23519 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ ابْنُ أَخِي أَنَسٍ، عَنْ رَافِعِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ أَنَّهُ قَالَ: مَا نَدْرِي كَيْفَ نَصْنَعُ بِكَرَايِيسِ مِصْرَ وَقَدْ نَهَانَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ نَسْتَقْبِلَ الْقِبْلَتَيْنِ وَنَسْتَدْبِرَهُمَا! وقَالَ هَمَّامٌ: يَعْنِي الْغَائِطَ (2) وَالْبَوْلَ (3).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، عبد الله بن يعيش جهَّله الحسيني وابن حجر، ومع ذلك فقد حسَّن هذا الإسناد ابن حجر في "الفتح" 11/ 205 وقد صرح ابن إسحاق بالتحديث عند غير المصنف.

وأخرجه ابن حبان (2023) من طريق يعقوب بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن حبان بإثر (2023)، والطبراني في "الكبير"(4092)، وفي "الشاميين"(633) و (3585) من طريق يعقوب بن إبراهيم، عن أبيه عن ابن إسحاق، عن يزيد بن يزيد بن جابر، عن مكحول، عن عبد الله بن يعيش، به.

قال ابن حبان: سمع هذا الخبر يزيد بن يزيد بن جابر، عن مكحول والقاسم ابن مخيمرة جميعاً، وهما طريقان محفوظان.

وفي الباب ما يقويه انظر ما سلف برقم (23516).

(2)

في (ظ 5): الخلاء.

(3)

إسناده صحيح. همَّام: هو ابن يحيى العَوْذي، وإسحاق ابن أخي أنس: هو إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، وعبد الله بن أبي طلحة أخو أنس بن مالك لأمه أمِّ سُلَيم. =

ص: 502

23520 -

حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ - يَعْنِي الْخُرَاسَانِيَّ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ اللَّيْثِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ شِهَابٍ يَقُولُ: أَشْهَدُ عَلَى عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ أَنَّهُ حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" مَا مِنْ رَجُلٍ يَغْرِسُ غَرْسًا، إِلَّا كَتَبَ اللهُ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ قَدْرَ مَا يَخْرُجُ مِنْ ثَمَرِ ذَلِكَ الْغِرَاسُ "(1).

23521 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَسْلَمَ أَبِي عِمْرَانَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " بَادِرُوا بِصَلَاةِ الْمَغْرِبِ قَبْلَ طُلُوعِ النَّجْمِ "(2).

= وسلف الحديث برقم (23514) من طريق مالك عن إسحاق.

(1)

إسناده ضعيف لضعف عبد الله بن عبد العزيز الليثي.

وأخرجه الطبراني (3968) من طريق سعيد بن منصور، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن خزيمة في التوكل -كما في "إتحاف المهرة" 4/ 379 - والشاشي (1112)، والطبراني (3968) من طرق عن عبد الله بن عبد العزيز الليثي، به.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/ 67 وقال: رواه أحمد، وفيه: عبد الله ابن عبد العزيز الليثي وثقه مالك وسعيد بن منصور، وضعفه جماعة، وبقية رجاله رجال الصحيح.

وفي الباب بغير هذه السِّياقة عن معاذ بن أنس، سلف برقم (15616).

وعن السائب بن خلاد، سلف برقم (16558). وانظر تتمة أحاديث الباب هناك.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، قتيبة بن سعيد قد مشَّى جماعةٌ من =

ص: 503

23522 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ رَاشِدٍ الْيَافِعِيِّ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَوْسٍ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ أَنَّهُ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا، فَقَرَّبَ طَعَامًا، فَلَمْ أَرَ طَعَامًا كَانَ أَعْظَمَ بَرَكَةً مِنْهُ أَوَّلَ مَا أَكَلْنَا، وَلَا أَقَلَّ بَرَكَةً فِي آخِرِهِ، قُلْنَا: كَيْفَ هَذَا يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " لِأَنَّا ذَكَرْنَا اسْمَ اللهِ حِينَ أَكَلْنَا، ثُمَّ قَعَدَ بَعْدُ مَنْ أَكَلَ وَلَمْ يُسَمِّ، فَأَكَلَ مَعَهُ الشَّيْطَانُ "(1).

= أهل العلم حديث ابن لهيعة من طريقه، ثم هو متابعٌ، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. غير أسلم أبي عمران -وهو ابن يزيد التُّجيبي- وقد روى له أصحاب "السنن" سوى ابن ماجه، وهو ثقة.

وأخرجه الشاشي في "مسنده"(1129) من طريق قتيبة بن سعيد، به.

وأخرجه بنحوه الطبراني في "الكبير"(4058) من طريق سعيد بن أبي مريم، والدارقطني 1/ 260 من طريق معلى بن منصور، كلاهما عن ابن لهيعة، به.

وأخرجه الطبراني (4059) من طريق عبد الحميد بن جعفر، عن يزيد بن أبي حبيب، به. وعبد الحميد بن جعفر صدوق.

وأخرجه أيضاً (4057) من طريق حيوة بن شريح، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أسلم أبي عمران، عن أبي أيوب قال: كنا نصلَّي المغرب حين تَجِبُ الشمس.

وسيأتي برقم (23580) من طريق ابن أبي ذئب، عن يزيد بن أبي حبيب، عن رجل، عن أبي أيوب، وهذا الرجل المبهم هو أسلم أبو عمران.

وانظر ما سيأتي برقم (23534).

(1)

إسناده ضعيف، راشد اليافعي -وهو ابن جندل- وحبيب بن أوس كلاهما ليس له إلا راوٍ واحد، وابن لهيعة سيئ الحفظ، وقد مشَّى بعض أهل العلم حديثه من رواية قتيبة عنه. =

ص: 504

23523 -

حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا هَمَّامٌ (1)، حَدَّثَنَا عَاصِمٍ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ: أَنَّ يَزِيدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ كَانَ أَمِيرًا عَلَى الْجَيْشِ الَّذِي غَزَا فِيهِ أَبُو أَيُّوبَ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ عِنْدَ الْمَوْتِ، فَقَالَ لَهُ أَبُو أَيُّوبَ: إِذَا مِتُّ فَاقْرَؤُوا عَلَى النَّاسِ مِنِّي السَّلَامَ، فَأَخْبِرُوهُمْ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" مَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا، جَعَلَهُ اللهُ فِي الْجَنَّةِ "، وَلْيَنْطَلِقُوا بِي فَلْيَبْعُدُوا بِي فِي أَرْضِ الرُّومِ مَا اسْتَطَاعُوا. فَحَدَّثَ النَّاسُ لَمَّا مَاتَ أَبُو أَيُّوبَ، فَاسْتَلْأَمَ النَّاسُ، وَانْطَلَقُوا بِجِنَازَتِهِ (2).

= وأخرجه المزي في ترجمة راشد اليافعي من "تهذيب الكمال" 9/ 5 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه الترمذي في "الشمائل"(189) عن قتيبة، به.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 5/ 23، وقال: رواه أحمد وفيه راشد بن جندل وحبيب بن أوس، وكلاهما ليس له إلا راوٍ واحد، وبقية إسناده رجال الصحيح خلا ابن لهيعة، وحديثه حسن.

وانظر في باب التسمية على الطعام حديثَ جابرٍ السالف برقم (14729).

(1)

قوله: "حدثنا همام" سقط من (م) و (ظ 2) و (ق).

(2)

صحيح بمجموع طرقه، وهذا إسناد ضعيف لجهالة الرجل المكِّي. همام: هو ابن يحيى العوذي، وعاصم: هو ابن أبي النَّجود، والمعروف أيضاً بعاصم بن بهدلة.

وأخرجه ابن سعد 3/ 485 عن عمرو بن عاصم، عن همام، بهذا الإسناد.

وأخرج نحو هذه القصة دون المرفوع ابن سعد أيضاً عن إسماعيل بن إبراهيم، عن أيوب السختياني، عن محمد، عن أبي أيوب الأنصاري. ومحمد سواء كان ابن سيرين أو ابن المنكدر. فكلاهما روايته عن أبي أيوب منقطعة. =

ص: 505

23524 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: أَمْلَى عَلَيَّ مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ، أَخْبَرَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا أَتَى أَحَدُكُمُ الْغَائِطَ، فَلَا يَسْتَقْبِلَنَّ الْقِبْلَةَ، وَلَكِنْ لِيُشَرِّقْ أَوْ لِيُغَرِّبْ ".

فَلَمَّا قَدِمْنَا الشَّامَ وَجَدْنَا مَرَاحِيضَ جُعِلَتْ نَحْوَ الْقِبْلَةِ، فَنَنْحَرِفُ وَنَسْتَغْفِرُ اللهَ (1).

= وسيأتي من طريق أبي ظبيان برقمي (23560) و (23594).

وسلف المرفوع منه ضمن حديث (23502) من طريق أبي رهم السمعي عن أبي أيوب.

قال السندي: "فاستلَأم" بهمزة بعد اللام، أي: لبسوا السلاح.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه النسائي 1/ 23 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن حبان (1417) من طريق وهيب بن خالد، والطبراني في "الكبير"(3936)، وفي "الأوسط"(1365) من طريق روح بن القاسم، كلاهما عن معمر، به.

وسيأتي من طريق معمر برقم (23536) و (23577)، ومن طريق سفيان بن عيينة عن الزهري برقم (23579).

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 150، والبخاري (144)، وابن ماجه (318) وأبو عوانة (507) و (508)، والطحاوي 4/ 232، وابن حبان (1417)، والطبراني في "الكبير"(3938 - 3948)، وفي "الأوسط"(7609)، والدارقطني في "العلل" 6/ 98، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 168 من طرق عن الزهري، به. =

ص: 506

23525 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أُتِيَ بِطَعَامٍ أَكَلَ مِنْهُ، وَبَعَثَ بِفَضْلِهِ إِلَيَّ، وَإِنَّهُ بَعَثَ يَوْمًا بِقَصْعَةٍ لَمْ يَأْكُلْ مِنْهَا شَيْئًا، فِيهَا ثُومٌ، فَسَأَلْتُهُ: أَحَرَامٌ هُوَ؟ قَالَ: " لَا، وَلَكِنِّي أَكْرَهُهُ مِنْ أَجْلِ رِيحِهِ " قَالَ: فَإِنِّي أَكْرَهُ مَا كَرِهْتَ (1).

= وأخرجه الطبراني في "الكبير"(3975) من طريق يزيد بن زريع، عن معمر، عن الزهري، عن أبي الأحوص، عن أبي أيوب. وهذا الطريق غير محفوظ، وقد تفرد به يزيد بن زريع عن معمر.

وأخرجه الطحاوي 4/ 232، والشاشي (1123)، والطبراني في "الكبير"(3921) من طريق إبراهيم بن سعد، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جارية، عن أبي أيوب. قال أبو حاتم الرازي في "العلل" 1/ 34: وهو خطأ، الصحيح عن الزهري عن عطاء بن يزيد.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(3917)، وفي "الصغير"(552)، والدارقطني في "السنن" 1/ 60، وفي "العلل" 6/ 116 من طريق ورقاء بن عمر، عن سعد بن سعيد، عن عمر بن ثابت، عن أبي أيوب.

وانظر ما سلف برقم (23514).

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل سِماك بن حرب، فهو صدوق حسن الحديث.

وأخرجه مسلم (2053)(170)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1883)، وأبو عوانة (8389) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وسيأتي برقم (23537) عن يحيى بن سعيد القطان عن شعبة.

وقد سلف في مسند جابر بن سمرة برقم (20897) من طريق سعيد بن عامر =

ص: 507

23526 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا وَاصِلٌ الرَّقَاشِيُّ، عَنْ أَبِي سَوْرَةَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا أُتِيَ بِطَعَامٍ نَالَ مِنْهُ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَنَالَ، ثُمَّ يَبْعَثُ بِسَائِرِهِ إِلَى أَبِي أَيُّوبَ وَفِيهِ أَثَرُ يَدِهِ، فَأُتِيَ بِطَعَامٍ فِيهِ الثُّومُ، فَلَمْ يَطْعَمْ مِنْهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم شَيْئًا، وَبَعَثَ بِهِ إِلَى أَبِي أَيُّوبَ، فَقَالَ لَهُ أَهْلُهُ، فَقَالَ: أَدْنُوهُ مِنِّي، فَإِنِّي أَحْتَاجُ إِلَيْهِ. فَلَمَّا لَمْ يَرَ أَثَرَ يَدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِيهِ، كَفَّ يَدَهُ مِنْهُ، وَأَتَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ - بِأَبِي وَأُمِّي - هَذَا الطَّعَامُ لَمْ تَأْكُلْ مِنْهُ، آكُلُ مِنْهُ؟ قَالَ:" فِيهِ تِلْكَ الثُّومَةُ فَيَسْتَأْذِنُ عَلَيَّ جِبْرِيلُ " قَالَ: فَآكُلُ مِنْهُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " نَعَمْ فَكُلْ "(1).

23527 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ وَاصِلٍ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَبِي سَوْرَةَ

= عن شعبة، وبرقم (20888) و (20898) و (20990) و (21023) من طريق حماد بن سلمة، كلاهما عن سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أُهدي له طعامٌ

فذكره، وجعله من حديث جابر بن سمرة، والمحفوظ أنه من حديثه عن أبي أيوب.

وانظر ما سلف برقم (23504).

(1)

إسناده ضعيف جداً، واصل بن السائب الرقاشي وأبو سَوْرة -وهو ابن أخي أبي أيوب- مجمع على تضعيفهما، وأبو سورة لا يعرف له سماع من أبي أيوب فيما قاله البخاري.

لكن متن الحديث قد صحَّ من غير هذا الطريق، انظر الإحالة إلى طرقه فيما سلف برقم (23504).

ص: 508

عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، وعَنْ عَطَاءٍ، قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " حَبَّذَا الْمُتَخَلِّلُونَ " قِيلَ: وَمَا الْمُتَخَلِّلُونَ؟ قَالَ: " فِي الْوُضُوءِ وَالطَّعَامِ "(1).

23528 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ يَذْكُرُ فِيهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم " لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثٍ، يَلْتَقِيَانِ، فَيَصُدُّ هَذَا وَيَصُدُّ هَذَا، وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلَامِ "(2).

(1) إسناده ضعيف جداً كسابقه. عطاء: هو ابن أبي رباح، وهو من جهته مرسل.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 12، وعبد بن حميد (217)، والطبراني في "الكبير"(4061) و (4062)، وابن عدي في "الكامل" 7/ 2547 من طرق عن واصل بن السائب الرقاشي، عن أبي سورة، عن أبي أيوب وحده- وهو عند بعضهم مطوَّل.

وانظر ما سيأتي برقم (23541).

وله شاهد مختصر من حديث أنس رفعه: "حبَّذا المتخللون من أمتي" أخرجه الطبراني في "الأوسط"(1596). قال الهيثمي في "المجمع" 1/ 235: وفيه محمد ابن أبي حفص الأنصاري، ولم أجد من ترجمه. قلنا: وفيه رقبة بن مصقلة عن أنس، وهو منقطع.

وانظر في تخليل الأصابع حديث ابن عباس السالف برقم (2604).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان هو ابن عيينة.

وأخرجه الطيالسي (592)، والحميدي (377)، وابن أبي شيبة 8/ 529، والبخاري في "الصحيح"(6237)، ومسلم (2560)، والترمذي (1932)، وأبو عوانة في البر والصلة وفي الطهارة كما في "إتحاف المهرة" 4/ 378، والطبراني في "الكبير"(3951 - 3953) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

جاء عند البخاري عقبه: وذكر سفيان أنه سمعه منه ثلاث مرات، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. =

ص: 509

23529 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ حُنَيْنٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: اخْتَلَفَ الْمِسْوَرُ وَابْنُ عَبَّاسٍ - وَقَالَ مَرَّةً: امْتَرَى - فِي الْمُحْرِمِ يَصُبُّ عَلَى رَأْسِهِ الْمَاءَ. قَالَ: فَأَرْسَلُوا إِلَى أَبِي أَيُّوبَ: كَيْفَ رَأَيْتَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَغْسِلُ رَأْسَهُ؟ فَقَالَ: هَكَذَا؛ مُقْبِلًا وَمُدْبِرًا، وَصَفَهُ سُفْيَانُ (1).

23530 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ بَشِيرٍ

= وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(399)، وأبو عوانة في البر والصلة كما في "إتحاف المهرة" 4/ 378، والطبراني (3954 - 3959) و (3974). من طرق عن الزهري، به.

وسيأتي برقم (23576) و (23584).

وفي الباب عن سعد بن أبي وقاص، سلف برقم (1519)، وانظر تتمة أحاديث الباب هناك.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. المِسوَر: هو ابن مَخْرمة.

وأخرجه الحميدي (379)، والدارمي (1793)، ومسلم (1205)(91) وابن الجارود (441)، وابن خزيمة (2650)، والطبراني (3977)، والدارقطني 2/ 272 من طريق سفيان، بهذا الإسناد- وهو عند بعضهم مطوَّل.

وأخرجه مطولاً الطبراني (3978)، والحاكم 3/ 462 من طريق ابن شهاب، عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين: أن عبد الله بن عباس والمسور بن مخرمة اختلفا، فذكره.

وأخرجه الطبراني أيضاً (3980) من طريق الربيع بن أبي مالك، عن ابن حنين، عن أبي أيوب قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يغسل رأسه وهو محرم.

وسيرد مطولاً برقم (23548) و (23578).

ص: 510

عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ أَفْضَلَ الصَّدَقَةِ الصَّدَقَةُ عَلَى ذِي الرَّحِمِ الْكَاشِحِ "(1).

23531 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ السَّائِبَةِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سُعَادَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" الْمَاءُ مِنَ الْمَاءِ "(2).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، حجاج -وهو ابن أرطاة- مدلِّس وقد عنعن، وقيل: لم يسمع من الزهري، وقوله في هذا الإسناد:"حكيم بن بشير عن أبي أيوب الأنصاري" خطأٌ منه، فإنه لا يعرف حكيم بن بشير إلا في هذا الحديث، وصوابه: الزهري عن أيوب بن بشير الأنصاري عن حكيم بن حزام، وقد سلف برقم (15320)، وروي عن حجاج بن أرطاة هكذا على الصواب.

وحديث أبي أيوب الأنصاري هذا أخرجه الطبراني في "الكبير". (4015)، وفي "الأوسط"(3303) عن بكر بن سهل، عن عبد الله بن يوسف، عن أبي معاوية -وهو محمد بن خازم- بهذا الإسناد.

وقد أخرجه الطبراني بهذا الإسناد نفسه في "الكبير"(3126) إلا أنه جعله من حديث الزهري، عن أيوب بن بشير، عن حكيم بن حزام.

وأخرجه كذلك (3126)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 12 - 13 من طريق عبد الله بن نمير، عن الحجاج بن أرطاة، به.

وانظر تتمة تخريجه والكلام عليه عند حديث حكيم بن حزام السالف.

الكاشح: المُعْرض الذي يطوي كشحه عن صاحبه، والكَشْح: ما بين الخاصرة إلى الضِّلعَ الخَلْف من الإنسان.

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عبد الرحمن بن السائبة -ويقال: السائب- وعبد الرحمن بن سعاد. سفيان: هو ابن عيينة، وعمرو: هو ابن دينار. =

ص: 511

23532 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدَةُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ سَهْمِ بْنِ مِنْجَابٍ، عَنْ قَزَعَةَ، عَنِ الْقَرْثَعِ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: أَدْمَنَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ عِنْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ، قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا هَذِهِ الرَّكَعَاتُ الَّتِي أَرَاكَ قَدْ أَدْمَنْتَهَا؟ قَالَ:" إِنَّ أَبْوَابَ السَّمَاءِ تُفْتَحُ عِنْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ، فَلَا تُرْتَجُ حَتَّى تُصَلَّى الظُّهْرُ، فَأُحِبُّ أَنْ يَصْعَدَ لِي فِيهَا خَيْرٌ " قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، تَقْرَأُ فِيهِنَّ

= وأخرجه ابن ماجه (607)، والنسائي 1/ 115، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 54، والمزي في ترجمة عبد الرحمن بن السائب من "تهذيب الكمال" 17/ 130 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وسيأتي (23575).

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(3894) من طريق يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أن عروة بن الزبير أخبره عن أبي أيوب. وسنده صحيح.

وقد سلف الحديث برقم (21087) من طريق هشام بن عروة عن أبيه عروة بن الزبير، عن أبي أيوب خالد بن زيد عن أُبيِّ بن كعب قال: سألت رسول صلى الله عليه وسلم، قلت: الرجل يجامع أهله، فلا ينزل، قال:"يغسل ما مسَّ المرأة منه، ويتوضأ، ويصلي".

وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11243). وانظر تتمة شواهده هناك.

قال السندي: قوله: "الماء" أي: وجوب الاغتسال بالماء "من الماء" أي: من خروج الماء المعهود، لا بمجرد الجماع بلا إنزال، واتفقوا على أنه كان في أول الأمر ثم نُسخ، وقيل: هذا في الاحتلام.

ص: 512

كُلِّهِنَّ؟ قَالَ: قَالَ: " نَعَمْ " قَالَ: قُلْتُ: فَفِيهَا سَلَامٌ فَاصِلٌ؟ قَالَ: " لَا "(1).

(1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عُبيدة: وهو ابن مُعتِّب الضبي، ولاضطرابه كما سيأتي، وقرثع الضبي ليس بذاك القوي. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، وإبراهيم: هو ابن يزيد النَّخَعي، وقَزَعة: هو ابن يحيى البصري.

وأخرجه الترمذي في "الشمائل" بإثر (287)، والدارقطني في "العلل" 6/ 129 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد- وهو عند الدارقطني مختصر.

وأخرجه الحميدي (385)، وابن ماجه (1157)، وابن خزيمة (1214)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 335، والطبراني في "الكبير"(4032) و (4033) و (4034)، والبيهقي 2/ 488، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 1/ 168 - 169 من طرق عن عُبيدة بن معتِّب، بهذا الإسناد.

وأخرجه الترمذي في "الشمائل"(287) من طريق هشيم، عن عُبيدة، عن إبراهيم، عن سهم بن منجاب، عن القرثع -أو عن قزعة، عن قرثع- عن أبي أَيوب.

وأخرجه عبد بن حميد (226)، والبيهقي 2/ 488 من طريق يعلى بن عبيد الطنافسي، والطبراني (4031)، والخطيب في "الموضح" 1/ 169 من طريق محمد بن فضيل، كلاهما عن عبيدة به، إلا أنهما أسقطا من إسناده قزعةَ، وحديث محمد بن فضيل مختصر.

ورواه شعبة عن عبيدة، فاختلف عليه: فرواه جماعة عنه -كرواية أبي معاوية وغيره- أخرجه الطيالسي (597)، وابن خزيمة (1214)، والطحاوي 1/ 335، وابن عدي في "الكامل" 5/ 1991، وتمام في "فوائده"(380)، والخطيب في "الموضح" 1/ 168. منهم محمد بن جعفر.

ورواه محمد بن جعفر، عن شعبة عند أبي داود (1270)، ومن طريقه الخطيب في "الموضح" 1/ 167، فأسقط منه قزعة.

ورواه محمد بن جعفر أيضاً عند ابن خزيمة (1214) عن شعبة، عن عبيدة، =

ص: 513

23533 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ ثَابِتٍ

= عن سهم بن منجاب، عن رجل، عن قرثع، عن أبي أيوب. فأسقط منه إبراهيم النخعي، ولم يسمِّ الراوي عن قرثع.

وأخرجه الطبراني (4036) من طريق المفضل بن صدقة، عن سعيد بن مسروق، عن المسيب بن رافع، عن القرثع، عن أبي أيوب.

والمفضَّل بن صدقة، ضعيف، وقد خالفه الأعمش فيما سيأتي برقم (23551) فرواه عن المسيب بن رافع، عن علي بن الصلت، عن أبي أيوب. قاله شريك النخعي عنه، وشريك سيئ الحفظ، وعلي بن الصلت هذا مجهول.

ورواه الثوري فيما سيأتي برقم (23565) عن الأعمش، عن المسيب بن رافع، عن رجل، عن أبي أيوب.

ورواه أبو الأحوص عند ابن أبي شيبة 2/ 199 عن سعيد بن مسروق عن المسيب بن رافع، عن أبي أيوب. فأسقط الواسطة بين المسيب وأبي أيوب.

وأخرجه محمد بن الحسن الشيباني في "الموطأ" ص 106، عن بكير بن عامر البجلي، عن إبراهيم النخعي والشعبي، عن أبي أيوب، وبكير ضعيف، والإسناد بين إبراهيم والشعبي وبين أبي أيوب منقطع.

وأخرجه الطبراني (3854)، والحاكم 3/ 461 من طريق عبيد الله بن زَحْر، عن علي بن يزيد الألهاني، عن القاسم، عن أبي أمامة، عن أبي أيوب نحوه مطولاً، وإسناده ضعيف لضعف عبيد الله بن زَحْر وعلي بن يزيد.

وفي الباب عن عبد الله بن السائب بنحوه، سلف برقم (15396)، وإسناده صحيح، وانظر تتمة شواهده هناك.

قال السندي: "أدمَن" أي: واظَبَ أربع ركعات، لا يَبعُد أن تكون هي سنَّة الظهر.

"فلا تُرتَجُ" على بناء المفعول، من الإرتاج، بتخفيف الجيم، أي: فلا تُغلق.

ص: 514

عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ صَامَ رَمَضَانَ، ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ، فَذَلِكَ صِيَامُ الدَّهْرِ "(1).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، سعد بن سعيد- وهو ابن قيس الأنصاري أخو يحيى من رجال مسلم، وهو حسن الحديث، وقد توبع، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه الترمذي (759) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.

قال الترمذي: حديث أبي أيوب حديث حسن صحيح.

وأخرجه عبد الرزاق (7918) و (7919) و (7921)، والحميدي (381) وابن أبي شيبة 3/ 97، وعبد بن حميد (228)، والدارمي (1754)، ومسلم (1164)، وأبو داود (2433)، والنسائي في "الكبرى"(3863)، وابن خزيمة (2114)، وأبو عوانة في الصيام -كما في "إتحاف المهرة" 4/ 382 - والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2341) و (2344)، والشاشي (1143)، وابن حبان (3634)، والطبراني في "الكبير"(3902) و (3906 - 3911)، وفي "الأوسط"(4637)، وفي "الصغير"(664)، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار" 6/ 379، وفي "السنن" 4/ 292، والبغوي (1780) من طرق عن سعد بن سعيد، به. ووقع في بعض المصادر تحريفات تصحح من هنا.

وأخرجه الحميدي (280)، ومن طريقه الطحاوي في "شرح المشكل"(2342) عن سفيان بن عيينة، عن سعد بن سعيد، به موقوفاً. قال الحميدي: فقلت لسفيان، أو قيل له: إنهم يرفعونه، قال: اسكت عنه، قد عرفتُ ذلك.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(3912)، وفي "الأوسط"(4976) من طريق حفص بن غياث، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن سعد بن سعيد، به.

قال حفص: ثم لقيت سعداً فحدثني. قلنا: وقد أخرجه الطبراني (2345) من طريق حفص، عن سعد بن سعيد.

وأخرجه الحميدي (382) عن إسماعيل بن إبراهيم الصائغ، والنسائي في "الكبرى"(2866)، وأبو عوانة، والطحاوي في "شرح المشكل"(2346) =

ص: 515

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= والطبراني في "الكبير"(3914) و (3915) من طريق عبد الملك بن أبي بكر، والطبراني (3913) من طريق ابن لهيعة، عن عبد ربه بن سعيد، ثلاثتهم عن يحيى ابن سعيد، عن عمر بن ثابت، به. لم يذكروا سعداً في الإسناد.

وأخرجه الطحاوي (2337) من طريق ابن لهيعة، عن عبد ربه بن سعيد، عن سعد بن سعيد، به.

وأخرجه الشاشي (1145)، والطبراني (3904) من طريق حماد بن سلمة، والطحاوي في "شرح المشكل"(2338) من طريق محمد بن سلمة، والشاشي (1142) من طريق النضر، ثلاثتهم عن محمد بن عمرو، عن سعد بن سعيد، به.

وأخرجه الطحاوي (2339) من طريق حماد بن سلمة، عن محمد بن عمرو، عن عمر بن ثابت، به. لم يذكر سعداً في الإسناد.

وأخرجه الدارقطني في "العلل" 6/ 108، والخطيب في "تاريخ بغداد" 3/ 57 من طريق عمرو بن عبد الغفار، عن الحسن بن صالح وسفيان الثوري، عن سعد ابن سعيد به.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(2862) من طريق إسحاق بن منصور، والشاشي (1144)، والطبراني (3905) من طريق عبيد الله بن موسى، والطبراني أيضاً (3905) من طريق وكيع، ثلاثتهم عن الحسن بن صالح، عن محمد بن عمرو، عن سعد بن سعيد، به. فزاد محمدَ بن عمرو بين الحسن وبين سعد. قال الدارقطني في "العلل" 6/ 109: وهو الصواب.

قال إسحاق عند النسائي: عمرو بن ثابت، وهو خطأ، والصواب عمر بن ثابت، كما قال النسائي.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(2865)، والطحاوي (2347) من طريق شعبة، عن عبد ربه بن سعيد، عن عمر بن ثابت، عن أبي أيوب موقوفاً.

وأخرجه النسائي (2867) من طريق عثمان بن عمرو الحراني، عن عمر بن ثابت، عن محمد بن المنكدر، عن أبي أيوب، مرفوعاً. وعثمان بن عمرو فيه ضعف، وزيادة ابن المنكدر فيه غير محفوظ. =

ص: 516

23534 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْيَزَنِيِّ، قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا أَبُو أَيُّوبَ غَازِيًا وَعُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ يَوْمَئِذٍ عَلَى مِصْرَ، فَأَخَّرَ الْمَغْرِبَ، فَقَامَ إِلَيْهِ أَبُو أَيُّوبَ، فَقَالَ: مَا هَذِهِ الصَّلَاةُ يَا عُقْبَةُ؟ فَقَالَ: شُغِلْنَا. قَالَ: أَمَا وَاللهِ مَا بِي إِلَّا أَنْ يَظُنَّ النَّاسُ أَنَّكَ رَأَيْتَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَصْنَعُ هَذَا، أَمَا سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" لَا تَزَالُ أُمَّتِي بِخَيْرٍ - أَوْ عَلَى الْفِطْرَةِ - مَا لَمْ يُؤَخِّرُوا الْمَغْرِبَ إِلَى أَنْ تَشْتَبِكَ النُّجُومُ (1)؟ ".

= وأخرجه الحميدي (381)، والدارمي (1754)، وأبو داود (2433)، والنسائي (3863)، وابن خزيمة (2114)، والطحاوي (2344)، والشاشي (1143)، وابن حبان (3634)، والطبراني (3911) من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن صفوان بن سليم، وسعد بن سعيد، عن عمر بن ثابت، به.

وأخرجه الطحاوي (2343) من طريق الدراوردي، عن صفوان بن سليم وزيد ابن أسلم، عن عمر بن ثابت، به.

وسيأتي الحديث برقم (23556) و (23561).

وفي الباب عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، سلف برقم (22412). وانظر تتمة

أحاديث الباب هناك.

(1)

إسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق، وقد صرَّح بالتحديث فيما سلف في مسند عقبة برقم (17329)، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. إسماعيل: هو ابن عُليَّة.

وأخرجه الحاكم 1/ 190، وعنه البيهقي 1/ 370 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن خزيمة (339) من طريق إسماعيل ابن عُلية، به- وانظر ما بعده.

وانظر الحديث السالف برقم (23521).

ص: 517

23535 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا أَبُو أَيُّوبَ وَعُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ يَوْمَئِذٍ عَلَى مِصْرَ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ (1).

23536 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا أَتَى أَحَدُكُمُ الْخَلَاءَ فَلَا يَسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةَ وَلَا يَسْتَدْبِرْهَا، وَلْيُشَرِّقْ وَلْيُغَرِّبْ ".

قَالَ أَبُو أَيُّوبَ: فَلَمَّا أَتَيْنَا الشَّامَ، وَجَدْنَا مَقَاعِدَ تَسْتَقْبِلُ الْقِبْلَةَ، فَجَعَلْنَا نَنْحَرِفُ وَنَسْتَغْفِرُ اللهَ عز وجل (2).

23537 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي سِمَاكٌ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا أَكَلَ طَعَامًا بَعَثَ بِفَضْلِهِ إِلَى أَبِي أَيُّوبَ، قَالَ: فَأُتِيَ يَوْمًا بِقَصْعَةٍ فِيهَا ثُومٌ، فَبَعَثَ بِهَا، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ أَحَرَامٌ هُوَ؟ قَالَ: " لَا وَلَكِنِّي أَكْرَهُ رِيحَهُ " قَالَ: فَإِنِّي أَكْرَهُ مَا تَكْرَهُ (3).

(1) إسناده حسن كسابقه.

وسيأتي مكرراً برقم (23582).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن عُليَّة.

وقد سلف برقم (23524) عن محمد بن جعفر، عن معمر.

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل سماك: وهو بن حرب. =

ص: 518

23538 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ مُوسَى بْنَ طَلْحَةَ، أَنَّ أَبَا أَيُّوبَ أَخْبَرَهُ: أَنَّ أَعْرَابِيًّا عَرَضَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ فِي مَسِيرٍ، فَأَخَذَ بِخِطَامِ نَاقَتِهِ - أَوْ بِزِمَامِ نَاقَتِهِ - فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ - أَوْ يَا مُحَمَّدُ - أَخْبِرْنِي بِمَا يُقَرِّبُنِي مِنَ الْجَنَّةِ، وَيُبَاعِدُنِي مِنَ النَّارِ. قَالَ:" تَعْبُدُ اللهَ وَلَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَتَصِلُ الرَّحِمَ "(1).

= وأخرجه أبو عوانة (8389) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (2053)(170)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1882) من طريق يحيى بن سعيد، به.

وانظر (23525).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطَّان، وعمرو ابن عثمان: هو ابن عبد الله بن مَوْهَب التَّيمي مولاهم.

وأخرجه أبو عوانة (3) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(49)، ومسلم (13)(12)، وأبو عوانة (3)، والشاشي في "مسنده"(1124 - 1127)، وابن حبان (237)، والطبراني في "الكبير"(3924)، وأبو نعيم في "الحلية" 4/ 374، والبيهقي في "الشعب"(7942)، والبغوي في "شرح السنة"(8) من طرق عن عمرو بن عثمان، به، وهو عند بعضهم مطوَّل.

وأخرجه مسلم (13)(14)، والطبراني في "الكبير"(3926) من طريق أبي إسحاق، عن موسى بن طلحة، به. =

ص: 519

23539 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي عَوْنُ بْنُ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْبَرَاءِ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ بَعْدَ مَا غَرَبَتِ الشَّمْسُ، فَسَمِعَ صَوْتًا، فَقَالَ:" يَهُودُ تُعَذَّبُ فِي قُبُورِهَا "(1).

23540 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا وَاصِلٌ، عَنْ أَبِي سَوْرَةَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَسْتَاكُ مِنَ اللَّيْلِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، وَإِذَا قَامَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ صَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ لَا يَتَكَلَّمُ،

= وسيأتي برقم (23550) من طريق شعبة عن محمد بن عثمان بن عبد الله بن موهب وأبيه عن موسى بن طلحة.

وانظر الحديث السالف برقم (23502).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو جُحيفة: هو وهب بن عبد الله السُّوائي، والبراء: هو ابن عازب، فهذا الحديث فيه ثلاثة من الصحابة يروون عن بعض. وهم أبو جحيفة، والبراء وأبو أيوب.

وهو عند عبد الله بن أحمد في "السنة"(1333).

وأخرجه البخاري (1375)، ومسلم (2869)، والنسائي 4/ 102، وأبو عوانة في "البعث" كما في "إتحاف المهرة" 4/ 354، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر"(87) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (588)، وابن أبي شيبة 3/ 375، ومسلم (2869)، والشاشي (1093 - 1096)، وابن حبان (3124)، والطبراني (3856)، والآجري في "الشريعة" ص 361، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر"(86) من طرق عن شعبة، به.

وأخرجه الطبراني بنحوه (3857) من طريق عبد الجبار بن عباس الشِّبامي، عن عون بن أبي جحيفة، به.

وسيأتي برقم (23555).

وفي الباب عن عائشة، سيرد برقم (24178).

ص: 520

وَلَا يَأْمُرُ بِشَيْءٍ، وَيُسَلِّمُ بَيْنَ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ (1).

23541 -

وَبِهِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا تَوَضَّأَ تَمَضْمَضَ وَمَسَحَ لِحْيَتَهُ مِنْ تَحْتِهَا بِالْمَاءِ (2).

(1) إسناده ضعيف جداً من أجل واصل -وهو ابن السائب- وأبي سَوْرة ابن أخي أبي أيوب، فإنه مجمع على تضعيفهما، ثم إن أبا سورة هذا قيل: لا يعرف له سماع من أبي أيوب.

وأخرجه عبد بن حميد (219)، والطبراني (4066) و (4067) من طريق محمد بن عبيد الطنافسي، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 170 عن أبي خالد الأحمر، عن واصل، به. وسقط اسم أبي أيوب من المطبوع، وجاء فيه: أبو سورة ابن أخي أبي أيوب.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 2/ 99 و 272، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير" وفيه واصل بن السائب، وهو ضعيف.

وللسواك إذا قام من الليل، انظر حديث حذيفة بن اليمان السالف برقم (23242).

وحديث ابن عباس، عند مسلم (256).

وللصلاة من الليل انظر حديث ابن عباس السالف برقم (3169).

(2)

إسناده ضعيف جداً كسابقه.

وأخرجه عبد بن حميد (218)، والترمذي في "العلل الكبير" 1/ 115، والشاشي في "مسنده"(1137) من طريق محمد بن عبيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن ماجه (433)، والطبري في "تفسيره" 6/ 121، والعقيلي في "الضعفاء" 4/ 327، وابن عدي 7/ 2547 من طريق محمد بن ربيعة، والطبراني في "الكبير"(4068) من طريق يحيى بن سعيد الأموي، كلاهما عن واصل الرقاشي، به: أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ وخلَّل لحيته. وحديث يحيى الأموي مطوَّل.

قال الترمذي في "العلل": سألت محمداً عن هذا الحديث، فقال: هذا لا شيء، فقلت: أبو سورة ما اسمه؟ قال: لا أدري ما تصنع به، عنده مناكير، ولا يعرف له سماع من أبي أيوب.

وقال الهيثمي في "المجمع" 1/ 230، بعد أن نسبه لأحمد: وفيه واصل بن السائب، وقد أجمعوا على ضعفه. =

ص: 521

23542 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا قُرَيْشُ بْنُ حَيَّانَ، عَنْ أَبِي وَاصِلٍ قَالَ: لَقِيتُ أَبَا أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيَّ فَصَافَحَنِي، فَرَأَى فِي أَظْفَارِي طُولًا، فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَسْأَلُ أَحَدُكُمْ عَنْ خَبَرِ السَّمَاءِ، وَهُوَ يَدَعُ أَظْفَارَهُ كَأَظَافِيرِ الطَّيْرِ يَجْتَمِعُ فِيهَا الْجَنَابَةُ وَالْخَبَثُ وَالتَّفَثُ! ".

وَلَمْ يَقُلْ وَكِيعٌ مَرَّةً: الْأَنْصَارِيَّ. قَالَ غَيْرُهُ: أَبُو أَيُّوبَ الْعَتَكِيُّ. قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: قَالَ أَبِي: يَسَبِقَهُ لِسَانُهُ - يَعْنِي وَكِيعًا - فَقَالَ: لَقِيتُ أَبَا أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيَّ، وَإِنَّمَا هُوَ أَبُو أَيُّوبَ الْعَتَكِيُّ (1).

= وفي تخليل اللحية انظر "نصب الراية" للزيلعي 1/ 23 - 26، وحديث عثمان ابن عفان في "صحيح ابن حبان"(1081).

(1)

إسناده ضعيف لجهالة أبي واصل: واسمه سلمان -وقيل: سليمان، وقيل: سليم- بن فرُّوخ ثم إنه مرسل، فإن أبا أيوب هذا ليس هو الأنصاريَّ صاحبَ رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما قاله غير واحد من أهل العلم كما سيأتي، بل هو أبو أيوب العتكي الأزدي: واسمه يحيى بن مالك، وهو تابعي ثقة من رجال الشيخين.

وكيع: هو ابن الجراح، وقريش بن حيان: هو العجلي.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 128 من طريق وكيع، بهذا الإسناد، إلا أنه قال في نسب أبي أيوب: الهجري.

وأخرجه الشاشي (1139)، وابن عدي 3/ 1162 من طريق عبد الرحمن بن المبارك، والشاشي (1138) من طريق سليمان بن حرب، وأيضاً (1140)، والطبراني (4086)، والبيهقي 1/ 175 من طريق أبي الوليد الطيالسي هشام بن عبد الملك، ثلاثتهم عن قريش بن حيان، به.

قال عبد الرحمن بن المبارك عند ابن عدي: عن أبي أيوب الأنصاري، ولم ينسبه الشاشي. وقال أبو الوليد الطيالسي عند الطبراني: عن أبي أيوب الأنصاري، =

ص: 522

23543 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا أَبُو مَالِكٍ - يَعْنِي الْأَشْجَعِيَّ - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ أَسْلَمَ وَغِفَارَ وَمُزَيْنَةَ وَأَشْجَعَ وَجُهَيْنَةَ وَمَنْ كَانَ (1) مِنْ بَنِي كَعْبٍ، مَوَالِيَّ دُونَ النَّاسِ، وَاللهُ وَرَسُولُهُ مَوْلَاهُمْ "(2).

= ولم ينسبه الشاشي والبيهقي، وكذا لم ينسبه سليمان بن حرب عند الشاشي.

وأخرجه الطيالسي (599)، ومن طريقه البيهقي 1/ 175 - 176 عن قريش بن حيان، عن واصل بن سليم (!) قال: أتيت أبا أيوب الأزدي. فذكره. وتحرف في مطبوع البيهقي واصل إلى وائل.

قال البيهقي: وهذا مرسل، أبو أيوب الأزدي غير أبي أيوب الأنصاري.

وقال أبو حاتم الرازي كما في "العلل" 2/ 288: في حديث أبي داود الطيالسي هذا خطأ، ليس هو واصل بن سليم، إنما هو أبو واصل سليمان بن فروخ، عن أبي أيوب، وليس هو من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هو أبو أيوب يحيى بن مالك العتكي من التابعين .. وانظر تتمة كلامه.

وقد جاء في الصحيح في تقليم الأظفار أنها من الفِطرة انظر حديث ابن عمر السالف برقم (5988).

(1)

في (م) و (ق): وكان، بإسقاط (مَن).

(2)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي مالك الأشجعي -وهو سعد بن طارق- فمن رجال مسلم. يزيد: هو ابن هارون.

وأخرجه مسلم (2519)، والترمذي (3940)، وأبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 4/ 387، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4272)، والطبراني (3927)، والحاكم 4/ 82، وأبو نعيم في "الحلية" 4/ 374 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. =

ص: 523

23544 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ أَوْ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَرَأَ فِي الْمَغْرِبِ بِالْأَعْرَافِ فِي الرَّكْعَتَيْنِ (1).

23545 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَوْتِرْ بِخَمْسٍ، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَبِثَلَاثٍ، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَبِوَاحِدَةٍ، فَإِنْ

= وجاء عند مسلم والترمذي: "الأنصار" بدل "أسلم".

وجاء عند مسلم "بني عبد الله" وعند الترمذي: "بني عبد الدار" بدل "بني كعب".

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي!

وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري (3504)، ومسلم (2520)، وقد سلف برقم (10040) و (10245).

وانظر شواهده في الموضع الأول لحديث أبي هريرة برقم (7904).

(1)

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 369، وابن خزيمة بإثر الحديث (518)، والطبراني في "الكبير"(4823) من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد. ورواية ابن خزيمة فيها قصة، وسقط من مطبوع الطبراني عروة بن الزبير.

وقد سلف الحديث برقم (21609) عن يحيى بن سعيد القطان، عن هشام بن عروة، عن أبيه عروة: أن زيد بن ثابت أو أبا أيوب قال لمروان: ألم أرَكَ قصرتَ سجدتي المغرب؟! رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ فيها بالأعراف.

ص: 524

لَمْ تَسْتَطِعْ فَأَوْمِئْ إِيمَاءً " (1).

(1) حديث صحيح، سفيان بن حسين -وإن تكلم بعض أهل العلم في روايته عن الزهري- قد توبع، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. يزيد: هو ابن هارون.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 295، والدارمي (1582)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 291، والشاشي (1111)، والدارقطني 2/ 23، والحاكم 1/ 303 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(3963)، والدارقطني 2/ 23 من طرق عن سفيان بن حسين، به.

وأخرجه الدارمي (1583)، وابن ماجه (1190)، وأبو داود (1422)، والنسائي 3/ 238، والطحاوي 1/ 291، وابن حبان (2407) و (2410) و (2411)، والطبراني في "الكبير"(3961) و (3962) و (3964) و (3965) و (3967)، وفي "الأوسط"(1965)، والدارقطني 2/ 22 - 23 و 23، والحاكم 1/ 303 من سبع طرق عن الزهري، به -زاد بعضهم في أوله "الوتر حق"- وصحح الحاكم إسناده، ووافقه الذهبي.

وأخرجه الطيالسي (593)، والنسائي 3/ 238 - 239، والدارقطني 2/ 24، والحاكم 1/ 303، والبيهقي 3/ 27 من ثلاث طرق عن الزهري عن عطاء بن يزيد، عن أبي أيوب موقوفاً.

ورواه سفيان بن عيينة عن الزهري، واختلف عليه: فروي عنه مرفوعاً عند الطبراني (3966)، والدارقطني 2/ 22، والحاكم 1/ 303.

وروي عنه موقوفاً عند ابن أبي شيبة 2/ 295، والنسائي في "المجتبى" 3/ 238، وفي "الكبرى"(1402)، والطحاوي 1/ 291. قال النسائي عقبه في "الكبرى": الموقوف أولى بالصواب، والله أعلم!

ورواه معمر عن الزهري فاختلف عليه أيضاً: فروي عنه مرفوعاً عند الطحاوي 1/ 291، والدارقطني 2/ 23، والحاكم 1/ 303. =

ص: 525

23546 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا دَاوُدُ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، عَشْرَ مَرَّاتٍ، كُنَّ لَهُ كَعَدْلِ عِتْقِ عَشْرِ رِقَابٍ " أَوْ " رَقَبَةٍ "(1).

= وروي عنه موقوفاً عند عبد الرزاق (4633)، والدراقطني في "العلل" 6/ 99، وقال الدارقطني: والذين وقفوه عن معمر أثبت ممن رفعه.

قال الحاكم: لا أشكُّ أن الشيخين تركا هذا الحديث لتوقيف بعض أصحاب الزهري إياه، هذا مما لا يُعلِّل مثل هذا الحديث، والله أعلم.

وفي باب الإيتار بواحدة انظر حديث ابن عمر السالف برقم (4492).

وحديث ابن عباس وابن عمر السالف برقم (2836).

وفي باب الإيتار بثلاث انظر حديث ابن عباس السالف برقم (2714) و (2720).

وفي باب الإيتار بخمس انظر حديث عائشة، الآتي برقم (25702).

وحديث أم سلمة الآتي برقم (26641).

(1)

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير داود -وهو ابن أبي هند- فمن رجال مسلم. يزيد: هو ابن هارون، وعامر: هو ابن شراحيل الشعبي.

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 301 و 13/ 460، وحسين المروزي في زياداته على "زهد" ابن المبارك (1124)، والشاشي في "مسنده"(1098) و (1099) و (1101) و (1102)، والطبراني في "الكبير"(4016) و (4019)، والبيهقي في "الدعوات"(118) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. =

ص: 526

23547 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يِسَافٍ، عَنِ رَبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ امْرَأَةٍ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} تَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ "(1).

= وأخرجه حسين المروزي (1125)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3906)، والطبراني (4016) و (4017)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(593) من طرق عن داود بن أبي هند، به.

وأخرجه الطبراني (4018) من طريق حماد بن زيد، عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن الربيع بن خثيم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى بنحو ما سيأتي بإثر الرواية (23583).

وأخرجه الترمذي (3553)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(112)، والشاشي (1097) و (1100) و (1104)، والبغوي في "شرح السنة"(1275) من طريق محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، والشاشي (1103) من طريق إسماعيل ابن أبي خالد، كلاهما، عن الشعبي، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبي أيوب. وفيه:"كان له عدل أربع رقاب من ولد إسماعيل" وقيَّد بعضهم الذِّكر بعد صلاة الغداة.

وانظر ما سلف برقم (23516).

(1)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لإبهام المرأة، وللاضطراب في سنده.

فقد اختُلف فيه على هلال بن يساف:

فرواه منصور -وهو ابن المعتمر- عنه، واختلف عليه:

فرواه شعبة كما في هذه الرواية، وهي أيضاً عند النسائي في "الكبرى"(10516)، والدارقطني في "العلل" 6/ 103، وأبي نعيم في "الحلية" 7/ 168 - 169 عنه، عن هلال بن يساف، عن الربيع بن خثيم، عن عمرو بن ميمون، عن امرأة، عن أبي أيوب، مرفوعاً.

ورواه زائدة بن قدامة كما سيرد (23554)، وإسرائيل عند الدارمي (3437)، =

ص: 527

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وابن عبد البر 7/ 256، كلاهما عنه، عن هلال، عن الربيع بن خثيم، عن عمرو بن ميمون، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن امرأة من الأنصار، عن أبي أيوب، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

ورواه جرير بن عبد الحميد عند النسائي في "الكبرى"(10515)، والطبراني في "الكبير"(4027) عنه، عن هلال، عن الربيع، عن امرأة، عن أبي أيوب مرفوعاً.

ورواه فضيل بن عياض عند النسائي (10518)، والطبراني (4028) عنه، عن هلال، عن عمرو بن ميمون، عن ربيع بن خثيم، عن ابن أبي ليلى، عن امرأة، عن أبي أيوب مرفوعاً.

ورواه عبد العزيز بن عبد الصمد عند النسائي (10519)، والطبراني (4029) عنه، وقال: عن رِبْعي (هو ابن حراش)، عن عمرو بن ميمون، عن ابن أبي ليلى، عن امرأة، عن أبي أيوب مرفوعاً. قال البخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 137: ربعي لا يصحُّ. وقال النسائي وأبو حاتم كما في "العلل" 2/ 80 - 81: هذا خطأ، وقال الدارقطني في "العلل" 6/ 102: وهم فيه.

ورواه حصين بن عبد الرحمن، عن هلال، واختلف عليه:

فرواه شعبة عند النسائي (10520) عنه، عن هلال، عن الربيع عن امرأة عن النبي صلى الله عليه وسلم.

ورواه هشيم عند النسائي (10521)، وأبي عبيد في "فضائل القرآن" ص 143 - 144 عنه، عن هلال، عن ابن أبي ليلى، عن أبي بن كعب، عن رجل من الأنصار، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وجاء عند أبي عبيد: أبي بن كعب أو رجل من الأنصار.

ورواه هشيم أيضاً عند النسائي (10522) عنه، عن ابن أبي ليلى، عن أبي بن كعب، مرفوعاً.

ورواه إبراهيم النخعي عند النسائي (10511)، وابن الضُّريس في "فضائل =

ص: 528

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= القرآن" (243)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1211)، وأبي نعيم في "الحلية" 2/ 117 و 7/ 168 عن الربيع بن خثيم، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

ورواه منذر الثوري عند النسائي (10514) عن الربيع بن خثيم، عن الأنصاري، قوله.

ورواه الشعبي، واختلف عليه فيه:

فرواه إسماعيل بن أبي خالد عند الطبراني (4024)، وعبد الله بن أبي السفر عند أبي عبيد في "فضائل القرآن" ص 143، والطبراني (4025)، والدارقطني في "العلل" 6/ 102، وأبي نعيم في "الحلية" 7/ 168، وزكريا بن أبي زائدة عند الدارقطني في "العلل" 6/ 103، والبيهقي في "الشعب"(2543) ثلاثتهم عنه، عن ابن أبي ليلى، عن أبي أيوب مرفوعاً.

وأعاده زكريا بن أبى زائدة عند النسائي (10523) بالإسناد ذاته، إلا أنه وقفه على أبي أيوب.

ورواه عبد الله بن عون عند النسائي (10524) عنه، عن عمرو بن ميمون، عن أبي أيوب، قوله.

ورواه سفيان الثوري وغير واحد كما سلف برقم (17106) عن أبي قيس عبد الرحمن بن ثَرْوان، عن عمرو بن ميمون، عن أبي مسعود مرفوعاً. قال ابن عبد البر في "التمهيد" 7/ 255: وهو عندي خطأ، والصواب فيه حديث منصور، عن هلال، عن الربيع بن خثيم، عن عمرو بن ميمون، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن امرأة، عن أبي أيوب.

قال الدارقطني في "العلل" 6/ 102، بعد أن ذكر الاختلاف في إسناد الحديث: والحديث حديث زائدة، عن منصور، وهو أقام إسناده وحفظه.

وأخرجه النسائي (10530) من طريق عمرو بن عثمان بن موهب، عن موسى ابن طلحة، عن أبي أيوب، قوله.

وانظر أحاديث الباب عند حديث عبد الله بن عمرو السالف برقم (6613).

ص: 529

23548 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ حُنَيْنٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: اخْتَلَفَ الْمِسْوَرُ بْنُ مَخْرَمَةَ وَابْنُ عَبَّاسٍ فِي الْمُحْرِمِ يَغْسِلُ رَأْسَهُ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: يَغْسِلُ، وَقَالَ الْمِسْوَرُ: لَا يَغْسِلُ، فَأَرْسَلُونِي إِلَى أَبِي أَيُّوبَ، فَسَأَلْتُهُ فَصَبَّ عَلَى رَأْسِهِ الْمَاءَ، ثُمَّ أَقْبَلَ بِيَدَيْهِ وَأَدْبَرَ بِهِمَا، ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَعَلَ (1).

23549 -

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَمَعَ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ بِالْمُزْدَلِفَةِ (2).

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو عند مالك في "الموطأ" 1/ 323 مطولاً، ومن طريقه أخرجه الشافعي 1/ 308، والبخاري (1840)، ومسلم (1205)(91)، وأبو داود (1840)، وابن ماجه (2934)، والنسائي 5/ 128 - 129، وأبو عوانة في الحج -كما في "إتحاف المهرة" 4/ 363 - وابن حبان (3948)، والطبراني (3976)، والبيهقي في "السنن" 5/ 63، وفي "معرفة السنن والآثار"(9701)، والبغوي (1983).

وسلف مختصراً برقم (23529).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الله بن يزيد: هو الخَطْمي، صحابي صغير.

وأخرجه الطيالسي (590)، والدارمي (1883)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(480)، والشاشي (1116) و (1122)، والطبراني (3869) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. =

ص: 530

23550 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَوْهَبٍ، وَأَبُوهُ (1) عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، أَنَّهُمَا سَمِعَا مُوسَى بْنَ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ. فَقَالَ الْقَوْمُ: مَا لَهُ مَا لَهُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَرَبٌ مَا لَهُ؟ " قَالَ: " تَعْبُدُ اللهَ لَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَتَصِلُ الرَّحِمَ، ذَرْهَا ". قَالَ: كَأَنَّهُ كَانَ عَلَى رَاحِلَتِهِ (2).

= وأخرجه الطحاوي 2/ 213 من طريق غيلان، والشاشي (1120)، والطبراني (3862) من طريق مسعر، والطبراني (3871) من طريق ابن أبي ليلى، ثلاثتهم عن عدي بن ثابت، به.

وأخرجه الطبراني (3714) من طريق غيلان بن جامع، وبرقم (3715) من طريق جابر بن يزيد الجُعْفي، كلاهما عن عدي بن ثابت، عن عبد الله بن يزيد، عن خزيمة بن ثابت، بنحوه. جعله من حديث خزيمة بن ثابت، وهو غير محفوظ: فإن جابراً الجعفي ضعيف، وأما طريق غيلان، فقد رواه عنه قيس بن الربيع، وقد ضعَّفه غير واحد.

وأخرجه الطحاوي 2/ 213 من طريق محمد بن عبد الرحمن -وهو ابن أبي ليلى- عن عدي بن ثابت، عن عبد الله بن يزيد، عن البراء، جعله من حديث البراء، ولا يصح، فإن ابن أبي ليلى سيئ الحفظ.

قال الدارقطني في "العلل" 6/ 115: والصواب حديث أبي أيوب الأنصاري.

وسيأتي بالأرقام (23553) و (23562) و (23566) و (23572) و (23573).

وانظر أحاديث الباب عند حديث ابن عمر السالف برقم (4452).

(1)

في (م) و (ظ 2): "وأبو" بإسقاط الهاء، وهو خطأ.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين على وهم وقع في إسناده فقد وَهَّمَ =

ص: 531

23551 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْمُسَيَّبِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الصَّلْتِ

= البخاري ومسلم والدارقطني وآخرون شعبة في قوله: محمد بن عثمان بن عبد الله، والمحفوظ عمرو بن عثمان كما سلف برقم (23538)، وقال النووي: اتفقوا على أنه وهم من شعبة، وأن الصواب عمرو، والله أعلم. انظر "فتح الباري" 3/ 265.

بهز: هو ابن أسد العَمِّي.

وأخرجه المزي في ترجمة محمد بن عثمان من "تهذيب الكمال" 26/ 89 - 90 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (5983)، وتعليقاً عقب (1396)، ومسلم (13)(13)، والنسائي 1/ 234، وابن حبان (3246)، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان"(984)، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 164، والمزي في "التهذيب" 26/ 89 من طريق بهز بن أسد، بهذا الإسناد. وفي رواية البخاري (5983):"حدثنا ابن عثمان بن عبد الله بن موهب" ولم يسمِّه. وسقط شعبة من مطبوع "طبقات المحدثين" لأبي الشيخ.

وأخرجه ابن حبان (3245)، والطبراني (3925) من طريق محمد بن كثير العبدي، عن شعبة، عن عثمان بن عبد الله وحده، عن موسى بن طلحة، به.

وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(7943) من طريق أبي أيوب سليمان بن داود الهاشمي، عن شعبة، عن محمد بن عثمان بن عبد الله وحده، عن موسى بن طلحة، به.

وأخرجه البخاري (1396) عن حفص بن عمر، عن شعبة، عن ابن عثمان، عن موسى بن طلحة، به. ولم يسمِّه.

وانظر الحديث السالف برقم (15883).

تنبيه: أورد الحافظ ابن حجر في "أطراف المسند" 6/ 60 لهذا الحديث طريقاً لم يَرِدْ في شيءٍ من نسخنا الخطية، وهو: محمد بن جعفر، عن شعبة، عن عمرو بن عثمان، عن موسى بن طلحة.

ص: 532

عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ: أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ قَبْلَ الظُّهْرِ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّكَ تُدِيمُ هَذِهِ الصَّلَاةَ! فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَفْعَلُهُ فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ:" إِنَّهَا سَاعَةٌ تُفْتَحُ فِيهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ، فَأَحْبَبْتُ أَنْ يَرْتَفِعَ لِي فِيهَا عَمَلٌ صَالِحٌ "(1).

23552 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، أَخْبَرَنِي أَبُو صَخْرٍ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ أَخْبَرَهُ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي أَبُو أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيُّ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ مَرَّ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، فَقَالَ:" مَنْ مَعَكَ يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَذَا مُحَمَّدٌ. فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ: مُرْ أُمَّتَكَ فَلْيُكْثِرُوا مِنْ غِرَاسِ الْجَنَّةِ، فَإِنَّ تُرْبَتَهَا طَيِّبَةٌ، وَأَرْضَهَا وَاسِعَةٌ. قَالَ: وَمَا غِرَاسُ الْجَنَّةِ؟ قَالَ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ "(2).

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، شريك -وهو ابن عبد الله النخعي- سيِّئ الحفظ، وعلي بن الصلت مجهول.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 199، والبخاري في "التاريخ الكبير" 6/ 279 - 280، والطبراني (4038) من طريق يحيى بن آدم، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن خزيمة (1215)، وابن حبان في "الثقات" 5/ 163 - 164 والطبراني (4037)، والبيهقي 2/ 489 من طريقين عن شريك، به.

قال ابن خزيمة في "صحيحه" 2/ 223: ولست أعرف علي بن الصلت هذا، ولا أدري من أي بلاد الله هو، ولا أفهم ألقي أبا أيوب أم لا، ولا يحتج بمثل هذه الأسانيد -علمي- إلا معاندٌ أو جاهل.

وسيأتي برقم (23565) من طريق سفيان عن الأعمش، ولم يسمِ الراوي عن أبي أيوب.

وسلف برقم (23532) من طريق القرثع عن أبي أيوب.

(2)

إسناده ضعيف، عبد الله بن عبد الرحمن مجهول الحال معروف النسب، =

ص: 533

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= فجدُّه هو الصحابي الجليل عبد الله بن عمر بن الخطاب، تفرَّد بالرواية عنه أبو صخر -وهو حميد بن زياد- ولم يوثقه سوى ابن حبان، وأبو صخر صدوق، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. أبو عبد الرحمن: هو عبد الله بن يزيد المقرئ، وحيوة: هو ابن شريح المصري.

وقد حسَّن هذا الإسناد المنذري في "الترغيب والترهيب" 2/ 445.

وأخرجه الشاشي في "مسنده"(1114)، وابن حبان (821)، والطبراني في "الكبير"(3898)، وفي "الدعاء"(1657)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(657)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" 1/ 100 من طريق أبي عبد الرحمن المقرئ، بهذا الإسناد. وقال الحافظ ابن حجر: هذا حديث حسن.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(3898)، والبيهقي (658) من طريق عبد الله بن وهب، عن أبي صخر، به. وسقط سالم بن عبد الله من مطبوع الطبراني.

وله شاهد من حديث ابن عمر عند الطبراني في "الكبير"(13354)، وفي "الدعاء"(1658)، ولفظه:"أكثروا من غرس الجنة، فإنه عذب ماؤها، طيب ترابها، فأكثروا من غراسها: لا حول ولا قوة إلا بالله". وإسناده ضعيف لضعف اثنين من رواته.

وروي حديث أبي أيوب بغير هذا اللفظ، فقد أخرجه ابن أبي شيبة 13/ 516، وعبد بن حميد (231)، والطبراني في "الكبير"(3900) من طريق المطَّلب بن عبد الله بن حنطب، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص قال: لقيت أبا أيوب فقال لي: ألا آمرك بما أمرني به رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أكثر من قول: لا حول ولا قوة الا بالله، فإنها من كنوز الجنة". وإسناده حسن، وحسَّنه ابن حجر في "المطالب العالية" 3/ 261.

وأخرجه كذلك الطبراني في "الكبير"(3899)، وفي "الأوسط"(1964) من طريق خارجة بن عبد الله بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه، عن أبي أيوب، وإسناده ضعيف.

ويشهد له بهذا اللفظ غير ما حديث، انظر ما سلف في مسند أبي هريرة برقم (7966)، وهو بهذا اللفظ صحيح. =

ص: 534

23553 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، وَحَدَّثَنِي عَدِيُّ بْنُ ثَابِتٍ.

وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَمَعَ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ بِجَمْعٍ (1).

= وفي باب غراس الجنة حديث ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لَقِيتُ إبراهيم ليلةَ أُسرِي بي فقال: يا محمد، أَقرئ أمَّتك مني السلام، وأَخبرهم أن الجنة طيبة التربة، عذبة الماء، وأنها قِيعان، وأن غِراسها: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر". أخرجه الترمذي (3462) وحسَّنه، مع أن فيه عبد الرحمن بن إسحاق أبا شيبة الواسطي، وهو ضعيف.

وفيه أيضاً دون قصة لُقيِّ إبراهيم عن ابن عباس عند الطبراني في "الأوسط"(8470)، وفي "الدعاء"(1676). وإسناده ضعيف.

وبنحوه من حديث جابر عند الترمذي (3464)، وصححه ابن حبان (826)، بلفظ:"من قال: سبحان الله وبحمده، غُرِست له به نخلة في الجنة". ورجاله ثقات.

وعن معاذ بن أنس الجهني، سلف برقم (15645)، وسنده ضعيف، وانظر تتمة شواهده هناك.

(1)

إسناداه صحيحان على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطَّان، وعبد الله بن يزيد. هو الخَطْمي.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(4023) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

وانظر (23549).

وجَمْع: هي المُزدَلِفَة.

ص: 535

23554 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ بْنِ قُدَامَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يِسَافٍ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ امْرَأَةٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" أَيَعْجِزُ (1) أَحَدُكُمْ أَنْ يَقْرَأَ ثُلُثَ الْقُرْآنِ فِي لَيْلَةٍ، فَإِنَّهُ مَنْ قَرَأَ {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ. اللهُ الصَّمَدُ} فِي لَيْلَةٍ، فَقَدْ قَرَأَ لَيْلَتَئِذٍ ثُلُثَ الْقُرْآنِ "(2).

23555 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْبَرَاءِ

(1) في (م): أيعجب.

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف سلف الكلام عليه برقم (23547).

وأخرجه الترمذي (2896)، والنسائي في "المجتبى" 2/ 172، وفي "الكبرى"(1068) و (10517)، وابن عبد البر في "التمهيد" 7/ 255 - 256 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.

قال الترمذي: هذا حديث حسن، ولا نعرف أحداً روى هذا الحديث أحسن من رواية زائدة،

وقد روى شعبة وغير واحد من الثقات هذا الحديث عن منصور، فاضطربوا فيه.

قلنا: وقد بسطنا الاختلاف فيه في الرواية السالفة برقم (23547).

وأخرجه عبد بن حميد (222)، والنسائي في "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف" 3/ 109، وابن الضريس في "فضائل القرآن"(254)، والطبراني في "الكبير"(4026)، وأبو نعيم في "الحلية" 2/ 117، والبيهقي في "الشعب"(2544)، وابن عبد البر في "التهميد" 7/ 255 - 256 من طرق عن زائدة، به.

زاد فيه البيهقي: "ومن قال: لا إله إلا الله

" الحديث، وقد سلف برقم (23516).

ص: 536

عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ وَجَبَتِ الشَّمْسُ، قَالَ: فَسَمِعَ صَوْتًا، فَقَالَ:" يَهُودُ تُعَذَّبُ فِي قُبُورِهَا "(1).

23556 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ وَرْقَاءَ يُحَدِّثُ عَنْ سَعْدِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَنْ صَامَ رَمَضَانَ وَسِتًّا مِنْ شَوَّالٍ، فَقَدْ صَامَ الدَّهْرَ "(2).

23557 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَحَجَّاجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَخِيهِ عِيسَى، عَنْ أَبِيهِ

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (2869) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وانظر (23539).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل سعد بن سعيد الأنصاري. ورقاء: هو ابن عمر اليَشكُري.

وأخرجه الطبراني (3903) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(2864)، والطحاوي في "شرح المشكل"(2340) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (594)، ومن طريقه الطبراني (3916) عن ورقاء، به.

وأقحم في مطبوع الطبراني اسم يحيى بن سعيد بين سعد وعمر بن ثابت، وهو خطأ، ولعل صوابه: عن سعد بن سعيد أخي يحيى بن سعيد.

وانظر (23533).

ص: 537

عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" إِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلِ: الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ، وَلْيَقُلِ الَّذِي يَرُدُّ عَلَيْهِ: يَرْحَمُكَ اللهُ، وَلْيَقُلْ هُوَ: يَهْدِيكَ اللهُ وَيُصْلِحُ بَالَكَ ". قَالَ حَجَّاجٌ: " يَهْدِيكُمُ اللهُ وَيُصْلِحُ بَالَكُمْ "(1).

23558 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ - يَعْنِي ابْنَ كَرِيزٍ -، عَنْ شَيْخٍ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ مِنْ قُرَيْشٍ، [[عَنْ أَبِي أيُوبِ الْأَنْصَارِيِّ]]، قَالَ: وَجَدَ رَجُلٌ فِي ثَوْبِهِ

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وكان يضطرب في هذا الحديث، يقول أحياناً: عن أبي أيوب عن النبي صلى الله عليه وسلم، ويقول أحياناً: عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد سلف برقم (972) و (973) و (995). حجاج: هو ابن محمد الأعور.

وأخرجه الترمذي بإثر (2741) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (591)، والدارمي (2659)، والترمذي (2741)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(213)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(679)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4013)، والشاشي في "مسنده"(1105)، والطبراني (4009)، والحاكم 4/ 266، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 163، والبيهقي في "شعب الإيمان"(9336) و (9337)، والبغوي في "شرح السنة"(3342) من طرق عن شعبة، به.

وسيأتي من طريقين آخرين عن شعبة برقمي (23587)(23588).

وأخرجه الشاشي (1106) من طريق صالح بن عمر، والبيهقي (9338) من طريق عدي بن عبد الرحمن، كلاهما عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، به.

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (8631)، وإسناده صحيح على شرط الشيخين، فيصح به الحديث، وذكرنا أحاديث الباب هناك.

ص: 538

قَمْلَةً، فَأَخَذَهَا لِيَطْرَحَهَا فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" لَا تَفْعَلْ، ارْدُدْهَا فِي ثَوْبِكَ حَتَّى تَخْرُجَ مِنَ الْمَسْجِدِ "(1).

23559 -

حَدَّثَنَا بَهْزُ بْنُ أَسَدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ -، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ - يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ - عَنْ رَافِعِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَسْتَقْبِلُوا الْقِبْلَةَ بِفُرُوجِكُمْ وَلَا تَسْتَدْبِرُوهَا "(2).

23560 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا ظِبْيَانَ.

وَيَعْلَى، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي ظِبْيَانَ قَالَ: غَزَا أَبُو أَيُّوبَ الرُّومَ، فَمَرِضَ فَلَمَّا حُضِرَ، قَالَ: إِذَا أَنَا مِتُّ فَاحْمِلُونِي، فَإِذَا صَافَفْتُمُ الْعَدُوَّ فَادْفِنُونِي تَحْتَ أَقْدَامِكُمْ، وَسَأُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، لَوْلَا حَالِي هَذَا مَا حَدَّثْتُكُمُوهُ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ

(1) إسناده ضعيف، ابن إسحاق مدلِّس ولم يصرح بالتحديث.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/ 20، وقال: رواه أحمد، ورجاله ثقات، إلا أن محمد بن إسحاق عنعنه، وهو مدلس.

وفي الباب عن رجل من الأنصار، سلف برقم (23485).

وانظر حديث أبي أمامة السالف برقم (22272).

(2)

إسناده صحيح.

وأخرجه الطبراني (3932) من طريق حجاج بن المنهال، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.

وانظر (23514).

ص: 539

بِاللهِ شَيْئًا، دَخَلَ الْجَنَّةَ " (1).

23561 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ أَخُو يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ ثَابِتٍ رَجُلٌ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ، أَخْبَرَنِي أَبُو أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ صَامَ رَمَضَانَ، ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ، فَذَاكَ صِيَامُ الدَّهْرِ "(2).

(1) صحيح بمجموع طرقه، رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أن أبا ظبيان -واسمه حصين بن جندب الجَنْبي- لم يحضر ذلك من أبي أيوب، إنما رواه عن أشياخ له حضروا ذلك منه. ابن نمير: هو عبد الله، ويعلى: هو ابن عبيد الطنافسي.

وأخرجه الشاشي (1155)، والطبراني في "الكبير"(4043) من طريق يعلى بن عبيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 5/ 320 عن عيسى بن يونس، والطبراني (4041) من طريق زائدة، كلاهما عن الأعمش، به.

وأخرجه ابن سعد 3/ 484 - 485، والطبراني في "الكبير"(4044) و (4045) من طريق أبي معاوية، وابن سعد أيضاً عن عبد الله بن نمير، والطبراني (4042) من طريق جرير، ثلاثتهم، عن الأعمش، عن أبي ظبيان، عن أشياخه، عن أبي أيوب.

وسيأتي برقم (23594) من طريق أبي بكر بن عياش عن الأعمش.

وقال الذهبي في "السير" 2/ 412، بعد أن أورد الحديث من طريق الأعمش، عن أبي ظبيان، عن أبي أيوب: إسناده قوي.

وأورده الذهبي فيه من طريق جرير، عن قابوس بن أبي ظبيان، عن أبيه قال: أتيت مصر فرأيت الناس قد قفلوا من غزوهم، فأخبروني أنهم كانوا عند انقضاء مغزاهم حيث يراهم العدوُّ حضر أبا أيوب الموتُ

فذكره.

وسلف من طريق رجل من أهل مكة عن أبي أيوب برقم (23523).

(2)

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل سعد بن سعيد الأنصاري. =

ص: 540

23562 -

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ الْخَطْمِيِّ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ: أَنَّهُ صَلَّى مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ صَلَاةَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ الْآخِرَةِ بِالْمُزْدَلِفَةِ " (1).

23563 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا حَنَشُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ لَقِيطٍ النَّخَعِيُّ الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ رِيَاحِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: جَاءَ رَهْطٌ إِلَى عَلِيٍّ بالرَّحْبَةِ فَقَالُوا: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مَوْلَانَا. قَالَ: كَيْفَ أَكُونُ مَوْلَاكُمْ وَأَنْتُمْ قَوْمٌ عَرَبٌ؟! قَالُوا: سَمِعْنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ يَقُولُ: " مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ، فَإِنَّ هَذَا مَوْلَاهُ ".

= وأخرجه المزي في ترجمة عمر بن ثابت من "التهذيب" 21/ 284 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (1164)، وابن ماجه (1716) من طريق ابن نمير، به.

وانظر (23533).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله، ويحيى: هو ابن سعيد بن قيس الأنصاري.

وأخرجه الحميدي (383)، والدارمي (1516)، والبخاري (1674)، ومسلم (1287)، وابن ماجه (3020)، والنسائي في "المجتبى" 5/ 260، وفي "الكبرى"(4024)، وأبو عوانة في الصلاة كما في "إتحاف المهرة" 4/ 367، والشاشي (1118) و (1119)، والطبراني (3865 - 3868)، والبيهقي 5/ 120 من طرق عن يحيى بن سعيد الأنصاري، بهذا الإسناد.

وسيأتي برقم (23566) من طريق مالك عن يحيى بن سعيد الأنصاري. وانظر (23549).

ص: 541

قَالَ رِيَاحٌ: فَلَمَّا مَضَوْا تَبِعْتُهُمْ، فَسَأَلْتُ مَنْ هَؤُلَاءِ؟ قَالُوا: نَفَرٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فِيهِمْ أَبُو أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيُّ (1).

23564 -

حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا حَنَشٌ، عَنْ رِيَاحِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: رَأَيْتُ قَوْمًا مِنَ الْأَنْصَارِ قَدِمُوا عَلَى عَلِيٍّ فِي الرَّحْبَةِ، فَقَالَ مَنِ الْقَوْمُ؟ قَالُوا: مَوَالِيكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (2).

23565 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنِ الْمُسَيَّبِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي قَبْلَ الظُّهْرِ أَرْبَعًا، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّكَ تُصَلِّي صَلَاةً تُدِيمُهَا! فَقَالَ: " إِنَّ أَبْوَابَ السَّمَاءِ تُفْتَحُ إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ، فَلَا تُرْتَجُ حَتَّى يُصَلَّى الظُّهْرُ، فَأُحِبُّ أَنْ يَصْعَدَ لِي إِلَى السَّمَاءِ خَيْرٌ "(3).

(1) إسناده صحيح.

وأخرجه بنحوه ابن أبي شيبة 12/ 60، وابن أبي عاصم في "السنة"(1355)، والطبراني (4052) و (4053) من طريق شريك، عن حنش بن الحارث، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني (4053) من طريق شريك، عن الحسن بن الحكم، عن رياح بن الحارث، نحوه. وشريك سيئ الحفظ.

وفي الباب عن علي، سلف برقم (950).

وعن زيد بن أرقم، سلف برقم (952).

(2)

إسناده صحيح كسابقه. أبو أحمد: هو محمد بن عبد الله الزبيري.

(3)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة الراوي عن أبي أيوب، وقد =

ص: 542

23566 -

قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ (1) بْنِ يَزِيدَ الْخَطْمِيِّ، أَنَّ أَبَا أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيَّ أَخْبَرَهُ: أَنَّهُ صَلَّى مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ جَمِيعًا بِالْمُزْدَلِفَةِ (2).

= سمَّاه شريك عن الأعمش فيما سلف برقم (23551): عليّ بن الصلت، وهو مجهول.

وعبد الله بن الوليد: هو العَدَني، وسفيان: هو الثوري.

وأخرجه عبد الرزاق (4814)، وابن خزيمة (1215)، والبيهقي 2/ 289 من طريقين عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.

وانظر ما سلف برقم (23532).

(1)

تحرف في (م) إلى: عبيد الله.

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، ويحيى ابن سعيد: هو الأنصاري.

وهو في "الموطأ" 1/ 401، ومن طريق مالك أخرجه البخاري (4414)، والنسائي في "المجتبى" 1/ 291، وفي "الكبرى"(1576)، والشاشي (1117) و (1121)، والطبراني (3863)، والبيهقي 5/ 120، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة"(1936).

وأخرجه ابن حبان (3858) من طريق أحمد بن أبي بكر، عن مالك، عن يحيى بن سعيد، عن عبد الله بن يزيد، به. لم يذكر عديَّ بن ثابت في الإسناد، كما نص عليه الحافظ في "إتحاف المهرة" 4/ 367، ويستدرك عدي بن ثابت من "الموطأ"(1349) برواية أبي مصعب أحمد بن أبي بكر، ومن "شرح السنة" للبغوي، فقد أخرجه من طريق أحمد بن أبي بكر عن مالك.

وقد سلف برقم (23562) عن عبد الله بن نمير عن يحيى بن سعيد الأنصاري، وانظر (23549).

ص: 543

23567 -

حَدَّثَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ: أَنَّ أَسْلَمَ أَبَا عِمْرَانَ التُّجِيبِيَّ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيَّ يَقُولُ: صَفَفْنَا يَوْمَ بَدْرٍ، فَنَدَرَتْ مِنَّا نَادِرَةٌ أَمَامَ الصَّفِّ، فَنَظَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَيْهِمْ، فَقَالَ:" مَعِي مَعِي " وَكَذَا.

قَالَ مَعْمَرٌ: فَبَدَرَتْ مِنَّا بَادِرَةٌ، وَقَالَ: صَفَفْنَا يَوْمَ بَدْرٍ (1).

23568 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ أَبِي رُهْمٍ السَّمَعِيِّ

(1) إسناده حسن، عبد الله بن لهيعة -وإن كان سيئ الحفظ- قد مشَّى بعض أهل العلم حديثه من رواية عبد الله -وهو ابن المبارك- عنه، وباقي رجال الإسناد ثقات.

وأخرجه الشاشي في "مسنده"(1128) من طريق أحمد بن جميل المروزي، عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني (4056) من طريق عبد الله بن يوسف، عن ابن لهيعة، به، في سياق خبر غزوة بدر.

وسيأتي برقم (23569).

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 6/ 73 - 74، وقال: رواه الطبراني، وإسناده حسن.

قوله: "فندرت منَّا نادرة" تقدَّم منا بعضُ المقاتِلة أمام الصف.

"معي معي" أي: كونوا معي، أي: في الموقف الذي أختاره لكم بلا تقدُّم وتأخُّر عن ذلك.

ص: 544

عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، عَشْرَ مَرَّاتٍ، كَتَبَ اللهُ لَهُ بِكُلِّ وَاحِدَةٍ قَالَهَا عَشْرَ حَسَنَاتٍ، وَحَطَّ اللهُ عَنْهُ بِهَا عَشْرَ سَيِّئَاتٍ، وَرَفَعَهُ اللهُ بِهَا عَشْرَ دَرَجَاتٍ، وَكُنَّ لَهُ كَعَشْرِ رِقَابٍ، وَكُنَّ لَهُ مَسْلَحَةً مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ إِلَى آخِرِهِ، وَلَمْ يَعْمَلْ يَوْمَئِذٍ عَمَلًا يَقْهَرُهُنَّ، فَإِنْ قَالَ حِينَ يُمْسِي، فَمِثْلُ ذَلِكَ "(1).

23569 -

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، أَنَّ أَسْلَمَ أَبَا عِمْرَانَ حَدَّثَهُمْ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا أَيُّوبَ يَقُولُ: صَفَفْنَا يَوْمَ بَدْرٍ، فَبَدَرَتْ مِنَّا بَادِرَةٌ أَمَامَ الصَّفِّ، فَنَظَرَ إِلَيْهِمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:" مَعِي مَعِي "(2).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل إسماعيل بن عياش، وباقي رجاله ثقات. أبو اليمان: هو الحَكَم بن نافع، وأبو رُهم السِّمعي: اسمه أحزاب ابن أَسِيد.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(3883) من طريق أبي اليمان، بهذا الإسناد.

وأخرجه أيضاً فيه (3883)، وفي "الشاميين"(928) من طرق عن إسماعيل بن عياش، به.

وأخرجه مختصراً في "الكبير"(3884) من طريق ابن لهيعة، عن الحارث بن يزيد، عن ربيعة بن مطير، عن أبي رهم، عن أبي أيوب.

وانظر ما سلف برقم (23516).

(2)

حديث حسن، ابن لهيعة سيئ الحفظ، لكن روى عنه هذا الحديث عبد الله بن المبارك، وروايته عنه صالحة فيما ذهب إليه بعض أهل العلم، وقد سلف من طريقه برقم (23567).

ص: 545

23570 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنْ أَبِي رُهْمٍ السَّمَّاعِيِّ، أَنَّ أَبَا أَيُّوبَ حَدَّثَهُ: أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَزَلَ فِي بَيْتِنَا الْأَسْفَلِ، وَكُنْتُ فِي الْغُرْفَةِ فَأُهْرِيقَ مَاءٌ فِي الْغُرْفَةِ، فَقُمْتُ أَنَا وَأُمُّ أَيُّوبَ بِقَطِيفَةٍ لَنَا نَتْبَعُ الْمَاءَ شَفَقَةَ [أَنْ] يَخْلُصَ الْمَاءُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَنَزَلْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا مُشْفِقٌ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهُ لَيْسَ يَنْبَغِي أَنْ نَكُونَ فَوْقَكَ، انْتَقِلْ إِلَى الْغُرْفَةِ. فَأَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِمَتَاعِهِ فَنُقِلَ، وَمَتَاعُهُ قَلِيلٌ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، كُنْتَ تُرْسِلُ إِلَيَّ بِالطَّعَامِ، فَأَنْظُرُ فَإِذَا رَأَيْتُ أَثَرَ أَصَابِعِكَ وَضَعْتُ يَدِي فِيهِ، حَتَّى إِذَا كَانَ هَذَا الطَّعَامُ الَّذِي أَرْسَلْتَ بِهِ إِلَيَّ فَنَظَرْتُ فِيهِ، فَلَمْ أَرَ فِيهِ أَثَرَ أَصَابِعِكَ! فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَجَلْ، إِنَّ فِيهِ بَصَلًا، فَكَرِهْتُ أَنْ آكُلَهُ مِنْ أَجْلِ الْمَلَكِ الَّذِي يَأْتِينِي، وَأَمَّا أَنْتُمْ فَكُلُوهُ "(1).

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي رُهْم السَّماعي -ويقال: السَِّمَعي، وهو المشهور- فقد روى له أصحاب السنن غير الترمذي، وهو ثقة مخضرم، واسمه أحزاب بن أَسيد. يونس: هو ابن محمد المؤدِّب، وليث: هو ابن سعد، ويزيد: هو ابن أبي حبيب، وأبو الخير: هو مَرْثَد بن عبد الله اليَزَني.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 305، والشاشي في "مسنده"(1134)، وابن الأثير في "أسد الغابة" 2/ 95 من طريق يونس بن محمد المؤدب، بهذا الإسناد- والحديث عند ابن أبي شيبة مختصر.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1885)، والطحاوي في "شرح المعاني" 4/ 239، والطبراني في "الكبير"(3878)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 2/ 510، وابن الأثير 2/ 95 من طرق عن الليث بن سعد، به. =

ص: 546

23571 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَمَسَّ مِنْ طِيبٍ إِنْ كَانَ عِنْدَهُ، وَلَبِسَ مِنْ أَحْسَنِ ثِيَابِهِ، ثُمَّ خَرَجَ حَتَّى يَأْتِيَ الْمَسْجِدَ فَيَرْكَعَ إِنْ بَدَا لَهُ، وَلَمْ يُؤْذِ أَحَدًا، ثُمَّ أَنْصَتَ إِذَا خَرَجَ إِمَامُهُ حَتَّى يُصَلِّيَ، كَانَتْ كَفَّارَةً لِمَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى ".

وقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: إِنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ السُّلَمِيَّ

= وأخرجه الطحاوي 4/ 239 من طريق عبد الله بن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، به.

ورواه محمد بن إسحاق فاضطرب فيه، فهو في "مغازيه" كما في "سيرة ابن هشام" 2/ 144 عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير مرثد بن عبد الله، عن أبي رُهْم، عن أبي أيوب.

وأخرجه من طريق ابن إسحاق على هذا الوجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1886).

وأخرجه الطبراني (3855)، والحاكم 3/ 460 - 461 من طريقه عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير مرثد بن عبد الله، عن أبي أمامة، عن أبي أيوب. فذكر فيه مكان أبي رُهْم أبا أمامة، وهو غير محفوظ.

وانظر ما سلف برقم (23504).

تنبيه: وقع هنا بإثر هذا الحديث قول أبي عبد الرحمن عبد الله بن أحمد في ركعتي السنة بعد صلاة المغرب، وليس هنا موضعه، وقد جاء على الصواب بإثر حديث محمود بن لبيد الآتي في مسنده برقم (23628).

ص: 547

حَدَّثَهُ، أَنَّ أَبَا أَيُّوبَ صَاحِبَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَدَّثَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" مَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ " وَزَادَ فِيهِ: " ثُمَّ خَرَجَ وَعَلَيْهِ السَّكِينَةُ حَتَّى يَأْتِيَ الْمَسْجِدَ "(1).

23572 -

حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا عَدِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: جَمَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ بِجَمْعٍ (2).

23573 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَجَّاجِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُبَارَكٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ الْخَطْمِيِّ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ بِإِقَامَةٍ (3).

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل ابن إسحاق وعمران بن أبي يحيى، وهذا الأخير من رجال "التعجيل"(815)، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزهري.

وأخرجه أبو بكر المروزي في "الجمعة"(37)، وابن خزيمة (1775)، والطبراني (4008) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني (4006) و (4007) من طريقين عن محمد بن إسحاق، به.

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (9484)، وذكرنا أحاديث الباب هناك، ونزيد عليها: حديث أبي سعيد وأبي هريرة، سلف برقم (11768).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. بَهز: هو ابن أسد العمِّي.

وانظر (23549).

(3)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف جابر: وهو ابن يزيد الجُعفي. =

ص: 548

23574 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنِ الْمُسَيَّبِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُدْرِكٍ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا أَيُّوبَ نَزَعَ خُفَّيْهِ، فَنَظَرُوا إِلَيْهِ، فَقَالَ: أَمَا إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَمْسَحُ عَلَيْهِمَا، وَلَكِنْ حُبِّبَ إِلَيَّ الْوُضُوءُ (1).

= سفيان: هو الثوري.

وأخرجه بنحوه الطبراني (3870) من طريق أبي نعيم، عن سفيان، بهذا الإسناد. وبيَّن فيه أن الصلاة كانت بجَمْع. وانظر ما قبله.

وأما قوله: "بإقامةٍ" فإنه تفرد به جابر الجعفي في حديث أبي أيوب الأنصاري، وغيره لم يذكر الإقامة فيه، ويشهد له حديث ابن عمر السالف برقم (4452). وخالفه حديث أسامة بن زيد عند البخاري (1672)، ومسلم (1280)، وحديث جابر عند مسلم (1218)، ففيهما: أنه أقام لكل صلاةٍ. وفي المسألة خلاف بين أهل العلم كما ذكر عند حديث ابن عمر، والقول الثاني هو المشهور.

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن عبيد: هو ابن أبي أمية الطَّنافسي، والأعمش: هو سليمان بن مهران.

وأخرجه الطبراني (4040) من طريق محمد بن عبيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني أيضاً (4039) من طريق يحيى بن عيسى الرملي، عن الأعمش، عن المسيب بن رافع، عن علي بن الصلت، عن أبي أيوب. وإسناده ضعيف، يحيى بن عيسى فيه ضعف، وشيخ الطبراني فيه محمد بن عثمان بن أبي شيبة متكلَّم فيه، وعلي بن الصلت مجهول. وصوابه: علي بن مدرك.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 176، والشاشي في "مسنده"(1115)، والطبراني (3982)، والبيهقي 1/ 293 من طريق منصور بن زاذان، والطبراني (3982) من طريق الصلت بن دينار، كلاهما عن محمد بن سيرين، عن أفلح مولى أبي أيوب، عن أبي أيوب. وإسناده صحيح.

وأخرجه عبد الرزاق (769) من طريق أيوب السختياني، عن ابن سيرين، عن أبي أيوب، ولم يرفعه، وأسقط الواسطة بين ابن سيرين وأبي أيوب. =

ص: 549

23575 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ السَّائِبَةِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سُعَادَ - وَكَانَ مَرْضِيًّا مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ -، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" الْمَاءُ مِنَ الْمَاءِ "(1).

23576 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ يَرْوِيهِ قَالَ:" لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، يَلْتَقِيَانِ فَيَصُدُّ هَذَا وَيَصُدُّ هَذَا، وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلَامِ "(2).

= وأورد الحديث الحافظُ ابن حجر في "المطالب العالية"(100)، وقال بعد أن عزاه لابن أبي شيبة: صحيح. وأشار إلى صحته أيضاً في "فتح الباري" 1/ 305.

وفي المسح على الخُفَّين انظر حديث المغيرة بن شعبة السالف برقم (18134).

(1)

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عبد الرحمن بن السائبة وعبد الرحمن بن سعاد.

وأخرجه الدارمي (758) من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد.

وانظر (23531).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو في "المصنف"(20223)، ومن طريق عبد الرزاق أخرجه عبد بن حميد (223)، ومسلم (2560)، وأبو عوانة في البر والصلة كما في "إتحاف المهرة" 4/ 338، والطبراني (3949)، والبيهقي في "السنن" 10/ 63، وفي "الشعب"(6618).

وانظر (23528).

ص: 550

23577 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا أَتَى أَحَدُكُمُ الْغَائِطَ، فَلَا يَسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةَ وَلَا يَسْتَدْبِرْهَا، وَلَكِنْ لِيُشَرِّقْ أَوْ لِيُغَرِّبْ ".

قَالَ أَبُو أَيُّوبَ: فَلَمَّا قَدِمْنَا الشَّامَ، وَجَدْنَا مَرَاحِيضَ جُعِلَتْ نَحْوَ الْقِبْلَةِ، فَنَنْحَرِفُ وَنَسْتَغْفِرُ اللهَ (1).

23578 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ. وَحَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ. وَرَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ حُنَيْنٍ مَوْلَى آلِ عَبَّاسٍ - وَقَالَ رَوْحٌ: مَوْلَى عَبَّاسٍ - أَنَّهُ أَخْبَرَهُ عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ حُنَيْنٍ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ ابْنِ عَبَّاسٍ وَالْمِسْوَرِ بِالْأَبْوَاءِ، فَتَحَدَّثْنَا حَتَّى ذَكَرْنَا غَسْلَ الْمُحْرِمِ رَأْسَهُ، فَقَالَ الْمِسْوَرُ: لَا، وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: بَلَى، فَأَرْسَلَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ إِلَى أَبِي أَيُّوبَ: يَقْرَأُ عَلَيْكَ ابْنُ أَخِيكَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ السَّلَامَ، وَيَسْأَلُكَ: كَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَغْسِلُ رَأْسَهُ مُحْرِمًا؟ قَالَ: فَوَجَدَهُ يَغْتَسِلُ بَيْنَ قَرْنَيْ بِئْرٍ قَدْ سُتِرَ عَلَيْهِ بِثَوْبٍ، فَلَمَّا اسْتَبَنْتُ لَهُ، ضَمَّ الثَّوْبَ إِلَى صَدْرِهِ حَتَّى بَدَا لِي

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه أبو عوانة (506)، وابن حبان (1416)، والطبراني في "الكبير"(3935) من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد.

وانظر (23524).

ص: 551

وَجْهُهُ، وَرَأَيْتُهُ وَإِنْسَانٌ قَائِمٌ يَصُبُّ عَلَى رَأْسِهِ الْمَاءَ، قَالَ: فَأَشَارَ أَبُو أَيُّوبَ بِيَدَيْهِ عَلَى رَأْسِهِ جَمِيعًا، عَلَى جَمِيعِ رَأْسِهِ، فَأَقْبَلَ بِهِمَا وَأَدْبَرَ، فَقَالَ الْمِسْوَرُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: لَا أُمَارِيكَ أَبَدًا.

قَالَ الْحَجَّاجُ وَرَوْحٌ: فَلَمَّا انْتَسَبْتُ لَهُ وَسَأَلْتُهُ، ضَمَّ الثَّوْبَ إِلَى صَدْرِهِ حَتَّى بَدَا لِي رَأْسُهُ وَوَجْهُهُ، وَإِنْسَانٌ قَائِمٌ (1).

23579 -

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، سَمِعْتُ أَبَا أَيُّوبَ يُخْبِرُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا تَسْتَقْبِلُوا الْقِبْلَةَ بِغَائِطٍ وَلَا بَوْلٍ، وَلَكِنْ شَرِّقُوا أَوْ غَرِّبُوا ".

قَالَ أَبُو أَيُّوبَ: فَقَدِمْنَا الشَّامَ فَوَجَدْنَا مَرَاحِيضَ جُعِلَتْ نَحْوَ الْقِبْلَةِ، فَنَنْحَرِفُ وَنَسْتَغْفِرُ اللهَ (2).

(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. محمد بن بكر: هو البُرْساني، وحجَّاج: هو ابن محمد المصيصي، وروح: هو ابن عبادة، وابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج.

وأخرجه أبو عوانة في الحج كما في "إتحاف المهرة" 4/ 363 من طريق روح ابن عبادة، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (1205)(92)، وأبو عوانة كما في "إتحاف المهرة"، والطبراني (3979) من طرق عن ابن جريج، به.

وسلف مختصراً برقم (23529).

(2)

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة.

وأخرجه الشافعي في "المسند" 1/ 28، والحميدي (378)، والدارمي (665)، والبخاري (394)، ومسلم (264)، وأبو داود (9)، والترمذي (8)، والنسائي في =

ص: 552

23580 -

حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " صَلُّوا الْمَغْرِبَ لِفِطْرِ الصَّائِمِ، وَبَادِرُوا طُلُوعَ النُّجُومِ "(1).

23581 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ، عَنْ مَكْحُولٍ. وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ مَكْحُولٍ (2) قَالَ:

= "المجتبى" 1/ 22 - 23، وابن خزيمة (57)، وأبو عوانة (505)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 232، والشاشي (1113)، والطبراني (3937)، والبيهقي 1/ 91، وابن عبد البر في "التمهيد" 1/ 304، والبغوي في "شرح السنة"(174)، والحازمي في "الاعتبار" ص 24 من طريق سفيان، بهذا الإسناد.

قال الحميدي: قيل لسفيان: فإن نافع بن عمر الجمحي لا يسنده! فقال: لكني أحفظه وأسنده كما قلت لك.

وانظر (23524).

(1)

حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير الرجل المبهم الذي يروي عن أبي أيوب، وهو أسلم بن يزيد أبو عمران كما جاء مسمَّىً فيما سلف برقم (23521)، وهو ثقة من رجال "السنن". ابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث بن أبي ذئب القرشي.

وأخرجه الطيالسي (600) عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد. بلفظ: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي المغرب فِطرَ الصائم مبادرَةَ طلوع النجم.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 329 - 330 عن معاوية بن هشام، عن ابن أبي ذئب، عن أبي حبيبة (!) أنه بلغه عن أبي أيوب الأنصاري، فذكر الحديث.

وسلف برقم (23521).

(2)

قوله: "وحدثنا محمد بن يزيد، عن حجاج، عن مكحول" أُشير إلى حذفه =

ص: 553

قَالَ أَبُو أَيُّوبَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَرْبَعٌ مِنْ سُنَنِ الْمُرْسَلِينَ: التَّعَطُّرُ، وَالنِّكَاحُ، وَالسِّوَاكُ، وَالْحَيَاءُ "(1).

= في (ظ 5)، ولم يذكر هذا الطريق الحافظ ابن حجر في "أطراف المسند" 6/ 59 - 60، وابن كثير في "جامع المسانيد" 5/ ورقة 51، لكن رواية محمد بن يزيد لهذا الحديث معروفة عند أهل العلم، فقد أشار إليها الترمذي بإثر الحديث (1080)، والله تعالى أعلم.

(1)

إسناده ضعيف، حجاج بن أرطاة ليس بذاك القوي، وهو مدلس وقد عنعن، ومكحول عن أبي أيوب مرسل، بينهما في هذا الحديث -كما سيأتي- أبو الشِّمال بن ضباب، وهو مجهول. يزيد: هو ابن هارون، ومحمد بن يزيد: هو الكَلاعي الواسطي.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 170، وعبد بن حميد (220) عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد- وقال فيه:"الحنَّاء" بدل "الحياء".

وأخرجه عبد الرزاق (10390) عن يحيى بن العلاء، عن الحجاج بن أرطاة، نحوه- وقال فيه: الختان.

وأخرجه الترمذي (1080)، والطبراني في "الكبير"(4805)، وفي "الشاميين"(3590) من طريق حفص بن غياث، والترمذي بإثر (1080)، والطبراني في "الكبير"(4805)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(7719) من طريق عباد بن العوام، كلاهما عن الحجاج بن أرطاة، عن مكحول، عن أبي الشمال بن ضِباب، عن أبي أيوب. قال الترمذي: حديث أبي أيوب حديث حسن غريب!

قال الترمذي: روى هذا الحديث هشيم ومحمد بن يزيد الواسطي وأبو معاوية وغير واحد، عن الحجاج، عن مكحول، عن أبي أيوب، ولم يذكروا فيه عن أبي الشمال، وحديث حفص بن غياث وعباد بن العوام أصح.

وفي الباب عن مليح بن عبد الله الخطمي عن أبيه عن جده عند البزار (500 - كشف الأستار)، والدولابي في "الكنى والأسماء" 1/ 42، ولفظه: "خمس من =

ص: 554

23582 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا أَبُو أَيُّوبَ وَعُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ يَوْمَئِذٍ عَلَى مِصْرَ، فَأَخَّرَ الْمَغْرِبَ، فَقَامَ إِلَيْهِ أَبُو أَيُّوبَ، فَقَالَ: مَا هَذِهِ الصَّلَاةُ يَا عُقْبَةُ؟ قَالَ: شُغِلْنَا. قَالَ: أَمَا وَاللهِ مَا بِي إِلَّا أَنْ يَظُنَّ النَّاسُ أَنَّكَ رَأَيْتَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَصْنَعُ هَذَا؟ أَمَا سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَا تَزَالُ أُمَّتِي بِخَيْرٍ - أَوْ عَلَى الْفِطْرَةِ - مَا لَمْ يُؤَخِّرُوا الْمَغْرِبَ إِلَى أَنْ تَشْتَبِكَ النُّجُومُ "؟ (1).

23583 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ

= سنن المرسلين: الحياء، والحلم، والحجامة، والسواك، والتعطُّر".

ومثله عن ابن عباس عند الطبراني في "الكبير"(11445)، وذكر فيه النكاح مكان السواك. وكلا الحديثين إسناده ضعيف لا تقوم به حُجَّة.

قوله: "والحياء" بالياء المثنَّاة، وفي نسخة (ق) و"تفسير ابن كثير" 4/ 389:"والحناء" بالنون، قال السندي في "حاشيته": قال العراقي في "شرح الترمذي": في روايتنا بفتح الحاء المهملة وبعدها ياء مثنَّاة من تحت، وصحَّفه بعضهم بكسر الحاء وتشديد النون.

وقال ابن القيم في "زاد المعاد" 4/ 252: روي في "الجامع" بالنون والياء، وسمعت أبا الحجَّاج الحافظ (يعني المِزِّي) يقول: الصواب أنه الخِتان، وسقطت النون من الحاشية، وكذلك رواه المحاملي عن شيخ أبي عيسى الترمذي.

(1)

إسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق.

وهو مكرر (23535).

ص: 555

قَالَ: " مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، عَشْرَ مِرَّارٍ، كَانَ كَمَنْ أَعْتَقَ أَرْبَعَ رِقَابٍ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ ".

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي السَّفَرِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ رَبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ بِمِثْلِ ذَلِكَ. قَالَ: فَقُلْتُ لِلَّربِيعِ مِمَّنْ سَمِعْتَهُ؟ فَقَالَ: مِنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ. فَقُلْتُ لِعَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ: مِمَّنْ سَمِعْتَهُ؟ فَقَالَ: مِنْ ابْنِ أَبِي لَيْلَى. فَقُلْتُ لِابْنِ أَبِي لَيْلَى: مِمَّنْ سَمِعْتَهُ؟ قَالَ: مِنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ يُحَدِّثُهُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم (1).

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي من أجل عمر بن أبي زائدة. روح: هو ابن عبادة، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله بن عبيد السبيعي.

وأخرجه أبو عوانة كما في "إتحاف المهرة" 4/ 369 من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (6404)، ومسلم (2693) من طريق أبي عامر عبد الملك بن عمرو، عن عمر بن أبي زائدة، به.

وأخرجه الطبراني (4023) من طريق حديج بن معاوية، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون، عن الربيع بن خثيم، عن ابن أبي ليلى، عن أبي أيوب.

وذكره البخاري تعليقاً بإثر (6404) عن إبراهيم بن يوسف، عن أبيه، عن أبي إسحاق، به- ولم يذكر الربيع بن خثيم فيه.

وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(120) من طريق زهير بن معاوية وإسرائيل، و (121) من طريق زيد بن أبي أُنيسة، ثلاثتهم عن أبي إسحاق، به عن أبي أيوب موقوفاً، ولم يذكر زيدٌ عبدَ الرحمن بن أبي ليلى.

وأخرجه الدارقطني في "العلل" 6/ 102 - 103، والطبراني (4020) من طريق شعبة، عن عبد الله بن أبي السفر، عن الشعبي، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبي أيوب. =

ص: 556

23584 -

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ وَصَالِحٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ عَطَاءَ بْنَ يَزِيدَ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثٍ، يَلْتَقِيَانِ فَيَصُدُّ هَذَا وَيَصُدُّ هَذَا، وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلَامِ "(1).

= وأخرجه حسين المروزي في زياداته على "زهد" ابن المبارك (118)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(113)، والشاشي في "مسنده"(1149)، والطبراني (4022) والبيهقي في "شعب الإيمان"(594) و (595)، وابن حجر في "تغليق التعليق" 5/ 152 من طريق إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، عن الربيع بن خثيم، فذكره، ثم سأله الشعبي عمن سمعه

إلخ.

وأخرجه النسائي (118)، والبيهقي في "الشعب"(2544) من طريق زائدة بن قدامة، عن منصور بن المعتمر، عن هلال بن يساف، عن الربيع بن خثيم، عن عمرو ابن ميمون، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن امرأة، عن أبي أيوب- وزاد في أوله: "من قرأ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}

" الحديث، وقد سلفت هذه الزيادة برقم (23554).

وخالف زائدةَ بن قدامة أبو المحيَّاة يحيى بن يعلى عند النسائي (117) فرواه عن منصور بن المعتمر، عن هلال بن يساف، عن ربيع بن خثيم، عن عبد الله بن مسعود قوله.

وهو من حديث ابن مسعود من طريق هلال بن يِساف عند النسائي (114) و (115) و (116)، وأشار إليه البخاري عقب الحديث (6404).

وانظر ما سلف برقم (23516).

(1)

إسناده صحيح على شرط الشيخين من جهة مالك، وقرينه صالح: هو ابن أبي الأخضر، وهو ضعيف. =

ص: 557

23585 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي صَالِحٍ قَالَ: أَقْبَلَ مَرْوَانُ يَوْمًا فَوَجَدَ رَجُلًا وَاضِعًا وَجْهَهُ عَلَى الْقَبْرِ، فَقَالَ: أَتَدْرِي مَا تَصْنَعُ؟ فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ فَإِذَا هُوَ أَبُو أَيُّوبَ، فَقَالَ: نَعَمْ، جِئْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَلَمْ آتِ الْحَجَرَ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" لَا تَبْكُوا عَلَى الدِّينِ إِذَا وَلِيَهُ أَهْلُهُ، وَلَكِنْ ابْكُوا عَلَيْهِ إِذَا وَلِيَهُ غَيْرُ أَهْلِهِ "(1).

= وأخرجه أبو عوانة في البر والصلة كما في "إتحاف المهرة" 4/ 378 من طريق روح ابن عبادة، بهذا الإسناد.

وهو عند مالك في "الموطأ" 2/ 906 - 907، ومن طريقه أخرجه البخاري في "الصحيح"(6077)، وفي "الأدب المفرد"(406)، ومسلم (2560)، وأبو داود (4911)، وأبو عوانة في البر والصلة -كما في "إتحاف المهرة" 4/ 378 - ، والشاشي في "مسنده"(1109) و (1110)، وابن حبان (5669) و (5670)، والطبراني (3950)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(881)، والبيهقي في "الشعب"(6617)، والبغوي (3521).

وانظر (23528).

(1)

إسناده ضعيف لجهالة داود بن أبي صالح، وكثير بن زيد مختلف فيه، حسَّن القول فيه جماعة، وضعَّفه آخرون، وفي متنه نكارة.

وأخرجه الحاكم 4/ 515 من طريق أبي عامر عبد الملك بن عمرو، بهذا الإسناد. وصحَّحه!

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(3999)، وفي "الأوسط"(286) و (3962) من طريق حاتم بن إسماعيل، عن كثير بن زيد، عن المطلب بن عبد الله بن حنطب قال: قال أبو أيوب الأنصاري

فذكره دون قصة. وشيخ الطبراني فيه: أحمد ابن رشدين المصري، وهو ضعيف. =

ص: 558

23586 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي أَيُّوبَ - حَدَّثَنِي شُرَحْبِيلُ بْنُ شَرِيكٍ الْمَعَافِرِيُّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيَّ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " غَدْوَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ أَوْ رَوْحَةٌ، خَيْرٌ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ وَغَرَبَتْ "(1).

23587 -

حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَخِيهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد جيد، رجاله ثقات رجال الشيخين غير شرحبيل ابن شريك المعافري، فمن رجال مسلم، وهو صدوق. أبو عبد الرحمن شيخ المصنِّف: هو عبد الله بن يزيد المقرئ، وأبو عبد الرحمن الحبلي: اسمه أيضاً عبد الله بن يزيد المعافري.

وأخرجه ابن أبي شيبة 5/ 284 - 285، وعبد بن حميد (225)، ومسلم (1883)، وابن أبي عاصم في "الجهاد"(64)، وفي "الزهد"(244)، والنسائي 6/ 15، وأبو عوانة 5/ 48، والشاشي (1135)، والطبراني في "الكبير"(4079) من طريق أبي عبد الرحمن المقرئ، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (1883) من طريق عبد الله بن المبارك، عن سعيد بن أبي أيوب وحيوة بن شريح، عن شرحبيل بن شريك، به.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(4078)، وفي "الأوسط"(8662) من طريق الليث، عن شرحبيل بن شريك، به.

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (10883)، وانظر تتمة أحاديث الباب هناك.

ص: 559

فَلْيَقُلِ: الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ، وَلْيَقُلِ الَّذِي يُشَمِّتُهُ: يَرْحَمُكُمُ اللهُ، وَلْيَقُلِ الَّذِي يَرُدُّ عَلَيْهِ: يَهْدِيكُمُ اللهُ وَيُصْلِحُ بَالَكُمْ " (1).

23588 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَخِيهِ - قَالَ: وَقَدْ رَأَيْتُ أَخَاهُ - عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ مِثْلَهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ:" وَلْيَقُلْ هُوَ يَهْدِيكَ اللهُ وَيُصْلِحُ بَالَكَ " أَوْ قَالَ: " يَهْدِيكُمُ اللهُ وَيُصْلِحُ بَالَكُمْ "(2).

23589 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ بُكَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ تِعْلَى (3)، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ صَبْرِ الدَّابَّةِ. قَالَ أَبُو أَيُّوبَ: لَوْ كَانَتْ لِي دَجَاجَةٌ مَا صَبَرْتُهَا (4).

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى.

وقد سلف برقم (23557).

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.

حسين. هو ابن محمد بن بَهْرام المرُّوذي.

(3)

تصحف في (م) و (ظ 2) و (ق) إلى: يعلى.

(4)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة والد بُكَير -واسمه عبد الله بن الأشج- فإنه لم يرو عنه غير ابنه، ولم يوثقه سوى ابن حبان 5/ 14، وهو غير مترجم في "الإكمال" و"التعجيل" مع أنه من شرطهما! أبو عاصم: هو الضحاك بن مَخْلَد. =

ص: 560

23590 -

حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ بُكَيْرٍ، عَنْ ابْنِ تِعْلَى (1) قَالَ: غَزَوْنَا مَعَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ، فَأُتِيَ بِأَرْبَعَةِ أَعْلَاجٍ مِنَ الْعَدُوِّ، فَأَمَرَ بِهِمْ فَقُتِلُوا صَبْرًا بِالنَّبْلِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ أَبَا أَيُّوبَ

= وأخرجه الدارمي (1974)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 182، والشاشي في "مسنده"(1160) و (1161)، والطبراني (4001)، والبيهقي 9/ 71 من طريق أبي عاصم، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن حبان (5609) من طريق زيد بن أبي أنيسة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن بكير بن الأشج، عن عبيد بن تعلى، به. لم يذكر والد بكير.

وأخرجه الطبراني (4003) من طريق يحيى بن سعيد الأموي، والطحاوي 3/ 182، والبيهقي 9/ 71 من طريق أحمد بن خالد الوهبي، كلاهما عن ابن إسحاقَ، عن بكير بن عبد الله، عن أبيه، به. وسقط اسم يحيى من مطبوع الطبراني.

وأخرجه ابن أبي شيبة 5/ 398، والطبراني (4004) من طريق عبد الرحيم بن سليمان، عن محمد بن إسحاق، عن بكير بن عبد الله، عن عبيد بن تعلى، به. لم يذكر والدَ بكير في الإسناد.

وأخرجه الطبراني (4005) من طريق عبيد الله بن أبي جعفر، عن بكير، عن ابن تعلى، به.

قال المزي في "تهذيب الكمال" 19/ 191: والصحيح قول من قال: عن أبيه.

وانظر ما بعده.

وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4622)، وانظر تتمة أحاديث الباب هناك.

وصَبْر الدابَّة: أن تُمسَك حيَّةً ثم تُرمَى بشيءٍ حتى تموت.

(1)

تحرف في (م) و (ظ 2) و (ق) إلى: أبي يعلى.

ص: 561

فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَنْهَى عَنْ قَتْلِ الصَّبْرِ (1).

23591 -

حَدَّثَنِي عَتَّابٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا بُكَيْرُ بْنُ الْأَشَجِّ، أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ، أَنَّ عُبَيْدَ بْنَ تِعْلَى حَدَّثَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا أَيُّوبَ يَقُولُ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ صَبْرِ الدَّابَّةِ (2).

(1) المرفوع منه صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، فإن فيه -على الصواب- بين بكير بن عبد الله وبين ابن تِعْلى والدَ بكيرٍ عبدَ الله بن الأَشجِّ، وهو مجهول كما سلف بيانه في الحديث السابق.

سريج: هو ابن النعمان، وابن وهب: اسمه عبد الله.

وأخرجه سعيد بن منصور (2667)، وعنه أبو داود (2687)، وأخرجه ابن حبان (5610) من طريق حرملة بن يحيى، كلاهما (سعيد وحرملة) عن عبد الله بن وهب، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 182 عن أحمد بن عبد الرحمن ابن وهب، والطبراني في "الكبير"(4002)، ومن طريقه المزي في ترجمة عبيد بن تعلى من "تهذيب الكمال" 19/ 190 - 191، من طريق أحمد بن صالح، كلاهما عن ابن وهب، به - وذكر فيه عبدَ الله بنَ الأشج، وقرن أحمد بن عبد الرحمن بعمرو بن الحارث ابن لهيعة، وسيأتي حديثه في الرواية التالية.

(2)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقيه. عتَّاب: هو ابن زياد الخراساني، وعبد الله: هو ابن المبارك.

وأخرجه الطيالسي (595) عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 182 من طريق ابن وهب، عن عمرو بن الحارث وابن لهيعة، به.

وانظر ما قبله.

ص: 562

23592 -

حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَخِيهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ: أَنَّهُ كَانَ فِي سَهْوَةٍ لَهُ، فَكَانَتِ الْغُولُ تَجِيءُ فَتَأْخُذُ، فَشَكَاهَا إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:" إِذَا رَأَيْتَهَا فَقُلْ: بِاسْمِ اللهِ، أَجِيبِي رَسُولَ اللهِ " قَالَ: فَجَاءَتْ، فَقَالَ لَهَا، فَأَخَذَهَا، فَقَالَتْ لَهُ: إِنِّي لَا أَعُودُ. فَأَرْسَلَهَا، فَجَاءَ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ؟ " قَالَ: أَخَذْتُهَا، فَقَالَتْ لِي: إِنِّي لَا أَعُودُ، فَأَرْسَلْتُهَا. فَقَالَ:" إِنَّهَا عَائِدَةٌ " فَأَخَذْتُهَا مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، كُلَّ ذَلِكَ تَقُولُ: لَا أَعُودُ، وَيَجِيءُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَيَقُولُ:" مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ؟ " فَيَقُولُ: أَخَذْتُهَا، فَتَقُولُ: لَا أَعُودُ. فَيَقُولُ: " إِنَّهَا عَائِدَةٌ " فَأَخَذَهَا فَقَالَتْ: أَرْسِلْنِي وَأُعَلِّمُكَ شَيْئًا تَقُولُهُ فَلَا يَقْرَبُكَ شَيْءٌ، آيَةَ الْكُرْسِيِّ. فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ:" صَدَقَتْ وَهِيَ كَذُوبٌ "(1).

(1) إسناده ضعيف لسوء حفظ ابن أبي ليلى: واسمه محمد بن عبد الرحمن ابن أبي ليلى. أبو أحمد: هو الزبيري محمد بن عبد الله بن الزبير، وسفيان: هو الثوري، وأخو محمد بن عبد الرحمن: اسمه عيسى.

وأخرجه الترمذي (2880)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(787)، والطبراني (4011)، وأبو الشيخ في "العظمة"(1108)، والحاكم 3/ 459، وأبو نعيم في "دلائل النبوة"(545) من طريق أبي أحمد الزبيري محمد بن عبد الله بن الزبير، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب!

وأخرجه الطبراني (4012) و (4013) و (4014)، وأبو الشيخ في "العظمة"(1110) من طرق عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، بنحوه. ولا يخلو إسناد منها من ضعف. =

ص: 563

23593 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، فَذَكَرَ هَذَا الْحَدِيثَ بِإِسْنَادِهِ، يَعْنِي: حَدِيثَ الْغُولِ. قَالَ أَبُو أَيُّوبَ خَالِدُ بْنُ زَيْدٍ (1).

23594 -

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي ظِبْيَانَ قَالَ:

= وأخرجه الحاكم 3/ 459 من طريق عبد الرحمن بن أبي عمرة، عن أبيه، عن أبي أيوب، بنحوه. وفي إسناده ابن لهيعة، وهو سيئ الحفظ.

وأخرج الحاكم أيضاً 3/ 458 - 459 من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم نازلاً على أبي أيوب الأنصاري .. فذكر نحو هذه القصة. وإسناده ضعيف.

قال الحاكم عقب إخراجه الحديث: هذه الأسانيد إذا جمع بينها صارت حديثاً مشهوراً، والله أعلم.

وقال الذهبي عن طريق أحمد: هذا أجود طرق الحديث. قلنا: ومع ذلك فهو ضعيف.

وفي الباب عن أبي بن كعب عند النسائي في "عمل اليوم والليلة"(960)، وابن حبان (784).

وعن أبي هريرة عند البخاري تعليقاً (2311)، ووصله النسائي في "عمل اليوم والليلة"(959).

وانظر تتمة أحاديث الباب في "صحيح ابن حبان"(784).

السَّهوة، قال ابن الأثير في "النهاية": بيت صغير منحدر في الأرض قليلاً، شبيه بالمخدع والخِزانة، وقيل: هو كالصُّفَّة تكون بين يدي البيت، وقيل: شبيه بالرف أو الطاق يوضع فيه الشيء.

والغول: قال ابن الأثير: أَحد الغِيلان، وهي جنس من الجن والشياطين.

(1)

إسناده ضعيف كسابقه. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزهري.

ص: 564

غَزَا أَبُو أَيُّوبَ مَعَ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ قَالَ: فَقَالَ: إِذَا أَنَا مِتُّ فَأَدْخِلُونِي أَرْضَ الْعَدُوِّ فَادْفِنُونِي تَحْتَ أَقْدَامِكُمْ حَيْثُ تَلْقَوْنَ الْعَدُوَّ. قَالَ: ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ "(1).

23595 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَحُجَيْنٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ سُفْيَانَ الثَّقَفِيِّ: أَنَّهُمْ غَزَوْا غَزْوَةَ السُّلَاسِلِ، فَفَاتَهُمُ الْغَزْوُ فَرَابَطُوا، ثُمَّ رَجَعُوا إِلَى مُعَاوِيَةَ، وَعِنْدَهُ أَبُو أَيُّوبَ وَعُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ، فَقَالَ عَاصِمٌ، يَا أَبَا أَيُّوبَ، فَاتَنَا الْغَزْوُ الْعَامَ، وَقَدْ أُخْبِرْنَا أَنَّهُ مَنْ صَلَّى فِي الْمَسْجِدِ - وَقَالَ حُجَيْنٌ: الْمَسَاجِدِ الْأَرْبَعَةِ - غُفِرَ لَهُ ذَنْبُهُ. فَقَالَ: ابْنَ أَخِي، أَدُلُّكَ عَلَى أَيْسَرَ مِنْ ذَلِكَ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" مَنْ تَوَضَّأَ كَمَا أُمِرَ، وَصَلَّى كَمَا أُمِرَ، غُفِرَ لَهُ مَا قَدَّمَ مِنْ عَمَلٍ ". أَكَذَاكَ يَا عُقْبَةُ؟ قَالَ: نَعَمْ (2).

(1) صحيح بمجموع طرقه كما سلف عند الروايتين (23523) و (23560).

(2)

المرفوع منه صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد، سفيان بن عبد الرحمن -وهو حفيد عاصم بن سفيان- روى عنه اثنان. وذكره ابن حبان في "الثقات"، وجده عاصم صدوق، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. حجين: هو ابن المثنَّى، وأبو الزبير: هو محمد بن مسلم المكي.

وأخرجه عبد بن حميد (227)، والدارمي (717)، وابن ماجه (1396)، والنسائي في "المجتبى" 1/ 90، والشاشي (1131)، وابن حبان (1042)، =

ص: 565

23596 -

حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ أَبِي الْوَلِيدِ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ خَالِدِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ، حَدَّثَهُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ صَاحِبِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهُ: " اكْتُمِ الْخِطْبَةَ (1)، ثُمَّ تَوَضَّأْ فَأَحْسِنْ وُضُوءَكَ، وَصَلِّ مَا كَتَبَ اللهُ لَكَ، ثُمَّ احْمَدْ رَبَّكَ وَمَجِّدْهُ، ثُمَّ قُلْ: اللهُمَّ إِنَّكَ تَقْدِرُ وَلَا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلَا أَعْلَمُ، أَنْتَ عَلَّامُ

= والطبراني (3994)، والمزي في ترجمة سفيان من "تهذيب الكمال" 11/ 172 - 173 من طرق عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد- بعضهم يختصره.

وجاء عند ابن ماجه والدارمي: سفيان بن عبد الله، زاد ابن ماجه: أظنه. قال المزي في "تحفة الأشراف" 3/ 91 عن طريق ابن ماجه: كذا قال، والصواب: عن سفيان بن عبد الرحمن.

وأخرجه الطبراني (3995) من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن علي بن إبراهيم بن إسماعيل، عن أبي الزبير، عن علقمة بن سفيان بن عبد الله الثقفي الطائفي، عن أبي أيوب، به، مختصراً.

وأورد المزي في "التحفة" طريق الدراوردي، إلا أنه جعله عن إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع، بدل علي بن إبراهيم بن إسماعيل.

وله شاهد من حديث عثمان عند الطبراني في "الكبير"(149)، وأبي نعيم في "الحلية" 5/ 8. وسنده صحيح، وأصله في "الصحيحين"، وسلف برقم (418).

وفي الباب أيضاً عن عقبة بن عامر، سلف برقم (17314).

وفي باب فضل الوضوء فقط عن أبي هريرة، سلف برقم (8020)، وذكرنا هناك أحاديث الباب.

(1)

في (م) و (ظ 2): الخطيبة.

ص: 566

الْغُيُوبِ، فَإِنْ رَأَيْتَ لِي فِي فُلَانَةَ - تُسَمِّيهَا بِاسْمِهَا - خَيْرًا فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَآخِرَتِي، وَإِنْ كَانَ غَيْرُهَا خَيْرًا لِي مِنْهَا فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَآخِرَتِي فَاقْضِ لِي بِهَا " أَوْ قَالَ:" فَاقْدُرْهَا لِي "(1).

23597 -

حَدَّثَنَا هَارُونُ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي حَيْوَةُ، أَنَّ الْوَلِيدَ بْنَ أَبِي (2) الْوَلِيدِ أَخْبَرَهُ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ وَمَعْنَاهُ (3).

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، أيوب بن خالد فيه لِينٌ، وأبوه خالد مجهول، انفرد ابنه بالرواية عنه، وقد ذهب غير واحد من أهل العلم إلى أن أبا أيوب جد أيوب بن خالد لأمه، فخالد والده زوج عمرة بنت أبي أيوب، انظر ترجمة أيوب بن خالد من "تهذيب الكمال" و"تهذيب التهذيب".

حسن: هو ابن موسى الأشيَب، وابن لهيعة: هو عبد الله، وهو سيئ الحفظ، لكنه توبع في الطريق التالي.

وانظر ما بعده.

(2)

لفظة "أبي" سقطت من (م).

(3)

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه. هارون: هو ابن معروف، وابن وهب: هو عبد الله، وحيوة: هو ابن شريح المصري.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 413، وابن خزيمة (1220)، وابن حبان (4040)، والطبراني (3901)، والحاكم 1/ 314 و 2/ 165، والبيهقي 7/ 147 - 148 من طرق عن ابن وهب، بهذا الإسناد.

وفي باب صلاة الاستخارة عن جابر، سلف برقم (14707)، وانظر أحاديث الباب هناك.

تنبيه: وقع في (م) والنسخ الخطية بإثر هذا الحديث: "مئة واثنا عشر حديثاً" وكأنه يشير إلى عِدَّة ما خرَّجه المصنف عن أبي أيوب من الأحاديث، والذي بين أيدينا في هذا المسند مئة وحديث واحد، والله تعالى أعلم.

ص: 567